… ﻫــﻞ أﻧﺘــﻢ ﻣ ّﻤــﻦ ﻳﺴــﻜﻦ ﻫــﺬه اﻟﺒﻴﺌــﺔ اﻟﺨــﴬاء وﻳﺤﺎﻓــﻆ ﻋﻠﻴﻬــﺎ ،أم أﻧﻜــﻢ ﻣ ّﻤــﻦ ﻳﺤــﺎول اﻟﻌﺒــﺚ ﺑﻬــﺎ وﺗﺸــﻮﻳﻪ ﺟامﻟﻬــﺎ؟ ﻻ ﺗﻘﻠﻘــﻮا ،ﻓﺎﻟﻜــﻮن رﻏــﻢ ﻛﻞ ﳾء ﺟﻤﻴــﻞ ،ﻟﻜــﻦ ،ﻣــﺎ اﳌﺎﻧــﻊ أن ﻳﻜــﻮن أﺟﻤــﻞ؟ ـﻜﻞ ﻣ ّﻨــﺎ ﺣﺎﺳــﻮب ﺷــﺨﴢ ،ﻫﺎﺗــﻒ ﻧ ّﻘــﺎل ،ﻫﺎﺗــﻒ ﻟـ ّ أرﴈ ،ﻃﺎﺑﻌــﺔ وﻣــﺎ ﺷــﺎﺑﻪ ﻣــﻦ وﺳــﺎﺋﻞ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴــﺎ اﻟﺤﺪﻳﺜــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻻ ﻏﻨــﻰ ﻋﻨﻬــﺎ ،ﺳــﻮاء ﻛﻨــﺖ ﻃﺎﻟﺒ ـﺎً أو ﻣﻮﻇﻔ ـﺎً .وإن ﻛﻨــﺖ ﻫــﺎ ٍو ﳌﺘﺎﺑﻌــﺔ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴــﺎ وآﺧــﺮ ﺣﺘــام ﻣــﻦ ﺗﻄﻮراﺗﻬــﺎ اﻟﺘﻘﻨﻴــﺔ ﻓﺈﻧــﻚ ﺳــﺘﺘﺎﺑﻊ ذﻟــﻚ ً ﺧــﻼل اﻷﺟﻬــﺰة اﻟﺘــﻲ ﺗﻄﺮﺣﻬــﺎ. ﻟﻜــﻦ ﻳﺘﻮﺟــﺐ ﻋﻠﻴﻨــﺎ أن ﻧﻘــﻒ ﻗﻠﻴـﻼً وﻧﺴــﺄل أﻧﻔﺴــﻨﺎ: ﻛﻴــﻒ أﺛﺮﻧــﺎ؟ وﻣــﺎذا ﻗﺪّﻣﻨــﺎ ﻟﺒﻴﺌﺘﻨــﺎ ﻣــﻦ ﺧــﻼل ﻫــﺬه اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴــﺎ؟ ﻧﺮﺟــﻊ ﺧﻄــﻮة واﺣــﺪة ﻟﻠــﻮراء ﻟﻨﺴــﺄل ﺳــﺆاﻻً أﻫــﻢ :ﻫــﻞ ﺗﺆﺛــﺮ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴــﺎ ﺳــﻠﺒﺎً ﻋــﲆ اﻟﺒﻴﺌــﺔ؟ اﻹﺟﺎﺑــﺔ ﻋــﲆ ﻫــﺬا اﻟﺴــﺆال واﺿﺤــﺔ ،ﺑﺎﻟﻄﺒــﻊ ﺗﺆﺛــﺮ ﺳــﻠﺒًﺎ ،رﻏــﻢ ﻛﻞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺗﻬــﺎ.
ﺳــﺄﻋﺮض ﻋﻠﻴــﻚ ﺑﻌــﺾ اﻵﺛــﺎر اﻟﺴــﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴــﺎ ﻋــﲆ اﻟﺒﻴﺌــﺔ وﺳــﺄﺗﺨﺬ ﺟﻬــﺎز اﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗــﺮ وﺗﺼﻨﻴﻌــﻪ منﻮذﺟ ـﺎً .وﻟﻜــﻦ ﻗﺒــﻞ ذﻟــﻚ ﻳﺠــﺐ أن ﻧﻌ ـ ّﺮف ﻣــﺎ ﻫــﻲ اﻟﺒﻴﺌــﺔ ،ﻫﻨــﺎك ﻧﻮﻋــﺎن ﻣــﻦ اﻟﺒﻴﺌــﺔ اﻟﺘــﻲ ﺗﺤﻴــﻂ ﺑﻨــﺎ: اﻟﻄﺒﻴﻌــﻲ واﳌﺸــ ّﻴﺪ .