Hayat magazine

Page 1

‫السنة العاشرة ‪ -‬العدد ‪ - 112‬شعبان ‪ 1430‬هـ أغسطس ‪ 2009‬م‬

‫مل‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫زو حف‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫‪.‬‬ ‫اجك م ‪ .‬ليل‬ ‫ة‬ ‫أ‬ ‫ن األ س‬ ‫ط‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫لف إل ة‬ ‫خ‬ ‫ا‬ ‫ص‬ ‫ى الي ة‬ ‫اء‬

‫تورطت بعالقة‬ ‫مع شابين‬

‫عريس من نوع‬ ‫خاص جدًا !‬

‫في مدينة محاصرة!‬

‫‪#‬‬

‫‪-‬‬

‫‪9‬‬

‫‪#-‬‬

‫خطوة بخطوة ‪..‬‬

‫‪-9‬‬

‫‪#9‬‬

‫‪#-9‬‬

‫‪+‬‬

‫أخذ أموالي ‪..‬‬

‫ثم زعم أنه خسرها‬

‫تعلمي كيف تقعين‬ ‫في فخ الحب !‬

‫القبول في الجامعات‬

‫طابور انتظار طويل ‪..‬‬ ‫والحل السحري في فيتامين (واو)‬

‫ُمتخفيات في مالبس رجالية‪..‬‬ ‫وآنسات بشوارب مفتولة !!‬



‫صورة وكلمة‬ ‫الكون من حولي وال شيء بجانب ما أرى‬ ‫عيناي مبحرتان في بحر وموج كاجلبال‬ ‫تتصارع األفكار‬ ‫تشتبك احلروف‬ ‫لكل سطر جيشه اجلرار‬ ‫وأشم رائحة العراك‬ ‫وإنني‬ ‫بهدوء سلطان مهيب مقتدر‬ ‫أطويه حني أشاء‬ ‫كيف أشاء‬ ‫أين أشاء أن أطوي‬ ‫وينسدل الستار !‬

‫عدسة يوسف الدبيان‬

‫‪1‬‬


‫‪12‬‬ ‫آخر صرعات األقمشة‬ ‫الحريرية والمطرزات‬

‫‪12‬‬

‫بروست‬ ‫وال في األحالااااااام‬

‫‪12‬‬ ‫آخر صرعات األقمشة‬ ‫الحريرية والمطرزات‬ ‫سعر النسخة‬ ‫السعودية‬ ‫الكويت‬ ‫البحرين‬ ‫قطر‬ ‫االمارات‬ ‫عمان‬ ‫الدول العربية مايعادل‬ ‫بقية دول العالم مايعادل‬

‫نب�ض‬ ‫عام التغييرات‬ ‫منذ بداية عام ‪1429‬هـ ومجلة «حياة» تعيش متغيرات متنوعة على عدة أصعدة‪..‬‬ ‫ولعل من أبرزها التغيرات في أسرة تحرير وكُ تّاب المجلة‪..‬‬ ‫ففي بداية العام انسحبت الزميلة القديرة نوف الحزامي نتيجة لظروفها الخاصة‪ ،‬واقترابها من‬ ‫نهاية برنامج الماجستير قسم اإلعالم والذي يعد األول للطالبات‪..‬‬ ‫كما تزوجت المشاغبة نوير صويلح وتركت صفحتها فارغة تندب حظها العاثر على فراقها!!‬ ‫وباألمس ودعنا الزميلة الفاعلة هند السويلم العضو المؤسس والدينامو المحرك‪ ،‬بعد أن ازداد‬ ‫الحمل على عاتقها وبدأ شد المئزر لتسليم بحثها لرسالة الماجستير‪ ،‬لكنها وعدت باستكمال‬ ‫ِ‬ ‫مشوارها الصحافي مع «حياة» قريب ًا‪ ،‬كما هو الحال مع رفيقة دربها نوف‪..‬‬ ‫قبل أشهر قالئل فارقتنا الزميلة وصديقة الجميع المبدعة هديل الحضيف‪ ،‬بعد أن تركت علم ًا نافع ًا‬ ‫وأثر ًا باقي ًا‪ ،‬رحمها الله وغفر لها وجمعنا بها في مستقر رحمته‪..‬‬ ‫ورغم ألم الفراق إال أن هناك شيئ ًا جمي ًال دائم ًا تحمله جعبة «حياة» في نصف كوبها المملوء!!‬ ‫فعلى الطرف اآلخر هناك الكثير من التغيرات والتطورات التي المست المجلة وصفحاتها‪ ،‬وامتدت‬ ‫إلى األقالم والكتاب‪ ،‬بل وشملت المكان والموقع وتفاصيل االتصال والتواصل‪..‬‬ ‫وبفضل الله انضمت كوكبة جديدة من الكتاب إلى فريق «حياة» المتميز‪ ،‬ستجدونهم على صفحات‬ ‫عددنا المئوي الذي بين يديكم‪..‬‬ ‫تغيير «حياة» لم يالمس األقالم والكتاب‪ ،‬بل طال الزوايا واألبواب التي استقينا أفكارها من‬ ‫رسائل قرائنا األعزاء‪ ،‬واستبانة القارئات اللواتي ال يألون جهد ًا في التواصل معنا وإيصال آرائهن‬ ‫ومقترحاتهن بعد كل عدد‪..‬‬ ‫اليوم نضع بين أيديكم عددنا المئوي الذي اجتهدنا بأن يكون عدد ًا مميز ًا مختلف ًا‪ ،‬يحمل الكثير من‬ ‫األسرار والخفايا‪ ،‬وينقل ما يحدث خلف كواليس مطبخ «حياة» الصحافي لقرائنا األعزاء‪..‬‬ ‫«حياة» دائم ًا تسعد بآراء ومقترحات قرائها وقارئاتها‪ ،‬وتنتظر مساهماتهم ومشاركاتهم المتميزة؛‬ ‫تنثرها عطر ًا في زوايا وأبواب المجلة‪ ..‬فـ»حياة» منكم وإليكم‪..‬‬ ‫فهل نسعد بكم؟‬

‫وكالء التوزيع‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫الشركة الوطنية للتوزيع هاتف‪ - 4871414 - 4782000 :‬فاكس ‪ 4871460‬ص‪ .‬ب ‪ 84540‬الرياض‪11671 :‬‬ ‫املجموعة الكويتية للنشر والتوزيع هاتف‪ 2417810 - 2417812 :‬فاكس‪ - 2417809 :‬الكويت‬

‫السعودية‪:‬‬ ‫الكويت‪:‬‬ ‫اإلمارات‪ :‬املتخصص للتوزيع هاتف‪ 06 - 5639192 :‬جوال‪ - 0508430201 :‬الشارقة‬ ‫اليمن‪ :‬دار القـدس للنشر والتوزيع ‪ -‬تليفاكس‪ - 206467 :‬صنعاء‬ ‫البحرين‪:‬‬ ‫مؤسسة الهالل لتوزيع الصحف هاتف ‪ 294000‬فاكس‪ - 290580 :‬املنامة‬

‫لالستفسار بخصوص التوزيع االتصال على رقم ‪ 4451171 - 4451132‬حتويلة ‪« 110‬مدير إدارة التسويق»‬

‫‪3‬‬


‫‪hayat4women@hotmail.com‬‬

‫‪cntents‬‬ ‫املحتويات‬

‫ص‪.‬ب ‪ ٢٤٥٤٣٠‬الرياض‪١١٣١٢‬‬

‫‪International Address‬‬ ‫)‪3802 Rosecrans Street (156‬‬ ‫‪SanDiego، CA 92110 U.S.A‬‬ ‫المدير العام‬

‫نواف بن عبدالرحمن القدميي‬ ‫رئيسة التحرير‬

‫إميان بنت عبدالله العقيل‬ ‫هيئة التحرير‬

‫نوف عبداللطيف احلـزامــي‬ ‫هند عبداحملسن السويلم‬ ‫سارة محمد اخلضير‬ ‫لبنى محمود ياسني‬ ‫مرام عبدالعزيز املوسى‬

‫التحقيق‬

‫سكرتيرة التحرير‬

‫نوال علي العلي‬ ‫المراسالت‪:‬‬

‫فاطمة العطاوي ‪ -‬البحرين‬ ‫مرمي العلي ‪ -‬الكويت‬ ‫ميرفت عوف ‪ -‬فلسطني‬ ‫فاطمة حملاني ‪ -‬املغرب‬ ‫الناشر‬

‫عنيفة ‪ ،‬ومتمردة ‪ ،‬وتبحث عن األضواء وتظن أنها مركز الكون‬

‫عنيفة ‪ ،‬ومتمردة ‪،‬‬ ‫وتبحث عن األضواء وتظن أنها مركز الكون‬

‫‪12‬‬

‫تجيء ويغضي القمر‬ ‫اململكة العربية السعودية ‪ -‬الرياض‬ ‫هاتف ‪4451132 - 4451171 /‬‬ ‫‪2084883‬‬ ‫فاكس ‪2083483 /‬‬

‫تجيء ويغضي القمر‬

‫رؤية إخراجية‬

‫عوض الرضي‬ ‫اإلخراج الفني‬

‫تجيء ويغضي القمر‬

‫عوض الرضي‬

‫وكالء االعالنات‬

‫‪2‬‬

‫٭ ترحب «حياة» بإسهامات الكاتبات‬ ‫والقاصات في شتى املجاالت‬ ‫الثقافية واألدبية؛‬ ‫شريطة أن تخضع لقواعد النشر املعهودة‬ ‫٭ املجلة غير ملزمة بإعادة أي مادة‬ ‫تتلقاها للنشر‪.‬‬ ‫٭ حقوق نشر املوضوعات اخلاصة‬ ‫محفوظة للمجلة‪ ،‬ولها حق إعادة نشرها‬ ‫في إصدار مستقل‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫‪32‬‬ ‫‪38‬‬

‫السعودية‬ ‫الرياض‪ :‬مسؤول قسم اإلعالنات‬ ‫فتحي كليب جوال‪0502888923 :‬‬ ‫البريد اإللكتروني‪:‬‬ ‫‪hayat-adv@hotmail.com‬‬

‫املنطقة الغربية ‪:‬‬

‫آالء املطورة للدعاية واإلعالن‬ ‫هاتف ‪ 6680818 :‬تلفاكس‪6606168 :‬‬

‫تجيء ويغضي القمر‬

‫تجيء ويغضي القمر‬ ‫تجيء ويغضي القمر‬

‫‪16‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪44‬‬

‫قيمة اإلشتراك‪:‬‬ ‫السعودية ‪ -‬لألفراد ‪ 140‬ريال للمؤسسات ‪ 180‬ريال‬ ‫الدول العربية مايعادل ‪ 50‬دوالر بقية دول العالم مايعادل‬ ‫‪ 60‬دوالر‬ ‫حساب مجلة حياة‪:‬‬ ‫مصرف الراجحي‬ ‫رقم‪ 4/31109/204 :‬لإليداع عبر الصراف اآللي‪:‬‬ ‫‪204608010311094‬‬ ‫خدمة اتصل نصل الرياض فقط ‪0551008702‬‬


‫انتبهوا‪..‬‬ ‫لل�سجائر ن�شاط‬ ‫�إ�شعاعي‬ ‫اكتشف باحثون يونانيون احتواء السجائر على مركبات‬ ‫الراديوم والبولونيوم املشعة إضافة إلى القطران والنيكوتني‬ ‫والشوائب املوجودة في السجائر‪ ،‬وتبني لهم أن نبتة التبغ‬ ‫متتص بعض العناصر املشعة املوجودة طبيعياً في التربة‏‪،‬‏‬ ‫وأشار الباحثون إلى أن من يدخن علبة السجائر في اليوم‬ ‫يرفع نسبة جرعة النشاط اإلشعاعي في جسمه بنسبة‏‪.1/10‬‏‬ ‫ويعتقد الباحثون أن األورام اخلبيثة الناجتة عن التدخني لها‬ ‫عالقة مباشرة بهذا النشاط اإلشعاعي‬ ‫الن فلتر السيجارة ينجح إلى‬ ‫حد ما في حجب بعض‬ ‫مكونات الدخان لكنه يقف‬ ‫عاجزاً أمام مركبي‬

‫ا‬ ‫مل‬ ‫ر‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫ية‬ ‫ملكة العامل‬ ‫ تو‬ ‫ا صلت دراسة أجرا‬ ‫ها‬ ‫مر‬ ‫كز‬ ‫ست‬ ‫ار‬ ‫ش‬ ‫لبري‬ ‫طاني لألبحاث‬ ‫العاملية إلي أن‬ ‫السع‬ ‫ود‬ ‫يا‬ ‫العال ت أكثر البنات دال ً‬ ‫ال‬ ‫عل‬ ‫ى‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫تو‬ ‫م‪،‬‬ ‫ي‬ ‫وقالت‬ ‫صحيفة "املدي‬ ‫أن الدرا‬ ‫نة " السعودية ‪،‬‬ ‫عت‬ ‫الفت سة ا مدت‪ ،‬عل‬ ‫ى‬ ‫ع‬ ‫دة‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ور‬ ‫منها أن‬ ‫اة السع‬ ‫ودية تلبى طلب‬ ‫وأن السعودية دائم ًا يق اتها بدون عناء‪،‬‬ ‫وم‬ ‫أحد بخدمتها‬ ‫باإلضافة‬ ‫إلى أنها ليست‬ ‫ب‬ ‫حا‬ ‫جة‬ ‫لل‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫فمصر‬ ‫وو وفها متوفر لها‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ول‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫مر‬ ‫ه‬ ‫ا‪.‬‬ ‫صف البا‬ ‫حث الفتيات ال‬ ‫سعوديات بأنهن‬ ‫(ملكات ال‬ ‫عالم) ويقول‪ :‬إ‬ ‫ن امللكة ال تقود‬ ‫السيارة بل ا‬ ‫خلدم من يقوم‬ ‫ب‬ ‫ذل‬ ‫ك‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫فت‬ ‫اة‬ ‫السعودية مثل‬ ‫امللكات متام ًا!‬ ‫ومتت‬ ‫الدراسة على ا‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫تن‬ ‫اء‬ ‫با‬ ‫لر‬ ‫املظهر واهت‬ ‫شاقة وحسن‬ ‫حيث قا مام الفتاة السع‬ ‫ودية بجمالها‪،‬‬ ‫لك‬ ‫األجمل ريستوفر جوالي‬ ‫ل‪:‬‬ ‫إ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫س‬ ‫ع‬ ‫ود‬ ‫يات‬ ‫عل‬ ‫إضافة ى مستوى العال‬ ‫م ‪ ،‬لذلك متت‬ ‫نس‬ ‫بة‬ ‫ا‬ ‫جلمال إلى ا‬ ‫التي حازت عليها الفت لبحث والدراسة‬ ‫يات ال‬ ‫مس‬ ‫سعوديات حتت‬ ‫مي (أكثر بنات‬ ‫ً‬ ‫ال‬ ‫العالم دال )‪.‬‬

‫م�سلمة تقا�ضي احلكومة لنزع حجابها‬ ‫ذكرت صحيفة (أورانغ كاونتي‬ ‫ريجيستر) أن سهير اخلطيب ‪33 -‬‬ ‫عاماً‪ -‬من والية كاليفورنيا رفعت‬ ‫دعوى ضد دائرة الشريف في مقاطعة‬ ‫أورانغ قالت فيها إنه مت انتهاك‬ ‫حقوقها الدينية بعدما أرغمها عناصر‬ ‫الدائرة على نزع احلجاب عن رأسها‬ ‫أثناء وجودها قيد التوقيف في سجن‬ ‫الدائرة‪.‬‬ ‫وقالت اخلطيب في الدعوى التي‬ ‫رفعها باسمها احتاد احلريات املدنية‬ ‫األميركي إنه على الرغم من مناشداتها‬ ‫املتكررة إلبقاء احلجاب على رأسها‪ ،‬إال‬

‫أن عناصر الشريف رفضوا طلبها‪.‬‬ ‫وأضافت "لقد كان األمر قاسياً جداً‬ ‫ألن احلجاب واجب في ديننا‪ ...‬وإذا‬ ‫خلعته‪ ...‬فاألمر بالنسبة للنساء كالسير‬ ‫عارية‪ .‬لقد أهانوني"‪.‬‬ ‫وقال أحد عناصر الدائرة إن على‬ ‫جميع السجناء نزع جميع ما ميكن‬ ‫أن يشكل خطراً محتم ً‬ ‫ال على حياتهم‬ ‫وذلك كإجراء احترازي‪.‬‬ ‫وأشارت الصحيفة إلى أن اخلطيب ال‬ ‫تسعى إلى تعديل القانون املطبق في‬ ‫دائرة الشريف فحسب‪ ،‬بل للحصول‬ ‫على تعويض غير محدد‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫�أع�‬ ‫صاب ب�رشية من خيوط العنكبوت‬ ‫دنيا ‪ ..‬دنيا‬ ‫لبنى ياسني‬

