انهيار وسقوط الإمبراطورية الأمريكية

Page 1

‫لماذا وكيف ومتى وأين وعلى يد من ؟‬ ‫انهيار وسقوط المبراطورية المريكية‬ ‫بقلم‪ :‬يوهان غالتونج *‬ ‫ترجمة ‪ :‬بثينة الناصري‬


‫‪ -1‬تعاريف و فرضيات ‪ :‬نظرة عامة‪:‬‬ ‫تعريف‪ :‬المبراطوية هي نظام عابر للحدود له مركز واطراف في مكان‬ ‫وزمان واسعين وتسمح شريعة ثقافته بشكل من التبادل غير المتكافيء‬ ‫بين المركز والطراف‪:‬‬ ‫اقتصاديا ‪ :‬بين المستغغلين )بكسر الغين ( والمستغغلين )بفتح الغين( وهذه‬ ‫هي اللمساواة‪.‬‬ ‫عسكريا ‪ :‬بين القتلة والضحايا ‪ ،‬وهذا هو الكراه‪.‬‬ ‫سياسيا ‪ :‬بين القاهرين والمقهورين ‪ ،‬وهذا هو القمع‪.‬‬ ‫ثقافيا ‪ :‬بين الطاردين والمطرودين ‪ ،‬وهذا هو التداعي ‪.‬‬ ‫ان المبراطوريات لها اشكال مختلفة‪ .‬والمبراطورية المريكية لها هيكل‬ ‫يشرحه احد مخططي البنتاغون ‪:‬‬ ‫)ان دور القوات المسلحة للوليات المتحدة هو المحافظة على استقرار‬ ‫العالم من اجل اقتصادنا والنفتاح على غزونا الثقافي‪ .‬ومن اجل هذين‬ ‫الهدفين سنقوم بمقدار ل بأس به من القتل‪(.‬‬ ‫بكلمات اخرى ‪ ،‬عنف مباشر من اجل حماية العنف الهيكلي المتأصل في‬ ‫ثقافة عنف‪ .‬ان المركز هو الوليات المتحدة و الطراف هي اجزاء كبيرة‬ ‫من العالم‪ .‬ومثل كل نظام فإن للمبراطورية دورة حياة عضوية ‪ :‬تلقيح‬ ‫وحمل وميلد وطفولة ومراهقة وبلوغ وشيخوخة وموت‪ .‬فبعد ان لقحتها‬ ‫المبراطورية البريطانية ‪ ،‬نضجت المستعمرة المريكية ومارست‬ ‫ماتعلمته من مهارات امبريالية على المواطنين الصليين ثم خرجت الى‬ ‫العالم بتدخلت عسكرية وهي تحدد مناطق منافعها واستولت على‬ ‫المبراطورية السبانية وتوسعت في ارجاء العالم وحتى هيمنت على‬ ‫الفضاء كهدف وهي الن في طور الشيخوخة وتنوء بمهام الحفاظ على‬ ‫الهيمنة مما تعجز عن المزيد من التوسع‪.‬‬


‫ان النحدار والسقوط متوقعان كما يحدث لكل شيء بشري ولكن السؤال‬ ‫هو ‪ :‬ماذا ولماذا وكيف ومتى واين وبيد من وضد من ؟‬ ‫الجابة ‪:‬‬ ‫ماذا ‪ :‬هي انماط التبادل الربعة غير المتساوية والتي ليمكن البقاء‬ ‫عليها ‪ ،‬المذكورة اعله‪.‬‬ ‫لماذا ‪ :‬لنها تسبب معاناة و مرارة ليمكن احتمالهما‪.‬‬ ‫كيف ‪ :‬من خلل تعاون وتزامن نضوج المتناقضات الربعة عشرة التي‬ ‫يعقبها فساد وانحلل‬ ‫صفوة النظام‪.‬‬ ‫متى‪ :‬في حدود اطار زمني ‪ ،‬مثل ‪ 20‬سنة باحتساب عام ‪.2000‬‬ ‫اين ‪ :‬اعتمادا على مستوى نضج المتناقضات‪.‬‬ ‫بيد من ‪ :‬المستغغلين )بفتح الغين( والمحرومين والمقهورين والمطرودين‬ ‫‪ ،‬والمتضامنين معهم ‪ ،‬واولئك الذين يقفون بوجه المبراطورية‬ ‫المريكية من اجل ان يقيموا امبراطوريتهم‪.‬‬ ‫ضد من ‪ :‬المست غغلين )بكسر الغين( والقتلة والقاهرين والطاردين واولئك‬ ‫الذين يدعمون المبراطورية المريكية طمعا في المكاسب‪.‬‬ ‫ان الفرضية لتقصد ان سقوط وانهيار المبراطورية المريكية هو سقوط‬ ‫وانهيار الجمهورية المريكية‪ .‬بالعكس ‪ ،‬ان التخلص من عبء اقامة‬ ‫وادامة المبراطورية عندما يكون اكثر من المكاسب المتحصلة من‬ ‫التبادل غير المتكافيء وعندما يضاعف التوسع عجز الميزانية بدل من‬ ‫انقاصه‪ ،‬يمكن ان يؤدي الى ازدهار الجمهورية المريكية ‪ .‬ويعترف هذا‬ ‫الكاتب بأنه منحاز ضد المبراطورية بسبب معاناة الطراف الهائلة خارج‬ ‫وداخل الجمهورية‪ .‬وهو منحاز الى جانب الجمهورية المريكية ‪ .‬ولكن‬ ‫تبني شعار)مناهضة امريكا( ليميز بين جمهورية الوليات المتحدة‬ ‫وامبراطورية الوليات المتحدة‪.‬‬ ‫ومن المتوقع حدوث كارثة اقتصادية للجمهورية المريكية في اعقاب‬ ‫انهيار وسقوط النظام الساعي‬ ‫)الى الحفاظ على استقرار العالم من اجل اقتصادنا وانفتاحه لغزونا‬ ‫الثقافي(‪ ،‬ولكن هذا مكون واحد فقط في اعراض امبريالية كاملة لها‬ ‫مكونات تجتذب وتنفر في محيط مختلف من المجتمعات والفراد‪.‬‬


‫والقتصاديون غير الموضوعيين يبتكرون نظريات تشرع اللمساواة‪،‬‬ ‫و)الواقعيون( غير الواقعيين يفرضون)النظام(‪ ،‬والليبراليون يقودون‬ ‫ويسيطرون على اختيارات الخرين السياسية‪ ،‬والمبشرون بالدين‬ ‫اوالعلمانية يحاولون تحويل معتقدات الجميع‪ .‬وكل ذلك تجفيف واسع‬ ‫للموارد‪.‬‬ ‫ان حالة انجلترة تشير الى ان المبراطورية يمكن ان تكون عبئا‪ .‬وقد بدأ‬ ‫انهيار المبراطورية منذ فترة طويلة ولكن سقوط جوهرة التاج ‪ :‬الهند‬ ‫بسبب خليط من النضال السلمي )غاندي( والنضال المسلح عجل بذلك‪.‬‬ ‫وقد تفككت المبراطورية بسرعة كبيرة خلل ‪ 15‬سنة من عام ‪.1947‬‬ ‫وانجلترة؟ هي اليوم اغنى من اي وقت في التاريخ‪.‬‬ ‫‪ -2‬المبراطورية ‪ :‬نظرة شاملة‪.‬‬ ‫فور حدوث جريمة ‪ 11‬ايلول‪ /‬سبتمبر ‪ ،2001‬وزع زلتان جروسمان‬ ‫قائمة لتاريخ التدخلت العسكرية المريكية تستند الى سجلت الكونغرس‬ ‫ومكتبة الكونغرس ‪ -‬خدمة البحاث‪ ،‬وتحتوي على ‪ 133‬تدخل عسكريا‬ ‫خلل ‪ 111‬عاما من عام ‪ 1890‬لغاية ‪ 2001‬من ابادة الهنود الحمر‬ ‫السكان الصليين في داكوتا الى غزو افغانستان‪ .‬شن الديمقراطيون‬ ‫خمسة من ستة من هذه التدخلت وهي ‪ :‬الحربان العالميتان الولى‬ ‫والثانية وحرب كوريا وفيتنام والخليج ويوغسلفيا )بوش الب والبن‬ ‫هما الستثناء بين الجمهوريين المنعزلين الذين يركزون عادة على‬ ‫استغلل مواطنيهم فقط(‪ .‬ومعدل التدخلت العسكرية في السنة هو ‪15‬ر‬ ‫‪ 1‬قبل الحرب العالمية الثانية و ‪29‬ر ‪ 1‬بعدها ‪ .‬مما يعني الزيادة‪ .‬وبعد‬ ‫الحرب الباردة ومنذ اواخر ‪ 1989‬ازدادت التدخلت الى ‪ 2‬في السنة ‪،‬‬ ‫وهو يطابق الفتراض بأن الحروب تزداد كلما توسعت المبراطوريات‬ ‫لن لديها الن منافع اكثر تتطلب حمايتها وقلقل اكثر تتطلب اخمادها‬ ‫وانتفاضات اكثر تستوجب سحقها‪.‬‬ ‫وقد جمع وليام بلوم ‪ 300‬صفحة من الوثائق الصحيحة في كتابه )دولة‬ ‫مارقة ‪ : Rogue State‬دليل الى القوة الوحيدة في العالم الذي صدر‬ ‫عام ‪ .(2000‬و يتضح من قراءة الوثائق ان المعاناة كانت هائلة ‪:‬‬


