محاضرات المنهجية و فلسفة القانون. أ/ يتوجي سامية

Page 1

‫المنهجية و فلسفة القانون‬ ‫السداسي الول المنهجية‬

‫مذخل لمسألة المنهج و منهجية البحث العلمي‬ ‫إّن من أهم المشششاكل الششتي تعششاني منهششا العلششوم ‪ :‬ملظحظششة تششدني المسششتوى النسششانية ‪ ...‬هششو‬ ‫التدريب على البظحششث العلمششي بشششقه النظششري و التطششبيقي و الششذي يتششوج فششي مرظحششاة الولششى‬ ‫بمذكرة تخرج ‪ ...‬التي كثر الظحديث عن قيمتها العلميششة و البيداغوجيششة خاصششة بعششدما لششوظحظ‬ ‫من تدني مستوى العداد‬ ‫فظحين يعتبر " البظحث العلمي من ضروريات هذا العصر ‪ ،‬فهو المظحرك لكششل تقششدم فششي كافششة‬ ‫المجالت ‪ ...‬و لم تصل الدول الصناعية إلى مششا وصششلت إليششه الفضششل تشششجيعها و سششهرها‬ ‫الدائم على تطوير البظحث العلمي ‪ ،‬و إذا كانت هذه هي مكانة البظحث العلمي في تقششدم العلششوم‬ ‫و المعرفة ‪ ،‬فإّن " المنهجية تعتبر مظحرك البظحث العلمي ذاته "‬ ‫السؤال ‪ :‬كيف نششدخل الطلبششة لمنهجيششة البظحششث العلمششي ؟ مششا أهميششة المنهجيششة و علقتهششا مششع‬ ‫المعرفة العلمية ؟ ‪.‬‬ ‫مشكل المعرفة العلمية‬ ‫إّن المشكل الساسي في هذا الموضوع هو مشكل المعرفة العلمية و ششروط إنتشاجه عامشة و‬ ‫هو يتطلب تغطية الجانب الخاص بفلسفة البظحث أي الفكر السائد و المتبع في شششتى البظحششاث‬ ‫العلمية ‪ ،‬و هذا ما يمثل الموضوع الساسي للمنهجية أو علم المناهج أو علم العلششوم ‪ ،‬وكمششا‬ ‫كانت تدعى في القديم " نظرية المعرفششة " و هششي مششن إختصششاص الفلسششفة المنطقييششن بينمششا‬ ‫تسمية اليبستمولجية تطلق على تفكير العلماء الباظحثين على مناهج و نتائج أبظحاثهم ‪.‬‬ ‫تعريف فلسفة العلوم و البستومولوجيا‬ ‫في البداية قد كان هذان المصطلظحين متششداخلين ‪ ،‬إذا أّن موضششوع المعرفششة و دراسششة تطششور‬ ‫العلوم كان هذان المصطلظحين متداخلين ‪ ،‬إذن موضوع المعرفة و دراسة تطور العلشوم كشان‬ ‫من إختصاص الفلسفة أّما في بعد مع إنفصال العلوم عن الفلسفة ‪ ،‬أدى هششذا النفصششال إلشى‬ ‫بعض الغموض الذي أصبح يكتنف هششذه المصششطلظحات ‪ ،‬مششا هششو المعنششى الجديششد لكششل واظحششد‬ ‫منهما ؟‪.‬‬ ‫النظرية العامة للمعرفة‬ ‫إّن هذه الخيرة تهتم بدراسة عامة لمشكل المعرفة العلمية و ‪le sujet et l'objet de‬‬ ‫‪ -la recherche‬العلقة التي تربط بين الباظحث و موضوع بظحثه و هذا بطريقة مجردة و‬ ‫عامة ‪ ،‬و قد ظلت قائمة على التساؤل ‪recherche‬‬ ‫لمششن تعششود الولويششة للشششخص العششارف ‪ -‬الفكششر الششروح ‪ -‬و قششد إنتهششى إلششى ترويششج المنهششج‬ ‫الصوري أّما المذهب المادي فركز على الشيء ش و المششادة شش و طششور المنهششج الجششدلي ‪ ،‬أّمششا‬ ‫فلسفة العلششوم فتهششدف إلششى تفكيشر ششامل يتضششمن كششل العلششوم و تطورهشا و كشون أّن العلمششاء‬ ‫الباظحثين أصبظحوا هم بذات يتسألون عن مناهجهم و مساعيهم العلمية ‪ -‬فبذلك فهم يطراظحششون‬ ‫مشششاكل فلسششفية و يسششتعملون مصششطلظحات فلسششفية ‪ ،‬و إنششه هششذا هششو الوقششع الششذي يعششبر عليششه‬ ‫مصطلح اليببستمولوجيا ‪.‬‬ ‫لمطلب الثاني ‪ :‬الليبستمولوجيا و أهمية التفكير اليبستمولوجي‬ ‫‪ 1‬ـ تعريف اليبستمولوجيا ‪:‬‬


‫إّن مصطلح اليبستمولوجيا أكثر دقة لنها ل تهتم بالمبادىء العامة و تطور العلوم بالدراسة‬ ‫النقدية للمادي و الفرضششيات و نتائششج العلششوم المختلفششة مششن ظحيششث تهششدف إلششى تظحديششد صششظحت‬ ‫المنطق المستعمل و مداها الموضوعي‬ ‫ذا فالبستمولوجيا هي دراسة نقديششة تششأتي فيمششا بعششد تكششوين النظريششات وتتسششاءل عششن صششظحة‬ ‫العلوم معتبررة أياها كواقع قابل للملظحظة و الوصف و التظحليل و لهششذا لمششا نريششد أن نبظحششث‬ ‫عن فلسفة أو منهجية علم معيشن فنسشتعمل كلمشة إيبسشتمولوجيا ذلشك العلشم ‪ ،‬و بالتشالي و فشي‬ ‫مجال الظحقوق أو القانون سنفصل إستعمال عبارة إيبستمولوجية القانون بششدل فلسششفة المعرفششة‬ ‫العلمية للقانون لّن الولى تهتم بالمناهج العلمية المستخدمة في علم القانون‪ ،‬أّما الثانية فهششي‬ ‫تهتم بعرض التيارات و المذاهب الفلسفية الواردة في مجال القانون ما فائدة و أهمية التفكيششر‬ ‫اليبستمولوجي ؟ ‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ لمعرفة أهمية و ضرورة التفكير البستمولوجي يجب أن نتطرق للمشكل مششن أساسششه ‪،‬‬ ‫أي نلظحظ في ظحياتنا اليومية أّن هناك إنتاج نظري متعدد و متنوع من طرف البشششر و الششذي‬ ‫يتبلور في خطب كثيرة تهدف إلى فهم و تفسير الظواهر التي تظحيط به و تجعششل التصششالت‬ ‫الجتماعية ممكنة و لذلك يجب علينا أن ندرك ماهية هذه الخطب‬ ‫إّن كل خطاب يبدو كأنه مجموعة متماسششكة مششن الثباتششات تفششرض وجششود منطششق و نظششام و‬ ‫إمكانيات إعادة إنتاجه و تطوره ظحسب قوانين خاصة به‪ ،‬ومن ميزات الخطاب ‪ :‬أنششه مجششرد‬ ‫و يقدم في شكل مفاهيم و تصشوراتناتجة عشن طششرف السشتدلل كلهشا مبنيشة علششى التجريشد ‪،‬‬ ‫وخاصة الفكر المجرد أنه لخضاع لجاذبية الملموس ‪ ،‬و يرتقي إلى مستوى يسمح للبشر أن‬ ‫يسيطر على القل ذهنيا على الظحداث و الظواهر التي تظحيط بهم ‪ ،‬و أنه ينفششرد بششه النسششان‬ ‫دون سواه كونه يعيش في مجتمع و هو إنتاج متعدد و غزير و متششداخل و المثشال علششى ذلشك‬ ‫هناك خطاب ديني خطاب فلسفي ‪ ،‬خطاب إقتصشادي ‪ ،‬أخلقشي ‪ ...‬إلشى غيشر ذلشك ‪ ،‬و إذا‬ ‫أعتبرنا أّن كل خطاب من هذه الخطب خاص بقطاع معين من الظحيششاة الجتماعيششة فإننششا نقششع‬ ‫في خطأ فادظحالّن هذه الخطب متداخلة في بعضها البعض و لكل وظحد منها نوايا للسششيطرة‬ ‫و الهيمنة على الخطب الخرى كششونه يقششدم تصششورا و تفسششيرا شششامل للظحيششاة الجتماعيششة و‬ ‫الظواهر ‪ ،‬أّن هذه الملظحظة تبدو أساسية بالنسبة لبقية الظحديث الذي يهمنا أمام هششذه الخطششب‬ ‫‪ ،‬أين و كيف نستطيع أن نكشف بأنه ظحقيقيا علمي أو يتصف بميزات لنتشاج العلمشي أي أنشه‬ ‫قابل للتظحقيشق و البهشان ؟ و يمكشن أن يصشيغ هشذا السشؤال بالكيفيشة التاليشة ‪ :‬مشا هشي صشفات‬ ‫الخطاب العلمي و ما هي ميزات المسعى العلمي ؟‬ ‫‪ 3‬ـ صفات المسعى و الخطاب العلمي ‪:‬‬ ‫إّن المسعى العلمي يعتبر بأنه بالدرجة الولى مسعى نقدي قائم على منهجيشة علميشة لّن كشل‬ ‫تفسير علمي لظاهرة ما يقوم على المبدأ التالي و هو أن فهم و تفسير الظششواهر غيششر معطشى‬ ‫أو تلقائي و ناتج عن الملظحظة البسششيطة و أّن المعرفششة الظحقيقيششة أو إكتشششاف الواقششع تفششرض‬ ‫تظحريات تذهب إلى ما وراء الظواهر كونها تهدف إلى معرفة ماهيششة الشششيء و لششذا ل يمكششن‬ ‫لي علم أن يقوم إلّ إذا تخلى عن الملظحظة الظحية البسيطة التي يقششوم بهششا أظحششد لّن التفسششير‬ ‫الذي يأتي تلقائيا ش طبيعيا ش ليس بعلم و أّن المعرفة العلمية تكون دائمششا معرفششة مبنيششة بالعقششل‬ ‫أي قائمة على تصورات نظرية الششتي تظحششدد و تششوجه الملظحظششة و تفششرض طريقششة أو طششرق‬ ‫التظحقيق و الثبات‬


‫و لذا لّما نجد مثل في الدراسات القانونية نفس التفسيرات التي نجششدها عنششد النسششان العششادي‬ ‫من ظحقنا أن نشك في صظحة هذه التفسشيرات الشتي تتنششافى مششع المسششعى العلمشي الشذي يفششرض‬ ‫إقتراب نقدي للظواهر و تصورها في ظحركيتها و تداخلها و تفاعلها‪.‬‬ ‫أ ـ الفكر النقدي ‪:‬‬ ‫فهو الفكر الذي يتطلع إلى الوصول إلى ظحقيقة الشياء و الظواهر أي إلى وجههششا المخفششي و‬ ‫إستخراج كل ما تخفيه هذه الشياء و الظواهر لّن المعرفة العلمية ل تهدف أساسششا لوصششف‬ ‫مششا هششو ظششاهر بششل هششي عمليششة إظهششار مششا هششو مخفششي و إجششاد الششتركيب البششاطني للشششيء أو‬ ‫الموضوع أو الظاهر و أّن الموقف العلمي النقدي يفرض علينا عدم تقبششل ) كششل مششا تسششوقها‬ ‫إلينا اليديولوجيات و التخلي عن كل الفكار المسبقة التي تؤثر على طريقتنا لفهم الشياء و‬ ‫الظواهر لّن في مجال البظحشث العلمشي ل يوجشد مسشعى ثشاني إلّ هشذا المسشعى كشونه يسشمح‬ ‫بالوصول إلى تصور الواقع تصورا مختلفا كل الختلف عن التصورات العامششة الششتي تقششوم‬ ‫على الظحس العام‪.‬‬ ‫ب ـ إقتراب الواقع في تصور حركي و جدلي ‪:‬‬ ‫إّن ضرورة التصور الجدلي يعود إلى وعششي العلمششاء بششأّن المعرفششة العلميششة تتغيششر و تتظحششول‬ ‫بدون هوادة كون نظام المعرفة مرتبط بالتاريخ فهششو غيششر مظحشدود و فششي تطششور مسشتمر ‪ ،‬و‬ ‫العلم يبدو كلغز متجدد لّن كل ظحل جديد يأتي بمشكل جديد فششإن شششأّن العلششم شششأن كششل إنتششاج‬ ‫بشري فهو غير مكتمل و خاضع لمبادىء التطور الجششدلي ‪ ،‬و هششذا يعنششي أّن كششل إثبششات أو‬ ‫نظرية علمية قابل مبدئيا للمراجعة و التعديل ‪ ،‬ل يوجد ظحكم علمي الذي يمكن أن نفول عنششه‬ ‫بأنه لن يصظحح يوما ما ‪.‬‬ ‫إّن المسعى العلمي هو مسعى ظحواري ناتج عن عملية ذهششاب و إيششاب دائششم بيششن الملمششوس و‬ ‫المجرد ‪ ،‬بين الموضوع و الفكر ليششس هنششاك مقولششة ذهنيششة ل تمششس بشششيء للتجربششة و ليششس‬ ‫هناك ظحس غير منبثق من التجربة ‪.‬‬ ‫ففي البداية سنظحاول أن نعرف مششا هششو القششانون و ‪ DROIT ART‬بعششد ذلششك التطششرق إلششى‬ ‫مسألة التمييز بين القانون كفن و المناهششج الخاصششة بكششل واظحششد منهمششا ‪ ،‬المطلششب ‪DROIT‬‬ ‫‪ SCIENCE‬القانون كعلم ‪.‬‬ ‫تعريف القانون‬ ‫إ ّن لمصطلح القانون معاني كثيرة فهو تارة مجموع القواعششد الضششابطة للسششلوك و العلقششات‬ ‫بين البشر في المجتمع و التي تؤدي مخلفاتها إلى تسششليط الجششزء أو فششرض إظحترامهششا بششالقوة‬ ‫عند الظحاجة ‪ ،‬و تارة أخرى علم من العلوم التي تلقن في كليات الظحقوق ‪ ،‬و في نفشس الشوقت‬ ‫فهو يدل على معرفة هذه القواعد و هو أخيرا يظحمل معنى فلسفي و هو الظحق و هو العششدل و‬ ‫الهم يكمن في رأينا هل يمكن لنا أن نعتبر القانون أو معرفتنا للقانون كمعرفة علمية ؟‬ ‫القانون يمثل في أنين واظحششد علششم و فششن فهششو علششم أي فششرع مششن فششروع علششم الجتمششاع كششونه‬ ‫مظحاولة تهدف إستنتاج من ملظحظة الواقائع الجتماعية الظحاجات القانونيششة للفششرد و المجتمششع‬ ‫فهو فن يتجسد في تطبيقات معارف علمية مكتسبة مسبقا من أجل إعداد قوانين ملئمة‪.‬‬ ‫هششذا هششو دور المشششرع شش مششن جهششة و مششن جهششة ثانيششة تطششبيق القواعششد القانونيششة فششي الظحيششاة‬ ‫الجتماعية ش و هذا هو دور القاضي ش و الفقه الذي يعلق عليها القانون كعام يغترض الّلجوء‬ ‫إلى المناهج البظحث العلمي أّما القانون كفن في ظحاجة لمناهج التفسير و التؤيل ‪.‬‬


‫تعريف المنهجية و مناهج البحث العلمي‬ ‫تعريف المنهجية‬ ‫إّن كلمة أو علم المناهج أستخدمت لول مرة على يد الفيلسوف كانت عندما قسم المنطق إلى‬ ‫قسمين و هما مذهب المبادىء و هو الذي يبظحث في الشروط و الطرق الصظحيظحة للظحصششول‬ ‫على المعرفة‬ ‫و علم المناهج الذي يهتم بتظحديد الشكل العام لكل علم و بتظحديد الطريقة التي يتشكل و يتكون‬ ‫بها أي علم من العلوم فعلم المناهج هششو إذا العلششم الششذي يبظحششث فششي مناهششج البظحششث العلمششي و‬ ‫الطرق العلمية التي يكتشفها و يستخدمها العلماء و الباظحثون من أجل الوصول إلى الظحقيقة ‪.‬‬ ‫المنهجية فرع من فروع اليبستمولوجيا ) علم المعرفة ( تختص بدراسة المناهج أو الطششرق‬ ‫الششتي تسششمح بالوصششول إلششى معرفششة علميششة للشششياء و الظششواهر أّمششا المنهششج فهششو مجمششل‬ ‫الجراءات و العمليات الذهنية التي يقوم بها الباظحث لظهار ظحقيقة الشياء أو الظواهر الششتي‬ ‫يدرسها و يمكن أيضا أن نعتبر بأّن المنهششج هششو موقششف أمششام الموضششوع و نتظحششدث فششي هششذه‬ ‫الظحالة مثل على المنهج التجريبي و المنهج الطبي ‪ ،‬و إّن كلمششة المنهششج تعنششي أيضششا الّلجششوء‬ ‫إلى أنماط تظحليلية خاصة بفروع علمية مميزة ‪.‬‬ ‫تعريف المناهج و أنواعها ‪:‬‬ ‫يتكون علم المنهجية من عناصر كثيرة ومن بينها‬ ‫ش المناهج الفلسفية العامة ‪ :‬المنهج الميتافيزيقي و المنهج الجدلي‬ ‫ـ المناهج المنطقية المشتركة ‪ :‬مثل منهج الستنباط و الستقراء‬ ‫ـ المناهج العلمية المشتركة ‪ :‬المنهج المقارنة التجريبي‬ ‫ش المناهج العلمية الجزئية الخلصة و هي تختلف من علم لخر ففششي علششم القششانون مثل هنششاك‬ ‫منهج المقارن و المنهج الشكلي و المنهج الوضعي و الجدلي ‪ ...‬إلى غير ذلك ‪.‬‬ ‫منهجية البحث العلمي‬ ‫إّن الفيلسوف الفرنسي " قاستون باشلر " قد عرف البظحث العلمي بصفة وجيزة جدا منششتزع‬ ‫"‬ ‫من الظحكام " منتزع و مبني و مظحقق‬ ‫كمايلي ‪ " :‬إّن الواقع العلمي المسبقة و الشائعة ‪ ،‬ومبني بالعقل أي نظري و مظحقششق أي أنششه‬ ‫مؤكد بالبرهششان و الششدليل و بهششذه الكيفيششة فهششو يعششرف ماهيششة و غايششة العلششم و الخصششائص و‬ ‫الجراءات الوجب إتباعها في البظحث العلمي و أخيرا التطرق غلى مفهوم البظحث العلمي ‪.‬‬ ‫مفهوم العلم و المعرفة‪.‬‬ ‫العلم هو المعرفة المنهجية لقانون الطبيعة و كششل علششم يمثششل معرفششة لجملششة خاصششة مششن هششذه‬ ‫القوانين الخاصة بعدد مظحدد من الظششواهر و قششد عششرف أيضششا بششأنه " المعرفششة المنسششقة الششتي‬ ‫تنشأ عن الملظحظة و الدراسة و التجريب ‪ ...‬و التي تقوم بفششرض تظحديششد طبيعششة و أسششس و‬ ‫أصول ما تّم دراسته‬ ‫العلم هو فرع من فروع المعرفة خصوصا ذلك المتعلق بتنسيق ترسيخ الظحقائق و المبادىء‬ ‫" المناهج بواسطة التجارب و الفروض إّن أغلب المظحاولت الهادفة إلى تظحديد معنششى العلششم‬ ‫تدور ظحول الفكرة " ‪ :‬إّن العلم جزء من المعرفششة يتضششمن الظحقششائق والمبششادىء و القششوانين و‬ ‫النظريات و المعلومات الثابتة و المنسقة و الطرق و المناهج العلمية الموثوق بها لمعرفششة و‬ ‫إكتشاف الظحقيقة " بصورة قاطعة و يقينية‬


