Syrian Individual arts and Production Mechanisms – an exploratory research paper

‫‪1‬‬

‫ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻭﺁﻟﻴﺎﺕ ﺇﻧﺘﺎﺟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ‪ 2012‬ــ ‪2017‬‬

‫ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ‬

‫ﻭﺭﻗﺔ ﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻓﻴﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻘﺎﺀ ﻣﻄﻮﻝ ﻣﻊ ﻣﺎﺭﻱ ﺍﻟﻴﺎﺱ‪ :‬ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻓﻨﻴﺔ‬

‫‪Your Love is Fire - Written by Mudar Alhajji- Berlin 2017‬‬

‫ﺗﺼﻮﺭ ﻋﺎﻡ ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ‪ :‬ﺩ‪ .‬ﻣﺎﺭﻱ ﺍﻟﻴﺎﺱ‬

‫ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺎﻥ‪ :‬ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺴﻌﺪ ﺃﺳﻌﺪ‪ ،‬ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ‬

‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬

‫ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻭﺁﻟﻴﺎﺕ ﺇﻧﺘﺎﺟﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ‪ 2012‬ــ ‪2017‬‬ ‫ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ‬

‫ﻭﺭﻗﺔ ﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻓﻴﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻘﺎﺀ ﻣﻄﻮﻝ ﻣﻊ ﻣﺎﺭﻱ ﺍﻟﻴﺎﺱ‪ :‬ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻓﻨﻴﺔ‬

‫ ‬ ‫يأ هذا البحث ضمن سلسة المرصد ‬ ‫ال تنتجها مؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة ضمن برنامجها‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫أولويات العمل ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫وهاي يش بول‪ -‬‬ ‫ال ق ا وسط‬ ‫الثقا ‬ ‫مؤسس المورد‬ ‫الثقا السوري وبدعم من‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ‬ ‫‪Culture Resource‬‬

‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫ا بداعي‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ‬ ‫‪CC-BY-NC-ND‬‬

‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬

‫ﺗﻤﻬﻴﺪ‬ ‫ ‬ ‫الثقــا ‬ ‫ ظــل حرصهــا عــ متابعــة العمــل‬ ‫ ‬ ‫الســوري اليــوم‪ ،‬والمســاهمة إنتاجــه ضمــن‬ ‫ ‬ ‫الثقــا ‪ ،‬تلتفــت‬ ‫برنامــج أولويــات العمــل‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫اتجاهــات ــــ ثقافــة مســتقلة هــذه الورقــة‬ ‫ا ستكشــافية إ¨ البحــث ســبل إنتــاج الفنــون‬ ‫الفرديــة‪ ،‬وتتخــذ مــن الروايــة والنصــوص‬ ‫الم®حيــة نموذجـ ‬ ‫ـ ‪ ،‬باحثــةً الســياق الــذي‬ ‫¯‬ ‫تنتــج فيــه هــذه ¯‬ ‫ا جنــاس ا دبيــة‪ ،‬والســبل‬ ‫ا نتاجيــة ´‬ ‫الــ‪ µ‬تســاهم إنتــاج الكتابــة‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫بــ ‬ ‫ ‬ ‫ا بداعيــة الســورية الفــ¶ة مــا ‬ ‫‪ 2012‬و‪ ،2017‬وإ¨ تفنيــد بعــض آليــات‬ ‫إنتاجهــا مــن حيــث ســياقات النـ ‪º‬ـ®‪ ،‬إضافــةً إ¨‬ ‫آلية الكتابة نفسها‪.‬‬ ‫تطــرح الورقــة أســئلة مــن قبــل‪ :‬هــل كتــب‬ ‫النــص ضمــن ورشــة عمــل؟ أم تــم تمويــل‬ ‫إنتاجــه مــن قبــل مؤسســات وصناديــق دعــم؟‬ ‫أم تمــت عمليــة الكتابــة بصــورة فرديــة ومــن‬ ‫ثــم النـ ‪º‬ـ® مــن قبــل دور النـ ‪º‬ـ® الموجــودة كمــا‬ ‫ ‬ ‫المكرســ مجــال‬ ‫ حالــة ك ّتــاب الروايــة‬ ‫الروايــة تحديــداً؟ تعمــل هــذه الورقــة عــ ‬ ‫ربــط هــذه المعلومــات مــع طبيعــة ¯‬ ‫ا عمــال‬ ‫ ‬ ‫ـ‪،µ‬‬ ‫الفنيــة المنتجــة وتطورهــا عـ‬ ‫ـ الصعيــد الفـ ‬ ‫¯‬ ‫وعــ صعيــد ع‪Î‬قتهــا مــع ا حــداث الجاريــة‬ ‫بطريقــة تســاهم طــرح أســئلة مهمــة حــول‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬تواجههــا عمليــة إنتــاج الفنــون‬ ‫ التحديــات الـ ‬ ‫ ظل الظروف الصعبة الراهنة‪.‬‬ ‫ تهــدف هــذه الورقــة ا ستكشــافية إ¨ تحليــل‬ ‫النصــوص أنمــوذج البحــث تحلي ـ‪ ً Î‬نقدي ـاً أدبي ـاً‬ ‫مفص ـ‪ ،ًÎ‬بقــدر مــا تلتفــت إ¨ استكشــاف آليــات‬ ‫وتغــ¶ هــذه‬ ‫إنتــاج هــذه النصــوص‪ ،‬وتطــور‬ ‫ ‬ ‫‪Ó‬‬ ‫ا ليــات تبع ـاً للحــدث الســوري‪ ،‬ورصــد تأثـ ـ¶‬ ‫¯‬ ‫ ‬ ‫د‪ Õ‬وآلية إنتاجه‪.‬‬ ‫ا نفجار السوري النص ا ‪ Ô‬‬ ‫مــن هنــا فضلنــا عــدم تحليــل البنيــة الخارجيــة‬ ‫للنصــوص المنتقــاة إنمــا فقــط ا ضــاءة عــ ‬ ‫بعض المعلومات حولها‪.‬‬ ‫بنــا ًء عــ ذلــك‪ ،‬انقســمت هــذه الورقــة إ¨‬ ‫ـ ‪¯ ،‬‬ ‫ـم رئيسـ ‬ ‫قسـ ‬ ‫ا ول حــوار مطــول ومفصــل‬ ‫مــع الناقــدة ´‬ ‫والم¶جمــة د‪ .‬مــاري اليــاس وهــي‬ ‫ ‬ ‫الثقــا الســوري‬ ‫المطلعــة عــ المشــهد‬ ‫ ‬

‫ ‬ ‫والثــا‪ Õ‬لقــاءات‬ ‫والمشــاركة إنتاجــه‪،‬‬ ‫ ‬ ‫موســعة مــع عــدد مــن دور النـ ‪º‬ـ® الفاعلــة ‬ ‫ ‬ ‫عــ¶ ‪º‬‬ ‫نــ® وإنتــاج‬ ‫الحقــل‬ ‫الثقــا الســوري ‪Ô‬‬ ‫ ‬ ‫النصــوص الســورية‪ .‬يـ ´‬ ‫ـأ‪ Õ‬ذلــك ضمــن صيغــة‬ ‫ ‬ ‫حواريــة إبداعيــة آثرناهــا لمــا تحملــه هــذه‬ ‫الصيغــة مــن مرونــة واختــ‪Î‬ف ‬ ‫بــ صــوت‬ ‫السائل وصوت المجيب‪.‬‬

‫نأمــل أن تســاعد هــذه الورقــة عــ الدفــع‬ ‫ا بداعيــة بالنقــد والتحليــل‪،‬‬ ‫لمواكبــة العمليــة ‬ ‫وهــو ¯‬ ‫ا مــر الــذي يمكننــا مــن فهــم واستكشــاف‬ ‫ ‬ ‫ا بداعيــة الســورية‪ ،‬كمــا مــن‬ ‫الجديــد الكتابــة ‬ ‫‪Ó‬‬ ‫´‬ ‫الــ‪µ‬‬ ‫شــأنه أن يســاعد عــ فهــم ا ليــات ‬ ‫تحكــم عمليــة إنتــاج الفنــون الفرديــة القادمــة‬ ‫من سوريا‪.‬‬

‫معايــ¶‬ ‫قامــت أســس انتقــاء النصــوص عــ ‬ ‫ ‬ ‫¯‬ ‫د‪ Õ‬الســوري‬ ‫متنوعــة تراعــي كــم ‬ ‫ا نتــاج ا ‪ Ô‬‬ ‫الكبــ¶ ) الروايــة تحديــداً(‪ ،‬فتــم بدايــة‬ ‫ ‬ ‫تحديــد المعيــار الزمـ ‬ ‫ـ‪ µ‬منذ العــام ‪ ،2012‬بينما‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ا نتــاج‪،‬‬ ‫ـا‪ Õ‬بتنــوع مصــادر ‬ ‫يتعلــق المعيــار الثـ ‬ ‫فهنــاك نصــوص أنتجــت ضمــن ورشــات كتابــة‬ ‫)كحــال جــل النصــوص الم®حيــة(‪ ،‬وهنــاك‬ ‫أعمــال نـ ‪º‬ـ®ت بشــكل مبـ ‪º‬‬ ‫ـا‪ ،Ý‬وأخــرى نُـ ‪º‬ـ®ت‬ ‫بدعــم مــن مؤسســات ثقافيــة‪ .‬هــذا وارتبــط‬ ‫المعيــار الثالــث بتنــوع أعمــار الكتــاب واختــ‪Î‬ف‬ ‫ ‬ ‫الثقــا الســوري‪ ،‬ففــي‬ ‫تجاربهــم الحقــل‬ ‫ ‬ ‫النصــوص الم®حيــة كانــت كل نمــاذج البحــث‬ ‫لكتــاب شــباب يزالــون الث‪Î‬ثينــات مــن‬ ‫أعمارهــم‪ ،‬وذلــك لقلــة وجــود نصــوص لكتــاب‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫أكــ¶ هــذه‬ ‫م®حيــ ‬ ‫ســوري مــن أجيــال ‪Ô‬‬ ‫ ‬ ‫الفـ ´ـ¶ة‪ .‬عــ العكــس مــن ذلــك الروايــة‪ ،‬إذ‬ ‫تغلــب نســبة ¯‬ ‫ا ســماء الروائيــة المكرســة‪ .‬أمــا‬ ‫¯‬ ‫خــ¶ فــكان تنــوع أماكــن‬ ‫المعيــار الرابــع وا ‬ ‫إقامــة كتــاب هــذه النصــوص‪ ،‬فبعضهــم مــا‬ ‫زال مقيمـاً ســوريا حـ ´ـ‪ µ‬كتابــة هــذه الورقــة‪،‬‬ ‫ ‬ ‫بــ¶وت وعمــان‬ ‫وبعضهــم يقيــم خارجهــا ‬ ‫الــ‪º µ‬‬ ‫´‬ ‫ ‬ ‫انتــ¶ فيهــا‬ ‫وبرلــ ‬ ‫وغ¶هــا مــن المــدن ‬ ‫السوريون منذ العام ‪.2011‬‬ ‫قامــت هــذه الورقــة عــ عمــل جماعــي‪ ،‬حيــث‬ ‫شــارك كل مــن الباحثـ ‬ ‫ـ مســعد أســعد وعــ‪Î‬ء‬ ‫الديــن العالــم الدكتــورة مــاري إليــاس ‬ ‫ ‬ ‫تنظيــم وصياغــة هــذه العمــل‪ ،‬وهــذا ســاهم‬ ‫ خلــق ورشــة بحثيــة مصغــرة تفاعــل فيهــا‬ ‫المشــاركون‪ ،‬حيــث قــام مســعد أســعد‬ ‫بالمقابــ‪Î‬ت مــع د‪ .‬اليــاس ومــع دور ‪º‬‬ ‫النــ®‬ ‫¯‬ ‫ا ربعــة‪ ،‬بينمــا حــرر عــ‪Î‬ء الديــن العالــم‬ ‫الحــوارات وتابــع تنظيــم وتوثيــق الورقــة‬ ‫ا ستكشــافية‪ ،‬وذلــك ‪º‬‬ ‫بــإ‪Ý‬اف عــام مــن د‪.‬‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬قدمــت لحوارهــا بمقدمــة عــن‬ ‫اليــاس ‬ ‫‪º‬‬ ‫الفنــون الفرديــة الســورية‪ ،‬وأ‪Ý‬فــت عــ ‬ ‫الصيغة النهائية للورقة‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬

‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬

‫ﺑﻘﻠﻢ ﺩ‪.‬ﻣﺎﺭﻱ ﺇﻟﻴﺎﺱ‬

‫ ‬ ‫ـ‪ ã‬أيامـاً إحــدى المــدن الســورية‬ ‫يكفــي أن نقـ ‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬يبثهــا ا عــ‪Î‬م لــ¶ى‬ ‫أو أن نتابــع الصــور الـ ‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬يعيشــها هــذا‬ ‫مــدى حجــم الكارثــة ‬ ‫الشــعب الداخــل‪ ،‬وكــم هــي مكلفــة ‪ä‬يبــة‬ ‫ ا قامــة ‬ ‫عــ العاصفــة‪ .‬مــن ناحيــة أخــرى‬ ‫ ‬ ‫بــرزت مشــك‪Î‬ت جديــدة وجــه أولئــك الذيــن‬ ‫اضطــروا إ¨ الرحيــل واللجــوء إ¨ بلــدان‬ ‫التعبــ¶‬ ‫أخــرى‪ .‬هــل أثــرت هــذه المعانــاة ‬ ‫ ‬ ‫¯‬ ‫ ‬ ‫ا ‪Ô‬د‪ Õ‬والفـ ‬ ‫ـ‪ µ‬الــذي أنتجــه الســوريون هــذه‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫الفـ ´ـ¶ة الممتــدة عــ الســنوات ¯‬ ‫ا خـ ـ¶ة داخــل‬ ‫ســوريا وخارجهــا؟ وهــل صــار هنــاك اخت‪Î‬ف ـاً‬ ‫بـ ‬ ‫ـ كتابــة مــن هــم الخــارج ‪ -‬أي البعيديــن‬ ‫ ‬ ‫جغرافي ـاً عــن الحــدث ‪ -‬ومــن هــم الداخــل‬ ‫الذيــن زادوا ‪ -‬بفعــل موقعهــم ‪ -‬انغ‪Î‬ق ـاً عــ ‬ ‫انغــ‪Î‬ق ´‬ ‫واق¶ابـاً شــديداً مــن الحــدث؟ الجــواب‬ ‫‪º‬‬ ‫المبــا‪ Ý‬الــذي يخطــر لنــا هــو نعــم‪ ،‬أثــرت‬ ‫كثــ¶اً‪ ،‬بــل طبعتــه بشــكل كامــل‪ ،‬لكــن خلــف‬ ‫ ‬ ‫هــذه ا جابــة ال®يعــة طبقــات مــن البحــث ‬ ‫النــص الســوري اليــوم )الروايــة والمــ®ح(‪،‬‬ ‫مضمونه وشكله وآليات إنتاجه‪.‬‬ ‫¯‬ ‫إن المتابــع ل‪ Î‬نتــاج ‬ ‫د‪ Õ‬الســنوات‬ ‫الفــ‪ µ‬وا ‪ Ô‬‬ ‫ ‬ ‫¯‬ ‫ا خـ ـ¶ة يلحــظ الكــم الكبـ ـ¶ مــن هــذا ا نتــاج‬ ‫يعــ¶ عــن الظــرف الــذي يمــر بــه‬ ‫الــذي ‪Ô‬‬ ‫ً‬ ‫الســوريون‪ .‬هــذا ا نتــاج متنــوع جــدا مــن روايــة‬ ‫ونصــوص شــعرية ‪º‬‬ ‫ونــ¶ ونصــوص م®حيــة‬ ‫وعــروض م®حيــة وعــروض فنيــة بأشــكال‬ ‫متنوعــة مــن رســم وميديــا ونحت‪...‬إلــخ‪ .‬يوحــي‬ ‫ ‬ ‫الســوري ‬ ‫الكــم الهائــل مــن ا نتــاج بــأن‬ ‫يريــدون القــول "نحــن موجــودون"‪ ،‬ويريــد‬ ‫الســوري أن ´‬ ‫يــ¶ك أثــراً لوجــوده‪ ،‬ويريــد أن‬ ‫يعـ ‪ّ Ô‬ـ¶ وأن يسـ ´ـ¶جع مــا عاشــه ومــا يعيشــه مــن‬ ‫ظــروف صعبــة غـ ـ¶ مصــدق لهــذا الواقــع‪ ،‬يريــد‬ ‫أن يعـ ‪Ô‬ـ¶ عــن نفســه وعــن مجتمعــه خوف ـاً مــن‬ ‫النسيان مع مرور الزمن‪.‬‬ ‫ينتــج الســوريون مــن كل ¯‬ ‫ا جيــال نصوصــاً‬ ‫ويكتبــون‪ ،‬لكــن ¯‬ ‫ا ســماء القديمــة المعروفــة‬ ‫قبــل ¯‬ ‫ا زمــة تنتــج بدرجــة أقــل مــن الجيــل‬ ‫الجديــد‪ ،‬والملفــت للنظــر أن هنــاك أيضــاً‬ ‫أســماء كثـ ـ¶ة للشــباب جــدد يمكــن ح‪é‬هــا‬ ‫نظــراً للتشــتت الحاصــل عــ الســاحة الثقافيــة‪.‬‬

‫وهنــا نتكلــم عــن تشــتت عــ ¯‬ ‫ا صعــدة‬ ‫الجغرافيــة والنفســية كافــة‪ .‬وقــد طالــت ¯‬ ‫ا زمــة‬ ‫لدرجــة أننــا بتنــا نتكلــم عــن جيــل الحــرب‪،‬‬ ‫جيــل كامــل يســعى إ¨ القــول‪ ،‬لكــن هــل ‬ ‫ا مــكان حــ‪ é‬ومتابعــة كل مــا صــدر ويصــدر؟‬ ‫ ‬ ‫ا نتــاج ´‬ ‫الــ‪ µ‬تســمح للســوري‬ ‫آليــات‬ ‫هــي‬ ‫مــا‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫بالتعب¶؟ هل يمكن ح‪é‬ها وتوصيفها؟‬ ‫ ‬ ‫نظــراً إ¨ الظــرف الــذي يمــر بــه الســوريون‪،‬‬ ‫ا نتــاج وانفتــاح‬ ‫فقــد يكــون موضــوع ‪ݺ‬ط ‬ ‫ ‬ ‫الســوق‪ ،‬وموضــوع ´‬ ‫ال¶جمــة حــال تمــت‬ ‫´‬ ‫غــ¶ العربيــة‪ ،‬وموضــوع‬ ‫ال¶جمــة إ¨ لغــات ‬ ‫التوزيــع‪ ،‬كلهــا موضوعــات بــد مــن المــرور‬ ‫بهــا لفهــم مــا يحصــل‪ .‬فالســوق يطلــب أن‬ ‫يعــرف والســوريون يلبــون مطلــب الســوق‬ ‫وربمــا أحيان ـاً أكـ ‪º‬ـ¶ ممــا يجــب‪ .‬مــن هنــا نظــن‬ ‫ ‬ ‫ا نتــاج‬ ‫أنــه علينــا‬ ‫التفكــ¶ بعمــق آليــات ‬ ‫ ‬ ‫وقنــوات التوصيــل لفهــم الفــرز الــذي يحصــل‬ ‫ع ¯‬ ‫ا رض‪.‬‬ ‫ا نتــاج‬ ‫ا شــارة إ¨ أن ‬ ‫وهنــا بــد لنــا مــن ‬ ‫¯‬ ‫ ‬ ‫ـ‪ µ‬الســوري كان ســابقاً محليـاً بحتـاً‪،‬‬ ‫ا ‪ Ô‬‬ ‫د‪ Õ‬والفـ ‬ ‫أي أن الســوري كان مغلق ـاً عــ نفســه برضــاه‬ ‫أو بدونــه‪ ،‬لكنــه كان معــزو ً ´‬ ‫حــ‪ µ‬أنــه مــن‬ ‫ال¶جمــة ‬ ‫المجــدي إجــراء دراســة عــن حركــة ´‬ ‫ ‬ ‫ـا‪Ó í‬‬ ‫ ‬ ‫وا ن‪ .‬فمــاذا حــدث؟ هــل بــدأ العالــم‬ ‫المـ ‬ ‫يســأل مــن هــو الســوري ومــا هــي هويتــه‬ ‫الفنيــة ¯‬ ‫وا دبيــة؟ مــن المؤكــد أن هنــاك رغبــة‬ ‫ ‬ ‫عامــة عنــد مختلــف شــعوب العالــم اكتشــاف‬ ‫"الســوري"‪ .‬ربمــا كان مــن المبكــر حــ‪ é‬ذلــك‬ ‫ا شــارة إ¨ أنــه هنــاك‬ ‫الجديــد لكــن بــد مــن ‬ ‫أشــكال فنيــة طــورت نفســها فنيــا ‪Ó‬‬ ‫ا ونــة‬ ‫ ‬ ‫¯‬ ‫ا خـ ـ¶ة وهــي الفنــون الب‪é‬يــة‪ ،‬لكنهــا ليســت‬ ‫موضوعنــا ‪Ó‬‬ ‫ا ن‪ .‬إنمــا موضوعنــا هــو‪ :‬أي‬ ‫ ‬ ‫تســ‪ µ‬لنــا‬ ‫ا نتــاج؟‬ ‫مضمــون يقدمــه هــذا ‬ ‫مؤخــراً متابعــة أعــداداً بــأس بهــا لمــا كتــب‬ ‫مــن روايــات ومتابعــة لمــا ينتــج مــن نصــوص‬ ‫م®حيــة ونصــوص ‪Ý‬ديــة أخــرى‪ .‬وقــد‬ ‫حاولنــا أن نتابــع بشــغف مــا يكتــب حاليــاً‬ ‫وحاولنــا أن نســأل أنفســنا مــا هــو الجديــد‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬يعيشــها‬ ‫الــذي تفجــر نتيجــة‬ ‫المأســاة ‬ ‫ا نســان الســوري ومــن حكمــه؟ مهمــا كان‬ ‫ ‬ ‫مــكان تواجــده ومهمــا كانــت آليــة إنتاجــه‪ ،‬‬ ‫ندعــي أننــا حصلنــا عــ أجوبــة‪ ،‬فالموضــوع‬ ‫شــائك ومعقــد‪ ،‬لكــن هنــاك م‪Î‬مــح عامــة‬ ‫يمكننــا التوقــف عندهــا‪ .‬والحقيقــة لــم تكــن‬

‫المتابعــة بالمهمــة الســهلة‪ ،‬فهنــاك الكثـ ـ¶ مــن‬ ‫الوجــع الــذي يبثــه هــذا ¯‬ ‫ا دب‪ ،‬هــذا مــن ناحيــة‬ ‫ومــن ناحيــة أخــرى بدأنــا نتســاءل عــن متعــة‬ ‫القــراءة بعــد هــذه القــراءات وعــن أدبيــة هــذه‬ ‫النصــوص‪ .‬مــا هــو الجديــد؟ هــل هنــاك عالــم‬ ‫ـآ‪î‬؟‬ ‫جديــد يـ ‪Ô‬ـ¶ز ¯ولــو قليـ‪ ً Î‬مــن وراء هــذه المـ ‬ ‫هــل هــذا ا دب يحفــر لســمات مجـ ّـددة؟ ابتــكار‬ ‫نوعيــة جديــدة مــن الشــخصيات أو حبكــة مــن‬ ‫نوع جديد أو لغة جديدة‪...‬إلخ؟‬ ‫الرغبــة التوثيــق ال‪é‬يــح أو المــوارب )أي‬ ‫الــذي يختـ ‪¯ Ô‬‬ ‫ـ‪ µ‬وراء المتخيــل( هــي بالتأكيــد ســمة‬ ‫¯‬ ‫ ‬ ‫ا نتــاج‪ ،‬لكــن هــذا‬ ‫مــن الســمات ا هــم هــذا ‬ ‫يعتــ¶ ملمحــاً نهائيــاً مــن م‪Î‬مــح التجديــد‬ ‫ ‬ ‫‪Ô‬‬ ‫ولكنــه الجديــد الملفــت للنظــر‪ .‬توثّــق الروايــات‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬قرأناهــا لمــا يحــدث بشــكل أو بآخــر‬ ‫ ‬ ‫ـروا‪ Õ‬‬ ‫¯‬ ‫لدرجــة أننــا بدأنــا نبحــث عــن البعــد الـ ‬ ‫هــذه الروايــات وبدأنــا نطــرح أســئلة لــم نكــن‬ ‫لنسألها لو لم يكن ¯‬ ‫ا مر ع ما هو عليه‪.‬‬ ‫وعــ الرغــم مــن الكــم الهائــل مــن الروايــات‬ ‫الـ ´ـ‪ µ‬صــدرت خــ‪Î‬ل الســنوات ¯‬ ‫ا خـ ـ¶ة‪ ،‬تبــدو‬ ‫ ‬ ‫الروايــة المعــا‪ä‬ة وكأنهــا بنــت اليــوم‪ ،‬تطفــو‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫تبــ‪µ‬‬ ‫عــ الســطح‪ ،‬تحفــر ‬ ‫المــا‪ í‬و ‬ ‫ ‬ ‫ا شــكاليات‬ ‫لمســتقبل‪ ،‬و تســعى إ¨‬ ‫تفســ¶ ‬ ‫ ‬ ‫¯‬ ‫´‬ ‫للــروا‪ Õ‬إ ‬ ‫مرجعيــة‬ ‫الــ‪ µ‬تعالجهــا‪ ،‬فــ‪Î‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫حــا‪ä‬ه الــذي يعيــش فيــه وتجربتــه ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫¯‬ ‫¯‬ ‫ا حــداث ا خـ ـ¶ة )هنــا بــد مــن التوقــف عنــد‬ ‫الدافــع الملــح وهــو توقــع القــارئ ومطالبــه(‪،‬‬ ‫وكأن ترديــد أو صياغــة مــا يحــدث يشــكل حكايــة‬ ‫ بــد مــن ‪Ý‬دهــا مــن وجهــة نظــر كاتبهــا و ‬ ‫بــد مــن حمايتهــا مــن النســيان وهــذه هــي ¯‬ ‫ا داة‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬يملكهــا الســوريون اليــوم‪ ،‬وهــي‬ ‫الوحيــدة الـ ‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬تجمعهــم منفاهــم‬ ‫إحــدى الروابــط ‬ ‫و الداخل السوري‪.‬‬ ‫ ‬ ‫الكب¶ ‬ ‫الهــم ¯‬ ‫ا كـ ‪Ô‬ـ¶ هــو ‪Ý‬د الحكايــة‪ ،‬بــد لنــا مــن‬ ‫أن نســأل مــن الناحيــة ¯‬ ‫ا دبيــة مــا هــو الفــارق‬ ‫بـ ‬ ‫ـ الروايــة والحكايــة‪ ،‬قــد تكــون الروايــة قــد‬ ‫ـ‪ ò‬أحداث ـاً‬ ‫اقتــ‪é‬ت عــ أن تكــون حكايــة تحـ ‬ ‫وأهملــت المتطلبــات الروائيــة عندمــا انتهــت‪.‬‬ ‫´‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬تطــرح حكايــة شــخصية‬ ‫حــ‪ µ‬الروايــات ‬ ‫مثل نزوح مريم لمحمد حســن الجاســم وســماء‬ ‫العجي ‪ ،‬حيــث أن نزوح‬ ‫قريبــة مــن بيتنــا لشــه‪Î‬‬ ‫ ‬ ‫مريــم هــي عبــارة عــن رســالة طويلــة مــن أم‬ ‫تح‪ ò‬فيها حكايتها‪ ،‬والثانية عبارة عن ‪Ý‬د‬ ‫ بنتها ‬

‫‪2‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬

‫ صابــة الراوئيــة بال®طــان الموجــودة‬ ‫¯‬ ‫¯‬ ‫´‬ ‫الــ‪µ‬‬ ‫بالتــوازي تمامــاً مــع ا حــداث ا ليمــة ‬ ‫واجهتهــا مدينــة الرقــة حيــث يتواجــد أهلهــا‪،‬‬ ‫¯‬ ‫‪º‬‬ ‫‪î‬ء آخر غ¶ ذلك‪.‬‬ ‫فالحكاية هي ا ساس و ‬ ‫¯‬ ‫ا مــر ذاتــه عرفنــاه بالنســبة إ¨ المــ®ح‪،‬‬ ‫¯‬ ‫ ‬ ‫خاصــة مــا كتــب منــه بدايــات ا حــداث‪ .‬فــإ¨‬ ‫جانــب المــ®ح الــذي يهــدف إ¨ المســاهمة ‬ ‫ـ‪ ó‬ا جتماعــي‪ ،‬غــاب تمام ـاً جيــل‬ ‫الدعــم‬ ‫النفـ ‬ ‫‪Ó‬‬ ‫ا بــاء‪ ،‬‬ ‫و المقابــل كتبــت عــدة نصــوص‬ ‫ ‬ ‫م®حيــة لشــباب مــن الجيــل الجديــد وبــرزت‬ ‫أســماء جديــرة با هتمــام ســنتكلم عنهــا‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬بــد مــن التوقــف عندهــا‬ ‫ حقـاً‪ .‬الفكــرة الـ ‬ ‫ا ‪ä‬ار عــ محاولــة توثيــق المرحلــة‪،‬‬ ‫هــي ‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬طــرأت عــ حيــاة‬ ‫وتوثيــق التحــو ت ‬ ‫ا نســان الســوري‪ ،‬وموتــه الوجــودي‪،‬‬ ‫ ‬ ‫التحــو ت أســلوب العيــش والتحــو ت ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫العامــة ¯‬ ‫¯‬ ‫وا خــ‪Î‬ق ا جتماعيــة وهــي‬ ‫ا خــ‪Î‬ق‬ ‫ ‬ ‫تظهــر عنــا‪ ä‬المــ®ح والروايــة بشــكل‬ ‫متفــاوت‪ ،‬تظهــر عـ ‪Ô‬ـ¶ عنــا‪ ä‬النــص مــن مــكان‬ ‫ومعالجة الزمان ¯‬ ‫وا سلوب اللغوي‪.‬‬

‫الصغ ة لوائل قدور – عمان – ‪2013‬‬ ‫من م®حية الغرف‬ ‫ ‬

‫مــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬قــد يكــون حــال المــ®ح‬ ‫أفضــل مــن حــال الروايــة‪ ،‬بمعـ ـ‪ µ‬أن المــ®ح‬ ‫قطــع أشــواطاً مهمــة البحــث الم®حــي‪،‬‬ ‫وصــار هنــاك اليــوم إمكانيــة فــرز مسـ ‬ ‫ـتوي ‬ ‫مــن الكتابــات الم®حيــة ضمــن التجــارب‬ ‫الم®حيــة ¯‬ ‫ا خـ ـ¶ة عــ قلّتهــا‪ ،‬مســتوى أول‬ ‫جــاء عبــارة عــن ردة فعــل عــ مــا يجــري‬ ‫ثــان‬ ‫وكان يوثــق بشــكل أو بآخــر‪ ،‬ومســتوى ٍ‬ ‫جديــد بــدأ يطــرح إشــكاليات تبتعــد قليــ‪ً Î‬‬ ‫عــن ¯‬ ‫ا حــداث الجاريــة المنطقــة وســوريا‬ ‫بالــذات وتطــرح إشــكاليات عامــة‪ ،‬تتعلــق‬ ‫بأســباب مــا وصلنــا إليــه‪ .‬وهــي أغلبهــا‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬تمــت هــذه‬ ‫نتــاج ورشــات الكتابــة ‬ ‫´‬ ‫الفــ¶ة‪ .‬مــن الجديــر بالذكــر أنــه يمكــن‬ ‫قــراءة هــذا البعــد إ ربطــاً مــع ظــروف‬ ‫ا نتــاج‪ ،‬لهــذا بــد مــن دراســة ‪ݺ‬وط‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ا نتــاج‪ ،‬فمثــ‪ ً Î‬أغلــب مــن عمــل مجــال‬ ‫ ‬ ‫المــ®ح كان ومــا يــزال خــارج ســوريا‪ ،‬هــذا‬ ‫ ‬ ‫ـرا بــد مــن أن يلعــب دوراً ‬ ‫البعــد الجغـ ‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬يأخذهــا الكاتــب مــع نصــه‬ ‫المســافة ‬ ‫وهو الوقت نفسه يخاف الرقيب‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫© وائل قدور‬

‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ‬ ‫ﻟﻘــﺎﺀ ﻣﻄــﻮﻝ ﻣﻊ ﺩ‪.‬ﻣــﺎﺭﻱ ﺍﻟﻴﺎﺱ‬ ‫ﺣــﻮﻝ ﺍﻟﻔﻨــﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳــﺔ ﺍﻟﺴــﻮﺭﻳﺔ‬ ‫ﻭﺁﻟﻴﺎﺕ ﺇﻧﺘﺎﺟﻬﺎ‬ ‫نســتعرض هــذا القســم حــوارا مطــو ً‬ ‫أجــري مع د‪ .‬ماري الياس‪ ،1‬حول الفنون الفردية‬ ‫وآليــات إنتاجهــا‪ .‬وجــاء هــذا الحــوار بعــد‬ ‫¯‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬تــم‬ ‫مراجعــة‬ ‫مطولــة هــم النصــوص ‬ ‫ ‬ ‫وغ¶هــا مــن النصــوص‬ ‫التطــرق إليهــا الورقــة ‬ ‫الم®حيــة والروائيــة المنتجــة بعــد عــام‬ ‫بالتا¨‪:‬‬ ‫‪ ،2011‬ويمكن ح‪ é‬هذه النصوص ‬ ‫‪ -1‬ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ‬

‫• عندما تب فرح لــ ‬ ‫ـم الحجي‪ :‬نص منشور‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫‪2‬‬ ‫ـ‪µ‬‬ ‫عــام ‪ ،2015‬وهــو نتــاج ورشــة الكتابــة الـ ‬ ‫أقامتها مؤسسة مواطنون فنانون عام‪ .2012‬ي®د‬ ‫´‬ ‫الــ‪µ‬‬ ‫النــص حكايــة "فــرح" الشــابة الســورية ‬ ‫تحمســت للثــورة الســورية ودفعــت ثمــن‬ ‫عــ¶ شــخصية فــرح‬ ‫ذلــك‪ ،‬ويســاءل النــص ‪Ô‬‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬تشــمل الفــرد قبــل‬ ‫الثــورة الحقيقــة ‬ ‫الســلطة‪ ،‬هــل تحققــت بالفعــل؟ وهــل ثرنــا‬ ‫ع ذواتنا؟‬ ‫ ‬ ‫• حبــك نــار لـــم الحجــي‪ :‬نــص م®حــي‬ ‫قيــد ‪º‬‬ ‫النــ®‪ ،‬وهــو أيضــاً مــن نتــاج ورشــة‬ ‫´‬ ‫ال‪ µ‬أقامتها مؤسسة مواطنون‬ ‫الكتابة للخشــبة ‬ ‫فنانــون‪ ،‬ويســلط فيــه الكاتــب الضــوء عــ ‬ ‫إشــكالية الكتابــة‪ ،‬مــاذا ســنكتب اليــوم؟‬ ‫وكيــف يتــم ذلــك؟ وهــل يســتطيع النــص‬ ‫الم®حــي تحمــل عــبء الواقــع وثقلــه ‬ ‫ظــل الشــتات الــذي يعيشــه الكاتــب‬ ‫¯‬ ‫وغ¶هــا يطرحهــا‬ ‫الســوري؟ هــذه ا ســئلة ‬ ‫نــص "حبــك نــار" محاولــة لتقديــم‬ ‫نــص م®حــي عــن الكتابــة الم®حيــة‪ ،‬وتجدر‬ ‫ا شــارة إ¨ نــص "حبــك نــار" ُقـ ÷ـدم كقــراءات‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫‪º‬‬ ‫م®حيــة أكــ¶ مــن مناســبة‪ ،‬وأخرجــه‬ ‫للمــ®ح مؤخــراً رأفــت الزاقــوت ألمانيــا‪،‬‬ ‫وتــم عرضــه ضمــن منصــة ملتقــى الفنــون‬ ‫ ‬ ‫أدن¶ة عام ‪.2017‬‬ ‫العربية مهرجان ‪Ô‬‬ ‫‪ 1‬تــم إجــراء هــذه اللقــاء عــ أربعــة أقســام خــ‪Î‬ل الفـ ´ـ¶ة‬ ‫كانون ¯‬ ‫ا ول ‪ /‬يناير و نيســان‪ /‬أبريل ‪ ،2017‬وقام باللقاء مســعد‬ ‫اسعد‪ ،‬مدينة ب¶وت‪.‬‬ ‫ ‬ ‫الفارا‪ ،Õ‬ب¶وت‪.2015 ،‬‬ ‫دار‬ ‫فرح‪،‬‬ ‫تب ‬ ‫‪ Ô‬‬ ‫‪ 2‬الحجي م‪ ،é‬عندما ‬

‫• فيلــم عاطفــي قصـ ـ لـــوسيم الـ ـ ‪ :‬نص‬ ‫م®حــي قيــد النـ ‪º‬ـ®‪ ،‬أنتــج ضمــن ورشــة "الكتابة‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬أقامتها مؤسســة مواطنون فنانون‬ ‫للخشــبة" الـ ‬ ‫عــام ‪ ،2016‬يطــرح النــص ســؤال المــكان‪،‬‬ ‫عــ¶ شــخصيته الرئيســة‬ ‫وع‪Î‬قتنــا بــه‪ ،‬وذلــك ‪Ô‬‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬تعــود مــن ألمانيــا إ¨ دمشــق‪ ،‬وتجــد نفســها‬ ‫الـ ‬ ‫¯‬ ‫وســط جلســة مكاشــفة تلقائيــة مــع ا صدقــاء‬ ‫ ‬ ‫الباق العاصمة‪.‬‬ ‫• وقائــع مدينــة نعرفهــا لـــوائل قدور‪ :‬نص‬ ‫م®حــي قيــد النـ ‪º‬ـ®‪ ،‬وهو نتــاج ورشــة "الكتابة‬ ‫´‬ ‫ال‪ µ‬أقامتها مؤسســة مواطنون فنانون‬ ‫للخشــبة" ‬ ‫يحــ‪ ò‬النــص عــن مجموعــة‬ ‫عــام ‪.2016‬‬ ‫ ‬ ‫شــخصيات‪ ،‬ويتتبــع مصائرهــا‪ ،‬بانيــاً بذلــك‬ ‫معمــاراً درامي ـاً يســعى مــن خ‪Î‬لــه إ¨ البحــث‬ ‫ المــآل الــذي صــارت إليــه الحــرب الســورية‪،‬‬ ‫دون أن يطرح الموضوع السوري بشكل ‪º‬‬ ‫مبا‪.Ý‬‬ ‫• ا عـ ـ اف لـــوائل قــدور‪ :‬نــص م®حــي قيــد‬ ‫´‬ ‫‪º‬‬ ‫الــ‪µ‬‬ ‫النــ®‪ ،‬وهــو مــن نتائــج ورشــة الكتابــة ‬ ‫أقامتهــا مؤسســة مواطنون فنانون عام ‪،2012‬‬ ‫وقــدم النــص مقاربــة فنيــة لمفهومــي العنــف‬ ‫والغفــران ســوريا عــ ضــوء رصــد تحـ ّـول‬ ‫الحــراك الثــوري مــن الخيــار الســلمي إ¨‬ ‫المسـلّح‪ ،‬ومــن خــ‪Î‬ل مقارنــة ¯‬ ‫ا حــداث الحاليــة‬ ‫ ‬ ‫المــا‪ .í‬يحــاول‬ ‫مــع الثمانينيــات مــن القــرن‬ ‫ ‬ ‫المـ ‪º‬ـ®وع البحــث كيفيــة التعبـ ـ¶ عــن المــوت‬ ‫ ‬ ‫المــا‪ í‬تقنيــاً ودراميــاً‬ ‫اليومــي والعــودة إ¨‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫والتفكــ¶ فيــه‪،‬‬ ‫بهــدف مســاءلة الحــا‪ä‬‬ ‫ ‬ ‫ويعتمــد أســلوب المــ®ح داخــل المــ®ح‬ ‫مستأنس ـاً بم®حيــة المــوت والعــذراء للكاتــب‬ ‫التشي آرييل دورفمان‪.‬‬ ‫ ‬ ‫الماعــز لـــلواء يازجــي‪ :‬نص م®حــي قدم ‬ ‫•‬ ‫ ‬ ‫م®ح الرويال كورت )‪ (Royal Court Theatre‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ـا‪ /Õ‬نوفمـ ‪Ô‬ـ¶ ‪ .2017‬تتبــع‬ ‫بريطانيــا ‪º‬ت®يــن الثـ ‬ ‫ـ‪ é‬عــ رؤيــة جثــة ابنــه‬ ‫الم®حيــة رحلــة أب يـ ّ‬ ‫الشــهيد‪ ،‬ومــن خــ‪Î‬ل هــذه الرحلــة نكتشــف‬ ‫الكثـ ـ¶ عــن واقــع السياســة والحــرب والمــوت‪.‬‬ ‫هــذه الم®حيــة توضــح تبعــات المــوت عــ ‬ ‫خلفيــة حــرب ســوريالية وســخيفة تتبــدل خ‪Î‬لها‬ ‫الحقائــق والمفــردات وتســود ‪Ô‬ال¶وبغانــدا فيهــا‬ ‫لصالح الحقيقة والواقعية‪.‬‬

‫‪-2‬‬

‫ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ‬

‫• نزوح مريم لمحمود حســن الجاســم‪ :‬رواية‬ ‫صــادرة عــام ‪ 2015‬عــن دار التنويــر للطباعــة‬ ‫‪º‬‬ ‫والنــ®‪ ، 3‬وصلــت إ¨ القائمــة الطويلــة لجائــزة‬

‫البوكــر العربيــة‪ ،‬وهــي أقــرب لتكــون مونولــوج‬ ‫ ‬ ‫ـو‪Õ‬‬ ‫طويــل لشــخصية الروايــة الرئيســة ســارة طـ ‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬تــروي حكايتهــا بنتهــا مريــم‪،‬‬ ‫جبــور ‬ ‫´‬ ‫حكايتها مع ال¶اجيديا الســورية‪.‬‬ ‫• المــوت عمــل شــاق لـــخالد خليفــة‪ :‬هــي‬ ‫الروايــة الخامســة لخالــد خليفــة‪ ،‬صــدرت عــام‬ ‫‪ 2016‬عــن دار نوفــل‪ ، 4‬ولهــا طبعــات عربيــة‬ ‫أخــرى‪ .‬الروايــة هــي تلخيــص لرحلــة ث‪Î‬ثــة‬ ‫أبنــاء يرغبــون دفــن والدهــم قريتهــم‬ ‫ ‬ ‫المتــو دمشــق‪ ،‬مــا‬ ‫شــمال ســورية‪ ،‬وهــو‬ ‫يدفعهــم إ¨ قطــع الطريــق مــن الجنــوب إ¨‬ ‫ ‬ ‫حاملــ معهــم جثــة أبيهــم‪،‬‬ ‫الشــمال‪،‬‬ ‫ ‬ ‫ومعرضـ ـ أنفســهم لمغامــرة مليئــة بالخــوف‬ ‫والموت والدم‪.‬‬ ‫• عتبــة ا لــم لحســن ســامي يوســف‪ :‬روايــة‬ ‫صــادرة عن دار الفــرات‪ ، 5‬وقدمت أجزاء منها‬ ‫ ‬ ‫ـو‪ Õ‬تحــت عنــوان النــدم إخــراج‬ ‫كمسلســل تلفزيـ ‬ ‫الســ¶ة‬ ‫الليــث حجــو‪ ،‬تنحــو الروايــة نحــو‬ ‫ ‬ ‫الذاتيــة‪ ،‬إذ يوثــق الكاتــب لمسـ ـ¶ته الشــخصية‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬طــرأت عــ حياتــه منــذ بدايــة‬ ‫والتحــو ت الـ ‬ ‫ ‬ ‫الحــدث الســوري‪ ،‬ســيما أنــه تنقــل ‪º‬‬ ‫أكــ¶‬ ‫ ‬ ‫من مكان دمشق وما زال يسكن فيها‪.‬‬ ‫العجي ‪ :‬رواية‬ ‫• ســماء قريبة من بيتنا لشــه ‬ ‫ ‬ ‫صــدرت عــن منشــورات ضفــاف‪ 6‬عــام ‪،2015‬‬ ‫القصــ¶ة لجائــزة البوكــر‬ ‫ووصلــت إ¨ القائمــة‬ ‫ ‬ ‫العربيــة ‪ .2016‬يتمحــور ال®د حول الشــخصية‬ ‫الرئيســة "جمــان" المصابــة بال®طــان‪ ،‬وتبحــر‬ ‫الروايــة عوالــم المنطقــة زمانيـاً ومكانيـاً عـ ‪Ô‬ـ¶‬ ‫الغــوص تاريــخ الشــخصيات‪ ،‬عاكســة بذلــك‬ ‫المــ ء ــــ كمــا‬ ‫تاريــخ المنطقــة الحديــث‬ ‫ ‬ ‫جسدها الم®طن ــ بالخيبات والهزائم‪.‬‬ ‫• الخائفــون لديمــة ونــوس‪ :‬رواية صــادرة عن‬ ‫دار ‪Ó‬‬ ‫ا داب عــام ‪ ،72017‬وهــي نــص مكتــوب‬ ‫بضمــ¶ المتكلــم الــذي ينطــق بلســان الكاتبــة‬ ‫ ‬ ‫نفســها‪ ،‬وتنقــل فيهــا الكاتبــة أجــواء ســوريا‬ ‫المجتمعيــة والعائليــة‪ ،‬مركــزة عــ ع‪Î‬قتهــا‬ ‫‪º‬‬ ‫مبــا‪ Ý‬لشــخص ســعد ‪ù‬‬ ‫بأبيهــا‪ ،‬دون ذكــر‬ ‫ ‬ ‫ونــوس‪ ،‬وتــدور أحــداث الروايــة فضــاءات‬ ‫متعددة هي )القرية‪ ،‬دمشق‪ ،‬ب¶وت(‪.‬‬ ‫‪ 3‬حســن الجاســم محمــود‪ ،‬نــزوح مريــم‪ ،‬دار التنويــر للطباعــة‬ ‫‪º‬‬ ‫والن®‪ ،‬ب¶وت‪.2015 ،‬‬ ‫‪ 4‬خليفة خالد‪ ،‬الموت عمل شاق‪ ،‬دار نوفل‪ ،‬ب¶وت‪.2016 ،‬‬ ‫‪ 5‬سامي يوسف حسن‪ ،‬عبتة ا لم‪ ،‬دار الفرات‪ ،‬ب¶وت‪.2016 ،‬‬ ‫ـ شــه‪ ،Î‬ســماء قريبــة مــن بيتنــا‪ ،‬منشــورات ضفــاف‪،‬‬ ‫‪ 6‬العجيـ ‬ ‫بــ¶وت – منشــورات مجــاز‪ ،‬عمــان – منشــورات ا ختــ‪Î‬ف‪،‬‬ ‫ ‬ ‫الجزائر‪.2015 ،‬‬ ‫ونوس ديما‪ ،‬الخائفون‪ ،‬دار ¯‬ ‫ا داب‪ ،‬ب¶وت‪.2017 ،‬‬ ‫‪ّ 7‬‬

