bint 57 issuu

Page 1

‫العدد ال�سابع واخلم�سون ‪ -‬ال�سنة التا�سعة ‪ 1433 -‬هـ ‪ 2012-‬م‬

‫اهلل ‪ ..‬اهلل ‪ ..‬بزوجتك‬

‫ال�����ش��وق يف احل���ي���اة ال��زوج��ي��ة‬ ‫ام���ر�أة مطلقة ت�شتكي مطلقها‬ ‫دعاء الوالدين يف ا�صالح ابنائهم‬


‫كلمة المجلة‬

‫ب�سم الله الرحمن الرحيم‬

‫} َم ْن َعم َِل َ�صالحِ ًا ِّمن َذ َك ٍر �أَ ْو �أُن َثى َو ُه َو ُم ْ�ؤ ِمنٌ َف َل ُن ْح ِي َينَّهُ َح َيا ًة َط ِّي َب ًة‬ ‫َو َل َن ْج ِز َي َّن ُه ْم �أَ ْج َر ُهم ِب�أَ ْح َ�س ِن َما َكا ُنو ْا َي ْع َم ُلونَ‬

‫جم��ل��ة ���ش��ه��ري��ة ن�����س��ائ��ي��ة �إ���س�لام��ي��ة ث��ق��اف��ي��ة‬ ‫ع���ام���ة ت�������ص���در ب�����إ�����ش����راف ق�����س��م الإر�����ش����اد‬ ‫الإ���س�لام��ي يف دي���وان ال��وق��ف ال�سني بالتعاون‬ ‫م�����ع م��دي��ري��ة ال���وق���ف ال�����س��ن��ي يف ال��ف��ل��وج��ة‬

‫رئي�س التحرير‬

‫الدكتور �أحمد عبد الغفور ال�سامرائي‬

‫م�ست�شارو التحرير‬ ‫د‪� .‬إ�سماعيل علي طه‬ ‫د‪ .‬حممود حممد ال�صميدعي‬ ‫د‪ .‬عامر �شاكر اجلنابي‬ ‫حممود علي الفالحي‬ ‫طارق علي خرميط‬

‫مدير التحرير‬

‫فواز م�صلح �سعود العجراوي‬

‫املدير الفني‬

‫عمر حممد عبد اهلل‬

‫�سكرتري التحرير‬ ‫رافد عطية عبد اجلبار‬

‫املراجعة اللغوية‬ ‫�أحمد يا�سني حمادي‬

‫املحررون‬

‫حيدر فواز م�صلح‬ ‫�شيماء فواز حمادي املحمدي‬ ‫نور جمال جنم العكيدي‬ ‫جناة عبد الرحمن جا�سم‬ ‫�إ�سراء ح�سني اجلميلي‬ ‫علياء فواز العجراوي‬

‫التن�ضيد‬ ‫مروان �أحمد‬

‫املرا�سلة بالربيد االلكرتوين‬ ‫‪bintaalislam@yahoo.com‬‬

‫الت�صميم والطباعة‬

‫بناتنا والمسجد‬

‫من حمتويات املجلة القراء الكرام‬ ‫يرجى مالحظة‬ ‫كلمة املجلة‬ ‫ما يلي‬ ‫جراثيم البطالة‬ ‫�صرخة فتاة‬ ‫حما�سبة النف�س‬ ‫�أدب احلديث‬ ‫امل�سلمة الواعية‬ ‫�ضحايا احلب الكاذب‬ ‫هكذا علمتني احلياة‬ ‫فـ َ َر ُح الزمان‬ ‫احتاج امل�ساعدة‬ ‫�ضريبة الأفراح‬

‫�إن جملة (بنت الإ�سالم) ال تتقيد بالعمل‬ ‫املبوب وال هي جملة �إخبارية �أو متخ�ص�صة‪.‬‬ ‫بل هي جملة منوعة تعتمد على م�شاركات‬ ‫وكتابات ور�سائل القراء الكرام‪ ،‬وما‬ ‫ننتقيه ونلخ�صه من توجيهات وكتابات‬ ‫�إخواننا و�أخواتنا يف بع�ض ال�صحف والكتب‬ ‫واملجالت‪.‬‬ ‫_يخ�ضع ترتيب املوا�ضيع وامل�شاركات‬ ‫لأمـور فنية _ املوا�ضيـع التـي ال تن�شـر ال‬ ‫تعـاد �إلـى �أ�صحابهـا _ املو�ضـوع يـعـبـر عـن‬ ‫ر�أي امل�شارك �أو امل�شاركة وال يكون بال�ضرورة‬ ‫ر�أي املجلة‪ ،‬علم ًا ب�أن املجلة ال تن�شر �إال ما‬ ‫يوافق �شرع الإ�سالم _ �إن املجلة هي من‬ ‫القراء و�إليهم‪ ،‬و�إن بذل اجلهد يف تزويد‬ ‫القـارئ بالزاد الفكري النافع والثقافة‬ ‫الإ�سالمية الأ�صيلة يعتمد على اال�سرت�شاد‬ ‫بن�صائح وو�صايا �إخواننا و�أخواتنا ملا ي�ؤدي‬ ‫�إىل الأح�سن والأف�ضل‪....‬‬ ‫فال تبخلوا علينا بالر�أي ال�سديد والن�صح‬ ‫الر�شيد‪ ..‬ومن اهلل ـ قبل كل �شيء ـ املعونة‬ ‫والتوفيق‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫�إن املر�أة يف بلداننا التي ت�سمى (�إ�سالمية) قد‬ ‫جندها بني تيارين‪ ,‬تيار مييل �إىل التزمت‬ ‫والت�شدد و�إغالق الأبواب �أمام املر�أة امل�سلمة‪.‬‬ ‫وتيار �آخر يفتح الأبواب على م�صراعيها‪ ,‬ويطلق‬ ‫العنان للمر�أة لتفعل ما ت�شاء‪ ,‬لتقتب�س من املر�أة‬ ‫الغربية‪ ,‬لتقلدها تقليدًا �أعمى‪ ,‬لتحاكيها حماكاة‬ ‫القردة ولتتكلم مثلها كما تتكلم الببغاء‪.‬‬ ‫هذان التياران كالهما للأ�سف خاطئ‪ ...‬وكالهما‬ ‫ال ميثل الإ�سالم‪.‬‬ ‫لقد عزلت املر�أة عن احلياة وعن الدين وعن‬ ‫الدنيا‪� ...‬إنها حرمت من امل�سجد وكان هو منفذها‬ ‫�إىل الدين واحلياة‪� .‬إن بع�ض الفقهاء يف الأزمنة‬ ‫املا�ضية قالوا‪� :‬إن الزمان قد ف�سد‪ ,‬و�إن �سيل‬ ‫الف�ساد قد عم‪ ,‬و�إن خروج املر�أة يعر�ضها للفتنة‬ ‫ولهذا �أفتوا ب�أن املر�أة ـ وبخا�صة املر�أة ال�شابة ـ ال‬ ‫تذهب �إىل امل�سجد! ال تذهب �إال العجوز التي �أكل‬ ‫عليها الدهر و�شرب! وعلى زوج املر�أة ال�شابة �أن‬ ‫يعلمها‪ .,‬وعلى الأب �أن يعلم ويفقه ابنته �إذا مل‬ ‫تكن متزوجة‪.‬‬ ‫والذي حدث �أن الأب مل يعلم ابنته‪ ,‬وكيف يعلمها‬ ‫وهو نف�سه بحاجة �إىل من يعلمه؟! وفاقد ال�شيء‬ ‫ال يعطيه! مل ي�ستطيع الأب وال الأخ وال الزوج �أن‬ ‫يعلم املر�أة‪..‬‬ ‫يقول ال�شيخ الدكتور يو�سف القر�ضاوي‪:‬‬ ‫لقد حرمت املر�أة من الذهاب �إىل امل�سجد لت�سمع‬ ‫الدرو�س والعظات واخلطب‪ .‬ومعنى هذا �أنها‬ ‫بقيت يف عزلة ويف جهالة‪ ..‬ال تعرف واجبها نحو‬ ‫زوجها كما �أراد الإ�سالم‪ ,‬وال واجبها نحو �أوالدها‪..‬‬ ‫مل حت�سن تربية الأوالد‪ ,‬ولذلك ظلت تخـّوف‬ ‫�أوالدها من العفاريت ومن ال�سعلوة وما �شابه‬ ‫ذلك‪ ,‬ظلت حتكي للأوالد الق�ص�ص واخلرافات‪.‬‬ ‫وللأ�سف ف�إن �آثار هذه العزلة ال تزال ن�شكو منها‬ ‫�إىل اليوم‪.‬‬ ‫املر�أة يف ع�صرنا خرجت من بيتها وذهبت �إىل‬ ‫املدر�سة‪ ,‬ذهبت �إىل اجلامعة‪ ,‬ذهبت �إىل ال�سوق‪,‬‬ ‫ذهبت �إىل العمل‪ ,‬ذهبت �إىل ال�سينما! و�إىل �أماكن‬

‫فواز م�صلح العجراوي‬ ‫مدير حترير املجلة‬

‫�شتى‪ ..‬ولكن املكان الوحيد الذي مل تذهب �إليه‬ ‫كما ينبغي هو امل�سجد!‬ ‫ملاذا ال تذهب املر�أة امل�سلمة �إىل امل�سجد؟ ن�ساء‬ ‫العامل يذهنب �إىل معابدهن‪ :‬الن�صرانية تذهب‬ ‫�إىل الكني�سة‪ ,‬واليهودية تذهب �إىل كني�سها‬ ‫والهندو�سية تذهب �إىل املعبد‪ ,‬كل �صاحبة دين‬ ‫تذهب �إىل مكان عبادتها‪...‬‬ ‫فلماذا ال تذهب املر�أة امل�سلمة �إىل امل�سجد؟ ملاذا ال‬ ‫تهي�أ درو�س منتظمة للن�ساء؟‬ ‫ملاذا ال حت�ضر اجلمعة واجلماعة؟‬ ‫كانت املر�أة يف عهد النبي (�صلى اهلل علية و�سلم)‬ ‫حت�ضر اجلماعة‪ ,‬وكانت ال�صفوف الأمامية‬ ‫للرجال‪ ,‬واخللفية للن�ساء‪.‬‬ ‫وكان الن�ساء يدخلن ويخرجن مع الرجال من‬ ‫باب واحد‪ ,‬وظل هذا لفرتة طويلة‪ ,‬فقال النبي‬ ‫(�صلى اهلل عليه و�سلم) يو ًما‪( :‬لو جعلتم هذا‬ ‫الباب للن�ساء) و�أ�شار �إىل �أحد الأبواب يف م�سجده‬ ‫ال�شريف‪ .‬قال ابن عمر‪ :‬فلم �أدخل بعد من هذا‬ ‫الباب‪ .‬وال يزال هذا الباب �إىل يومنا هذا ي�سمى‬ ‫(باب الن�ساء) يف امل�سجد النبوي ال�شريف‪.‬‬ ‫يف ع�صور التخلف واالنحطاط فر�ضت العزلة‬ ‫على املر�أة وفر�ض هذا اجلهل‪ ,‬فلم تقم بحق‬ ‫بيتها‪ ,‬ومل تقم بحق �أوالدها‪ ,‬ومل تقم بحق‬ ‫زوجها‪ ....‬بل مل تقم بحق ربها‪.‬‬ ‫وترك كثري من الن�ساء ال�صالة‪ ,‬املر�أة امل�سلمة ـ من‬ ‫جهلها ـ تركت ال�صالة! تركت الفر�ض الأ�سا�سي‬ ‫اليومي الذي هو عماد الدين‪ ,‬والذي هو الفرق‬ ‫بني الإ�سالم والكفر‪.‬‬ ‫ونحن ال نريد العودة �إىل ع�صور التخلف‬ ‫واالنحطاط‪ .‬نحن نريد مل�سلمة اليوم والغد �أن‬ ‫تعود لع�صر امل�سلمة الأوىل التي عرفت واجبها‬ ‫نحو اهلل ف�أدت واجبها نحو اهلل‪ ,‬وعرفت ربها‬ ‫متا ًما فعبدته حق عبادته‪ ,‬و�صامت �شهرها‪,‬‬ ‫و�صلت خم�سها‪ ,‬و�أح�صنت فرجها‪ ,‬و�أطاعت‬ ‫زوجها‪ ,‬فا�ستحقت جنة ربها‪.‬‬ ‫القدوة لكل البنات‬


‫جراثيم البطالة‬

‫السعادة عند الزوجين‬ ‫�شذى كامل حممد‬ ‫�إن املر�أة هي �أقدر على حتديد �أ�سباب ال�سعادة‬ ‫التي تبغيها لنف�سها‪ ,‬فهي تريد الزوج القوي‪,‬‬ ‫والأطفال‪ ,‬والدار اجلميلة‪ ,‬واال�ستقرار‬ ‫االقت�صادي‪� ,‬إنها الآمال التي جتي�ش يف قلبها‪,‬‬ ‫وجتول يف ذهنها‪ ,‬وحتلم بها‪ ,‬وترجو من اهلل �أن‬ ‫تتحقق يف يوم من الأيام‪.‬‬ ‫والزوج ال�صالح يف نظر املر�أة لي�س �أي رجل‪ ,‬فهي‬ ‫ال تقدر الرجل الذي يعتمد على زوجته يف كل‬ ‫�شيء‪ ,‬والذي ال يح�سب له ح�ساب يف الإر�شاد ويف‬ ‫احلماية‪.‬‬ ‫�إن املر�أة حتب �أن يكون زوجها رجال قوي‬ ‫ال�شخ�صية‪ ,‬عطوفـًا‪ ,‬عظيم الأفق يف فهمه‬ ‫نا�صحا �أمينـًا‪ ,‬و�صديقـًا حمي ًما‪ ,‬وحم ًبا‬ ‫للأمور‪,‬‬ ‫ً‬ ‫خمل�صا‪ ,‬ورجال ت�ستطيع �أن تعتمد عليه حقـًا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫طموحا ‪ ,‬و�أ�شد طمعـًا‪ ,‬وهم‬ ‫�أما الرجال فهم �أكرث‬ ‫ً‬ ‫يعلقون �أهمية كربى على املال‪ ,‬والقوة‪ ,‬واجلاه‪,‬‬ ‫وال�سلطان‪ ..‬ف�إذا ما حتققت �آمالهم‪ ,‬ونالوا ما‬ ‫ين�شدون‪ ,‬فهل نراهم قد نعموا بال�سعادة؟‪.‬‬ ‫�إن الرجل الذي ي�سعى دائ ًما لأن يظفر باحرتام‬ ‫ريا ما يعي�ش �شق ًيا‬ ‫النا�س وال يتعر�ض لنقدهم‪ ,‬كث ً‬ ‫بائ�سا‪ ..‬وال�سعي وراء الظهور وال�شهرة من �أكرب‬ ‫ً‬ ‫العقبات يف �سبيل ال�سعادة وهناءة النف�س‪ ,‬وال‬ ‫�شك �أن النجاح عامل من عوامل ال�سعادة‪ ,‬ولكنه‬ ‫ال يكفي وحده لتوفري ال�سعادة‪ ,‬بل رمبا يكون‬ ‫‪6‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫�أحيانـًا من �أهم بواعث ال�شقاء‪.‬‬ ‫ناجحا‬ ‫ف�إذا كان الرجل را�ض ًيا عن زوجته و�أوالده‪ً ,‬‬ ‫مبتهجا لتعاقب الليل والنهار‪ ,‬واحلر‬ ‫يف عمله‪,‬‬ ‫ً‬ ‫والربد‪ ,‬فهو �سعيد يف حياته‪.‬‬ ‫�أما �إذا كان يبغ�ض زوجته‪ ,‬وال يثق ب�أوالده‪ ,‬ويرى‬ ‫كابو�سا يجثم فوق �صدره‪ ,‬ويتمنى يف النهار‬ ‫عمله‬ ‫ً‬ ‫�أن ي�أتي الليل‪ ,‬ويف الليل يرتقب طلوع النهار‪,‬‬ ‫فهو بحاجة �إىل �أن يراجع نف�سه‪ ,‬وي�صلح حاله‪,‬‬ ‫و�إال كان يف �شقاء وب�ؤ�س دائمني‪.‬‬ ‫�إن هناك فروقـًا فردية كثرية بينك وبني زوجتك‪,‬‬ ‫فهناك فروق وراثية‪ ,‬فما تلقيته �أنت من �صفات‬ ‫وراثية عن �أبيك‪ ,‬و�أمك خمتلف عما تلقته هي‬ ‫من �أبيها و�أمها‪.‬‬ ‫وهناك فروق بيئية‪ ,‬فقد تكون عا�شت يف بيئة‬ ‫خمتلفة عن بيئتك من حيث املحافظة على‬ ‫الدين‪� ,‬أو االختالف يف العادات االجتماعية‬ ‫وغريها‪.‬‬ ‫وقد تكون هناك فروق مزاجية‪ ,‬فقد تكون �أنت �أو‬ ‫هي من النوع املرح �أو املتفائل‪ ,‬والآخر عك�س ذلك‪.‬‬ ‫وهناك فروق �أخالقية‪ ,‬فقد يكون �أحدكما من‬ ‫ت�ساحما �أو‬ ‫النوع املت�سامح الكرمي‪ ,‬والآخر �أقل‬ ‫ً‬ ‫كر ًما‪.‬‬ ‫وقد تكون هناك فروق ثقافية يف امل�ستوى‬ ‫التعليمي والثقايف وغري ذلك‪.‬‬ ‫ولكن رغم وجود كل تلك النقاط من االختالف‬

‫هناك نقاط التقاء �أكرث‪ ,‬وهي التي ينبغي �أن‬ ‫ت�ستثمرها لكي تنمو وتقوى‪ ,‬يف الوقت الذي‬ ‫تذوب فيه كثري من نقاط التباين واالختالف‪,‬‬ ‫ويتحقق قول اهلل تعاىل‪َ ( :‬ومِ نْ �آ َيا ِت ِه �أَنْ َخلَ َق َل ُكم‬ ‫ِّمنْ �أَن ُف�سِ ُك ْم �أَ ْز َواجاً ِّل َت ْ�س ُك ُنوا �إِ َل ْيهَا َو َج َع َل َب ْي َن ُكم‬ ‫َّم َو َّد ًة َو َر ْح َم ًة �إِ َّن فيِ َذل َِك َ آليَاتٍ ِّل َق ْو ٍم َي َت َف َّك ُرو َن)‬ ‫الروم‪.21/‬‬ ‫فال بد من حتقيق بع�ض التنازالت عن بع�ض‬ ‫العادات �أو الرغبات‪ ,‬ف�إذا ما �شعرت زوجتك‬ ‫�أنك ت�ضحي ببع�ض رغباتك يف �سبيل �سعادتها‪,‬‬ ‫ف�إنها �سوف تفعل ال�شيء نف�سه‪ ,‬فت�ضحي ببع�ض‬ ‫رغباتها‪.‬‬ ‫وتباينك عن زوجتك ميكن �أن يكون عامل جتاذب‬ ‫بينكما‪ ,‬فال تخدع نف�سك وتندم لأنك مل تتزوج‬ ‫امر�أة تعمل يف تخ�ص�صك‪� ,‬أو حا�صلة على امل�ؤهل‬ ‫العلمي نف�سه الذي ح�صلت عليه‪ ..‬وحني يتعلق‬ ‫الأمر بال�سعادة الزوجية‪ ,‬ف�إن اخلربات احلياتية‪,‬‬ ‫وطرق التعامل مع ظروف احلياة‪� ,‬أكرث �أهمية‬ ‫من �أعلى ال�شهادات‪.‬‬ ‫وليعلم كل منكما �أنه لكي تكون هناك �سعادة‬ ‫زوجية ال بد من �أن تقوم تلك العالقة على‬ ‫تقوى اهلل واالحتكام �إىل �شريعته‪ ,‬فما مل يكن‬ ‫هناك �صرح مبني على �أ�س�س من التقوى‪ ,‬ف�إن‬ ‫ذلك ال�صرح عر�ضة لالهتزاز �أو االن�شراخ يف �أي‬ ‫حلظة‪.‬‬

‫�إذا كنت من ه���ؤالء العطـّالني البطـّالني ـ و�أرجو‬ ‫�أال تكون منهم ـ الذين ر�ضوا باحلياة الناع�سة‪,‬‬ ‫احل��ي��اة امل���خ���درة ب��ال��ن��وم داخ����ل ج����دران ال��ب��ي��وت‪,‬‬ ‫املليئة بالعتب وال��ل��وم خ��ارج��ه��ا‪ ,‬فانتظر و�أن���ت‬ ‫متكئ على و�سادة‪ ,‬م�سند ر�أ�سك على يدك‪ ,‬انتظر‬ ‫و�ساو�س و�أوه��ا ًم��ا تعرت�ض تفكريك‪ ,‬فتقلبه �إىل‬ ‫َ‬ ‫هموم وغموم تبث �سمومها مع دفقات دمك‪.‬‬ ‫عندما تنظر �إىل نف�سك‪ ,‬وترى �إن�سانـًا فارغـًا من‬ ‫ك��ل ع��م��ل‪ ,‬يقبع م��رة يف زاوي���ة م��ن زواي���ا البيت‪,‬‬ ‫و�أخ����رى على ق��ارع��ة ال��ط��ري��ق‪ ,‬ي��دن��و م��ن حياته‬ ‫�شبح الف�شل‪ ,‬ث��م ينظر م��ن حوله ف�يرى النا�س‬ ‫ذاهبني �آيبني بتفا�ؤل م�شرق ك�شروق ال�شم�س‪� ,‬إىل‬ ‫�أعمالهم ووظائفهم‪ ,‬فاعلم �أن��ك عندئذ م�شرف‬ ‫على املوت‪ ,‬ال بل مت �ألف مرة قبل �أن ي�أتي املوت‪.‬‬ ‫الفارغون‪ ,‬هم �أ�صحاب ال�شائعات‪ ,‬التي مل جتد‬ ‫يف ال��ن��ا���س م���ن ي��روج��ه��ا غ�ي�ره���م‪ ,‬ب��ن��ت ال��رذي��ل��ة‬ ‫يف �أنف�سهم � ً‬ ‫أع�شا�شا لها‪ ,‬ووج���دت �أف��ك��ار اخلبث‬ ‫يف ع��ق��ول��ه��م �أح�����ض��ان��ـً��ا ل��ه��ا‪ ,‬ي��ن��ام��ون يف ال��ن��ه��ار‪,‬‬ ‫وي��ت�����س��ك��ع��ون يف ال��ل��ي��ل‪ ,‬ي��ت��خ��ل��ف��ون ع���ن ال���رك���ب‪,‬‬ ‫ويح�سدون الناجحني يف احلياة‪� ,‬أولئك كالذين‬ ‫ق��ال اهلل ت��ع��اىل عنهم‪َ ( :‬ر� ُ���ض���واْ ِب َ����أن َي�� ُك��و ُن��واْ مَ�� َع‬ ‫ِ������ف) ال����ت����وب����ة‪ .87/‬وق�����ال يف م���ك���ان �آخ���ر‬ ‫الخْ َ ������ َوال ِ‬ ‫م��ن ال��ق��ر�آن ال��ك��رمي‪َ ( :‬ف��ا ْق�� ُع��دُواْ مَ�� َع الخْ َ ��ا ِل�� ِف َ‬ ‫�ين)‬ ‫التوبة‪.83/‬‬ ‫ما قيمة الإن�سان الفارغ الك�سول يف حياة مفعمة‬ ‫باجلد والعمل؟!‪� ..‬إنه عالة على احلياة ذاتها‪ ,‬ال‬ ‫ر�صيد له فيها‪ ,‬متوت �آماله �أمامه وهو يرمقها‬

‫طه يا�سني‬ ‫ب������ع���ي��ن ال������ن������دام������ة‬ ‫واحل�������س���رة‪ ,‬ال غ��اي��ة‬ ‫ل��������ه ي���������س����ع����ى �إىل‬ ‫حتقيقها‪ ,‬وال طريق‬ ‫وا�ضحة ي�سري فيها‪,‬‬ ‫�إن ح����ي����ات����ه ����ش���ق���اء‬ ‫و�أه���وال‪ ,‬كما و�صفه‬ ‫الرافعي يف �شعره‪:‬‬ ‫غيـر �أن الك�سـول يف كل يـوم‬ ‫ ‬ ‫يـجـد الـي ــوم كـلـه �أهــواال‬ ‫ ‬ ‫من يقم يف الأمور باجلد يهن�أ‬ ‫ ‬ ‫وال�شقا للذين قامـوا ك�سالـى‬ ‫ ‬ ‫ه������ؤالء امل���راب���ط���ون ع��ل��ى ع��ي��وب ال��ن��ا���س‪ ,‬ال��ذي��ن‬ ‫يلحقون ال�شاردة من الكالم وال��واردة‪ ,‬فيجعلون‬ ‫منها �شائعة‪ ,‬توزع هنا وهناك‪ ,‬خف�ضوا هاماتهم‬ ‫حتت �سياط الفراغ‪ ,‬و�سجنوا �أنف�سهم يف كوابي�سه‬ ‫و�أمانيه‪.‬‬ ‫�أتر�ضى �أن تدفن نف�سك يف �أر�ض اخلمول‪ ,‬وينظر‬ ‫�إل��ي��ك ال��ن��ا���س بعني ال�سفالة وال�����ص��غ��ار‪ ,‬وغ�يرك‬ ‫ي�صعد �إىل املجد بكل عزمية وهمة؟!‪..‬‬ ‫ا�سمع ما قاله عمر ر�ضي اهلل عنه‪�( :‬إين لأرى‬ ‫الرجل فيعجبني‪ ,‬ف�إذا �س�ألت عنه‪ ,‬فقيل‪ :‬ال حرفة‬ ‫له‪� ,‬سقط من عيني)‪ ,‬ويف احلديث‪�( :‬إن اهلل يحب‬ ‫امل���ؤم��ن امل��ح�ترف) ال��ط�براين يف الأو����س���ط �أي‪:‬‬ ‫الذي له حرفة‪ .‬يتك�سب منها‪.‬‬ ‫�إن هذا الدين‪ ,‬يقيك من �آث��ام البطالة‪ ,‬ولوثات‬ ‫الفراغ‪ ,‬فهو ال يرتك لك فر�صة للعبث والغفلة‪,‬‬

‫�إن��ه جهادان‪ ,‬جهاد النف�س التي ت�شتهي املعا�صي‬ ‫ومتيل �إىل اخلمول والك�سل‪ ,‬وجهاد النا�س الذين‬ ‫يعتدون عليك‪ ,‬ويعيثون يف الأر�ض ظل ًما وف�سادًا‪,‬‬ ‫وللإمام ال�شافعي رحمه اهلل حكمة يقول فيها‪:‬‬ ‫(�إذا مل ت�شغل نف�سك باحلق �شغلتك بالباطل)‪.‬‬ ‫�إين �أ���س���أل‪ :‬مل���اذا يبت�سم ذاك ال��رج��ل وه��و مقدم‬ ‫على العمل‪ ,‬بعدما كان واقفـًا على الر�صيف منذ‬ ‫ال�صباح الباكر‪ ,‬يف ح�ين يعب�س ه��ذان الرجالن‬ ‫اللذان ا�ستيقظا يف الظهرية بعد نوم ثقيل‪.‬‬ ‫ال��ف��رق‪� ,‬أن الأول ـ �أي���ا ك���ان‪ :‬ب��ن��اءً‪� ,‬أو �صان ًعا‪� ,‬أو‬ ‫فالحا‪� ,‬أو خبا ًزا ـ قد ا�ستغل فراغه بالعمل‪ ,‬و�شق‬ ‫ً‬ ‫طريقه بنف�س مفعمة ب��الأم��ل‪ ,‬ف��اف�ترت �شفاهه‬ ‫ب��اب��ت�����س��ام��ة ع��ري�����ض��ة‪� ,‬أم����ا الآخ������ران‪ ,‬فخدرتهما‬ ‫جراثيم البطالة‪ ,‬وملأ عينيهما الفراغ املتثائب‬ ‫فا�ستيقظا ظ��ه�� ًرا‪ ,‬متخبطني عاب�سني‪� ,‬شبيهني‬ ‫ب�أولئك الذين قال فيهم رب العزة‪َ ) :‬ال َي ُقومُو َن‬ ‫�إِ َّال َك َما َي ُقو ُم ا َّلذِ ي َي َت َخ َّب ُط ُه َّ‬ ‫ال�ش ْي َط ُان مِ َن المْ َ ِّ�س(‬ ‫البقرة‪.275/‬‬ ‫‪7‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫الشوق في الحياة الزوجية‬

‫حممد عبد ال�سالم‬

‫الشاب المسلم العفيف‬ ‫م�صطفى فواز‬

‫ج��اء ي�شكو زوج��ت��ه‪� :‬سليطة الل�سان‪ ,‬رده��ا جاف‬ ‫وكالمها واقف‪� ,‬إذا �أمرتها ال تطيع و�إذا خوفتها‬ ‫وهددتها قالت‪ :‬ا�صنع ما بدا لك‪ ,‬و�إذا هجرتها‬ ‫قالت‪� :‬أرحت وا�سرتحت‪ .‬وجربت معها كل �شيء‬ ‫فلم يفلح‪ ,‬ماذا �أ�صنع؟!‬ ‫قلت‪� :‬أنا �سمعت منك ومل �أ�سمع منها‪ ,‬واحلكم ال‬ ‫ينبغي له �أن يحكم حتى ي�سمع الطرفني‪.‬‬ ‫قال‪� :‬إن �شئت �أح�ضرتها لك ف�سمعت منها‪.‬‬ ‫ق��ل��ت‪ :‬ال �أح���ب �أن �أ�سمع منها الآن‪ ,‬و�إمن���ا �أح��ب‬ ‫�أن �أ�سمع منك �أك�ثر و�أن تخربين باملزيد‪� ,‬أجب‬ ‫ب�أمانة من ف�ضلك‪:‬‬ ‫حتقيق‪:‬‬ ‫‪1‬ـ هل تلقى عليها ال�سالم عند دخولك البيت؟‬ ‫قال‪� :‬أحيانـًا‪.‬‬ ‫‪2‬ـ هل ت�صافحها كلما دخلت البيت؟ قال‪ :‬ال‬ ‫‪3‬ـ ه��ل تذكر �آخ��ر م��رة �صافحتها ب��ي��دك؟ ابت�سم‬ ‫خجال وقال‪ :‬عندما كنا خمطوبني؟‬ ‫‪4‬ـ قلت‪ :‬مب��اذا تناديها �إذا �أردت��ه��ا �أو �أردت منها‬ ‫�شي ًئا؟ قال‪ :‬يا �أم �إبراهيم لأن ابننا الأكرب ا�سمه‬ ‫�إبراهيم‪.‬‬ ‫‪5‬ـ قلت‪ :‬ما ا�سمها؟ قال‪� :‬سها ـ مثال‪.‬‬ ‫‪6‬ـ قلت‪ :‬ومنذ متى و�أن��ت تناديها يا �أم �إبراهيم؟‬ ‫قال‪ :‬منذ �أثنى ع�شرة �سنة ـ منذ ولد �إبراهيم‪.‬‬ ‫‪7‬ـ ق��ل��ت‪ :‬وه����ل ت��ق��ب��ل��ه��ا ع��ن��د دخ���ول���ك ال��ب��ي��ت �أو‬ ‫خروجك؟ قال‪ :‬ال طب ًعا و�إمنا يف الفرا�ش‪.‬‬ ‫‪8‬ـ ق��ل��ت وه����ل جت��ل�����س �إىل ج������وارك ع��ن��د ت��ن��اول‬ ‫الطعام؟ قال‪ :‬ال‪ ,‬ولكن جنل�س جمي ًعا على مائدة‬ ‫واحدة‪ ,‬والأوالد بيننا كيفما اتفق‪.‬‬ ‫‪9‬ـ قلت‪ :‬وهل ت�أتي لها بهدايا يف ذكرى يوم زواجكم‬ ‫واملنا�سبات الأخرى؟ قال‪ :‬ال‪ .‬من بعد هدايا فرتة‬ ‫اخلطوبة‪ ,‬و�إمنا بيتي ال ينق�صه �شيء ‪.‬‬ ‫‪10‬ـ قلت وعالقتك بوالديها و�أهلها‪ .‬قال‪� :‬سيئة‬ ‫لأنهم غري �أ�سوياء‪.‬‬ ‫‪11‬ـ قلت‪ :‬هل معك يف العمل �أنا�س غري �أ�سوياء؟‬ ‫‪8‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫قال‪ :‬كثريون‪.‬‬ ‫‪12‬ـ وماذا تعمل معهم؟! قال‪� :‬أحتملهم و�أبت�سم يف‬ ‫وجوههم حتى ت�سري الأمور‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬يكفيني هذا القدر‪.‬‬ ‫مداولة‪:‬‬ ‫�أخي احلبيب‪ :‬لقد �أو�صى النبي (�صلى اهلل عليه‬ ‫و�سلم) (�إذا لقى الرجل �أخاه �أن ي�سلم عليه‪ ,‬ف�إذا‬ ‫حالت بينهما �شجرة �أو ج��دار ثم لقيه فلي�سلم‬ ‫ع��ل��ي��ه) رواه �أب���و داود‪ ،‬و�أن����ت ي��ح��ول بينك وب�ين‬ ‫ام��ر�أت��ك �سبع �ساعات غياب ث��م ت�سلم �أحيانـًا!!‬ ‫�أي قلب لك؟! ولقد بني النبي (�صلى اهلل عليه‬ ‫و�سلم) �أنه‪:‬‬ ‫(ما من م�سلمني التقيا فت�صافحا �إال ت�ساقطت‬ ‫ذنوبهما بينهما)‪.‬‬ ‫لقد حرمتها م��ن ا�سمها اجلميل ال���ذي ارتبط‬ ‫ب��ذك��ري��ات ���ش��ائ��ق��ة وط��ف��ول��ة ب��ري��ئ��ة وح���ب اللهو‬ ‫واللعب وف�ترة اخلطبة ال�سعيدة وزم���ان العقد‬ ‫وم��ا قبل ال��دخ��ول‪ ,‬اال���س��م ال���ذي خ��رج��ت ب��ه من‬ ‫ب��ي��ت �أب��ي��ه��ا وال��ت�����ص��ق��ت ب��ه وال��ت�����ص��ق ب��ه��ا ق��ب��ل �أن‬ ‫يخرج �إبراهيم �إىل النور‪� .‬إن �أم �إبراهيم هذه من‬ ‫املمكن �أن تكون عاملة عندك يف امل�صنع �أو فرا�شة‬ ‫يف مدر�سة ابنك �إبراهيم �أو �أحدى اجلارات‪ ,‬لكن‬ ‫ال ميكن �أن تكون زوجة‪.‬‬

‫لقد حرمتها من املداعبة واملالطفة والتواد‪ ,‬ومل‬ ‫متتد يدك �إليها بهدية ط��وال �أثنى ع�شرة �سنة‪,‬‬ ‫وحتملت الأ�شرار يف عملك �سبع �أو ثماين �ساعات‬ ‫يوم ًيا حتى ت�سري الأمور ومل حتتمل �أهلها الذين‬

‫ذكر ابن القيم يف رو�ضة املحبني عن ح�صني‬ ‫بن عبد الرحمن قال بلغني �أن فتـًا من �أهل‬ ‫املدينة كان ي�شهد ال�صلوات كلها مع عمر‬ ‫بن اخلطاب وكان يتفقده �إذا غاب‪ ,‬فع�شقته‬ ‫امر�أة من �أهل املدينة‪ ,‬وراودته عن نف�سه‬ ‫فلم تفلح‪ ,‬فذكرت ذلك لبع�ض الن�ساء‬ ‫فقالت �إحداهن �أنا �أحتال عليه لإدخاله‬ ‫عليك‪ ،‬فقعدت له يف الطريق فلما مر بها‬ ‫قالت له �إين امر�أة كبرية يف ال�سن ويل �شاة‬ ‫ال �أ�ستطيع �أن �أحلبها‪ ...‬فلو دخلت حتلبها‬ ‫يل‪ ,‬وكانوا ارغب �شيء يف اخلري فدخل‬ ‫فلم ي َر �شاة‪ ,‬فقالت‪ :‬اجل�س حتى �أتيك بها‬ ‫ف�إذا املر�أة العا�شقة قد طلعت عليه فلما‬ ‫ر�أى ذلك عمد �إىل مكان يف البيت فقعد‬ ‫فيه فراودته على نف�سها ف�أبى وقال‪ :‬لها‬ ‫اتقي اهلل �أيتها املر�أة فجعلت ال تكف عنه‬ ‫وال تلتفت لكالمه فلما �أبى عليها �صاحت‬ ‫يف البيت فجاء النا�س فقالت‪� :‬إن هذا‬

‫علي يريدين عن نف�سي‪ ,‬فوثبوا عليه‬ ‫دخل َّ‬ ‫وجعلوا ي�ضربونه و�أوثقوه فلما �صلى عمر‬ ‫الغداة وبينما هو على ذلك �إذ جيء به يف‬ ‫وثاقه فلما ر�آه عمر قال (اللهم ال تخلف‬ ‫ظني فيه) فقال مالكم؟ قالوا‪ :‬ا�ستغاثت‬ ‫امر�أة يف بيتها فجئنا فوجدنا هذا الغالم‬ ‫عندها ف�ضربناه و�أوثقناه فقال عمر ر�ضي‬ ‫اهلل عنه‪� :‬أ�صدقني‪ ,‬قال‪ :‬يا �أمري امل�ؤمنني‬ ‫كان من الأمر كذا وكذا‪ ,‬قال عمر ر�ضي اهلل‬ ‫عنه‪� :‬أتعرف العجوز؟ فقال نعم �إن ر�أيتها‬ ‫عرفتها ف�أر�سل عمر �إىل ن�ساء جارات الدار‬ ‫وعجائزهن فجيء بهن فلما مرت هذه‬ ‫العجوز قال‪ :‬هذه هي يا �أمري امل�ؤمنني‬ ‫فرفع عمر عليها الدرة وقال‪ :‬ا�صدقيني‪.,‬‬ ‫فقالت له الق�صة كما قال له الفتى‪ ,‬فقال‬ ‫عمر‪ :‬احلمد هلل الذي جعل فينا �شبيه‬ ‫يو�سف عليه ال�سالم‪.‬‬

‫تراهم غري �أ�سوياء ملدة دقائق �أو �سويعات تزورهم‬ ‫فيها �أو ي��زورون��ك فيها ك��ل �أ���س��ب��وع حتى ت�سري‬ ‫الأمور يف بيتك‪.‬‬ ‫حكم وبراءة‪:‬‬ ‫�أخ�����ي احل��ب��ي��ب‪ :‬ل��ق��د �أت��ل��ف��ت ح��ي��ات��ك بنف�سك‪,‬‬ ‫و�أف�سدت زوجتك بيدك‪ ,‬وقطعت رحمها‪.‬‬

‫لماذا الخوف من اإلسالم؟‬

‫�أخ����ي‪ :‬ع��د م��ن ج��دي��د‪ ,‬واب����د�أ م��ن الأول‪ ,‬وخ�ير‬ ‫اخلطاءين التوابني‪ .‬واتفقنا على جدول ومراحل‬ ‫وو�سائل‪ ,‬وكنت كلما لقيته �أ�س�أله‪ :‬كيف حالكما؟!‬ ‫فيقول‪ :‬واهلل �أح�سن‪.‬‬ ‫وبعد عام تقري ًبا لقيته فقلت له‪ :‬كيف حالكما؟‬ ‫فقال‪ :‬واهلل عدنا عر�سان‪.‬‬

‫قال مورو بريجر يف كتابه (العامل العربي املعا�صر)‪:‬‬ ‫(�إن اخلوف من العرب واهتمامنا بالأمة العربية لي�س نا ً‬ ‫جتا عن وجود البرتول‬ ‫بغزارة عند العرب‪ ,‬بل ب�سبب الإ�سالم‪.‬‬ ‫يجب حماربة الإ�سالم للحيلولة دون وحدة العرب التي ت�ؤدي �إىل قوتهم لأن قوة‬ ‫العرب تت�صاحب دائ ًما مع قوة الإ�سالم وعزته وانت�شاره‪.‬‬ ‫�إن الإ�سالم يفزعنا عندما نراه ينت�شر بي�سر يف العامل)‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫أختاه أخطأت الطريق‬ ‫علياء فواز العجراوي‬

‫صرخة فتاة‬ ‫د‪ .‬عائ�ض القرين‬ ‫ا�ش���تكت فتاة وتظلمت ومل جتد �س���ام ًعا وال جمي ًبا‬ ‫م���ن النا�س ظلمها زوجه���ا ثم طلقها و�أخذ �أبنائها‬ ‫الثالث���ة وحرمه���ا ر�ؤيته���م ومنعه���ا م���ن النفق���ة‪,‬‬ ‫فذهب���ت لأهله���ا �ش���اكية باكية متفجع���ة‪ ,‬فوجدت‬ ‫�أباه���ا �ض���عيفـًا عاج��� ًزا �أم���ام �إخوانه���ا الفج���رة‬ ‫اجلباب���رة الذين �ص���بوا جام غ�ض���بهم على �أختهم‬ ‫امل�س���كينة احل�س�ي�رة الك�س�ي�رة املطلق���ة‪ ,‬و�أرادت �أن‬ ‫تذهب للقا�ض���ي ف�أق�س���م �أحد �إخوته���ا‪ :‬لئن ذهبت‬ ‫للق�ض���اء ليجرنه���ا ب�ش���عر ر�أ�س���ها‪ ,‬فبقي���ت حائ���رة‬ ‫مظلوم���ة حزين���ة ال يج���ف له���ا دم���ع‪ ,‬وال تكتح���ل‬ ‫عيناها بنوم‪ ,‬وال ي�س���كن خفقان قلبها‪� ,‬أما نهارها‬ ‫ف�س���ب م���ن �أهله���ا و�ش���ماتة و�س���خرية‪ ,‬و�أم���ا ليلها‬ ‫فب���كاء وعوي���ل عل���ى �أطفاله���ا وم�س���تقبلها‪ ,‬و�أنني‬ ‫من جور زوجها و�ض���عف �أبيها وظلم �إخوانها‪ ,‬فال‬ ‫ه���ي حي���ة فرتجى وال هي ميتة فتنعى‪ ,‬حمبو�س���ة‬ ‫يف البيت ت�ص���ارع الهم���وم وتقاتل الأحزان‪ ,‬وتبعث‬ ‫الآه���ات احل���ارة ك�أنه���ا حم���م ال�ب�ركان‪ ,‬وتتنه���د‬ ‫بالزف���رات امللتهبة ك�أنها �ش���هب ن���ار‪ ,‬ما تدري ماذا‬ ‫تفع���ل‪ ,‬ات�ص���لت ببع����ض العلم���اء فقالوا‪ :‬ا�ص�ب�ري‬ ‫واحت�س���بي‪ ,‬ف�ص�ب�رت واحت�س���بت‪ ,‬ولك���ن �ص�ب�رها‬ ‫انتهى واحت�سابها نفد‪ ,‬وقد طوقها الي�أ�س‪ ,‬و�أحاط‬

‫‪10‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫به���ا الك���رب‪ ,‬كلمت بع����ض قرابتها فقال���وا‪ :‬اذهبي‬ ‫للق�ضاء‪ ,‬ف�أخربتهم �أنها لو ذهبت للق�ضاء لعذبها‬ ‫�إخوانها عذا ًبا �ش���ديدًا‪ ,‬ف�أ�ص���بحت ال ي�سمح لها �أن‬ ‫ت�شتكي �أو تبكي‪ ,‬فما هو احلل �أمام زوج ظامل‪ ,‬و�أب‬ ‫م�سكني‪ ,‬و�إخوة عاقني‪ ,‬وجمتمع قا�س؟ �ألي�س من‬ ‫الأجم���ل �أن يقوم �أهل احل���ل والعقد مبتابعة هذه‬ ‫الق�ض���ايا و�أخب���ار النا�س بعناوين ميكن االت�ص���ال‬ ‫بها لرفع هذه ال�ض���ائقة وك�شف هذه امللمة وتقدم‬ ‫ه�ؤالء اجلناة العتاة اجلفاة للعدالة؟ ويف احلديث‬ ‫ال�ص���حيح‪�( :‬أن امر�أة دخلت النار يف هرة حب�س���تها‬ ‫حت���ى ماتت ال ه���ي �أطعمتها وال ه���ي تركتها ت�أكل‬ ‫م���ن خ�ش���ا�ش الأر����ض)‪ ,‬فكي���ف مب���ن حب����س امر�أة‬ ‫وظلمه���ا وحرمه���ا �أطفاله���ا ومنعه���ا م���ن نفقته���ا‬ ‫ب���ل منعه���ا م���ن ال�ش���كوى والتظل���م‪ ,‬ومبث���ل ه���ذه‬ ‫الأفع���ال يجف القطر من ال�س���ماء‪ ,‬وت����ؤدب الأمة‬ ‫ب�س���ياط من الب�ل�اء وبنكب���ات خفية ومعلن���ة (�إِ َّن‬ ‫َر َّب َك َل ِبالمْ ِ ْر َ�صادِ)‪.‬‬ ‫ا�س���معوا �ص���رخات املظلوم�ي�ن‪ ,‬وافتح���وا قلوبك���م‬ ‫لأنني امل�ض���طهدين‪ ,‬و�ساعدوا يف رفع ال�سوط عن‬ ‫املعذب�ي�ن‪� ,‬إن م�س���ح دمع���ه على خد مظلوم �أف�ض���ل‬ ‫من �ألف حما�ضرة يف الثقافة البالية التي �أ�صابت‬

‫الأم���ة بال���دواخ والغثي���ان‪ ,‬و�إن �إ�ش���باع بط���ن جائع‬ ‫�أف�ضل من م�ؤمتر للفكر العقيم‪.‬‬ ‫�إن معاناة بع�ض الن�س���اء تبد�أ مع �أب غ�ش���وم ظلوم‬ ‫�أو �أخ قاط���ع جبار �أو زوج فاجر �ش���رير‪ ,‬وقد تعي�ش‬ ‫املعان���ات ب�س���بب مالها �أو راتبها وهي تـُ�س���اوم عليه‬ ‫وق���د حترم الزواج ب�س���ببه‪ ,‬وقد عرفن���ا من رف�ض‬ ‫زواج ابنته‪ ,‬لي�ستويل على راتبها‪ ,‬وعرفنا من نكل‬ ‫به���ا زوجها‪ ,‬ليح�ص���ل على مالها و�أ�ص���بح يخريها‬ ‫ب�ي�ن البق���اء م���ع الدف���ع �أو الف���راق �إن �أب���ت ذل���ك‪,‬‬ ‫ومنه���م من �أم�س���ك زوجته ال مطلق���ة وال معلقة‪,‬‬ ‫ليجرعه���ا الغ�ص����ص وه���ي م�ض���طرة للقب���ول بني‬ ‫الو�ض���ع امل�أ�س���اوي مراع���اة لأبنائه���ا �أو حاجته���ا �أو‬ ‫و�ضعها االجتماعي‪.‬‬ ‫�ص�ب�را جميال‪,‬‬ ‫�أيه���ا املتقلب���ون على جم���ر الظلم‪ً ,‬‬ ‫ودع���وة يف �س���حر‪ ,‬وانتظ���ا ًرا لف���رج‪ ,‬وتذك��� ًرا لبقية‬ ‫نع���م‪ ,‬وي���ا �أيه���ا النا����س ارحم���وا م���ن يف الأر����ض‬ ‫يرحمك���م م���ن يف ال�س���ماء‪ ,‬الراحم���ون يرحمه���م‬ ‫الرحم���ن‪ ,‬وي���ل للظلمة م���ن يوم ال حاك���م فيه �إال‬ ‫اهلل‪ ,‬يوم تقام حمكمة العدل الإلهية‪ ,‬يوم العر�ض‬ ‫الأكرب‪ ,‬فانتظروا �إنا منتظرون‪.‬‬

‫�ألق���د اخ�ت�رت ملجل���ة (بن���ت الإ�س�ل�ام) موا�ض���يع‬ ‫عدي���دة م���ن كت���اب (�أخت���اه �أخط����أت الطري���ق)‬ ‫للأ�س���تاذ النا�ص���ح املرب���ي يو�س���ف احل���اج �أحم���د‬ ‫وق�س���متها على حلقات‪ ,‬ملا فيها من حتذير لبناتنا‬ ‫من الأخطاء واملخالفات وما ت�ضمنته من ق�ص�ص‬ ‫واعرتافات ندم ودمو ٌع و� ٌ‬ ‫آهات‪...‬‬ ‫احللقة الثالثة ع�شر‪ /‬ق�ص�ص �ضحايا العنو�سة‬ ‫�إنه���ا ق�ص����ص واقعي���ة لبع����ض �ض���حايا العنو�س���ة‪,‬‬ ‫رج���اء �أن تعت�ب�ر بها كل �أخ���ت‪ ,‬وت�س���ارع على الفور‬ ‫�إىل ال���زواج‪ ,‬ويف نظ���ري �أن �أ�س���باب تف�ش���ي ظاه���رة‬ ‫العنو�سة يرجع �إىل‪:‬‬ ‫‪1‬ـ ع�ضل بع�ض الآباء زواج بناتهن لأ�سباب مادية‪..‬‬ ‫‪2‬ـ م���ا ي�ت�ردد يف جمتم���ع الفتي���ات م���ن �أن���ه ال ب���د‬ ‫للفت���اة �أن تكمل تعليمها‪ ,‬وهذا ي����ؤدي �إىل ت�أخرها‬ ‫يف الزواج‪.‬‬ ‫‪3‬ـ املغ���االت يف امله���ور والتكالي���ف الكب�ي�رة لل���زواج‬ ‫واحلفالت الكثرية املبتدعة معه‪.‬‬ ‫حرمك اهلل اجلنة‬ ‫هذه ق�صة فتاة ذكرها �أحد الف�ضالء يقول‪ :‬هناك‬ ‫ام���ر�أة و�ص���ل �س���نها �إىل الأربعني ومل تت���زوج بعد‪,‬‬ ‫وكلم���ا �أتاه���ا اخلط���اب رف����ض والده���ا تزويجه���ا‪,‬‬ ‫ف�أ�ص���ابها ب�س���بب ذلك من الهم والغ���م واحلزن ما‬ ‫اهلل ب���ه عليم‪ ,‬و�أ�ص���بحت ال ت���رى �إال بوجه حزين‪,‬‬ ‫و�أ�صابها من جراء ذلك مر�ض نقلت على �أثره �إىل‬ ‫امل�ست�ش���فى‪ ,‬ف�أتاه���ا والده���ا لكي يزوره���ا ويطمئن‬ ‫عل���ى �ص���حتها‪ ,‬فقال���ت ل���ه‪ :‬اق�ت�رب من���ي ي���ا �أب���ي‪,‬‬ ‫فاق�ت�رب منه���ا‪ ,‬فقالت له‪ :‬اق�ت�رب‪ ,‬فاقرتب منها‬ ‫�أكرث فقالت له قل‪� :‬آمني‪ ,‬فقال‪� :‬آمني‪ ,‬فقالت له‪:‬‬ ‫ق���ل‪� :‬آمني‪ .‬فق���ال‪� :‬آمني قل‪� :‬آمني‪ ,‬فق���ال‪� :‬آمني‪,‬‬ ‫فقال���ت‪ :‬حرم���ك اهلل اجلن���ة كم���ا حرمتن���ي م���ن‬ ‫الزوج‪ ,‬ثم توفيت بعد ذلك رحمها اهلل‪.‬‬ ‫�أعطوين ولو ن�صف زوج‬ ‫وه���ذه ق�ص���ة ام���ر�أة عان����س ت���روي ق�ص���تها ب����أمل‬ ‫وح�سرة تقول‪ :‬كنت يف اخلام�سة ع�شر من عمري‪,‬‬ ‫وكان اخلط���اب يتقدمون �إيل من كل حدب وجذب‬

