نظرة في متحف معهد العالم العربي

Page 1

ISBN 978-8-83663-754-6 6 €





‫ٌ‬ ‫متحف‬ ‫مقسم حسب املوضوع‬ ‫أنرثوبولويج‬ ‫ّ‬ ‫يمتحور متحف معهد العامل العريب حول تارخي البرش يف العامل العريب‬ ‫منذ ما قبل ظهور اإلسالم يف القرن السابع امليالدي‪،‬‬ ‫مسار املتحف ليس مرتبا حبسب التسلسل الزمين بل حبسب املوضوع‪،‬‬ ‫ومنه جتاور القطع والتحف من عصور خمتلفة يف نفس خزانة العرض أحيانا‪.‬‬

‫كت ّي ب‬ ‫"‪ ‬نزهة يف متحف معهد العامل العريب‪" ‬‬ ‫يستعيد هذا الكتيب التقسمي املعمتد يف املتحف حبسب مواضيع مخس‪:‬‬ ‫نشأة اهلوية العربية‪ ،‬من تعدد اآلهلة إىل التوحيد‪ ،‬الفحسة يف مدينة عربية‪ ،‬التعبري عن امجلال‪،‬‬ ‫وأخريا وقت للعيش و الرسور‪.‬‬ ‫وقد مت انتقاء حتفتني من لك قسم للدراسة والتعليق‪.‬‬

‫‪a‬‬


‫خريطة العامل العريب‪-‬‬ ‫احلقوق حمفوظة ملعهد العامل العريب ‪/‬‬

‫جان ‪ -‬بيري مانييه ‪ ،‬مجيلة ّ‬ ‫شكور‪ ،‬ماركو‪ ،‬موان‬

‫‪4‬‬


‫يتألف العامل العريب من الدول االثنتني والعرشين األعضاء يف جامعة الدول العربية‪.‬‬ ‫والقامس املشرتك فميا بيهنا ليس اإلسالم بل اللغة العربية‪ .‬ومنه ال تنيمت للعامل العريب‬ ‫بلدان ذات أغلبية مسملة مثل تركيا وإيران‪ ،‬ألن اللغة العربية ليست من لغاهتا الرمسية‪.‬‬ ‫هذا وال ميثل مسملو العامل العريب إ ّ‬ ‫ال ‪ ٪20‬من مجموع املسملني يف العامل‪،‬‬ ‫وبالتايل ال ينبيغ اخللط بني العريب واملسمل ‪.‬‬ ‫تحمس اللغة العربية الفصىح لساكن العامل العريب بالتفامه فميا بيهنم مهام اكن بلدمه‬ ‫األصل‪ :‬املغرب أو مرص أو قطر والعربية الفصىح يه اللغة املستخدمة للتدريس يف‬ ‫املدارس ويف حترير الكتب والصحف مكا يف اإلذاعة والتلفزيون ‪.‬‬ ‫أما يف احلياة اليومية‪ ،‬فيستخدم ساكن العامل العريب اللهجات العربية الدارجة اخلاصة‬ ‫بلك بلد‪ ،‬أو لغات أخرى مثل اللغة الكوردية واألمازيغية عىل أشاكهلا ولغات أفريقيا جنوب‬ ‫الصحراء‪.‬‬

‫‪l‬‬

‫احلقوق حمفوظة ‪ -‬معهد العامل العريب‪/‬‬

‫متهيد‬

‫فايس‬

‫يدعو متحف معهد العامل العريب الزائر الكتشاف العامل العريب عىل تنوع ثقافاته‪ ،‬وذلك منذ نشوئه حىت يومنا هذا‪.‬‬ ‫وميكن للزائر بفضل الرتكيبات الصوتية والبرصية أن ّ‬ ‫يتط لع عىل تنوع املشاهد وأن يسمتع ل لّ غات املختلفة املتداولة يف أرجاء‬ ‫العامل العريب ‪.‬‬

