كانت هناك لهم ،ولنا في منازلهم،غرفة إسمها "اوضة الضيوف". وكان أبي يبدو سعيدا وهو يرحب بضيوفنا .كان يشعر بأنه يؤدي واجبا تحتمه عليه عاداتنا وتقاليدنا .يلمع في عينيه بريق ذكرني به بريق عيني صديقي "جورج إبراهيم" عندما جاء إلى "البنسيون" في "را"م ا ،قبل شهور ،ليحملني ضيفا إلى داره في "كفرعقب". لم نكن نعرف أو نتقبل كلمات مثل "بنسيون" ..أو"أوتيل" ..ول.. "ستارز"**!
*
*
*
في مبنى "وزارة الثقافة" الجديد استقبلني ،رفيق المنفى ،الشاعر المشهور بدماثة خلقه ورقة شعره" ،أحمد دحبور" ،الذي أصبح الن يشغل منصب "المديرالعا"م" للوزارة ،بحضورعدد كبير من موظفيها، الذين تزايدعددهم ،بالحضان وهو يؤكد ويقسم لي أنه رأى رأين العين )اللي راح ياكلها الدود ،حسب تعبيره( القرارالموقع من الرئيس "ياسرعرفات" بمنحي درجة "مديرعا"م" في وزارة الثقافة. أثلج صدري تهليل الجميع ومباركتهم لي على المنصب الذي لم أتطلع إليه ،فلم يكن لي يوما أي تطلعات لمركز أو جاه .فلقد عودت نفسي دائما أن أتفاعل مع ظروفي .فأنا أجد نفسي في الموقع الذي يفرضه منطق المور ،طالما أتاح لي هذا الموقع حضورا فنيا يتناسب مع طموحاتي ،وظروفا ملئمة للعمل الذي أحبه. ولكنني اضطررت لأن أسعى إليه بعد أن لفت انتباهي الكثيرين من الزملء العائدين ،الذين عانوا من غلء السعار وارتفاع إيجارات السكن. لم يبق سوى أن يقو"م الرفيق "ياسرعبد ربه" ،وزيرالثقافة ،بتفعيل القرارالمذكور ليتم تحويل مكان إقامتي إلى "را"م ا" .فبغير ذلك يتوجب علي أن أحصل من السلطات السرائيلية على تصاريح"مؤقتة" ________________________ )**( فقرة مستعارة من جزء سابق من السيرة .
33