‫و�ص���وب‪ ,‬وكن���ت �أرف����ض بحج���ة �أنن���ي �أري���د �أن‬ ‫�أ�ص���بح طبيبة‪ ,‬ثم دخلت اجلامعة وكنت �أرف�ض‬ ‫ال���زواج بحجة �أنني �أريد ارتداء �ص���درية الطب‬ ‫البي�ض���اء �أم���ام النا����س‪ ,‬حت���ى و�ص���لت �إىل �س���ن‬ ‫الثالث�ي�ن‪ ,‬و�أ�ص���بح الذي���ن يتقدم���ون �إيل ه���م‬ ‫م���ن فئ���ة املتزوج�ي�ن‪ ,‬و�أن���ا �أرف����ض و�أق���ول‪ :‬بعد‬ ‫متزوج���ا‪,‬‬ ‫ه���ذا التع���ب وال�س���هر �أت���زوج �إن�س���انـًا‬ ‫ً‬ ‫كيف يكون ذلك؟ عندي املال والن�سب وال�شهادة‬ ‫متزوجا‪ ,‬وو�ص���لت هذه‬ ‫�شخ�ص���ا‬ ‫العلي���ا و�أت���زوج‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫امل���ر�أة بعده���ا �إىل �س���ن اخلام�س���ة والأربع�ي�ن‬ ‫و�صارت تقول‪� :‬أعطوين ولو ن�صف زوج‪.‬‬ ‫زوجا‬ ‫خذوا �شهادتي و�أعطوين ً‬ ‫ي���روي ه���ذه الق�ص���ة �أح���د امل�ش���ايخ الف�ض�ل�اء‬ ‫فيق���ول‪ :‬طبيبة ت�ص���رخ وتقول‪ :‬خذوا �ش���هادتي‬ ‫زوج���ا‪ ,‬تق���ول‪� :‬إن وق���ت ال�س���ابعة‬ ‫و�أعط���وين ً‬ ‫م���ن �ص���باح كل ي���وم وقت ي�س���تفزين‪ ,‬ي�س���تمطر‬ ‫�أدمع���ي! ف�أنـً���ا �أركب خلف ال�س���ائق متوجهه �إىل‬

‫عيادتي‪ ,‬بل �إىل مدفني‪ ,‬بل زنزانتي‪ ,‬ف�أجد الن�ساء‬ ‫ب�أطفاله���ن ينتظرنن���ي وينظ���رن �إىل معطف���ي‬ ‫الأبي�ض وك�أنه بردة حرير فار�س���ية‪ ,‬وهو يف نظري‬ ‫علي‪ ,‬ثم توا�صل قولها‪� :‬أدخل عيادتي‪,‬‬ ‫لبا�س حداد َّ‬ ‫�أتقل���د �س���ماعتي وك�أنه���ا حب���ل م�ش���نقة يلتف حول‬ ‫عنق���ي‪ ,‬العقد الثالث ي�س���تعد الآن لإكمال التفافه‬ ‫ح���ول عنق���ي‪ ,‬والت�ش���ا�ؤم ينتابن���ي على امل�س���تقبل‪..‬‬ ‫ثم ت�ص���رخ وتقول‪ :‬خذوا �ش���هادتي ومعاطفي وكل‬ ‫مراجع���ي وجالب ال�س���عادة الزائفة (تعن���ي‪ :‬املال)‬ ‫وا�سمعوين كلمة ماما‪ ,‬ثم تقول‪ :‬هذه الأبيات‪:‬‬ ‫لقد كنـت �أرجـو �أن يقـال‪ :‬طبيبة‬ ‫فقـد قيـل فمـا نـالـنـي مــن مقالها‬ ‫ ‬ ‫فقل للتـي كانت تـرى ف َّـي قـدوة‪:‬‬ ‫هي اليوم بني النا�س ُيرثى حلالها‬ ‫ ‬ ‫فكل منهن لها بع�ض طفل ت�ضم ُه‬ ‫فهل ممكن �أن ت�شرتيه هي مبالها‬ ‫ ‬

‫‪11‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫االبتالء‪..‬والتمكين‬ ‫من �أكرب امل�ش���كالت الداخلية يف ج�س���م الدعوة الإ�س�ل�امية �أن ترى يف بع�ض‬ ‫�أفرادها من ال يعرف الطريق الذي هو �س���الكه في�س���تغرب طوله‪ ,‬وي�ستبطئ‬ ‫الن�ص���ر‪ ,‬وي�س����أم م���ن ط���ول االنتظ���ار‪ ,‬الأمر ال���ذي يجعله يتخل���ى عن زمرة‬ ‫احلق‪ ,‬ليعي�ش كما يعي�ش العوام‪.‬‬ ‫ال ب���د ل�س���الك طري���ق احلق م���ن �أن يهيئ نف�س���ه لطريق طوي���ل ‪ ,‬ويعد الزاد‬ ‫حتى ال ي�سقط يف �أثناء الطريق‪� ,‬أو يتوقف عن امل�سري �أو تخور قواه النتهاء‬ ‫ال���زاد‪ ,‬زاد يجم���ع في���ه كل �أنواع املثبت���ات‪ ,‬ففيه التقوى واليقني بن�ص���ر اهلل‪,‬‬ ‫وال�ص�ب�ر‪ ,‬وامل�ص���ابرة‪ ,‬ذل���ك �أن الطري���ق وع���رة‪ ,‬ق���د غر�س���ت فيه���ا ال�ص���خور‬ ‫احلادة‪ ,‬والأ�شواك امل�ؤذية‪ ,‬قال تعاىل‪�( :‬أَ ْم َح�سِ ْب ُت ْم �أَن َتد ُْخ ُلواْ الجْ َ َّن َة َولمَ َّا َي ْعلَ ِم‬ ‫ال�صا ِبر َ‬ ‫اللهّ ُ ا َّلذِ َ‬ ‫ِين) �آل عمران‪.142/‬‬ ‫ين َجا َهدُواْ مِ ن ُك ْم َو َي ْعلَ َم َّ‬

‫بدر �صالح‬ ‫�س����أل رج���ل الإم���ام ال�ش���افعي‪ ,‬فقال‪ :‬ي���ا �أبا عب���د اهلل‪� ,‬أميا �أف�ض���ل للرجل �أن‬ ‫يمُ كـَّن �أو يبتلى؟ فقال ال�شافعي ـ يرحمه اهلل ـ (ال ميكـَّن حتى يبتلى‪ ,‬ف�إن اهلل‬ ‫نوحا و�إبراهيم ومو�س���ى وعي�س���ى وحممد �صلوات اهلل و�سالمه عليهم‬ ‫ابتلى ً‬ ‫�أجمعني‪ ,‬فلما �صربوا مكنهم فال يظن �أحد �أن يخل�ص من الأمل البتة)‪.‬‬ ‫وخاطب ال�شاعر الغفاة الراقدين فيقول‪:‬‬ ‫قـد�س���يـة الأ�ض��� ــواء والألـ ـ ـ���وان‬ ‫هذي الدماء على الطريق منائر‬ ‫وتـحـ���رروا م ـ���ن ربغـ���ة الإدم ــان‬ ‫تدعـوا الغفـاة الراقديـن تنبهـوا‬ ‫ع ـ���ن حـقـ���ه ومـنـافـ���ق وجـب ـ ـ���ان‬ ‫ما جنة الفردو�س مـ�أوى �ساكـتٍ‬ ‫مـ�ش���تـاقـة لـقـواف ـ���ل الـفـر�س��� ــان‬ ‫درب ال�ش���هادة لـم تـزل خطواتـه‬ ‫يرجـ���ون دار ال ـ���روح والريحــان‬ ‫الرافعني ر�ؤو�سهم �صوب العـال‬

‫مفاخرة بي�ن الصح�ة والمرض‬ ‫وفاء حممد ال�سبعاوي‬

‫‪12‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫تفاخرت ال�صحة واملر�ض يو ًما‪.‬‬ ‫فقالت ال�صحة‪ :‬بي ين�شط النا�س للعمل‪.‬‬ ‫وقال املر�ض‪ :‬وبي يق�صر النا�س طول الأمل‪.‬‬ ‫قالت ال�صحة‪ :‬بي يجتهد العابدون يف العبادة‪.‬‬ ‫قال املر�ض‪ :‬وبي يخل�صون النية‪.‬‬ ‫قالت ال�صحة‪ :‬ومن �أجلي ت�شاد معاهد الطب‪.‬‬ ‫قال املر�ض‪ :‬وبي تتقدم بحوث الطب‪.‬‬ ‫قالت ال�صحة‪ :‬كل النا�س يحبونني‪.‬‬ ‫قال املر�ض‪ :‬لوالي ملا �أحبوك هذا احلب‪.‬‬

‫في‬

‫تربية‬

‫األبناء‬ ‫رحم���ةخال���د‬

‫�أختي امل�س���لمة‪� ..‬إن من �أهم �أ�س���باب ك�س���ب الزوج معرفتك الكاملة بكيفية تربية �أبنائك‬ ‫تربية �إ�س�ل�امية �ص���حيحة‪.‬‬ ‫وق���د رزق اهلل الأبوين قوة عاطفية فيا�ض���ة �أودعها يف قلبيهم���ا نحو �أبنائهما وذلك كله‬ ‫من اجل �أن ي�س���اقا �س���وقـًا نحو تربيتهم ورعايتهم واالهتمام ب�ش����ؤونهم وم�ص���احلهم‪.‬‬ ‫�أ�س����س الرتبية الإميانية‪:‬‬ ‫�أخت���ي امل�س���لمة‪� :‬إن هناك عدة م�س����ؤوليات �أوجبها الإ�س�ل�ام‪ ,‬علي���ك �أن تقومي بها جتاه‬ ‫�أبنائ���ك وبالطب���ع مب�س���اعدة م���ن زوج���ك‪.‬‬ ‫يف �أوىل م�س����ؤولياتك رب���ط الول���د من���ذ تعقل���ه ب�أ�ص���ول الإمي���ان وتعوي���ده من���ذ تفهمه‬ ‫�أركان الإ�س�ل�ام وتعليمه من حني متييزه مبادئ ال�ش���ريعة الغراء‪ ..‬وهي‪ :‬كل ما يت�ص���ل‬ ‫باملنه���ج الرب���اين وتعالي���م الإ�س�ل�ام م���ن عقي���دة و�أخ�ل�اق وت�ش���ريع و�أنظم���ة و�أح���كام‪..‬‬ ‫وال بد لك �أن تعلمي و�ص���ايا و�إر�ش���ادات النبي (�ص���لى اهلل عليه و�س���لم) يف ذلك ومنها‪:‬‬ ‫‪1‬ـ �أم���ره بالفت���ح عل���ى الول���د بكلم���ة ال �إل���ه �إال اهلل‪.‬‬ ‫روى احلاك���م ع���ن �أب���ن عبا����س ر�ض���ي اهلل عنه عن النب���ي ـ �ص���لى اهلل عليه و�س���لم ـ قال‪:‬‬ ‫(افتح���وا عل���ى �ص���بيانكم �أول كلم���ة ب�ل�ا �إل���ه �إال اهلل)‪...‬‬ ‫‪2‬ـ تعريف���ه �أول م���ا يعق���ل ب�أح���كام احل�ل�ال واحل���رام‪.‬‬ ‫‪3‬ـ مريه بالعبادات وهو يف �س���ن ال�س���ابعة؟‬ ‫‪4‬ـ ت�أدي���ب الأوالد عل���ى ح���ب الر�س���ول (�ص���لى اهلل علي���ه و�س���لم) وح���ب ت�ل�اوة الق���ر�آن‬ ‫وتعليمه مغازي ر�س���ول اهلل‪ ,‬و�س�ي�ر ال�ص���حابة الكرام‪.‬‬ ‫‪5‬ـ واحر�ص���ي عل���ى �أن ترب���ي فيه���م روح املراقب���ة هلل يف كل ت�ص���رفاتهم و�أمواله���م‪..‬‬ ‫فمن امل�ؤ�س���ف �أن نالحظ يف كثري من الأمهات وكذلك الآباء �أنهم ال يراقبون �أوالدهم‬ ‫مراقب���ة تام���ة فيم���ا يرون���ه عنده���م م���ن �أمتع���ة و�أ�ش���ياء ونق���ود‪..‬‬ ‫لذل���ك ال ب���د �أن ترب���ي �أبن���اءك عل���ى خل���ق الأمان���ة وال�ص���دق‪.‬‬ ‫كذل���ك عل���ى كل �أم م�س���لمة وغيورة �أن حتد من ظاهرة �إغ���راق الأبناء الزائد يف امللذات‬ ‫والطيب���ات‪ ,‬والتقل���ب الدائ���م يف النع���م وال�ت�رف‪ .‬وتق���ع عل���ى الأم م�س����ؤولية الرتبي���ة‬ ‫اجل�س���يمة جلمي���ع �أبنائه���ا حت���ى ين�ش���ئوا عل���ى خ�ي�ر م���ا ين�ش���ئون عليه من قوة اجل�س���م‬ ‫و�س�ل�امة البدن ومظاهر ال�ص���حة واحليوية والن�ش���اط‪.‬‬ ‫وم���ن م�س����ؤوليات الأم �أن تتب���ع القواعد ال�ص���حية يف امل����أكل وامل�ش���رب والن���وم لأبنائه���ا‪.‬‬ ‫وعل���ى الأم م�س����ؤوليات كث�ي�رة �أخ���رى منه���ا‪� :‬أن حت���ول �أبع���اد املث�ي�رات اجلن�س���ية ع���ن‬ ‫الأبن���اء ومراقب���ة م���ا ي�ش���اهدون من برامج وم�سل�س�ل�ات‪ ,‬والأف�ض���ل من ذل���ك �أن جتعل‬ ‫له���م مكتب���ة منزلي���ة �إ�س�ل�امية وثقافي���ة وعلمية ت�ض���م العدي���د من الكتب الإ�س�ل�امية‬ ‫الت���ي تتنا�س���ب م���ع �س���نهم ومداركهم‪ ,‬و�أن حت���اول �أن تتعرف عل���ى �أ�ص���حابهم ورفاقهم‬ ‫وتتخري لهم ال�ص���احلني منهم‪ ,‬ملا للرفقة ال�ص���احلة من ت�أثري على النف�س وال�س���لوك‪.‬‬ ‫وتق���ع عل���ى الأم كذل���ك م�س����ؤولية الرتبي���ة النف�س���ية‪ :‬و�أعني به���ا �أن نرب���ي الأبناء منذ‬ ‫�أن يعقل���وا عل���ى اجل���ر�أة وال�ص���راحة وال�ش���جاعة وح���ب اخل�ي�ر للآخرين‪ ,‬واالن�ض���باط‬ ‫عن���د الغ�ض���ب والتحل���ي ب���كل الف�ض���ائل النف�س���ية واخللقية على الإط�ل�اق‪ .‬وهناك عدة‬ ‫ظواه���ر ي�ش���تكي منه���ا كثري م���ن النا����س يف �أبنائهم‪ .‬من هذه الظواه���ر ظاهرة اخلجل‪,‬‬ ‫وظاهرة اخلوف‪ ,‬وظاهرة ال�ش���عور بالنق�ص وظاهرة احل�س���د وظاهرة الغ�ض���ب‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫مع عثمان بن عفان‬ ‫في سخائه‬ ‫م���ن كت���اب روائ���ع وطرائ���ف ج‪3‬‬ ‫لل�ش���يخ �إبراهي���م النعم���ة‬

‫سلسلة أقوال‬ ‫وأفعال خالدة‬ ‫بقل���م ال�ش���يخ‪� /‬أب���و طيب���ة ‪ -‬الفلوج���ة ‪-‬‬

‫عندم���ا هاج���ر الر�س���ول الكرمي (�ص���لى اهلل عليه و�س���لم) و�أ�ص���حابه �إىل املدينة املن���ورة فاج�أتهم‬ ‫م�ش���كلة امل���اء ـ باملدين���ة ـ وكان بها ع�ي�ن تفي�ض مباء عذب طيب املذاق تدع���ى (بئر رومة) ميلكها‬ ‫رج���ل يه���ودي يبي���ع م���لء القربة مبد! ومتنى ر�س���ول اهلل (�ص���لى اهلل عليه و�س���لم) ل���و يجد بني‬ ‫�أ�ص���حابه م���ن ي�ش�ت�ريها‪ ,‬حت���ى يفي����ض ما�ؤه���ا عل���ى امل�س���لمني بغ�ي�ر ثم���ن‪.‬‬ ‫و�س���ارع عثمان ر�ض���ي اهلل عنه �إىل حتقيق رغبة الر�س���ول‪ ,‬فعر�ض على اليهودي �صاحب البئر �أن‬ ‫يبيعها له ف�أبى‪ .‬ف�س���اومه عثمان على ن�ص���فها‪ ,‬وا�ش�ت�رى الن�ص���ف باثني ع�شر �ألف درهم‪ ,‬على �أن‬ ‫تك���ون لليه���ودي يو ًما ولعثمان يو ًما‪ .‬فكان امل�س���لمون ي�س���تقون يف يوم عثمان م���ا يكفيهم يومني!‬ ‫وهك���ذا وج���د اليهودي نف�س���ه وقد خ�س���ر �س���وقه الت���ي كانت رائجة‪ ,‬فع���اد يعر�ض عل���ى عثمان �أن‬ ‫ي�ش�ت�ري من���ه الن�ص���ف فا�ش�ت�راه‪ ,‬وفا�ض���ت البئ���ر مبائه���ا الع���ذب‪ ,‬تروي �أه���ل املدين���ة بغري ثمن‬ ‫وبغري ح�س���اب!!‬ ‫وعندما كرث الداخلون يف دين اهلل باملدينة‪ ,‬و�ص���ار امل�س���جد يفي�ض بهم‪ ,‬متنى ر�س���ول اهلل (�صلى‬ ‫اهلل علي���ه و�س���لم) ل���و يج���د م���ن ب�ي�ن �أ�ص���حابه م���ن ي�ش�ت�ري الرقع���ة املج���اورة ل���ه كي ت�ض���م �إىل‬ ‫امل�س���جد‪ ,‬ويزداد بها رحابه وات�س���اعا!‬ ‫وم���رة �أخ���رى مل يكن هناك غري عثمان تلقف رغبة الر�س���ول الكرمي يف فرح وغبطة‪ ,‬وذهب �إىل‬ ‫�ص���احب ذلك املكان فا�ش�ت�راه منه بثمن باهظ قدره الرواة بخم�س���ة وع�ش���رين �ألفا!‬ ‫وعندما فتح اهلل مكة لنبيه ر�أى �أن يو�س���ع امل�س���جد احلرام‪ ,‬فعر�ض على �أ�ص���حاب بيت مال�ص���ق‬ ‫للم�س���جد �أن يتربعوا لغر�ض تو�س���عته فاعتذروا ب�أنهم لي�س لهم مال ي�ش�ت�رون به �س���واه‪.‬‬ ‫وم���رة ثالث���ة كان هن���اك عثم���ان‪ ,‬مل يبلغ النب�أ م�س���امعه حتى �س���ارع �إىل �ص���احب الدار الوا�س���عة‬ ‫فا�ش�ت�راها منه بع�ش���رة �آالف دينار‪.‬‬

‫وجدوه يقطع �ش���جرة‪...‬‬ ‫�س����ألوه‪ :‬ملاذا؟‪.‬‬ ‫�أج���اب‪ :‬لأنن���ي وج���دت بجواره���ا ف� ًأ�س���ا‪.‬‬ ‫ف�س����ألوه‪� :‬أمل يك���ن م���ن املمك���ن �أن حتف���ر ب���ه قن���اة ت�أت���ي له���ا بامل���اء؟!‬ ‫ق���ال‪ :‬كان ممكنـً���ا‪.‬‬ ‫قالوا‪� :‬أمل يكن من الأف�ض���ل �أن تقطع به الأع�ش���اب �أو حتفر يف الأر�ض مكانـًا ل�ش���جرة �أخرى؟!‪.‬‬ ‫�أمل يخط���ر ببال���ك �أنه���ا ال�ش���جرة الوحي���دة هن���ا والدني���ا ح���ر و�أن���ت يف حاج���ة �إىل ظ���ل؟!‪.‬‬ ‫فوق���ع الرج���ل هام���دًا ك�أن ال�ش���جرة ه���ي الت���ي قطعت���ه ورمت���ه‪ ,‬وق���ال‪:‬‬ ‫كي���ف مل يخط���ر يل �أن���ه كان يف الإم���كان �أن �أعم���ل �ش���ي ًئا �آخ���ر غ�ي�ر ال���ذي فعل���ت!‪..‬‬ ‫‪14‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫�إن يف تاريخنا الإ�س�ل�امي اخلالد مواقف م�ش���رقة و�أفعال طيبة مباركة لرجال ون�س���اء عا�ش���وا‬ ‫يف ظ�ل�ال ال�ص���دق وال�ص���راحة وامل�س����ؤولية وال�ش���جاعة والدع���وة �إىل اهلل تع���اىل والثبات على‬ ‫احل���ق‪...‬‬ ‫وما ذلك �إال لقوة �إميانهم و�ص���فاء عقيدتهم ومت�س���كهم ب�إ�س�ل�امهم‪.‬‬ ‫فم���ا �أحرانا اليوم ونحن نن�ش���د الهدى وال�ص�ل�اح وال�س���عادة لبيوتنا وعوائلن���ا وجمتمعاتنا �أن‬ ‫نقت���دي بتل���ك املواق���ف و�أن ننظر �إىل تلك الأقوال والأفعال بعني الب�ص�ي�رة والثقة والأمل‪...‬‬ ‫وق���د اخ�ت�رت ملجل���ة (بن���ت الإ�س�ل�ام) جمموع���ة من تل���ك املواق���ف وق�س���متها �إىل ع���دة حلقات‬ ‫ع�س���ى �أن ينف���ع اهلل تع���اىل به���ا الق���ر�آء والقارئ���ات‪� ...‬آم�ي�ن‬

‫احللق���ة الأوىل‪( /‬اهلل اهلل بزوجت���ك؟)‬ ‫�إن بط���ل ه���ذه احللق���ة ه���و رج���ل م���ن الرج���ال‬ ‫العظماء الذين مل�ؤا هذه الدنيا علما و�ص�ل�احا‬ ‫وتق���وى‪ .‬ان���ه �س���يدنا‪ :‬عم���ر ب���ن اخلطاب ر�ض���ي‬ ‫اهلل عنه‪ ،‬وا�س���معوا �إىل موقف���ه الرائع جاء �إليه‬ ‫رج���ل ي�ش���كو له �س���وء معاملة زوجت���ه فلما جل�س‬ ‫يف جمل����س �أم�ي�ر امل�ؤمن�ي�ن وجد عمر ر�ض���ي اهلل‬ ‫عن���ه غ�ض���بانا م���ن زوجت���ه فقام الرج���ل دون �أن‬ ‫يتكل���م فن���ادى علي���ه �أم�ي�ر امل�ؤمن�ي�ن عمر ر�ض���ي‬ ‫اهلل عن���ه �أيه���ا الرج���ل فيم���ا جئتن���ا فق���ال ل���ه‬ ‫الرج���ل بل�س���ان �ص���ريح جئت لأ�ش���كو �إليك �س���وء‬ ‫معامل���ة زوجتي فر�أيتك يا �أمري امل�ؤمنني ت�ش���كو‬ ‫مما �أنا �أ�ش���كو منه‪.‬‬ ‫و�إذا باملن�ص���ف عمر ر�ض���ي اهلل عن���ه يتكلم ويعلم‬ ‫ه���ذا الرج���ل من خ�ل�ال كالم���ه خلق الإن�ص���اف‬ ‫فيقول له‪ :‬يا �أخي �ألي�س���ت املر�أة هي التي تطبخ‬ ‫طعامن���ا؟ ق���ال‪ :‬نع���م‪� ،‬ألي�س���ت امل���ر�أة ه���ي الت���ي‬

‫تغ�س���ل ثيابنا؟ قال‪ :‬نعم‪� ،‬ألي�س���ت املر�أة هي التي‬ ‫تر�ض���ع �أوالدن���ا؟ ق���ال‪ :‬نع���م‪� ،‬ألي�س���ت امل���ر�أة ه���ي‬ ‫الت���ي تق���وم عل���ى ق�ض���اء حوائجن���ا؟ ق���ال‪ :‬نع���م‪،‬‬ ‫ف����إذا �أ�س���اءت م���رة فلي����س لن���ا �أن نذكر �س���يئاتها‬ ‫ونن�س���ى ح�س���ناتها!!‬ ‫�أي �إن�ص���اف ه���ذا؟ �أي ع���دل ه���ذا؟ ال تتعجب���وا‬ ‫فيكفي���ه ان���ه تلمي���ذ م���ن تالمي���ذ �س���يدنا حممد‬ ‫�ص���لى اهلل عليه و�س���لم‬ ‫ه���ذا النب���ي العظي���م ال���ذي ح���ث الأزواج عل���ى‬ ‫ح�س���ن التعام���ل م���ع زوجاته���م‪ ،‬فيق���ول يف‬ ‫احلدي���ث الذي يرويه م�س���لم‪َ ( :‬ال َي ْف َر ْك ُم�ؤْمِ ٌن‬ ‫���ي مِ ْنهَ���ا � َآخ��� َر)‬ ‫ُم�ؤْمِ َن��� ًة �إنْ َك��� ِر َه مِ ْنهَ���ا ُخ ُلق���اً َر ِ�ض َ‬ ‫�أي‪ :‬ال يطلقه���ا وال يفارقه���ا عل���ى خط����أ واح���د‬ ‫ب���ل علي���ه �أن يتذك���ر ح�س���ناتها فري�ض���ى به���ا‪...‬‬ ‫ويق���ول �أي�ض���ا يف احلدي���ث ال���ذي يروي���ه اب���ن‬ ‫حب���ان‪َ :‬‬ ‫(خيرْ ُ ُك��� ْم َخيرْ ُ ُك��� ْم لأَهْ ِل��� ِه َو�أَ َن���ا َخيرْ ُ ُك��� ْم‬ ‫لأَهْ ِل���ى) ويق���ول اي�ض���ا يف احلديث ال���ذي يرويه‬

‫الرتم���ذي‪�(( :‬أ ْك َم��� ُل املُ�ؤمِ ن َ‬ ‫ِ�ي�ن �إميَان���اً � ْأح َ�س��� ُن ُه ْم‬ ‫ُخ ُلق���اً‪ ،‬وخِ َيا ُر ُك��� ْم خيارك���م ِلن َِ�س���ا ِئ ِه ْم))‪.‬‬ ‫يا �س���يدي ر�س���ول اهلل‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫خ�ل�اقم���ا َته���وىال ُع�ل�ا‬ ‫ي���امَ���ن َل��� ُها َلأ‬ ‫مِ نه ـ���ا َوم ـ���ا َيـ َت َع َّـ�ش���ـ ُـق الـ ُكـ َبـ ـ���را ُء‬ ‫ ‬ ‫زا َنت َ‬ ‫���ك فـ���ي ا ُ‬ ‫خل ُل���قِ ال َعظيـ ِ���م َ�ش���مائ ٌِل‬ ‫ُيـغـ���رى بـ ِ ِهـ���نَّ َويـو َل ـ��� ُع الـ ُكـ َرم ـ���ا ُء‬ ‫ ‬ ‫َو�إِذا َرحِ ـم ـ���تَ َفـ ـ َ�أنـ���تَ �أُ ٌّم َ�أو �أ ٌبَ‬ ‫َهـ���ذانِ يف ال ُدنيـ���ا هُ ـمـ���ا الـ ُر َحـم ـ���ا ُء‬ ‫ ‬ ‫َو ِ�إذا َغ ِ�ض���بـتَ َف ِ�إنمَّ ـا هِ َـي َغ�ض��� َب ٌة‬ ‫يف ا َ‬ ‫حل ِّـق ال ِ�ض���ـغ ٌـن َوال َبـغـ�ض���ـا ُء‬ ‫ ‬ ‫فان���ا �أن���ادي من خ�ل�ال هذا املوق���ف اخلالد على‬ ‫كل م�س���لم يريد �أن يكون بيته بعيدا عن امل�شاكل‬ ‫واخلالف���ات والنزاعات‪ ،‬وكل من يبحث عن بيت‬ ‫�س���عيد حماط باحلب واالحرتام فليكن من�ص���فا‬ ‫كعم���ر اب���ن اخلط���اب ر�ض���ي اهلل عن���ه‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫محاسبة‬ ‫النفس‬

‫بكلمة (هل)‬ ‫رمي عبد الرحمن ـ املحمودية ـ‬

‫‪16‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫* هل زرت القبور وتذكرت هادم اللذات و�أعددت العدة له؟‬ ‫* هل ابتعدت عن الغ�ضب واالنتقام وكنت حلي ًما على من �أخط�أ عليك؟‬ ‫* هل ان�شغلت ب�إ�صالح عيوبك عن عيوب غريك؟‬ ‫* هل خ�شع قلبك وذرفت عينك هلل و�أنت بعيد عن النا�س؟‬ ‫* هل كنت جادًا يف حياتك بعيدًا عن الإ�سراف يف املباحات والإغراق يف الكماليات؟‬ ‫* هل حفظت وقتك من ال�ضياع وطلبت العلم؟‬ ‫* هل بررت بوالديك وو�صلت �أرحامك �أو زرت �أخـًا لك يف اهلل؟‬ ‫* هل حاولت الإ�صالح بني متخا�صمني وبد�أت بنف�سك فت�صافيت مع من هجرتهم؟‬ ‫* هل ت�صدقت على فقري �أو تربعت لعمل خريي ال �سيما ال�صدقة اجلارية؟‬ ‫* هل التزمت بجميع مواعيدك يف وقتها لتنجو من النفاق؟‬ ‫* هل �أمرت باملعروف ونهيت عن املنكر‪ ,‬وابتعدت عن املجاملة على ح�ساب الدين؟‬ ‫* هل �صمت يو ًما يف �سبيل اهلل ال �سيما االثنني واخلمي�س؟‬ ‫* هل جل�ست مع �أفراد �أ�سرتك ودعوتهم �إىل اهلل وعلمتهم ما ينفعهم؟‬ ‫ً‬ ‫مري�ضا ودعوت له بال�شفاء من مر�ضه؟‬ ‫* هل عدت‬ ‫* هل حملت هم الإ�سالم وت�أثرت ملا يح�صل للم�سلمني يف كل مكان؟‬ ‫* هل قر�أت �شي ًئا من كتاب اهلل بت�أمل وتدبر؟‬ ‫* هل حافظت على نوافل ال�صالة؟‬ ‫* هل دعوت اهلل ب�صدق وت�ضرعت �إليه ب�إحلاح و�أنت موقن بالإجابة؟‬ ‫* هل خ�شعت يف ال�صالة وجاهدت ال�شيطان ودافعت الو�سوا�س؟‬ ‫* هل حافظت على �أذكار ال�صباح وامل�ساء والأدعية الزمانية واملكانية؟‬ ‫* هل ابتعدت عن جمال�سة الع�صاة �إال لدعوتهم؟‬ ‫* هل حا�سبت نف�سك قبل النوم ومنت وقلبك خال من احل�سد على النا�س؟‬ ‫* هل اتقيت اهلل يف �أحوالك و�أخل�صت له يف �أعماقك؟‬ ‫* هل �أم�سكت ل�سانك عن كل حمرم خا�صة الغيبة؟‬ ‫* هل غ�ض�ضت ب�صرك وكففت �سمعك عما حرم اهلل؟‬ ‫* هل �س�ألت اهلل الثبات على الدين ودخول اجلنة والنجاة من النار؟‬ ‫* هل حمدت اهلل على نعمة الإ�سالم وال�صحة واملال والولد؟‬ ‫* هل توكلت على اهلل وا�ستعنت به وفو�ضت �أمرك �إليه؟‬ ‫* هل دعوت لغريك يف ظهر الغيب؟‬ ‫* هل توا�ضعت للنا�س وكنت يف عونهم فيما تقدر عليه؟‬ ‫* هل �شكوت �إىل اهلل كل ما ي�صيبك وابتعدت عن ال�شكوى لغريه؟‬

‫كرسي الرئاسة أصل كل انتكاسة‬

‫(حالوة رضاعها‪ ..‬ومرارة فطامها)‬ ‫زينة خلدون حيدر‬ ‫ُ�س���ئل �س���ليمان الفار�س���ي ر�ض���ي اهلل عنه يو ًما‪:‬‬ ‫م���ا ال���ذي يبغ����ض الأم���ارة �إىل نف�س���ك ف�أج���اب‪:‬‬ ‫(ح�ل�اوة ر�ض���اعها‪ ..‬وم���رارة فطامه���ا)‬ ‫تعب�ي�ر م���ا �أجمل���ه‪ ..‬وو�ص���ف م���ا �أدق���ه‪ ..‬واخت�ص���ار م���ا �أبلغ���ه‪ ..‬فث���دي الأم���ارة ي���در بكل م���ا يطيب‬ ‫النفو����س و ُي�س���كرها‪ ..‬فبالإ�ض���افة �إىل م���ا تهيئ���ه ل�ص���احبها من املال واجلاه‪ ..‬ت�س���خر ل���ه �أياد متتد‬ ‫نح���وه بالأطاي���ب والهداي���ا الثمين���ة و�أل�س���ن تطل���ق العب���ارات ب�أجم���ل ما تك���ون وحتيط���ه بهالة من‬ ‫العظم���ة والأبه���ة‪ ..‬ثم �أن ا�س���تلذت النفو�س ب�ش���يء و�ألفته رامت بقاءه ودوامه‪ ..‬فكيف ال�س���بيل �إىل‬ ‫الفط���ام �إذن؟‪..‬‬ ‫فانظ���روا �أي م�س���توى لل���ذكاء كان يتمت���ع ب���ه �أولئ���ك الأف���ذاذ‪ ..‬حكم���ة عجيب���ة ور�أي بعي���د ناف���ذ‪..‬‬ ‫في���ا ليتن���ا ‪ ..‬ي���ا ليتن���ا واهلل منتل���ك �أو نعمل لنمتل���ك جزاءًا من تل���ك احلكمة‪ ..‬يا ليتن���ا نقر�أ مقالة‬ ‫ض���حا وعربة لذي عقل‪.‬‬ ‫�س���لمان مرات ومرات حتى تطبع يف عقولنا ت�ص���و ًرا وا� ً‬ ‫م���ن كت���اب (وللعظم���ة تاريخه���ا) عل���ي ترك���ي عل���ي‬

‫ال تشاور هؤالء‬ ‫ق���الحكي���م‪:‬‬ ‫�س���بعة ال ينبغي ل�ص���احب لب �أن ي�ش���اورهم‪:‬‬ ‫ـ���ـجاه���ل‪.‬‬ ‫ـ���ـوع���دو‪.‬‬ ‫ـ ـ وح�س���ود‪.‬‬ ‫ـ���ـوم���راء‪.‬‬ ‫ـ���ـوجب���ان‪.‬‬ ‫ـ���ـوبخي���ل‪.‬‬ ‫ـ���ـ وذو ه���وى‪.‬‬ ‫ف����إن اجلاه���ل ي�ض���ل‪ ,‬والع���دو يري���د اله�ل�اك‪ ,‬واحل�س���ود يتمن���ى زوال‬ ‫النعم���ة‪ .‬واملرائ���ي واق���ف م���ع ر�ض���ا النا����س‪ ,‬واجلب���ان م���ن ر�أي���ه اله���رب‬ ‫والبخي���ل حري����ص عل���ى جم���ع امل���ال‪ ,‬ف�ل�ا ر�أي ل���ه يف غ�ي�ره‪ ,‬وذا الهوى‬ ‫�أ�س�ي�ر ه���واه‪ ,‬ف�ل�ا يق���در عل���ى خمالفت���ه‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫دعاء الوالدين في‬ ‫إص�لاح أبناءهم‬ ‫�إن من نعم اهلل ـ تعاىل ـ على عباده نعمة الذرية‪،‬‬ ‫�إنهم زينة احلياة الدنيا وزهرتها وبهجتها‪( :‬المْ َ ُال‬ ‫َوا ْل َب ُنو َن زِي َن ُة الحْ َ َيا ِة الدُّ ْن َيا) �سورة الكهف‪،46/‬‬ ‫ولكن ال تقر �أعني الآباء بالأبناء حقيقة �إال �إذا‬ ‫كانوا �صاحلني‪ ،‬لهذا ف�إن ال�صاحلني من عباد‬ ‫اهلل يجتهدون يف �صالح �أبنائهم‪ ،‬و�أن من �أعظم‬ ‫�أ�سباب �صالح �أبنائهم كرثة الدعاء لهم والت�ضرع‬ ‫�إىل اهلل لي�صلحهم‪.‬‬ ‫وقد ذكر اهلل ـ تعاىل ـ يف كتابه الكرمي‪َ ) :‬وا َّلذِ َ‬ ‫ين‬ ‫َي ُقو ُلو َن َر َّب َنا ه َْب َل َنا مِ نْ �أَ ْز َواجِ َنا َو ُذ ِّر َّيا ِت َنا ُق َّر َة‬ ‫�أَ ْعينُ ٍ َو ْاج َع ْل َنا ِل ْل ُم َّت ِق َ‬ ‫ني �إِمَاماً( الفرقان‪.74/‬‬ ‫قال الإمام ابن كثري ـ رحمه اهلل ـ يف تف�سريها‪:‬‬ ‫(يعني الذين ي�س�ألون اهلل �أن يخرج من �أ�صالبهم‬ ‫وذرياتهم من يطيعه ويعبده وحده ال �شريك له)‪.‬‬ ‫ونظ ًرا ملا للدعاء من �أثر عظيم يف �صالح الأبناء‬ ‫وجدنا خري خلق اهلل ـ تعاىل ـ و�صفوتهم الأنبياء‬ ‫والر�سل ي�س�ألون ربهم ويلحون عليه ـ �سبحانه ـ �أن‬ ‫ي�صلح لهم ذرياتهم‪ ،‬فهذا �سيدنا �إبراهيم يرفع‬ ‫�أكف ال�ضراعة طال ًبا من اهلل ـ تعاىل ـ �أن يرزقه‬ ‫�أبناء �صاحلني م�صلحني فقال‪َ ( :‬ر ِّب ه َْب ليِ مِ َن‬ ‫ال�صالحِ ِ َ‬ ‫ني) ال�صافات‪.100/‬‬ ‫َّ‬ ‫و�أعجب من ذلك �أن اخلليل ـ عليه ال�سالم ـ مل‬ ‫ينقطع عن الدعاء لذريته‪ ،‬بل ظل يتعهدهم‬ ‫بالدعوات ال�صاحلات طوال حياتهم‪َ ( :‬و�إِ ْذ َقا َل‬ ‫اج ُن ْبنِي‬ ‫اج َع ْل َه َذا ا ْل َبلَ َد �آمِ ناً َو ْ‬ ‫�إِ ْب َراهِ ي ُم َر ِّب ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو َبن َِّي �أَنْ َن ْع ُب َد الأ ْ�صنامَ) �إبراهيم‪ ،35/‬وي�ستمر يف‬ ‫ال�صال ِة َومِ نْ ُذ ِّر َّيتِي‬ ‫الدعاء‪َ ( :‬ر ِّب ْاج َع ْلنِي ُمقِي َم َّ‬ ‫َر َّب َنا َو َت َق َّب ْل ُدعَاءِ) �إبراهيم‪.40/‬‬ ‫وعلى نف�س الطريق �سار �سيدنا زكريا ـ عليه‬ ‫ال�سالم ـ؛ �إذ دعا اهلل ـ تعاىل ـ �أن يرزقه ولدًا �صا ً‬ ‫حلا‬ ‫مر�ض ًّيا عند اهلل وعند النا�س‪ ،‬يتحمل معه �أعباء‬ ‫النبوة والدعوة �إىل توحيد اخلالق ـ �سبحانه ـ‬ ‫قائال‪َ ) :‬فه َْب ليِ مِ ن َّلد َ‬ ‫ُنك َو ِل ًّيا * َي ِر ُثنِي َو َير ُِث‬ ‫اج َع ْل ُه َر ِّب َر ِ�ض ًّيا(مرمي‪5/‬ـ‪ ،6‬و�إذا‬ ‫مِ نْ �آلِ َي ْع ُق َ‬ ‫وب َو ْ‬ ‫ۖ‬ ‫رجعنا �إىل هدي نبينا حممد ـ �صلى اهلل عليه‬ ‫‪18‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫و�سلم ـ لوجدناه يكرث من الدعاء لأبناء امل�سلمني‪،‬‬ ‫ويوجه امل�سلمني �إىل الدعاء لأبنائهم يف الكثري‬ ‫ّ‬ ‫من �أحاديثه‪.‬‬ ‫و�إن مما ينبغي �أن يكون معلو ًما وم�ستق ًّرا يف‬ ‫نفو�س الآباء �أن الدعاء على الأبناء من املمنوعات‬ ‫التي ال يجوز االقرتاب منها بحال‪ ،‬ولقد نهى‬ ‫النبي ـ �صلى اهلل عليه و�سلم ـ عن الدعاء على‬ ‫الأبناء فقال‪َ ( :‬ال َت ْدعُوا َعلَى �أَ ْن ُف�سِ ُك ْم َو َال َت ْدعُوا‬ ‫َعلَى �أَ ْو َال ِد ُك ْم َو َال َت ْدعُوا َعلَى �أَ ْم َوا ِل ُك ْم َال ُت َوا ِف ُقوا‬ ‫يب َل ُك ْم)‬ ‫مِ َن اللهَّ ِ َ�سا َع ًة ُي ْ�س�أَ ُل فِيهَا ع َ​َطا ٌء َف َي ْ�س َتجِ ُ‬ ‫رواه م�سلم‪.‬‬ ‫�إن الوالدين �أو �أحدهما قد يغ�ضب لإ�ساءة بع�ض‬ ‫الأبناء �أو عقوقه‪ ،‬وهما �إن غ�ضبا فحقهما‪ ،‬لكن‬ ‫ينبغي �أال يلج�أ الوالدان �أو �أحدهما يف هذا احلال‬ ‫�إىل الدعاء على الأوالد؛ ف�إنهما �أول من يكتوي‬ ‫ويت�أمل �إن �أ�صاب �أبناءهما مكروه‪ ،‬ولي�ستح�ضر‬ ‫الوالدان �أن دعوة الوالد لولده �أو عليه هي مما‬ ‫ي�ستجاب‪ ،‬فقد �أخرب النبي ـ �صلى اهلل عليه و�سلم‬ ‫ـ عن ذلك بقوله‪َ ( :‬ث َ‬ ‫اب َل ُهنَّ‬ ‫ال ُث َد َعوَاتٍ ُي ْ�س َت َج ُ‬ ‫َال َ�ش َّك فِيهِنَّ د َْع َو ُة المْ َ ْظ ُلو ِم َود َْع َو ُة المْ ُ َ�سا ِف ِر َود َْع َو ُة‬ ‫ا ْل َوالِدِ ِل َو َلدِ هِ) رواه ابن ماجه‪ .،‬فذكر منها‪:‬‬ ‫(د َْع َو ُة ا ْل َوالِدِ ِل َو َلدِ هِ)‪ ،‬ويف رواية‪َ ( :‬ود َْع َو ُة ا ْل َوالِدِ‬ ‫َعلَى َو َلدِ هِ) رواه الرتمذي‪ ،‬وقد تكون �إجابة‬ ‫الدعوة على الولد �سب ًبا يف مزيد من العقوق‬ ‫والف�ساد ملن دعي عليه من الأوالد‪ ،‬وقد جاء رجل‬ ‫�إىل عبد اهلل بن املبارك ـ رحمه اهلل ـ ي�شكو �إليه‬ ‫عقوق ولده‪ ،‬ف�س�أله ابن املبارك‪�" :‬أدعوت عليه؟"‪،‬‬ ‫قال‪" :‬نعم"‪ ،‬قال‪" :‬اذهب فقد �أف�سدته"‪.‬‬ ‫وهذا اجلواب منه يدل على �سعة علمه ـ رحمه اهلل‬ ‫ـ؛ ف�إن الدعاء على الأوالد لن يزيدهم �إال ف�سادًا‬ ‫وعنادًا وعقو ًقا‪ ،‬و�أول من ي�شتكي هذا العقوق هو‬ ‫من ت�سرع بالدعاء على الأوالد‪.‬‬ ‫هدى اهلل �أوالدنا‪ ،‬و�أ�صلح لنا ذرياتنا‪ ،‬وجعلهم‬ ‫قرة عني لنا يف الدنيا والآخرة‪ ،‬واحلمد هلل رب‬ ‫العاملني‪.‬‬

‫ال تقطع هذه الصلة أبدًا‬ ‫عبداهلل �سعيد‬

‫ن�صيحتي لك �أن ت�صلي‪ ,‬و�أن حتافظ على‬ ‫�صالتك يف وقتها‪ ,‬فو اهلل ال يغني �أحد عنك من‬ ‫اهلل �شي ًئا‪ ,‬وال يتحمل وزرك �أحدًا وال يجادل اهلل‬ ‫فيك‪ ,‬وال يدفع نقمته عنك �إذا حلت بك �أحد‪ ,‬وال‬ ‫ينفعك مالك‪ ,‬وال يدوم لك جاهك وال �شبابك‪.‬‬ ‫وواهلل لتندمن على تق�صريك يوم ال ينفع الندم‪,‬‬ ‫و�سيحل بك املوت فج�أة و�أنت يف غفلة عنه‪.‬‬ ‫واعلم �أن من ترك ال�صالة فقد كفر بن�ص حديث‬ ‫الر�سول (�صلى اهلل عليه و�سلم)‪ ,‬ثم اعلم �أن �أول‬ ‫ما ت�س�أل عنه يوم القيامة ال�صالة‪ ,‬واعلم � ً‬ ‫أي�ضا �أن‬ ‫من ترك فر�ض �صالة عمدًا فقد برئت منه ذمة‬ ‫اهلل وذمة ر�سوله (�صلى اهلل عليه و�سلم)‪ ,‬و�أعلم‬

‫طريقة فاشلة‬ ‫ل���ل���رح���ي���ل‬ ‫ع���ن ال��ب��ي��ت‬ ‫احمد يا�سني حمادي ‪ -‬الفلوجة ‪-‬‬

‫�أن من ترك ال�صالة فقد خان اهلل ور�سوله (�صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم)‪.‬‬ ‫ـ ـ �ص ِّل �إن كنت حتب اهلل عز وجل ور�سوله (�صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم)‪.‬‬ ‫ـ ـ �ص ِّل فو اهلل لن ينجيك �أ�سفك وبكا�ؤك يوم‬ ‫القيامة‪.‬‬ ‫ـ ـ �ص ِّل فل�ست يف غنى عن اهلل عز وجل‪ ,‬واعرفه يف‬ ‫الرخاء يعرفك يف ال�شدة‪.‬‬ ‫ـ ـ �ص ِّل فاحل�ساب ع�سري واملحا�سب قدير‪..‬‬ ‫ـ ـ �ص ِّل ف�صالتك �صلة بينك وبني اهلل �سبحانه‬ ‫وتعاىل‪ ,‬فال تقطع هذه ال�صلة �أبدًا‪ ,‬فهي �أمانة‬ ‫يف �أعناقنا‪.‬‬ ‫احتدم اخلالف بني الزوجني‪ ,‬لكرثة كالم زوجته‬ ‫عليه ون�شبت بينهما معركة‪ ,‬وما لبث �أن ترك الزوج‬ ‫على �أثرها البيت‪ ,‬وهو ال يدري على وجه التحديد‬ ‫�أين ميكن �أن مي�ضي الليلة يف هذا اجلو البارد‬ ‫الذي هبطت فيه درجة احلرارة �إىل ع�شرين درجة‬ ‫حتت ال�صفر!‬ ‫وراح الزوج ي�ضرب يف �شوارع مدينة فيينا عا�صمة‬ ‫ريا ا�ستقر به املطاف‬ ‫النم�سا على غري هدى‪ ..‬و�أخ ً‬ ‫يف �أحدى احلدائق العامة‪ ,‬وغلبه النعا�س‪ ,‬فقرر‬ ‫�أن ينام فوق �أحدى الأرائك‪ ,‬ولكنه قبل �أن يفعل‪,‬‬ ‫�أم�سك بقلمه وراح ي�سجل ب�ضعة �سطور يف مفكرته‬