‫‪lubnayasin@hotmail.com‬‬

‫نالت باحثتان أملانيتان جائزة أفضل‬ ‫اكتشاف في املجال الطبي لعام ‪ 2007‬لقاء‬ ‫توصلهما إلى إنتاج أعصاب احتياطية‬ ‫لإلنسان من نسيج العنكبوت‪ .‬حيث إن‬ ‫النسيج املصنع من خيوط العنكبوت مينع‬ ‫توسع الندب الناجمة عن اجلروح ومينح‬ ‫مجا ًال لنسيج اجلسم الطبيعي لترميم‬ ‫نفسه بنسيج من صلبه وليس من األلياف‪.‬‬ ‫وتوصلت العاملتان‪ ،‬كريستينا امليلنغ‬ ‫وزميلتها كيرسنت راميرز‪ -‬فضالوي إلى‬ ‫نتائجهما بعد ثالث سنوات من البحث في‬ ‫نسيج نوع من العناكب االستوائية التي‬ ‫يطلق عليها اسم"نيفيليا"‬ ‫وذكرت راميرز‪ -‬فضالوي أن هذا اجلنس‬ ‫من العناكب الطويلة الساقني‪ ،‬الذي يبلغ‬ ‫حجم الواحدة منها حجم راحة الكف‪،‬‬ ‫تنتج خيوط ًا حريرية بالغة الدقة والقوة‬ ‫في آن واحد‪ .‬وتعاونت الباحثتان‪ ،‬من‬

‫جامعة هانوفر الطبية‪ ،‬مع علماء قسم‬ ‫التقنية الكيميائية في نفس اجلامعة‪،‬‬ ‫لصناعة آلة تسحب اخليوط بطول مئات‬ ‫األمتار يوميا من هذه العناكب‪.‬‬ ‫وثبت للعاملتني‪ ،‬من خالل التجارب‬ ‫املختبرية على احلمالن‪ ،‬أن مادة خيوط‬ ‫العناكب‪ ،‬من فصيلة «نيفيليا كالفيبس»‪،‬‬ ‫حتفز انقسام خاليا اجلسم‪ ،‬وال يلفظها‬ ‫اجلسم كمادة غريبة ثم إنها متتلك قدرة‬ ‫طبيعية على طرد البكتيريا‪ .‬وتبني من‬ ‫التجارب أيض ًا أن النسيج املصنوع من‬ ‫خيوط العناكب قوي جد ًا بطبيعته ثم‬ ‫أنه مشحون باملواد احليوية والبروتينات‬ ‫الطبيعية التي تدعم عملية بناء األنسجة‬ ‫الطبيعية في جسم اإلنسان‪ .‬وكانت هذه‬ ‫اخلواص مصدر اهتمام العاملتني للبحث‬ ‫في إمكانيات االستخدام الطبي لهذه‬ ‫اخليوط‪.‬‬

‫وترى العاملتان أن خيوط العناكب ستلعب‬ ‫دور ًا في ترميم اجلروح «اخلارجية»‬ ‫التي تصيب اإلنسان في الوجه واليدين‬ ‫والرجلني وسائر سطح اجلسم‪ .‬فالثابت‬ ‫علمي ًا أن جسم اإلنسان يحاول تعويض‬ ‫اجلرح من األنسجة نفسها‪ ،‬لكن العملية‬ ‫بطيئة‪ ،‬ولهذا تعمل أنسجة أخرى على‬ ‫إنتاج املادة الليفية التي متأل اجلرح وتكون‬ ‫"الندبة" الحق ًا‪.‬‬

‫�أ‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫مل‬ ‫ج‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫أز‬ ‫وا‬ ‫ج‬ ‫ا‬ ‫مل‬ ‫�ض‬ ‫ط‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ين يف تون�س !!‬ ‫مت إنشاء أول ملجأ لألزواج املضطهدين‬ ‫من قبل زوجاتهم في تونس‪ ،‬حيث‬ ‫أوردت مجلة املالحظ األسبوعية أن"‬ ‫العربي بن علي الفيتوري" وهو أحد‬ ‫وجوه املجتمع املدني بادر بتخصيص‬ ‫فضاء بأحد مدن الضاحية الشمالية‬ ‫كملجأ لألزواج املضطهدين من قبل‬

‫زوجاتهم الذين غالباً ما يجدون أنفسهم‬ ‫خارج بيت الزوجية بسبب سوء معاملة‬ ‫أو عنف زوجاتهم‪.‬‬ ‫وأشارت إلى أن العنف لم تعد ضحيته‬ ‫الزوجات فقط بل شمل أيضاً األزواج بعد‬ ‫تنامي هذه الظاهرة اجلديدة الدخيلة‬ ‫على املجتمع والتي تتمثل في وجود نساء‬

‫يجدن متعة في تعنيف أزواجهن‪.‬‬ ‫وكشفت دراسة للديوان التونسي لألسرة‬ ‫والعمران البشري نشرت نتائجها مؤخراً‬ ‫أن تركيبة األسرة التونسية شهدت‬ ‫تغييراً خاصة وأن الرجل لم يعد املصدر‬ ‫الرئيسي للدخل في البيت مما أدى إلى‬ ‫تزايد ظاهرة العنف ضد الرجل‪.‬‬

‫�سعودية تكت�شف عالج ًا لل�رسطان‬ ‫أعلنت العاملة السعودية حياة سندي ‪-‬‬ ‫متخصصة في الكيمياء احليوية‪ -‬أنها توصلت‬ ‫إلى اكتشافات علمية سوف تقضي على‬ ‫السرطان وأكثر األمراض الوراثية شيوع ًا‪.‬‬ ‫وأوضحت الدكتورة سندي لصحيفة "الوطن"‬ ‫السعودية "أنها توصلت إلى جهاز جديد من‬ ‫شأنه إنقاذ الكثيرين ممن أصيبوا مبرض‬ ‫السرطان‪ ،‬موضحة أن التقنية احليوية هي علم‬ ‫العصر‪ ..‬بل علم املستقبل والعصور املقبلة"‪.‬‬ ‫‪‎‬وكانت الدكتورة سندي أول عربية سعودية‬

‫‪4‬‬

‫حاصلة على شهادة الدكتوراه في مجال التقنية‬ ‫احليوية من جامعة كامبردج حيث تعمل فيها‬ ‫كباحثة‪ ،‬كما أنها عضو هيئة التدريس بالكلية‬ ‫امللكية البريطانية التي منحتها العضوية‬ ‫الفخرية تقدير ًا الختراعاتها وإجنازاتها‪،‬‬ ‫بعد أن اخترعت مجس للموجات الصوتية‬ ‫واملغناطيسية‪ ،‬ميكنه حتديد الدواء املطلوب‬ ‫جلسم اإلنسان‪ ،‬كما يساعد رواد الفضاء على‬ ‫مراقبة معدالت السكر‪ ،‬ومستوى ضغط الدم في‬ ‫أجسامهم‪.‬‬


‫وقع الكلمات‬

‫أطياف‬

‫كلمات جميلة‪ ،‬كلمات رائعة‪ ،‬كلمات تتغنى بها‬ ‫األمطار وتتراقص على وقعها القلوب وتفتح‬ ‫أبواباً لألمل متوجاً‬ ‫بحاضر جميل نعيش‬ ‫ٍ‬ ‫فصوله بكل سعادة ونتطلع إلى مستقبله بكل‬ ‫تفاؤل في صحبة أناس تشرئب لطلعاتهم‬ ‫األفئدة وترقص القلوب طرباً للقياهم وفرحاً‬ ‫وسعادة لقدومهم أناس نهلنا من معني حبهم‬ ‫ووفائهم واحترامهم جعلنا في سعادة غامرة‬ ‫الهتمامهم فقد وضعوا أيديهم احلانية‬ ‫الوافية على الوتر احلساس جلراحنا وآالمنا‬ ‫وأحزاننا‪..‬‬ ‫نشكرهم‪ ..‬نحترمهم‪ ..‬نشدو بحبهم‪..‬‬ ‫بأخوتهم‪ ..‬بصدقهم‪ ..‬بوفائهم‪..‬‬ ‫فلهم منا كل ا ُ‬ ‫حلب والتقدير‪..‬‬

‫قلب �شامخ‬

‫عجيبة بنت عبد الله الدايل البديع‬

‫عيون تغار‬ ‫لقد عشت كغيري حني يشتغل قلبي مع‬ ‫األنني يكون قد توقف حينها وال أدري كم‬ ‫يستهلك من الساعات في اليوم والليلة‬ ‫فقط نبضات متقطعة محتارة هل ينبض‬ ‫أم يرتاح نعم رمبا يفضل الراحة ولو‬ ‫لدقائق قليلة ولكنه يأبى االنكسار والذل‬ ‫والهوان ملجرد أنه قلب بحجم قبضة اليد‬ ‫ال بد عليه التحمل والصبر‪..‬‬ ‫إلى متى ستتحمل هذه املضغة الصغيرة‬ ‫في صدري املثقل بالهموم‪..‬؟!!‬ ‫إلى متى سيظل يكافح ويعاني ألعيش أنا‬ ‫بداخله دون أن أشعر أنه بداخلي‪..‬‬ ‫لن أنتظر منك ياقلبي املجروح أية‬ ‫مساعدة‪ ..‬ألنني سأرسم بداخلك حلماً‬ ‫جمي ً‬ ‫ال يزيل كل وحشة اآلالم‪ ..‬وسأمحو‬ ‫جروحك التي بداخلي لنرتاح منها‪..‬‬ ‫وتعال يا قلبي املسكني لنسلك طريق‬ ‫السعادة واألمل‪ ..‬سأزرع فيك نبتة احملبة‬ ‫وسأسقيها باخلير واحلب‪ ..‬وسأنثر‬ ‫فوق عروقك الصغيرة رشه من الفل‬

‫والرياحني‪ ..‬أتدري ملاذا‪..‬؟‬ ‫لتعيش راضياً سعيداً هاجراً للهموم‬ ‫واآلالم احملرقة مسافراً من مواطن‬ ‫الذل واالنكسار‪ ..‬أريدك قلباً شامخاً‬ ‫ال تصله القلوب الصغيرة‪ ..‬أزل منك‬ ‫يا قلب كل الصفحات الدنيئة‪ ..‬أزل‬ ‫احلقد والكراهية‪ ..‬أزل الكره واحلسد‪..‬‬ ‫أزل كل معاني الشر من داخلك‪ ..‬أزلها‬ ‫لتعيش صافياً كاللؤلؤ وال تستضف إلى‬ ‫احملبة واإلخالص‪ ..‬لكل من حولك ولو‬ ‫جفوك بقسوة‪ ..‬وال تنسى يا قلب أن الله‬ ‫مطلع عليك دائماً فاحفظه في داخلك‬ ‫واعتصم به وتفاءل بنصره القريب إن‬ ‫شاء الله وتذكر أن هناك جسراً متفائ ً‬ ‫ال‬ ‫ستعيش بداخله ويريد منك الصدق‬ ‫واإلخالص والوفاء واألهم من هذا ‪« ..‬‬ ‫احلب «‪.‬‬ ‫بل سأبقى أنا بداخلك يا قلب‪ ..‬لننبض‬ ‫باحملبة معاً‪.‬‬

‫خلود الهوساوي‬

‫لقد عشت كغيري حني يشتغل قلبي مع‬ ‫األنني يكون قد توقف حينها وال أدري كم‬ ‫يستهلك من الساعات في اليوم والليلة‬ ‫فقط نبضات متقطعة محتارة هل ينبض‬ ‫أم يرتاح نعم رمبا يفضل الراحة ولو‬ ‫لدقائق قليلة ولكنه يأبى االنكسار والذل‬ ‫والهوان ملجرد أنه قلب بحجم قبضة اليد‬ ‫ال بد عليه التحمل والصبر‪..‬‬ ‫إلى متى ستتحمل هذه املضغة الصغيرة‬ ‫في صدري املثقل بالهموم‪..‬؟!!‬ ‫إلى متى سيظل يكافح ويعاني ألعيش أنا‬ ‫بداخله دون أن أشعر أنه بداخلي‪..‬‬ ‫لن أنتظر منك ياقلبي املجروح أية‬ ‫مساعدة‪ ..‬ألنني سأرسم بداخلك حلماً‬ ‫جمي ً‬ ‫ال يزيل كل وحشة اآلالم‪ ..‬وسأمحو‬ ‫جروحك التي بداخلي لنرتاح منها‪..‬‬ ‫وتعال يا قلبي املسكني لنسلك طريق‬ ‫السعادة واألمل‪ ..‬سأزرع فيك نبتة احملبة‬ ‫وسأسقيها باخلير واحلب‪ ..‬وسأنثر‬ ‫فوق عروقك الصغيرة رشه من الفل‬ ‫والرياحني‪ ..‬أتدري ملاذا‪..‬؟‬ ‫ً‬ ‫لتعيش راضياً سعيداً هاجرا للهموم‬ ‫واآلالم احملرقة مسافراً من مواطن‬ ‫الذل واالنكسار‪ ..‬أريدك قلباً شامخاً‬ ‫ال تصله القلوب الصغيرة‪ ..‬أزل منك يا‬ ‫قلب كل الصفحات الدنيئة‪ ..‬أزل احلقد‬ ‫والكراهية‪ ..‬أزل الكره واحلسد‪ ..‬أزل كل‬ ‫معاني الشر من داخلك‪ ..‬أزلها لتعيش‬ ‫صافياً كاللؤلؤ وال تستضف إلى احملبة‬ ‫واإلخالص‪ ..‬لكل من حولك ولو جفوك‬ ‫بقسوة‪ ..‬وال تنسى يا قلب أن الله مطلع‬ ‫عليك دائماً فاحفظه في داخلك واعتصم‬ ‫به وتفاءل بنصره القريب إن شاء الله‬ ‫وتذكر أن هناك جسراً متفائ ً‬ ‫ال ستعيش‬ ‫بداخله ويريد منك الصدق واإلخالص‬ ‫والوفاء واألهم من هذا ‪ « ..‬احلب «‪.‬‬ ‫بل سأبقى أنا بداخلك يا قلب‪ ..‬لننبض‬ ‫باحملبة معاً‪.‬‬

‫خلود الهوساوي‬

‫‪7‬‬


‫الع ــدد‬ ‫‪100‬‬

‫ميك‬ ‫نكم‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ر‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ل م�‬ ‫�ص‬ ‫‪.‬ب ‪ 543‬شارك‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬ا‬ ‫م و�آ‬ ‫‪ om‬فاك�س‪ :‬لريا�ض راءك‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫‪3‬‬ ‫‪il.c‬‬ ‫‪ 11312‬لى‬ ‫‪348 hotma‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫@‪an‬‬

‫زاجل‬

‫‪m‬‬ ‫‪t4wo‬‬ ‫‪a‬‬ ‫‪y‬‬ ‫‪a‬‬ ‫‪h‬‬

‫على خطوات احلياة‬

‫مرام املوسى‬

‫‪lubnayasin@hotmail.com‬‬

‫م�رضب‬ ‫العهد‬ ‫والوفاء‬

‫هاهي حياتنا متر وال نلقي لها باالً‪ ..‬ومتر‬ ‫ثوان ودقائق وساعات‪ ..‬أفراح‪ ..‬أحزان‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫هم‪ ..‬وغم‪..‬‬ ‫هذه هي احلياة‪ ،‬ما أجمل أيامنا أن تكون‬ ‫أفراحاً وأشواقاً‪ ،‬فما أحالها إذا كان احلب‬ ‫عنوانها‪..‬‬

‫والشوق بريدها‪..‬‬ ‫واألنس بريقها‪..‬‬ ‫واللقاء سعادتها‪..‬‬ ‫واألخوة في الله حالوتها‪..‬‬ ‫ما أجملها وما أعظمها من حلظات‪..‬‬ ‫منيرة احلماد اخلرج‬

‫نداء‬

‫من �صميم القلب‬ ‫تزاحمت في خاطري عبارات‪,‬‬ ‫دفعتني دون شعور ألجد أناملي تعانق‬ ‫رأس قلمي الوديع‪ ,‬فكم أصيب رأسه‬ ‫بالدوار فداء ألفكاري ومشاعري ‪,‬‬ ‫فهو فع ً‬ ‫ال مضرب العهد والوفاء‪,‬‬ ‫كثيراً ما نحس بحاجة ملحة للكتابة‪,‬‬ ‫شيء ما يدفعك دون خيار لتري‬ ‫نفسك تخط عباراتك على صفحة‬ ‫جرداء‪ ,‬نقية بيضاء‪ ,‬ما تلبث أن تفقد‬ ‫البياض‬ ‫بسبب فيض خواطرك التي اكتظت‬ ‫بها فأبت إال أن تخرج ورغم هذا‬ ‫الشعور امللح ‪ ,‬إال انك ال تعرفني ما‬ ‫الذي دفعك لفعل هذا ‪ ,‬ملاذا تكتبني‬ ‫؟!‪ ,‬وماذا ستسطرين؟! عجزت كل‬ ‫تلك األسئلة أن جتد ضالتها !!‬ ‫فقط هو شعور لكن !!‬ ‫ما سببه ؟ ما ماهيته؟؟ ما نوعه؟؟‬ ‫هنا تاهت اإلجابة في مهب الريح‬ ‫واستقرت عباراتي على تلك الورقة‬ ‫وأنهيت كتابتي دون معرفة السبب‬ ‫الذي دعاني لبدئها!!‬