‫‪l‬‬

‫‪5‬‬


‫م نة‬ ‫ا‬ ‫ف الث الد‬ ‫ألل املي‬ ‫ا بل‬ ‫ق‬

‫عة‬ ‫راب‬ ‫ف ال الد‬ ‫ألل املي‬ ‫ا بل‬ ‫ق‬

‫ىل‬ ‫و‬ ‫ف األ الد‬ ‫ألل املي‬ ‫ا بل‬ ‫ق‬

‫من‬ ‫ا‬ ‫ن الث الد‬ ‫ق ر املي‬ ‫ال بل‬ ‫ق‬

‫ول‬ ‫األ‬ ‫رن‬ ‫ق‬

‫‪57‬‬ ‫‪2‬‬‫‪63‬‬

‫ال‬ ‫ألول رن‬ ‫ن ا الق‬ ‫قر د و‬ ‫ال يال‬ ‫بني ل امل س‬ ‫قب ام‬ ‫خل‬ ‫ا‬ ‫من‬ ‫لثا‬ ‫ني ا الد‬ ‫رن املي‬ ‫الق بل‬ ‫ني ل ق‬ ‫ب ألو‬ ‫وا‬

‫‪0‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪62‬‬

‫‪32‬‬ ‫‪-6‬‬

‫‪6‬‬

‫‪75‬‬ ‫‪0‬‬

‫ظهور الزراعة ظهور الكتابة تدجني امجلل بداية حترير‬ ‫التوراة أي‬ ‫يف بالد ما‬ ‫يف بالد ما‬ ‫الكتاب‬ ‫بني الهنرين بني الهنرين‬ ‫املقدس‬ ‫ومرص‬ ‫ومرص‬ ‫العرباين‬

‫مملكة سبأ‬ ‫يف جنوب‬ ‫اجلزيرة‬ ‫العربية‬

‫االمرباطورية‬ ‫الرومانية‬

‫بداية‬ ‫املسيحية‬

‫حياة النيب‬ ‫دمحم‬

‫اهلجرة وبداية الساللة‬ ‫األموية‬ ‫اإلسالم‬ ‫وعامصهتا‬ ‫دمشق‬


‫‪32‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪2‬‬‫‪71‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪0‬‬‫‪75‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪19‬‬ ‫‪2‬‬

‫من‬ ‫ثا‬ ‫ني ال رش‬ ‫ق رن ع‬ ‫ال س‬ ‫بني ام‬ ‫خل‬ ‫وا‬

‫‪0‬‬‫‪18‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪0‬‬‫‪18‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪19‬‬ ‫‪7‬‬

‫نني رش‬ ‫الق ر ع‬ ‫س‬ ‫بني ام ين‬ ‫خل رش‬ ‫ا الع‬ ‫و‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬‫‪19‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪20‬‬

‫توسع الدولة‬ ‫األندلس‪:‬‬ ‫اإلسالمية بفضل احلمك‬ ‫الفتوحات فامتدت اإلساليم‬ ‫أراضهيا من اهلند السبانيا‬ ‫إىل جبال البريينيه والربتغال‬ ‫متضمنة بذلك‬ ‫أرايض الدولة‬ ‫الفارسية القدمية‬ ‫وجزء كبري من‬ ‫أرايض بزينطة‬

‫الساللة‬ ‫العباسية‬ ‫وعامصهتا‬ ‫بغداد‬

‫عرص النشاط‬ ‫العيمل‪ :‬األمعال‬ ‫والرتمجات‬ ‫العربية يف‬ ‫ميادين الفلسفة‬ ‫والرياضيات وعمل‬ ‫الفلك والفزيياء‬ ‫والطب‪...‬‬

‫الساللة‬ ‫العمثانية‬ ‫وعامصهتا‬ ‫اسطنبول‬

‫حركة الهنضة‬ ‫استعامر‬ ‫القوى األوروبية العربية‬ ‫الكربى للعامل اليت طالبت‬ ‫بإصالح‬ ‫العريب‬ ‫وحتديث‬ ‫املجمتعات‬ ‫العربية‬

