العربي الجديد

Page 1

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ □ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬

‫‪www.alaraby.co.uk‬‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬ ‫في العدد‬

‫‪04‬‬

‫سياسة‬

‫وثيقة المعارضة‬ ‫السودانية‪:‬‬ ‫صالحيات واسعة‬ ‫للحكومة ورمزية‬ ‫لمجلس السيادة‬

‫ليبـيا‬

‫اإلمارات تجاهر بدعم هجوم حفتر‬ ‫قرقاش يزعم‬ ‫سيطرة مليشيات متطرفة‬ ‫على طرابلس ويتهمها‬ ‫بتعطيل الحل‬

‫جاووش أوغلو‪:‬‬ ‫االدعاءات بأن حفتر‬ ‫يكافح اإلرهاب تحريف‬ ‫للحقائق‬

‫السراج‪ :‬وقف‬ ‫إطالق النار يجب أن‬ ‫يرتبط بانسحاب القوة‬ ‫المعتدية‬

‫هدوء نسبي‬ ‫على محاور القتال جنوب‬ ‫العاصمة‬

‫التفاصيل صفحة ‪7‬‬

‫‪06‬‬

‫«الطوارئ» في‬ ‫زمن تعديالت‬ ‫السيسي‪:‬‬ ‫استهداف‬ ‫المعارضة وترهيب‬ ‫المواطنين‬ ‫ل‬ ‫م تفلح‬ ‫العالم الضجة‬ ‫اغتي ية التي‬ ‫رافقت‬ ‫ال ال‬ ‫جمال صحافي‬ ‫خا‬ ‫في خ شقجي‬ ‫ل‬ ‫يضم ق مناخ‬ ‫ن‬ ‫ح‬ ‫ري‬ ‫ة‬ ‫الصحافيي وسالمة‬ ‫ن‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫سورية‬

‫‪08‬‬

‫حرب‬ ‫إفراغ إدلب‬

‫معركة‬ ‫مرتقبة بين بار‬ ‫والديمقراطيين‬ ‫بشأن ترامب‬

‫‪12‬‬

‫اقتصاد‬

‫‪24‬‬

‫ثقافة‬

‫‪28‬‬

‫رياضة‬

‫أول يوم حظر‬ ‫للنفط اإليراني‪:‬‬ ‫توتر في األسواق‬ ‫وإنتاج قياسي‬ ‫ألميركا‬

‫تعيش محافظة إدلب‬ ‫السورية وجوارها مرحلة‬ ‫هي األصعب‪ ،‬مع قصف‬ ‫عنيف يشنّه النظام السوري‬ ‫وروسيا‪ ،‬في مسعى يبدو‬ ‫إلفراغ المنطقة قبل تنفيذ‬ ‫عملية عسكرية فيها‪.‬‬

‫فصول في ثورة‬ ‫ناعمة‪ :‬المرأة‬ ‫والحراك الشعبي‬ ‫ّ‬ ‫المؤقت‬ ‫ضد‬ ‫ّ‬

‫‪2‬ـ‪18 ،3‬ـ‪19‬‬

‫نجوم العراق‪:‬‬ ‫محترفون تحت‬ ‫رادار األندية‬ ‫األوروبية‬

‫نزح نحو ‪ 140‬ألف سوري من إدلب ومحيطها منذ فبراير (عارف وتد‪/‬فرانس برس)‬

‫الحدث‬

‫«حماس» و«الجهاد» في القاهرة لمنع مواجهة في غزة‬ ‫غزة‪ ،‬القاهرة ــ العربي الجديد‬

‫في محاولة ملنع انهيار األوض ــاع في قطاع غزة‬ ‫وتثبيت الـتـهــدئــة مــع االح ـتــال اإلســرائـيـلــي‪ ،‬بــدأ‬ ‫وفدان من حركة «حماس» و«الجهاد اإلسالمي»‬ ‫زيارة إلى القاهرة أمس الخميس‪ ،‬لبحث األوضاع‬ ‫في القطاع في ظل التباطؤ اإلسرائيلي في تنفيذ‬ ‫الـتـفــاهـمــات الـســابـقــة‪ .‬وأعـلـنــت حــركــة «ح ـمــاس»‬ ‫أمـ ـ ــس‪ ،‬أن رئ ـي ـس ـهــا ف ــي غـ ــزة ي ـح ـيــى ال ـس ـن ــوار‬ ‫(الـصــورة)‪ ،‬غــادر إلــى القاهرة تلبية لدعوة وزير‬ ‫املـخــابــرات املصرية الـلــواء عباس كــامــل‪ .‬وذكــرت‬

‫الحركة في تصريح مقتضب أن الــزيــارة تهدف‬ ‫«إلجراء مباحثات حول العالقات الثنائية وسبل‬ ‫تخفيف معاناة شعبنا وعــدد من القضايا ذات‬ ‫االهـت ـمــام امل ـش ـتــرك»‪ .‬كـمــا قــالــت حــركــة «الـجـهــاد‬ ‫اإلســامــي» إن وف ـدًا بــرئــاســة أمينها الـعــام زيــاد‬ ‫النخالة‪ ،‬املقيم في الخارج‪ ،‬توجه أيضًا إلى مصر‬ ‫لـلـمـشــاركــة فــي ال ـل ـق ــاءات‪ .‬وأكـ ــدت أن «تـفــاهـمــات‬ ‫التهدئة على جدول أعمالنا» خالل زيارة مصر‪.‬‬ ‫وذكرت مصادر فلسطينية لـ«العربي الجديد» ّأن‬ ‫الوفدين سيبحثان البطء اإلسرائيلي في تطبيق‬ ‫تفاهمات الهدوء على الحدود بني غزة واألراضي‬

‫املحتلة‪ ،‬في ظل ما يمكن وصفه بمماطلة إسرائيل‬ ‫في تنفيذ ما التزمت به وفي ظل تلويح الفصائل‬ ‫بتصعيد الوسائل الخشنة في «مسيرات العودة‬ ‫وكسر الحصار»‪ .‬كما قالت مصادر قيادية في‬ ‫«حـمــاس»‪ ،‬لـ«العربي الجديد»‪ ،‬إن املباحثات من‬ ‫املقرر أن تتناول سبل تثبيت التهدئة مع االحتالل‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫التي تم التوصل إليها بوساطة مصرية‪ ،‬وخفض‬ ‫التوتر فــي قطاع غــزة‪ ،‬وكــذلــك خفض التوتر مع‬ ‫حركة «فـتــح» والسلطة الفلسطينية فــي رام الله‬ ‫وإمكانية إحـيــاء م ـشــاورات املصالحة الداخلية‪.‬‬ ‫وف ــي ال ـس ــاع ــات األخـ ـي ــرة ش ـه ــدت مـسـتــوطـنــات‬

‫«غالف غزة» سقوط عشرات البالونات الحارقة‪،‬‬ ‫وق ـص ــف االحـ ـت ــال مــوق ـعــا ل ــ«ك ـتــائــب ال ـق ـســام»‬ ‫شمال القطاع‪ .‬كما هــددت الهيئة الوطنية العليا‬ ‫ملسيرات العودة‪ ،‬بعودة اإلرباك الليلي على حدود‬ ‫الـقـطــاع‪ ،‬إذا مــا اسـتـمــرت إســرائـيــل فــي سياسة‬ ‫امل ـمــاط ـلــة‪ .‬وكـ ــان األمـ ــن ال ـع ــام ل ـحــركــة «ال ـج ـهــاد‬ ‫اإلســامــي» زي ــاد الـنـخــالــة‪ ،‬هــدد فــي تصريحات‬ ‫إعالمية بقصف كبرى املدن اإلسرائيلية في حال‬ ‫تم املساس باملقاومة‪ ،‬خصوصًا عبر االستهداف‬ ‫واالغتيال املنظم‪.‬‬ ‫[مواد ذات صلة ص‪]20 .‬‬


‫‪2‬‬

‫سياسة‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫الغالف‬

‫تعيش مناطق شمال غربي سورية‪ ،‬مرحلة‬ ‫هي األصعب لها خــال أكثر من ‪ 15‬شهرًا‪،‬‬ ‫مــع قصف عنيف يشنّه النظام الــســوري‬

‫استنزاف‬ ‫إدلب‬ ‫عدنان أحمد‬

‫ي ـخ ـت ـصــر ال ـق ـص ــف امل ـك ـث ــف ال ــذي‬ ‫ي ـس ـت ـهــدف ش ـم ــال غـ ــرب س ــوري ــة‪،‬‬ ‫والـ ـ ــذي أك ـ ــدت األم ـ ــم امل ـت ـح ــدة أنــه‬ ‫األعنف منذ ‪ 15‬شهرًا‪ ،‬بالتوازي مع الحشود‬ ‫العسكرية املتبادلة‪ ،‬صورة التصعيد الكبير‬ ‫من ِقبل روسيا والنظام السوري في محافظة‬ ‫إدلب واملناطق املحيطة بها‪ ،‬والذي أسفر عن‬ ‫سـقــوط مـئــات الـضـحــايــا بــن قتيل وجــريــح‪،‬‬ ‫إضافة إلى تهجير عشرات آالف األشخاص‬ ‫من مناطقهم‪ ،‬خصوصًا من املنطقة منزوعة‬ ‫ال ـســاح عـلــى أط ــراف املـنــاطــق الـتــي تسيطر‬ ‫عليها الفصائل املسلحة‪.‬‬ ‫وم ــع اس ـت ـمــرار الـتـصـعـيــد‪ ،‬تـتـعــدد ال ـق ــراءات‬ ‫ألهداف تصعيد النظام وموسكو‪ ،‬خصوصًا‬ ‫استمرار اتفاق سوتشي بني روسيا‬ ‫في ظل‬ ‫ّ‬ ‫وتــركـيــا املــوقــع فــي سبتمبر‪/‬أيلول املاضي‬ ‫والـ ــذي ن ـ ّـص عـلــى إق ــام ــة مـنـطـقــة ع ــازل ــة بني‬ ‫مناطق املعارضة والنظام فــي شمال غربي‬ ‫س ــوري ــة‪ ،‬بــال ـتــوازي مــع تــواصــل اجـتـمــاعــات‬ ‫أسـ ـت ــان ــة بـ ــن الـ ـث ــاث ــي الـ ـض ــام ــن (مــوس ـكــو‬ ‫وأنقرة وطهران)‪ ،‬ما يثير تساؤالت عن ّ‬ ‫نية‬ ‫مــوسـكــو املـخــاطــرة بـهــذه امل ـس ــارات فــي حــال‬ ‫سماحها بعملية عسكرية للنظام وحلفائه‬ ‫في تلك املنطقة‪.‬‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫وروسيا‪ ،‬أدى إلى سقوط مئات الضحايا بين‬ ‫قتيل وجريح‪ ،‬ونزوح اآلالف منذ فبراير‪/‬شباط‬ ‫الماضي‪ .‬هــذا التصعيد يثير مخاوف من‬

‫المعارضة‬ ‫تلتقي بيدرسون‬ ‫أعلنت هيئة التفاوض التابعة‬ ‫لــلــمــعــارضــة الــســوريــة‪ ،‬أمــس‪،‬‬ ‫أن وفــدًا منها سيلتقي اليوم‬ ‫الجمعة مندوبي المجموعة‬ ‫المصغرة والمبعوث األممي‬ ‫الخاص إلى سورية غير بيدرسون‬ ‫في جنيف‪ ،‬لبحث نتائج أستانة‬ ‫‪ 12‬وســبــل تــفــعــيــل العملية‬ ‫السياسية برعاية األمم المتحدة‪.‬‬ ‫وكانت العاصمة الكازاخستانية‪،‬‬ ‫نــور سلطان‪ ،‬استضافت يومي‬ ‫‪ 25‬و‪ 26‬مــن شهر إبريل‪/‬نيسان‬ ‫الماضي‪ ،‬الجولة ‪ 12‬من أستانة‪،‬‬ ‫بمشاركة ممثلي روسيا وتركيا‬ ‫وإيـــــران‪ ،‬إضــافــة إلـــى ممثلي‬ ‫الــمــعــارضــة والـــنـــظـــام‪ .‬كما‬ ‫حضرها بيدرسون‪ ،‬وهــي أول‬ ‫مــحــادثــات يــشــارك فيها منذ‬ ‫تعيينه ‪.‬‬

‫أعنف قصف خالل ‪15‬‬ ‫شهرًا إلفراغ المنطقة‬ ‫قراءات متعددة لحدود‬ ‫تصعيد النظام وروسيا‬ ‫ضحايا جدد‬ ‫وفـ ــي ج ــدي ــد الـ ـتـ ـط ــورات‪ ،‬قـ ــال م ـن ـســق األم ــم‬ ‫املـ ـتـ ـح ــدة اإلقـ ـلـ ـيـ ـم ــي لـ ـلـ ـش ــؤون اإلن ـس ــان ـي ــة‬ ‫لألزمة السورية‪ ،‬بانوس مومسيس‪ ،‬لوكالة‬ ‫«روي ـ ـ ـتـ ـ ــرز» أم ـ ـ ــس الـ ـخـ ـمـ ـي ــس‪ ،‬إن م ـ ـ ــدارس‬ ‫ومـنـشــآت صحية ومـنــاطــق سكنية أصيبت‬ ‫فــي أس ــوأ حملة قصف بالبراميل املتفجرة‬ ‫منذ ‪ 15‬شهرًا في شمال غــرب ســوريــة‪ .‬وقال‬ ‫مــومـسـيــس «لــدي ـنــا مـعـلــومــات ب ــأن منشآت‬ ‫تعليمية ومنشآت صحية ومناطق سكنية‬ ‫ت ـت ـعــرض لـلـقـصــف م ــن ط ــائ ــرات هـلـيـكــوبـتــر‬ ‫ومقاتالت‪ ...‬القصف بالبراميل هو أســوأ ما‬ ‫شهدناه منذ ‪ 15‬شهرًا على األقل»‪.‬‬ ‫واس ـت ـمــر أم ــس س ـقــوط مــزيــد م ــن الـضـحــايــا‬

‫موسكو‪ :‬جنودنا بأمان‬

‫نفت وزارة الدفاع الروسية ما تداولته وسائل إعالم حول مقتل ‪ 4‬جنود‬ ‫روس جراء قصف في محافظة حماة السورية‪ .‬وقالت وزارة الدفاع‬ ‫في بيان أمس «خالل اآلونــة األخيرة‪ ،‬لم يُقتل أي جندي روسي على‬ ‫أراضــي سورية‪ ،‬وجميع ممثلي‬ ‫الــقــوات المسلحة الموجودين‬ ‫فــي ســوريــة فــي أمــان ويــؤدون‬ ‫الــمــهــام الــمــوكــلــة إلــيــهــم»‪.‬‬ ‫ووصــفــت الــمــعــلــومــات حــول‬ ‫مقتل العسكريين الــروس األربعة‬ ‫بـ«المزيفة»‪ .‬وأعربت عن «أسفها‬ ‫لـــتـــداول بــعــض وســائــل اإلعـــام‬ ‫الروسية معلومات غير دقيقة»‪.‬‬

‫بقصف الـنـظــام وروس ـيــا على شـمــال غربي‬ ‫سورية‪ ،‬وقالت شبكات محلية إن شخصني‬ ‫أص ـي ـبــا ب ـج ــروح ف ـجــر أم ــس جـ ــراء ال ـغ ــارات‬ ‫الروسية على أطــراف قريتي النقير وترمال‬ ‫ف ـ ــي ري ـ ـ ــف إدل ـ ـ ـ ــب ال ـ ـج ـ ـنـ ــوبـ ــي‪ .‬وس ـ ـبـ ــق ذل ــك‬ ‫مقتل أربـعــة أشـخــاص وإصــابــة طفلة جــراء‬ ‫اس ـت ـهــداف ال ـط ـيــران ال ــروس ــي مـنـطـقــة فيها‬ ‫نازحون على أطراف بلدة كنصفرة في ريف‬ ‫إدل ــب الـجـنــوبــي‪ .‬وك ــان الـقـصــف عـلــى ريفي‬ ‫إدلب وحماة قد أسفر يوم األربعاء عن مقتل‬ ‫تسعة مــدنـيــن عـلــى األق ــل وإصــابــة آخــريــن‪.‬‬ ‫ومـنــذ ي ــوم الـثــاثــاء أج ـبــرت الـهـجـمــات آالف‬ ‫املــدنـيــن عـلــى ال ـفــرار إل ــى مخيمات باتجاه‬ ‫الشمال على الـحــدود التركية ودم ــرت أربــع‬ ‫منشآت صحية‪ ،‬وفقًا ملا ذكره مسؤولون من‬ ‫الــدفــاع املــدنــي فــي إدل ــب‪ ،‬ومنظمة «يونيون‬ ‫أوف مديكال كير آند ريليف» األميركية التي‬ ‫تـعـمــل ف ــي امل ـن ـط ـقــة‪ .‬وق ــال ــت خــولــة ال ـس ــواح‪،‬‬ ‫نــائـبــة رئ ـيــس املـنـظـمــة‪ ،‬ف ــي ب ـيــان األرب ـع ــاء‪،‬‬ ‫«يجرى إخالء املنشآت الطبية‪ ،‬مما يترك من‬ ‫هم أكثر عرضة للخطر من دون رعاية طبية‪.‬‬ ‫نحن على شفا كارثة إنسانية»‪.‬‬ ‫ك ــذل ــك كـ ـ ــان املـ ـتـ ـح ــدث ب ــاس ــم م ـك ـت ــب األمـ ــم‬ ‫املتحدة لتنسيق الشؤون اإلنسانية‪ ،‬ديفيد‬ ‫س ــوانـ ـس ــون‪ ،‬ق ــد قـ ــال إن أك ـث ــر م ــن ‪138500‬‬ ‫ش ـخــص ن ــزح ــوا م ــن ش ـم ــال ح ـم ــاة وج ـنــوب‬ ‫إدلـ ــب م ـنــذ ش ـهــر ف ـب ــراي ــر‪ /‬ش ـب ــاط امل ــاض ــي‪،‬‬ ‫بينهم أكثر من ‪ 30‬ألــف شخص خــال شهر‬ ‫إبريل‪ /‬نيسان املاضي‪ ،‬فيما تشير معطيات‬ ‫«منسقو االسـتـجــابــة فــي الـشـمــال الـســوري»‬ ‫إل ــى نـ ــزوح ن ـحــو ‪ 10‬آالف ش ـخــص إضــافــي‬ ‫خالل اليومني املاضيني‪.‬‬

‫تعزيزات إضافية‬ ‫وب ــال ـت ــوازي م ــع عـمـلـيــات ال ـق ـصــف املــدفـعــي‬ ‫وال ـص ــاروخ ــي والـ ـج ــوي‪ ،‬وال ـت ــي اسـتـهــدفــت‬ ‫«ك ــل األه ـ ــداف» فــي املـنـطـقــة ال ـعــازلــة‪ ،‬دفعت‬

‫أكدت الجبهة الوطنية‬ ‫إرسال تعزيزات للجبهات‬ ‫للتصدي ألي هجوم‬ ‫األمم المتحدة‪ :‬القصف‬ ‫بالبراميل أسوأ ما‬ ‫شهدناه منذ ‪ 15‬شهرًا‬ ‫مدنيون فارون من القصف على إدلب (عارف وتد‪/‬فرانس برس)‬

‫قــوات النظام بتعزيزات إلى محيط املنطقة‪،‬‬ ‫شملت‪ ،‬بحسب مصادر املعارضة‪ ،‬نحو ألفي‬ ‫عنصر مــن «الـفـيـلــق ال ـخــامــس» وامل ـخــابــرات‬ ‫الجوية انتشروا في بعض قرى شمال حماة‪،‬‬ ‫وسهل الغاب‪ ،‬بعتاد حربي وهندسي كامل‪،‬‬ ‫شمل على سيارات مزودة برشاشات ومدافع‬ ‫متوسطة إضافة إلى مدافع ميدانية مقطورة‬ ‫وراجـ ـم ــات ص ــواري ــخ ن ــوع «غـ ـ ــراد» وم ــداف ــع‬ ‫م ـج ـنــزرة‪ .‬كــذلــك وص ـلــت ت ـعــزيــزات عسكرية‬ ‫ل ـق ــوات ال ـن ـظ ــام إل ــى مــدي ـنــة الـسـقـيـلـبـيــة في‬ ‫ً‬ ‫حـمــاة‪ ،‬ضمت أرت ــاال عسكرية تحوي مدافع‬ ‫ورشــاشــات ثقيلة‪ ،‬وســط معلومات عــن نية‬ ‫قـ ــوات ال ـن ـظــام ش ــن ه ـج ــوم ع ـلــى ب ـل ــدة قلعة‬ ‫امل ـض ـيــق غ ــرب ح ـم ــاة‪ .‬وأب ـل ــغ قــائــد عـسـكــري‬ ‫فــي مــا يعرف ب ــ«قــوات النمر» التي يقودها‬ ‫ال ـع ـم ـيــد ف ــي قـ ــوات ال ـن ـظــام سـهـيــل الـحـســن‪،‬‬ ‫وكالة «سبوتينك» الروسية إنهم مستعدون‬ ‫إلطـ ــاق عـمـلـيــة عـسـكــريــة خ ــال أيـ ــام قليلة‪،‬‬ ‫للسيطرة على شـمــال حـمــاة كمرحلة أولــى‪،‬‬ ‫بـعــد أن اسـتـكـمـلــت قــوات ـهــم ان ـت ـشــارهــا على‬ ‫طول مناطق التماس مع الفصائل العسكرية‪.‬‬ ‫ف ــي املـ ـق ــاب ــل‪ ،‬أكـ ــد امل ـت ـح ــدث ب ــاس ــم الـجـبـهــة‬

‫الوطنية للتحرير املعارضة‪ ،‬ناجي املصطفى‪،‬‬ ‫لوكالة «رويترز»‪« ،‬أننا قمنا برفع الجاهزية‬ ‫وإرسـ ــال إس ـن ــادات قتالية كـبـيــرة عـلــى كافة‬ ‫ال ـج ـب ـه ــات ل ـل ـت ـصــدي ألي هـ ـج ــوم يـ ـق ــوم بــه‬ ‫النظام والروس على أي منطقة»‪ .‬وأضاف «ال‬ ‫يمكن أن نترك األمــور ونقوم بحسبان كافة‬ ‫االحتماالت ونستعد ألي احتمال»‪.‬‬ ‫وف ــي ال ـس ـيــاق‪ ،‬أش ــار مــراق ـبــون إل ــى أن قــوات‬ ‫املـ ـع ــارض ــة وتـ ـح ــديـ ـدًا «ال ـج ـي ــش ال ــوط ـن ــي»‪،‬‬ ‫املنتشرة في ريــف حلب الشمالي والشرقي‪،‬‬ ‫ب ــدأت تحشد أيـضــا إلمـكــانـيــة الـتـحــرك نحو‬ ‫مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي التي‬ ‫سيطرت عليها الوحدات الكردية نهاية عام‬ ‫‪ ،2016‬وظلت منذ ذلك الوقت تحت سيطرتها‬ ‫ب ـف ـض ــل الـ ـحـ ـم ــاي ــة الـ ــروس ـ ـيـ ــة ال ـ ـتـ ــي مـنـعــت‬ ‫الـفـصــائــل املــدعــومــة مــن تــركـيــا مــن االق ـتــراب‬ ‫م ـن ـهــا خـ ــال عـمـلـيــة «غ ـص ــن ال ــزيـ ـت ــون» في‬ ‫عفرين ربيع الـعــام املــاضــي‪ ،‬وهــو مــا يوحي‬ ‫بنظر مراقبني إلــى إمكانية وج ــود نــوع ّ من‬ ‫املـقــايـضــة بــن تــركـيــا وروس ـي ــا‪ ،‬إذ «تـغــض»‬ ‫تركيا النظر عن التصعيد الحالي في إدلب‪،‬‬ ‫مقابل إبعاد الوحدات الكردية عن تل رفعت‬

‫تقرير‬

‫لم تثمر جهود املبعوث األممي إلــى سورية‪،‬‬ ‫غير بيدرسون‪ ،‬حتى اللحظة عن انـفــراج في‬ ‫ملف تشكيل اللجنة الدستورية التي ُي َ‬ ‫ؤمل‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫أن تـكــون مــدخــا واس ـعــا لـحــل سـيــاســي طــال‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫انتظاره للقضية السورية‪ ،‬إذ رحل امللف إلى‬ ‫ّ‬ ‫الصيف املقبل‪ ،‬مــا يــؤكــد أن جولته املكوكية‬ ‫األخ ـي ــرة‪ ،‬لــم تستطع ت ـجــاوز الـعــراقـيــل التي‬ ‫يـضـعـهــا ال ـن ـظ ــام وح ـل ـف ــاؤه ل ـعــرق ـلــة تشكيل‬ ‫اللجنة‪ ،‬وســط استمرار الـخــاف حــول قائمة‬ ‫املجتمع املدني وتركزه على ‪ 6‬أسماء فقط‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتــوقــع ب ـيــدرســون‪ ،‬الـثــاثــاء املــاضــي‪ ،‬أن يتم‬ ‫االت ـ ـفـ ــاق ع ـل ــى ت ـش ـك ـيــل ال ـل ـج ـنــة ال ــدس ـت ــوري ــة‬ ‫الخاصة بسورية قبل نهاية الصيف املقبل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫(التوصل) إلى اتفاق حول‬ ‫قائال‪« :‬نقترب من‬ ‫اللجنة الدستورية»‪ .‬وأشــار إلى أن تشكيلها‬ ‫ال يزال يتطلب االتفاق على أسماء ‪ 6‬أعضاء‪،‬‬ ‫ستجري بشأنهم مشاورات إضافية‪ ،‬موضحًا‬ ‫أن ــه ت ــم ال ـتــوصــل إل ــى ت ـفــاهــم «ع ـلــى ش ـطــب ‪6‬‬ ‫أسماء من القائمة املتفق عليها سابقا‪ ،‬والتي‬ ‫ق ــدم ـه ــا امل ـج ـت ـمــع املـ ــدنـ ــي‪ .‬ون ـع ـم ــل جــاهــديــن‬ ‫لتكون األطراف موافقة على جميع األعضاء»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وب ـح ـســب خ ـطــة األمـ ــم امل ـت ـح ــدة‪ ،‬فـ ــإن الـلـجـنــة‬ ‫الدستورية‪ ،‬التي من املفترض أن تقود عملية‬ ‫مــراجـعــة الــدسـتــور وإج ــراء انـتـخــابــات‪ ،‬يجب‬ ‫أن تتضمن ‪ 150‬عـضـوًا؛ ‪ 50‬منهم يختارهم‬ ‫النظام‪ ،‬و‪ 50‬تحددهم املعارضة‪ ،‬و‪ 50‬ينتقيهم‬ ‫املبعوث الخاص لألمم املتحدة‪ ،‬بهدف األخذ‬ ‫بآراء خبراء وممثلني عن املجتمع املدني‪ ،‬وعن‬ ‫القبائل السورية والنساء‪ .‬ومن املقرر اختيار‬

‫ونحو عشر قرى أخرى تابعة لها‪ ،‬وتسليمها‬ ‫ألهالي املنطقة‪.‬‬

‫تهديدات ُمن النظام‬ ‫هذه األحداث تثير املخاوف من تطور األمور‬

‫نحو حــرب كبيرة في املنطقة‪ ،‬خصوصًا أن‬ ‫النظام كان قد أكد في الفترة األخيرة عزمه‬ ‫على استعادة كل املناطق السورية بـ«السلم‬ ‫أو ال ـ ـحـ ــرب»‪ .‬وأع ـ ـ ــاد ن ــائ ــب وزي ـ ــر خــارج ـيــة‬ ‫النظام‪ ،‬فيصل املقداد‪ ،‬تكرار الحديث نفسه‪،‬‬

‫ضحايا‬ ‫مدنيون‬ ‫ودمار‬ ‫في‬ ‫القصف‬ ‫المستمر‬ ‫(عمر حج‬ ‫قدور‪/‬‬ ‫فرانس‬ ‫برس)‬

‫متابعة‬

‫قائمة المجتمع المدني‪ ...‬ذريعة النظام المستهلكة لعرقلة اللجنة الدستورية‬ ‫أمين العاصي‬

‫تحضير النظام وموسكو لعملية عسكرية‪،‬‬ ‫خصوصًا في ظل حشود على حدود مناطق‬ ‫المعارضة‪ ،‬تقابلها األخيرة بتعزيزات كبيرة‬

‫‪ 15‬عـضـوًا مــن كــل قائمة لصياغة الــدسـتــور‪،‬‬ ‫على أن يكون األعـضــاء اآلخ ــرون مــن القوائم‬ ‫الثالث بمثابة هيئة استشارية‪.‬‬ ‫وك ــان ــت املـ ـع ــارض ــة ق ــد قـ ـ ّـدمـ ــت‪ ،‬ف ــي يــول ـيــو‪/‬‬ ‫تموز املاضي‪ ،‬قائمة بمرشحيها إلى اللجنة‬ ‫الدستورية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ب ــدوره‪ ،‬ســلــم نـظــام بـشــار األس ــد تحت ضغط‬ ‫روس ـ ـ ــي‪ ،‬ف ــي أواخ ـ ـ ــر م ــاي ــو‪ /‬أيـ ـ ــار م ــن ال ـع ــام‬ ‫املاضي‪ ،‬قائمته إلى املبعوث الدولي‪.‬‬ ‫وبـقــي الـثـلــث األخ ـيــر مــن اللجنة الــدسـتــوريــة‬ ‫مثار جــدل لــم ينته بعد‪ ،‬إذ رفــض النظام أي‬ ‫ّ‬ ‫تــدخــل مــن املبعوث الــدولــي فــي وضــع أسماء‬ ‫مــرشـحــي املـجـتـمــع امل ــدن ــي‪ ،‬فــي م ـحــاولــة منه‬ ‫لتعطيل تشكيل اللجنة‪ ،‬فيما حــاول الــروس‬ ‫ترشيح أسـمــاء تميل للنظام‪ ،‬لضمان نسبة‬ ‫أكبر موالية لألخير في اللجنة‪ ،‬وهو ما عرقل‬ ‫تشكيلها‪.‬‬ ‫وفي السياق‪ ،‬ذكرت مصادر مطلعة لـ«العربي‬ ‫الجديد»‪ ،‬أنــه نتيجة الصراعات واالتهامات‬ ‫مـ ــن ق ـب ــل الـ ـنـ ـظ ــام ل ـل ـم ـب ـعــوث الـ ــدولـ ــي ب ـعــدم‬ ‫ُ‬ ‫ال ـح ـي ــاد‪ ،‬طـ ــرح ال ـعــديــد م ــن ال ـس ـي ـنــاريــوهــات‬ ‫لتشكيل قائمة املجتمع املــدنــي (املفترض أن‬ ‫تـضــم مستقلني لـنــاشـطــن فــي الـعـمــل املــدنــي‬ ‫تسميهم األمــم املـتـحــدة)‪ ،‬منها إع ــادة توزيع‬ ‫مجموعة العمل املدني على األطــراف الثالثة‪،‬‬ ‫فيسمي النظام ‪ 15‬عضوًا من املجتمع املدني‪،‬‬ ‫وامل ـع ــارض ــة ‪ 15‬ع ـض ـوًا‪ ،‬واألم ـ ــم امل ـت ـحــدة ‪14‬‬ ‫عـضـوًا‪ ،‬فــي حــن يتم تحديد األس ـمــاء الستة‬ ‫الباقية مــن قبل األم ــم املـتـحــدة‪ ،‬على أن تنال‬ ‫مــوافـقــة جميع األط ـ ــراف»‪ .‬وأشـ ــارت املـصــادر‬ ‫ّ‬ ‫إل ــى أن «ال ـن ـظ ــام ك ــان يـضـغــط ل ـي ـكــون ل ــه ‪30‬‬

‫ّ‬ ‫مقعدًا في قائمة املجتمع املدني‪ ،‬إال أن األمم‬ ‫املـتـحــدة اعـتــرضــت على ذلــك كـ ًـي تـكــون هناك‬ ‫ّ‬ ‫لجنة دستورية متوازنة»‪ ،‬الفتة إلــى أن «من‬ ‫بني السيناريوهات املطروحة لتجاوز عقدة‬ ‫األسـمــاء الستة التي تحدث عنها بيدرسون‬ ‫أخيرًا «أن تسمي املعارضة ‪ 3‬أسماء والنظام‬ ‫‪ 3‬أخرى»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتحولت املقاعد الستة في اللجنة الدستورية‬ ‫ّ‬ ‫إلى عقدة بال حل حتى اللحظة‪ ،‬حيث يحاول‬ ‫النظام ومن خلفه حلفاؤه الروس واإليرانيون‪،‬‬ ‫فرض شخصيات موالية له ليضمن األغلبية‬ ‫في اللجنة‪ ،‬ومــن ثم يستطيع تمرير دستور‬ ‫على مقاسه‪.‬‬ ‫وفــي هــذا اإلط ــار‪ ،‬أكــد مصدر مطلع فــي هيئة‬

‫للتقدم إلى مناطقها‪.‬‬ ‫إلحباط أي محاولة‬ ‫ّ‬ ‫وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬تبقى حدود التصعيد‬ ‫مرتبطة بحسابات سياسية وعسكرية‬

‫الـتـفــاوض التابعة للمعارضة الـســوريــة‪ ،‬في‬ ‫ّ‬ ‫ح ــدي ــث م ــع «ال ـع ــرب ــي ال ـج ــدي ــد»‪ ،‬أن «ال ـن ـظــام‬ ‫يريد إدراج أسماء من قبله‪ ،‬وحينما يرفض‬ ‫بيدرسون تتولى روسيا تقديم أسماء بديلة‬ ‫ال تختلف عن األسـمــاء التي يقدمها النظام‪،‬‬ ‫وع ـنــد الـبـحــث يـتـبــن لــأمــم امل ـت ـحــدة أن هــذه‬

‫يرجح حسم‬ ‫العريضي ّ‬ ‫مسألة تشكيل اللجنة‬ ‫الدستورية بعد رمضان‬

‫ّ‬ ‫توقع بيدرسون تشكيل اللجنة الدستورية قبل نهاية الصيف (فرانس برس)‬

‫ُ‬ ‫األس ـم ــاء مــوال ـيـ ّـة لـلـنـظــام‪ ،‬ف ــت ــرف ــض»‪ .‬وأش ــار‬ ‫ّ‬ ‫امل ـصــدر ال ــذي فــضــل ع ــدم ذك ــر اس ـمــه‪ ،‬إل ــى أن‬ ‫ال ـقــائ ـمــة «ال تـ ــزال ف ــي ع ـهــدة ب ـي ــدرس ــون ولــم‬ ‫ُ‬ ‫يفصح عنها‪ ،‬ولــم تـعــرض علينا لكي نبني‬ ‫موقفنا منها»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وكان من املنتظر أن يتفاهم الثالثي الضامن‬ ‫في سورية (تركيا‪ ،‬روسيا وإيران) في الجولة‬ ‫‪ 12‬مــن مـســار أسـتــانــة الـتــي انتهت منذ أيــام‪،‬‬ ‫على قائمة أسـمــاء اللجنة الــدسـتــوريــة‪ ،‬على‬ ‫ُ‬ ‫أن تعلن في مدينة جنيف مطلع أيــار‪ /‬مايو‬ ‫ال ـحــالــي‪ .‬ولـكــن ه ــذه األطـ ــراف خــرجــت خالية‬ ‫الــوفــاض مــن أي تـفــاهــم‪ ،‬مــا يعني بــذل مزيد‬ ‫ّ‬ ‫للتوصل إلى‬ ‫من الجهود من املبعوث األممي‬ ‫ّ‬ ‫حل من َ‬ ‫املؤمل أن يصل إليه في بداية الصيف‬ ‫املقبل‪.‬‬ ‫إلى ذلــك‪ ،‬رجح املتحدث الرسمي باسم هيئة‬ ‫ال ـت ـفــاوض امل ـعــارضــة‪ ،‬يحيى الـعــريـضــي‪ ،‬في‬ ‫حــديــث مــع «ال ـعــربــي ال ـجــديــد»‪ ،‬حـســم مسألة‬ ‫تشكيل الـلـجـنــة الــدس ـتــوريــة‪ ،‬وم ــن ثــم إعــان‬ ‫األس ـمــاء‪ ،‬بعد شهر رم ـضــان‪ ،‬أي فــي بــدايــات‬ ‫ّ‬ ‫يونيو‪/‬حزيران املقبل‪ ،‬مشيرًا إلى أن «النظام‬ ‫وحـلـفــاءه يتخذون مــن األسـمــاء الستة حجة‬ ‫ّ‬ ‫للتملص من االستحقاق الدستوري»‪ .‬وأوضح‬ ‫ُ‬ ‫أنه اتفق على كل القضايا اإلجرائية الناظمة‬ ‫لعمل اللجنة بما فيها مسألة رئاسة اللجنة‬ ‫التي ستكون مشتركة بني النظام واملعارضة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وأشــار العريضي إلــى أن النظام يريد حصر‬ ‫عمل اللجنة بمراجعة دستور وضعه في عام‬ ‫‪ 2012‬وإدخـ ــال تـعــديــات عـلــى بـعــض م ــواده‪،‬‬ ‫مشددًا على أن املعارضة «ترفض هذا الطرح‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وتصر على وضع دستور جديد للبالد»‪.‬‬

‫المنطقة اآلمنة بين أنقرة وواشنطن‬

‫ً‬ ‫قائال أمس إن النظام سيستخدم «كل السبل‬ ‫م ــن أجـ ــل إع ـ ـ ــادة أرض ـ ــه امل ـح ـت ـلــة م ــن تــركـيــا‬ ‫وأمـيــركــا وكــل أع ــداء ســوريــة»‪ .‬ونقلت وكالة‬ ‫«س ـب ــوت ـن ـي ــك» ع ـن ــه الـ ـق ــول إن «ع ـل ــى تــركـيــا‬ ‫أن ت ـف ـهــم أن دع ـم ـه ــا لـ ــإرهـ ــاب واح ـتــال ـهــا‬ ‫ل ــأراض ــي ال ـس ــوري ــة ل ــن يـجـلـبــا ل ـهــا ال ـســام‬ ‫واألم ــن واالطـمـئـنــان»‪ ،‬مضيفًا «نـحــن نعمل‬ ‫من أجل تحرير أرضنا بكل ما لدينا من قوة‪،‬‬ ‫وسـيــرى الـعــدو والـصــديــق أن ســوريــة قــادرة‬ ‫على تحقيق هذا الهدف»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ويــاحــظ مــراقـبــون للتصعيد األخـيــر تكرارًا‬ ‫ّ‬ ‫لـسـيـنــاريــو اتـب ـع ـتــه روس ـي ــا وال ـن ـظ ــام م ــرات‬ ‫ع ــدة فــي املـنـطـقــة‪ ،‬ال سـيـمــا خ ــال حملتهما‬ ‫العسكرية على منطقة شرقي سكة الحديد‬ ‫شــرقــي إدل ـ ــب‪ ،‬ق ـبــل ق ــراب ــة ع ــام ــن‪ ،‬م ــن خــال‬ ‫ت ـك ـث ـيــف ال ـق ـص ــف ع ـل ــى املـ ـن ــاط ــق امل ــأه ــول ــة‬ ‫بالسكان إلجبارهم على الخروج من املنطقة‪،‬‬ ‫إضــافــة إلــى تدمير كــل مــا يعني على الحياة‬ ‫مــن مــراكــز طـبـيــة وم ــراك ــز دف ــاع ومــؤسـســات‬ ‫خدمية في املنطقة‪.‬‬ ‫ويـ ـ ــرى م ـح ـل ـلــون ع ـس ـك ــري ــون أن الـتـصـعـيــد‬ ‫الـحــاصــل يـتــركــز عـلــى مـنــاطــق م ـح ــدودة في‬

‫ق ــال وزي ــر الـخــارجـيــة الـتــركــي‪ ،‬مــولــود ج ــاووش أوغ ـلــو‪ ،‬أم ــس الـخـمـيــس‪ ،‬إن أنـقــرة‬ ‫وواشنطن تقتربان من االتفاق على تفاصيل منطقة آمنة في شمال شرق سورية‬ ‫على الحدود التركية‪ ،‬فيما أقر بعدم وجود توافق بالبلدين حول كافة القضايا‪.‬‬ ‫وجاء ذلك خالل ّ‬ ‫رد الوزير على سؤال في مؤتمر صحافي عقده مع وزير خارجية‬ ‫باراغواي لويس ألبيرتو كاستيغليوني‪ ،‬بشأن‬ ‫امل ـحــادثــات الـتــي أجــراهــا امل ـســؤولــون األتـ ــراك مــع املـبـعــوث األمـيــركــي ال ـخــاص إلــى‬ ‫سورية‪ ،‬جيمس جيفري‪ ،‬أول من أمس‪ ،‬وتناولت األوضاع في سورية واملنطقة اآلمنة‬ ‫املقترحة من جانب الواليات املتحدة وحدود مشاركة تركيا فيها‪ .‬وشملت مباحثات‬ ‫جيفري والــوفــد املــرافــق مع املسؤولني األت ــراك موضوع انسحاب «وح ــدات ّحماية‬ ‫الشعب» الكردية من منبج‪ ،‬غرب الفرات‪ ،‬كجزء من اتفاق خريطة الطريق املوقع في‬ ‫واشنطن العام املاضي‪ ،‬والذي ّ‬ ‫ينص على انسحاب جميع عناصر «وحدات حماية‬ ‫الشعب» من منبج إلى شرق الفرات وتشكيل مجلس مدينة جديد من السكان العرب‬ ‫املحليني‪ .‬وحول املكاملة الهاتفية التي جرت أخيرًا بني الرئيس التركي رجب طيب‬ ‫أردوغان‪ ،‬ونظيره األميركي دونالد ترامب‪ ،‬أكد جاووش أوغلو أن االتصال «تناول‬ ‫جميع القضايا في جو إيجابي»‪ ،‬مضيفًا أن «ترامب سيكون في أوروبا في يونيو‪/‬‬ ‫حزيران املقبل‪ ،‬وأعرب عن رغبته في زيارة تركيا بعد شهر من ذلك»‪.‬‬ ‫(األناضول‪ ،‬رويترز)‬

‫دور تركيا‬ ‫لكن بعض التصريحات الروسية‪ ،‬وال سيما‬ ‫ك ــام الــرئ ـيــس فــاديـمـيــر بــوتــن ب ــأن الــوقــت‬ ‫«غ ـيــر مــائــم» لعملية عـسـكــريــة واس ـعــة في‬ ‫إدلــب‪ ،‬تــدل على أن موسكو ال تريد التخلي‬ ‫عن تفاهمات أستانة وسوتشي مع الجانب‬ ‫التركي‪ ،‬لكنها تسعى لتصعيد الضغط إلى‬ ‫أعلى حد من أجل الحصول على مكاسب في‬ ‫ملفات أخ ــرى‪ ،‬ذلــك أن روسـيــا ت ــدرك أن فتح‬ ‫معركة طويلة سيدخلها في حرب استنزاف‬ ‫طــوي ـلــة ل ـيــس م ــع ال ـف ـصــائــل ال ـع ـس ـكــريــة في‬ ‫امل ـن ـط ـق ــة ف ـح ـس ــب (وه ـ ـ ــي قـ ـ ــوة ال ي ـس ـت ـهــان‬ ‫بها تناهز ‪ 30‬ألــف مـقــاتــل)‪ ،‬بــل مــع املجتمع‬ ‫الدولي الرافض ألي عمل عسكري قد يؤدي‬ ‫إلـ ــى ت ـه ـج ـيــر ‪ 4‬م ــاي ــن إنـ ـس ــان م ــوج ــودي ــن‬ ‫فــي إدلــب ومحيطها‪ .‬إضــافــة لــذلــك‪ ،‬ال ترغب‬ ‫روسيا في إثارة غضب الطرف التركي الذي‬ ‫م ــا زال ي ـع ـلــن رف ـض ــه ألي عـمـلـيــة عـسـكــريــة‬ ‫واسعة في املنطقة‪ .‬ورأى القيادي العسكري‬ ‫في املعارضة السورية‪ ،‬العقيد فاتح حسون‪،‬‬ ‫فــي تصريح لـ«العربي الـجــديــد»‪ ،‬أن املوقف‬ ‫التركي ما زال حتى اآلن هو العامل الحاسم‬ ‫في لجم روسيا عن التفكير بعملية عسكرية‬ ‫واسعة في إدلــب‪ ،‬خصوصًا في ظل التأييد‬ ‫الدولي‪ ،‬بما فيه األميركي‪ ،‬للموقف التركي‪،‬‬ ‫مـعـتـبـرًا أن ت ـج ــاوز مــوسـكــو لـلـهــامــش ال ــذي‬ ‫تركته لها تركيا للتحرك في موضوع إدلب‬ ‫سيعني نسف كــل االتـفــاقـيــات والتفاهمات‬ ‫ال ــروس ـي ــة ال ـتــرك ـيــة‪ ،‬وهـ ــذا م ــا ال ت ــرغ ــب فيه‬ ‫ال روس ـيــا بـكــل تــأكـيــد‪ .‬ومـمــا ال يشجع على‬ ‫إط ـ ــاق عـمـلـيــة واسـ ـع ــة أي ـض ــا م ــا ت ـ ــردد عن‬ ‫رفض مليشيات إيرانية املشاركة في معارك‬ ‫إدل ــب‪ ،‬وع ــدم ق ــدرة النظام وح ــده على حسم‬ ‫أي مـعــركــة ك ـب ـيــرة‪ ،‬خـصــوصــا فــي ظــل حالة‬ ‫ال ـتــذمــر ال ـتــي تعيشها الـحــاضـنــة الشعبية‬ ‫ً‬ ‫للنظام بسبب أزمة املحروقات‪ ،‬فضال عن أن‬ ‫قواته مستنزفة‪ ،‬واملزاج العام في البالد الذي‬ ‫كرسته وســائــل إعــام النظام خــال الشهور‬ ‫األخـيــرة أن «الـبــاد انتصرت على اإلره ــاب‪،‬‬ ‫وأن زمن املعارك انتهى وبدأ زمن اإلعمار»‪.‬‬

‫رصد‬

‫تعزيزات أميركية في الحسكة‬

‫غضب من ممارسات «قسد»‬ ‫عدنان أحمد‬

‫جاووش أوغلو أقر بتباينات مع واشنطن (األناضول)‬

‫ريــف حماة الشمالي والغربي ومــا يوازيها‬ ‫مـ ــن ريـ ـ ــف إدلـ ـ ــب الـ ـجـ ـن ــوب ــي‪ ،‬وذلـ ـ ــك ب ـه ــدف‬ ‫تهجير كامل للمدنيني من هاتني املنطقتني‬ ‫وإبـعــادهــم عــن خـطــوط الـتـمــاس مــع النظام‪،‬‬ ‫إضافة إلى إجبار الفصائل العسكرية هناك‬ ‫على االبتعاد عن املنطقة كما حصل في ريف‬ ‫إدلــب الشرقي‪ .‬والهدف الثاني ربما يتمثل‬ ‫فــي شــن عملية عـسـكــريــة م ـح ــدودة لبضعة‬ ‫كيلومترات في ريف حماة الشمالي والغربي‪،‬‬ ‫بـهــدف إبـعــاد الفصائل عــن مناطق التماس‬ ‫الحالية القريبة من مناطق حساسة في ريف‬ ‫حماة‪ ،‬ال سيما املناطق العلوية واملسيحية‪،‬‬ ‫م ــع إج ـب ــار الـفـصــائــل عـلــى ال ـق ـبــول بتسيير‬ ‫ال ــدوري ــات الــروسـيــة ‪ -‬التركية املشتركة في‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫وع ـ ــن ال ـغ ــاي ــة م ــن إف ـ ـ ــراغ ه ـ ــذه الـ ـبـ ـل ــدات مــن‬ ‫أهاليها‪ ،‬قال العميد أحمد رحــال‪ ،‬لـ«العربي‬ ‫الجديد»‪ ،‬إن روسيا تسعى لتقوية نفوذها‬ ‫ف ــي مـنـطـقــة ري ــف ح ـم ــاة‪ ،‬واس ـت ـقــدمــت ق ــوات‬ ‫إضافية إلــى املنطقة‪ ،‬وطالبت أهالي بعض‬ ‫ال ـق ــرى وال ـب ـل ــدات ف ــي ري ــف ح ـمــاة الـشـمــالــي‬ ‫الـ ـغ ــرب ــي ب ــإخ ــائ ـه ــا بـ ـه ــدف إن ـ ـشـ ــاء ق ــاع ــدة‬ ‫عسكرية روسـيــة ضخمة فــي املنطقة‪ .‬فيما‬ ‫قــالــت م ـص ــادر مـحـلـيــة إن ال ـغــايــة م ــن إخ ــاء‬ ‫بعض قرى ريف حماة الشمالي الغربي هي‬ ‫إقامة قواعد روسية في تلك املنطقة‪ ،‬إضافة‬ ‫إل ــى نـشــر املـلـيـشـيــات املــوال ـيــة لــروس ـيــا مثل‬ ‫«الفيلق الخامس»‪.‬‬

‫ت ـ ـتـ ــواصـ ــل حـ ــالـ ــة االحـ ـ ـتـ ـ ـق ـ ــان والـ ـ ـت ـ ــوت ـ ــر فــي‬ ‫محافظة ديــر ال ــزور بــن األهــالــي ومليشيات‬ ‫«قــوات سورية الديمقراطية» (قـســد)‪ ،‬نتيجة‬ ‫م ـم ــارس ــات األخـ ـي ــرة‪ ،‬وس ــط دعـ ــوة وجـهـتـهــا‬ ‫فـعــالـيــات محلية ل ـخــروج تـظــاهــرات واسـعــة‪،‬‬ ‫ال ـيــوم الـجـمـعــة‪ ،‬فــي مـنــاطــق سـيـطــرة «قـســد»‬ ‫تنديدًا بانتهاكاتها في املنطقة واملماطلة في‬ ‫تلبية مطالب املحتجني‪ .‬وارتفع التوتر‪ ،‬أمس‪،‬‬ ‫بعدما قامت دوريــة تابعة لـ«قسد» بإحضار‬ ‫ج ـث ــة م ــدن ــي م ـق ـت ــول وع ـل ـي ـه ــا آث ـ ــار ت ـعــذيــب‬ ‫ووضعتها في مسجد إبراهيم الرواي‪ ،‬وسط‬ ‫بلدة ذيبان بريف دير الــزور الشرقي‪ ،‬قبل أن‬ ‫تـغــادر امل ـكــان‪ ،‬بحسب مــا أف ــادت «شبكة دير‬ ‫الزور اإلخبارية»‪.‬‬ ‫وتشهد مناطق عــدة فــي ديــر ال ــزور منذ أيــام‬ ‫اح ـت ـج ــاج ــات م ـت ـفــرقــة ض ــد «قـ ـس ــد»‪ .‬وطــالــب‬ ‫مـتـظــاهــرون خ ــال تـظــاهــرة شـهــدتـهــا مدينة‬ ‫الشحيل بريف دير الزور الشرقي‪ ،‬أول من أمس‬ ‫األرب ـعــاء‪ ،‬بمحاسبة الـفــاســديــن فــي املجالس‬ ‫املحلية التابعة لقوات سورية الديمقراطية‪،‬‬ ‫وإغـ ــاق امل ـعــابــر املــائ ـيــة م ــع مـنــاطــق سيطرة‬ ‫قوات النظام السوري والتي تسببت في أزمة‬ ‫باملحروقات واملــواد الغذائية في شرقي نهر‬ ‫ال ـفــرات‪ .‬وأظـهــر شــريــط مـصــور لحظة إحــراق‬ ‫أهالي الشحيل لصور رئيس النظام السوري‬ ‫بشار األسد‪ .‬ورفع املتظاهرون شعارات تقول‬ ‫«األســد وقسد شريكان في الجريمة»‪ .‬وكان‬

‫وجهاء من عشائر دير الزور قد أمهلوا قيادة‬ ‫«ق ـســد» ‪ 72‬ســاعــة لتنفيذ مـطــالــب املحتجني‬ ‫فــي ري ــف دي ــر الـ ــزور‪ ،‬وذل ــك أث ـنــاء لـقــاء طــارئ‬ ‫جمع الـطــرفــن‪ ،‬الـثــاثــاء املــاضــي‪ ،‬فــي مجلس‬ ‫ديــر الــزور املدني في مدينة الكسرة‪ .‬في هذه‬ ‫األث ـ ـنـ ــاء‪ ،‬ق ـت ــل ع ـن ـصــر م ــن «وحـ ـ ـ ــدات حـمــايــة‬ ‫ال ـش ـعــب» ال ـكــرديــة بــرصــاص مـجـهــولــن قــرب‬ ‫قرية عني العروس املجاورة ملدينة تل أبيض‪،‬‬ ‫ش ـمــال مــديـنــة ال ــرق ــة‪ .‬وقــالــت م ـصــادر محلية‬ ‫إن مجهولني أطـلـقــوا الـنــار مــن مـســدس كاتم‬ ‫لـلـصــوت عـلــى أحــد عـنــاصــر «ال ــوح ــدات» عند‬ ‫ال ـط ــري ــق الــرئ ـي ـســي ب ــن ق ــري ــة ع ــن ال ـع ــروس‬ ‫ومدينة تل أبيض‪ ،‬ما أدى لوفاته على الفور‪.‬‬ ‫مــن جـهــة أخـ ــرى‪ ،‬أرس ــل «الـتـحــالــف الــدولــي»‬ ‫ب ـق ـي ــادة الـ ــواليـ ــات امل ـت ـح ــدة األم ـي ــرك ـي ــة‪ ،‬ليل‬ ‫األرب ـعــاء ‪ -‬الخميس‪ ،‬تـعــزيــزات عسكرية إلى‬ ‫ق ــواع ــده ال ـع ـس ـكــريــة ف ــي م ـحــاف ـظــة الـحـسـكــة‪،‬‬ ‫شمالي شرقي سورية‪ .‬وقالت مصادر محلية‬ ‫إن ن ـحــو ‪ 250‬شــاح ـنــة ت ـح ـمــل آلـ ـي ــات ثـقـيـلــة‬ ‫وحواجز إسمنتية وصهاريج وقود ومعدات‬ ‫لوجستية‪ ،‬دخلت من إقليم كردستان العراق‬ ‫عبر معبر ربيعة قرب بلدة تل تمر بالحسكة‪،‬‬ ‫واتجهت إلى القاعدة العسكرية األميركية في‬ ‫منطقة تل بيدر‪.‬‬ ‫وس ـبــق أن أرسـ ــل «ال ـت ـح ــال ــف»‪ ،‬ف ــي منتصف‬ ‫شهر إبريل‪ /‬نيسان املاضي‪ ،‬قافلة عسكرية‬ ‫مــؤلـفــة مــن ‪ 20‬شــاحـنــة كـبـيــرة تحمل أسلحة‬ ‫وذخائر ومــواد لوجستية‪ ،‬حيث اتجهت إلى‬ ‫القاعدة األميركية في منطقة الشدادي‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫مرور‬ ‫الكرام‬ ‫ماذا فعل السيسي‬ ‫في ابن بهاء الدين؟‬ ‫وائل قنديل‬

‫على الرغم من أنها دعوة سطحية‬ ‫للحوار‪ ،‬ال تزيد عن كونها محاولة‬ ‫لصناعة (أفيش) لفيلم ينتمي إلى‬ ‫السينما السياسية الركيكة‪ ،‬إال أن‬ ‫ردود الفعل عليها جاءت غارقة في‬ ‫املفارقات الصادمة‪ ،‬وكاشفة عن حالة‬ ‫هلع مستحكمة‪ ،‬تجتاح سياسيني‬ ‫وأشباه سياسيني‪ ،‬يفضلون العيش‬ ‫في الحديقة الخلفية لطغيان السيسي‬ ‫على الحياة بكرامة‪.‬‬ ‫على أن هناك من وجد فيها فرصة‬ ‫لتجديد الوالء للمستنقع‪ ،‬في لحظة‬ ‫تبرز فيها أنياب السلطة املنتشية‬ ‫بالنجاح في دسترة طغيانها‬ ‫لفترات مفتوحة على املجهول‪ ،‬فقرر‬ ‫ارتداء ثياب الوطنية امللوثة بكل‬ ‫آفات الفاشية من تخوين وإقصاء‬ ‫واستئصال‪ ،‬على نحو يثير الشفقة؟‬ ‫لكن املفارقة الصارخة في أصوات‬ ‫الرفض املشوب بالفزع تتجسد‬ ‫في السيد زياد بهاء الدين‪ ،‬الرئيس‬ ‫السابق للحزب املصري الديمقراطي‬ ‫االجتماعي‪ ،‬ووزير التعاون الدولي‬ ‫ونائب لرئيس الوزراء للتنمية‬ ‫االقتصادية‪ ،‬في أول حكومة‬ ‫لالنقالب العسكري‪ ،‬ورئيس هيئة‬ ‫الرقابة املالية‪ . ..‬وقبل ذلك وبعده‬ ‫هو ابن الكاتب الكبير الراحل أحمد‬ ‫بهاء الدين‪ .‬في استقباله لتلك الدعوة‪،‬‬ ‫املعيبة‪ ،‬يكتب زياد بهاء الدين في‬ ‫صحيفة «الشروق» ملخصًا أسباب‬ ‫انزعاجه ورفضه لها في أن «البيان‬ ‫الداعي للحوار يبدو وطنيًا وجامعًا‬ ‫ومتسعًا لكل األطياف السياسية‪،‬‬ ‫فإنه في جوهره يستهدف وضع‬ ‫تنظيم اإلخوان املسلمني بذات قياداته‬ ‫السابقة في قلب تيار معارضة‬ ‫جديد»‪ .‬ثم يضيف «في تقديري‬ ‫أن معظم من عبروا عن رفضهم‬ ‫للمشاركة في الحوار‪ ،‬من خارج‬ ‫مصر وداخلها‪ ،‬قد توجسوا من هذا‬ ‫الجانب تحديدًا من املبادرة تحسبًا‬ ‫من املشاركة في ما يبدو في ظاهره‬ ‫ً‬ ‫عمال وطنيًا جماعيًا بينما حقيقته‬ ‫وجوهره تمكني الجماعة من العودة‬ ‫للمشهد السياسي وتصدره على‬ ‫نحو ما جرى من قبل»‪ .‬مبعث‬ ‫الدهشة أن زياد أحمد بهاء الدين‬ ‫كان أول من أطلق مبادرة للحوار‬ ‫واملصالحة الوطنية‪ ،‬عقب انقالب‬ ‫‪ 2013‬بأسابيع معدودة‪ .‬ما الذي‬ ‫جعل زياد بهاء الدين‪ ،‬التصالحي‬ ‫التحاوري التوافقي‪ ،‬في خريف ‪2013‬‬ ‫إقصائيًا واستئصاليًا إلى هذا الحد‬ ‫في صيف ‪2019‬؟‬ ‫ماذا فعل نظام السيسي به‪ ،‬أو ماذا‬ ‫فعل بنفسه‪ ،‬كي يمسك ببندقية‬ ‫ويطلق الرصاص على أية دعوة‬ ‫تتضمن حوارًا بني مختلف مكونات‬ ‫املجتمع‪ ،‬حتى لو كانت الدعوة‬ ‫تافهة وفاقدة ألبسط قواعد املنطق‬ ‫والجدية؟‬ ‫ملاذا أصبح ابن بهاء الدين أكثر‬ ‫شراسة من السلطة في ضرورة‬ ‫إقصاء ومحو تيار عريض‪ ،‬وله‬ ‫جذوره العميقة في التربة املصرية؟‬ ‫الصادم أن بهاء الدين في إعالن‬ ‫رفضه لشبح املصالحة الوطنية‪،‬‬ ‫يبدو أقرب ملنطق «الترانسفير»‬ ‫الذي مارسه االحتالل الصهيوني‬ ‫مبكرًا في إطار مشروع تغيير‬ ‫الخرائط السكانية واالجتماعية على‬ ‫أرض فلسطني‪ ،‬وهو ابن أحمد بهاء‬ ‫الدين‪ ،‬الذي مات كمدًا وهو يخوض‬ ‫أكثر معاركه الصحافية بسالة‬ ‫ضد ما وصفها «جريمة العصر»‬ ‫وهي تهجير اليهود السوفييت إلى‬ ‫فلسطني املحتلة في ثمانينيات القرن‬ ‫املاضي‪ .‬يعلم زياد بهاء الدين أن‬ ‫مشكلتنا مع هذا النظام ليست في‬ ‫طغيانه وقمعه واستبداده فقط‪ ،‬بل‬ ‫قبل ذلك نتخذ موقفًا جذريًا ضده‬ ‫بسبب تقاربه مع إسرائيل‪ ،‬ولعلك‬ ‫اطلعت بنفسك‪ ،‬حني كنت وزيرًا في‬ ‫هذا النظام‪ ،‬كيف احتفلت إسرائيل‬ ‫بتنصيبه وكدت في تمكينه وتفانت‬ ‫في تثبيته واحتضانه‪.‬‬ ‫أنت تعلم‪ ،‬وغيرك يعلم‪ ،‬أن النظام‬ ‫الذي تخشى عليه من هواء دعوات‬ ‫املصالحة الوطنية‪ ،‬يحيا ويتمدد‬ ‫في كنف معادلة اليمني الصهيوني‬ ‫املتطرف‪ :‬استئصال مشروع اإلسالم‬ ‫السياسي‪ ،‬مقابل دمج املشروع‬ ‫الصهيوني‪ ،‬ذلك املشروع الذي قضى‬ ‫ً‬ ‫والدك عمره مناضال ضد الضياع‬ ‫في دهاليزه‪ ،‬ولذلك منع من الكتابة‬ ‫وصودر حتى مات كمدًا‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫سياسة‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫الحدث‬

‫قدمت المعارضة‬ ‫ّ‬ ‫السودانية أمس‬ ‫للمجلس العسكري‬ ‫رؤيتها للمرحلة‬ ‫االنتقالية‪ ،‬التي تقوم‬ ‫على تأسيس مجلس‬ ‫سيادة مشترك لكن‬ ‫بصالحيات رمزية‪،‬‬ ‫إضافة إلى حكومة‬ ‫بصالحيات تنفيذية‬ ‫واسعة‪ ،‬ومجلس‬ ‫تشريعي‪ ،‬وذلك‬ ‫في وقت خرج فيه‬ ‫اآلالف إلى الشوارع‬ ‫للمطالبة بتسليم‬ ‫السلطة‬

‫من تظاهرات الخرطوم أمس (إبراهيم حميد‪ /‬فرانس برس)‬

‫وثيقة المعارضة‬ ‫السودانية‬

‫صالحيات واسعة للحكومة‬ ‫ورمزية لمجلس السيادة‬

‫ال خالفات‬ ‫نفى عضو وفد‬ ‫المعارضة المفاوض‬ ‫ساطع الحاج‪ ،‬لـ«العربي‬ ‫الجديد»‪ ،‬ما راج عن‬ ‫انسحاب قوى «نداء‬ ‫السودان» من «تحالف‬ ‫الحرية والتغيير»‪ ،‬وأكد أن‬ ‫التحالف متماسك تجاه‬ ‫أهداف الثورة وال تراجع‬ ‫عن وحدته‪ .‬كما نفى‬ ‫موافقة التحالف على‬ ‫وساطة بينه وبين المجلس‬ ‫العسكري‪.‬‬

‫الخرطوم ــ عبد الحميد عوض‬

‫ع ـل ــى وق ـ ــع ضـ ـغ ــوط م ـت ــواص ـل ــة فــي‬ ‫ال ـش ــارع لتسليم الـحـكــم إل ــى سلطة‬ ‫مدنية‪ ،‬كــانــت املـعــارضــة السودانية‬ ‫ّ‬ ‫تسلم أمس الخميس مقترحها لالنتقال في‬ ‫ّ‬ ‫البالد‪ ،‬مركزة على صالحيات تنفيذية كاملة‬ ‫للحكومة‪ ،‬مع توجيهها تطمينات للحركات‬ ‫امل ـس ـل ـح ــة ب ــأن ـه ــا لـ ــن تـ ـك ــون ُم ـس ـت ـب ـع ــدة مــن‬ ‫مؤسسات الحكم االنتقالي‪ ،‬فيما حددت مهلة‬ ‫يومني أو ثالثة للمجلس العسكري االنتقالي‬ ‫للرد على الوثيقة‪.‬‬ ‫وب ـع ــد أي ـ ــام م ــن ال ـت ــوت ــر ب ــن «ق ـ ــوى ال ـحــريــة‬ ‫والتغيير» الـتــي تمثل املـعــارضــة‪ ،‬واملجلس‬ ‫ال ـع ـس ـكــري‪ ،‬إث ــر ف ـشــل االتـ ـف ــاق ع ـلــى مجلس‬ ‫س ـيــادة مـشـتــرك‪ ،‬بـعــد االخ ـت ــاف عـلــى نسبة‬ ‫املشاركني فيه‪ ،‬إذ أراد العسكريون أن يتألف‬ ‫من عشرة مقاعد‪ ،‬سبعة منها للجيش‪ ،‬بينما‬ ‫طالبت املعارضة بــأن يتألف املجلس من ‪15‬‬

‫مـقـعـدًا مــن غــالـبـيــة مــدنـيــة مــع سـبـعــة مقاعد‬ ‫لـلـعـسـكــريــن‪ ،‬عـ ــادت أم ــس أجـ ــواء الـتـفــاوض‬ ‫ب ــن ال ـطــرفــن م ــع تـسـلـيــم وف ــد م ــن «ال ـحــريــة‬ ‫وال ـت ـغ ـي ـي ــر» وث ـي ـق ــة ف ـي ـه ــا تـ ـص ــور ت ـحــالــف‬ ‫املـ ـع ــارض ــة ل ـل ـم ــرح ـلــة االنـ ـتـ ـق ــالـ ـي ــة‪ .‬ون ـ ّـص ــت‬ ‫الوثيقة على أن تكون املرحلة االنتقالية ملدة‬ ‫‪ 4‬سنوات‪ ،‬بينما تكون هياكل الحكم مؤلفة‬ ‫من مجلس سيادة يكون رأســا للدولة ورمزًا‬ ‫للسيادة الوطنية‪ ،‬ومجلس وزراء تـكــون له‬ ‫السلطة التنفيذية الكاملة‪ ،‬وبرملان تكون له‬ ‫السلطة التشريعية والرقابة على الحكومة‪،‬‬ ‫وسلطة قضائية مستقلة‪ .‬وأوضح عضو وفد‬ ‫التفاوض من «قوى الحرية والتغيير» ساطع‬ ‫الـ ـح ــاج‪ ،‬ف ــي مــؤت ـمــر ص ـح ــاف ــي‪ ،‬أن الــوث ـي ـقــة‬ ‫الدستورية اقترحت تشكيل مجلس السيادة‬ ‫من عسكريني ومدنيني من دون تحديد للعدد‬ ‫والنسب‪ ،‬فيما يكون عدد وزراء الحكومة ‪17‬‬ ‫وزيرًا كحد أقصى‪ ،‬بينما عدد أعضاء املجلس‬ ‫التشريعي بــن ‪ 120‬و‪ 150‬عـضـوًا‪ .‬وتوقعت‬

‫املـعــارضــة‪ ،‬خــال مؤتمرها الصحافي الــذي‬ ‫ت ـحــدث فـيــه أك ـثــر م ــن مـمـثــل عـنـهــا‪ ،‬أن يــأخــذ‬ ‫املجلس العسكري الوثيقة بشكل جــدي‪ ،‬وأن‬ ‫يتم ذلــك خــال يومني أو ثالثة‪ ،‬مشددة على‬ ‫أن «الوثيقة قابلة للتعديل ونحن منفتحون‬ ‫عـلــى أي مـقـتــرحــات مــن امل ـج ـلــس»‪ .‬وطـمــأنــت‬ ‫امل ـع ــارض ــة أن ــه «ل ــن ي ـتــم تـشـكـيــل مــؤسـســات‬ ‫الحكم االنتقالي من دون أن تنضم الحركات‬ ‫املسلحة لها»‪.‬‬ ‫ف ـ ــي ال ـ ـس ـ ـيـ ــاق‪ ،‬لـ ـف ــت م ـ ــا ذك ـ ـ ـ ــره عـ ـض ــو وف ــد‬ ‫تـ ـ ـف ـ ــاوض «قـ ـ ـ ــوى ال ـ ـحـ ــريـ ــة والـ ـتـ ـغـ ـيـ ـي ــر» مــع‬ ‫املـ ـجـ ـل ــس الـ ـعـ ـسـ ـك ــري‪ ،‬خ ــال ــد عـ ـم ــر ي ــوس ــف‪،‬‬ ‫ل ــ«ال ـعــربــي ال ـجــديــد»‪ ،‬مــن أن الــوثـيـقــة تحدد‬ ‫صالحيات محدودة ورمزية ملجلس السيادة‬ ‫الـ ــذي سـيـمـثــل س ـي ــادة ال ــدول ــة‪ ،‬بـيـنـمــا ت ــؤول‬ ‫ال ـص ــاح ـي ــات ال ـت ـن ـف ـيــذيــة مل ـج ـلــس الـ ـ ـ ــوزراء‪،‬‬ ‫وال ـس ـل ـطــة ال ـت ـشــري ـع ـيــة وال ــرق ــاب ـي ــة الـكــامـلــة‬ ‫لـلـمـجـلــس الـتـشــريـعــي امل ـق ـت ــرح‪ .‬وأوض ـ ــح أن‬ ‫ال ـص ــراع الـسـيــاســي اآلن لـيــس ح ــول األرق ــام‬ ‫وأسـمــاء مجلس الـسـيــادة‪ ،‬بقدر مــا هــو حول‬ ‫ال ـصــاح ـيــات وال ـس ـل ـط ــات‪ .‬وأكـ ــد ي ــوس ــف أن‬ ‫تـحــديــد صــاحـيــات رمــزيــة ملـجـلــس الـسـيــادة‬ ‫ال يعني أن تحالف املـعــارضــة سيتنازل عن‬ ‫األغـلـبـيــة داخ ــل املـجـلــس «ألن ـنــا نـتـحــدث عن‬ ‫سلطة مدنية‪ ،‬وإذا آلت األغلبية للعسكريني‬

‫أمهلت المعارضة‬ ‫العسكر يومين أو ثالثة‬ ‫للرد على مقترحها‬ ‫آالف السودانيين‬ ‫توافدوا أمس إلى‬ ‫ساحات االعتصام‬

‫ستكون السلطة ذات طبيعة عسكرية‪ ،‬وما‬ ‫ن ـطــرحــه ش ــراك ــة م ــع الـ ـق ــوات امل ـس ـل ـحــة تـقــوم‬ ‫ع ـلــى مــدن ـيــة ال ــدول ــة وع ـلــى مـهـنـيــة وحــرفـيــة‬ ‫وتـخـصـصـيــة الـ ـق ــوات امل ـس ـل ـحــة ف ــي قـضــايــا‬ ‫األمن والدفاع»‪ ،‬متوقعًا عودة املفاوضات بني‬ ‫الـطــرفــن للنقاش حــول املـقـتــرحــات األخـيــرة‪.‬‬ ‫وشدد على أن التحالف يعمل لالنتقال الكامل‬ ‫من دولة شمولية لحزب واحد إلى مؤسسات‬ ‫انتقالية تقود التحول الديمقراطي وتحقق‬ ‫ال ـس ــام‪ ،‬مـشـيـرًا إل ــى أن الـتــأسـيــس لــذلــك لن‬ ‫يتم إال بطريقة صحيحة بتحديد مستويات‬ ‫السلطة االنتقالية املختلفة وسلطاتها‪.‬‬ ‫فــي سياق آخــر‪ ،‬نفى يوسف وجــود خالفات‬ ‫ً‬ ‫وانقسامات داخل التحالف‪ ،‬قائال إنه تحالف‬ ‫واســع وكبير ومــن الطبيعي أن تـكــون هناك‬ ‫وجهات نظر متباينة أحيانًا‪ ،‬لكنها تقوم على‬ ‫الوحدة لحني إكمال املهام التي من أجلها قام‬ ‫التحالف‪ .‬وحــول ما يثار عن تدخل إماراتي‬ ‫س ـعــودي لــرســم املــرحـلــة املـقـبـلــة‪ ،‬قــال يوسف‬ ‫إن قــوى «الـحــريــة والتغيير» ال تــريــد إدخــال‬ ‫السودان في أي صراعات إقليمية‪ ،‬مرحبًا بكل‬ ‫«دول الجوار وبكل قوى املجتمع الدولي التي‬ ‫نأمل أن تؤدي دورًا إيجابيًا»‪ ،‬مشيرًا إلى أن‬ ‫«قوى الحرية والتغيير جاءت لتحرير البالد‬ ‫من العالقات العدائية التي كانت موجودة مع‬ ‫أقرب جيران السودان لخلق طبيعية تكاملية‬ ‫في العالقات الخارجية تعود لصالح شعب‬ ‫السودان وشعوب املنطقة»‪.‬‬ ‫فــي م ـ ــوازاة ذل ــك‪ ،‬نـفــى رئ ـيــس تـحــالــف «ن ــداء‬ ‫الـ ـس ــودان» فــي ال ــداخ ـ ‪‎‬ل عـمــر يــوســف الــدقـيــر‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ان ـس ـح ــاب ال ـ ـنـ ــداء م ــن ال ـت ـح ــال ــف‪ ،‬ق ــائ ــا فــي‬ ‫بيان «إننا نعمل مع كافة شركائنا من أجل‬ ‫اس ـت ـك ـمــال م ـطــالــب ث ـ ــورة دي ـس ـم ـبــر امل ـج ـيــدة‬ ‫وتحقيق غايات الشعب السوداني في السالم‬ ‫والـحــريــة وال ـعــدالــة»‪ .‬وش ــدد عـلــى أن «وحــدة‬ ‫م ـكــونــات ال ـث ــورة الزم ــة م ــن لـ ــوازم اسـتـكـمــال‬ ‫م ـه ــام ـهــا وأه ــدافـ ـه ــا ون ــدع ــو ل ـل ـت ـم ـســك بـهــا‬ ‫ومقاومة مـحــاوالت النيل منها بالشائعات‬ ‫ً‬ ‫واألخبار املغلوطة»‪ .‬ومضى قائال «انتصرنا‬ ‫بــوحــدتـنــا وم ــا زال طــريــق ال ـحــريــة محفوفًا‬ ‫بالصعاب والتحديات»‪.‬‬ ‫فـ ــي غـ ـض ــون ذل ـ ـ ــك‪ ،‬ك ـ ــان آالف ال ـس ــودان ـي ــن‬ ‫يـ ـت ــواف ــدون أم ـ ــس إل ـ ــى س ــاح ــات االع ـت ـص ــام‬ ‫فــي محيط قـيــادة الـجـيــش ال ـســودانــي‪ ،‬وذلــك‬ ‫اسـ ـتـ ـج ــاب ــة ل ـ ــدع ـ ــوة م ـ ــن «تـ ـح ــال ــف ال ـح ــري ــة‬ ‫والتغيير» ملسيرة مليونية جديدة‪ .‬ويسعى‬ ‫الـتـحــالــف إل ــى مـمــارســة مــزيــد مــن الـضـغــوط‬ ‫على املجلس العسكري‪ ،‬كي يسلم الحكم إلى‬ ‫سلطة مدنية‪ .‬وردد املتظاهرون في الشوارع‬ ‫املــؤديــة إلــى مـكــان االعـتـصــام هـتــافــات تدعو‬ ‫املـجـلــس الـعـسـكــري إل ــى تسليم السلطة إلــى‬ ‫ح ـكــومــة مــدن ـيــة‪ ،‬م ـثــل «ح ـكــومــة م ــدن ـي ــة‪ ...‬أو‬ ‫اعتصامات أبدية»‪ ،‬وفق «األناضول»‪ .‬وقالت‬ ‫ش ـي ـمــاء ال ـط ــاه ــر‪ ،‬ل ـ ــ«األنـ ــاضـ ــول»‪« ،‬املـجـلــس‬ ‫ال ـع ـس ـكــري يـتـلـكــأ ف ــي تـسـلـيــم ال ـس ـل ـطــة إلــى‬ ‫املــدن ـيــن‪ ،‬ولـكـنـنــا لــن ن ـغــادر مـقــر االعـتـصــام‬ ‫إلى حني تحقيق مطالبنا»‪ .‬وأضافت «تأتي‬ ‫مطالبتنا باملليونية لتأكيد أحقية مطالبنا‬ ‫املشروعة بتسليم السلطة إلى املدنيني»‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قــال القيادي في «تجمع املهنيني‬ ‫السودانيني» أحمد ربيع‪ ،‬بحسب «أسوشيتد‬ ‫ب ــرس»‪ ،‬إن «املسيرة هــي رســالــة إلــى املجلس‬ ‫الـ ـعـ ـسـ ـك ــري وكـ ــذلـ ــك ل ـل ـف ــاع ـل ــن اإلق ـل ـي ـم ـيــن‬ ‫والدوليني بأن الشعب السوداني لن يتخلى‬ ‫عــن مطالبه بحكومة مــدنـيــة»‪ .‬وعــن مطالبة‬ ‫ال ـج ـيــش ب ــإزال ــة ال ـح ــواج ــز ع ــن ال ـط ــرق حــول‬ ‫مكان االعتصام أمــام مقر الجيش‪ ،‬قال ربيع‬ ‫«ال يـمـكــن أن ي ـكــون ه ـنــاك اع ـت ـصــام حقيقي‬ ‫إذا أخ ـل ـيــت الـ ـط ــرق»‪ .‬م ــن ج ـهــة أخ ـ ــرى‪ ،‬أع ــاد‬ ‫زعيم حزب «األمــة» القومي الصادق املهدي‪،‬‬ ‫أم ــس‪ ،‬تحذيراته مــن «الضغط على املجلس‬ ‫ً‬ ‫العسكري لــإســراع بتسليم السلطة»‪ ،‬قائال‬ ‫فـ ــي م ـق ــاب ـل ــة مـ ــع «س ـب ــوت ـن ـي ــك» «نـ ـح ــن ن ــرى‬ ‫الـضـغــط ال مـبــرر لــه إال عـنــدمــا نـكــون قدمنا‬ ‫الـصــورة التي نريد التسليم بها‪ .‬وحتى إذا‬ ‫قــرر املجلس تسليم السلطة‪ ،‬فلمن وكـيــف»‪،‬‬ ‫وذل ــك فــي تـكــرار ملــوقــف كــان قــد عـ ّـبــر عنه في‬ ‫مقابلة مع «فرانس برس» األربعاء‪.‬‬

‫إضاءة‬

‫القدس المحتلة ــ محمد محسن‬

‫املشهد فــي حــي وادي يــاصــول ببلدة سلوان‬ ‫ج ـنــوب الـبـلــدة الـقــديـمــة مــن ال ـقــدس املحتلة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ي ــوح ــي بـ ــأن زلـ ـ ـ ــزاال ش ــديـ ـدًا ضـ ــرب امل ـن ـط ـقــة‪،‬‬ ‫لـكــن ال ـخ ــراب فــي ال ـحــي لــم يـكــن سـبـبــه ســوى‬ ‫ال ـجــرافــات اإلســرائـيـلـيــة‪ ،‬الـتــي حـ ّـولــت مـنــازل‬ ‫في الحي إلى ركام‪ ،‬فيما ّ‬ ‫تعرض الناس هناك‬ ‫إلصابات واعتقاالت وتشريد أسر بأطفالها‬ ‫ّ‬ ‫ونـســائـهــا‪ .‬آث ــار الــدمــار ال ــذي خلفته جــرافــات‬ ‫االحـتــال فــي مساكن عائلة بــرقــان املقدسية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫توضح حجم ما حل بهذه العائلة‪ ،‬وما يمكن‬ ‫أن يطاول نحو تسعني عائلة مقدسية تقطن‬ ‫الحي‪ ،‬جميعها تلقت إخطارات بهدم منازلها‬ ‫لصالح جمعية «إل ـعــاد» االستيطانية‪ ،‬التي‬ ‫ّ‬ ‫مكنتها حكومة االحـتــال مــن السيطرة على‬ ‫ك ــام ــل مـنـطـقــة ال ـح ــي إلق ــام ــة م ــا ت ــدع ــي هــذه‬ ‫الجمعية االسـتـيـطــانـيــة أن ـهــا «غــابــة س ــام»‪،‬‬ ‫بينما يقول سكان الحي إن الواقع يشير إلى‬ ‫أن ه ــذه ال ـغــابــة سـتـقــوم عـلــى أن ـقــاض مـنــازل‬

‫بغداد ـ علي الحسيني‬

‫تـقــدر م ـصــادر فــي وزارة التخطيط‬ ‫ال ـعــراق ـيــة‪ ،‬وال ـتــي تـتــولــى مـنــذ نحو‬ ‫عــامــن عملية حـصــر األض ــرار التي‬ ‫خلفتها ال ـحــرب عـلــى تنظيم «داع ـ ــش» منذ‬ ‫‪ 2014‬ولغاية مطلع ‪ ،2018‬عدد القرى العربية‪،‬‬ ‫فــي نينوى وكــركــوك وديــالــى وصــاح الدين‪،‬‬ ‫والتي تعرضت للتجريف والتدمير الكلي من‬ ‫قبل أطراف الصراع بأكثر من ‪ 300‬قرية‪ ،‬إال أن‬ ‫مصادر حقوقية ونشطاء من تلك املحافظات‬ ‫يتحدثون عن رقم أعلى بكثير‪ .‬وتدخل القرى‬ ‫العربية‪ ،‬التي تتواجد غالبيتها في مناطق‬ ‫م ـح ــاذي ــة لـ ـح ــدود إق ـل ـيــم ك ــردسـ ـت ــان‪ ،‬عــامـهــا‬ ‫الرابع‪ ،‬من دون أهلها‪ ،‬إذ تم تفجير منازلها‬ ‫وتجريف األراضي الزراعية‪ ،‬من دون أن تفتح‬ ‫الحكومة العراقية ملفها حتى اآلن‪.‬‬ ‫وقـ ـ ـ ــال سـ ـي ــاسـ ـي ــون وم ـ ـسـ ــؤولـ ــون س ــاب ـق ــون‬ ‫فــي الـحـكــومــة الـســابـقــة ال ـتــي تــرأسـهــا حيدر‬ ‫العبادي‪ ،‬في أحاديث مع «العربي الجديد»‪،‬‬ ‫إن جـ ـه ــات ع ـ ــدة م ـت ــورط ــة ف ــي م ـل ــف تــدمـيــر‬ ‫وتـهـجـيــر ال ـق ــرى ال ـعــرب ـيــة‪ ،‬بـعـضـهــا م ـشــارك‬ ‫فــي العملية السياسية أو داع ــم لـهــا‪ ،‬لكنهم‬ ‫يؤكدون أن هذه القرى «ستعود ألهلها ولن‬ ‫ي ـك ــون ه ـن ــاك تـغـيـيــر أو ت ــاع ــب بـتــركـيـبـتـهــا‬ ‫السكانية‪ ،‬خصوصًا املسيحيني منهم»‪.‬‬ ‫ودم ـ ـ ـ ــر ت ـن ـظ ـي ــم «داعـ ـ ـ ـ ـ ــش» ق ـ ـ ــرى ع ـ ـ ــدة ق ــرب‬ ‫الحويجة والبعاج‪ ،‬بتهمة محاربة األهالي له‬ ‫ووقوفهم مع قوات األمن العراقية‪ .‬أما قوات‬ ‫البشمركة فتورطت بتجريف عشرات القرى‬ ‫م ـثــل إس ـمــاع ـيــل أوه وال ـخ ـنــاجــر وال ـح ـلــوات‬ ‫وال ـب ــو مـحـمــد وال ـط ــوال ــع‪ .‬وي ـق ــول األك ـ ــراد إن‬ ‫ه ــذه امل ـن ــاط ــق‪ ،‬ال ـخــاض ـعــة ح ــال ـي ــا‪ ،‬لـسـيـطــرة‬ ‫الـ ـق ــوات ال ـع ــراق ـي ــة‪ ،‬ت ــم إسـ ـك ــان ع ــراق ـي ــن من‬ ‫امل ـك ــون ال ـعــربــي فـيـهــا ب ـعــدنــا ط ــرده ــم حــزب‬ ‫الـبـعــث مـنـهــا‪ ،‬فـيـمــا يـنـفــي األه ــال ــي ذل ــك‪ .‬من‬ ‫جهتها‪ ،‬تورطت مليشيات تركمانية‪ ،‬وأخرى‬ ‫تابعة لـ«الحشد الشعبي» وفصائل أيزيدية‬ ‫متحالفة مع حــزب العمال الكردستاني‪ ،‬في‬ ‫تدمير بعض القرى‪.‬‬ ‫وف ـ ــي املـ ـحـ ـصـ ـل ــة‪ ،‬ف ـ ــإن عـ ـ ـش ـ ــرات الـ ـ ـق ـ ــرى مــن‬ ‫ط ــوي ـل ـع ــة وس ـ ـعـ ــد والـ ـ ــوحـ ـ ــدة وال ـب ــوم ـح ـم ــد‬ ‫والـعـطـشــانــة الـتــابـعــة لـقـضــاء داقـ ــوق جنوب‬ ‫كركوك‪ ،‬ثم الشمسية واملرعية والجديدة في‬ ‫طــوزخــورمــاتــو ش ـمــال تـكــريــت‪ ،‬مـ ــرورًا بقرى‬

‫معضلة‬ ‫القرى‬ ‫المدمرة‬

‫الجميع متورط في شمال‬ ‫العراق والمحاسبة غائبة‬

‫حـمــد وال ـح ـل ــوات وس ـع ــدة والـعـبـيــد والـبـيــار‬ ‫وعـبــود ورأس الـغــربــي فــي آمــرلــي بمحافظة‬ ‫صالح الدين‪ ،‬إلى قرى سهل نينوى العربية‬ ‫امل ـس ـي ـح ـيــة ف ــي ت ـل ـك ـيــف وب ــاط ـن ــاي ــا وفـلـيـفــل‬ ‫وسـيــريــن ووان ــه وق ــوش وقــوتــان ودي ــر متى‬ ‫وال ـك ـن ـي ـســة‪ ،‬ان ـت ـه ــاء بــرب ـي ـعــة ع ـلــى ال ـح ــدود‬ ‫الـعــراقـيــة الـســوريــة املـحــاذيــة للحسكة وديــر‬ ‫الزور‪ ،‬تحولت إلى مناطق خالية من الحياة‪.‬‬ ‫ويقطن غالبية سكان تلك القرى في مخيمات‬ ‫ومـعـسـكــرات للعام الــرابــع على الـتــوالــي‪ ،‬وال‬ ‫يسمح لكثير منهم بالعودة‪ ،‬بدعوى أنــه لم‬ ‫يتم إزال ــة املفخخات مــن قــراهــم أو أنـهــا غير‬ ‫صــالـحــة لـلـحـيــاة‪ ،‬ول ــم يـجــد كـثــر مـمــن ع ــادوا‬ ‫منازل تؤويهم‪.‬‬ ‫وفــي آمــرلــي التابعة ملحافظة صــاح الــديــن‪،‬‬ ‫م ــا زال ب ــإم ـك ــان امل ـس ــاف ــري ــن إلـ ــى ك ــرك ــوك أو‬ ‫املـتــوجـهــن إل ــى ب ـغــداد رؤي ــة ال ـقــرى املــدمــرة‪،‬‬ ‫وال ـتــي تبلغ نـحــو ‪ ،52‬كلها عــربـيــة‪ .‬وتــوجــه‬ ‫أص ــاب ــع االتـ ـه ــام إلـ ــى م ـل ـي ـش ـيــات تــركـمــانـيــة‬ ‫وأخ ـ ـ ــرى ك ــردي ــة ب ــال ـق ـي ــام بـعـمـلـيــة ال ـتــدم ـيــر‬

‫بــدعــوى أنـهــا «مـنــابــع لتنظيم داع ــش»‪ ،‬وفقًا‬ ‫ملــا أك ــده م ـســؤول عــراقــي رف ـيــع املـسـتــوى في‬ ‫مكتب رئيس ال ــوزراء عــادل عبد املـهــدي‪ ،‬قال‬ ‫إن «القرى العربية في تلك املناطق تعرضت‬ ‫لحقد عـنـصــري مــن أط ــراف ع ــدة‪ ،‬لـكــن هــذا ال‬ ‫يمنع القول إن هناك قــرى غير عربية دمرت‬

‫توجه اتهامات لمليشيات‬ ‫تركمانية وكردية بتدمير‬ ‫قرى عربية‬ ‫خ ّرب تنظيم‬ ‫«داعش» قرى عدة قرب‬ ‫الحويجة والبعاج‬

‫كركوك من أكثر المناطق التي تعرضت للدمار (‪)Getty‬‬

‫أيـ ـض ــا»‪ .‬وأض ـ ـ ــاف‪ ،‬ف ــي ح ــدي ــث م ــع «ال ـعــربــي‬ ‫الـجــديــد»‪ ،‬أنــه «فــي ملف الـقــرى ال أح ــد‪ ،‬على‬ ‫مستوى الكتل وال ـقــوى السياسية‪ ،‬مستعد‬ ‫اآلن لبحث التفاصيل التي أدت للوصول إلى‬ ‫ه ــذه ال ـص ــورة‪ ،‬كــونـهــا ستخلق أزم ــة كبيرة‬ ‫فــي ال ـبــاد‪ ،‬فهناك مليشيات محسوبة على‬ ‫الحشد الشعبي متورطة بتفجير وتجريف‬ ‫قرى وإعدامات جماعية بحق السكان‪ ،‬وهناك‬ ‫م ـل ـي ـش ـيــات ت ــرك ـم ــان ـي ــة‪ ،‬وأيـ ـض ــا امل ـل ـي ـش ـيــات‬ ‫األيــزيــديــة والبشمركة لها نصيب كبير من‬ ‫تجريف القرى‪ .‬لكن الخبر األكيد هو أن هذه‬ ‫ال ـقــرى سـتـعــود ألهـلـهــا‪ ،‬وال يمكن أن يتغير‬ ‫سكانها أو تبقى مهجورة إلى األبــد»‪ .‬ولفت‬ ‫إل ــى أن «ال ـعــام املـقـبــل‪ ،‬عـلــى األك ـثــر‪ ،‬سيشهد‬ ‫عملية الـبــدء بترتيب أم ــور تلك الـقــرى التي‬ ‫يزيد عددها عن ‪ 300‬قرية‪ ،‬منها نحو ‪ 40‬قرية‬ ‫عربية مسيحية‪ ،‬وهناك بضع قرى تركمانية‪،‬‬ ‫مثل البشير‪ ،‬قام داعش بتدميرها»‪.‬‬ ‫وأك ـ ــد ح ـســن ع ـبــد ال ـ ـقـ ــادر‪ ،‬وهـ ــو م ــن سـكــان‬ ‫قرية تــل الــذهــب فــي ضــواحــي آمــرلــي ويسكن‬ ‫حاليًا في مخيم قرب مدينة كركوك‪ ،‬أنه «تم‬ ‫ج ــرف م ـنــزلــه م ــن ق ـبــل مـلـيـشـيــات تــركـمــانـيــة‬ ‫أش ــرف عليها شـقـيــق واب ــن عــم نــائــب حالي‬ ‫فــي ال ـب ــرمل ــان»‪ .‬ول ـفــت‪ ،‬فــي حــديــث لــ«الـعــربــي‬ ‫الجديد»‪ ،‬إلى أن «داعش انسحب من املنطقة‬ ‫وق ــران ــا ع ــام ــرة‪ ،‬لـكــن تــم تــدمـيــرهــا بعمليات‬ ‫انتقام هستيرية من قبل املليشيات‪ ،‬وبعلم‬ ‫من مسؤولني في الحكومة السابقة برئاسة‬ ‫حيدر العبادي»‪ .‬وتابع «أنا شيعي وزوجتي‬ ‫سنية وابني متزوج من تركمانية‪ ،‬لكن هذا‬ ‫األمر لم يشفع في بقاء بيتي كما هو‪ ،‬بل تم‬ ‫تــدمـيــره بــواسـطــة الـجــرافــات بعمليات تذكر‬ ‫بما يفعله الصهاينة مع الفلسطينيني»‪.‬‬ ‫م ــن ج ـه ـتــه‪ ،‬رفـ ــض امل ـت ـح ــدث ب ــاس ــم فـصــائــل‬ ‫«الـحـشــد الـشـعـبــي» فــي ش ـمــال ال ـع ــراق‪ ،‬علي‬ ‫ال ـح ـس ـي ـن ــي‪ ،‬ات ـ ـهـ ــام م ـل ـي ـش ـي ــات تــرك ـمــان ـيــة‬ ‫بتجريف الـقــرى الـعــربـيــة‪ ،‬معتبرًا أن كــل من‬ ‫يقول ذلك «فاقد للمصداقية»‪ .‬وقال إن «هذه‬ ‫ال ـق ــرى ال ـتــي يـتـحــدث عـنـهــا الـبـعــض دمــرهــا‬ ‫تنظيم داعــش‪ ،‬ونحن لدينا سياق وبرنامج‬ ‫إلعـ ـ ــادة أه ـل ـهــا ال ـن ــازح ــن ع ـبــر إعـ ـ ــداد ورق ــة‬ ‫التصريح األمني ملن يعود منهم‪ ،‬ومن يمتنع‬ ‫عــن ال ـع ــودة ف ـهــذا يـعـنــي أن ــه ينتمي لــداعــش‬ ‫ومطلوب للقضاء ويخاف العودة»‪.‬‬ ‫ووفـ ـق ــا ل ــرئ ـي ــس ل ـج ـنــة ح ـق ــوق اإلن ـ ـسـ ــان فــي‬ ‫الـ ـب ــرمل ــان الـ ـع ــراق ــي‪ ،‬أرشـ ـ ــد ال ـص ــال ـح ــي‪ ،‬ف ــإن‬ ‫«م ـل ــف الـ ـق ــرى امل ــدم ــرة ف ــي ك ــرك ــوك وص ــاح‬ ‫الدين ونينوى شائك‪ ،‬ويحتاج إلى معالجة‬ ‫حقيقية من قبل الحكومة والبرملان‪ ،‬وهناك‬ ‫قرى ُدمــرت وأخــرى يمنع على أهلها العودة‬ ‫إليها ألسـبــاب أمنية أو عــدم وجــود خدمات‬ ‫فيها»‪ّ .‬‬ ‫وبي‪ ،‬في حديث مع «العربي الجديد»‪،‬‬ ‫أن «هذا امللف بحاجة إلى حلول إلنهاء موجة‬ ‫النزوح وإعادة إعمار جميع القرى املدمرة»‪.‬‬ ‫وف ــي ال ـس ـيــاق‪ ،‬ق ــال عـضــو مـجـلــس محافظة‬ ‫كركوك معن الحمداني‪ ،‬لـ«العربي الجديد»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إن» السبب الرئيسي لعدم تحريك ملف القرى‬ ‫املــدمــرة فــي كــركــوك هــو ع ــدم ق ــدرة الحكومة‬ ‫عـلــى تــوفـيــر األمـ ــوال إلع ـمــارهــا‪ .‬فـفــي كــركــوك‬ ‫ت ــم تــدمـيــر وت ـجــريــف نــاحـيــة املـلـتـقــى بشكل‬ ‫ك ــام ــل‪ ،‬ب ــاإلض ــاف ــة إلـ ــى ‪ 116‬ق ــري ــة ت ـم ـتــد من‬ ‫ناحية سركالن بقضاء الدبس مرورًا بناحية‬ ‫ً‬ ‫انتهاء‬ ‫امللتقى وأطراف ناحية طوزخورماتو‬ ‫ب ـقــرى ق ـضــاء داق ـ ــوق‪ .‬وجـمـيــع ه ــذه املـنــاطــق‬ ‫تـ ـح ــوي قـ ــرى ع ــرب ـي ــة ت ــم ت ــدم ـي ــره ــا ب ــدواف ــع‬ ‫قومية وطــائـفـيــة»‪ .‬وعــن عملية إع ــادة إعمار‬ ‫هذه القرى‪ ،‬أكد الحمداني «عدم قدرة اإلدارة‬ ‫املحلية عـلــى بـنــاء ال ـقــرى‪ .‬هــذا األم ــر يحتاج‬ ‫ً‬ ‫تدخال من الحكومة االتحادية في بغداد‪ ،‬إذ‬ ‫إن الدمار كبير»‪.‬‬

