صحيفة ليبيا الجديدة - العدد 348

Page 9

‫تقارير‬

‫ال�سنة الثالثة الثالثاء ‪ 13‬ربيع الأول ‪ 1434‬هـ املوافق ‪ 14‬يناير ‪ 2013‬ميالدية‬

‫العدد (‪)348‬‬

‫‪9‬‬

‫بوصلة الغدر تتجه غرب ًا‪:‬‬

‫حسن‪ ،‬الدروعي وكيل وزارة الصناعة‬ ‫باغتيال‬ ‫ودولية‬ ‫محلية‬ ‫ات‬ ‫د‬ ‫تندي‬ ‫‪،‬‬

‫ليبيا الجديدة ـ خاص‬ ‫الصورة‪ :‬إبراهيم حماد‬ ‫وبحسب مقربين للعائلة فإن «الدروعي» كان قد لفظ أنفاسه‬ ‫األخيرة قبل الوصول إلى مستشفى ابن سينا بالمدينة‪. ‬‬ ‫وأشار إلى أن جسده تضرر من الرصاص بطريقة بشعة أدت‬ ‫إلى تشويه مالمح وجهه وشبه بتر كامل لذراعه اليسرى‪.‬‬ ‫من جانبه أكد تقرير الطبيب الشرعي أن جسد المغدور تلقى‬ ‫ستين طلقة من عيار كالشن كوف أدت إلى وفاته‪.‬‬ ‫كما ذكرت مصادر مقربة من المغدور أن قنبلة صنع محلي‬ ‫وم��زودة بجهاز هاتف نقال للتفجير عن بعد كان قد تم‬ ‫تثبيتها في مكان مخفي في سيارة «الدروعي» قبل الحادث‬ ‫إال أنها على مايبدو لم تنفجر بسبب خلل فني ما ولهذا قرر‬ ‫الغادرون اللجوء إلى اغتياله رمي ًا بالرصاص ‪.‬‬ ‫وفي هذه الحالة يتبين جلي ًا أن قاتلي «الدروعي» كانوا قد‬ ‫قرروا أن ال تؤجل عملية اغتياله ليوم آخر‪ ،‬إن إسكاته يجب‬ ‫أن يتم في ذلك اليوم!!‪.‬‬ ‫وتجدر اإلش��ارة إلى أن الدكتور «حسن الدروعي» كان من‬ ‫الشخصيات البارزة ذات العالقة بكل ما يخص مدينة‬ ‫سرت منذ انطالق ثورة السابع عشر من فبراير وكان‬ ‫ممثلها بالمجلس الوطني االنتقالي وأسندت له‬ ‫الكثير من المهام المتعلقة بمختلف األحداث في‬ ‫سرت وما كان ينشأ حولها من مشاكل ومختنقات‬ ‫وكان له الدور الفاعل والبارز في حلها وإخماد ما‬ ‫ترتب عليها من فتن‪.‬‬ ‫كما كان لـلدروعي فضل واسع في التقليل من‬ ‫مستوى الضرر وحقن الدماء خالل مرحلة معارك‬ ‫تحرير سرت ونجح في التفاوض مع أهالي‬ ‫المدينة والقبائل وإقناعهم بحقن‬ ‫الدماء وتوفير مخارج آمنة قبيل‬ ‫انطالق عملية تحرير‬ ‫س���رت ع��ن��دم��ا ك��ان‬ ‫مكلف ًا ب��اإلش��راف‬ ‫ع���ل���ى ال��ج��ب��ه��ة‬ ‫الشرقية للمدينة‬ ‫وال���ت���ن���س���ي���ق‬ ‫ب����ي����ن ق�����وات‬ ‫ال��ث��وار وأه��ال��ي‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫وأش���ار مقربون‬ ‫لـلدروعي أنه إلى‬ ‫جانب اهتمامه‬

