أرابيسك لقطات حساسة
صـــــــــــيد بال سمك ال��ش��رك��ات ال��ك��ب��رى ت��دم��ر ال��م��ش��روع��ات ال�����ص�����غ�����ي�����رة ع�����ل�����ى ب�����ح�����ي�����رة ن����اص����ر ي��ق��ف��ون ع��ل��ى ق��وارب��ه��م ال��ص��غ��ي��رة، بأجسادهم النحيلة شبه العارية فى عرض بحيرة شاسعة مترامية األطراف، وهى أكبر بحيرة صناعية فى العالم أنشأت بعد بناء السد العالى 1958م، والتى تقع جنوبه بأسوان ( حوالى 950كم جنوب القاهرة) ،يكاد ال تدرك العين لها منتهى وال شاطئ ،يلقون الشباك فى أصيل النهر وقرب ضفافه، لكنها تخرج بيضاء بال حسك ,تسمع احيانا أحدهم يقول “ األسماك لم تعد تخدعها الشباك “ ،يفاجئنا آخر بقوله “الشباك هى التى ال تجد السمك “ .
تقرير وصور :إبراهيم زايد رجال وشباب هنا للصيد ىف البحرية وعائالتهم ىف املدن حيث املنازل واملرافق أما هنا فال بيوت وال مواصالت مريحة. “البس الصياد “ ,كام ينادونه ,وهو احد صيادى بحرية نارص ,مل يتجاوز عمرة الثالثني عاماً ,ويحمل ترصيح صيد ورثه عن جده الذى توىف عندما كان صغريا ً ,تاركاً له قارب صيد وبعض الشباك,وكان يعمل مع والده بعد بناء السد العاىل. يقول “ 9أو 10كيلو من السمك ,هام حصيلة اليوم بعد قضاء 6ساعات ىف البحرية ونحن نسري بالقارب ميينا ويسارا فيام هو متاح لنا من مساحة ال تتعدى الكيلو مرت أو أكرث بقليل مبحاذاة الشاطئ, بالرغم من أننا كنا نجنى ىف كل فرتة – صباحية أو بعد الظهرية – أكرث من 80كيلو من االسامك كبرية الحجم ,مختلفة األنواع. ويستكمل” العبد حسني “وهو رجل طاعن ىف السن قائالً “ الهيئة مل تعد تضع لنا أجنة األسامك الصغرية بالبحرية؛ قبل شهور منع الصيد كام كان ىف السابق” ,خالفه الرأى إبنه أحمد حني أشار لتلك الشباك املحظورة التى يستخدمها بعض الصيادين وطرق الصيد الجائر سواء
باستخدام الديناميت او التيار الكهريب ,ملجابهة التكاليف وزيادة الشاطئ ,وملا انتبه اآلخرون كانت املصيبة قد حدثت” ,فاملستشفى األعباء املادية ,ويعد نقص املياه بالبحرية ومشاكل منابع النيل مانعاً الوحيد هنا عىل بعد 14كم ,ليس لديهم عربات وال يسمح بإقامة أى مبنى بجوار البحرية ,حتى األكواخ ليس لها تصاريح ويعتمدون عىل لتدفق األسامك من الجنوب. العشش الصغرية التى تجمعهم آخر النهار لنقضاء ساعات الليل بها يشري إلينا حسن املغرىب وهو رجل كهل أصابه الوهن بقوله “ انظروا وعند طلوع الفجر يعاركون املاء من جديد”. اىل هذه املراكب ذات املحركات الرسيعة والشباك الكبرية والكثري من الصيادين عىل متنها,هى ملك للرشكات الكبرية والجمعيات العاملة وبالرجوع لهيئة تنمية بحرية نارص أحالتنا إلدارة الرثوة السمكية بالصيد ,أما نحن فلم نزل نصطاد بالطرق القدمية والقوارب الصغرية ,والتى تخىل مسئوليتها عن هؤالء الصيادين ومشاكلهم كلياً ورفضت وليس لدينا اإلمكانية لرشاء محركات وقوارب كبرية حتى نحصل عىل مناقشة املوضوع من أساسه ,إال بخطاب رسمي ,واعتربوا أ ّن هؤالء الصيادين ذوى القوارب الصغرية وما يقومون به هو كسب للعيش, أى مناقصات صيد من الهيئة. وليس لديهم أى مانع ىف ذلك ,ومعاملتهم تتم عن طريق الجهات يتابع املغرىب “العام املاىض هجم أحد التامسيح عىل قارب صغري ,األمنية فقط والهيئة غري مختصه ىف إعطاء أى نوع من التصاريح لهم. كان بجوار الشاطئ به شخصان ومل يكن لديهم أى أسلحة الستخدامها هكذا يعيش صغار الصيادين تحت وطأة األعباء املالية والصحية ىف الدفاع عن انفسهم وانقلب القارب وسقطا ىف املياه الضحلة وعدم تأمينهم من األزمات ,وهم يعودون كل مساء اىل أكواخهم وقد لقى أحدهم حتفه ولوال عناية الله لكان أخيه اآلخر ىف عداد الصغرية عىل شاطئ البحرية بشباك خاوية إال من القليل من األسامك املوىت غري أنه استطاع االحتامء بالقارب املقلوب ثم جرى بعيدا ً عن والتى قد تكفيهم لصنع مائدة صغريه آخر النهار .