‫الضحايا والمحرومون والبيئة والهياكل والثقافة المدمرة‪ .‬ومعظم ذلك‬ ‫يصب في قالب واحد ‪ :‬بناء امبراطورية امريكية قائمة على الستغلل‬ ‫القتصادي للدول الخرى والشعوب باستخدام العنف المباشر وغير‬ ‫المباشر ‪ ،‬الصريح )البنتاغون( والمبطن )مؤامرات ‪ ، ( CIA‬اضافة الى‬ ‫تعاون صريح وخفي من حلفاء امريكا‪ .‬النتيجة بناء طبقي دولي تتسع‬ ‫فيه الفجوة بين الدول الفقيرة والدول الغنية ‪ ،‬بين الفقراء والغنياء‪.‬‬ ‫ليس هناك من يقول ان التدخلت بسبب تصادم حضارات ‪ ،‬ول الرغبة‬ ‫في احتلل اراضي الغير ‪ ،‬ولكن هناك حماسة تبشيرية هائلة وخطاب‬ ‫ديني اخلقي‪ .‬ويتغير الخطاب‪ :‬احتواء توسع التحاد السوفيتي ‪ ،‬الحرب‬ ‫ضد الشيوعية ‪ ،‬ضد المخدرات ‪ ،‬التدخل من اجل الديمقراطية وحقوق‬ ‫النسان ‪ ،‬ضد الرهاب‪ .‬وتغطي قائمة بلوم للتدخلت العسكرية حتى عام‬ ‫‪ (67) 2000‬حالة منذ ‪) 1945‬سجل جروسمان ‪ 56‬حالة ولكن المعيار‬ ‫مختلف هنا لدى الكاتبين(‬ ‫الصين ‪ /51-45‬فرنسا ‪ /47‬جزر مارشال ‪/58-46‬ايطاليا ‪-47‬‬ ‫‪/70‬اليونان ‪/49-47‬الفلبين ‪ /53-45‬كوريا ‪ / 53-45‬البانيا ‪53-49‬‬ ‫‪/‬اوربا الشرقية ‪ / 56-48‬المانيا ‪ :‬الخمسينات‪/‬ايران ‪ /53‬جواتيمال‬ ‫‪ / 90-53‬كوستا ريكا ‪ 50‬و ‪ /71-70‬الشرق الوسط ‪/ 58-56‬‬ ‫اندونيسيا ‪ /58-57‬هايتي ‪ /59‬اوربا الغربية ‪ :‬الخمسينات والستينات‪/‬‬ ‫غيانا البريطانية ‪ /64-53‬العراق ‪ /63-56‬التحاد السوفيتي ‪:‬‬ ‫الربعيانات والستينات‪ /‬فيتنام ‪ /73-45‬كمبوديا ‪ /73-55‬لوس ‪-57‬‬ ‫‪ /73‬تايلند ‪73-65‬م الكوادور ‪ /63-60‬الكونغو زائير ‪/78-77‬‬ ‫فرنسا‪ -‬الجزائر ‪ :‬الستينات‪ /‬البرازيل ‪ /63-61‬بيرو ‪ /65‬جمهورية‬ ‫الدومنيكان ‪ /65-63‬كوبا ‪/ -59‬اندونيسيا ‪ /65‬غانا ‪ /66‬اورجواي‬ ‫‪ /72-69‬شيلي ‪ /73-64‬اليونان ‪ /74-67‬جنوب افريقيا ‪ :‬الستينات‬ ‫والثمانينات‪ /‬بوليفيا ‪ /75-64‬استراليا ‪ /75-72‬العراق ‪/75-72‬‬ ‫البرتغال ‪ /76-74‬تيمور الشرقية ‪ /99-75‬انجول ‪-75‬الثمانينات‪/‬‬ ‫جامايكا ‪ /76‬هندوراس ‪ :‬الثمانينات‪ /‬نيكاراغوا ‪ -78‬التسعينات‪ /‬الفلبين‬ ‫‪ :‬السبعينات‪ /‬سيشيل ‪ /81-79‬اليمن الجنوبية ‪ /84-79‬كوريا الجنوبية‬ ‫‪ /80‬تشاد ‪ /82-81‬جرينادا ‪ /83-79‬سورينام ‪ /84-82‬ليبيا ‪/89-81‬‬ ‫فيجي ‪ /87‬بناما ‪ /89‬افغانستان ‪ /92-79‬السلفادور ‪/92-80‬هايتي‬ ‫‪ /94-87‬بلغاريا ‪ /91-90‬البانيا ‪ /91-90‬الصومال ‪ /93‬العراق ‪:‬‬


‫التسعينات ‪ /‬بيرو ‪ :‬التسعينات‪ /‬المكسيك ‪ :‬التسعينات‪ /‬كولومبيا ‪:‬‬ ‫التسعينات‪ /‬يوغسلفيا ‪. 99-95‬‬ ‫)الكتاب الذي نشر في ‪ 2000‬لم يذكر بطبيعة الحال ‪ :‬افغانستان‬ ‫‪)2001‬ومازال( والعراق ‪) 2003‬ومازال( – المترجمة(‬ ‫كان هناك قصف في ‪ 25‬حالة ‪.‬‬ ‫كانت هناك محاولت لغتيال قادة الدول في ‪ 35‬دولة ومساعدة في‬ ‫التعذيب في ‪ 11‬دولة هي ‪ :‬اليونان وايران والمانيا وفيتنام وبوليفيا‬ ‫واورجواي والبرازيل وجواتيمال والسلفادور وهندوراس وبناما‪.‬‬ ‫في ‪ 23‬دولة تدخلت الوليات المتحدة لتغيير النتخابات اومنعها )حسب‬ ‫مصلحة امريكا(‪ .‬وهذه الدول هي ‪:‬‬ ‫ايطاليا ‪-48‬السبعينات‪ /‬لبنان ‪ :‬الخمسينات‪ /‬اندونيسيا ‪ /55‬جواتيمال‬ ‫‪ /64-53‬اليابان ‪-58‬السبعينات‪ /‬النيبال ‪ /59‬لوس ‪ /60‬البرازيل ‪/62‬‬ ‫جمهورية الدومنيكان ‪ /62‬جواتيمال ‪ /63‬بوليفيا ‪ /66‬شيلي ‪/70-64‬‬ ‫البرتغال ‪ /75-74‬استراليا ‪ /75-74‬جامايكا ‪ /76‬بناما ‪ 84‬و ‪/89‬‬ ‫نيكاراغوا ‪ 84‬و ‪ /90‬هايتي ‪ /88-87‬بلغاريا ‪ /92-91‬روسيا ‪/96‬‬ ‫مونغوليا ‪ /96‬البوسنة ‪.98‬‬ ‫‪ 35‬محاولة اغتيال ‪ +‬تدريب ‪ 11‬دولة على التعذيب ‪ 25 +‬قصف ‪+‬‬ ‫‪ 67‬تدخل ‪ 23 +‬تلعب في انتخابات دول اخرى ‪ ،‬المجموع ‪ 161‬شكل‬ ‫من اشكال العنف السياسي منذ الحرب العالمية الثانية ‪ .‬وهذا رقم قياسي‬ ‫عالمي !!‬ ‫واذا حللنا هذه التدخلت ‪ ،‬نجد انها تزداد بمرور الوقت ومعها‬ ‫تتغيرالحضارة المستهدفة ‪:‬‬ ‫المرحلة الولى ‪ :‬شرق اسيا ‪ :‬الحضارة الكونفوشية ‪ -‬البوذية‬ ‫المرحلة الثانية ‪ :‬اوربا الشرقية ‪ :‬المسيحية الورثوذكسية‬ ‫المرحلة الثالثة ‪ :‬امريكا اللتينية ‪ :‬المسيحية الكاثوليكية‬


‫المرحلة الرابعة ‪ :‬غرب آسيا ‪ :‬السلم‬ ‫واحيانا تتداخل المراحل ولكن هذه هي الصورة العامة‪.‬‬ ‫في المرحلة الولى ‪ :‬كان التركيز على الشعب في كوريا الشمالية‬ ‫والجنوبية الراغبين في توحيد امتهم‪ .‬وعلى الفلحين الفقراء في فيتنام‬ ‫الراغبين في الستقلل ‪ .‬في المرحلة الثانية كانت الحرب الباردة ‪،‬‬ ‫وليست الساخنة‪ ،‬لحتواء الشيوعية‪ .‬في المرحلة الثالثة كان الهدف‬ ‫جماعات سكان اصليون فقراء يساندهم طلب )ماويون( ‪ .‬في المرحلة‬ ‫الرابعة والتي تسيطر على الصورة الن اصبح التركيز على الدول‬ ‫والحركات السلمية ‪ ،‬والفلسطينيون مثال مهم على ذلك‪.‬‬ ‫وطوال الوقت نرى الوليات المتحدة تدعم اولئك الذين يفضلون عالم‬ ‫العمال والتنمية في امريكا‪ ،‬وتعمل ضد اولئك الذين تكون اولوياتهم‬ ‫لحتياجات الفقراء الذين يموت منهم ‪ 100‬ألف كل يوم ‪ ،‬الذين ليجدون‬ ‫طعاما كافيا ولملبس ولملجيء ولعناية ولمدارس ول وظائف ‪.‬‬ ‫اولئك الذين فقدوا المل والمستقبل‪.‬‬ ‫عالم قاس مبني على تجارة عالمية تقودها الوليات المتحدة ‪ ،‬تساندها‬ ‫العسكرية المريكية والحكومات المتحالفة واحيانا الشعوب التي تنتفع من‬ ‫الموارد الرخيصة ومنتجات الغذاء ‪ ،‬في الدول المقهورة‪.‬‬ ‫الجديد في المرحلة الرابعة هو شيء له علقة بالدين‪ .‬فإن السلم ‪ -‬مثل‬ ‫المسيحية ‪ -‬معني بالخطيئة والذنوب والجزاء والقصاص‪ .‬ولكن السلم‬ ‫ليضع )بلد الرب( امريكا فوق ا وبيته الحرام في السعودية ‪.‬‬ ‫ان مجلس المن بدوله المسيحية الربعة ودولة كونفوشية واحدة ليتمتع‬ ‫بسلطة في الدول السلمية كما يتمتع بها في الدول المسيحية في اوربا‬ ‫الشرقية وامريكا اللتينية او الدول البوذية ‪ ،‬فالبوذيون قد ليكونون‬ ‫مهتمين باصدار فتاوي تدين امريكا‪.‬‬ ‫بتعبير آخر‪ :‬ان المقاومة الحقيقية لبد ان تأتي مع المرحلة الرابعة‬ ‫بحدوث بيرل هاربور جديدة والتي يراها الكثيرون كمقدمة لحرب عالمية‬


‫ثالثة طويلة المدى‪.‬‬ ‫وهذا مما ليمكن التأكد منه تماما ‪ ،‬ولكن هنا شيء واحد واضح‪ :‬ان كل‬ ‫من يتعجب من احداث ‪ 11‬ايلول‪ /‬سبتمبر هو جاهل وغر او كلهما‪ .‬هنا‬ ‫ارهاب الوليات المتحدة اللمحدود واللمتناهي اصطدم برد فعل متوقع ‪:‬‬ ‫ارهاب ضد الوليات المتحدة‪ .‬فمع ‪ 16-12‬مليون من البشر الذين قتلتهم‬ ‫الوليات المتحدة ‪ ،‬اضف اليهم معدل ‪10‬أ شخاص حزانى لفقد كل واحد‬ ‫منهم ‪ ،‬والمعاناة واللم والرغبة في النتقام ‪ ،‬فلبد من توقع ماحدث‪.‬‬ ‫ولكن الجذورالعمق لتمتد الى الحلقة المفرغة من العنف والعنف‬ ‫المضاد‪ ،‬وانما تمتد الى الصراعات العديدة التي تتشكل داخل بنية‬ ‫المبراطورية المريكية ولتجد لها حلول‪.‬‬ ‫ان قول مخطط البنتاغون )للوصول الى هذين الهدفين سنقوم بمقدار‬ ‫لبأس من القتل( يعكس حقيقة امبرالية‪ .‬لقد اوضحنا متى واين وضد من‬ ‫‪ ،‬ولكن ماذا بعد؟‬ ‫‪ - 3‬حول انهيار وسقوط المبراطوريات ‪ :‬المبراطورية السوفيتية مثال‬ ‫في دراسة مقارنة لنهيار )‪ (10‬امبراطوريات وسقوط )‪ ) (9‬رقم ‪10‬‬ ‫هو المبراطورية المريكية( في ‪ ، 1995‬مع التركيز على الجانب‬ ‫القتصادي ‪ ،‬كان الستنتاج ان السبب بشكل عام ليعود الى عامل منفرد‬ ‫وانما مجموعة عوامل في العارض ‪: syndrome‬‬ ‫ تقسيم العمل حيث تستولي دول اجنبية و‪ /‬او اجانب داخل احدى الدول‬‫على الوظائف المهمة حسب المرحلة التاريخية‪.‬‬ ‫ عجز في البداع بسبب عجز التكنولوجيا والدارة الجيدة بضمن ذلك‬‫الرؤية المستقبلية والتطوير‪.‬‬ ‫ تأخر اواهمال قطاع او اكثر من قطاعات القتصاد‪.‬‬‫ وفي نفس الوقت ‪ ،‬التوسع كايديولوجية ‪ ،‬واستغلل دول اجنبية و‪/‬او‬‫شعب الدولة نفسه مما يولد ردود افعال سلبية ومدمرة‪.‬‬ ‫وقد انبثقت فكرة العارض ‪ symdrome‬من دراسة سابقة لنهيار‬ ‫وسقوط المبراطورية الرومانية حيث توصل عدة مؤلفين الى نظريات‬