‫‪4‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬

‫• الذين مســهم الســحر لروزا ياسـ ‬ ‫ـ الحسن‪:‬‬ ‫روايــة مــن ســتمئة صفحــة‪ ، 1‬أنتجتهــا الكاتبــة‬ ‫بمنحــة كتابــة مــن قبــل مؤسســة ‬ ‫هاي يــش بــول‬ ‫)‪ 2(Heinrich Böll Foundation‬‬ ‫ا لمانيــة‪ ،‬ومؤسســة‬ ‫هامبــورغ شــتيفتونغ )‪،3(Hamburger Stiftungen‬‬ ‫وصــادرة عــن منشــورات الجمــل ‪ ،2016‬وهــي‬ ‫تــروي بدايــة ‬ ‫ا حــداث الســورية‪ ،‬وتوثــق‬ ‫للمرحلــة ‬ ‫ا و مــن ا نفجــار‪ ،‬وتتســع حكايــات‬ ‫الروايــة لتشــمل المحافظــات الســورية‪ ،‬وتتنــوع‬ ‫مواقــف شــخصياتها السياســية‪ ،‬مــا يســاهم ‬ ‫نقــل صــورة بانوراميــة لتحــول المجتمــع‬ ‫السوري آنذاك‪.‬‬ ‫• المشّ ــاءة لســمر يزبــك‪ :‬وهــي الروايــة الثالثــة‬ ‫للكاتبــة منــذ بــدء ‬ ‫ا حــداث ســوريا‪ ،‬بعــد أن‬ ‫نـ ‪¤‬ـ‪¥‬ت روايتـ ‬ ‫ـ منــذ ‪ 2011‬همــا‪ :‬تقاطــع ن ان‪،‬‬ ‫المشــاءة صادرة عن دار‬ ‫وبوابــات أرض العدم‪ّ .‬‬ ‫‪¹‬‬ ‫ا داب‪ ،2017 4‬وهــي ‪ã‬د مكتــوب بصيغــة‬ ‫ ‬ ‫المتكلــم عــ‪ Ä‬لســان فتــاة خرســاء التاســعة‬ ‫مــن عمرهــا‪ ،‬مقيــدة بحبــل معصمهــا ينقطــع‬ ‫ذات يــوم وتبــدأ ‪¤‬‬ ‫بالم‪/ä‬الــ‪¥‬د فضــاءات‬ ‫ ‬ ‫تعكس الحالة السورية المأساوية‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ينقســم الحــوار إ جزئـ ‬ ‫ـ®‬ ‫ـ ‬ ‫وفق ـاً للنــوع الف ـ ‬ ‫ ‬ ‫المــدروس‪ ،‬حيــث نناقــش الجــزء ا ول‬ ‫وتأث اتهــا‬ ‫آليــات إنتــاج النصــوص الم‪¥‬حيــة ‬ ‫عــ‪ Ä‬ســمات النصــوص المنتجــة وأبــرز‬ ‫م محهــا وع قتهــا مــع الحــدث الراهــن‪ .‬فيمــا‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫‪£‬‬ ‫ـ®‬ ‫نســتعرض الجــزء الثـ ‬ ‫ـا‪ Ð‬أبــرز الســمات الـ ‬ ‫ ‬ ‫‪£‬‬ ‫الــ® تمــت دراســتها‬ ‫ظهــرت الروايــات ‬ ‫ ‬ ‫وا شــكاليات‬ ‫مراعــ بذلــك كل ا ســئلة ¸‬ ‫ ‬ ‫‪£‬‬ ‫ال® استعرضناها المقدمة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫والمعاي ‬ ‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ‬ ‫ً‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ـ تــم التطــرق إليهــا‬ ‫ مــ كتبــت النصــوص الـ ‬ ‫ الورقة ا ستكشافية؟‬ ‫انطلقــت النصــوص الم‪¥‬حيــة المبحوثــة مــن‬ ‫ ‬ ‫تب ‬ ‫ورشات كتابة‪ .‬ا ع اف لوائل قدور وعندما ‬ ‫فرح ‬ ‫ ‬ ‫الحج® كُتبا ضمن ورشــة من تنظيم‬ ‫لم‪¢‬‬ ‫ ‬ ‫ياســ الحســن روزا‪ ،‬الذيــن مســهم الســحر "مــن شــظايا‬ ‫‪1‬‬ ‫الحكايات"‪ ،‬منشورات الجمل‪ ،‬ب وت – كولونيا‪.2016 ،‬‬ ‫‪ 2‬راجع الموقع الرسمي للمؤسسة ‪è‬ع الرابط‪:‬‬ ‫‪https://www.boell.de/en‬‬ ‫‪ 3‬راجع الموقع الرسمي للمؤسسة ‪è‬ع الرابط‪:‬‬ ‫‪.http://www.hamburger-stiftungen.de‬‬ ‫‪ 4‬يزبك سمر‪ ،‬المشاءة‪ ،‬دار ‬ ‫ا داب‪ ،‬ب وت‪.2016 ،‬‬ ‫ّ‬

‫‪Goats: a play written by: Liwaa Yazji - Royal Court – November 2017 © Johan Persson‬‬

‫مؤسســة مواطنــون فنانــون‪ ،‬وهذا كله بـ ‬ ‫ـ عامي‬ ‫‪ 2012‬و‪ .2013‬كذلك ‬ ‫ا مر بالنسبة إ نص ماعز‬ ‫للــواء يازجــي‪ .‬فيمــا قامــت مواطنــون فنانــون ‬ ‫العــام ‪ 2016‬بتنظيــم ورشــة كتابــة أخــرى نتــج‬ ‫عنهــا النصــوص الث ثــة ‬ ‫ا خـ ـ ة وهــي حبك نار‬ ‫لمـ ـ‪ ¢‬الحجــي ووقائــع مدينــة نعرفهــا لوائل‬ ‫قص لوسيم ‪¤‬‬ ‫ال‪. £ ¥‬‬ ‫قدور وفيلم عاطفي ‬ ‫ ‬ ‫ـ® أبــداً أن هــذه النصــوص تلخــص‬ ‫هــذا يعـ ‬ ‫حــال الكتابــة الم‪¥‬حيــة‪ ،‬ولكــن تــم اختيــار‬ ‫هــذه العينــة ¸ عطــاء نمــوذج عــن الكتــاب‬ ‫الشــباب اليــوم‪ .‬حيــث نجــد أن جيــل ‪¹‬‬ ‫ا بــاء ‬ ‫مجــال الكتابــة الم‪¥‬حيــة قــد انتفــى تمام ـاً ‬ ‫ ‬ ‫‪£‬‬ ‫ظــل مــوت ‬ ‫الــ®‬ ‫اثنــ مــن أبــرز ا ســماء ‬ ‫أسســت للكتابــة الم‪¥‬حيــة الســورية وهمــا‬ ‫ســعد ‪ Â‬ونــوس )‪ (1997-1941‬وممــدوح‬ ‫ا ســماء ‬ ‫عــدوان )‪ .(2004-1941‬وغياب ‬ ‫ا خرى‬ ‫‪£‬‬ ‫ـ® مــا زالــت عــ‪ Ä‬قيــد الحيــاة كفرحــان بلبــل‬ ‫الـ ‬ ‫ ‬ ‫)‪ (-1937‬أو غ ه عن الممارسة الم‪¥‬حية‪ .‬ا مل‬ ‫كلــه ‪¹‬‬ ‫ا ن جيــل الشــباب‪ ،‬وهــذا أيضـاً ينطبــق‬ ‫ع‪ Ä‬العروض وليس فقط ع‪ Ä‬الكتابة‪.‬‬ ‫إن دراســة المــ‪¥‬ح مربكــة ‪¤‬‬ ‫أكــ مــن الروايــة‬ ‫ ننــا نركــز هنــا عــ‪ Ä‬حركــة الكتابــة ونغفــل‬ ‫ ‬ ‫كبــ ومســتمر ‬ ‫العــروض‪ ،‬ظــل نشــاط ‬ ‫عــروض المــ‪¥‬ح الســوري مــن داخــل المــ‪¥‬ح‬ ‫ ‬ ‫و دمشــق وبـ ـ وت وحـ ‪£‬ـ®‬ ‫القومــي وخارجــه‪ ،‬‬ ‫ أهــم مــدن أوروبــا‪ .‬وهنــا بــد مــن ذكــر‬

‫ ‬ ‫‪£‬‬ ‫ـا‪ Ð‬محمــد‬ ‫ـ® يقــوم بهــا الثنـ ‬ ‫الحركــة المهمــة الـ ‬ ‫العطــار ككاتــب وعمــر أبــو ســعدة كمخــرج‪،‬‬ ‫لكننــا ندخلهــم ضمــن الدراســة ننــا لــم‬ ‫نتابــع أعمالهمــا إ عــن بعــد‪ .‬كذلــك ‬ ‫ا مــر‬ ‫مخت ‬ ‫بالنســبة إ ورشــات العمــل وعــروض ­‬ ‫دمشق الم حي الذي يديره أسامة غنم‪.‬‬ ‫مــا هــي ع قــة هــذه النصــوص مــع الخشــبة‬ ‫ ‬ ‫ـ ؟ وهــل يمكــن اعتبــار الكتابــة‬ ‫بالمعــ العمـ ‬ ‫خارج الخشبة "م حاً"؟‬ ‫يجــب التنويــه هنــا إ أن عمليــة الكتابــة تمــر‬ ‫ا خــراج‪ ،‬أي تحليــل‬ ‫بالدرماتورجيــا وكذلــك ¸‬ ‫ا شــكالية الــ®‪£‬‬ ‫النــص وفهمه‪...‬إلــخ‪ .‬لكــن ¸‬ ‫ ‬ ‫تطرحهــا بســؤالك كبـ ـ ة جــداً‪ ،‬هنــاك عــروض‬ ‫ـ‪ Ä‬لهــا‪ ،‬وهنــاك عــروض‬ ‫يتــم كتابــة نــص أصـ ‬ ‫يتــم إعدادهــا بنــا ًء عــ‪ Ä‬نصــوص عالميــة‪،‬‬ ‫ا عــداد هــي‬ ‫ولكــن النصــوص الناتجــة عــن ¸‬ ‫‪¤‬‬ ‫والنــ‪ ،¥‬هــي فقــط لخدمــة‬ ‫ليســت للطباعــة‬ ‫العــرض‪ .‬مــا يهــم هنــا هــو المنتــج وكيــف‬ ‫يتوجــه لجمهــوره؟ ومــا يهمنــا نحــن هــو‬ ‫محاولة إبراز الجديد الذي ينتج‪.‬‬ ‫ نســعى إ عــزل النــص عــن العــرض‪ ،‬عــ‪Ä‬‬ ‫العكــس يكتمــل النــص إ بالعــرض‪ .‬ولكــن‬ ‫واقــع الحــال يقــول إنــه يوجــد عــروض مــن‬ ‫جهــة ونصــوص مــن جهــة أخــرى‪ ،‬وهنــاك‬ ‫عــروض يرافــق فيهــا الكاتــب نصــه عــ‪Ä‬‬

‫‪5‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا ¸ بداعي‬

‫‪1‬‬

‫الخشــبة وعــروض أخــرى يتــم إعدادهــا مــن‬ ‫نصــوص عالميــة وهــذه ســمة أغلــب مــا يقــدم‬ ‫حالياً داخل سوريا‪.‬‬ ‫أعتــ¶ أن الكتابــة ككتابــة يجــب أن يتــم‬ ‫‪Ô‬‬ ‫تشــجيعها‪ ،‬يشــبه المــ®ح التلفزيــون أو الســينما‬ ‫إ¨ حــد مــا‪ -‬مــن ناحيــة أنــه فرجة‪/‬عــرض‪ .‬لكــن‬‫ ‬ ‫و المقابــل تاريــخ المــ®ح هنــاك كتابــة‬ ‫ ‬ ‫م®حيــة لهــا تقاليدهــا وعرفــت تطوراً كبـ ـ¶اً‪ ،‬ما‬ ‫أد‪.Õ‬‬ ‫زلنــا نقــرأ النــص الم®حــي كأنــه نــص ‪ Ô‬‬ ‫ا قبــال عــ ‬ ‫ونحــن نحــاول دفــع الشــباب عــ ‬ ‫الكتابــة الم®حيــة ونحــاول أيضـاً عــرض هــذه‬ ‫النصــوص‪ .‬مثـ‪ ً Î‬حبــك نــار لمـ ـ‪ é‬الحجــي عمــل‬ ‫رأفــت الزاقــوت عــ إخراجــه ألمانيــا‪ ،‬أيض ـاً‬ ‫الصغ ة يعمل‬ ‫هنــاك نص وائــل قدور الغــرف‬ ‫ ‬ ‫الجريتــ ‬ ‫حســن‬ ‫عــ عرضــه المخــرج‬ ‫ ‬ ‫مــ‪ .é‬مــا يهمنــا هــذه الدراســة أننــا نعتـ ‪Ô‬ـ¶‬ ‫النــص الم®حــي هــو منتــج بحــد ذاتــه ويمكــن‬ ‫قراءتــه وتحليلــه‪ ،‬فالنــص بــاق ‪º‬‬ ‫أكــ¶ مــن‬ ‫ٍ‬ ‫´‬ ‫ال‪ µ‬تذهب غالباً للنسيان‪.‬‬ ‫العروض ‬ ‫هــل تؤثــر ‬ ‫الــ وط المســبقة للكتابــة ‬ ‫مضمــون أو شــكل النصــوص الم حيــة‬ ‫¸‬ ‫ ‬ ‫خ·ة؟‬ ‫المنشورة السنوات ا« ‬ ‫ ‪ ،‬ليــس هنــاك أي تدخــل شــكل النصــوص‬ ‫و مضمونهــا‪ ،‬وكــون مواطنون فنانون تنظم‬ ‫ ‬ ‫الورشــة ‬ ‫تتبــ‪ µ‬مضمــون‬ ‫يعــ‪ µ‬أبــداً أن‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫كثــ¶اً أن‬ ‫الطــرح هــذه النصــوص‪ .‬حاولنــا ‬ ‫ندفــع بالكتابــة باتجــاه البحــث الم®حــي مــع‬ ‫ـ¶ام الكامــل بحريــة المشـ ‬ ‫ا لـ ´ ‬ ‫ـ‪ µ‬شــكل‬ ‫ـارك بتبـ ‬ ‫مريح لهم‪.‬‬ ‫´‬ ‫ ‬ ‫بورشــ‪ µ‬عمــل للكتابــة‬ ‫دعــ‪ µ‬أذكّــر‬ ‫هنــا‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫م®حيــة نظمهمــا المجلــس الثقــا ‬ ‫ال¶يطــا‪ Õ‬‬ ‫ ‪Ô‬‬ ‫ ‬ ‫كبــ¶ة وشــارك فيهمــا ســوريون‬ ‫بإمكانيــات ‬ ‫¯‬ ‫‪1‬‬ ‫ولبنانيــون وجنســيات أخــرى‪ ،‬ا و¨ أطلقــت‬ ‫أســماء تعمــل اليــوم مجــال المــ®ح والثانية‪2‬‬ ‫ ‬ ‫كانــت العــام ‪ 2014‬وشــارك فيهــا ســوريون‬ ‫وكتبــوا عــن ¯‬ ‫ا زمــة الســورية‪ .‬جــاءت النصــوص‬ ‫قريبــة مــن الواقــع الســوري اللحظــة‬ ‫المعاشــة‪ ،‬لــم يتدخــل القيمــون عــ الورشــة‬ ‫بمضمــون الكتابــة‪ ،‬كان المشــارك الورشــة حراً‬ ‫ أن يكتــب مــا يريــد بالشــكل الــذي يريــده‪.‬‬ ‫إنمــا كان مــن الممكــن لحظــة مــا المســاعدة ‬ ‫صياغــة النــص ومتابعــة الكتابــة ودفعهــا ‬

‫ع‪ °‬الطريق – قراءات م®حية لوسيم ‪º‬‬ ‫ال® ´ – دمشق ‪Jawdat tabaa © 2014‬‬

‫التفكــ¶ ‬ ‫ي اتجــاه مــا مــن حيــث طريقــة‬ ‫ ‬ ‫‪º‬‬ ‫المــ®ح اليــوم‪ ،‬لكــن المــ®ح المــ®ف عــ ‬ ‫الكتابــة –وهــو مــ®ح الرويــال كــورت‪ -‬كان ومــا‬ ‫زال ينتــج نصوصــا تقليديــة نســبياً مــن حيــث‬ ‫بنيــة الكتابــة‪ ،‬وقــد يكــون هــذا قــد أثــر نســبياً‬ ‫عــ المشـ ‬ ‫ـارك الشــباب‪ .‬مــن ناحيــة أخــرى‪،‬‬ ‫¯‬ ‫ ‬ ‫‪º‬‬ ‫فــ تعاملــوا مــع نصــوص‬ ‫و ن‬ ‫الم® ‬ ‫´م¶جمــة‪ ،‬فلــم يكــن هنــاك إمكانيــة للعمــل عــ ‬ ‫المســتوى اللغــوي للنصــوص و عــ شــعرية‬ ‫النصــوص‪ ،‬وهــذه مشــكلة‪ .‬حاولنــا هــذه المــرة‬ ‫تفــادي مثــل هــذه المشــكلة والبحــث اللغــة‬ ‫الم®حية‪.‬‬ ‫ﺧﺬﻟﻨــﺎ ﻛﺘﺎﺑﻨــﺎ ﺍﻟﺸــﺒﺎﺏ ﻧﺴــﺒﻴﺎً ‪ ،‬ﻷﻧﻬــﻢ‬ ‫ﺍﺷــﺘﻐﻠﻮﺍ ﻋﻠــﻰ ﻣﺴــﺘﻮﻯ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳــﺔ‪ ،‬ﺭﺑﻤــﺎ‬ ‫ﻛﺎﻧــﻮﺍ ﻏﻴــﺮ ﺟﺎﻫﺰﻳــﻦ ﺑﻌــﺪ ﺃﻭ ﻣﺆﺭﻗﻴــﻦ‬ ‫ﺑﺎﻟﻤﻀﻤــﻮﻥ ﻭﺑﺴــﺆﺍﻝ ﻣــﺎﺫﺍ ﻧﺮﻳــﺪ ﺃﻥ‬ ‫ﻧﻘﻮﻝ؟ ﻭﻟﻴﺲ ﺳﺆﺍﻝ ﻛﻴﻒ ﻧﻘﻮﻝ؟‬

‫النــص المنشــور الوحيــد مــن الورشــة الســابقة‬ ‫ ‬ ‫ـا ‬ ‫ـ فــرح مكتــوب‬ ‫بالفصحــى فيمــا بـ ‬ ‫عندمــا تبـ ‬ ‫¸‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫خ· حبــك نار‬ ‫النصــوص‪ ،‬حــ نــص مــ ا« ‬ ‫مكتوبــة بالعاميــة‪ ،‬هــل هنــاك تطــور أو تجريــب‬ ‫عــ مســتوى اللغــة هــذه النصــوص‪ ،‬وهــل‬ ‫الكتابــة باللغــة العاميــة أو الفصحــى هــي‬ ‫معيار ‬ ‫للن ؟‬

‫عندمــا أقــول اللغــة الم®حيــة أقصــد‬ ‫التميــ¶ ‬ ‫ ‬ ‫بــ الفصحــى والعاميــة‪ ،‬اللغــة‬ ‫العاميــة و الفصحــى هــي معيــار للغــة أو‬ ‫معيــار للنـ ‪º‬ـ®‪ .‬قضيــة التجريــب عــ مســتوى‬ ‫كثــ¶اً‪ .‬عــدا‬ ‫اللغــة يمكــن التوقــف عندهــا ‬ ‫وائــل قــدور‪ ،‬يوجــد تجريــب عــ مســتوى‬ ‫عــ ‬ ‫اللغــة‪ ،‬يمكــن إضافــة عــرض وائــل ‬ ‫مــا عــم بتذكــر كتب للعــرض ولم ينـ ‪º‬ـ®‪ ،‬هذا‬ ‫النص‪/‬العــرض فيــه تجريــب عــ مســتوى‬ ‫اللغــة‪ ،‬بمعـ ـ‪ µ‬اللغــة الم®حيــة‪ ،‬ومــا تقولــه‬ ‫ومــا تقولــه‪ ،‬مــا تبــوح بــه ومــا يبقــى‬ ‫مضمراً‪ ،‬ومتانة النص وبنيته‪.‬‬ ‫عندمــا كنــا ننظــم الورشــات كان هدفنــا‬ ‫¯‬ ‫ـا‪ î‬أن يعمــل الكتــاب عــ مســتوى اللغــة‬ ‫ا سـ ‬ ‫الم®حيــة كمــا يجــري تمامــاً بالنســبة إ¨‬ ‫المــ®ح العالمــي اليــوم‪ ،‬ولكــن كتابنــا‬ ‫الشــباب خذلونــا نســبياً‪ ¯ ،‬نهــم اشــتغلوا عــ ‬ ‫مســتوى الحكاية‪ ،‬ربمــا كانوا غ¶ جاهزين بعد‬ ‫‪ 1‬تــم تنظيــم ورشــة العمـ ¯ ‬ ‫ـا¨ للفنــون‬ ‫ـل ا و¨ المعهــد العـ ‬ ‫الم®حية مدينة دمشــق العام ‪ 2006‬وكانت تقت‪ é‬ع ‬ ‫كتــاب م®حيـ ‬ ‫ـ مــن ســوريا جميعهــم مــن طــ‪Î‬ب وخريجــي‬ ‫ ‬ ‫‪º‬‬ ‫ـا ‪Ý‬اف‬ ‫قســم النقــد الدراســات الم®حيــة دمشــق‪ ،‬قــام بـ ‬ ‫عــ الورشــة ديفيــد كريــغ ‪ David Craig‬والمخرجة ساشــا فاتز‬ ‫ ‬ ‫ـا ‬ ‫‪ ،Sacha Wares‬وتمــت الورشــة بدعــم مــن المجلــس الثقـ ‬ ‫ ‬ ‫يطا‪ -Õ‬سوريا‪.‬‬ ‫‪Ô‬‬ ‫ال¶ ‬ ‫ ‬ ‫‪ 2‬تــم تنظيــم الورشــة مدينــة بـ ـ¶وت مــن ‪ 17-13‬نيســان‪/‬‬ ‫أبريــل ‪ 2014‬بـ ‪º‬‬ ‫ـإ‪Ý‬اف ديفيــد كريــغ‪ ،‬وبدعــم مــن المجلــس‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫يطا‪Õ‬‬ ‫الثقا ‪Ô‬‬ ‫ال¶ ‬ ‫ ‬

‫‪6‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬ ‫أو مؤرقـ ‬ ‫ـ بالمضمــون وبســؤال مــاذا نريــد أن‬ ‫نقول؟ وليس سؤال كيف نقول؟‬ ‫ولربمــا كان وائــل قــدور حالــة متقدمــة ¯ نــه‬ ‫غــ¶ ملتصــق بشــكل كامــل ¯‬ ‫با حــداث‪ ،‬هــو‬ ‫ ‬ ‫يحــاول مــن خــ‪Î‬ل المــ®ح أن يســأل لمــاذا‬ ‫وصلنــا إ¨ هنــا؟ أكـ ‪º‬ـ¶ مــن توثيــق أيــن وصلنــا؟‬ ‫ ‬ ‫و هــذه النقطــة عمومـاً يظهــر‬ ‫أو مــاذا حــدث؟ ‬ ‫المــ®ح متجــاوزاً شــكاليات الروايــة‪ .‬فعــ ‬ ‫الرغــم مــن أن الروايــة تأخــذ وقتــاً طويــ‪ ً Î‬‬ ‫الكتابــة وهــي صنعــة مختلفــة تمام ـاً‪ ،‬لكــن مــا‬ ‫اطلعــت عليــه مــن الروايــات يحــاول أن يوثــق‬ ‫للحدث ‪º‬‬ ‫أك¶ من محاولة مساءلته‪.‬‬ ‫ﻳﺸــﻌﺮ ﺍﻟﻜﺎﺗــﺐ ﺃﻥ ﻧﻘﻄــﺔ ﺍﻟﻀﻌــﻒ ﻓــﻲ‬ ‫ﻫــﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤــﻊ ﻫــﻲ ﺍﻷﻧﺜــﻰ‪ ،‬ﻳﻌﻴــﻖ‬ ‫ﺗﺨﻠﻔﻬــﺎ ﺗﻘــﺪﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤــﻊ ﻭﺗﻄــﻮﺭﻩ‪،‬‬ ‫ﻭﻳﺴــﺎﻫﻢ ﺗﻘﺪﻣﻬــﺎ ﻭﺗﺤﺮﺭﻫــﺎ ﻓــﻲ‬ ‫ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺧﻄﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ‪.‬‬

‫عنــد قــراءة النصــوص نجدهــا تتمحــور كلهــا‬ ‫حــول شــخصية أنـ ـ أو أكـ ـ·‪ ،‬مــع أن الكتــاب‬ ‫ ‬ ‫كلهــم ذكــور‪ ،‬هــل هــذا‬ ‫‪Ä‬ء؟‬ ‫ ‬ ‫يشــ· إ‪ Å‬‬ ‫وأين الكاتبات؟‬ ‫لهــذا الســبب أود التوقــف عنــد نــص ماعــز للواء‬ ‫يازجــي‪ .‬هــو نــص قريــب جــداً مــن ¯‬ ‫ا حــداث‬ ‫ ‬ ‫ال¶يطــا‪ Õ‬‬ ‫ـا ‪Ô‬‬ ‫ ‬ ‫وكتــب بالتعــاون مــع المجلــس الثقـ ‬ ‫‪º‬‬ ‫واختــ¶ مــن‬ ‫بــإ‪Ý‬اف مــ®ح الرويــال كــورت‬ ‫ ‬ ‫ـ النصــوص ´‬ ‫بـ ‬ ‫لي¶جــم ويعــرض‪ ، 1‬وهــو يقدم‬ ‫ محافــل دوليــة‪ ،‬النــص يوثــق أيضــاً لكنــه‬ ‫يحــول الحكايــة إ¨ أمثولــة عــ الطريقــة‬ ‫ال¶يشــتية‪ .‬تطــرح الكاتبــة قضيــة المــرأة بقــدر‬ ‫‪Ô‬‬ ‫طرحهــا لقضيــة المجتمــع ككل‪ .‬مجتمــع حــول‬ ‫´‬ ‫ال‪ µ‬يعيشها‪.‬‬ ‫له و قوة أمام الكارثة ‬ ‫وفيمــا يخــص حضــور ¯‬ ‫ا نـ ‪º‬ـ‪ µ‬الم®حيــات‪ ،‬أرى‬ ‫أن هــذه حالــة إيجابيــة‪ .‬يشــعر الكاتــب الرجــل أن‬ ‫نقطــة الضعــف هــذا المجتمــع هــي ¯‬ ‫ا ‪º‬‬ ‫نــ‪،µ‬‬ ‫ ‬ ‫تخلفهــا يعيــق تقــدم المجتمــع وتطــوره‪،‬‬ ‫وتقدمها وتحررها يساهم دفع المجتمع خطوة‬ ‫‪ 1‬تــم تقديــم العــرض العالمــي ¯‬ ‫ا ول للم®حيــة مــ®ح‬ ‫الثا‪ /Õ‬نوفمــ¶ إ¨ كانون ¯‬ ‫ ‬ ‫ا ول‪/‬‬ ‫‪Ô‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الرويــال كــورت من ‪ 24‬ت®ين ‬ ‫ـم¶ ‪ ،2017‬معلومــات أكـ ‪º‬ـ¶ عــن العــرض يرجــى متابعة هذا‬ ‫ديسـ ‪Ô‬‬ ‫اللقــاء مــع الكاتبــة لــواء يازجــي عـ ‪Ô‬ـ¶ موقــع يوتيــوب مــن خــ‪Î‬ل‬ ‫ ‬ ‫ـا‪/Õ‬‬ ‫الرابــط‪ ، https://goo.gl/4xXKJ3 :‬نـ ‪º‬ـ® بتاريــخ‪º 4 :‬ت®يــن الثـ ‬ ‫أوكتوبر ‪ ،2017‬تاريخ المعاينة ‪ 5‬شباط‪Ô /‬‬ ‫ف¶اير ‪2018‬‬

‫تب‪ ò‬فرح ‪ -‬عمان ‪2014‬‬ ‫ملصق عرض عندما ‬

‫¯‬ ‫تبــ فــرح‬ ‫إ¨ ا مــام‪ .‬أعجبــت بنــص عندمــا ‬ ‫وقدمتلــه عنــد نـ ‪º‬ـ®ه‪ ،‬وقلــت إن فــرح تشــبه‬ ‫نــورا نص بيت الدمية ‬ ‫له¶يك إبســن )‪Henrik‬‬ ‫ ‬ ‫ ‪º‬‬ ‫‪î‬ء‪ ،‬لــذا‬ ‫‪ (Ibsen‬فهــي اســتطاعت‬ ‫تغيــ¶ ‬ ‫اعتـ ‪Ô‬ـ¶ت أن مـ ـ‪ é‬الحجــي تجــاوز نفســه طــرح‬ ‫¯‬ ‫ ‬ ‫و ذات الوقت هرب من نفسه‪.‬‬ ‫ا سئلة‪ ،‬‬ ‫الســيا‪î‬‬ ‫ أظــن أن هــذا لــه ع‪Î‬قــة بالموقــف‬ ‫ ‬ ‫‪º‬‬ ‫‪º‬‬ ‫‪î‬ء أعمــق مــن ذلــك بكثـ ـ¶‪ ،‬عنــد‬ ‫المبــا‪ ،Ý‬هنــاك ‬ ‫ ‬ ‫تب فرح‬ ‫النقاش مع م‪ é‬فهمت أن قصة عندما ‬ ‫هــي قصــة حقيقيــة تقريبــاً وأن الشــخصية‬ ‫الحقيقيــة ´‬ ‫تحــ‪ò‬‬ ‫والــ‪ µ‬تمثلــت بفــرح كانــت‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ال¶اعــة‬ ‫حكايتهــا لــه وهــو قــام بمتابعتهــا‪Ô .‬‬ ‫الصغــ¶ة إ¨‬ ‫كانــت تحويــل هــذه الحكايــة‬ ‫ ‬ ‫فكــرة عامــة‪ .‬حبــك نــار يحــاول ‬ ‫مــ‪é‬‬ ‫ ‬ ‫طــرح نفســه ككاتــب‪ ،‬بمعـ ـ‪ µ‬أنــه تخطــى قضيــة‬ ‫حكايــة ‪Ó‬‬ ‫ا خــر وذهــب لحكايتــه‪ ،‬هــو يعــرف‬ ‫مــاذا يكتــب ككاتــب وهــذه إشــكالية بحــد ذاتهــا‬ ‫تعيدنــا إ¨ المــ®ح داخــل المــ®ح وتفكيــك‬ ‫عمليــة الكتابــة‪ ،‬هــو يســأل مــاذا يمكــن لكاتــب‬ ‫أن يكتب ‪Ó‬‬ ‫ا ن؟ وكيف؟‬

‫ذكــرت ســابقاً أن جــل العــروض الم حيــة‬ ‫ِ‬ ‫الســورية نــأت بنفســها عــن الحــدث الجــاري‪،‬‬ ‫عــ العكــس مــن ذلــك‪ ،‬نجــد أن النصــوص‬ ‫الم حيــة ‬ ‫اق·بــت مــن الحــدث‪ ،‬فــكل‬ ‫النصــوص أنمــوذج البحــث تــدور أحداثهــا ‬ ‫ ‬ ‫"أيــام الحــرب الســورية"‪ ،‬وتســتقي مواضيعهــا‬ ‫من ‪Ñ‬‬ ‫)ا«ن‪/‬هنا(‪ ،‬كيف ترين ذلك؟‬ ‫لــم تصــدر نصــوص جديــدة داخــل ســوريا‪،‬‬ ‫ومــا كتــب مــن أجــل العــروض بقــي عــ ‬ ‫الــورق‪ .‬هنــاك نــص أخرجــه منصــور نــ‪ é‬عــ ‬ ‫ ‬ ‫ـا‪ Õ‬كان بعنــوان ســكتة قلبيــة وهــو‬ ‫مــ®ح القبـ ‬ ‫مونودرامــا مــن تأليــف جهــاد عبيــد‪ . 2‬يــأ‪´Õ‬‬ ‫ ‬ ‫موضوعــه صلــب الحــدث لكنــه لــم يُنـ ‪º‬ـ®‪،‬‬ ‫وأظــن أن هنــاك الكثـ ـ¶ غـ ـ¶ه وهــذه النصــوص‬ ‫غـ ـ¶ المنشــورة جديــرة با هتمــام أيض ـاً‪ .‬لكــن‬ ‫العــروض المقدمــة الســنوات ¯‬ ‫ا خـ ـ¶ة داخــل‬ ‫ ‬ ‫سوريا تتعامل مع الحدث بطريقة غ¶ ‪º‬‬ ‫مبا‪Ý‬ة‪،‬‬ ‫‪ 2‬نــ‪ é‬منصــور )مخــرج(‪ ،‬ســكتة قلبية )عرض م®حــي(‪ ،‬تأليف‪:‬‬ ‫جهــاد عبيــد‪ ،‬إنتــاج مؤسســة مواطنــون فنانــون‪ ،‬قــدم العــرض‬ ‫¯‬ ‫ا ول م®ح ‬ ‫القبا‪ ،Õ‬دمشق‪ ،‬سوريا‪.2015 ،‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪7‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬

‫أي كخلفيــة لموضــوع آخــر وأظــن أن الســبب‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫القبــا‪ Õ‬دمشــق‪،‬‬ ‫عــ خشــبة مــ®ح‬ ‫ ‬ ‫نص‪/‬عــرض هــن وأذكــره هنــا كمثــال ¯ ‪ Õ‬قــرأت‬ ‫النــص‪ ،‬إنــه نــص جــريء نســبياً ولكــن يحمــل‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬نعيشــها‪.‬‬ ‫إشــكالية تســاوي حجــم‬ ‫الكارثــة ¯ ‬ ‫وهــي تطــرح قضيــة المــرأة ¯‬ ‫ا م وا خت‪...‬إلــخ‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫ال‪ µ‬تمر بها سوريا‪.‬‬ ‫ الظروف الصعبة ‬

‫هــو الرقابــة‪ .‬قدمت آنــا عكاش شــهر آب ‪2017‬‬

‫لذلــك دعنــا نفــرق ‬ ‫بــ مــا يُقــدم أو يكتــب‬ ‫ّ‬ ‫داخــل ســوريا ومــا يكتــب خارجهــا‪ .‬النصــوص‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬نتكلــم عنهــا كلهــا كتبــت مــن قبــل‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫أشــخاص مقيمـ ـ خــارج ســوريا‪ .‬لذلــك فهــم‬ ‫يق¶بــون بشــدة ممــا نســميه ‪Ó‬‬ ‫´‬ ‫"ا ن‪/‬هنــا" دون‬ ‫ا شــكاليات الــ‪´µ‬‬ ‫خــوف و رقابــة‪ .‬ثــم إن ‬ ‫ ‬ ‫ا شــكاليات الــ‪´µ‬‬ ‫يطرحونهــا تختلــف تمامـاً عــن ‬ ‫ ‬ ‫تقدم الداخل‪.‬‬ ‫تطــرح جــل النصــوص مت زمــة الرحيل‪/‬البقــاء‬ ‫)لجوء الكاتب حبك نار‪ ،‬بقاء رو« دمشــق‬ ‫ وقائــع مدينــة نعرفهــا عــودة وســام مــن‬ ‫قصــ ( هــل بــدأ‬ ‫ألمانيــا فيلــم عاطفــي‬ ‫ ‬ ‫السوريون بكتابة شتاتهم؟‬ ‫نعــم بــكل تأكيــد‪ ،‬أقــول إن الشــباب الســوري‬ ‫يكتــب ذاتــه ¯ نــه كل يــوم يطــرح عــ نفســه‬ ‫أســئلة تتعلــق بحياتــه قبــل وبعــد الشــتات وهــذا‬ ‫ينفــي مقولــة أنهــم صــاروا خــارج البــ‪Î‬د‬ ‫ونســوا‪ ،‬عــ العكــس تمامــاً‪ ،‬صــاروا يعانــون‬ ‫مــن مشــك‪Î‬ت جديــدة مــن الصعــب عليهــم‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫الــ‪µ‬‬ ‫رصدهــا الوقــت الحــا‪ .ä‬والنصــوص ‬ ‫بـ ‬ ‫ـ يدينــا هــي مزيــج غريــب مــن هنــا وهنــاك‪.‬‬ ‫لكــن حــظ معــي أن أحــداث الم®حيــات كلهــا‬ ‫تجــري ســوريا وتتطــرق شــكالية البقــاء أو‬ ‫المغادرة وصعوبتها‪.‬‬ ‫ن حــظ أن النصــوص المكتوبــة تحمــل العديــد‬ ‫مــن مظاهر الم حة‪ ، 1‬حضور الكاتب عند ‬ ‫م ‬ ‫والكامــ·ا الوثائقيــة عنــد وســيم‬ ‫الحجــي‪،‬‬ ‫ ‬ ‫الـ ـ ‪ ،‬وا«قـ ـ·اب مــن تقنيــة المــ ح داخــل‬ ‫مــ ح نــص ا عـ ـ اف لوائــل قــدور‪ .‬هــل‬ ‫هــذا تطــور عــ مســتوى الشــكل؟ أم هــو‬ ‫هروب من مسائلة الواقع؟‬

‫ليــس هروبـاً‪ ،‬هــو تطــور الســؤال‪ ،‬هــو إشــكال‪،‬‬ ‫تطــرح الم®حــة إشــكا ً هــو أننــا نســتطيع‬ ‫إدراك الوقائــع و نســتطيع التعبـ ـ¶ عنهــا‪ ،‬أظــن‬ ‫أن الم®حــة هــي الحــل بالنســبة إ¨ الكتــاب ‬ ‫ ‬ ‫الحــا‪ .ä‬تدعــو الم®حــة إ¨ قــراءة‬ ‫الوقــت‬ ‫نقدية بطبيعة الحال‪.‬‬ ‫الكتــاب كلهــم موجــودون خــارج ســوريا‪ ،‬وهــذه‬ ‫النقطــة مهمــة ¯ ن معظمهــم لــن يعــود الوقــت‬ ‫التعبــ¶‪ ،‬ويســتطيعون‬ ‫الراهــن ولديهــم حريــة‬ ‫ ‬ ‫كتابــة مــا يريــدون‪ ،‬و أريــد هنــا أن أظلــم‬ ‫الموجوديــن داخــل ســوريا ¯ نهــم يهربــون مــن‬ ‫الواقــع إ¨ ¯‬ ‫ا دب والنصــوص العالميــة عــ‪ ó‬أن‬ ‫تقــول شــيئاً بشــكل غـ ـ¶ مبـ ‪º‬‬ ‫ـا‪ .Ý‬يســتطيع هــؤ ء‬ ‫الكتــاب قــول ¯‬ ‫‪º‬‬ ‫ا شــياء بطريقــة مبــا‪Ý‬ة‪ ،‬هــي‬ ‫ليســت براعــة بالكتابــة بقــدر ع‪Î‬قتهــا ‪º‬‬ ‫بــ®ط‬ ‫التعب¶ خارج سوريا‪.‬‬ ‫ ا نتاج وحرية‬ ‫ ‬ ‫تذهــب النصــوص إ¨ أســئلة م®حيــة وتحمــل‬ ‫بعــداً نقديـاً‪ ،‬هــذا بســبب أن الكتــاب خــارج دائــرة‬ ‫ا حــداث حاليـاً‪ ،‬هــم يتابعــون ¯‬ ‫¯‬ ‫ا حــداث ولكنهــا‬ ‫ ‬ ‫ تشــكل لهــم ضغطــاً يوميــاً‪ ،‬بمعــ‪ µ‬أنهــم ‬ ‫يكتبون مع الخوف‪.‬‬ ‫ﺗﺒــﺪﻭ ﺍﻟﻨﺼــﻮﺹ ﻛﻠﻬــﺎ ﻭﺍﻗﻌﻴــﺔ ﻭﻗــﺪ‬ ‫ﺗﻜــﻮﻥ ﻫــﺬﻩ ﺳــﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠــﺔ‪ ،‬ﻳﺒــﺪﻭ ﺃﻧــﻪ‬ ‫ﻻ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﻠﻬﺮﻭﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ‪.‬‬

‫إ‪ Å‬مــاذا تعزيــن غيــاب الســحرية أو الغرائبيــة‬ ‫ كل النصــوص أنمــوذج البحــث‪ ،‬وإ‪ Å‬أنهــا‬ ‫جميعاً تنحو تجاه الواقعية؟‬ ‫تبــدو النصــوص كلهــا واقعيــة وقــد تكــون هــذه‬ ‫ســمة المرحلــة‪ ،‬يبــدو أنــه مجــال للهــروب‬ ‫مــن الواقــع‪ .‬أنــا أهتــم بنــص مــا حينمــا يبتعــد‬ ‫عــن هــذه الواقعيــة أو هــذه الطريقــة التقليديــة‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬قــد‬ ‫ الكتابــة‪ ،‬وآمــل أن تظهــر الكتابــة ‬ ‫نســميها جديــدة بعــد هــذه المرحلــة‪ .‬هــذا‬ ‫يتعلق بثقافة الكاتب ومرجعيته الم®حية‪.‬‬ ‫ﻻ ﻳﻌﻴــﺐ ﺍﻟﻨــﺺ ﻛﺘﺎﺑﺘــﻪ ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻴــﺔ ﻷﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻣﻴــﺔ ﻗــﺪ ﺗﺤﻤــﻞ ﺷــﻌﺮﻳﺔ ﻣﺜﻠﻬــﺎ‬ ‫ﻣﺜــﻞ ﺍﻟﻔﺼﺤــﻰ؛ ﺗﻜﻤــﻦ ﺍﻟﻤﺸــﻜﻠﺔ ﻓــﻲ‬ ‫ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻲ‪.‬‬

‫هــل هنــاك ع قــة مــا بـ ‬ ‫ـ النصــوص والكتابــة‬ ‫التلفزيونيــة؟ هــل يحــاول ك ّتــاب المــ ح‬ ‫الــرد عــ هــذه الصــورة؟ مــع العلــم أن‬ ‫النصــوص‪ ،‬وخاصــة المكتوبــة بالعاميــة‪،‬‬ ‫يظهر فيها بعض التأثر بالكتابة التلفزيونية‪.‬‬ ‫ أعتقــد هنــاك تأثــر‪ ،‬التلفزيــون حالــة مختلفــة‬ ‫قطعــاً‪ ،‬تظهــر بعــض المشــك‪Î‬ت عندمــا‬ ‫نســتخدم اللغــة العاميــة خاصــة عندمــا نتحــدث‬ ‫عــن الجنــس‪ ،‬وكأن هــذه المواضيــع مــن مجــال‬ ‫حميمــي و مجــال لقولهــا بصــوت عــال‪ ،‬نحــن‬ ‫لســنا معتاديــن عــ هــذه الحــوارات‪ ،‬وقفــت‬ ‫عنــد ذلــك كثــ¶اً وخاصــة نــص مـ ـ‪¯ é‬‬ ‫ا خـ ـ¶‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫حبــك نــار‪ ،‬مــا معــ‪ µ‬أن يكــون الجنــس هــو أبــرز‬ ‫ ‬ ‫محــاور الع‪Î‬قــة ‬ ‫الخطيبــ النــص؟‬ ‫بــ ‬ ‫ـ‪ ó‬ولمـ ـ‪ ،é‬ولكــن لــم‬ ‫ســألت هــذا الســؤال لنفـ ‬ ‫لتفس¶ واضح بعد‪.‬‬ ‫أصل‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ـ‪ µ‬أقــول لــك بــكل بســاطة يعيــب النــص‬ ‫لكـ ‬ ‫¯‬ ‫كتابتــه بالعاميــة‪ ،‬ن العاميــة قــد تحمــل‬ ‫شــعرية مثلهــا مثــل الفصحــى؛ تكمــن المشــكلة‬ ‫ مــكان آخــر تكلمنــا عنــه قبــل ذلــك هــو لغــة‬ ‫الخطــاب الم®حــي‪ .‬هنــاك خصوصيــة للخطــاب‬ ‫الم®حــي‪ ،‬هــو خطــاب اقتصــادي يلعــب كثـ ـ¶اً‬ ‫عــ مــا يقــال ومــا يقــال تمامـاً كمــا الكامـ ـ¶ا ‬ ‫الفنــون المشــهدية الســينما أو التلفزيــون‪ .‬هنــاك‬ ‫مــا نــراه وهنــاك مــا نتخيلــه وهنــاك مــا نســمعه‬ ‫وما نستنتجه‪ ،‬وهذا ينطبق أيضاً ع الم®ح‪.‬‬ ‫ﻻ ﺗﺮﺗﺒــﻂ ﺷــﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨــﺺ ﺃﺑــﺪﺍً ﺑﺎﻟﻔﺼﺤــﻰ‪،‬‬ ‫ﺑــﻞ ﺑﻤــﺪﻯ ﺗﻤﻠّ ــﻚ ﻟﻐــﺔ ﺍﻟﻤﺴــﺮﺡ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻠﻐــﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴــﺮﺣﻴﺔ ﻟﻬــﺎ ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻬــﺎ ﻭﻫــﻲ ﻻ‬ ‫ﺗﺄﺗــﻲ ﻣــﻦ ﺍﺧﺘﻴــﺎﺭ ﺍﻟﻔﺼﺤــﻰ ﺑــﻞ ﻣــﻦ‬ ‫ﻃﺮﻳﻘــﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣــﻞ ﻣــﻊ ﺍﻟــﻜﻼﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴــﺮ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ‪.‬‬

‫أظــن أن أغلــب هــؤ ء الكتــاب الشــباب شــعروا‬ ‫أن العاميــة أقــرب إ¨ أنفســهم مــن الفصحــى‬ ‫وأقــرب إ¨ موضوعهــم‪ ،‬وقــد يكــون هــذا جــزءاً‬ ‫ ‬ ‫ـا‪ .í‬اللغــة الم®حيــة أو‬ ‫مــن ثورتهــم عــ المـ ‬ ‫ ‬ ‫ودعــ‪ µ‬أســتخدم عبــارة أخــرى‬ ‫أدبيــة النــص‪،‬‬ ‫ ‬ ‫وهــي "شــعرية النــص" أو "براعــة الكتابــة"‪ ،‬‬ ‫تتحــددان بالمســتوى اللغــوي بــل باختيــار‬ ‫الكلمات‬ ‫والتعاب¶ واقتصادية اللغة الم®حية‪.‬‬ ‫ ‬

‫الع®يــن عــ قاعــدة الثنائيــة الـ ´ـ‪ µ‬أرقــت المــ®ح لقــرون عــدة وهــي ثنائيــة ¯‬ ‫‪ 2‬ظهــر المصطلــح بدايــة القــرن ‪º‬‬ ‫ا دب أي أدبيــة المــ®ح والم®حــة‪ .‬واســتخدم ليعـ ـ‪ µ‬كل مــا هــو خصوصيــة م®حيــة العــرض أو حـ ´ـ‪ µ‬‬ ‫ ¯ّ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ـا‪ Õ‬هــو‪" :‬صفــات م®حيــة تعــود فعاليتهــا لمقومــات خاصــة‬ ‫النــص‪ .‬تعـ ّـرف المعاجــم‬ ‫الفرنســية المصطلــح تعريفـ ـ أساسـ ـي ‪ ،‬ا ول هــو‪" :‬م‪Î‬ئمــة عمــل درامــي فـ ـ‪ µ‬أو موســيقي مــع متطلبــات المــ®ح جوهــره" والثـ ‬ ‫¯‬ ‫‪º‬‬ ‫ـ كــون المــ®ح نصـاً »أدبيـاً« وبـ ‬ ‫ا ‪Ô‬د‪ Õ‬للنــص" وهــذا يعـ ـ‪ µ‬أن هــذه التعريفــات تدعــم الفكــرة الـ ´ـ‪ µ‬تفصــل بـ ‬ ‫ـ كونــه عرضـاً يقــدم أمــام جمهــور‪ .‬لمعلومــات أكـ ‪º‬ـ¶ راجــع المقــال‪ :‬اليــاس مــاري‪،‬‬ ‫مشــهدية أكــ¶ مــن الطابــع ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫´ ‬ ‫و‪ ،[Õ‬من موقع نزوى‪ ،‬موجود ع الرابط‪ ،https://goo.gl/fKwYgy :‬تاريخ ‪º‬‬ ‫الن®‪ ١ :‬أكتوبر ‪ ،2008‬تاريخ المعاينة ‪ 19‬يناير ‪.2017‬‬ ‫مفهوم الم®حة‪] ،‬مرجع إلك¶ ‬

