2
اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّـــﺔ آﺘــﺎب اﻟﺼـﻼة ﻣﻤﻠﻜﺔ »اﻹرادة« اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت
»آﺘﺎب اﻟﺴﻤﺎء« دﻋﺎء إﻟﻰ آﻞّ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت أن ﺗﻠﺘﺰم ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻴﺎة ،وأن ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ، وأن ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ ﺧﻠﻘﻬﺎ اﷲ ﻟﻮﻳﺰا ﺑﻴﻜﺎرﻳﺘﺎ» :اﻻﺑﻨﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ« أذِن ﺑﻄﺒﻊ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴّﺔ ﺳﻴﺎدة اﻟﻤﻄﺮان ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ اﻟﺒﻴﺴﺮي
www.jounoudmariam.com www.saintamaria.com www.facebook.com/jounoudmariam www.facebook.com/groups/jounoudmariam www.facebook.com/groups/kalbmariam ﺗﻌﻨﻰ ﺑﻄﺒﻌﻪ وﻧﺸﺮﻩ ﺟﻤﻌﻴّﺔ "ﺟﻨﻮد ﻣﺮﻳﻢ" ﻋﻠﻢ وﺧﺒﺮ /١٦٧أد
ﻳﻮزّع ﻣﺠﺎﻧﺎً
ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ »ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع واﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ« -ﺳﻦ اﻟﻔﻴﻞ
3
ﻓﻠﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ اﻟﻘﺮار! ﺣﺒﻴﺒﻲ ﻳﺴﻮع ،هﺎ أﻧﺬا أرﺗﻤﻲ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻴﻚ ،ﻓﻬﻠ ّ ﻢ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻲ .أﻧﺖ ﺗﺪرك ﻣﺸﺎﻋﺮي ﺣﻴﺎل ﻣﺎ أوآﻠﺘﻨﻲ ﺑﻜﺸﻔﻪ ﻋﻦ إرادﺗﻚ اﻟﻘﺪّوﺳﺔ ،وأﻧﺖ ﺗﻌﺮف ﻣﺪى اﻹﺣﺮاج اﻟﺬي ﻳﺼﻴﺒﻨﻲ وﻣﻘﺪار اﻻﻧﻔﻌﺎل اﻟﺬي ﻳﻨﺘﺎﺑﻨﻲ ﻣﻦ ﺟﺮّاء ذﻟﻚ ...وﻟﻜﻦّ اﻟﻄﺎﻋﺔ ﻟﻤﺸﻴﺌﺘﻚ ﺗﻘﺘﻀﻲ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ! ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪﻧﻲ أن أﻗﻮم ﺑﺬﻟﻚ؛ وﻗﻮّة اﻟﻌﻠﻲّ ﺗﺪﻓﻌﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻣﻬﻤﺎ آﻠّﻔﻨﻲ اﻷﻣﺮ .أﻓﺘﻜﺮ ﺑﻚ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع؛ أﻧﺖ دﻋﻮﺗﻨﻲ اﻟﻤﻮﻟﻮد اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻹرادﺗﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ. هﺬا اﻟﻤﻮﻟﻮد اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﻜﺎد ﻳﺘﻜﻠّﻢ .ﻓﻤﺎ ﻋﺴﺎي أﻗﻮل؟ ﻟﻦ أﻗﻮى ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻼم إﻻّ ﻋﻦ إرادﺗﻚ؟ وأﻧﺖ ﺗﺘﻜﻔّﻞ ﺑﺎﻟﺒﺎﻗﻲ ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ، ﻳﺎ ﻳﺴﻮع؟ دﻋﻨﻲ أﺧﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ وﻟﺘﺴﻜﺐ إرادﺗﻚ ﻣﻦ ﻧﺴﺞ اﻟﺸﻤﺲ اﻟﺨﺎﻟﺪة رﺳﺎﺋﻞ إﻟﻬﻴّﺔ ﻻ ﻳﻤﺤﻮهﺎ ﻏﺒﺎر اﻟﺰﻣﻦ؛ ذهﺒﻴّﺔ ﺗﺴﻄﻊ، ﺗﺰﺧﺮ ﺑﺎﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ واﻟﻤﻔﺎﻋﻴﻞ ،وﺗﺤﻔﻞ ﺑﻘﻮّة اﻹرادة اﻷﺳﻤﻰ وﺟﺒﺮوﺗﻬﺎ .وﻟﺘﺨﺒﺮ ﻋﻤّﺎ ﺗﺸﻬﺪﻩ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﺎ وﻓﻖ إرادﺗﻚ: آﻴﻒ أﻧّﻬﺎ ﺗﺮﺗﻘﻲ وﺗﺴﻤﻮ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ إرادﺗﻚ؛ آﻴﻒ أﻧّﻬﺎ ﺗﺘﺨﻠّﻰ ﻋﻦ آﻞّ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻓﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻟﺠﺬور؛ آﻴﻒ أﻧّﻬﺎ ﺗﻘﻬﺮ اﻟﻀﻌﻒ ﻓﻴﻬﺎ وآﻞّ اﻟﻨﻮاﻗﺺ ﻟﺘﺴﺘﻌﻴﺪ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ اﻷﺻﻠﻴّﺔ :ﺟﻤﻴﻠﺔ، ﻃﺎهﺮة ،ﺗﻮّاﻗﺔ ﺑﻜّﻠﻴّﺘﻬﺎ إﻟﻰ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ ،ﺗﻤﺎﻣًﺎ آﻤﺎ ﺧﻠﻘﻬﺎ اﷲ ﺑﻴﺪﻳﻪ. ﻓﻜﻦ أﻧﺖ إﻟﻬﻲ ﻣﻦ ﻳﻜﺘﺐ ﺣﻜﺎﻳﺔ إرادﺗﻚ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﻮرق، واﺟﻌﻞ اﻟﻘﺎرئ ﻳﺪرك ﻣﺪى ﺣﺰﻧﻚ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻜّﺮ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻟﻚ، ﻓﻌﺪت ﻣﻜﺮهًﺎ إﻟﻰ اﻷﺧﺪار اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ؛ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن ﺗﺤﺠﺐ أﻧﻮارك ﻋﻦ اﻟﺒﺸﺮ أﺟﻤﻌﻴﻦ ،آﺎﻟﺸﻤﺲ اﻟﻤﻀﻴﺌﺔ ﻓﻲ رﺣﺎب اﻟﺴﻤﺎوات،
4
ﻷﻧّﻚ ﺳﺘﻌﻮد ﻳﻮﻣًﺎ ﻟﺘﺤﻜﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ .ﻧﺴﺄﻟﻚ أن ﺗﺮﺳﻞ ﻣﻦ أﺷﻮاﻗﻚ وﺗﻨﻬّﺪاﺗﻚ ودﻣﻮﻋﻚ ﺷﻌﺎﻋًﺎ ،وأﻇﻬِﺮ ﻣﺎ ﺗﻘﺎﺳﻲ ﻣﻦ اﻷﺳﻰ اﻟﺸﺪﻳﺪ واﻟﻤﺪﻳﺪ ﻷنّ ﺷﻌﺒﻚ ﻧﻔﺎك وﻓﺼﻞ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﻋﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ. وأﻧﺖ اﻟﻴﻮم ﺗﻨﺘﻈﺮ أن ﻳﺪﻋﻮك ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻟﺘﻌﻮد إﻟﻴﻪ ﻣﻠﻜﺎً ﻣﻜﻠّﻼً ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ :ﻓﺘﻤﻠﻚ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء آﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض. ﻧﻨﺎدﻳﻚِ أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻟﻌﻠﻴّﺔ ﻓﻬﻠﻤّﻲ واﻧﺰﻟﻲ اﻷرض! أﻧﺎدﻳﻚ أﻧﺎ أ ّوﻻً هﻠﻤّﻲ واﻣﻠﻜﻲ ﻋﻠﻰ اﻷرض! ﻓﺄﻧﺖِ ﺧﻠﻘﺖ اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻴﻌﻤﻞ ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻚ ،ﻓﻬﻼّ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﺗﺘّﺤﺪ ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻚ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻨﻜّﺮ ﻟﻚ وﺛﺎر ﺑﻮﺟﻬﻚ؟ هﻠﻤّﻲ ﻟﺘﺴﺘﻌﻴﺪ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض واﻟﻜﻮن ﻗﺎﻃﺒﺔ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ اﻟﻼﺋﻘﺔ ﻓﻴﻚ وﺣﺪك. ﺣﺒﺬا ﻟﻮ أهﺐ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻟﻴﻌﺮف اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮﻩ إرادﺗﻚ .أودّ أن أﺗﺨﻠّﻰ ﻋﻦ آﻞّ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻦ ﻣﺮاآﺰ وﻣﻨﺎﺻﺐ وﻣﻄﺎﻣﻊ ﻓﺄﺣﻤﻞ إﻟﻰ آﻞّ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﻗﺒﻠﺔ اﻟﺤﻴﺎة اﻷزﻟﻴّﺔ ،وأﻧﺸﺮ وﺳﻄﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﻮﺟﻮد ،وأﺑﺎرآﻬﺎ ﺑﻤﻐﺎﻧﻢ ﻻ ﺗﻘﺪّر ﺑﺜﻤﻦ ،وأزوّدهﺎ ﺑﻘﻮّة ﻻ ﺗﻘﻬﺮ ،وأﻇﻬﺮ ﻟﻬﺎ هﺬا اﻟﺘﻮق اﻟﺠﺎﻣﺢ ﻓﻲ أن ﺗﺤﻜﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ .وﻟﻦ أﺗﻮاﻧﻰ ﻓﻲ أن أﺟﻌﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻚ ﻟﻴﺴﺘﻘﺒﻠﻚ ﺑﺤﺐّ وﻟﻴﺤﺘﻔﻞ ﺑﻘﺪوﻣﻚ وﻳﻨﺼّﺒﻚ ﺣﺎآﻤًﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ،أﻃﻠﻘﻲ ﺳﻬﺎﻣًﺎ ﻣﻨﻴﺮة وﺿّﺎءة ﺗﺨﺒﺮ ﻋﻨﻚ ،ﻟﻴﻌﺮف اﻟﺠﻤﻴﻊ أﻧّﻚ ﻣﺒﻌﺚ اﻟﺴﻌﺎدة اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺤﻘّﺔ ،ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﻋﺎهﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﺳﻌﺎدة ،ﻓﻨﺴﺘﻌﻴﺪ ﻣﺎ ﻓﻘﺪﻧﺎﻩ ﻣﻦ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺿﺒﻂ اﻟﻨﻔﺲ وﺗﺒﻴّﻦ اﻟﺨﻴﺮ ﻟﻨﻘﺘﺪيَ ﺑﻪ ،واﻟﺸﺮّ ﻟﻨﺮﺗﺪعَ ﻋﻨﻪ .هﺬا اﻟﻀﻴﺎء ﻳﺴﺘﻤﺪّ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻮّة اﻹﻟﻬﻴّﺔ واﻟﺜﺒﺎت اﻟﺴﻤﺎويّ ﻗﻮّة وﺛﺒﺎﺗًﺎ! أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻓﻠﺘﻠﺘﺤﻢ اﻟﻤﺸﻴﺌﺘﺎن اﻹﻟﻬﻴّﺔ واﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ،وﻟﺘﺮﺳﻢ ﻳﺪك ﺑﺮﻳﺸﺔ ﺧﻼّﻗﺔ ﻣﺰاﻳﺎك اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻰ أرواﺣﻨﺎ ،ﻓﺘﻨﻄﺒﻊ ﻓﻴﻨﺎ ﺑﻌﺪ
5
أن ﻓﻘﺪﻧﺎهﺎ ﻟﻤّﺎ أﻏﻔﻠﻨﺎ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ .ﻓﻤﺸﻴﺌﺘﻚ ﺗﺼﻘﻠﻨﺎ ﻧﻘﺎوة ﻻ ﺗﺘﻼﺷﻰ ،وﺟﻤﺎﻻً ﻻ ﻳﺬوى ،وﺿﻴﺎءً ﻻ ﻳﺨﻔﺖ ،وﻧﻌﻤﺔ ﺗﻨﻤﻮ وﺣﺒًّﺎ ﻳﻀﻄﺮم وﻻ ﻳﻨﻄﻔﺊ .أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،أرﺷﺪﻳﻨﺎ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻨﻨﺸﺮ ﻧﻌﻤﻚ واآﺸﻔﻲ ﻋﻦ وﺟﻬﻚ ﻓﻴﻌﺮﻓﻚ اﻟﺠﻤﻴﻊ وﻳﻔﻬﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﻧّﻚ اﻟﺨﻴﺮ ﺗﻨﺸﺪﻳﻦ ﻓﻴﻐﻤﺮﻩ اﻟﺤﺐّ وﻳﺴﻴﺮ ﺑﻬﺪﻳﻚ .وهﻜﺬا ﺗﻤﻠﻜﻴﻦ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء آﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض. أﺿﺮع إﻟﻴﻚ أن ﺗﺪوّﻧﻲ آﻞّ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﻲ أﻣﻠﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻲّ ﺑﺸﺄن إرادﺗﻚ .وﻟﺘﻜﻦ آﻞّ آﻠﻤﺔ وﻋﺒﺎرة وواﻗﻊ وﺣﻘﻴﻘﺔ آﺎﻟﺮﻣﺢ أو اﻟﺴﻬﻢ ﻳﺼﻴﺐ أﻋﻤﺎق اﻟﻘﺎرئ ،ﻓﻴﺮﺗﻤﻲ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﻴﻚ ،وﻳﺸﺮّع ذراﻋﻴﻪ اﺳﺘﻘﺒﺎﻻً ﻟﻚِ ﻣﻠﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ. آﺜﻴﺮة اﻟﻤﻌﺠﺰات اﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﺑﻨﻌﻤﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ .واﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻣﺘﻰ ﻋﺮﻓﻚ ،ﻟﻦ ﻳﺘﺨﻠّﻰ ﻋﻨﻚ ﺑﻞ ﺳﻴﻨﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻚ وﻳﺠﻌﻠﻚ ﺗﻤﻠﻜﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ .إنّ ﻣﻮﻟﻮد إرادﺗﻚ اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻳﻀﺮع إﻟﻴﻚ ﻓﺎﺳﺘﺠﻴﺒﻲ ﺳﺆﻟﻪ .وأﻧﺎ ،اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻄﻠﺒﻚ ،أﺑﺬل ذاﺗﻲ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ آﺸﻒ أﺳﺮار إرادﺗﻚ ،وأﺿﺮع إﻟﻴﻚ أن اﻣﻨﺤﻴﻨﻲ ﻣﺎ أﻃﻠﺐ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ :أرﻳﺪ ،ﻣﺘﻰ ﻋﺮف اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ،أن ﺗﺠﻌﻠﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﻌﺠﺰة ﺗﺘﺤﻘّﻖ ،أي أن ﺗﺘﻜﻠّﻞ ﺟﻬﻮدك ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ﻓﺘﺤﻜﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮب ﻣﻦ ﻋﺮﻓﻮك .أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﻤﻨﺤﻴﻨﺎ ﻳﺴﻮع ،وﻻ أﺣﺪ ﺳﻮى ﻳﺴﻮع .هﺬا ﻣﺒﺘﻐﺎي ﻟﻘﺎء ﻣﺎ أﺑﺬل ﻣﻦ ﺗﻀﺤﻴﺔ :أن ﻳﻌﺮف اﻟﻌﺎﻟﻢ إرادﺗﻚ وأن ﺗﺤﻜﻤﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺘﻤﺎم اﻟﺴﻠﻄﺔ وهﻴﺒﺔ اﻟﺠﺒﺮوت. أﻧﺖ ﺗﻌﺮف ﺣﺒﻴﺒﻲ ﻣﻘﺪار ﺗﻀﺤﻴﺘﻲ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻚ .أﻧﺖ ﺗﻌﺮف ﺣﺪّة ﻣﺎ ﻋﺎﻧﻴﺖ ﻣﻦ ﺻﺮاع داﺧﻠﻲ -أﺷﻌﺮﻧﻲ ﺑﺪﻧﻮّ أﺟﻠﻲ .وﻟﻜﻦ، ﺣﺒًّﺎ ﺑﻚ وﻃﺎﻋﺔ ﻟﻤﻤﺜّﻠﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض ،ارﺗﻀﻴﺖ أن أﺧﻀﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﻟﻜﻞّ ذﻟﻚ .ﻟﺬا أﺻﺮّ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ،ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﻌﺠﺰة :ﻋﻨﺪﻣﺎ
6
ﻳﻜﺘﺸﻒ اﻟﻌﺎﻟﻢ إرادﺗﻚ ،إﺟﻌﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻨﺠﺬب ﻧﺤﻮهﺎ ﺑﻘﻮّة اﻟﻤﻐﻨﻄﻴﺲ ،ﻓﺘﻨﻐﻤﺲ ﻓﻴﻬﺎ وﺗﺘﺸﺒّﺚ ﺑﻬﺎ وﻟﺘﺤﻜﻢ "إرادﺗﻚ" اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪهﺎ أن ﺗﺤﻜﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺑﺤﺐّ ﻻ ﻳﻮﺻﻒ. ﺣﻴﺎﺗﻲ ،هﻼّ أﺧﺬت اﻟﻤﻮﻟﻮد اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻹرادﺗﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ إﻟﻰ ﻣﻮﻃﻨﻪ اﻟﺴﻤﺎويّ ﻗﺒﻞ أن ﺗُﻨﺸﺮ هﺬﻩ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت وﺗﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎول أﺧﻮﺗﻨﺎ وأﺧﻮاﺗﻨﺎ؟ أرﺟﻮ ﻣﻨﻚ أﻻّ ﺗﺪﻋﻨﻲ أﺗﺄﻟّﻢ ﻣﻦ ﺟﺮّاء ذﻟﻚ :ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺄن أﻣﻜﺚ هﻬﻨﺎ وأﺷﻬﺪ اﻃّﻼع ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻋﻠﻰ أﺳﺮارﻧﺎ .ﺿﺤّﻴﺖ ﻣﺮّة ﻓﺎﺑﻌﺪ ﻋﻨّﻲ ﺗﻀﺤﻴﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ؛ وﻟﻜﻦ ﻓﻲ آﻞّ ﺷﻲء ،ﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ﻻ ﻣﺸﻴﺌﺘﻲ“non mea voluntas . ”.sed tua Fiat أﺗﻮّﺟﻪ ﺑﻜﻠﻤﺔ إﻟﻰ آﻞّ ﻣﻦ ﻳﻘﺮأ هﺬﻩ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت :أرﺟﻮ أن ﺗﺘﻘﺒّﻞ ﺑﻜﻞّ ﻣﺤﺒّﺔ ﻋﻄﺎء ﻳﺴﻮع ﻟﻚ :أي إرادﺗﻪ ،ﻓﻬﻮ ﻳﻤﻨﺤﻚ إرادﺗﻪ وﻳﻨﺘﻈﺮ إرادﺗﻚ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ .وإﻻّ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ أن ﻳﺤﻜﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ .ﻟﻴﺘﻚ ﺗﺪرك ﻣﻘﺪار ﺣﺐّ ﻳﺴﻮع ﻟﻚ ،وﻣﺪى رﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ أن ﻳﻬﺒﻚ أﻋﻈﻢ هﺪﻳّﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء وﻋﻠﻰ اﻷرض :وهﻲ إرادﺗﻪ. ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺬرف دﻣﻮﻋًﺎ ﺣﺎرﻗﺔ إذ ﻳﺮاك ﺗﻨﺤﺪر إﻟﻰ اﻷرض ،وﻳﺮى ﺑﺆﺳﻚ وﻳﺸﻬﺪ ﺳﻘﻤﻚ ﻷﻧّﻚ ﺗﺤﻴﺎ وﻓﻖ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ،ﺣﺘّﻰ إﻧّﻚ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺑﺄيّ اﻗﺘﺮاح ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﺴﺎر ﺣﻴﺎﺗﻚ .هﻞ ﺗﻌﺮف اﻟﺴﺒﺐ؟! هﺬا آﻠّﻪ ﻷنّ إرادﺗﻪ ﻻ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻴﻚ. ﻬﺪًا أن ﺗﺠﻌﻞ وﺿﻌﻚ ﻳﺆﻟﻢ ﻳﺴﻮع وﻳﺒﻜﻴﻪ وهﻮ ﻳﺘﻮﺳّﻠﻚ ﻣﺘﻨ ّ إرادﺗﻪ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻴﻚ :ﻳﺮﻳﺪك ﻣﻌﺎﻓﻰ ﻻ ﻣﺮﻳﻀًﺎ؛ ﺛﺮﻳًّﺎ ﻻ ﻓﻘﻴﺮًا؛ ﻗﻮﻳًّﺎ ﻻ ﺿﻌﻴﻔًﺎ؛ ﺛﺎﺑﺘًﺎ ﻻ ﻣﺰاﺟﻴًّﺎ؛ ﻣﻠﻜًﺎ ﻻ ﻋﺒﺪًا .وهﻮ ﻻ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻚ آﻔّﺎرة أو ﺗﻌﻮﻳﻀًﺎ ﺑﺼﻠﻮات آﺜﻴﺮة ،أو أي ﺷﻲء ﺁﺧﺮ .ﺟﻞّ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻩ أن ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺄن ﺗﻤﻠﻚ إرادﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻻ إرادﺗﻚ.
7
أرﺟﻮ ﻣﻨﻜﻢ أن ﺗﺼﻐﻮا إﻟﻴﻪ! أﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﺪاد ﻷن أهﺐ ﺣﻴﺎﺗﻲ إﻟﻰ آﻞّ ﻣﻨﻜﻢ ،أن أﺗﺄﻟّﻢ إذا اﻗﺘﻀﻰ اﻷﻣﺮ ،وﻟﻜﻦ إﻓﺘﺤﻮا ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﻟﺘﻤﻠﻚ إرادة ﻳﺴﻮع ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ وﻟﺘﺤﻜﻢ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ. واﻵن أدﻋﻮآﻢ آﻠّﻜﻢ: هﻠﻤّﻮا ﻣﻌﻲ إﻟﻰ ﺟﻨّﺔ ﻋﺪن ،ﻓﻔﻴﻬﺎ ﺑﺪأ آﻞّ ﺷﻲء ﻷﺟﻠﻨﺎ .ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻠﻖ اﻹﻟﻪ اﻟﻌﻠﻲّ اﻹﻧﺴﺎن وﺟﻌﻠﻪ ﻣﻠﻜًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﻠﻜﺔ هﻲ اﻟﻜﻮن ﺑﺄﺳﺮﻩ .ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ روﺣﻪ اﻧﺒﺜﻖ ﺣﻀﻮرًا وﻣُﻠﻜًﺎ وﺳﻠﻄﺎﻧًﺎ وﻣﻠﻜﺖ "اﻹرادة" اﻹﻟﻬﻴّﺔ آﻤﻠﻚ ﺣﺎآﻢ .هﻜﺬا ﺗﺠﻠّﻰ ﺣﻜﻢ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺤﻖّ اﻟﺼﺎدق .ﻟﻘﺪ اﺗّﺸﺢ ﺑﺜﻮب ﺿﺎهﻰ ﺑﺮﻳﻖ اﻟﺸﻤﺲ ووهﺠﻬﺎ. أﻋﻤﺎﻟﻪ آﺎﻧﺖ ﻣﻬﻴﺒﺔ وﺟﻤﺎﻟﻪ ﺳﺎﺣﺮًا .أﺣﺒّﻪ اﷲ آﺜﻴﺮًا .ﻟﻌﺐ ﻣﻌﻪ ودﻋﺎﻩ "ﻣﻠﻜﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮ واﺑﻨﻲ" .وآﺎﻧﺖ اﻷرض ﺁﻧﺬاك ﺗﻨﻌﻢ ﺑﺎﻟﻔﺮح واﻟﻨﻈﺎم واﻻﻧﺴﺠﺎم. هﺬا اﻻﻧﺴﺎن اﻟﺴﻠﻒ ،ﺿﻠّﻞ ﻧﻔﺴﻪ وﻏﺮّر ﺑﻤﻤﻠﻜﺘﻪ ،ﻣﻤّﺎ أﺣﺰن ﺧﺎﻟﻘﻪ اﻟﺬي أراد أن ﻳﺮﺗﻘﻲَ ﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﻠﻰ واﻟﺬي أﺣﺒّﻪ ﺣﺒًّﺎ آﺒﻴﺮًا. ﻟﻘﺪ ﺧﺴﺮ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ :ﻣﻤﻠﻜﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ آﻞّ ﻣﺎ ﻣﻨﺤﻪ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻟﻪ .ﻟﻘﺪ أﻗﻔﻠﺖ أﺑﻮاﺑﻬﺎ واﺳﺘﻌﺎد اﷲ ﻣﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ. ﻋﻠﻲّ أن أﻃﻠﻌﻜﻢ اﻟﻴﻮم ﻋﻠﻰ ﺳﺮّ : ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺳﺘﻌﺎد اﷲ ﻣﻤﻠﻜﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻟﻢ ﻳﻘﻞ "ﻟﻦ أﻋﻴﺪهﺎ ﺛﺎﻧﻴﺔ إﻟﻰ اﻹﻧﺴﺎن" .ﻓﻘﺪ اﺳﺘﺒﻘﺎهﺎ ﻗﻴﺪ اﻻﻧﺘﻈﺎر ،ﻟﻌﻞّ اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﺗﺴﺘﻨـﺰل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﻌﻤًﺎ ﻣﺬهﻠﺔ وأﻧﻮارًا ﺑﺎهﺮة ﺗﺤﺠﺐ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ اﻟﺘﻲ أﻓﻘﺪت اﻹﻧﺴﺎن هﺬﻩ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ .واﻟﺮبّ اﻹﻟﻪ ،إذ ﻳﻌﻴﺪﻧﺎ إﻟﻴﻪ ﺑﺤﻘﺎﺋﻖ ﺑﻬﻴّﺔ ﻏﺎﻣﺮة ﺣﻮل إرادﺗﻪ اﻹﻟﻬﻴّﺔ، ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺤﺎﺟﺔ واﻟﺮﻏﺒﺔ إﻟﻰ إﻗﺼﺎء إرادﺗﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ
8
ﺗﻌﺴﺎء ،وﻧﻄﺮح أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻤﻠﻜﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،وﻧﺤﻴﺎ ﺑﻨﻌﻴﻤﻬﺎ إﻟﻰ دهﺮ اﻟﺪاهﺮﻳﻦ. ﺗﺸﺪّدوا وﺗﺸﺠّﻌﻮا :اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻣﻤﻠﻜﺘﻜﻢ! و"اﻹرادة" اﻷﺳﻤﻰ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎرﻧﺎ .إﻧّﻬﺎ ﺗﺪﻋﻮﻧﺎ وﺗﺤﺜّﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺸﺒّﺚ ﺑﻬﺎ .ﻓﻤﻦ ﻳﻘﻮى ﻋﻠﻰ اﻟﻼﻣﺒﺎﻻة ﻻ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺼﻠّﺐ ﺣﻴﺎل ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺪﻋﻮة اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻦ ﻏﻤﺮًا ﻣﻦ اﻟﺴﻌﺎدة؟ ﺟﻞّ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ هﻮ أن ﻧﺘﺨﻠّﻰ ﻋﻦ إرادﺗﻨﺎ اﻟﺒﺎﺋﺴﺔ وأن ﻧﻨـﺰع وﺷﺎح اﻟﻌﺒﻮدﻳّﺔ اﻟﺬي ﻳﻐﻤﺮ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺑﺎﺳﺘﺴﻼﻣﻨﺎ ﻹرادﺗﻨﺎ ،ﻓﻨﻠﺒﺲ ﻟﺒﺎس اﻟﻤﻠﻮآﻴّﺔ وﻧﺘﺰﻳّﻦ ﺑﺎﻷﺑّﻬﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. أﻧﺎدﻳﻚ أﺧﻲ اﻹﻧﺴﺎن :هﻼّ أﺻﻐﻴﺖ إﻟﻰ ﻧﺪاﺋﻲ ...أﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﺳﻮى ﻣﺠﺮّد ﻃﻔﻠﺔ ﺻﻐﻴﺮة :أﺻﻐﺮ اﻟﺨﻼﺋﻖ آﻠّﻬﺎ .وهﺒﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ وﻣﻊ ﻳﺴﻮع ﺁﺗﻲ إﻟﻰ آﻞّ إﻧﺴﺎن آﻤﺘﺴﻮّل ﺑﺴﻴﻂ ،أﺑﻜﻲ ﻣﺘﻨﻬﺪّة ،وأﻃﺮق ﺑﺎب ﻗﻠﺒﻚ ﻟﻌﻠّﻲ أﻧﺰع وﺷﺎﺣﻚ اﻷﺳﻮد وإرادﺗﻚ اﻟﺒﺎﺋﺴﺔ ،ﻷﺳﻠّﻤﻬﻤﺎ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع ﻓﻴﺤﺮﻗﻬﺎ وﻳﻤﻨﺤﻚ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ إرادﺗﻪ ،وﻣﻤﻠﻜﺘﻪ ،وﺳﻌﺎدﺗﻪ ،وﻳﻠﺒﺴﻚ اﻟﺜﻮب اﻟﻤﻠﻜﻲ اﻟﻤﺸﻊّ أﻧﻮارًا. ﻟﻴﺘﻨﺎ ﻧﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ إرادة اﷲ! إﻧّﻬﺎ ﺗﺤﺘﻀﻦ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض. ﻓﻠﻨﻤﺶِ ﺑﻬﺪي إرادة اﷲ ﻟﻨﻠﻘﻰ آﻞّ ﺧﻴﺮ وﻟﻴﺘﻤﺤﻮرَ آﻞّ ﺷﻲء ﺣﻮﻟﻨﺎ .ﻓﻨﺤﻦ إن ﻋﺎرﺿﻨﺎ إرادة اﷲ ،اﻧﻘﻠﺐ آﻞّ ﺷﻲء ﺿﺪّﻧﺎ ،وﺻﺮﻧﺎ ﻟﺼﻮﺻًﺎ ﺑﺤﻖّ ،ﻧﺴﻠﺐ ﺧﺎﻟﻘﻨﺎ وﻧﺪﻋّﻢ ﻣﻮﻗﻔﻨﺎ ﺑﻜﻞّ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻐﺶّ واﻟﺴﺮﻗﺔ. ﻓﺈن أردت ﺗﻌﺮّف اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،إﻗﺮأ ﻣﺎ آﺘﺐ ﻋﻨﻬﺎ .هﺬﻩ اﻟﻜﺘﺐ هﻲ اﻟﺪواء اﻟﺸﺎﻓﻲ ﻟﻤﺎ ﺗﺴﺒّﺐ ﺑﻪ اﻻﻧﺴﺎن ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺟﺮاﺣﺎت داﻣﻴﺔ .إﻧّﻬﺎ ﻧﻔﺤﺔ هﻮاء ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻘﺪّس ﻧﺘﻨﺸّﻘﻪ ،وﻧﻌﻤﺔ ﺣﻴﺎة
9
ﺟﺪﻳﺪة ﺳﻤﺎوﻳّﺔ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ .ﺳﺘﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎء ﻓﻲ داﺧﻠﻚ. وﺳﺘﺮى ﺁﻓﺎﻗًﺎ ﺟﺪﻳﺪة وأﺷﻌّﺔ ﺟﺪﻳﺪة ووﺟﻪ ﻳﺴﻮع ﻣﺒﻠّﻼً ﺑﺎﻟﺪﻣﻮع ﻷﻧّﻪ ﻳﺮﻳﺪ أن ﺗﻌﻤﻞ إرادﺗﻪ ﻓﻴﻚ .ﻳﺒﻜﻲ ﻷﻧّﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﻟﻚ اﻟﺴﻌﺎدة وأﻧﺖ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻨﻬﺎ .إﻧّﻪ ﻳﺼﻠّﻲ وﻳﺘﻮق ﻟﺴﻌﺎدة أﺑﻨﺎﺋﻪ .وهﻮ ﻳﺴﺘﺄذﻧﻚ ﻟﻴﺨﺮﺟَﻚ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﺳﺔ ﻗﻠﺒﻚ وﻳﻌﺮض إرادﺗﻪ ﻋﻠﻴﻚ هﺒﺔ أآﻴﺪة ﻟﻨﻴﻞ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ. أدﻋﻮ آﻞّ إﻧﺴﺎن ،ﻣﻊ ﻳﺴﻮع أدﻋﻮ آﻞّ إﻧﺴﺎن ،ﺑﺤﻖّ دﻣﻮﻋﻪ اﻟﺸﺠﻴّﺔ وأﺷﻮاﻗﻪ اﻟﺤﺎرﻗﺔ ،وﻗﻠﺒﻪ اﻟﻤﻔﻌﻢ ﺣﺒًّﺎ ،إﻟﻰ ﺗﻘﺒّﻞ "إرادﺗﻪ" .ﻟﻘﺪ أﺗﻰ ﺑﻤﻞء إرادﺗﻪ واﻓﺘﺪاﻧﺎ .أﻓﻠﻴﺲ ﻋﺪﻻً وواﺟﺒًﺎ أن ﻧﺒﺎدﻟﻪ ﺑﺎﻟﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻣﺎ ورﺛﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﻋﻄﻴّﺔ ﻏﺎﻟﻴﺔ ﻻ ﺣﺪّ ﻟﻬﺎ. أدﻋﻮ أ ّوﻻً اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﻗﺪاﺳﺔ اﻟﺤﺒﺮ اﻷﻋﻈﻢ ،ﻣﻤﺜّﻞ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻤﺜّﻞ ﻣﻤﻠﻜﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻟﻘﺪ اﺳﺘﻮدﻋﻪ هﺬا اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ ﻟﻴﺮﻋﻰ ﺷﺆوﻧﻬﺎ ،وﻟﻴﻨﺸﺮ ﻣﻌﺎﻟﻤﻬﺎ وﻟﻴﺪﻋﻮ أﺑﻨﺎءﻩ ﻟﻴﺤﻴﻮا ﻣﻌًﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﺑﺼﻮت ﻣﻔﻌﻢ ﺑﺤﻨﺎن اﻷﺑﻮّة وﺑﺼﺮاﻣﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎن .ﻓﻠﺘﺤﻤﻪ ﺷﻤﺲ "اﻹرادة" اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ وﻟﺘﺠﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﺷﻤﺴًﺎ ﺗﻌﻜﺲ ﻧﻮر اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻌﻴﻦ .وﻟﺘﺤﻴﺎ ﻓﻴﻪ هﻮ أ ّوﻻً رأس اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ،وﻟﺘﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻧﻮرًا ﻳﻐﻤﺮ آﻞّ اﻟﻤﻌﻤﻮرة ﻓﺘﻐﺪو ﺟﻤﺎﻋﺔ واﺣﺪة ،ﻻ ﺑﻞ رﻋﻴّﺔ واﺣﺪة. أدﻋﻮ ﺛﺎﻧﻴﺔ آﻞّ اﻟﻜﻬﻨﺔ واﻟﺮهﺒﺎن .أرﺗﻤﻲ ﻋﻨﺪ أﻗﺪاﻣﻬﻢ وأﺗﻮﺳّﻞ وأﺿﺮع إﻟﻴﻬﻢ ،ﻟﻌﻠّﻬﻢ ﻳﺒﺪون اهﺘﻤﺎﻣًﺎ ﺑﺎﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻓﻴﺠﻌﻠﻮن ﻞ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ .وأآﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ، ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺎﻓﺰًا ﻟﻜﻞّ ﺗﺤﺮّآﺎﺗﻬﻢ وداﻓﻌًﺎ ﻟﻜ ّ ﺣﺒّﺬا ﻟﻮ ﻳﺮآﻨﻮن إﻟﻰ "اﻹرادة" وﻳﺴﺘﻮدﻋﻮﻧﻬﺎ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻟﻴﺸﻌﺮوا ﺑﺎﻟﺮﻗّﺔ واﻟﻨﻘﺎء واﻟﻘﻮّة اﻟﺪاﻓﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ .ﺳﻠّﻤﻮا ذاﺗﻜﻢ ﻟﻺرادة
10
اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﺘﺴﻤﻌﻮا ﺻﻮﺗًﺎ هﺎدﻳًﺎ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ ،ﻳﺨﺒﺮ أﺧﺒﺎرًا ﺧﺎرﻗﺔ ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻴﻞ ،وﻳﻐﻤﺮآﻢ ﺷﻌﻮر ﻧﻴّﺮ ﻳﻘﺼﻲ آﻞّ ﺷﺮّ ،وﻳﻬﺪي اﻟﺸﻌﻮب ﻓﺘﻌﻮد إﻟﻰ راﻋﻴﻬﺎ .ﻟﻘﺪ أرهﻘﺘﻢ أﻧﻔﺴﻜﻢ ﺑﺄﻋﻤﺎل ﻻ ﻏﻴّﺒﺖ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ .ﻟﻘﺪ آﺴﺮﺗﻢ ﺗﺠﺪي ﻧﻔﻌًﺎ ﻷنّ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ُ اﻟﺨﺒﺰ وﻧﺎوﻟﺘﻤﻮﻩ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻣﻦ دون أن ﻳﺨﺘﻤﺮ "ﺑﺎﻹرادة" ،ﻓﺄآﻠﻪ اﻟﺸﻌﺐ ﻗﺎﺳﻴًﺎ واﺳﺘﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ هﻀﻤﻪ .وﻃﺎﻟﻤﺎ أنّ اﻟﺤﻴﺎة ﻻ ﺗﻨﺒﺾ ﻓﻲ داﺧﻠﻬﻢ ،ﻟﻦ ﻳﺘّﺒﻌﻮا ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻜﻢ .ﻟﺬا ،ﻳﺤﺴﻦ ﺑﻜﻢ أن ﺗﺄآﻠﻮا أﻧﺘﻢ ﺧﺒﺰ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ وﻣﻦ ﺛﻢّ وزّﻋﻮﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻓﺘﺸﻜّﻠﻮن ﻣﻌًﺎ ﺣﻴﺎة واﺣﺪة وإرادة واﺣﺪة. أدﻋﻮ ﺛﺎﻟﺜًﺎ آﻞّ إﻧﺴﺎن ،ﻻ ﺑﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮﻩ ،أﺧﻮﺗﻲ وأﺧﻮاﺗﻲ وأﺑﻨﺎﺋﻲ .وهﻞ ﺗﻌﺮﻓﻮن ﻟﻢَ أدﻋﻮ آﻞّ إﻧﺴﺎن؟ ﻷﻧّﻨﻲ أودّ أن أﻋﻄﻲَ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﺤﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ إﻟﻰ آﻞّ ﻣﻨﻜﻢ .إﻧّﻬﺎ أآﺜﺮ ﻗﻴﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻬﻮاء اﻟﺬي ﺗﺘﻨﺸّﻘﻮن .إﻧّﻬﺎ آﺎﻟﺸﻤﺲ اﻟﺘﻲ ﻧﺴﺘﻤﺪّ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺎﺋﺪة اﻟﻨﻮر .إﻧّﻬﺎ آﻨﺒﻀﺔ اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﻮدّ أن ﺗﺨﻔﻖ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ آﻞّ إﻧﺴﺎن .وأﻧﺎ ،هﺬﻩ اﻟﻄﻔﻠﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ،أرﻳﺪ ﻣﻨﻜﻢ ،ﻻ ﺑﻞ أﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻜﻢ ﺟﻤﻴﻌًﺎ أن ﺗﻘﺒﻠﻮا ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﺤﻬﺎ "اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ". ﻟﻴﺘﻜﻢ ﺗﺪرآﻮن ﻣﻘﺪار اﻟﻨﻌﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺪرّهﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ ،ﻟﻜﻨﺘﻢ وﻗﻔﺘﻢ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻴﻜﻢ وﺗﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ. هﺬﻩ اﻟﻄﻔﻠﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺗﻮدّ أن ﺗﺴﺮّ إﻟﻴﻜﻢ ﺑﺨﺒﺮ ﺁﺧﺮ أﻃﻠﻌﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺴﻮع ﻧﻔﺴﻪ .ﺿﻌﻮا إرادﺗﻜﻢ ﺑﺘﺼﺮّف اﷲ ﻓﻴﻜﺸﻒ ﻟﻜﻢ ﻋﻦ إرادﺗﻪ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ،وﺑﺬﻟﻚ ﻳﻨﺘﺸﻲ اﻟﺠﺴﺪ ﻓﺮﺣًﺎ وﺗﻄﺮب اﻟﻨﻔﺲ هﻨﺎء. هﻞ ﺗﻌﺮﻓﻮن ﻟﻢَ ﻻ ﺗﻨﺘﺞ اﻷرض آﻤﺎ ﻳﺠﺐ ،وﻟﻢَ هﻲ ﺗﺰﻟﺰل ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻓﻲ أﻧﺤﺎء ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﺘﻨﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﻘّﻴﻬﺎ وﺗﺪﻓﻦ ﺗﺤﺖ أﻧﻘﺎﺿﻬﺎ ﻣﺪﻧًﺎ آﺎﻣﻠﺔ وﺷﻌﻮﺑًﺎ ﺑﺄﺳﺮهﺎ؛ هﻞ ﺗﻌﺮﻓﻮن ﻟﻢَ اﻟﺮﻳﺎح
11
ﺗﻌﺼﻒ واﻟﻤﻴﺎﻩ ﺗﺜﻮر ﻣﺤﺪﺛﺔ أﻋﺎﺻﻴﺮ وﻓﻴﻀﺎﻧﺎت ﺗﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ آ ّ ﻞ ﺣﻴﺎة؟ وﻟﻢَ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺸﻬﺪ آﻮارث وأﺣﺪاث ﺳﻴّﺌﺔ؟ ذﻟﻚ أنّ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺔ ﺗﻤﻠﻚ إرادة إﻟﻬﻴّﺔ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺘﻤﺪّهﺎ ﻗﻮّة وﺳﻠﻄﺎﻧًﺎ ورﻓﻌﺔ .أﻣّﺎ ﻧﺤﻦ ،ﻓﺮهﻦ إرادة ﺑﺸﺮﻳّﺔ ﻣﻨﺤﻄّﺔ أورﺛﺘﻨﺎ ﺿﻌﻔًﺎ واﺿﻤﺤﻼﻻ .ﻓﻠﻮ ﻧﻄﺮح إرادﺗﻨﺎ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺟﺎﻧﺒًﺎ وﻧﺘﻘﺒّﻞ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﺤﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻧﻜﺘﺴﺐ ﻗﻮّة وﺳﻠﻄﺎﻧًﺎ ،وﻧﺼﺒﺢ أﺧﻮة ﻟﻜﻞّ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺔ ،ﻓﺘﺤﺠﻢ ﻋﻨﺪهﺎ ﻋﻦ ﻣﻌﺎداﺗﻨﺎ ،وﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺄن ﻧﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻧﻬﻨﺄ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮم وإﻟﻰ اﻷﺑﺪ. أﻻ ﻳﻔﺮﺣﻜﻢ هﺬا اﻷﻣﺮ؟ إذا ﻣﺎذا ﺗﻨﺘﻈﺮون؟ أﺻﻐﻮا إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻪ ﻟﻜﻢ هﺬﻩ اﻟﻄﻔﻠﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﻮﺿﻴﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺒّﻜﻢ .وﺳﺄﻓﺮح ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻋﻠﻦ آﻞّ أﺧﻮﺗﻲ وأﺧﻮاﺗﻲ ﻣﻠﻮآًﺎ وﻣﻠﻜﺎت ﻷنّ ﻟﻬﻢ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤﻤﺘﻠﺌﺔ ﺑﺎﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﺗﺸﺠّﻌﻮا آﻠّﻜﻢ واﺳﺘﺠﻴﺒﻮا ﻟﻨﺪاﺋﻲ .أرﻳﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﻗﺒﻞ آﻞّ ﺷﻲء أن ﺗﺴﺘﺠﻴﺒﻮا ﻟﻨﺪاﺋﻲ ﺑﺼﻮت واﺣﺪ ﻷﻧّﻨﻲ ﻟﺴﺖ اﻟﻤﻨﺎدي اﻟﻮﺣﻴﺪ. ﻓﻴﺴﻮع ﺣﺒﻴﺒﻲ ﻳﻨﺎدﻳﻜﻢ ﻣﻌﻲ ﺑﺼﻮت ﺣﻨﻮن ﻣﺜﻴﺮ ﻟﻠﻤﺸﺎﻋﺮ، ﺣﺘّﻰ إﻧّﻪ آﺜﻴﺮًا ﻣﺎ ﻳﺒﻜﻲ داﻋﻴًﺎ :ﺧﺬوا إرادﺗﻲ ﺣﻴﺎة ﻓﻴﻜﻢ وهﻠﻤّﻮا إﻟﻰ اﻟﻤﻠﻜﻮت اﻟﻤﻌﺪّ ﻟﻜﻢ". ﻻ ﺷﻚّ أﻧّﻜﻢ ﺗﻌﺮﻓﻮن أنّ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ هﻮ أوّل ﺷﺨﺺ ﺻﻠّﻰ إﻟﻰ اﻵب اﻟﺴﻤﺎويّ آﻲ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ وﺗﺤﻞّ ﻣﺸﻴﺌﺘﻪ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء آﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض ،ﻓﻲ ﺻﻼة اﻷﺑﺎﻧﺎ. وﻗﺪ ﻃﻠﺐ إﻟﻴﻨﺎ أن ﻧﺼﻠّﻲ "ﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء آﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض" .وﺗﻴﻘّﻦ أﺧﻲ اﻹﻧﺴﺎن أﻧّﻚ آﻠّﻤﺎ ﺻﻠّﻴﺖ اﻷﺑﺎﻧﺎ ،ﻳﻜﻮن ﻳﺴﻮع ﺣﺎﺿﺮًا ،ﺗﺤﺪوﻩ رﻏﺒﺔ ﻋﺎرﻣﺔ ﻓﻲ أن ﻳﻤﻨﺤﻚ اﻟﻤﻠﻜﻮت،
12
ﻳﺸﺘﺮك ﻣﻌﻚ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﻗﺎﺋﻼً :أﺑﺖِ ،إﻧّﻨﻲ أﺳﺄﻟﻚ هﺬا ﺑﺎﺳﻢ أﺑﻨﺎﺋﻲ ،ﻓﺈن ﺷﺌﺖ ،إﺳﺘﺠﺐ ﻟﻲ ﺳﺮﻳﻌًﺎ. إذًا ﻳﺴﻮع ﻧﻔﺴﻪ أوّل ﻣﻦ ﺻﻠّﻰ ﻃﻠﺒًﺎ ﻟﻠﻤﻠﻜﻮت ،وأﻧﺘﻢ ﺗﻄﻠﺒﻮﻧﻪ أﻳﻀًﺎ ﺑﺎﻻﺷﺘﺮاك ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺻﻼة اﻷﺑﺎﻧﺎ .ﻓﻬﻞ ﺗﻮدّون اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﻨﻌﻤﺔ؟ واﻵن أﺧﺘﻢ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻔﻜﺮة اﻷﺧﻴﺮة :ﺑﻮﺻﻔﻲ ﻃﻔﻠﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﺗﺸﻬﺪ ﻬﻔًﺎ ﻷن ﻳﻤﻨﺤﻜﻢ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ "وإرادﺗﻪ" ،أﻃﻠﺐ ﻳﺴﻮع ﺑﺎآﻴًﺎ ﻗﻠﻘًﺎ ،ﻣﺘﻠ ّ ﻣﻨﻜﻢ أن ﺗﺒﻜﻮا ﻟﺒﻜﺎﺋﻪ وﺗﻘﻠﻘﻮا ﻟﻘﻠﻘﻪ ،ﻷﻧّﻨﺎ ﻧﺒﻐﻲ ﻣﻌًﺎ أن ﻧﺮاآﻢ آﻠّﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﻤﻠﻜﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،رآﻦ اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ .هﺬا اﻷﻣﺮ ﻳﺸﺮح ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع وﻳﻔﺮﺣﻪ .أﻣّﺎ إذا آﺎﻧﺖ اﻟﺼﻠﻮات واﻟﺪﻣﻮع ﻏﻴﺮ آﺎﻓﻴﺔ ،ﻓﺈﻧّﻨﻲ ﻟﻦ أوﻓّﺮ وﺳﻴﻠﺔ ﻣﻌﻜﻢ وﻣﻊ ﻳﺴﻮع ﻷﺟﻌﻞ هﺬا اﻟﺨﻼص ﻳﺘﺤﻘّﻖ. أﺻﻐﻮا إذًا إﻟﻰ هﺬﻩ اﻟﻄﻔﻠﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ...ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻮﻧﻲ أﻧﺘﻈﺮ ﻣﺰﻳﺪًا ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ! أرﺟﻮ أن ﺗﻘﻮﻟﻮا ﻟﻲ" :ﻧﻌﻢ ،هﺬا ﻗﺮارﻧﺎ ،آﻠّﻨﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻤﻠﻜﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ". آﻮراﺗﻮ )ﺑﺎري ،إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ(١٩٢٤ ، ﻟﻮﻳﺰا اﻻﺑﻨﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ
13
إﺑﺘﻬﺎل إﻟﻰ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس Veni Creator Spiritus هﻠﻢّ أﻳّﻬﺎ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ،أﻳّﻬﺎ اﻟﺨﺎﻟﻖ هﻠﻢّ واﻧﺰل ﻣﻦ ﻋﺮﺷﻚ اﻟﺴﻤﺎويّ اﻟﻤﺸﺮق، هﻠﻢّ واﻣﻠﻚ ﻋﻠﻰ أرواﺣﻨﺎ واﺳﺘﺤﻮذ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻜﻠﻴّﺘﻬﺎ. أﻧﺖ اﻟﻤﺪﻋﻮّ ﺑﺎرﻗﻠﻴﻂ هﺒﺔ ﻣﺒﺎرآﺔ ﻣﻦ اﷲ اﻟﻌﻠﻲّ أﻧﺖ رﺑﻴﻊ ﺣﻲّ ،أﻧﺖ ﻧﺎر ﻣﺸﺘﻌﻠﺔ أﻧﺖ اﻟﺰﻳﺖ ﻳﻤﺴﺢ آﻴﺎﻧﻨﺎ واﻟﺤﺐّ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻳﺤﻴﻴﻨﺎ. أﻧﺖ ﻣﺎﻧﺢ اﻟﻤﻮاهﺐ اﻟﺴﺒﻊ أﻧﺖ ﻳﺪ اﷲ اﻟﻴﻤﻨﻰ؛ أﻧﺖ وﻋﺪﻩ ،ﺗﻌﻠّﻢ اﻷﺻﻐﺮﻳﻦ اﻟﻜﻼم واﻹدراك. هﻼّ أرﺷﺪت ﻓﻜﺮﻧﺎ ﺑﻨﻮرك اﻟﻤﺒﺎرك، وأﻟﻬﺒﺖ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺑﺎﻟﺤﺐّ اﻟﻌﺎرم وﺑﻘﻮّﺗﻚ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻼﺷﻰ ﺷﺪّد آﻴﺎﻧﻨﺎ اﻟﺒﺸﺮي. ﻋﻨّﺎ أﺑﻌﺪ ﻋﺪوّﻧﺎ اﻟﻠﺪود واﺳﻜﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺴﻼم اﻟﺤﻘﻴﻘﻲّ وﺳﺮ ﺑﻨﺎ ﺑﺄﻣﺎن وﺳﻂ آﻞّ اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻓﻲ ﻇﻞّ ﻗﺪس ﺟﻨﺎﺣﻴﻚ. ﻋﺮّﻓﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻵب وﻋﻠﻰ اﻻﺑﻦ اﻷزﻟﻲّ وﻋﻠﻴﻚ أﻧﺖ روﺣﻬﻤﺎ ﻣﻌًﺎ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻟﻤﺒﺎرك ،ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺎﻧﻴﻢ ﻓﻲ واﺣﺪ.