‫إهناء‬ ‫االستعامر‬ ‫وحصول‬ ‫البلدان‬ ‫العربية عىل‬ ‫استقالهلا‬

‫بداية مرحلة‬ ‫انتقالية‬ ‫كبرية يف‬ ‫العامل‬ ‫العريب‬

‫‪7‬‬


‫نشأة اهلوية العربية‬ ‫يتطرق القسم األول من املتحف إىل كيفية نشأة اهلوية والثقافة العربية عىل مدى األلف األوىل قبل امليالد‪ ،‬وفيه نتطلَّ ع‬ ‫عىل حركة السلع واألفاكر والناس منذ وقت مبكر‪ .‬وشيائ فشيائ تشلكت بني عرب املدن وعرب الصحراء هوية مشرتكة‬ ‫مرتكزة عىل اللغة العربية وقمي البداوة والعشرية‪.‬‬ ‫احلقوق حمفوظة – بيري أوليفييه ديشان‪Vu /‬‬

‫‪8‬‬

‫‪l‬‬

‫ ‬


‫أرض اجلزيرة العربية الواسعة ليست جمرد حصراء حتيط هبا مياه البحر‪ ،‬فيف جباهلا اجلنوبية اكنت األمطار غزيرة مبا يكيف‬ ‫لتطور الزراعة‪ ،‬حبيث نشأت مملكة سبأ اليت دعاها الرومان بالعربية السعيدة‪.‬‬

‫‪ I‬مبخرة‬

‫‪l‬‬

‫‪ I‬جنوب اجلزيرة العربية‪ ،‬القرن الرابع قبل امليالد‪ ،‬متحف معهد العامل العريب ‬

‫ ‬

‫ُي ستخرج اللبان واملر من أجشار ال تنبت إ ّ‬ ‫ال يف ھذه املنطقة‪ ،‬مما سامه يف إثراء ممالك‬ ‫جنوب اجلزيرة العربية (اكن سعر رطل من اللبان يعادل ثالثة أرطال من الذهب)‪ .‬واكنت‬ ‫القوافل محتل اللبان واملر لبيعها يف بالد ما بني الهنرين ومرص ويف أرجاء العامل اإلغرييق‬ ‫و الالتيين‪ ،‬ومجيعها حضارات عريقة اكنت قد دخلت بتواصل مع اجلزيرة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫احلقوق حمفوظة – معهد العامل العريب‪ /‬فيليب م ّي ار‬

‫‪l‬‬

‫‪9‬‬


‫مج ال‬ ‫‪ I‬متاثيل صغرية مجلل و َّ‬ ‫‪ I‬اجلزيرة العربية أو المين‪ ،‬بني القرن الثاين قبل امليالد والقرن الثاين امليالدي‪ ،‬متحف معهد العامل العريب‬

‫ ‬

‫ ‬

‫د ُّج ن امجلل يف بداية األلف األوىل قبل امليالد‪ ،‬وهو حيوان صبور‬ ‫ورسيع ومثايل لنقل البضائع‪ ،‬إذ تحمس له خاصياته البدنية‬ ‫بتحمل احلر والربد وعبور الصحارى بدون عناء‪ .‬ولك ما فيه‬ ‫حسن‪ :‬لبنه ومحله وجلده وعمظه‪ .‬وبفضله تطور النشاط االقتصادي عىل‬ ‫طول الطرق اليت اخرتقت اجلزيرة العربية من اجلنوب إىل المشال‪،‬‬ ‫مما أثرى املدن اليت اكن فهيا خانات الستقبال القوافل واليت اكنت‬ ‫تتجمع فهيا مجيع أنواع السلع والبضائع ‪.‬‬ ‫ومن بني هذه املدن اليت أصبحت ثرية بفضل القوافل‪ ،‬تنتصب‬ ‫مدينة تدمر الواقعة يف مشال رشق دمشق يف سوريا احلالية‪.‬‬ ‫وتهشد اآلثار الرومانية الباقية فهيا عىل ازدهارها بني القرنني األول‬ ‫والثالث‪ .‬وقد احرتف التدمريون برتبية قطعان امجلل و ادارة القوافل و‬ ‫تأمني املسالك التجارية ‪.‬‬