‫مداد‬

‫‪6‬‬

‫أقالمي قد انتهى حبرها ‪ ..‬أوراقي قد‬ ‫نفدت‪ ..‬تفكيري شل‪ ..‬ويدي‬ ‫احتارت ما الذي تريد أن تخطه‪..‬‬ ‫وعقلي عجز عن التعبير ‪ ..‬زخارف‬ ‫وألفاظ وصور الشعراء انتهت ولم‬ ‫أستطع الوصف‬ ‫فهي التي ماالعني رأتها قط‪ ..‬وال أذن‬ ‫سمعت بها‪ ..‬وال خطرت على قلب‬ ‫بشر‪..‬‬ ‫ياه!! ما هي؟ وهل منزلتها عاليه لهذه‬ ‫الدرجة؟!! إنها‬ ‫اجلـــــــــــنة‪ ..‬اجلـــــنة دار النعيم‬ ‫تلك الدرجة العالية التي يطمح إليها‬ ‫كل إنسان أن يصل إليها‪..‬‬ ‫ياه!! كم أمتنى أن أراها للحظات‬ ‫فقط‪ ..‬فقط للحظات‪ ..‬لكن كيف‬ ‫يا ترى؟؟‬ ‫جلست أفكر قلي ً‬ ‫ال وأخذت سالسل‬ ‫تفكيري تتصل شيئاً فشيئاً إلى أن‬ ‫وجدتها إنها هي‪..‬‬ ‫هي ال غيرها‪..‬هي عماد الدين‬ ‫والطريق إلى اجلنة أنها صالتي مع‬ ‫أعمالي‬ ‫الصاحلة تلك التي لألسف الشديد‪..‬‬

‫قد تخلى البعض عنها وتهاون البعض‬ ‫األخر بها‪..‬‬ ‫تلك التي تنزل السكينة والوقار‬ ‫والراحة والطمأنينة للقلب‪..‬‬ ‫تلك التي أمسك بها حبلي للصعود بها‬ ‫إلى موالي إلى ربي وربك‪ ..‬تلك التي‬ ‫جتعل الرب راضياً عني وعنك‪..‬‬ ‫نــــــــــــــــــــدا ًء من صميم القلب النابع من‬ ‫عيني وقلبي ودواخلي‪ ..‬فإليك أيتها‬ ‫املؤمنة الصاحلة‪ ..‬اخلاشعة‪ ..‬الراكعة‪..‬‬ ‫املتصدقة‪ ..‬احملافظة علىحجابها‪..‬‬ ‫يا من تصلني الليل خاشعة فتنزل تلك‬ ‫الدمعة احلارة التي تتوسلني‬ ‫بها إلى ربك بأن يغفر لكي ذنوبك‪ ..‬يا‬ ‫من تتذوقني حالوة اإلميان‪..‬‬ ‫إليك أنت‪ ..‬أنت ال غيرك‪ ..‬نعم أنت‪..‬‬ ‫انتبهي!! إلى صالتك واخشعي‬ ‫فيها‪ ..‬يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك‬ ‫وما تأخر‪ ..‬أختي بادري اآلن‬ ‫بالتوبة النصوح وضعي نصب عينيك‬ ‫اجلنة وظلي محافظة على احلبل‬ ‫الذي اتصلت به مع ربك فال تقطعيه‬ ‫وتسقطي في الـهــاوية‪..‬‬

‫الهنوف محمد الرميح‬


9


‫الع ــدد‬ ‫‪100‬‬

‫م�ساعدة اخلادمة‪!..‬‬

‫زاجل‬

‫مع‬ ‫ضد‬

‫مرام املوسى‬

‫‪lubnayasin@hotmail.com‬‬

‫املسكينة لو كانت آلة لتعطلت من كثرة األعباء‪ ,‬ولو كانت صخرة تفتت‪!..‬‬ ‫يجب أن أساعدها مبا أستطيع‪ ..‬أقلها أغسل ثيابي اخلاصة‪ ,‬أرتب غرفتي‪ ..‬أساعدها إذا كان هناك وليمة وأواني كثيره‬ ‫فأغسل معها‪ .‬وأيضاً أساعدها في غسل (سور) البيت‪ ,‬وال أسألها إذا كانت تريد مساعدتي فهي ترفض ذلك وتخجل‪..‬‬ ‫بالتأكيد أنا أرغب مبساعدة اخلادمة فهذا من حسن اخللق من وجهة نظري‪ ..‬وليس فيه انتقاص لي فعلى كل حال إذا ذهبت‬ ‫سأضطر أنا للعمل‪!..‬‬

‫طرفة ‪ .‬ع‬

‫ومارأيكم أيضاً لو أقول لها استريحي وأنا سأعمل بدالً عنك‪!..‬‬ ‫اخلادمة تستلم راتب‪ ,‬وتعرف أن هذا العمل سيأتيها وهي في بلدها قبل أن جتيء لنا وجاءت خصيصاً للعمل‪ ,‬وجئنا بها‬ ‫خصيصاً لتعمل و(تريحنا)‬ ‫ً‬ ‫وحتى لو كانت األعباء كثيرة بإمكانها تأجيلها حتى تسترد عافيتها وليس شرطا أن تنهي كل شيء بيوم واحد‪!..‬‬ ‫أنا متاماً ضد (تدليع) اخلادمات‪ ,‬صدقوني أنها ستعتاد ذلك وتتكاسل وتسبب لكم مشاكل‪..‬‬

‫هل أنت مع أم ضد‬

‫حياكم اهلل‬ ‫وفاء ا�سماعيل‪ /‬نادية انور‪ /‬اماين‬ ‫حممد‪:‬‬

‫أهال ببنات حياة وقد وصلتنا مشاركتكن‬ ‫التي سترونها قريبا عبر صفحاتكن‬ ‫احملببة‪.‬‬

‫هدى يحي‪ /‬فوزية من�صور‪ /‬مي‬ ‫باقا�سم‪:‬‬

‫أننت صديقات من قبل أن نقبل بكن يا‬ ‫غاليات ‪..‬‬ ‫مرحبا بكن وبتجاربكن الدعوية‬

‫�سهام عبدالرحمن‪� /‬سامية الداود‪:‬‬

‫سررنا باملساهمات املتنوعة‪ .‬قريبا جتدن‬ ‫ما يسر‪ ..‬لكن صادق الود‪.‬‬ ‫نوف عبد اللـه‪:‬‬

‫نرحب مبشاركتك املميزة ونتقبل‬ ‫إسهاماتك واقتراحاتك التي هي محط‬ ‫اهتمامنا‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫‪8‬‬

‫آالء عبدالله‬

‫العدد القادم‬

‫السفر لبالد غير املسلمني لقضاء اإلجازة الصيفية‬

‫جنالء ال طارق» الكويت» ‪ /‬و�سارة‬ ‫العمر‪ /‬زينب» بريدة»‪:‬‬

‫ياهال بحبايب حياة ‪ ..‬ثناؤكن أخجلنا ‪..‬‬ ‫كونوا بخير وعلى وصال‪.‬‬ ‫نورة �سعد‪ /‬ماجدولني خالد»ثادق»‪/‬‬ ‫�شيماء في�صل‪:‬‬

‫رسالكن إلى الغالني سترى النور عبر‬ ‫صفحاتنا‪ ...‬وياهال بكن‪.‬‬ ‫�صفية ‪ /‬مر�سى االمل‪:‬‬

‫حياة تفتح ذراعيها لصداقتكن‬ ‫والبداعاتكن‪ ..‬وتطمح أن تخصوها‬ ‫باجلديد‪ ..‬يا مراحب‪.‬‬ ‫‪ ..‬نشكرك وقلوبنا مفتوحة لك وملا‬ ‫تقترحني‪ ..‬بادري بإرساله‪ ..‬ومرحبا بك‬ ‫وما يخط قلمك‪ .‬نشكركما ونرحب دائما‬ ‫بإنتاجكما األدبي فمرحبابكما‪.‬‬ ‫بنت التوحيد ‪/‬‬

‫مجلتنا سيكون لها دور بارز في موقعها‬ ‫الذي سيفعل قريبا فانتظرينا وطووولي‬

‫بالك علينا‪.‬‬ ‫العزيزات‪� :‬س‪ .‬م‪ /‬ك‪�.‬ص‪ /‬فاتنة ‪:‬‬

‫مشاركتكن وصلت لكننا في انتظار االسم‬ ‫الصريح ليتم نشرها ‪..‬فمرحبا بكن ‪...‬‬

‫الغاليات‪ :‬منى �سعد‪ /‬جنوى ب�شري ‪/‬‬ ‫�سهام املاجد‪:‬‬

‫لكن أسهماتكن املتنوعة التي قد‬ ‫نشكر ّ‬ ‫وزعت في أمكانها ونحن ننتظر منكن‬ ‫املزيد واجلديد ‪..‬‬ ‫فالتبخلنا علينا ‪ ..‬وأهال بكن‪..‬‬ ‫ام با�سل‪:‬‬

‫تعقبيك وسطورك التى مألتها بصدق‬ ‫املشاعر ستكون مصدر إلهام لك وللكتابة‪.‬‬ ‫فمرحبا بك‪.‬‬ ‫ال�صديقات‪ :‬جميلة بدر‪ /‬اميان �سامل‪ /‬االء‬ ‫يو�سف‪:‬‬

‫بكل الود نحيل كتابتكن إلى باب إبداع ‪..‬‬ ‫فأهال باجلميع‪.‬‬


‫عندما زرت ملتقى اإلعمار الشتوي األخير‪ ..‬كان أكثر ما لفت انتباهي (نب�ضات)‬

‫لفرق يستوط ُن ٌ‬ ‫األزياء‬ ‫ّ‬ ‫الموحدة‪ٍ ،‬‬ ‫قلب ناب�ض هنا‪!.‬‬ ‫ٌ‬ ‫كل منها زاوية من زوايا الملتقى‪ ..‬ثمّة‬

‫توقفتُ أوال ً على ركن (نبضات) ثم ما بعدها شيئًا فشيئًا‪ ..‬وانبهارٌ يسك ُن‬

‫عقلي‪ ..‬فما أذكره – قبل أربع سنوات ‪ -‬في زيارتي األولى‪ ،‬هو وجود‬ ‫مجموعات بسيطة‪ ..‬تضخمت وأصبحت أكثر تنو ًعا‪ ،‬واختال ًفا‪..‬‬

‫أسميهن “نحالتٌ ” دؤوبات‪ ،‬يقفزن من فكرة‬ ‫لستُ أبالغ حين‬ ‫ّ‬

‫لفكرة‪ ،‬ويتجاوبن بابتسام ٍة عريضة مع الزائرات ألركانهن‪ ..‬فروح‬

‫زمن المالهي‬ ‫الفتيات‬ ‫ّ‬ ‫والهمة‪ ،‬ال تجدهما بسهول ٍة هذه األيام‪ ،.‬في ِ‬

‫واألسواق‪( ..‬ووين بنتعشى اليوم)‪..‬‬

‫وأفكارهن‬ ‫فتياتُ المجموعات البنات ّية‪ ،‬وطموحاتهن‪ ..‬أحالمهن‪،‬‬ ‫ّ‬

‫في ك ّفة‪ُ ..‬م َ‬ ‫قابل فتيات األسواق‪ ،‬والمالهي‪ ،‬و ُغرف الشات‬

‫والماسنجر‪ ..‬وأولئك الالتي ّ‬ ‫جل همهن‪“ ..‬فرااااااغ‪ ،‬ملل‪ ..‬زهقنا!”‬

‫بينهن‪،‬‬ ‫جول ٌة في عالم المجموعات البنات ّية‪ ..‬ابحثي عن نفسك‬ ‫ّ‬

‫ربما تكون لديك فكر ٌة ما‪ ..‬أو مشروع‪ ،‬فتداركي قطارك وابدئي‪..‬‬ ‫فثمة من سبقك‪!.‬‬ ‫ّ‬

‫يفرض نفسه!‬ ‫اللون األحمر‬ ‫ُ‬ ‫كقلب أحمر نابض‪ ،‬محاط‬ ‫كان ٍ‬ ‫بالبياض‪ ،‬تناسق األلوان وأناقة‬ ‫األسود معها‪ ،‬حضور باذخ‬ ‫وتوقفت عليها‬ ‫ملجموعة حملتها‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ترتيب املُنتجات رسال ٌة ال‬ ‫أوالً‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫مباشرة للعقل‪ :‬أن اقتنيني!‬ ‫ُ‬ ‫أترك تتمة‬ ‫ما هي نبضات‪..‬؟‬ ‫األقصوصة لـ"رغدة كردي"‪..‬‬ ‫تقول‪" :‬نشأت الفكرة قبل‬ ‫سنتني تقريباً‪ ،‬كانت حتدثني‬ ‫عنها د‪.‬أفراح احلميضي أمنا‬ ‫احلبيبة وكأنها ترجمت مشروعاً‬ ‫للفتيات أفكر فيه منذ فترة من‬ ‫ذلك احلني لكني أجهل كنهه!!‬ ‫بعد ذلك قررنا أن نبدأ بعمل‬ ‫جاد حتى نخرج بالصورة التي‬ ‫نريد‪ ..‬فبدأنا‪ ..‬خمسة فتيات‬ ‫كنا جنتمع في مؤسسة مكة‬

‫املكرمة اخليرية‪ ،‬نحدد كيفية‬ ‫تنفيذ هذه الفكرة‪ ،‬كانت هذه‬ ‫االجتماعات بذرة بداية قذفت‬ ‫في أرض خصبة‪ ،‬لكنها لم‬ ‫تدم! فقد انقطعنا بعد فصل‬ ‫دراسي واحد‪ ،‬والسبب ‪ -‬على‬ ‫ما أظن ‪ -‬عشوائية العمل التي‬ ‫نسعى لتفاديها ما أمكن في‬ ‫هذه الفترة‪ ،‬ورغم هذه البداية‪،‬‬ ‫فقد كانت استفادة عظمى لنا‬ ‫بجمع نواة الفريق األولى وحتديد‬ ‫املسمى وشكل الشعار وهذا هو‬ ‫املهم‪ ،‬وبعدها بدأ االنتظام من‬ ‫الفصل الدراسي الثاني من عام‬ ‫‪1429-1428‬هـ‪"..‬‬ ‫حسنًا‪ ..‬كيف سميت هذه‬ ‫الوليدة؟ "ذكرني سؤالك بأيام‬ ‫احليرة التي وقعت فيها!!" هكذا‬ ‫أجابت رغدة‪ ،‬تقول‪" :‬كنت أمام‬ ‫‪ 6‬مسميات تقريباً رشحت‬ ‫(نبضات) من الوهلة األولى‬ ‫لكن كان ال بد من املشاورة التي‬

‫‪11‬‬


‫الع ــدد‬ ‫‪100‬‬

‫تحقيق‬ ‫إعداد‬ ‫مرام املوسى‬

‫املجموعات‬ ‫البناتيّة‬ ‫نحالت يهدين للحياة رحيق العطاء‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫متمثالً في «فكرة» أو «إجناز»‬

‫‪10‬‬


‫من بين هذه الم‬ ‫جموعات‪ ،‬وقلوب‬ ‫الفريق‬ ‫المتآلفة‪ ..‬ال يلز‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ٌ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ري‬ ‫ق‬ ‫لت‬ ‫ك‬ ‫ون‬ ‫ي‬ ‫شيئًا‬ ‫له وقعه في الح‬ ‫يا‬ ‫ة‪،‬‬ ‫وب‬ ‫ص‬ ‫مت‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫جبي‬ ‫ن المجتمع‪ ،‬وتع‬ ‫ذرها ليس سب ًبا‬ ‫للتوق‬ ‫ف واإلحباط‪ ..‬فا‬ ‫لي‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫وا‬ ‫ح‬ ‫دة‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫الم‬ ‫شاريع‪ ،‬واألهداف‬ ‫‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫ص‬ ‫ف‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫ائ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ً ‪..‬‬ ‫نسمع دائماً أنهم أملها ورواد‬ ‫نهضتها‪ ..‬وبهم سيشرق‬ ‫املستقبل‪ ..‬كان هدفها األول‬ ‫تلبية احتياجات الفتيات بإيجاد‬ ‫مكان ومنتجات ّ‬ ‫جذابة تقدم‬ ‫فكرة راقية وبأسلوب مناسب‪..‬‬ ‫بدايتها كانت مجموعة دعوية‪،‬‬ ‫حتولت ملؤسسة كاملة بعد توفر‬ ‫اإلمكانيات الالزمة"‪.‬‬ ‫لكل عمل معوقاته‪ ..‬فما هي‬ ‫ٍ‬ ‫املعوقات التي واجهت (غراس)؟‬ ‫جتيب‪" :‬العقبات كثيرة جداً‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ولعل أبرزها كان التنظيم اإلداري‬ ‫داخل املجموعة‪ ،‬وها نحن‬ ‫نتجاوزه ولله احلمد بتطبيق‬ ‫النظام املؤسسي" وعن املخرجات‬ ‫واألهداف املستقبلية قالت‬ ‫إيناس‪" :‬نحاول قدر املستطاع‬ ‫أن تستمر هذه الفكرة‪ ،‬ومن‬ ‫اإلجراءات التي اتخذناها‬ ‫لذلك التحول من مجموعة‬ ‫إلى مؤسسة‪ ،‬تعمل وفق آليات‬ ‫معروفة‪ ،‬ومبنهجية ثابتة لتحقق‬ ‫رؤية اتفقنا عليها‪ ،‬بحيث ال‬ ‫تنتهي برحيل املؤسسني لها‪..‬‬ ‫أما عن منتجاتنا‪ ،‬عشرات‬ ‫اآلالف من األدوات القرطاسية‬ ‫وما يناسب احتياجات الفتيات‬ ‫من سن ‪ 15‬وحتى ‪ ..25‬تعكس‬ ‫هويتنا اإلسالمية مبضمونها و‬ ‫شكلها‪ ،‬ومخرجاتنا ‪ ..‬العديد‬ ‫من البرامج الثقافية واإلعالمية‬ ‫والدعوية واالجتماعية‪ ..‬واملراكز‬ ‫الصيفية"‪.‬‬ ‫متلك كياناً‬ ‫ُ‬ ‫غراس‪ ..‬اآلن‬ ‫مستق ً‬ ‫ال‪ ،‬بذرة صغيرة كبرت‪..‬‬ ‫وأثمرت‪ ،‬هذا ما ذكرت ُه إيناس‬

