70
الليبرالية في تاريخ الفكر العربى
دولة أخرى فتستولى على البلد ،وتجدد السر على العباد بقليل من التعب ،فتدخل المة فى دور آخر من الرق المنحوس ،وهذا نصيب أكثر المم الشرقية فى القرون الخيرة ،وأما أن يساعد الحظ بعدم وجود طامع أجنبى، وتكون المة قد تأهلت للقيام بأن تحكم نفسها بنفسها ،وفى هذه الحال يمكن لعقلء المة أن يكلفوا المستبد ذاته لترك أصول الستبداد ،واتباع القانون الساسى الذى تطلبه المة. والمستبد الخائر القوى ل يسعه عند ذلك إل الجابة طوعا، وهذا أفضل ما يصادف .وإن أصر المستبد على القوة ،قضوا بالزوال على دولته ،وأصبح كل منهم راعيا وكل منهم مسئول عن رعيته ،وأضحوا آمنين ،ل يطمع فيهم طامع ،ول يغلبون عن قلة ،كما هو شأن كل المم التى تحيا حياة كاملة حقيقية. بناء عليه فليتبصر العقلء ،وليتق اللـه المغررون ،وليعلم أن المر صعب ،ولكن تصور الصعوبة ل يستلزم القنوط ،بل يثير همة الرجل الشم.