‫‪8‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬

‫ ترتبــط شــعرية النــص أبــداً بالفصحــى‪ ،‬بــل‬ ‫بمــدى تم ّلــك لغــة المــ ح‪ ،‬فاللغــة الم حيــة‬ ‫ ‬ ‫تــأ مــن اختيــار‬ ‫لهــا خصوصيتهــا وهــي ‬ ‫الفصحــى بــل مــن طريقــة التعامــل مــع الــك م‬ ‫أو التعبـ ـ المــ ح‪ .‬أمــا عــن أدبيــة النــص‪،‬‬ ‫فالمــ ح يبتعــد عــن ‪¢‬‬ ‫ا دب مــع الوقــت ليكــون‬ ‫أقرب إ‪ ¤‬سيناريو منه إ‪ ¤‬عرض‪.‬‬ ‫ ‬ ‫و ‬ ‫يرتبــط المســتوى اللغــوي كلي ـاً بمضمــون‪ ،‬‬ ‫ ‬ ‫الــ‪ °‬نتكلــم عنهــا أتفهــم تمامــاً‬ ‫الحــا ت ‬ ‫‪¢‬‬ ‫المســتوى اللغــوي الــذي تــم اختيــاره نــه‬ ‫مرتبــط تمام ـاً بالســياق الــذي يقــدم بــه وهــو‬ ‫ســياق الحيــاة اليوميــة للنــاس وقــد يبــدو ‬ ‫هــذه الحالــة اختيــار الفصحــى فيــه نــوع مــن‬ ‫‪¹‬ا بعــاد أو الحذلقــة أو ‬ ‫حــ‪ °‬التغريــب‪ . 1‬مــن‬ ‫ناحيــة أخــرى أثــر انتشــار كتابــة الســيناريو‬ ‫‪¢‬‬ ‫ ‬ ‫ـينما عــ½ تحريــر المــ ح مــن‬ ‫ـو والسـ ‬ ‫التلفزيـ ‪ ¢‬‬ ‫‪ÂÁ‬ط ا دبيــة وفتــح البــاب واســعاً أمــام اختيــار‬ ‫المستوى اللغوي الم ح‪.‬‬ ‫ـأف ض هنــا أن نــص حبك نــار ‬ ‫سـ ‬ ‫لم‪ Å‬حجــي حاول‬ ‫ ‬ ‫مســتوي‪ Æ‬مــن اللغــة‪ ،‬الفصحــى‬ ‫أن يســتخدم‬ ‫ ‬ ‫للكاتــب والعاميــة للحــوار المــوازي‪ ،‬هــل ســتكون‬ ‫الم حيــة هــي ذاتهــا؟ وهــل ســيكون لوقــع‬ ‫إشكالية الكتابة اليوم ذات الوقع؟‬ ‫ســأذكر مثــا ً آخــر ذكرتــه ســالفاً‪ ،‬وأعتـ ‪Ì‬ـ ه مــن‬ ‫ ‬ ‫ـ‪ °‬كتبــت هــذه‬ ‫أهــم النصوص‪/‬العــروض الـ ‬ ‫المرحلة‪ ،‬وأقصد نص‪/‬عرض ما عم أتذكر لوائل‬ ‫عــ½ المقيــم مدينــة ليــون بفرنســا‪ .‬النــص‬ ‫ ‬ ‫باللغــة العاميــة ‪ ¢‬نــه عبــارة عــن لقاء‪/‬حــوار بـ ‬ ‫ـ‪Æ‬‬ ‫ ‬ ‫ســيا‪ Ô‬ســابق‪ .‬النــص مفعــم‬ ‫وســج‪Æ‬‬ ‫ممثــل‬ ‫‪ ¢‬‬ ‫ً‬ ‫بالشــعرية وذلــك نــه ابتعــد تمامــا عــن‬ ‫الواقعيــة‪ ،‬عــ½ العكــس مــن ذلــك يعطــي النــص‬ ‫ـج‪ ،Æ‬لكنــه ×‬ ‫أمثلــة عــن واقــع عاشــه السـ ‬ ‫ا ن‬ ‫ ‬ ‫ذاتــه يطــرح قضيــة أخــرى وهــي قضيــة الذاكــرة‬ ‫ومتابعة الحياة ومقاومة ضغط السجن‪.‬‬ ‫ بــد مــن أن ن حــظ هنــا أن اســتخدام اللغــة‬ ‫المحكية يحد من إمكانية فهم النصللذين ‬ ‫‪ 1‬التغريــب المــ ح هــو اســتخدام اللفظ أو الموقف أو الشــخصية‬ ‫ ‬ ‫لتثــ الوعــي ‬ ‫باغ ابهــا‪ ،‬ويرتبــط مصطلــح‬ ‫غــ مكانهــا المألــوف ‬ ‫ ‬ ‫ )التغريــب( بالم حــي ‪¢‬‬ ‫ا لمـ ‬ ‫ـا برتولــد بريخــت‪ ،‬الــذي أدخــل مفهــوم‬ ‫ ‬ ‫فعالــة تكشــف عــن أن ‪¹‬ا نســان أي مجتمــع‬ ‫التغريــب إ‪ ¤‬المــ ح كأداة ّ‬ ‫ ‬ ‫هــو ثمــرة إفــرازات التناقضــات ا جتماعيــة الـ ـ‪ °‬تنعكــس عــ½ حياتــه‪،‬‬ ‫فينجــم عــن ذلــك حاجاتــه الماســة إ‪ ¤‬التغيـ ـ ونبــذ الركــود‪ÂÁ ،‬يطــة أن‬ ‫يشــارك هــو نفســه هــذه العمليــة‪ .‬لمعلومــات ‪Á‬‬ ‫أكــ يرجــى زيــارة‬ ‫ ‬ ‫الرابط ‪.https://goo.gl/vCuhXp‬‬

‫‪Destruction for Beginners © Yara Seifan‬‬

‫يعرفــون اللهجــة‪ ،‬وبذلــك تُحــد أيضــاً إمكانيــة‬ ‫كبــ ة‬ ‫قــراءة النــص‪ .‬بالفعــل إنهــا إشــكالية ‬ ‫تخــص كل النصــوص العربيــة وربمــا غ هــا‬ ‫بشــكل عــام‪ .‬أنــا أرى أن الحــل ‪¢‬‬ ‫ا مثــل هــو كتابــة‬ ‫للكث يــن وتغيـ ـ ‬ ‫النــص بمســتوى لغــوي مقــروء ‬ ‫أو تعديل هذا المستوى وتقريبه العروض‪.‬‬ ‫ ســياق الحديــث عــن الع قــة مــع التلفزيــون‪،‬‬ ‫هناك رواية لحسن سامي يوسف اسمها عتبة ا لم‪،‬‬ ‫وهــو كاتــب ســيناريو أصـ ً وهنــاك مسلســل كتــب‬ ‫انط قاً من أحداث هذه الرواية يدعى الندم ‬ ‫و ‬ ‫ـ‪ ã‬الكاتــب الروايــة حكايتــه الشــخصية‬ ‫رواجـاً‪ .‬يحـ ‬ ‫بطريقــة تناســب الكتابــة للتلفزيــون‪ .‬هــي ليســت‬ ‫ ‬ ‫بالمعــ‪ °‬التقليــدي‪ ،‬يســميها هــو مشــاهد‬ ‫روايــة‬ ‫وفصــول ويتحــدث فيهــا عــن تفاصيــل حياتــه‪،‬‬ ‫ونلحــظ خ لهــا الخروقــات الموجــودة المجتمــع‬ ‫بشــكل كبـ ـ ‪ ،‬هــذا يمكــن أن يوجــد التلفزيــون‪،‬‬ ‫أك ‪.‬‬ ‫الكتابة للرواية أو الم ح فيها حرية ‪Ì‬‬ ‫ﺍﻟﺤﺮﻳــﺔ ﻓــﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗــﺎﺕ ﻭﺧﺎﺻــﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗــﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺠﻨﺴــﻴﺔ ﻣﻮﺟــﻮﺩﺓ ﻓــﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤــﻊ‬ ‫ﻭﻟﻜﻨﻬــﺎ ﻟﻴﺴــﺖ ﻋﻠــﻰ ﺍﻟﺴــﻄﺢ ﻭﺍﻟﺸــﺒﺎﺏ‬ ‫ﻳﻈﻬﺮﻭﻧﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺍﻟﻨــﺺ ﻭﻛﺄﻧﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ‬ ‫ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ‪.‬‬

‫ جــل النصــوص الم حيــة المكتوبــة مؤخــراً‪،‬‬ ‫هنــاك خــرق للمحرمــات )التابوهــات(‪ ،‬عــ ‬ ‫ســبيل المثــال تحتــوي بعــض النصــوص عــ ‬ ‫ع قات مساكنة خارج إطار الزواج‪ ،‬هل خرق‬

‫خــرق المحرمــات أصبــح صيغــة عامــة الكتابــة‬ ‫الم حية السورية اليوم؟‬ ‫ظهر هذا التوجه قبل ‪ 2010‬نصوص الشــباب‪،‬‬ ‫ولكــن أظــن أن هنــاك شــيئاً جديــداً خــرق‬ ‫التابوهات بعد عام ‪ ،2011‬حيث يبدو أن الكتاب‬ ‫يحاولــون إظهــار مــا نــراه المجتمــع‪ ،‬أعتقــد‬ ‫أن هــذه الحريــة الع قــات وخاصــة الع قــات‬ ‫موجــودة المجتمــع ولكنــه ليــس عــ½ الســطح‬ ‫والشــباب يظهرونهــا النــص وكأنهــا عــ½‬ ‫سطح النسيج المجتمعي‪.‬‬ ‫تحــاول النصــوص إظهــار المســكوت عنــه‪ ،‬وهــي‬ ‫مهمــة‪ ،‬هــي خــرق أو كشــف وإظهــار وإعــ ن‬ ‫خطــوة ّ‬ ‫‪Á‬‬ ‫لــ‪è‬ء مكتــوم أو مخبــأ‪ ،‬وهنــا يصــح ذكــر نــص‬ ‫ ‬ ‫ســعد ‪ é‬ونــوس طقــوس ا شــارات والتحــو ت‪، 2‬‬ ‫ ‬ ‫واعتــ ‬ ‫مبــ‪ °‬كليــاً عــ½ نــوع مــن الخــرق‪،‬‬ ‫‪Ì‬‬ ‫هــو ‬ ‫ ‬ ‫هــذا الخــرق وقتهــا مهم ـاً جــداً‪ ،‬وخاصــة فيمــا‬ ‫يخــص قصــة ألماســة وزوجهــا‪ ،‬وطــرح حينــا‬ ‫موضــوع المثليــة الجنســية‪ ،‬وهــذا ‪¢‬‬ ‫ا خـ ـ أصبــح‬ ‫أمــراً عادي ـاً النصــوص الـ ـ‪ °‬بـ ‬ ‫ـ‪ Æ‬يدينــا‪ ،‬وهــذه‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫خطوة مهمة جداً للمستقبل‪.‬‬ ‫مــن الجديــر بالذكــر أن هــذا الخــرق موجــود ‬ ‫ ‬ ‫ياســ‪ Æ‬الحســن‬ ‫الروايــة أيضــاً‪ ،‬روايــة روزا‬ ‫الذين مســهم الســحر هــو ‬ ‫حا‪ ê‬بقــوة‪ ،‬وأظن أن‬ ‫‪¢‬‬ ‫هذا واقع موجود وخاصة ا حياء غ التقليدية‬ ‫‪ 2‬ونوس ســعد ‪ ،é‬طقوس ا شــارات والتحو ت‪ ،‬دار ×‬ ‫ا داب‪،‬‬ ‫ ب وت‪.1998 ،‬‬

‫‪9‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم‪ Æ‬هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا ‪ ¹‬بداعي‬

‫‪1‬‬ ‫ ‬ ‫وغ¶ها‪ ،‬هــذه الرواية‬ ‫والهامشــية دمشــق ‬ ‫ ‬ ‫هنــاك‬ ‫تركــ¶ عــ منطقــة جرمانــا ريــف‬ ‫دمشــق وإظهــار هــذا النــوع مــن الع‪Î‬قــات‬ ‫كثـ ـ¶اً‪ ،‬مــع العلــم أن الشــعب الســوري ليــس‬ ‫كتلــة واحــدة متشــابهة‪ ،‬ولكــن الجديــد ‬ ‫قــول هــذا ‪º‬‬ ‫الــ‪ó‬ء وإظهــاره‪ ،‬بينمــا هنــاك‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫هــروب إظهــار ذلــك نصــوص أخــرى‬ ‫كنص الخائفون لديمة ونوس‪.‬‬ ‫مــا هــو الرابــط الــذي يجعلنــا نضــع الكتابــة‬ ‫الم حيــة والكتابــة الروائيــة مــع بعضهمــا؟‬ ‫هل يمكن اعتبار الكتابة للم ح فناً فردياً؟‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬ندرســها فرديــة‪ ،‬ولكنهــا الوقــت‬ ‫الحــا ت الـ ‬ ‫نفســه يجــب أ تكــون كذلــك‪ ،‬يجــب أن يراعــي‬ ‫الكاتــب أن للعــرض ظــروف خاصــة ترتبــط بفنانـ ‬ ‫ـ ‬ ‫آخريــن‪ .‬وليــس النــص الم®حــي منتجــاً فرديــاً‬ ‫بحتــاً كمــا الروايــة‪ .‬هنــاك طريقتــان كتمــال‬ ‫النصــوص‪ ،‬إمــا بعرضهــا أو ‪º‬ن®هــا‪ ،‬عندمــا ينـ ‪º‬ـ®‬ ‫النــص يفتــح إمكانيــة لعرضــه حقـاً ويثبــت كنــص‬ ‫ـر‪ Õ‬ليتطــور لــو ‬ ‫م®حــي‪ ،‬ولــم يكــن المــ®ح الغـ ‪ Ô‬‬ ‫‪º‬‬ ‫والنــ®‪ ،‬وظهــور‬ ‫حركــة الكتابــة الجديــدة‬ ‫مؤسسات وبرامج تهتم بالكتابة‪.‬‬ ‫نحــن نضــع المــ®ح مــع الروايــة المســتوى نفســه‬ ‫مــن بــاب المقارنــة‪ ،‬ولكــن أيض ـاً يمكننــا نســيان‬ ‫¯‬ ‫الكث¶‬ ‫أشــكال التعبـ ـ¶ ا خــرى كالرســم مثـ‪ ،ًÎ‬هنــاك ‬ ‫لدراسته إذا ما تحدثنا عن الفنون الفردية‪.‬‬ ‫ نصــوص ا عـ ـ اف ووقائــع مدينــة نعرفها‬ ‫لوائــل قــدور نجــد أن الكاتــب يحــاول العــودة‬ ‫¸‬ ‫ـيا‪Ä‬‬ ‫با«حــداث إ‪ Å‬مــا قبــل بدايــة الحــدث السـ ‬ ‫)‪ ،(2011‬هــل يختلــف هــذا الخيــار عــن‬ ‫خيــار الكتابــة عــن اللحظــة الراهنــة كمــا ‬ ‫النصوص ¸‬ ‫ا«خرى؟‬ ‫كنت ‪º‬‬ ‫الم®فة ع كتابة وقائع مدينة نعرفها‪،‬‬ ‫ ‬ ‫كثــ¶اً عــن حياتــه‬ ‫وحدثــ‪ µ‬الكاتــب حينهــا ‬ ‫ ‬ ‫الشــخصية‪ ،‬طفولتــه وع‪Î‬قــة عائلتــه بعائلــة‬ ‫أخــرى‪ ،‬وبمتابعــة آليــة كتابــة النــص أصبحــت‬ ‫هــذه الع‪Î‬قــة طبقــة أو¨ مــن الكتابــة غطتهــا‬ ‫ع‪Î‬قــات وأحــداث أخــرى مراحــل تاليــة‬ ‫للعمــل‪ ،‬حـ ´ـ‪ µ‬غابــت هــذه الع‪Î‬قــة تمامـاً‪ ،‬ومــن‬ ‫خــ‪Î‬ل معرفتنــا ¯‬ ‫با حــداث الجاريــة ســوريا‬ ‫نســتطيع أن نعــرف ســبب انقطــاع الع‪Î‬قــة‪.‬‬ ‫مــن هنــا أقــول إن المــ®ح ذهــب خطــوة أبعــد‬ ‫مــن الروايــة عــ صعيــد قــراءة الحــدث‪،‬‬ ‫‪º‬‬ ‫ـ‪ó‬ء إ¨ أن الكتــاب الم®حيــون‬ ‫وأعــزي هــذا الـ ‬

‫من م®حية برونز – نص ‬ ‫م‪ é‬الحجي وإخراج عمر جباعي – ب¶وت – ‪Farah Abo Assali © 2017‬‬

‫‪º‬‬ ‫وبالتــا¨‬ ‫المبــا‪Ý‬‬ ‫ابتعــدوا عــن الحــدث اليومــي‬ ‫ ‬ ‫بــدأوا ببنــاء مســافة معــه‪ ،‬وائــل قــدور كان ‬ ‫بالتــا¨ لــم تكــن‬ ‫عمــان وثــم ســافر إ¨ باريــس‪،‬‬ ‫ ‬ ‫ع‪Î‬قتــه مــع الحــدث يوميــة مــا جعلــه يســتطيع أن‬ ‫يأخذ مسافة ليسأل كيف وصلنا إ¨ هنا؟‬ ‫ ‬ ‫تب ‬ ‫أيضـاً‪ ،‬عندما كتب ¯م‪ é‬الحجــي م®حيته عندما ‬ ‫فــرح‪ ،‬رحبــت بهــا ‪ Õ‬رأيــت أن النــص وضمن عرضه‬ ‫‪º‬‬ ‫ـا‪ î‬هــو مــا هــي‬ ‫لحــدث مبــا‪ Ý‬يحمــل تســاؤل أسـ ‬ ‫الفتــاة بالــذات؟ ‬ ‫الثــورة؟ ومــا هــي ثــورة هــذه‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫‪º‬‬ ‫غــ‪ µ‬ويحــاول الحفــر‬ ‫‪î‬ء ‬ ‫هــذا النــص هنــاك ‬ ‫´ب¶كيبة المجتمع بهدف إيجاد ‪ݺ‬ح ما لما حدث‪.‬‬

‫هنــاك شــكل تعبــ· يقــف ‪Ñ‬‬ ‫ا«ن إ‪ Å‬جانــب الكتابــة‬ ‫ ‬ ‫الم حيــة والروايــة وهــو الشــهادات‪ ،‬شــاع‬ ‫مؤخــراً ‬ ‫نــ شــهادات عديــدة عــن الحــرب‬ ‫¸‬ ‫ ‬ ‫وا«حــداث‪ ،‬وتظهــر هــذه الكتابــات بعــض‬ ‫¸‬ ‫ا«حيــان شــبيهة بالروايــة أو ‬ ‫حــ بديــ ً لهــا‬ ‫مــن حيــث التلقــي‪ .‬كيــف تؤثــر هــذه الشــهادات‬ ‫ ‬ ‫ال نناقشها؟‬ ‫ع أشكال الكتابة الجديدة ‬ ‫هــذه النصــوص توثــق وتنـ ‪º‬ـ®‪ ،‬وهــي جــزء مــن‬ ‫كبــ¶ة‪ ،‬ليــس عــ صعيــد‬ ‫حركــة توثيــق ‬ ‫الشــهادات فقــط‪ .‬خــذ مثــا ً عــ ذلــك موقــع‬ ‫ا بداعية للثورة السورية‪ ،1‬هو جزء‬ ‫الذاكرة ´‬ ‫‪ 1‬ل‪Î‬ط‪Î‬ع ع الموقع يرجى زيارة الرابط‪:‬‬ ‫‪.http://www.creativememory.org‬‬

‫كبــ¶ة جــداً تحــدث‪ ،‬أنــا‬ ‫مــن عمليــة توثيــق ‬ ‫´‬ ‫أفــ¶ض أن الروايــة والمــ®ح همــا جــزء مــن‬ ‫هــذه الذاكــرة‪ .‬مــن جانــب آخــر هنــاك تأثــر بهــذه‬ ‫¯‬ ‫ا شــكال الســائدة‪ ،‬مثــ‪ ،ًÎ‬عــروض عمــر أبــو‬ ‫ســعدا معظمهــا توثيقيــة‪ ،‬وخاصــة العــروض‬ ‫التفاعليــة مثــل أنتيجون شــاتي¶‪ 2‬و الطرواديات‪، 3‬‬ ‫يبــدو أننــا حاجــة إ¨ التوثيــق ‪Ó‬‬ ‫ا ن‪ ،‬وهــذه‬ ‫ ‬ ‫الحاجة تنعكس ع الكتابة ا بداعية‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎً ‪ :‬ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ‬

‫ ‬ ‫العام ‬ ‫هنــاك روايات كتبــت ‪ 2012‬وأخرى ‬ ‫‪ 2014‬و‪ .2015‬هل تجدين فروقاً بينها؟‬ ‫ يوجــد نصــوص كتبــت مراحــل متأخــرة‬ ‫مــن ¯‬ ‫ ‬ ‫الحــا‪ ä‬أي اليــوم‪،‬‬ ‫ا حــداث أو عــن‬ ‫المشــاءة لســمر يزبك تعرض‬ ‫ولربما كانت رواية ّ‬ ‫¯‬ ‫ا حــدث مــن حيــث زمنهــا الدرامــي‪ ،‬إذ تجــري‬ ‫ ‬ ‫أحداثها شــهر آب‪/‬أغســطس مــن العام ‪2013‬‬ ‫ا يحــاء بقصــف‬ ‫وهــذا يتحــدد مــن خــ‪Î‬ل ‬ ‫ال®قيــة بالكيمــاوي‪ .‬تتحــدث بــا ´‬ ‫الغوطــة ‪º‬‬ ‫ ‬ ‫¯‬ ‫النصــوص عمومــاً عــن انط‪Î‬قــة ا حــداث أو‬ ‫بداية تحولها إ¨ ‪ä‬اع مسلح‪ ،‬وهناك استثناءات‬ ‫‪ 1‬أبــو ســعدا عمــر )مخــرج(‪ ،‬أنتيغــون شــاتيلا‪ ،‬درماتورجيــا‪:‬‬ ‫محمد العطار‪ ،‬قدم العرض ¯‬ ‫ا ول ع م®ح المدينة ب¶وت‬ ‫ّ‬ ‫‪ 4-3-2‬أيار‪ /‬مايو ‪.2015‬‬ ‫‪ 2‬أبــو ســعدا عمــر )مخــرج(‪ ،‬الطرواديــات‪ ،‬درماتورجيــا‪ :‬محمد‬ ‫العطار‪ّ ،‬قدم العرض ¯ا ول عمان ‪.2011‬‬

‫‪10‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬ ‫قليلــة لــم تتنــاول ¯‬ ‫ا حــداث بشــكل مبـ ‪º‬‬ ‫ـا‪ Ý‬و ‬ ‫ع‪Î‬قــة لهــا بما يحدث‪ ،‬أذكر هنــا رواية الحاجب‪1‬‬ ‫‪´ ´ º‬‬ ‫ـ‪ µ‬أنتجــت بنــا ًء عــ ورشــة‬ ‫لوســيم الــ® الـ ‬ ‫عمل مع مؤسسة آفاق‪´ 2‬‬ ‫ومح¶ف نجوى بركات‪3‬‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬تعــود بالزمــن إ¨‬ ‫وهــي أول محاولــة لــه‪ .‬والـ ‬ ‫منتصف القرن ‬ ‫الما‪ í‬دمشق‪.‬‬ ‫ ‬ ‫الســواد ¯‬ ‫ا عظــم مــن الروايــات المكتوبــة لــم‬ ‫تتجــاوز ¯‬ ‫ا حــداث‪ ،‬ربمــا تكــون صدفــة ولكنهــا‬ ‫د لــة مهمــة‪ ،‬المــ®ح كذلــك مراحــل‬ ‫ا و¨ كان ملتصقــاً ¯‬ ‫الكتابــة ¯‬ ‫با حــداث‪ .‬اليــوم‬ ‫وربمــا بســبب أن الكتــاب أصبحــوا بعيديــن‬ ‫جغرافيــاً عــن ¯‬ ‫ا حــداث مثــل وائــل قــدور‬ ‫‪´ º‬‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫ـا¨‬ ‫ومــ‪ é‬الحجــي أو حــ‪ µ‬وســيم الــ® ‪ ،‬بالتـ ‬ ‫بــدأوا أخــذ مســافة مــع الحــدث‪ .‬تحولــوا إ¨‬ ‫طــرح إشــكاليات أخــرى كمــا قلنــا ســابقاً‪.‬‬ ‫الحــدث المركــزي موجــود طبع ـاً ولكــن هنــاك‬ ‫إشــكاليات مختلفــة مطروحــة‪ ،‬أمــا بالنســبة إ¨‬ ‫تــرق إ¨ مســتوى‬ ‫الروايــات‪ ،‬عمومــاً‪ ،‬فلــم َ‬ ‫روايــات تحمــل حبكــة وحكايــة معينــة بقــدر مــا‬ ‫ـ‪ ò‬حكايــة الحــدث أو حكايــات‬ ‫هــي روايــات تحـ ‬ ‫شــخصية ضمــن هــذا الحــدث مــع طغيــان‬ ‫الحــدث أكـ ‪º‬ـ¶‪ ،‬وكأن هــذه الروايــات كتبــت بعــد‬ ‫صفعــات تلقاهــا الكتــاب أنفســهم وحاولــوا‬ ‫مــن خ‪Î‬لهــا اســتيعاب مــا حــدث‪ ،‬وهــذا يؤثــر‬ ‫¯‬ ‫الروا‪.Õ‬‬ ‫ البناء‬ ‫ ‬ ‫مــن جهــة أخــرى‪ ،‬يمكننــا م‪Î‬حظــة الفــرق بـ ‬ ‫ـ ‬ ‫ ‬ ‫سكاك¿ مطابخ هذه المدينة‪ 4‬والموت عمل‬ ‫شــاق لخالــد خليفــة‪ .‬المــوت عمــل شــاق الــ‪´µ‬‬ ‫ ‬ ‫كتبــت مؤخــراً‪ ،‬فهــي أقــل زخم ـاً روائي ـاً مــن ‬ ‫سـ ‬ ‫ـكاك¿ مطابــخ هذه المدينة عــ الرغم من‬ ‫ ‬ ‫أنهــا أثــرت { كثـ ـ¶اً‪ .‬هــي عبــارة عــن مغامــرة‬ ‫تعيشــها الشــخصيات فحســب‪ ،‬بينمــا تحمــل‬ ‫ سـ ‬ ‫ـكاك¿ مطابــخ هذه المدينــة حبكة مركبة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫بعبــارة أخــرى‪ ،‬تاريــخ تطــور الروايــة‪،‬‬ ‫وتحديــداً القــرن الثامــن ‪º‬‬ ‫عــ® أي قبــل‬ ‫ـا¨‪ ،‬كان هنــاك مــا‬ ‫ظهــور الروايــة بشــكلها الحـ ‬ ‫يســمى بروايــة المغامــرة‪ ،‬أي الروايــة الــ‪´µ‬‬ ‫ ‬ ‫ســ¶ورة مــا‪ .‬أعتقــد أن روايــة المــوت‬ ‫تتبــع ‬ ‫¯‬ ‫عمــل شــاق قــد تصنــف بهــذا المســتوى‪ ،‬و نهــا‬ ‫تــ®د ¯‬ ‫ا حــداث و تأخــذ مســافة مــع الحــدث‬ ‫كمــا أعمــال ســابقة للكاتــب‪ ،‬هــي تلتصــق‬ ‫بالواقع تماماً‪.‬‬ ‫أيضــاً ظهــرت هــذه الســمة المــ®ح‪ ،‬مــع‬

‫الصغ ة لوائل قدور – عمان – ‪ © 2013‬وائل قدور‬ ‫من م®حية الغرف‬ ‫ ‬

‫فــرق أن مجــال الكتابــة الم®حيــة يوجــد فيــه‬ ‫ومكرســة كمــا الروايــة‪ ،‬إنمــا‬ ‫أســماء مشــهورة ّ‬ ‫الكتــاب هــم شــباب مســتمرون بالمحاولــة‪،‬‬ ‫ومــع ذلــك عنــد انطــ‪Î‬ق ¯‬ ‫ا حــداث كانــت الحالــة‬ ‫متشــابهة مــع الروايــة‪ .‬مث ـ‪ ً Î‬نــص ا عـ ©ـ اف‬ ‫لوائــل قــدور ن‪Î‬حــظ أن الحكايــة ملتصقــة‬ ‫بالواقــع بشــكل مــا ولكنهــا تحــاول أن تســتخدم‬ ‫نص ـاً م®حي ـاً معروف ـاً وهــو المــوت والعــذراء‬ ‫¯‬ ‫ ‬ ‫ـ‪ µ‬أرييــل دورفمــان‬ ‫للكاتــب الم®حــي ا رجنتيـ ‬ ‫)‪ (Ariel Dorfman‬لتقــول مــن خ‪Î‬لــه شــيئاً عــن‬ ‫ ‬ ‫بالتــا¨‪ ،‬هنــاك عمــل عــ مفــردات‬ ‫الحــا‪.ä‬‬ ‫ ‬ ‫المــ®ح بشــكل أو بآخــر‪ .‬تظهــر هــذه المشــكلة‬ ‫أيض ـاً الروايــة‪ ،‬فالكتــاب ليســوا قادريــن عــ ‬ ‫ ‬ ‫و الوقــت نفســه أخــذ مســافة‬ ‫اللحــاق بالحــدث ‬ ‫بالتــا¨ تصــف الروايــة الحــدث‬ ‫منــه وتحليلــه‪،‬‬ ‫ ‬ ‫وتتناولــه مــن وجهــات نظــر مختلفــة‪ ،‬كل حســب‬ ‫الســيا‪ .î‬والســؤال هــو مــا الــذي‬ ‫موقعــه‬ ‫ ‬ ‫ســيبقى مــن هــذه الروايــات نتيجــة هــذا‬ ‫ا لتصاق الشديد بالحدث الواقعي؟‬ ‫تطغــى موضوعــات "المــوت‪ ،‬ا«عتقــال‪،‬‬ ‫التعذيب‪...‬إلــخ" عــ جــل النصــوص الروائيــة‬ ‫الســورية‪ ،‬هــل أصبحــت القســوة )كمــا ‬ ‫رواية الموت عمل شاق( ثيمة أساسية الرواية‬ ‫الســورية؟ وكيــف ســيؤثر ذلــك ¸‬ ‫ا«دب‬ ‫ ‬ ‫السوري ككل؟‬

‫أظــن أنهــا مرحلــة و بــد مــن أن يكــون بعدهــا‬ ‫‪º‬‬ ‫المبــا‪Ý‬‬ ‫مراحــل أخــرى تبتعــد عــن الحــدث‬ ‫لتطــرح أســئلة تؤرقنــا جميع ـاً‪ .‬يبــدو أن هــذه‬ ‫المرحلــة بــد مــن وجودهــا‪ ،‬وذلــك بســبب‬ ‫هــول مــا حــدث‪ .‬كل السـ ‬ ‫ـوري ُصدمــوا بهــول‬ ‫العنــف الموجــود‪ُ ،‬صدمــوا بقســوة مــا يحــدث‪.‬‬ ‫كبــ¶ة ولــن نســتطيع الخــروج منهــا‬ ‫الصدمــة ‬ ‫ب®عة ع ما يبدو‪.‬‬ ‫روايــة المــوت عمــل شــاق هــي واحــدة مــن‬ ‫¯‬ ‫ا مثلــة عــن التوثيــق مــن خــ‪Î‬ل المتخيــل‪،‬‬ ‫¯‬ ‫وهــذا المثــال جديــر بالتحليــل ن الكاتــب هنــا‬ ‫ ‬ ‫يبــ‪ µ‬بنــا ًء روائيــاً متخيــ‪ً Î‬‬ ‫حــاول جاهــداً أن ‬ ‫ ‬ ‫مبنيـاً عــ الواقــع‪ ،‬وأظنــه نجــح ذلــك‪ .‬ومــن‬ ‫خــ‪Î‬ل حكايــا الشــخصيات الرئيســة ــــ أي العائلة‬ ‫الــ‪ µ‬تريــد دفــن ¯‬ ‫´‬ ‫الكثــ¶ مــن‬ ‫ا ب ‪ -‬نفهــم‬ ‫ ‬ ‫¯ ‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬كانــت مخفيــة المجتمــع‪ ،‬ولكــن‬ ‫ا مــور الـ ‬ ‫ ‬ ‫ً‬ ‫الكاتب يذهب بعيدا هذه المحاولة‪.‬‬ ‫أما عن القســوة والعنف‪ ،‬فهما يوضحان شلل‬ ‫ال® ´ وسيم‪ ،‬الحاجب‪ ،‬دار ´‬ ‫السا ‪ ،‬ب¶وت‪.2015 ،‬‬ ‫ ‬ ‫‪ º 1‬‬ ‫ـر‪ Õ‬للثقافــة‬ ‫‪ 2‬ل‪Î‬طــ‪Î‬ع عــ الموقــع الرســمي للصنــدوق العـ ‪Ô‬‬ ‫والفنون – آفاق يرجى زيارة الرابط‪.https://goo.gl/Qh3RFN :‬‬ ‫‪ 3‬هــو محـ ´ـ¶ف أسســته الروائيــة اللبنانيــة نجــوى بــركات تحــت‬ ‫اســم "كيــف تكتــب روايــة"‪ ،‬رابــط صفحــة المحـ ´ـ¶ف الرســمية‬ ‫ع موقع فيس بوك‪.https://goo.gl/Yj٨KE6 :‬‬ ‫ـكاك¿ مطابــخ هــذه المدينــة‪ ،‬دار ‬ ‫ ‬ ‫الع ‪،‬‬ ‫‪ 4‬خليفــة خالــد‪ ،‬سـ ‬ ‫القاهرة‪.2013 ،‬‬

‫‪11‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬

‫ا نســان الســوري أمــام مــا يحــدث‪ ،‬إنســان‬ ‫ ‬ ‫مهمــش‪ ،‬حــول لــه و قــدرة‪ ،‬يملــك حريــة‬ ‫القــرار أو الفعــل‪ .‬هــذه النصــوص فيهــا قســوة‬ ‫لكن أيضاً فيها يأس‪.‬‬ ‫تذهــب جــل النصــوص الروائيــة الســورية‬ ‫المكتوبــة اليــوم إ‪ Å‬توثيــق ما حــدث )رواية‬ ‫الذيــن مســهم الســحر(‪ ،‬هل أثر هــذا التوثيق‬ ‫ أدبية الرواية السورية؟‬ ‫تقــول روزا ياسـ ‬ ‫ـ مقابلــة‪ 1‬معهــا حــول هــذه‬ ‫¯‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬تشــغل‬ ‫الروايــة إنهــا جربــت طــرح ا ســئلة الـ ‬ ‫الكث¶يــن غ¶هــا‪،‬‬ ‫كثــ¶اً‪،‬‬ ‫وتفكــ¶ ‬ ‫ ‬ ‫تفك¶هــا ‬ ‫ ‬ ‫وتتمحــور هــذه ¯‬ ‫ا ســئلة حــول فكــرة كيــف‬ ‫وصلنــا إ¨ هنــا؟ كيــف تطــورت ¯‬ ‫ا حــداث منــذ‬ ‫قيــام الثــورة إ¨ أن تحولــت إ¨ مــا يشــبه حربـاً‬ ‫تغــ¶ت بنيــة المجتمــع؟ أم أن‬ ‫أهليــة؟ هــل ‬ ‫¯‬ ‫ا مــر مجــرد ردود أفعــال؟ هــل هــي ثــورة‬ ‫شــعبية أم مؤامــرة كمــا يحلــو للبعــض‬ ‫تسميتها؟ إذاً‪ ،‬هناك بحث من خ‪Î‬ل كتابة الرواية‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺴــﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻬــﻢ ﻓﻴﻤــﺎ ﻳﺨــﺺ ﻫــﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﺮﻭﺍﻳــﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫــﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴــﺮ ﻣــﻦ ﺭﻭﺍﻳــﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺮﺣﻠــﺔ ﻫــﻮ ﻣــﺎﺫﺍ ﺑﻌﺪ؟ ﻣﺎﺫﺍ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﺠﺎﻧــﺐ ﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻘــﻲ؟ ﻫــﻞ ﺳــﺘﺒﻘﻰ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳــﺔ‬ ‫ﻣــﻊ ﺍﻟﺰﻣــﻦ ﻭﻣــﺎ ﻫــﻲ ﻗﻴﻤﺘﻬــﺎ ﺍﻷﺩﺑﻴــﺔ؟‬ ‫ﻫــﻞ ﺳــﺘﻬﻢ ﺍﻟﻘــﺎﺭﺉ ﺑﻌــﺪ ﺑﻀــﻊ ﺳــﻨﻮﺍﺕ ﺃﻭ‬ ‫ﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ؟‬

‫¯‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬تتكلــم عنهــا الروايــة فيهــا مــا‬ ‫إن ا حــداث الـ ‬ ‫هــو أبعــد مــن التوثيــق‪ ،‬هنــاك بالتأكيــد جانــب‬ ‫توثيقــي الروايــة لكنهــا تذهــب إ¨ أبعــد مــن‬ ‫ذلــك‪ .‬مــن ناحيــة أخــرى ســأقول إنــه بشــكل‬ ‫عــام كلمــا ´‬ ‫اق¶بــت الروايــة ‪ -‬أي روايـ ٍـة كانــت‪-‬‬ ‫¯‬ ‫د‪Õ‬‬ ‫مــن الواقــع اليومــي كلمــا ضعــف الجانــب ا ‪ Ô‬‬ ‫فيهــا‪ ،‬والموضــوع يتعلــق بمســتوى اللغــة‬ ‫وإنمــا بمســتوى المتخيــل وع‪Î‬قتــه بالواقــع‪،‬‬ ‫وبالبنــاء الدرامــي للروايــة‪ .‬لــن أتكلــم عــن‬ ‫أدبيــة النــص‪ ،‬و أفضــل ثنائيــة توثيق‪/‬أدبيــة‪،‬‬ ‫¯‬ ‫ ‬ ‫ـ‪ µ‬هــو‬ ‫أفضــل الثنـ ‬ ‫ـا‪ Õ‬متخيل‪/‬توثيــق‪ .‬ومــا يهمـ ‬ ‫مســتوى البنــاء الدرامــي وع‪Î‬قتــه بكشــف‬ ‫‪º‬‬ ‫تــ‪ ó‬بنيــة‬ ‫الواقــع وتحليلــه‪ ،‬مهــم جــداً أن ‬ ‫‪º‬‬ ‫ب‪ó‬ء عن بنية المجتمع‪.‬‬ ‫الرواية ‬ ‫مثــا ً عــ ذلــك مــا فعلتــه روزا ياسـ ‬ ‫ـ حســن‬ ‫ روايتهــا ســالفة الذكــر‪ ،‬إذ توضــع أحداثهــا ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫غ‪Î‬ف رواية الموت عمل شاق لخالد خليفة‬

‫بدايــة الروايــة مــكان معــروف للــذي يعــرف‬ ‫دمشــق وضواحيهــا وهــو بلــدة جرمانــا‪ ،‬وهــو‬ ‫ ‬ ‫ســكا‪ Õ‬متنــوع‪ ،‬‬ ‫مــكان يقيــم فيــه خليــط‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫المــا‪ í‬كان النــاس متعايشــون فيــه بشــكل‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫مقبــول‪ ،‬وهــي تقــدم فصــ‪ ً Î‬كامــ‪ ً Î‬بدايــة‬ ‫الروايــة عــن قصــة الكــردي الــذي يعمــل ‬ ‫تحــ‪ ò‬قصــة المــكان وقصــة‬ ‫مقهــى هنــاك‪،‬‬ ‫ ‬ ‫¯‬ ‫غــ¶‬ ‫الشــخصية وتذكــر ا حــداث بشــكل ‬ ‫‪º‬‬ ‫مبــا‪ .Ý‬وعندمــا طرحــت تاريــخ المقهــى‬ ‫شــعرت أنــا كقارئــة بأنهــا تعطــي بنــاء روائيــاً‬ ‫¯‬ ‫¯‬ ‫روا‪Õ‬‬ ‫محكمــاً‪ ،‬ن القصــة هــي نمــوذج لبنــاء ‬ ‫ ‬ ‫ـ‪ µ‬عــ الواقــع‪ .‬لكنهــا بعــد ذلــك‬ ‫متخيــل مبـ ^‬ ‫ ‬ ‫¯‬ ‫´‬ ‫ ‬ ‫الــروا‪ Õ‬إ¨‬ ‫عــادت وانزلقــت مــ الــ®د‬ ‫ ‬ ‫¯‬ ‫التوثيــق بمعنــاه الحـ ‪º‬‬ ‫ـروا‪ ،Õ‬كمــا‬ ‫ـر أكــ¶ مــن الـ ‬ ‫ ‬ ‫أنها لم ‪ Ô‬‬ ‫ت شخصيات تشدنا إ¨ مصائرها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الكاتبــة الروايــة تقــدم جانب ـاً توثيقي ـاً مهم ـاً‪،‬‬ ‫´‬ ‫ـأ‪ Õ‬مــن وجهــة نظرهــا‪ ،‬أي‬ ‫ولكــن الــ®د هنــا يـ ‬ ‫أنهــا صاحبة الخطاب‪ ،‬وهكــذا يغدو التوثيق هو‬ ‫وجهــة نظــر الــراوي الــذي يقــدم شــخصياته‬ ‫¯‬ ‫وا حــداث كما يريد بغض النظــر إن كنت متفقة‬

‫مــع مضمــون ‪Ý‬دهــا أم ‪ ،‬وهــذا حــال أغلــب‬ ‫روايات هذه المرحلة‪.‬‬ ‫إ¨ فيمــا يخــص‬ ‫إن الســؤال المهــم بالنســبة {‬ ‫الكثــ¶ مــن روايــات‬ ‫وغ¶هــا‬ ‫ ‬ ‫هــذه الروايــة ‬ ‫المرحلــة هــو‪ :‬مــاذا بعــد؟ مــاذا بعــد هــذا‬ ‫الجانــب التوثيقــي؟ هــل ســتبقى الروايــة مــع‬ ‫الزمــن ومــا هــي قيمتهــا ¯‬ ‫ا دبيــة؟ هــل ســتهم‬ ‫القــارئ بعــد بضــع ســنوات أو بعــد مــدة‬ ‫طويلــة؟ هــذا هــو المحــك ¯‬ ‫ا هــم‪ .‬ولكيــ‪Î‬‬ ‫أظلــم هــذه الروايــة أقــول إنهــا تقــدم صــورة‬ ‫شــبه شــاملة عــن الواقــع دمشــق خاصــة مــن‬ ‫بديــات ¯‬ ‫ا حــداث ســوريا أي مــن العــام‬ ‫‪ 2011‬إ¨ العــام ‪ ،2013‬وتوثــق صــورة أظنهــا‬ ‫مهمــة حــول اصطفــاف النــاس حســب ا نتمــاء‬ ‫ ‬ ‫وغــ¶ه‪ ،‬وتحــاول أن تستكشــف كيــف‬ ‫الديــ‪ µ‬‬ ‫ ‬ ‫¯‬ ‫تحولت ا مور من حال إ¨ آخر‪.‬‬ ‫‪ 1‬حسـ ‬ ‫ـ هيثــم‪ ،‬الذيــن مســهم الســحر‪ ..‬توثيــق المشــهد‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫و‪ ،[Õ‬مــن موقــع الجزيــرة‪،‬‬ ‫الســوري روائيـاً‪] ،‬مرجــع إلكــ¶ ‬ ‫موجود ع الرابط‪ ،https://goo.gl/SAbRcj :‬تاريخ ‪º‬‬ ‫الن®‪:‬‬ ‫‪ ،2016-6-20‬تاريخ المعاينة‪.2017-1-20 :‬‬

‫‪12‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬

‫ﺃﻱ ﺭﻭﺍﻳــﺔ‪ ،‬ﻳﺠــﺐ ﺃﻥ ﺗﺤﻤــﻞ ﻭﻋﻴــﺎً ﻣــﺎ‪،‬‬ ‫ﻣﻘــﺎﻻ ﻣﻌﻠﻨــﺎً ﺃﻭ ﻣﻀﻤــﺮﺍً ‪،‬‬ ‫ﺳــﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻥ‬ ‫ً‬ ‫ﻭﻫــﺬﺍ ﻳﻐﻴــﺐ ﻋــﻦ ﺃﻏﻠــﺐ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳــﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ‪.‬‬

‫تحــاول الروائيــة أن تستكشــف كيــف تــم‬ ‫ ‬ ‫الحــا‪ ä‬و ‬ ‫التمهيــد للعنــف لكنهــا تبقــى ‬ ‫تعــود للمـ ‬ ‫ـا‪ í‬أبــداً‪ .‬وهــي ترســم لوحــة هائلــة‬ ‫ ‬ ‫مــن الشــخصيات‪ ،‬لكنهــا تعمــق البحــث ‬ ‫موضــوع الشــخصية و تحــاول أن ‬ ‫تبــ‪µ‬‬ ‫ ‬ ‫شــخصية روائيــة بمعـ ـ‪ µ‬الكلمــة‪ ،‬ترينــا خــوف‬ ‫الشــخصيات وأســباب خوفهــا و أســباب‬ ‫مواقفها‪...‬إلــخ‪ ،‬يبــدو أن الصــورة لــم تكــن‬ ‫واضحــة كفايــة ذهنهــا ´ل¶ســمها‪ ،‬لتحفــر‬ ‫بالعمــق أكـ ‪º‬ـ¶ ممــا فعلــت‪ ،‬لذلــك بقيــت ¯‬ ‫ا مــور‬ ‫عــ الســطح عــ مســتوى ردود أفعــال‬ ‫الشــخصيات وليــس ‪º‬‬ ‫أكــ¶ مــن ذلــك‪ .‬لكنهــا‬ ‫رســمت لوحــة واســعة لمــا جــرى وخاصــة‬ ‫اصطفــاف النــاس خنــادق مختلفــة‪ .‬إنهــا‬ ‫تعتــ¶ أن الســحر مــس النــاس‪ .‬ليــس هنــاك‬ ‫‪Ô‬‬ ‫محاولــة بحــث عــن ¯‬ ‫ا ســباب العميقــة لمــا‬ ‫وصلنا إليه إن كانت موجودة‪.‬‬ ‫الروايــة‪ ،‬أي روايــة‪ ،‬يجــب أن تحمــل وعيـاً مــا‪،‬‬ ‫مقــا معلنــاً أو مضمــراً‪ ،‬وهــذا يغيــب عــن‬ ‫أغلــب الروايــات الســورية اليــوم‪ .‬إذا أخدنــا‬ ‫المشــاءة لســمر يزبــك‪ ،‬فيها كثافــة درامية‬ ‫مثــال ّ‬ ‫أعــ بكثـ ـ¶ مــن اليوميــات‪ .‬هنــاك "أنــا" تقــدم‬ ‫ال¶يئــة للعالــم‪ ،‬تمثــل‬ ‫وجهــة نظرهــا أو رؤيتهــا ‪Ô‬‬ ‫ ‬ ‫تعــا‪ Õ‬مــن مشــكلة‪ ،‬يبــدو‬ ‫هــذه الرؤيــة فتــاة‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫أنهــا إعاقــة أو مشــكلة التواصــل مــع‬ ‫‪Ó‬‬ ‫ا خريــن‪ ،‬هــي تتعاطــى مــع العالــم الخارجــي‬ ‫بنــوع مــن الســذاجة دون تحليــل‪ ،‬هنــاك‬ ‫توصيــف فقــط‪ .‬المشــاءة هــي فتــاة صبيــة‬ ‫لديهــا إعاقــة تظهــر مــن خــ‪Î‬ل ع‪Î‬قتهــا مــع‬ ‫‪Ó‬‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬تربطهــا بوالدتهــا‪.‬‬ ‫ا خريــن والع‪Î‬قــة ‬ ‫هنــاك حبــل مربــوط بينهــا ‬ ‫وبــ أمهــا دائمــاً‬ ‫يشــ¶ إ¨ حاجتهــا الدائمــة إ¨ القيــادة‪،‬‬ ‫ممــا ‬ ‫ولكنهــا الوقــت نفســه تتمتــع بمواهــب‪ ،‬فهــي‬ ‫ترســم وتكتــب قصتهــا‪ .‬هنــا نلحــظ وجــود‬ ‫فانتازيــا‪ ،‬وم®حــة ¯‬ ‫ل‪Î‬نــا بشــكل أو بآخــر‪،‬‬ ‫إضافــة إ¨ وجــود صنعــة الكتابــة عــ ‬ ‫مســتوى اللغــة والطــرح‪ .‬ربمــا كانــت هــذه مــن‬ ‫´‬ ‫‪º‬‬ ‫ـ‪ µ‬تحتــوي عــ بنيــة روائيــة‬ ‫أكــ¶ الروايــات الـ ‬ ‫ ‬ ‫ُ‬ ‫مــن بـ ـ مــا أنتــج خــ‪Î‬ل هــذه المرحلــة‪ .‬لكننــا‬ ‫نعــود إ¨ قضيــة الوعــي وحريــة التــ‪é‬ف أو‬

‫المشاءة لسمر يزبك‬ ‫غ‪Î‬ف رواية ّ‬

‫أو الفعــل‪ ،‬فهنــا يغيــب الوعــي تمامـاً وتعيــش ¯‬ ‫ا نــا‬ ‫الظــروف المفروضــة عليهــا قــ®اً دون أي قــدرة‬ ‫ع الفعل‪ .‬ربما كان هذا منتهى المأساوية‪.‬‬

‫هــل يمكــن اعتبــار هــذه النصــوص شــهادات‪،‬‬ ‫ ‬ ‫بمعــ الرغبــة أن نشــهد عــ مــا جــرى‬ ‫من أحداث؟‬

‫تجــري أحــداث الروايــة الغوطــة فـ ´ـ¶ة إلقــاء‬ ‫القنابــل الكيميائية عليها صيــف ‪ .2013‬حيث مات‬ ‫الكثـ ـ¶ مــن النــاس‪ ،‬ولكــن البطلــة بقيــت عــ قيــد‬ ‫الحيــاة‪ .‬هنــاك حــادث تبــدأ بــه الروايــة وهــو أن‬ ‫الفتــاة وأمهــا تركبــان الميكروبــاص والفتــاة تصــف‬ ‫بدقــة الــركاب ¯‬ ‫وا جــواء‪ ،‬وبعدهــا يمــرون عــ ‬ ‫حاجــز حيــث تُقتــل أمهــا بالخطــأ بينمــا تصــاب‬ ‫´‬ ‫ويــأ‪Õ‬‬ ‫هــي‪ .‬نراهــا بعــد ذلــك المستشــفى‬ ‫ ‬ ‫أخوهــا ¯ خذهــا‪ .‬يوجــد ت‪é‬يــح ‪º‬‬ ‫مبــا‪ Ý‬بــأن‬ ‫¯‬ ‫ا حــداث تجــري دمشــق ثــم الغوطــة‪،‬‬ ‫ولكــن هنــاك إشــارات كثــ¶ة تحــدد ¯‬ ‫ا مكنــة‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬تتعلــق بحــدث إلقــاء القنابــل‬ ‫خاصــة تلــك الـ ‬ ‫الكيميائيــة والحصــار‪ .‬فالفتــاة تصــف ألــوان‬ ‫كث¶اً عن الحصار‪.‬‬ ‫وأشكال الناس‬ ‫وتح‪ ò‬‬ ‫ ‬