‫بتأكيدها‪ ..‬وبشعور املعت ّز‬ ‫بإجنازه والفرِ ح به‪" :‬هي لم‬ ‫تعد مجموعة‪ ..‬بل حتولت إلى‬ ‫مؤسسة وهذا في حد ذاته‬ ‫يعتبر نقلة نوعية‪ ..‬سبقت‬ ‫خطتنا الزمنية‪ ..‬بفضل من‬ ‫الله وتوفيقه‪ ..‬ونأمل أن تكون‬ ‫املجموعة خالل خمس سنوات‬ ‫قد زادت من إمكانياتها لتغطي‬ ‫فئة أكبر من شريحتها‪ ،‬بتوسيع‬ ‫مجاالت عملها البرامجية‪،‬‬ ‫واخلروج مبنتجات متنوعة‬ ‫ومتميزة‪ ،‬تناسب احتياجات‬ ‫الفتاة وهواياتها املختلفة"‪.‬‬

‫جناحي للريح‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫ُطلق‬ ‫�س�أ ُ‬ ‫و�أُحلق‪!.‬‬ ‫من ج ّرب الطيران أوالً؟ هكذا‬ ‫كان ُحلم عباس بن فرناس الذي‬ ‫علو فمات‪ !.‬لكن‬ ‫سقط من أعلى ٍ ّ‬ ‫ِ‬ ‫يلزمك جناحني‬ ‫في (ارتقاء) ال‬ ‫ِ‬ ‫يكفيك‬ ‫حقيقيني للتحليق‪،‬‬ ‫تبني فكرة وهدف لتحلقي‪..‬‬ ‫فـ"للتحليق في سماء اإلبداع‪..‬‬ ‫نغ ٌم آخر" كما يقول شعار‬ ‫(ارتقاء)‪!..‬‬ ‫تقول (عهود إبراهيم) من‬ ‫مجموعة ارتقاء‪" :‬نحن هنا‬ ‫نرتقي لنش ّكل مجتمعاً يضم‬ ‫مصورين‪ ،‬رسامني ومصممني‬ ‫يتناوبون في مجال العمل الفني‬ ‫واإلبداعي‪ ،‬يحلّقون في سماء‬ ‫جمال‬ ‫اإلبداع راسمني لوحة‬ ‫ٍ‬ ‫بـ(ارتقاء)‪ ،‬اخترنا أن نسكب‬ ‫ألواناً متألقة‪ ،‬المعة‪ ،‬وب ّراقة‬ ‫مبنهجية الكتاب والسنة‪ ،‬ومن‬ ‫خالل طرح عدد من املفاهيم‬

‫اإلسالمية واآلداب واألخالق‬ ‫التي جاء بها اإلسالم بشكل‬ ‫يناسب الفتيات وتطورات‬ ‫العصر‪ ،‬وننشر كل مفهوم على‬ ‫ِح َدة ‪ ،‬قررنا أن نعمل ٍ‬ ‫بجد‬ ‫واجتهاد خلدمة أفراد مجتمعهم‬ ‫والرقي بهم وتوجيههم ملا‬ ‫ينفعهم ويطور مستواهم ويوسع‬ ‫مداركهم"‪.‬‬ ‫إذاً ما هو الهدف احملدد‬ ‫الرتقاء‪.‬؟ إجاب ُة (عهود)‬ ‫كانت مليئة باآلمال العظيمة‬ ‫واإلجنازات‪ ..‬تقول‪" :‬دعم الدار‬ ‫وتوسيع دائرة موارده‪ ،‬واالستفادة‬ ‫من الطاقات الكامنة الرائعة‬ ‫واملواهب الشابة الفذة وطرحها‪،‬‬ ‫كذلك البروز في الساحة‬ ‫ومحاذاة النجاح‪ ،‬وتشكيل مجتمع‬ ‫فني‬ ‫مك ّون من فريق‬ ‫إبداعي ّ‬ ‫ّ‬ ‫كامل يقوم على خدمة أفراده‬ ‫وتوجيههم ملا ينفعهم ويطور‬ ‫مستواهم ويوسع مداركهم‪،‬‬ ‫من خالل برامج إثرائية‬ ‫متنوعة ومن خالل تفاعلهم مع‬ ‫بعضهم البعض ك ٌل في مجاله‪،‬‬ ‫وتبادل املعلومات واألفكار‬ ‫ونشر الوعي الثقافي الفني‬ ‫بني أوساط املجتمع بأسلوب‬ ‫دعوي مستحدث‪ ..‬باختصار‬ ‫واستخالص بذرة من املواهب‬ ‫الشابة لتفيد وتستفيد‪ ،‬مع عدم‬ ‫إغفال عامل الوقت!"‬ ‫ُ‬ ‫وتضيف‪" :‬كان حتقيق اإلجناز‬ ‫حلماً‪ ..‬وكانت بداية االنطالق‬ ‫ُقدماً طيفاً لذيذاً داعب بنات‬ ‫أفكارنا دوماً‪ ..‬أولى اخلطوات‬ ‫كانت متأرجحة إلى أن أرستها‬

‫ٍ‬ ‫أياد ساندت وعاضدت تلك‬ ‫اخلطوات دلتها على نور الطريق‪،‬‬ ‫ورعتها حتى اشت َّد عودها‪..‬‬ ‫امتدت إليها أيادي اإلبداع‪..‬‬ ‫فأخذت بها واستضاءت‬ ‫الطريق‪ ..‬إلى أن خطت طريق‬ ‫الرشد بثبات وثقة‪ ..‬لتسارع نحو‬ ‫موكب اإلبداع وتستنير‪..‬‬ ‫دار أم سلمة نبيلة ّ‬ ‫غذت براعم‬ ‫اإلبداع وأنارت الدرب لهم‪..‬‬ ‫صانت خصال الكرم والعطاء‬ ‫وساهمت معهم‪ ..‬صعدت قمماً‬ ‫لتوضح لهم كامل املشهد‪..‬‬ ‫فاكتملت صورة اإلبداع بأبهى‬ ‫حلة‪ ..‬لتطلق أولى ثمراتها ونتاج‬ ‫يراعها"‪.‬‬

‫يخ�صك وحدك‬ ‫ّ‬ ‫�ستايل‪..‬‬ ‫فقط‪!..‬‬ ‫اخلاص‪،‬‬ ‫لك ّل فتاة (ستايلها)‬ ‫ّ‬ ‫هذا ما عرفته مجموعة "ستايل"‬ ‫فتبنت ُه كفكرة‪ ،‬أثمرت واق ًعا‬ ‫ملموسا‪ ،‬وأناقة بنات ّية ُمختلفة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وخاصة‪ ..‬حديثنا معهم كما هم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫خاص‪ ،‬وغير شكل!‬ ‫له (ستايل)‬ ‫ّ‬ ‫"قد يعتبر الكثير مس ّمانا‬ ‫تقليد ّياً ‪ -‬وأنا أولهم ‪ -‬ذلك أننا‬ ‫اخترناه بسرعة‪ ،‬لكن مع مرور‬ ‫الوقت‪ ،‬تعلقنا باالسم‪ ..‬وأصبح‬ ‫مي ّثلنا ويعني لنا الكثير‪"..‬من‬ ‫هنا بدأت (حصة البواردي)‬ ‫وأكملت لنا احلكاية‪:‬‬ ‫حديثها‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫"نشأت الفكرة عن طريق إحدى‬ ‫صديقات أمي السنة املاضية‪،‬‬ ‫وأعجبتني الفكرة كثيراً‪ ..‬فبدأت‬ ‫اختيار مجموعة من الفتيات‬ ‫املوهوبات ممن أعرف‪ ،‬وكانت‬

‫‪13‬‬


‫الع ــدد‬ ‫‪100‬‬

‫تحقيق‬

‫استمرت أسبوعاً‪ ،‬ثم رسونا‬ ‫عليه‪ ،‬وكان اختيار الغالبية‪..‬‬ ‫اسم نبضات كان تذكيراً لنا‬ ‫باإلخالص‪ ،‬إذ إن كل عمل‬ ‫سنقوم به سيكون نبضاً من‬ ‫قلبنا فال بد أن تخرج نبضاتنا‬ ‫بإخالص وإال فال داعي ألن‬ ‫نرهق أنفسنا ثم حتبط أعمالنا‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى أنه اسم رقيق‬ ‫يحمل رقة الفتيات وفي نفس‬ ‫الوقت يشعر بقوة ضربات القلب‬ ‫وهذه العزة التي نود أن نسير‬ ‫شامخني بها"‪.‬‬ ‫ما األهداف التي خرجت ألجلها‬ ‫ُ‬ ‫تضيف (رغدة)‪:‬‬ ‫نبضات؟‬ ‫"امتالك كل فتاة ملوهبة عرفتها‬ ‫أو خفيت عليها نسعى نحن إلى‬ ‫أن نخرجها لها وجنعلها ماهرة‬ ‫فيها‪ ،‬واستغالل وقت الفراغ‬ ‫مبا يفيد‪ ،‬وإشعارها بأنها فرد‬ ‫منتج ال يستغني عنه املجتمع‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫وهدف مهم‪ ،‬هو تكوين مورد‬ ‫ألسر محتاجة تكفلها املؤسسة‪،‬‬ ‫نكون نحن سبباً في كفالتها‬ ‫وسد حاجتها‪ ،‬وهذا هدف مهم‪،‬‬ ‫وبعون الله و توفيقه شعرنا بأن‬ ‫أمورنا تتيسر‪ ،‬وما من ضائقة‬ ‫متر علينا إال وفرجها يكون‬ ‫قريباً؛ فكان هذا درباً لظهورنا‬ ‫سهله لنا الباري سبحانه‪،‬‬ ‫بداية ظهورنا كانت في ملتقى‬ ‫غراس (بالدراسة يا هال) ورغم‬ ‫كونه ظهوراً بسيطاً مبنتجاتنا‬ ‫البسيطة ُمقابل ضخامة‬ ‫املنافسني لكنه كان مبثابة دفعة‬ ‫معنوية كبيرة لنا وبداية موفقة‬ ‫بحمد الله‪ ،‬ثم بعد ذلك كانت‬

‫الوقتُ‬ ‫هو الحياة‪ ..‬ذاه ٌب‬ ‫ال يعو‬ ‫د‪ ،‬في كل ثانية ت‬ ‫ص‬ ‫م ّر عم ٌر يقت ّ‬ ‫من‬ ‫ِك‪ ،‬اصنعي فكرة‪،‬‬ ‫واجعلي لوجودك‬ ‫هد ًف‬ ‫ا‪ ..‬خططي‪ ..‬ن ّظ‬ ‫م‬ ‫ي‪،‬‬ ‫نف‬ ‫ذ‬ ‫ي‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫قيمي‬ ‫نفسك‬ ‫بعدها! هل وصل‬ ‫ِت لطموحك‪ ،‬أم‬ ‫ال تزال أمامك‬ ‫ِ محطات أخرى؟‬

‫‪12‬‬

‫التحقيق خالل تلك الفترة بإذن‬ ‫الله‪ ..‬أرى إعالناتنا في تلك‬ ‫اللوحات الزجاجية الثابتة في‬ ‫األماكن العامة وعند اإلشارات‪،‬‬ ‫وسنكون مؤسسة كبيرة‪ ،‬الكل‬ ‫يبتهج إن ذكر اسمنا‪ ،‬ننتج دورات‬ ‫في كافة املجاالت ونخدم كل‬ ‫شرائح املجتمع وسنقوم بتدريب‬ ‫األطفال على املهارات اليدوية‬ ‫املختلفة لينضم إلى فريق‬ ‫نبضات مبدعات صغيرات‪..‬‬ ‫وستباع منتجاتنا في املكتبات‪..‬‬ ‫األحالم كثيرة والطموحات أكبر‪،‬‬ ‫لكن لم أسترسل ِ‬ ‫معك إال مبا‬ ‫ميكننا فع ً‬ ‫ال حتقيقه مبشيئة‬ ‫الله"‪.‬‬

‫غرا�س‪ُ ..‬حلم كرب‪،‬‬ ‫وترعرع‬ ‫بدايتنا التي أعتبرها البداية‬ ‫احلقيقة في ملتقى مؤسسة مكة‪،‬‬ ‫وتوالت بعدها امللتقيات التي‬ ‫ظهرنا بها وكان آخرها حتى اآلن‬ ‫ملتقى اإلعمار الشتوي"‪.‬‬ ‫بد من معوقات ككل‬ ‫لكن ال ّ‬ ‫عمل ناجح‪ ،‬أليس كذلك؟ هذا‬ ‫ٍ‬ ‫ما أجابتنا عنه‪ ،‬تقول‪" :‬ال يخلو‬ ‫طريق من العقبات‪ ،‬كانت العقبة‬ ‫األولى هي احلاجة إلى دعم‬ ‫مادي كبير‪ ،‬فلكي حتتمل النبتة‬ ‫الرياح وتكبر ثابتة مثل أترابها‬ ‫حتتاج إلى جذر قوي متني ثابت‬ ‫في التربة‪ ،‬وهذا ما احتجنا‬ ‫إليه‪ ،‬وتيسر األمر بفضل الله‪،‬‬ ‫حيث تلقينا من املؤسسة مبلغاً‬ ‫حاولنا أن نسير به أمورنا‪،‬‬ ‫وقد كان من الصعب أن نطلب‬ ‫أكثر من املؤسسة لئال نرهق‬ ‫كاهلها؛ فأنشطتها كثيرة‪ ،‬ومن‬ ‫ثم مصروفاتها تكفيها! وساهمنا‬ ‫بنصف املبلغ ـ نحن الفتيات ـ‬ ‫أيضاً وبدأنا واحلمد لله‪ .‬كما‬ ‫أن تكاليف املطابع كبيرة لذلك‬ ‫احلاجة مستمرة إلى املادة؛ فهي‬ ‫عصب احلياة؛ فالله كرمي وقد‬ ‫أحسنا الظن به‪ .‬وما خاب من‬ ‫أ ّمله‪ .‬كذلك‪ ..‬نواجه مشكلة‬

‫في تخزين أغراضنا ومنتجاتنا؛‬ ‫فحالياً نحن نستقر في غرفة‬ ‫في مؤسسة مكة فيها سعادتنا‪،‬‬ ‫وكأننا نرى عند دخولها آمالنا‬ ‫كورد يتناثر أمام أعيننا ‪،‬لكنها‬ ‫صغيرة نوعاً ما‪ ،‬وإن كانت تكفينا‬ ‫اليوم فلن تكفينا غداً‪ ،‬وأجزم‬ ‫أننا مستقب ً‬ ‫ال سنحتاج إلى دور‬ ‫كامل حتى نرتب أغراضنا ويكون‬ ‫لنا استقرارنا‪ ،‬أما العقبات‬ ‫املتبقية فهي ال تستحق الذكر‬ ‫ونتجاوزها بسرعة"‪.‬‬ ‫مبناسبة احلديث عن املطابع؟‬ ‫جتيب رغدة‪:‬‬ ‫ما هي املُنتجات؟‬ ‫ُ‬ ‫"تنقسم مخرجاتنا إلى قسمني‪:‬‬ ‫"فنية وورقية‪ ،‬الفنية تتمثل في‬ ‫‪:‬أعمال يدوية مثل‪ :‬أساور طرح‬ ‫ـ ميداليات ‪ -‬بكالت شعر ‪-‬‬ ‫بروشات – سالسل‪ ،‬وأخرى‬ ‫ورقية وهي ملفات ‪ -‬دفاتر‬ ‫نوتات ‪ ...-‬إلخ‪ ..‬والكثير‬‫الكثير من األفكار بانتظار‬ ‫اخلروج فارتقبوا"‪.‬‬ ‫إذاً هناك عز ٌم قوي‬ ‫باالستمرارية‪.‬؟ أين ترين‬ ‫املجموعة خالل خمس سنوات‬ ‫ِ‬ ‫"حددت لي خمس سنوات‬ ‫فأكثر؟‬ ‫لذا سأذكر أهدافاً ممكنة‬

‫في امللتقيات الدعو ّية ال تكاد‬ ‫ني تغف ُل ذاك اجلزء املزدحم‬ ‫الع ُ‬ ‫منها‪ ،‬هناك حيث بهرج ُة األلوان‬ ‫الربيعية‪ ،‬املمتلئةِ باحلياة‪،‬‬ ‫والفرح‪ ..‬رك ٌن يجبرك على‬ ‫زيارته‪ ،‬واالختالط بوجوهه‬ ‫املبتسمة‪ ..‬وفريقه الكبير‪..‬‬ ‫لـ(غراس) حكايا إجناز‪ ،‬وس ّر‬ ‫"طبخة"‪ ..‬شاركتنا بها (إيناس‬ ‫الظاهر) حتدثنا عنها‪ ..‬فتقول‪:‬‬ ‫"بدأت غراس بفكرة‪ ،‬وحديث بني‬ ‫الصديقات‪ ..‬ومع كثرة احلديث‬ ‫عن "الفكرة" بدأت تؤخذ على‬ ‫محمل اجلدية أكثر فأكثر‪ ..‬حتى‬ ‫أقدمن على اخلطوة الصغيرة‬ ‫األولى عام‪1425‬هـ‪ ..‬باجتماع‬ ‫الصديقات في غرفة صغيرة‬ ‫تبرعت بها دار الشيماء بنت‬ ‫احلارث‪ ،‬اخترن االسم من منبع‬ ‫حرص على أن‬ ‫الهدف‪ ..‬ومن‬ ‫ٍ‬ ‫يوصل االسم رسالة‪ ،‬هي رسالة‬ ‫الدعوة و"العمل"‪ ..‬من حديث‬ ‫رسولنا الكرمي صلى الله عليه‬ ‫و سلم‪( :‬إذا قامت القيامة وبيد‬ ‫أحدكم فسيلة فليغرسها)‪..‬‬ ‫تُرى‪ ..‬ما هي أهداف غراس؟‬ ‫سؤا ٌل توجهنا به إليناس‪..‬‬ ‫فأجابت‪" :‬غراس‪ ..‬جتسيد‬ ‫لرغبة ملحة في خدمة الدين‪،‬‬ ‫واستثمار شباب األمة الذين‬


