وثيقة حول إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير 3 نيسان (1)

Page 1

‫حول إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية‬

‫مقدمة‬

‫ي ومفتو ٌح للحوار‪ ،‬بمشاركة مختلف‬ ‫مجموعة دعم وتطوير مسار المصالحة الوطنية هي إطا ٌر وطن ٌي تعدد ٌ‬ ‫ألوان الطيف السياسي واالجتماعي‪ .‬وتهدف إلى المساهمة في إزالة العقبات والعراقيل أمام المصالحة الوطنية‬ ‫من أجل تحقيق إنهاء االنقسام واستعادة الوحدة على أسس وطنية وديمقراطية‪ ،‬وتجسيد شراكة حقيقية تمكن‬ ‫الشعب الفلسطيني من زج جميع طاقاته وكفاءاته وإبداعاته في مجرى قادر على تحقيق أهدافه بتقرير المصير‬ ‫وإنهاء االحتالل والعودة واالستقالل الوطني‪.‬‬ ‫تشكلت المجموعة بعد ثالث ورش عمل‪ ،‬األولى عقدت في العاصمة الفنلندية هيلسنكي بتاريخ ‪ 9 - 6‬كانون‬ ‫األول‪ /‬ديسمبر ‪ 0202‬بمشاركة مجموعة من الشخصيات المستقلة الناشطة في المجاالت المختلفة‪ ،‬والثانية‬ ‫عقدت في أنقرة بتاريخ ‪ 00 - 02‬أيار‪ /‬مايو ‪ ،0200‬والثالثة عقدت في إسطنبول بتاريخ ‪ 00 - 09‬تموز‪/‬‬ ‫يوليو ‪ 0200‬بمشاركة ممثلين عن عدد من الفصائل الفلسطينية بصفتهم الشخصية ومستقلين من مختلف‬ ‫أماكن تواجد الشعب الفلسطيني داخل الوطن المحتل وخارجه‪ ،‬باإلضافة إلى مشاركة فريق من المركز‬ ‫الفلسطيني ألبحاث السياسات والدراسات اإلستراتيجية‪ -‬مسارات وفريق من مبادرة إدارة األزمات‬ ‫الفنلندية ‪ CMI‬بوصفهما الجهتين المنظمتين للمشروع‪.‬‬ ‫أنجزت المجموعة وثيقة دعم وتطوير مسار المصالحة الفلسطينية في شهر تشرين األول‪ /‬أكتوبر ‪،1122‬‬ ‫وهي وثيقة لم تشكل ا‬ ‫بديال من اتفاقية الوفاق الوطني التي وقعت في القاهرة بتاريخ ‪ 4‬أيار‪ /‬مايو ‪ ،1122‬وما‬ ‫جاء فيها وكل ما صدر أو سيصدر عن المجموعة ال يمثل الفصائل الفلسطينية بصورة رسمية‪ ،‬بل يمثل‬ ‫الشخصيات التي شاركت في بلورتها‪ ،‬من دون أن يعني ذلك بالضرورة موافقة كل فرد من أفراد المجموعة‬ ‫على كل فكرة واردة فيها‪ ،‬مع أنه يمكن القول بثقة كبيرة إن روح الوثائق وتوجهها العام يعكسان القدر األكبر‬ ‫من إرادة المشاركين‪ ،‬وربما إرادة الشعب الفلسطيني إزاء سعيه المستمر للتخلص من االحتالل وإنجاز حقوقه‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫إن الوثيقة المعروضة للحوار في االجتماع الموسع الذي سيعقد في ‪ 12 - 12‬من شهر آذار ‪ 1122‬في‬ ‫القاهرة؛ أعد مس ّودتها األولى األستاذ جميل هالل‪ ،‬وجرى حولها نقاش في ورشتين ساهم بتطويرها‪ ،‬بحيث‬ ‫أصبحت تعبر عن المجموعة بشكل عام‪ ،‬وليس عن كاتبها فقط‪ ،‬وذلك بمشاركة عدد محدود من أعضاء‬ ‫مجموعة دعم وتطوير مسار المصالحة‪ ،‬الورشة األولى عقدت في إسطنبول بتاريخ ‪ 12-21‬كانون األول‪/‬‬ ‫ديسمبر ‪ ،1121‬والورشة الثانية عقدت في القاهرة بتاريخ ‪ 12 - 11‬شباط‪ /‬فبراير ‪ ،1122‬حيث دار أثناء‬ ‫‪1‬‬


‫هاتين الورشتين حوار غني وعميق استند إلى ثماني أوراق‪ ،‬تناولت أوضاع مختلف تجمعات الشعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وثماني أوراق أخرى تناولت أوضاع عدد من االتحادات الشعبية والنقابات المهنية الفلسطينية‪.‬‬ ‫استندت هذه الوثيقة إلى أن فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر هي وطن الفلسطينيين جميعاا أينما تواجدوا‪،‬‬ ‫وأن الشعب الفلسطيني يمر بمرحلة تحرر وطني يعاني فيها من االحتالل لكل وطنه التاريخي‪ ،‬ومن تشريد‬ ‫نصفه داخل الوطن وخارجه‪ ،‬وهذا يجعل ما يجمعه أكبر بكثير مما يفرقه‪ ،‬مع أهمية أخذ الظروف‬ ‫والخصائص الخاصة لكل تجمع فلسطيني بالحسبان‪ ،‬في إطار الهوية الوطنية الواحدة والكيان الواحد‬ ‫والبرنامج المشترك والقيادة الواحدة‪ ،‬وعلى أساس أن التمسك بالحقوق التاريخية والطبيعية ال يتعارض مع‬ ‫وضع برنامج مرحلي قابل للتحقيق‪ ،‬وال يغلق الباب أمام الخيارات والبدائل المختلفة‪.‬‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬انطلقت الوثيقة من أن إنهاء االنقسام واستعادة الوحدة ال يمكن أن يكونان بمعزل عن إحياء‬ ‫القضية الفلسطينية وإعادة تعريف المشروع الوطني الفلسطيني‪ ،‬بحيث ال يقتصر على إقامة الدولة الفلسطينية‬ ‫على حدود ‪ ، 2192‬وإنما يتضمن إنهاء االحتالل والعودة وتقرير المصير واالستقالل الوطني والدفاع عن‬ ‫الحقوق الفردية والوطنية لشعبنا في الداخل والشتات‪ ،‬وفتح الباب أمام البدائل والخيارات األخرى‪ ،‬خصوصاا‬ ‫مع االنسداد المتزايد إلمكانية قيام دولة فلسطينية والتوصل إلى حل؛ ما يجعل من الضرورة القصوى‬ ‫واألولوية إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬بحيث تضم الجميع وتكون قادرة على تحقيق األهداف‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫فالمنظمة‪ ،‬وليس السلطة‪ ،‬هي اإلطار الجامع والكيان الوطني‪ ،‬ويجب أن تكون المدخل الضروري لتجاوز‬ ‫المأزق الوطني الشامل الذي تواجهه القضية الفلسطينية والمتمثل أساساا بمرور أكثر من ‪ 94‬عا اما على‬ ‫تأسيس إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني من دون أن يتمكن من تحقيق حتى الحد األدنى من حقوقه‬ ‫الوطنية بالرغم من صموده على أرض وطنه وإبقائه قضيته حيّة وتصميمه على مواصلة الكفاح لتجسيدها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن انتقال مركز القيادة الفلسطينية والحركة الوطنية من الخارج إلى الداخل (األراضي التي احتلت عام‬ ‫‪ )2192‬وإعطاء األولوية المطلقة لبرنامج الدولة الفلسطينية أدى إلى تهميش دور فلسطينيي الخارج‬ ‫وفلسطيني ‪ ، 42‬مع أن إنجاز الحقوق الوطنية الفلسطينية ال يمكن من دون االنطالق من وحدة القضية‬ ‫واألرض والشعب‪ ،‬وأهمية تفعيل دور فلسطينيي الخارج وعدم جعل نضالهم وبرامجهم أسيرة لترتيبات‬ ‫واتفاقات متعلقة بالضفة والقطاع‪ ،‬خصوصاا أنهم تتوفر لديهم فرص واسعة دونما هيمنة إسرائيلية أو‬ ‫اشتراطات دولية‪ ،‬وما ينطبق على فلسطينيي الخارج ينطبق مع مراعاة الخصائص والشروط المميزة على‬ ‫فلسطينيي الداخل‪.‬‬

‫**************‬

‫‪2‬‬


‫يطرح مشروع إعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية عدددا مدن القضدايا المترابطدة‪ ،1‬منهدا؛ الظدروف الراهندة‬ ‫التي تحيط بإعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية (أو إعدادة بنداء أو تجديدد منظمدة التحريدر)‪2‬؛ مسدألة التمثيدل‬ ‫في سياق الشرط الفلسطيني ومستوياته؛ ومسوغات االهتمام بإعادة بناء منظمة التحرير بدال من التركيز علدى‬ ‫إعادة بناء حركة وطنية جديدة بعيدا عن إعادة إحياء منظمة فشلت في إنجاز أهدافها؛ األسس الموجهدة إلعدادة‬ ‫بناء الحركة الوطنية باالستفادة من تجربة المرحلة الماضية؛ وأخيرا اإلشارة إلى أبرز متطلبدات عمليدة إعدادة‬ ‫البناء من مرجعيات سياسية وأطر تنظيمية ومن إستراتيجيات مواجهة‪.‬‬

‫أوال‪ ،‬الظروف المحيطة بمشروع إعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية‬ ‫تواجدده تجمعددات )ومجتمعددات وجاليددات( الشددعب الفلسددطيني شددروط حياتهددا وقضدداياها الوطنيددة واالجتماعيددة‬ ‫والثقافية بدون قيادة سياسية موحدة وبدون مؤسسدات وطنيدة تمثيليدة وديمقراطيدة‪ ،‬وبددون إسدتراتيجية كفاحيدة‬ ‫تشددركها جمهورهددا فددي النضددال المتعدددد المسددتويات الددذي يشددمل حقوقهددا االجتماعيددة‪-‬االقتصددادية واإلنسددانية‬ ‫والوطنية‪ .‬لقد شهد الحقل السياسي الوطني تحوالت بنيوية جذرية خدالل العقدود الثالثدة األخيدرة‪ ،‬وتحديددا مندذ‬ ‫اتفاق أوسلو وقيام حكم ذاتي محدود الصدالحيات علدى أجدزاء مدن األراضدي الفلسدطينية المحتلدة عدام ‪،2192‬‬ ‫ودخلت تحوالت بنيوية جديدة خالل العقد األول من القرن الحالي مع تفجر االنتفاضة الثانية واجتياح إسرائيل‬ ‫لمدن الضفة الغربية‪ ،‬وغياب الرئيس ياسر عرفات عن قيادة السلطة الفلسطينية وعن زعامة منظمة التحرير‪،‬‬ ‫وبعددد االنتخابددات التشددريعية فددي العددام ‪ ،1119‬ودخددول الحقددل السياسددي فددي حالددة انقسددام سياسددي ‪ -‬جغراف دي‬ ‫مؤسساتي ما زال قائما حتى اللحظة‪ .‬وقد رافق هذا انكشاف واسع للحركة السياسية الفلسدطينية بعدد أن اتّضدح‬ ‫عقم إستراتيجية تعتمد المفاوضات المفتوحة دون مرجعية وطنية وشرعية دولية‪ ،‬ودون مساندة عربية مدؤثرة‬ ‫وإسناد دولي فاعل‪ ،‬وبعد أن تبين حدود إستراتيجية تقدوم بشدكل أحدادي الطدرف علدى المقاومدة المسدلحة‪ ،‬كمدا‬ ‫اتضحت نخبوية اإلستراتيجيتين لتغييبهما دور الجمهور الفلسطيني بفئاته ومكوناته المختلفدة وتحييددهما لددور‬ ‫القددوى العربيددة والدوليددة المسدداندة للنضددال الددوطني الفلسددطيني والمعاديددة للعنصددرية واالسددتعمارية االحتالليددة‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬مع أهمية عدم وضع اإلستراتيجيتين في كفة واحدة وبشكل متماثل ومتساو‪ ،‬خصوصاا فيما يتعلدق‬ ‫بددددور الجمددداهير‪ .‬إذ بينمدددا حظيدددت إسدددتراتيجية المفاوضدددات المفتوحدددة بددددعم األنظمدددة والحكومدددات إال إن‬ ‫االعتراضات الشعبية عليها كانت واسعة‪ ،‬بينما حظيت إستراتيجية المقاومة (بالمعنى الشدمولي للكلمدة) بددعم‬ ‫شعبي واسع واعتراض أو تحفظ رسمي عليها‪.‬‬ ‫كما شهدت إسرائيل منذ اتفاق أوسلو تحوالت مهمة‪ ،‬من أبرزها انحراف حقلها السياسي نحو اليمين المتطرف‬ ‫واتضاح اعتماد قادتها سياسة مانعة لقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود األراضدي الفلسدطينية المحتلدة عدام‬ ‫‪ 2192‬و مواصددلتها توسددديع وبنددداء المسددتوطنات وتهويدددد القددددس وتشدددييد الطددرق االلتفافيدددة وخلدددق المعدددازل‬ ‫‪ 1‬استفادت هذه الوثيقدة مدن األوراق التدي قددمت ومناقشداتها فدي ورشدة العمدل التدي عقدت فدي اسدطنبول فدي ‪ 12-21‬كدانون األول‪/‬ديسدمبر‬ ‫‪" 1121‬حول إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية" وكذلك حول "توحيد ودمقرطة االتحادات الشعبية والنقابات المهنية"‪.‬‬ ‫‪ 2‬تستخدم الوثيقة عدد مدن المسدميات ذات المكوندات المترابطدة‪ ،‬وهدذه المسدميات هدي إعدادة بنداء التمثيدل الفلسدطيني‪ ،‬وإعدادة بنداء الحركدة‬ ‫الوطنية الفلسطينية‪ ،‬وإعادة بناء أو تجديد أو إحياء منظمة التحرير الفلسطينية‪ .‬فإعادة بناء أي من هدذه هدو‪ ،‬فدي المضدمون‪ ،‬إعدادة بنداء لكدل‬ ‫منها‪...‬فال يمكن إعادة إحياء الحركة الوطنية من دون إعادة االعتبار لسدؤال التمثيدل الفلسدطيني‪ ،‬وهدذا غيدر ممكدن بددون إعدادة بنداء منظمدة‬ ‫التحرير‪ .‬فالمنظمة هي التي شكلت الكيان التمثيلي الجامع للشعب الفلسطيني‪ ،‬وهي ممثله الشرعي الوحيد‪ ،‬ولدديها إرث وطندي ينبغدي البنداء‬ ‫عليه ال تبخيسه أو ازدرائه‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫للفلسطينيين داخل الضفة الغربية‪ ،‬وتهويد القدس وممارسة سياسة تطهير أثني تجاه مواطنيها من الفلسطينيين‪،‬‬ ‫وفصددلها عددن قطدداع غددزة وفددرض حصددار تجددويعي عليدده‪ ،‬باإلضددافة إلددى تشددييد جدددار الفصددل العنصددري‪،‬‬ ‫ومواصلة فرض السيطرة على الموارد الطبيعية والطرق علدى المعدابر واحتجداز المدواطنين وشدن الحدروب‪،‬‬ ‫كما جرى ضد قطاع غزة في أواخر ‪ 1112‬وأوائل العام ‪ ، 1111‬وفي تشرين الثاني من العام ‪.1121‬‬

‫وطرأت‪ ،‬خدالل العقدود الثالثدة األخيدرة‪ ،‬علدى العدالم العربدي والمنطقدة وعلدى العالقدات الدوليدة تحدوالت ذات‬ ‫أبعدداد إسددتراتيجية كددان لهددا تددداعيات مباشددرة علددى قضددية الشددعب الفلسددطيني‪ ،‬كددان مددن أبرزهددا فقدددان منظمددة‬ ‫التحرير حليفا دوليا إستراتيجيا مثّله االتحداد السدوفيتي‪ ،‬وتراجدع مكاندة ونفدوذ كتلدة عددم االنحيداز التدي آزرت‬ ‫النضددال الددوطني الفلسددطيني‪ ،‬وشددهدت الفتددرة تراجع دا ملموس دا فددي ال ددعم العربددي الرسددمي للنضددال الددوطني‬ ‫الفلسطيني وانزياح معظم الدول العربية نحدو االمتثدال لمواقدف الواليدات المتحددة األمريكيدة‪ ،‬وتبندي الليبراليدة‬ ‫الجديدة على مستوى سياساتها االقتصادية‪ ،‬وتخبط العديدد مدن دول المنطقدة وخارجهدا التدي أنجدزت اسدتقاللها‬ ‫السياسي على صعيد تحوالتهدا الداخليدة‪ .‬وشدهد عددد مدن الددول العربيدة انتفاضدات شدعبية ديمقراطيدة (رفعدت‬ ‫شعار "الخبز والحرية والعدالة االجتماعية") أطاحت بأنظمة ديكتاتورية فاسدة تمكن في معظمها تيار إسالمي‬ ‫محافظ (منبثق من جماعة األخوان المسلمين) من تولي زمام السلطة عبر صناديق االقتراع دون أن يتبنى هذا‬ ‫التيار سياسة مواجهة مع إسرائيل وال مع حليفها اإلستراتيجي‪ ،‬الممثل في الواليات المتحدة ‪ .‬وهو تحول أبقدى‬ ‫الحددراك الشددعبي مددن أجددل "الخب دز والحريددة والعدالددة االجتماعيددة" قائمددا‪ ،‬بددل وربمددا أمددده بددزخم جديددد بسددبب‬ ‫اسدتمرار التمسدك بالسياسدات االقتصدادية التدي سدبقت االنتفاضدات وسدبب بقداء االرتباطدات التبعيدة والمنفدردة‬ ‫(على صعيد كل دولة عربية على حدة) بالعولمة‪ .‬لكن تواصل عمليات التحول الديمقراطي في المحيط العربي‬ ‫سيبقي القضية الفلسطينية في مركز االهتمام العربي‪.‬‬ ‫ال يجوز االستخالص من حالة االنقسام واالنكشاف في الحقل السياسي الفلسطيني ومن شلل مؤسسات منظمدة‬ ‫التحريددر واختفدداء المؤسسددات الوطنيددة الجامعددة والفددرا اإلسددتراتيجي وغيدداب المركددز القيددادي أن الوطنيددة‬ ‫الفلسطينية فقدت حيويتها‪ ،‬بل ربما شكلت هذه العوامل ومجمل التحديات المحيطدة بالشدأن الدوطني الفلسدطيني‬ ‫حافزا لهذه الوطنية‪ ،‬كما يمكن االستخالص من أحداث تجري وجرت بين التجمعات الفلسطينية المختلفة‪ ،‬كان‬ ‫منها في الفترة األخيرة مستويات التضامن العالية بين التجمعات الفلسطينية ضد الحرب العدوانيدة علدى قطداع‬ ‫غزة‪ ،‬وما جسّده الشعب الفلسطيني هنداك مدن صدمود ومقاومدة باسدلين اسدتطاعا إفشدال األهدداف اإلسدرائيلية‪،‬‬ ‫واالحتفددال الشددعبي بدداألول مددن كددانون الثدداني‪ /‬يندداير (بمناسددبة انطالقددة الثددورة) فددي قطدداع غددزة بكددل دالالتدده‬ ‫أراض‬ ‫السياسية للتنظيمين األكبر المولديّن لالنقسام في الحقل الوطني ومن مبادرات لبناء قرى فلسطينية على‬ ‫ٍ‬ ‫تخطددط إسددرائيلي السددتيطانها‪ ،‬ومددا يجددري مددن تددداوالت ومبددادرات سياسددية وفكريددة داخددل وبددين التجمعددات‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬ومن فعاليات متنوعة على الصعيد الثقافي (األدبي والفني والسينمائي والتشكيلي والمسرحي‪ ،‬إلخ)‬ ‫داخل فلسطين وخارجها والذي يعيد التجديد واالحتفال باإلرث الوطني للشعب الفلسطيني بمكوناته المختلفة‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫ما يعنيه ما سبق هو الحاجدة لألخدذ بعدين االعتبدار فدي إعدادة بنداء منظمدة التحريدر‪ 3‬متطلبدات التحدوالت التدي‬ ‫دخلت على األوضاع المحلية واإلقليمية والدولية خالل العقدين األخيرين بشكل خاص‪ ،‬الختالفهدا جدذريا عدن‬ ‫األوضدداع التددي سددادت عنددد تأسدديس منظمددة التحريددر فددي منتصددف وأواخددر السددتينيات‪ ،‬وتختلددف كددذلك عددن‬ ‫الظددروف والشددروط التددي سددادت فددي عقدددي السددبعينيات والثمانينيددات‪ ،‬ومددع أهميددة مالحظددة حالددة التددردي‬ ‫واالنحدار التي عانت منها الحركة الوطنية الفلسطينية والعربية‪ ،‬وما أدت إليه من تهمديش للقضدية الفلسدطينية‬ ‫إال أن هناك بعض التطورات المهمة التدي ينبغدي أخدذها مدن الحسدبان‪ ،‬مثدل التراجدع النسدبي للددور األميركدي‬ ‫والغربدي فددي العددالم جدرّاء األزمددة االقتصددادية العالميدة والخسددائر المترتبددة علددى احددتالل أفغانسددتان والعددراق‪،‬‬ ‫وصعود أدوار الصين والهند وتركيا وإيران‪ ،‬وعودة روسيا للعب دور فاعل‪ ،‬والتغييرات العربيدة التدي يمكدن‬ ‫أن تفتح طريقاا للنهوض في المستقبل إذا ما استثمرت بالشكل المناسب‪ ،‬بالرغم مما تعانيه حاليادا مدن مصداعب‬ ‫وتحدديات ومحداوالت إلجهاضدها قبدل أن تحقدق أهددافها‪ .‬لقددد تغيّدر تكدوين القدوى الفاعلدة فدي الحقدل السياسددي‬ ‫الفلسطيني بعد االنتفاضة األولى في أواخر عقد الثمانينيات من القرن الفائت‪ ،‬فقد اختفت تنظيمات سياسية مدن‬ ‫الحقل وهزلت أخرى واقتحمته تنظيمات جديدة تحولدت إلدى تنظيمدات جماهيريدة وبدات أحددها منافسدا للتنظديم‬ ‫الذي هيمن على حقل منظمة التحريدر حتدى االنتفاضدة الثانيدة‪ .‬ولدم يعدد للحقدل مركدز واحدد وال ينظمده ميثداق‬ ‫متفق عليه وال إستراتيجية واحدة وال مرجعية متفق عليها‪ .‬وجرى خالل الفترة شل مؤسسات منظمة التحريدر‬ ‫لصالح سلطة حكم ذاتي وجدت نفسها محاصرة ومسلوبة اإلرادة والصالحيات وإمكانية التحول إلدى دول ذات‬ ‫سدديادة‪ .‬كمددا اختلددف مصدددر ومضددمون التدددخل الخددارجي فددي شدؤون الحركددة الفلسددطينية مددن منددافس لمنظمددة‬ ‫التحرير على تمثيل جزء من الشعب الفلسدطيني أو المدتالك سديطرة أو نفدوذ علدى القدرار الدوطني الفلسدطينية‬ ‫لتحسين موقعه التفاوضي اإلقليمي‪ ،‬إلى تدخل يغذي االنقسام ويفر الحقل الوطني من قواه الذاتية‪ .‬ومن هناك‬ ‫مصدددر المخدداوف مددن أن يددتم إعددادة إحيدداء منظمددة التحريددر علددى نمددط ال يختلددف كثيددرا عددن الددنمط السددابق‬ ‫(المحاصصة‪ ،‬الريعية‪ ،‬الزبائنية‪ ،‬البيروقراطية المتخمة‪ ،‬تغييب مساءلة القيادة‪ ،‬إلخ)‪.‬‬ ‫لالعتبارات السابقة تستدعي إعادة بناء الحركة الوطنية االستفادة من سدلبيات تجربدة منظمدة التحريدر (أنظدر‬ ‫ملحق رقم ‪ 2‬لمراجعة أولية لتجربة المنظمة) وبخاصدة توليدد مركدز وأطدراف مدنح المركدز نفسده صدالحيات‬ ‫صددنع القددرار السياسددي والتنظيمددي والمددالي واإلداري‪ ،‬وتددرك لألطددراف مهمددة تلقددي التوجيهددات والقددرارات‬ ‫الجاهزة منه‪ ،‬ممدا قداد إلدى تهمديش دور تجمعدات فلسدطينية ذات أهميدة كبيدرة (تحديددا المتواجددة علدى جدانبي‬ ‫الخط األخضر وفي األردن) في إستراتيجيات المواجهة مع الدولة االستعمارية العنصدرية وسياسداتها‪ .‬وانتقدل‬ ‫هذا المركز من خارج فلسطين حيث تواجد حتى اتفاق أوسلو‪ ،‬إلى األراضي المحتلة عام ‪ ،2192‬ثم فدي العقدد‬ ‫األخيدر أفددول المركدز وتكد ّون مراكدز متعددددة لكدل منهددا مراجعده السياسددية (الضدفة‪ ،‬غددزة‪ ،‬فلسددطينيو ‪ ،)42‬أو‬ ‫تغيددب عندده هددذه تمامددا كمددا هددو حددال معظددم التجمعددات الفلسددطينية األخددرى (األردن‪ ،‬لبنددان‪ ،‬سددوريا‪ ،‬الخلدديج‪،‬‬ ‫أوروبا‪ ،‬األمريكيتين‪ ،‬إلخ)‪ .‬هذا يقترح اعتماد التوجهات التالية‪:‬‬