‫العامل الواحد‪ .‬وقد طبقت الفكرة على المبراطورية السوفيتية في ‪1980‬‬ ‫‪ ،‬بالتركيز على ‪ 5‬عوامل اطلق عليها اسم )تناقضات او توترات( مثل‬ ‫النقاط الربعة ‪:‬‬ ‫في المجتمع ‪:‬‬ ‫ مجتمع صفوة فوقية مركزية ليؤمن بالمشاركة يقوده الشعب الروسي‬‫الذي يتحكم في الشعوب السوفيتية الخرى‪.‬‬ ‫ المدينة تسيطر على الريف‬‫ البرجوازية الشتراكية تتحكم في البروليتارية الشتراكية‬‫ البرجوازيون الشتراكيون ليشترون شيئا لن مستوى الصناعة كان‬‫رديئا‪.‬‬ ‫وفي العالم ‪:‬‬ ‫كانت سياسة التحاد السوفيتي الخارجية صادمة وتتحكم وتتدخل في‬ ‫الدول التي تدور في فلكها‪.‬‬ ‫وقد كانت نبوءة هذا الكاتب في ‪ 1980‬ان المبراطورية السوفيتية لن‬ ‫تنهار بسبب عامل منفرد وانما بسبب )تزامن نضوج التناقضات ويتبعها‬ ‫فساد وانحلل الصفوة في المركز والطراف( مع انهيار جدار برلين في‬ ‫مرحلة مبكرة خلل ‪ 10‬سنوات‪.‬‬ ‫آلية النهيار والسقوط لم تكن بسبب دوي حرب وانما بسبب فساد‬ ‫الصفوة الذين بعد ان حكموا بالحديد والنار ‪ ،‬انغمسوا بالرشاوي‬ ‫والكحول والتخمة وعبادة الذات‪.‬‬ ‫‪ -4‬حول تناقضات المبراطورية المريكية‪.‬‬ ‫ان توقع انهيار وسقوط المبراطورية السوفيتية بني على تكاتف خمسة‬ ‫تناقضات وكان الوقت المتوقع لنضوج هذه التناقضات هو ‪ 10‬سنوات‬ ‫في ‪.1980‬‬


‫اما توقع انهيار وسقوط المبراطورية المريكية فهو مبني على تكاتف‬ ‫‪ 14‬تناقضا ‪ ،‬والوقت المتوقع لنضوج هذه التناقضات هو ‪ 25‬سنة‬ ‫اعتبارا من عام ‪ .2000‬وهنا التناقضات اكثر لن المبراطورية‬ ‫المريكية اكثر تعقيدا‪ .‬والفترة اطول ايضا بسبب هذا التعقيد‪ .‬بعد‬ ‫الشهرالولى لتولي الرئيس جورج بوش ‪ ،‬نقص الوقت الى ‪ 20‬سنة‬ ‫بسبب اسلوبه الذي كثف كثيرا من هذه التناقضات وبسبب تطرفه الذاتي‬ ‫الذي اعماه عن رؤية التناقضات السلبية والمعقدة ‪ .‬وهو يستمر في هذا‬ ‫السلوب‪.‬‬ ‫فيما يلي التناقضات الربعة عشر التي شخصناها في عام ‪2000‬‬ ‫اول ‪ :‬التناقضات القتصادية )نظام تقوده الوليات المتحدة البنك الدولي‪/‬‬ ‫صندوق النقد الدولي‪ /‬منظمة التجارة العالمية ‪ -‬بورصة نيويورك –‬ ‫البنتاغون(‬ ‫‪ - 1‬بين النمو والتوزيع ‪ :‬زيادة في النتاج نسبة الى الطلب‪4 :‬ر ‪1‬‬ ‫بليون شخص‪ :‬اقل من دولر واحد في اليوم ‪ ،‬و ‪ 100‬ألف شخص يموت‬ ‫ربعهم من الجوع يوميا‪.‬‬ ‫‪ - 2‬بين القتصاد النتاجي والقتصاد المالي )العملة ‪ ،‬السهم‪ ،‬الوراق‬ ‫المالية( تضخم القيمة ‪ ،‬ومن هنا انهيارها ‪ ،‬البطالة والعمل بالعقود‪.‬‬ ‫‪ - 3‬بين النتاج‪/‬التوزيع‪ /‬الستهلك‪ /‬والطبيعة ‪ :‬كوارث البيئة ‪ ،‬التلوث ‪،‬‬ ‫زيادة حرارة الكون‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬التناقضات العسكرية )نظام تقوده الوليات المتحدة ‪ :‬الناتو‪/‬‬ ‫مشروع تطوير البنى التحتية اللسلكية‪ /‬الوليات المتحدة – اليابان(‬ ‫‪ - 4‬بين ارهاب الدولة الذي تمارسه الوليات المتحدة والرهاب ‪ :‬رد‬ ‫فعل مضاد‬ ‫‪ - 5‬بين الوليات المتحدة وحلفائها )ماعدا بريطانيا والدنمارك واليابان(‬ ‫الذين يقولون ‪ :‬كفى !‬ ‫‪ - 6‬بين هيمنة الوليات المتحدة في اوراسيا وروسيا ‪ -‬الهند‪ -‬الصين‬ ‫)مثلث فيه ‪ %40‬من سكان الرض(‬ ‫‪ - 7‬بين الناتو الذي تقوده الوليات المتحدة وجيش التحاد الوربي‬


‫ثالثا ‪ :‬التناقضات السياسية )عقيدة الوليات المتحدة بلد الرب المختارة(‬ ‫‪ - 8‬بين الوليات المتحدة والمم المتحدة ‪ :‬المم المتحدة ترد الضربة‪.‬‬ ‫‪ - 9‬بين الوليات المتحدة والتحاد الوربي ‪ :‬يتنافسان للحصول على‬ ‫دعم الورثوذكس‪/‬المسلمين‬ ‫رابعا ‪ :‬التناقضات الحضارية )الحضارة المريكية المبتذلة والمنتصرة(‬ ‫‪ -10‬بين اليهودية‪ -‬المسيحية المريكية والسلم )‪ %25‬من البشرية‬ ‫يدينون بالسلم‪ ،‬مجلس المن فيه اربع دول مسيحية وليس هناك دولة‬ ‫من ‪ 56‬دولة مسلمة)‬ ‫‪-11‬‬

‫بين الوليات المتحدة والحضارات القدم ‪0‬الصينية والهندية‬ ‫ومابين النهرين والزتك والنكا والمايا‬ ‫‪ - 12‬بين الثقافة المريكية والوربية الراقية ‪ :‬فرنسا ‪ ،‬المانيا‬ ‫الخ‬

‫خامسا ‪ :‬التناقضات الجتماعية )صفوة العالم التي تقودها امريكا في‬ ‫مواجهة البقية ‪ :‬منتدى القتصاد العالمي ‪ ،‬دافوس ضد المنتدى‬ ‫الجتماعي العالمي ‪ ،‬بورتو اليجر (‬ ‫‪ -13‬بين صفوة شركات الحكومة والطبقات العاملة المكونة من‬ ‫العاطلين وعمال العقود‪) .‬وماذا عن( الطبقات المتوسطة؟‬ ‫‪ - 14‬بين الجيال القديمة واجيال الشباب ‪ :‬سياتل ‪ ،‬واشنطن ‪ ،‬براغ ‪،‬‬ ‫جنيف ‪ ،‬والجيال الصغر )وماذا عن( والجيل الوسط ؟‬ ‫‪ -15‬الى هذه القائمة يمكن اضافة ‪ :‬بين الخرافة والحقيقة‪.‬‬ ‫ان هذه القائمة هي نقاط رئيسية لحالة المبراطورية المريكية ‪.‬‬ ‫ويمكن اجراء مناقشات اعمق ولكن مع الحتفاظ بالفكارالرئيسية‬ ‫وهي ‪ :‬العراض و التناقضات والفساد والنحلل ‪.‬‬ ‫‪ -5‬نضج المتناقضات ‪ :‬تحديث بعد ‪ 3‬سنوات‬


‫رمن الواضح ان الرمبراطوريةالرمريكية حقيقة‬ ‫حيوية فاعلة وليست بناء جارمدا رميتا ‪ ،‬وهي‬ ‫نظام رمعقد جدا بهذه المتناقضات الربعة عشر‬ ‫الكارمنة فيها ‪ .‬في رمثل هذا النظام لتجد‬ ‫خطوطا رمستقيمة ‪ ،‬والسلسل السببية تنقطع‬ ‫وتتحد‪ ،‬ارما المنحنيات فموجودة طوال الوقت‪.‬‬ ‫وستكرر القفزات الكمية عندرما يجتمع عنصران‬ ‫احدها يتغير والخر يبقى ثابتا‪ .‬ولكن يظل‬ ‫النهيار رمتوقعا خلل عشرين عارما للنواع‬ ‫الربعة رمن التبادل غير المتكافيء ‪.‬‬ ‫اول‪ -‬المتناقضات القتصادية‬ ‫‪ -1‬بين النمو والتوزيع‪ -‬النمو عادة رمتباطيء‬ ‫رماعدا في الصين والتوزيع اسوأ بين القطار‬ ‫وفي داخل كل رمنها ‪ .‬وعلى اية حال فإن‬ ‫رمايشغل البال هو الوضاع المعيشية لطبقات‬ ‫قاع المجتمع‪ ،.‬والوفيات رمن الجوع والرمراض‬ ‫القابلة للشفاء‪ .‬وتحليل هذه العراض يعود الى‬ ‫زيادة النتاج التي تؤدي الى البطالة التي تؤدي‬ ‫الى قلة الطلب التي تؤدي الى زيادة العرض‬ ‫التي تؤدي الى بطالة اكثر والخ‪ .‬وفي نفس‬ ‫الوقت فإن تحويل الرض والبذور والماء‬ ‫والسماد الى قيمة نقدية يعوق تحويل العمل‬ ‫الى انتاج الغذاء بأن يزرع المرء ارضه‪ .‬ان‬ ‫الرمبراطورية الرمريكية تسعى الى النمو ولكنها‬ ‫تهمل وتمنع التوزيع ورمن هنا هي تقاطع نفسها‬ ‫طالما ان الجانب المهم رمن النمو هو زيادة‬ ‫الطلب رمما اي زيادة الستهل‪.‬ك‪.‬‬ ‫‪ -2‬بين القتصاد النتاجي والمالي‪ .‬ان ارتفاع‬ ‫رقم رمبيعات السوق المحلي والدولي حتى في‬ ‫حالة تباطيء النمو في القتصاد النتاجي في‬