‫ـ ـ �ص ِّل �إن كنت عاقال‪ ,‬فو اهلل ما ترك ال�صالة‬ ‫عاقل‪.‬‬ ‫ميا وال تقتد باملارقني‪ ,‬وال‬ ‫ـ ـ �ص ِّل �إن كنت ح ًرا كر ً‬ ‫تغرت بكرثة الهالكني‪.‬‬ ‫ـ ـ �ص ِّل �إن كنت ممن يحفظ اجلميل وي�شكر على‬ ‫املعروف‪.‬‬ ‫ـ ـ �ص ِّل �إن كنت �صادقـًا يف �إ�سالمك وال تخالف‬ ‫�أفعالك �أقوالك‪.‬‬ ‫ـ ـ �ص ِّل �إن كنت حتب نف�سك لتجنبها غدًا من عذاب‬ ‫�أليم‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ـ ـ �صل �إن كنت ب ًرا بوالديك يتقبل اهلل دعاءك‬ ‫لهما‪.‬‬ ‫ال�صغرية‪ ,‬ثم ما لبث �أن �أغم�ض عينه وا�ست�سلم‬ ‫للنوم! وهطلت الثلوج بغزارة حتى غطت ج�سمه‬ ‫كله‪ ,‬وعندما جاء ال�صباح عرث عمال احلديقة‬ ‫على الزوج وقد جتمد من الربد وفارق احلياة‪..‬‬ ‫وعندما بدءوا يبحثون يف جيوبه عن �شيء ميكن �أن‬ ‫يقودهم �إىل معرفة �شخ�صيته‪ ,‬عرثوا على املفكرة‬ ‫التي �سطر فيها كلمات قبل �أن يذهب يف نومته‬ ‫الأخرية‪ ..‬كتب يقول‪ :‬لأنني مفل�س‪ ,‬فقد وجدت‬ ‫�أن هذه هي �أرخ�ص طريقة للرحيل عن زوجتي!!‬ ‫‪19‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫�أ�سدل الليل علينا ظالمه وهجعت الأ�صوات‪ ,‬وعندما ا�شتدت حلكة الليل‪ ,‬وخيم‬ ‫ال�سكون‪� ,‬إذ بتمتمات تخرتق هذا ال�سكون وتبكي‪ ..‬تتو�سل‪ ..‬تت�ضرع‪ ..‬مَن هناك‪..‬؟‬ ‫مَن �صاحب هذا ال�صوت‪..‬؟‬ ‫ترى مب يتمتم �أو ماذا يبكيه يف هذا الليل البهيم؟!‬ ‫�أخذ اخلوف والقلق يطرقان �أبواب قلبي‪!!..‬‬ ‫و�ضوحا‪,‬‬ ‫قلبي يخفق‪ ..‬قدماي تت�سابقان �إىل م�صدر ال�صوت‪ ..‬بد�أ ال�صوت يزداد‬ ‫ً‬ ‫�أ�صبحت �أميز ماذا يقول‪ ..‬يا �إلهي‪� ..‬إنها عجوز منحنية بني يدي موالها‪!!..‬‬ ‫تزيد يف البكاء بل ارتفع �صوتها‪ ,‬دموع تعانق خديها‪� ,‬إحلاح يف الدعاء (اللهم‬ ‫ان�صر الإ�سالم‪ ..‬اللهم ان�صر الإ�سالم و�أهله)‪.‬‬ ‫رباه ماذا ترى عيناي؟ �أو ماذا ت�سمع �أذناي؟ �إنها �أمي احلنون‪.‬‬ ‫هممت ب�أن �أحت�ضن ر�أ�سها بني يدي فانهال عليه تقبيال ولكن! ا�ستوقفني �س�ؤال‪,‬‬ ‫و�أنا �أت�أمل وجه �أمي الذي خط عليه الزمن �صفحات من �أ�سى امل�سلمني‪.‬‬ ‫وقفت �أرمق يديها املمتدة �إىل ال�سماء وقد �أنهكها التعب‪ .‬عج ًبا �أمي احلنون!‬ ‫عج ًبا ل�شيبك الوقور وج�سمك املنهك‪ ..‬حتملني هم �أمة!!‬ ‫كم �صغرت يف عيني نف�سي و�أنا �شاب وافر القوى وما ذرفت دمعة وال ا�ست�شعرت‬ ‫لوعة يف �سبيل اهلل‪.‬‬ ‫فهد عثمان �أماه‪ ..‬عج ًبا تركت الفرا�ش الوثري! وعفت الكرى! و�سطرت يف �صفحة الليل‬ ‫الدعاء املرير!!‬ ‫�أماه‪ ..‬هل يعلم املجرمون ب�أن �سهامك لن ترعوي وتبقى متزق �أ�شالءهم ويبقى‬ ‫دعا�ؤك يعانق باب ال�سماء؟‬ ‫�أماه‪� ..‬إن ا�ستطاع املجرمون قتل النفو�س وهتك احلدود‪ ..‬فلن ي�ستطيعوا �أن‬ ‫مينعوا حناجر �ألف عجوز‪ ..‬و�ألف يتيم‪ ..‬و�ألف بريء‪ ..‬ب�أن يلهجوا بالدعاء‪.‬‬

‫خواطر شاردة‬

‫ل����ك����ي‬ ‫ت��ك��ون��ي‬ ‫أس���ع���د‬ ‫ام��رأة في‬ ‫ال��ع��ال��م‬ ‫د‪ .‬عائ�ض القرين‬ ‫�أيتها القارئة لهذه الكلمات‪� ،‬إذا كنت متلكني‬ ‫الإميان وحتبني الطريق �إىل اهلل رب العاملني‬ ‫فال عليك من كل زخرف دنيوي‪ ،‬وزينة جوفاء‪،‬‬ ‫ومظاهر زائفة‪ ،‬ومو�ضات تافهة‪...‬‬ ‫وحتلي بحلية دينك‪ ،‬والب�سي تلك احللية يف‬ ‫مهرجان احلياة‪ ،‬وتزيني بها يف عر�س احلياة‪ ،‬ويف‬ ‫موا�سم الأفراح‪ ،‬وليايل البهجة لتكوين ـ �إن �شاء‬ ‫اهلل تعاىل ـ (�أ�سعد امر�أة يف العامل)‪:‬‬ ‫اجعلي كل يوم عم ًرا جديدًا‪:‬‬ ‫�إن البعد عن اهلل لن يثمر �إال علق ًما‪ ,‬ومواهب‬ ‫الذكاء والقوة واجلمال واملعرفة تتحول كلها �إىل‬ ‫نقم وم�صائب عندما تعرى عن توفيق اهلل وحترم‬ ‫من بركته‪ ,‬ولذلك يخوف اهلل النا�س عقبى هذا‬ ‫اال�ستيحا�ش منه‪ ,‬والذهول عنه‪.‬‬ ‫قد تكونني �سائرة يف طريقك فتقبل عليك �سيارة‬ ‫تنهب الأر�ض نه ًبا وت�شعر ك�أنها مو�شكة على‬ ‫حتطيم بدنك و�إتالف حياتك‪ ,‬فال ترين بداً من‬ ‫‪20‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫التما�س النجاة و�سرعة الهرب‪� ...‬إن اهلل يريد‬ ‫�إ�شعار عباده تعر�ضهم ملثل هذه املعاطب واحلتوف‬ ‫�إذا هم �صدفوا عنه‪ ,‬ويو�صيهم �أن يلتم�سوا النجاة‬ ‫ـ على عجل ـ عنده وحده‪َ ( :‬ف ِف ُّروا �إِلىَ اللهَّ ِ �إِنيِّ َل ُكم‬ ‫ني * َو اَل تجَ ْ َع ُلوا َم َع اللهَّ ِ �إِ َلهاً � َآخ َر �إِنيِّ‬ ‫ِّم ْن ُه َنذِ ي ٌر ُّم ِب ٌ‬ ‫َل ُكم ِّم ْن ُه َنذِ ي ٌر ُّم ِب ٌ‬ ‫ني) الذاريات‪50/‬ـ‪.51‬‬ ‫وهي عودة تتطلب �أن يجدد الإن�سان نف�سه‪ ,‬و�أن‬ ‫يعيد تنظيم حياته‪ ,‬و�أن ي�ست�أنف مع ربه عالقة‬ ‫�أف�ضل‪ ,‬وعمال �أكمل‪ ,‬وعهدًا يرتجمه بهذا‬ ‫الدعاء‪( :‬اللهم �أنت ربي ال �إله �إال �أنت‪ ,‬خلقتني‬ ‫و�أنا عبدك‪ ,‬و�أنا على عهدك ووعدك ما ا�ستطعت‪,‬‬ ‫�أعوذ بك من �شر ما �صنعت‪� ,‬أبو ُء لك بنعمتك‬ ‫علي‪ ,‬و�أبو ُء بذنبي‪ ,‬فاغفر يل‪ ,‬ف�أنه ال يغفر‬ ‫َّ‬ ‫الذنوب �إال �أنت)‪.‬‬ ‫الن�ساء جنوم ال�سماء وكواكب الظلماء‪:‬‬ ‫املر�أة امل�سلمة ال�صاحلة هي التي حت�سن معا�شرة‬ ‫زوجها وتطيعه بعد طاعة ربها‪ ,‬وقد �أثنى ر�سول‬ ‫اهلل (�صلى اهلل عليه و�سلم) على هذه املر�أة‪,‬‬

‫وجعلها املر�أة املثالية التي ينبغي على الرجل �أن‬ ‫يظفر بها‪ ,‬فعندما �سئل (�صلى اهلل عليه و�سلم)‪:‬‬ ‫�أي الن�ساء خري؟ قال‪( :‬التي ت�سره �إذا نظر‪,‬‬ ‫وتطيعه �إذا �أمر‪ ,‬وال تخالفه يف نف�سها وال ماله‬ ‫مبا يكره)‪.‬‬ ‫وملا نزل قول اهلل عز وجل‪َ ( :‬وا َّلذِ َ‬ ‫ين َي ْك ِن ُزو َن‬ ‫ال َّذه َ​َب َوا ْلف َّ‬ ‫ِ�ض َة) التوبة‪ .34/‬انطلق عمر‪ ,‬واتبعه‬ ‫ثوبان ر�ضي اهلل عنهما‪ ,‬ف�أتى عمر النبي (�صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم) فقال‪ :‬يا نبي اهلل‪� ,‬إنه قد كرب‬ ‫على �أ�صحابك هذه الآية!‪ ,‬فقال النبي (�صلى اهلل‬ ‫عليه و�سلم)‪�( :‬أال �أخربك بخري ما يكنز املرء‪:‬‬ ‫املر�أة ال�صاحلة‪ ,‬التي �إذا نظر �إليها �سرته‪ ,‬و�إذا‬ ‫�أمرها �أطاعته‪ ,‬و�إذا غاب عنها حفظته)‪.‬‬ ‫وقد قرن ر�سول اهلل دخول املر�أة اجلنة بر�ضا‬ ‫زوجها‪ ,‬فعن �أم �سلمة ر�ضي اهلل عنها قالت‪ :‬قال‬ ‫ر�سول اهلل (�صلى اهلل عليه و�سلم)‪�( :‬أميا امر�أة‬ ‫ماتت وزوجها عنها را�ض دخلت اجلنة)‪ .‬فكوين‬ ‫تلك املر�أة ت�سعدي‪.‬‬

‫موعظة‬ ‫دنيا عبد القادر‬

‫قال حممد بن علي بن احل�سني جلابر اجلعفي‪ :‬يا جابر‪� ,‬إين ملحزون‪ ,‬و�إين مل�شتغل القلب‪ .‬قال جابر‪ :‬وما حزنك‪ ,‬وما �شغل قلبك؟ قال‪ :‬يا جابر‪,‬‬ ‫�إنه من دخل قلبه �صايف خال�ص دين اهلل �شغله عما �سواه‪ .‬يا جابر‪ ,‬ما الدنيا ما ع�سى �أن تكون؟ هل هو �إال مركب ركبته‪� ,‬أو ثوب لب�سته‪� ,‬أو امر�أة‬ ‫�أ�صبتها؟ يا جابر‪� :‬إن امل�ؤمنني مل يطمئنوا �إىل الدنيا لبقاء فيها‪ ,‬ومل ي�أمنوا قدوم الآخرة عليهم‪ ,‬ومل ي�صمهم عن ذكر اهلل ما �سمعوا ب�آذانهم‬ ‫من الفتنة‪ ,‬ومل يعمهم عن نور اهلل ما ر�أوا بينهم من الزينة‪ ,‬ففازوا بثواب الأبرار‪� ,‬إن �أهل التقوى �أي�سر �أهل الدنيا م�ؤونة‪ ,‬و�أكرثهم لك معونة‪,‬‬ ‫�إن ن�سيت ذكروك‪ ,‬و�إن ذكرت �أعانوك‪ ,‬قوالني بحق اهلل‪ ,‬قوامني ب�أمر اهلل‪ ,‬ف�أنزل الدنيا كمنزل نزلت به‪ ,‬وارحتلت منه‪� ,‬أو كمالٍ �أ�صبته يف منامك‪,‬‬ ‫فا�ستيقظت‪ ,‬ولي�س معك منه �شيء‪ ,‬و�أحفظ اهلل تعاىل ما ا�سرتعاك من دينه وحكمته‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫اليد العليا خير من اليد السفلى‬ ‫د‪ .‬علي احلمادي‬

‫رغم يقيننا ب�أن عدم وجود املال ال ينبغي �أن‬ ‫يكون �سب ًَبا �أو م�سوغـًا للتقاع�س عن �صناعة‬ ‫احلياة‪� ,‬إذ �إن التاريخ والواقع قد ذكر لنا‬ ‫عددًا من الفقراء كان لهم الأثر البالغ يف دنيا‬ ‫النا�س‪ ,‬وانظر �إىل كثري من العلماء الذين بلغ‬ ‫ت�أثريهم الآفاق وعرب القرون والقارات ‪ ,‬كانوا‬ ‫فقراء حتى قال قائلهم‪:‬‬ ‫قـلـت للفـقـر �أيـن �أنت مقيم‬ ‫ قال يل يف عمائم الفقهـاء‬ ‫�إن بـيـنــي وبينهــم لأخــاء‬ ‫ وعزيــز علي ترك الإخـاء‬ ‫فهذا العامل الفقيه عبد الوهاب املالكي كان‬ ‫‪22‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫يعي�ش يف بغداد ف�ضاق به احلال فقرر الرحيل‬ ‫من بغداد وقال للنا�س‪ :‬واهلل لو وجدت‬ ‫رغيفني كل �صباح وم�ساء ما عدلت عن بلدكم‬ ‫هذا‪ ,‬ثم قال‪:‬‬ ‫بـغـداد دار لأهــل الـمـال طـيـبـة‬ ‫ وللمفالي�س دار ال�ضنك وال�ضيق‬ ‫ظللـت حريان �أم�شي يف �أزقتها‬ ‫ ك�أننـي م�صحـف يف بيت زنديق‬ ‫�أقول‪ :‬رغم يقيننا بهذا كله �إال �أن كالمنا هذا‬ ‫لي�س دعوة لطلب الفقر وترك الك�سب احلالل‪,‬‬ ‫فاليد العليا خري من اليد ال�سفلى‪ ,‬وقد ذهب‬ ‫�أهل الدثور بالأجور‪ ,‬وما �ضر عثمان (ر�ضي‬

‫اهلل عنه) ما فعل بعد �أن ا�شرتى اجلنة مباله‬ ‫مرتني‪ ,‬ونعم املال ال�صالح للرجل ال�صالح‪.‬‬ ‫عن حكيم بن حزام (ر�ضي اهلل عنه) قال �س�ألت‬ ‫ر�سول اهلل ف�أعطاين‪ ,‬ثم �س�ألته ف�أعطاين‪ ,‬ثم‬ ‫قال يل يا حكيم‪�( :‬إن هذا املال خ�ضر حلو‪,‬‬ ‫فمن �أخذه ب�سخاوة نف�س بورك له فيه‪ ,‬ومن‬ ‫�أخذه ب�إ�شراف نف�س مل يبارك له فيه وكان‬ ‫كالذي ي�أكل وال ي�شبع‪ ,‬واليد العليا خري من‬ ‫اليد ال�سفلى)‪.‬‬ ‫قال حكيم‪ :‬فقلت يا ر�سول اهلل‪ ,‬والذي بعثك‬ ‫باحلق ال �أرز�أ �أحدًا بعدك �شيئـًا حتى �أفارق‬ ‫الدنيا‪ ,‬فكان �أبو بكر يدعو حكي ًما ليعطيه‬

‫العطاء في�أبى �أن يقبل منه �شيئـًا‪ ,‬ثم �إن عمر‬ ‫دعاه ليعطيه ف�أبى �أن يقبل منه‪ ,‬فقال يا مع�شر‬ ‫امل�سلمني �إين �أعر�ض عليه حقه الذي ق�سم اهلل‬ ‫له من هذا الفيء في�أبى �أن ي�أخذه‪ ,‬فلم يرز�أ‬ ‫حكيم �أحدًا من النا�س �شيئـًا بعد النبي ـ �صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم ـ حتى تويف) البخاري‪.‬‬ ‫وعن �أبي هريرة (ر�ضي اهلل عنه) �أن فقراء‬ ‫�أتوا ر�سول اهلل (�صلى اهلل عليه و�سلم) فقالوا‪:‬‬ ‫ذهب �أهل الدثور بالدرجات والنعيم املقيم‪,‬‬ ‫فقال‪ :‬وما ذاك‪ ,‬فقالوا ي�صلون كما ن�صلي‪,‬‬ ‫وي�صومون كما ن�صوم‪ ,‬ويت�صدقون بف�ضول‬ ‫�أموالهم‪ ,‬وال نت�صدق‪ ,‬ويعتقون وال نعتق‪,‬‬ ‫فقال ر�سول اهلل (�صلى اهلل عليه و�سلم) �أفال‬ ‫�أعلمكم �شيئـًا تدركون به من �سبقكم وت�سبقون‬ ‫به من بعدكم وال يكون �أحد �أف�ضل منكم �إال‬ ‫من �صنع مثل ما �صنعتم‪ ,‬قالوا بلى يا ر�سول‬ ‫اهلل‪ ,‬قال‪ :‬ت�سبحون وحتمدون وتكربون دبر‬ ‫كل �صالة ثالثـًا وثالثني مرة‪ ,‬فرجع فقراء‬ ‫املهاجرين �إىل ر�سول اهلل (�صلى اهلل عليه‬ ‫و�سلم) فقالوا �سمع �إخواننا �أهل الأموال مبا‬ ‫فعلنا ففعلوا مثله‪ ,‬فقال ر�سول اهلل (�صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم)‪( :‬ذلك ف�ضل اهلل ي�ؤتيه من‬ ‫ي�شاء) املائدة‪ .54/‬البخاري‪.‬‬ ‫وعن عبد الرحمن بن خباب (ر�ضي اهلل‬ ‫عنه) (�أن عثمان بن عفان ـ ر�ضي اهلل عنه ـ‬ ‫جهز جي�ش الع�سرة بثالثمائة بعري‪ ,‬ب�أقتابها‬ ‫و�أحال�سها)‪.‬‬ ‫وعن عبد الرحمن بن �سمرة (ر�ضي اهلل عنه)‬ ‫�أنه �أي عثمان (ر�ضي اهلل عنه) (جاء يومئذ‬ ‫ب�ألف دينار ف�صبها يف حجر ر�سول اهلل �صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم‪ :‬فقال �صلى اهلل عليه و�سلم‬ ‫(ما �ضر عثمان ما فعل بعد هذا اليوم مرتني)‪.‬‬ ‫لقد �أثنى القر�آن الكرمي على �أ�صحاب املال‬ ‫الذين يوجهونه خلدمة دينهم و�أمتهم‪ ,‬وجعل‬ ‫�أجرهم عظي ًما‪ ,‬ومنزلتهم رفيعة وعدهم من‬ ‫املجاهدين‪.‬‬ ‫يقول اهلل تعاىل‪( :‬ا َّلذِ َ‬ ‫ين ُين ِف ُقو َن �أَ ْم َوا َلهُم‬ ‫بِال َّل ْيلِ َوال َّنهَا ِر �سِ ّراً َو َع َ‬ ‫ال ِن َي ًة َفلَ ُه ْم �أَ ْج ُرهُ ْم‬ ‫عِ ن َد َر ِّب ِه ْم َو َال َخ ْو ٌف َعلَ ْي ِه ْم َو َال هُ ْم َي ْح َز ُنو َن‬ ‫(البقرة‪.274/‬‬

‫ويقول اهلل تعاىل‪َّ ( :‬م َث ُل ا َّلذِ َ‬ ‫ين ُين ِف ُقو َن‬ ‫�أَ ْم َوا َل ُه ْم فيِ َ�س ِبيلِ اللهّ ِ َك َم َثلِ َح َّب ٍة �أَن َب َتتْ َ�س ْب َع‬ ‫َ�س َنا ِب َل فيِ ُك ِّل ُ�سن ُبلَ ٍة ِّم َئ ُة َح َّب ٍة َواللهّ ُ ُي َ�ضاعِ ُف لمِ َن‬ ‫َي َ�شا ُء َواللهّ ُ َوا�سِ ٌع َعلِي ٌم( البقرة‪.261/‬‬ ‫ويقول تعاىل‪�) :‬آمِ ُنوا بِاللهَّ ِ َو َر ُ�سو ِل ِه َو�أَن ِف ُقوا‬ ‫ني فِي ِه َفا َّلذِ َ‬ ‫ممِ َّ ا َج َعلَ ُكم ُّم ْ�س َت ْخلَ ِف َ‬ ‫ين �آ َم ُنوا‬ ‫ري( احلديد‪.7/‬‬ ‫مِ ن ُك ْم َو�أَن َف ُقوا َل ُه ْم �أَ ْج ٌر َك ِب ٌ‬ ‫ويقول تعاىل‪) :‬ا ْن ِف ُرواْ خِ َفافاً َو ِث َقا ًال َو َجاهِ دُواْ‬ ‫ِب�أَ ْم َوا ِل ُك ْم َو َ�أن ُف�سِ ُك ْم فيِ َ�س ِبيلِ اللهّ ِ َذ ِل ُك ْم َخيرْ ٌ َّل ُك ْم‬ ‫�إِن ُكن ُت ْم َت ْعلَ ُمو َن( التوبة‪.41/‬‬ ‫�إن الإ�سالم نظم التعامل مع املال ودعا �إىل‬ ‫الك�سب احلالل‪ ,‬ومل يحارب املال‪ ,‬و�إمنا حارب‬ ‫املال اخلبيث الذي يتم احل�صول عليه من‬ ‫الظلم والغ�ش واخلداع و�إيذاء النا�س و�أكل‬ ‫حقوقهم‪.‬‬ ‫ولذا وجدنا عددًا لي�س بالقليل من كبار‬ ‫ال�صحابة والتابعني وال�سلف كانوا �أغنياء‪,‬‬ ‫وكانوا مفاتيح للخري ب�سبب ما عندهم من‬ ‫مال وثراء‪ ,‬ومنهم عبد الرحمن بن عوف‪,‬‬ ‫عثمان بن عفان‪ ,‬عبد اهلل بن عمر‪ ,‬عبد اهلل‬ ‫بن املبارك‪� ,‬أبو حنيفة النعمان‪ ,‬وغريهم‪.‬‬ ‫املال �سالح ذو حدين‪ ,‬ف�إما �أن ت�ستخدمه‬ ‫للت�أثري النافع و�صناعة واقع يحرتم القيم‬ ‫واملبادئ فيكون فيه خري كثري‪ ,‬و�إما �أن جتعله‬ ‫يف الف�ساد واالنحراف وحماربة الدين و�أهله‬ ‫فيكون فيه �شر كثري‪.‬‬ ‫وللمال والرثاء املن�ضبط ب�ضوابط ال�شرع‬ ‫فوائد جمة يف �صناعة الت�أثري النافع و�إحداث‬ ‫تغيري فذ يف واقع النا�س‪ ,‬ولعل من �أهم هذه‬ ‫الفوائد ما يلي‪:‬‬ ‫ـ املال عامل م�ساعد يف �إجناز �أو ت�سريع �أي‬ ‫م�شروع ت�أثريي‪� ,‬إذ �إن كل جزئيات هذا امل�شروع‬ ‫رمبا حتتاج �إىل مال كثري لتحقيقها‪.‬‬ ‫بالعلم واملال يبني النا�س ملكهم‬ ‫ لـم ينب ملـك على جهـل و�إقــالل‬ ‫ـ املال ل�سان ف�صيح و�سالح م�ؤثر‪ ,‬وورقة رابحة‬ ‫يف حياة الب�شر‪ ,‬بالأم�س واليوم وغدٍ ‪ ,‬ويف هذا‬ ‫يقول القائل‪:‬‬ ‫وتقـدم الأ�صحـاب فا�ستمعـوا له‬ ‫ ور�أيـتـه بـيـن الـورى مـخـتـاال‬

‫لـوال دراهمـه التـي يزهـو بهـا‬ ‫ لوجدتـه فـي النا�س �أ�سـو�أ حاال‬ ‫�إن الدراهـم فـي املواطـن كلها‬ ‫ تك�سـو الرجـال مهابـة وجـالال‬ ‫فهي الل�سان ملـن �أراد ف�صاحة‬ ‫ وهــي ال�ســالح ملـن �أراد قتاال‬ ‫ـ املال يك�سو �صاحبه هيبة ويزيده تقدي ًرا‬ ‫بني النا�س‪ ,‬ويو�صله �إىل من بيدهم القرار‬ ‫والت�أثري‪ ,‬ومن عادة كثري من الب�شر‪� ,‬إال من‬ ‫رحم اهلل‪� ,‬أنهم ينظرون �إىل الفقراء نظرة‬ ‫فيها �شيء من الدون وقلة التقدير ولذا يقول‬ ‫القائل‪:‬‬ ‫مي�شـي الفقيـر وكـل �شـيء �ضده‬ ‫ والـنـا�س تغـلـق دونــه �أبـوابـهـا‬ ‫وتــراه ممقـوتـًا ولـيـ�س مبذنـب‬ ‫ ويـرى العـداوة ال يـرى �أ�سبابها‬ ‫حتى الكالب �إذا ر�أت رجل الغنى‬ ‫ حنـت �إليـ ــه وحـركـت �أذنـابـهـا‬ ‫و�إذا ر�أت يومـ ـًا فـقـيـ ًرا مـا�شيـًا‬ ‫ نبحـت عـلي ــه وك�شـرت �أنيابهـا‬ ‫ولقد �أدرك اليهود �أهمية املال وخطورته‬ ‫فدخلوا �إىل العامل من هذا املف�صل الرئي�س‬ ‫فقادوا الأمم و�سيطروا على كثري من ال�سا�سة‬ ‫ريا‬ ‫واملتنفذين‪ ,‬وا�ستطاعوا �أن ي�ؤثروا ت�أث ً‬ ‫ريا يف دنيا النا�س‪ ,‬بالرغم من �أنهم حفنة‬ ‫كب ً‬ ‫قليلة يف كل بلد يقيمون فيه‪� ,‬إال �أن جميع‬ ‫ال�سا�سة يغازلونهم ويخطبون ودهم ويقدمون‬ ‫لهم القرابني ويتفننون يف �إر�ضائهم والتقرب‬ ‫�إليهم‪.‬‬ ‫لذلك ف�إنني �أتعجب ممن يريد �أن يرتك‬ ‫ب�صماته النافعة املر�ضية هلل تعاىل يف هذه‬ ‫احلياة كيف يقع بع�ضهم يف التطرف والغلو‬ ‫جتاه املال‪� ,‬إذ جتد بع�ضهم يطلقونه طالقـًا‬ ‫بائنـًا ال رجعة فيه ويكفرون به كف ًرا يخرجه‬ ‫من ملة العقالء وامل�صلحني‪ ,‬ويف املقابل جتد‬ ‫بع�ضهم الآخر يكاد يعبده من دون اهلل تعاىل‬ ‫ويهيم يف حبه حتى لو �شققت عن قلبه �أو عقله‬ ‫فلن جتد �إال دره ًما ودينا ًرا �أو دوال ًرا‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫حسـن الخاتمة‬ ‫أمل كل مسلم ومسلمة‬

‫ال�شيخ عبد الكرمي عبد اللطيف البياتي‬ ‫�إمام وخطيب جامع ال�سالم‬

‫�أعلم �أخي امل�سلم ـ رحمك اهلل تعاىل ـ �إن �آخر �ساعة يف حياة الإن�سان‬ ‫هي امللخ�ص ملا كانت عليه حياته كلها فمن كان مقيمـًا على طاعة‬ ‫اهلل ع َّز وجل ظهر عليه يف �أخر حياته ذك ًرا وت�سبيحـًا وتهليال‬ ‫وعبادة و�شهادة ومن كان مقيمـًا على مع�صية اهلل تعاىل ظهر عليه‬ ‫الع�صيان والعياذ باهلل فهلم ننظر كيف كانت �ساعة االحت�ضار على‬ ‫�سلفنا ال�صالح الذين عا�شوا على طاعة اهلل تعاىل وماتوا على ذكر‬ ‫اهلل تعاىل يطمعون يف ف�ضل اهلل ويرجون رحمته مع ما كانوا عليه‬ ‫من اخلري وال�صالح واجلد واالجتهاد‪.‬‬ ‫�إليك �أخي احلبيب رعاك اهلل مناذج مبا ُختم به لل�صاحلني‪....‬‬ ‫ملا ر�أت ال�سيدة فاطمة ـ ر�ضي اهلل عنها ـ ما بر�سول اهلل ـ �صلى اهلل‬ ‫عليه و�سلم ـ من الكرب ال�شديد الذي يتغ�شاه عند املوت قالت‪:‬‬ ‫كرب �أبتاه‪ ،‬فقال لها ـ �صلى اهلل عليه و�سلم ـ (لي�س على �أبيك‬ ‫وا َ‬ ‫كرب بعد اليوم)‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫وهذا عبد اهلل بن جح�ش ـ ر�ضي اهلل عنه ـ عندما خرج ملعركة‬ ‫احد دعا اهلل عز وجل قائال‪( :‬يا رب �إذا لقيت العدو َفلَقني رج ً‬ ‫ال‬ ‫�شديداً ب�أ�سه‪� ،‬شدي ًدا حرده ف�أقاتله فيك‪ ،‬ويقاتلني‪ .‬ثم ي�أخذين‬ ‫ويجدع �أَنفي و�أذين‪ ،‬ف�إذا لقيتك غ ًدا‪ ،‬قلت يا عبد اهلل من جدع‬ ‫انفك و�أذنك‪ ،‬ف�أقول فيك ويف ر�سولك) فتقول‪� :‬صدق ــت‪.‬‬ ‫وبعد املعركة ر�آه بع�ض ال�صحابة جمروح الأنف والإذن كما دعا ـ‬ ‫ر�ضي اهلل عنه ـ‪.‬‬ ‫وطعن جبار بن �سلمى الكلبي عامر بن فهريه ـ ر�ضي اهلل عنه ـ‬ ‫يوم بئر معونه‪ ،‬فنفذت الطعنة فيه ‪ ،‬ف�صاح عامر ـ ر�ضي اهلل عنه ـ‬ ‫قائال‪ :‬فزت ورب الكعبة‪.‬‬ ‫وكان بالل بن رباح ـ ر�ضي اهلل عنه ـ يردد حني ح�ضرته الوفاة‬ ‫و�شعر ب�سكرات املوت قائال‪:‬‬

‫‪24‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫غ ًدا نلقى الأحبة‪ :‬حمم ًدا و�صحبه‪ ،‬فتبكي امر�أته قائلة‪ :‬وا بالاله‪.‬‬ ‫فيقول ـ ر�ضي اهلل عنه ـ وا فرحاه‪.‬‬ ‫وملا ح�ضرت الوفاة �أبا الوفاء بن عقيل بكى �أهله‪ ،‬فقال لهم‪ :‬يل‬ ‫خم�سون �سنة اعبده‪ ،‬فدعوين اتهنى مبقابلته‪.‬‬ ‫قال ان�س بن مالك ـ ر�ضي اهلل عنه ـ‪�(( :‬أال �أحدثكم بيومني وليلتني‬ ‫مل ت�سمع اخلالئق مبثلهن))‪.‬‬ ‫�أول يوم‪ :‬يجيئك الب�شري من اهلل تعاىل‪� ،‬أما بر�ضاه و�أما ب�سخطه‪.‬‬ ‫واليوم الثاين‪ :‬يو ٌم ُتعر�ض فيه على ر َّبك �آخ ًذا كتابك �أما بيمينك‬ ‫و�أما ب�شمالك‪.‬‬ ‫و�أول ليلة‪ :‬ليلة تبيت فيها بالقرب‬ ‫والليلة الثاين‪ :‬ليلة �صبيحتها يوم القيامة‬ ‫وهذا �أبو حكيم اخلربي كان جال�سـًا ين�سخ الكتب كعادته‪ ،‬فوقع‬ ‫القلم من يده وقال‪� :‬إن كان هذا موتـًا‪ ،‬فوا هلل انه موت طيب‪،‬‬ ‫فمات‪.‬‬ ‫وعن الف�ضل بن دكني قال‪ :‬مات جماهد بن جرب وهو �ساجد‪.‬‬ ‫وقال بع�ض ال�سلف‪ :‬يا من املوت موعده‪ ،‬والقرب بيته والرثى‬ ‫فرا�شهُ‪ ،‬والدود �أني�سه‪ ،‬وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكرب‪ ...‬كيف‬ ‫يكون حاله!!‬ ‫اهلل الذي ال اهلل �أال هو احلي القيوم ا�س�أل‪� :‬أن يختم لنا وللم�سلمني‬ ‫بخري عمل ويجعل ثوابه اجلنة و�صلى اهلل على �سيدنا حممد‬ ‫ريا كلما ذكره الذاكرون وغفل‬ ‫وعلى اله و�صحبه و�سلم ت�سليمـًا كث ً‬ ‫عن ذكره الغافلون‪� .‬أمني‬

‫أدب الحديث‬ ‫د‪� .‬أكرم ر�ضا‬ ‫قلت له‪� :‬أرى فيك تهو ًرا يف احلديث‪.‬‬ ‫فقال ـ وك�أنه يف معركة ـ �أنا �أقول احلق‪� ,‬أقول للأعور يا �أعور‬ ‫يف عينيه‪.‬‬ ‫قلت له‪ :‬ولكن هذه لي�ست �شجاعة‪ ,‬و�إمنا هي قلة �أدب �أن تقول‬ ‫للأعور‪ :‬يا �أعور‪ ,‬ذلك معناه �أنك ت�سبه ب�صفة فيه!‬ ‫�إن من �أكرث ما يقطع �صلتنا بالنا�س‪ ,‬وي�سد الطريق �إىل‬ ‫قلوبهم �سوء احلديث‪ ,‬وفقدان مهارات احلوار‪.‬‬ ‫ولقد و�ضع القر�آن للمتحدث الذي يتحدث بطريقة بعيدة‬ ‫عن �أدب احلديث ت�صوي ًرا عجي ًبا‪ ,‬حيث قال �سبحانه على‬ ‫ل�سان لقمان وهو يعظ ابنه‪َ ( :‬وا ْق ِ�ص ْد فيِ َم ْ�شي َِك َو ْاغ ُ�ض ْ‬ ‫�ض مِ ن‬ ‫َ�ص ْوت َِك ِ�إ َّن �أَن َك َر ْ أَ‬ ‫ال ْ�صوَاتِ َل َ�ص ْو ُت الحْ َ مِ ريِ( لقمان‪.19/‬‬ ‫والغ�ض من ال�صوت دليل الأب والثقة بالنف�س واالطمئنان‬ ‫�إىل �صدق احلديث وقوته ومن يزعق �أو يغلظ يف اخلطاب ما‬

‫هو �إال �سيء الأدب‪� ,‬أو �شاك يف قيمة قوله‪� ,‬أو قيمة �شخ�صه‪,‬‬ ‫يحاول �إخفاء هذا ال�شك باحلدة والغلظة والزعق!‬ ‫والأ�سلوب القر�آين يرذل هذا الفعل ويقبحه ويعر�ضه يف �صورة‬ ‫منفرة حمتقرة ب�شعة‪ ,‬حني يعقب فيقول‪�) :‬إِ َّن �أَن َك َر ْ أ‬ ‫الَ ْ�صوَاتِ‬ ‫َل َ�ص ْو ُت الحْ َ مِ ريِ( لقمان‪ .19/‬فري�سم م�شه ًدا م�ضحكـًا يدعو‬ ‫�إىل اال�ستهزاء وال�سخرية‪ ,‬مع النفور والب�شاعة‪ ,‬وال يكاد ذو‬ ‫ح�س �أن يت�صور هذا امل�شهد امل�ضحك من وراء التعبري املبدع‬ ‫ثم يحاول �شيئـًا من �صوت هذه احلمري‪.‬‬ ‫وميكن تلخي�ص �آداب احلديث يف نقاط ثالث هي‪:‬‬ ‫‪1‬ـ خف�ض ال�صوت‪.‬‬ ‫‪2‬ـ االهتمام بحديث املتحدث وعدم ت�سفيهه‪.‬‬ ‫‪3‬ـ عدم مقاطعة املتحدث‪.‬‬

‫وصيت أب‬ ‫قال األحنف بن قيس البنه‪ :‬يا بني‬ ‫إذا أردت أن تواخي رجال فأغضبه‬ ‫فأن أنصفك وإال فاحذره‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫لمسات في الحياة الزوجية‬ ‫ندى زيد عز الدين ـ الأعظمية ـ‬

‫عبارات الأ�شواق واالرتياح‪:‬‬ ‫�إن الكلمة احلنونة والطيبة‪ ,‬تفعل‬ ‫فعلها ال�ساحر يف النفو�س‪ ,‬وخا�صة �إذا‬ ‫كانت نابعة من قلب الزوجة �إىل زوجها‪,‬‬ ‫فعبارات املحبة وكلمات الأ�شواق احلارة‬ ‫تنم للزوج عن �صدق وحمبة و�إخال�ص‬ ‫زوجته له‪ ,‬و�أ�شواقها �إليه وهي تنتظر‬ ‫عودته من عمله �إىل البيت‪ ,‬وتلقي‬ ‫يف نف�سه رياحني الأن�س وال�سكينة‬ ‫والطم�أنينة‪ ,‬في�صبح �أكرث �شغفـًا وتقر ًبا‬ ‫لزوجته‪.‬‬ ‫بل �إن الكلمات والعبارات اجلميلة من‬ ‫الزوجة �إىل زوجها وهي ت�ستقبل عودته‬ ‫�إىل البيت من الأمور التي تن�شر ال�سالم‬ ‫يف بيت الزوجية وداخل كيان الأ�سرة‪.‬‬ ‫وما �أجمل الزوجة �أن تقول لزوجها‬ ‫وهي ت�ستقبل عودته �إىل البيت‪:‬‬ ‫احلمد هلل على �سالمتك‪...‬‬ ‫�أو‪ ..‬اهلل ال يحرمنا منك‪...‬‬ ‫�أو‪� ...‬أهال و�سهال بقمر البيت‪...‬‬ ‫وهكذا‪...‬‬ ‫ف�إنه عندما تفعل ذلك تكون قد م�سحت‬ ‫ما يف نف�س زوجها من عناء العمل‬

‫‪26‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫ومنغ�صات احلياة‪...‬‬ ‫بل تكون قد ا�ستحوذت على قلبه‬ ‫وعقله‪ ...‬و�أ�سرته مبحبتها ولطفها‬ ‫وحالوة ل�سانها‪...‬‬ ‫جتميل ال�صوت وترقيقه‪:‬‬ ‫ال �شك �أنه من طبيعة املر�أة‪ ,‬النعومة‬ ‫والرقة والعاطفة‪...‬‬ ‫وحيث �أن الزوجة هي التي تهيئ ال�سكن‬ ‫النف�سي للزوج‪ ,‬فيجب على الزوجة �أن‬ ‫تكون لطيفة العبارات‪ ,‬ورقيقة ال�صوت‪,‬‬ ‫وجميلة النطق والل�سان‪...‬‬ ‫بل هي فطرة فطر اهلل الن�ساء عليها‪,‬‬ ‫و�أ�شنع ما ميكن �أن نالحظه يف املر�أة هو‬ ‫�صوتها �إذا كان خ�شنـًا وقو ًيا ك�أنه ي�شبه‬ ‫�أ�صوات الرجال‪...‬‬ ‫فغال ًبا ما يكون هذا الأمر من دواعي‬ ‫الإقبال �أو النفور من الرجل جتاه‬ ‫زوجته‪...‬‬ ‫ريا ما جتذب الزوجة برقة �صوتها‬ ‫وكث ً‬ ‫ورخامته‪ ,‬في�شعر باالرتياح وال�سكينة‬ ‫والن�شوة يف �أثناء حديثها معه‪....‬‬ ‫فيجب على املر�أة �أن تخ�ص زوجها برقة‬ ‫ال�صوت ونعومته وال تتعداه �إىل غريه‬

‫لئال تكون فتنة‪...‬‬ ‫وقد حذر اهلل �سبحانه وتعاىل الن�ساء‬ ‫من ترقيق �أ�صواتهن لغري �أزواجهن‪,‬‬ ‫فقال عز من قائل‪:‬‬ ‫(فَلاَ َت ْخ َ�ض ْع َن بِا ْل َق ْولِ َف َي ْط َم َع ا َّلذِ ي‬ ‫فيِ َق ْل ِب ِه َم َر ٌ�ض َو ُق ْل َن َق ْو ًال َّم ْع ُروفاً)‬ ‫الأحزاب‪.32/‬‬ ‫وقال املف�سرون يف التعليق على هذه‬ ‫الآية‪:‬‬ ‫(هذا نهي من اهلل تبارك وتعاىل للن�ساء‬ ‫عن ترقيق اخلطاب وترخيمه‪ ,‬ولني‬ ‫القول وتنعيمه �إذا خاطنب الرجال‬ ‫الأجانب‪ ,‬لأن ذلك يهيج غرائز ذوي‬ ‫القلوب املري�ضة‪ ..‬والنفو�س العليلة‪..‬‬ ‫في�ؤدي ذلك �إىل وقوع الفنت املف�سدة‪..‬‬ ‫�أما الزوج فيجمل بها �أن تخاطبه‬ ‫ب�أرق الأ�صوات‪ ,‬و�أنعم النربات‪,‬‬ ‫واملزاج والدعابة لتدخل عليه ال�سرور‬ ‫والطرب)‪.‬‬ ‫فلتحر�ص الزوجة ال�صاحلة وامل�ؤمنة‬ ‫على رقة ال�صوت وعذوبة الل�سان لأن‬ ‫ذلك �أدعى و�أقوى لتحقيق ال�سعادة‬ ‫لزوجها‪...‬‬

‫ي�شكل داد حممد مراد عبد الرحمن‪ ,‬من �أهايل �إمارة عجمان يف دولة الإمارات‪,‬‬ ‫ظاهرة فريدة بني رجال اليوم‪ ,‬وي�ضرب به املثل يف القدرة على الإجناب واخل�صب‪,‬‬ ‫داد حممد الذي يعي�ش باملنطقة النائية الواقعة على م�سافة نحو ‪100‬كيلومرت عن‬ ‫دبي‪ ,‬رجل يف الثانية وال�ستني‪ ,‬مبتور �إحدى ال�ساقني‪ .‬روى حكايته قائال‪( :‬والدي‬ ‫ي�شكل قدوة يل يف الزواج والإجناب‪� ,‬إذ تزوج �أربع مرات)‪ .‬ولدي ‪� 35‬شقيقـًا و�شقيقة‪.‬‬ ‫ورغم احلادث اخلطري الذي تعر�ض له عام ‪ 1995‬و�أدى �إىل برت �إحدى �ساقيه‪ ,‬وا�صل‬ ‫الزواج والإجناب ب�أرقام تثري الده�شة‪ ,‬وقد تدخله الحقـًا يف مو�سوعة غيني�س العاملية‬ ‫للأرقام القيا�سية‪� ,‬إذ تزوج حتى الآن ‪17‬مرة‪ ,‬ولديه ‪� 92‬إبنـًا من زيجاته املتعددة‪ ,‬وال‬ ‫يزال يف جعبته املزيد‪� ,‬إذ يحلم ب�إجناب ‪ 100‬طفل‪.‬‬ ‫تزوج داد لأول مرة عام ‪ ,1967‬وكان يبلغ حينها ‪ 30‬عا ًما تقري ًبا‪ ,‬ورزق من زوجته‬ ‫الأوىل ‪ 13‬ول ًدا من اجلن�سني‪ ,‬لكن زوجته فارقت احلياة الحقـًا ليقدم على مدى‬ ‫�أكرث من ‪ 4‬عقود �إىل االقرتان بـ ‪ 16‬زوجة �أخرى‪ ,‬ينتمني �إىل ‪ 10‬جن�سيات وقوميات‬ ‫خمتلفة‪� ,‬إماراتية وعمانية ومغربية وباك�ستانية وهندية وفيليبينية وبنغالد�شية‬ ‫و�سريالنكية وعلى ذمته حال ًيا ‪ 4‬ن�ساء‪ ,‬يف حني تنوع م�صري زوجاته ال�سابقات بني‬ ‫الطالق والوفاة‪.‬‬ ‫االبن البكر لداد يتجاوز ال�ساد�سة والثالثني‪ ,‬و�أ�صغرهم يبلغ ‪� 8‬أ�شهر‪ ,‬فيما ينتظر‬ ‫حال ًيا مولودين جديدين والعجيب �أن رغبته يف الزواج من املزيد من الن�ساء‬ ‫والإجناب مل ترتاجع بعد رغم تقدمه يف ال�سن‪.‬‬ ‫ويف �إطار حمافظته على �صحته‪ ,‬ي�ؤكد �أنه مل يتذوق يف حياته �أيـًا من الوجبات‬ ‫ال�سريعة ب�أنواعها (اللفات) ومل يتناول � ً‬ ‫أي�ضا �أي دواء‪ .‬ويقول �إنه ال ي�أكل �سوى‬ ‫الأغذية الطبيعية وال�صحية ومعظمها من �إنتاج مزرعته‪ ,‬التي يربي فيها �أنوا ًعا‬ ‫من املا�شية‪ ,‬مثل الأغنام والإبل والبقر والدواجن �إىل جانب اخليل‪ ,‬ويزرع فيها‬ ‫�أ�صنافـًا من اخل�ضار وثمار �أخرى‪ .‬وي�شكل الع�سل الطبيعي وال�سمن البلدي حمورين‬ ‫رئي�سني يف غذائه‪.‬‬

‫م���ا �أق���ب���ح ال��ت��ف��ري��ـ��ط ف��ـ��ي زم����ن ال�����ص��ب��ـ��ا‬ ‫ت���رح���ل ع��ـ��ن ال���دن���ي���ا ب���ـ���زاد م��ـ��ن ال��ت��ق��ـ��ى‬

‫ف��ك��ي��ف ب����ه وال�������ش���ي���ب يف ال�����ر�أ������س ن����ازل‬ ‫ف��ـ��ع��ـ��م��ـ��ـ��رك �أي���ـ���ـ���ـ���ـ���ـ���ـ���ـ���ام ت��ـ��ع��ـ��ـ��د ق��ـ�لائ��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ل‬

‫‪27‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫امرأة مطلقة تشتكي مطلقها‬