‫‪ 3‬قد يكون من المفيد التمييز بين منظمة التحرير الفلسد طيني ككيدان وطندي يمثدل الشدعب الفلسدطيني‪ ،‬وبدين المؤسسدات المنبثقدة عدن منظمدة‬ ‫التحرير التي أصابها الترهل والتهميش والتقادم وفقدت الشرعية (مجلس وطني‪ ،‬لجنة تنفيذية‪ ،‬مجلس مركزي) والتي من الضروري إعدادة‬ ‫بنائها‪ ،‬ولعل هذا هو ما يفسر تمسك الفلسطينيين (رغم غيداب مؤسسداتها) بالمنظمدة ككيدان وطندي مدع المطالبدة بإعدادة بنداء مؤسسداتها التدي‬ ‫فقدت شرعيتها بعد أن انتهت مددها وفقدت فعاليتها‪ .‬بالطبع استمرار تهميش وترهدل مؤسسدات المنظمدة سديقود إلدى فقددان المنظمدة لددورها‬ ‫الكياني التمثيلي‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫أوال‪ ،‬اعتماد بنية تقوم على إشدراك مكوندات الشدعب الفلسدطيني فدي إدارة الشدأن والمصدير الدوطني عبدر مدنح‬ ‫استقاللية واسعة لكل من المكونات الرئيسة للشدعب الفلسدطيني فدي تحديدد أشدكال النضدال وموضدوعاته‪ ،‬وفدي‬ ‫إستراتيجيات المواجهة كما في البناء التنظيمدي والمؤسسداتي وفدق متطلبدات وأوضداع وتطلعدات كدل مدن هدذه‬ ‫المكونات في إطار الرؤية الوطنية الشاملة واإلرث النضالي للشعب الفلسطيني‪.‬‬ ‫ثانيااا‪ ،‬تجدداوز التقاليددد السددابقة لمؤسسددات منظمددة التحريددر (وفصددائلها) التددي تعاملددت مددع االتحددادات القطاعيددة‬ ‫والنقابات العمالية والمهنية كأذرع نضالية فقط دون اإلقرار لها بدالحق فدي تنظديم جمهورهدا باسدتقاللية وعلدى‬ ‫أسس نقابية وقطاعيدة ومهن يدة بعيددة عدن التسدلط الفئدوي التنظيمدي والدنفس االسدتخدامي‪ ،‬إن مدن شدأن احتدرام‬ ‫اسددتقاللية االتحددادات القطاعيددة والنقابددات المهنيددة أن يشددرك القطاعددات األوسددع مددن العمددال والنسدداء والشددباب‬ ‫والمهنيين في الشأن الوطني وتحديدا في إستراتيجيات المقاومة والنضال‪ ،‬وفي الفعل االجتماعي والثقافي‪.‬‬ ‫ثالثااا‪ ،‬العمددل مددن أجددل تنميددة وسددائل التددرابط والتفاعددل (السياسددي والثقددافي واالجتمدداعي واالقتصددادي) بددين‬ ‫مكونات الشعب الفلسطيني‪ .‬ومن هنا أهمية تنمية المشاركة الثقافة (بالمعنى الواسدع للكلمدة؛ السدينما والمسدرح‬ ‫والرواية والقصة والشعر واألغنية الحكاية والفن التشكيلي والصناعات الحرفية‪ ،‬والتراث الشفهي والمعماري‬ ‫والتدداريخي وغيرهددا) داخددل وبددين التجمعددات الفلسددطينية باالسددتفادة مددن قدددرة الثقافددة علددى تجدداوز الحددواجز‬ ‫الحدودية‪ ،‬وألهمية الثقافة في الحفاظ على وإثراء الرواية التاريخية الفلسطينية‪.‬‬ ‫رابعا‪ ،‬مجابهدة المسداعي (مدن أطدراف متعدددة‪ ،‬دوليدة وإقليميدة ومحليدة) اختدزال فلسدطين كجغرافيدا (اختدزال‬ ‫فلسطين للضفة وغزة) وديمغرافيا (اختزال الشعب الفلسطيني إلى الجزء المقيم الضفة وغزة)‪ ،‬وكتاريخ (بددء‬ ‫التدداريخ الفلسددطيني مددن عددام ‪ )2192‬بحيددث يددتم تجاهددل أو إنكددار النكبددة وتبهيددت وتبخدديس مقاومددة الشددعب‬ ‫الفلسددطين ي الطويلددة والغنيددة لالسددتعمار والغددزو الخددارجي ولالحددتالل واالسددتيطان وتنددوع أشددكال كفاحدده فددي‬ ‫صراعه من أجل تحرره‪.‬‬ ‫خامسا‪ ،‬ضرورة تشييد منظمة تختلف في نواحي عدة عن بنية وأساليب عمل المنظمة كما تكونت خدالل فتدرة‬ ‫الستينيات والسبعينات والثمانينات؛ وقد يعني هذا استبدال صديغة الددوائر (التدي اعتمددت فدي السدابق) بصديغة‬ ‫تعتمد التجمع السكاني (ضفة‪ ،‬غزة‪ ،‬أردن‪ ،2142 ،‬لبنان‪ ،‬سوريا الخلديج‪ ،‬أوروبدا‪ ،‬أمريكدا ‪ )...‬أساسدا لمتابعدة‬ ‫شؤون وقضايا واحتياجات الجمهدور الفلسدطيني وإن احتفظدت بصديغة الددوائر لمهدام جامعدة أو مركزيدة‪ ،‬مدع‬ ‫ضرورة إبقاء حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني الموجه الرئيس والجامع لهذه المهام‪.‬‬ ‫سادسا ‪ ،‬الحرص على أن تكون المنظمدة فدي تكوينهدا الجديدد رشديقة إلدى أبعدد الحددود وذات مؤسسدات حديثدة‬ ‫قددادرة علددى الحركددة السددريعة واالسددتفادة مددن منتجددات التكنولوجيددا المعاصددرة وذات جسددم متفددر قليددل العدددد‬ ‫ومؤهددل‪ ،‬ومهيددأة لتجنيددد العمددل التطددوعي واالعتمدداد إلددى درجددة عاليددة علددى التمويددل الددذاتي‪ .‬ولعددل هددذا منبددت‬ ‫االقتراح بدأن ال يتجداوز العددد اإلجمدالي للمجلدس الدوطني الد ‪ 251‬عضدوا لضدمان سدهولة انعقداده مدن جهدة‪،‬‬ ‫ولضمان تمثيل فاعل للشتات الفلسطيني‪ .‬لكن مسودة مشروع النظدام االنتخدابي للمجلدس الدوطني تقتدرح أن ال‬ ‫يقددل العدددد عددن ‪ 451‬عضددوا يددتم انتخددابهم‪" ،‬فددي انتخابددات عامددة حددرة ومباشددرة علددى أسدداس التمثيددل النسددبي‬ ‫الكامل" (ملحق رقم‪ .)22‬وهو عدد كبير مقارنة بأعداد أعضاء البرلمانات في العالم‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫سااابعا‪ ،‬حددول موضددوع تمويددل المنظمددة طرحددت عدددة اقتراحددات‪ ،‬أبرزهددا؛ ‪ .2‬أن يخصددص لمنظمددة التحريددر‬ ‫موازنة ثابتة من ميزانية جامعة الدول العربية لكونها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسدطيني‪ ،‬ومدن حقهدا‬ ‫أن تحصل على حصتها من الدعم العربي المدالي‪ ،‬كعضدو فدي جامعدة الددول العربيدة؛ ‪ .1‬أن تسدعى للحصدول‬ ‫على مساعدات غير مشروطة ومن دول عربية بشكل ثنائي؛ ‪ .2‬أن تعمل على تطوير مصادر تمويل مسدتقلة‪،‬‬ ‫باالعتماد على طاقات شعبها ومبادراته؛ ‪ .4‬استجالب التبرعات من المقتدرين الفلسطينيين والعدرب‪ .‬لكدن كدل‬ ‫هذا ينبغي أن يتزامن مع إجراءات على درجة عالية من الشفافية والمساءلة والمحاسدبة‪ ،‬ومدن تددابير صدارمة‬ ‫لمحاربة الفساد واإلفساد‪.‬‬ ‫ثامنا‪ ،‬البناء على التراث اإليجابي للحركة الوطنية المعاصرة‪ ،‬والتي تمثلت في تشييد بنية المدنية (أي الفصدل‬ ‫بين المؤسسات السياسية والمؤسسات الدينية)‪ ،‬األمر الذي شدكل حارسدا ضدد فدرض رؤيدة طدرف بعينده علدى‬ ‫الحياة السياسية واالجتماعية والفكرية والثقافية‪ ،‬ومكن من احترام التعدديدة السياسدية والفكريدة والتنظيميدة فدي‬ ‫الحقل السياسي الفلسطيني‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬سؤال التمثيل الفلسطيني‬ ‫لموضددوع التمثيددل أهميددة خاصددة فددي الشددرط الفلسددطيني ألسددباب عدددة منهددا‪ :‬غيدداب الدولددة الوطنيددة‪ ،‬والوضددع‬ ‫االستعماري االحتاللي االستيطاني اإلجالئي‪ ،4‬ونظام التمييز العنصري‪ ،‬وواقع الشتات‪ ،‬التي تحيط بتجمعدات‬ ‫أو مكونات الشعب الفلسطيني‪ ،‬وما يترتب على هذه من افتقاد إمكانيات إجراء انتخابات حرة ونزيهدة الختيدار‬ ‫التجمعات الفلسطينية ممثليها‪ ،‬هذا باإلضافة إلدى حالدة االنقسدام‪ ،‬السدائدة مندذ منتصدف العدام ‪ .1112‬موضدوع‬ ‫التمثيل يخص بناء المؤسسات بمستوياتها المختلفدة‪ .‬وبسدبب الظدروف الموضدوعية وتباينهدا حسدب التجمعدات‬ ‫يتعين اختيار األشكال التمثيلية األقرب إلدى الديمقراطيدة (مدن حيدث التمثيدل ومدن حيدث تدوفر آليدات المحاسدبة‬ ‫للحكددام والمسددؤولين) حددين ال تتددوفر الشددروط إلجددراء انتخابددات عامددة حددرة ونزيهددة‪ .‬يمكددن جدولددة مسددتويات‬ ‫التمثيل بالتالي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تمثيل سياسي وطني (جامع)‪ ،‬ويخص هذا مؤسسات منظمة التحريدر‪ ،‬والمجلدس الدوطني الفلسدطيني بشدكل‬ ‫رئيسددي‪ ،‬ويسددتدعي هددذا المسددتوى التمثيلددي مشدداركة كددل التجمعددات الفلسددطينية فددي اختيددار ممثلهددا للمجلددس‬ ‫الوطني‪ ،‬مع الحرص على أن يمارس كل تجمع حقه في المشاركة‪ .‬ولهذا المستوى التمثيلي أهمية خاصة كون‬ ‫المنظمة تقوم بدور أساسي في تشدكيل الحقدل السياسدي الدوطني ووضدع مرجعيتده ومحدداتده ومكوناتده ورسدم‬ ‫قوانين اللعبة السياسية فيه‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تمثيل سياسي برنامجي اجتماعي‪ ،‬وهو ما تقوم بده األحدزاب والحركدات السياسدية‪ ،‬وهدي مطالبدة فدي كدل‬ ‫األحوال أن تنتخب قياداتها دوريا عبر االقتراع السري وفق لوائحها الداخليدة‪ ،‬وأن تحاسدب قياداتهدا إن أخلدت‬ ‫بذلك‪ .‬ولألحزاب والحركدات السياسدية أهميدة خاصدة فدي توليدد روابدط بدين تجمعدات الشدعب الفلسدطيني وفدي‬ ‫توفير القوى الفاعلة في الحقدل السياسدي الدوطني‪ .‬والواقدع أن اهتمامدا كافيدا لدم يعدط لدمقرطدة وتجديدد وتثدوير‬ ‫األحزاب والحركات السياسية الفلسطينية‪ .‬وعلى األرجح ستكون التنظيمات السياسية هي الفاعل الرئيسدي فدي‬ ‫‪ 4‬أينما ترد في الوثيقة عبارة كولنيالي احتاللي استيطاني‪ ،‬فالمقصود منها مناطق فلسطين التاريخية كاملة‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫مؤسسات منظمة التحرير المتجددة‪ ،‬وهي ومعها االتحادات الشعبية (القطاعيدة) والنقابدات المهيندة والحركدات‬ ‫االجتماعية أدوات المواجهة الرئيسة في الصراع من أجل حقوق الشعب الفلسطيني‪.‬‬ ‫ا ألحزاب والقوى السياسية هي المطالبة‪ ،‬بالدرجة األولدى‪ ،‬وإلدى أن يدتم تجديدد منظمدة التحريدر‪ ،‬بطدرح رؤيدة‬ ‫وإسددتراتيجية جديدددتين للمرحلددة السياسددية الراهنددة‪ ،‬وعلددى منظمددات المجتمددع المدددني األخددرى (مددن جامعددات‬ ‫ومؤسسددات بحددث ودراسددات إسددتراتيجية‪ ،‬ومجموعددات تفكيددر ومؤسسددات حقددوق إنسددان وغيرهددا)‪ ،‬مناقشددة‬ ‫ومراجعة الرؤى واإلستراتيجيات وتطويرها وإثرائها‪ ،‬وليس العكس‪.‬‬ ‫ج‪ -‬تمثيل سياسي على مستوى إقليمي ‪ -‬جهوي كما هدو الحدال فدي الضدفة الغربيدة وقطداع غدزة‪ ،‬حيدث جدرت‬ ‫انتخابات رئاسية (لرئاسة السلطة الفلسطينية) والتشريعية (النتخاب مجلس تشريعي) وفدق اتفداق أوسدلو للعدام‬ ‫‪ .2112‬وقد أجريدت انتخابدات تشدريعية مدرتين مندذ تشدكيل السدلطة الفلسدطينية عدام ‪ .2114‬وشدارك فدي هدذه‬ ‫االنتخابات فلسطينيو الضفة الغربيدة (بمدا فدي ذلدك سدكان القددس) وقطداع غدزة‪ .‬ويحتداج إجدراء انتخابدات فدي‬ ‫الضددفة الغربيددة (وتحديدددا فددي القدددس) عدددم ممانعددة إسددرائيل‪ .‬ويكددن اعتبددار "لجنددة المتابعددة العليددا للجمدداهير‬ ‫العربيدة" داخددل الخدط األخضددر هيئدة قابلددة ألن تكددون تمثيليدة علددى مسدتوى التجمددع الفلسدطيني فددي األراضددي‬ ‫الفلسطينية التي احتلت عام ‪.2142‬‬ ‫د‪ -‬تمثيل قطاعي ومهني (نقدابي)‪ ،‬وهدذا لديس‪ ،‬باألسداس‪ ،‬تمثديال سياسديا‪ ،‬بدل قطاعيدا (امدرأة‪ ،‬شدباب‪ ،‬طدالب‪،‬‬ ‫عمال) ومهنيا (مهندسين‪ ،‬أطباء‪ ،‬معلمين‪ ،‬الخ)‪ ،‬لكن له‪ ،‬في الشرط الفلسطيني‪ ،‬بعد وطني هام كونه يمكن من‬ ‫توليد روابط قطاعية ومهنية بين أفراد التجمعات الفلسطينية المختلفة‪.‬‬ ‫و‪ -‬تمثيدل محلدي ويتجسدد فدي صدديغة المجدالس المحليدة والبلدديات واللجددان الشدعبية فدي المخيمدات الفلسددطينية‪.‬‬ ‫والرأي السائد هنا هو أن يتم تشكيل هذه عبر االنتخابات وفق نظام التمثيل النسبي الكامل‪ ،‬مع ضمان حضدور‬ ‫للمرأة فيها (على أساس برنامجي ولديس علدى أسداس ندوع اجتمداعي فقدط)‪ ،‬هدذا مدع ّ‬ ‫أن هنداك آراء عبّدر عنهدا‬ ‫بعض أعضاء المجموعة أشارت إلى ضدرورة عددم االكتفداء بدذكر مزايدا التمثيدل النسدبي ومالحظدة سدلبياته‪،‬‬ ‫مثل قدرة المجموعات الصغيرة على االبتزاز السياسي‪ ،‬وكعنصر مدرجّح ومقدرر أكثدر مدن حجمده بكثيدر‪ ،‬مدا‬ ‫يوجب وضع آليات وضوابط تمنع أو تحد من هذه السلبيات‪.‬‬ ‫ه ‪ -‬ما يقوم به عدد من الحركات االجتماعية أو الروابط الطوعية تتبنى قضية واحدة (أو مجموعدة مترابطدة‬ ‫من القضايا) وتعمل من أجل تحقيقها‪ ،‬كما هو حال حركة مقاطعة إسرائيل التدي بدرزت كنمدوذج نداجح وفعدال‬ ‫خالل السنوات األخيرة فدي توليدد رأي عدام عدالمي ضدد ممارسدات إسدرائيل العنصدرية والتمييزيدة‪ ،‬والحركدة‬ ‫الشعبية لمقاومة الجدار واالستيطان‪ ،‬وهناك التشدكيالت الخاصدة بدالالجئين والمخيمدات‪ ،‬باإلضدافة إلدى لجدان‬ ‫الجاليات في المهاجر وغيرها‪.‬‬ ‫هناك مؤسسات غير تمثيليدة (مدا يصدنف كمنظمدات غيدر حكوميدة) تطدرح تقدديم خددمات أو تسدهيالت معيندة‬ ‫(قانونية‪ ،‬تعليمية‪ ،‬صحية‪ ،‬زراعية‪ ،‬إلخ) لجمهور معين (في أغلب األحيان غير ثابدت) أو للتدرويج ألفكدار أو‬ ‫توجهددات معينددة (حددول المددرأة‪ ،‬الطفددل‪ ،‬الديمقراطيددة‪ ،‬حقددوق إنسددان‪ ،‬حقددوق مواطنددة‪ ،‬إلددخ)‪ ،‬بعض دها يددرتبط‬ ‫بأحزاب أو قوى سياسية‪ ،‬وبعضها قائم على أساس مشاريع تعتمد على توفر التمويل‪.‬‬ ‫‪8‬‬


‫هذه الورقة معنية بشكل رئيسي بالتمثيل على المستوى الوطني ذات الصفة الكيانية‪ ،‬أي علدى صدعيد مدا تمثلده‬ ‫منظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬وهناك ورقة منفصلة تتناول إعادة بناء ودمقرطة االتحادات والنقابات الفلسطينية‪.‬‬