‫متابعة‬

‫وادي ياصول يواجه مخططات االحتالل االستيطانية‬ ‫يحتدم الصراع مع‬ ‫االحتالل لمنعه من تنفيذ‬ ‫مخططاته االستيطانية‬ ‫في القدس المحتلة‪،‬‬ ‫وكان أهالي حي وادي‬ ‫ياصول آخر هؤالء‬

‫قضية‬

‫ال يزال يُمنع في العراق فتح ملف القرى التي دمرت خالل الحرب على‬ ‫تنظيم «داعش» ويمنع أهلها من العودة إليها‪ ،‬بما في ذلك القرى‬ ‫العربية‪ ،‬إذ إن أطرافا عدة متورطة في هذا األمر‬

‫ع ـش ــرات األسـ ــر امل ـقــدس ـيــة ال ـتــي تـقـطــن الـحــي‬ ‫حتى قبل قيام دولة االحتالل‪.‬‬ ‫مهدي بــرقــان‪ ،‬أحــد أبـنــاء حــي وادي ياصول‪،‬‬ ‫وال ـ ـ ــذي ت ـع ــرض ه ــو وج ـم ـي ــع أف ـ ّـ ــراد عــائـلـتــه‬ ‫لالعتداء بمن في ذلك والدته املسنة وشقيقاته‬ ‫َ‬ ‫وأشقاؤه‪ ،‬خالل هدم االحتالل ملنزلي شقيقيه‬ ‫أنس وقصي برقان يوم الثالثاء املاضي‪ ،‬يقول‬ ‫في حديث لـ«العربي الجديد» إن «ما حدث كان‬ ‫اعتداء على كل مظاهر الحياة‪ ،‬وشمل البشر‬ ‫والـشـجــر والـحـجــر»‪ ،‬مضيفًا «تـعــامـلــوا معنا‬ ‫بــوحـشـيــة بــال ـغــة‪ ،‬دمـ ــروا ك ــل شـ ــيء»‪ .‬بحسب‬ ‫مهدي فــإن عائلته تملك األرض واملسكن في‬ ‫وادي يــاصــول‪ ،‬ولديها وثــائــق حتى مــن أيــام‬ ‫األتراك‪ ،‬تثبت ملكية العائلة لألرض‪« .‬هدموا‬ ‫ما هدموه‪ ،‬لكنهم لن يأخذوا منا األرض ألننا‬ ‫منها»‪ ،‬يقول مهدي‪.‬‬ ‫ف ــي امل ـك ــان الـ ــذي كــا ّنــت ف ـيــه م ـســاكــن وم ــأوى‬ ‫عائلة برقان‪ ،‬لم يتبق سوى الركام واألنقاض‬ ‫والشجر املحطم‪ ،‬وما كان ذات يوم غرف نوم‬ ‫تضم أثاثًا ومقتنيات وصور أطفال‪ .‬في حني‬ ‫أن مساكن أخرى ُدمرت بما فيها من مقتنيات‬ ‫ول ــم يـسـمــح االح ـت ــال بــإخــراج ـهــا‪ ،‬كـمــا يقول‬ ‫م ـهــدي ب ــرق ــان ل ــ«ال ـعــربــي ال ـج ــدي ــد»‪ ،‬شــارحــا‬ ‫مــا حــدث بتفاصيل تظهر وحشية االحـتــال‬ ‫وتطرف جنوده وطواقمه التي تنفذ تعليمات‬ ‫الهدم‪.‬‬ ‫في االعتداء الوحشي يوم الثالثاء‪ ،‬لم يتورع‬ ‫ج ـن ــود االحـ ـت ــال م ــن وح ــدات ــه ال ـخ ــاص ــة عن‬ ‫إط ــاق ال ـع ـيــارات املـطــاطـيــة عـلــى أف ــراد عائلة‬ ‫بــرقــان‪ ،‬كما حــدث مع شقيق مهدي‪ ،‬صهيب‪،‬‬ ‫ال ــذي أطلقت عليه تلك الـعـيــارات مــن مسافة‬

‫ص ـف ــر‪ ،‬ف ــأص ـي ــب ب ـظ ـه ــره ق ـب ــل اع ـت ـق ــال ــه‪ ،‬كـمــا‬ ‫اعـ ـت ــدى ال ـج ـن ــود ع ـلــى وال ــدت ــه بـيـنـمــا كــانــت‬ ‫ت ـحــاول مـســاعــدة شقيقه واالطـمـئـنــان عليه‪.‬‬ ‫ع ـل ــى ال ــرغ ــم م ــن ه ـ ــذا ال ـت ـن ـك ـي ــل‪ ،‬ف ـ ــإن عــائ ـلــة‬ ‫بــرقــان تــؤكــد أنـهــا باقية وصــامــدة فــي الحي‪،‬‬ ‫واالحـ ـت ــال سـيـعـجــز ع ــن ط ــرده ــا م ــن األرض‬ ‫ألنها وحدها من تملكها‪ ،‬وليس االحتالل أو‬ ‫جمعياته االسـتـيـطــانـيــة‪ ،‬خـصــوصــا جمعية‬ ‫«إل ـ ـعـ ــاد» ال ـت ــي م ـن ـح ـت ـهــا ح ـك ــوم ــة االح ـت ــال‬ ‫مساحات واسعة من املنطقة‪ .‬وكانت املحكمة‬ ‫املــركــزيــة اإلســرائـيـلـيــة فــي الـقــدس املحتلة قد‬ ‫صــادقــت الـشـهــر امل ــاض ــي‪ ،‬عـلــى ه ــدم عـشــرات‬ ‫املنازل في بلدة سلوان جنوب القدس‪ ،‬بحجة‬ ‫تواجدها في نفوذ مخطط املناطق والحدائق‬

‫ال ـط ـب ـي ـع ـيــة‪ .‬ك ـمــا ص ــادق ــت ع ـلــى ط ـلــب بـلــديــة‬ ‫االح ـتــال هــدم ع ـشــرات م ـنــازل الفلسطينيني‬ ‫املــوجــودة ضمن مخطط الـحــدائــق الطبيعية‬ ‫التي تسميها «غابة السالم»‪.‬‬ ‫ف ــي امل ـق ــاب ــل‪ ،‬طـلـبــت ال ـب ـلــديــة اس ـت ـث ـنــاء ال ـبــؤر‬ ‫االستيطانية ومنازل املستوطنني الكائنة في‬

‫نحو ‪ 90‬عائلة تقطن‬ ‫الحي تلقت إخطارات‬ ‫بهدم منازلها‬

‫لطالما تعرضت منازل سلوان لعمليات هدم (أحمد غرابلي‪/‬فرانس برس)‬

‫الجزائر‪ :‬ترحيب حذر من المعارضة بدعوة الجيش للحوار‬ ‫املنطقة نفسها‪ ،‬التي استولت عليها جمعية‬ ‫«إل ـعــاد» االستيطانية‪ .‬وعـقــب ق ــرار املحكمة‪،‬‬ ‫صادقت لجنة التنظيم والبناء على مخطط‬ ‫بلدية االحتالل الذي يقضي باالستيالء على‬ ‫أراض ــي حــي الـبـسـتــان فــي س ـلــوان‪ ،‬وه ــدم ‪22‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫منزال قائمًا من أصل ‪ 88‬منزال‪.‬‬ ‫فــي حــي وادي يــاصــول‪ ،‬يــؤكــد املـقــدسـيــون أن‬ ‫عــائـلــة بــرقــان وغـيــرهــا مــن عــائــات مقدسية‬ ‫سكنت الـحــي لـحـمــايــة تـلــك األرض وتشكيل‬ ‫ع ــائ ــق دي ـم ـغ ــراف ــي أم ـ ــام م ـخ ـط ـطــات الـبـلــديــة‬ ‫اإلسرائيلية في القدس للتوسع جنوب البلدة‬ ‫ّ‬ ‫القديمة‪ ،‬إذ يشكل حــي وادي يــاصــول وبلدة‬ ‫سـلــوان ام ـتــدادًا لتلك املـخـطـطــات إلــى جنوب‬ ‫املسجد األقصى‪ ،‬ثم حي الثوري الــذي يشكل‬ ‫قلعة الدفاع عن القدس القديمة ومقدساتها‪.‬‬ ‫جولة الـصــراع مــع مخططات االحـتــال هناك‬ ‫تـحـتــدم لـلـحـفــاظ عـلــى ع ــروب ــة ال ـق ــدس ومـنــع‬ ‫االحـ ـت ــال م ــن تـنـفـيــذ م ـش ــاري ــع اسـتـيـطــانـيــة‬ ‫ضخمة صودق عليها أخيرًا‪ ،‬وأبرزها القطار‬ ‫ّ‬ ‫امل ـع ــل ــق ال ـ ــذي س ـيــربــط بـ ــؤر االس ـت ـي ـط ــان في‬ ‫سـلــوان وفــي جبل الزيتون وحتى فــي البلدة‬ ‫القديمة‪ ،‬حيث تنتشر هناك نحو مائة بؤرة‬ ‫اس ـت ـي ـطــان ـيــة‪ ،‬ل ـت ـت ـجــاوز ذلـ ــك إلـ ــى ربـ ــط تـلــك‬ ‫البؤر كلها بالقدس الغربية‪ ،‬وتسهيل حركة‬ ‫ان ـت ـقــال املـسـتــوطـنــن ب ــن ه ــذه امل ـنــاطــق‪ ،‬كما‬ ‫يـقــول الـبــاحــث فــي مـجــال االسـتـيـطــان فخري‬ ‫أبــو دي ــاب‪ ،‬وهــو مــن لجنة الــدفــاع عــن سلوان‬ ‫وح ــي ال ـب ـس ـتــان‪ ،‬ل ــ«ال ـعــربــي ال ـج ــدي ــد»‪ .‬األم ــر‬ ‫نفسه يؤكده حديث خبير االستيطان خليل‬ ‫تفكجي‪ ،‬الــذي يشير إلــى مخطط استيطاني‬ ‫جار تنفيذه جنوب األقصى‪.‬‬ ‫كبير ٍ‬

‫قوبلت دعوة الجيش‬ ‫الجزائري إلى «الحوار‬ ‫مع مؤسسات الدولة»‬ ‫بالترحيب الحذر من قبل‬ ‫القوى السياسية والمدنية‬ ‫الفاعلة‬ ‫الجزائر ــ عثمان لحياني‬

‫قوبلت دعوة قائد أركان الجيش الجزائري‪،‬‬ ‫أحـ ـم ــد ق ــاي ــد ص ــال ــح‪ ،‬امل ــوج ـه ــة إل ـ ــى ال ـق ــوى‬ ‫مؤسسات‬ ‫السياسية مــن أجــل «ال ـحــوار مــع‬ ‫ّ‬ ‫ال ــدول ــة»‪ ،‬بــالـتــرحـيــب املـطـبــوع بــ«الـتـحــفــظ»‬ ‫من قبل قوى املعارضة‪ ،‬لكنها فتحت الباب‬ ‫ل ـت ــأوي ـل ـه ــا‪ ،‬ك ـخ ـط ــوة م ــن ش ــأن ـه ــا أن تـمـ ّـهــد‬ ‫إلجراء حوار مباشر بني املؤسسة العسكرية‬ ‫واملعارضة السياسية واملدنية‪.‬‬ ‫وت ـع ـت ـبــر دع ـ ــوة ال ـج ـيــش ال ـ ـصـ ــادرة أول من‬ ‫أمــس األربـعــاء عنوانًا سياسيًا بحاجة إلى‬ ‫املــزيــد مــن الـتــوضـيـحــات بـشــأن آلـيــة الـحــوار‬ ‫ومــؤسـســات الــدولــة الـتــي يقصدها‪ ،‬فــي ظل‬ ‫تـمـ ّـســك ق ــوى امل ـعــارضــة بــرفــض ال ـح ــوار مع‬ ‫الرئيس املؤقت عبد القادر بن صالح‪ ،‬ورئيس‬ ‫الحكومة نور الدين بدوي‪ ،‬على اعتبار أنهما‬ ‫من رموز نظام الرئيس السابق‪ ،‬عبد العزيز‬ ‫بوتفليقة‪.‬‬ ‫وكان قايد صالح قال‪ ،‬أول من أمس األربعاء‬

‫«إنـنـّـي على قناعة تامة بــأن اعتماد الحوار‬ ‫الـ ـب ــن ــاء م ــع م ــؤس ـس ــات الـ ــدولـ ــة ه ــو املـنـهــج‬ ‫الــوحـيــد لـلـخــروج مــن األزمـ ــة‪ ،‬إدراكـ ــا مـنــا أن‬ ‫الحوار هو من أرقى وأنبل أساليب التعامل‬ ‫اإلنساني‪ ،‬وهو املسلك األنجع الكفيل بتقديم‬ ‫اق ـت ــراح ــات ب ـن ــاءة وت ـقــريــب وج ـه ــات الـنـظــر‬ ‫وت ـح ـق ـيــق ال ـت ــواف ــق حـ ــول ال ـح ـل ــول امل ـتــاحــة‪،‬‬ ‫وه ـنــا أود اإلش ـ ــادة بــاسـتـجــابــة ال ـعــديــد من‬ ‫الشخصيات واألحــزاب ألهمية انتهاج مبدأ‬ ‫ال ـح ــوار‪ ،‬ال ــذي يـتـعــن أن تنبثق عـنــه آلـيــات‬ ‫معقولة للخروج من األزمة»‪.‬‬ ‫ف ــي ال ـس ـي ــاق‪ ،‬رح ـب ــت ح ــرك ــة مـجـتـمــع الـسـلــم‬ ‫بــدعــوة وتــأكـيــد رئ ـيــس أركـ ــان الـجـيــش على‬ ‫أهمية ال ـحــوار بــن الشخصيات السياسية‬ ‫واألح ـ ــزاب ومــؤس ـســات ال ــدول ــة‪ ،‬م ــؤك ــدة‪ ،‬في‬ ‫بيان‪ ،‬أنها «طاملا دعــت وتدعو إلــى ضــرورة‬ ‫اس ـت ـن ـف ــاد آلـ ـي ــات ال ـ ـحـ ــوار ف ــي ح ــل األزم ـ ــات‬ ‫وتـجــاوز الصعوبات والــوصــول إلــى حــاالت‬ ‫الـتــوافــق الــوطـنــي ال ــواس ــع»‪ .‬ودع ــت الجيش‬ ‫إلـ ــى «املـ ـس ــارع ــة ف ــي االس ـت ـج ــاب ــة لـلـمـطــالــب‬ ‫ال ـجــام ـعــة لـلـشـعــب ال ـج ــزائ ــري امل ـع ـبــر عنها‬ ‫فــي الـحــراك الشعبي‪ ،‬واالقـتــراحــات املعقولة‬ ‫للنخب واألحـ ــزاب الـسـيــاسـيــة‪ ،‬والـبـحــث عن‬ ‫امل ـســاحــات املـشـتــركــة امل ـســاعــدة عـلــى نـجــاح‬ ‫االنـتـقــال الــديـمـقــراطــي الـسـلــس‪ ،‬واالسـتـمــرار‬ ‫ف ــي م ـكــاف ـحــة ال ـف ـس ــاد الس ـت ـئ ـصــال ج ـ ــذوره‪،‬‬ ‫ومـنــع تـكــرار نـشــوء عـصــابــات أخ ــرى مهددة‬ ‫للسيادة والـثــروة الوطنية»‪ ،‬كما دانــت «كل‬ ‫دع ــوات التفريق والـتــأزيــم وتـهــديــد الــوحــدة‬ ‫الوطنية»‪.‬‬ ‫من جهتها‪ّ ،‬‬ ‫ثمنت حركة البناء الوطني دعوة‬

‫قايد صالح‪ ،‬إذ قــال رئيسها عبد الـقــادر بن‬ ‫قــريـنــة‪ ،‬فــي تـقــديــر مــوقــف حصلت «الـعــربــي‬ ‫الـ ـج ــدي ــد» ع ـل ــى ن ـس ـخ ــة مـ ـن ــه‪ ،‬إن «ال ـ ـحـ ــوار‬ ‫ه ــو األسـ ـل ــوب األم ـث ــل ل ـل ـخ ــروج م ــن األزمـ ــة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وتحدث‬ ‫ولتكريس آلـيــات تضمن الـنــزاهــة»‪،‬‬ ‫عـ ــن «ح ـ ـ ـ ــوار جـ ـ ــاد وصـ ــريـ ــح بـ ــن م ـك ــون ــات‬ ‫الـســاحــة التمثيلية‪ ،‬وب ــن الـسـلـطــة الفعلية‬ ‫(‪ )..‬يضمن نتائج تعود بالخير على البالد‪،‬‬ ‫وتخرجنا من حالة املــراوحــة إلــى التأسيس‬ ‫القانوني والتنظيمي لهيئة وطنية مستقلة‬ ‫لالنتخابات»‪ ،‬التي دعا إلى تأجيلها (مقررة‬ ‫املقبل)‪ .‬وأشار بن‬ ‫في الرابع من يوليو‪/‬تموز ّ‬ ‫قرينة إلــى أن «ج ــزءًا مــن تعقد األزم ــة وعــدم‬ ‫إيجاد حلول كبيرة لها يعود باألساس إلى‬ ‫غ ـيــاب آل ـيــة فـعــالــة ل ـل ـحــوار‪ ،‬وع ــدم الـثـقــة في‬ ‫اآللية املتاحة‪ ،‬ولشكلها وأجنداتها‪ ،‬وتشتت‬ ‫املعارضة والقوى املجتمعية على العديد من‬ ‫املنصات‪ ،‬وكذا تحرر البعض وعدم انتمائه‬ ‫ألي منصة‪ ،‬مع تباين الرؤى أحيانًا إلى حد‬ ‫التناقض في تصور الحلول»‪.‬‬ ‫وفي السياق نفسه‪ ،‬رد املحامي والناشط في‬ ‫الـحــراك الشعبي‪ ،‬مصطفى بــوشــاشــي‪ ،‬على‬

‫بوشاشي‪ :‬موقف‬ ‫محسوم بعدم التفاوض‬ ‫مع رموز النظام السابق‬

‫دعــوة الجيش إلــى الـحــوار‪ ،‬وقــال‪ ،‬في فيديو‬ ‫بثه على صفحته على موقع فيسبوك‪« :‬نعم‬ ‫ل ـل ـح ــوار ك ـطــري ـقــة ح ـض ــاري ــة ل ـحــل امل ـشــاكــل‪،‬‬ ‫نثمنه وننخرط فيه»‪ ،‬لكن بوشاشي تساءل‪:‬‬ ‫«مــع مــن نتحاور؟ هــل مــع هــؤالء املرفوضني‬ ‫من كافة الشعب الجزائري؟»‪ ،‬مشيرًا إلى أن‬ ‫«هناك موقفًا محسومًا بشأن عدم التفاوض‬ ‫م ــع رمـ ــوز ال ـن ـظــام ال ـســابــق (‪ )..‬الـ ـح ــوار مع‬ ‫رئ ـيــس ال ــدول ــة ورئ ـيــس الـحـكــومــة الحاليني‬ ‫مرفوض‪ ،‬ألن الجزائريني لهم موقف مبدئي‪،‬‬ ‫وهو ال حوار مع بقايا نظام الرئيس السابق‬ ‫بوتفليقة»‪.‬‬ ‫وترفض قوى املعارضة السياسية واملدنية‬ ‫أي حـ ـ ـ ــوار مـ ــع ال ــرئـ ـي ــس امل ـ ــؤق ـ ــت‪ ،‬ورئـ ـي ــس‬ ‫الحكومة‪ ،‬حيث سبق لهذه القوى أن قاطعت‬ ‫نـ ـ ــدوة م ـ ـشـ ــاورات س ـيــاس ـيــة دعـ ــا إل ـي ـه ــا بــن‬ ‫صالح‪ ،‬في ‪ 23‬إبريل‪/‬نيسان املاضي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫«تفهم مطالب‬ ‫ودعا بوشاشي‪ ،‬الجيش‪ ،‬إلى‬ ‫الـ ـج ــزائ ــري ــن»‪ ،‬ال ـت ــي قـ ــال إن ـه ــا «واضـ ـح ــة»‪،‬‬ ‫وتتعلق برحيل رموز النظام الذين يديرون‬ ‫مؤسسات الدولة‪ ،‬و«البحث الجدي عن خطة‬ ‫توافق انتقالية»‪ ،‬وقال «إذا أرادوا البحث عن‬ ‫حــوار حقيقي يجب أن نتوصل إلــى خارطة‬ ‫طريق متفق عليها‪ ،‬فالجزائريون والطبقة‬ ‫ال ـس ـيــاس ـيــة ق ــال ــوا ل ــن ن ـت ـح ــاور م ــع هـ ــؤالء‪،‬‬ ‫ونحن نريد مرحلة انتقالية لفترة محدودة‬ ‫تديرها شخصيات مقبولة‪ ،‬توضع خاللها‬ ‫التشريعيات الضرورية النتخابات رئاسية‪،‬‬ ‫وإنشاء لجنة مستقلة لالنتخابات مستقلة‬ ‫تمامًا عن وزارة الداخلية‪ ،‬وحكومة محايدة‬ ‫تتشكل من إطارات نزيهة»‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫شرق‬ ‫غرب‬ ‫مواجهات‬ ‫في القدس والخليل‬ ‫انـ ــدل ـ ـعـ ــت م ـ ــواج ـ ـه ـ ــات بـ ـ ــن شـ ـب ــان‬ ‫وق ــوات االحـتــال اإلســرائـيـلــي‪ ،‬أمس‬ ‫الخميس‪ ،‬فــي بـلــدة أبــو ديــس شرق‬ ‫ال ـقــدس وس ــط الـضـفــة الـغــربـيــة‪ ،‬من‬ ‫دون تسجيل وقــوع إصــابــات‪ ،‬وذلك‬ ‫ب ـع ــد أن اق ـت ـح ـمــت قـ ـ ــوات االح ـت ــال‬ ‫البلدة عصر أمس‪ ،‬ونصبت عددًا من‬ ‫الحواجز العسكرية فيها‪ .‬مــن جهة‬ ‫أخ ـ ــرى‪ ،‬ذكـ ــرت م ـص ــادر فلسطينية‬ ‫ّ‬ ‫محلية أن عـشــرات الطلبة أصيبوا‬ ‫بحاالت اختناق بالغاز السام الذي‬ ‫أطلقه جنود االحتالل وكذلك قنابل‬ ‫الـ ـ ـص ـ ــوت‪ ،‬ب ــاتـ ـج ــاه طـ ـ ــاب م ــدرس ــة‬ ‫ال ـخ ـل ـي ــل األس ــاسـ ـي ــة ل ـل ـب ـن ــن‪ ،‬بـعــد‬ ‫خروجهم من املدرسة‪.‬‬ ‫(العربي الجديد)‬ ‫«البنتاغون» يعترف بقتل‬ ‫‪ 120‬مدنيًا في ‪2018‬‬ ‫قـ ــالـ ــت وزارة الـ ـ ــدفـ ـ ــاع األمـ ـي ــركـ ـي ــة‬ ‫(الـ ـ ـبـ ـ ـنـ ـ ـت ـ ــاغ ـ ــون) فـ ـ ــي ت ـ ـقـ ــريـ ــر أمـ ــس‬ ‫ّ‬ ‫الـ ـخـ ـمـ ـي ــس‪ ،‬إن ع ـم ـل ـي ــات ال ـج ـي ــش‬ ‫األم ـي ــرك ــي ق ـت ـلــت ن ـحــو ‪ 120‬مــدنـيــا‬ ‫وأصـ ــابـ ــت ‪ 65‬آخـ ــريـ ــن‪ ،‬ف ــي الـ ـع ــراق‬ ‫وس ــوري ــة وأفـغــانـسـتــان والـصــومــال‬ ‫العام املاضي‪ ،‬غير أن األعداد جاءت‬ ‫ّ‬ ‫أقـ ـ ــل ب ـك ـث ـيــر م ـم ــا ذك ــرت ــه ج ـمــاعــات‬ ‫م ــراق ـب ــة‪ .‬وأظـ ـه ــر ال ـت ـقــريــر ال ـس ـنــوي‬ ‫ال ــذي يطلبه الـكــونـغــرس انخفاضًا‬ ‫كبيرًا باملقارنة مــع مقتل نحو ‪800‬‬ ‫م ــدن ــي ف ــي ‪ ،2017‬فـيـمــا ي ــرج ــع ذلــك‬ ‫جزئيًا إلــى تباطؤ وتيرة العمليات‬ ‫ضد تنظيم «داعش»‪.‬‬ ‫(رويترز)‬ ‫رفض التحايل‬ ‫على مخصصات أسر‬ ‫الشهداء واألسرى‬

‫أعلنت السلطة الفلسطينية‪ ،‬أمس‬ ‫ال ـ ـخ ـ ـم ـ ـيـ ــس‪ ،‬رف ـ ـض ـ ـهـ ــا مـ ـقـ ـت ــرح ــات‬ ‫ق ــدم ــت لـ ـه ــا مـ ــن ش ــأنـ ـه ــا ال ـت ـح ــاي ــل‬ ‫عـلــى اقـتـطــاع إســرائـيــل ملخصصات‬ ‫أســر الشهداء واألس ــرى مــن عائدات‬ ‫ال ـض ــرائ ــب (املـ ـق ــاص ــة)‪ .‬وق ـ ــال وزي ــر‬ ‫اإلع ـ ــام الـفـلـسـطـيـنــي ن ــائ ــب رئـيــس‬ ‫ال ــوزراء‪ ،‬نبيل أبــو ردينة (الـصــورة)‬ ‫ف ــي مــؤت ـمــر ص ـحــافــي ف ــي رام ال ـلــه‪،‬‬ ‫إنـ ــه «ت ــوج ــد مـ ـح ــاوالت إســرائـيـلـيــة‬ ‫ل ــالـ ـتـ ـف ــاف عـ ـل ــى قـ ـض ــاي ــا األمـ ـ ـ ــوال‬ ‫الفلسطينية املحجوزة واملسروقة»‪،‬‬ ‫معلنًا عــن وجــود اقـتــراحــات عــدة لم‬ ‫يقبلها الجانب الفلسطيني‪ ،‬ألنها‬ ‫«ت ـم ــس ب ـم ـبــدأ ت ـطــالــب ب ــه ال ـق ـيــادة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬بــأن ال يتم اقتطاع أي‬ ‫فلس واحد من األموال»‪.‬‬ ‫(العربي الجديد)‬

‫فتح تحقيقات بمخالفات‬ ‫في انتخابات إسطنبول‬ ‫ب ـ ــدأ املـ ــدعـ ــون الـ ـع ــام ــون ف ــي تــرك ـيــا‬ ‫تـحـقـيـقــات ف ــي م ـخــال ـفــات مــزعــومــة‬ ‫خ ـ ـ ــال االن ـ ـت ـ ـخـ ــابـ ــات املـ ـحـ ـلـ ـي ــة فــي‬ ‫إس ـ ـط ـ ـن ـ ـبـ ــول‪ ،‬وال ـ ـت ـ ــي أس ـ ـف ـ ــرت عــن‬ ‫انـتـصــار بـفــارق ضئيل للمعارضة‪،‬‬ ‫حسبما ذك ــرت وكــالــة «األن ــاض ــول»‪.‬‬ ‫وقــالــت الــوكــالــة أم ــس الـخـمـيــس‪ ،‬إن‬ ‫السلطات تريد اسـتـجــواب أكثر من‬ ‫‪ 100‬شخص بتهمة االحتيال أثناء‬ ‫فــرز األصــوات وإدخــال البيانات في‬ ‫ثالث مناطق في اسطنبول‪.‬‬ ‫(األناضول)‬ ‫الجيش يستهدف مؤيدين‬ ‫للرئيس السابق في بنين‬

‫أبعد جيش بنني والشرطة بطلقات‬ ‫رش ــاش ــة م ـئ ــات امل ـت ـظــاهــريــن الــذيــن‬ ‫ك ــان ــوا ي ـح ـي ـط ــون ب ـم ـن ــزل الــرئ ـيــس‬ ‫ال ـس ــاب ــق ب ــون ــي ي ــاي ــي ل ــإع ــراب عن‬ ‫دع ـم ـهــم لـ ــه‪ .‬وق ـ ــال م ـق ــرب م ــن يــايــي‬ ‫امل ــوج ــود اآلن ف ــي م ـقــر إق ــام ـت ــه في‬ ‫ال ـع ــاص ـم ــة االقـ ـتـ ـص ــادي ــة ك ــوت ــون ــو‪،‬‬ ‫«ق ــام ــوا بعملية اق ـت ـحــام وحـشـيــة»‪،‬‬ ‫م ـض ـي ـفــا ل ــوك ــال ــة «فـ ــرانـ ــس ب ـ ــرس»‪:‬‬ ‫«أطـ ـلـ ـق ــوا رش ـ ـقـ ــات مـ ــن الـ ــرصـ ــاص‪،‬‬ ‫وقتل ثالثة أشخاص»‪ .‬وفي شريط‬ ‫فيديو‪ ،‬يظهر بوضوح الجنود وهم‬ ‫يطلقون النار على املتظاهرين‪.‬‬ ‫(فرانس برس)‬


‫‪6‬‬

‫سياسة‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫يحمل قرار تمديد حالة الطوارئ في مصر للمرة التاسعة على التوالي‪،‬‬ ‫الكثير من األبعاد في طياته‪ ،‬والتي تتخطى محاربة اإلرهاب كما تدعي‬ ‫السلطات‪ ،‬لتشمل استهداف المعارضة وقمعها وترهيب المواطنين‪،‬‬ ‫وهي اإلجراءات التي تدعمها التعديالت الدستورية الجديدة‬

‫الحدث‬

‫السراج يحدد شروط وقف إطالق النار‬

‫اإلمارات تبرر هجوم حفتر‬

‫مصر‬

‫بعد الدعم العسكري‬ ‫لمليشيات خليفة‬ ‫حفتر‪ ،‬أطلقت اإلمارات‬ ‫موقفًا سياسيًا لتبرير‬ ‫هجومه على طرابلس‬ ‫تحت شعار محاربة‬ ‫اإلرهاب‬

‫«طوارئ» في‬ ‫زمن التعديالت‬

‫طرابلس ـ عبداهلل الشريف‬

‫استهداف للمعارضة وترهيب‬ ‫للمواطنين بصالحيات أكبر للجيش‬

‫القاهرة ـ العربي الجديد‬

‫ي ـع ـقــد م ـج ـلــس ال ـ ـنـ ــواب امل ـص ــري‬ ‫جـ ـلـ ـس ــة طـ ـ ــارئـ ـ ــة‪ ،‬غـ ـ ـ ـ ـدًا الـ ـسـ ـب ــت‪،‬‬ ‫ل ـل ـت ـصــويــت ع ـل ــى ق ـ ــرار ال ــرئ ـي ــس‬ ‫املصري عبد الفتاح السيسي رقم ‪ 208‬لسنة‬ ‫‪ ،2019‬بإعالن حالة الطوارئ في جميع أنحاء‬ ‫الـبــاد ملــدة ثالثة أشـهــر‪ ،‬اعتبارًا مــن الساعة‬ ‫ال ــواح ــدة م ــن ص ـب ــاح ال ـخ ـم ـيــس امل ــواف ــق ‪25‬‬ ‫إبــريــل‪ /‬نيسان املــاضــي‪ .‬وهــو الـقــرار التاسع‬ ‫للسيسي بتمديد حالة الطوارئ منذ إبريل‬ ‫‪ ،2017‬في مخالفة للدستور الذي ّ‬ ‫قيد فرض‬ ‫حالة الطوارئ بمدة ثالثة أشهر‪ ،‬ومدها مرة‬ ‫واحدة فقط لثالثة أشهر مماثلة‪.‬‬ ‫ومن ّ‬ ‫املقرر أن ُيلقي رئيس الحكومة مصطفى‬ ‫م ــدب ــول ــي‪ ،‬ب ـي ــان ــا أمـ ـ ــام م ـج ـلــس ال ـ ـنـ ــواب فــي‬ ‫الـجـلـســة‪ ،‬يتضمن األس ـب ــاب الـتــي دع ــت إلــى‬ ‫إعالن حالة الطوارئ مجددًا‪ ،‬مع إحالة القرار‬ ‫ال ـج ـم ـهــوري‪ ،‬وب ـيــان الـحـكــومــة‪ ،‬إل ــى اللجنة‬ ‫العامة في مجلس الـنــواب‪ ،‬لعرض تقريرها‬ ‫لـلـتـصــويــت ف ــي الـجـلـســة ال ـعــامــة بــاألغـلـبـيــة‬ ‫املـطـلـقــة لـلـحــاضــريــن‪ ،‬وذل ــك عـلــى ال ــرغ ــم من‬ ‫م ــرور تسعة أي ــام عـلــى تطبيق إع ــان حالة‬ ‫الطوارئ فعليًا‪ ،‬باملخالفة ألحكام الدستور‪.‬‬ ‫وحصلت «العربي الجديد» على نـ ّـص بيان‬ ‫رئ ـيــس ال ـ ــوزراء ال ــذي سيلقيه أم ــام الـبــرملــان‬ ‫حول األسباب الداعية إلعالن حالة الطوارئ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والــذي أورد فيه «أن جهود مكافحة اإلرهــاب‬ ‫لــن تــؤتــي ثـمــارهــا إال بــالـتــزامــن بــن تطبيق‬ ‫اإلجراءات األمنية وتحقيق التنمية الشاملة»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مشيرًا إلى أن «تطبيق حالة الطوارئ يهدف‬ ‫إلــى استعادة االستقرار على ضــوء الظروف‬ ‫التي ّ‬ ‫تمر بها مصر‪ ،‬وتعزيز جهود أجهزتها‬ ‫األمنية القتالع جذور اإلرهاب»‪.‬‬ ‫وبـحـســب ال ـب ـيــان‪ ،‬ينتظر أن يـتـعـ ّـهــد رئيس‬ ‫الــوزراء باستكمال جهود مواجهة اإلرهــاب‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫و«أن ت ـس ـت ـخ ــدم اإلج ـ ـ ـ ـ ــراءات االس ـت ـث ـنــائ ـيــة‬ ‫املتاحة بموجب اإلعالن بالقدر الذي يضمن‬ ‫ال ـت ــوازن بــن حـمــايــة ال ـحــريــات‪ ،‬ومتطلبات‬ ‫ّ‬ ‫األمــن القومي»‪ ،‬مضيفًا أن «القوات املسلحة‬ ‫وجـ ـه ــاز ال ـش ــرط ــة ي ـخ ــوض ــان ح ــرب ــا شــرســة‬ ‫لـ ــدحـ ــر ق ـ ـ ــوى ال ـ ـ ـظـ ـ ــام‪ ،‬ف ـ ــي ض ـ ـ ــوء األع ـ ـمـ ــال‬ ‫اإلرهــابـيــة الخسيسة الـتــي تشهدها الـبــاد‪،‬‬ ‫ومــا تسفر عنه من وقــوع ضحايا بني أفــراد‬ ‫الجيش والـشــرطــة واملــدنـيــن األب ــري ــاء»‪ .‬لكن‬

‫على الرغم من هــذه التبريرات تسود قناعة‬ ‫لـ ــدى ش ـخ ـص ـيــات م ـع ــارض ــة ف ــي م ـصــر ب ــأن‬ ‫ال ـه ــدف الــرئ ـيــس الس ـت ـمــرار حــالــة ال ـط ــوارئ‬ ‫ي ـت ـم ـث ــل فـ ــي اس ـ ـت ـ ـهـ ــداف امل ـ ـعـ ــارضـ ــن‪ .‬وف ــي‬ ‫السياق‪ ،‬قال قيادي بارز في حزب «التحالف‬ ‫الشعبي االشتراكي»‪ ،‬في حديث مع «العربي‬ ‫ّ‬ ‫ال ـجــديــد»‪ ،‬إن «الــرئ ـيــس الـحــالــي لــن يتوقف‬ ‫عــن تمديد حــالــة ال ـطــوارئ طــاملــا أنــه يجلس‬ ‫على كرسي الحكم‪ ،‬بهدف تفعيل إجــراءاتــه‬ ‫االستثنائية ضد معارضيه»‪.‬‬ ‫وأضاف القيادي في الحزب املعارض حاليًا‪،‬‬ ‫والذي طلب عدم ذكر اسمه‪ ،‬أنه بات واضحًا‬ ‫ّ‬ ‫أن تمديد حالة الطوارئ املستمرة في جميع‬ ‫أن ـح ــاء ال ـب ــاد «ل ـي ــس ال ـه ــدف م ـنــه مــواجـهــة‬ ‫ال ـج ـم ــاع ــات اإلره ــابـ ـي ــة‪ ،‬ك ـم ــا ي ـ ــروج رئ ـيــس‬ ‫الحكومة أو البرملان‪ ،‬نظرًا لهدوء األوضــاع‬ ‫األمـ ـنـ ـي ــة فـ ــي األش ـ ـهـ ــر األخـ ـ ـي ـ ــرة‪ ،‬وان ـح ـس ــار‬ ‫ال ـع ـم ـل ـيــات اإلره ــابـ ـي ــة ح ـتــى داخ ـ ــل مـنــاطــق‬ ‫س ـي ـنــاء‪ ،‬وإن ـم ــا تـخــويــف املـنـتـمــن لــأحــزاب‬ ‫والـ ـق ــوى ال ـس ـيــاس ـيــة املـ ـع ــارض ــة‪ ،‬خـصــوصــا‬ ‫م ــع ال ـت ـس ــري ـب ــات امل ـت ـع ـل ـقــة ب ــاقـ ـت ــراب مــوعــد‬ ‫خطة اإلم ــاءات األميركية لتصفية القضية‬ ‫الـفـلـسـطـيـنـيــة امل ـع ــروف ــة إع ــام ـي ــا بــ(صـفـقــة‬ ‫القرن)»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتــابــع «السيسي يعلم جـيـدًا أن هـنــاك نــواة‬ ‫ّ‬ ‫ص ـل ـبــة ل ـل ـم ـعــارضــة ت ـشــك ـلــت خـ ــال مـعــركــة‬ ‫اتفاقية التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير‬ ‫ل ـل ـس ـعــوديــة‪ ،‬ومـ ــن ب ـعــدهــا االس ـت ـف ـت ــاء على‬ ‫التعديالت الدستورية‪ ،‬والـتــي صــوت ثالثة‬ ‫ً‬ ‫ماليني مصري على رفضها‪ ،‬فضال عن مثلهم‬ ‫وأكثر من املقاطعني‪ .‬وهو ما يعني ضرورة‬ ‫اسـ ـتـ ـم ــرار فـ ــرض اإلجـ ـ ـ ـ ــراءات االس ـت ـث ـنــائ ـيــة‬ ‫كالطوارئ‪ ،‬في مواجهة أي احتمال لتنظيم‬ ‫ف ـعــال ـيــات اح ـت ـجــاج ـيــة ف ــي ال ـ ـشـ ــارع‪ ،‬إذا ما‬ ‫تضمنت صفقة القرن بندًا يسمح بالتنازل‬ ‫ع ــن أراض م ـصــريــة ب ـس ـي ـنــاء ض ـمــن صفقة‬ ‫تبادلية»‪.‬‬ ‫وتــابــع القيادي الحزبي أن مسألة استمرار‬ ‫ح ــال ــة الـ ـ ـط ـ ــوارئ ف ــي م ـص ــر ت ـت ـج ــاوز كــذلــك‬ ‫قمع املعارضني‪ ،‬إذ تستهدف أيضًا ترهيب‬ ‫املــواط ـنــن ال ـعــاديــن‪ ،‬خـصــوصــا مــع اق ـتــراب‬ ‫موعد تطبيق الــزيــادة السنوية على أسعار‬ ‫الــوقــود والـكـهــربــاء والـغــاز وامل ـيــاه‪ ،‬فــي إطــار‬ ‫اش ـت ــراط ــات ص ـن ــدوق ال ـن ـقــد ال ــدول ــي بـشــأن‬ ‫تحرير الدعم عن الخدمات كافة املقدمة من‬

‫توقعات بأن يستمر‬ ‫السيسي بتمديد حالة‬ ‫الطوارئ خالل حكمه‬ ‫مخاوف من التشدد‬ ‫بتطبيق أحكام الطوارئ‬ ‫بعد تعديل الدستور‬ ‫التعديالت منحت المؤسسة العسكرية صالحيات واسعة (خالد دسوقي‪/‬فرانس برس)‬

‫ال ــدول ــة‪ ،‬لـحـصــول مـصــر عـلــى قــرضــه الـبــالــغ‬ ‫إجماليه ‪ 12‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬قال مصدر نيابي في تكتل‬ ‫«‪ »30-25‬الــذي يمثل األقلية في البرملان‪ ،‬إنه‬ ‫من غير املستبعد سعي الحكومة للحصول‬ ‫عـلــى ق ــرض جــديــد مــن ص ـنــدوق الـنـقــد‪ ،‬بعد‬ ‫الحصول على الشريحة األخـيــرة مــن قرض‬ ‫الصندوق فــي يونيو‪ /‬حــزيــران املقبل‪ ،‬كون‬ ‫ال ـن ـظــام ال ـحــالــي يـتـمـ ّـســك بـسـيــاســة الـتــوســع‬ ‫فــي االق ـتــراض الـخــارجــي لـلــوفــاء بالتزامات‬ ‫الـ ـ ــدولـ ـ ــة‪ ،‬وزي ـ ـ ـ ـ ــادة االحـ ـتـ ـي ــاط ــي م ـ ــن ال ـن ـقــد‬ ‫األجنبي‪ ،‬الذي يتناقص بفعل سداد أقساط‬ ‫القروض املستحقة على البالد‪ّ .‬‬ ‫وأشـ ــار عـضــو الـتـكـتــل ال ــذي فــضــل ع ــدم ذكــر‬ ‫ّ‬ ‫اسمه‪ ،‬إلى أن أحكام قانون الطوارئ تطبق‪،‬‬ ‫بشكل مشدد وعلى نحو خاص‪ ،‬في مناطق‬ ‫عدة من مدن قناة السويس‪ ،‬ومحافظة شمال‬ ‫سيناء‪ ،‬وقــد تمتد لتشمل باقي املحافظات‬ ‫املصرية فــي حــال قــرر البسطاء واملهمشون‬ ‫االحتجاج على األوضــاع املعيشية املتردية‪،‬‬ ‫وزيـ ـ ـ ـ ــادة م ـع ــان ــات ـه ــم مـ ــع املـ ــوجـ ــة امل ــرت ـق ـب ــة‬ ‫للتضخم‪ ،‬وارتفاع أسعار السلع والخدمات‬ ‫كافة‪ ،‬بمجرد تطبيق الــزيــادة الجديدة على‬ ‫أسعار الوقود والكهرباء‪.‬‬ ‫وس ـب ــق أن أصـ ــدر مــدبــولــي ق ـ ــرارًا تنظيميًا‬ ‫بــاسـتـمــرار حـظــر ال ـت ـجـ ّـول فــي منطقة شــرق‬ ‫ً‬ ‫مساء‬ ‫محافظة شـمــال سـيـنــاء‪ ،‬مــن السابعة‬ ‫وحتى السادسة صباحًا‪ ،‬وذلــك طــوال فترة‬ ‫إعالن حالة الطوارئ حتى ‪ 25‬يوليو‪ /‬تموز‬ ‫املـقـبــل‪ ،‬مستثنيًا مــديـنــة الـعــريــش والـطــريــق‬

‫خاص‬

‫تقرير‬

‫السيسي يخطط لقمة أميركية أفريقية‬ ‫القاهرة ـ العربي الجديد‬

‫يحاول الرئيس املصري عبد الفتاح السيسي‬ ‫استغالل العام الحالي الذي تترأس فيه بالده‬ ‫االتحاد األفريقي‪ ،‬لتحقيق مكاسب سياسية‬ ‫ل ـن ـظــامــه ع ـلــى م ـس ـتــوى ال ـع ــاق ــات ال ــدول ـي ــة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تحديدًا مع الواليات املتحدة‪ ،‬فضال عن إيجاد‬ ‫مساحة لشراكات طويلة مع بعض الحكومات‬ ‫األفريقية‪ .‬وبدا هذا التوجه واضحًا من خالل‬ ‫استضافة القاهرة قمتني مصغرتني األسبوع‬ ‫املاضي بشأن الـســودان وليبيا‪ .‬وخرجت من‬ ‫ثنايا هذه املحاوالت فكرة استضافة الرئيس‬ ‫األم ـيــركــي دون ــال ــد تــرامــب بـقـمــة فــي الـقــاهــرة‬ ‫ّ‬ ‫س ـت ــرك ــز ف ــي األس ـ ـ ــاس ع ـل ــى الـ ـش ــأن ال ـل ـي ـبــي‪،‬‬ ‫ويلتقي خاللها بالزعماء األفارقة‪.‬‬ ‫وقالت مصادر دبلوماسية مصرية‪ ،‬وأخــرى‬ ‫ّ‬ ‫أوروبية خارج مصر‪ ،‬لـ«العربي الجديد»‪ ،‬إن‬ ‫السيسي في زيارته األخيرة لواشنطن طرح‬ ‫األمر بشكل مبدئي على ترامب‪ ،‬الذي لم يبد‬ ‫ً‬ ‫قبوال أو رفضًا للعرض‪ ،‬ووعــد بالتفكير فيه‬ ‫على ضوء التزاماته املختلفة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وأضــافــت امل ـصــادر أن السيسي والـخــارجـيــة‬ ‫امل ـصــريــة ي ـهــدفــان لـتـحــويــل ال ـق ـمــة‪ ،‬ف ــي حــال‬ ‫ع ـق ــدت‪ ،‬إل ــى م ـســاحــة ل ـب ـنــاء ش ــراك ــات فــرديــة‬ ‫ب ــن ال ـ ــدول األف ــري ـق ـي ــة وال ـ ــوالي ـ ــات امل ـت ـحــدة‪،‬‬ ‫بحيث يصطحب ترامب معه عددًا من ممثلي‬ ‫دوائ ــر امل ــال واألع ـم ــال امل ــؤث ــرة‪ .‬ول ــذل ــك؛ بــدأت‬ ‫الدبلوماسية املصرية في ترويج إيجابيات‬ ‫هذه القمة بني هذه الدوائر‪ ،‬حيث القى املقترح‬ ‫ترحيبًا واسعًا‪ ،‬خصوصًا بني الجمهوريني‪.‬‬ ‫وألن املقترح مازال في طور التفاوض املبدئي‪،‬‬

‫الـســاحـلــي‪ ،‬بتطبيق حـظــر الـتـجــول عليهما‬ ‫من الساعة الواحدة حتى الخامسة صباحًا‬ ‫حتى إشعار آخر‪.‬‬ ‫ول ـفــت ع ـضــو تـكـتــل «‪ ،»30-25‬الـ ــذي تـحــدث‬ ‫مع «العربي الجديد»‪ ،‬إلى خطورة استمرار‬ ‫ح ــال ــة ال ـ ـ ـطـ ـ ــوارئ بـ ـع ــد تـ ـم ــري ــر ال ـت ـع ــدي ــات‬ ‫الدستورية‪ ،‬ألن األخيرة توسعت في إحالة‬ ‫املدنيني إلى املحاكمات العسكرية‪ ،‬من خالل‬ ‫ً‬ ‫«اعتداء»‬ ‫حذف كلمة «مباشرًا» التالية لكلمة‬ ‫في املادة ‪ 204‬من الدستور‪ ،‬لتنص على جواز‬ ‫محاكمة املدنيني أمام القضاء العسكري في‬ ‫الـجــرائــم الـتــي تمثل «اع ـت ـ ً‬ ‫ـداء» على املنشآت‬ ‫العسكرية أو معسكرات القوات املسلحة‪ ،‬أو‬ ‫مــا فــي حكمها‪ .‬وتــابــع أن استمرار الـطــوارئ‬ ‫ت ـح ــت م ـظ ـلــة ال ـص ــاح ـي ــات ال ــواسـ ـع ــة ال ـتــي‬ ‫منحتها التعديالت الــدسـتــوريــة للمؤسسة‬ ‫الـعـسـكــريــة‪ ،‬واملتمثلة فــي «ص ــون الــدسـتــور‬ ‫والــدي ـم ـقــراط ـيــة» و«ال ـح ـفــاظ عـلــى املـقــومــات‬ ‫األساسية للدولة ومدنيتها» و«مكتسبات‬ ‫الـشـعــب وح ـقــوق وح ــري ــات األفـ ـ ــراد»‪ ،‬يفسح‬ ‫املجال للقوات املسلحة بمواجهة أي تحركات‬ ‫مـ ـع ــارض ــة ع ـل ــى األرض ع ــوض ــا ع ــن ج ـهــاز‬ ‫ً‬ ‫غطاء دستوريًا‬ ‫الشرطة‪ ،‬باعتبار أنها تمثل‬ ‫لتدخل الجيش في الحياة السياسية‪.‬‬ ‫وتـ ـفـ ـت ــح ال ـ ـصـ ــاح ـ ـيـ ــات الـ ـكـ ـبـ ـي ــرة ل ـل ـج ـيــش‬ ‫املصري بــاب االنقالب على أي رئيس مدني‬ ‫ً‬ ‫مستقبال‪ ،‬في حال رغب في تعديل الدستور‬ ‫ً‬ ‫لتحجيم سلطات الجيش‪ ،‬فضال عن أن هذه‬ ‫الصالحيات تمنح املؤسسة العسكرية حق‬ ‫االنـحـيــاز إلــى فصيل سـيــاســي عـلــى حساب‬

‫آخ ــر ف ــي حـ ــاالت االن ـق ـس ــام داخـ ــل املـجـتـمــع‪،‬‬ ‫وه ــو م ــا ح ــدث ب ـم ـنــأى ع ــن ال ــدس ـت ــور ف ــي ‪3‬‬ ‫يــولـيــو‪ /‬تـمــوز ‪ ،2013‬حــن انـحـيــاز الجيش‬ ‫إلى معارضي الرئيس املعزول محمد مرسي‬ ‫على حساب مؤيديه‪.‬‬ ‫ونــص قــرار إعــان الـطــوارئ على «أن تتولى‬ ‫الـقــوات املسلحة‪ ،‬وهيئة الشرطة‪ ،‬اتـخــاذ ما‬ ‫ي ـلــزم ملــواج ـهــة أخ ـط ــار اإلره ـ ـ ــاب‪ ،‬وتـمــويـلــه‪،‬‬ ‫وحفظ األمــن بجميع أنحاء البالد‪ ،‬وحماية‬ ‫املمتلكات الـعــامــة والـخــاصــة‪ ،‬وحـفــظ أرواح‬ ‫امل ــواطـ ـن ــن‪ ،‬وت ـف ــوي ــض رئ ـي ــس ال ـ ـ ـ ــوزراء فــي‬ ‫ب ـع ــض اخ ـت ـص ــاص ــات رئـ ـي ــس ال ـج ـم ـهــوريــة‬ ‫املنصوص عليها في قانون الطوارئ»‪ ،‬وكذا‬ ‫«معاقبة كل من ُيخالف األوامر الصادرة من‬ ‫رئيس الجمهورية بالسجن‪ ،‬تطبيقًا ألحكام‬ ‫قانون الطوارئ»‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬قال مصدر مطلع في لجنة الشؤون‬ ‫ال ـت ـشــري ـع ـيــة ب ـم ـج ـلــس ال ـ ـنـ ــواب‪ ،‬ل ــ«ال ـع ــرب ــي‬ ‫ّ‬ ‫الـ ـج ــدي ــد»‪ ،‬إن ه ـي ـئــة م ـك ـتــب ال ـل ـج ـنــة (تـضــم‬ ‫ال ــرئ ـي ــس وال ــوك ـي ـل ــن وأم ـ ــن الـ ـس ــر) رفـضــت‬ ‫الـتـعـ ّـرض للمادة ‪ 154‬مــن الــدسـتــور املنظمة‬ ‫إلع ــان وتـمــديــد حــالــة ال ـط ــوارئ‪ ،‬خ ــال نظر‬ ‫مـشــروع تعديل الــدسـتــور املـقــدم مــن أغلبية‬ ‫ً‬ ‫بناء على تعليمات رئاسية نقلها‬ ‫البرملان‪،‬‬ ‫رئ ـيــس الـلـجـنــة‪ ،‬ب ـهــاء ال ــدي ــن أب ــو ش ـقــة‪ ،‬إلــى‬ ‫أعضاء هيئة املكتب‪ ،‬لتجنب أي انتقادات في‬ ‫الخارج قد تعيق تمرير مشروع التعديل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وأفـ ــاد امل ـصــدر ب ــأن الــدس ـتــور سـمــح بفرض‬ ‫حالة الطوارئ لثالثة أشهر بموافقة أغلبية‬ ‫ال ـب ــرمل ــان‪ ،‬وت ـجــديــدهــا ل ـثــاثــة أش ـه ــر أخ ــرى‬

‫اتهامات باستعمال المال السياسي‬

‫«تحيا تونس» بمرمى االنتقادات‬ ‫تونس ـ آدم يوسف‬

‫طرح السيسي فكرة القمة خالل لقائه األخير بترامب (‪)Getty‬‬

‫ّ‬ ‫ف ــإن هـنــاك خــافــا بــن ال ــدوائ ــر املـصــريــة التي‬ ‫تــروج لــه‪ ،‬تحديدًا حــول شكله واملـلـفــات التي‬ ‫ّ‬ ‫سيتناولها‪ .‬فبينما قالت بعض املـصــادر إن‬ ‫مـصــر تــرغــب ف ــي أن ت ـكــون ال ــزي ــارة مفتوحة‬ ‫لـ ـلـ ـق ــاء ذي أج ـ ـن ـ ــدات م ـخ ـت ـل ـف ــة‪ ،‬اق ـت ـص ــادي ــة‬ ‫وس ـيــاس ـيــة حـ ــرة أي غ ـيــر مــرت ـب ـطــة بـمـلـفــات‬ ‫ّ‬ ‫سـيــاسـيــة بـعـيـنـهــا‪ ،‬ذك ــرت م ـصــادر أخ ــرى أن‬ ‫الـسـيـســي يــريــد الـتــركـيــز عـلــى الـبـعــد الليبي‬ ‫تحديدًا‪ ،‬ســواء فــي القمة الرئيسية‪ ،‬فــي حال‬ ‫عقدت‪ ،‬أو في أحد االجتماعات املنبثقة منها‪،‬‬ ‫لكن ليس مطروحًا حتى اآلن أن ّ‬ ‫توجه الدعوة‬ ‫لحكومات غير أفريقية للحضور‪.‬‬ ‫ويبدو اهتمام مصر بامللف الليبي طبيعيًا‪،‬‬

‫نظرًا لألهمية القصوى التي يوليها السيسي‬ ‫ل ــه‪ ،‬ل ـيــس ف ـقــط الن ـع ـكــاســاتــه االسـتــراتـيـجـيــة‬ ‫ع ـلــى األمـ ــن املـ ـص ــري‪ ،‬ب ــل أي ـضــا ل ـلــدعــم ال ــذي‬ ‫يقدمه الرئيس املصري وحلفاؤه اإلقليميون‬ ‫ملليشيات شــرق ليبيا بقيادة اللواء املتقاعد‬ ‫خليفة حفتر‪ .‬وإذا تعددت االجتماعات على‬ ‫ه ــذا ال ـن ـحــو‪ ،‬فـمــن ال ـ ــوارد‪ ،‬بـحـســب امل ـص ــادر‪،‬‬ ‫ال ـل ـجــوء لـشـكــل أش ـب ــه بـقـمــة ال ــري ــاض ‪،2017‬‬ ‫ع ـنــدمــا ال ـت ـقــى ت ــرام ــب بــال ـعــاهــل ال ـس ـعــودي‬ ‫س ـل ـمــان ب ــن ع ـبــد ال ـع ــزي ــز‪ ،‬ثـ ـ ّـم ال ـت ـقــى بـمـلــوك‬ ‫وأمـ ـ ــراء ال ـ ــدول الـخـلـيـجـيــة‪ ،‬ل ـي ـعــود ويجتمع‬ ‫بزعماء الــدول العربية واإلسالمية‪ ،‬في ثالثة‬ ‫اجتماعات متوالية على مدار ثالثة أيام‪.‬‬

‫ّ‬ ‫وجه سياسيون ونشطاء تونسيون اتهامات لحزب «تحيا تونس» باستعمال املال‬ ‫السياسي ع ــاوة على استغالل إمـكــانــات الــدولــة فــي إط ــار الحشد لحضور فعالية‬ ‫اختتام املؤتمر التأسيسي للحزب‪ ،‬الذي عقد مساء أول من أمس في القاعة املغطاة‬ ‫بامللعب األوملبي برادس‪ ،‬بحضور رئيس الحكومة يوسف الشاهد‪ ،‬الذي أكد أن «تحيا‬ ‫تونس ولــد كبيرًا وسيبقى كبيرًا»‪ ،‬رابطًا بني «ضمان نجاح املـشــروع ومواصلته»‬ ‫وبني «معرفة األسس التي سينبني عليها»‪« ،‬ألنه ال وجود ملشروع سياسي ينبني‬ ‫من فراغ ودون جذور»‪.‬‬ ‫وان ـت ـشــر مـقـطــع م ـصــور يـظـهــر أش ـخــاصــا ف ــي ال ـحــافــات ال ـتــي تــولــت نـقــل مــواطـنــن‬ ‫للمشاركة في الفعالية وهم بصدد توزيع مبلغ مالي قدره ‪ 10‬دنانير (‪ 3.3‬دوالرات)‬ ‫ّ‬ ‫لكل فرد‪ ،‬فيما رد األمني العام للحزب سليم العزابي على محتوى ما نشر في تصريح‬ ‫ً‬ ‫إلذاعة شمس أمس الخميس‪ ،‬قائال‪« :‬في السياسة ال نأخذ بما يرد في مواقع التواصل‬ ‫وخاصة الفيسبوك»‪ .‬وأكــد أنه لم َير مثل هذه املمارسات‪ ،‬وأنها ليست من أساليب‬ ‫ّ‬ ‫حزبه‪ ،‬مشيرًا إلــى أن «هناك مواطنني يأتون من كــل الجهات ومــن الطبيعي توفير‬ ‫الغداء لهم‪ ،‬وحتى قاعة املؤتمر تضمنت الضروريات الالزمة»‪ ،‬مؤكدًا أنه «إذا حصل‬ ‫بالفعل فإن الحزب يندد بمثل هذه التصرفات»‪.‬‬ ‫مــن جـهـتــه‪ ،‬ق ــال األم ــن ال ـعــام لـحــركــة الـشـعــب امل ـعــارض زهـيــر امل ـغ ــزاوي فــي تصريح‬ ‫لـ«العربي الجديد»‪ ،‬إن حزب تحيا تونس «بني على التحايل واالنتهازية‪ ،‬فمنذ بدايته‬ ‫استغل إمكانات الدولة والحكومة من خالل الضغط واالبتزاز واإليهام وااللتفاف على‬ ‫ً‬ ‫املواطنني مستعمال مؤسسات الدولة لتكوين حزبه»‪ .‬وأضاف املغزاوي أن «الشاهد‬ ‫ومجموعته يعيدون‪ ،‬بإخراج رديء‪ ،‬سيناريوهات وممارسات النظام السابق وحزب‬ ‫التجمع املقبور من خالل محاولة املتاجرة بالوضع الهش والصعب لبعض من فئات‬ ‫واع ويسخر من هؤالء»‪.‬‬ ‫الشعب ومحاولة شراء ذمم الناس ببعض املال‪ ،‬ولكن الشعب ٍ‬ ‫وبني أن «تونس بعد الثورة ليست كقبلها‪ ،‬فهناك مجتمع مدني فطن وإعالم يراقب‬ ‫وقضاء مستقل وهيئات تتابع‪ ،‬ولــن نسمح بتكريس ثقافة شــراء الذمم واألصــوات‬ ‫وتدفق املــال السياسي»‪ .‬من جهته‪ ،‬وصف القيادي في حزب الحراك‪ ،‬عضو مجلس‬ ‫الشعب عماد الدايمي‪ ،‬ما حصل بـ«الفضيحة الجديدة لحزب الدولة (يقصد حزب‬ ‫تحيا تونس)‪ ،‬الذي يعيد إنتاج سلوكيات دولة الحزب» (أي التجمع املنحل)‪.‬‬

‫بأغلبية ثلثي عدد أعضائه‪ ،‬مستدركًا «يمكن‬ ‫تــرك فاصل زمـنــي‪ ،‬ولــو ليوم واحــد فقط‪ ،‬ثم‬ ‫إع ـ ـ ــان ح ــال ــة الـ ـ ـط ـ ــوارئ وتـ ـم ــدي ــده ــا لـسـتــة‬ ‫أشـهــر جــديــدة‪ ،‬شريطة استيفاء اإلج ــراءات‬ ‫الـ ــدس ـ ـتـ ــوريـ ــة‪ .‬وبـ ــال ـ ـتـ ــالـ ــي‪ ،‬ل ـ ــم تـ ـك ــن ه ـن ــاك‬ ‫حــاجــة إلــى تعديل امل ــادة‪ ،‬إذا مــا أراد رئيس‬ ‫الجمهورية وأغلبية البرملان استمرار حالة‬ ‫الطوارئ في البالد»‪.‬‬ ‫ونصت املادة ‪ 154‬من الدستور املصري على‬ ‫«أن ُيعلن رئيس الجمهورية‪ ،‬بعد أخــذ رأي‬ ‫مجلس ال ــوزراء‪ ،‬حالة الـطــوارئ‪ ،‬على النحو‬ ‫الــذي ينظمه القانون‪ ،‬ويجب عرض اإلعالن‬ ‫ع ـلــى مـجـلــس الـ ـن ــواب خ ــال األي ـ ــام الـسـبـعــة‬ ‫الـتــالـيــة لـيـقــرر مــا ي ــراه ب ـشــأنــه‪ .‬وف ــي جميع‬ ‫األحـ ــوال‪ ،‬يجب مــوافـقــة أغلبية عــدد أعضاء‬ ‫املجلس على إعــان حــالــة ال ـطــوارئ‪ ،‬ويكون‬ ‫إعالنها ملــدة ال تجاوز ثالثة أشهر‪ ،‬وال تمد‬ ‫إال ملدة أخرى مماثلة‪ ،‬بعد موافقة ثلثي عدد‬ ‫أعضاء املجلس»‪.‬‬ ‫ت ـ ـجـ ــدر اإلشـ ـ ـ ـ ـ ــارة إل ـ ـ ــى ت ـح ـص ــن ت ـع ــدي ــات‬ ‫الــدسـتــور منصب السيسي إلــى حــن إعــادة‬ ‫انتخابه عام ‪ ،2024‬والسماح بترشحه لوالية‬ ‫ثالثة تنتهي في عام ‪ ،2030‬في وقت شككت‬ ‫ف ـيــه م ـن ـظ ـمــات غ ـي ــر ح ـكــوم ـيــة ف ــي ال ـن ـتــائــج‬ ‫الــرس ـم ـيــة ال ـت ــي أع ـلـن ـت ـهــا ال ـه ـي ـئــة الــوطـنـيــة‬ ‫لالنتخابات بشأن االستفتاء‪ ،‬والتي زعمت‬ ‫ّ‬ ‫فيها أن نسبة املشاركة بلغت ‪ 44.33‬في املائة‬ ‫مــن إجمالي عــدد الناخبني‪ ،‬رغــم مــا رصدته‬ ‫املنظمات مــن ضعف إقـبــال على التصويت‬ ‫خالل أيام االستفتاء الثالثة‪.‬‬

‫فــي مــا يصر خليفة حفتر على استمرار‬ ‫حملته على العاصمة الليبية طرابلس‪،‬‬ ‫على الرغم من فشله في تحقيق أي ّ‬ ‫تقدم‪،‬‬ ‫بل تراجعت مليشياته أمام قوات حكومة‬ ‫ّ‬ ‫ال ــوف ــاق‪ ،‬أطــلــت اإلمـ ــارات بـمــوقــف صريح‬ ‫لتبرير هجوم حفتر‪ ،‬بالقول إن العاصمة‬ ‫الليبية واقـعــة تحت سيطرة «مليشيات‬ ‫مـتـطــرفــة»‪ ،‬وإن األولــويــة هــي لـ«مواجهة‬ ‫اإلره ـ ــاب»‪ ،‬وه ــو مــا اسـتــدعــى ردًا تركيًا‪،‬‬ ‫غير مباشر‪ ،‬تواله وزير الخارجية التركي‬ ‫مــولــود ج ــاووش أوغ ـلــو‪ ،‬بــإشــارتــه‪ ،‬أمس‬ ‫الخميس‪ ،‬إلى وجود بعض الجهات التي‬ ‫ّتدعي بأن حفتر يكافح اإلرهــاب‪ ،‬واصفًا‬ ‫هـ ــذه االدع ـ ـ ـ ــاءات بــأن ـهــا م ـج ــرد م ـحــاولــة‬ ‫لتحريف الحقائق‪.‬‬ ‫في املقابل‪ ،‬ال تــزال حكومة الــوفــاق تصر‬ ‫على موقفها بــرفــض أي تـفــاوض ووقــف‬ ‫إلطـ ــاق ال ـن ــار ق ـبــل ان ـس ـحــاب مـلـيـشـيــات‬ ‫حفتر إل ــى املــواقــع الـتــي كــانــت فيها قبل‬ ‫‪ 4‬إبــريــل‪/‬نـيـســان املــاضــي‪ ،‬تــاريــخ إطــاق‬ ‫حفتر هجومه على طرابلس‪.‬‬ ‫وب ـعــدمــا ب ــات واض ـح ــا ال ــدع ــم اإلم ــارات ــي‬ ‫وامل ـ ـصـ ــري ل ـح ـف ـت ــر‪ ،‬دخ ـ ــل وزي ـ ــر ال ــدول ــة‬ ‫اإلمـ ـ ــاراتـ ـ ــي لـ ـلـ ـش ــؤون الـ ـخ ــارجـ ـي ــة‪ ،‬أن ــور‬ ‫ً‬ ‫ق ــرق ــاش‪ ،‬عـلــى ال ـخــط‪ ،‬م ـح ــاوال كـمــا يبدو‬ ‫تبرير هجوم حفتر‪ ،‬فكتب على «تويتر»‬ ‫باللغة اإلنكليزية أن «األولوية في ليبيا‬ ‫ه ــي مــواج ـهــة ال ـت ـطــرف واإلره ـ ــاب ودع ــم‬ ‫االسـتـقــرار فــي األزم ــة الـتــي طــال أمــدهــا»‪.‬‬ ‫وأض ــاف «اتـفــاق أبوظبي أعطى الفرصة‬ ‫لدعم العملية التي تقودها األمم املتحدة‪،‬‬ ‫ب ـي ـن ـم ــا تـ ــواصـ ــل امل ـل ـي ـش ـي ــات امل ـت ـط ــرف ــة‬ ‫السيطرة على العاصمة وتعطيل البحث‬ ‫عــن حــل سـيــاســي»‪ .‬وك ــان رئـيــس حكومة‬ ‫ال ــوف ــاق ف ــائ ــز ال ـ ـسـ ــراج‪ ،‬وخ ـل ـي ـفــة حـفـتــر‪،‬‬

‫قرقاش‪ :‬مليشيات‬ ‫متطرفة تسيطر على‬ ‫العاصمة طرابلس‬ ‫السراج‪ :‬وقف إطالق‬ ‫النار يرتبط بانسحاب‬ ‫القوة المعتدية‬

‫تواصل قوات حكومة الوفاق تصدّ يها لهجوم حفتر (محمود تركية‪/‬فرانس برس)‬

‫متابعة‬

‫إعادة هيكلة «مؤتمر» صنعاء‬ ‫صنعاء ـ العربي الجديد‬

‫أعلن حزب املؤتمر الشعبي العام في اليمن‪ ،‬بجناحه املتواجد في مناطق سيطرة‬ ‫جماعة أنصار الله (الحوثيني)‪ ،‬أمس الخميس‪ ،‬تصعيد قيادات جديدة إلى رئاسته‪،‬‬ ‫بينها أحـمــد علي عبد الـلــه صــالــح املـتــواجــد فــي اإلمـ ــارات‪ ،‬فــي منصب أحــد نــواب‬ ‫رئيس الحزب‪ .‬وجاء ذلك في ختام اجتماعات «اللجنة الدائمة» وهي املكتب املوسع‬ ‫لقيادات الحزب‪ .‬كذلك تم اإلعــان عن ّ‬ ‫تمسك املشاركني بصادق أمــن أب ــوراس‪ ،‬في‬ ‫ّ‬ ‫منصب رئيس الحزب‪ ،‬وهو املنصب الذي كان قد تسلمه منذ مقتل علي عبد الله‬ ‫صالح‪ ،‬في ديسمبر‪/‬كانون األول ‪.2017‬‬ ‫وانتخب املشاركون‪ ،‬يحيى الراعي‪ ،‬في موقع النائب األول لرئيس الحزب‪ ،‬علمًا أن‬ ‫األخـيــر شغل منصب رئيس مجلس الـنــواب منذ سـنــوات وال يــزال يـمــارس مهامه‬ ‫باملنصب في مناطق سيطرة الحوثيني‪ ،‬على الرغم من اختيار غالبية النواب الذين‬ ‫اجتمعوا في سيئون أخيرًا قيادة جديدة برئاسة سلطان البركاني‪.‬‬ ‫وشملت قرارات اللجنة تسمية قاسم لبوزة وأحمد علي صالح نوابًا لرئيس املؤتمر‪،‬‬ ‫ويتواجد األخير في اإلمارات‪ ،‬وجاء اختياره في إطار محاولة قيادة الحزب تمثيل‬ ‫أجنحة من املتواجدين خارج اليمن‪ .‬وانقسم حزب املؤتمر الذي كان حزب السلطة‬ ‫في اليمن إلى عدة أجنحة بعد مقتل صالح‪.‬‬

‫يتواجد أحمد صالح في اإلمارات (األناضول)‬

‫تــوصــا‪ ،‬فــي اإلم ــارات‪ ،‬فــي فبراير‪/‬شباط‬ ‫املاضي‪ ،‬إلى اتفاق من أجل «إنهاء املرحلة‬ ‫االنتقالية» في ليبيا «من خالل انتخابات‬ ‫عامة»‪.‬‬ ‫في املقابل‪ ،‬شدد السراج‪ ،‬خالل افتتاحه‪،‬‬ ‫أمس الخميس‪ ،‬جلسة للحكومة‪ ،‬على أن‬ ‫«أي حديث عن وقف إطالق النار يجب أن‬ ‫يرتبط بانسحاب القوة املعتدية والعودة‬ ‫مــن حـيــث أت ــت‪ ،‬وم ــن دون ذل ــك فالحديث‬ ‫يـصـبــح نــوعــا مــن ال ـع ـبــث»‪ .‬ول ـفــت إل ــى أن‬ ‫الــوضــع قـبــل ‪ 4‬إبــريــل يختلف تـمــامــا عن‬ ‫الوضع بعد هذا التاريخ‪ ،‬فهناك متغيرات‪،‬‬ ‫مضيفًا «نحن لم نـ ُ‬ ‫ـدع إلى نسف العملية‬ ‫السياسية‪ ،‬بــل كنا أحــد أط ــراف العملية‬ ‫ال ـس ـي ــاس ـي ــة ون ـع ـم ــل ع ـل ــى اس ـت ـم ــراره ــا‪،‬‬ ‫واستمرار التشاور‪ ،‬لكن هناك من نسف‬ ‫العملية الـسـيــاسـيــة وتـسـ ّـبــب فــي أض ــرار‬ ‫ك ـب ـيــرة لـلـنـسـيــج امل ـج ـت ـم ـعــي‪ ،‬بــاإلضــافــة‬ ‫إل ــى األضـ ــرار املــاديــة وامل ـع ـنــويــة»‪ ،‬مــؤكـدًا‬ ‫أن ال ـع ــودة للعملية الـسـيــاسـيــة سيكون‬ ‫مـخـتـلـفــا مل ــا ك ــان ع ـل ـيــه‪ .‬وأكـ ــد أن ال ـق ــوات‬ ‫املوالية لحكومته «يستميتون في الدفاع‬ ‫عـ ــن ع ــاص ـم ـت ـه ــم وعـ ـ ــن م ـ ـشـ ــروع ال ــدول ــة‬ ‫املدنية‪ ،‬وأن األوضاع على األرض جيدة»‪.‬‬ ‫لـكـنــه ان ـت ـقــد تـ ــردد بـعــض امل ـســؤولــن في‬ ‫ً‬ ‫ال ـظ ـهــور اإلع ــام ــي‪ ،‬ق ــائ ــا «ه ــل يـعـقــل أن‬ ‫ي ـم ــوت شـبــابـنــا ع ـلــى ال ـج ـب ـهــات ونـفـتـقــر‬ ‫ل ـل ـش ـجــاعــة ل ـن ـظ ـهــر إع ــام ـي ــا ون ـع ـلــن عــن‬ ‫موقفنا ونسمي األشـيــاء بمسمياتها؟»‪،‬‬ ‫مـعـلـنــا أنـ ــه ي ـتــابــع ذلـ ــك وس ـي ـك ــون هـنــاك‬ ‫موقف واضح تجاهه في الوقت املناسب‪.‬‬ ‫فـ ــي ال ـ ـس ـ ـيـ ــاق‪ ،‬أكـ ـ ــد مـ ـص ــدر ل ـي ـب ــي رف ـيــع‬ ‫املستوى مقرب من املجلس األعلى للدولة‪،‬‬ ‫لـ«العربي الجديد»‪ ،‬أن سلطات طرابلس‬ ‫منزعجة بشكل كبير من املوقف الدولي‪،‬‬ ‫خصوصًا األميركي والفرنسي‪ ،‬ومن األمم‬

‫املـتـحــدة‪ ،‬خصوصا بعد الـغـيــاب الكامل‬ ‫ل ـل ــدب ـل ــوم ــاس ـي ــة األمـ ـي ــركـ ـي ــة‪ ،‬سـتـيـفــانــي‬ ‫وليامز‪ ،‬التي تشغل منصب نائبة رئيس‬ ‫البعثة األممية في ليبيا‪ .‬وكشف املصدر‬ ‫أن حكومة الوفاق واملجلس األعلى رفضا‬ ‫مساعي قام بها دبلوماسيون أميركيون‬ ‫م ـ ــن ال ـ ـس ـ ـفـ ــارة األم ـ ـيـ ــرك ـ ـيـ ــة ل ـ ـ ــدى ل ـي ـب ـيــا‬ ‫مـتــواجــدون فــي تونس مــن أجــل التوسط‬ ‫لــوقــف ال ـق ـتــال وال ـع ــودة إل ــى امل ـفــاوضــات‬ ‫الـسـيــاسـيــة‪ .‬وفـيـمــا لــم يـشــر امل ـصــدر إلــى‬ ‫مــوقــف حـفـتــر م ــن الـسـعــي األم ـي ــرك ــي‪ ،‬إال‬ ‫أن ت ـصــري ـحــات امل ـت ـحــدث بــاســم حـكــومــة‬ ‫ال ــوف ــاق‪ ،‬مهند يــونــس‪ ،‬تكشف عــن رغبة‬ ‫الـحـكــومــة ف ــي تـغـيـيــر امل ــوق ــف األم ـيــركــي‪،‬‬ ‫فقد أكــد «اسـتـمــرار الـشــراكــة بــن حكومة‬ ‫ال ــوف ــاق وال ـجــانــب األم ـيــركــي ف ــي الـحــرب‬ ‫على اإلرهــاب»‪ .‬وأشار يونس‪ ،‬في حديث‬ ‫ل ـل ـص ـحــاف ـيــن ي ـ ــوم األرب ـ ـع ـ ــاء‪ ،‬إل ـ ــى ق ــرب‬ ‫عـ ــودة الـ ـق ــوات األم ـيــرك ـيــة إل ــى طــرابـلــس‬ ‫وم ــدي ـن ــة م ـص ــرات ــة «فـ ــي إطـ ـ ــار ال ـت ـع ــاون‬ ‫األمني املشترك»‪ ،‬في إشارة للقوة التابعة‬ ‫للقيادة العسكرية األميركية في أفريقيا‬ ‫«أفــري ـكــوم» الـتــي أعـلـنــت‪ ،‬فــي الـســابــع من‬ ‫إبريل‪/‬نيسان املاضي‪ ،‬عن نقل مقاتليها‬ ‫من طرابلس‪.‬‬ ‫س ـي ــاس ـي ــا أي ـ ـضـ ــا‪ ،‬عـ ـق ــد نـ ـ ـ ــواب مـ ــوالـ ــون‬ ‫لـحـكــومــة ال ــوف ــاق جـلـســة ملـجـلــس ال ـنــواب‬ ‫فـ ــي طـ ــراب ـ ـلـ ــس‪ ،‬بـ ـحـ ـض ــور أك ـ ـثـ ــر مـ ــن ‪40‬‬ ‫ع ـض ـوًا‪ .‬وقـ ــال ال ـنــائــب س ــال ــم ق ـن ــان‪ ،‬أحــد‬ ‫النواب املشاركني في الجلسة‪ ،‬لـ«العربي‬ ‫ال ـ ـجـ ــديـ ــد»‪ ،‬إن املـ ـجـ ـل ــس سـ ـيـ ـك ــون دائـ ــم‬ ‫االن ـع ـقــاد بـسـبــب ال ـت ـحــدي الـ ــذي تعيشه‬ ‫طرابلس ووقع الحرب التي تتصدى لها‪،‬‬ ‫معلنًا أن عقد الجلسة لتأكيد شرعية من‬ ‫يدافعون عن العاصمة حاليًا‪.‬‬ ‫وف ــي ال ـت ـطــورات املـيــدانـيــة أم ــس‪ ،‬شهدت‬ ‫م ـح ــاور ال ـق ـتــال ج ـنــوب طــراب ـلــس ه ــدوءًا‬ ‫نسبيًا نهارًا‪ ،‬فيما استمرت االشتباكات‬ ‫بشكل متقطع في مناطق الهيرة القريبة‬ ‫مــن غــريــان وس ــوق األحـ ــد‪ ،‬أول ــى مناطق‬ ‫ت ــره ــون ــة‪ .‬وق ـ ــال امل ـت ـح ــدث ب ــاس ــم عملية‬ ‫«بركان الغضب» التابعة لحكومة الوفاق‪،‬‬ ‫مـحـمــد ق ـنــونــو‪ ،‬ل ــ«ال ـعــربــي ال ـج ــدي ــد»‪ ،‬إن‬ ‫ق ــوات الحكومة صــدت محاولتني‪ ،‬خالل‬ ‫ليل األربعاء الخميس‪ ،‬من قبل مليشيات‬ ‫حفتر السـتــرداد منطقة السبيعة جنوب‬ ‫شرق العاصمة‪ .‬وأكد أن «بركان الغضب»‬ ‫تتجه إلى دفع قواتها للتقدم أكثر باتجاه‬ ‫ترهونة وغريان‪ ،‬معاقل حفتر الرئيسية‬ ‫غرب البالد‪.‬‬

‫تقرير‬

‫«لويا جركا» يدعو لوقف إطالق النار‬

‫حوار واشنطن وطالبان مستمر‬ ‫الدوحة ـ أنور الخطيب‬

‫ت ـ ـتـ ــزاحـ ــم ال ـ ـت ـ ـحـ ــركـ ــات الـ ـسـ ـي ــاسـ ـي ــة داخ ـ ــل‬ ‫أف ـغ ــان ـس ـت ــان وخ ــارجـ ـه ــا م ــن أج ـ ــل تـحـقـيــق‬ ‫امل ـص ــال ـح ــة ووض ـ ــع ح ــد ل ـل ـح ــرب امل ـس ـت ـمــرة‬ ‫في هــذا البلد منذ أكثر من ‪ 17‬عامًا‪ .‬وفيما‬ ‫تــواص ـلــت ف ــي الـعــاصـمــة الـقـطــريــة ال ــدوح ــة‪،‬‬ ‫أمـ ــس ال ـخ ـم ـيــس‪ ،‬م ـف ــاوض ــات الـ ـس ــام الـتــي‬ ‫ت ـ ـجـ ــري ب ـ ــن حـ ــركـ ــة «ط ـ ــال ـ ـب ـ ــان»‪ ،‬ب ــرئ ــاس ــة‬ ‫رئـيــس فــريــق الـتـفــاوض شير محمد عباس‬ ‫ستانكزاي‪ ،‬ووفــد أميركي برئاسة املبعوث‬ ‫األمـ ـي ــرك ــي ل ـل ـم ـصــال ـحــة األفـ ـغ ــانـ ـي ــة‪ ،‬زملـ ــاي‬ ‫خ ـل ـيــل زاد‪ ،‬أوص ـ ــى أك ـب ــر م ـج ـلــس تمثيلي‬ ‫في أفغانستان بوقف إطــاق النار من أجل‬ ‫ّ‬ ‫التوصل إلى اتفاق سالم‪.‬‬ ‫ورجحت مصادر وثيقة الصلة باملفاوضات‬ ‫ال ـت ــي ت ـج ــري ب ــرع ــاي ــة ق ـطــريــة ف ــي ال ــدوح ــة‪،‬‬ ‫وت ـحــدثــت ل ــ«ال ـعــربــي ال ـج ــدي ــد»‪ ،‬أن تستمر‬ ‫الـجــولــة الـســادســة م ــدة ثــاثــة أي ــام فـقــط‪ ،‬أي‬ ‫تنتهي اليوم الجمعة‪ ،‬إال إذا ارتأى الطرفان‬ ‫تمديدها‪ ،‬خصوصًا إذا ما حصل تقدم كبير‬ ‫في امللفات التي تتم مناقشتها‪.‬‬ ‫وق ـ ــال املـ ـتـ ـح ــدث ب ــاس ــم امل ـك ـت ــب ال ـس ـيــاســي‬ ‫ل ـحــركــة «ط ــال ـب ــان»‪ ،‬مـحـمــد سـهـيــل شــاهــن‪،‬‬ ‫لـ«العربي الجديد»‪ ،‬إن «الجولة الجديدة من‬ ‫املـفــاوضــات تناقش نقطتني‪ ،‬هما انسحاب‬ ‫الـ ـق ــوات األج ـن ـب ـيــة م ــن أف ـغ ــان ـس ـت ــان‪ ،‬وع ــدم‬ ‫ال ـس ـم ــاح ب ــاس ـت ـخ ــدام األراضـ ـ ـ ــي األف ـغــان ـيــة‬ ‫ضــد دول أخـ ــرى»‪ .‬وسـبــق أن ج ــرى االتـفــاق‬

‫ع ـلــى الـنـقـطـتــن ف ــي ال ـج ــول ــة ال ـخــام ـســة من‬ ‫املفاوضات التي جرت في الدوحة في شهر‬ ‫مـ ــارس‪ /‬آذار امل ــاض ــي‪ ،‬إال أن ــه مــن املـفـتــرض‬ ‫أن يجري التفاوض هــذه املــرة حــول تحديد‬ ‫ج ــدول زمـنــي لــانـسـحــاب األم ـيــركــي وبــاقــي‬ ‫القوات األجنبية من أفغانستان‪ ،‬والضمانات‬ ‫التي ستقدمها حركة «طالبان» لواشنطن‪،‬‬ ‫بعدم استخدام األراضي األفغانية ضد دول‬ ‫أخــرى‪ .‬وكــان نائب رئيس املكتب السياسي‬ ‫لـلـحــركــة‪ ،‬امل ــا عـبــد الـغـنــي بـ ــرادر‪ ،‬قــد التقى‬ ‫ف ــي ال ــدوح ــة‪ ،‬األربـ ـع ــاء‪ ،‬ق ـبــل ان ـط ــاق جــولــة‬ ‫املفاوضات الجديدة‪ ،‬خليل زاد‪.‬‬ ‫في غضون ذلــك‪ ،‬طرح أكبر مجلس تمثيلي‬ ‫لـلـشـعــب األف ـغ ــان ــي واملـ ـع ــروف بــاســم «لــويــا‬ ‫ج ـ ـ ــرك ـ ـ ــا»‪ ،‬أمـ ـ ـ ــس ال ـ ـخ ـ ـم ـ ـيـ ــس‪ ،‬سـ ـلـ ـسـ ـل ــة مــن‬ ‫التوصيات إلجراء محادثات سالم مع حركة‬ ‫«طــال ـبــان»‪ ،‬عـلــى رأس ـهــا وق ــف إط ــاق الـنــار‪،‬‬ ‫وذل ــك بـعــد أرب ـعــة أي ــام مــن االجـتـمــاعــات في‬ ‫الـعــاصـمــة كــابــول‪ .‬واجـتـمــع الــرئـيــس أشــرف‬ ‫غـنــي بــاملـجـلــس ال ــذي يـضــم أك ـثــر م ــن ‪3200‬‬ ‫شخص مــن وجـهــاء القبائل والشخصيات‬ ‫الدينية والسياسيني وغـيــرهــم مــن أعضاء‬ ‫املجتمع املدني من جميع أنحاء أفغانستان‪،‬‬ ‫ل ـص ـيــاغــة اس ـتــرات ـي ـج ـيــة م ـش ـتــركــة‪ .‬ونــاقــش‬ ‫امل ـ ـشـ ــاركـ ــون‪ ،‬الـ ــذيـ ــن ج ـ ــرى ت ـق ـس ـي ـم ـهــم إل ــى‬ ‫ع ـشــرات مــن ال ـل ـجــان‪ ،‬الـعــديــد مــن الـقـضــايــا‪،‬‬ ‫مـ ــن ض ـم ـن ـهــا وق ـ ــف إط ـ ــاق ال ـ ـنـ ــار ك ـخ ـطــوة‬ ‫أولى‪ ،‬وحقوق املرأة بما يتماشى مع مبادئ‬ ‫اإلسالم‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫شرق‬ ‫غرب‬ ‫مقتل ‪ 5‬عسكريين‬ ‫بهجمات لـ«داعش»‬ ‫بسيناء‬ ‫أف ــادت مـصــادر طبية فــي مستشفى‬ ‫ال ـ ـعـ ــريـ ــش الـ ـعـ ـسـ ـك ــري لـ ــ«الـ ـع ــرب ــي‬ ‫ال ـج ــدي ــد»‪ ،‬ب ــأن خـمــس جـثــث لقتلى‬ ‫عـسـكــريــن وص ـلــت إل ــى املستشفى‪،‬‬ ‫أمس الخميس‪ ،‬نتيجة ثالث هجمات‬ ‫لتنظيم «واليــة سيناء» في مدينتي‬ ‫ال ـعــريــش ورفـ ــح أخـ ـيـ ـرًا‪ .‬وأوض ـح ــت‬ ‫املصادر ذاتها أنه باإلضافة للقتلى‬ ‫وص ـلــت تـســع إص ــاب ــات لعسكريني‪،‬‬ ‫بينهم ضباط‪ ،‬فيما جرى نقل أربعة‬ ‫منهم لتلقي العالج في املستشفيات‬ ‫العسكرية خارج سيناء‪.‬‬ ‫(العربي الجديد)‬ ‫تتوعد بالرد على‬ ‫أوروبا‬ ‫ّ‬ ‫قانون ضد كوبا‬ ‫ّ‬ ‫أك ـ ـ ـ ــدت وزي ـ ـ ـ ــرة خ ــارجـ ـي ــة االتـ ـح ــاد‬ ‫األوروب ـ ـ ـ ـ ــي ف ـي ــدي ــرك ــا مــوغ ـيــري ـنــي‬ ‫(ال ـ ـ ـ ـصـ ـ ـ ــورة)‪ ،‬أمـ ـ ــس الـ ـخـ ـمـ ـي ــس‪ ،‬أن‬ ‫االتحاد «سيرد» على دخول قانون‬ ‫هيلمز ‪ -‬بــورتــون بكل بـنــوده حيز‬ ‫التنفيذ فــي ال ــوالي ــات امل ـت ـحــدة‪ ،‬ما‬ ‫ي ـف ـتــح ال ـط ــري ــق ل ـط ـلــب تـعــويـضــات‬ ‫لكوبيني غ ــادروا بلدهم بعد ثــورة‬ ‫‪ .1959‬وقالت موغيريني إن االتحاد‬

‫ـون‬ ‫ي ـع ـت ـبــر أن ت ـط ـب ـيــق ه ـ ــذا ال ـق ــان ـ ً‬ ‫«مخالف للقانون الدولي»‪ ،‬مضيفة‬ ‫ّ‬ ‫أن التكتل األوروبي «سيعتمد على‬ ‫ك ــل اإلجـ ـ ـ ـ ــراءات ال ــازم ــة لـلـتـصــدي‬ ‫آلث ــار قــانــون هيلمز ـ بــورتــون‪ ،‬بما‬ ‫فـ ــي ذل ـ ــك فـ ــي مـ ــا ي ـت ـع ـلــق بـحـقــوقــه‬ ‫فــي إط ــار منظمة الـتـجــارة العاملية‬ ‫وال ـل ـجــوء إل ــى قــانــون التعطيل في‬ ‫االتحاد األوروبي»‪.‬‬ ‫(فرانس برس)‬

‫ميركل تدعو لإلسراع‬ ‫بهزيمة «التشدد‬ ‫اإلسالمي»‬ ‫دع ــت امل ـس ـت ـشــارة األملــان ـيــة أنجيال‬ ‫مـ ـ ـي ـ ــرك ـ ــل‪ ،‬األربـ ـ ـ ـ ـع ـ ـ ـ ــاء‪ ،‬إلـ ـ ـ ــى تـ ـح ــرك‬ ‫أس ــرع إلل ـحــاق الـهــزيـمــة «بالتشدد‬ ‫اإلسـ ــامـ ــي»‪ ،‬وذل ـ ــك ف ــي خ ـت ــام قمة‬ ‫اس ـت ـث ـن ــائ ـي ــة مـ ــع قـ ـ ـ ــادة م ـج ـمــوعــة‬ ‫دول م ـن ـط ـق ــة الـ ـس ــاح ــل ال ـخ ـم ــس‪،‬‬ ‫(م ــال ــي والـنـيـجــر وبــورك ـي ـنــا فــاســو‬ ‫وتشاد وموريتانيا)‪ُ .‬‬ ‫وعقدت القمة‬ ‫وسـ ــط ت ـصــاعــد أعـ ـم ــال ال ـع ـنــف في‬ ‫مـنـطـقــة ال ـس ــاح ــل بـشـكــل ع ــام وفــي‬ ‫مــالــي وبــورك ـي ـنــا فــاســو عـلــى وجــه‬ ‫الخصوص‪.‬‬ ‫(رويترز)‬ ‫حصيلة اعتداءات‬ ‫سريالنكا ترتفع إلى ‪257‬‬ ‫قتيًال‬ ‫أعلنت السلطات السريالنكية‪ ،‬أمس‬ ‫الخميس‪ ،‬أن االعتداءات التي وقعت‬ ‫فــي أحــد الفصح فــي الـبــاد أسفرت‬ ‫ً‬ ‫عـ ـ ــن س ـ ـق ـ ــوط ‪ 257‬ق ـ ـت ـ ـيـ ــا‪ ،‬ح ـســب‬ ‫ح ـص ـي ـلــة جـ ــديـ ــدة‪ ،‬م ـش ـي ــرة إلـ ــى أن‬ ‫هذا العدد يمكن أن يرتفع‪ .‬وأوضح‬ ‫املــديــر الـعــامــة إلدارة الـصـحــة آنيل‬ ‫جاسينغي‪ ،‬لوكالة «فرانس برس»‪،‬‬ ‫أن «ارتفاع الحصيلة ناجم عن وفاة‬ ‫أشخاص يعالجون في مستشفيات‪،‬‬ ‫وهناك أيضًا أشالء جثث»‪.‬‬ ‫(فرانس برس)‬ ‫زيلينسكي‪ :‬ال تجمعنا مع‬ ‫روسيا سوى الحدود‬ ‫أكـ ــد ال ــرئ ـي ــس األوكـ ــرانـ ــي املـنـتـخــب‬ ‫فولوديمير زيلينسكي (الـصــورة)‪،‬‬

‫أمـ ـ ـ ــس ال ـ ـخ ـ ـم ـ ـيـ ــس‪ ،‬أن اس ـت ـئ ـن ــاف‬ ‫ال ـ ـعـ ــاقـ ــات مـ ــع م ــوسـ ـك ــو مـ ـش ــروط‬ ‫بــاسـتـعــادة كـيـيــف سـيـطــرتـهــا على‬ ‫كامل حدود أوكرانيا‪ ،‬في إشارة إلى‬ ‫منطقة دونباس الواقعة في جنوب‬ ‫ش ـ ــرق ال ـ ـبـ ــاد‪ ،‬امل ـت ــاخ ـم ــة لــروس ـيــا‬ ‫وامل ــوال ـي ــة ل ـه ــا‪ .‬وك ـت ــب زيـلـيـنـسـكــي‬ ‫على صفحته الرسمية على موقع‬ ‫«ف ـي ـس ـبــوك»‪« :‬ف ـك ــرت ك ـث ـي ـرًا ف ــي ما‬ ‫ه ــو امل ـش ـت ــرك الـ ــذي ال يـ ــزال يجمع‬ ‫بني أوكرانيا وروسيا‪ .‬الواقع اليوم‬ ‫أنــه‪ ،‬لم يعد يجمعنا سوى ‪2295.4‬‬ ‫كيلومترًا من حدود الدولة»‪.‬‬ ‫(العربي الجديد)‬


‫‪8‬‬

‫سياسة‬

‫اقتصاد‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫تهرّب من مجلس النواب لحماية ترامب‬