‫العلم و المعرفة‬ ‫إّن مجال المعرفة أأوسع من العلم ذلك إّن المعرفة تشمل كل الرصيد الواسع من المعارف و‬ ‫العلوم التي إستطاع النسان ككششائن مفكششر أن يجمعششه عششبر تاريششخ النسششانية ‪ :‬وهنششاك ثلثششة‬ ‫أنواع أساسية للمعرفة ‪1‬ـ المعرفة الحســية ‪ :‬وهي مجموعششة المعششارف و المعلومششات الششتي‬ ‫تعرف عليها النسان ظحسششيا فقششط بواسششطة الملظحظششات البسششيطة و المباشششرة و العفويششة عششن‬ ‫طريق ظحواسه ‪ ...‬و من أمثلة المعرفة الظحسية معرفة تعاقب‬ ‫‪2‬ـ المعرفة الفلسفية التأملية ‪ :‬و هي مجموع المعارف و المعلومات الششتي يتظحصششل عليهششا‬ ‫النسششان بواسششطة أسششاليب التفكيششر و التأمششل الفلسششفي لمعرفششة السششباب شش الظحتميششات البعيششدة‬ ‫للظواهر و الشياء و المشور ‪ ،‬مثشل التفكيشر و التأمششل فشي أسشباب الظحيشاة و المششوت و خلشق‬ ‫الوجود و الكون المعرفة العلمية‬ ‫ ‪ 3‬التجريبية ‪ :‬و هي المعرفششة الششتي تتظحقششق علششى أسششاس الملظحظششات العلميششة المنظمششة و‬‫المقصودة للظواهر و الشياء و المور ووضع الفروض و إستخراج و إكتشششاف النظريششات‬ ‫العامة و القوانين العلميششة الثابتششة و المنسششقة القششادرةعلى تفسششير الظششواهر و الشششياء " ‪ ...‬و‬ ‫المورعلميا و التنبؤ بما يظحدث و التظحكم في الظواهر و الشياء في خلصة القول نستخلص‬ ‫يأّن المعرفة أشمل و أوسع من العلم و العلم جزء و فرع من المعرفة ظحيث ينطبششق مصششطلح‬ ‫العلم على المعرفشة العلميشة التجريبيشة فقشط ‪ ،‬ول ينطشوي علشى المعرفشة الظحسشية و المعرفشة‬ ‫الفلسفية التأملية ‪.‬‬ ‫وظائف و أهداف العلم ‪.‬‬ ‫إّن هدف العلم و وظيفة العلم الساسية و الصلية هي إكتشاف النظام السائد فششي هششذا الكششون‬ ‫و فهم قوانين الطبيعة و الظحصول على الطرق اللزمة للسيطرة على قوى الطبيعة و التظحكششم‬ ‫فيها ‪ ،‬و ذلك عن طريق زيادة قدرة النسان على تفسير الظحداث و الظواهر و التنبششؤ بهششا و‬ ‫ضبطها و يمكن أن نستخلص من هذه الغاية الصلية و الساسية للعلم وظائف ثلث‪.‬‬ ‫أول ‪ :‬ـ غاية و وظيفة الكتشاف و التفسير ‪:‬‬ ‫إّن الغايششة و الوظيفششة الولششى للعلششم تتمثششل فششي إكتشششاف القششوانين العلميششة العامششة و الشششاملة‬ ‫للظواهر و الظحداث المتشابهة و المترابطة و المتناسقة و ذلك عن طريق تصششنيف و تظحليششل‬ ‫الظواهر و الظحداث بواسطة مختلف الفرضيات العلمية ‪ ،‬والقيام بتجارب علمية تمكننششا مششن‬ ‫الوصول إلى مختلف القوانين العلمية الموضوعية عامة كانت و شاملة لتفسير هذه الظششواهر‬ ‫و الوقائع و الظحداث ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬غاية و وظيفة الضبط و التحكم‬ ‫إّن من أهم وظائف العلم الضبط و التظحكم العلمي في الظواهر و الظحداث من أجل السششيطرة‬ ‫عليها و توجيهها و إستغلل النتائج لخدمة النسانية‬ ‫ثالثا ‪ :‬غاية و وظيفة التنبؤ‬ ‫و تتعلق هذه الغاية بالتعرف على طرق و سير الظحداث و الظواهر الطبيعيششة و الجتماعيششة‬ ‫بهدف التأثير عليها أو تجنب إثارها على النسششانية و المثلششة علششى ذلششك تتمثششل فششي التنششبىء‬ ‫بمواعد الخسوف و الكسوف ‪ ،‬تطور الظحوال الجوية ‪ ،‬معرفة تقلب الرىششء العششام سياسششيا و‬ ‫إجتماعيا و غير ذلك من المور التي يمكن التوقع و التنششبىء العلمششي بظحتميتهششا و ذلشك لخششذ‬ ‫الظحتياطات و الجراءات العلمية لتفادي الثار الجابية ‪.‬‬


‫مفهوم البحث العلمي‬ ‫إّن البظحث العلمي " هو وسيلة للستعلم و الستقصاء المنظم و الدقيق الذي يقوم به البششاظحث‬ ‫بفرض إكتشاف معلومششات أو علقششات جديششدة بالضششافة إلششى تطششوير أو تصششظحيح أو تظحقيششق‬ ‫المعلومات الموجودة فعل على أن يتبع في هذا الفظحص و الستعلم الدقيق ‪ ،‬خطوات لمنهج‬ ‫العلمي ‪. " ...‬‬ ‫و إختيار الطريقة و الدوات اللزمة للبظحث و جمع البيانات ‪.‬‬ ‫مفهوم المنهج و علم المناهج‬ ‫مفهوم المنهج‬ ‫تعريف المنهج ‪ :‬المنهج في الّلغة العربية هو الطريق و هو مشتق من فعل نهششج أي سششلك و‬ ‫ينطوي أيضا على معنى إصطلظحي يدل على التتابع أّما في اليونانية فكان في البدايششة يعنششي‬ ‫الدراسة ‪ ،‬البظحث النظر المعرفة ‪ ،‬كما يعني الطريق ‪ ...‬و ل يتظحدد معناه الصطلظحي ‪ ،‬إلّ‬ ‫في بداية القرن السابع عشر ظحيث أصبح يدل على " طائفة من القواعد العامة المصوغة مششن‬ ‫أجل الوصول إلى الظحقيقة في العلم " ‪.‬و قد وردت تعريفات عديدة بشأنه و فيما يلي البعششض‬ ‫منهاز‬ ‫نفس المرجع ص ‪18‬ش ‪10‬‬ ‫منهجية البحث العلمي "‬ ‫يجب علينا في البداية أن نظحدد معنى منهجية البظحث العلمششي كصششيرورة السششتقراء و تفسششير‬ ‫الواقع أي كعملية أو نشاط فكري يختلف عن مسألة المناهج المنطقية ثّم ماذا يجششب علينششا أن‬ ‫نفهم من مصطلح البظحث العلمي في العلوم الجتماعية عموما و الظحقوقيت خاصة ‪ .‬ثمششذ بعششد‬ ‫ذلك تظحديد مضمون المنهجيشة كأسششلوب تنظيشم و تصشوير ششامل لجشزاء البظحشث العلمششي و‬ ‫اللتزام بتنفيذها مرظحلة تلو الخرى ‪.‬‬ ‫إّن المنهجية بمفهومها الواسع ممكن الن تفهم كفلسفة البظحث العلمي أو الفكر السائد و المتبع‬ ‫في البظحاث العلمية ‪ ،‬و الغاية من تعريف الطالب بالمنهجية كأسلوب عام تهدف إلششى تجنبششه‬ ‫من الوقوع في الخطاء " التي يقع فيها عادة " البشاظحث المبتشدىء و بهشذا المعنشى المنهجيشة‬ ‫العامة للبظحث العلمي تقوم على ثلثة مبادىء أساسية هي ‪:‬‬ ‫‪1‬ش مبدأ القطيعة مع الظحكام ) الفكار ( المسبقة ‪.‬‬ ‫‪2‬ش مبدأ بناء أو إختيار إطار نظري يهيكل البظحث ‪.‬‬ ‫‪3‬ش مبدأ التظحقيق ‪.‬‬ ‫و إّن هذه المبادىء تتجسد في سبع مراظحل ‪ 1:‬ش مرظحلة تظحديد القضششية أو سششؤال النطلق ‪2‬‬ ‫ش مرظحلة القراءة و المقابلت السششتقرائية ‪ 3‬شش مرظحلششة وضششع أو تظحديششد إشششكالية البظحششث ‪ 4‬شش‬ ‫مرظحلة بناء أو إدراج البظحث في إطار نموذج تظحليلي معروف ‪ 5‬ش مرظحلششة جمششع و تصششنيف‬ ‫المعلومات ‪ 6‬ش تظحليل المعلومات ووضع خطة الصياغة النهائية ‪ 7‬ش الخلصة ‪.‬‬ ‫منهجية البحث و البحث العلمي‬ ‫تعريف منهجية البحث ‪ :‬إّن عملية إنجاز أو إعداد بظحششث علمششي تشششبه إلششى ظحشّد كششبير عمليششة‬ ‫البظحث أو التنقيب عن النفط فالظحفر أو فششي أي أرض كششانت بششل نجششاح برنامششج العثششور علششى‬ ‫النفط التنقيب ل يتم ‪ ،‬يتوقف على إتباع خطة أو مسعى معين ) دراسة نوعية الظحقول تظحششد‬ ‫سد تقنيات البظحث ثّم يأتي في الخير التنقيب ( و إّن هششذه العمليششة تفششترض مسششاهمة كفششاءات‬


‫شتى ) مهندسون في علم الرض ‪ ،‬مهندسون في تقنيات ) الظحفر ‪ ،‬وتقنيين منفذين للخطة أو‬ ‫العمششل و ل يظحششق لنششا أن ننتظششر مششن رئيششس المشششروع أن يكششون متمكنششا مششن كششل التقنيششات‬ ‫المستعملة و إنما دوره الظحقيقي يتوقف على مدى قدرته في تصور المشروع في التنقيب عن‬ ‫النفط ‪ ،‬فعلى الباظحث أن يكون له تصور واضح لما يبظحششث فيششه ) تظحديششد موضششوع البظحششث ‪،‬‬ ‫وضع خطة منهجية عمل و هذه الخيرة ل تتمثل في التقنيات الممكن إتباعها بل أليششة ذهنيششة‬ ‫لستظهار و لستقراء الواقع أو الموضوع كتصور شامل لبعاد البظحث و لهششذا فششإّن البششاظحث‬ ‫لما يتلقى صعوبات كبيرة التي تكاد أن تجهض مشروع بظحثه فالسششبب ل يعششود لعششدم نجاعششة‬ ‫التقنيات المستعملة بل لعدم تمكينه مششن تظحديششد و إتبششاع منهجيششة تشششمل كششل أجششزاء البظحششث و‬ ‫الغريب في المر أن هناك مؤلفات كثيرة تزعم تلقن منهجية بمفهومهششا الواسششع أي كتصششور‬ ‫شامل لمتطلبات البظحث كونها تكتفي في غالب الظحالت بعرض أو سششرد التقنيششات و المناهششج‬ ‫بمنعزل عن أي تفكير نظري في التظحكم في صيرورة و تصور البظحث ‪.‬‬ ‫و إّن هذه المظحاولة منا تهدف إلى تقديم هذه المنهجية العامة أو خطوات المسششعى العلمششي أي‬ ‫كطريقة إعداد البظحث العلمي لكل من يطمح إلى أدنى تكوين ممكن في مجال البظحث و القيششام‬ ‫بعمل أو إنجاز مذكرة بأكثر ظحظ ممكششن للتوفيششق أو النجششاح و إّن قضششية التكششوين فششي مجششال‬ ‫البظحث تهدف إلى تنمية قدرات الطالب في وضع و تظحديد تصور شامل لبظحثه ثّم القيام بتنفيششذ‬ ‫هذه الخطة مرظحلة بمرظحلة ‪.‬‬ ‫المشكل المنهجي في البحث ‪.‬‬ ‫إّن النطلق في البظحششث أو أي عمششل آخششر بتعريششض دائمششا لنفسششر المشششكل أي أّن موضششوع‬ ‫البظحث يظل غامضا بظحيث ندرك ماذا نريد أن نبظحث فيه و ل نعلم كيف نبدأ البظحث ‪.‬‬ ‫إننا نأمل أن نعمل كيف نبدأ البظحث إننا نأمل أن العمل يكون مفيدا و ينتهي بتقششديم إقتراظحششات‬ ‫ملموسة مع الشعور في نفس الوقت بالياس أو الخيبة قبل البداية فيه ‪ .‬وهكذا عموما تنطلششق‬ ‫جل العمال الطلبة و ظحتى الباظحثين فششي مجششال العلششوم الجتماعيششة ‪ ،‬ومششع ذلششك ل يجششب أن‬ ‫تقلقنا هذه الفوضى البدائيششة ‪ ،‬بششالعكس فإنهششا تششدل علششى أن الفكششر السششليم ل يتقبششل أن يتغششدى‬ ‫بالبديهيات و الظحكام المسبقة من أجل ذلك يجب أن نتفادى الوقوع فيما يسمى بالروب إلششى‬ ‫المام و الذي يأخذ إشكال عديدة و من بينها الشكال التالية ‪:‬ش الشغف الشديد لقراءة الكتب و‬ ‫المراجع ‪.‬ش عدم الهتمام بوضع الفرضيات ‪.‬ش اللجوء إلى إستعمال المصششطلظحات المعقششدة و‬ ‫المضللة ‪.‬‬ ‫و هذا ما سنوضظحه كمايلي ‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ فيما يخص الشغف الشديد لقراءة الكتب ‪:‬‬ ‫إّن هذه الصششيغة مششن صششيغ الهششروب إلششى المششام تمثششل فششي عمليششة ظحشششو الششدماغ أو الششذاكرة‬ ‫بمعلومات و معطيات عديدة مع أمل الوصول أو العثور على الفكرة أمل الوصول أو العثور‬ ‫على الفكرة نيرة التي تسمح لنا بتظحديد موضوع البظحشث الشذي نظحشن بصشدد البظحشث فيشه و إّن‬ ‫هذا المقف يؤدي ل مظحالة إلى اليأس لّن كششثرة المعلومششات الغيششر المرتبششة تضششلل التفكيششر و‬ ‫لهذا يجب علينا أن نعود قليل إلى الوراء و نركز على عملية التفكيششر الصششظحيح و الجششاد فششي‬ ‫القضية ‪ ،‬بدل الظحشو المفرط للذاكرة و إّن القيام بالقراءة المتأنية للنصششوص قليلششة و مختششارة‬ ‫بعناية أكثر فائدة وتجنب الباظحث في الوقوع في هذا النششوع مششن صششيغ الهششروب إلششى المششام‬ ‫بظحيث أّن أغلبية الطلبة أو الباظحثين يتخلوا عن أبظحاثهم بسبب عدم إنطلقهم الظحسششن و تجششدر‬