14
ﻟﻴﺘﻤﺠّﺪ اﻵب، وﻟﻴﺘﻤﺠّﺪ اﺑﻨﻪ اﻟﻤﺴﺎوي ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺠﻮهﺮ واﻟﺒﺎرﻗﻠﻴﻂ اﻟﻌﻈﻴﻢ إﻟﻰ أﺑﺪ اﻵﺑﺪﻳﻦ. ﺁﻣﻴﻦ أرﺳﻞ روﺣﻚ ،ﻓﺘﺠﺪّد اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻴﻬﻢ، وﻳﺘﺠﺪّد وﺟﻪ اﻷرض. ﻓﻠﻨﺼﻞﱢ أﻳّﻬﺎ اﻟﺮبّ اﻹﻟﻪ ،ﻳﺎ ﻣﻦ أرﺷﺪت ﻗﻠﻮب اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻨﻮر اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ،إﻣﻨﺤﻨﺎ ﻧﺤﻦ أﻳﻀًﺎ هﺒﺔ روﺣﻚ اﻟﻘﺪّوس ،روح اﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﺤﻘّﺔ ،اﻟﺮوح اﻟﻤﻌﺰّﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻬﺞ اﻟﻨﻔﺲ ،ﺑﻨﻌﻤﺔ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ .ﺁﻣﻴﻦ.
إﺑﺘﻬﺎل إﻟﻰ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس )ﻣﺨﺘﺼﺮ( هﻠﻢّ أﻳّﻬﺎ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس واﻣﻸ ﻗﻠﻮب اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ وأﺿﺮم ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺎر ﺣﺒّﻚ .أرﺳﻞ روﺣﻚ ،ﻓﺘﺘﺠّﺪد اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻴﻬﻢ .وﻳﺘﺠﺪّد وﺟﻪ اﻷرض.
ﻓﻠﻨﺼ ﱢ ﻞ أﻳّﻬﺎ اﻟﺮبّ اﻹﻟﻪ ،ﻳﺎ ﻣﻦ أرﺷﺪت ﻗﻠﻮب اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻨﻮر اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ،إﻣﻨﺤﻨﺎ ﻧﺤﻦ أﻳﻀًﺎ هﺒﺔ روﺣﻚ اﻟﻘﺪّوس ،روح اﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﺤﻘّﺔ ،اﻟﺮوح اﻟﻤﻌﺰّﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻬﺞ اﻟﻨﻔﺲ ،ﺑﻨﻌﻤﺔ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ .ﺁﻣﻴﻦ.
15
إﺑﺘﻬﺎل إﻟﻰ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻹﻋﺎﻧﺘﻨﺎ ﻓﻲ آﻞّ أﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻨﻬﺎر أﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﺷﻴﺌًًﺎ ،اﻟﺮبّ اﻹﻟﻪ هﻮ آﻞّ ﺷﻲء؛ أﻳّﻬﺎ اﻵب اﻟﺴﻤﺎويّ ،أﻧﺎ أﺣﺒّﻚ .أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ هﻠﻤّﻲ : واﺳﻜﻨﻲ ﻓﻲ أﻓﻜﺎري. وأﺧﻔﻘﻲ ﻓﻲ دﻣﻲ. وأﻧﻈﺮي ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲّ. واﺻﻐﻲ ﻓﻲ أذﻧﻲّ. واﻧﻄﻘﻲ ﻓﻲ ﻟﺴﺎﻧﻲ. وﺗﻨﺸّﻘﻲ ﻓﻲ أﻧﻔﺎﺳﻲ. واﻧﺒﻀﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ. واﻋﻤﻠﻲ ﻓﻲ ﺗﺤﺮّآﺎﺗﻲ. وﺗﺄﻟّﻤﻲ ﻓﻲ ﺁﻻﻣﻲ؛ وﻋﺴﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﺗﺘّﺤﺪ ﺑﻚ وﺗﺘﻼﺷﻰ ﻓﻲ آﻴﺎﻧﻚ، ﻓﺄﺣﻴﺎ ﻣﻌﻚ ﺁﻻم اﻟﺼﻠﺐ ﺗﻤﺠﻴﺪًا ﻟﻶب اﻟﺴﻤﺎويّ. ﺻﻠّﻲ ﻓﻲ داﺧﻠﻲ ،وﺑﺪوري أرﻓﻊ ﻟﻚ هﺬﻩ اﻟﺼﻼة ﻋﻦ آﻞّ واﺣﺪ ﻣﻨّﺎ ،وأﻋﻠﻲ اﻟﻤﺠﺪ ﻟﻶب اﻵن وآﻞّ أوان ،إﻟﻰ اﻷﺑﺪ.
16
ﻗﺒﻞ ﺗﻨﺎول اﻟﻄﻌﺎم أﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﺷﻴﺌًﺎ ،اﻟﺮبّ اﻹﻟﻪ هﻮ آﻞّ ﺷﻲء .أﻳّﻬﺎ اﻵب اﻟﺴﻤﺎويّ، أﻧﺎ أﺣﺒّﻚ .أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،أﻣﻜﺜﻲ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،وآﻮﻧﻲ اﻟﻐﺬاء اﻟﺪاﺋﻢ ﻟﻨﻔﺴﻲ. ﺑﻌﺪ ﺗﻨﺎول اﻟﻄﻌﺎم أﺷﻜﺮك أﻳّﻬﺎ اﻵب ،ﺑﺎﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻨﺤﺘﻬﺎ ﻟﻲ وﻟﻜﻞّ إﻧﺴﺎن ،ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﻄﻌﺎم اﻟﺬي ﺗﻨﺎوﻟﺘﻪ ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﺗﻤﺠﻴﺪًا ﻻﺳﻤﻚ ،ﺑﺎﺑﻨﻚ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺳﻴّﺪي ،ﺁﻣﻴﻦ. ﻗﺒﻞ اﻟﻘﺪّاس اﻹﻟﻬﻲ أﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﺷﻴﺌًﺎ ،اﻟﺮبّ اﻹﻟﻪ هﻮ آﻞّ ﺷﻲء .أﻳّﻬﺎ اﻵب اﻟﺴﻤﺎويّ، أﻧﺎ أﺣﺒّﻚ .أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،واﺻﻠﻲ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﻌﺒﺎدة ﻓﻲّ .وإذ ﺗﻀﺎﻋﻔﻴﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺤﺴﻨﺔ ،أﻗﺪّم هﺬا اﻟﻘﺪّاس اﻹﻟﻬﻲّ ﻋﻠﻰ ﻧﻴّﺔ آﻞّ إﻧﺴﺎن ،ﻟﻌﻠّﻪ ﻳﻨﻌﻢ ﺑﺜﻤﺎر اﻟﻔﺪاء اﻟﻄﻴّﺒﺔ وﻳﺤﻮز اﻟﺨﻼص ﻟﻨﻔﺴﻪ وﻟﻠﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ. ﻗﺒﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮة اﻟﺼﻼة أﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﺷﻴﺌًﺎ ،اﻟﺮبّ اﻹﻟﻪ هﻮ آﻞّ ﺷﻲء .أﻳّﻬﺎ اﻵب اﻟﺴﻤﺎويّ، أﻧﺎ أﺣﺒّﻚ .أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،واﺻﻠﻲ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺼﻼة ﻓﻲّ .وأﻧﺎ ﺑﺪوري أرﻓﻊ ﻟﻚ هﺬﻩ اﻟﺼﻼة ﻋﻦ آﻞّ واﺣﺪ ﻣﻨّﺎ ،وأﻋﻠﻲ اﻟﻤﺠﺪ ﻟﻶب اﻵن وآﻞّ ﺁن. ﺻﻼة إﻟﻰ اﻟﻤﻼك اﻟﺤﺎرس ﻳﺎ ﻣﻼآﻲ ،ﻳﺎ ﺣﺎرﺳﻲ ،إﺟﻌﻠﻨﻲ أﺣﻴﺎ داﺋﻤًﺎ ﺑﺤﺴﺐ إرادة اﷲ. ﺁﻣﻴﻦ
17
إﻟﻰ ﻣﺎر ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ ،رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻳﺎ ﻣﺎر ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ ،رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ،ﺑﻨﻮرك أﺿﺊ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻳﺎ ﻣﺎر ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ ،رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ،ﺑﺠﻨﺎﺣﻴﻚ إﺣﻤﻨﺎ ﻳﺎ ﻣﺎر ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ ،رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ،ﺑﺴﻴﻔﻚ داﻓﻊ ﻋﻨّﺎ ﺑﻘﻮّة اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ. إﺑﺘﻬﺎل إﻟﻰ ﻟﻮﻳﺰا ﻟﻮﻳﺰا ،أﻳّﺘﻬﺎ "اﻻﺑﻨﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ" واﺻﻠﻲ اﻟﺤﻴﺎة ﺑﻴﻨﻨﺎ واﺳﺘﻤﺮّي ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﻣﻠﻜﻮت اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺣﻮﻟﻨﺎ. ﻟﺮاﺣﺔ اﻟﻤﻮﺗﻰ إﻣﻨﺤﻬﻢ ﻳﺎ ربّ اﻟﺮاﺣﺔ اﻷﺑﺪﻳّﺔ ،وﻟﻴﻀﺊ ﻧﻮرك ﻋﻠﻴﻬﻢ. وﻟﺘﺴﺘﺮﻳﺤﻮا ﺑﺴﻼم ،ﺑﺮﺣﻤﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﺁﻣﻴﻦ. ﻓﻌﻞ اﻟﻨﺪاﻣﺔ ﺑﻘﻮّة اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ رﺑّﻲ وإﻟﻬﻲ ،ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ .ﻟﻘﺪ ﺗﺠﺮّأت وأهﻨﺘﻚ وﻗﺪ أﺷﺤﺖ ﺑﻮﺟﻬﻲ ﻋﻨﻚ ،أﻣّﺎ أﻧﺖ ﻓﺒﺎدﻟﺘﻨﻲ ﺑﺎﻟﺤﺐّ .أﻧﺎ ﻧﺎدم ﻣﻦ آﻞّ ﻗﻠﺒﻲ ﻷﻧّﻲ أﺳﺄت إﻟﻴﻚ. أﻃﻠﺐ إﻟﻴﻚ ،ﻻ ﺑﻞ أﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚ أن ﺗﻨﻘﻞ ﺣﺰﻧﻚ إﻟﻲّ ،ﻓﺄﻧﺪم وأﻗﺎﺳﻲ ﻣﺎ ﻗﺎﺳﻴﺖ ﻣﻦ ﺣﺰن ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎﻳﺎي – هﺬا اﻟﺤﺰن اﻟﻌﺎرم واﻟﺸﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻚ ﺗﻨـﺰف دﻣًﺎ. ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ ،ﺗﻀﺮّﻋﻲ ﻷﺟﻠﻲ ،وﺗﺸﻔّﻌﻲ ﺑﻲ ﻟﺪى اﺑﻨﻚ ﻳﺴﻮع واﻃﻠﺒﻲ ﻟﻲ اﻟﻐﻔﺮان اﻟﺬي أرﺗﺠﻴﻪ ﻋﻦ آﻞّ ﺧﻄﺎﻳﺎي. ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ ،أﻋﺘﺰم ﻣﻦ آﻞّ ﻗﻠﺒﻲ وأﻋﺪ وﻋﺪًا ﻧﻬﺎﺋﻴًّﺎ ﺑﺄﻻّ أﻋﻮد إﻟﻰ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .ﺁﻣﻴﻦ.
18
ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻮﺗﻨﺎ )ﺗﺘﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﺼﻼة أﻳﻀًﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺨﻠﻮد إﻟﻰ اﻟﻨﻮم( ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻮدﻳﻊ ،أرﻳﺪ أن أﻣﻮت ﻣﺴﺘﺴﻠﻤًﺎ ﻟﻤﺸﻴﺌﺘﻚ. وإﻧّﻲ أﺷﺎرك آﻞّ ﻣﺤﺘﻀﺮ آﺮﺑﻪ ،وأﺿﻢّ آﻞّ ﻟﺤﻈﺎت اﻟﻨـﺰاع إﻟﻰ ﺁﻻﻣﻚ ،ﻣﺴﺘﻤﺪًّا ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻘﻮّة ﻟﻨﻔﺴﻲ ،واﻟﻨﻮر واﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ،وﻣﺘﻨ ّﻌﻤًﺎ ﺑﺒﺴﻤﺔ رﻗﻴﻘﺔ ﻣﻨﻚ ﺗﻨﻢّ ﻋﻦ ﺻﻔﺤﻚ ﻋﻨّﻲ وﻏﻔﺮاﻧﻚ ﻵﺛﺎﻣﻲ. إﻧّﻲ أﺳﺘﻮدع أﻧﻔﺎﺳﻲ اﻷﺧﻴﺮة ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ ﻷﻧّﻚ اﻓﺘﺪﻳﺘﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ،وإﻧّﻲ أﺳﻠّﻢ ﻟﻚ ذاﺗﻲ ﺑﺎﺳﺘﺤﻘﺎق ﻣﻮﺗﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،إﻓﺘﺢ ﻟﻲ أﺑﻮاب اﻟﺴﻤﺎء وواﻓﻨﻲ ﺑﺎﻟﺤﺐّ اﻟﺬي اﺳﺘﻘﺒﻠﻚ ﺑﻪ اﻵب ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻔﻈﺖ أﻧﻔﺎﺳﻚ اﻷﺧﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ. ﺧﺬﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء واﺣﺘﻀﻨّﻲ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻴﻚ ،ﻓﺄﻗﺒّﻠﻚ وأﻋﻴﺶ ﺳﻌﻴﺪًا ﺑﻘﺮﺑﻚ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ. ﻳﺎ أﻣّﻲ ،وﻳﺎ ﻣﻼﺋﻜﺔ وﻳﺎ ﻗﺪّﻳﺴﻴﻦ ،هﻠﻤّﻮا إﻟﻰ ﻧﺼﺮﺗﻲ ﺗﻤﺎﻣًﺎ آﻤﺎ آﻨﺘﻢ ﻣﻊ ﻳﺴﻮع ﻟﺪى ﻣﻤﺎﺗﻪ .ﺳﺎﻋﺪوﻧﻲ وأﻋﻴﻨﻮﻧﻲ واﺣﻤﻮﻧﻲ واﺣﻤﻠﻮﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء .ﺁﻣﻴﻦ.
19
إﺳﺘﻬﻼل ﻳﻮﻣﻨﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﺴﻼم ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺴﺘﻔﻴﻖ ﺻﺒﺎﺣًﺎ ،وﺗﻨﻔﺘﺢ أﻋﻴﻨﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﻟﻨﻬﺎر ،دﻋﻮﻧﺎ ﻧﻀﻊ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﺤﻀﺮة اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،وﻧﻨﻄﻠﻖ ﺑﻌﺪهﺎ ﻹﺗﻤﺎم اﻟﻤﻬﺎم اﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ. ﻋﻤﻠﻨﺎ اﻷوّل ﻳﻜﻮن ﻓﻌﻞ ﺣﺐّ ﻳﺘﺠﻠّﻰ ﺑﺎﻻﺗّﻜﺎل ﻋﻠﻰ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻓﻴﻨﻄﺒﻊ هﺬا اﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ أذهﺎن اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ،وﻳﺘﺠﻠّﻰ ﻓﻲ آﻞّ ﺗﻼﻣﻴﺤﻬﺎ ،ﻓﻲ أﻗﻮاﻟﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺗﺤﺮّآﺎﺗﻬﺎ ،ﻓﻲ آﻞّ ﻧﺒﻀﺔ ﻗﻠﺐ وﻓﻲ آﻞّ هﻤﺴﺔ وﻧﻔﺲ .وﻣﻦ ﺛﻢّ ﻓﻠﻨﺮﺑﻂ هﺬا اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻞ اﻟﺬي ﻧﻘﻮم ﺑﻪ ﺑﺂﺧﺮ ﻋﻤﻞ أﺗﻤّﻪ ﺁدم وﻓﻖ إرادة اﷲ ،وﺑﻜﻞّ ﻣﺎ ﺳﺘﻘﻮم ﺑﻪ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻣﺘّﻜﻠﺔ ﻋﻠﻰ إرادة اﷲ ،ﺣﺘّﻰ ﺁﺧﺮ ﻋﻤﻞ ﻳﺘﺤﻘّﻖ ﻋﻠﻰ اﻷرض. وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،ﻓﻠﻨﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﻧﻈﺮة راﻗﻴﺔ .ﻓﺎﷲ ﺣﺒًّﺎ ﺑﺎﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ،ﺧﻠﻖ اﻟﺸﻤﺲ واﻟﻨﺠﻮم واﻟﺒﺤﺮ واﻷرض واﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ واﻷزهﺎر .ﻓﻠﻨﺘﺒﻦﱠ هﺬا اﻟﺤﺐ اﻟﺬي ﻏﻤﺮ ﺑﻪ اﷲ آﻞّ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ وﻟﻨﻘﺪّﻣﻪ ﻟﺨﺎﻟﻘﻨﺎ ﻣﻊ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﻓﻌﺎل اﻟﻤﺤﺒّﺔ واﻹﺟﻼل واﻟﺒﺮآﺎت واﻟﺘﺴﺎﺑﻴﺢ. وﻟﻨﺘﺮﻓّﻊ وﻟﻨﺴﻤﻮ ﺑﻘﺼﺪ ﺑﻠﻮغ اﻟﻨﻌﻴﻢ ،ﻟﻨﻠﺘﻘﻲَ آﻞّ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ واﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ .وﻟﻨﺘّﺤﺪ ﺑﺎﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺴﻤﺎويّ ،ﺷﻬﻮدًا اﻟﻮاﺣﺪ ﻋﻦ ن ﻣﻦ أﻣّﻨﺎ اﻟﻤﺒﺎرآﺔ ،اﻟﻌﺬراء اﻟﻜﻞّ ﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ .وﻟﻨﺪ ُ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻤﺴﺘﻌﺪّة دوﻣًﺎ آﻲ ﺗﻤﻨﺤﻨﺎ ﻧﻌﻤﺔ اﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎت اﻟﺘﻲ
20
ﺣﺎزت ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻟﺬﻟﻚ ،ﺑﺜﻘﺔ اﻷﺑﻨﺎء ،دﻋﻮﻧﺎ ﻧﺄﺧﺬ آﻞّ ﻣﺎ أﻋﻄﺖ ﻣﻦ اﻟﺒﺪاﻳﺔ إﻟﻰ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،آﺄﻧّﻪ ﻣﻠﻚ ﻟﻨﺎ ،وﻟﻨﻘﺪّﻣﻪ إﻟﻰ اﷲ هﺪﻳّﺔ وﻻ أﺟﻤﻞ. ﻟﻨﺘﻮﺟّﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إﻟﻰ "اﻟﻜﻠﻤﺔ" وﻟﻨﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻟﻤﺸﺎرآﺔ ﻓﻲ آﻞّ أﻋﻤﺎﻟﻪ ،ﻣﻦ اﻟﺤﻤَﻞ ﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﻮﻻدة واﻟﻬﺮب إﻟﻰ ﻣﺼﺮ ،وﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺨﻔﻴّﺔ ﺣﺘّﻰ اﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ،وﻣﻦ ﺛﻢّ ﺳﻨﻮات اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺎﻣّﺔ، ﻓﺎﻵﻻم واﻟﻤﻮت واﻟﻘﻴﺎﻣﺔ واﻟﺼﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء .أﻧﺠﺰ آﻞّ رﺳﺎﻟﺘﻪ ﺣﺒًّﺎ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن .ﻓﻠﻨﺘﺒﻦﱠ هﺬا اﻟﺤﺐّ وﻟﻨﻘﺪّﻣﻪ إﻟﻰ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس. هﺬﻩ هﻲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻧﻘﺪّم ﷲ ،ﻧﺤﻦ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت اﻟﺒﺎﺋﺴﺔ ،ﻋﻤﻼً ﻳﻜﻮن اﻷآﻤﻞ واﻷﻧﻘﻰ ،ﻷنّ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻻ ﺗﻌﻄﻲ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻤّﺎ ﻋﻨﺪهﺎ ،إﻧّﻤﺎ ﺗﻌﻴﺪ ﷲ ﻋﻄﺎﻳﺎﻩ ﺗﻤﺠﻴﺪًا ﻻﺳﻤﻪ اﻟﻘﺪّوس.
21
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺄوي إﻟﻰ اﻟﺴﺮﻳﺮ وﻧﺨﻠﺪ ﻟﻠﻨﻮم ﻤﻤًﺎ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ واﺑﺴﻂ أﺑﺖِ ،إﻧّﻲ أﺣﺒّﻚ ،إﺟﻌﻠﻨﻲ أﻏﻔﻮ ﻣﺘ ّ ﺟﻨﺎح راﺣﺘﻚ ﻋﻠﻰ آﻞّ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أرﻳﺪ أن أﻏﻔﻮَ ﻣﺴﺘﺴﻠﻤًﺎ ﻟﻤﺸﻴﺌﺘﻚ؛ وأن ﺗﺄﺗﻲ ﻓﺘﻐﻔ َﻮ ﻓﻲّ .إﺟﻌﻞ ﻣﻨّﻲ ﺳﺮﻳﺮًا ﻟﻚ ﻓﺄآﻮن راﺣﺘﻚ ،وأﻋﻮّض ﻋﻠﻴﻚ اﻹﺳﺎءات اﻟﺘﻲ أﻟﺤﻘﻨﺎهﺎ ﺑﻚ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺳﻠّﻤﻚ ﺁﺧﺮ وﻣﻀﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﻜﻴﺮي ،ﻓﺈﻧّﻨﻲ أﻣﻨﺤﻬﺎ ﺑﺈرادﺗﻚ ،ﻓﺘﻨﺼﻬﺮ ﺑﻚ آﻞّ أﻓﻜﺎر اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ،وﻳُﺪﻣﻎ ذهﻦ آﻞّ إﻧﺴﺎن ﺑﺸﻌﺎع ﻧﻌﻤﺘﻚ ،ﻓﻴﺴﺘﻴﻘﻆ ﺣﻴًّﺎ وﻗﺪ ﻣﺎﺗﺖ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻓﻴﻪ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أرﻳﺪ ﻗﺒﻞ أن أﻧﺎم ،أن أﺳﺘﻮدع إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ آ ّ ﻞ أﻓﻜﺎري ،ﻓﺘﻼﻗﻲ أﻓﻜﺎرك وﺗﺬوب ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﺄﻏﺪو ﻓﻜﺮًا وﻋﻤﻼً ،ﻃﻮع إرادﺗﻚ ،ﻣﻤّﺎ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﺧﻴﺮًا ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت .أرﻳﺪ أن ﺗﺤﻴﺎ أﻓﻜﺎري ﻓﻲ ﻓﻜﺮك ﻓﺘﻮاﺻﻞ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ وﺗﺼﺤّﺢ ﻣﺴﺎرهﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﻌﺮﻓﺘﻚ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،رﻏﺒﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻖ رﻏﺒﺘﻚ ،وإﻧّﻲ أﺿﻌﻬﺎ رهﻦ إرادﺗﻚ ﻓﺘﺘﺸﻮّق ﻋﻠﻰ ﻗﺪر أﺷﻮاﻗﻚ ،إﻟﻰ ﺧﻼص اﻟﻨﻔﻮس وإﻟﻰ ﺗﻤﺠﻴﺪ اﺳﻤﻚ. إرادﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻖ إرادﺗﻚ ،ﺗﺴﺘﻘﺮّ ﻓﻴﻚ وﺗﺮﻳﺪ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪﻩ ﻣﻨﻬﺎ .وآﻤﺎ أنّ إرادﺗﻚ ﺗﺼﺐّ ﻟﺨﻴﺮ آﻞّ إﻧﺴﺎن ،إﺟﻌﻞ إرادﺗﻲ ﺗﻨﺼﻬﺮ ﻓﻴﻚ ﻟﺘﻐﻤﺮ آﻞّ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﺑﺤﺴﺐ إرادﺗﻚ ،ﻓﻼ ﻳﻨﻔﺼﻞ أيّ إﻧﺴﺎن ﻋﻨﻚ ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم. ﺣﺒّﻲ ﻳﻌﺎﻧﻖ ﺣﺒّﻚ ،وﻗﻠﺒﻲ ﻳﺘّﺤﺪ ﻓﻴﻚ .أﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ أن ﺗﻜﻮن داﺋﻤًﺎ ﻧﺒﻀﺎﺗﻪ ﻗُﺒﻼً ﺗﻠﻄّﻒ اﻟﻤﺮارة اﻟﺘﻲ ﻗﺎﺳﻴﺖ ﻣﻦ ﻏﺪر اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﻟﻚ.
22
ﻧﻮاﻳﺎ ﺗُﺮﻓﻊ ﻷﺟﻞ ﺗﻮاﺻﻞ اﺗّﺤﺎد اﻟﻌﻤﻞ اﻹﻟﻬﻲّ ﺑﻴﺴﻮع اﺗّﺤﺎدًا وﺛﻴﻘًﺎ ﺧﻼل اﻟﻨﻮم ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻣﻜﺚ ﻣﻌﻚ ،وﻻ أرﻳﺪ أن أﺗﺮآﻚ وﺣﺪك ﺣﺘّﻰ وﻟﻮ ﻏﻔﺎ ﻓﻜﺮي .أرﻳﺪ ﻓﻮق ذﻟﻚ ،أن أﺗﺒﻌﻚ ﻓﺄﺷﺎرآﻚ ﺳﺎﻋﺎت ﺁﻻﻣﻚ اﻷﺷﺪّ. أرﻳﺪ أن أآﻮن ﺣﺎﺿﺮًا ﻣﻌﻚ ﺑﻜّﻠﻴّﺔ ﺣﺒّﻲ ،أﺳﺮّ إﻟﻴﻚ ﺑﻨﻮاﻳﺎي وأﺳﺘﻮدﻋﻚ إرادﺗﻲ ،أﺧﻔّﻒ ﻋﻨﻚ ﺣﺪّة اﻵﻻم وﻣﺮارة اﻹهﺎﻧﺎت وأذﻳّﺔ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ،ﻣﻊ ﻣﺎ ذرﻓﺖ ﻣﻦ دﻣﺎء وﻣﺎ ﻗﺎﺳﻴﺖ ﻣﻦ ﺁﻻم ﺟﺴﺪﻳّﺔ وﻧﻔﺴﻴّﺔ ،ﻓﺄﺣﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ وأﺣﻔﺮهﺎ ﻓﻲ ذهﻨﻲ وﻻ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﺑﺎﻟﻲ أﺑﺪًا أﻧّﻚ ﻷﺟﻠﻲ ﻋﺎﻧﻴﺖ ﺁﻻﻣًﺎ ﻣﺒﺮﺣﺔ. أرﻳﺪ أﻳﻀًﺎ أن أﺷﺮك آﻞّ اﻷرواح وآﻞّ اﻷﺟﻴﺎل ﻣﻦ آﻞّ اﻷﻋﻤﺎر ﻓﻲ ﻏﻤﺮ ﺁﻻﻣﻚ اﻟﺸﺎﺳﻊ ،ﻓﻴﺴﺘﻤﺪّ آﻞّ إﻧﺴﺎن ﻣﻦ هﺬﻩ اﻵﻻم اﻟﺨﻼص ﻟﻨﻔﺴﻪ ،واﻟﻘﻮّة واﻟﻨﻮر واﻟﻨﻌﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﺤﺒﻴﺐ ،إﺳﻤﺢ ﻟﻲ أن ﺁﺧﺬ ﻋﻨﻚ هﺬﻩ اﻟﺴﻼﺳﻞ اﻟﺘﻲ أوﺛﻘﺖ ﺑﻬﺎ )واﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮّﻟﺖ ،إذ ﻟﻤﺴﺖ ﺟﺴﺪك ،إﻟﻰ ﺳﻼﺳﻞ ﺣﺐ(، وأﻏﺮق ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ إرادﺗﻚ اﻟﻮاﺳﻊ .آﺒّﻞ ﻋﻘﻮل آﻞّ اﻟﺨﻼﺋﻖ وأﻋﻴﻨﻬﺎ وأﻓﻮاهﻬﺎ ،وﺣﻮّل آﻞّ ﻓﻜﺮة وآﻞّ ﻟﻤﺤﺔ وآﻞّ آﻠﻤﺔ إﻟﻰ ﻓﻌﻞ ﺣﺐ .ﺳﻼﺳﻞ اﻟﺤﺐّ هﺬﻩ أﻗﺪّﻣﻬﺎ ﻟﻚ ﺗﺎﺟًﺎ ﻳﺘﻜﻠّﻞ ﺑﻪ رأﺳﻚ ﺗﻌﺒﻴﺮًا ﻋﻦ ﺣﺐّ اﻟﺨﻼﺋﻖ ﻟﻚ ﻓﻴﻨﻜﺴﺮ اﻟﻌﺮش اﻟﺬي ﺗﺠﺮّأ ووﺿﻊ إآﻠﻴﻞ اﻟﺸﻮك ﻋﻠﻰ رأﺳﻚ؛ وﻧﻜﻔﻜﻒ اﻟﺪﻣﻮع اﻟﻤﻨﻬﻤﺮة ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﺑﻔﻌﻞ اﻹهﺎﻧﺔ واﻻﺳﺘﺨﻔﺎف ،وﻧﻌﺪّ ﻟﻚ رﺷﻔﺔ ﺣﺐّ ﻟﺸﻔﺘﻴﻚ اﻟﻠﺘﻴﻦ ﺟﻔّﺘﺎ واﺣﺘﺮﻗﺘﺎ ﻋﻄﺸًﺎ ﻷرواﺣﻨﺎ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،دﻋﻨﻲ أﺟﻮب اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻬﺪي إرادﺗﻚ ﻓﺄﻟﻤﺲ أﻳﺪي آ ّ ﻞ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت وأرﺟﻠﻬﺎ وأﺣﻮّل آﻞّ اﻷﻋﻤﺎل واﻟﺘﺤﺮّآﺎت واﻟﺨﻄﻮات
23
إﻟﻰ ﻟﻬﻴﺐ ﺣﺐّ ﻣﻀﻄﺮم .دﻋﻨﻲ أﻟﻤﺲ ﻗﻠﻮب اﻟﻌﺎﻟﻢ وأﺣﻮّل آ ّ ﻞ ﻧﺒﻀﺔ ،وآﻞّ ﻋﺎﻃﻔﺔ ،وآﻞّ ﻧﺴﻴﺞ إﻟﻰ ﺷﺮارات ﺣﺐ ،ﻓﺘﻠﺘﺤﻢ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺐّ .وإﻧّﻨﻲ أرﻳﺪ أن ﺗﺤﻴﺎ آﻞّ اﻷﺟﻴﺎل وآﻞّ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﺑﻨﻌﻤﺔ هﺬا اﻟﺤﺐّ .وﻣﻦ ﺛﻢّ ﺁﺗﻲ ﺑﻬﻢ إﻟﻴﻚ ﺑﺎﺳﻤﻲ وﺑﺎﺳﻢ آﻞّ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ،ﻓﻴﺤﻴﻄﻮﻧﻚ ﺑﺎﻟﺤﺐّ وﻳﻌﻮّﺿﻮن ﻋﻠﻴﻚ آﻞّ اﻹﺳﺎءات اﻟﺘﻲ أﻟﺤﻘﻮهﺎ ﺑﻚ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،إﺑﻖَ ﻓﻲّ آﻤﺎ أﻧﺎ ﻓﻴﻚ .ﻓﺄﻧﺖ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻓﻜﺮي ﻣﺴﺘﻐﺮﻗًﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻮم ،ﻻ ﺑﻞ ﻧﻜﻮن ﻣﻌًﺎ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻗﻠﺒﻲ ﻳﻨﺒﺾ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ ،ﻧﺒﻀﺎت واﺣﺪة ﺗﺮدّد دون اﻧﻘﻄﺎع "أﺣﺒّﻚ ﺣﺒًّﺎ هﺎﺋﻼً ،أﺣﺒّﻚ ﺣﺒًّﺎ أﺑﺪﻳًّﺎ ،أﺣﺒّﻚ ﺑﻼ ﺣﺪود ،أﺣﺒّﻚ ﺑﺬاﺗﻲ وﻋﻦ آﻞّ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت" .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻣﻌًﺎ ﻧﺘﻨﻔّﺲ وﺗﺘﺼﺎﻋﺪ أﻧﻔﺎﺳﻨﺎ ﻣﺮدّدة : "اﻟﻨﻔﻮس ،اﻟﻨﻔﻮس!" وأرﻳﺪ أن ﻳﺠﺮي دﻣﻲ ﻓﻲ ﻋﺮوﻗﻚ ﻓﺘﻤﺘﺰج دﻣﺎؤﻧﺎ ﺑﺼﺮﺧﺔ ﻣﺪوﻳّﺔ واﺣﺪة ﺗﻌﻠﻮ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض .وإنّ ﻧﻔﺴﻲ ﺗﻤﺜﻞ أﻣﺎم ﻋﺮﺷﻚ اﻟﺴﺎﻣﻲ ﻟﺘﻌﺮب ﻋﻦ وﻻء اﻷﺳﺮة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺑﺄﺳﺮهﺎ وﻋﺒﺎدﺗﻬﺎ ﻟﻚ وﺗﺮﻓﻊ ﻟﻚ اﻟﻤﺠﺪ واﻟﺸﻜﺮ واﻟﺘﺴﺒﻴﺢ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﺑﺠﺎﻧﺒﻲ وأﻧﺎ ﻧﺎﺋﻢ ،ﺗﺤﻀّﺮﻧﻲ ﻷﺗﻘﺒّﻞ ﺳ ّﺮ اﻻﻓﺤﺎرﺳﺘﻴّﺎ .ﺗﺄﺧﺬ ﻗﻠﺒﻲ ﺑﻴﺪﻳﻚ ،ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻧﻈﺮة ﺣﺐّ وﺣﻨﺎن، وﺗﻨﻔﺦ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ روﺣﻚ وﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻪ ﺑﻜﻠّﻴّﺘﻪ .ﺑﻨﻈﺮﺗﻚ وﻧﻔﺤﺘﻚ أﺻﺒﺢ ﻣﺴﺘﻌﺪًّا ﻟﺘﻘّﺒﻠﻚ ﺑﺤﻔﺎوة .وأآﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﺗﻀﻊ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ، وﺗﺴﺘﺤﻮذ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ اﻟﺬي ﻣﺎ ﻋﺎد ﻣﻠﻜًﺎ ﻟﻲ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻧﺖ ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ ﻓﻤﻚ ،ﻓﻴﺼﺒﺢ ﻓﻤﻲ ﻓﻤﻚ .أﻧﺖ ﺗﺮﺑﻂ أواﺻﺮ ﻗﻠﺒﻚ ﺑﻘﻠﺒﻲ وﺗﺤﺒﻚ أﻧﺴﺠﺔ اﻟﺤﺐّ ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻚ .ﻓﺎﺳﻜﺐ ﻋﻠﻲّ ﻣﺎ اآﺘﺴﺒﺖ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺴﺮّ اﻟﺬي وﺿﻌﺖ :أي اﻹﺳﺘﻌﺪاد واﻟﺸﻜﺮ واﻟﺤﺐّ
24
واﻹﺻﻼح .هﻜﺬا ،وﺑﺎﻻﺳﺘﺴﻼم ﻟﻐﻤﺮ إرادﺗﻚ ،أآﻮن ﺣﺎﺿﺮًا ﻓﻲ آﻞّ اﻟﻘﻠﻮب اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻘﺒّﻠﻚ ،وﺳﺄﻋﻨﻰ ،ﻣﻊ آﻞّ إﻧﺴﺎن ،ﺑﺄن أآﻮن ﻣﺴﺘﻌﺪًّا ،داﻋﻴًﺎ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﻟﻜﻞّ إﻧﺴﺎن ،ﺑﻐﻴﺔ أن ﺗﺒﻘﻰ ﺣﻴﺎة اﻷﺳﺮار اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻣﺘّﻘﺪة ﻣﺤﻤﻴّﺔ ﻓﻲ آﻞّ اﻟﻘﻠﻮب. وأﻧﺖ ﻳﺎ ﻣﻼآﻲ ،إﺳﻬﺮ ﻋﻠﻲّ واﻋﺘﻦِ ﺑﻲ .إﺣﺘﻀﻨّﻲ ﺗﺤﺖ ﺟﻨﺎﺣﻚ اﻟﻄﺎهﺮ .واﻣﻸ ﻗﻠﺒﻲ ﺑﺤﺒّﻚ اﻟﺴﻤﺎويّ .وﻋﻨﺪﻣﺎ أآﻮن ﻧﺎﺋﻤًﺎ ،ﺗﺠﻲء وﺗﺮوح ،ﺑﻴﻦ ﻳﺴﻮع وﺑﻴﻨﻲ ﻓﺘﻨﻘﻞ إﻟﻴﻪ ﻧﺒﻀﺎت ﻗﻠﺒﻲ وﺗﻨﻬّﺪاﺗﻲ وﻧﻘﺎﻃًﺎ ﻣﻦ دﻣﻲ وأﻧﺎ ﺟﺎثٍ أﻣﺎم اﻟﻘﺮﺑﺎن أردّد ﺑﻼ ﺗﻮﻗّﻒ: "ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﺑﺤﺚ ﻋﻨﻚ ،وﻻ أرﻳﺪ ﺳﻮاك ،أﺗﻮق إﻟﻴﻚ ،أرﻳﺪك ﻣﻠﻜًﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻲ". وأﻧﺖ ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﻤﺒﺎرآﺔ ،أﻏﻤﺮﻳﻨﻲ ﺑﺜﻮﺑﻚ اﻷزرق واﻧﻌﺸﻲ اﻟﻘﻠﺐ ﺑﻠﻤﺴﺔ ﺷﻔّﺎﻓﺔ ﺗﺤﻀﻴﺮًا ﻻﺳﺘﻘﺒﺎل ﻳﺴﻮع .أﺻﻐﻲ إﻟﻰ ﺧﻠﺠﺎت ﻧﻔﺴﻲ واﻧﻈﺮي إﻟﻲّ ﻧﻈﺮة اﻷمّ اﻟﺤﻨﻮن واﻏﻤﺮﻳﻨﻲ ﺑﺤﺒّﻚ ﻓﺄﺑﺎدﻟﻚ ﺣﺐّ اﻻﺑﻦ ﻷﻣّﻪ .وهﻜﺬا ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻳﺴﻮع ،ﻳﻜﻮن اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻔﻌﻤًﺎ ﺑﺎﻟﻔﺮح واﻻﻧﺸﺮاح وﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻤﺮارة. واﻵن ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﺤﺒﻴﺐ وﻳﺎ أﻣّﻲ وﻳﺎ ﻣﻼآﻲ اﻟﺤﺎرس ،أﺟﺜﻮ ﻋﻨﺪ أﻗﺪاﻣﻜﻢ ،وأﺣﻨﻲ وﺟﻬﻲ أﻣﺎﻣﻜﻢ وأﻃﻠﺐ ﻣﻨﻜﻢ اﻟﺒﺮآﺔ واﻟﻨﻌﻤﺔ ﻟﺤﻴﺎﺗﻲ.
25
ﺻﻠـﻮات ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّــﺔ اﻟﺘﻜﺮّس اﻟﺪاﺋﻢ ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ In Voluntate Dei – Deo Gratias أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺠﺪﻳﺮة ﺑﺎﻟﻌﺒﺎدة ،هﺄﻧﺬا أﺿﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﺣﻀﺮة ﻧﻮرك اﻟﺒﺎهﺮ ﻋﻠّﻚ ﺗﺸﺮّﻋﻴﻦ أﻣﺎﻣﻲ اﻷﺑﻮاب وﺗﺴﻤﺤﻴﻦ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮل ﻟﺘﻨﺼﻬﺮَ ﺣﻴﺎﺗﻲ آﻠّﻬﺎ ﻓﻴﻚ ،أﻧﺖِ أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﻟﺬﻟﻚ ،أﺳﺄﻟﻚ أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ،أن ﺗﻐﻤﺮي ﺑﻨﻮرك أﺣﻘﺮ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت آﻠّﻬﺎ ،وإﻧّﻲ أﻋﺘﺒﺮ ﻧﻔﺴﻲ ﻃﻔﻼً ﻣﻦ أﻃﻔﺎل إرادﺗﻚ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ. وإﻧّﻲ ﺳﺎﺟﺪ هﻨﺎ ﻓﻲ ﺻﻐﺮي ،أﻟﺘﻤﺲ ﻣﻨﻚ أن ﺗﻠﺒﺴﻴﻨﻲ اﻟﻨﻮر اﻟﻮﺿّﺎء وأن ﺗﺤﺠﺒﻲ ﻋﻨّﻲ آﻞّ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻚ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻷﻟﻬﻴّﺔ ،أهﺒﻚ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،ﻟﺘﺼﺒﺤﻲ ﺟﻮهﺮ ﺗﻔﻜﻴﺮي وﺳﺮور ﻗﻠﺒﻲ وﻟﺘﻤﻠﻜﻲ ﻋﻠﻰ آﻞّ وﺟﻮدي .ﻻ أرﻳﺪ ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم أن ﺗﺴﻜﻦ ﻗﻠﺒﻲ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ،ﺳﺄﻗﺼﻴﻬﺎ وأﺑﻌﺪهﺎ ﻋﻨّﻲ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻧﻔﺴﻲ ﺟﻨّﺔ ﺗﻨﻌﻢ ﺑﺎﻟﺴﻼم واﻟﺴﻌﺎدة واﻟﺤﺐّ. ﻣﻌﻚِ أﺣﻈﻰ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺪاﺋﻤﺔ .وﻣﻨﻚِ أﺳﺘﻤﺪّ اﻟﻘﻮّة ﻟﻀﻌﻔﻲ واﻟﻘﺪاﺳﺔ ﻟﻨﻔﺴﻲ وﻟﻜﻞّ ﻣﺎ هﻮ ﺣﻮﻟﻲ راﻓﻌًﺎ إﻳّﺎﻩ إﻟﻰ اﷲ. أﻟﺘﺠﺊ إﻟﻴﻚ ﻃﺎﻟﺒًﺎ ﻣﻌﻮﻧﺔ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس ،ﻷﻋﻴﺶ ﻓﻲ ﺳﻜﻴﻨﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ وﻓﻖ ﻧﻈﺎم اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ اﻷوّل ،ﺗﻤﺎﻣًﺎ آﻤﺎ ﺧﻠﻖ اﻟﻠّﻪ اﻟﻜﻮن. ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ،ﻣﻠﻜﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﺧﺬي ﺑﻴﺪي وأدﺧﻠﻴﻨﻲ ﻧﻮر اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ .آﻮﻧﻲ ﻟﻲ اﻟﻤﺮﺷﺪ ،ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﺤﻨﻮن،
26
وﻋﻠّﻤﻴﻨﻲ ﻃﺮق اﻟﺤﻴﺎة وﺳﺒﻞ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ ﻷآﻮن أهﻼً ﻟﺴﻜﻨﻰ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ،أآﺮّس آﻞّ ذاﺗﻲ ﻟﻘﻠﺒﻚ اﻟﻄﺎهﺮ ،ﻋﻠّﻤﻴﻨﻲ ﻋﻘﻴﺪة اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ وأﻧﺎ ﺳﺄﺻﻐﻲ ﺑﺪوري ،ﺑﻜﻞّ إﻣﻌﺎن إﻟﻰ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻚ .أﻏﻤﺮﻳﻨﻲ ﺑﺜﻮﺑﻚ ﻓﻼ ﺗﺠﺮؤ اﻟﺤﻴّﺔ اﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻰ هﺬﻩ اﻟﺠﻨّﺔ اﻟﻤﻜﺮّﺳﺔ ﻟﺘﻮﻗﻊ ﺑﻲ ﺑﻴﻦ ﺷﺒﺎآﻬﺎ وﻟﺘﺠﻌﻠﻨﻲ أﺗﻮﻩ ﻓﻲ دوّاﻣﺔ اﻹرادة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ. ﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮع اﻟﻌﻈﻴﻢ ،أرﺳﻞ إﻟﻲّ ﻟﻬﻴﺒﻚ ﻓﻴﺤﺮﻗﻨﻲ ،إﺳﺘﺤﻮذ ﻋﻠﻲّ وﻏﺬﱢ ﻧﻔﺴﻲ ،واﺻﻘﻞ ﻓﻲ داﺧﻠﻲ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﻳﺎ ﻣﺎر ﻳﻮﺳﻒ ،إﺣﻤِﻨﻲ وآﻦ ﺣﺎرﺳًﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ وﺧﺬ ﺑﻴﺪك ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ إرادﺗﻲ .إﺣﻔﻆ ﻗﻠﺒﻲ ﻣﻌﻚ وﻻ ﺗﻌﺪﻩ إﻟﻲّ ،ﻓﺄﻃﻤﺌﻦّ وﻳﻬﻨﺄ ﺑﺎﻟﻲ وﻻ أﺗﺨﻠّﻰ ﻋﻦ إرادة اﷲ. ﻳﺎ ﻣﻼآﻲ اﻟﺤﺎرس ،داﻓﻊ ﻋﻨّﻲ ،ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻓﻲ آﻞّ ﺷﻲء ﻓﺘﺰدهﺮ ﺟﻨّﺔ ﻗﻠﺒﻲ وأﺻﺒﺢ أداة ﺗﺪلّ آﻞّ إﻧﺴﺎن إﻟﻰ ﻣﻠﻜﻮت اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ. أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،هﻠﻤّﻲ إﻟﻰ ﻣﻌﻮﻧﺘﻲ ﻓﺄﺣﻴﺎ داﺋﻤًﺎ ﺑﺤﻀﺮة اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ.