‫الزي‪ ،‬واألناقة اإللكترونية‬ ‫ّ‬ ‫متمث ً‬ ‫ال في تصميم وجرافيكس‪،‬‬ ‫محدثتنا من املجموعة‪( :‬أسماء‬ ‫املش ّوح) تشرحها فتقول‪" :‬نشأت‬ ‫الفكرة من ‪ 3‬سنوات ودرسناها‬ ‫سوياً أنا وأخواتي ثم بدأنا في‬ ‫مشروعنا‪ ،‬كان اختيار االسم‬ ‫ثمرة اجتهادات فردية مت التعديل‬ ‫عليها حتى وصلت إلى شكلها‬ ‫احلالي وذلك بهدف الوصول‬ ‫إلى شعار يرمز للفتيات وتوصلنا‬ ‫لشعارنا (‪..)SO PINK‬‬ ‫كان من أولويات األهداف لدينا‬ ‫عمل عالمة جتارية مميزة‬ ‫ملعروضاتنا‪ ،‬ثانيا استغالل أوقات‬ ‫فراغنا ومواهبنا وهواياتنا في‬ ‫فن التصميم بشكل عام سواء‬ ‫تصميم‪ ‬اإلكسسوار والشنط‬ ‫وتصميم املواقع اإللكترونية‪،‬‬ ‫ولوجود ميول ملمارسة التجارة‬ ‫عن طريق اإلنترنت‪ ،‬بدأنا بعمل‬ ‫موقع وإعداد تصاميم كثيرة‬ ‫حتى وصلنا للشكل الذي اتفقنا‬ ‫عليه جمي ًعا‪ ،‬وعند عرضها‬ ‫القت قبوالً طي ًبا لدى الناس‪..‬‬ ‫ورغم العقبات‪ ..‬فنحن نتوقع‬ ‫االستمرارية‪ ،‬والهدف املستقبلي‬ ‫املرسوم لدينا تأسيس شركة‬ ‫ذات نشاطات متعددة‪..‬‬

‫(ميالدُ حلم)‪ ..‬ثم حتقق!‬ ‫األحالم تولد في حلظة‪ ،‬فإما‬ ‫أن حتتضن‪ ..‬وترعى لتنمو أو‬ ‫متوت‪ ..‬هكذا ولدت (ميالد‬ ‫حلم) املجموعة الفتية‪ ،‬تزينها‬ ‫صداقة ألربعة فتيات‪ ،‬اتفقن في‬

‫الفكرة‪ ،‬والهدف‪ ..‬وسرن خطوة‬ ‫للتخطيط‪ .‬حتكي البدايات‬ ‫(بسما العبدان) قائلة‪" :‬كانت‬ ‫البذرة فكرة ُوجدت منذ فترة‬ ‫طويلة‪ ،‬سقيناها بـصداقتنا‬ ‫املُزهرة‪ ..‬فنحن أربع صديقات‬ ‫اجتمعنا وقررنا تنفيذها وجنحنا‬ ‫بحمد الله‪ ..‬فصارت (ميال ُد‬ ‫حلم) حل ًما حقيق ّيا‪ ..‬وكانت‬ ‫أهدافنا مت ّوج ًة بأهمية إيصال‬ ‫أفكارنا ورغباتنا ومشاركة‬ ‫أحالمنا وأمانينا مع فتيات‬ ‫مجتمعنا واستغالل مواهبنا‬ ‫فيما يرضي الله؛ فاألنفس إن‬ ‫لم تشغلها بالطاعة شغلتك‬ ‫باملعصية؛ فال بد من الدعوة‬ ‫إلى الله بأساليب مبتكرة‬ ‫ومتطورة تناسب العصر الذي‬ ‫نعيشه والتطور السريع في‬ ‫مجاالت احلياة‪ ،‬واألولى تطوير‬ ‫أساليب الدعوة إلى الله بكل ما‬ ‫نستطيع"‪.‬‬ ‫حديثُ البداية ش ّيق‪ ،‬حدثينا‬ ‫عنه‪ ..‬تكم ُل بسما‪" :‬بدايتنا‬ ‫كانت واحدة واستمررنا عليها‪،‬‬ ‫مبنتجات تتضمن أعمال فنية‬ ‫دعوية تهم كل فئات املجتمع‬ ‫حتى غير املسلمني (تدعو إلحياء‬ ‫سنة‪ ،‬أو رسائل حب واعتذار‬ ‫ملن نحب‪ ،‬أو دعوة غير املسلمني‬ ‫لهذا الدين) من علب هدايا‪،‬‬ ‫براويز‪ ،‬إكسسوارات‪ ،‬بطاقات‪..‬‬ ‫وغيرها‪ ،‬لكن في نفس الفترة‬ ‫انتشرت هذه األفكار في مجتمع‬ ‫الفتيات؛ فعزمنا على التوقف‬ ‫وابتكار أفكار جديدة حتى‬

‫نتميز أكثر (متيزي تعرفي)‬ ‫ونتفاءل بأخواتنا في املجموعات‬ ‫األخرى وندعو كل من يهمه‬ ‫أمر فتياتنا بأن يسعى بكل ما‬ ‫يستطيع لتشجيعهن ودعمهن‬ ‫حتى تفتح مؤسسات تخدم مجال‬ ‫الدعوة من جميع اجلوانب‪،‬‬ ‫وحتى نستفيد من قدرات البنات‬ ‫الهائلة التي سرعان ما تخمد‬ ‫عندما ال جتد من يسندها‬ ‫ً‬ ‫ويدعمها سواء مادياً أو معنويا‪..‬‬ ‫ماذا عن االستمرارية؟ "سنستمر‬ ‫بإذن الله على قدر ما نستطيع‪،‬‬ ‫لكن العقبات قد تثقل علينا‬ ‫أحيا ًنا‪ ..‬كضعف املادة وعدم‬ ‫توفر الوسائل‪ ،‬أو االنشغال بأمور‬ ‫احلياة وعدم التفرغ الكامل لها‪،‬‬ ‫واجلهد الكبير املبذول خصوصاً‬ ‫أن أغلب أعمالنا يدوية‪ ،‬لكنها‬ ‫عقبات سنتجاوزها كما جتاوزنا‬ ‫ُ‬ ‫غيرها‪ ..‬فاخلوف من ردة فعل‬ ‫الناس مرحل ٌة جتاوزناها بحمد‬ ‫الله‪ ،‬وسنتجاوز ما ُدونها‪ ،‬وبحول‬ ‫الله سيكون لنا مقر واسم‬ ‫وتتوسع في العديد من املجاالت‬ ‫الدعوية والتطويرية التي تهم فئة‬ ‫الفتيات بأفكار مبدعة وإجناز‬ ‫متميز"‪.‬‬

‫حينما تكون الدعوة‪..‬‬ ‫ه ّماً‪ ،‬ور�سالة‪ ..‬ت�أتي‬ ‫"�صناع احلياة"‬ ‫في احلياة رسائل كثيرة حتتاج‬ ‫إلى أن تصل يو ًما ملن يحتاجون‬ ‫إليها‪ ،‬اختلفت اللغة أو توحدت‪..‬‬ ‫فابتكار وسيلة متميزة إليصالها‬ ‫تكسر حواجز اللغة واالختالفات‬ ‫الكثيرة‪ ..‬أحد الرسائل املهمة‪،‬‬ ‫هي الدعوة إلى الله‪ ،‬من منّا ال‬ ‫يستطيعها رغم التقصير‪..‬؟ هذه‬ ‫ٍ‬ ‫وبلغة‬ ‫املرة‪ ،‬الدعوة مختلفة‪..‬‬ ‫وأناس آخرين أيضاً!‬ ‫أخرى‬ ‫ٍ‬ ‫مجموعة "صناع احلياة" اتخذت‬ ‫منهجا خللق حياة جديدة بإذن‬ ‫ً‬ ‫الله‪ ،‬حياة من ظلمات اجلهل‬ ‫إلى نور اإلسالم‪ ..‬حتدثنا‬ ‫األستاذة منيرة اجلبر (معلمة لغة‬ ‫إجنليزية و ُمتعهدة اللجنة عنها)‬ ‫فتقول‪" :‬نشأت الفكرة قبل ‪3‬‬

‫ال يعني تحديد ال‬

‫هدف‪،‬‬ ‫واستغالل الوقت‬ ‫أن‬ ‫تكون هناك جدي‬ ‫ّة تامة ال تسمح‬ ‫لمر‬ ‫ور ضوء من الراح‬ ‫ة‬ ‫وا‬ ‫لت‬ ‫س‬ ‫لي‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫تعلم فنّ ما‪ ،‬وا‬ ‫حتساب نقاط تضيفُ‬ ‫إلى ر‬ ‫صيدك في الحياة‬ ‫أشيا ًء حقيقية‪،‬‬ ‫و‬ ‫شعو ًرا بأهميتك‪،‬‬ ‫وثقلك في ذاكرة‬ ‫ا‬ ‫آلخرين‪ ..‬واأليام‪.‬‬ ‫سنوات تقريباً إلرضاء الشعور‬ ‫بالتقصير الذي يصيبنا جتاه‬ ‫الذين يأتون لديارنا ويعودون‬ ‫لبالدهم دون أن نقدمهم لهم‬ ‫شيئاً عن اإلسالم فيما يفترض‬ ‫أن يعودوا لبالدهم دعاة‪ ،‬لكن‬ ‫تطبيقها لم ير النور إال في‬ ‫هذا العام ‪1429-1428‬هـ‪،‬‬ ‫كانت البداية محاوالت بسيطة‬ ‫للرد على املقاالت في الصحف‬ ‫واإلنترنت‪ ،‬ومراسلة هواة‬ ‫املراسلة في بعض املجالت‬ ‫عن طريق إرسال الكتيبات عن‬ ‫طريق البريد‪ ،‬أو توزيعها في‬ ‫استراحات املستشفى واملطارات‬ ‫حول اإلسالم والتعريف به‪ ،‬دون‬ ‫أن تتخذ هيئة الرسم ّية‪ ،‬وفي‬ ‫نهاية العام املاضي وضعنا خطة‬ ‫اطلعت عليها رائدة النشاط في‬ ‫الثانوية الرابعة واتفقنا على‬ ‫إنشاء جماعة "صناع احلياة"‬ ‫امتدا ًدا ملفهوم أن من هداه‬ ‫الله لإلسالم فقد وهبه نو ًرا‪..‬‬ ‫تُعنى بالدعوة في أوساط غير‬ ‫املسلمني باختالف لغاتهم أو‬ ‫عصاة املسلمني‪ ..‬واحتوت‬ ‫على مجموعة من الطالبات‬ ‫قدمن بحماسة تفوق املتوقع‪..‬‬ ‫وتبنينا فكرة محددة هي أن‬ ‫العقل البشري يستوعب العبارة‬ ‫القصيرة ويفهمها أكثر من‬ ‫الكالم الكثير‪ ،‬فكان أسلوبنا‬ ‫في الدعوة استخدام الهدية مع‬ ‫العبارات القصيرة‪ ،‬ومخاطبتهم‬ ‫على قدر عقولهم وإدراكهم‪..‬‬

‫‪15‬‬


‫الع ــدد‬ ‫‪100‬‬

‫تحقيق‬

‫أهدافنا األولية إثبات الذات‪،‬‬ ‫وإشغال الوقت بأشياء مبتكرة‪،‬‬ ‫وتوظيف مواهبنا‪ ..‬وبالطبع‪،‬‬ ‫مادي إضافي لنا"‪.‬‬ ‫عائد‬ ‫ّ‬ ‫ماذا عن البداية؟ تكم ُل (حصة)‪:‬‬ ‫"بدايتنا كانت موفقة بحمد‬ ‫الله‪ ،‬وكان انسجامنا واضحاً‬ ‫واإلقبال على منتجاتنا كبيراً من‬ ‫أول عرض لنا‪ ،‬ونطمع بالتطور‪،‬‬ ‫واالستمرارية‪ ..‬فرغم العقبات‬ ‫التي واجهتنا فقد صمدنا أمامها‬ ‫واعتبرناها اختبارات عمل ّية لقوة‬ ‫حتملنا"‪.‬‬ ‫وعن املنتجات‪ ،‬تقول‪" :‬منتجاتنا‬ ‫هي عبارة عن حلي من تصميمنا‬ ‫وصنعنا ((بروشات ‪ -‬سالسل‬ ‫– أساور‪ ،‬وبعض املنسوجات‪..‬‬ ‫وأمتنى أن ترعى املصممات في‬ ‫املستقبل وتناسب جميع األذواق‬ ‫والطلبات"‪.‬‬

‫اإلنسان‬ ‫الواعي يخطط‬ ‫للوق‬ ‫ت تخطي ًطا جيد‬ ‫ًا‪،‬‬ ‫ير‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ط‬ ‫مو‬ ‫حاته‬ ‫ليكو‬ ‫ّن استراتيجية وا‬ ‫ضحة‪ ،‬وهد ًفا من‬ ‫وجود‬ ‫ه‪ ،‬ليكوّن بعدها ن‬ ‫جا ًحا حقيق ًيا‪..‬‬ ‫ولو‬ ‫على صعيد شخ‬ ‫صه‪ ،‬ونفسيته‪..‬‬

‫(فتيات لرنتقي)‪،‬‬ ‫�أنا و�أنتِ ‪..‬‬ ‫�إىل جمتمعٍ راقٍ‬ ‫الفردي فهذا‬ ‫أن تسعي للتغيير‬ ‫ّ‬ ‫يتطلب منك عزمية‪،‬‬ ‫عم ٌل ج ّبار‬ ‫ُ‬ ‫لقب‬ ‫وجهدًا‪ ..‬تستحقني ألجله َ‬ ‫"مكافحة" لكن‪ ..‬حينما يصب ُح‬ ‫نفسك أوالً‬ ‫ِ‬ ‫اله ّم اثنني لتغيري‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فأنت "عظيمة"!‬ ‫مجتمعك‬ ‫ثم‬ ‫هذه هي رسال ُة (فتيات لنرتقي)‬ ‫حتدثنا عنها فاطمة بودي‪ ،‬قائل ًة‪:‬‬ ‫"نشأت الفكرة في بداية أيام‬ ‫دراستنا اجلامعية عام ‪،2005‬‬ ‫وكنّا من أوائل املجموعات التي‬

‫‪14‬‬

‫انطلقت في األحساء؛ فقررنا‬ ‫أن نبدأ بتكوين مجموعة سنصل‬ ‫من خاللها ألهدافنا ولالرتقاء‬ ‫بأنفسنا أوالً ثم مبجتمعنا‪.‬‬ ‫ومن هنا جاء اسم املجموعة؛‬ ‫فاجتمعنا في اجلامعة بادئ‬ ‫األمر وتك ّون الفريق هناك‪،‬‬ ‫فكانت أغلب قراراتنا تُصنع ما‬ ‫بني املمرات وساحات اجلامعة‪،‬‬ ‫كانت أهدافنا في البداية‬ ‫تكوين فريق يلقي احملاضرات‬ ‫العفوية البسيطة القريبة من‬ ‫النفس‪ ،‬وقدمت سلسلتها األولى‬ ‫سارة العفالق‪ ،‬ثم اتفقنا على‬ ‫إقامة أول معرض لنا في فندق‬ ‫االنتركونتننتال باألحساء‪ .‬ومن‬ ‫هنا بدأ نشاطنا يزداد ويرتقي‬

‫يوماً بعد يوم‪ ،‬فأقمنا املعرض‬ ‫الثاني باالتفاق مع مدارس‬ ‫الكفاح‪ ،‬ثم توقفنا قلي ً‬ ‫ال بعد‬ ‫تخرج الفتيات من اجلامعة‪،‬‬ ‫وأصاب املجموعة شيء من‬ ‫الفتور‪ ..‬لكنها عادت اليوم لتثبت‬ ‫نفسها بشكل أقوى‪ ..‬وأصبحت‬ ‫لقاءاتنا في نادي التالقي‪،‬‬ ‫ونخطط إلقامة معرض ع ّما‬ ‫قريب"‪.‬‬ ‫ماذا عن املعوقات؟ تكم ُل فاطمة‪:‬‬ ‫"أغلب الصعوبات كانت من غياب‬ ‫الراعي الرسمي لنا‪ ،‬وارتفاع‬ ‫أسعار املعارض التي نقيم فيها‬ ‫أنشطتنا‪ ،‬وحتتوي معارضنا على‬ ‫كل األعمال اليدوية اإلبداعية‬ ‫واحلرفية‪ ،‬وهي عبارة عن أركان‬