‫بنا الشارة هنا أن نؤكد بأّن قانون بذل أقل جهد ممكن قاعدة أساسية ظحتى في مجششال البظحششث‬ ‫العلمي و هو ) هذا القانون يفرض تتبع أقصر سبيل ممكن للوصول إلى أظحسن نتيجة ‪ ،‬وهذا‬ ‫يلزمنا أن ل نقوم بعمششل مهششم بششدون أن نفكششر أو نظحششدد بدقششة مششا نظحششن بصششدد البظحششث عنششه و‬ ‫الطريقة التي يجب إتباعها ‪.‬و في الخلصة أن على الطششالب أن يتنجششب عمليششة الظحشششو الششتي‬ ‫تعيق العمل الظحسن للفكر مع ترتيب المعلومششات ظحششتى يعمششل هششذا الخيششر بطريقششة منظمششة و‬ ‫مبدعة ‪ ،‬و الغاية من هذا أن ل ينشغل الطالب بتكديس المعلومات بششل أن يلقششي كششل إهتمششامه‬ ‫على تظحديد التصور الشامل لعمله ‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ عدم الهتمام بوضع الفرضيات ‪:‬‬ ‫إّن عدم الهتمام بوضع أو تظحديد الفرضية أو الفرضيات ) أي كإجابة مؤقتة للسؤال ( يمثششل‬ ‫السششبب الرئيسششي فششي فشششل البظحششث بششدون أن نعلششم مششاذا نظحششن بصششدد البظحششث فيششه و طبيعششة‬ ‫المعلومات التي نريد جمعها ‪.‬و هذا يفرض علينا أن نهتم بتظحديد مشروع البظحث بدقة ‪.‬‬ ‫‪3‬ـ إستعمال المصطلحات المعقدة و المضللة ‪:‬‬ ‫إّن الباظحثين المبتدئين يتميزون بهذا الميل أو الظاهرة كونهم مندهشين أو متششأثرين بمركزهششم‬ ‫كجامعيين جدد و ما يعتقدونه فيمششا تخششص مفهششوم البظحششث العلمششي و هششذا لخفششاء ضششعفهم ‪،‬‬ ‫الشيء الذي يفسر لجوئهم لستعمال العبارات المعقدة و غير المفهومة ‪ ،‬عاملين بالفكرة بأنذ‬ ‫كل ما هو معقد فهو علم ‪.‬و هناك خاصيتان تميز مشاريعهم أي طموح كبير و غمششوض تششام‬ ‫‪ ،‬فهم يختارون مواضيع ضخمة صعبة المنال ‪ .‬وإّن هششذه المشششاريع تقششدم فششي شششكل خطششاب‬ ‫غشامض و رنشان يشدل علشى عشدم وجشود مششروع بظحشث واضشح و مفيشد أسشلوب البسشاطة و‬ ‫المطلوب من هؤولء الباظحثين إعتماد الوضوح مع تعريف ككل العبارات المستعملة و شرح‬ ‫كل الجمل التي تعبر عن مشروع بظحثهم ‪.‬و إّن الوعي بهذه المشكلة يسمح للبشاظحث أن يشدرك‬ ‫بأّن البظحث ليس إلّ مظحاولة للكشف عن الظحقيقة ‪ ،‬ليس كظحقيقة بمعناها المطلق و إنما كظحقيقة‬ ‫نسبية قابلة للتعميق مع مداومة التساؤل فيها‪.‬‬ ‫و بعد تقديم هذه الصيغ للهروب إلى المام سنظحاول أن نتعرض إلى كيفيششة النطلق الظحسششن‬ ‫لكل بظحث و المراظحل التي يجب إتباعها ‪.‬‬ ‫مراحل إعداد البحث العلمي ‪.‬‬ ‫إّن مشكل المعرفة العلمية يطرح نفسه بنفس الكيفية بالنسبة للظواهر الجتماعية أو الطبيعيششة‬ ‫في كلتا الظحالتين الفرضيات ‪.‬تتظحقق من خلل المعطيات الناتجششة عششن الملظحظششة أو التجربششة‬ ‫إذن يجب على كل بظحث ) بشاظحث ( أن يتمثشل إلشى بعشض المبشادىء المششتركة ‪ ،‬و أّن تقشديم‬ ‫تسلسل المسعى العلمي يقوم على إظحترام مبادىء أساسية و هي القطيعة و البناء ‪ ،‬و التظحقيق‬ ‫تتمثل في و بهذا المفهوم أن المسعى العلمي طريقة للتقدم نظحششو هششدف و أّن عششرض المسششعى‬ ‫العلمي يتمثل في وصف المبادىء الساسية الواجب إستعمالها فششي أي عمششل علمششي ‪ ،‬و فششي‬ ‫هذا الطار يجب أن نؤكد على أن المناهج الخاصة ل تمثل إلّ وسائل أو طرق جزئيششة فششي‬ ‫خدمششة المسششعى العلمششي فششي تصششوره الشششامل و يجششب أن تتلءم هششذه التقنيششات الخاصششة مششع‬ ‫مجششالت البظحششث ‪ ،‬و أّن هششذه الملءمششة ل تمنششع البششاظحث أن يظششل وفيششا للمبششادىء الساسششية‬ ‫للمسعى العلمي ‪.‬و إذ نركزهنا بصفة خاصة على المسعى و ليس على المناهج الخاصة فهذا‬ ‫يعود إلى إعتقادنا بأنه يمكن لنا أن ننتهج هذه الطريقةللقيام بأي بظحث علمي ‪ ،‬و بهذا الصششدد‬ ‫يجب أن نتساءل عن ماهية المبادىء العامة التي يجب مراعاتها في أي بظحششث إّن الفيلسششوف‬


‫الفرنسي جاستون باشلر قد عرف البظحششث العلمششي بصششفة وجيششزة جشّدا كمششايلي " إّن الواقششع‬ ‫العلمي منتزع و مبني و مظحقق " أي منششتزع مششن الظحكششام المسششبقة ‪ ،‬ومبنششي علششى الفكششر أو‬ ‫العقل ‪ ،‬و مظحقق في الواقع و هكذا يظهر المسعى العلمي كأنه مسار قائم علششى ثلثششة أعمششال‬ ‫معرفية متسلسلة و المتمثلة في القطيعة و البنية و التظحقيق ‪.‬‬ ‫العمال الثلثة للمسعى العلمي ‪:‬‬ ‫لفهم التماثل الموجود بين مراظحل البظحث و العمال المعرفية الثلثشة ‪ ،‬يجشب علينشا أن نفسشر‬ ‫المبادىء المتضمنة في هذه العمال الثلثة و المنطق الذي يربط بينهما ‪.‬‬ ‫ـ مبدأ القطيعة ‪ :‬تجدلر الشارة بنا هنا إلششى أّن المعششارف الششتي نظحملهششا مفخخششة لّن أفكارنششا‬ ‫مشظحونة بالمظاهر التلقائية و الظحكام المسبقة مع الميل إلى تفضيل بعششض التصششورات علششى‬ ‫التصورات الخرى و إذا إعتقدنا بأنه يمكشن لنشا أن نبنشي علشى الرمشل أي علشى أفكشار غيشر‬ ‫مؤكدة فهذا خطأ ‪ ،‬و لهذا نفهم ضرورة إدخال القطيعة مع هذا النوع من المعلومات ‪ ،‬وهذه‬ ‫الخيرة تفرض علينا التخلي عن الظحكام المسبقة و البديهات الخاطئششة و الششتي تعيششق معرفششة‬ ‫الظحقيقة و إّن القطيعة تعتبر كاول عمل مؤسس للمسعى العلمي أ‪ ,‬المعرفة العلمية ‪.‬‬ ‫مبدأ البنية ‪ :‬ل يمكن لنا أن نقوم بإدخال القطيعة إلّ مششن خلل تصششور نظششري مسشبق الشذي‬ ‫يعبر عن المنطق الذي يعتقد الباظحث بأنه هو الذي يتظحكم في الظششاهرة ‪ .‬وبفضششل هششذه البنيششة‬ ‫الذهنية فيمكن للباظحث أن يظحدد الجراءات التي يجب القيام بها و النتائج التي يتوقع الوصول‬ ‫إليها من خلل الملظحظة لّن بدون البنية النظرية ل يمكن أن يكون التظحقيق ممكنا‪.‬‬ ‫مبدأ التحقيق ‪:‬إّن كل إقتراح ل يمكن له أن يتميز بالصفة العلمية إلّ إذا كان قابل للتظحقيق و‬ ‫إّن هذا المبدأ يتطلب المواجهة مع الواقع و هذه تتمثل بالتجربة أو التظحقيق ‪.‬‬ ‫المراحل السبعة للمسعى العلمي ‪:‬‬ ‫إنه ل يمكششن الفصششل بيششن العمششال الثلثششة للمسششعى العلمششي فهششي متتاليششة و تفششرض بعضششها‬ ‫البعض ‪ ،‬فالقطيعة مثل ل تظحقق فقط في بداية البظحث بل تكتمل في البنية و أن هششذه الخيششرة‬ ‫ل يمكن أن تكون هي الخرى إلّ بعد القيام بتنفيذ المراظحل الخاصة بالقطيعششة بينمششا التظحقيششق‬ ‫ل يمكن إلّ بنجاعة البنية ‪.‬و إّن هذه العمال الثلثة للمسعى العلمي تتجسد من خلل تسلسل‬ ‫إجراءات مختلفة طيلة إنجاز البظحث و المتمثلة في سششبع مراظحششل و بششالرغم مششن أّن المخطششط‬ ‫التالي يفصل هذه المراظحل ‪ ،‬و لكن في الواقششع فهششي مترابطششة و متداخلششة و تفششرض بعضششها‬ ‫البعض ‪.‬‬ ‫المرظحلشششة ‪ : 1‬تظحديشششد القضشششية القطيعشششة المرظحلشششة ‪ : 2‬السشششتكثاف الششششكالية ‪: 3‬‬ ‫المرظحلةالمرظحلة ‪ : 4‬البنية النظرية المرجعية البنية المرظحلة ‪ : 5‬الملظحظة التظحقيق المرظحلششة‬ ‫‪ : 6‬تظحليل المعطيات المرظحلة ‪ : 7‬تقديم النتائج‬ ‫مرحلة إختيار الموضــوع إّن المشششكل الول الشذي يعيشششه البششاظحث يتمثششل بكشل بسشاطة فشي‬ ‫معرفة الكيفية الظحسششنة لنطلق عملششه لنششه ليششس مششن السششهل أن يتوصششل المششرء تلقائيششا إلششى‬ ‫ترجمة ما هو إهتمام أو إنشغال غامض بقضية ما أو موضوع مششا فششي شششكل مشششروع بظحششث‬ ‫عملي دقيق ‪ ،‬و الخشية من النطلق السيء تجعل أن الباظحث يظل يششدور فششي ظحلقششة مفرغششة‬ ‫أو يلجأ إلى صيغة من صيغ الهروب إلى المام التي تظحششدثنا عنهششا سششابقا ‪ ،‬أو التخلششي نهائيششا‬ ‫عن مشروعه ‪.‬و سنظحاول طيلة هذه المرظحلة أن نعرف الطالب بأّن هناك ظحل آخششر للخششروج‬ ‫من هذه المشكلة ‪.‬إّن الصعوبة في النطلق ناتجة في غشالب الظحيشان مشن الششغف الششديد و‬


‫التسرع باللمام بكل جوانب الموضوع و تقششديمه فششي شششكل مشششروع بظحششث مرضششي ‪.‬و هنششا‬ ‫يمكن أن نذكر بأّن البظحث هو شيء يبظحث فيه و يبظحث عن نفسه فهو صيرورة نظحششو معرفششة‬ ‫أظحسن أو أكمل و يجب أن يقبل هكذا مع كل ما يتضمن من تردد و شششكوك و عششدم التأكششد‪.‬و‬ ‫هناك من يعيش هذا الواقع في شكل قلق مشل ‪ ،‬وهناك من يعتبره كظاهرة عاديششة و مظحفششزة‬ ‫‪ ،‬و لذا يجب على الباظحث أن يختار بسرعة أولي يكون قدر المستطاع واضظحا ظحششتى ينطلششق‬ ‫العمل بدون خيط هادىء أو دال تردد في وضع أو إختيششار الخيششط الششدال الولششي ظحششتى و لششو‬ ‫بدى له بأنه بسيط أو ناتج عن تفكير غيششر كششاف و ظحششتى لششو يغيششر التجششاه طيلششة البظحششث أو‬ ‫الطريق و المهم أن يعتبر هذا النطلق ما هششو إلّ مششؤقت يمكششن أن يصششظحح أو يعمششق ظحششتى‬ ‫الوصول إلى النتيجة النهائية ‪.‬و السؤال القائم يكمن فيما يتمثششل هششذا الخيششط الهششادىء ‪ ،‬ومششا‬ ‫هي المعايير التي يجب المتثال لها ظحتى يؤدي الوظيفة المنتظرة منه ‪ ،‬فهو يششأتي فششي شششكل‬ ‫مشروع سؤال إنطلقي الذي يجب أن يراعي بعض الشروط ‪.‬‬ ‫مشروع سؤال النطلق إّن أفضل طريقة لمعالجة موضوع مششا تتمثششل فشي صشيغته التاليششة و‬ ‫الششتي أعطششت ثمارهششا مششع التجربششة ‪ ،‬والششتي تفششرض علششى البششاظحث أن يظحششاول أن يعششبر عششن‬ ‫مشروع بظحثه في شكل سؤال إنطلقي ‪ ،‬و الذي يظحاول من خلله أن يظحدد بأكثر دقة ممكنششة‬ ‫فيمشا يبظحشث فيشه ‪ ،‬أو كشاف ‪ ،‬أن يوضشظحه أو يسشتوعبه و لكشي تشؤدي هشذه العمليشة وظيفتهشا‬ ‫بأظحسن صورة فهي تستوجب مراعاة بعض القواعد أو المعايير التي سنظحددها شيئا ‪ .‬و لفهششم‬ ‫الطبيعة و مداها الظحقيقي لهذه العملية يجب أن نشششير هنششا أّن أشششهر المششؤلفين أو البششاظحثين ل‬ ‫يترددون في التعبير عن مشاريعهم فشي ششكل أسشئلة بسشيطة وواضشظحة ظحشتى لشو كشانت هشذه‬ ‫الخيرة مبنية على تفكير نظري عميق ‪.‬‬ ‫و المثال على ذلك السششؤال التششالي " مششا الششذي يجعششل بعششض النششاس يششترددون فششي زيششاراتهم‬ ‫للمتاظحف عكس الغلبية التي ل تفعل ذلك ؟ " ‪.‬‬ ‫‪1‬ـ صفات السؤال الحسن‪:‬‬ ‫إّن تقديم مشروع بظحث فشي ششكل سشؤال النطلق ل يمكشن أن يكشون مفيشدا إلّ إذا كشان هنشا‬ ‫السؤال مصاغ بطريقة ظحسنة ‪ ،‬و هذا ليس بالمر السهل ‪ ،‬لنه يجب أن يراعي هذا السششؤال‬ ‫بعض الشروط التي سنوضظحها من خلل تقديم بعض المثلة مع الذكر بأّن الهدف الساسي‬ ‫للسؤال هوانه يرغم الباظحث لكي يوضح نواياه و ظحدود و آفاق بظحثه و بهذا المعنى تتضح لنا‬ ‫الفكرة التي ترى باّن وضع السؤال يمثل الداة الولى لدخال ما يسمى بالقطيعة مع الظحكام‬ ‫المسبقة و العتقادات الشششائعة و غيششر المؤكششدة و يمكششن أن نظحصششر الصششفات المنتظششرة مششن‬ ‫السؤال في ثلثة عبارات هي ‪ :‬الوضوح ‪ ،‬الواقعية ‪ ،‬النجاعة ‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ صفات الوضوح ‪:‬تمثل صفة الوضوح في التظحديد و الدقششة ‪ ،‬و أن ل يكششون مبهمششا و أن‬ ‫يكون عملي ‪ .‬وسنقدم مثال عن سؤال غيشر واضششح ‪ :‬مشا هشي آثشار الصشلظحات علششى ظحيشاة‬ ‫المواطن الجزائري ؟ فهذا السؤال يبدو غامضا وواسعا جّدا في الظحقيقة عن أي آثار نتظحششدث‬ ‫هل هي آثار إقتصادية أو إجتماعية أو سياسية أو ثقافية أو غير ذلك ‪ ،‬و عن ظحيششاة المششواطن‬ ‫هل هي ظحياته المهنية أو العائلية أو الثقافية أو غير ذلك و يمكن لنا أن نمششد قائمششة التششأويلت‬ ‫الممكنة لهذا السؤال الذي ل يوضح لنا النوايا الظحقيقية لصاظحبه و لذا نفهششم ضشرورة صشياغة‬ ‫السؤال بكيفية دقيقة و مظحددة بظحيث ل يكون معناه غامض ‪ ،‬ومنه فمن الضششروري تظحديششد و‬ ‫ظحتى تعريف العبارات الواردة فششي صششياغته ‪.‬و هنشاك وسشيلة بسششيطة للتأكششد مشن أّن السششؤال‬


