وذكر َ الشيخ
من ذلك دعاءين:
األول« :اللهم أعني على ذ ْكرك وش ْكرك وح ْسن عبادتك»؛ وهذا جاء يف َ َبي دديث معاذ أن الن َ أوصيك يا معاذ ل تدعن في دبر كل صالة تقول :اللهم أعني على ذكْرك، قال له« :واهلل إني ألحبك ،واهلل إني ألحبك،
وشكْرك ،وح ْسن عبادتك»(.)1 ودبر َ مما يليه مما هو جز ٌء منه ،ويطلق على آخره َ الشيء يطلق على آخره َ ويأيت بعده ،ولهذا يفصل أهل العلم: ٍ السّلم. ما كان من دعاء يؤتى به قبل َ السّلم. وما كان من ذك ٍر يؤتى به بعد َ وقوله« :اللهم أعني على ذكْرك ،وشكْرك ،وح ْسن عبادتك» هذا فيه طلب المعونة من اهلل أن يمدَ عبده بالمعونة وال َتوفيق للمواظبة على الذكرُّ ، والشكر هلل ـ سبحانه وتعالى ـ على نعمائه ،واإلدسان يف العبادة ،لم يقل« :وعبادتك» وإ َنما قال« :وح ْسن عبادتك»؛ والعبادة إ َنما تكون دسنة باإلخّلص للمعبود للرسول ـ صلوات اهلل وسّلمه وبركاته عليه ـ. والمتابعة َ الصّلة قبل أن تسلم يأيت يف موض ٍع يف غاية واإلتيان هبذه الدَ عوة دبر َ المناسبة؛ َ الصّلة ا َلتي ص َليتها هي من معونة اهلل لك ،فقبل أن تسلم من ألن هذه َ صّلتك اطلب من اهلل المعونة ،وأظهر االفتقار إلى اهلل ا َلذي أعانك على هذه الصّلة ،وقد أوشكت أن تنتهي منها أن يمدَ ك بالمعونة على الذكر ُّ والشكر َ ( )1أخرجه أدمد ( ،)22119وأبو داود ( ،)1522والرتمذي ( ،)3407والنسائي ()1303؛ وص َححه األلباين يف «صحيح أبي داود» (.)253/5
ـ 159ـ