‫كثير رمن الدول‪ ،‬و انخفاض التوزيع سيؤديان الى‬ ‫تراكم كبير لسيولة تبحث عن رمنفذ‪ .‬وبما ان‬ ‫الستهل‪.‬ك الرفاهي والستثمار النتاجي‬ ‫رمحدودان فإن المنفذ الواضح هو عمليات شراء‬ ‫وبيع في القتصاد المالي وهو رما يعرف باسم‬ ‫المضاربات المالية‪ .‬ويأتي رد فعل القتصاد‬ ‫النتاجي باقارمة رمشاريع رمزيفة رمثل اينرون‬ ‫وورلدكوم بحيث يزداد النمو في القتصاد المالي‬ ‫رمع زيادة القتصاد النتاجي‪ .‬وهكذا فإن زيادة‬ ‫حدة هذا التناقض في عام ‪ 2001‬تتمثل في‬ ‫انهيار بعض السهم وانحفاض قيمة الدولر رمما‬ ‫يشير الى رمرض رمزرمن‪ .‬واحد الدوية الشافية‬ ‫لهذا المرض هو التوزيع الذي يعيقه في‬ ‫الرمبرطوريةالرمريكية استخدام نظام البنك‬ ‫لدولي‪/‬صندوق النقدالدولي‪ /‬رمنظمة‬ ‫التجارةالعالمية‪ /‬البورصة ‪ -‬البنتاغون ‪ ،‬ولعدم‬ ‫وجود هذا العلج حاليا سوف يتفاقم المرض رمع‬ ‫حدوث انهيارات جديدة‪.‬‬ ‫‪ -3‬بين النتاج‪/‬التوزيع‪/‬الستهل‪.‬ك والطبيعة‬ ‫كان انسحاب ادارة بوش رمعاهدة كيوتو عارمل‬ ‫رمهما في زيادة حدة هذا التناقض الى حد كبير‬ ‫وكان احد الشعارات المهمة في قمة ‪ 2002‬في‬ ‫جنوب افريقيا‪ .‬وبفضل السيد بوش اصبح العالم‬ ‫يكره ارمريكا‪ .‬وكان التوضيح الذي اعلن هو ان‬ ‫المعاهدة تعوق النمو القتصادي الرمريكي‬ ‫)بمعنى آخر ليناسب الشركات العملقة( ‪ .‬وهذه‬ ‫الحركة تعرض كوكب الرض للخطر وهي تعبير‬ ‫عن احتقار النظام الكوني الذي يعتمد على‬ ‫رمعاهدات قابلة للتفاوض والتصديق‪ .‬وكان يمكن‬ ‫للوليات المتحدة ان تطالب باعادة التفاوض‪.‬‬ ‫ولكن الرمبراطورية الرمريكية لديها اولويات‬


‫اخرى وقد دفعت بذلك رمليين البشر في حركة‬ ‫رمناهضة للوليات المتحدة‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المتناقضات العسكرية‬ ‫‪ -4‬بين ارهاب الدولة الرمريكية والرهاب‪ :‬لقد‬ ‫حدثت قفزة كمية في ‪ 11‬ايلول‪ /‬سبتمبر‬ ‫‪ ، 2001‬رغم ان عدد الذين قتلوا كان اقل رمن‬ ‫عدد الذين قتلوا في ‪ 11‬ايلول ‪/‬سبتمبر آخر في‬ ‫‪1973‬وهو تاريخ رمؤارمرة النقلب التي دعمتها‬ ‫الوليات المتحدة ضد حكورمة سلفادور الليندي‬ ‫الشتراكية )احد ‪ 68‬تدخل في الشؤون الداخلية‬ ‫للدول بعد الحرب العالمية الثانية بضمنها‬ ‫العراق( ‪ .‬وكان هذا شيئا رمتوقعا كما اننا نتوقع‬ ‫تكراره رمالم تسارع الرمبراطوريةالرمريكية الن‬ ‫في الخروج رمن حلقة العنف رمدركة ان العدو قد‬ ‫يكون )نحن الوليات المتحدة (‪ .‬ولكن‬ ‫الرمبراطورية الن تتحدث عن تدخلت اخرى في‬ ‫اكثر رمن ‪ 60‬دولة‪ .‬وهذا يستغرق العمر كله‪ .‬وهو‬ ‫ثمن باهض للفشل في رمحاولة حل الصراعات ‪/‬‬ ‫التناقضات ‪.‬‬ ‫وهنا لبد رمن هذه الملحظة ‪ :‬ان رمحاولة تفسير‬ ‫‪ 11‬ايلول‪/‬سبتمبر باعتباره رمثل ) رد فعل على‬ ‫الرمبراطورية الرمريكية بضرب ررمزين رمهمين‬ ‫للعمليات القتصادية والعسكرية( او باختصار انه‬ ‫)انتقام( أو)صراع لم يحل( ل تبرر هذه الجريمة‬ ‫الشنيعة كما ان تدخل ارمريكا في افغانستان‬ ‫والعراق غير رمبررين ‪ .‬ولكن يمكن تفسيرهما‬ ‫جزئيا رمثل كوسوفو بجهود تبذلها الرمبراطورية‬ ‫الرمريكية رمن اجل الهيمنة والتوسع لحكام‬ ‫المزيد رمن السيطرة على سوق النفط العالمي‬ ‫و)للحفاظ على استقرار العالم رمن اجل‬ ‫اقتصادنا( باقارمة قواعد عسكرية‪.‬‬


‫ان ضرب الرمبراطورية في اقوى جوانبها فعل‬ ‫خاطيء وغير فعال ويعود بالضرر رمثله رمثل‬ ‫العنف الرمريكي‪ .‬و حل المشاكل يكمن بالتعرف‬ ‫على سلسلة السباب ثم رمحو السباب رمثل‬ ‫حلقات العنف والصراعات القائمة‪ .‬ولكن‬ ‫الرمبراطورية الرمريكية تسد الطريق‪.‬‬ ‫‪ -5‬بين الوليات المتحدة والحلفاء ‪ :‬لتريد‬ ‫الرمبراطورية الرمريكية ان تبدو كارمبراطورية‬ ‫وانما تريد ان ينظر اليها بأنها شيء رمدعوم رمن‬ ‫قبل )المجتمعات المتقدرمة والمتمدنة( ضد‬ ‫المجتمعات )الشريرة والفوضوية والرهابية(‪.‬‬ ‫ان واشنطن تبني تحالفاتها رمع انظمة الناتو‬ ‫واليابان وآخرين‪.‬‬ ‫ان هذا التناقض )وتناقضات اخرى( لم يطفو‬ ‫على السطح بأوضح صورة كما حدث رمع الحرب‬ ‫على العراق‪ .‬ولكن كان هنا‪.‬ك توتر ايضا فيما‬ ‫يتعلق بعمليات يوغسلفيا وافغانستان‪ .‬ان الرأي‬ ‫العام ليس رمتغيرا رمهما هنا‪ .‬فواشنطن تتعارمل‬ ‫رمع حكورمات ولهذا السبب كانت رمهتمة بنوعية‬ ‫العضاء‪ .‬وافضل طريقة لممارسة السلطة‬ ‫والقناع والصفقات والتهديد هو ان يكون خلف‬ ‫ابواب رمغلقة لئل يسمع الجمهور شيئا رمثل‬ ‫رملحظة وزير الخارجية اللماني الذي قال لوزير‬ ‫الدفاع الرمريكي في شباط‪/‬فبراير ‪) 2003‬في‬ ‫الدولة الديمقراطية يجب ان تعرض حججا‬ ‫لمواقفك وحججك غير رمقنعة( اذا كان الجمهور‬ ‫يعرف رمايجري خلف البواب المغلقة رمثل دعم‬ ‫حرب العراق رمقابل ادراج رمنظمة على قائمة‬ ‫الرهاب لزادت رمناهضة الحرب‪.‬‬ ‫في عام ‪ 2000‬كان ينظر الى بريطانيا والمانيا‬


‫واليابان كحلفاء رموثوق بهم ‪ .‬ولكنهم فشلوا في‬ ‫توقع رموقف المانيا والمرتبط بالحزب‬ ‫الديمقراطي الشتراكي الذي كان يعاني رمن‬ ‫ضغوطات بسبب قناعاته الداخلية فيما يخص‬ ‫يوغسلفيا وافغانستان‪ .‬ارما استراليا فقد كان‬ ‫رموقفها رمتوقعا كبلد انجلو سكسونية واليابان‬ ‫تصرفت كما كان رمتوقعا رمنها‪ .‬وتختلف رمصالح ا‬ ‫لدول ولكن الموقف المألوف هو ضد الدعم غير‬ ‫المشروط للرمبراطورية الرمريكية‪ .‬وهو تناقض‬ ‫حساس جدا يمكن ان يزداد حدة اذا رمارست‬ ‫الشعوب ضغطا اكبر على الحكورمات‪.‬‬ ‫‪ -6‬بين هيمنة الوليات المتحدة في اسيا‬ ‫الوربية وروسيا ‪ -‬الهند‪ -‬الصين‪ :‬وهذه دول‬ ‫كبيرة ليمكن للوليات المتحدة غزوها ولهذا‬ ‫فقد اقتربت رمنها رمن خلل رمخاوفهم رمن‬ ‫السكان المسلمين‪ ،‬في الشيشان وكشمير‬ ‫وزنيانج على التوالي‪ .‬بعد توسع الناتو نحو‬ ‫الشرق وتحالف الوليات المتحدة واليابان‬ ‫)وتايوان وكوريا الجنوبية كعضوين قائمين(‬ ‫والتوسع نحو الغرب ابتداء رمن ‪ ، 1995‬حلت‬ ‫الدول الثلث رمعظم رمشاكلها وتقاربت )ولكن‬ ‫ليس في حلف رسمي( ‪ .‬ولكن هذه الخطوات‬ ‫اوقفتها ارمريكا بشكل رمؤقت رموحدة اياها ضد‬ ‫)الرهاب السلرمي( بمعنى المسلمين الذين‬ ‫يناضلون في سبيل تقرير المصير او الحكم‬ ‫الذاتي في المناطق الثلثة التي ذكرناها‪ .‬ولكن‬ ‫الحرب على العراق زادت رمن حدة التناقض رمرة‬ ‫اخرى لرفض هذه الدول المشاركة في الحتلل‬ ‫)رمعرفة رمنهم بالمقاورمة السلرمية ( ‪ .‬ولكن‬ ‫ارمريكا رمازال لديها اسواق رمفتوحة واستثمارات‬ ‫اقتصادية رمع الحكورمات الثلثة‪.‬‬