‫‪l‬‬

‫احلقوق حمفوظة – معهد العامل العريب ‪/‬فيليب م ّي ا‬ ‫‪10‬‬


‫عىل أطراف املدينة‪ ،‬ابتنت األرس الغنية قبورا مجاعية هلا عىل شلك أبراج ُأغلقت ‬ ‫مداخلها بشواهد جنائزية محتل متاثيل نصفية لملتوىف إىل جانب عبارات‬ ‫مكتوبة ‪.‬‬

‫‪ I‬لوحة جنائزية‬

‫‪ I‬إمرأة وطفلها ‪ /‬شقيقان‪ ،‬تدمر‪ ،‬القرنان الثاين والثالث‪،‬‬ ‫‪ I‬وديعة من متحف دمشق الوطين‬

‫الزي التقليدي‬ ‫ترتدي هذه املرأة اليت ماتت مع وليدها عىل األرحج أثناء الوالدة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املؤلف من غطاء الرأس (احلجاب) إىل جانب العديد من احليل‪ .‬فتعطينا هذه‬ ‫الصورة فكرة عن تارخي احلجاب الذي مل يظهر مع‬ ‫ظهور اإلسالم بل اكن جزءا من هندام‬ ‫النساء يف اكفة البلدان املشاطئة‬ ‫للبحر املتوسط منذ العصور‬ ‫القدمية‪ .‬واكن احلجاب إشارة لملرأة‬ ‫احلرة‪ ،‬وغيابه يعين أن املرأة اكنت‬ ‫جارية أو مومسا‪.‬‬

‫رداء الشقيقني وغطاء رأسهيام تشري إىل التأثريات اإلغريقية الرومانية‪l.‬‬

‫احلقوق حمفوظة – نبيل بطرس‬

‫‪11‬‬


‫من تعدد اآلهلة إىل التوحيد‬ ‫ُخ صص القسم الثاين من املتحف لألديان‪ ،‬حبيث أن منطقة العامل العريب هشدت ظهور املعبودات األوىل حوايل سنة عرشة آالف‬ ‫ق‪.‬م‪ ،.‬مكا اكنت مهد األديان التوحيدية الثالث‪.‬‬ ‫يعمتد العرض املتحيف للقطع املوضوع –‬ ‫وليس الديانة أو التسلسل التارخيي –‬ ‫وذلك إلبراز النقاط املشرتكة ومزيات هذه‬ ‫األنمظة الدينية املتنوعة‪.‬‬

‫‪l‬‬

‫احلقوق حمفوظة – معهد العامل العريب‪ /‬فابريس اكتلوي‬ ‫‪12‬‬


‫‪ I‬أيقونة ذبيحة إبراهمي‬

‫ ‬

‫‪ I‬حلب (سوريا)‪ ،‬منتصف القرن التاسع عرش‪ ،‬الرهبان ّية الباسيل ّية‪ I،‬احللب ّية‬

‫رمس هذه األيقونة اليت متثل ذبيحة ابراهمي راهب مسيحي من حلب‪.‬‬ ‫وتعترب ذبيحة ابراهمي من الروايات املوجودة يف التوراة واإلجنيل والقرآن‪،‬‬ ‫ولذلك يقال أنّ الهيودية واملسيحية واإلسالم يه أديان إبراهمي ّية ‪.‬‬ ‫حفسب الرواية أقام هلل عه دًا مع ابراهمي يعطيه وفقه مقابل إميانه ذر ّية‬ ‫كثرية بعدد جنوم المساء ‪.‬‬ ‫ويف أحد األيام‪ ،‬امتحن هلل ابراهمي ‪ ،‬وطلب منه أن ييحض بابنه‬ ‫الوحيد احسق‪ .‬فيقبل ابراهمي بال تردد ‪.‬‬ ‫يتوسط األيقونة رمس ابراهمي املستعد للتضحية بابنه املربوط اليدين‬ ‫واملوضوع عىل كومة من احلطب‪ .‬ولكن هلل يظهر ومينع ي ّد ابراهمي‪.‬‬ ‫ونرى هلل حييط به مالاكن‪ ،‬يشري األيرس مهنام البراهمي عىل كبش‬ ‫ليضعه حمل إحسق ُم ً‬ ‫رقة ‪.‬‬

