تنافسية الصناعات الدوائية في دول شمال إفؤيقيا

Page 1

‫األكادميية للدراسات‬ ‫اإلجتماعية واإلنسانية‬

‫تنافسية الصناعات الصيدالنية‬ ‫يف دول مشال إفريقيا‬ ‫‪Pharmaceutical Industry‬‬ ‫‪Competitiveness in North African Countries‬‬ ‫الدكتور‪ :‬مداح عراييب احلاج‬ ‫أستاذ حماضر –أ‪ -‬جبامعة الشلف‪.‬‬ ‫‪h_meddaharaibi@yahoo.fr‬‬

‫ملخص‬ ‫تعتبر الصناعات الصيدالنية من بين أهم الصناعات العالمية التي تسعى معظم الدول إلى تنميتها وترقيتها بشكل‬ ‫مستمر‪ ،‬فمن جهة تمثل ميدان نشاط استراتيجي باعتبارها تمثل السلعة األكثر طلبا اجتماعيا واقتصاديا و ال يمكن‬ ‫االستغناء عنها ‪ ،‬ومن جهة أخرى مصدر هام لتحقيق قيمة مضافة معتبرة على مستوى الدخل الوطني سواء بالتصدير‬ ‫أو باالستثمار المباشر في األسواق األجنبية‪.‬‬ ‫من هذا المنطلق نجد العديد من الدول وخاصة الدول في طريق النمو كما هو الحال بالنسبة لدول شمال إفريقيا‬ ‫أكثر حرصا على تنمية هذه الصناعات وتحسين قدرتها التنافسية خاصة في ضل المنافسة العالمية‪ ،‬حرية التجارة‪،‬‬ ‫شروط الشركات العالمية واتفاقيات المنظمة العالمية لحماية حقوق أصحاب براءات االختراع‪ .‬كما ترتبط هذه‬ ‫الصناعات الصيدالنية بحقوق التراخيص بشكل مباشر‪.‬‬ ‫فرغم التجربة الحديثة لبعض الدول كما هو الحال بالنسبة للمغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬الجزائر فإنها تمكنت من تشكيل‬ ‫قاعدة صناعية تتمثل في مجموعة من الوحدات اإلنتاجية المحلية تسعى لرفع مستويات التغطية للسوق المحلي من‬ ‫المنتجات الصيدالنية‪ .‬لذا سنعمل من خالل هذه الدراسة لمعرفة القدرة التنافسية لكل دولة على حدا‪ ،‬و ما هي‬ ‫مكانتها من ضمن السوق العربي والعالمي؟‪ ،‬وما هي مؤشرات التنافسية لكل دولة؟ و ما هي الخيارات المتاحة لتطوير‬ ‫هذا القطاع الحيوي؟‬

‫الكلمات الدالة ‪:‬‬

‫الصناعة الصيدالنية‪ ،‬القدرة التنافسية‪ ،‬دول شمال إفريقيا‪ ،‬المؤشرات التنافسية الصناعية‪.‬‬ ‫‪Abstract‬‬

‫‪The pharmaceutical industry is one of the main industries in the world as more countries seek to develop and‬‬ ‫‪promote constantly. It is a strategic activity as it concerns people’s well-being and protects public health. It also‬‬ ‫‪represents a considerable added-value to the national economy through export or direct investment. For these‬‬ ‫‪reasons, developing countries and specifically North African countries focus their efforts to develop this sector‬‬ ‫‪by improving competitiveness conditions; moreover this industry knows a deep competition from multinational‬‬ ‫‪pharmaceutical oligopolies.‬‬ ‫‪Despite the recent experience of North African countries in the In the Pharmaceutical domain they have installed‬‬ ‫‪Pharmaceutical industrial base with some manufacturing units to overcome the deficit in the domestic market of‬‬ ‫‪local products and substitution of imported products. In this paper we will present the pharmaceutical characteristics‬‬ ‫‪at global and Arabic level and we will try to compare some competitiveness indices for each country in order to‬‬ ‫‪have a general conclusion.‬‬

‫‪Key words: Accounting - Accounting Information - Financial Information - Accounting information Quality‬‬‫‪Financial Accounting System- Conceptual Framework.‬‬ ‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ -‬العدد ‪ . 2013 - 9‬ص ‪33-21‬‬

‫‪21‬‬


‫د‪ .‬مداح عراييب احلاج‬

‫مقدمة‬ ‫تعترب الصناعات الصيدالنية من بني أهم الصناعات العاملية اليت‬ ‫تس���عى معظم الدول إىل تنميتها وترقيتها بشكل مستمر‪ ،‬فمن‬ ‫جهة متثل ميدان نش���اط اس�ت�راتيجي باعتبارها متثل الس���لعة‬ ‫األكث���ر طلبا اجتماعي���ا واقتصاديا و ال ميكن االس���تغناء عنها ‪،‬‬ ‫ومن جه���ة أخرى مصدر ه���ام لتحقيق قيم���ة مضافة معتربة‬ ‫عل���ى مس���توى الدخل الوط�ن�ي س���واء بالتصدير أو باالس���تثمار‬ ‫املباشر يف األسواق األجنبية‪.‬‬ ‫من هذا املنطلق جند العديد من الدول وخاصة الدول يف طريق‬ ‫النمو كما هو احلال بالنسبة لدول مشال إفريقيا أكثر حرصا‬ ‫على تنمية هذه الصناعات وحتس�ي�ن قدرتها التنافسية خاصة‬ ‫يف ض���ل املنافس���ة العاملية‪ ،‬حرية التجارة‪ ،‬ش���روط الش���ركات‬ ‫العاملي���ة واتفاقي���ات املنظمة العاملي���ة حلماية حق���وق أصحاب‬ ‫ب���راءات االخ�ت�راع‪ .‬كما ترتب���ط ه���ذه الصناع���ات الصيدالنية‬ ‫حبقوق الرتاخيص بشكل مباشر‪.‬‬

‫‪ - 1.1‬إنتاج املادة احليوية ‪: Principe actif‬‬ ‫ويس���مى « ‪ » Bulk‬حي���ث يت���م احلص���ول على امل���ادة الفاعلة من‬ ‫خالهل���ا التفاع�ل�ات الكيميائي���ة لتكوي���ن اجل���زيء وه���و اح���د‬ ‫خصائ���ص األدوي���ة‪ .‬وق���د كان يف الس���ابق يتطل���ب احلص���ول‬ ‫عل���ى هذا اجلزيء م���ن ‪ 3‬إىل ‪ 4‬تفاعالت كيميائي���ة‪ ،‬أما اليوم‬ ‫فيتطل���ب أكث���ر من ‪ 20‬مرحل���ة‪ .‬فمثال إنت���اج ‪ Fuseon‬املضاد‬ ‫لإلي���دز يتطلب ‪ 36‬حامضا أمينيا‪ ،‬وحيت���اج إنتاج ‪Insuline 24‬‬ ‫عملية خمتلفة‪.‬‬ ‫تك���ون معظ���م املنتج���ات املتحصل عليها على ش���كل مس���حوق‪،‬‬ ‫ويت���م توجيهها إىل الوحدات التطبيقية للحصول على املنتجات‬ ‫النهائي���ة‪ .‬وتقوم املصانع باس���تخدام س�ي�رورة تصنيع عصرية‬ ‫واليت تتطلب اس���تثمارات ضخمة‪ ،‬يد عاملة ومرافق ذات جودة‬ ‫عالي���ة‪ .‬كم���ا جيب أن حت�ت�رم ش���روط ‪GMP/BPF(Bonnes‬‬ ‫‪ )pratiques de fabrication‬حت���ى تتطابق واإلجراءات املعمول‬ ‫به���ا دوليا وال�ت�ي تفرضها ‪ AFSSAP‬بفرنس���ا و ‪ FDA‬بالواليات‬ ‫املتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫أم���ا يف اجمل���ال البيوتكنولوج���ي مص���در األدوي���ة احليوي���ة‬ ‫‪ Biomédicament‬فه���ي حمصورة يف عدد قليل من الدول ذات‬ ‫القيمة املضافة العالية‪ ،‬وال يسمح باستخدام األدوية اجلنيسة‬ ‫فيه���ا‪ ،‬حيث يتمثل الس���وق األول إلنتاج مب���دأ تفاعل يف اململكة‬ ‫املتحدة‪ ،‬أملانيا ثم تـأتي كل من فرنسا‪ ،‬سويسرا و إيطالية‪.‬‬

