الفقرة الدينية
بقلم :م .نور الهدى محمد قدح ُخ ُ لق هذا العدد ليس له اسم محدد فهو مركب من مجموعة من األخالق التي حثنا عليها إسالمنا العظيم لتؤدي جميعها في النهاية إلى شيء واحد وهو بث السعادة والروح اإليجابية بين الناس ،إذ أننا قد نتصرف تصرفات أونقول كلمات ال يكون لها نتيجة إال احباط من نتعامل معهم ،نحزنهم بها ،نغضبهم ،نحطم أحالمهم ،أفعال ال تترك إال السلبي من اآلثار وقد نهانا اإلسالم عنها فلماذا نفعل ما ُنهينا عنه ونرضى ألنفسنا أن نكون مصدراً للطاقات السلبية؟ وال نطمح أن نكون شعاعا ً يستمد منه غيرنا األمل والسعادة؟!
قال عليه الصالة والسالم« :وتبسمك في وجه أخيك صدقة» ،قارن سيدي القارئ بين أن تجد أحدهم متبسما ً إذا القاك متفائالً بحضورك وبين أن تلقاه متجهما ً في وجهك حاد النظرات بارد المشاعر.. أي الوجهين سيُطرب قلبك لقاؤه؟ وأيهما سينفرك ويحبطك؟ وتبسم أنت بدورك في وجه غيرك فلالبتسامة أثر سحري في بث الروح اإليجابية على من وقعت عليه وفيها أجر عند ربك وفرح عند عبده، وكان صلى هللا عليه وسلم كما روي عنه« :ضحاكا ً بساماً». ومن الكالم كثير مما يقال ليجرح أو ليحبط أو ليؤذي اآلخرين وقد قال عليه الصالة والسالم« :قل خيراً أو اصمت» ،ما أحوجنا إلى تطبيق هذا الحديث، فذلك الذي يهزأ بغيره والذي يسب ويشتم ويغتاب كلها أقوال ال عالقة لها بالخير واألولى بقائليها أن يصمتوا ،اسأل نفسك قبل أن تنطق بما أنت قائل هل
من ضرورة لهذا الكالم؟ هل سيؤذي غيري بأي شكل؟ هل أحب لنفسي أن أكون مكان من سيتأذى من وقع كلماتي؟ وبعد ذلك قرر إن كان من الخير أن تقوله أو ال.. الكلمة الطيبة صدقة ومن اإلحسان أن تطمح إلسعاد غيرك ،ال تتعمد ازعاج أحد حتى لو لم يكن يروق لك ،وابتسم واضحك وقل ما هو خير وساعد الناس وال ترد من لجأ إليك فإن لم تستطع فرده بأسلوب حسن قال تعالى« :وأما السائل فال تنهر» ،إذا وجدت حزينا ً أسعده أو محبطا ً ارفع من معنوياته ،أو عازما ً على أمر خير شجعه وال تقلل من شأنه أو تهزأ من قدرته على فعل ما قد عقد العزم على فعله ،فكر بإيجابية واجعل من بث اإليجابية واألمل والسعادة هدفا ً من أهدافك ،لعل هللا يبعث إليك من يسعدك إذا ما احتجته يوماً.
العـدد الرابع
39