– الهجرية... قالها ب�صوت ممدود ،ين�ضح بالالمباالة ، ،ممعن ًا يف الإ�شارة �إىل �أن الأمر ال يهمه �أبداً ،وماداً ذراعه بقدر ما ي�ستطيع ليلتقط كوب ال�شاي ال�ضئيل املو�ضوع على الطاولة. و�سكت ،و�ساد �صوت مو�سيقى طفيف ابت�سمت مقلداً �سخريته، ُ ّ من التلفزيون ي�سبق ن�رشة الأخبار ،قبل �أن يردف هو بعد قليل: – تعرف؟ و�ضحك �ضحكة ق�صرية ،وهو مييل ليعيد كوب ال�شاي �إىل مكانه، ثم قال – هذا ما يجعل وقع الزمن �أثقل علينا� ،أن نعي�ش يف بلد يعتمد تقوميني لتدقيق ح�ساباته معه .ليه يا �أخي؟ �سنة هجرية ،و�سنة ميالدية، وال�سنة تنتهي مرتني ،والعمر ينق�ضي مرتني. فكرت و�أنا �أقود �سيارتي عائداً من مزرعته البعيدة تلك الليلة، ُ يف كالم �أمين ،وزمنه الدائري ،رمبا كان �أف�ضل مني و�أنا �أ�ؤر�شف �أرباحي وخ�سائري بهذا الطابع الوهمي ،وك�أين �أملع وجه ال�شم�س للعام املقبل ،و�أنف�ض عن نف�سي درن املا�ضي مر ًة كل �سنة ،لأكت�شف �أن املا�ضي يعود منت�صب ًا �أمام وجهي مثل خيال م�آتة �أنيق. دهمتني رغبة �أن �أح�سب فرق عمري بني امليالدي والهجري، واكت�شفت باحل�ساب الذهني ال�رسيع �أن التقومي الهجري يجعلني �أكرب ُ �سن ًة تقريب ًا من عمري امليالدي ،ف�أين ذهبت هذه ال�سنة الهاربة؟ �أتراها كانت هي تلك ال�سنة الفقرية التي وقعت فيها حتت احلب ،وانتهت أ�شهر م�رسوقة من خزانة العمر؟ ك�أنها � ٌ 33