‫فرغم التجربة احلديثة لبعض الدول كما هو احلال بالنس���بة‬ ‫للمغ���رب‪ ،‬تون���س‪ ،‬اجلزائ���ر فإنه���ا متكن���ت م���ن تش���كيل قاعدة‬ ‫صناعي���ة تتمثل يف جمموع���ة من الوح���دات اإلنتاجية احمللية‬ ‫تس���عى لرفع مس���تويات التغطية للس���وق احمللي م���ن املنتجات‬ ‫الصيدالنية‪ .‬لذا سنعمل من خالل هذه الدراسة ملعرفة القدرة‬ ‫التنافس���ية ل���كل دولة عل���ى حدا‪ ،‬و م���ا هي مكانته���ا من ضمن‬ ‫السوق العربي والعاملي؟‪ ،‬وما هي مؤشرات التنافسية لكل دولة؟ ‪ 2 - 1‬تشكيل الصيغ والتعبئة ‪:‬‬ ‫تعت�ب�ر املرحل���ة الثانية يف س�ي�رورة صناعة األدوي���ة‪ ،‬وهذا من‬ ‫و ما هي اخليارات املتاحة لتطوير هذا القطاع احليوي؟‬ ‫خالل إضافة حملول للمادة الفاعلة حتى يس���هل اس���تخدامها‬ ‫ويتقبلها جسم اإلنسان‪ .‬حبيث متثل املادة الفاعلة ‪ 5%‬من الدواء‬ ‫‪ - I‬التعريف بالصناعات الصيدالنية وخصوصياتها ‪:‬‬ ‫والباق���ي عبارة عن مواد مضاف���ة مثل ‪ .Amidon‬باإلضافة إىل‬ ‫تعت�ب�ر الصناع���ات الصيدالني���ة أو الدوائي���ة جزء م���ن الصناعات اختيار ش���كل صيغة الدواء‪ .‬وتتطلب الصياغة درجة عالية من‬ ‫الكيماوية بش���كل عام‪ ،‬حيث يتم تقس���يم الصناعات الكيماوية (‪ )1‬التقنية‪ ،‬سالسل إنتاج متخصصة يف إنتاج واحد فقط وبتكاليف‬ ‫إىل صناع���ات كيماوية ثقيلة أو قاعدية ‪ La chimie de base‬تنافس���ية مثل تكنولوجية ‪ Turbohaler‬الذي يسمح باستنشاق‬ ‫(مب���ا فيه���ا الكيمي���اء املعدنية والكيمي���اء العضوي���ة) وصناعات مبدأ التفاعل بدون غاز‪ .‬أما الصيغ البسيطة كاحلبوب مثال ال‬ ‫كيماوي���ة دقيق���ة ‪ Chimie fine‬وال�ت�ي تتمث���ل يف الصناع���ات تتطلب تكنولوجيا عالية أو مهارة معتربة‪.‬‬ ‫الصيدالنية‪،‬منتجات أدوية النبتات أو امللونات‪ ،‬حبيث تتميز عن‬ ‫الكيمياء الثقيلة من حيث أنها ذات أسعار مرتفعة‪ ،‬قيمة مضافة ‪ 3 - 1‬إنتاج األدوية اجلنيسة ‪: Générique‬‬ ‫معت�ب�رة‪ ،‬حم���دودة الكمية‪ ،‬عدد كب�ي�ر من مراح���ل التصنيع‪ .‬وه���ي جمموع األدوي���ة اليت زالت عنها محاية ب���راءات اخرتاعها‬ ‫باإلضاف���ة إىل الصناعات الش���به كيماوي���ة ‪ Parachimie‬اليت وميك���ن بيعها باالس���م النوعي لل���دواء وليس باالس���م التجاري‪.‬‬ ‫تتمثل يف املنتجات النهائية كالدهون‪ ،‬العطور‪ ،‬املنظفات‪...،‬اخل‪ .‬ورغ���م أن ازده���ار ه���ذه الصناع���ات كان يف بداي���ة الس���بعينات‬ ‫وانطالقا من الكيمياء الثقيلة‪ ،‬وباألخص من الوسائط الكربى يف الوالي���ات املتح���دة إال أن معظم دول مش���ال إفريقيا تأخرت‬ ‫وأيض���ا م���ن املس���تخلصات النباتي���ة أو احليوانية ميك���ن إعداد حت���ى للعش���رية األخ�ي�رة هلذا اخلي���ار‪ .‬وتص���ل نس���ب األدوية‬ ‫جزيئات ‪ Molécules‬معقدة ناجت���ة عن عملية مكثفة للبحث اجلنيس���ة يف الدول املتقدمة مثل الوالي���ات املتحدة األمريكية‬ ‫والتطوي���ر(‪ .)2‬ويتم احلص���ول على املنتجات م���ن خالل عمليات يف س���نة ‪ 2006‬اىل ‪ 40%‬ويف أورب���ا ‪ . 15%‬كم���ا متثل ‪ 21%‬من‬ ‫التفاع���ل الكيمائ���ي املتالح���ق‪ .‬ويت���م احلص���ول عل���ى كمي���ات الس���وق العاملي وهي متجه���ة االرتفاع مبرتني خالل اخلمس���ة‬ ‫س���نوات القادمة م���ن حيث الكمية‪ .‬و حتصل املؤسس���ات املناولة‬ ‫حمدودة مقارن���ة بالكيمياء الثقيلة‪ ،‬وتكون تكلفتها عالية مثل‬ ‫لألدوية اجلنيس���ة على املواد الفاعلة من مؤسسات أخرى مثل‬ ‫مبدأ التفاعل لألدوية‪.‬‬ ‫‪ Rhodia,Paracétamol‬ويتم مناولة هذا النش���اط عندما تصل‬ ‫وم���ن بني أه���م خصوصي���ات الصناع���ات الصيدالني���ة أنها متر‬ ‫النفقات إىل ال���ذروة وتكون القيمة املضاف���ة للجزيء ضعيفة‪.‬‬ ‫العملية اإلنتاجية بثالث عمليات وهي على النحو التالي(‪: )3‬‬ ‫و متتل���ك كل م���ن الص�ي�ن واهلند أكرب حصة س���وقية يف هذا‬ ‫‪22‬‬

‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ -‬العدد ‪ . 2013 - 9‬ص‪33 - 21‬‬


‫تنافسية الصناعات الصيد النية يف دول مشال إفريقيا‬

‫االستهالك يف الدول املتقدمة‪ ،‬وبأرقام أكثر دقة فان ‪ 13‬دولة‬ ‫السوق وتتفوق على الدول املتطورة من حيث عدد املؤسسات‪.‬‬ ‫كما يوجد تقس���يم آخر على املس���توى الدولي مييز بني ثالثة متقدمة (‪ 20%‬من سكان العامل) تستهلك ثلثي اإلنتاج العاملي‬ ‫أما الباقي فيوزع على ‪ 187‬دولة‪.‬‬ ‫أشكال قانونية لألدوية (‪:)4‬‬ ‫‪ .1‬املنتج���ات احملمية ‪ :Ethique‬حي���ث تكون هذه األدوية حممية‬ ‫برباءة ترتاوح مدتها من ‪ 5‬إىل ‪ 20‬س���نة وال يس���مح ألي مؤسس���ة‬ ‫أخرى من إنتاجها خالل هذه الفرتة‪ ،‬وتكون أسعارها مرتفعة جدا؛‬ ‫‪ .2‬املنتج���ات اجلنيس���ة ‪ : Générique‬وه���و انتق���ال املنتج���ات‬ ‫احملمية بعد انتهاء الفرتة القانونية لس���ريان مفعول الرباءة إىل‬ ‫اجملال العمومي أين تكون املنافسة واسعة مع اخنفاض األسعار؛‬ ‫‪ .3‬املنتجات احل��رة ‪ : Over the counter - OTC-‬اليت ال‬ ‫حتتاج لوصفة طبية فيمكن شراؤها مباشرة من الصيدلي و‬ ‫يف احملالت العامة‪ ،‬حيث يكون سعرها مرتفع‪ ،‬سوقها حمدود‪،‬‬ ‫وهي غري معوضة من طرف الضمان االجتماعي‪.‬‬ ‫‪ - 2‬مكانة الصناعات الصيدالنية على املستوى العاملي ‪:‬‬ ‫تعترب الصناعات الصيدالنية من بني أهم الصناعات العاملية‬ ‫ال�تي تسعى معظم ال���دول إىل ترقيتها‪ ،‬م��ن جهة باعتبارها‬ ‫متثل ميدان نشاط اسرتاتيجي لتلبية احلاجيات الداخلية‪،‬‬ ‫ومن جهة أخرى متثل مصدر لرفع الدخل الوطين عن طريق‬ ‫التصدير واالستثمار يف األسواق األجنبية‪.‬فهي متثل ‪ 3%‬من‬ ‫حجم التجارة العاملية(‪، )5‬حيث يقدر حجم االستهالك العاملي‬ ‫من الدواء لسنة ‪ 2007‬بأكثر من ‪ 900‬مليار دوالر كما تظهر‬ ‫يف اجل���دول البياني رق��م (‪ .)1‬كما يرتكز ‪ 84%‬م��ن حجم‬

‫ويسيطر عدد قليل من املؤسسات العمالقة على سوق املنتجات‬ ‫(‪)2‬‬ ‫الصيدالنية‪ ،‬حيث نالحظ من خالل اجلدول البياني رقم‬ ‫أن عشرة خمابر صيدالنية تستحوذ على أكثر من ‪ 50%‬من‬ ‫حجم االستهالك العاملي لألدوية ومخسة من العشرة األوائل‬ ‫تعترب من املخابر األمريكية اليت تسيطر على ما يقارب ‪50%‬‬ ‫من احلصة السوقية العاملية لألدوية‪.‬‬ ‫وحسب توقعات ‪ Pricewater houscoopers (6‬فان قيمة سوق‬ ‫املنتجات الصيدالنية سيتضاعف يف أفق ‪ 2020‬إىل ‪ 1300‬مليار‬ ‫دوالر مما يعزز من سيطرة هذه املؤسسات العمالقة وتفتح‬ ‫اجمل��ال لالستثمار خاصة يف ال��دول اليت هي يف طريق النمو‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل ذلك فان حمددات تنافسية هذه املخابر تتمثل يف‬ ‫النسبة املرتفعة ملوازنة البحث والتطوير اليت ال تستطيع دولة‬ ‫حبد ذاتها أن تتحملها لوحدها‪ ،‬فمثال جند أن ‪ Pfizer‬حتتل‬ ‫املرتبة األوىل عامليا من حيث رقم األعمال وأيضا املرتبة األوىل‬ ‫من حيث ميزانية البحث والتطوير اليت تصل إىل ‪ 5.532‬مليار‬ ‫أورو سنة ‪ 2007‬وهو ما ميثل ‪ 16.7%‬من رقم أعماهلا‪.‬‬ ‫كما تتجه العتماد اس�ت�راتيجيات االندماج عن طريق عمليات‬ ‫االس���تحواذ والتحالف وال�ت�ي تتطلب إمكاني���ات مالية معتربة‪،‬‬ ‫ففي س���نة ‪ 2009‬أش�ت�رت ‪ Pfizer‬املخ�ب�ر ‪Warner Lambert‬‬ ‫(‪)7‬‬ ‫بـ ‪ 110.4‬مليار دوالر‬

‫اجلدول البياني رقم ‪ .1‬حجم االستهالك العاملي لألدوية بالنسبة لعدد السكان‬

‫عدد السكان مليون نسمة‬

‫االستهالك مبليار دوالر‬

‫‪ %‬االستهالك‬ ‫من االستهالك‬ ‫العاملي‬

‫حصة الفرد‬ ‫سنويا‬ ‫بالدوالر‬

‫‪362‬‬

‫‪330‬‬

‫‪36,5%‬‬

‫‪911‬‬

‫‪444‬‬

‫‪200‬‬

‫‪22,1%‬‬

‫‪450‬‬

‫‪125‬‬

‫‪101‬‬

‫‪11,2%‬‬

‫‪808‬‬

‫‪931‬‬

‫‪631‬‬

‫‪69,7%‬‬

‫‪677‬‬

‫‪48‬‬

‫‪11‬‬

‫‪1,2%‬‬

‫‪229‬‬

‫‪620‬‬

‫‪55‬‬

‫‪6,1%‬‬

‫‪88‬‬

‫‪455‬‬

‫‪52‬‬

‫‪5,7%‬‬

‫‪114‬‬

‫‪458‬‬

‫‪30‬‬

‫‪3,3%‬‬

‫‪65‬‬

‫‪2060‬‬

‫‪80‬‬

‫‪8,8%‬‬

‫‪38‬‬

‫‪890‬‬

‫‪12‬‬

‫‪1,3%‬‬

‫‪13‬‬

‫شبه اجلزيرة اهلندية‬

‫‪1440‬‬

‫‪28‬‬

‫‪3,1%‬‬

‫‪19‬‬

‫مناطق أخرى‬ ‫اجملموع( املتوسط)‬

‫‪200‬‬

‫‪6‬‬

‫‪0,7%‬‬

‫‪30‬‬

‫‪7102‬‬

‫‪905‬‬

‫‪100,0%‬‬

‫‪127‬‬

‫املنطقة‬ ‫أمريكا الشمالية‬ ‫أوربا الغربية‬ ‫اليابان‬ ‫جمموع الدول الصناعية‬ ‫أسرتاليا واجلزر اجملاورة‬ ‫امريكا الالتينية‬ ‫دول أوربا الوسطى والشرقية‬ ‫الشرق األوسط‬ ‫الصني وجنوب شرق آسيا‬ ‫افريقيا جنوب الصحراء‬

