(5) خلي الوفي أ

Page 33

‫كانت هناك لهم‪ ،‬ولنا في منازلهم‪،‬غرفة إسمها "اوضة الضيوف"‪.‬‬ ‫وكان أبي يبدو سعيدا وهو يرحب بضيوفنا‪ .‬كان يشعر بأنه يؤدي واجبا‬ ‫تحتمه عليه عاداتنا وتقاليدنا‪ .‬يلمع في عينيه بريق ذكرني به بريق‬ ‫عيني صديقي "جورج إبراهيم" عندما جاء إلى "البنسيون" في "را"م‬ ‫ا‪ ،‬قبل شهور‪ ،‬ليحملني ضيفا إلى داره في "كفرعقب"‪.‬‬ ‫لم نكن نعرف أو نتقبل كلمات مثل "بنسيون"‪ ..‬أو"أوتيل"‪ ..‬ول‪..‬‬ ‫"ستارز"**!‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫في مبنى "وزارة الثقافة" الجديد استقبلني‪ ،‬رفيق المنفى‪ ،‬الشاعر‬ ‫المشهور بدماثة خلقه ورقة شعره‪" ،‬أحمد دحبور"‪ ،‬الذي أصبح الن‬ ‫يشغل منصب "المديرالعا"م" للوزارة‪ ،‬بحضورعدد كبير من موظفيها‪،‬‬ ‫الذين تزايدعددهم‪ ،‬بالحضان وهو يؤكد ويقسم لي أنه رأى رأين العين‬ ‫)اللي راح ياكلها الدود‪ ،‬حسب تعبيره( القرارالموقع من الرئيس‬ ‫"ياسرعرفات" بمنحي درجة "مديرعا"م" في وزارة الثقافة‪.‬‬ ‫أثلج صدري تهليل الجميع ومباركتهم لي على المنصب الذي لم أتطلع‬ ‫إليه‪ ،‬فلم يكن لي يوما أي تطلعات لمركز أو جاه‪ .‬فلقد عودت نفسي‬ ‫دائما أن أتفاعل مع ظروفي‪ .‬فأنا أجد نفسي في الموقع الذي يفرضه‬ ‫منطق المور‪ ،‬طالما أتاح لي هذا الموقع حضورا فنيا يتناسب مع‬ ‫طموحاتي‪ ،‬وظروفا ملئمة للعمل الذي أحبه‪.‬‬ ‫ولكنني اضطررت لأن أسعى إليه بعد أن لفت انتباهي الكثيرين من‬ ‫الزملء العائدين‪ ،‬الذين عانوا من غلء السعار وارتفاع إيجارات‬ ‫السكن‪.‬‬ ‫لم يبق سوى أن يقو"م الرفيق "ياسرعبد ربه"‪ ،‬وزيرالثقافة‪ ،‬بتفعيل‬ ‫القرارالمذكور ليتم تحويل مكان إقامتي إلى "را"م ا"‪ .‬فبغير ذلك‬ ‫يتوجب علي أن أحصل من السلطات السرائيلية على تصاريح"مؤقتة"‬ ‫________________________‬ ‫)**( فقرة مستعارة من جزء سابق من السيرة ‪.‬‬

‫‪33‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.