‫بقضايا الوطن بشكل عام كان دائم االنشغال بكل ما يتعلق‬ ‫بمدينة سرت وأهلها حريص ًا على حل كل مشاكلها محاو ًال قدر‬ ‫المستطاع أن تواكب المدينة وأهلها جميع ًا التطور واالزدهار‬ ‫والتقدم‪ ،‬كما أنه غالب ًا ما كان يقحم بشكل رسمي من طرف‬ ‫الحكومة للتدخل في حل النزاعات أو القضايا ذات العالقة‬ ‫بالمدينة ‪ ،‬وبحسب مصادر مطلعة فإنه يعتقد بأن «الدروعي»‬ ‫كان ضمن الشخصيات التي كانت تسعى لحل قضية سرقة‬ ‫الخمسين مليون دينار التي تم السطو عليها عندما كانت في‬ ‫طريقها للمدينة الفترة الماضية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأش��ارت ذات المصادر أن هناك شكوكا تدفع بأن مقتل‬ ‫«الدروعي» كان بسبب هذه القضية فيما ذهبت آراء أخرى‬ ‫بأن اغتياله ربما كان على يد أتباع النظام المنهار انتقام ًا منه‬ ‫للدور البارز الذي لعبه خالل مرحلة ثورة ‪17‬فبراير‪.‬‬ ‫وإلى هنا يبقى مقتل «الدروعي» وأسبابه وخلفياته ودوافعه‬ ‫ومنفذوه في حكم المجهول وفي انتظار نتائج التحقيقات‬ ‫التي نتمنى أن ال تقيد ضد مجهول كما قيدت أغلب قضايا‬ ‫االغتياالت السابقة التي نفذت ضد نشطاء سياسيين وضباط‬ ‫في الجيش واألم��ن إال أن قضية اغتيال‬ ‫«ال��دروع��ي» تعد أول عملية اغتيال‬ ‫رجل سياسة رسمي وعضو ب��ارز في‬ ‫الحكومة‪ ،‬ولعل هذا الفارق سيجعل‬ ‫المسؤولين بالحكومة المؤقتة أكثر‬ ‫حرص ًا على كشف الفاعلين حتى ال‬ ‫يكونوا من الالحقين بركب المغدور‬ ‫بهم الحق ًا!!‪.‬‬ ‫نعي‬ ‫من جهتها نعت الحكومة المؤقتة‬ ‫ببالغ األسى والحزن وفاة الفقيد الدكتور‬ ‫«حسن على ال��دروع��ي» وكيل وزارة‬ ‫الصناعة‪ ،‬عضو المجلس الوطنى‬ ‫االنتقالي السابق الذي اغتالته‬ ‫أي���دي ال��غ��در وال��خ��ي��ان��ة يوم‬ ‫السبت الماضي بسرت ‪.‬‬ ‫وقدمت الحكومة في بيان‬ ‫نشر على موقعها اإللكتروني‬ ‫تعازيها الحارة ألسرة الفقيد‬ ‫م��ؤك��دة أن الفقيد كان‬ ‫مثا ًال للتضحية ويقتدى‬ ‫به في تغليب مصلحة‬ ‫ليبيا على غيرها من‬ ‫المصالح‪ ،‬حيث كان‬

‫عملية االغتيال‬ ‫نتيجة مباشرة‬ ‫لتردي الوضع‬ ‫األمني‬

‫‪،،‬‬

‫من الذين لبوا نداء الواجب وانضم إلى ثورة ‪ 17‬من فبراير‬ ‫منذ انطالقها وسخر كل وقته وجهده في نصرتها‪ ،‬واستنكرت‬ ‫الحكومة في بيانها هذا الفعل اإلجرامي الجبان وبأنها لن تدخر‬ ‫جهد ًا في مالحقة الجناة وتقديمهم للعدالة ‪.‬‬ ‫كما نعى أعضاء المؤتمر الوطني العام عن مدينة سرت «حسن‬ ‫الدروعي» وكيل وزارة الصناعة الذي أغتيل بإطالق النار عليه‬ ‫من قبل مجهولين َ‬ ‫وسط مدينة سرت‪.‬‬ ‫واعتبر األعضاء في بيان لهم أن عملية ‪ ‬االغتيال التي طالت‬ ‫«الدروعي» نتيجة مباشرة للوضع األمني المتردي الذي تشهده‬ ‫مدينة سرت‪ .‬‬ ‫تنديد‬ ‫كما نددت الممثلة األعلى للسياسة الخارجية باالتحاد األوروبي‬ ‫كاترين آشتون باغتيال وكيل وزارة الصناعة بليبيا «حسن‬ ‫الدروعي» الذي اغتيل بسرت‪.‬‬ ‫وقالت آشتون‪ ‬في بيان نشرته بعثة االتحاد األوروب��ي في‬ ‫ليبيا على صفحتها على فيس بوك‪ :‬ال يوجد أي مبرر لمثل‬ ‫هذه األعمال اإلرهابية‪ ،‬أعبر عن تعازي لعائلته ولحكومة‬ ‫وشعب ليبيا‪.‬‬ ‫وعبرت آشتون عن تضامنها مع الشعب الليبي ومع تطلعه‬ ‫إلى السالم واالستقرار‪ ،‬مؤكدة دعمها لالنتقال إلى مجتمع‬ ‫ديمقراطي يتأسس على حكم القانون‪.‬‬ ‫وكان االتحاد األوروبي قد عبر عن القلق من التطورات الجارية‬ ‫في الشرق الليبي‪ ،‬مؤكدا دعمه للمؤسسات في طريقها نحو‬ ‫االنتقال الديمقراطي‪.‬‬ ‫صحافة دولية‪:‬‬ ‫واعتبرت جريدة نيويورك تايمز األمريكية أن اغتيال وكيل‬ ‫وزارة الصناعة الليبية وعضو المجلس الوطني االنتقالي‬

