كتيب حول تمويل الحملات الإنتخابية في تونس الرهانات و المراقبة

Page 1



‫كتيب حول متويل‬

‫احلمالت االنتخابية في تونس‪:‬‬ ‫الرهانات واملراقبة‬



‫الفهرس‬

‫كتيب حول متويل احلمالت االنتخابية في تونس‪ :‬الرهانات واملراقبة‬

‫مقدمة ‪5.................................................‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬متويل احلمالت االنتخابية في تونس‪:‬‬ ‫أهميته‪ ،‬اإلطار القانوني والتحديات الرئيسية ‪9..........................‬‬ ‫ملاذا يكون التمويل السياسي مهما؟ ‪9.............................‬‬ ‫املعايير الدولية واملمارسات الدولية اجليدة املتعلقة بالتمويل السياسي ‪11........‬‬ ‫اإلطار القانوني في تونس‪13..................................‬‬ ‫التحديات الرئيسية في تونس‪14................................‬‬ ‫اإلطار القانوني ‪14.....................................‬‬ ‫شراء األصوات ‪17.....................................‬‬ ‫إساءة استخدام موارد الدولة اإلدارية ‪18........................‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬اإلطار املنهجي واالستراتيجي ملنظمة «أنا يقظ» ‪19...............‬‬ ‫النهج االستراتيجي ملنظمة «أنا يقظ»‪19............................‬‬ ‫الدورة االستراتيجية‪20...................................‬‬ ‫األسلوب املنهجي ملنظمة «أنا يقظ» ‪20............................‬‬ ‫مبادرة الرصد التي ستقوم بها منظمة «أنا يقظ»‪20...................‬‬ ‫مبادئ الرصد ‪21......................................‬‬ ‫تنظيم فريق ملشروع الرصد‪23...............................‬‬ ‫النطاق اجلغرافي لرصد منظمة «أنا يقظ»‪25.......................‬‬ ‫جوانب متويل احلمالت االنتخابية التي يتعني مراقبتها و املنهجية ‪25........‬‬ ‫نتائج التقارير واالستنتاجات والتوصيات ‪28......................‬‬ ‫مزيد من القراءة واملراجع ‪29..................................‬‬ ‫وثائق عامة ‪29........................................‬‬ ‫وثائق حول انتخابات سنة ‪ 2011‬في تونس ‪30....................‬‬ ‫امللحق ‪ :1‬قاموس مصطلحات التمويل السياسي‪31.......................‬‬ ‫امللحق ‪ :2‬منوذج عن االلتزام مبراقبة محايدة لالنتخابات ‪39..................‬‬ ‫حملة عامة عن منظمة «أنا يقظ» ‪42.................................‬‬ ‫‪5‬‬



‫مقدمة‬

‫كتيب حول متويل احلمالت االنتخابية في تونس‪ :‬الرهانات واملراقبة‬

‫منظمة «أنا يقظ» هي منظمة ذات قيادة شبابية أنشئت بعد الثورة التونسية التي‬ ‫أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في جانفي ‪ .2011‬منظمة «أنا يقظ»‬ ‫هي منظمة مستقلة و غير حزبية مقرها في تونس و لها أربعة فروع جهوية‪ .‬يكمن‬ ‫هدفها في مكافحة الفساد و تعزيز الشفافية‪.‬‬ ‫كان الفساد متفشيا في ظل النظام السابق و كان من بني العوامل الرئيسية التي أدت‬ ‫إلى انتفاضة شعبية في تونس في ديسمبر سنة ‪ .2010‬ال تزال هذه املسألة حتتل‬ ‫‪ ،‬بعد سنتني من اندالع الثورة‪ ،‬مكانة مركزية في النقاش العام‪ .‬و يشير مؤشر‬ ‫مدركات الفساد السنوي لسنة ‪ 2012‬الصادر عن منظمة الشفافية الدولية في ديسمبر‬ ‫‪ 2012‬أنه ينبغي على تونس مضاعفة جهودها الرامية إلى القضاء على هذا التهديد‬ ‫مبا أنها حتتل املرتبة ‪ 75‬على الصعيد العاملي؛ و هذا ميثل مرتبتني أقل مقارنة بسنة‬ ‫‪.1 2011‬‬ ‫عقد املجلس الوطني التأسيسي‪ ،‬في ‪ 9‬ديسمبر ‪ ،2012‬جلسة عامة استثنائية ملناقشة‬ ‫مكافحة الفساد‪ .‬و بهذه املناسبة‪ ،‬أعربت سلطات الدولة عن إرادتها السياسية‬ ‫القوية القتالع جذور الفساد و تعزيز الشفافية من خالل استراتيجية وطنية ملكافحة‬ ‫الفساد‪ .‬و تستند االستراتيجية الوطنية ملكافحة الفساد إلى أربع أولويات رئيسية‬ ‫هي‪ :‬إنشاء نظام وطني للنزاهة‪ ،‬تعزيز الهيئة الوطنية املستقلة ملكافحة الفساد (التي‬ ‫‪ - 1‬راجع ‪ results/www.transparency.org/cpi2012‬ملزيد من املعلومات ‬ ‫‪7‬‬


‫حتل محل جلنة تقصي احلقائق حول التجاوزات واالنتهاكات)‪ ،‬زيادة مشاركة‬ ‫املجتمع املدني وتدريب الصحفيني املتخصصني‪.‬‬ ‫خالل انتخابات املجلس الوطني التأسيسي التي جرت في ‪ 23‬أكتوبر ‪ ،2011‬بينما‬ ‫جندت العديد من املنظمات غير احلكومية‪ ،‬مبا في ذلك منظمة “أنا يقظ”‪ ،‬مراقبني‬ ‫على املدى القصير الذين ركزوا على مراقبة يوم االقتراع‪ ،‬لم تقم أي منظمة برصد‬ ‫جانب أساسي من العملية االنتخابية أال وهو متويل احلمالت االنتخابية‪ .‬فهمت‬ ‫منظمة “أنا يقظ” أن االنتخابات ال متثل حدثا في يوم واحد وأنه ينبغي إيالء االهتمام‬ ‫جلميع اجلوانب قبل وأثناء وبعد االنتخابات‪ .‬أصبحت منظمة “أنا يقظ” على بينة‬ ‫من أهمية متويل احلمالت االنتخابية بعد املشاكل التي حدثت خالل انتخابات‬ ‫سنة ‪ .2011‬إذ أصبح في الواقع متويل احلمالت االنتخابية قضية مركزية بسبب‬ ‫االدعاءات بارتكاب مخالفات تتعلق بتمويل احلمالت‪ .‬لكن الكشف واملراقبة‬ ‫كانا ضعيفان حيث لم تركز منظمات املجتمع املدني على هذه القضية اجلديدة‬ ‫واملعقدة‪.‬‬ ‫بناء على هذا االستنتاج‪ ،‬قررت منظمة “أنا يقظ” إيالء مزيد من االهتمام للمال‬ ‫في السياسة ألنه ميكن أن يؤثر‪ ،‬سلبا أو إيجابا‪ ،‬على انتخابات حرة ونزيهة‬ ‫وعلى احلوكمة الفعالة‪ .‬وقد وجدت الدعم من املؤسسة الدولية للنظم االنتخابية‬ ‫التي حتظى بخبرة عاملية واسعة في تقدمي املساعدة التقنية لهيئات إدارة االنتخابات‬ ‫والوزارات واملؤسسات الوطنية واملجتمع املدني ووسائل اإلعالم والتي‪ ‬طورت‬ ‫خبرات عاملية في مجال رصد متويل احلمالت االنتخابية‪ .‬ودعمت املؤسسة الدولية‬ ‫للنظم االنتخابية مشاريع مماثلة في دول مثل جورجيا وجامايكا ولبنان ومولدوفا‬ ‫ونيجيريا والفلبني وصربيا وأوكرانيا‪.‬‬ ‫كمنظمة رقابية‪ ،‬تسعى منظمة “أنا يقظ” إلى مراقبة متويل احلمالت االنتخابية‬ ‫من أجل تقييم ما إذا إحترم املترشحون في االنتخابات القوانني واألنظمة‬ ‫املتعلقة بتمويل احلمالت االنتخابية‪ .‬وبذلك‪ ،‬فإنها تهدف الى زيادة الشفافية في‬ ‫االنتخابات ومساءلة املترشحني لإلنتخابات‪ .‬استنادا إلى نتائج الرصد واالستنتاجات‬ ‫املستخلصة من مراقبة على قدر من احلرفية واملصداقية‪ ،‬تسعى منظمة «أنا يقظ»‬ ‫إلى صياغة توصيات محددة وبناءة من شأنها أن تسهم في حتسني الرقابة على املال‬ ‫في السياسة في إطار التحول الدميقراطي واملساءلة العامة‪ .‬وينبغي أن تكون هذه‬ ‫‪8‬‬


‫كتيب حول متويل احلمالت االنتخابية في تونس‪ :‬الرهانات واملراقبة‬

‫التوصيات مرتكزة على التزامات تونس الدولية في مجال متويل احلمالت االنتخابية‬ ‫واملمارسات الدولية اجليدة‪.‬‬ ‫ميكن لرصد متويل احلمالت االنتخابية زيادة الوعي لدى الناخبني التونسيني بأهمية‬ ‫الدور احلاسم للمال في السياسة بالنسبة لنوعية واستدامة النظام الدميقراطي ككل‪.‬‬ ‫لن تكون منظمة «أنا يقظ» شرطة انتخابية وال مدع انتخابي‪ :‬فهي منظمة مستقلة‬ ‫تعنى باملراقبة و ال تتدخل في العملية‪ ،‬وهي تراقب بصورة موضوعية و محايدة‬ ‫االنتخابات وتقدم تقارير حسب منهجية صارمة ومنظمة‪.‬‬ ‫يتمثل الهدف من هذا الكتيب في تقدمي عرض موجز ملنهجية منظمة «أنا يقظ»‬ ‫ملراقبة متويل احلمالت االنتخابية و الهيكل التنظيمي و مبادئ املراقبة و تقنيات‬ ‫الرصد و الهدف العام‪ .‬سيكون هذا الدليل مبثابة نقطة مرجعية مشتركة جلميع‬ ‫مراقبي منظمة «أنا يقظ»‪ ،‬لكنه يهدف أيضا إلى تزويد اجلمهور عموما‪ ،‬مبا في ذلك‬ ‫أصحاب املصلحة االنتخابية‪ ،‬بفكرة عن اإلطار املنهجي الذي تستخدمه منظمة «أنا‬ ‫يقظ» ملراقبة متويل احلمالت االنتخابية‪ .‬و سيتم تنفيذه بصورة منتظمة خالل جهود‬ ‫املراقبة لتعزيز اتباع نهج متسق من انتخابات إلى أخرى‪.‬‬ ‫تسعى منظمة «أنا يقظ» إلى وضع منهجية فعالة و ذات مصداقية و حرفية تتالءم‬ ‫مع الوضع التونسي‪ .‬إن جهود منظمة «أنا يقظ» للرصد حديثة‪ ،‬و لهذا السبب فإن‬ ‫اإلطار املنهجي الوارد في الكتيب ليس جامدا و سيتطور و يصقل حسب جهود‬ ‫الرصد التي سيتم القيام بها و تعلم الدروس من جتارب املراقبة‪ .‬و أخيرا‪ ،‬تأمل‬ ‫منظمة «أنا يقظ» أن يلهم هذا املنشور املتعلق بإطارها املنهجي لرصد احلمالت‬ ‫االنتخابية املنظمات غير احلكومية األخرى لتنشر منهجياتها اخلاصة مبراقبة‬ ‫االنتخابات‪ .‬تعتبر منظمة «أنا يقظ» من الضروري تطبيق نفس املبدأ الذي تطلب‬ ‫احترامه من قبل اآلخرين‪ ،‬مبا في ذلك سلطات الدولة و األحزاب السياسية و هيئة‬ ‫إدارة االنتخابات و دائرة احملاسبات‪ .‬لذا يجب أن تكون مثالية عندما يتعلق األمر‬ ‫باحترام مبدأ الشفافية ألنها تعتبره قيمة دميقراطية أساسية‪.‬‬ ‫عند كتابة هذا الدليل‪ ،‬لم تعد األحكام القانونية لتنظيم متويل احلمالت االنتخابية‬ ‫التي اعتمدت النتخابات سنة ‪ 2011‬سارية املفعول‪ .‬سيتم إذا وضع و إعتماد إطار‬ ‫قانوني جديد لتنظيم االنتخابات املقبلة‪ .‬يوم ‪ 12‬ديسمبر ‪ ،2012‬اعتمد املجلس‬ ‫‪9‬‬


‫الوطني التأسيسي قانونا جديدا إلنشاء هيئة دائمة و مستقلة تسمى الهيئة العليا‬ ‫املستقلة لالنتخابات‪ .‬ستكون هذه الهيئة مسؤولة عن تنظيم االنتخابات املقبلة و‬ ‫أوكلت إليها مهمة مراقبة متويل احلمالت االنتخابية‪ .‬و ستكون االنتخابات املقبلة‬ ‫أول فرصة ملنظمة «أنا يقظ» للقيام بهذه املبادرة الفريدة من نوعها في تاريخ تونس‬ ‫و شمال أفريقيا‪.‬‬ ‫مت تنظيم هذا الكتيب بطريقة تسهل احلصول على املعلومات املتعلقة بالتمويل‬ ‫السياسي في تونس و مبنهجية رصد منظمة «أنا يقظ»‪ .‬يتناول الفصل األول مسألة‬ ‫التمويل السياسي في تونس‪ ،‬أهميته و املعايير الدولية و املمارسات اجليدة فضال‬ ‫عن التحديات الرئيسية‪ .‬أما الفصل الثاني فإنه يصف اإلطار املنهجي ملنظمة «أنا‬ ‫يقظ»‪ ،‬مبا في ذلك الهيكل التنظيمي و تقنيات الرصد و اجلوانب املتعلقة بتمويل‬ ‫احلمالت االنتخابية التي يتعني مراقبتها‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫الفصل األول‪:‬‬