27
اﻟﺘﻜﺮّس ﻟﻴﺴﻮع ،ﻣﻠﻚ اﻟﻜﻮن ﻟﺨﻼص ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ وﻗﺒﻮﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮت اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻣﻠﻚ اﻟﻤﻠﻮك ،إﻟﻪ اﻵﻟﻬﺔ ،إﻟﻪ اﻟﺤﺐّ ،إﻟﻪ اﻟﺮﺣﻤﺔ! إﻧّﻲ أﻋﺒﺪ وأﺣﺐّ وأﺷﻜﺮ وأﻣﺠّﺪ إرادﺗﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ اﻟﻤﻨﺒﺜﻘﺔ ﻣﻦ آﻠّﻴّﺔ ﻗﺪرﺗﻚ ،واﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﻬﺪﻳﻚ وﺣﻜﻤﺘﻚ واﻟﻤﺮاﻓَﻘﺔ ﺑﺼﻼﺣﻚ وﺣﺒّﻚ .ﻓﻲ آﻞّ ﻣﻜﺎن وﻓﻲ آﻞّ زﻣﺎن ،ﻓﻲ اﻟﺴﺮّاء آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻀﺮّاء ،إﺟﻌﻞ ﻣﻦ إرادﺗﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ وﺣﺒّﻚ اﻹﻟﻬﻲّ اﻟﻨﺠﻤﺔ اﻟﺘﻲ أﺣﺪّﻗﻬﺎ ،واﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺬي ﻳﺮﻋﻰ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،واﻟﻬﻮاء اﻟﺬي أﺗﻨﺸّﻘﻪ واﻟﻨﺒﻀﺔ اﻟﺨﺎﻓﻘﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ،واﻟﺠﻮهﺮ -ﻻ ﺑﻞ – اﻟﺤﻴﺎة ﻟﺤﻴﺎﺗﻲ. ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻐﺎﻳﺔ ،أﺷﺮك ﺻﻠﻮاﺗﻲ وأﻋﻤﺎﻟﻲ آﻠّﻬﺎ ﺑﺼﻠﻮاﺗﻚ وأﻋﻤﺎﻟﻚ، وﺣﻴﺎﺗﻲ ﺑﺤﻴﺎﺗﻚ وﺑﺤﻴﺎة اﻟﻌﺬراء ﻣﺮﻳﻢ واﻟﻘﺪّﻳﺲ ﻳﻮﺳﻒ واﻟﻤﺨﺘﺎرﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻣﻌًﺎ ﻣﺎﺿﻴًﺎ وﺣﺎﺿﺮًا وﻣﺴﺘﻘﺒﻼً ﻟﻠﺨﻴﺮ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲّ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء آﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض. إﻧّﻲ أآﺮّس آﻞّ آﻴﺎﻧﻲ – وأهﺐ آﻞّ ﻣﺎ ﻟﺪيّ ،آﻞّ ذاﺗﻲ ،آﻞّ ﻣﺎ أﻣﻠﻚ ،آﻞّ ﻣﺎ ﻳﻌﺰّ ﻋﻠﻲّ ،ﺣﻴﺎﺗﻲ وﻣﻮﺗﻲ وﺣﻴﺎﺗﻲ اﻷﺑﺪﻳّﺔ – آﻞّ ﻣﺎ ﺧﻠﻘﺖ وﺗﺨﻠﻖ – ﻹرادﺗﻚ اﻟﻌﻠﻴّﺔ ،ﻟﺤﺒّﻚ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻲ .وإﻧّﻲ أﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ ،أن ﺗﺤﻔﺮي اﺳﻤﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﺤﺒﻴﺐ إﺑﻨًﺎ ﻏﻴﻮرًا ﻳﻨﺸﺪ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،وﺣﺒّﻚ اﻟﻄﺎهﺮ. إﻧّﻲ أهﺐ آﻞّ ﺷﻲء ،ﺑﻘﺪرة اﻵب وﺣﻜﻤﺔ اﻻﺑﻦ وﻧﻌﻤﺔ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ،ﺑﺎﺳﻤﻲ وﺑﺎﺳﻢ آﻞّ اﻟﺨﻼﺋﻖ ،ﻟﻌﻠّﻲ أﺣﻈﻰ ﺑﻤﻠﻜﻮت اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻵﺗﻲ وﺑﺤﺒّﻚ اﻹﻟﻬﻲّ ﻋﻠﻰ اﻷرض. إﻟﻬﻲ ،أرﺟﻮ ﻣﻨﻚ أن ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﺳﺆﻟﻲ ،أرﻓﻌﻪ إﻟﻴﻚ ﻣﻊ آ ّ ﻞ هﻤﺴﺔ وآﻞّ ﻧﺒﻀﺔ ،آﻤﺎ ﻟﻮ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﺑﺤﻚ اﻟﻤﻘﺪّس ،ﻣﻊ اﻟﺘﺴﺎﺑﻴﺢ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻓﻊ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار واﻟﺼﻼة إﻟﻰ اﻵب آﻤﺎ ﻋﻠّﻤﺘﻨﺎ ﺑﻨﻔﺴﻚ "ﻟﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ ،ﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء آﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض.
28
ﻓﻌﻞ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺗﺎم ﺑﺎﻻﺳﺘﺴﻼم ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﺤﺒﻴﺐ ،أدﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻖ إرادﺗﻚ وأرﺗﻤﻲ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﻲ ﻋﻈﻤﺘﻚ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ .وﺑﺎﺳﻢ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﺑﺄﺳﺮهﺎ – ﻣﺎﺿﻴًﺎ وﺣﺎﺿﺮًا وﻣﺴﺘﻘﺒﻼً – أدﺧﻞ ﻓﻲ رﺣﺎﺑﺔ هﺬﻩ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻨﺎﺷﻄﺔ وﺳﻂ آﻞّ اﻷﺟﻴﺎل وآﺄﻧّﻬﺎ ﻣﺤﻮر واﺣﺪ .ﺑﺎﺳﻢ آﻞّ إﻧﺴﺎن ،أﻋﺮب ﻋﻦ ﻋﺒﺎدﺗﻲ ﻟﻚ وأرﻓﻊ ﻻﺳﻤﻚ آﻞّ اﻟﺘﻤﺠﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻚ ﻷﻧّﻚ أﻧﺖ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﺘﻨﺎ. ﺑﺎﺳﻢ آﻞّ إﻧﺴﺎن أﻗﺮّ أﻧّﻚ ﺧﺎﻟﻖ آﻞّ ﺷﻲء .أﺣﺒّﻚ ﻷﺟﻞ آ ّ ﻞ إﻧﺴﺎن ﺧﻠﻘﺖَ ،وﻷﺟﻞ آﻞّ ﺷﻲء أﺑﺪﻋﺖ ،أﺳﺒّﺤﻚ وأﺑﺎرآﻚ وأﺷﻜﺮك .أﺿﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﺣﻀﺮة ﻗﺪﺳﻚ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ آﻞّ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت وﻷﺟﻞ آﻞّ ﻣﻨﻬﺎ ،ﺣﺘّﻰ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺨﺎﻃﺌﺔ اﻟﻬﺎﻟﻜﺔ .أرﻳﺪ اﻟﺨﻴﺮ واﻟﺤﺐّ ﻟﻜﻞّ إﻧﺴﺎن .ﻓﻠﺘﺘﺸﻌّﺐ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺈرادﺗﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻟﻌﻠّﻬﺎ ﺗﻄﺎل آﻞّ ﺧﻠﻴﻘﺔ .أرﻳﺪ أن أﺣﺘﻀﻦ آﻞّ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﻓﻲ ذاﺗﻲ وأن أﻣﻨﺤﻚ ،ﺑﺎﺳﻢ آﻞّ إﻧﺴﺎن – اﻟﺠﻤﻴﻊ آﻮاﺣﺪ – ﻟﻴﺲ اﻟﺤﺐّ ﻓﺤﺴﺐ ،إﻧّﻤﺎ اﻟﺤﺐّ اﻟﻤﻘﺪّس واﻟﻤﺠﺪ وﻓﻌﻞ اﻟﺘﻜﻔﻴﺮ واﻟﺸﻜﺮ .ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،أرﻳﺪ ﺑﺈرادﺗﻚ أن أﺣﻠّﻖ ﻷﻏﻂّ ﻓﻲ ﺗﻔﻜﻴﺮ آﻞّ إﻧﺴﺎن ،ﻓﻲ آﻞّ ﻟﻤﺤﺔ ،ﻓﻲ آﻞّ هﻤﺴﺔ ،ﻓﻲ آﻞّ ﻋﻤﻞ ،ﻓﻲ آﻞّ ﺧﻄﻮة .وﻣﻦ ﺛﻢّ أرﻳﺪ أن أﺟﻤﻊ اﻟﻨﺎس وأﻗﺪّﻣﻬﻢ أﻣﺎم ﻋﺮﺷﻚ ﻷﻧّﻬﻢ آﻠّﻬﻢ ﻣﻦ أﺟﻠﻚ ﺧﻠﻘﻮا .وإن ﺗﻤﻨّﻊ أﺣﺪهﻢ أﺣﻞّ ﻣﺤﻠّﻪ .ﺑﺸﻔﺘﻲّ أﻃﺒﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻴﻨﻚ ﻗﺒﻠﺔ ﻋﻦ آﻞّ اﻟﺨﻼﺋﻖ ،وﺑﻴﺪيّ أﺣﻴﻄﻚ ﺑﻐﻤﺮة ﻋﻦ آﻞّ إﻧﺴﺎن. ﻟﻦ أوﻓّﺮ ﻋﻤﻼً ﺗﺤﻘﻴﻘًﺎ ﻟﻠﺨﻴﺮ اﻟﻤﺮﺗﺠﻰ .ﺳﻌﺎدﺗﻚ ﻻ ﺗﻜﺘﻤﻞ إن ﻓﺎﺗﻨﻲ أن أآﺮّﻣﻚ ﻋﻦ اﻟﺨﻼﺋﻖ آﻠّﻬﺎ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﺤﺒﻴﺐ ،ﻳﺎ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،أﺳﺒﻎ ﻋﻠﻲّ ﺑﺮآﺎﺗﻚ وﻋﻠﻰ آ ّ ﻞ ﻋﻤﻞ أؤدّﻳﻪ ،ﻓﻴﺘﻜﺮّر وﻳﺘﻜﺎﺛﺮ وﻳﻨﻤﻮ ﻋﻤﻼً ﻳﺴﻤﻮ ﺑﻲ ﻣﻦ اﻷرض إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ،ﻷﺗﺒﻮّأ ﻋﺮﺷﻚ ﺑﺎﺳﻢ آﻞّ إﻧﺴﺎن ،ﻟﻚ اﻟﻤﺠﺪ واﻹآﺮام أﻧﺖ اﻟﺤﺐّ اﻹﻟﻬﻲ .ﺁﻣﻴﻦ.
29
ﻓﻌﻞ ﺗﺒﺎدل اﻟﺤﺐّ ﺑﺎﻻﺳﺘﺴﻼم ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻷزﻟﻴّﺔ واﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ ،أﻳّﻬﺎ اﻟﺤﺐّ اﻷﺑﺪيّ! أﺳﺠﺪ أﻣﺎﻣﻚ ،ﺗﻀﻤﺤﻞّ إرادﺗﻲ ﻓﻲ إرادﺗﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻄﻨﻲ ﺑﺮﺣﺎﺑﺘﻬﺎ وﻋﻈﻤﺘﻬﺎ ،ﻻ ﺑﻞ ﺗﻐﻤﺮﻧﻲ وﺗﻨﺼﻬﺮ ﻓﻲّ. إﺟﻌﻠﻨﻲ إذ ﺗﻀﻤﺤﻞّ إرادﺗﻲ ،أن أﺳﻤﻮَ ﻷرث ﻋﺮﺷﻚ اﻷﻗﺪس، وأن أﻗﻮمَ ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻟﺠﺪﻳﺪة ،ﺣﻴﺎة ﻣﻘﺪّﺳﺔ ﻻ ﺗﺘﺒﺪّل ،ﺣﻴﺎة ﺑﺤﺴﺐ إرادة ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﻣﺤﻮر اﻟﻤﺎﺿﻲ واﻟﺤﺎﺿﺮ واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ. ﻧﻌﻢ ،ﻟﻘﺪ وﺟﺪت اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺧﺎﻟﻘﺔ اﻟﻜﻮن ،ﻓﻬﻲ ﻏﻤﺮﺗﻨﻲ ﺑﺎﻟﺤﺐّ اﻟﻌﺎرم ،ﻓﻲ آﻞّ ﻣﺎ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﺋﻖ .وﻟﻜﻨّﻬﺎ ﺗﺘﻮﻗّﻊ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﻣﺒﺎدﻟﺘﻬﺎ اﻟﺤﺐ .ﻓﺒﺎﺳﻢ آﻞّ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ،ﻣﻦ أوﻟﻰ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت إﻟﻰ ﺁﺧﺮهﺎ ،ﺑﻬﺬﻩ اﻹرادة اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺴﺒﺮ أﻏﻮارهﺎ ،أﻋﺮب ﻋﻦ ﺣﺒّﻲ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻚ .وإﻧّﻲ أدﺧﻞ ﻓﻲ آﻞّ ﻋﻤﻞ، ﻓﻲ آﻞّ إﺷﺮاﻗﺔ ﻧﺠﻢ ،ﻓﻲ آﻞّ ﺷﻌﺎع ﺷﻤﺲ ،ﻓﻲ آﻞّ ﻟﻔﺤﺔ رﻳﺢ ،ﻓﻲ آﻞّ ﻗﻄﺮة ﻣﺎء ،إﻟﻰ آﻴﺎن آﻞّ ﻣﺨﻠﻮق ،ﺣﻴﻮاﻧًﺎ وﻧﺒﺎﺗًﺎ. وﻣﻦ ﺛﻢّ أﻟﺞ إﻟﻰ آﻞّ ﻧﺒﻀﺔ ﻗﻠﺐ ،إﻟﻰ آﻞّ آﻠﻤﺔ ،إﻟﻰ آﻞّ ﻓﻜﺮ، إﻟﻰ آﻞّ ﻟﻤﺤﺔ وأﻏﻤﺮهﺎ آﻠّﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺐّ وأﺿﻊ ﻧﻔﺴﻲ أﻣﺎم ﻋﻈﻤﺘﻚ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻷردّ ﻟﻚ ﺟﺰءًا ﻣﻦ اﻟﺤﺐّ واﻟﺸﻜﺮ ﻋﻠﻰ آﻞّ ﻣﺎ ﺧﻠﻘﺖ. وأﻗﻮل" :أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ؛ أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻜّﻠﻴّﺔ اﻟﻘﺪرة ،ﻣﻨﺒﻊ آ ّ ﻞ ﺧﻠﻖ ورآﻦ آﻞّ ﺷﻲء .ﺁﺗﻲ إﻟﻴﻚِ وأﻃﺮح ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﻴﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺘﻴﻦ ﺣﺐّ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮﻩ .ﺁﺗﻲ إﻟﻴﻚ ورﺟﺎﺋﻲ أن أوﻓّﻖ ﻓﺄوﺣّﺪ اﻟﺤﺐّ اﻷﺑﺪي ﺑﺎﻟﺤﺐّ اﻟﺬي ﺧﻠﻘﺖ .ﻧﻌﻢ ،أﻋﻠﻦ ﻋﻦ ﻣﺒﺎدﻟﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻚ ﺑﺎﻟﺤﺐّ .ﺻﻮﺗﻲ ﻳﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ آﻞّ ﺷﻲء ،ﻣﻊ آﻞّ إﻧﺴﺎن .وﻟﻴﻜﻦ ﺻﻮﺗﻲ ﻻ ﻣﺘﻨﺎهﻴًﺎ ،ﻓﻴﺘﻀﺎﻋﻒ وﻳﺘﻜﺎﻣﻞ إﻟﻰ اﻟﻼﻣﺤﺪود ،وأﻧﺎدي
30
ﻋﺎﻟﻴًﺎ" :أﺣﺒّﻚ ،أﺣﺒّﻚ ،أﺣﺒّﻚ" .هﺬا اﻟﺼﻮت اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻲ هﻮ ﺧﺘﻢ اﻟﺤﺐ ،ﻳﻄﺒﻊ اﻟﺤﺐّ ﻋﻠﻰ آﻞّ ﺷﻲء أو ﻋﻤﻞ ،وﻳﺘّﺤﺪ ﺑﺨﺘﻢ اﻟﺤﺐّ اﻟﺬي ﺧﻠﻘﺖ ﺑﻪ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻓﻴﺼﻴﺮان ﺟﻮهﺮًا واﺣﺪًا". أراك ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻲّ واﻟﺒﺴﻤﺔ ﺗﺰﻳّﻦ وﺟﻬﻚ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻲ ،وﺑﺈرادﺗﻚ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻨّﻲ أن أدﺧﻞ ﻓﻲ ﺳﺮّ اﻟﺘﺠﺴّﺪ اﻷﻟﻬﻲّ ،وأﻧﺖ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎري ﻷﺳﻠّﻤﻚ أﻓﻌﺎل اﻟﻔﺪاء .ﺑﻚ، أدﺧﻞ ﺳﺮّ اﻟﺤﺒﻞ اﻹﻟﻬﻲّ ،ﻣﻊ آﻞّ ﺧﻔﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻚ ،وآﻞّ ﻓﻜﺮ، وآﻞّ ﺗﻨﻬﻴﺪة وﺣﺮآﺔ ،ﻣﻊ آﻞّ ﺻﻼة رﻓﻌﺘﻬﺎ وآﻞّ أﻟﻢ ﻗﺎﺳﻴﺖ ﻓﻲ أﺣﺸﺎء واﻟﺪﺗﻚ .أﺷﺎرآﻚ آﻞّ ﺗﺄوّﻩ وآﻞّ دﻣﻌﺔ وﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻚ .أﺷﺎرآﻚ آﻞّ ﺧﻄﻮة ،وآﻞّ آﻠﻤﺔ وآﻞّ ﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﻔﺪاء .ﺑﺈرادﺗﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ،أدﺧﻞ ﻓﻲ ﻏﻤﺮ ﺁﻻﻣﻚ :ﻣﻊ آﻞّ ﻗﻄﺮة دم ذرﻓﺖ ،ﻣﻊ آﻞّ أﻟﻢ ﻗﺎﺳﻴﺖ ،ﻣﻊ آﻞّ إهﺎﻧﺔ وﺳﺨﺮﻳﺔ ﺗﺤﻤّﻠﺖ، ﻣﻊ آﻞّ ﺷﻮآﺔ وﺿﺮﺑﺔ وﻟﻜﻤﺔ ﺗﻠﻘّﻴﺖ .أﺷﺎرآﻚ ﺁﻻﻣﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ،وﻋﻄﺸﻚ اﻟﺤﺎرق ،وﻣﺮارة اﻟﻘﺮح واﻟﻀﻐﻴﻨﺔ، واﺳﺘﺴﻼﻣﻚ ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﺣﺘّﻰ ﺁﺧﺮ رﻣﻖ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻚ .ﻓﻤﻊ آﻞّ اﻷﺟﻴﺎل ،وﺑﺎﺳﻢ آﻞّ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﺑﺈرادﺗﻚ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ اﻟﺤﺎﻣﻠﺔ آﻞّ إﻧﺴﺎن ،ﺁﺗﻲ إﻟﻴﻚ ﻷﺑﺎدﻟﻚ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻷﺟﻠﻨﺎ .ﺁﺗﻲ إﻟﻴﻚ ﺑﺎﻟﺤﺐّ ﻷﻧّﻚ أﺣﺒﺒﺘﻨﺎ ،وﺑﺎﻟﺨﻼص ﻷﻧّﻚ ﺧﻠّﺼﺘﻨﺎ ،وأﻃﺮح ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﻏﻤﺮة إرادﺗﻚ .وإﻧّﻲ أﻋﺸﻖ آﻞّ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻦ دﻣﻚ ،وأﻟﺜﻢ آﻞّ ﺟﺮح ﻣﻦ ﺟﺮاﺣﻚ .إﻧّﻲ أﺣﻤﺪك وأﺑﺎرآﻚ ﻋﻠﻰ آﻞّ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ أﻋﻤﺎﻟﻚ. ﻓﺒﺈرادﺗﻚ ﻣﻨﺤﺘﻨﻲ آﻞّ ﺷﻲء ،وﺑﺈرادﺗﻚ أﺑﺎدﻟﻚ آﻞّ ﺷﻲء ﺑﺎﺳﻢ آﻞّ إﻧﺴﺎن. ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،ﻓﻠﻤﻨﺾِ ﻣﻌًﺎ ﻟﻤﻼﻗﺎة "إرادة" اﻟﺨﺎﻟﻖ ،و"إرادة" اﻟﻔﺎدي و"إرادﺗﻲ" ﻓﻲ إرادﺗﻚ .وﻟﻨﺠﻌﻠﻬﺎ آﻠّﻬﺎ واﺣﺪًا ﻓﻴﻨﺼﻬﺮ
31
اﻟﻮاﺣﺪ ﻓﻲ اﻵﺧﺮ ،وﺗﺘﻠﻘّﻰ اﻟﺤﺐّ اﻟﻜﺎﻣﻞ ،واﻟﻤﺠﺪ اﻟﺴﺮﻣﺪيّ، واﻟﻌﺒﺎدة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،واﻟﺒﺮآﺎت اﻷﺑﺪﻳّﺔ ،واﻟﺘﺴﺎﺑﻴﺢ واﻟﺘﻬﺎﻟﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺨﻼﺋﻖ واﻟﺸﻜﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺪاء آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء آﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض. ﻳﺎ ﻣﻠﻜﺔ ﻗﺪّﻳﺴﺔ ،ﻳﺎ أﻣًّﺎ إﻟﻬﻴّﺔ ،أﻧﺖِ اﻟﺤﺎﺋﺰة اﻷوﻟﻮﻳّﺔ ﻓﻲ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻧﺴﺄﻟﻚ أن ﺗﻐﻄّﻴﻨﺎ ﺑﻤﻌﻄﻔﻚ ﻓﻲ رﺣﺎب اﻹرادة اﻷزﻟﻴّﺔ، واﺟﻤﻌﻲ آﻞّ اﻟﺨﻼﺋﻖ ﺗﺤﺘﻪ واﺧﺘﻤﻲ ﺟﺒﻴﻨﻬﺎ ﻟﺘﺤﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﺑﺤﺴﺐ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻓﺘﺴﺘﺤﻖّ اﻟﻌﺒﻮر إﻟﻰ اﻟﻀﻔّﺔ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ وﺗﺤﻴﺎ ﺑﻔﻀﻞ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻌﻴﻢ اﻷﺑﺪيّ. ﻓﻌﻞ اﻧﺼﻬﺎر اﻟﺮوح ﻓﻲ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،إﺟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺤﻘّﻖ آﻞّ ﺷﻲء ﻣﻌًﺎ .إﺟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺬوب اﻟﻮاﺣﺪ ﻓﻲ اﻵﺧﺮ ،ﻓﻲ اﻟﺮﻏﺒﺔ واﻟﺤﺐّ ،ﻓﺄﺗّﺤﺪ ﺑﺎﻟﺮﻏﺒﺔ واﻹرادة واﻟﺤﺐّ ﻣﻊ آﻞّ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ،وﻳﺘﺠﺪّد ﺑﻚ آﻞّ إﻧﺴﺎن وﻓﻖ إرادﺗﻚ .وﻣﻦ ﺛﻢّ ﺗﺬوب آﻞّ ﻓﻠﺬة ﻣﻦ آﻴﺎﻧﻲ ﻓﻴﻚ وﻓﻲ آﻞّ ﺧﻠﻴﻘﺔ وأهﺒﻚ ﻋﻦ آﻞّ إﻧﺴﺎن ﻣﺎ اﺳﺘﻜﺘﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺣﺐّ وﻣﺠﺪ ورﺧﺎء .أﺳﺄﻟﻚ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع أن ﺗﻤﻨﺤﻨﻲ وﺗﻤﻨﺢ آﻞّ إﻧﺴﺎن ﺧﻴﺮ ﺑﺮآﺎﺗﻚ.
ﻓﻌﻞ ﻋﺒﺎدة ﻟﻴﺴﻮع اﻟﻤﺼﻠﻮب ﺑﺎﻻﺳﺘﺴﻼم ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،أﺿﻊ آﻞّ اﻷﺟﻴﺎل رهﻦ إرادﺗﻚ .وﺑﺎﺳﻢ اﻷﺳﺮة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ آﻠّﻬﺎ ،أﻋﺮب ﻋﻦ ﻋﺒﺎدﺗﻲ ﻟﻚ وأﻃﺒﻊ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻘﺒﻞ ﺗﻌﻮﻳﻀًﺎ ﻋﻦ آﻞّ ﻣﺎ ﻟﺤﻖ ﺑﻚ ﻣﻦ إﺳﺎءات.
32
إﻧّﻨﻲ أهﺐ ﺟﺮاﺣﺎﺗﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ودﻣﻚ اﻟﻐﺎﻟﻲ ﻟﻜﻞّ إﻧﺴﺎن ﻟﻴﺤﻈﻰ ﺑﺨﻼص ﻧﻔﺴﻪ .وإﻧّﻨﻲ ،ﺣﻴﺎل ﺗﻨﻜّﺮ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻀﺎﺋﻌﺔ ﻟﺪﻣﻚ اﻟﻐﺎﻟﻲ أو ﻟﻠﺤﺐّ اﻟﺬي ﻏﻤﺮﺗﻬﺎ ﺑﻪ ،أﺗﻘﺪّم ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﻤﺎ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻘﻮم ﺑﻪ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ .أرﻓﺾ أن ﺗﻐﺸّﻚ اﻟﺨﻼﺋﻖ وأرﻳﺪ أن أﻋﻤﻞ اﻟﺨﻴﺮ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻓﺄﻋﻮّض ﻋﻠﻴﻚ آﻞّ إﺳﺎءة وأﻏﻤﺮك ﺑﺎﻟﺤﺐ اﻟﻮاﺟﺐ ﻟﻚ ﻣﻦ آﻞّ إﻧﺴﺎن اﻵن وإﻟﻰ اﻷﺑﺪ. ﻓﻌﻞ ﺗﺴﻠﻴﻢ اﻟﻤﺂﺳﻲ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴّﺔ ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،إﻧﺖ اﻟﻤﻠﺠﺄ اﻟﺪاﺋﻢ ﻟﻠﺨﻠﻴﻘﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة وﻣﺘﻨﻔّﺲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ .ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺂﺳﻲ آﺎﻟﺠﻔﺎء واﻟﻈﻠﻤﺔ واﻟﻀﻌﻒ .ﻟﻜﻨّﻨﻲ أﻃﺮﺣﻬﺎ أﻣﺎﻣﻚ ﻟﺘﻜﻤﻞ ﺑﻚ .أﻻ ﺗﺮى ﻳﺎ ﻳﺴﻮع أنّ هﺬﻩ اﻟﻤﺂﺳﻲ ﺗﻤﺪّﻧﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن أهﺒﻚ إﻳّﺎﻩ؟ أﺳﺘﻮدﻋﻚ ﻇﻼم روﺣﻲ ﻟﺘﻜﻮن اﻟﻨﻮر اﻟﺬي ﻳﻀﻲء درﺑﻲ ،أﺳﺘﻮدﻋﻚ اﻟﺒﺮودة اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺎﺑﻨﻲ ﻟﺘﺸﻌﻞ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺎﻟﺤﺐّ ،أﺳﻠّﻤﻚ ﺿﻌﻔﻲ ﻷﺳﺘﻤﺪّ ﻣﻨﻚ اﻟﻘﻮّة .آﻞّ ﺷﻲء ﻟﻚ ،هﻼّ ﻓﺮﺣﺖ ﻷﺟﻠﻲ؟ أﺗﻌﺮف ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻧﺎ ﻻ أرﺿﻰ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﺒﺎدﻟﺔ .أودّ أن أﺳﺘﻮدع إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ آﻞّ أوﺟﺎﻋﻲ وأﺳﻘﺎﻣﻲ ﺗﻤﺠﻴﺪًا ﻻﺳﻤﻚ وﺳﻌﻴًﺎ ﻟﻨﺸﺮ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺑﻴﻦ آﻞّ اﻟﺨﻼﺋﻖ ،ﻓﺘﻨﻌﻢ ﺑﺎﻷﻧﻮار واﻟﻘﻮّة واﻟﺤﺐ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻟﻴﺖ هﺬﻩ اﻵﻻم ﺗﺸﻜّﻞ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺣﺐّ ﻃﻴّﺒﺔ ﺑﻴﻦ ﻗﻠﺒﻚ وﻗﻠﺒﻲ ،ﻓﻴﺮﺗﺒﻄﺎن ﺑﺮﺑﺎط ﺣﺒّﻚ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،إﻓﺘﺢ ﻗﻠﺒﻲ واﺳﻜﻦ ﻓﻴﻪ ،ﻓﺄﺷﻌﺮ ﺑﺤﻴﺎﺗﻚ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻲ .وﻟﺘﺘّﺤﺪ ﻧﺒﻀﺎت ﻗﻠﺒﻲ ﺑﻨﺒﻀﺎت ﻗﻠﺒﻚ ،ﻓﺘﺼﺒﺢ ﻟﻚ وﺗﻬﻤﺲ ﻟﻚ" :أﺣﺒّﻚ ،أﺣﺒّﻚ" .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﺳﺘﻮدﻋﻚ ﻗﻠﺒﻲ ،هﻠﻢّ ﻓﺎﻓﺘﺢ ﻗﻠﺒﻲ واﻣﻠﻚ ﻋﻠﻴﻪ واﻣﺘﻠﻜﻪ ﻓﻴﺄﺗﻤﺮ ﺑﺄواﻣﺮك.
33
ﻓﻌﻞ اﺳﺘﺴﻼم ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺗﻌﻮﻳﻀًﺎ ﻋﻦ إﺳﺎءة آﻞّ إﻧﺴﺎن ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،إﻧّﻲ أﺳﻠّﻢ ذاﺗﻲ ﻹرادﺗﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ،وأودّ أن أﺻﻨﻊ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻪ .وآﻤﺎ أﺗﻴﺖ اﻷرض ﻟﻠﻔﺪاء ،إﺟﻌﻠﻨﻲ أﻧﺎ أﻳﻀًﺎ ،ﺑﺎﻻﺗّﺤﺎد ﺑﺈرادﺗﻚ ،أﻋﻮّض ﻋﻦ آﻞّ اﻹهﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ أﻟﺤﻘﺘﻬﺎ ﺑﻚ ﺧﻼﺋﻘﻚ وأودّ أن أدﻓﻊ آﻞّ إﻧﺴﺎن ﻟﻠﺴﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻹﻟﻬﻲّ .أرﻳﺪ أن أﻣﺲّ ﻗﻠﻮب آﻞّ اﻟﺨﻼﺋﻖ ،ﺑﻘﻮّة إرادﺗﻚ ،ﻓﺂﺗﻲ ﺑﻬﻢ إﻟﻴﻚ وأﺿﻌﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،إﻧّﻨﻲ أهﺒﻚ... ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أهﺒﻚ ﺣﺒّﻚ ﺑﻠﺴﻤًﺎ أﻟﻄّﻒ ﺑﻪ اﻟﻤﺮارة. أهﺒﻚ ﻗﻠﺒﻚ ﺗﻌﻮﻳﻀًﺎ ﻋﻦ ﺟﻔﺎء اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ،وآﺴﺮ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ،وﻧﻜﺮان اﻟﺠﻤﻴﻞ وﻗﻠّﺔ اﻟﺤﺐّ. أهﺒﻚ ﺗﻌﺎﻃﻔﻚ واﻧﺴﺠﺎﻣﻚ ﺗﻌﻮﻳﻀًﺎ ﻋﻤّﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺪﻳﻒ اﻟﺬي أﺻﻢّ أذﻧﻴﻚ. أهﺒﻚ ﻧﻘﺎوﺗﻚ ﺗﻌﻮﻳﻀًﺎ ﻋﻦ اﻟﻨﻮاﻳﺎ اﻟﻤﺸﻮّهﺔ واﻟﺘﺸﻬﻴﺮ واﻟﺒﺬاءة اﻟﻤﺘﺸﺒّﺜﺔ ﺑﺄرواح آﺜﻴﺮة. أهﺒﻚ رﺣﺎﺑﺔ ﻗﻠﺒﻚ ﺗﻌﻮﻳﻀًﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﻜﺎﻣﻦ اﻟﻀﻴّﻘﺔ اﻟﺘﻲ اﺧﺘﺎرﺗﻬﺎ اﻟﺨﻼﺋﻖ ﻃﻮﻋًﺎ ﻣﺴﻜﻨًﺎ ﻟﻬﺎ. أهﺒﻚ ﺣﺒّﻚ اﻟﻤﻀﻄﺮم ﻟﺘﺤﺮق ﺑﻪ آﻞّ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ وﺗﻠﻬﺐ آﻞّ اﻟﻘﻠﻮب ،ﻓﻴﺤﺒّﻚ آﻞّ إﻧﺴﺎن وﻻ ﻳﻬﻴﻨﻚ إﻧﺴﺎن ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم. أهﺒﻚ آﻞّ ﻣﺎ أﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻟﺘﻨﻌﻢ ﺑﺎﻟﺮاﺣﺔ اﻷﺑﺪﻳّﺔ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ واﻟﺤﺐّ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻷزﻟﻲّ.
34
ﺻﻠﻮات ﻟﻠﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ﺑﻨﻌﻤﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺗﺤﻴّﺔ ﻣﺴﺎﺋﻴّﺔ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ﻳﺎ أﺳﻴﺮ اﻟﺤﺐّ ،ﻟﻘﺪ ﻏﺮﺑﺖ اﻟﺸﻤﺲ وأرﺧﻰ اﻟﻠﻴﻞ ﻇﻼﻟﻪ وﻻ زﻟﺖ وﺣﺪك ﻓﻲ ﻣﺜﻮى اﻟﺤﺐّ .أﺧﺎﻟﻚ ﺗﻘﺎﺳﻲ وﺣﺪة اﻟﻠﻴﻞ، وﺗﻔﺘﻘﺪ ﺗﺤﻠّﻖ اﻷﺑﻨﺎء ﺣﻮﻟﻚ وﺣﻨﺎن اﻟﺰوﺟﺔ ﻋﻠﻴﻚ ،ﻓﻴﺆﻧﺴﻚ وﺟﻮدهﻢ وأﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻦ اﻟﺬي ارﺗﻀﻴﺘﻪ ﻟﻨﻔﺴﻚ. ﻳﺎ أﺳﻴﺮي اﻟﻤﻘﺪّس ،أﻧﺎ أﻳﻀًﺎ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺤﺰن ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ،إذ اﺿﻄﺮرت أن أﺗﺮآﻚ .أﻗﻮل "إﻟﻰ اﻟﻠﻘﺎء" .ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻲ أودّﻋﻚ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع؟ ﻻ ،ﻻ أرﻳﺪ اﻟﻮداع .ﺗﺨﻮﻧﻨﻲ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ وﻻ أﻗﻮى ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺎرﻗﺘﻚ" .إﻟﻰ اﻟﻠﻘﺎء" ﺗﻨﻄﻖ ﺑﻬﺎ ﺷﻔﺘﺎي أﻣّﺎ اﻟﻘﻠﺐ ﻓﺒﺎق ﻣﻌﻚ. أﺗﺮك ﻗﻠﺒﻲ ﻣﻌﻚ ،ﻋﻨﺪك ﻓﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﻘﺮﺑﺎن .وهﺎ أﻧﺎ أﻋﺪّ ﻧﺒﻀﺎت ﻗﻠﺒﻚ وأردّ ﻋﻠﻰ آﻞّ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻨﺒﻀﺔ ﺣﺐّ .أﻋﺪّ ﺗﻨﻬّﺪاﺗﻚ اﻷﻟﻴﻤﺔ، وأﺿﻤّﻚ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻲّ ﻟﻌﻠّﻚ ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ اﻟﻨﺸﺎط .وأآﻮن ﻟﻚ اﻟﺤﺎرس اﻷﻣﻴﻦ ،اﻟﺤﺮﻳﺺ دوﻣًﺎ ﻋﻠﻰ أﻻّ ﻳﺰﻋﺠﻚ أﺣﺪ أو ﻳﺤﺰﻧﻚ أيّ أﻣﺮ، وﻋﻠﻰ أﻻّ ﺗﺒﻘﻰ وﺣﻴﺪًا ﺑﻼ رﻓﻴﻖ .أرﻳﺪ أن أﺷﺎرآﻚ آﻞّ ﺁﻻﻣﻚ. ﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻗﻠﺒﻲ ،ﻳﺎ ﺣﺐّ ﺣﺒّﻲ! إﻧﺰع ﻋﻨﻚ ﺟﻮّ اﻟﺤﺰن .وﻃﻴّﺐ ﺧﺎﻃﺮك! ﻻ أﺣﺘﻤﻞ رؤﻳﺘﻚ ﺣﺰﻳﻨًﺎ .وﻟﺌﻦ ﻗﺎﻟﺖ ﺷﻔﺘﺎي "إﻟﻰ اﻟﻠﻘﺎء" ﻓﺈﻧّﻲ أﺗﺮك ﻋﻨﺪك أﻧﻔﺎﺳﻲ وأﺷﻮاﻗﻲ وأﻓﻜﺎري ورﻏﺒﺎﺗﻲ وﺗﺤﺮّآﺎﺗﻲ أﻧﺴﺞ ﻓﻴﻬﺎ أﻓﻌﺎل ﺣﺐّ ،ﺑﺎﻻﺗّﺤﺎد ﺑﻚ ،ﺗﻜﻮن ﺗﺎﺟًﺎ ﻣﻦ ﺣﺐّ ﻳﻘﺪّﻣﻪ ﻟﻚ آﻞّ إﻧﺴﺎن .أﻟﺴﺖ ﺳﻌﻴﺪًا ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع؟ "ﺑﻠﻰ"، أﻧﺖ ﺳﻌﻴﺪ ،أﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ؟
35
إﻟﻰ اﻟﻠﻘﺎء ،أﻳّﻬﺎ اﻷﺳﻴﺮ اﻟﺤﺒﻴﺐ .وﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ أن أرﺣﻞ أﺳﺘﻮدﻋﻚ ﺟﺴﺪي أﻳﻀًﺎ .ﻓﺄﻧﺎ أﻧﻮي أن أﻓﺘّﺖ ﺟﺴﺪي وﻋﻈﺎﻣﻲ ﻟﺘﺼﺒﺢ أﻧﻮارًا ﻋﻠﻰ ﻗﺪر ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﻗﺮﺑﺎن .وﻣﻦ دﻣﻲ ﺗﻔﻴﺾ اﻟﺸﻌﻼت ﻟﺘﻀﻲء هﺬﻩ اﻟﻤﺼﺎﺑﻴﺢ .وأﻧﻮي أن أﺿﻊ ﻣﺼﺒﺎﺣﻲ ﻋﻨﺪ آﻞّ ﺑﻴﺖ ﻗﺮﺑﺎن ﻟﻴﻀﻲء ﺑﺄﻧﻮارﻩ ﻇﻼم اﻟﻠﻴﻞ اﻟﺪاﻣﺲ ﻣﺮ ّددًا" :أﺣﺒّﻚ ،أﻋﺒﺪك، أﺑﺎرآﻚ ،أﺧﻔّﻒ ﻋﻨﻚ ،وأﺷﻜﺮك ﺑﺎﺳﻤﻲ وﺑﺎﺳﻢ آﻞّ إﻧﺴﺎن". إﻟﻰ اﻟﻠﻘﺎء ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻟﻜﻦ إﺳﻤﺢ ﻟﻲ ﺑﺄن أﺿﻴﻒ آﻠﻤﺔ واﺣﺪة: دﻋﻨﺎ ﻧﺒﺮم ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻣﻴﺜﺎﻗًﺎ ﻧﺘﻌﻬّﺪ ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ ﺑﺘﺒﺎدل اﻟﺤﺐّ ﺑﻴﻨﻨﺎ أآﺜﺮ ﻓﺄآﺜﺮ .أﻧﺖ ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ ﻣﺰﻳﺪًا ﻣﻦ اﻟﺤﺐّ وﺗﻐﻤﺮﻧﻲ ﺑﺤﺒّﻚ ،وﺗﺠﻌﻠﻨﻲ أﺣﻴﺎ ﺑﺎﻟﺤﺐّ وﺗﺪﻓﻨﻨﻲ ﺑﺎﻟﺤﺐ .ﻓﻠﻨﺜﺒّﺖ أواﺻﺮ اﻟﺤﺐّ .ﻟﻦ أرﺿﻰ إﻻّ ﺑﺤﺒّﻚ ﻷﺣﺒّﻚ ﺣﻘًّﺎ. إﻟﻰ اﻟﻠﻘﺎء ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع .ﺑﺎرآﻨﻲ .وﺑﺎرك آﻞّ إﻧﺴﺎن .ﺿﻤّﻨﻲ إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻚ .إﺣﺒﺴﻨﻲ ﺑﺤﺒّﻚ .وأﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻚ أﻃﺒﻊ ﻗﺒﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻖ ﻗﻠﺒﻲ .إﻟﻰ اﻟﻠﻘﺎء ،إﻟﻰ اﻟﻠﻘﺎء...
36
"ﺻﺒﺎح اﻟﺨﻴﺮ" ﻟﻴﺴﻮع ﻓﻲ ﺳﺮّ ﺣﺒّﻪ اﻹﻟﻬﻲّ ﺪدًا أﻣﺎﻣﻚ .اﻟﺒﺎرﺣﺔ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﺳﻴﺮ اﻟﺤﺐّ اﻟﻄﺎهﺮ ،أﻣﺜﻞ ﻣﺠ ّ ودّﻋﺘﻚ ،وهﺎ أﻧﺎ اﻟﻴﻮم أﻗﻮل ﻟﻚ ﺻﺒﺎح اﻟﺨﻴﺮ .ﻟﻘﺪ اﻧﺘﺎﺑﻨﻲ اﻟﻘﻠﻖ إذ ﺪدًا ﺑﻴﻦ ﻗﻀﺒﺎن اﻟﺤﺐ .ﻟﻚ أﻋﺒّﺮ ﻋﻦ أﺧﻠﺺ رﻏﺒﺎﺗﻲ ﻓﻲ رأﻳﺘﻚ ﻣﺠ ّ أن أﻧﺼﻬﺮ ﻓﻴﻚ ،وأﺳﺘﻮدﻋﻚ ﻧﻔﺴﻲ ﺗﻌﺒﻴﺮًا ﻋﻦ ﻃﻴﺐ ذآﺮاك وﺿﻤﺎﻧًﺎ ﻟﺤﺒّﻲ اﻟﺜﺎﺑﺖ ﻟﻚ. ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ اﻟﺴﺮّيّ ،أﺗﻴﺖ أﺳﺘﻮدﻋﻚ ذاﺗﻲ وأﺳﺘﻠﻢ ﻣﻨﻚ آ ّ ﻞ ذاﺗﻚ؟ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻟﻌﻴﺶ ﺑﻼ ﺣﻴﺎة ،ﻟﺬا أﻃﻠﺐ إﻟﻴﻚ ﺣﻴﺎﺗﻚ .ﻓﻤﻦ ﺗﻤﻨﺤﻪ آﻞّ ﺷﻲء ﺗﻨﻞ ﻣﻨﻪ آﻞّ ﺷﻲء .أﻟﻴﺲ هﺬا ﺻﺤﻴﺤًﺎ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع؟ اﻟﻴﻮم ،أﺣﺒّﻚ ﺑﺸﻐﻒ اﻟﺤﺐّ اﻟﻨﺎﺑﺾ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ ،أﺗﻨﺴّﻢ ﺑﺄﻧﻔﺎﺳﻚ ﻟﺨﻼص اﻟﻨﻔﻮس ،وأﺗﻮق إﻟﻰ ﻣﺠﺪك وﺧﻼص اﻟﻨﻔﻮس وﻓﻖ رﻏﺒﺘﻚ اﻟﻼﻣﺤﺪودة .آﻞّ ﻧﺒﻀﺎت اﻟﻘﻠﻮب ﺗﺼﺐّ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﻤﻘﺪّس .ﻧﺸﺒﻜﻬﺎ آﻠّﻬﺎ وﻧﺨﻠّﺼﻬﺎ آﻠّﻬﺎ .ﻟﻦ ﻧﺪع أﺣﺪًا ﻳﻔﻮﺗﻨﺎ، ﻣﻬﻤﺎ آﻠّﻒ اﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺗﻀﺤﻴﺎت ،ﺣﺘّﻰ وﻟﻮ اﺿﻄﺮّﻧﻲ اﻷﻣﺮ ﻷن أﻗﺎﺳﻲ آﻞّ اﻵﻻم .وإن أﻗﺼﻴﺘﻨﻲ ﻋﻨﻚ ،أﻧﺪﻓﻊ ﻧﺤﻮك ﺑﻘﻮّة ،أﺻﺮخ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻲ ﻣﺪاﻓﻌًﺎ ﻣﻌﻚ ﻟﺨﻼص أﺑﻨﺎﺋﻚ وأﺧﻮﺗﻲ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺣﻴﺎﺗﻲ وآﻠّﻲ! ﻣﻌﺎن آﺜﻴﺮة ﻳﻨﻢّ ﻋﻨﻬﺎ ارﺗﻀﺎؤك اﻟﺴﺠﻦ ﻃﺎﺋﻌًﺎ ﻣﺨﺘﺎراً! ﻓﺎﻟﺸﻌﺎر اﻟﺬي ﺧﺘﻤﺖ ﺑﻪ آﻞّ ﺷﻲء هﻮ ﺷﻌﺎر ﺧﻼص اﻟﻨﻔﻮس .واﻟﺴﻼﺳﻞ اﻟﺘﻲ أﺣﻜﻤﻮا رﺑﻄﻚ ﺑﻬﺎ هﻲ
37
ﺳﻼﺳﻞ اﻟﺤﺐّ .واﻟﻜﻠﻤﺎت واﻟﻨﻔﻮس وﺗﻌﺎﺑﻴﺮ اﻟﺤﺐ آﻠّﻬﺎ ﺗﻀﻊ اﻟﺒﺴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎهﻚ ،وﺗﺠﻌﻠﻚ ﺿﻌﻴﻔًﺎ ﻟﻜﻦ ﻗﻮﻳًّﺎ ﻟﺘﻌﻄﻲَ آﻞّ ﺷﻲء .وإذ ﺗﺴﺎورﻧﻲ اﻟﺤﻴﺮة ﺣﻴﺎل هﺬا اﻟﺤﺐّ اﻟﺪاﻓﻖ ،أآﻮن ﺑﺠﺎﻧﺒﻚ ﻻ ﺑﻞ ﻣﻌﻚ داﺋﻤًﺎ ،ﻣﺮ ّددًا ﻣﺎ ﻋﻬﺪت ﺗﺮدادﻩ :ﺧﻼص اﻟﻨﻔﻮس واﻟﺤﺐ. أرﻳﺪك اﻟﻴﻮم ﺑﻜّﻠﻴّﺘﻚ ،ﻟﺘﻜﻮن داﺋﻤًﺎ ﻣﻌﻲ ﺑﺎﻟﺼﻼة واﻟﻌﻤﻞ واﻟﻠﻬﻮ واﻟﻨﻮم ،وﻓﻲ آﻞّ ﺷﻲء .وﻻ ﻳﺴﺎورﻧﻲ ﺷﻚّ ﺑﺄﻧّﻨﻲ ﻣﻌﻚ أﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ آﻞّ ﻣﺎ أﻋﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻤﻔﺮدي .،وآﻞّ ﻣﺎ ﻧﻘﻮم ﺑﻪ ﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻤّﺎ ﻟﺤﻖ ﺑﻚ ﻣﻦ إﺳﺎءة ،وﻋﻦ آﻞّ ﺷﻲء، وﻳﻬﺒﻨﺎ ،ﺑﺎﻟﺼﻼة واﻻهﺘﺪاء ،اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ واﻟﻤﻴﺆوس ﻣﻨﻪ .ﻧﻨﺎﺷﺪك ﻗﻠﻴﻼً ﻣﻦ اﻟﺤﺐّ ﺗﻐﺪﻗﻪ ﻋﻠﻰ آﻞّ اﻟﻘﻠﻮب ﻟﺘﻨﻌﻢ ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ واﻟﺴﻌﺎدة .أﻻ ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ أن ﻧﺘﻤّﻢ هﺬا اﻷﻣﺮ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع؟ ﻳﺎ أﺳﻴﺮ اﻟﺤﺐّ اﻟﻌﺰﻳﺰ ،ﻗﻴّﺪﻧﻲ ﺑﺴﻼﺳﻠﻚ ،واﺧﺘﻤﻨﻲ ﺑﺨﺘﻢ ﺣﺒّﻚ .إﺳﻤﺢ ﻟﻲ أن أرى ﺑﻬﺎء وﺟﻬﻚ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻣﺎ أﺟﻤﻠﻚ! ﻓﺸﻌﺮك اﻷﺷﻘﺮ ﻳﺤﺒﻚ أﻓﻜﺎري وﻳﻘﺪّﺳﻬﺎ .أﻣّﺎ ﺟﺒﻴﻨﻚ اﻟﺬي ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎﺋﻪ وﺳﻂ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻹهﺎﻧﺎت ،ﻓﻴﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ وﻳﻐﺮز اﻟﻬﺪوء اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ ذاﺗﻲ ﺣﺘّﻰ ﻓﻲ ﺧﻀﻢّ اﻟﻌﻮاﺻﻒ ،ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎت ﻏﻴﺎﺑﻚ اﻟﺘﻲ آﻠّﻔﺘﻨﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ .ﻧﻌﻢ ،أﻧﺖ ﺗﺪرك ﻣﺎ أﻋﻨﻴﻪ ،ﻟﻜﻨّﻨﻲ ﻣﺜﺎﺑﺮ .ﻗﻠﺒﻲ ﻳﻔﺼﺢ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻣﻨﻪ ،ﻷﻧّﻪ ﻳﻌﺮف ﺻﺮاﺣﺔ اﻟﻜﻼم أآﺜﺮ ﻣﻨّﻲ.
