bayt_alshier_8

Page 45

‫دعوة‬

‫مليارات القراء‪ ،‬عىل سطح املعمورة‪ ،‬ماجعل النصني‪ ،‬يقدمان‬ ‫بالطريقة نفسها‪ ،‬بل رمبا متكن النص الرديء أن يقدم نفسه‪،‬‬ ‫بقوة‪ ،‬أكرب‪ ،‬سواء أكان ذلك عىل صعيد توفري الرتويج والنرش‪،‬‬ ‫أوطريقة التواصل مع املتلقي‪ ،‬وهوما بات يشكل خطرا ً كبريا ً عىل‬ ‫العملية اإلبداعية‪ ،‬وهي مسألة جد خطرية‪ ،‬البد من االنتباه إليها‪،‬‬ ‫وقرع األجراس‪ ،‬من أجل العمل الجاد‪ ،‬لتمييز الخيطني‪ :‬األبيض‬ ‫واألسود‪ ،‬بل إن هذا األمر ليع ُّد مهمة أوىل عىل عاتق الغيارى عىل‬ ‫وأس الحضارة األول ‪.‬‬ ‫اإلبداع‪ ،‬بصفته روح أي شعب ّ‬ ‫وهكذا‪ ،‬فإن الحاجة إىل النقد باتت اآلن ج ّد كبرية‪ ،‬ألنه منذ‬ ‫بداية الوعي اإلنساين‪ ،‬وحتى هذه اللحظة‪ ،‬مل تشهد الذاكرة‬ ‫الكتابية‪ ،‬تراكامً نصياً‪ ،‬كام تشهده‪-‬اآلن‪-‬منذ متكن أدوات االتصال‬ ‫اإللكرتونية‪ ،‬تقديم هذا الكم ِّ اللحظي من املدونات‪ ،‬حيث بتنا‪-‬‬ ‫يف مواجهة‪ -‬مصادر تلويث للجامل‪ ،‬وتشويه اإلبداع‪ ،‬وبات التنطع‬ ‫لهذا التخريب الشامل ض َّد الذائقة‪ ،‬مهمة كربى أمامنا جميعاً‪.‬‬ ‫وتأسيساً عىل ما تقدم‪ ،‬فإننا سنحاول من جهتنا‪ ،‬ومنذ العدد‬ ‫القادم‪ ،‬تقديم قراءة نقدية إلحدى املجموعات اإلبداعية‪ ،‬أوألحد‬ ‫النصوص الشعرية الالفتة‪ ،‬يف كل عدد‪ ،‬عىل أن نعنى باألسامء‬ ‫الجديدة‪ ،‬وتلك النتاجات التي مل تنل حقها من الضوء‪ ،‬وذلك‬ ‫بهدف تأسيس حوار نقدي‪ ،‬بل إعادة االعتبار إىل النقد‪ ،‬بعد‬ ‫أن تضاءل دوره‪ ،‬ومل يتمكن من أن يكون يف مستوى الطوفان‬ ‫الكتايب‪ ،‬بالرغم من وجود أصوات نقدية عالية‪ ،‬ضمن دورة النقد‬ ‫اإلبداعي‬

‫نحو كبري‪ ،‬وبهذا فإن أعداد متلقيه‪ ،‬مل تنحرس‪ ،‬بل إنه سجل نقلة‬ ‫عاملية يف عالقته مع قرائه‪ .‬إال أن مرور حوايل عقد ونيف عىل النقلة‬ ‫التي سجلتها ثورة االتصاالت‪ ،‬اعتامدا عىل لحظة بدء العالقة بني‬ ‫الفرد العادي‪ ،‬وإنجازات هذه الثورة‪ ،‬أكَّد أن أوعية النرشالورقية‪،‬‬ ‫كانت حاضنة لها كاريزماها الخاصة‪ ،‬بالنسبة إىل الثالثية املشارإليها‪،‬‬ ‫حيث أن النص يف إهاب هذه الوسيلة هو واقعي‪ ،‬ينبض بالحياة‪،‬‬ ‫وميوربالحركة‪ ،‬وأن جاملياته تصل املعني بالعملية اإلبداعية‪ ،‬من‬ ‫دون أي تلكؤ‪ ،‬ناهيك عن أن الثورة التي هدمت كل الحدود‪،‬‬ ‫أوصلت النص اإلبداعي‪ ،‬إىل أمداء وآفاق ج ّد بعيدة‪ ،‬مسجلة‬ ‫فتوحاتها الكربى‪ ،‬يف التجسري مع قراء افرتاضيني‪ ،‬إالأن النص‬ ‫اإلبداعي يفتقد الكثري من ألقه الطبيعي‪ ،‬وبات يضيع يف هذا‬ ‫الفضاء الشسيع‪ ،‬بال َّرغم من تحقيقه االنتشاراألكرب‪ ،‬وكمثال شاخص‬ ‫عىل مثل هذا الكالم‪ ،‬فإننا النزال نلجأ إىل املجموعة الشعرية‬ ‫املطبوعة «كغريها من الكتب» ونستمتع بقراءتها‪ ،‬هذه املتعة التي‬ ‫نكاد نفتقدها يف قراءتنااإللكرتونية‪ !..‬ولقد ارتأينا يف«بيت الشعر»‬ ‫أن نستعيد‪ ،‬ونواصل‪ ،‬تقليد أ َّمات املجالت ووسائل النرش الورقية‪،‬‬ ‫يف التجسريبني األصوات اإلبداعية الجديدة يف اإلمارات العربية‬ ‫املتحدة ومتلقيها‪ ،‬من خالل تسليط الضوء عىل تجاربها‪ ،‬سواء‬ ‫أكانت مجموعات شعرية صادرة‪ ،‬أونصوصاً منفردة‪ ،‬وذلك انطالقاً‬ ‫من إحساسنا‪،‬يف أرسة املجلة‪ ،‬أن هناك أصواتاً إبداعية مه َّمة‪ ،‬تواصل‬ ‫حفرها اإلبداعي‪ ،‬سواء أكان عرب وسائل النرش الواقعية‪ ،‬أواالفرتاضية‪،‬‬ ‫بيد أن هناك عقبة كأداء‪ ،‬تقف يف وجه وصولها‪ ،‬ولعل حاجة هذه‬ ‫األعامل اإلبداعية إىل النقد أمر رضوري‪ ،‬ألن ثورة االتصاالت التي‬ ‫يف انتظار نتاجاتكم‬ ‫وفَّرت لإلبداع فضاء واسعاً‪ ،‬من الحرية‪ ،‬وت ّم كرس قيود النرش التي‬ ‫املحرر‬ ‫كانت تحول دون وصول هذا اإلبداع إىل متلقيه‪ ،‬منحت الفرصة‬ ‫ميكن التواصل عىل الربيد اإللكرتوين التايل‪bashir@cmc.ae :‬‬ ‫للنصني‪ :‬اإلبداعي والرديء‪ ،‬يف آن‪ ،‬يك يكونا عىل موعد يومي مع‬ ‫‪issue (8)- January - 2013‬‬

‫‪45‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.