‫كتيب حول متويل احلمالت االنتخابية في تونس‪ :‬الرهانات واملراقبة‬

‫متويل احلمالت‬ ‫االنتخابية في تونس‪:‬‬ ‫أهميته‪ ،‬اإلطار القانوني‬ ‫والتحديات الرئيسية‬

‫ملاذا يكون التمويل السياسي مهما؟‬ ‫حتتاج األحزاب السياسية ويحتاج املتنافسون في االنتخابات إلى املال للقيام بحملة‬ ‫انتخابية و للتعريف ببرامجهم للناخبني‪ .‬ويكون التمويل السياسي ذو أهمية كبرى‬ ‫في سياق حتول دميقراطي نظرا لظهور أحزاب سياسية جديدة ال يعرفها الناخبون في‬ ‫غالب األحيان‪ .‬يكون التمويل ضروريا لألحزاب لتسعى وتؤدي دورها في مجتمع‬ ‫دميقراطي‪ .‬ويكون احلصول على موارد كافية ضروريا لضمان التعددية السياسية ولتوفير‬ ‫خيار نزيه للناخبني بني البدائل السياسية خالل االنتخابات‪ .‬لكن ينبغي أن ال تكون‬ ‫الساحة السياسية والوصول إلى املناصب املنتخبة مفتوحان فقط ملن لديه أكثر موارد‪.‬‬ ‫وفقا للمادة ‪ 25‬من العهد الدولي اخلاص باحلقوق املدنية والسياسية الذي اعتمد سنة‬ ‫‪:1966‬‬ ‫“ﻳﻜﻮن ﻟﻜﻞ ﻣﻮاﻃﻦ‪ ،‬دون أي وﺟﻪ ﻣﻦ وﺟﻮﻩ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ املذكور ﻓﻲ‬ ‫اﻤﻟﺎدة ‪ ،2‬اﺤﻟﻘﻮق اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺘﺎح ﻟﻪ ﻓﺮﺻﺔ اﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ‬ ‫دون ﻗﻴﻮد ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ‪( :‬أ) أن ﻳﺸﺎرك ﻓﻲ إدارة اﻟﺸﺆون اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬إﻣﺎ‬ ‫ﻣﺒﺎﺷﺮة وإﻣﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻤﻣﺜﻠﻦﻴ ﻳﺨﺘﺎرون ﻓﻲ ﺣﺮﻳﺔ‪( ،‬ب) أن ﻳﻨﺘﺨﺐ‬ ‫وﻳﻨﺘﺨﺐ‪ ،‬ﻓﻲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻧﺰﻳﻬﺔ ﺠﺗﺮى دورﻳﺎ ﺑﺎﻻﻗﺘﺮاع اﻟﻌﺎم وﻋﻠﻰ‬ ‫ﻗﺪم اﻤﻟﺴﺎواة ﺑﻦﻴ اﻟﻨﺎﺧﺒﻦﻴ وﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻳﺖ اﻟﺴﺮي‪ ،‬ﺗﻀﻤﻦ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﺤﻟﺮ‬ ‫‪11‬‬


‫ﻋﻦ إرادة اﻟﻨﺎﺧﺒﻦﻴ‪( ،‬ج) أن ﺗﺘﺎح ﻟﻪ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻗﺪم اﻤﻟﺴﺎواة ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻣﻊ‬ ‫ﺳﻮاﻩ‪ ،‬ﻓﺮﺻﺔ ﺗﻘﻠﺪ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻩ‪”.‬‬ ‫يجب أن يتمتع املرشحون و األحزاب السياسية بفرص متكافئة خالل العملية‬ ‫االنتخابية و أن يعملوا بشفافية من أجل حماية نزاهة و حرية االنتخابات‪.‬‬ ‫إن متويل احلمالت االنتخابية هو جزء من التمويل السياسي و هو مفهوم أوسع‬ ‫يشمل أيضا متويل األحزاب السياسية‪ .‬حتتاج األحزاب السياسية الى املال لتغطية‬ ‫التكاليف اإلدارية و استئجار املكاتب و تغطية التجمعات و بحوث السياسات‬ ‫و التثقيف السياسي و إدارة حمالت الدعاية و حشد املؤيدين و الناخبني خالل‬ ‫يعرف متويل احلمالت االنتخابية بأنه «املوارد املكتسبة و املنفقة من‬ ‫االنتخابات‪ .‬و ّ‬ ‫قبل املرشحني لالنتخابات و األحزاب السياسية خالل احلمالت االنتخابية» (مبادرة‬ ‫العدالة في املجتمع املفتوح‪ ،‬الصفحة ‪.)14‬‬ ‫على الرغم من أن األحزاب السياسية في الدميقراطيات املعاصرة حتتاج إلى متويل‬ ‫مناسب وقانوني للقيام بأنشطتها األساسية‪ ،‬فإن العالقة بني املال و السياسة قد‬ ‫تؤدي في بعض احلاالت إلى إساءة استخدام موارد الدولة و شراء األصوات أو‬ ‫التمويل غير املشروع للحمالت‪ .‬و هذا من شأنه تشويه تكافئ الفرص لصالح بعض‬ ‫املرشحني و التأثير على شفافية العملية االنتخابية و تقليل املساواة بني املتسابقني‪.‬‬ ‫لذلك من املهم أن يكون هناك تشريعات و أنظمة واضحة معمول بها تكفل املساواة‬ ‫بني املتنافسني و شفافية متويل احلمالت االنتخابية و رقابة و مساءلة املتسابقني في‬ ‫االنتخابات‪« .‬ينبغي أن يعترف أي جهد لتنظيم الشؤون املالية لألحزاب السياسية و‬ ‫املرشحني بأنه ميكن أن تكون للمال آثار إيجابية و سلبية على السياسات الدميقراطية»‬ ‫(املؤسسة الدولية للنظم االنتخابية (‪ ،)2009‬الصفحة ‪.)57‬‬ ‫يلعب رصد متويل احلمالت االنتخابية دورا هاما في تعزيز الشفافية و املساءلة‪ .‬و هو‬ ‫ميثل اعترافا بالتأثير السلبي للمال في السياسة الذي قد يؤثر على نتائج أي انتخابات‬ ‫ألن معركة االنتخابات يجب أن تكون عادلة‪ ،‬و هي ينبغي أن متثل صراعا بني األفكار‬ ‫و ليس بني رؤوس األموال‪ .‬كما ميثل رصد متويل احلمالت االنتخابية محاولة للتأكد‬ ‫من أنه يتم إنفاق التمويل العمومي‪ ،‬الذي يتألف من أموال دافعي الضرائب‪ ،‬بشفافية‬ ‫كاملة ووفقا لألحكام التي سيتم ضبطها في قانون االنتخابات املقبل‪.‬‬ ‫‪12‬‬


‫كتيب حول متويل احلمالت االنتخابية في تونس‪ :‬الرهانات واملراقبة‬

‫املعايير الدولية واملمارسات الدولية اجليدة املتعلقة بالتمويل السياسي‬ ‫وافق املجتمع الدولي على معايير مختلفة تتعلق بتمويل احلمالت االنتخابية و مت‬ ‫القيام بجهود جماعية لضمان شفافية و نزاهة االنتخابات كحق إنساني أساسي‪ .‬و‬ ‫من املهم أن منيز بني القواعد الدولية التي تلزم قانونيا أو سياسيا الدول و املمارسات‬ ‫الدولية اجليدة التي تقدم اقتراحات و توجيهات للدول‪.‬‬ ‫إن االلتزامات الدولية في مجال التمويل السياسي محدودة‪ .‬تنص املادة ‪ 7.3‬من‬ ‫اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد على أن‪:‬‬ ‫“تنظر كل دولة طرف أيضا في اتخاذ التدابير التشريعية و االدارية‬ ‫املناسبة‪ ،‬مبا يتسق مع أهداف هذه االتفاقية و وفقا للمبادئ األساسية‬ ‫لقانونها الداخلي‪ ،‬لتعزيز الشفافية في متويل الترشيحات النتخاب‬ ‫شاغلي املناصب العمومية و في متويل األحزاب السياسية‪ ،‬حيثما‬ ‫انطبق احلال‪”.‬‬ ‫واالتفاقية ملزمة لتونس التي صادقت عليها في ‪ 23‬سبتمبر ‪ .2008‬منظمة “أنا يقظ”‬ ‫عضوة في ائتالف املجتمع املدني التابع التفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد الذي‬ ‫يجمع ‪ 310‬منظمة مجتمع مدني في أكثر من ‪ 100‬دولة ملتزمة بتعزيز تصديق و‬ ‫تنفيذ و رصد اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد‪.‬‬ ‫في تفسيرها للمادة ‪ 25‬من العهد الدولي اخلاص باحلقوق املدنية و السياسية‪ ،‬علقت‬ ‫اللجنة املعنية بحقوق اإلنسان التابعة لألمم املتحدة بأنه‪:‬‬ ‫“ميكن تبرير احلدود املعقولة لإلنفاق على احلملة االنتخابية‪ ،‬حيثما‬ ‫يكون ذلك ضروريا‪ ،‬لضمان عدم تقويض حرية اختيار الناخبني أو‬ ‫تشويه العملية الدميقراطية من خالل اإلفراط في اإلنفاق لصالح أي‬ ‫‪2‬‬ ‫مرشح أو حزب‪”.‬‬

‫‪ -2‬الفقرة ‪ 19‬من التعليق العام رقم ‪ :25‬احلق في املشاركة في الشؤون العامة و حقوق التصويت و احلق في‬ ‫تقلد الوظائف العامة (املادة ‪.12/07/1996 :)25‬‬ ‫‪13‬‬


‫مت التوقيع على اتفاقية االحتاد األفريقي ملنع الفساد ومكافحته‪ 3‬من قبل الرئيس‬ ‫املرزوقي في ‪ 26‬جانفي ‪ 2013‬خالل مؤمتر قمة االحتاد األفريقي في أديس أبابا‪،‬‬ ‫أثيوبيا (‪ 28-21‬جانفي ‪ .)2013‬و تنتظر هذه االتفاقية اليوم مصادقة املجلس‬ ‫الوطني التأسيسي‪.‬‬ ‫تنص االتفاقية على أن‪:‬‬ ‫“على كل دولة طرف أن تعتمد تدابير تشريعية و تدابير أخرى لـ‪:‬‬ ‫ منع استخدام األموال املكتسبة من خالل ممارسات غير مشروعة‬‫و فاسدة لتمويل األحزاب السياسية‪ ،‬و‬ ‫ إدماج مبدأ الشفافية في متويل األحزاب السياسية “‪.‬‬‫ميكن مراجعة املمارسات الدولية اجليدة في العديد من املنشورات‪ ،‬مبا في ذلك‬ ‫الوثائق التي نشرتها اللجنة األوروبية للدميقراطية من خالل قانون (“جلنة البندقية”)‬ ‫و التي تعد تونس عضوا فيها‪.‬‬ ‫تنص مدونة السلوك حول املمارسات اجليدة في املسائل االنتخابية على أن “تنظيم‬ ‫متويل األحزاب السياسية و احلمالت االنتخابية هو عامل آخر مهم في انتظام‬ ‫العملية االنتخابية” و أنه “يجب أن يكون التمويل شفافا” (جلنة البندقية‪ ،‬املادة‬ ‫‪.)3.5‬‬ ‫تطرح مدونة السلوك في املادة ‪ 2.3‬مبدأ‪:‬‬ ‫“املساواة في الفرص [التي] يجب ضمانها لألحزاب و املرشحني‬ ‫على حد سواء‪ .‬و يستلزم ذلك موقفا محايدا من جانب سلطات‬ ‫الدولة‪ ،‬و خاصة فيما يتعلق بـ‪ :‬احلملة االنتخابية و التغطية من‬ ‫قبل وسائل اإلعالم‪ ،‬ال سيما من قبل وسائل اإلعالم التابعة للقطاع‬ ‫العام‪ ،‬و التمويل العمومي لألحزاب و احلمالت “‬ ‫تضيف مدونة السلوك أنه “في مجال التمويل العمومي لألحزاب أو احلمالت‬ ‫االنتخابية‪ ،‬ينطبق مبدأ تكافؤ الفرص (املساواة “املطلقة “ أو “النسبية”)‪ .‬يجب‬ ‫‪3 - http://www.africa-union.org/root/AU/Documents/Treaties/Text/Convention%20‬‬ ‫‪on%20Combatting%20Corruption.pdf‬‬ ‫‪14‬‬


‫كتيب حول متويل احلمالت االنتخابية في تونس‪ :‬الرهانات واملراقبة‬

‫تأهل جميع األحزاب املمثلة في البرملان في جميع احلاالت للحصول على التمويل‬ ‫العمومي‪ .‬لكن‪ ،‬من أجل ضمان تكافئ الفرص جلميع القوى السياسية املختلفة‪،‬‬ ‫ميكن مد التمويل العمومي أيضا إلى التشكيالت السياسية التي متثل شريحة واسعة‬ ‫من الناخبني و التي قدمت مرشحني لالنتخاب”‪ .‬وهي تؤكد على أهمية اجلمع بني‬ ‫التمويل العمومي واإلشراف الفعال على أموال األحزاب السياسية‪ ،‬وحتث البلدان‬ ‫على “التشجيع على سياسة االنفتاح املالي” لألحزاب السياسية‪.‬‬ ‫تقدم املبادئ التوجيهية بشأن متويل األحزاب السياسية للجنة البندقية مبادئ توجيهية‬ ‫مفصلة بشأن التمويل من القطاع اخلاص والعام والقيود املعقولة وهيئات الرقابة‬ ‫والرصد والفعالية والعقوبات‪.‬‬