‫‪ -7‬بين الناتو الذي تقوده الوليات المتحدة‬ ‫وجيش التحاد الوربي‪ :‬وهذا ليشبه النقطتين‬ ‫السابقتين واللتين تتعلقان بالحجام عن التعاون‬ ‫وتحالف دول تشعر بالكماشة العسكرية‬ ‫الرمريكية ‪ ،‬هنا لدينا جيش جديد رمتعدد الجنسيات‬ ‫تكمن فيه قوة كونية جديدة ‪ .‬السؤال )لماذا‬ ‫يحتاجون الى جيش طالما لديهم الناتو؟(‬ ‫والجواب الذي يخطر على الرمبراطورية‬ ‫الرمريكية ) هذا يبين انهم ليسوا كليا رمعنا ‪،‬‬ ‫ولهذا فهم ضدنا (‬ ‫وسيكون هنا‪.‬ك الكثير رمن المناورات خلف‬ ‫البواب المغلقة فيما يتعلق بهذا التناقض‪ .‬ولكن‬ ‫الحركة العارمة ستكون باتجاه جيش اوربي لبعض‬ ‫الدول رمبنيا على القوات الوربية الحالية‬ ‫وسلسة قيادات لتنتهي في واشنطن ولتمر‬ ‫خلل واشنطن عدا في حالت تبادل المعلورمات‪.‬‬ ‫هذا الجيش ‪ :‬لغراض الدفاع ام لرمبراطورية‬ ‫اوربية قادرمة ؟ للستيلء على المغانم؟‬ ‫ثالثا ‪ :‬التناقضات السياسية ‪:‬‬ ‫‪ -8‬بين الوليات المتحدة والرمم المتحدة ‪:‬‬ ‫تستخدم اكبر قوة في العالم الفيتو في رمجلس‬ ‫الرمن اكثر رمن غيرها ولديها رما يشبه فيتو‬ ‫اقتصادي بحجب او سحب دعم البرارمج التي‬ ‫تتعارض رمع رمصالحها‪ .‬اضافة ان لها سلطة على‬ ‫كثير رمن الدول العضاء في الرمم المتحدة رمثل‬ ‫تغيير شروط قروضها للتأثير على التصويت الى‬ ‫جانبها‪ .‬وهنا‪.‬ك رفض لهذا التصرف وقد ظهر‬ ‫علنيا عندرما فشل التحالف الرمريكي البريطاني‬ ‫في استصدار قرار ثان رمن رمجلس الرمن فيما‬ ‫يخص العراق ‪.‬‬


‫‪ -9‬بين الوليات المتحدة والتحاد الوربي ‪:‬‬ ‫وهذا يتجاوز الجيش الوربي رمقابل الناتو ‪.‬‬ ‫للتحاد الوربي اليوم ‪ 15‬عضوا وبحلول ايار ‪/‬‬ ‫رمايو ‪ 2004‬سيكون هنا‪.‬ك ‪ 25‬عضوا واكثر رمن‬ ‫ذلك فيما بعد‪ .‬اذا قرر التحاد الوربي ‪ ،‬وهو في‬ ‫صالحه ‪ ،‬ان يسد الخطوط الفاصلة في البناء‬ ‫الوربي بين الرثوذكسية والكاثوليكية ‪/‬‬ ‫والمسيحية البروتستانتية وبين السلم‬ ‫والمسيحية وذلك بفتح ابواب التحاد الوربي‬ ‫لعضوية روسيا وتركيا ‪ ،‬ستتخلف الوليات‬ ‫المتحدة كثيرا ‪ ،‬لن سكان التحاد الوربي عندئذ‬ ‫سيتجاوزن ‪ 750‬رمليون نسمة ‪ .‬وقد تكون هنا‪.‬ك‬ ‫رمشاكل في العلقة رمع شرق آسيا ولكن التحاد‬ ‫الوربي يعمل على سد هذه الفجوة ايضا ويمكن‬ ‫لتحاد اوربي عملق ان يجني ثمار تجنب رمحاكاة‬ ‫الرمبراطورية الرمريكية ويدعم رمنظمة الرمم‬ ‫المتحدة‪.‬‬ ‫رابعا ‪ :‬التناقضات الحضارية )الثقافية(‬ ‫‪ -10‬بين اليهودية المسيحية الرمريكية رمن جهة‬ ‫والسلم رمن جهة اخرى‪ :‬هذه هي ديانات‬ ‫ابراهيمية ‪ ،‬وتعبير اليهودية المسيحية الذي شاع‬ ‫استخدارمه في الوليات المتحدة يرسم خطا‬ ‫بينها‪ .‬ورمع ظهور التحالف الصولي المعتمد على‬ ‫فكرة اقتراب الهررماجدون )المعركة الكبرى‬ ‫الفاصلة بين قوى الخير والشر( وان المخلص‬ ‫المنتظر والمسيح قد يكون شخصا واحدا ‪ ،‬اصبح‬ ‫هذا التناقض حادا جدا ‪ ،‬ولكن السلم ينتشر‬ ‫بسرعة كبيرة ‪ ،‬بعكس المسيحية ارمااليهود فهم‬ ‫اقلية صغيرة‪ .‬ورمن شأن هذا الصدع ان يرسم‬ ‫حدودا واضحة ضد تغلغل الرمبراطورية‬


‫الرمريكية ‪ .‬ورمنفذو ‪ 11‬ايلول ‪ /‬سبتمبر رمن‬ ‫الشباب الوهابيين قد انجزوا شيئا لم يحلموا به‬ ‫بالنيابة عن ‪3‬ر ‪ 1‬رمليار رمسلم وليس ‪ 300‬رمليون‬ ‫عربي فقط‪ .‬وهذه العلقة التصارعية سوف تحد‬ ‫كثيرا رمن توسع الرمبراطورية الرمريكية‪.‬‬ ‫‪ -11‬بين الوليات المتحدة والحضارات القدم ‪:‬‬ ‫عندرما يتحدث الناس عن الصولية فهم يقصدون‬ ‫غالبا الرتباط الديني بالحضارات القديمة‪ .‬ولكن‬ ‫الحضارات لها ابعاد عديدة بضمنها اللغة واشكال‬ ‫التعبير الخرى والتواريخ والرماكن المقدسة‬ ‫والثرية واشياء اخرى‪ .‬هنا‪.‬ك وعي يتنارمى في‬ ‫كل انحاء العالم ينظر الى الحضارات القديمة‬ ‫غير الغربية بنظرة تختلف عن النظرة الى‬ ‫رمواضيع اثرية جميلة رموجودة للفرجة وليس‬ ‫للمعايشة‪ .‬ان تدرمير آثار سورمر وبابل في العراق‬ ‫كان رمحاولة للسيطرة على العراقيين بتدرمير‬ ‫هويتهم الصلية ‪ .‬وهو رمثال نمطي للتناقض في‬ ‫رمرحلته الولية )الطفولة( ولكنه حافل بارمكانية‬ ‫النضوج السريع‪.‬‬ ‫‪ -12‬بين الوليات المتحدة و ثقافة الصفوة‬ ‫الوربية ‪ :‬يعتقد الغرب ان العالم يتكون رمن‬ ‫اربعة رمراكز جيو ثقافية ‪ :‬الوليات المتحدة‬ ‫وبريطانيا وفرنسا والمانيا‪ .‬وليس ارمام الخرين‬ ‫سوى ان يقلدوا او ينتجوا ثقافات دخيلة‪.‬‬ ‫وتستمر فرنسا والمانيا المعركة للهيمنة‬ ‫الثقافية رمقابل الوليات المتحدة في حين ان‬ ‫بريطانيا في رمرحلة وسطية‪.‬‬ ‫خارمسا ‪ :‬التناقضات الجتماعية‬ ‫‪ -13‬بين صفوة الشركات الحكورمية وطبقة‬


‫العمال العاطلين وعمال العقود ‪ :‬صوت اتحاد‬ ‫التجارة الرمريكي لول رمرة ضد الحرب على‬ ‫العراق ‪ .‬ولكن تتم السيطرة على الطبقة‬ ‫العارملة اليوم بالتهديد بالبطالة او التعاقد‬ ‫بشروط جائرة لتتضمن الضمان والستقرار‪ .‬ارما‬ ‫صفو ة الشركات الحكورمية فهم اكثر تنظيما وقد‬ ‫جعلوا رمن وجودهم ضرورة ‪ .‬ففي يدهم قرارات‬ ‫الفصل والتعيين رمع التهديد بخطر التحول الى‬ ‫الميكنة الكلية‪.‬‬ ‫ان اقتصاد رمابعد الحداثة يمكن ان يستمر بدون‬ ‫عمال ولكن ليس بدون رمستهلكين‪ .‬ولكن طرد‬ ‫العمال يعني طرد المستهلكين بتقليل قدرتهم‬ ‫الشرائية‪ .‬ان عمال العالم يستطيعون التحاد‬ ‫بمقاطعة المنتجات الرمريكية رمثل النفط رمن‬ ‫العراق او طائرات بوينج )وهو احد رمصانع الموت‬ ‫الرئيسية في العالم ( ‪ .‬عمورما رمقاطعة البضائع‬ ‫الستهلكية والرأسمالية والمالية رمثل الدولر‬ ‫والسهم والسندات الرمريكية‪.‬‬ ‫‪ -14‬بين الجيل القديم والشباب‪ :‬ول يقصد‬ ‫بالشباب طلبة الجارمعات الذين وقف نظراؤهم‬ ‫ضد حرب افيتنام فقط وانما طلب الثانوية‬ ‫الذين يمكن تحريكهم بالنترنيت‪ .‬ربما يكون احد‬ ‫عناصر تحريكهم هو الحقيقة رمقابل الكذب‪.‬‬ ‫لنهم شبعوا دعايات كاذبة بعيدة كل البعد عن‬ ‫الحقيقة‪ .‬والشيء نفسه ينطبق على النساء‪.‬‬ ‫ولكن هنا لعبت واشنطن ورقة رابحة )الدفاع‬ ‫عن ارمن الوطن والعائلة( ولكن الشعوب الخرى‬ ‫في الوليات المتحدة رمثل الهنود الحمر واللتين‬ ‫والصينيين والفارقة والهاوايين يمكن توجيههم‬ ‫ضد الدارة النجلو سكسونية التي تدين‬ ‫بالمعمدانية الجنوبية والعسكريتاريا القادرمة رمن‬