وﺗﻌﺮﻳــﻒ اﻟﺒﻴﺌــﺔ ﺑﻨﻮﻋﻴﻬــﺎ ﻫــﻲ: ﻛﻞ ﻣﺘﻜﺎﻣــﻞ ﻳﺸــﻤﻞ إﻃﺎرﻫــﺎ اﻟﻜــﺮة اﻷرﺿﻴــﺔ ،أو ﻛﻮﻛــﺐ ّ اﻟﺤﻴــﺎة ،وﻣــﺎ ﻳﺆﺛــﺮ ﻓﻴﻬــﺎ ﻣــﻦ ﻣﻜﻮﻧــﺎت اﻟﻜــﻮن اﻷﺧــﺮى. إن ﻣﺤﺘﻮﻳــﺎت اﻹﻃــﺎر اﻟﺒﻴﺌــﻲ ﻟﻴﺴــﺖ ﺟﺎﻣــﺪة ﺑــﻞ دامئــﺔ اﻟﺘﻔﺎﻋــﻞ ،ﻣﺆﺛــﺮة وﻣﺘﺄﺛــﺮة ،ﻛــام أن اﻹﻧﺴــﺎن ﻧﻔﺴــﻪ واﺣــﺪ ﻣــﻦ ﻣﻜﻮﻧــﺎت اﻟﺒﻴﺌــﺔ وﻳﺘﻔﺎﻋــﻞ ﻣﻌﻬــﺎ ﻫــﻮ اﻗﺮاﻧــﻪ ﻣــﻦ اﻟﺒــﴩ .ﻟﻘــﺪ ورد ﻫــﺬا اﻟﻔﻬــﻢ اﻟﺸــﺎﻣﻞ ﻋــﲆ ﻟﺴــﺎن اﻟﺴــﻴﺪ »ﻳﻮﺛﺎﻧــﺖ« اﻷﻣــني اﻟﻌــﺎم ﻟﻸﻣــﻢ اﳌﺘﺤــﺪة ﺣــني ﻗــﺎل» :إﻧﻨــﺎ ،ﺷــﺌﻨﺎ أم أﺑﻴﻨــﺎ ،ﻧﺴــﺎﻓﺮ ﺳــﻮﻳﺔ ﻋــﲆ ﻇﻬــﺮ ﻛﻮﻛــﺐ ﻣﺸــﱰك ،وﻟﻴــﺲ ﻟﻨــﺎ ﺑﺪﻳــﻞ ﻣﻌﻘــﻮل ﺳــﻮى أن ﻧﻌﻤــﻞ ﺟﻤﻴ ًﻌــﺎ ﻟﻨﺠﻌــﻞ ﻣﻨــﻪ ﺑﻴﺌــﺔ ﻧﺴــﺘﻄﻴﻊ ﻧﺤــﻦ وأﻃﻔﺎﻟﻨــﺎ أن ﻧﻌﻴــﺶ ﻓﻴﻬــﺎ ﺣﻴــﺎة ﻛﺎﻣﻠــﺔ آﻣﻨــﺔ« .وﻫــﺬا ﻳﺘﻄﻠــﺐ ﻣــﻦ اﻹﻧﺴــﺎن ،اﻟﻌﺎﻗــﻞ اﻟﻮﺣﻴــﺪ ﺑــني ﺻــﻮر اﻟﺤﻴــﺎة ،أن ﻳﺘﻌﺎﻣــﻞ ﻣــﻊ اﻟﺒﻴﺌــﺔ ﺑﺮﻓــﻖ وﻳﺴــﺘﺜﻤﺮﻫﺎ دون إﺗــﻼف أو ﺗﺪﻣــري. وﻟﻌــﻞ ﻓﻬــﻢ اﻹﻧﺴــﺎن ﻟﻠﻄﺒﻴﻌــﺔ ،ﻣﻜﻮﻧــﺎت اﻟﺒﻴﺌــﺔ واﻟﻌﻼﻗــﺎت اﳌﺘﺒﺎدﻟــﺔ ﻓﻴــام ﺑﻴﻨﻬــﺎ ميﻜّﻨــﻪ ﻣــﻦ إﻳﺠــﺎد وﺗﻄﻮﻳــﺮ ﻣﻮﻗــﻊ أﻓﻀــﻞ ﻟﺤﻴﺎﺗــﻪ وﺣﻴــﺎة اﻷﺟﻴــﺎل ﻣــﻦ ﺑﻌــﺪه. ﻟﻘــﺪ أﺳــﻔﺮ اﻟﺘﻄــﻮر اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟــﻲ اﻟــﺬي ﻳﺸــﻬﺪه اﻟﻌــﺎمل ﺣﺎﻟﻴــﺎً ،ﻋــﻦ ﻇﻬــﻮر ﻣﺸــﻜﻠﺔ ﺑﻴﺌﻴــﺔ ﺧﻄــرية ،وﺻﻔــﺖ ﻣــﻦ ﻗﺒــﻞ اﻟﻌﻠــامء اﳌﻌﻨﻴــني ﺑﺎﻟﻘﻨﺒﻠــﺔ اﻟﺒﻴﺌﻴــﺔ اﳌﻮﻗﻮﺗــﺔ، متﺜﻠــﺖ ﰲ زﻳــﺎدة ﻣﻌــﺪّﻻت اﳌﺨﻠﻔــﺎت اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻳﺪﻓــﻊ اﻻﻧﺴــﺎن مثﻨﻬــﺎ ﻣــﻦ ﺻﺤﺘــﻪ ودﻣــﺎر اﻟﺒﻴﺌــﺔ اﳌﺤﻴﻄــﺔ ﺑــﻪ. إن ﻟﻬــﺬه اﳌﺨﻠﻔــﺎت أﺛــﺮ ﻣﺪﻣــﺮ ﻻﺣﺘﻮاﺋﻬــﺎ ﻋــﲆ ﻣــﻮاد ﺳــﺎﻣﺔ ﻛﺎﻟﺰﺋﺒــﻖ واﻟﺮﺻــﺎص اﻟﺘــﻲ ﺗﱰﺳــﺐ ﰲ اﻟﱰﺑــﺔ وﺗﺠﻌﻠﻬــﺎ ﻏــري ﺻﺎﻟﺤــﺔ ﻟﻠﺰراﻋــﺔ ،اﱃ ﺟﺎﻧــﺐ ﺧﻄﺮﻫــﺎ ﻋــﲆ ﺻﺤــﺔ اﻻﻧﺴــﺎن واﻟﺤﻴــﻮان واﻟﻨﺒــﺎت.
| ١٦ﻣﺠﻠﺔ ﻏﺮاس