لماذا أعدموني ؟ سيد قطب
موقعنا على النترنت
منبر التوحيد والجهاد http://www.tawhed.ws http://www.almaqdese.com http://www.alsunnah.info
الّدال على الخير كفاعله
-1-
مقدمة الناشر نرجو أن ل يتبادر إلى السذهن أن هسذه الوثيقسة الستي كتبهسا شسهيد السسل م ) سسيد .قطب ( كاملة غير منقوصة هذه الوثيقة التي أخذنا لها عنوانسسا هسسو ) لمسساذا أعسدموني ؟ ( قسد مسسرت علسسى أيسسد كثيرة ابتداءا من المحققين وغير المحققين من الذين عذبوا الشهيد ورفاقه ،وانتهاء بكبسسار .المسؤولين في الدولة وأذنابهم هذه الوثيقة هي ول شك بخط الشهيد سيد قطب ،ولكننا يجب أن نقول بشأن هسسذه الوثيقة أنها كتبت بطلب من المحققين الذين كانوا يستجوبون الشهيد ورفاقه ،ولهذا جاءت .وكأنها إجابات لسئلة محددة أو سؤال واحد عا م عندما نشرت " المسلمون " هذه الوثيقة على حلقات ابتسسداءا مسسن عسسددها الثسساني، تباينت ردود فعل المهتمين بالشهيد سيد قطب ،فمنهم من قال أنها مزورة ،وأكثرهم جسسز م .بصحتها من ناحيتنا نحن فإننا نؤكد أن هذه الوثيقة أو الشهادة وهي الجابسسة الكاملسسة علسسى سؤال المحققين قد وصلتنا بخط يد الشهيد ،ونؤكد في نفس الوقت أنها ناقصة غير كاملة، فقد حرص أذناب نظا م الطاغية علسسى الحتفسساظ فسسي مكسسان غيسسر معسسروف وعنسسد شسسخص معروف بالجزء الخاص بالتعذيب الذي تعرض له الشهيد سيد قطسسب ورفسساقه ،ظنسسا منهسسم أن خل ضّو الوثيقة أو الشهادة من تلسسك الصسسفحات السسسوداء سسسيضّب ض وجسسوه الطغسساة وأذنسسابهم، .الذين لم يتركوا وسيلة عرفوها لتعذيب الشهيد سيد قطب إل واستعملوها ولكن هل نجحوا في التأثير على روح الشهيد وضميره ؟ أبدا ! إنهم تمكنوا من جسسده الفساني ،أمسا روحسه فلسم يقسدروا أبسدا عليهسا ،ولسذلك .أعدموه نعم ..لذلك أعدموه ،بالرغم من النداءات التي وجهت فسسي ذلسسك السسوقت مسسن قسسادة .المسلمين وعلمائهم بعد م اعدامه كيف ل يعدموه ؟ أيتركوا جسده شاهدا على وحشيتهم ؟ يقول رفاق الشهيد سيد قطب في السجن قبل إعسدامه أنهسم عسذبوه عسذابا شسديدا، .وشوهوا جسده ووجهه يريدون بذلك الوصول إلى روحه ليتمكنوا منها ولكن ا سبحانه وتعالى لم يمكنهم من روحه ،وأبلغ دليل على ذلك هو إعسسدامهم ) .لصاحب ) في ظلل القرآن
-2-
رحسسم ا س الشسسهيد سسسيد قطسسب وأجسسزل لسسه الثسسواب علسسى كسسل مسسا قسسدمه للسسسل م .والمسلمين ،وإنا ل وإنا إليه راجعون هشا م ومحمد علي حافظ
-3-
تقريــر وبيــان مقدمة مختصرة لقد كتبت بيانا ً مجم ً ل قبسسل هسسذا تنقصسسه تفصسسيلت كسسثيرة ،كمسسا تنقصسسه وقسسائع وبيانات كثيرة .ولقد أسىء فهم موقفي وتقدير دوافعي في كتابه ذلك البيسسان علسسى ذلسسك النحو .وأرجو أن يكون في هذا التقرير الجديد المفصل ما يفي بسسالمطلوب ومسسا يجعسسل .موقفي مفهوما ً على حقيقته وا يعلم أنني لم أكن حريصاً على نفسي ول قصدت تخليص شخصسسي بسسذلك الجمال .ولكنني – ويجب أن أعترف بذلك – كنت أحاول أولً وقبل كل شيء حمايسسة مجموعة من الشباب الذي عمل معي في هذه الحركة بقدر ما أملسسك لعتقسسادي أن هسسذا الشسسباب مسسن خيسسرة مسسن تحمسسل الرض فسسي هسسذا الجيسسل كلسسه ،وأنسسه ذخيسسرة للسسسل م وللنسانية حرا م أن تبدد وتهدر .وإنني مطالب أما م ا أن أبذل ما أملك لنجسساتهم ،وإن ذلك البيان المجمل الذي ل يحتوي كل التفاصيل الدقيقة هو كل مسا أملكسه فسي الظسرف الحاضر للتخفيف عنهم ،وقد يشملني هذا التخفيف ضمنًا ،ولكن ا س يعلسسم أن شخصسسي :لم يكن في حسابي ،وقد احتملت المسؤولية كاملة منذ أول كلمة وقلت إنه آن أن يقدم إنسان مسلم رأسه ثمناً لعلن وجود حركة إسلمية وتنظيم غير مصرح به قام أص ً ل على أساس أنه قاعـدة لقامـة النظـام السـلمي ،أيـا ً كـانت الوسائل التي سيستخدمها لذلك .وهذا في عرف القــوانين الرضــية جريمــة تســتحق !.العدام
-4-
ويجب أن أبين في هذه المقدمة القصيرة أن تقديمي ذلك البيسسان الول المجمسسل بهذا القصد هو واجبي كمسلم .فالسير المسلم ل ينبغي له أن يدل علسسى مسسا وراءه مسسن .جند السل م ول يكشف مقاتل المسلمين وعوراتهم ما أمكنه وقد كنت أؤدي واجبي بمفهومي السلمي متعاملً فيه مسسع اس بغسس ض النظسسر .عن نظرة القوانين والهيئات البشرية ولكني الن وقد بينت أن هسسذا الشسسباب قسسد قسسرر كسسل تفاصسسيل أدواره الخاصسسة والعامة ،وإنني أنا ل أدل عليهم بشيء ،فقد ارتفع الحسسرج عسسن صسسدري فسسي ذكسسر كسسل التفاصيل ،مسع محاولسة ترتيبهسا ترتيبسا ً زمنيسا ً بقسدر المكسان .فسسإذا غساب بعضسها عسن ذاكرتي فيمكن السؤال عنها وتذكيري بها عن طريق أفوال مجموعة الشسسباب الخمسسسة أو غيرهم ممن ورد فسسي أقسسوالهم شسسيء عنهسا .والسسترتيب الزمنسسي التسساريخي هسو خيسسر .وسيلة تساعدني على التذكر ولبد أن أقول للسسسادة المشسسرفين علسسى القضسسية إننسسي ل أسسستطيع أن أكتسسب إل بطريقتي الخاصة ..طريقسة الكسساتب السسذي زاول الكتابسسة أربعيسسن سسسنة بأسسسلوب معيسسن وطريقة معينة ..فبع ض الوقسسائع لبسسد مسسن التعليسسق عليهسسا عنسسد ذكرهسسا وبيسسان أسسسبابها ودوافعها والظروف المحيطة بها ،وبعضها يمكن ذكره مجرداً بل تعليسسق ول تعقيسسب. .وهذا قد يضايقهم أحياناً لنهم يريدون فقط سلسلة الحوادث والوقائع والشخاص .ولن أذكر على كل حال من التعليقات إل ما أرى ضرورته وأهميته
-5-
سرد تاريخي لنشاطي في حركة الوخوان المسلمين وبيان للحوادث سأختصر في بياني هذا النشاط من وقت التحسساقي بالجماعسسة سسسنة 1953إلسسى سنة 1962لتوسع فيما بعد ذلك .إذ أن هسسذه الفسسترة الولسسى ليسسس فيهسسا – بالنسسسبة لسسي شيء ذو أهمية ،أكثر من أنه تمهيد للفترة التالية .ثم إن أحداثها قسسد انتهسسى أمرهسسا فيمسسا عدا حادثا ً واحداً شديد الهمية ،ولو ثبت فقسسد يغيسسر وجسه تاريسخ العلقسات بيسن الدولسة والخسسوان المسسسلمين ،ويغيسسر وضسسع قضسسية 1954وسسسأذكره فسسي مناسسسبة فسسي سسسياق .التقرير لم أكن أعرف إل القليل عن الخوان المسلمين إلى أن سافرت إلى أمريكا في ربيع 1948في بعثة لسوزارة المعسارف )كمسا كسان اسسمها فسي ذلسك الحيسن( وقسد قتسل الشهيد حسن البنا وأنا هناك في عا م ،1949ولقد لفت نظري بشدة مسا أبسسدته الصسسحف المريكية .وكذلك النجليزية التي كانت تصل إلى أمريكسسا مسسن اهتمسسا م بسسالغ بسسالخوان ومن شماتة وراحة واضحة في حل جماعتهم وضربها وفي قتل مرشدها ،ومن حديث عسسن خطسسر هسسذه الجماعسسة علسسى مصسسالح الغسسرب فسسي المنطقسسة وعلسسى ثقافسسة الغسسرب وحضارته فيما ،وصسسدرت كتسسب بهسسذا المعنسسى سسسنة 1950أذكسسر منهسسا كتابسا ً لجيمسسس هيوارث دن بعنوان :التيسارات السياسسية والدينيسة فسسي مصسسر الحديثسة ..كسل هسذا لفست نظري إلى أهمية هذه الجماعة عند الصهيونية والستعمار الغربسسي ..فيسسا لسسوقت ذاتسسه صدر لي كتسساب )العدالسة الجتماعيسسة فسسي السسسل م( سسسنة 1949مصسسدراً بإهسسداء هسذه الجملة) :إلى الفتية الذين ألمحهم في خيالي قادمين يردون هسسذا السسدين جديسسداً كمسسا بسسدأ، يجاهدون في سبيل ا ل يخسسافون لومسسة لئسسم ..السسخ( ففهسسم الخسسوان فسسي مصسسر أننسسي أعنيهم بهذا الهداء ،ولم يكن المر كذلك ،ولكنهم من جانبهم تبنوا الكتسساب ،واعتسسبروا -6-
صاحبه صديقًا ،وبدأوا يهتمسسون بسسأمره ،فلمسسا عسسدت فسي نهايسسة عسا م 1950بسسدأ بعسس ض شبابهم يزورني ويتحدث معي عن الكتاب ولكن لم تكن لهم دار لن الجماعة كسسانت ل تسسزال مصسسادرة .واسسستغرقت أنسسا عسسا م 1951فسسي صسسراع شسسديد بسسالقلم والخطابسسة والجتماعات ضد الوضاع الملكية القائمة والقطساع والرأسسمالية وأصسدرت كتسابين فسسي الموضسسوع غيسسر مئسسات المقسسالت فسسي صسسحف الحسسزب السسوطني الجديسسد والحسسزب الشتراكي ومجلة الدعوة التي أصدرها الستاذ صالح عشماوي ومجلة الرسسسالة وكسسل جريدة أو مجلة قبلت أن تنشر لي ،بل انضما م لحسسزب أو جماعسسة معينسسة وظسسل الحسسال .كذلك إلى أن قامت ثورة 23يوليو سنة 1952 ومرة أخرى استغرقت كذلك في العمل مع رجال ثورة 23يوليو حتى فبراير سنة 1953عندما بدأ تفكيري وتفكيرهم يفسسترق حسسول هيئسسة التحريسسر ومنهسسج تكوينهسسا وحول مسائل أخرى جارية في ذلك الحين ل داعي لتفصيلها ..وفي الوقت نفسه كانت علقاتي بجماعة الخوان تتوثسسق باعتبارهسسا فسسي نظسسري حقلً صسسالحا ً للعمسسل للسسسل م على نطاق واسع في المنطقة كلها بحركة إحياء وبعث شاملة ،وهي الحركة التي ليس لهسسا فسسي نظسسري بسسديل يكافئهسسا للوقسسوف فسسي وجسسه المخططسسات الصسسهيونية والصسسليبية .الستعمارية التي كنت قد عرفت عنها الكثير وبخاصة في فترة وجودي في أمريكا وكانت نتيجة هذه الظروف مجتمعة انضمامي بالفعل سنة 1953إلى جماعسسة .الخوان المسلمين ومع ترحيبهم – على وجه الجمسسال -بانضسسمامي إلسسى جمسساعتهم إل أن مجسسال العمل بالنسبة لي في نظرهم كان في المور الثقافية لقسم نشر الدعوة ودرس الثلثسساء
-7-
والجريسسدة السستي عملسست رئيسسساً لتحريرهسسا وكتابسسة بعسس ض الرسسسائل الشسسهرية للثقافسسة .السلمية ..أما العمال الحركية كلها فقد ظلت بعيداً عنها ثم كانت حوادث 1954فاعتقلت مع من اعتقلوا فسسي ينسساير وأفسسرج عنهسسم فسسي مارس! ثم اعتقلت بعد حادث المنشية في 26أكتوبر كذلك ،واتهمت بأني فسسي الجهسساز !.السري ورئيس لقسم المنشورات به ،ولم يكن شيء من هذا كله صحيحاً وأرجو أن يلحظ أنني ل أقصد تبرئة نفس من عمل سسسجنت مسسن أجلسسه عشسسر سنوات وانتهى أمره ول قيمة لتبرئة نفسي منه الن .وإنما هذا جانب منا لصورة التي لها دخل قوي في الوقائع الجديدة وهذه كل أهميتها ..وهنا يجئ ذكسسر الحسسادث الوحيسسد ذي الهمية بالبالغة في حوادث 1954الذي أشرت إليه وهو حادث المنشية وما يحيط بسسه .وأرجسسو أن يفسسسح السسسادة المشسسرفون علسسى قضسسية اليسسو م صسسدورهم لسسسماع كسسل التفصيلت والمقدمات التي أحسساطت بسسه وسسسبقته وعنسسدي عنهسسا علسسم أو اسسستنتاج ،وأل يعتبروها متعلقة بقضية تاريخية انتهى أمرهسسا ول داعسسي لضسسياع السوقت فسسي الحسسديث .عنها ،فإن لها علقة قوية جداً بالقضية الجديدة وبكل وقائعها وحوادثها ودوافعها في عا م 1951سسسافر السسدكتور أحمسسد حسسسين وزيسسر الشسسؤون الجتماعيسسة فسسي وزارة الوفد إلى أمريكا ،وعاد منها مستقيلً من الوزارة ،ورغم كسسل الترضسسيات السستي قدمها له النحاس باشا فقد أصر على الستقالة ثم أخذ بعدها في تكوين )جمعية الفلح( وفي مقدمة أهدافها تحقيق العدالة الجتماعية للفلحين والعمال وبرنامسسج ضسسخم حسول هذه الهداف ..وهللت الصحافة المريكية للجمعية بصورة كشفت عن طبيعة العلقسسة بين الجمعية والسياسة المريكية في المنطقة ..ووضعت الهالت الكبيرة حول الشسساب الدكتور أحمد حسين وحرمه المتخرجة على ما أذكر من الجامعة المريكية – وانضم
-8-
إلى هذه الجمعية رجال كثيرون برياسة الشاب الدكتور أحمد حسين مع أنهم أكبر منسسه شأنا ومقاماً في ذلك الحين ،منهم الدكتور محمد صسسلح السسدين وزيسسر خارجيسسة وزارة الوفد والدكتور عبد الرزاق السنهوري وزير المعسسارف فسسي وزارة السسسعديين ورئيسسس مجلس الدولة من قبل وأمثالهم ..وهي ظاهرة تلفت النظر .وكان الشيخ الباقوري ممسسن انضم إليها ،المهم فيما يتعلق بالخلف بين رجال الثسسورة والخسسوان المسسسلمين .وكنسست في ذلك الوقت ألحظ نموه عن قرب ،لنني أعمل أكثر من اثنتي عشرة سسساعة يومي ساً قريباً من رجال الثورة ومعهم ومع من يحيط بهم ..أقول المهسسم أن السسستاذ فسسؤاد جلل )توفي وكان وزيراً في أول وزارة برياسة الرئيس السابق محمد نجيب( كان مسسن بيسسن أعضاء جمعية الفلح وكان وكيلً للجمعية .وكنت ألحظ في مناسبات كثيرة أنه يغذي الخلف بين رجال الثورة والخوان المسلمين ،ويضخم المخاوف منهسسم .ويسسستغل ثقسسة الرئيس جمال عبد الناصر به ،ويبث هذه الفكار في مناسسسبات كسسثيرة لسسم يكسسن يخفيهسسا عني لنه كان يراني كذلك مقربا ً من رجال الثورة وموضسسع ثقتهسسم مسسع ترشسسيحهم لسسي لبع ض المناصب الكبيرة الهامة ومع تشاورنا كذلك على المفتوح في الحوال الجاريسسة إذ ذاك ،مثسسل مسسسائل العمسسال والحركسسات الشسسيوعية التخريبيسسة بينهسسم بسسل مثسسل مسسسألة ..النتقال ومدتها والدستور الذي يصدر فيها ..الخ المهم أنني كنت أربط بين خطة الستاذ فؤاد وجمعية الفلح كمنظمة أمريكيسسة التجاه والتصال وبين إشعال الخلف بين الثورة والخوان ،وقد حاولت في وقتها ما أمكن منع التصاد م الذي كنت المح بوادره ،ولكني عجزت ،وتغلب التجاه الخسسر فسسي .النهاية ولكن ما علقة هذه المقدمة الطويلة بحادث المنشسسية؟ والقضسسية الجديسسدة؟ منسسذ أن وقع هذا الحادث وأنا أشك في تدبيره لم أكن أعلم شيئا ً يقيني سا ً عسسن ذلسسك .ولكسسن كسسل -9-
الظروف المحيطة كانت تجعلني أشك في أنسه ليسسس طبيعيسًا .كسان شسسيء مسسا يلسح علسى تفكيري في أنه مدبر لتكملة الخطة التي تنتهي بالتصاد م الضخم بين الثورة والخسسوان تحقيقاً لهداف أجنبية ..ارجح من اسسستقراء الحسسوال ومسسن خطسسة السسستاذ فسسؤاد جلل !وكيل جمعية الفلح أنها أمريكية وعندما كان السيد صسسلح دسسسوقي يسسستجوبني هنسسا فسسي السسسجن الحربسسي عسسا م 1954صارحته برأيي في تدبير الحادث ..وقد انتف ض وقتها بشدة وهو يقول لي :هسسل أنت كذلك بكل ثقافتك من الذين يقولون أنها تمثيلية؟ وقلت له :أنا ل أقول أنهسسا تمثيليسسة ولكني أقول أنها مدبرة لهدف معين وأن أصبعا أجنبياً ذات دخل فيها ..قسسال لسسي وقتهسسا وقد هدأ اضطرابه :جايز! ولكن واحداً من الخوان المسلمين هو السسذي قسسا م بالحسسادث! ثم أعود لسرد الحداث المتعلقة بنشاطي بعسسد عسسا م 1954أن شسسعوري وتقسسديري بسسأن حادث المنشية مدبر تدبيرًا ،جعل يمل نفسي رغبة في معرفة الحقيقة غير أنني لم أجد أحداً ممن التقيت بهم فسسي سسسجن طسره عسسا م 1955وكسسانوا كسثيرين قبسسل ترحيلهسم إلسى الواحات يدلني على هذه الحقيقة ..كل من سألتهم ومنهم ناس قريبون جداً من محمسسود عبد اللطيف الذي انطلقت الرصاصات من مسدسه ومن هنداوي دوير كذلك قالوا لي: المسالة غامضة وموش عسسارفين الحكايسسة دي حصسسلت ازاي .وبعضسسهم قسسال :المسسسألة ..فيها سر ل يمكن الن معرفته ..وكانت كل الجوبة ل تملك أن تعطيني الحقيقة غيسسر أن هسسذا كلسسه كسسان يزيسسد نفسسسي شسسعوراً مسسن ناحيسسة أخسسرى بسسأن السياسسسة المخططسسة مسسن جسسانب الصسسهيونية والصسسليبية السسستعمارية لتسسدمير حركسسة الخسسوان المسلمين في المنطقة تحقيقاً لمصالح ومخططات تلك الجهات قد تحققت بنجاح ..وأنه في الوقت ذاته لبد من محاولة الرد على تلك المخططات بإعادة حياة ونشاط الحركسسة !السلمية حتى ولو كانت الدولة لسبب أو أكثر ل تريد .فالدولة تخطئ وتصيب - 10 -