‫احلقوق حمفوظة – الرهبانية الباسيلية احللبية‬

‫‪l‬‬

‫‪13‬‬


‫يف نظر الهيود ميكن تفسري هذا املهشد الغريب حيث َي قبل أب بقتل ابنه بأمر من هلل‪ ،‬عىل أنه رفض قاطع‬ ‫لتقدمي الذباحئ البرشية اليت اكنت ما زالت راجئة يف زمن كتابة التوراة‪ .‬مما يعين أن هلل مل يعد ذلك اإلله الغيور‬ ‫القايس املوجود يف الديانات املؤمنة بتعدد اآلهلة‪ ،‬ولكنه إله من طبيعة خمتلفة‪ ،‬واحد وحيد ال ُي رى‪ ،‬بامسه ُي نع قتل‬ ‫النفس البرشية منعًا باتًا مكا هو وارد يف الوصية السادسة من الوصايا العرش‪" :‬ال تق ُت ل"‪.‬‬ ‫وي رض للعهد اجلديد‪ ،‬عهد ُي متمه هلل مع البرش عرب وساطة املسيح الذي‬ ‫عند املسيحيني‪ ،‬كتاب التوراة ُي عرف بالعهد القدمي ُ‬ ‫ُي عترب ابن اهلل‪ .‬فذبيحة إبراهمي ترمز ملوت املسيح عىل الصليب‪ ،‬هو الذي حضى به هلل اآلب تكف ريًا عن خطايا البرش ‪.‬‬ ‫يف اإلسالم‪ ،‬إبراهمي هو أول املسملني ألنه أسمل بالاكمل ملشيئة هلل‪ ،‬حفرفيًا املسمل هو "من ُي ّ‬ ‫سل"‪" ،‬من يتخىل عن ذاته" هلل‪.‬‬ ‫فيف عيد األحضى أو العيد الكبري‪ ،‬يذحب املسملون الكبش تذاكرًا لتقدمة إبراهمي‪ ،‬و ُت روى قصته لألطفال ولكن باستبدال احساق‬ ‫بإمساعيل ولد إبراهمي الثاين وج ّد العرب مجيعًا حسب التقليد اإلساليم ‪.‬‬

‫‪l‬‬

‫‪14‬‬


‫‪ I‬مصحف قرآن يف لفافة‬

‫‪ I‬إيران‪ ،‬القرن الثامن عرش‪ ،‬متحف معهد العامل العريب‬

‫ ‬

‫القرآن هو الكتاب املقدس لدى املسملني ويأيت لفظه من فعل "إقرأ"‪ .‬ووفق‬ ‫الرتاث ظهر املالك جربيل عىل النيب دمحم يف أحد األيام وأمره بقراءة كالم‬ ‫هلل أمام البرش‪ .‬وقد نزل هذا الويح باللسان العريب الذي صار لغة مقدسة‬ ‫لدى املسملني‪ .‬ومنه تطور فن اخلط لتجميل املصاحف وكذالك من أجل توصيل‬ ‫األوامر عىل طول وعرض أرايض الدولة اإلسالمية الشاسعة املمتدة من اهلند‬ ‫إىل جبال البريينيه واليت ُش ي َدت بني عايم ‪ 632‬و ‪. 750‬‬ ‫هذا املصحف ُ‬ ‫الل فافة رائع لك الروعة وهو خمطوط خبط الغبار باستخدام قمل‬ ‫خاص مصنوع من وبر قط ذي ثالثة أهشر مما مسح للخطاط برمس حروف‬ ‫صغرية للغاية‪ .‬وقد كتبت أمساء السور باللون األمحر بيمنا تظهر بعض‬ ‫األدعية بلون بياض الصفحة‪ .‬مل تكن املصاحف من هذا الشلك مع ّدة للقراءة بل‬ ‫اكنت ُت عترب عىل أهنا ِح رز ووقاية لهسولة ل ّف ها وإخفاهئا يف احلزام أو العاممة ‪.‬‬