‫ثالثا‪ ،‬لماذا إعادة بناء منظمة التحرير وليس تشييد حركة وطنية جديدة مستقلة تماما‬ ‫هناك من يطرح جدوى إعادة بناء منظمة التحرير بعد أن ُشلّت مؤسساتها تماما منذ بداية عقد التسدعينات مدن‬ ‫القرن الماضي (منذ عشية اتفاق أوسلو الموقدع عدام ‪ ،)2112‬ولكدون اتفداق أوسدلو اسدتنفذ وظيفتهدا بعدد نشدوء‬ ‫سلطة حكم ذاتي على أجزاء من الضدفة الغربيدة وقطداع غدزة‪ .‬بدل هنداك مدن يدرى أن منظمدة التحريدر أعلندت‬ ‫فشلها منذ أن تبنت البرنامج المرحلي عام ‪ .2124‬ومن هنا تطرح فكرة مشروع يركز على بناء حركة وطنية‬ ‫جديدة تتخطى المرحلة التي قادتها منظمة التحرير‪ ،‬وتسعى إلى أال تكرر فشل المنظمة وأن تركز على المهدام‬ ‫المطروحددة فلسددطينيا فددي ضددوء المتغيددرات التددي شددهدها الوضددع الفلسددطيني‪ ،‬والتحددوالت العربيددة واإلقليميددة‬ ‫والدولية المتسارعة‪ ،‬وتحديدا خالل العقود الثالثة األخيرة‪.‬‬ ‫نظرياا‪ ،‬قد ال يبدو الخالف واسعا بين الدعوة إلدى إعدادة بنداء منظمدة التحريدر الفلسدطينية والددعوة إلدى حركدة‬ ‫وطنية فلسطينية جديدة‪ ،‬كما حدث في عقد الستينات من القرن الماضي بعد هزيمة واندثار الحركة الوطنية في‬ ‫العددام ‪ ،2142‬مددا دام المطلددوب هددو تأديددة الوظيفددة الوطنيددة ذاتهددا‪ .‬لكددن فددي واقددع الحددال هندداك تبدداين مهددم فددي‬ ‫مسوغات و تداعيات كل من المشروعين؛ فكرة تأسديس حركدة وطنيدة جديددة تثيدر مخداوف وشدكوك مدن قدوى‬ ‫سياسية فلسطينية عدة (وذات وزن في الحقل السياسي)‪ ،‬نظرا لواقع االنقسام الجغرافي‪-‬السياسي‪ -‬المؤسسداتي‬ ‫القائم‪ .‬كما أن مواصلة كل من "فتح" و"حمداس" اإلعدالن عدن التزامهمدا بإنهداء االنقسدام وإعدادة بنداء منظمدة‬ ‫التحرير‪ ،‬يُبقي بصيصا من أمل (ولو يزداد ضعفا مع مرور الدزمن مدع بقداء االنقسدام) فدي إمكانيدة توصدلهما‪،‬‬ ‫في مستقبل غير بعيد‪ ،‬إلى اتفاق على مباشرة عملية بناء منظمدة التحريدر علدى أسدس ديمقراطيدة وطنيدة‪ ،‬كمدا‬ ‫نص اتفاق القاهرة واتفاقيات أخرى على ذلك وقع عليها الطرفان‪.‬‬ ‫لكن وفرة الشكوك بين طرفي الصراع الرئيسيين وتنامي مصالح شرائح داخل كل منهما ومراكدز قدوى دوليدة‬ ‫وإقليمية خارجهما في إبقاء االنقسام‪ ،‬يجعل من أية دعوة لبناء حركة وطنيدة جديددة تبددو وأنهدا تسدتهدف النيدل‬ ‫من التراث الكفاحي لمنظمة التحرير وفصائلها‪ ،‬وهو أمر يغذي االنقسام القائم ويقدوي مدن أسدباب االسدتقطاب‬ ‫السياسي‪ ،‬وهو ما سيدفع نحو المزيد من االرتهان لقوى خارجية لها أجنداتها الخاصة‪ .‬ولدذا فلديس مدن الحكمدة‬ ‫القفز عن هدف إعادة بناء منظمة التحرير وإصالح ما أصابها من جمود وعطب وتهميش وتقدادم‪ ،‬وتطويرهدا‬ ‫بنية وتمثيال وبرنامجا وأساليب عمل‪ ،‬وذلك العتبارات عدة‪ ،‬من أبرزها‪:‬‬ ‫‪ .2‬يتوفر إجماع وطني (بما فيها من حركتي "حماس" و"فتح") على هددف إعدادة بنداء منظمدة التحريدر علدى‬ ‫أسدس ديمقراطيددة وتعدديددة وتحرريدة‪ ،‬بحيددث تكددون مؤسسداتها مؤسسددات وطنيددة جامعدة علددى صددعيد التمثيددل‬ ‫السياسي والتمثيل اإلقليمي (على أساس التجمع)‪ ،‬رغم أن ذلك يبقي‪ ،‬حتى اآلن‪ ،‬إجماعا لفظيدا دون أن تترتدب‬ ‫عليه أية خطوات عملية مجدولة زمنيا ودون االتفاق على آليات لبدء تنفيذه‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫‪ .1‬تملك منظمة التحريدر رصديدا نضداليا وكفاحيدا مهمدا‪ ،‬ولديس المطلدوب تجاهدل أو طمدس هدذا الرصديد‪ ،‬بدل‬ ‫المطلوب هو البناء عليه والتعريف به كجزء من تاريخ الشعب الفلسطيني المعاصر‪ ،‬وبخاصة أن نسدبةا عاليدةا‬ ‫من الشباب الفلسطيني قد ال تعرف الكثير عن هذا التاريخ‪.‬‬ ‫‪ .2‬تتمتع منظمة التحرير باعتراف عربي ودولي واسع بوصدفها الممثدل الشدرعي الوحيدد للشدعب الفلسدطيني‪،‬‬ ‫وسيكون من الصعب جدا ‪ -‬في ظل المتغيرات اإلقليمية والدوليدة التدي جدرت خدالل العقدود الثالثدة الماضدية ‪-‬‬ ‫نيل اعتراف مماثل لحركة وطنية جديدة معزولة عن المنظمة وإرثها‪ .‬هذا ال يعني أنه سيكون من السهل إعادة‬ ‫تنشيط الدور التمثيلي اإلقليمي والدولي للمنظمة بصيغتها الجديدة وتوليد أساليب عمل وعالقدات جديددة تنطلدق‬ ‫من مفاهيم حركة تحرر وطني‪ ،‬أي من اإلقرار بالحالة االستعمارية االحتاللية التي يعاني منها ومن تدداعياتها‬ ‫على الشعب الفلسدطيني ‪ ،‬ولديس مرحلدة مدا بعدد االسدتعمار كمدا تدروج أفكدار وأطروحدات عددة‪ ،‬كمدا لديس مدن‬ ‫مفهوم السلطة القائم في الضفة أو في القطاع‪.‬‬ ‫‪ .4‬أدت المنظمدة وفصدائلها دورا محوريدا فددي بنداء وتددعيم االتحدادات القطاعيددة والنقابدات العماليدة والمهنيددة‪،‬‬ ‫وساهمت هذه االتحادات والنقابات‪ ،‬في مرحلة حاسمة من بناء الحركة الوطنية بعدد النكبدة‪ ،‬بفعاليدة فدي تدوفير‬ ‫القاعدددة االجتماعيددة العريضددة للمنظمددة‪ ،‬ممددا م ّكنهددا مددن تعبئددة وإشددراك الفئددات الشددعبية والكادحددة مددن الشددعب‬ ‫الفلسطيني في النضدال الدوطني‪ .‬كمدا سداهمت فدي تشدييد صدالت تنظيميدة ونضدالية ومفاهيميدة بدين التجمعدات‬ ‫الفلسطينية المختلفة متخطية الحدود والحواجز الجغرافية بينها‪ .‬ومدع شدل مؤسسدات منظمدة التحريدر‪ ،‬تحولدت‬ ‫هذه االتحادات إلدى هياكدل مكتبيدة ال قواعدد منظمدة وفاعلدة لهدا‪ ،‬وغيدر مؤهلدة لتمثيدل قطاعهدا الجمداهيري أو‬ ‫المهني‪ ،‬كما فقدت وظيفتها كمؤسسات وطنية جامعة بسبب هدذا الشدلل وبسدبب االنقسدام القدائم‪ .‬مدن هندا أهميدة‬ ‫إعددادة بندداء هددذه االتحددادات والنقابددات علددى أسددس قطاعيددة ومهنيددة وديمقراطيددة تمكنهددا مددن الجمددع بددين المهددام‬ ‫الوطنية والمهام القطاعية والنقابية (المهام االجتماعية) في تمثيل مصالح أعضائها وتطلعاتهم‪ ،‬وهي باإلضافة‬ ‫إلى األحزاب السياسية أحد أهم وسائل التمكين الجماعي وأدوات مجابهة الدولة االستعمارية‪.‬‬

‫رابعا‪ ،‬األسس الموجهة إلعادة بناء منظمة التحرير‬ ‫أشير فيما سبق إلى أهمية االستفادة من مراجعة التجربة السابقة لمنظمة التحرير (في الستينيات و السبعينيات‬ ‫والثمانينيات) في عملية تجديد الحركة الوطنيدة الفلسدطينية وتجنيدب مؤسسداتها المركدزة الشدديدة لعمليدة صدنع‬ ‫القرارات‪ ،‬وتوليد مركز وأطراف تباين مواقعها قبل اتفاق أوسلو وبعده‪ ،‬لينتهي الوضع بتقطيع الحقل الوطني‬ ‫بعد مأسسة االنقسام في منتصف العام ‪ .1112‬تقترح مراجعة المرحلة السابقة والحالية ما يلي‪:‬‬ ‫‪ .2‬أهميدة االنتبداه إلدى خصوصديات وأوضداع كدل تجمدع عندد صدياغة إسدتراتيجيات المواجهدة‪ ،‬فيمدا تسدتدعيه‬ ‫المواجهة أو المقاومة (بالمعنى الشدمولي للتعبيدر) مدن أشدكال وصدي (لديس هندا مجدال حصدرها كونهدا تتبداين‬ ‫وتتعدد وتتنوع وتبقى منفتحدة علدى االبتكدار واإلبدداع كمدا هدو حدال تجربدة بنداء قريدة "بداب الشدمس" جندوب‬ ‫القدس المحتلة في المنطقة المخصصة لعزل جنوب الضدفة عدن وسدطها (‪ )E1‬وقريدة "بداب الكرامدة" غربدي‬ ‫القدس وغيرهما مدن أشدكال المقاومدة) وفدق شدروط وأوضداع كدل تجمدع‪ .‬فعلدى سدبيل المثدال‪ ،‬برهندت تجربدة‬ ‫‪10‬‬


‫استخدام صواريخ أرض – أرض بعيدة المدى نسبيا علدى فعاليتهدا فدي ردع مواصدلة العددوان اإلسدرائيلي فدي‬ ‫غزة المحاصرة‪ ،‬لكنه كأسلوب ردع ومواجهة يصعب اعتمداده فدي الضدفة (بحكدم تحكدم إسدرائيل بكدل مدداخل‬ ‫ومخارج الضفة)‪ ،‬وهناك حاجة إلى الوصول إلى إستراتيجية مواجهة خاصة بالقدس العربية‪ .‬كمدا ال يسدتطيع‬ ‫ق طاع غزة اعتماد أشكال المواجهدة الجديددة التدي ظهدرت فدي الضدفة المحتلدة (علدى سدبيل مقاومدة االسدتيطان‬ ‫والجدددار‪ ،‬مقاطعددة البضددائع اإلسددرائيلية‪ ،‬إلددخ)‪ .‬وقددد تولددد اإلسددتراتيجية التددي اعتمدددت فددي غددزة فددي مواجهددة‬ ‫العدددوان نتددائج كارثيددة إن اعتمدددت مددن قبددل فلسددطيني ‪ ،42‬والنتيجددة ذاتهددا إن اعتمدددت مددن قبددل المخيمددات‬ ‫الفلسطينية في األردن ولبندان ( حيدث تبددو الوسدائل الكالسديكية مدن مسديرات واعتصدام وعدرائض وملصدقات‬ ‫ومجموعات ضغط‪ ،‬وغيرها هي األنجع‪.‬‬ ‫بتعبيددر آخددر لكددل تجمددع لدده شددروطه وخصوصددياته وقددواه السياسددية واالجتماعيددة هددي األقدددر علددى تحديددد‬ ‫إستراتيجية المواجهة األكثر جدوى وفعالية‪ .‬فالمواجهة والمقاومة ليست ذات شكل واحدد ثابدت‪ ،‬بدل هدي تتقبدل‬ ‫أشكاال واسعة من التطوير واالبتكار‪ ،‬وكل تجمع‪ ،‬بفعل الظدرف المحديط بده‪ ،‬هدو األقددر علدى تحديدد األشدكال‬ ‫والمضامين األنجع‪.‬‬ ‫لقددد فددتح اعتددراف الجمعيددة العموميددة لألمددم المتحدددة بدولددة فلسددطين كعضددو مراقددب‪ ،‬المجددال للجددوء منظمددة‬ ‫التحرير إلى هيئات دولية متعدددة (مثدل؛ محكمدة العددل الدوليدة‪ ،‬محكمدة الجنايدات الدوليدة‪ ،‬منظمدة اليونسدكو‪،‬‬ ‫إلخ) لتوسيع دائرة العزلة على إسرائيل والبدء بفرض العقوبات عليها‪ .‬ويسدتدعي قدرار الجمعيدة العامدة لألمدم‬ ‫المتحدة وضع خطة تفصيلية لوسائط ووسائل تنفيذه ‪ ،‬وبخاصة البند الذي ينص على عددم مسداس القدرار بكدل‬ ‫المزايا والمكتسبات التي تعود لمنظمة التحرير‪ ،‬والعمل على منع قيام تعارض بين المنظمة والدولة‪.‬‬ ‫وهندداك أدوات ثقافيددة مختلفددة (عبددر الصددورة والفدديلم والروايددة واللوحددة واألغنيددة والمقددال والندددوة‪ ،‬والقصددة‬ ‫والرواية والقصيدة‪ ،‬إلخ) تساهم في إستراتيجيات المواجهة‪ ،‬وهناك األشكال الدعاوية والتضدامنية فدي أوروبدا‬ ‫واألمريكيتين (مثال النشاط في حركات شبابية متعددة اإلثنيات التي تددعو إلحقداق العدالدة للشدعب الفلسدطيني‪،‬‬ ‫إلخ)‪ ،‬وهكذا‪ .‬وكل هذا يقترح على القدوى السياسدية واالتحدادات والنقابدات والحركدات االجتماعيدة ومؤسسدات‬ ‫المجتمع المدني األخرى في كل تجمع‪ ،‬تحديد أشكال الحراك المالئم له وابتداع األشكال المالئمة له‪.‬‬ ‫‪ -1‬الحاجة إلى تشييد عالقة بين المنظمة والدولة والسلطة على أسس جديدة تأخذ بعين الحسبان تجربة مدا بعدد‬ ‫اتفاق أوسلو وانسدداد أفدق أمدام الدولدة الفلسدطينية المسدتقلة فدي المددى المنظدور علدى األقدل‪ ،‬وغيداب الشدروط‬ ‫الضددرورية لتوليددد إسددتراتيجية تفدداوض ذات جدددوى‪ .‬هددذا يتطلددب نظددرة جديدددة للسددلطة الفلسددطينية تنطلددق مددن‬ ‫ضرورة االنتباه الحتياجات األسر الفلسطينية المعيشية في الضفة (بما فيها القددس) والقطداع مدن منطلدق دعدم‬ ‫البقدداء والبندداء علددى األرض الفلسددطينية‪ .‬هددذا يسددتدعي مددن منظمددة التحريددر االضددطالع بمسددؤولياتها الوطنيددة‬ ‫كونها صاحبة الوالية في صياغة ومتابعة المشروع الوطني الفلسطيني‪ ،‬األمر الذي يعني حصر مهام السدلطة‬ ‫الفلسد طينية فددي تددوفير الخدددمات الرئيسددة لهددذه األسددر‪ ،‬وإعددادة تعريددف السددلطة كددذراع تنفيددذي خدددمي لمنظمددة‬ ‫التحرير‪ ،‬وليس كنواة الدولة الفلسطينية العتيدة‪.‬‬ ‫‪ -2‬الحظددر مددن التضددخم البيروقراطددي (المتولددد مددن استسددهال التفري د ) وأهميددة وضددع تدددابير لمنددع ظددواهر‬ ‫الزبائنية والريعية‪ ،‬ورفض صي المحاصصة (نظام "الكوتا") في تشكيل الهيئات القيادية للمنظمة واالتحادات‬ ‫الشعبية والنقابات المهنية‪ .‬ينبغي الحرص على أن تكدون منظمدة تحريدر الجديددة رشديقة وقدادرة علدى الحركدة‬ ‫‪11‬‬


‫السريعة واالكتفاء بأقل عدد ممكن من المكاتب والمتفرغين واالعتماد على العمل التطدوعي والتمويدل الدذاتي‪،‬‬ ‫واشتقاق خطاب سياسي بعيدا عن الشعاراتية واالنتهازية والنفاق‪ .‬كما ينبغي الحرص أيضا على الحفداظ علدى‬ ‫بنيتها المدنية (القائمة على الفصل بين الحقل السياسي والحقل الديني واإلقدرار بدالحقوق الديمقراطيدة)‪ ،‬وعلدى‬ ‫تقاليد احترام التعددية‪ ،‬والحرص على أن يتمثل في هيئاتها القيادية (وفق صدي التمثيدل النسدبي) كدل التيدارات‬ ‫السياسددية الفاعلددة فددي الحقددل الددوطني‪ ،‬وعلددى تواصددل اعتمدداد نهددج المشدداركة لدددى اتخدداذ القددرارات ورسددم‬ ‫اإل سددتراتيجيات الوطنيددة دون أن يعنددي ذلددك الضدديق مددن التبدداين فددي الددرؤى والمواقددف فددي مؤسسددات الحقددل‬ ‫الوطني‪ .‬باختصار شديد‪ ،‬تقترح التجربة اعتماد األسس التالية في عمليات إعادة بناء منظمدة التحريدر كحركدة‬ ‫تحرر وطني في مواجهدة دولدة اسدتعمارية اسدتيطانية عنصدرية (وهدو مدا يتوجدب أن يعكسده الميثداق الدوطني‬ ‫والقانون األساسي للمنظمدة)‪ ،‬ومجمدل هدذه األسدس‪ ،‬يمكدن أن يشدكل المعيدار الدذي يقداس بده مددى النجداح فدي‬ ‫عملية إعادة بناء المنظمة على أسس قابلة لالستمرار والنمو‪:‬‬ ‫أ‪ .‬الحرص على شمولية التمثيدل الدوطني‪ :‬أي أن علدى المنظمدة المنشدودة أن تكدون مهيدأة لتمثيدل كدل مكوندات‬ ‫الشعب الفلسطيني داخل فلسطين التاريخية وخارجها‪ ،‬وهدذا يعندي أن تكدون ذات مرجعيدة وطنيدة ال تهمدش أو‬ ‫تستثني أي من مكونات الشعب الفلسطيني (داخل فلسطين التاريخية وخارجها)‪ .‬بتعبير آخر تعني إعدادة البنداء‬ ‫عدم استثناء المجلس الوطني تمثيل أي من مكونات الشعب الفلسطيني‪ .‬وديمقراطية التمثيل تسدتدعي أن تكدون‬ ‫هيئاتها قابلة للمساءلة من قاعدتها االجتماعية مع إجراء االنتخابات بشكل دوري (كدل ثدالث سدنوات)‪ .‬كمدا أن‬ ‫مسدداءلة القيددادة التنفيذيددة (اللجنددة التنفيذيددة لمنظمددة التحريددر) ينبغددي أن تددتم مددن قبددل المجلددس الددوطني الجديددد‬ ‫( باعتبدداره الهيئددة الممثلددة لكددل الشددعب الفلسددطيني بمكوناتدده المختلفددة)‪ ،‬و أشددكال ووسددائل المسدداءلة ينبغددي أن‬ ‫توضح في النظام األساسي لمنظمة التحرير‪ .‬وليس هناك حاجة البتداع هيئة خاصة مستقلة تماما عن المجلس‬ ‫الوطني‪ ،‬تتشكل‪ ،‬وفق اقتراح ورقة أمريكا‪ ،‬على غرار اللجنة الوطنية لمقاطعة إسرائيل وسحب االسدتثمارات‬ ‫منها وفرض العقوبات عليها )‪ (BNC‬من حيث البنية وأسلوب العمل لكدن بإسدتراتيجيات مختلفدة تتناسدب مدع‬ ‫وظيفتها الرقابية‪.‬‬ ‫ب‪ .‬ضمان التعددية السياسية والفكرية واألثنية والدينيدة‪ :‬وبددون هدذا الضدمان لدن تسدتطيع المنظمدة أن تعكدس‬ ‫التكوين التعددي (السياسي والفكري واألثني والديني) للشعب الفلسطيني‪ ،‬الحاضر والمستقبلي‪.‬‬ ‫ج‪ .‬ضمان الحقوق الديمقراطية والمدنية والدفاع عنها‪ :‬أي أن ينص ميثاق المنظمة ونظامها األساسي الجديدان‬ ‫على التدزام مؤسسدات المنظمدة ومكوناتهدا الحزبيدة والجماهيريدة بدالحقوق الديمقراطيدة واإلنسدانية ‪ ،‬وضدمان‬ ‫الحق في االنتخاب والترشيح‪ ،‬وحرية التعبير والتنظديم (السياسدي والنقدابي واالجتمداعي)‪ ،‬وعلدى الفصدل بدين‬ ‫السلطات والتجديد الدوري للهيئات القيادية والحق في محاسبتها‪ .‬ويسدتدعي ضدمان الحقدوق الديمقراطيدة عددم‬ ‫اسدتثناء أو التمييددز ضدد تمثيددل أي تجمددع أو فئدة أو شددريحة اجتماعيدة فددي مؤسسددات منظمدة التحريددر‪ .‬ويشددمل‬ ‫االلتزام بالحقوق الديمقراطية جميع مؤسسدات وهيئدات المنظمدة‪ ،‬و مكوناتهدا السياسدية (الفصدائل واألحدزاب)‬ ‫والمدنية (االتحادات والنقابات)‪.‬‬ ‫د‪ .‬االلتزام بنص في القدانون األساسدي وفدي الميثداق بالحفداظ علدى سدمة المنظمدة المدنيدة (أي أن تددير هيئدات‬ ‫المنظمة شؤون الشعب الفلسطيني وتدافع عدن حقوقده وتطلعاتده نحدو الحريدة والعدالدة االجتماعيدة والمسداواة‪،‬‬ ‫‪12‬‬


‫وفق مرجعيات مدنيدة تقدر بحريدة الدرأي والمعتقدد واالجتهداد والنقداش الحدر‪ ،‬وهدذا كدان مدن إنجدازات منظمدة‬ ‫التحرير قبل أن تهمش ويتعطل دورهدا‪ .‬إن هدذا هدو الدذي يتديح للمنظمدة التفاعدل السدريع مدع تطدورات الواقدع‬ ‫بتعقيداته على المستويات المحلية واإلقليمية والدولية‪ .‬كما أن المرجعية حفاظ المنظمة على سمتها المدنيدة هدو‬ ‫الذي يحمي الشعب الفلسطيني ويحافظ على استقاللية الحقل السياسدي والحقدل الدديني ويضدمن عددم تددخل كدل‬ ‫منهما في شؤون اآلخر‪.‬‬ ‫ه ‪ .‬أن ال تضع عقبات أمام اعتماد أي من أشكال النضال التي يتيحها القانون الدولي والمواثيق الدولية وفق ما‬ ‫يقرره كل تجمع‪/‬جالية‪/‬مجتمع فلسطيني بما ال يتعارض مع ميثاق المنظمة ونضال الشعب الفلسطيني من أجل‬ ‫حقوقه الوطنية ومع قيم الحرية والمساواة والعدالة االجتماعية‪.‬‬ ‫و‪ .‬االنفتدداح علددى المحدديط القددومي واإلقليمددي والدددولي انطالقددا مددن أن الشددعب الفلسددطيني (كجددزء مددن األمددة‬ ‫العربيددة) يواجدده وضددعا اسددتعماريا اسددتيطانيا ونظامددا يقددوم علددى التميددز العنصددري وال يمتلددك كياندده السياسددي‬ ‫السيادي‪ ،‬وبالتالي فمن واجدب قياداتده تنميدة وتطدوير أشدكال اإلسدناد والتضدامن العربدي والددولي المسدند لقديم‬ ‫الحرية والعدالة والمساواة‪.‬‬