‫معركة مرتقبة بين‬ ‫بار والديمقراطيين‬ ‫رفض وزير العدل‬ ‫األميركي وليام بار اإلدالء‬ ‫بشهادته أمام مجلس‬ ‫النواب بشأن طريقة‬ ‫تعامله مع تقرير‬ ‫المحقق روبرت مولر‪،‬‬ ‫في موقف ينذر بمعركة‬ ‫مع الديمقراطيين‬

‫معركــة جديــدة مــع قطــب إضافــي‬ ‫في إدارة الرئيس األميركي دونالد‬ ‫ترامــب بــدأت تلــوح فــي األفــق‪،‬‬ ‫وتســتهدف تحدي ـدًا وزيــر العــدل وليــام بــار‪،‬‬ ‫الذي أعلن‪ ،‬أول من أمس األربعاء‪ ،‬أنه لن يدلي‬ ‫بشــهادته أمــام مجلــس النــواب‪ ،‬والتــي كانــت‬ ‫بشأن طريقة تعامله ّمع‬ ‫مقررة أمس الخميس ّ‬ ‫تقرير روبرت مولر‪ ،‬املحقق الخاص في تدخل‬ ‫روســيا فــي االنتخابــات الرئاســية األميركيــة‬ ‫فــي ‪ ،2016‬وذلــك بعــد جلســة ســاخنة ملجلــس‬ ‫الشــيوخ‪ ،‬أول مــن أمــس األربعــاء‪ ،‬دافــع فيهــا‬ ‫بــار عــن تعاملــه مــع التقريــر‪ ،‬فــي موقــف ينــذر‬ ‫بمعركة شرسة مع املعارضة الديمقراطية‪.‬‬ ‫وقــال رئيــس لجنــة العــدل فــي مجلــس النــواب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫النائــب الديمقراطــي جيــري نادلــر‪ ،‬إن الوزيــر‬ ‫رفـ ّـض أيضــا تســليم اللجنــة نســخة غيــر‬ ‫منقحــة مــن تقريــر مولــر‪ ،‬مهـ ّـددًا باســتدعائه‬ ‫للمثــول أمــام اللجنــة رغمــا عنــه‪ ،‬إذا لــم تفــض‬ ‫ّ‬ ‫املفاوضــات معــه‪ ،‬خــال األيام املقبلــة‪ ،‬إلى حل‪.‬‬ ‫وقــد انتهــت‪ ،‬أمس‪ ،‬املهلة التي حددتها اللجنة‬ ‫لــوزارة العــدل لتقديــم نســخة غيــر منقحــة مــن‬ ‫تقر ّيــر مولــر بشــأن التحقيــق الــذي أجــراه فــي‬ ‫تدخل روسيا في االنتخابات األميركية‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬قالت متحدثة باسم وزارة العدل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إن لجنة العدل في مجلس الشيوخ استمعت‪،‬‬

‫تهاوي مبيعات السيارات في األردن‬ ‫عمان ـ زيد الدبيسة‬

‫األربعاء «على مدى أكثر من خمس ســاعات»‬ ‫للوزيــر وليــام بــار حــول املســألة نفســها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫واعتبــرت أن النائــب جيــري نادلــر وضــع‬ ‫شــروطًا «غيــر مســبوقة وغيــر ضروريــة»‬ ‫للجلســة التــي كان مقـ ّـررًا أن ًيشــارك فيهــا‬ ‫ّ‬ ‫بــار «طواعيــة»‪ ،‬أمــس‪ ،‬موضحــة أن مــن بــن‬ ‫هــذه الشــروط ســماحه ملســاعدين برملانيــن‪،‬‬ ‫باإلضافــة إلــى النــواب أعضــاء اللجنــة‪،‬‬ ‫باســتجواب الوزيــر‪ .‬وقالــت املتحدثــة «ما زال‬ ‫مستعدًا ّ‬ ‫ّ‬ ‫للرد مباشرة على أسئلة أعضاء‬ ‫بار‬ ‫اللجنة بشأن التقرير»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫غير أن رئيس لجنة العدل في مجلس النواب‬ ‫ســخر مــن هــذه الذريعــة‪ ،‬وقــال للصحافيــن‬ ‫إن بــار «يحــاول ابتــزاز اللجنــة حتــى ال تفعــل‬ ‫مــا نعتقــد أنهــا أفضــل طريقة للحصــول على‬ ‫املعلومــات التــي نحتــاج إليهــا»‪ .‬وأضــاف «ال‬ ‫يمكننا الســماح إلدارة ترامب بأن تملي على‬ ‫الكونغــرس طريقــة عملــه»‪ّ .‬‬ ‫وعبــر نادلــر عــن‬ ‫ّ‬ ‫اعتقاده بأن بار يخشــى من اإلدالء بشــهادته‬ ‫بالنظــر إلــى «مــدى عــدم األمانــة التــي كان‬ ‫عليها»‪.‬‬ ‫واألربعــاء‪ ،‬اســتمعت لجنــة العــدل في مجلس‬ ‫الشــيوخ لبار‪ ،‬للمرة األولى منذ نشــر التقرير‬ ‫النهائي ملولر في ‪ 18‬نيسان‪/‬إبريل‪ ،‬الذي ّبرأ‬ ‫الرئيــس دونالــد ترامــب مــن شــبهات التواطؤ‬ ‫مــع موســكو خــال حملــة ‪ .2016‬وخــال‬ ‫الجلســة‪ ،‬دافــع الوزيــر عــن طريقــة تعاملــه مع‬ ‫التقريــر النهائــي ملولــر‪ ،‬مبديــا «ارتياحــه»‬ ‫لقــراره عــدم مالحقــة الرئيــس بتهمــة عرقلــة‬ ‫العدالة في إطار هذا التحقيق‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وهــو األمــر الــذي اســتفز الديمقراطيــن الذين‬ ‫يســعون بــكل الطــرق إلــى إدانــة الرئيــس‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تعهــد األعضــاء الديمقراطيــون فــي‬ ‫وقــد‬ ‫لجنــة الدفــاع بإصــدار أمــر اســتدعاء لبــار‪،‬‬ ‫فــي مســعى إلجبــاره علــى اإلدالء بشــهادته‪،‬‬ ‫متهمــن إيــاه بالكــذب‪ .‬وقــال عضــو مجلــس‬ ‫النــواب‪ ،‬الديمقراطــي حكيــم جيفريــز «نعتــزم‬ ‫استدعاءه إذا قرر عدم الحضور‪ .‬يستطيع أن‬ ‫يركــض لكنــه لــن يســتطيع أن يختبــئ»‪ .‬وكان‬

‫قال رئيس هيئة مستثمري املناطق الحرة األردنية‪،‬‬ ‫محمــد البســتنجي‪ ،‬إن الضرائــب والرســوم‪ ،‬التــي‬ ‫فرضتهــا الحكومــة علــى الســيارات أخيرا وبنســبة‬ ‫كبيــرة‪ ،‬أدت إلــى حــدوث تراجــع حــاد فــي املبيعات خــال الربع‬ ‫األول من العام الحالي وبنسبة تقدر بنحو ‪.%70‬‬ ‫وأضــاف فــي تصريحات خاصــة لـ«العربي الجديد» أن ارتفاع‬ ‫الضرائــب والرســوم ومــا نتــج منهــا مــن انخفــاض ملبيعــات‬ ‫الســيارات فــي الســوق املحلــي أديــا إلــى تكبــد التجــار خســائر‬ ‫كبيرة تقدر بحوالي ‪ 70‬مليون دوالر حتى اآلن‪ ،‬وأن الخسائر‬ ‫فــي ازديــاد‪ .‬وحســب البســتنجي‪ ،‬فــإن قرار الحكومــة بإخضاع‬ ‫الســيارات التي تعمل على الكهرباء بالكامل لرســوم جمركية‬ ‫بنســبة ‪ %25‬بعــد أن كانــت معفــاة بالكامــل أدى إلــى انخفاض‬ ‫واردات اململكــة مــن هــذه املركبــات وبخاصــة القادمــة مــن‬ ‫الواليات املتحدة وبنسبة تبلغ حوالي ‪ %90‬هذا العام‪.‬‬ ‫وحــذر رئيــس هيئــة مســتثمري املناطــق الحــرة األردنيــة مــن‬ ‫االنعكاســات الســلبية لزيــادة الضريبــة علــى املركبــات التــي‬ ‫تعمــل علــى البنزيــن والكهربــاء معــا «الهايبــرد» بنســبة ‪،%5‬‬

‫دافع بار خالل جلسة مجلس الشيوخ األربعاء عن تعامله مع تقرير مولر (‪)Getty‬‬

‫رفض بار تسليم لجنة‬ ‫العدل نسخة غير منقحة‬ ‫من تقرير مولر‬ ‫الغضــب الديمقراطــي مــن توجهــات بــار قــد‬ ‫ظهر بوضوح خالل جلســة مجلس الشــيوخ‪،‬‬ ‫إذ قــال الســناتور ريتشــارد بلومنتــال‪ ،‬مــن‬ ‫واليــة كونيتيكــت‪ ،‬لبــار‪« :‬يبدو أنك الشــخص‬ ‫الــذي تــم تعيينــه لهــذا التقريــر»‪ ،‬فيمــا قــال‬ ‫الســناتور مــازي هيرونــو‪ ،‬مــن هــاواي‪ ،‬لوزير‬ ‫العــدل‪ ،‬إنــه «انضــم إلــى قائمة من األشــخاص‬

‫فنزويال‬

‫الذيــن ّ‬ ‫ضحــوا بســمعتهم لصالــح الكــذب فــي‬ ‫املكتــب البيضــاوي»‪ .‬وتابع «نعرف املزيد عن‬ ‫مشــاركتك العميقــة ومحاولــة التســتر علــى‬ ‫دونالــد ترامــب‪ .‬أميــركا تســتحق األفضــل‪.‬‬ ‫يجــب أن تســتقيل»‪ .‬وتعليقــا علــى هــذه‬ ‫التطــورات‪ ،‬كتبــت شــبكة «ســي أن أن» علــى‬ ‫موقعهــا االلكترونــي‪« ،‬لــدى ترامــب اآلن مــدع‬ ‫عــام‪ ،‬ال يــرى ســوى قيــود قليلــة علــى الســلطة‬ ‫الرئاســية‪ ،‬ومســتعد للتشــويش والتعتيــم‬ ‫علــى مــا يســتهدف ترامب‪ ،‬وتنفيــذ ذلك نيابة‬ ‫عنــه»‪ ،‬ورأت أن «أداء بــار يؤكــد االنطبــاع بأنه‬ ‫تم انتقاؤه بعناية لفعل ما يفعله»‪.‬‬ ‫وبالفعــل‪ ،‬وصــف ترامــب بــار‪ ،‬فــي مقابلــة‬ ‫مســاء األربعاء على شــبكة «فوكس بيزنس»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫متميــز»‪ ،‬قبــل أن يضيــف «إنــه‬ ‫بأنــه «رجــل‬

‫عقــل قانونــي متميــز»‪ ،‬مضيفــا أنــه قــام بعمل‬ ‫«رائع» خالل الجلسة‪.‬‬ ‫أمــا صحيفــة «واشــنطن بوســت»‪ ،‬فقالــت إن‬ ‫بار «أشعل النار على سمعته‪ ،‬وأضاف مزيدًا‬ ‫مــن الوقــود خــال شــهادته‪ ،‬األربعــاء‪ ،‬أمــام‬ ‫ّ‬ ‫لجنــة مجلــس الشــيوخ»‪ .‬وأكــدت أنــه أمــام مــا‬ ‫ّ‬ ‫تقدم به‪ ،‬يجب أن تمكن لجنة العدل مولر من‬ ‫ـدث علنــا وتحت القســم فــي أقرب فرصة‪،‬‬ ‫التحـ ً‬ ‫مضيفــة أنــه «يجــب علــى املحقــق الخــاص‬ ‫ليــس أن يعالــج فقــط مــا ّ‬ ‫توصــل إليــه مــن‬ ‫نتائــج جوهريــة بشــأن ســوء ســلوك الرئيس‪،‬‬ ‫وأيضــا تالعــب بــار فــي عملــه»‪ .‬وشــددت‬ ‫بــل ّ‬ ‫علــى أنــه «ليــس فقــط ترامــب يجــب أن يتحمل‬ ‫مسؤولية أفعاله‪ ،‬بل وزير عدله أيضًا»‪.‬‬ ‫(العربي الجديد‪ ،‬فرانس برس‪ ،‬رويترز)‬

‫متابعة‬

‫غوايدو يتحدى ومادورو صامد‬ ‫فــي وقــت لــم يظهــر أي مؤشــر ملمــوس‬ ‫علــى ّ‬ ‫تغيــر الوضــع علــى األرض‪ ،‬وبعــد‬ ‫فشــل محاولتــه االنقالبيــة‪ ،‬يواصــل رئيــس‬ ‫البرملــان املعــارض فــي فنزويــا‪ ،‬خــوان‬ ‫غوايدو‪ ،‬الذي أعلن نفسه في يناير‪ /‬كانون‬ ‫الثاني املاضي رئيسًا بالوكالة‪ ،‬االستثمار‬ ‫بالخيــارات التــي باتــت ضيقــة أمامــه بعــد‬ ‫ثالثــة أشــهر مــن محاوالتــه‪ ،‬بدعــم أميركي‪،‬‬ ‫إلطاحــة الرئيــس نيكــوالس مــادورو‪ ،‬الــذي‬ ‫اتهــم أخي ـرًا الرئيــس األميركــي دونالــد‬ ‫ترامــب ومستشــار األمــن القومــي‪ ،‬جــون‬ ‫بولتــون‪ ،‬بالتخطيط للمحاولــة االنقالبية‪،‬‬ ‫متعه ـدًا بالكشــف عــن التفاصيــل كافــة‬ ‫خــال األيــام القليلــة املقبلــة‪ ،‬ومعاقبــة «كل‬ ‫االنقالبيني»‪.‬‬ ‫واســتجاب الفنزويليــون‪ ،‬أول مــن أمــس‬ ‫األربعــاء‪ ،‬لدعــوة غوايــدو للخــروج إلــى‬ ‫الشــوارع فــي مســعى إلطاحــة مــادورو‬ ‫الــذي نظــم أنصــاره مســيرات مؤيــدة لــه‬ ‫كذلــك‪ .‬وكان غوايــدو قــد دعــا إلــى خــروج‬ ‫«أكبــر مســيرة» فــي تاريــخ فنزويــا‪ ،‬وقــال‬ ‫ّ‬ ‫فــي تغريــدة علــى «تويتــر» إن «ماليــن‬ ‫الفنزويليــن» فــي الشــوارع‪ .‬لكــن مقاطــع‬ ‫فيديــو أظهــرت أنــه بحلــول مســاء األربعــاء‪،‬‬ ‫عــاد كثيــر مــن املحتجــن فــي العاصمــة‬ ‫كراكاس إلى منازلهم‪.‬‬ ‫ومــن رشــق الحجــارة والزجاجــات الحارقــة‬ ‫وإحــراق الحواجــز أمــام الثكنــة التــي أعلــن‬ ‫فيهــا غوايــدو يــوم الثالثــاء انضمــام‬ ‫عســكريني إليــه‪ ،‬تصــدى عشــرات املحتجــن‬ ‫الذين غطوا وجوههم األربعاء لقوات األمن‬ ‫التــي ردت بإطــاق الغــاز املســيل للدمــوع‪.‬‬ ‫وذكــر صحافيــون فــي املــكان أنــه بعــد‬

‫دعا مادورو الجيش إلى محاربة «كل االنقالبيين» (األناضول)‬

‫ســاعات مــن املواجهــات‪ ،‬أضــرم محتجــون‬ ‫النار في شاحنة صغيرة وانطلقوا باتجاه‬ ‫ســياج القاعدة العســكرية‪ .‬وأطلق متظاهر‬ ‫النــار باتجــاه العســكريني الذيــن ردوا‬ ‫بإطــاق النــار‪ .‬وتحدثــت اإلدارة الصحيــة‬ ‫فــي حــي شــاكاو فــي كــراكاس الذي تســيطر‬ ‫عليــه املعارضــة عــن ‪ 46‬جريحــا بينهــم‬

‫كوبا تنفي‬ ‫االتهامات‬

‫قــال الدبلوماسي الكوبي في‬ ‫واشنطن‪ ،‬كارلوس فرنانديز دي‬ ‫كــوســيــو‪ ،‬لــوكــالــة «أســوشــيــتــد‬ ‫بــرس»‪ ،‬األربــعــاء‪ّ ،‬‬ ‫إن بــاده ليست‬ ‫لديها قوات في فنزويال‪ ،‬لكنها‬ ‫تحتفظ بحق التعاون العسكري‬ ‫واالســتــخــبــاراتــي مــع حليفتها‪.‬‬ ‫ووصف االتهامات بأن لدى كوبا‬ ‫أكثر من ‪ 20‬ألف جندي وعميل‬ ‫اســتــخــبــارات فــي فــنــزويــا بأنها‬ ‫«ادع ــاءات كاذبة»‪ ،‬موضحًا أن‬ ‫جميع الكوبيين في فنزويال تقريبًا‬ ‫هم عمال صحيون‪ ،‬من دون أن‬ ‫ينكر وجود تعاون استخباراتي‪.‬‬

‫اثنــان أصيبــا بعيــارات نارية‪ .‬كذلــك‪ ،‬ذكرت‬ ‫منظمــات حقوقيــة أن شــابة توفيــت بعد أن‬ ‫أصيبــت بالرصــاص في رأســها‪ ،‬وهو األمر‬ ‫الذي أكده غوايدو أيضًا‪.‬‬ ‫وقــال زعيــم املعارضــة آلالف مــن أنصــاره‬ ‫املهللــن «إذا كان النظــام يعتقــد بأننــا‬ ‫مارســنا أقصــى ضغــط فلن يتخيلــوا (ماذا‬ ‫ســنفعل) ‪ ...‬علينــا البقــاء فــي الشــوارع»‪،‬‬ ‫داعيــا موظفــي الدولــة إلــى بــدء سلســلة‬ ‫مــن اإلضرابــات العماليــة اعتبــارًا مــن يــوم‬ ‫أمــس الخميــس‪ ،‬وهــو مــا شــككت كــراكاس‬ ‫الرســمية فــي مــدى واقعيته‪ .‬وقــال غوايدو‪،‬‬ ‫فــي مقابلــة مــع قنــاة «فوكــس بيزنــس»‬ ‫ّ‬ ‫األميركيــة‪ ،‬إن «بــاده باتــت قريبــة ج ـدًا مــن‬ ‫تحقيــق الحريــة‪ ...‬طاملــا بقينــا متحديــن»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الفتًا إلى أن «اإلضرابات العمالية ســتتوج‬ ‫أخي ـرًا فــي إضــراب عــام مــن شــأنه إزاحــة‬ ‫مادورو عن السلطة»‪.‬‬ ‫وتعليقــا علــى هــذه الدعــوة‪ ،‬قــال رئيــس‬ ‫الجمعيــة التأسيســية فــي فنزويــا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ديوســدادو كابلــو‪ ،‬إن تنفيــذ إضــراب غيــر‬ ‫ممكــن‪ .‬وأوضــح‪ ،‬فــي تصريــح صحافــي‪ ،‬أن‬ ‫«مــن يدعــو إلــى إضراب ال بــد أن تكون لديه‬ ‫قوة‪ ...‬ليس لديهم أنصار»‪.‬‬ ‫مــن جهتــه‪ ،‬أكــد مــادورو خــال مشــاركته‬ ‫بإحــدى فعاليــات االحتفــال بعيــد العمــال‪،‬‬ ‫يــوم األربعــاء‪ ،‬أنــه «لــن يتــردد» فــي «ســجن‬ ‫املســؤولني عــن االنقــاب اإلجرامــي الــذي‬ ‫دبــره ترامــب وبولتــون»‪ .‬وأضــاف «حاولــت‬ ‫حفنــة مــن الخونــة مدفوعــن مــن اليمــن‬ ‫االنقــاب وفــرض نفســها‪ ...‬لقــد فــروا مــن‬ ‫ســفارة إلــى ســفارة‪ ،‬القضــاء يبحــث عنهــم‬ ‫وقريبــا ســيذهبون إلــى الســجن لدفــع ثمــن‬ ‫خيانتهــم»‪ ،‬قبــل أن يعــود ويدعــو أمــس‬ ‫الجيش إلى محاربة «كل االنقالبيني»‪.‬‬ ‫فــي األثنــاء‪ ،‬تواصــل تبــادل االتهامــات بــن‬ ‫روســيا والواليــات املتحــدة حــول األزمــة‬ ‫الفنزويليــة التــي زادت مــن التوتــر بــن‬ ‫الدولتــن‪ .‬وفــي هــذا اإلطــار‪ ،‬انتقــد وزيــر‬ ‫الخارجية الروســي ســيرغي الفروف بشدة‬ ‫نظيــره األميركــي مايك بومبيو لتدخله في‬ ‫األزمــة السياســية فــي فنزويــا‪ .‬وقــال بيــان‬ ‫لــوزارة الخارجيــة الروســية مســاء األربعاء‬ ‫ّ‬ ‫إن الفــروف وبومبيــو تحدثــا هاتفيــا بنــاء‬ ‫علــى مبــادرة أميركيــة‪ ،‬مضيفــا «التركيــز‬ ‫كان على الوضع في فنزويال حيث حاولت‬ ‫املعارضــة االســتيالء علــى الســلطة بدعــم‬ ‫واضــح مــن الواليــات املتحــدة»‪ .‬وأوضــح‬ ‫البيــان أن موســكو شــددت علــى أن «تدخــل‬ ‫واشــنطن فــي الشــؤون الداخليــة لدولة ذات‬ ‫ســيادة‪ ،‬وتهديــد قيادتهــا يعــد انتهــاكًا‬ ‫صارخًا للقانون الدولي»‪ .‬وحذر البيان من‬ ‫أن «اســتمرار الخطوات العدوانية محفوف‬ ‫بأكثر العواقب خطورة»‪.‬‬ ‫(العربي الجديد‪ ،‬فرانس برس‪ ،‬رويترز‪،‬‬ ‫األناضول‪ ،‬أسوشييتد برس)‬

‫قال ويليامسون إنه يعتقد أن تحقيقًا شامًال ورسميًا سيبرئ ذمته (‪)Getty‬‬

‫التسريبات‪ ...‬أحدث أزمات ماي‬ ‫لندن ـ إياد حميد‬

‫بعدمــا قــررت رئيســة الــوزراء البريطانيــة‬ ‫تيريــزا مــاي‪ ،‬فصــل أحــد حلفائهــا املقربــن‪،‬‬ ‫وزير الدفاع غافني ويليامسون‪ ،‬من الحكومة‬ ‫البريطانيــة‪ ،‬مســاء أول مــن أمــس األربعــاء‪،‬‬ ‫عقــب توجيــه اتهامات له بتســريب معلومات‬ ‫مــن مجلــس األمــن القومــي حــول مشــاركة‬ ‫شــركة «هــواوي» الصينيــة فــي تطوير شــبكة‬ ‫الجيــل الخامــس «جــي ‪ »5‬فــي بريطانيــا‪،‬‬ ‫وصــف وزيــر الدفــاع املقــال هذا اإلجــراء بحقه‬ ‫بأنه «محاكمة هزلية»‪.‬‬ ‫وعينــت رئيســة الــوزراء تيريــزا مــاي وزيــرة‬ ‫التنميــة الدوليــة بينــي موردونــت‪ ،‬مــكان‬ ‫ويليامســون‪ ،‬لتصبــح بذلــك أول وزيــرة دفــاع‬ ‫فــي تاريــخ بريطانيــا‪ ،‬بينمــا ســيحل روري‬ ‫ستيوارت‪ ،‬وزير السجون‪ ،‬مكان موردونت‪.‬‬ ‫وقالــت مــاي‪ ،‬األربعــاء‪ ،‬إن التحقيقــات كشــفت‬ ‫أن ويليامســون هــو الــذي يقــف وراء تســريب‬ ‫بيانــات تخــص الســماح للعمــاق الصينــي‬ ‫«هواوي» باملشــاركة في تطوير شــبكة الجيل‬ ‫الخامــس إلــى الصحافــة‪ .‬ولكــن ويليامســون‬ ‫نفــى االتهامــات‪ ،‬ورفــض االســتقالة عندمــا‬ ‫واجهته ماي بالحقائق‪ ،‬ما دعاها إلى إقالته‬ ‫من الحكومة‪.‬‬ ‫وقالــت مــاي فــي رســالة اإلقالــة املوجهــة إلــى‬ ‫ويليامســون إن التحقيــق «تــم بصــورة عادلة‬ ‫وبتعــاون شــامل مــن أعضــاء مجلــس األمــن‬ ‫القومــي الذيــن وفــروا املعلومــات املتاحــة‬ ‫كافــة للمســاهمة فــي التحقيــق‪ ،‬وشــجعوا‬ ‫مســاعديهم علــى ذلــك‪ .‬ولكــن ســلوكك لــم يكــن‬ ‫مثــل البقيــة»‪ .‬وأضافت «في اجتماعنا‪ ،‬قدمت‬ ‫لــك آخــر املعلومــات مــن التحقيق والتــي توفر‬ ‫ً‬ ‫دليــا قاطعــا يشــير إلــى مســؤوليتك عــن‬ ‫التســريب‪ ...‬ال يوجــد أي احتمــال آخــر ذي‬ ‫مصداقية يفسر هذا التسريب»‪.‬‬ ‫ولكــن رد ويليامســون جــاء ســريعًا بعدمــا‬

‫ً‬ ‫قــال إنــه يعتقــد أن تحقيقــا شــامال ورســميًا‬ ‫ســيبرئ ذمتــه‪ ،‬مضيفــا أنــه رفــض طلــب مــاي‬ ‫منــه االســتقالة ألن قبولــه بهــا يعنــي قبولــه‬ ‫بمســؤولية مــا حــدث‪ .‬وتشــير التســريبات‬ ‫التــي تناقلتهــا الصحافــة البريطانيــة إلــى أن‬ ‫ويليامســون أقــر بإجــراء مكاملــة هاتفيــة مــع‬ ‫مراســل صحيفــة «ديلــي تلغــراف» ملــدة ‪11‬‬ ‫دقيقــة فــي اليــوم الــذي خــرج فيــه التســريب‬ ‫إلــى العلــن‪ .‬ولكــن ويليامســون ينفي أن يكون‬ ‫قــد ســرب فحــوى اجتمــاع األمــن القومــي‬ ‫املتعلــق بـ«هــواوي» خــال تلــك املكاملــة‪ .‬وجاء‬ ‫التحقيــق فــي التســريبات بعــد احتجاجــات‬ ‫مــن قبــل الــوزراء واالســتخبارات البريطانيــة‬ ‫التــي حــذرت مــن انتشــار ظاهــرة التســريبات‬ ‫الحكومية ومن دون معاقبة املتسببني بها‪.‬‬ ‫وفــي الســياق‪ ،‬قــال وزيــر شــؤون مجلــس‬ ‫الــوزراء البريطانــي ديفيــد ليدينغتــون‪ ،‬أمس‬ ‫ّ‬ ‫الخميــس‪ ،‬إن تحقيــق الحكومــة فــي القضيــة‬ ‫ضروري لضمان نزاهة مجلس األمن القومي‪.‬‬ ‫وأضــاف مخاطبــا البرملــان «تــم تحديــد إطــار‬ ‫تحقيــق التســريب املتعلــق بكشــف معلومــات‬ ‫عــن شــبكة الجيــل الخامــس بمــا يضمــن‬ ‫الحفــاظ علــى نزاهــة مجلــس األمــن القومــي‬ ‫عمومــا‪ ،‬واألهــم‪ ،‬ضمــان قــدرة املشــاركني فــي‬ ‫اجتماعــه علــى مواصلــة ثقتهــم الكاملــة فــي‬ ‫عمله وسرية إجراءاته»‪.‬‬ ‫وكانــت «ديلــي تلغــراف» قــد قالــت إنهــا‬ ‫حصلــت علــى تفاصيل النقاشــات في مجلس‬ ‫األمــن القومــي‪ ،‬ومنهــا مزاعــم بــأن رئيســة‬ ‫الــوزراء أصــرت شــخصيًا على منح «هواوي»‬ ‫تراخيــص لبنــاء أجــزاء «غيــر مركزيــة» مــن‬ ‫شــبكة «جــي ‪ ،»5‬وذلــك رغــم اعتــراض العديــد‬ ‫من وزرائها‪ ،‬ومن بينهم ويليامسون‪ .‬ويوجد‬ ‫احتمــال أن تقــوم وحــدة مكافحــة اإلرهــاب في‬ ‫ســكوتالند يــارد بإجــراء تحقيق آخر جنائي‪،‬‬ ‫رغــم عــدم تقــدم ممثلــي الحكومــة البريطانيــة‬ ‫بالطلب رسميًا بعد‪.‬‬

‫إضافــة إلــى ضريبــة الــوزن‪ ،‬مــا أدى إلــى ارتفــاع أســعارها فــي‬ ‫الســوق املحلي وعزوف املواطنني عن شــرائها بعد أن شــهدت‬ ‫إقباال كبيرا خالل السنوات املاضية‪.‬‬ ‫وقــال البســتنجي إن رفــع الرســوم علــى الســيارات لــن يحقــق‬ ‫عوائــد ماليــة كمــا تتوقــع الحكومــة‪ ،‬حيــث إن ذلــك أدى الــى‬ ‫انخفــاض فــي املبيعــات واإلقبــال علــى الســيارات الكهربائيــة‪،‬‬ ‫مؤكــدا أهميــة إعــادة النظــر فــي فــرض الضرائــب األخيــرة‬ ‫لتنشيط الحركة التجارية وزيادة اإليرادات للخزينة العامة‪.‬‬ ‫وحســب تقديــرات هيئــة مســتثمري املناطــق الحــرة‪ ،‬فــإن‬ ‫حوالــي ‪ 15‬ألــف ســيارة موجــودة حاليــا فــي املناطــق الحــرة‬ ‫األردنيــة ووكاالت الســيارات بعــد فــرض تلــك الضرائــب‪ ،‬وإن‬ ‫األمــور ســتزداد صعوبــة بعــد تطبيــق قرار إخضاع الســيارات‬ ‫الكهربائية للرسوم الجمركية‪.‬‬ ‫وقــال إن أســعار الســيارات ارتفعــت بشــكل كبيــر فــي الســوق‬ ‫املحلي‪ ،‬ما حد من قدرة املواطنني على شرائها وزادت األعباء‬ ‫علــى األشــخاص املضطريــن إلــى اقتنــاء مركبــة‪ ،‬إلــى جانــب‬ ‫ارتفاع الفوائد املصرفية على قروض السيارات‪.‬‬ ‫وأضــاف أن الضرائــب والرســوم ســتحد أيضــا مــن انتشــار‬ ‫الســيارات الكهربائيــة‪ ،‬وبالتالــي بقــاء فاتــورة النفــط علــى‬

‫ارتفــاع‪ ،‬وهــذا يتناقــض مــع سياســة الحكومــة التي تســتهدف‬ ‫تخفيض قيمة الفاتورة النفطية‪.‬‬ ‫وفي سياق متصل‪ ،‬أشار البستنجي إلى التراجع الكبير الذي‬ ‫تعرضت له تجارة إعادة تصدير املركبات إلى العراق وغيرها‬ ‫مــن البلــدان بســب األوضــاع التي تعاني منهــا‪ ،‬ما أفقد التجار‬ ‫موردا ماليا مهما ال يمكن تعويضه‪.‬‬ ‫وقبــل أيــام‪ ،‬زار وفــد أردنــي برئاســة وزيــر الصناعــة والتجــارة‬ ‫والتمويــن‪ ،‬طــارق الحمــوري‪ ،‬العــراق‪ ،‬إلجــراء مباحثــات مــع‬ ‫املســؤولني‪ ،‬إلزالــة العوائــق التجاريــة‪ ،‬وتنفيــذ االتفاقــات‬ ‫االقتصادية‪ ،‬التي توصل إليها الجانبان مطلع فبراير‪/‬شباط‬ ‫املاضي‪ .‬وقال الحموري في تصريح سابق لـ«العربي الجديد»‬ ‫إن من أهم األمور التي تم بحثها‪ ،‬استكمال اإلجراءات الالزمة‬ ‫إلقامة املنطقة الصناعية املشتركة على الحدود بني البلدين‪.‬‬ ‫وكان صنــدوق النقــد الدولــي قــد وافــق‪ ،‬فــي ‪ 24‬أغســطس‪ /‬آب‬ ‫‪ ،2016‬علــى قــرض بقيمــة ‪ 723‬مليــون دوالر‪ُ ،‬يصــرف علــى‬ ‫ثــاث ســنوات‪ ،‬لدعم برنامــج اإلصالح االقتصادي في اململكة‪.‬‬ ‫وألــزم الصنــدوق الحكومة باتخــاذ قرارات‪ ،‬أهمها إلغاء الدعم‬ ‫عــن الخبــز‪ ،‬ورفــع ضريبــة املبيعــات‪ ،‬وزيــادة أســعار الكهربــاء‬ ‫والوقود‪ ،‬وتعديل قانون ضريبة الدخل‪.‬‬

‫إقبال عالمي‬ ‫على الذهب‬ ‫قــال مجلــس الذهــب‬ ‫أمــس‪،‬‬ ‫العاملــي‬ ‫املشــتريات‬ ‫إن‬ ‫االســتراتيجية للبنــوك‬ ‫املركزيــة ســاهمت فــي‬ ‫زيــادة الطلــب العاملــي‬ ‫علــى الذهــب ســبعة‬ ‫باملئــة فــي الربــع األول‬ ‫مــن العــام الحالــي‪.‬‬ ‫وأضــاف البنــك فــي‬ ‫أحدث تقاريــره الفصلية‬ ‫بشــأن اتجاهــات الطلــب‬ ‫أن البنــوك املركزيــة‬ ‫التــي تســعى لتنويــع‬ ‫احتياطياتها اشترت ما‬ ‫إجماليــه ‪ 145.5‬طنــا مــن‬ ‫الذهــب فــي الفتــرة بــن‬ ‫ينايــر‪ /‬كانــون الثانــي‬ ‫ومارس‪ /‬آذار‪.‬‬ ‫ويمثــل ذلــك ارتفاعــا‬ ‫بنســبة ‪ 68‬باملئــة علــى‬ ‫أســاس ســنوي ويأتــي‬ ‫فــي أعقــاب مشــتريات‬ ‫قدرهــا ‪ 651.5‬طنــا فــي‬ ‫عــام ‪ 2018‬هــي األكبــر‬ ‫منــذ عــام ‪ .1967‬وقــال‬ ‫أليســتر هيويــت رئيســة‬ ‫قســم معلومــات الســوق‬ ‫فــي مجلــس الذهــب‬ ‫العاملــي‪« :‬بالنظــر إلــى‬ ‫الطبيعــة االســتراتيجية‬ ‫البنــوك‬ ‫ملشــتريات‬ ‫املركزية نتوقع اســتمرار‬ ‫قــوة الدفــع» مضيفــا‬ ‫أنــه يتوقــع أن تشــتري‬ ‫البنــوك املركزيــة بــن‬ ‫‪ 500‬و‪ 600‬طــن فــي العــام‬ ‫الحالي‪.‬‬

‫(‪)Getty‬‬

‫أسماء في األخبار‬

‫رياض سالمة حاكم مصرف لبنان المركزي قال أمس‬ ‫الخميس إن الليرة اللبنانية مستقرة وستظل كذلك‪،‬‬ ‫وفقا لحساب رئاسة الجمهورية اللبنانية على تويتر‪.‬‬ ‫وقال سالمة متحدثا في القصر الرئاسي في بعبدا إن‬ ‫الليرة مستقرة وستبقى مستقرة والمصرف المركزي‬ ‫سوف يدعم قروضا سكنية وللقطاعات اإلنتاجية‪.‬‬ ‫يذكر أن الليرة مربوطة بالدوالر عند مستوياتها الحالية‬ ‫منذ أكثر من ‪ 20‬عاما‪ ،‬وشهدت استقرارا متواصال رغم‬ ‫بعض القالقل السياسية التي مرت بها البالد‪.‬‬

‫تشوي كيونج جين مدير قسم أدوات الدخل الثابت‬ ‫والعمالت لدى مصرف دوتشيه بنك األلماني في سيول‬ ‫قال إن الوون الكوري‪ ،‬الذي يعد العملة اآلسيوية األسوأ‬ ‫أداء هذا العام‪ ،‬ربما يواصل تراجعه ليسجل مستوى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ووفقا لـ «بلومبيرغ»‪ ،‬قال تشوي‬ ‫‪ 1200‬مقابل الدوالر‪.‬‬ ‫إنه في األجل القصير فإن معنويات السوق سيئة للغاية‪،‬‬ ‫إذ ال توجد ثقة في االقتصاد‪ ،‬وأضاف أنه يتعين على‬ ‫األسواق انتظار انتعاش صناعة أشباه الموصالت‪ ،‬في‬ ‫حين أن قطاعي السيارات وبناء السفن ال يزاالن بطيئين‪.‬‬

‫فيديركا موغيريني وزيرة خارجية االتحاد األوروبي‬ ‫ّ‬ ‫أكدت الخميس أن االتحاد سيرد على دخول قانون‬ ‫هيلمز‪ -‬بورتون بكل بنوده حيز التنفيذ في الواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬ما يفتح الطريق لطلب تعويضات لكوبيين‬ ‫غادروا بلدهم بعد ثورة ‪.1959‬‬ ‫وقالت إن االتحاد يعتبر أن تطبيق هذا القانون مخالف‬ ‫للقانون الدولي‪ .‬وأضافت أن التكتل األوروبي «سيعتمد‬ ‫على كل اإلجراءات الالزمة للتصدي آلثار قانون هيلمز‬ ‫بورتون»‪.‬‬

‫العاصمة اإلدارية‬ ‫والموازنة‬ ‫مصطفى عبد السالم‬

‫ال يترك كبار املسؤولني في مصر‬ ‫فرصة إال ويؤكدون خاللها أنه‬ ‫ال عالقة للموازنة العامة للدولة‬ ‫بتمويل العاصمة اإلدارية الجديدة‬ ‫الجارية إقامتها شرق القاهرة‪،‬‬ ‫على مساحة ‪ 168‬ألف فدان‪ ،‬وأن‬ ‫العاصمة البالغة كلفتها اإلجمالية‬ ‫‪ 90‬مليار دوالر‪ ،‬منها ‪ 45‬مليارا‬ ‫للمرحلة األولى سيتم تمويلها من‬ ‫موارد ذاتية عبر الشركة الخاصة‬ ‫التي تم تأسيسها لإلشراف على‬ ‫املشروع‪.‬‬ ‫لكن هذا الكالم يفتقد للمنطق‬ ‫االقتصادي والعرف االستثماري‪،‬‬ ‫فحسب املعلومات املتاحة ستتم‬ ‫إقامة حي حكومي داخل العاصمة‬ ‫اإلدارية الجديدة يتضمن ‪18‬‬ ‫مبنى وزاريا ومقرا للبرملان وآخر‬ ‫ملؤسسة الرئاسة وثالثا ملجلس‬ ‫الوزراء‪ ،‬إضافة إلى دار لألوبرا‬ ‫ومجمع حكومي‪ ،‬وأن شركة‬ ‫‪ CSCEC‬الصينية‪ ،‬ستتولى تنفيذ‬ ‫الحى الحكومي واملباني الوزارية‪.‬‬ ‫كما يضم مشروع العاصمة‬ ‫مركزا للمؤتمرات‪ ،‬ومدينة‬ ‫للمعارض‪ ،‬إضافة إلى مدن طبية‬ ‫ورياضية وذكية وحديقة مركزية‪.‬‬ ‫ومن أبرز الوزارات التي سيتم‬ ‫نقلها إلى العاصمة الجديدة‪:‬‬ ‫اإلسكان‪ ،‬الصحة‪ ،‬التربية والتعليم‪،‬‬ ‫التعليم العالي‪ ،‬التموين‪ ،‬اإلنتاج‬ ‫الحربي‪ ،‬العدل‪ ،‬األوقاف‪ ،‬كما‬ ‫سيتم أيضا إنشاء مطار دولي‬ ‫بالعاصمة على مساحة ‪ 16‬كم‪.‬‬ ‫وحسب تصريحات العميد خالد‬ ‫الحسيني‪ ،‬املتحدث الرسمي باسم‬ ‫العاصمة اإلدارية‪ ،‬فإن تكلفة‬ ‫إنشاء الحي الحكومي بالعاصمة‬ ‫اإلدارية الجديدة تقدر بـ ‪ 35‬مليار‬ ‫جنيه‪ ،‬تأتي من خارج موازنة‬ ‫الدولة‪ ،‬والرقم مرشح للزيادة مع‬ ‫ارتفاع كلفة مواد البناء والعمالة‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫السؤال هنا‪ :‬من سيتحمل تكلفة‬ ‫الحي الحكومي‪ ،‬هل تتحملها‬ ‫الشركة الخاصة التي تتولى‬ ‫عملية تخطيط وإنشاء وتنمية‬ ‫العاصمة الجديدة والتي ال يتجاوز‬ ‫رأسمالها ‪ 6‬مليارات جنيه‪ ،‬وهذا‬ ‫املبلغ ال يكفي لتغطية نحو ‪%15‬‬ ‫من كلفة الحي‪ ،‬هل ستدفع الشركة‬ ‫الخاصة تكلفة القصر الرئاسي‬ ‫ومقار البرملان ومجلس الوزراء‬ ‫واألوبرا ودار املعارض؟ وهل‬ ‫ستهدي الشركة مقرًا فخمًا لوزارة‬ ‫األوقاف الثرية؟ وهل ستتبرع‬ ‫الشركة لوزارة الصحة بمقر فخيم‬ ‫كلفته مليارات الجنيهات؟‬ ‫الوزارات واملؤسسات الحكومية‬ ‫ستتحمل كامل كلفة إقامة مقارها‬ ‫ً‬ ‫في العاصمة الجديدة‪ ،‬فمثال إذا‬ ‫ّ‬ ‫كلف مقر وزارة التربية والتعليم‪،‬‬ ‫‪ 3‬مليارات جنيه‪ ،‬هنا سيتم خصم‬ ‫التكلفة من مخصصات الوزارة‬ ‫لدى املوازنة وتوريد املبلغ للشركة‬ ‫املنفذة‪ ،‬وهكذا باقي الوزارات‪،‬‬ ‫واألموال التي ستدفعها الوزارات‬ ‫نظير كلفة املباني ستأتي من‬ ‫املوازنة العامة‪ ،‬وهناك ما هو أخطر‬ ‫فبدال من إقامة وزارة الصحة‬ ‫مستشفيات جديدة بمخصصات‬ ‫املوازنة توجه هذه األموال لسداد‬ ‫كلفة مقرها الجديد بالعاصمة‬ ‫اإلدارية‪.‬‬

‫تونس بال محروقات وارتباك في تزويد األسواق‬ ‫تونس ـ إيمان الحامدي‬

‫للمــرة الثانيــة فــي غضــون أســبوعني‪ ،‬تتعطــل حركــة‬ ‫التزويد في محطات بيع املحروقات‪ ،‬وتوصد املحطات‬ ‫أبوابهــا أمــام العمــاء‪ ،‬بعــد نفــاد الكميــات املخزنــة‬ ‫لديهــم‪ ،‬وتعطــل التزويد بســبب إضراب لعمال شــركات‬ ‫نقل املحروقات بدأ أمس ويستمر إلى السبت‪.‬‬ ‫وبعد جلسات تفاوض طويلة‪ ،‬أعلنت النقابات ووزارة‬ ‫الصناعــة ومنظمــة رجــال األعمــال فشــل الحــوار حــول‬ ‫مطالــب العمــال الذيــن بــدأوا تنفيــذ إضرابهــم‪ ،‬بدايــة‬ ‫مــن ليــل األربعــاء‪ .‬وإلــى حــدود ســاعة متأخــرة مــن ليــل‬

‫أول مــن أمــس‪ ،‬وقفــت الســيارات في طوابير طويلة أمام‬ ‫محطــات البنزيــن للتــزود‪ ،‬غيــر أن زيــادة الطلــب سـ ّـرع‬ ‫فــي نفــاد الكميــات‪ ،‬مــا اضطــر مواطنني إلــى االنصراف‬ ‫للبحــث عــن البنزيــن والســوالر فــي الســوق الســوداء‬ ‫ومسالك التهريب‪.‬‬ ‫ويأتــي إضــراب عمــال شــركات نقل املحروقــات قبل أيام‬ ‫قليلــة مــن شــهر رمضــان‪ ،‬مــا تســبب فــي إربــاك حركــة‬ ‫تزويد األســواق ونقل الســلع‪ ،‬فيما ســاد شــعور بالقلق‬ ‫والتوتر بني املواطنني لتداعيات اإلضراب على وسائل‬ ‫النقل وتوفر السلع في األسواق‪.‬‬ ‫وحســب مصــادر قريبــة مــن االضــراب‪ ،‬فقــد تــم إقــرار‬

‫التمســك بإضــراب لثالثــة أيــام بدايــة مــن أمــس لعمــال‬ ‫شــركات نقــل البضائــع واملحروقــات عبــر الطرقــات فــي‬ ‫كامــل البــاد‪ ،‬بدعوة مــن الجامعة العامة للنقل باتحاد‬ ‫الشــغل‪ ،‬بعــد فشــل جلســة ممثلــي وزارة الصناعــة‬ ‫وجامعة النقل ومنظمة رجال األعمال‪.‬‬ ‫وقــال مديــر عــام املحروقــات فــي وزارة الصناعــة‪ ،‬حــازم‬ ‫اليحيــاوي‪ ،‬لـ«العربــي الجديــد»‪ ،‬إن وزارة الصناعــة‬ ‫والطاقــة تدخلــت فــي املفاوضــات باعتبارهــا املشــرف‬ ‫علــى القطــاع‪ ،‬وتــم عــرض منحــة خصوصيــة علــى‬ ‫ســائقي شــاحنات نقل املحروقات في حدود ‪ 100‬دوالر‬ ‫شــهريا‪ ،‬يتم تمويلها عبر صندوق التعديل الجغرافي‬

‫‪9‬‬

‫(صنــدوق يمــول مــن عائدات بيع املحروقــات)‪ .‬وأضاف‬ ‫أن الزيــادة املقترحــة تشــمل ســائقي شــاحنات نقــل‬ ‫املحروقــات نظــرا لخصوصيــة مهنتهــم‪ ،‬غيــر أن‬ ‫النقابات طلبت سحب هذه الزيادة على كافة العاملني‬ ‫فــي القطــاع‪ ،‬مــا تســبب فــي فشــل املفاوضــات‪ ،‬بحســب‬ ‫تأكيده‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ونبــه كاتــب عــام الجامعــة العامــة للنقــل فــي اتحــاد‬ ‫الشــغل‪ ،‬املنصــف بــن رمضــان‪ ،‬إلــى تداعيــات اإلضــراب‬ ‫وتأثيــره علــى عملية التزويــد باملحروقات‪ ،‬لتزامنه مع‬ ‫عطلــة نهايــة األســبوع‪ ،‬ملوحــا بالدخــول فــي تحــركات‬ ‫تصعيدية‪ ،‬بما في ذلك اإلضراب ملدة أسبوع‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫اقتصاد‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫‪11‬‬

‫مالية‬

‫صناعة‬

‫مطالب مغربية بخصم المصاريف الدراسية من الضريبة‬ ‫الرباط ـ مصطفى قماس‬

‫إغراق األسواق‬

‫رف ـ ـعـ ــت ال ـ ـعـ ــديـ ــد م ـ ــن الـ ـهـ ـيـ ـئ ــات ال ـس ـي ــاس ـي ــة‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مذكرات إلى وزارة‬ ‫االقتصاد واملالية واملديرية العامة للجباية‪،‬‬ ‫بمناسبة امل ـنــاظــرة الــوطـنـيــة ح ــول الـجـبــايــة‪،‬‬ ‫التي تعقد اليوم الجمعة‪ ،‬وتستمر حتى الغد‬ ‫بــالـصـخـيــرات‪ ،‬مــن أجــل دعــوتـهــا إلــى تخفيف‬ ‫ال ـع ــبء امل ــال ــي الـ ــذي تـتـحـمـلــه األسـ ــر م ــن أجــل‬ ‫تعليم أبنائها عبر مصارف املدارس الخاصة‬ ‫من الضريبة على الدخل‪ .‬وأفضى تراجع جودة‬ ‫التعليم العمومي باألسر إلى بذل مجهودات‬ ‫مالية إضافية‪ ،‬بهدف ضمان تعليم أبنائها في‬ ‫مدارس التعليم الخاص‪ ،‬بهدف تمكينهم من‬ ‫تكوين يؤمن لهم الحصول على فرصة عمل‬ ‫في املستقبل‪.‬‬ ‫ويستوعب التعليم الخاص باملغرب حوالي‬ ‫مـلـيــون تـلـمـيــذ‪ ،‬أي ح ــوال ــي ‪ 14‬ف ــي امل ــائ ــة من‬ ‫ال ـتــام ـيــذ امل ـس ـج ـلــن ف ــي ال ـن ـظ ــام الـتـعـلـيـمــي‬ ‫امل ـغ ــرب ــي‪ ،‬وه ــي نـسـبــة تـعـمــل ال ـح ـكــومــة على‬ ‫رفعها إلى ‪ 25‬في املائة في أفق ‪ .2024‬ودأبت‬ ‫األســر في األع ــوام األخـيــرة‪ ،‬على الشكوى من‬

‫مخاوف من انتكاسة المصانع‬ ‫العراقية العائدة لإلنتاج‬ ‫تواجه المصانع‬ ‫الحكومية التي أعيد‬ ‫تشغيلها في العراق‬ ‫عقبات عديدة أبرزها‬ ‫إغراق األسواق بمنتجات‬ ‫مستوردة من عدة دول‬ ‫بغداد ـ زيد سالم وأحمد النعيمي‬

‫ال يـ ـ ــزال امل ـن ـت ــج الـ ـع ــراق ــي غــري ـبــا‬ ‫داخ ـ ـ ـ ــل ب ـ ـ ـ ــاده ف ـ ــي ظ ـ ــل م ـنــاف ـســة‬ ‫ش ــرس ــة م ــع ال ـب ـض ــائ ــع اإلي ــران ـي ــة‬ ‫والتركية والصينية‪ ،‬رغم إعادة تشغيل عدد‬ ‫من املصانع واملعامل الحكومية ولــو بشكل‬ ‫جزئي‪ ،‬مثل معامل ألبان أبو غريب ومصانع‬ ‫الحديد والصلب واإلسمنت ومعامل إطارات‬ ‫ال ـس ـي ــارات وغ ـيــرهــا‪ ،‬وس ــط مـطــالـبــات بــدعــم‬ ‫حكومي للصناعة الوطنية‪.‬‬ ‫وكـ ـش ــف م ـ ـسـ ــؤول عـ ــراقـ ــي ب ـ ـ ــارز فـ ــي ب ـغ ــداد‬ ‫لـ ــ«الـ ـع ــرب ــي ال ـ ـجـ ــديـ ــد»‪ ،‬عـ ــن «تـ ـلـ ـق ــي رئ ـي ــس‬ ‫ال ـح ـك ــوم ــة عـ ـ ــادل ع ـب ــد املـ ـه ــدي عـ ــدة طـلـبــات‬ ‫بـ ـض ــرورة م ـخــاط ـبــة ال ـ ـ ـ ــوزارات وامل ــؤس ـس ــات‬ ‫الحكومية وشبه الحكومية باعتماد املنتج‬ ‫الوطني وفــي حــال عــدم وج ــوده التوجه إلى‬ ‫املستورد»‪.‬‬ ‫وأكـ ــد املـ ـس ــؤول‪ ،‬الـ ــذي رف ــض ذك ــر اس ـم ــه‪ ،‬أن‬ ‫معظم املؤسسات الحكومية تتجنب املنتج‬ ‫املـ ـحـ ـل ــي‪ ،‬ك ـ ــإط ـ ــارات ال ـ ـس ـ ـيـ ــارات وامل ـن ـت ـج ــات‬ ‫الـغــذائـيــة ومـ ــواد اإلن ـش ــاء ال ـعــراق ـيــة‪ ،‬وتتجه‬ ‫لـ ـش ــراء امل ـ ـ ــواد امل ـ ـس ـ ـتـ ــوردة‪ ،‬ل ــاس ـت ـف ــادة مــن‬ ‫عموالت وسفريات وامتيازات أخرى‪.‬‬ ‫كما أن االستيراد في منتجات كثيرة مدعوم‬

‫تحقيق‬ ‫الخرطوم ـ عاصم إسماعيل‬

‫يواجه السودان أزمة مالية خانقة‪،‬‬ ‫في ظل إحجام املؤسسات الدولية‬ ‫ّ‬ ‫ع ــن إق ــراض ــه‪ ،‬بـسـبــب تـخــلـفــه عن‬ ‫س ــداد دي ــون ــه امل ـت ــأخ ــرة‪ ،‬وس ــط احـتـجــاجــات‬ ‫شعبية متواصلة تطالب بنقل السلطة من‬ ‫املجلس العسكري ال ــذي يــديــر الـبــاد حاليًا‬ ‫إلى سلطة مدنية‪.‬‬ ‫وأك ـ ــد م ــدي ــر إدارة الـ ـش ــرق األوسـ ـ ــط وآس ـيــا‬ ‫الــوسـطــى فــي صـنــدوق الـنـقــد‪ ،‬جـهــاد أزع ــور‪،‬‬ ‫اإلث ـن ــن امل ــاض ــي‪ ،‬أن ص ـن ــدوق الـنـقــد واص ــل‬ ‫ت ـع ــام ـل ــه مـ ــع الـ ـسـ ـلـ ـط ــات ال ـ ـسـ ــودان ـ ـيـ ــة بـعــد‬ ‫ً‬ ‫االضطرابات السياسية‪ .‬لكنه استدرك قائال‪:‬‬ ‫«ال يمكننا تــزويــدهــم بــالـتـمــويــل‪ ،‬ألن ـهــم ما‬ ‫زالوا يتحملون متأخرات‪ ،‬وإلى أن يعالجوا‬ ‫املشكلة‪ ،‬ال يمكننا تزويدهم بإقراض إضافي‬ ‫بموجب لوائحنا»‪ .‬ومن جانبهم‪ ،‬أكد خبراء‬ ‫اقـتـصــاد لــ«الـعــربــي الـجــديــد» أنــه بــاإلضــافــة‬ ‫إل ــى تــأخــر س ــداد الــديــون ف ــإن ع ــدم رف ــع اســم‬ ‫ال ـســودان مــن قائمة ال ــدول الــراعـيــة لــإرهــاب‬ ‫يقف عقبة أمــام حصول البالد على قروض‬ ‫ومنح جديدة من املؤسسات الدولية‪.‬‬ ‫وأكـ ــدوا أن ال ــدول الـتــي ب ــادرت بتقديم منح‬ ‫ودعم مالي للسودان (السعودية واإلمارات)‬ ‫يـ ـمـ ـكـ ـنـ ـه ــا الـ ـتـ ـقـ ـلـ ـي ــل م ـ ــن ح ـ ـ ـ ــدة االح ـ ـت ـ ـقـ ــان‬ ‫االق ـت ـص ــادي‪ ،‬إال أن ـهــا غـيــر كــافـيــة لـلـحــد من‬ ‫األزمات االقتصادية واملعيشية الخانقة التي‬ ‫تواجه البالد‪.‬‬ ‫وأع ـ ـل ـ ـنـ ــت ال ـ ـس ـ ـعـ ــوديـ ــة واإلمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارات ح ــزم ــة‬ ‫مساعدات مالية‪ ،‬يصل إجماليها إلى ثالثة‬ ‫م ـل ـي ــارات دوالر‪ ،‬م ـن ـهــا ‪ 500‬م ـل ـيــون دوالر‬ ‫مقدمة من البلدين كوديعة في البنك املركزي‬ ‫ال ـس ــودان ــي‪ .‬وك ــان ــت األزم ـ ــات املـعـيـشـيــة هي‬ ‫الـسـبــب الــرئـيـســي فــي انـ ــدالع االحـتـجــاجــات‬ ‫الـ ـس ــاخـ ـط ــة‪ ،‬م ـن ــذ ديـ ـسـ ـمـ ـب ــر‪/‬ك ــان ــون األول‬ ‫امل ــاض ــي‪ ،‬وال ـت ــي أدت إلـ ــى إط ــاح ــة الــرئـيــس‬ ‫السابق عمر البشير وعدد من رموز نظامه‪.‬‬ ‫ويعتبر حجم ديــون صـنــدوق النقد الدولي‬ ‫أقــل من مديونيات دول أجنبية مثل الصني‬ ‫وال ـه ـن ــد‪ ،‬م ــا ي ــزي ــد األعـ ـب ــاء وال ـع ـق ـبــات أم ــام‬ ‫السودان‪ .‬ويقول الخبير االقتصادي محمد‬

‫م ــن ق ـبــل أح ـ ــزاب وقـ ــوى سـيــاسـيــة وفـصــائــل‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫تحصل أم ــواال مــن تسهيل دخولها‬ ‫مسلحة‬ ‫للبالد‪ ،‬وهــو بــاب يضاف إلــى أبــواب الفساد‬ ‫في البالد ومعروف للجميع‪ ،‬حسب املسؤول‪.‬‬ ‫ويضيف‪« :‬وزارة واحــدة في العراق تستهلك‬ ‫سنويا عشرات آالف إطارات السيارات وتقوم‬ ‫بشراء املستورد وتتجنب املنتجات العراقية‪،‬‬ ‫ووزارة أخ ــرى تـعــاقــدت عـلــى ش ــراء معاطف‬ ‫ومالبس عمال في الوقت الذي يمكن أن تتوفر‬ ‫بسعر أرخص عبر املنتج املحلي»‪ ،‬كاشفا عن‬ ‫أن مجلس الـ ــوزراء سيصدر توجيهات إلى‬ ‫املؤسسات باعتماد املنتج العراقي‪.‬‬ ‫ورغــم أن وزارة الصناعة وامل ـعــادن كانت قد‬ ‫أع ـل ـن ــت‪ ،‬ف ــي ال ـع ــام ‪ ،2015‬ع ــن ف ــرض رس ــوم‬ ‫جـمــركـيــة عـلــى سـلــع م ـس ـتــوردة بـنـسـبــة ‪115‬‬ ‫ب ــامل ــائ ــة ف ــي إط ـ ــار دعـ ــم وح ـم ــاي ــة امل ـن ـت ـجــات‬ ‫الوطنية‪ ،‬مشيرة إلى شمول ‪ 79‬منتجًا محليًا‬ ‫بــال ـح ـمــايــة‪ ،‬إال أن ذل ــك ل ــم يـسـفــر س ــوى عن‬ ‫نـجــاح جــزئــي للتجربة فــي بـعــض املـصــانــع‪،‬‬ ‫حسب مراقبني‪.‬‬ ‫وك ـ ـ ــان املـ ـسـ ـتـ ـش ــار بـ ـ ـ ـ ــوزارة الـ ـصـ ـن ــاع ــة عـلــي‬ ‫ال ــرب ـي ـع ــي‪ ،‬ق ــد ك ـش ــف ف ــي وق ـ ــت س ــاب ــق‪ ،‬عــن‬ ‫«أج ـن ــدة سـيــاسـيــة واض ـح ــة تـقــف وراء بـقــاء‬ ‫ال ـق ـطــاع الـصـنــاعــي ف ــي ال ـع ــراق بـحــالــة مــوت‬ ‫ســريــري»‪ ،‬مبينًا أن «فــي الـعــراق أكثر مــن ‪17‬‬ ‫ألف معمل ومصنع عمالق وكبير ومتوسط‬ ‫وفـ ـق ــا لـلـتـصـنـيــف امل ـع ـت ـم ــد‪ ،‬ي ـش ـكــل ال ـق ـطــاع‬ ‫الحكومي واملختلط منها نحو ‪ 56‬باملائة‪،‬‬

‫مذكرات لرئيس الحكومة‬ ‫تطالب باعتماد الوزارات‬ ‫للمنتج الوطني‬

‫وأن ال ـه ــدف م ــن تـشـيـيــد امل ـعــامــل وامل ـصــانــع‬ ‫املوجودة سد حاجة البالد الذاتية وتصدير‬ ‫الفائض‪ ،‬في العديد من املجاالت»‪.‬‬ ‫مــن جــانـبــه‪ ،‬أك ــد نــائــب فــي الـبــرملــان الـعــراقــي‪،‬‬ ‫ل ــ«ال ـعــربــي ال ـجــديــد»‪ ،‬أن «ال ـف ـت ــرات الـســابـقــة‬ ‫للبرملان لم تسمح بالحديث ّ‬ ‫بجدية عن مأزق‬ ‫ال ـص ـن ــاع ــات امل ـح ـل ـيــة وامل ـن ـت ـج ــات الــوط ـن ـيــة‪،‬‬ ‫ب ـس ـب ــب املـ ـش ــاك ــل ال ـس ـي ــاس ـي ــة والـ ـخ ــاف ــات‬ ‫التي دائـمــا مــا تؤثر على سير باقي امللفات‬ ‫واملشاريع في البرملان»‪.‬‬ ‫وأوض ــح الـنــائــب‪ ،‬ال ــذي رفــض ذكــر اسـمــه‪ ،‬أن‬ ‫«العراق تتوفر فيه كل املقومات لكي يصبح‬ ‫صناعيًا وليس استهالكيًا‪ ،‬ولكن علينا‬ ‫بلدًا ً‬ ‫بـ ــدايـ ــة وض ـ ــع خ ـط ــط ت ـن ـم ــوي ــة ع ـل ــى أس ــاس‬ ‫عـلـمــي سـلـيــم لـلـنـهــوض بــالـقـطــاع الصناعي‬ ‫وتأهيل املعامل الحكومية‪ ،‬إضافة إلى إنشاء‬ ‫م ـعــامــل ج ــدي ــدة ت ـت ـنــاســب م ــع ح ـجــم ال ـبــاد‬ ‫وإم ـكــان ـيــات ـهــا‪ ،‬ك ــذل ــك دع ــم ال ـق ـطــاع ال ـخــاص‬ ‫وال ـت ـع ــام ــل م ـع ــه ك ـش ــري ــك وت ـس ـه ـيــل ع ـم ـلــه»‪.‬‬ ‫وأضاف أن «العراق بحاجة إلى االعتماد على‬ ‫املصانع واملنتجات الوطنية‪ ،‬ألنها ستوفر‬ ‫إيرادات من قطاع جديد غير النفط‪ ،‬وتساهم‬ ‫الفساد‬ ‫في القضاء على البطالة»‪ ،‬موضحًا أن‬ ‫ّ‬ ‫املالي في املؤسسات املعنية بالصناعة‪ ،‬أث َر‬ ‫على هذا القطاع‪ .‬من جهته‪ ،‬أكد أحد العاملني‬ ‫ف ــي م ـع ـمــل ألـ ـب ــان «أبـ ـ ــو غـ ــريـ ــب»‪ ،‬مـصـطـفــى‬ ‫السامرائي‪ ،‬أن «املصانع العراقية ذات جودة‬ ‫عالية‪ ،‬وخاصة في قطاع املنتجات الغذائية‪،‬‬ ‫ولكن ما يؤثر على املبيعات الكلفة الكبيرة‬ ‫للتغليف‪ ،‬ألننا ال نملك مصانع تعليب»‪.‬‬ ‫وقـ ــال ال ـس ــام ــرائ ــي ل ــ«ال ـع ــرب ــي ال ـج ــدي ــد»‪ ،‬إن‬ ‫املؤسسات الوطنية قادرة على تغطية السوق‬ ‫بكثير من املنتجات العراقية التي تضاهي بل‬ ‫وتتفوق على نظيرتها األجنبية املستوردة‪.‬‬ ‫وح ـس ــب ت ـق ــاري ــر ســاب ـقــة ل ـ ـ ــوزارة الـتـخـطـيــط‬ ‫ال ـعــراق ـيــة‪ ،‬ف ــإن ح ـجــم ال ـت ـبــادل ال ـت ـجــاري مع‬

‫مصر تتجه إلى تصفية ‪ %70‬من مصانع النسيج‬ ‫القاهرة ـ منعم سداوي‬

‫تركيا يراوح بني ‪ 10‬و‪ 12‬مليار دوالر سنويا‪،‬‬ ‫ويـ ـت ــرك ــز م ـع ـظ ـمــه فـ ــي اسـ ـتـ ـي ــراد امل ـن ـت ـجــات‬ ‫الغذائية واملالبس واألجهزة الكهربائية من‬ ‫تــركـيــا‪ ،‬فيما تــرتـفــع امل ـب ــادالت الـتـجــاريــة مع‬ ‫إيران إلى نحو ‪ 14‬مليار دوالر سنويا‪.‬‬ ‫الخبير االقتصادي أحمد السلماني أوضح‬ ‫لـ«العربي الجديد»‪ ،‬أن «عودة بعض املنتجات‬ ‫الــوطـنـيــة أم ــر م ـفــرح‪ ،‬وال ـن ــاس تـشـتــريـهــا في‬ ‫الغالب لتتذكر أيــام الخير التي كــان العراق‬ ‫يــأكــل فيها مـمــا ي ــزرع ويـلـبــس مـمــا يصنع»‪.‬‬

‫ويضيف‪« :‬البضائع املحلية مــا زال ــت قليلة‬ ‫وجــودت ـهــا لـيـســت كـمــا ف ــي ال ـســابــق‪ ،‬وهـنــاك‬ ‫قرار سياسي وفي بعض األحيان نفوذ قوى‬ ‫يـفــرض الـبـضــاعــة اإليــران ـيــة وأي ـضــا التركية‬ ‫ع ـلــى الـ ـس ــوق‪ ،‬ل ــذا ت ـجــد ال ـب ـضــائــع الـعــراقـيــة‬ ‫غريبة في بالدها»‪.‬‬ ‫وأوضـ ــح الـسـلـمــانــي أن «اس ـت ـمــرار ع ــدم دعــم‬ ‫الـحـكــومــة لـلـمـنـتــج ال ـعــراقــي رغ ــم ع ــودت ــه قد‬ ‫ينذر بنكسة كبيرة له تسفر عن مــوت كامل‬ ‫في تلك القطاعات التي عاودت اإلنتاج‪ ،‬ففشل‬

‫أزمة تمويل‬ ‫سودانية‬

‫إحجام المؤسسات الدولية عن اإلقراض بسبب تراكم المديونيات‬

‫‪100‬‬

‫تراجـع إنتـاج السـودان‬ ‫انفصـال‬ ‫إثـر‬ ‫النفطـي‬ ‫الجنـوب عـام ‪ ،2011‬مـن‬ ‫‪ 450‬ألـف برميل إلـى ما دون‬ ‫‪ 100‬ألـف برميـل‪ ،‬مـا فاقـم‬ ‫األزمـات الماليـة للحكومات‬ ‫المتعاقبـة التـي زادت مـن‬ ‫االقتـراض الخارجـي‬

‫أسعار التعليم‬ ‫ارتفعت ‪ %44‬خالل‬ ‫عشر سنوات‬

‫عمال‬

‫واصلت األزمات االقتصادية والمعيشية في السودان‪ ،‬وسط استمرار االحتجاجات المطالبة بنقل‬ ‫السلطة إلى حكومة مدنية‪ .‬وما فاقم من األوضاع المالية‪ ،‬إحجام المؤسسات الدولية عن‬ ‫إقراض الخرطوم‪ ،‬بسبب تراكم المديونيات المتأخرة التي أثقلت كاهل اقتصاد البالد‬

‫ال ـنــايــر ل ــ«ال ـعــربــي ال ـج ــدي ــد»‪ :‬م ــا زال الــوقــت‬ ‫بـعـيــدا ل ـح ــدوث ت ـع ــاون ب ــن ص ـن ــدوق النقد‬ ‫وال ـســودان‪ ،‬فــي ظــل بقاء اسمه ضمن قائمة‬ ‫ال ــدول الراعية لــإرهــاب‪ ،‬والـتــي تشكل عقبة‬ ‫تمنع البالد من الحصول على أموال من تلك‬ ‫املؤسسات املالية الدولية‪.‬‬ ‫وأضــاف أن عدم االستقرار السياسي يحول‬ ‫دون وضع خطة اقتصادية واضحة‪ ،‬مؤكدًا‬ ‫أن تأخر تشكيل الحكومة الجديدة يأتي في‬ ‫غير املصلحة العامة للبالد‪.‬‬ ‫ولكنه قال إن الحصول على بعض الدعم من‬ ‫دول عربية يعمل على تقليل حدة االحتقان‬ ‫الراهن‪ ،‬ولكنه ليس بصورة دائمة‪.‬‬ ‫وتابع‪ :‬ال بد من التحرك لرفع اسم السودان‬ ‫م ــن ال ـق ــائ ـم ــة الـ ـ ـس ـ ــوداء‪ ،‬ول ـك ــن هـ ــذا مــرتـبــط‬ ‫بالوضع السياسي الــداخـلــي الــذي يجب أن‬ ‫يتجه لالستقرار‪.‬‬ ‫وكانت الواليات املتحدة األميركية قد رفعت‬ ‫معظم عقوباتها عــن ال ـســودان‪ ،‬فــي فبراير‪/‬‬ ‫شـبــاط ع ــام ‪ ،2017‬ولـكـنـهــا أبـقــت ال ـبــاد في‬ ‫قــائ ـمــة ال ـ ــدول ال ــراع ـي ــة لـ ــإرهـ ــاب‪ ،‬م ــا جـعــل‬

‫ارتفاع تكاليف دراسة األبناء‪ ،‬خاصة في ظل‬ ‫زيادة املدارس الخاصة في تعريفات التسجيل‬ ‫وأسعار الدراسة في كل عام دون مراعاة القدرة‬ ‫الشرائية لألسر‪ .‬ويفيد البحث الوطني حول‬ ‫األسعار املنشور في العام املاضي‪ ،‬أن أسعار‬ ‫التعليم ارتفعت بـ‪ 44‬في املائة منذ ‪ 2007‬وحتى‬ ‫‪ ،2017‬حيث زادت بوتيرة أسرع ثالث مرات من‬ ‫مؤشر أسعار االستهالك‪.‬‬ ‫وأوصــت رابـطــة االقتصاديني التابعة لحزب‬ ‫االستقالل‪ ،‬بمناسبة املناظرة الوطنية حول‬ ‫الجباية‪ ،‬بإرساء خصوم على تكاليف الدراسة‬ ‫مــن الـضــريـبــة عـلــى الــدخــل‪ ،‬معتبرين أن ذلــك‬ ‫سيحفز التعليم وينهض بتحيني املـعــارف‪.‬‬ ‫ويؤكد رياض مزور‪ ،‬عضو رابطة االقتصاديني‬

‫االستقالليني‪ ،‬أن مصاريف التعليم‪ ،‬تمثل ما‬ ‫بني ‪ 20‬و‪ 30‬في املائة ضمن نفقات األسر‪.‬‬ ‫ويعتقد مزور في حديثه لـ«العربي الجديد»‬ ‫أن خ ـصــم م ـصــاريــف الـتـعـلـيــم م ــن الـضــريـبــة‬ ‫على الدخل‪ ،‬يمكن أن يساهم في دعم القدرة‬ ‫ال ـشــرائ ـيــة لـلـطـبـقــة امل ـتــوس ـطــة‪ ،‬ال ـتــي تضطر‬ ‫لبذل املال باللجوء للقطاع الخاص‪ ،‬من أجل‬ ‫الحصول على خدمات كان يفترض أن توفرها‬ ‫الدولة مثل التعليم والصحة والنقل‪.‬‬ ‫وعمد االتـحــاد العام ملـقــاوالت املغرب وهيئة‬ ‫ال ـخ ـب ــراء امل ـحــاس ـبــن‪ ،‬إل ــى امل ـطــال ـبــة بخصم‬ ‫مصاريف م ــدارس األبـنــاء مــن الضريبة على‬ ‫الــدخــل‪ ،‬وهــو املـطـلــب نفسه ال ــذي عـبــرت عنه‬ ‫اتحادات عمالية مثل االتحاد املغربي للشغل‪.‬‬ ‫وي ـ ـت ـ ـصـ ــور مـ ــديـ ــح ودي ـ ـ ـ ـ ــع‪ ،‬رئ ـ ـيـ ــس ج ـم ـع ـيــة‬ ‫املستهلكني املتحدين‪ ،‬فــي حديثه لـ«العربي‬ ‫الـجــديــد» أنــه رغــم عــدم تقنني أسـعــار القطاع‬ ‫التي تبقى حرة‪ ،‬إال أنه يمكن تصنيف املدارس‬ ‫الـخــاصــة حـســب ج ــودة تعليمها‪ ،‬خــاصــة أن‬ ‫الزيادات التي تعرفها األسعار عند كل دخول‬ ‫مدرسي غير مبررة‪ّ ،‬‬ ‫مشددًا على أهمية الرقابة‬ ‫الحكومية عليها‪.‬‬

‫حصول السودان على قروض ومنح جديدة‬ ‫ً‬ ‫مستحيال‪.‬‬ ‫ورغـ ــم أن ن ــائ ــب رئ ـي ــس امل ـج ـلــس الـعـسـكــري‬ ‫ف ــي الـ ـس ــودان‪ ،‬مـحـمــد حــامــد حـمـيــدتــي‪ ،‬قــال‬ ‫فــي تـصــريـحــات مــؤخ ـرًا إن ال ـبــاد ب ــدأت في‬ ‫سداد مديونيتها‪ ،‬إال أن مراقبني اعتبروا أن‬ ‫ديــون السودان كبيرة وليس بمقدور البالد‬

‫مساعدات الرياض‬ ‫وأبوظبي لم تحسن‬ ‫األوضاع المعيشية‬ ‫‪ 51‬مليار دوالر ديون‬ ‫خارجية منها ‪ 32‬مليارًا‬ ‫فوائد متراكمة‬

‫ســدادهــا‪ .‬وكــان الـســودان قــد دخــل فــي تنفيذ‬ ‫سياسات صندوق النقد‪ ،‬على أمل أن يساعد‬ ‫ذلـ ــك ف ــي ت ـط ـبـيــع ع ــاق ــات ــه اق ـت ـص ــادي ــا عـلــى‬ ‫األق ــل مــع ال ـغــرب‪ ،‬إال أن الخبير االقـتـصــادي‬ ‫التجاني الطيب يقول‪ ،‬لـ«العربي الجديد»‪،‬‬ ‫إن ذلــك البرنامج الــذى شرعت الحكومة في‬ ‫تنفيذه ال يجد السند من املجلس التنفيذي‬ ‫لصندوق النقد‪ .‬واعتبره مجرد «وصفة غير‬ ‫ً‬ ‫مجدية وخطاب نوايا غير م ــدروس»‪ ،‬قائال‬ ‫إن الحكومة طبقت خالل الــ‪ 17‬سنة املاضية‬ ‫‪ 13‬برنامجًا مع الصندوق‪ ،‬لم تأت بالنتائج‬ ‫املرجوة وأدت إلى تأثيرات اقتصادية سلبية‪.‬‬ ‫وأعـلــن صـنــدوق النقد املوافقة على برنامج‬ ‫يــراقــب بموجبه االقـتـصــاد الـســودانــي حتى‬ ‫نهاية الـعــام الـجــاري‪ ،‬موضحًا أن البرنامج‬ ‫هـ ـ ــو ات ـ ـ ـفـ ـ ــاق غ ـ ـيـ ــر رسـ ـ ـم ـ ــي بـ ـ ــن ال ـس ـل ـط ــات‬ ‫السودانية وموظفيه ملراقبة تنفيذ البرنامج‬ ‫االق ـت ـص ــادي‪ ،‬وال يتضمن تـقــديــم املـســاعــدة‬ ‫املالية أو التأييد من قبل املجلس التنفيذي‬ ‫للصندوق‪.‬‬ ‫وم ـ ــن ج ــان ـب ــه‪ ،‬أوضـ ـ ــح االقـ ـتـ ـص ــادي مـحـمــد‬

‫البضائع المستوردة‬ ‫تهدّ د أسواق‬ ‫العراق (زايد العبيدي‪/‬‬ ‫فرانس برس)‬

‫تـســويــق الـبـضــائــع يعني التسليم بضغوط‬ ‫سياسية لبيع املصانع العراقية ملستثمرين‬ ‫أجانب»‪ .‬فيما يؤكد عضو اتحاد الصناعيني‬ ‫العراقيني هيثم عبد الله املالكي‪ ،‬أن العراقيني‬ ‫يمكن أن يعيدوا اإلنتاج ملصانعهم لو رفعت‬ ‫سطوة املستوردين عنهم‪ .‬ويضيف املالكي‬ ‫ل ــ«ال ـع ــرب ــي ال ـج ــدي ــد»‪ :‬لــدي ـنــا املـ ـ ــواد األول ـي ــة‬ ‫لـكــل ش ــيء‪ ،‬إال أن الـبـعــض يـسـتـهــدف تدمير‬ ‫القطاعات اإلنتاجية‪ ،‬وال سيما الزراعة‪ ،‬التي‬ ‫توفر مدخالت الصناعات الغذائية‪.‬‬

‫إب ــراهـ ـي ــم أن ه ـن ــاك دي ــون ــا س ـي ــادي ــة لـلـبـنــك‬ ‫وصـ ـن ــدوق ال ـن ـقــد ال ــدول ـي ــن وب ـن ــك الـتـنـمـيــة‬ ‫األفريقي‪ ،‬ال تخفض وال تعفى‪ ،‬وهناك ديون‬ ‫تخص الدائنني الكبار (الــدول السبع) وهذه‬ ‫ُ‬ ‫تعالج في نادي باريس‪ ،‬باإلضافة إلى ديون‬ ‫الصني وغيرها‪ .‬وأضــاف إبراهيم لـ«العربي‬ ‫ال ـجــديــد» نـحــن لــأســف الـشــديــد نـضـ ّـيــع في‬ ‫وقت وفرص‪.‬‬ ‫ورغم الشكوك السائدة حول حجم مديونية‬ ‫ال ـس ــودان الـخــارجـيــة‪ ،‬إال أن تـقــريــر صـنــدوق‬ ‫النقد قال إنها ‪ 51‬مليار دوالر‪ ،‬منها ‪ 32‬مليار‬ ‫دوالر فوائد متراكمة وجزائية بسبب التأخر‬ ‫ف ــي ال ـ ـسـ ــداد‪ .‬ويـ ـق ــول ال ـخ ـب ـيــر االق ـت ـص ــادي‬ ‫محمد الجاك‪ ،‬لـ«العربي الجديد»‪ ،‬إن الحلول‬ ‫املتوقعة ملشكلة الديون الخارجية تكمن في‬ ‫اعتماد الحكومة على سياسة مرنة وشفافة‬ ‫مع املجتمع الــدولــي‪ ،‬خاصة صندوق النقد‪،‬‬ ‫عبر إقرار جدولة للسداد أو تنفيذ سياسات‬ ‫إصالحية‪.‬‬ ‫ويضيف أن ‪ %60‬من الديون الخارجية عبارة‬ ‫عــن تــراكــم لـلـفــوائــد‪ ،‬لــذلــك الب ــد مــن التعامل‬ ‫بحكمة من أجل عدم مضاعفة الديون‪.‬‬ ‫وعقب إطــاحــة البشير بسبب االحتجاجات‬ ‫الـ ـشـ ـعـ ـبـ ـي ــة‪ ،‬انـ ــدف ـ ـعـ ــت ك ـ ــل م ـ ــن الـ ـسـ ـع ــودي ــة‬ ‫واإلمــارات لتقديم مساعدات مالية للمجلس‬ ‫ال ـع ـس ـك ــري‪ .‬وي ـ ــري االقـ ـتـ ـص ــادي ع ـ ــادل عبد‬ ‫املـنـعــم‪ ،‬فــي حــديـثــه ل ــ«ال ـعــربــي ال ـجــديــد»‪ ،‬أن‬ ‫الــودي ـعــة املـقــدمــة مــن اإلم ـ ــارات والـسـعــوديــة‬ ‫تمنح ال ـبــاد اس ـت ـقــرارا لـفـتــرة أرب ـعــة شهور‬ ‫ف ـقــط‪ ،‬بـسـبــب وج ــود عـجــز كـبـيــر فــي امل ـيــزان‬ ‫التجاري يبلغ ‪ 6‬مليارات دوالر‪.‬‬ ‫ودع ــا إلــى ض ــرورة تغيير سـيــاســات النظام‬ ‫السابق االقتصادية‪ ،‬بغرض االستفادة من‬ ‫الدعم الــذي يأتي من الخارج‪ ،‬حتى ال يكون‬ ‫االقتصاد استهالكيا‪ ،‬مطالبًا بضرورة زيادة‬ ‫اإلنتاج وإحالل الواردات وتحويل االقتصاد‬ ‫الي إنتاجي‪.‬‬ ‫ول ـك ــن االقـ ـتـ ـص ــادي ن ــاج ــي م ـص ـط ـفــي ي ــرى‪،‬‬ ‫فــي حديثه لـ«العربي الـجــديــد»‪ ،‬أن الوديعة‬ ‫ال ـخ ـل ـي ـج ـيــة لـ ــن يـ ـك ــون ل ـه ــا أث ـ ــر ع ـل ــى سـعــر‬ ‫الصرف أو األوضاع املعيشية‪ ،‬ولكنها تحفظ‬ ‫االسـتـقــرار على املـسـتــوى السياسي الــراهــن‬ ‫من دون أن تنعكس إيجابًا على املواطن‪.‬‬ ‫وقال إن حل األزمة املالية يتوقف على سداد‬ ‫ّ‬ ‫مشددًا‬ ‫مديونية صندوق والبنك الدوليني‪،‬‬ ‫ع ـل ــى أه ـم ـي ــة الـ ـت ــواف ــق ال ـس ـي ــاس ــي ف ــي ه ــذه‬ ‫املرحلة‪ ،‬وسرعة االنتقال إلى حكومة مدنية‬ ‫ملواجهة األزم ــات االقتصادية الخانقة التي‬ ‫تعاني منها البالد‪.‬‬ ‫وح ـ ّـرك انـفـصــال جـنــوب ال ـســودان عــام ‪2011‬‬

‫م ـل ــف الـ ــديـ ــون‪ ،‬وب ـ ـ ـ ّـدأت اج ـت ـم ــاع ــات مـكـثـفــة‬ ‫ب ـشــأن ـهــا‪ ،‬إل ــى أن وق ـع ــت ح ـكــومــة ال ـس ــودان‬ ‫ودول ـ ـ ــة ج ـن ــوب ال ـ ـسـ ــودان عـ ــام ‪ ،2013‬عـلــى‬ ‫ات ـف ــاق ن ـ ّـص ع ـلــى خ ـيــاريــن إلع ـف ــاء ال ــدي ــون‪:‬‬ ‫األول ُعـ ــرف بــال ـخ ـيــار ال ـص ـف ــري‪ ،‬ب ــأن تقبل‬ ‫ّ‬ ‫بتحمل الديون لعامني‪،‬‬ ‫الدولة األم السودان‬ ‫يتم خاللهما االتـصــال بــالــدائـنــن‪ ،‬وتكثيف‬ ‫الجهود مع املجتمع الدولي إلقرار اإلعفاء‪.‬‬ ‫الـخـيــار الـثــانــي يـتــم اعـتـمــاده فــي ح ــال فشل‬ ‫األول‪ ،‬بــأن يتم تقاسم الــديــون بــن البلدين‪،‬‬ ‫وفق معايير متعددة‪ ،‬من بينها عدد السكان‪.‬‬ ‫إال أن كل هذه االقتراحات واالتفاقات لم تصل‬ ‫إلــى نتيجة حتى اآلن‪ ،‬بــالــرغــم مــن استيفاء‬ ‫الخرطوم كل الشروط املطلوبة لإلعفاء‪.‬‬ ‫تفاقم‬ ‫األوضاع‬ ‫المعيشية‬ ‫للمواطنين‬ ‫(‪)Getty‬‬

‫كشف مسؤول نقابي بالغزل والنسيج في‬ ‫مصر‪ ،‬لـ«العربي الجديد»‪ ،‬أن هناك اتجاهًا‬ ‫لتصفية وبيع ما يقرب من ‪ %70‬من مصانع‬ ‫الغزل والنسيج بنهاية العام الجاري ‪،2019‬‬ ‫امل ـ ــوج ـ ــودة ب ـم ـن ـط ـق ـتــي «املـ ـحـ ـل ــة ال ـك ـب ــرى»‬ ‫بمحافظة الغربية و«شبرا الخيمة» التابعة‬ ‫ملحافظة القليوبية (شمال)‪ ،‬وطرح أراضي‬ ‫ت ـل ــك املـ ـن ــاط ــق ل ـل ـب ـي ــع‪ ،‬إلق ــام ــة م ـش ــروع ــات‬ ‫استثمارية خاصة من بينها أبــراج سكنية‬ ‫وم ـس ـت ـش ـف ـيــات وم ـ ـ ـ ــدارس ت ــاب ـع ــة لـلـقـطــاع‬ ‫الـخــاص‪ ،‬مــا يتسبب فــي تشريد اآلالف من‬ ‫العمال‪.‬‬ ‫وأض ـ ـ ــاف امل ـ ـسـ ــؤول ال ـن ـق ــاب ــي‪ ،‬ال ـ ــذي رف ــض‬ ‫الـكـشــف عــن هــويـتــه‪ ،‬أن الـقـطــاع الصناعي‬ ‫في مصر يواصل انهياره‪ ،‬نتيجة القرارات‬ ‫والسياسات الفاشلة‪ ،‬إذ سبق ذلــك تدمير‬ ‫شركات قطاع األسمنت الحكومي لصالح‬ ‫ال ـق ـطــاع ال ـخ ــاص‪ ،‬كـمــا تــوقـفــت ال ـعــديــد من‬ ‫مصانع الحديد والصلب خالل أشهر قليلة‪.‬‬ ‫ولفت إلى أن وزارة قطاع األعمال في مصر‬ ‫سـ ــوف ت ـق ــوم بـتـصـفـيــة م ــا ي ـق ــرب م ــن ‪800‬‬ ‫مصنع غزل ونسيج بمدينة املحلة الكبرى‬ ‫مــن بــن ‪ 1200‬مصنع يعمل فيها مــا يقرب‬

‫تعثر صناعة المالبس (خالد دسوقي‪ /‬فرانس برس)‬

‫مــن نـصــف مـلـيــون عــامــل‪ ،‬ونـفــس األم ــر في‬ ‫مصانع «شـبــرا الخيمة» الـتــي تــدهــور بها‬ ‫ال ـحــال‪ ،‬وانـخـفـضــت أع ــداد ال ــورش إل ــى أقــل‬ ‫ً‬ ‫من ‪ 200‬ورشة بدال من ‪ ،600‬بسبب الديون‬ ‫وارتـ ـف ــاع الـتـكــالـيــف وه ـج ــرة ال ـع ـمــالــة إلــى‬ ‫صناعات أخرى‪ ،‬مشيرًا إلى أن غلق مصانع‬ ‫ال ـن ـس ـيــج ف ــي امل ـح ــاف ـظ ــات امل ـص ــري ــة وب ـيــع‬ ‫معداتها خردة أصبح أمرًا مألوفًا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وقدم أعضاء النقابة العامة للغزل والنسيج‬

‫(أكبر نقابة عمالية في مصر) برئاسة عبد‬ ‫الـفـتــاح إبــراهـيــم مــذكــرة عاجلة إلــى رئيس‬ ‫ال ـ ـ ــوزراء مـصـطـفــى مــدبــولــي ووزي ـ ــر قـطــاع‬ ‫األع ـمــال هـشــام تــوفـيــق‪ ،‬مــؤخ ـرًا‪ ،‬للمطالبة‬ ‫بإنقاذ قطاع الـغــزل والنسيج بعدما دخل‬ ‫«نفقًا مظلمًا» مليئًا بالكثير من التحديات‪،‬‬ ‫من بينها تهالك املعدات وعدم قدرة املصانع‬ ‫على تحديث اآلالت وصعوبة تدبير قطع‬ ‫الغيار نتيجة تراكم الديون‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫مشكالت التعثر ونـقــص السيولة وزي ــادة‬ ‫أسـعــار الـخــامــات‪ ،‬وهــو مــا أدى إلــى ضعف‬ ‫القدرة التنافسية أمام املنتجات املستوردة‬ ‫من الخارج‪.‬‬ ‫وأملـ ـ ـ ـ ــح الـ ــرئ ـ ـيـ ــس امل ـ ـ ـصـ ـ ــري ع ـ ـبـ ــد الـ ـفـ ـت ــاح‬ ‫السيسي في كلمته بمناسبة عيد العمال‪،‬‬ ‫ي ـ ـ ــوم الـ ـ ـث ـ ــاث ـ ــاء املـ ـ ــاضـ ـ ــي‪ ،‬إل ـ ـ ــى اسـ ـتـ ـم ــرار‬ ‫عمليات بيع شــركــات قـطــاع األعـمــال العام‬ ‫لخسائرها املـتــراكـمــة‪ ،‬ومــواصـلــة إج ــراءات‬ ‫ب ــرن ــام ــج اإلصـ ـ ـ ــاح االق ـ ـت ـ ـصـ ــادي‪ ،‬م ـش ـي ـدًا‬ ‫بـ ـن ــزول امل ـص ــري ــن ف ــي االس ـت ـف ـت ــاء األخ ـيــر‬ ‫عـلــى ال ـت ـعــديــات الــدس ـتــوريــة (ت ـه ــدف إلــى‬ ‫استمراره في الحكم حتى عام ‪ ،)2030‬سواء‬ ‫ممن صــوتــوا باملوافقة على التعديالت أو‬ ‫رف ـض ـهــا‪ ،‬بــاعـتـبــار أن امل ـشــاركــة اإليـجــابـيــة‬ ‫أسكتت أصوات املنتقدين في الخارج‪.‬‬

‫حصر أصول النقابات واالتحادات المهنية‬ ‫وجه مسجل عام تنظيمات العمل‪ ،‬املستشار العام السوداني عوض‬ ‫جعفر محمد‪ ،‬بحصر أصول النقابات واالتحادات املهنية واالتحاد‬ ‫الـعــام ألصـحــاب العمل‪ ،‬عقب قــرار تجميد أنشطتها‪ ،‬حسب وكالة‬ ‫األنباء السودانية (سونا)‪ .‬وتشمل عملية الحصر األصول العقارية‬ ‫واملنقولة والـشــركــات والـشــراكــات والصناديق االجتماعية وغيرها‬ ‫بجانب حصر األسهم والصكوك في البنوك والشركات والحسابات‬ ‫ف ــي امل ـص ــارف وح ــرك ــة ال ـح ـســاب م ــن ب ــداي ــة شـهــر إب ــري ــل‪ /‬نـيـســان‬ ‫املاضي‪ ،‬باإلضافة إلى حصر العقود وااللتزامات والحقوق لدى الغير‬

‫واملعامالت التجارية ومستحقات املنظمات الدولية واإلقليمية بجانب‬ ‫املوظفني والعاملني‪ .‬ووجــه املسجل العام بعدم التصرف بــأي طرق‬ ‫ناقلة للملكية خالل هذه الفترة لحني انعقاد الجمعيات العمومية‪ ،‬على‬ ‫أال يوثر القرار على التزامات االتحاد تجاه الغير والنواحي االجتماعية‬ ‫والتكافلية واإلنسانية ملنسوبي النقابات واالتحادات‪.‬‬ ‫واتـخــذ املجلس العسكري عــدة ق ــرارات ملالحقة متورطني بقضايا‬ ‫فساد وإهــدار املال العام عقب إطاحة الرئيس السابق عمر البشير‪،‬‬ ‫منها الحجز على عقارات مملوكة ملسؤولني بالحكومة السابقة‪.‬‬


‫‪12‬‬

‫اقتصاد‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫رؤية‬

‫مال وسياسة‬ ‫قال األمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو إنه من المستحيل‬ ‫استبعاد النفط اإليراني من األسواق العالمية‪ ،‬وشددت طهران على‬ ‫أن كل من يستخدم النفط كأداة سياسية عليه أن يتقبل عواقب ذلك‬

‫أوبك تؤكد‬ ‫استحالة الحظر‬ ‫الكامل للنفط‬ ‫اإليراني (‪)Geety‬‬

‫أول يوم حظر‬ ‫للنفط اإليراني‬

‫لندن ـ العربي الجديد‬

‫كـ ـ ـ ــان أبـ ـ ـ ـ ــرز مـ ـلـ ـم ــح فـ ـ ــي أسـ ـ ـ ــواق‬ ‫النفط أمــس‪ ،‬عقب دخــول الحظر‬ ‫األم ـي ــرك ــي ع ـلــى ال ـن ـفــط اإلي ــران ــي‬ ‫حيز التنفيذ‪ ،‬هو اإلنتاج القياسي من الخام‬ ‫األم ـيــركــي لـتـعــويــض أي نـقــص مـتــوقــع في‬ ‫األس ــواق الـعــاملـيــة‪ ،‬وهــو مــا أدى إلــى تراجع‬ ‫األسعار رغــم تصفير اإلنتاج اإليــرانــي‪ ،‬كما‬ ‫كان من الالفت أيضًا سعي منظمة أوبك إلى‬ ‫الوقوف على الحياد في النزاع املحتدم بني‬ ‫واشنطن وطـهــران‪ ،‬رغــم تأكيد األمــن العام‬ ‫للمنظمة أم ــس اسـتـحــالــة اسـتـبـعــاد النفط‬ ‫اإليــرانــي مــن األسـ ــواق‪ ،‬ولـفــت نظر األس ــواق‬ ‫أمــس أيـضــا تجاهل روسـيــا الـضـغــوط التي‬ ‫يمارسها الرئيس األميركي دونــالــد ترامب‬

‫‪13‬‬

‫عبد الحافظ الصاوي‬

‫أنقرة تطالب واشنطن‬ ‫بإعادة النظر في قرار‬ ‫تصفير النفط اإليراني‬

‫توتر في األسواق‬ ‫وإنتاج قياسي‬ ‫ألميركا وروسيا‬ ‫تتجاهل‬

‫على كبار املنتجني لزيادة اإلنتاج وتعويض‬ ‫حـصــة إيـ ــران‪ ،‬لـكــن فــي املـقــابــل‪ ،‬س ــاد أس ــواق‬ ‫ال ـن ـفــط ال ـق ـلــق وظـ ــل ي ـشــوب ـهــا ال ـت ــوت ــر عقب‬ ‫انقضاء اإلع ـفــاءات املمنوحة مــن العقوبات‬

‫الهند مستعدة الحتواء العقوبات‬

‫قال رافيش كومار‪ ،‬المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية‪ ،‬خالل‬ ‫مؤتمر صحافي‪ ،‬أمس الخميس‪ ،‬إن الهند مستعدة للتعامل مع أثر‬ ‫العقوبات األميركية المفروضة‬ ‫على إيــران‪ ،‬وإنها ستحصل على‬ ‫إمدادات إضافية من دول أخرى‬ ‫منتجة للنفط لتعويض فقد‬ ‫الخام اإليــرانــي‪ .‬وتعد الهند أكبر‬ ‫مشتر للنفط اإليراني بعد الصين‪.‬‬ ‫لكن نيودلهي أوقفت شراء الخام‬ ‫من إيران بدءا من مايو‪ /‬أيار بعدما‬ ‫أنهت الواليات المتحدة إعفاءات‬ ‫استمرت ستة أشهر‪.‬‬