‫‪l‬‬

‫احلقوق حمفوظة – معهد العامل العريب‬ ‫‪15‬‬


‫الفحسة يف مدينة عربية‬ ‫بالتن ّق ل يف القاعة الواسعة املخصصة لملدينة العربية‪ ،‬نكتشف أن العرب خالفا للصورة المنطية‪ ،‬قد ش ّي دوا املدن وسكنوها منذ‬ ‫زمن طويل جدا‪ .‬فيف هذه املدن العريقة مثل بغداد ودمشق والقاهرة والقريوان وقرطبة‪ ،‬ازدهرت احلضارة اإلسالمية إ ّب ان العرص‬ ‫الوسيط‪ .‬وجند يف هذا القسم األماكن الرمزية يف املدينة العربية القدمية ‪ :‬قرص احلامك ودور العبادة (املجسد أو الكنيسة أو‬ ‫الكنيس) واملدرسة والسوق واملزنل ‪.‬‬

‫‪l‬‬

‫‪ /Vu‬احلقوق حمفوظة – بيري أوليفيه ديشان‬ ‫‪16‬‬


‫ ‬

‫‪ I‬اسط رالب‬

‫املغرب‪ ،‬القرن الثامن عرش‪ ،‬متحف معهد العامل العريب‬

‫برع العرب يف ميدان العلوم وامتازوا بني القرنني الثامن واخلامس عرش‪ .‬فالرياضيات‬ ‫والفلسفة والفلك والفزيياء والطب والكميياء‪ ،‬مجيعها معارف ُك تبت يف العرص الوسيط‬ ‫باللغة العربية ‪.‬‬ ‫االسط رالب – ويعين هذا اللفظ باإلغريقية " ِم قبض النجوم" – هو عبارة عن آلة‬ ‫وحس هنا العملاء العرب يف القرن‬ ‫ممصها العملاء اإلغريق يف العصور القدمية‬ ‫ّ‬ ‫التاسع‪ .‬ويه تحمس مبعرفة الساعة من الهنار والليل وبتحديد الوجهة‪ .‬وهذا‬ ‫يعب عىل حاجة اجمتاعية أكيدة ويه وجوب الصالة مخس مرات يف اليوم يف‬ ‫ّ‬ ‫يتوجه فهيا املسملون حنو الكعبة يف مكة املكرمة‪ .‬وهلذه اآللة‬ ‫حمددة‪،‬‬ ‫ساعات‬ ‫َّ‬ ‫أيضا تطبيقات أخرى إذ تتيح عىل سبيل املثال قياس االرتفاعات العالية جدا‬ ‫بفضل حساب املثلثات الذي طوره الرياضيون العرب‪ .‬هذا وإن تأثري العملاء بالفلك‬ ‫ترك رمسته اليوم يف األمساء املتداولة باللغات األوروبية لبعض النجوم اكلدبران وذنب‬ ‫(الدجاجة) ومنكب اجلوزاء و(النرس) الطائر‬ ‫ورِجل (اجلبار (‪...‬‬

‫مشاهدة اخلزانة املركزية يف القسم‬ ‫َّ‬ ‫املخصص للعلوم واليت تتضمن االسطرالبات متكن من فهم كيفية استخدام االسطرالب ‪l.‬‬ ‫احلقوق حمفوظة – معهد العامل العريب‪ /‬فابريس اكتلوي‬

‫‪17‬‬


‫ ‬

‫‪ I‬باب مبرصاعني‬ ‫‪ I‬املغرب‪ ،‬النصف األول من القرن التاسع عرش‪ ،‬متحف معهد العامل العريب‬