‫خامسا‪ ،‬ما تطرحه عملية إعادة بناء منظمة التحرير من أبعاد وإشكاليات وترتيبات‬ ‫لمشروع تجديد منظمة التحرير عدة أبعاد تستدعي االنتباه‪ .‬فللمشروع بعد تاريخي ‪ -‬سياسي كونه ال يأتي من‬ ‫فرا ‪ ،‬بل هو امتداد لعملية إعدادة بنداء لحركدة وطنيدة فلسدطينية التدي بددأت فدي عقدد السدتينيات وسدبقها حركدة‬ ‫وطنيددة ولدددت فددي مجابهددة االسددتعمار البريطدداني والحركددة الصددهيونية االسددتيطانية‪ .‬لكددن الحركددة تواجدده فددي‬ ‫الظددرف الددراهن منعطفددا متميددزا بسددبب انسددداد أفددق تسددوية تسددتهدف إقامددة دولددة فلسددطينية ذات سدديادة علددى‬ ‫األراضي التي احتلت عام ‪ 2192‬وعاصمتها القدس‪ ،‬مع صيانة حق العودة‪ .‬وللمشروع بعدد تنظيمدي يتطلدب‬ ‫بنية جديدة للمنظمة تتالءم مع وظيفة تمثيل كل مكونات الشعب الفلسطيني‪ ،‬ومتابعة شؤون وقضايا كدل تجمدع‬ ‫فددي إطددار متابعددة المشددروع الددوطني التحددرري‪ .‬وللمشددروع بعددد ثقددافي إذ عليدده أن يصددون الروايدة التاريخيددة‬ ‫الفلسطينية ويثريها عبر البحوث والدراسات (التاريخية والجغرافية واالجتماعية والسياسية والفكرية) واإلنتاج‬ ‫الثقافي بالمعنى الواسع للثقافة (أدب وفن تشكيلي ونحت وموسيقى ومسرح وغناء وتدراث شدعبي فدي مجاالتده‬ ‫المختلفة)‪.‬‬ ‫وإلعادة بناء المنظمة بعد إستراتيجي بحكم ضرورة حسم مسألة التمثيل الوطني الذي اختدل وبدات مهدددا‪ .‬كمدا‬ ‫أن تجديد المنظمة وفق األسس التي أشير إليها سيرسي مرجعية وطنية ويشكل اإلطار المؤسساتي الدذي تعدود‬ ‫إليدده معالجددة الخالفددات فددي الددرؤى السياسددية والخالفددات حددول اإلسددتراتيجيات والخالفددات األخددرى بعيدددا عددن‬ ‫الرجوع إلى المراكز اإلقليمية والدولية واالرتهان لمواقفها وأجنداتها‪.‬‬ ‫وهناك بعد وجودي إلعادة بناء المنظمة كون بناء مؤسسة كيانية وطنية واحدة وموحدة يعني وجود المرجعيدة‬ ‫التي يقع عليها مسؤولية حماية حقوق ومصالح التجمعات الفلسطينية المعيشية والحقوقية والحياتيدة‪ ،‬وبخاصدة‬ ‫أن العديددد مددن التجمعددات والجاليددات والمخيمددات الفلسددطينية تعرضددت‪ ،‬وال تددزال‪ ،‬فددي العقدددين األخيددرين إلددى‬ ‫‪13‬‬


‫اعتداءات وسياسات تمييزية ما كان لها أن تأخذ األشكال التي أخذتها لو تدوفرت منظمدة تحريدر فاعلدة وقدادرة‬ ‫على التحرك السريع وتملك أدوات الفعل والتأثير‪.‬‬ ‫في مدا يلدي إجمدال مكثدف لألفكدار التدي طرحتهدا األوراق التدي تقددم بهدا عددد مدن الباحثدات والبداحثين‪ 5‬حدول‬ ‫تصورات التجمعات الفلسدطينية المختلفدة لعمليدة إعدادة بنداء منظمدة التحريدر وفدق اإلطدار الدذي اقتُدرح علديهم‬ ‫(راجع الملحق رقم ‪ ،)21‬وللنقاش الذي جرى لهذه األوراق في الشهر األخير من العام المنصرم‪:‬‬ ‫أ‪ .‬التوجهات العامة‬ ‫أوال‪ ،‬هندداك اتفدداق علددى ضددرورة إعددادة بندداء منظمددة التحريددر ولدديس مجددرد اإلصددالح أو التفعيددل أو التددرميم‪.‬‬ ‫فددالمطلوب مددن إعددادة البندداء‪ ،‬فيمددا هددو مطلددوب‪ ،‬العمددل علددى أن تشددرك المنظمددة (فددي مؤسسدداتها ونشدداطاتها‬ ‫ومواجهاتها) كل القوى والتيارات السياسية الفاعلة في الحقل السياسي الوطني‪ .‬رأي واحد فقط دعا إلى تجاوز‬ ‫المنظمة والتركيز على بناء حركات تحرر في كل تجمع فلسطيني‪.‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬مطلوب من القوى السياسية أن تتولى مهمة تحديد أولويدات المهدام الرئيسدية التدي علدى منظمدة التحريدر‬ ‫ال ُمجددددة االضددطالع بهددا‪ ،‬باإلضددافة للتمثيددل الددوطني‪ .‬ويمكددن تحديددد هددذه األولويددات‪ ،‬الت دي ينبغددي أن تخضددع‬ ‫لشروط المصلحة الوطنية العليا (أنظر ملحق رقم ‪ 2‬حول صياغة لركائز المصلحة الوطنيدة العليدا فلسدطينيا)‪،‬‬ ‫بما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تحقيق برنامج الدولة الفلسطينية المسدتقلة علدى الضدفة والقطداع وعاصدمتها القددس‪ ،‬دون التفدريط بدالحقوق‬ ‫الوطنية األخرى (وباألخص حدق العدودة)‪ ،‬أ ي التواصدل مدع قدرار الجمعيدة العامدة لألمدم المتحددة بداالعتراف‬ ‫بدولة فلسطين كعضو مراقب؛‬ ‫ب‪ -‬االنفتاح على رؤية تطرح الدولة الواحدة على فلسطين التاريخية (سواء الدولة الديمقراطية لكدل مواطنيهدا‬ ‫مع تح ٍد دقيق لمن تنطبق عليهم شروط المواطنة‪ ،‬أو الدولة ثنائية القومية)‪ ،‬ليس بسبب انغالق األفق أمدام حدل‬ ‫الدددولتين‪ ،‬فحسددب بددل العتبددار السددعي لحددل يقددوم علددى العدالددة وتددداركا للظلددم التدداريخي الددذي أُلحددق بالشددعب‬ ‫الفلسطيني؛‬ ‫ج‪ -‬إسناد ودعم مطالب وحقوق كل تجمع فلسطيني‪ :‬أي أن يتم دعم نضدال الفلسدطينيين داخدل الخدط األخضدر‬ ‫ضد التمييز ومن أجل االعتراف بحقوقهم كأقلية قومية‪ ،‬ودعم نضال الفلسطينيين في الضفة الغربيدة مدن أجدل‬ ‫التحرر من االحتالل ونظام األبرتايد وإزالة المستوطنات وجدار الفصل العنصري‪ ،‬والتطهير األثني الجداري‬ ‫في القدس؛ ودعم نضال الفلسطينيين في غزة من أجل فك الحصار والترابط مع الضفة الغربيدة‪ ،‬ودعدم نضدال‬ ‫المخيمددات فددي الشددتات ضددد االسددتفراد األمنددي والقددوانين التددي تحدرمهم مددن الحقددوق اإلنسددانية واالجتماعيددة –‬ ‫‪ 5‬شارك في إعداد ونقاش أوراق حول رؤية التجمعات الفلسطينية لعملية بناء منظمة التحرير وفي إعداد ونقاش أوراق حول توحيد وتفعيل‬ ‫االتحددادات الشددعبية والنقابددات المهنيددة الفلسددطينية فددي ندددوة خاصددة دامددت ثالثددة أيددام (اسددطنبول فددي ديس دمبر‪/‬كددانون األول ‪ :)1121‬التاليددة‬ ‫أسددماؤهم‪/‬ن‪ ،‬مددع حفددظ األلقدداب‪ :‬ناديددا حجدداب‪ ،‬وفدداء عبددد الددرحمن‪ ،‬ريمددا نددزال‪ ،‬جددابر سددليمان‪ ،‬بشددارة دومدداني‪ ،‬توفيددق حددداد‪ ،‬أنطددوان‬ ‫شلحت‪،‬إبراهيم أبراش‪ ،‬عريب الرنتاوي‪ ،‬جميل هالل‪ ،‬ماجد كيالي (لم يتمكن من الحضور وطرح األستاذ خليل شاهين ورقته)‪ ،‬محمد أحمد‬ ‫الوزير‪ ،‬عصام عابدين‪ ،‬فضل نعيم‪ ،‬حسن لدادوة‪ ،‬محسن أبو رمضان‪ ،‬عالم جدرار‪ ،‬محمدود زيدادة‪ .‬كمدا شدارك النددوة معدين ربداني‪ ،‬هداني‬ ‫المصري وخليل شاهين‪.‬‬ ‫‪14‬‬


‫االقتصادية والمدنية‪ ،‬ومن أجل تدوفير الخددمات الضدرورية (تعلديم وصدحة وتشدغيل مدن قبدل وكالدة الغدوث)‪،‬‬ ‫ودعم نضال الشتات بشكل عام من أجل إحقاق حق العودة (إلى فلسطين التاريخية) كحق فردي وجماعي‪ .‬كما‬ ‫ينبغددي االنتبدداه إلددى دور فلسددطيني الشددتات والمهدداجر فددي زعزعددة مكانددة إسددرائيل الدوليددة وإبددراز سياسدداتها‬ ‫االستعمارية والعنصدرية‪ .‬أي أن يكدون بدين مهمدات مؤسسدات منظمدة التحريدر الجديددة تدوفير أدوات التدرابط‬ ‫والتساند بين مطالب وتحركات التجمعات الفلسطينية المختلفة‪.‬‬ ‫ثالثا‪ ،‬اعتماد أسس إعادة بناء مؤسسات المنظمدة التدي وردت فدي اإلطدار الموجده لدألوراق الموقعيدة (اعتمداد‬ ‫التعددية والمدنية‪ ،‬وتمثيل كل التجمعات وتبني تطلعاتها‪ ،‬واالستناد إلى التدابير والقيم الديمقراطية‪ ،‬االستقاللية‬ ‫عددن مراكددز القددوى اإلقليميددة والدوليددة‪ ،‬واالسددتقاللية الماليددة‪ ،‬واالبتعدداد عددن الزبائنيددة والريعيددة‪ ،‬بنيددة تنظيميددة‬ ‫رشدديقة (االعتمدداد‪ ،‬باألسدداس‪ ،‬علددى طاقددات ومددوارد كددل تجمددع) والتفاعددل السددريع مددع المتغيددرات اإلقليميددة‬ ‫والدولية‪ ،‬وتجنب اللغة الشعاراتية‪.)...‬‬ ‫رابعا‪ ،‬تتلمس اآلراء التي طرحت حول الميثاق الوطني الفلسطيني ضرورة إعادة وضدع ميثداق وطندي جديدد‪،‬‬ ‫يأخذ بعين االعتبار التحوالت والمتغيرات الواسعة التي دخلت على الوضع الفلسطيني واإلقليمي والدولي مندذ‬ ‫السددتينيات مددن القددرن الماضددي‪ .‬وتددرى الغالبيددة العظمددى مددن اآلراء أن الميثدداق الحددالي‪ ،‬وسددواء قبددل أو بعددد‬ ‫التعديالت التي أدخلت عليه (بضغوط إسرائيلية وأمريكية‪ ،‬وتحت تأثير بنود اتفاق أوسلو)‪ ،‬ال يلبي احتياجدات‬ ‫العمل الوطني الفلسطيني‪ .‬وينطبق هذا على إعالن االستقالل الفلسطيني الذي تبناه المجلس الوطني الفلسطيني‬ ‫باإلجماع في دورته التاسعة عشرة في العام ‪ ،2122‬والذي لم تتبناه القوى السياسية (حركة "حماس"‪ ،‬وحركة‬ ‫الجهاد اإلسالمي) التي تكن مشاركة في مؤسسات منظمة التحرير إلى تبنيه (أنظر الملحق رقم ‪.)4‬‬ ‫ ترى غالبية اآلراء أنه من المفيد عند صياغة الميثاق الجديد االستفادة مدن الوثدائق التدي وافقدت عليهدا القدوى‬‫السياسية مثل وثيقة األسرى ووثيقة الوفاق الوطني التي وافقت عليه كل القوى السياسدية الفلسدطينية (باسدتثناء‬ ‫حركة الجهاد اإلسالمي‪ ،‬انظر الملحق رقم ‪ 5‬ورقم ‪ ،)9‬مع األخذ بعين االعتبدار ضدغوط اللحظدة التدي أنتجدت‬ ‫هذه الوثائق (االنقسام‪ ،‬متطلبات المصالحة‪ ،‬إلدخ)‪ .‬وطدرح آخدرون أن يشدكل إعدالن المقاطعدة الدذي تبنداه عددد‬ ‫كبير من منظمات المجتمع المدني (أنظر الملحق رقم ‪ )22‬أحد مراجع الميثاق الجديد بما يشكله من أداة نضال‬ ‫حقوقي تستهدف نزع الشرعية عن إسرائيل‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار أنها ال تتناول المكونات الذاتية للمشروع‬ ‫الوطني الفلسطيني بأبعاده المختلفدة‪ .‬ورأى الدبعض أن يتضدمن الميثداق نصدا حدول الحقدوق التاريخيدة للشدعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬بما يبقي المجال مفتوحا لتبني الهدف اإلستراتيجي في إقامة الدولة الديمقراطية (الواحددة أو ثنائيدة‬ ‫القومية) أرض فلسطين التاريخيدة‪ .‬ومدن ذات االعتبدار طدرح الدبعض الحاجدة إلدى الحفداظ علدى روح الميثداق‬ ‫الوطني (القومي) والحقوق الفلسطينية التاريخية في الميثاق الجديد القومي مع االستفادة من الوثدائق المدذكورة‬ ‫أعاله‪ ،‬وأخذ العبر والدروس من التجارب السابقة‪ ،‬واالستفادة أيضادا مدن المسدتجدات والمتغيدرات فدي صدياغة‬ ‫الميثاق والبرنامج الوطني المنشودين‪.‬‬ ‫ اقترح البعض أن يتكفل المجلس الوطني الجديد صدياغة الميثداق الجديدد وفقدا آلليدة توافقيدة (علدى أن تحظدى‬‫بأغلبية كبيرة من أعضاء المجلس الوطني (ال تقل عن الثلثين)‪ ،‬بما يجعل الميثاق قاعددة راسدخة إلسدتراتيجية‬

‫‪15‬‬


‫العمل الوطني‪ ،‬التي يمكن باالستناد إليها‪ ،‬صو برنامج سياسي وطني‪ ،‬ال يستثني طموحات وتطلعات أي من‬ ‫مكونات الشعب الفلسطيني‪.‬‬ ‫ لم تطرح آراء تدعم أن يوضع للشعب الفلسطيني دستور باعتبار أن ال حاجة لوثيقة مدن هدذا القبيدل فدي هدذه‬‫المرحلة (الدستور يحتاج إلى تحديد الحقوق والواجبات وال تتوفر الشروط الضرورية لذلك فلسطينيا)‪ .‬وهنداك‬ ‫علدى كدل األحدوال مسدودة لدسدتور فلسدطيني (راجدع الملحدق رقدم ‪ )1‬بحاجدة أن تنداقش تدداعيات إقدراره علددى‬ ‫الحقوق الوطنية والتاريخية الفلسطينية‪.‬‬ ‫ ويترافق مع صدياغة ميثداق وطندي جديدد مراجعدة النظدام األساسدي السدابق لمنظمدة التحريدر بمدا يدتالءم مدع‬‫نصوص الميثاق الجديد‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى النظام األساسي الحالي أقر عضدوية المجلدس الدوطني باالنتخداب‬ ‫الحددر المباشددر مددن الشددعب الفلسددطيني‪ ،‬وحدددد "مدددة المجلددس الددوطني بددثالث سددنوات"‪ ،‬علددى أن يعقددد "دوريدا ا‬ ‫بدعوة من رئيسه مرة كل سنة‪ ،‬أو في دورات غير عادية بدعوة من رئيسه بناء على طلب من اللجنة التنفيذيدة‬ ‫أو من ربع عدد أعضاء المجلس" (راجع ملحق ‪ .)2‬وتشير مسودة مشروع قانون االنتخداب للمجلدس الدوطني‬ ‫(ملحق ‪ )22‬إلى تبني نصوص مماثلة‪.‬‬ ‫ تلقددى فكددرة وضددع نظددام مسدداءلة للهيئددات القيادي دة لمنظمددة التحريددر (اللجنددة التنفيذيددة‪ ،‬والمجلددس المركددزي‪،‬‬‫والتشكيالت التنفيذية األخرى للمنظمة) قبوال واسعا‪ .‬ولعل الصيغة األنسدب تكمدن فدي وضدع نصدوص محدددة‬ ‫حددول المسدداءلة فددي النظددام األساسددي للمنظمددة ومددن خددالل انتظددام دورة اجتماعددات (سددنوية) المجلددس الددوطني‬ ‫وعمل لجانه‪ .‬وتسري هذه الحاجة على عمل التنظيمات والحركات السياسية‪ ،‬كمدا وعلدى االتحدادات القطاعيدة‬ ‫والنقابات المهنية‪.‬‬ ‫ ورد اقتراح أن يتم انتخاب الرئيس الفلسطيني مباشرة من المجلس الوطني‪ ،‬وليس من اللجنة التنفيذية‪ ،‬وذلك‬‫لمنح الرئيس قدراا من الصالحيات تؤهله للقيام بدوره‪ ،‬وأن يكون‪ ،‬بالتالي‪ ،‬مسؤوال أمام المجلس الوطني‪ .‬هدذا‬ ‫يعني رفض فكرة انتخاب الرئيس الفلسطيني مباشرة من الشعب لما يحمله هذا من مخاطر توليد رئديس مسدتبد‬ ‫أو ديكتدداتور‪ .‬ويلغددي هددذا االقتددراح الحاجددة النتخدداب رئدديس للسددلطة الفلسددطينية بعددد إعددادة تعريددف وظائفهددا‬ ‫ودورها وموقعها في الحياة السياسية الفلسطينية‪.‬‬ ‫ من الضروري إلى أن يحدد النظام األساسي لمنظمة التحرير عالقة مؤسساتها مع مكوندات المجتمدع المددني‬‫الفلسددطيني (أحددزاب‪ ،‬اتحددادات ونقابددات‪ ،‬حركددات اجتماعيددة‪ ،‬منظمددات أهليددة) داخددل فلسددطين التاريخيددة وفددي‬ ‫الشدتات‪ .‬كمددا أن يحدددد بدقددة عالقددة هيئدات المنظمددة مددع مؤسسددات الدولددة الفلسددطينية بعددد أن أقددرت عضددويتها‬ ‫(المراقبة) من قبل الجمعية العمومية لألمم المتحدة‪.‬‬ ‫ بخصددوص موضددعة مقددرات منظمددة التحريددر‪ ،‬اقتُدرح أن تكددون المقددرات الرئيسددة خددارج فلسددطين لحمايتهددا‬‫وصون استقاللها وتسهيل حركتها بمنأى عن إجراءات إسرائيل العدوانية‪ ،‬لكدن مدع دراسدة االحتفداظ بمقدرات‬ ‫بعض مؤسسات المنظمة في الضفة والقطاع حيث يكون ممكنا ألهمية ذلك الوطنيدة‪ .‬والموقدع المقتدرح األوفدر‬ ‫دعمددا كمكددان لمقددرات المنظمددة خددارج فلسددطين كددان القدداهرة‪ ،‬بوصددفها مقددر الجامعددة العربيددة‪ .‬كمددا أشددير إلددى‬ ‫إمكانية أن يكون قطاع غدزة فدي شدروط معيندة‪ ،‬عنواندا ا آخدر‪ ،‬وفضدل الدبعض تنويدع الددول المضديقة لمقدرات‬ ‫منظمة التحرير‪.‬‬ ‫‪16‬‬