38
ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،ﻋﻴﻨﺎك اﻟﺰرﻗﺎوان اﻟﻤﺸﻌّﺎن ﺑﺎﻟﻨﻮر اﻹﻟﻬﻲّ ،ﺗﺤﻤﻼﻧﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء وﺗﻨﺴﻴﺎﻧﻨﻲ اﻷرض .وﻟﻜﻦ ،أﺳﻔﻲ واﻧﺰﻋﺎﺟﻲ ﻷﻧّﻨﻲ ﻣﺎ زﻟﺖ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻐﺮﺑﺔ .أﺳﺮع ،أﺳﺮع ﻳﺎ ﻳﺴﻮع! ﻧﻌﻢ ،أﻧﺖ ﺟﻤﻴﻞ، ﻳﺎ ﻳﺴﻮع! أراك ﻓﻲ ﻣﻌﺒﺪ اﻟﺤﺐّ .ﻗﻠﺒﻲ ﻳﻔﺘﺘﻦ ﺑﺠﻤﺎل وﺟﻬﻚ وﻋﻈﻤﺘﻪ ،ﻓﺄﺷﻌﺮ أﻧّﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء .وﻓﻤﻚ اﻟﺮﺿﻲّ ﻳﺴﻜﺐ ﻋﻠﻲّ اﻟﻘﺒﻞ اﻟﺤﺎرﻗﺔ ﻓﻲ آﻞّ ﻟﺤﻈﺔ .وﺻﻮﺗﻚ اﻟﻬﺎدئ ﻳﻨﺎدﻳﻨﻲ وﻳﺪﻋﻮﻧﻲ ﻷن أﺣﺒّﻚ ﻓﻲ آﻞّ ﻟﺤﻈﺔ .ورآﺒﺘﺎك ﺗﺴﺎﻧﺪاﻧﻨﻲ وذراﻋﺎك ﺗﺤﺘﻀﻨﺎﻧﻨﻲ وﺗﻐﻤﺮاﻧﻨﻲ ﺑﺮﺑﺎط ﻻ ﻳﻨﺤﻞّ .وإﻧّﻨﻲ أﻃﺒﻊ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻚ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ،ﻗﺒﻼﺗﻲ اﻟﺤﺎرﻗﺔ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻓﻠﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻨﺎ واﺣﺪة ،وﺣﺒّﻨﺎ واﺣﺪ، وﻗﻨﺎﻋﺘﻨﺎ واﺣﺪة .ﻻ ﺗﺘﺮآﻨﻲ وﺣﻴﺪًا ،ﻓﺒﺪوﻧﻚ أآﻮن ﻋﺪﻳﻢ اﻟﻔﺎﺋﺪة. هﻼّ وﻋﺪﺗﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع؟ أﺧﺎﻟﻚ ﺗﺮدّ ﺑﺎﻹﻳﺠﺎب. واﻵن أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺒﺎرآﻨﻲ ،وﺗﺒﺎرك آﻞّ إﻧﺴﺎن .وﺑﺎﻹﺷﺘﺮاك ﻣﻊ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ واﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ،وﻣﻊ أﻣّﻨﺎ اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ وآﻞّ اﻟﺨﻼﺋﻖ ،أﻗﻮل ﻟﻚ ﺻﺒﺎح اﻟﺨﻴﺮ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺻﺒﺎح اﻟﺨﻴﺮ!
39
اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﻤﻨﺎوﻟﺔ ﺑﺎﻻﺗّﺤﺎد ﻣﻊ ﻳﺴﻮع ﻓﻴﺴﺘﻌﻴﺪ اﻵب ﻣﺠﺪﻩ اﻹﻟﻬﻲّ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﺣﻴﺎﺗﻲ ،هﻠﻢّ ﺳﺮﻳﻌًﺎ .أرﺟﻮك ،ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻨﻲ أﻧﺘﻈﺮ ﻃﻮﻳﻼً .آﻠّﻤﺎ دﻧﻮت ﻣﻨﻚ آﻠّﻤﺎ ﻃﺎﻟﺖ اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ .ﻓﺎﻟﻌﺪم ﻳﻄﺎل اﻟﺠﻤﻴﻊ؛ واﻟﺒﺆس واﻟﻀﻌﻒ واﻟﺒﺸﺎﻋﺔ ﺗﻐﻠّﻒ اﻟﺠﻤﺎل اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻲ. واﻟﻜﺎﺋﻦ اﻟﻤﺤﺪود ﺗﻐﻤﺮﻩ اﻟﺨﻴﺮات اﻟﻮاﺳﻌﺔ واﻟﻘﻮّة واﻟﻘﺪرة اﻟﻜﻠّﻴّﺔ، واﻟﻜﻤﺎل اﻟﺬي ﻻ ﻳﻀﺎهﻰ واﻟﺬي ﻳﺒﻬﺞ ،اﻟﻜﻤﺎل اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻲ، اﻟﺮﺣﺐ ،اﻷزﻟﻲّ .ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،أرﺗﺠﻒ ﻟﻜﻨّﻨﻲ ﻻ أﻋﻮد أدراﺟﻲ. أرﻳﺪك .وﻟﺴﺖ ﺧﺎﺋﻔًﺎ .ﺣﺒّﻚ ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ ﺟﺮﻳﺌًﺎ ﻓﺄﺧﻄﻮ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم. هﻞ ﺗﻌﺮف ﻳﺎ ﻳﺴﻮع أﻧّﻨﻲ أرﻳﺪك ﻣﻬﻤﺎ آﺎن اﻟﺜﻤﻦ؟ ﻓﺎﺟﻌﻞ اﻟﺨﻴﺮ ﻓﻲ آﻞّ ﺷﻲء ،أﻧﺖ اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ آﻞّ ﺷﻲء .أﻣّﺎ أﻧﺎ ﻓﺄﻋﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄيّ ﺷﻲء .واﻟﻘﺪﻳﺮ ﻳﻤﺪّ اﻟﻌﺎﺟﺰ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﺤﺒﻴﺐ ،رﺑّﻤﺎ ﻧﺴﻴﺖ أﻧّﻚ ﺑﺂﻻﻣﻚ أﻋﻄﻴﺘﻨﻲ هﺪﻳّﺔ، وأودﻋﺖ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻲ ﺳﺮّ اﻟﺤﺐّ اﻟﻤﻘﺪّس! ﻗﻤﺖ ﺑﻜﻞّ ﺷﻲء ﻣﻦ أﺟﻠﻲ .وﻃﺒﻴﻌﺘﻚ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﺷﺮّﻋﺖ اﻷﺑﻮاب أﻣﺎﻣﻲ ﻷآﻮن ﻗﺎدرًا ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺒّﻞ اﻟﺮب .ﻟﻘﺪ ﻣﻨﺤﺘﻨﻲ ﻃﺒﻴﻌﺘﻚ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ،ﻓﺎﺗّﺨﺬﺗﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻲ .وﺗﺤﻮّﻟﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻴﻬﺎ .إﻧّﻲ أﻧﺴﻜﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﻜﻨًﺎ ﻟﻘﺪاﺳﺘﻚ .إﺟﻌﻞ ﺁﻻﻣﻚ ﺁﻻﻣﻲ ،وأﻋﻤﺎﻟﻚ أﻋﻤﺎﻟﻲ وﺧﻄﻮاﺗﻚ ﺧﻄﻮاﺗﻲ وﺗﻀﺤﻴﺎﺗﻚ ﺗﻀﺤﻴﺎﺗﻲ وﺣﺒّﻚ ﺣﺒّﻲ. ﻣﺎذا ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻨّﻲ أن أﻓﻌﻞ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع؟ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن ﺁﺗﻲ إﻟﻴﻚ ﺑﻤﻔﺮدي؛ أﻻ اﺟﻌﻞ اﻟﺨﻴﺮ ﻟﺼﺎﻟﺤﻲ ﻓﻲ آﻞّ ﺷﻲء. أﻧﺎ ﻣﺎ زﻟﺖ ﻏﻴﺮ راضٍ .أﻧﺎ ﻣﻘﻴّﺪ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻚ .أدﺧﻞ ﻓﻲ أﻟﻮهﻴّﺘﻚ ،وأﻏﻤﺮ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ رﺣﺎﺑﺔ إرادﺗﻚ .أﻧﺎ أﺻﺒﺤﺖ ﺟﺮﻳﺌًﺎ، ﻟﻜﻨّﻨﻲ أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﻠﺒﺴﻨﻲ وﺷﺎح ﺟﻤﺎﻟﻚ ،ﻷآﻮن ﻗﺎدرًا ﻷن
40
أﺟﺬﺑﻚ داﺋﻤًﺎ إﻟﻲّ .وﻣﺘﻰ اﺳﺘﺤﻮذت ﻋﻠﻴﻚ ،اﺗّﺨﺬت ﻣﻦ هﺬا اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﺴﻜﻨًﺎ ﺳﻌﻴﺪًا ﻟﻚ .أﻟﻖِ ﺑﻘﺪﺳﻚ ﻋﻠﻲّ، وﻟﺘﻠﺘﺤﻔﻨﻲ ﻗﺪرﺗﻚ وﻟﻴﻐﻤﺮﻧﻲ ﺣﺒّﻚ ﻓﻼ أرى ﺳﻮاك .ﺑﻘﻮّﺗﻚ أﻗﻮى وأﺳﺘﻤﻄﺮ واﻓﺮ اﻟﻨﻌﻢ ﻋﻠﻰ آﻞّ إﻧﺴﺎن .وﺑﺼﺮﺧﺘﻚ" :أﻧﺎ ﻋﻄﺸﺎن" ،أﺻﺮخ ﺑﻼ ﺗﻮان "اﻟﻨﻔﻮس ،اﻟﻨﻔﻮس" .ﻟﻦ أﻗﻮى ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻗﺪرﺗﻚ .ﺑﻘﻮّﺗﻚ أﻧﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ آﻞّ اﻟﻘﻠﻮب وأﺟﺘﺬﺑﻬﺎ إﻟﻴﻚ. أﺳﺒﺢ ﻓﻲ إرادﺗﻚ ،أﻧﻄﺮح أﻣﺎم ﻋﺪﻟﻚ ،وأﻧﺘﺰع ﺑﻌﻴﺪًا ﻣﻈﺎهﺮ اﻟﻌﻘﺎب ،وأﻃﻔﺊ اﻟﻨﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻀﺮﻣﻪ ،وأرﺑﻄﻪ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ ،ﻓﻴﺘﺤﺎبّ اﻟﻤﺘﺨﺎﺻﻤﻮن وﻳﺘﺼﺎﻟﺤﻮن ﻣﻊ آﻞّ اﻟﺨﻼﺋﻖ. ﻞ ﺷﻲء ،أﻗﺒﻠﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺘﻌﻴﺪًا ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻓﻲ إرادﺗﻚ أﺟﺪ آ ّ ﻣﺸﺎرآﺘﻚ ،وأﻣﻨﺤﻚ آﻞّ ﺷﻲء :اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ اﻟﺘﺎمّ واﻟﺤﺐّ اﻟﻌﺎرم واﻟﺘﻜﻔﻴﺮ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻲ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ ،أآﺮّر ﻓﻌﻞ ﻣﺸﺎرآﺘﻚ ﻟﻺﻧﺴﺎن ،وأرﻳﺪ أن أﻣﻨﺤﻚ آﻞّ اﻻﻃﻤﺌﻨﺎن اﻟﺬي ﻣﻨﺤﺘﻚ إﻳّﺎﻩ إﻧﺴﺎﻧﻴّﺘﻚ اﻟﻜّﻠﻴّﺔ اﻟﻘﺪاﺳﺔ ،وأن أﻣﻨﺤﻚ اﻻرﺗﻴﺎح آﻤﺎ ﻟﻮ أنّ إﻟﻬًﺎ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ إﻟﻬًﺎ ﺁﺧﺮ. ﻳﺎ أﻣّﻲ وﻣﻠﻜﺘﻲ ،أﺳﺮﻋﻲ إﻟﻰ ﻧﺼﺮﺗﻲ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻤﻬﻢّ، ﻓﻌﻞ ﺗﻘﺒّﻞ ﻳﺴﻮع .ﺧﺬﻳﻨﻲ ﺑﻴﺪﻳﻚ وﺿﻤّﻴﻨﻲ إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻚ .أدﻓﺌﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺑﺤﺒّﻚ وﻧﻘّﻴﻨﻲ ﺑﻌﻄﻔﻚ واﺟﻌﻠﻴﻨﻲ ﻣﺘﻮاﺿﻌًﺎ ﺑﺘﻮاﺿﻌﻚ واﻏﻤﺮﻳﻨﻲ ﺑﻮﺷﺎح ﻃﻬﺮك ،زوّدﻳﻨﻲ ﺑﺮﻏﺒﺘﻚ اﻟﺠﺎﻣﺤﺔ واﺳﻜﺒﻲ ﻋﻠﻲّ ﻣﻦ ﻧﻌﻢ اﻗﺘﺒﺎﻟﻚ ﻳﺴﻮع .أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ واﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ، أﻏﻤﺮوﻧﻲ ﺑﻨﻮرآﻢ وﺗﺤﻠّﻘﻮا ﺣﻮﻟﻲ وراﻓﻘﻮﻧﻲ ﻟﻤﻼﻗﺎة ﻳﺴﻮع. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻧﺖ ﺗﺪﻋﻮﻧﻲ ،وهﺎ أﻧﺎ ﺁت إﻟﻴﻚ .هﻠﻢّ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع، هﻠﻢّ!
41
ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻨﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ أﺑﺖِ ،أﺣﺒّﻚ .هﻠﻤّﻲ أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ،هﻠﻢﱠ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ﻓﺄﻗﺘﺒﻠﻚ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ .وإﻧّﻲ أﺳﺘﻮدﻋﻚ ﻣﻨﺎوﻟﺘﻲ آﻔﻌﻞ ﺗﻜﻔﻴﺮ وﺗﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻚ اﻟﺴ ّﺮﻳّﺔ ﻓﺎﻗﺘﺒﻠﻬﺎ آﻤﺎ ﻟﻮ أﻗﺘﺒﻠﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻲ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﻠﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻮادث وهﺬا اﻟﺤﺸﺪ اﻵﺗﻲ ﻣﻌﻚ ﻟﻼﺗّﺤﺎد ﺑﻲ ،إﻣﻨﺤﻨﻲ أن أﻏﻤﺮ آﻞّ ﻧﺒﻀﺎت اﻟﻘﻠﻮب ،ﺑﺄﻓﻌﺎل اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ اﻟﻀﺮورﻳّﺔ .وأﻧﺖ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﺧﺘﻢ آﻞّ اﻟﻘﻠﻮب ﺑﺎﻟﺤﺐّ واﻟﺼﻼح اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻧﺪﻳﻦ ﺑﻬﻤﺎ ﻧﺤﻮك .أﻋﻄﻨﻲ اﻟﺤﺐّ ﺛﻢّ ﺧﺬﻩ ﻣﻨّﻲ آﻤﺎ ﻟﻮ آﺎن ﻣﻠﻜﻚ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺿﻊ ﻗﺪﺳﻚ ﻓﻲّ ،ﻓﺘﺠﺪ ﻣﻌﺒﺪك اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻓﻲّ ،وﺗﺠﺪ اﻟﺮاﺣﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ ﻓﻲّ .أﻏﻤﺮ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺠﻤﺎﻟﻚ ﻓﺘﻐﺮم ﺑﻲ .أﻧﺸﺮ رﺣﺎﺑﺘﻚ ،وﻋﻤﻘﻚ وﻃﻮﻟﻚ ﻓﻲّ ،ﻓﺘﺠﺪ آﻴﺎﻧﻚ ﻓﻲّ ،ﻧﻌﻤﻞ ﻣﻌًﺎ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،وﻧﺒﺚّ ﻣﻦ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻓﻲ آﻞّ إﻧﺴﺎن وﻧﺠﻤﻊ اﻟﻘﻠﻮب ﻓﻴﻚ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻧﺎ ﺿﻌﻴﻒ .ﻗﺒﻞ أن ﺗﺄﺗﻲ إﻟﻲّ ،أﻏﻤﺮﻧﻲ ﺑﻘﻮّﺗﻚ ،ﻓﻨﻘﻮى ﻣﻌًﺎ ﻋﻠﻰ آﻞّ اﻟﻘﻠﻮب وﻧﺠﺬﺑﻬﺎ ﻟﺘﺄﺗﻲ إﻟﻴﻚ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،إن أﺗﻴﺖ إﻟﻲّ ﻣﻦ دون أن ﺗﻀﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻲّ ،ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻤﺤﺪودﻳّﺔ .ﻟﺬا ،ﺿﻊ ﻓﻲّ رﺣﺎﺑﺔ ﺣﺒّﻚ ﻓﺘﻮاﺻﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻓﻲ ﺳﺮّك اﻟﻤﻘﺪّس .إﺟﺮح آﻞّ اﻟﻘﻠﻮب .وﻣﻦ ﺛﻢّ اﺳﻜﺐ ﻋﺪﻟﻚ ورﺣﻤﺘﻚ ﻓﻴﻬﺎ؛ وﻟﺘﻠﻄّﻒ اﻟﺮﺣﻤﺔ اﻟﻌﺪل آﻞّ اﻟﻘﻠﻮب وﻟﺘﻬﻄﻞ اﻟﻨﻌﻢ واﻟﺮﺣﻤﺎت ﻋﻠﻰ آﻞّ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت .أﻓﻠﻢ ﺗﻘﻞ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع :ﺗﻌﺎﻟﻮا إﻟﻲّ ﻓﺄﺻﺒﺢ أﻧﺘﻢ وﺗﺼﺒﺤﻮن أﻧﺎ .إذا ،آﻴﻒ ﺗﺘﺼﺮّف، ﺑﻮﺻﻔﻚ إﻟﻬًﺎ ،إن ﻟﻢ ﺗﻀﻊ آﻞّ ﺷﻲء ﻓﻲّ؟ وأﻣّﻨﺎ اﻟﺤﻨﻮن ،ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻜﻠﻴّﺔ اﻟﻘﺪاﺳﺔ ،ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻌﻨﺎ وﺗﻮاﺻﻞ اﻟﻌﻤﻞ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻐﻠّﻒ روﺣﻲ ﺑﻜﻞّ ﻣﺰاﻳﺎك .وﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺄﺗﻲ إﻟﻲّ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﺳﻠّﻤﻚ ذاﺗﻲ ﻟﺘﻔﻌﻞ ﺑﻲ آﻞّ ﻣﺎ ﺗﺸﺎء.
42
ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻨﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻧﺖ اﻵن ﻓﻲّ! ﻗﺒّﻠﻨﻲ واﻓﺘﺢ ذراﻋﻴﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺘﻴﻦ ﻟﺘﻀّﻤﻨﻲ إﻟﻴﻚ .ﻧﻔﺴﻚ ﺑﻜّﻠﻴّﺘﻬﺎ وﺟﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲّ ،ﻓﻘﻞ ﻟﻲ إﻧّﻚ ﺗﺤﺒّﻨﻲ ،ﻟﻌﻞّ ﺣﺒّﻚ وﺣﺒّﻲ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ﻳﺸﻜّﻼن أﻣﻮاﺟًﺎ ﺗﻐﻤﺮك ﺑﺎﻟﺮاﺣﺔ ،وﺗﺘﻮّج روﺣﻲ ﺑﺤﺐّ ﺟﺪﻳﺪ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،إرادﺗﻚ هﻲ إرادﺗﻲ ،وإﻧّﻲ أﻧﻘﻞ إﻟﻰ آﻞّ إﻧﺴﺎن ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺘﻪ ﻷﺟﻠﻲ ،ﻻ ﺳﻴّﻤﺎ أﻧّﻚ ﺗﻨﺎزﻟﺖ واﺳﺘﻘﺮّﻳﺖ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ .أﻗﻮل ﻟﻚ ﻣﻤﺘﻠﺌًﺎ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ" :ﺷﻜﺮًا ﺟﺰﻳﻼً" ،وأﻧﺎ أﻧﻮي أن أﻣﻸ اﻟﺴﻤﺎء ﺑﺮﺣﺎﺑﺘﻬﺎ واﻷرض ﺑﻨﻀﺎرﺗﻬﺎ ﺑﻨﺪاء "ﺷﻜﺮًا ﻟﻚ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع". ﻟﻌﻞّ هﺬا اﻟﺸﻜﺮ ﻳﺸﻜّﻞ ﺳﻼﺳﻞ ﻣﺘﻮاﺻﻠﺔ ﺗﺮﺳّﺦ اﻻﺗّﺤﺎد ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ وﺻﻤﻴﻢ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻴﻨﺎ وﻣﺸﺎﻋﺮﻧﺎ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ ،أﻗﻮل ﻣﻤﺘﻠﺌًﺎ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ أﻳﻀًﺎ" :أﻋﺒﺪك ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع" ،ﻓﻠﺘﺤﻞّ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻚ ،ﺗﻌﺒﻴﺮًا ﻋﻦ اﻟﻌﺒﺎدة ﻟﻚ. واﻵن ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻟﻴﺘﻚ ﺗﺠﺪ ﻓﻲّ ،ﺑﺤﻴﺎﺗﻚ اﻟﻤﺘﺪﻓّﻘﺔ ﻓﻲ داﺧﻠﻲ، آﻞّ اﻟﺒﻬﺠﺔ واﻟﺴﺮور اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮق إﻟﻴﻬﻤﺎ ﺣﺒّﻚ .ﻟﻘﺪ أﺗﻴﺖ إﻟﻲّ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،وﻟﻦ ﺗﺘﺮآﻨﻲ ﺑﻌﺪ اﻵن .أﻣﻨﺤﻚ اﻟﺤﻴﺎة ﺑﻔﻜﺮي ،ﺑﻌﻴﻨﻲّ، ﺑﻜﻼﻣﻲ ،ﺑﻜﻞّ آﻴﺎﻧﻲ .أﻣﻨﺤﻚ ﻧﻔﺴﻲ آﺴﺎء ﻳﻐﻄّﻲ ﺟﺴﺪك. اﻟﻴﻮم ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻧﻌﻤﻞ ﻣﻌًﺎ ،وﻧﻜﺮّس أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻟﺨﻴﺮ آﻞّ إﻧﺴﺎن، ﺑﻬﺪف إﻧﺸﺎء ﺳﻼﺳﻞ ﻣﺘﻮاﺻﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺐّ ﺗﺸﺒﻚ اﻟﻘﻠﻮب، وﺗﺆﺟّﺞ اﻟﺤﺐّ وﺗﻨﺄى ﻋﻨﻚ آﻞّ إهﺎﻧﺔ وﺷﻤﺎﺗﺔ .ﻓﻠﻨﻌﻘﺪ ﻣﻴﺜﺎﻗًﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ :أن ﻧﻌﻤﻞ ﻟﺨﻼص آﻞّ إﻧﺴﺎن .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،إرادﺗﻚ ﻓﻮق آﻞّ اﻋﺘﺒﺎر ،وﺑﻨﻌﻤﺔ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ ،أﺣﺮص ﻋﻠﻰ أن ﺗﺘﺸﺒّﺚ روﺣﻲ ﻓﻴﻚ.
43
ﻓﻌﻞ اﻟﺸﻜﺮ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻨﺎوﻟﺔ ﺗﻌﺒﻴﺮًا ﻋﻦ ﺗﻤﺠﻴﺪ اﷲ ﺗﻤﺎﻣًﺎ آﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻳﺴﻮع ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي ارﺗﻀﻰ آﻞّ ﺷﻲء ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ﻗﻠﺒﻲ وﺣﻴﺎﺗﻲ ،هﺎ ﻗﺪ أﺗﻴﺖ أﺧﻴﺮًا! إﻧّﻲ أﺷﻌﺮ ﺑﻚ ﻓﻲ ﻟﺴﺎﻧﻲ .أﺷﻌﺮ ﺑﻠﻤﺴﺔ ﺟﺴﺪك اﻟﻤﻘﺪّس ،وﺑﺸﺬا ﻋﻄﺮك اﻟﺴﻤﺎويّ ،ﻓﻼ أﻗﻮى إﻻّ ﻋﻠﻰ رشّ اﻟﻘﺒﻼت ﻋﻠﻴﻚ ،ﺳﺎﺋﻼً أن ﺗﻐﺪق ﻋﻠﻲّ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻗﺒﻼﺗﻚ ،ﺗﺄآﻴﺪًا ﻋﻠﻰ اﻧﺼﻬﺎر اﻟﻮﺣﺪة ﺑﻴﻨﻨﺎ. أرى أﻧّﻚ ﺣﺮﻳﺺ ﻋﻠﻰ أن ﺗﻠﺞ أﻋﻤﺎق ﻗﻠﺒﻲ .ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أرﺟﻮ ﻣﻨﻚ أن ﺗﻨﺠﺰ ﻣﺎ ﺗﻨﻮي إﻧﺠﺎزﻩ .ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺗﺴﻜﻦ ﻃﺒﻴﻌﺘﻚ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ ،وﻃﺒﻴﻌﺘﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻤﺘّﺤﺪة ﺑﺈرادﺗﻚ ،وآﻞّ ﻣﺎ ﺗﻘﺪّر وﺗﺠﻞّ .ﻓﺎﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ﺑﺎﻟﻬﻨﺎء ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ. ﺗﻐﻤﺮﻧﻲ ﺑﺤﻨﺎن إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻚ ،وأﺧﺎﻟﻚ ﺗﻨﺎﺟﻴﻨﻲ "ﻳﺎ اﺑﻨﻲ اﻟﺤﺒﻴﺐ، أﺣﺒّﻚ ﺣﺒًّﺎ ﻋﺎرﻣًﺎ ،أﺣﺒّﻚ ﺣﺒًّﺎ أﺑﺪﻳًّﺎ ﻻ ﻣﺘﻨﺎهﻴًﺎ .أﺟﺪ ﻓﻴﻚ ﻃﺒﻴﻌﺘﻲ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ ،إرادﺗﻲ وﻃﺒﻴﻌﺘﻲ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،وأﺣﺒّﻚ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ أﺣﺐّ ﻧﻔﺴﻲ .أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺮﺿﻰ واﻻرﺗﻴﺎح ﺗﻤﺎﻣًﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺷﻌﺮت ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻗﺘﺒﻠﺖ ﻗﺮﺑﺎﻧﺘﻲ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ .ﺑﺈرادﺗﻲ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻴﻚ ،أﺣﻘّﻖ آﻞّ ﻣﺒﺘﻐﺎي ،ﻓﻼ ﺗﻔﻮﺗﻨﻲ ﻧﻔﺲ .ﻓﻴﻚ ﺗﺘﻜﺮّر ﻣﺴﻴﺮﺗﻲ ،وﻳﻨﻌﻢ ﻗﻠﺒﻲ ﺑﺮاﺣﺔ ﺗﺎﻣّﺔ" .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻧﺖ ﺗﻘﺒﻠﻨﻲ وﺗﻐﻤﺮﻧﻲ وﺗﻨﺘﻈﺮ ﺻﺎﻣﺘًﺎ أن أﺳﺘﺠﻴﺐ ﺳﺆﻟﻚ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،ﺳﺎوﻳﺘﻨﻲ ﺑﻚ ،وهﺎ أﻧﺎ أﻏﻤﺮك ﺑﻴﻦ ذراﻋﻲّ ،وأﺳﺘﻮدع ذاﺗﻲ رهﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ .أﻏﻤﺮك ﺑﻴﻦ ذراﻋَﻲ آﻞّ
44
إﻧﺴﺎن وﺑﺎﺳﻢ آﻞّ إﻧﺴﺎن ،وﻗﻠﺒﻲ ﻳﺴﺒﺢ ﻓﻲ رﺣﺎﺑﺔ ﺣﺒّﻚ وﻳﺮﺗﻌﺪ أﻣﺎم ﻋﻈﻤﺘﻚ ﻣﻨﺸﺪًا ﻣﺮّﻧﻤًﺎ" :أﺣﺒّﻚ"" ،أﺣﺒّﻚ ﺣﺒًّﺎ ﻋﺎرﻣًﺎ ،أﺣﺒّﻚ ﺣﺒًّﺎ أﺑﺪﻳًّﺎ ،ﻻ ﻣﺘﻨﺎهﻴﺎ وﺑﻼ ﺣﺪود .وإﻧّﻲ أﺳﺘﻮدع ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ آﻞّ اﻟﻨﻔﻮس ،اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ واﻟﺤﺎﺿﺮة واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﺔ ،راﺟﻴًﺎ أن ﻳﺘﻌﺮّﻓﻚ آﻞّ إﻧﺴﺎن ،ﻓﻴﻌﻠﻲ اﻟﻤﺠﺪ ﻻﺳﻤﻚ اﻟﻘﺪّوس وﻳﻬﻨﺄ ﺑﺮﺿﺎك وﺣﺒّﻚ وﺣﻀﻮرك .ﺑﻨﻌﻤﺔ إرادﺗﻚ ،أرﻳﺪ أن أﻋﻮّض ﻋﻨﻚ ﺗﻌﻮﻳﻀًﺎ آﺎﻣﻼً ﻋﻦ إﺳﺎءة آﻞّ إﻧﺴﺎن ،وﺗﻌﻮﻳﻀًﺎ أزﻟﻴًّﺎ ﻋﻦ إهﺎﻧﺘﻪ ﻟﻘﻠﺒﻚ اﻟﻄﺎهﺮ، اﻟﻤﻀﻄﺮم ﺣﺒًّﺎ .وﺑﻠﻬﻴﺐ ﻗﻠﺒﻚ أﻧﺜﺮ ﺣﺒّﻚ ﻋﻠﻰ آﻞّ إﻧﺴﺎن ﻓﻴﺒﺎدﻟﻚ ﺣﺒًّﺎ وﺗﻜﺮﻳﻤًﺎ. ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،أﺟﻮب اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻨﻌﻤﺔ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ وأﻧﻘﻞ إﻟﻴﻚ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﻤﻴﻢ ﻣﻦ أﻓﻜﺎر وﺗﻄﻠّﻌﺎت وآﻼم وﺧﻄﻮات ،ﻓﺘﺨﻤّﺮهﺎ ﺣﺒًّﺎ، وأآﻮن اﻟﺤﺎرس اﻷﻣﻴﻦ اﻟﺤﺮﻳﺺ ﻋﻠﻰ إﺻﻼح آﻞّ ﺧﻠﻞ .إﺻﻎِ إﻟﻲّ ﺖ اﻹﻧﺴﺎن ،ﺑﻜﻠّﻴّﺔ آﻴﺎﻧﻚ ،واﻗﺘﺒﻠﺘﻚ آﻤﺎ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ .ﻟﻘﺪ اﻟﺘﺰﻣ ُ اﻗﺘﺒﻠﺖ ﻧﻔﺴﻚ ،ﺗﺤﻘﻴﻘًﺎ ﻟﻠﺸﺮاآﺔ ﻣﻌﻚ .أﺗّﺤﺪ ﺑﺎﻻﻧﺴﺎن ،راﺟﻴًﺎ أن أﻋﻮّض ﻋﻠﻴﻚ ﻣﺎ ﻗﺎﺳﻴﺖ ﻣﻦ ﺗﺪﻧﻴﺲ وﻣﺬﻟّﺔ وﺑﺮودة ﻋﻠﻰ ﻣﺮّ اﻷﺟﻴﺎل – ﻣﺎﺿﻴًﺎ ،ﺣﺎﺿﺮًا وﻣﺴﺘﻘﺒﻼً .أرﻳﺪ أن أآﻔّﺮ ﻋﻤّﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖّ اﻟﺘﻜﻔﻴﺮ .أرﻳﺪ أن أﺿﻢّ إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻚ آﻞّ اﻟﺸﺠﻮن ،آﻞّ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت، ﺑﻌﻴﻮﺑﻬﺎ وﻣﺴﺎوﺋﻬﺎ ،ﻓﺘﺤﻈﻰ ﻋﻨﺪك ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة. اﻵن أﻧﺖ ﻣﻤﺠّﺪ ،ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺄﻟّﻢ ،ﻓﺎﺟﻌﻠﻨﻲ أﺗﺄﻟّﻢ ﻋﻨﻚ .دﻋﻨﻲ أواﺻﻞ ﺑﺤﺒّﻲ ﺁﻻﻣﻚ .ﻓﺄﻟﻘﻰ اﻟﺸﻤﺎﺗﺔ واﻟﺴﺨﺮﻳﺔ واﻟﺸﺘﻴﻤﺔ، وﺗﻨﻬﺎل ﻋﻠﻲّ اﻷﺳﻮاط اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ،وﺗﺰﻧّﺮ رأﺳﻲ أآﺎﻟﻴﻞ اﻟﺸﻮك، وأﻋﻠﻮ اﻟﺼﻠﻴﺐ ،ﻣﺤﺘﻤﻼً اﻟﻤﺴﺎﻣﻴﺮ واﻟﺮﻣﺎح واﻟﻄﻌﻨﺎت .أﻧﺖ ﺗﺬﺑﻞ
45
ﻧﻔﺴﻚ ﻃﻮﻋًﺎ ﻷﻧّﻚ ﺗﺤﺐّ ،وﺗﻨﻈﺮ وﺗﻨﺘﻈﺮ ﻟﻌﻠّﻚ ﺗﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﺮﺿﻰ ﻷﺟﻠﻚ ﺑﻤﺎ ارﺗﻀﻴﺘﻪ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻷﺟﻞ اﻹﻧﺴﺎن .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،هﺎ أﻧﺬا. ﻋﻠﻰ أﺗﻢّ اﻻﺳﺘﻌﺪاد .ﻓﺎﻗﺒﻠﻨﻲ .إﺣﻔﻈﻨﻲ داﺋﻤًﺎ ﻣﻌﻚ ،ﻷﻧﻌﻢ ﺑﻬﺪي إرادﺗﻚ ،وأﺣﻴﺎ ﺁﻻﻣﻚ ﺳﺎﻋﺔ ﺑﺴﺎﻋﺔ ،ﻣﻤﺘﻠﺌًﺎ ﻣﻦ ﺳﺮّ ﺣﺒّﻚ. إﺳﻬﺮ ﻋﻠﻲّ ،وﺳﺎﻧﺪﻧﻲ ،واﺣﻔﻈﻨﻲ ﺑﻤﻨﺄى ﻋﻦ إهﺎﻧﺘﻚ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ ،ﺑﻨﻌﻤﺔ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ أآﺮّر " :أﻧﺎ أﻋﺒﺪك" وأرﻳﺪ أن ﻳﺬوب آﻞّ آﻴﺎﻧﻲ ﻓﻴﻚ وﻳﺘﺤﻘّﻖ ﻓﻲ رﺣﺎﺑﺔ إرادﺗﻚ ،وأرﻳﺪ أن أرﺑﻂ اﻟﺴﻤﺎء ﺑﺎﻷرض ﻟﻌﻞّ آﻞّ إﻧﺴﺎن ﻳﺮﺗﻤﻲ أﻣﺎﻣﻚ ،ﺑﺎﺳﻢ أﺧﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎن ،ﺷﺎهﺮًا ﻋﺒﺎدﺗﻪ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ واﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻟﻚ .ﻳﺎ ﺣﻴﺎﺗﻲ اﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ،أﻗﺘﺪي ﺑﻚ وأرﺗﻀﻲ ﺑﻤﺎ اﻗﺘﺒﻠﺖ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﺣﺒًّﺎ وﺷﺮاآﺔ. أرﻳﺪ أن أﺷﺎرآﻚ أﻋﻤﺎﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻚ ،ﻣﺠﺪًا ﻟﻶب ،وﺗﻜﻔﻴﺮًا ﻋﻦ آﻞّ اﻹهﺎﻧﺎت ،وﻃﻠﺒًﺎ ﻟﻼﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎت اﻟﻀﺮورﻳّﺔ ﻟﻜﻞّ إﻧﺴﺎن، ﻘﻘًﺎ ﻟﻜﻞّ إﻧﺴﺎن ﺣﻴﺎة ﻣﻘﺪّﺳﺔ وأرﻓﻊ وأﻗﺘﺒﻠﻚ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﺤ ّ اﻟﻤﺠﺪ إﻟﻰ اﻵب اﻵن وﻋﻠﻰ اﻟﺪوام. واﻵن ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﺤﺒﻴﺐ ،أرﻳﺪ أن أﺳﺮّ إﻟﻴﻚ ﺑﺨﺒﺮ .ﻓﺄﻧﺎ ،ﺑﻨﻌﻤﺔ إرادﺗﻚ ،أﺳﻤﻊ ﻋﻮﻳﻞ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻤﺘﺄﻟّﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﻬﺮ ،وهﺬﻳﺎﻧﻬﺎ، وأﺣﺲّ ﺷﺪّة ﺗﺸﻮّﻗﻬﺎ إﻟﻴﻚ .إﻧّﻬﺎ ﺗﻤﻮت آﻞّ ﻳﻮم ﻻ ﺑﻞ آﻞّ ﺳﺎﻋﺔ ﺷﻮﻗًﺎ ﻟﺮؤﻳﺘﻚ .أرﺟﻮك ،ﻻ ﺗﺤﺠﺐ وﺟﻬﻚ ﻋﻦ هﺬﻩ اﻟﻨﻔﻮس ﺑﻌﺪ اﻵن! أرهﺎ ﺑﻬﺎء وﺟﻬﻚ وﺟﻤﺎﻟﻚ اﻟﻤﺒﻬﺞ واﺟﺘﺬﺑﻬﺎ إﻟﻴﻚ .وﻟﺘﺠﻌﻠﻬﺎ ﺑﺴﻤﺔ اﻟﺤﺐّ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎهﻚ ﺗﻨﻌﻢ ﺑﺎﻟﻔﺮح ﻓﺘﺘﺤﻮّل ﺁﻻﻣﻬﺎ إﻟﻰ أﻓﺮاح ﺳﺮﻣﺪﻳّﺔ .إﻣﺴﻜﻬﺎ ﺑﻴﺪﻳﻚ واﺳﺤﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻟﻬﻴﺐ اﻟﻨﺎر اﻟﺘﻲ
46
ﺗﻨﻄﻔﺊ ﺑﻠﻤﺴﺔ ﻣﻨﻚ ،ﻓﺘﻠﺒﺲ وﺷﺎح اﻟﻄﻬﺮ وﻳﺨﻔﺖ ﻋﻨﺪهﺎ اﻟﻨﺤﻴﺐ وﻳﺸﻊّ ﺑﺮﻳﻖ اﻟﺒﺴﻤﺔ اﻷﺑﺪﻳّﺔ واﻟﺒﻬﺠﺔ اﻟﻌﺎرﻣﺔ ﺑﺤﻀﻮرك. ﺑﺎرآﻨﻲ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،وﺑﺎرك آﻞّ إﻧﺴﺎن .أﺧﺘﻢ ﻓﻜﺮي ،وﺷﻔﺎهﻲ، وﻗﻠﺒﻲ وآﻞّ آﻴﺎﻧﻲ ﺑﺨﺘﻢ إرادﺗﻚ ،ﻓﺄﻧﺠﺰ ﺑﻨﻔﺴﻲ أﻓﻌﺎﻻً آﺎﻣﻠﺔ، ﻣﻠﺒّﻴًﺎ آﻞّ رﻏﺒﺎﺗﻚ وﻃﻠﺒﺎﺗﻚ .وأﻧﺎ أرﻳﺪ أن أﻣﻸ اﻷرض واﻟﺴﻤﺎء ﺑﺄدﻋﻴﺔ اﻟﺸﻜﺮ ،هﺎﺗﻔًﺎ :ﺷﻜﺮا ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع" وﻟﻴﺴﻜﺐ هﺬا اﻟﺸﻜﺮ دﻓﻘًﺎ ﻣﺘﻮاﺻﻼً ﻣﻦ اﻟﻬﺪاﻳﺎ وﻟﻴﻜﻦ ﺣﺒﻜﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﻴﻨﻨﺎ. ﻳﺎ أﻣّﻲ وﻣﻠﻜﺘﻲ ،ﻟﻚ أﻗﻮل" :ﺷﻜﺮًا" ارﻓﻌﻴﻪ ﺑﺎﺳﻤﻲ ﻟﻴﺴﻮع، وﻗﺪّﻣﻲ ﻟﻪ ﻷﺟﻠﻲ آﻞّ ﻣﺎ ﻗﻤﺖِ ﺑﻪ أﻋﻤﺎل ﻣﻨﺬ اﻗﺘﺒﻠﺘﻪ ﻓﻲ أﺣﺸﺎﺋﻚ .وﻳﺎ أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ واﻟﻘﺪّﻳﺴﻮن إرﻓﻌﻮا ﺑﺎﺳﻤﻲ اﻟﺸﻜﺮ ﻟﻴﺴﻮع. ﺪدًا وأﺿﻤّﻚ ﺑﺸﺪّة إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ ،دﻋﻨﻲ أﻏﻤﺮك ﻣﺠ ّ ﻗﺒّﻠﻨﻲ واﺣﺘﻀﻨّﻲ واﺑﻖَ ﻓﻲّ وأﻧﺎ ﻓﻴﻚ .ﺁﻣﻴﻦ.
47
اﻟﺰﻳﺎرات اﻟﺮوﺣﻴّﺔ ﻟﻴﺴﻮع ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس آﻴﻒ أﻗﻮم ﺑﺎﻟﺰﻳﺎرات اﻟﺮوﺣﻴّﺔ ،اﻟﻤﺆﻟّﻔﺔ ﻣﻦ ١٥ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻓﻲ زﻳﺎرة اﻟﺤﺞّ ،ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ أن ﺗﺘّﺤﺪ ﺑﺎﻟﻤﻼﺋﻜﺔ اﺗّﺤﺎدًا روﺣﻴًّﺎ، وأن ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻊ ﻣﻼك ﺗﻠﻮ اﻵﺧﺮ ،إﻟﻰ آﻞّ آﻨﻴﺴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﻜﻦ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﻲ ﻗﺪس اﻷﻗﺪاس ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺬﺑﺢ .وﻳﺠﺐ أن ﺗﺠﺮي هﺬﻩ اﻟﺰﻳﺎرات ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎصّ ،ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬﺮ ،ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻳﺴﻮع أآﺜﺮ وﺣﺪة ووﺣﺸﺔ. ﺗﺴﺠﺪ اﻟﻨﻔﺲ ،ﻓﻜﺮًا وروﺣًﺎ ،أﻣﺎم آﻞّ ﻣﺬﺑﺢ ،ﻣﻌﺮﺑﺔ ﻋﻦ ﻋﺒﺎدﺗﻬﺎ ،وﺣﺒّﻬﺎ وﺷﻜﺮهﺎ ،وﻣﻌﻠﻴﺔ ﺗﻘﺪﻣﺎﺗﻬﺎ – داﺋﻤًﺎ ﻓﻲ اﺗّﺤﺎد ﻣﻊ اﻷرواح اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺪ اﷲ اﻟﻌﻠﻲّ وﺗﺴﺒّﺤﻪ وﺗﺤﺒّﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس. وﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺰﻳﺎرات ،ﺗﺘﺠﻠّﻰ ﻋﺒﺎدة ﻳﺴﻮع ،وﺗﺒﺮز ﺳﻤﺎت اﻟﺤ ّ ﺐ وأﻓﻌﺎل اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻹﺳﺎءة إﻟﻴﻪ ،إذ ﻳﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن ﺑﺎﻟﺮوح وﻳﺮﻓﻌﻮن ﻟﻴﺴﻮع آﻞّ اﻟﺘﻀﺮّﻋﺎت واﻟﺼﻠﻮات واﻟﻨﻮاﻳﺎ ،ﻣﻌﺮﺑﻴﻦ ﻋﻦ ﺣﺒّﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮع وﻋﺒﺎدﺗﻬﻢ ﻟﻪ وإرادﺗﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻹﺳﺎءة إﻟﻴﻪ. ﺑﻌﺪ زﻳﺎرة اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ،ﻣﻨﺒﻊ اﻟﺨﻴﺮ ،ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺆﻣﻦ ،ﻓﻲ آﻞّ زﻳﺎرة ،أن ﻳﺨﺺّ اﻟﻌﺬراء ﻣﺮﻳﻢ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﺗﺔ ﺻﻐﻴﺮة، ﻓﻴﺘﻮﺟّﻪ إﻟﻰ ﺻﻮرة اﻟﻌﺬراء اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ اﻟﻤﻜﺮّﻣﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺼﺮح )ﻣﺴﺘﺠﻤﻌًﺎ آﻞّ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﺼﻮرة ،أو أﻳّﺔ ﺻﻮرة ﻟﻤﺮﻳﻢ اﻟﻤﺒﺎرآﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺨﺼّﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎدة واﻟﺘﻜﺮﻳﻢ( وﻳﻠﻘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺴﻼم ﻋﻨﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ آﻞّ زﻳﺎرة ،وﻳﺴﺄﻟﻬﺎ ،راآﻌًﺎ ﺧﺎﺷﻌًﺎ أن ﺗﻐﺪق ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻌﻤﻬﺎ وﺑﺮآﺎﺗﻬﺎ ،ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ آﻨﻴﺴﺔ أﺧﺮى.