‫واضح ‪ ،‬و ذلك بعرضه على بعض الشخاص مع المتناع عن أي تعليق أو تقديم المعنشى ‪،‬‬ ‫ظحتى يفصح كل شخص عن فهمه الخاص للسؤال ‪ .‬فيصبح هذا الخير واضششظحا و مظحششدد إذا‬ ‫كانت كل التفسيرات تصب في إتجاه واظحد و مطششابقته لنيششة صششاظحبه و أّن تركيزنششا هششذا عششن‬ ‫ضرورة دقة ووضوح السؤال ل يعني بششأنه يجششب أن يكششون ضششيقا أو مظحششدود المجششال ‪ ،‬بششل‬ ‫يمكن أن يكون واسعا و مفتوظحا لّن السؤال الغامض المبهم ‪ ).‬فهو السؤال الذي يدل بصششدق‬ ‫عن ماذا نبظحث فيششه و نظحششاول توصششيله ( للخريششن ‪ ،‬أي أّن قششدرتنا لمعششالجته تتوقششف علششى‬ ‫وضوظحه‪.‬‬ ‫صفة الواقعية ‪:‬إّن صفة الواقعية تتعلق بإمكانية الداء أو القيام بإنجاز البظحث مع الخذ بعين‬ ‫العتبار القدرات و الموارد التي تتوفر للباظحث في معالجة موضوعه ‪ ،‬و سششنأخذ مثششال عششن‬ ‫سؤال صعب المعالجة ‪ :‬هل للقادة الغرب تصور و موقف موظحد أمام قضششية الغششزو الثقششافي‬ ‫الغربي و الياباني ؟ فإّن معالجة سؤال مثل هذا يتطلششب بششدون شششك سششنين طويلششة و ميزانيششة‬ ‫معتبرة و مراسلين أكفاء ‪ ،‬فإذا لم تتوفر للباظحث هذه المكانيات فيستظحسن أن يتخلى عنششه و‬ ‫لذا يجب على الباظحث قبل أن يصيغ سؤاله أن يتأكد من معارفه و مششوارده الزمنيششة و الماليششة‬ ‫و المرجعية الضرورية لمعالجة السؤال أو الموضوع ‪.‬و في الخير فنقششول بششأنه يجششب علششى‬ ‫السؤال أن يكون موضوعيا أي واقعيا بمعنششى أن يكششون متناسششبا مششع المششوارد المتششوفرة عنششد‬ ‫الباظحث ‪.‬‬ ‫صفة النجاعة ‪:‬إّن صفة النجاعة تدل أول و قبل كل شيء على أهداف و نوايا البششاظحث أي )‬ ‫فهم ما هو موجود بغية توضيظحه إستخلص بعض القواعد العامة التي تتظحكم في الظششاهرة ‪،‬‬ ‫أو دراسة تنبؤته فل يصح للباظحث العلمي أن يكون ذو طلبع أخلقي أو فلسفي أو إيديولوجي‬ ‫أي أنه مبني على ظحكم كسبق و أفكار شائعة‬ ‫‪ 1‬ش _أ_مثلة ‪ :‬مبدا العدالة الجتماعية ؟ يبدو أن هدف صششاظحب هششذا السششؤال ل يتمثششل فششي‬ ‫دراسته و تظحليل ‪.‬‬ ‫مرحلة البحث عن الوثائق العلمية وجمعها‬ ‫يقوم الباظحث بجمع الوثائق المتعلقششة بموضششوع بظحثششه ويظحششاول تنظيمهششا علششى أسششس منهجيششة‬ ‫مدروسة من أجل ظحص وإستخلص جميع المعلمومات الششتي تتكششون منهششا موضششوع البظحششث‬ ‫وسيتم توضيح ذلك من خللل مايلي ‪:‬الفرع الول ‪ :‬معنى الوثائق العلمية وأنواعها ‪:‬الوثششائق‬ ‫العلمية هي جميع المصششادر ةالمراجششع الوليششة والثانويششة والششتي يشششكل فششي مجموعهششا طاقششة‬ ‫للنتاج الفكري والعلمي في ميدان البظحث العلمي وهي أنواع ‪:‬‬ ‫الوثائق الولية والصلية والمباشرة‬ ‫الوثائق الثانوية والغير أصلية وغير مباشرة‬ ‫أماكن وجود الوثائق العلمية وسائل الظحصول عليها يمكن للباظحث أن يجد الوثائق العلمية فششي‬ ‫أمششاكن مختلفششة فقششد يجششد بعضششها فششي الششدوائر الظحكوميششة والدوليششة أو فششي المكتبششات العلمششة‬ ‫والخاصة والشاملة والمتخصصة وتتظحصل عليها بوسائل الشراء والتصوير والعارة العامة‬ ‫أو بوسائل النقل والتخليص ‪.‬‬ ‫مرحلة القراءة والتفكير‬


‫وهي عملية الضطلع على كافة المعلومات التي تتعلق بالموضوع وتأملها وتظحليلهششا ظحششتى‬ ‫يتولششد فششي ذهششن البششاظحث نظششام التظحليششل للموضششوع ةتجعلششه قششادرا علششى إسششتنتاج الفكششار‬ ‫والفرضيات والنظريات ومن هنا يجب التطرق لهدافها وشروطها وأنواعها ‪.‬‬ ‫اهــداف مرحلــة القــراءة والتفكيــر ‪ :‬تسششتهدف عمليششة القششراءة الواسششعة والشششاملة والمتعمقششة‬ ‫والواعيةلكل الوثائق العلمية المتعلقة بالموضوع وإستعاب و وفهم كافة المعلومات والظحقششائق‬ ‫والفكار الموجودة في الوثائق العلمية المتصلة بالموضوع ‪.‬‬ ‫شروط وقواعد القراءة ‪:‬‬ ‫تتطلب عملية القراءة السلمية والناجظحة لشروط القواعد يجب إظحترامها ظحتى تتظحقق الهشداف‬ ‫السابقة ومن أهم هذه الشروط ‪ 1:‬سعة وشششمول وتعششدد القششراءات وعمششق الفهششم والطلع ‪2‬‬ ‫عملية القراءة مرتبة ومنظمة ‪ 3‬من إختيار الوقات المناسبة للقششراءة ‪ 4‬تششرك فششترات للتأمششل‬ ‫والتغكير خلل أو مابين القراءات المختلفة‬ ‫أنواع القراءة ‪:‬‬ ‫تنظم القراءة على أساس مدى عملها ودقتها وتركيزها إلششى ثلثششة أنششواع مششن القششراءات لكششل‬ ‫نوع وظائفه وأهدافه ‪.‬‬ ‫القراءة السريعة الكاشفة ‪:‬‬ ‫وهي القراءة الخاطفة التي تتعلق بالضطلع على فهششارس وعنششاوين الوثششائق المختلفششة كمششا‬ ‫تشمل الضطلع على المقدمات وبعض فصول المصادر والمراجع المتعلقة بالموضوع‬ ‫القراءة العادية ‪ :‬تتركز ظحول المووضوعات التي تم إكتشافها بواسطة القراءة السريعة ويقوم‬ ‫الباظحث فيها بإستخراج الفكار والظحقائق والمعلومات وتدوينها ‪.‬‬ ‫ج‪ -‬القراءة العميقة والمركــزة ‪ :‬وهششي الششتي تنصششب وتششتركز ظحششول بعششض المعلومششات ذات‬ ‫القيمة العلمية والمنهجية الممتازة وذات الرتباط الشديد بجوهر الموضوع مظحل الذاتية‪.‬‬ ‫وبمجرد النتهاء من عملية القراءة يسششتوجب التفششرع لعمليششة التأمششل والتفكيششر فششي مششا تمششت‬ ‫قرائتششه وتظحصششيله خلل فششترة زمنيششة معقولششة وذلششك ظحششتى تتظحقششق عمليششة تخمششر المعلومششات‬ ‫والظحقائق والفكار والساليب والصيغ المكتسبة بفعل القششراءات وتتفششاءل وتتقششولب فششي عقششل‬ ‫وذهنية الباظحث للتظحرك وتنطلششق عمليشة السششتنتاجات والتصششورات لعناصشر وأجششزاء هيكلشة‬ ‫موضوع البظحث وإقامة الفرضيات التي تستند إليها ‪.‬‬ ‫مرحلة التقسيم والتبويبتعني تظحديشد أبعشاد المششكلة والفكشرة الساسشية للموضشوع تشم تظحديشد‬ ‫المدخل للموضوع والقيام بتفتيت الموضوع أي تقسيمه إلى مشكلت رئيسششية وجزئيششة علششى‬ ‫أسس ومعايير منطقية ووفق شروط وقواعد منها ‪:‬‬ ‫أ – شروط وقواعد التقسيم ‪ 1:‬التعمق وشمول القراءة وتأمل كافة جوانب وأجزاء الموضع‬ ‫‪ 2‬العتماد على المنطق والموضوعية ‪ 3‬يجب أن يكون التقسيم تظحليليا وليس تجميعيا‬ ‫ب معششايير التقسششيم ‪ 1:‬المفهششوم ةالظحكششام ‪ 2‬النظششري والتطششبيقي ‪ 3‬المقارنششة ‪ 4‬المراظحششل‬ ‫التاريخية ‪ -5‬مراعاة الكل والجزء والصل والفرع العام والخاص والسابق والظحق ‪.‬‬ ‫مرحلة جمع وتخزين المعلومات‬ ‫هي عملية إستنباط وإنتقاء المعلومات والظحقشائق والفكشار مشن ششتى أنواعهشا الوثشائق ومشن‬ ‫أساليبها ‪:‬‬


‫‪ 1‬أسلوب البطاقات ‪ :‬يترتب فيها المعلومات وتصنيف وفقا لجششزاء البظحششث وعنششاوين خطششة‬ ‫التقسيم ويجب أن تتوفر البطاقات على مايلي ‪ – 1:‬متساوية الظحجم وكتوبة على وجه واظحد‬ ‫‪ 2‬الترتيب وفق خطة البظحث‬ ‫‪ 3‬كل جزء منها بلون خاص ومرقم‬ ‫‪ 4‬كتابة كافة المعلومات على البطاقة ووضعها في صندوق خاص‬ ‫‪ – (2‬أسلوب الملفات ‪:‬‬ ‫مرحلة الكتابة تتجسد عملية كتابة البظحث العلمي في صياغة وتظحرير نتائج الدراسة والبظحث‬ ‫وإخراجه وإعلمه بصور وأساليب واضظحة وجيدة للقششارئ بهششدف إقنششاعه بمضششمون البظحششث‬ ‫العلمششي المعفششد فعمليششة البظحششث العلمششي تتضششمن أهششداف مظحششددة وتتكششون مششن مجموعششة مششن‬ ‫المقدمات والدعائم التي يجب على الباظحث إظحترامها واللتزام بها أثناء مرظحلة الكتابة ‪.‬‬ ‫أهداف كتابة البحــث العلمــي ‪:‬تستهدف عمليششة كتابششة وصششياغة البظحششث العلمششي عششدة أهششداف‬ ‫علمية ومنهجية أهمها الهداف التالية ‪:‬‬ ‫أ(‪ -‬إعلن وإعلم نتائج البحث العلمي ‪:‬إن الهدف الساسي من عملية صياغة وكتابة البظحث‬ ‫العلمي هو إعلم القارئ عن المجهودات وكيفيات إعشداد البظحشث وعشن النتائشج العلميشة الشتي‬ ‫توصل إليها الباظحث ‪.‬‬ ‫ب( – عرض وإعلن أفكار الباحث الشخصية ‪:‬كما تستهدف عمليششة تظحريششر البظحششث العلمششي‬ ‫إعلم إظحتهادات وآراء الباظحث الشخصية مدعمة بالنسانية المنطقية والعلميششة وذلششك لبششراز‬ ‫شخصية الباظحث العلمي وخلقه وإبداعه العلمي الجديد في الموضوع مظحل الدراسة ‪.‬‬ ‫ج(‪ -‬إستنباط وإكتشاف النظريات والقوانين العلميــة ‪:‬وذلششك عششن طريششق الملظحظششة العلميششة‬ ‫ووضع الفرضيات العلمية المختلفة ودراستها وتظحليلهاوتقييمهششا ‪ ،‬بهششدف إسششتخراج نظريششات‬ ‫قانونية أو قوانين علمية ظحول الموضوع مظحل الدراسة وإعلنها ‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬مقومات كتابة البحث العلمي ‪:‬لكتابة وصياغة البظحث العلميكتابششة وصششياغة‬ ‫علمية ومنطقية ناجمة وبطريقة علمية مسلية وأسلوب علمي ممتاز لبششد مششن تششوفر مقومششات‬ ‫كتابة وصياغة البظحث العلمي الجيد وإجترامها واللتزام بها من طرف الباظحث العلمششي ومششن‬ ‫أهمها ‪.‬‬ ‫تحديد وتطبيق منهج البحث العلمي المعتمد في الدراسة والبحث ‪:‬من المقومششات الجوهريششة‬ ‫والساسية لكتابة وصياغة البظحث العلمي بصشورة جيشدة وعلميشة تطشبيق منهشج أو أكشثر مشن‬ ‫مناهج البظحث العلمي واللتزام بمبادئها ومراظحلهششا وألوانهششا بدقششة وصششلبة ظحششتى يبظحثششه إلششى‬ ‫النتائج العلمية البظحتة ‪.‬‬ ‫ب( السلوب في كتابة البحث العلمي ‪ :‬فأسلوب الكتابة وصياغة البظحوث العلمية بطريقة‬ ‫موضوعية ومنطقية جيدة وسليمة ويشتمل على العناصر التالية ‪:‬‬ ‫‪ -1‬اللغة الفنية المتخصصة السليمة والقوية في دللتها ومعانيها وتركيبها ‪.‬‬ ‫‪ -2‬التجاه والتركيز المباشر ظحول ظحقائق وأفكار وفرضيات‬ ‫عملية القتباس وتتظحقق أهدافها في نطاق ظحدود وأخلقيات النزاهة والموضوعية والمانششة‬ ‫العلمية توجد بعض القواعد يجب على الباظحث إظحترامها ‪ *1.‬الدقة في فهم مايراد إقتباسه ‪.‬‬ ‫‪ *2‬عدم التسششليم بششأن القواعششد والظحكششام والفرضششيات والراء هششي ظحجششج ومسششلمات مطلقششة‬ ‫ونهائية بخصوص الموضوع ‪.‬‬


‫‪ *3‬الدقة والجدية في اختيار مايقتبس وما يقتبس منه ‪.‬‬ ‫‪*4‬الدقة والعناية أثناء عملية القتباس وتجنب الخطاء والهفوات في عملية النقل ‪.‬‬ ‫‪ *5‬تظحاشي عوامل التنافر وعدم النسجام بين العينات المقتبسة وسششياق الموضششوع المتصششل‬ ‫به ‪.‬‬ ‫‪ *6‬عدم التطويل والمبالغة في القتباس أي أقل من ستة أسطر ‪.‬‬ ‫‪ *7‬إتباع كيفيات وضوابط عملية القتباس الذي هو نوعان ‪:‬‬ ‫ اقتباس ظحرفي مباشر‬‫ اقتباس ظحرفي غير مباشر‬‫د(‪ -‬قواعد السناد وتوثيق الوثائق في الهوامش ‪ – (1:‬السناد وتوثيق الهوامش فششي ظحالششة‬ ‫القتباس من المؤلفات والكتب العامة ‪ - (2‬السناد وتوثيق الهوامش فشي ظحالششة القتبششاس مشن‬ ‫مقال منشور في مجلة دورية ‪ -(3‬السناد وتوثيق الهوامش فششي ظحالشة القتبشاس مشن أبظحششاث‬ ‫ورسائل ماجستار مثل ‪ -(4‬السناد وتوثيق الهوامش في ظحالة القتباس من الوثائق الرسمية‬ ‫مثل النصوص القانونية والظحكام القضششائية والتوصششيات والقششرارات الصششادرة عششن السششلطة‬ ‫العامة الرسمية ‪.‬‬ ‫‪ -(5‬السناد وتوثيق الهوامش في ظحالة القتباس من مطبوعات ‪.‬‬ ‫هـــ(‪ -‬المانــة العلميــة ‪:‬هنششاك عششدة عوامششل ووسششائل تسششاعد البششاظحث العلمششي علششى اظحششترام‬ ‫أخلقيات وقواعد المانة العلمية واكتساب مزايا النزاهة والمانة العلمية والموضوعية منهششا‬ ‫مايلي ‪:‬‬ ‫الدقة في فهم آراء وأفكار الخرين الدقة أثناء القيام بالقتباسة العتماد بالدرجة الولى علششى‬ ‫الوثائق الصلية في القتباس ‪..‬الظحترام التام لقواعد القتباس والسناد وتوثيق الهوامش ‪.‬‬ ‫التدقيق والظحرص على التفريق بين مصادر وآراء الباظحث وأفكاره الشخصية وأفكششار وآراء‬ ‫الخرين ظحول الموضوع ‪.‬‬ ‫و‪ -‬البداع والخلق والتجديد العلمي ‪:‬من المطلوب دائما مششن البظحششوث العلميششة إنتششاج وتقششديم‬ ‫الجديد المبني على أسس علمية ظحقيقية ويتظحقق ذلك عن طريق العوامل التالية ‪:‬‬ ‫‪ /1‬إكتشاف معلومات جديدة متعلقة بموضوع البظحث وتظحليلها وتركيبها وتفسيرها وإعلمها‬ ‫في صورة فرضيات أونظريات أو قوانين علمية ‪.‬‬ ‫‪ /2‬إكتشاف معلومات جديدة إضافية عن الموضوع تضاف إلى تلك المتعلقة بالموضوع ‪.‬‬ ‫‪ /3‬إعادة ترتيب وتنظيم وصياغة الموضوع صياغة جديشدة بصشورة تعطشي للموضششوع قششوة‬ ‫وتوضيظحا وعصرنة أكثر مما كان عليه مششن قبششل ‪ /4.‬تركيششب موضششوع جديششد مششن مجمششوع‬ ‫معلومات وظحقائق علمية مكتشفة ومعلومة ولكنها كانت مشتتة ومتناثرة هنا وهناك ‪.‬‬ ‫تطبيق مناهج البحث العلمي في العلوم الجتماعية ‪:‬‬ ‫معوقات تطبيق المنهج على العلوم القانونية والجتماعية ‪:‬‬ ‫لقد اعتمد أنصار هذا التجاه على جملة من العناصر التي مششن خللهششا يششرون أنششه مششن غيششر‬ ‫الممكن تطبيق المناهج العلمية على العلوم الجتماعية وهذه العناصر هي ‪:‬‬ ‫‪ (1‬تعقيدات الظواهر الجتماعية ‪ :‬وذلك أن النسان يتغير وفقا لتغير البيئة التي يعيششش فيهششا‬ ‫وبذلك يكون من العسير دراسة هذه الظواهر ‪.‬‬