‫يوم في حياة شاب‬

‫علي �سليمان‬

‫ميادة �سعد الدين‬

‫ك��ان �أب���و الأ���س��ود ال���دويل ق��ري��ب املجل�س‬ ‫م��ن م��ع��اوي��ة فبينما ه��و ذات ي��وم ع��ن��ده‪,‬‬ ‫وعنده الأ�شراف ووجوه النا�س‪� ,‬إذ �أقبلت‬ ‫ام����ر�أة �أب���ي الأ����س���ود ح��ت��ى ح���اذت م��ع��اوي��ة‬ ‫فقالت‪:‬‬ ‫���س�لام ع��ل��ي��ك ي��ا �أم�ي�ر امل���ؤم��ن�ين‪� ,‬إن اهلل‬ ‫ق���د ج��ع��ل��ك خ��ل��ي��ف��ة يف ال����ب��ل�اد‪ ,‬ورق��ي�� ًب��ا‬ ‫ع��ل��ى ال��ع��ب��اد‪ ,‬ف��ك َّ��ف ب���ك الأه������واء‪ ,‬و�آم���ن‬ ‫بك اخل��ائ��ف‪ ,‬وق��د �أجل���أين �إليك يا �أمري‬ ‫امل����ؤم���ن�ي�ن �أم�����ر ����ض���اق ع���ل َّ���ي ف��ي��ه امل��ن��ه��ج‪,‬‬ ‫علي فيه املخرج‪ ,‬كرهت بوائقه‪,‬‬ ‫وتفاقم َّ‬ ‫و�أث��ق��ل��ت��ن��ي ع��وائ��ق��ه‪ ,‬وف��دح��ت��ن��ي ع�لائ��ق��ه‬ ‫فلين�صفني �أمري امل�ؤمنني من خ�صمي‪.‬‬ ‫فقال لها معاوية‪ :‬م��ن بعلك ه��ذا ال��ذي‬ ‫تنت�صفني منه؟‬ ‫قالت‪ :‬هو �أبو الأ�سود‪.‬‬ ‫ف��ال��ت��ف��ت �إل��ي��ه وق����ال‪ :‬ي��ا �أب���ا الأ����س���ود‪ ,‬ما‬ ‫تقول هذه املر�أة؟‬ ‫فقال‪ :‬يا �أمري امل�ؤمنني‪� ,‬إنها لتقول من‬ ‫احل���ق ب��ع���ً��ض��ا �أم���ا م��ا ت��ذك��ر م��ن طالقها‬ ‫ف���ه���و ح����ق‪ ,‬و�أن������ا خم�ب�ر �أم��ي��ر امل����ؤم���ن�ي�ن‬ ‫عنه ب�����ص��دق‪ ,‬واهلل ي��ا �أم�ير امل���ؤم��ن�ين‪ ,‬ما‬ ‫طلقتها ع��ن ري��ب��ة ظ��ه��رت‪ ,‬وال يف ه��ف��وة‬ ‫ح�ضرت‪ ,‬ولكني كرهت �شمائلها‪ ,‬فقطعت‬ ‫عني حبائلها‪.‬‬ ‫فقال له معاوية‪ :‬و�أي �شمائلها كرهت؟‬ ‫ف��ق��ال‪ :‬ي��ا �أم�ي�ر امل���ؤم��ن�ين‪� ,‬إن���ك مهيجها‬ ‫علي بجواب عنيد‪ ,‬ول�سان �شديد‪.‬‬ ‫ف��ق��ال‪ :‬ال ب��د ل��ك م��ن حم��اورت��ه��ا‪ ,‬ف��اردد‬ ‫عليها قولها عند مراجعتها‪.‬‬ ‫ف��ق��ال‪ :‬ي��ا �أم��ي�ر امل���ؤم��ن�ين‪� ,‬إن��ه��ا ل��ك��ث�يرة‬ ‫‪28‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫ال�����ص��خ��ب‪ ,‬مهينة الأه���ل‪ ,‬م���ؤذي��ة البعل‪,‬‬ ‫�يرا كتمته‪,‬‬ ‫م�سيئة �إىل اجل��ار‪� ,‬إن ر�أت خ ً‬ ‫و�إن ر�أت �ش ًرا �أذاعته‪.‬‬ ‫ف����ق����ال����ت‪ :‬واهلل ل�����وال �أم���ي���ر امل�����ؤم����ن��ي�ن‪,‬‬ ‫وح�������ض���ور م����ن ح�������ض���ره م����ن امل�����س��ل��م�ين‪,‬‬ ‫ل�����رددت ع��ل��ي��ك ب�����وادر ك�ل�ام���ك‪ ,‬ب��ن��واف��ذ‬ ‫�أف��رغ بها كل �سهامك‪ ,‬و�إن كان ال يجمل‬ ‫باحلرة �أن ت�شتم بعال‪ ,‬وال تظهر جهال‪.‬‬ ‫ف���ق���ال ل��ه��ا م���ع���اوي���ة‪ :‬ع���زم���ت ع��ل��ي��ك �إال‬ ‫�أجبته‪.‬‬ ‫فقالت‪ :‬يا �أم�ير امل�ؤمنني‪ ,‬هو ما علمته‬ ‫���س���ؤول ج��ه��ول‪ ,‬ملح بخيل‪� ,‬إن ق��ال ف�شر‬ ‫ق��ائ��ل‪ ,‬و�إن �سكت ف��ذو عيب مف�سد‪ ,‬ليث‬ ‫ح��ي��ث ي���أم��ن‪ ,‬ثعلب ح�ين ي��خ��اف‪� ,‬شحيح‬ ‫ح�ي�ن ي�����ض��اف‪� ,‬إن ذك���ر اجل����ود �أن��ق��م��ع ملا‬ ‫ي��ع��رف م��ن ق�����ص��ور ���ش���أن��ه‪� ,‬ضيفه ج��ائ��ع‪,‬‬ ‫وجاره �ضائع‪ ,‬وال يحفظ جا ًرا‪ ,‬وال يحمي‬ ‫ذم��ا ًرا‪ ,‬وال يدرك ث��ا ًرا‪� ,‬أكرم النا�س عليه‬ ‫من �أهانه‪ ,‬و�أهونهم عليه من �أكرمه‪.‬‬ ‫ف��ق��ال م��ع��اوي��ة‪��� :‬س��ب��ح��ان اهلل مل��ا ت���أت��ي به‬ ‫هذه املر�أة يا �أبا الأ�سود؟‬ ‫ف���ق���ال �أب�����و الأ������س�����ود‪� :‬أ����ص���ل���ح اهلل �أم��ي�ر‬ ‫امل�ؤمنني‪� ,‬إنها مطلقة‪ ,‬ومن �أكرث كال ًما‬ ‫من مطلقة؟‬ ‫ف���ق���ال ل���ه���ا م����ع����اوي����ة‪� :‬إذا ك�����ان ال������رواح‬ ‫فاح�ضري حتى �أف�صل بينك وبينه‪ .‬فلما‬ ‫ك��ان ال���رواح ج��اءت وق��د احت�ضنت ابنها‪,‬‬ ‫فلما ر�آه���ا �أب���و الأ���س��ود ق��ام ل��ي��ن��ت��زع ابنه‬ ‫منها‪ ,‬فقال له معاوية‪:‬‬ ‫مه يا �أبا الأ�سود‪ ,‬ال تعجل على امل��ر�أة �أن‬ ‫تنطق بحجتها‪.‬‬

‫ف��ق��ال‪ :‬ي��ا �أم�ير امل���ؤم��ن�ين‪� ,‬أن��ا �أح��ق بابني‬ ‫م��ن��ه��ا‪ ,‬حملته ق��ب��ل �أن حت��م��ل��ه‪ ,‬وو�ضعته‬ ‫قبل �أن ت�ضعه‪ ,‬و�أنا الأب ‪ ,‬و�إ َّ‬ ‫يل ين�سب‪.‬‬ ‫فقالت‪� :‬صدق‪ ,‬حمله خفـًا وحملته ثقال‪,‬‬ ‫وو�ضعه �شهوة‪ ,‬وو�ضعته ك��رهً��ا‪ ,‬فبطني‬ ‫له وعاء‪ ,‬وحجري له وقاء‪.‬‬ ‫فقال �أبو الأ�سود عند ذلك‪:‬‬ ‫مرحب ـًا بالتـي تـجــور علينـا‬ ‫ ‬ ‫ثــم �سهــال باحلامـل املحمولِ‬ ‫�أغلقـت بـابـهـا عـل َّـي وقالـت‬ ‫ ‬ ‫�إن خـيـر الن�سـا لــذات البعـولِ‬ ‫�شغـلـت نف�سـهـا علي فـراغـًا‬ ‫ ‬ ‫فهل �سمعتم بالفارغ امل�شغـولِ‬ ‫فقالت جميبة له‪:‬‬ ‫ل���ي�������س م���ـ���ن ق����ـ����ال ب����ال���������ص����واب وب���احل���ق‬ ‫كـمـن ح ــاد عـن مـنـار ال�سبـيـل‬ ‫ك����ـ����ان ث����دي����ـ����ي �����س����ق����ـ����اءه ح��ي��ن ُي�������ض���ح���ي‬ ‫ث ــم حـجـري وق ــاءه بالأ�صيــل‬ ‫ل�������س���ت �أب�����غ�����ي ب�����واح�����دي ي�����ا اب������ن ح���رب‬ ‫ب ـ ــدال م ــا عـلمـتــه والـخـلـيـل‬ ‫فقال معاوية جمي ًبا له‪:‬‬ ‫���ص���غ�ي�را‬ ‫ل���ي�������س م�����ن ق�����د غ�������ذاه ح���ي���ن���ـً���ا � ً‬ ‫ثـم �سـق ــاه ثـدي ــه بـجـ ــدول‬ ‫هــي �أولـى بـه و�أقـرب رحم ـًا‬ ‫مـن �أبيه وفـي ق�ضاء الر�سول‬ ‫ ‬ ‫�أمـه مـا حـنـت عـليـه وقـامـت‬ ‫هـي �أولـى بحمـل هـذا الف�صيل‬ ‫ ‬ ‫فلعنت �أبا الأ�سود وحملت ابنه وم�ضت‪.‬‬

‫ينق�سم ال�شباب يف حياتهم اليومية �إىل ق�سمني‪:‬‬ ‫ق�����س��م م���ث���ايل‪ :‬وه���و ال�����ش��اب ال����ذي ع���رف قيمة‬ ‫ال��وق��ت واحل���ي���اة‪ ,‬و�أن��ه��ا م��زرع��ة ل�ل�آخ��رة فنظم‬ ‫يومه وت���دارك �شبابه قبل هرمه و�صحته قبل‬ ‫م��ر���ض��ه‪ ,‬وف��راغ��ه قبل �شغله‪ ,‬وغ��ن��اه قبل فقره‬ ‫وحياته قبل موته‪.‬‬ ‫ه���ذا ال�����ش��اب ���ش��م��ر م���ع امل�����ش��م��ري��ن‪ ,‬و���س��اب��ق مع‬ ‫ال�����س��اب��ق�ين يف م��ي��دان ال��ع��م��ل ون��ظ��م وق��ت��ه فمنذ‬ ‫ط��ل��وع ف��ج��ر ي��وم��ه �إذا ه��و يف ع��ب��اده وع��ل��م وج��د‬ ‫ون�����ش��اط ط��ري��ق��ه �إىل امل�����س��اج��د ع��ام��ر وللرحمة‬ ‫وا�صل‪ ,‬ولأخيه امل�سلم م�صافح وم�ساعد‪.‬‬ ‫يعني املحتاج‪ ,‬وي�ساعد ال�ضعيف‪ ,‬ويزور املري�ض‪,‬‬ ‫وي��ت��ب��ع اجل���ن���ازة‪ ,‬وه���و �آم���ر ب��امل��ع��روف‪ ,‬ون���اه عن‬ ‫املنكر‪ ,‬ممتثل �أمر نبيه حممد (�صلى اهلل علية‬ ‫و���س��ل��م) يف ك��ل ���ش���أن م��ن ���ش���ؤون��ه‪ ,‬حم��اف��ظ على‬ ‫ال�سنن الرواتب و�صيام الأي��ام الفا�ضلة وتالوة‬ ‫القر�آن الكرمي‪.‬‬ ‫عليه �سمات اخل�ير وال�����ص�لاح‪� ,‬إذا ر�أي��ت��ه ذك��رت‬ ‫اهلل‪ ,‬فمثل هذا ال�شاب يجب �أن يكون على عمله‬ ‫جميع ال�����ش��ب��اب ل�يرت��ف��ع ق��دره��م وت��ع��ل��و هممهم‬ ‫وي��ق��دم��وا على اهلل ع��ز وج��ل‪ ,‬وه��و را���ض عنهم‪,‬‬ ‫فتتحقق لهم ال�سعادة يف الدنيا والآخرة‪.‬‬ ‫�أما الق�سم الثاين فهو �شاب الذي �ضل الطريق‪,‬‬ ‫و�أخ��ط���أ ال��ت��ق��دي��ر‪ ,‬ف��ظ��ن �أن احل��ي��اة ل��ه��و ول��ع��ب‪,‬‬ ‫فن�سي قيمة احلياة‪ ,‬و�أنها مزرعة الآخرة‪ ,‬و�أتبع‬ ‫ال���ه���وى‪ ,‬ف���ق���اده �إىل ال�����ض��ي��اع وال�����ش��ق��اء‪ ,‬ف��ح��رم‬ ‫نف�سه اخل�ير‪ ,‬و�أ���ض��اع فر�ص العمر‪ ,‬فال حافظ‬ ‫على �صالته وال �صام وال تال القر�آن‪ ,‬فمثل هذا‬ ‫ال�����ش��اب ي��ج��ب عليه �أن ي��ع��ود ���س��ري�� ًع��ا �إىل طريق‬ ‫احلق وال�صواب‪.‬‬ ‫حفظ اهلل �شبابنا من م�ضالت الفنت‪ ,‬و�أ�صدقاء‬ ‫ال�سوء‪� ,‬إنه �سميع جميب‪.‬‬

‫أقوال حكيمة‬ ‫هديل خلف حممد‬ ‫ـ املقدادية ـ‬

‫ـ ـ كثري الكالم قليل االحرتام‪.‬‬ ‫ـ ـ ال�صديق يف وقت ال�ضيق‪.‬‬ ‫ـ ـ الأعمال �أف�صح من الأقوال‪.‬‬ ‫ـ ـ حمبة ال�صديق خري من ابت�سامة الأحمق‪.‬‬ ‫ـ ـ �إذا عـُرف الداء �سهل الدواء‪.‬‬ ‫ـ ـ �صديق ال ينفع‪ :‬عدو ال ي�ضر‪.‬‬ ‫ـ ـ العطاء بوجه ب�شو�ش ح�سنة م�ضاعفة‪.‬‬ ‫ـ ـ الغريق يتعلق بحبال الهواء‪.‬‬ ‫ـ ـ اجلمرة ال حترق �إال مكانها‪.‬‬ ‫ـ ـ ما بعد ال�شدة �إال الرخاء‪.‬‬ ‫ـ ـ الكتاب النافع �صديق حميم‪.‬‬ ‫ـ ـ اجلاهل عدو نف�سه‪.‬‬ ‫ـ ـ القدوة احل�سنة خري موعظة‪.‬‬ ‫ريا‪.‬‬ ‫ـ ـ القلب الطيب يجعل الوجه ن�ض ً‬ ‫ـ ـ الإح�سان املتكلف ال ي�ستحق الثناء‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫الفتـاة المسلمة الواعية‬ ‫حامد يا�سني املحمدي ـ الفلوجة ـ‬ ‫�إن الفتاة امل�سلمة الواعية‪ ،‬لها مكانة ومنزلة طيبة‬ ‫عند امل�سلمني‪ ،‬فهي معززة مكرمة‪ ،‬وحمفوظة‬ ‫م�صونة‪ ،‬ال ير�ضى لها �إال �أن تكون بنتـًا طاهرة عفيفة‪،‬‬ ‫وزوجة حمرتمة‪ ،‬و�أمـًا حنونـًا‪ ،‬و�أختـًا عزيزة‪ ،‬فيا ترى‬ ‫من هذه الفتاة امل�ؤمنة‪ ،‬التي حظيت بهذه املكانة‬ ‫الرفيعة‪ ،‬واملنزلة العالية‪ ،‬يف هذا الدين‪� ،‬إنها الفتاة‬ ‫التقية‪ ،‬النقية‪ ،‬العفيفة‪ ،‬العابدة‪ ,‬ال�صادقـة‪ ،‬ال�صابـرة‪،‬‬ ‫الرحيمة‪ ،‬املطيعة‪ ،‬البارة‪ ،‬الرفيقة‪ ،‬املعينة‪،‬ال�صاحلة‪،‬‬ ‫ال�صالحِ َ ُ‬ ‫ات َقا ِن َت ٌات َحاف َِظ ٌات ِل ْل َغيْبِ‬ ‫قال اهلل ـ تعاىل ـ‪َ ( :‬ف َّ‬ ‫بمِ َا َحف َ‬ ‫ِظ اللهَّ ُ) الن�ساء‪ ،34/‬وقال ر�سول اهلل ـ �صلى اهلل‬ ‫عليه و�سلم ـ‪( :‬الدنيا متاع وخري متاع الدنيا املر�أة‬ ‫ال�صاحلة) �صحيح م�سلم‪.‬‬ ‫فالفتاة امل�سلمة الواعية �صاحلة يف نف�سها‪ ،‬ويف‬ ‫جمتمعها‪ ،‬فهي ترب والديها‪ ،‬وحت�سن معاملة زوجها‪،‬‬ ‫وتعتـني برتبية �أوالدها‪ ،‬وتقوم ب�أعبائها املنزلية‪،‬‬ ‫وت�صل �أرحامها‪ ،‬وغريها من الأعمال ال�صاحلة‪ ،‬لأنها‬ ‫تفعل ذلك امتثا ًال لأمر اللـه‪ ،‬وحمت�سبة الأجر من‬ ‫اهلل‪.‬‬ ‫والفتاة امل�ؤمنة الواعية طائعة هلل ولر�سوله ـ �صلى اهلل عليه و�سلم ـ؛لأن‬ ‫هذا من مُقت�ضيات املحبة ال�صادقة؛ فهي ممتثلة لأمر اهلل و�أمر ر�سوله ـ‬ ‫�صلى اهلل عليه و�سلم ـ ولو خالف هواها‪ ،‬فتقف عند �أوامره فتتبعها بك ِّل دقة‬ ‫و�إخال�ص‪ ،‬وتقف عند حدوده ونواهيه فتجتنبها وحتذر من الوقوع فيها‪.‬‬ ‫وهي متوكلة على اهلل يف �سائر �أمورها‪ ،‬مفو�ضة �إليه كل �أعمالها‪،‬حم�سنة‬ ‫الثقة مبا عنده عما عندها؛ لأنها تعلم �أن من توكلت على اهلل كفاها‪،‬‬ ‫ومن �آمنت به هداها‪ ،‬قال اهلل ـ تعاىل ـ ( َومَن َي َت َو َّك ْل َعلَى اللهَّ ِ َف ُه َو َح ْ�س ُبهُ)‬ ‫الطالق‪ .3/‬ومع توكلها هذا فهي �آخذة بالأ�سباب‪.‬‬ ‫وهي را�ضية بق�ضاء اهلل و قدره؛ لأن امل�سلمة را�ضية دومـًا بق�ضاء اهلل وقدره‪،‬‬ ‫وا�ضعة ن�صب عينيها قول الر�سول الكرمي ـ�صلى اهلل عليه و�سلم ـ‪( :‬عجبـًا‬ ‫لأمر امل�ؤمن‪� ،‬إن �أمره كله له خري‪ ،‬وذلك لي�س لأحد �إال للم�ؤمن‪� ،‬إن �أ�صابته‬ ‫ريا له) رواه‬ ‫ريا له‪ ،‬و�إن �أ�صابته �ضراء �صرب فكان خ ً‬ ‫�سراء �شكر‪ ،‬فكان خ ً‬ ‫البخاري وم�سلم‪.‬‬ ‫وهي مت�سرتة بحجابها‪ ،‬غري متربجة‪ ,‬بل �إنها معتزة بحجابها كل االعتزاز؛‬ ‫لأنها تعلم �أن اهلل �أمر ر�سوله ـ عليه ال�صالة وال�سالم ـ �أن ي�أمر ن�ساءه‬ ‫باحلجاب فقال ـ �سبحانه ـ‪َ ( :‬يا �أَ ُّيهَا ال َّنب ُِّي ُق ْل ِ ألَ ْز َواجِ َك َو َب َنات َِك َون َِ�سا ِء‬ ‫ني ُي ْد ِن َ‬ ‫المْ ُ�ؤْمِ ِن َ‬ ‫ني َعلَ ْيهِنَّ مِ نْ َجالبِي ِبهِنَّ َذل َِك �أَ ْد َنى �أَنْ ُي ْع َر ْف َن َفال ُي�ؤْ َذ ْي َن َو َكا َن‬ ‫اللهَّ ُ َغ ُفوراً َرحِ يماً) الأحزاب‪.59/‬‬ ‫فهي مطيعة لأوامر اهلل و�أوامر ر�سوله ـ �صلى اهلل عليه و�سلم ـ مقتدية‬ ‫ب�أمهات امل�ؤمنني‪.‬‬ ‫والفتاة امل�سلمة الواعية‪ ،‬ال تكرث من اخلروج �إىل الأ�سواق‪ ,‬و�أماكن‬ ‫‪30‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫االختالط‪� ،‬إال بقدر احلاجة‪ ،‬وال تخ�ضع يف كالمها بالقول؛ لأنها تعلم �أن‬ ‫بي ـ �صلى اهلل عليه و�سلم ـ من �أن يخ�ضعن بالقول‪ ,‬فقال‬ ‫اهلل ح َّذر ن�سا َء ال َّن ِّ‬ ‫ـ �سبحانه وتعاىل يف كتابه الكرمي ـ‪َ ( :‬فال َتخْ َ�ض ْع َن بِا ْل َق ْولِ َف َي ْط َم َع ا َّلذِ ي فيِ‬ ‫َق ْل ِب ِه َم َر ٌ�ض َو ُق ْل َن َق ْو ًال َم ْع ُروفاً) الأحزاب‪ ،32/‬وهي تعلم �أنها لي�ست �أف�ضل‬ ‫من ن�ساء النبي ـ�صلى اهلل عليه و�سلم ـ فتعلم �أنها �أوىل بهذا الأمر من �أمهات‬ ‫امل�ؤمنني‪ ،‬وزوجات النبي الكرمي‪.‬‬ ‫وهي مُلتزمة بدينها ومعتزة به‪ ،‬فهي قدوة يف لبا�سها‪ ،‬و�أخالقها‪،‬‬ ‫ومعامالتها‪ ،‬فهي تعمل ليال ونها ًرا‪ ،‬داعية �إىل دينها‪ ،‬فهي داعية يف �أ�سرتها‪،‬‬ ‫ويف ومدر�ستها‪ ،‬ويف عملها‪ ،‬ويف جمتمعها‪ ،‬فهي فتاة �صاحلة م�صلحة‪ ،‬تعمل‬ ‫من �أجل ربها‪ ،‬ودينها‪ .‬فلله درها من فتاة م�ؤمنة‪.‬‬ ‫ريا‪� :‬أيتها الفتاة امل�سلمة امل�ؤمنة‪ ،‬كوين عند ح�سن الظن بك‪ ,‬ف�إنك‬ ‫و�أخ ً‬ ‫على ثغر عظيم‪ ،‬فقد تكونني �سببـًا يف ن�صرة هذا الدين‪ ،‬ورفع الظلم عن‬ ‫امل�سلمني‪ ،‬كما �أنك قد تكونني ال�سبب يف نك�سة امل�سلمني‪ ،‬وخذالنهم؛ لأنك‬ ‫حتتلني مكانة لي�ست بالهينة‪ ،‬فما عليك �إال �أن تلتزمي بهذه ال�صفات التي‬ ‫متيزك عن غريك‪ ،‬فت�سمو بك �إىل العليا‪ ،‬وت�سعدي يف الدنيا والآخرة‪،‬‬ ‫وحتظي مبكانة عالية بني �أفراد جمتمعك امل�سلم‪ ،‬فتم�سكي بهذه ال�صفات‬ ‫التي تربهن على �صدق �إميانك‪ ،‬و�إ�سالمك‪ ،‬وحبك هلل ولر�سوله ـ �صلى اهلل‬ ‫عليه و�سلم ـ‪ ،‬و�أنك ممتثلة لأمر اهلل ـ عز وجل ـ جمتنبة لنهيه‪.‬‬ ‫�أ�س� ُأل ُ‬ ‫يجعلك فتا ًة مبارك ًة �أينما ُكنت‪،‬‬ ‫اهلل ـ تعاىل ـ �أن ينف َع بك الإ�سالم‪ ،‬و�أن‬ ‫ِ‬ ‫و�أن يرزقك ال�سعادة يف الدنيا والآخرة‪ ،‬و�أن يجعلك �صاحل ًة م�صلحة‪ ،‬قانت ًة‬ ‫تائب ًة عابد ًة‪ ،‬ملتزمة‪ ،‬داعية �إىل اهلل ـ عزوجل ـ �إنه �سميع قريب‪.‬‬

‫الصالة بين أرحنا بها‪ ....‬وأرحنا منها‬ ‫(هل نحن خاشعون في صالتنا؟)‬ ‫( َق ْد �أَ ْفلَ َح المْ ُ�ؤْمِ ُنو َن * ا َّلذِ َ‬ ‫ين هُ ْم فيِ َ�صلاَ ِت ِه ْم َخا�شِ ُعو َن)‪.‬‬ ‫�إن اخل�شوع هو لب ال�صالة‪ ،‬و�صالة بال خ�شوع �صالة ال روح‬ ‫فيها‪ ..‬ومعلوم �أن لقبول الأعمال �شرطني‪:‬‬ ‫الأول‪ :‬الإخال�ص فيه هلل‪ ،‬والثاين‪� :‬صحة الأداء فيه مبوافقة‬ ‫ال�سنة‪.‬‬ ‫وغياب اخل�شوع يف ال�صالة دا ٌء ي�ستوجب العالج‪ ،‬وذلك‬ ‫لأمرين هامني‪:‬‬ ‫الأول‪� :‬أن ال�صالة مقيا�س لقبول الأعمال �أو ردها‪ ،‬قال‬ ‫الر�سول (�صلى اهلل عليه و�سلم)‪�(( :‬أول ما يحا�سب عليه‬ ‫العبد يوم القيامة ال�صالة‪ ،‬ف�إن �صلحت �صلح له �سائر عمله‪،‬‬ ‫و�إن ف�سدت ف�سد �سائر عمله)) املعجم الأو�سط للطرباين‪.‬‬ ‫الثاين‪� :‬أن العبد لي�س له من �صالته �إال ما عقل منها‪ ،‬كما‬ ‫قال الر�سول (�صلى اهلل عليه و�سلم)‪�(( :‬إن العبد لي�صلي‬ ‫ال�صالة ومل ُيكتب له �إال ن�صفها‪� ،‬أو ثلثها �أو ربعها حتى بلغ‬ ‫ع�شرها)) �أحمد بن حنبل‪.‬‬ ‫لهذا ينبغي تفريغ القلب لها وعدم االن�شغال مبا عداها وتدبر‬ ‫الأقوال فيها وت�سكني اجلوارح والطم�أنينة يف �أو�ضاعها‪ .‬و�إن‬

‫ميادة �سعد الدين‬

‫ما يعني على اخل�شوع‪:‬‬ ‫هو ا�ستح�ضار القلب لعظمة الرب و�شعور امل�صلي ب�أنه واقف‬ ‫بني يدي مواله و�أنه مطلع على قلبه‪ .‬في�ستحي من اهلل ان‬ ‫يتقرب له ب�صالة ال خ�شوع فيها‪.‬‬ ‫وكذلك قطع احلركات التي ال عالقة لل�صالة بها والعبث‪،‬‬ ‫ومالزمة ال�سكون‪ ،‬ولهذا ملا ر�أى بع�ض ال�صاحلني رجال‬ ‫يعبث بيده يف ال�صالة قال‪( :‬لو خ�شع قلب هذا خل�شعت‬ ‫جوارحه)‪.‬‬ ‫فعلى امل�سلم �أن يقدر ال�صالة حق قدرها من اخل�شوع‬ ‫والتذلل هلل فيها‪ ،‬فمن ال�شقاء �أن يتعب امل�سلم نف�سه ثم ال‬ ‫يتقبل اهلل منه ب�سبب تق�صريه وتالعب ال�شيطان ب�صالته‪،‬‬ ‫فيمكث ده ًرا من عمره ي�ؤدي ال�صالة عادة ال عبادة‪ ،‬فال يجد‬ ‫فيها �أن�سه وال تنهاه عن مع�صية‪ ،‬وفرق كبري بني من يدخل‬ ‫ال�صالة فيجد فيها لذة املناجاة واخل�شوع وقرة العني وبني‬ ‫من يدخلها فيفكر يف كل �شيء �إال يف �آياتها و�أذكارها وال هم‬ ‫له �إال الفراغ منها‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫فن اإلصغاء في الحياة الزوجية‬

‫من أقوال عبد اهلل بن‬ ‫مسعود (رضي اهلل عنه)‬

‫�إميان ال�شوبكي‬

‫مغامن �أحمد‬ ‫عن عبد اهلل بن م�سعود (ر�ضي اهلل عنه) قال‪( :‬ينبغي حلامل القر�آن �أن‬ ‫يعرف بليله �إذا النا�س نائمون‪ .‬وبنهاره �إذا النا�س مفطرون‪ ,‬وبحزنه �إذا‬ ‫النا�س فرحون‪ ,‬وببكائه �إذا النا�س ي�ضحكون‪ ,‬وب�صمته �إذا النا�س يخلطون‪,‬‬ ‫وبخ�شوعه �إذا النا�س يختالون‪ ,‬وينبغي حلامل القر�آن �أن يكون باك ًيا حمزونـًا‬ ‫حلي ًما �سكيتـًا‪ ,‬وال ينبغي حلامل القر�آن �أن يكون جاف ًيا‪ ,‬وال غافال‪ ,‬وال �صخا ًبا‪,‬‬ ‫�صياحا‪ ,‬وال حديدًا (فيه حدة))‪.‬‬ ‫وال‬ ‫ً‬ ‫وكان يقول‪�( :‬إن النا�س قد �أح�سنوا القول‪ ,‬فمن وافق قوله فعله فذاك الذي‬ ‫�أ�صاب حظه‪ ,‬ومن ال يوافق قوله فعله فذاك الذي يوبخ نف�سه)‪.‬‬ ‫ومن �أقواله � ً‬ ‫أي�ضا (ر�ضي اهلل عنه)‪�( :‬إين لأبغ�ض الرجل �أن �أراه فارغـًا لي�س‬ ‫يف �شيء من عمل الدنيا‪ ,‬وال يف عمل الآخرة)‪.‬‬ ‫وقال‪( :‬ما دمت يف �صالة ف�أنت تقرع باب امللك‪ ,‬ومن يقرع باب امللك يفتح له)‪.‬‬ ‫وعن عوف بن عبد اهلل قال‪ :‬قال عبد اهلل بن م�سعود‪( :‬ال يبلغ عبد حقيقة‬ ‫الإميان حتى يح ّل بذروته حتى يكون الفقر �أحب �إليه من الغنى‪ ,‬والتوا�ضع‬ ‫�أحب �إليه من ال�شرف‪ ,‬وحتى يكون حامده وذا ّمه عنده �سواء‪ .‬قال‪ :‬فف�سرها‬ ‫�أ�صحاب عبد اهلل قالوا‪ :‬حتى يكون الفقر يف احلالل �أحب �إليه من الغنى يف‬ ‫احلرام‪ ,‬والتوا�ضع يف طاعة اهلل �أحب �إليه من ال�شرف يف مع�صية اهلل‪ ,‬وحتى‬ ‫يكون حامده وذامه عنده يف احلق �سواء)‪.‬‬ ‫ومن �أقواله‪( :‬ال ت�شرك به �شيئـًا‪ ,‬وزل مع القر�آن حيث زال‪ ,‬ومن جاءك باحلق‬ ‫فاقبل منه و�إن كان بعيدًا بغي�ضـًا‪ ,‬ومن جاءك بالباطل فاردده عليه‪ ,‬و�إن كان‬ ‫حبي ًبا قري ًبا)‪ .‬وقال‪( :‬احلق ثقيل مريء‪ ,‬والباطل خفيف وبئ ورب �شهوة‬ ‫تورث حزنـًا طويال)‪.‬‬ ‫وقال‪( :‬واهلل الذي ال �إله �إال هو ما على وجه الأر�ض �شيء �أحوج �إىل طول‬ ‫�سجن من ل�سان)‪.‬‬ ‫وعن عبد الرحمن بن يزيد بن عبد اهلل قال‪� :‬أنتم �أطول �صالة و�أكرث اجتهادًا‬ ‫من �أ�صحاب ر�سول اهلل (�صلى اهلل عليه و�سلم) وهم كانوا �أف�ضل منكم قيل‬ ‫له‪ :‬ب�أي �شيء؟ قال‪� :‬إنهم كانوا �أزهد يف الدنيا‪ ,‬و�أرغب يف الآخرة منكم‪.‬‬ ‫وقال‪( :‬ال تكونن �إمعة‪ ,‬قالوا‪ :‬وما الإمعة؟ قال‪ :‬يقول �أنا مع النا�س‪� ,‬إن‬ ‫اهتدوا اهتديت‪ ,‬و�إن �ضلوا �ضللت‪� ,‬أال ليوط ّ‬ ‫نن �أحدكم نف�سه على �أنه �إن كفر‬ ‫النا�س �أن ال يكفر)‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫دعاء‬

‫أصبحنا على فطرة اإلسالم وكلمة اإلخالص‬ ‫وعلى دين نبينا محمد (صلى اهلل عليه‬ ‫وسلم) وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفـًا‬ ‫مسلمـًا وما كان من المشركين‪.‬‬

‫من �أكرث امل�شكالت �شيوعًا عند بع�ض الن�ساء‪ ,‬عدم‬ ‫�إ�صغاء �أزواجهن �إليهن فالزوج �إما �أن يتجاهل‬ ‫الزوجة متا ًما عندما تكلمه يف مو�ضوع ما �أو‬ ‫ي�سمع جزءًا مما تقوله‪ ,‬وبعد ذلك يبد�أ ب�سرد‬ ‫احلكم واملواعظ لها �أو الذم واال�ستخفاف‪� ,‬أو‬ ‫االنفعال والغ�ضب يف وجهها‪ ,‬فلماذا كل هذا‬ ‫والأمر هني‪ ,‬لو علم الزوجان ما امل�شكلة وكيفية‬ ‫حلها؟ هذا ما جنده يف كالم �أ�ستاذة ال�صحة‬ ‫النف�سية التي تقول‪ :‬عندما تكون الزوجة مرهقة‬ ‫وتفكر مب�شكلة �أو م�شكالت عدة ف�إنها ت�شعر‬ ‫باحلاجة للتحدث �إىل �شخ�ص تثق فيه‪ ,‬وحتبه‪،‬‬ ‫وعادة ما يكون الزوج هو ذلك ال�شخ�ص فتبد�أ‬ ‫ب�سرد الأحداث ب�شكل ع�شوائي وغري مرتب مما‬ ‫قد يثري ا�ستفزازه‪.‬‬ ‫يف كثري من الأوقات يكون هدف الزوجة من‬ ‫الكالم التفكري فقط ولي�س �إيجاد حل للم�شكلة‪,‬‬ ‫فكل ما تريده هو التعبري عما يف داخلها ب�صوت‬ ‫م�سموع‪ ,‬على عك�س الرجل الذي يفكر بطريقة‬ ‫مرتبة �أي يركز على م�شكلة واحدة ثم يحاول‬ ‫�إيجاد احلل املنا�سب لها‪.‬‬ ‫* لكن هناك دوافع �أخرى تدفع املر�أة للكالم ‪..‬‬ ‫فما هي يف ر�أيك؟‬ ‫* فعال هناك �أ�سباب �أخرى هي‪:‬‬ ‫‪1‬ـ لإي�صال املعلومات �أو جمعها‪ ,‬وهذا هو ال�سبب‬ ‫الوحيد الذي ي�شرتك فيه الرجل واملر�أة‪.‬‬ ‫‪1‬ـ لكي تطلعه على ما �سرتيد قوله وفعله‪.‬‬ ‫‪3‬ـ عندما تكون يف حالة غ�ضب فالكالم ي�ساعدها‬ ‫على الرتكيز ومن ثم �شعورها بالراحة‪� ,‬أما يف‬ ‫حالة غ�ضب الرجل ف�إنه يتوقف عن الكالم‪,‬‬ ‫ويدخل �إىل غرفته �أمال يف �إيجاد الراحة‪.‬‬ ‫‪4‬ـ خلق وبث روح املودة‪ ,‬فبع�ض الن�ساء تريد‬

‫التحدث �إىل زوجها جلذب حمبته عن طريق‬ ‫الرثثرة فيما يفيد �أو ال يفيد‪ ,‬بينما �شعار الرجل‬ ‫هو‪( :‬خري الكالم ما قل وما دل)‪.‬‬ ‫* كيف للزوج �أن يتعامل مع هذه الدوافع؟‬ ‫* يف البداية ال بد للزوجني من التعرف �إىل طبيعة‬ ‫هذا االختالف بني الرجل واملر�أة والت�سليم به ثم‬ ‫�إجراء بع�ض التغيريات وهي تغيريات جزئية‬ ‫ب�سيطة لي�ست بال�شخ�صية‪ ,‬ولكنها تتعلق ب�أ�سلوب‬ ‫الكالم‪ ,‬وردود الأفعال‪ ,‬ك�أن يتوقع الزوج مباذا‬ ‫تفكر الزوجة عندما يلتزم ال�صمت متا ًما داخال‬ ‫خارجا منها فكيف يكون �شعور من حوله‬ ‫غرفته ً‬ ‫من �إجراء هذا الت�صرف املجهول وهو ال ي�شاركهم‬ ‫حتى الكالم‪ ,‬هنا ي�ستوجب الأمر التغيري من كال‬ ‫الطرفني‪ ,‬فالزوج يعرب عن رغبته يف االختالء‬ ‫بنف�سه بع�ض الوقت نظ ًرا ملا يعانيه من الإرهاق‬ ‫والتعب �أو �أنه يواجه بع�ض م�شكالت العمل‪ ,‬وعلى‬ ‫الزوجة �أال تكون حلوحة يف �إخراج الكالم منه‬ ‫لأنها قد ت�ستمع ما ال تود �سماعه‪.‬‬ ‫و� ً‬ ‫أي�ضا من التغيريات �أن ي�شارك الزوج زوجته‬ ‫احلديث وي�صغي �إليها باهتمام على �أن تركز‬ ‫الزوجة حديثها يف اجلمل املفيدة والوقت‬ ‫املنا�سب‪.‬‬ ‫* يختلف رد فعل كل زوج عن الآخر‪ ..‬فما املقيا�س‬ ‫يف ذلك؟‬ ‫* املقيا�س يف ذلك طبيعة العالقة بني الزوجني‬ ‫ف�إن كان االحرتام والتفاهم �سائدًا بينهما‬ ‫ف�سي�ستمع الزوج �إليها باهتمام‪ ,‬م�شاركـًا �إياها‬ ‫احلديث‪ ,‬و�إن كانت احلياة الزوجية ي�سودها‬ ‫عدم الوفاق ف�سيكون رد الفعل هو ال�سخرية‬ ‫واال�ستهزاء من الطرف الآخر‪ ,‬والتقليل من‬ ‫�ش�أنه واالنتقاد امل�ستمر لأي �سلوك ي�سلكه‪.‬‬

‫و�صية للزوجني؟‬ ‫وذلك �أن يتعلما فن الإ�صغاء واحلوار مع‬ ‫الآخرين‪.‬‬ ‫�إذا كان �أحدهما غري مهي�أ للإ�صغاء فليعتذر‬ ‫للآخر بود و�إن �أ�صاب �أحدهما امللل واال�ستياء‬ ‫يف �أثناء احلديث فال ي�ستمر يف الإ�صغاء حتى ال‬ ‫ين�ش�أ مزيد من امل�ضايقات وتوتر الأع�صاب و�إثارة‬ ‫الغ�ضب‪.‬‬ ‫اعلم عزيزي الزوج ما يلي‪:‬‬ ‫ـ ـ الزوجة من حقها �أن تغ�ضب كما تغ�ضب �أنت‪,‬‬ ‫والتحدث �إليك عن م�شكالتها وما تعانيه هو‬ ‫ما حت�صل به على الراحة النف�سية‪ ,‬وما ق�صدت‬ ‫بذلك �إدانتك‪.‬‬ ‫ـ ـ �أكرث ما ي�سعد الزوجة ا�ستعدادك ل�سماعها‬ ‫وباهتمام‪.‬‬ ‫ـ ـ عليك �أيتها الزوجة �أال تكرثي من الكالم بدون‬ ‫جدوى مع اختيار الوقت املنا�سب‪.‬‬ ‫ـ ـ ال تلحي على زوجك �إذا التزم ال�صمت‪ ,‬ووفري‬ ‫له اجلو املنا�سب حتى يخرج من �صمته‪.‬‬ ‫ـ ـ وعليك �أيها الزوج �أال تطيل �صمتك ف�إن ذلك‬ ‫يقتل املر�أة‪.‬‬ ‫ـ ـ ا�ستمع �إليها باهتمام وادخر لها من وقتك‬ ‫وم�شاعرك ما يغنيها عن اللجوء لغريك‪.‬‬ ‫ـ ـ حت�س�سي عبارتك �أيتها الزوجة �أثناء غ�ضبك‬ ‫وحويل خطابك وحوارك �إىل امل�ستقبل ال �إىل‬ ‫املا�ضي ك�أن‪� :‬أمتنى �أن نفعل كذا‪� ..‬أو‪ ..‬لو فعلنا‬ ‫كذا �سيكون �أف�ضل وهكذا‪ ,‬لأن ا�صطياد �أخطاء‬ ‫املا�ضي ي�ؤدي �إىل انطباع �سيء عنك‪.‬‬ ‫ـ ـ ال تكوين هلعة كثرية ال�شكوى‪ ,‬وحتلي بال�صرب‪,‬‬ ‫ومتثلي العقل واالتزان وتذكري �أن كل �شوكة‬ ‫ي�شاكها امل�سلم له بها ح�سنة‪ ,‬فال ت�ضيعي �أجرك‪.‬‬ ‫‪33‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫ضحايا الحب الكاذب‬ ‫يو�سف احلاج �أحمد‬ ‫نريد �أن نكتب هنا �سل�سلة من ق�ص�ص حتكي‬ ‫م�آ�سي فتيات كن �ضحايا نزوة عابرة و�شهوة‬ ‫عارمة‪ ..‬وكلمة من ذئب ب�شري �أو نظرة فاتنة‪..‬‬ ‫�أو مكاملة هاتفية خادعة‪ ..‬لكن مل تدرك الواحدة‬ ‫منهن نف�سها �إال بعد فوات الأوان‪ ..‬فكتبت‬ ‫ق�صتها مبداد من دمها ونهر جار من دمعها‪..‬‬ ‫علها تنقذ بتلك الكلمات فتاة �أرادت ال�سري على‬ ‫نهجها‪ ،‬وخطت قدماها دربها لتقول لها‪� :‬أختاه‪،‬‬ ‫�أختاه احذري الذئاب ف�إنها ال تعرف الوفاء‪..‬‬ ‫�إنهم يريدون هتك عر�ضك الذي زهدت فيه‪..‬‬ ‫و�أ�صبحت تعر�ضيه يف ال�شوارع والأ�سواق‪� ,,‬إنهم‬ ‫يريدون �أن تكوين كال�سلة التي ي�ضعون فيها‬ ‫الأو�ساخ والأقذار‪ ..‬ف�إياك يا �أختاه �أن تكوين غبية‬ ‫حمقاء‪...‬‬

‫تقوى اهلل‪ ..‬دينمو الحب‬ ‫ف��ي ال��ح��ي��اة ال��زوج��ي��ة‬

‫جمد �سعيد‬

‫�إن من �أف�ضل مولدات ال�سعادة الزوجية‪/‬‬ ‫�أخي الزوج‪� ..‬أختي الزوجة‪ /‬تقوى اهلل تبارك‬ ‫وتعاىل‪ ..‬ومفهومه (�أن يجدكما اهلل تعاىل حيث‬ ‫�أمركما‪ ..‬يف املكان الذي يجب �أن تكونا فيه‪ ..‬ويف‬ ‫العمل الذي ارت�ضاه لكما)‪ ..‬وتعالوا م ًعا نتعرف‬ ‫على بع�ض ثمار وفوائد تقوى اهلل تبارك وتعاىل‪:‬‬ ‫( َومَن َي َّتقِ اللهَّ َ َي ْج َعل َّل ُه مخَ ْ َرجاً * َو َي ْر ُز ْق ُه مِ نْ‬ ‫َح ْي ُث اَل َي ْح َت�سِ ُب َومَن َي َت َو َّك ْل َعلَى اللهَّ ِ َف ُه َو َح ْ�س ُب ُه‬ ‫�إِ َّن اللهَّ َ َبا ِل ُغ �أَ ْم ِر ِه َق ْد َج َع َل اللهَّ ُ ِل ُك ِّل َ�ش ْي ٍء َقدْراً)‬ ‫الطالق‪2/‬ـ‪َ ) 3‬ومَن َي َّتقِ اللهَّ َ َي ْج َعل َّل ُه مِ نْ �أَ ْم ِر ِه‬ ‫ُي ْ�سراً) الطالق‪ ،4/‬ومن �أف�ضل فوائد تقوى اهلل‪..‬‬ ‫�أن اهلل تبارك وتعاىل يدلكما على كل ما يجدد‬ ‫ويزيد حبكما مع بع�ضكما البع�ض‪َ ( :‬وا َّت ُقواْ اللهّ َ‬ ‫َو ُي َع ِّل ُم ُك ُم اللهّ ُ َواللهّ ُ ِب ُك ِّل َ�ش ْي ٍء َعلِي ٌم) البقرة‪..282/‬‬ ‫لذا ما �أجمل دعاء ر�سول اهلل عليه ال�صالة‬ ‫وال�سالم‪( :‬زودك اهلل التقوى وغفر ذنبك وي�سر‬ ‫لك اخلري حيثما كنت) �صحيح اجلامع‪ .‬ورحم‬ ‫اهلل تعاىل ال�شاعر القائل‪:‬‬ ‫رغـيـف خـبـز واحـد تـ�أكـلــه فــي زاويــة‬ ‫وكــوز مــاء بــارد تـ�شـربــه مـن �سـاقـيـة‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫وغـرفـة نـظـيـفـة نـفـ�سـك فـيـهــا هـانـيـة‬ ‫‪34‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫وزوجـة مـطـيـعـة عـيـنـك عـنـها را�ضـيـة‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫وطـفـلـة �صـغـيـرة مـحـفـوفـة بـالـعـافـيـة‬ ‫ومــورد لـلــرزق ال تـعـرف ــه الـحـرامـيـة‬ ‫ ‬ ‫يـخـتـارك اهلل لــه حـتـى تـك ــون داعـيــة‬ ‫فـي م�سـجـد مبـعـزل عـن الأذى يف‬ ‫ ‬ ‫ناحية‬ ‫ ‬ ‫تـدر�س فـيـه مـ�صحـفـًا مـعـتـمـدًا ب�ساريـة‬ ‫معـتـبـ ًَرا مبـن م�ضـى من الع�صور اخلالية‬ ‫خري من ال�ساعات يف ظل الق�صور العالية‬ ‫تـعـقـبـهـا عـقـوبـة تـ�صـلـى بـنـار حـاميـة‬ ‫ ‬ ‫ف ـه ــذه و�صـيـت ـ ــي مـخـب ــر بـحـالـي ــه‬ ‫ب�صيحة من م�شفق فهـي لـعـمـري كـافـية‬ ‫* �أحفظ �أم �ضيع؟؟‪:‬‬ ‫�أخي الزوج‪� ..‬أخني الزوجة‪ ../‬ال بد لكما من‬ ‫ا�ست�شعار عظيم امل�س�ؤولية التي جعلها اهلل تعاىل‬ ‫يف عنقيكما‪ ..‬والتي �أخربنا عنها احلبيب الغايل‬ ‫عليه ال�صالة وال�سالم فقال‪�( :‬إن اهلل تعاىل �سائل‬ ‫كل راع عما ا�سرتعاه �أحفظ �أم �ضيع؟ حتى ي�س�أل‬ ‫الرجل عن �أهل بيته) �صحيح اجلامع‪.‬‬ ‫ف�إذا كان بيتكما الذي تعي�شان فيه‪ ..‬ال متلكان‬ ‫فيه �صالحية التغيري والت�صحيح والتح�سني‪..‬‬

‫فعن �أي �سعادة نبحث‪ ..‬وعن �أي جناح نفت�ش‪..‬‬ ‫ونحن م�ستعبدون لأهوائنا ومزاجياتنا؟؟‪ ..‬وهنا‬ ‫�أخ�شى ما نخ�شاه �أن تتحول زوجاتنا و�أوالدنا �إىل‬ ‫�أعداء لنا‪ ..‬يحرموننا نعيم الدنيا والآخرة و�أن‬ ‫ي�صبحوا مان ًعا ي�شغلنا وي�ؤخرنا عن �أمر اهلل‪َ ) :‬يا‬ ‫ين �آ َم ُنوا �إِ َّن مِ نْ �أَ ْز َواجِ ُك ْم َو َ�أ ْو اَل ِد ُك ْم َع ُد ّواً‬ ‫�أَ ُّيهَا ا َّلذِ َ‬ ‫اح َذ ُروهُ ْم( التغابن‪ ،14/‬وهنا ال بد �أن نذكر‬ ‫َّل ُك ْم َف ْ‬ ‫هذه احلقيقة التي تغيب عن �أذهان كثري من‬ ‫الأزواج با�سم (احلب الأعمى والطاعة املغلوطة)‬ ‫(كمن ي�أمر زوجته �أن تطاوعه فيما حرم اهلل‬ ‫تعاىل وكمن ت�أمر زوجها �أن يطاوعها فيما حرم‬ ‫اهلل تعاىل كـ ‪ ..‬الوطء يف الدبر واحلي�ض ور�سول‬ ‫اهلل (�صلى اهلل عليه و�سلم) يقول‪( :‬من �أتى‬ ‫ً‬ ‫حائ�ضا‬ ‫كاهنا ف�صدقه مبا يقول �أو �أتى امر�أة‬ ‫�أو �أتى امر�أة يف دبرها فقد برء مما �أنزل على‬ ‫حممد) �صحيح اجلامع‪ .‬ومن املنكرات ال�شائعة‬ ‫بني الأزواج‪ :‬الربا واليان�صيب‪ ،‬وكذلك القنوات‬ ‫الهابطة‪ ..‬وال�سهرات املختلطة‪� ..‬إلخ‪( :‬ال طاعة‬ ‫ملخلوق يف مع�صية اخلالق) م�صنف ابن �أبي �شيبة‬ ‫( َي ْح ِل ُفو َن بِاللهّ ِ َل ُك ْم ِليرُ ْ ُ�ضو ُك ْم َواللهّ ُ َو َر ُ�سو ُل ُه �أَ َح ُّق‬ ‫�أَن ُي ْر ُ�ضو ُه ِ�إن َكا ُنواْ ُم�ؤْمِ ِن َ‬ ‫ني) التوبة‪.62/‬‬

‫ماذا يحدث يف ال�صالونات‬ ‫قال �أحد التائبني يحكي ق�صة ال�ضياع التي كان‬ ‫ميثل دور البطولة فيها فيقول وهو ال�شاهد على‬ ‫نف�سه‪:‬‬ ‫كنت �أجريت اتفاقـًا مع �صاحبة �صالون م�شهور‬ ‫على �أن تقوم بت�صوير زبونات املحل عن طريق‬ ‫كامريات خمفية مقابل مبالغ مالية‪..‬‬ ‫وكانت ت�ضع الكامريات يف غرفة جتهيز العرائ�س‬ ‫كما ي�سمونها‪ ,‬حيث يقمن بنزع ثيابهن ‪ ,‬وكانت‬ ‫�صاحبة ال�صالون توجهن �إىل الكامريات بحجة‬ ‫الإ�ضاءة وعدم الر�ؤية ‪ ..‬وكنا ن�أخذ هذه الأ�شرطة‬ ‫ون�شاهدها بجل�ساتنا اخلا�صة ونتبادلها فيما‬ ‫بيننا‪ ,‬وكان بع�ضنا يتعرف على بع�ض الفتيات‬ ‫وبع�ضهن بنات عوائل معروفة‪..‬‬ ‫وكنت من �شدة وفظاعة ما �أرى �أمنع �أخواتي‬ ‫وزوجتي من الذهاب لأي �صالون لأنني ال �أثق‬ ‫مبن يديرونها وال يف �سلوكياتهم و�أخالقهم‪.‬‬ ‫ويف �إحدى املرات �أح�ضرت يل �صاحبة ال�صالون‬ ‫�آخر �شريط مت ت�سجيله يل ح�سب االتفاق املربم‬ ‫بيننا‪ ..‬ف�شاهدت اللقطات الأوىل منه فقط‪..‬‬ ‫لأنني كنت على عجل من �أمري‪ ..‬ومن فرط‬