‫متعددة منها قسم اإلكسسوارات‬ ‫واملكتبة املختصة بـالبطاقات وكل‬ ‫األعمال الورقية‪ ،‬وإكسسوارات‬ ‫املنازل من حتف ووسادات‬ ‫مفارش‪ ،‬باإلضافة لقسم‬ ‫التصوير الفوتوغرافي وقسم‬ ‫املأكوالت الشعبية مبا فيها من‬ ‫تذكارات للقرقيعان واجلالبيات‬ ‫والشنط املزينة‪ ..‬وأتوقع لنا‬ ‫مستقب ً‬ ‫ال مشرقاً‪ ،‬وأن نكون في‬ ‫الق ّمة"‪.‬‬

‫الوردي!‬ ‫ّ‬ ‫‪ ..So pink‬فتنة‬

‫للوردي لونه وفتنته‪ ،‬وله وقعه‬ ‫ّ‬ ‫ممتزجا‬ ‫الفخم حينما يكو ُن‬ ‫ً‬ ‫باألسود‪ ،‬للمجوعة "‪"so pink‬‬ ‫ٍ‬ ‫ممزوجة بأناقة‬ ‫رؤي ٌة أخرى‪،‬‬


‫بطريقة أكثر تنظي ًما‪ ..‬وتكون لنا‬ ‫بصمة في كل مكان"‬

‫مل�سات‪ ..‬وللإبداع‬ ‫حكاية!‬

‫ملؤسسة مكة اخليرية‪ ..‬أمنياتي‬ ‫احلالية وأمنيات بناتي في صناع‬ ‫احلياة أن نصل لتحقيق احللم‬ ‫الذي يحلم به كل مسلم‪ ،‬أال‬ ‫يدع الله بيت وبر وال مذر إال‬ ‫وأدخل له هذا الدين‪ ..‬وأن تكون‬ ‫همومنا في الدعوة ال تنتهي‬ ‫بانتهاء املكان‪ ..‬بل تصنعه في‬ ‫كل مكان تنتقل له‪ ،‬وأن نتوسع‬ ‫لتنضم الباقيات من املتحمسات‬ ‫خارج أسوار املدرسة‪ ،‬ونحمل‬ ‫معها طابع الرسمية لندعو‬

‫من قال إن اإلبداع حص ٌر على‬ ‫امللموس فحسب؟ ففي‬ ‫الواقع‬ ‫ِ‬ ‫بحر الشبكة العنكبوتية‪ ،‬هناك‬ ‫فرص تنتظر صيا ًدا يظف ُر‬ ‫ٌ‬ ‫بصيدها‪ ،‬وملسات‪ ..‬اقتنصت‬ ‫الفرصة‪ ،‬فانطلقت ترسم‬ ‫اإلبداع واق ًعا إنترنت ّيا‪ ،‬له بصمةٌ‬ ‫مختلفة‪ ..‬وملس ٌة راقية‪ ،‬إميان‬ ‫محمد وأفنان الصالح من‬ ‫مجموعة ملسات‪ ..‬يتحدثن عنها‪:‬‬ ‫"ذات حلم‪ ،‬توقدت فكرة في‬ ‫أحد األجواء العنكبوتية وظهرت‬ ‫ملسات‪ ،‬كي تلملم خيوط اإلبداع‬ ‫وحتيكه قطعة فاتنة‪ ،‬أخذت‬ ‫ترسم حكاية إبداعها في شبكة‬ ‫املعالي اإلسالمية ‪ ..‬ملسات‪،‬‬ ‫حورية العشرة أشهر يرسم‬ ‫جمالها زهرات أثبنت أن اإلبداع‬ ‫ال يقيد بعمر!‬ ‫وعن حكايات تسمية الوليدة‪،‬‬ ‫حتدثنا إميان وأفنان‪" :‬ملسات‪،‬‬ ‫تتلمس اإلبداع ومتنحه ملسة‬ ‫ساحرة ‪ ،،‬ترسم منه حكاية إبداع‬ ‫‪ - ..‬ملسات فنية مبدعة‪ ،‬وأقالم‬ ‫ذات حرف مميز‪ ،‬وحتديات‬ ‫ثائرة‪ ،‬أفكار ُمتوقدة‪ ،‬ومناسبات‬ ‫تخرج بشكل مختلف! فنحن‪،‬‬ ‫"ملسات‪ ..‬ولإلبداع معنا حكاية"‬ ‫األهداف األول ّية لورشة ملسات‬ ‫كـفريق "نتي" يختلف متاماً عن‬ ‫املجموعات التي تعمل على‬ ‫أرض الواقع من ناحية طبيعة‬ ‫اإلنتاج واألفكار التي تطرح‬ ‫فيها‪ ..‬فلمسات تتبنى املواهب‬ ‫املبدعة الفتية‪ ،‬تنميها‪ ..‬ترسم‬ ‫لها طريقاً واضح املعالم وتلملم‬ ‫شتات مجموعات متفرقة‬

‫توقيعات �رسيعة‪!..‬‬ ‫ٌ‬ ‫«ال أنسى أن أقول لكل فتاة حتب العمل اليدوي وماهرة به‬ ‫ولديها الكثير من األفكار ال تهملي نفسك‪ .‬بل فتشي في مكامن‬ ‫نفسك عن اإلبداع حتم ًا ستجدينه»‪.‬‬ ‫(رغدة كردي‪ /‬نبضات)‬ ‫حاليا‪ ،‬لكننا ُوجدنا لنكون‬ ‫«ما أكثر املجموعات املعاصرة‬ ‫ً‬ ‫مختلفني‪ ..‬كلمة من القلب لعضوات فريقنا دعونا نتألق من‬ ‫جديد‪ ،‬لنحلق في عالم الرقي»‪.‬‬ ‫(فاطمة بودي‪ /‬لنرتقي)‬ ‫أنصح كل فتاة جتد من نفسها القدرة على العطاء أن تكون لها‬ ‫مجموعة من الصديقات والقريبات وتبدأ بالعمل بعد التفكير‬ ‫والتخطيط؛ ألن العمل اجلماعي له مفعول عجيب على‬ ‫النفس‪ ،‬ويد الله مع اجلماعة‪ ،‬وأشكر مجلة حياة التي لفتت‬ ‫انتباه الكثير من الفتيات واملؤسسات لوجود هذه املجموعات‬ ‫التي بدأت بإمكانيات قليلة وهمة عالية وستنتهي بتحقيق‬ ‫أهدافها التي ترضي الله ـ عز وجل ـ‪.‬‬ ‫(ندى‪ /‬ميالد حلم)‬ ‫«مشكلتنا في الدعوة عدم االستمرارية؛ فتبدأ بأشياء رائعة ما‬ ‫تلبث أن تختفي‪ ،‬فال أحد منا يريد التضحية بوقته أو إجازاته‬ ‫أو ماله للدعوة‪ ..‬لكن «صناع احلياة» ستتجاوزها‪ ..‬فمتى ما‬ ‫أخلصت النوايا‪ ،‬وسقيت األعمال مباء احلماس‪ ،‬والرغبة القوية‬ ‫خلدمة الدين‪ ..‬آتت أكلها ولو بعد حني»‪.‬‬ ‫(منيرة اجلبر‪ /‬صناع احلياة)‬

‫كانت على قيد االحتضار ثم‬ ‫ولدت من جديد‪ ،‬خرجت باسم‬ ‫مختلف بنتاج عمل أقوى وأغزر‬ ‫إنتاجاً‪ ،‬وكطبيعة عمل الفريق؛‬ ‫فالشخصيات التي تعمل ضمن‬ ‫الفريق مبهمة‪ ،‬لكن بعد عمل‬ ‫الفريق بفترة أفصحت عن‬ ‫بعض الشخصيات‪ ،‬حينها حقاً‬ ‫عرفنا أن اإلبداع ال يقيد بعمر‪،‬‬ ‫فالفتيات يُزهرن من الثالثة‬ ‫عشرة حلماً وحتى الثانية‬

‫والعشرين فرحاً! وغالبية‬ ‫األعمار كانت ما بني السادسة‬ ‫عشرة والتاسعة عشرة!‬ ‫وماذا عن االستمرارية‪..‬؟ أجابتا‪:‬‬ ‫"كل فكرة سينالها التطوير وإال‬ ‫ستفقد سحر وجودها‪ ،‬رمبا‬ ‫تتطور فكرة الفريق إلى الظهور‬ ‫إلى أرض العمل الواقعي إذا‬ ‫توفر لها الدعم املادي‪ ،‬فيض من‬ ‫األفكار الواقعية منلكها‪ ،‬لعل الله‬ ‫ييسر لها وينفع بها"‪.‬‬

‫خامتة التحقيق‬

‫لديهن فريق‪ ،‬وأنا وحيدة!‪.‬‬ ‫قلت‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫رمبا ِ‬ ‫إمكانيات مهولة‪ ،‬أو فريق ًا ضخم ًا لتصعدي أولى عتبات النجاح‪ ..‬بل‪،‬‬ ‫يلزمك أن متتلكي‬ ‫ونقول‪ :‬املطر الكثيف‪ ..‬يبدأ بقطرة واحدة‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يوما‪!.‬‬ ‫اجعلي ِ‬ ‫يدك الواحدة تصفق‪ ..‬وابدئي‪ ..‬وستجدين نفسك في مصافهم ً‬

‫‪17‬‬


‫الع ــدد‬ ‫‪100‬‬

‫تحقيق‬

‫كذلك حرصنا على أن يكون‬ ‫االسم قو ًيا سواء في مفهومه‬ ‫باللغتني‪ ،‬وصممنا الشعار معب ًرا‬ ‫عن الهدف‪ ،‬واالنتماء للمكان‬ ‫الذي انطلق منه‪ ،‬ونعمل حتت‬ ‫شعار‪( :‬صناع احلياة‪ ..‬نحن‬ ‫نصنع األمل)"‪.‬‬ ‫وعن األهداف تتحدث‪ ،‬فتقول‪:‬‬ ‫"أولى أهدافنا تبليغ الدين‪،‬‬ ‫كزكاة للعلم الذي تعلمناه‪ ،‬وإيجاد‬ ‫هدف آخر للفتيات أكبر من‬ ‫األكل والشرب واملتعة واللباس‪،‬‬ ‫ومن ثم العمل كمجموعة تغذيها‬ ‫روح احلماس‪ ،‬حملاربة الهجمات‬ ‫الشرسة على اإلسالم‪ ،‬األمر‬ ‫اآلخر الذي سعينا إليه أن‬ ‫أساليب الدعوة بالكتب لم تؤت‬ ‫ثمارها بنتيجة مرضية ألن‬ ‫اإلنسان بطبيعته ال بد أن يكون‬ ‫له محفزات للبحث عن احلقيقة‪،‬‬ ‫ولن يكون إال بجذبه بشيء‬ ‫يثيره‪ ..‬فكانت البداية بخطة‬ ‫بسيطة نفذناها على نطاق‬ ‫ضيق حيث أحضرنا عبوات‬ ‫مياه شرب صغيرة‪ ،‬واستبدلنا‬ ‫ملصقاتها بعبارات كـ"اإلسالم‬ ‫هو احلياة"‪" ،‬السعادة باإلسالم"‬ ‫باللغة اإلجنليزية ووزعنا هذه‬ ‫املياه الباردة على السائقني حول‬ ‫املدرسة وعمال البناء والنظافة‪،‬‬ ‫وكانت النتائج رائعة فقد نزع‬ ‫بعضهم العبارة بعد شرب املاء‬ ‫ووضعها في جيبه‪ ،‬وبعضهم‬ ‫طلب املزيد من امللصقات‬ ‫ألصدقائه فكانت داف ًعا قو ًيا‬ ‫لالستمرار‪ ،‬تبعتها خطوة أخرى‬ ‫لغير املسلمني‪ ،‬وبدأت الطالبات‬ ‫يفكرن بأفكار متميزة تولد في‬ ‫كل يوم‪ ..‬وازدادت الراغبات في‬ ‫االنضمام للمجموعة وخرجت‬ ‫مواهب كثيرة في األشغال‬ ‫اليدوية واحلاسب والتخطيط‪..‬‬ ‫وبعد شهرين من العمل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫معرضا مدرس ًيا يحوي‬ ‫أعددنا‬ ‫األعمال‪ ..‬كان له صدى كبير‪،‬‬ ‫هاجسا أكبر‪ ،‬وإصرا ًرا‬ ‫أعطانا‬ ‫ً‬ ‫لالستمرارية ألن العمل متى ما‬ ‫توج باإلخالص أثمر‪..‬‬ ‫مخرجاتنا تنوعت بني علب‬

‫‪16‬‬

‫ماء مبلصقات ذات عبارات‬ ‫بديلة‪ ،‬أعواد اآليس كرمي التي‬ ‫تزين بأزرار وخيوط ويكتب‬ ‫عليها عبارات ثم توضع‬ ‫كقاطع للكتابة‪ ..‬أو مسطرة‪/‬‬ ‫لعبة للممرضات أو األطفال‪،‬‬ ‫نباتات خضراء يغرس معها‬ ‫عود يحتوي على ورقة مغلفة‬ ‫بخلفيات جميلة‪ ،‬وقد وزعناها‬ ‫على املمرضات في املستشفيات‬ ‫جناحا وردود فعل رائعة‪،‬‬ ‫وآتت‬ ‫ً‬ ‫حلوى مصاص يوضع عليها‬ ‫ملصقات لألطفال في األعياد‪,,‬‬ ‫بطاقات اتصال مدفوعة توضع‬ ‫على غالفها عبارات كـ"اإلسالم‬ ‫يشجع على التواصل" ومن‬ ‫اجلهة األخرى"هذه البطاقة‬ ‫لك لتتصل بأهلك" وتوزع على‬ ‫العمال والسائقني خاصة في‬

‫األعياد‪ ،‬وبالونات كبيرة توزع‬ ‫على األطفال في السوق‪ ،‬أقراص‬ ‫مضغوطة حتوي على فالشات‬ ‫إسالمية‪ ،‬بطاقات مناصحة‬ ‫للمحالت التي تبيع املنكرات‪..‬‬ ‫مسجالت صغيرة بداخلها‬ ‫شريط قرآن ونوزعها على عمال‬ ‫توصيل الطلبات لالستماع له‬ ‫أثناء العمل يكتب عليها "استمع‬ ‫وذق طعم السعادة بالقرآن‪"..‬‬ ‫باإلضافة للهدايا املختلفة‬ ‫سواء أكواب أو إكسسوارات‪،‬‬ ‫ميداليات وغيرها‪ ..‬جميعها‬ ‫حتتوي على عبارات مختلفة عن‬ ‫اإلسالم‪ ..‬والكثير من األفكار‬ ‫التي سننفذها في املستقبل‪ ،‬على‬ ‫رأسها موقع إلكتروني إلفادة‬ ‫أصحاب اإلنترنت‪ ..‬ومما ال‬ ‫شك فيه‪ ،‬وجود بعض العقبات‪..‬‬

‫سواء في صعوبة االجتماع‬ ‫بالطالبات لضيق الوقت أو‬ ‫جدولة احلصص‪ ،‬مما يعلق‬ ‫بعض األعمال ويؤجلها أحيا ًنا‪،‬‬ ‫توزيع ما يخص العمالة الرجالية‪،‬‬ ‫وصعوبة معرفة املسلم من الكافر‬ ‫منهم‪ ..‬عدا استهتار بعض‬ ‫املتلقني واملثبطني ممن أخذوا‬ ‫على عاتقهم مهمة التحطيم‬ ‫والتقليل من شأن األعمال التي‬ ‫تبدأ بسيطة‪ ..‬سواء بـ"حتى لو‬ ‫أسلموا فسيعودون لبالدهم‬ ‫ويتراجعون" أو"ال تضيعوا‬ ‫وقتكم معهم" الخ‪ ..‬وقد جتاوزنا‬ ‫الكثير فوزعنا الطالبات في‬ ‫مجموعات متقاربة دراس ًيا حتى‬ ‫تكون فصولهن قريبة لبعضهن‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى توحد الفراغ لو‬ ‫ُوجد‪ ،‬وسنتجاوز غيره بانضمامنا‬


‫ سد الثقب؟ أي ثقب تقصدين؟‬‫تتردد «رمي» في اإلجابة‪..‬‬ ‫ همم‪ ..‬ال أعرف‪..‬‬‫أسرع بفتح كتاب «علم األجنة»‪،‬‬ ‫أقلب صفحاته بحثاً عن الفصل‬ ‫الذي يتحدث عن تكون القلب‪..‬‬ ‫ تقصدين الثقب الذي بني‬‫األذين األمين واأليسر؟‬ ‫تدقق»رمي» النظر في الصورة‬ ‫التي أشير إليها‪..‬‬ ‫ إمم‪ ..‬رمبا‪..‬‬‫تبادر «مي»‪..‬‬ ‫ إذا كان هذا هو الثقب‬‫املقصود؛ فطبيب القلب في تلك‬ ‫املستشفى ال يفهم‪ ..‬ألن هذا‬ ‫الثقب يُغلق من تلقاء نفسه‪..‬‬ ‫أومئ برأسي مؤيدة ملا قالته‬ ‫«مي»‪ ،‬فتضحك «رمي»‪..‬‬ ‫ صدقوووني‪ ..‬الطبيب الذي‬‫سيجري العملية «استشاااري»‪،‬‬ ‫وليس طالباً في السنة الثانية‬ ‫بكلية الطب‪..‬‬ ‫نضحك معها حينها‪ ،‬ثم نسرع‬ ‫للقاعة حتى ال تفوتنا احملاضرة‪..‬‬ ‫<<<‬ ‫أسألها يوماً ما‪ ..‬بعد أن أصبح‬ ‫«راجي» دليلنا في دراسة علم‬ ‫األجنة‪ ،‬بعد أن صار اهتماماً‬ ‫مشتركاً‪ ،‬وجزءاً يومياً من‬ ‫مناقشاتنا واختالفاتنا‪ ..‬فبينما‬ ‫تزعم «مي» أنها أكثرنا فهماً في‬ ‫علم األجنة وبالتالي في حالة‬ ‫«راجي»‪ ،‬أص ّر أنا على أن لي‬ ‫مستقب ً‬ ‫ال جيداً كاستشارية في‬ ‫جراحة األطفال غير املكتملي‬ ‫النمو‪ ،‬وت ّدعي «رمي» أنها تفهم‬ ‫حالته أكثر ألنه أخوها‪ ..‬لكن‬ ‫احلقيقة أنه صار أخونا جميعاً‪..‬‬ ‫هكذا كنا نشعر؛ لذا‪ ..‬لم أجد‬ ‫حرجاً في سؤالها‪..‬‬ ‫ لِم «راجي» يا «رمي»؟!‬‫ أال يعجبك االسم؟‬‫لم أُرِ د أن أكون فظة‪ ..‬لذا أكتفي‬ ‫بالصمت‪..‬‬ ‫تتنهد‪..‬‬ ‫ أفهمك‪ ،‬لكنه ليس اختياري‬‫أو اختيار أمي‪ ..‬أبي يريد هذا‬ ‫االسم‪.‬‬