‫‪ (2‬انعدام التجانس بين الظواهر الجتماعية ‪ :‬وذلك وفقششا لتغيششر الطبششاع البشششرية مششن مكششان‬ ‫وزمان ويصعب وضع قواعد مانعة جامعة لكل الفراد ‪.‬‬ ‫‪ (3‬صششعوبة اسششتخدام الوسششائل المخبريششة ‪ :‬وذلششك لتششداخل وتشششابك الظششواهر الجتماعيششة‬ ‫وصعوبة ضبط المواقف والموازنة بين الظواهر الجتماعية ‪.‬‬ ‫‪ (4‬صعوبة ظحذف الميول الشخصية ‪ :‬وهنا أن الشخص يميل إلى فئة دون أخششرى خصوصششا‬ ‫إذا كانت هذه الفئة تمتاز بمميزات ل نجدها عند غيرها ‪.‬‬ ‫‪ (5‬عدم دقة المصششطلظحات والمفششاهيم فشي العلشوم الجتماعيشة ‪ :‬وذلشك لنهششا تمتششاز بالمرونششة‬ ‫والمطاطية وأنها قابلة للتغير والتطور وفقا للتطورات الجديدة ‪.‬‬ ‫أنصار تطبيق المنهج العلمي في العلوم الجتماعية ‪:‬‬ ‫لقد أسهم العلم الظحديث في اكتشاف أنه من الممكن إجراء التجششارب علششى العلششوم الجتماعيششة‬ ‫ومن أمثلتها الضطراب الجتماعي والجنوح والمراض العقلية والصراعات الدولية ‪.‬‬ ‫أما من الناظحية التاريخية فقد استطاع المفكرون القدامى التمييشز بيشن الشروح والجسشد وظهشر‬ ‫بعدهم في العصور الوسطى مفكرون ظحاولوا التمييز بين الروح والجسد ‪.‬‬ ‫أما في الصر الظحاضشر فيعتشبر دور كشايم مشن المفكريشن الشذين بينشوا ظحقيقشة تطشبيق المناهشج‬ ‫العلمية على العلوم الجتماعية وإمكانية دراستها وإجراء البظحوث عليها ‪.‬‬ ‫وهو بذلك بأنه هناك وجود ظحقيقي للظواهر الجتماعية وهي بذلك قواعد وسلوك الفرد داخل‬ ‫المجتمع وتكيف ظواهرهم ومعاملتهم في جل الميادين القتصادية والجتماعية والثقافية ‪.‬‬ ‫وتجدر الشارة أن هناك بعض الظواهر الجتماعيششة تمتششاز بالثبششات النسششبي ممششا يجعششل مششن‬ ‫الممكن إخضاعها إلى الجانب التجريبي ‪.‬‬ ‫وويعتبر دور كايم أن الظواهر الجتماعية عبارة عن أشششياء ولكششن ليسششت ماديششة وإنمششا ذات‬ ‫طابع خاص يمكن إخضاعها للتجربة ومنهششا أن النسششان يششأتي إلششى الظحيششاة ويسششلم بششالظواهر‬ ‫التي يجدها دون أن يكون له دخل فيها ‪.‬‬ ‫وقد استطاع كايم أن يبلور مجموعة من القواعد العلمية التي على أساسها أصبظحت الظششواهر‬ ‫الجتماعية أو الدراسات النسانية مهيأة لن تكون مجال خصبا وثريا للدراسات والبظحوث ‪.‬‬ ‫وهذه القواعد هي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الموضوعية ‪ :‬وهي قبول الظواهر الجتماعية على الظحال الذي هششي عليششه دون إدخششال‬ ‫للمشاعر والظحاسيس الخاصة بالبظحث ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬


‫السداسي الثاني فلسفة القانون‬ ‫المذاهب الشكلية ‪:‬‬

‫هي المذاهب التي تكتفي بالمظهر الخارجي للقاعدة القانونية‪ ،‬فل تنظر إل إلششى الشششكل الششذي‬ ‫تخرج به هششذه القاعششدة إلششى الوجششود فششي صششورة ملزمششة ولششذلك فهششي ترجششع تكششوين القاعششدة‬ ‫القانونية إلى السلطة التي اكتسبت هذه القاعدة عن طريقها قوة اللزام في الظحياة العمليششة إذن‬ ‫فهي تربط بين القانون والسلطة التي تكسبه قوة اللزام في العمل ‪.‬‬ ‫وقد نادى بهذه المذاهب الشكلية كثير من الفقهاء والفلسفة اتفقوا جميعا من ظحيث المبدأ وهو‬ ‫رد القانون إلى إدارة الظحاكم أو السلطان مع خلفات بسيرة في بعض الجزيئششات ل تظحششل ول‬ ‫تتقص من اتفاقهم على المبدأ ومن هؤلء الفلسفة والفقهاء ‪.‬‬ ‫مذهب أوستن ‪ :‬الفيلسوف النجليزي شغل منصب أستاذ في فلسفة القانون في جامعة لنششدن‬ ‫في النصف الول من القرن ‪ 19‬استمد مششذهبه مششن نظريششات الفلسششفة اليونششان منششذ القششدم إذ‬ ‫كانوا يرون أن القانون مبدأ للقوة كما تأثر بما جاء به الفقيه النجليزي "توماس هششوين" مششن‬ ‫أن القانون ليس طلبا ول نصيظحة وإنما هو أمر صادر عن ظحاكم بل القانون هو إدارة الظحششاكم‬ ‫أو السلطان الذي له السيطرة المطلقة إل أن له الفضل في سياقة هششذه الفكششار بشششكل نظششري‬ ‫والفكرة التي تقوم عليها مذهب أوستن بظحيث عرف القانون بأنه أمر أو نهي يصشدره الظحشاكم‬ ‫إسنادا إلى سلطة السياسية ويوجه إلى المظحكومين ويتبعه انجزاء ومن هذا التعريف يتبين أنه‬ ‫لكي يوجد قانون لبد من توفر ثلث شروط ‪:‬‬ ‫‪-1‬وجود حاكم سياسي‪ :‬فالقانون في نظر أوستن ل يقوم إل فششي مجتمششع سياسششي يسششتند فششي‬ ‫تنظيمه إلى وجود هيئة عليا ظحاكمة لها السيادة السياسية في المجتمع وهيئششة أخششرى خاضششعة‬ ‫لما تصدره الهيئة الظحاكمة من أوامر ونواهي ‪.‬‬ ‫‪-2‬وجود أمر أو نهي ‪ :‬القانون في منظور ليس مجششرد نصششيظحة أو إرشششاد للفششراد إن شششأوا‬ ‫التزموا به أو خالفوه بل هو أمر ونهي ل يجوز مخالفة وقد يكون صريظحا أو ضمنيا‪ .‬وكذلك‬ ‫بالنسبة لقواعد قانون العقوبات أظحيانا تقتصر على تظحديد العقوبة التي توقع على مشن يرتكششب‬ ‫جريمة معينة وهي بذلك ل تصدر في صيغة أمر او نهي ولكنها ضمنيا تششأمر بعششدم إرتكششاب‬ ‫الجرائم أو تنهي عنها ‪.‬‬ ‫‪-3‬وجود الجزاء ‪ :‬فكرة الجزاء لدى أوستن هي فكرة جوهرية في القاعششدة القانونيششة بغيرهششا‬ ‫ل توجد القاعدة القانونية فالظحاكم السياسي له من القوة والسلطة ما يمكنه مششن فششرض إدارتششه‬ ‫على المظحكومين عن طريق الجزاء على من يخالفة ‪.‬‬


‫النتائج المترتبة عن مذهب أوستن ‪:‬‬ ‫‪/1‬إنكار صفة القانون على القانون الدولي العام لنه يششرى بششأن جميششع الششدول متسششاوية فششي‬ ‫السيادة ول توجد في المجتمع الدولي سلطة عليا فوق سلطة الدول توقع الجزاء علششى الششدول‬ ‫التي تخالف القواعد القانونية وعلى هذا الساس يعتبر أوستن أن قواعششد القششانون الششدولي مششا‬ ‫هي إل مجرد مجاملت تراعيها الدول في سلوكها فيما بينها‬ ‫‪/2‬انكار صفة القانون على القانون الدستوري‪ :‬لن قواعد القانون الدستوري هي التي تبين‬ ‫شكل الدولة ونظام الظحكم فيها والسلطات العامة داخل الدولششة وعلقتهششا بعضششها ببعششض كمششا‬ ‫تبين ظحقوق الفششراد السياسششية وظحريششاتهم والمقومششات الساسششية للمجتمششع وعليششه فششإن قواعششد‬ ‫القانون الدستوري هي قواعد بمظحض اختياره وبما أنششه هششو الششذي يصششدر هششذه القواعششد فهششو‬ ‫يستطيع دائما مخالفتها لنها من ناظحية ليست صادرة من سلطة أعلى منه ومن ناظحيششة أخششرى‬ ‫غير مقترنة بجزاء يوقع في ظحالة مخالفته لنه ل يعقششل أن يوقششع الظحششاكم الجششزاء علشى نفسششه‬ ‫على هذا الساس يرى أوستن أن قواعد القانون الدستوري مششاهي إل مجششرد قيششود أو قواعششد‬ ‫الخلق الوضعية على ظحد تعبيره تنظم علقة الظحاكم بالفراد لم تلزمه بها سلطة أعلى منه‬ ‫‪ /3‬جعــل التشــريع هــو المصــدر الوحيــد لقواعــد القانونيــة باعتبششاره يتضششمن أمششرا أو نهيششا‬ ‫يصدره الظحاكم إلى المظحكومين وعدم العتراف بالمصششادر الخشرى كشالعرف مثل لشششنه ل‬ ‫يصدر من الظحاكم إلى المظحكومين وإنما ينشأ من إتباع النششاس سششلوك معيششن ومنششا طويششل مششع‬ ‫شعورهم بإلتزاميته‬ ‫‪/4‬وجوب التقيد في تفسير نصوص القــانون بــإدارة المشــرع وقــت وضــع هــذه النصــوص‬ ‫وعدم الخذ بما يطرأ بعد ذلششك مششن ظششروف جديششدة لن العششبرة بششإرادة الظحششاكم وقششت وضششع‬ ‫النص ول عيره يتغير الظروف‬ ‫مذهب الشرح على المتون ‪:‬يختلف مذهب الشرح على المتون عششن مششذهب أوسششتن لنششه لششم‬ ‫يكن نتاج رأي فقيه واظحد وإنما كان ثمرة لراء مجموعة من الفقهاء الفرنسيين الذين تعششاقبوا‬ ‫خلل القرن ‪ 19‬على فكرة تجميع أظحكام المدني الفرنسي في مجموعة واظحدة أطلق عليهششا "‬ ‫تقنين نابليون" وكذلك يختلف مذهب الشرح علششى المتشون عشن مششذهب أوسشتن فششي أن فقهشاء‬ ‫مذهب الشرح على المتون ليسوا هم الذين نادوا بهذا المذهب ذلششك أن هششذا الخيششر مششاهو إل‬ ‫مجرد طريقة تفسير وشرح القششانون أسششتخلص منهششا الفقهششاء فششي أوائششل القششرن ‪ 20‬المبششادئ‬ ‫والسس التي قششام عليهششا هششذا السششلوب بالشششرح والتفسششير وسششاقوا منهششا مششذهبا لششه مميزاتششه‬ ‫الخاصة وظحددوا أسماء الفقهاء الذين سارو على هذا السلوب وأطلقششوا عليششه اسششم مششذهب أو‬ ‫نظرية الشرح على المتون نظرا لطريقششة الششتي سشار عليهششا هششؤلء الفقهششاء فششي شششرح تقنيششن‬ ‫نابليون مثنا متنا وبنفششس الششترتيب الششذي وردت بششه هششذه النصششوص فششي التقنيششن وقششد سششميت‬ ‫المدرسة التي تكونت من فقهاء الشرح على المتشون " بمدرسشة إلشتزام النصشوص" والسشس‬ ‫التي تقوم عليها مذهب الشرح على المتون على أساسين هما‪:‬‬ ‫‪-1‬تقديس النصوص التشــريعية‪ :‬لقششد أظحششدثت تقنيششات نششابليون جششوا مششن البهششار والعجششاب‬ ‫دفعت برجال القانون إلى قصر مفهوم القانون على المدونات التي يتم العلن عنهششا رسششميا‬ ‫من طششرف أجهششزة الدولششة فششالتقنين أصششبح هششو الششوجه المعششبر للقششانون وإدارة المشششرع هششي‬ ‫الترجمان الوظحيد لدارة الدولة ولعل السبب في تقديس فقهاء الشرح على المتششون للنصششوص‬ ‫القانونية يرجع إلى أن النظام القانوني السائد في فرنسا قبل صدور التقنيششن المششدني الفرنسششي‬


‫الذي عرف باسم تقنين نابليون يختلف من الشمال إلى الجنششوب فقشد الجشزء الشششمالي يخضشع‬ ‫لنظام قانوني أساسه قواعد العرف والتقاليد بينما الجزء الجنوبي يخضع لنظام قانون مسششتمد‬ ‫من القانون الروماني وقد كان توظحيد القانون بلورة تقنين جديد شامل جامع ومانع أمل رجال‬ ‫الثورة الفرنسية غير أن هذا المل لم يتظحقق إل فششي عهششد نششابليون بصششدور تقنيششة المعششروف‬ ‫باسمه وقد قال تقنينه " إن القانون الوضعي مهما بلغ من التطور والدقة ل يمكنششه ظحششل مظحششل‬ ‫العقل الطبيعي " مشيرا بذلك إلى مظحدودية التقنين وقصوره عن الستعاب الكامل للظششواهر‬ ‫القانونية ونظرا للمزايا الكبيرة التي ظحققها هذا التقنين بتوظحيده لنظام القانوني في فرنسششا فقششد‬ ‫شعر رجال القانون بعاطفة قوية تدفعهم إلى اظحترام وتقششديس هششذا التقنيششن باعتبششاره المصششدر‬ ‫الوظحيد للقانون فهو بنظرهم قانون شامل كالكتاب المقششدس قششد أظحششاط بكششل شششيء ممششا جعلهششم‬ ‫يتبعشون فشي ششرح هشذا التقنيشن الطريقشة الشتي تتبشع فشي ششرح الكتشب المقدسشة وهشي ششرح‬ ‫نصوصه نصا بعد نص ‪.‬‬ ‫‪-2‬اعتبار التشريع هو المصــدر الوحيــد للقــانون‪ :‬ذلك أن النصششوص القانونيششة فششي منظششور‬ ‫فقهاء مذهب الشرح على المتون تتضمن جميع الظحكام القانونية وتضع جميع الظحلول لشششتى‬ ‫الظحششالت وبششذلك يعتششبر التشششريع هششو المصششدر الوظحيششد للقششانون باعتبششاره المعششبر عششن إدارة‬ ‫المشرع ولقد ترتبت نتائج على هذا المذهب وهي‪:‬‬ ‫أ‪-‬التزام القاضي بأظحكام النصوص التشششريعية إذ ل يجششوز لششه الخششروج عنهشا أو المسشار بهششا‬ ‫نظرا لقدوسيتها فمهمته تتمثل في الظحكم بمقتضى القانون وليس الظحكم على القانون ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬إذا عجز الشارع عن استخلص قاعدة مامن النصوص التشريعية فإن اللوم والعيب فششي‬ ‫المشرع ذلك لن التشريع يظحوي جميع القواعد والمبادئ اللزمة في جميع الظحالت ‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬وجب الخضوع إلى نية وإرادة المشرع وقت وضع النصوص وهذا عند تفسير وشرح‬ ‫النصوص التشريعية ‪.‬‬ ‫مذهب هيجل ‪:‬‬ ‫وهو فيلسوف ألماني وأستاذ له عدة مؤلفات منها كتابه الذي صششدر سششنة ‪ 1821‬م بعنششوان "‬ ‫مبادئ فلسفة القانون " يرى هيجششل أن الششدول الظحقيقيششة الواقعيششة هششي الششتي توقششف فششي ظحسششم‬ ‫التناقض الساسي بين الوجدان الفششردي والمصششلظحة العامششة فالدولششة وفششق فلسششفة هيجششل هششي‬ ‫تجسيد لرادة النسان وظحريته فل أساس ول شرعية للقانون إل إذا كان صشادرا عشن الدولشة‬ ‫فالقانون هو إرادة الدولة سواءا في الداخل أو الخارج ففي الداخل ل يمكن للمجتمع أن يرقى‬ ‫في مصاف الدولة إل إذا اندمج الفراد في كيان الدولة فتذوب إرادتهم وظحريتهم داخل الكيان‬ ‫من أجل تظحقيق صالح عام يبغي أن يكون قاسما مشتركا بين الفراد وهششذا يقتضششي خضششوع‬ ‫الفراد المطلق للدولة ويقتضي أن تكون سشيادة الدولشة واظحشدة ل تتجشزأ تتجسشد فشي ششخص‬ ‫واظحد له السلطان المطلق وقراره واجب النفاذ باعتباره معبر عن الدارة العامة الششتي تششذوب‬ ‫في وظحدتها جميع الختلفات‪ ،‬أما في الخارج فطالما أن جميششع الششدول متسششاوية فششي السششيادة‬ ‫وطالما أنه ل توجد سلطة عليا تختص في الفصل في النزاعات التي تنشئ بيششن الششدول إذ أن‬ ‫الظحرب هي الوسيلة الوظحيدة لتنفيذ إدارة الدولة في المجتمع الدولي وظحل النزاع يكون لصالح‬ ‫الدولة القوى طبقا لمبدأ البقاء للقوى والنتائج المترتبة عن هذا المذهب هي ‪:‬‬ ‫‪-1‬تدعيم وتبرير الظحكم الستبدادي المطلق طالما أن إدارة الظحاكم هي القانون الواجب النفششاذ‬ ‫‪.‬‬


