Qafilah (nov dec 2014)

Page 57

‫كان يكتب واقفاً‬

‫ف ي� مكتبته كان هيمنجواي‬ ‫يفضل الكتابة واقفاً‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫كان يقول‪« :‬الكتابة وأنا‬ ‫ن‬ ‫تساعد� عىل‬ ‫واقف‪،‬‬ ‫ي‬ ‫فقدان السمنة‪ .‬إضافة‬ ‫إىل ذلك‪ ،‬فالكتابة ف ي� هذه‬ ‫ن‬ ‫تمنح� الحيوية‪.‬‬ ‫الوضعية‬ ‫ي‬

‫أطلق على قاربه اسم «البيالر»‪..‬‬ ‫هذا االسم الذي كان كلمة السر‬ ‫بينه وبين بولين في أيام حبهما‬ ‫األولى‪..‬‬ ‫بركة الحقاً لم تكن سوى حلبة يتناطح عليها المالكمون المحليون‬ ‫بمن فيهم هيمنجواي نفسه الذي كان عاشقاً لهذه الرياضة كعشقه‬ ‫السبانية التي صادق أبطالها وحضر بطوالتها‪،‬‬ ‫لمصارعة الثيران إ‬ ‫وكتب عنها كتابه «موت في الظهيرة»‪ .‬وعلى الرغم من أنه بادر‬ ‫الشراف على بنائها لزوجته فيما‬ ‫بفكرة حفر البركة إال أنه ترك إ‬ ‫أ‬ ‫السبانية التي اندلعت‬ ‫غادر هو لتغطية أحداث الحرب الهلية إ‬ ‫عام ‪1936‬م‪ ،‬وقد ُحفرت البركة فعلياً في الشعاب المرجانية‬ ‫القاسية بين عامي ‪ 1937‬و‪1938‬م وبلغت تكلفتها آنذاك ‪20000‬‬ ‫دوالر‪ ،‬وهو ما أثار غضبه من بولين‪ .‬وبالفعل فقد أتى المشروع‬ ‫على آخر بنس يملكه الكاتب‪ .‬وأخذت بولين البنس وغرسته في‬ ‫السمنتي المحيط بالبركة‪ ،‬أما البركة نفسها فقد أصبحت‬ ‫الحاجز إ‬ ‫عالمة معمارية في محيطها‪.‬‬ ‫عرف عن هيمنجواي ولعه بالقطط‪ ،‬وهي آ‬ ‫الن بالعشرات‬ ‫ُ‬ ‫تتجول وتتشمس في زوايا المنزل والحديقة والممرات‪ .‬يلتقط‬ ‫الزوار الصور معها ويداعبونها وكأنها ُد ِّربت على هذه المهمة‪.‬‬ ‫بدأت قصة القطط مع أحد أصدقاء الكاتب‪ ،‬وهو قبطان بحري‬ ‫قدمه هدية‬ ‫كان يملك هراً ذا ستة أصابع وحين فكر بالمغادرة َّ‬ ‫لهيمنجواي‪ .‬وهكذا تناسلت القطط عبر السنوات ليتبقى منها‬ ‫اليوم حوالي ‪ 50‬قطاً وقطة‪ُ ،‬خصص لها منزل صغير خلف مكتبة‬

‫أفضل كتابة النصوص‬ ‫ّ‬ ‫المتعلِّقة بالوصف‪ ،‬باليد‪.‬‬ ‫ن‬ ‫لكن� أستعمل آلة الكتابة‬ ‫ي‬ ‫عند كتابة حوارات يب�ن‬ ‫ت‬ ‫شخصيا�‪ ...‬فلقد الحظت‬ ‫ي‬ ‫أن الناس يتكلمون برسعة‬ ‫آ‬ ‫اللة الكتابة نفسها»‪.‬‬

‫من كتاب‪ :‬أين كانوا‬ ‫يكتبون‪ ،‬لفرانسيسكا‬ ‫درول�ز‬ ‫بريمول‪-‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫هيمنجواي‪ .‬وهناك آ‬ ‫الن شخص مختص يعتني بأكلها وشربها‬ ‫سمى هيمنجواي‬ ‫ونظافتها وصحتها بأمر من محكمة المدينة‪ .‬وقد َّ‬ ‫القطط بأسماء الممثلين والممثالت الشهيرات‪ ،‬وهو تقليد سرى‬ ‫بعده حتى اليوم وأصبح من عالمات أ‬ ‫اللفة في هذا المنزل الذي‬ ‫أصبح متحفاً‪.‬‬

‫«البيالر»‪ ..‬كلمة الحب السرية‬

‫سأل أحد الحضور عن القارب الشهير لهيمنجواي «البيالر»‬ ‫(‪ )the Pilar‬الذي طاف به المنطقة وكان صديقه في أ‬ ‫السفار‬ ‫الصعبة‪ .‬فقال إنه في هافانا اليوم في أحد المتاحف هناك‪.‬‬ ‫بُني هذا القارب في حوض ويلر لبناء السفن في نيويورك‪،‬‬ ‫وقد دفع الكاتب نصف ثمنه عند عودته من إحدى رحالته إلى‬ ‫إفريقيا‪ ،‬وأطلق عليه هذا االسم الذي كان كلمة السر بينه وبين‬ ‫بولين في أيام حبهما أ‬ ‫الولى‪ .‬وعلى الرغم من اجتياح إعصار‬ ‫العمال عام ‪1935‬م تلك المنطقة فقد نجا هذا المركب من‬ ‫يوم َّ‬ ‫الغرق‪ .‬وعندما تطلَّقا هو وبولين عام ‪1940‬م‪ ،‬شحن البيالر إلى‬ ‫كوجيمار‪ ،‬وهي بلدة كوبية لصيد أ‬ ‫السماك في شرق هافانا‪ .‬وقد‬ ‫أ‬ ‫ألهمه هذا القارب الحقاً كتابة روايته الشهر «الشيخ والبحر»‬ ‫التي نشرها أوائل الخمسينيات‪ ،‬بل إن كابتن هذا القارب‪،‬‬ ‫غريغوريو فوينتس‪ ،‬وصديق هيمنجواي أ‬ ‫الثير‪ ،‬كان الملهم لبناء‬ ‫شخصية سانتياغو في الرواية‪ ،‬وقد عاش فوينتس حتى عام‬ ‫‪2002‬م ليرحل عن عمر ناهز ‪ 104‬سنوات‪.‬‬

‫شاركنا رأيك‬ ‫‪www.qafilah.com‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.