رأي
استراتيجية أميركية جديدة في المنطقة عبد الناصر العايد رمبا ال تكون التحركات األمريكية األخرية باجتاه طهران اإلنتاج العالية ثاين أكرب اقتصاد يف العامل وتتقدم لتحل جمرد مناورات سياسية حمدودة تتعلق بالقضية السورية أوال ،وهي أيضا وبسبب ذلك أضحت املستورد األول مباشرة؛ فهي قد تكتنف تغريات اسرتاتيجية جديدة للنفط يف العامل ،وتعتمد على كل من إيران والسعودية نشأت على خلفية الصراع على سوريا ،والذي كشف يف تأمينه ،ووصول النفوذ األمريكي إىل إيران اليت عن ضعف أمريكي على الصعيد العاملي تبدى من خالل طاملا استخدمت النفط كسالح ،ميكنه ليس فقط أن يهز االقتصاد الصيين ،بل يشجع فرقاء آخرين ،مثل حتدي روسيا والصني هلا فيما خيص القضية السورية َّ ووقوفهما متحدتني ضدها بقوة؛ األمر الذي يهدد موقع السعودية ،على استثمار هذه الورقة ،وابتزاز الصني الواليات املتحدة األمريكية كقطب أوحد ،ومصاحلها سياسياً؛ األمر الذي سيؤدي إىل وهن قوهتا إىل درجة بعيدة. على صعيد الكوكب. فوقوف الصني وروسيا وثباهتما ،بوجه أمريكا وأوربا يف ولكن ما هي املغريات اليت ميكن ألمريكا والغرب أن جملس األمن واستخدام الفيتو املزدوج مرتني ،كان مبثابة تقدمها إليران ،لتتجاوز هذه األخرية عقبة األيديولوجيا يتمثل يف رص صفوف الشيعة يف العامل من خلفها. إلقاء قفاز التحدي على اإلدارة األمريكية احلالية ،اليت الكأداء ،اليت وضعت منذ أيام اخلميين فيما يتعلق و تبدو اللحظة مواتية جدا لإلدارة األمريكية القتناص على الرغم مما يبديه رئيسها أوباما من رخاوة ،إال أهنا بالعالقة مع الشيطان األكرب ،أي الواليات املتحدة نصر تارخيي على الصعيد الدويل ،قاوم أوباما كثريا ليست رهينة شخصيته باإلطالق من ناحية ،ولديها األمريكية؟!. إغراء حتقيقه من خالل القوة العسكرية .فرتويض إيران،
من الوسائل غري العسكرية مبا يكفي لتحقيق مصاحلها يبدو أن املغريات كثرية وأكرب من أن تقاوم ،فإيران اليوم وجلم الدب الروسي ،وشل السلحفاة الصينية الدؤوبة، من ناحية أخرى ،فعلى سبيل املثال :ميكن لتحرك رغم كل ما تستثمره يف عالقتها مع روسيا والصني هي ووضع منبع رئيسي آخر للطاقة يف العامل حتت نفوذها، واسع باجتاه إرضاء إيران واستقطاهبا إىل صف الواليات يف أضعف وضعية هلا منذ عقود؛ إذ إهنا على وشك أن واستعادة زمام املبادرة يف منطقة الشرق األوسط، املتحدة أن يقلب الطاولة بوجه كل اخلصمني الكبريين .تفقد النظام السوري ،سندها األهم يف املنطقة ،والذي واستخدام تكتيكات املفاضلة بني املتناحرين للسيطرة
تشكل إيران حجر سنمار للمشروع الصيين الروسي ال يعوضه استيالؤها على العراق ،أما على الصعيد عليهم مجيعاً ،كل ذلك متاح اآلن ولن يكلفها سوى الصاعد بقوة ،فهذه الدولة الغنية بالنفط ،واليت تكاد االقتصادي فهي يف احلضيض أيضا؛ إذ إهنا تنتج ثلث بعض املناورات الدبلوماسية لتربير رفع العقوبات عن تصبح ممثلة الشيعة يف العامل كما خطط هلا اخلميين ما تستطيع إنتاجه من النفط بسبب العقوبات املفروضة إيران "اجلديدة" ،ومساعدهتا يف بناء برنامج نووي سلمي عندما قام بثورته ،هي بالنسبة لروسيا أكثر من دجاجة عليها ،وتعاين من بطالة تبلغ الثالثني يف املئة تنذر بإشراف دويل ،أي ضمنياً برعاية أمريكية ،من أجل ما تبيض ذهبا كلما ضغط عليها الغرب ،فهي أيضا صمام بانفجار اجتماعي ،وختضع بشكل يومي البتزاز حليفيها سيسمى خري ومصلحة الشعب اإليراين الطيب ،نازعة أمان للحدود الروسية اجلنوبية ضد اخلطر اإلسالمي الروسي والصيين ،والطلبات املتزايدة للنظام السوري هذه الورقة من يد روسيا.
الشيعي السائد هناك ،وهي أيضا عرابة النفوذ الروسي الذي متوله منذ ثالث سنوات يف حربه ضد الشعب أما بشان القضايا اخلالفية بني إيران وحلفاء أمريكا يف ستحل بـالتفاهم و"الضمانات" األمريكية، يف العامل العريب من سوريا إىل العراق إىل لبنان ،ودافعة وال يعرف أحد مىت تنتهي ،ناهيك عن متطلبات إدامة املنطقة ،فإهنا ُّ
أمثانه وكلفه ،وبفقده ال تفقد روسيا شريكا اقتصاديا النفوذ يف لبنان والعراق وسواها.
سواء فيما يتعلق بالصراع على طريف اخلليج العريب،
مهما وحسب ،بل تصبح مكشوفة الظهر من الناحية احللم اخلميين يف خطر ،فهو مل يفلح يف انتزاع قنبلته وصوالً إىل تسوية ممكنة يف سوريا ،ال غالب فيها وال اجليو سرتاتيجية ،من حدودها اجلنوبية مع الدول النووية احلامية ،وال يبدو أنه سيتمكن من تصنيعها وسط مغلوبُ ،تنح إيران مبوجبها دور الضامن واحلامي الشيعية املرتبطة بإيران ،امتدادا إىل أفغانستان شرقا ،كل هذه الظروف السلبية واملمانعة الغربية واإلسرائيلية للطائفتني العلوية والشيعية ،فال خترج بذلك من امللعب واىل العراق وسوريا يف العمق .وحل الواليات املتحدة والعربية الشديدة ،خاصة بعد استخدام حليفه السوري السوري ،أو يهدد نفوذها الذي رسخه حزب اهلل يف هناك يعزل روسيا عن أبرز مناطق نفوذها ،وجيعلها لسالح دمار شامل وما أثاره ذلك من خماوف جديدة لبنان ،على أن يستمر النزاع البازغ على احملور السين
حماصرة بالتهديدات واألخطار. خبصوص سالحها النووي؛ وال هو استطاع أن يكون قوة الشيعي ،من اخلليج إىل مصر إىل سوريا ولبنان والعراق أما الصني اليت تشكل اخلطر االقتصادي األكثر هتديداً اقتصادية أو ينجز ثورة صناعية مستقلة تدعم طموحات وتركيا وإيران ،بصيغة استثمار أمريكي طويل األمد للواليات املتحدة األمريكية ،واليت أصبحت بفضل وترية قادة نظامه جلعل إيران قوة عاملية تستند إىل نفوذ إقليمي ومسيطر عليه.
4
29تشرين األول / 2013العدد الثاني و األربعون