‫�إعجابي قمت بن�سخه على عجل � ً‬ ‫أي�ضا‪ ..‬ووزعته‬ ‫على �أ�صدقائي ويف امل�ساء اجتمعنا وجل�سنا‬ ‫لن�شاهد ال�شريط الذي �أ�سال لعابنا جمي ًعا‪ ,‬ومل‬ ‫تخل اجلل�سة من التعليقات‪ ,‬حتى بد�أت اللقطة‬ ‫احلا�سمة حيث ح�ضرت �سيدة مل �أتبني مالحمها‬ ‫يف البداية ولكن ما �إن جل�ست وقامت �صاحبة‬ ‫ال�صالون بتوجيهها يف اجللو�س‪ ..‬ثم ن�صحتها ب�أن‬ ‫تقلل �أكرث ف�أكرث من ثيابها حتى ت�ستطيع العمل‬ ‫و�إال تو�سخت ثيابها‪ ..‬هنا وقفت مذهوال و�سط‬ ‫�صفري �أ�صدقائي جلمال قوامها‪ ,‬لقد كانت هذه‬ ‫املر�أة ذات القوام املم�شوق الذي �أعجب اجلميع‪..‬‬ ‫زوجتي‪ ..‬زوجتي التي قمت بعر�ض ج�سدها على‬ ‫كثري من ال�شباب من خالل ال�شريط امللعون‬ ‫الذي وقع يف �أيدي الكثريين من الرجال‪ ,‬واهلل‬ ‫وحده يعلم �إىل �أين و�صل الآن؟‪.‬‬ ‫قمت لأخرج ال�شريط من اجلهاز و�أك�سره‪ ,‬و�أك�سر‬ ‫كل الأ�شرطة التي بحوزتي والتي كنت �أفتخر دو ًما‬ ‫بها‪ ,‬وبح�صويل على �أحلى �أ�شرطة و�أندرها لبنات‬ ‫عوائل معروفة وكثري منها م�ستورة‪ ..‬وحني ُ�سـئل‬

‫هذا البطل‪� :‬أمل تقل �أنك منعت زوجتك و�أهلك‬ ‫من الذهاب �إىل �أي �صالون؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬ولكن‬ ‫زوجتي ذهبت من دون علمي مع �إحدى �أخواتها‬ ‫وهذا ما عرفته الحقـًا‪.‬‬ ‫وماذا فعلت بالأ�شرطة التي وزعتها هل جمعتها؟‬ ‫قال‪ :‬على العك�س بل ازدادت توزيعـًا بعد ما علموا‬ ‫�أن من بال�شريط هي زوجتي‪ ,‬وكان �أعز �أ�صدقائي‬ ‫و�أقربهم �إيل �أكرثهم توزيعـًا لل�شريط‪.‬‬ ‫ويف النهاية �أعلم �أن هذا عقاب من اهلل تعاىل يل‬ ‫ال�ستباحتي �أعرا�ض النا�س‪ ,‬و�أن هذه احلياة وفاء‬ ‫ودين‪ ..‬وكما تدين تدان‪..‬‬ ‫و�صدق ر�سول اهلل ـ �صلى اهلل عليه و�سلم ـ حيث‬ ‫قال‪( :‬يا مع�شر من �أ�سلم بل�سانه ومل يدخل‬ ‫الإميان يف قلبه‪ ,‬ال ت�ؤذوا امل�سلمني‪ ,‬وال تعريوهم‪,‬‬ ‫وال تتبعوا عوراتهم‪ ,‬ف�أنه من تتبع عورة �أخيه‬ ‫امل�سلم‪ ,‬يتتبع اهلل عورته‪ ,‬ومن تتبع اهلل عورته‬ ‫يف�ضحه ولو يف جوف رحله) رواه الرتمذي‪ ,‬وهو‬ ‫حديث �صحيح‪.‬‬

‫‪35‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫أفكار للنجاح‬

‫رحمة اهلل واسعة‬

‫د‪ .‬جنيب عبداهلل‬ ‫هذه بع�ض الأفكار التي من املمكن �إذا حافظت‬ ‫عليها �أن حتقق النجاح يف يومك لك وللآخرين‪:‬‬ ‫‪1‬ـ اذهب �إىل �صالة الفجر ما�ش ًيا‪ :‬من رحمة اهلل‬ ‫بنا �أن هدانا للإ�سالم‪ ,‬وجعلنا ن�صلي يف اليوم‬ ‫خم�س مرات هي مبثابة حمطات روحية جندد‬ ‫بها احلياة‪� .‬أن الذهاب �إىل امل�سجد القريب من‬ ‫بيتك ما�ش ًيا مينحك فوائد وبالذات يف �صالة‬ ‫الفجر‪ ,‬منها �أنك تطرد النوم وتنبه �أع�صابك‬ ‫ليوم جديد‪ ,‬ومنها ا�ستن�شاقك لغاز الأوزون الذي‬ ‫يتوافر بكرثة فقط عند الفجر وبعده بقليل‪,‬‬ ‫ومنها �إ�شغال فكرك مبا فيه اخلري ليومك‪ ,‬لقد‬ ‫كان من دعائه ـ �صلى اهلل عليه و�سلم ـ (اللهم‬ ‫�إين �أ�س�ألك خري هذا اليوم‪ ,‬فتحه ون�صره ونوره‬ ‫وبركته وهداه‪ ,‬و�أعوذ بك من �شر هذا اليوم و�شر‬ ‫ما قبله و�شر ما بعده)‪.‬‬ ‫‪2‬ـ اقر�أ �أو ا�ستمع �إىل القر�آن‪ :‬بع�ض النا�س يفتتح‬ ‫يومه بقراءة اجلرائد املحلية‪ ,‬و�أنا �أدعوا �إىل‬ ‫افتتاح اليوم مبا يعطي القوة والن�شاط والنجاح‪,‬‬ ‫ووجدت ذلك يف القر�آن الكرمي‪.‬‬ ‫�إنك جتد �أن �صالة الفجر من ال�صلوات اجلهرية‪,‬‬ ‫ولعل ال�سبب يف ذلك �أن وقت الفجر هو من‬

‫حكاية م�شهورة عن بع�ض العارفني �أنه ر�أى يف بع�ض ال�سكك‪ ,‬قد فتح باب وخرج منه �صبي ي�ستغيث ويبكي و�أمه‬ ‫خلفه تطرده حتى خرج ف�أغلقت الباب يف وجهه‪ ,‬ودخلت‪ ,‬فذهب ال�صبي غري بعيد ‪ ,‬ثم وقف مفك ًرا فلم يجد له‬ ‫م�أوى غري البيت الذي �أخرج منه‪ ,‬وال من ي�ؤويه غري والدته‪ ,‬فرجع مك�سور القلب حزينـًا‪ ,‬فوجد الباب مغلقـ ٍا‬ ‫فتو�سده وو�ضع خده على عتبة الباب ونام‪ ,‬فخرجت �أمه فلما ر�أته على تلك احلال مل متلك �إال �أن رمت نف�سها‬ ‫عليه‪ ,‬والتزمته تقبله‪ ,‬وتبكي‪ ,‬وتقول‪ :‬يا ولدي �أين تذهب عني؟ ومن ي�ؤويك �سواي؟ �أمل �أقل لك‪ :‬ال تخالفني‬ ‫وال حتملني مبع�صيتك يل على خالف ما جبلت عليه من الرحمة بك وال�شفقة عليك و�إرادتي اخلري لك؟‬ ‫ثم �أخذته ودخلت �إىل املنزل فت�أمل قول الأم‪�( :‬أمل �أقل لك ال تخالفني وال حتملني‪� ..‬إلخ‪ ,‬وت�أمل قوله ـ �صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم ـ‪( :‬هلل �أرحم بعباده من الوالدة بولدها)‪ ,‬و�أين تقع رحمة الوالدة من رحمة اهلل التي و�سعت كل‬ ‫�شيء؟‪.‬‬ ‫�أوقات الهدوء النف�سي التي ي�ستقبل فيها العقل باالنتحار �أو ال�ضياع‪ ,‬و�إذا بحثت يف ذلك ف�سوف‬ ‫�أي �إيحاء �أو ر�سالة ب�سرعة‪ ,‬مما ي�ؤثر على �أداء جتد �أن من الأ�سباب عدم وجود التحدي يف‬ ‫الإن�سان يف يومه‪.‬‬ ‫حياتهم‪ ,‬فاملال موجود والراحة موجودة!‬ ‫وفرق بني من يفتتح يومه ب�أغنية �أو جريدة‬ ‫مليئة بالأخبار واحلوادث ال�سلبية‪ ,‬ومن يفتتح �إن جتربتك لفك جهاز �أو اال�ستماع �إىل تعليمات‬ ‫يومه باال�ستماع �أو قراءة القر�آن جرب و�ستجد جديدة من خالل �شريط كا�سيت تقودك للنجاح‬ ‫الفرق العجيب يف يومك‪.‬‬ ‫�أو تعلمك كيفية عمل جتربة جديدة‪ ,‬و�أن تبد�أ‬ ‫‪3‬ـ جرب اجلديد‪ :‬من يتعود على �شيء ميل منه بعد ذلك بتغيري حياتك نحو النجاح من جديد‪,‬‬ ‫بعد فرتة �أو ي�ألفه‪� ,‬إن احلياة واملتعة فيها مبنية‬ ‫�سوف يعطي ذلك يومك حيوية ون�شاطـًا و�سعادة‬ ‫على التحدي وحل امل�شكالت التي تواجه الإن�سان‪,‬‬ ‫ولوال هذه التحديات ما كان للحياة متعة‪ ,‬ن�سمع فاحر�ص على �أن تذهب ل�صالة الفجر يف غدك‪,‬‬ ‫ق�ص�صا عن الأغنياء والأثرياء من املمثلني ويف كل يوم ما�ش ًيا‪ ,‬وا�ستمع �أو اقر�أ القر�آن مع‬ ‫ريا‬ ‫ً‬ ‫كث ً‬ ‫و�أ�صحاب ال�شركات الكربى الذين انتهت حياتهم بداية �صباح جديد‪ ,‬وجرب اجلديد‪.‬‬

‫أمل المؤمن‬

‫قال ابن المبارك‪ :‬جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو‬ ‫جاث على ركبتيه وعيناه تذرفان الدمع فقلت له‪ :‬من أسوأ هذا‬ ‫الجمع حاال؟ قال الذي يضن أن اهلل ال يغفر له!‬ ‫‪36‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫حممد بالل‬

‫آداب التعامل مع األقارب‬ ‫‪1‬ـ أن يستحضر اإلنسان أن أقاربه لحمة منه‪.‬‬

‫من�صور �أحمد‬

‫‪2‬ـ أن يعلم أن معاداة األقارب شر وبالء‪.‬‬ ‫‪3‬ـ أن يحرص قدر المستطاع على أال ينسى أح ًدا من أقاربه في الوالئم والمناسبات‪.‬‬ ‫‪4‬ـ الحرص على إصالح ذات البين‪.‬‬ ‫‪5‬ـ تعجيل قسمة الميراث‪.‬‬ ‫‪6‬ـ الحرص على الوئام واالتفاق حال المشاركة‪.‬‬ ‫‪7‬ـ االجتماعات الدورية للعائلة الكبيرة‪.‬‬ ‫‪8‬ـ صندوق العائلة‪ :‬الذي تجمع فيه تبرعات أفراد العائلة واشتراكاتهم ويشرف عليه‬ ‫بعض األفراد‪ ,‬فإذا احتاج أحد من العائلة ماال ً لزواج أو لنازلة أو غير ذلك‪ ,‬بادروا إلى‬ ‫دراسة حاله ومساعدته‪ ,‬فهذا مما يولد المحبة وينمي المودة‪.‬‬ ‫وال ينبغي أن ننسى أن الصلة يجب أن تكون قربة إلى اهلل‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫الفوائد‬ ‫الصحية لقيام‬ ‫الليل‬

‫همسات ونصائح من المجربين‬ ‫حممد ح�سني‬

‫�سعد احللبو�سي‬ ‫باحث و�أكادميي متخ�ص�ص يف الإعجاز القر�آين‬ ‫ـ اجلامعة العراقية ـ‬ ‫ال�ش ْم ِ�س �إِلىَ‬ ‫ال�صال َة ِل ُد ُلوكِ َّ‬ ‫قال تعاىل‪�( :‬أَق ِ​ِم َّ‬ ‫َغ َ�سقِ ال َّل ْيلِ َو ُق ْر�آ َن ا ْل َف ْج ِر �إِ َّن ُق ْر�آ َن ا ْل َف ْج ِر َكا َن‬ ‫م َْ�شهُوداً * َومِ َن ال َّل ْيلِ َف َته ََّج ْد ِب ِه َنا ِفلَ ًة َل َك ع َ​َ�سى‬ ‫�أَنْ َي ْب َع َث َك َر ُّب َك َم َقاماً محَ ْ ُموداً( الإ�سراء‪78:‬ـ‪.79‬‬ ‫قال تعاىل‪َ ) :‬كا ُنوا َقلِي ً‬ ‫ال مِ َن ال َّل ْيلِ مَا َيه َْج ُعو َن *‬ ‫َوب ْ أَ‬ ‫ِال ْ�س َحا ِر هُ ْم َي ْ�س َت ْغ ِف ُرو َن) الذريات‪17:‬ـ ‪.18‬‬ ‫وقد ورد عن النبي ـ �صلى اهلل عليه و�سلم ـ‪:‬‬ ‫(�أف�ضل ال�صالة بعد املكتوبة قيام الليل) كنز‬ ‫العمال‪.326/7:‬‬ ‫لقد جاء يف كتاب "الو�صفات املنزلية املجربة‬ ‫و�أ�سرار ال�شفاء الطبيعية" وهو كتاب بالإنكليزية‬ ‫ملجموعة من امل�ؤلفني الأمريكيني ـ طبعة ‪،1993‬‬ ‫�أن القيام من الفرا�ش �أثناء الليل واحلركة‬ ‫الب�سيطة داخل املنزل والقيام ببع�ض التمرينات‬ ‫الريا�ضية اخلفيفة‪ ،‬وتدليك الأطراف باملاء‪،‬‬ ‫والتنف�س بعمق له فوائد �صحية عديدة‪.‬‬ ‫واملت�أمل لهذه الن�صائح يجد �أنها متاثل متامـًا‬ ‫حركات الو�ضوء وال�صالة عند قيام الليل‪ ،‬وقد‬ ‫�سبق النبي ـ �صلى اهلل عليه و�سلم ـ كل هذه‬ ‫الأبحاث يف الإ�شارة املعجزة �إىل قيام الليل فقال‪:‬‬ ‫"عليكم بقيام الليل‪ ،‬فانه د�أب ال�صاحلني قبلكم‪،‬‬ ‫وقربه �إىل اهلل عز و جل‪ ،‬ومنهاة عن الإثم‪ ،‬وتكفري‬ ‫لل�سيئات‪ ،‬ومطردة للداء من اجل�سد"‪� ...‬أخرجه‬ ‫الإمام �أحمد يف م�سنده والرتمذي والبيهقي و‬ ‫احلاكم يف امل�ستدرك عن بالل وابن ع�ساكر عن‬ ‫�أبي الدرداء‪ ،‬و�أورده الألباين يف �صحيح اجلامع‬ ‫برقم‪.4079‬‬ ‫‪38‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫وعن كيفية قيام الليل بطرد الداء من اجل�سد‬ ‫فقد ثبت الآتي‪" :‬ي�ؤدي قيام الليل �إىل تقليل‬ ‫�إفراز هرمون الكورتيزون (وهو الكورتيزون‬ ‫الطبيعي للج�سد) خ�صو�صـًا قبل اال�ستيقاظ بعدة‬ ‫�ساعات‪ .‬وهو ما يتوافق زمنيـًا مع وقت ال�سحر‬ ‫(الثلث الأخري من الليل)‪ ،‬مما يقي من الزيادة‬ ‫املفاجئة يف م�ستوى �سكر الدم‪ ،‬والذي ي�شكل‬ ‫خطورة على مر�ضى ال�سكر‪ ،‬و يقلل كذلك من‬ ‫االرتفاع املفاجئ يف �ضغط الدم‪ ،‬ويقي من ال�سكتة‬ ‫املخية والأزمات القلبية يف املر�ضى املعر�ضني‬ ‫لذلك‪ ،‬كذلك يقلل قيام الليل من خماطر تخرث‬ ‫الدم يف وريد العني ال�شبكي‪ ،‬الذي يحدث نتيجة‬ ‫لبطء �سريان الدم يف �أثناء النوم‪ ،‬وزيادة لزوجة‬ ‫الدم ب�سبب قلة تناول ال�سوائل‪� ،‬أو زيادة فقدانها‪.‬‬ ‫�أو ب�سبب ال�سمنة املفرطة و�صعوبة التنف�س مما‬ ‫يعوق ارجتاع الدم الوريدي من الر�أ�س وي�ؤدي‬ ‫قيام الليل �إىل حت�سن و ليونة عند مر�ضى التهاب‬ ‫املفا�صل املختلفة‪� ،‬سواء كانت روماتيزمية �أو‬ ‫غريها نتيجة احلركة اخلفيفة والتدليك باملاء‬ ‫عند الو�ضوء‪( .‬انظر‪ :‬موقع مو�سوعة االعجاز‬ ‫العلمي‪.www.alda3wa.org( :‬‬ ‫قيام الليل عالج ناجح ملا يعرف با�سم "مر�ض‬ ‫الإجهاد الزمني" ملا يوفره قيام الليل من انتظام‬ ‫يف احلركة ما بني اجلهد الب�سيط واملتو�سط‪ ،‬الذي‬ ‫ثبتت فاعليته يف عالج هذا املر�ض وي�ؤدي قيام‬ ‫الليل �إىل تخل�ص اجل�سد مما ي�سمي باجللي�سريات‬ ‫الثالثية (نوع من الدهون) التي ترتاكم يف الدم‬

‫خ�صو�صـًا بعد تناول الع�شاء املحتوي على ن�سبه‬ ‫عالية من الدهون والتي تزيد من خماطر‬ ‫الإ�صابة ب�أمرا�ض �شرايني القلب التاجية بن�سبة‬ ‫‪ %32‬يف ه�ؤالء املر�ضى مقارنة بغريهم‪ ،‬ويقلل‬ ‫قيام الليل من خطر الوفيات بجميع الأ�سباب‪،‬‬ ‫خ�صو�صـًا الناجت عن ال�سكتة القلبية والدماغية‬ ‫وبع�ض �أنواع ال�سرطان كذلك يقلل قيام الليل من‬ ‫خماطر املوت املفاجئ ب�سبب ا�ضطراب �ضربات‬ ‫القلب ملا ي�صاحبه من تنف�س هواء نقي خال من‬ ‫ملوثات النهار و�أهمها عوادم ال�سيارات وم�سببات‬ ‫احل�سا�سية‪ ،‬وقيام الليل ين�شط الذاكرة وينبه‬ ‫وظائف املخ الذهنية املختلفة ملا فيه من قراءه‬ ‫و تدبر للقر�آن و ذكر للأدعية وا�سرتجاع لأذكار‬ ‫ال�صباح وامل�ساء‪ .‬ويقي من �أمرا�ض الزهامير‬ ‫وخرف ال�شيخوخة واالكتئاب وغريها وكذلك‬ ‫يقلل قيام الليل من �شدة حدوثه والتخفيف من‬ ‫مر�ض طنني الأذن لأ�سباب غري معروفه‪( .‬مقالة‬ ‫لـ د‪� .‬صالح �أحمد ح�سني �أ�ستاذ بطب �أ�سيوط‬ ‫جريدة الأهرام ‪ 2004/7/27‬بت�صرف)‪.‬‬ ‫�إذن فقيام الليل عبادة من العبادات العظيمة‬ ‫وطاعة هلل �سبحانه‪ ,‬وهي راحة نف�سية من التوتر‪,‬‬ ‫وهي عالج من الأمرا�ض‪ ,‬ف�سبحان من جعل‬ ‫دينه عبادة له وعالجا لعباده‪ ,‬وهذا �إن دل على‬ ‫�شيء ف�إمنا يدل على عظمة هذا الدين‪ ,‬و�صدق‬ ‫م�صدره‪.‬‬

‫* قال عمر بن اخلطاب ر�ضي اهلل تعاىل عنه‪:‬‬ ‫الن�ساء ثالث‪ :‬امر�أة عاقلة‪ ,‬م�سلمة‪ ,‬عفيفة‪ ,‬لينة‪,‬‬ ‫ودودة‪ ,‬تعني �أهلها على الدهر‪ ,‬وال تعني الدهر‬ ‫على �أهلها‪ ,‬وقليال ما جتدها‪ .‬و�أخرى وعاء للولد‬ ‫ال تزيد على ذلك‪ .‬و�أخرى غل قمل يجعله اهلل يف‬ ‫عنق من ي�شاء‪ ,‬ثم �إذا �شاء �أن ينزعه نزعه‪.‬‬ ‫* قال علي بن �أبي طالب ر�ضي اهلل عنه‪ :‬خري‬ ‫ن�سائكم الطيبة الرائحة‪ ,‬الطيبة الطعام‪ ,‬التي �إن‬ ‫�أنفقت �أنفقت ق�صدًا‪ ,‬و�إن �أم�سكت �أم�سكت ق�صدًا‪,‬‬ ‫فتلك من عمال اهلل‪ ,‬وعامل اهلل ال يخيب‪.‬‬ ‫* ُ�سـئلت عائ�شة ر�ضي اهلل عنها‪� :‬أي الن�ساء‬ ‫�أف�ضل؟ فقالت‪ :‬التي ال تعرف عيب املقال‪ ,‬وال‬ ‫تهتدي ملكر الرجال‪ ,‬فارغة القلب �إال من الزينة‬ ‫لبعلها‪ ,‬والإبقاء يف ال�صيانة على �أهلها‪.‬‬ ‫* قال احل�سن الب�صري رحمه اهلل‪ :‬ينبغي للوجه‬ ‫احل�سن �أال ي�شني وجهه بقبيح فعله‪ ,‬وينبغي‬ ‫لقبيح الوجه �أال يجمع بني قبيحني‪.‬‬ ‫* قيل لأعرابي‪� :‬أي الن�ساء �أف�ضل؟ قال‪ :‬العزيزة‬ ‫يف قومها‪ ,‬الذليلة يف نف�سها‪ ,‬التي يف حجرها‬ ‫غالم‪ ,‬ويف بطنها غالم‪ ,‬ولها يف الغلمان غالم‪.‬‬ ‫* قال حكيم‪ :‬ما تقول زوجة يف زوجها الذي ترك‬ ‫كل الن�ساء واختارها هي؟ وما تفعل زوجة مع‬ ‫زوجها الذي ترك الوالدين والأهل والأ�صدقاء‬ ‫أني�سا له غريها؟ وما حر�ص‬ ‫ومل ير�ض �أليفـًَا وال � ً‬ ‫زوجة على عر�ض زوج وبيته وعر�ضها عر�ضه‬ ‫وبيته لها؟ وما �صـُنع زوجة يف نف�سها لزوجها‪,‬‬ ‫و�شياطني الن�ساء رافالت يف الزينة خارج البيت‬ ‫يفنت زوجها؟‬

‫* قال الفقيه ابن عبد ربه الأندل�سي‪ :‬البالء كله‬ ‫موكل بالزوجة ال�سوء‪ ,‬التي ال ت�سكن النف�س �إىل‬ ‫كرمي ع�شرتها‪ ,‬وال تقر العني بر�ؤيتها‪.‬‬ ‫* خطب عمرو بن حجر �إىل عوف بن حملم‬ ‫ال�شيباين ابنته �أم �إيا�س‪ ,‬فلما كان بنا�ؤه بها‬ ‫خلت بها �أمها فقالت‪� :‬أي بنية‪� ,‬إنك فارقت بيتك‬ ‫الذي منه خرجت‪ ,‬وع�شك الذي فيه درجت‪� ,‬إىل‬ ‫رجل مل تعرفيه‪ ,‬وقرين مل ت�ألفيه‪ ,‬فكوين له‬ ‫�أمة يكن لك عبدًا‪ ,‬واحفظي له خ�صاال ع�ش ًرا‬ ‫تكن لك ذخ ًرا‪� :‬أما الأوىل والثانية‪ ,‬فاخل�شوع‬ ‫له بالقناعة‪ ,‬وح�سن ال�سمع له والطاعة‪ ,‬و�أما‬ ‫الثالثة والرابعة‪ ,‬فالتفقد ملو�ضع عينه و�أنفه‪,‬‬ ‫فال تقع عينه منك على قبيح‪ ,‬وال ي�شم منك �إال‬ ‫�أطيب ريح‪ ,‬و�أما اخلام�سة وال�ساد�سة‪ ,‬فالتفقد‬ ‫لوقت منامه وطعامه‪ ,‬ف�إن حرارة اجلوع ملهبة‪,‬‬ ‫وتنغي�ص النوم مغ�ضبه‪ ,‬و�أما ال�سابعة والثامنة‪,‬‬ ‫فاالحتفاظ مباله‪ ,‬والإرعاء على ح�شمه وعياله‪,‬‬ ‫ومالك الأمر يف املال ح�سن التدبري‪ ,‬ويف العيال‬ ‫ح�سن التقدير‪ ,‬و�أما التا�سعة والعا�شرة‪ ,‬فال‬ ‫تع�صني له �أم ًرا‪ ,‬وال تف�شني له �س ًرا‪ ,‬ف�إنك �إن‬ ‫خالفت �أمره �أوغرت �صدره و�إن �أف�شيت �سره مل‬ ‫ت�أمني غدره‪ ,‬ثم �إياك والفرح بني يديه �إذا كان‬ ‫فرحا‪ .‬وكانت �أم‬ ‫مهت ًما والك�آبة بني يديه �إذا كان ً‬ ‫�إيا�س هذه من �أجمل ما و�صف العرب‪.‬‬ ‫* ُ�سئل �أعرابي عن الن�ساء‪ ,‬وكان ذا جتربة وعلم‬ ‫بهن‪ ,‬فقال‪� :‬أف�ضل الن�ساء �أ�صدقهن �إذا قالت‪,‬‬ ‫التي �إذا غ�ضبت حلمت‪ ,‬و�إذا �ضحكت تب�سمت‪,‬‬ ‫و�إذا �صنعت �شي ًئا جودت‪ ,‬التي تطيع زوجها‪,‬‬

‫وتلزم بيتها‪ ,‬العزيزة يف قومها‪ ,‬الذليلة يف نف�سها‪,‬‬ ‫الودود الولود‪ ,‬وكل �أمرها حممود‪.‬‬ ‫* قيل‪ :‬املر�أة ال�سوء كالمها وعيد‪ ,‬و�صوتها �شديد‪,‬‬ ‫تدفن احل�سنات‪ ,‬وتف�شي ال�سيئات‪ ,‬لي�س يف قلبها‬ ‫لزوجها رحمة‪ ,‬قليلة الإرعاء‪ ,‬تو�سع النا�س ذ ًما‪,‬‬ ‫�صخوب غ�ضب‪� ,‬صبيها مهزول‪ ,‬وبيتها مزبول‪� ,‬إذا‬ ‫حدثت ت�شري بالأ�صابع‪ ,‬تبكي وهي ظاملة‪ ,‬وت�شهد‬ ‫وهي غائبة‪ ,‬قد دىل ل�سانها بالزور‪ ,‬و�سال دمعها‬ ‫بالفجور‪.‬‬ ‫* وقيل‪� :‬آخر عمر الرجل خري من �أوله‪ :‬يثوب‬ ‫حلمه‪ ,‬وتثقل ح�صاته‪ ,‬وحتمد �سريرته‪ ,‬ومتل‬ ‫جتاربه‪ ,‬و�آخر عمر املر�أة �شر من �أوله‪ :‬يذهب‬ ‫جمالها‪ ,‬ويذوب ل�سانها‪ ,‬وتعقم رحمها‪ ,‬وي�سوء‬ ‫خلقها‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫المساعدة‬ ‫�صالح الدين حممود‬

‫زوجي يا كبري القلب‪...‬‬ ‫يا غايل القدر عندي‪...‬‬ ‫�أت�سمح يل ب�إهدائك هذا احلديث ال�شريف‪( :‬كان ـ �صلى اهلل عليه و�سلم ـ‬ ‫يغ�سل ثوبه ويخ�صف نعله)‪.‬‬ ‫فقلت يف نف�سي‪� :‬إن زوجي يحب اهلل ويحب ر�سوله (�صلى اهلل عليه و�سلم)‬ ‫و�أعتقد �أنه لو يعلم بهذا احلديث لكان من �أول القائمني به‪.‬‬ ‫زوجي‪:‬‬ ‫�إن خدمتي لك طريق يل �إىل دخول اجلنان‪ ,‬وهذا ما يدعوين خلدمتك‪ ,‬ولكن �أمتنى �أن �أراك �أحيانـًا ـ ال دائ ًماـ تغ�سل ثوبك �أو تكن�س بيتك‪....‬‬ ‫عف ًوا ال �أقول لك �أم ًرا بل الأمر لك‪ ,‬ولكن فعلك هذا يجعلني �أ�شعر بقربك مني وحبك يل‪� ...‬إن فعلك هذا يدعوين �إىل التفاين يف القيام مبا حتب‪...‬‬ ‫�أنا ال �أن�سى �أنك تقوم ببع�ض ذلك ولكني �أذكرك باحت�ساب الأجر‪...‬‬ ‫ف�أ�شرف اخللق (�صلى اهلل عليه و�سلم) كان يتعاون مع �أهل بيته يف �ش�ؤون بيته‪.‬‬

‫حسن تربية األطفال‬ ‫من الأ�ساليب ال�صحيحة يف تربية الأطفال ما يلي‪:‬‬ ‫‪1‬ـ تعويدهم على النطق بكلمة التوحيد‪.‬‬ ‫‪2‬ـ تلقينهم بع�ض الأذكار املخت�صرة كالب�سملة عند الطعام واحلمد‬ ‫بعده‪.‬‬ ‫‪3‬ـ �أن يحببهم الوالدان يف ال�صالة‪ ,‬ويجعلهم الأب بجانبه عند‬ ‫�صالته النافلة باملنزل‪.‬‬ ‫‪4‬ـ تنمية معلوماتهم ببع�ض املعلومات النافعة‪ ,‬كق�ص�ص الأنبياء‪,‬‬ ‫و�أخبار ال�صحابة‪ ,‬وذلك ب�أ�سهل �أ�سلوب‪.‬‬ ‫‪5‬ـ ترغيبهم يف حمبة اهلل تعاىل واجلنة عند قيامهم بالأفعال‬ ‫والأقوال الطيبة‪.‬‬ ‫‪6‬ـ تخويفهم بغ�ضب اهلل وناره عند �إتيانهم الأفعال والأقوال ال�سيئة‪.‬‬ ‫‪7‬ـ �إذا بلغوا مرحلة ال�صحبة فليحر�ص الوالدان على اختيار الرفيق‬ ‫ال�صالح لهم‪.‬‬ ‫‪8‬ـ �إدخالهم حلقات حتفيظ القر�آن‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫علي نا�صر‬

‫كيف‬ ‫نثبت على‬ ‫الهداية؟‬ ‫�أنعم اهلل ـ �سبحانه وتعاىل ـ على الإن�سان بنعم‬ ‫كثرية ومتعددة ‪ ,‬ولعل �أهمها نعمة الإميان‬ ‫والهداية �إىل طريق احلق والر�شاد قال تعاىل‪:‬‬ ‫( ُقل اَّل تمَ ُ ُّنوا َعلَ َّي �إِ ْ�سلاَ َم ُكم َبلِ اللهَّ ُ يمَ ُ نُّ َعلَ ْي ُك ْم �أَنْ‬ ‫ِلميَانِ �إِن ُكن ُت ْم َ�صا ِد ِق َ‬ ‫ني( احلجرات‪.17/‬‬ ‫َهدَا ُك ْم ل ْ إِ‬ ‫ولهذا ف�إن من واجب الإن�سان امل�ؤمن �شكر اهلل‬ ‫وحمده على نعمتي الإميان والهداية ثم الثبات‬ ‫على ذلك‪ ,‬ولتحقيق ذلك ال بد من معرفة‬ ‫بع�ض الأ�س�س واملقومات الأ�سا�سية‪ ,‬والعمل بها‬ ‫مثل‪ :‬النية‪ ,‬والإخال�ص ال�صادق‪ ,‬والعلم النافع‪,‬‬ ‫والدعاء‪ ,‬واال�ستعانة باهلل واالقتداء بالر�سول‬ ‫(�صلى اهلل عليه و�سلم)‪ ,‬والرفقة ال�صاحلة‪.‬‬ ‫العلم ب�أن احلياة مزرعة للآخرة‬ ‫�إن امل�ؤمن احلق هو الذي يعلم علم اليقني ب�أن‬ ‫هذه احلياة الدنيا مل تخلق للعب واللهو والعبث‬ ‫بل هي مبثابة مزرعة للآخرة يجد ويجتهد فيها‬ ‫ليزرعها بكل �أنواع الطاعات والعبادات والأعمال‬ ‫ال�صاحلة من �أجل الثبات على الدين والإميان‬ ‫والهداية والر�شاد والفوز بر�ضوان اهلل يف الدنيا‬ ‫والآخرة‪.‬‬ ‫ف�ضل العلم‬ ‫وال يخفى على امل�ؤمن �أهمية وف�ضل العلم يف‬ ‫حتقيق الثبات على الهداية‪ ,‬ونيل ر�ضا اهلل‪.‬‬ ‫العلم النافع والعمل ال�صالح‬ ‫من �أهم مقومات الثبات على الدين والهداية‬ ‫طلب العلم النافع والتفقه يف الدين‪ .‬والقر�آن‬ ‫الكرمي وال�سنة النبوية حافالن بالآيات‬ ‫والأحاديث التي حتث على ذلك وتبني ف�ضل‬

‫العلم‪ ,‬و�أهميته يف حياة الإن�سان‪ ,‬قال تعاىل‪) :‬‬ ‫ين �آ َم ُنوا مِ ن ُك ْم َوا َّلذِ َ‬ ‫َي ْر َف ِع اللهَّ ُ ا َّلذِ َ‬ ‫ين �أُو ُتوا ا ْل ِع ْل َم‬ ‫َد َر َجاتٍ ( املجادلة‪.11/‬‬ ‫وقال ر�سول اهلل ـ �صلى اهلل عليه و�سلم ـ‪( :‬من يرد‬ ‫ريا يفقهه يف الدين) وقال‪( :‬من �سلك‬ ‫اهلل به خ ً‬ ‫طريقـًا يلتم�س فيه عل ًما �سهل اهلل له طريقـًا �إىل‬ ‫اجلنة)‪.‬‬ ‫�إن العلم النافع هو الذي يهدي �إىل الأميان وطاعة‬ ‫اهلل وعبادته والقيام بالعمل ال�صالح فاملرء يعلم‬ ‫في�ؤمن‪ ,‬ومقت�ضاه �أن الإميان قبل العلم‪ ,‬قال اهلل‬ ‫عز جل‪َ ) :‬و ِل َي ْعلَ َم ا َّلذِ َ‬ ‫ين �أُو ُتوا ا ْل ِع ْل َم �أَ َّن ُه الحْ َ ُّق مِ ن‬ ‫َّر ِّب َك َف ُي�ؤْمِ ُنوا ِب ِه َفتُخْ ِبتَ َل ُه ُق ُلو ُب ُه ْم َو�إِ َّن اللهَّ َ َلهَا ِد‬ ‫ا َّلذِ َ‬ ‫ِيم( احلج‪.54/‬‬ ‫ين �آ َم ُنوا �إِلىَ ِ�ص َر ٍ‬ ‫اط ُّم ْ�س َتق ٍ‬ ‫االقتداء بالر�سول وال�صحابة وال�سلف ال�صالح‬ ‫من عوامل الثبات على احلق والهداية كذلك‬ ‫النظر يف �أحوال من �سبقونا يف طريق اخلري‬ ‫والطاعة وقراءة �سريهم وال�سري على نهجهم‬ ‫ال�صحيح وخا�صة الر�سول القدوة (�صلى اهلل‬ ‫عليه و�سلم) و�صحابته الكرام وال�سلف ال�صالح‬ ‫ر�ضوان اهلل عليهم‪َ ) :‬ل َق ْد َكا َن َل ُك ْم فيِ َر ُ�سولِ اللهَّ ِ‬ ‫�أُ ْ�س َو ٌة َح َ�س َن ٌة لمِّ َن َكا َن َي ْر ُجو اللهَّ َ َوا ْل َي ْو َم ْالآخِ َر َو َذ َك َر‬ ‫اللهَّ َ َكثِرياً( الأحزاب‪.21/‬‬ ‫ولهذا ف�إن على الإن�سان امل�ؤمن االقتداء بالر�سول‬ ‫عليه ال�صالة وال�سالم يف �أقواله و�أفعاله و�أحواله‬ ‫و�سلوكياته‪ ..‬وكذلك ال�سري على نهج ال�صحابة‬ ‫وال�سلف ال�صالح والتابعني‪.‬‬ ‫الرفقة ال�صاحلة‬ ‫�صحبة اجلماعة امل�ؤمنة والتزامها وعدم االفرتاق‬

‫عمر العيا�ش‬ ‫عنها من �أهم مقومات الثبات على الهداية لأنها‬ ‫تعمل على توطيد �أوا�صر املحبة يف اهلل والتعاون‬ ‫على الرب والتقوى والتكافل والت�ضامن ـ‬ ‫قال تعاىل‪َ ) :‬و ْاع َت ِ�ص ُمواْ ب َِح ْبلِ اللهّ ِ َجمِ يعاً َو َال‬ ‫َت َف َّر ُقواْ َوا ْذ ُك ُرواْ ِن ْع َمتَ اللهّ ِ َعلَ ْي ُك ْم �إِ ْذ ُكن ُت ْم �أَ ْعدَاء‬ ‫َف�أَ َّل َف َبينْ َ ُق ُلو ِب ُك ْم َف�أَ ْ�ص َب ْح ُتم ِب ِن ْع َم ِت ِه ِ�إ ْخ َواناً( �آل‬ ‫عمران‪ .153/‬وقال ر�سول اهلل ـ �صلى اهلل عليه‬ ‫و�سلم ـ‪( :‬املرء على دين خليله فلينظر �أحدكم‬ ‫من يخالل) وقال‪( :‬عليكم باجلماعة ف�إمنا ي�أكل‬ ‫الذئب من الغنم القا�صية)‪.‬‬ ‫الدعاء واال�ستعانة باهلل‬ ‫الدعاء روح العبادة ولبها وهو مطلوب من‬ ‫الإن�سان يف كل الأحوال يف ال�سراء وال�ضراء‪,‬‬ ‫ويعترب من �أكرب عوامل الثبات على الهداية‪ :‬قال‬ ‫يب‬ ‫تعاىل‪َ ) :‬و�إِ َذا َ�س َ�أ َل َك عِ َبادِي َع ِّني َف ِ�إنيِّ َقر ٌ‬ ‫ِيب �أُجِ ُ‬ ‫د َْع َو َة الدَّا ِع ِ�إ َذا َدعَانِ َف ْل َي ْ�س َتجِ ي ُبواْ ليِ َو ْل ُي�ؤْمِ ُنواْ بِي‬ ‫َل َع َّل ُه ْم َي ْر ُ�شدُو َن( البقرة‪ .186/‬وقال ر�سول اهلل ـ‬ ‫�صلى اهلل عليه و�سلم ـ‪( :‬ال تعجزوا يف الدعاء ف�إنه‬ ‫ال يهلك مع الدعاء �أحد) رواه احلاكم يف �صحيحه‬ ‫من حديث �أن�س‪ .‬وقال � ً‬ ‫أي�ضا‪�( :‬إن اهلل تعاىل يحب‬ ‫امللحني يف الدعاء) ذكره الأوزاعي عن الزهري‬ ‫عن عروة عن عائ�شة ر�ضي اهلل عنها‪.‬‬ ‫ومن دعاء ر�سول اهلل (�صلى اهلل عليه و�سلم) ـ يف‬ ‫الثبات على الهداية‪ ,‬الذي يجب على الإن�سان‬ ‫امل�سلم الإكثار منه ـ قوله (�صلى اهلل عليه و�سلم)‪:‬‬ ‫(اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك)‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫هل ترغبين‬ ‫بزيادة‬ ‫العافية؟‬ ‫حممد ر�شيد العويد‬

‫عزيزتي‪:‬‬ ‫�إذا كنت تنعمني بالعافية �أفما تريدين دوامها‬ ‫وزيادتها؟ و�إذا �أوتيت ماال واف ًرا �أما ترغبني يف‬ ‫تكاثره وعدم نق�صانه؟ و�إذا كنت تعي�شني يف �أمن‬ ‫�أما تتمنني �أن يبقى هذا الأمن بعيدًا عن كل‬ ‫خوف؟‬ ‫ال �شك يف �أنك �ستقولني بلى‪ .‬بلى �أريد دوام‬ ‫العافية زيادة املال‪ ,‬وبقاء الأمن‪.‬‬ ‫و�أنت توافقيني على �أن من منحك العافية‪,‬‬ ‫ورزقك املال‪ ,‬ووهبك الأمن هو اهلل �سبحانه‪ ,‬و�أنه‬ ‫ـ جل �ش�أنه ـ هو الذي ميلك �أن يحفظ لك تلك‬ ‫النعم ويزيدك منها‪ ..‬كما ميلك تعاىل �أن ينزعها‬ ‫عنك ويحرمك منها‪.‬‬ ‫وال �أح�سب �أنه يغيب عنك ال�سبيل الذي يو�صلك‬ ‫�إىل حفظ اهلل لنعمه عليك‪ ,‬وزيادتها لك‪� .‬إنه‬ ‫ال�شكر‪� ..‬شكره �سبحانه وحمده ‪� ,‬شكره على‬ ‫ف�ضله وحمده على عطائه‪.‬‬ ‫يقول اهلل تعاىل‪َ ( :‬و�إِ ْذ َت�أَ َّذ َن َر ُّب ُك ْم َلئِن َ�ش َك ْرتمُ ْ‬ ‫لأَزِي َد َّن ُك ْم َو َلئِن َك َف ْرتمُ ْ �إِ َّن َع َذابِي َل َ�شدِ يدٌ)‬ ‫�إبراهيم‪.7/‬‬ ‫و�إذا �س�ألت‪ :‬كيف �أ�شكر اهلل تعاىل؟ هل يكفي �أن‬ ‫�أقول احلمد هلل؟ و�أجيبك ف�أقول‪ :‬هذا وجه من‬ ‫وجوه �شكره �سبحانه‪ :‬فا�شكريه بل�سانك و�أنت‬ ‫تتذكرين نعمه الكثرية‪ ,‬وف�ضله الكبري‪ ,‬ورحمته‬ ‫‪42‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫الوا�سعة‪.‬‬ ‫ومع �شكر الل�سان هناك �شكر العمل‪ ,‬كما قال‬ ‫(اع َم ُلوا �آ َل دَا ُوو َد ُ�ش ْكراً َو َقل ٌ‬ ‫ِيل ِّمنْ عِ َبادِيَ‬ ‫تعاىل‪ْ :‬‬ ‫َّ‬ ‫ال�ش ُكو ُر) �سب�أ‪.13/‬‬ ‫و�شكر العمل يكون بطاعته �سبحانه يف كل ما �أمر‪,‬‬ ‫واالبتعاد عن كل ما نهى عنه وزجر‪.‬‬ ‫(اع َملواُ‬ ‫روي �أن داود عليه ال�سالم قال حني نزلت ْ‬ ‫�آ َل دَا ُوو َد ُ�ش ْكراً)‪( :‬يا رب كيف �أطيق �شكرك على‬ ‫نعمك‪ ,‬و�إلهامي �شكرك نعمة منك؟ فقال‪ :‬يا داود‬ ‫الآن عرفتني‪.‬‬ ‫يقول القرطبي يف تف�سريه‪( :‬حقيقة ال�شكر‪:‬‬ ‫االعرتاف بالنعمة للمنعم‪ ,‬وا�ستعمالها يف طاعته‪.‬‬ ‫والكفران ا�ستعمالها يف املع�صية)‪.‬‬ ‫و�سمع عمر بن اخلطاب رجال يقول‪ :‬اللهم‬ ‫اجعلني من القليل‪ ,‬فقال عمر ـ ر�ضي اهلل عنه ـ‪,‬‬ ‫ما هذا الدعاء؟ فقال الرجل‪� :‬أردت قوله تعاىل‪:‬‬ ‫( َو َقل ٌ‬ ‫ِيل ِّمنْ عِ َبادِيَ َّ‬ ‫ال�ش ُكو ُر(‪ ،‬فقال ر�ضي اهلل‬ ‫عنه‪ :‬كل النا�س �أعلم منك يا عمر‪.‬‬ ‫عزيزتي‪ :‬تذكري دائ ًما �أن ال�شكر مدمي للنعمة‪,‬‬ ‫و�سبب يف زيادتها‪ ,‬ف�أكرثي من �شكر اهلل تعاىل‬ ‫وحمده‪.‬‬ ‫ا�شكريه بل�سانك‪ ,‬وا�شكريه بقلبك‪ ,‬وا�شكريه‬ ‫بعملك‪.‬‬

‫عام أدبر وعام أقبل‬ ‫بقلم‪ :‬خلدون هالل �أحمد‬ ‫تدري�سي يف ثانوية ال�شيخ عبد العزيز‬ ‫ال�سامرائي الإ�سالمية‬ ‫ـ الفلوجة ـ‬ ‫قال اهلل تعاىل يف �سورة التوبة‪�(:‬إِ َّن عِ َّد َة ُّ‬ ‫ال�شهُو ِر‬ ‫عِ ن َد اللهّ ِ ا ْث َنا ع َ​َ�ش َر َ�شهْراً فيِ ِك َتابِ اللهّ ِ َي ْو َم َخلَ َق‬ ‫ال�س َما َوات َوالأَ ْر َ‬ ‫�ض مِ ْنهَا �أَ ْر َب َع ٌة ُح ُر ٌم َذل َِك الد ُ‬ ‫ِّين‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ا ْل َق ِّي ُم فال َتظ ِل ُموا فِيهِنَّ �أن ُف َ�سك ْم َوقا ِتلوا المْ ْ�ش ِر ِك َ‬ ‫ني‬ ‫َك�آ َّف ًة َك َما ُي َقا ِت ُلو َن ُك ْم َك�آ َّف ًة َو ْاعلَ ُمواْ �أَ َّن اللهّ َ َم َع‬ ‫المْ ُ َّت ِق َ‬ ‫ني(‪.‬‬ ‫ها نحن �أيها الإخوة الكرام‪ ،‬مند �أيدينا مودعني‬ ‫عاما هجريا ما�ضيا ال ندري ما اهلل حاكم لنا فيه‪،‬‬ ‫ون�ستقبل عاما هجريا جديدا ال ندري ما اهلل‬ ‫قا�ض لنا فيه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫�إن هذه الأيام وال�سنني التي متر علينا‪� ،‬إمنا هي‬ ‫معدودة من �أعمارنا التي كتبها اهلل علينا‪ ،‬وال‬ ‫ندرك �أن هذا العام الذي م�ضى ال يعود علينا مرة‬ ‫�أخرى‪ ،‬بل �سي�أتي عام �آخر غريه‪.‬‬ ‫فيجب علينا �أيها الأحباب الكرام �أن ندرك مدى‬ ‫�أهمية الوقت والأيام وال�سنني‪ ،‬وان ال جنعلها‬ ‫تذهب من غري فائدة‪ ،‬وقد ورد يف بع�ض الأدعية‪:‬‬ ‫(ال بورك يل بطلوع �شم�س يوم مل �أزدد فيه علمـًا‪،‬‬ ‫وال بورك يل بطلوع �شم�س يوم مل �أزدد فيه من‬ ‫اهلل قربـًا) وورد يف الأثر �أي�ضا‪َ ( :‬م ْغ ُب ٌ‬ ‫ون من‬ ‫ت�ساوى يوماه)‪.‬‬

‫و�أن هذا الوقت الذي ال نهتم به‪ ،‬هو �إما �شاهد لنا‬ ‫�أو علينا‪ ،‬ونحن م�س�ؤولني عنه يوم القيامة‪ .‬يقول‬ ‫عليه ال�صالة وال�سالم‪( :‬ال ُ‬ ‫تزول َق َدمَا َع ْبدٍ يو َم‬ ‫القيام ِة حتى ُي�س�أ َل عنْ �أربع ٍ عنْ ُع ُم ِر ِه فيما �أفنا ُه‬ ‫وعنْ ج�سدِ ه فيما �أ ْبال ُه وعنْ مال ِه مِ نْ �أ ْي َن اكت�سب ُه‬ ‫وفيما �أ ْن َف َق ُه وعنْ عِ لمِ ِه ماذا عَمِ َل بهِ)‪.‬‬ ‫ويعلمنا احلبيب امل�صطفى ـ �صلى اهلل عليه و�سلم ـ‬ ‫اغتنام الفر�ص قبل فواتها فيقول‪( :‬اغتنم خم�سا‬ ‫قبل خم�س �شبابك قبل هرمك و�صحتك قبل‬ ‫�سقمك وغناءك قبل فقرك وفراغك قبل �شغلك‬ ‫وحياتك قبل موتك)‪.‬‬ ‫دقـات قـلـب الـمـرء قـائـلـة لـه‬ ‫�إن الـحـيــاة دقـائــق وثـوانـي‬ ‫ ‬ ‫فارفع لنف�سك بعد موتك ذكرها‬ ‫فـالـذكـر لـلإن�ســان عـمـر ثـان‬ ‫ ‬ ‫ويف اخلتام‪ :‬ال ي�سعنا �إال �أن نبتهل �إىل اهلل جلت‬ ‫قدرته �أن يجعل الأيام املا�ضية �شاهدة لنا ال‬ ‫علينا‪ ،‬كما ن�س�أله تعاىل �أن يوفقنا ملرا�ضيه و�أن‬ ‫ريا من ما�ضيه‪،‬‬ ‫يجعل م�ستقبل حالنا وحالكم خ ً‬ ‫�إنه �سميع جميب‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫هل‬ ‫معيار‬ ‫الدين‬ ‫والخـلق‬ ‫ُ‬ ‫يكفي؟‬