‫اعماق الجنوب‪ .‬ونأرمل فقط ال يخلقوا حالة‬ ‫طواريء يلغون رمعها النتخابات التي لن يفوزوا‬ ‫بها‪.‬‬ ‫‪ -6‬والنهيار والسقوط؟‬ ‫انظر الى التناقضات الربعة عشر ثم انظر الى تعريف المبراطورية ‪ .‬ان‬ ‫طريقة حل هذه التناقضات التي تقضم قلب النظام بسيطة جدا ‪:‬‬ ‫للتناقضات القتصادية الثلثة ‪ :‬قلل او حتى اوقف الستغلل!‬ ‫للتناقضات العسكرية الربعة ‪ :‬قلل او حتى اوقف القتل!‬ ‫لتناقضين السياسيين ‪ :‬قلل او حتى اوقف الهيمنة!‬ ‫للتناقضات الثقافية الثلثة ‪ :‬قلل او حتى اوقف الطرد!‬ ‫للتناقضين الجتماعيين ‪ :‬قلل او حتى اوقف المذكوراعله!‬ ‫مع كل تقليل ‪ ،‬وحسب التعريف ‪ ،‬تنهار المبراطورية المريكية‪ .‬وعند‬ ‫كل توقف تتساقط المبراطورية المريكية‪ .‬اوقف كل الربعة ‪ ،‬وتختفي‬ ‫المبراطورية المريكية‪ ،‬ورغم ان بعضها يظل يعيش ولكن كفضالة مثل‬ ‫المبراطورية الروسية في الشيشان والمبراطورية البريطانية في‬ ‫العراق‪ .‬واكثر المثلة الحديثة دراماتيكية هو انحلل المبراطورية‬ ‫الفرنسية‪ :‬كان ديغول من العظمة بحيث ينهي هو بنفسه المبراطورية‬ ‫)ماعدا وجودها في الباسيفيكي واماكن اخرى( ومثلما حدث مع‬ ‫المبراطوريتين الروسية والبريطانية ‪ ،‬ولد عدد من الدول المستقلة‪.‬‬ ‫ومن رحم المبراطوريات الغربية ولد عالم جديد في الستينات و من‬ ‫المبراطورية الروسية في التسعينات‪.‬‬ ‫ليس سوى الغرار هم الذين يعتقدون ان العالم الجديد سيكون الجنة على‬ ‫الرض‪ .‬ان انظمة جديدة تظهر ولكنها تحمل تناقضاتها‪ .‬وقد استنتج‬ ‫حكام المبراطوريات البريطانية والفرنسية والسوفيتية ان التكاليف اكثر‬


‫من الغنائم‪ .‬والبعض قد يستنتج ان تكاليف السقوط بضمنها الطراف‬ ‫تتجاوز المكاسب‪ .‬وهذا طبعا يعتمد على النظام الذي يعقبها ‪ ،‬البديل‪ .‬ان‬ ‫هذا الكاتب يفضل القيادة العالمية للمم المتحدة وليس امبراطورية‬ ‫التحاد الوربي‪ .‬ولكن هذه قصة اخرى‪.‬‬ ‫اعتمدت المبراطوريتان البريطانية والفرنسية على مستعمرات )ماوراء‬ ‫البحار( اما المبراطورية السوفيتية فقد اعتمدت على اتحاد قيصري‪/‬‬ ‫بولشفي متجاور والمبراطورية المريكية تعتمد على ماقاله مخطط‬ ‫البنتاغون ‪ ،‬واطراف المبراطورية غير المريكيين هم الدول )المستقلة(‪.‬‬ ‫وهذا يربك الذين يرتبط مفهوم المبراطورية لديهم بـ )المستعمرات(‬ ‫وليس الدول المستقلة‪ .‬وآخرين ممن يرتبط المفهوم لديهم بمناطق‬ ‫)ماوراء البحار( وليس المجاورة‪ .‬وآخرون قد يصابون بالحيرة لن ثلثة‬ ‫من هذه المراكز هي دول ديمقراطية غربية فوق شبهة ارتكاب اخطاء‬ ‫كبيرة‪ .‬ان التعريف الذي افتتحنا به هذه المقالة يعتمد على علقة تبادل‬ ‫غير متكافيء بين المركز والطراف‪ ،‬وليس على جغرافية او قطبية‬ ‫المركز‪.‬‬ ‫ان التبادل غير المتكافيء المقسم الى اربعة مكونات‪ ،‬هو التناقض‬ ‫الجذري للمبراطورية كنظام‪ .‬ومن التناقضات العميقة الربعة تنبثق‬ ‫التناقضات السطحية الربعةعشر‪ ،‬وهي الواضحة للجميع وعادة ماتكون‬ ‫موضوعا للصحافة‪ .‬بعكس التناقضات العميقة‪ .‬اذن النموذج الساسي‬ ‫الذي ناقشناه حتى الن هو ‪:‬‬ ‫‪ -4‬تناقضات عميقة توحي بـ ‪ 14‬تناقض سطحي‪.‬‬ ‫واثناء نضوج هذه التناقضات الربعة عشر وتزامنها وتكاتفها ‪ ،‬قد يرخي‬ ‫المركز قبضته على الطراف في حركة واعية متنورة كما فعل ديغول او‬ ‫نشاهد انحلل المبراطورية ببطء كما حدث مع بريطانيا او بسرعة كما‬ ‫في التحاد السوفيتي‪ .‬اذن ايتها الوليات المتحدة الميركية ‪ :‬اختاري‬ ‫مايناسبك !‬ ‫ولكن الوليات المتحدة المريكية تتصرف الن مثل فيل مجروح تضرب‬ ‫في كل التجاهات‪ .‬هذه هي مرحلة غليان التحلل حيث العواطف تعيق‬


‫التفكير العقلني حول الواقع ومايجب فعله‪ ،‬وسوف يعقب هذه المرحلة ‪،‬‬ ‫مرحلة التجمد و )التخلي( كما فعل التحاد السوفيتي او كلينتون‪ .‬ومن‬ ‫خصائص التحلل انه يتأرجح قبل ان يتوقف‪.‬‬ ‫يمكن الن ان نتوسع في النموذج اعله ‪:‬‬ ‫)‪ (4‬تعني )‪ (14‬تعني انحلل تعني ‪ ( 4)-‬تعني ‪ . (14)-‬التناقضات‬ ‫الربعة العميقة تؤدي الى التناقضات الربعة عشر السطحية والنحلل‬ ‫وهذا يؤدي الى التخلي عن المبراطورية وتفكك التناقضات الربعة‬ ‫عشر‪ .‬على اية حال ‪ :‬التناقضات الربعة قد تكون لها جذور اعمق‪ .‬اذن‬ ‫من اين يأتي الظلم؟ من رأسمالية محررة بلغت من الظلم انها تحتاج الى‬ ‫بعض الحماية العسكرية‪ .‬ولكن من اين تأتي الرأسمالية ؟ وكل ذلك العنف‬ ‫؟ من عقدة التفوق الثقافي وحق وواجب التبشير وبدون الحساس‬ ‫بواجب تفهم الثقافات الخرى وقد يتعلق هذا باحساس )شعب ا‬ ‫المختار( و)بلد ا المختارة(‪ .‬ولكن من اين اتت هذه الفكرة ؟ وهكذا الى‬ ‫مال نهاية‪ .‬ان التناقضات الربعة التي تعرف المبراطورية المريكية لم‬ ‫تأت من فراغ‪ .‬يمكن ان يحدث هذا من خلل تلشي اليمان بصلحية‬ ‫المبراطورية كنظام او بتعبير آخر ‪ :‬انحلل‪.‬‬ ‫ويمكن ان يكون للتناقضات الربعة عشر جذور اخرى ‪ .‬ان التناقضات‬ ‫القتصادية تأتي من الرأسمالية‪ ،‬كانت الوليات المتحدة عنيفة قبل‬ ‫المبراطورية‪ ،‬قد يكره بعض اعضاء التحاد الوربي الوليات المتحدة‬ ‫لنها تقف عثرة في طريق طموحاتهم ‪ ،‬ونفس الشيء ينطبق على‬ ‫الثقافات المتنافسة مثل السلم الذي يريد توسيع )دار السلم( ‪ ،‬بعد‬ ‫النتصار في المعركة )دار الحرب(‪ .‬ولكن البعض يقول ان العالم تحت‬ ‫الوليات المتحدة افضل من ان يكون تحت التحاد الوربي او السلم‪.‬‬ ‫وربما يكون في هذا شيء من الحقيقة ولكن المشكلة ليس في حصة‬ ‫الوليات المتحدة من كعكة العالم الرأسمالية ولكن ماتخلفه من قتل‬ ‫وهيمنة وطرد‪ .‬وهذا ما يجب ان ينهار ويسقط ويختفي ‪.‬‬ ‫واذا اختفت المبراطورية المريكية ‪ ،‬سيظل هناك صراعات الطبقات‬ ‫والجيال والجناس والمم ولكن اليوم تلك هي المشكلة الرئيسية‪.‬‬ ‫قد تقوي التناقضات الربعة عشر العزم على الحفاظ على الربعة‪ .‬في‬


‫البداية واحدة بعد اخرى‪ .‬نعم ‪ .‬قد تضاف مساحيق التجميل‪ ،‬وتجرى‬ ‫تسويات ويتم اسكات الناس الذين يشيرون الى التناقضات او الهزء بهم‬ ‫او مطاردتهم وقتلهم‪ .‬ومن خصائص التناقضات بين المم المقهورة‬ ‫والمم القاهرة انها تبرز مرة اخرى وتجد منافذ جديدة‪ .‬ان المقهورين‬ ‫يواجهون قوة وحشية ولكن مايزيد عزمهم هو حلمهم بوطن يمكن‬ ‫تحقيقه وهو حلم لم يختبر ولم تغشاه التناقضات بعد بعكس المبراطورية‬ ‫التي أختبرت ووجدت انها غير قابلة للتطبيق والستمرار‪ .‬ان النحلل قد‬ ‫ليلغي التناقضات الربعة ‪ .‬و مانتحدث عنه هنا هو تلشي اليمان‬ ‫بقابلية تطبيق نموذج المبراطورية الذي يبدأ بمظاهر الغضب الشديد اول‬ ‫ثم بالتخلي عنها طواعيا او ل اراديا‪ .‬اما ان يرخي المركز قبضته بارادته‬ ‫‪ ،‬او تنزلق الطراف من القبضة التي يعتريها الوهن‪ .‬وفي كل الحالتين‬ ‫يحدث النهيار والسقوط‪.‬‬ ‫على اية حال ‪ ،‬بعد مرحلة من النحلل ‪ ،‬تقرر طبقة سياسية جديدة ان‬ ‫تتشبث بدل من ارخاء القبضة كما تفعل الوليات المتحدة حاليا‪ .‬ولكن كما‬ ‫هو معروف من ان دوام الحال من المحال ‪ ،‬فهذا من شأنه تأجيل المحتوم‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫ان إبطال الربعة ليعني بالضرورة إبطال الربعة عشر‪ .‬وكما اسلفنا‪،‬‬ ‫هناك جذور كثيرة لكثير من التناقضات‪ .‬وربما تجد تناقضا يخفي آخر‪.‬‬ ‫وقد يزدهر الخير حين يذوي السابق‪ .‬ولكن هذه المعرفة لن تمنع‬ ‫التناقضات من النضوج‪ .‬اما فيما يتعلق المر بالمبراطورية فهناك ضوء‬ ‫في نهاية نفق طويل وملتو‪ .‬ولكن بعد ذلك النفق هناك انفاق جديدة‪.‬‬ ‫‪ -7‬عن التناقضات عموما‪:‬‬ ‫المفهوم بحد ذاته يحوي تناقضات بمعنى الجهاد بين المعاني‪ .‬والعنصر‬ ‫المشترك هو نظام بعنصرين فاعلين والجهاد يكون بين القوى‪.‬‬ ‫ولنفترض قوتين فقط وليس بالضرورة قوتين متضادتين او بنفس‬ ‫الحجم‪ .‬والقانون الثالث لنيوتن مكتوب بهذه الطريقة ‪ :‬التعبير عن‬ ‫تناقض‪ .‬ولكن هذه حالة خاصة ‪.‬‬ ‫قبل ان نناقش وجود قوتين او اكثر ‪ ،‬دعونا نفحص حالتي )‪ (0‬أو)‪)1‬‬