‫أردنا يف هذا القسم من املتحف مجع القطع والتحف اليت توجد يف املنازل العربية‪.‬‬ ‫ويقال أن املدن العربية القدمية قد ُش يدت وفق مبدأ محميية األرسة‪ ،‬إذ ُي عترب املزنل‬ ‫ِ‬ ‫شاه دُنا عىل ذلك هذا الباب‬ ‫فضاء للحرية وهلذا ينبيغ أن يكون بعيدا عن أنظار الغرباء‪.‬‬ ‫اخلشيب املغريب امجليل املزخرف بأقواس مغاربية عىل شلك حدوة حصان وزخارف‬ ‫هندسية متشابكة‪ ،‬وهو مممص ليك يفتح مرصاعيه إىل الداخل مكا تدل هيلع العارضة‬ ‫واألقفال املركبة عىل الوجه املنقوش ‪.‬‬ ‫َم ن مير أمام هذا الباب لن يظن قط أنه مزخرف هبذا الغىن من الداخل ألن وجهه اخلاريج‬ ‫أملس‪ .‬يقع استقبال الغرباء يف قاعة خمصصة للضيوف ال تطل مثل القاعات والغرف‬ ‫األخرى عىل الباحة املركزية وذلك ليك تبىق األرسة بعيدا عن أنظار الضيوف الغرباء ‪.‬‬

‫‪l‬‬

‫‪/Vu‬احلقوق حمفوظة – بيري أوليفييه ديشان‬

‫‪18‬‬


‫التعبري عن َ‬ ‫اجلال‬ ‫يضم هذا القسم املستطيل الشلك حتفا‬ ‫وأمعاال تهشد عىل البعد احليس للجامل لدى الفنانني‬ ‫واحلرفيني العرب‪ .‬فن اخلط اكن وحده موضوع دراسة‬ ‫لتحديد كيفية رمس احلروف امجليلة‪ .‬أما الفنون‬ ‫يتجس د يف خليط‬ ‫األخرى‪ ،‬فيبدو أن امجلال فهيا‬ ‫ّ‬ ‫مرهف من املواد املستخدمة والزخارف املشغولة واأللوان‬ ‫املستعارة والنسب املتنامغة‪ .‬فأحصاب الصنائع العرب‬ ‫اكنوا يف معلهم يس ّب حون امس اخلالق بإعادة إبداع‬ ‫‪.‬خليقته عىل حنو مثايل وليس طبيعاين‪.‬‬

‫‪l‬‬

‫‪/Vu‬احلقوق حمفوظة – بيري أوليفييه ديشان‬ ‫‪19‬‬


‫‪ I‬طاس « ياقوت «‬ ‫‪I‬‬

‫العراق أو إيران‪ ،‬القرن التاسع‪ ،‬متحف معهد العامل العريب‬

‫حتتل املنتجات اخلزفية سواء اكنت من األواين أو من البالطات األرضيات أو من اجلدران ماكنة‬ ‫هامة من بني الفنون والصناعات اإلسالمية‪ .‬و ُت عترب هذه الطاس نادرة جدا ألهنا محراء‬ ‫اللون إذ اكن من الصعب جدا احلصول عىل اللون األمحر عىل اخلزفيات ومل يمتكن منه‬ ‫اخل زّافون العرب إال عىل مدى فرتة وجزية جدا‪ .‬نهشد هنا قطعة خزفية ملّاعة أي أهنا‬ ‫ُط ليت بطبقة معدنية رقيقة أعطهتا لوهنا وبريقها اخلاص‪ .‬وقد مت التوصل هلذه التقنية‬ ‫يف العراق إبان القرن التاسع واكنت ملكفة للغاية ألهنا اكنت تتطلب براعة كبرية‬ ‫طبخا لعدة مرات بدرجات حرارة خمتلفة يف فرن فقري باألكسيجني‪ .‬وتهشد هذه‬ ‫القطعة عىل مستوى املهارة العايل لدى اخلزافني العراقيني يف القرن التاسع ‪.‬‬