‫بالطبــع هــي كذلــك‪ ،‬خاصــة روايــة ملفتــة مثــل‬ ‫روايــة الذيــن مســهم الســحر‪¯ .‬‬ ‫ا نــا فيهــا‬ ‫‪º‬‬ ‫مبعــ¶ة‪ .‬الحكايــة متشــظية و يوجــد فيهــا أنــا‬ ‫واحــدة‪ ،‬هــي مجموعــة حكايــات‪ ،‬أطــراف أو‬ ‫أقطــاب للحكايــة‪ .‬نشــعر بوجــود فهــم موضوعــي‬ ‫¯‬ ‫ل‪Î‬حــداث خاصــة مــن موقعهــا ككاتبــة تؤيــد‬ ‫الثــورة‪ ،‬فعــ الرغــم مــن وضــوح موقفهــا‬ ‫الســيا‪ î‬إ أنهــا تحــاول فهــم مــا يجــري مــع‬ ‫ ‬ ‫‪Ó‬‬ ‫ا خريــن‪ .‬مثـ‪ ،ًÎ‬هنــاك شــخصية لديهــا أخ يمــوت‬ ‫مــع الجيــش الســوري ممــا يضطرهــا إ¨ الذهــاب‬ ‫إ¨ قريــة الســاحل الســوري‪ ،‬تحددهــا‬ ‫تفصــل كيــف يســتقبلها‬ ‫الكاتبــة بدقّــة‪ ،‬ولكنهــا ّ‬ ‫النــاس ¯‬ ‫وا هــل محاولــة لتوضيــح مــا يجــري ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫مناطق مختلفة من سوريا‪.‬‬

‫ﻟﻌــﻞ ﺍﻟﺴــﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﺸــﺨﺼﻴﺎﺕ ﻓــﻲ‬

‫لعــل الســمات العامــة للشــخصيات الروايــات‬ ‫الســورية اليــوم هــي أنهــا مبعـ ‪º‬ـ¶ة جــداً‪ ،‬دائمـاً‬ ‫هنــاك حكايــة ¯‬ ‫ا نــا‪ .‬ليســت أنــا الــرواي‬ ‫فحســب‪ ،‬بــل أنــا الشــخصيات أيضــاً‪ ،‬مثــ‪ ً Î‬‬

‫ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺒﻌﺜﺮﺓ‬ ‫ﺟــﺪﺍً ‪ ،‬ﻫﻨــﺎﻙ ﺩﺍﺋﻤــﺎً ﺣﻜﺎﻳــﺔ ﺍﻷﻧــﺎ‪ .‬ﻟﻴﺴــﺖ ﺃﻧــﺎ‬

‫ﺍﻟﺮﻭﺍﻱ ﻭﺣﺴﺐ‪ ،‬ﺑﻞ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺃﻳﻀﺎً ‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬ ‫روايــة عتبــة ا لــم لحســن ســامي يوســف‬ ‫يتحــدث الكاتــب عــن قصتــه الشــخصية ضمــن‬ ‫¯‬ ‫ا حــداث‪ ،‬وهنــا ن‪Î‬حــظ شــيئاً ممـ ‬ ‫ـ¶اً؛ فلكــون‬ ‫الكاتــب فلســطينياً فقــد كان يقيــم مخيــم‬ ‫ال¶مــوك العاصمــة دمشــق واضطــر إ¨ تــرك‬ ‫ ‬ ‫بيتــه‪ .‬بالتــا¨ يتحــدث كثــ¶اً عــن ¯‬ ‫ا حــداث الـ ´‬ ‫ـ‪µ‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫جرت المخيم‪.‬‬ ‫أعتقــد أن الدافــع لكتابــة هــذه الروايــة هــو‬ ‫ا حســاس بــأن المسلســل الــذي كتبــه‪ ،‬أي‬ ‫ ‬ ‫كاف لروايــة الــذات‪ .‬هو يحــاول أن‬ ‫النــدم‪ ،‬غـ ـ¶ ٍ‬ ‫يكــون موضوعيـاً وأ يمتلــك موقفـاً مســبقاً مــن‬ ‫¯‬ ‫ا حــداث ويتحــدث عــن مناطــق مختلفــة مــن‬ ‫ســوريا وخاصــة دمشــق وريفهــا‪ .‬خاصــة أنــه‬ ‫ بدايــة ¯‬ ‫ا حــداث حــاول ا نتقــال إ¨ مــ‪é‬‬ ‫ ‬ ‫حيــث أصيــب بجلطــة قبــل أن يقــرر العــودة‪.‬‬ ‫بعدهــا خــ® بيتــه المخيــم وانتقــل للعيــش‬ ‫ بيــت صديــق‪ .‬هنــاك ‬ ‫مــ¶ ن عــاش فيهمــا‬ ‫ ‬ ‫الكاتــب بعــد نزوحــه مــن المخيــم‪ ،‬أحدهمــا ‬ ‫منطقــة ركــن الديــن )ضمــن المدينــة( ‪Ó‬‬ ‫وا خــر ‬ ‫صحنايــا )ضاحيــة قريبــة مــن دمشــق(‪ .‬يتحــدث‬ ‫مــن خ‪Î‬لهمــا عــن ع‪Î‬قتــه مــع العالــم الخارجــي‪،‬‬ ‫ويصــف أحــد المقاطــع نــزول القذائــف‬ ‫ ‬ ‫و‪ä‬ب النـ ـ¶ان الــذي حــدث أثنــاء تواجــده ‬ ‫مــكان قريــب‪ .‬ولكنــه يركــز ‪º‬‬ ‫أكــ¶ عــ روايتــه‬ ‫الشــخصية عــ خلفيــة ¯‬ ‫ا حــداث‪ .‬عمومــاً‪،‬‬ ‫الروايــة لهــا شــكل خــاص ‬ ‫بــ الخواطــر‬ ‫¯‬ ‫الــروا‪ ،Õ‬هــذه الروايــة تتجــاوز‬ ‫والــ®د‬ ‫ ‬ ‫¯‬ ‫التوثيقــي و تهملــه‪ .‬تحمــل شــخصية ا نــا‬ ‫ ‬ ‫المــا‪í‬‬ ‫النــص ‪Ô‬ب¶اعــة كافيــة للــم شــمل‬ ‫ ‬ ‫وا نا ‪Ó‬‬ ‫والحا‪ ä‬والهنا والهناك ¯‬ ‫ ‬ ‫وا خر معاً‪.‬‬ ‫أصبــح اصطــ ح "اســتحالة المتخيــل" حـ ‬ ‫ـا‪á‬اً‬ ‫‪Ñ‬‬ ‫ النقــد اليــوم‪ ،‬المتخيــل مســتحيل ا«ن‪.‬‬ ‫هل هذا موجود الرواية السورية؟‬ ‫أجــل موجــود‪ .‬المتخيــل هــو مــا أقصــد بــه‬ ‫¯‬ ‫ـروا‪ Õ‬هنــا‪ .‬بمعـ ـ‪ µ‬أن نســتطيع ابتــكار عالــم‬ ‫الـ ‬ ‫كامــل متخيــل‪ .‬لــم يســتطع الكتــاب تجــاوز‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬عاشــوها ويعيشــونها‬ ‫حالــة‬ ‫الصدمــة ‬ ‫ ‬ ‫لذلــك هــم حاجــة إ¨ المتخيــل‪ .‬هنــاك كتــاب‬ ‫ونقــاد يعملــون عــ الروايــة التاريخيــة‪ ،‬ومنهم‬ ‫¯‬ ‫ـروا‪ Õ‬روجيه فايول‪(Roger Fayolle) 1‬‬ ‫الناقد والـ ‬ ‫الــذي ركــز عــ الروايــات المكتوبــة ضمــن‬ ‫´‬ ‫الــ‪µ‬‬ ‫أحــداث كونيــة بــارزة وخاصــة تلــك ‬ ‫اندثــرت أو لــم تعــد معروفــة‪ ،‬موجــود منهــا‬

‫غ‪Î‬ف رواية الذين مسهم السحر لروزا ‬ ‫ياس حسن‬

‫غــ¶ مقــروءة أو ‪º‬‬ ‫منتــ®ة‪،‬‬ ‫بعــض النســخ ولكنهــا ‬ ‫وكانــت هــذه الروايــات جميعهــا ملتصقــة تمامــاً‬ ‫ال‪ µ‬لدينا ‪Ó‬‬ ‫¯‬ ‫´‬ ‫ا ن‪.‬‬ ‫با حداث كالروايات ‬

‫ﺑﺸــﻜﻞ ﺟﻴــﺪ‪ ،‬ﺇﺫ ﻻ ﻳﻮﺟــﺪ ﻓــﻲ ﺍﻷﺻــﻞ‬ ‫ﻣﺠــﺎﻝ ﻟﻬﻜــﺬﺍ ﻃــﺮﺡ ﻷﻥ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳــﺎﺕ‬ ‫ﻣﻠﺘﺼﻘﺔ ﺟﺪﺍً ﺑﺎﻟﺤﺪﺙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳــﻲ‪.‬‬

‫ـ‪ ò‬هــذه الروايــات تفاصيــل لــم تعــد تهــم‬ ‫تحـ ‬ ‫النــاس ‪Ó‬‬ ‫ا ن بســبب مــرور ´‬ ‫فــ¶ة طويلــة مــن‬ ‫الزمــن عــ هــذه ¯‬ ‫ا حــداث التاريخيــة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫المعروفــ الذيــن‬ ‫وبالمقارنــة مــع الكتــاب‬ ‫ّأرخــوا للثــورة الفرنســية أو لكومونــة باريــس‬ ‫كانــوا يعتمــدون عــ المتخيــل ‪º‬‬ ‫أكــ¶‪ ،‬مثــل‬ ‫روايــة البؤســاء لفيكتــور هوغــو )‪Victor‬‬ ‫‪ (Hugo‬القــرن التاســع ‪º‬‬ ‫وغ¶هــا مــن‬ ‫عــ® ‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬تحمــل إشــارات قويــة‬ ‫الروايــات العظــام الـ ‬ ‫¯‬ ‫ل‪Î‬حــداث التاريخيــة ضمــن قالــب متخيــل‬ ‫وتحمــل تســاؤ ت حــول موقــف الكتــاب مــن‬ ‫¯‬ ‫بالتــا¨‪ ،‬يــؤرخ المتخيــل للحــدث‬ ‫ا حــداث‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫‪º‬‬ ‫‪º‬‬ ‫مبــا‪ Ý‬كمــا جــل‬ ‫أكــ¶ مــن تناولــه بشــكل‬ ‫الروايات السورية المكتوبة اليوم‪.‬‬

‫الســيا‪ î‬إ¨‬ ‫تنطلــق جــل هــذه الروايــات مــن ¯ ‬ ‫¯‬ ‫ ‬ ‫د‪ Õ‬لــم‬ ‫ولكنــ‪ µ‬أظــن أن‬ ‫د‪.Õ‬‬ ‫الســيا‪ î‬وا ‪ Ô‬‬ ‫ا ‪ Ô‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫يُطرحــا بشــكل جيــد‪ ،‬أصـ‪ ً Î‬يوجــد مجــال لهكــذا‬ ‫طــرح ¯ ن الروايــات ملتصقــة جــداً بالحــدث‬ ‫ ‬ ‫الفلســطي‪µ‬‬ ‫الســيا‪ .î‬ا نســان الســوري أو‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫الحــا‪ ä‬مــا زال حالــة‬ ‫الســوري الوقــت‬ ‫صدمــة مــن هــول ¯‬ ‫ا حــداث ولــم يأخــذ مســافة‬ ‫كافيــة معهــا ليســتطيع تحليلهــا‪ .‬يوجــد رؤيــة‬ ‫¯‬ ‫ل‪Î‬حــداث بقــدر توصيفهــا‪ .‬يمكننــا القــول إنهــا‬ ‫تراجيديــا‪´ .‬‬ ‫وال¶اجيديــا نــادراً مــا تحلــل أســباب‬ ‫¯‬ ‫ـاغ وهــو‬ ‫ا زمــة‪ .‬زد عــ ذلــك أن طابــع العنــف طـ ٍ‬ ‫بــرأ‪ ،Õ‬حيــث تتمحــور‬ ‫الموضوعــة العامــة‬ ‫ ‬ ‫الروايــات حــول إمكانيــة الحيــاة ضمــن جــو عــام‬ ‫با ضافــة إ¨ الذهــول مــن‬ ‫مــن العنــف الفظيــع‪ ،‬‬ ‫كم هذا العنف والخوف الذي يتسبب به‪.‬‬

‫ﺗﻨﻄﻠــﻖ ﺟــﻞ ﻫــﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳــﺎﺕ ﻣــﻦ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺩﺑﻲ‪ .‬ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻇﻦ ﺃﻥ‬ ‫ﻻ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳــﻲ ﻭﻻ ﺍﻷﺩﺑﻲ ﻣﻄﺮﻭﺣﻴﻦ‬

‫‪ 1‬روجيــه فايــول )‪ (2006-1928) (roger fayolle‬هــو ناقــد‬ ‫وروا‪ Õ‬فرنــ‪ ó‬وأســتاذ ¯‬ ‫¯‬ ‫ا دب جامعــة الســوربون‬ ‫أد‪Õ‬‬ ‫ ‬ ‫‪ Ô‬‬ ‫ ‬ ‫الجديدة وجامعة باريس الثالثة‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬

‫ﻃــﺎﻍ ﻭﻫــﻮ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋــﺔ‬ ‫ﻃﺎﺑــﻊ ﺍﻟﻌﻨــﻒ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻓــﻲ ﻫــﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳــﺎﺕ‪ ،‬ﺣﻴــﺚ‬ ‫ﺗﺘﻤﺤــﻮﺭ ﺃﻏﻠﺒﻬــﺎ ﺣــﻮﻝ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴــﺔ ﺍﻟﺤﻴــﺎﺓ‬ ‫ﺿﻤــﻦ ﺟــﻮ ﻋــﺎﻡ ﻣــﻦ ﺍﻟﻌﻨــﻒ ﺍﻟﻔﻈﻴــﻊ‪،‬‬

‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺬﻫﻮﻝ ﻣﻦ ﻛﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﻒ‬ ‫ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﺑﻪ‪.‬‬

‫ـ ‬ ‫عــ ســبيل المثــال‪ ،‬تتحــدث شــه‪ Î‬العجيـ ‬ ‫روايتهــا فــوق ســقف بيتنا عــن أحداث ســوريا‬ ‫وهــي مقيمــة ¯‬ ‫ا ردن إضافــة إ¨ إصابتهــا‬ ‫ ‬ ‫بال®طــان‪ ،‬وهنــاك ‪îº‬ء ´‬ ‫ذا‪ ،Õ‬هــي تصــاب‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬هــي‬ ‫بال®طــان ُوتفاجــأ بحالــة الوحــدة ‬ ‫فيهــا ‪Ó‬‬ ‫ا ن‪ ،‬خاصــة أن أهلهــا يعيشــون الرقــة‪،‬‬ ‫فيصبــح لديهــا ‪Ý‬طانــان‪Ý ،‬طــان داعــش‬ ‫والمــرض‪ ،‬كمــا أنهــا عــ اتصــال دائــم مــع‬ ‫يخ¶ونهــا بــكل مــا يحــدث معهــم‬ ‫أهلهــا وهــم ‪Ô‬‬ ‫هنــاك وهــي تنقــل هــذه ¯‬ ‫ا حــداث لنــا بالتــوازي‬ ‫شخ‪.ã‬‬ ‫مع ما يحدث معها بشكل‬ ‫ ‬ ‫ﺗﺤــﺎﻭﻝ ﺩﻳﻤــﺎ ﻭﻧــﻮﺱ ﻓــﻲ ﺭﻭﺍﻳﺘﻬــﺎ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺋﻔــﻮﻥ ﻛﺘﺎﺑــﺔ ﺍﻷﻧــﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻــﺔ ﺑﻬــﺎ‬ ‫ﺑﺸــﻜﻞ ﺃﻭ ﺑﺄﺧــﺮ ﻭﺣﺼﺮﻫــﺎ ﻓــﻲ ﺯﺍﻭﻳــﺔ‬ ‫ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺃﺑﻴﻬﺎ‪.‬‬

‫بينمــا تحــاول ديمــا ونــوس روايتهــا الخائفــون‬ ‫كتابــة ¯‬ ‫ا نــا الخاصــة بهــا بشــكل أو بآخــر‬ ‫وح‪é‬هــا زاويــة محــددة هــي الع‪Î‬قــة مــع‬ ‫تتم¶ رواية حسـ ‬ ‫أبيهــا‪ .‬كذلك ‬ ‫ـ الجاســم نزوح‬ ‫مريــم بأنهــا تقــدم ‪Ý‬داً روائيـاً متماســكاً‪ ،‬وهي‬ ‫تطــرح قصــة أم تكتــب بنتهــا وتــ®د حياتهــا‪،‬‬ ‫وفيهــا إشــكالية الــزواج المختلــط مجتمــع‬ ‫´ ‬ ‫م¶مــت‪ ،‬لكــن الحكايــة تطرحــه كأمــر عــادي‬ ‫‪º‬‬ ‫ا نسان‪.‬‬ ‫وهذا ينقلنا مبا‪Ý‬ة إ¨ إنسانية ‬ ‫روايــة الحاجــب لوســيم الـ ‪º‬ـ® ´ يمكــن التوقــف‬ ‫عندهــا قليــ‪ ،ًÎ‬فهــي تطــرح إشــكالية مهمــة‬ ‫وموجــودة وهــي قضيــة الهويــة‪ .‬هــو أصلــه‬ ‫جزائــري ويــروي حكايــة جــده الــذي جــاء إ¨‬ ‫ســوريا مــع القــوات الفرنســية وبقــي فيهــا‬ ‫وأســس عائلــة‪ .‬الروايــة أُنتجــت بدعــم مــن‬ ‫مؤسســة آفــاق بالتعــاون مــع محـ ©ـ ف نجــوى‬ ‫بــركات‪ ،‬مثلمــا حصلــت روزا ياسـ ‬ ‫ـ عــ منحــة‬ ‫مــن مؤسســة ألمانيــا لكتابــة روايتهــا‪ ،‬عــ ‬ ‫الرغــم مــن وجودهــا خــارج ســوريا‪ ،‬إذاً عمليــة‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬تســاهم أو تســاعد عــ ‬ ‫ ‬ ‫ا نتــاج هــي ‬ ‫ ‬ ‫الكتابــة‪ .‬يوجــد ك ّتــاب غـ ـ¶ مكرسـ ـ يمكنهــم‬

‫‪º‬‬ ‫والنــ® لوحدهــم‪،‬‬ ‫التصــدي لعمليــة الكتابــة‬ ‫يجــب ´ال¶ ‬ ‫كــ¶ عــ دعــم أنــواع محــددة مــن‬ ‫الكتابــة حـ ´ـ‪ µ‬تظهــر‪ .‬كذلــك الحــال بالنســبة إ¨‬ ‫المــ®ح‪ ،‬فلــم يكــن لمحمــد العطــار أن يكتــب‬ ‫نص‪/‬عرض بينما كنت أنتظر‪ 1‬لو الدعم الذي تلقاه‪.‬‬ ‫ﻋﻤﻠﻴــﺔ ﺍﻹﻧﺘــﺎﺝ ﻫــﻲ ﺍﻟﺘــﻲ ﺗﺴــﺎﻫﻢ ﺃﻭ‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﻏﻴﺮ‬ ‫ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ‪ .‬ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ّ‬ ‫ﻣﻜﺮﺳــﻴﻦ ﻳﻤﻜﻨﻬــﻢ ﺍﻟﺘﺼــﺪﻱ ﻟﻌﻤﻠﻴــﺔ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺑــﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸــﺮ ﻟﻮﺣﺪﻫــﻢ‪ ،‬ﻳﺠــﺐ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﻛﻴــﺰ ﻋﻠــﻰ ﺩﻋــﻢ ﺃﻧــﻮﺍﻉ ﻣﺤــﺪﺩﺓ ﻣــﻦ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻈﻬﺮ‪.‬‬

‫ روايــة خالــد خليفــة المــوت عمــل شــاق حــاول‬ ‫الكاتــب أن يحفــر ´ب¶كيبــة المجتمــع‪ ،‬لكــن ‬ ‫النهايــة اقتــ‪é‬ت الروايــة عــ مســتوى ‪Ý‬د‬ ‫الحــدث‪ .‬وكمــا ذكــرت ســالفاً‪ ،‬هــي روايــة يمكننــا‬ ‫أن نطلــق عليهــا صفــة روايــة المغامــرة‪ .‬بمعـ ـ‪µ‬‬ ‫أن الروايــة تحمــل نــواة شــخصيات ونــواة عائلــة‬ ‫مكونــة مــن ث‪Î‬ثــة أخــوة مختلفـ ‬ ‫ـ بعضهــم عــن‬ ‫بعــض‪ ،‬عندمــا يمــوت ¯‬ ‫ا ب ونبــدأ رحلــة الدفــن‬ ‫مــع الجثــة يحــدث ´‬ ‫اســ¶جاع لع‪Î‬قــات العائلــة‬ ‫بشــكل أو بآخــر وهنــا تكمــن محاولــة الحفــر ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ـا‪ í‬بهــدف تكويــن رؤيــة عــن كيــف وصلــت‬ ‫المـ ‬ ‫¯‬ ‫العائلــة لهــذا التفــكك القائــم‪ .‬يطلــب ا ب قبــل‬ ‫موتــه مــن ابنــه ¯‬ ‫ا صغــر نبيــل أو بلبــل أن يدفنــه‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ـا¨‬ ‫ قريتــه شــمال ســوريا‪ .‬هــو دمشــق‪ ،‬بالتـ ‬ ‫نحــن نقطــع ســوريا مــن جنوبهــا إ¨ شــمالها‪.‬‬ ‫والروايــة هــي رحلــة الوصــول إ¨ القريــة‪ ،‬ومــا‬ ‫يمــر خ‪Î‬لهــا مــن مغامــرات وحواجــز ومناطق‪...‬إلــخ‬ ‫بــ ¯‬ ‫ودون أن تحصــل مصالحــة ‬ ‫ا خــوة‪ .‬لكــن‬ ‫يســتطيعون بعــد ذلــك أن يدفنــوا الجثــة إنمــا بعــد‬ ‫أن تتعفــن ويخــرج منهــا الــدود‪ ،‬الجثــة هنــا هــي‬ ‫نــوع مــن الكنايــة للوطــن‪ ،‬وهــم محبوســون‬ ‫معها ومع رائحة الموت داخل ميكروباص‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻠﻔــﺖ ﻫﻨــﺎ ﺃﻛﺜــﺮ ﻣــﻦ ﺍﻟﺰﻣــﻦ ﻫــﻮ‬ ‫ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴــﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻤــﻜﺎﻥ‪ ،‬ﻧﻠﺤــﻆ ﻣــﻦ ﺧــﻼﻝ‬ ‫ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺗﺸﻈﻲ ﺍﻟﻮﻃﻦ‪ .‬ﻭﻛﻴﻒ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻛﻞ‬ ‫ﺷــﺨﺼﻴﺔ ﻣــﻦ ﺯﺍﻭﻳﺘﻬــﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻــﺔ‪ .‬ﺃﻇــﻦ ﺃﻥ‬ ‫ﻫﻨــﺎﻙ ﻋﺎﻣــﻞ ﺃﺳﺎﺳــﻲ ﻳﺠــﺐ ﺃﻥ ﻳﺆﺧــﺬ‬ ‫ﺑﻌﻴــﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒــﺎﺭ‪ ،‬ﻳﺘﻠﺨﺺ ﺑﺴــﺆﺍﻝ‪ :‬ﺇﻟﻰ ﺃﻱ‬ ‫ﻣــﺪﻯ ﻳﺠــﺐ ﺃﻥ ﺗﻜــﻮﻥ ﻟﺪﻳــﻚ ﻣﻌﺮﻓــﺔ‬ ‫ﺑﺎﻷﺣﺪﺍﺙ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ؟‬ ‫‪ 1‬أبــو ســعدا عمــر )مخــرج(‪ ،‬بينمــا كنــت أنتظــر‪ ،‬تأليــف‪:‬‬ ‫محمــد العطــار‪ ،‬إنتــاج مهرجــان أفنيــون ومؤسســات‬ ‫أخرى‪ ،‬العرض ¯‬ ‫ا ول ‪.2016‬‬

‫الزمــن ممتــد روايــة المــوت عمــل شــاق ¯ نهــا‬ ‫ ‬ ‫و أغلــب الروايــات الثانيــة‬ ‫روايــة مغامــرة‪ ،‬‬ ‫كبــ¶اً‪ .‬لكــن‬ ‫ممتــد أيضــاً و يلعــب دوراً ‬ ‫الملفــت هنــا أكـ ‪º‬ـ¶ مــن الزمــن هــو الجغرافيــا أو‬ ‫المــكان‪ ،‬نلحــظ مــن خــ‪Î‬ل الروايــات تشــظي‬ ‫الوطــن‪ .‬وكيــف تتحــدث كل شــخصية مــن‬ ‫زاويتهــا الخاصــة‪ .‬أظــن أن هنــاك عامـ‪ ً Î‬أساســياً‬ ‫يجــب أن يؤخــذ ‬ ‫بعــ ا عتبــار‪ ،‬يتلخــص ‬ ‫ســؤال‪ :‬إ¨ أي مــدى يجــب أن تكــون لديــك‬ ‫معرفة ¯‬ ‫با حداث ´‬ ‫ح‪ µ‬تفهم هذه الروايات؟‬ ‫ ‬ ‫آلمتــ‪ ،µ‬وأنــا هنــا ألــوم‬ ‫هــذه الروايــات‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ـ‪ µ‬أثنــاء القــراءة كنــت رحلــة‬ ‫الكتــاب‪ ،‬ولكنـ ‬ ‫عــذاب كقــارئ‪ ،‬و أدري إن كان الك ّتــاب‬ ‫يقصــدون هــذا أو ؟ و أعــرف إذا مــا كانــت‬ ‫هــذه الروايــات تفـ ´ـ¶ض معرفــة القــارئ بأحــداث‬ ‫بــرأ‪ Õ‬أنهــا ´‬ ‫تفــ¶ض معرفتنــا‬ ‫ســوريا‪ ،‬ولكــن ‬ ‫¯‬ ‫¯‬ ‫ ‬ ‫با حــداث أو الرغبــة معرفتهــا‪ ،‬ننــا حالــة‬ ‫¯‬ ‫عــدم معرفــة ا حــداث ســنفقد المرجعيــة‬ ‫ ‬ ‫وبالتــا¨ فــإن‬ ‫الواضحــة ¯للحــدث الروايــة‪ ¯ .‬‬ ‫الجاهــل با حــداث لــن يســتوعب ا مــور كمــا‬ ‫العــارف بهــا‪ ،‬وهــذا دليــل أن الكاتــب مــا زال‬ ‫يكتب لنفسه أو لمحيطه الضيق‪.‬‬ ‫ﻳﻤﻜــﻦ ﺍﻟﺘﻮﻗــﻒ ﻋﻨــﺪ ﻓﻜــﺮﺓ ﺍﻟﻬﻮﻳــﺔ‬ ‫ﻛﺜﻴــﺮﺍً ‪ .‬ﻓــﻲ ﺣــﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧــﺔ ﻣــﻊ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳــﺔ‬ ‫ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴــﺔ ﺍﻟﺘــﻲ ﻇﻬــﺮﺕ ﺃﺛﻨــﺎﺀ ﺍﻟﺤــﺮﺏ‬ ‫ﺃﻭ ﺃﻭﺍﺧﺮﻫﺎ‪.‬‬

‫هــل يمكــن مقارنــة هــذه الكتابــات مــع كتابــات‬ ‫مــا بعــد الحــرب ¸‬ ‫ا«هليــة لبنــان؟ وهــل‬ ‫هناك تجديد فيها ع صعيد اللغة؟‬ ‫ا قــل خــ‪Î‬ل الحــرب ¯‬ ‫ليــس بعــد‪ ،‬عــ ¯‬ ‫ا هليــة ‬ ‫ ‬ ‫لبنــان كانــت الروايــات تنـ ‪º‬ـ® لبنــان وكان هنــاك‬ ‫هامــش لحريــة القــول‪ .‬أمــا فيمــا يخــص اللغــة‪ ،‬فــ‪Î‬‬ ‫يوجــد تجديــد‪ .‬لكــن يمكــن التوقــف عنــد فكــرة‬ ‫كثــ¶اً‪ .‬حــال المقارنــة مــع الروايــة‬ ‫الهويــة ‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬ظهــرت أثنــاء الحــرب أو أواخرهــا‬ ‫اللبنانيــة الـ ‬ ‫نجــد أنهــا طرحــت أيضـاً إشــكالية الهويــة‪ ،‬مــا زالــت‬ ‫هــذه ا شــكالية مفقــودة لدينــا‪ .‬هنــا يظهــر ســؤال‬ ‫مهــم‪ :‬كيــف يمكــن ¯‬ ‫ل‪Î‬حــداث أن تفــرز مــا يمكــن أن‬ ‫نســميه ا نســان الجديــد؟ وكيــف يمكــن للكتابــة أن‬ ‫تعـ ‪Ô‬ـ¶ عــن هــذا ا نســان؟ هــل ظهــر هــذا الجديــد؟‬ ‫أم مــا زلنــا نســتخدم قوالــب قديمــة؟ مــا زلنــا غـ ـ¶‬ ‫ـآ‪ î‬ولكننــا ‬ ‫قادريــن عــ اســتيعاب كل هــذه المـ ‬ ‫حاجة ماسة إ¨ وقفة معها‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬

‫ﻛﻴــﻒ ﻳﻤﻜــﻦ ﻟﻸﺣــﺪﺍﺙ ﺃﻥ ﺗﻔــﺮﺯ ﻣــﺎ‬ ‫ﻳﻤﻜــﻦ ﺃﻥ ﻧﺴــﻤﻴﻪ ﺍﻹﻧﺴــﺎﻥ ﺍﻟﺠﺪﻳــﺪ؟‬ ‫ﻭﻛﻴــﻒ ﻳﻤﻜــﻦ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑــﺔ ﺃﻥ ﺗﻌﺒــﺮ ﻋــﻦ‬ ‫ﻫــﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴــﺎﻥ؟ ﻫــﻞ ﻇﻬــﺮ ﻫــﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﺠﺪﻳــﺪ؟ ﺃﻡ ﻣــﺎ ﺯﻟﻨــﺎ ﻧﺴــﺘﺨﺪﻡ ﻗﻮﺍﻟــﺐ‬ ‫ﻗﺪﻳﻤــﺔ؟ ﻣﺎﺯﻟﻨــﺎ ﻏﻴــﺮ ﻗﺎﺩﺭﻳــﻦ ﻋﻠــﻰ‬ ‫ﺍﺳــﺘﻴﻌﺎﺏ ﻛﻞ ﻫــﺬﻩ ﺍﻟﻤﺂﺳــﻲ ﻭﻟﻜﻨﻨــﺎ‬ ‫ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻟﻮﻗﻔﺔ ﻣﻌﻬﺎ‪.‬‬

‫« يوجــد ‬ ‫بــ الروايــات مــا هــو منشــور ‬ ‫¸‬ ‫دور ‬ ‫نــ ســورية‪ ،‬قبــل ا«حــداث كانــت‬ ‫تنــ لــدور ‬ ‫هنــاك روايــات ‬ ‫نــ ســورية‪،‬‬ ‫‪Ñ‬‬ ‫ا«ن جميــع الروايــات منشــورة لبنــان أو ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ا«نتاجيــة‬ ‫مــ ؟ كيــف أثّــرت هــذه الحالــة ‪â‬‬ ‫الجديدة شكل الروايات؟‬ ‫أعتقــد أن الســبب الرئيــس لذلــك هــو ســبب‬ ‫اقتصــادي‪ ،‬تســتطيع دور النـ ‪º‬ـ® الســورية حاليـاً‬ ‫المنافســة عــ المســتوى ا قتصــادي خاصــة بعــد‬ ‫العقوبــات ا قتصاديــة والحرمــان مــن المشــاركة‬ ‫ معظم المعارض العربية والعالمية‪.‬‬ ‫أرى أن الروايــة متحــررة مــن التأثــر بشــكل‬ ‫ا نتــاج ¯ ن إنتاجهــا ســهل وفــردي‪ ،‬ويتــم‬ ‫ ‬ ‫‪º‬‬ ‫‪º‬‬ ‫النــ® بــدون‬ ‫مبــا‪ً Ý‬ة مــع دور‬ ‫التواصــل‬ ‫عوائــق‪ ،‬خاصــة ظــل التطــور الهائــل ¯‬ ‫ا خـ ـ¶‬ ‫ ‬ ‫ تقنيــات التواصــل‪ .‬لكــن المشــكلة تظهــر‬ ‫عندمــا نتحــدث عــن المــ®ح أو التلفزيــون‬ ‫وهــو مــا يتطلــب تواجــداً ‪º‬ب®يـاً وأذونــات عمــل‬ ‫ورقابــة‪ ،‬أمــا الروايــة فهــي حـ ´ـ‪ µ‬لــو لــم تنـ ‪º‬ـ®‬ ‫ ســوريا إ أنهــا تُقــرأ ســوريا حـ ´ـ‪ µ‬ولــو لــم‬ ‫تأخذ إذن ‪º‬‬ ‫للن®‪.‬‬ ‫ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳــﺔ ﻣﺘﺤــﺮﺭﺓ ﻣــﻦ ﺍﻟﺘﺄﺛــﺮ‬ ‫ﺑﺸــﻜﻞ ﺍﻹﻧﺘــﺎﺝ ﻷﻥ ﺇﻧﺘﺎﺟﻬــﺎ ﺳــﻬﻞ‬ ‫ـﺮﺓ ﻣــﻊ‬ ‫ﻭﻓــﺮﺩﻱ‪ ،‬ﻭﻳﺘــﻢ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻــﻞ ﻣﺒﺎﺷـ ً‬ ‫ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻨﺸــﺮ ﺑــﺪﻭﻥ ﻋﻮﺍﺋــﻖ‪ ،‬ﺧﺎﺻــﺔ ﻓــﻲ‬ ‫ﻇــﻞ ﺍﻟﺘﻄــﻮﺭ ﺍﻟﻬﺎﺋــﻞ ﺍﻷﺧﻴــﺮ ﻓــﻲ‬ ‫ﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ‪.‬‬

‫هــل هنــاك اســتمرارية مــا يمكــن أن تخلــق‬ ‫ا«نتاجــي الجديــد‪ ،‬خاصــة‬ ‫نتيجــة هــذا الظــرف ‪â‬‬ ‫ ‬ ‫ا«حبــاط الشــديد الــذي تعـ ‬ ‫ـا‪ å‬منــه دور‬ ‫ ظــل ‪â‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫الن السورية؟‬ ‫‪º‬‬ ‫النــ® ا ســتمرار إذا لــم‬ ‫ تســتطيع دور‬ ‫تشــارك معــارض الكتــب العالميــة‪ ،‬وهــم‬

‫ونوس‬ ‫غ‪Î‬ف رواية الخائفون لديما ّ‬

‫‪Ó‬‬ ‫ا ن محرومــون مــن ذلــك‪ ،‬وهــذه مشــكلة‬ ‫كبــ¶ة‪ .‬أمــا فيمــا يخــص المضمــون‪ ،‬وصلــت‬ ‫ ‬ ‫‪Ó‬‬ ‫ا نهــاك والتكــرار‬ ‫الحــرب ا ن إ¨ درجــة مــن ‬ ‫‪º‬‬ ‫قــد ينـ ‪¯ Ô‬‬ ‫‪î‬ء جديــد يحتــوي عــ نقــد‬ ‫ـ‪ µ‬بظهــور ‬ ‫ـال لــكل مكونــات الحــراك الــذي حــدث‪ .‬لــم‬ ‫عـ ٍ‬ ‫يظهــر هــذا الروايــة إ¨ ‪Ó‬‬ ‫ا ن‪ ،‬بينمــا بــدأ يظهــر‬ ‫ ‬ ‫ المــ®ح‪ ،‬ســيما أن جيــل الشــباب مــن‬ ‫ ‬ ‫الم®حيــ يتبنــون فكــرة الفشــل‬ ‫الكتــاب‬ ‫‪º‬‬ ‫أك¶‪ ،‬ويطرحون التساؤ ت‪.‬‬

‫ﻭﺻﻠــﺖ ﺍﻟﺤــﺮﺏ ﺍﻵﻥ ﺇﻟــﻰ ﺩﺭﺟــﺔ ﻣــﻦ‬ ‫ﺍﻹﻧﻬــﺎﻙ ﻭﺍﻟﺘﻜــﺮﺍﺭ ﻗــﺪ ﻳﻨﺒــﺊ ﺑﻈﻬــﻮﺭ‬ ‫ﺷــﻲﺀ ﺟﺪﻳــﺪ ﻳﺤﺘــﻮﻱ ﻋﻠــﻰ ﻧﻘـ ٍ‬ ‫ـﺎﻝ‬ ‫ـﺪ ﻋـ ٍ‬ ‫ﻟــﻜﻞ ﻣﻜﻮﻧــﺎﺕ ﺍﻟﺤــﺮﺍﻙ ﺍﻟــﺬﻱ ﺣــﺪﺙ‪ .‬ﻟــﻢ‬ ‫ﻳﻈﻬــﺮ ﻫــﺬﺍ ﻓــﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳــﺔ ﺇﻟــﻰ ﺍﻵﻥ‪،‬‬ ‫ﺑﻴﻨﻤــﺎ ﻓــﻲ ﺍﻟﻤﺴــﺮﺡ ﺑــﺪﺃ ﻳﻈﻬــﺮ‬ ‫ﻻﺳــﻴﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻴــﻞ ﺍﻟﺸــﺒﺎﺏ ﻣــﻦ ﺍﻟﻜﺘــﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴــﺮﺣﻴﻴﻦ ﻳﺘﺒﻨــﻮﻥ ﻓﻜــﺮﺓ ﺍﻟﻔﺸــﻞ‬ ‫ﺃﻛﺜﺮ‪ ،‬ﻭﻳﻄﺮﺣﻮﻥ ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ‪.‬‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫) المــ ح‬ ‫مــ يبــدأ الكتــاب الســوريون ‬ ‫والروايــة( بالخــروج مــن توصيــف الحــدث‬ ‫نحو مناقشته؟‬

‫‪16‬‬

‫هنــاك ثــ‪Î‬ث خطــوات يمكــن أن تمــر بهــا‬ ‫الكتابــة‪ ،‬الخطــوة ¯‬ ‫ا و¨ هــي ا لتصــاق‬ ‫بالحــدث وتوصيفــه‪ ،‬والخطــوة الثانيــة هــي‬ ‫أخــذ مســافة منــه ونقــده ومناقشــته‪ ،‬والخطــوة‬ ‫الثالثــة هــي انبثــاق الجديــد‪ .‬مثــ‪ ً Î‬أن تظهــر‬ ‫شــخصية رافضــة لــكل مــا حــدث‪ ،‬أو أن تحمــل‬ ‫المشــاءة لســمر يزبك‬ ‫شــخصية مــا تركيباً جديداً‪ّ .‬‬ ‫يمكــن أن تكــون مثــا ً عــن هــذا الجديــد أو‬ ‫المختلــف‪ ،‬هــي وليــد جديــد أو ربمــا ‬ ‫جنــ ‬ ‫مشوهاً ومنغلقاً ع نفسه‪.‬‬ ‫ولكنه ما زال ّ‬ ‫ﻫﻨــﺎﻙ ﺛــﻼﺙ ﺧﻄــﻮﺍﺕ ﻳﻤﻜــﻦ ﺃﻥ ﺗﻤــﺮ‬ ‫ﺑﻬــﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑــﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺨﻄــﻮﺓ ﺍﻷﻭﻟــﻰ ﻫــﻲ‬ ‫ﺍﻻﻟﺘﺼــﺎﻕ ﺑﺎﻟﺤــﺪﺙ ﻭﺗﻮﺻﻴﻔــﻪ ﻭﺍﻟﺨﻄــﻮﺓ‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻧﻴــﺔ ﻫــﻲ ﺃﺧــﺬ ﻣﺴــﺎﻓﺔ ﻣﻨــﻪ ﻭﻧﻘــﺪﻩ‬ ‫ﻭﻣﻨﺎﻗﺸــﺘﻪ‪ .‬ﻭﺍﻟﺨﻄــﻮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜــﺔ ﻫــﻲ‬ ‫ﺍﻧﺒﺜﺎﻕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ‪.‬‬

‫ المــ®ح‪ ،‬يطــرح ‬ ‫م‪ é‬الحجــي نصه حبك‬ ‫ ‬ ‫مهمــة‪،‬‬ ‫نــار إشــكالية الكاتــب وهــي إشــكالية ّ‬ ‫ولكنــه لــم يســتطع طرحهــا بوضــوح‪ .‬ولكنهــا‬ ‫موجــودة وتدفــع إ¨ الضحــك أحيانــاً عــ ‬ ‫الرغــم مــن وجــود الكثـ ـ¶ مــن التهديــم فيهــا‪،‬‬

‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬ ‫بالتــا¨ هــو المرحلــة الثانيــة‪ ،‬كطريقــة‬ ‫ ‬ ‫تفكــ¶ عــ ¯‬ ‫ا قــل‪ .‬هــو أخــذ مســافة مــع‬ ‫ ‬ ‫الحــدث وطــرح إشــكالية‪ :‬عــن مــاذا يجــب أن‬ ‫أكتــب؟ المســافة نفســها مــع الحــدث يأخذهــا‬ ‫وســيم ‪º‬‬ ‫الــ® ´ نصــه فيلــم عاطفــي‬ ‫ ‬ ‫ـ‪ ،µ‬أنــا أتحدث‬ ‫قصـ ـ ‪ ،‬بعيــداً عــن التقييــم الفـ ‬ ‫عــن نوعيــة العمــل ومســاره‪ ،‬ففــي نــص‬ ‫الـ ‪º‬ـ® ´ هنــاك مجموعــة مــن النــاس يعيشــون‬ ‫ضمــن ¯‬ ‫ا حــداث ولكــن هنــاك شــخصية تصــور‬ ‫بكامــ¶ا‪ ،‬وهنــا تطــرح قضيــة النظــرة إ¨ ‪Ó‬‬ ‫ا خــر‬ ‫ ‬ ‫‪º‬‬ ‫‪î‬ء جديــد‪ .‬كيــف‬ ‫وإ¨ الــذات بالتـ ‬ ‫ـا¨ انبثــاق ‬ ‫يعالــج الكتــاب هــذا الجديــد؟ لــم يحــن‬ ‫الوقــت لنجيــب ‪Ó‬‬ ‫ا ن‪ ،‬لكــن هنــاك محاولــة‬ ‫واضحــة ¯ خــذ مســافة مــع الحــدث‪ ،‬وهــي‬ ‫مرتبطــة دائمــاً با بتعــاد عــن الحــدث‬ ‫وا نتقــال للعيــش مــكان آخــر‪ .‬مثــ‪ ً Î‬نــص‬ ‫بينمــا كنــت أنتظــر لمحمــد العطــار موجــه ‪º‬‬ ‫أك¶‬ ‫‪º‬‬ ‫‪î‬ء قصــدي بالتعريــف بمــا‬ ‫للخــارج‪ ،‬هنــاك ‬ ‫يحــدث ســوريا كحــدث ‪º‬‬ ‫أكــ¶ مــن وجــود‬ ‫ ‬ ‫بحث م®حي‪.‬‬

‫‪Goats: a play written by: Liwaa Yazji - Royal Court – Ethan Kai, Adnan Mustafa, Ali Barouti‬‬‫‪November 2017 © Johan Persson‬‬

‫ﻛﻴــﻒ ﻳﻌﺎﻟــﺞ ﺍﻟﻜﺘــﺎﺏ ﻫــﺬﺍ ﺍﻟﺠﺪﻳــﺪ؟ ﻟــﻢ‬ ‫ﻳﺤــﻦ ﺍﻟﻮﻗــﺖ ﺑﻌــﺪ ﻟﻨﺠــﺎﻭﺏ‪ ،‬ﻟﻜــﻦ ﻫﻨــﺎﻙ‬ ‫ﻣﺤﺎﻭﻟــﺔ ﻭﺍﺿﺤــﺔ ﻷﺧــﺬ ﻣﺴــﺎﻓﺔ ﻣــﻊ‬ ‫ﺍﻟﺤــﺪﺙ‪ ،‬ﻭﻫــﻲ ﻣﺮﺗﺒﻄــﺔ ﺩﺍﺋﻤــﺎً ﺑﺎﻻﺑﺘﻌــﺎﺩ‬ ‫ﻋــﻦ ﺍﻟﺤــﺪﺙ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘــﺎﻝ ﻟﻠﻌﻴــﺶ ﻓــﻲ‬ ‫ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‬ ‫ﻟﻘــﺎﺀﺍﺕ ﻣــﻊ ﺃﺭﺑﻌــﺔ ﺩﻭﺭ ﻧﺸــﺮ‬ ‫ﺣــﻮﻝ ﺁﻟﻴــﺎﺕ ﻧﺸــﺮ ﻭﺗﻮﺯﻳــﻊ ﺍﻟﻨــﺺ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﻴﻮﻡ‬

‫عــ اختــ‪Î‬ف ســبل إنتاجهــا )ورشــات‪،‬‬ ‫شــخ‪...ã‬إلخ(‬ ‫صناديــق دعــم‪ ،‬دعــم ‬ ‫ا بداعيــة حاجــة إ¨‬ ‫تبقــى النصــوص ‬ ‫ـا‪ Ý‬يتكفــل بنـ ‪º‬ـ® النــص ¯‬ ‫نـ ‪º‬‬ ‫د‪ Õ‬وتوزيعــه‪.‬‬ ‫ا ‬ ‫‪ Ô‬‬ ‫ـظ بمكانتهــا ‬ ‫وقــد بقيــت دور النـ ‪º‬ـ® تحتفـ‬ ‫ ‬ ‫¯‬ ‫ ‬ ‫د‪ ،Õ‬إذ تلعــب دور صلــة‬ ‫ـا وا ‪ Ô‬‬ ‫الحقــل الثقـ ‬ ‫الوصــل ‬ ‫بــ الكاتــب والنــص والمتلقــي‪.‬‬ ‫مــن هنــا‪ ،‬كان لقاؤنــا مــع مجموعــة مــن دور‬ ‫´‬ ‫‪º‬‬ ‫ـ‪ µ‬ســاهمت ‬ ‫النــ® الســورية والعربيــة الـ ‬ ‫‪º‬‬ ‫نــ® وتوزيــع النصــوص أنمــوذج البحــث‬ ‫ ‬ ‫ل‪Î‬ضــاءة عــ جوانــب‬ ‫وغ¶هــا‪ ،‬محاولــة ‬ ‫ ‬ ‫عــدة‪ ،‬منهــا ع‪Î‬قــة الكتــاب مــع دور النـ ‪º‬ـ®‪،‬‬ ‫´‬ ‫ال‪ µ‬تواجه ‪º‬‬ ‫الن®‪.‬‬ ‫والصعوبات ‬ ‫كل النصــوص نمــوذج البحــث صــادرة عــن‬ ‫دور ‪º‬‬ ‫غــ¶ ســورية‪ ،‬حيــث كان للــدور‬ ‫نــ® ‬ ‫¯‬ ‫¯‬ ‫كــ¶ مــن ‪º‬‬ ‫نــ® ا دب‬ ‫اللبنانيــة النصيــب ا ‪Ô‬‬ ‫´‬ ‫ـا الــدور العربيــة‪ ،‬بينمــا‬ ‫الســوري‪ ،‬تلتهــا بـ ‬ ‫انكفــأت معظــم دور النـ ‪º‬ـ® الســورية عــن‬ ‫نـ ‪º‬ـ® ¯‬ ‫ا دب الســوري‪ ،‬ويجــدر الســؤال هنــا‬ ‫حــول مــا إذا كان العــزوف مــن قبــل دور‬ ‫النـ ‪º‬ـ® فقــط‪ ،‬أو كان متصـ ًـ‪ Î‬بخيــار الكاتــب‬ ‫يفضــل أن ينـ ‪º‬ـ® دار غـ ـ¶ ســورية‬ ‫الــذي ّ‬ ‫¯ ســباب رقابيــة حينــاً وتســويقية حينــاً‬ ‫آخــر‪ ،‬ناهيــك عــن أن معظــم الكتــاب‬ ‫السـ ‬ ‫ـوري خرجــوا مــن البــ‪Î‬د تحــت وطــأة‬ ‫ ‬ ‫الحــرب‪ ،‬وســاهم هــذا الخــروج غيــاب‬ ‫الرقابــة الذاتيــة عــ النصــوص‪ ،‬بعبــارة‬ ‫ ‬ ‫الســوري عــ ‬ ‫أخــرى‪ ،‬انفتــح الكتــاب‬ ‫ ‬ ‫أنفســهم‪ ،‬مــا جعــل ‪ݺ‬ط الرقابــة الحــا‪ä‬‬ ‫ دور النـ ‪º‬ـ® الســورية أحــد أكـ ‪Ô‬ـ¶ العوائــق‬ ‫أمام ‪º‬‬ ‫الن® فيها‪.‬‬ ‫بالطبــع‪ ،‬لعبــت ¯‬ ‫ا حــداث الســورية منــذ‬ ‫ ‬ ‫ســبع ســنوات دوراً طغيــان الحكايــة‬ ‫الســورية وأولويتهــا بالنـ ‪º‬ـ®‪ ،‬وتبــدى ذلــك‬ ‫ الروايــة بشــكل خــاص‪ ،‬إذ لــم يقتــ‪é‬‬ ‫‪º‬‬ ‫النــ® الســنوات القليلــة الماضيــة عــ ‬ ‫الكتــاب المكرسـ ‬ ‫ـ ‪ ،‬بــل كذلــك نـ ‪º‬ـ®ت دور‬

