ملف
محمد عيل الرباوي
بعد برنامج «أمير الشعراء» ظهر شعراء مغاربة شباب يكتبون هذه القصيدة بجمالية تنافس جمالية النماذج الجيدة المنجزة في إطار القصيدة الحرة خاصة.
محمد عيل الرباوي
القصيدة العمودية تسترد مكانتها أرى أن الحديث عن هذه املسألة هو حديث مرتبط بالرصاع املفتعل بني أنصار هذا الشكل وذاك .مل يحدث مثل هذا يف تراثنا ،حيث تعايشت كل األشكال من قصيدة إىل مسمط إىل مزدوج إىل موشح يف مرحلة الحقة .ومثل هذا التعايش كان يف الثقافة الشعرية الفرنسية ،حيث عاشت Les Formes Fixesجنباً إىل جنب .حني ظهرت القصيدة الحرة يف عاملنا العريب أراد أصحابها أن يعطوها املرشوعية عن طريق وصف القصيدة «ما يسمى بالشعر العمودي» بالتخلف معتمدين عىل ضعيف ما أنجز فيها. والحق أن الشعر يف كل أشكاله فيه الجيد وفيه الرديء. ّ والجودة والرداءة ليستا مرتبطتني بالشكل بل بالشاعر. يف املغرب األقىص نهضة شعرية كبرية يحرض فيها ثالثة أشكال: قصيدة النرث وهي منط شعري مستحدث يكاد يحرض بقوة يف منجز الشباب ،أغلب ما أنجز بهذا النمط ضعيف ألن هذا النمط أصعب األشكال الشعرية لكن هذا مل مينع من أن نقرأ نصوص منه جيدة لكنها قليلة.
52
بيت الشعر
العدد ( - )9شباط/فبراير2013/
القصيدة الحرة ،التي خرجت من رحم القصيدة حيث إنها تعتمد العروض يف بنائها املوسيقي .أعطت نَفَساً جديدا ً للتجربة الشعرية املغربية ،فيها أيضا الجيد وفيها الرديء . أما القصيدة فوصلت إىل طريق مسدود نظرا ً لكون من كان ميارسها كانوا متورطني يف صناعة قصائد «مناسباتية». لكن منذ سنوات الثامنني إىل يومنا هذا عرفت القصيدة (أي الشعر العمودي ) ميالدها الثاين مستفيدة من لغة العرص الجديدة ،أستحرض بهذه املناسبة املرحوم محمد الطويب .وأضيف إىل الطويب حسن األمراين وآية وارهام وأمينة املريني ومصطفى الشليح.. عندي أن لنزار قباين ولسعيد عقل وأرضابهام دورا يف هذا. وبعد برنامج «أمري الشعراء» ظهر شعراء مغاربة شباب يكتبون هذه القصيدة بجاملية تنافس جاملية النامذج الجيدة املنجزة يف إطار القصيدة الحرة خاصة .لكن هؤالء الشعراء وقفوا بهذا الشكل عند جانبه الغنايئ ،ومل يوفّقوا بعد يف استثامر الجانب الدرامي املستثمر بنجاح يف النامذج الجيدة من القصيدة الحرة .ومع ذلك أحس من خالل ما أقرأ لبعض الشباب أن القصيدة ستسرتد مكانتها