‫األم ـ ـيـ ــرك ـ ـيـ ــة عـ ـل ــى إي ـ ـ ـ ـ ــران وت ـ ـفـ ــاقـ ــم األزم ـ ـ ــة‬ ‫الـسـيــاسـيــة فــي ف ـنــزويــا واس ـت ـمــرار خفض‬ ‫معروض أوبــك‪ .‬وفــي أول رد فعل من الــدول‬ ‫املستوردة على الحظر األميركي‪ ،‬قال وزير‬ ‫الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن‬ ‫بــاده ال تستطيع تنويع وارداتـهــا النفطية‬ ‫بسهولة‪ ،‬وذلــك بعد انتهاء اإلعـفــاءات التي‬ ‫مـنـحـتـهــا أم ـيــركــا م ــن ق ـبــل ع ـلــى مـشـتــريــات‬ ‫الخام من إيران‪.‬‬ ‫وقال جاويش أوغلو خالل مؤتمر صحافي‬ ‫إن مصافي التكرير التركية ال يناسبها نفط‬ ‫الــدول األخــرى‪ ،‬مضيفا أن على واشنطن أن‬ ‫تعيد النظر في قراراتها في هذا الصدد‪.‬‬ ‫وتعد إيــران من أكبر مــوردي النفط لتركيا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الـ ـت ــي تـ ـك ــاد ت ـع ـت ـمــد اعـ ـتـ ـم ــادًا كـ ــامـ ــا عـلــى‬ ‫الواردات لتلبية حاجاتها من الطاقة‪.‬‬ ‫ودخل قرار واشنطن عدم تجديد اإلعفاءات‬ ‫املمنوحة للدول التي تشتري النفط اإليراني‬ ‫حيز التنفيذ‪ ،‬يوم الخميس‪ ،‬في إطار تشديد‬ ‫ال ـع ـقــوبــات األم ـيــرك ـيــة عـلــى ط ـه ــران‪ ،‬بسبب‬ ‫بــرنــام ـج ـهــا الـ ـن ــووي وتــدخ ـل ـهــا ف ــي ش ــؤون‬ ‫دول املنطقة‪ .‬وطالبت أميركا مشتري النفط‬ ‫اإلي ــران ــي بــوقــف واردات ـه ــم مـنــه اع ـت ـبــارًا من‬ ‫أمس مايو‪ /‬أيار أو مواجهة عقوبات‪ ،‬منهية‬ ‫بذلك إعفاءات استمرت ستة أشهر سمحت‬ ‫ألكبر ثمانية مشترين لنفط إيران‪ ،‬ومعظمهم‬ ‫في آسيا‪ ،‬باستيراد كميات محدودة‪ .‬وعلى‬

‫مستوى األسـعــار فقد عمقت أسـعــار النفط‬ ‫خـســائــرهــا خ ــال ت ـ ــداوالت الـخـمـيــس بفعل‬ ‫ارت ـف ــاع اإلن ـت ــاج األم ـيــركــي ال ــذي تـسـبــب في‬ ‫تعزيز مخزونات الخام العاملية‪.‬‬ ‫وانـخـفـضــت الـعـقــود اآلج ـلــة لـخــام نايمكس‬ ‫األميركي تسليم يونيو بنسبة ‪ %1.07‬إلى‬ ‫‪ 62.92‬دوالرًا لـلـبــرمـيــل‪ ،‬وتــراج ـعــت العقود‬

‫اآلجـلــة لخام برنت القياسي تسليم يوليو‬ ‫بنسبة ‪ %0.96‬إلى ‪ 71.49‬دوالرًا للبرميل‪ ،‬في‬ ‫منتصف تـعــامــات أم ــس‪ .‬وتــأمــل الــواليــات‬ ‫امل ـت ـحــدة أن يــوفــر إن ـت ــاج الـنـفــط األم ـيــركــي‪،‬‬ ‫الذي وصل إلى أعلى مستوياته في التاريخ‪،‬‬ ‫حــاجــة األسـ ــواق مــن الـنـفــط‪ ،‬بحيث يحافظ‬ ‫على سعره منخفضا‪ ،‬كما يــواصــل دونالد‬

‫«الفيدرالي» يحذر من انخفاض التضخم‬ ‫تباطؤ إنفاق األسر‬ ‫واإلنفاق الرأسمالي‬ ‫للشركات أبرز العالمات‬ ‫المقلقة في مؤشرات‬ ‫االقتصاد خالل الربع األول‬ ‫واشنطن ـ شريف عثمان‬

‫وول ستريت تغلق على انخفاض عقب قرار المركزي األميركي (‪)Geety‬‬

‫كما كان متوقعًا على نطاق واسع‪ ،‬قرر مجلس‬ ‫االحتياط الفيدرالي (البنك املركزي األميركي)‬ ‫تثبيت الفائدة على الدوالر عند مستوياتها‪،‬‬ ‫بني ‪ %2.25‬و‪ ،%2.50‬مشيرًا إلى وجود بعض‬ ‫العالمات املقلقة في مؤشرات االقتصاد خالل‬ ‫الربع األول من العام الحالي‪ ،‬ومنها تباطؤ‬ ‫إنفاق األسر واإلنفاق الرأسمالي للشركات‪.‬‬ ‫وف ـ ــي بـ ـي ــان ل ـل ـب ـنــك ب ـع ــد اإلعـ ـ ــان ع ــن ق ـ ــراره‬ ‫األربعاء‪ّ ،‬‬ ‫عبر مسؤولو لجنة السوق املفتوحة‬ ‫الفيدرالية بالبنك عن اهتمامهم بمعدل النمو‬ ‫ال ــذي ف ــاق الـتــوقـعــات خ ــال الـشـهــور الـثــاثــة‬ ‫األولى من العام‪ ،‬إال أنهم حذروا من التأثيرات‬ ‫الـسـلـبـيــة الس ـت ـمــرار ت ــراج ــع م ـعــدل التضخم‬ ‫األساسي في الفترة األخيرة‪.‬‬ ‫وأع ـل ـنــت وزارة ال ـت ـجــارة األمـيــركـيــة الجمعة‬ ‫ً‬ ‫املاضي أن االقتصاد حقق معدال للنمو يفوق‬ ‫ك ــل ال ـتــوق ـعــات خ ــال ال ــرب ــع األول م ــن ‪،2019‬‬ ‫ً‬ ‫مسجال ‪ %3.2‬سنويًا‪ .‬واعتبر خبراء‪ ،‬ومنهم‬ ‫االقتصادي املصري األميركي محمد العريان‬ ‫أن األرق ـ ـ ـ ــام‪ ،‬ب ــاإلض ــاف ــة إلـ ــى شـ ــدة االنـ ـح ــدار‬ ‫الطبيعي مليل منحنى العائد على السندات‬ ‫األميركية‪ ،‬تشير إلــى استبعاد حــدوث ركود‬ ‫قــرب نهاية ال ـعــام‪ ،‬كما كــانــت الـتــوقـعــات قبل‬ ‫فـتــرة‪ .‬لكن ظـهــور بعض البيانات أخـيـرًا أكد‬ ‫أن معدل التضخم األســاســي‪ ،‬الــذي يستبعد‬ ‫أسـعــار الـطـعــام والـطــاقــة املـتــذبــذبــة‪ ،‬انخفض‬ ‫عن مستواه املستهدف للبنك الفيدرالي‪ ،‬وهو‬

‫سيناريوهات تركية تجاه‬ ‫حظر النفط اإليراني‬

‫تــرامــب ضـغــوطــه عـلــى ك ـبــار املـنـتـجــن وفــي‬ ‫م ـقــدم ـت ـهــم ال ـس ـع ــودي ــة واإلم ـ ـ ـ ـ ــارات ل ــزي ــادة‬ ‫اإلنتاج وتعويض حصة إيران‪ .‬وقالت إدارة‬ ‫مـعـلــومــات الـطــاقــة األمـيــركـيــة إن مـخــزونــات‬ ‫الخام في الواليات املتحدة قفزت ‪ 9.9‬ماليني‬ ‫برميل‪ ،‬األسبوع املاضي‪ ،‬لتصل إلى ‪470.6‬‬ ‫مليون برميل‪ ،‬وهــو أعلى مستوى لها منذ‬

‫سبتمبر‪ /‬أيلول ‪ 2017‬مع نمو الواردات إلى‬ ‫أع ـلــى مـسـتــوى مـنــذ يـنــايــر‪ /‬كــانــون الـثــانــي‬ ‫وتــراجــع مـعــدالت التكرير عــن ‪ 90‬فــي املائة‬ ‫مــن الطاقة اإلجمالية‪ .‬وسجل إنـتــاج الخام‬ ‫في الواليات املتحدة‪ ،‬أكبر منتج للنفط في‬ ‫الـعــالــم‪ ،‬مستوى قياسيًا مرتفعًا عند ‪12.3‬‬ ‫مليون برميل يوميًا األسبوع املاضي‪ .‬وقال‬

‫م ــات س ـم ـيــث‪ ،‬مــديــر ب ـحــوث ال ـس ـلــع األول ـيــة‬ ‫ف ــي شــركــة كـلـيـبــر دات ـ ــا‪« :‬ه ـب ــوط ف ــي نـشــاط‬ ‫التكرير وزيادة في الواردات ساعدا في دفع‬ ‫مخزونات الخام إلــى تسجيل زيــادة كبيرة‬ ‫أخــرى»‪ .‬كذلك قال بنك «ايــه‪.‬ان‪.‬زد»‪ ،‬أمس‪ ،‬إن‬ ‫«أسعار النفط الخام تراجعت تراجعًا حادًا‬ ‫مع ارتفاع املخزونات في الــواليــات املتحدة‬ ‫إلــى أعلى مستوياتها منذ ‪ .»2017‬وأضــاف‬ ‫«يــأتــي ذل ــك مــع دخ ــول املـصــافــي األمـيــركـيــة‬ ‫موسم صيانة الربيع‪ ،‬ما يؤجج املخاوف من‬ ‫أن الطلب على النفط الخام سيكون ضعيفًا‬ ‫وأن املخزونات ستواصل االرتفاع»‪.‬‬ ‫وع ـل ــى م ـس ـتــوى م ــوق ــف مـنـظـمــة أوب ـ ــك قــال‬ ‫أم ـي ـن ـه ــا الـ ـع ــام م ـح ـمــد ب ــارك ـي ـن ــدو إن ـ ــه مــن‬ ‫امل ـس ـت ـح ـيــل اس ـت ـب ـعــاد ال ـن ـفــط اإليـ ــرانـ ــي من‬ ‫األسـ ـ ـ ـ ــواق الـ ـع ــاملـ ـي ــة‪ ،‬وفـ ـق ــا ملـ ــا ن ـق ـل ــه مــوقــع‬ ‫معلومات وزارة النفط اإليرانية شانا أمس‪.‬‬ ‫وأك ــد بــاركـيـنــدو ال ــذي ي ــزور ط ـهــران أن ــه «ال‬ ‫حاجة إلع ــادة هــذا‪ .‬مــن املستحيل استبعاد‬ ‫النفط اإليراني من السوق»‪.‬‬ ‫وأضــاف باركيندو أن املنظمة تحاول فصل‬ ‫النفط عن السياسة‪ ،‬مضيفا «أبلغت زمالئي‬ ‫فــي أوب ــك ب ــأن يـتــركــوا جـ ــوازات سـفــرهــم في‬ ‫املنزل عند حضورهم إلى هذه املنظمة»‪.‬‬ ‫واتفقت منظمة أوبك ومنتجون آخرون كبار‬ ‫بقيادة روسيا على خفض إنتاج النفط ‪1.2‬‬ ‫مليون برميل يوميا من أول يناير‪ /‬كانون‬ ‫الثاني وملدة ستة أشهر لتحقيق التوازن في‬ ‫السوق‪ .‬ومن املقرر انعقاد االجتماع الشامل‬ ‫املقبل بني أوبك واملنتجني من خارج املنظمة‬ ‫في فيينا في نهاية يونيو‪ /‬حزيران‪.‬‬ ‫وفي إيران قال وزير النفط بيجن زنغنه‪ ،‬يوم‬ ‫األربـعــاء‪ ،‬إن كل من يستخدم النفط سالحًا‬ ‫يجلب املوت واالنهيار ملنظمة أوبك‪ .‬وأضاف‬ ‫فــي كلمة ألقاها بمؤتمر للنفط والـغــاز في‬ ‫طهران أن «أولئك الذين يستخدمون النفط‬ ‫ســاحــا ض ــد ع ـضــويــن مــؤس ـســن ف ــي أوب ــك‬ ‫إن ـمــا يــزع ــزعــون وحـ ــدة املـنـظـمــة ويـجـلـبــون‬ ‫املوت واالنهيار ألوبك‪ ،‬ومسؤولية ذلك تقع‬ ‫عـلــى عــاتـقـهــم»‪ ،‬مــؤكــدا أن كــل مــن يستخدم‬ ‫النفط كأداة سياسية عليه أن يتقبل عواقب‬ ‫ذلــك‪ .‬وفي روسيا قال وزيــر الطاقة الروسي‬ ‫ألكسندر نــوفــاك‪ ،‬أم ــس‪ ،‬إن روسـيــا ستبقي‬ ‫إنتاجها النفطي فــي مــايــو‪ /‬أي ــار منسجمًا‬ ‫مع االتفاق العاملي لخفض اإلنتاج‪ .‬وأضاف‬ ‫فــي ب ـيــان‪ ،‬أن روس ـيــا خفضت إن ـتــاج النفط‬ ‫‪ 213‬ألـ ــف بــرم ـيــل يــوم ـيــا ف ــي امل ـت ــوس ــط في‬ ‫إبـ ــريـ ــل‪ /‬ن ـي ـس ــان ع ــن م ـس ـت ــوي ــات أك ـت ــوب ــر‪/‬‬ ‫تشرين األول ‪ ،2018‬لكن باستبعاد مشاريع‬ ‫ات ـف ــاق ـي ــات ت ـق ــاس ــم اإلن ـ ـتـ ــاج م ــع ال ـش ــرك ــات‬ ‫األجنبية‪ ،‬وبحساب تلك املـشــاريــع‪ ،‬يصبح‬ ‫مقدار الخفض ‪ 197‬ألف برميل يوميًا‪.‬‬

‫رفض مرشح ترامب لمجلس االحتياطي‬ ‫‪ ،%2‬األمر الذي اعتبره مسؤولو البنك مهددًا‬ ‫للنمو االقتصادي في حال استمراره‪.‬‬ ‫وأظـهــرت بيانات حكومية حديثة انخفاض‬ ‫معدل التضخم األساسي السنوي إلى ‪%1.6‬‬ ‫فـقــط فــي مـ ــارس‪ ،‬بـعــد أن ك ــان ‪ %2‬فــي نهاية‬ ‫‪ .2018‬وانـخـفــض أيـضــا مــؤشــر أسـعــار إنفاق‬ ‫األف ــراد االستهالكي‪ ،‬أحــد مــؤشــرات التضخم‬ ‫اإلجمالي‪ ،‬خالل الربع األول ليصل إلى ‪،%0.6‬‬ ‫بعد أن كان ‪ %1.5‬في الربع السابق‪.‬‬ ‫وفي مؤتمر صحافي في أعقاب إعــان البنك‬ ‫قــراره تثبيت مـعــدالت الـفــائــدة‪ ،‬قــال جيرومي‬ ‫بــاول‪ ،‬رئيس البنك الفيدرالي‪ ،‬إن «مسؤولي‬ ‫الـبـنــك يـشـتـبـهــون فــي أن االن ـخ ـفــاض األخـيــر‬ ‫للتضخم من املرجح أن يكون عابرًا‪ ،‬ولو ثبت‬ ‫ع ــدم صـحــة ه ــذه ال ـن ـظــرة‪ ،‬واس ـت ـمــر الضعف‬ ‫األخـيــر فــي ضـغــوط األس ـعــار (أي التضخم)‪،‬‬ ‫فهذا سيكون شيئًا نشعر بالقلق إزاءه»‪.‬‬ ‫وأظ ـه ــر ال ـع ــري ــان‪ ،‬ف ــي ت ـغ ــري ــدة ع ـلــى تــويـتــر‪،‬‬ ‫تـعــاطـفــه م ــع رئ ـيــس ال ـب ـنــك‪ ،‬مـعـتـبـرًا أن كلمة‬ ‫«ع ــاب ـرًا» هــي الـتــي أرب ـكــت األسـ ــواق فــي بيان‬ ‫بــاول‪ ،‬وتسببت في تحويله من «غير مؤثر»‬ ‫إل ــى «م ـح ــرك ل ــأس ــواق ب ـص ــورة مـلـحــوظــة»‪.‬‬ ‫واعـتـبــر املـسـتـثـمــرون أن الكلمة تعني توقع‬ ‫الفيدرالي ارتفاع معدل التضخم الحقًا‪ ،‬وهو‬ ‫ما يضعف فــرص تخفيض معدالت الفائدة‪،‬‬ ‫وربما يــؤدي إلى زيادتها‪ ،‬األمــر الــذي تسبب‬ ‫فـ ــي إح ـ ـ ـ ــداث بـ ـع ــض الـ ـخـ ـس ــائ ــر فـ ــي األسـ ـه ــم‬ ‫األميركية بعد سماع البيان‪.‬‬ ‫وشـ ـب ــه ب ـ ــاول انـ ـخـ ـف ــاض ال ـت ـض ـخ ــم ال ـح ــال ــي‬ ‫بانخفاضه املؤقت في أوائل ‪ ،2017‬مشيرًا إلى‬

‫ارتباك في األسواق‬ ‫عقب تثبيت سعر الفائدة‬ ‫على الدوالر‬

‫انـخـفــاض أسـعــار الـخــدمــات املــالـيــة واملــابــس‬ ‫أخيرًا‪ ،‬في إشارة إلى استبعاد استمراره‪ .‬لكن‬ ‫مركز األبحاث الشهير كابيتال ايكونوميكس‬ ‫يرى أن انخفاض التضخم أوائل العام املاضي‬ ‫كان بفعل انخفاض أسعار خدمات الهواتف‬ ‫املحمولة في لحظة معينة‪ ،‬وهو ما حال دون‬ ‫اس ـت ـمــراره بـعــدهــا‪« .‬أم ــا انـخـفــاض التضخم‬ ‫الحالي‪ ،‬فيرجع إلى انخفاض تكلفة الخدمات‪،‬‬ ‫بفعل تراجع نمو تكلفة وحدة العمل» بحسب‬ ‫كابيتال ايكونوميكس‪ .‬ويقول بول أشوارث‪،‬‬ ‫كبير االقـتـصــاديــن املختصني بأميركا‪« :‬لو‬ ‫ص ـح ــت ت ــوق ـع ــات ـن ــا‪ ،‬واس ـت ـم ــر ض ـع ــف م ـعــدل‬ ‫التضخم األســاســي‪ ،‬سيجد مـســؤولــو البنك‬ ‫الـفـيــدرالــي أنـفـسـهــم مـجـبــريــن عـلــى تخفيض‬ ‫معدالت الفائدة»‪.‬‬ ‫وانتقد ريك رييدار‪ ،‬العضو املنتدب ومسؤول‬ ‫االس ـت ـث ـمــار ال ـعــاملــي ألدوات ال ــدخ ــل ال ـثــابــت‪،‬‬ ‫بشركة إدارة االستثمار الشهيرة بــاك روك‬ ‫تــرك ـيــز ال ـف ـيــدرالــي اه ـت ـمــامــه ع ـلــى الـتـضـخــم‪،‬‬ ‫معتبرًا أن الـطــريـقــة الـتــي يـتـنــاول بـهــا البنك‬ ‫مـ ــوضـ ــوع ال ـت ـض ـخ ــم «م ـ ــن ش ــأن ـه ــا أن تــؤثــر‬ ‫ف ــي األس ـ ـ ـ ــواق»‪ .‬وقـ ــال ريـ ـي ــدار إن ــه ال يعتقد‬ ‫أن الـتـضـخــم ال ت ــزال لــه ال ــدالل ــة نفسها التي‬ ‫ك ــان ــت م ــن ق ـب ــل‪ ،‬م ـض ـي ـفــا‪« :‬ن ـح ــن ن ـع ـيــش في‬ ‫بيئة تنخفض فيها أسعار السلع األساسية‬ ‫بسبب التقدم التكنولوجي والعوملة»‪ .‬ونصح‬ ‫البنك الفيدرالي بالتركيز على الناتج املحلي‬ ‫ً‬ ‫اإلج ـم ــال ــي بـ ــدال م ــن الـتـضـخــم «ط ــامل ــا ارت ـفــع‬ ‫معدل النمو فــوق معدل التضخم‪ ،‬فال حاجة‬ ‫ل ــدف ــع ال ـت ـض ـخــم إلـ ــى أعـ ـل ــى»‪ .‬ومـ ــع اس ـت ـمــرار‬ ‫الرئيس األميركي دونالد ترامب في ممارسة‬ ‫ض ـغــوطــه ع ـلــى ال ـب ـنــك ال ـف ـيــدرالــي لتخفيض‬ ‫مـعــدالت الـفــائــدة‪ ،‬توقع البعض أن يظهر في‬ ‫بـيــان الـبـنــك األرب ـع ــاء ًأي إشـ ــارات لتخفيض‬ ‫معدالت الفائدة‪ ،‬خاصة أن االجتماعات‪ ،‬التي‬ ‫اس ـتـمــرت عـلــى م ــدار يــومــن‪ ،‬أت ــت فــي أعـقــاب‬ ‫تعليقات في هذا االتجاه من بعض املشاركني‬ ‫في وضع السياسة النقدية في واشنطن‪.‬‬

‫واشنطن ـ العربي الجديد‬

‫أع ـل ــن عـ ــدد م ــن األع ـ ـضـ ــاء ال ـج ـم ـه ــوري ّــن فــي‬ ‫األميركي‪ ،‬األربـعــاء‪ ،‬أنهم لن‬ ‫مجلس الشيوخ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يصوتوا‪ ،‬على األرجح‪ ،‬ملرشح الرئيس دونالد‬ ‫ترامب لعضوية مجلس محافظي االحتياطي‬ ‫الـفـيــدرالــي‪ ،‬ستيفن م ــور‪ ،‬بسبب تصريحات‬ ‫أدلى بها قبل سنوات واعتبرت عنصرية ضد‬ ‫مما ّ‬ ‫النساء‪ّ ،‬‬ ‫يهدد بإسقاط هذا الترشيح‪.‬‬ ‫ومور‪ ،‬البالغ من العمر ‪ 59‬عاما‪ ،‬ناقد سياسي‬ ‫محافظ‪ ،‬عمل مستشارًا لترامب خالل حملته‬ ‫االنـتـخــابـيــة‪ ،‬وداف ــع عـنــه م ــرارًا عـلــى شــاشــات‬ ‫التلفزة‪.‬‬ ‫ومـنــذ تــرشـيـحــه لـعـضــويــة مجلس محافظي‬ ‫املـ ـص ــرف املـ ــركـ ــزي األمـ ـي ــرك ــي‪ ،‬ط ــاول ــت م ــور‬ ‫ّ‬ ‫اتهامات على خلفية مقاالت سابقة له‪ ،‬خاصة‬ ‫ّ‬ ‫وتعرض «ترامب» لضغوط‬ ‫مواقفه من النساء‪.‬‬ ‫ش ــدي ــدة ب ـع ــد ت ــرش ـي ــح «م ـ ــور» ذي الـخـلـفـيــة‬ ‫السياسية املوالية له‪ ،‬لشغل منصب في البنك‬

‫املركزي‪ .‬وقال كبير مستشاري البيت األبيض‪،‬‬ ‫الري كودلو‪ ،‬يوم ‪ 29‬إبريل املاضي‪ ،‬إن ترامب‬ ‫ال ي ــزال يــدعــم ترشيح ستيفن مــور لعضوية‬ ‫مجلس محافظي االحتياطي الفيدرالي‪ ،‬رغم‬ ‫االن ـت ـق ــادات املـحـيـطــة ب ــه‪ .‬وأضـ ــاف كــودلــو أن‬ ‫الـبـيــت األب ـي ــض ال يـ ــزال يـقــف خـلــف تــرشـيــح‬ ‫مــور‪ ،‬وال توجد أي تغييرات بإلغاء الدعم أو‬ ‫ترشيح شخصية أخرى‪ .‬ومجلس االحتياطي‬ ‫ال ـف ـي ــدرال ــي ه ــو ال ـه ـي ـئــة اإلداري ـ ـ ــة الــرئـيـسـيــة‬ ‫ل ـن ـظــام االح ـت ـيــاطــي ال ـف ـي ــدرال ــي‪ .‬وه ــو مكلف‬ ‫بـ ــاإلشـ ــراف ع ـلــى م ـص ــارف ب ـنــك االح ـت ـيــاطــي‬

‫مور متهم بالعنصرية‬ ‫يهدد‬ ‫مما‬ ‫ّ‬ ‫ضد النساء ّ‬ ‫بإسقاط ترشيحه‬

‫مرشح ترامب لعضوية مجلس محافظي االحتياطي ستيفن مور (‪)Getty‬‬

‫ال ـف ـيــدرالــي‪ ،‬وامل ـســاعــدة فــي تنفيذ السياسة‬ ‫الـنـقــديــة ل ـلــواليــات امل ـت ـحــدة‪ .‬وح ـكــام املجلس‬ ‫ي ـتــم تـعـيـيـنـهــم م ــن ق ـبــل ال ــرئ ـي ــس األم ـيـ ّـركــي‪،‬‬ ‫الشيوخ‪ .‬وكان مور حذر في‬ ‫وبموافقة مجلس ّ‬ ‫كتاباته مــن خطر تلقي النساء روات ــب أعلى‬ ‫من الرجال‪ ،‬معتبرًا أن من شأن ذلك أن يزعزع‬ ‫ّ‬ ‫ح ـيــاة األسـ ـ ــرة‪ ،‬وم ـن ـت ـق ـدًا ب ـش ـ ّـدة ت ــول ــي نـســاء‬ ‫ّ‬ ‫تحكيم مباريات كرة السلة للرجال‪.‬‬ ‫وق ـ ـ ـ ــال خ ـم ـس ــة س ـ ـي ـ ـنـ ــاتـ ــورات جـ ـ ّمـ ـه ــوري ــن‪،‬‬ ‫لــوكــالــة فــرانــس ب ــرس‪ ،‬األربـ ـع ــاء‪ ،‬إن ـهــم يــرون‬ ‫م ـشــاكــل خ ـط ـيــرة ف ــي تــرش ـيــح مـ ــور‪ ،‬ف ــي حني‬ ‫أبــدى سيناتوران آخ ــران‪ ،‬فــي األيــام األخـيــرة‪،‬‬ ‫عالنية قلقهما مــن هــذا الترشيح‪ .‬وصـ ّـرحــت‬ ‫ال ـس ـي ـن ــات ــورة ال ـج ـم ـه ــوري ــة ج ــون ــي إرن ـس ــت‪،‬‬ ‫لفرانس برس «أنا في معسكر الرافضني»‪.‬‬ ‫ويسيطر الجمهوريون على مجلس الشيوخ‬ ‫ّ‬ ‫بــأغـلـبـيــة ‪ 53‬صــوتــا مـقــابــل ‪ ،47‬م ــا يـعـنــي أن‬ ‫ام ـت ـنــاع أرب ـع ــة س ـي ـنــاتــورات جـمـهــوريــن عن‬ ‫التصويت لصالح مور كفيل بإسقاط ترشيحه‬ ‫إذا م ــا ص ـ ّـوت ك ــل األع ـض ــاء الــديـمــوقــراطـيــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املتحدثة باسم البيت األبيض‪،‬‬ ‫ضده‪ .‬وكانت‬ ‫س ــارة س ــان ــدرز‪ ،‬قــالــت‪ ،‬ي ــوم اإلث ـنــن املــاضــي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إن اإلدارة تراجع كتابات مــور املثيرة للجدل‬ ‫وال ـت ــي ي ـعــود بـعـضـهــا لـنـحــو ع ـشــريــن عــامــا‪.‬‬ ‫وقــالــت ســانــدرز للصحافيني «عـنــدمــا يكون‬ ‫ّ‬ ‫لــديـنــا أي جــديــد فــي ه ــذا ال ـشــأن سنبلغكم»‪.‬‬ ‫وأف ــادت‪ ،‬فــي وقــت ســابــق‪ ،‬بــأن اإلدارة تراجع‬ ‫قــرارهــا بشأن ترشيح مــور‪ .‬وكــان مــور أعــرب‬ ‫ّ‬ ‫ع ــن أس ـفــه آلراء أطـلـقـهــا ف ــي امل ــاض ــي‪ ،‬مــؤك ـدًا‬ ‫ّ‬ ‫أن بعضها كــان على سبيل املــزاح‪ .‬وقــال مور‬ ‫لشبكة «إيه بي سي» األميركية «بصراحة‪ ،‬ال‬ ‫بعضًا مما كتبته في املاضي البعيد»‪.‬‬ ‫أذكر ّ‬ ‫وكان مرشح ترامب السابق للمنصب‪ ،‬هرمان‬ ‫كاين‪ ،‬الذي أدار سابقًا سلسلة مطاعم بيتزا‪،‬‬ ‫انسحب‪ ،‬األسبوع املاضي‪ ،‬بعد أن أبدى أعضاء‬ ‫ف ــي مـجـلــس ال ـش ـي ــوخ م ـعــارض ـت ـهــم لتثبيته‬ ‫فــي املنصب‪ ،‬بسبب افـتـقــاده للخبرة الالزمة‬ ‫لـ ــإشـ ــراف ع ـل ــى س ـي ــاس ــة املـ ـص ــرف امل ــرك ــزي‪.‬‬

‫فــي نوفمبر‪/‬تشرين الـثــانــي ‪ ،2018‬استثنت أمـيــركــا ‪ 8‬دول من‬ ‫العقوبات االقتصادية املفروضة على إيران‪ ،‬فيما يخص استيراد‬ ‫النفط‪ ،‬هي الصني‪ ،‬اليابان‪ ،‬الهند‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬اليونان‪ ،‬كوريا الجنوبية‪،‬‬ ‫تايوان‪ ،‬تركيا‪ ،‬وكان املبرر أن من بني هذه الدول ‪ 6‬دول من كبار‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا أن أميركا‬ ‫مستوردي النفط اإليراني‪ .‬إال أن دونالد ترامب أعلن‬ ‫لن تسمح باالستثناءات ً‬ ‫بدءا من ‪ 2‬مايو‪/‬أيار‪ ،‬ولن ُيسمح بتصدير‬ ‫إيران للنفط‪ ،‬والقرار ستكون له عواقب مختلفة‪ ،‬ومن املحتمل أن‬ ‫تختلف حوله ردود فعل الــدول املستوردة للنفط اإليــرانــي‪ .‬فهذه‬ ‫الدول كانت تحصل على ميزة من ناحية األسعار‪ ،‬في ظل فرض‬ ‫العقوبات االقتصادية خالل الفترة املاضية‪ ،‬في إطار استراتيجية‬ ‫ً‬ ‫إيران «النفط الرخيص»‪ ،‬فضل عن مصالح اقتصادية أخرى تربط‬ ‫هذه الدول بطهران‪ .‬وكان رد الفعل الهندي األسرع من بني هذه الدول‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إذ تمنت نيودلهي على واشنطن أن تسمح لها باستيراد كميات‪،‬‬ ‫ولو قليلة‪ ،‬من النفط اإليراني‪.‬‬ ‫ولم تتأخر تركيا ً‬ ‫كثيرا‪ ،‬إذ أعلن وزير خارجيتها‪ ،‬مولود جاووش‬ ‫أوغلو‪ ،‬أن القرار األميركي تجاوز الحدود‪ ،‬وأن بالده تعارض مثل‬ ‫هذه الخطوات واإلمالءات‪ ،‬ورفضت القرار منذ فترة‪ ،‬ألن العقوبات‬ ‫من طرف واحد‪ ،‬وهي ضد املصالح االقتصادية لبالده‪ ،‬وأكد أن شراء‬ ‫النفط بالنسبة لتركيا من دول أخرى غير إيران مكلف للغاية‪ ،‬وأميركا‬ ‫تعلم ذلك‪ ،‬وأن أنابيب النفط املمتدة بني تركيا والعراق كبديل تضررت‬ ‫ً‬ ‫كثيرا بسبب ممارسات «داعــش»‪ ،‬وأن إصالحها يستغرق بعض‬ ‫الوقت‪ .‬وبنظرة للعالقات اإليرانية التركية‪ ،‬نجد أن التبادل التجاري‬ ‫ً‬ ‫متراجعا عما كان‬ ‫بني البلدين بلغ ‪ 9.30‬مليارات دوالر في ‪،2018‬‬ ‫عليه في ‪ ،2017‬حني كان التبادل يبلغ ‪ 10.7‬مليارات دوالر‪ ،‬حسب‬ ‫بيانات وزارة الخارجية التركية‪ ،‬والتي أفادت بأن امليزان التجاري عادة‬ ‫في صالح إيران‪ ،‬وهو ما ظهر في ‪ 2018‬بنحو ‪ 4.5‬مليارات دوالر‪.‬‬ ‫ومن أهم الصادرات التركية إليران‪ ،‬وسائل النقل‪ ،‬املنتجات املعدنية‪،‬‬ ‫املشغوالت الذهبية‪ ،‬املنسوجات‪ ،‬بينما تستورد تركيا من إيران النفط‬ ‫والغاز الطبيعي‪ ،‬واملواد األولية البالستيكية‪ ،‬واملواد الكيماوية‪ ،‬واملعادن‬ ‫والحديد‪ .‬وتفعيل العقوبات االميركية على النفط اإليراني‪ ،‬وإلغاء‬ ‫االستثناء املمنوح لتركيا‪ ،‬سيؤثر على طبيعة العالقات االقتصادية‬ ‫بني البلدين بشكل سلبي‪ ،‬فاألمر ال يتوقف فقط على التبادل التجاري‪،‬‬ ‫لكن هناك السياحة‪ ،‬واالستثمارات املباشرة إليران في تركيا‪ ،‬كما أن‬ ‫تركيا كانت تأمل في أن يكون لها موضع قدم في تنفيذ مشروعات‬ ‫البنية األساسية في إيــران‪ ،‬في ظل رفــع العقوبات‪ ،‬وفتح مجاالت‬ ‫مصدرا ً‬ ‫ً‬ ‫مهما لتركيا‪ ،‬إذ‬ ‫لالستثمارات‪ .‬كما ُيعد السياح اإليرانيون‬ ‫بلغ عددهم مليوني سائح في ‪ ،2018‬والسياحة من القطاعات املهمة‬ ‫التي ّ‬ ‫يعول عليها االقتصاد التركي‪.‬‬ ‫سيناريو التصعيد‬

‫رسم املوقف التركي الذي عبر عنه وزير الخارجية‪ ،‬مسار السيناريو‬ ‫األول‪ ،‬تجاه األزمة‪ ،‬وهو ما يضعنا أمام احتمال إعادة أميركا النظر‬ ‫في قرارها‪ ،‬لالعتبارات االقتصادية التي تحدثت عنها أنقرة‪ ،‬الرتفاع‬ ‫تكلفة استيراد النفط من دول بديلة إليران‪ ،‬وإما أن تأخذ أميركا رد‬ ‫فعل مختلفا وتشرك تركيا في العقوبات االقتصادية على إيران‪.‬‬ ‫وهذا االحتمال سيؤدي إلى تصعيد سلبي بني تركيا وأميركا‪ ،‬إذ‬ ‫هدد ترامب وإدارته غير مرة بفرض عقوبات اقتصادية على تركيا‪،‬‬ ‫بسبب خالف على أمور سياسية بينهما‪ ،‬أبرزها صفقة املنظومة‬ ‫الدفاعية (أس ‪ 400‬الروسية)‪ .‬وإذا ما اتخذت أميركا الخطوة فستكون‬ ‫الليرة أول املتأثرين‪ ،‬خاصة أنها تعاني من انخفاض في قيمتها‬ ‫منذ مطلع إبريل‪/‬نيسان ‪ ،2019‬وزاد من ضعف موقفها في سوق‬ ‫الصرف‪ ،‬توقعات البنك املركزي التركي‪ ،‬بأن تواصل الليرة االتجاه‬ ‫نحو االنخفاض لتصل إلى ‪ 6.2‬ليرات مقابل الدوالر بنهاية ‪.2019‬‬ ‫وهنا‪ ،‬سيتوقف قياس األضرار االقتصادية على تركيا‪ ،‬حسب طبيعة‬ ‫العقوبات التي قد تفكر أميركا في اتخاذها‪ .‬إال أن ارتباط االقتصاد‬ ‫التركي بمصالح اقتصادية كبيرة مع االتحاد األوروبي‪ ،‬قد يجعل‬ ‫ُ‬ ‫أميركا تراجع خطوة فرض عقوبات على تركيا‪ ،‬وتجعلها في أضيق‬ ‫نطاق إذا ما اضطرت إلى ذلك‪ .‬ومن املهم أن نتذكر أن ملف قضية مدير‬ ‫بنك خلق التركي‪ ،‬محمد خاقان عطا الله‪ ،‬الذي ال يزال رهن االعتقال‬ ‫في أميركا‪ ،‬يرجع إلى ارتباطه باتهام البنك بتمرير صفقات مالية‬ ‫لصالح إيران‪ ،‬وهو ما تنفيه أنقرة‪ .‬ولعل التصعيد بني الطرفني لرفض‬ ‫تركيا القرار األميركي بمنعها من استيراد النفط اإليراني‪ ،‬يزيد من‬ ‫تعقيد قضية مدير البنك‪ ،‬والتي كان يعتقد أنها في طريقها للحل‪،‬‬ ‫عقب تسوية قضية القس األميركي أندرو برونسون في نهاية ‪.2018‬‬ ‫سيناريو التهدئة‬

‫كما هو معلوم‪ ،‬فإن لغة املصالح هي التي تحكم الكثير من الصراعات‬ ‫السياسية‪ .‬وثمة خالفات عدة بني أميركا وتركيا‪ ،‬وقد طفت هذه‬ ‫الخالفات على السطح‪ ،‬واشتدت وتيرتها إبان أزمة القس‪ .‬كما أن‬ ‫صفقة منظومة الدفاع الروسية‪ ،‬التي تعتزم تركيا استيرادها‪ ،‬تمثل‬ ‫حجر عثرة في عودة العالقات األميركية التركية إلى ما كانت عليه‬ ‫من قبل‪ .‬ولذا فثمة احتماالت بأن تقبل تركيا التعاطي اإليجابي مع‬ ‫القرار األميركي وتتراجع عن استيراد النفط اإليراني‪ ،‬في حالة تقديم‬ ‫تسهيالت من قبل أميركا وحلفائها في املنطقة تتعلق باإلمدادات‬ ‫النفطية‪ ،‬من حيث الكميات‪ ،‬واألسعار املنخفضة‪ ،‬مقارنة بالسوق‬ ‫الدولية‪ ،‬التي يتوقع لها أن تالمس سقف ‪ 80‬دوالرا للبرميل‪ ،‬عقب‬ ‫تفعيل العقوبات األميركية على النفط اإليراني بشكل كامل‪ .‬ولكن‬ ‫قد يكون ذلك سهال إذا ما قبلت باقي الدول التي كانت مستثناة من‬ ‫هذه العقوبات بوقف استيراد النفط اإليراني‪ ،‬وحصولها على بدائل‬ ‫ّ‬ ‫تعوض مصالحها االقتصادية‪.‬‬ ‫وكما أسلفنا‪ ،‬فإن االقتصاد التركي الــذي يعاني من معدل بطالة‬ ‫ً‬ ‫تقريبا‪ ،‬وعملة محلية تتأثر‬ ‫اقتربت من نحو ‪ ،%15‬وتضخم ‪%20‬‬ ‫ً‬ ‫سلبيا بشكل كبير‪ ،‬بسبب النزاعات السياسية‪ ،‬الخارجية أو الداخلية‪،‬‬ ‫كما أن معدل النمو املنتظر لعام ‪ 2019‬يقدر بنحو ‪ .%0.6‬كل ذلك‬ ‫ُ‬ ‫قد يدفع اإلدارة التركية‪ ،‬إلى أن تجري حالة من املوازنة بني املكاسب‬ ‫والخسائر‪ ،‬لتجنيب اقتصادها املزيد من الصعوبات‪ ،‬وقــد تقبل‬ ‫بالتعاطي اإليجابي مع قرار أميركا بمنع استيراد النفط اإليراني‪.‬‬ ‫وثمة تداعيات أخرى تتعلق بالداخل التركي‪ ،‬بعد نتائج انتخابات‬ ‫البلديات غير املرضية التي حققها حزب العدالة والتنمية‪ ،‬وال يتوقع‬ ‫أن يقبل الحزب بــأن يدفع فواتير أكبر من ذلــك نظير الدخول في‬ ‫ً‬ ‫وأخيرا قد تكون عقوبات أميركا على‬ ‫صراعات إقليمية ودولية‪.‬‬ ‫النفط اإليراني‪ ،‬واحــدة من القضايا التي تخلق جبهة جديدة ضد‬ ‫أميركا‪ ،‬كما هو الحال في قضية حماية التجارة‪.‬‬


‫‪14‬‬

‫آراء‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫ملة النياشين‬ ‫نساء‬ ‫ح َ‬ ‫يتقدمن َ‬ ‫ّ‬

‫نواف التميمي‬

‫بــا نياشني أو نجوم مصفوفة على الـصــدر‪ ،‬وبــا سيوف أو صقور معلقة على‬ ‫األكتاف‪ .‬بال بزة عسكرية مزركشة بامليداليات‪ ،‬ومن دون تحية عسكرية ومراسم‬ ‫احتفالية‪ ،‬تسلمت بيني موردونت (‪ 46‬عاما) وزارة الدفاع البريطانية خلفا ُ‬ ‫للمقال‬ ‫معلومات تخص األمن‬ ‫غافني ويليامسون‪ ،‬بعد تحقيقات بشأن تسريب األخير‬ ‫ٍ‬ ‫واحد من أعتى‬ ‫قيادة‬ ‫تتولى‬ ‫القومي البريطاني‪ .‬تسلمت السيدة األنيقة مفاتيح وزارة‬ ‫ٍ‬ ‫جنراالت يعود تاريخ آخر‬ ‫الجيوش في العالم‪ ،‬بابتسامة تطغى في قوتها على كشرة‬ ‫ٍ‬ ‫حروب خاضوها خارج الحدود إلى عصر ما قبل اختراع البارود‪.‬‬ ‫الـسـيــدة األول ــى بـحــق‪ ،‬ألنـهــا أول سـيــدة تحمل حقيبة الــدفــاع فــي تــاريــخ بريطانيا‪،‬‬ ‫ستتولى مهام تشمل العمليات االستراتيجية وعضوية مجلس األمــن القومي في‬ ‫اململكة املتحدة‪ ،‬وتعد أيضًا مسؤولة عن خطط الدفاع والنفقات‪ ،‬بجانب الشراكات‬ ‫االستراتيجية مــع حلفاء بريطانيا فــي حلف شمال األطلسي (الـنــاتــو)‪ .‬وستكون‬ ‫مــوردونــت مسؤولة أيضا عــن العمليات والسياسات املرتبطة بترسانة األسلحة‬ ‫النووية البريطانية‪.‬‬ ‫وبقدر ما تبدو وزيرة الدفاع البريطانية الجديدة ناعمة في مظهرها وطلتها‪ ،‬إال أنها‬ ‫صلبة وحديدية في مواقفها‪ ،‬ومؤيدة قوية الستخدام القوة الخشنة‪ .‬وبوصفها نائبا‬ ‫عن حزب املحافظني في مجلس العموم منذ تسع سنوات‪ ،‬صوتت دائما لصالح تدخل‬ ‫قوات بالدها خارج الحدود‪ ،‬إذ صوتت في العام ‪ 2010‬لصالح بقاء انتشار القوات‬ ‫البريطانية في أفغانستان‪ ،‬وصوتت في ‪ 2011‬لصالح فرض منطقة حظر جوي فوق‬ ‫ليبيا‪ ،‬كما أيدت توجيه القوات البريطانية ضربات جوية للمجموعات اإلرهابية في‬ ‫العراق (‪ )2014‬وفي سورية (‪ .)2015‬ويبدو أن السيدة موردونت تشربت القسوة‬ ‫في أثناء عملها إلى جانب الرئيس األميركي األسبق‪ ،‬جورج بوش االبن‪ ،‬عندما كانت‬ ‫مكلفة بالعالقات مع الصحافة األجنبية خالل حملته لالنتخابات الرئاسية عام ‪.2000‬‬ ‫لم تــأت وزيــرة الــدفــاع البريطانية الجديدة إلــى وزارة الــدفــاع من ثكنة عسكرية‪ ،‬مع‬ ‫أنها خدمت في سالح البحرية‪ ،‬وال تزال على مرتبة االحتياط‪ ،‬بل جاءت من وزارة‬ ‫املرأة واملساواة التي تولت مسؤولياتها في إبريل‪ /‬نيسان املاضي ‪ .2018‬لم يستفز‬ ‫تعيينها على رأس وزارة الــدفــاع «رجــولــة» رجــال الـقــوات املسلحة البريطانية‪ ،‬ولم‬ ‫يعترض ٌّأي منهم على هــذا التعيني‪ ،‬ذلــك أن منصب وزيــر الــدفــاع في الــدول املدنية‬ ‫منصب مدني‪ ،‬ال يختلف عن وزير الصحة أو التعليم أو الزراعة‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫لن تشعر وزيرة الدفاع البريطانية بالعزلة أو الوحشة في اجتماعات أقوى األحالف‬ ‫العسكرية في العالم‪ ،‬حلف الناتو‪ ،‬ذلك أن وزيرات أخريات سبقنها الى ذات املنصب‪،‬‬ ‫منهن وزيــرات الدفاع لفرنسا‪ ،‬وأملانيا‪ ،‬وإيطاليا‪ ،‬وإسبانيا‪ ،‬وهولندا‪ ،‬وسلوفينيا‪،‬‬ ‫وألبانيا‪ .‬وال تمتاز دول أوروبا‪ ،‬أو تتميز‪ ،‬بتكليف وزارة الدفاع لنساء‪ ،‬إذ إن نساء في‬ ‫بلدان الجنوب شغلن هذا املنصب أو يشغلهن كذلك‪ ،‬منهن الشيخة حسينة واجد‪،‬‬ ‫رئيسة وزراء بنغالدش التي تناوبت على منصبي رئاسة الوزراء ووزارة الدفاع مع‬ ‫منافستها خالدة ضياء‪ .‬كما حملت رئيسة الــوزراء الباكستانية الراحلة‪ ،‬بينظير‬ ‫بوتو‪ ،‬حقيبة الدفاع إلــى جانب رئاسة الحكومة في بالدها‪ .‬وتحمل حقيبة الدفاع‬ ‫في املالديف ماريا ديــدي التي تترأس مجلس الدفاع املالديفي املسؤول عن تأمني‬ ‫خفر السواحل املالديفية‪ ،‬املمر الدولي الرئيس واالستراتيجي لكل من الهند والصني‪.‬‬ ‫وربما يصل عــدد اللواتي يتولني حقائب الــدفــاع حــول العالم راهنًا إلــى ‪ 20‬وزيــرة‪،‬‬ ‫ليست بينهن وزيــرة عربية‪ ،‬وبينهن وزيــرة الدفاع اإلثيوبية عائشة محمد موسى‬ ‫التي تولت منصب وزارة دفــاع بــادهــا فــي أكتوبر‪ /‬تشرين الثاني املــاضــي‪ ،‬كــأول‬ ‫امــرأة مسلمة تتولى هذا املنصب في تاريخ بالدها‪ .‬وزيــرة الدفاع البريطانية بيني‬ ‫موردونت‪ ،‬ونظيراتها‪ ،‬لم يولدن من «ضلع أعــوج»‪ ،‬ولسن «قاصرات» أو «ناقصات‬ ‫عقل ودين»‪ ،‬بل هن نساء قويات‪ ،‬عملن بجد واجتهاد لكسر سقف الزجاج‪ ،‬واختراق‬ ‫ميادين ظلت سنوات طويلة حكرًا على الرجال‪ .‬هن إناث‪ ،‬أمهات‪ ،‬ربات بيوت‪ ،‬يحملن‬ ‫حقائب «غوتشي» و «شانيل»‪ ،‬ولكنهن يحملن أيضًا حقائب وزاريــة مسؤولة عن‬ ‫حماية حدود بلدانهن‪ ،‬والدفاع عن املصالح االستراتيجية لشعوبهن‪.‬‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫معبد الحسون‬

‫«ال ـش ـيــخ ش ـي ـخــة» ق ـصــة ق ـص ـيــرة لـيــوســف‬ ‫إدري ـ ــس‪ ،‬ضـمـتـهــا مـجـمــوعـتــه الـقـصـصـيــة‬ ‫«آخر الدنيا» (‪ ،)1961‬ملخصها أن شخصا‬ ‫مجهوال‪ ،‬غريب السمت واملظهر واألطــوار‪،‬‬ ‫وفــد إلــى قرية صغيرة معزولة في صعيد‬ ‫مصر‪ .‬ال أحد يعرف من هو‪ ،‬وال من أين أتى‪.‬‬ ‫وال يمكن الجزم ما إذا كان مجنونا أم عاقال‪.‬‬ ‫كان أعمى وأصم وأبكم‪ .‬ومن حيث املظهر‬ ‫الخارجي‪ ،‬يكاد ال يشبه الرجال‪ ،‬حتى في‬ ‫مظاهر الرجولة املألوفة‪ .‬كان أجرد الوجه‬ ‫حتى من شعر اللحية والذقن‪ ،‬ما يجعل املرء‬ ‫يحار في أمــره؛ هل هو في األصــل أنثى أم‬ ‫ذكر‪ .‬راح معظم أهل القرية يتوسم فيه البركة‬ ‫ٌ‬ ‫مبارك من الفقراء الدراويش‪،‬‬ ‫والصالح‪ ،‬وأنه‬ ‫أهــل الله‪ .‬وجعلوا يذكرونه في مجالسهم‬ ‫ونواديهم بلقب «الشيخ»‪ .‬وآخرون منهم‪ ،‬بما‬ ‫ّ‬ ‫أن جنس هذا املخلوق غير مؤكد أنه يعود‬ ‫إلى جنس الذكور‪ ،‬راحــوا يلقبونه تلقائيا‬ ‫«الشيخة»‪ .‬أخيرًا‪ ،‬وبعد مرور سنوات على‬ ‫مكثه بني ظهرانيهم‪ ،‬وفي نواديهم وبيوتهم‪،‬‬ ‫اح ـت ــال ــوا اض ـ ـطـ ــرارًا ألن يـ ـن ــادوه «ال ـش ـيــخ‬ ‫شيخة»‪ ،‬حــا وسـطــا‪ ،‬وقطعًا لــدابــر املبهم‬ ‫لبس أو‬ ‫املشكل من أمره‪ ،‬حتى ال يقعوا في‬ ‫ٍ‬ ‫إشكال عند ذكره‪.‬‬ ‫قضى «الشيخ شيخة» سنوات طويلة بني‬ ‫أه ــل ال ـقــريــة‪ .‬دخ ــل ب ـيــوتــا‪ ،‬وع ــرف أسـ ــرارًا‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫واط ـلـ َـع على كــل مــا ال يجب االط ـ ُ‬ ‫ـاع عليه‪.‬‬ ‫أو ليس مخلوقًا أدنــى مرتبة إنسانية من‬ ‫ُ َُ‬ ‫تأول بالبداهة‪ ،‬ومن‬ ‫بقية املخلوقات؟ أال ي‬

‫كاريكاتير‬

‫نقص في الوعي‬ ‫دون اكتراث له‪ ،‬بأنه على‬ ‫ٍ‬ ‫والتمييز؟ وال يكاد ُيحتسب مــن بــن أهل‬ ‫القرية املميزين األسوياء؟ ثم إن الرجل‪ ،‬فوق‬ ‫كل احتساب أو اهتمام بشأن أو خطر‪ ،‬أعمى‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫وأبكم‪ ،‬فلم تعرف له حادثة أو مشهد‬ ‫وأصم‬ ‫رأى فيه ما يرى املبصرون‪ ،‬وال استبان عليه‬ ‫من ردود األفـعــال ما ال يخفى على كل ذي‬ ‫سمع أو كالم ناطق‪ .‬محايد في الخير‪ ،‬وفي‬ ‫الشر‪ ،‬ومنزوع الخطر إلى ّ‬ ‫حد أن ال كينونة‬ ‫ُ َُ‬ ‫عبأ بها‪ ،‬وإلى حد اعتباره غير موجود‪،‬‬ ‫له ي‬ ‫ً‬ ‫واقعًا وفعال‪.‬‬ ‫أفــاق أهــل القرية بعد مضي سنني طويلة‪،‬‬ ‫على مفاجأة غير متوقعة‪« .. .‬الشيخ شيخة»‬ ‫ّ‬ ‫يعيش بينهم‪ .‬يدخل البيوت‪ ،‬ويطلع على كل‬ ‫أسرار األفئدة‪ ،‬وكل غيب من حديث أو فعل أو‬ ‫مؤامرة أو غيبة أو نوايا غدر‪ ،‬أو مخططات‬ ‫كيد وانتقام ّ‬ ‫تدبر في سكون الليل‪ .‬كل العماء‬ ‫والتاريخ السري والخفي للقرية وأهلها‪ ،‬كان‬ ‫شيخة» مطلعًا عليه‪ ،‬فهو املعرفة‬ ‫«الشيخ‬ ‫ُ‬ ‫النكرة‪ ،‬وهو املزدرى في نظرهم كالهباء أو‬ ‫غلس من ليل إلى‬ ‫الالشيء‪ .‬ولو أنه تسلل في‬ ‫ٍ‬ ‫غرف نومهم‪ ،‬ملا احتاطوا من دخوله بأكثر‬ ‫ّ‬ ‫تسلل ّ‬ ‫هرة الدار فيما بينهم‪.‬‬ ‫من‬ ‫ك ــان ــت املـ ـف ــاج ــأة الـ ـت ــي ص ـع ـق ــت األهـ ـل ــن‪،‬‬ ‫وزع ــزت استقرارهم النفسي ٌواالجتماعي‬ ‫واألخــاقــي‪ ،‬حني ســرت شائعة بني الناس‬ ‫ذات صباح‪ ،‬راحوا يهمهمون بها‪ ،‬وبخالف‬ ‫م ــا اح ـت ـس ـبــوا ومـ ــا اع ـت ـق ــدوا خـ ــال سنني‬ ‫يبصر ويسمع‬ ‫طويلة‪ ،‬أن «الشيخ شيخة»؛ ّ‬ ‫ويتكلم ويعقل كل شيء‪ .‬وبغض النظر إن‬ ‫كانت الشائعة صحيحة أم كاذبة‪ ،‬فإن خطر‬

‫عماد حجاج‬

‫منصور المعال‬

‫ّ‬ ‫يتمسك الـجــزائــريــون والـســودانـيــون اليوم‬ ‫بالشارع في مواجهة بقايا النظام الرسمي‬ ‫القديم الذي يتهاوى على وقع االعتصامات‬ ‫واملسيرات التي تجوب أنحاء البالد‪ ،‬والتي‬ ‫ّ‬ ‫تـمــكـنــت مــرحـلـيــا مــن إس ـقــاط رأس الـنـظــام‬ ‫هناك‪ ،‬في انتظار أن «تسقط تاني وتالت»‪،‬‬ ‫وفق تعبير الدارجة السودانية‪.‬‬ ‫لعل املوجة الثانية من الربيع العربي التي‬ ‫تعصف بتلك البلدان تؤشر إلــى حالة من‬ ‫الـنـضــج‪ ،‬خـصــوصــا مــا بـعــد مــوجــة الربيع‬ ‫ال ـعــربــي األول ـ ــى ال ـت ــي وق ـع ــت ضـحـيــة بني‬ ‫اإلسـ ــام الـسـيــاســي ال ــذي قـفــز إل ــى واجـهــة‬ ‫ً‬ ‫امل ـشـهــد م ـح ــاوال االس ـت ـئ ـثــار ب ــه والـعـسـكــر‬ ‫الذين عــادوا محاولني إعــادة إنتاج النظام‬ ‫الرسمي العربي القديم‪.‬‬ ‫كــانــت املــوجــة األول ــى ‪ 2011‬نتيجة عوامل‬ ‫داخلية عديدة معقدة‪ ،‬كان النظام الرسمي‬ ‫الـعــربــي املـســؤول عنها‪ ،‬نتيجة عـجــزه عن‬ ‫اإليـفــاء بتطلعات مــايــن الـشـبــاب العربي‬ ‫امل ـت ـع ـل ــم واملـ ـثـ ـق ــف‪ ،‬والـ ـب ــاح ــث عـ ــن ف ــرص‬ ‫ال ـع ـيــش ال ـك ــري ــم‪ ،‬ف ــي الـ ـت ــوازي م ــع صـعــود‬ ‫ً‬ ‫نجم اإلسالم السياسي ممثال في النموذج‬ ‫التركي الذي كانت التنمية حامله الرئيس‪،‬‬ ‫وال ـت ــي وض ـعــت تــركـيــا الـحــديـثــة نـمــوذجــا‬ ‫لثنائية اإلسالم و»التنمية والعدالة»‪ .‬ولعل‬ ‫مــا يـمـ ّـيــز تـلــك املــوجــة ت ـصــدي اإلســامـيــن‬ ‫ل ـل ـخ ـط ــاب ال ـ ـعـ ــام‪ ،‬وس ـع ـي ــا إل ـ ــى دف ـ ــع ذل ــك‬ ‫الـتـغـيـيــر ن ـحــو أس ـل ـمــة ال ــدول ــة واملـجـتـمــع‪،‬‬ ‫وه ــو مــا أدى‪ ،‬فــي الـنـهــايــة‪ ،‬إل ــى عـجــز تلك‬ ‫القوى عن االستجابة لتطلعات الناس‪ ،‬ما‬ ‫ّ‬ ‫مــكــن الـنـظــام الــرسـمــي الـعــربــي مــن الـعــودة‬ ‫واالنقضاض على ذلك الربيع ومخرجاته‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫غير أن مــوجــة الــربـيــع الـعــربــي الـيــوم تركز‬ ‫ع ـلــى رفـ ــض ال ـع ـس ـكــرة‪ ،‬وت ـط ــال ــب بــالـحـكــم‬ ‫امل ــدن ــي‪ ،‬م ـت ـجــاوزة تـلــك الـثـنــائـيــة مرحليًا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫على أمل أن تتمكن تلك الشعوب من إنجاز‬ ‫التغيير املنشود‪.‬‬ ‫ه ــذا عـلــى امل ـس ـتــوى ال ــداخ ـل ــي‪ ،‬وه ــو عــامــل‬ ‫م ـه ــم‪ ،‬ول ـك ـنــه غ ـيــر ح ــاس ــم‪ ،‬خ ـصــوصــا في‬ ‫ظ ــل ال ـت ـحــوالت ال ـك ـبــرى دول ـي ــا‪ ،‬خصوصًا‬ ‫مــع اإلدارة األمـيــركـيــة الحالية الـتــي تضع‬ ‫امل ـص ــال ــح االق ـت ـص ــادي ــة ع ـن ــوان ــا رئ ـي ـس ـيــا‪،‬‬ ‫م ـت ـج ــاوزة ال ـخ ـطــاب ال ـت ـقـل ـيــدي الـ ــذي كــان‬ ‫يضع الدمقرطة وحقوق اإلنسان عنوانني‬ ‫رئ ـي ـس ـيــن ملــوق ـف ـهــا م ــن أي ت ـح ــرك شعبي‬ ‫مع تقديم املصالح االقتصادية عمليًا في‬ ‫املوقف من أي صراع داخلي‪.‬‬ ‫م ـ ــرت امل ـن ـط ـق ــة الـ ـع ــربـ ـي ــة بـ ـث ــاث ــة أط ـ ــوار‬

‫بشير البكر‬

‫ما زال العالم يتصرف‪،‬‬ ‫ويبني سياساته‬ ‫وقراراته‪ ،‬على‬ ‫أساس أن السوريين‬ ‫مجرد مسخ‬

‫مــادلــن أولـبــرايــت‪ ،‬إلــى ســوريــة‪ ،‬للمشاركة‬ ‫في جنازة األب‪ ،‬واملباركة في توريث االبن‬ ‫بعد موت الطاغية‪ ،‬ومن أوروبــا التي بادر‬ ‫رئيس فرنسا‪ ،‬جاك شيراك‪ ،‬إلى منح الوريث‬ ‫ً‬ ‫وسام السالم الذهبي‪ ،‬وصوال إلى عرب النفط‬ ‫الذين دعموا خزانة نظام األسدين بمئات‬ ‫مليارات الدوالرات‪ ،‬خالل فترة النصف قرن‬ ‫الغابر املظلم‪.‬‬ ‫رفعت تركيا مستوى الصلة ببشار األسد إلى‬ ‫ما فوق السياسة‪ ،‬أو الدبلوماسية‪ ،‬فأصبحت‬ ‫العالقات عائلية وشخصية بامتياز‪ .‬وباتت‬ ‫متوالية ظهور رجب طيب أردوغان وزوجته‬ ‫مع بشار وزوجته تظاهرة إعالمية يومية‪،‬‬ ‫َ‬ ‫تغطي كل فضاءات اإلعالم العاملي املشاهد‪.‬‬ ‫وأصبحت صور هذا الرباعي املادة املفضلة‬

‫بشرى المقطري‬

‫هذه التخوفات األردنية‬ ‫فايز أبو شمالة‬

‫ع ـل ــى الـ ــرغـ ــم مـ ــن رسـ ــائـ ــل ال ـت ـط ـم ــن ال ـتــي‬ ‫أوصلتها رئاسة السلطة الفلسطينية إلى‬ ‫القيادة األردنـيــة بعدم وجــود أي حــوارات‬ ‫جــان ـب ـيــة‪ ،‬أو لـ ـق ــاءات س ــري ــة ب ــن الـسـلـطــة‬ ‫واألميركيني واإلسرائيليني بشأن صفقة‬ ‫القرن‪ ،‬إال أن مجريات السياسة تقضي بأن‬ ‫ّ‬ ‫حلول تستهدف‬ ‫يتخوف األردن من فرض‬ ‫ٍ‬ ‫مستقبله‪ ،‬سيما أن العاهل األردني ال يطل‬ ‫عـلــى مـضـمــون ه ــذه الـصـفـقــة‪ ،‬وق ــد تنامت‬ ‫الشائعات عن الوطن البديل‪ ،‬وكثر الحديث‬ ‫عــن تــوطــن مـلـيــون فلسطيني عـلــى أرض‬ ‫األردن‪ ،‬إضافة إلى أسباب أخرى ّال تفرض‬ ‫على األردن الحذر فقط‪ ،‬وإنما تحفزه على‬ ‫ّ‬ ‫التحرك للمواجهة‪ ،‬ومن هذه األسباب‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أوال‪ :‬ماضي القيادة الفلسطينية الراهنة‪،‬‬ ‫فهذه القيادة مارست املفاوضات السرية في‬ ‫أوسلو‪ ،‬في وقت كان فيه الوفد الفلسطيني‬ ‫ال ــرسـ ـم ــي بـ ـقـ ـي ــادة حـ ـي ــدر عـ ـب ــد ال ـش ــاف ــي‬ ‫يتفاوض علنًا في مدريد‪ ،‬فمن يطعن الوفد‬ ‫الفلسطيني الرسمي في الظهر ال ّ‬ ‫يتورع عن‬ ‫طعن أي شريك آخر‪.‬‬ ‫ثــانـيــا‪ :‬سـلــوك ال ـق ـيــادة الفلسطينية الــذي‬ ‫أعصاب يثير الشبهة‪ ،‬إذا كيف‬ ‫يعكس هدوء‬ ‫ٍ‬ ‫ال تغضب هذه القيادة وال تثور‪ ،‬على الرغم‬ ‫من اقتراب موعد اإلعالن عن صفقة القرن‪،‬‬ ‫وال ـتــي تـشـمــل ضــم مـعـظــم أراضـ ــي الضفة‬ ‫الغربية‪ .‬االنتظار بحد ذاته‪ ،‬ومن دون فعل‬ ‫أي شيء على األرض‪ ،‬يعتبر تهمة‪ ،‬بل إن رد‬ ‫فعل السلطة الفلسطينية على سرقة أموال‬ ‫املقاصة يثير الريبة‪ ،‬إذ كيف تمتنع السلطة‬ ‫عن تسلم أمــوال املقاصة‪ ،‬لتصرف رواتــب‬ ‫املوظفني بخصم ‪ %50‬منها‪ ،‬في وقت كان‬ ‫في مقدور السلطة الفلسطينية أن تعاقب‬ ‫املستوطنني‪ ،‬بالتوقف عن ممارسة التعاون‬ ‫األمني‪ ،‬والتوقف عن قبض ماليني الدوالرات‬ ‫املخصصة لألجهزة األمنية دون غيرها‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬اقتراب األردن من الحركات اإلسالمية‪،‬‬ ‫ولـقــاء امللك مــع كتلة اإلص ــاح فــي مجلس‬ ‫النواب األردني‪ ،‬في وقت تصر فيه القيادة‬ ‫الـفـلـسـطـيـنـيــة ع ـل ــى اسـ ـتـ ـم ــرار ال ـق ـط ــع مــع‬

‫للتغطية اإلعالمية‪ ،‬والوجبة الشهية األكثر‬ ‫تــروي ـجــا‪ ،‬واملــرش ـحــة لـكــل مـطــابــخ اإلع ــام‬ ‫املحلي والدولي‪.‬‬ ‫رفعت إسرائيل شعار «األســد خط أحمر»‪،‬‬ ‫رسميًا منذ هجم بوش االبــن على العراق‪،‬‬ ‫وه ـ ـ ـ ّـدد ب ــأن ــه س ـ ــوف ي ـط ـي ــح كـ ــل األن ـظ ـم ــة‬ ‫االس ـت ـبــداديــة ال ـتــي تـقـتــل شـعـبـهــا‪ ،‬وتــدعــم‬ ‫اإلرهـ ــاب واإلرهــاب ـيــن‪ .‬يــومـهــا َّ‬ ‫وج ــه بــوش‬ ‫االب ــن تـهــديـدًا صريحًا لـســوريــة ونظامها‪،‬‬ ‫واتهمها بدعم اإلرهاب في العراق‪ ،‬وفي كل‬ ‫مكان‪ .‬وما إن أوصل اإلسرائيليون واللوبي‬ ‫الصهيوني في الواليات املتحدة رسالتهم‬ ‫إلى بوش أن األسد هو الخط األحمر املحظور‬ ‫االقتراب منه‪ ،‬أو من سلطته‪ ،‬حتى بلع رئيس‬ ‫الدولة العظمى القوية لسانه‪ ،‬ولحس بزقته‪،‬‬ ‫وصمت صمت القبور عن أن يأتي على ذكر‬ ‫األسد مرة ثانية‪.‬‬ ‫الشعب ال ـســوري‪ ،‬أو «الشيخ شيخة» كما‬ ‫تخيله اآلخر الخارجي‪ ،‬تعامل معه الجميع‬ ‫على أنــه غير موجود في الــواقــع‪ .‬املوجود‬ ‫الوحيد هــو األســد ونظامه فقط‪ .‬ال شعب‬ ‫فــي ســوريــة‪ ،‬وبالتالي ال قضية أو قضايا‬ ‫مثيرة لالهتمام يمكن أن تجذب اهتمام أحد‪،‬‬ ‫باستثناء تنويعات خارجية‪ ،‬يمكن أن تطفو‬ ‫على السطح من وقت إلى آخر‪ :‬دعم اإلرهاب‪،‬‬ ‫الـتــدخــل فــي لـبـنــان‪ ،‬مقتل رفـيــق الـحــريــري‪،‬‬ ‫مفاوضات مدريد‪ ..‬إلخ‪.‬‬ ‫أم ــا احـتـمــال أن يــوجــد شـعــب فــي ســوريــة‪،‬‬ ‫واحتمال صدقية أن يكون هنالك عشرات‬ ‫املجازر قد حدثت‪ ،‬خالل استمرار خمسني‬ ‫عامًا من حكم األسد األب واالبن‪ ،‬واحتمال‬

‫وجـ ــود ع ـش ــرات ال ـس ـجــون امل ـش ـت ـهــرة بـهــذا‬ ‫الـهــولــوكـســت واإلب ـ ــادات الـجـمــاعـيــة‪ ،‬ذابــت‬ ‫نـفــوس مـئــات آالف مــن شبابه وأجسادها‬ ‫خلف جدران تلك السجون‪ ،‬وأن هذا الشعب‬ ‫الدخل‪،‬‬ ‫قد عاش نصف قــرن‪ ،‬بمستوى من ُ‬ ‫قريب من دوالر واحد في اليوم‪ ،‬بينما نهب‬ ‫نفطه وثرواته‪ ،‬وكل ما هو متاح بني يديه‬ ‫مــن إمـكــانــات ب ـ ّـددت عـلــى مـشــاريــع فــاســدة‬ ‫وشبكات فساد‪ ،‬وأهدرت كل طاقاته ُ‬ ‫وحرم‬ ‫منها‪ .‬احـتـمــال أن يـكــون لـهــذا الشعب حق‬ ‫الحرية‪ ،‬وحــق ممارسة التجمع وممارسة‬ ‫ال ـس ـيــاســة وال ـت ـع ـب ـيــر ع ــن ن ـف ـســه؛ ك ــل هــذه‬ ‫َّ‬ ‫االح ـت ـمــاالت مستبعدة‪ ،‬وغـيــر ُمـفــكــر فيها‬ ‫ً‬ ‫أصال‪ ،‬إال بمقدار ما يمكن ألهل تلك القرية‬ ‫ّ‬ ‫أن يتخيلوا أن «الشيخ شيخة» بشر مثلهم‬ ‫ّ‬ ‫ويميز‬ ‫كسائر البشر؛ يبصر ويسمع ويرى‬ ‫ويعقل مصلحته من غيرها‪ ،‬ويعرف الخير‬ ‫مثلما يعرف الشر‪.‬‬ ‫حني انفجرت الثورة السورية‪ ،‬في مارس‪/‬‬ ‫آذار عام ‪ ،2011‬فوجئ العالم كله بها حقًا؛‬ ‫ف ـهــذا الـشـعــب الـ ــذي س ــار ي ـهــدر بــاملــايــن‪،‬‬ ‫وانكشف أنــه قــادر على تسيير مظاهرات‬ ‫مليونية فــي جميع ســاحــات ال ــوط ــن‪ ،‬بلغ‬ ‫بعضها في يوم واحد ‪ 83‬نقطة تظاهر على‬ ‫امتداد مساحات الجغرافيا السورية‪ ،‬وفي‬ ‫سائر مدنها ومحافظاتها‪ ،‬ظهر أن الشعب‬ ‫أصم وال َّ‬ ‫السوري لم يكن أعمى وال َّ‬ ‫أبكم‪ ،‬مثل‬ ‫ٌ‬ ‫ومؤذ‪،‬‬ ‫«الشيخ شيخة» تمامًا‪ .‬وهذا محرج‬ ‫ٍ‬ ‫وخارج كل سيناريو وتفكير وتصور نمطي‬ ‫سابق له‪.‬‬ ‫(كاتب سوري)‬

‫اليمن والسودان واإلرادة اإلقليمية‬

‫زمن الشعوب‬ ‫تــاريـخـيــة خــال املــائــة عــام املــاضـيــة‪ .‬كانت‬ ‫املــرحـلــة األول ــى تـقــوم على تقسيم املنطقة‬ ‫العربية جغرافيًا‪ ،‬وفقًا ملصالح األطــراف‬ ‫امل ـن ـت ـص ــرة ف ــي الـ ـح ــرب ال ـك ــون ـي ــة األولـ ـ ــى‪،‬‬ ‫ثــم ج ــاءت نـتــائــج ال ـحــرب الـعــاملـيــة الثانية‬ ‫والـحــرب الـبــاردة‪ ،‬لتضع مصالح األطــراف‬ ‫املنتصرة واملتنازعة أولوية صناعة أنظمة‬ ‫عربية مستبدة‪ ،‬وملحقة في تلك األطراف‪،‬‬ ‫م ـ ـت ـ ـج ـ ــاوزة م ـ ـصـ ــالـ ــح ال ـ ـش ـ ـع ـ ــوب‪ ،‬وعـ ـل ــى‬ ‫حسابها‪.‬‬ ‫انـتـهــى ال ـط ــور ال ـثــانــي م ــن ت ــاري ــخ املنطقة‬ ‫ب ـن ـهــايــة الـ ـح ــرب ال ـ ـب ـ ــاردة‪ ،‬ومـ ــع م ـحــاولــة‬ ‫الواليات املتحدة األميركية فرض هيمنتها‬ ‫على العالم‪ ،‬تحت شعار «القطب الواحد»‪،‬‬ ‫وه ــو م ــا فـشــل عـمـلـيــا نـتـيـجــة ع ــدة عــوامــل‬ ‫موضوعية‪ ،‬لعل أبرزها استحالة النهوض‬ ‫بأعباء العالم املعقدة واملتشابكة‪ ،‬وصعود‬ ‫الصني‪ ،‬وعــودة روسيا إلــى لعب دور على‬ ‫املـسـتــوى الــدولــي‪ ،‬وهــو مــا ّأدى إلــى بداية‬ ‫ّ‬ ‫متعدد األقطاب‪.‬‬ ‫تبلور نظام دولي‬ ‫ك ــان ــت امل ـن ـط ـقــة ال ـعــرب ـيــة ض ـح ـيــة مـصــالــح‬ ‫األط ـ ـ ـ ـ ــراف الـ ــدول ـ ـيـ ــة وصـ ــراعـ ــات ـ ـهـ ــا‪ ،‬وه ــو‬ ‫م ــا أدى إلـ ــى ظ ـه ــور ال ـح ــرك ــات ال ـج ـهــاديــة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬والتي كانت في مضمونها ردًا‬ ‫ّ‬ ‫ومقدراتها‪ ،‬وإن تم‬ ‫على استباحة املنطقة‬ ‫توظيف تلك الـحــركــات فــي سـيــاق الـصــراع‬ ‫الدولي واإلقليمي املحموم‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬ومع تداعي النظام الرسمي العربي‬ ‫الـ ـ ــذي ف ـق ــد امل ـ ًظ ـل ــة ال ــدولـ ـي ــة الـ ـت ــي ت ــرع ــاه‪،‬‬ ‫وتـشـكــل ق ـنــاعــة ل ــدى األط ـ ــراف الــدول ـيــة أن‬ ‫ت ـجــاوز آم ــال شـعــوب املـنـطـقــة وتطلعاتها‬ ‫سيضع الـعــالــم أم ــام أع ـبــاء ك ـبــرى‪ ،‬تـطــاول‬ ‫األمن واالستقرار الدوليني‪ ،‬تكون مصالح‬ ‫األطراف الدولية وتطلعات شعوب املنطقة‬ ‫في حالة تطابق أو تقارب‪ ،‬وهو ما سيفتح‬ ‫األفق للشعوب العربية إلعادة بناء دولها‬ ‫وأن ـظ ـم ـت ـهــا ال ـس ـيــاس ـيــة‪ ،‬ب ـمــا يـنـسـجــم مع‬ ‫مصالحها وتطلعاتها‪.‬‬ ‫عـلــى الــرغــم مــن ذل ــك‪ ،‬تعتقد بـقــايــا النظام‬ ‫الــرسـمــي الـعــربــي الـقــديــم ال ـيــوم أن ـهــا‪ ،‬عبر‬ ‫اإلصــرار على أولوية التنمية واالستقرار‪،‬‬ ‫يمكنها إعادة إنتاج النظام الرسمي العربي‬ ‫ال ـقــديــم‪ ،‬وتـســويــق ف ـكــرة أن ه ــذه الـشـعــوب‬ ‫غ ـيــر ج ــاه ــزة لـلــديـمـقــراطـيــة‪ ،‬وأن مـصــالــح‬ ‫األطــراف الدولية اليوم تكون في دعــم هذا‬ ‫الخيار‪ ،‬وهو خيار يقف حتمًا أمام حقيقة‬ ‫التاريخ‪ ،‬وأمــام عزم ماليني الشباب العرب‬ ‫ال ــذي يـتــأثــر بــالـعــوملــة ووس ــائ ــل الـتــواصــل‬ ‫االجتماعي ووسائل االتصال الحديث‪.‬‬ ‫(كاتب أردني)‬

‫سورية رهينة روسية إيرانية‬

‫السوريون‪ ...‬و«الشيخ شيخة»‬ ‫ّ‬ ‫تصور صدقيتها يوشك أن يمحق مستقبل‬ ‫القرية‪ ،‬ويدمرها وأهلها تدميرًا‪ .‬وكفى بمثل‬ ‫ً‬ ‫هذا الخبر زلزاال قادرًا على أن يفتك بتاريخ‬ ‫ُ ّ‬ ‫كثيرين‪ ،‬ويفضح كثيرين‪ ،‬ويجلي أســرارًا‬ ‫ْ‬ ‫طي الكتمان‪ .‬فلم تمض ٌ‬ ‫طويت وظلت َّ‬ ‫أيام‬ ‫ِ‬ ‫قليلة‪ ،‬بعد انتشار الشائعة التي سرت حول‬ ‫حقيقة «الشيخ شيخة» الجديدة التي اطلع‬ ‫ُّ‬ ‫عليها كل أهل القرية‪ ،‬حتى فوجئ الجميع‬ ‫ً‬ ‫ب ــأن وج ـ ــدوه م ـق ـتــوال ع ـنــد ال ـت ــرع ــة‪ .‬قــاتـّلــه‬ ‫مجهول‪ .‬وقد ُصدع ُ‬ ‫رأسه بحجر ضخم‪ ،‬هشم‬ ‫عظام جمجمته وأودى بحياته‪.‬‬ ‫سورية وشعبها ال تشبه شيئًا في تاريخ‬ ‫الحياة املعاصرة‪ ،‬هي أقرب شبهًا من «الشيخ‬ ‫شيخة»‪ .‬وهــذا العالم مــن حولها ال يشبه‬ ‫شيئًا أوضح من أهل تلك القرية‪ .‬هذا العالم‪،‬‬ ‫بأقويائه وأغنيائه وقواه املتدخلة والفاعلة‪،‬‬ ‫وامل ـس ـت ـب ـ ّـدة ف ــي س ـف ــور ش ـ ّـره ــا وف ـصــاحــة‬ ‫َ‬ ‫إجــرام ـهــا‪ .‬أن ُيـحــكـ َـم ال ـســوريــون مــن مجرم‬ ‫ٌ‬ ‫وخائن اسمه حافظ األســد‪ ،‬مشكوك حتى‬ ‫في سوريته‪ ،‬ثالثني عامًا‪ ،‬وأن ُيحكموا بعده‬ ‫بخليفته ووريـثــه‪ ،‬وابنه القاصر املشكوك‬ ‫حتى بقواه العقلية عشرين عامًا أخرى‪ ،‬كل‬ ‫ذاك فألن السوريني أهون من أن ُيستشاروا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وأقل من أن يؤخذ رأيهم في األمر‪ ،‬ومن دون‬ ‫اكتراث بمصلحتهم‪.‬‬ ‫أقل‬ ‫ٍ‬ ‫األســد األب هــو مرشح اإلسرائيليني‪ ،‬بعد‬ ‫هزيمة ‪ 5‬حزيران الفاضحة ّ‬ ‫املدوية‪ .‬ما من‬ ‫ريــب في ذلــك‪ .‬واألســد االبــن هو مرشح كل‬ ‫ق ــوى االس ـت ـبــداد والـغـطــرســة واالسـتـثـمــار‬ ‫ف ــي مـنـطـقــة الـ ـش ــرق األوس ـ ـ ــط‪ .‬م ــن أم ـيــركــا‬ ‫التي أسرعت إلى إرسال وزيرة خارجيتها‪،‬‬

‫التنظيمات اإلسالمية‪ ،‬ومع قوى سياسية‬ ‫عديدة ومع ورجال املقاومة في قطاع غزة‪،‬‬ ‫واإلصرار على مواصلة تقسيم الساحة‪ ،‬من‬ ‫دون املبادرة إلى الوحدة الوطنية‪.‬‬ ‫رابعًا‪ :‬قيام األردن بخطوات عملية ملواجهة‬ ‫صفقة القرن‪ ،‬بتحشيد الجماهير‪ ،‬وتحريكها‬ ‫باتجاه الحدود مع فلسطني املحتلة نصرة‬ ‫مسيرات شعبيةٍ ‪ ،‬تشبه إلى حد‬ ‫للقدس‪ ،‬في‬ ‫ٍ‬ ‫بعيد مسيرات العودة التي تنظمها القوى‬ ‫الوطنية واإلسالمية في قطاع غــزة‪ ،‬وهذا‬ ‫ما لم يحدث على أرض الضفة الغربية التي‬ ‫هي أحوج إلى رفع الصوت واالحتشاد في‬ ‫مواجهة املستوطنني‪.‬‬ ‫خامسًا‪ :‬دعوة السلطة الفلسطينية نتنياهو‬ ‫إلى لقاء تفاوضي في موسكو من دون أي‬ ‫شـ ــرط‪ ،‬عـلــى ال ــرغ ــم م ــن شـ ــروط نـتـنـيــاهــو‪،‬‬ ‫والـ ـت ــي تـتـمـثــل ب ــاع ـت ــراف قـ ـي ــادة الـسـلـطــة‬ ‫املسبق بيهودية الــدولــة‪ ،‬والتسليم ببقاء‬ ‫امل ـس ـتــوط ـنــات‪ ،‬واالع ـ ـتـ ــراف امل ـس ـبــق بـغــور‬ ‫األردن ح ـ ــدودًا أم ـي ـنــة ل ـلــدولــة ال ـي ـهــوديــة‪،‬‬ ‫واالعتراف بالقدس عاصمة موحدة تحت‬ ‫السيادة اإلسرائيلية‪ ،‬وقد يثير هذا السقوط‬ ‫السريع عن سلم الشروط الفلسطينية للقاء‬ ‫اإلسرائيليني تخوفات األردن‪ ،‬وتشككه مما‬ ‫تخفيه اللقاءات‪.‬‬ ‫سادسًا‪ :‬نتائج استطالع الرأي التي تشير‬ ‫إل ــى ض ـعــف ال ـح ـضــور وال ـتــأث ـيــر لـلـقـيــادة‬ ‫الـفـلـسـطـيـنـيــة‪ ،‬وانـ ـع ــدام شـعـبـيـتـهــا داخ ــل‬ ‫املجتمع الفلسطيني‪ ،‬هذا الضعف املخيف‪،‬‬ ‫بحد ذاته‪ ،‬محفز ملفاوضات سرية‪ ،‬تضمن‬ ‫ب ـق ــاء هـ ــذه الـ ـقـ ـي ــادة‪ ،‬والـ ـت ــي تـ ــرى تـعــاظــم‬ ‫االت ـصــاالت والـلـقــاءات بــن اإلدارة املدنية‬ ‫اإلســرائ ـي ـل ـيــة م ــع شـخـصـيــات اقـتـصــاديــة‬ ‫وأم ـن ـي ــة ط ــام ـع ــة ب ـس ـل ـطــة م ــا ف ــي ال ـضـفــة‬ ‫الغربية‪ ،‬وهــذا منهاج إسرائيلي معتمد‪،‬‬ ‫يقوم على إيجاد الخيارات والبدائل ّالتي‬ ‫تثير الرعب في قلب قيادة السلطة‪ ،‬ويحفزها‬ ‫على املنافسة في تقديم التنازالت لضمان‬ ‫البقاء أطول فترة‪.‬‬ ‫لتخوفات األردن ما ّ‬ ‫يبررها‪ ،‬ومن حق األردن‬ ‫أن يحافظ على وحدة أراضيه وأمن وشعبه‬ ‫ومستقبله‪ ،‬ولـكــن هــذا ال يكفي‪ ،‬فالحلول‬

‫من واجب األردن‬ ‫أن يعمل على‬ ‫تشكيل الهيئة العربية‬ ‫العليا لمواجهة‬ ‫صفقة القرن‬

‫الفردية‪ ،‬والنجاة بالنفس‪ ،‬ال تجديان نفعًا‬ ‫مع املخطط الذي يستهدف األردن وفلسطني‬ ‫وسيناء ولبنان وســوريــة‪ ،‬وال مبالغة في‬ ‫القول إنه يستهدف املنطقة كلها‪ .‬الحلول‬ ‫ّ‬ ‫تشجع على مزيد من القرارات‬ ‫الفردية قد‬ ‫األميركية على غرار قرار ضم الجوالن وضم‬ ‫القدس للسيادة اإلسرائيلية‪ .‬ولذلك‪ ،‬األردن‬ ‫قادر على مواجهة مؤامرة صفقة القرن من‬ ‫خالل تعزيز العالقة مع الشعب الفلسطيني‬ ‫في الضفة الغربية وغزة‪ ،‬وتحديدًا مع القوى‬ ‫الـسـيــاسـيــة الفلسطينية الــراف ـضــة عمليًا‬ ‫صفقة الـقــرن‪ ،‬والـتــي جـ ّـســدت هــذا الرفض‬ ‫بـلـقــاء فــي غ ــزة تـحــت ع ـنــوان‪« ،‬مـتــوحــدون‬ ‫في مواجهة صفقة القرن»‪ .‬يجب أن تتمدد‬ ‫هــذه الــوحــدة مــن غــزة حتى األردن‪ ،‬مــرورًا‬ ‫بالقوى الوطنية في الضفة الغربية‪ ،‬والهدف‬ ‫مواجهة صفقة القرن‪ ،‬على أمل أن يتسع هذا‬ ‫التحالف ليضم مزيدًا من القوى العربية‬ ‫واإلسالمية القادرة على الفعل الجماهيري‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والتحرك بهدف قلب املعادلة الراهنة من‬ ‫غضب وانـفـجــار‪ .‬وإذا‬ ‫هــدوء وانتظار إلــى‬ ‫ٍ‬ ‫كانت حركة حماس تقف خلف فكرة الهيئة‬ ‫الوطنية العليا ملواجهة صفقة القرن‪ ،‬فإن من‬ ‫واجب األردن أن يعمل على تشكيل الهيئة‬ ‫العربية العليا ملواجهة صفقة القرن‪.‬‬ ‫(كاتب فلسطيني)‬

‫‪15‬‬

‫املسافة بني ما يطمح إليه حراك االحتجاجات‬ ‫العربية والنتائج املترتبة عليه ال تحددها‪،‬‬ ‫كما يبدو‪ ،‬عدالة مطالب الشعوب‪ ،‬بما في‬ ‫ذلــك حقها فــي اختيار شكل السلطة التي‬ ‫تدير شؤونها‪ ،‬وإنما تحددها استراتيجيات‬ ‫قوى الثورة املضادة‪ ،‬فيما ترسم فصولها‬ ‫النهائية دول اإلقليم املتحالفة معها‪ .‬وفي‬ ‫ه ــذا الـسـبــاق ال ــدائ ــم‪ ،‬لـطــاملــا خـســرت حركة‬ ‫االح ـت ـجــاجــات ال ـعــرب ـيــة مــواق ـع ـهــا‪ ،‬صــوتــا‬ ‫معبرا عن مطالب شعوبها‪ ،‬لصالح تسيد‬ ‫أنـظـمــة الــوكــاء املـحـلـيــن‪« ،‬ح ـمــاة مصالح‬ ‫دول اإلق ـل ـي ــم»‪ ،‬ال ـتــي جـ ًعـلــت مـعـظــم بـلــدان‬ ‫ال ـثــورات العربية ســاحــة للحروب األهلية‬ ‫ّ‬ ‫املحركة‬ ‫واملؤقلمة‪ ،‬إال أن الـقــوى الشعبية‬ ‫للموجة الثانية من هذه الثورات لم تستفد‬ ‫من مآالت الثورات املجهضة‪ ،‬في حني نجحت‬ ‫قوى الثورة املضادة حتى اآلن في تحديد‬ ‫الوجهة املستقبلية لهذه االحتجاجات‪ ،‬فإن‬ ‫ّ‬ ‫يتحركون في‬ ‫قــادة االحتجاجات ما زالــوا‬ ‫املربع األول نفسه‪ ،‬وهو االتكاء على الزخم‬ ‫الثوري عامال وحيدا في استمرار الثورات‬ ‫ـت استمرت قوى‬ ‫وتحقيق أهدافها‪ ،‬في وقـ ٍ‬ ‫الـ ـث ــورة املـ ـض ــادة ب ــاالع ـت ـم ــاد ع ـلــى ال ـقــوى‬ ‫اإلقليمية املناوئة للثورات سالحا ناجعا‬ ‫للتدخل الحاسم في وأد هذه االحتجاجات‪،‬‬ ‫في حني لم يهتم قــادة االحتجاجات بدور‬ ‫القوى اإلقليمية في صياغة مستقبل بالدهم‪،‬‬ ‫تحديا ال بد من مواجهته‪.‬‬ ‫ويبدو‪ ،‬في هذا السياق‪ ،‬أن ربيع العسكر الذي‬ ‫ما زال يحصد ثــورات الشعوب هو عنوان‬ ‫املرحلة‪ ،‬وتأتي الحالة السودانية استمرارا‬ ‫للفصل السوداوي املتمثل بتسيد األنظمة‬ ‫العسكرية‪ ،‬فإضافة إلــى نظام عبد الفتاح‬ ‫السيسي فــي مـصــر‪ ،‬وكــذلــك مــا قــد تفرضه‬ ‫تطورات الوضع في ليبيا بعد زحف قوات‬ ‫خليفة حـفـتــر عـلــى طــراب ـلــس‪ ،‬ف ــإن املشهد‬ ‫ْ‬ ‫الجزائري‪ ،‬وإن خرج عن هذه املسارات حتى‬ ‫اآلن‪ ،‬إال أن الجيش الجزائري يظل الالعب‬ ‫الرئيس في البالد‪ ،‬حيث ال يزال ينظم مطالب‬ ‫املعتصمني ضمن مسار محدد‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫إدارتــه السلطة ضمنيًا على خلفية إقالته‬ ‫الرئيس عبد العزيز بوتفليقة‪ ،‬ومن ثم فإن‬ ‫سلطة الجيش‪ ،‬املنحاز ملطالب الشعب‪ ،‬هي‬ ‫الضامن لتنفيذ مطالب الـجــزائــريــن‪ ،‬بيد‬ ‫أن املنعطف الذي دخلته الثورة السودانية‬ ‫ال ـ ـي ـ ــوم‪ ،‬بـ ـع ــد ت ــول ــي املـ ـجـ ـل ــس ال ـع ـس ـك ــري‬ ‫السوداني االنتقالي مقاليد السلطة‪ ،‬بعد‬ ‫إقــالــة الرئيس عمر البشير‪ ،‬تؤكد حضور‬ ‫ال ــاع ـب ــن اإلق ـل ـي ـم ـيــن ع ــوام ــل رئ ـي ـســة في‬ ‫صياغة شكل السلطة الحالية‪ ،‬ومن ثم فإن‬ ‫الظروف الداخلية‪ ،‬وعلى أهميتها لم تكن‬ ‫ٍّ‬ ‫سوى محفز إلنضاج الحدث‪.‬‬ ‫تعكس قيادة املجلس العسكري االنتقالي‬ ‫السلطة التقليدية في نظام‬ ‫السوداني هرمية‬ ‫ّ‬ ‫البشير‪ ،‬بما في ذلك تبنيها أدواته السياسية‬ ‫في التعاطي مع حلفائه ومعارضيه‪ ،‬ومن ثم‬ ‫لم يكن تولي املجلس العسكري السوداني‬ ‫مقاليد السلطة في سياق انقالب عسكري‬ ‫مكتمل األضالع‪ ،‬وإنما إعادة ترميم النظام‬ ‫املتآكل لحماية الـقــوى املشكلة لــه‪ ،‬وكذلك‬ ‫م ـصــالــح حـل ـفــائــه اإلق ـل ـي ـم ـيــن‪ ،‬وذلـ ــك عبر‬ ‫الـتـضـحـيــة ب ــرأس ال ـن ـظــام‪ .‬وخــافــا ملــوقــف‬ ‫هذه القيادات من حراك الشارع السوداني‬ ‫في عام ‪ ،2011‬حيث تواطأت مع البشير في‬ ‫قمع املتظاهرين‪ ،‬فإنها استغلت تصاعد‬ ‫الحراك السوداني مطلع هذا العام (‪،)2019‬‬ ‫ً‬ ‫غطاء سياسيًا وشعبيًا إلطاحة‬ ‫واتخذته‬ ‫رجــل نــزق لــم يعد يلبي احتياجات رعاته‬ ‫اإلقليميني‪ .‬تمثل الحرب في اليمن حجر‬