‫‪-2‬اعتبار التشريع هو المصدر الوظحيد للقانون باعتباره هو المعبر عن إرادة الظحاكم‬ ‫‪-3‬ل مجال للعتراف بقواعد القانون الدولي فالقوة وظحدها هي السبيل الوظحيد لتنفيششذ رغبششات‬ ‫الظحاكم وقض النازعات كذلك الشأن بالنسبة لقواعد القششانون الدسششتوري فششالظحكم لششه السششلطان‬ ‫المطلق في علقته مع الفراد ‪.‬‬ ‫مذهب كلسن ‪:‬‬ ‫كلسن فيلسوف نمساوي اشتغل منصب أستاذ في مادة فلسفة القانون بجامعة فينا سنة ‪1917‬‬ ‫كون مذهبا عرف بش " النظرية الصافية " ووفقا لكلسن يجششب أن يقتصششر علششم القششانون علششى‬ ‫دراسة السلوك النساني مجرد من العتبارات والضوابط الخرى التي هي مششن اختصششاص‬ ‫علوم أخرى كعلم القتصاد والسياسة …إلخ فالنظرية الصافية للقانون تبظحث في تظحديد ماهو‬ ‫القانون وكيف يتكون غير مبالية بما يجب أن يكون عليه والسششس الششتي يقششوم عليهششا مششذهب‬ ‫أوستن هي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬استبعاد جميع العناصر غير القانونيــة ‪ :‬يرى كلسششن وجششوب اسششتبعاد كافششة العوامششل‬ ‫الغير قانونية كالعوامل الجتماعية والقتصادية والمبششادئ الخلقيشة والمفشاهيم السياسششية‬ ‫وغيرها فالقانون البظحت يجب أن يقتصر في دراسته على القانون كمششا هششو والبظحششث عششن‬ ‫صظحة صدوره من الهيئة أو الشخص صاظحب الختصاص والتظحقيق من مدى إتباعه كما‬ ‫ظحددته السلطة المختصششة أو عششدم اتبششاعه دون البظحششث فششي مضششمونه إذ كششان عششادل أم ل‬ ‫متفق مع مصلظحة الجماعة أم غير ذلك إن البظحث يتضمن أسششباب نشششأة القواعششد هششو مششن‬ ‫إختصششاص علمششاء الجتمششاع والسياسششة والتاريششخ فالقششانون ظحسششب كلسششن هششو مجموعششة‬ ‫الضوابط القانونية ويتكون من قواعد قانونية عامة وفردية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬وحدة القانون والدولة‪ :‬القانون ليس تعبيرا عن إرادة الدولششة وليسششت الدولششة صششانعة‬ ‫للقانون بل القانون هو الدولة والدولة هي القانون والقانون هو مجموعة إرادات في شكل‬ ‫هرمي إذن فالقانون هشو نظشام هرمشي كششل قاعشدة تظحيشا وتسشتمد شششرعيتها وفعاليتهشا مشن‬ ‫القاعدة العلى منها وصول إلى نظام القانون هو الدولة فالدولة ليست شخص معنوي بل‬ ‫هي مجموعششة مششن القواعششد القانونيششة وفششق تششدرج تسلسششلي يبششدأ مششن الوامششر الفرديششة أو‬ ‫القرارات وصشول إلشى الدسششتور الشذي هششو النهايششة الظحتميشة والسششامية لهشذه القواعششد‪ ،‬أي‬ ‫الدستور وما يتفرع عنه من قواعد قانونية هي الدولة إل أن كلسششن ل يعتششبر هششذا النظششام‬ ‫القانوني دولة إل بوجود جهششات مركزيششة مختصششة بششالتعبير عششن القواعششد القانونيششة الششتي‬ ‫تكون منها هذا النظام القانوني وتطبقها عن طريق اللزام وعلى هذا النظحو يششدخل كلسششن‬ ‫في هذا النظام القششانوني الهرمششي جميششع الضششوابط القانونيششة سششواء كششانت تتعلششق بالنشششاط‬ ‫الخاص بالفراد أو النشاط الداري أو باستعمال القوة الجبريششة مثششل المظحضششر القضششائي‬ ‫عمله تعبير عن إرادة الدولة إذ هو مكلف تنفيذ ظحكم قضششائي صششادر مششن القاضششي تطيقششا‬ ‫لقاعدة عامة وضعها المشرع ومن أهم النتائج المترتبة على هذا المذهب هي ‪:‬‬ ‫*رفع التناقض بين اعتبار القانون إرادة الدولة وبين ضرورة تقيد الدولة بسلطان القانون‬ ‫*وظحدة القانون وعدم جواز تقسيمه إلى قانون عام وخاص ‪.‬‬ ‫النقد الموجه لوستن ‪:‬‬ ‫‪-‬يخلط بين القانون والدولة وكذلك بين القانون والقوة ‪.‬‬


‫يؤخذ عنششه أن التشششريع المصششدر الوظحيششد ‪-.‬إنكششاره للقششانون الششدولي العششام ‪-.‬إنكششاره للقششانون‬‫الدستوري ‪.‬‬ ‫يؤخذ عليه التعبير بإدارة المشرع وقت وضع النصوص ‪.‬‬‫أما بالنسبة للنقد الموجه لمدرسة الشرح على المتون هي‬ ‫انه يعتمد على التشريع كمصدر وظحيد للقانون ‪.‬‬‫الكتفاء بإدارة المشرع وقت وضع النصوص ‪.‬‬‫تقديس النصوص يؤدي إلى النزعة الستبدادية ‪.‬‬‫أما فما يخص النقد الموجه لهيجل هو ‪:‬‬ ‫الدعاء بوجود مصدر وظحيد للقانون هو التشريع ‪.‬‬‫التوظحيد بين إدارة الظحاكم المعززة بالقوة وبين القانون يؤدي إلى الستبداد المطلق )لكونه‬‫ألماني يريد إعطاء الشرعية ظحتى يسيطر الشعب اللماني على العالم (‬ ‫أما النقد الموجه لكلسن هو ‪:‬‬ ‫انه يخفي مشكلة أساس القانون)لم يتمكن من إسناد الدستور إلى قاعدة أعلى منه(‬‫دمج الدولة في القانون )أغلب الدساتير تنص على وجوب تقيد سلطة الدولة(‪.‬‬‫التشريع المصدر الوظحيد ‪.‬‬‫أقفل قواعد القانون الدولي ‪.‬‬‫القول بوجود قواعد قانونية فردية ‪.‬‬‫تجريد القانون من كافة العناصر والعوامل غير القانونية ‪.‬‬‫المدرسة الموضوعية‬ ‫مذهب التطور التاريخي‬ ‫ظهرت بوادر المذهب التاريخي أو المذهب التطور التششاريخي منششذ القششرن الثششامن عشششر فششي‬ ‫فرنسا إذ أظهر بعششض الفقهششاء والفلسششفة أثششر البيئششة والظششروف المظحيطششة بهششا فششي اختلف‬ ‫القوانين ورأو أن القوانين يجب أن تتناسب وطبيعة البلد التي تصدر فيها ومن أهم الفلسفة‬ ‫الذين ربطوا القانون بالبيئة الفقيه منتيسكيو في كتابه روح الشرائع وكذلك الفقيه بورتــاليس‬ ‫أظحد واضعي التقنين المدني الفرنسي في القرن التاسع عشر الذي عبر عن مبدأ ممششن مبششادئ‬ ‫التي قام عليها فيما بعد المذهب التاريخي ومظحتواه هو ‪ :‬أن القششانون يوجششد ويتطششور آليششا مششع‬ ‫تقدم الزمن دون تدخل من الرادة النسانية ومقولته المأثورة في هذا الشأن ‪ ):‬تتكون تقنيات‬ ‫الشعوب مع الزمن فهي في ظحشق ل تصشنع وقشد تبلشورت هشذه الفكشار فشي مشذهب واضشح‬ ‫المعالم على يد الفقيه اللماني سافيني سمي بالمذهب التاريخي الذي جعل من مبادئه وأسسششه‬ ‫بديل للعتراض على فكرة التي ظهرت فششي ألمانيششا سششنة ‪ 1814‬والششتي تششدعو إلششى التقنيششن‬ ‫القانون المدني الفرنسي الذي جمعه نابليون في مجموعات سميت تقنينات والتي كششانت تتفششق‬ ‫مع المبادئ القانون الطبيعي وما تقوم عليه من مسلمات أولية ل تستند إلى دليششل مششن الواقششع‬ ‫المادي‬ ‫ومن المآخذ التي أثارها أن تجميع القوانين وعدم نطورهششا وأن الغششبرة عنششد سششافيني بالنسششبة‬ ‫للقانون هي قواعد السائدة التي تسجلها المشششاهدة وتعززهششا التجربششة فششي مجنمششع معيششن وأن‬ ‫التجارب قد دلت أن القانون ليس واظحد ثابتا ولكنه متغير في الزمان والمكششان تششأثر فششي ذلششك‬ ‫بعوامششل البيئششة المختلفششة المتعششددة ومسششايرا لتطششور هششا واختلفهششا ممششا يسششتبعد معششه تثششبيت‬


‫نصوصه وقواعده في االتقنين يقضي إلى جمود وقعششوده عهششن ظحركششة التطششور لســس الــتي‬ ‫يقوم عليها‬ ‫يقوم الذهب التاريخي على تعاليم وأسس تتمثل في ‪:‬‬ ‫‪ -1‬إنكار وجود القانون الطــبيعي ‪ :‬فششي منطششق المششذهب التششاريخي أن القششانون ليششس مششن‬ ‫وظحي مثل عليا ظحيث يرى سافيني بأنه ل توجد قواعد ثابتة أبدية يكشف عنهششا العقششل‬ ‫بل القانون عنده من صنع الزمن زنتائج التاريخ‬ ‫‪ -2‬القــانون وليــد حاجــة الجماعــة ‪ :‬يششرى المششذهب التششاريخي بششأن القششانون وليششد البيئششة‬ ‫الجنماعية وظحدها وأنه يتطور ظحسب ظروف كل مجتمع ويختلف من دولة إلى دولة‬ ‫أخششرى بششل ويتغيششر فششي دولششة نفسششها مششن جيششل إلششى أخرتغيششر الظششروف القتصششادية‬ ‫والجنماعيششة وأن الجماعششة ل يظحششدها زمششن معيششن أو جيششل معيششن بششل هششي كالسلسششلة‬ ‫تندرج في خلفياتها الجيال وتتعاقب على مر الزمان فيرتبط فيها الظحاضششر بالماضششي‬ ‫ويمهد الظحاضر للمستقبل ومن ثمة فليس القانون ثمرة جيل معين من أجيششال الجماعششة‬ ‫وإنما هو ثمرة التطور التاريخي له<ة الجماعة‬ ‫‪ -3‬القانون يتكون وينطور آليا ‪ :‬في منظششور المششذهب التششاريخي أن القششانون ينبعششث مششن‬ ‫جهد جماعي مشترك نسهم فيه الجيال النتعاقبة في دولة معينة ويكنسب يششذلك صششفة‬ ‫قومية فهو يتكون وينطور في تفاعل مستمر في الضمير الجماعي لكا أمة وهو بششذلك‬ ‫يتكون تكوينا ذاتيا آليا ل تخلقه إرادة إنسششانية أو تظحششوله عششن الطريشق المرسشوم وفشي‬ ‫نظر ه<ا المذهب يعتشبر العشرف هشو الششكل الكمشل والصشدق للقشانون وهشو تعشبير‬ ‫مباشر وآلي عن الضمير الجمششاعي الششوطني والظحاصششل أن القششانون يخلششق نفسششه وأن‬ ‫دور المشروع يقتصر على مجرد تسجيل الضمير الجماعي وتطوره على مر الزمن‬ ‫وأن من مخاطر التشريع والتقنين هو موقف التطور التلقائي والجاري للقانون‬ ‫نقد المذهب ‪:‬‬ ‫لقد أسهم هذا المهب إلى تبيان الرتباط الظحميم بين القانون والبيئة كما أسهم في تبيان‬ ‫أن القانون ليس هو تعبير عن إرادة الظحششاكم بششل هششو نتششاج المجتمششع وبالتششالي المشششرع ل‬ ‫يفرض على الجماعة قانونا ل يستظحبب لظحاجاتها ورغباتها وينبع من ظحقيقة مشاكلها كمششا‬ ‫أسهم أيضا في تبيان دور العرف كمصدر من مصششادر القششانون بعششد أن أغفلششت القششوانين‬ ‫الخرى إل ان ذلك ل يمنعنا من تسجيل بعض النقاط عليه‪.‬‬ ‫• أغفل دور النسان في تطششور القششانون ظحيششث ألغششى دور المشششرع فششي تششوجيه القششانون‬ ‫واختيششار أنسششب القششوانين كششذلك أهمششل دور الفششراد فنتيجششة كفششاح الشششعوب تششم إلغششاء‬ ‫القانون الرق وتم العتراف بأهم الظحقوق والظحريات الساسية‬ ‫• معرضة المذهب التاريخي لظحركة تجميع القوانين ل تلقى الجماع فللتقنين مزايا فهو‬ ‫وسيلة لتوظحيد القانون في مختلف أجزاء الدولة كما أنه يضفي على القواعششد القانونيششة‬ ‫نوع من الثبات والستقرار‬ ‫مذهب الغاية الجتماعية ‪:‬‬ ‫هو مذهب من المذاهب الواقعية نادى له الفقيه اللماني إيرينج كرد فعل مباشر على المنهج‬ ‫التاريخي ‪ ،‬إبرزه في مؤلفاته أهمها ‪ » :‬الكفاح من أجل القانون« و »الغاية من القانون«‬ ‫الفلسفة التي يقوم عليها ‪:‬‬


‫يرى إيرينج أن القانون في تطششور مسششتمر و لكنششه ليششس تطششورا تلقائيششا كمششا يزعششم أنصششار‬ ‫المذهب التشاريخي بشل هشو تطشور يخضشع الشى ظحشد كشبير لرادة النسشان و القشانون ظشاهرة‬ ‫إجتماعية و الظواهر الجتماعية تختلف عن الظواهر الطبيعية مشن ظحيشث خضشوعها لقشانون‬ ‫الغاية دون قانون السببية ‪ ،‬فالظواهر الطبيعية كتعاقب الليل و النهششار بسششبب دوران الرض‬ ‫‪ ،‬أو سقوط الجسام من أعلى الى أسفل بسبب الجاذبية ‪ ،‬تظحششدث كلمششا تششوافرت أسششبابها دون‬ ‫أن يكون لرادة النسان دخل في ظحدوثها أو دفعها نظحو تظحقيق غايششة معينششة ‪ ،‬ومششن ثششم فهششي‬ ‫تخضع لقانون السببية ‪ ،‬أما الظواهر الجتماعيششة فل تتششم ال بتششدخل الرادة البشششرية تششدفعها‬ ‫نظحو تظحقيق غاية معينششة و مششن ثششم فهششي تخضششع لقششانون الغايششة ‪.‬و القششانون باعتبششاره ظششاهرة‬ ‫اجتماعية ‪ ،‬تلعب ارادة النسان دورا كششبيرا و ايجابيششا و نشششأته و تطششوره ‪ ،‬وقششد يصششل هششذا‬ ‫الدور الى درجة الكفاح و استخدام القوة و العنف لتوجيه القانون نظحو تظحقيق الغاية المرجششوة‬ ‫‪ ،‬ذلك أن التطور قشد يشؤدي الشى تغييشر بعشض النظشم القانونيشة القائمشة فشي المجتمشع و الشتي‬ ‫يظحرص المستفيدون منها على بقائها و عدم تغييرها ‪ ،‬المر الذي يؤدي الى قيام الصششراع و‬ ‫الكفاح بين هؤلء المستفيدين و بين من يريدون تعديل هذه النظشم ‪ ،‬و يتوقشف بقشاء أو تغييشر‬ ‫هذه النظم على نتيجة هذا الصششراع و الكفششاح ‪ ،‬بظحيششث إذا تغلششب أنصششار التعششديل أو التغييششر‬ ‫ظهرت نظم قانونية جديدة و أدى ذلك الى تطور القانون ‪ ،‬فالثورات الجتماعيششة و ظحركششات‬ ‫التظحرير الكبرى التي شهدتها النسانية في عصورها المختلفة كانت تقششوم دائمششا دغاعششا عششن‬ ‫مبادئ قانونية ‪ ،‬وكفاظحا من أجل تعديل أوضاع قانونية لم تكن تتفق مع الظروف الجتماعية‬ ‫القائمة ‪ ،‬فمثل نظحرير الفلظحين من القطاعيين ‪ ،‬لم يتظحقق ال بعد كفششاح طويششل و تضششظحيات‬ ‫مريرة لتعديل و تغيير النظمة القانونية التي كانت سائدة‪.‬و على هذ النظحششو فششإن القششانون فششي‬ ‫طبيعته و جوهره ‪ ،‬وفقا لمذاهب إيرينج ليششس ال ثمششرة الغايششة و الكفششاح ‪ ،‬الغايششة هششي ظحفششظ‬ ‫المجتمع و أمنه و تقدمه و الكفاح من أجل تظحقيق هذه الغاية ‪ ،‬و لذلك فإن هذا امذهب يسمى‬ ‫أيضا بمذهب الغاية و الكفاح أو مذهب الكفاح ‪.‬‬ ‫نقــــــده رغم واقعية هذا المذهب ان ابرز دور الرادة النسانية نشأة القانون و تطششوره كمششا‬ ‫أبرز خطأ المذهب التاريخي الذي ألبس القانون ثوب اللية و التلقائية دون التوجيه النساني‬ ‫إل أن ما يعاب عليه جعل غاية القانون هي ظحفظ المجتمع و ليششس إقامششة العششدل كششذلك يؤخششذ‬ ‫عليه أنه جعل الكفاح أساس تطور القانون و هذا تبرير لمنطق القوة ظحتى و لو لم تكششن علششى‬ ‫ظحق و تبرير لمنطق الغاية تبرر الوسيلة كذلك يؤخذ عليه أنه أفرط في جعل تطششور القواعششد‬ ‫القانونية كلها رهنا على إرادة النسان و هذا ينافي العراف التي هي من مصادر القانون و‬ ‫ل تظهر فيه إرادة النسان بشكل جلي وواضح كذلك المجتمع يجعل القانون و إذا مششا طششالب‬ ‫عن ظحقوقه فإن مطالبه عادة ما تكون إجتماعية بظحتة‪.‬‬ ‫مذهب التضامن الجتماعي‬ ‫الفلسفة التي يقوم عليها لقد أسس الفقيششه الفرنسششي دوجــي فششي أواخششر القششرن التاسششع عشششر‬ ‫مذهب التضامن الجتماعي و بين القواعد التي يقوم عليها هذا المذهب فششي مششؤلفه المطششول‬ ‫في القانون الدستوري الذي تجلى مشن خلل تشأثر دوجــي بالنزعشة العلميششة الششتي تنطلشق مششن‬ ‫الواقع و ترتكز على الملظحظة و التجربة و هذا التأثر مع انتشششار تطششبيق المنهششج التجريششبي‬ ‫على العلوم الجتماعية و من هنا أخذ دوجي بهذه الفكرة في تظحديششد النشششأة و تطششور القاعششدة‬ ‫القانونيششة لليخششرج مجموعششة مششن الظحقششائق العلميششة الواقعيششة الششتي يششرى بانهششا أسششاس القاعششدة‬