‫اإلطار القانوني في تونس‬ ‫اعتمدت تونس‪ ،‬ألول مرة سنة ‪ ،2011‬إطارا قانونيا متينا و طموحا لتنظيم هذا‬ ‫اجلانب الهام من عملية انتخابية شفافة و خاضعة للمساءلة‪ .‬تألف اإلطار القانوني‬ ‫من القوانني املعيارية التالية‪:‬‬ ‫ املرسوم عدد ‪ 35‬لسنة ‪ 2011‬الذي يتعلق بانتخاب املجلس الوطني‬‫التأسيسي‪ ،‬وضع نظاما لتمويل احلملة االنتخابية و مثل التشريع الرئيسي‬ ‫املتعلق بتمويل احلملة االنتخابية‪.‬‬ ‫ املرسوم عدد ‪ 27‬لسنة ‪ 2011‬فوض إلى الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات‬‫مهمة اإلشراف على احلملة االنتخابية و رصدها‪.‬‬ ‫ املرسوم عدد ‪ 91‬لسنة ‪ 2011‬يتعلق بإجراءات و صيغ ممارسة رقابة دائرة‬‫احملاسبات على متويل احلملة االنتخابية لعضوية املجلس الوطني التأسيسي‪،‬‬ ‫وضح طبيعة و مدى اختصاص دائرة احملاسبات‪.‬‬ ‫ األمر عدد ‪ 1087‬لسنة ‪ 2011‬ضبط سقف اإلنفاق االنتخابي و حدد كيفية‬‫صرف منحة املساعدة العمومية لتمويل احلملة االنتخابية لعضوية املجلس‬ ‫الوطني التأسيسي‪.‬‬ ‫‪15‬‬


‫ قرار الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات املؤرخ في ‪ 3‬سبتمبر ‪ 2011‬ضبط‬‫قواعد و إجراءات احلملة االنتخابية و أكمل اإلطار القانوني املتعلق بتمويل‬ ‫احلملة االنتخابية لعضوية املجلس الوطني التأسيسي‪.‬‬ ‫كما مت ذكره أعاله‪ ،‬مت تصميم هذا اإلطار القانوني خصيصا النتخابات املجلس‬ ‫الوطني التأسيسي و هو لم يعد ساريا‪ .‬و لذلك‪ ،‬يجب أن يعتمد املجلس الوطني‬ ‫التأسيسي إطارا قانونيا جديدا من شأنه أن يوضح قواعد و إجراءات متويل احلملة‬ ‫االنتخابية لالنتخابات املقبلة‪ .‬كما يجب توضيح القواعد التي ستنظم متويل‬ ‫األحزاب السياسية‪ .‬و توصي منظمة “أنا يقظ” بأن يرجع املشرعون إلى اإلطار‬ ‫القانوني السابق الذي اعتمد خالل انتخابات سنة ‪ 2011‬كنقطة بداية و أن يسعوا‬ ‫إلى حتسينه مبا أن تشريعات سنة ‪ 2011‬شكلت إطارا معياريا شامال‪ .‬تدعو منظمة‬ ‫“أنا يقظ” املشرعني إلى أن يأخذوا بعني اإلعتبار املمارسات الدولية اجليدة في هذا‬ ‫املجال و إلى ضمان مطابقة التشريعات للمعايير الدولية‪.‬‬

‫التحديات الرئيسية في تونس‬ ‫اإلطار القانوني‬ ‫يكمن التحدي احلالي في اعتماد إطار قانوني جديد لالنتخابات ينظم متويل احلمالت‬ ‫االنتخابية‪ .‬على الرغم من أن تشريعات انتخابات سنة ‪ 2011‬سعت عموما إلى‬ ‫ضمان انتخابات شفافة و نزيهة و دميقراطية‪ ،‬إلاّ ّ‬ ‫أن‬ ‫األنظمة و األحكام القانونية املتعلقة بتمويل احلمالت االنتخابية إحتوت على بعض‬ ‫الثغرات‪ .‬وفقا لتقرير دائرة احملاسبات حول متويل احلملة االنتخابية لسنة ‪2011‬‬ ‫الذي نشر في أوت ‪ ،2012‬ميكن تفسير هذه الثغرات بالسياق غير املالئم أثناء‬ ‫صياغة أحكام االنتخابات‪ ،‬مبا في ذلك اإلطار الزمني القصير و ضغط الوقت (دائرة‬ ‫احملاسبات‪ ،‬الصفحة ‪ . )71‬يتحدث التقرير عن اإلطار القانوني الذي لم يوضح‬ ‫مجال تدخل دائرة احملاسبات‪ ،‬إذ اقتصرت صالحياتها على تنفيذ القانون‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬الحظ مركز كارتر في تقريره النهائي حول مراقبة انتخابات سنة‬ ‫‪ 2011‬ما يلي‪:‬‬ ‫‪16‬‬


‫كتيب حول متويل احلمالت االنتخابية في تونس‪ :‬الرهانات واملراقبة‬

‫“‪ ...‬في حني كان تنظيم متويل احلمالت االنتخابية مفصال‪ ،‬كانت‬ ‫آليات رقابته معقدة و كان تطبيقها صعبا من قبل السلطات االنتخابية‬ ‫والقضائية‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬وفي ضوء العدد الكبير لقوائم‬ ‫املرشحني‪ ،‬كان للهيئة العليا املستقلة لالنتخابات وقت ضيق للتدقيق‬ ‫في جميع احلسابات املصرفية و لفحص إذا كان ينبغي إلغاء مقاعد‬ ‫في ظل تطبيق الفصل ‪ 70‬من قانون االنتخابات‪ .‬وفي الواقع‪،‬‬ ‫انتهت صالحيات الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات اللغاء املقاعد عند‬ ‫إعالنها عن النتائج االولية “(مركز كارتر‪ ،‬الصفحة ‪.)38‬‬ ‫استنتج تقييم املؤسسة الدولية للنظم االنتخابية لإلطار القانوني وآلليات متويل‬ ‫احلملة االنتخابية لسنة ‪ 2011‬أن تشريع سنة ‪ 2011‬انعكاس ملعظم املعايير الدولية‬ ‫واملمارسات اجليدة في هذا املجال (املؤسسة الدولية للنظم االنتخابية (‪)2012‬‬ ‫الصفحة ‪ .)7‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬حظر املرسوم التبرعات من مصادر أجنبية و‬ ‫إساءة استخدام موارد الدولة‪ .‬كما أنه وضع مجموعة من املعايير املنصفة جلميع‬ ‫قوائم املرشحني في ما يتعلق بتخصيص التمويل العمومي وحددت التشريعات‬ ‫سقفا صارما لالنفاق على احلملة االنتخابية‪ .‬و تضمن كذلك تدابير حول الشفافية‬ ‫واملساءلة مثل التزام قوائم املرشحني بتقدمي تقاريرها املالية إلى دائرة احملاسبات‬ ‫وإجراءات الرقابة والعقوبات املسلطة لعدم احترام األحكام القانونية‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬كانت نقاط الضعف واضحة أيضا خالل العملية االنتخابية‪ .‬فمن بني‬ ‫النقائص جند عدم وجود تعريف ملا يعتبرنفقات انتخابية مما خلق مشاكل حول ما‬ ‫تشمله وما ال تشمله النفقات في حسابات احلملة‪ .‬ورمبا أسهم عدم الدقة هذا في‬ ‫التحايل على التشريعات املعمول بها‪.‬‬ ‫هناك مسألة رئيسية أخرى تتمثل في أن التشريع سمح بتمويل األحزاب السياسية‬ ‫من قبل مصالح خاصة بينما مت منع التمويل من القطاع اخلاص للمتسابقني املشاركني‬ ‫في انتخابات سنة ‪ .2011‬عالوة على ذلك‪ ،‬حظر الفصل ‪ 52‬من املرسوم عدد ‪35‬‬ ‫التمويل األجنبي لكنه لم يعرف بشكل واضح التمويل األجنبي مما تسبب في بعض‬ ‫املشاكل‪،‬على سبيل املثال‪ ،‬في معاجلة قضايا التونسيني الذين يعيشون في اخلارج و‬ ‫الراغبني في متويل حمالتهم من األموال املتأتية من جتارتهم في اخلارج‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫إلى جانب ذلك‪ ،‬أدى قصر مدة الفترة االنتخابية الرسمية (ثالثة أسابيع) و سقف‬ ‫نفقات احلملة االنتخابية املنخفض إلى انفاق بعض األحزاب ألموالها قبل بدء احلملة‬ ‫االنتخابية من أجل ضمان احترام حدود اإلنفاق‪ .‬أخيرا‪ ،‬مت صرف اجلزء األول‬ ‫من األموال العمومية للمرشحني قبل بدء احلملة و دون احلاجة لتبرير اإلنفاق أو‬ ‫للحصول على عدد معني من األصوات‪ .‬في حني مت تصميم هذا التشريع لتشجيع‬ ‫التعددية السياسية‪ ،‬أدى ذلك أيضا إلى حتصل بعض املرشحني على األموال دون‬ ‫القيام بالضرورة بحملة انتخابية‪.‬‬ ‫دخل املرسوم عدد ‪ 91‬لسنة ‪ ،2011‬الذي حدد قواعد مراقبة دائرة احملاسبات لتمويل‬ ‫احلمالت االنتخابية‪ ،‬حيز التنفيذ قبل يومني فقط من بدء فترة احلملة االنتخابية‪ ،‬مما‬ ‫قدم وقتا قصيرا للدائرة إلنشاء آليات رصد متينة‪ .‬كما لم تعط العقوبات املنصوص‬ ‫عليها في املرسوم في حالة انتهاك لوائح متويل احلمالت االنتخابية إمكانية لدائرة‬ ‫احملاسبات لسحب والية ممثل منتخب أو إعالن عدم أهليته‪.‬‬ ‫استنتجت بعثة االحتاد األوروبي ملراقبة االنتخابات أن‪:‬‬ ‫“ أعاق التأخير في دفع املساعدة العمومية لتمويل احلملة االنتخابية‬ ‫بدء احلملة االنتخابية لبعض القوائم‪ ،‬مبا في ذلك القوائم املستقلة”‪.‬‬ ‫كما يبرز التقرير حياد اإلدارة العمومية خالل فترة احلملة االنتخابية‬ ‫(بعثة االحتاد األوروبي ملراقبة االنتخابات‪ ،‬الصفحة ‪.)16‬‬ ‫تشير الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات إلى ضرورة القيام بدورات تدريبية للمحاسبني‬ ‫في األحزاب السياسية و القائمات املستقلة لتجنب التأخير في تسليم التقارير و‬ ‫األخطاء‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬دعا التقرير النهائي للهيئة العليا املستقلة لالنتخابات‬ ‫إلعتماد نظام إلكتروني ملراقبة إدارة التمويل العمومي للحمالت االنتخابية و إلى أنه‬ ‫ينبغي إجراء دراسة علمية لتحديد التكلفة التقديرية للحمالت االنتخابية من أجل‬ ‫حتديد معايير موضوعية ملستوى التمويل العمومي و سقف اإلنفاق‪.‬‬ ‫أخيرا‪ ،‬على الرغم من أن اإلطار القانوني يلزم جميع املرشحني بتقدمي تقاريرهم‬ ‫املالية بعد االنتخابات‪ ،‬فإن‪ 6‬أحزاب سياسية و ‪ 14‬قائمة مستقلة حتصلوا على‬ ‫‪ 48‬مقعد في املجلس الوطني التأسيسي لم يقدموا تقاريرهم املالية (تقرير دائرة‬ ‫احملاسبات) و بالتالي هذا يقلل من شفافية العملية‪.‬‬ ‫‪18‬‬


‫كتيب حول متويل احلمالت االنتخابية في تونس‪ :‬الرهانات واملراقبة‬

‫شراء األصوات‬ ‫يعرف برنامج األمم املتحدة اإلمنائي شراء األصوات بأنه “عملية غير شرعية تتمثل‬ ‫في دفع مترشح ما مبالغ مالية للناخبني أو منحهم مزايا عينية مقابل وعدهم له‬ ‫بالتصويت لصاحله”‪ .4‬يرمي شراء األصوات إلى التأثير على نحو غير مالئم‬ ‫على اختيار الناخبني مقابل مكافأة عينية أو مالية‪ .‬ينتهك شراء األصوات املبادئ‬ ‫الدميقراطية األساسية لالنتخابات مثل سرية التصويت و احلق في اتخاذ خيار حر‬ ‫دون تأثير ال مبرر له‪.‬‬ ‫يجعل النقص احلالي من اخلبرة العامة و من الفهم للعمليات السياسية من السهل‬ ‫على األحزاب السياسية و املرشحني استغالل الناخبني عن طريق شراء أصواتهم‪،‬‬ ‫و بالتالي تقويض مستقبل االنتخابات الدميقراطية في تونس‪ .‬أعلنت منظمة “أنا‬ ‫يقظ”‪ ،‬في تقريرها النهائي املشترك حول تنظيم انتخابات ‪ 23‬أكتوبر ‪ ،2011‬في ‪31‬‬ ‫أكتوبر ‪ ،2011‬عن حاالت شراء األصوات حدثت عندما كان الناخبون ينتظرون‬ ‫في طوابير طويلة لإلدالء بأصواتهم (منظمة “أنا يقظ”‪ ،‬الصفحة ‪ .)4‬و وفقا لبعثة‬ ‫االحتاد األوروبي ملراقبة االنتخابات‪ ،‬أكدت الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات حالة‬ ‫من شراء األصوات (بعثة االحتاد األوروبي ملراقبة االنتخابات‪ ،‬الصفحة ‪.)33‬‬ ‫ذكر مركز كارتر في تقريره النهائي‪ ،5‬أنه في نهاية احلملة االنتخابية‪ ،‬اتهمت‬ ‫األحزاب السياسية بعضها البعض بشراء األصوات‪ .‬و أضاف أن‪:‬‬ ‫“قبل بداية فترة احلملة االنتخابية الرسمية‪ ،‬شهد مراقبو مركز كارتر‬ ‫توزيع مواد غذائية من قبل حزب االحتاد الوطني احلر في القلعة‬ ‫الكبرى بالقرب من سوسة‪ .‬و قد اصطفت نساء من القرى الفقيرة‬ ‫خارج مقر االحتاد الوطني احلر لتلقي حزم من املواد الغذائية مع‬ ‫نشرات تطلب منها التصويت لصالح االحتاد الوطني احلر‪ .‬كما‬ ‫تلقى املراقبون معلومات من املواطنني حول تأثير ال مبرر له‪ ،‬بدءا‬ ‫من الهدايا و املساعدات املالية حملاوالت شراء األصوات من قبل‬ ‫‪ - 4‬معجم برنامج األمم املتحدة االمنائي للمصطلحات االنتخابية‪ ،‬عربي‪ ،‬فرنسي‪:‬‬