‫حتى مع غموض مفهوم )القوة( فمن المنطق ان نضفي صفة )ميت(‬ ‫على نظام بل قوة او حركة او ميول ‪ .‬والعتراض هو انه هناك الكثير‬ ‫مما يحدث للجثة المدفونة ‪ :‬نعم )للـجثة( وليس )في الجثة(‪ .‬ان القوى‬ ‫هي من خارج النظام وليس من داخله كما يحدث في الكائن الحي‪.‬‬ ‫دعنا نرى مثال الجري‪ .‬الجسم يبذل طاقة والقوى المضادة تسرع‬ ‫بالعلن عن نفسها بشكل تعب في محاولة لتغيير الحركة الى ل حركة‬ ‫نطلق عليها اسم )راحة(‪ .‬والنظير الميكانيكي يأتي بفكرة )‪ (R‬وهو‬ ‫محصلة قوة متغيرة تعكس حجم واتجاه كل القوى‪ .‬وسوف يتحرك النظام‬ ‫او يتوقف )راحة( مع محصلة القوة )‪ . (R>0‬تعني تحرك‪ ،‬و ) ‪(R=0‬‬ ‫تعني توازن و )‪ (R<0‬تعني عجز الراحة‪.‬‬ ‫هل القوة تصاحبها دائما قوة مضادة؟ هل لبد من رد فعل على الفعل؟‬ ‫وفي النظمة صاحبة الرؤى المستقبلية هل يمكن ان يكون هناك فعل‬ ‫وقائي لكل فعل متوقع؟ وفعل متوقع للمتوقع ؟ لقد وجدت هذه البديهية‬ ‫مفيدة جدا في تحليل النظمة الجتماعية والفردية‪ .‬ولكني ل ارى سببا‬ ‫لفتراض ان رد الفعل والفعل الوقائي هما بالضرورة متضادان‪ .‬فمن‬ ‫الممكن ان يكونا على خط واحد مع الفعل ‪،‬على القل ‪ ،‬دعم الفعل‪.‬‬ ‫ان فكرة توائم )القوة ‪ -‬القوة المضادة( قد تؤدي بنا الى عدد متساو من‬ ‫القوى لنها تأتي ازواجا وليست فرادى ولنقول ان الواحدة تؤدي الى او‬ ‫تولد الخرى لن ذلك قد ينتج اعدادا لمتناهية‪ .‬وانما نفترض انها‬ ‫متزامنة‪ :‬اي )تنشأ معا( كما قد تسميها نظرية المعرفة البوذية بدل من‬ ‫قوة تولد التالية وهذه تولد التي بعدها وهكذا الى مالنهاية‪ .‬ويمكن ان‬ ‫نشبهها بحزمة قوى تسبب بشكل ما الجهاد داخل النظام ‪.‬‬ ‫ولكن دعونا ننتقل من الحديث العام عن )النظمة( و)القوى( الى انظمة‬ ‫اجتماعية وفردية معينة‪ .‬وقريب منها فكرة )الصراع( كاجهاد في‬ ‫النظمة الساعية للهداف بسبب انعدام النسجام بين الهداف ‪ .‬ويمكن‬ ‫بعدئذ ربط الهداف بالحياة حتى لو عزيت مجازيا لشياء غير حية مثل‬ ‫القول " الجبال تتنافس في الشموخ"‪ .‬اذا كانت الهداف غير المنسجمة‬ ‫في نفس النظام فلدينا معضلة هنا‪ .‬واذا في انظمة مختلفة فلدينا صراع‬


‫هنا‪ .‬اذا كان حامل الهدف واعيا بالهدف فهو فاعل اما اذا لم يكن واعيا‬ ‫فهو طرف‪ .‬وهذا يأتي بنا الى الفرق الرئيسي بين التناقضات الذاتية )‬ ‫‪ (subjective‬والموضوعية )‪(objective‬‬ ‫يمر التناقض الذاتي وينعكس من خلل العقل البشري‪ ،‬مثل‬ ‫الفكرة‪/‬الوعي‪ ،‬والكلم‪ /‬البلغة‪ ،‬والحدث‪/‬التحريك‪ .‬ولكن ليس بالضرورة‬ ‫بهذا التتابع‪ .‬وهذا مايفعله الفيلسوف الذي يتأمل ثم يكتب ثم ‪ -‬قد ليفعل‬ ‫شيئا‪ .‬ومن الفضل ان نفترض التتابع المعكوس‪ :‬اللعب يتحرك للفعل‬ ‫حسب ما اعتاد عليه ثم يقول مايشعر انه يفكر به ثم يفكر مايشعر به‪ .‬او‬ ‫اي تتابع اخر‪ ،‬ولكن عاجل او آجل سيكون ثمة وعي‪.‬‬ ‫بوجود هدفين يكون لدينا قوتان تسعيان للهداف هما غ)‪ (A‬و) ‪ (B‬وثلثة‬ ‫احتمالت لمحصلة القوى ) ‪ A ( R=A‬يكسب أو ) ‪ B (R=B‬يكسب‬ ‫او) ‪ ،(R=0‬توازن وسط بين هذا وذاك وهو مانسميه (تسوية‬ ‫‪/‬توافق )‪.‬‬ ‫عند هذه النقطة ينهار التناظر ‪ ،‬ولتنهي الحالت الثلثة الحتمالت‪ .‬ول‬ ‫تقضي على التناقض ‪ ،‬وفوز ) ‪ (A‬و) ‪ (B‬ليعني ان الخاسر لم يعد لديه‬ ‫نفس الهدف اوهدف آخر غير منسجم مع هدف الرابح‪ .‬مايزال التناقض‬ ‫موجودا تحت غطاء مرجل الهزيمة‪ .‬وقد تؤدي التسوية الى عدم رضاء‬ ‫الثنين تماما‪ .‬فإذا كنا نصف التناقض بأنه )حاد( فإن افضل وصف‬ ‫للتسوية هو انها )مثلومة(‪ .‬ولكن كيف نتجاوز التناقض؟‬ ‫طالما ان الحتمالت الثلثة تؤدي الى اجهاد منطق القوى المضادة داخل‬ ‫نظام ما ‪ ،‬فالجواب هو‬ ‫( بتغيير النظام( ‪ .‬هذا هو ماواجهه غورباتشوف في حالة التناقض بين‬ ‫المبراطورية السوفيتية والقوى الجتماعية الرامية الى التغيير الجذري‬ ‫في المانيا الشرقية ‪ ،‬وهكذا تخلى عن المانيا الشرقية‪ .‬ثم التناقض بين‬ ‫الشعب وصفوة الحزب في المانيا الشرقية‪ ،‬والذين سلموا للمانيا الغربية‬ ‫فاحتوتهم‪ .‬ونتيجة لذلك انهارت وسقطت المبراطورية السوفيتية‪ .‬ورغم‬ ‫ان المانيا الغربية قد احتوت المانيا الشرقية ولكن التناقض مازال قائما‬ ‫وان كان يجد له متنفسا بأشكال اخرى‪.‬‬


‫هذا مالم يستطع خلفاء غورباتشوف ان يفعلوه مع الشيشان‪ .‬كل الذي‬ ‫فعلوه هو منعهم من النتصار وليس تجاوز التناقض‪ .‬ومن اجل تجاوز‬ ‫التناقض عليهم ان يتخلوا عن الشيشان وهو ماسيحدث اجل او عاجل‪.‬‬ ‫من اجل تجاوز التناقض ‪ ،‬والتنفيس عن الضغط ‪ ،‬يجب تغيير النظام‪،‬‬ ‫وكلما كان التناقض اعمق كان الحتياج اشد لتغيير النظام‪ .‬ان‬ ‫المبراطورية لتتغير باضطهاد او النتصار على طرف او حتى لعب‪،‬‬ ‫هذا يجعل المبراطورية اكثر امبريالية ‪ .‬ان تغير المبراطورية يحدث‬ ‫عندما تقلل من امبرياليتها‪ .‬وهذا بالتالي يؤدي ايضا الى انهيار وسقوط‬ ‫المبراطورية‪.‬‬ ‫ويمكن تخليص مراحل دورة حياة التناقضات‪:‬‬ ‫)‪ (0‬تناقض موضوعي ليعتمد على الوعي‬ ‫)‪ (1‬تشكيل الوعي من خلل الفكر )داخل الذات(‬ ‫)‪ (2‬النطق من خلل الكلم )داخل الذات(‬ ‫)‪ (3‬التحريك من خلل الفعل )خاص و‪/‬او عام(‬ ‫)‪ (4‬الصراع بين اللعبين المحركين‬ ‫ عنبف او سلمي‬‫ سريع او بطيء‬‫ بدون او مع وساطة اطراف خارجية‬‫ بمركزية اقل او اكثر‬‫)‪ (5‬نتائج الصراع‬ ‫(أ( غلبة او تسوية ‪ -‬رجوعا الى المراحل من )‪ (0‬الى )‪)4‬‬ ‫(ب( تجاوز= واقع جديد‬ ‫ تجاوز سلبي تحت لعب جديد‬‫ تجاوز ايجابي كازدواج جديد‬‫خلل تتابع )‪ (3)- (2) - (1‬يصبح طرف ما لعب يسعى نحو هدف‬