‫السابق «حسن الدروعي»‪ ،‬السبت الماضي‪ ،‬مؤشر إلى اتجاه‬ ‫«بوصلة» االغتياالت في ليبيا غربا‪.‬‬ ‫ووقعت حادثة اغتيال أول مسؤول حكومي رفيع منذ‬ ‫اإلطاحة بنظام القذافي‪ ،‬بينما كانت تتم االغتياالت‪،‬‬ ‫خاصة التي تستهدف العسكريين في األغلب‪ ،‬في شرقي‬ ‫البالد‪ ،‬خاصة في مدينتي بنغازي ودرنة‪.‬‬ ‫وفي تقرير نشرته الصحيفة أمس االثنين‪ ،‬رأى معداه‬ ‫«سليمان علي زاوي» (من طرابلس) وديفيد كيرباتريك‬ ‫(م��ن القاهرة)‪ ،‬أن ال��دواف��ع وراء اغتيال «ال��دروع��ي»‪،‬‬ ‫بطلقات اخترقت جسده في حصن القذافي السابق سرت‪،‬‬ ‫قد يعبر عن رغبة أتباع القذافي في االنتقام من «الدروعي»‬ ‫الذي كان عضوا بالمجلس االنتقالي الذي أدار مرحلة الثورة‬ ‫داخليا وخارجيا‪.‬‬ ‫ويضيف التقرير أن مدينة سرت التي وقع فيها اغتيال‬ ‫«الدروعي»‪ ،‬والتي كانت آخر المدن سقوطا في أيدي الثوار‬ ‫وظلت مساندة للقذافي حتى آخر رمق‪ ،‬كانت هي المعقل‬ ‫األكبر لمؤيديه ومنذ ذلك الحين انضمت سرت إلى بنغازي‬ ‫ودرنة لتصبح مواقع ألعمال العنف من قبل متشددين‪.‬‬ ‫فالعديد من المقاتلين من المدن المجاورة انتقلوا إليها‬ ‫في أواخر الثورة ونظموا أنفسهم كجماعات مسلحة‪ ،‬مثل‬ ‫أنصار الشريعة بسرت‪ ،‬والتي تشاركها جماعات نفس االسم‬ ‫ببنغازي ودرنة‪.‬‬ ‫ويتزايد التوتر في البالد مع اقتراب انتخابات هيئة‬ ‫صياغة الدستور‪ ،‬والمعروفة بلجنة الستين‪.‬‬ ‫وقد نجا «علي زيدان»‪ ،‬رئيس الحكومة المؤقتة مؤخر ًا‬ ‫من سحب الثقة التي طلبها المؤتمر الوطني العام‬ ‫والتي تحتاج إلى تصويت ثلثي األعضاء‪ ،‬ووعد زيدان‬ ‫بإجراء تعديل وزاري‪ ،‬ولكن بحسب التقرير فإن كثير ًا من‬ ‫المدنيين قد فقدوا الثقة في المؤتمر الذي انتخبوه منذ‬ ‫عام ‪ 2012‬والذي فشل في إحكام السيطرة على البالد‪،‬‬ ‫مع وجود فرصة صغيرة جد ًا لتحقيق ما وعد به بتسليم‬ ‫السلطة لكيان منتخب بحلول شهر فبراير‪.‬‬ ‫ويضع المتفائلون أم ًال على خطط بعض الدول الغربية‬ ‫ومنها الواليات المتحدة األمريكية لتدريب المجندين‬ ‫بالجيش الليبي ليتمكنوا من ف��رض السيطرة على‬ ‫المليشيات الداخلية التي انتشرت على ط��ول البالد‬ ‫وعرضها‪.‬‬ ‫ويأمل الدبلوماسيون الغربيون بطرابلس أن توفر لجنة‬ ‫كتابة الدستور التي من المفترض أن تتشكل خالل الستين‬ ‫يوم ًا المقبلة زخم ًا وقوة دافعة نحو تكوين الدولة الليبية‬ ‫الجديدة‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.