‫ ‪http://aceproject.org/ero-en/regions/africa/TN/undp-arabic-french-elections-glo‬‬‫‪sary/view.‬‬ ‫‪5 - http://www.cartercenter.org/resources/pdfs/news/peace-publications/election‬‬‫‪reports/tunisia-final-Oct2011.pdf‬‬ ‫‪19‬‬


‫العديد من األحزاب السياسية‪ ،‬مبا في ذلك حركة النهضة وحزب‬ ‫االحتاد الوطني احلر وحزب املؤمتر من أجل اجلمهورية‪ .‬لم يتم‬ ‫تقدمي أي شكاوي رسمية‪ ،‬لكن‪ ،‬بعد إحلاح اعترف املواطنون‬ ‫أنهم ال يستطيعون تقدمي ما يثبت هذه االتهامات‪(“ .‬مركز كارتر‪،‬‬ ‫الصفحة ‪)37‬‬

‫إساءة استخدام موارد الدولة اإلدارية‬ ‫حصر تشريع سنة ‪ 2011‬استخدام وإساءة استخدام املوارد اإلدارية للدولة في‬ ‫أغراض حزبية وأغراض تتعلق باحلملة االنتخابية‪ .‬وتشمل موارد الدولة جوانب‬ ‫مختلفة‪ ،‬خاصة املوارد املالية واملؤسسية والتنظيمية والتنفيذية‪.6‬‬ ‫خالل انتخابات املجلس الوطني التأسيسي‪ ،‬لم يكشف املراقبون عن سوء استخدام‬ ‫ملوارد الدولة لصالح أنشطة حزب سياسي معني خالل احلملة االنتخابية‪ .‬وميكن‬ ‫تفسير ذلك جزئيا بحقيقة أن أعضاء احلكومة املؤقتة قرروا عدم املشاركة في‬ ‫االنتخابات لضمان حياد الدولة‪ .‬وقد يكون الوضع مختلفا خالل االنتخابات‬ ‫الوطنية و احمللية املقبلة مبا أن األحزاب السياسية التي تشكل االئتالف احلكومي‬ ‫قد تشارك في االنتخابات القادمة‪ .7‬وبالتالي ال ميكن استبعاد أن األحزاب احلاكمة‬ ‫قد تلجأ إلى استغالل موارد الدولة خالل احلملة االنتخابية‪ ،‬مما يؤثر بشكل مباشر‬ ‫على املساواة بني املتنافسني‪.‬‬

‫‪ - 6‬تشير املوارد املؤسسية إلى املوارد غير النقدية املادية و املوارد البشرية (خاصة موظفي اخلدمة العامة) و‬ ‫وسائل اإلعالم العامة‪ ،‬و تشير املوارد التنظيمية إلى حق تقرير القواعد التي تؤثر على العملية السياسية و تركز‬ ‫موارد اإلنفاذ على عمل جهات إنفاذ القانون و قوات األمن (على سبيل املثال إصدار تصاريح للتجمعات خالل‬ ‫احلملة االنتخابية)‪ .‬‬ ‫‪ - 7‬عند كتابة هذا الكتيب‪ ،‬كانت املناقشات حول تشكيل حكومة جديدة تتألف من تكنوقراطني و سياسيني‬ ‫جارية‪.‬‬ ‫‪20‬‬


‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كتيب حول متويل احلمالت االنتخابية في تونس‪ :‬الرهانات واملراقبة‬

‫اإلطار املنهجي‬ ‫واالستراتيجي ملنظمة‬ ‫»أنا يقظ«‬

‫النهج االستراتيجي ملنظمة «أنا يقظ»‬ ‫ستقوم منظمة “أنا يقظ” بتحليل اإلطار القانوني مبجرد أن يتم اعتماده و مبراقبة متويل‬ ‫احلمالت االنتخابية خالل االنتخابات املقبلة باستخدام منهجية مفصلة‪ .‬واستنادا‬ ‫إلى نتائج مراقبتها‪ ،‬فإنها ستقدم توصيات ملزيد من اإلصالح في مجال التمويل‬ ‫السياسي‪ .‬بعد صدور التقرير النهائي حول املراقبة والتوصيات‪ ،‬ستسعى منظمة‬ ‫“أنا يقظ” بالضغط على صانعي القرار ومشرعي القوانني لتنفيذ توصيات املنظمة‪.‬‬ ‫يجب أن تصاحب نشاط الضغط هذا‪ ،‬بصورة مثالية (وحسب التمويل) حملة‬ ‫مدافعة مستمرة وخطة عمل ملرافقة التغيير‪ .‬ينبغي أن يساعد هذا النهج منظمة “أنا‬ ‫يقظ” على حتقيق هدفها على املدى الطويل من أجل تقدمي آليات للتمويل السياسي‬ ‫لتونس تكون شاملة وقابلة للتنفيذ من شأنها ضمان الشفافية واملساءلة‪ .‬وستلهم‬ ‫املعايير الدولية واملمارسات اجليدة في هذا املجال توصيات منظمة “أنا يقظ” للعمل‬ ‫وللتحسينات‪ .‬إن رصد متويل احلمالت االنتخابية أمر ضروري لكنه ليس غاية في‬ ‫حد ذاته‪ .‬إذ تسعى منظمة “أنا يقظ” إلى املدافعة من أجل التغيير على أساس نتائج‬ ‫واستنتاجات مراقبتها‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫الدورة االستراتيجية‬

‫األسلوب املنهجي ملنظمة “أنا يقظ”‬ ‫”مبادرة الرصد التي ستقوم بها منظمة “أنا يقظ‬ ‫إن رصد متويل احلمالت االنتخابية يسمح للمنظمات غير احلكومية بتقييم االمتثال‬ ‫للقوانني و حتديد الفجوات في تنفيذ و إنفاذ القانون و اقتراح حلول عملية من‬ ‫خالل التوصيات و املدافعة‪ .‬ترصد املنظمات غير احلكومية في جميع أنحاء العالم‬ ‫متويل احلملة االنتخابية لتقييم تكافئ الفرص خالل االنتخابات و للدعوة إلى أطر‬ ‫قانونية أفضل‪ .‬تهدف منظمة “أنا يقظ” من خالل الرصد إلى احلد من الفساد عن‬ ‫طريق تشكيل بيئة متويل للحمالت االنتخابية أقل عرضة لتأثير الفساد‪ .‬و في سياق‬ ‫متويل احلملة االنتخابية‪ ،‬يتمثل الهدف العام من الرصد في املساهمة في خلق‬ ‫بيئة يكون فيها الفساد أقل انتشارا من خالل تعزيز اإلصالحات املستهدفة جيدا‬ ‫للقانون و املمارسة الشفافة و اخلاضعة للمساءلة‪ .‬و ينقسم هذا إلى هدفني رئيسيني‬ ‫للمراقبني‪:‬‬

‫‪22‬‬


‫كتيب حول متويل احلمالت االنتخابية في تونس‪ :‬الرهانات واملراقبة‬

‫‪ - 1‬حتديد أوجه القصور في اإلطار التنظيمي الذي يحكم متويل احلمالت‬ ‫االنتخابية و رصد تنفيذ و إنفاذ األنظمة القائمة؛‬ ‫‪ - 2‬حتديد ممارسات الفساد و انتهاكات قواعد متويل احلمالت االنتخابية‬ ‫التي قد تؤثر على تكافئ الفرص و عدالة احلمالت االنتخابية‪.‬‬ ‫خالل املرحلة األولى من وضع أنشطة منظمة “أنا يقظ” لرصد متويل احلملة‬ ‫االنتخابية‪ ،‬ستركز منظمة “أنا يقظ” على رصد إنفاق املرشحني و شراء األصوات‬ ‫و استغالل موارد الدولة‪.‬‬

‫مبادئ الرصد‬ ‫منظمة “أنا يقظ” هي منظمة غير حزبية و مستقلة و هي منظمة رقابية متتثل ملبادئ‬ ‫مراقبة صارمة و حتمل نفسها أعلى املعايير املهنية‪.‬‬ ‫تتطلب مراقبة االنتخابات االلتزام باملبادئ املعترف بها دوليا ملراقبة االنتخابات‪.‬‬ ‫للحياد السياسي و استقالل املراقبني أهمية كبرى في أية بعثة مراقبة لالنتخابات‬ ‫ذات مصداقية‪ .‬لذلك‪ ،‬ينبغي أن يحترم املراقبون سلطة الهيئات االنتخابية و أن ال‬ ‫يعرقلوا العملية االنتخابية‪ .‬يجب أن يلتزم املراقبون بالقوانني و أن يحترموا حقوق‬ ‫اإلنسان و أن يحافظوا على سلوك سليم ألن هذا يعكس صورة املنظمة‪.‬‬ ‫تتبع منظمة “أنا يقظ” إعالن املبادئ العاملية ملراقبة محايدة لالنتخابات من قبل‬ ‫منظمات مدنية و مدونة قواعد السلوك املرافقة ملراقبي االنتخابات املدنيني‬ ‫احملايدين‪ .8‬ستسعى منظمة “أنا يقظ” لتصبح منظمة مؤيدة لإلعالن‪.‬‬ ‫يقدم اإلعالن مجموعة من املعايير املشتركة التي توجه أعمال املنظمات غير احلزبية‬ ‫املعنية مبراقبة االنتخابات‪ .‬و هو يحدد االلتزامات األخالقية و السلوكية ملراقبي‬ ‫‪ - 8‬مت وضع إعالن املبادئ العاملية من خالل عملية توافق في اآلراء من قبل ممثلي الشبكات اإلقليمية القائمة و‬ ‫النامية ملنظمات محايدة تعمل على مراقبة االنتخابات من افريقيا و آسيا و أوروبا الوسطى و الشرقية و أوراسيا‬ ‫و أمريكا الالتينية و منطقة البحر الكاريبي و الشرق األوسط وشمال أفريقيا الذين هم أعضاء في الشبكة العاملية‬ ‫ملراقبي االنتخابات احمللية‪ .‬ميكن العثور على اإلعالن على الرابط‪:‬‬

‫‪http://www.gndem.org/declaration-of-global-principles.‬‬ ‫‪23‬‬


‫االنتخابات الذين يجب أن يتبعوا مبادئ احلياد و االستقالل و الدقة و الشفافية و‬ ‫عدم التدخل و نبذ العنف و احترام سيادة القانون‪.‬‬ ‫استنادا إلى اإلعالن‪ ،‬تلتزم منظمة “أنا يقظ” بـ‪:‬‬ ‫ احلفاظ على انتماء غير حزبي صارم‪ ،‬من خالل بقائها محايدة‬‫سياسيا في جميع األنشطة املتعلقة بالعملية االنتخابية‪ ،‬من خالل‬ ‫االمتناع عن التعبير علنا عن أي تفضيل لصالح أو ضد أي مرشح‬ ‫أو حزب سياسي أو جماعة أو حركة أو جمعية أخرى تتترشح‬ ‫للمناصب العامة‪ ،‬ومن خالل رفض كل تفضل يعرض عليها أو‬ ‫تهديدات صادرة عن أي من املتنافسني السياسيني أو وكالئهم؛‬ ‫ العمل بشكل مستقل عن احلكومة لدعم عملية انتخابات دميقراطية‬‫نزيهة‪ ،‬بغض النظر عن من يفوز أو يخسر‪.‬‬ ‫ احترام أدوار السلطات االنتخابية النزيهة على جميع املستويات‬‫وعدم التدخل في أي وقت من األوقات بصورة غير قانونية أو غير‬ ‫الئقة في إدارة االنتخابات‪ ،‬وكذلك السعي بجد للعمل بالتعاون‬ ‫مع مسؤولي االنتخابات غير املتحيزين‪ ،‬واتباع اإلرشادات القانونية‬ ‫بفضل مساعدتهم أو غيرهم من السلطات املختصة بشأن حماية‬ ‫النزاهة االنتخابية؛‬ ‫ تقدمي تقارير محايدة ودقيقة وفي الوقت املناسب حول جميع‬‫املالحظات والنتائج‪ ،‬اإليجابية والسلبية منها‪ ،‬مع اثباتات كافية‬ ‫جلميع املشاكل اخلطيرة للسماح من التحقق من األحداث‪ ،‬ومع‬ ‫وثائق كافية حول اجلوانب اإليجابية للعملية لتقدمي صورة محايدة‬ ‫ودقيقة ملا حصل‪.‬‬ ‫ستولي منظمة “أنا يقظ” اهتماما خاصا بتدريب مراقبيها لضمان فهمهم لهذه املبادئ‬ ‫وتنفيذها بصرامة أثناء عملهم‪ .‬تلتزم منظمة “أنا يقظ” بضمان أن يوقع جميع‬ ‫مراقبي االنتخابات ومراقبي متويل احلمالت االنتخابية على تعهد يعكس مدونة‬