‫المصدر‪IMS health، 2007:‬‬ ‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ -‬العدد ‪ . 2013 - 9‬ص ‪33-21‬‬

‫‪23‬‬


‫د‪ .‬مداح عراييب احلاج‬

‫الجدول البياني رقم‪ .2 .‬ترتيب المؤسسات الصيدالنية العالمية لسنة‬

‫‪2007‬‬

‫رقم األعمال‬

‫الربح‬

‫مليار ‪$‬‬

‫مليون ‪$‬‬

‫‪1‬‬

‫‪Johnson & Johnson‬‬

‫‪112‬‬

‫‪53,3‬‬

‫‪11,0‬‬

‫‪2‬‬

‫‪Pfizer‬‬

‫‪115‬‬

‫‪52,4‬‬

‫‪19,3‬‬

‫‪3‬‬

‫‪Glaxo SmithKline‬‬

‫‪147‬‬

‫‪42,7‬‬

‫‪9,9‬‬

‫‪4‬‬

‫‪Novartis‬‬

‫‪168‬‬

‫‪37,0‬‬

‫‪7,1‬‬

‫‪5‬‬

‫‪Sanofi-Aventis‬‬

‫‪169‬‬

‫‪36,9‬‬

‫‪5,0‬‬

‫‪6‬‬

‫‪Roche Group‬‬

‫‪188‬‬

‫‪34,7‬‬

‫‪6,2‬‬

‫‪7‬‬

‫‪AstraZeneca‬‬

‫‪252‬‬

‫‪26,4‬‬

‫‪6,0‬‬

‫‪8‬‬

‫‪Merck‬‬

‫‪308‬‬

‫‪22,6‬‬

‫‪4,4‬‬

‫‪9‬‬

‫‪Abbott Laboratorie‬‬

‫‪312‬‬

‫‪22,4‬‬

‫‪1,7‬‬

‫‪10‬‬

‫‪Wyeth‬‬

‫‪346‬‬

‫‪20,3‬‬

‫‪4,1‬‬

‫‪406‬‬

‫‪17,9‬‬

‫‪1,5‬‬

‫‪481‬‬

‫‪15,6‬‬

‫‪2,6‬‬

‫الترتيب‬

‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬

‫المؤسسات‬

‫‪500 Global‬‬

‫‪Bristol-Myers Squibb‬‬ ‫‪Eli Lilly‬‬

‫املصدر‪:‬بتصرف من جملة ‪Fortune Global 500, 2007‬‬

‫‪ - 3‬واقع الصناعات الصيدالنية على املستوى سوق العربي ‪:‬‬ ‫يعترب س���وق املنتجات الصيدالنية يف الدول العربية أقل حجما‬ ‫بكث�ي�ر كما يظه���ر يف اجلدول البياني رق���م (‪ )3‬حبيث ميثل يف‬ ‫جممله ‪ 1.4%‬من حجم السوق العاملي‪ ،‬أي ما يقارب ‪ 12.3‬مليار‬ ‫دوالر س���نة ‪ .2007‬كما يسجل معدل منو ضعيف مقارنة بنمو‬ ‫حج���م الس���وق العامل���ي‪ ،‬حيث كانت نس���بته ‪ 1.6%‬م���ن احلجم‬ ‫العاملي سنة ‪ 2005‬وهو ما يقارب ‪ 10‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وختتلف ظروف نشأت الصناعات الصيدالنية يف الوطن العربي‬ ‫منه يف الدول املتقدمة‪ .‬حيث كان اهلدف هو حتقيق االكتفاء‬ ‫الذات���ي يف ظ���ل احلماي���ة و التس���هيالت الداخلي���ة أي���ن كان‬ ‫للمؤسس���ات العمومي���ة الدور الب���ارز يف حتمل هذه املس���ؤولية‪.‬‬ ‫ث���م ب���دأت تنتقل يف الس���نوات األخ�ي�رة إىل املؤسس���ات اخلاصة‬ ‫‪24‬‬

‫احمللي���ة ذات احلج���م الصغ�ي�ر واملتوس���ط وأيضا بفتح الس���وق‬ ‫لالستثمارات األجنبية بشكل مباشر أو بالشراكة معهم‪ .‬ورغم‬ ‫ذل���ك فان معظم الدول العربية مل تصل إىل مس���تويات كبرية‬ ‫‪50%‬‬ ‫م���ن االكتفاء الذات���ي‪ ،‬فالكثري منهم مل يتج���اوز أكثر من‬ ‫من التغطية كما هو احلال بالنس���بة اجلزائر‪ ،‬تونس‪ ،‬األردن و‬ ‫السعودية‪ ،‬لكن يف مصر‪ ،‬سوريا واملغرب النسبة تقارب ‪.90%‬‬ ‫وحس���ب تقديرات االحتاد العربي ملنتجي األدوية واملس���تلزمات‬ ‫الطبي���ة (‪ )8‬ف���ان عدد املصانع العربية س���نة ‪ 2007‬يقدر حبوالي‬ ‫‪ 257‬مصنعا ويوظف ‪ 200‬ألف عامل بشكل مباشر‪ ،‬بعد ما كان‬ ‫عدده���م ‪ 241‬مصنع���ا س���نة ‪ .2005‬وتعرب هذه النس���بة عن منو‬ ‫ضعيف حلجم االستثمارات يف قطاع الصناعات الصيدالنية‪،‬يف‬ ‫حني يصل متوس���ط حصة الفرد العربي من الدواء ‪ 34.2‬دوالر‬ ‫مقابل ‪127‬دوال للفرد األوروبي‪.‬‬ ‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ -‬العدد ‪ . 2013 - 9‬ص‪33 - 21‬‬


‫تنافسية الصناعات الصيد النية يف دول مشال إفريقيا‬

‫اجلدول البياني رقم ‪ . 3‬حجم االستهالك لألدوية لدول مشال إفريقيا بالنسبة لعدد السكان‬ ‫ع���دد الس���كان ملي���ون‬ ‫نسمة‬

‫االستهالك‬ ‫مبليار دوالر‬

‫‪%‬من االستهالك العاملي‬

‫‪197‬‬

‫‪5,221‬‬

‫‪0,58%‬‬

‫‪29,38‬‬

‫‪55%‬‬

‫‪42,6%‬‬

‫‪358‬‬

‫‪12,259‬‬

‫‪1,4%‬‬

‫‪34,2‬‬

‫بالدوالر‬

‫املصدر‪:‬‬

‫‪74‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪1,98‬‬ ‫‪1,02‬‬ ‫‪0,92‬‬ ‫‪0,519‬‬ ‫‪0,43‬‬ ‫‪0,302‬‬ ‫‪0,05‬‬

‫‪0,22%‬‬ ‫‪0,11%‬‬ ‫‪0,10%‬‬ ‫‪0,06%‬‬ ‫‪0,05%‬‬ ‫‪0,03%‬‬ ‫‪0,01%‬‬

‫‪26,7‬‬ ‫‪30,9‬‬ ‫‪28,7‬‬ ‫‪51,9‬‬ ‫‪61,4‬‬ ‫‪8,16‬‬ ‫‪16,6‬‬

‫‪38%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪18%‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪8%‬‬ ‫‪6%‬‬ ‫‪1%‬‬

‫‪16,2%‬‬ ‫‪8,3%‬‬ ‫‪7,5%‬‬ ‫‪4,2%‬‬ ‫‪3,5%‬‬ ‫‪2,5%‬‬ ‫‪0,4%‬‬

‫حص���ة الف���رد س���نويا‬

‫اجملموع‬ ‫الوطن‬ ‫العربي‬ ‫للمقارنة‬

‫‪ %‬االستهالك بالنسبة‬ ‫للمنطقة‬

‫مصر‬ ‫اجلزائر‬ ‫املغرب‬ ‫تونس‬ ‫ليبيا‬ ‫السودان‬ ‫موريتانيا‬

‫‪ %‬االستهالك بالنسبة‬ ‫للعرب‬

‫املنطقة‬

‫‪100 %‬‬

‫بتصرف من النشرة رقم ‪ 2008 ،3‬لالحتاد العربي ملنتجي األدوية‪www.aupam.com :‬‬

‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ -‬العدد ‪ . 2013 - 9‬ص ‪33-21‬‬

‫‪ %‬نفقات الصحة‬ ‫من الدخل الوطين‬

‫تعت�ب�ر الصناع���ات الصيدالني���ة املصرية من أع���رق الصناعات‬ ‫الصيدالني���ة يف الوطن العربي‪ ،‬حيث تعود لس���نوات الثالثينات‪.‬‬ ‫وهي يف الرتتيب األول من حيث حجم االستهالك و الذي يقدر‬ ‫بـ ‪ 1.98‬مليار دوالر سنة ‪ .2007‬كما يغطي حجم اإلنتاج احمللي‬ ‫‪ 93%‬من حجم االستهالك الكلي‪ .‬ويعترب قطاع الصحة األكثر‬ ‫تعقي���دا بالنظ���ر لتعدد املؤسس���ات العمومي���ة واخلاصة‪ ،‬ضعف‬ ‫ميزاني���ة الدول���ة املخصصة للصحة واليت تقدر ب���ـ ‪ 10.7‬مليار‬ ‫جنيه ( ‪ 7%‬من نفقات الدولة و ‪ 5.8%‬من الناتج الداخلي اخلام)‪،‬‬

‫اجلزائر‬ ‫تونس‬ ‫املغرب‬ ‫مصر‬ ‫السودان‬ ‫ليبيا‬

‫القدرة الشر‬

‫‪ 4 - 1‬التعريف بالصناعات الصيدالنية املصرية ‪:‬‬

‫البلد‬

‫ائية للفرد ‪$-‬‬

‫عن���د النظرة األوىل جند أن س���وق املنتجات الصيدالنية يف دول‬ ‫مشال إفريقيا ميثل ‪ 42.6%‬من حجم استهالك الدول العربية‬ ‫كامل���ة‪ ،‬وهي نس���بة معتربة لس���بعة دول من ضم���ن ‪ 21‬دولة‬ ‫عربية‪ ،‬يف حني تش���كل هذه الدول ‪ 55%‬من حجم عدد الس���كان‬ ‫الذي يقدر بـ ‪ 358‬مليون نسمة سنة ‪.2007‬‬ ‫لكنن���ا يف نف���س الوقت جن���د أن متوس���ط االس���تهالك الفردي‬ ‫حس���ب مؤش���رات املنضم���ة العاملي���ة للصح���ة كم���ا تظه���ر يف‬ ‫اجلدول البياني رق���م (‪ )4‬يبلغ ‪ 29‬دوالر للفرد مقابل ‪ 34‬دوالر‬ ‫كمتوسط جملموع الدول العربية‪.‬‬