‫الزاوية في معادلة تشكيل الحالة السودانية‪،‬‬ ‫إذ ي ـب ــرز الـ ـ ــدور ال ـح ــاس ــم ل ـ ــدول الـتـحــالــف‬ ‫العربي في اليمن بتولي املجلس العسكري‬ ‫السوداني االنتقالي مقاليد السلطة‪ ،‬حيث‬ ‫منحت العربية السعودية‪ ،‬وكذلك اإلمارات‬ ‫ومصر‪ ،‬املجلس العسكري‪ ،‬الضوء األخضر‬ ‫للتحرك وطــي صفحة البشير‪ ،‬كما وفــروا‬ ‫الــدعــم اإلقـلـيـمــي للمجلس‪ ،‬بــاالع ـتــراف به‬ ‫رسميًا‪ ،‬وكذلك تحييد األصــوات اإلقليمية‬ ‫املعارضة لتقلده السلطة‪ .‬وفي هذا السياق‪،‬‬ ‫مـهــدت مـصــر األرض ـيــة اإلقليمية لتطبيع‬ ‫الــوضــع القائم فــي ال ـســودان‪ ،‬حيث أوصــت‬ ‫القمة التشاورية األفريقية التي استضافتها‬ ‫الـقــاهــرة أخـيــرا االت ـحــاد األفــريـقــي بتمديد‬ ‫املهلة للمجلس العسكري لتسليم السلطة‬ ‫في الـســودان إلــى حكومة مدنية إلــى ثالثة‬ ‫أشهر‪ ،‬بعد أن كان االتحاد قد أمهله خمسة‬ ‫عشر يومًا‪ّ ،‬‬ ‫وهدد بتعليق عضوية السودان‬ ‫في االتحاد في حال تعنت‪ ،‬في حني قدمت‬ ‫الـسـعــوديــة واإلمـ ــارات ثــاثــة مــايــن دوالر‬ ‫مـســاعــدة عــاجـلــة ل ـل ـســودان‪ ،‬وذل ــك لتعزيز‬ ‫سلطة هذا املجلس العسكري‪.‬‬ ‫تشكل السلطة الحالية في السودان استمرارا‬ ‫للنموذج الــذي تــراه السعودية واإلم ــارات‬ ‫مثاليًا لترتيب وض ــع اإلقـلـيــم‪ ،‬بـمــا يخدم‬ ‫أجـنــداتـهــا‪ ،‬إذ تعتقد الــدول ـتــان أن تعميم‬ ‫الـ ـنـ ـم ــوذج املـ ـص ــري ف ــي امل ـن ـط ـقــة ال ـعــرب ـيــة‬ ‫قــد ي ـبــدأ بـتـكــريـســه فــي الـ ـس ــودان‪ ،‬لضمان‬ ‫حماية مصالحهما اإلقليمية وإدارة شبكة‬ ‫تحالفاتها في الدول املتدخلة بها‪ .‬ومن جهة‬ ‫أخــرى‪ ،‬يمثل تولي املسؤولني العسكريني‬ ‫للقوات السودانية في اليمن مقاليد السلطة‬ ‫في السودان أمرًا بالغ األهمية للسعودية‪،‬‬ ‫وذلك الستمرار حربها في اليمن‪ ،‬إذ يتمتع‬ ‫رئـيــس املـجـلــس الـعـسـكــري‪ ،‬وقــائــد الـقــوات‬ ‫الـبــريــة الـســودانـيــة‪ ،‬وامل ـس ــؤول عــن الـقــوات‬ ‫ال ـســودان ـيــة فــي ح ــرب ال ـي ـمــن‪ ،‬عـبــد الـفـتــاح‬ ‫ال ـبــرهــان‪ ،‬ب ـعــاقــات وثـيـقــة مــع الـسـعــوديــة‬ ‫واإلمارات‪ ،‬إضافة إلى نائبه قائد قوات الدعم‬ ‫السريع‪ ،‬محمد حمدان دقلو (حميدتي)‪ ،‬وهو‬ ‫مــا يعني حسم اسـتـمــرار مـشــاركــة الـقــوات‬ ‫ال ـســودان ـيــة إل ــى أج ــل غ ـيــر م ـس ـمــى‪ ،‬فعلى‬ ‫الرغم من دور الرئيس السابق عمر البشير‬ ‫في إقحام الـســودان في منظومة التحالف‬ ‫العربي في اليمن‪ ،‬ومشاركة قواته البرية‬ ‫في الحرب‪ ،‬وتعهده بحماية جنوده الحدود‬ ‫السعودية‪ ،‬فإنه لم يكن‪ ،‬كما يبدو‪ ،‬مأمون‬ ‫الجانب بالنسبة للسعودية‪ ،‬إذ إن تقاربه‬ ‫مــع خـصــومـهــا مــن دول األزمـ ــة الخليجية‬ ‫أخيرا أصبح محل امتعاض بالنسبة لها‬ ‫ولإلمارات‪ ،‬إضافة إلى انفتاحه على تركيا‪.‬‬ ‫كما أن إعالن البشير‪ ،‬بني وقت وآخر‪ ،‬موعد‬ ‫انسحاب قواته البرية من اليمن كان مزعجا‬ ‫للسعودية‪ ،‬ومــن ثــم فــإن تــولــي املـســؤولـ ْـن‬ ‫العسكريني اللذين يديران القوات السودانية‬ ‫ّ‬ ‫في اليمن مقاليد السلطة يمكنها أيضا من‬ ‫تالفي أي إزعاجات في تحديد مدة مشاركة‬ ‫ه ــذه ال ـق ــوات‪ ،‬بـمــا فــي ذل ــك االس ـت ـفــادة من‬ ‫سلطتهما املباشرة وشعبيتهما عند الجنود‬ ‫السودانيني املقاتلني في اليمن‪ .‬ومن جهة‬ ‫أخ ــرى‪ ،‬السعودية واإلمـ ــارات‪ ،‬املتورطتان‬ ‫بارتكاب جرائم حرب في اليمن‪ ،‬لم تكونا‬ ‫رجل مطلوب‬ ‫تريدان االستمرار في حماية‬ ‫ٍ‬ ‫للمحكمة الدولية باعتباره مجرم حرب‪ ،‬ومن‬ ‫ثم التقط املجلس العسكري السوداني الذي‬ ‫جاء إلى السلطة على بساط الريح السعودي‬ ‫ اإلمــاراتــي مطالب حلفائه‪ ،‬وذلــك بإعالنه‬‫استمرار مشاركة القوات السودانية في حرب‬ ‫الـيـمــن‪ .‬ربـمــا مــن املبكر التكهن بمستقبل‬ ‫املجلس العسكري االنتقالي في السودان‪،‬‬ ‫بما في ذلك قدرته على االستمرار باملراوغة‬

‫يظل مقتل الجنود‬ ‫السودانيين في‬ ‫اليمن‪ ،‬كما مقتل‬ ‫اليمنيين‪ ،‬عبثًا موجعًا‬ ‫ال يمكن السكوت عنه‬

‫وااللتفاف على مطالب قادة االحتجاجات‪،‬‬ ‫إال أن املــؤشــرات تــدل عـلــى أنــه يمضي في‬ ‫خـ ـط ــوات دق ـي ـق ــة إلـ ــى إحـ ـك ــام س ـل ـط ـتــه فــي‬ ‫املرحلتني‪ ،‬الحالية واملقبلة‪ ،‬فاملجلس الذي‬ ‫وصف نفسه بأنه «انتقالي»‪ ،‬منح نفسه باكرًا‬ ‫سلطة مطلقة في إدارة املرحلة االنتقالية‪،‬‬ ‫ســواء بقي سلطة حاكمة رئيسية كما هو‬ ‫اآلن‪ ،‬أو تشكلت حـكــومــة مــدنـيــة مــن قــادة‬ ‫الحركة االحتجاجية في السودان‪ ،‬إذ سيظل‬ ‫يرعى العملية االنتقالية‪ ،‬ومن ثم إيالء دور‬ ‫أكبر لرعاته اإلقليميني‪ ،‬في حني تبدو القوى‬ ‫املدنية التي قادت حراك الشارع السوداني‬ ‫ً‬ ‫أضعف حاال مع مضي الوقت‪ ،‬حيث دخلت‬ ‫مـعــركــة ال ـت ـفــاوض م ــع املـجـلــس الـعـسـكــري‬ ‫بسقف منخفض‪ ،‬إذ لم تسع إلى تحييده‪ ،‬كما‬ ‫ٍ‬ ‫هو الحال إلى حد ما في الجزائر‪ ،‬أو الطعن‬ ‫بشرعيته‪ ،‬وإنما لتحديد الفترة االنتقالية‪،‬‬ ‫وكذلك تشكيل حكومة مدنية‪ ،‬فيما يلعب‬ ‫املجلس العسكري على عامل الوقت إلرهاق‬ ‫هذه القوى في تفاوض طويل األمد‪ ،‬وكذلك‬ ‫ض ــرب شــرعـيـتـهــا بــاعـتـبــارهــا ق ــوة حاملة‬ ‫للثورة‪ ،‬من خالل إشراك قوى أخرى متحالفة‬ ‫معه‪ ،‬إضافة إلى توظيف عدم إجماع معظم‬ ‫القوى السودانية‪ ،‬أو ال توافقيتها‪ ،‬في كيفية‬ ‫إدارة املــرح ـلــة املـقـبـلــة‪ ،‬م ــا يـجـعــل املجلس‬ ‫ّ‬ ‫املخولة بذلك‪.‬‬ ‫العسكري السلطة الوحيدة‬ ‫من املنظورين‪ ،‬القيمي واألخالقي‪ ،‬ال تتجزأ‬ ‫الثورات بمطالبها وعدالة قضيتها‪ ،‬حيث‬ ‫تـتـجــاوز‪ ،‬بــأحــامـهــا وشـعــاراتـهــا النبيلة‪،‬‬ ‫الشأن املحلي إلى اإلنساني‪ ،‬ومن ثم ال يمكن‬ ‫الفصل بني تموضعاتها املحلية واإلقليمية‬ ‫والدولية‪ ،‬وهو انحيازها لكل ما هو إنساني‪،‬‬ ‫ورفضها الكراهية والعصبويات والحرب‬ ‫واالقتتال تحت أي مسمى‪ .‬ومن هنا‪ ،‬ومع‬ ‫عظمة الثورة السودانية في سياق حركات‬ ‫االحتجاجات التي شهدتها املنطقة العربية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املحركة لها تتجاهل‬ ‫ال تزال القوى املدنية‬ ‫حقيقة أن الجنود السودانيني املشاركني في‬ ‫حرب اليمن مواطنون سودانيون‪ ،‬يقاتلون‬ ‫خارج أرضهم‪ ،‬دفاعًا عن الحدود السعودية‪،‬‬ ‫ال حدود بالدهم‪ ،‬ومن ثم هم وقود ملحرقة‬ ‫الحرب‪ ،‬فبعيدًا عن موقف الثورة السودانية‬ ‫من الحرب في اليمن‪ ،‬فالثابت هنا أن اليمنيني‬ ‫املغلوبني على أمرهم يعيشون اليوم أسوأ‬ ‫كارثةٍ إنسانية عرفتها البشرية منذ انتهاء‬ ‫الحرب العاملية الثانية‪ ،‬فإضافة إلى انهيار‬ ‫كل مقومات الحياة‪ ،‬فإنهم ال يقتلون اليوم‬ ‫فقط بسالح مليشيات الحوثي وألغامها‪،‬‬ ‫وإنما بغارات الطيران السعودي – اإلماراتي‪.‬‬ ‫وف ــي ه ــذه ال ـحــرب الـعـبـثـيــة ال ـتــي يباركها‬ ‫العالم‪ ،‬يظل مقتل الجنود السودانيني في‬ ‫الـيـمــن‪ ،‬كما مقتل اليمنيني‪ ،‬عبثا موجعا‬ ‫ال يـمـكــن ال ـس ـكــوت ع ـنــه‪ ،‬أو الـتـغــاضــي عن‬ ‫املشاركني فيه‪.‬‬ ‫(كاتبة يمنية)‬

‫سورية مرهونة اقتصاديا لروسيا وإيران‪ .‬وتفيد األخبار املعلنة عن توقيع عقود‬ ‫روسية وإيرانية‪ ،‬من أجل تملك واستثمار وإدارة قطاعات استراتيجية من الثروة‬ ‫الوطنية‪ ،‬كالغاز والفوسفات والنقل فترات زمنية طويلة‪ ،‬تصل حتى نصف قرن‪،‬‬ ‫كما هو حال الغاز الذي وقعته شركة امللياردير الروسي‪ ،‬غينادي تيمتشنكو‪،‬‬ ‫الشريك لعائلة الرئيس فالديمير بوتني‪.‬‬ ‫يبدو أن الهيمنة السياسية على جزء كبير من سورية من االحتاللني‪ ،‬الروسي‬ ‫واإليراني‪ ،‬ال تؤدي الغرض‪ .‬وعلينا أن نأخذ في االعتبار كلفة املساعدة العسكرية‬ ‫التي قدمتها روسيا وإيــران للرئيس السوري‪ ،‬بشار األسد‪ ،‬وعائلته واألطراف‬ ‫املتحالفة مـعــه‪ ،‬ط ــوال ثماني سـنــوات مــن ال ـثــورة الـســوريــة‪ .‬وكـمــا هــو مـعــروف‪،‬‬ ‫الفاتورة باهظة جــدا‪ ،‬وتـقـ ّـدر باملليارات‪ .‬وفــي كل األح ــوال‪ ،‬ال يمكن أن تتنازل‬ ‫قوات إلى سورية‬ ‫الدولتان عن الديون التي باتت مترتبة على النظام‪ ،‬فهما أرسلتا ٍ‬ ‫حرب طويلة‪ ،‬باتت خسائرها كبيرة ًفي األرواح واملاديات‪ .‬وهذا يعني‬ ‫لخوض‬ ‫ٍ‬ ‫أن هذين الشريكني في الحرب لن يوفرا فرصة من أجل تعويض خسائرهما‪.‬‬ ‫سورية بلد مريض‪ ،‬يجري توزيع ّ‬ ‫مقدراته بني االحتالالت األجنبية تحت إشراف‬

‫روسيا التي صــارت صاحبة الحصة األكبر في االقتصاد والسياسة واألمــن‪.‬‬ ‫هي التي تفاوض الــواليــات املتحدة على منطقة الجزيرة الواقعة تحت سيطرة‬ ‫قوات سورية الديموقراطية‪ .‬كما أنها ترسم إلسرائيل حدود أمنها‪ ،‬وتتفاوض‬ ‫مع تركيا على إدلب ومناطق درع الفرات وغصن الزيتون‪ .‬ووصل نفوذها إلى‬ ‫أنـهــا تـحـ ّـدد إلي ــران نسبتها مــن الـعــوائــد االقـتـصــاديــة‪ ،‬ومناطق الــوجــود األمني‬ ‫والعسكري‪ .‬وكما هو واضح من العقود األخيرة التي وقعتها شركة امللياردير‬ ‫الروسي تيمتشنكو (ستروي ترانس غــاز‪ ،)CTG‬تحصل روسيا على النسبة‬ ‫األكبر من املشاريع بحدود نسبة ‪ ،%70‬وهــذا يعني أن إيــران خسرت رهانها‬ ‫ً‬ ‫أراض‬ ‫على احتكار الكعكة السورية‪ ،‬وباتت حصتها متركزة على استمالك ّ ٍ‬ ‫وعقارات في املدن الكبرى‪ ،‬وخصوصا في دمشق ومحيطها‪ ،‬وصارت تتمدد‬ ‫في العامني األخيرين إلى مدن أخرى‪ ،‬مثل حمص وحلب‪ ،‬وحتى الحسكة‪.‬‬ ‫وتفضح االتفاقات التي جرى توقيعها حتى اآلن البروباغندا الروسية اإليرانية‬ ‫الـتــي تـتـحـ ّـدث عــن ح ــرب ضــد اإلرهـ ــاب فــي ســوريــة‪ ،‬وص ــار واض ـحــا أن تدخل‬ ‫هاتني القوتني‪ ،‬السياسي والعسكري‪ ،‬أملته مصالح اقتصادية وحسابات املوقع‬ ‫االستراتيجي‪ ،‬وب ــات بمثابة القيد املعلق فــي رقـبــة البلد‪ ،‬وال فـكــاك مـنــه‪ ،‬طاملا‬ ‫أن املافيات املحيطة باألسد ال تــزال في السلطة‪ ،‬فهؤالء هم الضمانة الوحيدة‬ ‫لتحصيل الديون الروسية واإليرانية‪ ،‬وما عدا ذلك مناورات وأكاذيب مكشوفة‪،‬‬ ‫يروجها املحتلون الجدد‪ .‬بشار األســد دمــر البلد ّ‬ ‫وهجر أهلها‪ ،‬وهــا هو يرهن‬ ‫ثرواتها ألكثر مــن نصف قــرن لـلــروس واإليــرانـيــن الــذيــن ارتكبوا جــرائــم ضد‬ ‫اإلنسانية في سورية‪ ،‬وذلــك كله من أجل أن يحتفظ‪ ،‬هو واملافيات املحيطة به‪،‬‬ ‫بكرسي الحكم‪ .‬وجــود األســد ومافياته يقدم غطاء لالحتالل‪ ،‬وهــذا ما يفسر‬ ‫سبب التمسك به من جميع املستفيدين من تقاسم سورية‪ .‬ولكن هذا ال يعني‬ ‫أن يقبل السوريون بالواقع املــزري الــذي أوصــل األســد سورية إليه‪ ،‬ففي نهاية‬ ‫املطاف‪ ،‬هذا البلد هو للسوريني‪ ،‬وليس آلل األســد‪ ،‬وعليهم أن يستعيدوه بكل‬ ‫الوسائل املشروعة‪ .‬واألمر الغريب أن تقاسم سورية بني الروس واإليرانيني يتم‬ ‫وسط صمت شامل‪ ،‬ولم يصد أي رد فعل‪ ،‬حتى من الذين ّ‬ ‫يقدمون أنفسهم أنهم‬ ‫يمثلون الثورة‪ ،‬فهؤالء جلسوا إلى جانب الروس في مفاوضات أستانة‪ ،‬وكأن كل‬ ‫شيء على ما يرام‪ .‬واملالحظ أن هؤالء املمثلني يفصلون بني روسيا قوة احتالل‬ ‫وطرفا في املباحثات السياسية‪.‬‬ ‫وضــع القبضة الــروسـيــة على الحصة األكـبــر مــن املـشــاريــع فــي ســوريــة بروفة‬ ‫إلعادة اإلعمار التي ستكلف مئات مليارات الدوالرات‪ ،‬وفي ظل املقاطعة الدولية‬ ‫سوف تتحول سورية إلى حقل استثمار روسي‪.‬‬

‫بلطجة إدارة أميركية‬ ‫خليل العناني‬

‫«بــادنــا تــدعــم انـتـفــاضــة عسكرية ضــد مـ ــادورو فــي ف ـنــزويــا»‪ ..‬لــم يـصــدر هــذا‬ ‫التصريح عن مسؤول في دولة عاملثالثية‪ ،‬أو حاكم مستبد في دولة عربية‪ ،‬وإنما‬ ‫ّ‬ ‫عمن يفترض أن يكون وزيــر خارجية واحــدة من أكبر الديمقراطيات الليبرالية‬ ‫ّ‬ ‫في العالم‪ ،‬وهو وزير الخارجية األميركي‪ ،‬مايك بومبيو‪ ،‬الذي حرض‪ ،‬في مقابلة‬ ‫مع قناة ســي‪.‬إن‪.‬إن قبل أيــام‪ ،‬على قيام انقالب عسكري في فنزويال ضد حكم‬ ‫ّ‬ ‫الرئيس الفنزويلي‪ ،‬نيكوالس مادورو‪ .‬بعدها بيومني‪ ،‬حذر مستشار األمن القومي‬ ‫ً‬ ‫«فضاء‬ ‫األميركي‪ ،‬جون بولتون‪ ،‬روسيا من التدخل في الشأن الفنزويلي‪ ،‬واعتبره‬ ‫أميركيا خالصًا» ال يجوز ألحد االقتراب منه‪ ،‬ومستخدمًا لغة تنتمي إلى حقبة‬ ‫الحرب الباردة‪.‬‬ ‫هكذا تدير اإلدارة األميركية الحالية العالم‪ .‬ولعلها أسوأ إدارة ّ‬ ‫مرت على أميركا‬ ‫منذ قيامها قبل قرنني ونيف‪ ،‬ليس فقط لرعونتها وبلطجتها‪ ،‬وإنما أيضا لجهلها‬ ‫وحماقة مسؤوليها‪ ،‬وعدم فهمهم أبسط قواعد العالقات الدولية‪ .‬في حني ال يخلو‬ ‫تناقضات ّ‬ ‫فجة‪ ،‬ففي الوقت الذي ّ‬ ‫تحرض فيه هذه اإلدارة على قيام‬ ‫سلوكها من‬ ‫ٍ‬ ‫انـقــاب عسكري فــي فـنــزويــا‪ ،‬بحجة حماية الديمقراطية هـنــاك‪ ،‬و»االستجابة‬ ‫جيل من أسوأ أجيال الديكتاتوريات‬ ‫ملطالب الشعب الفنرويلي»‪ ،‬فإنها تتحالف مع ٍ‬ ‫التي مرت على العالم العربي من اإلمارات والسعودية إلى مصر وليبيا‪ .‬كما أنها‬ ‫ّ‬ ‫متطرفة في إسرائيل‪ ،‬على حساب‬ ‫غارقة حتى أذنيها في تحقيق رغبات حكومة‬ ‫الشعب الفلسطيني والحقوق العربية‪.‬‬ ‫ولوال انشغال هذه اإلدارة طوال العامني األخيرين في ملفات داخلية‪ ،‬أبرزها ملف‬ ‫التحقيقات الروسية الخاصة بالتدخل في االنتخابات الرئاسية األميركية عام‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،2016‬لكانت ارتكبت من الحماقات ما قد يخلف دمــارًا تمتد أثــاره إلى سنوات‬ ‫مقبلة‪ ،‬خصوصا في منطقتنا البائسة‪ .‬ولعل هذا أيضا ما يفسر سلوكها الحالي‬ ‫الذي ال يتبع أية قواعد أو تقاليد معروفة في السياسة الخارجية األميركية‪ ،‬فبعد‬ ‫أن تخلص ترامب من عبء تقرير مولر الذي لم ّ‬ ‫يوجه له إدانة‪ ،‬سواء بشأن ّ‬ ‫التورط‬ ‫مع الروس‪ ،‬أو إعاقة العدالة في أثناء التحقيقات‪ ،‬انطلق كالثور الهائج على الساحة‬ ‫ّ‬ ‫متشددة‪ ،‬يرضي بها قواعده االنتخابية‪.‬‬ ‫الدولية‪ ،‬من أجــل تنفيذ أجندة يمينية‬ ‫ويساعده في رسم هذه األجندة وتنفيذها اثنان من أكثر الصقور اليمينية تشددًا‪،‬‬ ‫هما بومبيو وبولتون‪.‬‬ ‫كما ال يمكن فهم سلوك هذه اإلدارة بعيدًا عن منطق الصفقات السياسية والفهلوة‬ ‫الذي يتبعه ترامب في إدارة السياسة الخارجية‪ ،‬خصوصا في املنطقة العربية‪،‬‬ ‫فالتحالف الوثيق بني إدارته والسلطويني العرب‪ ،‬ومعهما إسرائيل‪ ،‬لم يعد في حاجة‬ ‫إلى دليل‪ .‬والواضح أن كل ما يحدث اآلن ما هو إال تطبيق ما تسمى صفقة القرن‬ ‫التي تهدف إلــى تصفية القضية الفلسطينية‪ ،‬تقف في خلفية معظم سياسات‬ ‫ترامب في املنطقة‪ ،‬ســواء ما يتعلق بدعمه خطط املحور اإلماراتي –السعودي ‪-‬‬ ‫املصري للهيمنة‪ ،‬وإعادة تشكيل على املنطقة‪ ،‬أو السعي إلى إشعال مواجهة مع‬ ‫إيران‪ ،‬أو وقف محاوالت وطموحات التغيير التي تجتاح املنطقة العربية‪ .‬يأتي في‬ ‫هــذا السياق أيضا تحضيرات إدارة ترامب لتصنيف جماعة اإلخــوان املسلمني‬ ‫جماعة إرهابية‪ .‬وهي خطوة طفت على السطح مرات‪ ،‬منذ وصول ترامب إلى البيت‬ ‫األبيض‪ ،‬ولكنها هذه املرة تبدو أكثر جدية‪ ،‬فــاإلدارة اليمينية الحالية تسعى إلى‬ ‫إرضاء حلفائها السلطويني الذين يرون في الجماعة تهديدًا وجوديًا ألنظمتهم من‬ ‫جهة أولى‪ ،‬كما أنها تحاول كسر واحد ٍة من أكثر الجماعات تأثيرًا في املجتمعات‬ ‫ّ‬ ‫املتشدد في إسرائيل وفي الداخل األميركي‬ ‫العربية من جهة ثانية‪ ،‬ومحاباة اليمني‬ ‫ّ‬ ‫من جهة ثالثة‪ .‬وهي تفعل ذلك من دون اعتبار للتداعيات السلبية التي قد يخلفها‬ ‫هذا التصنيف على املنطقة‪ ،‬خصوصا على املديني‪ ،‬املتوسط والطويل‪.‬‬


‫‪16‬‬

‫مجتمع‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫آراء‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫قبل تصنيف اإلخوان «منظمة إرهابية»‬ ‫أسامة أبو ارشيد‬

‫تجــدد الحديــث عــن احتمــال تصنيــف جماعــة‬ ‫ّ‬ ‫أميركيــا‪« ،‬منظمــة إرهابية‬ ‫اإلخــوان املســلمني‪،‬‬ ‫أجنبية»‪ ،‬غير أن النقاش الجاري في املوضوع‬ ‫اليــوم أكثــر خطــورة من الذي ســبقه مطلع عام‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،2017‬عنــد تســلم دونالــد ترامــب الرئاســة‪.‬‬ ‫وبالتالــي‪ ،‬األمــر جـ ٌّـد هــذه املــرة ال هــزل فيــه‪،‬‬ ‫أو هكــذا يفتــرض‪ .‬مكمــن الخطــورة الحقيقــي‬ ‫أن ترامــب شــخصيًا يقــف وراءه‪ .‬وال يعتمــد‬ ‫صاحــب هــذه الســطور‪ ،‬فحســب‪ ،‬علــى تقريــر‬ ‫صحيفة نيويورك تايمز الذي كشــف‪ ،‬الثالثاء‬ ‫املاضــي‪ ،‬النقـ َ‬ ‫ـاب عنــه‪ ،‬بــل لــم يتــردد البيــت‬ ‫األبيــض فــي تأكيــد الخبــر‪ .‬وحســب الناطقــة‬ ‫باســم البيت األبيض‪ ،‬ســارة ساندرز‪« ،‬تشاور‬ ‫الرئيس مع فريق األمن القومي وقادة املنطقة‬ ‫الذيــن نقلــوا إليــه قلقهم‪ ،‬ويتــم العمل على هذا‬ ‫التصنيف من خالل إجراءات داخلية»‪.‬‬ ‫فــي املحــاوالت الســابقة‪ ،‬كان أعضــاء يمينيون‬ ‫فــي الكونغــرس مــن يدفعــون باتجــاه تصنيف‬ ‫ّ‬ ‫اإلخــوان إرهابيــن‪ ،‬ثـ َّـم مــع تولــي ترامــب‬ ‫ّ‬ ‫الرئاسة‪ ،‬حاولت أطراف إيديولوجية متطرفة‬ ‫تحيــط بــه إنفــاذ هــذا التوجــه‪ .‬ويطمــع هــؤالء‬ ‫ً‬ ‫إلــى توظيــف ذلــك مدخــا إلــى اســتهداف‬ ‫مؤسســات إســامية أميركيــة مرموقــة عبــر‬ ‫ربطهــا‪ ،‬كذبــا‪ ،‬باإلخــوان املســلمني تنظيميــا‪.‬‬ ‫لكــن تلــك املحــاوالت فشــلت‪ ،‬والســبب الرئيــس‬ ‫املعارضة القوية التي جوبهت بها مســاعيهم‬ ‫من املؤسســات الســيادية األميركيــة‪ ،‬وتحديدا‬ ‫في وزارتي ُالخارجية والدفاع‪ ،‬ومجلس األمن‬ ‫القومــي‪ ،‬وامل َج َّمـ ِـع االســتخباراتي األميركــي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حــذر هــؤالء من التداعيــات املحتملة لتصنيف‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫س كهــذا علــى السياســة الخارجيــة‬ ‫مســي ٍ‬ ‫واألمــن واملصالــح القوميــة األميركيــة‪ .‬ومــع‬ ‫أن تلــك التحذيــرات مــا زالــت قائمــة‪ ،‬إال أن‬ ‫تغييــرات بنيويــة عرفتهــا إدارة ترامــب فــي‬ ‫االثنــي عشــر شــهرا األخيــرة‪ ،‬أهمهــا إقالــة أو‬ ‫اســتقالة الشــخصيات «الناضجة» فيها‪ ،‬بدءا‬ ‫بوزيــر الخارجيــة الســابق‪ ،‬ريكــس تيلرســون‪،‬‬ ‫ومــرورا بمستشــار األمــن القومــي الســابق‪،‬‬ ‫أتــش‪ .‬آر‪ .‬مكماســتر‪ ،‬ثـ َّـم وزيــر الدفــاع الســابق‪،‬‬

‫َّ‬ ‫جيمــس ماتيــس‪ .‬وقد حل مــكان األول والثاني‬ ‫شــخصيتان إيديولوجيتــان متطرفتان‪ ،‬مايك‬ ‫بومبيــو وجــون بولتــون‪ ،‬ومــا زالــت وزارة‬ ‫الدفــاع مــن دون وزيــر‪ .‬واملعنــى هنــا أن ترامــب‬ ‫ينحدر من دون كوابح تضبطه‪.‬‬ ‫وقت يعارض فيه‬ ‫الالفت في هذا السياق أنه في ٍ‬ ‫الخبــراء واملهنيــون املحترفــون في املؤسســات‬ ‫والــوكاالت األميركيــة املختصــة محــاوالت‬ ‫تصنيــف اإلخــوان‪ ،‬يدفــع بومبيــو وبولتــون‬ ‫باتجاهــه‪ .‬وهنــا مكمــن الخطــورة الثانــي‬ ‫فــي املوضــوع‪ ،‬إذ أن القــرار يعــود إلــى وزيــر‬ ‫الخارجية بتوجيهٍ من الرئيس‪ .‬وهذا ال يعني‬ ‫أن قــرار التصنيــف قــد حســم‪ ،‬غيــر أنــه أصبــح‬ ‫اليــوم أقــرب إلــى التنفيــذ‪ .‬وحســب اإلجــراءات‪،‬‬ ‫فــإن مكتــب تنســيق مكافحــة اإلرهــاب التابــع‬ ‫لــوزارة الخارجيــة يراجــع أنشــطة املنظمــة‬ ‫َّ‬ ‫محــل النظــر‪ ،‬بنــاء علــى معاييــر محـ ّـددة‪ ،‬وإذا‬ ‫خلص إلى أنها ترتقي إلى مستوى التصنيف‬ ‫ّ‬ ‫يضمنــه نتائــج‬ ‫باإلرهــاب‪ ،‬يعــد تقريــرا بذلــك‪،‬‬ ‫مراجعتــه وأدلــة ذلــك‪ .‬بعــد ذلــك‪ ،‬يتشــاور وزير‬ ‫الخارجية مع وزيري العدل والخزانة‪ ،‬بإرسال‬ ‫قــرار التصنيــف إلــى الكونغرس الذي ســتكون‬ ‫أمامــه مهلــة ســبعة أيــام إلدخــال تعديــات‬ ‫علــى القــرار‪ ،‬أو ّ‬ ‫رده‪ .‬وفــي حــال لــم تكــن هنــاك‬ ‫معارضــة مــن الكونغــرس‪ ،‬ينشــر القــرار فــي‬ ‫الجريــدة الفدراليــة الرســمية‪ ،‬وحينهــا يصبح‬ ‫قانونــا‪ .‬مــن الضــرورة هنــا التنبيــه إلــى أن‬ ‫الرهــان علــى رد الكونغــرس القــرار‪ ،‬إن صــدر‪،‬‬ ‫قــد ال يكــون أمــرا حكيمــا‪ .‬صحيــح أن أغلــب‬ ‫الديمقراطيني‪ ،‬وعددا من الجمهوريني‪ ،‬ليسوا‬ ‫مع تصنيف جماعة اإلخوان املسلمني منظمة‬ ‫إرهابيــة‪ ،‬وذلــك اتســاقا مــع موقــف الــوكاالت‬ ‫املختصــة التــي ّ‬ ‫تعبــر عــن املصالــح األميركيــة‬ ‫ّ‬ ‫العليــا‪ ،‬إال أن الديمقراطيــن قــد يتــرددون فــي‬ ‫معارضــة القــرار‪ ،‬مخافــة أن يســتغله ترامــب‬ ‫والجمهوريــون ضدهــم فــي انتخابــات عــام‬ ‫‪ .2020‬وال داعــي للتذكيــر هنــا بــأن اإلخــوان‬ ‫ّ‬ ‫املسلمني تيار ّ‬ ‫أميركيًا‪ ،‬أو يمكن‬ ‫تمت شيطنته‬ ‫شــيطنته فــي الوعــي األميركــي بســهولة‪ .‬األمر‬ ‫الثانــي‪ ،‬أنــه حتــى لــو صـ ّـوت كل الديمقراطيني‬ ‫ضد قرار التصنيف‪ ،‬فإن هذا ال يعني تعطيله‪،‬‬

‫فالديمقراطيــون يســيطرون علــى مجلــس‬ ‫النــواب‪ ،‬فــي حــن يســيطر الجمهوريــون علــى‬ ‫مجلــس الشــيوخ‪ .‬وبالتالــي‪ ،‬مــن الصعــب‬ ‫تصـ ّـور توافــق املجلســن علــى رد القــرار‪ ،‬مــع‬ ‫بقــاء فرصــة ضئيلــة فــي هــذا الصــدد‪ ،‬وهــذه‬ ‫الفرصة تحتاج إلى استثمار كبير فيها‪.‬‬ ‫ـف العقبــة املحتملــة‬ ‫إذا اجتــاز قــرار التصنيـ ّ‬ ‫فــي الكونغــرس‪ ،‬لــن يتبقــى أمــام اإلخــوان‬ ‫املســلمني غيــر اللجــوء إلــى القضــاء األميركــي‪،‬‬ ‫وتحديدا إلى محكمة االســتئناف في مقاطعة‬ ‫كولومبيــا‪ ،‬أي واشــنطن العاصمــة‪ .‬حينهــا‪،‬‬ ‫ســيكون أمامهــم‪ ،‬كطــرف متضـ ّـرر مــن قــرار‬ ‫التصنيــف‪ ،‬ثالثــون يومــا للطعــن عليــه‪ ،‬وبعــد‬ ‫ذلك ال يمكنهم الطعن عليه إال بعد عامني على‬ ‫تاريخ صدوره‪ .‬وهذا ما يتطلب من «اإلخوان»‬ ‫اســتعدادا جيــدا ملعركــة قضائية بــدءا من هذه‬ ‫اللحظــة‪ ،‬بعــد أن أضاعــوا ســنوات ثمينــة‪ ،‬منذ‬ ‫عــام ‪ ،2015‬منــذ أن قــدم أول مشــروع قانــون‬ ‫فــي الكونغــرس لتجريمهــم‪ .‬واملفارقــة هنــا أن‬ ‫اإلخوان في وضع قانوني قوي يؤهلهم‪ ،‬على‬ ‫األرجــح‪ ،‬إلى كســب هــذه املعركــة القضائية‪ ،‬إن‬ ‫وقعت‪ .‬املشكلة‪ ،‬أنه ال تبدو َّ‬ ‫ثمة إرهاصات على‬ ‫أنهم في وارد ّ‬ ‫تحدي القرار‪ ،‬إن صدر‪ ،‬قضائيا‪،‬‬ ‫علــى الرغــم مــن التداعيــات الكارثيــة املحتملــة‪،‬‬ ‫سياســيا واقتصاديــا وأمنيــا‪ ،‬التــي ســتترتب‬ ‫علــى تنظيمهــم وقياداتهــم وأعضائهــم‪ .‬دع‬ ‫عنــك احتمــاالت توظيــف هــذا القــرار بطريقــة‬ ‫شــريرة‪ ،‬الســتهداف الوجــود اإلســامي فــي‬ ‫الواليــات املتحــدة‪ ،‬وهــو األمــر الــذي ّ‬ ‫عبــر عنـ َـه‬ ‫َّ‬ ‫غيــر َمـ َّـر ٍة بعــض مــن يدفعــون بــه‪ .‬األدهــى‪ ،‬ثمة‬ ‫ٌ‬ ‫حديــث أن إدارة ترامــب تعتــزم املضــي فــي قرار‬ ‫التصنيــف‪ ،‬ألنهــا تراهــن على أن «اإلخوان» لن‬ ‫ّ‬ ‫يتحدوه قضائيا في الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ثمــة ثالثــة معاييــر ينــص عليهــا القانــون‬ ‫ّ‬ ‫أميركيــا‪ .‬اثنــان‬ ‫لتصنيــف أي منظمــة إرهابيــة‬ ‫منهــا ال ينطبقــان أصــا علــى اإلخــوان‪ ،‬أمــا‬ ‫اآلخــر الــذي ينطبــق عليهــم‪ ،‬فإنــه ينطبــق مــن‬ ‫حيــث التوصيــف‪ ،‬ال من حيــث املضمون‪ .‬وهذه‬ ‫املعاييــر‪ :‬أن تكــون املنظمــة املــراد تصنيفهــا‬ ‫أجنبية‪ .‬وهذا ينطبق على «اإلخوان» توصيفًا‪.‬‬ ‫أن تكون املنظمة منخرطة في أعمال إرهابية‪ ،‬أو‬

‫السعودية‪ ...‬رهان الفشل المستمر‬ ‫أسامة الرشيدي‬

‫يبعــث علــى التوجــس إعــان اللــواء الليبــي‬ ‫املتمرد‪ ،‬األســير ســابقا‪ ،‬خليفة حفتر‪ ،‬هجومه‬ ‫علــى العاصمــة طرابلــس‪ ،‬وتثيــر شــعورا‬ ‫بالقلق إمكانية أن ينجح هذا األجير (بتعبير‬ ‫الرئيس التونســي الســابق املنصف املرزوقي)‬ ‫في السيطرة على املدينة‪ ،‬ودفن الثورة الليبية‬ ‫وأحــام الليبيــن‪ ،‬مثلمــا حــدث لألســف فــي‬ ‫ّ‬ ‫بمجرد أن‬ ‫عواصــم بلــدان عربيــة أخــرى‪ ،‬ولكــن‬ ‫تعلم أن حفتر شن هجومه بإيعاز من القيادة‬ ‫السعودية‪ ،‬وهو ما أكدته صحف دولية‪ ،‬منها‬ ‫واشــنطن بوســت والغارديــان‪ ،‬حتــى يطمئــن‬ ‫قلبك إلى أنه‪ ،‬في األغلب‪ ،‬سيفشل فشال ذريعا‬ ‫بإذن الله‪ ،‬وأنه سيندم على مغامرته العبثية‪،‬‬ ‫وأن أمــوال الســعودية لــن تفيــده بشــيء‪،‬‬ ‫فالســعوديون بقيــادة محمــد بــن ســلمان لــم‬ ‫يدخلــوا قضيــة أو معركــة مــن أي نــوع منــذ‬ ‫ســنوات إال وانهزمــوا شــر هزيمــة‪ .‬ليــس هــذا‬ ‫فحســب‪ ،‬بــل يطــاول هــذا الفشــل وكالء هــم‪ ،‬أو‬ ‫من يعتمدون عليهم في هذه امللفات‪.‬‬ ‫فــي اليمــن‪ ،‬لــم تســتطع الســعودية بعــد أربــع‬ ‫ســنوات مــن تحقيــق أي انتصــار‪ ،‬بــل وتحــول‬ ‫الحوثيــون إلــى الهجــوم وإطــاق الصواريــخ‬ ‫علــى مــدن ســعودية‪ ،‬ووقــع اليمنيــون فريســة‬ ‫للجــوع واألمــراض‪ ،‬ولجــأت الســعودية إلــى‬ ‫استقدام جيوش من كل حدب وصوب لحماية‬ ‫حدودهــا الجنوبيــة ً مــن غــارات الحوثيــن‪،‬‬ ‫وصــارت الحــرب نكتــة ومضربــا لألمثــال‪ .‬أمــا‬ ‫الشــرعية اليمنيــة فكانــت الخاســر األكبــر مــن‬ ‫تلك الحرب‪ ،‬إذ لم تستطع تسيير أمور البالد‪،‬‬ ‫أو اســتعادة شــرعيتها‪ ،‬بــل أصبــح جنــوب‬ ‫اليمــن علــى شــفا االنفصال‪ ،‬بعــد دعم قوي من‬

‫اإلمــارات‪ ،‬املكــون الرئيســي الثانــي للتحالــف‪،‬‬ ‫بســبب عجــز الســعودية عــن منــع حليفتها من‬ ‫ذلــك‪ ،‬أو ربمــا عدم ممانعتها كذلك‪ ،‬وترحيبها‬ ‫باالنفصال الوشيك‪.‬‬ ‫وفــي تركيــا‪ ،‬لــم تكــن خافيــة أبدا فرحــة القيادة‬ ‫الســعودية بمحاولــة االنقــاب الفاشــلة‪،‬‬ ‫وتطلعهــا إلــى نجاحهــا‪ ،‬وســط حديــث‬ ‫مســؤولني أتــراك عــن دعــم إماراتــي للمحاولــة‬ ‫بمبلــغ ثالثــة مليــارات دوالر‪ ،‬وهــو دعــم ال‬ ‫ينفصــل بالتأكيــد عــن الســعودية التــي كانــت‬ ‫مــع اإلمــارات مــن أواخــر الــدول التــي أصــدرت‬ ‫ـات ال تســمن وال تغنــي مــن جــوع دعمــا‬ ‫بيانـ ٍ‬ ‫للقيــادة التركيــة الشــرعية‪ ،‬بعــد تأكــد فشــل‬ ‫املحاولــة فــي اليوم التالــي‪ ،‬لتكون جماعة فتح‬ ‫الله غولن كبش فداء الفشل هذه ّ‬ ‫املرة‪.‬‬ ‫وفــي ســورية‪ ،‬كانــت السياســة الســعودية‬ ‫الرســمية منــذ انــدالع الثــورة هــي مســاندتها‬ ‫باملــال والســاح ضــد بشــار األســد‪ ،‬وهــي‬ ‫سياســة نبيلــة‪ ،‬لكنهــا لألســف لــم تخــرج مــن‬ ‫دائــرة الفشــل أيضــا‪ ،‬ولــم تفلــح املحــاوالت‬ ‫الســعودية مــع الــدول األخــرى فــي هزيمــة‬ ‫بشــار الــذي اســتطاع‪ ،‬بمســاندة إيــران‬ ‫وروســيا وحــزب اللــه واملليشــيات العراقيــة‬ ‫واألفغانيــة‪ ،‬اســتعادة الســيطرة علــى جــزء‬ ‫ّ‬ ‫وتعرضــت الفصائــل التــي‬ ‫كبيــر مــن ســورية‪،‬‬ ‫دعمتهــا الســعودية للهزيمــة والتحلــل مــع‬ ‫مرور السنوات‪ ،‬لتنسحب الرياض نهائيا من‬ ‫املشهد السوري‪ ،‬وتتركه للتقاسم بني روسيا‬ ‫وإيران وتركيا‪.‬‬ ‫أمــا لبنــان فقد أصبــح رهينة بيد إيران وحزب‬ ‫اللــه‪ ،‬وأصبــح ســعد الحريــري‪ ،‬أبــرز حلفــاء‬ ‫الســعوديني فــي بيــروت‪ ،‬أضحوكــة‪ ،‬بعدمــا‬ ‫احتجزتــه الريــاض فــي إهانــةٍ بالغــةٍ ‪ ،‬أدت إلــى‬

‫خسارته الثقيلة في االنتخابات النيابية التي‬ ‫أجريــت بعــد الحــادث‪ ،‬إذ خســر ثلــث مقاعــده‬ ‫البرملانيــة‪ .‬وأعطــت النتائــج االنتخابات حزب‬ ‫اللــه وحلفــاء النظامــن‪ ،‬اإليرانــي والســوري‪،‬‬ ‫السيطرة البرملانية‪.‬‬ ‫وبعــد الحصــار الــذي فرضتــه الســعودية‬ ‫مــع حلفائهــا اآلخريــن علــى قطــر‪ ،‬لجــأت إلــى‬ ‫شــخصيات قطريــة مــن األســرة الحاكمــة‪ ،‬مثــل‬ ‫سلطان بن سحيم وعبد الله بن علي آل ثاني‪،‬‬ ‫وحاولــت فرضهمــا ليكونــا دميتــن بيديهــا‪،‬‬ ‫كمــا لجــأت إلــى شــيوخ قبليــن‪ ،‬مثــل طالــب‬ ‫بــن شــريم املــري‪ ،‬الــذي هاجــم القيــادة القطرية‬ ‫ّ‬ ‫مرارا‪،‬‬ ‫متصورا أنه بذلك ســينال الحظوة لدى‬ ‫الســعوديني‪ .‬لكــن الحصــار تحــول‪ ،‬هــو اآلخــر‪،‬‬ ‫إلــى نكتــة‪ ،‬وأدرك عبــد اللــه بن علــي وطالب بن‬ ‫شــريم أنهما لم يحصدا شــيئا من اعتمادهما‬ ‫علــى وعــود محمــد بــن ســلمان الهزليــة‪ ،‬فبــث‬ ‫األول فيديــو يســتغيث فيــه مــن احتجــازه فــي‬ ‫أبو ظبي‪ ،‬وعاد الثاني مســرعا ليقدم االعتذار‬ ‫إلى قطر وأميرها‪ ،‬مبديا ندمه الشديد على ما‬ ‫بــدر منــه‪ ،‬ليكــون مصيره االعتقــال فور عودته‬ ‫ّ‬ ‫يتصور‬ ‫إلــى الســعودية‪ ،‬فــي نهايــةٍ بائســةٍ ملــن‬ ‫أن االعتمــاد علــى نــزق محمــد بــن ســلمان‬ ‫وتهوره يمكن أن يؤدي إلى أي شيء‪.‬‬ ‫وتســرعت القيــادة األردنيــة ووقفــت‪ ،‬جزئيــا‪،‬‬ ‫إلــى جانــب الحصــار علــى قطــر‪ ،‬بعــد أن قـ ّـررت‬ ‫تخفيــض التمثيــل الدبلوماســي مــع الدوحــة‪،‬‬ ‫وإغــاق مكتــب قنــاة الجزيــرة‪ ،‬لتجــد بعــد ذلــك‬ ‫ضغوطا كبيرة عليها إلجبارها على املشاركة‬ ‫في «صفقة القرن»‪ ،‬في الوقت الذي أعلنت فيه‬ ‫قطــر عــن توفير عشــرة آالف وظيفــة لألردنيني‬ ‫بعد اندالع احتجاجات شعبية في املحافظات‬ ‫األردنيــة‪ .‬وكان واضحــا الدعــم الســعودي‬

‫على «اإلخوان»‬ ‫أن يتح ّركوا مباشرة‬ ‫للتصدي قضائيًا‬ ‫للقرار المحتمل‬

‫تملــك القــدرة واإلرادة على االنخراط في أعمال‬ ‫إرهابيــة‪ .‬وهــذا املعيار ال ينطبق على اإلخوان‪،‬‬ ‫فالتقاريــر االســتخباراتية األميركيــة تنفــي‬ ‫تهمــة اإلرهــاب عنهــم‪ .‬وألن اإلخــوان املســلمني‬ ‫جماعــة فضفاضــة‪ ،‬ال تملــك هيــكال تنظيميــا‬ ‫دوليــا موحــدا‪ ،‬صلبــا وصارمــا‪ ،‬فإنــه يصعــب‪،‬‬ ‫قانونيــا‪ ،‬تجريــم كل تنظيماتهــا وتفريعاتهــا‬ ‫وفروعهــا بســبب تنظيــم واحــد محســوب على‬ ‫مدرســة اإلخــوان‪ .‬مثــال ُ ذ َلــك‪ ،‬حركــة املقاومــة‬ ‫َ‬ ‫اإلســامية (حمــاس)‪ ،‬املتف ِّر َعــةِ عــن اإلخــوان‪،‬‬ ‫والتــي تـ َّـم تصنيفهــا إرهابيــة‪ ،‬أميركيــا‪ ،‬عــام‬ ‫‪ ،1997‬ولكــن ذلــك التصنيــف لــم يتعــد إلى بقية‬ ‫الفــروع والتنظيمــات األخــرى‪ .‬ثالثــا أن تمثــل‬ ‫األنشــطة اإلرهابيــة للمنظمــة محــل النظــر‬ ‫للتصنيــف تهديــدا ألمن املواطنني األميركيني‪،‬‬ ‫أو األمــن القومــي األميركــي‪ ،‬بمــا يتضمــن‬ ‫السياســة الدفاعيــة أو العالقــات الخارجيــة أو‬ ‫املصالــح االقتصاديــة‪ .‬وهــذا املعيــار‪ ،‬أيضــا‪ ،‬ال‬ ‫ينطبق على اإلخوان املسلمني‪.‬‬ ‫احتماالت صدور قرار التصنيف هذه املرة أعلى‬ ‫ّ‬ ‫مــن املــرات الســابقة‪ ،‬وإذا كنــا تعلمنا شــيئا من‬ ‫رئاســة ترامب في العامني والنصف املاضيني‪،‬‬ ‫فهو أنه رئيس‪ ،‬في الغالب‪ ،‬يعد وينجز‪ّ ،‬‬ ‫يهدد‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫وينفــذ‪ ،‬وهــو ال يلقــي باال للتداعيــات‪ ،‬وال يأبه‬ ‫بالتحذيرات‪ ،‬ويملك قدرة على تجاوز نصائح‬ ‫مستشــاريه واألجهــزة املختصــة التــي تعمــل‬ ‫تحــت إمرتــه‪ .‬شــوهد ذلك في توتيــره العالقات‬ ‫مع الحلفاء في حلف شمال األطلسي (الناتو)‪،‬‬ ‫ومــع االتحــاد األوروبــي‪ ،‬ومــع كنــدا واملكســيك‪،‬‬ ‫وكذلــك فــي إعالنــه حربــا تجاريــة علــى الصني‪.‬‬ ‫وفي تجاوزه نصائح مستشاريه في موضوع‬

‫سيدرك حفتر أنه كان‬ ‫مغفًال عندما تصور‬ ‫أن السعودية ستكون‬ ‫حليفًا ذا جدوى‬ ‫اإلماراتــي لقــرار ترامب اعتبار القدس عاصمة‬ ‫إلســرائيل‪ .‬وقــد أزعــج ذلــك القيــادة األردنيــة‬ ‫الحريصــة علــى ملــف القدس‪ ،‬وتحــدث العاهل‬ ‫األردني‪ ،‬عبدالله الثاني‪ ،‬عن ضغوط يتعرض‬ ‫ّ‬ ‫لها في هذا امللف‪ ،‬مؤكدا أنه لن يغير موقفه‪.‬‬ ‫وفــي العــراق‪ ،‬ســاندت الســعودية محاولــة‬ ‫انفصــال إقليــم كردســتان‪ ،‬وبــدا ذلــك فــي‬ ‫وســائل اإلعالم الســعودية‪ ،‬وتغريــدات الذباب‬ ‫اإللكترونــي الســعودي‪ ،‬لكــن تلــك املحاولــة‬ ‫دفنت في مهدها بعد سيطرة القوات العراقية‬ ‫علــى كركــوك‪ ،‬واختفــاء رئيس إقليم كردســتان‬ ‫العراق‪ ،‬مسعود البرزاني‪ ،‬من املشهد‪ .‬لتحاول‬ ‫الســعودية من جديد اســتقطاب رمــوز عراقية‪.‬‬ ‫وبالفعــل التقــى زعيم التيــار الصدري‪ ،‬مقتدى‬ ‫الصدر‪ ،‬محمد بن سلمان‪ .‬وتحاول السعودية‬ ‫اآلن إقامــة مشــروعات بمليــارات الــدوالرات‪،‬‬ ‫وهــي سياســة حكيمــة غيــر معهــودة مــن‬ ‫القيــادة الســعودية‪ .‬ولكــن مــن املبكــر للغايــة‬ ‫الحكــم علــى مــدى نجاحهــا مــن عدمــه‪ ،‬ومــدى‬ ‫التــزام الريــاض بهــذه السياســة علــى املــدى‬ ‫الطويــل‪ ،‬ولذلــك علــى ســبيل االحتيــاط يجــب‬ ‫أن يحــذر الصــدر مــن التحالــف مع الســعودية‪،‬‬ ‫ألنــه ســيكون خاســرا علــى األغلــب‪ ،‬مثــل‬ ‫املتحالفــن اآلخريــن مــع الســعودية الذيــن‬

‫مقاربة العالقات مع روسيا وكوريا الشمالية‪.‬‬ ‫كمــا رأينــاه فــي انســحابه مــن االتفــاق النــووي‬ ‫مــع إيــران‪ ،‬ثـ َّـم فــي املوضــوع الســوري‪ ،‬وفــي‬ ‫قــراره نقــل الســفارة األميركية مــن تل أبيب إلى‬ ‫القــدس املحتلــة‪ ..‬إلخ‪ .‬وترامب املتحرر‪ ،‬نســبيًا‪،‬‬ ‫من ســيف لجنة املحقق الخاص‪ ،‬روبرت مولر‪،‬‬ ‫ومــن قيــود «نــادي الناضجــن» مــن حولــه‪ ،‬لــن‬ ‫يتــردد فــي إنفــاذ وعــده‪ ،‬إن اســتطاع‪ ،‬لدكتاتور‬ ‫مصــر‪ ،‬عبــد الفتاح السيســي‪ ،‬بتجريم اإلخوان‬ ‫املســلمني‪ ،‬خصوصــا وأن حلفــاء آخريــن لــه‪،‬‬ ‫وتحديدا في إســرائيل والســعودية واإلمارات‪،‬‬ ‫يطالبونه باألمر نفسه‪ ،‬كما أن الدائرة الضيقة‬ ‫من حوله تدفع في هذا االتجاه‪.‬‬ ‫وبناء على ما سبق‪ ،‬يرتكب اإلخوان املسلمون‬ ‫خطــأ فادحــا إن راهنــوا علــى إمكانية إجهاض‬ ‫القــرار املحتمــل مــن داخــل اإلدارة نفســها‪،‬‬ ‫فقــط‪ ،‬مفترضــن تقديــم حســابات املصالــح‬ ‫الكبــرى للواليــات املتحــدة‪ .‬يؤكــد تقريــر‬ ‫«نيويــورك تايمــز» نفســه الــذي كان أول مــن‬ ‫كشــف توجــه ترامــب هــذا أن معارضــي القــرار‪،‬‬ ‫الخارجيــة‬ ‫مــن املهنيــن والخبــراء فــي وزارتــي‬ ‫ُ‬ ‫والدفــاع‪ ،‬ومجلــس األمــن القومــي وامل َج َّمــع‬ ‫االســتخباراتي‪ ،‬يعكفــون علــى دراســة صيــغ‬ ‫مختلفــة تــروم تصنيفــا جزئيــا لبعــض‬ ‫الكيانــات املحســوبة علــى الجماعــة‪ ،‬أو ربمــا‬ ‫تصنيــف الجماعــة األم فــي مصــر‪ ،‬مــن دون‬ ‫تصنيف بقية فروع الجماعة وتنظيماتها في‬ ‫الدول األخرى‪ ،‬والتي قد تسبب تعقيدات أمام‬ ‫السياســة الخارجيــة األميركيــة‪ ،‬كمــا فــي دول‪،‬‬ ‫مثــل املغرب وتونــس واألردن والكويت‪ ،‬وربما‬ ‫حتــى تركيــا‪ ،‬أيــن تشــارك تيــارات محســوبة‪،‬‬ ‫أو قريبــة مــن اإلخــوان املســلمني‪ ،‬فــي الحكــم‪.‬‬ ‫املشــكلة‪ ،‬أنــه حتــى هــذه الصيغــة الجزئيــة‬ ‫الســترضاء ترامــب قــد ال ترضيــه‪ ،‬وهــو مــا‬ ‫يعيدنــا إلــى النقطــة املركزيــة فــي هــذا املقــال‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يتحركــوا‬ ‫ومفادهــا بــأن علــى «اإلخــوان» أن‬ ‫مباشــرة للتصــدي قضائيــا للقــرار املحتمــل‪،‬‬ ‫وقبــل صــدوره‪ ،‬أو أنهــم قــد يجــدون أنفســهم‬ ‫أمــام تحـ ٍّـد وجــودي جديــد‪ ،‬ينضــاف إلــى‬ ‫التحديات األخرى التي تواجههم‪.‬‬ ‫(كاتب فلسطيني في واشنطن)‬

‫ّ‬ ‫تعرضــوا للهزيمــة‪ّ .‬وبعــد قتلهــا الصحافــي‬ ‫جمال خاشــقجي‪ ،‬جندت الســعودية مئات من‬ ‫ّ‬ ‫واملغرديــن‬ ‫املذيعــن والكتــاب والصحافيــن‬ ‫ملحاولــة الدفاع عــن صورتها‪ ،‬وتأكيد براءتها‬ ‫مــن الجريمــة‪ .‬وبالفعــل تورط هــؤالء في حملة‬ ‫دفــاع مســتميتة‪ ،‬ومثيــرة للســخرية‪ ،‬عــن بــن‬ ‫ســلمان‪ ،‬واخترعــوا عشــرات الســيناريوهات‬ ‫املمكنــة‪ ،‬بــدءا مــن اتهــام قطــر‪ ،‬مــرورا باتهــام‬ ‫خطيبــة خاشــقجي‪ ،‬وحتــى تركيــا نفســها‪،‬‬ ‫بأنهــا املســؤولة عــن الجريمــة‪ ،‬حتــى اضطــرت‬ ‫الســعودية‪ ،‬تحــت الضغــط الدولــي‪ ،‬إلــى‬ ‫االعتــراف بمقتلــه داخــل قنصليتهــا فــي‬ ‫إســطنبول‪ ،‬ليتعـ ّـرض هــؤالء املدافعــون عــن‬ ‫الســعودية إلى إحراج هائل‪ ،‬وليصبحوا مادة‬ ‫ّ‬ ‫للتندر على مدار عدة أشهر‪.‬‬ ‫وأخيــرا جــاءت مغامــرة حفتــر التــي شــبهها‬ ‫املفكــر عزمــي بشــارة بأنهــا تشــبه مغامــرات‬ ‫محمد بن سلمان‪ ،‬وهي كذلك‪ .‬ولذلك مصيرها‬ ‫ســيكون مثــل مصيــر كل مغامــرات بن ســلمان‪،‬‬ ‫وســيدرك حفتر أنه كان مغفال وأحمق‪ ،‬عندما‬ ‫تصــور أن الســعودية يمكنهــا أن تكــون حليفــا‬ ‫ذا جدوى‪.‬‬ ‫هنــاك عبــارة منســوبة للرئيــس املصــري‬ ‫املخلــوع‪ ،‬حســني مبــارك‪ ،‬إن «املتغطــي‬ ‫باألميــركان عريــان»‪ ،‬فــي إشــارة إلــى ضــرورة‬ ‫عــدم االعتمــاد علــى التحالــف مــع الواليــات‬ ‫املتحــدة‪ ،‬ألنهــا ليســت محــل ثقــة‪ ،‬وهــي عبــارة‬ ‫تصلح تماما للحديث عن القيادة الســعودية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املتكرر وتقلبات سياستها غير‬ ‫بسبب فشلها‬ ‫العقالنيــة‪ .‬ولذلــك يصــح القــول أن «املتغطــي‬ ‫بالســعوديني عريــان»‪ ،‬واملقصــود هنــا القيادة‬ ‫السعودية الحالية‪ ،‬وليس الشعب السعودي‪.‬‬ ‫(كاتب مصري)‬

‫فضاء مفتوح‬ ‫أي أن إجــراءات تعديلــه مغايــرة للتــي يتــم عــن‬ ‫طريقها تعديل الدســاتير املرنة‪ .‬فحســب وصف‬ ‫تلــك الدســاتير‪ ،‬يكــون بعيــدا عــن التغييــرات‬ ‫املســتمرة لضمــان قــدر مــن الثبــات واالســتقرار‬ ‫لــه‪ ،‬وبالتالــي تمتعــه بنــوع مــن الحصانــة إزاء‬ ‫الســلطتني‪ ،‬التنفيذية والتشــريعية‪ ،‬فال يكون من‬ ‫حقهــا اإلعتــداء عليــه بســهولة‪ ،‬ســواء بالتعديــل‬ ‫أو اإللغــاء‪ .‬ومــا زاد التعجــب ّأن هــذا الجمــود‬ ‫والصعوبــة والتشـ ّـدد باإلجــراءات ســرعان مــا‬ ‫تبخــرت أمــام إرادة الحاكــم أو الفئــة املهيمنة على‬ ‫الحيــاة السياســية فــي مصــر‪ ،‬عندمــا اقتضــت‬ ‫نائب رئيس التحرير حسام كنفاني‬ ‫¶‬

‫‪www.alaraby.co.uk‬‬

‫تصدر عن شركة فضاءات ميديا ليميتد‬ ‫(‪)Fadaat Media Ltd‬‬

‫المدير الفني‬

‫إميل منعم ¶‬

‫¶‬

‫مصلحتهــا التعديــل الدســتوري‪ .‬ومــا يؤكــد هــذا‬ ‫الجمــود الشــكلي للدســتور ّأن اللجــان الفنيــة‬ ‫الواضعــة لــه تــم اختيارهــا وتكليفهــا مــن الفئــة‬ ‫املهيمنــة‪ ،‬وبالتالــي ال شــك ّأن صناعــة الدســتور‬ ‫ونشــأته هــي صناعــة إرادة الســلطة التنفيذيــة‬ ‫الحاكمــة‪ ،‬فــإذا كان وضــع الدســتور يرجــع إلــى‬ ‫إرادة السلطة التنفيذية‪ ،‬فإن عملية بناء الدستور‬ ‫ومراجعتــه تعمــل علــى تجميــع الســلطة باملفهوم‬ ‫الفعلــي فــي يــد الســلطة التنفيذيــة واحتكارهــا‬ ‫لصالح التعديل‪ ،‬وهذا هو ما تحقق بالفعل‪.‬‬ ‫ومــن هنــا‪ ،‬لجــأت الفئــة املهيمنــة علــى الحيــاة‬

‫مدير التحرير ارنست خوري‬

‫سكرتير التحرير‬

‫حكيم عنكر ¶‬

‫السياسة جمانة فرحات ¶ االقتصاد مصطفى عبد السالم ¶ الثقافة‬ ‫نجوان درويش ¶ منوعات ليال حداد ¶ الرأي معن البياري ¶ المجتمع‬

‫يوسف حاج علي ¶ الرياضة نبيل التليلي ¶ تحقيقات محمد‬

‫عزام ¶ مراسلون نزار قنديل ¶ الرئيس التنفيذي عبد الرحمن الشيال‬

‫السياســية الــى تعديــل الدســتور‪ ،‬بــدال مــن‬ ‫خرق القاعدة الدســتورية في تمرير ما تريده‪،‬‬ ‫فعلــى الرغــم مــن طبيعــة الدســتور وصرامــة‬ ‫اإلجــراءات املتبعــة فــي التعديــل‪ ،‬إال أنــه تــم‬ ‫خرقهــا بإتبــاع قواعــد موضوعيــة وإجرائيــة‬ ‫في التعديل ال تتســم بالديمقراطية‪ ،‬وســرعان‬ ‫مــا تــم االلتفــاف حولهــا‪ ،‬فقــد لجــأت الســلطة‬ ‫التنفيذيــة إلــى تعديــل فــي القواعــد الدســتورية‬ ‫خدمة لتكريس بقاء السلطة القائمة‪ ،‬واحتكار‬ ‫الســلطات لتكــون املهيمنــة واملســيطرة عليهــا‪،‬‬ ‫كتعديــل القاعــدة الدســتورية التــي تنــص علــى‬

‫المكاتب‬ ‫¶ المكتب الرئيسي‪ ،‬لندن‬ ‫‪7th Floor, CP House, 97-107 Uxbridge Road, Ealing, London, W5 5TL‬‬ ‫‪Tel: 00442071480366‬‬ ‫¶ مكتب الدوحة‬ ‫الدوحة ــ الدفنة ــ برج الفردان ــ الطابق العاشر ــ‬ ‫هاتف‪0097440190600 :‬‬

‫الحد من الفترات الرئاسية املسموح بها‪ ،‬كذلك‬ ‫التعديــات التــي تســمح بتوغــل واســتحواذ‬ ‫واضــح مــن الســلطة التنفيذيــة علــى الســلطة‬ ‫القضائيــة‪ ،‬علــى الرغم من القاعدة الدســتورية‬ ‫التــي تنــص علــى اســتقاللية القضــاء‪ .‬وهــذا‬ ‫تجــده مــن خــال التعديــات التــي تنــص علــى‬ ‫تدخــل رئيــس الجمهوريــة فــي تعيــن القضــاة‬ ‫بموجــب مرســوم رئاســي‪ ،‬وكذلــك رئاســة‬ ‫رئيــس الجمهوريــة للمجلــس األعلــى للقضــاء‬ ‫وهيمنته عليه‪.‬‬

‫أحمد البهائي (مصر)‬

‫¶ مكتب بيروت‬ ‫بيروت ــ الجميزة ــ شارع باستور ــ بناية ‪west end 33‬‬ ‫هاتف‪009611442047 - 009611567794 :‬‬ ‫¶ البريد اإللكتروني‪Email: info@alaraby.co.uk :‬‬ ‫¶ لالشتراكات‪alaraby.co.uk/subscriptions :‬‬ ‫هاتف‪ +97440190635 :‬جوال‪+97450059977 :‬‬ ‫¶ لإلعالنات‪alaraby.co.uk/ads :‬‬

‫تدخين األب يسبّب مشكالت في قلب الجنين‬

‫ّ‬ ‫أشــارت دراســة جديدة إلى ّأن تدخني اآلباء وليس األمهات فحســب‪ ،‬قد يزيد نســبة ّ‬ ‫تعرض األجنة‬ ‫ـكالت فــي القلــب‪ .‬وبـ ّـن الباحثــون في كليــة الصحة العامة التابعة لجامعة ســنترال ســاوث‬ ‫إلــى مشـ ّ‬ ‫الصينيــة‪ ،‬أنــه «ينبغــي علــى الرجــال الذين ســوف يصيرون آباء أن يقلعوا عن التدخني‪ّ .‬فهم مصدر‬ ‫ّ‬ ‫يضرون بأجنة هؤالء»‪.‬‬ ‫كبير للتدخني السلبي بالنسبة إلى زوجاتهم الحوامل‪ّ ،‬وأكثر من ذلك هم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫النمو بمشــكالت صحية‪ ،‬بما‬ ‫ُيذكــر أن تدخــن النســاء الحوامــل يزيــد خطــر إصابــة األجنــة في طور‬ ‫(رويترز)‬ ‫في ذلك الوالدة املبكرة والوزن املنخفض عند الوالدة والعيوب الخلقية‪ .‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أعلنــت منظمــة األمــم املتحــدة للطفولــة (يونيســف) أنهــا تمكنت بالتعــاون مع الحكومات وشــركائها‬ ‫ّ‬ ‫من منظمات غير حكومية من تلقيح ّأكثر من ‪ 34‬مليون طفل في مناطق نزاعات‪ ،‬ال سيما في العراق‬ ‫ّ‬ ‫وســورية واليمــن وليبيــا‪ .‬وأوضحــت أنـ ّـه «مــن بــن كل خمســة أطفــال فــي أرجــاء املنطقــة‪ ،‬يعيــش طفل‬ ‫ّ‬ ‫األطفال الذين يحتاجون إلى لقاحات‬ ‫واحد ّإما في منطقة نزاع أو في بلد‬ ‫متأثر بالنزاع»‪ ،‬مؤكدة أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫خاصــة فــي مناطــق النــزاع هــم األقل حظًا فــي الحصول عليها‪ .‬وحذرت من أن الذين ال يحصلون على‬ ‫(فرانس برس)‬ ‫اللقاحات أو يحصلون على قليل منها‪ُ ،‬عرضة ألمراض خطيرة وكذلك للموت‪ .‬‬

‫«ليت» نوع جديد من الخرف‬ ‫ّ‬ ‫توصل فريق بحث ّ‬ ‫دولي إلى تشــخيص نوع جديد‬ ‫ّ‬ ‫من الخرف يعاني منه ماليني املســنني حول العالم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫«ألزهايمر»‪،‬‬ ‫موضحًا أنه يشــبه في أعراضه مرض‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫علــى الرغــم مــن أنــه يختلــف تمامــا عنــه‪ .‬وقــد أطلــق‬ ‫علــى هــذا النــوع الجديــد مــن املــرض اســم «ليــت»‬ ‫(‪ ،)Late‬وهــو يأتــي علــى شــكل التهــاب فــي الدمــاغ‬ ‫مرتبط بالعمر‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫وبي الباحثون في دراســتهم التي نشــرت نتائجها‬

‫ّ‬ ‫فــي مجلــة «ذي برايــن جورنــال» الطبيــة‪ّ ،‬أن كثيرين‬ ‫ُ ّ‬ ‫مصابــون بهــذا النــوع مــن الخــرف الذيــن شــخصوا‬ ‫ً‬ ‫خطــأ بمــرض «ألزهايمــر» فــي املاضــي‪ ،‬وهــو األمــر‬ ‫الــذي قــد ّ‬ ‫يفســر الفضل في عــاج الخرف‪ .‬ويوضح‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫هــؤالء ّأن اكتشــافهم هــذا يعــد األبــرز فــي مجــال‬ ‫الخرف الذي يطاول ماليني البشر‪.‬‬ ‫وشرح الباحثون ّأن نحو ثلث كبار ّ‬ ‫السن املصابني‬ ‫بمــرض ألزهايمــر ّ‬ ‫ربمــا يعانــون مــن مــرض «ليــت»‪،‬‬

‫مــع اإلشــارة إلــى ّأن اإلصابــة َ‬ ‫بنوعــن مــن الخــرف‬ ‫أمــر ممكــن‪ .‬أضافــوا ّأن مرض «ليت» يصيب األكبر‬ ‫ســنًا‪ ،‬أي األشــخاص الذيــن تزيــد أعمارهــم عــن ‪80‬‬ ‫عامًا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ومــرض «ليــت» يرتبــط بتراكــم بروتــن معــن‪،‬‬ ‫ُيعــرف باســم «تــي دي بــي ‪ »43‬فــي الدماغ‪ ،‬في حني‬ ‫يرتبــط مــرض «ألزهايمــر» بتراكــم َ‬ ‫نوعــن َ‬ ‫آخريــن‬ ‫مــن البروتينــات فــي الدمــاغ همــا «أميلويــد» و«تاو»‪.‬‬

‫ويســعى العلمــاء منــذ أعــوام طويلة إلــى وضع عالج‬ ‫للخــرف‪ ،‬لكـ ّـن ذلــك يبــدو صعبــا ج ـدًا‪ ،‬نظ ـرًا إلــى‬ ‫تعــدد أنــواع الخــرف ومســبباته‪ .‬فــي الســياق‪ ،‬قــال‬ ‫البروفســور روبــرت هــوارد‪ ،‬مــن جامعــة كينغــز‬ ‫كوليدج في لندن‪ّ ،‬إن «هذه الدراسة قد تكون األكثر‬ ‫ّ‬ ‫أهميــة حــول الخــرف‪ ،‬فــي خــال األعــوام الخمســة‬ ‫األخيرة»‪.‬‬

‫(العربي الجديد)‬

‫(‪)Getty‬‬

‫التبغ يقتل ماليين الهنود‬

‫صبغة اهلل صابر‬

‫مشروعية التعديالت الدستورية‬

‫یــرى أفالطــون في كتابــه‪ ،‬القواننی‪ ،‬وجوب توزیع‬ ‫وظائــف الدولــة علــى هیئــات مختلفــة‪ ،‬بنــاء علــى‬ ‫التــوازن‪ ،‬حتــى ال تنفــرد هیئــة واحــدة بالحكــم‪،‬‬ ‫وكــذا لعــدم املســاس بســلطة الشــعب‪ ،‬ومنــع أیــة‬ ‫هیئــة مــن االنحــراف واالســتبداد‪ ،‬وهــو مــا قــد‬ ‫یــؤدي إلــى التمــرد واالضطرابــات‪ ،‬بــل حتــى‬ ‫االنقالبات والثورات‪.‬‬ ‫عندمــا تتمعــن فــي الدســتور املصــري‪ ،‬تجــده‬ ‫بعيــدا كل البعــد عن الدســاتير املرنة (يتم تعديله‬ ‫باإلجــراءات نف ّســها التــي تعــدل بهــا القوانــن‬ ‫العادية)‪ ،‬إذ يصنف في خانة الدساتير الجامدة‪،‬‬

‫تحصين أكثر من ‪ 34‬مليون طفل في مناطق النزاعات‬

‫‪17‬‬

‫التبــغ فــي الهنــد مشــكلة صحيــة كبيــرة‬ ‫ّ‬ ‫جدًا‪ ،‬وتزداد ســوءًا كل عام‪ ،‬على الرغم من‬ ‫مزاعــم الحكومة الهنديــة بالعمل الحثيث‬ ‫مــن أجــل مكافحــة التبــغ بجميــع أنواعــه وطــرق‬ ‫تعاطيــه‪ ،‬إذ يتســبب فــي وفاة نحو مليون شــخص‬ ‫سنويًا‪ ،‬بحسب اإلحصائيات الرسمية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتشير اإلحصائيات إلى أن ثلث الرجال في الهند‬ ‫ّ‬ ‫يدخنــون أو يمضغــون التبــغ‪ ،‬ومــع أن عدد النســاء‬ ‫اللواتــي يتعاطينــه أقــل مــن الرجــال‪ ،‬فاملخاطــر‬ ‫الصحية كبيرة على الجنسني معًا‪.‬‬ ‫ينتشــر تدخــن التبــغ ومضغــه منــذ زمــن بعيــد في‬ ‫جميــع أنحــاء الهنــد‪ ،‬وتعانــي منــه الطبقــة الفقيــرة‬ ‫خصوصــا‪ ،‬فهــو ســبب رئيــس ألمــراض الســرطان‪،‬‬ ‫خصوصــا ســرطان الفــم والحنجــرة‪ ،‬باإلضافــة‬ ‫إلــى أمــراض الفــم األخــرى‪ .‬وتؤكــد اإلحصائيــات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أن املضــغ شــائع بــن الرجــال والنســاء‪ ،‬وهنــاك ‪31‬‬ ‫فــي املائــة مــن الرجــال و‪ 19‬فــي املائــة مــن النســاء‬ ‫يمضغــون التبــغ‪ ،‬والنســبة املئوية ملضــغ التبغ في‬ ‫بعــض مناطــق الهنــد كواليــة بيهــار‪ ،‬أكبــر بكثيــر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إذ إن ‪ 69‬فــي املائــة مــن الرجــال و‪ 22‬فــي املائــة مــن‬ ‫النســاء يدمنــون مضــغ التبــغ هنــاك‪ .‬للظاهــرة‬ ‫نتائــج خطيــرة‪ ،‬خصوصــا مــا يرتبــط بالنســاء‬ ‫وتحدي ـدًا الحوامــل‪ ،‬إذ قــد يــؤدي مضــغ التبــغ إلــى‬

‫انخفــاض وزن الجنــن‪ ،‬وخلــق مشــاكل كثيــرة عنــد‬ ‫الوضــع‪ ،‬باإلضافــة إلى العيــوب الخلقية للمواليد‪،‬‬ ‫واألمراض الجسدية لدى الحوامل‪.‬‬ ‫فــي املقابــل‪ ،‬يعتبــر اإلقــاع عــن التدخــن ومضــغ‬ ‫ّ‬ ‫التبــغ مــن أهــم عوامــل الصحــة لــدى الهنــود‪ ،‬لكــن‬ ‫ّ‬ ‫املؤســف هــو أن نســبة مــن يتركــون هــذه العــادة ال‬ ‫تتجــاوز خمســة فــي املائــة‪ ،‬ومعظــم هــؤالء يتركون‬ ‫ّ‬ ‫التدخني واملضغ بعد سن األربعني‪.‬‬ ‫يحظــر القانــون الهندي التدخني واســتخدام التبغ‬ ‫ّ‬ ‫فــي األماكــن العامــة‪ ،‬لكــن العمــل علــى هــذا القانــون‬ ‫ّ‬ ‫شــبه معطــل‪ ،‬إذ إن الهنــود يدخنــون فــي األماكــن‬ ‫العامــة؛ فــي الســيارات والحافــات واألســواق‬ ‫والجامعــات واملعاهــد واملــدارس‪ ،‬مــن دون أن‬ ‫يواجهــوا ّ‬ ‫أي عقوبــة‪ .‬يعتبــر قانــون الســجائر‬ ‫ومنتجات التبغ الشــامل لضبطها وحظر إعالنها‬ ‫وتنظيــم تجارتهــا مــن أهــم القوانــن ملكافحــة‬ ‫التدخــن واســتخدامات التبــغ‪ .‬وصدر هذا القانون‬ ‫عــام ‪ ،2003‬قبــل أن تصبــح الهنــد طرفــا التفاقيــة‬ ‫منظمة الصحة العاملية ملكافحة التبغ‪.‬‬ ‫وفــي عــام ‪ 2004‬عــزز القانــون بمزيــد مــن املــواد‪،‬‬ ‫ّ ّ‬ ‫لكــن كل ذلــك ال يــؤدي إلــى شــيء بســبب النقص في‬ ‫التنفيذ‪ .‬وبذلك‪ ،‬تبرز الحاجة امللحة إلى التطبيق‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مع ســن قوانني جديدة من شــأنها أن تمنع الهنود‬ ‫مــن التدخــن واســتخدام التبــغ‪ ،‬خصوصــا فــي‬ ‫املناطــق النائيــة والفقيــرة حيــث يســتخدم الســكان‬

‫أنواعــا مختلفــة مــن التدخــن‪ ،‬ال ســيما التبــغ‪،‬‬ ‫كوســيلة لتهدئــة األعصــاب ومواجهــة مشــاكل‬ ‫الحياة‪.‬‬ ‫تخســر الهنــد بســبب التدخــن وتداعياتــه نحو ‪16‬‬ ‫مليــار دوالر أميركــي ســنويًا‪ ،‬لذلــك‪ ،‬أعلنــت مــرارًا‬ ‫ّ‬ ‫اتخــاذ كل خطــوة مــن شــأنها التصــدي لــه‪ ،‬عــاوة‬ ‫على التعاون مع منظمة الصحة العاملية‪ ،‬وااللتزام‬ ‫باتفاقيــة املنظمــة ملكافحــة التبــغ‪ .‬ونظ ـرًا لألضــرار‬ ‫الكبيــرة‪ ،‬أعلنــت الهند في نوفمبر‪ /‬تشــرين الثاني‬ ‫‪ 2016‬التزامهــا باتفاقيــة منظمــة الصحــة العامليــة‬ ‫اإلطاريــة بشــأن مكافحــة التبــغ‪ ،‬وذكــرت وزارة‬ ‫ّ‬ ‫الصحة آنذاك أن الحكومة ملتزمة بالتنفيذ الكامل‬ ‫ّ‬ ‫لالتفاقيــة ألن الهنــد تخســر الكثيــر مــن أموالهــا‬ ‫وأبنائها نتيجة تعاطي التبغ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫االتفاقيــة املســندة بالبيانــات‪ ،‬تؤكــد علــى حــق كل‬ ‫إنســان فــي التمتــع بأعلــى مســتوى مــن الصحــة‬ ‫ً‬ ‫يمكــن بلوغــه‪ .‬وهــي تشــكل تحــوال فــي وضــع‬ ‫اســتراتيجيات التصــدي للتدخــن‪ .‬وبخــاف‬ ‫املعاهــدات واالتفاقيــات األخرى الخاصة بمكافحة‬ ‫املخــدرات‪ ،‬تؤكــد االتفاقيــة بشــان مكافحــة التبــغ‬ ‫علــى أهمية اســتراتيجيات الحـ ّـد من الطلب وكذلك‬ ‫علــى القضايــا الخاصــة بالعــرض‪ .‬وتــرد فــي مــواد‬ ‫االتفاقية من ‪ 6‬إلى ‪ 14‬األحكام األساســية الخاصة‬ ‫بالحـ ّـد مــن الطلــب والتدابيــر الســعرية والضريبية‬ ‫الراميــة إلــى الحــد من الطلب علــى التبغ‪ ،‬باإلضافة‬

‫عوامل استفحال الوباء‬ ‫تشير اتفاقية منظمة الصحة العالمية اإلطارية‬ ‫لمكافحة التبغ إلى ّ‬ ‫أن استفحال الوباء تسهله‬ ‫عوامل معقدة لها آثار عابرة للحدود بما في‬ ‫ذلك تحرير التجارة واالستثمارات األجنبية المباشرة‪،‬‬ ‫والتسويق العالمي‪ ،‬واإلعالن عن منتجات التبغ‪،‬‬ ‫والترويج لها‪ ،‬ورعاية األحداث الرياضية والفنية‪،‬‬ ‫وغيرها‪.‬‬

‫إلى تدابير غير ســعرية ترمي إلى الحد من الطلب‬ ‫علــى التبــغ‪ ،‬ومنهــا الحمايــة مــن التعــرض لدخــان‬ ‫التبــغ‪ ،‬وتنظيــم محتويــات ومنتجــات التبــغ‪،‬‬ ‫وتنظيــم الكشــف عــن منتجــات التبــغ‪ ،‬والتثقيــف‬ ‫واالتصال والتدريب وتوعية الجمهور‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مع ذلك‪ ،‬فإن قطاع صناعة التبغ في الهند‪ ،‬عارض‬ ‫بعــض اإلجــراءات الــواردة فــي االتفاقيــة‪ .‬كذلــك‪،‬‬ ‫مارســت مجموعــات صناعــة التبــغ الضغــط علــى‬ ‫الحكومــات الهنديــة علــى مــدار التاريــخ بذريعــة‬ ‫ّ‬ ‫أو أخــرى كــي تثنيهــا عــن كل خطــوة مــن شــأنها‬ ‫التصدي ألنواع التدخني وتعاطي التبغ املختلفة‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫مجتمع‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫تحقيق‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫أطفال الحرب العمال في اليمن‬

‫ّ‬ ‫ظل األزمة‬ ‫ما زال السوريون يختبرون النزوح في‬ ‫المستمرّة في البالد‪ ،‬ال سيّما في الشمال السوري حيث‬ ‫جر في األيام األخيرة عشرات اآلالف‬ ‫ُ‬ ‫ه ّ‬

‫سوريون‬

‫عمالة األطفال في‬ ‫اليمن أزمة كبيرة‬ ‫وتاريخية‪ ،‬لكنّ األحوال‬ ‫في الحرب تفاقمت‪،‬‬ ‫وزاد عدد األطفال‬ ‫الذين يتسربون من‬ ‫المدرسة إلى سوق‬ ‫العمل الخطير عليهم‬

‫نحو المجهول‬ ‫ريان محمد‬

‫ت ـغ ـ َ ّـص الـ ـط ــرق ــات ال ــواصـ ـل ــة بــن‬ ‫ريـ ــفـ ــي حـ ـم ــاة ال ـش ـم ــال ــي وإدل ـ ــب‬ ‫الجنوبي في سورية بالنازحني‬ ‫ال ـ ـهـ ــاربـ ــن م ـ ــن الـ ـقـ ـص ــف الـ ـ ـ ــذي ي ـس ـت ـهــدف‬ ‫ُ‬ ‫م ـن ــاط ـق ـه ــم وال ـ ـ ـ ــذي تـ ـسـ ـتـ ـخ ـ َـدم ف ـي ــه أنـ ـ ــواع‬ ‫ّ‬ ‫األسـ ـلـ ـح ــة ب ــاخـ ـت ــافـ ـه ــا‪ ،‬فـ ــي ظـ ـ ــل أوضـ ـ ــاع‬ ‫ّ‬ ‫إنسانية مأساوية‪ ،‬ال ّ‬ ‫سيما وأن املنظمات‬ ‫اإلنسانية في غياب شبه تام تاركة عشرات‬ ‫آالف النازحني ملصيرهم املجهول‪.‬‬ ‫ّأم محمد دباس في الستينيات من عمرها‪،‬‬ ‫مـ ــن ه ـ ـ ــؤالء املـ ـه ـ ّـج ــري ــن ال ـ ـسـ ــوريـ ــن‪ ،‬ت ـق ــول‬ ‫لـ«العربي الجديد»‪« :‬خرجنا من ريف إدلب‬ ‫ّ‬ ‫الجنوبي تحت القصف‪ ،‬ونتجه إلى عفرين‬ ‫ّ‬ ‫(ش ـمــال غ ــرب) عــلـنــا نـجــد األم ــان بـعـيـدًا عن‬ ‫ّ‬ ‫ال ـق ـص ــف»‪ ،‬مـضـيـفــة أن «ص ـ ــوت ال ـط ــائ ــرات‬ ‫واالن ـ ـف ـ ـجـ ــارات م ــا يـ ـ ــزال ف ــي آذانـ ـ ـن ـ ــا‪ ،‬حـتــى‬ ‫ّاألطـفــال يشعرون بالرعب»‪ .‬وإذ تشير إلى‬ ‫أنها نزحت مع زوجها وأبنائها وأحفادها‪،‬‬ ‫ّ ّ‬ ‫تــؤكــد أن «ال وجهة مـحــددة لــديـنــا»‪ ،‬معربة‬ ‫عن أملها في «العثور على منزل أو خيمة‬ ‫لنتناول الطعام وننام بسكينة»‪.‬‬ ‫م ــن ج ـه ـتــه‪ ،‬يـخـبــر أب ــو ع ـبــد ال ـلــه جــابــر في‬ ‫الخمسينيات من عمره‪« ،‬العربي الجديد»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أن «األرب ـ ـعـ ــاء امل ــاض ــي وص ـل ـنــا إلـ ــى أطـمــة‬ ‫ش ـم ــال) وق ــد استقللنا س ـيــارة قــريــب لنا‪،‬‬ ‫( ّ‬ ‫ً‬ ‫لكننا لم نجد بعد منزال يؤوينا وال خيمة‪،‬‬ ‫فــوضـعـنــا م ــا حـمـلـنــاه مـعـنــا ت ـحــت شـجــرة‬ ‫ّ‬ ‫زيـ ـت ــون ع ـلــى م ـقــربــة م ــن هـ ـن ــا»‪ .‬وي ــؤك ــد أن‬ ‫«املــأوى اليوم أهـ ّـم من املأكل واملشرب‪ ،‬ففي‬ ‫عائلتي نساء وأطفال في العراء»‪.‬‬ ‫ّأم ــا أبــو عبد الـلــه م ـعــروف‪ ،‬وهــو فــي أواخــر‬ ‫األرب ـع ـي ـن ـيــات م ــن ع ـم ــره‪ ،‬فـقــد ن ــزح واضـعــا‬ ‫وال ــدت ــه وزوجـ ـت ــه وأط ـف ــال ــه ال ـس ـتــة وعــائـلــة‬ ‫شقيقه املؤلفة مــن خمسة أف ــراد فــي جــراره‬ ‫الـ ــزراعـ ــي‪ .‬ع ـلــى م ـقــربــة م ــن أحـ ــد مـخـ ّـيـمــات‬ ‫أطـمــة‪ ،‬أوق ــف ج ــراره وهــو ال ي ــدري إلــى أين‬ ‫يذهب‪ ،‬بحسب ما يقول لـ«العربي الجديد»‪.‬‬ ‫يضيف‪« :‬أمثالي كثر ّ‬ ‫ممن نزحوا من ريف‬ ‫ح ـمــاة ال ـش ـمــالــي أو ري ــف إدلـ ــب الـجـنــوبــي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مزر جدًا‪ ،‬وال يوجد من يدلنا على‬ ‫والوضع ٍ‬ ‫ّ‬ ‫مخيم يؤوينا»‪ .‬ويؤكد‬ ‫جهة نلجأ إليها أو‬ ‫ّ‬ ‫أن «ال ـب ـقــاء فــي ال ـع ــراء أم ــر ك ــارث ــي‪ .‬الـنـســاء‬ ‫ونحن‬ ‫واألط ـفــال يـنــامــون فــي عــربــة ال ـجــرار‬ ‫ّ‬ ‫الـ ــرجـ ــال ن ـف ـت ــرش األرض‪ ،‬ف ـي ـمــا ال ت ـتــوفــر‬ ‫حمامات وال خزانات مياه قريبة»‪ .‬ويتابع‬ ‫ّ‬ ‫أن «أحـ ــد األشـ ـخ ــاص ف ــي املـنـطـقــة وعــدنــي‬ ‫ّ‬ ‫باملساعدة ألجد غرفة أو خيمة‪ ،‬لكن الضغط‬ ‫ّ‬ ‫كبير وال أدري إن كان سيتمكن من ذلك»‪.‬‬ ‫أبو عمر األربعيني الذي نزح من ريف إدلب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الجنوبي‪ُ ،‬ي ِع ّد حظه أفضل من حظ غيره‪ ،‬إذ‬ ‫ّ‬ ‫إن أحد أقربائه استضافه في منزل يستأجره‬ ‫مــع ث ــاث عــائــات أخـ ــرى‪ .‬ي ـقــول لــ«الـعــربــي‬ ‫ّ‬ ‫ال ـجــديــد»‪« :‬عـلــى األق ــل‪ ،‬وج ــدت مـكــانــا أضــع‬

‫صنعاء ـ العربي الجديد‬

‫عشرات اآلالف‬ ‫يف ّرون من‬ ‫القصف‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فيه أطفالي‪ ،‬على الرغم من أن املنزل يتألف‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫مــن غــر ّفــتــي نــوم وقــاعــة وهــو بــالـكــاد يتسع‬ ‫لنا‪ .‬لكنه يبقى أفضل مــن الـعــراء‪ ،‬إلــى حني‬ ‫ّ‬ ‫مكان آخــر يؤوينا»‪ .‬ويحز في‬ ‫العثور على‬ ‫ّ‬ ‫نـفــس أب ــو عـمــر أن ـهــم اض ـطــروا إل ــى الـنــزوح‬ ‫ـواب شـ ـه ــر رمـ ـ ـض ـ ــان‪« ،‬ف ـعــائ ـل ـت ـنــا‬ ‫عـ ـل ـ ّـى أب ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫تشتتت‪ .‬كنا نأمل أن نقضيه معًا‪ ،‬لكن كل‬ ‫واحــد من إخوتي وكذلك وال ـ َـد ّي ذهبوا في‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يضيف‪:‬‬ ‫اتـجــاه‪ ،‬لعلهم يـجــدوا مكانًا لـهــم»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫«أش ـع ــر ب ــاألل ــم م ــن أج ــل أم ــي وأبـ ــي الـلــذيــن‬ ‫تجاوزا السبعني من العمر‪ .‬هما كانا يأمالن‬ ‫أن يــزورنــا أخــي املقيم في تركيا وعائلته»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لكن اليوم ال مكان لهم يجتمعون فيه‪.‬‬ ‫النزوح األكبر‬

‫يـصــف الــرئ ـيــس ال ـســابــق للمجلس املحلي‬ ‫فــي جــرجـنــاز بــريــف إدلـ ــب‪ ،‬حـســن الــدغـيــم‪،‬‬ ‫وال ـن ــازح حــالـيــا فــي مـعــرة الـنـعـمــان (شـمــال‬ ‫ـزوح‬ ‫غ ــرب)‪ َ ،‬لــ«الـعــربــي ال ـجــديــد»‪ ،‬حــركــة الـنـ ّ‬ ‫مــن ريــفــي حـمــاة الـشـمــالــي وال ـغــربــي بأنها‬ ‫ّ‬ ‫«الكبرى‪ ،‬في حني أن ال وجهة محددة ألفواج‬ ‫ّ‬ ‫الـنــازحــن»‪ .‬ويـشــرح أن «منهم مــن لجأ إلى‬ ‫الـقــرى القريبة مــن أمــاكــن سكنهم األصلية‬ ‫وال ـت ــي ال يـسـتـهــدفـهــا ال ـق ـصــف‪ ،‬ومـنـهــم من‬ ‫تـ ّ‬ ‫ـوجــه إلــى الشمال على مقربة مــن الحدود‬ ‫ّ‬ ‫الـســوريــة الـتــركـيــة»‪ .‬ويـلـفــت الــدغـيــم إل ــى أن‬ ‫ّ‬ ‫«الوضع اإلنساني مأساوي بكل ما تعنيه‬

‫ال ـك ـل ـمــة‪ ،‬وال ـق ـص ــف الـ ـج ــوي ف ــاق ــم امل ــأس ــاة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫خ ـصــوصــا أن ال ـط ـي ــران ي ـحــرم ال ـس ـكــان من‬ ‫ّ‬ ‫االستقرار فال يعلمون إلى أين يتوجهون»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وي ـب ـ ّـن أن «امل ـس ــاع ــدات اإلن ـســان ـيــة ت ـكــاد ال‬ ‫ّ‬ ‫تذكر‪ ،‬في حني أن االحتياجات أكبر بكثير‬ ‫من إمكانات املجالس املحلية والجمعيات‬ ‫ّ‬ ‫في املنطقة‪ُ .‬يذكر أن الناس يطالبون بخيام‬ ‫حتى يبقوا في محيط بلداتهم‪ ،‬من دون ّ‬ ‫أي‬ ‫استجابة تذكر في هذا اإلطار»‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬يقول الناشط محمد الحموي‪ ،‬في‬ ‫ّ‬ ‫اللطامنة بريف حماة‪ ،‬لـ«العربي الجديد»‪ ،‬إن‬ ‫«الـسـكــان الــذيــن تـعـ ّـرضــت مناطقهم للقصف‬ ‫ن ــزح ــوا بـمـعـظـمـهــم م ــن ب ـيــوت ـهــم وت ـ ّ‬ ‫ـوج ـه ــوا‬ ‫نـحــو املـخـ ّـيـمــات فــي الـشـمــال‪ ،‬فــي حــن لجأت‬ ‫ّ‬ ‫قــلــة منهم إل ــى األقـ ــارب فــي املـنــاطــق اآلم ـنــة»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويلفت إلى أن ّ‬ ‫«ثمة حركة ّنزوح مستمرة في‬ ‫ّ‬ ‫اللطامنة اليوم‪ ،‬حتى لو أنها أقــل حجمًا من‬ ‫ال ـتــي حــدثــت قـبــل يـ َ‬ ‫ـومــن مــن جـ ـ ّـراء الـقـصــف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فالناس يحاولون التمسك بمنازلهم‪ ،‬وعند‬ ‫املغيب يلجأون إلــى املغاور وأقبية املباني»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وي ــوض ــح ال ـح ـم ــوي أن «ال ــوض ــع اإلن ـس ــان ــي‬ ‫ّ‬ ‫سيئ بسبب الطيران الــذي ما زال يحلق في‬ ‫األج ـ ــواء‪ ،‬فيتسبب ذل ــك فــي حــالــة مــن الــرعــب‬ ‫ّ‬ ‫الــدائــم»‪ .‬ويشير إلــى أن «الـنــاس يأملون بأن‬ ‫ّ‬ ‫محاصيلهم الزراعية‪ ،‬ملا‬ ‫يتمكنوا من حصاد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تشكله لهم من دخل رئيسي‪ .‬لكنه مع استمرار‬ ‫ّ‬ ‫الـقـصــف‪ ،‬ف ــإن الــوضــع س ــوف يـكــون كــارثـيــا»‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫ّ‬ ‫محطتهم التالية (عارف وتد‪ /‬فرانس برس)‬ ‫يجهلون‬

‫ّأمـ ـ ــا ه ــان ــي ق ـط ـي ـنــي‪ ،‬وهـ ــو نـ ـ ــازح م ــن خ ــان‬ ‫شـيـخــون (ش ـمــال غ ــرب) إل ــى منطقة قريبة‬ ‫مـ ـنـ ـه ــا‪ ،‬فـ ـيـ ـح ــاول زيـ ــارت ـ ـهـ ــا عـ ـل ــى دراجـ ـت ــه‬ ‫ّ‬ ‫النارية كلما تمكن من ذلك‪ .‬يقول لـ«العربي‬ ‫ّ‬ ‫الجديد» إن «النزوح من هناك بدأ منذ شهر‬ ‫فبراير‪ /‬شباط‪ ،‬وأكثر من ‪ 80‬في املائة من‬ ‫أهـلـهــا ن ــزح ــوا مـنـهــا حـتــى الـ ـي ــوم»‪ .‬ويلفت‬ ‫ّ‬ ‫إلى أن «النزوح أمر مأساوي‪ ،‬خصوصًا ملن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فقد عمله‪ ،‬ال سيما أن أكثر من ‪ 40‬في املائة‬ ‫مــن األهــالــي يـعــانــون الـفـقــر‪ ،‬فــي حــن تغيب‬ ‫امل ـن ـظ ـمــات اإلن ـس ــان ـي ــة ع ـن ـهــم‪ .‬ومـ ــن يتلقى‬ ‫ً‬ ‫سالال إغاثية‪ ،‬فهي ال تكفيه إال أليام قليلة»‪.‬‬