كما أنها كانت تمل نفسسسي شسسعوراً بسسالظلم السسذي أصسساب آلف الفسسراد وآلف السر والبيوت .بناء على حادث واضح جداً تدبيره -حتى ولو لم يعلم بالضبط في ذلك الوقت من دبره -وبناء على الرغبة من حماية النظا م القائم من خطسسر ضسسخمته أجهسسزة غريبة الهداف واضحة كذلك من كتبهم وجرائسدهم وتقريراتهسم وفسي مقسدمتها تقريسر جونسون عن نهر الردن .ثم تضخم هذا الشعور وأنا أرى النتائسسج الواقعيسسة فسسي حيسساة المجتمسسع المصسسري مسسن انتشسسار هائسسل للفكسسار اللحاديسسة وللنحلل الخلقسسي نتيجسسة لتدمير حركة الخسسوان المسسسلمين ووقسسف نشسساطها السستربوي .وكأنمسسا كسسان وجسسود هسسذه .الجماعة سداً قد انهار وانطلق بعده التيار وكنت أسمع عن ذلك كله في السجن ،ولما خرجت وجدت أن كسسل مسسا سسسمعت !كان دون الحقيقة بكثير لقد تحول المجتمع إلى مستنقع كبير إن المسألة أكبر بكثير مما يبسطها الذين ينظرون لمسسا حسدث علسسى انسه مجسسرد تطور ،أنها تتعلق بالمخططات الصهيونية والصليبية الستعمارية في تدمير المقومات الساسية للعناصر البشرية في المنطقة بحيث تصسسبح هسسذه الملييسسن حطامسا ً منهساراً ل يملك المقاومة حتى لو وضعت في يده أقسسوى السسسلحة .فالرجسسال هسسم السسذين يحركسسون السلحة وليست السلحة هي السستي تحسسرك الرجسسال .والمجتمعسسات حيسسن تنهسسار عقيسسدياً .وخلقياً تصبح المليين فيها غثاء ل يقف في وجه التيار ويسسستطيع النسسسان أن يلحسسظ بسسسهولة علقسسة هسسذا النحسسدار بتسسدمير حركسسة الخوان المسلمين ومنع نشاطها ،كما يستطيع أن يربط بين هذا التدمير وبيسسن الخطسسط الصسسهيونية والصسسليبية السسستعمارية بخصسسوص هسسذه الجماعسسة وبخصسسوص المنطقسسة .بجملتها
- 11 -
هذه هسسي رؤيسستي للموقسسف السستي انطلسسق منهسسا التصسسميم علسسى ضسسرورة العمسسل لحركة إسلمية امتداداً لحركة الخسسوان المسسسلمين المصسسادرة الموقوفسسة .مسسع النتفسساع .بالتجربة وبالتجارب التي سبقتها وفيما بين عا م 1955وعا م 1962كسسان التفكيسسر فسسي منهسسج الحركسسة وطريقسسة ..البدء بها .وهنا تبدأ مرحلة جديدة ذات وقائع محددة سأذكرها تفصيلً
:ملحظة تذكرت الن حادثة أخرى تضاف إلى حادث المنشسسية وظروفهسسا تقسسع مسسا بيسسن سنتي ،1955س 1957لذلك سأؤجل مؤقتاً الحديث عن محاولة تكوين حركة فسسي سسسنة 1962 ..كما قلت في الفقرة السابقة ،حتى اسرد ظروف تلك الحادثة التي تذكرتها
مذبحة طرة إنه بعد كل ما قاساه الخوان المسلمين بعد حادث المنشية من اعتقال اللسسوف منهم ،وتعرضهم للوان من التعذيب الطويل ،وسجن المئات منهم وهم حسسوالي اللسسف وتخريب بيوتهم ،وتشريد أطفالهم ونسائهم السسذين لسم يشستركوا فسسي أي نشسساط دون أيسسة كفالة من الدولسة ول حستى معونسة للسبيوت الستي انقطعست أرزاقهسا وللطفسسال والنسساء .البرياء
- 12 -
بعد هذا كله رأيت أن هناك محاولت تبذل لخلق ظروف وملبسات يمكن بها ..إيقاع مذبحة كبرى للمسجونين والمعتقلين تحت ستار كستار حادث المنشية حوالي إبريل ومايو 1955كان الخوان مقسمين علسسى ثلثسسة سسسجون :ليمسسان طرة وبه حوالي 400أو أقل أو أكثر )ل أتذكر( وسجن مصر وبه حوالي هسسذا العسسدد. والسجن الحربي وبه أكثر من ألفين ممن لم يقدموا للمحاكمة أو حكم عليهم مسسع إيقسساف التنفيذ ..في مجموعة طرة كان هناك بع ض الضسسباط السسسابقين :فسسؤاد جاسسسر ،وحسسسين حمسسودة ،وعبسسد الكريسسم عطيسسة ،وجمسسال ربيسسع ..وفسسي السسسجن الحربسسي كسسان معسسروف .الخضري ول أذكر أحداً غيره المهسسم أن جمسسال ربيسسع أخسسذ يعسسرض مشسسروعا ً يتلخسسص فسسي محاولسسة موحسسدة التوقيت بين المجموعات الثلث في السجون الثلثة للخروج بالقوة مسسن السسسجون بعسسد الستيلء على أسلحة الكتائب بها ..ثم التجمع مع بقية الخوان في الخسسارج – حسسسب خطته العسكرية التي ل أفهم فسسي تفصسسيلتها الفنيسسة! بعسسد عبسسور النيسسل لمحاولسسة عمسسل انقلب بعد التصال بوحدات عسسكرية يتصسل هسو بهسا ،أو هسو علسى اتصسال بهسا )ل ).أتذكر تماما ً لني لم أعر الموضوع اهتماما ً جديا ً من هذه الوجهة عرض هذا المشروع – كما قال لي -علي فسسؤاد جاسسسر ،وحسسسين حمسسودة فلسسم يوافقا ،وعرض علي الستاذ صالح أبسسو رقيسسق فشسستمه وعنفسسه كمسسا قسسال لسسي فيمسسا بعسسد الستاذ صالح ..وعرضه جمال ربيسسع علسي قسائ ً ل :إنسه ل يجسسد فسسي الخسوان خمسسسين رجلً قلسسوبهم حديسسد لتنفيسسذ خطتسسه .ومسسع عسسد م خسسبرتي بالمسسسائل العسسسكرية الفنيسسة فقسسد أحسست أنها محاولة انتحارية جنونية ل يجوز التفكير فيها ..ولكنه هو أخذ يلح علسسي
- 13 -
إلحاحا ً شسسديداً فسسي ضسسرورة التفكيسسر الجسسدي فسسي الخلص ،وفسسق خطتسسه السستي يضسسمن .نجاحها من الوجهة الفنية في ذلك الوقت أنا كنت في طرة معتقلً ولم يصدر على حكم بعد ولسسم أحسساكم، وذلك بسبب تمزق في الرئتني ونزيف حاد اقتضى نقلي مسسن السسسجن الحربسسي فسسي 25 يناير 1955إلى مصحة ليمان طرة للعلج ..وفي إبريل كسسانت حسسالتي تحسسسنت نوعساً وتقرر إعادتي للسجن الحربي لتقديمي للمحاكمة ..فجاءني ربيع قائ ً ل :إنسسه تسسدبير ا س أن أذهب الن إلى السجن الحربي لمقابلة معسسروف الحضسسري هنسساك وعسسرض خطتسسه عليه للتفاق فيما بعد على التفصيلت وتوحيسسد التسسوقيت ..ومسسع عسسد م اقتنسساعي لحظسسة واحدة بجدية خطة كهذه فقد عرضت المسألة على معروف وقبل أن يعلم مني من هسسو صاحب الخطة قال في عصبية :دى دسيسة لتدبير مذبحسسة كسسبرى للخسسوان السسذين فسسي السجون والذين في الخارج جميعًا ،ثم سأل من صاحب هذه الخطسسة؟ فقلست لسه :جمسسال ربيع! وكنت أعرف أنهمسا صسديقان وأن معسسروف اعتقسل هسو وجمسال فسي بيست خسال الخير وهنا قال لي :ل .ل تقسسول لسسه :دي عمليسسة انتحاريسسة ..ول يجسسوز التفكيسسر فيهسسا .أصلً ثم حوكمت وعدت إلى ليمان طرة وأبلغت جمال رأي معروف ولكنه ظل كما علمت يحاول إقناع الخوان بضرورة تنفيسسذ الخطسسة حيسسث لسسم يسسستجيبوا لسسه .فسسي ذلسسك الوقت كان قائد كتيبة ليمان طره وهو إلصاغ عبد الباسط البنا وقد رأيته يزور مصحة الليمان ثلث مرات ويسلم علي – علسسى غيسسر معرفسسة سسسابقة -ويحسسدثني فسسي ضسسرورة تخليص الخوان الذين في السسجون لنهسم هكسذا يسستهلكون تمامسا ً وخصوصسا ً هسؤلء الذين يقطعون الحجار في جبل طرة مع كبار المجرمين .ومسسع معرفسستي أنسسه لسسم يكسسن يوماً ما من الخوان في حياة أخيه الشهيد حسن البنا فقد سألته :وكيف ذلك؟ فقسال :إنسه - 14 -
كقائد لكتيبة يضع نفسه وأسلحة الكتيبة تحت تصرفنا لنه لم يعد يطيسسق منظسسر طسسابور .الخوان في الجبل وهنا تذكرت خطة جمال ربيع ورنسست فسسي أذنسسي كلمسسات معسسروف الحضسسري العصبية :دى دسيسة لتسسدبير مذبحسسة كسسبرى للخسسوان السسذين فسسي السسسجون والسسذين فسسي الخارج جميعًا ..وقلت له :إحنا متشسكرين علسى عواطفسك ولكسن نحسن نسسرى أننسا أدينسا واجبنا وانتهت مهمتنا بدخول السجون ولم نعد نستطيع عمل شيء فمن أراد أن يعمسسل غيرنا فليعمل ..وانقطعت زيارته عني بعد ذلك .ثم نقل من الكتيبة ورحل بعسسدها عسسدد من الخوان – وفيهم كل كبار المسؤولين وكل أعضاء النظا م الخاص كمسسا سسسمعت أو معظمهم -ولم يبق من كبار الخوان إل الستاذ منيسسر الدلسة ،وكسان جمسال ربيسع فيمسن رحلوا إلى اللوحات وقد ظل هناك كما علمت من السستاذ صسالح أبسو رقيسسق فيمسا بعسد .يحاول محاولته بين الخوان لم تفح المحاولة للمذبحة على هذا النطسساق الواسسسع .ولكسسن محاولسسة أخسسرى قسسد أفلحت في ليمان طرة عا م .. 1957كان هناك ضابط برتبة ملز م أول في ذلك الوقت أو يوزباشسسي اسسسمه عبسسد اسس مسساهر علسسى علقسسة ظسساهرة بالخمسسسة الشسسبان اليهسسود المسجونين في حادث جاسوسية يؤدي لهم خدمات واضحة حتى ليحمسسل لهسسم طعسسامهم التي من بيوتهم بنفسه المر غيسسر المعهسسود فسسي الليمسسان .ويحتفسسي بسسأخت واحسسد منهسسم .حفاوة مكشوفة للسجانين والنوبتجية من المذنبين ..الخ هذا الضابط بدأ التحسسرش والسسستفزاز للخسسوان بشسسكل ظسساهر ممسسا أدى شسسيئاً فشيئاً إلى خلق جو مشحون بالتوتر بين إدارة الليمان والخوان ثسسم انسسدفع معسسه ضسسابط آخر برتبة صاغ ل يحضرني اسمه الن حتى احتك بمجموعسسة مسسن الشسسبان الطائشسسين
- 15 -
المعروفين بين إخوانهم ولدارة السجن بطيشهم-وكان الستاذ منير قد أفرج عنسسه ولسسم تعد لمجموعسة الشسسباب الباقيسة فسسي الليمسان أيسسة قيسادة عاقلسسة مجربسسة -ووقسع بيسسن ذلسك الضابط وبين هؤلء الشبان تماسك باليدي فع ً ل-ثسسم انتهسست المسسسألة بوضسسع عسسدد مسسن .الخوان في التأديب وظلت خطة الستفزاز وشحن الجو بالتوتر من جانب الضابط عبد اس مسساهر ورئيسه هذا حتى جاء يو م علم الخوان الذين يخرجون للجبل أن هناك خطة لضسسربهم بالرصاص في الجبل بحجة محاولتهم التمرد أو الهرب ،فرأوا تفويت سا ً لهسسذه الخطسسة أن يعتصموا بالزنازين في اليو م التالي ويطلبوا حضور النيابة لخطارها بما وصسسل إلسسى أسماعهم من تلك الخطة التي تدبر لهم وهنا أمرت الكتيبة بضربهم بالرصسساص داخسسل .عنبرهم بل داخل الزنازين بالنسبة لعدد كبير منهم ..وقتل 21وجرح حوالي ذلك وواضح أنه كان في المكان وهم داخل عنبر مغلق اتخاذ إجراءات أخسسرى إذ يكفي في هذه الحالة سحب السجانة القلئل من العنبر وإغلقه من الخارج وقطع الماء والزاد عنهم 24سسساعة فقسسط .وهنسسا يستسسسلمون حستى لسو كسانوا فعلً متمرديسن! ولكسن الجراء الذي اتخذ وفي ظل ذلك الخط المتسلسل من الحوادث يدل بوضوح على أنهسسا خطة مذبحة متصلة وراءها يد مدبرة .ل يهمني الن تعيينها بقدر ما يهمني مسسا تركتسسه هذه السلسلة مقصودة بالذات القضاء عليها لصالح جهات أجنبية .وأن شتى التسسدبيرات تتخذ وشتى الوسائل لتدمير أشخاصها بالتعذيب أو تذبيحهم أو تخريب بيسوتهم للقضسساء .في النهاية على التجاه من أساسه ولعلسسه لسسم يكسسن مسسن المصسسادفات كسسذلك أن يكسسون السسسيد صسسلح دسسسوقي هسسو المشرف على التحقيق في مذبحسسة طسسرة .وقسسد شسساع بيسسن الخسسوان فسسي ذلسسك الحيسسن أن
- 16 -
التحقيق الذي تدريه النيابة كان يتجه في أول المر إلسسى اعتبسسارهم مجني سا ً عليهسسم وأنسسه بعد حضور السيد صلح وحضور محقق آخر اتجه التحقيق إلى اعتبسسارهم جنسساة ،ول يهم الن تقدير قيمة هذا الذي شاع .ولكن يهم تقدير سير الحداث حسستى أدت إلسسى تلسسك النتيجة ..وما تتركه في النفس مسسن شسسعور بمسسؤامرات علسسى الخسسوان ل مسسن الخسسوان !فيها
- 17 -
الحركة السلمية تبدأ من القاعدة أعود الن إلى سرد الحوادث وفق الخسسط الزمنسسي التسساريخي ..وأوجسسه النظسسر إلى أهميسسة الفقسسرات التاليسسة بوصسسفها قاعسسدة للتنظيسسم الجديسسد السسذي تقسسو م عليسسه القضسسية :الجديدة لقد امتلت نفسي بضرورة وجود حركة إسلمية كحركسسة الخسسوان المسسسلمين في هذه المنطقة وضرورة عسسد م توقفهسسا بحسسال مسسن الحسسوال ..الصسسهيونية والصسسليبية الستعمارية تكره هذه الحركة وتريد تدميرها ..ومخططاتها الواضحة من كتبها ومن إجراءاتهسسا ومسسن تقريراتهسسا ومسسن دسائسسسها تقسسو م كلهسسا علسسى أسسساس أضسسعاف العقيسسدة السلمية ،ومحو الخلق السلمية ،وإبعاد السل م عن أن يكون هو قاعدة التشسسريع والتسسوجيه وذلسسك للوصسسول إلسسى تسسدمير العقائسسد والخلق ،وبالتسسالي تسسدمير المقومسسات الساسية للمجتمع في هذه المنطقة وإحداث انهيار يسهل معه تنفيسذ تلسك المخططسسات.. ووقف نشاط الخوان حقق الكسثير مسن هسذه المخططسات ،وسساعد علسى نشسر الفكسار .اللحادية والنحلل الخلقي الخوان المسلمون تسسدبر لهسسم المذابسسح فسسي حسسادث المنشسسية وحسسادث طسسرة … جمعية الفلح عن طريق أعضائها القريبين مسسن رجسسال الثسسورة ،تشسسحن الجسسو بسسالتوتر والمخسساوف وتعمسسل علسسى توسسسيع الهسسوة وتعميقهسسا ..التعسسذيب والقتسسل والتشسسريد ينسسال اللسسوف مسسن العناصسسر المتدينسسة المتماسسسكة الخلق ،المينسسة المخلصسسة ،وبيسسوتهم وأطفالهم ونساءهم ..إلى آخر هذه الصورة المزعة الكئيبة ..هسسذه هسسي الحصسسيلة السستي تجمعت لدي فيما بين سنة 1954وسسسنة ،1962ليسسس معنسسى ذلسسك أنسسه لسسم تكسسن هنسساك .أخطاء إطلقاً في حركة الخوان ،ولكنها إلى جانب تلك الحصيلة تعد ضئيلة - 18 -
إن الحركة السلمية يجب أن تستمر .إن القضاء عليها في مثل تلك الحسسوال يعد عملً فظيعا ً جداً يصل إلى حد الجريمة .إن الخطاء الحركيسسة يمكسسن أن تسسستبعد، ..ويمكن الستفادة من التجربة في تجنبها وبعد مذبحة طره لم يعسد فسي الليمسان أحسد مسن الخسوان معسسي إل ال خ محمسد يوسف هواش ،وال خ محمسسد زهسسدي سسسلمان .وهسسذا الخيسسر بحكسسم ثقسسافته المحسسدودة ل .يتمكن من المشاركة في أي تفكير من هذا النوع .فلم يبق معي إل هواش وبعد مراجعة ودراسة طويلة لحركة الخسسوان المسسسلمين ومقارنتهسسا بالحركسسة السلمية الولى للسل م اصبح واضحا ً في تفكيري – وفي تفكيره كذلك -أن الحركة السلمية اليو م تواجه حالة شبيهة بالحالة التي كانت عليهسسا المجتمعسسات البشسسرية يسسو م جاء السل م أول مرة من ناحيسسة الجهسسل بحقيقسسة العقيسسدة السسسلمية ،والبعسسد عسسن القيسسم والخلق السلمية – وليس فقطا لبعد عسسن النظسسا م السسسلمي والشسسريعة السسسلمية- وفي الوقت نفسه توجد معسكرات صهيونية وصسسليبية اسسستعمارية قويسسة ،تحسسارب كسسل محاولة للدعوة السلمية وتعمل على تدميرها عن طريق النظمة والجهزة المحلية، بتدبير الدسائس والتوجيهات المؤديسسة لهسسذا الغسسرض ،ذلسسك بينمسسا الحركسسات السسسلمية تشغل نفسها في أحيان كثيرة بالستغراق فسسي الحركسسات السياسسسية المحسسدودة المحليسسة، .كمحاربة معاهدة أو اتفاقية ،وكمحاربة حزب أو تأليب خصم في النتخابات عليه كما أنها تشغل نفسها بمطالبة الحكومات بتطبيق النظسسا م السسسلمي والشسسريعة السلمية بينما المجتمعات ذاتها بجملتها قد بعدت عسن فهسم مسدلول العقيسدة السسلمية والغيرة عليها ،وعن الخلق السلمية ..ولبد إذن أن تبدأ الحركسسات السسسلمية مسسن القاعدة :وهي إحياء مدلول العقيدة السلمية في القلوب والعقول ،وتربية من يقبل هذه
- 19 -