‫من م®حية مونولوج استفقت – إخراج ساري مصطفى © محمد خياطة‬

‫عربيــة لكتــاب سـ ‬ ‫ـوري شــباب‪ ،‬منهــا مــا نـ ‪º‬ـ®‬ ‫ال® ´‬ ‫عـ ‪Ô‬ـ¶ منح كتابة‬ ‫كرواية الحاجب لوســيم ‪ º‬‬ ‫´‬ ‫السا بدعم من مؤسسة آفاق‪،‬‬ ‫الصادرة عن دار ‬ ‫ومنهــا نـ ‪º‬ـ® بطريقــة مبـ ‪º‬‬ ‫ـا‪Ý‬ة كروايــة الخائفــون‬ ‫لديمــا ونــوس الصــادرة عــن دار ‪Ó‬‬ ‫ا داب‪.‬‬ ‫كذلــك تنوعــت إصــدارات دور ‪º‬‬ ‫نــ® أخــرى‬ ‫ ‬ ‫ـ جيلـ ‬ ‫بـ ‬ ‫ـوري ‪ ،‬جيــل‬ ‫ـ مــن الكتــاب السـ ‬ ‫مكــرس وآخــر شــاب جديــد‪ ،‬منهــا دار نـ ‪º‬ـ®‬ ‫‪º‬‬ ‫´‬ ‫ال‪º µ‬‬ ‫شبا‪ Õ‬سوري‪،‬‬ ‫ن®ت أك¶ من عمل ‪ Ô‬‬ ‫نوفل ‬ ‫منهــا روايــة الباندا‪ 1‬لراهيم حســاوي ‪،2017‬‬ ‫ ‬ ‫و ‬ ‫وقليــل من الموت‪ 2‬لمناف زيتون ‪ ،2013‬‬ ‫ ‬ ‫الوقت نفســه ‪º‬‬ ‫مكرس كـــالموت‬ ‫ن®ت لكتاب‬ ‫عمــل شــاق لخالد خليفــة ‪ 2016‬واختبــار الندم‪3‬‬ ‫لخليل صويلح ‪.2017‬‬ ‫مــاذا عــن ‪º‬‬ ‫نــ® المــ®ح؟ ومــا هــي المســاحة‬ ‫المحــددة لــه عنــد دور ‪º‬‬ ‫النــ®؟ وهــل هنــاك‬ ‫حركــة نـ ‪º‬ـ® م®حــي نشــطة؟ وبمــاذا يختلــف‬ ‫‪º‬‬ ‫نــ® النصــوص الم®حيــة عــن النصــوص‬ ‫¯‬ ‫¯‬ ‫ا دبيــة ا خــرى )شــعر‪ ،‬روايــة‪ ،‬قصــة ‪...‬إلــخ(؟‬ ‫تبــدو هــذه ¯‬ ‫ا ســئلة ملحــة ظــل التبايــن‬ ‫الكبــ¶ ‬ ‫بــ كثافــة ‪º‬‬ ‫نــ® الروايــة الســورية‬ ‫ ‬ ‫ونــدرة نـ ‪º‬ـ® النــص الم®حــي الســوري‪ ،‬فجــل‬ ‫النصــوص الم®حيــة تجــد طريقهــا للنـ ‪º‬ـ® عـ ‪Ô‬ـ¶‬

‫ورشــات الكتابــة والدعــم‪ ،‬ومعظمهــا تقــدم‬ ‫كقــراءات م®حيــة وعــروض قبــل أن تنـ ‪º‬ـ®‪،‬‬ ‫مــا يجعــل ســؤال نـ ‪º‬ـ® النصــوص الم®حيــة‬ ‫ســؤا ً ‬ ‫حــا‪ä‬اً دراســة الفنــون الفرديــة‬ ‫السورية اليوم‪.‬‬

‫‪ 1‬حســاوي راهيــم‪ ،‬البانــدا‪ ،‬دار نوفل‪/‬هاشــيت أنطــوان‪،‬‬ ‫ ب¶وت‪.2017 ،‬‬ ‫‪ 2‬زيتــون منــاف‪ ،‬قليــل مــن المــوت‪ ،‬دار نوفل‪ /‬هاشــيت أنطوان‪،‬‬ ‫ ب¶وت‪.2013 ،‬‬

‫‪18‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬ ‫ســعينا عــ¶ مجموعــة الحــوارات ‪Ó‬‬ ‫ا تيــة إ¨‬ ‫‪Ô‬‬ ‫مقابلــة بعــض دور النـ ‪º‬ـ® الـ ´‬ ‫ـ‪ µ‬ســاهمت نـ ‪º‬ـ®‬ ‫ ‬ ‫النصــوص الســورية‪ ،‬ومناقشــتها حــول ‪º‬‬ ‫نــ®‬ ‫¯‬ ‫د‪ Õ‬الســوري‪ ،‬وارتبــاط هــذا النــص‬ ‫النــص ا ‪ Ô‬‬ ‫الســيا‪ î‬للكاتــب‪ ،‬ومــدى تأثــر‬ ‫بالموقــف‬ ‫ ‬ ‫الكتــاب بمــا حصــل‪ ،‬وا ستفســار عــن تعامــل‬ ‫¯‬ ‫´‬ ‫ـ‪µ‬‬ ‫هــذه الــدور مــع أنــواع النصــوص ا دبيــة الـ ‬ ‫أفرزتهــا الحــرب )الشــهادات كمثــال(‪ ،‬وإ¨ أي‬ ‫مــدى تلمســت هــذه الــدور الفــرق ‪º‬‬ ‫نــ®‬ ‫النــص الســوري قبــل ‪ 2011‬وبعدهــا‪ ،‬محاول‬ ‫ ستكشــاف ع‪Î‬قة الكاتب الســوري ‪º‬‬ ‫بالنا‪ ،Ý‬وأثر‬ ‫هــذه الع‪Î‬قــة عــ انتشــار النصــوص الســورية‬ ‫ ‬ ‫العر‪ Õ‬والعالم‪.‬‬ ‫ الوطن ‪ Ô‬‬ ‫ ‬ ‫ممثلــ عــن‬ ‫ هــذا الســياق‪ ،‬تمــت مقابلــة‬ ‫أربعــة دور ‪º‬‬ ‫نــ® هــي‪ :‬دار ممــدوح عــدوان‬ ‫´‬ ‫‪º‬‬ ‫الســا ‪ ،‬ودار أطلــس‪،‬‬ ‫للنــ® والتوزيــع‪ ،‬ودار‬ ‫ ‬ ‫ـ مضمــون‬ ‫ودار الفــرات‪.‬‬ ‫ونســتعرض فيمــا يـ ‬ ‫¯‬ ‫هذه المقاب‪Î‬ت ا ربع‪.‬‬ ‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺩﺍﺭ ﻣﻤﺪﻭﺡ ﻋﺪﻭﺍﻥ ﻟﻠﻨﺸــﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ‬ ‫ً‬

‫لعــل إحــدى أبــرز الــدور الســورية ´‬ ‫الــ‪µ‬‬ ‫ ‬ ‫اســتمرت بالعمــل والنـ ‪º‬ـ® بوتـ ـ¶ة مرتفعــة بعــد‬ ‫عــام ‪ ،2011‬هــي دار ممــدوح عــدوان ‪º‬‬ ‫للنــ®‬ ‫والتوزيــع‪ ،‬إذ ‪º‬‬ ‫نــ®ت الــدار عــدة نصــوص‬ ‫¯‬ ‫د‪ Õ‬ومنهــا النظــري‪ ،‬مــا جعلهــا‬ ‫ســورية‪ ،‬منهــا ا ‪ Ô‬‬ ‫داراً حـ ‬ ‫ـا‪ä‬ة حقــل الثقافــة العربيــة‪ .‬التقينــا‬ ‫مديــر الــدار مــروان عــدوان للحديــث عــن آليــات‬ ‫‪º‬‬ ‫ن® الرواية والم®ح وكان الحوار التا¨‪1:‬‬ ‫ ‬ ‫معظــم الروايــات الســورية المنشــورة مؤخــراً‪،‬‬ ‫وخاصــة الروايــات للكتــاب المكرسـ ‬ ‫ـ ‪ ،‬نـ ـ ت‬ ‫مــن قبــل دور نـ ـ عربيــة )لبنانيــة أو م يــة أو‬ ‫خليجيــة(‪ ،‬مــا هــو ســبب عــزوف دور ‬ ‫النــ ‬ ‫الســورية عــن ‬ ‫نــ الروايــات المحليــة؟ ومــا‬ ‫هــو ســبب ا«هتمــام بالروايــة الســورية مــن‬ ‫قبل ‬ ‫النا‪ç‬ين العرب؟‬ ‫ـ السـ ‬ ‫أو« ً‪ :‬كان معظــم الروائيـ ‬ ‫ـوري ‪ ،‬ســابقاً‪،‬‬ ‫ينـ ‪º‬ـ®ون أعمالهــم خــارج ســوريا بســبب صعوبــة‬ ‫الحصــول الموافقــات ¯‬ ‫ا منيــة عــ النصــوص ‬ ‫ ‬ ‫¯‬ ‫الــروا‪ Õ‬الســوري ‪º‬‬ ‫ينــ® لبنــان‬ ‫الداخــل‪ .‬كان‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫و حــال‬ ‫الموافقــات‪،‬‬ ‫هــذه‬ ‫إ¨‬ ‫الحاجــة‬ ‫بــدون‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ظهــور أي إشــارات سياســة واضحــة هــذه‬ ‫¯‬ ‫ا عمــال يتــم منــع دخولهــا إ¨ ســوريا‪ ،‬لكنهــا‬ ‫¯‬ ‫ ‬ ‫تقرأ ‪º‬‬ ‫وتن® كل ا حوال‪.‬‬

‫غ‪Î‬ف رواية نزوح مريم لمحمود حسن الجاسم‬

‫المكرســون‬ ‫ثاني ـاً‪ :‬يفضــل الروائيـ‬ ‫ـون الســوريون ّ‬ ‫¯‬ ‫‪ º‬‬ ‫دور لبنانيــة نهــا أفضــل مــن ناحيــة‬ ‫النــ® ٍ‬ ‫وا نتــاج‪ ،‬دور ‪º‬‬ ‫نــ® مثــل‬ ‫´ال¶ويــج والتوزيــع ‬ ‫‪Ó‬‬ ‫´‬ ‫أكــ¶ دور‬ ‫الســا أو ا داب أو الريــس هــي مــن ‪Ô‬‬ ‫ ‬ ‫‪º‬‬ ‫النــ® العربيــة‪ ،‬ومــن خ‪Î‬لهــا يضمــن الكاتــب‬ ‫ ‬ ‫ترويجـاً جيــداً لــه المعــارض العربيــة والدوليــة‪،‬‬ ‫كما يضمن أن يطبع عمله بجودة عالية‪.‬‬ ‫مقارنـ ًـة بما قبــل العام ‪ ،2011‬هــل اختلف هذا‬ ‫الوضع ‪Ñ‬‬ ‫ا«ن ظل الظروف الراهنة؟‬ ‫¯‬ ‫كثــ¶اً؛ مــا زال الروائيــون‬ ‫لــم تختلــف ا وضــاع ‬ ‫ ‬ ‫مضامــ سياســية ‪º‬‬ ‫ينــ®ون‬ ‫الذيــن يتطرقــون إ¨‬ ‫أعمالهــم خــارج ســوريا‪ ،‬والروائيــون الذيــن ‬ ‫يتطرقــون إ¨ هــذا الجانــب ينـ ‪º‬ـ®ون أعمالهــم مــع‬ ‫دور نـ ‪º‬ـ® ســورية‪ .‬طبعـاً‪ ،‬كل مــا كتــب عــن الثــورة‬ ‫´‬ ‫نُ ‪º‬‬ ‫تجربــ‪µ‬‬ ‫ــ® خــارج ســوريا‪ .‬لكــن‪ ،‬ومــن‬ ‫ ‬ ‫الشــخصية بالعمــل مــع الــدار‪ ،‬حظــت أن‬ ‫ ‬ ‫ـيا‪ î‬بعــد‬ ‫الك ّتــاب صـ‬ ‫ـاروا معنيـ ـ بالشــأن السـ ‬ ‫¯‬ ‫العــام ‪ 2011‬ن تجاربهــم ا جتماعية أصبحت‬ ‫مرتبطــة ¯‬ ‫با حــداث السياســية بشــكل مبـ ‪º‬‬ ‫ـا‪ .Ý‬قبل‬ ‫يعــ¶ون عــن الع‪Î‬قــات‬ ‫الثــورة كان الك ّتــاب ‪ّ Ô‬‬

‫ ‬ ‫الديــ‪ µ‬أو‬ ‫ا جتماعيــة مــن خــ‪Î‬ل ثيمــات كالتمــرد ¯ ‬ ‫التمــرد الجنــ‪ ó‬أو الع‪Î‬قــات بـ ‬ ‫ـ المــدن وا ريــاف‪،‬‬ ‫هــذه الثيمــات ‪Ó‬‬ ‫ا ن أصبحــت نــادرة لصالــح كل مــا‬ ‫ـيا‪ ،î‬ســوا ًء عــ صعيــد‬ ‫هــو مرتبــط بالجانــب السـ ‬ ‫الشعر أو الشهادات أو الروايات‪..‬‬ ‫عمومـاً‪ ،‬عندمــا تكتــب عــن الثــورة بشــكل مبـ ‪º‬‬ ‫ـا‪ Ý‬‬ ‫بــد مــن أن تطبــع خــارج ســوريا‪ ،‬مثــل خالــد‬ ‫خليفــة الــذي نـ ‪º‬ـ® لبنــان ومــ‪ ،é‬وفــواز حــداد‬ ‫مــع دار الريــس‪ ،‬ومثــل روايــة مصطفــى خليفــة‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬صــدرت مؤخــراً‬ ‫الجديــدة‬ ‫رقصــة القبــور‪ ، 2‬والـ ‬ ‫عــن دار ‪Ó‬‬ ‫ا داب‪ .‬عــ ســبيل المثــال‪ ،‬روايــة‬ ‫القوقعــة‪ 3‬لمصطفــى خليفــة هــي واحــدة مــن‬ ‫أشــهر الروايــات الســورية‪ ،‬قــت رواجــاً‬ ‫جماه¶يــاً‪º ،‬‬ ‫نــ®ت دار‬ ‫وأصبحــت مطلوبــة‬ ‫ ‬ ‫‪Ó‬‬ ‫ا داب لبنــان قبــل ‪Ó .2011‬‬ ‫وا ن هــو يتعــاون‬ ‫‪ Ó‬‬ ‫مع دار ا داب ع حال ‪º‬‬ ‫الن® سوريا‪.‬‬ ‫‪ 1‬أســعد مســعد )معــد(‪ ،‬مقابلــة حــول الفنــون الفرديــة الســورية‬ ‫وآليــات إنتاجهــا‪ ،‬أجريــت بـ ‪º‬‬ ‫ـإ‪Ý‬اف د‪ .‬مــاري اليــاس مــع مــروان‬ ‫عــدوان مديــر دار ممــدوح عــدوان للنـ ‪º‬ـ® التوزيــع عـ ‪Ô‬ـ¶ ا ´ن¶نــت‬ ‫بتاريخ ‪ 2‬نيسان أبريل ‪.2017‬‬

‫‪ 2‬خليفة مصطفى‪ ،‬رقصة القبور‪ ،‬دار ‪Ó‬‬ ‫ا داب‪ ،‬ب¶وت‪.2016 ،‬‬ ‫‪ 3‬خليفة مصطفى‪ ،‬القوقعة‪ ،‬ط‪ ،3‬دار ‪Ó‬‬ ‫ا داب‪ ،‬ب¶وت‪.2012 ،‬‬

‫‪19‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬

‫ﺧﻔــﺖ‬ ‫ﻻ ﺷــﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑــﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴــﺔ ّ‬ ‫ﺑﺴــﺒﺐ ﺍﻻﻧﺸــﻐﺎﻝ ﺑﺄﺷــﻴﺎﺀ ﺃﺧــﺮﻯ‪ ،‬ﻟﻜــﻦ‬ ‫ﺍﻟﺼﻌﻮﺑــﺎﺕ ﻟــﻢ ﺗﺘﻐﻴــﺮ‪ ،‬ﻣﺎﺯﻟﻨــﺎ ﺑﺤﺎﺟــﺔ‬ ‫ﻟﻤﻮﺍﻓﻘــﺔ ﺃﻣﻨﻴــﺔ ﻣــﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻹﻋــﻼﻡ‬ ‫ﻗﺒــﻞ ﻧﺸــﺮ ﻣﻮﺍﺿﻴــﻊ ﺣﺴﺎﺳــﺔ ﻣــﻦ‬ ‫ﺗﺤــﺮﺭ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺣﻴــﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺘﺎﻟــﻲ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ﺻﻌــﺐ ﻣﻮﺿــﻮﻉ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘــﺎﺏ ﻣــﻦ ﺍﻟﻘﻴــﻮﺩ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ﺍﻟﻨﺸــﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻠــﺪﻭﺭ‪ ،‬ﻷﻥ ﻣﻨﻄــﻖ‬ ‫ﺍﻟﺮﻗﺎﺑــﺔ ﻟــﻢ ﻳﺘﻐﻴــﺮ ﻓــﻲ ﺩﺍﺧــﻞ ﺳــﻮﺭﻳﺎ‬ ‫ﺑﻴﻦ ﻗﺒﻞ ‪ 2011‬ﻭﺍﻵﻥ‪.‬‬

‫‪Ñ‬‬ ‫ا«ن بعــد أن أصبــح معظــم الك ّتــاب خــارج‬ ‫ســوريا‪ ،‬هــل أصبــح التعامــل مــع كتاباتهــم‬ ‫أســهل مــن الناحيــة ¸‬ ‫ا«منيــة بالنســبة إ‪ Å‬دور‬ ‫‪Ñ‬‬ ‫النـ ـ ؟ هــل هنــاك مســاحة حريــة أكـ ‪è‬ـ· ا«ن؟‬ ‫تغــ· عــ صعيــد طريقــة ‬ ‫النــ ‬ ‫مــا الــذي ‬ ‫والتواصل والموافقات؟‬ ‫أعتقــد مــن وجهــة نظــري الشــخصية أن الك ّتــاب‬ ‫أكــ¶ ‪Ó‬‬ ‫الســوري انفتحــوا عــ أنفســهم ‪º‬‬ ‫ ‬ ‫ا ن‪،‬‬ ‫وخاصــة أولئــك الــذي هاجــروا إ¨ أوروبــا أو‬ ‫الــدول العربيــة وتخلصــوا مــن الضغــط وبــدأوا‬ ‫يعــ¶ون عــن أنفســهم بشــكل أفضــل‪ .‬لكــن‬ ‫‪ّÔ‬‬ ‫هــذا لــم يؤثــر دور ‪º‬‬ ‫النــ® المحليــة‪ ،‬وخاصــة‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬تعمــل وتمتلــك تراخيصهــا داخــل‬ ‫الــدور ‬ ‫¯‬ ‫ ‬ ‫ســوريا‪ ،‬شــك أن الرقابــة ا منيــة خفّــت‬ ‫بســبب ا نشــغال بأشــياء أخــرى‪ ،‬لكــن الصعوبــات‬ ‫تتغــ¶‪ ،‬مــا زلنــا حاجــة إ¨ موافقــة أمنيــة‬ ‫لــم ‬ ‫‪º‬‬ ‫مــن وزارة ا عــ‪Î‬م قبــل نــ® مواضيــع حساســة‬ ‫ـا¨‪ ،‬تحـ ّـرر الك ّتــاب مــن‬ ‫مــن الناحيــة السياســية‪ ،‬بالتـ ‬ ‫صعــب موضــوع النـ ‪º‬ـ® بالنســبة إ¨ الــدور‪،‬‬ ‫القيــود ّ‬ ‫يتغــ¶ داخــل ســوريا‬ ‫لــم‬ ‫الرقابــة‬ ‫منطــق‬ ‫¯ ن‬ ‫ ‬ ‫ب قبل ‪Ó 2011‬‬ ‫ ‬ ‫وا ن‪.‬‬ ‫راج مؤخــراً شــكل كتابــة جديــد هــو الشــهادة‪،‬‬ ‫وهــي قريبــة مــن الروايــة عــ صعيــد البنيــة‬ ‫و‪ç‬د ¸‬ ‫ا«حــداث‪ ،‬مــع الفــرق بــأن الهــدف هــو‬ ‫التوثيــق بالدرجــة ¸‬ ‫ا«و‪ ،Å‬هــل تأثــرت الروايــة‬ ‫بهذا الشكل الجديد؟ وكيف؟‬ ‫ عامــي ‪ 2012‬و‪ 2013‬كان ا هتمام بالشــهادات‬ ‫كب¶اً‪ ¯ ،‬ن الناس كانت معنية جداً بالشأن السوري‪،‬‬ ‫ ‬ ‫والمهتمــون بالشــأن الســوري اعتمــدوا كثـ ـ¶اً عــ ‬ ‫الشــهادات‪ ،‬بدايــة كان ا هتمــام ¯‬ ‫با خبــار ووســائل‬ ‫´‬ ‫ـأ‪ Õ‬الشــهادات مــن‬ ‫التواصــل ا جتماعــي ومــن ثــم تـ ‬ ‫´‬ ‫ال‪ µ‬يمكن ا طّ‪Î‬ع عليها‪.‬‬ ‫ضمن الوثائق ‬

‫‪Destruction for Beginners © Yara Seifan‬‬

‫لكــن‪ ،‬مــن يقــرأ ¯‬ ‫ا دب لديــه دوافــع مختلفــة تمامـاً‬ ‫للقــراءة‪ ،‬ليســت سياســية أو بهــدف ا طــ‪Î‬ع عــ ‬ ‫¯‬ ‫ا حــداث‪ ،‬حـ ´ـ‪ µ‬لــو كانــت الروايــة معنيــة بالشــأن‬ ‫الســوري‪ .‬تصعــب مقارنــة هــذا الشــكل بالروايــة‬ ‫¯ ن الشــهادة هــي وصـ ٌـف مبـ ‪º‬‬ ‫ـا‪ Ý‬للحــدث‪ ،‬بينمــا‬ ‫ٌ‬ ‫الروايــة هــي عمــل أد‪ Õ‬بالدرجــة ¯‬ ‫ا و¨‪ .‬والك ّتــاب‬ ‫‪ Ô‬‬ ‫المكرســون الروايــة لــم يكتبــوا شــهادات‪ ،‬أتــت‬ ‫معظــم الكتابــات مــن أشــخاص يبحثــون عــن‬ ‫طريقــة للتعبــ¶ عمــا مــروا فيــه أثنــاء ¯‬ ‫ا حــداث‪،‬‬ ‫ ‬ ‫ ّ ّ‬ ‫وأحيانــاً كانــت هــذه الشــهادات هــي مجــرد‬ ‫تجميــع لكتابــات عــ مواقــع التواصــل ا جتماعــي‬ ‫تمــت صياغتهــا فيمــا بعــد عــ شــكل شــهادة‬ ‫‪º‬‬ ‫ون®هــا‪ .‬ومعظــم هــؤ ء شــعراء أو صحافيــون‪،‬‬ ‫روائي ‪ .‬‬ ‫وليسوا ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻫﻨــﺎﻙ ﺧــﻂ ﻭﺍﺿــﺢ ﺟــﺪﺍً ﻓــﻲ ﺍﻷﺩﺏ‬ ‫ﺍﻟﺴــﻮﺭﻱ ﻫــﻮ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﺴــﺠﻮﻥ‪ ،‬ﺃﻳﻀــﺎً ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻫﻨــﺎﻙ ﺧــﻂ ﺍﻟﻌــﻮﺩﺓ ﻟﻠﺘﺎﺭﻳــﺦ ﺑﻬــﺪﻑ‬ ‫ﺗﻘﺪﻳــﻢ ﻭﺟﻬــﺔ ﻧﻈــﺮ ﺳﻴﺎﺳــﻴﺔ ﻋﻨــﻪ‬ ‫ﻛﻤــﺎ ﻋﻨــﺪ ﺧﺎﻟــﺪ ﺧﻠﻴﻔــﺔ ﻭﺍﻟــﺬﻱ ﺗﻮﺟــﻪ‬ ‫ﺑــﺪﻭﺭﻩ ﺃﻳﻀــﺎً ﺑﻌــﺪ ﺍﻷﺣــﺪﺍﺙ ﻟﻴﻜﺘــﺐ ﻋــﻦ‬ ‫ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ‬

‫التغــ·ات السياســية والمجتمعيــة‬ ‫أطلقــت‬ ‫ ‬ ‫¸‬ ‫ا«خــ·ة المنطقــة العربيــة‪ ،‬‬ ‫و ســوريا خاصـ ًـة‪،‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫عــ·ت الروايــات‬ ‫ســياقاً تاريخيــاً جديــداً‪ ،‬كيــف ‪è‬‬ ‫الســورية المنشــورة عــن هــذا الســياق‪ ،‬وهــل مــن‬ ‫تغيـ ـ·ات مه ّمــة طــرأت عــ طــرق التعبـ ـ· هــذه‬ ‫با«رتباط بالحدث؟‬

‫´‬ ‫م‪Î‬حظــ‪ µ‬عــ هــذه الروايــات الجديــدة أنهــا‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫متورطــة جــداً الحــدث الســوري الراهــن‪،‬‬ ‫بعيــداً عــن التســميات‪ ،‬فالبعــض يســميه ثــورة‬ ‫والبعــض ‪Ó‬‬ ‫ا خــر حربــاً أهليــة أو مؤامــرة أو‬ ‫تســميات أخــرى عديــدة‪ ،‬لكــن ¯‬ ‫ا هــم هــو أن‬ ‫¯‬ ‫هــذه ¯‬ ‫ســا‪î‬‬ ‫ا حــداث هــي الموضــوع ا ‬ ‫ ‬ ‫لمعظــم الروايــات‪ .‬فيمــا قبــل كان هنــاك خــط‬ ‫واضــح جــداً ¯‬ ‫ا دب الســوري هــو أدب‬ ‫ ‬ ‫الســجون‪ ،‬أيضـاً كان هنــاك خــط العــودة للتاريــخ‬ ‫بهــدف تقديــم وجهــة نظــر سياســية عنــه كمــا‬ ‫عنــد خالــد خليفــة‪ ،‬والــذي توجــه بــدوره أيض ـاً‬ ‫بعــد ¯‬ ‫ا حــداث ليكتــب عــن الحــدث بصــورة‬ ‫‪º‬‬ ‫مبا‪Ý‬ة رواية الموت عمل شاق‪.‬‬ ‫هــل نســتطيع القــول إن ¸‬ ‫ا«حــداث كرســت‬ ‫الدور السيا‪¸ Ä‬‬ ‫ل دب هذه المرحلة؟‬ ‫ ‬ ‫ نســتطيع قــول ذلــك باعتقــادي‪ ،‬الفــرق أن‬ ‫توحــد حــول محــور واحــد لــدى‬ ‫الموضــوع ّ‬ ‫¯‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫الروائيــ وهــو ا حــداث ســوريا‪،‬‬ ‫جميــع‬ ‫ ‬ ‫والــ‪ µ‬هــي أحــداث سياســية بالدرجــة ¯‬ ‫´‬ ‫ا و¨‪.‬‬ ‫ ‬ ‫الكثــ¶ مــن التجــارب عــن ا عتقــال أو‬ ‫هنــاك‬ ‫ ‬ ‫الحصــار أو الظــروف غـ ـ¶ الطبيعيــة الـ ´‬ ‫ـ‪ µ‬مــر بهــا‬ ‫ ‬ ‫النــاس مؤخــراً‪ ،‬وهــذا ظهــر جليـاً لــدى الشــباب‬ ‫الذيــن كانــوا ‪º‬‬ ‫الع®ينيــات مــن عمرهــم ‬ ‫أثناء ‪ ،2011‬وشاهدوا الكارثة تحدث أمامهم‪.‬‬ ‫ﺗﻨﺤﺼــﺮ ﺍﻟﺘﺠــﺎﺭﺏ ﺍﻟﺠﺪﻳــﺪﺓ ﻋﻤﻮﻣــﺎً‬ ‫ﺿﻤﻦ ﻧﻮﻋﻴﻦ؛ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺻﻒ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭﺏ‬

‫‪20‬‬

‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﻘﺎﺳــﻴﺔ ﺍﻟﺘــﻲ ﻣــﺮﺕ ﺑﻬــﺎ ﺍﻟﻨــﺎﺱ ﻓــﻲ‬ ‫ﻫــﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘــﺮﺓ ﺩﺍﺧــﻞ ﺳــﻮﺭﻳﺎ ﻣــﻦ ﻧــﺰﻭﺡ‬ ‫ﻭﺍﻋﺘﻘــﺎﻝ ﻭﺗﻬﺠﻴــﺮ ﻭﺗﺪﻣﻴــﺮ ﻭﻋﻨــﻒ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻧــﻲ ﻫــﻮ ﺗﺠﺮﺑــﺔ ﺍﻟﻠﺠــﻮﺀ ﻭﺍﻟﺮﺣﻠــﺔ‬ ‫ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺃﻭ ﺑﻄﺮﻕ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻴﺔ‪.‬‬

‫هــل هنــاك محــاو«ت روائيــة لشــباب تصــل‬ ‫إ‪ Å‬الدار؟‬ ‫وصلنــا الســنة الماضيــة روايــة لشــابة مــن‬ ‫أســا‪ î‬عــن‬ ‫حمــص‪ ،‬تتحــدث الروايــة بشــكل‬ ‫ ‬ ‫¯‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬جــرت المدينــة‪ ،‬وهــي مــن‬ ‫ا حــداث ‬ ‫‪º‬‬ ‫المبــا‪Ý‬ة عــن المرحلــة لكــن ‬ ‫نــوع الروايــات‬ ‫تحمــل خطابـاً سياســياً واضحـاً‪ .‬تتحــدث الروايــة‬ ‫عــن الحيــاة اليوميــة للســكان ظــل ¯‬ ‫ا حــداث‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫مــرت بالمدينــة وأخبــار المظاهــرات‬ ‫الــ‪ّ µ‬‬ ‫ ‬ ‫والقمــع وا شــتباكات‪ .‬أيضــاً وصلنــا روايــة‬ ‫أخــرى شــبيهة تجــري أحداثهــا بالتــوازي مــع‬ ‫¯‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬جــرت مدينــة ال‪Î‬ذقيــة ‬ ‫ا حــداث ‬ ‫بدايــة الحــراك‪ .‬لكــن هــذه التجــارب جميعهــا‬ ‫‪º‬‬ ‫المبــا‪Ý‬ة‪ ،‬ليســت هــذه‬ ‫قــد تســقط فــخ‬ ‫¯‬ ‫محاولــة تقييــم للروايــات‪ ،‬وخاصــة أن ا حــداث‬ ‫مــا زالــت مســتمرة وتتطــور باســتمرار‪ ،‬لكــن‬ ‫الواضــح أن هنــاك تجــارب مـ ّـرت بهــا النــاس و ‬ ‫تجد طريقة للتعب¶ عنها‪ ،‬فتلجأ إ¨ ¯‬ ‫ا دب‪.‬‬ ‫ ‬ ‫تنحــ‪ é‬هــذه التجــارب الجديــدة عمومــاً ضمــن‬ ‫ ¯‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬مــرت‬ ‫نوعـ ـ ؛ ا ول وصــف للتجــارب القاســية الـ ‬ ‫بهــا النــاس هــذه الفـ ´ـ¶ة داخــل ســوريا مــن نــزوح‬ ‫ ‬ ‫والثــا‪ Õ‬هــو‬ ‫وتدمــ¶ وعنــف‪،‬‬ ‫وتهجــ¶‬ ‫واعتقــال‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫تجربــة اللجــوء والرحلــة عـ ‪Ô‬ـ¶ البحــر أو بطــرق غـ ـ¶‬ ‫‪ݺ‬عيــة‪ .‬هــذه القصــص هــي عنــ‪ é‬جــذب للقــارئ‬ ‫¯‬ ‫غــ¶‬ ‫الكثــ¶ مــن المعلومــات ‬ ‫ نهــا تحتــوي عــ ‬ ‫المعروفــة وتحمــل نوع ـاً مــن ا ثــارة لمعرفــة مــا‬ ‫حــدث‪ ،‬وخاصــة التجــارب الخاصــة بالســجون‬ ‫وا عتقــا ت‪ ،‬هنــاك رغبــة معرفــة مــا حصــل‬ ‫تشــكّل دافــع للقــراءة‪ ،‬هــذه المواضيــع تشــد‬ ‫أد‪ Õ‬أمر صعب‪.‬‬ ‫القارئ‪ ،‬ولكن تحويلها إ¨ عمل ‪ Ô‬‬ ‫ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟــﺬﻱ ﻳﺤﻤــﻞ ﺧﻄﺎﺑــﺎً ﺳﻴﺎﺳــﻴﺎً‬ ‫ﻣﺒﺎﺷــﺮﺍً ﻟــﻢ ﻳﻌــﺶ ﻛﻤــﺎ ﻋــﺎﺵ ﺍﻷﺩﺏ‬ ‫ﺍﻟــﺬﻱ ﺗﺠﻨــﺐ ﻫــﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄــﺎﺏ ﻟﺼﺎﻟــﺢ‬ ‫ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻓﻨﻴﺔ ﻭﺃﺩﺑﻴﺔ‪.‬‬

‫معايــ· ‬ ‫النــ لــدى الــدار ‬ ‫تغــ·ت‬ ‫ ‬ ‫هــل ‬ ‫ضوء ¸‬ ‫ا«حداث الراهنة؟‬

‫‪ © A Ticket To Atlantis – a play by: lina issa & Mayar Alexan‬اتجاهات – ثقافة مستقلة‬

‫¯‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬تتوافــق مــع‬ ‫نحــن نبحــث عــن ا عمــال ‬ ‫أهــداف الــدار ورؤيتهــا‪ ،‬ونحــاول أ نفــرض‬ ‫رقابــة مــن طرفنــا عــ ¯‬ ‫ا عمــال المقدمــة‪،‬‬ ‫نحبــذ الخطــاب‬ ‫نســتطيع القــول إننــا ّ‬ ‫‪º‬‬ ‫المبــا‪ ،Ý‬وهــذه مشــكلة يقــع فيهــا‬ ‫الســيا‪î‬‬ ‫ ‬ ‫الســيا‪ î‬يمكــن أن‬ ‫الخطــاب‬ ‫ً‪،‬‬ ‫ا‬ ‫دائمــ‬ ‫النــاس‬ ‫ ‬ ‫يوضــع مقــال أو منشــور عــ فيســبوك‪،‬‬ ‫أد‪ ،Õ‬هنــاك أســاليب ذكيــة ‬ ‫وليــس مكانــه عم ¯ــل ‪ Ô‬‬ ‫‪Ó‬‬ ‫¯‬ ‫ا دب لتقــدم ا حــكام وا راء السياســية‪ .‬لهــذه‬ ‫¯‬ ‫ا ســباب نحــن نحــاول ا بتعــاد قــدر المســتطاع‬ ‫عــن الخطــاب الســيا‪ î‬المبـ ‪º‬‬ ‫ـا‪ ،Ý‬والــذي أعتقــد‬ ‫أنــه يؤثــر جماليــة ¯‬ ‫ا دب‪ ،‬ســوا ًء كنــا نتحــدث‬ ‫ ‬ ‫ـط أو غ¶هــا‪¯ ،‬‬ ‫عــن ســوريا أو فلسـ ‬ ‫ا دب الــذي‬ ‫ ‬ ‫يحمــل خطاب ـاً سياســياً مبـ ‪º‬‬ ‫ـا‪Ý‬اً لــم يعــش كمــا‬ ‫عــاش ¯‬ ‫ا دب الــذي تجنــب هــذا الخطــاب‬ ‫لصالح أفكار فنية وأدبية‪.‬‬ ‫هــل هــذا يعــد ســبباً لتوجهكــم إ‪ Å‬نـ ـ أدب‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫عر‪å‬؟‬ ‫م·جم أك· من ن أدب سوري أو ‪ è‬‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬مررنــا بهــا ‬ ‫ ‪ ،‬هنــاك ســبب آخــر‪ ،‬الكارثــة الـ ‬ ‫ســوريا والمنطقــة العربيــة كبـ ـ¶ة جــداً‪ ،‬ونحــن‬ ‫نحــاول البحــث دائمــاً عــن تجــارب شــبيهة‬ ‫لتقديمهــا إ¨ القــارئ‪ .‬لنجيــب مــن خ‪Î‬لهــا عــن‬ ‫ســؤال‪ :‬كيــف عـ ‪ّ Ô‬ـ¶ الك ّتــاب عــن أحــداث شــبيهة‬ ‫¯‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫ـأ‪ Õ‬أغلــب ´ال¶جمــات‬ ‫با حــداث ســوريا؟ لذلــك تـ ‬ ‫مرت بثورات أو حروب أهلية أو‬ ‫مــن دول ّ‬

‫قمــع‪ ،‬مثــل كتــاب رســالة إ¨ الجـ ـ¶ال فرانكــو‪ 1‬عــن‬ ‫الحــرب ¯‬ ‫ا هليــة ا ســبانية‪ .‬أيضــاً ‪º‬ن®نــا كتابــاً‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬مــرت بأحــداث تشــبه‬ ‫يتحــدث عــن كمبوديــا والـ ‬ ‫¯‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬مررنــا بهــا ســوريا‪ ،‬حــ‪ µ‬يمكــن‬ ‫ا حــداث ¯الـ ‬ ‫وصفهــا با بشــع‪ ،‬حــدث فيهــا احتجاجــات جوبهــت‬ ‫بقمــع شــديد تطــور إ¨ حــرب أهليــة ومــن ثــم‬ ‫تدخــل خارجــي‪ .‬عــن طريــق هــذه ´ال¶جمــات نحــن‬ ‫ندعــو القــارئ إ¨ تأمــل كيفيــة معالجــة ¯‬ ‫ا دبــاء‬ ‫لتجاربهــم الخاصــة أثنــاء أحــداث شــبيهة‪ ،‬حـ ´ـ‪µ‬‬ ‫ا ساليب ¯‬ ‫نجد ¯‬ ‫ا مثل للحديث عن تجربتنا‪.‬‬ ‫هــل مــن أســماء لكتــاب شــباب جــدد ظهــرت‬ ‫ الســنوات الماضيــة؟ وهــل تفضــل الــدار‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫مكرس ؟‬ ‫الن لكتاب شباب أم لكتاب‬ ‫ا هــداف ¯‬ ‫تقديــم كاتــب جديــد هــو أحــد ¯‬ ‫ا ساســية‬ ‫با ضافــة إ¨ هــدف آخــر وهــو تقديــم‬ ‫للــدار‪ ،‬‬ ‫الشــعر والمــ®ح‪ ،‬عــ الرغــم مــن ضعــف هذيــن‬ ‫ ‬ ‫النوعــ مــن الناحيــة التســويقية‪ ،‬فالــكل يكتــب‬ ‫الشــعر لكــن أحــد يقــرأه‪ ،‬ولذلــك نســتطيع‬ ‫‪º‬ن® هذه النوعية من ¯‬ ‫ا عمال كل عام‪.‬‬ ‫مكرسـاً‬ ‫ليــس معيــاراً بالنســبة ¯إلينــا كــون الكاتــب ّ‬ ‫أو جديــداً‪ ،‬فالمعيــار ا ول هــو الجــودة والــذي‬ ‫´‬ ‫ال‪ µ‬من الممكن‬ ‫تدخل ضمنه ذائقة لجنة القراءة ‬ ‫ ‬ ‫الجــ¶ال فرانكــو‪ ،‬تــر‪ :‬عمــار‬ ‫‪ 1‬أرابــال فرنانــدو‪ ،‬رســالة إ¨‬ ‫¯‬ ‫ا تا‪ ،î‬دار ممدوح عدوان ‪º‬‬ ‫للن® والتوزيع‪ ،‬دمشق‪.2013 ،‬‬ ‫ ‬

‫‪21‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬

‫با ضافــة‬ ‫أن ترفــض عمـ‪ ً Î‬يعتـ ‪Ô‬ـ¶ه البعــض جيــداً‪ .‬‬ ‫إ¨ مراعــاة أن تتناســب ¯‬ ‫ا عمــال المقدمــة مــع‬ ‫التوجــه العــام للــدار‪ .‬وهنا توجد لدينا مشــكلة‬ ‫مكرســاً‪ ،‬هــذا‬ ‫مــع كــون‬ ‫الكاتــب مبتدئــاً أو ّ‬ ‫¯‬ ‫¯‬ ‫´‬ ‫´‬ ‫خ¶‪ .‬ح‪ µ‬ع صعيد ال¶جمة‪،‬‬ ‫عمله ا ول أو ا ‬ ‫ـ مكرسـ ‬ ‫نحــن نبحــث عــن ´م¶جمـ ‬ ‫ـ فقــط‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫هنــاك الكثـ ـ¶ مــن ´‬ ‫الم¶جمـ ‬ ‫ـ قدمــوا أعمالهــم‬ ‫¯‬ ‫´‬ ‫ ‬ ‫جمــ لهــم‬ ‫ا و¨ مــع الــدار‪ ،‬إضافــةً إ¨ م¶ ‬ ‫ ‬ ‫أسماؤهم مجال ´‬ ‫ال¶جمة طبعاً‪.‬‬ ‫ ‬ ‫هــل لديــك أمثلــة عــن أعمــال لكتــاب شــباب‬ ‫ ‬ ‫مكرس ن ت الدار أعمالهم مؤخراً؟‬ ‫ غ·‬ ‫‪º‬ن®نــا العــام ‪ 2016‬روايــة هــي العمــل ¯‬ ‫ا ول‬ ‫ ‬ ‫للكاتبة عتاب شــبيب تحت عنوان موســم سقوط‬ ‫الفراشــات‪ . 1‬أيضـاً ‪º‬‬ ‫ن®نــا روايــة حقــول الــذرة‪2‬‬ ‫¯‬ ‫¯‬ ‫الــروا‪ Õ‬ا ول‪،‬‬ ‫لســومر شــحادة وهــي عملــه‬ ‫ ‬ ‫والروايتــان تتحدثــان عــن ¯‬ ‫ا حــداث الراهنــة ‬ ‫سوريا ولكن تحم‪Î‬ن موقفاً سياسياً ‪º‬‬ ‫مبا‪Ý‬اً‪.‬‬ ‫نــ ت الــدار أو كانــت مهتمــة ‬ ‫هــل ‬ ‫بنــ ‬ ‫ ‬ ‫ســوري ؟ وهــل‬ ‫نصــوص م حيــة لكتــاب‬ ‫ ‬ ‫معايــ· وآليــات ‬ ‫نــ النصــوص‬ ‫تختلــف‬ ‫ ‬ ‫معاي· وآليات ن الروايات؟‬ ‫عن‬ ‫الم حية‬ ‫ ‬ ‫غالبــاً مــا تســتطيع الروايــة تغطيــة تكاليــف‬ ‫التوزيــع والنـ ‪º‬ـ® مــن خــ‪Î‬ل بيعهــا‪ ،‬لكــن المــ®ح‬ ‫ ‪ ،‬الموزعــون دائمـاً مــا يتجنبــون المــ®ح بحجــة‬ ‫قــراءه اختصاصيــون وجمهــوره محــدود‬ ‫أن ّ‬ ‫جــداً‪ ،‬غالب ـاً هــم طــ‪Î‬ب أو باحثــون أو أشــخاص‬ ‫معنيــون بالمــ®ح مــن ناحيــة أكاديميــة‪ ،‬وهــؤ ء‬ ‫قليلــون جــداً‪ .‬بينمــا الروايــة هنــاك مــن يشـ ´ـ¶ي‬ ‫ويقــرأ للمتعــة‪ .‬هــذا يؤثــر الكــم‪ ،‬فعــ ســبيل‬ ‫المثــال‪ ،‬يكــون لدينــا خطــة ‪º‬‬ ‫النــ® الســنوية‬ ‫‪º‬‬ ‫عـ ‪º‬ـ®ون كتاب ـاً نســتطيع أن نخصــص أكــ¶ مــن‬ ‫كتابـ ‬ ‫ـ أو ث‪Î‬ثــة منهــم للمــ®ح والشــعر‪ ،‬وهــذا‬ ‫¯‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫ـأ‪ Õ‬مــن رغبــة لدينــا نـ ‪º‬ـ® هــذه ا نــواع أكـ ‪º‬ـ¶‬ ‫يـ ‬ ‫´‬ ‫‪º‬‬ ‫ـ‪ µ‬يمكــن أن يعــود علينــا ن®هــا‬ ‫مــن الفائــدة الـ ‬ ‫من ناحية التسويق والبيع‪.‬‬ ‫عموم ـاً‪ ،‬نحــن مهتمــون بنـ ‪º‬ـ® المــ®ح‪ ،‬ولكننــا‬ ‫ننـ ‪º‬ـ® روايــة أكـ ‪º‬ـ¶ ¯ ســباب تســويقية وبنــا ًء عــ ‬ ‫رؤية لجنة القراءة أيضاً‪.‬‬ ‫تعملــون ع ن نصوص م حيــة جديدة لكتاب‬ ‫شــباب بالتعــاون مع مؤسســة مواطنــون‪ .‬فنانون؟‬ ‫وما هو انطباعك عن هذه النصوص؟‬ ‫‪ 1‬شــبيب عتــاب‪ ،‬موســم ســقوط الفراشــات‪ ،‬دار ممــدوح عــدوان ‪º‬‬ ‫للن®‬ ‫والتوزيع‪ ،‬دمشق‪.2015 ،‬‬ ‫‪ 2‬شــحادة ســومر‪ ،‬حقــول الــذرة‪ ،‬دار ممــدوح عــدوان للنـ ‪º‬ـ®‬ ‫والتوزيع‪ ،‬دمشق‪.2017 ،‬‬

‫الصغ ة لوائل قدور – عمان – ‪ © 2013‬وائل قدور‬ ‫من م®حية الغرف‬ ‫ ‬

‫لــم أطّلــع عــ النصــوص بعــد‪ ،‬لكــن اطّلعــت‬ ‫عــ أســماء الك ّتــاب‪ ،‬هــم شــباب يعملــون حاليـاً‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫و هــذه‬ ‫ مجــال المــ®ح ولهــم أســماؤهم‪ ،‬‬ ‫الحالــة نحــن نتشــارك مســؤولية ‪º‬‬ ‫النــ® مــع‬ ‫مؤسســة مواطنــون‪ .‬فنانــون‪ ،‬ووجــود الدكتــورة‬ ‫مــاري اليــاس ضمــن لجنــة تقييــم النصــوص هــو‬ ‫عامل مشجع ‪º‬‬ ‫أك¶ ‪º‬‬ ‫للن®‪.‬‬ ‫هنــاك تجربــة شــبيهة حدثــت بالتعــاون مــع‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ثمــا‪Õ‬‬ ‫يطــا‪ Õ‬منــذ نحــو‬ ‫المجلــس‬ ‫ ‬ ‫الثقــا ‪Ô‬ال¶ ‬ ‫ ‬ ‫ســنوات‪ ،‬حيــث أصدرنــا مجموعــة نصــوص‬ ‫م®حيــة لكتــاب شــباب جــدد مــن عـ ّـدة دول عربيــة‬ ‫¯‬ ‫تحــت عنوان م‪¤‬حيات عربية من ا لفية الثالثة‪3‬‬ ‫‪ .‬وكانــت النصــوص مكتوبة ضمن ورشــات عمل من‬ ‫تنظيــم المجلــس ‬ ‫ ‬ ‫ـا‪º ،Õ‬ن®نا هذا‬ ‫الثقا ‪Ô‬‬ ‫ال¶يطـ ‬ ‫ ‬ ‫الكتاب نصوصاً سورية إضافة إ¨ نصوص لكتاب‬ ‫عــرب آخريــن‪ .‬المحصلــة نحــن نعمــل عــ نـ ‪º‬ـ®‬ ‫المــ®ح وهــو أحــد أهدافنــا ¯‬ ‫ا ساســية كمــا‬ ‫ذكــرت‪ ،‬ولكننــا نفضــل دائمـاً أن نتشــارك مســؤولية‬ ‫النـ ‪º‬ـ® مــع جهــات تعمــل مجــال الكتابــة بشــكل‬ ‫‪º‬‬ ‫مبا‪ Ý‬وتشاركنا مسؤولية ا ختيار‪.‬‬ ‫هــل هنــاك دور نـ ـ ســورية أخــرى تعمــل‬ ‫ع ن الم ح؟‬ ‫ ‬ ‫ناجح من‬ ‫قليل جداً‪ ،‬مع أن الم®ح والشــعر غ¶‬ ‫الناحية التســويقية ولكــن‪ ،‬هناك اخت‪Î‬ف بينهما ع ‬ ‫ا نتاج؛ فكتابة الم®ح صعبة وق‪Î‬ئل من‬ ‫صعيد ‬