‫تسألها «مي»‪..‬‬ ‫ ملاذا؟‬‫ يقول أبي ألن معناه «الرجاء»‪،‬‬‫ونحن نرجو الله أن يعيش‪!!..‬‬ ‫<<<‬ ‫«نرجو الله أن يعيش»‪ ..‬ال أعرف‬ ‫لِم يتردد صدى هذه اجلملة‬ ‫بالذات في مخيلتي أثناء ذهابي‬ ‫ملنزل «رمي»‪ ..‬ليس هناك عزاء‬ ‫أو أي شيء من هذ القبيل‪..‬‬ ‫فالكثيرون ال يعلمون حتى بوجود‬ ‫«راجي»‪ ،‬لكنني أذهب إليهم من‬ ‫أجل»رمي» كما أخبرت أمي‪ ،‬أو‬ ‫رمبا‪ ..‬رمبا من أجل «راجي»‪ ،‬مع‬ ‫أنني ال أريد االعتراف لنفسي‬ ‫بذلك‪..‬‬ ‫أحاول االنشغال عن التفكير‬ ‫بالنظر من خالل نافذة السيارة‪..‬‬ ‫العمائر وناطحات السحاب‪،‬‬ ‫أعمدة اإلنارة وإشارات املرور‪،‬‬ ‫السيارات مبختلف أحجامها‬ ‫وألوانها‪ ..‬كل شيء يبدو لي‬ ‫كبيراً‪ ،‬كبيراً جداً أمام «راجي»‬ ‫الصغير جداً‪ ..‬أملح أطفاالً‬ ‫في سيارات أخرى يتحدثون‪،‬‬ ‫يضحكون‪ ،‬يحدقون من نوافذ‬ ‫سياراتهم‪ ..‬فأجدني أفكر في‬ ‫«راجي»‪« ..‬راجي» الذي لم ي َر في‬ ‫حياته سوى املستشفى من خالل‬ ‫زجاج احلاضنة التي كان يعيش‬ ‫بداخلها‪ ..‬حتى حني نُقل إلى‬ ‫املستشفى اآلخر بسيارة إسعاف‪،‬‬ ‫ال أظن أنهم ق ّربوه من النافذة‬ ‫ليحدق في العالم من حوله‪ ،‬بل‬ ‫حتى وإن فعلوا‪ ..‬هل كانت عيناه‬ ‫مكتملتني حينها أو قادرتني على‬ ‫التحديق‪..‬؟!‬ ‫<<<‬ ‫تستقبلني «ربى» عند وصولي‬ ‫ملنزلهم‪ ،‬تبدو غاضبة فأحاول‬ ‫مالطفتها‪..‬‬ ‫ «ربى»‪ ..‬كبرت ما شاء الله‪!..‬‬‫تتجاهلني‪ ،‬وتركض للداخل وهي‬ ‫تتذمر‪..‬‬ ‫ جاءت «فداء» أيضاً‪ !..‬لِم يحقّ‬‫لـ«رمي» أن تدعو صديقاتها بينما‬ ‫ال يحق لي؟!‬ ‫أجدني أقف وحيدة عند الباب‪،‬‬

‫فأشعر باحلرج‪ ..‬أفكر في دقّ‬ ‫اجلرس مرة أخرى‪ ،‬لكن قبل أن‬ ‫أفعل‪..‬‬ ‫ أهال «فداء»‪ ،‬تفضلي‪..‬‬‫تشير لي «أم رمي» بالدخول‪،‬‬ ‫وتغلق الباب ورائي‪..‬‬ ‫أمعن النظر فيها‪ ..‬وجهها غدا‬ ‫شاحباً مصفراً‪ ،‬وال أثر فيه‬ ‫لتلك احلمرة والنضارة التي‬ ‫ورثتها»رمي» عنها‪،‬عيناها‪..‬‬ ‫غائرتان بال بريق‪ ،‬وبهاالت‬ ‫سوداء حتيط بها‪..‬‬ ‫ «رمي» في األعلى‪ ،‬في غرفتها‪..‬‬‫أنتبه إلى أنني أطلت التحديق‬ ‫فيها‪ ،‬وأطلت الوقوف والصمت‬ ‫أيضاً‪..‬‬ ‫إمم‪ ..‬خالة‪..‬‬‫أتذكر كم عانت أثناء والدته‪..‬‬ ‫أتذكر كيف كانت تذهب يومياً‬ ‫لذلك املستشفى البعيد لكي‬ ‫تراقب «راجي» خلف الزجاج‪..‬‬ ‫ خالة‪..‬‬‫أتذكر كيف كانت تلمسه من‬ ‫احلضانة‪ ،‬ثم كيف صارت‬ ‫فتحة‬ ‫ّ‬ ‫ترضعه‪ ..‬كيف عانت حينها لكونه‬ ‫بعيداً عنها‪..‬‬ ‫ثم‪..‬مات! هكذا فجأة‪ !..‬بعد‬ ‫أن كان خروجه متوقعاً خالل‬ ‫األسابيع املقبلة‪ ..‬خروجه‬ ‫«للحياة»‪ ،‬وليس «منها»‪..‬‬ ‫أتذكر كل هذا‪ ،‬فال أجد ما‬ ‫أقوله‪ ..‬أغمغم‪..‬‬ ‫ هو طير‪ ..‬طير في اجلنة اآلن‪،‬‬‫ينتظرك هناك‪..‬‬ ‫ثم أسرع نحو غرفة «رمي» قبل أن‬ ‫ترى دمعتي التي أفلتت‪..‬‬ ‫<<<‬ ‫أستلقي الليلة على سريري‬ ‫من دون أن يغمض لي جفن‪..‬‬ ‫أتردد‪،‬ثم أتصل على جوال‬ ‫«رمي»‪ ..‬ال أظن أنها نامت بعد‪ ،‬ال‬ ‫أظنها ستنام الليلة أبداً‪..‬‬ ‫ ألووو‪..‬‬‫ أه ً‬‫ال «فداء»‪..‬‬ ‫أكتشف أنه ليس لدي ما أقوله‪،‬‬ ‫فأسألها‪..‬‬ ‫ متى خرجت «مي»؟‬‫‪ -‬بعد خروجك بقليل‪..‬‬

‫أحاول احلديث عن أي شيء‪ ،‬أي‬ ‫موضوع عداه‪..‬‬ ‫ غرفتك بدت أكثر‬‫«اخضراراً»‪..‬‬ ‫تضحك ضحكة صغيرة مكتومة‪،‬‬ ‫أو رمبا هي «نصف» ضحكة‪..‬‬ ‫ ال ال‪ُ ،‬ه ّيئ لك‪ ..‬هي خضراء‬‫و»تفاحية» على حالها‪..‬‬ ‫استُنفذت محاوالتي لتغيير‬ ‫املوضوع‪ ،‬فأصمت‪ ..‬وتصمت هي‬ ‫أيضاً‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نصمت طويال‪ ،‬طويال جدا‪..‬‬ ‫حتى كدت أنسى أنها على‬ ‫الطرف اآلخر‪..‬‬ ‫أه ّم باحلديث‪ ،‬فتسبقني‪..‬‬ ‫ أتعلمني‪ !..‬أكثر ما يؤملني يا‬‫«فداء» هو أنه كبُر‪ ..‬لم يعد‬ ‫جسماً هالمياً صغيراً كتلك‬ ‫الصور التي نراها في كتاب‬ ‫األجنة‪ ،‬بل غدا طف ً‬ ‫ال يُحمل‪ ..‬ال‬ ‫يهمني إن كان عمره سبعة أشهر‬ ‫أو ثالثة‪ ،‬املهم أنه صار كبيراً‪..‬‬ ‫صار إنساناً مكتم ً‬ ‫ال‪!..‬‬ ‫يؤملني حديثها‪ ،‬وتؤملني نبرة‬ ‫صوتها أكثر‪ ..‬أسمع بكاءها عبر‬ ‫األثير‪،‬فأبكي معها‪..‬أبكي طف ً‬ ‫ال‬ ‫صغيراً لم أ َره أبداً‪ ،‬لكنني أشعر‬ ‫في‪ ،‬أنه ترك بصمة‪!..‬‬ ‫أنه أ ّثر ّ‬ ‫حني أحتدث‪ ،‬ال أدري إن كنت‬ ‫أخاطبها فقط‪ ،‬أو أخاطب نفسي‬ ‫أيضاً‪..‬‬ ‫ ال أعرف لِم أشعر يا «رمي» أن‬‫«راجي» على الرغم من حياته‬ ‫القصيرة جداً قد أدى رسالته‪..‬‬ ‫هو كان ابتال ًء لك‪ ،‬ألمك‪ ،‬ألهلك‪،‬‬ ‫ورمبا‪ ..‬حتى لنا! ال أعتقد أننا‬ ‫كنا سنق ّدر دراستنا لعلم األجنة‬ ‫أو حتى للطب بشكل عام لو لم‬ ‫يُولد «راجي» كما هو‪ ،‬بأعضائه‬ ‫التي لم تكتمل‪ ،‬ثم بنموه فيما‬ ‫بعد‪« ..‬راجي» يا «رمي»‪ ،‬أشعرني‬ ‫بأنني كبيرة‪ ..‬كبيرة جداً‪ ،‬وأن‬ ‫حياتي التي عشتها طويلة‪..‬‬ ‫طويلة بال معنى‪« ..‬راجي»‪ ..‬أدى‬ ‫واجبه ورسالته‪ ،‬ورحل لينعم‬ ‫هناك إلى األبد‪ ..‬بينما بقينا‬ ‫نحن لنكمل‪ ،‬علّنا نصل‪ ،‬حيث‬ ‫استطاع أن يصل‪!..‬‬

‫‪19‬‬


‫الع ــدد‬ ‫‪100‬‬

‫عندما كنت طفلة حتاول رسم صورة في أخيلتها لليلى والذئب‪ ،‬كانت الوسادة حتت رأسي؛ وال تزال‪..‬‬ ‫لكنها اليوم أصبحت أكثر علواً واضطراباً مما مضى‪ ..‬ليس ألنني أعاركها وأتقاذفها وأغسلها بدموعي‪..‬‬ ‫بل ألن مواقفي وجتاربي‪ ،‬وخواطري وأفكاري اكتظت حتتها‪ ..‬وازدحمت لفائفي فقررت نشرها‪..‬‬ ‫رمبا اضطربت وسادتك كما وسادتي‪ ..‬فعودي للفائفك‪ ..‬تصفحيها‪ ،‬واسمحي لنا مبشاركتك‪..‬‬

‫لفائف تحت الوسادة‬

‫راجي‬

‫باص ّرة‬ ‫آالء ُ‬

‫‪lubnayasin@hotmail.com‬‬

‫* �إىل «رمي»‪ ..‬و�إىل �أمها‬ ‫خا�صة‪� ..‬إليهما‪،‬هم�سة حمبة‬ ‫وعزاء‪..‬‬ ‫‪---‬‬‫طووط‪ ،‬طوووط‪ ..‬طوو‪..‬‬ ‫ �ألو‪..‬؟‬‫ يا بايخة‪ ،‬يا غيابة‬‫ت�ضحك‪ ،‬ثم جتيبني ب�صوتها‬ ‫الرقيق‪..‬‬ ‫عليك‪..‬‬ ‫ حرام‬‫ِ‬ ‫ تغيبي وتخونينا وحرام‬‫علينا‪..‬؟!!‬ ‫ ا�سمعيني‪..‬‬‫�أقاطعها‪ :‬ال ال ال‪ ،‬بدون �أعذار‬ ‫واااهية‪..‬‬ ‫ ا�سمعيني‪ ،‬واهلل من جد‪..‬‬‫أهم ب�أن �أكمل �سيل عتاباتي‬ ‫� ّ‬ ‫وتهجماتي‪ ،‬لكن �صوتها الذي‬ ‫ال يحمل تلك النربة املت�ساهلة‪،‬‬ ‫النربة التي متيزها‪..‬متيز «رمي»‬ ‫�صديقتي التي ت�أخذ احلياة‬ ‫بب�ساطة تامة‪ ،‬وتردد دائم ًا‬ ‫م�شي حالِك‪،‬‬ ‫�شعارها املف�ضل‪ِّ « :‬‬ ‫حالِك مي�شي»‪� ،‬صوتها الذي‬ ‫بدا م�ضطرب ًا هذه املرة هو ما‬ ‫ا�ستوقفني‪..‬‬ ‫ «رمي»‪ ..‬ما الذي حدث؟‬‫ي�صلني �صوتها �صغرياً‪ ،‬حم�شرجا‪ً،‬‬ ‫وحتى من على �سماعة‬ ‫الهاتف‪،‬بدا يل‪ ..‬مبل ًال!‬ ‫ «راجي»‪« ..‬راجي» يا «فداء»‪..‬‬‫<<<<‬ ‫ال أدري إن كنت قد بدأت قصتي‬ ‫من املكان أو الزمان املناسب‪..‬‬ ‫وهل أخطأت في سرد نهاية‬ ‫«راجي» قبل أن أكتب عن بدايته؟‬ ‫لكن‪ ..‬ما يغفر لي – إن كنت‬ ‫أخطأت‪ -‬هو أن النهاية قريبة‬ ‫من البداية‪ ،‬قريبة جداً‪!..‬‬ ‫فـ»راجي»‪،‬أخو «رمي»‪ ..‬الذي‬ ‫اختلفنا في حتديد عمره‪ ،‬إذ هل‬ ‫يحسب عمر اإلنسان مبجرد‬ ‫والدته؟ رمبا يبدو اجلواب بـ»نعم»‬ ‫بديهياً‪ ،‬لكن‪ ..‬ماذا عمن يولد‬

‫‪18‬‬

‫قبل اكتمال نصابه؟ قبل أن يكمل‬ ‫أشهره التسعة في رحم أمه؟ ماذا‬ ‫عمن يولد غير مكتمل النمو وقبل‬ ‫أن يكمل شهره اخلامس‪ ،‬كما هو‬ ‫احلال مع «راجي»‪..‬؟! خرجنا‬ ‫حينها بفلسفة ترضي اجلميع‪..‬‬ ‫وهي أن عمره الزمني‪ -‬أي منذ‬ ‫والدته ‪ -‬هو سبعة أشهر‪ ،‬بينما‬ ‫عمره اجلسمي ‪ -‬تبعاً حلجمه‬ ‫ومنوه ‪ -‬هو ثالثة أشهر فقط‪!..‬‬ ‫أذكر جيداً كيف جاءتنا «رمي»‬ ‫يوم والدته‪ ،‬أو باألحرى يوم‬ ‫خروجه املفاجئ قبل موعد‬ ‫والدته‪ ،‬قلقة عليه وعلى أمها‬ ‫التي نزفت قبلها كثيراً‪ ..‬حاولنا‬ ‫حينها طمأنتها‪ ،‬وسردنا عليها‬ ‫من معلوماتنا الطبية املتواضعة‬ ‫ما قد يريحها‪ ..‬لكن األيام التي‬ ‫تلت ذلك اليوم هي التي كانت‬ ‫كفيلة بطمأنة قلبها‪..‬‬ ‫فـ»راجي» الذي كان قد نُقل إلى‬ ‫مستشفى آخر أكثر قدرة على‬ ‫رعايته‪ ،‬كان يُظهر حتسناً‪ ..‬إذ‬ ‫إن مجرد كونه على قيد احلياة‬ ‫بعد يومني من والدته يُع ّد حتسناً‬ ‫ملحوظاً على ح ّد قول األطباء‪..‬‬ ‫هم لم يقللوا حينها من خطورة‬ ‫كونه غير مكتمل التخلق والنمو‪،‬‬ ‫لكنهم زرعوا بذرة أمل في تربة‬ ‫«رمي» اخلصبة بالتفاؤل‪..‬‬ ‫كنا حينها في تلك الفترة‬ ‫بالذات‪ ،‬قد تعمقنا في دراسة‬ ‫علم األجنة‪ ،‬الذي ظننا في‬ ‫البداية أنه عالم إسفنجي‬ ‫وردي وناعم جداً متاماً كبشرة‬ ‫األطفال‪ ،‬لنكتشف أنه معقد‬ ‫وصعب جداً‪ ..‬ونفقد اهتمامنا‬ ‫باملادة برغم أهميتها‪..‬‬ ‫والدة «راجي»‪ ..‬كانت هي نقطة‬ ‫التحول في نظرتنا لهذه املادة‪!..‬‬ ‫<<<‬ ‫ بنات‪ ..‬بنات‪ ،‬أرجوكم ادعو‬‫لـ»راجي»؛ فاليوم سيجرون له‬ ‫عميلة لسد ثقب القلب‪..‬‬ ‫وصلت «رمي» يومها إلى اجلامعة‬ ‫متأخراً‪ ،‬وقد بدا عليها اإلرهاق‬ ‫والتعب‪ ..‬كان قد م ّر على والدة‬ ‫«راجي» أسبو ٌع أو اثنان‪..‬‬ ‫تسألها «مي»‪..‬‬