‫القانونية أما مدى هذه الظحقائق الملموسة مثششل الظحقششائق المثاليششة فإنهششا ظحسششية واهيششة ل يمكششن‬ ‫الخذ بها و هذا ما جعل دوجي ينكر العديد من الفكار و السس التي يقوم عليها القانونمثــل‬ ‫‪ :‬الشخص المعنوي ‪ ،‬السيادة ‪ ،‬الظحق ‪....‬و هششذا مششا يوضششح تششأثر دوجــي بالنزعششة الواقعيششة‬ ‫العلمية في أواخر التاسع عشر إذ ذاعت بين جمهور العلماء الجتمششاعيين عمومششا و القششانون‬ ‫خصوصا فكرة تطبيق المذهب التجريبي على هذه العلوم فقد أسس دوجي مذهبه على أساس‬ ‫ظحقائق واقعية ملموسة أولها المجتمع الذي يعيش فيه النسان مع اقاربه و ثانيها التضامن‬ ‫الذي ينشأ بين افراد هذا المجتمع ذلك أن الفرد ل يمكن أن يفي كل ظحاجاته و متطلباته بنفسه‬ ‫دون الظحاجة الى مساعدة من الخرين و هنا ينشأ التضامن الششذي يششزداد ظحاجششة الفششرد كلمششا‬ ‫زاد تطور المجتمع و تنوعه ولقد ميز ل دوجي بين نوعين من التضامن‬ ‫‪ -1‬التضامن بالشتراك )التشابك( ‪ :‬الذي ينشششأ عنششد تشششابك ظحاجششات أو رغبششات الفششراد و‬ ‫يتطلب عندئذ تظحقيقها تضامن الفراد فيما بينهم تكاثف الجهود‬ ‫‪ -2‬التضامن بتقسيم العمل ‪ :‬الذي ينشأ عند اختلف الفراد في ميششولهم و اسششتعداداتهم هششذا‬ ‫ما يجعل كل فرد يتخصص في نشاط أو عمل معين يتضامن مع غيره من الفراد من خلل‬ ‫تبادل الخدمات والسلع و بالتالي تبادل المنفعة و يزداد هششذا النششوع مششن التضششامن مششع تطششور‬ ‫البنيان الجتماعي ‪.‬‬ ‫إن وجود مجتمع يترتب عليه التضامن من وجب ظحمايته عن طريق مجموعة مششن الضششوابط‬ ‫و القواعد التي تنظم سلوك الفراد من أجل الظحفاظ على التضامن نجد ذاته و قد يششؤدي ذلششك‬ ‫الى نشأة الحد الجتماعي الذي يميز ما بين الفعششال الششتي يجششب القيششام بهششا و الفعششال الششتي‬ ‫وجب تركها و المتناع عنها أي الظحد الفاصل بين ما هششو صــالح و مششا هششو طالــح و يتفششرع‬ ‫على هذا الظحد الجتماعي قواعد اجتماعية تنظم الفراد ‪.‬‬ ‫لقد عزز دوجــي القاعششدة القانونيششة بأسششاس آخششر هششو الشششعور بالعششدل ‪ ،‬الشششعور بالتضششامن‬ ‫الجتماعي كاف ظحسشب دوجــي ان المقصشود بالعشدل هشو المعنشى الشواقعي للفكشر بعيشدا عشن‬ ‫المعنششى المثششالي أي أن النسششان يشششعر بالتضششامن و العششدل فششي آن واظحششد غيششر أن القاعششدة‬ ‫القانونيششة ظحسششب دوجــي ل تقششوم علشى إجبششار الدولششة لكفالشة اظحترامهشا كمششا تنششادي المدرســة‬ ‫الشكلية التي ترجع القانون الى ارادة الدولة و لهم القاعدة التي تخضششع للمثششل العلششى كمششا‬ ‫يدعي المنصب القانون الطبيعي لكن هي القاعدة التي يشعر افششراد المجتمششع أنهششا ضششرورة‬ ‫للظحفاظ على التضامن الجتماعي و انه من العششدل اسشتعمال قشوة الجشبر فششي الجماعششة لكفالششة‬ ‫اظحترامها والنصياع لها ‪.‬‬ ‫لقد وجهت لمذهب ل التضامن الجتماعي جملة من النتقادات تمثلت في ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ان تطبيق المناهج العلمية التجريبي على الظاهرة الجتماعية القــانون صششعب و‬ ‫يستظحيل في بعض الظحالت و هذا لن العلوم الجتماعية تخضع لمبششدأ الغائيــة أي‬ ‫أن كل ظاهرة اجتماعيشة هشدف أو غايشة تظحققهشا القــانون === تنظيــم المجتمــع‬ ‫عكس العلوم الطبيعية التي تخضع لمبدأ السششببية و بالتششالي يسششهل تطششبيق المنهششج‬ ‫التجريبي كما أن العلوم الجتماعية تهدف الى معرفة مـاهو كـائن و مـا يجـب أن‬ ‫يكون و هنا فهي تخضع لمبدأ التنبؤ و التطلع و الذي يخرج عن دائرة الملظحظة‬ ‫و التجريب و ليصل الى التفكير كمششا أن الظششاهرة الجتماعيششة تمتششاز بالتشششابه و‬ ‫التغيير المستمر هششذا مششا يجعششل تطششبيق المنهششج التجريششبي عليهششا شششيء صششعب و‬


‫عسير و من ثمة ففكرة ل دوجي فيما يخص تطششبيق الملظحظششة و التجربششة علششى‬ ‫الظاهرة الجتماعية على فكرة نسبية ل نستطيع الخذ بهششا خصوصششا فششي العلششوم‬ ‫الجتماعية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬لقد ظحملت فكرة دوجي نوعا من التناقض من خلل خروجه عن الساس الواقعي‬ ‫التجريبي من خلل اعتماده على التضامن بين الفراد كأساس للقاعدة القانونية و‬ ‫اغفاله بالتنافس و التنازع بين الفراد و هذا الختيششار ل يتششأتى إل بششالرجوع الششى‬ ‫مثل أعلى يغلب اختيار التضامن على التنافس ومن هنا فقد خرج دوجي و نزعته‬ ‫الواقعية باعتماده النزعة المثالية و هذا مششن خلل ارتكششازه علششى مثششل أعلششى مششن‬ ‫أجششل ظحقيقششة التضششامن بيششن الفششراد و تششرك ظحقيقششة التنششافس و التنششازع ‪ ،‬كمششا أن‬ ‫التضامن يكون في الخير و يكون كذلك في الشر الشيء الذي يجعل دوجي يسششتند‬ ‫على مثل أعلى من أجل التسليم بالتضامن بالخير و ترك التضششامن بالشششر و هششذا‬ ‫أيضا خروج عن أساس فكرته الواقعية و العتماد على أساس مثالي و هذا يثبششت‬ ‫استظحالة اتخاذ الواقع بمفرده كاساس للقانون‬ ‫‪ -3‬أخذ دوجي بالفكرة الواقعية للعدل و ترك البعد المثالي من خلل إقششراره بمششوجب‬ ‫شعور بالعدل عنشد كشل فشرد ظحسشب رغبتشه و ظحشاجته رغشم أن العشدل مثشل أعلشى‬ ‫يشترك فيه كل الفراد ومن ثم فإن النسان يخضع لفكرة العدل و ليس العكس ‪.‬‬ ‫رغم أن مذهب دوجي قد ظحمل مجموعة من الجوانب السلبية إل أنه أظهر أهمية الظحقائق‬ ‫الواقعية المستمدة من الظحياة الجتماعية و أثرها في تكوين القاعششدة القانونيششة كمششا أعطششى‬ ‫بعدا علميا مبني على أساس الملظحظة و التجربة في القانون ‪.‬‬ ‫نقـــــده‬ ‫لقد أسهم مذهب التضامن الجتماعي في تبيان دور الظحقائق الواقعية المستمدة من الظحيششاة‬ ‫الجتماعية في تكوين ونطور القانون إل انششه ومششع ذلششك وجهششت إليششه بعششض النتقششادات‬ ‫منها ‪:‬‬ ‫• إذا كان المنهج العلمي التجريبي يعطي نتائج قطعية بظحيث تتظحقق النتيجة كلمششا وجششد‬ ‫السبب فإنه على خلف من ذلك بالنسبة للعلوم الجنماعية ومنها القششانون فإنهششا تتسششم‬ ‫بالنسبة كذلك لدوجي لم يلتزم بالمنهج الواقعي التجريبي عندما أقر أن اسشاس القاعشدة‬ ‫القانونية هزو الشعور بالتضامن بين الفراد المجتمششع كظحقيقششة واقعيششة وأهمششل ظحقيقششة‬ ‫واقعية أخرى تثبتها المشاهدة والتجربة هي ظحقيقة التنازع والتنشافس بيشن الفشراد فشي‬ ‫المجتمع نتيجة تعارض مصالظحهم وكذلك ل يقتصر التضامن على الخيششر فقششط أيضششا‬ ‫التضامن في الشر وهو ظحقيقة واقعية وترتيبا على ذلشك فالتضشامن كظحقيقشة واقعيشة ل‬ ‫يصلح أساسششا للقاعششدة القانونيششة إل بإعطششائه قيمششة مثاليششة كششذلك دوجششي جعششل مجششرد‬ ‫الشعور بالعدل أساس القاعدة القانونيششة وهششذا معنششاه تظحكيششم الهششواء الشخصششية وهششذا‬ ‫يؤدي إلى الفوضى في ظحين أن القانون يجب أن يستند إلى الظحقائق الموضوعية ومن‬ ‫العدل كظحقيقة ثابتة كما يفرضها العقل وليس كما يشعر به الفراد فششالفراد هششم الششذين‬ ‫يخضعون للعدل وليس العدل هو الذي يخضع للفرد ‪.‬‬ ‫المدرسة المختلطة‬


‫ومؤسس هذه المدرسة هو الفقيه جيني ظحيث قامت نظريته على أنقاض المدرسششتين الشششكلين‬ ‫والموضوعية ودمجهما في نظرية واظحدة فأخذ عششن المدرسششة الشششكلية فكششرة تششدوين القواعششد‬ ‫القانون وسماه بعنصر الصياغة وأخذ عن المدرسة الموضوعية الظحقائق الطبيعية والتاريخية‬ ‫وغيرها وسماه بعنصر العلم وهو ما تأثر به الفقه الظحديث ‪.‬‬ ‫السس التي تقوم عليها نظريته ‪:‬‬ ‫عنصر الصياغة ‪ :‬لقد أخذ جيني عن المدرسة ضرورة أن تكون القواعد القانونية فششي قششالب‬ ‫مدون وعلى شكلية معينة أي أن تظحرر على شكل نصوص تراعششي فيهششا القواعششد الجرائيششة‬ ‫ظحتى يسهل توصيلها للفراد ‪.‬‬ ‫عنصر العلم ‪ :‬وهو مأخوذ من المدرسة الموضوعية وهي عبارة عن مجموعة من الوقائع ‪:‬‬ ‫الوقائع الطبيعية ‪ :‬وهي عبارة عن مجموعة الوقائع التي تظحدث مششن خلل الطبيعششة دون أن‬ ‫يكون للنسان دخل فيها وإنما تقدم له خدمات وتولد له ظحقوق ومن هنا ل بد مششن العششتراف‬ ‫بهذه الظحقوق وهي ظحقوق تكون متولدة مع النسان كذلك ‪.‬‬ ‫الوقائع التاريخية ‪ :‬وهي عبارة عششن مجموعششة الوقششائع الششتي تكششونت عششبر التاريششخ وقششدمت‬ ‫خدمات للنسان وولدت له ظحقوق ‪.‬‬ ‫الوقائع العقلية‪ :‬وهي التي تقوم باستنباط الظحقوق من الظحقششوق الطبيعيششة وكششذلك مششن الوقششائع‬ ‫التاريخية‪.‬‬ ‫الحقائق المثالية ‪ :‬وهو أسمى الظحقائق وهشو الشذي يسشعى النسشان إلشى الوصشول إليشه وهشو‬ ‫درجة السمو القانوني ‪.‬‬ ‫جوهر القاعدة القانونية في الفقه الحديث ‪:‬‬ ‫لقد اتجه الفقيه الظحديث اثر النقد الموجه إلى مذهب جيني إل أن الظحقائق الربع الششتي يتكششون‬ ‫منها جوهر القاعدة القانونية ل يصدق عليها جميعا وصششف العلششم هششذه الظحقششائق لهششذا فقششد تششم‬ ‫جمع الظحقائق التي يتكون منها جوهر القاعدة القانونية في نوعين من الظحقائق‬ ‫أول ‪ :‬حقائق علمية تجريبية تخضع للمشاهدة والتجربة‬ ‫فالقاعدة القانونية هي نتاج واقع يجب تقويمه بالقياس على مثل أعلى يستخلصه العقششل فششالفقه‬ ‫الظحديث أعطى لجوهر القاعدة القانونية عنصششرين عنصششر واقعششي فالعنصششر الششواقعي يعتمششد‬ ‫على ‪:‬‬ ‫حقــائق سياســية‪:‬وهششي عبششارة عششن مختلششف المتغيششرات السياسششية وتغيششر أنظمششة الظحكششم فششي‬ ‫المجتمعات مما يؤثر على المجتمع وظحقوقه وبالتالي لبد من وجود قواعد قانونية لتنظم هششذه‬ ‫التغيرات ‪.‬‬ ‫حقائق تاريخية ‪:‬وهشي عبشارة عشن مختلشف المتغيشرات التاريخيشة الشتي تسشاهم فشي تكشوين‬ ‫الجماعة وظحقوقها ول بد من قانون لينظم هذه الظحقوق ‪.‬‬ ‫حقائق دينية ‪ :‬وهي مجمل الظحقائق المستخلصة مششن أظحكششام الششدين والششتي قششد تسششاعد إظهششار‬ ‫القواعد القانونية ‪.‬‬ ‫حقائق طبيعة اقتصادية واجتماعية ‪:‬وهي عبارة عششن مجموعششة المتغيششرات داخششل المجتمششع‬ ‫التي تكون بتدخل المجتمع بتدخل الطبيعة والتغيرات القتصادية وكذلك ظروف المجتمع ‪.‬‬ ‫وهذا العنصر ل يكفي لتكوين القاعدة القانونية بل يجب تقويم هذه الظحقائق بالقياس على مثششل‬ ‫أعلى يفرضه العقل أل وهو العدل ‪.‬‬


‫ثانيا ‪ :‬حقائق عقلية تفكيرية يستخلصها العقل‬ ‫والنوع الثاني يمثل العنصر المثالي في جوهر القاعدة القانونية ‪.‬‬ ‫مفهوم العـدل وصوره ‪:‬إن للعدل مفاهيم وأنواع مختلفة‬ ‫العدل لغة معناه المساواة النصاف ‪ ،‬ومفهومه البسيط هو إعطاء كل‬ ‫مفهوم العـدل ‪:‬‬ ‫ذي ظحق ظحقه أما المفهوم العميق فهو يتمثل فششي مجموعششة القواعششد الششتي بكشششف عنهششا العقششل‬ ‫ويوظحي بها الضمير ويرشد إليها النظر الصائب فهذه القواعد هي روح العدل أو هي الفطرة‬ ‫التي فطره ا الناس عليها ‪.‬‬ ‫ العدل من حيث الشكل ‪:‬‬‫أن تظحقيق فكرة العدل يستوجب تطبيق القانون بصفة ملزمة ولو عن طريق القششوة إذا تطلششب‬ ‫المر ذلك فالقانون هو إدارة الظحاكم يجب اظحترامها ظحيث يرى الفيلسوف النجليششزي أوسششتن‬ ‫أن القانون الششذي يظحقششق العششدل هششو إدارة الظحششاكم ومشششيئته يطبقهششا بششالقوة علششى الفششراد عنششد‬ ‫الضرورة فالعدل لديه مصدره ضمير الظحاكم وينبع من إدارته فالظحاكم يراقب ويشرف علششى‬ ‫توزيع العدل بين الناس توزيعا متساويا ‪ ،‬أما أنصار مذهب الشرح علششى المتششون فيششرون أن‬ ‫فكرة تقديس النصوص التشريعية واظحترامها باعتبارها شامل لكل مواضع الظحياة فالتشششريح‬ ‫وظحدة هو الذي يتضمن جميع السس التي من شأنها تجسيد فكرة العدل ومفهوم العدالة ‪.‬‬ ‫ظحيث يرى هيجل أن تظحقيق فكرة العدل يقششوم علششى تطششبيق القششانون الششذي يكششون أساسششه مششن‬ ‫صنع الدولة )يعر عن إرادة الظحاكم( فالدولة هششي المنوطششة بششاظحترام القششانون وإجبششار الفششراد‬ ‫على طاعتها بما لها من وسائل الكراه لجل تظحقيق العدالة ‪.‬‬ ‫ العدل من حيث المضمون ‪:‬‬‫يرى أصظحاب مذهب القانون الطبيعي ذو المضششمون المتغيششر أن فكششرة تظحقيششق العششدل ليسششت‬ ‫نابعششة مششن قواعششد قانونيششة ثابتششة بششل أنهششا مسششتلهمة مششن القواعششد متغيششر ومختلفششة بششاختلف‬ ‫الظروف المظحيطة بكل مجتمع ‪.‬‬ ‫إن القانون الطبيعي الذي يدركه النسان بعقله يتصف بالكمال والمثل العليا هي العدل‪.‬‬ ‫إن فكرة إقامة نظام قانوني على أساس العدل ومظحاربة الظلم وجدت في ضمير النسان منششذ‬ ‫الزل وستبقى ثابتة ل تتغير أما الذي يتغيششر فهششو الزمششان والمكششان ولكششل جماعششة تصششورها‬ ‫الخاص لفكرة العدل وفقا لظروفها الجتماعية فمما يعتبر عدل في مجتمع ما قد يصبح ظلما‬ ‫مع مرور الزمن في نفس المجتمع ‪ ،‬مثال ‪ :‬الرق ‪ ،‬وقد وجهت انتقادات لهذا التجاه يظحث أ‪،‬‬ ‫فكرة العدل عندهم تؤدي إلى فكرة القانون الطبيعي ذاتها ‪ .‬لن القانون هو الششذي يجعششل مششن‬ ‫العدل مثل أعلى خاصا بجماعة معينة وفق لظروفها وتصورها لفكرة العدل‪ ،‬فمششا هششو عششدل‬ ‫في مكان معين وزمان معين يصششبح ظلمششا فششي مكششان آخششر وزمششان آخششر وهششذا مششا ل يمكششن‬ ‫التسليم به فالعدل ليس تصورا شخصي بل هو إنساني عام فظششاهرة الششرق مثل إذا كششانت قششد‬ ‫أجيزت في مجتمع ما وفي وقت ومكان معين فهذا النظام ليس عادل فالرق فششي ظحكششم ظحقيقششة‬ ‫العدل ظالم ‪.‬‬ ‫يرى ديجـي أن الشعور بالتضامن الجتماعي لدى الفراد هو أسشاس القاعشدة القانونيشة وهشو‬ ‫يتمثل في الشعور القائم لدى الجماعة بماهية العدل كما هو وليس العدل وليس المثل العلششى‬ ‫للعدل أو فكرته في ذاتها فليست القاعدة القانونية هي التي توضع وفق المثششل العليششا )العششدل(‬