‫يتجــرأون عــ الخــوض فيهــا‪ .‬بينمــا ك ّتــاب الشــعر‬ ‫كـ ‪º‬ـ¶ جــداً‪ .‬هنــاك جــزء مــن الك ّتــاب أيض ـاً يبــدأون‬ ‫بكتابــة م®حيــة ثــم يقومــون بتحويلهــا إ¨ قصــة أو‬ ‫روايــة لســهولة ‪º‬‬ ‫النــ®‪ .‬بينمــا الشــعر مشــكلته أن‬ ‫النــاس تكتــب عــ مواقــع التواصــل ا جتماعــي‬ ‫ومــن ثــم تجمــع هــذه الكتابــات ‪º‬‬ ‫وتن®هــا تحــت‬ ‫التعبــ¶ عــن‬ ‫مســمى ديــوان شــعر‪ ،‬خاصــةً وأن‬ ‫ ‬ ‫الــذات مــن خــ‪Î‬ل الشــعر ســهل‪¯ ،‬‬ ‫ا دوات هنــا‬ ‫أبســط مــن أنــواع أدبيــة أخــرى‪ .‬النــص الم®حــي ‬ ‫حاجــة إ¨ عمــل كثـ ـ¶ ومجهــد‪ ،‬وهنــاك الكثـ ـ¶ مــن‬ ‫الكتــاب يفضلــون ‪ä‬ف هــذا الجهــد عــ كتابــة‬ ‫روايــة تعــود عليهــم بفوائــد تســويقية ‪º‬‬ ‫ون®هــا‬ ‫أســهل‪ .‬والم®حيــات بشــكل عــام تكتــب لتعــرض‬ ‫بالدرجة ¯‬ ‫ا و¨ وليس ‪º‬‬ ‫لتن®‪.‬‬ ‫هــل تعتقــد أن نــص المــ ح قابــل للنـ ـ ‪ ،‬أم‬ ‫من ¸‬ ‫ا«فضل أن يقدم ع الخشبة ‬ ‫مبا‪ً ç‬ة؟‬ ‫صعبــة هــي ا جابــة عــن هــذا الســؤال! هــذا‬ ‫الســؤال عــن الع‪Î‬قــة بـ ‬ ‫ـ النــص والعــرض‪ ،‬مث ـ‪ً Î‬‬ ‫قمنــا ‪º‬‬ ‫بنــ® نصــوص م®حيــة ك‪Î‬ســيكية ســورية‬ ‫وواجهنــا ســؤال إن كان النــص المكتــوب هــو نفســه‬ ‫الــذي قــدم عــ المــ®ح أم ؟ الســؤال هــو أن‬ ‫الكاتــب الم®حــي عندمــا يكتــب م®حيــة يفكــر ‬ ‫العرض أم ‪º‬‬ ‫الن®؟ غالباً يفكر العرض‪.‬‬ ‫‪ 3‬خـ ـ‪ é‬أرزة وأخــرون‪ ،‬م®حيــات عربيــة مــن ¯‬ ‫ا لفيــة الثالثــة‪،‬‬ ‫ ‬ ‫‪º‬‬ ‫الثقــا ‬ ‫والمجلــس‬ ‫للنــ® والتوزيــع‬ ‫دار ممــدوح عــدوان‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫يطا‪ ،Õ‬دمشق‪.2011 ،‬‬ ‫‪Ô‬ال¶ ‬

‫‪22‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬

‫ﺟﻌﻠــﺖ ﺍﻟﺠﻮﺍﺋــﺰ ﻣــﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳــﺎﺕ ﻭﺃﺧﺒﺎﺭﻫــﺎ‬ ‫ﺟــﺰﺀﺍً ﻣــﻦ ﺍﻷﺧﺒــﺎﺭ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴــﺔ ﺍﻟﺘــﻲ ﺗﻬﺘــﻢ‬ ‫ﺑﻬــﺎ ﺍﻟﻨــﺎﺱ‪ ،‬ﻭﻫــﺬﺍ ﻣﻔﻴــﺪ ﻟــﺪﻭﺭ ﺍﻟﻨﺸــﺮ‬ ‫ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﻭﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺞ‪.‬‬

‫هــل تؤثــر الجوائــز المخصصــة للكتــاب ‬ ‫النــ المتبعــة؟ وهــل هــذا ¸‬ ‫ ‬ ‫ا«ثــر‬ ‫آليــات‬ ‫أم‬ ‫سل ؟‬ ‫إيجا‪å‬‬ ‫‪ è‬‬ ‫‪ è‬‬ ‫متشــعبة وصعبــة‪،‬‬ ‫ ا جابــة عــن هــذا الســؤال‬ ‫ّ‬ ‫إيجــا‪ Õ‬لهــذه الجوائــز مــن ناحيــة‬ ‫هنــاك أثــر‬ ‫‪ Ô‬‬ ‫تقريــب الك ّتــاب مــن الجمهــور‪ ،‬فالجمهــور أصبــح‬ ‫ ‬ ‫الحاصلــ عــ الجوائــز‬ ‫مهتمــاً با طــ‪Î‬ع عــ ‬ ‫¯‬ ‫ا دبيــة‪ ،‬يراجعــون القوائــم القصـ ـ¶ة والطويلــة‬ ‫¯‬ ‫´‬ ‫لل¶شــيحات ويتــم التســوق كثـ ـ¶ مــن ا حيــان‬ ‫عــ أساســها‪ .‬جعلــت الجوائــز مــن الروايــات‬ ‫¯‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬تهتــم‬ ‫وأخبارهــا جــزءاً مــن ا خبــار اليوميــة الـ ‬ ‫بهــا النــاس‪ ،‬وهــذا مفيــد لــدور النـ ‪º‬ـ® أيضـاً مــن‬ ‫ناحيــة التســويق ´‬ ‫وال¶ويــج‪ .‬ســوا ًء كانــت الجائــزة‬ ‫نوبــل أو أي جائــزة أخــرى عربيــة أو عالميــة‪،‬‬ ‫كبــ¶ة‪ ،‬هــي تســاعد عــ ´ال¶ويــج‬ ‫صغــ¶ة أو ‬ ‫ ‬ ‫وتســاهم تكريــس ك ّتــاب جــدد وتزيــد مــن‬ ‫ ا قبــال عــ القــراءة وتعطــي القــراءة بعــد‬ ‫اجتماعــي‪" ،‬هــل قــرأت الكتــاب الــذي حــاز عــ ‬ ‫جائــزة البوكــر؟" أصبحــت تشــبه "هــل شــاهدت‬ ‫الفيلــم الــذي حصــل عــ ¯‬ ‫ا وســكار؟" وهــذا‬ ‫يحــدث بغــض النظــر عــن قيمــة الكتــاب ¯‬ ‫ا دبيــة‪،‬‬ ‫لكن المهم أنه يقرب الناس من القراءة ‪º‬‬ ‫أك¶‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫هل تســاهم هذه الحالة بظلم تجارب معينة؟‬ ‫طبعــاً‪ ،‬لذلــك قلــت إن الموضــوع متشــعب‬ ‫وا جابــة صعبــة‪ ،‬إذ يصعــب وصــف أثــر الجوائــز‬ ‫ ‬ ‫بكونــه إيجابي ـاً أو ســلبياً فقــط‪ .‬هنــاك ك ّتــاب يتــم‬ ‫تكريســهم مــن خــ‪Î‬ل الجوائــز وأصبحــوا متوقعـ ‬ ‫ـ ‬ ‫´ل¶شــيحات البوكــر كل عــام‪ ،‬وهنــاك دور نـ ‪º‬ـ®‬ ‫أصبحــت ت‪Î‬حــق الجوائــز‪ ،‬وتســعى إليهــا ‬ ‫معايـ ـ¶ النـ ‪º‬ـ®‪ ،‬مث ـ‪ ً Î‬يمكــن توقــع أن كاتــب معـ ‬ ‫ـ ‬ ‫مــع موضــوع معـ ‬ ‫ـ يمكــن أن يحصــل عــ جائــزة‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫‪º‬‬ ‫ـ‪ µ‬لــم‬ ‫ حــال النــ®‪ ،‬أيض ـاً أصبحــت الكتــب الـ ‬ ‫تحصــل عــ جوائــز مظلومــة والنــاس تبتعــد عــن‬ ‫قراءتهــا‪ ،‬تنـ ‪º‬ـ® أكـ ‪º‬ـ¶ مــن خمســمئة روايــة عربيــة‬ ‫كل عــام والنــاس تقــرأ ســوى روايــة واحــدة هــي‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬حــازت عــ البوكــر‪ ،‬القــراءة بحــد ذاتهــا‬ ‫ ‬ ‫إيجــا‪ Õ‬شــك‪ ،‬لكــن عــدم ا هتمــام‬ ‫فعــل‬ ‫‪ Ô‬‬ ‫خاصةً‬ ‫أثر‬ ‫له‬ ‫والشباب‬ ‫الجميع‬ ‫بتجارب‬ ‫سل‪.µ‬‬ ‫‪ Ô‬‬

‫ﺇﺫﺍ ﺍﻃﻠﻌــﺖ ﻋﻠــﻰ ﺟﻮﺍﺋــﺰ ﻧﻮﺑــﻞ ﻟــﻶﺩﺍﺏ‬ ‫ﺍﻷﺧﻴــﺮﺓ ﺳــﺘﺠﺪ ﺗﻜﺮﻳﺴــﺎً ﻟﻔﻜــﺮﺓ ﺃﻥ ﺍﻷﺩﺏ‬ ‫ﻫــﻮ ﺷــﻲﺀ ﺃﺷــﻤﻞ ﻣــﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑــﺔ ﻟﻠﺮﻭﺍﻳــﺔ‬ ‫ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻌﺮ‪،‬‬

‫كيــف أثــرت وســائل التواصــل الحديثــة وانتشــار‬ ‫ ‬ ‫ا« ‬ ‫ا«نتــاج؟ هــل‬ ‫لك·ونيــة آليــات ‪â‬‬ ‫الكتــب ‪â‬‬ ‫ســهلت التواصــل مــع جمهــور القـ ّـراء والكتــاب‬ ‫أينمــا كانوا؟ أم طغــت آثارها الســلبية المتعلقة‬ ‫بالبيع وحقوق ‬ ‫الن ع ذلك؟‬ ‫الرد ع هذا السؤال طويل ¯ نه يتضمن ‬ ‫سؤال ؛‬ ‫ الســؤال ¯‬ ‫ا ول وعــ صعيــد منصــات النـ ‪º‬ـ®‬ ‫ ‬ ‫الجديــدة‪ ،‬حصــل تغيـ ـ¶ طبع ـاً‪ ،‬أســلوب النـ ‪º‬ـ®‬ ‫ســابقاً كان يقتــ‪ é‬عــ الكتــاب المطبــوع‪،‬‬ ‫والــذي يعتمــد النــاس عليــه ‪Ó‬‬ ‫ا ن بقــدر‬ ‫اعتمادهــم عــ المدونــات أو وســائل التواصــل‬ ‫ ‬ ‫قــرا ًء‬ ‫ا جتماعــي للقــراءة‪ ،‬وهنــاك مــن بــ‪ّ µ‬‬ ‫ ‬ ‫ومتابع من الكتابة ع الفيسبوك فقط‪.‬‬ ‫هنــا يطــرح ســؤال عــن كــون هــؤ ء كتاب ـاً أم ؟‬ ‫ـ‪Î‬داب ¯‬ ‫إذا اطلعــت عــ جوائــز نوبــل لـ ‪Ó‬‬ ‫ا خـ ـ¶ة‬ ‫¯‬ ‫‪º‬‬ ‫‪î‬ء أشــمل‬ ‫ســتجد تكريس ـاً لفكــرة أن ا دب هــو ‬ ‫مــن الكتابــة للروايــة أو المــ®ح أو الشــعر‪ ،‬مثــل‬ ‫¯‬ ‫خــ¶ة‬ ‫حالــة بــوب ديلــن )‪ (Bob Dylan‬ا ‬ ‫والــذي لــم يكتــب ســوى كتاب ـاً واحــداً حياتــه‬ ‫ولكنــه حــاز عــ نوبــل ‪Ó‬‬ ‫لــ‪Î‬داب عــن كتابتــه‬ ‫¯ ‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬حــازت عــ نوبــل‬ ‫ل‪ Î‬‬ ‫غــا‪ ،Õ‬أيضــاً الكاتبــة ‬ ‫قبلــه عــام ‪ ،2015‬ســفيت‪Î‬نا أليكســييفيتش‬ ‫)‪ ،(Svetlana Alexievich‬وهــي تكتــب شــهادات‬ ‫¯‬ ‫روا‪ ، Õ‬ولــم تنتــج أدبـاً بالمعـ ـ‪µ‬‬ ‫صحفيــة بأســلوب ‬ ‫التقليــدي للكلمــة‪ .‬هــذا الشــكل الجديــد نحــن غـ ـ¶‬ ‫معتاديــن عليــه‪ .‬أيضـاً هنــاك ســؤال آخــر مطــروح‬ ‫حــول الكتابــة عــ منصــة كموقــع فيســبوك؛ هــل‬ ‫يجــب طبــع هــذه الكتابــات ليصبــح هــؤ ء كتابـاً؟‬ ‫أم أن النـ ‪º‬ـ® يحــدث مبـ ‪º‬‬ ‫ـا‪ً Ý‬ة ولســنا حاجــة إ¨‬ ‫طباعتــه أصـ‪Î‬؟ هــذه ¯‬ ‫ا ســئلة يمكــن طرحهــا أيضـاً‬ ‫ً‬ ‫عــ الشــهادات‪ ،‬عــ ســبيل المثــال‪ ،‬هنــاك مــن‬ ‫يكتــب شــهادة عــن الســجن ويطبعهــا كتــاب‪،‬‬ ‫لمــاذا تطبــع هــذه الشــهادة؟ هــذا نــوع جديــد مــن‬ ‫¯‬ ‫وبالتا¨ يتطلب آليات ‪º‬ن® مختلفة‪.‬‬ ‫ا دب‬ ‫ ‬ ‫لــم يعــد الك ّتــاب يفكــرون النـ ‪º‬ـ® وتفاصيلــه‪،‬‬ ‫‪º‬‬ ‫عــ¶‬ ‫فحينمــا يكتبــون شــيئاً يكتبونــه‬ ‫مبــا‪ً Ý‬ة ‪Ô‬‬ ‫الفيســبوك وهــذا يصــل إ¨ الجمهــور‪ ،‬هنــاك‬ ‫العســاف ‬ ‫وعســاف ّ‬ ‫تجــارب مثــل عبــود ســعيد‪ّ ،‬‬

‫ ‬ ‫المتابعــ ‬ ‫يمكــن تجاهلهــا ¯ ن لديهــا مئــات‬ ‫والقــراء‪ ،‬ومــن يكتبهــا يكتــب بهــدف ¯‬ ‫ا دب وهــو‬ ‫ّ‬ ‫ ا متــاع‪ .‬إضافــةً إ¨ أن بعــض هــذه النصــوص ‬ ‫تحمــل خطابــاً سياســياً ‪º‬‬ ‫مبــا‪Ý‬اً‪ ،‬ولكنــه جديــد‬ ‫ ‬ ‫ومم¶‪ ،‬كتجربة رشا عباس ع سبيل المثال‪.‬‬ ‫´‬ ‫أمــا بالنســبة إ¨ الكتــب ا لك¶ونيــة فهــي منصــة‬ ‫‪º‬‬ ‫للنــ®‪ ،‬وهــي مختلفــة عــن ال‪،PDF‬‬ ‫جديــدة‬ ‫ ‬ ‫الكتــاب ا لكـ ´‬ ‫و‪ Õ‬يدعــى ‪ EPUB‬ويتــم بيعــه كمــا‬ ‫ـ¶‬ ‫ ‬ ‫الكتــب الورقيــة‪ ،‬هــذا الشــكل حاليــاً يضمــن‬ ‫القــراء جميــع أنحــاء العالــم‬ ‫الوصــول إ¨‬ ‫ّ‬ ‫´‬ ‫بسهولة عن طريق المتاجر ا لك¶ونية‪.‬‬ ‫ما هو حال البيع ع هذا النوع المنصات؟‬ ‫ ‬ ‫الــكا ‪ ¯ ،‬ن الكتــاب يــ®ق‬ ‫ليــس بالقــدر‬ ‫ ‬ ‫بســهولة ويعــاد تحميله بصيغــة ‪ ،PDF‬لكن هناك‬ ‫البعــض ممــن يبحثــون عــن كتــب معينــة ‬ ‫يســتطيعون الوصــول إليهــا إ مــن خــ‪Î‬ل هــذه‬ ‫المنصــات‪ ،‬وخاصــةً أوروبــا وأمـ ـ¶كا والخليــج‬ ‫العــر‪ ،Õ‬بســبب ســهولة ‪º‬‬ ‫الــ®اء مــن خــ‪Î‬ل‬ ‫‪ Ô‬‬ ‫ ا ´ن¶نــت هــذه البلــدان‪ .‬طبعــاً الخليــج‬ ‫مجتمــع قــارئ بامتيــاز‪ ،‬ويســتخدم هــذه‬ ‫المنصــات كثـ ـ¶اً ¯ نــه معتــاد عــ الـ ‪º‬ـ®اء مــن‬ ‫ ا ´ن¶نــت ولديــه القــدرة الماليــة لذلــك‪ ،‬هنــاك‬ ‫‪ݺ‬اء بشــكل يومــي يتــم مــن خــ‪Î‬ل هــذه‬ ‫المنصــات لصالــح دول الخليــج‪ .‬أيضــاً جربنــا‬ ‫نـ ‪º‬ـ® كتــب صوتيــة مؤخــراً‪ ،‬وكان ا قبــال عليهــا‬ ‫مقبــو ً‪ ،‬ولكــن هــذه الفكــرة مــا زالــت مركــزة ‬ ‫دول الخليــج فقــط‪ ،‬أحــد ممـ ‬ ‫ـ¶ات النـ ‪º‬ـ® صوتيـاً‬ ‫ ‬ ‫أن الكتــاب يتعــرض للقرصنــة هــذه‬ ‫´‬ ‫ـور أســهل‪ ،‬الكتــاب‬ ‫الحالــة‪ ،‬قرصنــة الكتــاب الـ ‬ ‫´‬ ‫ـو‪ Õ‬حاجــة إ¨ وقــت أطــول وجهــد أكـ ‪Ô‬ـ¶‬ ‫الصـ ‬ ‫لنســخه‪ .‬وعــ الرغــم مــن حداثــة الفكــرة فــإن‬ ‫المجتمــع الخليجــي يتقبلهــا ويتفاعــل معهــا‪،‬‬ ‫مث ـ‪ ،ًÎ‬هنــاك مســافات طويلــة يقضيهــا النــاس‬ ‫هنــا المواصــ‪Î‬ت‪ ،‬وهــذا يشــجعهم عــ ‬ ‫´‬ ‫صو‪ Õ‬وسماعه خ‪Î‬ل الرحلة‪.‬‬ ‫‪ݺ‬اء كتاب ‬ ‫عــر‪ Õ‬هــذا‬ ‫الســعودية هــي أقــوى ســوق ‪ Ô‬‬ ‫وا مــارات أيضــاً لديهــم نســبة ‪ݺ‬اء‬ ‫المجــال‪ ،‬‬ ‫ ‬ ‫لعاملــ همــا ا هتمــام‬ ‫عاليــة‪ ،‬هــذا يعــود‬ ‫ ‬ ‫ال®ائيــة ¯‬ ‫بالثقافــة والقــدرة ‪º‬‬ ‫ل‪Î‬فــراد‪ ،‬بيــع كتــاب ‬ ‫ســوريا صعــب جــداً‪ ،‬هنــا الموضــوع أســهل بكثـ ـ¶‪،‬‬ ‫ ‬ ‫ـا موجــودة المجتمــع‬ ‫ثقافــة ‪ݺ‬اء المنتــج الثقـ ‬ ‫الخليجــي‪ ،‬وهــذا مــا يســهل عمــل دور ‪º‬‬ ‫النــ®‬ ‫ويفتح الباب للمنصات ا ´‬ ‫لك¶ونية الجديدة‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬

‫ﻟــﻦ ﻳﻠﻐــﻲ ﺍﻟﻨﺸــﺮ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧــﻲ ﺍﻟﻨﺸــﺮ‬ ‫ﺍﻟﻮﺭﻗــﻲ‪ ،‬ﻭﻟــﻦ ﻳﻠﻐــﻲ ﺍﻟﻨﺸــﺮ ﺍﻟﻮﺭﻗــﻲ‬ ‫ﺍﻟﻨﺸــﺮ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧــﻲ ﺃﻳﻀــﺎً ‪ .‬ﻋﻠــﻰ ﺍﻟﻤــﺪﻯ‬ ‫ﺍﻟﻘﺼﻴــﺮ ﻫﻨــﺎﻙ ﺃﻓﻀﻠﻴــﺔ ﻟﻠﻨﺸــﺮ ﺍﻟﻮﺭﻗــﻲ‪،‬‬ ‫ﺟﻴــﻼ ﺃﻭ ﺟﻴﻠﻴــﻦ ﻋﻠــﻰ ﺍﻷﻗــﻞ‬ ‫ﻧﺤﺘــﺎﺝ‬ ‫ً‬ ‫ﺣﺘــﻰ ﻧﺴــﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﺤــﺪﺙ ﻋــﻦ ﺗﻜﺮﻳــﺲ‬ ‫ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ‪.‬‬

‫هــل يغطــي البيــع بهــذه الطريقــة تكاليــف‬ ‫معينــة؟ وهــل يمكــن أن يشــكل بديــ ً عــن‬ ‫ ‬ ‫الور ؟‬ ‫البيع‬ ‫ ‬ ‫مــن المبكــر الحديــث عــن أن تصبــح بدي ـ‪ ،ًÎ‬مــا‬ ‫زال اعتمادنــا ¯‬ ‫´‬ ‫الــور ‬ ‫ســا‪ î‬عــ الكتــاب‬ ‫ا ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫والبيــع والمعــارض‪ ،‬نســبة مبيعــات الكتــب‬ ‫ ا ´‬ ‫لك¶ونيــة مــا زالــت قليلــة‪ ¯ ،‬ن الــذي يقــرأ‬ ‫كتابــاً ´‬ ‫إلك¶ونيــاً يمكنــه قــراءة كتــاب مقرصــن‬ ‫¯‬ ‫أيضــاً‪ ،‬كمــا أن ا جهــزة الذكيــة القــادرة عــ ‬ ‫التعامــل مــع هــذه التطبيقــات ليســت متوفــرة‬ ‫‪º‬‬ ‫بكــ¶ة‪ .‬هــذا ‪º‬‬ ‫مــ®وع للمســتقبل‪ ،‬أن تملــك‬ ‫صغــ¶اً فيــه ‪º‬‬ ‫جهــازاً لوحيــاً‬ ‫عــ®ة آ ف كتــاب‬ ‫ ‬ ‫بد ً من مكتبة فيها ألف كتاب‪.‬‬ ‫عمومــاً‪ ،‬هــذا شــكل جديــد ‪º‬‬ ‫للنــ®‪ ،‬هــو ككل‬ ‫‪º‬‬ ‫‪î‬ء جديــد لــن يؤثــر بصــورة جذريــة‪ ،‬لــن‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫و‪º Õ‬‬ ‫يلغــي ‪º‬‬ ‫الــور ‪ ،‬ولــن‬ ‫النــ®‬ ‫النــ® ا لكــ¶ ‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫‪º‬‬ ‫يلغــي ‪º‬‬ ‫و‪ Õ‬أيضــاً‪.‬‬ ‫النــ®‬ ‫الــور النــ® ا لكــ¶ ‬ ‫ ‬ ‫القصــ¶ هنــاك أفضليــة ‪º‬‬ ‫للنــ®‬ ‫عــ المــدى‬ ‫ ‬ ‫ـ عــ ¯‬ ‫´‬ ‫ا قــل حــ‪´µ‬‬ ‫ـور ‪ ،‬نحتــاج جيـ‪ ً Î‬أو جيلـ ‬ ‫الـ ‬ ‫نستطيع التحدث عن تكريس لهذا الشكل‪.‬‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎً ‪ :‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﺎﻗﻲ‬

‫´‬ ‫ـا اللبنانيــة منــذ زمــن نـ ‪º‬ـ®‬ ‫ســاهمت دار السـ ‬ ‫ ‬ ‫الســوري ‪،‬‬ ‫العديــد مــن أعمــال الكتــاب‬ ‫واســتمرت ذلــك بعــد ا نفجــار الســوري‪ ،‬إذ‬ ‫ا عمــال ¯‬ ‫نـ ‪º‬ـ®ت العديــد مــن ¯‬ ‫ا دبيــة الســورية‪،‬‬ ‫منهــا مــا نُ ‪º‬‬ ‫ــ® بالتعــاون مــع صناديــق دعــم‬ ‫´‬ ‫‪º‬‬ ‫ومح¶فــات كتابــة‪ ،‬ومنهــا مــا نــ® بشــكل‬ ‫ ‬ ‫مبـ ‪º‬‬ ‫ـا‪ .Ý‬التقينــا بمديــرة قســم التحريــر الــدار‬ ‫‪1‬‬ ‫التا¨ ‪.‬‬ ‫رانيا المعلم وكان الحوار ‬ ‫معظــم الروايــات الســورية المنشــورة مؤخــراً‪،‬‬ ‫وخاصــة الروايــات للكتــاب المكرسـ ‬ ‫ـ ‪ ،‬نـ ـ ت‬ ‫مــن قبــل دور نـ ـ عربيــة )لبنانيــة أو م يــة أو‬ ‫خليجيــة(‪ ،‬مــا هــو ســبب عــزوف دور ‬ ‫النــ ‬

‫الســورية عــن ‬ ‫نــ الروايــات المحليــة؟ ومــا‬ ‫هــو ســبب ا«هتمــام بالروايــة الســورية مــن‬ ‫قبل ‬ ‫النا‪ç‬ين العرب؟‬ ‫حركــة ‪º‬‬ ‫النــ® ســوريا كانــت ضعيفــة أصــ‪،ًÎ‬‬ ‫وزاد هــذا الضعــف بعــد الحــرب‪ .‬غالب ـاً مــا كان‬ ‫يلجــأ الك ّتــاب الســوريون إ¨ ‪º‬‬ ‫النــ® لبنــان‪:‬‬ ‫حنــا مينــا مثـ‪ Î‬قدمتــه دار ‪Ó‬‬ ‫ا داب‪ ،‬حيــدر حيــدر‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫‪º‬‬ ‫‪º‬‬ ‫وهــا‪ Õ‬الراهــب نــ®ت أعمالهمــا دور نــ®‬ ‫ ‬ ‫لبنانيــة‪ .‬ليــس جديــداً أن يتوجــه الك ّتــاب‬ ‫الســوريون إ¨ دور نـ ‪º‬ـ® خــارج ســوريا‪ .‬بالطبــع‪،‬‬ ‫أصبــح النـ ‪º‬ـ® اليــوم ســوريا أصعــب بســبب‬ ‫ظــروف الحــرب‪ .‬أعتقــد أن ¯‬ ‫ا جــدى أن نســأل‬ ‫إذا كانــت دور النـ ‪º‬ـ® الســورية تســتطيع العمــل‬ ‫ضمــن الظــروف الحاليــة‪ ،‬كيــف تســوق وتشــحن‬ ‫وتطبع‪...‬إلخ؟‬ ‫ﻟﻴــﺲ ﻣــﻦ ﺩﻭﺭ ﺍﻷﺩﺏ ﺃﻥ ﻳﻌﺒــﺮ ﻋــﻦ‬ ‫ـﺮﺍﻉ ﻣــﺎ ﻳــﺰﺍﻝ‬ ‫ﻣﻮﺍﻗــﻒ ﺳﻴﺎﺳــﻴﺔ ﺗﺠــﺎﻩ ﺻـ ٍ‬ ‫ﻗﺎﺋﻤــﺎً ‪ ،‬ﻭﺍﻻﻫﺘﻤــﺎﻡ ﺍﻟﻐﺮﺑــﻲ ﺑــﺎﻷﺩﺏ‬ ‫ﺍﻟﺴــﻮﺭﻱ ﺣﺎﻟﻴــﺎً ﺗﺠــﻮﺯ ﻣﺴــﺎﺀﻟﺘﻪ‪ ،‬ﻫــﻞ‬ ‫ﻫــﻮ ﻣﻔﻴــﺪ ﻟــﻸﺩﺏ؟ ﺃﻧــﺎ ﺍﻋﺘﻘــﺪ ﺃﻥ ﺩﻭﺭ‬ ‫ﺍﻷﺩﺏ ﻫــﻮ ﺑﻨــﺎﺀ ﻭﻋــﻲ ﻳﺆﺳــﺲ ﻟﻔﻌــﻞ‬ ‫ﺍﻟﺘﻐﻴﻴــﺮ ﻭﻻ ﻳﻤﻜــﻦ ﺃﻥ ﻳﻜــﻮﻥ ﺗﻌﺒﻴــﺮﺍً‬ ‫ﻣﺒﺎﺷــﺮﺍً ﻭﺁﻧﻴــﺎً ﻋــﻦ ﻫــﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴــﺮ ﺍﻟﺤﺎﺻــﻞ‬ ‫ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﻴﺆﺩﻱ‪.‬‬

‫بــ ســابقاً ‪Ñ‬‬ ‫مــا هــو الفــرق ‬ ‫وا«ن بخصــوص‬ ‫التعامــل مــع دور نـ ـ غـ ـ· ســورية؟ هنــاك‬ ‫ ‬ ‫ع قــة قديمــة ‬ ‫الســوري ودور‬ ‫بــ الك ّتــاب‬ ‫النـ ـ غـ ـ· الســورية‪ ،‬هــل طــرأت تغيـ ـ·ات‬ ‫ما ع هذه الع قة مؤخراً؟‬ ‫طبع ـاً هنــاك اختــ‪Î‬ف‪Ó ،‬‬ ‫ا ن هنــاك هجمــة مــن‬ ‫ ‬ ‫‪º‬‬ ‫بــرأ‪Õ‬‬ ‫النــ® عــ الك ّتــاب‬ ‫دور‬ ‫الســوري ‪ ،‬‬ ‫الشــخ‪ ã‬ليســت صحيــة‪ ،‬وهنــاك فــورة ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫الكتابــة الســورية أســتطيع أن أعــرف اليــوم إن‬ ‫كانــت صحيــة أم ‪¯ .‬‬ ‫ا دب يبقــى أدبــاً وجــودة‬ ‫¯‬ ‫النــص هــي المعيــار ا ســا‪º î‬‬ ‫للنــ®‪ .‬نحــن ‬ ‫ ‬ ‫نتعاطــى مــع النــص مــن منظــور جنســية كاتبــه أو‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬مــر بهــا أثنــاء الكتابــة‪ ،‬نحــن‬ ‫الظــروف ‬ ‫¯‬ ‫نحكــم عــ النــص مــن الناحيــة ا دبيــة والفنيــة‬ ‫جيــد وقابــل للنـ ‪º‬ـ® كل زمــان‬ ‫فقــط؛ هــل هــو ّ‬ ‫ومكان؟ هل يمكن أن يعيش ويبقى؟‬ ‫¯‬ ‫يعــ¶ عــن مواقــف‬ ‫ليــس مــن دور ا دب أن ‪Ô‬‬ ‫‪ä‬اع مــا يــزال قائمـاً‪ ،‬وا هتمــام‬ ‫سياســية تجــاه‬ ‫ٍ‬

‫الغــر‪ Õ‬بـ ¯‬ ‫ـا دب الســوري حاليـاً تجــوز مســاءلته‪،‬‬ ‫‪Ô‬‬ ‫ـ‪Î‬دب؟ أنــا أعتقــد أن دور ¯‬ ‫هــل هــو مفيــد لـ ¯‬ ‫ا دب‬ ‫هــو بنــاء تراكــم وعــي يؤســس لفعــل التغيـ ـ¶‬ ‫تعبــ¶اً ‪º‬‬ ‫مبــا‪Ý‬اً وآنيــاً عــن‬ ‫و يمكــن أن يكــون‬ ‫ ‬ ‫إ م‬ ‫هــذا‬ ‫وغــ¶ المعــروف َ‬ ‫التغيــ¶ الحاصــل ‬ ‫ ‬ ‫ســيؤدي‪ .‬هنــا يكمــن الفــرق التعامــل مــع‬ ‫¯‬ ‫ا دب الســوري بـ ‬ ‫ـ اليــوم وســابقاً‪ ،‬ســابقاً كان‬ ‫يتــم تقييــم ¯‬ ‫ا دب الســوري مــن ناحيــة أدبيــة‪،‬‬ ‫¯‬ ‫وا هتمــام بــه كان مــن بــاب ا هتمــام بــا دب‬ ‫الجميــل ¯‬ ‫وا صيــل‪ ،‬بينمــا أصبــح ا هتمــام‬ ‫العالمــي اليــوم بالشــأن الســوري هــو المعيــار‬ ‫الــذي تقــدم عــ أساســه ¯‬ ‫ا عمــال‪ .‬يمكــن‬ ‫¯‬ ‫لــ‪Î‬دب أن ينشــغل بيوميــات ومواقــف وردود‬ ‫فعــل لحظيــة عــ حــدث راهــن‪ ،‬هــذا يتعــارض‬ ‫مــع وظيفتــه‪ ،‬إذ يفقــد ¯‬ ‫ا دب هــذه الحالــة‬ ‫ـيا‪ ،î‬وهــذا النــوع‬ ‫وظيفتــه لصالــح الشــأن السـ ‬ ‫مــن الكتابــة ينتهــي مــع انتهــاء الظــرف أو‬ ‫انحســار ا هتمــام بــه عالمي ـاً‪ .‬حــظ أن ¯‬ ‫ا دب‬ ‫العالمــي الــذي كُتــب عــن الثــورات والحــروب‪،‬‬ ‫غالبــاً مــا كان يكتــب بعــد وقــت طويــل عــ ‬ ‫انقضــاء الظــرف‪ ،‬كمــا لبنــان عــ ســبيل‬ ‫الــ¶وي ‪Ó‬‬ ‫المثــال‪ .‬نحتــاج إ¨ ´‬ ‫ا ن لفهــم مــا‬ ‫¯‬ ‫يحدث اجتماعياً ونفسياً نه صعب ومعقد‪.‬‬ ‫الســؤال ‪Ó‬‬ ‫ا خــر الــذي يطــرح نفســه هنــا هــو‪:‬‬ ‫لمــن يتوجــه الكاتــب الســوري ‪Ó‬‬ ‫ا ن؟ أيــن هــو‬ ‫القــارئ الســوري؟ مــ‪ é‬عــ ســبيل المثــال‪،‬‬ ‫¯‬ ‫ـروا‪ Õ‬المــ‪é‬ي كثـ ـ¶اً بــأن يُقــرأ داخــل‬ ‫يهتــم الـ ‬ ‫ ‬ ‫مــ‪ é‬قبــل أن يُقــرأ أي بلــد آخــر‪ ،‬لــذا عندمــا‬ ‫يقــرر إصــدار كتابــه خــارج مــ‪´ é‬‬ ‫يشــ¶ط أن‬ ‫نــا‪ Ý‬مــ‪é‬ي‪ .‬‬ ‫´‬ ‫مشــ¶كاً مــع ‪º‬‬ ‫يكــون ‪º‬‬ ‫النــ®‬ ‫ ‬ ‫ســوريا الوضــع مختلــف فــ‪ Î‬يوجــد ســوق‬ ‫محليــة قويــة‪ .‬لــذا يصبــح الســؤال ‪º‬‬ ‫م®وعــاً‪:‬‬ ‫لمــن يكتــب الكاتــب الســوري؟ وأيــن هــو القــارئ‬ ‫الســوري؟ هــل يهتــم الك ّتــاب الســوريون‬ ‫الســوري بالدرجــة ¯‬ ‫ ‬ ‫ا و¨؟ أم هنــاك‬ ‫بالقــراء‬ ‫ّ‬ ‫ ‬ ‫والفرنــ‪ó‬‬ ‫والخليجــي‬ ‫اللبنــا‪Õ‬‬ ‫القــارئ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫¯ ‬ ‫´‬ ‫الــ‪µ‬‬ ‫لمــا‪Õ‬؟ علينــا‬ ‫ ‬ ‫وا ‬ ‫التفكــ¶ الظــروف ‬ ‫يعيشــها القــارئ الســوري اليــوم‪ ،‬هــل هــو‬ ‫نــازح؟ أو يعيــش تحــت القصــف؟ وهــل‬ ‫يســتطيع ‪ݺ‬اء الخـ ‪ Ô‬‬ ‫ـ¶؟ يفـ ´ـ¶ض بهــذا أن يؤثــر ‬ ‫قــدرة الك ّتــاب عــ الكتابــة‪ ،‬إذ يعرفــون‬ ‫بالضبط ¯ ي جمهور يتوجهون‪.‬‬ ‫‪ 1‬أســعد مســعد )معــد(‪ ،‬مقابلــة حــول الفنــون الفرديــة‬ ‫الســورية وآليــات إنتاجهــا‪ ،‬أجريــت ‪º‬‬ ‫بــإ‪Ý‬اف د‪.‬مــاري‬ ‫ ‬ ‫اليــاس مــع رانيــا معلــم مديــرة قســم التحريــر دار‬ ‫´‬ ‫السا ب¶وت بتاريخ‪ 13 :‬نيسان‪ /‬أبريل ‪.2017‬‬ ‫ ‬

‫‪24‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬ ‫ ‬ ‫‪Ä‬ء‬ ‫إذاً‪ ،‬هــل كانــت الــدار ّ‬ ‫مهتمــة بتقديــم ‬ ‫معايــ· ‬ ‫النــ الســائدة هــذه؟‬ ‫مختلــف عــن‬ ‫ ‬ ‫¸‬ ‫هــل يمكننــا اعتبــار عــدم تنــاول ا«حــداث‬ ‫مبا‪ ç‬معياراً ‬ ‫بشكل ‬ ‫للن لديكم؟‬ ‫بالفعــل‪ ،‬هــذا هــو مــا حــدث‪ .‬عــدت قليــ‪ً Î‬‬ ‫لمراجعة ما ‪º‬ن®ناه منذ العام ‪ 2010‬إ¨ اليوم‪،‬‬ ‫كان هنــاك توجــه لعــدم نـ ‪º‬ـ® كتــب آنيــة تعالــج‬ ‫¯‬ ‫ا حــداث الحاليــة بشــكل مبـ ‪º‬‬ ‫ـا‪ .Ý‬مث ـ‪º ً Î‬ن®نــا‬ ‫كتــاب ســوريا تتحــدث )الثقافــة والفــن مــن‬ ‫أجــل الحريــة(‪ 1‬وهو كتــاب توثيقــي مهم‪ .‬نحن‬ ‫نتعامــل مــع ك ّتــاب سـ ‬ ‫ـوري منــذ زمــن طويــل‬ ‫مثــل أدونيــس وخالــدة ســعيد وياسـ ‬ ‫ـ رفاعيــة‬ ‫وياســ ‬ ‫ ‬ ‫وحســ العــودات وهيفــا بيطــار‬ ‫ ‬ ‫الحــاج صالــح الــذي أصدرنــا لــه كتــاب‬ ‫بالخــ¶ص يــا شــباب‪ 2‬وهــو كتــاب عــن تجربتــه‬ ‫خــ‪Î‬ل ســتة عـ ‪º‬ـ® عام ـاً مــن الســجن‪ ،‬وأعتقــد‬ ‫أن هــذا الكتــاب ســيبقى للتاريــخ‪ ،‬والدليــل أنــه‬ ‫صــدر عــام ‪ 2012‬ونفــدت النســخ لنعــود‬ ‫ونصــدر طبعة أخــرى العام ‪ .2016‬هنا بد‬ ‫ا شــارة إ¨ أن التعامــل مــع الكتــاب‬ ‫مــن ‬ ‫ ‬ ‫الســوري مــن منطــق الشــفقة أو النجوميــة‬ ‫مرفــوض‪ ،‬النــص هــو نــص ¯‬ ‫وا دب هــو أدب‪،‬‬ ‫و يوجــد ســمات ممـ ‬ ‫ـ¶ة للعمــل مــع الكتــاب‬ ‫¯‬ ‫السـ ‬ ‫ـوري ‪ ،‬هــم ك ّتــاب بالدرجــة ا و¨ ويمكــن‬ ‫¯‬ ‫أن تكــون أوضاعهــم مشــابهة وضــاع الك ّتــاب‬ ‫ العــراق أو اليمــن أو مــ‪ é‬أو لبنــان أو غ¶هــا‬ ‫من البلدان‪.‬‬ ‫مــا هــو حــال التوزيــع والبيــع بالنســبة إ‪Å‬‬ ‫الك ّتــاب السـ ‬ ‫ـوري الذيــن تتعاملــون معهــم؟‬ ‫هــل تبــاع النســخ وهــل تقــرأ؟ وهــل تحقــق‬ ‫نجاحاً ع الصعيد التجاري والتسويقي؟‬ ‫كل كاتــب لــه خصوصيتــه‪ ،‬مثـ‪ ،ًÎ‬محمــد شــحرور‬ ‫كاتــب ســوري لــه نظريتــه كيفيــة فهــم‬ ‫ ا ســ‪Î‬م بطريقــة متنــورة وحديثــة‪ ،‬وهــو‬ ‫¯‬ ‫روا‪Õ‬‬ ‫مطلــوب ‬ ‫كثــ¶اً اليــوم‪ .‬بالمقابــل هنــاك ‬ ‫ ‬ ‫ياســ رفاعيــة لــه جمهــوره وســوقه‬ ‫مثــل‬ ‫ـ هذيــن الكاتبـ ـ ‬ ‫الخــاص‪ .‬يمكننــا المقارنــة بـ ‬ ‫ووضعهمــا ســياق واحــد عــ الرغــم مــن‬ ‫ ‬ ‫سوري ‪.‬‬ ‫كونهما‬ ‫هــل يمكننــا التحــدث عــن مثــال محــدد مثــل‬ ‫روايــة الحاجــب لوســيم الـ ـ ‪ ،‬هــل «قت‬ ‫النجاح المرجو منها؟‬

‫عالقون هنا – قراءت م®حية لنوار يوسف – ب¶وت ‪2017‬‬

‫هــي الروايــة ¯‬ ‫ا و¨ للكاتــب‪ .‬كان البيــع متواضعـاً‬ ‫المعايــ¶ العامــة‪ ،‬وهــذا ليــس بســبب‬ ‫ضمــن‬ ‫ ‬ ‫كونــه ســورياً‪ .‬إحــدى وظائــف النـ ‪º‬‬ ‫ـا‪ Ý‬هــي طــرح‬ ‫أســماء جديــدة وتعريــف القــارئ بهــا ولكــن‬ ‫هــذا يحتــاج وقتــاً‪ .‬تســتحق الروايــة ‪º‬‬ ‫النــ®‬ ‫والقــراءة مــن وجهــة نظرنــا‪ ،‬لكــن ¯‬ ‫ا مــر يحتــاج‬ ‫وقتاً لتقييم هذه التجارب‪.‬‬ ‫أصبحــت الجوائــز ¸‬ ‫ا«دبيــة حدثـاً ســنوياً يُنتظــر‪،‬‬ ‫و بعض ¸‬ ‫ ‬ ‫ا«حيان يتم ‬ ‫الن ع أساسه‪ ،‬كيف أثر‬ ‫ ‬ ‫هذا سوق التوزيع والبيع؟‬ ‫تؤثــر الجوائــز المبيعــات‪ ¯ ،‬ن القــارئ يهتــم‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬تحصــل عــ جوائــز‪،‬‬ ‫بقــراءة الكتــب ‬ ‫ـخ‪ ã‬بأحقيــة هــذا‬ ‫بغــض النظــر عــن رأينــا الشـ ‬ ‫الكتــاب نيــل الجائــزة‪ ،‬وعــ مــا تقــوم عليــه‬ ‫معايـ ـ¶ منــح الجوائــز‪ ،‬وهــل التقييــم موضوعــي‬ ‫أم ‪ .‬ليــس مــن الصحــي أن يتــم اختيــار الكتــب‬ ‫عــ أســاس الجوائــز فقــط‪ .‬كمــا يمكــن لكاتــب‬ ‫كبــ¶ة عــن كتــاب‬ ‫أن يحصــل عــ جائــزة ‬ ‫وينجــح ولكنــه يحصــد النجــاح نفســه ‬ ‫ ‬ ‫القــراء يحبــون ا طــ‪Î‬ع عــ ‬ ‫الثــا‪.Õ‬‬ ‫كتابــه‬ ‫ ‬ ‫ّ‬ ‫القصــ¶ة للبوكــر مثــ‪ ً Î‬مــن بــاب‬ ‫القوائــم‬ ‫ ‬ ‫الفضول أو من باب الواجب أحياناً‪.‬‬ ‫كيــف أثــرت وســائل التواصــل ا«جتماعــي‬ ‫ا« ‬ ‫لك·ونية والمقرصنة‬ ‫الحديثة وانتشار الكتب ‪â‬‬

‫© اتجاهات – ثقافة مستقلة‬

‫ ‬ ‫ا«نتــاج؟ هــل ســهلت التواصــل مــع‬ ‫ آليــات ‪â‬‬ ‫القــراء والكتــاب أينمــا كانــوا؟ أم‬ ‫جمهــور‬ ‫ّ‬ ‫طغــت آثارهــا الســلبية المتعلقــة بالبيــع‬ ‫وحقوق ‬ ‫الن ع ذلك؟‬ ‫ـ الكتــاب ´ ‬ ‫دعنــا نفصــل بـ ‬ ‫و‪ Õ‬والقرصنــة‬ ‫ا لكــ¶ ‬ ‫ووســائل التواصــل ا جتماعــي‪ ،‬هــذه المواضيــع‬ ‫مختلفة عن بعضها بعضاً‪.‬‬ ‫بالنســبة إ¨ الكتــاب ´ ‬ ‫و‪ ،Õ‬معظــم دور‬ ‫ا لكــ¶ ‬ ‫‪º‬‬ ‫نــ® اليــوم وجــدت نفســها مضطــرة إ¨‬ ‫التعامــل معــه بغــض النظــر عــن موقفهــا منــه‪.‬‬ ‫´‬ ‫ ‬ ‫ـا نعمــل حالي ـاً عــ تأســيس‬ ‫نحــن دار السـ ‬ ‫مكتبــة ´‬ ‫إلك¶ونيــة خاصــة بنــا تدعــى اختصــاراً‬ ‫´‬ ‫´‬ ‫ا لك¶ونيــة( حيــث نقــوم‬ ‫ـا ‬ ‫مســا )مكتبــة السـ ‬ ‫´‬ ‫بتحويــل كل كتبنــا إ¨ صيغــة إلك¶ونيــة ‪،Epub‬‬ ‫كذلــك كتــب ‪º‬‬ ‫نا‪Ý‬يــن آخريــن‪ ،‬وســنعلن عــن‬ ‫التطبيــق والمـ ‪º‬ـ®وع قريبـاً‪ .‬هنــاك أيضـاً بعــض‬ ‫ال‪ µ‬تبيع كتبنا بصيغة ´‬ ‫´‬ ‫إلك¶ونية‪.‬‬ ‫المنصات ‬

‫توزيــع الكتــاب ´ ‬ ‫و‪ Õ‬يــزال ضعيفــاً‬ ‫ا لكــ¶ ‬ ‫جــداً ¯ ســباب عديــدة؛ منهــا أن القــراء ‬ ‫يمتلــك جميعهم ألواحاً رقمية وأجهزة ذكية‪ ،‬كما ‬ ‫‪ 1‬عمريــن زاهــر‪ ،‬ها ســا مالــو‪ ،‬نــوارة محفــوظ‪ ،‬ســوريا‬ ‫´‬ ‫ـا ‪،‬‬ ‫تتحــدث )الثقافــة والفــن مــن أجــل الحريــة(‪ ،‬دار السـ ‬ ‫ ب¶وت‪.2014 ،‬‬ ‫‪ 2‬الحــاج صالــح ياسـ ‬ ‫ـ ‪ ،‬بالخــ¶ص‪ ،‬يــا شــباب! ‪ 16‬عامـاً ‬ ‫السجون السورية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار ´‬ ‫السا ‪ ،‬ب¶وت‪2016 ،‬‬ ‫ ‬