48
I ﻳﺎ أﺳﻴﺮ اﻟﺤﺐّ ،أﻧﺎ أﺣﺒّﻚ .أﻧﺎ ﻧﺎدم ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻔﻲ ،وأﻋﺒﺪك ﻓﻲ آﻞّ آﻨﺎﺋﺲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻻ ﺳﻴّﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ هﺠﺮﺗﻚ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮهﺎ ،وﺗﺮآﺘﻚ وﺣﻴﺪًا ﻣﺤﺘﻘﺮًا .أرﺟﻮك ،إﺟﻌﻞ ﻗﻠﺒﻲ ﻗﻨﺪﻳﻼً ﻣﻀﺎءً ﻳﺤﺮق ﺑﺤﻀﻮرك آﻞّ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ آﻞّ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ آﻞّ ﻳﻮم ،إﻟﻰ أﺑﺪ اﻵﺑﺪﻳﻦ. أﻳّﻬﺎ اﻵب اﻷزﻟﻲ ،أﺷﻜﺮ ﻟﻚ آﻞّ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﺘﻲ ﻣﻨﺤﺘﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻜﻠﻴّﺔ اﻟﻘﺪاﺳﺔ ﺑﺄن ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ واﻟﺪة اﺑﻨﻚ اﻟﺒﻜﺮ .أﻳّﻬﺎ اﻻﺑﻦ اﻷزﻟﻲ، أﺷﻜﺮ ﻟﻚ آﻞّ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﺘﻲ ﻣﻨﺤﺘﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻜﻠﻴّﺔ اﻟﻘﺪاﺳﺔ ﺑﺄن ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ أﻣّﻚ اﻟﺒﺘﻮل .أﻳّﻬﺎ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ،أﺷﻜﺮ ﻟﻚ واﺑﻞ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﺘﻲ أﻏﺪﻗﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻜﻠّﻴّﺔ اﻟﻘﺪاﺳﺔ ﺑﺄن ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﻋﺮوﺳًﺎ ﻟﻚ ﻧﻘﻴّﺔ ﻃﺎهﺮة .أﻳّﻬﺎ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس ،أﻏﻤﺮﻧﻲ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ .وأﻧﺖ ﻳﺎ ﻣﻼآﻲ اﻟﺤﺎرس ،إﺣﻔﻈﻨﻲ .ﻳﺎ ﻣﺎر ﻳﻮﺳﻒ ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ .ﻳﺎ ﻣﺎر ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ زد ﻋﻨّﻲ .ﻳﺎ ﻣﺎر روﻓﺎﻳﻞ راﻓﻘﻨﻲ .ﺁﻣﻴﻦ. II ﻳﺎ أﺳﻴﺮ اﻟﺤﺐ ،ﻟﻘﺪ أﺗﻌﺒﻚ ﻻ ﺑﻞ أﺣﺰﻧﻚ ﻣﺎ أﻟﺤﻘﻨﺎﻩ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺗﺪﻧﻴﺲ واﺣﺘﻘﺎر ﻓﻲ اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﺎﻟﺬﺑﻴﺤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻻ ﺳﻴّﻤﺎ أﻧّﻚ ﺗﻀﻄﺮّ ﻷن ﺗﺤﻞّ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب ﻣﺪﻧّﺴﺔ آﺜﻴﺮة .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أرﻳﺪ أن أآﻔّﺮ ﻋﻦ آﻞّ ﺗﺪﻧﻴﺲ ﻟﺤﻖ ﺑﻚ ﻓﻲ اﻟﻘﺪّاس ،ﺑﺄﻋﻤﺎل وﺧﻄﻮات وﺗﺤﺮّآﺎت وآﻼم وأﻓﻌﺎل آﻤﺎ ﻗﻤﺖ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض. ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﺤﺰﻳﻨﺔ ،أﻗﺒّﻞ ﻗﺪﻣﻴﻚ .أرﺟﻮك أن ﺗﻮﺟّﻬﻲ وﺗﻨﻈّﻤﻲ آﻞّ آﻼﻣﻲ وآﻞّ ﺧﻄﻮاﺗﻲ .ﺁﻣﻴﻦ.
49
III ﻳﺎ أﺳﻴﺮ اﻟﺤﺐ ،أﻧﺖ ﻣﺘﺮوك ،أﻧﺖ وﺣﻴﺪ ،وهﺎ أﻧﺎ أﺗﻴﺖ ﻷﻣﻜﺚ ﻣﻌﻚ .أﺣﺒّﻚ ،وأﻧﻮي أن أﻗﻮم ﺑﺄﻋﻤﺎل ﻻ ﺗﺤﺼﻰ ﺗﻌﺒﻴﺮًا ﻋﻦ ﺣﺒّﻲ ﻟﻚ ،ﻓﻼ ﺗﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﺑﺎﻟﻲ ذآﺮاك وأآﻮن ﻋﻠﻰ أﺗﻢّ اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻷن أﻋﻮّض ﻋﻠﻴﻚ آﻞّ إﺳﺎءة ﺗﺆذﻳﻚ وآﻞّ اﻧﺘﻬﺎك ﻳﺼﻴﺒﻚ .وﻓﻴﻤﺎ أﻣﻜﺚ ﻣﻌﻚ ،أﻧﻮي أﻳﻀًﺎ أن أﺣﺒّﻚ ﻋﻤّﻦ ﻻ ﻳﺤﺒّﻚ ،وأﺳﺒّﺤﻚ ﻋﻤّﻦ اﺳﺘﺨﻒّ ﺑﻚ ،وأﺑﺎرآﻚ ﻋﻤّﻦ ﺟﺪّف ﻋﻠﻴﻚ ،وأﺳﺄﻟﻚ اﻟﻤﻐﻔﺮة ﻟﻤﻦ أﺳﺎء إﻟﻴﻚ وأﺳﺠﺪ أﻣﺎم ﺣﻀﻮرك ﻋﻤّﻦ ﻳﺘﺠﺎهﻠﻚ وﻳﻤﺮّ ﺑﻚ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎل .أﻧﻮي أن أﻣﻨﺤﻚ آﻞّ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻤﻨﺤﻚ إﻳّﺎﻩ اﻟﺨﻼﺋﻖ ،أن أآﺮّﻣﻚ ﻷﻧّﻚ أودﻋﺘﻨﺎ ذاﺗﻚ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس؛ وإﻧّﻲ أﻋﺎود هﺬﻩ اﻷﻓﻌﺎل ﻣﺮارًا وﺗﻜﺮارًا ﻋﻠﻰ ﻗﺪر ﻧﻘﺎط اﻟﻤﺎء ،وﺣﺒّﺎت اﻟﺮﻣﻞ، واﻟﺴﻤﻚ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺎر. ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﺒﺘﻮل ،ﺳﻴّﺪة اﻟﻤﺴﺒﺤﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ،أﻗﺒّﻞ ﻳﺪﻳﻚ: إﺟﻌﻠﻲ أﻓﻌﺎﻟﻲ دوﻣًﺎ ﺗﻤﺠﻴﺪًا ﻟﻶب .وﺑﻴﺪﻳﻚ اﻷﻣﻮﻣﻴّﺘﻴﻦ ﺿﻤّﻲ آﻞّ اﻟﺨﻼﺋﻖ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ اﻟﺴﺮّ اﻟﻤﻘﺪّس .ﺁﻣﻴﻦ. IV ﻳﺎ أﺳﻴﺮ اﻟﺤﺐ ،هﺎ أﻧﺖ ﻓﻘﻴﺮ ﻣﺨﺰي ﻓﻴﻤﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻨﻌﻢ ﺑﺎﻟﺜﺮوات واﻟﻤﺴﺮّات .وﻗﺪ ﺗﺠﺎﺳﺮ وأﻧﻜﺮ ﻋﻠﻴﻚ ،أﻧﺖ اﻟﺬي أرﺿﻴﺘﻪ وأﻓﺪﺗﻪ، ﻧﻘﻄﺔ زﻳﺖ أو ﺷﻤﻌﺔ .واﻷﺳﻮأ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ إﻟﻰ ﻣﺴﻜﻨﻚ ﺑﺎﻟﺘﺒﺎهﻲ وﻟﺒﺎس اﻟﻮﻗﺎر ،وآﺄﻧّﻬﻢ اﻷﺳﻴﺎد وأﻧﺖ اﻟﺨﺎدم! ﺗﻌﻮﻳﻀًﺎ ﻋﻦ ﻓﻘﺮك اﻟﻌﻈﻴﻢ ،أﻗﺪّم ﻟﻚ آﻨﻮز اﻟﺴﻤﺎء؛ وﺗﻌﻮﻳﻀًﺎ ﻋﻦ آﺜﺮة إذﻻﻟﻚ ،أﻗﺪّم ﻟﻚ اﻟﻔﺮح اﻟﺬي ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب ﻣﻦ
50
ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻠﻨﻌﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻐﺪﻗﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ .وأﻧﻮي أن أآﺮّر هﺬﻩ اﻷﻓﻌﺎل ﻋﻠﻰ ﻗﺪر ﻣﺎ ﺗﺘﺤﺮّك اﻟﻄﺒﺎﺋﻊ اﻟﻤﻼﺋﻜﻴّﺔ واﻻﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ واﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴّﺔ. ﻳﺎ ﻣﻠﻜﺔ اﻟﻔﺪاء ،أﻃﺒﻊ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻚ آﻞّ ﻗﺒﻼت ﻳﺴﻮع .إﺟﻌﻠﻴﻨﻲ ﺑﺠﻤﺎﻟﻚ وﺑﻬﺎﺋﻚ أﻗﻊ ﻓﻲ ﺣﺒّﻚ ،واﺟﻌﻠﻲ آﻞّ اﻟﺨﻼﺋﻖ ،ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺣﺐّ ﻳﺴﻮع .ﺁﻣﻴﻦ. V ﻳﺎ أﺳﻴﺮ اﻟﺤﺐ ،أراك ﻣﻬﺎﻧًﺎ ﻣﺤﺘﻘﺮًا ،وأﻧﻮي أن أﻗﻮم ﺑﺄﻓﻌﺎل ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ آﻞّ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ اﻟﻤﻘﺘﺮﻓﺔ ﺑﺤﻖّ ﺣﻀﻮرك اﻟﺴﺮّي اﻟﻤﻘﺪّس .وﻋﻦ آﻞّ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻜﺒﻬﺎ اﻟﺨﻼﺋﻖ ،أﻧﻮي أن أﻗﻮم ﺑﺄﻓﻌﺎل ﻧﺪاﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر ﻣﺎ ﻳﺨﻔﻖ اﻟﻘﻠﺐ وﻳﻨﺒﺾ. ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﺒﺘﻮل ،ﻳﺎ ﺳﻴّﺪة اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ،أﻗﺒّﻞ ﻗﺪﻣﻚ اﻟﻴﺴﺮى :ﺷﺪّدي آﻞّ اﻟﺨﻄﻮات اﻟﻤﺒﻌﺜﺮة .أﻗﺒّﻞ ﻗﺪﻣﻚ اﻟﻴﻤﻨﻰ: وﺟّﻬﻲ ﺧﻄﻮاﺗﻲ ﻧﺤﻮ اﻟﺨﻴﺮ .أﻗﺒّﻞ ﻗﺪﻣﻚ اﻟﻴﺴﺮى :ﺣﺮّرﻳﻨﻲ ﻣﻦ ﻋﺒﻮدﻳّﺔ اﻟﺸﻴﻄﺎن .أﻗﺒّﻞ ﻗﺪﻣﻚ اﻟﻴﻤﻨﻰ :إﺟﻌﻠﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻋﺪاد اﻟﻤﺨﺘﺎرﻳﻦ اﻷﺗﻘﻴﺎء .أﻗﺒّﻞ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﻄﺎهﺮ :ﻓﺎﺣﻔﺮﻳﻨﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ وﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﺑﻨﻚ ﻳﺴﻮع .ﺁﻣﻴﻦ. VI ﻳﺎ أﺳﻴﺮ اﻟﺤﺐ ،ﻟﺴﺖ أﺳﻴﺮًا ﻓﺤﺴﺐ إﻧّﻤﺎ ﻣﻜﺒّﻞ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺑﺘﻠﻬّﻒ ﺟﺎﻣﺢ أن ﺗﻤﻨﺤﻚ ﺧﻼﺋﻘﻚ ﻗﻠﻮﺑﻬﺎ ،ﻓﺘﺴﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ وﺗﺤﺮّرهﺎ، وﺑﺴﻼﺳﻞ ﺣﺒّﻚ ﺗﻜﺒّﻞ أرواﺣﻬﺎ .وﺑﺄﺳﻰ ﻻ ﻳﻮﺻﻒ ،ﺗﺮى اﻟﺨﻼﺋﻖ ﺗﻤﺮّ ﺑﻚ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻼﻣﺒﺎﻻة ،ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺑﺌﺔ ﺑﻚ وﺑﺤﻀﻮرك ﻓﻴﻬﺎ. اﻟﺒﻌﺾ ﻳﺮﻓﻀﻚ ﻗﻄﻌﻴًّﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ .واﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﻳﺒﻘﻰ ﻗﻠﺒﻪ ،وإن ﻗﺒﻠﻚ ،ﻣﺮﺗﺒﻄًﺎ ﺑﻘﻠﻮب أﺧﺮى ،ﻣﻐﻤﻮرًا ﺑﺎﻟﺮذاﺋﻞ واﻟﻌﻴﻮب .وأﻧﺖ ،ﻳﺎ
51
ﺣﻴﺎﺗﻲ ،ﻣﻀﻄﺮّ ﻷن ﺗﺒﺮح هﺬﻩ اﻟﻘﻠﻮب اﻟﺮاﻓﻀﺔ ﻟﻚ ﺑﻌﺪ أن ﺣﻮّﻟﺖ ﺗﻠﻬّﻔﻚ إﻟﻰ ﺑﻜﺎء ﻣﺮﻳﺮ. دﻋﻨﻲ أﻣﺴﺢ دﻣﻮﻋﻚ وأﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺬرف دﻣﻮع اﻟﺤﺐّ .وإﻧّﻲ ﺗﻮﻗﻲ وﻟﻬﻔﻲ وأﺷﻮاﻗﻲ وآﻞّ أﻗﺪّم ﻟﻚ ،ﺗﻌﻮﻳﻀًﺎ ﻋﻠﻴﻚ، اﻻﻃﻤﺌﻨﺎن اﻟﺬي ﻏﻤﺮك ﺑﻪ اﻟﻘﺪّﻳﺴﻮن ،ﻣﺎﺿﻴًﺎ وﺣﺎﺿﺮًا وﻣﺴﺘﻘﺒﻼً، وأﻣّﻚ اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ ،وﺣﺐّ اﻵب واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس .وأﺟﻌﻞ هﺬا اﻟﺤﺐّ ﻣﻠﻜًﺎ ﻟﻲ .أرﻳﺪ أن أﺿﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻨﺪ ﺑﺎب ﻣﺬﺑﺤﻚ ،وأن أﻋﻮّض ﻋﻠﻴﻚ ﻋﻦ آﻞّ ﻣﻦ ﺟﻌﻠﻚ ﺗﺒﻜﻲ .وأﻧﻮي أن أآﺮّر هﺬﻩ اﻷﻓﻌﺎل ﻋﻠﻰ ﻗﺪر ﻣﺎ ﺳﻜﺒﺖ ﻣﻦ ﻓﺮح ﻋﻠﻰ آﻞّ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء. ﻳﺎ أﻣّﻲ وﻣﻠﻜﺘﻲ ،اﻟﻤﺰداﻧﺔ ﺑﻜﻞّ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﺘﻲ أﻏﺪﻗﻬﺎ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس :ﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮش اﻟﺬي ﺗﺠﻠﺴﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ، أﺳﻜﺒﻲ آﻞّ اﻟﻨﻌﻢ ﻟﺨﻴﺮ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺒﺎﺋﺲ ،وﻟﺘﺼﺒﺢ هﺬﻩ اﻟﻨﻌﻢ ﺳّﻠﻤًﺎ ﻳﺮﻓﻊ إﻟﻴﻚ آﻞّ اﻟﻨﻔﻮس .ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ ،إﻋﺘﻨﻲ ﺑﻌﻮاﻃﻔﻲ وأﺷﻮاﻗﻲ وﻧﺒﻀﺎت ﻗﻠﺒﻲ وأﻓﻜﺎري؛ وﺿﻌﻴﻬﺎ ﻗﻨﺪﻳﻼً ﻋﻨﺪ ﺑﺎب اﻟﻤﺬﺑﺢ .ﺁﻣﻴﻦ. VII ﻳﺎ أﺳﻴﺮ اﻟﺤﺐ ،أراك ﺣﺰﻳﻨًﺎ آﺌﻴﺒًﺎ ،وهﺎ أﻧﺎ أﺗﻴﺖ ﻷواﺳﻴﻚ .وﻟﻜﻦ آﻴﻒ ﻟﻲ أن أواﺳﻴﻚ وأﻧﺎ ﻣﻐﻤﻮر ﺑﺎﻟﺸﻘﺎء واﻟﺨﻄﻴﺌﺔ؟ ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﺤﺰﻳﻨﺔ ،ﺁﺗﻲ إﻟﻴﻚ؛ أﻋﻄﻨﻲ ﻗﻠﺒﻚ ﻷواﺳﻲ ﺑﻪ اﺑﻨﻚ .ﻳﺎ ﺳﻴّﺪي، أﺗﺮى ﻣﺎ أﻓﻌﻞ ،ﺁﺗﻴﻚ ﺑﻘﻠﺐ واﻟﺪﺗﻚ ﻷواﺳﻴﻚ ،ﺑﺎﻟﺪم اﻟﺬي ذرﻓﻪ اﻟﺸﻬﺪاء وﺑﺎﻟﺤﺐّ اﻟﻤﺘﺒﺎدل اﻟﺬي ﺷﺎرآﺖ ﺑﻪ اﻷﻗﺎﻧﻴﻢ اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ.
52
إﻟﻴﻚ ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﺤﺰﻳﻨﺔ ،اﻟﻤﺘﺄﻟّﻤﺔ ﻟﺨﻄﺎﻳﺎﻧﺎ ،أﻗﺪّم ﻗﻠﺐ اﺑﻨﻚ ﻳﺴﻮع ،ﺑﻪ أواﺳﻴﻚ ،وأرﻓﻊ ﻟﻚ اﻹآﺮام اﻟﺬي أﺣﺎﻃﻚ ﺑﻪ آﻞّ اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ؛ واﻟﺤﺐّ اﻟﺬي ﺧﺼّﻚ ﺑﻪ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻟﻘﺪّوس ﺑﺈﻋﻼﻧﻚ ﻣﻠﻜﺔ اﻷرض واﻟﺴﻤﺎء .وإﻧّﻲ أﻧﻮي ﻣﻌﺎودة هﺬﻩ اﻷﻓﻌﺎل ﻟﻤﻮاﺳﺎﺗﻜﻤﺎ وﺗﺄﻣﻴﻦ راﺣﺘﻜﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر اﻟﻌﺸﺐ واﻟﺰهﻮر واﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﺜﻖ ﻣﻦ اﻷرض.
VIII ﻳﺎ أﺳﻴﺮ اﻟﺤﺐ ،أراك ﺟﺎﺋﻌًﺎ وﻋﻄﺸﺎﻧًﺎ ،وﺟﻞّ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻔﻮس أن ﺗﺤﻀّﺮ ﻟﻚ ﻃﻌﺎﻣًﺎ ﻣﻘﺮﻓًﺎ ،ﺑﺎردًا ،ﻓﺎﺗﺮًا ﻻ ﻳﺆآﻞ! ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أرﻳﺪ أن أﻗﻮم ﺑﺄﻓﻌﺎل ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر اﻟﺸﺮارات اﻟﻤﺘﻄﺎﻳﺮة ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ،واﻟﺨﻴﻮط اﻟﻤﺸﻌّﺔ اﻟﻤﻨﺒﻌﺜﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻤﺲ. ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ،ﻻ ﺗﺮﻓﻌﻲ أﻧﻈﺎرك ﻋﻨّﻲ واﺣﻔﻈﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻇﻞّ ﺣﻤﺎﻳﺘﻚ .ﺁﻣﻴﻦ.
IX ﻳﺎ أﺳﻴﺮ اﻟﺤﺐّ ،أﻧﺖ هﻨﺎ ﻣﺘﻮاﺿﻊ ﻣﺴﺘﺴﻠﻢ ﻹرادة اﻵب .أﻧﻮي أن أﻗﺪّم ذاﺗﻲ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ إرادﺗﻪ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر ﻣﺎ ﻗﺪّﻣﺖ ذاﺗﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺗﻴﺖ اﻷرض ﻣﺨﻠّﺼًﺎ .وﺗﻌﻮﻳﻀًﺎ ﻋﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﻐﻀﺐ وﻧﻔﺎذ اﻟﺼﺒﺮ واﻟﺘﻤﺮّد اﻟﺘﻲ ﻳﺮﺗﻜﺒﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ،أﻧﻮي أن أﻗﻮم ﺑﺄﻋﻤﺎل ﺗﻜﻔﻴﺮﻳّﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر ﻣﺴﺘﻄﺎﻋﻲ.
53
ﻳﺎ أﻣّﻲ ﺷﺮﻳﻜﺔ اﻟﻔﺪاء ،أﻗﺒّﻞ ﻋﻈﻤﺘﻚ ،أﻧﺖ ﺗﻘﻮدﻳﻦ آﻞّ أﻓﻜﺎري. ﻣﻦ ﻓﻜﺮك اﻟﻘﺪّوس ،أﺳﻜﺒﻲ أﺷﻌّﺔ اﻟﻨﻮر ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮل آﻞّ اﻟﺨﻼﺋﻖ ،ﻓﻴﻌﺮف آﻞّ إﻧﺴﺎن ﻳﺴﻮع .ﺁﻣﻴﻦ. X ﻳﺎ أﺳﻴﺮ اﻟﺤﺐ ،آﻢ أﻧﺖ وﺣﻴﺪ وﻣﺨﺬول! ﻧﻌﻢ ،أﻧﺖ ﺗﺘﻀﻮّر ﺟﻮﻋًﺎ ﻟﻠﺤﺐّ ﻣﻦ آﻞّ ﺧﻼﺋﻘﻚ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺒﺎدﻟﻚ اﻟﺠﻔﺎء واﻟﺒﺮودة! ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺒﻲ ،أﻧﺎ ﻋﺎزم ﻋﻠﻰ أن أﻗﺪّم ﻟﻚ ﻗﻠﻮب آﻞّ اﻟﺨﻼﺋﻖ ﻓﺎﻏﻤﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺒّﻚ اﻹﻟﻬﻲ وﻗﻠﺒﻚ اﻷﻗﺪس ،ﻟﺘﻠﺘﻬﺐ وﺗﺘﻨﻘّﻰ ﻓﻲ ﻧﺎر ﺣﺒّﻚ اﻷﺑﺪﻳّﺔ ،وﺗﺤﻈﻰ ﺑﺎﻟﺤﺐّ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻘﺎﺑﻞ آﻞ ﺟﺤﻮد وﻧﻜﺮان ﻟﻠﺠﻤﻴﻞ. ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ أﻣّﻲ اﻟﻨﻘﻴّﺔ ،ﻗﺪّﻣﻲ ﺑﻨﻔﺴﻚ هﺬﻩ اﻟﺘﻘﺪﻣﺔ وهﺬا اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻟﻴﺴﻮع ،واهﺪﻧﺎ آﻠّﻨﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﺒّﻪ .ﺁﻣﻴﻦ. XI ﻳﺎ أﺳﻴﺮ اﻟﺤﺐّ ،ﻟﻘﺪ ﺷﺒﻌﺖ ﺟﺤﻮدًا ،وﺟﻔﺎء وﻗﻠّﺔ وﻓﺎء ﻣﻦ أﺑﻨﺎﺋﻚ ،وأﻧﺎ ﻋﺎزم ﻋﻠﻰ أن أﻗﻮم ﺑﺄﻋﻤﺎل ﺗﻨﻢّ ﻋﻦ اﻟﻌﺮﻓﺎن واﻟﺘﻮاﻓﻖ واﻷﻣﺎﻧﺔ .وأﻧﻮي أﻳﻀًﺎ أن أﺳﺒّﺤﻚ وأﻣﺪﺣﻚ ﻷﻧّﻚ ﺧﻠﻘﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻮرﺗﻚ وﻣﺜﺎﻟﻚ ،وأن أﺷﻜﺮ ﻟﻚ آﻞّ اﻟﺨﻴﺮات اﻟﺘﻲ أﻏﺪﻗﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ. أو ّد أن أﺗّﺤﺪ ﺑﻚ وأﺣﺰن ﻋﻠﻰ آﻞّ اﻹهﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ أﻟﺤﻘﻨﺎهﺎ ﺑﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ،واﻟﺘﻲ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﻚ اﻵن ﻓﻲ اﻟﺴﺮّ اﻟﻤﻘﺪّس .وﻣﺎ دﻣﺖ ﺗﺘﻠﻘّﻰ اﻹهﺎﻧﺎت ،أودّ أن أودﻋﻚ آﻞّ أﺑﻨﺎء اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ – اﻟﻜﻬﻨﺔ واﻟﺨﻄﺄة واﻟﻬﺮاﻃﻘﺔ واﻟﺨﻮﻧﺔ واﻟﻤﻨﺎزﻋﻮن – ﻓﻴﻤﺘﺜﻠﻮن آﻠّﻬﻢ ﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻘﻠﺐ اﻷﻗﺪس .أﺧﻴﺮًا ،أوﺻﻴﻚ ﺑﻜﻞّ اﻷﻧﻔﺲ اﻟﻤﻄﻬﺮﻳّﺔ، ﻓﺘﺤﻈﻰ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء .أﻋﺘﺰم ﺗﻜﺮار هﺬﻩ اﻷﻓﻌﺎل ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ ﻣﻦ أﻣﻮاج وﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺠﺎر ﻣﻦ أﻏﺼﺎن. أﻣّﻲ اﻟﺤﻨﻮن ،أﻣﻠﻨﺎ وﻣﻠﺠﺄ اﻟﺨﻄﺄة ،إﺣﻔﻈﻴﻨﺎ آﻠّﻨﺎ ﻓﻲ ﻇﻞّ ﺛﻮﺑﻚ، واﺷﻔﻌﻲ ﻓﻴﻨﺎ .ﺁﻣﻴﻦ.
54
XII ﻳﺎ أﺳﻴﺮي ﻓﻲ اﻟﺤﺐ ،إنّ ﻟﻬﻴﺐ ﺣﺒّﻨﺎ اﻟﻤﺘّﻘﺪ ﻳﺨﻨﻘﻚ ،وذﻟﻚ ﻷﻧّﻚ ﺗﺘﻮق ﻷن ﺗﺠﻌﻞ إرادﺗﻚ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ .ﻓﻤﻦ وﺷﺎﺣﻚ اﻟﺴﺮّيّ اﻟﺬي ﻳﺨﻔﻴﻚ ،ﺑﺚّ أﺷﻌّﺘﻚ اﻟﻮﺿّﺎءة ﻟﺘﻠﺞ آﻞّ اﻟﻘﻠﻮب وﺗﺰرع ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﻴﺎة وﻓﻖ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻓﺘﻨﻌﻢ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة واﻟﻨﺼﺮ وﺗﺤﻜﻢ آﻞّ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻨﻘﻴّﺔ ،ﻣﻠﻜﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،إﻗﺮﻋﻲ ﺑﺎب آﻞّ ﻗﻠﺐ، وﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺎن اﻟﻤﻤﻨﻮح ﻟﻚ آﻤﻠﻜﺔ ،ﺑﺜّﻲ ﻓﻴﻪ اﻟﺤﻴﺎة وﻓﻖ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ .واﺳﻜﺒﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ آﻠّﻨﺎ اﻟﺮاﺣﺔ واﻟﺴﻌﺎدة ﺑﻨﻌﻤﺔ ﺑﺮآﺘﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ آﺄم ﺣﺎﺿﻨﺔ ﻟﻨﺎ .ﺁﻣﻴﻦ.
XIII ﻳﺎ أﺳﻴﺮ اﻟﺤﺐ ،أﻧﺖ ﺣﺎﺿﺮ هﻨﺎ ،وأﻧﺎ أﻋﺒﺪك .إﻧّﻨﻲ أﻋﺘﺰم أن أﻗﻮم ﺑﺄﻓﻌﺎل ﻋﺒﺎدة ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻣﻦ ﻧﺠﻮم ،وﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻜﻮن ﻣﻦ ذرّات ،وﻣﺎ ﻓﻲ أﺟﻮاء اﻟﺴﻤﺎء ﻣﻦ ﻋﺼﺎﻓﻴﺮ ﻣﺤﻠّﻘﺔ ﻏﻨّﺎء. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﺤﻨﻮن ،أرﻳﺪ أن أﺑﺮهﻦ ﻟﻚ ﻋﻦ ﺣﺒّﻲ واﻣﺘﻨﺎﻧﻲ .أرﻳﺪ أن أﻗﺪّم ﻟﻚ آﻞّ ﺷﻲء ﻣﻤّﺎ ﻳﺘﻮﺟّﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ ﻷﻧّﻚ أﻋﻄﻴﺘﻨﺎ أﻣّﻨﺎ اﻟﻤﺒﺎرآﺔ وﻣﻠﻜﺘﻨﺎ اﻟﻨﻘﻴّﺔ ،وﻗﺪ ﻓﺎﻗﺖ ﺑﺠﻤﺎﻟﻬﺎ آﻞّ ﺟﻤﺎل وﺑﻘﺪاﺳﺘﻬﺎ آﻞّ ﻗﺪاﺳﺔ ،إﻧّﻬﺎ ﻣﻌﺠﺰة اﻟﻨﻌﻤﺔ ،ﻷﻧّﻚ ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﻏﻨﻴّﺔ ﺑﻜﻞّ اﻟﻤﻮاهﺐ ،وأﻗﻤﺘﻬﺎ ﻟﻨﺎ أﻣًّﺎ .وإﻧّﻲ أﻓﻌﻞ ﻣﺎ أﻓﻌﻞ ﺑﺎﺳﻢ آﻞّ اﻟﺨﻼﺋﻖ :اﻟﺤﺎﺿﺮة واﻟﻤﺎﺿﻴﺔ واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﺔ .أرﻳﺪ أن أﺗﺒﻨّﻰ آﻞّ ﻋﻤﻞ ﺗﻘﻮم ﺑﻪ إﺣﺪى اﻟﺨﻼﺋﻖ :آﻞّ آﻠﻤﺔ ،آﻞّ ﻓﻜﺮ، آﻞّ ﺧﻔﻘﺔ ﻗﻠﺐ ،آﻞّ ﺧﻄﻮة؛ وﻓﻲ آﻞّ ﻣﻨﻬﺎ ،أرﻳﺪ أن أﻗﻮل ﻟﻚ : "أﺣﺒّﻚ ،أﺑﺎرآﻚ ،أﻋﺒﺪك ،أﺷﻜﺮك ﻋﻠﻰ آﻞّ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺘﻪ ﻷﻣّﻨﺎ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ".
55
ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﻨﻘﻴّﺔ ،أﻗﺒّﻞ ﻗﺪﻣﻴﻚ .ﺣﺮّرﻳﻨﻲ ﻣﻦ ﺑﺮاﺛﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎن اﻟﺨﺎدﻋﺔ ،وﺳﺪّدي ﺧﻄﻰ آﻞّ اﻟﺨﻼﺋﻖ ﻧﺤﻮ ﻳﺴﻮع .ﺁﻣﻴﻦ.
XIV ﻳﺎ أﺳﻴﺮ اﻟﺤﺐ ،أراك ﺗﺘﺤﺮّق ﺷﻮﻗًﺎ ﺑﺎﻟﺤﺐّ واﻷﻟﻢ .ﻟﻘﺪ اﺑﺘﻌﺪﻧﺎ ﻋﻦ ﺣﺒّﻚ وأﻧﺖ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ آﻞّ ﺧﻠﻴﻘﺔ ﻟﺘﺸﻌﺮهﺎ ﺑﺤﺒّﻚ ﻟﻬﺎ وﺑﺤﺎﺟﺘﻚ ﻷن ﺗﺒﺎدﻟﻚ هﺬا اﻟﺤﺐّ .هﺎ ﻳﺪاك ﺗﻐﻤﺮاﻧﻬﺎ؛ وﺻﻮﺗﻚ ﻳﻨﺎدﻳﻬﺎ ،وﻧﻈﺮاﺗﻚ ﺗﻌﺒّﺮ ﻋﻦ ﺣﺒّﻚ ﻟﻬﺎ؛ وﻋﻮاﻃﻔﻚ ،وﺗﻨﻬّﺪاﺗﻚ اﻟﺸﺠﻴّﺔ وﻧﺒﻀﺎت ﻗﻠﺒﻚ ﻟﺘﻐﻤﺮهﺎ ﺑﺎﻟﺤﺐ وﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻤﺪى ﺣﺒّﻚ ﻟﻬﺎ. وﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ،اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ،ﻳﺼﺪّ ﺧﻄﻮاﺗﻚ وذراﻋﻴﻚ، وﻳﻌﻴﺮ أذﻧًﺎ ﺻﻤّﺎء إﻟﻰ ﺻﻮﺗﻚ اﻟﻤﺤﺐّ ،وﻳﺮدّ ﻟﻚ ﺣﺒّﻚ إهﺎﻧﺔ ﺗﻠﻮ اﻷﺧﺮى .ﺣﺒّﻚ ﻳﺰداد اﻧﻔﻌﺎﻻً ،وﻓﻲ ﺣﺰﻧﻚ ،ﻣﺎ ﺗﻠﺒﺚ ﺗﻜﺮّر وﺗﻌﻴﺪ ﻣﺮارًا" :أﺣﺒّﻚ ،وﻟﻜﻨّﻨﻲ ﻻ أﻟﻘﻰ اﻟﺤﺐّ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ". وﻟﻜﻲ أﺧﻔّﻒ ﻋﻨﻚ وأواﺳﻴﻚ ،وﻷﺑﺎدﻟﻚ ﺣﺒّﻚ اﻟﺪاﺋﻢ ﻟﻨﺎ ،اﻟﺬي أﺣﺮﻗﻚ ﺑﻠﻬﻴﺒﻪ ،أﻗﺪّم ﻟﻚ دﻓﻖ اﻟﺤﺐّ ﻟﻸﻗﺎﻧﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﺔ .وإذ ﻳﺘّﺤﺪ ﺣﺒّﻲ ﺑﺤﺐّ اﻷﻗﺎﻧﻴﻢ اﻟﺜﻼﺛﺔ ،أرﻳﺪ أن أﻗﻮل ﻟﻚ ﻣﻊ آﻞّ ﺗﻨﻬﻴﺪة وﺧﻔﻘﺔ ﻗﻠﺐ وﺣﺮآﺔ "أﺣﺒّﻚ ،أﺣﺒّﻚ ،أﺣﺒّﻚ ﺑﻼ ﺗﻮانٍ". ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ،ﻣﻠﻜﺔ اﻟﺤﺐّ ،هﻼّ ﺟﻠﺖ ﺑﺤﺜًﺎ ﻋﻦ آﻞّ اﻟﻘﻠﻮب ﻓﺘﺒﺜّﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺨﺎوﻓﻚ وﻗﻠﻘﻚ وأﺷﻮاﻗﻚ اﻟﺠﺎﻣﺤﺔ ،أﻧﺖ اﻟﺤﺐّ اﻷﻣﻮﻣﻲ ،ﺣﺘّﻰ ﻳﺘﻠﻘّﻰ ﻳﺴﻮع ﻣﻦ آﻞّ إﻧﺴﺎن اﻟﺤﺐّ ﻣﻊ ﺣﺐّ أﻣّﻪ .ﻓﻴﺸﻌﺮ ﻋﻨﺪﺋﺬ ﺑﺎﻟﺮاﺣﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﻬﻴﺐ اﻟﺬي ﻳﻠﺘﻬﻤﻪ.
56
XV ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﺳﻴﺮ اﻟﺤﺐّ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن ،أﻧﺖ اﻷﺳﻴﺮ ﺣﺒًّﺎ ﺑﻲ ،أرﻳﺪ أن أﺟﻌﻞ ﻧﻔﺴﻲ أﻳﻀًﺎ أﺳﻴﺮة ﺣﺒّﻚ .ﻓﺎﺳﻤﺢ أن ﻳﻜﻮن ﺳﺠﻨﻲ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﺴﺮّيّ ﻓﺄﺑﻘﻰ داﺋﻤًﺎ ﻓﻲ رﻓﻘﺘﻚ ،وﻻ أﺗﺮآﻚ ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم. وﻣﻌًﺎ ﻧﺘﺸﺎرك ﺁﻻﻣﻚ وأﺣﺰاﻧﻚ وﻣﺮارﺗﻚ ،وﻧﺘﺒﺎدل اﻟﺤﺐّ وﻧﻘﻮم ﺑﻜﻞّ ﺗﻌﻮﻳﺾ .أراك ﺗﺘﺤﺮّق ﺣﺒًّﺎ ﻟﺘﺮﺳﻴﺦ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻦ آﻞّ اﻟﻨﻔﻮس – وهﻲ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺗﺒﺎدﻟﻚ اﻟﺠﻔﺎء واﻟﻼﻣﺒﺎﻻة واﻟﺠﺤﻮد واﻹهﺎﻧﺎت وﺣﺘّﻰ اﻟﺘﺪﻧﻴﺲ ،أراك وﻋﻴﻨﺎك ﻣﻐﺮورﻗﺘﺎن ﺑﺎﻟﺪﻣﻮع، ﻣﻨﻜﺴﺮ اﻟﻔﺆاد ،ﻣﺘﻌﺒًﺎ ،ﻣﻀﻄﻬﺪًا ،وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﺘﺤﺮّق ﺣﺒًّﺎ وﺗﺘﺸﻮّق ﻟﻠﻬﻨﺎء واﻟﺮاﺣﺔ .أآﻔﻜﻒ دﻣﻮﻋﻚ ،وأﻋﻴﺪ ﻟﻚ ﺣﺒّﻲ وأﻣﻨﺤﻚ ﻗﻠﺒﻲ ﻣﻬﺪًا ﻟﺮاﺣﺘﻚ .وﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻗﻠﺒﻚ ،أدﻓﻊ ﻋﻨﻚ آﻞّ اﻹهﺎﻧﺎت .ﺳﺄﺿﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻜﺎﻧﻚ ،ﻓﻲ ﻣﻌﺒﺪك ،ﺣﺘّﻰ ﻻ ﻳﺰﻋﺠﻚ أﺣﺪ ،ﺣﺘّﻰ أﺗﺄﻟّﻢ وأﺣﺐّ وأﺑﺬل ذاﺗﻲ ﺿﺤﻴّﺔ ،ﺑﺪﻻً ﻋﻨﻚ. أﻳّﻬﺎ اﻟﺤﺐّ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺨﻤﺪ ،ﻳﺒﺪو أﻧّﻚ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻲّ ﻗﺎﺋﻼً" :ﺗﻌﺎل إﻟ ّ ﻲ ﻳﺎ ﺑﻨﻲّ هﻠّﻢ ﻟﺮﻓﻘﺘﻲ؛ وﻻ ﺗﺪﻋﻨﻲ وﺣﻴﺪًا أﺑﺪًا .أﺣﺘﺎج إﻟﻴﻚ ﺑﺠﺎﻧﺒﻲ .ﻋﻈﻴﻤﺔ هﻲ أﺣﺰاﻧﻲ ،وأﺗﻠﻘّﺎهﺎ ﻣﻦ آﻞّ إﻧﺴﺎن ،ﺣﺘّﻰ ﻣﻦ أﺑﻨﺎﺋﻲ". أﻳّﻬﺎ اﻟﺤﺐّ ﺟﻮهﺮ آﻞّ آﻴﺎﻧﻲ ،ﻓﻴﻤﺎ أﻣﻜﺚ هﻨﺎ ﻣﻌﻚ ،أرﻳﺪ أن أﻗﻮل آﻠﻤﺔ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ آﻞّ إﻧﺴﺎن ،ﻻ ﺳﻴّﻤﺎ ﻋﻦ أﺑﻨﺎﺋﻚ .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﻤﺴّﻮن ﺑﻴﺖ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ،إﺟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺸﻌﺮون ﺑﻠﻬﻴﺐ ﻧﺎرك، واﺣﺮق ﻓﻴﻬﻢ آﻞّ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻚ ،وﺣﻮّﻟﻬﻢ إﻟﻴﻚ .إﺟﻌﻠﻬﻢ ﻳﻔﻬﻤﻮن ﻋﻈﻤﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ اﺋﺘﻤﻨﺘﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ .وﻣﻦ ﺛﻢّ ،أدﻓﺊ ﻗﻠﺒﻚ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻋﻦ ﻟﺴﺎن آﻞّ اﻟﺨﻄﺄة ،أﺧﻮﺗﻲ :ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،إﻣﻨﺢ اﻟﺤﺐّ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ وﺑﺎرك آﻞّ إﻧﺴﺎن. ﻓﻠﺘﺒﺎرآﻨﺎ اﻟﻌﺬراء ﻣﺮﻳﻢ أﻣّﻨﺎ ﺑﻤﺤﺒّﺔ اﺑﻨﻬﺎ اﻹﻟﻬﻲّ
57
ﺻﻠﻮات ﻟﻠﻤﺒﺎرآﺔ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻟﻤﻠﻜﺔ اﻟﺴﻤﺎء هﺎ أﻧﺬا ،ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﺤﻨﻮن ،ﺳﺎﺟﺪ أﻣﺎم ﻋﺮﺷﻚ .أﻧﺎ اﺑﻨﻚ ،اﺑﻨﻚ اﻷﺻﻐﺮ .أرﻳﺪ أن أﻣﻨﺤﻚ آﻞّ ﺣﺒّﻲ اﻟﺒﻨﻮيّ؛ وﺑﻮﺻﻔﻲ إﺑﻨًﺎ ﻟﻚ ،أرﻳﺪ أن أﺣﺒُﻚ ﻟﻚ إآﻠﻴﻼً أﺣﻮآﻪ ﻣﻦ آﻞّ اﻟﺘﻀﺤﻴﺎت واﻟﺘﻀﺮّﻋﺎت واﻟﻮﻋﻮد اﻟﺘﻲ ﻗﻄﻌﺘﻬﺎ ﻣﺮّات ﺑﺄﻻّ أﺳﺘﺠﻴﺐ أﺑﺪًا ﻹرادﺗﻲ وأن أﺿﻌﻬﺎ ﻟﺪﻳﻚ ﺑﺮهﺎﻧًﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺒّﻲ وﺷﻜﺮي ،ﻳﺎ أﻣّﻲ. وﻟﻜﻦ هﺬا ﻻ ﻳﻜﻔﻲ .أرﻳﺪ أن أﺳﺘﻮدﻋﻚ إرادﺗﻲ ﻓﺎﻗﺒﻠﻴﻬﺎ هﺪﻳّﺔ ﻣﻨّﻲ ،وﺣﻮّﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﻠﻲ ﺑﻠﻤﺴﺔ أﺻﺎﺑﻌﻚ ،إﻟﻰ ﺷﻤﺲ ،ﻋﻠﻰ ﻋﺪد اﻟﻤﺮّات اﻟﺘﻲ ﺣﺎوﻟﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻻﻣﺘﺜﺎل ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ آﻞّ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ أﻋﻤﺎﻟﻲ اﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﺔ. ﻧﻌﻢ ﻳﺎ أﻣّﻲ وﻣﻠﻜﺘﻲ ،إنّ اﺑﻨﻚ ﻳﻜﻦّ ﻟﻚ آﻞّ إﺟﻼل وﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﻨﻴﺮ ﻳﺎ أآﺜﺮ اﻟﺸﻤﻮس ﺗﻮهّﺠًﺎ وﺗﺄّﻟﻘًﺎ .أﻧﺖ ﺗﺸﻌّﻴﻦ أﻧﻮارًا ،ﻣﻦ أﻧﻮار اﺑﻨﻚ .أرﻳﺪ أن أﻣﻨﺤﻚ ﻣﻤّﺎ ﻟﺪيّ ﻣﻌﺒّﺮًا ﻋﻦ ﺣﺒّﻲ ﻟﻌﻠّﻲ أﺳﺘﺤﻮذ ﻋﻠﻰ ﺣﺒّﻚ. ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ،إﺑﺘﺴﻤﻲ ﻟﻲ واﻗﺒﻠﻲ هﺪﻳّﺘﻲ ﻟﻚ .أﺷﻜﺮك ﻣﻦ آﻞّ ﻗﻠﺒﻲ وأﺳﺮّ إﻟﻴﻚ ﺑﺄﻣﻮر آﺜﻴﺮة .أرﻳﺪ أن أﺣﺼﺮ ﺁﻻﻣﻲ وﻣﺨﺎوﻓﻲ وﻣﻜﺎﻣﻦ ﺿﻌﻔﻲ وآﻞّ آﻴﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﻟﺠﺄت إﻟﻴﻪ :ﻗﻠﺒﻚ اﻷﻣﻮﻣﻲ .أرﻳﺪ أن أآﺮّس إرادﺗﻲ ﻟﻚ ﻳﺎ أﻣّﻲ ،ﻓﺎﻗﺒﻠﻴﻬﺎ واﺟﻌﻠﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺼﺮًا ﻟﻠﻨﻌﻤﺔ وﺣﻘﻼً ﺗﺘﻮﺳّﻊ ﻓﻴﻪ ﻣﻤﻠﻜﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ .إنّ إرادﺗﻲ اﻟﻤﻜﺮّﺳﺔ ﻟﻚ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻻ ﻧﺘﻔﺎرق وﺗﺒﻘﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﺗّﺼﺎل وﺗﻮاﺻﻞ .وإذ آﺮّﺳﺖ إرادﺗﻲ ﻟﻚ ،ﻓﺈﻧّﻚ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺗﻤﻨﺤﻴﻨﻲ
58
إرادﺗﻚ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻻ ﺗﻘﻔﻞ أﺑﻮاب اﻟﺴﻤﺎء ﺑﻮﺟﻬﻲ .ﻓﻘﺪ ﺗﺄﺗﻴﻦ إﻟﻰ اﺑﻨﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض أو ﻗﺪ أذهﺐ ﻷﺣﻴﺎ ﺑﻘﺮﺑﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء .وهﻜﺬا ﺗﻜﺘﻤﻞ ﺳﻌﺎدﺗﻨﺎ! هﻼّ أﺻﻐﻴﺖ إﻟﻲّ ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﻌﺰﻳﺰة .هﺎ أﻧﺎ أدﻋﻮ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس وآﻞّ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ واﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ﻓﺘﺰداد إرادﺗﻲ ﺑﺤﻀﻮرهﻢ ﻣﻬﺎﺑﺔ ووﻗﺎرًا ،وأﺻﺮّح ﺑﻨﺬر أﻟﺘﺰم ﺑﻪ ،أﻧّﻨﻲ أآﺮّس إرادﺗﻲ إﻟﻰ أﻣّﻲ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ. واﻵن ﻳﺎ ﻣﻠﻜﺘﻲ ،أﺳﺄﻟﻚ ،ﺗﻌﺒﻴﺮًا ﻋﻦ هﺬا اﻟﺘﻜﺮّس ،أن ﺗﻤﻨﺤﻲ آﻞّ إﻧﺴﺎن وأن ﺗﻤﻨﺤﻴﻨﻲ أﻳﻀًﺎ ﺑﺮآﺘﻚ اﻟﻘﺪّوﺳﺔ .وﻟﺘﺤﻞّ آﺎﻟﻨﺪى اﻟﺴﻤﺎويّ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻄﺄة ﻓﻴﻬﺘﺪون؛ وﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺰوﻧﻴﻦ ﻓﻴﺘﻮاﺳﻮن؛ وﻋﻠﻰ اﻟﻜﻬﻨﺔ واﻟﺮهﺒﺎن ﻓﺘﻐﺬّﻳﻬﻢ ﺑﺈرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ؛ وﻋﻠﻰ آﻞّ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﺘﺘﺤﻮّل ﺳﺒﻠﻪ إﻟﻰ اﻟﺨﻴﺮ؛ وﻋﻠﻰ آﻞّ اﻟﻨﻔﻮس ﻓﻲ اﻟﻤﻄﻬﺮ ﻓﺘﻨﻄﻔﺊ ﻓﻴﻬﻢ اﻟﻨﺎر اﻟﺤﺎرﻗﺔ .وﻟﺘﻜﻦ ﺑﺮآﺘﻚ اﻟﻀﻤﺎن ﻟﻠﺨﻼص اﻷﺑﺪيّ ﻟﻜّﻞ اﻟﻨﻔﻮس .ﺁﻣﻴﻦ.