‫االستهالك الفردي ‪$‬‬

‫‪ - 4‬حج��م ومكان��ة الصناع��ات الصيدالني��ة يف دول مش��ال‬ ‫إفريقيا ‪:‬‬

‫اجلدول البياني رقم ‪ .4‬حجم نفقات الصحة والقدرة الشرائية‬ ‫للفرد‬

‫‪ %‬معدل النمو‬

‫‪188‬‬

‫‪3,6‬‬

‫‪5,94‬‬

‫‪2,5‬‬

‫‪4,6‬‬

‫‪488‬‬

‫‪5,3‬‬

‫‪6,49‬‬

‫‪5,4‬‬

‫‪6,3‬‬

‫‪273‬‬

‫‪5,1‬‬

‫‪3,86‬‬

‫‪8‬‬

‫‪2,2‬‬

‫‪316‬‬

‫‪6,3‬‬

‫‪4,9‬‬

‫‪6,9‬‬

‫‪7,1‬‬

‫‪61‬‬

‫‪3,8‬‬

‫‪1,78‬‬

‫‪9,4‬‬

‫‪9,7‬‬

‫‪270‬‬

‫‪2,9‬‬

‫‪11,6‬‬

‫‪5,2‬‬

‫‪6,8‬‬

‫موريتانيا‬ ‫املصدر‪ :‬بتصرف من تقرير املنظمة العاملية للصحة‪،‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪2,2‬‬

‫‪1,97‬‬

‫‪11,4‬‬

‫‪0,9‬‬ ‫‪2008‬‬

‫عجز كبري يف جمال التجهيز ونوعية اخلدمات الصحية‪.‬‬ ‫وباعتبارها من اكرب الدول من حيث عدد الس���كان على مستوى‬ ‫دول مش���ال إفريقيا وال���دول العربية بـ ‪ 74‬مليون نس���مة فإنها‬ ‫تعترب أك�ب�ر دولة مس���تهلكة لألدوية‪ .‬كما تص���در ما يقارب‬ ‫‪ 50‬ملي���ون دوالر س���نويا ومتتلك ق���درات إنتاجية تغطي معظم‬ ‫‪25‬‬


‫د‪ .‬مداح عراييب احلاج‬

‫احتياجاته���ا م���ن األدوي���ة باس���تثناء األدوي���ة ذات التكنولوجية إىل ‪ 38‬مؤسس���ة خاصة ومؤسس���تني عموميتني باإلضافة إىل‬ ‫العالية‪.‬ويبقى النظام الصحي املوروث من الفرتة االش�ت�راكية ‪ 96‬مؤسسة ختتص بالتعبئة واإلمتام‪.‬‬ ‫الناصري���ة والذي يقع حتت الرقابة املباش���رة ل���وزارة الصحة‪ ،‬وتعرف الصناعات الصيدالنية تطورا ملحوظا من حيث دخول‬ ‫حي���ث تبلغ التغطي���ة الصحية لإلف���راد ‪ 53%‬من عدد الس���كان عدة متعاملني أجانب عرب وأوربيني للسوق اجلزائري خاصة‬ ‫الذي���ن يس���تفيدون م���ن التأمين���ات املرضي���ة ‪ .‬ويت���وزع القطاع من خالل الش���راكة مع املتعاملني احمللني وباألخص مؤسسة‬ ‫الصيدالن���ي عل���ى ‪ 11‬مؤسس���ة عمومية و‪ 21‬مؤسس���ة خاصة صيدال‪ .‬وإنشاء بعض الوحدات اإلنتاجية املتخصصة يف بعض‬ ‫حملية و‪ 8‬مؤسسات متعددة اجلنسيات (‪.)9‬‬ ‫الصيغ الدوائية باإلضافة إىل وحدات التعبئة والتهيئة‪ .‬كما‬ ‫‪ 2--4‬التعريف بالصناعات الصيدالنية املغربية ‪:‬‬ ‫ظهرت الصناعات الصيدالنية املغربية يف الس���تينات بإرادة من‬ ‫الدولة املغربي���ة آنذاك خاصة وان جمم���ل االحتياجات كانت‬ ‫مس���توردة م���ن اخل���ارج‪ ،‬فم���ن بداي���ة ‪ 1965‬مت تش���ريع إنش���اء‬ ‫وتصني���ع األدوية على املس���توى احمللي حيث ظه���رت للوجود ‪8‬‬ ‫وحدات صناعية حملية‪ ،‬لتصبح ‪ 25‬وحدة صناعية سنة ‪1980‬‬ ‫مما جعل مس���تويات التغطية لالحتياج���ات الصيدالنية تنتقل‬ ‫م���ن ‪ 15%‬إىل ‪ 80%‬خ�ل�ال ه���ذه الفرتة‪ .‬أما يف س���نة ‪ 2007‬فقد‬ ‫بلغ عدد الوحدات الصناعية ‪ 35‬مصنعا صيدالنيا‪ ،‬وهي تباش���ر‬ ‫عمليات التصدير واليت متثل من ‪ 8%‬إىل ‪10%‬من اإلنتاج احمللي‬ ‫ويوجه إىل الدول أوربية‪ ،‬العربية‪ ،‬األسيوية واإلفريقية(‪.)1 0‬‬

‫تعترب اجلزائر من بني الدول العربية اليت متتلك حجم س���وق‬ ‫كب�ي�ر‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ 5--4‬التعريف بالصناعات الصيدالنية السودانية‪:‬‬ ‫ب���دأت الصناع���ات الصيدالني���ة الس���ودانية س���نة ‪ 1961‬بقي���ام‬ ‫مصنع الصناعات التجارية السودانية وأعقبه مصنع الصناعات‬ ‫الصيدالني���ة س���نة ‪ .)1 4(1963‬أما يف س���نة ‪ 2007‬فق���د بلغ عدد‬ ‫املصان���ع ‪ 17‬مصنع���ا تت���وزع ب�ي�ن القط���اع العموم���ي و القط���اع‬ ‫اخلاص باإلضافة إىل املؤسس���ات األجنبي���ة‪ .‬وتغطي الصناعات‬ ‫الصيدالنية من ‪ 50%‬إىل ‪ 60%‬من االحتياجات الداخلية‪ ،‬وتقدم‬ ‫تش���كيلة من املنتجات حيث تنتج ‪ 30‬مادة فعالة ‪ 63‬مس���تحضرا‬ ‫صيدالني يف خمتلف تش���كيالت الدواء‪ .‬لكن يبقى حجم السوق‬ ‫السوداني ضعيف جدا يرتاوح بني ‪ 80‬و‪ 100‬مليون دوالر‪.‬‬

‫و ما ميكن اإلشارة إليه هو الدور الفاعل للممثلني الدوليني ألكرب‬ ‫املؤسس���ات األجنبي���ة الصيدالنية يف القط���اع الصيدالني املغربي ‪ 6--4‬التعريف بالصناعات الصيدالنية الليبية‪:‬‬ ‫حيث أن ما يقارب ‪ 50%‬من اإلنتاج احمللي تتكفل به هذه املؤسسات‪ .‬تعت�ب�ر م���ن ب�ي�ن دول مش���ال إفريقيا ال�ت�ي ال متل���ك أي قاعدة‬ ‫ل���ذا جند أن هناك ‪ 76%‬من اإلنتاج احمللي ختص املواد الفاعلة يف صناعية يف جمال الصناعات الصيدالنية‪ ،‬حيث حتتكر الدولة‬ ‫استرياد األدوية من خالل ‪ NPMECO5 1‬اليت تعطي التصاريح‬ ‫حني أن املنتجات اجلنيسة ال تفوق ‪ 25%‬من حجم اإلنتاج‪.‬‬ ‫للمتعامل�ي�ن اخل���واص للقي���ام بعمليات االس���ترياد‪ .‬ه���ذه امليزة‬ ‫جتعل السوق الصيدالني اللييب سوقا واعدا للشركات األجنبية‬ ‫‪ 3--4‬التعريف بالصناعات الصيدالنية التونسية‪:‬‬ ‫لق���د أول���ت تونس أهمي���ة خاصة لقط���اع الصحة حي���ث تأتي ولبع���ض دول مشال إفريقيا مثل مصر‪ ،‬املغرب و تونس‪ ،‬خاصة‬ ‫ميزاني���ة الصحة يف املرتبة الثانية بعد قطاع الرتبية بـ ‪ 8%‬من إذا علمن���ا أن هن���اك تزاي���د يف مع���دل النم���و الدميغ���رايف الذي‬ ‫ميزانية الدولة أي ما يقارب ‪ 2.6%‬من الناتج الداخلي اخلام(‪ .)11‬يق���در ‪ 3.6%‬س���نويا‪ .‬وبالنظ���ر للتوجه حنو التفت���ح االقتصادي‬ ‫كم���ا مل يك���ن يف تونس س���نة ‪ 1987‬إال ثالث وح���دات إنتاجية واخلوصص���ة فق���د مت إص���دار القرار رق���م ‪ 2003/17‬ليس���مح‬ ‫تغط���ي ‪ 8%‬من احتياج���ات الدولة م���ن املنتج���ات الصيدالنية‪ ،‬للمؤسس���ات اخلاصة باس���ترياد املنتجات الصيدالنية حيث بلغ‬ ‫لتص���ل يف س���نة ‪ 2007‬إىل ‪ 30‬وحدة صناعي���ة تغطي ‪ 55%‬من عدد املس���توردين س���نة ‪ 2007‬حوال���ي ‪ 350‬مؤسس���ة خاصة‪ ،‬و‬ ‫االحتياج���ات احمللية‪ .‬وق���د حافظت تونس على احت���كار تنظيم حيد هذا من دور احتكار الدولة الس���ترياد األدوية والتجهيزات‬ ‫س���وق املنتجات الصيدالنية رغ���م دخوهلا وتوقيعه���ا التفاقيات الطبية مما يفتح اجملال مستقبال الستثمارات حملية يف جمال‬ ‫منظم���ة التج���ارة العاملية ح���ول حري���ة التج���ارة‪ .‬ويتمثل هذا صناعة األدوية واملستحضرات الطبية‪.‬‬ ‫االحت���كار يف حمافظة الصيدالنية املركزية التونس���ية ‪PCT‬‬ ‫‪ 7--4‬التعريف بالصناعات الصيدالنية املوريتانية‪:‬‬ ‫على دور الريادية يف السوق باحتكار استرياد الدواء(‪.)1 2‬‬ ‫مثله���ا مث���ل ليبيا ال متل���ك قاع���دة صناعية عل���ى اإلطالق يف‬ ‫جم���ال الصناع���ات الصيدالني وتعت�ب�ر دولة مس���توردة بامتياز‬ ‫‪ 4--4‬التعريف بالصناعات الصيدالنية اجلزائرية‪:‬‬ ‫ظهرت غالبية املؤسسات اجلزائرية الصيدالنية اخلاصة (‪ 78%‬بنس���بة ‪ 100%‬من خالل املؤسسة العمومية ‪ DPMP‬اليت متلك‬ ‫من جمم���وع املؤسس���ات) بعد س���نة ‪ 2000‬وخاص���ة بعد صدور ‪ 11‬مس���تودعا وتتكفل بتموين اهلياكل الصحية العمومية (‪.)61‬‬ ‫قانون ترقية االس���تثمارات ‪ ANDI‬الذي مسح بإنش���اء الوحدات أما القطاع اخلاص فيتم متوينه عن طريق بائعو اجلملة الذين‬ ‫الصناعية اخلاص���ة بإنتاج وتوزيع املنتجات الصيدالنية بعد ما يبلغ عددهم ‪ 8‬مستوردين وميلكون ‪ 310‬مستودعا‪ .‬لكن ما مييز‬ ‫كانت حمتكرة وملدة طويلة من طرف املؤسسات العمومية(‪ .)1 3‬الس���وق املوريتان���ي انه غ�ي�ر منظم حيث يتم فيه متوين الس���وق‬ ‫وق���د ازداد عدد املؤسس���ات خالل هذه الفرتة ليصل س���نة ‪ 2007‬باملنتجات غري املراقبة واملرخصة وحتى املغشوشة حبجم كبري‬ ‫‪26‬‬

‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ -‬العدد ‪ . 2013 - 9‬ص‪33 - 21‬‬


‫تنافسية الصناعات الصيد النية يف دول مشال إفريقيا‬

‫جدا‪ ،‬ويكمن تأثريه يف السياس���ة الس���عرية املتبعة و اليت تعتمد املتخصصة‪ .‬من خالل ذلك جند أن اكرب مؤسسة على مستوى‬ ‫دول مش���ال إفريقيا من حي���ث رقم العمال يف قط���اع الصناعات‬ ‫سياسة اإلغراق مما يعطل دور السوق‪.‬‬ ‫الصيدالنية حسب ترتيب جملة ‪ )Jeune Afrique ( 7 1‬لسنة‬ ‫‪ 2008‬ه���ي املؤسس���ة املصري���ة ‪ United Pharmaceutical‬اليت‬ ‫‪- 5‬مؤشرات تنافسية الصناعات الصيدالنية ‪:‬‬ ‫بل���غ رقم أعماهلا س���نة ‪ 2006‬ما يق���ارب ‪ 400‬مليون دوالر كما‬ ‫‪ 1--5‬حتليل مستويات االستهالك واإلنتاجية ‪:‬‬ ‫جعلها حتقق املرتبة الثالثة على مستوى إفريقيا بعد املؤسسات‬ ‫م���ن خ�ل�ال الدراس���ة املقارن���ة للمؤش���رات الكمي���ة للصناعات اجلنوب افريقية والنيجريية‪.‬‬ ‫الصيدالني���ة عل���ى مس���توى دول مش���ال إفريقيا فإنن���ا جند أن‬ ‫مص���ر تأخذ مكانة الصدارة من حيث حجم اإلنتاج الذي يقارب‬ ‫اجلدول البياني رقم ‪ .5‬أكرب املؤسسات الصيدالنية من حيث‬ ‫رقم األعمال يف دول مشال إفريقيا‪.‬‬ ‫‪ 2‬مليار دوالر وهو ما ميثل ‪ 38%‬من حجم اإلنتاج الكلي جملموع‬ ‫دول املنطق���ة‪ .‬ث���م تأتي يف املرتب���ة الثانية اجلزائ���ر بأكثر من‬ ‫رقم األعمال الربح‬ ‫املؤسسات‬ ‫البلد‬ ‫ملي���ار دوالر وهو ما ميثل ‪ 20%‬من اإلنتاج الكلي‪ ،‬ثم تليها كل‬ ‫م���ن املغرب وتون���س عل���ى التوال���ي ب���ـ ‪ 18%‬و ‪.10%‬وتدلل هذه‬ ‫‪7261‬‬ ‫‪396708‬‬ ‫‪United Pharmacist Co‬‬ ‫مصر‬ ‫النتائج على كرب حجم سوق مصر واجلزائر معا ليمثل أكثر‬ ‫‪567‬‬ ‫الصيدالنية املركزية للتونس ‪379994‬‬ ‫تونس‬ ‫من ‪ 50%‬من إمجالي س���وق املنتجات الصيدالنية يف دول مشال‬ ‫إفريقي���ا‪ ،‬مع اإلش���ارة أن مص���ر متثل ‪ 16%‬من الس���وق العربي‬ ‫‪9728‬‬ ‫‪170087‬‬ ‫اجلزائر بيوفارم ‪BIOPHARM‬‬ ‫ككل أما اجلزائر فتمثل‪ 8%‬أي نصف احلصة السوقية ملصر‪.‬‬ ‫‪6300‬‬ ‫‪161550‬‬ ‫‪COOPERMAROC‬‬ ‫املغرب‬

‫لكن عند النظر إىل متوسط االستهالك الفردي بالنسبة حلجم‬ ‫الس���كان فإنن���ا جند أن كل م���ن ليبيا و تونس تأتي���ان يف املراتب‬ ‫‪34666‬‬ ‫‪131463‬‬ ‫‪EIPICO‬‬ ‫مصر‬ ‫األوىل ب���ـ ‪ 61.4‬دوالر و‪ 51‬دوالر عل���ى التوال���ي‪ .‬وتقهق���ر مص���ر‬ ‫‪7949‬‬ ‫‪104869‬‬ ‫اجلزائر صيدال‬ ‫إىل املرتبة اخلامس���ة‪ .‬مع كل ذلك يبقى متوس���ط االستهالك‬ ‫‪16718‬‬ ‫‪88381‬‬ ‫‪MUP‬‬ ‫مصر‬ ‫الف���ردي منخف���ض بش���كل كبري عن ال���دول املتوس���ط الفردي‬ ‫‪1901‬‬ ‫‪69927‬‬ ‫‪SIPHAT‬‬ ‫تونس‬ ‫للدول املتقدمة الذي يتجاوز‪ 120‬دوالر أي ضعف أعلى متوسط‬ ‫‬‫‪54864‬‬ ‫‪Laprophan‬‬ ‫املغرب‬ ‫اس���تهالك ف���ردي يف الوط���ن العربي‪ .‬أم���ا إذا نظرن���ا إىل القدرة‬ ‫اإلنتاجية فان مصر تأتي يف املرتبة األوىل من حيث عدد املصانع‬ ‫املصدر‪ :‬بتصرف من ‪Jeune Afrique,Hors-Série, N°7 :2003, N°17‬‬ ‫الذي يفوق ‪ 74‬مصنع���ا ‪ 65‬منها للخواص احملليني و‪ 8‬ملتعاملني‬ ‫‪: 2008‬‬ ‫أجانب باإلضافة إىل ‪ 11‬مؤسسة عمومية‪ .‬وتنتج تشكيلة واسعة‬ ‫من املنتجات تصل إىل ‪ 6000‬صيغة دواء وتش���غل بش���كل مباشر تأتي املرتبة الثانية لتونس من خالل العمالق العمومي الصيدلية‬ ‫‪ 32668‬عامل‪ .‬كل هذه املؤش���رات جتعل مصر حتتل الريادة من املركزية لتونس ‪ PCT‬واليت بلغ رقم أعماهلا ‪ 380‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫أما املرتبة الثالثة فكانت للمخرب الصيدالني اجلزائري اخلاص‬ ‫مستويات اإلنتاجية وتغطي سوقها يف حدود ‪.93%‬‬ ‫ويأت���ي يف املرتبة الثانية م���ن حيث الق���درة اإلنتاجية املغرب بـ ‪ Biopharm‬وال�ت�ي بل���غ رقم أعماهلا ‪ 170‬ملي���ون دوالر‪ ،‬ثم تليها‬ ‫املغ���رب يف املرتبة الرابعة من خالل املؤسس���ة األجنبية ‪Cooper‬‬ ‫‪ 35‬مصنعا واليت تغطي الس���وق يف حدود ‪ 80%‬و وتنتج تشكيلة‬ ‫واس���عة من املنتج���ات تص���ل إىل ‪ 1500‬عالمة أدوية مس���جلة برقم أعمال يقدر بـ ‪ 161‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫وتش���غل بش���كل مباش���ر ‪ 7500‬عامل‪ .‬وتليه���ا يف املرتب���ة الثالثة وعند النظر إىل توزيع احلصة الس���وقية بني مؤسس���ات القطاع‬ ‫اجلزائ���ر بـ ‪ 40‬مصنع���ا لكن ال يغطي الس���وق إال يف حدود ‪ 30%‬على مس���توى كل دول���ة فإننا جند أن هن���اك تباين كبري بني‬ ‫وتنتج تش���كيلة ضيقة ال تفوق ‪ 100‬عالمة مس���جلة‪ ،‬وتش���غل املؤسس���ات احمللية واملؤسس���ات األجنبي���ة املتواج���دة يف القطاع‪.‬‬ ‫وتس���تحوذ يف مص���ر كل م���ن ‪ Glaxo Smith Kline‬على ‪11%‬‬ ‫بش���كل مباش���ر ‪ 12000‬عامل‪.‬و يأتي يف املرتبة الرابعة من حيث‬ ‫الق���درة اإلنتاجي���ة تونس بـ ‪ 30‬مصنع وال���ذي يغطي ‪ 55%‬من من الس���وق وهي يف املرتب���ة األوىل وتليه���ا ‪ Novartis‬بـ ‪ 9%‬ثم‬ ‫‪ Eipico‬ب���ـ ‪ . 8%‬وتس���يطر املؤسس���ات األجنبي���ة الثماني���ة( من‬ ‫حجم السوق وتقدم ‪ 1420‬صنفا من املنتجات‪.‬‬ ‫ضم���ن ‪ 75‬مؤسس���ة) لوحده���ا عل���ى ثلث الس���وق املص���ري من‬ ‫املبيعات الصيدالنية(‪.)1 8‬‬ ‫‪ 2--5‬حجم رقم األعمال واحلصة السوقية‪:‬‬ ‫عن���د النظ���ر إىل املؤسس���ات الصيدالني���ة من حي���ث حجم رقم أم��ا يف املغرب فانه من ضمن ‪ 35‬مؤسسة يوجد ‪ 9‬مؤسسات‬ ‫األعم���ال فإنن���ا ال منلك معطيات رق���م األعمال لكل مؤسس���ات أجنبية تسيطر على ‪ 37%‬من السوق‪ ،‬حيث ترتبع مؤسسة‬ ‫القطاع‪ ،‬لذا س���نركز على أهم مؤسس���ات القطاع من حيث رقم ‪ Sanofi Aventis‬على املرتبة األوىل بـ ‪ 12%‬من السوق(‪.)1 9‬‬ ‫األعم���ال انطالقا م���ن الدراس���ة الدورية ال�ت�ي تقدمها اجملالت و يف اجلزائر تسيطر املؤسسة العمومية صيدال على أكرب‬ ‫حصة سوقية تقدر بـ ‪ 40%‬من السوق والباقي يتوزع على‬ ‫‪PHARMA‬‬

‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ -‬العدد ‪ . 2013 - 9‬ص ‪33-21‬‬

‫‪27‬‬


‫د‪ .‬مداح عراييب احلاج‬

‫املتعاملني اخل��واص الذين يستحوذون فقط على ‪ 25%‬من التجهيزات والتكنولوجية واملهارة‪.‬‬ ‫السوق‪ ،‬ويسيطر املتعاملني األجانب على ‪ 35%‬من السوق‪ ،‬حيث‬ ‫تعود الريادية إىل ‪ Sanofi Aventis‬اليت تسيطر على ‪ 20%‬و ‪ 4--5‬إسرتاتيجية التنويع و خيار املنتجات الصيدالنية اجلنيسة ‪:‬‬ ‫‪ Pfizer‬عل ‪.)20(11%‬‬ ‫حتتكر الشركات العاملية العمالقة سوق املنتجات الصيدالنية‬ ‫العاليةالتكنولوجيةوالقيمةاملضافة‪،‬ومعظمالوحداتاإلنتاجية‬ ‫‪ 3--5‬معدالت النمو والطاقة اإلنتاجية ‪:‬‬ ‫عند حتليل معدالت النمو على مستوى القطاع كما تظهر يف املوجودة يف دول مشال إفريقيا تتواجد يف أقسام وميادين نشاط‬ ‫اجل��دول البياني رقم (‪ )6‬فإننا نالحظ أن هناك تفوق واضح خاصة باملنتجات ذات االستهالك الواسع واليت تتطلب تكنولوجية‬ ‫للمؤسسات الصيدالنية املصرية من خالل الزيادة املستمرة قاعدية‪.‬فاخليار االسرتاتيجي املتاح يف املرحلة األوىل لدول‬ ‫يف حجم اإلنتاج الداخلي مقارنة بكل دول مشال إفريقيا‪ ،‬حيث مشال إفريقيا هو التوجه حنو املنتجات اجلنيسة‪ .‬لكننا نالحظ‬ ‫ارتفع اإلنتاج الصيدالني الداخلي يف مصر بـ ‪ 30%‬مابني ‪ 2005‬من خ�لال اجل��دول البياني رق��م (‪ )7‬أن كل من مصر‪ ،‬املغرب‬ ‫و ‪ 2007‬أما يف املغرب فقد ارتفع بـ ‪ 22.7%‬ويف اجلزائر ‪ 20%‬والسودان مازالت متأخرة بشكل كبري يف هذا اجلانب باعتبار‬ ‫‪ .‬مع العلم أن عدد املؤسسات مل يتغري يف هذه الفرتة يف كل أن احلجم األكرب من اإلنتاج احمللي يتم من خالل الرتاخيص‬ ‫الدول‪ ،‬وهذا تعبري على االستغالل املتزايد للقدرات اإلنتاجية من الشركات الكربى خاصة يف املغرب واالجتاه إىل إنتاج أدوية‬ ‫حملية بدون ترخيص ومحاية من صاحب براءات االخرتاع كما‬ ‫املوجودة‪.‬‬ ‫و من خالل الدراسات (‪ )12‬اليت يقدمها اخلرباء يف قطاع الصناعات هو احلال يف مصر‪ .‬أما تونس فقد قفزت خطوة كبرية يف جمال‬ ‫الصيدالنية يف اجلزائر فانه ال يتم استغالل الطاقات اإلنتاجية األدوية اجلنيسة لتصل إىل ‪.40%‬‬ ‫املوجودة إال يف حدود ‪ 30%‬فقط‪ ،‬أما يف تونس واملغرب فالنسبة‬ ‫مرتفعة بشكل أفضل لتصل ملتوسط ‪ .70%‬باإلضافة إىل ذلك‬ ‫فان هناك تركيز مفرط ملعظم الوحدات اإلنتاجية يف خمتلف‬ ‫دول مش��ال إفريقيا على إن��ت��اج السلع النهائية أي التوسع‬ ‫والتنويع األفقي فقط دون اللجوء إىل إنتاج امل��واد األولية أو‬ ‫النصف مصنعة أي التنويع العمودي‪.‬‬ ‫اجلدول البياني رقم ‪ .6‬الطاقة اإلنتاجية احمللية ومعدالت النمو‬ ‫البلد‬

‫‪2005‬‬

‫‪2007‬‬

‫معداللنمو‬

‫مصر‬

‫‪1395‬‬

‫‪1821‬‬

‫‪30,5%‬‬

‫السودان‬

‫‪119‬‬

‫‪151‬‬

‫‪26,9%‬‬

‫املغرب‬

‫‪675‬‬

‫‪828‬‬

‫‪22,7%‬‬

‫اجلزائر‬

‫‪340‬‬

‫‪408‬‬

‫‪20,0%‬‬

‫تونس‬

‫‪194‬‬

‫‪228‬‬

‫‪17,5%‬‬

‫ليبيا‬

‫‪/‬‬

‫‪/‬‬

‫‪/‬‬

‫موريتانيا‬

‫‪/‬‬

‫‪/‬‬

‫‪/‬‬

‫املصدر‪ :‬بتصرف من النشرة رقم ‪ 2008 ،3‬لالحتاد العربي ملنتجي األدوية‬ ‫‪www.aupam.com :‬‬

‫من هنا نستخلص و مهما كانت مستوى التغطية الداخلية‬ ‫إلنتاج املنتجات الصيدالنية املستوردة سواء بـ‪ 100%‬أو ‪10%‬‬ ‫فانه يف احلقيقة ويف كل احلاالت هناك اعتماد على استرياد‬ ‫امل��واد األولية والنصف مصنعة بنسبة ‪ 90%‬من املنتج احمللي‬ ‫مما ميثل تبعية أخرى وانتقاهلا من سوق املنتجات الصيدالنية‬ ‫النهائية إىل سوق امل��واد األولية والنصف مصنعة ناهيك عن‬ ‫‪28‬‬

‫البلد‬

‫نسبة‬ ‫التغطية‬

‫املنتجات‬ ‫اجلنيسة‬

‫تشكيالت‬ ‫املنتجات‬

‫اجلزائر‬ ‫تونس‬ ‫املغرب‬ ‫مصر‬ ‫السودان‬

‫‪%30‬‬

‫‪%26‬‬

‫‪100‬‬

‫‪%55‬‬

‫‪45%‬‬

‫‪1420‬‬

‫‪%80‬‬

‫‪10%‬‬

‫‪1500‬‬

‫‪%93‬‬

‫‪%18‬‬

‫‪6000‬‬

‫‪%20‬‬

‫‪/‬‬

‫‪/‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬

‫ونستخلص من خالل ذلك أن تونس و رغم صغر حجم سوقها‬ ‫إال أنها أكثر قدرة على تطوير سوق الصناعات الصيدالنية من‬ ‫باقي ال��دول األخ��رى حبكم التجربة واخل�برة املرتاكمة على‬ ‫مستوى التكنولوجيا ‪،‬املهارة واملعرفة من خالل التصنيع احمللي‪.‬‬ ‫اجلدول البياني رقم ‪ 8‬أهم صيغ تشكيلة املنتجات الصيدالنية‬ ‫احلبوب‬ ‫املشروب‬ ‫املراهم‬ ‫حملول للحقن‬ ‫حملول مكثف‬ ‫الكبسوالت‬ ‫التحميل‬ ‫احمللول‬

‫‪Comprimés‬‬ ‫‪Sirops‬‬ ‫‪Pommades‬‬ ‫‪P.dre solutions injectables‬‬ ‫‪Solutés massifs‬‬ ‫‪Gélules‬‬ ‫‪Suppositoires‬‬ ‫‪Solutions‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬ ‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ -‬العدد ‪ . 2013 - 9‬ص‪33 - 21‬‬


‫تنافسية الصناعات الصيد النية يف دول مشال إفريقيا‬

‫ونالحظ من خالل اجلدول البياني رقم ‪ 8‬أهم صيغ تشكيالت‬ ‫ال��دواء فمنها من ال حيتاج لتكنولوجيا عالية كما هو احلال‬ ‫مع احلبوب‪،‬املشروب وامل��راه��م‪ ،‬أما باقي التشكيالت فتتطلب‬ ‫تكنولوجية عالية ومتقدمة حلصول على صيغ ال��دواء‪ .‬هلذا‬ ‫فالعديد من املصانع احمللية تتجه للتشكيالت األقل تكنولوجية‪،‬‬ ‫وهو نفس االجتاه يف معظم أسواق دول مشال إفريقيا‪.‬‬ ‫‪ 5--5‬قدرات البحث والتطوير و متطلبات احلماية الفكرية ‪:‬‬

‫ال تزال الصناعة الصيدالنية يف دول مشال إفريقيا تندرج حتت‬ ‫عنوان الرتكيب الصيدالني‪ ،‬أي حتويل املادة األولية إىل شكل‬ ‫صيدالني ليتناوله املريض‪ .‬وال يوجد حتى اآلن توجه للدخول‬ ‫يف جمال صناعة امل��واد األولية رغم األهمية القصوى هلا يف‬ ‫الصناعة الصيدالنية‪ .‬إذ يؤكد العاملون يف جمال ال��دواء أنه‬ ‫لكي تص ّنف أي دولة ضمن الدول املصنعة للدواء جيب أن يكون‬ ‫لديها صناعة تنتج عدداً من املواد األولية الصيدالنية‪ ،‬عندئذ‬ ‫تدخل السوق الصيدالنية بقوة وال تبقى أس�يرة للشركات‬ ‫املصنعة للمواد األولية‪.‬‬ ‫و تعاني الصناعات الصيدالنية العربية بصفة عامة من ضعف‬ ‫اإلنفاق على البحوث اخلاصة بتطوير منتجاتها‪ ،‬فال تزيد نسبة‬