‫خامسا‪ ،‬يمكن تلخيص اآلراء التي طرحت حول عضوية المجلس الوطني الفلسطيني الجديد كالتالي‪:‬‬ ‫‪ -2‬الرأي السدائد بخصدوص عضدوية المجلدس الدوطني هدو أن يدتم االختيدار باالنتخداب المباشدر‪ ،‬حيدث تتدوفر‬ ‫اإلمكانيدة لددذلك‪ ،‬وأن يددتم البحددث عددن أدوات ديمقراطيددة أخدرى عندددما ال تتددوفر إمكانيددة لددذلك‪ ،‬علددى أن يشددمل‬ ‫التمثيل فدي المجلدس الدوطني جميدع مكوندات الشدعب الفلسدطيني دون اسدتثناء‪ .‬هنداك سدؤال حدول مدن مدن هدو‬ ‫الفلسطيني وهو تساؤل أجاب عنه الميثاق الوطني (وتجاهله القانون األساسي للسلطة الفلسطينية‪ ،‬أنظر ملحدق‬ ‫‪ )21‬وأدخل عليه تطوير قانون االنتخابات للعام ‪( 1115‬أنظر الملحق رقم ‪ ، 1‬المادة ‪ )1‬بحيث لم يعد المحددد‬ ‫هو األب بل باتت األم محددا أيضا‪ .‬لكن القانون استثنى حملة الجنسية اإلسرائيلية من الفلسدطينيين بحكدم قيدود‬ ‫اتفاق أوسلو (دون أن يستثني حملة الجنسية األردنية وال أيدة جنسدية أخدرى)‪ .‬وال يظهدر فدي نصدوص مسدودة‬ ‫مشددروع قددانون انتخابددات المجلددس الددوطني (أنظددر ملحددق رقددم ‪ )22‬اسددتثناء للفلسددطينيين حملددة الجددوازات‬ ‫اإلسرائيلية‪ .‬وهذا إن كان مقصودا يعتبر تطويرا لقانون انتخابات السلطة الوطنية الفلسطينية‪.‬‬ ‫وتح ددد مسددودة مشددروع قددانون انتخابددات المجلددس الددوطني السددن القددانوني لالنتخدداب ب د ‪ 22‬عامددا والترشدديح‬ ‫لعضوية المجلس الوطني ب ‪ 25‬عاما وهي بهذا التحديد تحرم الشباب من الترشدح لعضدوية المجلدس الدوطني‪،‬‬ ‫ولددذا يفضددل تخفدديض السددن إلددى ‪ 15‬عامددا‪ .‬كمددا تددنص مددواد مسددودة القددانون علددى تمثيددل النسدداء ضددمن القددوائم‬ ‫االنتخابية (أنظر ملحق رقدم ‪ .6)22‬إن اسدتثناء الفلسدطينيين مدن حملدة الجنسدية اإلسدرائيلية مدن المشداركة فدي‬ ‫الترشح لعضوية المجلس الوطني‪ ،‬ال ينبغي أن يعني استثنائهم مدن المشداركة فدي تقريدر المصدير الدوطني وال‬ ‫استبعاد مشاركتهم في مؤسسات منظمة التحرير الفلسدطينية‪ .‬كمدا ينبغدي التمييدز الواضدح بدين الهويدة الوطنيدة‬ ‫وبين الجنسية‪ ،‬والمنظمة تمثل الهوية الوطنية‪.‬‬ ‫‪ -1‬تحتددل االنتخابددات موقعددا مهمددا فددي الدددعوة إلددى إعددادة بندداء وتجديددد مؤسسددات منظمددة التحريددر علددى أسددس‬ ‫ديمقراطية‪ .‬اكتسبت المنظمة شرعية تمثيلهدا فدي العقدود الثالثدة األولدى مدن تأسيسدها بفعدل برنامجهدا الكفداحي‬ ‫وأهدافها الوطنية‪ ،‬مما أكسبها تأييد الفئات األوسع من الشعب الفلسطيني‪ ،‬أي أنها لم تنل شرعيتها بسدبب بنيهدا‬ ‫الديمقراطية‪ .‬هذا ال يعني أن بإمكان ذلك أن يتكرر بسبب التحوالت التدي شدهدتها العقدود الثالثدة األخيدرة‪ ،‬مدع‬ ‫‪ 6‬تع ّرف المادة السادسة من مسودة مشروع قانون انتخابات المجلس الوطني بالتالي‪:‬‬ ‫" يعتبر الشخص مؤهالا لممارسة حق االنتخاب إذا توفرت فيه الشروط التالية‪:‬‬ ‫أ أن يكون فلسطينيا ا‬ ‫ب أن يكون قد بل الثامنة عشرة من عمره على األقل يوم االقتراع‪.‬‬ ‫ج أن يكون اسمه مدرجا ا في سجل الناخبين النهائي‪.‬‬ ‫ا‬ ‫د أن ال يكون محروما ا من ممارسة حق االنتخاب وفقا ألحكام المادة (‪ )2‬من هذا النظام‪.‬‬ ‫‪ 1‬ألغراض هذا النظام يعتبر الشخص فلسطينيا ا‪:‬‬ ‫أ إذا كان مولوداا في فلسطين وفق حدودها في عهد االنتدداب البريطداني أو كدان مدن حقده اكتسداب الجنسدية الفلسدطينية بموجدب القدوانين‬ ‫التي كانت سائدة في العهد المذكور ‪.‬‬ ‫ب إذا كان مولوداا في األراضي الفلسطينية‪.‬‬ ‫ج إذا كان أحد أسالفه ممن تنطبق عليهم أحكام الفقرة (أ) أعاله بغض النظر عن مكان والدته‪.‬‬ ‫د إذا كان زوجا ا لفلسطينية أو زوجة لفلسطيني حسبما هو معرف أعاله"‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫إبراز أهمية البرنامج الكفاحي الذي ال يقود إلدى إغفدال البرندامج االجتمداعي وال االسدتخفاف بددور الثقافدة فدي‬ ‫تحصين البرنامجين ضد االنتهازية والفهلوية السياسية‪ .‬لكن أهمية اعتماد االنتخابات العامة الحرة والنزيهة ال‬ ‫ينبغي يتحول إلى ذريعدة أو مبدرر لتعطيدل توحيدد الحركدة الوطنيدة الفلسدطينية‪ .‬كمدا ينبغدي الحدذر مدن تحويدل‬ ‫الديمقراطية (بصيغتها اإلجرائيدة) إلدى وصدفة سدحرية لحدل معضدالت وإشدكاالت وتعقيددات القضدية الوطنيدة‬ ‫الفلسطينية‪ .‬ففي حال افتقاد القدرة الفعلية (لظروف خارجة على اإلرادة الفلسطينية) على إجدراء انتخابدات فدي‬ ‫موقع ما لعضدوية المجلدس الدوطني (أو للهيئدات القياديدة لالتحدادات والنقابدات الفلسدطينية) ينبغدي البحدث عدن‬ ‫آليات أخرى ال تتعارض مع أسس الديمقراطية تحدد وفق وضع كل تجمع فلسطيني‪.‬‬ ‫‪ -2‬يسدود الدرفض لنظدام المحاصصددة ("الكوتددا")‪ ،‬واسدتبداله بنظددام التمثيدل النسددبي ولكددن بنسدبة حسددم متدنيددة‬ ‫(‪ %2‬إلددى ‪ %1‬مددثال) تمكددن معظددم القددوى السياسددية مددن التمثيددل فددي المجلددس الددوطني وفددي هيئددات المنظمددة‬ ‫التنفيذية (ويسري هذا على االتحادات الشعبية والنقابات العماليدة والمهنيدة)‪ .‬فنظدام التمثيدل النسدبي هدو النظدام‬ ‫األنسب في الشرط الفلسدطيني حفاظدا علدى مكوندات "الهويدة الوطنيدة" وكضدمان لتمثيدل القدوى السياسدية فدي‬ ‫الهيئات الوطنية ومنع هيمنة الهويات الفرعية‪ .‬كما أنه النظام األكثر عدالة في التمثيل‪.‬‬ ‫‪ -4‬تشير تجربة االنتخابدات التشدريعية للسدلطة الفلسدطينية إلدى ضدرورة وجدود اتفداق وطندي حدول متطلبدات‬ ‫التعامل مع نتائج االنتخابات بحيث ال تقود إلدى التفدرد أو فدرض رؤيدة طدرف علدى الحقدل السياسدي أو الحقدل‬ ‫االجتماعي أو الحقل الثقافي‪ .‬وجاءت نتائج االنتخابات في الدول العربية التي شهدت انتفاضدات شدعبية لتحدذر‬ ‫من مخاطر استفراد تنظيم سياسي بالسلطة ونزوعه لفرض رؤيته الخاصدة علدى المجتمدع بمكوناتده المختلفدة‪.‬‬ ‫في الحالة الفلسطينية تبدرز ضدرورة قصدوى لاللتدزام بداحترام التعدديدة بتعبيراتهدا المختلفدة كشدرط ال بدد منده‬ ‫لوجود حركة وطنية متماسكة وفاعلة وقادرة على إدارة صراع تحرري متعدد المهام‪.‬‬ ‫‪ -5‬توجد ضرورة للتوصل إلى اتفاق وطني حول أسلوب تمثيل المواقع التي يتعذر فيها إجراء انتخابات عامدة‬ ‫نزيه وحرة‪ .‬هناك خشية واضحة من هيمنة التنظيمين األكبر (حركتا "فتح" و"حماس") على الحقدل السياسدي‬ ‫ومن غياب كتلدة سياسدية وازندة (قدادرة علدى المشداركة فدي االنتخابدات ككتلدة برنامجيدة) مانعدة لتفردهمدا فدي‬ ‫اعتماد صيغة "محاصصة" بينهما‪ .‬ومكمن الخشية هدو فدي التوصدل إلدى مصدالحة ال تنهدي االنقسدام (بدل إلدى‬ ‫صيغة توافقية على تقاسم السلطة‪ ،‬أي التوصل إلى صيغة إدارة االنقسام)‪ .‬وفي الحال الفلسطيني الراهن تمثدل‬ ‫االنتخابددات‪ ،‬علددى قاعدددة نظددام التمثيددل النسددبي الكامددل المعتمددد فددي مسددودة مشددروع قددانون انتخابددات المجلددس‬ ‫الددوطني‪( 7‬أنظددر الملحددق رقددم ‪ )22‬وفددي مؤسسددات السددلطة الفلسددطينية فرصددة لكسددر ثنائيددة سدديطرة "فددتح"‬ ‫‪ 7‬يقترح المشروع أن يكون "عدد أعضاء المجلس الوطني أربعمداة وخمسدون عضدواا علدى األقدل‪ ،‬ينتخدب مائدة وخمسدون مدنهم عدن دائدرة‬ ‫األراضي الفلسطينية‪ ،‬وثالثمئة على األقل عن دوائر مناطق الشتات وفق اآللية التالية‪ :‬أ‪ .‬باالنتخاب المباشر‪ :‬في الددول التدي تسدمح بدإجراء‬ ‫االنتخابات في إقليمها‪ .‬ب‪ .‬بالتوافق ‪ :‬في الدول التدي ال تسدمح بدإجراء االنتخابدات أو ال يمكدن إجدراء االنتخابدات فيهدا‪ ،‬فيدتم تسدمية واختيدار‬ ‫األعضاء لتمثيل المناطق التي يتعذر شمولها بالعملية االنتخابية وفق تقسيمات الدوائر بالتوافق من قبل لجنة اتفاق القداهرة ‪ 1115‬والمتكوندة‬ ‫من رئيس اللجنة التنفيذية ورئيس المجلس الوطني وأعضاء اللجنة التنفيذية واألمناء العامون للفصائل وبعض الشخصيات المستقلة" ‪.‬‬ ‫وتنص مسودة المشروع على أن تكون " مدة والية المجلس ثدالث سدنوات مدن تداريخ انتخابده‪ ،‬ويسدتمر المجلدس المنتخدب فدي تدولي مهامده‬ ‫تتشكل القائمة االنتخابيدة مدن فصديل و‪/‬أو حدزب و‪/‬أو‬ ‫وصالحياته حتى يتم انتخاب مجلس جديد بموجب أحكام هذا النظام"‪ .‬وعلى أن "‬ ‫ائتالف من فصائل و‪/‬أو أحزاب و‪/‬أو مجموعة من المستقلين تستوفي شروط الترشيح في إحدى الدائرتين االنتخابيتين أو كليهما ‪ .‬وال يجدوز‬ ‫أن يزيد عدد المرشحين في القائمة عن عدد المقاعد المخصص للدائرة االنتخابية‪ ،‬وال أن يقل عن ثالثة"‪ .‬كما "يشترط لقبدول ترشدح القائمدة‬ ‫االنتخابية أن تعلن التزامها بوثيقة إعالن االستقالل وبمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني"‪.‬‬ ‫‪18‬‬


‫وحماس"‪ ،‬وتساهم في مأسسة شفافية ومساءلة لمنع تحويل مواقع المسؤولية سدواء فدي السدلطة أو المنظمدة أو‬ ‫التنظيمات السياسية أو االتحادات والنقابات إلى مصادر لالمتيازات والريع الخاص والزبائنية‪.‬‬ ‫‪ .9‬يست دعي اعتماد االنتخابات العامة والتدابير الديمقراطيدة علدى طريدق إعدادة بنداء منظمدة التحريدر (كشدرط‬ ‫ضروري وإن غير كاف) إنهاء االنقسام للحقل السياسي الوطني‪ .‬وهنا يطرح السؤال الصعب‪ ،‬وهو من يتولى‬ ‫هذه المهمة إن واصدل التنظيمدان األكبدران عنادهمدا فدي رفدض إنهداء االنقسدام وعنددما تعجدز بقيدة التنظيمدات‬ ‫السياسية عن ممارسة ضغطا كافيا من أجل ذلك‪ ،‬وال تتوفر اتحادات ونقابات قدادرة علدى حشدد ضدغط قاعددي‬ ‫منظم إلعادة توحيد الحركة السياسية الفلسطينية؟ هناك من دعا (ورقة األردن) إلى التمييز بين مسارين؛ يمثل‬ ‫األول مسارا إجرائيا ‪ -‬تكتيكيا‪ ،‬يقوم على مواصلة الجهد من أجل إتمام المصالحة الفلسطينية واستئناف عمليدة‬ ‫"توحيد الشعب والكيان والمؤسسدات والجغرافيدا الفلسدطينية"‪ .‬ويسدتدعي هدذا المسدار اعتمداد مقاربدة إجرائيدة‬ ‫شدديدة الواقعيدة "علدى فدرض أن الوحددة بدين كيدانين غيدر ديمقدراطيين‪ ،‬أفضدل مدن االنقسدام إلدى كيدانين غيددر‬ ‫ديمقراطيين‪ ،‬والمصالحة حتى وإن كاندت "فوقيدة" تظدل أفضدل مدن االنقسدام‪ ،‬مدع األخدذ بنظدر االعتبدار‪ ،‬بدأن‬ ‫الشعب الفلسطيني يتطلع إلى وحدة وطنية صلبة وديمقراطية‪ ،‬وعلى أساس برندامج وطندي جدامع‪ ،‬وفدي إطدار‬ ‫منظمة التحرير الفلسطيني ال ُمعاد بناؤها وهيكلتها ديمقراطيا ا"‪ .‬ويمثل المسدار الثداني خيدارا فكريدا ‪ -‬سياسديا –‬ ‫إستراتيجيا يقوم (وفق ورقدة األردن) علدى "أن الحدل إلشدكالية االنقسدام والتراجدع فدي وضدع ومكاندة الحركدة‬ ‫الوطنية‪ ،‬بحاجة إلى مقاربة ذات طبيعة إستراتيجية"‪ ،‬تطرح "أسئلة من نوع‪ :‬من سيقوم بهذه العملية‪ ،‬هل هي‬ ‫الفصائل والنخب القائمة‪ ،‬أم أن قوى اجتماعية وسياسية جديدة؟‪ ،‬وكيف يمكن لهذه القدوى أن تنبثدق وأن تلعدب‬ ‫دوراا متعاظما؟" ( وهو السؤال الذي طرحه اإلطار الموجة لألوراق التي تعالج قضايا إعادة بناء المنظمدة مدن‬ ‫منظور مكونات الشعب الفلسطيني (أنظر ملحق رقم ‪.)21‬‬ ‫في العام ‪ ،2191‬واجهت الحركة الوطنية الفلسطينية أنذاك إشكالية "إعادة بناء منظمة التحريدر"‪ ،‬لقدد امتلكدت‬ ‫قوى المقاومة والكفاح المسلح ذات الجماهيرية والشعبية الواسعة‪ ،‬دوراا حاسدما ا فدي انتدزاع المنظمدة مدن أيددي‬ ‫النظام العربي الرسمي‪ ،‬مثلما نجحت هذه القدوى فدي إعدادة بنداء وصدياغة المنظمدة‪ .‬وإن كدان هدذا الوضدع لدن‬ ‫يتكرر ألس باب أشارت الوثيقة إليها‪ ،‬إال أن ذلدك ال يقلدل مدن حيويدة الوطنيدة الفلسدطينية ومدا بلغتده مدن نضدج‪،‬‬ ‫وهي باتت بحاجة إلى إعادة حركة وطنية جديدة (ممثلة في منظمة تحرير جديدة) تقوم على أسس ديمقراطية‪،‬‬ ‫مستفيدة من أجواء االنتفاضات الديمقراطية العربية‪ ،‬لإلفالت من "قبضة الفصائلية" وإطالق الطاقات الكامندة‬ ‫بددين صددفوف الشددعب الفلسددطيني داخددل فلسددطين التاريخيددة وخارجهددا‪ ،‬مددع أهميددة اإلشددارة إلددى أن األحددزاب‬ ‫والحركات السياسية تبقى من أرقى أشكال التنظيم التي عرفتها البشرية وأدوات التغيير السياسي واالجتماعي‪.‬‬ ‫سادسااا‪ ،‬يمكددن إجمددال اآلراء حددول فيمددا يخددص تمثيددل التجمعددات الفلسددطينية فددي هيئددات منظمددة التحريددر‬ ‫الفلسددطينية بددالقول إن هندداك اتفاقدا مددن حيددث المبدددأ علددى ضددرورة تمثيددل مصددالح وتطلعددات مختلددف مكونددات‬ ‫الشدعب الفلسدطيني (تجمعدات‪ ،‬جاليدات‪ ،‬مجتمعدات‪ ،‬إلدخ) فدي المجلدس الدوطني الفلسدطيني‪ .‬وينطبدق هدذا علدى‬ ‫االتحادات القطاعية والنقابات المهنية الفلسطينية التي يتوجب أن تصدبح قدادرة علدى تمثيدل القطاعدات والمهدن‬ ‫في التجمعات المختلفة دون أن يعني هذا تغييب الحاجة إلى التعددية في البرامج والرؤى بينها حسب قضداياها‬ ‫فددي كددل تجمددع‪ .‬ويسددتدعي تمثيددل كددل مكونددات الشددعب الفلسددطيني فددي المجلددس الددوطني اعتمدداد دوائددر تمثيليددة‬

‫‪19‬‬


‫(انتخابية حيث يمكن) لكل منها‪ .8‬وبهذا يمكن أن ينعكس هذا على البنية المؤسساتية للمنظمة بما يتديح المتابعدة‬ ‫التفصيلة لقضايا كل من هذه التجمعات االقتصدادية واالجتماعيدة والسياسدية والحقوقيدة والحريدات المدنيدة فدي‬ ‫سياق القضية الوطنية‪.‬‬ ‫نتندداول هنددا‪ ،‬بشددكل مكثددف‪ ،‬واقددع عدددد مددن التجمعددات الفلسددطينية وإشددكاليات تمثيلهددا فددي مؤسسددات منظمددة‬ ‫التحرير‪ ،‬وهي ال تشمل جميع التجمعات الفلسطينية‪ ،‬لكن ما يعرض هنا كاف إلبراز تحديات عملية إعادة بناء‬ ‫منظمة التحرير‪:‬‬ ‫أوال‪ ،‬فلسطينيو ‪( 0991‬الفلسطينيون داخل الخط األخضر)‬ ‫شكلت حرب حزيران‪/‬يونيو سنة ‪ 2192‬حدثا مفصليا في واقع فلسطينيي ‪( 42‬الفلسطينيون داخل الخط‬ ‫األخضر أو حملة الجنسية اإلسرائيلية) حمل ‪ -‬وفق الورقة المعدة للندوة عن فلسطيني ‪" - 2142‬مدلوالت‬ ‫جدلية متناقضة"‪ .‬فمن جهة أخضع االحتالل اإلسرائيلي مكونات كبيرة جديدة من الشعب الفلسطيني (في‬ ‫الضفة الغربية وقطاع غزة) لسيطرته‪ ،‬ومن جهة أخرى م ّكن من تالقي هذين المكونين (اللذين كانا معزولين‬ ‫عن بعضهما البعض قبل ذلك) مع الجزء من الشعب الفلسطيني الذي بقي على أرضه في العام ‪ ،2142‬وباتت‬ ‫هذه المكونات الثالثة (غزة‪ ،‬والضفة‪ ،‬وداخل ‪ )42‬تحت سيطرة إسرائيل‪ .‬لقد كان من تداعيات هذا التالقي‬ ‫تحت سيطرة دولة استعمارية احتاللية استيطانية عنصرية أن بدأ فلسطينيو ‪ 42‬بتعريف أنفسهم تدريجيا‬ ‫"بأنهم عرب بالمعنى القومي والثقافي‪ ،‬وبأنهم فلسطينيون بالمعنى الوطني"‪.‬‬ ‫ومع بداية عقد السبعينيات من القرن الماضي أخذ وضع األقلية العربية الفلسطينية يشهد تعزي ازا وتكثيفاا‬ ‫لحراك ذاتي مؤثر في أوضاع هذه األقلية‪ ،‬وفي تبلور بنية اجتماعية واقتصادية وسياسية متميزة‪" ،‬أسفرت‬ ‫عن تنظيم هذه األقلية نفسها قطرياا ومحلياا"‪ ،‬بان ذلك في تأسيس عدد من األطر القطرية الجديدة‪ ،‬وفي إنشاء‬ ‫تنظيمات سياسية جديدة مثل الجبهة الديمقراطية (قطرياا ومحلياا)‪ ،‬وحركة أبناء البلد‪ .‬وتالحظ الورقة أنه‬ ‫بالرغم من "أن القاسم المشترك بين جميع هذه التنظيمات تجسد في التعبير عن االنتماء المختلف عن انتماء‬ ‫األكثرية اليهودية‪ ،‬إال إنها ش ّددت في الوقت ذاته على المطالبة بالمساواة مع ما يعنيه ذلك من دفع عملية‬ ‫اندماج في المجتمع اإلسرائيلي قد اما"‪ .‬وكان التيار القومي الذي مثلته حركة أبناء البلد الطرف الوحيد الذي لم‬ ‫يطالب بالمساواة‪ ،‬حيث ركزت الحركة على "رفض اندماج فلسطينيي ‪ 42‬في إسرائيل‪ ،‬والمحافظة على‬ ‫الهوية القومية والوطنية‪ ،‬ورؤية مصير هؤالء الفلسطينيين في إطار الحل القومي العام للقضية الفلسطينية"‪.‬‬

‫‪ 8‬يقدر المكتب المركزي لإلحصاء الفلسطيني عدد الفلسطينيين في العالم بنهايدة عدام ‪ 1121‬بحدوالي ‪ 22.9‬مليدون نسدمة‪ ،‬مدنهم ‪ 4.4‬مليدون‬ ‫في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية و‪ 2.4‬مليدون يعيشدون داخدل الخدط األخضدر (مدن مجمدوع نحدو ‪ 2‬مليدون يحملدون الجنسدية‬ ‫اإلسرائيلية)‪ .‬ويقدر المكتب أن عدد الفلسطينيين في إسرائيل واألراضدي المحتلدة المقددر بنحدو ‪ 5.2‬مليدون بنهايدة العدام الجداري مقابدل سدتة‬ ‫مليون يهودي إسرائيلي‪ .‬وتوقع المكتب المركزي الفلسطيني لإلحصاء أن يرتفع إجمالي عدد كل مدن الفلسدطينيين واليهدود اإلسدرائيليين إلدى‬ ‫حوالي ‪ 9.5‬مليون بحلول نهاية عام ‪.1129‬‬ ‫‪20‬‬