59
إﻟﻰ ﻣﻠﻜﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ،ﻳﺎ ﺟﻤﻴﻠﺘﻲ، ﻻ ﺗﺴﻤﺤﻲ أﺑﺪًا ﺑﺄن ﻧﻬﻴﻦ اﺑﻨﻚ ﻳﺴﻮع وﻻ ﺗﺠﻌﻠﻴﻨﺎ ﻧﻔﺘﺮق ﻋﻦ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ! ﻳﺎ ﻣﻠﻜﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ، ﺧﺬﻳﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﻀﻨﻚ وﻋﻠّﻤﻴﻨﺎ أن ﻧﻌﻴﺶ وﻓﻖ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻟﻴﺲ إﻻّ. ﻳﺎ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﻤﻠﻜﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﺎ ﺑﻨﻌﻤﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ، ﻧﺴﺄﻟﻚ أن ﺗﺴﻜﺒﻲ ﺑﺮآﺘﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺴﻨﺎ وﻋﻠﻰ آﻞّ إﻧﺴﺎن. وﻟﺘﺤﻞّ إرادﺗﻚ آﺎﻟﻨﺪى اﻟﺴﻤﺎويّ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻄﺄة ﻓﺘﻬﺪﻳﻬﻢ؛ وﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺰوﻧﻴﻦ ﻓﺘﻮاﺳﻴﻬﻢ؛ وﻋﻠﻰ اﻟﻜﻬﻨﺔ ﻓﺘﻐﺬّﻳﻬﻢ ﺑﻘﻮّة اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ؛ وﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮﻩ ﻓﺘﺤﻮّل أﻋﻤﺎﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﺨﻴﺮ؛ وﻋﻠﻰ اﻷﻧﻔﺲ اﻟﻤﻄﻬﺮﻳّﺔ ﻓﺘﻄﻔﺊ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻨﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮﻗﻬﺎ. وﻟﺘﻜﻦ ﺑﺮآﺘﻚ ﺿﻤﺎﻧﺔ ﻟﻠﺨﻼص اﻷﺑﺪيّ ﻟﻜﻞّ اﻟﻨﻔﻮس .ﺁﻣﻴﻦ.
60
ﺻﻼة ﻟﻤﻠﻜﺘﻨﺎ وأﻣّﻨﺎ ﻤﻤًﺎ اﻹرادة ﻳﺎ ﻣﻠﻜﺘﻲ وأﻣّﻲ ،إﺟﻌﻠﻴﻨﻲ أﻋﻴﺶ وأﻣﻮت ﻣﺘ ّ اﻹﻟﻬﻴّﺔ! إﻧّﻨﻲ أﺗﺨﻠّﻰ ﻋﻦ ذاﺗﻲ وأآﺮّس ﻧﻔﺴﻲ ﻟﻚ ﻣﺮّة أﺧﺮى. أﻏﻤﺮﻳﻨﻲ ﻓﻲ ﺑﺤﺎر ﺣﺒّﻚ ،وﺣﺰﻧﻚ وﻓﻀﺎﺋﻠﻚ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺤﻘﻘﺘﻬﺎ ﻷﺟﻠﻨﺎ .ﺟﺪّدﻳﻨﻲ ،واﺣﻤﻠﻴﻨﻲ وﻏﺬّﻳﻨﻲ .إﺟﻌﻠﻲ ﻣﻨّﻲ ﻳﺴﻮﻋًﺎ ﺁﺧﺮ. وﺑﺎﺗّﺤﺎدي اﻟﺪاﺋﻢ ﻣﻌﻚ ،أﺿﻢّ آﻞّ اﻟﺨﻼﺋﻖ – اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ،اﻟﺤﺎﺿﺮة واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﺔ – ﻓﻲ ﻟﻮﻟﺐ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻓﺎﻏﻤﺮﻳﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﺤﺎرك ﺑﺎﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎت دم ﻳﺴﻮع اﻟﻐﺎﻟﻲ ،وﺣﻮّﻟﻴﻬﻢ إﻟﻰ أﻓﻌﺎل ﺣﺐّ ﻓﻴﺼﺒﺤﻮا ﺟﻴﻞ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﺣﺴﺐ ﻣﺸﻴﺌﺔ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻷﻗﺪس. وﻓﻲ رﺑﺎط اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ أﺗّﺤﺪ ﺑﻚ وﺑﻴﺴﻮع ،أﺟﻤﻊ آﻞّ هﺬﻩ اﻷﻋﻤﺎل ﻓﻲ ﻋﻤﻞ إﻟﻬﻲّ وﺣﻴﺪ ﻻ ﻳﻨﺤﻞّ .وﺑﻴﺪﻳﻚ اﻷﻣﻮﻣﻴّﺘﻴﻦ ،إﺣﺒﻜﻲ رداء ﻳﺴﻮع ،وﺿﻤّﻲ ﻓﻴﻪ آﻞّ اﻟﻨﻔﻮس ،ﺑﻼ اﺳﺘﺜﻨﺎء .أﻧﺖ ﺑﻨﻔﺴﻚ ،أﻗﻔﻠﻲ أﺑﻮاب اﻟﺠﺤﻴﻢ. ﻓﻠﺘﻬﺪأ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ! وﻟﺘﻨﺘﺼﺮ اﻟﺮﺣﻤﺔ! ﺗﻌﺎﻟﻲ! وﻟﻴﺘﺤﻘّﻖ اﻟﻨﺼﺮ ﺳﺮﻳﻌًﺎ ،ﺑﺤﻠﻮل ﻣﻠﻜﻮت اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ واﻟﺤﺐّ اﻹﻟﻬﻲّ! وﻟﻴﻨﻖﱢَ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس آﻞّ ﻗﻠﺐ وﻳﻠﻬﺒﻪ وﻳﻘﺪّﺳﻪ! ﻳﺎ ﻳﺴﻮع! ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء ،أﺿﻔﻲ ﻋﻠﻰ آﻞّ ﻋﻤﻞ ﻧﻘﻮم ﺑﻪ ﻗﻴﻤﺔ ،واﺟﻌﻠﻴﻪ ﻣﻠﻜﻚ! ﻳﺎ أﻣّﻲ وﻣﻠﻜﺘﻲ ،أﻏﻤﺮﻳﻨﻲ واﻏﻤﺮي اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮﻩ ،ﻓﻲ ﻇﻞّ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ! ﺁﻣﻴﻦ.
61
إﻟﻰ ﻣﻠﻜﺔ اﻟﺴﻤﺎء إﺟﻌﻠﻴﻨﺎ ﻧﺤﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮت اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﻠﻜﺔ اﻟﻨﻘﻴّﺔ ،ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ، ﺁﺗﻲ إﻟﻴﻚ ﻓﺎﺣﺘﻀﻨﻴﻨﻲ وأرﺗﻤﻲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ آﻄﻔﻠﻚ اﻟﺤﺒﻴﺐ ﻬﻔًﺎ ﺿﺎرﻋًﺎ إﻟﻴﻚ ﻣﺘﻠ ّ آﻲ ﺗﻔﻴﻀﻲ ﻋﻠﻲّ ﺑﺄﻏﻠﻰ ﻧﻌﻤﺔ: ﺑﺄن ﺗﻘﺒﻠﻴﻨﻲ ﻷﺣﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮت اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﻘﺪّوﺳﺔ، أﻧﺖ اﻟﻤﻠﻜﺔ ﺳﻴّﺪة اﻟﻤﻠﻜﻮت إﻗﺒﻠﻴﻨﻲ اﺑﻨًﺎ ﻟﻚ ﻷﺣﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﻤﻠﻜﺘﻚ ﻓﻼ ﺗﻌﻮد ﻣﻬﺠﻮرة إﻧّﻤﺎ ﺁهﻠﺔ ﺑﺄﺑﻨﺎﺋﻚ. ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻟﺴﻴﺎدة أﺳﺘﻮدﻋﻚ ذاﺗﻲ ﻓﺴﺪدّي ﺧﻄﻮاﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮت اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﻳﺪك ﺗﺸﺒﻚ ﻳﺪي وﺗﻘﻮد آﻞّ آﻴﺎﻧﻲ ﻓﺄﺣﻴﺎ ﺣﻴﺎة ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻓﻲ ﻇﻞّ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ. ﺳﺘﻜﻮﻧﻴﻦ ﻟﻲ أﻣًّﺎ،
62
وﻷﻣّﻲ أﺳﺘﻮدع إرادﺗﻲ ﻓﺘﻌﻄﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ، ﻋﻨﺪهﺎ ﻳﺘﺄآّﺪ ﻟﻲ أﻧّﻨﻲ ﻟﻦ أﺑﻘﻰ ﺧﺎرج ﻣﻠﻜﻮت اﷲ. ﻟﺬا أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﻨﻴﺮي ﻋﻘﻠﻲ وأن ﺗﺠﻌﻠﻴﻨﻨﻲ أﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ "إرادة اﷲ".
"ﺗﺤﻴّﺔ إﻟﻴﻚ ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ"
ﻧﺪاء ﻳﺎ أﻣّﻲ ،أﻧﺎ أﺣﺒّﻚ! وأﻧﺖ ﺗﺤﺒّﻴﻨﻨﻲ، ﻓﺎﺳﻜﺒﻲ ﻋﻠﻰ روﺣﻲ رﺷﻔﺔ ﻣﻦ إرادة اﷲ. إﻣﻨﺤﻴﻨﻲ ﺑﺮآﺘﻚ، ﻓﺄﻧﺠﺰ آﻞّ أﻋﻤﺎﻟﻲ ﺗﺤﺖ ﻇﻞّ ﻧﻈﺮﺗﻚ اﻷﻣﻮﻣﻴّﺔ.
63
ﺻﻼة اﻟﺼﺒﺎح إﻟﻰ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء اﻟﻤﺒﺎرآﺔ ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ ،هﺎ ﻗﺪ ﺑﺰغ ﻓﺠﺮ ﻳﻮم ﺟﺪﻳﺪ ،وهﺎ ﻗﺪ اﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻚ ﻷﺣﻴّﻴﻚ أوّل ﺗﺤﻴّﺔ .وأﻧﺎ أﺳﻤﻮ ﺑﺎﻹرادة اﻷﺑﺪﻳّﺔ اﻟﻤﻨﺴﻜﺒﺔ ﻋﻠﻰ آﻞّ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ،ﻣﻦ أوّل إﻧﺴﺎن إﻟﻰ ﺁﺧﺮ إﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ اﻷرض ،أﺳﺒّﺤﻚ ﺑﺎﺳﻢ آﻞّ أﺑﻨﺎﺋﻚ. ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ ،ﺿﻤّﻴﻨﻲ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻴﻚ ،واﻗﺮﻧﻲ أﻋﻤﺎﻟﻲ ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻚ وأﻋﻤﺎل اﺑﻨﻚ ،ﻳﺴﻮع .إﺟﻌﻠﻴﻬﺎ ﺗﺤﻠّﻖ ﻓﻲ اﻹرادة اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ واﺟﻌﻠﻲ إرادﺗﻲ ﺗﺼﻞ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﺗﺼﻞ إرادﺗﻚ .ﻻ ﺗﺘﺮآﻴﻨﻲ وراءك ،وﻟﻜﻦ إﺟﻌﻠﻴﻨﻲ أﻗﺘﺪي دوﻣًﺎ ﺑﺄﻓﻌﺎل ﻳﺴﻮع وأﻓﻌﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﻇﻞّ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ – وهﺪﻓﻲ واﺣﺪ ﻟﻴﺲ إﻻّ ،أن أﺣﺒّﻜﻤﺎ آﻤﺎ ﻳﺤﺐّ أﺣﺪآﻤﺎ اﻵﺧﺮ. ﻳﺎ أﻣّﻲ ،ﻳﺎ ﻣﻠﻜﺘﻲ ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻟﺠﻼﻟﺔ ،هﺎ أﻧﺎ أﻏﻤﺮك ،إﺳﻤﺤﻲ ﻟﻲ أن ﺁﺧﺬ ﻣﻌﻄﻔﻚ وأﻓﺮﺷﻪ ﻋﻠﻰ آﻞّ اﻟﺨﻼﺋﻖ ،ﻓﻴﺤﻤﻴﻬﻢ ﺗﺤﺖ ﺳﻼً ﻇﻼﻟﻪ وﻳﻀﻤﻦ ﺧﻼص ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ .وأﻗﺒّﻞ ﻳﺪك اﻟﻴﻤﻨﻰ ﻣﺘﻮ ّ ﺑﺮآﺘﻚ اﻷﻣﻮﻣﻴّﺔ ﻟﻜﻞّ إﻧﺴﺎن. أﻧﺎ ﺟﺎث ﻋﻨﺪ أﻗﺪام ﻋﺮش اﻟﺮب ،وأرﻓﻊ ﻟﻚ ،وﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ، ﻟﻜﻞّ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ واﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ،أوّل ﺗﺤﻴّﺔ ﻓﻲ ﻇﻞّ إرادة ﻳﺴﻮع اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،وﺑﺎﺳﻢ آﻞّ اﻷﺟﻴﺎل .وﻓﻲ ﺗﺤﻴّﺘﻲ ،أرﻓﻊ ﻟﻚ آﻞّ اﻟﻤﺠﺪ واﻟﻔﺮح اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻲ اﻟﺬي ﺗﻮﻟّﺪﻩ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻓﺘﺤﻞّ ﻋﻠﻰ اﻷرض وﺗﺮﺗﻘﻲ ﺑﺈرادة اﻹﻧﺴﺎن إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﺗﺤﻘﻴﻘًﺎ ﻟﻠﻮﺣﺪة. إﻧﺰﻟﻲ إﻟﻰ اﻷرض واﻣﻨﺤﻲ اﻟﺘﺤﻴّﺔ ﻟﻜﻞّ ﺧﻠﻴﻘﺔ ﺑﺈرادة ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،واﻣﻨﺤﻴﻬﻢ ﻗﺒﻠﺘﻪ اﻷزﻟﻴّﺔ ،واﺳﺘﻤﻄﺮي ﻋﻠﻰ آﻞّ إﻧﺴﺎن ﺑﺮآﺔ ﻳﺴﻮع ﺧﺘﻤًﺎ ﻟﻺرادة اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ.
64
ﺻﻼة إﻟﻰ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء اﻟﻤﺒﺎرآﺔ ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﺤﻨﻮن ،ﻟﻘﺪ اﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻟﺘﻮّي وهﺎ أﻧﺎ أرآﺾ ﻷرﺗﻤﻲ ﺑﻴﻦ أﺣﻀﺎﻧﻚ .ﻳﺎ أﻣّﻲ ،أﻧﺎ أﻋﺮف ﺗﻤﺎﻣًﺎ أﻧّﻚ ﺗﺴﻬﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻃﻔﻠﻚ اﻟﻮدﻳﻊ اﻟﻔﺎﺗﻦ اﻟﺠﺎﺛﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻬﺪ .وﻣﻦ أﺟﻠﻪ ﺗﺤﺪﻳﺪًا أودّ اﻟﻤﺠﻲء إﻟﻴﻚ .ﻓﺎﺣﻔﻈﻴﻨﺎ ﻣﻌًﺎ .أﻟﺴﺖ أﻣّﻲ أﻳﻀًﺎ؟ أﻋﻄﻨﻲ ﻳﺪك. هﺎ أﻧﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ ،ﻓﺎﺳﻤﺤﻲ ﻟﻲ ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ أن أﻗﺒّﻞ ﻳﺴﻮع ،وأن أﻗﺒّﻠﻚ أﻧﺖ أﻳﻀًﺎ. هﻼّ أﺻﻐﻴﺖ إﻟﻲّ .ﻟﻦ أﺗﺮك ﻣﻬﺪك ﻣﻄﻠﻘًﺎ اﻟﻴﻮم .ﺳﺘﻜﻮﻧﻴﻦ ﻟﻲ أﻣًّﺎ ،ﻓﺎرﺷﺪي آﻞّ أﻓﻜﺎري إﻟﻰ ﻳﺴﻮع .وﺑﻌﻴﻨﻴﻚ اﻟﻤﺤﺪّﻗﺘﻴﻦ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع ،وﺟّﻬﻲ أﻧﻈﺎري أﻳﻀًﺎ إﻟﻴﻪ .وﻟﺘﺸﺘﺮك ﺷﻔﺎهﻨﺎ ﻣﺮﻧّﻤﺔ ﻣﺼﻠّﻴﺔ داﻋﻴﺔ ﻟﻠﺤﺐّ .ﻓﺈنّ ﻳﺴﻮع ﻳﻔﺮح ﻟﺴﻤﺎع رﺟﻊ ﺻﻮت أﻣّﻪ ﻓﻲّ. ﻳﺎ أﻣّﻲ ﺳﺎﻣﺤﻴﻨﻲ إن آﻨﺖ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺠﺮأة واﻟﺘﻄﻠّﺐ .دﻋﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻳﻨﺒﺾ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ ووﺟّﻬﻲ ﻋﻮاﻃﻔﻲ وأﺷﻮاﻗﻲ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع. واﺟﻌﻠﻲ إرادﺗﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺈرادﺗﻚ ﻓﺘﺸﻜّﻼن ﻣﻌًﺎ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺣﺐّ ووﻓﺎء ﻓﻨﺜﻠﺞ ﺻﺪرﻩ اﻟﻤﻘﺪّس وﻧﻌﻮّض ﻋﻠﻴﻪ اﻹهﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻪ واﻵﻻم اﻟﺘﻲ ﻗﺎﺳﺎهﺎ .أﻣّﻲ اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ ،ﺳﺎﻋﺪﻳﻨﻲ وﺳﺪّدي ﺧﻄﻮاﺗﻲ ﻓﻲ آﻞّ ﻋﻤﻞ .وﺟّﻬﻲ ﻳﺪيّ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع ،وﻻ ﺗﺴﻤﺤﻲ ﺑﺄن أﻗﻮم ﺑﺄﻋﻤﺎل ﻣﺸﻴﻨﺔ ﺗﺴﻲء إﻟﻰ ﻳﺴﻮع وﺗﻬﻴﻨﻪ. إﺻﻐﻲ إﻟﻲّ ﻳﺎ أﻣّﻲ ،أرﺗﻤﻲ ﻓﻲ أﺣﻀﺎﻧﻚ ،وأﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﺠﻌﻠﻴﻨﻲ ﺷﺒﻴﻬًﺎ ﺑﻴﺴﻮع .وﻟﻜﻦّ ﻳﺴﻮع ﻳﺘﺄﻟّﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أﻧّﻨﻲ ﻻ أﺷﻜﻮ ﻣﺼﺎﺑًﺎ .آﻢ أودّ أن أﺗﺄﻟّﻢ ﻣﻌﻪ! ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ،آﻠّﻤﻴﻪ ﺑﻨﻔﺴﻚ .ﻗﻮﻟﻲ ﻟﻴﺴﻮع أن ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻲ ﺑﺄن أﺗﺄﻟّﻢ ﻣﻌﻪ ،وأﺑﻜﻲ ﻣﻌﻪ وأﻗﻮم ﺑﻜﻞّ ﺷﻲء ﻣﻌﻪ .أﻧﺎ أﺗﺄﻣّﻞ ﻣﻨﻚ آﻞّ ﺷﻲء .ﺑﻴﺪﻳﻚ ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ اﻟﻄﻌﺎم ،واﻟﻌﻤﻞ ،واﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎت واﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت اﻟﻮاﺟﺒﺔ .وﻓﻲ أﺣﻀﺎﻧﻚ ،إﺟﻌﻠﻴﻨﻲ أﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ اﺗّﺤﺎد ﺑﻴﺴﻮع .ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ، ﺑﺎرآﻴﻨﻲ ،وﻟﺘﻐﻤﺮﻧﻲ ﺑﺮآﺘﻚ وﻋﻨﺎﻳﺘﻚ ﻓﻲ آﻞّ ﺧﻄﻮة ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ.
65
اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﻤﻨﺎوﻟﺔ ﻣﻊ أﻣّﻨﺎ اﻟﻤﺒﺎرآﺔ ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ ،اﻟﻮﻗﺖ ﻳﻤﺮّ ،وﻣﺎ هﻲ إﻻّ دﻗﺎﺋﻖ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺣﺘّﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﻳﺴﻮع ﻟﻴﻤﻜﺚ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ اﻟﻮﺿﻴﻊ. ﻳﺎ أﻣّﻲ ،ﻳﺎ أﺣﻦّ أمّ ،ﺧﺬي اﺑﻨﻚ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻓﻲ أﺣﻀﺎﻧﻚ ،وهﺰّي ﻟﻪ ﺑﺮﻗّﺔ ،واﺣﻤﻠﻴﻪ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع .ﻣﺮّري ﻳﺪﻳﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺘﻴﻦ ﻋﻠﻰ آﻞّ آﻴﺎﻧﻲ .واﺟﻌﻠﻲ أﻓﻜﺎري ﺗﻐﻔﻮ ،وآﺬﻟﻚ ﻋﻮاﻃﻔﻲ وأﺷﻮاﻗﻲ وآﻞّ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ وإرادة اﻟﺮب .إﻟﻤﺴﻲ ﺟﺒﻴﻨﻲ ﺑﺄﻧﺎﻣﻠﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ واﺟﻌﻠﻴﻨﻲ أﻓﻬﻢ ﻣﻦ هﻮ ﻳﺴﻮع وأﻗﺪّر هﺒﺘﻪ اﻟﻘﻴّﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻨﺤﻨﻲ إﻳّﺎهﺎ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺬل ﻧﻔﺴﻪ آﻠّﻴًّﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻲ ،ﻓﺄﺗﻌﺮّﻓﻪ وﻳﺰداد ﺣﺒّﻲ ﻟﻪ. ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﻜﻠﻴّﺔ اﻟﻘﺪاﺳﺔ ،إﻟﻤﺴﻲ ﻋﻴﻨﻲّ وﻃﻬّﺮﻳﻬﻤﺎ واﺟﻌﻠﻴﻬﻤﺎ أهﻼً ﻷن ﺗﻨﻈﺮا إﻟﻰ ﻳﺴﻮع .إﻟﻤﺴﻲ أذﻧﻲّ ﻓﺘﻄﻬﺮا وادﻣﻐﻴﻬﻤﺎ ﺑﺄﻧﺎﻣﻠﻚ ،ﻓﺘﺼﻐﻴﺎ إﻟﻰ ﺻﻮت ﻳﺴﻮع ،ﺻﻮﺗﻪ وﺣﺪﻩ .إﻟﻤﺴﻲ ﻓﻤﻲ، وﻃﻬّﺮي ﺷﻔﺘﻲّ وﻟﺴﺎﻧﻲ؛ ﺗﺸﻔّﻌﻲ ﺑﻲ ،ﻓﻴﺼﻞ ﺻﻮﺗﻚ إﻟﻰ ﻣﺴﺎﻣﻌﻪ وﻳﻤﻠﻲ ﻋﻠﻲّ إرادﺗﻪ. ﻳﺎ أﻣّﻲ ،إﻟﻤﺴﻲ ﻳﺪيّ ،وﻃﻬّﺮﻳﻬﻤﺎ ،واﺿﺒﻄﻴﻬﻤﺎ ﻷﺿﻢّ ﻳﺴﻮع وأﻏﻤﺮﻩ .إﻟﻤﺴﻲ رﺟﻠﻲّ ﻓﺘﻄﻬﺮا وﻻ ﺗﺴﻴﺮان ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم إﻧّﻤﺎ ﺗﺤﻠّﻘﺎن ﻋﺎﻟﻴًﺎ ﻧﺤﻮ ﻳﺴﻮع. ﻳﺎ أﻣّﻲ ،ﻓﻴﻤﺎ أﻧﺖ ﺗﻐﻤﺮﻳﻨﻨﻲ ﻓﻲ أﺣﻀﺎﻧﻚ ،أﻧﻈﺮي إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ اﻟﻮﺿﻴﻊ .ﺧﺬﻳﻪ ﻓﻲ ﻳﺪﻳﻚ ،واﻧﻔﻀﻲ ﻋﻨﻪ اﻟﻐﺒﺎر اﻟﺬي ﻳﻠﻮّﺛﻪ ،وﻧﻘّﻲ ﻋﻮاﻃﻔﻪ .إﺟﻌﻠﻲ أﺷﻮاﻗﻲ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺠﺴﺎرة ﻓﺘﺘﺠﺮّأ وﺗﻠﺞ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﻮﻋﻲ.
66
ﻳﺎ أﻣّﻲ ،أﺳﻜﺒﻲ آﻞّ ﺣﺒّﻚ ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺒﺎرد ،واﻣﻠﺌﻴﻪ ﺑﻔﻀﺎﺋﻠﻚ ،وﺑﺎرآﻴﻪ ﻷﺟﻠﻲ ﺑﻴﺪﻳﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺘﻴﻦ ﺣﺘّﻰ إذا ﻣﺎ ﺟﺎء ﻳﺴﻮع ﻳﺠﺪﻩ ﻏﻨﻴًّﺎ ﺑﻚ ،ﻓﻼ ﻳﺮﻓﻀﻪ وﻻ ﻳﺮذﻟﻪ. ﻳﺎ أﻣّﻲ ،أرﻣﻘﻴﻨﻲ ﺑﻨﻈﺮة أﻣﻮﻣﻴّﺔ ﺗﻠﻒّ آﻞّ آﻴﺎﻧﻲ؛ وﺑﻌﺪ أن ﺗﻨﻘّﻴﻨﻲ ،ﺗﻠﻄّﻔﻲ وﻗﺪّﻣﻴﻨﻲ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع .أﻧﻈﺮي إﻟﻲّ ،ﻳﺎ أﻣّﻲ .أوّد ﻣﻨﻚ أن ﺗﺤﺮّرﻳﻨﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ أﻧﺎﻧﻴّﺘﻲ .أﻻ ﺗﺮﻳﻦ أﻧّﻨﻲ ﻣﺎ زﻟﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻴﻚ ﻷﻗﻀﻲ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻷﻧﺎﻧﻴّﺔ؟ وﺣﺪك اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ .إﺳﺄﻟﻲ ﻳﺴﻮع ﻣﻦ أﺟﻠﻲ ،ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺮﻓﺾ ﻟﻚ ﻃﻠﺒًﺎ. ﻳﺎ أﻣّﻲ ،إﻃﺒﻌﻲ ﻓﻲّ ﻓﻜﺮﻩ ﻓﺄﻓﻬﻢ ﻣﻨﻄﻘﻪ؛ وﻋﻴﻮﻧﻪ ﻓﺄﻧﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ؛ وأذﻧﻴﻪ ﻓﺄﺻﻐﻲ إﻟﻴﻪ ﺑﺄذﻧﻴﻪ؛ وﻓﻤﻪ ﻓﺄﺗﻠﻘّﺎﻩ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ؛ وﻳﺪﻳﻪ ﻓﻼ ﻳﻔﺘﺮق ﻋﻨّﻲ؛ ورﺟﻠﻴﻪ ﻓﺄﺟﺪﻩ ﻓﻲّ وأﻧﺎ ﻓﻴﻪ أﻳﻨﻤﺎ ذهﺒﺖ؛ وﻗﻠﺒﻪ ﻓﻴﺠﺪ ﻟﺪى ﻣﺠﻴﺌﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲّ وﻟﻴﺲ ﻧﻔﺴﻲ .وﺑﺬﻟﻚ أﺧﺘﻔﻲ ﻓﻴﻪ ،ﻓﻼ ﻳﺠﺪ ﺣﺒّﻲ ﺑﻞ ﺣﺒّﻪ. ﻳﺎ أﻣّﻲ ،إﺟﻌﻠﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺿﻴﻔًﺎ وﺿﻴﻌًﺎ ،ﻣﻜﺮّﺳًﺎ وﻣﺤ ّﻮﻻً ،ﻓﺄﺻﺒﺢ هﻴﻜﻼً وﻣﺬﺑﺤًﺎ وﺣﻴﺎة داﺋﻤﺔ ﺑﺎﻟﺤﺐّ واﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻣﻊ ﻳﺴﻮع ﺑﺬاﺗﻪ. ﻳﺎ أﻣّﻲ ،أﻧﺎ اﻵن ﻣﻄﻤﺌﻦّ .ﺧﺬﻳﻨﻲ ﺑﻴﺪﻳﻚ إﻟﻰ اﻟﻤﺬﺑﺢ .وهﻠﻤّﻲ ﻣﻌﻪ إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﻨﻨﺸﺪ ﺛﻼﺛﺘﻨﺎ ﻧﺸﻴﺪ اﻟﺸﻜﺮ. وﻳﺎ أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ واﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ،ﺗﺤﻠّﻘﻮا ﺣﻮﻟﻲ وهﻠﻤّﻮا ﻟﻤﺮاﻓﻘﺘﻲ ﻟﻤﻼﻗﺎة ﻳﺴﻮع.
67
اﻟﺸﻜﺮ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻨﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻣﻊ ﻣﻠﻜﺔ اﻟﺴﻤﺎء ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻧﺖ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ اﻟﻮﺿﻴﻊ ،ﻓﺄهﻼً ﺑﻚ ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ اﻟﻌﺬب! أﻧﻈﺮ ،أﻣّﻨﺎ ﻣﻌﻨﺎ ،وهﻲ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺳﻌﺎدﺗﻚ ،ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ ﺣﺒّﻬﺎ ﻷﺣﺒّﻚ ،وﻗﺒﻼﺗﻬﺎ ﻷﻗﺒّﻠﻚ ،وﻳﺪﻳﻬﺎ ﻷﻏﻤﺮك .وإﻧّﻲ أﺗّﺤﺪ ﺑﺄﻣّﻨﺎ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ ﻓﺄﺟﻌﻞ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺻﻮﺗﻲ ،وأﻗﻮل ﻟﻚ ﻣﻌﻬﺎ "ﻳﺎ ﻳﺴﻮع أﻧﺎ أﺣﺒّﻚ ﺑﺎﻟﺤﺐّ اﻟﺬي ﺗﺤﺒّﻚ إﻳّﺎﻩ وﺑﺤﺒّﻚ أﻧﺖ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ". ﻳﺎ ﺣﻴﺎﺗﻲ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،أرﻳﺪ أن أﻗﺒّﻠﻚ ﺑﻘﺒﻼت واﻟﺪﺗﻚ ،وﺑﻴﺪﻳﻬﺎ وﻳﺪ ّ ي أودّ أن أﺷﻜّﻞ ﺳﻼﺳﻞ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﺗﺮﺑﻄﻚ إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ اﻟﻮﺿﻴﻊ ،ﻓﻼ ﺗﺘﺮآﻨﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم. ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ اﻟﻤﻠﻚ ،هﺎ أﻧﺎ أﻧﻄﺮح ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﻴﻚ وأﻏﺮق ﻓﻲ هﺎوﻳﺔ اﻟﻌﺪم .ﻣﻊ أﻣّﻨﺎ وﻣﻠﻜﺘﻨﺎ ،أﻧﺎ أﻋﺒﺪك ﻋﺒﺎدة ﻋﻤﻴﻘﺔ ،وأﺷﻜﺮك ﺑﻼ اﻧﻘﻄﺎع ﻷﻧّﻚ ﺳﻜﻨﺖ ﻓﻲّ ،وﻻ أﺗﻮاﻧﻰ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺪﻋﺎء واﻟﺸﻜﺮ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﻄﻴﺒﺔ اﻟﻤﻤﻴّﺰة. إﺻﻎِ إﻟﻲّ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع .ﻓﻤﻨﺬ ﺳﻜﻨﺎك ﻓﻲّ واﺗّﺤﺎد أﻣّﻨﺎ اﻟﺤﻨﻮن اﺗﺤﺎدًا ﺣﻤﻴﻤًﺎ ﻣﻌﻨﺎ ،أﺻﻠّﻲ ﺣﺒًّﺎ ﺑﻚ وﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺳﻌﺎدﺗﻚ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ،أﺻﻠّﻲ ﻟﻜﻤﺎ ﻋﺴﻰ أن ﺗﺮﻣﻘﺎ ﻧﻔﺴﻲ اﻟﻮﺿﻴﻌﺔ ﺑﻨﻈﺮات اﻟﺮﺣﻤﺔ واﻟﻤﻐﻔﺮة. ﻟﻴﺖ ﻧﻈﺮاﺗﻚ اﻟﺮﺣﻮﻣﺔ ﺗﻀﻊ ﺣﺪًّا ﻟﻌﻴﻮﺑﻲ ،وﺗﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻮﻟﻲ، وﺗﺰﻳﻞ ﺑﺆﺳﻲ ،وﺗﺼﻨﻊ ﻣﻨّﻲ ﻣﻜﺴﺒًﺎ ﻟﻬﺎ وﺗﺮﺑﻄﻨﻲ ﺑﺤﺒّﻚ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ .ﺁﻩ ،آﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺮّات ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،ﺟﻌﻠﺘﻚ ﺗﺒﻜﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻘﻠّﺒﺎﺗﻲ وﻋﻴﻮﺑﻲ وﻣﺴﺎوﺋﻲ! أرى أنّ هﺬﻩ اﻟﺪﻣﻮع ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﻨﻬﻤﺮ ﻋﻠﻰ وﺟﻨﺘﻴﻚ ،ورأﺳﻚ ﻣﻜﻠّﻞ ﺑﺎﻟﺸﻮك ﻟﺸﺪّة ﺗﺸﻮّﻗﻚ وﻟﻘﻠّﺔ اﻟﺘﺠﺎوب ﻣﻊ ﻧﻌﻤﻚ .أﻳّﺘﻬﺎ اﻷمّ اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ،دﻋﻴﻨﺎ ﻣﻌًﺎ ﻧﻜﻔﻜﻒ دﻣﻮع ﻳﺴﻮع
68
وﻧﺰﻳﻞ آﻞّ أﺷﻮاآﻪ! ﺁﻩ ،ﻗﻠﺒﻲ ﻻ ﻳﺘﺤﻤّﻞ رؤﻳﺔ وﺟﻬﻪ ﻣﻐﻤﻮرًا ﺑﺎﻟﺪﻣﻮع! ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻧﺎ أﻋﺪ وأﻧﺬر ،ﺑﺤﻴﺎﺗﻲ ،أن أﻣﻮت ﺁﻻف اﻟﻤﺮّات وﻻ أﺳﻲء إﻟﻴﻚ ﺛﺎﻧﻴﺔ .أﻏﻤﺮﻧﻲ ﺑﻌﻄﻔﻚ ،ﻓﺘﻀﻤﺤﻞّ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻓﻲّ وﻳﺘﺤﻮّل آﻞّ ﺷﻲء إﻟﻰ ﺣﺐّ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻧﻈﺮاﺗﻚ إﻟﻲّ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﺄﻧّﻚ ﺗﻘﻮل" :ﻳﺎ اﺑﻨﻲ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،أﻧﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪّ ﻷن أﻏﻔﺮ ﻟﻚ .وﻟﻜﻦ إذا آﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻨﺘﺼﺮَ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮّﻳﺮ ﻓﺄﺳﻌﺪ وﺗﺴﻌﺪ ﻷﺟﻠﻲ ،إﻣﻨﺤﻨﻲ إرادﺗﻚ ﻓﺄﻋﻄﻴﻚ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ إرادﺗﻲ .وآﻢ ﻳﻜﻮن اﺗّﺤﺎدﻧﺎ آﺎﻣﻼً وﻓﺮﺣﻨﺎ ﻋﻈﻴﻤًﺎ! ﻣﻊ واﻟﺪﺗﻚ وهﻲ واﻟﺪﺗﻲ ،ﺁﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻲ أن أﻧﺸﺊ ﻣﻠﻜﻮت اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻴﻚ ،وأآﻮن ﻟﻚ ﺳﻨﺪًا وأﺳﻬﺮ ﻋﻠﻰ آﻞّ ﺧﻄﻮاﺗﻚ .ﻗﻞ ﻟﻲ ﻳﺎ ﺑﻨﻲّ ،هﻞ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻜﻮن هﺬﻩ ﺛﻤﺮة ﺳﻜﻨﺎي ﻓﻴﻚ؟" ﻧﻌﻢ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﺤﺒﻴﺐ ،ﺧﺬ إرادﺗﻲ ﻣﻦ آﻞّ ﻗﻠﺒﻲ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ، وﻋﺪﻧﻲ أﻻّ ﺗﺘﺮآﻨﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم. واﻵن ،ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ ،أﺻﻠّﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ آﻞّ اﻟﻌﺎﻟﻢ :إﺳﻤﺢ ﺑﺄن ﻳﺨﻠﺺ آﻞّ إﻧﺴﺎن ﻻ أن ﻳﺘﻴﻪ .أﺻﻠّﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ آﻞّ اﻟﻤﻮﺗﻰ ﻟﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻔﺮدوس اﻟﺴﻤﺎوي؛ ﻣﻦ أﺟﻞ آﻞّ اﻟﻜﻬﻨﺔ ﻓﻴﺘﻤﺜّﻠﻮا ﺑﺤﻴﺎﺗﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض .هﺬا وأﻃﻠﺐ أﻳﻀًﺎ أن ﻳﺤﻞّ ﻣﻠﻜﻮت إرادﺗﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض، ﺑﺸﻔﺎﻋﺔ أﻣّﻨﺎ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﺤﻨﻮن .ﻓﺒﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻚ اﻟﻘﺪﻳﺮة ،إﺟﻌﻞ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﺗﺴﺘﻌﺪّ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎل ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ .أﻏﻤﺮ آﻞّ ﺷﻲء ﺑﺤﺒّﻚ ،واﺟﻌﻞ إرادة اﻟﺴﻤﺎء ﺗﺘّﺤﺪ ﺑﺈرادة اﻷرض .أﺧﻴﺮًا ،أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﻤﻨﺤﻨﻲ ﺑﺮآﺘﻚ اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ ،ﺑﺮهﺎﻧًﺎ ﻗﺎﻃﻌًﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺋﻚ ﻓﻲّ .ﺳﺘﺒﻘﻰ داﺋﻤًﺎ ﻣﻌﻲ وﻟﻦ أﻓﺘﺮق ﻋﻨﻚ أﺑﺪًا! ﺁﻣﻴﻦ.
69
ﻣﺴﺒﺤﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ
70
أﺳــﺮار اﻟﻔــﺮح أﻗﺪّم ﻟﻚِ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺒﺘﻮل اﻟﻄﻮﺑﺎوﻳّﺔ ،ﺟﺰﻳﻞ اﻟﻔﺮح اﻟﺬي ﻓﺮﺣﺘﻪ: اﻷوّل :ﻟﻤّﺎ ﺑﺸّﺮك اﻟﻤﻼك ﺟﺒﺮاﺋﻴﻞ ﺑﺎﻟﺤﺒﻞ اﻹﻟﻬﻲّ "اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ ،ﻳﺎ ﻣﻠﻜﺘﻨﺎ! ﻳﺎ ﻣﻤﺘﻠﺌﺔ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻦ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ .ﻟﻘﺪ ﺗﻠﻔّﻈﺖ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤﺔ اﻟﻤﻨﺴﻜﺒﺔ ﻋﻠﻴﻚ. اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﻚ أن ﺗﻌﻠﻨﻲ إرادﺗﻚ ﻟﺘﻜﺘﻤﻞ اﻹرادة اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ. أﻣﺎم ﻋﻈﻤﺔ هﺬا اﻹﻋﻼن اﻟﻤﺮﺗﺠﻰ ،ﺗﻤﻠّﻜﻨﻲ اﻟﻌﺠﺐ؛ وﺗﺮدّدت ﻟﻠﺤﻈﺔ ﻷﻧّﻨﻲ ﻣﺎ ﺗﻮﻗّﻌﺖ ﻳﻮﻣًﺎ أن ﻳﻘﻊ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻋﻠﻲّ .وﻟﻜﻦّ ﻣﻼك اﻟﺮبّ ﺑﺎدرﻧﻲ ﻗﺎﺋﻼً" :ﻳﺎ ﻣﻠﻜﺘﻨﺎ ،ﻻ ﺗﺨﺎﻓﻲ! ﻟﻘﺪ ﻧﻠﺖ ﺣﻈﻮة ﻋﻨﺪ اﻵب! وﻟﻘﺪ ﺳﺤﺮت ﺧﺎﻟﻘﻚ! وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻟﻴﻜﺘﻤﻞ اﻻﻧﺘﺼﺎر ،أﻓﺼﺤﻲ ﻋﻦ إرادﺗﻚ". أﻋﻠﻨﺖ إرادﺗﻲ؛ وﻳﺎ ﻟﻠﻤﻌﺠﺰة :ﻓﺎﻹرادﺗﺎن ﻣﺘﻮاﻓﻘﺘﺎن ،وﺣﻠّﺖ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲّ! ﻓﻘﺪ ﺷﻜّﻠﺖ إرادﺗﻲ ،ﺑﻘﻮّة اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ، ﻧﻮاة اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ؛ ﺻﻐﻴﺮة هﻲ ،وﻟﻜﻨّﻬﺎ ﺳﺘﺤﺘﻀﻦ اﻟﻜﻠﻤﺔ؛ هﻜﺬا ﺗﻤّﺖ ﻣﻌﺠﺰة اﻟﺘﺠﺴّﺪ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ.
71
اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻟﻤّﺎ زرت ﻧﺴﻴﺒﺘﻚ اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ أﻟﻴﺼﺎﺑﺎت وﺗﺮآﺖ اﻟﻨﺎﺻﺮة ﺑﺮﻓﻘﺔ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻘّﺪﻳﺲ ،وﻣﻀﻴﺖ أﺟﺪّ اﻟﺴﻴﺮ إﻟﻰ اﻟﺠﺒﻞ ،ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻲ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﻳﻬﻮذا ﻷزور أﻟﻴﺼﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﺑﻤﻌﺠﺰة إﻟﻬﻴّﺔ أﻣًّﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﻣﺘﻘﺪّم. وﺑﻌﺪ أﻳّﺎم ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺴﻔﺮ اﻟﻤﻀﻨﻲ ،وﺻﻠﺖ أﺧﻴﺮًا إﻟﻰ اﻟﻴﻬﻮدﻳّﺔ وﺗﻮﺟّﻬﺖ ﻣﺒﺎﺷﺮة إﻟﻰ ﻣﻨـﺰل أﻟﻴﺼﺎﺑﺎت .ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻤﻼﻗﺎﺗﻲ ﻣﻐﻤﻮرة ﻓﺮﺣًﺎ .وﻟﺪى ﺳﻤﺎﻋﻬﺎ ﺳﻼﻣﻲ ،ﺣﺼﻠﺖ أﻣﻮر راﺋﻌﺔ .ﻓﺎﻟﺠﻨﻴﻦ ارﺗﻜﺾ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻬﺎ؛ أﻣّﺎ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﻓﻘﺪ ﺑﺎرك ﻳﺴﻮع ﻓﻲ أﺣﺸﺎء أﻣّﻪ إذ ﺷﻊّ ﺑﺄﻧﻮار ﻣﻨﻴﺮة ،ﻣﻌﺘﺮﻓًﺎ ﺑﻪ اﺑﻦ اﷲ وﻣﻨﺒﻊ اﻟﺤﻜﻤﺔ واﻟﺒﺮارة .إهﺘﺰّ ﻳﻮﺣﻨّﺎ ﺣﺒًّﺎ وﻃﺮﺑًﺎ وﻓﺮﺣًﺎ ﻓﻲ أﺣﺸﺎء أﻟﻴﺼﺎﺑﺎت .واﻣﺘﻸت ﻣﻦ اﻟﻨﻮر اﻹﻟﻬﻲّ اﻟﻤﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ اﺑﻨﻲ ،وأدرآﺖ أﻧّﻨﻲ أﺻﺒﺤﺖ واﻟﺪة اﷲ .أﻣّﺎ أﻟﻴﺼﺎﺑﺎت ﻓﻘﺪ هﺘﻔﺖ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻬﺎ، ﻣﻦ ﺷﺪّة ﺣﺒّﻬﺎ ،وهﻲ ﺗﺮﺗﺠﻒ اﻣﺘﻨﺎﻧًﺎ" :أﻧّﻰ ﻟﻲ أن ﺗﺄﺗﻲ إﻟﻲّ أمّ رﺑّﻲ؟"
72
اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻟﻤّﺎ وﻟﺪت ﻳﺴﻮع ﻓﻲ ﻣﻐﺎرة ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ ﺗﺸﻮّق اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع ﻧﻔﺴﻪ ﻷن ﻳﻮﻟﺪ ﺣﺒًّﺎ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن .وﺗﻮﻗﻪ ﻷن ﻳﻀﻢّ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ،ﻷن ﻳﻈﻬﺮ ﻧﻔﺴﻪ وأن ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ،وﺷﻮﻗﻪ ﻷن ﻳﻌﺎﻧﻘﻬﺎ ،آﻞّ هﺬا ﺣﺮﻣﻪ اﻟﺮاﺣﺔ واﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ .أﺧﺬ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻤّﻦ ﻳﻘﺘﺒﻞ ﺗﺠﺴّﺪﻩ ،ﻓﺎﺧﺘﺎرﻧﻲ وﺗﺠﺴّﺪ ﻓﻲ أﺣﺸﺎﺋﻲ ﻣﻀﻔﻴًﺎ ﻋﻠﻲّ واﻓﺮ اﻟﻨﻌﻢ .وأﺷﺮﻗﺖ ﺷﻤﺲ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻷزﻟﻴّﺔ وﺳﻂ اﻟﻌﺎﻟﻢ ووﺻﻠﺖ إﻟﻰ أوج اﺷﺘﺪاد ﺣﺮارﺗﻬﺎ ،ﻓﺎﻧﻌﺪم اﻟﻈﻼم وﻣﺎ ﻋﺎدت اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺗﻌﺮف ﻓﺠﺮًا وﻻ ﺷﺮوﻗًﺎ ،إﻧّﻤﺎ ﺷﻤﺲ ﺗﺸﻊّ وﻻ ﺗﻐﻴﺐ وإﺷﻌﺎع ﻳﻀﻲء وﻻ ﻳﺨﻔﺖ. ﻳﺎ اﺑﻨﻲ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،أﻧﺖ ﺣﻲّ أﺑﺪًا ﻓﻲ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺣﻴﺚ آ ّ ﻞ ﺷﻲء ﻣﻨﻴﺮ؛ وآﻞّ ﺷﻲء ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻧﻮرًا .واﻵن ،إذ ﻳﺒﻬﺠﻨﻲ هﺬا اﻟﻨﻮر ،أرﻳﺪ أن أﺿﻢّ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع ﺑﻴﻦ ذراﻋﻲّ .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﺮج ﻣﻦ أﺣﺸﺎﺋﻲ ،ﺳﻤﻌﺖ أوﻟﻰ ﺻﺮﺧﺎﺗﻪ اﻟﻤﻔﻌﻤﺔ ﺣﺒًّﺎ .وﺿﻌﻪ ﻣﻼك اﻟﺮب ﺑﻴﻦ ﻳﺪيّ ،ﻓﻀﻤﻤﺘﻪ إﻟﻰ ﺻﺪري وﺷﺪدت .أﻋﻄﻴﺘﻪ ﻗﺒﻠﺘﻲ اﻷوﻟﻰ ،ﻓﻘﺒّﻠﻨﻲ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮع ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ.