‫‪25‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬ ‫يمتلكــون تســهي‪Î‬ت ‪º‬‬ ‫ا ´ن¶نــت‪.‬‬ ‫عــ¶ ‬ ‫الــ®اء ‪Ô‬‬ ‫ـا¨ التوزيــع مــا زال بســيطاً ومتواضع ـاً و ‬ ‫بالتـ ‬ ‫´‬ ‫الــور ‪ ،‬ولــو اســتطاع‬ ‫ينافــس التوزيــع‬ ‫ ‬ ‫المنافســة مســتقب‪ ً Î‬فهــذا مفيــد لــدور ‪º‬‬ ‫النــ®‬ ‫ـ¶يد المبيعــات‪ .‬المســتفيد ¯‬ ‫¯ نــه سـ ‬ ‫ا كـ ‪Ô‬ـ¶ مــن‬ ‫الكتــاب ´ ‬ ‫و‪ Õ‬اليــوم هــو القــارئ الــذي‬ ‫ا لكــ¶ ‬ ‫يعيــش خــارج المنطقــة العربيــة و يســتطيع‬ ‫الوصول بسهولة إ¨ النسخة الورقية‪.‬‬ ‫أمــا القرصنــة‪ ،‬فموضــوع مختلــف عــن الكتــاب‬ ‫´ ‬ ‫غــ¶ قابلــة‬ ‫و‪ Õ‬الــذي لــه صيغــة محــددة ‬ ‫ ا لكــ¶ ‬ ‫´‬ ‫ ‬ ‫للنســخ أو ا رســال‪ .‬القرصنــة أو ال¶ويــر هــي‬ ‫ ‬ ‫ـا‪ Õ‬منــه‪ .‬ليســت‬ ‫‪Ý‬طــان العــ‪ é‬وكل دور النـ ‪º‬ـ® تعـ ‬ ‫القرصنــة ´‬ ‫إلك¶ونيــة فقــط بــل يمكــن أن تكــون‬ ‫ورقيــة أيضــاً‪ ،‬معظــم كتبنــا مــزورة ورقيــاً ‬ ‫ ‬ ‫با ضافــة إ¨‬ ‫العــراق واليمــن وم‪...é‬إلــخ‪ ،‬‬ ‫القرصنــة مــن خــ‪Î‬ل تصويــر الكتــاب وتحميلــه عــ ‬ ‫ ا ´ن¶نــت بصيغــة ‪ .PDF‬هــذه مشــكلة كبـ ـ¶ة ومــن‬ ‫الصعــب التعامل معهــا‪ .‬هناك قوانـ ‬ ‫ـ تحمي حقوق‬ ‫ ‬ ‫الملكيــة الفكريــة ولكــن تبقــى المشــكلة التطبيــق‪.‬‬ ‫´‬ ‫الســا بتقديــم دعــوة مــ‪é‬‬ ‫مثــ‪ ً Î‬قمنــا دار‬ ‫ ‬ ‫بخصــوص قرصنــة كتــاب كلفتنــا كثـ ـ¶اً ولــم تصــل‬ ‫إ¨ نتيجــة‪ ،‬حيــث كان مــن الصعــب تحديــد‬ ‫المسؤول عن تزوير الكتاب‪.‬‬ ‫أمــا وســائل التواصــل ا جتماعــي فســهلت‬ ‫موضــوع ا عــ‪Î‬ن ´‬ ‫كثــ¶اً‪ ،‬والتواصــل‬ ‫وال¶ويــج ‬ ‫مع القراء خبارهم بكل جديد‪.‬‬ ‫قدمــت الــدار ‬ ‫أكــ· مــن روايــة جديــدة‬ ‫بالتعــاون مــع ‬ ‫مح·فــات أو ورشــات للكتابــة‪،‬‬ ‫العــر‪،å‬‬ ‫وهــذا جديــد نســبياً عــ العالــم‬ ‫‪ è‬‬ ‫كيف ترى الدار هذا التعاون؟‬ ‫خضنــا ثــ‪Î‬ث تجــارب مــن هــذا النــوع حـ ´ـ‪µ‬‬ ‫اليــوم‪¯ ،‬‬ ‫´‬ ‫محــ¶ف نجــوى بــركات‬ ‫ا و¨ مــع‬ ‫´‬ ‫الــ‪º µ‬ن®تهــا دار‬ ‫وصــدرت عنهــا الروايــة ¯ ‬ ‫´‬ ‫السا بعنوان صابون‪ 1‬لرشا ا طرش‪ .‬التجربة‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫محــ¶ف نجــوى بــركات‬ ‫الثانيــة أيضــاً مــع‬ ‫‪º‬‬ ‫وبالتعــاون مــع مؤسســة آفــاق‪ ،‬وقــد نــ®ت‬ ‫´‬ ‫ـا ‪ 3‬روايــات نتجــت عــن ورشــة كتابــة‪.‬‬ ‫السـ ‬ ‫والعــام ‪ 2016‬تعاونــا أيضاً مع مؤسســة آفاق‬ ‫´‬ ‫‪º‬‬ ‫ال‪µ‬‬ ‫لنــ® ‪ 7‬روايــات نتجــت عن ورشــة العمل ‬ ‫¯‬ ‫الروا‪ Õ‬جبور الدويهي‪.‬‬ ‫أدارها‬ ‫ ‬ ‫هــذه التجــارب كانــت جيــدة‪ ،‬بغــض النظــر عــن‬ ‫اختــ‪Î‬ف ‪Ó‬‬ ‫ا راء حــول ´‬ ‫مح¶فــات الكتابــة‪ ،‬فهنــاك‬

‫¯‬

‫م®حية فوق الصفر سامة ح‪Î‬ل – ب¶وت – ‪2016‬‬

‫مــن يقــول إن الكتابــة يمكــن تعليمهــا‪،‬‬ ‫وبالمقابــل هنــاك مــن يقــول إن البعــض يمتلــك‬ ‫بــذرة موهبــة ويحتــاج مــن يســاعده عــ تطويــر‬ ‫¯‬ ‫´‬ ‫ـ‪µ‬‬ ‫أدواتــه‪ .‬التجربــة كانــت جيــدة ن النصــوص الـ ‬ ‫‪º‬‬ ‫كبــ¶‪.‬‬ ‫نــ®ت كانــت ناضجــة ومكتملــة إ¨ حــد ‬ ‫´‬ ‫المح¶فــات وورشــات الكتابــة‬ ‫لقــد أدار هــذه‬ ‫خ¶تهــم وقدرتهــم عــ نقــل‬ ‫روائيــون لهــم ‪Ô‬‬ ‫الخــ¶ات إ¨ الكتــاب الشــباب‪ .‬يمكننــا‬ ‫هــذه ‪Ô‬‬ ‫أيضــاً تجاهــل مســؤولية تقديــم ك ّتــاب جــدد‪،‬‬ ‫أنــت تخلــق روائيــاً أو كاتبــاً وهــذه مســؤولية‬ ‫كبـ ـ¶ة‪ ،‬ولكــن النهايــة تقــع المســؤولية الكـ ‪Ô‬ـ¶ى‬ ‫عــ الكاتــب نفســه‪ ،‬هــل ســيكون قــادراً عــ ‬ ‫المتابعــة أم ؟ نحــن نســتطيع تقديــم الفرصــة‬ ‫¯‬ ‫ا و¨ لــه‪ ،‬بعدهــا تصبــح مســؤولية المتابعــة‬ ‫والتطور عائدة إ¨ الكاتب‪.‬‬ ‫كيــف كانــت هــذه التجــارب عــ صعيــد‬ ‫التوزيع ‬ ‫والن ؟‬ ‫الكاتــب المعــروف مرغــوب ‪º‬‬ ‫أكــ¶ مــن الكاتــب‬ ‫أكــ¶‬ ‫الجديــد لــدى القــراء‪ ،‬ونســبة مبيعاتــه ‪Ô‬‬ ‫بكثــ¶‪ ،‬هــذا أمــر بدهــي‪ .‬نحــن ننتظــر مــن‬ ‫ ‬ ‫يتبــ‪ µ‬التجــارب ¯‬ ‫ ‬ ‫ا و¨ ب®عــة‪،‬‬ ‫القــارئ أن‬ ‫تحتــاج هــذه التجــارب وقتــاً ويمكــن أ تبيــع‬ ‫مهمــة مــن قبــل النـ ‪º‬‬ ‫ـا‪ Ý‬‬ ‫كثـ ـ¶اً‪ .‬لكنهــا خطــوة ّ‬ ‫ا شــارة إ¨ أننــا ‬ ‫حــال كان النــص جيــداً‪ ،‬مــع ‬ ‫ندعــم الك ّتــاب الشــباب لمجــرد كونهــم شــباب‪،‬‬ ‫جودة النص هي المعيار ¯‬ ‫ا ساس‪.‬‬

‫© اتجاهات – ثقافة مستقلة‬

‫نــ ت الــدار أو كانــت مهتمــة ‬ ‫هــل ‬ ‫بنــ ‬ ‫ ‬ ‫ســوري ؟ وهــل‬ ‫نصــوص م حيــة لكتــاب‬ ‫معايــ· وآليــات ‬ ‫نــ النصــوص‬ ‫تختلــف‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫معاي· وآليات ن الروايات؟‬ ‫الم حية عن ‬ ‫نـ ‪º‬ـ® المــ®ح صعــب جــداً‪ ،‬نــه يوجــد قـ ّـراء‪،‬‬ ‫نحــن دار ‪º‬‬ ‫نــ® مســتقلة تتلقــى دعمــاً مــن أي‬ ‫جهــة حكوميــة أو غـ ـ¶ حكوميــة‪ .‬النـ ‪º‬ـ® بالنســبة‬ ‫إلينــا هــو مغامــرة محســوبة‪ .‬دار ‪º‬‬ ‫النــ® هــي‬ ‫مؤسســة ثقافيــة تبغــي الربــح و نســتطيع‬ ‫إصــدار كتــاب وتخزينــه المســتودعات‪ .‬نعــود‬ ‫للم®حيــات‪ ،‬أنــا شــخصياً أحــب حضــور المــ®ح‬ ‫ ‬ ‫ـ‪ µ‬أحبــذ قراءتــه‪ ،‬قــراءة المــ®ح ليســت‬ ‫ولكنـ ‬ ‫القــراء ‬ ‫ســهلة وأســتطيع أن أفهــم كيــف أن ّ‬ ‫تســتهويهم قــراءة الم®حيــة بقــدر الروايــة‪.‬‬ ‫´‬ ‫ ‬ ‫ـا لــم ننـ ‪º‬ـ® م®حيــات‪،‬‬ ‫ـا¨ نحــن دار السـ ‬ ‫بالتـ ‬ ‫و خطط لدينا المستقبل المنظور ‪º‬‬ ‫لن®ها‪.‬‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮﻧــﺎ ﺇﻟــﻰ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧــﻲ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ‬ ‫ﺳــﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜــﺎﻝ‪ ،‬ﻭﺍﻟــﺬﻱ ﺗﻨــﺎﻭﻝ ﺍﻟﺤــﺮﺏ‬ ‫ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴــﺔ‪ ،‬ﻧﺠــﺪ ﺃﻧــﻪ ﺑــﺪﺃ ﺑﺎﻟﻈﻬــﻮﺭ ﺑﻌــﺪ‬ ‫ﻓﺘــﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠــﺔ ﻣــﻦ ﺑﺪﺍﻳــﺔ ﺍﻟﺼــﺮﺍﻉ‪،‬‬ ‫ﻓــﻲ ﺗﺴــﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘــﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿــﻲ ﻣــﻊ‬ ‫ﺃﺳــﻤﺎﺀ ﻣﺜــﻞ ﺟﺒــﻮﺭ ﺍﻟﺪﻭﻳﻬــﻲ ﻭﺣﺴــﻦ‬ ‫ﺩﺍﻭﻭﺩ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪26‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫¯‬ ‫ا طرش رشا‪ ،‬صابون‪ ،‬دار ´‬ ‫السا ‪ ،‬ب¶وت‪.2010 ،‬‬ ‫ ‬

‫‪1‬‬

‫التغــ·ات السياســية والمجتمعيــة‬ ‫أطلقــت‬ ‫ ‬ ‫¸‬ ‫ا«خــ·ة المنطقــة العربيــة‪ ،‬‬ ‫و ســوريا‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫خاصـ ًـة‪ ،‬ســياقاً تاريخيـاً جديــداً‪ ،‬كيــف عـ ‪è‬ـ·ت‬ ‫الروايــات الســورية المنشــورة عــن هــذا‬ ‫مهمــة طــرأت‬ ‫الســياق‪ ،‬وهــل مــن تغيـ ـ·ات ّ‬ ‫التعب· هذه با«رتباط بالحدث؟‬ ‫ع طرق‬ ‫ ‬ ‫الموضــوع معقــد قليــ‪ ،ًÎ‬هــل نحتــاج إ¨ أرشــفة‬ ‫وتوثيــق مــا يحــدث اليــوم؟ نســتطيع القــول ‬ ‫¯‬ ‫ا ســاس بــأن هنــاك ســياق تاريخــي جديــد ¯ ننــا حـ ´ـ‪µ‬‬ ‫موحــد لمــا يحــدث‬ ‫اللحظــة لــم نصــل إ¨ توصيــف ّ‬ ‫و أحــد يعلــم إ¨ أيــن يمكــن أن تصــل ¯‬ ‫ا مــور‪ .‬‬ ‫أعــرف إذا كانــت الروايــات الســورية المنشــورة تعـ ‪ّ Ô‬ـ¶‬ ‫¯‬ ‫غــ¶‬ ‫بحــق عــن هــذه الحقبــة‪ ،‬وا هــم أنــه مــن ‬ ‫الواضــح إن كانــت هــذه ¯‬ ‫ا عمــال ســتبقى ´ك¶جمــة‬ ‫أدبيــة لهــذه المرحلــة‪ .‬أنــا لــم أطّلــع عــ كل مــا‬ ‫ ‬ ‫وأتمــ‪ µ‬أن تبقــى مــن هــذه‬ ‫كُتــب ولهــذا أســأل‪،‬‬ ‫¯‬ ‫المرحلــة أعمــال أدبيــة مهمــة ل‪Î‬جيــال القادمــة‪ ،‬مــاذا‬ ‫ســيقرأ الجيــل المقبــل عــن هــذه المرحلــة؟ ومــاذا‬ ‫بالتــا¨‬ ‫ســيبقى منهــا ليقــرأ؟ نســتطيع التنبــؤ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫تصعــب ا جابــة عــن هــذا الســؤال‪ .‬يمكــن أن تبقــى‬ ‫أعمــال فعــ‪ ،Î‬ولكــن إذا نظرنــا إ¨ ¯‬ ‫ ‬ ‫اللبنــا‪،Õ‬‬ ‫ا دب‬ ‫ً‬ ‫ ‬ ‫عــ ســبيل المثــال‪ ،‬والــذي تنــاول الحــرب اللبنانيــة‪،‬‬ ‫نجــد أنــه بــدأ بالظهــور بعــد فـ ´ـ¶ة طويلــة مــن بدايــة‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ـا‪ í‬مــع أســماء‬ ‫الــ‪é‬اع‪ ،‬تســعينيات القــرن المـ ‬ ‫وغ¶هما‪.‬‬ ‫مثل جبور الدويهي وحسن داوود ‬ ‫يبقــى هــذا الســؤال مفتوح ـاً ومرهون ـاً بأســئلة‬ ‫ا عمــال ¯‬ ‫أخــرى‪ :‬مــاذا ســيبقى مــن هــذه ¯‬ ‫ل‪Î‬جيــال‬ ‫سيكتب حقاً عن هذه السنوات؟‬ ‫المقبلة؟ وكيف ُ‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺎً ‪ :‬ﺩﺍﺭ ﺃﻃﻠﺲ ﻟﻠﻨﺸــﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ‬

‫´‬ ‫ال‪ µ‬تطبعها‬ ‫عــ الرغــم من انخفاض عدد العناويــن ‬ ‫دار أطلــس إ¨ الربــع‪ ،‬إ أنهــا تمكنــت من ا ســتمرار‬ ‫ ‪º‬‬ ‫نــ® الكتــب‪ ،‬وبقيــت تحجــز مقعــداً ركــب‬ ‫بمعاي¶هــا الفنيــة الثابتــة‪.‬‬ ‫ـر‪ ،Õ‬محتفظــة‬ ‫ ‬ ‫النـ ‪º‬ـ® العـ ‪ Ô‬‬ ‫التقينــا مديــرة الــدار ســمر حــداد للحديــث عــن‬ ‫ظروف وآليات ‪º‬‬ ‫الن® وكان الحوار التا¨‪1:‬‬ ‫ ‬ ‫معظــم الروايــات الســورية المنشــورة مؤخــراً‪،‬‬ ‫وخاصــة الروايــات للكتــاب المكرسـ ‬ ‫ـ ‪ ،‬نـ ـ ت‬ ‫مــن قبــل دور نـ ـ عربيــة )لبنانيــة أو م يــة أو‬ ‫خليجيــة(‪ ،‬مــا هــو ســبب عــزوف دور ‬ ‫النــ ‬ ‫الســورية عــن ‬ ‫نــ الروايــات المحليــة؟ ومــا‬ ‫هــو ســبب ا«هتمــام بالروايــة الســورية مــن‬ ‫قبل ‬ ‫النا‪ç‬ين العرب؟‬

‫قراءات م®حية لفرقة زقاق ضمن ‪º‬‬ ‫م®وع منصات المستقبل – ب¶وت ‪ © 2016‬اتجاهات – ثقافة مستقلة‬

‫يعــود هــذا لعــدة أســباب‪ ،‬أولهــا الرقابــة عــ ‬ ‫ا عمــال ¯‬ ‫¯‬ ‫ا دبيــة والفنيــة ســوريا إضافــةً إ¨‬ ‫ارتفــاع ســعر ‪ä‬ف الــدو ر‪ 2‬ممــا أدى إ¨ تراجع‬ ‫الســوق الســورية أو موتهــا تمامــاً‪ ،‬هــذا عــ ‬ ‫الداخــ ‪ ،‬أمــا عــن ســبب اهتمــام‬ ‫الصعيــد‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫‪º‬‬ ‫‪º‬‬ ‫ـوري فهــو‬ ‫النا‪Ý‬يــن العــرب بالنــ® لكتــاب سـ ‬ ‫¯‬ ‫جــاء نتيجــة ن الحديــث عــن القضيــة الســورية‬ ‫والكاتــب الســوري أصبــح رائجــاً مؤخــراً‪،‬‬ ‫كبــ¶ة ‬ ‫ويحقــق شــهرة وأرقــام مبيعــات ‬ ‫الخــارج‪ ،‬إضافــة إ¨ وجــود العديــد مــن الجهــات‬ ‫´‬ ‫والــ‪ µ‬تخصــص برامــج‬ ‫المانحــة والداعمــة‬ ‫ ‬ ‫‪º‬‬ ‫لدعم الكتاب والكتابة والن®‪.‬‬ ‫مــا هــي الســمات الممـ ‬ ‫ـ·ة للعمــل مــع الكتــاب‬ ‫السـ ‬ ‫ـوري اليــوم ظــل الظــروف ا«ســتثنائية‬ ‫الراهنــة؟ انتقــال معظمهــم إ‪ Å‬خــارج ســوريا‬ ‫ ‬ ‫ـ ‬ ‫وتأثــر مــن ل ــم ينتقــل بالظــروف الصعبــة الـ ‬ ‫يواجهونها الداخل السوري‪.‬‬ ‫تغيــ¶‬ ‫بالنســبة إ¨ دار أطلــس لــم نشــعر بــأي ‬ ‫عــ ا طــ‪Î‬ق‪ ،‬وهــذا بســبب وجــود وســائل‬ ‫التواصل الحديثة المختلفة والمتعددة‪.‬‬ ‫معايــ· محــددة ‬ ‫لنــ الروايــات‬ ‫هــل هنــاك‬ ‫ ‬ ‫ـيا‪ Ä‬أو ا«قتصــادي‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫للجان‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫الســورية؟‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫معاي· الن الحالية؟‬ ‫أو ا«جتماعي أثر ‬ ‫معيارنــا ¯‬ ‫ا ول دار أطلــس‪ ،‬كان وســيبقى‪ ،‬هــو‬

‫القيمــة ¯‬ ‫ا دبيــة للعمــل‪ .‬بالطبــع نحــن نســعى إ¨‬ ‫الربــح أيض ـاً وإ لــن نســتطيع ا ســتمرار‪ .‬نحــاول‬ ‫ال®طـ ‬ ‫التوفيــق دومـاً بـ ‬ ‫ـ هذيــن ‪º‬‬ ‫ـ ‪ ،‬ننجــح أحيانـاً‬ ‫ونفشــل أحيانــاً أخــرى‪ .‬دون أن ننــ‪ ó‬أننــا نمــر‬ ‫´‬ ‫الــ‪µ‬‬ ‫بأزمــة أدت إ¨ انخفــاض عــدد العناويــن ‬ ‫‪º‬‬ ‫نن®ها سنوياً إ¨ أقل من الربع‪.‬‬ ‫ﻓﺘﺤــﺖ ﺍﻷﺣــﺪﺍﺙ ﺍﻷﺧﻴــﺮﺓ ﺍﻟﺴــﻮﻕ ﻟﺒﻌــﺾ‬ ‫ﺍﻟﺘﺠــﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻌــﺔ ﺍﻟﺘــﻲ ﻟــﻢ ﻳﻜــﻦ‬ ‫ﺑﻤﻘﺪﻭﺭﻫــﺎ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻓــﺲ ﻓــﻲ ﺍﻟﻮﺿــﻊ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻴﻌــﻲ ﻭﻻ ﺣﺘــﻰ ﺃﻥ ﺗﺤﺼــﻞ ﻋﻠــﻰ‬ ‫ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ‪ .‬ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺃﻟﻬﻤﺖ ﺑﻌﺾ‬ ‫ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﻴــﻦ ﺑﺈﻧﺘــﺎﺝ ﺃﻋﻤــﺎﻝ ﺫﺍﺕ ﻣﺴــﺘﻮﻯ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ‪..‬‬ ‫ﻋﺎﻟﻲ‪ ،‬ﻭﻻ ﺃﺳﺘﺜﻨﻲ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ّ‬

‫التغــ·ات السياســية والمجتمعيــة‬ ‫أطلقــت‬ ‫ ‬ ‫¸‬ ‫ا«خــ·ة المنطقــة العربيــة‪ ،‬‬ ‫و ســوريا‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫خاصـ ًـة ســياقاً تاريخي ـاً جديــداً‪ ،‬كيــف عـ ‪è‬ـ·ت‬ ‫الروايــات الســورية المنشــورة عــن هــذا‬ ‫مهمــة طــرأت‬ ‫الســياق‪ ،‬وهــل مــن تغيـ ـ·ات ّ‬ ‫التعب· هذه با«رتباط بالحدث؟‬ ‫ع طرق‬ ‫ ‬

‫‪ 1‬أســعد مســعد )معــد(‪ ،‬مقابلــة حــول الفنــون الفرديــة‬ ‫وآليــات إنتاجهــا‪ ،‬أجريــت بـ ‪º‬‬ ‫ـإ‪Ý‬اف د‪.‬مــاري اليــاس مــع‬ ‫ســمر حــداد مديــرة دار أطلــس ‪º‬‬ ‫عــ¶‬ ‫للنــ® والتوزيــع ‪Ô‬‬ ‫ال¶يد ´ ‬ ‫و‪ Õ‬بتاريخ‪ 26 :‬آذار‪ /‬مارس ‪.2017‬‬ ‫‪Ô‬‬ ‫ا لك¶ ‬ ‫ســعر ‪ä‬ف الــدو ر ¯‬ ‫اللــ¶ة‬ ‫ا ‬ ‫‪ 2‬تضاعــف‬ ‫مريــ‪ ò‬مقابــل ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫السورية لما يقارب ‪º‬‬ ‫ع®ة أضعاف السنوات الست الماضية‪.‬‬

‫‪27‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬ ‫¯‬ ‫¯‬ ‫¯‬ ‫خــ¶ة فتحــت‬ ‫أرى‪ ،‬ل‪Î‬ســف‪ ،‬أن ا حــداث ا ‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬لــم‬ ‫السـ‬ ‫ـوق لبعــض التجــارب المتواضع ــة الـ ‬ ‫ ‬ ‫يكــن مقدورهــا أن تنافــس الوضــع‬ ‫الطبيعــي و ´‬ ‫حــ‪ µ‬أن تحصــل عــ فرصــة‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫‪º‬‬ ‫الروائيــ ‬ ‫و المقابــل ألهمــت بعــض‬ ‫للنــ®‪ .‬‬ ‫بإنتــاج أعمــال ذات مســتوى عــا¨‪ ،‬و أســتث‪ µ‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫هنا الشباب من الك ّتاب‪.‬‬ ‫ـيا‪ Ä‬للك ّتــاب مــن‬ ‫هــل مــن‬ ‫دور للموقــف السـ ‬ ‫¸‬ ‫ا«حــداث ســوريا ‬ ‫نــ أعمالهــم أو‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫عدم ن ها؟‬ ‫نعــم ¯‬ ‫ل‪Î‬ســف‪ ،‬لــدى البعــض‪ ،‬وأعتقــد أن هــذه‬ ‫مــ¶رة ســيما ‪º‬‬ ‫للنا‪Ý‬يــن‬ ‫الممارســة قــد تكــون ‪Ô‬‬ ‫داخل سوريا‪ ،‬بسبب الرقابة‪.‬‬ ‫هــل تؤثــر الجوائــز المخصصــة للكتــاب آليــات‬ ‫ ‬ ‫الن المتبعة؟‬

‫‪Goats: a play written by: Liwaa Yazji - Royal Court – November 2017 © Johan Persson‬‬

‫‪º‬‬ ‫المنتــ®ة ‬ ‫ تقــدم دار أطلــس كتبهــا للجوائــز‬ ‫العر‪ Õ‬ع ا ط‪Î‬ق‪.‬‬ ‫العالم ‪ Ô‬‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫مكرســ ‬ ‫النــ لكتــاب شــباب أم لكتــاب‬ ‫لهم أسماؤهم؟‬

‫هــل تؤثــر مواضيــع كالثــورة والحــرب واللجــوء‬ ‫معايــ· ‬ ‫النــ ؟ هــل ن تــم أو‬ ‫ ســوريا ‬ ‫ ‬ ‫ـ بنـ ـ أعمــال لكتــاب سـ ‬ ‫كنتــم مهتمـ ‬ ‫ـوري «‬ ‫تتحدث عن ¸‬ ‫ ‬ ‫ا«حداث السورية بشكل مبا‪ç‬؟‬

‫ا ســا‪ î‬دائمـاً هــو القيمــة ¯‬ ‫معيارنــا ¯‬ ‫ا دبيــة‪ ،‬وقــد‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫مكرســ وباكــورة‬ ‫‪º‬ن®نــا لك ّتــاب شــباب وك ّتــاب‬ ‫عدة ك ّتاب ‬ ‫مم¶ين‪.‬‬ ‫أعمال ّ‬

‫بالطبــع نركــز عــ موضــوع واحــد دار‬ ‫أطلــس‪ .‬نحــن نحـ ´ـ¶م التنــوع وندافــع عنــه ‬ ‫كل المحافــل ونحــاول قــدر المســتطاع أن ننـ ‪º‬ـ®‬ ‫كل ¯‬ ‫ا نــواع‪ .‬مؤخــراً‪ ،‬نبتعــد عــن الروايــات‬ ‫¯‬ ‫د‪ Õ‬بشــكل عــام إ مــا نــدر‪ ¯ ،‬ن‬ ‫والنتــاج ا ‪ Ô‬‬ ‫الســوق متخــم بهــذا النــوع‪ ،‬وإن لــم يكــن‬ ‫العمل ‬ ‫مم¶اً ف‪º Î‬‬ ‫نن®ه‪.‬‬ ‫هــل أثــرت ¸‬ ‫ا«حــداث والظــروف الراهنــة ‬ ‫ّ‬ ‫¸‬ ‫ ‬ ‫ـ ا«عمــال‬ ‫ســوق التوزيــع والبيــع؟ هــل تـ ‬ ‫الســورية النجــاح المرجــو منهــا‪ ،‬مــن حيــث‬ ‫معاي· السوق‪ ،‬ظل الظرف الراهن؟‬ ‫ ‬ ‫باختصــار‪ ،‬يوجــد آليــات توزيــع الســوق‬ ‫¯‬ ‫´‬ ‫ـ‪ Î‬النجــاح والبعــض‬ ‫العربيــة‪ .‬بعــض ا عمــال تـ ‬ ‫‪Ó‬‬ ‫ا خــر ‪ ،‬وهــذا يتناســب طــرداً مــع جــودة‬ ‫العمل من عدمه‪.‬‬ ‫هــل مــن أســماء لكتــاب شــباب جــدد ظهــرت‬ ‫ الســنوات الماضيــة؟ وهــل تفضــل الــدار‬

‫كيــف أثــرت وســائل التواصــل الحديثــة وانتشــار‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ا«نتــاج؟ هــل‬ ‫الكتــب‬ ‫ا«لك·ونيــة آليــات ‪â‬‬ ‫ســهلت التواصــل مــع جمهــور القـ ّـراء والكتــاب‬ ‫أينمــا كانــوا؟ أم طغــت أثارهــا الســلبية‬ ‫المتعلقة بالبيع وحقوق ‬ ‫الن ع ذلك؟‬ ‫عندمــا تســتخدم وســائل التواصــل ا جتماعيــة‬ ‫ ‬ ‫وا عــ‪Î‬ن‬ ‫بشــكل صحيــح تزيــد انتشــار الكتــاب ‬ ‫عنــه وهــذا يحصــل معنــا يومي ـاً عــ صفحــة دار‬ ‫أطلــس عــ فيــس بــوك وخاصــة أوقــات‬ ‫العــر‪ .Õ‬كتــب دار أطلــس‬ ‫المعــارض العالــم‬ ‫‪ Ô‬‬ ‫موجــودة عــ منصــة غوغــل بالصيغــة‬ ‫ ا ´‬ ‫لك¶ونيــة ‪ e-Pub‬ولكنهــا متاحــة للبيــع وليســت‬ ‫مجانيــة وهــي تحقــق مبيعــات معقولــة أيضــاً‪.‬‬ ‫بالنســبة إل النســخ المقرصنــة المجانيــة لكتبنــا‪،‬‬ ‫¯‬ ‫‪º‬‬ ‫‪î‬ء إزاء هــذا‬ ‫فل‪Î‬ســف نســتطيع ¯أن نفعــل أي ‬ ‫¯‬ ‫ا مــر الرائــج بقــوة‪ ،‬ن متابعــة هــذه الممارســات‬ ‫ حاجة إ¨ فريق متفرغ‪.‬‬ ‫هنــاك رأي ´‬ ‫يفــ¶ض أن إتاحــة النســخة المجانيــة‬ ‫مــن الكتــاب ربمــا تكــون بمثابــة دعايــة لــه وقــد‬

‫حصــل معنــا هــذا‪ ،‬فبســبب غبــاء آليــات التوزيــع‬ ‫ ‬ ‫الموزعــ العــرب اضطررنــا إ¨‬ ‫وجهــل أغلــب‬ ‫إتاحة أحد كتبنا مجاناً بصيغة ‪ PDF‬بعد ارتفاع الطلب‬ ‫عليــه بشــكل هائــل‪ ،‬بالطبــع تــم هــذا با تفــاق مــع‬ ‫المؤلــف‪ ،‬ولكننــا فوجئنــا بــأن الطلــب عــ النســخة‬ ‫الورقية لم ينقطع!‬ ‫ﻫﻨــﺎﻙ ﺭﺃﻱ ﻳﻔﺘــﺮﺽ ﺃﻥ ﺇﺗﺎﺣــﺔ ﺍﻟﻨﺴــﺨﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴــﺔ ﻣــﻦ ﺍﻟﻜﺘــﺎﺏ ﺭﺑﻤــﺎ ﺗﻜــﻮﻥ‬ ‫ﺑﻤﺜﺎﺑــﺔ ﺩﻋﺎﻳــﺔ ﻟــﻪ ﻭﻗــﺪ ﺣﺼــﻞ ﻣﻌﻨــﺎ‬ ‫ﻫــﺬﺍ ﻓﺒﺴــﺒﺐ ﻏﺒــﺎﺀ ﺁﻟﻴــﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺯﻳــﻊ‬ ‫ﻭﺟﻬــﻞ ﺃﻏﻠــﺐ ﺍﻟﻤﻮﺯﻋﻴــﻦ ﺍﻟﻌــﺮﺏ ﺍﺿﻄﺮﺭﻧــﺎ‬ ‫ﻹﺗﺎﺣــﺔ ﺃﺣــﺪ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻣﺠﺎﻧــﺎً ﺑﺼﻴﻐﺔ ‪ PDF‬ﺑﻌﺪ‬ ‫ﺍﺭﺗﻔــﺎﻉ ﺍﻟﻄﻠــﺐ ﻋﻠﻴــﻪ ﺑﺸــﻜﻞ ﻫﺎﺋــﻞ‪،‬‬ ‫ﺑﺎﻟﻄﺒــﻊ ﺗــﻢ ﻫــﺬﺍ ﺑﺎﻻﺗﻔــﺎﻕ ﻣــﻊ ﺍﻟﻤﺆﻟــﻒ‬ ‫ﻭﻟﻜﻨﻨــﺎ ﺗﻔﺎﺟﺄﻧــﺎ ﺑــﺄﻥ ﺍﻟﻄﻠــﺐ ﻋﻠــﻰ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻟﻮﺭﻗﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﻨﻘﻄﻊ!‬

‫نــ ت الــدار أو كانــت مهتمــة ‬ ‫هــل ‬ ‫بنــ ‬ ‫ ‬ ‫ســوري ؟ وهــل‬ ‫نصــوص م حيــة لكتــاب‬ ‫معايــ· وآليــات ‬ ‫نــ النصــوص‬ ‫تختلــف‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫معاي· وآليات ن الروايات؟‬ ‫الم حية عن ‬ ‫بالطبــع‪º .‬ن®نــا الســابق بالتعــاون مــع المركــز‬ ‫ ‬ ‫الفرنــ‪ ó‬أعمــا ً م®حيــة لك ّتــاب‬ ‫الثقــا ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫‪Ó‬‬ ‫شــباب‪ .‬المعايـ ـ¶ وا ليــات هــي نفســها بالنســبة‬ ‫ا نــوع ¯‬ ‫إ¨ الــدار تنطبــق عــ كل ¯‬ ‫وا شــكال‬ ‫الفنية وهي الجودة‪.‬‬

‫‪28‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬

‫ﺭﺍﺑﻌﺎً ‪ :‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ‬

‫‪º‬ن®ت دار الفرات ســابقاً الطبعة ¯‬ ‫ا و¨ من رواية‬ ‫وليمــة عشــاب البحــر‪ 1‬لحيــدر حيدر‪ ،‬وهــا هي ‪º‬‬ ‫تن®‬ ‫اليــوم روايــة عتبــة ا لــم للكاتب والسيناريســت‬ ‫الســوري حســن ســامي يوســف‪ ،‬عــن نـ ‪º‬ـ® وتوزيــع‬ ‫¯‬ ‫ا عمــال الســورية كان لنــا هــذا اللقــاء مــع مديــر‬ ‫الدار عبود بو جودة‪2‬‬ ‫معظــم الروايــات الســورية المنشــورة مؤخــراً‪،‬‬ ‫ ‬ ‫المكرســ ‪ ،‬‬ ‫نــ ت‬ ‫وخاصــة الروايــات للكتــاب‬ ‫مــن قبــل دور نـ ـ عربيــة )لبنانيــة أو م يــة أو‬ ‫ ‬ ‫ـ تــم ن هــا مــن‬ ‫خليجيــة( بمــا فيهــا الروايــة الـ ‬ ‫قبلكــم دار الفــرات مؤخــراً وهــي عتبــة‬ ‫ا لم لحســن ســامي يوســف‪ ،‬هــل هنــاك روايات‬ ‫لك ّتــاب سـ ‬ ‫ـوري آخريــن تــم ن هــا مــن قبلكــم‬ ‫ ‬ ‫الف·ة الماضية؟‬ ‫ ‬

‫يعتمــد عملنــا دار الفــرات عــ التوزيــع أكـ ‪º‬ـ¶‬ ‫ـاب‬ ‫مــن اعتمــاده عــ النـ ‪º‬ـ®‪ .‬وقــد تعاونــا مــع ك ّتـ ٍ‬ ‫ســوري ‪º‬‬ ‫ ‬ ‫كــ¶‪ ،‬مثــ‪ ً Î‬قمنــا عــام ‪º 1978‬‬ ‫بنــ®‬ ‫ ‬ ‫¯‬ ‫الطبعــة ا و¨ مــن روايــة وليمــة عشــاب البحــر‬ ‫لحيــدر حيــدر‪ ،‬بعدهــا أيضـاً اســتمر التعــاون مــع‬ ‫كتــاب سـ ‬ ‫ـوري ولكــن مجــال الفكــر والسياســة‬ ‫¯‬ ‫أكـ ‪º‬ـ¶ مــن مجــال ا دب‪ .‬أيضـاً طبعنــا روايــةً أخــرى‬ ‫للكاتــب حســن ســامي يوســف وهــي رســالة‬ ‫ ‬ ‫ـا¨ الع‪Î‬قــة مــع‬ ‫إ‪ Ë‬فاطمــة‪ 3‬قبــل عتبــة ا لــم‪ ،‬بالتـ ‬ ‫الكتــاب ســابقة ومســتمرة‪ .‬عمليــاً‪ ،‬نعتمــد ‬ ‫ ‬ ‫اختياراتنــا ‪º‬‬ ‫للنــ® عــ ع‪Î‬قــات شــخصية مــع‬ ‫´‬ ‫الكتاب ‪º‬‬ ‫أك¶ من اعتمادنا اس¶اتيجية محددة‪.‬‬ ‫با ضافــة إ¨ أن الكثـ ـ¶ مــن الكتــاب يستشـ ـ¶وننا عنــد‬ ‫ ‬ ‫نـ ‪º‬ـ® أعمالهــم‪ ،‬حيــث نقــوم ´‬ ‫باق¶احهــا عــ دور نـ ‪º‬ـ®‬ ‫وموزعـ ‬ ‫ـ آخريــن بحكــم الصداقــة‪ ،‬كمــا حــدث مــع‬ ‫الكاتــب خالــد خليفــة‪ ،‬عــ ســبيل المثــال‪ .‬كـ ّـم النـ ‪º‬ـ®‬ ‫لدينــا دار الفــرات قليــل نســبياً فإمكانياتنــا محــدودة‪.‬‬ ‫وب‪é‬احــة‪ ،‬تحكــم الع‪Î‬قــات الشــخصية خيــارات‬ ‫النــ® ‪º‬‬ ‫‪º‬‬ ‫أكــ¶ مــن توجهــات الــدار وسياســتها‪ .‬هنــاك‬ ‫ـات‬ ‫العديــد مــن المــرات الـ ´ ـ‪ µ‬عرضــت فيهــا علينــا روايـ ٌ‬ ‫جيــدة‪ ،‬ولكننــا لــم نكــن نمتلــك ا مكانيــات الكافيــة‬ ‫لن®ها‪ ،‬فقمنا ´‬ ‫‪º‬‬ ‫باق¶احها ع دور ‪º‬ن® أخرى‪.‬‬ ‫¸‬ ‫ ‬ ‫ـ تجعل‬ ‫هــل لديكــم تصــو ٌر عن ا«ســباب المحــددة الـ ‬ ‫ ‬ ‫الســوري ‪ ،‬خاصــة أولئــك الذيــن تحتــوي‬ ‫الكتــاب‬ ‫أعمالهــم عــ مواقــف سياســية مناهضــة للنظــام‪،‬‬ ‫يتوجهون إ‪ Å‬لبنان‪ ،‬غالباً‪ ،‬‬ ‫لن أعمالهم؟‬

‫م®حية فوق الصفر ¯ سامة ح‪Î‬ل – ب¶وت – ‪ © 2016‬اتجاهات – ثقافة مستقلة‬

‫هــذه الحالــة ليســت خاصــة بســوريا‪ ،‬هــي‬ ‫موجــودة معظــم الــدول العربيــة‪ ،‬بمــا فيهــا‬ ‫مــ‪ é‬مثــ‪´ ،ًÎ‬‬ ‫الكثــ¶ مــن كتابهــا‬ ‫والــ‪ µ‬يســتمر‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫‪ º‬‬ ‫بــ¶وت عــ الرغــم مــن أن قيــود‬ ‫بالنــ® ‬ ‫النـ ‪º‬ـ® والرقابــة السياســية تحــررت فيهــا قلي ـ‪ً Î‬‬ ‫¯‬ ‫‪º‬‬ ‫بشــكل عــام‪،‬‬ ‫خــ¶ة‪.‬‬ ‫ الســنوات‬ ‫العــ®ة ا ‬ ‫ٍ‬ ‫العــر‪ Õ‬الكتــاب‬ ‫يختــار الكاتــب أو القــارئ‬ ‫‪ Ô‬‬ ‫المنشــور لبنــان لقناعتــه بــأن الطباعــة فيــه‬ ‫غــ¶ خاضعــة لرقابــة‪´ ،‬‬ ‫حــ‪ µ‬الرقابــة الذاتيــة‪،‬‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫والــ‪ µ‬يمارســها الكاتــب عــ نفســه خوفــاً‪،‬‬ ‫يعتقـ ـدون أيضـاً أنهــا غــ¶ موجــودة ¯‬ ‫ا عمــال‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫¯‬ ‫ـا¨ يشــعر القــارئ با مــان‬ ‫المنشــورة هنــا‪ .‬بالتـ ‬ ‫عندما ´‬ ‫يش¶ي كتاباً لبنانياً‪.‬‬ ‫´‬ ‫حــ‪ µ‬لــو كان هنــاك طبعتــان مــن الكتــاب‪،‬‬ ‫¯‬ ‫أحدهمــا لبنانيــة وا خــرى خليجيــة أو م‪é‬يــة‬ ‫أو ســورية‪ ،‬نجــد أن القــارئ أو الكاتــب يفضــل‬ ‫اللبنانيــة عــ غ¶هــا‪ ،‬لمــا ســاد عــن لبنــان منــذ‬ ‫ ‬ ‫ـا‪ ،í‬أن الطباعــة‬ ‫ســتينيات وســبعينيات القــرن المـ ‬ ‫والنـ ‪º‬ـ® فيــه تخضعــان لرقابــة ولوجــود هامــش‬ ‫ـبب رئيــس للتوجــه إ¨‬ ‫كبـ ـ¶ مــن الحريــة‪ .‬هــذا سـ ٌ‬ ‫ ‬ ‫مــرت‬ ‫ ‬ ‫بــ¶وت مــن وجهــة نظرنــا‪ .‬مــ‪ é‬مثــ‪ّ ،ًÎ‬‬ ‫حــال الرقابــة عــ النـ ‪º‬ـ® بمراحــل مختلفــة ومتباينــة‬ ‫وحــ‪Ó µ‬‬ ‫منــذ الســتينيات ´‬ ‫ا ن‪ ،‬وكلمــا زادت هــذه‬ ‫الرقابــة ن‪Î‬حــظ أن الكتــاب يتوجهــون إ¨ بـ ـ¶وت‪،‬‬ ‫م‪é‬يــ ‪º‬‬ ‫ ‬ ‫‪º‬‬ ‫كــ¶ جيديــن‬ ‫نــ®ت هنــا أعمــال لكتــاب‬ ‫ ‬ ‫و قــت النســخ المنشــورة منهــا لبنــان نجاحــاً‬ ‫أك¶ من تلك المنشورة م‪ é‬أو الخليج‪.‬‬ ‫‪Ô‬‬

‫‪29‬‬

‫ﻳﺘﻌــﺮﺽ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻄــﺎﻉ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓــﻲ ﻓــﻲ‬ ‫ﻟﺒﻨــﺎﻥ ﺣﺎﻟﻴــﺎً ﻟﺮﻗﺎﺑــﺔ ﻏﻴــﺮ ﻣﺴــﺒﻮﻗﺔ‪ ،‬ﺣﺘــﻰ‬ ‫ﻋﻠــﻰ ﺻﻌﻴــﺪ ﺍﻟﻨﺼــﻮﺹ ﺍﻟﻤﺴــﺮﺣﻴﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﺃﻓــﻼﻡ ﺍﻟﺴــﻴﻨﻤﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻘــﺎﻻﺕ‪ ،‬ﺃﺻﺒﺤــﺖ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃﺟﺰﺍﺀ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻤﻨﻊ ﺃﻭ ﺣﺬﻑ‬ ‫ﻣﻨﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺍﻷﻗــﻞ‪ ،‬ﻣــﻦ ﻗﺒــﻞ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑــﺔ‬ ‫ﺣﻴﻦ ﻣﺮﺍﺟﻌﺘﻬﺎ ﻷﺧﺬ ﺗﺮﺍﺧﻴﺺ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪.‬‬

‫والقــراء يفضلــون الكتــاب‬ ‫ذكــرت أن الكتــاب‬ ‫ّ‬ ‫ ‬ ‫غــ· خاضــع‬ ‫المنشــور لبنــان لقناعتهــم بأنــه ‬ ‫لرقابــة‪ ،‬توحــي هــذه الجملــة بأنــه « يوجــد حريــة‬ ‫حقيقية ‬ ‫للن هنا برأيك‪ ،‬كما هو سائد؟‬

‫يوجــد رقابــة عــ النـ ‪º‬ـ® بـ ـ¶وت‪ ،‬ومؤخــراً‬ ‫كثــ¶اً‪ .‬أيضــاً ظهــرت الســنوات‬ ‫ازدادت ‬ ‫العـ ‪º‬ـ®ة ¯‬ ‫ـةٌ‬ ‫ـةٌ‬ ‫ا خـ ـ¶ة رقابـ ذاتيـ مــن قبــل الكتــاب‬ ‫أنفســهم‪ .‬هنــاك الكثـ ـ¶ مــن الكتــاب اللبنانـ ‬ ‫ـ ‬ ‫ ‬ ‫اللبنانيــ ممــن ‪º‬‬ ‫ينــ®ون لبنــان مــن‬ ‫وغــ¶‬ ‫ ‬ ‫معـ ‬ ‫¯‬ ‫ـا‪ Õ‬أصبحــوا يضعــون ضواب ـ َط‬ ‫ـ‬ ‫وأصدق‬ ‫ـار ‬ ‫ ‬ ‫¯ ‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬تحتــوي‬ ‫ نفســهم‪ ،‬وخاصــة المواضيــع الـ ‬ ‫´‬ ‫‪º‬‬ ‫ال‪ µ‬تحتوي ع ‬ ‫ع نقد للدين‪ ،‬أك¶ من تلك ‬ ‫‪ 1‬ﻧــﴩت اﻟﺮواﻳــﺔ ﻣــﻦ ﻗﺒــﻞ دار أﻣــﻮاج ﰲ ﺑــريوت ‪ -‬ﻟﺒﻨــﺎن‬ ‫ﻋــﺎم ‪ 1988‬واﻟﺘــﻲ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻣﻠﻜﻴﺘﻬﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﰲ ﻋﺎم ‪ 2000‬إﱃ دار‬ ‫اﻟﻔﺮات ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﴩ‪.‬‬ ‫‪ 2‬أﺳــﻌﺪ ﻣﺴــﻌﺪ )ﻣﻌــﺪ(‪ ،‬ﻣﻘﺎﺑﻠــﺔ ﺣــﻮل اﻟﻔﻨــﻮن اﻟﻔﺮدﻳــﺔ‬ ‫وآﻟﻴــﺎت إﻧﺘﺎﺟﻬــﺎ‪ ،‬أﺟﺮﻳــﺖ ﺑــﺈﴍاف د‪ .‬ﻣــﺎري اﻟﻴــﺎس ﻣــﻊ‬ ‫ﻋﺒــﻮد ﺑــﻮ ﺟــﻮدة ﻣﺪﻳــﺮ دار اﻟﻔــﺮات ﻟﻠﻨــﴩ واﻟﺘﻮزﻳــﻊ ﰲ‬ ‫ﺑريوت ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ 11‬ﻧﻴﺴﺎن‪ /‬أﺑﺮﻳﻞ ‪.2017‬‬ ‫‪ 3‬ﺳــﺎﻣﻲ ﻳﻮﺳــﻒ ﺣﺴﻦ‪ ،‬رﺳــﺎﻟﺔ إﱃ ﻓﺎﻃﻤﺔ‪ ،‬دار أﻣﻮاج‪ ،‬ﻟﺒﻨﺎن‪،‬‬ ‫ﺑريوت‪.1996 ،‬‬

‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬

‫ســيا‪ î‬للســلطة‪ ،‬يقولــون إنــه يوجــد‬ ‫نقــد‬ ‫ ^‬ ‫مجـ ٌ‬ ‫ـال للمــزاح مــع أو انتقــاد المنظومــة الدينيــة‬ ‫ لبنــان‪ .‬وهــذا ليــس عــ صعيــد الروايــة‬ ‫ ‬ ‫الثقــا لبنــان يتعــرض‬ ‫فقــط‪ ،‬كل القطــاع‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫غــ¶ مســبوقة‪ ،‬حــ‪ µ‬عــ ‬ ‫حاليــاً لرقابــة ‬ ‫صعيــد النصــوص الم®حيــة أو أفــ‪Î‬م الســينما أو‬ ‫المقــا ت‪ ،‬أصبحــت هــذه ¯‬ ‫ا عمــال تتعــرض للمنــع‬ ‫أو حــذف أجــزاء منهــا عــ ¯‬ ‫ا قــل‪ ،‬مــن قبــل‬ ‫ٍ‬ ‫¯‬ ‫الرقابــة حـ ‬ ‫‪º‬‬ ‫ـ مراجعتها خذ تراخيص الن®‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ـ تحدثــت عنهــا موجــودة‬ ‫الرقابــة الذاتيــة الـ ‬ ‫ ‬ ‫ـوري منــذ زمــن طويــل‪ ،‬هــل‬ ‫عنــد الك ّتــاب السـ ‬ ‫تجــد أنهــا مــا زالــت مســتمرة‪ ،‬ودعنــا نتحــدث‬ ‫عــن مثــال وهــو الروايــة المنشــورة لديكــم‬ ‫مؤخــراً وهــي عتبــة ا لــم‪ ،‬مــا ‬ ‫يمــ· هــذا‬ ‫غــ·ه مــن النصــوص الخاضعــة‬ ‫النــص عــن ‬ ‫للدراســة‪ ،‬أن كاتبــه يعيــش داخــل ســوريا‬ ‫الســيا‪ Ä‬ضمــن النــص‬ ‫وكتبــه فيهــا‪ .‬والــرأي‬ ‫ ‬ ‫مخبــأ‪ ،‬أو بمعـ ـ آخــر‪ « ،‬يحــاول ا«صطــدام‬ ‫مــع أحــد سياســياً‪ .‬مــا هــي طبيعــة ع قــة‬ ‫الرقــا‪å‬‬ ‫الكاتــب الســوري اليــوم مــع الجانــب‬ ‫‪ è‬‬ ‫والسيا‪ Ä‬أعماله‪ ،‬من وجهة نظركم؟‬ ‫ ‬ ‫أعتقــد أن جميــع الكتــاب السـ ‬ ‫ـوري يمتلكــون‬ ‫هاجسـاً رقابيـاً هــذه المرحلــة‪ ،‬أينمــا كانــوا‪،‬‬ ‫وهــذا الهاجــس هــو نتيجــة لســؤال هــو‪ :‬كيــف‬ ‫يمكــن أن يتقبــل المجتمــع الســوري‪ ،‬بــكل‬ ‫أطيافــه وتوجهاتــه‪ ،‬هــذا الكتــاب أو ذاك؟‬ ‫‪º‬‬ ‫وجــود النقــد‪ ،‬ســواء كان عنيفــاً‬ ‫ومبــا‪Ý‬اً أو‬ ‫هاجــس لــدى الكاتــب‬ ‫مبطّنــاً‪´ ،‬ي¶افــق مــع‬ ‫ٍ‬ ‫‪Ó‬‬ ‫يرتبــط بهــذا الســؤال‪ ،‬كيــف ســيتقبل ا خــر‬ ‫المختلــف رأ‪Õ‬؟ هــذا مــا جعــل ¯‬ ‫ا عمــال‬ ‫ ‬ ‫مؤخــراً تحمــل الكثـ ـ¶ مــن المواربــة وا لتفــاف‬ ‫عــ المواضيــع ومحاولــة إرضــاء المجتمــع‬ ‫بــكل اخت‪Î‬فاتــه ووجهــات نظــره المتناقضــة‪،‬‬ ‫وهــذا مــن خــ‪Î‬ل انتقــاد جميــع ¯‬ ‫ا طــراف‬ ‫بشــكل متــوازن‪ .‬اخت‪Î‬فاتــه ووجهــات نظــره‬ ‫المتناقضــة‪ ،‬وهــذا مــن خــ‪Î‬ل انتقــاد جميــع‬ ‫¯‬ ‫ا طراف بشكل متوازن‪.‬‬ ‫ﺗﻌﺮﺿــﺖ ﺷــﻌﻮﺏ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘــﺔ ﻟﻀﻐﻮﻃــﺎﺕ‬ ‫ﻧﻔﺴــﻴﺔ ﺷــﺪﻳﺪﺓ ﻭﺧﺎﺻــﺔ ﻓــﻲ ﻋﻼﻗﺘﻬــﺎ‬ ‫ﻣــﻊ ﺍﻟﺴــﻠﻄﺔ‪ ،‬ﺩﻳﻨﻴـ ًـﺔ ﻛﺎﻧــﺖ ﺃﻭ ﺳﻴﺎﺳــﻴﺔ‬ ‫ﺃﻭ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ .‬ﻟﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺮ ﺍﻷﺩﺏ ﻋﻦ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﻐﻮﻃﺎﺕ ﻭﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ‪.‬‬

‫هل يشكل هذا ¸‬ ‫ا«مر معياراً ‬ ‫للن لديكم؟‬

‫ ‪ ،‬هــذا ليــس معيــاراً‪ .‬نحــن‪ ،‬ومنــذ بدايــة‬ ‫عملنــا مجــال ‪º‬‬ ‫معايــ¶‬ ‫النــ®‪ ،‬لــم نضــع‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫لمضامــ النصــوص المنشــورة لدينــا‪ ،‬مــن‬ ‫´‬ ‫الناحيــة الفكريــة أو الفنيــة‪ ،‬هــذا مــ¶وك‬ ‫الكثــ¶ مــن‬ ‫للكاتــب‪ .‬عــ الرغــم مــن أن‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬تصلنــا مؤخــراً‬ ‫النصــوص والروايــات ‬ ‫كبــ¶ مــن الناحيــة التقنيــة‬ ‫تحتــاج إ¨ عمــل ‬ ‫والفنيــة قبــل ‪º‬ن®هــا‪ ،‬وهــذا يؤثــر إمكانيــة‬ ‫‪º‬ن®هــا وينــذر بكارثــة إذا اســتمر‪ .‬لكــن يبقــى‬ ‫هنــاك بعــض ¯‬ ‫ا دبــاء ‬ ‫المم¶يــن الــذي بــد لنــا‬ ‫أن تـ ´ـ¶ك لهــم كامــل المســاحة‪ .‬أمــا بخصــوص‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫بطــ‪ µ‬بكاتبهــا ع‪Î‬قــة‬ ‫روايــة عتبــة ا لــم ف¶ ‬ ‫شــخصية قديمــة‪ ،‬قــرأت الروايــة وأحببتهــا ولــم‬ ‫أجــد فيهــا أي إســاءة‪ ،‬عــ العكــس‪ ،‬وجــدت‬ ‫للتعبــ¶ عــن الغضــب والعنــف‬ ‫فيهــا مدخــ‪ً Î‬‬ ‫ ‬ ‫الــذي يعيشــه النــاس والــذي بــد لهــم مــن‬ ‫التعبـ ـ¶ عنــه وبأشــكاله كافــة‪ .‬تعرضــت شــعوب‬ ‫المنطقــة لضغوطــات نفســية شــديدة وخاصــة‬ ‫ ع‪Î‬قتهــا مــع الســلطة‪ ،‬دينيــةً كانــت أو‬ ‫سياســية أو اجتماعيــة‪ .‬لــذا يجــب أن يعــ¶ ¯‬ ‫ا دب‬ ‫‪Ô‬‬ ‫ويش¶ إليها‪.‬‬ ‫عن هذه الضغوطات ‬ ‫ﻣــﺎ ﻳﺤــﺪﺙ ﺍﻵﻥ ﺃﻧﻨــﺎ ﻧﻌﺎﻧــﻲ ﻣــﻦ ﺿﻐــﻂ‬ ‫ﻛﺒﻴــﺮ ﻓــﻲ ﻣﺨﺘﻠــﻒ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨــﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴــﺔ‪،‬‬ ‫ﺳــﻮﺭﻳﺎ ﻧﻤــﻮﺫﺝ ﺍﻧﻔﺠــﺮ‪ ،‬ﻭﻟﻜــﻦ ﻫــﺬﺍ ﻻ‬ ‫ﻳﻌﻨــﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌــﺎﺕ ﺍﻷﺧــﺮﻯ ﻻ ﺗﻌﺎﻧــﻲ‬ ‫ﻣــﻦ ﺍﻟﻜﺒــﺖ ﻭﺗﻀﻴﻴــﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳــﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻫــﺬﺍ‬ ‫ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻵﻥ‪.‬‬

‫التغــ·ات السياســية والمجتمعيــة‬ ‫أطلقــت‬ ‫ ‬ ‫¸‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫و ســوريا‬ ‫ا« ‬ ‫خــ·ة المنطقــة العربيــة‪ ،‬‬ ‫ً‬ ‫عــ·ت‬ ‫خاصــة ســياقاً تاريخيــاً جديــداً‪ ،‬كيــف ‪è‬‬ ‫الروايــات المنشــورة‪ ،‬الســورية منهــا خاصــةً‬ ‫عــن هــذا الســياق برأيكــم؟ وهــل مــن تغيـ ـ·ات‬ ‫التعبــ· هــذه‬ ‫مهمــة طــرأت عــ طــرق‬ ‫ ‬ ‫ّ‬ ‫با«رتباط بالحدث؟‬ ‫أصبحــت الروايــة ‪Ó‬‬ ‫ا ن المتنفــس الوحيــد مــن بـ ‬ ‫ـ ‬ ‫ا نــواع ¯‬ ‫جميــع ¯‬ ‫ا دبيــة المطروحــة‪ .‬ســابقاً‪ ،‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ـا‪ í‬كان‬ ‫الخمســينيات والســتينيات مــن القــرن ¯ المـ ‬ ‫د‪ Õ‬واســتمر‬ ‫الشــعر هــو الطاغــي عــ ا نتــاج ا ‪ Ô‬‬ ‫هــذا حـ ´ـ‪ µ‬الســبعينيات والثمانينيــات ´م¶افق ـاً مــع‬ ‫موجــة الوجدانيــات ´ ‬ ‫وا ل¶امــات السياســية والفكريــة‬ ‫ ‬ ‫الـ ´ ـ‪ µ‬طغــت حينهــا‪ .‬حـ ´ـ‪ µ‬جــاء الديــن التســعينيات‬ ‫‪º‬‬ ‫‪î‬ء‪ .‬ظهــرت الروايــة منــذ عـ ‪º‬ـ® ســنوات‬ ‫ليشــطب كل ‬ ‫´‬ ‫للتعبــ¶ عــن‬ ‫وحــ‪ µ‬هــذه اللحظــة كمتنفــس جديــد‬ ‫ ‬ ‫الرأي‪ ،‬وانح® الشعر نسبياً‪.‬‬

‫‪Ó‬‬ ‫ ‬ ‫ـا‪ Õ‬مــن ضغــط كبـ ـ¶ ‬ ‫مــا يحــدث ا ن أننــا نعـ ‬ ‫مختلــف مجتمعاتنــا العربيــة‪ ،‬ســوريا نمــوذج‬ ‫انفجــر‪ ،‬ولكــن هــذا ‬ ‫يعــ‪ µ‬أن المجتمعــات‬ ‫ ‬ ‫¯‬ ‫ ‬ ‫ـا‪ Õ‬مــن الكبــت وتضييــق الحريــات‪،‬‬ ‫ا خــرى تعـ ‬ ‫‪Ó‬‬ ‫يع¶ عنه عن طريق الرواية ا ن‪.‬‬ ‫وهذا ‪Ô‬‬ ‫لكــن هنــاك مشــكلة ترافــق ذلــك‪ ،‬هنــاك قواعــد‬ ‫عامــة للكتابــة ´ ‬ ‫يلــ¶م بهــا الكتــاب مؤخــراً‪،‬‬ ‫ليــس مــن المنطقــي أن يرســل كاتــب روايــة مــن‬ ‫‪ 800‬صفحــة لــدار ‪º‬‬ ‫نــ®‪ ،‬و يقبــل عليهــا أي‬ ‫معايــ¶ الكتابــة‬ ‫تعديــل أو اختصــار‪ ،‬ضمــن‬ ‫ ‬ ‫المتعــارف عليهــا طبعــاً‪ ،‬ودون أي تدخــل‬ ‫بالمضمــون والــرأي‪ .‬نحــن نهــدف مــن‬ ‫تعديلنــا عــ النصــوص أو اختصارهــا هــذه‬ ‫الحــا ت ســوى مراعــاة القواعــد العامــة‬ ‫‪º‬‬ ‫والنــ® وطريقــة‬ ‫المتعــارف عليهــا الكتابــة‬ ‫يعتــ¶ الكتــاب أن‬ ‫التوجــه إ¨ القــارئ‪ ،‬بينمــا‬ ‫‪Ô‬‬ ‫مقدســة وأي تعديــل عليهــا هــو تغيـ ـ¶‬ ‫نصوصهــم ّ‬ ‫ ‬ ‫ المضمــون ويؤثــر آرائهــم ووجهــة نظرهــم‪.‬‬ ‫يســبب لنــا هــذا مشــكلة ‪º‬‬ ‫كنا‪Ý‬يــن‪ ،‬خاصــةً مــع‬ ‫الك ّتــاب الجــدد‪ ،‬والذيــن يتقبلــون فكــرة أن‬ ‫نصهــم حاجــة إ¨ القليــل مــن التنســيق‬ ‫والضبــط‪ .‬يجــب وضــع ضوابــط أدبيــة للكتابــة‬ ‫دون أن يؤثر ذلك ¯‬ ‫ا فكار ووجهات النظر‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ﻻ ﻳﻮﺟــﺪ ﻋﻼﻗــﺎﺕ ﻣﺒﻨﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺃﺳــﺲ‬ ‫ﺳــﻠﻴﻤﺔ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴــﺪ ﺛﺎﺑﺘــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺠــﺎﻝ‬ ‫ً‬ ‫ﺧﺎﺻــﺔ ﻓــﻲ ﻇــﻞ ﺍﻟﻔﻮﺿــﻰ‬ ‫ﺍﻟﻨﺸــﺮ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﺘــﻲ ﻧﺘﺠــﺖ ﻋــﻦ ﺍﻟﺘﺤــﻮﻝ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨــﻲ‬ ‫ﺍﻟــﺬﻱ ﻣﺮﺭﻧــﺎ ﺑــﻪ‪ .‬ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺳــﺘﻤﺮﺕ ﻫــﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟــﺔ ﻟﻮﻗــﺖ ﺃﻃــﻮﻝ‪ ،‬ﺑﻌــﺪ ﻓﺘــﺮﺓ‪،‬‬ ‫ﺳــﺘﺼﺒﺢ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳــﺔ ﻛﻮﺳــﻴﻠﺔ ﺗﻌﺒﻴــﺮ ﻋــﻦ‬ ‫ﺍﻟــﺮﺃﻱ ﻣﺴــﺘﻬﻠﻜﺔ ﻛﻤــﺎ ﺍﺳــﺘﻬﻠﻚ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺳﺎﺑﻘﺎً ‪.‬‬

‫أيضــاً هنــاك ســؤال متعلــق بالمســؤول عــن‬ ‫القــرار ‪º‬‬ ‫نــ® الروايــات‪ ،‬غالبــاً هــو شــخص‬ ‫واحــد فقــط وهــو المســؤول عــن الــدار أو‬ ‫مديرهــا‪ ،‬تدعــي الــدور أن لهــا هيئــات‬ ‫مفعــل دائمــاً‪.‬‬ ‫استشــارية لكــن هــذا ‬ ‫غــ¶ ّ‬ ‫بالمحصلــة يوجــد ع‪Î‬قــات مبنيــة عــ أســس‬ ‫ســليمة وتقاليــد ثابتــة مجــال النـ ‪º‬ـ®‪ ،‬خاصــةً‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬نتجــت عــن التحــول‬ ‫ ظــل الفــو‪ í‬‬ ‫التاريخــي الــذي مررنــا بــه‪ .‬وإذا اســتمرت هــذه‬ ‫الحالــة لوقــت أطــول‪ ،‬بعــد ´‬ ‫فــ¶ة‪ ،‬ســتصبح‬ ‫تعبــ¶ عــن الــرأي مســتهلكة‬ ‫الروايــة كوســيلة‬ ‫ ‬ ‫كمــا اســتهلك الشــعر ســابقاً‪ .‬مثــ‪ ،ًÎ‬هنــاك‬

‫‪30‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬ ‫‪ 700‬روايــة تــم تقديمهــا ¯ حــد الجوائــز هــذا‬ ‫كبــ¶‪ ،‬ويســمح لنــا يطــرح‬ ‫العــام‪ ،‬هــذا عــدد ‬ ‫‪º‬‬ ‫ـؤال عــن معايـ ـ¶ النـ ‪º‬ـ®؟ أنــا كنــا‪ Ý‬يجــب أن‬ ‫سـ ٍ‬ ‫‪º‬‬ ‫أتحمــل مســؤولية مــا ‪º‬‬ ‫النــ® دون‬ ‫أنــ®ه‪،‬‬ ‫معايــ¶ ومســؤولية يــؤدي إ¨ ظلــم الك ّتــاب‬ ‫ ‬ ‫الجــدد‪ ،‬ممــن يمتلكــون الصنعــة والــرأي‪ ،‬و ‬ ‫يجدون فرصاً ‪º‬‬ ‫لن® أعمالهم‪.‬‬ ‫هــل مــن أســماء لكتــاب شــباب جــدد ظهــرت‬ ‫ الســنوات الماضيــة؟ وهــل تفضــل الــدار‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫مكرســ ‬ ‫النــ لكتــاب شــباب أم لكتــاب‬ ‫لهم أسماؤهم؟‬ ‫عمــل الــدار بشــكل عــام مؤخــراً معظمــه توزيــع‬ ‫أو إعــادة إصــدار كتــب منشــورة‪ ،‬النصــوص‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬عرضــت علينــا ‪º‬‬ ‫للنــ® هــذه المرحلــة‬ ‫ ‬ ‫كانــت قليلــة جــداً‪ .‬‬ ‫لكنــ‪ µ‬اطلعــت عــ عــدد‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫‪º‬‬ ‫الــ‪ µ‬نــ®ت مؤخــراً‪ ،‬هنــاك‬ ‫مــن الروايــات ‬ ‫مكرســة كخالــد خليفــة‬ ‫أســماء جيــدة أصبحــت ّ‬ ‫َ‬ ‫بكاتــب جديــد‬ ‫ظ‬ ‫أحــ‬ ‫وفــواز حــداد‪ ،‬بينمــا لــم‬ ‫ٍ‬ ‫ممــ¶ خــ‪Î‬ل هــذه ´‬ ‫ ‬ ‫الفــ¶ة‪ ،‬كمــا قلــت ســابقاً‪،‬‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬تنتــج كثـ ـ¶ جــداً‬ ‫كــم النصــوص الجديــدة الـ ‬ ‫ويــؤدي إ¨ التشــويش عــ التجــارب الجيــدة‪.‬‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬ربمــا كانــت موجــودة‪ ،‬وأتمـ ـ‪ µ‬أن أتمكــن‬ ‫والـ ‬ ‫مــن قراءتهــا ‪º‬‬ ‫ون®هــا‪ .‬لكــن كــم ا نتــاج كبـ ـ¶‪،‬‬ ‫حــ‪¯ µ‬‬ ‫´‬ ‫المكرســة ك ّثفــت مــن إنتاجهــا‬ ‫ا ســماء‬ ‫ّ‬ ‫¯‬ ‫تســويقية‪ ،‬وهــذا ســيؤثر ‬ ‫مؤخــراً ســباب‬ ‫ ‬ ‫جــودة أعمالهــم‪ .‬هنــاك كتــاب نالــوا نجاحـاً مــن‬ ‫روايــة واحــدة فقــط كمــا حالــة وليمــة‬ ‫ عشــاب البحــر لحيــدر حيــدر‪ ،‬عــ الرغــم‬ ‫مــن أنــه أنتــج بعدهــا عــدة نصــوص ولكنهــا‬ ‫بقيت سبب شهرته‪.‬‬ ‫أعتقــد أن الكتــاب الجــدد يمكــن أن نكتشــفهم‬ ‫القصــ¶ة‪ ،‬فهــي اختبــار لقــدرة‬ ‫مــن القصــص‬ ‫ ‬ ‫الكاتــب عــ عــرض فكرتــه وتحليلهــا عــدد‬ ‫صفحــات محــدود‪ ،‬ويمكــن للكتــاب الشــباب‬ ‫البــدء منهــا واختبــار النتائــج وثــم بنــاء تراكــم‬ ‫عليهــا وتطويرهــا‪ ،‬لكــن الشــباب ‪Ó‬‬ ‫ا ن يكتبــون‬ ‫روايــات طويلــة جــداً‪ ،‬هــذا العامــل يجــب أن‬ ‫يؤخــذ ‬ ‫بعــ ا عتبــار خاصــةً ظــل صعوبــة‬ ‫التقييم وغياب تقاليد راســخة للكتابة‪.‬‬ ‫كيــف هــو حــال توزيــع هــذه ¸‬ ‫ا«عمــال‬ ‫عمــا قبــل؟ مــن‬ ‫اليــوم؟ هــل ّثمــة اختــ ف ّ‬ ‫الناحيــة التســويقية‪ ،‬هــل نجحــت هــذه‬ ‫¸‬ ‫ا«عمــال أم فشــلت تغطيــة احتياجاتهــا؟‬

‫العجي ‬ ‫غ‪Î‬ف رواية سماء قريبة من بيتنا لشه‪Î‬‬ ‫ ‬

‫¸‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫الــ ‬ ‫خاصــة حالــة روايــة عتبــة ا«لــم ‬ ‫ ‬ ‫تلفزيــو‪ å‬أيضــاً‪،‬‬ ‫قدمهــا الكاتــب كســيناريو‬ ‫ ‬ ‫هل أثر هذا تســويقها؟‬ ‫ﻫﻨــﺎﻙ ﻣﺸــﻜﻠﺔ ﺃﺳﺎﺳــﻬﺎ ﺍﻗﺘﺼــﺎﺩﻱ‪،‬‬ ‫ﺇﻧﺘــﺎﺝ ﺍﻟﻜﺘــﺐ ﻭﻃﺒﺎﻋﺘﻬــﺎ ﺃﻣــﺮ ﻣﻜﻠــﻒ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻘــﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸــﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﻨــﺎﺱ ﺷــﺒﻪ‬ ‫ﻣﻌﺪﻭﻣــﺔ‪ .‬ﻭﻟﻜــﻦ ﻫﻨــﺎﻙ ﺩﻭﺭ ﺗﻠﻌﺒــﻪ‬ ‫ﻳﻌﻮﺽ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺠﻮﺍﺋﺰ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﺍﻵﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ‬ ‫ّ‬

‫صــدرت روايــة عتبــة ا لــم بعــد انتهــاء عــرض‬ ‫‪º‬‬ ‫كثــ¶اً ‬ ‫المسلســل‬ ‫مبــا‪Ý‬ةً‪ ،‬وهــذا ســاعد ‬ ‫كبــ¶اً‪.‬‬ ‫عمليــة تســويقها وجعــل الطلــب عليهــا ‬ ‫وصلــت الروايــة إ¨ ســوريا بطريقــة مــن‬ ‫الطــرق‪ ،‬عــ الرغــم مــن الصعوبــات ¯‬ ‫ا منيــة‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬واجهتنــا نقلهــا‪ ،‬لكــن المشــكلة كانــت‬ ‫ ‬ ‫اقتصاديــة‪ ،‬الروايــة مرتفعــة الثمــن والقــدرات‬ ‫‪º‬‬ ‫ال®ائيــة للنــاس محــدودة جــداً‪ ،‬أثّــر هــذا ‬ ‫للكثــ¶ مــن‬ ‫مبيعاتهــا‪ .‬ســمعنا أنهــا تعرضــت‬ ‫ ‬ ‫عمليــات التصويــر والنســخ‪ ،‬ولكــن ليــس هــذا‬ ‫ ‬ ‫ـا‪ Õ‬منهــا‬ ‫ســبب ق ّلــة بيعهــا‪ .‬هــذه المشــكلة نعـ ‬ ‫ ســوريا فقــط‪ ،‬بــل كل بلــدان العالــم‬

‫العــر‪ ،Õ‬هنــاك أزمــات اقتصاديــة ســوا ًء كان‬ ‫‪ Ô‬‬ ‫البلــد يشــهد حربـاً أم ‪ ،‬مــا عــدا دول الخليــج‪،‬‬ ‫هنــاك يمتلكــون قــدرات ‪ݺ‬ائيــة ولكــن يعــوض‬ ‫هــذا العوائــق الرقابيــة الشــديدة لديهــم‬ ‫وخاصــة كل مــا يتعلــق بالجنــس والديــن‪،‬‬ ‫كثــ¶اً ´‬ ‫´‬ ‫الفــ¶ة الماضيــة‪ .‬هنــاك‬ ‫والــ‪ µ‬زادت ‬ ‫ ‬ ‫مشــكلة أساســها اقتصــادي‪ ،‬إنتــاج الكتــب‬ ‫وطباعتهــا أمــر مكلــف‪ ،‬والقــدرات ‪º‬‬ ‫ال®ائيــة‬ ‫للنــاس شــبه معدومــة‪ .‬ولكــن هنــاك دور تلعبــه‬ ‫‪Ó‬‬ ‫¯‬ ‫يعوض‪.‬‬ ‫الجوائز ا دبية ا ن يمكن أن ّ‬ ‫هــل تؤثــر الجوائــز المخصصــة للكتــاب ‬ ‫آليات ‬ ‫الن المتبعة؟‬ ‫بالطبــع تؤثــر‪ ،‬لقــد أصبحــت هاجســاً لــدى‬ ‫ ‬ ‫مكرســ ‪،‬‬ ‫الكتــاب‪ ،‬ســواء كانــوا جــدداً أم‬ ‫تدفعهــم نتــاج روايــة كل عــام وضبــط توقيــت‬ ‫إط‪Î‬قهــا مــع توقيــت الجوائــز الكـ ‪Ô‬ـ¶ى‪ .‬وهنــاك‬ ‫ك ّتــاب يعاتبــون دار ‪º‬‬ ‫الن® إذا لم ترســل رواياتهم‬ ‫ ‬ ‫إ¨ جائزة أو أخرى‪ .‬حالة عتبة ا لمأنا قلت‬ ‫للكاتــب ‪ä‬احــةً ‬ ‫إنــ‪ µ‬لــن أقــدم هــذه‬ ‫ ‬ ‫الروايــة للجوائــز فأجــاب بأنــه قــراري وهــو ‬

‫‪31‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬

‫يهمــه ذلــك‪ .‬عــ الرغــم مــن أن الجوائــز ترفــع‬ ‫ـ¶ جــداً‪،‬‬ ‫ـكل كبـ ٍ‬ ‫مــن نســبة مبيعــات الروايــات بشـ ٍ‬ ‫وتســتفيد منهــا دار ‪º‬‬ ‫كثــ¶اً عــ الصعيــد‬ ‫النــ® ‬ ‫التجــاري والتســويقي‪ .‬ولكــن هــذا سيســبب لنــا‬ ‫مشــك‪Î‬ت عــ المــدى الطويــل‪ ،‬خاصــةً ظــل‬ ‫هــذا الكــم الكبـ ـ¶ مــن ا نتــاج‪ ،‬بعــد فـ ´ـ¶ة لــن‬ ‫التميــ¶ ‬ ‫ ‬ ‫بــ العمــل الجــاد‬ ‫يعــود إمكاننــا‬ ‫والعمل الذي يتق‪ ã‬الجوائز‪.‬‬ ‫ ‬ ‫معــ‪µ‬‬ ‫أصبحــت هــذه العمليــة صناعــة بــكل‬ ‫الكلمــة‪ ´ ،‬‬ ‫يلــ¶م الكتــاب ودور ‪º‬‬ ‫بمعايــ¶‬ ‫النــ®‬ ‫ ‬ ‫معينــة تنطبــق عــ معايـ ـ¶ الجوائــز‪ .‬ســابقاً كان‬ ‫التعبــ¶ عــن‬ ‫الهــدف مــن الكتابــة مختلــف‪ ،‬هــو‬ ‫ ‬ ‫فكــرة أو رأي أو تقديــم جديــد عــ الصعيــد‬ ‫الفــ‪Ó ،µ‬‬ ‫¯‬ ‫ا ‪Ô‬د‪ Õ‬أو ‬ ‫ا ن أصبــح الهــدف مختلفــاً‪،‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫وهــو الجوائــز‪ .‬والجوائــز لهــا مقومــات محــددة‬ ‫ليســت فنيــة أو أدبيــة‪ .‬وجــدت مــن خــ‪Î‬ل‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬أن المعايـ ـ¶ المطلوبــة تتعلــق بالجنســيات‬ ‫متابعـ ‬ ‫ ‬ ‫وا قليمــي‪ .‬عــ ســبيل‬ ‫والتــوزع‬ ‫الجغــرا ‬ ‫ ‬ ‫ـ متتاليتـ ‬ ‫المثــال‪ ،‬تعطــى الجائــزة مرتـ ‬ ‫ـ لكاتــب‬ ‫مــ‪é‬ي أو ´‬ ‫عرا ‪...‬إلــخ‪ .‬باختصــار‪ ،‬معايـ ـ¶ الجوائــز‬ ‫ ‬ ‫ليســت أدبيــة ¯‬ ‫با ســاس‪ ،‬وهــذا سيســبب مشــكلة‬ ‫ع المدى الطويل‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺠﻮﺍﺋــﺰ ﺗﺮﻓــﻊ ﻣــﻦ ﻧﺴــﺒﺔ ﻣﺒﻴﻌــﺎﺕ‬ ‫ـﻜﻞ ﻛﺒﻴـ ٍﺮ ﺟــﺪﺍً ‪ ،‬ﻭﺗﺴــﺘﻔﻴﺪ‬ ‫ﺍﻟﺮﻭﺍﻳــﺎﺕ ﺑﺸـ ٍ‬ ‫ـﺮﺍً‬ ‫ﻣﻨﻬــﺎ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﺸــﺮ ﻛﺜﻴـ ﻋﻠــﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴــﺪ‬ ‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱﻭﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻘﻲ‪.‬ﻭﻟﻜﻦﻫﺬﺍﺳﻴﺴﺒﺐ‬ ‫ﻟﻨــﺎ ﻣﺸــﻜﻼﺕ ﻋﻠــﻰ ﺍﻟﻤــﺪﻯ ﺍﻟﻄﻮﻳــﻞ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ﺧﺎﺻــﺔ ﻓــﻲ ﻇــﻞ ﻫــﺬﺍ ﺍﻟﻜــﻢ ﺍﻟﻜﺒﻴــﺮ‬ ‫ﻣــﻦ ﺍﻹﻧﺘــﺎﺝ‪ ،‬ﺑﻌــﺪ ﻓﺘــﺮﺓ ﻟــﻦ ﻳﻌــﻮﺩ‬ ‫ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨــﺎ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴــﺰ ﺑﻴــﻦ ﺍﻟﻌﻤــﻞ ﺍﻟﺠــﺎﺩ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻘﺼﻰ ﺍﻟﺠﻮﺍﺋﺰ‪.‬‬

‫كيــف أثرت وســائل التواصل الحديثة وانتشــار‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ا«نتــاج؟ هــل‬ ‫الكتــب‬ ‫ا«لك·ونيــة آليــات ‪â‬‬ ‫القــراء‬ ‫ســهلت التواصــل مــع جمهــور‬ ‫ّ‬ ‫والكتــاب أينمــا كانــوا؟ أم طغــت أثارهــا‬ ‫ ‬ ‫النــ ‬ ‫الســلبية المتعلقــة بالبيــع وحقــوق‬ ‫ع ذلك؟‬ ‫ ‬ ‫ـ‪ µ‬تأثـ ـ¶ كبـ ـ¶‪ .‬مجتمعاتنــا العربيــة‬ ‫للتطــور التقـ ‬ ‫¯‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬تطبــع مــن‬ ‫القــراءة محــدودة جــداً‪ ،‬ا عــداد الـ ‬ ‫الكتــب قليلــة جــداً و تبــاع كلهــا‪ ،‬لــن يؤثــر‬ ‫انتشــار الكتــب ´‬ ‫ا لك¶ونيــة البيــع‪ ،‬يوجــد بيــع‬ ‫بالحقيقــة ليؤثــر فيــه هــذا‪ .‬هــذه المشــكلة ‬ ‫ ‬ ‫حاجــة إ¨ تغيـ ـ¶ منظومــة متكاملــة‪ ،‬نحــن نــزداد‬

‫‪Masrah Ensemble presents Mud by María Irene Fornés - Mansion - 2013‬‬ ‫© جمعية م®ح أنسمبل‪2013 ،‬‬

‫¯‬ ‫وا ميــة تــزداد معنــا‪ .‬بالطبــع هنــاك أنــواع مــن‬ ‫المطبوعــات يمكــن أن تختفــي مــع الوقــت‪ ،‬مثــل‬ ‫الموســوعات والمعاجــم‪ ،‬لكــن مكانــة الكتــاب‬ ‫´‬ ‫ـور مــا تــزال محفوظــة ولــم تتأثــر‪ ،‬يمكــن أن‬ ‫الـ ‬ ‫´ ‬ ‫و‪ Õ‬فيــه‪ .‬بالنســبة إ¨ القــارئ‬ ‫يؤثــر الكتــاب ا لكــ¶ ‬ ‫´ ‬ ‫و‪ Õ‬يتيــح خيــارات أوســع للقــراءة‬ ‫الكتــاب ا لكــ¶ ‬ ‫´‬ ‫ ‬ ‫الور ‪.‬‬ ‫يغ‪ µ‬عن الكتاب ‬ ‫لكن ‬

‫¯‬ ‫¯‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫ـأ‪Õ‬‬ ‫و معظــم ا حيــان يـ ‬ ‫ـيا‪ î‬أو ا ‪ Ô‬‬ ‫د‪ ،Õ‬‬ ‫أو السـ ‬ ‫مــن خــ‪Î‬ل ع‪Î‬قــات شــخصية مــع الكتــاب‪ .‬ولكــن‬ ‫نحــن نهتــم بتوزيع كتب المــ®ح‪ ،‬مكتبتنا ‪º‬‬ ‫أك¶‬ ‫ ‬ ‫مــن ‪ 500‬كتــاب عــن المــ®ح‪ .‬عــرض علينــا‬ ‫ ‬ ‫و ‬ ‫نصــوص ¯م®حيــة ولكــن إمكانياتنــا محــدودة‪ ،‬‬ ‫الفـ ´ـ¶ة ا خـ ـ¶ة انخفضــت نســبة الطباعــة لدينــا‬ ‫بسبب ¯‬ ‫ا زمات ا قتصادية‪.‬‬

‫ تؤثــر ظاهــرة الكتــب ا ´‬ ‫لك¶ونيــة التوزيــع‪،‬‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫حــ‪ µ‬الغــرب‪ ،‬تراجعــت الكتــب مرحلــة‬ ‫معينــة ثــم عــادت لتأخــذ دورهــا‪ ،‬مــع عــدم‬ ‫إلغــاء ا مكانيــات الجديــدة ‪º‬‬ ‫النــ® والتوزيــع‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬أتاحتهــا التقنيــات الحديثــة‪ .‬بالمحصلــة‬ ‫ ‬ ‫´ ‬ ‫و‪ Õ‬ســوف يســتمر ولكنــه لــن يؤثــر‬ ‫الكتــاب ا لكــ¶ ‬ ‫´‬ ‫الــور ‪ .‬بيــع وتوزيــع الكتــب‬ ‫ســلباً الكتــاب‬ ‫ ‬ ‫الورقيــة مــا زال مســتمراً‪ ،‬والدليــل هــو بقــاء دور‬ ‫النـ ‪º‬ـ® والتوزيــع مفتوحــةً وتنتــج حـ ´ـ‪ µ‬ســوريا‬ ‫ورغــم ¯‬ ‫ا زمــات‪ .‬هــي لــم تتأثــر بالتقنيــات‬ ‫الحديثــة بــل ربمــا ســاعدتها عــ ´ال¶ويــج‬ ‫¯ عمالها ‪º‬‬ ‫أك¶‪.‬‬

‫´‬ ‫ـ‪ µ‬تعمــل مجــال‬ ‫اعتقــد أن ‪Ó‬كل المؤسســات الـ ‬ ‫ويجــب أن تفكــر مليــاً ‬ ‫الثقافــة ا ن خطــر‬ ‫ ‬ ‫ـكل عــام‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫للكت‬ ‫ـوق‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫المســتقبل‪ .‬يوجــد‬ ‫ٌ‬ ‫ليــس بســبب أن النــاس تريــد القــراءة‪ٍ ،‬بــل ن¯‬ ‫´‬ ‫سيشــ¶ي‬ ‫النــاس تســتطيع ‪ݺ‬اء الكتــب‪ .‬مــن‬ ‫نصــاً م®حيــاً لشــاب جديــد؟ ¯‬ ‫ل‪Î‬ســف ســيكون‬ ‫العــدد محــدوداً جــداً‪ ،‬فحـ ´ـ‪ µ‬مــن يريــد قــراءة‬ ‫نــص م®حــي ســيتوجه لنصــوص عالميــة أو‬ ‫حـ ´ـ‪ µ‬عربيــة لك ّتــاب مكرسـ ‬ ‫ـ ‪ .‬يســتطيع النــص‬ ‫¯‬ ‫الم®حــي منافســة ¯‬ ‫ا نــواع ا خــرى مــن ناحيــة‬ ‫المبيعــات‪ .‬الروايــة هنــاك حوافــز ‪º‬‬ ‫أكــ¶‬ ‫ ‬ ‫للمغامــرة‪ ،‬عــ صعيــد ‪º‬‬ ‫الــ®اء وعــ صعيــد‬ ‫القــراءة أيضــاً‪ .‬أعتقــد أن نســبة المبيعــات ‬ ‫تعـ ‪Ô‬ـ¶ عــن نســبة القــراءة بالـ ـ‪é‬ورة‪ ،‬فهنــاك مــن‬ ‫´‬ ‫يشــ¶ي الكتــب و يقرأهــا وهنــاك نســخة‬ ‫´‬ ‫تشــ¶ى وتقــرأ ‪º‬‬ ‫عــ®ات المــرات‪،‬‬ ‫واحــدة‬ ‫والمهــم هــو اســتمرار القــراءة والتوزيــع‬ ‫والنـ ‪º‬ـ®‪ ،‬واســتمرار دور النـ ‪º‬ـ® بالعمــل رغــم كل‬ ‫ا زمــات‪ ،‬لــذا نجــد المجــال ‪Ó‬‬ ‫هــذه ¯‬ ‫ا ن‬ ‫ل‪Î‬هتمام ‪º‬‬ ‫بن® نصوص م®حية‪.‬‬

‫نــ ت الــدار أو كانــت مهتمــة ‬ ‫هــل ‬ ‫بنــ ‬ ‫ ‬ ‫ســوري ؟ وهــل‬ ‫نصــوص م حيــة لكتــاب‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫معايــ· وآليــات نــ النصــوص‬ ‫تختلــف‬ ‫ ‬ ‫معاي· وآليات ن الروايات؟‬ ‫الم حيــة عن ‬ ‫لــم ‪º‬‬ ‫ننــ® نصوصــاً م®حيــةً أبــداً‪ ،‬يقتــ‪é‬‬ ‫توجهنــا النـ ‪º‬ـ® عــ الكتــاب الحديــث الفكــري‬

‫‪32‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬

‫‪1‬‬

‫ﺧﺎﺗﻤﺔ‬ ‫¯‬ ‫د‪ Õ‬الســوري‪ ،‬‬ ‫تنوعــت ســبل إنتــاج النــص ا ‪ Ô‬‬ ‫المــ®ح والروايــة‪ ،‬كمــا تباينــت أســماء كاتبيهــا‬ ‫ ‬ ‫ الروايــة ‬ ‫مكرســ وآخريــن‬ ‫بــ كتــاب‬ ‫ ‬ ‫جــدد‪ ،‬بينمــا طغــى الكتــاب الشــباب عــ ‬ ‫النصــوص الم®حيــة‪ ،‬ظــل غيــاب أســماء‬ ‫مكرســة‪ .‬كذلــك فقــد ظهــر ممــا ســبق أثــر‬ ‫ورشــات الكتابــة الم®حيــة عــ دعــم النــص‬ ‫‪º‬‬ ‫النــ®‬ ‫الم®حــي الســوري ودفعــه تجــاه‬ ‫والتجريــب الكتابــة الم®حيــة‪ ،‬مــن ناحيــة‬ ‫´‬ ‫ومح¶فــات‬ ‫أخــرى كان لصناديــق الدعــم‬ ‫الكتابــة دوراً فاعــ‪ ً Î‬إصــدار بعــض‬ ‫الروايــات للكتــاب الشــباب‪ ،‬كمــا اســتمر‬ ‫الكتــاب المكرسـ ‬ ‫ـ نـ ‪º‬ـ® رواياتهــم دور‬ ‫‪º‬‬ ‫نــ® عربيــة نظــراً للصعوبــات ا قتصاديــة‬ ‫ ‬ ‫´‬ ‫‪º‬‬ ‫تعــا‪ Õ‬منهــا دور النــ®‬ ‫الــ‪µ‬‬ ‫ ‬ ‫واللوجســتية ‬ ‫الســورية‪ .‬كل ذلــك يعكــس تنــوع ســبل إنتــاج‬ ‫ا دب الســوري واخت‪Î‬فهــا‪ ،‬وتظهــر ‪Ó‬‬ ‫¯‬ ‫ا ن‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫نفســه ‪ä‬ورة توســيع أســاليب وطرائــق‬ ‫ا نتــاج هــذه‪ ،‬ســيما وأثــر هــذا العمــل‬ ‫ ‬ ‫ا يجــا‪ Õ‬عــ رفــد ¯‬ ‫ا دب الســوري ‬ ‫ ‪ Ô‬‬ ‫ ‬ ‫الم®ح والرواية‪.‬‬ ‫ي‪Î‬حــظ النصــوص الم®حيــة الســورية‬ ‫اليــوم محــاو ت كتابهــا ¯ خــذ مســافة مــن‬ ‫الحــدث‪ ،‬ســيما أن كل كتــاب النصــوص‬ ‫نمــوذج البحــث يقيمــون خــارج ســوريا‪ ،‬و ‬ ‫تؤكــد الورقــة ا ستكشــافية تمكّــن الكتــاب‬ ‫مــن ذلــك‪ ،‬لكنهــا التفتــت إ¨ هــذه المحاولــة‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬تعــد بمثابــة خطــوة نحــو م‪Î‬مــح أدب‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫جديــد‪ ،‬بينمــا ظهــرت الروايــة م‪Î‬مــح‬ ‫ا لتصــاق بالواقــع عــ الرغــم مــن أن جــل‬ ‫كتابهــا أيضـاً خــارج ســوريا‪ ،‬ويعــزى ذلــك إ¨‬ ‫هــول الحــدث الســوري الــذي أرخــى ‬ ‫ظ‪Î‬لــه عــ ¯‬ ‫ا دب‪ .‬الحالتـ ‬ ‫ـ ‪ ،‬المــ®ح‬ ‫ ‬ ‫تحــ‪ é‬آثــار ا نفجــار الســوري‪،‬‬ ‫والروايــة‪ُ ،‬‬ ‫لكنهــا المــ®ح تبــدو بعيــدة‪ ،‬بينمــا ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫الرواية تبدو قريبة جداً من الحدث‪.‬‬ ‫تمايــزت ‬ ‫بــ‪ µ‬ومواضيــع النصــوص باختــ‪Î‬ف‬ ‫زمــن كتابتهــا‪ .‬تعاطــت النصــوص المكتوبــة ‬ ‫ ‬ ‫بدايــة ¯‬ ‫ا حــداث مــع ا نفجــار الســوري بطريقــة‬ ‫¯‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫خريتــ ‪،‬‬ ‫الســنت ا ‬ ‫مختلفــة عــن المكتوبــة ‬ ‫´‬ ‫ـ‪ µ‬ســتكتب الســنوات القادمــة‬ ‫والنصــوص الـ ‬ ‫كذلــك ســتكون مختلفــة عمــا يكتبــه الســوريون‬

‫اليــوم‪ .‬الكتــاب أيضـاً بــدأوا بأخــذ مســافة زمانيــة‬ ‫)ومكانيــة بعــض الحــا ت( مــع الحــدث‪ ،‬مــا‬ ‫أتــاح توســيع الرؤيــة وتطورهــا‪ ،‬المــ®ح‬ ‫حد سواء‪.‬‬ ‫والرواية ع ٍ‬ ‫صبــت هــذه الورقــة إ¨ استكشــاف آليــة‬ ‫عــ¶‬ ‫ووضــع الفنــون الفرديــة الســورية ‪Ô‬‬ ‫المــ®ح والروايــة‪ ،‬استكشــافاً يشــمل تحديــد‬ ‫آليــات ا نتــاج ¯‬ ‫ا ساســية لهــذه النصــوص‪،‬‬ ‫ ‬ ‫والنظــر مواضيعهــا‪ ،‬وتقاطعاتهــا مــع‬ ‫ال¶اجيديــا الســورية ´‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬ولــدت هــذه‬ ‫ ‬ ‫ضافــة إ¨ البحــث ‬ ‫با ‬ ‫وغ¶هــا‪ ،‬‬ ‫النصــوص ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫تأثــ¶ الزمــن تطــور النــص الســوري‪ ،‬‬ ‫ ‬ ‫المــ®ح والروايــة‪ ،‬زد عــ ذلــك استكشــاف‬ ‫خيــار اللغــة النصــوص الم®حيــة‪ ،‬وأثــر‬ ‫هــذا الخيــار ع‪Î‬قــة النــص الم®حــي‬ ‫الســوري بالفنــون ¯‬ ‫ا خــرى كالدرامــا‬ ‫التلفزيونيــة‪ ،‬بينمــا تــم ´‬ ‫ال¶ ‬ ‫كــ¶ الروايــة‬ ‫المتخيــل والتوثيــق ومــدى حضورهمــا‬ ‫عــ ‬ ‫{‬ ‫¯‬ ‫الــروا‪ Õ‬الســوري اليــوم‪ .‬ولــو‬ ‫النــص‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫شــملت هــذه الورقــة عــ تفصيــ‪Î‬ت نقديــة‬ ‫عنيــت ببنيــة النصــوص المطروحــة‪ ،‬إ أننــا‬ ‫نعدهــا استكشــافاً للســمات العامــة لهــذه‬ ‫´‬ ‫الــ‪µ‬‬ ‫النصــوص دون الولــوج إ¨ دراســتها ‬ ‫تحتــاج إ¨ بحــوث مفصلــة دراســة المــ®ح‬ ‫ ‬ ‫السوري ‪.‬‬ ‫والرواية‬

‫عمليــة النـ ‪º‬ـ®‪ ،‬كل ذلــك محاولــة للبحــث ‬ ‫آليــة نـ ‪º‬ـ® هــذا ¯‬ ‫ا دب اليــوم‪ ،‬ومــا يحيــط بهــا‬ ‫ ‬ ‫معايــ¶ وتفاصيــل تؤثــر ‪º‬‬ ‫نــ®ه‬ ‫مــن‬ ‫ ‬ ‫وتوزيعــه ووصولــه إ¨ القــارئ الســوري‬ ‫والعر‪ Õ‬عامةً ‪.‬‬ ‫خاصة‬ ‫‪ Ô‬‬

‫لــم نســع الدراســة الســالفة إ¨ بحــث‬ ‫موســع ¯‬ ‫ا دب الســوري‪ ،‬إنمــا حاولنــا إثــارة‬ ‫ ‬ ‫تســاؤ ت حــول ¯‬ ‫ا دب )م®حــاً وروايــة‬ ‫تحديــداً( ورصــد أثــر الحــدث الثــوري ‬ ‫¯‬ ‫د‪ ،Õ‬والتقــاط تأثـ ـ¶ه بنيــة الكتابــة‬ ‫المنتــج ا ‪ Ô‬‬ ‫الم®حيــة والروائيــة الحديثــة‪ ،‬كيــف تأثــر‬ ‫النــص الســوري بمــا حصــل؟ وهــل طــال‬ ‫التغيـ ـ¶ المضامـ ‬ ‫ـ فحســب أم أنــه وصــل إ¨‬ ‫الشــكل أيضــاً؟ ومــا هــي الســمات العامــة‬ ‫¯‬ ‫ا نتــاج ‬ ‫لهــذا ا دب؟ وكيــف أثــرت ُســبل ‬ ‫دعــم النــص الســوري وتقديمــه ‪º‬‬ ‫ونــ®ه؟‬ ‫وأســئلة أخــرى حاولنــا فيهــا أن نقــدم دراســة‬ ‫نظريــة تفتــح البــاب أمــام العديــد مــن‬ ‫البحــوث المعنيــة بدراســة النــص الســوري‬ ‫اليوم وآليات إنتاجه‪.‬‬ ‫كذلــك ألقينــا الضــوء عــ آليــة عمــل دور‬ ‫النــا‪Ý‬ة ¯‬ ‫‪º‬‬ ‫‪º‬‬ ‫لــ‪Î‬دب الســوري‪ ،‬وكيفيــة‬ ‫النــ®‬ ‫ ‬ ‫ـوري ‪ ،‬ومــا‬ ‫ع‪Î‬قتهــا مــع الكاتــب والكتــاب السـ ‬ ‫´‬ ‫الــ‪ µ‬تواجــه‬ ‫هــي الصعوبــات والتحديــات ‬

‫‪33‬‬ ‫ ‬ ‫وللمساهم هذه الورقة‬ ‫جميع الحقوق الفكرية والملكية لمؤسسة اتجاهات‪-‬ثقافة مستقلة‬ ‫يحق إعادة استخدامها أو استخدام أجزاء منها ضمن رخصة المشاع ا بداعي‬