‫ومثّل "يوم األرض" (في ‪ 21‬آذار‪ /‬مارس ‪ )2129‬انعطافاا حاداا في "مستوى التعبير عن الهوية الوطنية‪،‬‬ ‫وبداية المطالبة من جانب فلسطينيي ‪ 42‬باالعتراف بهم أقلية قومية"‪ .‬وكان ظهور "الحركة التقدمية للسالم"‬ ‫عامالا أساسياا في هذا التح ّول "حيث أنها قدمت نفسها بصفتها حركة وطنية فلسطينية‪ ،‬وتشكل رافداا من روافد‬ ‫الحركة الوطنية الفلسطينية في الخارج"‪ .‬وجاء في هذا السياق تأسيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي‬ ‫(قومي) مع أحد فصائل حركة أبناء البلد‪ ،‬وحركة "ميثاق المساواة" في تسعينيات القرن الفائت‪ ،‬والذي يتبنى‬ ‫المقاربة نفسها‪ ،‬ويتطلع إلى إحقاق حقوق فلسطينيي ‪ 42‬على أساس جمعي ال فردي‪.‬‬ ‫وترافق هذا التحول بروز الحركة اإلسالمية التي تتبنى فكر اإلسالم السياسي وتشمل تياراا براغماتياا يتبنى‬ ‫المشاركة في االنتخابات اإلسرائيلية العامة "بما يعنيه ذلك من غاية االندماج (المؤقت) في المجتمع‬ ‫اإلسرائيلي على أساس المساواة‪ ،‬لكنها تحرص على االشتراك في انتخابات السلطات المحلية نظراا إلى ما‬ ‫تعنيه هذه السلطات من قوة ونفوذ في مجال تعزيز قدرة المجتمع الفلسطيني في ‪ ."42‬وتالحظ الورقة بأن‬ ‫الوقع األهم التفاق أوسلو (‪ ،)2112‬على فلسطينيي ‪ ،42‬تمثل في "ترسيخ شعور األغلبية الساحقة منهم بما‬ ‫اصطلح على تسميته "التهميش المزدوج"‪ ،‬أي التهميش على مستوى المجتمع الفلسطيني‪ ،‬في موازاة التهميش‬ ‫على مستوى المجتمع اإلسرائيلي"‪ .‬وهذا رأي له حضور قوي ألن اتفاق أوسلو "شكل وال يزال دع اما قوياا‬ ‫للتيار الذي يدعو إلى التأقلم مع الواقع واالندماج في المجتمع اإلسرائيلي"‪ ،‬كما أضاف بعدا جديدا "تمثل في‬ ‫تخفيض سقف ذلك االندماج وشروطه‪ ،‬إلى ناحية مماشاة شروط األكثرية اليهودية"‪ .‬والحظ البعض من‬ ‫فلسطينيي ‪ 42‬بوادر "سياسة رسمية فلسطينية" تميل إلى "إضفاء جانب من الشرعية على وجهة أسرلة‬ ‫المواطن الفلسطيني في إسرائيل" باعتبارها "أداة سياسية ضرورية لخدمة "عملية السالم"‪ ،‬في عالقة طردية‬ ‫مع التطورات اإلسرائيلية الداخلية"‪ .‬وحدا هذا األمر بفلسطينيي ‪ 42‬إلى التح ّول "نحو سيرورة النظر إلى‬ ‫أنفسهم‪ ،‬والبحث عن سبل المشاركة الفكرية الفاعلة في تقرير مصيرهم ومستقبلهم"‪.‬‬ ‫لقد مرت سيرورة نظرة فلسطيني ‪ 42‬إلى أنفسهم بعدة مراحل‪ ،‬بلغت "مرحلة النضوج خالل سنتي ‪-1119‬‬ ‫‪ 1112‬بالتزامن مع صدور عدة مبادرات في شأن الرؤى المستقبلية المنشودة‪ ،‬والتي تشكل تحوالا آخر في‬ ‫سياق المحاوالت الرامية إلى النأي عن صيرورة تهميش فلسطينيي ‪ 42‬المزدوج‪ ،‬فلسطينياا وإسرائيلياا"‪.‬‬ ‫ينشط بين فلسطيني ‪ 42‬ثالثة تيارات سياسية رئيسة فاعلة هي‪:‬‬ ‫أ‪ .‬التيددار الشدديوعي (الددذي يمثلدده الحددزب الشدديوعي اإلسددرائيلي‪-‬راكدداح) والددذي يتبنددى حددال للصددراع العربددي‪-‬‬ ‫اإلسرائيلي يستند إلى إقامة دولة فلسدطينية علدى حددود األراضدي الفلسدطينية التدي احتلدت عدام ‪ ،2192‬وعلدى‬ ‫أسدداس المسدداواة فددي الحقددوق للفلسددطينيين العددرب فددي إسددرائيل مددع المددواطنين اليهددود‪ .‬ويددرى هددذا التيددار أن‬ ‫األحددزاب والقددوى السياسددية الفاعلددة بددين صددفوف الفلسددطينيين هددي الممثددل الشددرعي لفلسددطينيي ‪ ،42‬ويضددم‬ ‫الحزب الشيوعي في صفوفه عرباا ويهوداا‪ ،‬وتلقى مواقف الحزب تأييدا من قوى في منظمة التحرير‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫ب‪.‬التيار القومي (يمثلده بشدكل رئيسدي التجمدع الدوطني الدديمقراطي)‪ ،‬ويطدرح شدعار "دولدة المدواطنين"‪ ،‬أي‬ ‫تحويل إسرائيل إلى دولة لكل مواطنيهدا مدع إلغداء الطدابع الصدهيوني لهدا‪ ،‬وضدمان حدق العدودة‪ ،‬وإقامدة دولدة‬ ‫فلسطينية مستقلة على كدل أراضدي ‪ .2192‬وينفدتح هدذا التيدار‪ ،‬نظريادا‪ ،‬علدى حدل الدولدة الواحددة‪ ،‬باعتبدار أن‬ ‫دولة المواطنين تنهي البنية العنصدرية واالسدتعمارية واالحتالليدة االسدتيطانية لدولدة إسدرائيل‪ ،‬وتفدتح المجدال‬ ‫أمام إمكانية البحث عن حل مشترك في إطار سياسي ديمقراطي واحد؛‬ ‫ج‪ .‬التيار اإلسالمي (أبرز ممثليه الحركة اإلسالمية بقيادة الشيخ رائد صالح)‪ .‬ويرى هذا التيار أن الحل األمثل‬ ‫للقضية الفلسطينية والواقع العربي يكمن على المدى البعيد في قيام الدولة اإلسالمية‪ .‬ويشكل التيار امتداداا‬ ‫فكرياا لجماعة اإلخوان المسلمين‪ ،‬ولذا فهو األقرب سياسيا إلى حركة "حماس"‪ .‬ويعتبر قادة هذه التيار أن‬ ‫هنالك تنظيمان سياسيان رئيسيان فلسطينيان‪ ،‬هما حركتا "فتح" و"حماس"‪ ،‬وأنهم يؤيدون أي حل يتفق عليه‬ ‫التنظيمان الكبيران‪.‬‬ ‫وبحكم تأثير كل من حركة "فتح" وحركة "حماس" على مواقف التيارات السياسية الفاعلة بين الفلسطينيين‬ ‫داخل الخط األخضر فإن المهمة الملحة المطروحة إزاء مشروع إعادة بناء منظمة التحرير تتمثل في توصل‬ ‫التنظيمي ن إلى اتفاق على تفعيل عملية إعادة البناء‪ ،‬مع إشراك التنظيمات السياسية األخرى في هذه العملية‪.‬‬ ‫لكن هناك إدراكا أن هذا الشرط يجب أن يحفز باتجاه توليد حركة ضغط اجتماعية داخل فلسطين وخارجها‬ ‫من أجل هذا الهدف‪.‬‬ ‫كما أشارت الورقة حول أوضاع وتطلعات الفلسطينيين داخل الخط األخضر إلى أهمية صياغة وإقرار ميثاق‬ ‫وطني جديد ألن هذه الوثيقة "تالمس جوهر القضية الفلسطينية في الماضي والحاضر‪ ،‬وفي كل ما يتعلق‬ ‫بمستقبل الشعب الفلسطيني وتجمعاته المتعددة"‪ .‬واقترحت الورقة تشكيل "هيئة تمثل التنظيمات السياسية‪،‬‬ ‫والشخصيات المستقلة‪ ،‬وممثلي التجمعات الفلسطينية على تنظيماتها السياسية" لصياغة مسودة الميثاق‬ ‫الجديد‪ ،‬على أن يأخذ في االعتبار إعالن االستقالل‪ ،‬وأن يجري إقراره بالتوافق‪.‬‬ ‫د‪ .‬أشارت الورقة إلى نقطدة هامدة وهدي "إن تجمدع فلسدطينيي ‪ 42‬ينطدوي علدى قاعددة بشدرية حاميدة لمقدرات‬ ‫وطنيدة مثدل مراكددز دراسدات‪ ،‬أرشديفات‪ ،‬مراكددز ثقافيدة وفنيدة"‪ .‬كمددا نبهدت الورقدة ومددداخالت أخدرى إلددى أن‬ ‫مسددألة تمثيددل الفلسددطينيين داخددل الخددط األخضددر فددي المجلددس الددوطني "تحفهددا إشددكاليات كثيددرة"‪ .‬ولددذا دعددوة‬ ‫الفلسطينيين داخل الخط األخضر إلى بناء أطرهم التنفيذيدة والتمثيليدة‪ ،‬ومدن هندا اقتدراح "التركيدز علدى إعدادة‬ ‫بناء "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية"‪ ،9‬وإيجاد صيغة تفاعل بين هذه اللجنة وقيدادة المنظمدة‪ ،‬سدواء فدي‬ ‫‪ 9‬لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية تأسست عام ‪ 2121‬ويشارك في لجندة المتابعدة رؤسداء السدلطات المحليدة العدرب وأعضداء الكنيسدت‬ ‫العرب وممثلين عن أحزاب سياسية وتنظيمات عربية غير برلمانية‪ .‬وهي تطوير وتوسديع اإلطدار التمثيلدي للعدرب فدي إسدرائيل‪ .‬بعدد إقامدة‬ ‫لجنددة رؤسدداء السددلطات المحليددة العربيددة عددام ‪ . 2124‬وهندداك نقدداش حددول دمقرطددة اللجنددة وتطددوير عملهددا‪ .‬وتعددرف اللجنددة نفسددها كالهيئددة‬ ‫"التمثيلية – القيادية – الوحدوية األعلى للجماهير العربية الفلسطينية مدواطني دولدة إسدرائيل ممدن بقدوا وصدمدوا فدي وطدنهم مدا بعدد النكبدة‬ ‫الفلسطينية وإقامة دولة إسرائيل عام ‪ .2142‬وهي ‪ ....‬تمثل المواقف واألهداف والمصالح الجماعية لهذه الجماهير في مختلف جوانب الحياة‬ ‫وعلى جميع المستويات‪ .‬كما تعتبر الجسم القيادي الذي ينظم ويفعل ويوحد ويقود النضال الجماعي الوحدوي لألقلية القوميدة الفلسدطينية مدن‬ ‫‪22‬‬


‫أثندداء عمليددة إعددادة البندداء‪ ،‬أو بعددد إنجدداز هددذه العمليددة" وإيجدداد عالقددات تعدداون وتنسدديق كدداملين مددع مؤسسددات‬ ‫وهيئات المنظمة المعنية على قاعدة برنامج حق العودة وتقرير المصير‪ ،‬وهما من عنداوين المشدروع الدوطني‬ ‫الفلسددطيني‪ .‬اكمددا الينبغددي إغفددال دور فلسددطينيي الددداخل فددي دعددم نضددال الشددعب الفلسددطيني علددى مختلددف‬ ‫المستويات واألصعدة‪ ،‬نظراا للمزايا المترتبة على مواجهتهم اليومية للدولة االستعمارية االحتاللية االستيطانية‬ ‫(أي موجودون في بطن الحوت)‪.‬‬ ‫كما أشدارت إلدى دراسدة " فدتح عضدوية بعدض االتحدادات أمدام إمكدان انضدمام الفلسدطينيين فدي الدداخل إليهدا"‬ ‫مشديرة‪ ،‬بشددكل خدداص‪ ،‬إلددى عضدوية اتحددادي الكتدداب والفنددانين علددى سدبيل المثددال‪ ،‬دون أن يترتددب علددى ذلددك‬ ‫إجراءات عقابية تجاه األعضاء من الفلسطينيين داخل الخط األخضر‪.‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬الفلسطينيون في األردن‬ ‫تشير الورقة التي قدمت إلى ورشة "إعدادة بنداء منظمدة التحريدر" بشدأن الفلسدطينيين فدي األردن إلدى أن عددد‬ ‫الفلسطينيين في األردن يقدر بنحو ‪ 2.5‬مليون فلسطيني‪ ،‬منهم حدوالي ‪ 1.5‬مليدون يحملدون الجنسدية األردنيدة‪،‬‬ ‫وحوالي مليون فلسطيني بال جنسية (أي بال رقم وطني‪ ،‬مدنهم ‪ 211‬ألدف مدن أبنداء قطداع غدزة‪ ،‬والبداقي ممدن‬ ‫شملتهم تعليمات فك االرتباط في العام ‪ .)2122‬ويواجه الفلسطينيون الذين ال يحملون الجنسية األردنية ظروفا ا‬ ‫صعبة ناتجة عن وضعهم القانوني‪.‬‬ ‫تالحددظ الورقددة ابتعدداد الفلسددطينيين فددي األردن‪ ،‬علددى اخددتالف وضددعياتهم و"مكاندداتهم" القانونيددة (الجئددون‪،‬‬ ‫نازحون‪ ،‬أبناء غزة‪ ،‬مواطنون‪ ،‬حملة وثائق)‪ ،‬خالل العقد األخير على أقل تقدير‪" ،‬عن االهتمام بقضايا العمل‬ ‫الوطني الفلسطيني"‪ ،‬كان من أبرز مظاهره‪ :‬غياب حضور مدؤثر للفصدائل فدي األوسداط الفلسدطينية؛ فحركدة‬ ‫"حمدداس" تكدداد تتمدداهى بدداإلخوان‪ ،‬وحركددة "فددتح" موزعددة علددى مجموعددات متنافسددة‪ ،‬وجميعهددا بددال تددأثير‬ ‫جماهيري واسع‪ ،‬واألهم بال أنشطة ذات مغزى‪ ،‬واليسار الفلسدطيني سدار باتجداه "أردندة" نشداطه فدي األردن‬ ‫من خالل تشكيل أحزاب أردنية؛ أشكال التنظيم الجمداهيري السدائدة يغلدب عليهدا الطدابع "العضدوي" (روابدط‬ ‫القرى والحمائل)؛ كما " يكاد ال يوجد أثر جدي يذكر لحراك فلسطيني جماهيري في البلد إذا ما أستثني النشاط‬ ‫الموسمي للجان وحراكات "حق العودة" و نشاطات مقاومة التطبيع"‪.‬‬ ‫ثمة أنشطة تضامنية متفرقة ونخبوية في الغالب‪ ،‬يجري تنظيمها فدي مناسدبات معيندة وإلبدراز قضدايا محدددة‪،‬‬ ‫( تضامن مدع األسدرى‪ ،‬إرسدال مسداعدات لغدزة‪ ،‬إحيداء مناسدبات وطنيدة‪ ،‬التضدامن خدالل العددوان علدى غدزة‬ ‫والضدفة)‪ .‬وتالحدظ الورقددة غيداب الحدوار الجدددي بدين النخدب الفلسددطينية حدول القضدايا التددي تتصددر األجندددة‬ ‫الوطنية للشعب الفلسطيني‪ .‬لكن االتجاه العام للفلسطينيين فدي األردن يددعم المصدالحة بدين "فدتح" و"حمداس"‬ ‫وإعادة تفعيل منظمة التحرير وإنفاذ برنامجها الوطني‪ ،‬بالتركيز على نحو خاص على حق العودة‪.‬‬ ‫اجل البقاء والتطور على أرض وطنها‪ ،‬ومن أجل حقوقهدا القوميدة والمدنيدة فدي الدبالد‪ ،‬ونحدو تحقيدق المسداواة والعددل االجتمداعي والسدالم‬ ‫العادل والشامل‪ ....‬وتستمد لجنة المتابعة العليا شرعية وجودها وتمثيلها الشعبي من كونها تضم جميع قيادات األحزاب والحركات السياسدية‬ ‫والشعبية الفاعل ة قطريا والتي تمثل قضدايا الجمداهير العربيدة فدي إسدرائيل بمدن فديهم الندواب أعضداء الكنيسدت العدرب‪ ،‬إضدافة إلدى رؤسداء‬ ‫السلطات المحلية العربية والهيئات التمثيلية الوحدوية القطرية المنتخبة‪."...‬‬ ‫‪23‬‬


‫تدذكر الورقددة المشدار إليهددا عددة أسددباب لتراجدع "العمددل الدوطني الفلسددطيني" فدي األردن‪ ،‬أبرزهددا‪" :‬سياسددات‬ ‫"األردنة" التي اعتمدت رسميا ا بعد أحداث أيلدول ‪ ،2121‬حيدث جدرى إقصداء النخدب الفلسدطينية فدي معظمهدا‬ ‫مدن إدارات الدولددة ممددا ولّددد ضددعفا ا بنيوي دا ا فددي تكددوين النخددب األردنيددة (ذات األصددول الفلسددطينية)"؛ "انهيددار‬ ‫منظمة التحرير وتراجدع مكاندة فصدائلها الرئيسدة‪ ،‬األمدر الدذي ولّدد فراغداا‪ ،‬نجحدت الحقدا ا التيدارات اإلسدالمية‬ ‫(اإلخوانية بخاصدة) فدي ملئده‪ ،‬تاركدة معظدم الفلسدطينيين فدي األردن‪ ،‬نهبدا ا للفدرا "‪ ،‬ويدرتبط بالعامدل األخيدر‬ ‫صعود "التيار الديني (اإلخواني أوالا) (والسلفي في السنوات العشدر األخيدرة)‪ ،‬بخطابده وأجنداتده األمميدة‪ ،‬مدا‬ ‫أفضى البتعاد الشرائح المهمشة عن العمل السياسي والوطني العام‪ ،‬إلدى النشداط اإلغداثي والددعوي عمومدا ا"؛‬ ‫تآكددل شددريحة المهنيددين (محددامين‪ ،‬مهندسددين‪ ،‬أطبدداء وغيددرهم) نتيجددة القيددود علددى التحدداق الشددباب الفلسددطيني‬ ‫(األردنيون من أصول فلسطينية) بالجامعات الحكومية‪ ،‬وارتفاع كلفدة التعلديم الخداص‪ ،‬وانسدداد آفداق البعثدات‬ ‫للجامعات الخارجية ( بعد انهيار منظومة الدول االشتراكية و تراجع أعداد ونوعيات المنح الجامعية من الدول‬ ‫العربية‪ ،‬وقد ترك هذا تأثيراته على أبناء الطبقة الوسطى‪.‬‬ ‫وأبرزت الورقة ما يلي‪:‬‬ ‫‪ .2‬يواجددده األردنيدددون مدددن أصدددول فلسدددطينية فدددي األردن‪ ،‬أسدددئلة المواطندددة‪ ،‬الهويدددة واالنددددماج‪ :‬الالجئدددون‬ ‫الفلسطينيون وعموم حملة الجنسية األردنية‪ ،‬يواجهون تمييزا في الوظدائف والتعلديم و"المعدامالت الحكوميدة"‬ ‫والخدمات التي يحصلون عليها’‪ ،‬وهم يتحسسون وطأة "المواطنة من الدرجة الثانية"‪.‬‬ ‫‪ .1‬يعاني األردنيون من أصول فلسطينية من ضعف التمثيل السياسي للفلسطينيين‪ ،‬وتآكل النخب في أوساطهم‬ ‫(الدولددة عمومدا ا هددي منتجددة النخددب)‪ ،‬وقددد بدددأت نسددب هددؤالء حتددى فددي الهيئددات النقابيددة والمهنيددة ومؤسسددات‬ ‫المجتمع المدني‪ ،‬بالتراجع بسبب ضعف اإلقبال علدى المشداركة‪ ،‬وتآكدل الطبقدة الوسدطى‪ .‬كمدا يالحدظ ضدعف‬ ‫المشاركة السياسية للفلسطينيين عموماا‪ ،‬إذ سجلت دوائر الكثافة الفلسطينية الخمس نسبة إقبال على االنتخابات‬ ‫تراوح ما بين ‪ 21 - 15‬بالمائة‪ ،‬وهي نصف المعدل الوطني العام‪ ،‬وثلث المعددل المسدجل فدي منداطق الكثافدة‬ ‫العشائرية‪.‬‬ ‫‪ .2‬ضعف المشاركة في األحزاب السياسية والحراكات الشبابية والتظاهرات واالعتصدامات‪ ،‬مدع مالحظدة أن‬ ‫هذه الظاهرة بدأت تتغير‪ ،‬نخبويا ا على وقع الربيع العربي‪ ،‬وشعبيا ا على "إيقاع رفع الدعم واألسعار" و"الفاقدة‬ ‫االقتصادية"‪ ،‬وكان واضحا ا منذ البدء أن دوافع مشاركة الفلسطينيين ومحركها التاريخي (القضية الفلسدطينية)‬ ‫قد تغيرت‪ ،‬و"أن الحافز الجديد للمشاركة‪ ،‬سوف يتمثل في الضائقة االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وهدذا مدا حصدل‬ ‫بشكل خاص بعد قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية ما أدى إلى ارتفداع أسدعارها‪ ،‬وقدد سدجلت التظداهرات‬ ‫التي طرأت بعد القرار‪ ،‬مشاركة فئات جديددة مدن األردنيدين مدن أصدول فلسدطينية‪ ،‬ومدن الفئدة الشدبابية بشدكل‬ ‫خاص‪.‬‬ ‫ينقسم الفلسطينيون حملة الجنسية األردنية إلى فئتين‪:‬‬ ‫أ‪ .‬فئة أبنداء غدزة الدذين تتصددر أولويداتهم مسدألة "الحقدوق المدنيدة‪ ،‬االقتصدادية واالجتماعيدة"‪ ،‬مثدل الوثدائق‪،‬‬ ‫الرعاية الصحية‪ ،‬التعليم‪ ،‬العمل‪ ،‬النظرة األمنية تجاه أبناء القطاع عموما ا‪ .‬ويبدي أبناء غزة‪" ،‬حساسية خاصة‬ ‫حين يتعلق األمر بالحقوق السياسية‪ ،‬وهي مسألة ال تحظى بتأييد أي من الكتل السياسية الوازنة‪ ،‬لكدن المشدكلة‬

