كيف يستطيع الناقد أن يتوغل في دراسة نص أدبي للأطفال، دون أن يمتلك تراثاً في نقد أدب الأطفال؟ إنه بلا شك يعتمد على تذوقه الخاص، ويحاول أن يؤسس لنفسه أسلوباً تجريبياً في التحليل والنقد، رغم ما يعترضه من مطبّات.
والمقالات التي كتبتها في هذا الكتاب هي نتاج قراءة في نصوص موجّهة للأطفال، عراقية وعربية وعالمية، كما يجد القارئ نصوص حكايات لها جذر عراقي قديم، أولها جذر في عيون التراث العربي: ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة، انتقلت هذه الحكايات إلى أوربا، وتأثر بها كتابها، مثل حكاية (الأرنب والسلحفاة) وحكاية (الأسد والبعوضة) وحكاية (خطأ البطة). وكلها حكايات عربية أصيلة.
حاولت عند قراءتي، أن أبيّن أوجه التماثل والتطابق والإبداع في الحكاية، مبيّناً الأثر الذي تركته الحكاية الأصل في الكتابات الحكائية الأخرى، وكيف حولّت إلى نص جديد موجّه للأطفال.
يعني إننا نستطيع أن نحوّل حكايات أدبنا العربي، إلى قصص موجّهة للأطفال تظل محتفظة بقوتها، وديمومتها وسحرها، وهذا مرتبط بالمبدع الذي يستطيع أن يضع أصبعه على النسغ الصاعد بين الحكاية والقصة، ويكتب نصاً جديداً يحتفظ بسحرهما معاً.