‫‪100.000‬‬

‫ّ‬ ‫أقل تقدير‬ ‫مواطن سوري على‬ ‫جروا داخليًا في األيام األخيرة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ه ّ‬ ‫بحسب بيان للدفاع المدني السوري‬

‫ال مكان للنازحين‬

‫مخيمات أطمة‬ ‫في السياق‪ ،‬يفيد مصدر من‬ ‫ّ‬ ‫للنازحني في الشمال الـســوري‪ ،‬فضل عدم‬ ‫ّ‬ ‫الكشف عن هويته‪« ،‬العربي الجديد»‪ ،‬بأن‬ ‫«ال أماكن الستقبال النازحني الجدد‪ ،‬فحركة‬ ‫الـ ـن ــزوح كـثـيـفــة جـ ـدًا وال يـمـكــن اسـتـيـعــاب‬ ‫الجميع فــي املـخـيـمــات‪ .‬فالكثافة البشرية‬ ‫فــي مخيمات أطمة ب ّــاألســاس كبيرة‪ ،‬وفي‬ ‫ال ــوق ــت عـيـنــه ال ت ـتــوفــر ج ـهــات تـعـمــل على‬ ‫م ـس ــاع ــدة ال ـن ــازح ــن ال ـج ــدد بــال ـتــزامــن مع‬ ‫تزايد عددهم بصورة كبيرة»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وي ـل ـف ــت إلـ ــى أن «الـ ـن ــازح ــن م ــن ك ــل قـ َـريــة‬ ‫ومــدي ـنــة فــي ري ــف إدل ــب الـجـنــوبــي وريــفــي‬ ‫ح ـ ـمـ ــاة الـ ـشـ ـم ــال ــي وال ـ ـش ـ ـمـ ــالـ ــي الـ ـغ ــرب ــي‪،‬‬ ‫يحاولون اللجوء إلى أقاربهم أو معارفهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لكن ّ‬ ‫ثمة عــددًا ليس بقليل يبقى في العراء‬ ‫ت ـحــت األشـ ـج ــار ف ــي األراض ـ ـ ــي ال ــزراعـ ـي ــة»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وي ــوض ــح املـ ـص ــدر ن ـف ـســه أن «ث ـ ّـم ــة أمــا ّكــن‬ ‫لــإيــواء املــؤقــت فــي مخيمات أطـمــة‪ ،‬لكنها‬ ‫ّ‬ ‫غير كافية في ظل استمرار النزوح»‪ ،‬الفتًا‬ ‫ّ‬ ‫إلى أن «املشكلة الكبرى اليوم هي في شبه‬ ‫ع ــزوف املـنـظـمــات الــدول ـيــة عــن االسـتـجــابــة‬ ‫وسط النزوح الكبير‪ ،‬في وقت تغلق تركيا‬ ‫حدودها في وجه النازحني‪ ،‬وهو أمر سوف‬ ‫يفاقم الكارثة اإلنسانية»‪.‬‬ ‫وك ــان املتحدث بــاســم مكتب األم ــم املتحدة‬ ‫ل ـت ـن ـس ـي ــق ال ـ ـ ـشـ ـ ــؤون اإلن ـ ـسـ ــان ـ ـيـ ــة‪ ،‬دي ـف ـي ــد‬ ‫ســوان ـســون‪ ،‬قــد ق ــال فــي تـصــريــح صحافي‬

‫ّ‬ ‫أخ ـي ــر ل ــوك ــال ــة «ف ــران ــس ب ـ ــرس» إن ـ ــه «مـنــذ‬ ‫فبراير‪ /‬شباط املاضي‪ ،‬نــزح أكثر من ‪138‬‬ ‫أل ـفــا و‪ 500‬ام ـ ــرأة وط ـفــل ورجـ ــل م ــن شـمــال‬ ‫ّ‬ ‫حماة وجنوب إدلــب»‪ ،‬الفتًا إلى أن من بني‬ ‫ه ــؤالء ‪ 32‬ألـفــا و‪ 500‬شـخــص ف ـ ّـروا مــا بني‬ ‫األول من إبريل‪ /‬نيسان والثامن والعشرين‬ ‫منه‪.‬‬ ‫ّأمـ ـ ـ ــا م ـن ـظ ـم ــة «مـ ـنـ ـسـ ـق ــو االسـ ـتـ ـج ــاب ــة فــي‬ ‫سورية»‪ ،‬فقد أفادت في تقرير لها حصلت‬ ‫ّ‬ ‫«ال ـعــربــي ال ـجــديــد» عـلــى نـسـخــة م ـنــه‪ ،‬ب ــأن‬ ‫«عدد النازحني من املنطقة املنزوعة السالح‬ ‫م ــن جـ ـ ـ ّـراء ال ـع ـم ـل ـيــات ال ـع ـس ـكــريــة األخ ـي ــرة‬ ‫وصل إلى أكثر من ‪ 216‬ألف مدني‪ ،‬في حني‬ ‫بلغ عدد الضحايا أكثر من ‪ 312‬مدنيًا من‬ ‫بينهم ‪ 107‬أطـفــال (ذك ــور وإن ــاث)‪ ،‬أكثرهم‬ ‫سقطوا في محافظة إدلب»‪.‬‬ ‫وأدانت املنظمة استمرار األعمال العسكرية‬ ‫«الـعــدائـيــة» مـ ّـن قبل قــوات النظام السوري‬ ‫والــروس‪ ،‬محذرة من ارتفاع عدد النازحني‬ ‫ن ـت ـي ـج ــة اس ـ ـت ـ ـمـ ــرار ال ـ ـق ـ ـصـ ــف‪ .‬وق ـ ـ ــد ع ـ ـ ّـدت‬ ‫استهداف املنشآت الحيوية «جريمة حرب»‬ ‫تستوجب محاكمة مرتكبيها‪ ،‬بــاإلضــافــة‬ ‫إلــى تصنيف مساعي الــروس والنظام إلى‬ ‫إفـ ــراغ املـنـطـقــة مــن ضـمــن جــرائــم التهجير‬ ‫القسري‪.‬‬ ‫وطالبت املنظمة فــي تقريرها كــل الجهات‬ ‫اإلن ـس ــان ـي ــة امل ـح ـل ـيــة وال ــدولـ ـي ــة ب ــال ــوق ــوف‬ ‫مــع الـسـكــان املــدنـيــن فــي الـشـمــال الـســوري‬

‫الطيران الذي يحلّق في‬ ‫األجواء يتسبب في حالة‬ ‫من الرعب الدائم‬ ‫الوضع اإلنساني مأساوي‬ ‫ّ‬ ‫بكل ما تعنيه الكلمة‬ ‫والقصف الجوي فاقمه‬

‫وال ـن ــازح ــن ال ــذي ــن يـ ــزداد ع ــدده ــم بـصــورة‬ ‫يومية وبوتيرة مرتفعة‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬أصــدر «الدفاع املدني السوري»‬ ‫ّ‬ ‫بيانًا قبل َ‬ ‫يومني‪ ،‬جاء فيه أن مدن الشمال‬ ‫الـ ـس ــوري ش ـه ــدت تـصـعـيـدًا عـسـكــريــا على‬ ‫املدنيني واملراكز الحيوية واملرافق العامة‪،‬‬ ‫فسقط ‪ 18‬شهيدًا فــي خــال األي ــام الثالثة‬ ‫املــاضـيــة بــاإلضــافــة إل ــى ع ـشــرات الـجــرحــى‬ ‫من ّ‬ ‫جراء الغارات الجوية والقصف املدفعي‬ ‫من قبل ّالنظام السوري والقوات الروسية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أضاف أنه كنتيجة لذلك‪ ،‬ه ّجر داخليًا أكثر‬ ‫مــن ‪ 100‬أل ــف شـخــص الحـقـتـهــم ال ـطــائــرات‬ ‫الحربية لقصف أماكن نزوحهم‪.‬‬

‫ت ـحــت أش ـع ــة ال ـش ـمــس الـ ـح ــارق ــة‪ ،‬يـحـمــل‬ ‫إبراهيم الريمي (‪ 15‬عامًا) حجارة الطوب‬ ‫األح ـمــر عـلــى كتفه ليوصلها إل ــى ال ــدور‬ ‫ال ـثــان ــي ف ــي إحـ ــدى ال ـش ـقــق ال ـت ــي يـجــري‬ ‫بناؤها في شارع حدة‪ ،‬جنوبي صنعاء‪.‬‬ ‫اإلج ـه ــاد واض ــح عـلــى مــام ـحــه‪ ،‬وال ـعــرق‬ ‫يتصبب مـنــه بــالــرغــم مــن اع ـت ــدال الـجــو‪،‬‬ ‫فاملهمة الـتــي يـقــوم بـهــا ليست مناسبة‬ ‫ّ‬ ‫الفتي‪.‬‬ ‫لعمره‬ ‫ّ‬ ‫ي ـقــول الــري ـمــي ل ــ«ال ـعــربــي ال ـج ــدي ــد» إن ــه‬ ‫اضـطــر للعمل بعدما عـجــزت والــدتــه عن‬ ‫توفير االحتياجات‪ .‬والده املتوفى تركهم‬ ‫ثالثة أشـقــاء صـغــار‪ ،‬هــو أكبرهم‪ ،‬وال بد‬ ‫م ــن أن ي ـق ــوم ب ــواج ـب ــه ت ـج ــاه الـشـقـيـقــن‬ ‫وم ـســاعــدة وال ــدت ــه‪« :‬أع ـم ــل م ــع عـمــي في‬ ‫الـبـنــاء فــي صـنـعــاء‪ ،‬وأح ـصــل عـلــى أجــرة‬ ‫ّ‬ ‫يومية ضئيلة‪ ،‬لكن وجــودهــا أفضل من‬ ‫ّ‬ ‫ال ش ــيء»‪ .‬يشير إل ــى أن عـمــه يــوكــل إليه‬ ‫بـعــض األع ـمــال الخفيفة‪ ،‬مـقــارنــة بغيره‬ ‫م ــن ال ـع ـمــال ف ــي امل ــوق ــع‪ .‬وي ــؤك ــد الــريـمــي‬ ‫حرصه الكبير على مواصلة التعلم‪ ،‬على‬ ‫الرغم من تغيبه املستمر عن املدرسة‪ ،‬من‬ ‫جــراء ظــروف العمل‪« :‬أذهــب إلــى املدرسة‬ ‫كلما تسنح لي الفرصة‪ ،‬بالرغم من كثرة‬ ‫ّ‬ ‫العوائق‪ ،‬إلدراكــي الكامل بــأن التعلم هو‬ ‫الوسيلة الوحيدة لتغيير مستقبلي نحو‬ ‫األفضل»‪.‬‬ ‫أما أيوب خالد (‪ 17‬عامًا)‪ ،‬فقد لجأ للعمل‬ ‫فــي قـطــف وري ـقــات شـجــرة ال ـقــات (أوراق‬ ‫م ـ ـخـ ــدرة ت ـم ـض ــغ م ـض ـغ ــا) وب ـي ـع ـه ــا فــي‬ ‫السوق أو في الطرقات‪ ،‬بعدما عجز والده‬ ‫عن العمل‪ّ ،‬لتوفير الدخل‪ .‬يقول لـ«العربي‬ ‫الجديد» إنــه يستيقظ يوميًا قبل صالة‬ ‫الفجر‪ ،‬للعمل مع أحد البائعني في جني‬ ‫ال ـقــات مــن مـ ــزارع منطقة ه ـم ــدان‪ ،‬غربي‬ ‫صنعاء‪ ،‬من أجــل توفير ما يستطيع من‬ ‫املتطلبات األســاسـيــة ألســرتــه‪ ،‬واإلنـفــاق‬ ‫على وال ــده املــريــض‪ .‬يـقــول‪« :‬وال ــدي لديه‬ ‫م ـش ــاكــل ص ـ ّح ـيــة ع ــدي ــدة‪ ،‬وال يـسـتـطـيــع‬ ‫العمل‪ ،‬كما أنــه فــي حــاجــة للعالج‪ ،‬لذلك‬ ‫قررت قبل عام البحث عن عمل‪ ،‬ولم أجد‬ ‫العمل في جني القات وبيعه»‪.‬‬ ‫أفضل من ّ‬ ‫ـادئ‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ًا‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـ‬ ‫ث‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أن‬ ‫ي ـش ـيــر إلـ ــى‬ ‫ّ‬ ‫األمر‪ ،‬نتيجة عدم تأقلمه مع العمل‪ ،‬لكنه‬ ‫ســرعــان مــا اع ـتــاد عـلـيــه‪ ،‬بـمـســاعــدة أحــد‬ ‫أصدقائه الذي يعمل مع والده في تجارة‬ ‫ا ّل ـقــات‪ ،‬منذ سـنــوات طــويـلــة‪ .‬يــؤكــد خالد‬ ‫أنه لوال املال الذي يتقاضاه نظير عمله‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى بعض املساعدات اإلغاثية‬ ‫التي تقدمها بعض املنظمات اإلنسانية‪،‬‬ ‫بني الحني واآلخر‪ ،‬لكانت أسرته في حالة‬ ‫سيئة جدًا‪.‬‬ ‫يــدفــع بـعــض اآلب ــاء بــأبـنــائـهــم إل ــى ســوق‬ ‫العمل ليساعدوهم في توفير احتياجات‬ ‫األس ــرة‪ ،‬ال سيما مــع االرت ـفــاع الجنوني‬ ‫واملـسـتـمــر ألس ـعــار امل ــواد الـغــذائـيــة‪ ،‬منذ‬ ‫بدء الحرب‪ .‬علي أحمد (‪ 13‬عامًا)‪ ،‬من بني‬ ‫ّ‬ ‫هؤالء‪ ،‬يقول لـ«العربي الجديد» إن والده‬ ‫اش ـت ــرى ل ــه عــربــة ص ـغ ـيــرة‪ ،‬يـنـقــل عليها‬ ‫حاجيات املتسوقني‪ ،‬بمقابل م ــادي‪ ،‬في‬ ‫ســوق علي محسن للخضار‪ ،‬الــواقــع في‬ ‫شــارع الستني‪ ،‬شمالي صنعاء‪ .‬يضيف‪:‬‬ ‫«أذهــب إلــى املدرسة في الصباح‪ ،‬وأعمل‬ ‫ً‬ ‫مساء‬ ‫منذ الثانية ظهرًا وحتى الثامنة‬ ‫ّ‬ ‫كل يوم‪ ،‬باستثناء الجمعة‪ ،‬ال أعمل فيه‪،‬‬ ‫وأحصل نظير ذلك‪ ،‬على مبالغ متفاوتة‬ ‫ّ‬ ‫لكنها ال تزيد عن ثالثة آالف ريال يمني (‪6‬‬

‫ّ‬ ‫دوالرات أميركية)‪ ،‬أعطيها كلها لوالدي‪،‬‬ ‫لتغطية مصاريف األســرة»‪ .‬يشير أحمد‬ ‫ّ‬ ‫إلى أنه يعود إلى املنزل منهكًا‪ ،‬من جراء‬ ‫ال ـع ـم ــل‪ ،‬وال يـسـتـطـيــع م ــراج ـع ــة دروس ــه‬ ‫بانتظام‪ ،‬وهو ما أدى إلى تدني مستواه‬ ‫التعليمي‪ ،‬بعدما كــان مــن املتفوقني في‬ ‫ال ـس ــاب ــق‪« :‬ك ــذل ــك‪ ،‬أت ـع ــرض لـلـمـضــايـقــات‬ ‫أثـنــاء الـعـمــل مــن قـبــل أشـخــاص يعملون‬ ‫العمل‬ ‫في السوق‪ .‬هناك من يزاحمني في ّ‬ ‫وه ـنــاك مــن ي ـحــاول االع ـت ــداء عـلـ ّـي لكني‬ ‫أصبر»‪.‬‬ ‫يـفـضــل بـعــض ال ـت ـجــار‪ ،‬تشغيل األط ـفــال‬ ‫فــي مـتــاجــرهــم عـلــى حـســاب الـكـبــار‪ .‬وفــي‬ ‫ال ـس ـيــاق‪ ،‬ي ـقــول مـحـمــد الـحـبـيـشــي‪ ،‬وهــو‬ ‫ّ‬ ‫تاجر مــواد بناء في صنعاء‪ ،‬إن األطفال‬ ‫أكـ ـث ــر ط ـل ـبــا فـ ــي س ـ ــوق ال ـع ـم ــل بــال ـي ـمــن‪،‬‬ ‫ن ـت ـي ـج ــة ان ـ ـخ ـ ـفـ ــاض أجـ ــرت ـ ـهـ ــم‪ ،‬م ـق ــارن ــة‬ ‫بالكبار‪ ،‬بــاإلضــافــة إلــى كونهم يعملون‬ ‫بنشاط أكبر‪ .‬يضيف لـ«العربي الجديد»‪:‬‬ ‫«بـ ـع ــض ال ـتـ ـج ــار ال ـج ـش ـع ــن يـسـتـغـلــون‬ ‫حاجة األطفال املاسة للعمل ويشغلونهم‬ ‫ّ‬ ‫ب ـم ـبــالــغ زهـ ـي ــدة ج ـ ـ ـدًا‪ ،‬وألن ال ـخ ـي ــارات‬ ‫ق ـل ـي ـلــة ي ـق ـبــل م ـع ـظـم ـهــم ب ــذل ــك‪ ،‬م ــن أج ــل‬ ‫مساعدة أهاليهم على تأمني الحاجيات‬ ‫الضرورية»‪.‬‬ ‫يـتـعــرض األط ـفــال الـعـمــال فــي الـيـمــن إلــى‬

‫عدد كبير من االنتهاكات التي قد ترافقهم‬ ‫طـ ـ ـ ــوال ح ـي ــات ـه ــم ب ـح ـس ــب امل ـت ـخ ـص ـصــة‬ ‫النفسية واالجتماعية هيفاء ناصر‪ .‬تقول‬ ‫ّ‬ ‫ل ــ«ال ـعــربــي ال ـجــديــد» إن عـمــالــة األط ـفــال‬ ‫زادت بـشـكــل كـبـيــر مـنــذ ب ــدء ال ـح ــرب في‬ ‫ّ‬ ‫مارس‪ /‬آذار ‪ .2015‬وتشير إلى أن األطفال‬ ‫«يـعـمـلــون غــالـبــا ف ــي بـيـئــة خ ـطــرة وغـيــر‬ ‫مالئمة‪ ،‬إذ يمكن أن يتعرضوا لالعتداء‬ ‫ً‬ ‫والتحرش‪ ،‬فضال عن إمكانية استغاللهم‬ ‫في أعمال ال تتناسب مع أعمارهم‪ ،‬بمقابل‬ ‫مادي زهيد‪ ،‬كما ُيحرمون من طفولتهم»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتــوضــح نــاصــر أن أغـلــب األط ـفــال الذين‬ ‫يعملون ال يــذهـبــون إل ــى امل ــدرس ــة‪« ،‬هــذا‬ ‫الــواقــع يجعلهم عبئًا على مجتمعاتهم‬ ‫ً‬ ‫مـسـتـقـبــا وإن ك ــان ــوا ال ـي ــوم يـســاهـمــون‬ ‫بـشـكــل أو بــآخــر ف ــي تــوف ـيــر احـتـيــاجــات‬ ‫ّ‬ ‫أســرهــم»‪ .‬تلفت إلــى أن اخـتــاط األطـفــال‬ ‫مع الكبار أثناء العمل قد يكسبهم عادات‬ ‫وس ـلــوك ـيــات سـيـئــة «ي ـص ـعــب الـتـخـلــص‬ ‫ً‬ ‫منها مستقبال‪ ،‬لــذا ننصح األهــل بتفقد‬ ‫أماكن عمل أطفالهم‪ ،‬واختيارها بعناية‬ ‫فــائـقــة‪ ،‬حــرصــا عـلــى ســامـتـهــم»‪ .‬وتــدعــو‬ ‫ناصر السلطات املعنية‪ ،‬إلى إيجاد حلول‬ ‫حقيقية للحد من ظاهرة عمالة األطفال‬ ‫فــي ال ـبــاد‪ ،‬الـتــي زادت الـسـنــوات القليلة‬ ‫املاضية‪ ،‬أسوة ببقية دول العالم‪.‬‬

‫يعمل في البناء (العربي الجديد)‬

‫يجمع الخردة من الشوارع (العربي الجديد)‬

‫التونسي عمر ال يهاب السرطان لكنّه خائف على عائلته‬ ‫اعتصم الشاب التونسي‬ ‫عمر الفطناسي‪ ،‬المصاب‬ ‫بسرطان الدم‪ ،‬للمطالبة‬ ‫بمنحه رخصة كشك‬ ‫للمواد الغذائية‪ .‬هو‬ ‫يعمل اليوم بالرغم من‬ ‫مرضه الذي تقدمت‬ ‫حالته‪ ،‬وال يخشى المرض‪،‬‬ ‫لكنّه يخاف على عائلته‪،‬‬ ‫خصوصًا طفليه‪ ،‬من‬ ‫بعده‬ ‫حياة شقاء زادها‬ ‫المرض ألمًا (العربي‬ ‫الجديد)‬

‫تونس ـ بسمة بركات‬

‫يخضع عمر الفطناسي (‪ 38‬عامًا) إلى العالج‬ ‫الكيميائي بسبب إصابته بسرطان الدم في‬ ‫مــرحـلــة مـتـّقــدمــة جـ ـدًا‪ ،‬بـعــدمــا ط ــاول املــرض‬ ‫ال ـك ـبــد‪ ،‬لـكــنــه لــم يـتــوقــف عــن الـعـمــل ال ـشــاق‪،‬‬ ‫ً‬ ‫متجاهال بذلك نصيحة األطباء الذين طلبوا‬ ‫منه عدم إجهاد نفسه‪ ،‬بل الخضوع للراحة‪،‬‬ ‫فهو مضطر لكسب قوت أسرته‪.‬‬ ‫ال يخشى عمر املوت بقدر ما يشغله مصير‬ ‫ط ـف ـل ـيــه ووالـ ــديـ ــه امل ـس ـنــن وامل ــريـ ـض ــن مــن‬ ‫ّ‬ ‫بعده‪ ،‬خصوصًا أن جراية (راتــب تقاعدي)‬ ‫وال ــده املسن بسيطة ال تتعدى ‪ 220‬دينارًا‬ ‫(نحو ‪ 70‬دوالرًا) وهي ال تفي بعالج والدته‬ ‫املريضة بضغط الدم والسكري الذي أتعبها‬ ‫ّكثيرًا واض ـطــرت إلــى بتر أصــابـعـهــا‪ .‬يقول‬ ‫إنــه يقطن وعائلته‪ ،‬مع والــديــه املسنني في‬ ‫املـنــزل نفسه‪ ،‬وبالرغم مــن وضعه الصحي‬ ‫الدقيق فهو مجبر على العمل لإلنفاق على‬ ‫زوجته العاطلة من العمل وطفليه ووالديه‪.‬‬

‫يستيقظ عمر منذ السادسة صباحًا لجمع‬ ‫ال ـخــردة املـعــدنـيــة والـنـفــايــات البالستيكية‬ ‫واألثــاث املستعمل ّ‬ ‫وأي مستلزمات يلقيها‬ ‫البعض‪ .‬وهكذا ّ‬ ‫يعرض نفسه لخطر التلوث‬ ‫والـ ـج ــراثـ ـي ــم الـ ـت ــي قـ ــد ت ـ ــؤدي إل ـ ــى ت ــده ــور‬ ‫وضعه أكثر‪ .‬ينبش بيديه املرتعشتني أكوام‬ ‫النفايات ويجمع مــن بــن األك ــوام مــا يمكن‬ ‫أن يـصـلــح لـلـبـيــع‪ ،‬وب ـع ــد س ــاع ــات مضنية‬ ‫من البحث وقطع كيلومترات عديدة يكون‬ ‫الـعـمــل مـجــديــا أح ـيــانــا‪ ،‬وف ــي ح ــاالت كثيرة‬ ‫ال يـغـنــم مــن بـحـثــه ورحـلـتــه املـتـعـبــة شيئًا‪،‬‬ ‫فيعود خائبًا إلى بيته‪ .‬إذا ما حالفه الحظ‬ ‫ّ‬ ‫فإن الرحلة ال تنتهي هنا‪ ،‬بل يتولى تنظيف‬ ‫وصـقــل مــا جـمــع‪ ،‬وفـ ــرزه‪ ،‬ثــم بيعه فــي أحــد‬ ‫األســواق الشعبية بمحافظة منوبة‪ .‬هناك‪،‬‬ ‫يـقــف ع ــدة ســاعــات فــي مـفـتــرق الـطــريــق بني‬ ‫دخـ ــان ال ـشــاح ـنــات وغ ـب ــار ال ـط ــري ــق‪ ،‬وســط‬ ‫ضوضاء املكان وصــراخ الباعة املتجولني‪،‬‬ ‫فينتظر مشتريًا لبضاعته‪ ،‬وقد يبقى على‬ ‫ه ــذه ال ـح ــال ع ــدة س ــاع ــات‪ ،‬وأح ـي ــان ــا حتى‬

‫كان يعمل في البناء‬ ‫وأحواله المادية جيدة‪،‬‬ ‫وفجأة ساءت صحته‬ ‫لم يصمد عمر كثيرًا‬ ‫في االعتصام بسبب‬ ‫تدهور حالته الصحية‬ ‫غروب الشمس‪ّ .‬‬ ‫همه الوحيد الحصول على‬ ‫ّ‬ ‫بعض الدنانير التي تمكنه من اقتناء بعض‬ ‫املواد الغذائية ألسرته‪.‬‬ ‫ما يشغل تفكير عمر أكثر من ّ‬ ‫أي شيء‪ ،‬ابنه‬ ‫ال ـبــالــغ مــن الـعـمــر ‪ 6‬س ـنــوات والـ ــذي يــدرس‬

‫في السنة االبتدائية األولــى‪ ،‬وابنته التي لم‬ ‫تتجاوز ‪ 4‬سنوات‪ ،‬فال أحد سيعمل من أجل‬ ‫قوتهما‪ ،‬وال أحد سيهتم بطلباتهما‪.‬‬ ‫توفير‬ ‫ّ‬ ‫وي ـش ـيــر إلـ ــى أن ـ ــه ي ـكـ ّـد وي ـع ـمــل م ــن أجـلـهـمــا‬ ‫بالرغم من مرضه لكنه يجهل مصيرهما من‬ ‫بـعــده وال يريدهما مــع والــدتـهـمــا أن يمدوا‬ ‫أيديهم لعابري السبيل من أجل لقمة العيش‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يلفت إلــى أن ظــروفــه لــم تكن سيئة قبل أن‬ ‫يجري تشخيصه بمرض بسرطان الــدم‪ ،‬إذ‬ ‫كان يعمل في مجال البناء وأحواله املادية‬ ‫جـيــدة‪ ،‬لكن فـجــأة تعكرت صحته ولــم يعد‬ ‫يقوى على حمل مستلزمات البناء‪ ،‬وظهرت‬ ‫ف ــي سـ ّـاقــه بـعــض ال ــدم ــام ــل‪ ،‬وب ـعــد الفحص‬ ‫ّ‬ ‫تبي أنه مصاب بسرطان الدم‪ ،‬وكان املرض‬ ‫في مرحلة متقدمة جـدًا‪ ،‬لينتشر في أنحاء‬ ‫مــن جسده بعدها‪ .‬تــدهــورت ظــروفــه املادية‬ ‫ك ـث ـي ـرًا‪ ،‬م ــع م ـ ـ ــروره ب ــال ـع ــدي ــد م ــن امل ــراح ــل‪،‬‬ ‫ومـعــانــاتــه مــن ال ـعــديــد مــن الـصـعــوبــات في‬ ‫رحلته مع املرض والعالج الكيميائي‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك يحاول الصمود والعمل‪ .‬بدأت ترتسم‬

‫ع ـلــى ع ـمــر ع ــام ـ ّـات ال ـع ـج ــز‪ ،‬وت ـظ ـهــر عليه‬ ‫أعراض الوهن‪ ،‬لكنه مع ذلك‪ ،‬يكابر ويعاند‪،‬‬ ‫حتى في لحظات اإلرهــاق الشديد‪ ،‬ليصنع‬ ‫م ــن الـضـعــف قـ ــوة‪ ،‬وم ــن ال ـ ّظ ــروف الصعبة‬ ‫يجري‬ ‫قصة كفاح ونجاح‪ .‬يقول إنه أحيانًا‬ ‫ّ‬ ‫حصة عــاج كيميائي ويـكــون منهكًا‪ ،‬لكنه‬ ‫يتمالك نفسه للنهوض مـجــددًا مــن فراشه‬ ‫وجـمــع الـنـفــايــات‪ ،‬فــالـيــوم ال ــذي يقضيه في‬ ‫ال ـ ـفـ ــراش س ـت ـت ــده ــور ف ـي ــه أوض ـ ـ ــاع أس ــرت ــه‪،‬‬ ‫وس ـت ـســوء أحــوال ـهــم‪ ،‬وق ــد تنقصهم أبسط‬ ‫الضروريات التي لن يجلبها لهم أحد‪ ،‬ولن‬ ‫يطرق بابهم ّ‬ ‫أي مسؤول جهوي ليسأل عن‬ ‫أحوالهم‪.‬‬ ‫أم ــام الــوضــع الـصـعــب ل ــأس ــرة‪ ،‬وامل ــزي ــد من‬ ‫ت ـع ـكــر ح ــال ــة ع ـم ــر ال ـص ـح ـي ــة‪ ،‬قـ ــرر ال ــدخ ــول‬ ‫م ــؤخـ ـرًا ف ــي اع ـت ـص ــام م ـف ـتــوح ب ـم ـقــر بـلــديــة‬ ‫طبربة‪ ،‬في محافظة منوبة‪ ،‬من أجل املطالبة‬ ‫بــالـحـصــول عـلــى مـ ــورد رزق ث ــاب ــت‪ ،‬يتمثل‬ ‫ف ــي رخـ ـص ــة ك ـش ــك ل ـب ـيــع ب ـع ــض امل ـن ـت ـجــات‬ ‫الـغــذائـيــة ال ـتــي يـضـمــن مــن خــالـهــا العيش‬

‫ّ‬ ‫وأسرته من بعده‪ ،‬مبينًا أنه‬ ‫الكريم لطفليه ّ‬ ‫راض ب ـق ــدره ل ـكــنــه م ـش ـغــول ب ـقــوت أســرتــه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫لــم يصمد عمر كثيرًا فــي االعـتـصــام بسبب‬ ‫ت ــده ــور حــالـتــه الـصـحـيــة م ــا ّاض ـطــر أســرتــه‬ ‫لنقله إلى املستشفى‪ .‬يقول إنه تلقى وعودًا‬ ‫مــن املـســؤولــن الـجـهــويــن بمنطقته للنظر‬ ‫في ملفه‪ ،‬لكن حتى اليوم لم يتحقق الحلم‪،‬‬ ‫وهـ ــا ه ــو يـنـتـظــر تـحـقـيــق وع ـ ــود ك ـث ـيــرة لم‬ ‫ّ‬ ‫ت ـن ـفــذ‪ .‬يـضـيــف أن مـطـلـبــه ع ــاج ــل وم ـل ـفــه ال‬ ‫يحتمل مزيدًا من التأجيل‪ ،‬وقد يضطر إلى‬ ‫بإقفال الطريق واالعتصام مجددًا‪.‬‬ ‫التصعيد ّ‬ ‫ّ‬ ‫أهله‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫يطمئن‬ ‫أن‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫أن‬ ‫يختم عـمــر‬ ‫ّ‬ ‫وط ـف ـل ـيــه وزوج ـ ـتـ ــه م ــن بـ ـع ــده‪ ،‬و ّي ـع ـل ــن أن ــه‬ ‫ال يـخـشــى م ــرض ال ـس ــرط ــان‪ ،‬لـكــنــه ال يــريــد‬ ‫ل ـع ــائ ـل ـت ــه أن ت ـش ـق ــى ش ـ ـق ـ ــاءه‪ ،‬فـ ـق ــد ع ــاش‬ ‫محرومًا‪ ،‬وفقيرًا يجاهد من أجــل تحصيل‬ ‫لقمة العيش‪ ،‬وزاده املرض وهنًا فوق وهن‪.‬‬ ‫ال ـح ـيــاة ل ــم تـمـهـلــه الـكـثـيــر ل ـي ـفــرح وي ــرت ــاح‬ ‫ّ‬ ‫بطفليه ال ـلــذيــن يـتـمـنــى فـقــط أال تتعبهما‬ ‫الظروف من بعده‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫قضايا‬

‫منوعات‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫ثمة قضايا ُتجمع كل من مصر وحركة حماس على قواسمها المشتركة للطرفين‪ ،‬وإمكانية تذليل ما يعتريها من عقبات‪ ،‬بيد‬ ‫أن خالفًا استراتيجيًا في قضايا جوهرية ومحورية عديدة‪ ،‬قد يكون صعبا‪ ،‬بل من المستحيل أن تشهد تقارب بينهما‪ ،‬فما هي؟‬

‫التقاء تكتيكي واختالف استراتيجي‬

‫حماس ومصر‬

‫عبد الحميد صبرة و حمزة أبو شنب‬

‫ّ‬ ‫تم‪ ،‬في نهاية فبراير‪/‬شباط املاضي‬ ‫(‪ ،)2019‬إسدال الستار على واحد ٍة‬ ‫من أكثر قضايا العالقات الثنائية‬ ‫تعقيدًا بني حركة املقاومة اإلسالمية (حماس)‬ ‫وجمهورية مصر العربية‪ ،‬باإلفراج عن الشبان‬ ‫األربعة الذين كانوا محتجزين لدى األجهزة‬ ‫األمـنـيــة امل ـصــريــة‪ ،‬بـعــد اخـتـفــاء قـســري قــرابــة‬ ‫أربعة أعوام‪ ،‬إثر زيارة رئيس املكتب السياسي‬ ‫للحركة‪ ،‬إسماعيل هنية‪ ،‬للقاهرة‪ ،‬دامت أربعة‬ ‫أسابيع‪ ،‬سبقها اإلفــراج عن آخرين من أبناء‬ ‫الجهاز العسكري للحركة‪ ،‬تم اعتقالهم على‬ ‫فترات متفاوتة‪.‬‬ ‫يـ ـع ـ ّـد إن ـ ـهـ ــاء ق ـض ـي ــة امل ـح ـت ـج ــزي ــن مـ ــن أب ـن ــاء‬ ‫«ح ـ ـمـ ــاس» ف ــي ال ـس ـج ــون املـ ـص ــري ــة‪ ،‬وك ــان ــت‬ ‫مــن أب ــرز القضايا األكـثــر ضغطًا على قيادة‬ ‫الحركة من قاعدتها التنظيمية‪ ،‬مؤشرًا مهمًا‬ ‫على تطور العالقات املصرية الحمساوية‪ .‬كما‬ ‫ُيعتبر فتح الجانب املصري معبر رفح بصورة‬ ‫ّ‬ ‫لتحسن العالقات‬ ‫متواصلة نتاجًا ملموسًا‬ ‫بينهما‪ ،‬ال سيما من املنظور الشعبي لسكان‬ ‫ـار مـغــايـ ٍـر ملــا كــانــت عليه‬ ‫قـطــاع غ ــزة‪ ،‬فــي م ـسـ ٍ‬ ‫هــذه الـعــاقــات مــن فـتــور؛ نتيجة اتـهــام مصر‬ ‫«حماس» باإلضرار باألمن القومي املصري‪،‬‬ ‫إال أن التحول الجوهري ملسار العالقة اتضح‬ ‫عقب زيارة قائد حركة حماس في قطاع غزة‪،‬‬ ‫يحيى ال ـس ـنــوار‪ ،‬مـصــر‪ ،‬فــي يــونـيــو‪/‬حــزيــران‬ ‫‪.2017‬‬ ‫وعلى مــدار العامني ونـيــف‪ ،‬تـبــادل الجانبان‬ ‫ال ــزي ــارات عـلــى مـسـتــويــات م ـت ـعـ ّـددة‪ ،‬ملتابعة‬ ‫قضايا الــوحــدة الوطنية‪ ،‬ومـسـيــرات الـعــودة‬ ‫وما أثمرته من حراك سياسي لتخفيف األزمة‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬والجوانب األمنية‪ .‬وأمام ما تشهده‬ ‫هــذه العالقات مــن تـطـ ّـور؛ ثمة قضايا ُيجمع‬ ‫الطرفان على قواسمها املشتركة‪ ،‬وإمكانية‬ ‫تذليل ما يعتريها من عقبات‪ ،‬بيد أن خالفًا‬ ‫استراتيجيًا فــي قضايا جوهرية ومحورية‬ ‫عديدة لديها قد يكون صعبا‪ ،‬بل من املستحيل‬ ‫أن تشهد تقاربا بينهما‪.‬‬ ‫سيناء مفتاح االستقرار وبؤرة التوتر‬

‫تمثل سيناء خاصرة ضعيفة ملصر واستنزافًا‬ ‫ً‬ ‫مـ ـت ــواص ــا لـ ـل ــدول ــة‪ ،‬خ ـص ــوص ــا ف ــي جــزئ ـهــا‬ ‫الشمالي‪ ،‬حيث تشهد‪ ،‬بني الفينة واألخــرى‪،‬‬ ‫صدامات مسلحة مع عناصر سيناوية ّ‬ ‫متمردة‬ ‫ع ـلــى ال ـن ـظ ــام‪ ،‬ك ـمــا أن ـه ــا تـعـتـبــر مـ ــاذًا أمـنـيــا‬ ‫للمطلوبني واملــاحـقــن مــن األج ـهــزة األمنية‬ ‫املصرية‪ ،‬ويشعر سكانها بالتهميش‪ ،‬وبأن‬ ‫املــؤسـســة الرسمية تعاملهم مــواطـنــي درجــة‬ ‫ثــانـيــة‪ .‬ويجعل هــذا الــواقــع منها ب ــؤرة توتر‬ ‫دائمة في بيئةٍ جغرافيةٍ معقدة‪ ،‬وقربها من‬ ‫مصالح حيوية عديدة‪ ،‬مثل ممر قناة السويس‬ ‫والسياحة في الجزء الجنوبي منها‪ ،‬ما يدفع‬ ‫النظام املصري إلى البحث عن حلول وتعاون‬ ‫يجلب له االستقرار‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ثمة دوافــع عــدة للطرفني لالنفتاح والتعاون‬ ‫وتجاوز السنوات العجاف فيما بعد أحداث‬ ‫‪ 3‬يوليو عــام ‪ ،2013‬فمصر تــرى أن الحضور‬ ‫والفاعلية في املشهد الفلسطيني من األهمية‬ ‫بـمـكــان‪ ،‬فــي ظــل تــراجــع حـضــورهــا اإلقليمي‪،‬‬ ‫إضــافــة إلــى عــدم إخ ــاء الساحة ل ــدول عربية‬ ‫وإقـلـيـمـيــة (خ ـصــوصــا قـطــر وإي ـ ــران) يسمح‬ ‫ب ـت ـعــزيــز ح ـض ــوره ــا أهـ ــم العـ ــب ف ــي تـســويــة‬ ‫ال ـصــراع بــن ال ـعــدو والـعــالــم الـعــربــي‪ .‬بـيــد أن‬ ‫ال ــداف ــع امل ـص ــري األه ـ ــم‪ ،‬ح ــن ب ــاتــت األج ـهــزة‬ ‫األمنية املصرية على قناعةٍ ويقني بضرورة‬ ‫االنفتاح على «حماس»‪ ،‬وأن األمن واالستقرار‬ ‫فــي سـيـنــاء ال يتحقق مــن دون ال ـت ـعــاون بني‬ ‫االس ـت ـخ ـب ــارات امل ـص ــري ــة وح ــرك ــة «ح ـم ــاس»‬ ‫(بصفتها الحاكم امليداني لقطاع غــزة)‪ ،‬وأن‬ ‫املحافظة على األمــن القومي املصري تتطلب‬ ‫بناء عــاقــات جيدة مــع الـقــوة املسيطرة على‬ ‫حدود مصر مع فلسطني (قطاع غزة)‪.‬‬ ‫ت ـشــديــد ال ـح ـص ــار ع ـلــى ق ـط ــاع غ ـ ــزة‪ ،‬وات ـه ــام‬ ‫«ح ـمــاس» بـحــالــة الـفــوضــى وع ــدم االسـتـقــرار‬ ‫األمني في سيناء نتيجة عدم ضبط الحدود‬ ‫مــع ق ـطــاع غ ــزة‪ ،‬وتـسـلــل أفـ ــراد تـكـفـيــريــن من‬ ‫سـيـنــاء إل ــى الـقـطــاع وال ـع ـكــس‪ ،‬والـ ــذي ُيـعــزى‬ ‫ـدادات لقبائل وعــائــات تقطن‬ ‫إلــى وجــود ام ـتـ‬ ‫ٍ‬ ‫شمال سيناء في رفح الفلسطينية‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلــى نشوء شبكة مصالح‪ ،‬عملت فــي تهريب‬ ‫البضائع واملستلزمات الحياتية من مصر إلى‬ ‫القطاع‪ ،‬وقــد ّ‬ ‫تبدل ذلــك كله إلــى االقتناع بأن‬ ‫االتـصــال بحركة حـمــاس‪ ،‬وتـبــادل املعلومات‬ ‫على جانبي الحدود‪ ،‬سينعكسان إيجابيًا على‬ ‫عودة الهدوء إلى سيناء‪ ،‬وهذا ما تحقق منذ‬ ‫زيارة السنوار مصر‪ ،‬في يونيو‪/‬حزيران ‪.2017‬‬ ‫وعلى صعيد حركة حماس‪ ،‬لم تتبدل دوافع‬ ‫االنـفـتــاح على مصر‪ ،‬فالحركة تــرى أن مصر‬ ‫هــي الـبــوابــة الــوحـيــدة للحركة فــي قطاع غزة‬ ‫نحو العالم الخارجي‪ ،‬إضافة إلى دورها في‬ ‫رعاية ملف العالقات الفلسطينية الداخلية‪،‬‬ ‫بتفويض من جامعة الدول العربية‪ ،‬وقدرتها‬ ‫على لعب دور الوساطة في ملفي تثبيت وقف‬ ‫إطــاق الـنــار‪ ،‬وتـبــادل األســرى مع الـعــدو‪ .‬ولم‬ ‫تـكــن «ح ـم ــاس» تــرغــب فــي تــوتــر األج ـ ــواء مع‬

‫أخبار‬

‫الفوضى األمنية؛ عمدت مصر إلى العمل على‬ ‫تخفيف األوض ــاع اإلنـســانـيــة فــي قـطــاع غــزة‪،‬‬ ‫خصوصا مع تزايد أعداد سكان القطاع‪ ،‬وتأزم‬ ‫األوض ــاع املعيشية نتيجة الحصار‪ ،‬فعقدت‬ ‫لقاءات أمنية عديدة مشتركة‪ ،‬بهدف املحافظة‬ ‫على تأمني الحدود بني الجانبني‪.‬‬ ‫اختالف جوهري‬

‫إسماعيل هنية ورئيس الملف الفلسطيني في المخابرات العامة المصرية أحمد عبد الخالق في غزة‪( 2019 /3 /5 ،‬األناضول)‬

‫ال ـقــاهــرة‪ ،‬ال سـيـمــا بـعــد مــا ُم ـنــح لـلـقـطــاع من‬ ‫تسهيالت فــي نهاية عهد حسني مـبــارك‪ ،‬ثم‬ ‫ٍ‬ ‫املـجـلــس الـعـسـكــري‪ ،‬وف ــي ع ــام رئــاســة محمد‬ ‫مــرســي‪ ،‬إال أن قناعة بعض األجـهــزة األمنية‬ ‫بـضــرورة اجتثاث كــل مــن لــه عالقة بــاإلخــوان‬ ‫املسلمني؛ هي التي ساهمت في إحــداث حالة‬ ‫التوتر في األعوام املاضية‪.‬‬ ‫دافعان أساسيان ساهما في إقدام «حماس»‬ ‫على إعــادة الترميم والبحث في سبل تطوير‬ ‫العالقات مع مصر؛ األول مرتبط بالتغيرات‬ ‫القيادية التي حصلت في رأس هرم الحركة‪،‬‬ ‫والتي تبنت رؤيــة بضرورة ترتيب العالقات‬ ‫ال ـع ــرب ـي ــة واإلق ـل ـي ـم ـي ــة ل ـل ـح ــرك ــة‪ ،‬ب ـع ـي ـدًا عــن‬ ‫االصـطـفــافــات الـعــربـيــة الــداخـلـيــة‪ ،‬خصوصا‬ ‫مع اشتداد األزمــات العربية العربية‪ ،‬بفرض‬ ‫حصار مشدد على قطر‪ .‬ويمثل الدافع الثاني‬ ‫مـصـلـحــة مـشـتــركــة ب ــن «حـ ـم ــاس»‪ ،‬بصفتها‬ ‫حــاكــم قـطــاع غ ــزة‪ ،‬وم ـصــر‪ ،‬بصفتها تـحــارب‬ ‫التطرف في سيناء‪ ،‬مرتبط بنشوء جماعات‬ ‫تكفيرية مسلحة‪ ،‬باتت تهديدًا حقيقيًا لحركة‬ ‫حماس في قطاع غزة‪ ،‬وتمس بسالمة خطوط‬ ‫اإلمــداد العسكري لكتائب القسام وأمنها‪ ،‬إذ‬ ‫أن تنامي هذا النمط من الجماعات قد يضطر‬ ‫ـدام معها على‬ ‫«حـمــاس» إلــى الــدخــول فــي‬ ‫صـ ٍ‬ ‫الـحــدود‪ ،‬ما يستنزف من ّ‬ ‫مقدراتها البشرية‬ ‫والـعـسـكــريــة عـلــى ح ـســاب م ـقــاومــة االح ـتــال‬ ‫الـصـهـيــونــي‪ ،‬فــالـحــركــة حسمت املــواجـهــة مع‬ ‫الجماعات التكفيرية مبكرًا في عام ‪ ،2009‬وال‬ ‫تريد العودة إلى الصدام املسلح الواسع معها‪.‬‬ ‫تقاطعات ممكنة‬

‫ث ـمــة ق ـضــايــا ع ــدة ت ـســاهــم فـيـهــا م ـصــر ب ــدور‬ ‫إيجابي‪ ،‬وتعمل فيها بدور الوساطة املقبولة‬ ‫من جهة حركة حماس‪ ،‬ومن هذه القضايا‪:‬‬ ‫‪ .1‬ال ــوح ــدة الــوط ـن ـيــة‪ :‬يـعـتـبــر م ـلــف ال ــوح ــدة‬ ‫الوطنية الفلسطينية أشبه بـ«الحصري» لدى‬ ‫الجانب املـصــري‪ ،‬فمصر‪ ،‬منذ قــدوم السلطة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬وهي تعمل بصورة دائمة على‬ ‫تخفيف االحتقان بني الفصائل الفلسطينية‪،‬‬ ‫وتجمعها عــاقــات جـيــدة مــع حــركــة حماس‬ ‫مـنــذ أواسـ ــط الـتـسـعـيـنـيــات‪ ،‬وق ــد ب ــرز دوره ــا‬ ‫واضحا بعد االنسحاب اإلسرائيلي من قطاع‬ ‫غــزة عــام ‪ ،2005‬فاستضافت اجتماع األمناء‬ ‫ِّ‬ ‫العامني للفصائل الفلسطينية‪ ،‬وما تاله من‬ ‫ّ‬ ‫محاولة رأب الصدع امليداني‪ ،‬إبان االشتباكات‬ ‫املسلحة في عامي ‪ 2006‬و‪ ،2007‬وبعد أحداث‬ ‫يونيو‪/‬حزيران ‪ 2007‬واصلت القاهرة العمل‬

‫تمثل سيناء خاصرة‬ ‫ضعيفة لمصر‬ ‫واستنزافًا متواصًال‬ ‫للدولة‪ ،‬خصوصا‬ ‫في جزئها الشمالي‬ ‫يتعارض الموقف‬ ‫المصري مع موقف‬ ‫الحركة االستراتيجي‬ ‫من المشروع‬ ‫الصهيوني‬

‫ترتيب العالقات الفلسطينية الداخلية‪،‬‬ ‫على ّ‬ ‫وق ــد وق ـعــت ات ـفــاق ـيــات ع ــدي ــدة ب ــن الـفـصــائــل‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬من أبرزها اتفاقيتا ‪ 2011‬و‪.2017‬‬ ‫تــدرك مصر أن نجاح الوحدة الفلسطينية ال‬ ‫يمكن أن يتحقق من دون تفاهمات إيجابية‬ ‫وتـعــامــل سـلــس مــع حــركــة ح ـمــاس‪ ،‬بصفتها‬ ‫القوة الند لحركة فتح‪ .‬بيد أن بعض أوساطها‬ ‫ي ــرى أن ت ـصـ ّـدر «ح ـمــاس» املـشـهــد السياسي‬ ‫الـفـلـسـطـيـنــي‪ ،‬ودخ ــول ـه ــا مـنـظـمــة ال ـت ـحــريــر‪،‬‬ ‫سيمثل انتكاسًا ملشروع التسوية الذي ترعاه‬ ‫مـصــر وت ــؤم ــن ب ــه‪ ،‬وتـتـلـخــص مـســاعـيـهــا في‬ ‫ع ــودة السلطة الفلسطينية إلــى إدارة قطاع‬ ‫غــزة‪ ،‬وال تمانع فــي أن تكون «حـمــاس» جــزءًا‬ ‫الرؤية الدولية‬ ‫من املشهد الحكومي في إطار‬ ‫ً‬ ‫لقضية فلسطني‪ ،‬باعتبارها حــركــة ال يمكن‬ ‫ت ـجــاوزهــا؛ ملــا تمثله مــن حـضــور جماهيري‬ ‫واسع‪ ،‬وسيطرتها على قطاع غزة‪ ،‬وما تمتلكه‬ ‫من أدوات فاعلة ومؤثرة قد تقلب املشهد‪.‬‬ ‫أمــا «حـمــاس» فهي تــرى أن مصر أكثر الــدول‬ ‫ً‬ ‫العربية قدرة على إدارة ملف الوحدة الوطنية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فـهــي ال ــراع ــي املـكـلــف‪ ،‬واألك ـث ــر خ ـب ــرة‪ ،‬وال ــذي‬

‫البوابة المصرية‬ ‫ً‬ ‫ترى حركة حماس ّ‬ ‫قدرة على إدارة ملف‬ ‫أن مص َر أكثر الدول العربية‬ ‫ً‬ ‫خبرة‪ ،‬والذي يحظى‬ ‫الوحدة الوطنية‪ ،‬فهي الراعي المكلّف‪ ،‬واألكثر‬ ‫باحترام جميع األطراف الفلسطينية‪ ،‬وإمكانية توفير الضمانات الالزمة‬ ‫ّ‬ ‫أي طرف عربي أو إقليمي يرغب في لعب دور في‬ ‫لنجاح الملف‪،‬‬ ‫وأن ّ‬ ‫الوحدة الفلسطينية يمرّ عبر البوابة المصرية‪ ،‬وقد قدمت حركة‬ ‫ّ‬ ‫كحل اللجنة‬ ‫حماس‪ ،‬أكثر من مــرة‪ ،‬خطوات إيجابية لصالح مصر‪،‬‬ ‫اإلدارية ووضعها وديعة لدى الجانب المصري‪ ،‬وتوقيع اتفاق ‪،2017‬‬ ‫والعمل الجاد على األرض‪ ،‬وااللتزام به‪.‬‬

‫يحظى باحترام جميع األطراف الفلسطينية‪،‬‬ ‫وإمـكــانـيــة توفير الـضـمــانــات الــازمــة لنجاح‬ ‫املـلــف‪ ،‬وأن أي طــرف عــربــي أو إقليمي يرغب‬ ‫في لعب دور في الوحدة الفلسطينية يمر عبر‬ ‫البوابة املصرية‪ .‬وقد قدمت حركة حماس‪ ،‬أكثر‬ ‫ّ‬ ‫من مرة‪ ،‬خطوات إيجابية لصالح مصر‪ ،‬كحل‬ ‫اللجنة اإلدارية ووضعها وديعة لدى الجانب‬ ‫املصري‪ ،‬وتوقيع اتفاق ‪ ،2017‬والعمل الجاد‬ ‫ً‬ ‫على األرض‪ ،‬وااللتزام به متمثال بزيارة وزراء‬ ‫حكومة التوافق لقطاع غزة‪ ،‬وتسليم املعابر‪ ،‬في‬ ‫بداية نوفمبر‪/‬تشرين الثاني من العام نفسه‪.‬‬ ‫وب ـن ـ ً‬ ‫ـاء عـلــى االرت ـي ــاح امل ـت ـبــادل بــن الـطــرفــن‬ ‫فــي مـلــف الــوحــدة‪ ،‬وب ـنــاء عـلــى الـضـغــط الــذي‬ ‫يشكله قطاع غزة على األطــراف املحاصرة له‬ ‫عبر مسيرات العودة‪ ،‬والخشية من ارتــدادات‬ ‫فــوضــى محتملة فــي الـقـطــاع‪ ،‬واص ـلــت مصر‬ ‫العمل فــي معبر رفــح بعد انـسـحــاب موظفي‬ ‫رام الله‪ ،‬وعناصر حرس الرئيس منه‪ ،‬وعملت‬ ‫على السماح بإدخال مواد تموينية وبضائع‬ ‫وم ـع ــدات لـلـقـطــاع بــالـتـفــاهــم مــع ال ـحــركــة‪ ،‬في‬ ‫ظل إدارة األجهزة األمنية الحكومية في غزة‬ ‫للمعبر وتأمني الحدود‪.‬‬ ‫‪ .2‬التفاهمات والعالقة مع االحتالل‪ :‬ساهمت‬ ‫مصر بصورة فاعلة في التفاهمات األخيرة‬ ‫لتثبيت وقف إطالق النار‪ ،‬حسب اتفاق ‪2014‬‬ ‫بني املقاومة في قطاع غزة واالحتالل‪ ،‬ونجحت‬ ‫في تجنيب األطــراف املواجهة الواسعة‪ ،‬على‬ ‫مـ ــدار ع ــام م ــن م ـس ـيــرات الـ ـع ــودة‪ .‬ك ـمــا تلعب‬ ‫قطر دورًا مـحــوريــا فــي إنجاحها وتطبيقها‬ ‫ع ـلـ ّـى األرض‪ .‬وي ـس ـجــل مل ـصــر وق ـطــر بأنهما‬ ‫تجنبتا الخالفات العميقة بينهما في امللف‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وعـمــا بـكــل الـسـبــل‪ ،‬وبمتابعة‬ ‫تفاهمات‬ ‫من أعلى املستويات‪ ،‬للوصول إلى‬ ‫ٍ‬ ‫تساهم في رفع الحصار عن قطاع غزة‪.‬‬ ‫تعمل مصر على ضبط العالقة بني املقاومة‬ ‫الفلسطينية وال ـع ــدو اإلســرائ ـي ـلــي مـنــذ عــام‬ ‫‪ ،2003‬وق ــد نـجـحــت‪ ،‬فــي حـيـنــه‪ ،‬فــي التوصل‬ ‫إلى اتفاق على وقف إطالق النار بني الفصائل‬ ‫الفلسطينية واالح ـتــال‪ ،‬وتـ ّ‬ ‫ـوســع دوره ــا في‬ ‫هذا املجال بعد أحداث يونيو ‪ 2007‬في القطاع‪،‬‬ ‫وسيطرة حماس على قطاع غزة‪ ،‬فسعت إلى‬ ‫إب ــرام اتـفــاق ‪ 2008‬بــن «ح ـمــاس» وإســرائـيــل‪،‬‬ ‫والـتــوصــل إلــى وقــف إطــاق نــار أنهى عــدوان‬ ‫‪ 2009‬و‪ 2012‬و‪ ،2014‬كما تمكنت مــن إنجاز‬ ‫صفقة تبادل وفاء األحــرار في ‪ ،2011‬وتعمل‪،‬‬ ‫ع ـلــى مـ ــدار ال ــوق ــت‪ ،‬لـتـنـفـيــس أي تـصـعـيــد أو‬ ‫مواجهة بينهما‪.‬‬ ‫ت ــرى حــركــة ح ـمــاس أن مـصــر تـمـتـلــك مفتاح‬ ‫التأثير وعوامل النجاح في ملف العالقة مع‬ ‫االحـ ـت ــال‪ٌ ،‬وأن ال ـتـجــربــة ع ـلــى مـ ــدار سـنــوات‬ ‫طويلة كفيلة بأن تحافظ «حماس» على مصر‬ ‫وسيطا؛ فهي مقبولة إسرائيليًا‪ ،‬ومن فصائل‬ ‫املقاومة الفلسطينية‪ ،‬وبالتالي فحركة حماس‬ ‫الوساطة في أي‬ ‫ال تمانع في أن تتولى مصر‬ ‫ّ‬ ‫ملف تبادل قــادم‪ ،‬وإن كــان ّ‬ ‫ثمة تحفظ لفشل‬ ‫مصر في ضمان اتفاق صفقة تبادل الجندي‬ ‫شاليط‪ ،‬إال أن ملف التبادل بالنسبة للحركة‬ ‫يبقى مفتوحًا ملن ينجح في تحقيق مطالبها‪.‬‬ ‫‪ .3‬استقرار األوضــاع األمنية في غزة‪ :‬تشترك‬ ‫مصر و«حماس» في هدف استقرار األوضاع‬ ‫األمنية في قطاع غزة‪ ،‬فمصر تدرك أن أي زعزعة‬ ‫لحالة الضبط األمني ستنتقل مفاعيلها إلى‬ ‫مصر‪ .‬ولــذلــك تسعى‪ ،‬بكل السبل‪ ،‬إلــى إبعاد‬ ‫شبح الفوضى عن قطاع غزة‪ ،‬كي ال يساهم في‬ ‫ّ‬ ‫تردي األوضاع األمنية في سيناء‪ .‬ومن منطلق‬ ‫املحافظة على االستقرار وعــدم االنـجــرار إلى‬

‫‪MEDIA‬‬

‫ال ـت ـق ــارب واالنـ ـفـ ـت ــاح ب ــن «حـ ـم ــاس» ومـصــر‬ ‫وتنامي العالقات بينهما ال يعني أن الطرفني‬ ‫ف ــي طــري ـق ـه ـمــا إلـ ــى ح ــال ــة م ــن ال ـت ــواف ــق على‬ ‫املوضوعات كافة‪ ،‬فهناك قضايا فيها تباين‬ ‫واسع في الرؤى‪ ،‬وليس من السهل توحيدها‪،‬‬ ‫ولعل أهمها‪:‬‬ ‫‪ .1‬التسوية واملـبــادرة العربية‪ :‬ملف التسوية‬ ‫الفلسطينية اإلسرائيلية وما توافق عليه العرب‬ ‫في ّقمة بيروت عام ‪ 2002‬حول املبادرة العربية‪،‬‬ ‫تتبناه مصر وتعتبره أحد ّ‬ ‫محددات السياسة‬ ‫الخارجية لها‪ ،‬والسقف السياسي املقبول لدى‬ ‫األنظمة العربية كافة‪ ،‬فمصر ّ‬ ‫عراب ّالتسوية مع‬ ‫العدو اإلسرائيلي‪ ،‬وهي أول من وقع معاهدة‬ ‫سالم معه‪ ،‬إثر زيارة الرئيس املصري األسبق‬ ‫أنور السادات الكيان اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫كما أثرت مصر على منظمة التحرير والرئيس‬ ‫الراحل ياسر عرفات في الجنوح نحو توقيع‬ ‫ات ـفــاق ال ـســام‪ ،‬وق ــد تــم تــوقـيــع ات ـفــاق أوسـلــو‬ ‫(‪ )2‬في القاهرة‪ ،‬في مايو‪/‬أيار عام ‪ ،1994‬كما‬ ‫استضافت حوارات ثنائية عديدة بني السلطة‬ ‫الفلسطينية واالحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬وحرصت‬ ‫مصر على الــوصــول إلــى حــل نهائي بينهما‬ ‫على أساس حدود عام ‪.1967‬‬ ‫يتعارض املوقف املصري مع موقف الحركة‬ ‫االستراتيجي من املـشــروع الصهيوني الذي‬ ‫ً‬ ‫ت ــراه مناقضا بشكل ج ــذري لحقوق الشعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وال يمكن التعايش معه‪ ،‬فعلى‬ ‫الــرغــم مــن ط ــرح مـصــر عـلــى «ح ـمــاس» إج ــراء‬ ‫ح ــوار اسـتــراتـيـجــي بينهما يـنــاقــش املــوقــف‬ ‫مــن إســرائـيــل‪ ،‬إال أن عملية التسوية ال يمكن‬ ‫أن تكون مقبولة من الحركة اإلسالمية التي‬ ‫تــرى أن حـقــوق الشعب الفلسطيني ال يمكن‬ ‫انـتــزاعـهــا إال بــال ـقــوة‪ ،‬وق ـبــول الـحــركــة بــدولــة‬ ‫فلسطينية على ح ــدود ‪ 67‬جــاء بــرنــامــج حد‬ ‫أدنى بني الفصائل‪ ،‬وال يعني القبول الضمني‬ ‫بحل الدولتني‪ ،‬وال نهاية للصراع‪ ..‬إذ أن نهاية‬ ‫الـصــراع تعني تصفية املـشــروع الصهيوني‪،‬‬ ‫ً‬ ‫حتما تحرير فلسطني التاريخية‬ ‫وتقتضي‬ ‫وعـ ــودة الــاجـئــن إل ــى دي ــاره ــم ال ـتــي هـجــروا‬ ‫مـنـهــا‪ .‬وه ــي قــد واف ـقــت عـلــى إقــامــة دول ــة في‬ ‫حــدود ‪ 1967‬برنامج حد أدنــى بني الفصائل‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬ال نهاية للصراع‪ ،‬وهي ترى أن‬ ‫هذه الدولة لن تأتي سوى باستخدام القوة‪،‬‬ ‫ول ـي ــس بــاس ـت ـجــداء ال ـض ـغــوط ال ــدول ـي ــة على‬ ‫إس ــرائ ـي ــل‪ ،‬كـمــا ال زال ــت الـتـعـبـئــة التنظيمية‬ ‫ألفراد «حماس»‪ ،‬وكذلك خطابها الجماهيري‬ ‫يركزان على مفردات التحرير والعودة‪.‬‬ ‫‪.2‬العالقات الخارجية لحركة حماس‪ :‬تتمتع‬ ‫«حـ ـم ــاس» ب ـع ــاق ــات ج ـي ــدة م ــع دول عــربـيــة‬ ‫وإسالمية عــديــدة‪ ،‬وتجمعها عالقات مميزة‬ ‫مع الحركات اإلسالمية وأحزاب قومية عديدة‬ ‫وأصدقاء فلسطني‪ ،‬كما تربطها عالقات متينة‬ ‫مع إيران وقطر وتركيا‪ ،‬وإن كانت تركيا أقلهم‬ ‫مــن حيث الــدعــم والتميز فــي العالقة مقارنة‬ ‫بـطـهــران وال ــدوح ــة‪ .‬والـ ــدول ال ـثــاث فــي حالة‬ ‫تناقض مــع السياسة املصرية على الساحة‬ ‫العربية‪ ،‬وتشهد عالقتها بهم قطيعة‪ ،‬فمصر‬ ‫ت ـت ـهــم ق ـطــر وت ــرك ـي ــا ب ــدع ــم ج ـمــاعــة اإلخ ـ ــوان‬ ‫املسلمني‪ ،‬والتدخل في شأنها الداخلي‪ ،‬كما أن‬ ‫إيران منذ الثورة وعالقاتها بمصر مضطربة‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى أن مصر جزء فاعل من املحور‬ ‫املالحق للجماعات اإلسالمية في املنطقة‪.‬‬ ‫ثـ ـ ّـمـ ــة ف ـ ــرق واضـ ـ ـ ــح ف ـ ــي ع ـ ــاق ـ ــات «ح ـ ـمـ ــاس»‬ ‫الـخــارجـيــة‪ ،‬وامل ـصــالــح املـصــريــة مــع أصــدقــاء‬ ‫ال ـح ــرك ــة‪ ،‬ف ـت ـقــارب ـه ـمــا ل ــم ي ـغ ـيــر م ــن سـيــاســة‬ ‫أي منهما‪ ،‬وال يمكن أن تستعيض الحركة‬ ‫عــن مصر بــأي مــن ال ــدول األخ ــرى‪ .‬وربـمــا من‬ ‫امل ـه ــم اإلش ـ ــارة إل ــى أن ال ـجــان ـبــن نـجـحــا في‬ ‫بناء عالقات أفضل من السابق‪ ،‬لكن ستبقى‬ ‫العالقات الخارجية لحركة حماس منفصلة‬ ‫عن عالقتها بمصر‪ ،‬فحماس ترى أن األحزاب‬ ‫والجماعات العربية واإلسالمية أحــد ركائز‬ ‫حاضنتها الشعبية‪.‬‬ ‫ق ــد ت ـت ـقــاطــع م ـصــر م ــع ك ــل م ــن ق ـطــر وتــركـيــا‬ ‫ف ــي رؤي ـت ـه ــا ت ـج ــاه ح ــل الـ ـص ــراع م ــع ال ـع ــدو‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬كما أنهم منسجمون مع الطرح‬ ‫األميركي في املنطقة بشأن ملفات عديدة‪ ،‬إال‬ ‫أن طهران تمثل التحدي األكبر‪ ،‬فال يمتلك ٌ‬ ‫أحد‬ ‫الـبــدائــل الـتــي تقدمها إي ــران لـحــركــة حـمــاس‪،‬‬ ‫وت ــرى ق ـيــادة «ح ـمــاس» الـحــالـيــة‪ ،‬واملــدعــومــة‬ ‫من ذراعها العسكرية‪ ،‬أن العالقات مع إيــران‬ ‫وحلفائها بالغة األهمية‪ ،‬ملــا تقدمه مــن دعم‬ ‫عسكري ومالي‪ ،‬ساهم بصورة ملموسة في‬ ‫تحسني قدرات حماس العسكرية‪.‬‬ ‫(كاتبان فلسطينيان)‬ ‫النص الكامل‬ ‫على الموقع األلكتروني‬

‫دعا صحافيون ومؤسسات‬ ‫إعالمية فلسطينية في قطاع‬ ‫إحياء لليوم‬ ‫وقفة‬ ‫غزة‪ ،‬خالل‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫العالمي لحرية الصحافة‪ ،‬إلى‬ ‫تقديم قادة جيش االحتالل اإلسرائيلي‬ ‫إلى محاكم دولية على الجرائم‬ ‫المرتبكة بحقهم‪ ،‬وتحديدًا خالل‬ ‫مسيرات العودة الكبرى لكسر الحصار‪.‬‬

‫يعمل «غوغل» على ميزة جديدة‬ ‫تتيح للمستخدمين حذف بيانات‬ ‫سجل المواقع الجغرافية وبيانات‬ ‫نشاطهم على الويب والتطبيقات‬ ‫تلقائيًا بعد ‪ 3‬أو ‪ 18‬شهرًا‪ .‬ويأتي‬ ‫ذلك بعد انتقادات للشركة إثر الكشف‬ ‫عن استمرار تعقب المستخدمين‬ ‫حتى بعد إبطالهم الميزة‪.‬‬

‫وقع الرئيس الروسي فالديمير‬ ‫بوتين على قانون «الرونت‬ ‫السيادي» الذي يعزز سيطرة‬ ‫الدولة على الشبكة‪ ،‬ويمنحها‬ ‫صالحيات تحديد المطالب المتعلقة‬ ‫بتشغيل نظم التحكم في الشبكات‬ ‫عند نشوب تهديد الستقرار وأمان‬ ‫وسالمة عمل اإلنترنت في روسيا‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫تتفاوض شركة فيسبوك مع لجنة‬ ‫التجارة االتحادية على تسوية‬ ‫محتملة تلزم فيسبوك بإنشاء لجنة‬ ‫مستقلة لإلشراف على الخصوصية‬ ‫يتولى فيها مارك زوكربيرغ مسؤولية‬ ‫تنفيذ السياسات واتخاذ خطوات‬ ‫أخرى لحماية المستخدمين‪ ،‬بحسب‬ ‫ما كشفت بوليتيكو‪.‬‬

‫بعد اغتيال خاشقجي‪ ...‬تشاؤم يخيّم على حرية الصحافة‬ ‫عول صحافيون على الضجة العالمية التــي خلّفتها في خلق مناخ أفضل يضمن‬ ‫نظــرًا إلى فظاعة جريمة اغتيال جمال خاشــقجي‪ّ ،‬‬ ‫وتهدد وجودهم‬ ‫حريتهم وسالمتهم‪ .‬لكن ظروف عملهم تواصل انحدارها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫واشنطن ــ العربي الجديد‬

‫فــي ‪ 2‬أكتوبر‪/‬تشــرين األول املاضــي‪ ،‬دخــل‬ ‫الصحافــي الســعودي جمــال خاشــقجي‪،‬‬ ‫قنصليــة بــاده فــي مدينــة إســطنبول‪ ،‬حيــث‬ ‫انتظــره أكثــر مــن اثني عشــر عميال ســعوديا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مدربني قتلوه‪ ،‬وقطعوا جسده بوحشية‪ ،‬ثم‬ ‫هربــوا مــن تركيــا‪ .‬جريمة اغتيال خاشــقجي‬ ‫ّ‬ ‫شــغلت العالــم كله‪ ،‬وعـ ّـول عليها صحافيون‬ ‫عــرب وأجانــب ببــدء حقبــة جديــدة تضمــن‬ ‫حقهم في قول الحقيقة والتعبير عن آرائهم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لكــن «اليــوم العاملــي لحريــة الصحافــة» يحل‬ ‫اليــوم وســط تراجــع التفــاؤل إزاء مســتقبل‬ ‫العاملــن فــي هــذا القطــاع‪ ،‬وإمكانيــة ضمــان‬ ‫ســامتهم وحريــة ممارســتهم للمهنــة‪.‬‬ ‫فهــل كان االتــكال علــى قضيــة خاشــقجي‬ ‫مبالغــا فيــه؟ ومــاذا يميــز هــذه الجريمــة عــن‬ ‫أخــرى تالحــق الصحافيني يوميًا وتســلبهم‬ ‫حريتهم أو حياتهم؟‬ ‫ال بـ ّـد مــن اإلشــارة إلى أن خاشــقجي اســتفاد‬ ‫مــن ارتباطاتــه الغربيــة؛ فالصحافــي‬ ‫الســعودي كان مقيمــا فــي الواليــات املتحــدة‬ ‫األميركيــة‪ ،‬وكاتبــا فــي صحيفــة «واشــنطن‬ ‫بوست» املرموقة‪ ،‬ومقربًا من النخبة املثقفة‬ ‫فــي العاصمــة األميركيــة‪ .‬كمــا أن أبنــاءه‬ ‫الثالثــة يحملــون الجنســية األميركيــة التــي‬ ‫كان يسعى بدوره إلى الحصول عليها‪.‬‬ ‫هــذه االمتيــازات كلهــا ســلطت الضــوء علــى‬ ‫جريمــة خاشــقجي‪ ،‬ومنحــت فــي الوقــت‬ ‫نفســه منب ـرًا إلــى مــآس أخــرى‪ ،‬أبرزهــا حرب‬ ‫اليمــن التــي تقودهــا أيضــا اململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية‪ .‬وهكــذا تولــى اإلعــام العاملــي‪،‬‬ ‫خالل أكثر من ‪ 6‬أشهر‪ ،‬وعلى رأسه صحيفة‬ ‫«واشــنطن بوســت»‪ ،‬اإلضــاءة علــى حمــات‬ ‫القمــع وإســكات أصــوات املعارضــن التــي‬ ‫ّ‬ ‫عبــدت الطريــق أمــام صعــود ولــي العهــد‬ ‫السعودي‪ ،‬محمد بن سلمان‪.‬‬ ‫وبــدت الصحافــة العامليــة فــي حملتهــا هــذه‬ ‫كأنها ال تدافع عن زميل فقط‪ ،‬بل تحاول إلى‬ ‫حــد مــا مراجعة نفســها والتكفير عن ذنبها‪،‬‬ ‫بعدمــا شــاركت هــي نفســها فــي الترويــج‬ ‫لألميــر «الشــاب» و»خطواتــه اإلصالحيــة»‪.‬‬ ‫فاالنبهــار اإلعالمــي األميركــي واألوروبــي‬ ‫الــذي رافــق صعــود ولــي العهــد تزعــزع حــن‬ ‫ّ‬ ‫شــن النظــام الســعودي حملــة اعتقــاالت‬ ‫كبــرى‪ ،‬فــي ســبتمبر‪/‬أيلول عــام ‪،2017‬‬

‫ّ‬ ‫طاولــت أكاديميــن واقتصاديــن وكتابــا‬ ‫وصحافيــن وشــعراء وروائيــن ومفكريــن‬ ‫ودعــاة إســاميني‪ ،‬بالرغــم مــن أن منابــر عدة‬ ‫وضعتــه فــي إطــار «مكافحــة الفســاد»‪ .‬لكنــه‬ ‫ً‬ ‫انهار كامال بعد تصفية خاشقجي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لكــن مــاذا تغيــر فعــا؟ بعــد أيــام مــن مقتــل‬ ‫خاشــقجي‪ ،‬قالــت صحيفــة «ميــرور»‬ ‫البريطانيــة إن الصحافــي الســعودي تركــي‬

‫استمرت حمالت االعتقال‬ ‫والترهيب واإلخفاء‬ ‫بعد قتل خاشقجي‬

‫بــن عبــد العزيــز الجاســر‪ ،‬قتــل فــي الســجون‬ ‫الســعودية تحت التعذيب‪ ،‬ألنه أنشــأ حسابًا‬ ‫ســريًا علــى موقــع «تويتــر» كشــف فيــه عــن‬ ‫انتهاكات حقوق اإلنسان من قبل املسؤولني‬ ‫وأفــراد العائلــة الحاكمــة فــي اململكــة العربية‬ ‫الســعودية‪ .‬لــم نعــرف أي تفاصيــل أخــرى‬ ‫إضافيــة عمــا حصــل‪ .‬املســتثمرون األجانــب‬ ‫الذيــن قاطعــوا اململكــة فــي أعقــاب الجريمــة‬

‫لم يُعثر على جثة خاشقجي بعد (جاك تايلور‪)Getty/‬‬

‫الوحشــية عــادوا إليهــا‪ ،‬فــي إبريل‪/‬نيســان‬ ‫املاضــي‪ ،‬لجمــع ســندات قيمتهــا ‪ 12‬مليــار‬ ‫دوالر أميركــي مقدمــة مــن شــركة النفــط‬ ‫الحكوميــة «أرامكــو»‪ ،‬ممــا يشــير إلــى أن‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫الصد الغربي للســعودية لم يدم طويال‪ ،‬وأن‬ ‫الحماســة لنصــرة الصحافيــن وحقوقهــم‬ ‫مؤقتة وتحكمها األجواء العامة‪.‬‬ ‫حملة اعتقاالت الكتاب واملثقفني‪ ،‬في إبريل‪/‬‬ ‫نيسان املاضي‪ ،‬أكدت أن اململكة مستمرة في‬ ‫تنفيذ مشــروع ولي العهد محمد بن ســلمان‬ ‫موال له‬ ‫بعدم السماح ببقاء أي شخص غير‬ ‫ٍ‬ ‫تمامًا خارج السجن‪ .‬وقد طاولت هذه الحملة‬ ‫الكاتــب والباحــث ثمــر املرزوقــي وزوجتــه‬ ‫خديجــة الحربــي‪ ،‬والطبيــب والباحــث بــدر‬ ‫اإلبراهيــم ومحمــد الصــادق‪ ،‬وفهد أبا الخيل‬ ‫وعبــد اللــه الدحيــان ومقبــل الصقــار ويزيــد‬ ‫الفيفــي‪ ،‬باإلضافــة إلــى صــاح الحيــدر‪ ،‬نجل‬ ‫الناشــطة النســوية املفرج عنها أخيرًا عزيزة‬ ‫اليوســف‪ ،‬ويحمــل الحيــدر باإلضافــة إلــى‬ ‫اإلبراهيم الجنسيتني األميركية والسعودية‪.‬‬ ‫وكانــت صحيفــة «ذا غارديــان» البريطانيــة‬ ‫حصلت على تقرير رســمي ســعودي ّ‬ ‫مسرب‪،‬‬ ‫فــي ‪ 31‬مــارس‪/‬آذار املاضــي‪ ،‬أكــد تعـ ّـرض‬ ‫املعتقلــن السياســيني فــي اململكــة ملعاملــة‬ ‫ســيئة وتعذيبهــم أثنــاء احتجازهــم‪ ،‬بمــا فــي‬ ‫ذلــك ّ‬ ‫تعرضهــم لجــروح وحرقهــم وإصابتهــم‬ ‫بكدمــات‪ .‬ومــن بــن املعتقلــن املذكوريــن فــي‬ ‫الوثيقــة أربعــة صحافيــن‪ :‬زهيــر كتبــي‪،‬‬ ‫والكاتبــة هتــون الفاســي‪ ،‬واملذيــع فهــد‬ ‫السنيدي‪ ،‬وعادل بنيمة‪.‬‬ ‫وفي السياق نفسه‪ ،‬أكدت منظمة «مراسلون‬ ‫بــا حــدود» أخي ـرًا أن املناطــق «اآلمنــة»‬ ‫ّ‬ ‫للصحافيــن تصبــح نادرة‪ .‬وقالــت املنظمة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فــي تقريرهــا للعــام ‪ ،2019‬إن «وتيــرة‬ ‫الكراهيــة ضــد الصحافيــن قــد تصاعــدت‬ ‫إلــى درجــة جعلتهــا تبلــغ حــد العنــف‪ ،‬األمــر‬ ‫الــذي أدى إلــى تنامــي الشــعور بالخــوف»‪.‬‬ ‫واعتبرت أن «جريمة اغتيال خاشقجي‪ ،‬بدم‬ ‫بــارد‪ ،‬داخــل قنصليــة بــاده فــي تركيــا‪ ،‬فــي‬ ‫شــهر أكتوبر‪/‬تشــرين األول املاضــي‪ ،‬كانــت‬ ‫رســالة فظيعــة إلــى الصحافيــن واملراســلني‬ ‫فــي جميــع أنحــاء العالــم‪ ،‬وليــس فقــط داخل‬ ‫حــدود اململكــة العربيــة الســعودية‪ .‬علمــا‬ ‫أن العديــد مــن الصحافيــن فــي املنطقــة‬ ‫استســلموا ًللرقابــة الذاتيــة أو توقفــوا عــن‬ ‫الكتابة‪ ،‬خوفا على حياتهم»‪.‬‬

‫انطالق المعركة األكبر‪ :‬أسانج «لن يستسلم»‬ ‫لندن ــ العربي الجديد‬

‫بــدأت معركــة مؤســس «ويكيليكــس»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫القضائية األكبر‪ ،‬يوم أمس‬ ‫جوليان أســانج‪،‬‬ ‫الخميــس‪ ،‬عبــر جلســة اســتماع فــي لنــدن‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫األميركيــة‪.‬‬ ‫حــول تســليمه للواليــات املتحــدة‬ ‫وذلــك هــو مــا يخشــاه أســانج‪ ،‬وســبب‬ ‫لجوئــه فــي األســاس إلــى ســفارة اإلكــوادور‬ ‫قبــل ‪ 7‬ســنوات‪ .‬وتتجــه األنظــار العامليــة‬ ‫نحــو بريطانيــا ملعرفــة الحكــم‪ ،‬فيمــا يرفــض‬ ‫مناصــرو حريــة الصحافــة حــول العالــم‬ ‫تســليمه‪ .‬ومثل أســانج‪ ،‬أمس الخميس‪ ،‬أمام‬ ‫محكمــة ويستمنســتر الجزئيــة فــي لنــدن‪،‬‬ ‫للنظــر فــي طلــب مقــدم مــن الواليــات املتحدة‬ ‫بتســليمه‪ ،‬لضلوعــه فــي حصــول أحــد أكبــر‬ ‫ّ‬ ‫وأجــل‬ ‫التســريبات للمعلومــات الســرية‪.‬‬ ‫القضــاء البريطانــي النظــر فــي قضيــة‪ ،‬حتــى‬ ‫‪ 30‬مايو‪/‬أيــار الجــاري‪ ،‬لحضــور جلســة‬ ‫إجرائيــة‪ .‬وظهــر أســانج عبر رابط فيديو من‬ ‫الســجن فــي جلســة االســتماع‪ ،‬حيــث يقضــي‬ ‫األســترالي‪ ،‬البالغ من العمر ‪ 47‬عامًا‪ ،‬عقوبة‬ ‫بالســجن ملــدة ‪ 50‬أســبوعًا بســبب مخالفتــه‬ ‫شروط الكفالة عام ‪ ،2012‬إذ أكد أنه سيقاوم‬ ‫تســليمه إلــى الواليــات املتحــدة‪ .‬وقــال إنه لن‬ ‫يستسلم لطلب التسليم لقيامه بـ»الصحافة‬ ‫ّ‬ ‫التــي فــازت بالعديــد مــن الجوائــز»‪ .‬واتهمــت‬ ‫الســلطات األميركيــة‪ ،‬أســانج‪ ،‬بالتآمــر مــع‬ ‫املحللــة الســابقة فــي املخابــرات العســكرية‬ ‫األميركيــة‪ ،‬تشيلســي مانينــغ‪ ،‬القتحــام‬ ‫منظومــة الكمبيوتــر التابعــة للبنتاغــون‪،‬‬ ‫وتســريب مئــات اآلالف مــن البرقيــات‬ ‫الدبلوماســية والســجالت العســكرية عــام‬ ‫‪ .2010‬وقالت وزارة العدل األميركية‪ ،‬الشهر‬ ‫املاضــي‪ ،‬إن أســانج يواجــه عقوبة تصل في‬ ‫ّ‬ ‫أقصاهــا إلــى الســجن خمســة أعــوام‪ .‬لكــن‬

‫اعتصم ناشطون رافضين تسليمه (دايفيد ماكنيو‪)Getty/‬‬

‫ّ‬ ‫يتخوفــون مــن توجيه تهم أخرى‬ ‫حقوقيــن‬ ‫إليه في حال وصوله إلى الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫مــا يــؤدي إلــى مواجهتــه عقوبــات أقســى‬ ‫منها‪ ،‬بينها اإلعدام‪.‬‬ ‫وقــال رئيــس تحريــر موقــع ويكيليكــس‪،‬‬ ‫كريســتني هرافنســون‪ ،‬األربعــاء‪ ،‬إن معركــة‬ ‫التســليم «مســألة حيــاة أو مــوت» بالنســبة‬ ‫إلــى أســانج‪ .‬وتزامنــا مــع الجلســة‪ ،‬تجمــع‬ ‫ناشــطون مؤيــدون ألســانج أمــام املحكمــة‪،‬‬

‫عقوبة تهمة التآمر‬ ‫الموجهة ألسانج تصل‬ ‫إلى ‪ 5‬سنوات سجنًا‬

‫رافضني تســليمه للواليــات املتحدة‪ .‬وتثير‬ ‫القضية انقسامًا في بريطانيا بني معارض‬ ‫لتســليم أســانج ومؤيد لذلك‪ .‬وبينما أكدت‬ ‫رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي‪« ،‬أال‬ ‫أحد فوق القانون في اململكة املتحدة»‪ ،‬قال‬ ‫زعيــم املعارضــة العماليــة جيريمي كوربن‪،‬‬ ‫في وقت سابق‪ ،‬إن أسانج «عرض أدلة على‬ ‫فظائــع ارتكبــت فــي العــراق وأفغانســتان»‪.‬‬ ‫فيمــا قــال وزيــر الخارجيــة جيريمــي هانت‬

‫ً‬ ‫إن أسانج «ليس بطال»‪ .‬واألربعاء‪ ،‬أصدرت‬ ‫قاضية بريطانية حكمًا بسجن أسانج‪50 ،‬‬ ‫أســبوعًا (حوالــى عــام)‪ ،‬النتهاكــه شــروط‬ ‫اإلفــراج املؤقــت فــي اململكــة املتحــدة عــام‬ ‫‪.2012‬‬ ‫وخــال جلســة فــي املحكمــة‪ ،‬أكــد محاميــه‬ ‫مــارك ســامرز أن موكلــه قــام بذلــك بدافــع‬ ‫«الخــوف» مــن تســليمه إلــى الواليــات‬ ‫املتحــدة‪ ،‬مطالبــا بشــروط تخفيفيــة بســبب‬ ‫وضعه «املختلف وغير العادي»‪.‬‬ ‫وقال أســانج‪ ،‬في رســالة إلى املحكمة تالها‬ ‫محاميــه فــي الجلســة قبــل صــدور الحكــم‪:‬‬ ‫«أعتــذر بــا تحفــظ مــن الذيــن يــرون أننــي‬ ‫قصــرت فــي احترامهــم»‪ ،‬مضيفــا‪« :‬فعلــت‬ ‫مــا كنــت أعتقــد أنــه األفضــل فــي تلــك الفتــرة‬ ‫وربمــا األمــر الوحيــد الــذي كان يمكننــي‬ ‫القيــام بــه»‪ .‬ورأت القاضيــة ديبــورا تايلــور‪،‬‬ ‫أن أســانج «باختبائــه عمــدا فــي ســفارة»‬ ‫اإلكــوادور «اســتغل موقعــه املميــز الزدراء‬ ‫القانون»‪ .‬وطلب أســانج اللجوء إلى ســفارة‬ ‫اإلكــوادور فــي لنــدن‪ ،‬فــي يونيو‪/‬حزيــران‬ ‫‪ ،2012‬لتجنــب تســليمه للســويد‪ ،‬حيــث‬ ‫ً‬ ‫مطلوبــا الســتجوابه بشــأن اتهامــات‬ ‫كان‬ ‫باالغتصاب واالعتداء الجنسي‪.‬‬ ‫واعتقلــت الشــرطة البريطانيــة‪ ،‬أســانج‪ ،‬فــي‬ ‫الحــادي عشــر مــن إبريل‪/‬نيســان‪ ،‬بعدمــا‬ ‫ألغــت اإلكــوادور اللجوء السياســي املمنوح‬ ‫له‪ .‬واســتدعى الســفير اإلكوادوري في لندن‬ ‫الشرطة إلى ّ‬ ‫مقر السفارة كي تعتقل أسانج‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وبعــد االعتقــال‪ ،‬اتهمــت الســلطات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اإلكوادورية أســانج بـ»ترك ثيابه املتســخة»‬ ‫و»التغــوط علــى جــدران الســفارة» و»تــرك‬ ‫حمامــه متســخًا‪ ،‬وطلبهــا منــه تنظيفــه‬ ‫مــرارًا»‪ .‬كما انتشــرت مقاطــع فيديو لحياته‬ ‫داخل السفارة‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫منوعات فنون وكوكتيل‬ ‫قراءة‬

‫جمال حسن‬

‫ارت ـب ـط ــت املــوس ـي ـقــى الـحـضــرمـيــة‬ ‫بـ ـ ــامل ـ ـ ـه ـ ـ ـجـ ـ ــر؛ ف ـ ـ ـهـ ـ ــي ت ـ ـ ـسـ ـ ــافـ ـ ــر م ــع‬ ‫املهاجرين لتعود معهم مصهورة‬ ‫بـ ـثـ ـق ــاف ــات أخ ـ ـ ـ ــرى‪ .‬وحـ ـ ــن أقـ ـي ــم أول ع ــرض‬ ‫أوركـ ـ ـسـ ـ ـت ـ ــرال ـ ــي ل ـل ـم ــوس ـي ـق ــى ال ـح ـض ــرم ـي ــة‪،‬‬ ‫اسـتـضــافـتــه أرض مـهـجــريــة‪ .‬تـمـتــاز األغـنـيــة‬ ‫الحضرمية بخصوصيتها وسط ألوان الغناء‬ ‫اليمني األخرى‪ ،‬ربما ألنها أيضًا تفاعلت مع‬ ‫ثقافات بعيدة‪ ،‬تحديدًا في جنوب آسيا‪ ،‬بفعل‬ ‫لكنها‪ ،‬في أحد مساراتها‪ ،‬تطورت‬ ‫املهاجرين‪ّ .‬‬ ‫في املهجر‪ ،‬وأث ــرت في الغناء الخليجي عبر‬ ‫فنانني بارزين‪ ،‬مثل أبو بكر سالم‪.‬‬ ‫مــؤخـرًا‪ ،‬أقـيــم عــرض األوركـسـتــرا الحضرمية‬ ‫فـ ــي دار األوب ـ ـ ـ ـ ــرا فـ ــي الـ ـع ــاصـ ـم ــة امل ــال ـي ــزي ــة‬ ‫كـ ـ ــواالم ـ ـ ـبـ ـ ــور‪ ،‬ال ـ ـتـ ــي ش ـك ـل ــت أح ـ ـ ــد امل ـق ــاص ــد‬ ‫للمهاجرين الحضارم في جنوب شرق آسيا‪.‬‬ ‫قدمت األوركسترا ست مقطوعات موسيقية‪،‬‬ ‫استوحاها محمد القحوم‪ ،‬ملحن املقطوعات‪،‬‬ ‫من املوروث الحضرمي‪.‬‬ ‫استهدف العرض تقديم املوسيقى الحضرمية‬ ‫بلغة عــاملـيــة‪ ،‬مــن خ ــال تــوظـيــف األورك ـس ـتــرا‪،‬‬

‫أخيرًا‪ ،‬أقامت األوركسترا الحضرمية عرضًا في كواالمبور‪ ،‬التي شكلت أحد المقاصد للمهاجرين‬ ‫الحضارم‪ .‬ست مقطوعات‪ ،‬من الموروث الحضرمي قدمتها األوركسترا‪ .‬هنا‪ ،‬قراءة في العرض‬

‫أوركسترا حضرموت‬

‫موسيقى تستلهم آالم البالد‬ ‫وهي عبارة عن قسمني؛ تخت حضرمي صغير‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مكون من العود والناي والكمان واإليقاعات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وكذلك أوركسترا غربية موزعة على الوتريات‬ ‫والنفخيات‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬منحت األوركسترا‬ ‫املوسيقى الحضرمية صوتًا ومالمح جديدة‪،‬‬ ‫وشـكـلــت فتحًا بالنسبة إل ــى ثـقــافــة احتاجت‬ ‫أن تـعـ ّـبــر ع ــن نـفـسـهــا أمـ ــام ال ـعــالــم؛ إذ دفعته‬ ‫ف ــي م ـج ــال م ـت ـســع‪ ،‬ي ـس ـهــل ه ـض ـمــه بــالـنـسـبــة‬ ‫إل ــى الـثـقــافــات األخـ ــرى‪ .‬فالتهجني لعبت فيه‬

‫اآلالت الــدور الحاسم‪ ،‬وهو ما عكسته طبيعة‬ ‫املقطوعات املوسيقية‪ ،‬القائم على دمج التخت‬ ‫بــاألورك ـس ـتــرا‪ ،‬لـيـسـيــرا فــي خ ـطــوط مـتــوازيــة‪،‬‬ ‫ويتقاطعا أو يتوافقا في املسار‪.‬‬ ‫لطاملا انفتح الغناء الحضرمي على ثقافات‬ ‫متعددة‪ ،‬لكنه للمرة األولى يأتي في تظاهرة‬ ‫أوركسترالية مكونة من قرابة ‪ 90‬عازفًا‪.‬‬ ‫تـبــدأ املـقـطــوعــة األولـ ــى‪« ،‬ال ـح ـيــرة»‪ ،‬وه ــي من‬ ‫سلم «املـيـنــور»‪ ،‬بصوت مناجاة ملـ ٍّ‬ ‫ـؤد يرتدي‬

‫جمعت الفرقة‬ ‫بين التوزيع التقليدي‬ ‫على التخت وذلك‬ ‫األوركسترالي‬

‫ال ـل ـب ــاس ال ـت ـق ـل ـي ــدي‪ ،‬وب ــأسـ ـل ــوب ح ـضــرمــي‪،‬‬ ‫تبدو عليه سمات الصحراء‪ .‬الحقًا‪ ،‬سيظهر‬ ‫صــوت الـكــورال بأسلوبه املـقــارب للموسيقى‬ ‫الكالسيكية‪ ،‬وهو ما لعبت عليه املقطوعة؛ أي‬ ‫حضور الشكل اللحني الحضرمي‪ ،‬ثم تهيئته‬ ‫في املضمون األوركسترالي‪ ،‬بأسلوب لطاملا‬ ‫تم استخدامه في املوسيقى العربية‪ ،‬اعتمادًا‬ ‫على تهجني العناصر العربية بالغربية‪ ،‬أو‬ ‫تقديم العناصر املحلية في وعاء حديث‪ .‬هذا‬

‫عازف الكمان‬ ‫تزامن عرض األوركسترا‬ ‫مع مرحلة قاسية على‬ ‫اليمن‪ .‬مع هذا‪ ،‬جسدت‬ ‫الموسيقى مالمح جمالية‪،‬‬ ‫وبالتحديد من حضرموت‪،‬‬ ‫باعتبارها واحدة من أكثر‬ ‫ثراء‪ .‬إضافة إلى‬ ‫المناطق‬ ‫ً‬ ‫ذلك‪ ،‬قدم العرض فنانون‬ ‫مبدعون؛ إذ كان هناك‬ ‫األداء المبهر لعازف الكمان‬ ‫أيمن عيسى‪ ،‬مع أنه ظل‬ ‫مغمورًا ومحصورًا في‬ ‫العزف داخل األعراس؛ إال‬ ‫أن تقديم عروض مماثلة‬ ‫واستمراريتها‪ ،‬سيتيحان‬ ‫المجال لكثير من الفنانين‬ ‫للظهور والتعبير عن‬ ‫أنفسهم‪.‬‬ ‫تستلهم الموسيقى الحضرمية البحر والصحراء (‪)Getty‬‬