73
اﻟﺮاﺑﻊ :ﻟﻤّﺎ ﻗﺪّﻣﺖ اﺑﻨﻚ ﻳﺴﻮع إﻟﻰ اﷲ ﻓﻲ اﻟﻬﻴﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺳﻤﻌﺎن اﻟﺸﻴﺦ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻠﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﻬﻴﻜﻞ ،ﺳﺠﺪﻧﺎ أﻣﺎم ﻋﻈﻤﺘﻚ وأﻋﺮﺑﻨﺎ ﻋﻦ ﻋﺒﺎدﺗﻨﺎ ﻟﻚ؛ وﻣﻦ ﺛﻢّ وﺿﻌﻨﺎﻩ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي ﺳﻤﻌﺎن اﻟﺸﻴﺦ ،اﻟﻜﺎهﻦ اﻟﺬي ﻗﺪّﻣﻪ إﻟﻰ اﻵب اﻷزﻟﻲ ﻟﺨﻼص اﻟﺠﻤﻴﻊ .وﻓﻴﻤﺎ آﺎن ﻳﻘﺪّﻣﻪ ﺑﺈﻟﻬﺎم ﻣﻦ اﷲ ،أﻗﺮّ ﺑﺘﺠﺴّﺪ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ؛ وأﻋﺮب ﺑﻔﺮح ﻋﺎرم، ﻟﻠﻄﻔﻞ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻋﻦ ﻋﺒﺎدﺗﻪ ﻟﻪ وهﺘﻒ ﺑﺄدﻋﻴﺔ اﻟﻮﻗﺎر واﻟﺸﻜﺮ .وﻣﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻘﺪﻣﺔ ،آﻨﺒﻲّ ﺗﻨﺒّﺄ ﻟﻲ ﻋﻦ ﺳﻴﻒ اﻷﺣﺰان اﻟﺬي ﺳﻴﺠﻴﺰ ﻓﻲ أﺣﺸﺎﺋﻲ .ﺁﻩ آﻢ هﻲ ﺷﺪﻳﺪة ﺁﻻم اﻹرادة اﻟﻌﻠﻴﺎ ﺗﺠﺮّح ﻗﻠﺒﻲ .وﺑﺼﺨﺐ ﻣﺪوّ ،أراﻧﻲ ﻣﺄﺳﺎة اﻵﻻم اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻰ اﺑﻨﻲ اﻹﻟﻬﻲّ أن ﻳﻘﺎﺳﻴﻬﺎ .وآﻞّ آﻠﻤﺔ آﺎﻧﺖ آﺴﻴﻒ ﻗﺎﻃﻊ ﻳﻄﻌﻨﻨﻲ. وأآﺜﺮ ﻣﺎ ﻧﻔﺬ إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺑﺈنّ هﺬا اﻟﻄﻔﻞ اﻹﻟﻬﻲّ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﺧﻼﺻًﺎ ﻟﻠﺒﺸﺮ ﻓﺤﺴﺐ إﻧّﻤﺎ ﺳﻴﻨﻘﺾ ﻣﺎ هﻮ ﻗﺎﺋﻢ وﻳﻜﻮن هﺪﻓًﺎ ﻟﻠﺘﻀﺎرﺑﺎت واﻟﺘﺒﺎﻋﺪات .ﻳﺎ ﻟﻸﻟﻢ! ﻳﺎ ﻟﻠﺤﺰن! ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﺗﺴﺎﻧﺪﻧﻲ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻟﻜﻨﺖ ﻗﻀﻴﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر ﻣﻦ ﺷﺪّة اﻷﻟﻢ .ﻓﻬﻲ ﻣﻨﺤﺘﻨﻲ اﻟﺤﻴﺎة ﻷﺑﺪأ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻠﻜﻮت اﻵﻻم ﻓﻲ ﻣﻤﻠﻜﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ.
74
اﻟﺨﺎﻣﺲ :ﻟﻤّﺎ وﺟﺪت ﻳﺴﻮع ﻓﻲ اﻟﻬﻴﻜﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء آﻨّﺎ ﻋﺎﺋﺪﻳﻦ إﻟﻰ اﻟﻨﺎﺻﺮة ﺑﻌﺪ أن أﺗﻤﻤﻨﺎ واﺟﺒﺎﺗﻨﺎ ﺗﺠﺎﻩ اﻟﻬﻴﻜﻞ. ﻧﻈﺮت ﺣﻮﻟﻲ ﻷﺗﺄآّﺪ أنّ ﻳﺴﻮع ﻣﻌﻲ؛ ﻓﻠﻢ أﺟﺪﻩ ،اﻋﺘﻘﺪت أﻧّﻪ ﻣﻊ واﻟﺪﻩ ﻳﻮﺳﻒ .واﻧﺘﺎﺑﻨﻲ ﻗﻠﻖ ﺷﺪﻳﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻢ أﺟﺪﻩ ﻣﻊ واﻟﺪﻩ ﻋﻨﺪ ﻧﻘﻄﺔ اﻻﻟﺘﻘﺎء! ﺗﻤﻠّﻜﻨﺎ اﻟﺨﻮف وﻏﻤﺮﻧﺎ اﻷﺳﻰ ،وﻟﻢ ﻧﺪرك ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ،ﻓﺎﻧﻌﻘﺪ ﻟﺴﺎﻧﻨﺎ .ﺳﺤﻘﻨﺎ اﻷﻟﻢ ،وﻋﺪﻧﺎ أدراﺟﻨﺎ ﺳﺮﻳﻌًﺎ إﻟﻰ أورﺷﻠﻴﻢ .وﻋﻨﺪﻣﺎ وﺟﺪت إﺑﻨﻲ أﺧﻴﺮًا ﺑﻴﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ! ﻏﻤﺮﻧﻲ اﻟﻔﺮح! آﺎن ﺟﻤﻴﻊ ﺳﺎﻣﻌﻴﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺮة ﻣﻦ ذآﺎﺋﻪ وأﺟﻮﺑﺘﻪ اﻟﺤﻜﻴﻤﺔ واﻟﺮاﻗﻴﺔ. وﺣﺎﻟﻤﺎ أﻧﻬﻰ آﻼﻣﻪ ،ﺗﻮﺟّﻬﻨﺎ ﺻﻮﺑﻪ ووﺑّﺨﻨﺎﻩ ﺑﺄدب وﻗﻠﺖ ﻟﻪ "ﻳﺎ ﺑﻨﻲّ ،ﻟﻢ ﺻﻨﻌﺖ ﺑﻨﺎ ذﻟﻚ؟" ﻓﺄﺟﺎب ﺑﻨﺒﻞ إﻟﻬﻲّ" :وﻟﻢَ ﺑﺤﺜﺘﻤﺎ ﻋﻨّﻲ؟ أﻟﻢ ﺗﻌﻠﻤﺎ أﻧّﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻲّ أن أآﻮن ﻋﻨﺪ أﺑﻲ؟"
75
أﺳــﺮار اﻟﺤــﺰن أﻗﺪّم ﻟﻚِ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺒﺘﻮل اﻟﻄﻮﺑﺎوﻳّﺔ ،ﺟﺰﻳﻞ اﻟﺤﺰن اﻟﺬي ﺣﺰﻧﺘﻪ: اﻷوّل :ﻟﻤّﺎ ﺻﻠّﻰ اﺑﻨﻚ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ ﺑﺴﺘﺎن اﻟﺰﻳﺘﻮن وهﻮ ﻳﻌﺮق دﻣًﺎ آﻞّ ﺷﻲء ﻣﺮﻋﺐ؛ آﻞّ ﺷﻲء ﻣﺨﻴﻒ واﻟﺼﻤﺖ اﻟﻌﻤﻴﻖ ﻳﺨﻴّﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻜﺎن .أرهﻔﺖ ﺳﻤﻌﻲ .ﻓﺴﻤﻌﺖ ﺗﻨﻬّﺪات ﻣﺮهﻘﺔ وﻧﻈﺮت ﻓﻮﺟﺪت ﻳﺴﻮع ﺑﺬاﺗﻪ .ﻗﺒّﻠﺖ ﻗﺪﻣﻴﻪ .وﺗﺠﺎﺳﺮت واﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻦ ذراﻋﻴﻪ .وﺿﻌﺖ ﻳﺪي ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻟﻤﺆازرﺗﻪ ،وهﻤﺴﺖ إﻟﻴﻪ: "ﻳﺴﻮع ،ﻳﺴﻮع". ﻓﺄﺟﺎب" :ﻳﺎ اﺑﻨﻲ ،هﻞ أﻧﺖ هﻨﺎ؟ آﻨﺖ أﻧﺘﻈﺮك؛ هﺬا أآﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺤﺰﻧﻨﻲ وﻳﻀﺎﻳﻘﻨﻲ :ﻓﻘﺪ ﺗﺨﻠّﻰ ﻋﻨّﻲ اﻟﺠﻤﻴﻊ وﻟﻴﺲ أﺣﺪ ﻣﻌﻲ. أﻧﺘﻈﺮك ﻷﺟﻌﻠﻚ ﺷﺎهﺪًا ﻋﻠﻰ ﺁﻻﻣﻲ ،وﻟﺘﺘﺬوّق ﻣﻌﻲ آﺄس اﻟﻤﺮارة اﻟﺘﻲ ﻳﺮﺳﻠﻬﺎ ﻟﻲ أﺑﻲ اﻟﺴﻤﺎويّ ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻊ أﺣﺪ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ. ﺳﻨﺮﺗﺸﻔﻬﺎ ﻣﻌًﺎ ،ﻷﻧّﻨﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻤﻦ ﻳﺤﺒّﻨﻲ ﻓﻴﺸﺮب أﻗﻠّﻪ ﻣﻌﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻄﺮات؛ ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ آﺄس ﻋﺬوﺑﺔ إﻧّﻤﺎ آﺄس ﻣﺮارة ﺣﺎدّة. ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺎدﻳﺘﻚ ﻟﻌﻠّﻚ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﻓﺘﺸﺎرآﻨﻲ ﺁﻻﻣﻲ وﺗﻀﻤﻦ ﻟﻲ أﻻّ ﺗﺘﺮآﻨﻲ وﺣﻴﺪًا ﻣﻨﺴﻴًّﺎ.
76
اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻟﻤّﺎ ﺟﻠﺪ اﺑﻨﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻮد "أﻧﺘﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺤﺒّﻮﻧﻨﻲ ،هﻠﻤّﻮا وﺗﻌﻠّﻤﻮا ﺑﻄﻮﻟﻴّﺔ اﻟﺤﺐّ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲّ! هﻠﻤّﻮا وأﻃﻔﺌﻮا ﻓﻲ دﻣﻲ ﻋﻄﺶ ﺁﻻﻣﻜﻢ ،ﻋﻄﺶ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻜﻢ، وﺗﻔﺎهﺎﺗﻜﻢ وﻣﻴﻮﻟﻜﻢ وﺷﻬﻮاﺗﻜﻢ! ﻓﻔﻲ دﻣﻲ ﺗﺠﺪون اﻟﺪواء اﻟﺬي ﻳﺸﻔﻲ ﺷﺮورآﻢ وﺁﻓﺎﺗﻜﻢ". أﺑﺘﺎﻩ ،أﻧﻈﺮ إﻟﻲّ ،ﻣﻀﺮّﺟًﺎ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎء ﺗﺤﺖ واﺑﻞ اﻟﺼﻌﻘﺎت .وهﺬا ﻟﻴﺲ آﻞّ ﺷﻲء .أرﻳﺪ ﻣﺰﻳﺪًا ﻣﻦ اﻟﺠﺮوح ﻓﻲ ﺟﺴﺪي ﻟﻌﻠّﻲ أﺿﻤﻦ ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻟﻜﻞّ اﻟﻨﻔﻮس ﻓﻲ اﻟﻔﺮدوس اﻹﻟﻬﻲّ ،ﻓﺄآﻮن ﻟﻬﻢ درب اﻟﺨﻼص ﻳﻤﺮّون ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﻨﻌﻴﻢ اﻷﺑﺪيّ .أﺑﺖِ ،ﻓﻠﺘﻜﻦ آﻞّ ﺟﻠﺪة ﺳﻮط ﺗﻜﻔﻴﺮًا ﻋﻦ آﻞّ ﺧﻄﻴﺌﺔ؛ واﻏﻔﺮ ﻟﻤﻦ ﻳﺴﻲء إﻟﻲّ. وﻟﺘﻠﺞ هﺬﻩ اﻟﻀﺮﺑﺎت ﻗﻠﺐ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﻓﺘﺤﺪّﺛﻬﺎ ﻋﻦ ﺣﺒّﻲ ﻟﻬﺎ ،وﺗﺤﺜّﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺴﻼم ﻟﻤﺸﻴﺌﺘﻲ.
77
اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻟﻤّﺎ آﻠّﻞ اﺑﻨﻚ ﺑﺈآﻠﻴﻞ اﻟﺸﻮك ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ﻟﻘﺪ آﻠّﻠﻚ أﻋﺪاؤك ﺑﻼ رﺣﻤﺔ ﺑﺈآﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺷﻮك، وأﻟﺒﺴﻮك أرﺟﻮاﻧًﺎ .أﺧﺬوا إآﻠﻴﻞ ﺷﻮك وﺑﻐﻀﺐ ﺟﻬﻨّﻤﻲّ وﺿﻌﻮﻩ ﻋﻠﻰ رأﺳﻚ اﻟﺤﺒﻴﺐ .وﺑﻀﺮﺑﺎت اﻟﻌﺼﺎ ،ﻏﺮزوا اﻟﺸﻮك ﻓﻲ ﺟﺒﻴﻨﻚ؛ ودﺧﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ وأذﻧﻴﻚ ورأﺳﻚ وﺣﺘّﻰ ﻓﻲ ﻇﻬﺮ رﻗﺒﺘﻚ. ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ،ﻳﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﻌﺬاب اﻟﻤﺮﻳﺮ! ﻳﺎ ﻟﻬﺬﻩ اﻵﻻم اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺤﺘﻤﻞ! آﻢ ﻗﺎﺳﻴﺖ ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺎت ﻣﻮت ﻋﺼﻴﺒﺔ! اﻟﺪم ﻳﻐﻤﺮ وﺟﻬﻚ ﻻ ﺑﻞ ﻳﺤﺠﺒﻪ .وﻟﻜﻦ ﺧﻠﻒ هﺬا اﻟﺪم وهﺬﻩ اﻷﺷﻮاك ﻳﺸﻊّ وﺟﻬﻚ رﻗّﺔ وﺳﻼﻣًﺎ وﺣﺒًّﺎ .وهﺆﻻء اﻟﻄﻐﺎة ،اﺳﺘﻜﻤﺎﻻً ﻟﻠﻤﺄﺳﺎة ،ﻋﺼﺒﻮا ﻋﻴﻨﻴﻚ ،واﻣﺴﻜﻮك ﻋﺼﺎ آﺄﻧّﻪ ﺻﻮﻟﺠﺎن ،وراﺣﻮا ﻳﺴﺨﺮون ﻣﻨﻚ، وﻳﻌﻴّﺮوﻧﻚ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ "هﺬا ﻣﻠﻚ اﻟﻴﻬﻮد" .آﺎﻧﻮا ﻳﻀﺮﺑﻮن اﻹآﻠﻴﻞ وﻳﺼﻔﻌﻮﻧﻚ ﻣﺮدّدﻳﻦ" :إﺣﺬر ﻣﻦ ﺿﺮﺑﻚ!"
78
اﻟﺮاﺑﻊ :ﻟﻤّﺎ ﺣﻤﻞ اﺑﻨﻚ ﺻﻠﻴﺒﻪ وآﺎن ﻳﺮزح ﺗﺤﺘﻪ آﺎﻟﻤﻴﺖ أﻳّﻬﺎ اﻟﺼﻠﻴﺐ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،أﺧﻴﺮًا أﻋﺎﻧﻘﻚ! ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺗﺎق ﻗﻠﺒﻲ إﻟﻴﻚ، ﻟﻴﺴﺘﺸﻬﺪ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﺒّﻲ .ﻟﻘﺪ ﺗﺄﺧّﺮت إﻟﻰ اﻵن ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أنّ ﺧﻄﻮاﺗﻲ آﺎﻧﺖ داﺋﻤًّﺎ ﻣﺘّﺠﻬﺔ إﻟﻴﻚ .أﻳّﻬﺎ اﻟﺼﻠﻴﺐ اﻟﻤﻘﺪّس ،ﻟﻘﺪ آﻨﺖ هﺪف أﺷﻮاﻗﻲ ،وﻣﺒﺘﻐﻰ وﺟﻮدي ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة .ﻟﻚ آﺮّﺳﺖ آﻞّ آﻴﺎﻧﻲ .ﻟﻚ ﺳﻠّﻤﺖ آﻞّ أﺑﻨﺎﺋﻲ .ﺳﺘﻜﻮن ﻟﻬﻢ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﻨﻮر، واﻟﻤﻠﺠﺄ ،واﻟﺤﺎرس واﻟﻘﻮّة .ﺳﺘﻬﺐّ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﻓﻲ آﻞّ ﺷﻲء وﺗﺴﻴّﺮهﻢ ﺑﺤﻔﺎوة إﻟﻲّ ﻧﺤﻮ اﻟﺴﻤﺎء .أﻳّﻬﺎ اﻟﺼﻠﻴﺐ ،ﻋﺮش اﻟﺤﻜﻤﺔ ،وﺣﺪك ﺗﻌﻠّﻢ اﻟﻘﺪاﺳﺔ اﻟﺤﻘّﺔ .وﺣﺪك ﺗﺼﻨﻊ اﻷﺑﻄﺎل واﻟﺸﻬﺪاء واﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ .أﻳّﻬﺎ اﻟﺼﻠﻴﺐ اﻟﺨﻼّب ،أﻧﺖ ﻋﺮﺷﻲ. وﻃﺎﻟﻤﺎ ﻋﻠﻲّ أن أﺗﺮك اﻷرض ،ﺳﺘﺤﻞّ ﻣﺤﻠّﻲ .أﺳﺘﻮدﻋﻚ آﻞّ اﻟﻨﻔﻮس .إﺣﻔﻈﻬﻢ ﻣﻦ أﺟﻠﻲ .ﺧﻠّﺼﻬﻢ ﻣﻦ أﺟﻠﻲ .أﺳﺘﻮدﻋﻚ إﻳّﺎهﻢ.
79
اﻟﺨﺎﻣﺲ :ﻟﻤّﺎ ﻣﺎت اﺑﻨﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ "أﻳّﻬﺎ اﻵب اﻟﻘﺪّوس ،أﻧﺎ ﻣﺜﻘﻞ ﺑﻜﻞّ ﺧﻄﺎﻳﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ .وﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﻴﺌﺔ إﻻّ وأﻟﻘﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻲ .ﻓﻼ ﺗﺼﺐّ ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم ﻋﻘﺎب اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ،وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻲّ أﻧﺎ اﺑﻨﻚ. أﺣﺠﺐ ﺑﺎ أﺑﺘﺎﻩ ﻏﻀﺒﻚ ﻋﻦ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ .ﻓﻬﻲ ﻋﻤﻴﺎء وﻻ ﺗﺪرك ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ .أﻧﻈﺮ إﻟﻲّ ﺑﺈﻣﻌﺎن ،ﻓﺄﻧﺎ ﻣﺘﻔﺎنٍ ﻟﻘﻀﻴّﺔ اﻹﻧﺴﺎن! ﻓﺈن آﻨﺖ ﻻ ﺗﺮﺣﻢ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ اﻟﺘﻌﻴﺴﺔ ،ﻓﺎرﺣﻤﻨﻲ رأﻓﺔ ﺑﻮﺟﻬﻲ اﻟﻤﻠﻄّﺦ ﺑﺎﻟﻠﻌﺎب ،واﻟﻤﻐﻄّﻰ ﺑﺎﻟﺪم ،اﻟﺸﺎﺣﺐ واﻟﻤﺘﻮرّم ﻣﻦ آﺜﺮة اﻟﺼﻔﻌﺎت واﻟﻀﺮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘّﺎهﺎ .أﻏﻤﺮﻧﻲ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﺑﺎ أﺑﺘﺎﻩ! آﻨﺖ اﻷﺟﻤﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ،وﻗﺪ ﺗﺸﻮّهﺖ اﻵن ﺻﻮرﺗﻲ ﻓﻤﺎ ﻋﺪت أﻋﺮف ﻧﻔﺴﻲ .ﻟﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ ﺑﻐﻴﻀًﺎ ،واﻷآﺜﺮ اﺣﺘﻘﺎرًا وإﻗﺼﺎءً .وﻟﻜﻦ، ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ اﻟﺜﻤﻦ أرﻳﺪ اﻟﺨﻼص ﻟﻠﺨﻠﻴﻘﺔ اﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ!" ﻳﺎ اﻣﺮأة ،هﺬا اﺑﻨﻚ! وهﺬﻩ أﻣّﻚ! ﻳﺎ أﺑﺖِ ،ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ أﺳﺘﻮدع روﺣﻲ!"
80
أﺳــﺮار اﻟﻤﺠـــﺪ أﻗﺪّم ﻟﻚِ ،أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺒﺘﻮل اﻟﻄﻮﺑﺎوﻳّﺔ ،ﺟﺰﻳﻞ اﻟﻤﺠﺪ اﻟﺬي ﺗﻤﺠّﺪﺗﻪ: اﻷوّل :ﻟﻤّﺎ ﻗﺎم اﺑﻨﻚ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻷﻣﻮات ﻳﺎ اﺑﻨﻲ ،ﻟﻮ ﺗﺪرك آﻢ آﻨﺖ أﺗﻤﻨّﻰ أن ﺗﻜﻮن ﺣﺎﺿﺮًا ﻟﺤﻈﺔ ﻗﻴﺎﻣﺔ ﻳﺴﻮع ﻣﻦ اﻟﻤﻮت .آﺎن ﺣﺪﺛًﺎ ﻋﻈﻴﻤًﺎ! ﻓﺈنّ ﻻهﻮﺗﻪ ،اﻟﻤﺘّﺤﺪ ﺑﺮوﺣﻪ ،أﺣﺪث أﻧﻮارًا ﻣﻸت اﻷرض واﻟﺴﻤﺎء ﺟﻤﺎﻻً .وﻣﻨﺘﺼﺮًا، ﻣﺴﺘﻐﻼًّ آﻞّ ﻗﻮّﺗﻪ ،أﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ اﻟﻤﺎﺋﺘﺔ ﺑﺄن ﺗﻘﺘﺒﻞ روﺣﻪ ﺛﺎﻧﻴﺔ وأن ﺗﻘﻮم ﻣﻨﺘﺼﺮة ﺑﺎﻟﻤﺠﺪ ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻷﺑﺪﻳّﺔ .ﻳﺎ ﻟﻠﺤﺪث اﻟﻤﻬﻴﺐ! ﻟﻘﺪ اﻧﺘﺼﺮ ﺣﺒﻴﺒﻲ ﻳﺴﻮع ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮت ﻗﺎﺋﻼً" :أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﻮت ،ﻟﻦ ﺗﻜﻮن ﻣﻮﺗًﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻴﻮم ﺑﻞ ﺣﻴﺎة!" ﺑﻬﺬا اﻻﻧﺘﺼﺎر ،ﺧﺘﻢ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﺄﻧّﻪ إﻟﻪ وإﻧﺴﺎن .وﺑﻘﻴﺎﻣﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت أآّﺪ هﺬﻩ اﻟﻌﻘﻴﺪة ،واﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ،وﺣﻴﺎة اﻷﺳﺮار وآﻞّ ﺣﻴﺎة اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ .وﻟﻴﺲ هﺬا ﻓﺤﺴﺐ ،إﻧّﻤﺎ ﻣﻨﺢ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺘﺼﺎر ﻋﻠﻰ إرادﺗﻪ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ،ﺑﻌﺪ أن أﺻﺎﺑﻪ اﻟﺸﻠﻞ واﻟﺨﻤﻮل ﻓﺘﺨﺎذل ﻋﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ،وﻋﻦ ﺟﻌﻞ ﺣﻴﺎة اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺗﻨﺘﺼﺮ ﻓﻴﻪ ﻓﻴﺘﺤﻘّﻖ ﻣﻞء اﻟﻘﺪاﺳﺔ.
81
اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻟﻤّﺎ ﺻﻌﺪ اﺑﻨﻚ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء وﺟﻠﺲ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻦ اﻵب
إنّ اﺑﻨﻲ اﻟﺤﺒﻴﺐ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت ﻣﻜﺚ ﻋﻠﻰ اﻷرض أرﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣًﺎ ،ﻇﻬﺮ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ اﻷﺣﻴﺎن ﻟﻠﺮﺳﻞ واﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻟﻴﺜﺒّﺘﻬﻢ ﻓﻲ اﻹﻳﻤﺎن وﻟﺘﺘﺄآّﺪ ﻟﻬﻢ ﻗﻴﺎﻣﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻏﺎب ﻋﻦ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ،آﺎن ﻣﻊ أﻣّﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻠّﻴّﺔ ،ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮّرت ﻣﻦ اﻟﻤﻄﻬﺮ .وﻋﻨﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷرﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣًﺎ ،أﺧﺒﺮ ﻳﺴﻮع رﺳﻠﻪ ﺑﺄﻧّﻪ ﻳﺘﺮك ﻟﻬﻢ أﻣّﻪ ﺗﺮﺷﺪهﻢ وﺗﻌﻠّﻤﻬﻢ ،ووﻋﺪ ﺑﺈرﺳﺎل اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس. وﻣﻦ ﺛﻢّ ﺑﺎرك اﻟﺠﻤﻴﻊ ،ورﺣﻞ ،ﺷﺎﻗًّﺎ اﻟﺴﻤﺎء ،ﻳﺼﻄﺤﺒﻪ ﻋﺪد آﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮّرت ﻣﻦ اﻟﻤﻄﻬﺮ .وﻗﺪ رﺁﻩ آﻞّ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ، وآﺎن ﻋﺪدهﻢ آﺒﻴﺮًا ،ﺻﺎﻋﺪًا إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء .وﻣﻦ ﺛﻢّ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺻﺒﺢ ﻋﺎﻟﻴًﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ،ﺣﺠﺒﺘﻪ ﻏﻴﻤﺔ ﻣﻨﻴﺮة ﻋﻦ أﻧﻈﺎرهﻢ. ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻪ أﻧﺎ أﻣّﻪ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء وﺣﻀﺮت اﺣﺘﻔﺎل اﻟﺼﻌﻮد اﻟﻤﻬﻴﺐ ،ﻷنّ ﻣﻠﻜﻮت اﻵب اﻟﺴﻤﺎوي آﺎن ﻣﺄﻟﻮﻓًﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻲّ. وﻟﻮ ﻟﻢ أآﻦ ﺣﺎﺿﺮة ،ﻟﻤﺎ آﺎن اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﺼﻌﻮد اﺑﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء آﺎﻣﻼً.
82
اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻟﻤّﺎ ﺣﻞّ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻓﻲ اﻟﻌﻠّﻴّﺔ واﻵن ،ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﻌﺮف أﻧّﻪ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﻌﺪ إﺑﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء، واﺻﻠﺖ ﺣﻀﻮري إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺮﺳﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﻠّﻴّﺔ ،ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس .وآﺎﻧﻮا ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻣﺘﺤﻠّﻘﻴﻦ ﺣﻮﻟﻲ ،ﻧﺼﻠّﻲ ﻣﻌًﺎ .ﻣﺎ آﺎﻧﻮا ﻳﺄﺗﻮن ﻋﻤﻼً ﻣﻦ دون ﻣﺸﻮرﺗﻲ .وﻗﺪ ﻻزﻣﺖ اﻟﺮﺳﻞ ﻳﺎ اﺑﻨﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻼزﻣﺔ ﺷﺮوق اﻟﺸﻤﺲ ﻟﻬﻢ .آﻨﺖ اﻟﻴﺎﻃﺮ واﻟﺪﻓّﺔ واﻟﻘﺎرب اﻟﺬي وﺟﺪوا ﻓﻴﻪ ﻣﻼذًا وأﻣﺎﻧًﺎ وﻣﺄوى ﻣﻦ آﻞّ ﺧﻄﺮ .ﻳﺴﻌﻨﻲ اﻟﻘﻮل إﻧّﻨﻲ أﻋﻄﻴﺖ اﻟﺤﻴﺎة ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﺒﺮﻋﻢ ﻓﻲ ﺣﻀﻨﻲ اﻷﻣﻮﻣﻲّ ،وإنّ ذراﻋﻲّ آﺎﻧﺘﺎ اﻟﻘﺎرب اﻟﺬي ﺳﺎر ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺮﻓﺄ اﻷﻣﺎن ،وﻣﺎ زال ﻳﺪﻳﺮهﺎ إﻟﻰ اﻟﻴﻮم. ﺣﺎن ﻣﻮﻋﺪ ﺣﻠﻮل اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس اﻟﺬي وﻋﺪ ﺑﻪ اﺑﻨﻲ .ﻳﺎ ﻟﻠﺘﺤﻮّل اﻟﺤﺎﺻﻞ ﻳﺎ اﺑﻨﻲ! ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻏﻤﺮهﻢ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ،اﻣﺘﻸوا ﻋﻠﻤًﺎ واﻓﺮًا وﻗﻮّة ﻻ ﺗﻘﻬﺮ وﺣﺒًّﺎ ﻣﻀﻄﺮﻣًﺎ .وﻓﺎﺿﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﺣﻴﺎة ﺟﺪﻳﺪة ﺣﺮّرﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﺮاﺛﻦ اﻟﺨﻮف وﻣﻸﺗﻬﻢ ﺷﺠﺎﻋﺔ وﻧﺨﻮة ،ﻓﺘﻔﺮّﻗﻮا وﺗﻮزّﻋﻮا ﻓﻲ آﻞّ أرﺟﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻨﺸﺮون ﺑﺸﺮى اﻟﺨﻼص وﻻ ﻳﺘﻘﺎﻋﺴﻮن ﻋﻦ ﺑﺬل ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﻌﻠّﻢ.
83
اﻟﺮاﺑﻊ :ﻟﻤّﺎ اﻧﺘﻘﻠﺖ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ واﻟﺠﺴﺪ ﻳﺎ اﺑﻨﻲ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،أﻣّﻲ ﺗﺤﺘﻔﻞ اﻟﻴﻮم ﻷﻧّﻨﻲ أرﺣﻞ ﻣﻦ اﻷرض إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ،ﺑﻌﺪ أن ﺗﻤّﻤﺖ ﻋﻤﻞ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض. ﻟﻢ أﺗﻨﺴّﻢ ﻧﻔﺴًﺎ ،وﻟﻢ ﻳﺨﻔﻖ ﻗﻠﺒﻲ ﻧﺒﻀﺔ ،وﻟﻢ ﺁتِ ﺧﻄﻮة وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻳﺪ ﻓﻴﻬﺎ .هﺬا اﻷﻣﺮ زﻳّﻨﻨﻲ ،أﻏﻨﺎﻧﻲ وﻗﺪّﺳﻨﻲ ،ﺣﺘّﻰ انّ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﻣﺒﺘﻬﺠﺔ آﻞّ اﻻﺑﺘﻬﺎج. واﻵن ،ﻳﺎ اﺑﻨﻲ اﻟﻤﺒﺎرك ،ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﻌﺮف أﻧّﻨﻲ ﺑﺪأت أﺷﻌﺮ ﺑﺸﻬﺎدة اﻟﺤﺐّ ،ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺮاﻓﻘﻬﺎ ﻣﻦ أﺷﻮاق ﻷﻟﺘﻘﻲَ اﺑﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ،وهﺎ أﻧﺎ أذوب ﻟﺤﺪّ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ ﻓﻲ اﻟﺤﺐّ .ﻟﻘﺪ اﺧﺘﺒﺮت اﻹﻏﻤﺎء واﻻﻧﻔﻌﺎل ﻣﻦ آﺜﺮة اﻟﺤﺐّ .واﺑﻨﻲ أﺗﻰ اﻟﺴﻤﺎء ورﺣﻞ .ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺒﻘﺎء ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ أﻣّﻪ .وﻣﻦ ﺛﻢّ ،ﺗﻨﺸّﻘﺖ ﺁﺧﺮ ﻧﻔﺲ ﻣﻦ اﻟﺤﺐّ اﻟﻄﺎهﺮ ﻓﻲ أزﻟﻴّﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻓﺘﻠﻘّﺎﻧﻲ اﺑﻨﻲ ﻓﻲ ذراﻋﻴﻪ وﺟﺬﺑﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء وﺳﻂ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ اﻟﻤﻨﺸﺪة أﻧﺎﺷﻴﺪ اﻟﻤﺪﻳﺢ ﻟﻤﻠﻜﺘﻬﻢ .أرى أن اﻟﺴﻤﺎء ﻓﺮﻏﺖ ﻟﺘﺄﺗﻲ آﻠّﻬﺎ ﻟﻤﻼﻗﺎﺗﻲ.
84
اﻟﺨﺎﻣﺲ :ﻟﻤّﺎ ﺗﻜﻠّﻠﺖ ﺑﺎﻟﻤﺠﺪ ﺳﻠﻄﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻤﺎوات واﻷرض
آﺎن هﺬا أوّل اﺣﺘﻔﺎل ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﺗﻜﺮﻳﻤًﺎ ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﺘﻲ اﺟﺘﺮﺣﺖ اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ .وﻣﻊ اﻧﺘﻘﺎﻟﻲ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء، اﺣﺘﻔﻞ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺴﻤﺎويّ ﺑﺠﻤﺎل وﻋﻈﻤﺔ ﻣﺎ ﺗﺤﺪﺛﻪ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ .وﻣﺬاك اﻟﺤﻴﻦ ،ﻟﻢ ﺗﺘﻜﺮّر هﺬﻩ اﻻﺣﺘﻔﺎﻻت. ﻟﺬا ،ﻓﺈنّ أﻣّﻚ ﺗﺘﻮق إﻟﻰ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﻮس وﺗﻤﻨﺤﻬﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺘﺘﻜﺮّر اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ وﺗﻜﺘﻤﻞ اﺣﺘﻔﺎﻻﺗﻬﺎ اﻟﺮاﺋﻌﺔ. اﺣﺘﻔﻞ اﻟﻜﻞّ ﺑﺤﻀﻮري؛ وﻏﻤﺮﺗﻪ اﻟﺒﻬﺠﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻲّ ﻣﺮّﻧﻤًﺎ" :ﻣﻦ هﻲ هﺬﻩ اﻵﺗﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻔﻰ ،ﺑﻤﺴﺎﻧﺪة اﻟﺮب ،اﻟﻤﺸﻌّﺔ ﺟﻤﺎﻻً وﻗﺪاﺳﺔ ﻣﻊ ﺻﻮﻟﺠﺎن اﻟﻤﻠﻜﺔ؟ إﻧّﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻈﻤﺔ ﺑﺤﻴﺚ أنّ اﻟﻌﻠﻮﻳّﻴﻦ ﻳﺘﻨﺎزﻟﻮن ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻬﺎ .وﻻ أيّ ﻣﺨﻠﻮق ﺁﺧﺮ دﺧﻞ هﺬﻩ اﻷرﺟﺎء اﻟﺴﻤﺎوﻳّﺔ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺤﻠﻴﺔ واﻟﺠﻤﺎل واﻟﻘﺪرة ،ﻓﻔﺎﻗﺖ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻘﺎﻣًﺎ ورﻓﻌﺔ!" إرﺣﻤﻨﺎ ﻳﺎ ر ّ ب إرﺣﻤﻨﺎ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع إرﺣﻤﻨﺎ ﻳﺎ ربّ
إرﺣﻤﻨﺎ ﻳﺎ ر ّ ب إرﺣﻤﻨﺎ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع إرﺣﻤﻨﺎ ﻳﺎ ربّ
ﻳﺎ ربّ إﺳﺘﻤﻊ ﺻﻼﺗﻨﺎ ﻳﺎ ربّ ﺗﺮأّف ﺑﻨﺎ واﺳﺘﻤﻊ ﺻﻼﺗﻨﺎ أﻳّﻬﺎ اﻟﺮبّ ،أﻳّﻬﺎ اﻵب اﻟﺴﻤﺎويّ أﻳّﻬﺎ اﻟﺮبّ ،اﻻﺑﻦ ،ﻣﺨﻠّﺺ اﻟﻌﺎﻟﻢ
أﻧﺸﺮ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ أﻧﺸﺮ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ أﻧﺸﺮ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ أﻧﺸﺮ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ
85
أﻧﺸﺮ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﺮبّ ،أﻳّﻬﺎ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس أﻳّﻬﺎ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻟﻘﺪّوس إﻟﻪ واﺣﺪ أﻧﺸﺮ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ
ﻳﺎ ﻗﺪّﻳﺴﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﻳﺎ أمّ اﷲ اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ أﻳّﺘﻬﺎ اﻟﺒﺘﻮل ﻣﺮﻳﻢ ﻳﺎ أمّ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻳﺎ أمّ اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻳﺎ أﻣًّﺎ ﻃﺎهﺮة ﻳﺎ أﻣًّﺎ ﻋﻔﻴﻔﺔ ﻳﺎ أﻣًّﺎ ﺑﺘﻮﻻً ﻳﺎ أﻣّﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺪﻧّﺴﺔ ﻳﺎ أﻣًّﺎ ﺣﺒﻴﺒﺔ ﻳﺎ أﻣًّﺎ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻳﺎ أﻣًّﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻴﺐ ﻳﺎ أمّ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻳﺎ أمّ اﻟﻤﺨﻠّﺺ ﻳﺎ أمّ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻳﺎ ﺑﺘﻮﻻً ﺣﻜﻴﻤﺔ ﻳﺎ ﺑﺘﻮﻻً ﻣﻜﺮّﻣﺔ ﻳﺎ ﺑﺘﻮﻻً ﻣﻤﺪوﺣﺔ ﻳﺎ ﺑﺘﻮﻻً ﻗﺎدرة ﻳﺎ ﺑﺘﻮﻻً ﺣﻨﻮﻧﺔ ﻳﺎ ﺑﺘﻮﻻً أﻣﻴﻨﺔ ﻳﺎ ﻣﺮﺁة اﻟﻌﺪل
ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت
86
ﻳﺎ آﺮﺳﻲّ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻳﺎ ﺳﺒﺐ ﺳﺮورﻧﺎ ﻳﺎ إﻧﺎء روﺣﻴًّﺎ ﻳﺎ إﻧﺎء اﻟﻌﺒﺎدة اﻟﺠﻠﻴﻠﺔ ﻳﺎ إﻧﺎء ﻣﻜ ّﺮﻣًﺎ ﻳﺎ ﺑﺮج داود ﻳﺎ ﺑﺮج اﻟﻌﺎج ﻳﺎ ﺑﻴﺖ اﻟﺬهﺐ ﻳﺎ ﺗﺎﺑﻮت اﻟﻌﻬﺪ ﻳﺎ ﺑﺎب اﻟﺴﻤﺎء ﻳﺎ ﻧﺠﻤﺔ اﻟﺼﺒﺢ ﻳﺎ ﺷﻔﺎء اﻟﻤﺮﺿﻰ ﻳﺎ ﻣﻠﺠﺄ اﻟﺨﻄﺄة ﻳﺎ ﻣﻌﺰﻳﺔ اﻟﺤﺰاﻧﻰ ﻳﺎ ﻣﻌﻮﻧﺔ اﻟﻨﺼﺎرى ﻳﺎ ﺳﻠﻄﺎﻧﺔ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻳﺎ ﺳﻠﻄﺎﻧﺔ اﻵﺑﺎء ﻳﺎ ﺳﻠﻄﺎﻧﺔ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻳﺎ ﺳﻠﻄﺎﻧﺔ اﻟﺮﺳﻞ ﻳﺎ ﺳﻠﻄﺎﻧﺔ اﻟﺸﻬﺪاء ﻳﺎ ﺳﻠﻄﺎﻧﺔ اﻟﻤﻌﺘﺮﻓﻴﻦ ﻳﺎ ﺳﻠﻄﺎﻧﺔ اﻟﻌﺬارى ﻳﺎ ﺳﻠﻄﺎﻧﺔ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﺪّﻳﺴﻴﻦ ﻳﺎ ﺳﻠﻄﺎﻧﺔ ﺣﺒﻞ ﺑﻬﺎ ﺑﻼ دﻧﺲ ﻳﺎ ﺳﻠﻄﺎﻧﺔ اﻟﻮردﻳّﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ
ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت
87
ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﻳﺎ ﺳﻠﻄﺎﻧﺔ اﻟﺴﻼم ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﻳﺎ ﺳﻠﻄﺎﻧﺔ وواﻟﺪة اﻟﻜﻬﻨﺔ ﻳﺎ ﺳﻠﻄﺎﻧﺔ وواﻟﺪة اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺻﻠّﻲ ﻷﺟﻞ اﻟﻤﻠﻜﻮت ﻳﺎ ﺣﻤﻞ اﷲ ﺣﺎﻣﻞ ﺧﻄﺎﻳﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ إﺳﺘﺠﺒﻨﺎ ،ﻳﺎ رب ﻳﺎ ﺣﻤﻞ اﷲ ﺣﺎﻣﻞ ﺧﻄﺎﻳﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﻧﺼﺖ إﻟﻴﻨﺎ ،ﻳﺎ رب ﻳﺎ ﺣﻤﻞ اﷲ ﺣﺎﻣﻞ ﺧﻄﺎﻳﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻧﺠّﻨﺎ ،ﻳﺎ رب ﻳﺎ ﺣﻤﻞ اﷲ ﺣﺎﻣﻞ ﺧﻄﺎﻳﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ إرﺣﻤﻨﺎ ،ﻳﺎ رب
ﻋﻠﻰ ﻧﻴّﺔ اﻷب اﻷﻗﺪس أﺑﺎﻧﺎ اﻟﺴﻼم اﻟﻤﺠﺪ ﺗﻘﺎل ﺑﻌﺪ ﺗﻼوة آﻞّ ﺳﺮّ ﻣﻦ اﻷﺳﺮار ،ﺑﻌﺪ اﻟﻤﺠﺪ ﺗﺤﺪﻳﺪًا: ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أﻋﺮف أﻧّﻚ ﺗﺤﺒّﻨﻲ .وﺑﺤﺒّﻲ ﻟﻚ ،أﻏﻤﺮ آﻞّ إﻧﺴﺎن وآﻞّ ﺷﻲء ﻓﻲ إرادﺗﻚ .أرﻳﺪ أن أﺣﺒّﻚ ،وأن أﻣﺪﺣﻚ ،وأن أﺷﻜﺮك ،وأن أﻋﻮّض ﻋﻠﻴﻚ ،ﻣﺎ ﺻﺪر ﻋﻨّﻲ وﻋﻦ آﻞّ إﻧﺴﺎن، ﺑﻨﻌﻤﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻣﻊ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻜﻠﻴّﺔ اﻟﻘﺪاﺳﺔ وﻟﻮﻳﺰا. ﻓﻠﻨﺼ ﱢ ﻞ ﻳﺎ ربّ ،هﺐ ﻟﻨﺎ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﺣﺘّﻰ إﻧّﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺼﻐﻲ إﻟﻰ ﺑﺸﺎرة ﻣﻠﻜﻮت اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺠﺴّﺪ ﺳﻴّﺪﻧﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ،وﺣﻴﺎﺗﻪ ،وﺁﻻﻣﻪ وﻣﻮﺗﻪ ،ﻧﺤﻴﺎ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﻤﻠﺌﻬﺎ ﻓﻲ ﻇﻞّ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء آﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض .ﺁﻣﻴﻦ.
88
درب اﻟﺼﻠﻴــﺐ
ﺑﺎﺳﻢ اﻵب واﻻﺑﻦ واﻟﺮوح اﻟﻘﺪس .ﺁﻣﻴﻦ.
أﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﺷﻴﺌًﺎ ،واﻟﺮبّ اﻹﻟﻪ آﻞّ ﺷﻲء؛ أﺣﺒّﻚ ،أﻳّﻬﺎ اﻵب؛ أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،واﺻﻠﻲ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺼﻼة ﻓﻴﻨﺎ؛ وﺗﻘﺒّﻠﻲ ﻣﻨّﺎ هﺬﻩ اﻟﺼﻼة آﺄﻧّﻬﺎ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﻠﺐ آﻞّ إﻧﺴﺎن ،ﻓﻨﺮﻓﻊ اﻟﻤﺠﺪ إﻟﻰ اﻵب. ﻓﻌﻞ اﻟﻨﺪاﻣﺔ )راﺟﻊ ص (١٧
89
ﺻﻼة اﻟﺒﺪء ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺣﺒّﻚ ﻟﻨﺎ دﻓﻌﻚ ﻷن ﺗﺘﺨﻠّﻰ ﻋﻦ ﻣﺠﺪك وﻋﻦ إرادﺗﻚ اﻹﻟﻬﻴّﺔ ،وﺗﺮﺗﻀﻲ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﺷﻘﺎء اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﺮﻳﻊ .وﻟﺌﻦ آﻨﺖ اﻟﺤﻤﻞ اﻟﻮدﻳﻊ ،اﻟﺒﺮيء ،أﻗﺪس اﻷﻗﺪاس ،أردت أن ﺗﺤﻔﺮ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺘﻚ اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻏﻤﺮًا ﻣﻦ اﻟﻤﺮارة ،واﻟﺤﺰن واﻟﻤﻮت ﺗﺴﺒّﺐ ﺑﻪ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺎﻧﺠﺮارﻩ وراء إرادﺗﻪ. ﻟﺬا أﺗﻮﺳّﻞ إﻟﻴﻚ أن ﺗﻘﺒﻠﻨﻲ ،ﺑﺮﻓﻘﺔ اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ اﻟﺒﺘﻮل ﻣﺮﻳﻢ، ﻷﺗﺄﻣّﻞ درب اﻟﺼﻠﻴﺐ اﻟﺬي ﻗﺎﺳﻴﺖ ﻓﻴﻪ أﻣﺮّ اﻵﻻم ﻣﻦ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺣﺘّﻰ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ. ﺑﺤﺒّﻚ أرﻳﺪ أن أﺧﺘﻢ آﻞّ ﺣﺰن ﻣﻦ أﺣﺰاﻧﻚ ،وآﻞّ ﻗﻄﺮة ﻣﻦ دﻣﻚ، وآﻞّ دﻣﻌﺔ ﻣﻦ روﺣﻚ ،وآﻞّ ﻣﻮت ﺧﻔﻲ ،ﻷﻗﻮل ﻟﻚ ﻣﻊ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﺒﺘﻮل وﺑﺎﺳﻢ آﻞّ اﻟﺨﻼﺋﻖ :ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﻣﺨﻠّﺼﻲ اﻟﺤﻨﻮن، أﺣﺒّﻚ ،أﺑﺎرآﻚ ،أﺷﻜﺮك ،أﻋﺒﺪك! ﺁﻣﻴﻦ.