‫بششل هششي القاعششدة الششتي تشششعر بهششا الجماعششة أنهششا ضششرورية ولزمششة إلششى صششيانة التضششامن‬ ‫الجتماعي ومن العدل تسخير قوة الجبار في الجماعة لكفالة اظحترامها‬ ‫إن هذا الرأي قد يؤدي إلى تظحكيم الهواء والنزعات الفردية في ظحين انه يجب أن يسششند هششذا‬ ‫المثل العلى إلى ظحقائق موضوعية فالعدل يفرضه لعقل وليس ما تعتقده الجماعة ‪.‬‬ ‫يصف الفقهاء العدل إلى نوعان ‪ :‬العدل الخاص والعدل‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬صور العدل ‪:‬‬ ‫العام العدل الخاص ‪ :‬هو الذي يظحكم العلقات بين الفراد ويقوم على أساس المسششاواة التامششة‬ ‫المتبادلة بينهم ويسمي بالعدل التبادلي ‪.‬العدل العام ‪ :‬هو الذي يقوم على أساس اعتبششار الفششرد‬ ‫جزء من المجتمششع باعتبششار المجتمششع هششو الكششل‪ ،‬فالعششدل فششي هششذه الظحالششة يرمششي إلششى تظحقيششق‬ ‫المصلظحة العامة ويتم عن طريق إقامة تفاصل بين القيم والفراد من ظحيششث الظحاجششة أو لقششدرة‬ ‫أو لكفاءة ويشمل العدل توزيعي والعدل الجتماعي ‪.‬‬ ‫ العدل التبادلي ‪ :‬الصل أنه كان مقصور على علقات الفراد التعاقدية الخاصة بالتبششادل‬‫السلع والمنافع أي يجب للفششرد علششى الفششرد ولششم يبقششى مظحصششورا فششي نطششاقه الضششيق مششن‬ ‫العلقات التعاقدية بل أصبح يشمل كل ينشئ الفراد من علقات أيا كان مصدرها‪ ،‬وهو‬ ‫يقوم على أساس تساوي الفراد وهذا التساوي يقتضي من الفراد اظحترام كل منهم بظحششق‬ ‫الخر إما بإعطائه له أو بالمتناع عن العتداء عليه وهذا الظحق الذي يخص كل فرد قد‬ ‫يكون له ابتداء أو اكتسابا فيما يخص الفرد ابتداء كل ما يتعلق بوجششوده أو كيششانه المششادي‬ ‫والنفسي ويعتبر ظلما اعتداء فرد على جسم فرد آخششر بالضششرب أو بالقتششل أو الهانششة أو‬ ‫القذف‪ ،‬أما ما يخصه اكتسابا فهو ينصرف إلى كل ما يكتسبه من بعشد يضشيفه إلششى نفسشه‬ ‫كشيء خاص به والعدل هنا يكون بششإقرار كششل فششرد علششى مششا اكتسششبه بطريششق الكتسششاب‬ ‫المشروع ‪.‬‬ ‫ العدل التوزيعي ‪ :‬يقصد به العدل الذي يجب على الجماعة اتجاه الفراد المكونين لها في‬‫توزيششع المنششافع والعبششاء عليششه وهنششا ينبغششي مراعششاة اختلف الفششراد ظحسششب ظحاجششاتهم‬ ‫وقدراتهم وجدرانهم فيترتب على هذه المساواة النسبية فالفراد ل يعاملون نفس المعاملة‬ ‫المتساوية ) أي يتساوون مساواة مطلقة في الظحصششول علششى الوظششائف العامششة فششي الدولششة‬ ‫( ‪.‬العدل الجتماعي ‪ :‬هو العدل الذي يسود علقة الفرد اتجاه الجماعة من ظحيث واجباته‬ ‫نظحو الجماعة أساس هذا العدل الجتماعي يكمن في كششون الفششرد فششي الجماعششة جششزء فششي‬ ‫الجماعششة وهششذا الجششزء مسششخر لخدمششة الكششل فالصششالح العششام ل يتظحقششق إل عششن طريششق‬ ‫الشتراك بين الفراد لجل مصلظحة واظحدة وهذا العششدل مششبرر لخضششاع الفششراد لسششلطة‬ ‫الظحاكم الذي له الظحق المر وكذلك باسم الظحق الجتمشاعي يسشخر الظحشاكم سشلطته لتظحقيشق‬ ‫الصالح العام تطور فكرة العدل عبر العصور ‪:‬‬ ‫إن مفهوم العدل لم يصبح مفهوما شائعا في عصرنا الظحاضر إل بعششد الثششورات الكششبر‬ ‫ى التي أريقت فيها الدماء أزهقت في الرواح وعانت البشرية منها ويلت الجششوع والتشششرد‬ ‫والدمار إن هاته الثورات المتعاقبة كانت تهدف إلى تظحقيق العششدل والمسششاواة وأن الظلششم فششي‬ ‫التفاوت ولكن أليست المساواة المطلقة ظلما ؟ لقد اختلف المفكرون واختلفت المذاهب لتظحديد‬ ‫إجابة شافية لهذا التسششاؤل وسششنتعرض إلششى الفكششر الغربششي ونظرتششه للعششدل وكششذا إلششى الفكششر‬ ‫السلمي ومكانة العدل فيه ‪.‬‬


‫تطور فكرة العدل في الفكر الغربي ‪:‬لقد رأى أنصار التفاوت في الفكر الغربشي لفكشرة العشدل‬ ‫أنها تتأسس على اظحترام التفاوت الموجود ويريدون في ذلك ظحججا تتعلق بالفوارق الطبيعيششة‬ ‫والفوارق الجتماعية وظحجج أخرى تبرر هذه الفوارق المختلفة ‪.‬يختلف النششاس بششالولدة فششي‬ ‫قدرتهم ومواهبهم الجسمية والعقلية فمنهم الضعيف ومنهم القوي ومنهم الذكي ومنهم الغششبي‪،‬‬ ‫فمن الظلم أن نبوئ الغبي أو الغير الكفء منصششبا إداريششا ممتششازا يتوقششف عليششه نظششام بعششض‬ ‫الشؤون الجتماعية أو غيرها وبالتالي منظحه مقابل ذلك جزاءات وامتيازات عالية فلو وفرنششا‬ ‫له ضرورية الظحياة فقط ومنظحنا الباقي للقادر الششذكي لكششن دائمششا فششي ظحششدود العششدل ‪ ،‬إن هششاته‬ ‫النظرة والرأي للفيلسوف أرسطو ومن ماثله الرأي فهو يزعم أن التفاوت قانون الطبيعة من‬ ‫ذلك انه يعترف با استرقاق البعض الخر هو ضرورة طبيعيششة ومششادام النششاس مختلفيششن مششن‬ ‫ظحيث الخصائص العقلية والفيزيولوجية فلبد من توسششيع شششقة الختلف بينهششم يقششول كاريــل‬ ‫اليكس العامل الفيزيولوجي والجراح الفرنسي " فبششدل مششن أن نظحششاول تظحقيششق المسششاواة بيششن‬ ‫اللمساواة العقلية والعضوية يجب أن نوسع دائرة هذه الختلفات وننشئ رجششال عظمششاء "‪،‬‬ ‫وبعد تظحليل هذا الكلم نجد أن تقسيم سششكان البلد الظحششرة إلششى طبقششات مختلفششة ل يرجششع إلششى‬ ‫المصادفة أو العرف الجتماعي وإنما هو مؤسس على قواعد بيولوجية صششلبة وكششذلك علششى‬ ‫صفات الفراد الفيزيولوجية والعقلية‪ ،‬ففي المجتمع الديمقراطي كما ترى " بريطانيا وفرنسا‬ ‫" استطاع كل شخص أن يبلغ المكانة أو المركز الذي مكنته مقدرته من بلوغه‪.‬‬ ‫إن اليوم معظم عامة الشششعب يششدينون بمراكزهششم وأوضششاعهم إلششى الضششعف الششوراثي‬ ‫لعضششائهم وعقششولهم بالضششافة هششذا الششرأي فقششد تبنششى هششذا الموقششف بعششض الديششان القديمششة‬ ‫البراهيمية والتي بدورها تقسم الناس إلى أربع طوائششف أعلهششا الكهنششة أو البراهمششة وأدناهششا‬ ‫السفلى والبخاس ونجد اليهود الذين زعموا أنهم وظحدهم شعب ا المختار بل الضششافة إلششى‬ ‫الظحركة النازية الششتي قسشمت الجنشس البشششري إلشى طبقششات أسششماها الجنشس الري وقششد علششل‬ ‫أنصار التفاوت هذا النوع من الفوارق الجتماعية والطبيعية بأنها كظحششافز يششدفع الفششراد إلششى‬ ‫السعي والنشاط ذلك أن النسان بطبعه مفطور على السعي لتظحقيق آمششاله الواسششعة فششي ظحيششاة‬ ‫بعض الناس في الرفاهية والعيش في النعيم يثير من ظحولهم ويعطيهم رغبة أقوى فششي العمششل‬ ‫قصد الوصول إلى مستواهم‪ ،‬وهشذا التفششاوت ل يعنششي عشدم مسششاواتهم أمشام العدالشة لن ذلششك‬ ‫يتظحول إلى ظلم إل أن هذه الطروظحات تشبه إلى ظحششد مششا المبششادئ الششتي انطلششق منهششا التوسششع‬ ‫الستعمار في الظحديث بدعوى أن القوة لها الظحق بل ومششن العششدل أن يظحتششل القششوي الضششعيف‬ ‫ويسير شؤونهم المختلفة ويثبت العلماء أن العرق الصافي من المستظحيل وجوده وأن كل بلد‬ ‫العالم مزيج من العروق ظحتى إن الدم الذي تفتخر به ألمانيا نفسها إنما هو دم هجين إلششى ظحششد‬ ‫بعيد أكششثر مشن غيششره لن العلششم والواقشع يؤكششد أن الشدم الهجيششن بشاعث علشى التقششدم والنبشوغ‬ ‫والظحيوية ‪.‬‬ ‫هناك أنصار المساواة في الغربي يقول شيشــرون مخاطبششا شششعبه الرومششاني " النششاس سششواء‬ ‫وليس أشبه شيء من النسان والنسان لنا جميعا عقل ولنا ظحواس وأن اختلظحظحفنششا فششي العلششم‬ ‫فنظحن متساوون في القدرة على التعليم " وعن كتاب توماس جيفرسن فششي إعلن السششتقلل‬ ‫المريكي " إن جميع الناس قد خلقوا متساوين "‬


‫نقـد ‪ :‬بالرغم إنه ل يمكننا إنكار فكرة المساواة إل انشه ل يمكشن مسشاواة النشاس فشي الظحقشوق‬ ‫والواجبات لنه تختلف إمكانيتهم وقدراتهم العقلية والجسدية والعمليشة‪ ،‬فشإذا سشلمنا بالمسشاواة‬ ‫التامة والمطلقة فكيف يخدم بعضهم البعض ‪.‬‬ ‫فكرة العدل في الفكر السلمي ‪ :‬إن العدل معناه إزالة الفوارق المصطنعة والفروق‬ ‫الواسعة التي نشأت بين أفراد والمجتمعات بطرق غير مشروعة ولبد من فتح الطريق أمششام‬ ‫الجميع وتكافئ الفرص في جميع المجالت‪ ،‬يقول الرسول صلى ا عليه وسششلم ‪ :‬ل فضششل‬ ‫لعربيا على عجميا إل بالتقوى‪ ‬يعتبر العششدل أظحششد المبششادئ الساسششية لنظششام الظحكششم وغششايته‬ ‫المقصودة وقد ظحرص السلم على تقريره ظحفاظا على كيان المجتمع البشششري فقششد جششاء فششي‬ ‫قوله تعالى على لسان نبيه ‪ :‬وأمرت لعدل بينكم‪ ‬ويقصد بالعدل في السششلم بششوجه عششام‬ ‫تنفيذ ظحكم بمعنى الظحكم بمقتضيات ما جاءت به الشريعة السششلمية وهششو واجششب فششي علقششة‬ ‫الفرد بنفسه وعلقته بغيره من الناس وعلقة الظحاكمين بالمظحكومين ومن شدة ظحرصه تعالى‬ ‫على العدل أنه لم يشدد على استعمال القوة مع مقترف أكبر الكبائر أي الشرك بينما شدد فششي‬ ‫استعمال القوة مع البششاغي والمعتششدي ومششع الطششرف الغيششر القششائم بالعششدل ويتضششح ذلششك قششوله‬ ‫تعالى‪ :‬فإن بغت إظحداهما على الخرى فقاتلو التي تبغي ظحتى تفيء إلى أمر ا‪ ‬وإذا كان‬ ‫ا تعالى قد وجه الخطاب بالعدل للمؤمنين ‪‬يا أيها الششذين آمنششوا كونششوا قششوامين لش شششهداء‬ ‫بالقسط( إن المساواة في السلم لها أهمية كبيرة يقول تعالى‪  :‬يا أيها الناس إن خلقناكم من‬ ‫ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعرفوا إن أكرمكم عند ا أتقاكم‪ ،""5‬يتضح من هذه‬ ‫الية أن السلم يقر مبدأ المساواة بين جميع الناس ويجعلها أظحد أصوله التي تجد أساها فششي‬ ‫العقيدة التي جاءت لتكريششم النسششان باعتبششاره مششن أصششل واظحششد وهششو آدم فل مجششال للدعششاء‬ ‫بالنتساب إلى جنس أسمى مما عداه من الجناس أو إلى طبقة هي أرقشى الطبقششات فالسششلم‬ ‫ل يعترف إل بمفاضششلة قوامهششا العمششال وليششس النسششان وللمسششاواة صششور كششثيرة فششي الفقششه‬ ‫والتاريخ السلمي نذكر منهششا المسششاواة بيششن الفششراد جميعششا فششي تطششبيق القششانون فالكششل فششي‬ ‫مستوى واظحد أما القانون فل فرق بين الظحاكم والخليفة أو من هم في مناصششب السششلطة العليششا‬ ‫وبين عامة الناس وتثبت هذه المساواة كذلك أمام القضاء فل وجششود لمظحششاكم خاصششة تختششص‬ ‫بالنظر في خصومات طائفة معينة من المجتمع ومظحاكم أخششرى مختصششة لعامششة النششاس‪ .‬قششال‬ ‫تعالى ‪ :‬ل إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي‪ ‬ويقول‪ :‬ولو شاء ربك ل أمان من في‬ ‫الرض كلهم أ فأنت تكره الناس ظحتى يكونششوا مششؤمنين‪ ‬وقششد طبششق هششذا المبششدأ علششى ارض‬ ‫الواقع وعلى أوسع نطاق فل يخلو كتاب من كتب الرسول صلى ا عليه وسلم منهششا مششوجه‬ ‫للقبائل "ومن كان يهوديشا او نصشرانيا فشانه ل يفتشن عنهشا وعليشه الجزيشة" ويقشول عمشر بشن‬ ‫الخطاب‪ ‬في معاهدته مششع أهششل بيششت المقششدس عقششب فتظحهششا " هششذا مششا أعطششى عمششر أميششر‬ ‫المؤمنين أهل إليياء من المششان أعطششاهم أمششان لنفسششهم ولكنائسششهم وصششلبانهم … ل تسششكن‬ ‫كنائسهم ول تهدم ول ينتقصه منها ول من خيرها ول من صلبهم ل يكرهون على دينهم ول‬ ‫يضششار أظحششد منهششم "‪ .‬إن السششلم لششم يعطششي للنسششان مسششاواة مطلقششة إل فششي ظحششدود الظحقششوق‬ ‫والواجبات فهناك تفاوت مكفول للنسان بقول تعالى‪ ‬ورفعنا بعضكم فششوق بعششض درجششات‬ ‫‪ ‬وكل إنسان مسير لما خلق له فلكل ذي ظحق ظحقه ‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.