‫إضاءة‬

‫سالم أبو ناصر‬

‫ليس غريبًا على الواليات املتحدة األميركية‪،‬‬ ‫بحسب دستورها وقوانينها‪ ،‬أن تفسح املجال‬ ‫ملمثل أو مذيع أو مقدم برامج لتولي منصب‬ ‫رئاسة البالد‪ .‬فقد شهدت أميركا عبر تاريخها‬ ‫السياسي صعود شخصيات تلفزيونية إلى‬ ‫كــرســي الـحـكــم‪ ،‬ك ــان آخــرهــا الــرئـيــس الـحــالــي‬ ‫دونــالــد تــرامــب‪ .‬اشتهر تــرامــب‪ ،‬كــرجــل أعمال‬ ‫ً‬ ‫وملياردير أميركي‪ ،‬فضال عن كونه واحدا من‬ ‫الوجوه التلفزيونية السابقة في عالم الدراما‬ ‫والتمثيل‪ ،‬قبل توليه رئاسة الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫ظهر فــي العديد مــن املسلسالت االجتماعية‬ ‫واألف ــام السينمائية مثل ‪GHOSTS CANT‬‬ ‫‪ DO IT‬عام ‪ ،1989‬لعب فيه دور رجل ملياردير‬ ‫شـهـيــر (ح ـصــل عـلــى ج ــائ ــزة ال ـت ــوت الــذهـبـيــة‬ ‫«رازي» كأسوأ ممثل)‪ .‬كذلك كان له دور قصير‬ ‫ف ــي أح ــد مـشــاهــد الـفـيـلــم ال ـكــوم ـيــدي الشهير‬ ‫«هــوم ألــون» عــام ‪ ،1992‬ثم ظهر في الحلقات‬ ‫األخـ ـي ــرة ف ــي مـسـلـســل ويـ ــل س ـم ـيــث الـشـهـيــر‬ ‫«فريش برينس أوف بيل إير» عام ‪ 1996‬كرجل‬ ‫غني مــرة أخ ــرى‪ ،‬بعدها ش ــارك فــي البرنامج‬ ‫الشهير «ساترداي نايت اليف» عام ‪.2004‬‬ ‫في عام ‪ 2007‬شارك في بعض حلقات ‪WWE‬‬ ‫للمصارعة ال ـحــرة‪ .‬جميع مـشــاركــات تــرامــب‬ ‫كــانــت تـصــب ف ــي خ ــط واح ــد وه ــو الـتـســويــق‬ ‫لنفسه كرجل أعمال مرموق ومشهور يسعى‬ ‫من خالل النشاطات التلفزيونية أن يبني له‬ ‫اسمًا يسمح له باالنتشار وتعزيز مكانته بني‬ ‫أوســاط املجتمع املدني‪ ،‬ما يمهد له الخوض‬ ‫فــي غمار السياسة‪ ،‬والــوصــول لسدة الحكم‪.‬‬ ‫وهذا ما استطاع حصدهً في نهاية األمر‪ .‬قبل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سينمائيا‬ ‫وجها‬ ‫ترامب‪ ،‬عرفت أميركا أيضا‬

‫جاء ترامب إلى البيت‬ ‫األبيض من عالم التجارة‬ ‫وبرامج التلفاز‬ ‫صرحت جوهانسون عن نيتها باالنخراط في العمل السياسي (‪)Getty‬‬

‫جدل‬

‫وائل رمضان يحتكر الوطنية‬ ‫نور عويتي‬

‫أثـ ــار ال ـف ـنــان ال ـس ــوري وائـ ــل رم ـض ــان ال ـج ــدل عقب‬ ‫ظ ـه ــوره ف ــي بــرنــامــج «ح ـل ـقــة خ ــاص ــة» ع ـلــى إذاع ــة‬ ‫«نـيـنــار إف إم»‪ ،‬وعــرضــت الـحـلـقــة بـشـكــل مـبــاشــر‪،‬‬ ‫بالصوت والصورة‪ ،‬عن طريق اإلذاعــة ومنصاتها‬ ‫على مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬بناء على رغبة‬ ‫رمـ ـض ــان‪ ،‬ح ـســب م ــا ع ـبــر م ـقــدم ال ـبــرنــامــج م ــاروت‬ ‫ص ــوف ــي‪ .‬عـلــى ال ــرغ ــم م ــن أن املـقــابـلــة م ــن املـفـتــرض‬ ‫أن تـكــون مقابلة فـنـيــة‪ ،‬ولـكــن األهـ ــداف السياسية‬ ‫امل ــرج ــوة م ـن ـهــا ك ــان ــت واضـ ـح ــة بـ ـش ــدة‪ ،‬ومـ ــن هــذه‬ ‫األسباب تخفيف حدة غضب الشارع السوري تجاه‬ ‫ما يعيشه من أزمات معيشية آخرها أزمة البنزين‪،‬‬ ‫حيث صرح رمضان في بداية املقابلة أن ما تعيشه‬ ‫البالد من أمن وأمان بفضل جهود «الجيش العربي‬ ‫السوري» ال يقارن بتلك األزمات واملشاكل الحياتية‬ ‫اليومية التي يعيشها املواطن السوري‪ ،‬فاألهم هو‬ ‫عودة األمن واألمان‪.‬‬ ‫تكرار ليندا بيطار‬

‫أمــا الهدف الثاني من املقابلة‪ ،‬فهو إيصال رسالة‬ ‫من الفنانني املؤيدين التابعني لنظام األسد لجهات‬ ‫اإلن ـتــاج الفنية الحكومية والـخــاصــة فــي ســوريــة‪،‬‬ ‫تتمحور حــول ضــرورة الحفاظ على األولــويــة لهم‬ ‫بــاألعـمــال‪ ،‬وعــدم استبدالهم بفنانني لــم يصرحوا‬

‫بــأي مــواقــف سياسية‪ ،‬أو كــانــوا أقــل وطنية منهم‪،‬‬ ‫وذلك عن طريق املزاودة بالوطنية أمام اإلعالم‪ .‬في‬ ‫ً‬ ‫هــذا الـسـيــاق‪ ،‬عــرض املــذيــع على رمـضــان تسجيال‬ ‫صــوتـيــا للمغنية لـيـنــدا بـيـطــار‪ ،‬يـعــود إلــى مقابلة‬ ‫بثت قبل أسبوع‪ ،‬تقول فيها بيطار إنها تخاف من‬ ‫عودة الفنانني السوريني املغتربني إلى البالد وأخذ‬ ‫ف ــرص عـمـلـهــم؛ فــالـفـنــانــون امل ــؤي ــدون أح ــق بفرص‬ ‫العمل‪ ،‬لكونهم وقفوا مع النظام ولم يتركوا سورية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫عقب وائل رمضان على كالم بيطار بأن هذا الخوف‬ ‫موجود داخــل جميع الفنانني «الوطنيني»‪ ،‬وليس‬ ‫مـ ّـدعــي الــوطـنـيــة‪ ،‬ولكنهم لــم يمتلكوا ج ــرأة ليندا‬ ‫لقوله‪ .‬وأضــاف‪ ،‬في حديثه‪ ،‬أنــه ليس لديه مانع‬ ‫بأعمال تجمع الفنانني الـســوريــن مــن مؤيدين‬ ‫ومعارضني خــارج ســوريــة؛ ألن شــركــات اإلنتاج‬ ‫ال ـعــرب ـيــة ال يـمـكــن ل ـهــا أن ت ـف ـ ّـرق ب ــن ال ـســوريــن‬ ‫ومــواقـفـهــم‪ .‬أمــا فــي مــا يخص الــداخــل الـســوري‪،‬‬ ‫يقول رمضان‪« :‬نحن نعلم من هم الفنانون غير‬

‫يرى أن األمن واألمان‬ ‫ال يقارنان باألزمات‬ ‫والمشاكل اليومية‬

‫يخاف الممثلون‬ ‫الموالون‬ ‫عودة أقرانهم‬ ‫المعارضين كي ال‬ ‫يأخذوا فرصهم‬ ‫(‪)Getty‬‬

‫الــوطـنـيــن»‪ ،‬وأرفـ ــق ذل ــك بـمـثــال عــن فـنــان سافر‬ ‫خــال الثورة إلــى خــارج سورية على اعتبار أنه‬ ‫ّ‬ ‫يصرح بذلك‪ ،‬واليوم يعود‬ ‫معارض‪ ،‬من دون أن‬ ‫ّ‬ ‫ويكرم بعد أن صرح بوطنيته‪.‬‬ ‫إلى سورية‬ ‫منافع شخصية‬

‫ه ـك ــذا‪ ،‬ت ـنــاقــل ن ــاش ـط ــون ع ـلــى وس ــائ ــل ال ـتــواصــل‬ ‫االجتماعي هذا املقطع من الفيديو‪ ،‬ورجحوا بأن‬ ‫ي ـكــون رم ـضــان يـقـصــد بــذلــك الـحــديــث عــن الـفـنــان‬ ‫عابد فهد‪ ،‬الذي أهدى تكريمه في حفل «موريكس‬ ‫دور» األخ ـي ــر إل ــى ج ـنــود ال ـج ـيــش الـ ـس ــوري بعد‬ ‫ثـمــانــي س ـنــوات مــن املــواقــف الـضـبــابـيــة‪ ،‬ج ـ ّـراء ما‬ ‫يحدث في البالد‪ .‬وفي الحقيقة‪ ،‬تبدو تصريحات‬ ‫ً‬ ‫رم ـضــان‪ ،‬ولـيـنــدا بـيـطــار مــن قـبـلــه‪ ،‬دل ـيــا واضـحــا‬ ‫وصريحًا على أن وقوف هؤالء الفنانني إلى جانب‬ ‫النظام السوري‪ ،‬كان بهدف الوصول إلى مكاسب‬ ‫ومـنــافــع شخصية ال أكـثــر‪ .‬ولـكــن األغ ــرب مــن ذلك‬ ‫كله‪ ،‬ما هو مفهوم الوطنية بالنسبة لوائل رمضان‬ ‫وأمثاله؟ فهل الوطنية تعني اصطفافه إلى جانب‬ ‫حـكــومــة الـنـظــام ال ـس ــوري وحـلـفــائــه الــذيــن لديهم‬ ‫مطامع واضـحــة فــي بـلــده الـتــي يـ ّـدعــي أنــه يخاف‬ ‫عليها ويدافع عنها؟ لم يكن لدى رمضان‪ ،‬فعليًا‪،‬‬ ‫أي مانع بالتعاون مع شركة إنتاج روسية دخلت‬ ‫قطاع اإلنـتــاج واالستثمار فــي ســوريــة‪ ،‬وهــو اآلن‬ ‫بصدد التحضير لفيلم عن تدمر‪.‬‬

‫غياب‬

‫كرسي الرئاسة‬ ‫مشاهير أميركيون‪ ...‬تفكير في‬ ‫ّ‬ ‫وت ـل ـفــزيــونـ ًـيــا آ ًخـ ــر اش ـت ـهــر كـمـعـلــق ريــاضــي‬ ‫ثــم أص ـبــح الحــقــا أح ــد ال ــوج ــوه السينمائية‬ ‫املعروفة في أميركا‪ ،‬رونــالــد ريـغــان‪ ،‬الرئيس‬ ‫ال ــراح ــل األك ـث ــر شـعـبـيــة ف ــي أم ـي ــرك ــا‪ ،‬ق ــدم ما‬ ‫يزيد عن خمسني ً‬ ‫فيلما قبل توليه الرئاسة‪،‬‬ ‫أشهر تلك األفالم «الرقيب ميرفي» عام ‪،1938‬‬ ‫وفيلم «صف امللوك» عام ‪ .1941‬يحظى نجوم‬ ‫الشاشة بشعبية وجماهيرية عالية تجعلهم‬ ‫محط اهتمام أكبر‪ ،‬حني ينصرفون إلى عالم‬ ‫الـسـيــاســة‪ .‬عــاقــة الـشـعــب بـهــم تصبح عالقة‬ ‫تعاضدية‪ ،‬تبنى على مراحل انتقائية تمس‬ ‫حياة الفنان أو املمثل ملا قدمه من أعمال فنية‬ ‫تــداخ ـلــت فـيـهــا ق ـضــايــا ال ـش ـعــب ومـتـطـلـبــاتــه‬ ‫وأه ـ ــواؤه؛ ف ـبــات أق ــرب إل ـي ـهــم‪ ،‬لـيـفـتــح ف ــي ما‬ ‫بعد تـســاؤالت منطقية حــول واقعية الحياة‬ ‫الـسـيــاسـيــة وجــدلـيــة السينما وم ــدى قابلية‬ ‫الـ ـت ــوفـ ـي ــق ب ـي ـن ـه ـمــا ضـ ـم ــن إطـ ـ ــار الـ ـح ــري ــات‬ ‫ومنافعها فــي قـيــادة دول ــة تتجه إلــى تعزيز‬ ‫مـفـهــوم ال ـحــريــة‪ ،‬مــن خ ــال الـسـمــاح لشعبها‬ ‫باختيار ممثليه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ذه ـب ــت أم ـي ــرك ــا س ــاب ــق ــا إلـ ــى تـنـصـيــب بـ ــاراك‬ ‫أوب ــام ــا ك ــأول رئـيــس مــن أص ــول أفــريـقـيــة‪ ،‬ثم‬ ‫اخـتــارت تــرامــب بما يحمله مــن تــاريــخ حافل‬ ‫بتصرفاته وقــراراتــه الغريبة‪ ،‬ســواء في عالم‬ ‫التجارة أو التلفاز‪ ،‬األمــر الــذي ّ‬ ‫مهد وشجع‪،‬‬

‫مــا تستند إلـيــه األص ــوات املوسيقية؛ وجــود‬ ‫التخت بجانب األوركسترا‪ ،‬واستخدام الكمان‬ ‫الشرقي بوصلة منفردة‪ ،‬ويأتي الحقًا الدور‬ ‫على البيانو لعزف منفرد‪.‬‬ ‫مـ ـث ــل ذلـ ـ ـ ــك‪ ،‬ي ـ ـحـ ــدث بـ ـ ـص ـ ــورة م ـس ـت ـم ــرة فــي‬ ‫امل ـق ـط ــوع ــات املــوس ـي ـق ـيــة األخـ ـ ـ ــرى‪ ،‬وإن ك ــان‬ ‫بأشكال مختلفة‪ .‬كل مقطوعة ّ‬ ‫تعبر عن لون‬ ‫حـضــرمــي مـخـتـلــف‪ .‬فلحن املـقـطــوعــة الثانية‬ ‫مـسـتــوحــى مــن ال ـلــون الـغـنــائــي ال ــزرب ــادي في‬ ‫وادي حضرموت‪ .‬وهو لون مرتبط بالرقص‪،‬‬ ‫ويتم تقديمه في األعراس واملناسبات العامة‪.‬‬ ‫لـهــذا‪ ،‬كــان الــرقــص التقليدي ج ــزءًا مصاحبًا‬ ‫لـلـعــرض‪ .‬جميع املـقـطــوعــات تتسم بالطابع‬ ‫ال ـل ـح ـنــي ال ـح ـضــرمــي‪ ،‬وال ــاف ــت ه ــو الـظـهــور‬ ‫املميز للتخت وعازفيه‪ .‬أيضًا‪ ،‬بروز اإليقاعات‬ ‫الـحـضــرمـيــة‪ .‬ات ـخــذت املـقـطــوعــة ملمحًا أكثر‬ ‫بساطة‪ ،‬ســواء في التوزيع األوركسترالي‪ ،‬أو‬ ‫في توظيف الناي بتقاطيع تستعير األرض‬ ‫القادمة منها‪ .‬في حضرموت‪ ،‬تنتمي األغاني‬ ‫إلــى الصحراء والبحر‪ ،‬وتتسم ألـحــان البحر‬ ‫بـحـيــويــة أك ـثــر‪ .‬تـسـتــوحــي مـقـطــوعــة «الـحــرب‬ ‫وال ـســام» لحنها مــن رقـصــة الـعــدة‪ ،‬املعروفة‬ ‫في ساحل حضرموت‪ .‬الرقصة تتخذ مظهرًا‬ ‫احـتـفــالـيــا؛ إذ تـعـتـمــد عـلــى مـجـمــوعــة كـبـيــرة‬ ‫م ــن األش ـ ـخـ ــاص يـ ـت ــراص ــون م ـع ــا وي ــرف ـع ــون‬ ‫عصيانهم‪ ،‬وتحتمل طرقا إيمائية بدائية‪.‬‬ ‫تـبــدأ املوسيقى بتوطئة أوركـسـتــرالـيــة‪ ،‬تبرز‬ ‫فيها اآلالت الهوائية‪ ،‬كما أن سلم «املاجور»‬ ‫أعـطــى اللحن هــذا الـطــابــع االحـتـفــالــي‪ .‬وتبدأ‬ ‫األص ــوات الرجالية بترديد اللحن الرئيسي‬ ‫ب ـص ــورة حـمــاسـيــة م ــع رق ـص ــة الـ ـح ــرب‪ ،‬وهــم‬ ‫ي ــرفـ ـع ــون ع ـص ـي ــان ـه ــم‪ .‬وت ـع ـي ــد األوركـ ـسـ ـت ــرا‬ ‫الـلـحــن فــي سـيــاقــن‪ ،‬أحــدهـمــا ي ـبــرز فـيــه دور‬ ‫الـتـخــت ال ـشــرقــي ال ـح ـضــرمــي‪ ،‬واآلخـ ــر بـثــوب‬ ‫أوركـ ـسـ ـت ــرال ــي‪ .‬ان ـق ـس ـمــت م ـق ـطــوعــة «ال ـح ــرب‬ ‫والسالم» إلى جزأين يفصلهما الدان وصوت‬ ‫الداعي الــذي تستجيب له الجماعة‪ .‬وينتهي‬ ‫اللحن برقصة الشبواني‪ ،‬وهــي رقصة ترمز‬ ‫إلــى ال ـســام‪ .‬يصاحبها لـحــن مختلف يتسم‬ ‫بــال ـطــابــع ال ـف ــرائ ـح ــي‪ .‬وفـ ــي امل ـح ـت ــوى ال ـع ــام‪،‬‬ ‫تأتي املقطوعات املوسيقية بصورة عامة في‬ ‫هيئة لوحات معبرة عن تنوع الفولكلور في‬ ‫حضرموت‪ ،‬وتم تقديمها بصيغة عاملية‪.‬‬ ‫كـثـيــر م ــن األل ـ ــوان ال ـغ ـنــائ ـيــة ف ــي حـضــرمــوت‬ ‫مــرتـبـطــة ب ــاألف ــراح وامل ـنــاس ـبــات والــرق ـصــات‪،‬‬ ‫وال ـل ــون ال ـهــدانــي أح ــد تـلــك األل ـ ــوان الـخــاصــة‬ ‫بحفالت األعراس النسوية‪ .‬اعتمدت مقطوعة‬ ‫«الـ ــوداع امل ـفــرح» على هــذا ال ـلــون‪ ،‬واستهلته‬ ‫األص ــوات الـنـســائـيــة‪ .‬ومــع كــل لــوحــة تحتشد‬ ‫اللوحات الفلوكلورية بصورة أوضح؛ فتدخل‬ ‫ال ـ ــزغ ـ ــرودة‪ ،‬وي ـظ ـه ــر املـ ــزمـ ــار فـ ــي امل ـق ـطــوعــة‬ ‫الـخــامـســة امل ـس ـمــاة «م ــزم ــار الـهـبـيــش»‪ ،‬وهــي‬ ‫محاكاة لرقصة الهبيش الشعبية املنتشرة‬ ‫في مدن الساحل الحضرمية‪.‬‬ ‫انتشرت أغنية «صـبــوحــة» فــي عــدن‪ ،‬واليمن‬ ‫ع ـمــومــا‪ ،‬خ ــال الـسـبـعـيـنـيــات والـثـمــانـيـنـيــات‬ ‫مــن ال ـقــرن امل ــاض ــي‪ ،‬وه ــي أغـنـيــة تـنـتـمــي إلــى‬ ‫األهازيج‪ ،‬بثيمتها اللحنية البسيطة واملكررة‬ ‫مع كل جملة غنائية‪ ،‬وانتشرت في األعــراس‬ ‫اليمنية‪ ،‬وكــذلــك كــانــت تـقــدم فــي مصر آنــذاك‬ ‫في الكازينوهات‪ ،‬من أجل الرواد الخليجيني‪.‬‬ ‫و«صبوحة» عنوان املقطوعة السادسة التي‬ ‫استوحت ثيمة لحنها الرئيسية من األغنية‬ ‫الذائعة‪ .‬يأتي التوظيف األوركسترالي للحن‬ ‫الفـتــا وم ـشــرقــا‪ ،‬تستهله آالت الـفـلــوت بلحن‬ ‫راق ــص ســرعــان مــا تصاحبها خلفية وتــريــة‪.‬‬ ‫واملقطوعة من املاجور‪ ،‬جاءت بطابع فرائحي‪.‬‬ ‫وظ ـهــور املــزمــار ارت ـبــط بلحن األغـنـيــة لفترة‬ ‫طويلة‪ ،‬وإن كــان ظهوره بجانب األوركسترا‬ ‫ال يتسق مع أصــوات الفلوت‪ ،‬لكنه أيضًا أدى‬ ‫الغرض األساسي عبر إضفاء طابع الفولكلور‬ ‫املجاور لألوركسترا‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫راغد قيس‪ ...‬رحيل شرطي المشاهير‬ ‫عـلــى م ــا ي ـب ــدو‪ ،‬شـخــوصــا فـنـيــة للتفكير في‬ ‫ً‬ ‫خيارا آخر لها يضاف‬ ‫اتخاذ العالم السياسي‬ ‫ملـسـيــرتـهــا‪ ،‬مـثـلـمــا ح ـصــل ف ــي أوك ــران ـي ــا قبل‬ ‫أي ــام‪ ،‬حــن فــاز املمثل الكوميدي فولوديمير‬ ‫زيلينسكي باالنتخابات الرئاسية‪ .‬بعد فوز‬ ‫زيـلـيـنـسـكــي‪ ،‬ب ــدأن ــا نـسـمــع ع ــن بـعــض نـجــوم‬ ‫السينما األميركية وتفكيرهم في دخول عالم‬ ‫الـسـيــاســة‪ .‬املمثلة أنجيلينا جــولــي (سفيرة‬ ‫الـنــوايــا الحسنة لــدى األمــم املـتـحــدة)‪ ،‬أعربت‬ ‫خالل لقائها عبر راديو «بي بي سي ‪ »4‬بتاريخ‬ ‫‪ 28‬ديسمبر‪ /‬كانون األول ‪ 2018‬عن اهتمامها‬ ‫في الترشح ملنصب الرئاسة األميركية وبأن‬ ‫ال شيء يعيقها في سبيل ذلــك‪ ،‬مضيفة أنها‬ ‫قــادرة على العمل مع الحكومات والجيوش‪،‬‬ ‫هي ُ‬ ‫ـوصــا مــع مــا ُت ّ‬ ‫خـصـ ً‬ ‫ئه ظ ــروف عملها على‬ ‫ال ـص ـع ـيــد اإلن ـس ــان ــي وم ـخــاط ـب ـت ـهــا امل ـت ـكــررة‬ ‫لـلـعــديــد مــن الـحـكــومــات اإلقـلـيـمـيــة والــدولـيــة‬ ‫اعتبارها صاحبة وجه سينمائي‬ ‫إلى جانب ّ‬ ‫مشهور ومفضل على مستوى عاملي‪.‬‬ ‫امل ـم ـث ـل ــة األمـ ـي ــركـ ـي ــة الـ ـشـ ـهـ ـي ــرة‪ ،‬س ـك ــارل ـي ــت‬ ‫جـ ــوهـ ــان ـ ـسـ ــن بـ ـطـ ـل ــة فـ ـيـ ـل ــم ‪AVENGERS‬‬ ‫‪ EndGame‬الـ ــذي ب ــدأ عــرضــه م ـنــذ أي ـ ــام‪ ،‬هي‬ ‫األخرى قد صرحت عن نيتها االلتحاق بعالم‬ ‫الـسـيــاســة بحسب مــا نقله مــوقــع «فــاريـتــي»‪،‬‬ ‫إذ أش ـ ــارت إل ــى أن تــرشـحـهــا ملـنـصــب رئـيــس‬ ‫الواليات املتحدة قد يحدث على املدى الطويل‪،‬‬ ‫وق ـ ــد ت ـن ـخ ــرط فـ ــي ال ـس ـي ــاس ــة ال ــداخ ـل ـي ــة فــي‬ ‫املستقبل القريب‪ .‬لم تصل امرأة أميركية إلى‬ ‫كــرســي البيت األبـيــض بـعــد‪ ،‬ولــو أن هيالري‬ ‫كـلـيـنـتــون كــانــت قــريـبــة جـ ـ ًـدا لـلـظـفــر ًبكرسي‬ ‫الــرئــاســة‪ .‬ول ـكــن قــد يـصـبــح ذل ــك مـمـكــنــا بعد‬ ‫انتهاء والية ترامب‪ ،‬عبر بوابة الفن املفضلة‬ ‫لدى الجماهير األميركية العريضة هذه املرة‪.‬‬

‫عن ‪ 32‬عامًا‪ ،‬رحل‬ ‫الشاب راغد قيس‪،‬‬ ‫صاحب صفحة «شرطة‬ ‫المشاهير»‪ ،‬التي طالما‬ ‫أثارت جدًال بسبب‬ ‫ترصده ألخطاء الفنانين‬ ‫ّ‬ ‫ومناقشتها‬ ‫عمر بقبوق‬

‫ض ـجــت م ــواق ــع ال ـت ــواص ــل االج ـت ـم ــاع ــي قبل‬ ‫ي ــوم ــن ب ـن ـب ــأ رحـ ـي ــل اإلع ـ ــام ـ ــي ال ـل ـب ـنــانــي‬ ‫الشاب راغــد قيس (صاحب مشروع «شرطة‬ ‫املشاهير») وهو في مقتبل العمر (‪ 32‬عامًا)‪.‬‬ ‫جاء الخبر صادمًا لكونه مفاجئًا ولم تسبقه‬ ‫أي مـقــدمــات أو إش ــارة ســوى أن النشر على‬ ‫صفحات «شرطة املشاهير»‪ ،‬التي كان قيس‬ ‫يــديــرهــا بنفسه عـلــى فـيـسـبــوك وإنـسـتـغــرام‬ ‫وتــويـتــر‪ ،‬كــان قــد توقف قبل خمسة أي ــام‪ .‬لم‬ ‫يتم اإلعالن عن سبب الوفاة بشكل دقيق‪ ،‬إذ‬ ‫كــان أول من نشر خبر وفــاة قيس‪ ،‬اإلعالمي‬ ‫إيـلــي باسيل عبر صفحته على إنستغرام‪،‬‬ ‫وأوض ــح فــي مـنـشــوره أن قيس رحــل بسبب‬ ‫أزمــة صحية ح ــادة‪ ،‬مــن دون أن يتم إيضاح‬ ‫أي تفاصيل أخرى بما يتعلق بمرضه‪.‬‬ ‫تعتبر صفحة «شرطة املشاهير» واحدة من‬ ‫أشهر الصفحات العربية املتخصصة بالنقد‬ ‫ال ـف ـنــي ع ـلــى م ــواق ــع ال ـت ــواص ــل االج ـت ـمــاعــي‬

‫وأكثرها إشكالية‪ ،‬كونها تركز بنقدها على‬ ‫ً‬ ‫أخطاء الفنانني الشخصية‪ ،‬بــدال من انتقاد‬ ‫محتوى أعمالهم الفنية‪ .‬وقــد تعرض قيس‬ ‫إل ــى الـكـثـيــر م ــن االن ـت ـق ــادات‪ ،‬ورف ـع ــت بحقه‬ ‫عدة قضايا قانونية من قبل النجوم العرب‪،‬‬ ‫آخرها كانت الدعوة القضائية التي رفعتها‬ ‫املغنية اللبنانية نــوال الزغبي بحقه وبحق‬ ‫صديقته أمل حمادي‪ ،‬التي توفيت أيضًا قبل‬ ‫خمسة أشهر‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن صفحة «شرطة املشاهير»‬ ‫كــانــت دائ ـم ــا مـحــط ان ـت ـق ــادات ال ـف ـنــانــن‪ ،‬وال‬ ‫س ـي ـم ــا أول ـ ـئـ ــك الـ ــذيـ ــن ت ـس ـت ـه ـلــك ال ـص ـف ـحــة‬ ‫أخبارهم الشخصية وتستعرض أخطاءهم‬ ‫بشكل دوري‪ ،‬أمثال أليسا وأحالم وغيرهما‪،‬‬ ‫إال أن ُ‬ ‫«حــرمــة املــوت» جعلت هــؤالء الفنانني‬ ‫ي ـتــرف ـعــون ع ــن ك ــل م ــا م ـض ــى‪ ،‬واس ـت ـخــدمــوا‬ ‫صفحاتهم على مواقع التواصل االجتماعي‬ ‫لينعوا وفاة قيس؛ وتغاضى عدد كبير منهم‬ ‫عن اإلســاءات واملهاترات القديمة ونعوه من‬ ‫دون أن ي ـس ـتــذكــروا خــافــاتـهــم م ـعــه‪ .‬كتبت‬ ‫الفنانة بلقيس‪« :‬أسأل الله أن يرحمه ويغفر‬ ‫ل ــه وي ـت ـج ــاوز ع ـنــه وع ــن س ـي ـئــاتــه»؟ وكــذلــك‬ ‫استذكر البعض حسنات قيس وأش ــاد بما‬ ‫يـقــدمــه‪ ،‬كـمــا فعلت الـفـنــانــة الـســوريــة أصــالــة‬ ‫نصري‪ ،‬التي غردت على تويتر‪« :‬الله يرحم‬ ‫ّ‬ ‫ال ـش ــب ال ـل ــي كـتـيــر ضـ ّـح ـك ـنــا‪ ،‬ون ـس ـي ـنــا معه‬ ‫أوقات كتيره كانت صعبة ُ‬ ‫ومملة»‪.‬‬ ‫لـ ـك ــن بـ ـع ــض الـ ـفـ ـن ــان ــن ل ـ ــم يـ ـن ـ ِـسـ ـه ــم امل ـ ــوت‬ ‫م ـه ــات ــرات ـه ــم ال ـس ــاب ـق ــة م ــع قـ ـي ــس‪ ،‬وإن ك ــان‬ ‫الـبـعــض مـنـهــم ب ــدا مـتـســامـحــا وآس ـف ــا لـهــذه‬ ‫الحادثة األليمة‪ ،‬كالفنانة اللبنانية إليسا‪،‬‬ ‫ال ـت ــي غـ ــردت ع ـلــى تــوي ـتــر‪« :‬ك ـت ـيــر زع ـل ــت ملا‬ ‫سـمـعــت بـخـبــر وف ــاة راغ ــد قـيــس ‪ ...‬م ــا كنت‬

‫نعت أصالة نصري الشاب من دون أن تتعرّض له بأي إساءة كما فعل آخرون (‪)Getty‬‬

‫ب ـع ــرف ــه ش ـخ ـص ـيــا وم ـ ــرات ك ــان ــت تـعـلـيـقــاتــه‬ ‫قــاس ـيــة ب ـح ـقــي‪ ،‬ب ــس مـنـنـحـنــي ق ـ ــدام امل ــوت‬ ‫ومنصلي لروحو»‪ .‬وفي املقابل‪ ،‬هناك بعض‬ ‫الـفـنــانــن ال ــذي ــن ل ــم يـحـتــرمــوا ُح ــرم ــة امل ــوت‪،‬‬ ‫وشمتوا بقيس عند سماعهم لخبر وفاته‪،‬‬ ‫مثل نجمة السوشيال ميديا األردن ـيــة زين‬

‫كرزون‪ ،‬التي نشرت على صفحتها‪« :‬اللهم ال‬ ‫شماتة وربنا خير منتقم من الظاملني»‪.‬‬ ‫هــذا التباين فــي ردود الفعل يـعــود بالطبع‬ ‫إلـ ــى شـخـصـيــة ق ـيــس وم ـش ــروع ــه اإلع ــام ــي‬ ‫الطريف واإلشكالي‪ ،‬فصفحته التي تفترض‬ ‫وجوب وجود شرطة تحاسب املشاهير على‬

‫َ‬ ‫ً‬ ‫أخـطــائـهــم‪ ،‬لــم تـلــق يــومــا ق ـبــوال عــامــا؛ ولكن‬ ‫أكثر مــا ُيحسب لــه أنــه استمر فــي مشروعه‬ ‫الـ ـخ ــاص ح ـتــى م ــوت ــه‪ ،‬رغـ ــم ك ــل االن ـت ـق ــادات‬ ‫والدعاوى القضائية‪ ،‬وأنه كان يملك اإلصرار‬ ‫للمتابعة بهذه املهنة الصعبة التي اختارها‬ ‫رغم كل ما وضع بدربه من عقبات‪.‬‬


‫‪24‬‬

‫ثقافة‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫ّ‬ ‫المؤقت‬ ‫ضد‬ ‫المرأة والحراك الشعبي‬ ‫ّ‬

‫ندوة‬ ‫كيف يُمكن تحويل‬ ‫االحتفاء الذي يطبعه‬ ‫الكثير من الحماس‬ ‫بمشاركة المرأة في‬ ‫الحراك الجزائري إلى‬ ‫دينامية متواصلة في‬ ‫بناء المجتمع؟ كان ذلك‬ ‫أحد األسئلة التي ُ‬ ‫طرحت‬ ‫في ندوة بعنوان «المرأة‬ ‫والحراك الشعبي»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫نظمتها «الجمعية‬ ‫الجزائرية للدراسات‬ ‫الفلسفية»‪ ،‬قبل أيام‬ ‫الجزائر ـ محمد عالوة حاجي‬

‫ب ـعــد أس ـبــوعــن م ــن ب ــدء ال ـح ـ ّـراك‬ ‫الشعبي في الجزائر ّ‬ ‫ضد ترشح‬ ‫ال ــرئـ ـي ــس الـ ـس ــاب ــق ع ـب ــد ال ـعــزيــز‬ ‫بوتفليقة لــواليــة رئاسية خامسة‪ ،‬ثـ ّـم ّ‬ ‫ضد‬ ‫َ‬ ‫جـمـيــع رم ــوز نـظــامــه‪ ،‬تـظــاهــر الـجــزائــريــون‬ ‫م ـجـ ّـددًا فــي جمعةٍ ثالثة ص ــادف أن حملت‬ ‫تاريخ الثامن من آذار‪/‬م ــارس‪ .‬هكذا‪ ،‬وعلى‬ ‫خالف االحتفاالت الرسمية باليوم العاملي‬ ‫لـلـمــرأة فــي األع ــوام الـســابـقــة‪ ،‬والـتــي تجري‬ ‫بـتـنـشـيــط م ــن ال ـج ـم ـع ـيــات ال ـن ـســويــة الـتــي‬ ‫ّ‬ ‫تحولت إلى ما يشبه لجان مساندة للرئيس‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تصدرت املرأة مشهد ًاملظاهرات التي عرفت‪،‬‬ ‫في ذلك اليوم‪ ،‬مشاركة كبيرة للنساء‪ ،‬ومن‬ ‫ٌ‬ ‫بـيـنـهــن رمـ ــوز ف ــي ال ـث ــورة ال ـجــزائــريــة؛ مثل‬ ‫جميلة بوحيرد وزهرة ظريف بيطاط‪.‬‬ ‫كان نظام بوتفليقة قد ّ‬ ‫كمناصر‬ ‫سوق نفسه‬ ‫ِ‬ ‫لحقوق املرأة‪ ،‬من خالل «تعزيز مكتسباتها»‬ ‫على أكثر من صعيد‪ ،‬كما في قانون األسرة‬ ‫وقانون العقوبات وقانون االنتخابات الذي‬ ‫يفرض حصصًا إجبارية لها فــي املجالس‬ ‫َ‬ ‫املنتخبة‪ ،‬غير أن املشاركة الواسعة للمرأة‬

‫جزء من الصورة‬

‫في مقابل صور المظاهرات السلمية التي جمعت كال الجنسين‪،‬‬ ‫ضد ناشطات نسويات رفعن‪ ،‬خالل التظاهر‪،‬‬ ‫حدثت بعض االعتداءات‬ ‫ّ‬ ‫مطالب تتعلّق بقانون األســرة‬ ‫وبــالــحــريــات الــفــرديــة‪ ،‬وهــو ما‬ ‫برفض ألسباب مختلفة‪،‬‬ ‫قوبل‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫مثل الريبة من كل ما يصدر عن‬ ‫الحركات النسوية التي تالحقها‬ ‫اتهامات تقليدية بالسعي لتغريب‬ ‫المجتمع‪ ،‬أو االعتقاد بأن الظرف‬ ‫غير مناسب لرفع هكذا مطالب‪،‬‬ ‫حتى وإن كانت مشروعة‪ ،‬حتّى ال‬ ‫يتشتّت الحراك‪.‬‬

‫وقفة‬ ‫مع‬

‫تخييل ومغامرات واحتفاء كرنفالي‬

‫ديوان العرب‬ ‫تبدو الرواية جنسًا من‬ ‫القول يقبل أكثر من‬ ‫غيره من األنواع األدبية‬ ‫أن ُتسمى باسمه أعمال‬ ‫كثيرة ال تتشابه في ما‬ ‫بينها‪ ،‬كما أنه جنس‬ ‫ال يسمح للقواعد أن‬ ‫ترسم مصيره‬

‫عن الوضع البشري‪ ،‬كما تقدم للجميع‬ ‫املـتــع الطفولية الـتــي تثيرها املغامرة‬ ‫والحكاية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ولهذا‪ ،‬فإن هذا النوع يبدو قابال أكثر‬ ‫من غيره من األنواع األدبية ألن ُيسمى‬ ‫باسمه كثير من األعمال التي ال تتشابه‬ ‫فــي مــا بـيـنـهــا‪ ،‬وال تـسـمــح لـلـقــواعــد أن‬ ‫ترسم مصيرها‪.‬‬ ‫على أن أهم ما يلفت النظر هو أن يكون‬ ‫عـ ــدم اك ـت ـم ــال ال ـخ ـص ــائ ــص وال ـس ـم ــات‬ ‫ه ـ ــو الـ ـصـ ـف ــة األكـ ـ ـث ـ ــر بـ ـ ـ ـ ــروزًا ف ـ ــي ه ــذا‬ ‫النوع األدبــي الــذي يتضمن في داخله‬

‫ح ــري ــة االخـ ـتـ ـي ــار‪ ،‬أي أن ي ـك ــون ال ـنــوع‬ ‫األدب ــي نفسه ق ــادرًا عـلــى مـنــح الكاتب‬ ‫مـســاحــة تخيلية تستطيع اسـتـيـعــاب‬ ‫م ـع ـظــم فـ ـن ــون الـ ـق ــول وال ـت ـف ـك ـي ــر‪ ،‬وك ــل‬

‫تؤمن‬ ‫لم تفتأ الرواية‬ ‫ّ‬ ‫لكل مجموعة فكرية‬ ‫ّ‬ ‫المفضل‬ ‫قوتها‬

‫هــذه اإلشـ ــارات تمنحنا الحقيقة التي‬ ‫تــؤكــد على أهمية هــذا الجنس األدبــي‬ ‫ف ــي ال ـح ـي ــاة ال ـع ــرب ـي ــة‪ ،‬ح ـت ــى أن ع ــددًا‬ ‫مــن الـكـتــاب ال ـعــرب اخـتـلـفــوا فــي نسبة‬ ‫ال ـج ـم ـل ــة الـ ـت ــي تـ ـق ــول إن ال ـ ــرواي ـ ــة هــي‬ ‫دي ــوان الـعــرب فــي الـقــرن العشرين إلى‬ ‫أنـفـسـهــم‪ ،‬إل ــى أن تمكن جــابــر عصفور‬ ‫مــن تلخيص الفكرة فــي عـبــارة جميلة‬ ‫ه ـ ــي‪« :‬زم ـ ـ ــن الـ ـ ــروايـ ـ ــة» الـ ـت ــي وض ـع ـهــا‬ ‫عنوانًا ألحد كتبه النقدية‪ ،‬حيث يقرر‬ ‫أن نهاية القرن املاضي وبــدايــة التالي‬ ‫هي زمن الرواية لدى العرب‪.‬‬

‫ممدوح عزام‬

‫من الحراك الشعبي في الجزائر العاصمة (ياسين بوعزيز)‬

‫بــن الطرفني‪ ،‬حسب قولها‪ ،‬هــو الــدفــاع عن‬ ‫الحرية ورفض الظلم‪ ،‬سواء كان سياسيًا أو‬ ‫اقتصاديًا أو اجتماعيًا‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬اعتبرت الكاتبة وأستاذة فلسفة‬ ‫الـ ـت ــاري ــخ وال ـف ـل ـس ـفــة ال ـس ـي ــاس ـي ــة‪ ،‬خــديـجــة‬ ‫زتـيـلــي‪ ،‬فــي مداخلتها الـتــي حملت عـنــوان‬ ‫«مــن تأنيث املـكــان إلــى أنسنته‪ :‬نحو دولــة‬ ‫مدنية ديمقراطية» أن أب ــرز مــا ُيــاحــظ في‬ ‫ال ـ ـحـ ــراك ال ـش ـع ـبــي ه ــو ال ـ ـخـ ــروج م ــن حــالــة‬ ‫مثل املــركــز والهامش‪،‬‬ ‫الثنائيات املهيمنة؛ ً‬ ‫والــرجــل واملـ ــرأة‪ ،‬مضيفة أن مـشــاركــة املــرأة‬ ‫البارزة فيه ّ‬ ‫حررت الشارع من رؤية كانت ‪-‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫إلى وقت غير بعيد ‪ -‬تعتبره فضاء خاصًا‬ ‫ّ‬ ‫باملذكر‪.‬‬ ‫بــالـنـسـبــة إل ــى زت ـي ـل ــي‪ ،‬ف ــإن «امل ـ ـسـ ــاواة بني‬ ‫الجنسني تضمن مجتمعًا أكثر إنسانية»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وأن املشاركة الفعلية للمرأة في كل جوانب‬ ‫الـحـيــاة وف ــي مــراكــز صـنــع ال ـقــرار ضــروريــة‬ ‫في ّأية محاولة لالنتقال إلى دولة املستقبل‬ ‫ال ـت ــي سـمـتـهــا الـ ـح ــداث ــة‪ ،‬وهـ ــي ‪ -‬ت ـض ـيــف ‪-‬‬ ‫ُ‬ ‫ال ــدول ــة املــدنـيــة الـتــي ت ـعـ ّـد مــن أب ــرز مطالب‬ ‫ال ـحــراك الـشـعـبــي‪ .‬وتـحــت ع ـنــوان «األن ـثــوي‬

‫حقوق المرأة‬ ‫قضية يتبنّاها الرجل‬ ‫الثوري بالضرورة‬ ‫إصالح الوضع العام‬ ‫كفيل بمعالجة وضع‬ ‫المرأة الجزائرية‬ ‫والثورة الناعمة»‪ّ ،‬‬ ‫تطرقت أستاذة الفلسفة‬ ‫املـ ـع ــاص ــرة‪ ،‬ف ــاي ــزة ب ـغ ـيــانــي‪ ،‬إلـ ــى م ـشــاركــة‬ ‫ً‬ ‫املـ ـ ــرأة ف ــي الـ ـح ــراك ودوره ـ ـ ــا ف ـي ــه‪ ،‬مـعـتـبــرة‬ ‫أن «الـ ـنـ ـس ــاء الـ ـل ــوات ــي شـ ــاركـ ــن‪ ،‬ب ـ ـقـ ـ ّـوة‪ ،‬فــي‬ ‫املظاهرات الحالية استلهمن الروح الثورية‬ ‫لـلـمــرأة الـجــزائــريــة الـتــي حــاربــت املستعمر‬ ‫إل ــى جــانــب ال ــرج ــل‪ ،‬ث ـ ّـم ّأدت دورًا مـحــوريــا‬ ‫ف ــي ال ـت ـغ ـي ـيــرات ال ـس ـيــاس ـيــة واالج ـت ـمــاع ـيــة‬

‫ُ‬ ‫إلى‬ ‫الَّـتــي شهدتها ال ـبــاد»‪ .‬تشير بغياني ّ‬ ‫أن «ل ـل ـمــرأة الـجــزائــريــة خـصــوصـيــة تتمثل‬ ‫فــي جعلها قضية الــدفــاع عــن حرية الوطن‬ ‫أولويتها التي تسبق دفاعها عن حريتها‬ ‫وحقوقها أمام الرجل‪ .‬وفي الحراك الحالي‪،‬‬ ‫وكما في السابق‪ ،‬لم تنتظر من ينوب عنها‪،‬‬ ‫بل خرجت إلى الشارع مع الرجل لتدافع عن‬ ‫حقوقهما مـعــا‪ ،‬ض ـ ّـد أص ـنــام السلطة التي‬ ‫ُيهيمن عليها خطاب الالقانون والالعدالة‬ ‫وال ــام ـس ــاواة»‪ .‬وخـلـصــت املـتـحـ ّـدثــة إل ــى أن‬ ‫«إص ـ ــاح ال ــوض ــع ال ـع ــام سـيـضـمــن إص ــاح‬ ‫وض ــع امل ــرأة وتــرمـيــم الـهــويــة األن ـثــويــة‪ ،‬من‬ ‫أجل مستقبل أفضل»‪.‬‬ ‫«املـ ــرأة‪ ..‬أبـعــد مــن ال ـحــراك» عـنــوان املداخلة‬ ‫األخـ ـي ــرة ال ـت ــي قـ ّـدم ـت ـهــا أسـ ـت ــاذة الـفـلـسـفــة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وتحدثت فيها عن ضرورة أن‬ ‫كهينة بورجي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يستمر حضور املرأة في املشهد االجتماعي‬ ‫وال ـس ـيــاســي بـعــد الـ ـح ــراك؛ حـيــث تـســاء لــت‪:‬‬ ‫«كيف ُيمكن تحويل الشعور الحالي‪ ،‬الذي‬ ‫يطبعه الكثير مــن الـحـمــاس‪ ،‬إلــى دينامية‬ ‫م ـتــواص ـلــة ف ــي ب ـن ــاء امل ـج ـت ـمــع ال ـج ــزائ ــري؟‬ ‫وكيف نترجم هذه املشاركة النسوية القوية‬

‫ّ‬ ‫للتغيير؟ وكيف نتأكد أنها‬ ‫إلــى أداة قوية ّ‬ ‫ليست حركة مؤقتة‪ ،‬وأن بإمكانها اإلسهام‬ ‫ف ــي إح ـ ـ ــداث إصـ ـ ــاح ح ـق ـي ـقــي لـلـمـجـتـمــع»‪.‬‬ ‫تـعـتـبــر ب ــورج ــي ّأن ّ‬ ‫«أيـ ــة م ـخــاضــات لنظام‬ ‫سياسي ومجتمع جديدين يجب أال ّ‬ ‫يتما‬ ‫ـزل عــن إع ــادة تفكير جــذريــة فــي وضع‬ ‫بـمـعـ ٍ‬ ‫املرأة الجزائرية»‪.‬‬ ‫ُيــذكــر أن «الجمعية الـجــزائــريــة لـلــدراســات‬ ‫ال ـف ـل ـس ـف ـي ــة»‪ ،‬الـ ـت ــي ت ــأسـ ـس ــت عـ ـ ــام ‪2012‬‬ ‫وت ـضـ ّـم ع ــددًا مــن األكــادي ـمـ ّـيــن والـبــاحـثــن‬ ‫الجزائريني في الفلسفة‪ ،‬دأبت منذ أسابيع‬ ‫على تنظيم ن ــدوات حــول قضايا مرتبطة‬ ‫بالحراك الشعبي الذي دخل شهره الثالث‬ ‫قبل ّأي ــام‪ ،‬بمشاركة باحثني مــن جامعات‬ ‫جـ ــزائـ ــريـ ــة وأج ـ ـن ـ ـب ـ ـيـ ــة‪« .‬الـ ـ ـ ـح ـ ـ ــراك ودول ـ ـ ــة‬ ‫املــواطـنــة» هــو عـنــوان ال ـنــدوة املقبلة التي‬ ‫ُ‬ ‫غد ّالسبت في الجزائر العاصمة‪.‬‬ ‫تقام يوم ٍ‬ ‫فهل هذا التنشط انعكاس ّ للروح الجديدة‬ ‫الـتــي تـســود الـجــزائــر مــؤخ ـرًا‪ ،‬وهــل ينجح‬ ‫فـ ــي لـ ـع ــب دور‪ ،‬عـ ـل ــى مـ ـسـ ـت ــوى االق ـ ـتـ ــراح‬ ‫ً‬ ‫مثال‪ ،‬في مـســارات الجزائر املفتوحة على‬ ‫ّ‬ ‫احتماالت شتى؟‬

‫فرج الحوار‬

‫ب ــات ــت امل ـق ــول ــة ال ـت ــي تـ ـق ـ ّـرر أن ال ــرواي ــة‬ ‫تقول ما لم يستطع قوله أي نــوع آخر‬ ‫م ـع ــروف ــة‪ ،‬ول ـ ــدى هـ ــذا ال ـج ـنــس األدبـ ــي‬ ‫إم ـ ـكـ ــانـ ــات ال م ـ ـح ـ ــدودة ف ـ ــي ال ـت ـع ـب ـيــر‬ ‫ع ــن م ـج ـمــل امل ـش ــاغ ــل اإلن ـس ــان ـي ــة‪ ،‬وقــد‬ ‫ّ‬ ‫املخصص‬ ‫اسـتـعــارت كثيرًا مــن ال ــورق‬ ‫لـلـشـعــر وامل ـس ــرح‪ .‬وبـفـضــل ذل ــك‪ ،‬تـبــدو‬ ‫طموحًا يرغب أن يرتاده أفراد يعملون‬ ‫فــي حقول فكرية وأدبـيــة أخ ــرى‪ ،‬فترى‬ ‫مفكرًا مثل عــزمــي بـشــارة يكتب روايــة‬ ‫«ال ـح ــاج ــز» و«ح ــب ف ــي مـنـطـقــة ال ـظــل»‪،‬‬ ‫جامعيًا مثل أمبرتو‬ ‫وتــرى أن أسـتــاذًا‬ ‫ّ‬ ‫إيكو يكتب الــروايــة مـتــأخـرًا‪ ،‬كــي يقول‬ ‫ما لم يستطع قوله في أعماله الفكرية‬ ‫األخرى‪ ،‬أو ناقدًا مثل لويس عوض وقد‬ ‫كتب رواية «العنقاء»‪ ،‬بينما كتب غالي‬ ‫شكري «مواويل الليلة الكبيرة»‪ .‬وأذكر‬ ‫أن ـنــي قـ ــرأت ف ــي مـنـتـصــف الستينيات‬ ‫روايـ ــة عـنــوانـهــا «ف ــي سـبـيــل ال ـحــريــة»‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وقـ ــد ك ـت ــب ف ــي امل ـق ــدم ــة أن ج ـم ــال عبد‬ ‫الناصر هو الذي كتب فصولها األولى‬ ‫ح ــن ك ــان ف ــي املــرح ـلــة ال ـث ــان ــوي ــة‪ ،‬وقــد‬ ‫أكملها كاتب مصري لم أعد أذكر اسمه‪،‬‬ ‫وهــي تتحدث عن نضال املصريني في‬ ‫معركة رشيد‪ .‬كما ترى اليوم عــددًا من‬ ‫ال ـش ـع ــراء ي ـه ـجــر ال ـش ـعــر وي ــرت ـح ــل في‬ ‫اتـجــاه ال ــرواي ــة‪ ،‬بينما تحتفي الحياة‬ ‫ً‬ ‫احتفاء‬ ‫العربية كلها بهذا النوع األدبي‬ ‫ك ــرن ـف ــال ـي ــا ك ـب ـي ـرًا‪ .‬وه ـ ــا ن ـح ــن ن ـ ــرى أن‬ ‫السوق العربية باتت مولعة بهذا الفن‪،‬‬ ‫حـتــى ي ـبــدو أن ال ــرواي ــات ت ـكــاد تطغى‬ ‫على حركة النشر‪.‬‬ ‫ولـقــد بـ ّـن باختني فــي كتابه «امللحمة‬ ‫وال ــرواي ــة»‪ ،‬أن ال ــرواي ــة جـنــس أدب ــي لم‬ ‫تكتمل ولم تتحدد خصائصه وسماته‬ ‫الـ ـب ــارزة ك ــي يـتـمـكــن ال ـن ـقــد األدب ـ ــي من‬ ‫ّ‬ ‫ج ـه ــة‪ ،‬والـ ـك ــت ــاب م ــن ج ـه ــة ث ــان ـي ــة‪ ،‬مــن‬ ‫ّ‬ ‫رس ــم امل ـســاحــة املـخــصـصــة لــاســم بني‬ ‫فـ ـن ــون ال ـ ـقـ ــول‪ .‬ب ـي ـن ـمــا ق ـ ـ ّـدم أل ـب ـيــريــس‬ ‫ً‬ ‫م ــدي ـح ــا ش ــام ــا لـ ـل ــرواي ــة ف ــي «ت ــاري ــخ‬ ‫الــروايــة الـحــديـثــة» قــال فـيــه إن ا ُلــروايــة‬ ‫ّ‬ ‫ـؤم ــن ل ـك ــل م ـج ـم ــوع ــة ف ـك ــري ــة قــوت ـهــا‬ ‫تـ ّ‬ ‫املفضل‪ ،‬فهي تقدم لألذهان الوضعية‬ ‫َ‬ ‫الدراسات االجتماعية‪ ،‬وتقدم للنفوس‬ ‫ال ـح ـس ــاس ــة ألـ ـع ــاب ال ـت ـح ـل ـيــل الـنـفـســي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وتقدم لإلنسان تساؤال دائمًا‬ ‫املرهفة‪،‬‬

‫حسين ماضي‪ ،‬أكرليك على قماش‪ 200 × 200 ،‬سم‬

‫فعاليات‬ ‫تقف هذه الزاوية مع‬ ‫مبدع عربي‪ ،‬في أسئلة‬ ‫سريعة حول انشغاالته‬ ‫اإلبداعية وجديد إنتاجه‬ ‫يود مشاطرته‬ ‫وبعض ما‬ ‫ّ‬ ‫مع قرّائه‬ ‫سوسة (تونس) ‪ -‬العربي الجديد‬

‫■ ما الذي يشغلك هذه األيام؟‬ ‫أعـمــل منذ بضعة أشـهــر فــي تحقيق كتاب‬ ‫«م ــرات ــع الـ ـغ ــزالن ف ــي وصـ ــف ال ـح ـس ــان من‬ ‫الغلمان» لشمس الدين ّ‬ ‫النواجي (عاش في‬ ‫ال ـقــرن الـخــامــس عـشــر امل ـي ــادي فــي مصر)‬ ‫بغاية إص ــداره خــال السنة الـجــاريــة‪ .‬وأنــا‬ ‫أسعى‪ ،‬كذلك‪ ،‬إلى االنتهاء من كتابة رواية‬ ‫باللغة الـفــرنـسـيــة‪ ،‬كـنــت شــرعـ ُـت فيها قبل‬ ‫عامني من اليوم‪.‬‬

‫فرج الحوار‬

‫إطاللة‬

‫فصول في ثورة ناعمة‬ ‫ف ــي الـ ـح ــراك ب ــدت وكــأن ـهــا تـحـمــل ّ‬ ‫ردًا على‬ ‫النظام نفسه؛ مفاده أن معركة املجتمع ضدّ‬ ‫ُّ‬ ‫والتفرد ّبالسلطة هي‬ ‫الفساد والدكتاتورية‬ ‫معركة املواطن الجزائري‪ ،‬بغض النظر عن‬ ‫ً‬ ‫كونه رجال أو امرأة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ه ــذه ال ـخ ـل ـف ـيــات ك ــان ــت ح ــاض ــرة ف ــي ن ــدو ٍة‬ ‫ّ‬ ‫بعنوان «املــرأة والحراك الشعبي»‪ ،‬نظمتها‬ ‫«الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية»‪،‬‬ ‫قـبــل أيـ ــام‪ ،‬فــي «امل ــرك ــز الـثـقــافــي الـعــربــي بن‬ ‫عدد‬ ‫مهيدي» بالجزائر العاصمة‪ ،‬بمشاركة ٍ‬ ‫من الباحثات‪.‬‬ ‫في مداخلتها التي حملت عنوان «الحراك‬ ‫وأمــل تأسيس جزائر الحريات واملواطنة»‪،‬‬ ‫أث ــارت أسـتــاذة الفلسفة الغربية املعاصرة‬ ‫ج ــام ـع ــة ال ـج ــزائ ــر ‪ ،»2‬ن ـ ــورة ش ـعــال‪،‬‬ ‫ف ــي « ً‬ ‫ّ‬ ‫أس ـئ ـل ــة ت ـت ـعــلــق ب ــوض ــع امل ـ ـ ــرأة ال ـج ــزائ ــري ــة‬ ‫ّ‬ ‫الراهن واملستقبلي‪ ،‬في ظل ما يشهده البلد‬ ‫من ُّ‬ ‫تغيرات اجتماعية وسياسية متسارعة‪،‬‬ ‫وعـ ّـمــا إذا كــان ال ـحــراك املـتــواصــل منذ أكثر‬ ‫م ــن ش ـهـ َـريــن ق ـ ــادرًا ع ـلــى ت ـج ــاوز ال ـحــواجــز‬ ‫وال ـ ـصـ ــراعـ ــات ال ـث ـق ــاف ـي ــة واألي ــدي ــول ــوج ـي ــة‬ ‫وال ــدي ـن ـي ــة وال ـس ـي ــاس ـي ــة‪ ،‬ومـ ــن ثـ ـ َّـم نـجــاحــه‬ ‫ف ــي تــأس ـيــس «دول ـ ــة ال ـح ـقــوق وامل ــواط ـن ــة»‪.‬‬ ‫بــالـنـسـبــة إل ــى ش ـع ــال‪ ،‬ف ــإن تـجـسـيــد فـكــرة‬ ‫ّ‬ ‫امل ــواط ـنــة ل ــن ت ـتــأتــى م ــن دون دولـ ــة مــدنـيــة‬ ‫ُت ّ‬ ‫طبق مبدأ التساوي في الحقوق والحريات‬ ‫ً‬ ‫بني الرجل واملــرأة‪ُ ،‬معتبرة في هذا السياق‬ ‫أن ال ـن ـصــوص ال ـقــانــون ـيــة ال ـحــال ـيــة تحمل‬ ‫الكثير من اإلجحاف ّ‬ ‫ضد املرأة‪.‬‬ ‫ّأمـ ــا ال ـش ــاع ــرة وأسـ ـت ــاذة ً ال ـف ـل ـس ـفــة‪ ،‬حبيبة‬ ‫محمدي‪ّ ،‬‬ ‫فقدمت مداخلة بعنوان «مقاربة‬ ‫ُ‬ ‫مل ـف ـهــوم الـ ـث ــورة ف ـل ـس ـفـيــا‪ ،‬وت ـج ـل ـيــات ـهــا في‬ ‫الحراك الشعبي من منظور أنثوي»‪ .‬اعتبرت‬ ‫محمدي أنــه ال معنى للحديث عــن الحرية‬ ‫والديمقراطية في مجتمع ما إذا كان نصفه‬ ‫ٌ‬ ‫«مـسـتـعـ َـبـدًا» ويـعـ َ‬ ‫ُ‬ ‫ـامــل ًعـلــى أن ــه مــواطــن من‬ ‫َّ‬ ‫الدرجة الثانية‪ ،‬مضيفة أن «قضية املرأة هي‬ ‫بــالـضــرورة قضية الــرجــل ال ـثــوري»‪ .‬الرابط‬

‫■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟‬ ‫آخ ـ ــر ع ـم ــل لـ ــي ك ـ ــان مـ ــع ال ـ ـ ـ ــدورة األخـ ـي ــرة‬ ‫مـ ــن «م ـ ـعـ ــرض ت ــون ــس الـ ــدولـ ــي الـ ـكـ ـت ــاب»‪،‬‬ ‫بــدايــة الشهر املــاضــي‪ ،‬وهــو رواي ــة بعنوان‬ ‫«الـ ـتـ ـطـ ـهـ ـي ــر»‪ ،‬صـ ـ ـ ــدرت ع ـ ــن «دار زيـ ـن ــب»‬ ‫(قليبية‪ ،‬تونس)‪ .‬وسيصدر لي‪ ،‬عن قريب‪،‬‬ ‫ال ـ ـجـ ــزءان ّ‬ ‫األول والـ ـث ــان ــي ّم ــن امل ــوس ــوع ــة‬ ‫امل ــوس ــوم ــة بـ ــ«ج ــوام ــع ال ـ ـلـ ــذة» ألبـ ــي نصر‬ ‫الكاتب‪.‬‬

‫■ هل أنت راض عن إنتاجك وملاذا؟‬ ‫ال ــرض ــا غ ــاي ــة ال ُتـ ـ ـ ـ َ‬ ‫ـدرك‪ ،‬ورض ـ ــا ال ـك ــات ــب عن‬ ‫إنتاجه هو دليل على موته اإلبداعي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫■ لــو قـ ّـيــض لــك ال ـبــدء مــن جــديــد‪ ،‬أي م ـســار كنت‬ ‫ستختار؟‬ ‫ّ‬ ‫ن ـفــس املـ ـس ــار ال ـ ــذي ات ـب ـع ـت ــه‪ ،‬م ــع ت ـعــديــات‬ ‫طفيفة في ترتيب األولويات‪ .‬غير أن كل عمل‬ ‫ّ‬ ‫فني هو‪ ،‬في نظر مبدعه‪ ،‬من األولويات‪.‬‬ ‫■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟‬ ‫ّ‬ ‫تستقر ّاألوضاع السياسية في تونس‪،‬‬ ‫آمل أن‬ ‫ّ‬ ‫وأن ينقشع عــنــا خطر ال ــردة «اإلســامــويــة»‬ ‫التي ّ‬ ‫تتربص بنا وببالدنا‪.‬‬ ‫■ شخصية مــن املــاضــي ت ـ ّ‬ ‫ـود لـقــاءهــا‪ ،‬ومل ــاذا هي‬ ‫بالذات؟‬ ‫أب ــو ال ـعــاء امل ـع ـ ّـري‪ ،‬ودون ـي ــه دي ــدرو (‪Denis‬‬ ‫‪ ،)Diderot‬فهما‪ ،‬في نظري‪ ،‬من أقرب القدامى‬ ‫إلى مشاغلنا اليوم‪.‬‬ ‫■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائمًا؟‬ ‫أعــود إلــى أعمال إميل سيوران الكاملة‪ ،‬هي‬ ‫ّ‬ ‫من الكتب التي ال أمل قراءتها‪.‬‬

‫أود لقاء المع ّري وديدرو‬ ‫ّ‬ ‫فهما من أقرب القدامى‬ ‫ُ‬ ‫إلى مشاغلنا اليوم‬

‫‪25‬‬

‫■ ماذا تقرأ اآلن؟‬ ‫أق ــرأ اآلن كـتــاب «الـخـلـفــاء املـلـعــونــون» (‪Les‬‬ ‫‪ )Califes maudits‬لهالة ال ــوردي‪ ،‬ولــي حوله‬ ‫تساؤالت كثيرة قد أكتبها يومًا ما‪.‬‬ ‫■ ماذا تسمع اآلن وهل تقترح علينا تجربة غنائية‬ ‫أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟‬ ‫ذوقـ ـ ــي امل ــوس ـي ـق ــي كــاس ـي ـكــي ب ـح ــت ف ــي مــا‬ ‫ي ـخ ــص األغـ ـنـ ـي ــة ب ـ ـصـ ــورة عـ ــامـ ــة‪ ،‬شــرقـ ّـي ـهــا‬ ‫ّ‬ ‫وغربيها‪.‬‬ ‫بطاقة‬

‫كــاتــب وب ــاح ــث تــونـســي م ــن مــوال ـيــد ‪،1954‬‬ ‫يــراوح بني الكتابة بالعربية والفرنسية‪ .‬من‬ ‫رواي ــات ــه‪« :‬امل ــوت وال ـجــرذ والـبـحــر» (‪،)1985‬‬ ‫و«ال ـن ـف ـيــر وال ـق ـيــامــة» (‪ ،)1985‬و«امل ــؤام ــرة»‬ ‫(‪ ،)1992‬و«الـ ـتـ ـبـ ـي ــان فـ ــي وقـ ــائـ ــع ال ـغ ــرب ــة‬ ‫واألشـ ـج ــان» (‪ ،)1996‬و«ف ــي مكتبي جثة»‬ ‫(‪ ،)2004‬و«ط ـقــوس الـلـيــل ‪ -‬الـجـيــل الـثــانـ ّـي»‬ ‫(‪ ،)2008‬و«الـتـطـهـيــر» (‪ .)2019‬كـمــا حقق‬ ‫عددًا من الكتب التراثية منها‪« :‬كنايات األدباء‬ ‫وإش ــارات البلغاء» ألبــي ّ‬ ‫العباس الجرجاني‪،‬‬ ‫و«الروض العاطر في نزهة الخاطر» للنفزاوي‪.‬‬ ‫ومن أعماله األخرى‪« :‬كتابة الرغبة» (دراسة‬ ‫حول أدب جورج باتاي‪ ،‬بالفرنسية‪،)2013 ،‬‬ ‫و«ق ــام ــوس ال ـثــورة الـتــونـسـيــة» (بالفرنسية‪،‬‬ ‫‪ .)2018‬كما ترجم من العربية إلى الفرنسية‬ ‫(باالشتراك مع حافظ الجديدي) «أنطولوجيا‬ ‫الـقـ ّـصــة التونسية» (‪ ،)2008‬و«أنطولوجيا‬ ‫الرواية التونسية» (‪.)2009‬‬

‫تحت عنوان قصة مسجدين في أصفهان الصفوية تلقي األكاديمية ربى‬ ‫كنعان (الصورة)‪ ،‬المتخصصة في تاريخ الفن اإلسالمي‪ ،‬محاضرة عند السادسة‬ ‫من مساء الخميس المقبل‪ ،‬في معهد كورتولد للفن بلندن‪ ،‬تعود فيها إلى‬ ‫الفن الصفوي في القرن السادس عشر‪ ،‬وتستكشف الرعاية المعمارية للمساجد‬ ‫الصفوية‪.‬‬ ‫يعرض متحف سرسق في بيروت الفيلم الوثائقي صليبا الدويهي للمخرج‬ ‫بول فرشخ‪ ،‬عند الرابعة من مساء غد السبت‪ ،‬والذي يتناول سيرة الفنان اللبناني‬ ‫(‪ ،)1994 - 1910‬ويتتبع حياته وفنه واألحداث التاريخية خالل زمانه‪ .‬رسم الدويهي‬ ‫المشاهد الريفية كما أنتج لوحات دينية‪ .‬انتقل إلى نيويورك عام ‪ ،1950‬ولم يعد‬ ‫إلى لبنان سوى مرتين‪ ،‬بهدف إنجاز لوحة دينية في كل منهما‪.‬‬ ‫سياسات الملكية‪ :‬الصراع على األرض والطائفية في أواخر عهد اإلمبراطورية‬ ‫العثمانية واالنتداب الفرنسي على سورية عنوان المحاضرة التي تلقيها الباحثة‬ ‫التركية سيدا ألتوغ (الصورة)‪ ،‬في مركز أوروبا في الشرق األوسط ببرلين عند‬ ‫الخامسة من مساء األربعاء المقبل‪ ،‬الثامن من الشهر الجاري‪.‬‬

‫يحتضن تياترو آفاق في القاهرة عرضًا أول لمسرحية الكالب وصلت المطار عند‬ ‫السادسة من مساء اليوم الجمعة‪ .‬العمل من إنتاج فرقة كيان المسرح ومن‬ ‫أداء مهاب فرغلي وأميرة محمد وعبد اهلل حمدي وسلمى المدني وآخرين‪،‬‬ ‫ويروي قصة كالب تقرر الثورة على عالم البشر واإلمساك بزمام األمور في األرض‪.‬‬


‫‪26‬‬

‫سينما‬

‫رياضة‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫رمسيس الثاني‪ :‬تاريخ وحكايات‬

‫ذات‬ ‫تقرأ أزمنة‬

‫يروي المخرج عمرو‬ ‫بيومي سيرته عبر سيرة‬ ‫تمثال رمسيس الثاني‪ ،‬منذ‬ ‫العثور عليه قبل نحو ‪120‬‬ ‫عاما‪ ،‬وصولًا إلى راهن‬ ‫ً‬ ‫وتبدالتها‬ ‫مصر‬ ‫ّ‬ ‫نديم جرجوره‬

‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫تمثــال يحمــل تاريخــا‪ ،‬وحاضره‬ ‫ًّ‬ ‫يعكــس تبــدل فــي أحــوال بلـ ٍـد‬ ‫واجتمــاع وثقافــة وعيــش‪.‬‬ ‫ـور‪ ،‬فالتمثــال امتـ ٌ‬ ‫للسياســة حضـ ٌ‬ ‫ـداد ألهواء‬ ‫ّ‬ ‫زعمــاء يحكمــون البلــد ويتحكمــون بناســه‪،‬‬ ‫منــذ انقــاب ضبــاط علــى الحكــم املل ٌكــي (‪23‬‬ ‫ٌ‬ ‫يوليــو‪ /‬تمــوز ‪ .)1952‬التمثــال تاريــخ حافــل‬ ‫بحكايــات وتفاصيــل‪ ،‬يصلــح بعضها (على‬ ‫ّ‬ ‫لدرس أو نموذج أو مثال‪ ،‬فالشخص‬ ‫األقل)‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫املمثــل بالتمثــال قائــد عســكري فرعونـ ّـي‪،‬‬ ‫لــه انتصــارات وفضائــل علــى شــعبه وبلــده‪.‬‬ ‫ـحر فتــى في بدايــة وعيه‪،‬‬ ‫التمثــال نفســه يسـ ٌ‬ ‫ـدان يحمــل‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـف‬ ‫فهــو (التمثــال) واقـ‬ ‫ٍ‬ ‫اســمه‪ ،‬فــي محيــط ً منــزل عائلــة الفتــى‪ ،‬مــا‬ ‫يدفــع األخيــر‪ ،‬الحقــا‪ ،‬إلــى إعــادة قــراءة مــا‬ ‫ُيحيــط بالتمثــال مــن أحــوال ومســارات‪ِّ ،‬وما‬ ‫ُ‬ ‫ُي ِّ‬ ‫قد ًمــه التمثــال مــن ِعبــر ولحظــات‪ ،‬توثــق‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫شــيئا مــن تحــوالت البلـ ًـد ومفاصــل حكمــه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وت ّ‬ ‫ّ‬ ‫املخفي أيضا‪.‬‬ ‫عري بعض‬ ‫املخــرج الوثائقــي املصــري عمــرو بيومــي‬ ‫يســتعني بتم ًثــال رمسـ ًـيس الثانــي‪ ،‬ليحــاور‬ ‫ً‬ ‫ذاكــرة وتاريخــا وراهنــا‪ ،‬وليقــرأ مســارات‬ ‫ً‬ ‫وأقـ ً‬ ‫ـدارا‪ ،‬بــدء ا مــن ذاتــه وذكرياتــه وعالقتــه‬ ‫بوالــده تحديـ ًـدا‪ .‬فــي جديــده «رمســيس راح‬ ‫ّ‬ ‫«رحالــة‬ ‫فــن؟» (‪ 62 ،2019‬دقيقــة‪ ،‬إنتــاج‬

‫لإلنتــاج والتوزيــع» وعمــرو بيومي وناجي‬ ‫إســماعيل‪ ،‬بدعــم مــن «صنــدوق دوكــس‬ ‫بوكــس» و»جمعيــة النهضــة العلميــة‬ ‫والثقافيــة ـ جيزويــت» فــي القاهــرة)‪،‬‬ ‫يمــزج بــن عمــق الذاتـ ّـي ورحابــة العــام‪ ،‬فــي‬ ‫ـيف ثـ ّ‬ ‫ـري‬ ‫ـات بصريــة‪ ،‬تســتعني بأرشـ ٍ‬ ‫متتاليـ ٍ‬ ‫مــن ُصـ َـور ورســوم وأشــرطة‪ ،‬ويرتكــز علــى‬ ‫تصويــر لحظــات ّ‬ ‫آنيــة‪ ،‬توغــل فــي حميميــة‬ ‫ـداد لســيرة‬ ‫الــذات الفرديــة لبيومــي‪ ،‬كامتـ ٍ‬ ‫تمثال وذاكرة وتاريخ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يجعل عمرو بيومي «تمثاله» مناخا وحالة‬ ‫ـوت ذي نبــرة هادئــة وسلســة‪،‬‬ ‫ووقائــع‪ .‬بصـ ٍ‬ ‫ُيـ َ‬ ‫ـروى مــا ُيضيــف إلــى ُصـ َـوره‪ ،‬ويقــال مــا‬ ‫وماض‪ ،‬فالتفكيك‬ ‫ـاهم في تفكيك ســيرة‬ ‫ُيسـ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫دعــوة إلــى مصالحــة بعــد تعريــة واغتســال‪،‬‬ ‫واإلضافــة جـ ٌ‬ ‫ـزء مــن لعبــة أزمنــة وأمكنــة‪،‬‬ ‫توليف‬ ‫يتداخل بعضها بالبعض اآلخر‪ ،‬في‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫(أســامة الوردانــي) ُيشــكل عصــب الفيلــم‬ ‫وبنــاءه الدرامــي ٌوالحكائــي‪ .‬التداخــل بــن‬ ‫لتداخل بني ذات عمرو‬ ‫أزمنة وأمكنة مرادف‬ ‫ٍ‬ ‫بيومــي وعالقتــه بأبيــه ومحيطــه وبيئتــه‪،‬‬ ‫ـاهدا وشـ ً‬ ‫ُمشـ ً‬ ‫ـاهدا علــى تبـ ّـدالت جذريــة فــي‬ ‫مســار عــام‪ ،‬كمــا فــي مســاره هــو‪ ،‬املنتقــل بــه‬ ‫ـباب (بيومــي مولود عام‬ ‫مــن مراهقـ ْـة إلــى شـ ٍ‬ ‫‪ .)1961‬كأن ال حــدود تفصــل بــن األشــياء‬ ‫ّ‬ ‫والحــاالت واالنفعــاالت‪ .‬كأن عمــرو بيومــي‬ ‫تاريخ وذاكرة وهو يروي‬ ‫نفســه يختفي في‬ ‫ٍ‬ ‫حكايتــه‪ ،‬ثــم يختبــئ فــي ذاتــه وحكايتــه كــي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتحـ ّ‬ ‫وعامــة‪،‬‬ ‫خاصــة‬ ‫ـات‬ ‫ـرر مــن ثقــل موروثـ ٍ‬ ‫فيرويهــا بسالســةٍ أكبــر وبســاطةٍ أجمــل‬ ‫ّ‬ ‫وحميميةٍ أصدق‪ .‬كأن «رمسيس راح فني؟»‪،‬‬ ‫الفيلــم والســؤال ً‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫معــا‪ ،‬اختبــار بصــري لفهــم‬ ‫ـخ وحاضــر‪ ،‬بالتزامــن مــع‬ ‫ٍ‬ ‫ذات وبلـ ٍ ّـد وتاريـ ٍ‬ ‫أوقات وبيئات‪.‬‬ ‫لعبة التنقل بني‬ ‫ٍ‬ ‫ينتقــل التمثــال‪ ،‬أكثــر مــن مــرة‪ ،‬بــن موقعــه‬ ‫األصلــي فــي قريــة «ميــت رهينــة» (بعــد‬ ‫اكتشــاف أطــال «مدينــة ممفيــس» فــي باطــن‬ ‫القريــة‪ ،‬بــن عامــي ‪ 1890‬و‪ )1930‬وامليــدان‬

‫عمرو بيومي‪« :‬رمسيس راح فين؟» (الملف الصحافي للفيلم)‬

‫مشاهدة تاريخ ومساراته‬ ‫تحوالته في‬ ‫وقراءة‬ ‫ّ‬ ‫وثائقي ذاتي وعام‬ ‫ّ‬ ‫الحامل اســمه قبل تغيير االســم إثر «عودته»‬ ‫ـه‪ .‬يتســاءل بيومــي عــن اللحظــة‬ ‫إلــى قريتـ ّ‬ ‫األولــى لتأثــره الذاتــي بالتمثــال‪ :‬أهــي تلــك‬ ‫املنبثقــة مــن ُمشــاهدته‪ ،‬للمــرة األولــى‪« ،‬بــاب‬ ‫الحديــد» (‪ )1958‬ليوســف شــاهني ُ(يدخــل‬ ‫لقطــة تجمــع شــاهني بهنــد رســتم‪ ،‬والتمثــال‬ ‫خلفهمــا)‪ ،‬أم تلــك املتأتيــة مــن شــريط قديــم‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫يتســاءل فيــه أطفًــال‪« :‬رمســيس راح فــن»‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫قبــل أن يتبـ ّـن الحقــا أن الشــريط إعالنـ ٌّـي‪ ،‬وأن‬ ‫الدعاية ّ‬ ‫خاصة بـ»آيس كريم مصر»؟‬ ‫ً‬ ‫ـقاطات‪ ،‬تكشــف الوعيــا‬ ‫يحتمــل إسـ‬ ‫تسـ‬ ‫ٍ‬ ‫ـاؤل ْ‬ ‫ًّ‬ ‫ـتهالك‬ ‫جمعيــا‪ ،‬إذ يتعـ ّـرض التمثــال السـ‬ ‫ٍ‬ ‫تجـ ّ‬ ‫ـاري‪ ،‬وملــادة صالحــة للتنـ ّـدر والتنكيــت‬ ‫ّ‬ ‫والرســوم الكاريكاتوريــة‪ ،‬املترافقــة كلهــا‬ ‫وهوس الحديث عنه‪ ،‬ذات محطة تاريخية‪.‬‬

‫هم‬ ‫«لعنة ال لورونا»‪ :‬الربح أوًال‬ ‫ّ‬ ‫م ّ‬ ‫فالفني غير ُ‬ ‫محمد جابر‬

‫‪ The Conjuring‬لجيمــس‬ ‫عــام ‪ ،2013‬أنجــز‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫نجاحــا ً‬ ‫نقديــا‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫حق‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫التجار‬ ‫وان‪ .‬عروضــه‬ ‫ّ ْ‬ ‫ً‬ ‫ـاوز املتوقع‪ً ،‬إذ بلغت إيراداته‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ت‬ ‫وجماهيريــا‬ ‫ً‬ ‫الدوليــة ‪ 319‬مليونــا و‪ 494‬ألفــا و‪ 683‬دوالرًا‬ ‫أميركيــا‪ً ،‬‬ ‫علمــا أن ميزانيــة إنتاجــه تســاوي ‪20‬‬ ‫مليــون دوالر أميركــي فقط‪ .‬ومع احتوائه على‬ ‫عدد من األيقونات املرعبة‪ّ ،‬قررت شركة «وارنر‬ ‫إخــوان» اســتثمار النجــاح فــي «عالــم رعــب‬ ‫ّ‬ ‫ســينمائي»‪ ،‬يحكــي عــن كل أيقونــة رعــب منها‬ ‫بشكل منفرد‪ ،‬فكان النتاج في األعوام املاضية‬ ‫علــى النحــو التالــي‪ :‬جــزآن مــن ‪،Annabelle‬‬ ‫وجــزآن آخــران مــن ‪ ،Conjuring‬و»الراهبــة» فــي‬ ‫ً‬ ‫العــام الفائــت‪ ،‬وصــوال إلــى «لعنــة ال لورونــا»‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ملايــكل شــافيز‪ ،‬املعــروض حاليــا‪ .‬تجاريــا‪،‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـلة كل مــا هــو مطلــوب منهــا‪ ،‬بــل‬ ‫تحقــق السلسـ ً‬ ‫بعائدات تتجاوز أضعاف‬ ‫أكثر من ذلك أيضا‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫دوالر أميركي‬ ‫مليون‬ ‫و‪656‬‬ ‫ميزانياتها (مليار‬ ‫ً‬ ‫إيــرادات دوليــة‪ ،‬مقابــل ‪ 112‬مليونــا و‪500‬‬ ‫ألــف دوالر أميركــي ميزانيــة إنتــاج األفــام ال ــ‪6‬‬ ‫ِّ‬ ‫املعروضة)‪ .‬لكن‪ ،‬ربما ُيشكل هذا مشكلة‪ ،‬على‬ ‫املســتوى الفنــي‪ :‬النجــاح مضمــون‪ ،‬وتجــاوز‬ ‫عتبــة ‪ 100‬مليــون دوالر أميركــي كإيــرادات أمر‬ ‫ً‬ ‫تنفيذيا‪ ،‬كـ»لعنة‬ ‫ســهل‪ ،‬حتــى مع فيلم «فقيــر»‬ ‫ال لورونــا»‪ ،‬فــإذا بالسلســلة تمـ ّـر فــي الدائــرة‬ ‫املعتــادة ْألفــام الرعــب‪ ،‬منــذ بدايــة الســينما‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وناجحا‬ ‫تقريبــا‪ ً،‬إذ يكــون الجــزء األول ممتازا‬ ‫ً‬ ‫ومختلفــا (‪ Saw‬لجيمـ ّـس وان مثال)‪ ،‬ثم تكراره‬ ‫ـزاء كثيــرة‪ ،‬تحقــق نجاحــات متفاوتــة‪،‬‬ ‫فــي أجـ ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ويفشل بعضها ً‬ ‫جدا‪ ،‬فتنتهي السلسلة كل ًيا‪.‬‬ ‫ـهد تأسيســي‬ ‫يبــدأ «لعنــة ال لورونــا» بمشـ ٍ‬

‫ٌ‬ ‫لعنة تمتد عبر العصور واألمكنة (فيسبوك)‬ ‫«ال لورونا»‬

‫ّ‬ ‫جيــد للشــخصية األساســية‪ ،‬تــدور أحداثــه‬ ‫ٌّ ُ‬ ‫فــي املكســيك‪ ،‬عــام ‪ .1673‬هنــاك أم تغــرق‬ ‫طفليهــا بقســوة‪ ،‬لكــن الســبب غامــض‪ .‬هــذا‬ ‫يحــدث قبــل االنتقــال إلــى الزمــن الفعلــي‬ ‫ـوس أنجليــس‪:‬‬ ‫للحكايــة‪ ،‬أي عــام ‪ ،1973‬فــي لـ ّ‬ ‫أخصائيــة اجتماعيــة ِّ تدعــى آنــا غارســيا‬ ‫ّ‬ ‫(لينــدا كارديلينــي) تحقــق فــي حادثة اختفاء‬ ‫ُ َ ّ‬ ‫طفلــن‪ .‬رغــم عثورهــا عليهمــا‪ ،‬ال تحــل «لعنــة‬ ‫ُ‬ ‫ضــة التــي تغــرق‬ ‫ال لورونــا»‪ ،‬الــروح‬ ‫الغام ّ‬ ‫ّ‬ ‫طفلي آنا نفسها اآلن‪.‬‬ ‫األطفال‪ ،‬وتستهدف‬ ‫ّكل شــيء فــي الفيلــم ُيثير شـ ً‬ ‫ـعورا بمشــاهدته‬ ‫ً‬ ‫ـابقا‪ .‬البدايــة مقبولة نسـ ً‬ ‫ـبي ّا‪،‬‬ ‫مـ ّـرات عديــدة سـ‬ ‫في مشــهد املكســيك وفي تقديم شــخصية آنا‬ ‫ـرور ربــع‬ ‫وبحثهــا عــن الطفلـ‬ ‫ـن‪ .‬لكــن‪ ،‬بعــد ًمـ َ‬ ‫ّ‬ ‫تمهيدا َملشــاهد‬ ‫ســاعة فقط‪ ،‬يصبح كل شــيء‬ ‫‪ Jump scares‬بدائية وفارغة للغاية‪ ،‬وملشاهد‬ ‫ّ‬ ‫كثيرا‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ومملة ً‬ ‫تقليدي َتها‪.‬‬ ‫لشدة‬ ‫ّ‬ ‫أخرى طويلة ّ‬ ‫ٌ‬ ‫مثــل علــى ذلك‪ :‬آنا والقســيس‪ .‬تحاول آنا فهم‬ ‫ّ‬ ‫بشرح مطول يفتقر‬ ‫ما يحدث‪ ،‬فيبدأ القسيس‬ ‫ٍ‬ ‫ـال‪ ،‬قبــل الوصــول إلــى املواجهــة‬ ‫إلــى أي خيـ ٍ‬ ‫الختامية في املنزل‪ .‬ما الفرق بني هذا البناء‪،‬‬ ‫وذاك املوجــود فــي «الراهبة» لكــوران هاردي؟‬ ‫ملــاذا تتكـ ّـرر املشــاكل نفســها‪ ،‬رغــم االســتقبال‬ ‫الفني السيئ ً‬ ‫جدا لـ»الراهبة»؟‬ ‫هــذا يـ ّ‬ ‫ـؤدي إلــى ســؤال أهــم‪ ،‬يصلــح كإجا ًبــةٍ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫أيضــا‪ :‬هــل يهتــم منتجــو السلســلة‪ ،‬حقــا‪،‬‬ ‫باملســتوى الفنــي‪ ،‬إذا كانــوا قادريــن علــى‬ ‫ّ‬ ‫تحقيــق أكبــر قــدر ممكن من اإليــرادات‪ ،‬بأقل‬ ‫ً‬ ‫غالبــا‪« :‬كال»‪.‬‬ ‫ميزانيــة ممكنــة؟ الجــواب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فــا املســتوى وال الشــكل التنفيــذي مهمــان‪،‬‬ ‫ألن منتجــي العمــل يدركــون‪ ،‬ويستســلمون‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫تمامــا فــي الوقــت نفســه‪ ،‬أن فكــرة «دورة»‬ ‫ّ‬ ‫أفــام الرعــب تبــزغ ثــم تأفــل ثــم تنتهــي فــي‬ ‫‪ 10‬أعــوام‪ ،‬وبالتالــي فالهــدف الوحيــد هــو‬ ‫املكسب املالي‪ ،‬ال البقاء‪.‬‬

‫مك ّررة عن مهرجان مطلوب‬ ‫أسئلة ُ‬

‫مهرجانــات ســينمائية عديــدة‪ُ ،‬مقامة في دول‬ ‫عربيــة مختلفــة‪ ،‬تعانــي مشــاكل ّ‬ ‫جمــة‪ ،‬منهــا‬ ‫تعيني مسؤولني عنها‪ .‬فالتعيني سنوي‪ ،‬كأنه‬ ‫عقــد عمــل‪ ،‬فــي شــركة تجاريــة‪ ،‬قابــل للتجديد‪.‬‬ ‫هــذا ُمســيء للمهرجــان‪ ،‬لكنــه مفهــوم فــي دول‬ ‫ترفــض ســلطاتها الحاكمــة تحويــل أي نشــاط‬ ‫إلى ّ‬ ‫مؤسســة تسـ ّ‬ ‫ـتمر في العمل من دون خوف‬ ‫ً‬ ‫أو قلــق إزاء تغييــر يحصــل فجــأة‪ ،‬غالبــا ّمــن‬ ‫ّ‬ ‫املؤسســاتي يؤخــر‬ ‫دون ســبب‪ .‬انعــدام الفكــر‬ ‫تطوير مهرجان فني أو نشاط ثقافي‪ .‬التعيني‬ ‫ّ‬ ‫الســنوي ُمريـ ٌـح لســلطات عربيــة متحكمــة‬ ‫ً‬ ‫أكثــر منهــا حاكمــة‪ ،‬فهــو يمنــع ثباتــا ُيمكــن أن‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ينتفض عليها‪ ،‬فتهتز أركانه ولو قليال‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫أناســا‪،‬‬ ‫املــأزق أن التعيــن الســنوي يفــرح‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫متابعــن ومهتمــن‪ ،‬باختيــار فــان‪ ،‬إن يكــن‬ ‫لفــان بـ ٌ‬ ‫ـاع إيجابــي فــي شــؤون الســينما‪.‬‬

‫هــذا مشـ ٌ‬ ‫ـروع‪ .‬إصــدار قــرار باســتمرار املنتــج‬ ‫ً‬ ‫والسيناريســت املصري محمد حفظي رئيســا‬ ‫لـ»مهرجــان القاهــرة الســينمائي الدولي»‪ ،‬قبل‬ ‫أيــام قليلــة‪ُ ،‬مثيــر لالهتمــام‪ ،‬فحفظــي خبيــر‬ ‫ومتمـ ّـرس بالشــأن الســينمائي‪ ،‬والــدورة‬ ‫الســابقة (‪ )2018‬انعـ ٌ‬ ‫ـكاس لبعــض مــا لديــه‬ ‫فــي إدارة مهرجــان ُيفتــرض بــه أن يســتعيد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫انفعاليــا‪ .‬فحفظــي‬ ‫فعليــا ال‬ ‫مكانتــه الدوليــة‪،‬‬ ‫يقــول بضــرورة اســتكمال أفعــال الــدورة‬ ‫ّ‬ ‫الســابقة‪ ،‬والقيــام بالجهــود املمكنــة كلهــا‬ ‫لـ»وضـ ّـع املهرجــان فــي مكانتــه الطبيعيــة التي‬ ‫يســتحقها‪ ،‬كأقــدم مهرجــان ســينمائي دولــي‬ ‫في الشرق األوسط وشمال أفريقيا»‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫التجربــة األولــى مدخــل‪ ،‬لكــن التجربــة الثانيــة‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ظهــر تقدمــا‪ ،‬يقول حفظي إن‬ ‫يفتــرض بهــا أن ت ّ ِ‬ ‫ٌ‬ ‫بعض سماته (التقدم) كامن في «توطيد عالقة‬

‫املهرجــان بجمهــور الســينما فــي العاصمــة»‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫إن بعــرض مزيــد مــن األفــام املرتقبــة‪« ،‬التــي‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ترضــي األذواق الســينمائية كلهــا»‪ ،‬وإن بدعــم‬ ‫الجمهــور واملهرجان‪،‬‬ ‫«العالقــة التفاعليــة بــن ً‬ ‫بهــدف جعــل املهرجــان حدثــا دائــم االرتبــاط‬ ‫ّ‬ ‫محب للسينما في القاهرة»‪.‬‬ ‫بأي‬ ‫ُ‬ ‫الــدورة ال ــ‪ 41‬تقــام بــن ‪ 20‬و‪ 29‬نوفمبــر‪/‬‬ ‫تشــرين الثا َنــي ‪ .2019‬هــذا يعنــي أن املوعــد‬ ‫ُ ّ ٌ‬ ‫ـت محـ ّـدد‪ ،‬كــي يعتــاد‬ ‫الســنوي مثبــت بوقـ ٍ‬ ‫الجمهــور واملدعــوون الدائمــون عليــه‪ .‬هذا ما‬ ‫تفعله مهرجانات دولية كثيرة‪.‬‬ ‫نديم‪...‬‬ ‫النص الكامل‬ ‫على الموقع األلكتروني‬

‫للميــدان اســم‪« :‬بــاب الحديــد»‪ .‬نقــل التمثــال‬ ‫إلــى امليــدان نفســه‪ ،‬زمــن جمــال عبــد الناصر‬ ‫(‪ )1955‬والصدامــات الحـ ّ‬ ‫ـادة داخــل مجلــس‬ ‫الثــورة‪ ،‬يـ ّ‬ ‫ـؤدي إلــى تغييــر االســم‪« :‬ميــدان‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫رمســيس» (صــور فوتوغرافيــة باألســود‬ ‫واألبيــض تلتقــط بعــض تفاصيــل عمليــة‬ ‫النقــل)‪ .‬اســتعادة مجلــة ســنوية‪ ،‬الســمها‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫حاضرا‬ ‫رنــة تعكــس مــا ُيفترض بــه أن يكون‬ ‫(«مصــر اليــوم» باإلنكليزيــة‪ٌ ،‬الصــادرة منــذ‬ ‫ثالثينيــات القــرن ال ــ‪ ،)20‬كشــف إضافـ ّـي عــن‬ ‫تبـ ّـدل تشــهده مصــر نتيجــة انقــاب ضبــاط‬ ‫أحــرار علــى حكــم ملكــي (مســار تاريخ مصر‬ ‫يحضــر فــي تبـ ّـدل تشــهده املجلــة‪ُ :‬صـ َـور‬ ‫حاكمــن منــذ امللكيــة إلــى مــا بعــد الثــورة‬ ‫وانقالباتها الداخلية)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لـ»ميــدان بــاب الحديــد» حكايتــه أيضــا‪،‬‬ ‫ّ ً‬ ‫حيــزا لذكراهــا‪،‬‬ ‫فـ»ثــورة ‪ »1919‬تمتلــك فيــه‬ ‫ّ‬ ‫مثبـ ٌـت حينهــا بتمثــال «نهضــة مصــر»‪.‬‬ ‫الهــوس بالتاريــخ العســكري الفرعونــي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والرغبــة فــي إقصــاء كل ثــورة ســابقة علــى‬ ‫«ثــورة يوليــو»‪ ،‬دافعــان إلــى إزالــة «نهضــة‬ ‫ً‬ ‫إكرامــا لرمســيس الثانــي‪ُ .‬يــروى‬ ‫مصــر»‬ ‫ّ‬ ‫فــي الفيلــم أن األمــر الصــادر حينهــا بنقــل‬

‫ً‬ ‫ضمنيا ً‬ ‫أمرا بـ»إخالء امليدان‬ ‫التمثــال يحمــل‬ ‫ّ‬ ‫مــن تمثــال ثــورة ‪ ،1919‬ليحــل محلــه ًتمثــال‬ ‫ّ‬ ‫فيتغير االسم أيضا من‬ ‫ثورة يوليو ‪،»1952‬‬ ‫«نهضة مصر» إلى «رمسيس»‪.‬‬ ‫هــذه لــن ًتكــون تفاصيــل عابــرة‪ .‬حاكمــو‬ ‫مصــر الحقــا ُيقـ ّـررون إزالــة تمثــال رمســيس‬ ‫ّ‬ ‫بحجــة ترميمــه فــي‬ ‫الثانــي مــن مكانــه‪،‬‬ ‫املتحــف الوطنــي (‪ 25‬أغســطس‪ /‬آب ‪.)2006‬‬ ‫ّ‬ ‫متخصصــون يظهــرون أمــام كاميــرا عمــرو‬ ‫بيومــي (عبــد الغفــار شــديد‪ ،‬أســتاذ تاريــخ‬ ‫الفــن؛ واملـ ّ‬ ‫ـؤرخ عمــاد أبــو غــازي؛ واملهنــدس‬ ‫أحمــد حســن‪ُ ،‬م ِّ‬ ‫صمــم آليــة نقــل التمثـ ًـال‬ ‫ُ‬ ‫يقولون‪ ،‬ضمنا‬ ‫واملشرف على عملية النقل)‬ ‫ً‬ ‫ِّ ً‬ ‫أو مباشــرة‪ ،‬نقيــض هــذا‪ ،‬أو شــيئا مكمــا له‬ ‫مع إيضاحات علمية‪.‬‬ ‫تغييــر معالــم املدينــة (القاهــرة) ّ‬ ‫برمتهــا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سلبي على «ميدان رمسيس»‪ .‬الخطط‬ ‫مؤثر‬ ‫العمرانية وهندســة الطرقات والجســور في‬ ‫للسياسة‬ ‫امليدان نفسه تفرض إزالة التمثال‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وصراعاتهــا دور‪ .‬لكــن للبيئــة تأثيـ ًـرا أيضا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فالتلـ ّـوث ُمضـ ّـر بالتمثــال‪ ،‬وبالنــاس أوال‪،‬‬ ‫ومنذ سبعينيات القرن الـ‪« ،20‬يفقد التمثال‬ ‫أشياء منه»‪.‬‬