‫العوض من اهلل‬ ‫ميادة �سعد الدين‬ ‫يقول ال�شيخ عائ�ض القرين يف كتابه (ال حتزن)‪:‬‬ ‫ريا منه �إذا‬ ‫ال ي�سلبك اهلل �شي ًئا �إال عو�ضك خ ً‬ ‫�صربت واحت�سبت (من �أخذت حبيبتيه ف�صرب‬ ‫عو�ضته منهما اجلنة) يعني عينيه (من �سلبت‬ ‫�صفيه من �أهل الدنيا ثم احت�سب عو�ضته من‬ ‫اجلنة) من فقد ابنه و�صرب ُبني له بيت احلمد‬ ‫يف اخللد‪ ,‬وق�س على هذا املنوال ف�إن هذا جمرد‬ ‫مثال‪.‬‬ ‫فال ت�أ�سف على م�صيبة ‪ ,‬ف�إن الذي قدرها عنده‬ ‫جنة وثواب وعو�ض و�أجر عظيم‪.‬‬ ‫�إن �أولياء اهلل امل�صابني املبتلني ينوه بهم يف‬

‫(�س َ‬ ‫ال ٌم َعلَ ْي ُكم بمِ َا َ�صبرَ ْ تمُ ْ َف ِن ْع َم ُع ْق َبى‬ ‫الفردو�س‪َ :‬‬ ‫الدَّارِ) الرعد‪.24/‬‬ ‫ٌ‬ ‫وحق علينا �أن ننظر يف عو�ض امل�صيبة وثوابها‬ ‫ُ‬ ‫وخلفها اخلري (�أو َلـئ َِك َعلَ ْي ِه ْم َ�صلَ َو ٌات مِّن َّر ِّب ِه ْم‬ ‫َو َر ْح َم ٌة َو�أُو َلـئ َِك هُ ُم المْ ُ ْه َتدُو َن) البقرة‪ ،157/‬هني ًئا‬ ‫للم�صابني‪ ،‬ب�شرى للمنكوبني‪.‬‬ ‫�إن عمر الدنيا ق�صري وكنزها حقري‪ ,‬والآخرة خري‬ ‫و�أبقى فمن �أ�صيب هنا كوفئ هناك‪ ,‬ومن تعب‬ ‫هنا ارتاح هناك‪� ,‬أما املتعلقون بالدنيا‪ ,‬العا�شقون‬ ‫لها‪ ,‬الراكنون �إليها‪ ,‬ف�أ�شد ما على قلوبهم فوت‬ ‫حظوظهم منها‪ ,‬وتنغي�ص راحتهم فيها‪ ,‬لأنهم‬

‫يريدونها وحدها فلذلك تعظم عليهم امل�صائب‪,‬‬ ‫وتكرب عندهم النكبات لأنهم ينظرون حتت‬ ‫�أقدامهم‪ ,‬فال يرون �إال الدنيا الفانية الزهيدة‬ ‫الرخي�صة‪.‬‬ ‫�أيها امل�صابون ما فات �شيء و�أنتم الرابحون‪ ,‬فقد‬ ‫بعث لكم بر�سالة بني �أ�سطرها لطف وعطف‬ ‫وثواب وح�سن اختيار‪� ,‬إن على امل�صاب الذي �ضرب‬ ‫عليه �سرادق امل�صيبة �أن ينظر لريى �أن النتيجة‬ ‫اب بَاطِ ُن ُه فِي ِه ال َّر ْح َم ُة‬ ‫( َف ُ�ضر َِب َب ْي َنهُم ب ُِ�سو ٍر َّل ُه َب ٌ‬ ‫َو َظاهِ ُر ُه مِ ن ِق َب ِل ِه ا ْل َع َذ ُاب) احلديد‪ ،13/‬وما عند‬ ‫اهلل خري و�أبقى و�أهن�أ وامر�أ و�أجل و�أعلى‪.‬‬

‫لكل شيء عالمة‬ ‫من عالمة علو الهمة �أال تر�ضى لنف�سك من كل �شيء �إال ب�أح�سنه‪.‬‬ ‫ومن عالمة الورع �أن تتوقى ال�شبهات‪.‬‬ ‫ومن عالمة الزهد �أن تعر�ض عن الدنيا‪ ,‬وهي مقبلة عليك‪.‬‬ ‫ومن عالمة احلكمة �أن حتمل نف�سك على ما تريد �أن تدعو النا�س �إليه‪.‬‬ ‫ومن عالمة احلمية هلل �أال تتوىل من ينتهك حمارمه‪.‬‬ ‫ومن عالمة الإخال�ص �أن يهمك الر�ضا من ربك عما تعمل‪ ,‬قبل �أن يهمك الر�ضا من النا�س‪.‬‬ ‫ومن عالمة اال�ستقامة �أال تتغري ف�ضائلك بتغري �أحوالك‪.‬‬ ‫�إبراهيم حممد العبيدي‬ ‫‪44‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫ورود وا�صف‬

‫لي�س فقط هذا املعيار يا حبيبة‪ ,‬ولكنه �أهم‬ ‫املعايري يف مقابل �أي معيار �آخر‪ ,‬وتقدميه‬ ‫على غريه حممود العقبى‪.‬‬ ‫وهو عند اهلل ور�سوله (�صلى اهلل عليه‬ ‫و�سلم) له الف�ضلى‪..‬‬ ‫الَ َيامَى مِ ن ُك ْم‬ ‫قال اهلل تعاىل‪َ ( :‬و�أَنك ُِحوا ْ أ‬ ‫ال�صالحِ ِ َ‬ ‫ني مِ نْ عِ َبا ِد ُك ْم َو ِ�إمَا ِئ ُك ْم ِ�إن َي ُكو ُنوا‬ ‫َو َّ‬ ‫ُف َق َراء ُي ْغ ِن ِه ُم اللهَّ ُ مِ ن َف ْ�ض ِل ِه َواللهَّ ُ َوا�سِ ٌع‬ ‫َعلِي ٌم) النور‪ .32/‬فمن املعايري لقبول‬ ‫الرجل يف اخللق �أمانته‪ ..‬فالأمانة هي‬ ‫ال�صفة التي �أهلت �سيدنا مو�سى لأن يقبله‬ ‫زوجا البنته عندما ذكرته له‪.‬‬ ‫�شيخ مدين ً‬ ‫ا�س َت ْ�أ َج ْر َت‬ ‫ا�س َت�أْجِ ْر ُه �إِ َّن َخيرْ َ م َِن ْ‬ ‫( َيا �أَبَتِ ْ‬ ‫ا ْل َقوِيُّ ْ أَ‬ ‫المِ ُ‬ ‫ني) الق�ص�ص‪.26/‬‬

‫* فانتبهي يا فتاة الإ�سالم‪..‬‬ ‫عن معنى الدين يف احلديث‪�( :‬إذا �أتاكم‬ ‫من تر�ضون خلقه ودينه‪ )...‬ينطوي عليه‬ ‫الكثري من الأحكام‪..‬‬ ‫فالدين لي�س جمرد عبادات ظاهرة‪..‬‬ ‫و�إمنا ترجمة عملية لتلك العبادات يا‬ ‫فتاتي احلائرة‪..‬‬ ‫فتوكلي على اهلل وا�ستخرييه يف اختيارك‪,‬‬ ‫وكوين يف توكلك ور�ضاك ماهرة �صابرة‪..‬‬ ‫ال تغرتوا باملظاهر‪..‬‬ ‫يا من قبلتم بالطارق‪..‬‬ ‫الذي مد لكم من املال‪ ,‬هدايا ذات �ألوان‬ ‫ومطارق‪ ..‬وغفلتم عن �س�ؤال حلاله‪..‬‬ ‫وتعاميتم عن �سوء �أخالقه مباله‪..‬‬

‫ف�سريديكم �سوء االختيار‪� ,‬إىل �سوء احلال‬ ‫وامل�آل‪..‬‬ ‫* عن �سهل بن �سعد ال�ساعدي قال مر على‬ ‫ر�سول اهلل (�صلى اهلل عليه و�سلم) رجل‬ ‫فقال النبي (�صلى اهلل عليه و�سلم) ما‬ ‫تقولون يف هذا الرجل قالوا ر�أيك يف هذا‬ ‫نقول هذا من �أ�شرف النا�س هذا حري �إن‬ ‫خـَطب �أن ُيخطب و�إن �شـَفع �أن ُي�شفع و�إن‬ ‫قال �أن ُي�سمع لقوله ف�سكت النبي (�صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم) ومر رجل �آخر فقال‬ ‫النبي (�صلى اهلل عليه و�سلم) ما تقولون‬ ‫يف هذا قالوا نقول واهلل يا ر�سول اهلل هذا‬ ‫من فقراء امل�سلمني هذا حري �إن خـَطب‬ ‫مل ُينكح و�إن �شفع ال ي�شفع و�إن ال ُي�سمع‬ ‫لقوله فقال النبي (�صلى اهلل علية و�سلم)‬ ‫ري من ملء الأر�ض مثل هذا) رواه‬ ‫لهذا خ ٌ‬ ‫ابن ماجة‪.‬‬ ‫‪45‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫هكذا يريدك اهلل أن تكوني‬ ‫وهذا ما أوصاك به رسول اهلل ـ صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫ب�شار بكري‬

‫�أيتها الزوجة امل�ستنرية بهدي دينها‪� :‬إن اهلل‬ ‫تعاىل جعل لك ً‬ ‫ع�شا يحت�ضنك وزوجك بطم�أنينة‬ ‫و�سكينة‪ ,‬وتن�ش�أ بينكما فيه املودة والرحمة مع‬ ‫الراحة والأمن وال�سرور‪ ,‬فيتعطر هذا الع�ش‬ ‫بال�سعادة بعيدًا عن منغ�صات احلياة‪.‬‬ ‫قال تعاىل‪َ ( :‬ومِ نْ �آ َيا ِت ِه �أَنْ َخلَ َق َل ُكم ِّمنْ �أَن ُف�سِ ك ْمُ‬ ‫�أَ ْز َواجاً ِّل َت ْ�س ُك ُنوا ِ�إ َل ْيهَا َو َج َع َل َب ْي َن ُكم َّم َو َّد ًة َو َر ْح َم ًة‬ ‫ِ�إ َّن فيِ َذل َِك َ آليَاتٍ ِّل َق ْو ٍم َي َت َف َّك ُرو َن) الروم‪ ،21/‬ففي‬ ‫هذه الآية �أ�س�س احلياة العاطفية الهانئة الهادئة‪,‬‬ ‫فالزوجة مالذ الزوج ي�أوي �إليها بعد جهده‬ ‫اليومي يف �سبيل حت�صيل لقمة العي�ش‪ ,‬ويركن‬ ‫�إىل م�ؤان�ستها بعد كده و�سعيه ود�أبه‪ ,‬في�سكن يف‬ ‫نهاية املطاف �إىل الزوجة احلنون التي من �ش�أنها‬ ‫�أن تلقاه فرحة مرحة‪ ...‬طلقة الوجه‪� ..‬ضاحكة‬ ‫الأ�سارير‪ ,‬يجد منها ـ يف كل حني ـ �أذنـًا �صاغية‪,‬‬ ‫وقل ًبا حان ًيا‪ ,‬وحديثـًا رقيقـًا حل ًوا يخفف عنه‪,‬‬ ‫ويذهب ما به من �آالم احلياة‪ ,‬فالزوجة �سكن‬ ‫للزوج يركن �إليها لريوي ظم�أه يف ظالل احلب‬ ‫واملودة والطهر‪ ,‬قال ـ �صلى اهلل عليه و�سلم ـ‪:‬‬ ‫(الدنيا متاع‪ ,‬وخري متاع الدنيا املر�أة ال�صاحلة)‬ ‫�أخرجه م�سلم و�أحمد‪ ,‬ويف رواية‪( :‬الدنيا متاع‪,‬‬ ‫ولي�س من متاع الدنيا �شيء �أف�ضل من املر�أة‬ ‫ال�صاحلة) �أخرجه ابن ماجة‪.‬‬ ‫وقال ـ �صلى اهلل عليه و�سلم ـ‪( :‬ما ا�ستفاد امل�ؤمن‪,‬‬ ‫ريا له من زوجة �صاحلة‪� ,‬إن‬ ‫بعد تقوى اهلل‪ ,‬خ ً‬ ‫�أمرها �أطاعته‪ ,‬و�إن نظر �إليها �سرته‪ ,‬و�إن �أق�سم‬ ‫عليها �أبرته‪ ,‬و�إن غاب عنها ن�صحته يف نف�سها‬ ‫وماله) �أخرجه ابن ماجة‪ ،‬وقال ـ �صلى اهلل عليه‬ ‫و�سلم ـ‪( :‬ليتخذ �أحدكم قل ًبا �شاك ًرا‪ ,‬ول�سانـًا ذاك ًرا‪,‬‬ ‫وزوجة م�ؤمنة‪ ,‬تعني �أحدكم على �أمر الآخرة)‬ ‫�أخرجه ابن ماجة‪ ,‬فكوين يا �أختاه تلك املر�أة‪.‬‬ ‫وت�أملي �أيتها احل�صيفة كيف قرن ر�سول اهلل ـ‬ ‫�صلى اهلل عليه و�سلم ـ بني الذكر وال�شكر ـ وهما‬ ‫من �أعظم العبادات التي يتقرب بها �إىل اهلل‬ ‫�سبحانه ـ وبني الزوجة امل�ؤمنة املراعية ملقت�ضى‬ ‫�إميانها‪� ,‬أال وهي حقوق الزوجية‪ ,‬ف�أخربيني‪:‬‬ ‫�أي دين من الأديان‪� ..‬أم �أي جمتمع �أعطاك ذلك‬ ‫الف�ضل العظيم!!!‬

‫‪46‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫فـ َر ُح الزمان‬ ‫َ‬ ‫و�أت��������ى امل���ب�������ش��� ُر �أح�����م����� ٌد حم��م��ـ��ـ��ود‬ ‫خ��ل��ع��تْ غ�����ش��اوت��ه��ا احل���ي���اة ُ ب��ن��وره‬ ‫ُب��ع��ث ال��ر���س ُ‬ ‫��ول اىل الأن����ام م��وح��دا‬ ‫وان��ه�� َّد ���س��ق ُ��ف ال��ك��ف��ر ف���وق طغامه‬ ‫وارت���ـ���ـ���ـ���د ب���اط���ل���ه���م ع���ل���ى �أدب��������اره‬ ‫فبه اه��ت��دى يف امل�شرقني هداتها‬ ‫ن������ور م����ن امل�������وىل ع��ل�ا ظ��ل��م��اتِ��ه��ا‬ ‫م��ي��ث��اق��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ�� ُه ْان ل���ل���ع���ب���ادة ازل����ف����ت ْ‬ ‫يف م���ك���ة ال�����غ�����راء ع����ا�����ش م��ف��ن��دا‬ ‫وم���ب�������ش��� ٌر ب���ال���ع���ف���و ب���ع���د م��ث��ـ��ـ��ـ��وب�� ٍة‬ ‫ف���امل����ؤم���ن���ون اىل اجل���ن���ان م���آل��ه��م‬ ‫َم����ن ���س��ع��ي��ه ن��ح��واجل��ن��ان فاهلها‬ ‫ول��ئ��ن ن�����س��ي��تَ وم���ل���تَ ع���ن م��ي��ث��اق�� ِه‬

‫حديث نبوي‬

‫عن �أبي هريرة (ر�ضي اهلل عنه)‪:‬‬ ‫َ‬ ‫لعن ر�سول اهلل (�صلى اهلل عليه و�سلم) الرجل‬ ‫يلب�س لب�سة املر�أة‪ ،‬واملر�أة تلب�س لب�سة الرجل‪.‬‬ ‫رواه �أبو داود ب�إ�سناد �صحيح‪.‬‬

‫�سمية العبيدي‬

‫ف���ـَ���ـ���ـَ���ر ُح ال����زم����ان حم���م��� ٌد م���ول���و ُد‬ ‫وان�������زا َح ع���ن ق�����س��م��ا ِت��ه��ا اجل��ل��م��و ُد‬ ‫ا���ض��ح��ى ال�����ش��ت��ي��تُ ك���أن��ـ��ـ��ه ع��ن��ق��ـ��و ُد‬ ‫ه���ل���ك���وا ج��م��ي��ع��ا ����ض��� ّم���ه���م اخ������دو ُد‬ ‫(‪)1‬‬ ‫اذ ق��ام م��ن �أل���ق ال��ه��دى ع��ام��و ُد‬ ‫وال���راف�������ض���ون ب��ن��ا�ؤه��ـ��م م��ه��ـ��ـ��دود ُ‬ ‫���ي��ر ون���ع���م���ى م���ال���ه���ا ���ص��ي��ه��ـ��و ُد‬ ‫خ ٌ‬ ‫�أع���م���ال���ـُ���ن���ا ‪ ,‬و َل���ـَ���ـَ���رب���ن���ـُ���ـ���ـ���ا امل���ع���ب���و ُد‬ ‫وب���ي���ث���ـ���ـ���رب ظ����ف���� ٌر ل���ـ���ه م��ع��ق��ـ��ـ��ـ��و ُد‬ ‫ولِ���ك���ـ���ـ���ل �����س����اع ٍ �أج������ـ������ ُره م��ن�����ض��و ُد‬ ‫وال���ك���اف���رون م�����ص�يره��م م��ر���ص��و ُد‬ ‫ول���ـَ���ك���ـ ُّ���ل مجَ�������دٍ غ ِ‬ ‫��ي�ره����ا م��������ردود ُ‬ ‫ف��اح�����ص�� ْد ع���ذاب���ـ���ك ان����ك امل��ن��ك��ـ��ـ��و ُد‬

‫(‪ )1‬اال�صح عمود ا�شبعتُ الهمزة ‪ -‬كما تفعل العامة – لت�ستقيم القافية‬

‫‪47‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫فتاوى‬ ‫ك��ان��ت النقود �سابقاً ت�صنع م��ن معدنني‪ :‬الذهب‬ ‫للدينار وهو روم��ي‪ ،‬والف�ضة للدرهم وهو فار�سي‪.‬‬ ‫وزكاة النقدين يف كتب الفقه يق�صد بها زكاة الذهب‬ ‫والف�ضة‪ ،‬دينار لكل �أربعني ديناراً بعد بلوغ الن�صاب‬ ‫وهو ع�شرون مثقا ًال (ديناراً) والف�ضة ن�صابها مائتا‬ ‫درهم وفيها خم�سة دراه��م �أي بن�سبة ‪ ..%2.5‬وذلك‬ ‫بعد حوالن احلول واخللو من الدين والزيادة عن‬ ‫احلوائجالأ�صلية‪.‬‬ ‫�أما زكاة احللي املعد لال�ستعمال؛ ف�إن كان من غري‬ ‫الذهب والف�ضة فال زك��اة فيه مهما ك��ان‪ ،‬و�إن كان‬ ‫ذهباً�أو ف�ضة فهناك ٌ‬ ‫خالف فمالك َو َّ‬ ‫ال�شا ِفع ُِّي َو�أَ ْح َم ُد‬ ‫قالوا لي�س يف ا ُ‬ ‫حللي زكاة‪ ،‬وال ي�صح لهذا القول دليل‬ ‫من الأثر‪.‬‬ ‫و�أبو حنيفة و�أ�صحابه قالوا‪ :‬فيها زكاة وهو الأحوط‬ ‫والأقوى دلي ً‬ ‫ال‪ ،‬وا�ستدلوا بجملة �أحاديث �أهمها‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫احا من َذهَبٍ‬ ‫ ‪ -‬عن �أُ ِّم َ�سلَ َم َة قالت )كنت �أ ْل َب ُ�س �أ ْو َ�ض ً‬ ‫فقلت‪ :‬يا َر ُ�سو َل اللهَّ ِ �أَ َك ْن ٌز هو؟ فقال‪ :‬ما َبلَ َغ �أَنْ ُت�ؤَدَّى‬ ‫(((‬ ‫َز َكا ُت ُه َف ُز ِّك َي َفلَ ْي َ�س ِب َك ْنزٍ(‬ ‫ وع��ن عَائ َِ�ش َة قالت )دخ��ل عَ��لَ َّ��ي ر�سول اللهَّ ِ ‪S‬‬‫َف���� َر�أَى يف َي���دَيَّ َف�� َت َ��خ��اتٍ من َورِقٍ فقال‪ :‬ما ه��ذا يا‬ ‫عَائ َِ�ش ُة؟ فقلت‪�َ :‬ص َن ْع ُت ُهنَّ �أَ َت َز َّي ُن لك يا َر ُ�سو َل اللهَّ ِ‪.‬‬ ‫قال‪� :‬أَ ُت َ�ؤد َ‬ ‫ِّين َز َكا َت ُهنَّ قلت‪ :‬ال؛ �أو ما َ�شا َء اهلل‪ .‬قال‪:‬‬ ‫َّ (((‬ ‫هو َح ْ�س ُبكِ من النارِ(‬ ‫ وورد �أَ َّن ْام َر�أَ ًة من �أَهْ لِ ا ْل َي َم ِن َ�أ َتتْ َر ُ�سو َل اللهَّ ِ ‪S‬‬‫َو ِبنْتٌ لها يف يَدِ ا ْب َن ِتهَا م َ​َ�س َك َتانِ َغل َ‬ ‫ِيظ َتانِ من َذهَبٍ‬ ‫ِّين َز َكا َة هذا؟ قالت‪ :‬ال‪ .‬قال‪� :‬أَ َي ُ�س ُّركِ �أنَْ‬ ‫فقال )�أَ ُت َ�ؤد َ‬ ‫ُي َ�س ِّو َركِ اهلل عز وجل ِب ِه َما يوم ا ْل ِق َيا َم ِة �سِ َوا َر ْي ِن من‬ ‫َنارٍ؟ قال‪َ :‬ف َخلَ َع ْت ُه َما َف�أَ ْل َق ْت ُه َما �إىل ر�سول اللهَّ ِ ‪S‬‬ ‫‪� -1‬أخرجه �أبو داود‪ ،‬ال�سنن‪َ ،‬باب ا ْل َك ْنزِ‪ ،‬حديث‬ ‫رقم ‪ .1564‬وقال العيني يف عمدة القاري ‪:254/8‬‬ ‫�إ�سناده جيد ورجاله رجال البخاري و�أخرجه‬ ‫احلاكم �أي�ضا و�صححه وقال على �شرط البخاري‪.‬‬ ‫‪� -2‬أخرجه �أبو داود‪َ ،‬باب ا ْل َك ْنزِ‪ ،‬حديث رقم ‪.1565‬‬ ‫واحلاكم‪ ،‬امل�ستدرك وقال‪� :‬صحيح على �شرط‬ ‫ال�شيخني ومل يخرجاه‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫يجيب عنها ف�ضيلة ال�شيخ‬ ‫الدكتور عبد ال�ستار عبد اجلبار‬ ‫اعداد د‪.‬رمي االعظمي‬ ‫زكاة احللي‪:::‬‬

‫(((‬ ‫تيمم �إنْ‬ ‫ال�صالة وال الطواف يف البيت �إال بو�ضوءٍ؛ �أو ٍ‬ ‫فقالت‪ :‬هُ َما للِهَّ ِ َو ِل َر ُ�سو ِل ِه ‪(.S‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫حللي مل يج ْد املا َء حقيقة �أو حكما (�أي عجز عن ا�ستعماله‬ ‫فهذه الأح��ادي��ث ت��دل على وج��وب الزكاة يف ا ُ‬ ‫ملر�ض �أو للحاج ِة �إىل املاء يف ال�شرب �أو الطبخ)‪ .‬ول ُه‬ ‫ٍ‬ ‫املع ِّد لال�ستعمال من الذهب والف�ضة �إذا بلغ الن�صاب‬ ‫وح����ده؛ �أو م��ع م��ا متلك امل�����ر�أة م��ن �أ���ص��ول نقدية قراءة القر�آن من حفظه دون م�س امل�صحف‪.‬‬ ‫وعرو�ض جتارة من غري �أن ي�ضاف �إىل مال الزوج‪،‬‬ ‫فالزوجة �شخ�صية م�ستقلة عن زوجها يف امللك وهي‬ ‫خماطبة بالتكاليف وحدها‪ ،‬وكذلك ال ي�ضاف �إىل امل�صافحة بني رجلني �أو امر�أتني �سنة ح�سنة جممع‬ ‫ملكها ما متلك بناتها من احللي وغ�يره يف الزكاة عليها عند التالقي ورد فيها �أح��ادي��ث منها‪ :‬قوله‬ ‫‪�) S‬إذا ا ْل َت َقى المْ ُ ْ�س ِل َمانِ َف َت َ�صا َف َحا َو َح��مِ ��دَا اللهَّ َ‬ ‫لأ َّنلكلٍ منهن�شخ�صي ًةم�ستقل ًة‪.‬‬ ‫عز وجل َو ْا�س َت ْغ َف َرا ُه ُغ ِف َر َل ُه َما(((( وقوله )ما من‬ ‫م ُْ�س ِل َمينْ ِ َي ْل َت ِق َيانِ َف َي َت َ�صا َف َحانِ �إال ُغ ِف َر َل ُه َما قبل �أَنْ‬ ‫َيفْترَ ِ َقا((((‪.‬‬ ‫�بر هو َوكما ُت ُ‬ ‫�سن امل�صافحة؛ ُت ْك َر ُه المْ ُ َعا َن َق ُة َوال َّت ْقبِي ُل‪ ،‬فقد‬ ‫رب و�أ�صغ َر؛ الأك ُ‬ ‫ق�سم الفقها ُء احلدث �إىل �أك َ‬ ‫َّ‬ ‫اللهَّ‬ ‫َ‬ ‫اجلنب واحلائ�ض والنف�ساء واملحتلم �إذا وجد �أث��راً �س�أل َر ُج ٌل َر ُ�سو َل ِ ‪) :S‬ال َّر ُج ُل مِ َّنا َي ْل َقى �أ َخا ُه �أو‬ ‫وامل�ستمني‪ ..‬واحل��دث الأ�صغر ب�سبب خروج ريح �أو َ�صدِي َق ُه �أَ َي ْن َحنِي له؟ قال‪ :‬ال‪ .‬قال‪� :‬أَ َف َي ْل َز ُم ُه َو ُي َق ِّب ُلهُ؟‬ ‫بول �أو غائط �أو نوم م�ستغرق �أو �إغماء �أو جنون �أو قال‪ :‬ال‪ .‬قال‪َ :‬ف َي�أْ ُخ ُذ بيده َف ُي َ�صاف ُِحهُ؟ قال‪ :‬نعم((((‪.‬‬ ‫ف ُي ْ�س َت َح ُّب َت َ�صا ُف ُح ال َّر ُجلِ مع الرجلِ َوالمْ َ ْر�أَ ِة مع املر�أةِ‪.‬‬ ‫د ٍم عند البع�ض‪.‬‬ ‫يف احل���دث الأك��ب�ر‪ :‬ال يجوز ق���راءة �آي���ة كاملة من و�أم��ا م�صافحة الرجلِ مع امل���ر�أ ِة الأجنبية‪ ،‬فالأمر‬ ‫وج َّوز له يحتاج �إىل جتلية وتو�ضيح‪:‬‬ ‫القر�آن فما فوق‪ ،‬وال يجوز املقام يف امل�سجد‪َ ،‬‬ ‫ال�شافعي االجتياز ماراً وف�سر ال�سبيل يف قوله تعاىل فالفقهاء يقولون‪ :‬ال جتوز م�صافحة املر�أة الأجنبية‬ ‫)�إِ َّال عَا ِبرِي َ�سبِيلٍ ( ب�أ َّنه املرور واالجتياز للم�سجد‪ ..‬ال�شابة؛ �أما العجوز فللرجل م�صافح ُتها‪َ ،‬وكان �أبو‬ ‫وق���ال �أب���و حنيفة ال ي��ج��وز للجنب دخ���ول امل�سجد َب ْكرٍ ‪ُ d‬ي َ�صا ِف ُح ا ْل َع َجا ِئ َز‪َ ..‬‬ ‫وال�ش ْيخ ال��ذي َي�أْم َُن‬ ‫ال مقيماً وال م���اراً تعلقاً بقوله ‪�) S‬إِنيِّ ال �أُحِ ُّ���ل على َن ْف�سِ ِه َو َعلَ ْيهَا يَحِ ُّل له المْ ُ َ�صا َف َح ُة ومن ال َي�أْم َُن‬ ‫ُ�صا َف َح ُتهَا لمِ َا فيه من‬ ‫ِ�ض وال ُج ُنبٍ ((((‪ ،‬وف�سر ال�سبيل يف الآية عليها َوال على َن ْف�سِ ِه ال تحَ ُِّل له م َ‬ ‫المْ َ ْ�سجِ َد لحِ َ ائ ٍ‬ ‫ْ ْ َ (((‬ ‫َّ‬ ‫ِي�ض ِلل ِفتن ِة فقد ورد الت�ساهل مع العجائز يف‬ ‫املتقدمة «�أي م�سافرين»‪ .‬واحلدث الأكرب ال يرفعه الت ْعر ِ‬ ‫�إال الغ�سل �أو التيمم ملن مل يجد املاء �أو مل ي�ستطع قوله تعاىل } َوا ْل َقوَاعِ ُد مِ َن ال ِّن َ�ساء الالتِي ال َي ْر ُجو َن‬ ‫ِن َكاحاً َفلَ ْي َ�س َعلَ ْيهِنَّ ُج َنا ٌح �أَن َي َ�ض ْع َن ِث َيا َب ُهنَّ َغيرْ َ‬ ‫ا�ستعمالهلعذركاملر�ض‪.‬‬ ‫ويف احل���دث الأ���ص��غ��ر‪ :‬ال يجوز م�س امل�صحف وال مُ�� َت�َب�رَ ِّ َج��اتٍ ِب��� ِزي��� َن���ةٍ{(((‪ ...‬و�سئل الإم���ام �أح��م��د عن‬ ‫‪� -3‬أخرجه �أبو داود‪ ،‬باب ا ْل َك ْنزِ‪ ،‬حديث رقم ‪ .1563‬الرجل ي�صافح املر�أة؟ قال‪ :‬ال و�شدد فيه جدا‪ ،‬قيل‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫والن�سائي‪َ ،‬باب َز َكا ِة الحْ ُ ل ِِّي‪ ،‬حديث رقم ‪� -5 .2479‬سنن �أبي داود‪َ ،‬باب يف المْ ُ َ�صاف َحةِ‪ ،‬حديث رقم‬ ‫وقال يف ن�صب الراية‪ :‬قال ابن القطان �إ�سناده ‪.5211‬‬ ‫َ‬ ‫�صحيح‪ ،‬وقال املنذري يف خمت�صره �إ�سناده ال ‪� -6‬سنن �أبي داود‪َ ،‬باب يف المْ ُ َ�صاف َحةِ‪ ،‬حديث‬ ‫رقم‪ .5212‬والرتمذي‪َ ،‬باب ما جاء يف المْ ُ َ�صا َف َح ِة‬ ‫مقال فيه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫المْ‬ ‫الجْ‬ ‫‪� -4‬أخرجه �أبو داود‪َ ،‬باب يف ُنبِ َيد ُْخل ْ�سجِ دَ‪ ، ،‬حديث رقم ‪ 2727‬وقال‪َ :‬حدِ ٌ‬ ‫ِيب‪.‬‬ ‫يث َح َ�س ٌن غر ٌ‬ ‫حديث رقم ‪ 232‬ويف مرقاة املفاتيح ‪� :149/2‬أبو ‪َ -7‬ر َوا ُه الترِّ ْ مِ ذِ يُّ َو َح َّ�س َنهُ‪.‬‬ ‫داود مل ي�ضعفه فيكون عنده �صاحلاً للإحتجاج ‪ -8‬ابن جنيم‪ ،‬البحر الرائق ‪.219/8‬‬ ‫‪� -9‬سورة النور‪ ،‬من الآية‪.60‬‬ ‫به ومن ثم ح�سنه ابن القطان وغريه‪.‬‬

‫في�صافحها بثوبه؟ قال‪ :‬ال‪.‬‬ ‫والأدلة على ما ذهب �إليه الفقهاء‪:‬‬ ‫ ق��ول عَائ َِ�ش ُة )واهلل ما م ََّ�ستْ َي��� ُد ُه َي�� َد ْام���� َر�أَ ٍة َق ُّط‬‫يف المْ ُ َبا َي َع ِة ما ُي َبا ِي ُع ُهنَّ �إال ِب َق ْو ِل ِه قد َبا َي ْع ُت ِك على‬ ‫َذلِكِ (‪.(((1‬‬ ‫ ويف حديث �آخر )�إين ال �أُ َ�صا ِف ُح ال ِّن َ�ساءَ((‪.((1‬‬‫ والدليل العقلي وهو خوف الفتنة؛ بقرينة جواز‬‫م�صافحةالعجوزلأمنالفتنة‪.‬‬ ‫وق�����ول ع��ائ�����ش��ة ي���دخ���ل يف ب����اب ال���ت��روك ع��ن��د‬ ‫الأ�صوليني؛ وال�تروك داخلة يف الأفعال لأنها‬ ‫ك ٌ��ف وال��ك ُ��ف ف��ع ٌ��ل؛ وال��ف��ع�� ُل امل��ج��ر ُد ال يثبت به‬ ‫��وب �أو ح��رم�� ٌة‪ ،‬وق��ول��ه )ال �أُ� َ��ص��افِ�� ُح ال ِّن َ�ساءَ(‬ ‫وج ٌ‬ ‫نهي لغريه عن امل�صافحة بل رمبا ن َّزه‬ ‫لي�س فيه ٌ‬ ‫نف�سه عن �أم ٍر‪ ،‬فهو من كراهة التنزيه‪.‬‬ ‫‪َ S‬‬ ‫ُ‬ ‫ف�ض ً‬ ‫ال ع��ن معار�ضة م��ا تقدم بقول �أ ِّم عَطِ َّي َة‬ ‫اللهَّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الأن�صارية ( َبا َي ْع َنا َر ُ�سول ِ ‪ S‬ف َق َر�أ َعل ْي َنا‬ ‫اح ِة‬ ‫}�أَنْ ال ُي ْ�ش ِر ْك َن بِاللهَّ ِ �شيئاً{ َو َنهَا َنا عن ال ِّن َي َ‬ ‫َف َق َب َ�ضتْ ْام�� َر�أَ ٌة َي َدهَا فقالت �أَ ْ�س َع َد ْتنِي ُفال َن ُة‪،‬‬ ‫�أُ ِري�� ُد �أَنْ �أَ ْج ِز َيهَا فما قال لها النبي ‪� S‬شيئا‬ ‫َفا ْن َطلَ َقتْ َو َر َج َعتْ َف َبا َي َعهَا)(‪ ((1‬وفيه �إ�شارة �إىل‬ ‫�أن بيعة الن�ساء كانت �أي�ضاً بالأيدي فتخالف‬ ‫ما نقل عن عائ�شة‪ ،‬و�أجاب ابن حجر (يحتمل‬ ‫ان��ه��ن ك���ن ي�����ش��رن ب��اي��دي��ه��ن ع��ن��د امل��ب��اي��ع��ة بال‬ ‫مما�سة)(‪ ((1‬وهذا االحتمال ال يقوم حجة لدفع‬ ‫ظاهر الن�ص؛ لأن ظاهر الن�ص هو امل�صافحة‬ ‫واالح��ت��م��ال ال ي��دف��ع��ه وي�����ض��اف ل��ه��ا امل��ع��ار���ض��ة‬ ‫من قول �أن�س ‪) d‬كانت الأَ َم ُة من �إِمَا ِء �أَهْ لِ‬ ‫المْ َدِ ي َن ِة َل َت�أْ ُخ ُذ ِب َيدِ ر�سول اللهَّ ِ ‪َ S‬ف َت ْن َطل ُِق ِب ِه‬ ‫َح ْي ُث َ�شا َءتْ ((‪ ((1‬فكيف كانت الأمة ت�أخذ بيده‬ ‫‪ S‬من غري مل�سها؟‬ ‫وق������د �أط��������ال ال����ق����ر�����ض����اوي م���ن���اق�������ش���ة ق�����ض��ي��ة‬ ‫‪� -10‬أخرجه البخاري‪َ ،‬باب }�إذا َجا َء ُك ْم المْ ُ�ؤْمِ َن ُ‬ ‫ات‬ ‫ُمهَاجِ َراتٍ { حديث رقم ‪.4609‬‬ ‫‪� -11‬صحيح ابن حبان‪ ،‬ذكر ما ي�ستحب للإمام‬ ‫�أخذ البيعة من ن�ساء رعيته‪ ،‬حديث رقم ‪،4553‬‬ ‫وابن ماجه‪َ ،‬باب َب ْي َع ِة ال ِّن َ�ساءِ‪ ،‬حديث رقم ‪.2874‬‬ ‫وقال ابن حجر يف فتح الباري ‪� :204/13‬سنده‬ ‫ح�سن‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪� -12‬أخرجه البخاري‪َ ،‬باب }�إذا َجاءَك المْ �ؤْمِ َن ُ‬ ‫ات‬ ‫ُي َبا ِي ْع َن َك{‪ ،‬حديث رقم ‪.4610‬‬ ‫‪ -13‬فتح الباري ‪.204/13‬‬ ‫ْ‬ ‫‪� -14‬صحيح البخاري‪َ ،‬باب ال ِكبرْ ِ‪ ،‬حديث رقم‬ ‫‪.5724‬‬

‫امل�صافحة يف وتو�صل �إىل خال�صة مفادها(‪ :((1‬فلها �أن تخرج‪ .‬ولي�س لها اخلروج لي ً‬ ‫ال �إال‬ ‫‪ 01‬جت��وز امل�����ص��اف��ح��ة ع��ن��د ع��دم ال�����ش��ه��وة و�أم��ن ل�����ض��رورة ك��ا حل��ا ج��ة ل��ل��م�����س��ت�����ش��ف��ى و ن��ح��وه‪..‬‬ ‫الفتنة‪.‬‬ ‫ه����ذا ه����و ا ل����وا ج����ب يف ع����دة ا مل���ت���و ف���ى ع��ن��ه��ا‬ ‫‪ 02‬ينبغي االقت�صار يف امل�صافحة على مو�ضع زو ج���ه���ا ويف �أ ح���داد ه���ا‪ ،‬و م���ا ع���داه ال �أ ���ص��ل‬ ‫احل���اج���ة ك����الأق����ارب والأ����ص���ه���ار ال���ذي���ن بينهم له ‪.‬‬ ‫خ��ل��ط��ة و���ص��ل��ة ق��وي��ة وال ي��ت��و���س��ع ف��ي��ه��ا ت���أ���س��ي��اً‬ ‫بالنبي ‪.S‬‬ ‫‪ 03‬م����ن الأف�������ض���ل ل��ل��م�����س��ل��م �أن ال ي����ب����د�أ ه��و عالمة الطهر انقطاع احلي�ض؛ وا خ��ت��ل��ف‬ ‫رث ه ك��ع�لا م�� ٍة‬ ‫�����ض و �أك ِ‬ ‫ع��ل��م��ا �ؤ ن��ا يف �أ ق�� ِّل ا حل��ي ِ‬ ‫بامل�صافحةِ؛ ولكن �إذا �صوف َح �صاف َح‪.‬‬ ‫ل���ل���ط���ه���ر‪ ،‬ف��ع��ن��د ا جل���م���ه���ور‪� :‬أ ق����ل ا حل��ي�����ض‬ ‫ي����وم وا ح����د و �أك��ث��ره خ���م�������س���ة ع�������ش���ر ي���و م���اً‬ ‫وا �����س����ت����د ل����وا ب����ـ ( مت����ك����ث �إ ح�����دا ك�����ن ����ش���ط���ر‬ ‫ع���م���ر ه���ا ال ت���������ص����ل����ي) ( ‪ . ((1‬و ه����و ب����إ ����ش���ار ت���ه‬ ‫املتوفى عنها زوجها عليها عدة الوفاة وهي ي����دل ع���ل���ى �أ َّن � َ‬ ‫أك��ث��ر ا حل���ي�������ض م���ا ق���ا ل���وه‬ ‫�أربعة �أ�شه ٍر وع�شرة �أيام بلياليها �إنْ مل تكن ب��ن��ا ًء ع��ل��ى �أ َّن ا ل�����ش��ط�� َر ا ل��ن��� ُ‬ ‫��ص��ف ‪ .‬وع�لا م��ة‬ ‫����ن ُي��� َت��� َو َّف��� ْو َن ا ل���ط���ه���ر ع���ن���د ه���م �أن ي��ن��ق��ط��ع خ����روج ا ل���دم‬ ‫ح ً‬ ‫���ام�ل�ا ؛ ل��ق��و ل��ه ت��ع��اىل } َو ا َّل����ذِ ي َ‬ ‫مِ ��ن�� ُك�� ْم َو َي���� َذ ُر و َن �أَ ْز َو ا ج����اً َي�َتررَ َ َّب���ْ��ص َ��ن ِب َ���أ ن�� ُف�����سِ ��هِ��نَّ وا ل�������ص���ف���رة وا ل���ك���درة و ي���ع���رف ذ ل���ك ب���أ ح��د‬ ‫�أمرين؛ ا لأول‪� :‬إذا َر �أَ تْ الحْ َ ا ئ ُ‬ ‫ِ�ض ا ْل�� َق���َّ��ص�� َة‬ ‫ْ ً‬ ‫َ َ َْ‬ ‫�أ ْر َب َعة �أ �ش ُه ٍر َو عَ�شر ا { وعدة احلامل املطلقة ا ْل�� َب�� ْي��� َ��ض��ا َء �أَ يْ المْ َ���ا َء ا لأَ ْب�� َي َ‬ ‫�����ض ا ل��ذي َي��خْ �� ُر ُج‬ ‫���������ض َك����ا لجْ ِ ���������ص‪ ،‬وا ل����ث����اين‪� :‬إ َذ ا‬ ‫وا مل��ت��و ف��ى ُعنها زو َج��ه��ا و � َ��ض�� ُع ا حل��م َ��لِ ؛ لقوله �آخِ ������ َر الحْ َ ���� ْي ِ‬ ‫تعاىل } َو �أ ْو ُ‬ ‫الت ا لأ ْح�� َم��الِ �أ َج�� ُل�� ُه��نَّ �أ ن َي َ�ض ْع َن َر �أَ تْ الجْ ُ �� ُف َ‬ ‫��وف ب���إن ُت�� ْد خِ �� َل المْ َ��� ْر �أَ ُة خِ �� ْر َق�� ًة يف‬ ‫َح ْملَ ُهنَّ { ‪.‬‬ ‫َف�� ْر جِ �� َه��ا َف�� َت��خْ �� ُر ُج َج��ا َّف�� ًة ل��ي�����س ع��ل��ي��ه��ا ���ش��ىء؛‬ ‫و ي��ج��ب ع��ل��ى ا مل��ت��و ف��ى ع��ن��ه��ا زو ج���ه���ا ا لأ ح����داد َو ال َي���ُ��ض�� ُّر َب��لَ�� ُل�� َه��ا ِب�� َغ�ْي�رْ ِ ا ل�� َّد ِم ‪.‬‬ ‫����ن ِب����ا للهَّ ِ و ق������ال ا حل���ن���ف���ي���ة‪� :‬أ ق ُّ‬ ‫���������ض ث�ل�ا ث��� ُة‬ ‫������ل ا حل����ي ِ‬ ‫الم������� َر �أَ ٍة ُت�����ؤْ مِ ُ‬ ‫ل��ق��و ل��ه ‪) S‬ال َي���حِ ُّ���ل ْ‬ ‫َو ا ْل�� َي�� ْو ِم ا لآخِ �� ِر َ�أ نْ تحُ ِ �� َّد على مَ�� ِّي��تٍ َف�� ْو َق َث�لاثٍ �أ ي����ا ٍم و � ُ‬ ‫أك��ث��ر ه ع�������ش���ر ٌة ‪ ،‬وا ����س���ت���د ل���وا ب��ق��و ل��ه‬ ‫�إال ع��ل��ى َز و ج َف���إ َّن��هَ��ا تحُ ِ���دُّ ع��ل��ي��ه �أَ ر َب���ع��� َة �أَ � ْ��ش��هُ��رٍ ‪� ) S‬أ ق�����ل ا حل���ي�������ض ث�ل�ا ث���ة �أ ي�����ام و �أك��ث�ره‬ ‫ْ َ‬ ‫ٍْ ِ‬ ‫ع�����ش��رة �أ ي�����ام ( ‪ ( ((1‬وا حل���د ي���ث ب��ع��ب��ار ت��ه َّ‬ ‫دل‬ ‫الزينة‬ ‫من‬ ‫أة‬ ‫�‬ ‫املر‬ ‫امتناع‬ ‫إحداد‬ ‫ل‬ ‫َو ع َْ�شر اً(‪ ( ((1‬وا‬ ‫ع���ل���ى ا مل������راد؛ وع��ل�ا م����ة ا ل���ط���ه���ر ع���ن���د ه���م‪:‬‬ ‫وا خل�������ض���اب‪ ،‬ف��ت��ج��ت��ن��ب ا مل������ر �أة ا مل���ت���و ف���ى ع��ن��ه��ا ا ل���ز م ُ‬ ‫���ان ؛ وا ل���ع���ادة ه���ي ا ل��ف��ي�����ص�� ُل ب��ي��ن��ه��م��ا‬ ‫زو ج��ه��ا ا ل��ط��ي��ب وا ل��ز ي��ن��ة وا ل��ب��ي��ت��و ت��ة يف غ�ير ف����إذا �أ ���ض��ل��ت ع��اد ت��ه��ا حت���رت و �إن مل ي��ك��ن‬ ‫منزلها‪ .‬والطيب‪ :‬العطر وا لأ د ُ‬ ‫ْهان املعطرة‪ ،‬ل��ه��ا ظ��ن �أ خ��ذت ب��ا لأ ق��ل‪.‬‬ ‫والزينة الواجب اجتنابها‪ :‬تخ�ضيب ال�شعر وا خ��ت��ار ب��ع�����ض ا ل��ع��ل��م��اء ( ك��ا ب��ن ت��ي��م��ي��ة م��ن‬ ‫وز ي��ن��ة ا ل��و ج��ه وا ل��ك��ح��ل (ا مل��ك��ي��اج) وال تلب�س ا ل��ق��د م��اء وا ل��ق��ر ���ض��اوي م��ن ا مل��ع��ا ���ص��ر ي��ن)‪:‬‬ ‫�����ض َو ال َ�أ ْك�َثهرَ ُ ُه َب ْ��ل‬ ‫ا ل��ث��ي��اب ا ل�����ص��ار خ��ة ا لأ ل����وان وال ا حل��ل��ي‪ ،‬و �إن َ�أ َّن�� ُه ال َي�� َت�� َق�� َّد ُر َ�أ َق ُّ��ل الحْ َ �� ْي ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُك ُّ��ل م��ا ا � ْ��س�� َت�� َق�� َّر عَا َد ًة ِل�� ْل�� َم�� ْر �أ ِة ف��هُ�� َو َح�� ْي ٌ‬ ‫�����ض ‪..‬‬ ‫ك��ا ن��ت منقبة ال تلب�س ا ل��ن��ق��اب و م��ا يف معناه ف��ل��م ي���أت يف ت��ق��د ي��ر �أ ق��ل ا حل��ي�����ض و �أك�ثره‬ ‫عند البع�ض؛ لأ َّن املعتد َة مُ�ش َبه ٌة باملحرمة م��ا ت��ق��وم ب��ه ا حل��ج��ة و ك��ذ ل��ك ا ل��ط��ه��ر ف��ذات‬ ‫وا مل���ح���ر م���ة مت��ن��ع م���ن ذ ل����ك‪ ،‬وا مل��ب��ي��ت يف غ�ير ا ل��ع��ادة ا مل��ت��ق��ررة ت��ع��م��ل ب��ه��ا وغ�ير ه��ا ت��ر ج��ع‬ ‫�إىل ا ل���ق���را ئ���ن ف����دم ا حل���ي�������ض ي���ت���م���ي���ز ع��ن‬ ‫منزلها حرام عليها �إال لعذر‪.‬‬ ‫و ل���ل���م���ع���ت���دة ا خل������روج يف ح���وا ئ���ج���ه���ا ن����ه����ار اً غ�ي�ره و ت��ع��ر ف��ه ا ل��ن�����س��اء؛ ف��ت��ك��ون ح��ا ئ�����ض��اً‬ ‫�������ض و م�������س���ت���ح���ا ����ض��� ًة �إذا‬ ‫ف����إذا ك��ا ن��ت م��و ظ��ف�� ًة �أو ع��ا م��ل�� ًة ال ت�����س��ت��ط��ي�� ُع �إذا ر �أتْ د َم ا حل���ي ِ‬ ‫�ير ه‪.‬‬ ‫ا حل�����ص��ول ع��ل��ى �إ ج���از ٍة ؛ و ل��و ت��غ��ي��ب��تْ ُف�����ص��ل��تْ ر �أتْ غ َ‬ ‫ع��ب��د ا ل�����س��ت��ار ع��ب��د ا جل��ب��ار‬ ‫‪ -15‬ينظر‪ :‬فتاوى معا�صرة‪ ،‬ط‪ 1‬املكتب الإ�سالمي‬ ‫بريوت ‪ 2000-1421‬ج‪� 2‬ص‪.329-317‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪� -16‬أخرجه البخاري‪َ ،‬باب حد المْ َ ْر�أ ِة على غيرْ ِ‬ ‫َز ْوجِ هَا‪ ،‬حديث رقم ‪ .1221‬وم�سلم‪ ،‬باب وجوب‬ ‫الإحداد يف عدة الوفاة‪ ،‬حديث رقم ‪.1486‬‬