‫‪24‬‬


‫الضغ‪j‬‬

‫التغيير‬ ‫كتيب حول متويل احلمالت االنتخابية في تونس‪ :‬الرهانات واملراقبة‬

‫قواعد السلوك ملراقبة محايدة لالنتخابات من قبل منظمات مدنية‪ .9‬في حالة وجود‬ ‫مخالفة ملدونة قواعد السلوك يتم اإلبالغ عنها‪ ،‬ستقوم منظمة “أنا يقظ” بالتحقيق‬ ‫في هذا الشأن‪ .‬إذا مت التأكد من حصول انتهاك جسيم سيتخذ قادة منظمة “أنا يقظ”‬ ‫املدافعة‬ ‫اإل�الحسحب اعتماد املراقب املعني‪.‬‬ ‫تدابير تصحيحية وقد يقرروا‬

‫تنظيم فريق ملشروع الرصد‬ ‫مدير مشروع‬

‫خبراء‬

‫منسق إعالمي‬

‫منسق ميداني‬

‫محللو البيانات‬

‫مراقبو وسائل اإلعالم‬

‫مراقبون في الواليات‬

‫مراقبون ميدانيون‬

‫يبني هذا القسم كيف ترى منظمة “أنا يقظ” نهج رصدها حاليا‪ ،‬على الرغم من‬ ‫أنه قد يكون هناك بعض التغييرات الناجمة عن مواصلة تطوير منهجية الرصد التي‬ ‫ستقوم بها وعن القيود املالية والتنظيمية والفحص امليداني‪.‬‬ ‫سيتم تقسيم فريق الرصد إلى فريق مركزي و فرق جهوية‪ .‬سيتألف الفريق املركزي‬ ‫من مجلس إدارة املشروع مبا في ذلك مدير املشروع ومجموعة من اخلبراء والباحثني‬ ‫‪ - 9‬راجع عينة من تعهد املراقب في امللحق ‪.2‬‬ ‫‪25‬‬


‫الذين سيحللون البيانات املتحصل عليها من قبل الفرق اجلهوية‪ .‬مبا أن رصد‬ ‫وسائل اإلعالم هو أمر مكلف و يتطلب عمال مكثفا و منهجية محددة‪ ،‬قد ال‬ ‫تكون منظمة «أنا يقظ» في وضع ميكنها من رصد وسائل اإلعالم بنفسها‪ ،‬على‬ ‫األقل خالل املرحلة األولى‪ .‬فستضع منظمة «أنا يقظ» احللول املناسبة من أجل‬ ‫تقييم أداء وسائل اإلعالم العمومية ألنها تشكل موارد الدولة و هي ممولة من قبل‬ ‫دافعي الضرائب‪ .‬إذا مت السماح باإلعالنات السياسية‪ ،‬ستقوم منظمة «أنا يقظ»‬ ‫أيضا برصد اإلعالنات في وسائل اإلعالم الرئيسية من أجل تقدير اإلنفاق على‬ ‫احلملة االنتخابية املعنية‪.‬‬ ‫سيشرف على املشروع مدير مشروع يعمل بدوام كامل‪ .‬وسيساعده في ذلك‬ ‫مجموعة من اخلبراء اخلارجيني‪ ،‬مبا في ذلك خبراء في املالية والقانون والسياسة‪.‬‬ ‫سيعمل مدير املشروع بشكل وثيق مع محلل البيانات الذي يتحصل ويجمع ويحلل‬ ‫كافة البيانات الواردة‪ .‬سيقوم املنسق امليداني باالتصال مع املنسقني في الواليات‬ ‫الذين سيكونون مبثابة نقطة اتصال للمراقبني امليدانيني‪ .‬سيوجهون العمل ويقدمون‬ ‫النصح للمراقبني امليدانيني في أنشطتهم اليومية املتعلقة بالرصد‪ .‬يقدم املراقبون‬ ‫امليدانيون تقاريرهم للمنسقني في الواليات الذين بدورهم يرسلون التقارير إلى‬ ‫املنسق امليداني‪ .‬إذا تقرر القيام برصد لإلعالنات في وسائل اإلعالم‪ ،‬سيقوم‬ ‫املنسق اإلعالمي باإلشراف على عمل مراقبي وسائل اإلعالم‪ ،‬الذين سيكونون‬ ‫متطوعني‪.‬‬ ‫ستقوم منظمة «أنا يقظ» بتعيني و توظيف و تدريب ما يقرب من ‪ 40‬مراقب ميداني‬ ‫وهذا يتوقف على توافر املوارد‪ .‬وستسعى إلى زيادة هذا العدد في السنوات‬ ‫املقبلة‪ .‬قامت منظمة «أنا يقظ» بإرشاد عدد من املدربني في مكاتبها اجلهوية الذين‬ ‫سيقومون بتدريب املراقبني امليدانيني‪ .‬ومت تدريب هؤالء املدربني في مرحلة أولى‬ ‫من قبل املؤسسة الدولية للنظم االنتخابية حول مفاهيم التمويل السياسي واملبادئ‬ ‫وتقنيات الرصد واستراتيجيات املدافعة املتعلقة بتمويل احلمالت االنتخابية‪ .‬مكنت‬ ‫هذه السلسلة من التدريبات مدربي منظمة «أنا يقظ» من تطوير مهارات الرصد ومن‬ ‫معرفة املزيد عن التقنيات املختلفة املستخدمة من قبل اخلبراء ملراقبة متويل احلمالت‬ ‫االنتخابية‪ .‬ستولي منظمة «أنا يقظ» اهتماما خاصا بتدريب مراقبيها امليدانيني بدقة‬ ‫حول منهجية ومدونة قواعد سلوك املنظمة‪.‬‬ ‫‪26‬‬


‫كتيب حول متويل احلمالت االنتخابية في تونس‪ :‬الرهانات واملراقبة‬

‫النطاق اجلغرافي لرصد منظمة “أنا يقظ”‬ ‫ال تنوي منظمة “أنا يقظ” في هذه املرحلة األولية مراقبة متويل احلمالت االنتخابية‬ ‫في جميع أنحاء البالد ألنها ستقوم بهذا النوع من املراقبة ألول مرة‪ .‬تفضل‬ ‫منظمة “أنا يقظ” اعتماد نهج تدريجي من خالل تركيز رصدها على بعض الدوائر‬ ‫االنتخابية‪ ،‬ثم توسيع أنشطتها تدريجيا في املستقبل مع األخذ في االعتبار الدروس‬ ‫املستفادة والتحسينات املنهجية املمكنة‪.‬‬ ‫ستركز منظمة “أنا يقظ” الرصد بالنسبة لالنتخابات املقبلة في اجلهات التي لها فيها‬ ‫فروع عملية وشبكة من املراقبني احملتملني لالنتخابات‪ .‬إذا بقي النظام االنتخابي‬ ‫على ما كان عليه في انتخابات سنة ‪( 2011‬نظام نسبي جهوي)‪ ،‬سترصد منظمة‬ ‫“أنا يقظ” متويل احلمالت االنتخابية في ‪ 5‬أو ‪ 6‬دوائر انتخابية التي ميكن أن تتضمن‬ ‫تونس وصفاقس وقفصة والقيروان وسوسة والكاف‪ .‬عند كتابة هذا التقرير‪ ،‬لم‬ ‫يتم بعد حتديد االختيار النهائي للمدن والبلدات‪.‬‬ ‫ستسعى منظمة “أنا يقظ” في املستقبل إلى توسيع انتشارها اجلغرافي في رصد متويل‬ ‫احلمالت االنتخابية خالل االنتخابات التونسية‪.‬‬

‫جوانب متويل احلمالت االنتخابية التي يتعني مراقبتها و املنهجية‬ ‫هناك العديد من القضايا املتعلقة بدور املال في السياسة التونسية التي تستحق املزيد‬ ‫من االهتمام‪ .‬لكن ال ميكن ألي مشروع رصد تغطية جميع هذه اجلوانب بطريقة‬ ‫فعالة‪ .‬و بعد مناقشات متأنية‪ ،‬مبا في ذلك النظر في االنتخابات األخيرة‪ ،‬قررت‬ ‫منظمة “أنا يقظ” أن تركز على ما يلي‪:‬‬ ‫ شراء األصوات‪ :‬ستستخدم منظمة “أنا يقظ” مراقبيها امليدانيني ملراقبة كيفية‬‫استعمال املتسابقني للمال أو الهدايا العينية للتأثير على الناخبني للتصويت‬ ‫لصاحلهم‪ .‬ستعطي املعلومات املتأتية من وسائل اإلعالم و اجلمهور ملراقبي‬ ‫منظمة “أنا يقظ” معلومات عن املكان الذي يجب التحقيق فيه و ما يجب‬ ‫التحقيق فيه‪.‬‬ ‫‪27‬‬


‫ سوء استعمال املوارد العامة‪ :‬خالل مراقبة أحداث احلمالت‪ ،‬سيرصد‬‫املراقبون إذا ما مت استخدام املوارد العمومية‪ ،‬مثل املباني أو السيارات‬ ‫العمومية‪ ،‬ألغراض حزبية‪ .‬كما سيرصد املراقبون إذا ما كان موظفو اخلدمة‬ ‫العمومية يقومون بحملة لصالح حزب ‪ /‬مرشح معني بطريقة تتعارض مع‬ ‫قواعد حياد احلكومة وعدم حتيزها‪.‬‬ ‫ االمتثال للقوانني املتعلقة باإلنفاق على احلملة االنتخابية‪ .‬ميكن أن‬‫تشمل هذه األنظمة متطلبات إعداد التقارير املالية وحدود اإلنفاق للقوائم‬ ‫االنتخابية‪ .‬اختارت منظمة “أنا يقظ” مراقبة اإلنفاق بدال من الدخل ألن‬ ‫رصد دخل احلملة أكثر تعقيدا و صعوبة إذ يتطلب الوصول الكامل إلى‬ ‫احلسابات املصرفية لألحزاب السياسية والتعاون غير املشروط من البنك‬ ‫املركزي‪ .‬في حني أن اإلنفاق على إعالنات احلملة االنتخابية و تظاهرات‬ ‫احلملة الخ املقصود منه أن يكون ملحوظا‪ ،‬فإنه غالبا ما تتم التبرعات‬ ‫للحملة في اخلفاء‪ .‬قد ّ‬ ‫ميكن رصد نفقات احلملة من احلصول على دليل‬ ‫مباشر للفساد أو من حتديد املمارسات التي تتعلق بفساد محتمل‪.‬‬ ‫ستستعمل منظمة “أنا يقظ” نهجا وضعته املؤسسة الدولية للنظم االنتخابية يسمى‬ ‫التتبع املوازي للنفقات‪ ،‬وهو حتسني ملنهجيات رصد االنفاق على احلملة االنتخابية‬ ‫املستخدمة في املاضي من قبل مختلف املنظمات في جميع أنحاء العالم‪ .‬ستقوم‬ ‫منظمة “أنا يقظ” من خالل القيام بذلك مبراقبة إنفاق القوائم واألحزاب السياسية‬ ‫واملرشحني املختارين بالنسبة ملواد مثل اإلعالنات وامللصقات والالفتات واللوحات‬ ‫اإلعالنية‪ .‬وسيتم حتديد أنواع رئيسية من اإلنفاق على احلملة االنتخابية في وقت‬ ‫مبكر‪ ،‬استنادا إلى اخلبرة في االنتخابات السابقة‪ ،‬للسماح برصد فعال طوال فترة‬ ‫املراقبة‪.‬‬ ‫عند رصد االنفاق على احلملة االنتخابية‪ ،‬ستستخدم منظمة «أنا يقظ» أساليب‬ ‫مختلفة جلمع البيانات ذات الصلة‪ .‬و تشمل هذه األساليب‪:‬‬ ‫ البيانات املباشرة (الرصد غير املباشر)‪ :‬سيذهب مراقبو منظمة “أنا يقظ”‬‫مباشرة إلى املصدر ملعرفة التكلفة احلقيقية لإلنفاق على احلملة االنتخابية‪.‬‬ ‫وهذا يعني التحري‪ ،‬لدى شركات الطباعة و مع املسؤولني عن تنظيم‬ ‫‪28‬‬