الدعوة وهذه المفهومات الصحيحة ،تربية إسلمية صحيحة .وعد م إضاعة الوقت فسسي الحسسداث السياسسسية الجاريسسة .وعسسد م محسساولت فسسرض النظسسا م السسسلمي عسسن طريسسق الستيلء على الحكم قبل أن تكون القاعدة المسسسلمة فسسي المجتمعسسات هسسي السستي تطلسسب .النظا م السلمي لنها عرفته على حقيقته وتريد أن تحكم به وفي الوقت نفسه ،ومسع المضسسي فسي برنامسج تربسوي كهسذا ،لبسد مسن حمايسة الحركة من العتداء عليها من الخارج ،وتسسدميرها ووقسسف نشسساطها وتعسسذيب أفرادهسسا، وتشسسريد بيسسوتهم وأطفسسالهم تحسست تسسأثير مخططسسات ودسسسائس معاديسسة ،كالسسذي حسسدث للخوان سنة ،1948ثسسم سسسنة 1954وسسسنة ،1957وكالسسذي نسسسمع ونقسسرأ عنسسه ممسسا يحدث للجماعات الخرى ،كالجماعة السلمية في باكسسستان ،وهسسو يسسسير علسسى نفسسس .الخطة وينشأ عن نفس المخططات والدسائس العالمية وهذه الحماية تتم عن طريق وجود مجموعات مدربة تسسدريبا ً فسسدائيا ً بعسسد تمسسا م تربيتها السلمية من قاعدة العقيدة ثم الخلق ..هسسذه المجموعسسات ل تبسسدأ هسسي اعتسسداء، ول محاولة لقلب نظا م الحكسسم ،ول مشسساركة فسسي الحسسداث السياسسسية المحليسسة .وطالمسسا الحركة آمنة ومستقرة في طريق التعليسسم والتفهيسسم والتربيسسة والتقسسويم ،وطالمسسا السسدعوة ممكنة بغير مصادرة لها بالقوة ،وبغير تدمير لها بالقوة ،وبغير تعذيب وتشريد وتذبيح وتقتيل ،فإن هسسذه المجموعسسات ل تتسسدخل فسسي الحسسداث الجاريسسة ،ولكنهسسا تتسسدخل عنسسد العتداء على الحركة والدعوة والجماعة لرد العتداء وضرب القسسوة المتعديسسة بالقسسدر الذي يسمح للحركة أن تستمر في طريقها ،إذ أن الوصول إلى تطبيق النظا م السلمي والحكم بشريعة ا ليسسس هسسدفا ً عسساجلً لنسسه ل يمكسسن تحقيقسه إل بعسسد نقسسل المجتمعسسات ذاتها ،أو جملة صالحة منها ذات وزن وثقل في مجرى الحياة العامة ،إلى فهم صحيح
- 20 -
للعقيدة السسسلمية ثسسم للنظسسا م السسسلمي ،وإلسسى تربيسسة إسسسلمية صسسحيحة علسسى الخلسسق .السلمي ،مهما اقتضى ذلك من الزمن الطويل والمراحل البطيئة وأصبحت هسسذه الصسورة للحركسسة السسلمية واضسسحة فسسي حسسسي تمامسًا -كمسا أصبحت واضحة في حس ال خ هواش – وبقيست مهمسة نقلهسا إلسى أفسسراد ومجموعسات أخرى من الخوان بأيسسة وسسسيلة ،لبسسدء حركسسة علسسى أساسسسها .وفسسي سسسنة 1962بسسدأت .الحركة فعلً *** بدأت بحضور أفراد من الخسسوان المسسسجونين ،أكسسثريتهم مسسن سسسجن القنسساطر وأقليتهم من سجن الواحات ،للعلج في مستشفى ليمان طره ،أو مستشفى سجن مصسسر كذلك ثم سجن طره حسب المكانيات العلجية بهما .وإن كان التصال بهم في فترات الرياضة في فناء المستشفى وفي كل فرصة تسنح ،وإن كان اتصالً محدوداً وقصسسيراً من ناحية الزمن اليومي ومن ناحية زمن بقائهم بالمستشفى لعملية أو علج ينتهي فسسي فترة محدودة ويعودون إلى سجونهم ،ما عدا أفراداً منهم مكثوا فترات طويلة وسسسأذكر شأنهم معي تفصي ً ل :ولكن قبل ذلك لبسسد مسن تصسوير الظسسروف السستي تمسست فيهسسا هسسذه :التصالت التي حاولت فيها نقل مفهوماتي لهؤلء القادمين أنا إلى ذلك الوقت في محيط الخوان المسلمين مجرد أ خ مسلم ..حقيقة أن له من نفوسهم قيمته ومكانته الشخصية بوصفه كاتبا ً مفكراً إسسسلميا ً لسسه خسسبرته وتجربتسسه في المجالت العامة ،وله شهرته ومكانته في العالم السسسلمي ..ولكنسسه مسسع ذلسسك كلسسه ليست له صفة حركية إدارية في الجماعسة تعطسسي لسه الحسق الشسرعي فسي رسسم خطسة حركية ول من توجيه الخوان إليها .لن هذا الحق لمكتب الرشاد وحده ولمسسن يكلفسسه
- 21 -
بذلك .ولست من أعضاء المكتب ول مكلفا ً منه بشيء .هذا الظرف كان يحتم علسسي أن ابدأ مع كل شاب وأسير ببطء وحذر من ضرورة فهم العقيدة السلمية فهمسا ً صسسحيحاً قبل البحث عن تفصيلت النظا م والتشريع السلمي ،وضرورة عد م إنفاق الجهد فسسي الحركسسات السياسسسية المحليسسة الحاضسسرة فسسي البلد السسسلمية للتسسوفر علسسى التربيسسة السلمية الصحيحة لكبر عدد ممكن .وبعد ذلك تجئ الخطوات التالية بطبيعتها بحكم اقتنسساع وتربيسسة قاعسسدة فسسي المجتمسسع ذاتسسه لن المجتمعسسات البشسسرية اليسسو م-بمسسا فيهسسا المجتمعات في البلد السلمية -قد صارت إلى حالسسة مشسابهة كسثيراً أو مماثلسة لحالسسة المجتمعات الجاهلية يو م جاءها السل م .فبدا معها من العقيدة والخلق ل مسسن الشسسريعة والنظا م .واليو م يجب أن تبدأ الحركة والدعوة من نفس النقطة التي بسسدأ فيهسسا السسسل م، .وأن تسير في خطوات مشابهة مع مراعاة بع ض الظروف المغايرة ولم يكن الزمن الذي يقضيه كل منهم يسمح بتكوين فهم كامل ول واسسسع لهسسذا المنهج ،ولكن فقط يفتح له نافذة للتفكير من جديد والقراءة في الكتب التي تساعده على هذا التصور والتي كنت أسمي له عدداً منهسسا .وبعضسسها كسان عنسدي فسسي الليمسسان ومسن مكتبته فيقرأ منها ما يمكن ويكمل الباقي بعد عودته ،أولً في صورة فردية .وفيما بعسسد تكونت أسر في سجن القناطر لدراسة هذه الكتب بالضافة إلى كتب أخرى اختاروهسسا بأنفسهم هنساك كسات أول مجموعسة تكلمست معهسا فسي هسذه المفهومسات بتوسسع – سسنة 1962على ما أذكر -مكونة من الخوان :مصطفى كامل ،وسيد عيسسد ويوسسسف كمسسال من سجن القناطر في فترة أقل من أسبوع ،ولكنهسم تحمسسوا لهسذه المفهومسات وعسادوا فتكلموا فيها مع بع ض إخوانهم بحماسة كان لها رد فعل شسسديد فسسي وسسسطهم .فبعضسسهم أخذ يتحمس لهذا التجاه من التفكير ويطلب منه المزيد .وبعضسسهم أخسسذ يتحمسسس ضسسده بشدة باعتبار أن فيه مخالفة للخط الحركي الذي سارت عليه الجماعة من قبل وتخطئه
- 22 -
لها في بع ض تحركاتها .وباعتبار آخر وهو أنه صادر عن جهة غيسر شسرعية بالنسسبة .لهم وتوالى خلل هذه الفترة-من سنة 1962إلى سنة -1964مجئ أفسسراد آخريسسن أذكر منهم من تعيه ذاكرتي على غير ترتيب زمني ،ومن السهل معرفة الجميع سسسواء ..من أحد الخوان الذين كانوا في القناطر أو من السجلت أذكر منهم :رفعت الصياد-عبد الحميسسد ماضسسي -سسسعيد منسسسي -عبسسده صسسالح- فسسوزي نجسسم-الحسساج عبسسد السسرزاق أمسسان السسدين-مصسسطفى ديسساب-سسسيد دسسسوقي-موسسسى جاويش-صبري عنتر-محمسود حامد-رشسدي عفيفي-عبسد السل م عماره-عبد السسرؤوف .كامل-سيد … -رجب … -سعد عفيفي-حسن عبد العظيم-صلح النوار *** :ملحظة محاولة تذكر السماء تسبب لي إجهاداً شديدًا ،وتستغرق وقتا ً طسسويلً يمنعنسسي عن المضي في التقرير للوصول إلى الوقائع الخيرة .فقد استغرق تذكر هذه السسسماء حوالي ساعتين .ول أهمية في الحقيقة لسسسردها هكسسذا ،ويمكسسن السسستعانة بسسذاكرة ال خ هسواش ،أو بسذاكرة ال خ الطسوخي السذي لسم يحضسر ولكنسه كسان بيسن المسسؤولين عسن الخوان في القناطر ،أو بأي واحد من الذين حضروا ..وذلك لكسسي أسسستطيع كتابسسة مسسا هو أهم ،وهو نوع علقة كل منهم بي ،ثم تصرفاتهم وتصرفات المعارضسين لهسم مسن .إخوانهم ***
- 23 -
هؤلء الذين حضروا من القناطر وسمعوا مني ما ينبغي أن يكون عليه منهسسج الحركة السلمية ،وسمعوا المفهومسسات العقيديسسة الصسسحيحة ،ومسسدى بعسسد المجتمعسسات النسانية اليو م عنها -بما فيها المجتمعات السلمية التقليديسسة ذاتهسسا –ليسسسوا كلهسسم مسسن سن واحدة ول من ثقافة واحدة ،فعسسدد منهسسم عمسسال ،وعسسدد طلب متفسساوتو المسسستوى، والستعداد ،كما أن بعضهم أقا م أياما ً لقيني ساعة أو ساعتين في المجمسسوع ،وبعضسسهم أقسسا م أسسسابيع ،وبعضسسهم أقسسا م أشسسهر طويلسسة ،لسسذلك كلسسه اختلفسست الصسسور السستي نقلوهسسا لخوانهم في القناطر ،وبعسس ض هسذه الصسسور كسانت شسوهة أو مبتسسورة ،وبعضسسها كسسان كاملً وصحيحًا ،مما جعل المسؤولين عنهم فسسي القنساطر-وكسانوا يختسارون مسن بينهسسم مجموعة من خمسة أو أقل أو أكثرن تشرف على شؤونهم فترة من الزمن حتى تتعسسب فيختسسارون غيرهسسا -تطلسسب منسسي أسسسماء مجموعسسة مسسن الكتسسب تكسسون مراجسسع لدراسسسة الخوان ،لن الكتاب ينقل الفكرة نقلً كاملً صحيحًا ،فكتبت لهم أسسسماء نحسسو أربعيسسن كتابًا ،اختاروا هم من بينها بعضها ،وأضسسافوا بعضسا ً آخسسر ،وجعلوهسسا برنامجسا ً ثقافيساً تدرسه فيما بينها أسر بقدر ما يسمح نظا م السجن ،والسرة عسسادة سسسكان زنزانسسة فيمسسا أظن ،ول أعرف على وجه الدقة تفصيلت ذلك .ولكن هذا لم يضع حداً للمشكلة السستي نشأت من رف ض مجموعة منهم أن تتلقى أفكاراً أو تدرس برنامجا ً لم يسسأت مسسن الجهسسة الشرعية في الجماعة ومعي الباقون من أعضاء مكتب الرشاد في السجون وكسسانوا إذ .ذاك في الواحات وفي خلل الفترة من سنة 1962إلى سنة ،1964انتهى الحال إلى أن تكسسون المجموعة التي في القناطر-وعددها حوالي المئة-مصنفة كالتي :حوالي 35انسسدمجوا فسسي الدراسسسة ،وأصسسبحت لهسسم مفهومسسات واضسسحة فسسي العقيسسدة السسسلمية وفسسي منهسسج الحركة السلمية ..وحوالي 23آخرين يعارضون تماماً هذا التجاه ،ويرفضون مبدأ
- 24 -
السماع إل من قيادة الجماعة في الواحة .وحوالي 50يدرسون ولكنهم لسسم يصسسلوا إلسسى الوضوح الكافي وهم فسي الطريسق إلسى أن انتهست مسدة سسجن الجميسع وخرجسوا خلل 1965. وفي مقدمة الذين يعتبرون قد درسوا وفهموا :مصطفى كامل ورفعت الصسسياد – سيد عيد -فوزي نجم-الطوخي-صبري عنتر-عبسسد الحميسسد ماضسسي .ول أملسسك تسسذكر كل السماء ،لني أعتمد دائماً فيهسسا علسسى ذاكسسرة الخريسسن ،ويمكسسن السسستعانة بسسذاكرة ال خ هواش أو ال خ الطوخي أو ال خ فوزي نجم ليذكرني بهذه السماء فهسم يعرفونهسا ..معي وفي مقدمة الذين عارضوا بشدة وأقاموا ضجة :أمين صسسدقي وعبسسد الرحمسسن البنان-لطفي سسسليم -عبسسد العزيسسز جلل -والبقيسسة يتسسذكرها الطسسوخي أو فسسوزي نجسسم أو .مصطفى كامل وبع ض هؤلء أوصلوا إلى الستاذ عبسسد العزيسسز عطيسسة وغيسسره فسسي الواحسسات صورة مضخمة ومشوهة عن النقسامات الخطيرة التي وقعت في مجموعة القنسساطر، وصورة كذلك مشسوهة عسن أصسسل الفكسار والمنهسج السسذي يسسدور حسوله الخلف .ممسا جعلهم في الواحات ينزعجون انزعاجا ً شديداً سسواء مسن الفكسسرة ذاتهسا أو مسسن الخلف .حولها وقد حضر من عندهم للعلج في طره ال خ عبسسد السسرؤوف أبسسو الوفسسا فسسأبلغني خبر هذا النزعاج من ناحية واتجاه المجموعة في الواحة إلى عسسد م تكفيسسر النسساس مسسن !ناحية أخرى
- 25 -
وقد قلت له :إننا لم نكفر الناس وهذا نقل مشوه إنما نحن نقسسول :إنهسسم صسساروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة ،وعسد م تصسور مسدلولها الصسسحيح ،والبعسد عسن الحيساة السلمية ،إلى حال تشبه حال المجتمعات في الجاهلية ،وإنسسه مسسن أجسسل هسسذا ل تكسسون نقطة البدء في الحركة هي قضسسية إقامسسة النظسسا م السسسلمي ،ولكسسن تكسسون إعسسادة زرع العقيدة والتربية الخلقية السلمية ..فالمسألة تتعلق بمنهسسج الحركسسة السسسلمية أكسسثر !مما تتعلق بالحكم على الناس ولما عاد أبلغهم الصورة الصحيحة ،بقدر ما فهم منهسسا ،ولكسسن ظسسل الخسسرون في القناطر يلحون عليهم بوجوب وقف ما أسموه بالفتنة في صسسفوف الجماعسسة .وظسسل الحال كذلك حتى نقل إلى مستشفى طره الستاذان عبد العزيز عطية وعمر التلمساني من أعضاء مكتب الرشاد الباقين في السجون ،والتقيسسا بسسي وأفهمتهمسسا حقيقسسة المسسسألة .فاستراحا لها ولما حضر أمين صدقي وعبد الرحمن البنسان إلسسى مستشسسفى طسره-وكنست قسسد خرجت بعفو صحي بعد سوء حالة الذبحة الصدرية التي أصسسبت بهسسا فسسي السسسجن مسسع بقيسة أمراضسسي الخسسرى .بلغنسسي مسن ال خ هسواش بعسسد خروجسه ،وكسان حضسساراً لقسساء عضوي المكتب بالشابين الحاضرين من القناطر ،إنهما حاول إفهامها أن المسسر ليسسس كمسسا فهمسسوا ،ولكنهمسسا ظل مصسسرين علسسى موقفهمسسا بعسسد عودتهمسسا إلسسى القنسساطر همسسا والمجموعة التي معهم .وخرج هؤلء وغيرهم علسسى الصسسورة والتقسسسيم السسذي أشسسرت .إليه من قبل المهم أن المجموعة الولى السستي تعتسسبر داعيسسة للمفهسسو م السسسلمي الصسسحيح، جعل معظم أفرادها يزوروني بعد خروجهم .وإن كان قصر الفسسترة السستي قضسسيتها فسسي
- 26 -
القاهرة ،وكلها من الخروج إلى العتقال ثمانية أشهر بالضسسبط ،جعسسل هسسذه الزيسسارات معدودة ..فمصطفى كامل مثلً رأيته مرة واحدة ،ورفعت الصياد ربما خمس أو سسست مرات ،وسيد عيد أكثر من عشر مرات ،وفوزي نجسسم ثلث مسسرات ،والطسسوخي ثلث مرات سريعة ،وسيد دسوقي ربما ثلث مرات أو أربع ،والباقون كذلك أو أقسسل وفيهسسم من رأيته مرة واحدة .وكذلك زارني أفراد من المجموعة الثانية التي لسسم تنضسسج ،مسسرة واحدة أو مرتين ،وكانت علقتي أكثر بال خ هواش باعتباره الرجل الذي عشسست معسسه قرابة عشر سنوات ،وفكرنا معاً في المنهج واتفقنا على تصورنا له كل التفاق والسسذي كنت أرشحه في نفسي لن يتسسولى إكمسسال عمليسسة التوعيسسة سسسواء للمجموعسسة الثانيسسة أو الولى الخارجة من سجن القناطر ،كما كنت أرشحه للتصسسال بسالتنظيم الجديسد ولكسن .ذلك لم يتم ولكسسن لسسم يقسسع أن وضسسعت تنظيم سا ً لهسسؤلء الخسسارجين مسسن السسسجن ول حسستى :للمجموعة الولى المؤلفة من نحو 25شابا ً لعدة أسباب إنها معتبرة كبقية الخوان ضمن الجماعة في حالة سسكون عسن الحركسة )(1 في الظروف الحاضرة ،وليس لها وضع مستقل يربطها بي إل نوع التفكير ..ولم أكسسن .أريد أن أدخل في أية إشكالت كالتي أثارتها المجموعة المعارضة في القناطر إن الخارج مسسن السسسجن بعسسد عشسسر سسسنوات يكسون كسسالعمى مسن ناحيسسة )(2 الرؤية الجتماعية ،ولبد أن تترك له فرصة للتعرف إلى المجتمع ،ولمعالجسسة أحسسواله .وأوضاعه الجتماعية .فضلً على أن تحركاته مراقبة بشدة إن الجو في الخارج غيره في السجن ،ففي السجن تكسون الطاقسسة حبيسسسة )(3 ومتجمعة ومندفعة في التجاه الذي دخل صاحب العقيدة مسن أجلسه السسسجن ..أمسا وهسو
- 27 -
في الخارج فستستغرقه مشاغل ومشكلت واهتمامات متنوعة ..ولم يكن بد من تركهم ..فترة يتبين فيها من تستغرقه الحياة الدنيا ممن تبقى فيه بقية لعقيدته ودعوته لذلك كله ،كنت أؤجل الحديث في مسسسألة تنظيمهسسم سسسواء إذا تحسسدث فيسسه أحسسد منهم ،أو إذا سألني أحد من الشبان الخمسة المشرفين على التنظيسسم الجديسسد السسذي وجسسد في غيبتي في السجن والتقيت به بعد خروجي-والذي هو الموضسسوع الساسسسي للجسسزء التالي مسن هسذا التقريسسر-مسا رأيسسك فسي فلن مسن الخسارجين مسن السسجن؟ ..ولمساذا ل ..ينضمون كلهم أو بعضهم إلى تنظيمنا؟ ومرة قلت لهم :إننا لبد أن نتركهم ستة أشهر على القل ،وحتى لو عملنا لهم تنظيما ً فسيبقى مستقلً ..وإنني أفكر في أنسسه –عنسسد ذلسسك -يشسسرف عليهسسم ال خ هسسواش ..وهو وحده يتصل بالتنظيم الجديد ..إل أن شيئا ً من هذا كله لم يتم والذي حدث فقط أنني استدعيت ال خ الطوخي لعرف منسه حقيقسة كسل واحسد من الذين خرجوا ،وتصنيف فئاتهم من ناحية الفهم والوعي ..وذلك لنه كسسان ملصسسقاً .لهم أكثر مني ،وأنا أثق بحسن تقديره وصدق شهادته وقد تذكرت الن أنه هو الزائر الذي ذكر ال خ علي عشماوي فسسي أقسسواله أنسسه حضر في أثناء اجتماعاتهم عندي ،وأن أخي محمد قطب استدعاني لمقسسابلته ،فجلسسست معه ،ولما عدت قلت لهم :إنني عجلت بمقابلته ،لينصرف من عندي ،لنسسه فسسي مركسسز .حرج ،أو حساس ،ل أتذكر ،حسب ما ورد في أقواله ،وهو ذاكرته أحسن والظروف التي كانت محيطة بال خ الطوخي في ذلك الحين ،أنه كان قد تسسسلم عملً في السماعيلية ،في مكتب التسسوكيلت فيمسسا أظسسن ،وكسسانت مبسساحث السسسماعيلية تراقب تحركاته بشدة ربما نظراً لنه كان فترة طويلة مسؤولً عن إخوان القنساطر ،أو