‫‪ /Vu‬احلقوق حمفوظة – بيري أوليفييه ديشان‬

‫‪20‬‬

‫‪l‬‬

‫ ‬


‫ ‬

‫‪ I‬مجمرة أو نارش عطور عىل شلك سنور‬

‫‪I‬‬

‫إيران‪ ،‬القرنان احلادي عرش والثاين عرش‪ ،‬مجموعة خاصة‬

‫مبس ط قطا كبريا أو َوشقا‪ .‬وغالبا ما جلأ احلرفيون العرب لألشاكل احليوانية يف‬ ‫هذه املبخرة من الربونز ويه متثل بشلك َّ‬ ‫صناعة املباخر واألواين املستخدمة لصب املاء (فوهات النوافري واألباريق (‪.‬‬ ‫تتألف هذه القطعة من عدة أجزاء‪ .‬الرأس والعنق متحراكن لوضع اللبان أو العطر يف داخل بدن احليوان‪ .‬أما الذيل اخليايل‬ ‫فيحمس بوقوف املبخرة عىل حنو مستقر ومتوازن‪ .‬الشغل عىل املعدن من حفر ونقش دقيقة و‬ ‫متألَّ قة ‪.‬‬

‫‪l‬‬

‫احلقوق حمفوظة – معهد العامل العريب‪ /‬فيليب م ّي ار‬ ‫‪21‬‬


‫ ‬

‫وقت للعيش و الرسور‬ ‫القسم األخري من املتحف يف معهد العامل العريب خمصص للحياة اليومية مبا فهيا العناية باجلسد يف امحلامات مث فنون الطبخ والضيافة واملوسيىق‬ ‫يف آخر املسار ‪.‬‬

‫‪l‬‬

‫احلقوق حمفوظة – معهد العامل العريب‪ /‬فابريس اكتلوي‬ ‫‪22‬‬


‫‪ I‬علبة وقضيب للكحل‬

‫‪I‬‬

‫ ‬

‫املغرب‪ ،‬القرن التاسع عرش‪ ،‬متحف معهد العامل العريب‬

‫الكحل هو محسوق مجتييل مصنوع من كربيتيد األنتميون واكن ُي ستخدم يف مرص‬ ‫الفراعنة والحقا يف العامل العريب لتجميل العينني‪ .‬اكنت النساء تضعن الكحل عىل‬ ‫عيوهنن باستعامل قضيب خشيب إلبراز أحلاظهن‪ .‬مكا اكن كربيت األنتميون‬ ‫املطه رة واملضادة للجراثمي محلاية العينني من الغبار أو من‬ ‫يستخدم ملزاياه‬ ‫َّ‬ ‫رمل الصحراء‪ .‬وهلذا السبب استخدمه الرجال أيضا‪ .‬هذا وقد دخل لفظ‬ ‫ُك ل‪-‬حكول من العربية إىل اللغات األوروبية ‪.‬‬

‫‪l‬‬

‫احلقوق حمفوظة – معهد العامل العريب‪ /‬ج‪ .‬شكور‬ ‫‪23‬‬


‫‪ I‬آلة العود‬

‫تونس‪ ،‬القرن العرشون‪ ،‬وديعة من متحف كيه برانيل‪-‬جاك شرياك‬

‫ ‬

‫العود آلة موسيقية قدمية جدا يف العامل العريب‪ ،‬واكن أهشر العازفني عىل العود رجل‬ ‫ُل ّق ب بزرياب أي الحشرور نظرا مجلال صوته ولون برشته الداكن‪ .‬واكن زرياب عازفا يف‬ ‫بالط اخلليفة يف بغداد إبان القرن التاسع‪ ،‬وقد قرر يف إثر خالف له مع اخلليفة أن يتجه‬ ‫حنو الغرب فاستقر يف قرطبة األندلس حيث أصبح العازف الرمسي لألمري عبد الرمحن‬ ‫األوسط (الثاين)‪ .‬وقد ُن سبت الكثري من االخرتاعات لزرياب وال سميا إضافة الوتر‬ ‫اخلامس عىل أوتار العود‪ .‬وبعد بضع قرون‪ ،‬اجتاز العود جبال البريينيه إذ اعمتده‬ ‫الرح الة يف إقلمي قسطانية يف جنوب أوروبا حتت‬ ‫العازفون واملغ ّن ون من الرتوبادور‬ ‫ّ‬ ‫تمسية "لوت"‪.‬‬

‫احلقوق حمفوظة – متحف كيه برانيل‬ ‫املصور لكود جريمان‪/‬ساكال‪ ،‬فلورنسا‬ ‫‪24‬‬



ISBN 978-8-83663-754-6 6 €


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.