‫بأساليب مناسبة لحد ما ‪ ،‬منتقاة من )‪.)4‬‬ ‫و )‪5‬أ( لينهي دورة حياة تناقض ما ‪ ،‬وانما يحكم غطاء فوقه كما‬ ‫اوضحنا في اعله‪.‬‬ ‫اما )‪ 5‬ب( التجاوز فهو نهاية دورة حياة التناقض‪ .‬وهذا ليعني انه نهاية‬ ‫‪ /‬موت النظام لنه ربما مايزال يحوي متناقضات اخرى في مراحل دورة‬ ‫حياة مختلفة‪.‬‬ ‫ان التجاوز هو خلق واقع جديد ‪:‬‬ ‫ التجاوز السلبي )ل هذا ولذاك( والهداف غير محققة‪.‬‬‫ التجاوز اليجابي )كل من هذا وذاك( الهداف محققة ‪ ،‬مع انعطاف‪.‬‬‫خذ مثال صراع الكوادور وبيرو حول مكان رسم الحدود في منطقة‬ ‫متنازع عليها في جبال النديز تبلغ مساحتها ‪ 500‬كم مربع‪ .‬وقد جرت‬ ‫بينهما ثلثة حروب من اجل تسوية القضية‪ .‬ان انتصار احد الطرفين‬ ‫والحاق المنطقة بالراضي الوطنية له هو )غلبة( ‪ ،‬اما رسم الحدود مثل‬ ‫عند خط وقف اطلق النار هو )تسوية(‪ .‬اما التجاوز السلبي فهو وضع‬ ‫المنطقة تحت اشراف المم المتحدة وبذلك خلق واقع اجتماعي جديد‪.‬‬ ‫ويمكن ان يكون التجاوز اليجابي منطقة مشتركة للشعبين بدون احتكار‬ ‫دولة لهذه المنطقة ‪ .‬هذا واقع جديد‪ .‬وكل الواقعين والنظامين الجديدين‬ ‫يمكن بدورهما ان ينتجا تناقضاتهما الخاصة‪.‬‬ ‫لقد حان الوقت لستكشاف العلقات الجهادية بين التناقضات الذاتية‬ ‫والموضوعية‪.‬‬ ‫ان النظام الجتماعي يضم اختلفات بين الصناف ‪ -‬مثل الجنس والجيال‬ ‫والعراق والطبقات والقوميات و الراضي ‪ .‬وتصبح هذه العلقات فيما‬ ‫بعد علقات في نظام داخلي الفعل‪ .‬والتي تصبح فيما بعد خطوط الصدع ‪،‬‬ ‫وذلك لن الفعل الداخلي يعتمد عادة على شروط غير متساوية ‪ ،‬مما‬ ‫يمكن ان يؤدي الى القطبية وهيكل قائم على التمييز العنصري تصاحبه‬ ‫ثقافة تحيز‪ .‬وكل المجتمعات المعروفة تحتوي على شيء من هذه‬ ‫اللمساواة والظلم‪.‬‬ ‫وتستخدم المبراطورية مثل هذه الهياكل والثقافات كحجارة بناء ويمكن‬ ‫ان تصبح نظاما ذا طبقيتن او اكثر يربط معا خطوط الصدع الداخلية‬


‫والعالمية‪ .‬هناك مركز واطراف في النظام العالمي للدول ‪ .‬داخل المركز‬ ‫وداخل الطراف هناك ايضا مراكز واطراف ‪ ،‬وكل النظمة الثلثة يمكن‬ ‫ان تعتمد على منطق الظلم الرباعي‪.‬‬ ‫ان مسمار دولب النظام هو التناغم بين المركز )الصغير( في )المركز‬ ‫الكبير( والمركز )الصغير( في الطراف ‪ .‬والوليات المتحدة حاليا )صيف‬ ‫‪ ( 2003‬تحاول اعادة بناء مركز )صغير( عراقي متناغم مع مركزمصالح‬ ‫الدولة‪ /‬الشركات ‪ .‬وينبغي على المركز العراقي ان يؤدي المهام الربعة‬ ‫محليا ويسلم ثمار تبادل غير متكافيء مثل القيمة القتصادية ‪،‬‬ ‫والرهابيين المطلوبين والنصياع والتكيف مع المركز الكبير )امريكا‬ ‫وبريطانيا( مع الحتفاظ بعمولة سمسرة‪ .‬ويكافأ العراقيون بمستوى‬ ‫معيشة مادي يشابه الموجود في الوليات المتحدة ‪.‬‬ ‫ماوصفناه آنفا هو امبراطورية بسيطة تربط ثلثة انظمة ذات تبادل غير‬ ‫متكافيء اثنان منها محلي وواحد عالمي‪ .‬ولكن المبراطورية المريكية‬ ‫معقدة ‪ ،‬وبكونها مهيمنة على العالم فليس هناك نظام محلي منفصل عن‬ ‫تلك المبراطورية ‪ .‬المبراطورية الوربية تربط ‪) 15‬ستصبح ‪ 25‬دولة‬ ‫ مركز( مع ‪ 100‬دولة اطراف ولكن بشكل ناعم‪.‬‬‫هناك تقسيمات اخرى غير خطوط الصدع في المجتمع المحلي والدولي‬ ‫مثل مابين الحزاب السياسية في المجتمعات الديمقراطية نوعا ما‪،‬‬ ‫ومجموعات الدول في نظام عالمي غير ديمقراطي ‪ .‬ان الحركات‬ ‫الجتماعية والتناقضات الذاتية الواعية الى حد ما يعبر عنها وتحرك عبر‬ ‫بعض خطوط تقسيم جديدة ‪ ،‬تكون جاهزة لصراع )‪ . (4‬ولكن من اجل‬ ‫ماذا ؟‬ ‫ونظريا ‪ ،‬اذا كان في التناقض الموضوعي نقطة خلف )‪ (issue‬لم تحل‬ ‫في المركز ‪ ،‬فإنها تتحول بعدئذ الى قضية الحركة)‪ ( cause‬وهذا‬ ‫يسبب مشكلة اساسية لعدم كفاءة الزدواج بين التناقضات الذاتية‬ ‫والموضوعية وبين القضايا ونقاط الخلف‪ .‬وكلهما جزء من الواقع‬ ‫الجتماعي‪ .‬ولكن اذا كانت الحركات تفتقر الى الوعي مما يجعلها تتناول‬ ‫نقاط الخلف بشكل خاطيء فإن نقاط الخلف هذه يمكن ان تصبح مثل‬ ‫يتيم ينتظر ان تلتقطه حركة واعية ‪ .‬وقد يكون هناك تناقض بين تناقض‬


‫الحركة وتناقض نقطة الخلف وتكون النتيجة سياسة فاسدة وخارجة عن‬ ‫المسار‪.‬‬ ‫وهكذا فإن التناقض الذاتي في ماينمار‪/‬بورما بين الحكومة العسكرية‬ ‫الوتقراطية و حركة ديمقراطية ترأسها امرأة تمثل شعبا في مجتمع‬ ‫متعدد القوميات ‪ ،‬وهي امرأة من طبقة متوسطة عالية في مجتمع فقير‬ ‫جدا ‪ ،‬متزوجة من رجل غربي في بلد يحاول ان تكون له هويته‬ ‫الخاصة ‪ ،‬وقد يكون هذا التناقض غير كاف امام التناقضات الموضوعية‬ ‫للبلد‪ .‬ومن وجهة نظر غربية فإن التناقضات الساسية هي الوتوقراطية‬ ‫مقابل الديمقراطية )الغربية( والنغلق مقابل انفتاح دولة امام التغلغل‬ ‫القتصادي والثقافي‪ .‬ان التناقض الذاتي مناسب لنقاط الخلف‪ .‬ولكن‬ ‫ينبغي ان يكون الموضوعي والذاتي مرآة بعضهما البعض ‪.‬‬ ‫وهكذا كان على غاندي ان يجرد ‪ -‬حرفيا ‪ -‬نفسه من غربيته ومن‬ ‫ممتلكات طبقته العالية المميزة لدى مجتمع الهندوس ويشارك الظروف‬ ‫المعيشية للطبقات الدنيا وطبقة المنبوذين قبل ان يستطيع قيادة شعب‬ ‫الهند نحو الحرية والديمقراطية‪ .‬ولكن زعيم الهند الحرة جواهر لل‬ ‫نهرو كان غربيا جدا ومن طبقة اجتماعية عالية جدا وعلماني جدا وقد‬ ‫قاد الهند في ذلك التجاه‪ .‬كان غاندي ينشد بلدا مؤسسة على )دوائر‬ ‫المحيط( متمثلة بقرى تحكم وتعتمد على نفسها‪ .‬اما نهرو فقد كان يريد‬ ‫بلدا حديثة وعلمانية وصناعية واشتراكية‪ .‬ان التناقض الذاتي مهم‪.‬‬ ‫يميل الليبراليون الى دراسة الحركات الذاتية بينما يفضل الماركسيون‬ ‫دراسة الحركات الموضوعية‪ .‬والتفضيل هنا هو لـ )كل من هذا وذاك(‬ ‫وخاصة التناقض بين متناقضين‪.‬‬ ‫هذا مثال من النرويج‪ :‬كان التناقض الموضوعي قبل قرن بين(المرفهين(‬ ‫و)العامة( الغالبة‪ .‬في عناصر المعيشة والتناقض الموضوعي في نظام‬ ‫الحزب‪ .‬كان العامة يعيشون من الزراعة وصيد السمك والطرائد الخرى‬ ‫والوظائف اما المرفهون فقد كانوا يعيشون من الثروة كاصحاب عمل او‬ ‫يملكون مشاريعهم الخاصة‪ .‬وكانت هناك مناطق رمادية ‪ .‬وقد خلق حزب‬ ‫العمل من خلل عبقرية سياسية تحالفا للمزارعين والصيادين وعمال‬ ‫الصناعة في مقابل المرفهين‪ .‬وقد فاز التحالف بالنتخابات وحكموا لمدة‬


‫عقدين من السنوات وخلقوا واقعا اجتماعيا جديدا ‪ .‬هو دولة الرفاهية‪.‬‬ ‫وكان هذا المجتمع يملك تناقضاته الموضوعية الخاصة به حيث كانت‬ ‫هناك اقلية من النساء المتقدمات في السن والعمال الجانب الضعفاء‬ ‫والمعوقين في مقابل الخرين‪ .‬وبما ان التناقض الموضوعي لم تقابله‬ ‫تناقضات ذاتية كافية فقد تعمق هذا التناقض في وسط الوفرة ‪ .‬لم يكن‬ ‫لدى حزب العمل الكفاءة اللزمة‪ .‬وبقيت المسألة معلقة لم تحل‪.‬‬ ‫الحركات ضد المبراطورية المريكية ‪ :‬الواقع الجتماعي معقد‬ ‫لكن عندما تتطابق القضية )‪ (cause‬مع نقاط الخلف )‪ (issue‬تكون‬ ‫الحركة عندها وافية بالمراد‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫** المصدر ‪www.transcend.org 16/9/2003‬‬

‫*يوهان غلتونج ‪ johan gultung‬نرويجي ولد في اوسلو عام‬ ‫‪ ، 1930‬استاذ دراسات السلم ‪ ،‬مدير شبكة ‪ Transcend‬للسلم‬ ‫والتنمية ‪ ،‬مؤسس معهد ابحاث السلم الدولية في ‪ ، 1959‬مؤلف عدة‬ ‫كتب ونظريات ‪ ،‬حاصل على عدة جوائز عالمية و ‪ 10‬شهادات دكتوراه‬ ‫فخرية من جامعات في انحاء العالم‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.