- 28 -
لسباب أخرى ل أعلمها وكان عليه أن يعسسود إلسسى السسسماعيلية ليلً ليكسسون هنسساك فسسي الصباح .ولم يكن يحب أن يراه أحد عندي أو يحس بوجوده حتى فسسي القسساهرة .وكنسست في حاجة إليه لسأله عن تصنيف الخارجين من القناطر ،فحضر على عجل ،وتحدث إلي فيما أردت .فأشرت إلى هسسذا الظسسرف بالجمسسال للخمسسسة المجتمعيسسن معسسي بسسسبب أنني قمت سريعاً وتركتهم بمجرد أن محمد قطب ذكر لي اسمه في أذني وأنه يريسسد أن .يراني سريعًا .وكنت على علم بظروفه هذه *** :ملحظة العادة المتبعة في بيسستي أننسسي إذا كنسست مسسع ضسسيوف وأراد أي واحسسد :أخسسي أو أبناء أخي أو الخاد م استدعائي لمر في السسداخل ،أو لزائسسر علسسى البسساب أو فسسي حجسسرة جلوس أخرى ،أن يهمس في أذني ول يجهر باستدعائي وسببه .وهسسو أدب عسسادي فسسي البيت ..ومحمد لم يكن يعرف ال خ الطوخي ول المهمة السستي جسساء مسسن أجلهسسا ،وقسسد ل .يتذكر هذا الحادث وفيما عدا هذا الستفها م من ال خ الطوخي عن أحوال الخارجين لسسم تقسسع منسسي خطوة أخرى لتنظيمهم مستقلين أو متصلين بالتنظيم الجديسسد ،ولكنسسي علمسست مسسن ال خ الطوخي أنهم-قبل خروجهم من السجن -كانوا قد كلفوا واحداً من كسسل ثلثسسة أو أربعسسة أو أكثر ،ل يقيمون في مساكن متقاربة أن يتعهد الخرين معه بالزيسسارة والسسسؤال عسسن أحسوالهم دون أن يعرفسوا هسم ذلسك ول يشسعروا بسأن وراءه شسيئًا .وذلسك فقسط كمجسرد رابطة-ول يزيد -وذلك في انتظار أيسسة تعليمسسات أخسسرى إذا سسسمحت الظسسروف بإعسسادة ..تنظيمهم .فقلت له :هذا يكفي
- 29 -
ولم يزد المر على ذلك شيئا ً فيما يختص بالخارجين من السسسجون ولسسم يتسسسع الوقت لعرف إن كان هذا الجراء الذي اتفق عليسسه فسسي القنسساطر بالنسسسبة للخسسارجين، إجراء محلياً فكروا فيه من أنفسهم ،أو أنه تنسبيه عسا م وارد لهسم مسن جهسة قيسادتهم مسن أعضاء المكتب فأنا لم أكن المر به .ولكني أرجح أنه إجسسراء ذاتسسي مسسن عنسسدهم ،لنسسه كما فهمت يتعلق فقط بالمجموعة الواعية والتاليسسة ،ول يشسسمل جميسسع الخسسارجين .وقسسد رأيته أنا كافيا ً في الظروف الحاضرة لن موضوع تنظيم الخارجين من السجون كسسان مستبعداً مؤقتاً في تقديري ،اكتفاء بالتنظيم الجديد الذي خرجت فوجدته قائما ً واشتغلت معه واهتممت بتعديل وتحسين وتكوين عقليته ومفهوماته ومنهسسج حركتسسه كمسسا سسسيأتي بالتفصيل ..وفي الوقت نفسه لم أخبر أحداً منهم بشيء عن التنظيم الجديد .وفيمسسا عسسدا ال خ هواش الذي ذكرت له عموميات عنه وليس تفصيلت ،فسسإن أحسسداً غيسسره لسسم يعلسسم مني شيئاً عن ذلك التنظيم ل من الخارجين من السجون ول من الخوان بصسسفة عامسسة .ول من الناس على العمو م
- 30 -
البحث عن السلح والمال التنظيم الجديد خرجت من السجن ،وفي تصوري صورة خاصة محددة لمسسا يجسسب أن تكسسون عليه أية حركة اسلمية في الظروف العالمية والمحليسسة الحاضسسرة وصسسورة لخطسسوات المنهج الذي يجب أن تسير عليه .وقد ذكرت ذلك من قبل ولكني ألخصه هنا قبل البدء :في التفصيلت المجتمعات البشرية بجملتها قد بعسسدت عسسن فهسسم وادراك معنسسى السسسل م
1-
ذاتسسه .ولسسم تبعسسد فقسسط عسسن الخلق السسسلمية ،والنظسسا م السسسلمي، والشريعة السلمية .وإذن فأية حركة اسلمية يجب أن تبسسدأ مسسن اعسسادة تفهيم الناس معنى السل م ومسدلول العقيسدة وهسو أن تكسون العبوديسة لس وحده .سسسواء فسسي العتقسساد بسسألوهيته وحسسده ،أو تقسسدير الشسعائر الشسسعائر .التعبدية له وحده ،أو الخضوع والتحاكم إلى نظامه وشريعته وحدها الذين يستجيبون لهذا الفهم يؤخسسذ فسسي تربيتهسسم علسسى الخلق السسسلمية ةفي توعيتهم بدراسة الحركة السسلمية وتاريخهسا وخسط سسير السسسل م في التعامل مع كل المعسسسكرات والمجتمعسسات البشسسرية ،والعقبسسات السستي كانت في طريقه والتي ل تزال تتزايد بشده ،وبخاصة من المعسسسكرات .الصهيونية والصليبية الستعماريه
- 31 -
2-
ل يجوز البدء بأي تنظيم إل بعد وصول الفسسراد إلسسى درجسسة عاليسة مسسن
3-
فهم العقيدة ومسن الخسذ بسالخلق السسسلمي فسسي السسسلوك والتعامسسل ومسن .الوعي الذي تقد م ذكره ليست المطالبة بإقامة النظا م السلمي وتحكيم الشسسريعة السسسلمية هسسو
4-
نقطسسة البسسدء .ولكسسن نقطسسة البسسدء هسسي نقسسل المجتمعسسات ذاتهسسا – حكامسسا ومحكومين – عن الطريق السالف إلى المفهومات السلمية الصسسحيحة – وتكوين قاعدة إن لم تشمل المجتمع كلسسه فعلسسى القسسل تشسسمل عناصسسر وقطاعات تملك التسوجيه والتسسأثير فسسي اتجسساه المجتمسسع كلسه إلسسى الرغبسة .والعمل على إقامة النظا م السلمي وتحكيم الشريعة السلمية وبالتالي ل يكون الوصول إلى اقامة النظا م السلمي وتحكيسسم الشسسريهة
5-
السلمية عن طريسق انقلب فسي الحكسسم يجيسء مسن أعلسى ،ولكسن عسن طريق تغير في تصورات المجتمع كلسه – أو مجموعسسات كافيسسة لتسوجيه المجتمع كله – وفي قيمه وأخلقه والتزامه بالسل م يجعل تحكيم نظامه ! وشريعته فريضة ل بد منها في حسهم في الوقت ذاته تجب حماية هذه الحركة ،وهي سائرة في خطواتهسسا هسسذه بحيث إذا اعتدى عليها وعلى أصحابها يرد العتداء .وما دامست هسي ل تريد أن تعتسسدى ،ول أن تسسستخد م القسوة فسي فسسرض النظسا م السذي تسؤمن بضرورة قيامه – علسسى السسساس المتقسسد م وبعسسد التمهيسسدات المسسذكورة – والذي ل يتحقق اسل م الناس إل بقيامه حسب ما يقرر ا سسسبحانه ،مسسا دامت ل تريد أن تعتدى ول أن تفرض نظا م ا بالقوة من أعلسسى فيجسسب
- 32 -
6-
أن تسسترك تسسؤدي واجبهسسا وأل ُيعتسسدى عليهسسا وعلسسى أهلهسسا .فسسإذا وقسسع .العتداء كان الرد عليه من جانبها ***
- 33 -
هذه كانت الصورة المتكاملسسة فسسي تصسسوري ليسسة حركسسة إسسسلمية حاضسسرة .. ولكن حدث أن التقيت بعد خروجي على التوالي بالشبان التية أسماؤهم -من بيسسن مسسن التقيت بهم من الخوان وغير الخوان ممن لهم اتجاه إسلمي :عبد الفتاح إسماعيل – على العشماوي -أحمد عبد المجيد )وقد عرفسست بقيسسة اسسسمه هنسسا فسسي السسسجن الحربسسي( مجدي -صبري ...وعلمت منهم بعد لقاءات متعددة أنهم مكونون بالفعل تنظيما ً يرجع تاريخ العمل فيه إلى حوالي أربع سنوات أو أكثر ،وأن أقلية منسسه ممسسن سسسبق اعتقسسالهم من الخوان والكثرية ممن لم يسبق اعتقالهم أو ممن لم يكونوا من الخوان من قبسسل، وأن هذا التنظيم تم بأن كلً منهم على انفراد فكر في وقسست مسسن الوقسسات السسسابقة -فسسي هذه السنوات من ضرورة العمل لعادة حركة الخوان المسلمين وعد م الكتفسساء بهسسذه الصورة القائمة لوجود الجماعة ،وهي أن تكون هناك بع ض الشتراكات والمساعدات لعالة السر التي لم يعد لها مورد رزق ،مع مجرد التجاوب الصسسامت بيسسن الخسسوان والقعود والنتظار ،وأنهم في أثناء تحركهم كل على حدة لتنظيم أي عدد من الخسسوان الراغبين في الحركة أو تحريكهم التقوا بعضهم ببعسس ض ،وبعسس ض أن اسسستوثق بعضسسهم من بع ض انضموا كل بالمجموعة السستي كسسانت قسسد انضسسمت إليسسه وكونسسوا هسسذا التنظيسسم الواحد .وأنهم – وكلهم من الشبان القليلي الخبرة – ظلسسوا يبحثسسون عسسن قيسسادة لهسسم مسسن الكبار المجربين في الجماعة ،فاتصلوا بالستاذ فريد عبد الخالق ،كما اتصلوا بإخوان الواحسسات )السسذين اتصسسلوا بالسسستاذ فريسسد كلهسسم والسسذي اتصسسل بالواحسسات عبسسد الفتسساح( وبغيرهم ،ولكنهم لم يجدوا حتى الن قيادة لهسسم ،وهسسم يريسسدون أن أتسسولى أنسسا هسسذا بعسسد خروجي ،ذلك أنهم بعد أن قرأوا كتاباتي وسمعوا أحاديثي معهسسم قسسد تحسسولت أفكسسارهم وتوسعت رؤيتهم إلى حد كبير .وقد كسسانوا يفكسسرون مسسن قبسسل علسسى أسسساس أن المسسسألة مسسسألة تنظيسسم مجموعسسة فدائيسسة لزالسسة الوضسساع والشسسخاص السستي ضسسربت جماعسسة
- 34 -
الخوان المسلمين وأوقفت دعوتهم ،وإقامة الجماعة وإقامة النظا م السلمي عسسن هسسذا الطريق ..أمسا الن فقسسد فهمسوا أن المسسألة أوسسع مسن ذلسك بكسثير وأن طريسسق العمسسل طويل ،وأن العمل في المجتمسع يجسب أن يسسسبق العمسل فسسي نظسا م الدولسة ،وأن تكسوين وتربية الفراد يجب أن يسسسبق التنظيسسم ..إلسسى الخسسر ..وأن مسسن وراءهسسم مسسن الشسسبان أخذوا يتصورون المور على هذا النحو إلى حد ما ..ولكنهم هم في حاجسسة إلسسى قيسسادة تزودهسسم بالمزيسسد فسسي التحسسرك ليسسستطيعوا هسسم أن يسسؤثروا فيمسسن وراءهسسم ،ويوسسسعوا ...إدراكهم ،ويغيروا تصوراتهم وكنت أما م أمرين :إما أن أرف ض العمل معهم ..وهم لسسم يتكونسسوا علسسى النحسسو الذي أنا مقتنع به ،فلم يتم تكوين الفراد وتربيتهم وتسسوعيتهم قبسسل أن يصسسبحوا تنظيمساً وقبل أن يأخذوا فسسي التسسدريب الفعلسسي علسسى بعسس ض التسسدريبات الفدائيسسة ..وإمسسا أن أقبسسل العمل على أساس إدراك ما فاته من المنهج الذي أتصوره للحركة وعلى أساس إمكان ضبط حركاتهم بحيث ل يقع اندفاع فسسي غيسسر محلسسه خصوصسا ً وبعضسسهم ينسسوي فع ً ل، وعقلية البدء بإقامة النظا م السلمي من قمة الحكم قد تغلب على الفهسسم الجديسسد وعلسسى عقليسسة البسسدء بإقامسسة العقيسسدة والخلسسق والتجسساه فسسي قاعسسدة المجتمسسع ..وقسسررت اختيسسار ..الطريق الثاني والعمل معهم وقيادتهم ولكني قلت لهم مخلصاً في ذلك ،حقيقسسة أن الحركسسة السسسلمية فسسي الظسسروف الحاضرة تحتاج إلى نظرة واسعة وفهم ووعي السسسل م ذاتسسه وتاريسسخ حركتسسه وكسسذلك فهم للظروف العالمية المحيطة بالسل م وبالعالم السلمي ..الخ ..وأنتسسم تقولسسون أنكسسم لم تجدوا قيادة ،وتريدون أن أقو م لكم بهذا الدور ..ولكنني كما تعلمون رجسسل مريسس ض بأمراض مستعصية على الطلب حتى الن وخطيرة والجال نعم بيد ا ولكن قدر ا يتم بأسباب يوجدها ا ..لذلك يجسسب أن تعتمسسدوا علسسى اس وتحسساولوا أن تكونسسوا أنتسسم - 35 -
قيادة ،ومهمتي الحقيقية معكم هي بذل كل ما أملك لتوعيتكم وتكسوينكم العقلسسي لتكونسسوا قيادة ..أما دينكم وخلقكم وتقواكم وإخلصكم وتعاملكم مع ا س فأنسسا أرى وأحسسس أنكسسم سائرون فيها بخير والحمد ل ..وكنت أكرر عليهم هذه المعاني وأتجه بهم هذا التجاه ..وكانت الوسيلة لتحقيق ذلك هي اجتماعي بهم أحيانا ً مرة كسل أسسبوع ،وأحيانسا ً مسسرة كل أسبوعين ..وفي فترات انشغالي مسرة كسل ثلثسة أو كسل شسهر ..وقسد بسدأت أدرس معهم تاريخ الحركة السلمية ،ثم موافق المعسسسكرات الوثنيسسة والملحسسدة والصسسهيونية والصليبية قديما ً وحديثاً من السل م ،مع إلما م خفيف بالوضاع في المنطقة السسسلمية في التاريخ الحديث منذ عهد الحملة الفرنسية ،وأحيانا ً التعليق على الحداث والخبسسار والذاعات ،مع محاولة تدريبهم على تتبعها بأنفسهم ..فقد كلفتهسسم أن يخصصسسوا منهسسم ومن بع ض من يختارونهم ممن وراءهم تتبع الصسسحف العالميسسة والذاعسسات العالميسسة، وإذا أمكن الكتب التي تصدر باللغتين النجليزية والفرنسية وتهتم بالسسسل م وبالمنطقسسة .السلمية وحدث أربسسع مسسرات أن جسساءني أحمسسد عبسسد المجيسسد بحصسسيلة تتبعهسسم للخبسسار الصحفية العالمية والمحلية والذاعات كسسذلك .وكسسانت صسسورة بدائيسسة سسساذجة ،ولكنهسسا الخطوات الولسسى الضسسرورية ،ومنهسا كنست أعسرف مسسدى عقليتهسسم العامسسة ..غيسسر أن جلساتي معهم كانت محدودة بحكم قصر المدة التي اتصلوا بي فيها فهي في مجموعها إذا استبعدنا الفترات التي كنت مشغولً فيها أو مريضسا ً أو بعيسسداً عسسن القسساهرة ل تزيسسد على ستة أشهر ،ول تحتمل أكثر ممسسا يسستراوح بيسسن عشسسرة واثنسسي عشسسر اجتماعسًا ،ل يتسنى فيها إل القليل وبعضها كان يشغل بمسائل عملية أخرى تختص بموقف التنظيم من بقية الخوان كما تتعلق بمسائل التدريب وأسلحته ..وبخطة مقابلة العتسسداء علسسى التنظيم من بقية الخوان كما تتعلق بمسائل التدريب وأسلحته ..وبخطة مقابلة العتداء
- 36 -
على التنظيم وتوقع ضربه حسب ما يتردد من أخبار وإشاعات ..وأظسسن أن هسسذه هسسي المسألة الرئيسية التي تهم المشرفين على القضية أكثر من غيرها ..ولكنني كنسست أرى .أنه لبد من عرض الصورة الكاملة التي تساعد على فهم هذه المسألة من كل جوانبها *** كنا قد اتفقنا على استبعاد استخدا م القوة كوسسسيلة لتغييسسر نظسسا م الحكسسم أو إقامسسة النظا م السلمي وفي الوقت نفسه قررنا استخدامها في حالة العتداء على هذا التنظيم الذي سيسير على منهج تعليم العقيدة وتربية الخلق وإنشاء قاعدة للسل م في المجتمع. وكان معنى ذلك البحث فسسي موضسسوع تسسدريب المجموعسسات السستي تقسسو م بسسرد العتسسداء وحماية التنظيسسم منسسه ،وموضسسوع السسسلحة اللزمسسة لهسسذا الغسسرض ،وموضسسوع المسسال .اللز م كذلك فأما التدريب فقد عرفت أنه موجود فعلً من قبل أن يلتقوا بي ،ولكسسن لسسم يكسسن ملحوظاً فيه أن ل يتدرب إل ال خ الذي فهم عقيدته ونضج وعيه ،فطلبت منهم مراعاة هذه القاعدة ،وبهذه المناسبة سألتهم عن العدد السسذي تتسسوافر فيسسه هسسذه الشسسروط عنسسدهم وبعد مراجعة بينهم ذكروا لي أنهم حوالي السبعين ،وتقرر اٍلسراع في تدريبهم نظراً لما كانوا يرونه من أن الملل يتسرب إلى نفوس الشباب إذا ظل كسسل زادهسسم هسسو الكل م من غير تدريب وإعسسداد ..ثسسم تجسسدد سسسبب آخسسر فيمسسا بعسسد عنسسدما بسسدأت الشسساعات ثسسم :العتقالت بالفعل لبع ض الخوان ..وأما السلح فكان موضوعه له جانبان الول :أنهم أخبروني-ومجدي هو الذي كان يتولى الشرح في هذا الموضوع- أنه نظراً لصعوبة الحصول على ما يلز م منه حتى للتدريب فقسسد أخسسذوا فسسي محسساولت
- 37 -