‫كتيب حول متويل احلمالت االنتخابية في تونس‪ :‬الرهانات واملراقبة‬

‫تظاهرات احلملة و املطاعم الخ‪ ،.‬عن تكلفة نفقات مختلفة ملتسابقني‬ ‫مختارين‪ ،‬و إذا ما كانت مدفوعة أو متثل دعما عينيا‪.‬‬ ‫ البيانات غير املباشرة (الرصد املباشر)‪ :‬إذا لم تتواجد بيانات مباشرة موثوق‬‫بها‪ ،‬فإن املراقبني امليدانيني ملنظمة “أنا يقظ” سيحتسبون عدد مواد احلملة‬ ‫االنتخابية (على سبيل املثال عدد الالفتات في منطقة معينة أو وجبات الطعام‬ ‫املقدمة خالل اجتماع انعقد خالل احلملة) مع تقديرات لتكاليف الوحدة لكل‬ ‫مادة من هذه املواد‪ ،‬ثم ميكن القيام بتقديرات عن مجموع النفقات‪.‬‬ ‫ستعتمد منظمة “أنا يقظ” خالل مشروع الرصد على تقنيات كالسيكية و جديدة‬ ‫للمراقبة و إعداد التقارير حول البيانات‪ .‬سيقوم مراقبو منظمة “أنا يقظ” مبلئ و‬ ‫تقدمي استمارات أعدت من قبل الفريق املركزي‪ .‬و سيتم إرسال هذه االستمارات‬ ‫بطريقتني‪:‬‬ ‫استمارات ورقية‪ :‬عادة ما يستخدم هذا النوع من االستمارات خالل مراقبة‬ ‫االنتخابات‪ .‬و ميكنهم ارسال هذه االستمارات عن طريق الفاكس أو تسليمها‬ ‫مباشرة إلى مكتب منظمة “أنا يقظ”‪.‬‬ ‫استمارات إلكترونية‪ :‬عندما يكون ذلك ممكنا‪ ،‬إذا ما كان ملراقبي منظمة “أنا‬ ‫يقظ” هواتف ذكية فإنهم سيستخدمونها مللء هذه االستمارات و إرسالها مباشرة‬ ‫إلى خزينة منظمة “أنا يقظ” على اإلنترنت‪ .‬تسمح هذه التكنولوجيا بتحديد موقع‬ ‫مراقبي منظمة “أنا يقظ” عند إرسال االستمارات‪ .‬كما سيكون مراقبو منظمة “أنا‬ ‫يقظ” قادرين على تقدمي تقارير حول حاالت الفساد املتعلقة بتمويل احلمالت‬ ‫االنتخابية (شراء األصوات و سوء استغالل موارد الدولة) مباشرة من خالل برنامج‬ ‫على االنترنت‪ .‬و بدال من ذلك‪ ،‬ميكن للمراقبني إرسال االستمارات عن طريق‬ ‫البريد اإللكتروني‪ .‬إن استخدام التقارير اإللكترونية من شأنه السماح بتسريع‬ ‫العمل و بتتبع عمل املراقبني‪.‬‬ ‫ستحلل منظمة “أنا يقظ” البيانات مهما كان شكل جمعها و ستقدم تقديرات اإلنفاق‬ ‫ألحزاب و قوائم و مرشحني مختارين تتعلق بحمالتهم االنتخابية‪ .‬و هذا سيسمح‬ ‫باحلكم على دقة التقارير املالية املقدمة و ما إذا مت احترام سقف اإلنفاق (إذا فرض‬ ‫في االنتخابات املقبلة)‪.‬‬ ‫‪29‬‬


‫نتائج التقارير واالستنتاجات والتوصيات‬ ‫ميثل تقدمي تقارير منتظمة أمرا هاما لضمان التدفق السلس للمعلومات بني من هم‬ ‫على أرض امليدان و من هم في مقر بعثة املراقبة‪ .‬سيطلب من املراقبني أن يقدموا‬ ‫نتائج رصدهم بانتظام من خالل إعداد تقارير ميدانية أسبوعية‪ .‬سيتم تزويدهم‬ ‫بقالب لصياغة التقرير األسبوعي قبل جتنيدهم لتوجيه املراقبني نحو نوع املعلومات‬ ‫التي ينبغي جمعها‪ .‬و هذا من شأنه تقدمي اتساق لعمل املراقبني‪ .‬سيطلب منهم‬ ‫اإلبالغ عن أي حادث خطير أو انتهاكات ملدير املشروع‪ .‬سيكون لديهم إمكانية‬ ‫التقاط صور خالل رصدهم و إرسالها إلى الفريق املركزي‪ .‬و سيتم نشر صور‬ ‫االنتهاكات على صفحة منظمة “أنا يقظ” على الفيسبوك إذا ما اعتبر ذلك مناسبا‪.‬‬ ‫سيقوم الفريق املركزي خالل مهمة املراقبة بتحليل املعلومات التي يتم جمعها و‬ ‫التي أبلغ عنها من قبل املراقبني امليدانيني‪ .‬و سيعد الفريق املركزي ملنظمة “أنا‬ ‫يقظ” بعد االنتخابات التقرير النهائي الذي سيحتوي على حتليل اإلطار القانوني‬ ‫آلليات متويل احلمالت االنتخابية و على حتليل للنتائج التي حتصل عليها املراقبون‬ ‫املتعلقة بجوانب متويل احلملة االنتخابية التي رصدت و على توصيات بناءة إلدخال‬ ‫ستقيم منظمة “أنا‬ ‫حتسينات في املستقبل ‪ .‬بناء على نتائج الرصد و االستنتاجات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يقظ” ما إذا كان املتسابقون في االنتخابات قد امتثلوا للقوانني و اللوائح املتعلقة‬ ‫بتمويل احلملة االنتخابية في مجاالت املراقبة‪.‬‬ ‫ستسعى منظمة “أنا يقظ” إلى تقدمي النتائج و االستنتاجات الواردة في التقرير‬ ‫النهائي خالل مؤمتر صحفي‪ .‬و سيكون فرصة لنشر توصيات منظمة “أنا يقظ”‬ ‫على نطاق واسع و للتشجيع على نقاش عام حول هذه القضايا‪ .‬و ستهدف هذه‬ ‫التظاهرات العامة إلى رفع مستوى الوعي العام حول أهمية آليات شفافية متويل‬ ‫احلمالت االنتخابية‪.‬‬ ‫ستحاول منظمة “أنا يقظ”‪ ،‬حسب توفر التمويل‪ ،‬تنظيم تظاهرات عامة أخرى حول‬ ‫التمويل السياسي و متويل احلمالت االنتخابية ملناقشة التحسينات املمكنة‪ .‬باإلضافة إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬سيطلب من املراقبني تقاسم تقييمهم و الدروس املستفادة خالل جتربة رصدهم‪.‬‬ ‫و ستسمح هذه املالحظات ملنظمة “أنا يقظ” بتطوير هذه التجربة األولى و حتسني‬ ‫منهجيتها في املستقبل‪ .‬كما سيساعد ذلك على استكشاف تقنيات جديدة للرصد‪.‬‬ ‫‪30‬‬


‫كتيب حول متويل احلمالت االنتخابية في تونس‪ :‬الرهانات واملراقبة‬

‫مزيد من القراءة و املراجع‬ ‫وثائق عامة‬ ‫مجلس أوروبا‪ ،‬اللجنة الوزارية‪ ،‬التوصية رقم (‪ 4 )2003‬لللجنة الوزارية إلى الدول األعضاء بشأن‬ ‫القواعد املشتركة ملكافحة الفساد في متويل األحزاب السياسية و احلمالت االنتخابية‪.‬‬ ‫‪http://www.coe.int/t/dghl/monitoring/greco/general/Rec(2003)4_EN.pdf‬‬ ‫(باإلجنليزية)‬ ‫‪http://www.coe.int/t/dghl/monitoring/greco/general/Rec(2003)4_FR.pdf‬‬ ‫(بالفرنسية)‬ ‫املؤسسة الدولية للنظم االنتخابية (‪ )2009‬تنظيم التمويل السياسي‪ ،‬التجربة العاملية‪.‬‬ ‫‪http://www.ifes.org/Content/Publications/Books/2009/Political‬‬‫‪( Finance-Regulation-The-Global-Experience.aspx‬مت نشره من قبل ماغنوس‬ ‫أوهمان و هاني زينلبهاي‪ ،‬باإلجنليزية و الفرنسية)‬ ‫مبادرة العدالة في املجتمع املفتوح‪ ،‬رصد متويل احلمالت االنتخابية‪ ،‬دليل للمنظمات غير احلكومية‬ ‫(سلسلة العدل أثناء العمل)‪.‬‬ ‫‪( http://www.opensocietyfoundations.org/sites/default/files/.pdf‬باإلجنليزية)‬ ‫منظمة األمن والتعاون في أوروبا‪ /‬مكتب املؤسسات الدميقراطية وحقوق اإلنسان و جلنة البندقية‪،‬‬ ‫املبادئ التوجيهية لتنظيم األحزاب السياسية‪.‬‬ ‫‪http://www.venice.coe.int/uaccc/cdl_documents_arabic_E.asp‬‬ ‫(باإلجنليزية و العربية و الفرنسية – النسخة العربية ليست مصححة بعد)‬ ‫منظمات مختلفة‪ ،‬إعالن مبادئ مراقبة دولية لالنتخابات و مدونة قواعد السلوك للمراقبني الدوليني‬ ‫لالنتخابات‬ ‫‪( http://www.idea.int/resources/analysis/observation_coc.cfm‬باإلجنليزية)‪،‬‬ ‫‪( http://www.ndi.org/files/DoP-ARA.pdf‬بالعربية)‬ ‫جلنة البندقية‪ ،‬متويل األحزاب السياسية‪ ،‬مدونة املمارسة اجليدة في املسائل االنتخابية‪ :‬املبادئ‬ ‫التوجيهية و التقرير التوضيحي – اعتمد من قبل جلنة البندقية في دورتها ‪( 52‬البندقية‪18-19 ،‬‬ ‫أكتوبر ‪.)2002‬‬ ‫‪http://www.venice.coe.int/docs/2002/CDL-AD(2002)023rev-e.pdf‬‬ ‫(باإلجنليزية)‬

‫‪31‬‬


‫وثائق حول انتخابات سنة ‪ 2011‬في تونس‬ ‫مركز كارتر‪ ،‬انتخابات املجلس الوطني التأسيسي في تونس‪ 23 ،‬أكتوبر ‪ ،2011‬التقرير النهائي‪.‬‬ ‫‪http://www.cartercenter.org/resources/pdfs/news/peace_publications/‬‬ ‫‪( election_reports/tunisia-final-Oct2011.pdf‬باالجنليزية)‬ ‫‪http://www.cartercenter.org/resources/pdfs/news/peace_publications/‬‬ ‫‪( election_reports/tunisia-final-Oct2011-fr.pdf‬بالفرنسية)‬ ‫دائرة احملاسبات‪ ،‬التقرير العام حول نتائج مراقبة متويل احلملة االنتخابية لعضوية املجلس الوطني‬ ‫التأسيسي‪.‬‬ ‫‪http://www.courdescomptes.nat.tn/upload/rapport/rapport_election.pdf‬‬ ‫(بالعربية و الفرنسية)‬ ‫بعثة االحتاد االوروبي ملراقبة االنتخابات‪ ،‬التقرير النهائي‪ ،‬انتخابات املجلس الوطني التأسيسي‪،‬‬ ‫‪ 23‬أكتوبر ‪.2011‬‬ ‫‪http://www.eueom.eu/files/pressreleases/english/rapport-final-moe‬‬‫‪( ue-tunisie-2011_fr.pdf‬بالفرنسية)‬ ‫الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات‪ ،‬تقرير حول سير انتخابات املجلس الوطني التأسيسي‪.‬‬ ‫‪( http://isie.tn/Ar/image.php?id=762‬بالعربية و الفرنسية)‬ ‫املؤسسة الدولية للنظم االنتخابية (‪ )2012‬تقييم اإلطار القانوني و املمارسات املتعلقة بتمويل‬ ‫احلمالت االنتخابية خالل انتخابات املجلس الوطني التأسيسي‪ .‬بقلم باربرا جوان‪.‬‬ ‫‪http://www.ifes.org/Content/Publications/Reports/2012/Legal‬‬‫‪( Analysis-of-Campaign-Finance-Regulations-in-Tunisia.aspx‬باالجنليزية‬ ‫و الفرنسية و العربية)‬ ‫منظمة “أنا يقظ”‪ ،‬تقرير شبكة “أوفياء” في إطار حتالف مع جمعية «شباب بال حدود» و جمعية «أنا‬ ‫يقظ»‪ ،‬حول نتائج املراقبة احمللية النتخابات املجلس الوطني التأسيسي يوم ‪ 23‬أكتوبر ‪.2011‬‬ ‫‪https://www.dropbox.com/s/qvb5jaxd4opuioo/French%20version.docx‬‬ ‫(بالفرنسية)‬

‫‪32‬‬


‫امللحق ‪:1‬‬

‫كتيب حول متويل احلمالت االنتخابية في تونس‪ :‬الرهانات واملراقبة‬

‫قاموس مصطلحات‬ ‫التمويل السياسي‬

‫مأخوذ بإذن من املؤسسة الدولية للنظم االنتخابية من ماغنوس أوهمان و هاني‬ ‫زينلبهاي (منشور) “تنظيم التمويل السياسي‪ :‬التجربة العاملية”‪.‬‬ ‫• تدقيق احلسابات‬ ‫تدقيق احلسابات هو فحص للبيانات املالية ملنشأة و للسجالت املالية و املعلومات‬ ‫املصرفية التي يعدها وكالء الكيان املعنيني باملالية ألصحاب املصلحة اآلخرين من‬ ‫خارج الكيان و لألدلة املؤيدة للمعلومات الواردة في تلك البيانات املالية‪.‬‬ ‫• نفقات احلمالت االنتخابية‬ ‫هي النفقات املتكبدة من قبل أو بالنيابة عن حزب سياسي مسجل أو مرشح للقيام‬ ‫بحملة انتخابية للحزب أو للمرشح أثناء الدورة االنتخابية أو تتعلق باالنتخابات‬ ‫املقبلة‪ ،‬مبا في ذلك النفقات التي تهدف إلى تعطيل آفاق حزب أو مرشح آخر‪.‬‬ ‫• متويل احلملة االنتخابية‬ ‫هي تشير إلى املعامالت املتعلقة باحلملة االنتخابية‪ .‬قد تشمل املعامالت تبرعات أو‬ ‫نفقات رسمية‪ ،‬مالية أو عينية‪.‬‬ ‫‪33‬‬