‫إنفاقها على البحوث أكثر من ‪ % 2‬وهو ما أدى إىل تدهور‬ ‫أنشطة البحوث والتطوير يف مصانع األدوية‪ .‬واقتصرت هذه‬ ‫األنشطة على صياغة مستحضرات جديدة ألدوي��ة معروفة‬ ‫وحتسني بعضها اآلخ��ر‪ .‬وهل��ذا السبب اخنفض ع��دد اخلرباء‬ ‫املتخصصني يف هذا اجملال واحنصر وجودهم يف رجال البحث‬ ‫العلمي يف اجلامعات‪ ،‬وهؤالء ال تتم االستفادة من أحباثهم إال‬ ‫قلي ً‬ ‫ال ‪،‬فإمكانات الدول العربية كبرية ولكنها مشتتة الفتقادها‬ ‫عنصر التجميع والتعاون‪.‬‬ ‫فابتكار دواء جديد يكلف يف جمال البحث والتجريب ما بني‬ ‫‪ 125‬إىل ‪ 250‬مليون دوالر وهو عبء على دولة واحدة مبفردها‪.‬‬ ‫وكما يظهر يف الشكل البياني رقم (‪ )2‬فان املؤسسات العمالقة‬ ‫ختصص ميزانية كبرية جدا لنفقات البحث والتطوير ترتاوح‬ ‫ب�ين ‪ 3‬و‪ 8‬م��ل��ي��ارات دوالر جتعل م��ن الصعوبة مب��ك��ان على‬ ‫املؤسسات احمللية حتى العمومية منها القيام باملثل‪.‬باإلضافة‬ ‫إىل ذلك‪ ،‬متتع بعض ال��دول العربية بكفاءات علمية وصلت‬ ‫إىل املستوى العاملي وميكنها أن تساهم يف تطوير هذه الصناعة‬ ‫اإلسرتاتيجية خصوصاً بعد اتفاقية املنظمة العاملية للتجارة‬ ‫وما متثله من تهديد لصناعتنا الوطنية‪.‬‬

‫اجلدول البياني رقم ‪ 7‬نسبة التغطية ونسبة املنتجات اجلنيسة‬

‫‪3.6‬‬

‫‪Bristol Meyer Squibb‬‬ ‫‪Lilly‬‬

‫‪3.8‬‬ ‫‪4.8‬‬

‫‪Merk‬‬ ‫‪Johnson & Johnson‬‬

‫‪5.1‬‬

‫‪Astra Zeneca‬‬

‫‪5.1‬‬ ‫‪5.2‬‬

‫‪GSK‬‬ ‫‪Sanofi Aventis‬‬

‫‪6.5‬‬ ‫‪7.2‬‬

‫‪Novertis‬‬

‫‪7.2‬‬

‫‪Roche‬‬ ‫‪Pfizer‬‬

‫‪7.9‬‬ ‫‪10‬‬

‫املصدر‬

‫‪8‬‬

‫‪6‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬

‫‪www.pharmexec.findpharma.com‬‬

‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ -‬العدد ‪ . 2013 - 9‬ص ‪33-21‬‬

‫‪29‬‬


‫‪30‬‬

‫‪2004‬‬

‫التطبيق التسويقي‬

‫املرحلة‬ ‫‪3‬‬ ‫أكثر من‬ ‫‪ 3000‬مريض‬

‫حبوث التطوير‬ ‫املرحلة‬ ‫‪2‬‬ ‫‪600- 400‬‬ ‫مريض‬

‫االختبارات الطويلة األجل على احليوان‬

‫التطوير الدوائي‬

‫التطوير الكيميائي‬

‫دراسة السموميات وحرائق الدواء‬

‫‪3-2‬‬

‫‪8-4‬‬

‫التطبيق النهائي‬ ‫للرباءات‬ ‫حبوث االكتشاف‬ ‫‪1997‬‬

‫‪1994‬‬

‫التوليف واالختبار‬ ‫البيولوجي‬ ‫والتحريات‬ ‫الدوائية‬

‫‪15 - 8‬‬

‫املرحلة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪200- 400‬‬ ‫متطوع‬

‫التطبيق االستقصائي‬ ‫لألدوية اجلديدة‬

‫الشكل البياني رقم ‪ 1‬مراحل عملية اكتشاف وتطوير دواء جديد من وجهة نظر‬

‫‪1‬‬

‫‪2003‬‬

‫االستعراض‬ ‫التنظيمي‬

‫املوافقة على التسويق‬ ‫وطرح املنتج‬

‫التطوير يف مرحلة‬ ‫ما بعد التسويق‬

‫املرحلة‬ ‫‪4‬‬

‫‪800‬‬

‫مليون دوالر أمريكي‬

‫‪0‬‬

‫اللوائح‬ ‫الزمن‬ ‫( بالسنوات)‬

‫مراحل تطور‬ ‫الدواء‬

‫معدالت االستنزاف‬ ‫(عدد املركبات يف كل‬ ‫مرحلة)‬

‫التكلفة‬ ‫املصدر‪ :‬تقرير منظمة الصحة العاملية‪، 2006 ،‬ص ‪27‬‬

‫د‪ .‬مداح عراييب احلاج‬

‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ -‬العدد ‪ . 2013 - 9‬ص‪33 - 21‬‬


‫تنافسية الصناعات الصيد النية يف دول مشال إفريقيا‬

‫و تتم الصناعات الصيدالنية باستحداث دواء ما‪ ،‬بشكل منطي الدواء يشجع على اندماجها يف مؤسسات كبرية من املمكن أن‬ ‫كما يظهر يف الشكل البياني رقم (‪ ،)1‬بإجراء حتريات حول متتلك القدرة على إجراء البحث والتطوير‪.‬‬ ‫نتائج البحث األس��اس��ي م��ن قبل مؤسسات البحوث التابعة ومن أهم تطورات صناعة الدواء (‪ )23‬عام ‪ 2007‬موافقة منظمة‬ ‫للقطاع اخلاص واجلامعات يف املقام األول ثم يأتي بعد ذلك التجارة العاملية على متديد امل��وع��د النهائي للمصادقة على‬ ‫التوليف والفحص واخ��ت��ب��ار امل��رك��ب��ات املمكنة ذات التأثري تعديالت قانونية من شأنها أن حتد من حرية الدول النامية يف‬ ‫العالجي (مرحلة االك��ت��ش��اف)‪ .‬ويعقب ذل���ك‪ ،‬فيما يتعلق احلصول على األدوية املنتجة بدون ترخيص استثنا ًء من قوانني‬ ‫مبركب واع��د‪ ،‬فرتة ملزيد من اإلع��داد الكيميائي والصيدلي‪ .‬براءة االخرتاع إىل نهاية عام ‪ 2009‬وقد سبق وأن منحت الدول‬ ‫ً‬ ‫ومن الالزم أيضا إجراء اختبارات موسعة على اإلنسان (مرحلة النامية استثنا ًء مؤقتاً يسمح هلا مبوجبه إنتاج أدوي��ة ملعاجلة‬ ‫التطوير)‪ .‬وأخ ً‬ ‫ريا‪ ،‬إذا جنحت كل هذه االختبارات وكان املنتج أم��راض نقص املناعة والسل واملالريا أو استريادها من الدول‬ ‫ً‬ ‫متفقا مع املعايري احملددة من جانب السلطة التنظيمية أي أن النامية املنتجة هلا‪ .‬اجلدير بالذكر أن هذه الستثناءات مقيدة‬ ‫ً‬ ‫يكون مأمونا وناج ًعا وجيد النوعية ميكن حينئذ إتاحة الدواء باشرتاط توجيه األدوية املوجهة للسوق احمللي يف الدول املنتجة‬ ‫للمرض (مرحل التسليم)‪.‬‬ ‫والتصدير للدول النامية اليت ال متتلك قدرات تصنيعها‪.‬‬

‫و يف كل مرحلة من هذه العملية‪ ،‬عملية استنزاف حبيث ال‬ ‫تصل إىل مرحلة التسليم سوى نسبة صغرية من املركبات‬ ‫اليت فحصت يف مرحلة االكتشاف‪ .‬و حتى بعد التسليم‪ ،‬قد‬ ‫جيري مزيد من االختبارات ألغراض معينة من بينها توسيع‬ ‫نطاق استخدام املنتج ليشمل استخدامات جديدة أو حتديد آثار‬ ‫جانبية أكثر ندرة قد ال تظهر إال باستخدام أعداد كبرية من‬ ‫الناس للمنتج‪ .‬و هكذا فإن اكتشاف دواء ما وتطويره مسألة‬ ‫معقدة تستغرق وق ًتا طويال وبذل نشاط م ّكلف‪.‬‬ ‫وجتدر اإلش��ارة إىل أن إنتاج األدوي��ة يف ال��دول العربية‪ ،‬يتم‬ ‫يف معظمه عن طريق احلصول على تراخيص من الشركات‬ ‫العاملية املالكة للتقنية‪ ،‬ولكن هناك عدد من املصانع اليت تنتج‬ ‫ب��دون تراخيص‪ .‬فمصر اليت ‪ %60‬من منجاتها الصيدالنية أم��ا املرتبة الثانية فتعود للمغرب خ��اص��ة م��ن حيث حجم‬ ‫تنتج ب��دون أي ب���راءات االخ�ت�راع مم��ا ت��واج��ه خطر كبري مع الصادرات‪ ،‬نسبة التغطية‪ ،‬عدد التشكيالت وحجم السوق‪ .‬وقد‬ ‫لعبتالشركاتاألجنبيةاملستثمرةيفسوقالصناعاتالصيدالنية‬ ‫تطبيق اتفاقية الرتبس ‪. TRIPS‬‬ ‫املغربية دورا حامسا يف تطوير القطاع اليت أدت إىل ظهور العديد‬ ‫وتواجه صناعة األدوية يف الدول العربية بشكل عام حتديات من الوحدات اإلنتاجية احمللية عن طريق الرتاخيص‪.‬‬ ‫كبرية نتيجة تنفيذ االتفاقية التجارية املرتبطة حبقوق‬ ‫أما املرتبة الثالثة فتعود لتونس واليت تتفوق أيضا من حيث عدد‬ ‫امللكية الفكرية واليت سنتها منظمة التجارة العاملية(‪ ،)22‬ابتدا ًء‬ ‫التشكيالت‪ ،‬االستهالك الفردي الذي يعترب األعلى بعد ليبيا‪،‬‬ ‫عام ‪ 2005‬واقعاً على صناعة الدواء يف الدول العربية‪ ،‬وبالرغم‬ ‫حجم الصادرات ونسبة التغطية‪ .‬ومن أهم املؤشرات اليت تفسر‬ ‫من أهمية هذه االتفاقية يف تشجيع االستثمار األجنيب املباشر‬ ‫ه��ذه الوضعية املتميزة للصناعات الصيدالنية التونسية هو‬ ‫ونقل التقنية بواسطة رخص استخدام براءة االخرتاع‪ ،‬إال أنها‬ ‫اخليار االسرتاتيجي للتوجه حنو املنتجات اجلنيسة‪ .‬باإلضافة‬ ‫ستتسبب يف ارت��ف��اع رس��وم اقتناء ب���راءات االخ�ت�راع ال�تي تدفع‬ ‫إىل املزاوجة بني القطاع العمومي والقطاع خلاص حيث حافظ‬ ‫للشركات العاملية مما يؤثر سلبا على تكاليف إنتاج الدواء يف‬ ‫القطاع العمومي على احتكار جتارة املنتجات الصيدالنية رغم‬ ‫الدول العربية‪ .‬كما أن تأثري تنفيذ تلك االتفاقية على صناعة‬ ‫توقيع تونس على اتفاقية ‪.‬‬ ‫ال���دواء يف البلدان العربية سيكون من خ�لال تضييق فرص‬ ‫البحث والتطوير ملنتجات صيدالنية تتمتع ب�براءة اخرتاع أم��ا املرتبة الرابعة فتعود للجزائر من حيث حجم السوق‪،‬‬ ‫سارية املفعول‪ ،‬وم��ن خ�لال إمكانية ق��دوم منافسني أجانب االستهالك الفردي‪ ،‬عدد املؤسسات وعدد التشكيالت‪ .‬من بني‬ ‫مبنتجات جنيسة وأسعار أقل ومواصفات أوقى وكل هذا يهدد أهم العوامل احلامسة للنجاح هو حجم السوق وعدد املؤسسات‬ ‫صناعة الدواء العربية واليت تعترب صناعة ناشئة‪.‬‬ ‫ال�تي مت إنشاءها يف وق��ت قصري ج��دا مع األخ��ذ بعني االعتبار‬ ‫وتعمل الدول العربية على التقليل من اآلثار السلبية التفاقية الدور البارز للقطاع العمومي املتمثل يف مؤسسات صيدال اليت‬ ‫الرتبس‪ ،‬عن طريق عقد اتفاقيات جتارة حرة مع الدول املصنعة تعترب قاطرة لصناعات الصيدالنية يف اجل��زائ��ر‪ .‬أم��ا املرتبة‬ ‫للدواء‪ ،‬وأيضاً السعي لتفعيل اتفاقية منطقة التجارة العربية اخلامسة فتعود للسودان الذي يعرف سوقه منوا معتربا مقارنة‬ ‫احلرة اليت من املفرتض أن يتم مبوجبها حترير انتقال املنتجات بباقي دول مشال إفريقيا‪ ،‬باإلضافة إىل نسبة التغطية لسوقها‬ ‫العربية ومن بينها الدواء‪ ،‬وبالتالي حتقيق نوع من التكامل يف احمل��ل��ي‪ .‬أم��ا امل��رات��ب األخ�ي�رة فهي لكل م��ن ليبيا و موريتانيا‬ ‫صناعة الدواء العربية‪ ،‬وتوفري سوق أكرب حجماً للمؤسسات باعتبارهما سوقني مستهلكني وليس منتجني‪.‬‬ ‫ميكننا يف األخري من خالل الشكل البياني رقم (‪ )3‬معرفة املوقع‬ ‫التنافسي لكل دولة على حدا مقارنة بالدول األخرى من حيث‬ ‫سبعة مؤشرات أساسية‪ .‬من خالل ذلك نالحظ مدى تفوق‬ ‫الصناعات الصيدالنية املصرية يف معظم املؤشرات املعتمدة‬ ‫باستثناء مؤشر حجم االستهالك الفردي الذي يبقى ضعيفا‬ ‫جدا مقارنة مبعظم دول مشال إفريقيا بالنظر حلجم عدد‬ ‫السكان وقلة اإلنفاق احلكومي يف هذا اجملال‪ .‬وميكننا تفسري‬ ‫هذه الوضعية التنافسية القوية بقدم الصناعات الصيدالنية‬ ‫وال�تي تعود إىل الثالثينات بعكس دول مشال إفريقيا اليت ال‬ ‫يرتاوح عمرها عشر أو عشرين سنة على أكثر تقدير‪.‬‬

‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ -‬العدد ‪ . 2013 - 9‬ص ‪33-21‬‬

‫‪31‬‬


‫د‪ .‬مداح عراييب احلاج‬ ‫الشكل البياني رقم ‪ .3‬املوقع التنافسي للصناعات الصيدالنية يف دول مشال إفريقيا ما بني ‪2007-2005‬‬

‫نسبة التغطية‬

‫‪10‬‬ ‫‪8‬‬

‫معدل النمو‬

‫مصر‬

‫‪6‬‬

‫املغرب‬

‫‪4‬‬

‫تونس‬

‫‪2‬‬

‫اجلزائر‬

‫‪0‬‬

‫السودان‬

‫التصدير‬

‫االستهالك‬ ‫الفردي‬

‫حجم‬ ‫السوق‬

‫ليبيا‬ ‫موريتانيا‬

‫عدد املؤسسات‬

‫عدد التشكيالت‬

‫املصدر ‪:‬من إعداد الباحث‬

‫اخلامتة والتوصيات‪:‬‬ ‫يف األخري ميكننا القول بان الصناعات الصيدالنية يف دول مشال‬ ‫إفريقيا ال تزال بعيدة جدا على بلوغ مرتبة التصنيع مبفهومه‬ ‫احلقيقي وان تنافسيتها تبقى حمدودة سواء من حيث امتالك‬ ‫اإلمكانيات أو من حيث األداء ‪ .‬وهذا ال مينع من جهة أخرى‬ ‫أن مؤسسات القطاع يف بعض الدول أصبحت متتلك مجلة من‬ ‫الشروط ميكن أن تستغلها لبلوغ مستوى متقدم يف الصناعات‬ ‫الصيدالنية واليت ميكن تلخيصها يف الشروط التالية‬ ‫‪ 1‬وجود خربات ومهارات مكتسبة من هذه التجربة يف جمال‬‫الصيدلة والكيمياء؛‬ ‫‪ 2‬وجود قاعدة صناعية وليدة ميكن االنطالق من خالهلا‬‫لبناء صناعة صيدالنية قوية؛‬ ‫‪ 3‬حجم ومنو سوق املنتجات الصيدالنية بشكل كبري يوفر‬‫فرصة جتارية واقتصادية معتربة؛‬ ‫‪ 4‬إمكانية استغالل بعض امليزات النسبية الداخلية‪ :‬اليد‬‫العاملة‪ ،‬الطاقة‪ ،‬النباتات الطبية‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫وي��س��ت��دع��ي اس��ت��غ�لال ه���ذه ال���ش���روط امل��ت��اح��ة وض���ع تصور‬ ‫وإسرتاتيجية رفع تنافسية قطاع الصناعات الصيدالنية من‬ ‫خ�لال حتديث الصناعات امللحقة القائمة وتطويرها‪ ،‬وفق‬ ‫أسس اقتصادية وفنية سليمة وضمن إطار التعاون الداخلي‬ ‫واخلارجي املشرتك‪ ،‬إلقامة وحدات إنتاجية كبرية تستفيد‬ ‫من مزايا وف���ورات احلجم إىل أقصى ح��د‪ ،‬وتستخدم أحدث‬ ‫األساليب يف عمليات اإلنتاج‪ ،‬وأيضاً تشجيع الشركات العاملية‬ ‫املالكة للتقنية لالستثمار داخليا‪ ،‬وبهذا تستطيع الصناعات‬ ‫الصيدالنية يف دول مشال إفريقيا من زيادة قدراتها التنافسية‬ ‫والصمود أمام املنافسة األجنبية الشديدة املتوقعة‪ .‬وميكننا أن‬ ‫جنمع حماور هذه اإلسرتاتيجية التنافسية يف ما يلي‪:‬‬ ‫‪ 1‬إقامة التحالفات اإلسرتاتيجية بني املؤسسات(وأيضا مع‬‫مراكز البحوث) يف دول مشال إفريقيا؛‬ ‫‪ 2‬االجت��اه حنو االن��دم��اج العمودي حنو األعلى لتحكم يف‬‫إنتاج وإحالل املواد األولية اليت أصبحت أكثر إحلاحا يف هذا‬ ‫القطاع من املنتجات يف حد ذاتها؛‬ ‫‪ 3‬تبين خيار املنتجات اجلنيسة كمرحلة أولية للتحكم يف‬‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ -‬العدد ‪ . 2013 - 9‬ص‪33 - 21‬‬


‫تنافسية الصناعات الصيد النية يف دول مشال إفريقيا‬ 10 - Promopharm-Panorama de l’industrie pharmaceutique marocaine 2007, p74 11 - Mac Sa, Analyse financière,N°2 du 2è semestre 2006,P.6 12 - Mac, Sa Analyse financière - société Adwya,N°30 du 1er semestre 2008,P06 13 - H.Amalou,C.Dahache - Le sous secteur Industrie pharmaceutique EDPme, 200 15 -Ubi France- Le marché de la santé en Libye, Août 2008 16 - Le secteur pharmaceutique en Mauritanie, une mise aux normes nécessaire : www.rephal.com 1 7 - Jeune Afrique, 500 premières entreprises africaines, horsSérie, N°17, 2008 18 -Ubi France- Le secteur de la santé en Égypte, Juillet,2008 19 - Ubi France - Le marché de la santé au Maroc, septembre, 2007

20- J.J.Cristofari - Algérie : Le médicament à l’heure de l’OMC, 2008,P20 21 - UNOP - Union nationale des opérateurs de la pharmacie : www.unop-dz.org/22 - ‫ التكامل االقتصادي العربي‬-‫بلعور سليمان‬ 59 ‫ ص‬، 2008 ،6 ‫ جملة الباحث العدد رقم‬،‫وحتديات املنظمة العاملية للتجارة‬

،‫ الفصل الرابع حول القطاع الصناعي‬-‫ تقرير صندوق النقد العربي‬- 23 . 70‫ص‬،2008

33

‫املعرفة والتكنولوجية الصيدالنية؛‬ ‫ االستفادة من الرتاكم املعريف بإشراك وح��دات حبثية‬4‫صغرية متخصصة يف اجملال الصيدالني؛‬ ‫ تنمية مؤسسات املناولة يف االنشطة امللحقة بالصناعات‬5.‫ والتوزيع‬،‫ البحث‬،‫ التغليف‬،‫ التعبئة‬:‫الصيدالنية مثل‬ ‫اهلوامش‬ 1- B. Billando, J.P.Laurencin, J.C.Menderi - Les industries intermédiaires, Comparaison entre la France et la R.F.A, Tome III Chimie Grenoble, I.R.E.P.D, 1982 P1401472 - Groupe de réflexion stratégique- L’avenir de l’industrie chimique en France à l’horizon 2015, 2005,P14 3- N.Weinmann - La globalisation des leaders pharmaceutiques, 2005, P3439-: www.industrie.gouv.fr/ pdf/pharma.pdf 4 -N.Weinmann - La globalisation des leader pharmaceutique, 2005,P9 : www.industrie.gouv.fr/pdf/ pharma.pdf 5 - IMS health 2007: www.imshealth.com 6 - Pricewaterhousecoopers, rapport sur l’industrie pharmaceutique, 2009 :www.pwc.fr/pharma2020 7 - www.pfizer.com 2008 ،3 ‫ نشرة العدد‬،‫ الصناعات الصيدالنية العربية‬-‫ عدنان الكيالني‬- 8

9 - Amcham, BSAC - The pharmaceutical market in egypt, 2006

33-21 ‫ ص‬. 2013 - 9 ‫ العدد‬-‫األكادميية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.