لصنع بع ض المتفجرات محليسًا ،وأن التجسارب نجحست وصسنعت بعس ض القنابسل فع ً ل، ...ولكنها في حاجة إلى التحسين والتجارب مستمرة والثاني :أن علي عشماوي زارني علسسى غيسسر ميعسساد وأخسسبرني أنسسه كسسان منسسذ حوالي سنتين قبل التقائنا قد طلب من أ خ في دولة عربية قطعا ً من السلحة ،حددها لسسه فسي كشسف ،ثسم تسرك الموضسوع مسن وقتهسا ،والن جساءه خسبر منسه أن هسذه السسلحة سترسل – وهي كميات كبيرة حوالي عربية نقل ،وأنها سترسل عسسن طريسسق السسسودان مع توقع وصولها في خلل شهرين ..وكان هسسذا قبسل العتقسالت بمسسدة ولسسم يكسسن فسي الجو ما ينذر بخطر قريب ..ولما كان الخبر مفاجئا ً فلم يكن ممكنا ً البت في شأنه حتى نبحثه مع الباقين ،فاتفقنا على موعد لبحثه معهم ..وفي اليو م التالي – على ما أتسسذكر- وقبل الموعد جاءني الشيخ عبد الفتاح إسماعيل وحسسدثني فسسي هسسذا المسسر وفهمسست أنسسه عرفه طبعا ً من علي وكان يبدو غير موافق عليه ومتخوفاً منه ،وقال :لبد مسسن تأجيسسل .البث في الموضوع حتى يحضر صبري ،وقلت له :إننا سنجتمع لبحثه وفي الموعد الول –على ما أتذكر لسسم يحضسسر صسسبري -لسسذلك لسسم يتسسم تقريسسر شيء في المر ،وفي موعد آخر كان الخمسة عندي وتقرر تكليف علي بوقف إرسسسال السلحة من هناك حتى يتم الستعل م من مصدرها عن مصسسدر النقسسود السستي اشسستريت بها ،فإن كان من غير الخوان ترفسس ض ،والسسستفها م كسسذلك عسسن طريسسق شسسرائها دفعسسة واحدة أو مجزأة وطريقة إرسالها ،وضمانات أنها مكشوفة أ م ل؟ وبعد ذلك يقسسال لل خ ..المرسل أل يرسلها حتى يخطره بإرسالها ومضى أكثر من شهر – على ما أتذكر – حتى وصل لل خ علسسي رد مضسسمونه البسساقي في ذاكرتي :أن هذه السلحة بأموال إخوانية من خاصة مالهم ،وأنهم دفعوا فيها ما هم
- 38 -
في حاجة إليه لحياتهم تلبية للرغبة التي سبق إبداؤها من هنا وأنهسسا اشسستريت وشسسحنت ..بوسائل مأمونة ول أتذكر إن كان هذا الرد أو رد تال جاء بعده قد تضمن أن الشسسحنة أرسسسلت فعلً ول يمكن وقف وصولها وأنهم يفكرون في طريق ليبيا إلى جانب طريق السودان أو لنه قد يكون أيسر من طريق السودان )ل أتذكر النص بالضبط( والرجسسح أنسسه رد واحد .وعند ذكر ليبيا قلت :أنهم إذا فكروا في طريق ليبيا فإن أعرف مسسن يسسستطيعون مساعدتنا في نقل مثسل هسذه الشسسياء ..وكنست أفكسر وقتهسا فسسي اثنيسن مسن إخسوان ليبيسا عرفتهما بعد خروجي من السجن :أحدهما )الطيسسب الشسسين( وكسسان يسسدرس فسسي مركسسز التعليم الساسي بسرس الليان وله علقة بسسسائقي عربسسات النقسسل بخسسط الصسسحراء بيسسن ليبيا ومصر ،والخسر )المسبروك( ول أذكسر إن كسان اسسمه الول )محمسد( أ م ل لنسي أعرفه باسم واحد ..وكان في مناسبة ذكر لي أن بع ض أقاربه يشسستغلون بالقوافسسل بيسسن مصر وليبيا ..ولم أستوضحه وقتها عن القوافل لنه كان كلما ً عسسابراً بخصسسوص مسسا إذا كان يلزمني أي شيء ليس موجوداً في مصر ويمكسسن الحصسسول عليسسه مسسن ليبيسسا أو من الخارج وقوله لي أن أطلب أي شيء فنقله مأمون تماماً لن أقسساربه فسسي القوافسسل .. كذلك ل أعرف بالضبط نوع التجارة التي يزاولها هو ويحضر من أجلها إلى مصر .. إل أنه في مرة قال لي :أنه يستورد من السكندرية السسبرانس الستي تلبسس فسسي المغسرب وتصنع هنا في مصر وليس في المغرب ..ومرة قال لي أنه معه شحنة كتب ..ولكني .غير متأكد من نوع التجارة التي يزاولها وأمسسا مسسسألة المسسال فقسسد جسساء ذكرهسسا مسسرات فسسي اجتماعاتنسسا أو فسسي أحسساديثهم متفرقين معي ،وعرفت أن لدى الشيخ عبد الفتاح مبالغاً ولكنه كان يقول لهم دائمًا :أنه هو مؤتمن عليه وهو وديعة عنده لينفق في أغراض معينة ولذلك فهو ل يملك أن ينفق - 39 -
منه في إعانات السبيوت مثلً ول يملسسك التصسسرف فسسي شسسيء إل بسإذنه ..وقسسد قسسال لسسي الشيخ عبد الفتاح مثل هذا الكل م ،ولكسسن لمسسا عرضسست مسسسألة النفسساق علسسى الصسسناعة المحلية للمتفجرات وعلى النفاق لتسلم شحنة السلحة التي أرسلت بعدما تسسبين أنسسه ل يمكن وقفها ول يمكن تركها كذلك قال أن أي مبلغ تحت تصرفكم .واستأذنني فسسي هسسذا فأذنت له ،وفهمت أنه كان يعتبر المبلغ أمانة ل يتصرف فيسسه إل بسسإذن قيسسادة شسسرعية. ولكني لم أعلم بالضبط مصدر هذا المبلغ ول مقداره ..كسسل مسسا كسسان واضسسحا ً أنسسه مسسن إخوان في الخارج وليس من أية جهة أخرى ..فهسسذا مسسا كنسست أحسسب أن أتأكسسد منسسه فسسي علقاتهم السابقة لني كما قلت لهم ل أجيز للحركة السلمية أن تستعين بأجنبي عنها ل في مال ول في سلح ول فسسي حركسسة ..كسسذلك لسسم أعسسرف بالضسسبط مقسسداره ولكنسسي أستنتج أنه أكثر من ألف جنيه ..فقد جاء ذلك في كلمات عرضية ..وكان الشسسيخ عبسسد الفتاح يقول كذلك ،أنه في مكان أمين ..ولم أكسسن أستوضسسحه عسسن هسسذه التفصسسيلت .. لنني كنت أكتفي بأقل قدر منها ..وكذلك كسل أعمسسالهم التنفيذيسة فقسسد كسسان يكفسسي منهسسا عنده ما يتعلق بالخطة العامة ..أمسسا التفصسسيلت فكسسانت متروكسسة لهسسم لنهسسم أخسسبر بهسسا مني ..ولكن تبعتها بالطبع تقع علي لن الخطسسة العامسسة كسسانت تتسسم بموافقسستي ..كسسذلك جاءنا مبلغ مئتي جنيه من إخوان العراق سلمتها لل خ على فور تسلمها ،وكان حاضراً لتكون في عهدتهم وتحت تصرفهم ..وسسسيجيء تفصسسيل علقتنسسا بسسإخوان العسسراق فسسي ..موضعه فيما بعد
خطة رد العتداء على الحركة السلمية
- 40 -
كما تقد م كنا قد اتفقنا على مبدأ عد م استخدا م القوة لقلسسب نظسسا م الحكسسم ،وفسسرض النظسسا م السلمي مسسن أعلسسى ،واتفقنسسا فسسي السوقت ذاتسسه علسسى مبسسدأ رد العتسسداء علسسى الحركسسة .السلمية التي هي منهجها إذا وقع العتداء عليها بالقوة وكان أمامنا المبدأ الذي يقرره ا سبحانه" :فمن اعتدى عليكم فاعتسسدوا عليسسه بمثل ما اعتدى عليكم" وكان العتداء قد وقع علينا بالفعل فسسي سسسنة 1954وفسسي سسسنة 1957بالعتقسسال والتعسسذيب وإهسسدار كسسل كرامسسة آدميسسة فسسي أثنسساء التعسسذيب ثسسم بالقتسسل والتعذيب وإهدار كل كرامة آدمية في أثناء التعذيب ثم بالقتل وتخريب البيوت وتشريد الطفال والنساء .ولكننا كنا قررنا أن هسسذا الماضسسي قسسد انتهسسى أمسسره فل تفكسسر فسسي رد العتداء الذي وقع علينا فيه ،إنما المسألة هسسي مسسسألة العتسسداء علينسسا الن .وهسسذا هسسو الذي تقرر الرد عليه إذا وقع ..وفسسي السسوقت نفسسسه لسسم نكسسن نملسسك أن نسسرد بالمثسسل لن السل م ذاته ل يبيح لمسلم أن يعذب أحدًا ،ول أن يهسسدر كرامسسة الدميسسة ول أن يسسترك أطفاله ونساءه بالجوع ،وحتى الذين تقا م عليهم الحسسدود فسسي السسسل م ويموتسسون تتكفسسل الدولة بنسائهم وأطفالهم ،فلم يكن في أيسسدينا مسسن وسسسائل رد العتسسداء السستي يبيحهسسا لنسسا ديننسسا إل القتسسال والقتسسل :أولً لسسرد العتسسداء حسستى ل يصسسبح العتسسداء علسسى الحركسسة السلمية وأهلها سهلً يزاوله المعتدون فسسي كسسل وقسست .وثانيسا ً لمحاولسسة إنقسساذ وإفلت أكبر عدد ممكن من الشباب المسلم النظيسسف المتماسسسك الخلق فسسي جيسسل كلسسه إباحيسسة وكله انحلل وكله انحراف في التعامل والسلوك كما هو دائر على السنة الناس وشائع .ل يحتاج إلى كل م
- 41 -
لهذه السباب مجتمعة فكرنا في خطة ووسيلة ترد العتداء ..والذي قلته لهسسم ليفكسسروا في الخطة والوسيلة باعتبار أنهم هم الذين سيقومون بها بما في أيديهم من إمكانيات ل أملك أنا معرفتها بالضبط ول تحديدها ..الذي قلته لهم :إننا إذا قمنا بسسرد العتسسداء عنسسد وقوعه فيجب أن يكون ذلك في ضربه راجعة توفق العتداء وتكفل سلمة أكسسبر عسسدد .من الشباب المسلم ووفقاً لهذا جاءوا في اللقسساء التسسالي ومسسع أحمسسد عبسسد المجيسسد قائمسسة باقتراحسسات تتنسساول العمال التي تكفي لشل الجهاز الحكومي عسسن متابعسسة الخسسوان فسسي حالسسة مسسا إذا وقسسع العتداء عليهم كمسسا وقسسع فسسي المسسرات السسسابقة لي سسسبب إمسسا بتسسدبير حسسادث كحسسادث المنشية الذي كنا نعلم أن الخوان لم يدبروه أو مذبحة طسرة الستي كنسا علسى يقيسن أنهسا دبرت للخوان تدبيرًا ،أو لية أسسباب أخسسرى تجهلهسا الدولسة أو تسدس عليهسسا وتجيسسء نتيجسسة مسسؤامرة أجنبيسسة أو محليسسة ..وهسسذه العمسسال هسسي السسرد فسسور وقسسوع اعتقسسالت لعضاء التنظيم بإزالة رؤوس في مقدمتها رئيس الجمهورية ورئيس الوزارة ومسسدير مكتب المشير ومدير المخابرات ومدير البوليس الحربسسي ،ثسسم نسسسف لبعسس ض المنشسسآت التي تشل حركة مواصلت القاهرة لضمان عد م تتبع بقية الخوان فيها وفسسي خارجهسسا .كمحطة الكهرباء والكباري ،وقد استبعدت فيما بعد نسف الكباري كما سيجيء وقلت له :إن هذا إذا أمكن يكون كافيا ً كضربة رادعة رد علسسى العتسسداء علسسى الحركسسة وهو العتداء الذي يتمثل في العتقال والتعذيب والقتل والتشريد كما حسسدث مسسن قبسسل- ..ولكن ما هي المكانيات العملية عندكم للتنفيذ
- 42 -
وظهر من كلمهم أنه ليس لديهم المكانيات اللزمة ،وأن بع ض الشخصيات كرئيسسس الجمهورية ورئيس الوزارة –فيما يذكر -وربما غيرهما كذلك عليهسسم حراسسسة قويسسة ل تجعل التنفيذ ممكنًا ،فضلً على أن ما لديهم من الرجسسال المسسدربين والسسسلحة اللزمسسة غير كاف لمثل هذه العمليات ..وبناء على ذلك اتفق على السراع في التدريب بعسسدما كنت من قبل أرى تأجيله ول أتحمس له باعتبسساره الخطسسوة الخيسسرة فسسي خسسط الحركسسة وليس الخطوة الولى ..ذلك أنسسه كسسانت هنسساك نسسذر متعسسددة تسسوحي بسسأن هنسساك ضسسربة للخوان متوقعة ،والضربة كما جربنا معناها التعذيب والقتل وخراب السسبيوت وتشسسرد الطفال والنساء فقد أخذ الشيوعيون ينسسثرون الشسساعات فسسي كسسل مكسسان بسسأن الخسسوان المسلمين يعيدون تنظيم أنفسهم واختيار قيادة جديدة لهم وبلغتنسا إشساعة أن الشسيوعيين وضعوا منشورات في نقابة الصحفيين يبدو فيها طابع الخوان للتحري ض عليهم ،ولسسم يكن هذا غريباً فقد سمعنا من قبل أنسه ضسسبطت منشسورات معسدة للتوزيسع فسي حقيبستي رجلين من رجال الدين المسيحي ماتا في حادث منسسذ سسسنوات وعليهسسا توقيسسع الخسسوان ..المسلمين بقصد اليقاع بهم
- 43 -
كذلك كان الستاذ منير الدلة قد قال لي في أثناء تحذيره وتخسسوفه مسسن شسسبان متهسسورين يقومون بتنظيم :أنسه يعتقسد أنهسسم دسيسسة علسى الخسوان بمعرفسة قلسم مخسابرات أخبسار أمريكي عن طريق الحاجة زينب الغزالي وأن المخابرات "كاشسفاهم" وأنهسم يفكسسرون في مكتب المشير في التعجيل بضربهم أو في تركهم فترة ..كما قال لي من قبل قريب ساً من هذا الكل م الحاج عبد الرازق هويدي نقلً عن الستاذ مراد الزيات صسسهر السسستاذ فريد عبد الخالق والستاذ منير وبينهما توافق في التفكير والتجاه ،وكسسان الحسساج عبسسد الرازق هويدي قد ذكر لي كذلك أن هؤلء الشبان متصلون بالستاذ عبد العزيز علسسي )الوزير السابق( أو اتصلوا به وأنسسه يقسسال :أنسسه متصسسل بالمريكسسان ومدسسسوس عليهسسم وكنت قد عرفت من الشبان أنهم فعلً التقوا مع الستاذ عبد العزيز علي والستاذ فريد في بيت الحاجة زينب الغزالي في أثناء بحثهم عن قيادة ،ولكنهم لم يستريحوا لسسه ،فلسسم يكاشفوه بأسرار تنظيمهم ،وفي كل م الستاذ فريد معي أشار إلسسى اتصسسالهم بأشسسخاص مشكوك فيهم وكنت أعرف أنسسه يشسسير إلسسى اتصسسالهم بالسسستاذ عبسسد العزيسسز وبالحاجسسة ..زينب ،ورأيه من رأي الستاذ منير أنهما مدسوسان لعمل مذبحة للخوان وكنت قد عرفت أن اتصالهم بالستاذ عبد العزيسسز علسسى منقطسسع ،أمسسا الحاجسسة زينب فكنت قد عرفت أنهسسا قسسامت بمجهسسود كسسبير فسي السسنوات الخيسسرة فسسي مسساعدة البيوت ،وأنها متصلة ببيت الستاذ المرشد ومحل ثقتهسسم ،وأن الشسسيخ عبسسد الفتسساح هسسو وحده المتصل بها ،ولم يكن عندي خسسوف مسسن ناحيسسة أن يسسستخدمها أي قلسسم مخسسابرات .لنها مكشوفة المهم أن هذه كلها كانت تنذر بقسسرب ضسسربة واعتسسداء يقسسع علسسى الخسسوان وعلسسى هسسذا التنظيم بشكل خاص ...فقررنا السراع في التدريب بقدر المكان ،وانصرفنا على انه .ليس لدينا المكانيات الن - 44 -
وأتذكر أن هذا كان آخر اجتماع للمجموعة ،فلم التق بعسسد ذلسسك إل بالشسسيخ عبسسد الفتسساح وبال خ علسسي العشسسماوي فسسي رأس السسبر ،ولسسم أتسسبين تفصسسيلت مسسا اتخسسذوه بينهسسم مسسن إجراءات التدريب ،ول أية خطوات أخرى تنفيذية ،ول أذكر أنه جاء ذكسسر شسسيء مسسن هذا سواء في مقابلتي مع الشيخ عبد الفتسساح أو مسسع ال خ علسسي فسسي رأس السسبر ،إلسسى أن وقعت العتقالت الولى للخوان بالفعل ،ولم يكن منهم أحد من أعضاء التنظيم بعسسد، وكانت المسافة قصيرة بين آخر اجتماع ،والعتقالت ل تمكنهم من تدريب حقيقسسي .. وهنا أرسلت إليهم عن طريق الحاجة زينب – في تعبيرات ملفوفة غيسسر صسسريحة ،أن يوقفوا نهائياً عملية السودان )أي الخاصة بالسلحة( بأي شسسكل وأن يلغسسوا كسسل عمليسسة أخرى )أي الخاصة برد العتداء( فجاءني استفها م من ال خ علي عسسن طريسسق الحاجسسة زينب كذلك عما إذا كانت هذه تعليمات نهائية حتى لسو وقسع التنظيسم ،فسأجبته بسأنه فسي هذه الحالة فقط وعند التأكد من إمكان أن تكون الضسربة رادعسة وشساملة يتخسذ إجسراء وإل فصرف النظر عن كل شيء .وكنت أعلسسم أن ليسسس لسسديهم إمكانيسسات بالفعسسل وأنسسه .لذلك لن يقع شيء وكان قد جسسرى فسسي أثنسساء المناقشسسات الوليسسة عسسن الجسسراءات السستي تتخسسذ للسسرد علسسى العتداء إذا وقع على الخسسوان اعتسسداء حسسديث غيسسر تسسدمير القنسساطر الخيريسسة الجديسسدة وبعسس ض الجسسسور والكبسساري كعمليسسة تعويسسق ،ولكسسن هسسذا التفكيسسر اسسستبعد لنسسه تسسدمير لمنشآت ضرورية لحياة الشعب وتؤثر في اقتصاده ،وجاء استبعاد هذه الفكرة بمناسبة :حديث لي معهم عن أهداف الصهيونية في هذه المرحلة من تدمير المنطقة ..أو ً ل :من ناحية العنصر البشري بإشاعة النحلل العقيدي والخلقي
- 45 -
وثانيسًا :مسسن ناحيسسة تسسدمير القتصسساد ..وأخيسسراً التسسدمير العسسسكري ..فقسسال ال خ علسسي عشسسماوي بهسسذه المناسسسبة :أل يخشسسى أن نكسسون فسسي حالسسة تسسدمير القنسساطر والجسسسور والكباري مساعدين على تنفيذ المخططات الصهيونية من حيث ل ندري ول نريد؟ ونبهتنا هذه الملحظة إلى خطورة العملية فقررنا استبعادها والكتفاء بأقل قدر ممكسسن من تدمير بع ض المنشآت في القاهرة لشل حركة الجهزة الحكومية عن المتابعة إذ أن هذا وحده هو الهدف من الخطة ..ولكسن المسسر فسي هسذا كلسه سسواء فسسي القضسساء علسى أشخاص أو منشآت لم يتعد التفكير النظري كما تقد م ..ذلك أنسسه إلسسى آخسسر لحظسسة قبسسل اعتقالنا لم تكن لديهم إمكانيات فعلية للعمل – كما أخبروني من قبل – وكانت تعليماتي ..لهم أل يقدموا على أي شيء إل إذا كانت لديهم المكانيات الواسعة وكانت هذه هي صورة الموقف إلى يو م اعتقالي ول أعلم بطبيعة الحال ماذا حدث بعد ذلك ،إل أنه واضح أنه لم يقع شيء أص ً ل ..وقد كانت لديهم فرصة ثلثة أسسسابيع علسسى .القل لو كانوا يريدون القيا م بأي عمل