90
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ :ﺑﻴﻼﻃﺲ ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻳﺴﻮع ﺑﺎﻟﻤﻮت ك : .ﻧﺴﺠﺪ ﻟﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻧﺒﺎرآﻚ. ش : .ﻷﻧّﻚ ﺑﺼﻠﻴﺒﻚ اﻟﻤﻘﺪّس ﺧﻠّﺼﺖ اﻟﻌﺎﻟﻢ. أﻧﻈﺮوا إﻟﻰ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ! أﻧﻈﺮوا إﻟﻴﻪ! ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻪ هﻴﺌﺔ رﺟﻞ! ﺣﺪّﻗﻮا ﻓﻲ ﺟﺮوﺣﺎﺗﻪ! ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻌﺮوﻓًﺎ .ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻋﻠﻦ ﺑﻴﻼﻃﺲ ﻣﻮﻗﻔﻪ ،ﺳﺎد ﺻﻤﺖ ﻋﻤﻴﻖ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض واﻟﺠﺤﻴﻢ .وﻣﻦ ﺛﻢّ ،وﻓﻲ ﺻﻮت واﺣﺪ ،ﺳﻤﻊ ﺻﺮاخ أﻃﻠﻘﻪ آﻞّ إﻧﺴﺎن" :أﺻﻠﺒﻪ، أﺻﻠﺒﻪ؛ ﻧﺮﻳﺪﻩ ﻣﻴﺘًﺎ ﻣﻬﻤﺎ آﺎن اﻟﺜﻤﻦ!" "ﺁﻩ ،ﻟﻴﺘﻚ ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻳﺎ اﺑﻨﻲ ،ﻓﺄﻧﺎ ﻟﻢ أﻋﺪ أﺣﺘﻤﻞ أوﺟﺎﻋﻲ .ﺧﺬ ﻋﻨّﻲ ﻗﺴﻄًﺎ ﻣﻨﻬﺎ وﻟﺘﻜﻦ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺗﻘﺪﻣﺔ داﺋﻤﺔ ﻟﺨﻼص اﻟﻨﻔﻮس، وﻟﺘﺨﻔّﻒ ﻣﻦ ﺣﺪّة ﺁﻻﻣﻲ اﻟﻤﺒﺮﺣﺔ". ك : .هﻠﻤّﻲ أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ! ش : .هﻠﻤّﻲ واﺣﻜﻤﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ! دﻳـﻦ ﻣﻦ أﺟــﻞ اﻷﻧﺎم رﺑّﻨـــﺎ ﻓـﺎدي اﻵﻧﺎم ﻓﺎﻧﻄﻮى اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺮهﻴﺐ واﻟﺒﺘﻮﻟـــﺔ اﻷﻣﻴﻨــﺔ ﻣﺮﻳــﻢ اﻷمّ اﻟﺤﺰﻳﻨــﺔ واﻗﻔﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺼﻠﻴﺐ
91
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﻳﺴﻮع ﻳﻘﺒﻞ اﻟﺼﻠﻴﺐ وﻳﺤﻤﻠﻪ ك : .ﻧﺴﺠﺪ ﻟﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻧﺒﺎرآﻚ. ش : .ﻷﻧّﻚ ﺑﺼﻠﻴﺒﻚ اﻟﻤﻘﺪّس ﺧﻠّﺼﺖ اﻟﻌﺎﻟﻢ. أﻳّﻬﺎ اﻟﺼﻠﻴﺐ اﻟﺤﺒﻴﺐ ،أﺧﻴﺮًا أﻏﻤﺮك! ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺗﺎق ﻗﻠﺒﻲ إﻟﻴﻚ، ﺷﻬﺎدة ﻟﺤﺒّﻲ .واﻵن ،أﺗﺖ اﻟﺴﺎﻋﺔ وأوﺟّﻪ ﺧﻄﻮاﺗﻲ ﻧﺤﻮك .أﻳّﻬﺎ اﻟﺼﻠﻴﺐ اﻟﻤﻘﺪّس ،آﻨﺖ هﺪف أﺷﻮاﻗﻲ ،واﻟﻐﺮض ﻣﻦ وﺟﻮدي ﻋﻠﻰ اﻷرض .ﻓﻴﻚ ،أﺟﻤﻊ آﻞّ آﻴﺎﻧﻲ .ﻓﻴﻚ ،أﺿﻊ آﻞّ أﺑﻨﺎﺋﻲ. ﺳﺘﻜﻮن ﻟﻬﻢ ﺣﻴﺎة وﻧﻮرًا وﻣﻼذًا وﺣﺎﻣﻴًﺎ وﻗﻮّة .وﺳﺘﻬﺐّ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﻓﻲ آﻞّ ﺷﻲء وﺗﻘﻮدهﻢ ﺑﺤﻔﺎوة إﻟﻲّ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء. ك : .هﻠﻤّﻲ أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ! ش : .هﻠﻤّﻲ واﺣﻜﻤﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ! ﺳﻴـﻖ ﻟﻠﻤﻮت ﻣﻄﻴﻌــﺎ ﻋﺎش ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴـﺎ وﺿﻴﻌًﺎ ﺣﻤﻞ اﷲ اﻟﻌﺠﻴﺐ
92
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﻳﺴﻮع ﻳﺮزح ﺗﺤﺖ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻟﻠﻤﺮّة اﻷوﻟﻰ
ك : .ﻧﺴﺠﺪ ﻟﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻧﺒﺎرآﻚ. ش : .ﻷﻧّﻚ ﺑﺼﻠﻴﺒﻚ اﻟﻤﻘﺪّس ﺧﻠّﺼﺖ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻣﺎ إن ﺣﻤﻠﺖ اﻟﺼﻠﻴﺐ وﻣﺸﻴﺖ ﺣﺘّﻰ وﻗﻌﺖ ﺗﺤﺖ ﺛﻘﻠﻪ واﻧﻄﺮﺣﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺠﺎرة .ﻓﺎﻧﻐﺮز اﻟﺸﻮك أآﺜﺮ ﻓﻲ رأﺳﻚ واﺷﺘﺪّت اﻷوﺟﺎع وذرﻓﺖ اﻟﺪﻣﺎء .ﺧﺎرت ﻗﻮاك وﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ اﻟﻮﻗﻮف ﻓﺎﺳﺘﺸﺎط أﻋﺪاؤك ﻏﻀﺒًﺎ وأوﺳﻌﻮك رﻓﺴًﺎ ودﻓﻌًﺎ .ﻳﺎ ﺣﺒّﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻷرض ،دﻋﻨﻲ أﺳﺎﻋﺪك ﻟﺘﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻴﻚ ،دﻋﻨﻲ أﻗﺒّﻠﻚ وأﻣﺴﺢ اﻟﺪﻣﺎء ﻋﻦ وﺟﻬﻚ ،ﻓﺄﺷﺎرآﻚ ،ﻋﻠّﻲ أﻋﻮّض ﻋﻤّﻦ اﻗﺘﺮﻓﻮا اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﺟﻬﺎﻟﺔ ﻣﻨﻬﻢ وﻃﺮاوة وﺿﻌﻔًﺎ .أﺳﺄﻟﻚ أن ﺗﻤﺪّ هﺬﻩ اﻷرواح ﺑﻴﺪ اﻟﻌﻮن. ك : .هﻠﻤّﻲ أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ! ش : .هﻠﻤّﻲ واﺣﻜﻤﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ! ﺣﺎﻣـﻼً ﺛﻘﻞ اﻟﺨﻄﺎﻳــﺎ هـﻮذا ﺑـﺎري اﻟﺒﺮاﻳـﺎ رازﺣًﺎ ﺗﺤﺖ اﻟﺼﻠﻴﺐ
93
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ :ﻳﺴﻮع ﻳﻠﺘﻘﻲ أﻣّﻪ اﻟﻮﺟﻴﻌﺔ ك : .ﻧﺴﺠﺪ ﻟﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻧﺒﺎرآﻚ. ش : .ﻷﻧّﻚ ﺑﺼﻠﻴﺒﻚ اﻟﻤﻘﺪّس ﺧﻠّﺼﺖ اﻟﻌﺎﻟﻢ. أﻣّﻚ ،آﺎﻟﻴﻤﺎﻣﺔ اﻟﺤﺰﻳﻨﺔ اﻟﺒﺎﺋﺴﺔ ،ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻨﻚ .ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻘﻮل ﻟﻚ آﻠﻤﺔ أﺧﻴﺮة وأن ﺗﺮﻣﻘﻬﺎ ﺑﻨﻈﺮة أﺧﻴﺮة .أﻧﺖ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺂﻻﻣﻬﺎ ،ﻓﻘﻠﺒﻬﺎ ﻳﺘﻤﺰّق وﻳﻠﺘﻬﺐ ﺣﻨﻮًّا ،ﺣﺒًّﺎ ﺑﻚ .هﺎ هﻲ ﺗﺸﻖّ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﺸﻮد .ﻓﻬﻲ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺮاك ﻣﻬﻤﺎ آﺎن اﻟﺜﻤﻦ ﻓﺘﻐﻤﺮك وﺗﻘﺒّﻠﻚ ﻗﺒﻠﺔ اﻟﻮداع .وﻟﻜﻦ ﺟﺎزت ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﻃﻌﻨﺎت ﻣﻮﺟﻌﺔ إذ رأﻳﺘﻬﺎ ﺷﺎﺣﺒﺔ ﺗﺘﺄﻟّﻢ ﻵﻻﻣﻚ ﺑﻘﻮّة اﻟﺤﺐّ .وهﻲ إن ﺑﻘﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻸنّ ﺣﻀﻮرك اﻟﻜﻠّﻲّ ﺳﻜﺐ اﻟﻌﺰاء ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ. ك : .هﻠﻤّﻲ أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ! ش : .هﻠﻤّﻲ واﺣﻜﻤﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ! ﺟــﺎز ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻟﺤﺰﻳﻨـﺔ ﺳﻴــﻒ ﺁﻻم دﻓﻴﻨــﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎز اﻟﺤﺒﻴﺐ
94
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ :ﺳﻤﻌﺎن اﻟﻘﻴﺮواﻧﻲّ ﺳﺨّﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻣﻊ ﻳﺴﻮع ك : .ﻧﺴﺠﺪ ﻟﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻧﺒﺎرآﻚ. ش : .ﻷﻧّﻚ ﺑﺼﻠﻴﺒﻚ اﻟﻤﻘﺪّس ﺧﻠّﺼﺖ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﺧﺎف أﻋﺪاؤك أن ﺗﻤﻮت ﺗﺤﺖ ﺛﻘﻞ اﻟﺼﻠﻴﺐ ،ﻓﺄﺟﺒﺮوا اﻟﻘﻴﺮواﻧ ّ ﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻣﻌﻚ .ﺳﺎﻋﺪك ﺑﻐﻴﺮ إرادﺗﻪ ،ﻣﺘﺬﻣّﺮًا .وهﻮ ﻟﻢ ﻳﺴﺎﻋﺪك ﺣﺒًّﺎ ﻟﻚ ،ﺑﻞ ﻣﻜﺮهًﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ .وآﺎن ﻧﺤﻴﺐ اﻟﻤﺘﺄﻟّﻤﻴﻦ ﻳﺘﻨﺎهﻰ إﻟﻰ ﺳﻤﻌﻚ وﻳﺘﺮدّى رﺟﻊ ﺻﺪاﻩ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ ،ﻣﻊ ﺻﺮﺧﺎت اﻟﺮﻓﺾ واﻟﻌﺼﻴﺎن واﻟﻐﻀﺐ واﻻزدراء .وﻟﻜﻦّ أآﺜﺮ ﻣﺎ ﺁﻟﻤﻚ رؤﻳﺔ ﻣﻦ أﺳﻤﻴﺘﻬﻢ ﻟﻚ رﻓﺎﻗًﺎ وﺗﻮﻗّﻌﺖ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ،ﻳﻔﺮّون ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻨﻚ. ﻓﺈن آﻨﺖ ﺑﺎﻵﻻم ﻗﺪ ﺟﺬﺑﺘﻬﻢ إﻟﻴﻚ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻔﻠّﺘﻮا ﻣﻦ ﻳﺪﻳﻚ ﺳﻌﻴًﺎ وراء ﻣﻠﺬّاﺗﻬﻢ. ك : .هﻠﻤّﻲ أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ! ش : .هﻠﻤّﻲ واﺣﻜﻤﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ! ﻧﺤﻤــﻞ اﻟﻌﻮد اﻟﺜﻘﻴـﻼ أﻋﻄﻨــﺎ ﺻﺒﺮًا ﺟﻤﻴــﻼً إﻧّﻪ ﺧﻴﺮ ﻧﺼﻴﺐ
95
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ :اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﻓﻴﺮوﻧﻴﻜﺎ ﺗﻤﺴﺢ وﺟﻪ ﻳﺴﻮع ﺑﺎﻟﻤﻨﺪﻳﻞ ك : .ﻧﺴﺠﺪ ﻟﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻧﺒﺎرآﻚ. ش : .ﻷﻧّﻚ ﺑﺼﻠﻴﺒﻚ اﻟﻤﻘﺪّس ﺧﻠّﺼﺖ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﺗﻘﺪّﻣﺖ ﻓﻴﺮوﻧﻴﻜﺎ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ ﻏﻴﺮ ﺧﺎﺋﻔﺔ ،وﻣﺴﺤﺖ وﺟﻬﻚ اﻟﻤﻠﻄّﺦ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎء ﺑﺎﻟﻤﻨﺪﻳﻞ .ﻓﺎﻧﻄﺒﻌﺖ ﺳﻤﺎﺗﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺒﻴﺮًا ﻋﻦ ﺷﻜﺮك ﻟﻬﺎ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻜﺮﻳﻢ ،أﻧﺎ أﻳﻀًﺎ أرﻳﺪ أن أﻣﺴﺢ وﺟﻬﻚ، وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻤﻨﺪﻳﻞ ،إﻧّﻤﺎ ﺑﻜﻞّ آﻴﺎﻧﻲ ﻷﻟﻄّﻒ أوﺟﺎﻋﻚ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أرﻳﺪ أن أدﺧﻞ إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻚ وأﻋﻄﻴﻚ ﻟﻜﻞّ ﻧﺒﻀﺔ ﻧﺒﻀﺔ ،وﻟﻜﻞّ ﺗﻨﻬﻴﺪة ﺗﻨﻬﻴﺪة ،وﻟﻜﻞّ إﺣﺴﺎس إﺣﺴﺎس ،وﻟﻜﻞّ رﻏﺒﺔ رﻏﺒﺔ. أﻧﻮي أن أﻟﻘﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﻓﻜﺮك اﻟﻘﺪّوس ،وأﺟﻌﻞ آﻞّ هﺬﻩ اﻟﻨﺒﻀﺎت ،واﻟﺘﻨﻬّﺪات واﻟﻤﺸﺎﻋﺮ واﻟﺮﻏﺒﺎت ﺗﺘﺪﻓّﻖ ﻓﻲ رﺣﺎﺑﺔ إرادﺗﻚ ،وأودّ أن أﺿﺎﻋﻔﻬﺎ ﻣﻦ اﻵن وإﻟﻰ اﻧﻘﻀﺎء اﻟﺪهﺮ. ك : .هﻠﻤّﻲ أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ! ش : .هﻠﻤّﻲ واﺣﻜﻤﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ! أﻳــﻦ ﻣﻨﺪﻳﻞ اﻟﻤﺤﺒّــﺔ ﺳﻴـﻢ ﺗﺠﺮﻳﺤًﺎ وﺿﺮﺑــﺎ ﻳﻤﺴﺢ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻤﻬﻴﺐ
96
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ :ﻳﺴﻮع ﻳﺮزح ﺗﺤﺖ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻟﻠﻤﺮّة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ك : .ﻧﺴﺠﺪ ﻟﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻧﺒﺎرآﻚ. ش : .ﻷﻧّﻚ ﺑﺼﻠﻴﺒﻚ اﻟﻤﻘﺪّس ﺧﻠّﺼﺖ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻟﻘﺪ ﺗﺤﺠّﺮ ﻗﻠﺐ أﻣّﻚ ﺣﺰﻧًﺎ وﺗﻜﺎد أن ﺗﺼﺎب ﺑﺎﻻﻏﻤﺎء ،ﻟﺮؤﻳﺘﻚ رازﺣًﺎ ﺗﺤﺖ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﺗﺌﻦّ وﺟﻌًﺎ .ﺧﺎف اﻟﺠﻨﻮد أن ﺗﻤﻮت ﺗﺤﺖ ﺛﻘﻞ اﻷوﺟﺎع وﻏﺰارة اﻟﺪﻣﺎء .ﻓﺄﺑﺮﺣﻮك ﺟﻠﺪًا وﺿﺮﺑًﺎ ،وﺟﻌﻠﻮك ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ رﺟﻠﻴﻚ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ .وﺑﻬﺬﻩ اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺗﻌﻮّض ﻋﻦ اﻟﺰﻻّت اﻟﻤﺘﻜﺮّرة وﻋﻦ اﻟﺨﻄﺎﻳﺎ اﻟﺨﻄﻴﺮة اﻟﺘﻲ اﻗﺘﺮﻓﺘﻬﺎ ﻓﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس؛ وﺗﺼﻠّﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺨﻄﺄة اﻟﻤﺘﻌﻨّﺘﻴﻦ وﺗﺬرف دﻣﻮﻋًﺎ ودﻣﺎء ﻃﻠﺒًﺎ ﻟﻬﺪاﻳﺘﻬﻢ. ك : .هﻠﻤّﻲ أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ! ش : .هﻠﻤّﻲ واﺣﻜﻤﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ! إﺣﻤﻨﻲ ﺳﻘﻄــﺎت ﺿﻌﻔﻲ أﻧﺎ ﻣﻦ ﻃﻴـﻦ وﺧــﺰف واﺳﺘﻤﻊ ﻟﻲ ﻳﺎ ﻣﺠﻴﺐ
97
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ :ﻳﺴﻮع ﻳﺸﺠّﻊ ﺑﻨﺎت أورﺷﻠﻴﻢ ك : .ﻧﺴﺠﺪ ﻟﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻧﺒﺎرآﻚ. ش : .ﻷﻧّﻚ ﺑﺼﻠﻴﺒﻚ اﻟﻤﻘﺪّس ﺧﻠّﺼﺖ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﺪدًا .ﻓﺤﺒّﻚ ﻟﻢ ﻳﺨﻤﺪ ﺗﺤﺖ ﺗﻘﺪّﻣﺖ ﺑﻀﻊ ﺧﻄﻮات وﺗﻮﻗّﻔﺖ ﻣﺠ ّ ﺛﻘﻞ اﻵﻻم اﻟﻤﺒﺮﺣﺔ .وﻟﻤّﺎ رأﻳﺖ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻔﺎﺿﻼت اﻟﻠﻮاﺗﻲ ﻳﻨﺪﺑﻨﻚ، ﻧﺴﻴﺖ ﻧﻔﺴﻚ وواﺳﻴﺘﻬﻦّ ﻗﺎﺋﻼً :ﻻ ﺗﺒﻜﻴﻦ ﻋﻠﻲّ ﺑﻞ اﺑﻜﻴﻦ ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺴﻜّﻦ وأﺑﻨﺎﺋﻜﻦّ". ﻳﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﺪرس اﻟﺴﺎﻣﻲ! وﻳﺎ ﻟﻠﻄﺎﻓﺔ آﻼﻣﻚ! ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻣﻌﻚ أﻋﻮّض ﻋﻦ اﻟﻨﻘﺺ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺒّﺔ وأﺳﺄﻟﻚ ﻧﻌﻤﺔ أن أﻧﺴﻰ ﻧﻔﺴﻲ وﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺑﺎﻟﻲ إﻻّ أﻧﺖ وﺣﺪك. ك : .هﻠﻤّﻲ أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ! ش : .هﻠﻤّﻲ واﺣﻜﻤﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ! إﻧّﻤﺎ أرﺛــﻲ ﻟﻘﻠﺒــﻲ ﻟﺴﺖ أرﺛﻲ ﻟﻚ رﺑّــﻲ ﺗﺎﻩ ﻓﻲ اﻟﺪرب ﻏﺮﻳﺐ
98
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ :ﻳﺴﻮع ﻳﺮزح ﺗﺤﺖ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻟﻠﻤﺮّة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ك : .ﻧﺴﺠﺪ ﻟﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻧﺒﺎرآﻚ. ش : .ﻷﻧّﻚ ﺑﺼﻠﻴﺒﻚ اﻟﻤﻘﺪّس ﺧﻠّﺼﺖ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻟﻤّﺎ ﺳﻤﻌﻚ أﻋﺪاؤك ﺗﺘﻜﻠّﻢ اﺳﺘﺸﺎﻃﻮا ﻏﻴﻈًﺎ .ﻓﻀﺮﺑﻮك ﺑﺎﻟﺤﺒﺎل ودﻓﻌﻮك ﺑﻐﻀﺐ وأوﻗﻌﻮك أرﺿًﺎ .أوﺟﻌﻚ ﺛﻘﻞ اﻟﺼﻠﻴﺐ ،وﺷﻌﺮت ﺑﺪﻧﻮّ أﺟﻠﻚ! أراد أﻋﺪاؤك أن ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ رﺟﻠﻴﻚ ،ﻓﺮاﺣﻮا ﻳﺪﻓﻌﻮﻧﻚ ﺑﺎﻟﺤﺒﺎل ،وﻳﺸﺪّوﻧﻚ ﺑﺸﻌﺮك .وﻳﻀﺮﺑﻮﻧﻚ ،وﻟﻜﻦ ﺑﻼ ﺟﺪوى .أﺧﺬوا ﻳﺴﺤﺒﻮﻧﻚ ﻋﻠﻰ اﻷرض وﻳﺠﺮّوﻧﻚ ﺻﻌﻮدًا إﻟﻰ ﺟﺒﻞ اﻟﺠﻠﺠﺜﺔ .وﻟﻘﺪ ﺗﻴﻘّﻦ ﻟﻲ وهﻢ ﻳﺠﺮّوﻧﻚ أﻧّﻚ ﺗﻌﻮّض ﻋﻦ آﻞّ ﺧﻄﺎﻳﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺘﻲ أﺛﻘﻠﺖ آﺎهﻠﻚ ،ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻘﻮى ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻬﻮض. ك : .هﻠﻤّﻲ أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ! ش : .هﻠﻤّﻲ واﺣﻜﻤﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ! واﺣﻤﻨﻲ ﺳﻘﻄـﺎت ﻳﺄﺳﻲ إﺳﺘﻤﻊ دﻋــﺎء ﺑﺆﺳﻲ واﻧﺰع اﻟﺸﻚّ اﻟﺮهﻴﺐ
99
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة :اﻟﺠﻨﺪ ﻋﺮّوا ﻳﺴﻮع ﻣﻦ ﺛﻴﺎﺑﻪ وﻧﺎوﻟﻮﻩ ﺧﻤﺮًا ﻣﻤﺰوﺟﺔ ﻣﺮًّا ك : .ﻧﺴﺠﺪ ﻟﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻧﺒﺎرآﻚ. ش : .ﻷﻧّﻚ ﺑﺼﻠﻴﺒﻚ اﻟﻤﻘﺪّس ﺧﻠّﺼﺖ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﺪدًا ﺟﺮّدوك ﻣﻦ ﺛﻴﺎﺑﻚ واﻗﺘﺮﻋﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ واﻧﺘﺰﻋﻮا إآﻠﻴﻞ اﻟﺸﻮك ﻣﺠ ّ ﻋﻦ رأﺳﻚ ،ﻓﺄوﺟﻌﻮك واﺷﺘﺪّ أﻧﻴﻨﻚ .وﻓﻴﻤﺎ هﻢ ﻳﻨﺘﺰﻋﻮن ﺛﻴﺎﺑﻚ ﻣﺰّﻗﻮا أﻳﻀًﺎ اﻟﻘﺮوح .ﺗﻔﺘّﺤﺖ ﺟﺮوﺣﺎﺗﻚ وﺗﺪﻓّﻘﺖ اﻟﺪﻣﺎء ﻣﻨﻬﺎ آﺎﻟﺠﺪاول وﻏﻄّﺖ اﻷرض وآﺎن اﻷﻟﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﺪّة ﺑﺤﻴﺚ وﻗﻌﺖ أرﺿًﺎ ﺷﺒﻪ ﻣﻴﺖ .وآﺎن اﻟﻌﺬاب ﻣﺮﻳﺮًا ﻣﻦ ﺟﺮاﺣﺎﺗﻚ وﺷﺪّ ﺷﻌﺮك، اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻚ ﺑﺴﺒﺐ آﺜﺮة اﻟﺪﻣﺎء .وﺣﺪهﺎ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻗﺎدرة أن ﺗﻌﻲ ﻣﺪى اﻟﻌﺬاب اﻟﺬي ﻗﺎﺳﻴﺖ. ك : .هﻠﻤّﻲ أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ! ش : .هﻠﻤّﻲ واﺣﻜﻤﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ! ﻳﺮﺗــﻮي ﺧـﻼًّ وﻣﺮًّا ﻣﻠﻚ اﻟﻤﺠـﺪ ﻣﻌـــﺮّى واﻟﺪم اﻟﻐﺎﻟﻲ ﺳﻜﻴﺐ
100
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺤﺎدﻳﺔ ﻋﺸﺮة :ﻳﺴﻮع ﺳﻤّﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ك : .ﻧﺴﺠﺪ ﻟﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻧﺒﺎرآﻚ. ش : .ﻷﻧّﻚ ﺑﺼﻠﻴﺒﻚ اﻟﻤﻘﺪّس ﺧﻠّﺼﺖ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻳﺎ ﺣﻴﺎﺗﻲ اﻟﻌﺬﺑﺔ ،ﻣﺎ أن أﻧﻬﻰ أﻋﺪاؤك ﻏﺮز اﻟﻤﺴﺎﻣﻴﺮ ﻓﻲ ﻳﺪك اﻟﻴﻤﻨﻰ ،ﺣﺘّﻰ ﺳﺤﺒﻮا ﻳﺪك اﻟﻴﺴﺮى ﺑﻮﺣﺸﻴّﺔ ﻻ ﺗﻮﺻﻒ .وﺳﺤﺒﻮهﺎ ﺑﺸﺪّة ﺣﺘّﻰ اﻟﺜﻘﺐ ،ﻓﺸﻌﺮت ﺑﺘﻔﻜّﻚ ﻣﻔﺎﺻﻞ ﻳﺪﻳﻚ وآﺘﻔﻴﻚ .وﻟﺸﺪّة اﻟﻮﺟﻊ ،ﺗﻘﻠّﺼﺖ ﻗﺪﻣﺎك وﺗﺸﻨّﺠﺘﺎ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻋﻲ ،أدﻧﻮ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻚ ﺣﺘّﻰ ﻳﻨﻬﻲ اﻟﻤﻨﻔّﺬون ﺗﺴﻤﻴﺮ رﺟﻠﻴﻚ. أرى أﻧّﻚ ﻣﺎ ﻋﺪت ﺗﻘﻮى ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﻤﺎل ،وﻟﻜﻦّ ﺣﺒًّﺎ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن، ﻋﻼ ﺻﻮﺗﻚ ﻣﻨﺎدﻳًﺎ" :ﻻ ﺑﺄس ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻵﻻم!" ك : .هﻠﻤّﻲ أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ! ش : .هﻠﻤّﻲ واﺣﻜﻤﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ! وﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻮد ﺗﺠﻠّــﻰ ﻋﻦ ﻋُﻠــﻰ اﻟﻤﺠﺪ ﺗﺨﻠّـﻰ ﻣﺎﺣﻴًﺎ ﻋﺎر اﻟﺼﻠﻴﺐ
101
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮة :ﻳﺴﻮع ﻳﻤﻮت ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ك : .ﻧﺴﺠﺪ ﻟﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻧﺒﺎرآﻚ. ش : .ﻷﻧّﻚ ﺑﺼﻠﻴﺒﻚ اﻟﻤﻘﺪّس ﺧﻠّﺼﺖ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﺪدًا ﺗﻔﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻚ اﻟﻤﻨﺎزﻋﺘﻴﻦ وﺗﻨﻈﺮ ﺣﻮل اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻣﺠ ّ آﻤﺎ ﻟﻮ أﻧّﻚ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻘﻮل ﺁﺧﺮ وداع ﻟﻜﻞّ إﻧﺴﺎن .وﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ أﻣّﻚ اﻟﻮﺟﻴﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺤﺮّك ﺳﺎآﻨًﺎ أو ﺗﺘﻜﻠّﻢ ،ﻧﻈﺮًا ﻟﺤﺠﻢ اﻵﻻم اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ؛ وأﻧﺖ ﺗﻘﻮل" :وداﻋًﺎ ﻳﺎ أﻣّﻲ .أﻧﺎ ذاهﺐ ،وﻟﻜﻨّﻨﻲ ﺳﺄﺣﻔﻈﻚ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ .إﻋﺘﻨﻲ ﺑﺄﺑﻨﺎﺋﻲ وأﺑﻨﺎﺋﻚ ".ﻻ ﺷﻲء ﻳﻐﻔﻞ ﻋﻨﻚ .ﺗﻐﻔﺮ وﺗﺴﺎﻣﺢ آﻞّ إﻧﺴﺎن .وﻣﻦ ﺛﻢّ ﺗﺴﺘﺠﻤﻊ ﻗﻮاك، وﺑﺼﻮت ﻗﻮي ﻋﺎل ،ﺗﺼﺮخ" :أﺑﺘﺎﻩ ،ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ أﺳﺘﻮدع روﺣﻲ!" ك : .هﻠﻤّﻲ أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ! ش : .هﻠﻤّﻲ واﺣﻜﻤﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ! وآﺴﺎ اﻟﻜــﻮن ﺿﺒﺎب ﻣـﺎت ﻓﺎﻧﺸﻖّ اﻟﺤﺠـﺎب وﺑﻜﺖ ﺷﻤﺲ اﻟﻤﻐﻴﺐ
102
وﺿﻊ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺸﺮة :ﻳﺴﻮع أُﻧﺰل ﻋﻦ اﻟﺼﻠﻴﺐ و ُ ﻓﻲ ﺣﻀﻦ أﻣّﻪ ك : .ﻧﺴﺠﺪ ﻟﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻧﺒﺎرآﻚ. ش : .ﻷﻧّﻚ ﺑﺼﻠﻴﺒﻚ اﻟﻤﻘﺪّس ﺧﻠّﺼﺖ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أوّل ﻣﻦ ﺣﻤﻠﻚ ﻓﻲ ﺣﻀﻨﻪ ،ﺑﻌﺪ أن أﻧﺰﻟﻮك ﻋﻦ اﻟﺼﻠﻴﺐ آﺎﻧﺖ أﻣّﻚ اﻟﻮﺟﻴﻌﺔ .ﻓﺄﺳﻨﺪت رأﺳﻚ اﻟﻤﻄﻌﻮن ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻬﺎ .ﺁﻩ ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ ،هﻼّ اﺣﺘﺴﺒﺘﻨﻲ ﻓﻲ ﻋﺪاد أﺑﻨﺎﺋﻚ، وﻣﻌﻚ ،أﺗﻤّﻢ ﺁﺧﺮ اﻟﺨﺪﻣﺎت ﻟﺤﺒﻴﺒﻲ ﻳﺴﻮع .ﻳﺎ أﻣّﻲ اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ، ﺻﺤﻴﺢ أﻧّﻚ ﻓﻘﺘﻨﻲ ﺣﺒًّﺎ ورهﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﻣﻼﻣﺴﺔ ﻳﺴﻮﻋﻲ ،وﻟﻜﻨّﻨﻲ أآﺎﻓﺢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ أن أﺗﺸﺒّﻪ ﺑﻚ ﻓﻲ أﻓﻀﻞ وﺳﻴﻠﺔ ﻷرﺿﻲ ﻳﺴﻮع اﻟﺤﺒﻴﺐ ﻓﻲ آﻞّ ﺷﻲء. ك : .هﻠﻤّﻲ أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ! ش : .هﻠﻤّﻲ واﺣﻜﻤﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ! ﺑﻠﺴﻤـﻲ اﻟﻘﻠــﺐ اﻟﻤﺆﻟّﻢ إﻧّﻨﺎ ﻧﺪﻋـﻮك ﻣﺮﻳـــﻢ واﻣﺴﺤﻲ اﻟﺪﻣﻊ اﻟﺼﺒﻴﺐ
103
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮة :ﻳﺴﻮع ﻳﻮﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﻘﺒﺮ .أﺳﻰ اﻟﻌﺬراء ﻣﺮﻳﻢ ك : .ﻧﺴﺠﺪ ﻟﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻧﺒﺎرآﻚ. ش : .ﻷﻧﻚ ﺑﺼﻠﻴﺒﻚ اﻟﻤﻘﺪّس ﺧﻠّﺼﺖ اﻟﻌﺎﻟﻢ. أﻣّﻲ اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ ،أراك ﺗﻠﺘﻔﺘﻴﻦ إﻟﻰ ﻗﻠﺐ اﺑﻨﻚ اﻟﺤﺒﻴﺐ .ﻣﺎ ﻋﺴﺎﻧﺎ ﻧﻔﻌﻞ ﺑﻬﺬا اﻟﻘﻠﺐ؟ أرﺷﺪﻳﻨﻲ ﻳﺎ أﻣّﻲ .أدﻓﻨﻴﻨﻲ ﻓﻴﻪ .واﻏﻠﻘﻴﻪ ﻋﻠﻲّ ﺑﺎﻟﺼﺨﺮ .واﺧﺘﻤﻴﻨﻲ ﻓﻴﻪ .ﻓﻔﻴﻪ ،أﺳﺘﻮدع ﻗﻠﺒﻲ وﺣﻴﺎﺗﻲ، وأﺳﺘﻘﺮّ ﺧﻔﻴًّﺎ إﻟﻰ اﻧﻘﻀﺎء اﻟﺪهﻮر. أﻋﻄﻨﻲ ﺣﺒّﻚ ،ﻳﺎ أﻣّﻲ ،ﻷﺣﺐّ ﻳﺴﻮع .دﻋﻴﻨﻲ أﺷﺎرآﻚ ﺣﺰﻧﻚ وأﻋﻮّض ﻋﻠﻴﻚ آﻞّ إهﺎﻧﺔ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻘﻠﺒﻚ. ك : .هﻠﻤّﻲ أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ! ش : .هﻠﻤّﻲ واﺣﻜﻤﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ! ﻋﻨــﺪﻩ اﻟﻤﻮت ﻣﺤﻴّــﺮ ﻳﺎ ﻟﻘﺒــﺮﻩ اﻟﻤﻨــﻮّر ﻟﻢ ﻳﻌﺪ أﻣﺮًا ﻣﺮﻳﺐ
104
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮ :ﻳﺴﻮع ﻳﻘﻮم ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻷﻣﻮات ك : .ﻧﺴﺠﺪ ﻟﻚ أﻳّﻬﺎ اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻧﺒﺎرآﻚ. ش : .ﻷﻧّﻚ ﺑﺼﻠﻴﺒﻚ اﻟﻤﻘﺪّس ﺧﻠّﺼﺖ اﻟﻌﺎﻟﻢ. هﻞ ﺗﻌﺮف ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻴﺎﻣﺔ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ – ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ، إﻧّﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة ﻋﻠﻰ اﻷرض؟ ﻓﻜﻞّ ﻣﻦ ﻳﺤﻴﺎ وﻓﻖ إرادﺗﻲ ﻳﻘﻮم ﻟﻠﻨﻮر ،وﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻘﻮل "اﻧﺘﻬﻰ ﻇﻼﻣﻲ" .ﺗﻨﻬﺾ ﻓﻲ ﻇﻞّ ﺣﺐّ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻓﻼ ﻳﻌﻮد ﻟﻠﺒﺮد وﻟﻠﺜﻠﺞ ﻣﻦ وﺟﻮد ﺑﻌﺪ اﻵن .ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ، ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺒﺴﻤﺔ اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﺴﻤﺎويّ .ﺗﻘﻮم ﻟﻠﻘﺪاﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻀﻲ ﺳﺮﻳﻌًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻌﻒ ،واﻟﻤﺂﺳﻲ واﻵﻻم .ﺗﻘﻮم ﻟﻜﻞّ ﻣﺎ هﻮ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء. ك : .هﻠﻤّﻲ أﻳّﺘﻬﺎ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ! ش : .هﻠﻤّﻲ واﺣﻜﻤﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ! ﻗﺎهـﺮًا ﺣﻜـﻢ اﻟﻤﻤـﺎتِ ﻗــﺎم ﻣﺠـــﺪًا ﻟﻠﺤﻴﺎة ﻣﻠﻚ اﻟﻜﻮن اﻟﻌﺠﻴﺐ
105
ﺻﻼة اﻟﺨﺘﺎم أرﻓﻊ ﻟﻚ اﻟﺸﻜﺮان ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﻷﻧّﻚ دﻋﻮﺗﻨﻲ ﻷﺗﺒﻌﻚ ﻋﻠﻰ درب اﻟﺼﻠﻴﺐ .ﻧﻌﻢ ،ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أردّد ،ﺷﻜﺮًا ﻟﻚ ،ﻣﺮارًا وﺗﻜﺮارًا وﺁﻻف اﻟﻤﺮّات .أﺑﺎرآﻚ ﻷﺟﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ وﻗﺎﺳﻴﺘﻪ ﻟﺨﻼص ﻧﻔﺴﻲ وﻧﻔﺲ آﻞّ إﻧﺴﺎن .أﺷﻜﺮك وأﺑﺎرآﻚ ﻷﺟﻞ آﻞّ ﻧﻘﻄﺔ دم ذرﻓﺘﻬﺎ ،وآﻞّ ﺗﻨﻬﻴﺪة ،وآﻞّ ﻧﺒﻀﺔ ،وآﻞّ ﺧﻄﻮة ،وآﻞّ آﻠﻤﺔ ،وآﻞّ اﻟﺘﻔﺎﺗﺔ ،وآﻞّ ﻣﺮارة وإهﺎﻧﺔ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻚ .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع أودّ أن أﺷﻜﺮك وأﺑﺎرآﻚ ﻓﻲ آﻞّ ﺷﻲء .ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،أرﺳﻞ ﻟﻚ ﺑﻜﻞّ آﻴﺎﻧﻲ دﻓﻘًﺎ ﻣﻦ أدﻋﻴﺔ اﻟﺸﻜﺮ وأﺳﺘﻤﻄﺮ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﺒﺮآﺎت ﻓﺘﻐﻤﺮ آﻞّ إﻧﺴﺎن ﺑﺒﺮآﺎﺗﻚ وﻧﻌﻤﻚ. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،ﺿﻤّﻨﻲ إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻚ ،وﺑﻴﺪﻳﻚ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺘﻴﻦ إﻃﺒﻊ آﻞّ ذرّة ﻣﻦ آﻴﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﺒﺮآﺔ ﻓﻼ ﻳﺼﺪر ﻋﻨّﻲ ﺳﻮى أﻧﺸﻮدة ﺗﺴﺒﻴﺢ ﻣﺘﻮاﺻﻠﺔ أرﻓﻌﻬﺎ ﻟﻚ.
ﻋﻠﻰ ﻧﻴّﺔ اﻷب اﻷﻗﺪس: اﻟﻤﺠﺪ اﻟﺴﻼم ﻣﺮّة أﺑﺎﻧﺎ
106
ﻓﻬﺮس ﻓﻠﻴﺄتِ ﻣﻠﻜﻮﺗﻚ٣......................................................... إﺑﺘﻬﺎل إﻟﻰ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس١٣........................................ إﺑﺘﻬﺎل إﻟﻰ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس )ﻣﺨﺘﺼﺮ( ١٤........................ إﺑﺘﻬﺎل إﻟﻰ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻹﻋﺎﻧﺘﻨﺎ ﻓﻲ آﻞّ أﻋﻤﺎﻟﻨﺎ١٥ ... ﻋﻨﺪ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻨﻬﺎر١٥ ...................................................... ﻗﺒﻞ ﺗﻨﺎول اﻟﻄﻌﺎم١٦ .................................................... ﺑﻌﺪ ﺗﻨﺎول اﻟﻄﻌﺎم١٦ .................................................... ﻗﺒﻞ اﻟﻘﺪّاس اﻹﻟﻬﻲ١٦ ................................................ ﻗﺒﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮة اﻟﺼﻼة١٦ ................................................ ﺻﻼة إﻟﻰ اﻟﻤﻼك اﻟﺤﺎرس١٦ ........................................ إﻟﻰ ﻣﺎر ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ ،رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ١٧ .............................. إﺑﺘﻬﺎل إﻟﻰ ﻟﻮﻳﺰا١٧ ..................................................... ﻟﺮاﺣﺔ اﻟﻤﻮﺗﻰ١٧ ........................................................ ﻓﻌﻞ اﻟﻨﺪاﻣﺔ ﺑﻘﻮّة اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ١٧ ............................ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻮﺗﻨﺎ١٨ .......... إﺳﺘﻬﻼل ﻳﻮﻣﻨﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﺴﻼم ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ١٩ ............. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺄوي إﻟﻰ اﻟﺴﺮﻳﺮ وﻧﺨﻠﺪ ﻟﻠﻨﻮم ٢١..................... ﻧﻮاﻳﺎ ﺗُﺮﻓﻊ ﻷﺟﻞ ﺗﻮاﺻﻞ اﺗّﺤﺎد اﻟﻌﻤﻞ اﻹﻟﻬﻲّ٢٢ ............ ﺻﻠﻮات ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ٢٥ .......................................... اﻟﺘﻜﺮّس اﻟﺪاﺋﻢ ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ٢٥ ............................... اﻟﺘﻜﺮّس ﻟﻴﺴﻮع ،ﻣﻠﻚ اﻟﻜﻮن٢٧ ................................. ﻓﻌﻞ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺗﺎم ﺑﺎﻻﺳﺘﺴﻼم ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ٢٨ ............... ﻓﻌﻞ ﺗﺒﺎدل اﻟﺤﺐّ ﺑﺎﻻﺳﺘﺴﻼم ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ٢٩ ...........
107
ﻓﻌﻞ اﻧﺼﻬﺎر اﻟﺮوح ﻓﻲ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ٣١ .................... ﻓﻌﻞ ﻋﺒﺎدة ﻟﻴﺴﻮع اﻟﻤﺼﻠﻮب٣١ ................................ ﻓﻌﻞ ﺗﺴﻠﻴﻢ اﻟﻤﺂﺳﻲ اﻟﺮوﺣﻴّﺔ ٣٢................................ ﻓﻌﻞ اﺳﺘﺴﻼم ﻟﻺرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﺗﻌﻮﻳﻀًﺎ ﻋﻦ إﺳﺎءة آﻞّ إﻧﺴﺎن٣٣. ﻳﺎ ﻳﺴﻮع ،إﻧّﻨﻲ أهﺒﻚ٣٣ ........................................... ﺻﻠﻮات ﻟﻠﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس ﺑﻨﻌﻤﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ٣٤ ........ ﺗﺤﻴّﺔ ﻣﺴﺎﺋﻴّﺔ إﻟﻰ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس٣٤ ...... "ﺻﺒﺎح اﻟﺨﻴﺮ" ﻟﻴﺴﻮع ﻓﻲ ﺳﺮّ ﺣﺒّﻪ اﻹﻟﻬﻲّ٣٦ ............. اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﻤﻨﺎوﻟﺔ ﺑﺎﻻﺗّﺤﺎد ﻣﻊ ﻳﺴﻮع ٣٩................... ﻓﻴﺴﺘﻌﻴﺪ اﻵب ﻣﺠﺪﻩ اﻹﻟﻬﻲّ٣٩ .................................. ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻨﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ٤١.......................................... ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻨﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ٤٢........................................... ﻓﻌﻞ اﻟﺸﻜﺮ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻨﺎوﻟﺔ٤٣........................................ اﻟﺰﻳﺎرات اﻟﺮوﺣﻴّﺔ ﻟﻴﺴﻮع ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﻟﻤﻘﺪّس٤٧ ......... ﺻﻠﻮات ﻟﻠﻤﺒﺎرآﺔ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء٥٧ ............................... ﺻﻠﻮات ﻟﻠﻤﺒﺎرآﺔ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء٥٧ ............................... ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻟﻤﻠﻜﺔ اﻟﺴﻤﺎء٥٧ ....................... إﻟﻰ ﻣﻠﻜﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ٥٩ ....................................... ﺻﻼة ﻟﻤﻠﻜﺘﻨﺎ وأﻣّﻨﺎ٦٠ ............................................... إﻟﻰ ﻣﻠﻜﺔ اﻟﺴﻤﺎء٦١.................................................. ﺻﻼة اﻟﺼﺒﺎح إﻟﻰ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء اﻟﻤﺒﺎرآﺔ٦٣ ................. ﺻﻼة إﻟﻰ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﻌﺬراء اﻟﻤﺒﺎرآﺔ٦٤ ............................ اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﻤﻨﺎوﻟﺔ ﻣﻊ أﻣّﻨﺎ اﻟﻤﺒﺎرآﺔ٦٥ ...................... اﻟﺸﻜﺮ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻨﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻣﻊ ﻣﻠﻜﺔ اﻟﺴﻤﺎء٦٧ ........ ﻣﺴﺒﺤﺔ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴّﺔ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ٦٩ ..........................
108
أﺳﺮار اﻟﻔﺮح٧٠.......................................................... اﻷوّل :ﻟﻤّﺎ ﺑﺸّﺮك اﻟﻤﻼك ﺟﺒﺮاﺋﻴﻞ ﺑﺎﻟﺤﺒﻞ اﻹﻟﻬﻲّ٧٠ ........... اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻟﻤّﺎ زرت ﻧﺴﻴﺒﺘﻚ اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ أﻟﻴﺼﺎﺑﺎت٧١ ................. اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻟﻤّﺎ وﻟﺪت ﻳﺴﻮع ﻓﻲ ﻣﻐﺎرة ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ ٧١................. اﻟﺮاﺑﻊ :ﻟﻤّﺎ ﻗﺪّﻣﺖ اﺑﻨﻚ ﻳﺴﻮع إﻟﻰ اﷲ٧٣ ......................... اﻟﺨﺎﻣﺲ :ﻟﻤّﺎ وﺟﺪت ﻳﺴﻮع ﻓﻲ اﻟﻬﻴﻜﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء٧٤ ....... أﺳﺮار اﻟﺤﺰن٧٥......................................................... اﻷوّل :ﻟﻤّﺎ ﺻﻠّﻰ اﺑﻨﻚ ﻳﺴﻮع ﻓﻲ ﺑﺴﺘﺎن اﻟﺰﻳﺘﻮن ٧٥ ........... اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻟﻤّﺎ ﺟﻠﺪ اﺑﻨﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻮد٧٦ .............................. اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻟﻤّﺎ آﻠّﻞ اﺑﻨﻚ ﺑﺈآﻠﻴﻞ اﻟﺸﻮك٧٧ ............................ اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻟﻤّﺎ آﻠّﻞ اﺑﻨﻚ ﺑﺈآﻠﻴﻞ اﻟﺸﻮك٧٧ ........................... اﻟﺮاﺑﻊ :ﻟﻤّﺎ ﺣﻤﻞ اﺑﻨﻚ ﺻﻠﻴﺒﻪ وآﺎن ﻳﺮزح ﺗﺤﺘﻪ آﺎﻟﻤﻴﺖ٧٨ ..... اﻟﺨﺎﻣﺲ :ﻟﻤّﺎ ﻣﺎت اﺑﻨﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ٧٩ ......................... أﺳﺮار اﻟﻤﺠﺪ٨٠........................................................ اﻷوّل :ﻟﻤّﺎ ﻗﺎم اﺑﻨﻚ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻷﻣﻮات٨٠ ............................ اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻟﻤّﺎ ﺻﻌﺪ اﺑﻨﻚ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء وﺟﻠﺲ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻦ اﻵب ٨١ اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻟﻤّﺎ ﺣﻞّ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻓﻲ اﻟﻌّﻠﻴّﺔ٨٢ .... اﻟﺮاﺑﻊ :ﻟﻤّﺎ اﻧﺘﻘﻠﺖ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ واﻟﺠﺴﺪ ٨٣............ اﻟﺨﺎﻣﺲ :ﻟﻤّﺎ ﺗﻜﻠّﻠﺖ ﺑﺎﻟﻤﺠﺪ٨٤ ..................................... درب اﻟﺼﻠﻴﺐ٨٨........................................................ درب اﻟﺼﻠﻴﺐ٨٨........................................................ ﺻﻼة اﻟﺒﺪء٨٩............................................................ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ :ﺑﻴﻼﻃﺲ ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻳﺴﻮع ﺑﺎﻟﻤﻮت٩٠ ..... اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﻳﺴﻮع ﻳﻘﺒﻞ اﻟﺼﻠﻴﺐ وﻳﺤﻤﻠﻪ٩١................. اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﻳﺴﻮع ﻳﺮزح ﺗﺤﺖ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻟﻠﻤﺮّة اﻷوﻟﻰ٩٢ ..
109
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ :ﻳﺴﻮع ﻳﻠﺘﻘﻲ أﻣّﻪ اﻟﻮﺟﻴﻌﺔ٩٣.................... اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ :ﺳﻤﻌﺎن اﻟﻘﻴﺮواﻧﻲّ ﺳﺨّﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻣﻊ ﻳﺴﻮع٩٤..................................................... اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ :اﻟﻘﺪّﻳﺴﺔ ﻓﻴﺮوﻧﻴﻜﺎ ﺗﻤﺴﺢ وﺟﻪ ﻳﺴﻮع ﺑﺎﻟﻤﻨﺪﻳﻞ٩٥................................................................. اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ :ﻳﺴﻮع ﻳﺮزح ﺗﺤﺖ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻟﻠﻤﺮّة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ٩٦ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ :ﻳﺴﻮع ﻳﺸﺠّﻊ ﺑﻨﺎت أورﺷﻠﻴﻢ٩٧ ................ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ :ﻳﺴﻮع ﻳﺮزح ﺗﺤﺖ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻟﻠﻤﺮّة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ٩٨ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة :اﻟﺠﻨﺪ ﻋﺮّوا ﻳﺴﻮع ﻣﻦ ﺛﻴﺎﺑﻪ وﻧﺎوﻟﻮﻩ ﺧﻤﺮًا ﻣﻤﺰوﺟﺔ ﻣﺮًّا٩٩........................................................... اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة :اﻟﺠﻨﺪ ﻋﺮّوا ﻳﺴﻮع ﻣﻦ ﺛﻴﺎﺑﻪ وﻧﺎوﻟﻮﻩ ﺧﻤﺮًا ﻣﻤﺰوﺟﺔ ﻣﺮًّا٩٩........................................................... اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺤﺎدﻳﺔ ﻋﺸﺮة :ﻳﺴﻮع ﺳﻤّﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ ١٠٠....... اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮة :ﻳﺴﻮع ﻳﻤﻮت ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ١٠١......... اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺸﺮة :ﻳﺴﻮع أُﻧﺰل ﻋﻦ اﻟﺼﻠﻴﺐ ووﺿﻊ ﻓﻲ ﺣﻀﻦ أﻣّﻪ١٠٢............................................................. اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮة :ﻳﺴﻮع ﻳﻮﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﻘﺒﺮ .أﺳﻰ اﻟﻌﺬراء ﻣﺮﻳﻢ١٠٣.................................................................... اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮ :ﻳﺴﻮع ﻳﻘﻮم ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻷﻣﻮات١٠٤.... ﺻﻼة اﻟﺨﺘﺎم١٠٥........................................................ ﻓﻬﺮس١٠٦ ..............................................................
110