‫‪24‬‬


‫الكبرى التي تواجه هؤالء في تأمين معاشهم وحياتهم الكريمة‪ ،‬تضغط عليهم بقوة‪ .‬ويبدو أنه ال يجري التطرق‬ ‫إلى هذه القضية إال في المحافل واألنشطة الخاصة بأبناء غزة‪.‬‬ ‫ب‪ .‬يعدديش أبندداء الضددفة المقيمددين فددي األردن‪ ،‬ممددن يحملددون البطاقددات الصددفراء‪ ،‬ويتمتعددون قانونيدا ا بالجنسددية‬ ‫األردنية‪ ،‬هؤالء دوما ا تحت هاجس "سحب األرقام الوطنية" وجوازات السفر‪ ،‬وهم عرضة لالبتزاز والتهديدد‬ ‫من قبل جهات رسمية وغير رسمية‪ .‬وثمة مطالب من تيار أردني "أهلي"‪ ،‬أو ما يسمى تيدار الحركدة الوطنيدة‬ ‫األردنية" بأن يطبق على هؤالء تعليمات فك االرتباط لعام ‪.2122‬‬ ‫مما سبق يمكن القول "إن األردنيين من أصول فلسدطينية‪ ،‬ومعهدم الفلسدطينيون فدي األردن‪ ،‬ليسدوا منخدرطين‬ ‫على نحو جاد وفاعل في الجدل الفلسطيني الوطني العام‪ ،‬باسدتثناء مدا يثدار بدين الحدين مدن مواقدف وتعبيدرات‬ ‫تذهب إلى دعم التوجه للمصالحة والتشديد على حقوق الالجئين في العودة والتعويض وفقا ا للقرارات الدولية"‪.‬‬ ‫يستخلص مما سدبق أن إعدادة إدمداج فلسدطينيو األردن (سدواء األردنيدون مدن أصدل فلسدطيني أم الفلسدطينيون‬ ‫المقيمون في األردن) في الحراك الوطني يشترط أن تتخذ منظمة التحرير والقوى السياسية الفلسطينية الفاعلة‬ ‫سلسلة من الخطوات واإلجراءات‪ ،‬من بينها‪:‬‬ ‫ا‬ ‫أ‪ .‬اختيار "نخبة من الفعاليات األكثر صدقية وتأثيرا في إطار المجلس الوطني الفلسطيني عندما يعاد تشكيله"‪،‬‬ ‫فقد مضى على عضوية الكثيرين من األعضاء الحاليين العشرات مدن السدنين‪ ،‬وفقدد معظمهدم الصدلة والتدأثير‬ ‫على القطاع األوسع من الجمهور الفلسطيني‪.‬‬ ‫ب‪ .‬المبادرة إلى "إجراء حوار معمدق مدع دوائدر صدنع القدرار فدي الدولدة األردنيدة‪ ،‬إلقناعهدا بالحاجدة لتمكدين‬ ‫أكثر من مليون فلسطيني (من الذين ال يحملون الجنسدية األردنيدة) مدن انتخداب ممثلديهم إلدى المجلدس الدوطني‬ ‫الفلسطيني"‪ .‬وهذا هدف ممكن يبدو أمراا ممكنا ا في ضدوء عداملين رئيسدين‪ :‬أولهدا‪ ،‬أن هدؤالء ال يتمتعدون بأيدة‬ ‫حقددوق سياسددية فددي األردن‪ ،‬وقددد تشددكل مشدداركتهم فددي االنتخابددات الفلسددطينية بددديال منطقيددا وممكنددا‪ .‬وثانيهددا‪،‬‬ ‫ستقابل هذه الخطوة‪ ،‬بارتياح تيار واسع من األردنيين‪" ،‬الذي يعتقدون أن مشاركة هدؤالء فدي اختيدار ممثلديهم‬ ‫في المجلس الوطني الفلسطيني‪ ،‬سوف يكرس "عودتهم السياسية" وعدم انددراجهم فدي حسدابات الدديموغرافيا‬ ‫الحساسة في األردن"‪ .‬يمكن أن يكون هناك عائق "أمني" فدي وجده اقتدراح كهدذا‪" ،‬إذ تميدل "العقليدة األمنيدة"‬ ‫عادة‪ ،‬إلى تفضيل تفادي هذا الخيدار الدذي قدد يحفدز علدى المشداركة والدوعي والتنظديم‪ ،‬والخدروج مدن السدلبية‬ ‫واالنسحابية"‪.‬‬ ‫ثالثا‪ ،‬الفلسطينيون في مخيمات الشتات (لبنان مثاال)‬ ‫طرحت ورقة لبنان رؤية محددة إلعادة بناء منظمة التحريدر‪ ،‬انطالقدا مدن خصوصدية الوضدع الفلسدطيني فدي‬ ‫لبنان وأولوياته على المستويين الوطني والمحلي اللبناني‪ ،‬ومن منطلدق أهميدة الموضدوع بالنسدبة للفلسدطينيين‬ ‫في لبنان‪ .‬وتشدير الورقدة علدى أن عمليدة إعدادة البنداء ليسدت تنظيميدة فحسدب‪ ،‬بدل هدي أيضدا فكريدة‪-‬سياسدية‪-‬‬ ‫برنامجية‪ .‬وتطرح بالتالي تساؤال عدن البرندامج الدوطني الدذي سديتم علدى أساسده إعدادة البنداء‪ ،‬وتستفسدر عدن‬ ‫البنية التنظيم ية القادرة والمستعدة علدى حمدل هدذا البرندامج‪ ،‬وماهيدة القدوى االجتماعيدة التدي لهدا مصدلحة فدي‬ ‫تحقيقه‪ ،‬وعن موقعها في هذه البنية وعن دورها في النضال الميداني العملي من أجل إنجازه‪..‬‬

‫‪25‬‬


‫ترى ورقة لبنان أن معظم المبادرات المطروحدة إلعدادة بنداء منظمدة التحريدر الفلسدطينية تنطلدق مدن تشدكيل‬ ‫مجلس وطني جديد منتخب يقوم بدوره بانتخداب األطدر األخدرى للمنظمدة ومنهدا اللجندة التنفيذيدة‪ ،‬وتشدير إلدى‬ ‫أهمية االلتفات " بالتوازي على األطر التمثيلية األدنى مثل االتحادات الشعبية علدى المسدتوى الدوطني واللجدان‬ ‫الشددعبية فددي المخيمددات ( لبنددان مثدداالا)‪ ،‬التددي تعدداني مددن االنقسددام ونقددص التمثيددل والترهددل وغيدداب الحيدداة‬ ‫الديمقراطية الداخلية"‪ .‬و تعطي الورقة أهمية خاصة لبناء االتحادات الشعبية أو القطاعية "ألنهدا ستضدمن فدي‬ ‫المحصلة تمثيل صحيح للقوى االجتماعية الفلسطينية المختلفة المرأة والشباب والعمال والمهنيين واألكاديميين‬ ‫‪...‬إلخ)‪ ،‬وخاصة في حال تعذر إجراء االنتخابات المباشرة في هذا البلد أو ذاك (لبنان على سبيل المثال) وقيام‬ ‫تلك األطر بانتخاب ممثليها إلى المجلس الوطني ضمن نظام "كوتا" متفق عليه‪ .‬وفي هذه الحال ال يمكن ألطر‬ ‫غير ممثلة لقواعدها الشعبية أن توصل ممثلين حقيقيين إلى المجلس الوطني"‪ .‬وترى ورقة لبنان أنه "يجب أن‬ ‫يؤ خذ بعين االعتبار أيضا ا الدور المتنامي لحركة العودة ولجان الدفاع عن حقوق الالجئين عبر العدالم ويعمدل‬ ‫على تمثيلها في أطر المنظمة المختلفة لمركزية حق العودة ومسألة الالجئين في القضية الفلسطينية"‪.‬‬ ‫منظمة التحرير وخصوصية الوضع الفلسطيني في لبنان‬ ‫يتعرض الفلسطينيون في لبندان‪ 10‬إلدى أشدكال متعدددة مدن التهمديش تتمثدل فدي ‪":‬التهمديش المكداني الدذي حدول‬ ‫المخيمات الفلسطينية إلى جزر شبه معزولة عن محيطها السكاني وظيفتهدا احتدواء الالجئدين بوصدفهم مصددر‬ ‫خطر وتهديد محتملين للمجتمع المضيف"؛ وفي التهميش االقتصادي "الذي يفرض قيوداا صدارمة علدى حقهدم‬ ‫في العمل والضمان االجتماعي"؛ وفي التهميش المؤسسداتي "الدذي يسدتبعد الفلسدطينيين مدن مؤسسدات الحيداة‬ ‫االجتماعيددة والثقافيددة"‪ .‬ويترتددب علددى الفلسددطينيين فددي لبنددان خددوض النضددال مددن أجددل "انتددزاع االعتددراف‬ ‫بحقوقهم االقتصادية واالجتماعية والثقافية من دون المساس بوضعهم القانوني كالجئدين وبحقهدم فدي العدودة"‪.‬‬ ‫وعليهم الحراك من أجل أن يكون لهم دور فاعدل فدي النضدال الدوطني الفلسدطيني "بعدد أن شدعروا بدالتهميش؛‬ ‫أوالا فدددي أعقددداب خدددروج منظمدددة التحريدددر الفلسدددطينية مدددن لبندددان عدددام ‪ 2121‬وانهيدددار مؤسسددداتها التمثيليدددة‬ ‫والتشغيلية‪ ،‬وثانيا ا إثر توقيع اتفاقيات أوسلو وتركيدز االهتمدام الفلسدطيني والددولي علدى المنداطق المحتلدة مندذ‬ ‫العددام ‪ 2192‬علددى حسدداب مندداطق الشددتات بمددا فددي ذلددك لبنددان‪ ،‬فض دالا عددن تهمدديش مشددكلة الالجئددين عموم دا ا‬ ‫وإرجائها إلى المرحلة النهائية من المفاوضات"‪.‬‬ ‫وتدوجز الورقددة القضددايا مثددار االهتمددام والنقدداش فددي أربدع قضددايا مترابطددة هددي‪ :‬إعددادة بندداء منظمددة التحريددر‬ ‫الفلسطينية؛ التداعيات المحتملة لالعتراف بالدولة الفلسدطينية مدن قبدل األمدم المتحددة علدى وضدع الفلسدطينيين‬ ‫القانوني كالجئين وعلى طريقة تعامل الدولة اللبنانية معهم؛ التمثيدل الفلسدطيني فدي لبندان لددى الدولدة اللبنانيدة‬ ‫ومؤسسدداتها التنفيذيددة والتشددريعية‪ ،‬ولدددى األنددروا؛ ملددف الحقددوق األساسددية (حددق العمددل‪ ،‬حددق التملددك بشددكل‬ ‫خاص)‪ .‬وتؤكد الورقدة أن قضدية إعدادة بنداء منظمدة التحريدر الفلسدطينية هدي‪ ،‬بالنسدبة للفلسدطينيين فدي لبندان‬ ‫"القضية المركزية التي ترخي بظاللها على بقية القضايا"‪ .‬وترى أن من شأن إعادة بنداء المنظمدة أن "يحدافظ‬ ‫على حقوق الالجئين في العودة وتقرير المصير‪ ،‬كما من شأنه أن يخلق مرجعية فلسطينية موحدة للفلسطينيين‬ ‫في لبنان تمثلهم لدى الدولة اللبنانية وتدعم حقوقهم االقتصدادية واالجتماعيدة والثقافيدة"‪ .‬وتدرى الورقدة أن مدن‬ ‫‪ 10‬يقدر عدد الفلسطينيين المقيمين في لبندان بنحدو ربدع مليدون نسدمة‪ ،‬وال يشدمل هدذا الفلسدطينيون المقيمدون فدي الخدارج بددوافع الهجدرة أو‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫‪26‬‬


‫شأن إعادة االعتبار لمنظمدة التحريدر كممثدل شدرعي ووحيدد للشدعب الفلسدطيني "أن يحاصدر أيدة تدأثيرات أو‬ ‫تددداعيات سددلبية علددى حقددوق الالجئددين ووضددعهم القددانوني قددد تددنجم عددن اسددتبدال عضددوية منظمددة التحريددر‬ ‫الفلسطينية المراقبة في األمم المتحدة بعضوية فلسطين كدولة غير عضو"‪.‬‬ ‫يتسداءل الالجئددون الفلسددطينيون فدي لبنددان مددن خدالل لجددان العددودة ومنظمدات المجتمددع األهلددي حدول عدددد مددن‬ ‫القضايا‪ ،‬أهمها‪" :‬ماذا لو أصبحوا مواطنين رعايا للدولدة الفلسدطينية الموعدودة‪ ،‬فهدل سديكفون عدن أن يكوندوا‬ ‫الجئين قانونياا؟ وبالتالي هل سيفقدون حقهم في العدودة والتعدويض واسدتعادة الممتلكدات؟"‪ ،‬ومداذا عدن مصدير‬ ‫دور "األونروا في منداطق عملياتهدا الخمدس الدذي يجسّدد اسدتمرار عملهدا مسدؤولية المجتمدع الددولي السياسدية‬ ‫واألخالقية عن خلق مشكلة الالجئين‪ ،‬وبالتالي مسؤوليته عن حلها وفق مبادئ القانون الدولي وقدرارات األمدم‬ ‫المتحدة ذات الصلة؟ وماذا عن واليتها عنهم‪ ،‬فهل سينتقلون من حماية األونروا إلى حماية المفوضدية السدامية‬ ‫لألمم المتحدة لالجئين التي ال تتطابق حلولها الثالثة المعروفة مع حقوقهم الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف‬ ‫وفي مقدمها حق العودة وحق تقرير المصير؟"‪.‬‬ ‫مواقف القوى السياسية وقوى المجتمع األهلي في لبنان من إعادة بناء منظمة التحرير‬ ‫ال تختلف مواقف الفصائل الفلسطينية في لبندان بخصدوص إعدادة بنداء ( م‪ .‬ت‪ .‬ف) عدن مواقفهدا فدي المنداطق‬ ‫األخرى‪ ،‬ولكن مع خصوصية انقسام القوى السياسية الفلسطينية منذ االنشقاق في حركدة فدتح عدام ‪ 2122‬إلدى‬ ‫جبهتين متنازعتين هما "فصائل منظمة التحرير" و "فصائل التحالف الوطني"‪ .‬وقد تكدرس هدذا االنقسدام إثدر‬ ‫انضمام حركتي "حماس" والجهاد اإلسدالمي إلدى جبهدة "التحدالف الدوطني"‪ ،‬وتغدذى مدن التحالفدات اإلقليميدة‬ ‫لكل من الجبهتين‪ .‬وقد تصدرت حركة "حماس" الجبهة األولى وحركة "فتح" الجبهة الثانية‪.‬‬ ‫أطلقت قوى المجتمع األهلي عدة مبادرات حدول إعدادة بنداء وإصدالح المنظمدة‪ ،‬وبعدض هدذه المبدادرات هدي‬ ‫مبادرات ذات طابع وطني وإن انطلقت مدن لبندان‪ .‬مدن أبرزهدا؛ اللقداء التشداوري الدذي جدرى بدين شخصديات‬ ‫فلسددطينية مسددتقلة عددام ‪ ،1112‬والددذي أكددد علددى "علددى ضددرورة اعتمدداد مبدددأ االنتخ داب فددي اختيددار أعضدداء‬ ‫المجلس الوطني الفلسطيني‪ ،‬تفعيالا للمادة الخامسة من النظام األساسي"‪ .‬كما أكد على ضرورة تمثيدل مختلدف‬ ‫القددوى االجتماعيددة فددي المجلددس "مددن سددكان المخيمددات إلددى رجددال األعمددال واألكدداديميين والمددرأة ومنظمددات‬ ‫المجتمددع األهلددي"‪ ،‬مددع الحددرص علددى أن ال يفسددر هددذا كموقددف ضددد فصددائل المقاومددة‪ .‬كمددا تبنددى اللقدداء نظددام‬ ‫التمثيل النسبي للقوائم مددخالا لتمثيدل جميدع القدوى الفلسدطينية‪ .‬واعتبدر اللقداء أن تشدكيل "مجلدس وطندي جديدد‬ ‫على قاعدة االنتخابات سوف يحظى بقبول شعبي واسع"‪ .‬واعتبر اللقاء أنه "أصبح للجان العودة دور كبير في‬ ‫تددأطير الفلسددطينيين علددى امتددداد العددالم‪ ،‬بحيددث أصددبحت تلددك اللجددان تشددكل سددنداا لنشدداطات وفعاليددات منظمددة‬ ‫التحرير"‪.‬‬ ‫وهناك مبادرة الهيئة الوطنية الفلسدطينية للددفاع عدن الحقدوق الثابتدة (‪" :)1121‬التدي تد ّم توظيفهدا فدي الندزاع‬ ‫الداخلي الفلسطيني بأبعاده العربية وفي تكريس االنقسام‪ ،‬األمر الذي أفقدها الزخم الشدعبي"‪ .‬وجداء فدي وثدائق‬ ‫الهيئددة أنهددا تعمددل علددى "إعددادة بندداء المؤسسددات الفلسددطينية وفددي المقدمددة منهددا منظمددة التحريددر علددى أسدداس‬ ‫ديمقراطددي وعلددى قاعدددة االنتخابددات التددي تفددرز قيددادة شددرعية تمثددل الشددعب الفلسددطيني كلدده وفددي كددل أمدداكن‬ ‫تواجده"‪ ،‬كما تعمل الهيئة على "الحفاظ على منظمة التحرير وميثاقها كحركة تحرر وطني"‪.‬‬ ‫‪27‬‬


‫وهناك الورشة التي نظمت في بيروت (‪ )1121/2/21‬بدعوة من مركز القددس للدراسدات السياسدية (عمدان‪/‬‬ ‫بيروت) تحت عنوان‪" :‬فلسدطينيو لبندان وانتخابدات المجلدس الدوطني الفلسدطيني"‪ .‬واسدتهدفت دراسدة إمكانيدة‬ ‫إجراء انتخابات حدرّة تم ّكدن الفلسدطينيين فدي لبندان مدن اختيدار ممثلديهم فدي المجلدس الدوطني الفلسدطيني‪ .‬وقدد‬ ‫عبددرت لجنددة الحددوار اللبندداني الفلسددطيني (هيئددة حكوميددة تحددت إشددراف رئاسددة مجلددس الددوزراء) واألحددزاب‬ ‫اللبنانية المشداركة فدي الورشدة ( حدزب ‪ ،،‬حركدة أمدل‪ ،‬تيدار المسدتقبل‪ ،‬الحدزب التقددمي االشدتراكي‪ ،‬حدزب‬ ‫الكتائب‪ ،‬التيار الوطني الح ّر )‪ ،‬باستثناء حدزب القدوات اللبنانيدة‪ ،‬عدن تأييددها إلجدراء انتخابدات فلسدطينية فدي‬ ‫لبنان الختيار ممثلين للمجلس الوطني‪ ،‬و"اعتبرتهدا مصدلحة لبنانيدة بامتيداز وإضدافة جديددة للعالقدات اللبنانيدة‬ ‫الفلسطينية"‪ .‬كما عبرت الفصائل الفلسطينية المشداركة ( حمداس‪ ،‬فدتح‪ ،‬الجبهدة الديمقراطيدة‪ ،‬الجبهدة الشدعبية‪/‬‬ ‫القيادة العامة‪ ،‬والحركة اإلسالمية المجاهدة) عن دعمها غير المشروط للخطوة‪:‬‬ ‫وبشكل عام أك ّد المشاركون في الورشة أن العوائق التي تجابه مشاركة الالجئين في انتخابات المجلس الوطني‬ ‫الفلسطيني ليست من النوع غير القابل للتذليل‪ ،‬وإنما يتطلب األمر إجراء حوار مدع السدلطات اللبنانيدة لتحويدل‬ ‫مواقفها المبدئبة المؤيدة إلجراء االنتخابدات إلدى قدرار نهدائي‪ .‬وتوافقدوا علدى أن هدذه العمليدة ال تمدس بالسديادة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬بل على العكس فإنها تبدد مخاوف بعض اللبنانيين من هاجس التوطين‪.11‬‬ ‫وجرت مبادرة شبابية مستقلة نظمت في الفترة (‪ 2 – 2‬شباط ‪ /‬فبراير ‪ )1121‬كجدزء مدن حملدة أوسدع تحدت‬ ‫اسددم " كامددل الصددوت" دعددت إلددى انتخدداب المجلددس الددوطني الفلسددطيني وتنسددق جهودهددا فددي هددذا المجددال مددع‬ ‫الحمددالت الشددبابية األخددرى فددي لبنددان وفددي فلسددطين والشددتات‪ .‬وورد فددي الوثيقددة الناظمددة لمبددادئ الحملددة "أن‬ ‫منظمة التحرير هي مكسب تاريخي للشعب الفلسطيني وبأن التغيير يحدث عبر إصالحها لتصبح ممثالا حقيقيا ا‬ ‫للفلسددطينيين كافددة"‪ .‬واعتبددرت "أن انتخدداب مجلددس وطنددي فلسددطيني جديددد بالسددبل الديمقراطيددة والشددفافة هددو‬ ‫الخطوة األولى واألهم لعملية إصالح منظمة التحريدر"‪ ،‬وأن "انتخابدات المجلدس الدوطني هدي فرصدة إلعدادة‬ ‫إحياء روح المشاركة السياسية والعمل المشترك بين كل الفلسطينيين وباألخص بين الجيل الشاب الذي هو من‬ ‫سيحمل راية النضال ومن سيسلمها ألبناء الجيل الالحق"‪ .‬وأنها توفر "فرصدة لددخول فئدات شدبابية ومتنوعدة‬ ‫في العملية السياسية"‪.‬‬ ‫وتشير ورقة لبندان إلدى بدروز ‪ -‬فدي الفتدرة األخيدرة ‪ -‬حركدات شدبابية فلسدطينية فدي لبندان أطلقدت "مبدادرات‬ ‫شبابية ال تتصل مباشرة بموضوع إعادة بنداء المنظمدة ولكنهدا تتقداطع معهدا"‪ .‬منهدا " كامدل التدراب الدوطني"‬ ‫التددي أطلقتهددا "هيئددة تنسدديق األنديددة الثقافيددة الفلسددطينية المسددتقلة فددي لبنددان" والتددي أطلقددت فددي خطددوة رمزيددة‬ ‫"إعالن دولة فلسطين على كامل التراب الفلسطيني" في خطوة احتجاجية على قبول فلسطين دولة غير عضو‬ ‫في األمم المتحدة في حدود العام ‪ .2192‬وفي السياق نفسه نذكر حركة الشباب الفلسدطيني‪ /‬لبندان‪ .‬وهدي جدزء‬ ‫مددن حركددة الشددباب الفلسددطيني (‪ (PYM‬علددى مسددتوى العددالم‪ .‬كمددا أطلقددت فددي العددام ‪ 1121‬حملددة التسددجيل‬ ‫‪ 11‬لمزيد من التفاصيل عن نقاشات الورشة والمشاركين فيها أنظر الرابط التالي‪:‬‬ ‫=‪http://www.alqudscenter.org/arabic/pages.php?local_type=128&local_details=2&id1=1000&menu_id‬‬ ‫‪10&cat_id=7‬‬