- 46 -
اتصالتنا بالوخوان في الخارج في العا م الماضي ول أتذكر التاريخ بالضبط أخبرني ال خ علي العشماوي أن أحسسد إخسسوان العسسراق يحسسب أن يقسسابلني وأنسسه هسسو ممثسسل إخسسوان العسسراق فسسي مصسسر أو مندوبهم وكان يدرس في مصر وهو مسافر لنه أتم دراسته وأخذ موعداً مني لمقسسابلته معي في منزلي ،وكان ذلك ..واسمه حاز م أو عاصم ول أتذكر بالضبط.س ودار حسسديث ل أملسسك تسسذكر تفصسسيلته ولكسسن موضسسوعه كسسان حسسول أوضسساع الخوان في البلد المختلفة واختلف ظروفهم حسب اختلف الظروف حولهم .وأنهسسم يتطلعون إلى القيادة في مصر ولكن القيادة هنا ل تتصل بهسم ول تسوجههم ولسسذلك فسسإن كل مجموعة تتخذ لنفسها السياسة التي تراها باجتهادها .وأن الخوان في العسسراق مسسن أجسسل ذلسسك اتخسسذوا لنفسسسهم قيسسادة مسسستقلة وخطسسة مسسستقلة يكيفونهسسا هسسم بأنفسسسهم وفسسق ظروفهم ،ولكنهم مع ذلك يحاولون التصال بالمجموعات الخرى في البلد المختلفسسة ولكن مجرد اتصال ،ول يطالعون أحداً مسسن المجموعسسات الخسسرى علسسى تكسسوينهم ول حتى على قيادتهم ،وإنما يتصل منسسدوب فقسسط لمتابعسسة الحسسوال-وأنسسه رغسسم أنسسه تكسسون مكتب في بيروت يمثل إخوان العراق والردن وسسورية والخسسوان المصسسريين السسذين في السعودية ،فإن خطة إخوان العراق هي هذه التي ذكرها .لن التشسسكيلت الخسسرى .ذات عقلية تقليدية ويحتاج المر إلى فترة حتى تتلقى أفكارهم مع أفكارهم حدثته أنا عن تفكيرنا الذي انتهينا إليه من ناحية منهج الحركة وضرورة بسسدئه من شسرح حقيقسة العقيسسدة قبسل النظسسا م والشسسريعة ،ومسن التكسسوين الفسسردي قبسل التنظيسسم الجماعي ،ومن عد م محاولة فرض النظا م السسسلمي عسسن طريسسق إحسسداث انقلب مسسن
- 47 -
القمة وبالذات عد م إضاعة الجهد بالتدخل في الحداث السياسية المحليسسة الجاريسسة إلسسى .آخر ما سبق بيانه من منهجنا الجديد وهنا قال :إنه على اتصال بالستاذ فريد عبد الخالق باعتباره الممثل للخسوان هنا الذي له حق التصال به .وأنه يرى أن هناك اختلفا ً في التفكيسسر والمنهسسج بيسسن مسسا أقوله وبين ما يعرفه من تفكير الستاذ فريد ومنهج الجماعة كما يفهمه ،وأنسسه لمسساذا ل يوجد التفكير في الجماعة؟ وقلت له :على كل حال هسسذا تفكيرنسسا نحسسن وفسسي الظسسروف الحاضرة ل نملك الحركة على نطاق واسع لتوحيد تفكير الجماعة ،فهذه ثمرة التجربة التي مررنا بها ،والزمن كفيل بهسسا .ولسسم أخسسبره بشسسيء مسسن التفصسسيلت عسسن تنظيمنسسا. ولكنه كان مستاء لن يظهر الخوان كأنهم فرقة أو فرقتان .وانصرف من عندي على أنه سيظل على اتصاله بالستاذ فريسسد كممثسسل للجماعسسة وأنسسه فسسي السسوقت نفسسسه سسسيبلغ الخوان في العراق ما سمعه مني والصورة التي عليها الحالة عندنا .وبعد اشسسهر عسساد هذا ال خ من الخارج وقابلني مرة أخرى عن طريسسق ال خ علسسي أيض سا ً وكسسان معسسه أ خ عراقسسي آخسسر ،وأخسسبرني هسو وزميلسه أنسسه عسرض الصسورة الواقعسة فسسي مصسسر علسى إخوانهم هناك ،فكلفوه أن يكون التصال بنا لن منهجنا وتفكيرنا أقسسرب إلسسى منهجهسسم وتفكيرهم ،وإن لم يكن موحداً لختلف الظروف بيننا .وسلمني مبلغ مئتي جنيه هديسسة من إخوانه هناك للمساعدة على ظروفنسا ..هكسذا إجمسالً بسسدون تحديسسد..فسسلمت المبلسغ .لل خ علي كما ذكرت من قبل ولم يتم اتصال آخر غير هذا في هذه المقابلة *** وفي مايو الماضي زارني بمفرده أحد إخوان الردن .وهو طبيب اسسسمه عبسسد الرحمن ..أما بقية اسمه فل أتذكرها ،ومن السهل معرفة اسمه من السستاذ فريسد عبسد
- 48 -
الخالق ،وذكر لي أنه منتدب من إخوان الردن لمقابلة الخوان هنا ،وأنسسه حضسسر إلسسي لتهنئسستي بسالخروج مسن السسجن باسسسم إخسوان الردن ،وأبلغنسسي تحيسات مراقبهسم العسا م الستاذ عبد الرحمن خليفة .ثم تحدث حديثا ً طويلً عن المسألة التي يريد أخذ تعليمسسات فيها أو توجيهات ،وهي مسألة علقتهم بمنظمة التحرير وبالشقيري ،وهي سرد طويل لعلقتهم بالشقيري منذ بدأ التمهيد لتشسسكيل منظمسسة فلسسسطين وأحسساديثهم معسسه وأحسساديثه معهم ،ل تسعفني ذاكرتي الن باستحضاره لني لم أكن أتتبعه باهتمسا م إل فسسي النقطسة الساسية فيه وهي تتلخسسص :فسسي أن الشسسقيري طلسسب مسسساعدتهم فسسي السسدعوة للمنظمسسة وأنهم فهموا منه أنه جاد في قضية فلسطين فبذلوا له كسسل مسسساعدة .ولكسن عنسد تشسكيل الهيئة التنفيذية –أو مسسا يشسسبه هسذا -وجسدوا أنسه اسسستبعد الخسوان المسسلمين منهسا ،وأن أغلبية منها من المعروفين بميولهم الشيوعية ،وأنهم راجعوه في هسسذا وكشسسفوا لسسه عسسن حقيقة هؤلء فوعد بالهتما م بهذه المسألة وإعادة النظسر فسسي الموضسوع ،وأن المسسسألة .بينهم وبينه عند هذا الحد وشكا من أن القيادة في مصر ل تتصل بهم ول تعطيهم أي توجيهات في حين أنهم يعتبرون أنفسهم مرتبطين بالقاهرة ..وذكر لي أن السفير المصري فسسي وقست مسن الوقات سأل الستاذ عبد الرحمن خليفة عما إذا كان يلبي دعوة لو جاءته من القاهرة، فرد الستاذ عبد الرحمن عليه قائ ً ل :إن لك قيسسادة وأنسست تتبعهسسا وتطيسسع أوامرهسسا .فأنسسا كذلك لي قيادة ،وسألبي السسدعوة لسسو جسساءت لسسي مسسن السسستاذ المرشسسد أو بمسسوافقته وأن السفير قال له :يجب أن تعلقسسوا مصسسيركم ول علقسساتكم بمصسسير الخسوان فسسي مصسسر. فقال له :إننا مرتبطون بمصر باعتبارها قطاعا ً من قطاعات الخسسوان .ثسسم طلسسب منسسي توجيهات في الموقف ،فقلت له :إنني ل أملك أن أعطيكم توجيهات محددة فسسي موقسسف داخلي :أولً لننسي لسست المرشسسد .وثانيساً لنكسسم أنتسسم أعسسرف بظروفكسسم ،وأقسسرب إلسى
- 49 -
القضية الفلسسسطينية ،وأقسسرب إلسسى المنظمسسة وأخسسبر بكسسل مسسا يحيسسط بهسسا .فطلسسب مقابلسسة المرشسسد فقلسست لسسه كسسذلك :إننسسي ل أملسسك أن أوصسسله بالمرشسسد لننسسي أعسسرف أن حسسالته الصحية لم تعد تمكنه من بذل جهد في مثل هذه المشسساغل والمشسساكل ،ولننسسي أعسسرف .كذلك عد م رغبته في مثل هذه المقابلت ،وكنت سمعت هذا فعلً نقلً عن أهل بيته فقال لي :إنه سيقابل الستاذ فريد فماذا انصح له هل يقابله أ م يكتفي بمقسسابلتي؟ فقلت له :إنه يستطيع أن يقابل الستاذ فريد بل أي مانع ..وكان قد سألني قبل ذلك عسسن توجيهاتي العامة قبل سؤالي عن التوجيهات بخصوص منظمسسة فلسسسطين ،فسسذكرت لسسه أرائي في منهج الحركة السلمية على أنها مجرد آراء لي ل على أنها توجيهات لهم، لني أعرف منذ سنة 1953عندما كنت في الردن أن إخسسوان الردن منغمسسسون فسسي الحركات السياسية المحلية ،فل يمكن أن أنصح لهم بالنسحاب منها وهم ل يستجيبون .لهذا بحسب ظروفهم وتاريخهم في الحركة وقد علمت من الستاذ فريد في المقابلة التي كانت بيني وبينه بعسسد ذلسسك وهسسي المقابلة الوحيسسدة باسسستثناء حضسسوره لتهنئسستي بعسسد خروجسسي فسسي العسسا م الماضسسي والسستي اقتصرت على التهنئة ..علمت أن ال خ الردني زاره وأنه قابل الستاذ المرشد كسسذلك. وأنه لم يأخذ منهما أية توجيهات في مسألة المنظمة .وأن المرشد أبدى رغبته في عسسد م الحديث في مثل هذه المسائل .وكذلك عرفت هذا من المرشد عندما زرته للسؤال عنسسه في مرضه وللعزاء في ابن عمه وذكرت له طلب ذلك ال خ زيارته وردي عليه .كذلك كان مما قاله لي ذلك ال خ الردني :إن القوميين العرب فسسي سسسورية اتصسسلوا بالسسستاذ عصا م عطار ليتعاون معهم في صراعهم مع حزب البعث وأميسسن الحسسافظ باعتبسسار أن حزب البعث والحكومة السورية تطارد الخوان كما تطارد القوميين العرب .فقال لهم الستاذ عصا م :إن هذا التعاون يكون منتقداً مسن إخسوان سسورية وجميسع الخسوان فسي - 50 -
البلد العربيسسة الخسسرى مسسع وجسسود إخواننسسا فسسي مصسسر فسسي المعتقلت والسسسجون، ومعروف أن حركة القوميين العرب متصلة بالقاهرة ،فالوضع ل يكون سليما ً في مثل هذه الظروف ويحسن إنهاء قضية الخوان في مصر ليصبح لمثل هسسذا التعسساون محسسل .وفرصة *** وأذكر أن ال خ علي العشماوي أخبرني أن في مصر أخا ً سودانيا ً زائسسراً وهسسو مندوب عن الخوان هناك ،وقد يزورني .ولكن لم يحدد موعد ولم تتسسم الزيسسارة ،غيسسر أني علمت من ال خ علي أنه قابله مرة أو مرتين في الغالب ،وأنه وصسسف لسسه حسسوادث السودان ودور الخوان الساسي فيها ،مما أدى إلى إنهاء الحكم العسكري هناك علسسى ما هو معروف .كما أبدى له تفاؤله الكبير بقرب قيا م حكم إسلمي في السسسودان نتيجسسة .للنتخابات التي كانت لم تجر بعد وأذكر أنني علقت وقتها مع هذا كله إن قيا م حكم إسلمي في أي بلد لسسن يجسسئ عن مثل هذه الطرق .وأنه لن يكون إل بمنهج بطيء وطويل المدى ،يستهدف القاعسسدة ل القمة ،ويبدأ من غرس العقيدة مسسن جديسسد ،والتربيسسة السسسلمية الخلقيسسة .وأن هسسذا .الطريق الذي يبدو بطيئا ً وطويلً جداً هو أقرب الطرق وأسرعها وقلت له كذلكن إنه لم يمروا بعد بالتجارب التي مررنا بها في مصسسر ،ولسسذلك لبد أن يتركوا ليجربوا غذ أنني أظن أنهم لسسن يقبلسسوا منسسا توجيهسا ً فسسي فسسورة الحماسسسة .والتفاؤل
- 51 -
ولما ظهرت نتيجة النتخابات مخيبة لهسسذا التفسساؤل تقابسسل مسسع ال خ علسسي فيمسسا أذكر ،وكانت صدمة له ظاهرة في حديثه كما نقل لي ال خ علي ،ول أذكسسر تفصسسيلت .أخرى لن المقابلة لم تكن معي على ما أتذكر *** وحضر من ليبيسسا لمقسسابلتي فسسي أول أغسسسطس مسسن هسسذا العسسا م ،وقبسسل اعتقسسالي بأسبوع واحد ثلثة من إخوان ليبيا أحدهم اسسسمه )الفاتسسح( ول أذكسسر أسسسماء الخريسسن. وكان ال خ )الطيب الشين( قبل سسسفره أخسسبرني برغبسسة ال خ الفاتسسح فسسي مقسسابلتي وأنهسسا .كانت أمنية له منذ زمن طويل وأنا في السجن وأنه قد يحضر في أواخر يوليو وبالفعل كسسان ذلسسك .وكسسانت معهسسم ال خ المسسبروك .وقسسد قسسابلتهم مجتمعيسسن فسسي الفندق الذي كسسانوا نسسازلين بسسه وهسسو فنسسدق أطلسسس .وكسسان أول سسسؤال توجهسسوا إلسسي بسسه الستفسار عن حقيقة حادث المنشية في أكتوبر سنة 1954وعد م تصديقهم بسسأنه عمسسل الخوان لنه ظاهر فيه من الوصف الذي سمعوه أنه ل يمكن لنسان عاقل أن يحسساول ارتكابه على هذا البعد بمسدس .وقد أخسسبرتهم بمسسا بلغنسسا عسسن تسسدبيره بواسسسطة صسسلح .دسوقي واللواء الذي مات أخيراً في السكندرية وثالث لم نعرفه بعد وكان أخي محمد قطب قسسد اعتقسسل قبسسل مقسسابلتي معهسسم بيسسومين أو ثلثسسة ،وقسسد سألوا عنه وعن مكان اعتقاله ولسم أكسن أعسرف مكسانه ول سسبب اعتقساله إذ أن علمسي المؤكد عنه أنه لسسم ينضسسم فسسي حيسساته إلسسى تنظيسسم أو هيئسسة أو حسسزب أو جماعسسة .كسسذلك أخبرتهم بتوقع اعتقالي لن العتقالت كانت قسسد أخسسذت تتسسسع وتسسوحي بأنهسسا ستشسسمل .جميع الخوان
- 52 -
وبمناسبة الحديث عسن تسدبير حسادث 26أكتسوبر فسسي المنشسية بواسسطة السسيد صلح دسوقي واللواء الذي توفي أخيراً في السسسكندرية وثسسالث ،وأخسسذ الخسسوان بسسه، تحدثنا في التخوف من تكرار مثل هسسذا التسسدبير مسسن أيسسة جهسسة يهمهسسا إغسسراء الحكومسسة بالخوان وخاصة العناصر الشيوعية التي كان يشاع في وقتهسسا أنهسسا سسسترتكب بعسس ض .الحوادث بقصد نسبتها إلى الخوان وكان ال خ الفاتسسح سيسسسافر لزيسسارة لبنسسان والردن ،وقسسال :إنسسه سسسيقابل هنسساك الستاذ عصا م عطار والستاذ عبد الرحمن خليفة وسينقل أخبسسار العتقسسالت وحسسادث المنشية والخوف من تدبير مثله .فلم أمانع في ذلك .ولكني قلست لسه :إن أسسسرار حسادث المنشية تحتاج إلى بحث واستيفاء ،فيحسن أن يعرف ول يذاع عنه شسسيء حسستى تكسسون لنا عنه بيانات كاملة ،إل إذا دبسسر للخسسوان حسسادث مثلسسه مسسن أيسسة جهسسة فيحسسسن عندئسسذ نشره .وكنت سمعت أن في النية مصادرة بع ض كتبي وعد م إعسسادة طبعهسسا .فقلسست لسسه: إنه إذا حدث هذا فهناك إذن مني لي ناشر في الخارج بطبع هذه الكتب فل يحتاج إلى إذن .وبهذه المناسبة ذكروا أن في نيتهم فتح مكتبة ومطبعة في ليبيسسا ،وأنهسسم يعتسسبرون هذا إذنا ً لهم .وقد يجعلون لهم فرعا ً في بيروت باعتبارها سوقا ً حرة وليسسس فيهسسا قيسسود تصدير ول استيراد .فتركت المر كله في أيديهم إذا حدث ما كنت سسسمعته مسسن بعسس ض .أصحاب المكتبات عن اتجاه النية لعد م طبع بع ض كتبي وقد عرضوا أن يدفعوا مقدما ً مبلغاً من المال مقابل طبع الكتب كما هو المتبسع مع الناشرين ولما كان هذا سابقاً لوانه فقد شكرتهم .وتركنا مثل هسسذه الشسسؤون لحينهسسا عندما يتخذ فيها إجراء عملي .ولكني قلت لهسم :إنسه إذا حسسدث هسذا فتسسسلم أيسسة حصسيلة لهلي .ولما كان محمسسد معتقلً فقسسد ذكسسرت لهسسم اسسسم ابسسن أخسستي رفعسست أو ابسسن أخسستي عزمي ،على أن أي واحد منهما يتسلم بدلً مني ،ما يكون لي من حصيلة كتبي .وذلسسك - 53 -
ظنا ً مني أنهما ل يعتقلن لنهما ليسا من التنظيم الجديد ،ولم تكسسن لهمسسا سسسابقة انتظسسا م !في جماعة الخوان من قبل *** وهناك زيارة من أحد إخوان سوريا كانت بعد خروجي من السجن بقليسسل فسسي العا م الماضي .ولم يبق في ذاكرتي عنها إل صورة باهتة جداً وقد تعبت فسسي تسسذكرها، ولكن لعلني ذكرت عنها شيئا ً فيما بعد لل خ علي العشسسماوي ولعلسسه يسسذكر اسسسم الزائسسر فأظن أنه يعرفه ولكني غير متأكد من شيء عن هذا .والذي استطعت أن استجمعه في ذاكرتي الن عنها أن هذا ال خ كان قادما ً من سورية في طريقه إلى إنجلترا لسسستكمال .دراسته بها ،وأنه من قبل كان يدرس في مصر وأتم دراسته وقد أبلغني تحيات الستاذ عصا م العطار رئيس الخوان المسلمين في سورية وتهنئته لي بالخروج مسسن السسسجن .وذكسسر لسسي شسسيئاً عسسن موقسسف الخسسوان فسسي سسسورية وتوقعهم لضربة لهم من البعثيين .وسألني عما إذا كان لدي أية توجيهات؟ وأذكر أنني قلت له :إنني ل أملك إعطاء توجيهات محددة لموقف معين ،فهسسذا مسستروك للمباشسسرين للحداث والوضاع وهم يكونون أعلم بها .ولكن لي فقط توجيهسا ً عامسا ً لكسسل الخسسوان ولكل الحركات السلمية ،وهو أل تسسستغرقهم الحسسداث الجاريسسة ،وأل ينغمسسسوا فيهسسا وفي المناورات الحزبية والسياسية ،فسسإن لهسسم حقلً آخسسر أوسسسع وأبعسسد مسسدى وإن كسسان بطيئساً وطويسسل المسسد وهسو حقسسل البعسسث السسسلمي للعقيسسدة وللقيسسم وللخلق وللتقاليسسد السلمية في صلب المجتمعات حتى يأذن ا -بالجهد الطويل والصسسبر -بقيسسا م النظسسا م .السلمي
- 54 -