‫• مداخيل احلملة االنتخابية‬ ‫هو الدخل الذي يتم جمعه من قبل أو نيابة عن حزب سياسي مسجل أو مرشح‬ ‫لتمويل احلملة االنتخابية حلزب أو مرشح‪.‬‬ ‫• حدود االنفاق على احلملة االنتخابية‬ ‫هو املبلغ األقصى الذي ميكن ملرشح انفاقه خالل فترة احلملة االنتخابية‪.‬‬ ‫• حدود انفاق املرشحني‬ ‫هو املبلغ األقصى الذي ميكن أن يعطيه أو يقرضه مرشح حلملته االنتخابية‪.‬‬ ‫• التمويل املتعلق باحلملة االنتخابية‬ ‫هو تخصيص املوارد املكتسبة واملنفقة من قبل املرشحني لالنتخابات واألحزاب‬ ‫السياسية خالل الدورة االنتخابية‪.‬‬ ‫• سقف االنفاق‬ ‫هو أعلى حد لنفقات احلملة النتخابية‪ .‬وهو يشير في بعض األحيان أيضا إلى أعلى‬ ‫حد ميكن أن يسهم به األفراد واألحزاب السياسية‪.‬‬ ‫• تضارب املصالح‬ ‫احلالة التي يكون فيها لشخص مصالح متعارضة تعيقه عن التصرف من أجل‬ ‫املصلحة العامة‪ .‬على سبيل املثال عندما يأخذ املسؤولون احلكوميون التبرعات‬ ‫للحمالت االنتخابية من األشخاص الذين تتأثر مصاحلهم االقتصادية بالسياسات‬ ‫احلكومية‪.‬‬ ‫• حدود املساهمات‬ ‫املبلغ األقصى من األموال الذي ميكن أن يساهم به فرد أو حزب سياسي في حملة‬ ‫مرشح أو حزب سياسي‪.‬‬ ‫• املساهمات‬ ‫هي األموال أو أي شيء آخر ذو قيمة (مثل القوائم البريدية و الهواتف و الفضاءات‬ ‫للوحات اإلعالنية) التي تعطى حلملة مرشح أو حزب سياسي من قبل فرد أو منظمة‪.‬‬ ‫‪34‬‬


‫كتيب حول متويل احلمالت االنتخابية في تونس‪ :‬الرهانات واملراقبة‬

‫• السياسيون احمليدون‬ ‫هو املسؤول املنتخب الذي يتلقى دعما ماليا كبيرا من جهات مانحة غنية التي‬ ‫بدورها تؤثر على املسؤول حتى يتخذ خيارات سياسية معينة‪.‬‬ ‫• تكلفة الفساد‬ ‫هي املبالغ التي يتم خسارتها من املال العام التي مت حتويلها أو حجبها‪.‬‬ ‫• االنتخابات املمولة بطريقة دميقراطية‬ ‫هو نظام انتخابي متول فيه احلمالت االنتخابية للمرشحني مبوارد متأتية من الشعب‬ ‫ككل‪ ،‬و ليس من النخبة القليلة‪.‬‬ ‫• التمويل العمومي املباشر‬ ‫هي األموال املقدمة إلى األحزاب السياسية أو املرشحني من قبل احلكومة أثناء‬ ‫احلمالت االنتخابية أو للتمويل املنتظم لألحزاب‪.‬‬ ‫• اإلفصاح‬ ‫هو شرط أن يقدم املرشحون و األحزاب السياسية تقارير عن مبالغ و مصادر‬ ‫املساهمات املستعملة في احلملة االنتخابية لهيئة إدارة االنتخابات و الوكالة احلكومية‬ ‫للمحاسبات أو وكالة إنفاذ القوانني االنتخابية‪.‬‬ ‫يكون اإلفصاح فعاال عندما تكون هذه احلسابات مفصلة و متاحة للرقابة العامة‪.‬‬ ‫• فرص عادلة‬ ‫هي مسابقة انتخابية يكون للمرشحني فيها موارد تتناسب مع قدراتهم على جمع‬ ‫التبرعات و احلصول على التبرعات للحمالت االنتخابية التي يقومون بواسطتها‬ ‫بإدارة حمالتهم‪.‬‬ ‫• املساهمات اخلارجية‬ ‫هو املال الذي مت التبرع به حلملة مرشح أو حزب سياسي من قبل شخص مقيم‬ ‫خارج البلد الذي تقام فيه االنتخابات‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫• املساعدة العمومية الدنيا‬ ‫هي احلد األدنى أو مجموعة من األموال أو املوارد العامة األخرى (على سبيل‬ ‫املثال‪ ،‬وسائل اإلعالم احلرة أو البريد) املتاحة جلميع املرشحني املؤهلني في نظام‬ ‫التمويل العمومي‪.‬‬ ‫• املعامالت الرسمية‬ ‫هي التبرعات و النفقات التي حتدث في نطاق القانون و التي ميكن زيادتها من قبل‬ ‫التمويل العمومي للحمالت االنتخابية‪.‬‬ ‫• االعالنات املخفية‬ ‫هي املواد التي تظهر في وسائل اإلعالم في شكل تقارير موضوعية أو حتاليل لكنها‬ ‫في الواقع تشجع مرشحا أو حزبا أو حتاول تشويه سمعة مرشح أو حزب آخر‪.‬‬ ‫• نظام متويل هجني‬ ‫هو نظام لتمويل االنتخابات و أنشطة األحزاب السياسية الذي يكون فيه جزء من‬ ‫األموال املستخدمة من قبل حمالت املرشحني متأت من احلكومة‪ ،‬عادة في شكل‬ ‫منحة تطابق املال اخلاص الذي مت جمعه‪.‬‬ ‫• املساهمة العينية‬ ‫هي مساهمة من السلع أو اخلدمات أو املمتلكات تقدم مجانا أو بسعر أقل من‬ ‫السعر املعتاد‪.‬‬ ‫• اإلنفاق املستقل‬ ‫هو إنفاق املال لإلعالنات أو غيرها من االتصاالت التي تدعو صراحة إلى انتخاب‬ ‫أو هزمية مرشح‪ ،‬و التي ال تتم جنبا إلى جنب أو بالتنسيق مع أي مرشح أو جلنة‬ ‫حملة انتخابات مرشح‪.‬‬ ‫• التمويل العمومي غير املباشر‬ ‫هي موارد ذات قيمة نقدية يتم تقدميها لألحزاب السياسية أو املرشحني من قبل‬ ‫احلكومة للحمالت االنتخابية أو للتمويل املنتظم لألحزاب‪ ،‬مثل النقل أو وقت‬ ‫الظهور املجاني في وسائل اإلعالم‪.‬‬ ‫‪36‬‬


‫كتيب حول متويل احلمالت االنتخابية في تونس‪ :‬الرهانات واملراقبة‬

‫• املساهمة الفردية‬ ‫هو املال الذي يساهم به لفائدة جلنة حملة انتخابات مرشح أو حزب سياسي من‬ ‫قبل شخص واحد (أو أكثر من شخص من خالل شيك واحد)‪.‬‬ ‫• املعامالت غير الرسمية‬ ‫هي التبرعات املالية و النفقات التي حتدث خارج نطاق القانون‪ .‬و قد تتمثل في‬ ‫شراء األصوات أو في دعم عيني ال يتم احتسابه من املؤسسات العمومية و اخلاصة‬ ‫أو في إساءة استخدام املوارد العامة‪.‬‬ ‫• تكافئ الفرص‬ ‫هي مسابقة انتخابية يكون فيها للمرشحني املتنافسني موارد متساوية للقيام بحمالتهم‬ ‫االنتخابية‪.‬‬ ‫• املنفذ‬ ‫هو طريقة لتجنب أو االلتفاف حول القانون‪ ،‬ترتبط عادة بإغفال أو غموض في‬ ‫القانون نفسه‪.‬‬ ‫• األموال املطابقة‬ ‫هو املال العمومي املقدم في نسبة محددة للمرشحني الذين ينجحون في جمع مبالغ‬ ‫محددة من املال اخلاص من خالل املساهمات الفردية في حجم معني‪ .‬و هذا‬ ‫موجود بكثرة في الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫• إساءة استخدام موارد الدولة‬ ‫هو استخدام سلطات وموارد الدولة والقطاع العام (مبا في ذلك القدرات القسرية‬ ‫واملوظفني واملوارد املالية واملادية واملوارد األخرى) من قبل سياسيني أو أحزاب‬ ‫سياسية في السلطة لتعزيز فرصهم لينجحوا في االنتخابات‪ ،‬مما يشكل انتهاكا للقواعد‬ ‫القانونية و‪ /‬أو غيرها من املعايير واملسؤوليات التي حتكم تقلد الوظائف العامة‪.‬‬ ‫• غسل األموال‬ ‫هو إسهام في حملة مسؤول منتخب (أو حزب سياسي) من قبل طرف أو أطراف‬ ‫أخرى كطريقة للتمويه عن مصدر املساهمة و لالتفاف حول حدود املساهمة‪.‬‬ ‫‪37‬‬


‫• مسار املال‬ ‫هو تدفق متويل احلملة االنتخابية و التمويل املنتظم لألحزاب من خالل النظام‬ ‫السياسي‪ .‬ميثل تتبع مسار املال من األساليب التي يعتمدها الصحفيون و الهيئات‬ ‫التنظيمية لرصد التبرعات و النفقات غير املشروعة‪.‬‬ ‫• الرصد‬ ‫هو املراقبة املنهجية و املوضوعية و توثيق عملية معينة على مر الزمن‪.‬‬ ‫• الربح‬ ‫هي العائدات التي يتحصل عليها مساهم له فائدة‪ ،‬مثل التعيينات اخلاصة (مثل‬ ‫املناصب الوزارية)‪ ،‬و تخفيض الضرائب و اإلعانات و اإلعفاءات التنظيمية أو‬ ‫املزايدات غير التنافسية للمشاريع احلكومية‪.‬‬ ‫• النخبة الثرية‬ ‫هي النخبة الثرية التي تسيطر على السياسة بحكم إعتماد موظفي اخلدمة العمومية‬ ‫على مساهماتها في احلملة االنتخابية‪ ،‬أو بحكم قدرتها على استخدام أموالها‬ ‫لكسب املناصب احلكومية الرئيسية بنفسها‪.‬‬ ‫• الفساد السياسي‬ ‫هو إساءة استعمال السلطة املوكلة من قبل القادة السياسيني لإلثراء اخلاص أو‬ ‫اجلماعي أو للحفاظ على السلطة‬ ‫• التمويل السياسي‬ ‫هو دخل و نفقات املرشحني و األحزاب السياسية‪ ،‬اللذان هما رسميان و غير‬ ‫رسميان‪ ،‬أو ماليان و عينيان‪ .‬قد حتدث هذه املعامالت خالل أو خارج فترة‬ ‫احلملة االنتخابية‪ ،‬أو قد ال تكون ذات صلـة مبـاشرة علـى اإلطالق باحلملـة‬ ‫االنتخابية‪.‬‬ ‫• الهيئة املسؤولة عن تنظيم التمويل السياسي‬ ‫(أيضا هيئة التنفيذ أو وكالة التنفيذ) و هي هيئة حكومية أو وكالة تشرف على و‬ ‫تراقب نظام تدفق التمويل السياسي في البلد‪ .‬و هي تضمن أن تتقيد األحزاب و‬ ‫‪38‬‬


‫كتيب حول متويل احلمالت االنتخابية في تونس‪ :‬الرهانات واملراقبة‬

‫اللجان و املرشحني باحلدود و احملظورات و متطلبات اإلفصاح واإلبالغ‪ .‬يتوجب‬ ‫على الوكالة فرض التزامات منبثقة عن مقتضيات لوائح التمويل السياسي‪.‬‬ ‫• نفقات األحزاب السياسية‬ ‫في األنظمة الرئاسية‪ ،‬هي متثل األموال املنفقة من قبل األحزاب السياسية نيابة عن‬ ‫مرشحيها للرئاسة والكونغرس في االنتخابات العامة‪ .‬وفي النظم البرملانية‪ ،‬هي‬ ‫متثل األموال املنفقة من قبل األحزاب السياسية خالل احلمالت االنتخابية‪.‬‬ ‫• متويل األحزاب السياسية‬ ‫هي التبرعات غير التابعة للحملة االنتخابية املالية أو العينية لألحزاب السياسية واملنظمات‬ ‫واجلمعيات‪ ،‬والنفقات التي تدفع من قبل هذه اجلماعات‪ .‬تتلقى األحزاب السياسية‬ ‫التمويل العمومي غالبا كنتيجة جلمعها لنسبة معينة من األصوات في االنتخابات‪.‬‬ ‫• التمويل العمومي‬ ‫هو متويل للحمالت االنتخابية أو متويل منتظم لألحزاب يقدم من احلكومة‬ ‫للمرشحني أو األحزاب السياسية املؤهلني‪.‬‬ ‫• التقابل‬ ‫من الالتينية‪“ ،‬شيء لشيء‪ ”،‬ما يتحصل عليه املساهمون ذوي الفائدة في احلمالت‬ ‫النتخابية من املسؤولني املنتخبني نتيجة لدعمهم املالي القوي (قد يشمل ذلك‬ ‫االعفاءات الضريبية واإلعانات والتعيينات واإلعفاءات التنظيمية أو املزايدات غير‬ ‫التنافسية للعقود احلكومية) ‪.‬‬ ‫• التمويل املنتظم لألحزاب‬ ‫هي أموال ال تتعلق باحلملة االنتخابية‪ ،‬مبا في ذلك التبرعات و النفقات‪ ،‬لألحزاب‬ ‫السياسية و املنظمات و اجلمعيات التي يتم انفاقها على أساس سنوي للحفاظ على‬ ‫العمليات الروتينية للحزب‪.‬‬ ‫• مساهمات و نفقات متأتية من طرف آخر‬ ‫هي السلع أو اخلدمات املدفوعة أو النفقات املتكبدة نيابة عن مرشح أو حزب‬ ‫سياسي من قبل كيان منفصل غير مرتبط‪.‬‬ ‫‪39‬‬