‫‪ -17‬قال ابن اجلوزي (هذا اللفظ ال يعرف)‬ ‫انظر‪ :‬التحقيق يف �أحاديث اخلالف ‪.263/1‬‬ ‫‪ -18‬قال الزيلعي يف ن�صب الراية ‪� :191/1‬أخرجه‬ ‫الطرباين والدارقطني وابن عدي‪.‬‬ ‫‪49‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫احتاج المساعدة‬

‫اختيار‪� :‬آ�سيا الدليمي‬

‫طلب امل�ساعدة لي�س �ضعف بل قوة يزيدك قوة ولكن لها‬ ‫فل�سفة و�ضوابط من املهم االنتباه لها افهم فل�سفة امل�ساعدة‬ ‫وانتبه لها قد ت�أتيك امل�ساعدة وال ت�شعر بها ‪ ,‬او قد ت�أتيك‬ ‫فتتجاهلها وال تتعامل معها بجدية فمثال لو كنت تعاين‬ ‫من م�شكلة �أ�سرية وقلبت يوماً التلفاز ووجدت برناجماً‬ ‫ا�سرياً يقدم حلو ًال لهذه امل�شكلة فغريت القناة الن ذهنك‬ ‫تعب من التفكري فيها او قد تفتح جريدة فتجد �أن احد‬ ‫امل�ست�شفيات و�ضع عالج لدكتور متخ�ص�ص يف عالج امل�شكلة‬ ‫ال�صحية التي تعاين منها فلم تكلف نف�سك عناء اال�ستف�سار‬ ‫عنها‪� ...‬أن امل�ساعدة ت�أتيك على هيئات و�أ�شكال خمتلفة يف‬ ‫هذه احلياة ف�إذا �أهملتها و جتاهلتها باختيارك فال حتتج‬ ‫بعد ذلك ب�أنك مل جتد من ي�ساعدك ‪ ,‬وق�صة نذكرها لكم‬ ‫‪...‬ان �شخ�ص داهم قريته الطوفان حتى و�صل املاء لباب‬ ‫املنزل فجاءته �سيارة �إنقاذ فقال‪ :‬ال ‪�..‬سوف ي�ساعدين اهلل‬ ‫‪.‬حتى ارتفع املاء اىل ال�شباك فجاءه قارب وقالوا له‪ :‬اركب‬ ‫معنا‪ ,‬قال‪ :‬ال‪�..‬سوف ي�ساعدين اهلل‪ ،‬حتى بلغ الطوفان حده‬ ‫‪ ,‬و�صعد الرجل على ال�سطح بيته فجاءته طائره قالوا‪:‬هيا‬ ‫اجن بنف�سك قال‪:‬ال‪�..‬سوف ي�ساعدين اهلل ‪ ،‬فبلغ املاء انفه‬ ‫واخذ ينازع الغرق وي�صرخ �أين اهلل ‪ ...‬مل ي�ساعدين؟ ف�سمع‬ ‫�صوتا يقول له‪ :‬لقد بعث اهلل لك ال�سيارة وقارباً وطائره‬ ‫فتجاهلتها فكيف تريد من اهلل ان ي�ساعدك �أكرث من هذا‪.‬‬ ‫قول م�أثور‪� (:‬إذا ا�ستعد التلميذ �ضهر اال�ستاذ)‬ ‫قبل طلب امل�ساعدة ت�أكد من انك �ساعدت نف�سك مبا يكفي‬ ‫وبذلت و�سعك فللح�صول على ال�سعادة يجب ان تفعل �أو ًال‬ ‫ما ت�ستحق عليه ال�سعادة وكذلك النجاح وجميع امل�صالح‬ ‫وم�سرات احلياة مثال‪ :‬هناك من يريد دعم مادي لأنه‬ ‫حمتاج للمال وال يبحث لنف�سه عن وظيفة او اي م�صدر‬ ‫دخل جديد بل يرتدد على وزارة او �شركة معينة او مراكز‬ ‫خريية وذلك قبل ان يفكر يف طريقة ليح�صل لنف�سه من‬ ‫عرقه وجهده وذلك خالف حديث �أبو هريرة ( ر�ضي اهلل‬ ‫عنه ) يقول قال ر�سول اهلل "ان يحتطب �أحدكم حزمه على‬ ‫ظهره خري من ان ي�س�أل �أحداً فيعطيه �أو مينعه"‬ ‫�أن من ينتظر امل�ساعدة قبل بدء ال�سباق �سيجل�سون‬ ‫ال�سنوات طويلة ال يفارقون خط البداية بينما الآخرين‬ ‫خا�ضوا ال�سباق فوجدوا من ير�شدهم للم�سارات ال�صحيحة‬ ‫‪ ,‬ووجدوا من يحفزهم وي�صفق لهم‪.‬‬ ‫ملي بال �أ�شخا�ص الذين‬ ‫قول" براين تري�سي " (العامل ْ‬ ‫‪50‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫ينتظرون من ي�أخذ ب�أيديهم ويوجههم نحو الطريق الذي‬ ‫يتمنونه وامل�شكلة هي �أنه ال ي�أتي احد ملد يد املعونة له�ؤالء‬ ‫الأ�شخا�ص ينتظرون حافلة على قارعة الطريق ولكن يف‬ ‫املكان الذي ال متر فيه حافالت)‪.‬‬ ‫ان طلب امل�ساعدة �أنت تطلب من اهلل و�إذا كانت احلاجات‬ ‫واخلزائن وقلوب العباد كلها بيده فكيف ال تطلب منه‬ ‫املعونة ارفع يديك بالدعاء فهو القائل عن نف�سه �سبحانه‬ ‫وتعاىل " �إذا �س�أل عبادي عني ف�أين قريب �أجيب دعوة‬ ‫الداعي �إذا دعان "‪.‬‬ ‫وهو الذي ي�س�أل يف الثلث الأخري من الليل ‪ " :‬هل من �سائل‬ ‫ف�أعطيه"‪.‬‬ ‫ال تظهر �ضعفاً كي حت�صل على م�ساعدة بل كن قويا مبا‬ ‫يكفي لينظر لك ب�أنك ت�ستحق امل�ساعدة �أف�صح عن �أفكارك‬ ‫للآخرين وحتدث معهم عن خططك فهذا يزيد من فر�ص‬ ‫م�ساندتهم لك كما �أن البع�ض يريد م�ساعدتك لكنه ال‬ ‫يعرف كيف لأنك ال حتدد حاجتك بو�ضوح او كل مرة‬ ‫تطلب منه �شيئا ثم تغري ر�أيك وبالتايل ينفر منك وعندما‬ ‫حتتاجه من جديد �سوف ي�صد عنك لذا كن حكيما واجعل‬ ‫من م�ساعدتك �أمراً ي�سرياً وممكناً‪.‬‬ ‫" �إذا تلقيت امل�ساعدة فاحر�ص عندما تنجح �أن تردها‬ ‫ل�شخ�ص �آخر"‬ ‫"�ساعد قارب �إخوانك بالعبور وتكون قد و�صلت لل�شاطئ‬ ‫�أي�ضاً "‬ ‫يقول احدهم‪ :‬عندما كنت متجها لركوب �سيارتي �صباحاً‬ ‫للذهاب للعمل اقرتب مني احد اجلريان قائ ً‬ ‫ال‪� :‬أود ان‬ ‫�أحتدث معك ان كان لديك بع�ض الوقت ‪ ..‬ولأين كنت يف‬ ‫عجالة فقلت له ‪� :‬س�أمر بك عند عودتي من العمل ولكن‬ ‫عندما عدت للمنزل ر�أيت �سيارات ال�شرطة و الإ�سعاف �أمام‬ ‫منزله وعلمت انه انتحر ومنذ ذلك احلني �أنا ا�شعر بالندم‬ ‫�إذا رمبا كان ب�إمكاين م�ساعدته بطريقة متنعه من االنتحار‪.‬‬ ‫ان اي تغيري ينتج عنه �ضغوط ومن يدعمونك ميت�صون‬ ‫جزءا من هذه ال�ضغوط عنك ليخففوا عنك باحتوائهم‬ ‫بدعمهم وحتفيزهم بالعون املادي واملعنوي ولكن �إذا اجتهت‬ ‫لطلب ال�سند ف�أخرت �سنداً جيداً كما اختار مو�سى ( عليه‬ ‫ال�سالم ) �أخاه هارون (عليه ال�سالم)‪.‬‬

‫ضريبة األفراح‬ ‫�إعداد‪ :‬نربا�س علي‬

‫للم�سلمني يف �أفراحهم‪-‬على اختالف �أ�سبابها‪-‬‬ ‫عادات رديئة‪ .‬وهم ي�ستغلون �إباحة الإ�سالم‬ ‫للطيبات فيتو�سعون يف بذلها ويبلغون يف‬ ‫الإ�سراف حدا ت�شمئز منه النفو�س �أحيانا‪.‬‬ ‫ان الب�ساطة �سنة الإ�سالم يف كل �شيء…‬ ‫واالعتدال والتو�سط هو �سبيله فعن ابن‬ ‫عمر(ر�ضي اهلل عنهما) قال‪(:‬نهينا عن التكلف)‪.‬‬ ‫وروى ان�س وغريه من ال�صحابة (�إنهم كانوا‬ ‫يقدمون لإخوانهم ما ح�ضر من الك�سر الياب�سة‬ ‫وح�شف التمر ويقولون‪ :‬ال ندري �أيهما �أعظم‬ ‫�إثما؟ الذي يحتقر ما قدم �إليه‪،‬او الذي يحتقر‬ ‫ماعنده ليقدمه)؟‬ ‫وهذا يعني ان يجود املرء مبا عنده‪ ،‬ال ان يحرج‬ ‫نف�سه باال�ضطرار واملبالغة‪ .‬ويعني ان يتجنب‬ ‫النا�س مظاهر ال�سرف والرتف التي ت�سود‬ ‫منا�سبتنا‪...‬‬ ‫ان يف الأمة من الفقراء واملحتاجني من هم �أحق‬ ‫و�أوىل بان ينفق عليهم‪...‬وان ما ينفق يف منا�سبة‬ ‫واحدة �أحيانا كاف لإعالة ا�سر بكاملها لأ�شهر‬ ‫طويلة‪...‬‬ ‫عن �أ�سماء بنت عمي�س قالت‪ (:‬كنت �صاحبة‬ ‫عائ�شة (ر�ضي اهلل عنها) يف الليلة التي هي�أتها‬ ‫على ر�سول اهلل(�صلى اهلل عليه و�سلم) ومعي‬ ‫ن�سوة‪،‬فواهلل ما وجدنا عنده قرى‪� -‬أي �ضيافة‪-‬‬ ‫�إال قدحا من اللنب نال منه ر�سول اهلل(�صلى اهلل‬ ‫عليه و�سلم) ثم ناوله عائ�شة ف�أخذته منه على‬

‫حياء ف�شربت منه)‪.‬‬ ‫وملا عقد ر�سول اهلل(�صلى اهلل عليه و�سلم)‬ ‫على فاطمة ابنته كان الطعام الذي اح�ضره‬ ‫النبي(�صلى اهلل عليه و�سلم) للمدعوين طبقا‬ ‫من ب�سر(متر)‪.‬‬ ‫هكذا تزوجت امر�أة �أعظم اخللق‪....‬وابنته يف‬ ‫حفل ال كلفة فيه وال مغرم‪...‬وهو الذي لو �شاء‬ ‫جلعل له جيال مكة ذهبا‪.‬‬ ‫�أين هذا مما ي�صنعه امل�سلمون يف �أعرا�سهم‪،‬وكم‬ ‫تبهظهم النفقات املفرو�ضة يف �أعداد الوالئم‬ ‫احلافلة احلا�شدة التي يدعى �إليها املرتفون‬ ‫والأغنياء والقادرون ويحرم منها اجلائعون‬ ‫واملحرومون‪.‬‬ ‫ولعل ما جنده يف مبالغة الن�ساء يف �أعداد الألب�سة‬ ‫لأمثال هذه املنا�سبات �أ�شياء ال ي�سوغها دين وال‬ ‫عقل وال منطق‪...‬وكم من الألب�سة الباهظة‬ ‫الثمن التي تعد ملثل هذه املنا�سبات ال تلب�سها‬ ‫�صاحبتها اال ليلة االحتفال‪...‬ثم تلقى يف اخلزانة‬ ‫�إىل ما �شاء اهلل ‪...‬ورمبا كان ثمن الثوب الواحد‬ ‫منها كافيا لإعالة �أ�سرة بكاملها �شهرا او ا�شهر‪.‬‬ ‫ان علينا ان ن�ضع بني �أعيننا دائما قوله‬ ‫تعاىل‪(:‬والذين �إذا انفقوا مل ي�سرفوا ومل يفرتوا‬ ‫وكان بني ذلك قواما) �سورة الفرقان ‪/‬اية‪67‬‬ ‫وقول الر�سول(�صلى اهلل عليه و�سلم)‪(:‬هلك‬ ‫املتنطعون ) ثالث مرات‪...‬والتنطع هو جمانبة‬ ‫الفطرة باملزيد من التكلف واال�ستق�صاء واملبالغة‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن‬ ‫أبي سفيان األموية القرش ّية‬

‫�إعداد‪ :‬ثائرة ح�سني الزهريي‬

‫ت��������ا ب��������ع��������ي��������ة ‪,‬‬ ‫حم�����������ا ر م�����������ه�����������ا‬ ‫ا ث�����������ن�����������ا ع�������������ش������ر‬ ‫خ����ل����ي����ف����ة ‪ ,‬ر ا و ي�����ة‬ ‫ل�����ل�����ح�����د ي�����ث ا ل�����ن�����ب�����وي‬ ‫ا ل�����������ش�����ر ي�����ف ‪����� ,‬س����خ���� ّي����ة‬ ‫مب���ا ل���ه���ا ‪ ,‬حم�������س���ن���ة �إىل‬ ‫الفقراء ‪ ,‬من املع ّمرات ‪.‬‬ ‫بني اخلالفة واخللفاء‬ ‫ن�ش�أت ‪ ,‬ون�ش�أ معها ن�صيبها من‬ ‫ع����زة اجل���ان���ب ‪ ,‬وح���رم���ة ال�������ر�أي ‪,‬‬ ‫و���ش��رف ال ّنف�س ‪ ,‬وم�����ض��اء ال��ق��ل��ب ‪,‬‬ ‫و����س���ن���اء امل���ن���زل���ة ‪ ,‬ح��ت��ى ك�����ادت ت��ك��ون‬ ‫متف ّردة املنزلة بني ن�ساء اخللفاء على‬ ‫م ّر الع�صور ‪.‬‬ ‫قالوا ‪� :‬إنها كانت ت�ضع خمارها بني‬ ‫ي��دي اثني ع�شر خليفة ‪ ,‬كلهم لها حمرم‬ ‫‪......‬‬ ‫‪� -‬أبوها ‪ :‬يزيد بن معاوية بن �أبي �سفيان‬

‫‪52‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫ �أخوها ‪ :‬معاوية بن يزيد بن معاوية‬‫ جدّها ‪� :‬سيدنا معاوية بن �أب��ي �سفيان –‬‫ر�ضي اهلل عنه –‬ ‫ زوجها ‪ :‬عبد امللك بن مروان‬‫ �أبو زوجها ‪ :‬مروان بن احلكم‬‫ �أبنها ‪ :‬يزيد بن عبد امللك‬‫ وبنو زوجها ‪ :‬الوليد ‪� ,‬سليمان و ه�شام‬‫ ابن ابنها ‪ :‬الوليد بن يزيد‬‫ ابن ابن زوجها ‪ :‬يزيد بن الوليد بن عبد امللك‬‫ واب���ن اب��ن زوج��ه��ا اي�ضا ‪� :‬إب��راه��ي��م ب��ن الوليد‬‫املخلوع‬ ‫ان هذه املر�أة عا�شت يف ع�صر ال ّتابعني قيل عنها‬ ‫‪� :‬إنها �أع��رق ال ّنا�س يف اخلالفة ‪ ,‬لأ َن حمارمها‬ ‫اث��ن��ا ع�شر خليفة ‪ ,‬وف���وق ه��ذا وذاك ‪ ,‬ك��ان��ت من‬ ‫ف�ضليات ن�ساء ع�صرها علما و�أدبا وكرما ‪ ,‬جمعت‬ ‫من ك ّل ف�ضيلة بطرف ‪� ,‬إليها تن�سب �أر�ض عاتكة‬ ‫– بدم�شق – خارج باب اجلابية ‪ ,‬وكان لها بها‬ ‫ق�صر ‪ ,‬ويف ق�صرها هذا مات زوجها عبد امللك بن‬ ‫مروان ‪.‬‬ ‫من حمدّثات ّ‬ ‫ال�شام ‪:‬‬ ‫مل تكن عاتكة مبعزل عن العلم وال ّرواية ‪ ,‬حيث‬ ‫�إن ع�صرها ع�صر ال َتابعني ‪ ,‬ذل��ك الع�صر الذي‬ ‫ن�شطت فيه علوم احلديث ‪ ,‬و�سائر العلوم الأخرى‬ ‫‪ ,‬فهي ممن تلقى العلم من �أف���واه العلماء ممن‬ ‫ال�صحابة وعن �أكابر ال ّتابعني‬ ‫�أخذوا روايتهم عن ّ‬ ‫وكان لها كبري الأثر يف‬ ‫‪,‬‬ ‫ال ّرواية ‪ ,‬فقد ذكرها ابي زرعة يف املحدثات الالتي‬ ‫ت�صدّين وت�صدرن للحديث فقال‪ :‬وفيمن حدّث‬

‫ّ‬ ‫بال�شام من ال ّن�ساء ‪ :‬عاتكة بنت يزيد بن معاوية ‪,‬‬ ‫وعدّها ابن �سميع يف طبقاته من الطبقة الثالثة ‪,‬‬ ‫وقال ابن ع�ساكر ‪ :‬روى عنها مهاجر والد عمرو‬ ‫بن مهاجر الأن�صاري ‪.‬‬ ‫عاتكة وفقراء �آل �أبي �سفيان ‪:‬‬ ‫م��ا ا�ستبقت عاتكة ون�ساء ع�صرها يف �سبيل‬ ‫الكرم ‪� ,‬إال وكانت هي �أبعد م��دى ‪ ,‬و�أط��ول ي��دا ‪,‬‬ ‫و�أ�صدق ندى ‪ ,‬لأنها تف ّقدت ب�إح�سا�سها مواطن‬ ‫ال��ب���ؤ���س ل��دى ال��ف��ق��راء ‪ ,‬وتت ّبعت م��واق��ع ٌ‬ ‫ال�شقاء‬ ‫عندهم ‪ ,‬ف�سرتت اجل�سد العاري ‪ ,‬وج�برت ك�سر‬ ‫اجلناح املهي�ض ‪ ,‬و�أع���ادت الب�سمة �إىل ال��وج��وه ‪,‬‬ ‫ومل تكن عاتكة جتود بالي�سري من متاعها فح�سب‬ ‫‪ ,‬بل خرجت عن مالها كله لفقراء �آل �أبي �سفيان ‪,‬‬ ‫فمما رواه �أهل الأخبار يف هذا قالو ‪:‬‬ ‫ملا كرب يزيد ومروان ابنا عبد امللك بن مروان‬ ‫من عاتكة ‪ ,‬قال لها زوجها عبد امللك ‪� :‬إن ابنيك‬ ‫قد بلغا ‪ ,‬فلو �أ�شهدت لهما مالك ومرياثك من‬ ‫�أبيك ‪ ,‬ك��ان لهما ف�ضيلة على �سائر �إخوتهما –‬ ‫يعني لأبيهما – فقالت ‪ :‬اجمع يل �شهودا من‬ ‫ثقات موا ّ‬ ‫يل ومواليك حتى �أ�شهدهم ‪.‬‬ ‫ووج���ه �إل��ي��ه��ا ب��ع��دة منهم ‪ ,‬فدخلو‬ ‫فجمعهم ‪ّ ,‬‬ ‫عليها ‪ ,‬و�أدخ���ل معهم روح ب��ن زن��ب��اع ب��ن روح بن‬ ‫�سالمة ‪ ,‬الأمري ّ‬ ‫ال�شريف ‪� ,‬أبو زرعة الفل�سطيني ‪,‬‬ ‫�س ّيد قومه ‪ ,‬وكان �شبه الوزير للخليفة عبد امللك‬ ‫ب��ن م���روان – حيث ك��ان��ت بنو �أم��ي��ة تدخله على‬ ‫ن�سائها مدخل م�شايخها و�أهلها – وقال له عبد‬ ‫وح�سنه لها و�أخربها‬ ‫امللك ‪ :‬رغ ّبها فيما �صنعت ‪ّ ,‬‬ ‫بر�ضائي عنها ‪.‬‬ ‫فدخل روح عليها ‪ ,‬فتك ّلم مبا قاله عبدامللك متاما‬

‫‪ ,‬وكانت ت�صغي ملا يقول ‪ ,‬وملا فرغ من ر�سالته قالت وال ّن�سب واملال ‪� ,‬إال �أن ذلك مل يقطع �صلتها باهلل‬ ‫له ‪:‬‬ ‫ع�� ّز وج��� ّل ‪ ,‬ب��ل ك��ان��ت ت��ع��رف وت���درك �أن ك�� ّل �شيء‬ ‫ي���اروح �أت���راين �أخ�شى على اب�� ّن��ي العيلة وهما‬ ‫اب��ن��ا �أم�ي�ر امل���ؤم��ن�ين ؟ �إن ب��ن��ي يف غ��ن��ى ع��ن مايل �سيزول ‪ ,‬و�أن ما عند اهلل �سبحانه باق ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ب�أبيهم ومو�ضعهم من اخلالفة ‪ ,‬ولكن �أ�شهدك وفاتهـ ــا ‪:‬‬ ‫‪ ,‬و�أ���ش��ه��دك��م �أين ت�صدقت مب��ايل على ف��ق��راء �آل عا�شت عاتكة معظم اخلالفة الأموية ‪� ,‬إذ كانت‬ ‫بني �سفيان ‪ ,‬و�أوقفته عليهم ‪ ,‬فهم �إىل ذلك �أحوج‬ ‫من ال ّن�ساء املع ّمرات ‪ ,‬حيث بقيت حتى �أدركت قتل‬ ‫لتغيرّ حالهم ‪.‬‬ ‫عندئذ خ��رج روح ب��ن زن��ب��اع وق��د تغري ل��ون��ه ‪ ,‬ابن ابنها الوليد بن يزيد بن عبد امللك يف �سنة‬ ‫و�أقبل يج ّر رجليه ‪ ,‬فلما نظر عبد امللك �إليه قال ‪ 126‬هـ ‪.‬‬ ‫‪ّ � :‬أما �أنا ف�أ�شهد �أ ّنك قد �أقبلت بغري الوجه الذي‬ ‫وتوفيت يف دم�شق بعد �سنة ‪ 132‬هـ ‪ ,‬ودفنت فيها‬ ‫�أدبرت به ‪ ,‬فما لك؟!‪.‬‬ ‫ق���ال روح ‪ :‬ي��ا �أم�ي�ر امل���ؤم��ن�ين ‪ ,‬وجهتني �إىل يف املحلة التي تن�سب �إليها فيقال ‪ :‬قرب عاتكة ‪,‬‬ ‫معاوية بن �أب��ي �سفيان وه��و جال�س يف �أث��واب��ه يف وهو مكان م�شهور بدم�شق الآن ‪.‬‬ ‫الديوان – يريد عاتكة كجدّها معاوية يف احلزم‬ ‫وال�� ّذك��اء – و�أخ��ب�ره اخل�بر ‪ ,‬فغ�ضب عبد امللك وقد ذكر خربا ي�شري �إىل �أن عاتكة عا�شت �إىل‬ ‫نهاية دول��ة بني �أمية ‪ ,‬حيث �إنها ر�أت حلما ومل‬ ‫وتوعدها ‪.‬‬ ‫قال روح ‪ :‬مهال يا �أمري امل�ؤمنني ‪ ,‬فواهلل لهذا مي�ضي على حلمها �شهر حتى ق�ضي على اخلالفة‬ ‫الفعل يف ابنيها خري لك من مالها ‪ .‬عندئذ �سكن‬ ‫الأموية بدم�شق ‪ ,‬وكان ذلك يف �سنة ‪ 132‬هـ‪.‬‬ ‫غ�ضب عبد امللك ّ‬ ‫وكف عنها ‪.‬‬ ‫رحم اهلل عاتكة بنت يزيد ‪ ,‬و�أدخلها يف رحمته‬ ‫�أر�أيت كيف بلغت عاتكة املدى يف اجلود ‪ ,‬وكيف‬ ‫كانت �إجابتها التي ّ‬ ‫تدل على بعد نظرها يف �أمور مع من ي�شاء ‪� ,‬إنه غفور رحيم وبالإجابة جدير‪.‬‬ ‫اخلالفة ؟ كما وت ّ‬ ‫��دل �أي�ضا على �أنها بلغت املقام‬ ‫الأوفى يف الأدب ‪ ,‬وكمال الترّ بية ‪ ,‬ومتام العقل ‪.‬‬ ‫و�شلغت عاتكة ‪ -‬رحمها اهلل – م�ساحة كبرية يف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬ ‫قلب زوجها ‪ ,‬فكان يح ّبها ويج ّلها ‪ ,‬ويحرتم ر�أيها م��ن ك��ت��اب ن�ساء م��ن ع�صر التابعيات – ت�أليف‬ ‫‪.‬‬ ‫احمد خليل جمعه – دار اب��ن كثري من �صفحة‬ ‫ما عند اهلل خري و�أبقى‪:‬‬ ‫على ال�� ّرغ��م م��ن ح ّ��ب عاتكة للفخر باحل�سب ‪147 – 140‬‬

‫‪53‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫لمسات‪ ....‬لحياتك الزوجية واألسرية‬ ‫اللمسة الرابعة‪ :‬واجبات الرجل األسرية‬ ‫الحلقة الثانية‪:‬‬ ‫�إعداد‪� :‬سارة �سليم‬ ‫ع�������د د ن�������ا يف ت������ل������ك ا حل������ل������ق������ة ت���������س����ع‬ ‫و ا ج����ب����ا ت ع����ل����ى ا ل����ر ج����ل و أ� ال ن ن���ك���م���ل‬ ‫ت���ع���د ا د ت���ل���ك ا ل���و ا ج���ب���ا ت ‪:‬‬ ‫ع���ا ����ش���ر اً ‪:‬‬ ‫ك��ل و ا ح��د م��ن��ا ي��ح��ت��ا ج �إ ىل ا ل���ت�������ش���ج���ي���ع‬ ‫و ا ل�����ت������أ ك�����د ب������أ ن�����ه ي����ق����و م ب����ع����م����ل ج����ي����د ‪،‬‬ ‫و ال ت���������ش����ك����ل ا ل�������ز و ج�������ا ت يف ه�������ذ ا ا ي‬ ‫ا ����س���ت���ث���ن���ا ء ‪. . .‬‬ ‫ا ب���������ن ا ل�����������س�����ب�����ع��ي��ن – م�����ه�����م�����ا ك������ا ن‬ ‫م���ن�������ص���ب���ه و م���ه���م���ا ك����ا ن ث����ر ا�ؤ ه و م���ه���م���ا‬ ‫ك���������ا ن ع������ل������م������ه ‪ -‬ي������ف������ر ح ب����ا ل����ت���������ش����ج����ي����ع‬ ‫و ع��ب��ا ر ا ت ا ل���ث���ن���ا ء ك���م���ا ي���ف���ر ح ب���ه���ا ا ب���ن‬ ‫خ���م�������س ����س���ن���و ا ت و ا ب����ن �أ ر ب����ع ����س���ن���و ا ت ‪،‬‬ ‫ف���ي���ب�������ش و ت���ن���ف���ر ج �أ ����س���ا ر ي���ر ه ل���ل���ث���ن���ا ء ‪. .‬‬ ‫و ال ت�����ق�����ل ا ل�����ن�����������س�����ا ء �أ ك���ث���ر م������ن ذ ل�����ك‬ ‫����ش���ئ���ن���اً ‪ . . .‬ف���م���ن ه���ن���ا ع���ل���ى ا ل���ر ج���ل ا ن‬ ‫ي�����ك�����و ن م���������س����ت����ع����د اً ل����ت���������ش����ج����ي����ع ز و ج����ت����ه‬ ‫ع���ل���ى ب���ع�������ض ا جن���ا ز ا ت���ه���ا ‪. .‬‬ ‫ا ن ت���ن���ظ���ي���ف ا ل���ب���ي���ت و ت���ر ت���ي���ب���ه و ت���ر ب���ي���ة‬ ‫ا لأ ط��������ف��������ا ل ا ل�����������ص�����غ�����ا ر �إ �������ض������ا ف������ة ا ىل‬

‫‪54‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫ا ل����غ���������س����ي����ل و ا ل�����ط�����ب�����خ �أ ع������م������ا ل ي����و م����ي����ة‬ ‫������ش�����ا ق�����ة ج���������د اً و م�����������ض�����ن�����ي�����ة ‪ ،‬ف�������ا مل�������ر �أ ة‬ ‫ت���ت�ب�ر ع ب���ك���ث�ي�ر م���ن ذ ل���ك ا ل���ع���م���ل ‪ ،‬ح���ي���ث‬ ‫ال ُي���ط���ل���ب م���ن���ه���ا ‪ -‬ق�������ض���ا ًء ‪���� -‬ش���ي���ئ���اً م���ن‬ ‫ه�������ذ ا‪ ،‬ف���������إ ذ ا ك������ا ن ه������ذ ا ه�����و ا ل�����و ا ق�����ع‬ ‫ف���ا ق���ل���ه���ا ك���ل���م���ة ح���ل���و ة ‪ :‬ه���ذ ه ا ل���ط���ب���خ���ة‬ ‫ر ا ئ�������ع�������ة ‪ ،‬ه��������ذ ا ا ل�����ت�����ن�����ظ�����ي�����م ل����ل����غ����ر ف����ة‬ ‫ب���د ي���ع ‪ ،‬م���و ق���ف���كِ ب���ا لأ م�������س م���ن ت�������ص���ر ف‬ ‫�����ك يف‬ ‫ا ب���ن���ن���ا ف��ل�ا ن ك����ا ن مم����ت����ا ز اً ‪ ،‬ذ و ق ِ‬ ‫ا خ���ت���ي���ا ر ا ل���ق���م���ي�������ص ا و ق���ط���ع���ة ا لأ ث����ا ث‬ ‫ر ف���ي���ع ج���د اً ‪. . .‬‬ ‫ال ب����ا �����س يف ا ن ي����ت����ج����ا و ز ا ل����ف����ر د م���ا‬ ‫ي���ع���ت���ق���د و ي���������ش����ع����ر م����ن ا ج�����ل ا مل����و ا �����س����ا ة‬ ‫و ا ل����ت���������ش����ج����ي����ع و ا ل����ت����ق����د ي����ر ‪ ،‬و ا لأ �����ش����ع����ا ر‬ ‫ب������ا ال ه������ت������م������ا م ‪ ،‬ف�����ن�����ح�����ن ن�����������ش�����ج�����ع ع����ل����ى‬ ‫ا مل���و ����ض���و ع���ي���ة و م���ن د ع���ا ت���ه���ا ع���ل���ى ن���ح���و‬ ‫م���ط���ل���ق ‪ ،‬ل���ك���ن يف ا ل���ع�ل�ا ق���ا ت ا حل���م���ي���م���ة‬ ‫ب���ي���ن ا لأ ��������ص�������د ق�������ا ء و ب����ي���ن ا ل������ز و ج���ي��ن‬ ‫ع�����ل�����ى ن�����ح�����و ا خ�����������ص ق�����د ال ي���������س����ت����ق����ي����م‬ ‫ا لأ م���ر �إ ذ ا ا ل���ت���ز م���ن���ا ا ل���د ق���ة ا ل���ل���ف���ظ���ي���ة‬

‫و ا ل������ك���ل��ا م������ي������ة ‪ ،‬ف�����ن�����ح�����ن يف ا ل�����ب�����ي�����و ت‬ ‫و يف ح�����ي�����ا ت�����ن�����ا ا ل������ز و ج������ي������ة ال ن���������ض����ع‬ ‫د ر ج������ا ت ل����ط����ا ل����ب ا م����ت����ح����ن����ا ه ‪ ،‬و ن����ق����و ل‬ ‫ف���ل��ا ن م����ق����ب����و ل و ج�����ي�����د و ج�����ي�����د ج������د اً ‪،‬‬ ‫و �إ من���������ا ن������ح������ا و ل ت�����ز ي�����ي�����ت ا ل�����ع��ل��ا ق�����ا ت‬ ‫اال ج����ت����م����ا ع����ي����ة ‪ ،‬و ن�����ح�����ا و ل ا ل����ت���������ش����ج����ي����ع‬ ‫و ر ف����ع ا مل���ع���ن���و ي���ا ت و ت���ق���و ي���ة ا لأ و ا �����ص����ر‬ ‫و ا ل�������������ص���ل��ا ت ‪ ،‬ق�������ا ل ا لإ م���������ا م ا ل�����ن�����و و ي‬ ‫ر ح�����م�����ه ا هلل ك��ل��ا م�����اً ج�����م ً‬ ‫�����ي��ل��ا يف ه�����ذ ا‬ ‫ا ل�������������ش�������أ ن ‪ " :‬ا ل������ك���ل��ا م و ������س�����ي�����ل�����ة ا ىل‬ ‫ا مل�����ق�����ا ������ص�����د ‪ ،‬و ك�������ل م�����ق�����������ص�����و د حم������د و د‬ ‫مي�����ك�����ن حت���������ص����ي����ل����ه م������ن غ���ي��ر ا ل�����ك�����ذ ب‬ ‫ي����ح����ر م ا ل�����ك�����ذ ب ف����ي����ه ‪ ،‬و ا ن مل مي���ك���ن‬ ‫حت���������ص����ي����ل����ه اال ب����ا ل����ك����ذ ب ج�����ا ز ا ل����ك����ذ ب‬ ‫ف�����ي�����ه ‪ ،‬ث������م ا ن ك��������ا ن حت���������ص����ي����ل ذ ا ك‬ ‫ا مل������ق�������������ص������و د م�������ب�������ا ح�������اً ك����������ا ن ا ل������ك������ذ ب‬ ‫م���ب���ا ح���اً ‪ ،‬و ا ن ك���ا ن و ا ج���ب���اً ك���ا ن ا ل���ك���ذ ب‬ ‫و ا ج�������ب�������اً ف����������إ ذ ا ا خ�����ت�����ف�����ى م���������س����ل����م م����ن‬ ‫ظ�������ا مل ي�����ر ي�����د ق�����ت�����ل�����ه ا و ا خ�������ذ م����ا ل����ه‬ ‫و �أ خ�����ف�����ى م����ا ل����ه و ������س�����ا ل �إ ن�����������س�����ا ن ع���ن���ه‬

‫و ج�����ب ا ل����ك����ذ ب ب����ا خ����ف����ا ء ه ‪ ،‬و اال ح������و ط‬ ‫يف ه����ذ ا ك���ل���ه ا ن����ه ي�����و ر ي ‪ ،‬ا ي ي���ق�������ص���د‬ ‫ب������ع������ب������ا ر ا ت������ه م������ق�������������ص������و د اً ������ص�����ح�����ي�����ح�����اً ‪،‬‬ ‫و ل�����ك�����ن�����ه ي������ك������ذ ب ب�����ا ل�����ن�����������س�����ب�����ة ا ىل م����ا‬ ‫ي���ف���ه���م���ه ا ملقا بل " ر يا �ض ا ل�������ص���ا حل�ي�ن ‪/‬‬ ‫����ص ‪.1 6 9‬‬ ‫و ا ����س���ت���د ل ا ل���ع���ل���م���ا ء ب���ج���و ا ز ا ل���ك���ذ ب‬ ‫يف ه������ذ ا ا حل�������ا ل ‪ ،‬ب����ح����د ي����ث ا ل����ر �����س����و ل‬ ‫( ����ص���ل���ى ا هلل ع���ل���ي���ه و �����س����ل����م ) " ل���ي�������س‬ ‫ا ل�����ك�����ذ ا ب ا ل�����ذ ي ي���������ص����ل����ح ب��ي�ن ا ل����ن����ا �����س‬ ‫ف�����ي�����ن�����م�����ي خ����ي����راً ا و ي������ق������و ل خ����ي����راً "‬ ‫������ص�����ح�����ي�����ح ا ل���������ب���������خ���������ا ر ي ‪ 2 5 6 7 /‬ك�����ت�����ا ب‬ ‫ا ل���������ص����ل����ح ‪ ،‬و يف ر و ا ي�����ة " و مل ا ����س���م���ع‬ ‫ي�����ر خ�����������ص يف �������ش������ي ء م�������ن م�������ا ي�����ق�����و ل‬ ‫ا ل���ن���ا ����س ك���ذ ب���اً اال يف ث��ل�ا ث ‪ :‬ا حل����ر ب ‪،‬‬ ‫ا لإ ���������ص����ل���ا ح ب���ي���ن ا ل������ن������ا �������س ‪ ،‬و ح�����د ي�����ث‬ ‫ا ل�������ر ج�������ل ا م��������ر �أ ت��������ه و ح�������د ي�������ث ا مل���������ر �أ ة‬ ‫ز و ج����ه����ا " ر و ا ه م���������س����ل����م ‪4 8 2 2 /‬ك����ت����ا ب‬ ‫ا ل�ب�ر و ا ل�������ص���ل���ة و ا لأ د ب ‪.‬‬ ‫و ل�������ذ ل�������ك ال ح��������ر ج يف ا ن ي�����ق�����و ل‬ ‫ا ل����ر ج����ل ال م�����ر �أ ت�����ه و ا ن ت����ق����و ل ا مل�����ر �أ ة‬ ‫ل����ز و ج����ه����ا ا ي���������ض����اً ه�����ذ ا ر ا ئ������ع و ه�����و يف‬ ‫ن���ف�������س���ه ل���ي�������س ر ا ئ����ع����اً ل���ك���ن���ه ح�������س���ن ا و‬ ‫ج����ي����د ‪ ،‬و ال ب����ا �����س ا ن ي����ق����و ل ‪ ( :‬ه����ذ ا‬ ‫�إ ب����د ا ع و ال ن���ظ�ي�ر ل���ه ) و ي���ع���ت���ق���د ا ن���ه‬ ‫ج��د ي��ر و ل��ك��ن ل��ه ن��ظ�ير‪ ،‬و ل��ت��ك��ن ا ل���ن���ي���ة‬ ‫د ا ئ���م���اً يف ك���ل م���ا ذ ك���ر ن���ا ه و يف ك���ل م���ا‬ ‫����س���ن���ذ ك���ر ه �إ د خ���ا ل ا ل�������س���ر و ر ع���ل���ى ق���ل���ب‬ ‫ا ل������ز و ج������ة و ق�����ل�����ب ا ل��������ز و ج ف�����ف�����ي ذ ل�����ك‬ ‫ا ل���ك���ث�ي�ر م���ن ا لأ ج����ر و ا مل���ث���و ب���ة و ا خل�ي�ر‬ ‫ا ن ����ش���ا ء ا هلل ‪.‬‬ ‫ا حل���ا د ي ع�������ش���ر ‪:‬‬ ‫يف ���ض��ل ث��و ر ة اال ت�����ص��ا ال ت ا حل��د ي��ث��ة‬ ‫�����ص����ا ر ت����و ا �����ص����ل ا ل����ن����ا �����س م����ك����ث����ف����اً ع���ل���ى‬ ‫ن���ح���و مل ي�������س���ب���ق ل���ه م���ث���ي���ل و ل���ق���د ر ت���ب‬ ‫ه�������ذ ا ع�����ل�����ي�����ن�����ا و ا ج�������ب�������ا ت ا ج����ت����م����ا ع����ي����ة‬ ‫ج����د ي����د ة ف���������ص����ا ر ت ا مل�������ر �أ ة ت����ت����و ق����ع ا ن‬ ‫ي������ع������و د ز و ج�������ه�������ا يف �������س������ا ع������ة حم�������د د ة‬

‫ا ىل ا ل���ب���ي���ت ف���ك���ل �����ش����ي ء مي�������ض���ي ع���ل���ى‬ ‫ا ل�����ن�����ظ�����ا م ‪ ،‬و ������ص�����ا ر م�����ن ا ل���������س����ه����ل ع���ل���ى‬ ‫ا مل������ر ء ا ن ي����ت���������ص����ل ب�����أ ه����ل����ه و ي����خ��ب�ر ه����م‬ ‫ب������أ ن�����ه �����س����ي����ت�����أ خ����ر ع�����ن ا حل�����������ض�����و ر ا ىل‬ ‫ا ل�������غ�������د ا ء ا و ا ل�����ع�����������ش�����ا ء ا و ا ن��������ه ل����ن‬ ‫ي���������س����ت����ط����ي����ع ت�����ن�����ا و ل ا ل�����ط�����ع�����ا م م����ع����ه����م ‪،‬‬ ‫و �إ ذ ا ت����أ خ���ر ا ل����ز و ج ع���ن ز و ج���ت���ه ا ل���ت���ي‬ ‫ت����ن����ت����ظ����ر و ت�����ر ت�����ب ك�����ل �أ م������و ر ه������ا ‪ ،‬ع���ل���ى‬ ‫ا ن����ه ����س���ي����أ ت���ي يف ا ل����و ق����ت ا مل����ح����د د ‪ ،‬و يف‬ ‫ه����ذ ا �إ �����س����ا ء ة ك����ب��ي�ر ة ! ! �إ ذ ه����ن����ا ك م���ن‬ ‫ت���ن���ت���ظ���ر ك و جت���و ع م���ن �أ ج���ل���ك ‪ ،‬و ت���ت���ه���ي����أ‬ ‫ل��ق��د و م��ك و �أ نت ال ت��ب��ا يل ب��ه��ذ ا ا لأ مر ‪،‬‬ ‫و ال ي����خ����ط����ر يف ب����ا ل����ك ا ن ت����خ��ب�ر ه����ا "‬ ‫�أ ن���ا �أ ����س���ف ‪ ،‬ل���ن ا ����س���ت���ط���ي���ع ا ن �أ ت���ن���ا و ل‬ ‫ا ل����غ����د ا ء معكم ! " م����ن ا مل����ف��ت�ر �����ض ا ن‬ ‫ال ت����ق����ع م����ث����ل ه�����ذ ه ا لإ �������س������ا ء ة ‪ ،‬و ن�����و د‬ ‫ا ن ن�����ذ ك�����ر مب�����ا ق����ل����ن����ا ه م�����ن ق����ب����ل ا ن‬ ‫م�����ن ا جل�����م�����ي�����ل و ا حل������ي������و ي و ا ل����ل����ط����ي����ف‬ ‫ا ن ي������ت������ع������ا م������ل ا ل����������ز و ج����������ا ن ت�����ع�����ا م�����ل‬ ‫ا ل�������ص���د ي���ق�ي�ن و ال ي���ل���ي���ق ب���ا ل�������ص���د ي���ق ا ن‬ ‫ي���ت����أ خ���ر ع���ن ����ص���د ي���ق���ه و ال ي���ع���ت���ذ ر ل���ه ‪.‬‬ ‫����ش���ي���ئ���اً م��ه��م��اً ا ن ي��د ر ك ا ل��ر ج��ا ل ا ن‬ ‫ن���ف���و ذ ا مل���ر �أ ة يف ا حل���ي���ا ة ا لأ ����س���ر ي���ة و يف‬ ‫ا حل����ي����ا ة ا ل����ع����ا م����ة ف����ي����ز د ا د ب���ا ����س���ت���م���ر ا ر‬ ‫و ا مل���������س����ا ل����ة م����ر ت����ب����ط����ة ع����ل����ى م�����ا ي����ب����د و‬ ‫ب����ا ل����ت����ط����و ر ا حل���������ض����ا ر ي ‪ ،‬و ح��ي��ن ي����ك����و ن‬ ‫ا لإ ن�����������س�����ا ن يف ا ل�����ب�����ا د ي�����ة ا و يف ق����ر ي����ة‬ ‫�������ص������غ���ي��ر ة ‪ ،‬ف�������ا ن �أ م������������و ر اً ك������ث���ي��ر ة ق����د‬ ‫جت����ع����ل م����ن خ�����ر و ج ا ل����ر ج����ل م����ن ب���ي���ت���ه‬ ‫و م������ن ع�����و د ت�����ه �أ م��������ر اً غ��ي��ر م���������ض����ب����و ط‬ ‫ب����أ ي ����ض���ا ب���ط ‪ ،‬و غ�ي�ر م���ق���ي���د ب����أ ي ق���ي���د‬ ‫ل���ك���ن ا لأ م�����ر ي���خ���ت���ل���ف يف ا مل�����د ن ‪ ،‬ح���ي���ث‬ ‫ن�����ف�����و ذ ا ل����ن���������س����ا ء ي�����ك�����و ن ا ك���ب��ر و ح����ي����ث‬ ‫م����ر ا ع����ا ة ا مل���و ا ع���ي���د ت���ك���و ن �أ ك��ث�ر د ق����ة ‪،‬‬ ‫ل��ذ ا م���ن ا مل���ه���م ل���ر ج���ل ا ل��ذ ي ����س���ي���ت����أ خ���ر‬ ‫ع���ن ب���ي���ت���ه ب�������س���ب���ب ط���ا ر ئ ‪ ،‬ا ن ي���ت�������ص���ل‬ ‫و ي���خ�ب�ر ز و ج���ت���ه ب���ذ ل���ك ‪.‬‬ ‫ا ل���ث���ا ين ع�������ش���ر ‪:‬‬

‫م������ن ج����م����ل����ة م������ا مي�����ك�����ن ا ن ي����ك����و ن‬ ‫�����ش����ي����ئ����اً ح�����م�����ي�����د اً ي���������ص����د ر ع�����ن ا ل������ز و ج‬ ‫و ي��ح�����س��ب يف ر ���ص��ي��د اال ن��ت��ب��ا ه ل��ز و ج��ت��ه‬ ‫�إ ذ ا ك������ا ن������ت م�����ن�����ز ع�����ج�����ة ا و م����ت����ع����ب����ة ‪،‬‬ ‫و ا لأ �������ش������ي������ا ء ا ل�����ت�����ي مي�����ك�����ن ا ن ت����ق����ل����ق‬ ‫ا مل��������ر �أ ة و ت����ز ع����ج����ه����ا و ت����ع����ك����ر م����ز ا ج����ه����ا‬ ‫�أ ك����ث����ر ب�����ك�����ث��ي��ر م������ن ا لأ �������ش������ي������ا ء ا ل�����ت�����ي‬ ‫ت�����ز ع�����ج ا ل������ر ج������ل ‪ ،‬و ه��������ذ ا ي�����ع�����و د ع����ل����ى‬ ‫ن���ح���و �أ ����س���ا ����س���ي ا ىل ط���ب���ي���ع���ة ا ل�ت�ر ك���ي���ب‬ ‫ا ل����ب����د ين و ا ل����ع����ق����ل����ي و ا ل����ن����ف���������س����ي ا ل����ذ ي‬ ‫ف��ط��ر ا هلل ( ج��ل و عال ) ا ل��ن�����س��ا ء ع��ل��ي��ه‬ ‫و ����ش���ر ح���ه ي���ط���و ل ‪ ،‬ف���ا ل���ر ج���ل ال ي���ع���ر ف‬ ‫ا لأ �����ش����ي����ا ء ا ل����ت����ي ت����ز ع����ج ا مل������ر �أ ة مت����ا م����اً‬ ‫و ل����ه����ذ ا ف����ا ن����ه ال ي�������س���ت���ط���ي���ع ا ك���ت�������ش���ا ف‬ ‫ك�������ل ح���������ا ال ت ق�����ل�����ق�����ه�����ا و ا ������ض�����ط�����ر ا ب�����ه�����ا‬ ‫و ح����ي����ن ت�������������ش������ر ح ل�������ه �أ ��������س�������ب�������ا ب ������س�����و ء‬ ‫م�����ز ا ج�����ه�����ا ي���������س����ت����غ����ر ب لأ ن�������ه ي����ق����ي���������س����ه����ا‬ ‫ع�����ل�����ى ن�����ف�����������س�����ه ‪ ،‬ف�����ي�����ق�����و ل يف ن����ف���������س����ه ‪:‬‬ ‫ه����ذ ا �أ م����ر م����ز ع����ج ؟ ! غ����ر ي����ب ؟ ؟ �أ ن����ا ال‬ ‫ا ن�����ز ع�����ج م�����ن ه������ذ ا ا ل�����������ش�����ي ء و ن�����ق�����و ل ‪:‬‬ ‫ه���ذ ا ق���ي���ا ����س م���ع ا ل���ف���ا ر ق ف����أ ن���ت ت���ر ي���د‬ ‫م����ن �����ش����ي����ئ��ي�ن خم����ت����ل����ف��ي�ن ا ن ي���ت���ط���ا ب���ق���ا‬ ‫و ت�������������ص������د ر ع�����ل�����ي�����ه�����م�����ا ح�����ك�����م�����اً و ا ح���������د اً‬ ‫و ه���م���ا غ�ي�ر م���ت���ط���ا ب���ق�ي�ن‪ ،‬ال ت�������س���ا ل ا ن‬ ‫ك�����ا ن ق���ل���ق���ه���ا و ج����ي����ه����اً ح�����و ل ا ل���ق�������ض���ي���ة‬ ‫ا ل�����ف��ل��ا ن�����ي�����ة �أ م ال ‪ . .‬د ع ه������ذ ا ع����ن����ك‬ ‫و ل���ك���ن ����س���ل���ه���ا ع���م���ا ي���ز ع���ج���ه���ا و ي����ؤ مل���ه���ا ‪،‬‬ ‫و ع������م������ا �إ ذ ا ك������ا ن������ت م�����ت�����ع�����ب�����ة و ح�������ا و ل‬ ‫م�������س���ا ع���د ت���ه���ا و ا ل����و ق����و ف ا ىل ج���ا ن���ب���ه���ا‬ ‫و ذ ل���ك �أ ف�������ض���ل م���ا مي���ك���ن ا ل���ق���ي���ا م ب���ه ‪.‬‬ ‫ا ل����ن���������س����ا ء ي����ع����ت��ب�ن ع����ل����ى �أ ز و ا ج������ه������ن ‪،‬‬ ‫لأ ن�����ه�����ن ي����ع����ت����ق����د ن �أ ن�����ه�����م ال مي����ت����ل����ك����و ن‬ ‫ا حل���������������س�������ا ��������س�������ي�������ة ا ل��������ك��������ا ف��������ي��������ة ل�����ف�����ه�����م‬ ‫�أ ح������و ا ل������ه������ن ا ل�����ن�����ف�����������س�����ي�����ة و ا مل������ز ا ج������ي������ة‬ ‫و ه������������ذ ا ا ل������ع������ت������ب يف حم�������ل�������ه ‪ ،‬و ع�����ل�����ى‬ ‫ا ل�����ر ج�����ل ب������ذ ل ا جل�����ه�����د لإ د ر ا ك ه�����ذ ا‬ ‫ا لأ م���ر ‪ . .‬و ل���ل���ح���د ي���ث ب���ق���ي���ة ‪.‬‬