وإنني ألحظ شدة انغماس إخوان سورية بالسذات ،ومنسذ نشسأة الجماعسة هنساك في الحداث السياسية وقلة التفرغ للتربية .وأذكر كذلك أنه قال لي :إنسسا إذا لسسم نشسسارك في الحداث وانعزلنا عن بقية القوى الشعبية يسهل على البعث ضربنا .وإنني قلت له: إني أعتقد باستقراء الحسسداث الماضسسية أن ضسسرب الخسسوان والحركسسات السسسلمية ل يتعلق فقط بعوامسسل محليسة ،ولكنسسه يتعلسسق بمخططسسات صسسهيونية وصسليبية اسسستعمارية مدربة على إنشسساء الظسسروف وتكييسسف الحسسداث بحيسسث تصسسبح الضسسربة كأنهسسا بسسسبب عوامل محلية ..وإنه يجب أن يكون في حسابنا أن أعداءنا وأعداء هسسذا السسدين وأعسسداء .حركات البعث السلمية في الخارج أكثر مما هم في الداخل وقد حدث بعد ذلك أن ترك الستاذ عصا م سورية إلى لبنان فيما أذكر .وأذكر كذلك انه حدثني عن الستاذ سعيد رمضسسان ،وأن الخسوان فسي سسورية ،وفسي الردن كذلك غير مسسستريحين لتصسسرفاته ..لنسسه ل يستشسسيرهم فيهسسا ويتصسسرف بمفسسرده حسستى عندما يكون بينهم ،فينزل في فنادق ويزور شخصيات ل يرغبون هم أن ينزل فيهسسا أو أن يزورها باعتبارهم أدرى ببلدهم وما فيها ومن فيها ،ولكنه هو ل يسسستمع لتسسوجيههم .وفق تقاليد الخوان في أن الزائر يكون في عهدة أهل البلد وقيادتهم المحلية وأنهم كلما أخذوا عليه أشياء في تصرفاته قال لهسسم :إن عنسسده إذن سا ً بالتصسسرف من الجماعة .وسألني عما إذا كان هنا تفوي ض فعلً للسسستاذ سسسعيد بسسأن يتصسسرف مسسن نفسه؟ وقد أجبته بأنه ل علم لي كلية بمثل هذه الشؤون-وهسسذا هسسو الواقسسع فع ً ل -وأننسسي خارج حديثاً من السجن وأننسسي بطبيعسستي ل أحسسب السسدخول فسسي هسسذه المسسسائل ..وبهسسذه المناسبة أذكر أن ال خ الردني )الدكتور عبد الرحمن (..الذي ذكرت زيارته من قبسسل .تحدث معي بمثل هذا عن الستاذ سعيد رمضان وأنني أجبته نفس الجابة
- 55 -
*** وعقب خروجي من السجن فسسي العسسا م الماضسسي حضسسرت إلسسي السسسيدة خيريسسة الزهاوي بنت أخي الستاذ الشيخ الزهاوي كبير علماء العسسراق للستشسسفاء واستشسسارة الطباء .وقد حضرت عندنا تحمسل إلسي تحيسات وتهنئسسة فضسسيلة عمهسا السستاذ أمجسسد، وفرحه بخروجي بعد قلقه عما كان يترامى إليه مسن أخبسار سسوء صسحتي فسي السسجن وإشاعات موتي أحيانًا .وأنسه تحسسدث بشسسأني مسع سسسيادة الرئيسسس عبسسد السسل م عسارف، ووجد عنده كل استعداد للتوسط لدى سيادة الرئيس جمال عبد الناصر .بل إنه فكر فسسي ذلك من نفسه فقد كان كتابي "في ظلل القرآن" هو أنيسه في فترة اعتقاله .وبالعل قا م بهذه الوساطة ونجحت والحمد ل .وأنه بعد عودته مسسن القسساهرة كلسسف مسسن يسسذهب إلسسى فضيلة الشيخ أمجد ليبشره بنجاح وساطته فور نزولسسه مسسن الطسسائرة فسسي المطسسار ،وأن الشيخ فرح بهذا هو وجميع إخوانه وأبنائه في جمعية علماء العراق .وقد شكرتها على زيارتها وطلبت منها شكر فضيلة الشيخ والسؤال عن صحته فقسسد علمسست منهسسا أنسه لسسم يعد يستطيع الخسسروج مسسن السسبيت لثقسسل المسسرض عليسسه .وقسسد أقسسامت معنسسا يسسومين ولمسسا سافرت بعثت إلسسى أخسستي أمينسسة قطسسب برسسالة بعسسد فسسترة طويلسة مسسن سسفرها تتضسسمن تحياتها وتحيات بنت عمها الشيخ وكذلك خبراً بسسأن عمهسسا يشسستد عليسسه المسسرض ،وأنسسه .يبلغنا تحياته ودعواته *** كسذلك زارنسسي عقسب خروجسي سسيادة سسفير العسراق فسي الجمهوريسة العربيسة المتحدة وأبلغني تحيات سسيادة الرئيسس عبسد السسل م عسارف ،كمسا أخسبرني السسفير أن الرئيس سعيد بنجاح وساطته لدى سيادة الرئيس جمال عبد الناصسسر ،وهسسو يسسسأل عسسن
- 56 -
صحتي وعما إذا كانت لي أية طلبات يملسسك إجابتهسسا .وذكسسر لسسي كسسذلك أن كتسساب "فسسي ظلل القرآن" كان أنيسه في فترة اعتقسساله أيسسا م عبسسد الكريسسم قاسسسم ،وقسسد شسسكرته علسسى زيارته وطلبت إليه تبليغ شكري لسيادة الرئيس العراقي ،وأنه ليس لسسي طلبسسات سسسوى أنه إذا رأى سيادته أن يواصل مساعيه الحميدة لنها قضية الخوان بجملتها فلعسسل اس .أن يوفقه إلى ذلك .ووعد السفير بحمل هذه الرغبة إلى الرئيس العراقي وعندما حضر الرئيس عبد السل م عارف إلى مؤتمر القمة أرسسسلت لسسه برقيسسة شكر وتحية ،وقد رد علي برسسسالة لسسم تصسسلني ولكنسسي عرفسست فيمسسا بعسسد بخبرهسسا .فقسسد حضر السفير لزيارتي مرة أخرى في هذا العا م وكان قد صار وزيراً للتربية والتعليسسم – قبيل أن يكون وزيراً في المجلس المشترك للوحدة مع الجمهورية العربيسسة – ومعسسه هدية لي من الرئيس عارف معها بطاقته .وفي أثناء الحديث العابر فهمسست أن الرئيسسس !كان قد بعث برد على برقيتي ،ولم أقل له طبعًا ،ان الرد لم يصلني وقد أرسلت بمجموعة كتبي مجلدة هديسسة للرئيسسس عسسارف وبمجموعسسة أخسسرى للوزير وذلك عن طريق السفارة العراقية في القاهرة ،وكانا لوزير قد اتفق معي علسسى .أنه عند إتما م تجليدها أرسلها للسفارة وهي تتولى إرسالها *** كسسذلك زارنسسي بعسسد خروجسسي السسسيد ضسسياء شسسيت خطسساب المستشسسار بمحكمسسة التمييز العراقية للتهنئة ..وأخسسبرني كسسذلك بوسسساطة الرئيسسس عبسسد السسسل م عسسارف فسسي شأني ،وفرحه أصدقائي الكثيرين في العراق الذين ل أعرفهم من رجال الدين والفكسسر والعلم بنبأ خروجي الذي نشسر فسي صسسحف العسسراق كلهسا .وتحسدث عسن الرئيسس عبسد السل م عارف بأنه رجل متدين ووالده قبله وعائلته كلها ..ثم زارني ابسسن أختسسه واسسسمه
- 57 -
فيما أذكر )حاز م( وأبلغني تحيات خاله الثاني اللواء محمود شيت خطاب ومعسسه كتسساب له بعنوان "محمد القائد" هدية منه لي ،وقسسد طلبسست منسسه أن يسسسكره عنسسي وأهسسديت لسسه .بع ض كتبي ومن نحو سستة أشسسهر وردت إلسي رسسسالة مسسجلة مسن دار الذاعسة السسسعودية مرفق بها تحويل بمبلغ 143جنيها ً )مئة وثلثة وأربعين جنيه سًا( علسسى بنسسك بورسسسعيد وذكر في الرسالة أن هذا المبلغ هسسو قيمسسة مسسا أذاعتسسه الذاعسسة السسسعودية مسسن أحسساديث مقتبسة من كتابي "في ظلل القرآن" في شهري شعبان ورمضان سنة .1385وكنت قد علمت أن الذاعة السعودية تذيع أحاديث منتظمة مقتبسسسة مسسن كتسسابي منسسذ سسسنوات، وأنها مستمرة في إذاعتها .فلما قسسررت هسسي مكافسسأة معينسسة عسسن فسسترة معينسسة رأيسست أن .أطالبها بقيمة السابق واللحق من الذاعات وهذا حقي الطبيعي كمؤلف ولكني قبل تسلم المبلغ وقبل المطالبة ببقية المستحقات رأيت إطلع المبسساحث العامة على الموضوع حتى ل يساء تأويله في وقت من الوقات .وبالفعل قابلت السسسيد المقد م محمود الغمراوي ،وأطلعته على الرسسالة والتحويسل وعلسى نيستي فسي المطالبسة بمسسستحقاتي .فسسرأي أن أكتسسب مسسذكرة بالموضسسوع لتحفسسظ فسسي سسسجلتهم بسسدل الحسسديث الشفوي الذي ل يمكن الرجوع إليه عند اللزو م .فكتبت له هذه المذكرة وتركتها له ،مع .موافقته على أن أتسلم المبلغ وأن أطالب بالباقي وقد تسلمت المبلغ وكتب رسالة إلى السيد وزير العل م السعودي فصسسلت لسسه فيها موضوع الحاديث وطالبت بصرف بقية المستحقات ما دامت الذاعسسة هسسي السستي قررت مبدأ دفع مكافأة عن فترة ليسسس هنسساك مسسا يميزهسسا عسسن بقيسسة الفسسترات .وصسسورة الرسالة قد اطلعت عليها المباحث العامة كذلك ولكني لم أتسسسلم رداً رسسسميا ً مسسن وزارة
- 58 -
العل م السسسعودية ول مسسن محطسسة الذاعسسة غيسسر أنسسي عرفسست مسسن ال خ عبسسد الفتسساح إسماعيل ومن الحاجة زينب الغزالي نقلً عن بع ض العائدين من الحج في هسسذا العسسا م- ول أعرف من هم -أنه تقرر هناك تخصيص مكافأة عن هذه الذاعسسات السسسابقة تسسودع تحت تصرفي مع الستمرار في إرسال المكافآت التي تستجد بالطريقة التي أرسل بها .المبلغ السابق ..إل أن شيئا ً من هذا لم يتحقق *** وفي أثناء انعقاد مؤتمر علمسساء المسسسلمين فسسي القسساهرة فسسي هسسذا العسسا م زارنسسي مندوب الجزائر في المسؤتمر واسسمه الشسسيخ ) ..ل أتسسذكر السسسم ولكسن الحاجسسة زينسب الغزالي تعرفه لنه كلمني تليفونياً من عندها للتفاق على موعد الزيسسارة( وقسسد تحسسدث معي عن الحوال والوضاع فيا لجزائر من ناحية التيارات العقيديسسة .يقسول إن قاعسسدة الثورة إسلمية ل شك في ذلك ،واتجاه الشعب كلسسه إلسسى السسسل م وإن كسسان البعسس ض ل يعرف حقيقته ،لن الستعمار الفرنسي الطويل حرص على تجهيل الشعب بدينه غيسسر أنه توجسسد الن عنسسد القمسسة تيسسارات شسسيوعية فكريسسة منظمسسة تعمسسل علسسى نشسسر الفكسسار الشيوعية تحت اسم الشتراكية وتحسست سسستار الثقافسسة الجتماعيسسة والقتصسسادية وليسسس هناك ما يقابلها مسسن ناحيسسة الفكسسر السسسلمي ،لن المشسسايخ والوعسساظ يتجهسسون اتجاهساً تقليدياً ل يكافئ تلك التيارات ولذلك فالخوف شديد من تضسسليل الشسسعب بهسسذه الوسسسيلة. وكان هذا قبل النقلب الجزائري الخير .ثم طلسب منسي أن أكتسسب لسه بيانسا ً مختصسسراً عن النظا م الجتماعي السلمي ووسائله في تحقيق العدالسسة الجتماعيسسة ليسسساعده هسسو وإخوانه هناك على مقابلة التيارات الشسسيوعية .فقلسست لسسه :إن لسسي ثلثسسة كتسسب فسسي هسسذا الموضوع هي :العدالة الجتماعية في السل م ،والسل م العسسالمي والسسسل م ،ومعركسسة السل م والرأسمالية .وأن للستاذ المودودي كذلك كتباً في الموضوع سميتها له .فقال: - 59 -
إن هذا ليس ما يطلبه ،إنه يطلسسب مختصسسراً يسسستطيع أن يقسسرأه مسسن يسسستطيعون قسسراءة العربية ثم يترجم إلى الفرنسية لن معظم المثقفيسسن عنسسدهم ل يقسسرأ إل بالفرنسسسية ،أمسسا هذه الكتسسب فل يسسستطيع قراءتهسسا إل المثقفسسون ثقافسسة عربيسسة كاملسسة وهسسم قليلسسون جسسدًا. ووعدته أن أكتب هذا المختصر ،ولكني علمت أنه سافر سريعا ً قبل أن أكتب لسسه شسسيئاً .في الموضوع الذي يريده *** وزارني مفتي طرابلس بلبنان ول أتذكر اسمه ولعله )جو زو( بصحبة اللسسواء سسسعد )وأظنسسه السسسكرتير المسسساعد للمسسؤتمر السسسلمي( والسسستاذ جمسسال السسسنهوري وتحدث معي في ضرورة العمل على إحياء المؤتمر السلمي بكامل نشسساطه ،والبعسسد به عن تيارات الخلفات السياسية بين البلد العربية ،وأنهم جاءوا إلضّي لنهم في حاجة .إلى جهدي ورأيي في هذا الموضوع وكان معهم مشروع إنشاء مجلة للمؤتمر مطبوع ومبين فيه أهسسدافها وأبوابهسسا فاطلعت عليه ،وأبديت ما عّن لي من ملحظات واقتراحات وافقوا عليهسسا .وانصسسرفوا على أنهم عند إتما م الجراءات لصسسدار المجلسسة ولسسستئناف النشسساط الفعلسسي للمسسؤتمر ..سيعودون إلي .وكان هذا آخر ما هنالك وأذكر من هذه التصالت عدة رسائل تهنئة بالخروج من السجن من أعضاء ندوة العلماء بالهند ومن الجماعة السلمية بباكستان ،كلها باللغة النجليزية .ول أذكر الن مسسن مرسسسليها إل واحسسداً اسسسمه )غل م أحمسسد( أظنسسه رئيسسس الجماعسسة السسسلمية بكراتشي )وكان الستاذ المودودي أمير الجماعسسة معتق ً ل( ،وواحسسد اسسسمه )الصسسديقي( .وثالث من ندوة العلماء بالهند أظنه وكيل الندوة
- 60 -
ومما جاء في الرسالة الولى على ما أتسسذكر أو فسسي إحسسدى الرسسسائل الخسسرى من باكستان بعد التهنئة بخروجي وخروج من معي )فقد كان يظن أنه عفو شامل عسسن جميع الخوان المسلمين( إن هذا الخروج جاء بعسد عشسر سسسنوات فسسي حيسسن أن نهسسرو الهندي وهو من أمة وثنية مثلثة )يقصد أنها تعتقد أن الله ثلثسسة فسسي واحسسد قريبسا ً مسسن عقيدة المسيحيين( وأقوا م منها يعبدون البقسر ،إل أنسسه أصسدر عفسواً عسن السسذين اعتسسدوا عليه فعلً وأصابوه ولم يسجنهم .ولكن الحكا م في البلد السسسلمية ل يتسسسامحون هسسذا التسامح ،ثم يكرر تهنئته على كل حسسال .وإن كسسان المسسسلم فسسي رعايسسة اس سسسواء كسسان .سجينا ً أو طليقاً ومما جاء في الرسالة الثانية )رسالة صديقي( بعد التهنئة أن كتابين من كتسسبي في طريقهما إلى المطبعة بعد مراجعة ترجمتهما إلى اللغة الوردية )وكان من قبل قد ترجم لي كتاب العدالة في السل م للوردية ونشره في باكستان( وأن هناك تفكيراً في ترجمة هذين الكتابين إلى اللغة النجليزية التي يتحدث بها ويقسسرأ معظسسم المثقفيسسن فسسي باكستان والهند .ثم قال :إنه يأسف لنه لسسم يرسسسل لسسي حسستى الن نصسسيب المؤلسف مسن حصيلة كتاب العدالة الجتماعية الذي نشر منسسذ سسسنوات ،لنهسسا حصسسيلة غيسسر مناسسسبة وذلك نظراً لنهم يحرصون على بيع الكتسساب بسسسعر زهيسسد ل يزيسسد كسسثيراً علسسى سسسعر التكلفة رغبة فسسي سسسعة نشسسره ،ولكسسن بعسسد نشسسر الكتسسابين الجديسسدين سسستكون مجموعسسة .الحصيلة لئقة وسيرسلها ..ولم يفع هذا بعد ومما جاء في الرسالة الثالثة التية من ندوة العلماء بالهند بعد التهنئسسة الرغبسسة في تبادل المؤلفات والفكار بيني وبينهم ،لن المسسلمين فسسي أنحسساء الرض ينبغسسي أن .يتبادلوا أفكارهم بقصد توحيدها وتنقيتها من الخطاء والنحرافات
- 61 -
ولم أجد وقتاً للرد على هذه الرسائل وغيرها من الهند وباكستان لنها جسساءت .متأخرة ولم يقع بيني وبينهم اتصال آخر غير هذه الرسائل من جانبهم ولم احتفظ بها ول أتذكر أنه كانت هنسساك اتصسسالت أخسسرى غيسسر مسسا سسسردته فسسي الصسسفحات .السابقة
- 62 -
السلم نظام حياة كامل علقات أخرى في الداخل ذكسسرت فيمسسا سسسبق أهسم علقسساتي بسسالخوان السسذين كسانوا فسسي السسجون أو فسسي خارجها بعد خروجي من السجن .وهي العلقات السستي دار فيهسسا حسسديث عسسن الجماعسسة والحركة من قريب أو من بعيد ..ول أتذكر الن غير ما ذكرته إل زيارة "محمسسد عبسسد العزيز عطية" لي هذا العا م وأنا في رأس البر ،مع واحد آخر اصله من دميسساط ومقيسسم بالسكندرية واسمه " ..مؤمن" ومعهما واحد من ليبيا ل أذكر اسسسمه ومسسن كلمسسه بسسدا أنه ل علقة له بالحركة السلمية ول حتى التجاه السسسلمي .وكسسان عنسسدي ي وقسست زيارتهم ال خ علي العشماوي هو وعروسه حيث كان يقضسسي بعسسد زواجسسه أيامسا ً قليلسسة .في رأس البر ثلثة أيا م على ما أتسسذكر ..وقسسد ذكسسر محمسسد عبسسد العزيسسز أنسسه بلغسسه أن السسسيد زكريا محيي الدين تكلم مع بعسس ض الخسسوان فسسي دخسسول الخسسوان التحسساد الشسستراكي للوقوف في وجه التيار الشيوعي -أو كلما ً كهذا ل أتذكره بالضبط-كما بلغه أن السسسيد زكريا قد زار الستاذ المرشد حسسسن الهضسسيبي للتحسسدث معسسه فسسي هسسذا الشسسأن ،أو فسسي إعادة الجماعة بصورة ما لهذا الغرض .وقد قلت له :إنني استبعد هسسذه الشسساعة .وكسسل ما أعرفه أن السيد زكريا محيي الدين زار معسكر قادة الشسسباب السسذي كسسان مقامسا ً فسسي حلوان لعدة أسسسابيع علسسى إثسسر مسسا حسسدث فيسسه مسن تسسذمر مسسن الشسسباب بسسسبب أن معظسسم المحاضرات فيه ومعظم المحاضرين كانوا يتجهسون اتجاهسا ً شسيوعيا ً ويبثسون الفكسسار الماركسسسية تحسست سسستار الشسستراكية وبعضسسها يمسسس العقيسسدة السسسلمية بطريسسق غيسسر مباشر .وأنه قال لهم :إن الدولة ليست شيوعية .وأية أفكار ل تعسسبر إل عسسن أصسسحابها.
