طوق الطهارة رواية لـ محمد حسن علوان

Page 167

‫عند وجبة الإفطار‪ ،‬ويف حاالت ال�سفر املتعددة‪ ،‬ولكن يف ما عدا‬ ‫كنت �أق�ضي معظم �ساعات اليوم معهما‪� ،‬أو على بعد �أمتار من‬ ‫ذلك‪ُ ،‬‬ ‫جمل�سهما‪ ،‬يف غرفتي‪ .‬يتناهى �إىل �سمعي ما يجد من نقا�شهما‪� ،‬أو ما‬ ‫حتر�ضهما عليه لقطة تلفزيونية ما‪� ،‬أو خرب من الأخبار‪ ،‬ولكن يبدو �أن‬ ‫خمتلف كثرياً‬ ‫ما يحدث يف بيت و ّزان و�أمين‪� ،‬أو ق�رصهما بالأحرى‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫عن بيتنا‪.‬‬ ‫أ�صبت ب�أرق امتد حتى �أ�رشقت ال�شم�س‪،‬‬ ‫حدث يف �إحدى الليايل �أن � ُ‬ ‫فخرجت من بيتنا بعد �أن طردين ال�رسير‪ ،‬والغرفة‪ ،‬واملكتب‪ ،‬ومل �أجد‬ ‫ُ‬ ‫مكان ًا �آوي �إليه يف �صباح اليوم الذي كان �إجاز ًة �أ�ص ً‬ ‫فخرجت‬ ‫ال‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وا�شرتيت جرائد كثرية وجدتها ما زالت مطوية بقوة‪،‬‬ ‫ب�سيارتي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أموي وحيد �إىل‬ ‫ومتكومة يف طرف املحل‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وقررت �أن �أذهب مثل � ٍّ‬ ‫قرطبة وغرناطة‪.‬‬ ‫�صوام‬ ‫ُ‬ ‫كنت �أعرف �أين لن �أجد �أي ًا من �صديق َّي‪ ،‬ولكني �أعرف �أن ّ‬ ‫�سيكون هناك حتم ًا‪ ،‬و�س�أجد من �أكلمه حتى مي�ضي ال�صباح البطيء‪،‬‬ ‫وتبد�أ حياة املدينة يوم الإجازة‪ ،‬و�أجنز �ش�أن ًا ما‪ .‬مل �أكن �أتوقع �أين‬ ‫باملجيء �إىل املزرعة يف هذا الوقت الغريب من ال�صباح‪� ،‬س�أجد نف�سي‬ ‫وجه ًا لوجه‪ ،‬مع الغريبة‪� ،‬سارة‪.‬‬ ‫دلفت �إىل املزرعة ب�سيارتي‪ ،‬وحاملا �أوقفتها يف ركنها الذي تعرفه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫مكثت يف‬ ‫ملحت من �آخر الطريق الداخلي يف املزرعة �سيارة تقرتب‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫�سيارتي حتى مت�ضي‪ ،‬ولكنها تباط�أت تدريج ًا حتى وقفت مبحاذاتي‪،‬‬ ‫وكانت‪ ،‬ويا لده�شتي ال�صغرية التي حا�رصتُها �رسيع ًا‪ ،‬فتاة تقود ال�سيارة‬ ‫كنت‬ ‫علي التحية وك�أنها تعرفني منذ زمن بعيد‪ .‬ولأين ُ‬ ‫بهدوء‪ ،‬وتلقي ّ‬ ‫‪165‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.