‫‪28‬‬


‫النتخابات المجلس الوطني الفلسطيني التسجيل اإلاليكتروني لتغطي مختلف تجمعدات الشدعب الفلسدطيني عبدر‬ ‫العددالم بمددا فددي ذلددك لبنددان‪ .‬وهندداك مددن اعتبددر أن هددذه الحملددة ال تدددخل فددي سددياق إعددادة بندداء منظمددة التحريددر‬ ‫الفلسطينية "لخلوها من أي رؤية سياسية أو تصور تنظيمي إلعادة البناء‪ .‬وهي في واقع الحال ليست أكثر من‬ ‫آلية عمل يمكن االستفادة منها في تسجيل الناخبين وتسهيل مشاركتهم في انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني‬ ‫في حال ت ّم إجراؤها"‪.‬‬ ‫وتستخلص ورقة لبندان ضدرورة "إجدراء حدوار مر ّكدز مدع الدولدة اللبنانيدة بهددف تبديدد المخداوف والهدواجس‬ ‫اللبنانية من إجراء عملية انتخابات ديمقراطية في المخيمات وخارجهدا"‪ ،‬وتقتدرح أن تبددأ هدذه االنتخابدات مدن‬ ‫األطدددر القاعديدددة ( اللجدددان الشدددعبية واالتحدددادات النقابيدددة والشدددعبية) وتنتهدددي "بانتخابدددات المجلدددس الدددوطني‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وصوالا إلى االعتراف بمرجعية موحدة للشعب الفلسطيني في لبنان تدافع عن حقوقه األساسية فدي‬ ‫إطار المصلحة الوطنية الفلسطينية‪ /‬اللبنانية المشتركة"‪.‬‬ ‫لددم تتددوفر ورقددة خاصددة بوضددع المخيمددات فددي سددوريا لصددعوبة استشددفاف إمكانيددة إجددراء انتخابددات ألعضدداء‬ ‫المجلس الوطني الفلسطيني للتجمع الفلسطيني في سوريا وفي رأي القاعددة الشدعبية حدول إعدادة بنداء المنظمدة‬ ‫ومستلزماتها بسبب حالة الصدراع الددموي التدي تعيشدها الدولدة والمجتمدع بمدا فدي ذلدك المخيمدات الفلسدطينية‪.‬‬ ‫ورغم أن أوضداع الفلسدطينيون فدي سدوريا مدن حيدث الحقدوق واالنددماج االقتصدادي والسياسدي واالجتمداعي‬ ‫مغددايرة تمامددا عددن مثيلتهددا فددي لبنددان لكددن يمكددن القددول بددأن رغبددة أبنائهددا فددي إعددادة بندداء المنظمددة علددى أسددس‬ ‫ديمقراطية تمثيلية ال تقل عن تلك لدى الفلسطينيين في لبنان‪.‬‬ ‫رابعا‪ ،‬تجمعات فلسطينية أخرى‬ ‫ليس هناك من معيقات قانونية أو سياسية لمشاركة الجاليات الفلسطينية في شمال أمريكا وجنوبها أو فدي دول‬ ‫أوروبا وال في دول أخرى غيدر عربيدة (سدواء مدن حداملي جنسدية البلدد أو غيدر هدم مدن المهداجرين للعمدل أو‬ ‫الدراسة أو لدواعي أخرى) في اختيار ممثليهم للمجلس الوطني وتشكيل أطر قيادية تمثيلية لهذه الجاليات عبدر‬ ‫اال نتخابات المباشرة بعد تثبيت العضوية وتنظيم عملية االنتخابات وضمان نزاهتها وشموليتها‪.‬‬ ‫وال تبرز عقبات أمام مشاركة الفلسدطينيين فدي قطداع غدزة فدي اختيدار ممثلديهم للمجلدس الدوطني (أو للمجلدس‬ ‫التشريعي) إذا ما قررت القوى السياسية وقدوى المجتمدع المددني ذلدك‪ .‬لكدن هدذا الوضدع ال يسدري تمامدا علدى‬ ‫الفلسطينيين في الضفة الغربية‪ ،‬إذ ال تكفي موافقة القوى السياسية وقوى مجتمدع المددني بحكدم قددرة االحدتالل‬ ‫على التدخل لتعطيل عملية الترشيح واالنتخاب في كل مناطق الضفة الغربية أو لمنعها في القدس الشدرقية‪ ،‬أو‬ ‫لمنع األعضاء المنتخبين من أداء مهماتهم ودورهدم فدي مؤسسدات المجلدس الدوطني‪ .‬المشدكلة هندا متولددة عدن‬ ‫سيطرة االحتالل اإلسرائيلي على الضفة الغربية‪.‬‬ ‫يصددعب‪ ،‬فددي ظددل احتدددام الصددراع الجدداري فددي سددوريا منددذ العددام ‪ ،1122‬التقدددم بتقدددير عددن إمكانيددة وطبيعددة‬ ‫مشاركة الفلسطينيين في سوريا‪ 12‬في انتخاب ممثليهم للمجلس الوطني‪ ،‬ولن يكون باإلمكان معرفة ذلك إال بعد‬ ‫‪ 12‬يقدر عدد الفلسطينيين المقيمين في سوريا بنحو نصف مليون نسمة‪ .‬وهناك عددد آخدر مدن الالجئدين الفلسدطينيين الدذي قددموا لسدوريا مدن‬ ‫العراق واألردن ولبنان نتيجة االضطرابات السياسية التي شهدتها هدذه البلددان (يقددر الدبعض عدددهم بنحدو مائدة ألدف)‪ .‬وال يتدوفر تقدديرات‬ ‫‪29‬‬


‫أن يتحدد المصير السياسي للبلد‪ .‬أما مشاركة الجالية الفلسطينية في مصر (وهي جاليدة صدغيرة الحجدم)‪ 13‬فدي‬ ‫اختيددار مددن يمثلهددا فددي المجلددس الددوطني فدديمكن افتددراض إن ذلددك لددن يكددون صددعبا بعددد أخددذ موافقددة السددلطات‬ ‫المصرية التي لن تعترض على ذلك‪.‬‬ ‫يختلف وضع الجاليات الفلسدطينية فدي دول الخلديج‪ 14‬عدن وضدعهم فدي سدوريا ولبندان واألردن كدون معظمهدا‬ ‫موجددود بعقددود عمددل وهددم مهدداجرون مددن مواقددع إقامددة فددي الضددفة وغددزة واألردن ولبنددان وسددوريا‪ ،‬وبالتددالي‬ ‫باسددتطاعة مددن يرغددب االنتخدداب فددي مواقددع السددكن األصددلية (أو بالبريددد العددادي أو اإللكترونددي) إن رغدب أو‬ ‫رغبت فدي ذلدك وإن اعترضدت الددول المضديفة لهدم علدى ممارسدة حقهدم فدي االنتخداب فدي سدفارات فلسدطين‬ ‫لديها‪.‬‬

‫سابعا‪ ،‬استخالصات‬ ‫أوال‪ ،‬إعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية ممثلة‪ ،‬كإطار مؤسساتي‪ ،‬في منظمة التحريدر الفلسدطينية أمدر فدي‬ ‫غاية األهمية إذا ما أخذنا بعين االعتبار محددات الشرط الفلسطيني واألوضاع اإلقليمية والدولية الجارية‪ .‬ولذا‬ ‫ينبغي أن ال تجري كفعل نخبوي كما جرى في الستينيات مدن القدرن الماضدي (النجداح فدي ذلدك العقدد ال يعندي‬ ‫إمكانية النجاح في العقد الحالي ألسباب عديدة نوقشت خالل هدذه الوثيقدة)‪ ،‬بدل أن تدتم مدن خدالل فسدح المجدال‬ ‫أمام كل تجمع‪/‬مجتمع‪/‬جالية فلسطينية أن يشارك في عملية البناء هذه عبر‪:‬‬ ‫‪ .2‬أن يتولى كل تجمع اختيار ممثليه إلى المجلس الوطني باعتباره الهيئة التشريعية األولى للشعب الفلسطيني‪،‬‬ ‫والتي تنتخب هيئة تنفيذية تتابع تنفيذ قراراته‪ .‬وفي حال تعذر لتجمع ما انتخاب ممثليه مباشرة يبحث كل تجمع‬ ‫عن الوسيلة األنجع الختيار ممثليه‪.‬‬ ‫‪ .1‬إن عملية اختيار ممثلي كل تجمع يفترض أن تقوم على أسداس اعتبدارين؛ األول حاجدات وتطلعدات غالبيدة‬ ‫التجمع‪ ،‬وثانيا البرنامج السياسي واالجتماعي الذي يطرحه (ضمن قائمته االنتخابية)‪.‬‬ ‫‪ .2‬إن عملية دمقرطة العالقات بين أفراد كل تجمع تعني أن تشمل عملية الدمقرطة مختلف الهيئات الفاعلة في‬ ‫التجمع (أحزاب‪ ،‬نقابات واتحادات‪ ،‬هيئات محلية‪ ،‬لجان شعبية‪ ،‬حركات اجتماعية‪ ،‬إلخ)‪.‬‬ ‫‪ .4‬أن تتتم العملية وفق نظام التمثيل النسبي لالعتبارات التي وردت في الوثيقة‪-‬التقرير‪.‬‬ ‫ثانيااا‪ ،‬يسددتدعي تعميددق التددرابط بددين التجمعددات الفلسددطينية مددن جانددب و ضددمان متابعددة مصددالح وتطلعددات‬ ‫التكوينات االجتماعية المختلفة لكل تجمع (على أساس الوضع الطبقي‪ ،‬النوع االجتماعي‪ ،‬الحالة المهنية‪ ،‬الفئة‬ ‫العمرية‪ ،‬إلخ) أن يتم بناء األطر القطاعية والمهنية كأطر لها أجندات اجتماعية مطلبية باإلضدافة إلدى أجنددات‬ ‫وطنية‪ .‬من هنا تظهر أهمية أن تتم إعادة بناء الحركة الوطنية لديس فقدط عبدر انتخداب‪/‬اختيدار ممثلدين لمجلدس‬ ‫وطني عن كل تجمع‪ ،‬بل وتشكيل أطر قطاعية ونقابية ومهنية على صعيد كل تجمع تشكل فيما بينهدا اتحدادات‬ ‫عامة‪ .‬بتعبير آخر هناك حاجة في عملية إعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية إلى إفسداح المجدال أمدام القدوى‬ ‫االجتماعية (عبر االتحادات والنقابات والحركات االجتماعية) لتمثيل مصالحها وتطلعاتها‪.‬‬

‫دقيقة لعدد الفلسطينيين الذي غادروا سوريا إلى خارجها خالل العقود الماضية‪ .‬ويختلف وضع الفلسطينيين في سوريا عن وضعهم في لبنان‬ ‫إذ يتمتع الفلسطينيون في سوريا بمساواة واسعة في الحقدوق االقتصدادية واالجتماعيدة والمدنيدة خالفدا للقيدود غيدر اإلنسدانية والتمييزيدة التدي‬ ‫فرضت على فلسطيني لبنان‪.‬‬ ‫‪ 13‬يقدرعدد الفلسطينيين في مصر بنحو ‪ 51‬ألفا‪.‬‬ ‫‪ 14‬ا يقدر عدد الفلسطينيين في دول الخليج العربي نحو نصف مليون نسمة‪.‬‬ ‫‪30‬‬


‫ثالثا‪ ،‬ضرورة وعي مخاطر اختزال الديمقراطية إلى مجرد انتخابدات دوريدة‪ ،‬كدون مثدل هدذا االختدزال يلغدي‬ ‫أبرز مرتكزات الديمقراطية القائمة على ترافدق وتجدادل قديم الحريدة والمسداواة‪ .‬كمدا ينبغدي الحدذر الشدديد مدن‬ ‫الددخول فددي انتخابددات عامدة فددي شددرطنا الدوطني دون االتفدداق علدى وظائفهدا‪ ،‬وهددذا مددا جدرى فددي االنتخابددات‬ ‫التشريعية في العام ‪ ،1119‬ورأينا نتائجها الكارثية على الحركدة الفلسدطينية‪ ،‬والتدي مدا زالدت تدداعياتها قائمدة‬ ‫حتى اللحظة‪ .‬السؤال الذي ال بد منه هو‪ :‬هل نريد انتخابات عامة لنحدد مدن يحكدم ومدن يكدون فدي المعارضدة‬ ‫(كما هو عادة الحدال فدي الددول المسدتقلة) أم نريدد انتخابدات لبنداء مؤسسدات وطنيدة تمثيليدة ال تسدتثني أيدا مدن‬ ‫القوى السياسية عبر نظام انتخابي يقوم على التمثيل النسبي ذي نسبة حسدم متدنيدة تضدمن تمثيدل أوسدع طيدف‬ ‫من القوى السياسية بهدف المشاركة في الحياة السياسية (والفكرية واالجتماعية واالقتصادية السياساتية)‪ ،‬وفي‬ ‫المشدداركة فددي إقددرار وتنفيددذ إسددتراتيجيات المواجهددة لالحددتالل وللحالددة االسددتعمارية التددي يعيشددها الشددعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬بتجمعاته المختلفة‪.‬‬ ‫رابعا‪ ،‬تتوفر إمكانيات واسعة نسبيا ألن يتم اختيار ممثلين عن التجمعات الفلسطينية المختلفة بشكل ديمقراطي‬ ‫حتدى حددين يتعددذر إجددراء انتخابددات مباشدرة‪ ،‬واألقدددر علددى تحديددد سددبل ذلدك هددي القددوى السياسددية والمنظمددات‬ ‫المجتمعية الفاعلة في كل تجمع ("لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية" تقدم مثاال على ذلك)‪.‬‬ ‫ما يعنيه السابق هو التعاطي مع الشعب الفلسطيني ليس فقط كمجتمع سياسي ذات حركدات وتنظيمدات سياسدية‬ ‫متعددة ومختلفة البرامج والتوجهدات‪ ،‬بدل وكدذلك كتشدكيلة اجتماعيدة متبايندة األوضداع والشدروط والتكويندات‬ ‫لكنها في حالة سيرورة‪ .‬لكن ما يوحد هذا الشعب هي األخطار المشتركة التي يتعرض لها والحقوق واألهداف‬ ‫التي يسعى من أجلها في مواجهة الحالة االستعمارية االحتالليدة االسدتيطانية التدي يعيشدها (بأبعادهدا المختلفدة‪:‬‬ ‫التمييددز العنصددري‪ ،‬نظدددام المعددازل (األبرتايدددد)‪ ،‬التطهيددر اإلثندددي‪ ،‬التوسددع االسدددتيطاني الزاحددف‪ ،‬الحصدددار‬ ‫التجويعي‪ ،‬التمييز ضد الفلسدطينيين فدي لبندان وبلددان عربيدة أخدرى‪ ،‬المعانداة المختلفدة والمتنوعدة لشدعبنا فدي‬ ‫الشتات‪ ..‬إلخ)‪ ،‬والرواية التاريخية الجامعة بروافدها الفرعية المتعددة‪.‬‬ ‫خامساا‪ ،‬يستدعي إعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية االنتباه إلدى خصوصديات وشدرط كدل تجمدع عندد وضدع‬ ‫إستراتيجيات المواجهة (بدالمعنى الشدمولي للتعبيدر) بأدواتهدا وأشدكالها المختلفدة؛ لديس المجدال حصدرها بحكدم‬ ‫تعدد وتنوع أشكالها وانفتاحها على االبتكار واإلبداع وفق ما تليه متطلبات كفداح كدل تجمدع‪ .‬فمدا ثبتدت فعاليتده‬ ‫في تجمع معين ال يعني أن هذه التجربة ستنجح كجزء من إستراتيجية مواجهة في تجمع آخر‪ ،‬بل قد يتولد عن‬ ‫ذلك نتائج سلبية للغاية (على سبيل المثال اعتماد أساليب المواجهة المعتمدة في قطاع غزة (إطالق الصدواريخ‬ ‫ضد أهداف إسرائيلية) من قبل فلسطينيي ‪ 42‬داخل الخط األخضر أو من قبل المخيمات الفلسطينية في األردن‬ ‫سديقود إلددى نتددائج كارثيددة علددى األرحددج)‪ .‬المهددم هندا التنويدده إلدى أن المواجهددة أو المقاومددة تتنددوع فددي أشددكالها‬ ‫ومضددامينها وهددو منفتحددة علددى التطددوير واالبتكددار والتجمددع المعنددي هددو األكثددر درايددة فددي شددأن األشددكال‬ ‫والمضامين األنجع‪ .‬وبات متاحا‪ ،‬بشكل أوسع من السابق‪ ،‬فضاء الفعل داخل الهيئات الدولية المختلفة (محكمة‬ ‫العدل الدولية‪ ،‬محكمة الجنايات الدولية‪ ،‬منظمة اليونسكو‪ ،‬إلخ) الذي يتديح توسديع دائدرة العزلدة علدى إسدرائيل‬ ‫وفرض العقوبات عليها‪ .‬وهناك الوسدائل الثقافيدة المختلفدة (عبدر الصدورة والفديلم والروايدة واللوحدة واألغنيدة‬ ‫والمقال والنددوة‪ ،‬إلدى القصدة والروايدة والقصديدة‪ ،‬إلدخ) التدي تسداهم فدي ذات االتجداه‪ ،‬ولهدا أشدكالها الدعاويدة‬ ‫والتضددامنية فددي أوروبددا واألمددريكيتين (مددثال النشدداط فددي حركددات شددبابية متعددددة اآلثنيددات التددي تدددعو للعدالددة‬ ‫للشعب الفلسطيني‪ ،‬إلخ)‪ ،‬وهكذا‪..‬‬

‫‪31‬‬


‫سادسا‪ ،‬يسود رأي بضرورة إعادة النظر في الميثاق الوطني لغة‪ ،‬وبنودا وتركيزا باالستناد إلى الوثدائق التدي‬ ‫لقيددت إجما عددا أو مددا يقددرب اإلجمدداع مددن القددوى السياسددية والتددي أشددارت إليهددا هددذه الوثيقددة‪/‬التقريددر (إعددالن‬ ‫االسدتقالل‪ ،‬وثيقدة الوفداق الدوطني‪ ،‬إعدالن حملدة المقاطعدة إلسدرائيل وسدحب االسدتثمارات وفدرض العقوبددات‬ ‫عليها)‪ ،‬مع االنتباه إلى المالحظات علدى كدل منهدا والظدروف التدي ولددتها‪ ،‬مدع التنبيده إلدى ضدرورة أن يؤكدد‬ ‫الميثاق على الرواية التاريخية للشعب الفلسطيني‪.‬‬ ‫تأتي الحاجة إلعدادة بنداء الحركدة الوطنيدة فدي سدياق البنداء علدى فضدائل التدراث اإليجدابي للماضدي (التعدديدة‬ ‫السياسية والفكرية‪ ،‬والتنظيمية والثقافية‪ ،‬المدنية الرافضة للطائفية‪ ،‬إعالء شأن الروح الكفاحيدة )‪ ،‬وفدي سدياق‬ ‫تجنب نقائص وأخطداء وإخفاقدات التجربدة السدابقة (نظدام المحاصصدة‪ ،‬الزبائنيدة‪ ،‬الريعيدة‪ ،‬المكتبيةد وتغييدب‬ ‫أسدداليب المحاسددبة للقيددادة)‪ ،‬وتددأتي‪ ،‬باألسدداس‪ ،‬فددي سددياق المهددام الملقدداة علددى هددذه الحركددة فددي مجابهددة الدولددة‬ ‫االحتالليددة االسدددتيطانية االسدددتعمارية االسدددتعمارية والتنكدددر للحقددوق الفرديدددة والجماعيدددة السياسدددية والمدنيدددة‬ ‫واإلنسددانية‪ ،‬بمددا فيهددا حددق العددودة لفئددات واسددعة مددن الشددعب الفلسددطيني‪ .‬فهندداك حاجددة لتنظدديم نضددال الشددعب‬ ‫الفلسطيني التحرري‪ ،‬وهناك حاجة لمؤسسات وطنية جامعة (تتخطدى حددود التجمدع الواحدد) لتغذيدة العالقدات‬ ‫بددين التجمعددات الفلسددطينية المتباينددة الظددروف واألوضدداع‪ ،‬ولصدديانة وإثددراء الروايددة التاريخيددة الفلسددطينية‪،‬‬ ‫باالعتماد على دور كل منها وليس عبر خلق مركز بيده كل الصالحيات وأطراف مهمشة‪.‬‬ ‫سابعا‪ ،‬هناك قضايا لوجستية ومالية حول أمكنة مقرات منظمة التحرير وموازانتها وبنيتها ووضع مؤسساتها‬ ‫تحت الرقابة والمساءلة أوردت الوثيقة آراء حولهدا‪ ،‬وهدي قضدايا قابلدة للحدل إن جدرى متابعتهدا بدروح عمليدة‬ ‫وكفاحية‪.‬‬ ‫باختصار شديد يستدعي إعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطيني ؛‬ ‫أوال‪ ،‬إسددراع فددي بندداء إطددار تنظيمددي جددامع يسددتند إلددى عمليددات دمقرطددة مكونددات هددذه الحركددة (السياسددية‬ ‫والقطاعية والنقابية والمحلية) على المستويات الوطنية والموقعية (على صعيد كل تجمع)‪ ،‬باإلضافة للحركات‬ ‫االجتماعية (الشبابية‪ ،‬وغيرها)؛‬ ‫ثانيا‪ ،‬ينبغي أن يترافق البدء في بناء اإلطار التنظيمي الجامع صياغة وثيقة مرجعية (ميثاق أو عقد اجتماعي)‬ ‫يحظى بأوسع درجة من اإلجماع الوطني والشعبي؛‬ ‫ثالثا‪ ،‬الحركة الوطنية الجديدة بحاجة إلى إستراتيجيات مواجهة ونضدال تشدترك فيده أوسدع الفئدات االجتماعيدة‬ ‫في كل تجمع باالستناد إلى حاجات وقدرات وميزات كل تجمع‪،‬‬ ‫رابعدا‪ ،‬هنداك حاجددة إلدى توسديع دور الثقافددة (بدالمعنى الواسدع للكلمددة) فدي عمليدة إعددادة بنداء الحركدة الوطنيددة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬بمدا هدي مدن المحركدات الرئيسدة للهويدة الوطنيدة والمنشدط للوطنيدة الفلسدطينية‪ ،‬كونهدا ال تخضدع‬ ‫لموازين القوى العسكرية والسياسية وللحدود الجغرافية‪ ،‬واألقدر بالتالي علدى الحفداظ علدى الروايدة التاريخيدة‬ ‫الفلسطينية وتغذيها من مختلف حقول الثقافة العالمة والشعبية‪.‬‬

‫‪32‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.