- 63 -
وأنه تحدث مع الدكتور كمسسال أبسسو المجسسد وهسسو مسسن بيسسن السسساتذة المحاضسسرين يمثسسل التجاه السلمي ،في أن ينشر الفكر السلمي داخل التحاد الشتراكي .أو في كيفية تمثيل الفكر السلمي داخل التحاد الشتراكي .أو فسي كيفيسة تمثيسسل الفكسسر السسسلمي .داخل التحاد الشتراكي .أو شيئا ً من هذا القبيل وكان الذي نقل إلى هذا الخسسبر شسساب مسسن قريسستي اسسسمه ) ..الشسساذلي( مسسدرس بمعهد المعلمين بأسسسيوط ومسسن بيسسن فسسوج قسسادة الشسسباب السسذي حضسسر معسسسكر حلسسوان. وكانت المناسبة التي نقل فيها هذا الحديث ،أنه قد زارني بمناسسسبة وجسسوده فسسي حلسسوان ومعه مجموعة المحاضرات التي ألقيت عليهم ودرسوها وناقشوها –أو معظمها -فلمسسا عرفت منه أنهسسا محاضسسرات المعسسسكر ألقيسست عليهسسا نظسسرة فلفسست نظسسري فيهسسا اللسسون الشيوعي الصار خ فيها -وإن كان الستار هسسو الشسستراكية – حسستى أنهسسم ل يريسسدون أن يقولسوا" :الشسستراكية العربيسسة" عسن التجربسسة القائمسسة فسسي الجمهوريسسة العربيسسة ،وإنمسسا يسمونها" :التطبيق العربي الشتراكي" ليجعلوا الصل هو اشتراكية كسسارل مسساركس، والموجسسود فسسي مصسسر هسسو مجسسرد تطسسبيق لهسسا محسسور بحسسسب الظسسروف الواقعسسة فسسي .الجمهورية العربية .فطلبت منه تركها لي وقتا ً قصيراً لقراءتها وردها له وكان ذلك ولمسسا أبسسديت لسسه هسسذه الملحظسسة – ملحظسسة غلبسسة الطسسابع الشسسيوعي علسسى المحاضرات-ذكر لي هو أن هسسذا فعلً مسسا آثسسار تسسذمراً فسسي وسسسط الطلب ،وأن السسسيد .زكريا محيي حضر وقال كذا وكذا مما سبق ذكره ولكنه ذكر لي كذلك أن الشباب الذي تلقى هسسذه المحاضسسرات ولسسو أنسسه يتسسذمر حين تمس العقيدة السلمية مسا ً ظاهراً في أثنسساء المناقشسسات ولكنسسه خسسالي السسذهن مسسن الثقافة السلمية الحقيقية .ومسسن أجسسل هسسذا فسسإنه يتسسأثر فسسي النهايسسة بهسسذه المحاضسسرات
- 64 -
وتصبح الفكار التي تقو م عليها هي قاعسسدة تفكيسسره مسسع بقسساء الحماسسسة لعقيسسدته عنسسدما تمس مساسا ً ظاهرًا .مما ينشئ اضطراباً في تفكير هذا الشسسباب بيسسن اتجسساهه العسساطفي .وتكوينه الفكري وهسسي ملحظسسة صسسحيحة وفسسي محلهسسا .وخصوصسسا ً إذا أضسسيف إلسسى هسسذه المعسكرات لقادة الشباب غلبة التوجيه الشيوعي والتجاه النحللسسي الخلقسسي علسسى مسسا ينشسسر فسسي الصسحف بسوجه عسا م وخاصسة مجلسة الطليعسة ومجلسة الكساتب ومجلسة روز اليوسف ومجلة صباح الخير مما يوجد جواً وبيئة فكرية ل يقسسف فسسي وجههسسا التسسوجيه التقليدي الهزيل القليسسل السسذي يتمثسسل فيسسه الفكسسر السسسلمي .وممسسا يجعسسل الكفسستين غيسسر متسسساويتين ،ويجعسسل الغلبسسة الحقيقيسسة للتسسوجيه المسسادي اللحسسادي والتسسوجيه النحللسسي .الخلقي :وعن العلقات والتصالت خارج محيط الخوان في أواخر سنة 1960وكنت في ليمان طرة وقد ساءت حسسالتي الصسسحية 1- ولم يعد العلج في مستشفى الليمان نافعاً لقلة المكانيات العلجية سمعت من إخسسواني أن بيت الحاج حسين صدقي في المعادي تعرفوا عليهسسم وهسسم مهتمسسون بأنبسساء صسسحتي وأنهم قراوا شيئاً عن كتبي وهم يريدون المساعدة في نقلسسي إلسسى أي مستشسسفى جسسامعي .للعلج ولم أتبين على وجه التحديد مبعث هذا الهتما م من ناس ليست لنسسا بهسسم سسسابق معرفة .هل هو فعلً قراءة بع ض الكتسسب ،أ م لن لهسسم علقسسة بالحاجسسة زينسسب الغزالسسي التي عرفت أنها تساهم مساهمة فعالة في إعانة السسبيوت السستي لسسم يعسسد لهسسا مسسورد رزق وذلك حوالي هذا الوقت .أ م لصلتهم كذلك بالشيخ الودن .وقد عرفت فيما بعد أنه كسسان
- 65 -
كثير الهتما م بما يبلغه من سوء صحتي وأنني مشرف على الموت ..أ م لهذه السسسباب كلها مجتمعة ..ولكن لم يتم شيء ..والذي حدث بعد هذا أن ساءت حسسالتي أكسسثر ،وأن الهيئسسة الطبيسسة لمصسسلحة السسسجون طلبسست علجسسي فسسي مستشسسفى جسسامعي وأن الطسسبيب الشرعي في لجنسسة مسع كسسبير أطبساء المصسلحة قسرر هسسذا فنقلسست إلسى مستشسسفى المنيسسل الجامعي .حيث تبين من التشخيص أن الحالة الجديسسدة حالسسة ذبحسسة صسسدرية ،ولسسم تكسسن اكتشفت في مستشفى السجن لقلة إمكانيات الفحص الطسسبي وعسسد م وجسسود الخصسسائيين من الطباء في حالت القلب .وذلك إلى حالة الرئتين والمعاء وأمراض أخسسرى .وقسسد قضيت فترة ستة أشهر في مستشفى المنيل .ثم أعدت إلى مستشفى السجن .وفي العسسا م التالي عادت الحالة إلى السوء ونقلت مرة أخرى إلى المنيل حيث قضسسيت سسستة أشسسهر أخرى ثسسم أعسسدت إلسسى السسسجن .ولمسسا سسساءت الحالسسة مسسرة ثالثسسة صسسدرت عفسسو صسسحي .وخرجت وقد جاء الحاج حسين صدقي وأهل بيته لزيارتي وتهنئتي ..وهنا ذكسسروا لسسي اهتما م الشيخ الودن بأخبار صحتي ،ووصفوه لي بأنه رجل تقي ورع زاهد من جيسسل الصحابة .ولم تكن لي به معرفة سابقة-وإنه هو مري ض بانزلق غضسسروفي فل يملسسك .النتقال والحركة .لذلك تقرر أن أزوره أنا لشكره على اهتمامه وفي هذه الثناء كنت قد تعرفت الحاجة زينب الغزالي حيث التقيت بهسسا لول مرة في بيت الحساج حسسين صسسدقي علسى الغسداء .ثسم فسسي بيتهسسا كسذلك للغسداء بمناسسسبة خروجي ..ثم تمت أول زيارة لي للشيخ الودن مع الحاج حسسسين صسسدقي وأهسسل بيتسسه والحاجة زينب الغزالي وأظن كان معي كذلك أخي محمد قطب ..وقد ذهبنا فسسي عربسة .الحاج حسين
- 66 -
وأتذكر أنني زرت الشيخ بعد ذلك مرتين أو ثلثًا ،مرة فيها كسسان معسسي محمسسد ومرة كنت بمفردي .وفي المرة التي كان معي محمد فيها كان يزوره شخص آخسسر لسسم .يعرفنا به .وحضر الدكتور مظهر عاشور للكشف عليه ثم انصرف وفي المرة التي زرته فيها منفرداً كان يتحسر على شباب البلد وانصرافه عن دينه وانحلله الخلقي .فقلست لسه أطمئنسه :إن هنساك بقيسة صسالحة مسن الشسباب المتسدين العامل لدينه المستمسك بأخلقه وأنها بقية تبشر بسسالخير-وكنسست أشسسير إلسسى المجموعسسة التي اشتغل معها دون تصريح له بطبيعتها -فاستوثق مني من وجود هسسذه البقيسسة فع ً ل، فأكدت له ما ذكرته .فسأل وأنت على اتصال بهذه البقية الصالحة .فقلت له :نعسسم .وأنسسا .أوجهها وهي تقبل توجيهاتي .فقال :ا يبشرك بالخير طمنتني .ودعا لي بالتوفيق وكان الحديث هكذا مجملً ل يتعدى الشارة إلسى وجسود بقيسة صسالحة .وكسان في أثناء الحديث قد قال :أنا قلت للشيخ حسن )يقصد الشهيد حسن البنسسا( بلش تسسدخلوا في المشاكل السياسية وكفاية تربوا للبلد جيل من الباب المسلم .لكن الحسسوادث جرفتسسه. نهايته .ا .وأهو كانت النتيجة ضرب الخوان .وانتشار النحلل .وانصراف الشباب عن دينه وأخلقه .وهنسا قلست لسه مسا قلست عسن وجسود بقيسة صسالحة متمسسكة عاملسة.. .بالجمال الذي ذكرته علقات متفرقة وفي خلل الشهر الثمانية التي قضيتها في القاهرة بين خروجي مسسن السسسجن واعتقالي مرة أخرى -إذ أنني قضيت ستة أشهر أخرى فسسي العسسا م الماضسسي وفسسي هسسذا العا م في مصيف رأس البر هربا ً من الحر الذي كسان يجسدد لسي أزمسة القلسب والصسسدر باستمرار – زارني أفواج كسثيرة مسن النساس ،بعضسسهم مسن معسارفي القسدامى السذين ل
- 67 -
علقة لهم بالحركات السلمية ،ولكن ربطت بيني وبينهم إما صلت أدبية وفكرية أو شخصية ومعظمهم من الشباب الذي قرأ كتبي إما من البلد العربية والسلمية عامة، وإما من المصريين ،وكلهسسم ممسسن لسسم يسسسبق لسسي التعسسرف إليهسسم مسسن قبسسل سسسجني .لن غالبيتهم من الشباب الحديث السن بين العشرين والثلثين ممن كانوا قبسسل سسسجني فتيسسة .صغاراً ل علقة لي بهم وكانت زياراتهم تنقضي في إثارة مسسسائل ممسسا قسسرأوه فسسي كتسسبي أو فسسي كتسسب غيري أو تتعلق بالحداث الجارية في المنطقة ،حيث تدور فيها كلها أحسساديث مفتوحسسة غير مقصورة على أحد دون أحد .ويشارك فيهسسا مسسن يحضسسرون المجلسسس بسسدون قيسسد. ..وبعضهم يخرج وبعضهم يبقى ويحضر إليه زائرون جدد ..وهكذا وكان التعريف بالسماء في مثل هذه الزيارات المختلطة عسسابراً وليسسس محسسل اهتما م في زيارات الغرض منهسسا – مسسن نسساحيتهم التعسسرف إلسسى رجسسل سسسمعوا عنسسه أو قرأوا له ومناقشته في أفكاره والستزادة منها والغرض منها من ناحيتي التعسسرف إلسسى تفكير هذا الجيل من الشباب الذي لم ألتق به من قبل ثم شرح بع ض أفكاري له بقدر ما .تسمح طبيعة مجالس مشتركة غير منتظمة في زيارات مفتوحة لكل من أراد وإن كان هذا ل يمنع أن أستشعر من بعضهم صدق الرغبة والنيسسة فسسي خدمسسة دينه والخلص في السؤال للمعرفة والتأهل للسل م الصحيح ولكسن المسسألة لسم تتعسد هذا الحد :معرفة بالشخصيات دون احتفاظ بالسماء ..وبخاصة أن ذاكرتي بطبيعتهسسا حتى قبل المرض والتعب ل تمسك بالسماء وهو أمسسر معسسروف عنسسي بيسسن أصسسدقائي اكتفاء بأني أحفظ شكل الوجوه والشخصيات -مع المل في أن بع ض هذه الشخصسسيات خامة صالحة للتربية والتكوين والنضما م إلى صفوف العاملين فيما بعد .ولكني كنسست
- 68 -
مشغولً بالتنظيم الذي وجد فع ً ل ،وغير راغب في ضم أحد إليه حتى يتم تكسسوينه علسسى المستوى الذي أريده .ول حتى من شباب الخوان الموجود بالفعل -بل وإني كثيراً مسسا قلت لرؤساء هذا التنظيم :أنهم تعجلوا بالتنظيم كما تعجلوا في ضسسم عسسدد كسسبير إليسسه ل تمكن تربيتهم .ولم هو بهذه السعة والكثرة! والمر في نظري كان يجب أن يبدأ بآحسساد وأفراد .هذه هي الصورة العامة لعلقاتي بهذا الشباب السسذي كسان يتسسدافع إلسى زيسسارتي أفواجاً كثيرة في هذه الفترة .سواء منهم المصسسريون وغيسسر المصسسريين .صسسورة ليسسس فيها تركيز على أسماء ول على أشخاص إل في حدود النيسسة للمسسستقبل مسسع المشسسغولية عنهم في هذه الفترة بما لدي من تنظيم لم يتم إعداده كما أريد ،ول أريد أن أزيد عدده، ولو استطعت لنقصت منه .وذلك غير حالتي الصحية التي تجعسسل جهسسدي محسسدوداً ل أحب أن أبعثره مع ناس جسسدد إل فسي تلسك الحسدود العسسابرة .وغيسر انشسغالي بمسسا أريسسد .كتابته من كتب والتحضير له وقراءة المراجع اللزمة ولكسسي تكسسون الصسسورة كاملسسة تمامسًا ،فسسإن معظسسم مسسن كسسانوا يحضسسرون كسسان يحضرون إما اثنين أو ثلثة أو أربعة .وسواء فسسي ذلسسك المصسسريون وغيرهسسم .وكنسست أفهم من أحساديثهم أنهسم يقسرأون معسًا ،أو يتبسادلون الكتسب .أعنسي أن كلً منهسم يتبسادل .أفكاره مع واحد أو أكثر كزملء ولكن لم يحدث أنني زدت على ما أسمعه منهم شسيئا ً فسسي ذاك السسبيل لسم اشسر على أحد منهم بتجمع ول تنظيم .كان كل موقفي هسو الملحظسسة علسسى مسن يصسسلح مسن هؤلء في المستقبل أن ينضم للصف العامل بدون زيادة ونظراً لقصر السسوقت ،وكسسثرة .المشاغل ،وكثرة الزبائن ،لم تزد الصورة شيئا ً على هذا الذي ذكرته
- 69 -
وأحب أن تكون هذه الصسسورة واضسسحة ومفهومسسة ومتصسسورة علسسى حقيقتهسسا. وإذا كنت قد قلت – كما جاء في أقسسوال ال خ علسسي العشسسماوي-إننسسي أحتفسسظ بسسأفراد أو مجموعات متناثرة ل أضمها للتنظيم – فقد كان هذا هو الذي قصدته ،وأل يفسر بغيسسر حقيقته الواقعة .إننسسي أحتفسسظ بهسسم كمجسسرد ملحظسسة لهسسم ولسسستعدادهم أن يكونسسوا فسسي الصف في المستقبل وذلك استنتاجاً من أحاديثهم وأسئلتهم وما قسسرأوه ومسسا فهمسسوه ومسسا يبدو في حديثهم مع جدية وإخلص واستعداد .واعتماداً علسسى أنهسسم يتصسسلون بسسي هسسذه .الصلة
- 70 -
كلمة وختامية هذا أهسسم مسسا يحضسسرني الن عسسن أوجسسه نشسساطي فسسي الحركسسة السسسلمية منسسذ انضمامي لصفوف الخوان ،فسسإن كسسانت هنالسسك تفصسسيلت أو جسسوانب أخسسرى فيمكسسن .تذكيري بها بسؤالي عنها ويتبقى بعد ذلك كله كلمة ختامية أقولها :سواء فهمت علسسى وجههسسا الن أ م لسسم :تفهم ،فمن واجبي التبليغ بها .وهي تتلخص في النقط المختصرة التية إن العنف الذي عومل به الخوان سنة 1954بناء على حادث مدبر لهسم 1- وليس مدبراً منهم – وهو حادث المنشية -والذي عوملوا به وحدهم دون سائر الفسسراد أو الطوائف الذين اتهموا بمؤامرات لقلب نظا م الحكم أو للتجسس أو لغير ذلك .العنف الذي يتضمن التعذيب والقتل والتشريد وتخريب البيوت ..هذا العنسسف هسسو السسذي أنشسسأ فكرة الرد على العتداء إذا تكرر بسالقوة ..ولسو كنسا نعلسم أن العتقسال مجسرد اعتقسال ينتهسسي بمحاكمسسة عادلسسة وعقوبسسات قانونيسسة – حسستى علسسى أسسساس القسسوانين الوضسسعية المعمول بها -لما فكر أحد في رد "العتداء بالقوة" .وأنا أعرف أنه ليست هنسساك قيمسسة .عملية الن لتقرير هذه الحقيقة ،ولكنها حقيقة يجب أن أسجلها في كلماتي الخيرة إنسسه ممسسا ل شسسك فيسسه أن تسسدمير حركسسة الخسسوان المسسسلمين والحركسسات 2- السلمية المماثلة في المنطقة هدف صهيوني وصليبي اسسستعماري .وهسسو وسسسيلة مسسن وسائل تسدمير العقائسد والخلق فسي المنطقسة .وأنسه تبسذل جهسود ومسؤامرات مسستمرة لتحقيق هذا الهدف ،وأنه لو استخد م في معاملة حركة الخسسوان أسسسلوب آخسسر غيسسر مسسا حدث سواء في سنة 1954أو فسسي هسسذه المسسرة لمكسسن تسسدمير المخططسسات الصسسهيونية والصليبية الستعمارية في المنطقة بدلً من تدمير الحركة السسسلمية السستي مهمسسا قيسسل
- 71 -
في أخطائها فإنها وقفت في وجه حركة اللحاد المادي والنحلل الخلقي التي كانت قد أخذت في المد بعد حركة أتاتورك اللدينية في تركيا وتأثيرهسسا فسسي منطقسسة الشسسرق .الوسط إنه أعقب ضرب الخوان في سنة 1954موجة من النحلل الخلقسسي 3- والتجاه اللحادي .وستعقب ضربهم الن موجة أشسسد ل يعلسم إل اس مسداها .فلحسسساب من هذا النهيار؟ إنه قطعاً ليس لحساب هذا البلد ول حتى لحساب النظسسا م القسسائم علسسى المدى الطويل والنظرة البعد .فكل نظا م في الدنيا وخصوصا ً النظا م الناشئ في طسسور التجربة يحتاج إلى أخلق ويحتاج إلى عناصسسر متماسسسكة العقيسسدة والخلسسق لتنصسسر بسسه وتحرسه ،ول يحتاج فقط إلى مجرد القسسوة فضسلً علسسى أعسسداء المنطقسسة الحقيقييسسن هسسم .الذين سيجدون طريقهم سهلً في النهاية في وجه مجتمع منحل عقيديا ً وخلقياً ومهمسا كسانت الذان الن غيسر مسستعدة لسسماع هسذا الكل م ،فسإن مسن واجسبي .إبلغه وتبرئة ذمتي بقوله لقد سمعت عسسدة مسسرات مسسن يقسسول :وهسسل أنتسسم وحسسدكم المسسسلمون؟ أو ل 4- يكفيكم المؤتمر السلمي وبرنامج نور على نور ،والمساجد تقا م فيها الصلة والنسساس .يذهبون إلى الحج ..الخ ويجب أن أقرر إن السل م شيء أكبر من هسذا كلسه ..إنسه نظسسا م حيساة كاملسة، وإنه ل يقو م إل بتربية وتكوين للفراد ،وإل بتحكيم شسسريعة اس فسسي حيسساة النسساس بعسسد تربيتهم تربية إسلمية .وإنه ليس مجرد أفكار تنشر أو تذاع بسسدون الخسسذ فسسي تطبيقهسسا عمليا ً في التربية أولً وفي نظا م الحياة والحكم أخيسسرًا .وأن حركسسة الخسسوان المسسسلمين
- 72 -
كانت هي أنجح تجربة للتربية والعداد ،وإن أي خطأ في الطريسسق ل يسسبرر تسسدميرها، .وخصوصا ً إذا كان الخطأ منها ناتجا ً عن خطأ في معاملتها ولقد أردت في سنة ،1952القيا م بتجربة مثلها في هيئة شباب التحرير وكسسان التجاه معي في أول المر .ولكن فسسي النهايسسة تغلسسب تسسوجيه جمعيسسة الفلح المريكيسسة وأشتات المنتفعين الذين أرادوا هيئة التحرير بالصورة المهلهلة التي وجدت بها والتي تخالف كل ما كنا اتفقنا عليه بشأنها .وبقيت حركسة الخسوان هسي وحسدها القائمسة بهسذا .الواجب إن السل م ل يقسسو م ول يوجسسد فسسي بلسسد ليسسس فيسسه حركسسة تربيسسة ثسسم قيسسا م نظسسا م .إسلمي يحكم بشريعة ا في النهاية هذه هي النهاية كلمات رجل يستقبل وجه ا يخلسسص بهسسا ضسسميره ويبلسسغ بهسسا .دعوته إلى آخر لحظة ،والسل م على من اتبع الهدى .السجن الحربي في 22أكتوبر سنة 1965 سيد قطب
موقعنا - 73 -
على النترنت
منبر التوحيد والجهاد http://www.tawhed.ws http://www.almaqdese.com http://www.alsunnah.info
الّدال على الخير كفاعله
- 74 -
الفهرس رقم الصفحة
الموضوع
.............................................................مقدمة الناشر ..............................................................تقرير وبيان .......سرد تاريخي لنشاطي في حركة الوخوان المسلمين وبيان للحوادث ..................................................مذبحة الطرة - .........................................الحركة السلمية تبدأ من القاعدة .................................................البحث عن السلح والمال .................................................التنظيم الجديد - ......................وخطة رد العتداء على الحركة السلمية - ............................................اتصالتنا بالوخوان في الخارج ...................................................السلم نظام حياة كامل ......................................علقات أوخرى في الداوخل - ..............وعن العلقات والتصالت وخارج محيط الوخوان - ...............................................علقات متفرقة - ..............................................................كلمة وختامية
- 75 -
موقعنا على النترنت
منبر التوحيد والجهاد http://www.tawhed.ws http://www.almaqdese.com http://www.alsunnah.info
الّدال على الخير كفاعله
- 76 -