‫• السياسة امللوثة‬ ‫هي نظام سياسي فاسد متأثر بشكل كبير بأموال قذرة أو غير مشروعة‪ ،‬و هي‬ ‫تقوض سيادة القانون‪.‬‬

‫‪40‬‬


‫امللحق ‪:2‬‬

‫كتيب حول متويل احلمالت االنتخابية في تونس‪ :‬الرهانات واملراقبة‬

‫منوذج عن االلتزام‬ ‫مبراقبة محايدة‬ ‫لالنتخابات‬

‫تعهد مراقب االنتخابات (القسم)‬ ‫أنا املمضي أسفله‪ ،‬أتعهد ِ‬ ‫(أعد أو أقسم) ما يلي‪:‬‬ ‫سأكون مراقبا محايدا لالنتخابات في فترة االنتخابات املقبلة ملراقبة و ‪ /‬أو رصد‬ ‫تسجيل الناخبني و مؤهالت املرشحني و اختيار مرشحي األحزاب السياسية و‬ ‫أنشطة احلمالت االنتخابية و التغطية اإلعالمية و التصويت أو فرز األصوات و‬ ‫عمليات اجلدولة أو ألي قدرة محايدة على الرصد التي قد أوافق على تنفيذها‪،‬‬ ‫و لن أقوم بأي نشاط حزبي للتأثير على اخليارات التي ستقدم للناخبني في هذه‬ ‫االنتخابات و ‪ /‬أو االستفتاء‪ ،‬و سأحترم أدوار السلطات االنتخابية النزيهة على‬ ‫جميع املستويات و لن أتدخل في أي وقت من األوقات بصورة غير قانونية أو غير‬ ‫الئقة في إدارة االنتخابات و ‪ /‬أو االستفتاء؛‬ ‫أنا لست مرشحا و ال ناشطا لصالح أي مرشح أو حزب سياسي أو جماعة أو حركة‬ ‫أو جمعية أخرى تسعى للترشح للمناصب العامة خالل االنتخابات املقبلة‪ ،‬و أنا‬ ‫‪41‬‬


‫لست ناشطا أدعم أو أعارض أي استفتاء قادم‪ ،‬و أنا ال أنوي الترشح لالنتخابات‬ ‫املقبلة و ال أنوي استخدام أي منظمة غير حزبية ملراقبة أو رصد االنتخابات كأساس‬ ‫لدعم ترشيحي في أي انتخابات في املستقبل؛‬ ‫سأحافظ على انتماء غير حزبي صارم‪ ،‬من خالل بقائي محايدا في جميع األنشطة‬ ‫املتعلقة بالعملية االنتخابية‪ ،‬و سأمتنع عن التعبير علنا عن أي تفضيل لصالح أو‬ ‫ضد أي مرشح أو حزب سياسي أو جماعة أو حركة أو جمعية أخرى تسعى‬ ‫للترشح للوظائف العامة أو عن دعم أو معارضة مبادرة استفتاء‪ ،‬و سأرفض جميع‬ ‫التفضيالت التي تعرض علي و التهديدات الصادرة عن أي من املتسابقني في‬ ‫االنتخابات أو وكالئهم؛‬ ‫سأعمل على دعم عملية انتخابية دميقراطية نزيهة‪ ،‬بغض النظر عن من يفوز أو‬ ‫يخسر‪ ،‬و سأضع جانبا آرائي الشخصية حول أولئك الذين ترشحوا للمناصب‬ ‫العامة أو القضايا املعروضة في استفتاء‪ ،‬من أجل تعزيز العملية الدميقراطية‪ ،‬إال‬ ‫عندما سأمارس حقي في اإلدالء بصوتي في سرية اخللوة؛‬ ‫ليس لدي تضارب للمصالح و سأمتنع عن احلصول على أي منها‪ ،‬كانت شخصية‬ ‫أو سياسية أو اقتصادية أو غير ذلك‪ ،‬التي من شأنها أن تعيقني عن مراقبة محايدة‬ ‫لالنتخابات أو عن رصد أنشطة بنزاهة و دقة و في الوقت املناسب؛‬ ‫سأحترم و أحمي نزاهة املنظمة غير احلزبية ملراقبة ‪ /‬رصد االنتخابات‪ ،‬مبا في ذلك‬ ‫عن طريق اتباع قواعد السلوك هذه‪ ،‬و أي تعليمات مكتوبة (مثل بروتوكوالت‬ ‫املراقبة ‪ /‬الرصد و التعليمات و املبادئ التوجيهية) و أي تعليمات شفوية من قيادة‬ ‫املنظمة؛‬ ‫سأمتنع عن اإلدالء بأي تعليقات شخصية حول مالحظاتي لوسائل اإلعالم أو‬ ‫اجلمهور قبل أن تقدم منظمة مراقبة ‪ /‬رصد االنتخابات بيانها‪ ،‬ما لم يطلب مني‬ ‫ذلك على وجه التحديد من قيادة املنظمة؛‬ ‫سأحضر كل الدورات التدريبية املطلوب حضورها املتعلقة مبراقبة و رصد االنتخابات‬ ‫احمللية و سأسعى جاهدا لإلطالع على قانون االنتخابات و اللوائح و القوانني‬ ‫األخرى ذات الصلة وفقا لتوجيهات التدريبات و سألتزم بشكل كامل باملنهجيات‬ ‫‪42‬‬


‫كتيب حول متويل احلمالت االنتخابية في تونس‪ :‬الرهانات واملراقبة‬

‫املعتمدة من قبل املنظمة و سأعمل على مراقبة جميع االنتخابات احمللية و رصد‬ ‫األنشطة بكل ما أوتيت من جهد؛‬ ‫سأقدم تقارير بنزاهة و دقة (مبا في ذلك العوامل اإليجابية و السلبية) و في الوقت‬ ‫املناسب كل ما أمكن ذلك بالنسبة جلميع التظاهرات التي أراقب بصفتي مراقبا‬ ‫محايدا لالنتخابات‪ ،‬و‬ ‫أقسم بأنني قرأت بتمعن و فهمت بالكامل مدونة قواعد السلوك للمراقبني احملايدين‬ ‫لالنتخابات‪ ،‬و أنا أوافق على تعزيز أهدافها و مبادئها و على االمتثال ملتطلباتها‪.‬‬ ‫كما أقسم بأن أستقيل من منصبي كمراقب لالنتخابات إذا ما تواجد أي تضارب‬ ‫في املصالح الذي من شأنه أن يعيقني عن القيام بأنشطة دون حتيز و بدقة في الوقت‬ ‫املناسب كمراقب محايد لالنتخابات أو إذا ما انتهكت متطلبات مدونة قواعد‬ ‫السلوك هذه‪.‬‬ ‫‪.................‬اإلمضاء‪.............‬التاريخ‬

‫ ‬

‫‪.................‬كتابة االسم بوضوح‬

‫‪43‬‬


‫حملة عامة عن منظمة “أنا يقظ”‬ ‫منظمة “أنا يقظ”‪ :‬هي منظمة رقابية أنشأت بعد الثورة التونسية‪ .‬جتمع منظمة‬ ‫“أنا يقظ” مجموعة من الشباب املتحمسني من الرجال و النساء من مناطق مختلفة‬ ‫من البالد يعملون على احلفاظ على مكاسب الثورة‪ .‬ترتكز منظمة “أنا يقظ”على‬ ‫مبدأين رئيسيني‪:‬‬ ‫‪- 1‬ال لإلقصاء‪ :‬ال تقصي منظمة “أنا يقظ” أي شخص بناء على الدين أو‬ ‫االنتماء السياسي أو اخللفية اجلهوية‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ال للوصاية‪ :‬تؤمن منظمة «أنا يقظ» بتمكني الشباب‪ ،‬الشباب رجاال و‬ ‫نساء الذين قاموا بالثورة هم جديرون بالثقة و يجب أن يشاركوا في عملية‬ ‫اتخاذ القرارات‪ .‬ال يجب ممارسة أي وصاية على أي شاب حتت ذريعة‬ ‫«نقص في اخلبرة»‪.‬‬ ‫مت إنشاء منظمة “أنا يقظ” بالتحديد بعد الثورة التونسية خالل اعتصام القصبة ‪ 2‬في‬ ‫فيفري ‪ .2011‬على الرغم من أن الشباب التونسي لعب الدور األكبر في الثورة‪،‬‬ ‫فإنه مت استبعاده من املشهد السياسي و من عملية صنع القرار‪ .‬لذلك‪ ،‬جاءت‬ ‫املنظمة مللء الفراغ في الساحة السياسية‪ .‬و هي تهدف إلى إعطاء صوت للشباب‬ ‫و إلى متكينهم‪ .‬لهذا السبب‪ ،‬متثل منظمة “أنا يقظ” واحدة من املنظمات الشبابية‬ ‫النادرة التي يبلغ فيها معدل ​​عمر أعضائها ‪ 23‬سنة و قيادتها ‪ 24‬سنة‪ .‬كما تؤمن‬ ‫منظمة “أنا يقظ” بالدور الذي لعبته املرأة خالل الثورة و التي تستمر في لعبه خالل‬ ‫التحول الدميقراطي‪ ،‬خاصة في املناطق الداخلية‪ .‬إذ أن ‪ 80٪‬من أعضاء منظمة “أنا‬ ‫يقظ”‪ ،‬في جميع أنحاء تونس‪ ،‬هم من النساء‪ .‬ملنظمة “أنا يقظ”‪ 5‬فروع محلية و‬ ‫شبكات أعضاء في ‪ 3‬مدن أخرى‪.‬‬

‫مجال العمل‬ ‫تعمل منظمة “أنا يقظ” أساسا على أولويتني هما‪ :‬تعزيز الشفافية و مكافحة‬ ‫الفساد‪.‬‬ ‫‪44‬‬


‫كتيب حول متويل احلمالت االنتخابية في تونس‪ :‬الرهانات واملراقبة‬

‫مكافحة الفساد‬ ‫ألنها تعتقد بأن الفساد هو أحد األسباب التي أدت إلى الثورة‪ ،‬تناضل منظمة “أنا يقظ”‬ ‫ضد الفساد في جميع أنحاء البالد من خالل تعزيز احلوكمة الرشيدة و إشراك املواطنني‪.‬‬ ‫كما تسعى املنظمة إلى تيسير احلصول على املعلومات من خالل استخدام التكنولوجيا‬ ‫و مفهوم احلوكمة اإللكترونية‪ .‬و تعمل منظمة “أنا يقظ” على ضمان انتقال سياسي‬ ‫سلس في فترة ما بعد الثورة من خالل إجراء أكبر استطالع سياسي في تاريخ تونس‬ ‫بالشراكة مع املعهد الدميقراطي الوطني من ديسمبر ‪ 2011‬إلى أفريل ‪ .2012‬و بشراكة‬ ‫مع املؤسسة الدولية للنظم االنتخابية‪ ،‬متثل منظمة “أنا يقظ” املنظمة غير احلكومية‬ ‫الوحيدة في شمال أفريقيا و الثانية في منطقة الشرق األوسط التي دربت على كيفية‬ ‫مراقبة التمويل السياسي‪.‬‬

‫مراقبة االنتخابات‬ ‫بدأت منظمة “أنا يقظ” ببناء جتربتها في مراقبة االنتخابات و قادت منظمة “أنا يقظ”‬ ‫ائتالف “أوفياء” من املجتمع املدني بالتعاون مع “شباب بال حدود” ملراقبة انتخابات‬ ‫أكتوبر ‪ .2011‬كما كانت منظمة “أنا يقظ” أول منظمة غير حكومية راقبت االنتخابات‬ ‫اجلامعية في مارس ‪ .2012‬كما شاركت منظمة “أنا يقظ” في العديد من بعثات املراقبة‬ ‫الدولية ملراقبة االنتخابات في مصر سنة ‪ 2011‬و‪ 2012‬مع مركز كارتر واملعهد االنتخابي‬ ‫للدميقراطية املستدامة و املعهد الدميقراطي الوطني‪ .‬وكانت منظمة “أنا يقظ” حاضرة‬ ‫أيضا في ليبيا لتدريب املجتمع املدني الليبي حول كيفية تنظيم بعثة مراقبة لالنتخابات‬ ‫احمللية‪.‬‬

‫املدافعة‬ ‫قامت منظمة “أنا يقظ” بحملة حول احلصول على املعلومات و احلكومة املنفتحة سميت‬ ‫“ضويلي” من أجل الضغط على احلكومة و مساألتها لإلعالن عن نفقاتها وبرامجها علنا‬ ‫وكذلك عن أصول موظفي اخلدمة العامة‪ .‬قامت منظمة “أنا يقظ” باملدافعة من أجل‬ ‫‪45‬‬


‫جلنة انتخابات عليا مستقلة عن احلكومة‪ .‬و عملت منظمة “أنا يقظ” على دسترة هيئة‬ ‫شبابية ليتم تضمينها في الدستور اجلديد‪ .‬متكنت منظمة “أنا يقظ” من تقدمي املشروع‬ ‫إلى الناطق الرسمي باسم احلكومة وإلى رئيس املجلس التأسيسي الذي سيتم مناقشته‬ ‫خالل اجلمعية العامة‪.‬‬

‫إشراك الشباب‬ ‫نظمت منظمة “أنا يقظ” مجلسا تأسيسيا منوذجيا‪ ،‬هو مبثابة برملان للشباب‪ .‬دعت‬ ‫منظمة “أنا يقظ” ‪ 217‬من الشباب من جميع أنحاء البالد لصياغة دستور بالطريقة التي‬ ‫يريدها الشباب‪ .‬مت تسليم مسودة الدستور التي كتبت من قبل الشباب إلى املجلس‬ ‫الستخدامها كتوصية‪.‬‬ ‫منظمة “أنا يقظ” متواجدة اليوم في تونس والقيروان وقفصة ومدنني‪ ،‬وجربة‪.‬‬

‫‪46‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.