‫أقوالهم‬

‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ـاهد يأخــذ منــه‬ ‫الحــل هــو أن تقــدم مــا تؤمــن بــه بحريــة‪ ،‬واملشـ ِ‬ ‫مــا يريــده بالطريقــة املناســبة لــه‪ .‬أنــا أصنــع الفيلــم علــى مقاســي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشــخصي‪ ،‬ومــن حــق الجمهــور أن يتلقــاه كما يريــد‪ .‬من حقه أن‬ ‫يحب شخصية أو يكرهها‪ .‬أنا ِّ‬ ‫أقدم ما ّ‬ ‫ّ‬ ‫يخصني‪ .‬هذه هي الفكرة‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫أن تقدم ما تريد‪ ،‬ال ما يريده الناس‪.‬‬ ‫داوود عبد السيّد‬

‫ال شــيء ُيمكــن أن يوقــف يوســف شــاهني عــن العمــل‪ .‬إذا لــم يكن‬ ‫ّ‬ ‫فإنه ُي ِّ‬ ‫صور‪ ،‬وسيعثر على طريقة إلنجاز‬ ‫معه ما يكفي من مال‪،‬‬ ‫مؤسســة‪ّ ،‬‬ ‫الفيلــم الــذي يريــد‪ .‬إذا لــم تنوجد ّ‬ ‫يؤســس واحدة ُوينتج‬ ‫فيلمه‪ .‬على عكس شادي عبد السالم‪ :‬رسم‪ ،‬بدقة وعناية فائقتني‪،‬‬ ‫ديكورات «أخناتون» الذي لم ُينجزه‪ ،‬فهو ال يبدأ التصوير إال بعد‬ ‫حصولــه علــى تمويــل خرافــي يحلــم بــه إلنجــاز فيلمــه‪ .‬هــذه حالة‬ ‫فنان‪ ،‬لكن ليست بالضرورة حالة سينمائي‪.‬‬

‫يُسري نصراهلل‬

‫معظم أفالم املخرجات‪ ،‬هناك صورة إيجابية مختلفة للمرأة عن‬ ‫تلك الســلبية الســائدة‪ .‬لكن‪ ،‬ال يزال عدد املخرجات العربيات أقل‬ ‫مــن ‪ 5‬باملئــة‪ ،‬فــي الروائــي الطويــل األكثــر تأثيـ ًـرا‪ ،‬فالعــدد أكبر في‬ ‫الوثائقي والتلفزيوني‪.‬‬

‫سمير فريد‬

‫أفعالهم‬

‫مــع عــودة الحيــاة إلــى طبيعتهــا فــي عــدن‪ْ ،‬‬ ‫وإن ببــطء شــديد‬ ‫وعراقيــل كثيــرة‪ ،‬يواجه شــاب وحبيبته ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫تحديــات جمة يفترض‬ ‫ّ‬ ‫بهمــا التخلــص منهــا خــال ‪ 10‬أيــام فقط‪ ،‬هــي الفاصلة بينهما‬ ‫وبــن موعــد زفافهمــا‪ .‬لكن بعض العراقيــل متأتية من تداعيات‬ ‫ّ‬ ‫تلــك الحــرب‪ ،‬وإفرازاتهــا املختلفــة‪ .‬هــذا فــي «‪ 10‬أيام قبــل الزفة»‬ ‫لليمني عمرو جمال‪.‬‬

‫فــي فيلمهــا الروائــي الطويل األخيــر «إطار فارغ»‪ ،‬تتابع املغربية‬ ‫ســناء عكــرود رحلــة شــابة‪ ،‬حامــل في شــهرها الســادس‪ ،‬إلى‬ ‫ّ‬ ‫املدينــة لتركيــب عدســات ّ‬ ‫خاصــة بنظــارات شــيخ البلــدة‪ .‬رحلــة‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫وتحديــات ومغامــرات‪ ،‬ورغــم هــذا تصـ ّـر‬ ‫محفوفــة بمخاطــر‬ ‫ّ‬ ‫الشابة على إنجاز ّ‬ ‫املهمة بأفضل الوسائل املمكنة‪.‬‬ ‫ُتعتبر أثينا مدينة ّ‬ ‫متعددة الثقافات‪ ،‬كما ُيشير إلى ذلك كتاب‬ ‫مقـ ّـدس (الصــورة) لليونانيــة ماريــا الفي‪ .‬أثنــاء االحتفال بعيد‬ ‫الفصــح لــدى الطائفــة األرثوذكســية‪ ،‬تنكشــف ّ‬ ‫مطبــات ّ‬ ‫جمــة‬ ‫أمــام ‪ 4‬أفــراد يعيشــون فــي شــارع واحــد ّ‬ ‫تتغيــر معاملــه بشــكل‬ ‫مأســاوي‪ ،‬بعــد انفجــار مكتــب البريــد‪ ،‬بســبب «مقلــب» يقوم به‬ ‫ّ‬ ‫فيليبيني‪.‬‬ ‫مراهق‬

‫كشفت تقارير‬ ‫إخبارية أن ريال‬ ‫مدريد توصل‬ ‫التفاق شفهي‬ ‫مع صانع‬ ‫ألعاب توتنهام‬ ‫اإلنكليزي‪،‬‬ ‫الدنماركي‬ ‫كريستيان‬ ‫إريكسن‪ ،‬لالنتقال‬ ‫إلى صفوفه‪.‬‬ ‫وكشفت‬ ‫صحيفة (آس)‬ ‫في غالفها‬ ‫«إريكسن‪ ،‬اتفاق‬ ‫شفهي»‪.‬‬ ‫وأوضحت‬ ‫الصحيفة أن‬ ‫النادي «الملكي»‬ ‫يتفاوض مع‬ ‫«السبيرز» رغم‬ ‫معرفته بأن‬ ‫الرئيس‪ ،‬دانييل‬ ‫ليفي‪ ،‬س ُيعقد‬ ‫األمور في‬ ‫المفاوضات‬ ‫مثلما سبق‬ ‫وفعل في‬ ‫صفقة غاريث‬ ‫بيل‪.‬‬

‫إريكسن «ملكي»؟‬ ‫هل يرتدي إريكسن قميص النادي «الملكي» في الموسم المقبل؟ (‪)Getty‬‬

‫كاسياس عقب‬ ‫تعرضه ألزمة قلبية‪:‬‬ ‫شعرت بخوف شديد‬

‫سو وي تقلب‬ ‫الطاولة على أروابارينا‬ ‫في بطولة «الرباط»‬

‫اعتقال ‪ 6‬من‬ ‫مشجعي ليفربول‬ ‫في مدينة برشلونة‬

‫نشر اإلسباني إيكر كاسياس‪ ،‬حارس بورتو‬ ‫البرتغالي‪ ،‬رسالة عبر حسابه على شبكة (تويتر)‬ ‫االجتماعية وذلك بعد تعرضه ألزمة قلبية‬ ‫بسيطة خالل مران فريقه‪ .‬وكتب كاسياس على‬ ‫حسابه‪« :‬كل شيء تحت السيطرة هنا‪ ،‬لقد شعرت‬ ‫بخوف شديد‪ ،‬ولكن ما زلت بقوتي نفسها‪ .‬شكرًا‬ ‫ً‬ ‫جزيال لكل الرسائل والحب»‪ .‬وأرفق صاحب الـ‪37‬‬ ‫عامًا الرسالة بصورة له وهو يبتسم من داخل‬ ‫غرفته في إحدى مستشفيات مدينة بورتو‪.‬‬

‫حجزت التايوانية هيش سو وي مقعدها في‬ ‫الدور الثالث في بطولة الرباط املفتوحة لتنس‬ ‫السيدات‪ ،‬بعد أن قلبت تأخرها أمام اإلسبانية‬ ‫الرا أروابارينا بمجموعة للفوز بمجموعتني‬ ‫لواحدة في ثمن النهائي‪ .‬وبعد أن وجدت نفسها‬ ‫متأخرة في املجموعة بعد ساعتني من املنافسة‪.‬‬ ‫وواصلت صاحبة الـ‪ 33‬عامًا تفوقها الكاسح على‬ ‫اإلسبانية التي لم تفلح في تحقيق أي انتصار‬ ‫خالل املواجهات الخمس التي جمعتهما‪.‬‬

‫تعرض ستة من مشجعي فريق ليفربول لالعتقال‬ ‫جراء تورطهم في أعمال شغب في وسط مدينة‬ ‫برشلونة‪ ،‬قبل ساعات من انطالق مواجهة برشلونة‬ ‫وليفربول‪ .‬وفي تصريحات للوكالة اإلسبانية‪،‬‬ ‫كشفت مصادر أمنية أن املشجعني الستة سيظلون‬ ‫قيد االحتجاز حتى الجمعة‪ ،‬لحني عرضهم على‬ ‫إحدى املحاكم‪ .‬ويأتي سبب االعتقال على خلفية‬ ‫تورط هؤالء املشجعني بأعمال شغب في شوارع‬ ‫مدينة برشلونة واستفزازهم لجماهير الخصم‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫‪28‬‬

‫رياضة‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫تقرير‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫‪29‬‬

‫مباريـات‬ ‫األسبـوع‬

‫دخل العديد من نجوم الكرة العراقية دائرة اهتمام األندية األوروبية‬ ‫في الفترة األخيرة‪ ،‬ويأتي على رأسهم الهداف مهند علي الذي بات‬ ‫مطلبا لعمالقة القارة العجوز‬

‫وانــغ وسينياكوفا وستريكوفا إلــى ربــع نهائي‬ ‫بطولة براغ التشيكية‬ ‫حجزت الصينية كيانغ وان ــغ‪ ،‬املرشحة الثالثة للقب‪ ،‬والتشيكيتان كاترينا‬ ‫سينياكوفا‪ ،‬املرشحة الـســادســة‪ ،‬وبــاربــورا ستريكوفا‪،‬التاسعة‪ ،‬مقاعدهن‬ ‫في دور الثمانية في بطولة بــراغ املفتوحة للتنس‪ ،‬إثــر فوزهن في مواجهات‬ ‫الدور الثاني‪ .‬وفازت الصينية على اللوكسمبورغية ماندي مينال بمجموعتني‬ ‫لــواحــدة بــواقــع (‪ )6 - 4( ،)1 - 6‬و(‪ .)4 - 6‬وستلتقي وانــغ فــي ال ــدور الثالث‬ ‫مع الكرواتية بيرناردا بيرا التي أطاحت باألملانية أنتونيا لوتنر بمجموعتني‬ ‫نظيفتني (‪ )2 - 6‬و(‪ .)4 - 6‬بينما َ‬ ‫مرت سينياكوفا إلى نفس الدور إثر تفوقها‬ ‫على السلوفاكية يانا كابلوفا بمجموعتني نظيفتني بواقع (‪ )1 - 6‬و(‪،)3 - 6‬‬ ‫لتضرب موعدًا تشيكيًا خالصا في دور الثمانية مع مواطنتها ستريكوفا‬ ‫التي هزمت األميركية جيسيكا بيغوال بمجموعتني دون رد أيضًا (‪)7 - 5‬‬ ‫و(‪ .)2 - 6‬كما تأهلت األملانية الشابة تامارا كورباتش لنفس الدور على حساب‬ ‫السلوفاكية أنا كارولينا شميدلوفا بعد أن قلبت تأخرها في املجموعة األولى‬ ‫(‪ )4 - 6‬إلى فوز في املجموعتني التاليتني (‪ )3 - 6‬و(‪ .)0 - 6‬وستلتقي صاحبة‬ ‫الــ‪ 23‬عامًا في ربع النهائي مع السويسرية جيل بيلني تايشمان التي فجرت‬ ‫مفاجأة عبر اإلطاحة بالروسية سفيتالنا كوزنيتسوفا بمجموعتني لواحدة‬ ‫(‪ )3 - 6( ،)2 - 6‬و(‪.)2 - 6‬‬ ‫األندية األوروبية األكبر ترغب بضم النجم مهند علي (ماثيو أشتون‪)Getty/‬‬

‫موناكو يقلب الطاولة على رين ويتعادل إيجابيًا‬ ‫فرط فريق ستاد رين في ‪ 3‬نقاط كانت في جعبته بعد أن كان متقدمًا بهدفني‬ ‫نظيفني أمام ضيفه موناكو‪ ،‬ليتعادل في النهاية بهدفني في اللقاء الذي جمعهما‬ ‫واملؤجل من الجولة الـ‪ 34‬لبطولة الدوري الفرنسي‪ .‬تقدم أصحاب األرض بهدفني‬

‫صفاء هادي قريب من الدوري الروسي (زهي زهاو‪)Getty/‬‬

‫محترفون تحت رادار األندية األوروبية‬

‫نجوم العراق‬ ‫أيوب الحديثي‬

‫عدنان‬ ‫يواصل التألق‬ ‫يواصل العب المنتخب العراقي‬ ‫علي عدنان الــذي انتقل لفريق‬ ‫فــانــكــوفــر وايــتــكــابــس الــكــنــدي‪،‬‬ ‫بنظام اإلعـــارة ألربــعــة أشهر من‬ ‫نادي أودينيزي اإليطالي‪ ،‬عروضه‬ ‫القوية في الدوري األميركي‪ ،‬بعد‬ ‫أن ساهم في العديد من انتصارات‬ ‫فريقه‪ ،‬ويحاول الالعب استعادة‬ ‫مستواه المعهود‪ ،‬قبل العودة‬ ‫لناديه في الموسم القادم‪ ،‬بعد‬ ‫انتهاء فترة اإلعارة لخوض غمار‬ ‫الكالتشيو من جديد‪.‬‬

‫تعيش الـكــرة العراقية فـتــرة ازده ــار‬ ‫نسبية على مستوى والدة مواهب‬ ‫ج ـ ــدي ـ ــدة‪ ،‬دعـ ـم ــت صـ ـف ــوف مـنـتـخــب‬ ‫«أسود الرافدين»‪ ،‬الذي عانى من فترة ليست‬ ‫بالقصيرة غياب أسماء تعوض الجيل الذهبي‬ ‫للكرة الـعــراقـيــة‪ ،‬على مستوى ال ـهــداف أحمد‬ ‫راض ــي‪ ،‬وج ـنــرال خــط الــدفــاع عــدنــان درج ــال‪،‬‬ ‫وعمالقة حراسة املرمى‪ ،‬كرعد حمودي وأحمد‬ ‫جاسم‪ .‬ورغم أن مشاركة بطولة آسيا األخيرة‬ ‫تلب طموح الجماهير العراقية التي كانت‬ ‫لم ِ‬ ‫تمني النفس بدخول املربع الذهبي على األقل‪،‬‬ ‫لكن األنصار استبشروا خيرا من خالل ظهور‬ ‫نجوم شباب راهــن عليهم املــدرب السلوفيني‬ ‫كاتانيتش‪ ،‬وكسب هذا الرهان‪.‬‬ ‫وب ـع ــد تــأل ـق ـهــم اآلس ـ ـيـ ــوي‪ ،‬دخـ ــل ال ـع ــدي ــد من‬ ‫نـجــوم الـكــرة الـعــراقـيــة دائ ــرة اهـتـمــام األنــديــة‬ ‫األوروب ـيــة‪ ،‬ويأتي على رأسهم الـهــداف مهند‬ ‫ع ـل ــي‪ ،‬امل ـل ـقــب ب ــ«م ـي ـم ــي»‪ ،‬ح ـيــث ت ـق ــدم فــريــق‬ ‫مانشستر اإلنكليزي بخطاب رسمي لنادي‬ ‫الشرطة العراقي‪ ،‬من أجل فتح باب التفاوض‬ ‫بخصوص التعاقد مع املهاجم صاحب الـ(‪)18‬‬ ‫عــامــا‪ ،‬خــال الصيف املقبل‪ ،‬وبحسب تقارير‬ ‫صحافية عراقية‪ ،‬فإن نادي مانشستر سيتي‬ ‫قدم خمسة ماليني دوالر مقابل شراء الالعب‪،‬‬ ‫وه ــو الـعـقــد األغ ـلــى واألك ـب ــر ال ــذي يـصــل إلــى‬ ‫ال ـنـجــم ال ـش ــاب‪ ،‬إال أن نـ ــادي ال ـشــرطــة واص ــل‬ ‫التحفظ بخصوص مستقبل املهاجم‪ ،‬وأجــل‬ ‫الـحــديــث إل ــى حــن نـهــايــة املــوســم‪ ،‬وه ــو األمــر‬ ‫ذات ــه ال ــذي قــوبــل فيه عــرض ن ــادي إسطنبول‬ ‫بــاشــاك شهير‪ ،‬متصدر ال ــدوري التركي لكرة‬ ‫ال ـق ــدم لـلـمــوســم ال ـحــالــي‪ .‬وان ـهــالــت ال ـعــروض‬

‫أي ـض ــا ع ـلــى ن ـجــم آخـ ــر قـ ــدم ن ـف ـســه ب ـق ــوة في‬ ‫بطولة آسـيــا‪ ،‬وهــم العــب خــط الــوســط‪ ،‬صفاء‬ ‫هادي‪ ،‬الذي بات قريبًا من االنتقال إلى أوروبا‬ ‫خالل املوسم املقبل‪ ،‬في أول تجربة احترافية‬ ‫خالل مسيرته الكروية‪ ،‬والذي بحسب مصادر‬ ‫خاصة لـ(العربي الجديد)‪ ،‬فإنه تلقى عرضني‬ ‫رس ـم ـيــن م ــن زي ـن ــت الـ ــروسـ ــي‪ ،‬وال ـث ــان ــي من‬ ‫أح ــد أنــديــة الـ ــدوري الـبــرتـغــالــي امل ـم ـتــاز‪ .‬وفــي‬ ‫مركز حراسة املرمى‪ ،‬وضع نــادي أوساسونا‬ ‫مـتـصــدر الـ ــدوري اإلسـبــانــي لـلــدرجــة الثانية‪،‬‬

‫مباغتني مــع بــدايــة الـلـقــاء حـمــا تــوقـيــع نـفــس الــاعــب ال ـشــاب أدري ــن هــونــو في‬ ‫الدقيقتني ‪ 3‬و‪ .9‬إال أن فريق اإلمــارة رفض االستسالم للخسارة‪ ،‬وقلب الطاولة‬ ‫في الشوط الثاني بفضل «النمر» الكولومبي راداميل فالكاو الــذي مزق شباك‬ ‫رين بهدفني في الدقيقتني ‪ 69‬و‪ .75‬وبهذه النتيجة يقتسم الفريقان نقطة اللقاء‪،‬‬ ‫ليصبح رصيد رين ‪ 44‬نقطة في املركز الـ‪ .11‬بينما بات رصيد موناكو ‪ 33‬نقطة‬ ‫في املركز الـ‪ 16‬وال يزال موقفه خطيرًا‪ ،‬إذ يبتعد عن منطقة القاع بأربع نقاط فقط‪.‬‬

‫حارس منتخب العراق ونادي الشرطة محمد‬ ‫حميد‪ ،‬على راداره خالل االنتقاالت الصيفية‬ ‫امل ـق ـب ـلــة‪ ،‬ول ـك ــن األخـ ـي ــر ّأج ـ ــل م ـف ــاوضــات ــه مع‬ ‫النادي اإلسباني حتى إشعار آخــر‪ ،‬إلــى حني‬ ‫انتهاء الدوري العراقي‪.‬‬ ‫وقبيل انطالق بطولة آسيا‪ ،‬كان النجم العراقي‬ ‫أســامــة رشـيــد‪ ،‬العــب سانتا ك ــارا البرتغالي‬ ‫هدفًا لعمالق الكرة اإلسبانية فالنسيا الذي‬ ‫دخل في مفاوضات قوية مع ناديه البرتغالي‪،‬‬ ‫للحصول على خدماته‪.‬‬ ‫المنتخب العراقي ودع بطولة آسيا من دور الـ‪( 16‬محمد جمالي‪)Getty/‬‬

‫الجماهير العراقية تمني النفس ببلوغ منتخب بالدها مونديال قطر (ماثيو أشتون‪)Getty/‬‬

‫أسامة رشيد يواصل التألق في‬ ‫الدوري البرتغالي (غولتر فاتيا‪)Getty/‬‬

‫الدوري المصري‪ :‬األهلي يفوز ويقترب من الصدارة‬ ‫حقق األهلي فوزًا قاتًال‬ ‫على طالئع الجيش في‬ ‫المرحلة الحادية والثالثين‬ ‫من الدوري المصري‬

‫القاهرة ـ العربي الجديد‬

‫األهلي أصبح ثانيًا بفارق األهداف عن المتصدر بيراميدز (أحمد عواد‪)Getty/‬‬

‫بورتالند يُعادل دنفر وينتزع أفضلية األرض‬ ‫انتزع فريق بورتالند ترايل باليزرز أفضلية األرض من دنفر ناغتس وعادله‬ ‫(‪ )1 - 1‬بفوزه عليه (‪ ،)90 - 97‬في نصف نهائي املنطقة الغربية في دوري‬ ‫كــرة السلة األميركي للمحترفني‪ .‬وبفضل دفــاعــه الخانق منذ بــدايــة املـبــاراة‬ ‫وتــراجــع مستوى دنفر فــي األرب ــاع الثالثة األول ــى‪ ،‬حسم بــورتــانــد املواجهة‬ ‫وانتقلت إليه أفضلية األرض بحيث سيواجه خصمه على أرضه في املباراتني‬ ‫املقبلتني يومي الجمعة واألح ــد‪ .‬وحــرم العبو بــورتــانــد نجم دنفر العمالق‬ ‫الصربي نيكوال يوكيتش من تسجيل أكثر من ‪ 16‬نقطة‪ ،‬فيما كــان أفضل‬ ‫مسجل لديهم ســي جــاي مــاكــولــوم (‪ 20‬نقطة) والـتــركــي إينيس كانتر (‪15‬‬ ‫نقطة)‪ .‬واكتفى يوكيتش‪ ،‬صاحب ‪ 37‬نقطة في املباراة األولى التي انتهت بفوز‬ ‫دنفر (‪ ،)113 - 121‬بتسجيل ‪ 7‬سالت من ‪ 17‬محاولة‪ ،‬وأضاف زمياله جمال‬ ‫موراي وبول ميلساب ‪ 15‬و‪ 14‬نقطة تواليًا‪.‬‬

‫ان ـتــزع األه ـل ــي‪ ،‬حــامــل الـلـقــب‪ ،‬ف ــوزا قــاتــا في‬ ‫الدقيقة األخـيــرة مــن مضيفه طــائــع الجيش‬ ‫‪ ،1-2‬فــي امل ـب ــاراة الـتــي أقـيـمــت بينهما ضمن‬ ‫مـ ـب ــاري ــات امل ــرح ـل ــة الـ ـح ــادي ــة والـ ـث ــاث ــن مــن‬ ‫الدوري املصري لكرة القدم‪ ،‬ما جعله يتساوى‬ ‫ف ــي ال ـن ـقــاط م ــع امل ـت ـصــدر ب ـيــرام ـيــدز‪ .‬وسـجــل‬ ‫لألهلي املغربي وليد أزارو (‪ )1+45‬والتونسي‬ ‫علي معلول (‪ ،)90‬بينما أحــرز إســام جمال‬ ‫ه ــدف طــائــع ال ـج ـيــش (‪ 55‬م ــن رك ـلــة جـ ــزاء)‪،‬‬ ‫وبذلك رفــع األهلي رصيده إلــى ‪ 64‬نقطة في‬ ‫املركز الثاني متساويا مع بيراميدز املتصدر‪،‬‬ ‫علما أن لألهلي مباراتني مؤجلتني‪.‬‬ ‫وحـ ــرم ال ـقــائــم األي ـم ــن ملــرمــى طــائــع الجيش‬ ‫صالح جمعة من إحراز هدف التقدم بتصديه‬ ‫لتسديدته في الدقيقة ‪ ،25‬وقبل نهاية الشوط‬ ‫بثالث دقائق‪ ،‬سدد األنغولي جيرالدو كوستا‪،‬‬ ‫م ـهــاجــم األهـ ـل ــي‪ ،‬ك ــرة أب ـع ــده ــا أح ـم ــد سمير‬ ‫مدافع الجيش من على خط املرمى إلى ركنية‪،‬‬ ‫قبل أن يتصدى الحارس محمد بسام حارس‬

‫الطالئع لتسديدة حمدي فتحي (‪ ،)44‬وصوال‬ ‫إلــى هــدف التقدم الــذي سجله أزارو مستغال‬ ‫ت ـم ــري ــرة جـ ـي ــرال ــدو ل ـح ـظــة خـ ـ ــروج ال ـح ــارس‬ ‫(‪ .)1+45‬وتـخـلــى الع ـبــو طــائــع الـجـيــش في‬ ‫الشوط الثاني عن حذرهم الدفاعي‪ ،‬ونجحوا‬ ‫ف ــي إدراك ال ـت ـع ــادل‪ ،‬بـعــدمــا ان ـت ــزع مصطفى‬ ‫مـحـمــد رك ـلــة جـ ــزاء ان ـب ــرى لـهــا إسـ ــام جـمــال‬ ‫وسددها على يسار محمد الشناوي (‪.)55‬‬ ‫وفــي الدقيقة ‪ ،63‬تـصــدى بـســام لركلة جــزاء‬ ‫نـ ّـفــذهــا م ـع ـلــول‪ ،‬ق ـبــل ع ـشــر دق ــائ ــق م ــن طــرد‬ ‫الـحـكــم الع ــب الـطــائــع الـسـنـغــالــي ت ــاال نــداي‬ ‫لنيله اإلنذار الثاني‪ .‬واستغل األهلي النقص‬ ‫الـ ـع ــددي وس ـج ــل هـ ــدف الـ ـف ــوز ف ــي الــدقـيـقــة‬ ‫األخـيــرة من الشوط الثاني‪ ،‬بتسديدة قوية‬ ‫من معلول على يسار حارس الطالئع‪.‬‬ ‫ويـتـصــدر علي مـعـلــول‪ ،‬مــدافــع أيـســر األهلي‬ ‫ون ـج ــم امل ـن ـت ـخــب ال ـت ــون ـس ــي ح ــال ـي ــا‪ ،‬الئ ـحــة‬ ‫هدافي األهلي في الدوري بتسجيله ‪ 6‬أهداف‪.‬‬ ‫وتشير األرقــام التهديفية إلى وجــود مروان‬ ‫مـحـســن‪ ،‬أق ــدم مـهــاجـمــي األه ـل ــي ال ــواف ــد في‬

‫التونسي علي‬ ‫معلول يتصدر الئحة‬ ‫هدافي األهلي في‬ ‫الدوري بـ ‪ 6‬أهداف‬

‫صيف عــام ‪ 2016‬من اإلسماعيلي مقابل ‪10‬‬ ‫ماليني جنيه‪ ،‬وصيفا برصيد ‪ 5‬أهــداف‪ ،‬ثم‬ ‫يأتي الثنائي وليد أزارو املغربي وجونيور‬ ‫أجايي النيجيري في املركز الثالث برصيد ‪4‬‬ ‫أهداف لكال منهما‪.‬‬ ‫وأنفق األهلي لشراء الثنائي أجايي وأزارو‬ ‫‪ 3‬ماليني يــورو «‪ 60‬مليون جنيه»‪ ،‬فــي عهد‬ ‫املجلس السابق برئاسة محمود طــاهــر‪ ،‬ما‬ ‫بــن عــامــي ‪ 2016‬و‪ ،2017‬ثــم يــأتــي رابـعــا في‬ ‫الـتــرتـيــب ص ــاح مـحـســن‪ ،‬الــوافــد فــي يناير‪/‬‬ ‫كانون الثاني ‪ 2018‬من إنبي مقابل ‪ 42‬مليون‬ ‫جـنـيــه‪ ،‬وسـجــل حـتــى اآلن هــدفــن فـقــط‪ .‬وفــي‬ ‫مباراة أخرى‪ ،‬انتزع فريق الداخلية تعادال من‬ ‫مضيفه املقاولون العرب‪ ،‬بعدما ّ‬ ‫حول تأخره‬ ‫بهدفني إلى نتيجة ‪ ،2-2‬وتقدم املقاولون عن‬ ‫طــريــق أح ـمــد عـلــي ف ــي الـثــانـيــة ‪ ،12‬مسجال‬ ‫أس ــرع هــدف هــذا املــوســم وثــالــث أس ــرع هدف‬ ‫في تاريخ الــدوري املصري‪ ،‬والــذي أثار جدال‬ ‫كبيرا‪ ،‬بعد أن طالب العديد من العبي الكرة‬ ‫املصرية السابقني بلقب الهدف األسرع‪.‬‬ ‫وبعدها أضاف أحمد علي الهدف الثاني في‬ ‫الدقيقة ‪ ،29‬ليبتعد بـصــدارة هدافي الــدوري‬ ‫املصري هذا املوسم برصيد ‪ 17‬هدفا‪ .‬وعادل‬ ‫الداخلية النتيجة في الشوط الثاني عن طريق‬ ‫مـحـمــد ســالــم (‪ )62‬وح ـســام ســامــة «بــاولــو»‬ ‫(‪ 69‬مــن ركلة ج ــزاء)‪ ،‬ليرفع املـقــاولــون العرب‬ ‫رصيده إلى ‪ 44‬نقطة في املركز الخامس‪ ،‬فيما‬ ‫أصبح رصيد الداخلية ‪ 27‬نقطة وضعته في‬ ‫املركز السابع عشر قبل األخير‪.‬‬

‫بريشيا يعود إلى دوري األضواء ألول مرة منذ ‪2010‬‬ ‫ضمن فريق بريشيا عودته إلى دوري الدرجة األولى اإليطالي لكرة القدم للمرة‬ ‫األولى منذ موسم ‪ ،2011-2010‬وذلك بعد فوزه األربعاء على أسكولي بهدف‬ ‫نظيف في دوري الدرجة الثانية‪ .‬وحسم بريشيا عودته قبل مرحلتني على‬ ‫انتهاء املوسم وذلــك بتقدمه بفارق سبع نقاط عن باليرمو الثالث‪ ،‬علما بأن‬ ‫صاحبي املركزين األول والثاني يصعدان مباشرة الى الدرجة األولــى‪ ،‬فيما‬ ‫تخوض األندية التي تحتل املراكز من الثالث الى الثامن دورًا فاصال لتحديد‬ ‫ثالث الصاعدين‪ .‬ويـبــدو ليتشي الــذي يتقدم بـفــارق أربــع نقاط عــن باليرمو‬ ‫الـثــالــث‪ ،‬األق ــرب للحاق ببريشيا الــذي ال يملك فــي سجله ســوى ثالثة ألقاب‬ ‫في الدرجة الثانية رغم تعاقده مع العبني كبار مثل روبرتو باجيو‪ ،‬الروماني‬ ‫جورجي هاجي‪ ،‬اإلسباني جوسيب غوارديوال أو أندريا بيرلو‪.‬‬

‫أوساسونا اإلسباني يرغب بالتعاقد مع الحارس محمد حميد (ويل روسيل‪)Getty/‬‬

‫قطر تستضيف أبطال العالم أللعاب القوى‬ ‫يتنافس أبطال العالم في‬ ‫رياضة ألعاب القوى في‬ ‫الدوري الماسي بالجولة‬ ‫األولى التي ستقام بقطر‬

‫تنطلق النسخة العاشرة من جولة الدوحة‬ ‫االف ـت ـتــاح ـيــة م ــن ال ـ ـ ــدوري امل ــاس ــي ألل ـعــاب‬ ‫ال ـق ــوى (ق ـطــر ‪ )2019‬عـلــى مـضـمــار اسـتــاد‬ ‫خـلـيـفــة ال ــدول ــي ال ـي ــوم الـجـمـعــة‪ ،‬بـمـشــاركــة‬ ‫نخبة كبيرة من أبطال وبطالت األوملبياد‬ ‫والـ ـع ــال ــم والـ ـت ــي ت ـع ــد ب ــروف ــة اس ـت ـع ــدادي ــة‬ ‫لنهائيات كــأس العالم أللعاب القوى التي‬ ‫سـتـسـتـضـيـفـهــا ق ـطــر ف ــي ش ـهــر سـبـتـمـبــر‪/‬‬ ‫أيـلــول املـقـبــل‪ .‬وستشهد البطولة مشاركة‬ ‫أبــرز أبطال أم األلعاب على غــرار بطل رمي‬ ‫ال ـك ـل ــة األمـ ـي ــرك ــي ج ــو ك ــوف ــاك ــس‪ ،‬والـ ـع ــداء‬ ‫جيريمي ريتشاردز من ترينيداد وتوباغو‪،‬‬ ‫وب ـطــل الـقـفــز بــالــزانــة بـيـتــر ل ـيــزك وغـيــرهــم‬ ‫س ـي ـت ـن ــاف ـس ــون عـ ـل ــى خـ ـط ــف األل ـ ـق ـ ــاب فــي‬ ‫سباقات وتحديات مثيرة‪.‬‬ ‫وي ـح ـم ــل ب ـط ــل رم ـ ــي ال ـك ـل ــة األمـ ـي ــرك ــي جــو‬ ‫كــوفــاكــس فــي سجله ذهبية بطولة العالم‬ ‫(ب ـكــن ‪ ) 2015‬وفـضـيــة أومل ـب ـيــاد (ري ــو دي‬ ‫جــان ـيــرو ‪ ) 2016‬وفـضـيــة بـطــولــة ال ـعــالــم (‬ ‫لندن ‪ ) 2017‬أما العداء جيريمي ريتشاردز‬ ‫فهو حامل امليدالية البرونزية فــي بطولة‬

‫العالم ( لندن ‪ ) 2017‬فــي سباق ‪ 200‬متر‪،‬‬ ‫وق ــد ت ــوج ثــالـثـهـمــا ال ـبــول ـنــدي ب ـطــل الـقـفــز‬ ‫بالزانة بيتر ليزك ببرونزيتي بطولة العالم‬ ‫في ‪ ،2015‬و‪ ،2016‬وفضية ‪.2017‬‬ ‫وكـ ــانـ ــت ال ـل ـج ـن ــة ال ـع ـل ـي ــا امل ـن ـظ ـم ــة ل ـجــولــة‬ ‫ال ــدوح ــة االف ـت ـتــاح ـيــة أع ـل ـنــت م ـش ــارك ــة ‪11‬‬ ‫عــداء قطريا وأن الفريق القطري سيشارك‬ ‫في أكثر من مسابقة‪ ،‬حيث يتصدر أبوبكر‬ ‫حـيــدر قائمة سـبــاق ‪ 800‬متر على العالم‪،‬‬ ‫والـ ـ ــذي سـيـشـهــد أي ـض ــا م ـش ــارك ــة ال ـثــاثــي‬ ‫الـ ـقـ ـط ــري جـ ـم ــال حـ ـ ـي ـ ــران‪ ،‬م ـ ـبـ ــارك راب ـ ـ ــي ‪،‬‬ ‫وع ـبــدالــرح ـمــن ح ـســن‪ ،‬فـيـمــا س ـي ـشــارك في‬ ‫سـ ـب ــاق ‪ 200‬م ـت ــر كـ ــل مـ ــن ج ــاب ــر امل ـع ـمــري‬ ‫وأواب بارو‪ ،‬فيما سيشهد سباق ‪ 1500‬متر‬ ‫مشاركة حمزة دريوش‪ ،‬مصعب آدم‪ ،‬ومهند‬ ‫خميس‪ ،‬بينما سيشارك في سباق ‪ 3‬آالف‬ ‫متر ياسر باغراب‪ ،‬وأخيرا سيشارك معاذ‬ ‫إبراهيم ألول مرة في مسابقة رمي القرص‬ ‫بعد تصعيده من فئة الشباب إلى العموم‪.‬‬ ‫وأوضـ ـح ــت ال ـل ـج ـنــة غ ـي ــاب األبـ ـط ــال معتز‬ ‫بــرشــم وع ـبــد اإلل ــه هـ ــارون وع ـبــد الــرحـمــن‬ ‫صــام ـبــا ع ــن امل ـشــاركــة ف ــي جــولــة ال ــدوح ــة‪،‬‬ ‫حيث فضل الجهاز الفني للمنتخب إراحة‬ ‫ب ــرش ــم ال ـعــائــد م ــن اإلص ــاب ــة ح ـتــى تكتمل‬ ‫ج ــاه ــزي ــة ل ـب ـطــولــة الـ ـع ــال ــم‪ ،‬ف ـي ـمــا ت ـعــرض‬ ‫ه ـ ـ ــارون إلص ــاب ــة ف ــي الـ ـت ــدريـ ـب ــات‪ ،‬بـيـنـمــا‬ ‫سيكون غياب صامبا لعدم وجود مسابقة‬ ‫‪ 400‬م ـت ــر حـ ــواجـ ــز فـ ــي ال ـ ـجـ ــولـ ــة‪ .‬وك ــان ــت‬ ‫أكــادي ـم ـيــة أس ـبــايــر ق ــد اس ـت ـضــافــت أب ـطــال‬

‫ألعاب القوى العامليني وهمجو كوفاكس‪،‬‬ ‫وجيريمي ريتشاردز من وبيتر ليزك الذين‬ ‫قادوا طالب األكاديمية في حصة تدريبية‬ ‫ب ـح ـض ــور ع ـ ــدد غ ـف ـيــر م ـن ـهــم م ــن مـخـتـلــف‬

‫ال ـت ـخ ـص ـصــات ف ــي ري ــاض ــة أل ـع ــاب ال ـق ــوى‪.‬‬ ‫وق ـ ـ ــام الـ ـث ــاث ــي ب ـت ـق ــدي ــم ح ـص ــة تــدري ـب ـيــة‬ ‫اسـ ـتـ ـم ــرت لـ ـس ــاع ــة عـ ـل ــى مـ ـضـ ـم ــار ألـ ـع ــاب‬ ‫ال ـق ــوى ف ــي ق ـبــة أس ـبــايــر بـ ــدأت بــاإلح ـمــاء‪،‬‬

‫كوفاكس يستعد للمشاركة في الدوري الماسي (أندي ليون‪)Getty/‬‬

‫باإلضافة إلــى تعليمهم عــددا من املهارات‬ ‫االحـتــرافـيــة‪ ،‬وت ـبــادل األب ـطــال الـحــديــث مع‬ ‫نـ ـج ــوم امل ـس ـت ـق ـبــل مـ ــن ط ـ ــاب األك ــادي ـم ـي ــة‬ ‫مـقــدمــن ال ـعــديــد مــن الـنـصــائــح ل ـهــم‪ .‬وقــال‬ ‫بـطــل رم ــي الـكـلــة األم ـيــركــي جــو كــوفــاكــس‪:‬‬ ‫«مــن الــرائــع التواجد في أكاديمية أسباير‬ ‫للمرة األولى‪ ،‬وقد سبق أن شاهدت العديد‬ ‫مـ ــن ال ــري ــاضـ ـي ــن ع ـب ــر وسـ ــائـ ــل ال ـت ــواص ــل‬ ‫االجتماعي أثناء تدريباتهم ومعسكراتهم‪،‬‬ ‫وخاصة أثناء تواجدهم في غرف التدريب‬ ‫واألثقال‪ ،‬ومنهم من كان هنا قبل أسبوعني‬ ‫للمشاركة فــي الـبـطــولــة اآلسـيــويــة أللـعــاب‬ ‫الـقــوى‪ ،‬واآلن وبعد زيــارتــي لألكاديمية ال‬ ‫أعتقد أن هناك مكانا يضارع ذلك الصرح‬ ‫العظيم في إمكاناته وتجهيزاته»‪.‬‬ ‫وب ــال ـح ــدي ــث ع ــن م ـشــارك ـتــه ف ــي مـنــافـســات‬ ‫الــدوري املاسي‪ ،‬قال‪« :‬سأخوض منافسات‬ ‫ال ـيــوم الجمعة بـكــل ح ـمــاس‪ ،‬وآم ــل الـعــودة‬ ‫ل ـخــوض مـنــافـســات بـطــولــة ال ـعــالــم أللـعــاب‬ ‫الـ ـق ــوى ف ــي سـبـتـمـبــر آمـ ــا ال ـح ـص ــول على‬ ‫امليدالية الذهبية»‪.‬‬ ‫وف ــي ال ـس ـيــاق ذات ـ ــه‪ ،‬ق ــال الـ ـع ــداء جـيــريـمــي‬ ‫ريتشاردز‪« :‬إنني سعيد بالعودة للدوحة‪،‬‬ ‫وامل ـش ــارك ــة ف ــي مـنــافـســات ال ـ ــدوري املــاســي‬ ‫على استاد خليفة الدولي والذي يستضيف‬ ‫ب ـطــولــة ال ـعــالــم ف ــي أل ـع ــاب ال ـق ــوى وه ــو ما‬ ‫ً‬ ‫كثيرا في االستعداد للبطولة‬ ‫سيساعدني‬ ‫الكبرى»‪.‬‬ ‫(قنا)‬


‫‪30‬‬

‫رياضة‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫صورة في خبر‬

‫تقرير‬ ‫تمكن النجم ليونيل ميسي وزميله لويس سواريز من قيادة برشلونة إلى‬ ‫تحقيق الفوز على ضيفه ليفربول بثالثة أهداف نظيفة‪ ،‬ليواصل البارسا‬ ‫سجله الرائع الخالي من الهزائم على أرضه وبين جماهيره‪ ،‬منذ أن لحقت‬ ‫به الخسارة أمام بايرن ميونخ عام ‪ 2013‬في دوري أبطال أوروبا‬

‫دي خيا في سان جيرمان؟‬ ‫كشفت تقارير إخبارية عــن سعي إدارة نــادي بــاريــس ســان جيرمان للحصول على‬ ‫خدمات الحارس اإلسباني أنخيل دي خيا‪ .‬وذكــرت صحيفة «ديلي ستار» البريطانية‬ ‫أن إدارة الباريسي عرضت على دي خيا أن يكون أغلى حــارس مرمى في العالم حال‬ ‫انتقاله إلى بطل الدوري املحلي براتب سنوي يصل إلى ‪ 24‬مليون يورو‪ .‬وأشارت إلى أن‬ ‫املفاوضات الجارية لم تثمر عن اتفاق‪ ،‬إال أن الظروف قد تكون مواتية لرحيل دي خيا‬ ‫خاصة وأن عقده سينتهي في صيف ‪ .2020‬وحال عدم رحيله الصيف القادم‪ ،‬سيكون‬ ‫بإمكان دي خيا التفاوض بشكل حر مع أي نادي بداية من يناير‪/‬كانون الثاني املقبل‪.‬‬

‫ميسي‬ ‫يُسقط ليفربول‬ ‫قتيبة خطيب‬

‫وض ــع ن ــادي بــرشـلــونــة اإلسـبــانــي‬ ‫ق ــدم ــه فـ ــي ن ـه ــائ ــي دوري أب ـط ــال‬ ‫أوروب ـ ــا ل ـكــرة ال ـق ــدم‪ ،‬بـعــدمــا حقق‬ ‫ف ــوزًا كـبـيـرًا عـلــى ضيفه لـيـفــربــول اإلنكليزي‬ ‫ب ـثــاثــة أه ـ ــداف دون رد ع ـلــى مـلـعــب «كــامــب‬ ‫نــو» فــي امل ـبــاراة الـتــي جمعت بينهما‪ ،‬ضمن‬ ‫م ـن ــاف ـس ــات ذهـ ـ ــاب ن ـص ــف ن ـه ــائ ــي امل ـســاب ـقــة‬ ‫ال ـق ــاري ــة‪ .‬وقـ ــاد ال ـن ـجــم األرج ـن ـت ـي ـنــي لـيــونـيــل‬ ‫ميسي قائد نــادي برشلونة اإلسباني فريقه‬ ‫إلــى تحقيق الفوز على ضيفه ليفربول‪ ،‬بعد‬ ‫أن استطاع تسجيل هدفني في الدقيقة (‪،)75‬‬ ‫و(‪ ،)82‬مــن ركلة حــرة مباشرة رائـعــة‪ ،‬سكنت‬ ‫شباك الحارس أليسون بيكر‪ ،‬الذي لم يستطع‬ ‫صدها‪ ،‬ليصبح برصيد البرغوث األرجنتيني‬ ‫‪ 600‬هــدف فــي مسيرته الـكــرويــة مــع البارسا‬ ‫ومنتخب بالده في جميع املسابقات املحلية‬ ‫والقارية والعاملية‪ ،‬باإلضافة إلى وصوله إلى‬ ‫‪ 26‬هــدفــا فــي شـبــاك األنــديــة اإلنـكـلـيــزيــة‪ ،‬و‪12‬‬ ‫هــدفــا فــي املسابقة الـقــاريــة باملوسم الحالي‪،‬‬ ‫لـيـجـعــل فــري ـقــه ي ـخ ـطــو خ ـط ــوة ك ـب ـيــرة نـحــو‬ ‫الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا‪ ،‬منذ‬ ‫تتويجه عام ‪.2015‬‬ ‫وكــان النجم األوروغــوايــانــي لــويــس ســواريــز‬

‫‪31‬‬

‫غاب الحظ عن نجوم‬ ‫نادي ليفربول‬ ‫في مواجهة برشلونة‬ ‫قد كسر صيامه مع نادي برشلونة في بطولة‬ ‫دوري أبطال أوروبا في املوسم الحالي‪ ،‬بعدما‬ ‫اس ـت ـطــاع تـسـجـيــل ال ـه ــدف األول لـفــريـقــه في‬ ‫الدقيقة (‪ ،)26‬واحتفل بطريقة جنونية أثارت‬ ‫غضب جماهير نــاديــه السابق التي توعدت‬ ‫باستقباله بطريقة مثيرة في لقاء اإلياب على‬ ‫ملعب «آنـفـيـلــد»‪ .‬واس ـت ـطــاع األوروغ ــواي ــان ــي‬ ‫لويس سواريز تسجيل هدفه األول في دوري‬ ‫أب ـطــال أوروبـ ــا لـلـمــوســم ال ـحــالــي‪ ،‬بـعــدمــا قــام‬ ‫بــذلــك فــي ذه ــاب رب ــع نـهــائــي املــوســم املــاضــي‬ ‫أم ـ ــام رومـ ـ ــا‪ ،‬ع ـنــدمــا اس ـت ـط ــاع تـسـجـيــل أحــد‬ ‫األهداف األربعة في شباك الحارس البرازيلي‬ ‫أليسون بيكر‪ ،‬الــذي كــان حامي عرين «ذئــاب‬ ‫روم ـ ــا»‪ .‬وج ـ ــاءت املـ ـب ــاراة م ـثـيــرة م ـنــذ إط ــاق‬ ‫الحكم الهولندي بيورن كيبرز صافرة البداية‪،‬‬ ‫ب ـع ــدم ــا اع ـت ـم ــد امل ـ ـ ــدرب اإلسـ ـب ــان ــي إرن ـس ـتــو‬ ‫فالفيردي على البرازيلي فيليبي كوتينيو‪،‬‬

‫شتيغن يحرم ليفربول من األهداف‬

‫خطف الحارس األلماني مارك أندريه تير شتيغن‪ ،‬حامي عرين برشلونة‪،‬‬ ‫األضواء وبقوة‪ ،‬بعدما ساهم في فوز فريقه على ضيفه ليفربول‬ ‫بثالثة أهداف نظيفة‪ ،‬على ملعب «كامب نوب»‪ ،‬في المباراة التي‬ ‫جمعت بينهما‪ ،‬ضمن منافسات ذهاب نصف نهائي دوري أبطال‬ ‫أوروبا‪ .‬وتمكن تير شتيغن من حرمان مهاجمي ليفربول اإلنكليزي في‬ ‫الشوط الثاني‪ ،‬من ثالثة أهداف محققة‪ ،‬بعد أن وقف كالسد المنيع‬ ‫في وجه النجم العربي المصري محمد صالح‪ ،‬وزميله جيمس ميلنر‪.‬‬

‫وزم ـي ـلــه الـتـشـيـلــي أرتـ ـ ــورو ف ـي ــدال ف ــي وســط‬ ‫امللعب‪ ،‬مع االعتماد على االنطالقات السريعة‬ ‫لألوروغواياني لويس سواريز‪ ،‬والتمريرات‬ ‫املتقنة للنجم األرجنتيني ليونيل ميسي‪.‬‬ ‫أمــا فــي الجهة املقابلة‪ ،‬فقام امل ــدرب األملاني‬ ‫بــالــزج بتشكيلته املـعـتــادة بالنجوم‪ ،‬وعلى‬ ‫رأس ـ ـهـ ــم الـ ـع ــرب ــي امل ـ ـصـ ــري م ـح ـم ــد صـ ــاح‪،‬‬ ‫والسنغالي ساديو ماني‪ ،‬مع إبقاء البرازيلي‬ ‫روبرتو فيرمينو على مقاعد البدالء‪ ،‬بعدما‬ ‫كـ ــان يـ ـح ــوم الـ ـش ــك حـ ــول م ـش ــارك ـت ــه بـسـبــب‬ ‫إصابة في الفخذ‪ ،‬قبل أن يشركه في الدقائق‬ ‫األخيرة بعد أن سجل ميسي الهدف الثالث‪.‬‬ ‫وغـ ـ ــاب الـ ـح ــظ ع ــن ل ـي ـف ــرب ــول‪ ،‬ب ـس ـبــب تـمـكــن‬ ‫الحارس األملاني مارك أندريه تير شتيغن‪ ،‬من‬ ‫حرمان مهاجمي الــريــدز في الشوط الثاني‪،‬‬ ‫من ثالثة أهداف محققة‪ ،‬بعد أن وقف كالسد‬ ‫املنيع في وجه النجم العربي املصري محمد‬ ‫صالح‪ ،‬وزميله جيمس ميلنر قائد خط وسط‬ ‫الــريــدز‪ ،‬وســط حسرة املــدرب األملــانــي يورغن‬ ‫كلوب‪ ،‬الذي ظهر حزينًا على ضياع الفرص‬ ‫املحققة في مباراة ذهاب نصف نهائي دوري‬ ‫أب ـط ــال أوروب ـ ـ ــا‪ .‬وف ــي ال ــدق ــائ ــق األخـ ـي ــرة من‬ ‫عمر املــواجـهــة الـقــويــة‪ ،‬حصل ليفربول على‬ ‫فرصة ذهبية في محاولة البقاء في املسابقة‬ ‫القارية‪ ،‬لكن الحظ أدار ظهره للنجم محمد‬ ‫صـ ـ ــاح‪ ،‬ب ـع ــدم ــا ارت ـط ـم ــت ك ــرت ــه ف ــي ال ـقــائــم‬ ‫األي ـســر ل ـنــادي بــرشـلــونــة فــي الــدقـيـقــة (‪،)84‬‬ ‫إال أن رفــاق ميسي كــادوا أن يضيفوا الهدف‬ ‫الــرابــع‪ ،‬عبر الفرنسي عثمان ديمبلي‪ ،‬الــذي‬ ‫أضــاع انـفــراده بالحارس البرازيلي أليسون‬ ‫بيكر في الدقيقة (‪.)96‬‬ ‫وبعد الفوز املستحق‪ ،‬يأمل نــادي برشلونة‬ ‫ف ــي الـ ـحـ ـف ــاظ ع ـل ــى ال ـن ـت ـي ـجــة الـ ـت ــي حـقـقـهــا‬ ‫ف ــي مــواج ـهــة ال ــذه ــاب أمـ ــام ل ـي ـفــربــول‪ ،‬ال ــذي‬ ‫سيستضيف ل ـقــاء اإليـ ــاب عـلــى ملعبه يــوم‬ ‫الثالثاء املقبل في ملعب «آنفيلد»‪ ،‬إذ يطمح‬ ‫رف ـ ــاق ال ـن ـجــم األرج ـن ـت ـي ـنــي ل ـيــون ـيــل ميسي‬ ‫ملــواصـلــة حلمه بـتـكــرار مــا فعلوه فــي عامي‬ ‫‪ ،2009‬و‪ ،2015‬ع ـنــدمــا اس ـت ـطــاعــوا تحقيق‬ ‫ثالثية الليغا وك ــأس ملك إسبانيا ودوري‬ ‫أب ـطــال أوروب ـ ــا‪ .‬وتـمـكــن ن ــادي بــرشـلــونــة من‬ ‫الحفاظ على لقب الــدوري اإلسباني املمتاز‬ ‫لكرة القدم للمرة الثانية على التوالي‪ ،‬بعدما‬ ‫تـ ــوج ف ــي بــال ـب ـطــولــة امل ـح ـل ـيــة ف ــي األس ـب ــوع‬ ‫املاضي‪ ،‬باإلضافة إلى التمكن من الوصول‬ ‫إلى نهائي كأس ملك إسبانيا‪ ،‬الذي سيواجه‬ ‫ف ـيــه خـصـمــه فــالـنـسـيــا ع ـلــى مـلـعــب «بينتو‬ ‫ف ـي ــام ــاري ــن» ف ــي مــدي ـنــة إشـبـيـلـيــة ف ــي ال ـ ــ‪25‬‬ ‫مايو‪/‬أيار الحالي‪.‬‬ ‫أمـ ــا ن ـ ــادي ل ـي ـفــربــول اإلن ـك ـل ـي ــزي‪ ،‬ف ـع ـلـيــه أن‬ ‫ُيـحـضــر نفسه جـيـدًا فــي مــواجـهــة إي ــاب ربــع‬ ‫نـهــائــي دوري أب ـطــال أوروب ــا أم ــام برشلونة‬ ‫على ملعب «آنـفـيـلــد»‪ ،‬حتى يـعــود مــن بعيد‬ ‫وي ـح ـقــق «ريـ ـم ــونـ ـت ــادا» تـ ـق ــوده إلـ ــى نـهــائــي‬ ‫املسابقة القارية للمرة الثانية على التوالي‪،‬‬

‫على هامش الحدث‬ ‫محكمة التحكيم الرياضي ترفض استئناف سيمينيا‬ ‫خسرت الـعــداءة الجنوب أفريقية كاستر سيمينيا معركتها القضائية مع االتحاد‬ ‫الدولي أللعاب القوى أمــام محكمة التحكيم الرياضي‪ ،‬من أجل تغيير قواعد خفض‬ ‫معدالت هرمون تستوستيرون املتزايدة في الدم بشكل طبيعي لدى بعض العداءات من‬ ‫اإلناث‪ .‬ورفضت املحكمة االستئناف الذي تقدمت به صاحبة الـ‪ 28‬عامًا‪ ،‬البطلة األوملبية‬ ‫مرتني وبطلة العالم فــي سباقات ‪800‬م ‪ 3‬م ــرات‪ ،‬مــن أجــل االسـتـمــرار فــي املشاركة‬ ‫بمنافسات السيدات‪ ،‬وذلك بسبب ارتفاع معدالت هرمون تستوستيرون لديها‪ .‬وأكدت‬ ‫املحكمة أن العداءة السمراء يجب أن تلجأ للعالج من أجل خفض نسبة هذا الهرمون‬ ‫من أجل السماح لها‪ ،‬هي وأي عداءة أخرى تواجه نفس األمر‪ ،‬باملشاركة في منافسات‬ ‫السيدات‪ ،‬وإال ستكون مضطرة لالنتقال ملنافسات الرجال‪ .‬ودار النزاع حول القواعد‬ ‫الجديدة التي أعلنها االتحاد الدولي منذ عام من أجل اقتصار مشاركة الرياضيات‬ ‫مثل سيمينيا على منافسات السيدات ما بني ‪400‬م وحتى ألف و‪500‬م‪ .‬وبرر االتحاد‬ ‫هذه القرارات‪ ،‬التي استأنفت سيمينيا عليها في يونيو‪/‬حزيران ‪ ، 2018‬بأنها كانت‬ ‫ضرورية للحد من األفضلية التي تتمتع بها العبات مثل الجنوب أفريقية‪ ،‬حيث إن‬ ‫هرمون تستوستيرون‪ ،‬املتواجد بمعدالت أكبر لدى الرجال بشكل طبيعي‪ ،‬يساعد‬ ‫على ضخ قوة كبيرة في العضالت‪.‬‬

‫وال ـت ــاس ــع ف ــي ت ــاري ـخ ــه‪ ،‬ال ـت ــي اس ـت ـط ــاع مــن‬ ‫خاللها تحقيق خمسة ألقاب‪ ،‬كان آخرها في‬ ‫عام ‪ .2005‬وتمنت جماهير نادي ليفربول‪ ،‬أن‬ ‫يحقق نجومها فوزًا على برشلونة في ملعب‬ ‫«كــامــب ن ــو»‪ ،‬وي ـكــرروا مــا حــدث فــي موسمي‬ ‫‪ ،1976/ 1975‬عندما فاز الريدز على برشلونة‬ ‫بهدف مقابل ال شيء في ذهاب نصف نهائي‬

‫كــأس االتـحــاد األوروب ــي‪ ،‬وفــي ‪،2007/ 2006‬‬ ‫حني تغلبوا على البارسا بهدفني لواحد في‬ ‫ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا‪.‬‬ ‫لـكــن بــرشـلــونــة كـ ّـشــر ع ــن أن ـيــابــه‪ ،‬واسـتـطــاع‬ ‫إظ ـهــار قــوتــه عـلــى أرض ملعب «كــامــب نــو»‪،‬‬ ‫وتـمـكــن مــن مــواصـلــة تـعــزيــز رقـمــه القياسي‬ ‫ألطـ ــول سـلـسـلــة م ــن امل ـب ــاري ــات املـتـتــالـيــة في‬

‫دوري أبطال أوروب ــا دون التعرض للهزيمة‬ ‫بـ ــن جـ ـم ــاهـ ـي ــر‪ ،‬ل ـت ـص ـب ــح ‪ 32‬م ـ ـ ـبـ ـ ــاراة‪ ،‬مـنــذ‬ ‫خسارتهم أمــام بايرن ميونخ بثالثة أهداف‬ ‫مقابل ال شيء في إياب نصف نهائي املسابقة‬ ‫القارية في األول من مايو‪/‬أيار عام ‪.2013‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬تمكن نادي أياكس أمستردام‬ ‫ال ـه ــول ـن ــدي م ــن خ ـط ــف فـ ــوز م ـس ـت ـحــق أم ــام‬

‫ُمضيفه تــوتـنـهــام اإلنـكـلـيــزي بـهــدف نظيف‬ ‫عـلــى ملعب «واي ــت ه ــارت ل ــن»‪ ،‬فــي امل ـبــاراة‬ ‫الـتــي جمعت بينهما بــذهــاب نصف نهائي‬ ‫دوري أب ـ ـطـ ــال أوروب ـ ـ ـ ـ ــا‪ ،‬ب ـف ـض ــل ال ـت ـم ــري ــرة‬ ‫الـسـحــريــة الـبـيـنـيــة لـلـنـجــم ال ـعــربــي املـغــربــي‬ ‫حكيم زياش لزميله دوني فان دي بيك‪ ،‬الذي‬ ‫أحرز الهدف الوحيد في الدقيقة (‪.)16‬‬

‫نجح ميسي‬ ‫في تسجيل‬ ‫هدفه رقم‬ ‫‪ 600‬بمسيرته‬ ‫الكروية (‪)Getty‬‬

‫وجه رياضي‬

‫جونيور أجاي‬ ‫ساهم تألق أجاي‬ ‫مع النادي الرياض‬ ‫الصفاقسي‬ ‫التونسي في قيام‬ ‫األهلي المصري‬ ‫بالتعاقد مع‬ ‫المهاجم‪ ،‬بسبب‬ ‫أهدافه الحاسمة‬

‫لعب املهاجم النيجيري جونيور أجاي كرة القدم في حواري‬ ‫مــديـنـتــه مــع أق ــران ــه‪ ،‬ليظهر مـهــارتــه ال ـكــرويــة الـكـبـيــرة التي‬ ‫يتمتع بها‪ ،‬وقــدرتــه على تسجيل األه ــداف‪ ،‬مــا جعل إدارة‬ ‫ن ــادي لـيــون النيجيري تـســارع إلــى إقـنــاعــه بـخــوض تجربة‬ ‫احترافية‪ ،‬بعيدًا عما يقوم به الهواة‪ .‬ولد جونيور أجاي في‬ ‫الــ‪ 29‬من يناير‪ /‬كانون الثاني عام ‪ ،1996‬وبدأ مسيرته مع‬ ‫نادي ليون النيجري‪ ،‬لكن موهبته الكبيرة جعلت عددًا من‬ ‫األنــديــة األفريقية تريد ضمه إلــى صفوفها‪ ،‬وعلى رأسها‬ ‫النادي الرياضي الصفاقسي التونسي‪ ،‬الذي طالب كشافوه‬ ‫إدارتهم بسرعة التوقيع مع املوهبة الشابة‪ .‬وبعد التوصية‬ ‫الـكـبـيــرة مــن قـبــل كـشــافــي ال ـن ــادي الــريــاضــي الصفاقسي‬ ‫الـتــونـســي‪ ،‬تمكنت إدارة الـفــريــق مــن الـتـعــاقــد مــع املـهــاجــم‬ ‫النيجيري الشاب جونيور أجاي في الـ‪ 15‬من سبتمبر‪ /‬أيلول‬ ‫عام ‪ ،2016‬ليبدأ النجم الصغير في مسيرته االحترافية مع‬

‫فريقه الجديد‪ ،‬بعدما حاول الزمالك املصري الحصول على‬ ‫خدماته‪ ،‬بتقديم ‪ 500‬ألف دوالر‪ ،‬إال أنه اختار الذهاب إلى‬ ‫تونس‪ .‬شــارك املهاجم جونيور أجــاي مع النادي الرياضي‬ ‫الصفاقسي فــي ‪ 28‬م ـبــاراة فــي ال ــدوري التونسي املمتاز‬ ‫لكرة الـقــدم‪ ،‬بمعدل ‪ 2388‬دقيقة‪ ،‬تمكن فيها من تسجيل‬ ‫‪ 10‬أهداف‪ ،‬وصناعة ‪ 7‬أهداف أخرى لزمالئه عبر تمريراته‬ ‫الحاسمة‪ ،‬باإلضافة إلى تلقيه إنذارين فقط‪ ،‬ما جعل إدارة‬ ‫املنتخب النيجيري األوملبي تضمه إلى صفوفها‪.‬‬ ‫وساهم تألق جونيور أجاي مع النادي الرياضي الصفاقسي‬ ‫التونسي وصناعته لألهداف والتمريرات الحاسمة في لفت‬ ‫أنظار إدارات األندية األفريقية الكبيرة‪ ،‬وعلى رأسها األهلي‬ ‫املصري‪ ،‬الذي حاول التواصل مع وكيل أعماله‪ ،‬حتى يقنعه‬ ‫باالنتقال إلى القلعة الحمراء‪ .‬وتمكنت إدارة األهلي املصري‬ ‫مــن الـحـصــول عـلــى خــدمــات الـنـجــم الـنـيـجــري ال ـش ــاب‪ ،‬قبل‬

‫انـطــاق مــوســم ‪ ،2017 /2016‬مقابل ‪ 2‬مليون و‪ 500‬ألف‬ ‫دوالر‪ ،‬وبعقد يمتد ألربــع سـنــوات‪ ،‬ليصبح جونيور أجــاي‬ ‫الالعب الثاني الذي ينضم للقلعة الحمراء قادمًا من النادي‬ ‫الرياضي الصفاقسي‪ ،‬بعد النجم علي معلول‪ .‬ومنذ انضمام‬ ‫جونيور أجاي إلى صفوف نادي األهلي‪ ،‬لعب في ‪ 46‬مباراة‬ ‫بالدوري املصري املمتاز‪ ،‬وكأس مصر‪ ،‬وبطولة دوري أبطال‬ ‫أفريقيا لكرة القدم‪ ،‬سجل فيها ‪ 16‬هدفًا حتى اآلن‪ .‬أما على‬ ‫املستوى الدولي‪ ،‬فلعب جونيور أجاي ‪ 15‬مباراة مع منتخب‬ ‫نيجيريا األوملبي سجل خاللها ‪ 10‬أهــداف‪ ،‬وتواجد ضمن‬ ‫قائمة املنتخب التي شاركت في دورة األلعاب األوملبية في‬ ‫ريــو دي جانيرو بــالـبــرازيــل‪ ،‬التي حصل فيها على املركز‬ ‫الثالث‪ ،‬بعد فوز املنتخب على الهندوراس بثالثة أهداف مقابل‬ ‫هدفني‪ ،‬كما خاض مباراة واحدة مع املنتخب األول‪.‬‬ ‫(العربي الجديد)‬

‫بيرناردو سيلفا يرغب في البقاء مع مانشستر سيتي‬ ‫كـشـفــت ت ـق ــاري ــر إخ ـب ــاري ــة بــري ـطــان ـيــة أن‬ ‫جناح فريق مانشستر سيتي‪ ،‬البرتغالي‬ ‫بيرناردو سيلفا‪ ،‬ال يرغب في الرحيل عن‬ ‫ص ـفــوف الـ ـن ــادي اإلن ـك ـل ـيــزي ف ــي الـصـيــف‬ ‫املـ ـقـ ـب ــل‪ .‬وذكـ ـ ـ ــرت ص ـح ـي ـفــة (مــان ـش ـس ـتــر‬ ‫إيفنينغ نيوز أن سيلفا (‪ 24‬عامًا) يشعر‬ ‫بالسعادة مع فريق «السيتيزنس» وال يفكر‬ ‫في الرحيل في الصيف القادم نحو نادي‬ ‫برشلونة‪ُ .‬ويقدم سيلفا موسمًا ُمميزًا مع‬ ‫الفريق الذي يدربه اإلسباني بيب غوارديوال‬ ‫وخاض إجمالي ‪ 48‬مباراة سجل فيها ‪13‬‬ ‫هــدفــا وص ـنــع ‪ُ .12‬ي ــذك ــر أن سـيـلـفــا ال ــذي‬ ‫استهل مشواره في صفوف بنفيكا انتقل‬ ‫إل ــى مانشستر سيتي فــي صـيــف ‪2017‬‬ ‫قادمًا من موناكو‪.‬‬ ‫مونتيري بطًال لدوري أبطال «الكونكاكاف»‬ ‫ُتوج مونتيري املكسيكي بلقب دوري أبطال‬ ‫ات ـحــاد ش ـمــال ووس ــط أمـيــركــا والـكــاريـبــي‬ ‫ل ـكــرة ال ـق ــدم (ال ـكــون ـكــاكــاف) عـلــى حـســاب‬ ‫مواطنه تيغريس بعدما انتهى إياب النهائي‬ ‫بالتعادل (‪ .)1 - 1‬وكــان مونتيري قد فاز‬ ‫ذه ــاب ــا ع ـلــى تـيـغــريــس ب ـه ــدف نـظـيــف من‬ ‫توقيع األرجنتيني نيكوالس سانشيز قبل‬ ‫أن يعود الالعب ذاته في مباراة اإلياب مساء‬ ‫األربعاء ليسجل ركلة جزاء (د‪ )26.‬يتقدم‬ ‫ب ـهــا ملــون ـت ـيــري ع ـلــى مـلـعـبــه «بــان ـكــوم ـيــر»‪.‬‬ ‫ورغ ــم أن الـفــرنـســي أنــدريــه بيير جينياك‬ ‫أدرك ال ـت ـع ــادل لـتـيـغــريــس‪ ،‬ف ــإن الـضـيــوف‬ ‫لــم يتمكنوا مــن هــز شـبــاك مونتيري مرة‬ ‫أخـ ــرى وان ـت ـهــى ال ـل ـقــاء بــال ـت ـعــادل (‪)1 - 1‬‬ ‫وتفوق مونتيري في مجموع لقاءي الذهاب والعودة بنتيجة (‪ُ )1 - 2‬ليتوج باللقب‪ُ .‬ويعد‬ ‫مونتيري الفريق األكثر تتويجًا بلقب البطولة هذا القرن بعدما فاز به أعوام ‪ 2011‬و‪2012‬‬ ‫و‪ 2013‬قبل أن يعود ويتوج بالبطولة‪ .‬وبفوزه يمثل مونتيري اتحاد «الكونكاكاف» في‬ ‫كأس العالم لألندية ‪ ،2021‬عندما يتم البدء في تطبيق نظام جديد في البطولة‪.‬‬ ‫كيروش مدرب كولومبيا يثق في التتويج بكوبا أميركا‬ ‫أبــدى مــدرب منتخب كولومبيا األول لكرة القدم‪ ،‬كارلوس كيروش‪ ،‬ثقته في أن فريقه‬ ‫ُ‬ ‫سيتوج بلقب بطولة أمم أميركا (كوبا أميركا) التي ستقام الصيف املقبل في البرازيل‪،‬‬ ‫قائال «املركز الثاني ال يعني لي شيئًا»‪ .‬وصرح املدرب البرتغالي خالل حدث دعائي من‬ ‫ً‬ ‫بوغوتا «أنــا على يقني بأن الجميع سيحتفل في نهاية البطولة وستكون كوبا أميركا‬ ‫سعيدة على الجميع بتتويج كولومبيا بها‪ ،‬املركز الثاني ال يعني لي شيئًا»‪ .‬واستهل‬ ‫كيروش مشواره مع كولومبيا الشهر املاضي بجولة في آسيا‪ ،‬حيث فاز على اليابان في‬ ‫يوكوهاما بهدف نظيف وخسر بعدها بأربعة أيام (‪ )1 - 2‬أمام كوريا الجنوبية‪ .‬وأضاف‬ ‫كيروش «سأسعى لوضع كل خبراتي ملساعدة كولومبيا على تقديم األفضل‪ ،‬هذه هي‬ ‫رغبتي ومهمتي‪ ،‬علي أن أشكر الناس على اختياري لهذه املهمة»‪.‬‬


‫‪32‬‬

‫الجمعة ‪ 3‬مايو‪ /‬أيار ‪ 2019‬م ‪ 28‬شعبان ‪ 1440‬هـ ¶ العدد ‪ 1705‬السنة الخامسة‬ ‫‪Friday 3 May 2019‬‬

‫هوامش‬

‫غاب الحوش أو الفناء‪ ،‬من العمارة العربية‪ ،‬وهو جوهر البيت‪ ،‬ومجاله الحيوي‪ .‬وقع ذلك منذ نهاية القرن التاسع عشر‪ ،‬وفق‬ ‫ما يقول رماح غريب‪ ،‬أستاذ التصميم الحضري والعمارة‬

‫رماح غريب‬ ‫لماذا نتعامل مع تصميم المدن بوصفه مقدسًا ال يتغير؟ (‪)Getty‬‬

‫باختصار‬ ‫الفناء هو جوهر‬ ‫البيت واملكان الذي‬ ‫يربط العالم الخارجي‬ ‫للمنزل بعامله الداخلي‬ ‫مع الحفاظ على‬ ‫خصوصية األسرة‪.‬‬

‫لماذا ضاع الحوش من العمارة العربية؟‬ ‫الدوحة ــ محمد هديب‬

‫مـ ـن ــذ الـ ـثـ ـل ــث األخـ ـ ـي ـ ــر م ـ ــن الـ ـق ــرن‬ ‫التاسع عشر‪ ،‬بــدأ العالم العربي‬ ‫يـ ـ ـتـ ـ ـع ـ ــرض ل ـ ـت ـ ــأث ـ ـي ـ ــرات واسـ ـ ـع ـ ــة‬ ‫مـ ــن االت ـ ـجـ ــاهـ ــات ال ـح ـض ــري ــة وامل ـع ـم ــاري ــة‬ ‫األوروبـ ـي ــة‪ ،‬وتــراج ـعــت الـتـقــالـيــد والـهــويــة‬ ‫اليدوية‪.‬‬ ‫املعمارية والحرف‬ ‫ُ‬ ‫أحــد أبــرز املعالم التي ضربت في العمارة‬ ‫العربية (واإلسالمية في العموم)‪ ،‬الفناء أو‬ ‫الحوش‪ .‬وهذا موضوع يبحثه رماح غريب‪،‬‬ ‫األس ـتــاذ املـســاعــد فــي التصميم الحضري‬ ‫وال ـع ـمــارة فــي كـلـيــة ال ــدراس ــات اإلســامـيــة‬ ‫بجامعة حمد بــن خليفة‪ ،‬ضمن انشغاله‬ ‫بــال ـب ـحــث وال ـن ـش ــر ف ــي الـ ـت ــراث ال ـع ـمــرانــي‪،‬‬ ‫والتصميم والتجديد الحضريني‪.‬‬ ‫خــاصــات غــريــب فــي هــذا الـبـحــث‪ ،‬قدمها‬ ‫خ ـ ـ ـ ــال م ـ ـحـ ــاضـ ــرتـ ــه ف ـ ـ ــي مـ ـتـ ـح ــف الـ ـف ــن‬ ‫اإلســامــي‪ ،‬مساء الـثــاثــاء‪ .‬ووفـقــا لــه‪ ،‬فإن‬ ‫تأثير العوملة وتغيير نمط اإلسكان ونظم‬ ‫ال ـت ـخ ـط ـيــط ال ـع ـم ــران ــي ل ـل ـم ــدن وم ـعــاي ـيــر‬ ‫الـتـصـمـيــم امل ـع ـمــاري‪ ،‬نـجــم عـنـهــا اخـتـفــاء‬ ‫الحوش من العمارة‪.‬‬ ‫لـ ـك ــن قـ ـب ــل ال ـ ــوص ـ ــول إلـ ـ ــى دول ال ـخ ـل ـيــج‬ ‫العربي التي تستورد تصميمات العمارة‬ ‫ال ـع ـص ــري ــة امل ـع ــومل ــة الـ ـت ــي ت ـت ـض ــارب مــع‬

‫الثقافة املحلية‪ ،‬يشير غــريــب إلــى حملة‬ ‫التغيير الكبرى التي طاولت املدن العربية‬ ‫منذ الخديوي إسماعيل الذي حكم مصر‬ ‫بني ‪ 1863‬و‪.1879‬‬ ‫يشير هنا إلى التصميمات الغربية على يد‬ ‫الخديوي التي اقتحمت القاهرة‪ ،‬وأسست‬ ‫مــا بــات يـعــرف بــالـقــاهــرة الـخــديــويــة‪ ،‬وهي‬ ‫الـ ـت ــي ت ـض ــم م ـ ـيـ ــدان الـ ـتـ ـح ــري ــر‪ ،‬وامل ـت ـح ــف‬ ‫وغاردن سيتي وغيرها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫األمر بالنسبة إليه يتعلق أوال بالتخطيط‬ ‫ال ـع ـم ــران ــي ل ـل ـمــدي ـنــة‪ .‬ف ـقــد ب ـ ــدأت تخطيط‬ ‫القطع العمرانية بمقاييس مـحــددة‪ ،‬دون‬ ‫األخذ باالعتبار احتياجات املنزل للفناء‪.‬‬ ‫مـ ــا الـ ـفـ ـن ــاء؟ وم ـ ــا ال ـ ـ ــذي ي ـع ـن ـيــه بــوص ـفــه‬ ‫قيمة مـعـمــاريــة واجـتـمــاعـيــة؟ إن ــه جوهر‬ ‫البيت ‪-‬يـقــول‪ -‬واملـكــان الــذي يربط العالم‬ ‫ال ـخ ــارج ــي ل ـل ـم ـنــزل ب ـعــاملــه ال ــداخ ـل ــي مع‬ ‫الـحـفــاظ على خصوصية األس ــرة‪ .‬املكان‬ ‫ال ــذي يــربــط ال ـفــراغــات بعضها بالبعض‬ ‫اآلخ ــر‪ ،‬ويـخـلــق طــاقــة مــن الـتـفــاعــات بني‬ ‫أركـ ــان امل ـنــزل فــي ف ـضــاء مـفـتــوح‪ ،‬مرتبط‬ ‫بالطبيعة والجو‪ ،‬والخضرة‪ ،‬والتنوع من‬ ‫حيث الشكل والحجم‪.‬‬ ‫م ــع ف ـق ــدان الـ ـح ــوش‪ ،‬ي ــاح ــظ غ ــري ــب كيف‬ ‫نـبـتــت ال ـب ـل ـكــونــات مل ـحــاولــة ال ــوص ــول إلــى‬ ‫منفذ ه ــواء‪ ،‬وفــي بعض األحـيــان ال توجد‬

‫ب ـل ـك ــون ــات‪ ،‬ف ـت ـجــد الـ ـن ــاس واقـ ـف ــن بلصق‬ ‫الشبابيك‪ ،‬بحثًا عما يذكر بالحوش الذي‬ ‫أضـعـنــاه‪ ،‬حتى صــار بعيدًا كباقي الوشم‬ ‫في ظاهر األرض‪.‬‬ ‫ب ــل إن فـ ـك ــرة ال ـش ـب ــاك ف ــي الـتـصـمـيـمــات‬ ‫امل ـ ـس ـ ـتـ ــوردة‪ ،‬تـ ـب ــدو ط ــري ـف ــة أحـ ـي ــان ــا فــي‬ ‫م ـن ـط ـق ـت ـنــا‪ .‬ف ـن ـحــن ن ــؤس ــس ال ـش ـب ــاك فــي‬ ‫الجدار‪ .‬الشباك الذي عليه أن ينفتح‪ ،‬كيما‬ ‫يجلب لك الهواء‪ ،‬يفتحه جارك املقابل لك‪،‬‬ ‫وهـ ــذا يـكـشــف خـصــوصـيـتــك‪ .‬م ــا الـعـمــل؟‬ ‫نبني شبابيك ضمن تصميمات معمارية‬ ‫ال ت ـت ـفــق م ــع ث ـقــاف ـت ـنــا‪ ،‬ث ــم ن ـج ـع ـل ـهــا بــا‬ ‫وظيفة‪ .‬أو تكون وظيفة الشباك أال ينفتح‪،‬‬ ‫حسبما يقول‪.‬‬ ‫ف ــي رد ع ـلــى س ـ ــؤال ل ــ«ال ـع ــرب ــي ال ـج ــدي ــد»‪:‬‬ ‫مــا ال ــذي تـقـتــرحــه؟ ي ـقــول‪« :‬أح ـفــز متخذي‬ ‫القرار على اتباع التوسع العمراني األفقي‬ ‫ً‬ ‫ب ــدال مــن ال ــرأس ــي‪ .‬مل ــاذا؟ ألنــك أفـقـيــا تفسح‬ ‫إلعــادة إحياء الفناء الداخلي بما يخفض‬ ‫استخدامات شبكة الطرق والصرف وباقي‬ ‫شبكات التغذية والخدمة»‪.‬‬ ‫يضيف‪« :‬الحظ الكثافة العالية من الحركة‬ ‫وال ـس ـي ــارات‪ ،‬ف ــي امل ــدن ال ـتــي تـصـعــد فيها‬ ‫األبراج‪ .‬لو تخيلنا الشكل العمراني األفقي‪،‬‬ ‫فلن نشعر بهذه الكثافة‪ .‬نحن محاصرون‬ ‫بالتنظيم العمراني‪ ،‬وال يجوز أن نفكر في‬

‫■■■‬ ‫نحن نؤسس الشباك‬ ‫في الجدار‪ .‬الشباك‬ ‫الذي عليه أن ينفتح‪،‬‬ ‫كيما يجلب لك الهواء‪،‬‬ ‫يفتحه جارك املقابل‬ ‫لك‪ ،‬وهذا يكشف‬ ‫خصوصيتك‪.‬‬ ‫■■■‬ ‫ال يجوز أن نفكر في‬ ‫التصميم العمراني‬ ‫بعيدًا عن التصميم‬ ‫املعماري‪ ،‬وبينهما‬ ‫اختالف جذري‪.‬‬

‫التصميم الـعـمــرانــي بـعـيـدًا عــن التصميم‬ ‫املعماري‪ ،‬وبينهما اختالف جذري»‪.‬‬ ‫ي ـ ـت ـ ــاب ـ ــع‪« :‬املـ ـ ـ ـعـ ـ ـ ـم ـ ـ ــاري ي ـ ـه ـ ـتـ ــم ب ــاملـ ـنـ ـش ــأة‬ ‫وتصميمها الــداخـلــي واحـتـيــاجــاتـهــا‪ ،‬أمــا‬ ‫العمراني فينشغل باألبنية‪ ،‬وكيفية إدارة‬ ‫عــاقـتـهــا م ــع بـعـضـهــا الـبـعــض ف ــي الحيز‬ ‫ال ـ ـعـ ــام‪ .‬وال ـ ـحـ ــال أن ـن ــا اسـ ـت ــوردن ــا ن ـم ــوذج‬ ‫املدينة األوروبية في التخطيط العمراني‪،‬‬ ‫ول ــم نحفل بالتصميم امل ـع ـمــاري للوحدة‬ ‫السكنية‪ ،‬الذي سيذعن ملعايير مستوردة‪،‬‬ ‫ال تلبي حاجتنا الثقافية واالجتماعية»‪.‬‬ ‫ولسائل أن يسأل‪ :‬ماذا عن ضيق املساحة‪،‬‬ ‫واالضطرار إلى البناء الرأسي؟ يجيب‪« :‬من‬ ‫قــال ال توجد مساحة؟ إن الـســؤال املركزي‪:‬‬ ‫ملاذا ربطت نفسي في تصميم املدن بوصفه‬ ‫مقدسًا ال يتغير‪ ،‬منذ الخديوي إسماعيل‬ ‫حتى اليوم»؟‬ ‫يذهب رماح غريب إلى موضوع املعايير‪،‬‬ ‫التي تخص الــوحــدة السكنية‪ .‬فيقول إن‬ ‫ً‬ ‫ف ـكــرة خـصــم مـتــريــن ح ــول امل ـن ــزل (م ـثــا)‬ ‫والـجــار يخصم مترين‪ ،‬فيصبح الفاصل‬ ‫بينهما أربـعــة أم ـتــار‪ .‬هــذه معايير تبدو‬ ‫ً‬ ‫ثــابـتــة ال ت ـت ـحــرك‪ ،‬وم ـس ـت ــوردة أص ــا من‬ ‫ب ـي ـئ ــات ب ـيــوت ـهــا خ ـش ـب ـيــة‪ .‬ولـ ـ ــدى وق ــوع‬ ‫حريق‪ ،‬استحدثت هــذه االرت ــدادات‪ ،‬حتى‬ ‫ت ـم ـنــع م ــن ان ـت ـق ــال ال ـح ــري ــق ب ـســرعــة إلــى‬ ‫البيوت املجاورة‪.‬‬ ‫هذه االرتدادات التي تمثل ‪ %40‬من البيت‪،‬‬ ‫ع ـنــت أول م ــا ع ـنــت ض ـي ــاع الـ ـح ــوش‪ ،‬كما‬ ‫أنـهــا لــم تـعــط أهـمـيــة لـحـقــوق الـجـيــران في‬ ‫الـخـصــوصـيــة‪ .‬وإذا أردنـ ــا اس ـت ـعــادة فـنــاء‬ ‫املـ ـن ــزل‪ ،‬ال ـ ــذي ت ـت ــواف ــر ف ـيــه إم ـكــان ـيــة بـنــاء‬ ‫شبابيك وفتحها على الداخل‪ ،‬ال الخارج‪،‬‬ ‫علينا تـعــديــل فـكــرنــا الـعـمــرانــي‪ ،‬ومعايير‬ ‫البناء‪ ،‬وتدريب املعماريني على ذلك‪.‬‬

‫وأخيرًا‬ ‫يحيى يخلف‪ ...‬تكريم مستحق‬ ‫معن البياري‬

‫ُيــواظــب املجلس األعلى للثقافة في مصر على عقده‬ ‫ّ‬ ‫«امللتقى الــدولــي لـلــروايــة الـعــربـيــة» كــل عــامــن‪( ،‬اخـتــل‬ ‫املوعد أحيانا)‪ ،‬منذ عشرين عاما‪ ،‬ويستضيف عددا‬ ‫كـبـيــرا مــن كـتــاب ال ــرواي ــة ال ـعــرب‪ ،‬ونـقــادهــا (بعضهم‬ ‫أجــانــب)‪ ،‬ليتداولوا فــي قضاياها‪ .‬واملعتاد أن ُيختتم‬ ‫بإعالن ْنيل روائي عربي غير مصري مرة‪ ،‬ثم مصري‬ ‫في الدورة التالية‪ ،‬جائزة القاهرة للرواية العربية‪ .‬وممن‬ ‫ّ‬ ‫استحقوها عبد الرحمن منيف وصنع الله إبراهيم‬ ‫والطيب صالح وإدوار الخراط و‪ . ...‬وفي دورة امللتقى‬ ‫السابعة الـتــي سميت دورة الطيب صــالــح‪ ،‬وانتظمت‬ ‫قبل أيــام‪ ،‬وشــارك فيها ‪ 250‬روائيا وناقدا‪ ،‬تم تكريم‬ ‫الــروائــي الفلسطيني‪ ،‬يحيى يخلف‪ ،‬بمنح الجائزة له‪،‬‬ ‫بعد أن اختارته لها لجنة تحكيم عربية (برئاسة محمد‬ ‫سلماوي وعضوية نبيل سليمان وإبراهيم السعافني‬ ‫وسعيد يقطني و‪ .)...‬وبعيدا عــن «املـهــرجــانـيــة» التي‬ ‫ت ـسـ ّـبــب ب ـهــا ح ـضــور ال ـع ــدد الـكـبـيــر م ــن امل ـشــاركــن‪،‬‬ ‫وأصاب ٌ‬ ‫بعض منها امللتقى الذي يعد األضخم عربيا‬ ‫ّ‬ ‫ـال طالعنا‬ ‫بـشــأن الــروايــة‪ ،‬وبـعـيــدا عــن خــفـ ٍة واسـتـعـجـ ٍ‬ ‫أن ـه ـمــا كــانــا ب ــادي ـ ْـن ف ــي ب ـعــض األوراق‪ ،‬تـبـقــى لـهــذه‬ ‫الـتـظــاهــرة أهميتها امل ـق ـ ّـدرة‪ ،‬إذ تـيـ ّـســر جـمـعــا عربيا‬

‫ّ‬ ‫العربية‬ ‫عريضا‪ ،‬في مصر‪ ،‬لكثيرين من كتاب الرواية‬ ‫ً‬ ‫الراهنة‪ ،‬من مختلف الحساسيات اإلبداعية‪ ،‬ومناسبة‬ ‫موضوعات تتعلق بهذا الجنس األدبــي الذي‬ ‫ملقاربة‬ ‫ٍ‬ ‫يعرف «ورمــا»‪ ،‬بتعبير الناقد فيصل دراج في‬ ‫صــار ِ‬ ‫مشاركته في امللتقى نفسه‪.‬‬ ‫يخلف (‪ٌ 75‬عاما) بالجائزة الرفيعة‪،‬‬ ‫أما تكريم‬ ‫يحيى ً‬ ‫ّ ٌ‬ ‫ٌّ‬ ‫متجددة لالنتباه إلى‬ ‫وهو مستحق بداهة‪ ،‬فمناسبة‬ ‫ما ساهم به هذا الكاتب املخضرم‪ ،‬والفاعل في الحالة‬ ‫الثقافية الفلسطينية‪ ،‬في ّ‬ ‫املدونة الروائية الفلسطينية‪،‬‬ ‫وهــو ال ــذي ينتسب‪ ،‬إلــى الجيل الـتــالــي إلمـيــل حبيبي‬ ‫وغـ ّـســان كنفاني وجـبــرا إبراهيم جـبــرا‪ .‬ويـعـ ّـد ُ‬ ‫نتاجه‬ ‫مـنــذ رواي ـتــه األول ــى «ن ـجــران تـحــت الـصـفــر» (‪)1977‬‬ ‫إل ــى روا ًي ـتــه ال ـحــاديــة عـشــرة «ال ـيــد الــداف ـئــة» (‪،)2018‬‬ ‫انــدفــاعــة مهمة فــي مـســار ال ــرواي ــة الفلسطينية‪ ،‬بعد‬ ‫مسار ّ‬ ‫ٌ‬ ‫تنوعت‬ ‫أن أقلع فيه ذلك العنقود الثالثي‪ ،‬وهو‬ ‫فـيــه مــوضــوعــات الـحـكــايــة الفلسطينية ال ـتــي اعتنى‬ ‫بها يحيى يخلف‪ ،‬ومجايلوه والالحقون على جيله‪،‬‬ ‫مـعـطــوفــا ه ــذا األمـ ــر‪ ،‬طـبـعــا‪ ،‬عـلــى ت ـع ـ ّـدد االخ ـت ـيــارات‬ ‫األسـلــوبـيــة وال ـخ ـيــارات الجمالية فــي بـنــاء النصوص‬ ‫ـاب‪ ،‬عـتــاقــى وج ـ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫وع ـمــران ـهــا‪ ،‬وال ـتــي حـقــق فـيـهــا ك ـت ـ ٌ‬ ‫ـدد‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وبي بي‪ ،‬تحليقا نوعيا‪ ،‬وتجاوزا وتجديدا مؤكدين‪.‬‬ ‫ولذلك الحاجة ملحة ألن َّ‬ ‫يجد الدرس النقدي في تعيني‬

‫ّ‬ ‫اإلبداعي الالفت من التقليدي واملتعجل في هذا التراكم‬ ‫في مسار الرواية الفلسطينية‪ .‬والقول هنا إن إسهام‬ ‫يحيى يخلف في هذا املسار كان مهما وخاصا‪ ،‬وهو‬ ‫ّ‬ ‫الكاتب الــذي ظــل وفـيــا‪ ،‬فــي مرحل ٍة غير قصيرة‪ ،‬إلى‬ ‫الرواية القصيرة‪ ،‬الشديدة الكثافة‪ ،‬ثم مال نوعا ما إلى‬ ‫النص األوسع‪ ،‬وقد جاء إلى الرواية بعد كتابته القصة‬ ‫القصيرة (صدرت مجموعته «املهرة» في ‪.)1973‬‬ ‫ّ‬ ‫وإلى هذا األمر‪ ،‬ظل كاتبنا مهجوسا بتنويع فضاءات‬ ‫أعـمــالــه مكانيا وزمــان ـيــا‪ ،‬فــي فلسطني كلها تقريبا‪،‬‬ ‫ـات أع ــرض‬ ‫وفـ ــي بـ ــاد ال ـل ـج ــوء امل ـ ـجـ ــاورة‪ ،‬وفـ ــي شـ ـت ـ ٍ‬ ‫أيـضــا‪ .‬وإذ هيمنت املــوضــوعــة الفلسطينية‪ ،‬الشقاء‬ ‫والكفاح والنكبة والنكسة والنضال والثورة و‪ ،..‬على‬

‫أزمنة وأمكنة غزيرة‪ ،‬جال‬ ‫فيها يحيى يخلف بقلم مجرّب‬ ‫في الحكاية والقص والسرد‬

‫أغلب أعماله‪ ،‬إال أنها حافظت‪ ،‬في الوقت نفسه‪ ،‬على‬ ‫االحتفاء بالحياة‪ ،‬وبالحب‪ ،‬وبالجمال‪ ،‬وعلى االنتساب‬ ‫إلى األفق اإلنساني‪ .‬وفي البال أن أولى رواياته «نجران‬ ‫ّ‬ ‫تحت الصفر» كانت عمال عربيا مبكرا في إدانة تخلف‬ ‫ّ‬ ‫التشدد الديني‪ ،‬القامعة‪ ،‬واملعادية لقيم الحرية‬ ‫أفكار‬ ‫والعدالة‪ ،‬وقد كتبها من وحي اغترابه في مدينة نجران‬ ‫السعودية الـحــدوديــة مــع اليمن‪ .‬فيما روايـتــه الجديدة‬ ‫ُ‬ ‫«الـيــد الــدافـئــة» عــن اإلخ ــاص للحياة‪ ،‬وتحسب روايــة‬ ‫ح ــب‪ ،‬مــن خ ــال رف ــض تـقــاعــد اإلن ـس ــان عــن مـكــابــدة‬ ‫الحياة ومغالبتها‪ .‬أما أعماله بني هاتني الروايتني‪ ،‬فقد‬ ‫كثير منها‪ ،‬مــزاوجــة املتخيل‬ ‫أتقن يحيى يخلف‪ ،‬في‬ ‫ٍ‬ ‫بــالــواقـعــي‪ ،‬والـغــرائـبــي باملعيش‪ ،‬وارت ـحــل مــن اللحظة‬ ‫ـاض غير بعيد‪ ،‬إلــى آخــر أيــام جيش‬ ‫الحاضرة إلــى مـ ٍ‬ ‫اإلنقاذ في شمال فلسطني في حرب ‪ 1948‬في «بحيرة‬ ‫خلف الــريــح» (‪ ،)1993‬وإلــى مــاض أبعد فــي يافا في‬ ‫القرن الثامن عشر في «راكــب الــريــح» (‪ .)2015‬وإلى‬ ‫مــا بــن النكبة والنكسة فــي «مــاء الـسـمــاء» (‪..)2008‬‬ ‫إل ــى أزم ـن ـ ٍة وأم ـك ـن ـ ٍة أخ ــرى غ ــزي ــرة‪ ،‬ج ــال فـيـهــا يحيى‬ ‫يخلف بقلم ّ‬ ‫مجرب في الحكاية والقص والسرد‪ ،‬في‬ ‫بناء اإليـحــاءات واملـغــازي واملعاني‪ ،‬وبجاذبي ٍة وليون ٍة‬ ‫ْ‬ ‫نصوص غير قليلة‪ ..‬وبذلك كله وغيره‪،‬‬ ‫ظاهرتي في‬ ‫ٍ‬ ‫استحق التكريم العربي املصري أخيرا‪.‬‬

‫ســعر النســخة‪ :‬مصــر جنيهــان‪ ،‬تونــس ‪ 900‬مليــم‪ ،‬لبنــان ‪ 1000‬ليــرة‪ ،‬قطــر ‪ 3‬ريــاالت‪ ،‬الســعودية ‪ 3‬ريــاالت‪ ،‬الكويــت ‪ 200‬فلــس‪ ،‬اإلمــارات ‪ 3‬دراهــم‪ ،‬عمــان ‪ 300‬بيــزة‪ ،‬البحريــن ‪ 300‬فلــس‪ ،‬األردن ‪ 400‬فلــس‪ ،‬العــراق ‪ 500‬دينــار‪ ،‬المغــرب ‪ 4‬دراهــم‪ ،‬الجزائــر دينــاران‪،‬‬ ‫اليمن ‪ 50‬رياًال‪ ،‬ســورية ‪ 25‬ليرة‪ ،‬الســودان ‪ 10‬جنيهات‪ ،‬ليبيا ‪ 200‬درهم‪ ،‬موريتانيا ‪ 35‬أوقية □ ‪UK £ 1.20, Austria € 2.20, Belgium € 2.20, France € 2.20, Germany € 2.30, Holland € 2.30, Italy € 2.10, Spain € 2.20, Switzerland CHF 3.50‬‬ ‫‪Turkey TL 5.00, USA $ 2.00‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.