تحقيق
فالسوريالية مثالً ح ّولت الشاعر الذى يعيش عىل جبال الربانس ينتظر شيطانه إىل ساحر فقري مضحك ..بل تحول الشعر إىل الكثري من السخرية باألقانيم وعىل رأسها أقنوم الشاعر نفسه ،وأظن أن التجارب الحضارية الكربى مل تعد ىف حاجة إىل استعادة شعراء الوحي ..فقد كانت التعرية املؤملة التى خلفتها الحروب الكربى آلالم اإلنسان موضع سؤال عميق ظل يضج باألمل والسخرية ..ويبدو أننا نحتاج إىل يشء من هذا الوعي. وقد كان «أبو متام» ،وهو أحد حكامء الشعر العريب، يعتقد دامئًا أن صورة الشاعر منحة «قدرية» ،وهو اعتقاد يشاركه فيه الكثري من الكبار ىف الشعرية العربية ،وال أعلم إذا كان هذا االعتقاد سببًا ىف تواضعه الجم الذى دفعه إىل القول عن أستاذه «البحرتي» عندما ُسئل عنه: «ج ِّيده أفضل من ج ِّيدي ،ورديئى أفضل من رديئه» .بهذا املعنى ميكننا أن نرشع ىف فهم الطقوس الشعرية يف تراثنا اإلنساىن ىف الشعر وغريه ،حيث تتبدى القيمة «الجودة» ىف الكتابة بعيدة عن تصورات الحداثة والقدامة .وتؤكد هذا املعنى فعالية النصوص القدمية وبقاؤها حية حتى اآلن ،ومن يتمثل كتاب «صوت أىب العالء» وأشواق طه حسني لالرتقاء بنرثه ىف قراءة النص إىل مصاف الشعرية يتأكد من ذلك .وبقاء النص ىف التاريخ يعنى أن عنارص
الحادثة ترتبط وثيقًا بامتالك العنارص النسبية للتجويد، فجودة النص هى رس بقائه ،لذلك فإن بورخيس كان يقول «إن كل نص جيد حديث بالرضورة ،حتى لو كان مكتوبًا قبل آالف السنني». من هذه الزاوية يجب أن ننظر إىل حداثتنا وما نزعمه حولها بكثري من التواضع ..فهذا هو ما يدلنا عىل املواقع الصحيحة ألقدامنا ،وأنا بشكل شخيص ،ومن هذا املنظور، ال أتصور أن فهام للمشهد الشعري ميكنه أن يقوم مبعزل عن فهم املايض الذى نطمح للوقوف عىل أطالله ،مايعني ترسيخ املزيد من سوء الفهم. رمبا لهذا السبب تتعاظم العزلة التى وصل إليها الشعر إعالميًا ومجتمعيًا ،ورمبا كان ذلك ترجمة النغالق املسام التي تؤدي إىل سبل التجديد ،لدرجة بات معها الكالم عن النص الجديد يعنى نو ًعا من الهزل ويدفع ملزيد من عدم اإلنصات. وبدت الصورة كام لو كان املجتمع الذى يكتب الشاعر من أجله هو من يقاوم ويرفض بل ويسخر من فكرة التجديد نفسها ..وهو تعبري قاس عن هزمية املرشوع النهضوى وإجهاضه كلية ،بغض النظر عن القيمة التى حاول النص الشعرى ترسيخها.
نعيم عبد مهلهل (العراق)
امللتقطة من لحظتها وأغلبها مصنوعة بالتأمل والتفكري والفائدة من التجربة والذكريات واللحظة الغرامية. يفجر اللحظة الشعرية ولقطتها هاجيس الذي ورثه من عيون أيب من الطفولة من الحياة بوقائع الجمر التي تصنع احالم الحب والخبز والسياسة .فيتشكل وعي املوضوعية وتسقط نجوم التخيل العنوان والشطر االول. وبدون وعي تنثال بقية ما متلك لتسكن تفاصيل الروح ورعشة االصابع!...
قصائد الفيس وعولمته الشعر رؤيا يصنعها الخفي يف الذات الشاعرة .انه صريورة اليشء املميز يف هاجس البرش منذ دمعة آدم عىل موت ولده يف شجاره مع أخيه إىل قصائد الفيس بوك وعوملته. هذا الهاجس ال تصنعه سوى لحظة تسكن الرمض أو نبض يسارع دقات القلب فيأيت الخلق بصورة القصيدة 102
بيت الشعر
العدد ( - )6تشرين الثاني/نوفمبر2012/