‫‪55‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫نظام الحياة بين الرجل والمرأة‬ ‫ن����ظ����ام ال���ح���ي���اة ب���ي���ن ال����رج����ل وال����م����رأة‬

‫�إن يف ا ل���ع���امل ق���د مي���ه و ح���د ي���ث���ه ن��ظ��ام�ين‬ ‫ل���ل���ح���ي���اة اال ج���ت���م���ا ع���ي���ة ا مل���ت���ع���ل���ق���ة ب����ا لأ �����س����رة‬ ‫وا ل��ر ج��ل وا مل��ر �أة ‪ ،‬وا حل��ي��اة اجلن�سية خا�صة‪،‬‬ ‫وما يرتبط بها‪ ،‬وما يتفرع عنها‪.‬‬ ‫ا م����ا ا ح���د ه���م���ا ف���ي���ق���وم ع���ل���ى �����ض����رورة ح�����ص��ر‬ ‫احلياة اجلن�سية‪ ،‬والتمتع بها وكل ما يتعلق‬ ‫ب��ه��ا وي�����ؤدي �إ ل��ي��ه��ا‪��� -‬س��واء ب��ا ل��ن�����س��ب��ة ل��ل��ر ج��ل‬ ‫�أم ل���ل���م���ر �أة – يف ن���ط���اق ا لأ �����س����رة ‪ ،‬وا حل���ي���اة‬ ‫ا ل��زو ج��ي��ة ك��م��ا ���ش��ر ع��ه��ا اهلل ور ���س��و ل��ه( ���ص��ل��ى‬ ‫اهلل ع��ل��ي��ه و ���س��ل��م) و ي��ت��ف��رع ع���ن ذ ل���ك ج��م��ي��ع‬ ‫ا ل���ع���ادات وا ل�����س��ل��و ك��ي��ات ا مل��ت�����ص��ل��ة ب��ح��ي��اة ك��ل‬ ‫م���ن ا مل�����ر �أة وا ل��ر ج��ل‪ ،‬ب��ح��ي��ث ت�����ؤدي �إىل ت��ل��ك‬ ‫الغاية‪،‬وتن�سجم معها وتع�ضدها‪.‬‬ ‫وو ف�����ق�����ا ل����ذ ل����ك ا ل����ن����ظ����ام ي���ن���ب���غ���ي ان ت���ق���وم‬ ‫ا ل��ع�لا ق��ات اال ج��ت��م��ا ع��ي��ة ب�ين ا ل��ر ج��ل وا مل����ر �أة‬ ‫ويف ح���ي���اة ا ل���ر ج���ل وا مل������ر �أة ع��ل��ى �أ ����س���ا ����س م��ن‬ ‫العفة وا لإح�صان‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫وان �سالمة اال�سرة ‪ ،‬واحلياة الزوجية‪ ،‬تبعا‬ ‫لذلك ت�ستلزم اتخاذ تدابري عملية من جهة‬ ‫‪،‬وا ل��ق��ي��ام ب��ت��ه��ذ ي��ب خ��ل��ق��ي م��ن ن��ا ح��ي��ة ث��ا ن��ي��ة‬ ‫ع��ل��ى �أ ����س���ا ����س م���ن ا حل���ي���اء ا لإ ����س�ل�ا م���ي وال ب���د‬ ‫م��ن ا ج��ت��م��اع ا لأ م��ر ي��ن م��ع��ا ل��ت��ح��ق��ي��ق ا ل��ه��دف‬ ‫املطلوب‪.‬‬ ‫وان هذه التدابري العملية‪ ،‬وذلك التهذيب‬ ‫ا خل����ل����ق����ي ي����ق����و م����ان ع����ل����ى ح�������ص���ر ا ن����ط��ل�اق‬ ‫الغريزة‪ ،‬و �إثارتها يف نطاق احلياة الزوجية‬ ‫ا ل��ع��ف��ي��ف��ة ا ل���ط���ا ه���رة ك���م���ا ���ش��ر ع��ه��ا ا لإ ����س�ل�ام‬ ‫واحليلولة دون �إثارتها خارج تلك احلياة‪.‬‬ ‫و م���ن ه��ن��ا ت��ن�����ش��ا ا لأ ���س�����س ا مل��ت��ع��ل��ق��ة ب��ا ل��ل��ب��ا ���س‬ ‫ا مل���ح���ت�������ش���م غ��ي�ر ا مل����ث��ي�ر �أ م�������ام غ��ي�ر ا مل����ح����ارم‬ ‫و ب���ت���ح���د ي���د ا ل�������ص���ل���ة ب�ي�ن ا ل����ر ج����ال وا ل���ن�������س���اء‬ ‫على �أ ���س��ا ���س م��ن ع��دم اال خ��ت�لاط يف املنا�شط‬ ‫ا مل��خ��ت��ل��ف��ة ا مل��ت��ن��و ع��ة ا ل��ع��م��ل��ي��ة وغ�ي�ر ا ل��ع��م��ل��ي��ة‬ ‫اال يف ح��دود بعيدة ع��ن ا لإ ث��ارة ويف جم��االت‬

‫�إعداد‪� :‬إنعام جا�سم حممد‬ ‫بريئة من ال�شبهات كالبيع وال�شراء والعمل‬ ‫ا جل�����اد وا ل���ت���ع���ل���م وا ل���ت���ع���ل���ي���م واال������ش��ت��راك يف‬ ‫العبادات املختلفة يف جو من الورع والتقوى‬ ‫واحلياء‪.‬‬ ‫و ه��ذا م��ا ا خ��ذ ب��ه ا لإ ���س�لام يف و ���ض��ع ���ض��وا ب��ط‬ ‫و ����ش���روط ل��ل��ب��ا ���س وا ل��ز ي��ن��ة ويف م��ن��ع ا خل��ل��وة‬ ‫ب�ي�ن ا ل���ر ج���ل وا ل��ن�����س��اء م���ن غ�ي�ر ا مل���ح���ارم ويف‬ ‫م��ن��ع اال خ��ت�لاط ا مل�����ش��ب��وه ا ل��ذي ي�تر ت��ب عليه‬ ‫ا ل��ف��ت��ن��ة او ا لإ ث��������ارة‪ ...‬او ا خل�����روج ع��ل��ى م��ا‬ ‫�شرعه اهلل ور�سوله(�صلى اهلل عليه و�سلم)‪.‬‬ ‫و ل�����ذ ل�����ك ف������ان م�����ن ا خل����������روج‪ -‬م����ث��ل�ا‪ -‬ع��ن‬ ‫ج������ادة ا لإ ������س��ل��ام‪ ،‬و م�����ن ا لإخ����ل���ال ب�������ش���روط‬ ‫ا حل��ي��اء ا لإ ���س�لا م��ي م��ا ت��ف��ع��ل��ه ب��ع�����ض ا ل��ن�����س��اء‬ ‫م���ن ا ل��ت��ك�����ش��ف وا ل���ت�ب�رج وا ل��ز ي��ن��ة ا ل��ت��ي ت��ث�ير‬ ‫و حت���رك‪...‬و ك���ذ ل���ك اال خ���ت�ل�اط ب�ين ا ل��ر ج��ال‬ ‫وا ل��ن�����س��اء يف �إ ط���ار م��ن ا ل��ت��ح��ل��ل م��ن ���ض��وا ب��ط‬ ‫ال�شريعة و �أ�صولها‪...‬وباخت�صار ك��ل �سلوك‬

‫او ت�������ص���رف او ع���م���ل مي���ك���ن ان ي���ن�������ش���ا ع��ن��ه‬ ‫خم���ا ل���ف���ة م����ا او ا ن����ح����راف م����ا ع����ن ����ض���وا ب���ط‬ ‫ال�شريعة‪...‬او حتلل من هذه ال�ضوابط‪.‬‬ ‫ان ك��ل ذ ل��ك و �أ ���ش��ب��ا ه��ه يف نظر ا لإ ���س�لام من‬ ‫ك��ب��ا ئ��ر ا ل��ذ ن��وب ‪ ،‬و م��ن ا مل��ح��ر م��ات ا ل��ت��ي ق��د ال‬ ‫ت��ق��ب��ل م��ع��ه��ا ع��ب��ادة او ���ص�لاة او د ع���اء الن يف‬ ‫ذ ل���ك خم��ا ل��ف��ة هلل ور ���س��و ل��ه( ���ص��ل��ى اهلل ع��ل��ي��ه‬ ‫و ���س��ل��م) و ل��ل��ق��ر �آن ا ل��ك��رمي ع��ن ق�����ص��د او غري‬ ‫ق�صد‪ ،‬عن علم او عن جهل‪.‬‬ ‫و �أما نظام ا لآخر فانه يقوم على الت�ساهل‬ ‫يف م��و ���ض��وع ا ل��ع�لا ق��ات ب��ي ن ا ل��ر ج��ل وا مل���ر �أة‬ ‫و ع��دم اال ه��ت��م��ام ب��ح�����ص��ر ا حل��ي��اة ا جل��ن�����س��ي��ة يف‬ ‫ن��ط��اق اال ����س���رة ‪ ،‬ب���ل ي�����س��ود اال ع���ت���ق���اد يف ه��ذا‬ ‫النظام ب�ضرورة حرية ال�صلة بني اجلن�سني‬ ‫دون �أي ���ض��وا ب��ط او ق���ي���ود‪ ،‬وال ي���رى ف��ر ق��ا‬ ‫ب�ين حتقيق ا حل��ي��اة اجلن�سية يف ���ص��ورة حياة‬ ‫زو ج��ي��ة او يف ع�لا ق��ة ز ن��ى ب��ل ال ي��رى ح��ر ج��ا‬ ‫يف �إ ق����ا م����ة ع��ل�ا ق����ات م��ث��ل��ي��ة �����ش����اذة م���ادا م���ت‬ ‫حتقق املتعة وا ل��ل��ذة‪ .‬وي�صل ا لأ م��ر يف بع�ض‬ ‫ا لأحيان �إىل ان ت�سن بع�ض املجتمعات التي‬ ‫ت��ت��ب��ع ذ ل��ك ا ل��ن��ظ��ام ق��وان�ين حت��م��ي ا ل��ع�لا ق��ات‬ ‫ال�شاذة وتبيحها ورمبا ت�شجع عليها‪.‬‬ ‫ن��ع��م ان ا حل��ي��اة ا ل��زو ج��ي��ة‪ ،‬و ح��ي��اة اال ���س��رة ‪،‬‬ ‫م��و ج��ودة يف ه��ذا ا ل��ن��ظ��ام ‪،‬و ل��ك��ن �أ ���ص��ح��ا ب��ه ال‬ ‫ي��ج��دون �أ م����ر اً ع��ظ��ي��م��ا‪ ،‬وال ���ش��ي��ئ��ا م��ر ف��و ���ض��ا‪،‬‬ ‫وال ا ���س��ت��ه��ج��ا ن��ا‪ ،‬وال غ�����ض��ا ���ض��ة‪ ،‬يف ان حت��دث‬ ‫����ص�ل�ات ج��ن�����س��ي��ة ت���ا م���ة ب�ي�ن غ�ي�ر ا مل��ت��زوج�ين‬ ‫م��ن ا ل��ر ج��ال او ا ل��ن�����س��اء‪ ،‬ب��ل وب�ي�ن م��ت��زوج�ين‬ ‫م��ن ن�����س��اء ور ج��ال خ��ارج ا حل��ي��اة ا ل��زو ج��ي��ة بل‬ ‫بني الرجال والرجال‪ ،‬والن�ساء والن�ساء‪ ،‬بل‬ ‫و �أدهى من ذلك قد يبتكرون �أ�ساليب دينية‬ ‫ورخي�صة لإ�شاعة ذلك ال�شكل من الفو�ضى‬ ‫اجلن�سية او ذاك‪.‬‬ ‫ويف م��ث��ل ه���ذا ا ل��ن��ظ��ام ت��ن�����ش���أ وال ���ش��ك ع���ادات‬ ‫و ���س��ل��و ك��ي��ات و �أ ف��ك��ار و �أ ���س��ا ل��ي��ب و ق��ي��م تن�سجم‬

‫معه‪ ،‬وتتفرع منه‪ .‬فتزين املر �أة يف املجتمع‪،‬‬ ‫وا لألب�سة املثرية لل�شهوة‪ ،‬واختالط الرجال‬ ‫ب��ا ل��ن�����س��اء ج��م��ا ع��ات و ف����رادى ‪ ،‬و ف�����س��ح ا مل��ج��ال‬ ‫ل��ه��ذا اال خ���ت�ل�اط ‪ ،‬وا ل��ت�����ش��ج��ي��ع ع��ل��ي��ه‪ ،‬وغ�ير‬ ‫ذ ل�����ك ‪ ،‬ل���ي�������س اال �أ ����س���ا ل���ي���ب و ع�������ادات حت��ق��ق‬ ‫ه���ذا ا ل��ن��ظ��ام ‪،‬و ت��ن�����س��ج��م م��ع��ه ‪،‬و ت��ت��ف��رع م��ن��ه‪،‬‬ ‫و ت���و ����ص���ل���ه �إىل غ���ا ي���ا ت���ه و �أ ه����دا ف����ه ا ل���ت���ي ه��ي‬ ‫يف ا مل��ح�����ص��ل ا لإ ب��ا ح��ي��ة ا مل��ط��ل��ق��ة يف ا ل��ع�لا ق��ات‬ ‫اجلن�سية امل�ألوفة وال�شاذة‪.‬‬ ‫ان م��ا ي��ج��ب ا ل��ت���أ ك��د عليه ان ال �سبيل –على‬ ‫ا لإط��ل�اق‪� -‬إىل ا مل���زج ب�ين ه��ذ ي��ن ا ل��ن��ظ��ام�ين‪،‬‬ ‫وان �أي حم���او ل���ة ل��ل��ت��و ف��ي��ق ب��ي��ن��ه��م��ا – حت��ت‬ ‫د ع�����وى ع�����دم ا ل���ت���ز م���ت او ا ل����ت���������ش����دد‪،‬او غ�ير‬ ‫ذ ل��ك من ا ل��د ع��وات امل�ضللة – ب��ان ن�أخذ من‬ ‫ه���ذا وذاك‪ ،‬ه����ي حم��او ل��ة ف��ا ���ش��ل��ة‪ ،‬م��ر ف��و ���ض��ة‪،‬‬ ‫لأ ن���ه���ا ���س��ت���ؤدي ح��ت��م��ا اىل غ��ل��ب��ة ا ح���د ه��ذ ي��ن‬ ‫ا ل��ن��ظ��ام�ين ع��ل��ى ا لآ خ��ر مب��رور ا ل��ز م��ن‪ ،‬وتبعا‬ ‫حلركة التطور‪ ،‬وان�سياقا مع ميول ا لأفراد‬ ‫واجلماعات‪،‬وغلبة ا لأهواء‪،‬و�سهولة التفلت‬ ‫من القيود وميل النف�س اىل ذلك‪.‬‬ ‫ان ا حل���������دود يف ا ل����ن����ظ����ام ا لأول ح�����دود‬ ‫وا�ضحة ال لب�س فيها‪ ،‬وال تقبل امل�ساومة او‬ ‫ا ل��ت���أو ي��ل‪،‬او ا ل��ت��ح��ر ي��ف �أو ا ل��ت��ب��د ي��ل‪ ،‬م��ادا م��ت‬ ‫ق��ا ئ��م��ة ع��ل��ى ن�����ص��و���ص ث��ا ب��ت��ة م���ن ا ل��ك��ت��اب او‬ ‫ال�سنة �أو ا لإجماع‪.‬‬ ‫ور مب���ا ك��ان م��ا ن�����ش��ه��ده ا ل��ي��وم م��ن ت��ن��ا ق�����ض��ات‬ ‫يف �سلوك كثري من امل�سلمني‪ ،‬ومن اختالط‬ ‫ا حل����ا ب����ل ب���ا ل���ن���ا ب���ل يف ا مل���ف���ا ه���ي���م ع���ن���د ك��ث�ير‬ ‫م���ن���ه���م‪ ،‬و م�����ن ����س���ي���ط���رة ا لأ ه��������واء يف ت�����س��ي�ير‬ ‫حركة ا لأ ف��راد واجلماعات‪ ،‬وا ن��زالق ال�شباب‬ ‫خا�صة يف �سلوكات هجينة حتتمل الوجهني‬ ‫و م����ا ن�����س��م��ع��ه م���ن ف���ت���اوى و ت������أوي��ل��ات ي��و م��ا‬ ‫ب��ع��د ي���وم‪ ،‬ت��ل��ب�����س احل�ل�ال ب��ا حل��رام‪ ،‬وا جل��ا ئ��ز‬ ‫ب��ا مل��م��ن��وع‪ ،‬ر مب���ا ك���ان ذ ل���ك و �أ ���ش��ب��ا ه��ه ���ص��دى‬ ‫ل��ت��ل��ك ا مل��ح��او ل��ة امل���ؤ ���س��ف��ة للتوفيق ب�ين ذينك‬

‫ا ل��ن��ظ��ام�ين‪ ،‬وا لأ خ���ذ م��ن ك��ل م��ن��ه��م��ا بن�صيب‬ ‫على ما بينهما من تناق�ض جذري يف الفكر‬ ‫والغاية والو�سائل‪ .‬وقد ذكر القر �آن الكرمي‬ ‫يف م����ق����ام اال ����س���ت���ن���ك���ار وا لإ ن�����ك�����ار وا ل���ت���و ب���ي���خ‬ ‫(و ي���ق���و ل���ون ن����ؤ م���ن ب��ب��ع�����ض و ن���ك���ف���ر ب��ب��ع�����ض‬ ‫ويريدون ان يتخذوا بني ذلك �سبيال) �سورة‬ ‫الن�ساء ‪� /‬آية ‪150‬‬ ‫ل���ق���د ا ب���ت���ل���ي���ت ك���ث�ي�ر م����ن ن�����س��ا ئ��ن��ا ا مل�����س��ل��م��ات‬ ‫مب��م��ار ���س��ات ق��ي ا حل��ي��اة ا ل��ع��ا م��ة وا خل��ا ���ص��ة‪..‬‬ ‫ب��ع��ي��دة ق��ل��ي�لا او ك��ث�يرا ع��ن م��ن��ه��ج اهلل‪ ،‬و م��ا‬ ‫ج���اء يف ك��ت��ا ب��ه ا ل��ع��ز ي��ز و ���س��ن��ة ن��ب��ي��ه ا ل��ك��رمي‬ ‫( ���ص��ل��ى اهلل ع��ل��ي��ه و ���س��ل��م) ور مب���ا ن�����ش���أت ه��ذه‬ ‫ا مل��م��ار ���س��ات ع���ن ج��ه��ل ب��ا حل��ق��ي��ق��ة‪ ،‬او ت��ه��اون‬ ‫ب�������ش����أن ا ل���ع���ا ق���ب���ة‪� ،‬أو ت��ك��ا ���س��ل و ت���ق���ا ع�������س ع��ن‬ ‫ا ل��ت��ط��ب��ي��ق م���ع ا ل���ع���ل���م‪� ،‬أو م��ي��ل م���ع ا ل���ه���وى �أو‬ ‫ت����أ ث���ر ب��ي��ئ��ة م���ا او ب��ف��ك��ر م�����ا‪� ،‬أو ب���إ ن�����س��ان م��ا‪،‬‬ ‫�أو ا ن���خ���داع ب��د ع��وى ج��ا ه��ل��ي��ة ‪� ،‬أو ت��ف�����س�ير �أو‬ ‫ت���أو ي��ل �أو ف��ت��وى زا ئ��ف��ة م��ن ذوي ا لأ غ��را���ض‬ ‫ا مل��ت�لا ع��ب�ين ب��ن�����ص��و���ص ا ل�����ش��ر ي��ع��ة و ب���إ ح��ك��ا م��ه��ا‪،‬‬ ‫وقواعدها‪.‬‬ ‫وال ����ش���ك ان ا ل��ت�����ص��ر ف��ات ا ل���ف���رد ي���ة م���ن ا ح��د‬ ‫ا ل��ن��ا ���س ‪� ،‬أو ا ل���ع���ادات ا ل��ت��ي ����س���ادت وا ن��ت�����ش��رت‬ ‫ب�ين النا�س ب��ق��وة‪ ،‬حتى ب��دت ك�أنها ح��ق وهي‬ ‫لي�ست بحق‪ ،‬ال تعترب ا�سا�ساً وال دليال لأي‬ ‫ح��ك��م ���ص��ح��ي��ح‪ .‬و �إ من�����ا ا ل�����س��ب��ي��ل اىل م��ع��ر ف��ة‬ ‫ا حل�����ق و ح���ك���م اهلل ت���ع���اىل ي���ك���ون ب����إ ت���ب���اع م��ا‬ ‫ج����اء يف ك���ت���اب اهلل ت���ب���ارك و ت���ع���اىل ‪ ،‬و ���س��ن��ة‬ ‫ر ���س��و ل��ه( ���ص��ل��ى اهلل ع��ل��ي��ه و ����س���ل���م) الن ه��ذا‬ ‫احلكم ال ي�أتيه الباطل من بني يديه وال من‬ ‫خ��ل��ف��ه ‪،‬وال ي���ؤ ث��ر ع��ل��ي��ه ب��ن�����س��خ �أو حت��و ي��ر �أو‬ ‫ت���أو ي��ل ف��ا ���س��د‪� ،‬أو �أ خ��ذ ب����آراء �آ ح��اد م��ن النا�س‬ ‫يخالفونه من �أي طبقة �أو �سوية ‪.‬‬ ‫‪57‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫استراحة العــدد‬ ‫�إعداد‪� :‬سارة �سليم‬

‫‪ ..‬الكلمات المتقاطعة ‪..‬‬

‫�إعداد‪� :‬سارة �سليم عليوي‬

‫قصة وعبرة ‪ /‬األعبــاء‬

‫يف يوم من الأيام كان حما�ضر يلقي حما�ضرة عن التحكم ب�ضغوط و�أعباء احلياة لطالبه‪.‬‬ ‫فرفع ك�أ�ساً من املاء و�س�أل امل�ستمعني ما هو يف اعتقادكم وزن هذا الك�أ�س من املاء؟‬ ‫وتراوحت الإجابات بني ‪ 50‬غم �إىل ‪ 500‬غم‬ ‫ف�أجاب املحا�ضر‪ :‬ال يهم الوزن املطلق لهذا الك�أ�س‪ ،‬فالوزن هنا يعتمد على املدة التي �أظل مم�سكاً فيها هذا الك�أ�س فلو رفعته ملدة دقيقة لن يحدث �شيء‬ ‫ولو حملته ملدة �ساعة ف�س�أ�شعر ب�أمل يف يدي‪ ،‬ولكن لو حملته ملدة يوم ف�ست�ستدعون �سيارة �إ�سعاف‪ .‬الك�أ�س له نف�س الوزن متاماً‪ ،‬ولكن كلما طالت مدة حملي‬ ‫له كلما زاد وزنه‪.‬‬ ‫فلو حملنا م�شاكلنا و�أعباء حياتنا يف جميع الأوقات ف�سي�أتي الوقت الذي لن ن�ستطيع فيه املوا�صلة‪ ،‬فالأعباء �سيتزايد ثقلها‪ ،‬فما يجب علينا فعله هو �أن‬ ‫ن�ضع الك�أ�س ونرتاح قليال قبل �أن نرفعه مرة �أخرى‪.‬‬ ‫العربة هنا‪ :‬يجب علينا �أن ن�ضع �أعباءنا بني احلني والآخر لنتمكن من �إعادة الن�شاط وموا�صلة حملها مرة �أخرى‪.‬‬ ‫فعندما تعود من العمل يجب �أن ت�ضع �أعباء وم�شاكل العمل وال ت�أخذها معك �إىل البيت‪ ،‬لأنها �ستكون بانتظارك غداً وت�ستطيع حملها‪.‬‬

‫لغــــز العدد‪:‬‬ ‫ورافعة بال ن�صب جناحاً ‪ ...‬تفوق الطائرات‬ ‫وال تطري‬ ‫�إذا م�سها احلجر اطم�أنت ‪ ...‬وت�أمل �أن‬ ‫يالم�سها احلرير‬ ‫اجلواب‪ :‬العني ‪ ...‬واحلجر هو الكحل‬

‫أسماء ومعاني‪:‬‬ ‫ �أروى‪ :‬ومعناه ح�سنة املظهر‪ ،‬والكرثة وال�سقاية‪.‬‬‫ �سمري‪ :‬ومعناه الندمي وال�صديق املفرح و�صاحب ال�سمر‪.‬‬‫ جنان‪ :‬ومعناه جمع جنة واجلنة هو الب�ستان املزهر‪.‬‬‫ فار�س‪ :‬ومعناه الرجل الكامل والب�صري القادر على معرفة بواطن الأمور‪ ،‬واملحارب ال�شجاع‪،‬‬‫واملاهر يف ركوب اخليل‪.‬‬ ‫ قب�س‪ :‬ومعناه النار ال�ساطعة مقبو�سة من �أ�صلها‪� ،‬أو ال�شعلة من النار‪.‬‬‫‪ -‬نبيل‪ :‬ومعناه ال�شريف واملحرتم والذكي وحامل النبل والف�ضل‪.‬‬

‫هل تعلم‪:‬‬ ‫• هل تعلم �أن الطفل الطبيعي يبد�أ يف تركيز‬ ‫عينيه على الأ�شياء املتحركة وحتريك �أطرافه‬ ‫يف الأ���س��ب��وع ال�����س��اد���س م��ن ال��ع��م��ر ‪ ،‬ويف ال��ف�ترة‬ ‫ذاتها ي�ستجيب للأ�صوات املفاجئة‬ ‫• ه����ل ت��ع��ل��م �أن ال���ف���واك���ه ك���اف���ة وب���الأخ�������ص‬ ‫احلم�ضيات والطماطم ‪-‬البندورة‪ -‬حتوي كم ّية‬ ‫ّ‬ ‫ويف�ضل �أك��ل اخل�ضروات‬ ‫كبرية من فيتامني ج‬

‫احل�����اوي�����ة ع���ل���ى ال���ف���ي���ت���ام�ي�ن ط�����ازج�����ة ل��غ��ن��اه��ا • هل تعلم �أن اقدم ج�سر يف العامل يعود تاريخه‬ ‫بالفيتامني‬ ‫�إىل ‪ 850‬ق م و ي��ق��ع يف ت��رك��ي��ا و ه��و ع��ب��ارة عن‬ ‫• هل تعلم �أن �سمك جلد الإن�سان ال يزيد عن‬ ‫‪ 2‬م��ل��م ‪ ،‬و ���س��م��ك ج��ل��د ال��ف��ي��ل ي��ب��ل��غ ‪ 25‬م��ل��م ‪ ،‬و ج�سر حجري فوق نهر ملي�س يف تركيا‬ ‫جلد الإن�سان يحتوي على ع��دة �آالف من الغدد‬ ‫• ه��ل ت��ع��ل��م �أن �أول م��ن �أ����ش���اروا �إىل تفتيت‬ ‫التي تفرز العرق بينما جلد الفيل خال من هذه‬ ‫احل�صى يف املثانة هم الأطباء العرب‬ ‫الغدد با�ستثناء جفون العينني‬

‫حتى نلتقي ‪....‬‬ ‫‪58‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫كذا املعايل �إذا ما رمت تدركها‬ ‫ال حت�سب املجد متراً �أنت �آكله‬

‫فاعرب �إليها على ج�سر من التعب‬ ‫لن تبلغ املجد حتى تلعق ال�صرب‬

‫�أفقــي‪:‬‬ ‫‪� -1‬صحابي ا�سلم �سنة ‪9‬هـ‪،‬كان ملكاً من ملوك‬ ‫العرب ي�ضرب املثل بجود �أبيه‪.‬‬ ‫‪ -2‬نقي�ض �ضعيف‪/‬من الأ�شجار(م)‪.‬‬ ‫‪ -3‬غري معرف‪ /‬و�سيلة تدري�س‪.‬‬ ‫‪ -4‬ا�ضمحل واختفى‪/‬للنداء‪.‬‬ ‫‪� -5‬ضمري املتكلم‪/‬حرف مكرر‪/‬حروف مكررة‪.‬‬ ‫‪ -6‬علم م�ؤنث‪/‬مرتفعات من الأر�ض‬ ‫‪ -7‬حرف �أبجدي‪� /‬إحدى ال�صلوات‪.‬‬ ‫‪ -8‬حرف جر‪ /‬م�سرتخي‪.‬‬ ‫‪� -9‬صاحب اخلط�أ‪/‬زرعي(مبعرثة)‪.‬‬ ‫‪-10‬ثلثا �صعا ‪ /‬بددت (مبعرثة )‪.‬‬ ‫‪-11‬حرف مكرر‪ /‬ل�ص‪.‬‬ ‫عمودي‪:‬‬ ‫‪ -12‬حقل نفطي عراقي‪ /‬دولة عربية‪.‬‬ ‫‪ -13‬من ال�سدود‪ /‬اخلوف ال�شديد‪.‬‬ ‫‪ -14‬القري (مبعرثة )‪.‬‬ ‫‪ -15‬علم مذكر‪.‬‬ ‫‪ -16‬حرف مكرر‪ /‬دولة عربية‪.‬‬ ‫‪ -17‬حيوان بحري ‪�/‬أ�سباب‪ /‬حد (م)‪.‬‬ ‫‪� -18‬أبتي (مبعرثة)‪ /‬من ال�شعراء ‪.‬‬ ‫‪� -19‬آيات ( مبعرثة )‪ /‬بيع ال�سلع ‪.‬‬ ‫‪ -20‬مز�ش (مبعرثة )‪ /‬من �أ�سماء اهلل احل�سنى‪.‬‬ ‫‪ -21‬ملكي‪ /‬حرف مكرر‪.‬‬ ‫‪ -22‬هارب‪ /‬من الفواكه ‪.‬‬

‫حل الكلمات المتقاطعة عدد ‪56‬‬ ‫ا‬

‫ل‬

‫ب‬

‫ق‬

‫ر‬ ‫ا‬

‫ف‬

‫ل‬

‫ا‬

‫ل‬

‫ب‬

‫م‬

‫ي‬

‫ل‬

‫ر‬

‫ل‬

‫ل‬

‫�س‬

‫ق‬ ‫ا‬

‫م‬

‫ك‬

‫ق‬

‫ر‬

‫ب‬

‫هـ‬

‫م‬

‫ا‬

‫ا‬ ‫م‬

‫ل‬

‫ث‬

‫و‬

‫م‬

‫ب‬

‫ن‬

‫ت‬

‫ع‬

‫ل‬

‫ا‬

‫ل‬

‫ح‬

‫م‬

‫د‬

‫ل‬

‫ل‬

‫هـ‬

‫ر‬

‫ا‬

‫ز‬

‫و‬

‫هـ‬

‫ا‬

‫د‬

‫ا‬

‫ع‬

‫�س‬ ‫ق‬

‫ن‬

‫ن‬

‫هـ‬

‫ك‬ ‫ر‬ ‫ا‬

‫ة‬ ‫ت‬

‫ل‬

‫ا‬

‫�س‬

‫ف‬

‫ت‬

‫ا‬

‫ز‬

‫خ‬

‫ا‬

‫ل‬

‫ا‬ ‫ا‬

‫ل‬ ‫م‬

‫ب‬ ‫ا‬

‫�ص‬ ‫ر‬

‫ى‬

‫و‬

‫ف‬

‫ت‬

‫ب‬

‫ة‬ ‫ن‬

‫ت‬

‫ا‬

‫ة‬

‫ق‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ب‬

‫ف‬

‫�س‬

‫ح‬

‫ط‬

‫ا‬

‫ء‬

‫هـ‬

‫ا‬

‫و‬

‫ر‬

‫ف‬

‫ا‬

‫ح‬

‫د‬

‫�س‬

‫‪59‬‬

‫القدوة لكل البنات‬


‫الفاكهة والماء البارد معلومات خطيرة‬ ‫�أكــل الفاكـهــة ‪Eating fruit‬‬

‫من فاز‬ ‫بقلـبك؟؟؟‬ ‫�آمنا باهلل وحده ومل يعد هناك �صنم �أو وثن يذكر‬ ‫يف �أيامنا هذه‪...‬تك�سرت كلها بل انتهت ومل يبقى‬ ‫منها حتى حطامها منذ �أن بد�أ عهد التوحيد‪...‬‬ ‫و�صرفنا عبادتنا هلل وحده من البديهي �إننا نحب‬ ‫اهلل بالفطرة ويكرب هذا احلب ويرتعرع كلما‬ ‫زاد اليقني وزاد الإميان‪�..‬أطلقنا م�شاعرنا لنحب‬ ‫اهلل بال حدود ون�ؤمن بكتابه و�شرعه وقوانينه‪..‬‬ ‫�أن هذه كلماتنا ال�صادقة التي نتفوه بها حتتاج‬ ‫�إىل دليل‪..‬فقد قال اهلل تعاىل(�أح�سب النا�س‬ ‫�أن يرتكوا �أن يقولوا �آمنا وهم اليفتنون)وت�أتي‬ ‫االختبارات تتواىل على العباد وميح�صوا ويت�ضح‬ ‫�أن هناك من يف داخله �أكرث من �صنم يخفيه عن‬ ‫الأنظار لكن يف اللحظات ال�صعبة يفقد ال�سيطرة‬ ‫وينك�شف امل�ستور ويت�ضح �أن القلب امل�سكني قد‬ ‫عيي من الزحام الذي فيه من الذي يكون الأول‬ ‫�أُ َ‬ ‫ويت�صدر جموع املحبني فكثريا ما تختلط الأوراق‬ ‫‪60‬‬

‫القدوة لكل البنات‬

‫فيه فكم من مع�شوق ناف�س الإله يف القلب وكم‬ ‫من زوج فاق حبه حب اخلالق ف�إذا فقدته املر�أة‬ ‫�أو تزوج �أما �أن تنهي حياتها بعده �أو تنهي‬ ‫حياتهما معاً وكم من �أوالد وزوجات من �أجلهم‬ ‫ركنت ال�شريعة جانباً و�صارت ت�سن القوانني تبعاً‬ ‫لهواهم وكم من جاه ومال كان املق�صود االول‬ ‫والهدف االوحد ‪،‬هناك فو�ضى تعم هذه القلوب‬ ‫ت�شبه فو�ضى بيتاً و�ضع �أثاثه و�أغرا�ضه كلها يف‬ ‫غرفة واحدة بطريقة ع�شوائية فيجد ال�شخ�ص‬ ‫�صعوبة ب�إيجاد �أي �شيء فقده يف ذاك املكان ‪.....‬‬ ‫ماذا لو خ�ضعت القلوب لعملية ترتيب وتنظيم‬ ‫للم�شاعر‪ ...‬احلب الأول هلل فهو كما يقال (احلب‬ ‫هلل عماد الدين املطلق) وهذا الفع ُل كفيل ب�أن‬ ‫يبعث يف النف�س الطم�أنينة والأمان فمن كان اهلل‬ ‫حا�ضراً يف قلبه �أو ًال �سيكون هذا القلب العامر‬

‫حنان الطائي‬ ‫بالأميان �سيد املوقف وهو القائد جلوارحه فال‬ ‫ي�أمرها الأ باخلري واجلوارح المتلك الأ الطاعة‬ ‫له ‪�....‬إنها دعوة لكم لزيارة القلب وتفقد �أحواله‬ ‫والنظر يف كل �أنحاءه يا ترى ماذا �ستجدون من‬ ‫الذي يتقدم �صفوف املحبني فيه من الذي فاق‬ ‫ذكره على كل املوجودين ؟من هو الفائز بر�ضاك‬ ‫ومن الذي ت�سعى لإر�ضائه ؟من الذي تهجر من‬ ‫�أجله النوم؟ومن من �أجله تغ�ضب واليه ترغب؟‬ ‫بالت�أكيد لن ت�صلني �أجابتكم ولن �أ�سمع ردكم‬ ‫والكني مت�أكدة ب�أنكم �ستجيبون ب�صوت وا�ضح‬ ‫�صوت �صدا ُه �ستتهاوى �أمام ُه كثرياً‬ ‫ت�سمعونه �أنتم ٌ‬ ‫من الأ�صنام ويرتاجع فيه الكثري �إىل اخللف‬ ‫ليبقى حب اهلل يف قلوبنا �أ�سمى �أمانينا وغايتنا‬ ‫العظمى و�س ُر �سعادتنا ‪...‬‬

‫نعتقد جميعا �أن تناول الفاكهة يعني‪� :‬شرائها ‪،‬‬ ‫تقطيعها ‪ ،‬ثم و�ضعها في �أفواهنا‪ .‬ولكن في الحقيقة‬ ‫الأمر لي�س بهذه ال�سهولة فمن المهم معرفه كيف‬ ‫ومتى نتناول الفواكه‪.‬‬ ‫ما هي الطريقة ال�صحيحة لتناول الفاكهة؟‬ ‫�أكل الفاكهة ال يعني تناولها بعد الطعام !‬ ‫* بل ينبغي تناولها على معدة فارغة‪.‬‬ ‫�إذا كنت ت�أكل الفاكهة بتلك الطريقة فذلك �سي�ؤدي‬ ‫بدور رئي�سي وفعال لإزالة �سمية جهازك اله�ضمي‪،‬‬ ‫وفي نف�س الوقت �سوف يمد الج�سم بقدر كبير من‬ ‫الطاقة الالزمة لإنقا�ص الوزن وغيرها من �أن�شطة‬ ‫الحياة المتعددة‪.‬‬ ‫الفاكهة هي �أهم غذاء‬ ‫لنفتر�ض انك تناولت �شريحتين من الخبز وبعد‬ ‫ذلك �أكلت �شريحة فاكهة‪� .‬شريحة الفاكهة على‬ ‫ا�ستعداد للذهاب مبا�شرة من المعدة �إلى الأمعاء‪،‬‬ ‫ولكنها منعت من القيام بذلك‪.‬‬ ‫وفي هذه الأثناء الوجبة بكاملها( �شريحتي الخبز)‬ ‫�ستتعفن وتتخمر وتتحول �إلى حام�ض‪ .‬في اللحظة‬ ‫التي تالم�س بها الثمرة الطعام في المعدة والع�صارة‬ ‫اله�ضمية فان كتله الطعام تبد�أ بالف�ساد ‪....‬‬ ‫لذا رجاءا تناول الفاكهة على معدة فارغة �أو قبل‬ ‫وجبات الطعام!‬ ‫البد انك �سمعت النا�س يتذمرون قائلين " في كل‬ ‫مرة كنت �أتناول بها البطيخ �أتج�ش�أ" ‪�،‬أو "عندما �أكل‬ ‫فاكهه محدده فان معدتي تنتفخ" ‪ " ،‬بمجرد تناولي‬ ‫الموز �أ�شعر بحاجه ملحه للذهاب �إلى المرحا�ض "‬ ‫‪ ...،‬الخ في الواقع كل هذه الم�شاكل لن تحدث‬ ‫�إذا �أكلت الفاكهة على معدة فارغة‪ .‬ثمرة الفاكهة‬ ‫�ستختلط مع غيرها من المواد الغذائية المتعفنة‬ ‫وتنتج الغاز‪ ،‬وبالتالي �سوف ت�شعر باالنتفاخ !‬ ‫ال�شيب ‪ ،‬ال�صلع ‪ ،‬الغ�ضب ‪ ،‬والدوائر ال�سوداء تحت‬ ‫العين كل ذلك لن يحدث �إذا كنت تتناول الفاكهة‬ ‫ومعدتك فارغة ‪.‬‬ ‫ووفقا لما ذكره الدكتور {هربرت �شيلتون} الذي‬ ‫اجري مجموعه من البحوث حول هذه الم�س�ألة ‪"-:‬‬ ‫ال يوجد ما ي�سمى بفواكهه حم�ضيه مثل البرتقال‬ ‫والليمون ‪ ،‬وذلك لأن جميع الفواكه ت�صبح قلوية‬ ‫داخل �أج�سامنا ‪�.‬إن كنت تتحكم بالطريقة ال�صحيحة‬ ‫لتناول الفواكه ‪ ،‬ف�أنك �ستملك كل من �سر الجمال‬ ‫‪ ،‬طول العمر ‪،‬ال�صحة والطاقة وال�سعادة والح�صول‬

‫على الوزن الطبيعي‪.‬‬ ‫عندما ترغب ب�شرب ع�صير الفاكهة ف�أ�شرب ع�صير‬ ‫الفاكهة الطازجة فقط ولي�س المعلب‪،‬وال ت�شرب‬ ‫الع�صير الذي تم ت�سخينه‪.‬‬ ‫ال ت�أكل الفواكه المطبوخة لأنك لن تح�صل‬ ‫على المواد المغذية المفيدة على الإطالق‪ .‬كل‬ ‫ما �ستح�صل عليه هو الطعم ‪ .‬فالطبخ يدمر‬ ‫الفيتامينات‪.‬‬ ‫والأف�ضل تناول الفاكهة بكاملها بدال من �شرب‬ ‫الع�صير‪ .‬ولكن �إن كان ال بد �أن ت�شرب الع�صير‬ ‫فا�شربه عن طريق الفم و ببطء‪ ،‬وهكذا �ست�سمح‬ ‫باختالط الع�صير مع اللعاب قبل بلعه‪.‬‬ ‫عمل حميه الفاكهة وذلك‪ -‬بال�صيام لمده ‪� 3‬أيام‬ ‫خاللها ال تتناول �أي طعام غير الفواكه وبذلك‬ ‫تطهر وتنظف الج�سم‪ -.‬بمعنى "مجرد �أكل الفاكهة‬ ‫و�شرب ع�صير الفواكه طوال ‪� 3‬أيام " ‪ ،‬و�سوف‬ ‫تفاج أ� عندما يقول لك �أ�صدقائك كم تبدو م�شرقا‬ ‫ومبتهجا !‬ ‫الكيوي‬ ‫الكيوي ثمره �صغيرة ولكن قوية‪ .‬فهي م�صدر جيد‬ ‫للبوتا�سيوم والمغني�سوم وفيتامين ‪ E‬باال�ضافه‬ ‫للألياف ‪.‬كما �أنها تحتوي على �ضعفي كميه فيتامين‬ ‫‪ C‬الموجودة في البرتقال‪.‬‬ ‫التفاح‬ ‫تفاحة يوميا تغنيك عن الطبيب؟‬ ‫على الرغم من �إن التفاح يحتوي على ن�سبة‬ ‫منخف�ضة من فيتامين ‪ ،C‬ولكنه يحتوى على‬ ‫المواد الم�ضادة للأك�سدة التي تعزز من ن�شاط‬ ‫فيتامين (‪ )C‬مما ي�ساعد على خف�ض مخاطر‬ ‫الإ�صابة ب�سرطان القولون ‪� ،‬أو الإ�صابة بنوبة قلبية‬ ‫وال�سكتة الدماغية‪.‬‬ ‫الفراولة‬ ‫تعتبر الفراولة فاكهه الحماية والوقاية‪ .‬وتحتوي‬ ‫على �أعلى ن�سبه م�ضاد للأك�سدة بين �أهم �أنواع‬ ‫الفاكهة‪.‬كما تحمي و الج�سم من م�سببات ال�سرطان‬ ‫‪،‬ومن ان�سداد الأوعية الدموية‪.‬‬ ‫البرتقال‬ ‫�أحلى دواء‪ .‬فان تناولت مابين ‪ 4-2‬من البرتقال‬ ‫يوميا ف�ستبعد عنك نزالت البرد و�سيخف�ض ن�سبة‬ ‫الكول�سترول ‪ ،‬كما �ستعمل على الحيلولة دون‬ ‫الإ�صابة بح�صى الكلى و�أذابه ح�صى الكلى ‪ ،‬وكذلك‬ ‫يقلل من مخاطر الإ�صابة ب�سرطان القولون‪.‬‬

‫المو�ضوع بقلم ‪ :‬الدكتور عبدالرحمن القحطاني‬ ‫والدكتور ‪� :‬ستيفن ماك‬ ‫البطيخ‬ ‫�أف�ضل و�أروع فاكهه تق�ضي على العط�ش‪ .‬تت�ألف من‬ ‫‪ 92‬من المياه ‪ ،‬كما �أنها محملة بجرعة عمالقة من‬ ‫الجلوتاثيون(نوع من الأحما�ض االمينية ) ‪ ،‬والتي‬ ‫ت�ساعد على تعزيز جهاز المناعة لدينا‪ .‬كما �أنها‬ ‫ت�شكل م�صدرا رئي�سيا لاللليكوبين – مكافح عامل‬ ‫�أك�سده ال�سرطان‪ .‬كما يحتوي على فيتامين (‪)C‬‬ ‫و للبوتا�سيوم‪.‬‬ ‫الجوافة والبابايا‬ ‫ت�ستحقان �أف�ضل الجوائز الحتوائهما على اعلي‬ ‫ن�سبه من فيتامين (‪ )C‬و الجوافة غنية �أي�ضا‬ ‫بالألياف ‪ ،‬مما ي�ساعد على منع الإم�ساك‪ .‬البابايا‬ ‫غنية بالكاروتين ‪ ،‬وهذا جيد لعينيك‪ .‬‬ ‫�شرب الماء البارد بعد تناول الوجبة يعني ال�سرطان!‬ ‫هل يمكنك ت�صديق هذا؟‬ ‫بالن�سبة لأولئك الذين يحبون �شرب الماء البارد ‪،‬‬ ‫هذا المقال منا�سب لهم ‪ .‬و�سيكون لطيفا تناول‬ ‫قدحا من الم�شروب البارد بعد الوجبة الغذائية‪.‬‬ ‫ومع ذلك ‪ ،‬ف�إن الماء البارد �سوف يعمل على تجميد‬ ‫المادة الزيتية التي ا�ستهلكتها توا‪ .‬و �سيبطئ عملية‬ ‫اله�ضم‪ .‬وعندما يتفاعل هذا الرا�سب مع الحام�ض‬ ‫‪ ،‬ف�سوف يتك�سر وتمت�صه الأمعاء �أ�سرع من الطعام‬ ‫ال�صلب‪ .‬و�سوف يبطن الأمعاء‪ .‬و�سريعا ‪ ،‬يتحول‬ ‫�إلى دهون التي �ستودي �إلى ال�سرطان‪ .‬فمن الأف�ضل‬ ‫�شرب �شوربة �ساخنة �أو ماء دافئ بعد وجبة طعام‪.‬‬ ‫مالحظة مهمة وجدية حول نمط النوبات القلبية‬ ‫(هذه لي�ست مزحة) !‬ ‫على الن�ساء �أن يعلموا �أن الألم الذي ن�شعر به في‬ ‫الذراع الأي�سر والمعروف كعر�ض من �أعرا�ض الأزمة‬ ‫القلبية‪ .‬لي�س هو الوحيد بل يجب االنتباه للألم‬ ‫الحاد في خط الفك ال�سفلي فهو عمن �أهم �أعرا�ض‬ ‫النوبة القلبية ذلك انك قد ال ت�شعر �أبدا ب�ألم ال�صدر‬ ‫�أثناء �أول نوبة قلبية‪ .‬الغثيان و العرق ال�شديد �أي�ضا‬ ‫من الأعرا�ض‪� ..‬ستين في المائة من الأ�شخا�ص‬ ‫الذين ي�صابون بنوبة قلبية بينما هم نائمون ال‬ ‫ي�ستيقظون‪ .‬بينما يوقظك �ألم الفك من نوم عميق‪.‬‬ ‫لنكن حذرين ‪ .‬وبذلك تكون لدينا فر�ص نجاة‬ ‫�أف�ضل ب�إذن اهلل‪.‬‬ ‫يقول �أحد �أطباء القلب‬ ‫لو �أن كل من يح�صل على هذا البريد ير�سله �إلى ‪10‬‬ ‫�شخ�صا ‪،‬‬ ‫ف�أننا �سوف ننقذ حياة �شخ�ص واحد على الأقل‪.‬‬


‫لم اعرف من قبل ان هذه الحياة بهذه ال�صعوبة !!!‬ ‫ت�سلح الباطل ب�أقذر اال�سلحة ويحاربنا بفلذات اكبادنا ‪....‬‬ ‫بودي ان اكون درعاً ف�أحمي بنات وابناء اال�سالم ب�أح�ضاني واكت�شفت ان‬ ‫اح�ضاني ت�سع النها بكبر المي وخوفي عليهم‪..‬‬ ‫�صرخة ام‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.