‫هل تعرفين حقوقك؟‬

‫أين حقي ؟‬

‫كثيرًا ما نتساءل عن حقوقنا‪ ..‬وكيف نحصل عليها‪..‬‬

‫الدتي‬ ‫�ضته و‬ ‫رف‬ ‫لبهاق‬ ‫�سبب ا‬ ‫ب‬

‫إذا كانت لديك مشكلة قانونية أرسليها على‬

‫‪huquqek@hotmail.com‬‬

‫ه بمرض‬

‫البهاق‪،‬‬

‫‪ana9non@gmail.com‬‬

‫لبنى ياسني‬

‫ب إصابت‬ ‫ضته بسب‬ ‫ن أمي رف‬ ‫الحق في‬ ‫به‪ ،‬إال أ‬ ‫ل لديها‬ ‫االرتباط‬ ‫مل؟ وه‬ ‫قت على‬ ‫فما الع‬ ‫ين‪ ،‬وواف‬ ‫؛‬ ‫ض‬ ‫ي‬ ‫اللون األب‬ ‫خلق ود‬ ‫والدك‪،‬‬ ‫ب‬ ‫رجل ذو‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ج‬ ‫ه‬ ‫عًا من ال‬ ‫لزواج و‬ ‫تقدم لي‬ ‫عند الله‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫دي يجع‬ ‫ي‬ ‫قدر من‬ ‫وليك ف‬ ‫رض جل‬ ‫و أمر م‬ ‫وب التي‬ ‫دور بني‬ ‫وهو م‬ ‫بهاق وه‬ ‫خلاطب ت‬ ‫من العي‬ ‫ضوع ال‬ ‫الفقهاء‬ ‫ا‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫يك وهو‬ ‫وا‬ ‫ب‬ ‫ل في ق‬ ‫الج‬ ‫ب‪ ،‬ومو‬ ‫د عده‬ ‫ً إل‬ ‫ص‬ ‫رفضه؟‬

‫ط‬ ‫ًا راجعا‬ ‫والدتك‬ ‫إن كلمة الف على هذا اخلا جال والنساء‪ ،‬ق ًال وأخير‬ ‫حتاوري‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ك أنت‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫ألمر‬ ‫من‬ ‫أن‬ ‫خوانك‪،‬‬ ‫وموافقت ب به الكثيرون ولكن يبقى أن ا ك‪ .‬ولكنني أرى خوتك وإ‬ ‫ى ويصا‬ ‫ن قبل إ‬ ‫‪،‬‬ ‫ألن ذلك‬ ‫تعال‬ ‫الفسخ بوجوده زل عنه فلك ذل دعوم ًا م‬ ‫؛‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫زت رغب‬ ‫ردت الت‬ ‫ق للزوج‬ ‫احلوار‬ ‫فسيتها‪،‬‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ع‬ ‫جت‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫لن‬ ‫ي‬ ‫لك‪ ،‬وإ‬ ‫كن مشر‬ ‫خالص‬ ‫طب ولي‬ ‫نت في حل إذا ر األم ومراعاة اقترانك‬ ‫حق‬ ‫وإال فأ‬ ‫م ملشاع‬ ‫ذا اخلا‬ ‫قرارك و‬ ‫قبول ه‬ ‫‪،‬‬ ‫ه احترا‬ ‫في است‬ ‫كم فهذا حسن األمر أن‬ ‫الكبرى‬ ‫حول جابت ل‬ ‫ة ما في‬ ‫ملصلحة‬ ‫فإن است‬ ‫ع ًا‪ ،‬غاي‬ ‫حتقيق ا‬ ‫لك شر‬ ‫صالح‪.‬‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫زم‬ ‫ان‬ ‫نه شاب‬ ‫غير مل صلح أن يكون م خاصة أ‬ ‫خلطبته‬ ‫كنه ال ي‬ ‫ول‬ ‫صدرك‬ ‫ن انشرح‬ ‫مب‬

‫�‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫مي‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫ز‬ ‫و‬ ‫جي‬

‫تزوجت‬ ‫منذ س‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫كان‬ ‫من االل‬ ‫تحاق ب‬ ‫شرط الز‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ج‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫كان ا‬ ‫يحق له‬ ‫أقيم إل‬ ‫ال لواجب‬ ‫إجباري‬ ‫ى جوار أ‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫إ‬ ‫ز‬ ‫النت‬ ‫ال أ‬ ‫وجك‬ ‫طرفني‬ ‫قال مع‬ ‫ن زوجي‬ ‫في ات ‪ ،‬ولك شرعا ً أن يحت‬ ‫ه‪ ..‬أين‬ ‫انتقل إ‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ى‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ف‬ ‫شر‬ ‫خا‬ ‫أن‬ ‫ينة أ‬ ‫ي هذه ا‬ ‫جانب ذه؛ فاستخير متتنعي من ا ط املتف‬ ‫خرى‪ ،‬وأ‬ ‫لحالة؟‬ ‫هلي يرف‬ ‫ق عليه‬

‫ضون‬

‫أن انتق‬

‫فا‬ ‫ي الل‬ ‫النتقا‬ ‫بينك‬ ‫الكبرى جتهي إليه‪ ،‬وال ه رب العاملني‪ ،‬ل معه والتم م؛ فهو‬ ‫ش‬ ‫ر‬ ‫ط‬ ‫عل‬ ‫قاع‬ ‫سك‬ ‫وق‬ ‫حيد‬ ‫ى حسا‬ ‫دة الفقهية ال دري املصلح مبقتضى ه صحيح و‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫تهم‪ ،‬ه‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ز‬ ‫مل‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ذ‬ ‫ت‬ ‫ة‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫له‬ ‫في‬ ‫ي يق‬ ‫ه وقد‬ ‫حة ال‬ ‫ا الشر‬ ‫م منعي‬ ‫ررها الفقهاء ذهابك‬ ‫صغرى‬ ‫ط‪ ،‬وهو قرا مت إبرا‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ز‬ ‫ب‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ادة معت‬ ‫ل الله أن يدل نه يختار أهو جك أو البقاء؛ خاص‬ ‫بك‪ ،‬وليس ل برة من‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫أل‬ ‫ى ما‬ ‫شرين‬ ‫ى ما‬ ‫‪ ،‬أو أخ‬ ‫رأيت املصلح هل أن ي‬ ‫فيه خي‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫تدخلوا‬ ‫ة‬ ‫‪.‬‬ ‫ض‬ ‫ررين‪،‬‬ ‫الراج‬ ‫ويصار إلى ا حة في‬ ‫ملصلحة‬ ‫ل مع‬ ‫ه؛ فأنا و‬

‫يجيب عنها المحامي‪:‬‬ ‫الدكتور يوسف بن عبداللطيف الجبر‬

‫‪21‬‬

‫‪21‬‬


‫النسوة‬ ‫وبينك‬ ‫ونون‬ ‫بيني‬ ‫أنا‬

‫�أنا و�صديقتي‪..‬‬

‫�سائرتان يف طريق ال�شذوذ!‬

‫‪ana9non@gmail.com‬‬

‫يقولون‪ ،‬نصف ح ّل املشكلة‪ ..‬السؤال عنها‪..‬‬ ‫ذلك أن الشخص‪ ،‬ال يسأ ُل وال يعرض مشكلته إال ليقينه‬ ‫يستوجب حلّه‪ ،‬واستشعارهُ بهذا‪..‬‬ ‫خلل ما‪،‬‬ ‫وإقراره بوجودِ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫وخطوته‪ ،‬أولى احللول العمل ّية نحو عالج ناجح إن استمر‬ ‫عليه‪ ،‬هذه اخلطوة العملية رغم بساطتها كبداية‪ ،‬فإن‬ ‫صعب أحيا ًنا مع مخذالت‪ :‬أخاف‬ ‫اتخاذها واإلقدام عليها‬ ‫ٌ‬ ‫كذا‪ ،‬أو وش يقولون عني الناس؟ أو أستحي‪!..‬‬

‫تقول �صديقة للمجلة‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫«أنا فتاة عمري ‪ 18‬سنة‪ ،‬ملتزمة ولله احلمد وعندي مشكلة‬ ‫كبيرة جد ًا متس ديني‪ ،‬أرجوكم وضعي مؤسف ومؤلم‪ ..‬لقد‬ ‫صاحبت صديقة وأحبتني حب ًا عظيم ًا‪ ،‬لدرجة أنها أصبحت‬ ‫تريدني جنس ّي ًا؛ فقاطعتها على الفور رغم محاوالتها أن‬ ‫أرجع لها؛ ألني أخاف الله‪ ،‬وقبل سنة تقريب ًا تعرفت على فتاة‬ ‫أخرى أحبتني وأحببتها‪ ،‬وكانت مثل األولى‪ ،‬ولكن ألني أحبها‬ ‫أنهرها وال أكلمها ملدة بسيطة ألدبها فقط‪ ،‬وفع ًال تأدبت‬ ‫ولكن يزداد حبنا لبعض يوم ًا بعد يوم‪ ،‬ويزداد شوقنا لبعض‬ ‫ولكن أحمد ربي أنها ليست معي باجلامعة وإال كنت اقترفت‬ ‫ذنب ًا عظيم ًا‪ ،‬واآلن وضعنا أصبح ال يرضي الله لدرجة أننا‬ ‫نتمنى أن جنتمع بفراش واحد‪ ...‬أرجوكم ال تهملوا رسالتي؛‬ ‫ألني في وضع سيئ للغاية‪ ،‬وهناك بنات كثيرات مثل وضعي‬ ‫ويريدون النجاة ووضعي هذا كله من استهزائي على البنات‬ ‫الذين كانوا في وضعي‪ ،‬أستغفر الله وأتوب إليه وادعوا لي‬ ‫بالهداية والزوج الصالح جزيتم خيراً‪.‬‬

‫�صديقتنا‪..‬‬

‫‪20 20‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ومجاهدتك‬ ‫جرأتك في البحث عن حل‪ ..‬وعزمك‪،‬‬ ‫أحيي فيك‬ ‫ِ‬ ‫صديقتك‪ ..‬ما تعانينه مع صديقك‪ ..‬هو‬ ‫لرغباتك وتصرفات‬ ‫«شذوذ جنسي»‪ ..‬وليس ح ًبا أو عاطف ًة‪ ،‬أو أخ ّوة‪ ،‬وبعيدًا عن‬ ‫املسميات املختلفة؛ فمواجهة احلقائق كما هي بال تنميق‪ ،‬يجعلك‬ ‫مستشعرة للخطأ الكائن‪ ..‬والفيصل في التخلص من هذا الشذوذ‬ ‫هو الدافع والرغبة في التخلص منه؛ فالغربيون ملا عجزوا عن‬ ‫التعامل مع الشذوذ لعدم وجود دافع للتغير‪ ،‬أعلنوا أنه نو ٌع من‬ ‫االختالف في امليول اجلنسية‪ ،‬وأصبح أصحابه يطمئنون أنهم‬ ‫طبيعيون‪ ،‬ويجب أال يخجلوا من هذه املشاعر‪ ..‬ولهذا صرنا نرى‬ ‫في القنوات ‪ -‬وهذي هي ما تزيد الطني بلّة‪ ،‬بل وتنق ُل ملجتمعاتنا‬ ‫نفس تبلد الشعور جتاه هذا األمر‪ ..‬حتى يصبح للمتلقي ومع‬ ‫كثرة املشاهدة أنه أم ٌر طبيعي‪ ..‬ال تتقزز منه النفس من كثرة‬ ‫ما تشاهده‪ ..‬لكننا كمسلمني‪ ،‬لدينا دافع الرهبة واخلوف إذا‬ ‫علمت أنه أمر محرم‪ ،‬فيه عقوب ٌة ونار‪ ..‬بغض النظر عن الدافع‬

‫ب‬ ‫يني وب‬ ‫ينك‪..‬‬ ‫هذا‬ ‫ال حديث‬ ‫خ‬ ‫ا‬ ‫ص بيننا‬ ‫نريد أ‬ ‫ألنه حد حدا ً أن يتد فقط‪..‬‬ ‫خ‬ ‫يث يخ‬ ‫ل أو ي‬ ‫صني‪ ..‬ويخ سمع‪..‬‬ ‫صك‬ ‫فقط‪..‬‬

‫خصوصا إذا وافق مرحلة زواج‪ ،‬أو خوف من اكتشاف‬ ‫االجتماعي‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫فسيدفعك‬ ‫اآلخرين ألمرك‪ ..‬فالدافع األول‪ ..‬متى ما ي ُوجد ح ًقا‬ ‫للتغيير‪ ،‬وهذا من واقع جتربة الكثير ممن كان هذا دافعهم وجنحوا‬ ‫في جتاوز املشكلة‪..‬‬ ‫عالج املوضوع يبدأ من استحضار األسباب املاضية والبعيدة‪..‬‬ ‫كتع ّرض العتداء في الطفولة قد يكن هذا أث ًرا نفس ًيا له‪ ،‬ثم‬ ‫ال‪ ..‬فمث ً‬ ‫أنت فع ً‬ ‫اتخذي خطوة الحقة مع زميلتك ابتدئيها ِ‬ ‫ال قللي‬ ‫ِ‬ ‫وتواصلك معها ما أمكن‪ ،‬واجعليها متباعدة‪ ،‬وبيني لها أنك‬ ‫زياراتك‬ ‫ِ‬ ‫اضطررت إلى االلتقاء بها فلتكن لقاءات‬ ‫منشغلة ببعض األمور‪ ،‬ولو‬ ‫جماعية‪ ،‬فيها أشخاص سواكما‪ ،‬سالمكما فيها معتدل‪ ،‬دون‬ ‫أي‬ ‫أو‬ ‫احلاجة ألحضان أو قبالت‪ ،‬أو ترحيب من نوع حارٍ وزائد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تصرف تعرفني أنه سيكون سب ًبا في إيقاظ الشعور اخلامد فيك‪..‬‬ ‫اجعلي هذا الشهر بداي ًة لالنطالق في تكوين صداقات جديدة‪،‬‬ ‫أحيان كثيرة أمو ًرا ال نحب‬ ‫ٍ‬ ‫ومتوسعة‪ ،‬فالصداقات تنسينا في‬ ‫استحضارها‪ ،‬ركزي على من تثقني بها‪ ،‬وباتزانها‪ ،‬حتى ال تكون‬ ‫ه ًما ثان ًيا‪ ،‬ثم‪ ..‬جربي أن تهتمي بجانب جذاب مشوق وأنشطة‬ ‫إيجابية تصقل مواهبك وتصرف طاقتك للمفيد‪ ،‬اإلنترنت مث ً‬ ‫ال‪..‬‬ ‫دراسة اجتماعية‪ ،‬إعداد املواد‪ ،‬مراسلة املجالت‪ ..‬إقامة أنشطة‬ ‫مشروع جميل‪ ..‬يشغ ُل بالك بطريقة سليمة‪..‬‬ ‫عائلية‪ ،‬أو أي‬ ‫ٍ‬ ‫تقولني «ادعوا لي بزوج»‪ ..‬وأقول ِ‬ ‫لك يا عزيزتي‪ ..‬مشروع الزواج‬ ‫بهذه احلالة ليس ح ً‬ ‫ال دائ ًما‪ ،‬ما لم تسبقه خطوات عالجية جا ّدة‬ ‫ِ‬ ‫زواجك بعد ذلك‪ ،‬وستبقى ميولك غير‬ ‫فستبقى عثرة في وجه‬ ‫السوية حائ ً‬ ‫ِ‬ ‫زوجك‪ ،‬وستكونني كما‬ ‫ال بني عالقتك الطبيعية مع‬ ‫تصاحب‬ ‫نسم ُع – مع األسف ‪ -‬عن بعض الفتيات املتزوجات‪ ،‬ممن‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫غرست أولو ّيات العالج اآلن فستثمر‬ ‫زوجا‪ ..‬لكن إن‬ ‫خليلة‪ ،‬وتتخ ُذ ً‬ ‫غدًا‪ ،‬وحينما تتذوقني طعم العالقة السو ّية التي اختارها الله لنا‪،‬‬ ‫وجتربني االستقرار العاطفي فيها‪ ،‬فستذكرين الطريق الوعر الذي‬ ‫ِ‬ ‫سرت فيه يو ًما‪ ،‬وحتمدين الله على تخطيه‪..‬‬ ‫بعد إيصال فكرتك لها بانشغالك‪ ،‬وانقطاعك اجلزئي عنها‪..‬‬ ‫احرصي بجدية على قطع عالقتك بهذه الصديقة نهائ ًيا‪ ،‬وانزعي‬ ‫األفكار من رأسك‪ ،‬وال تستجيبي ألي سبب للعودة بينكما مهما‬ ‫كانت أسبابه مقنع ًة في نظرك‪ ،‬كذلك‪ ..‬فاالستثارة الغريزية‬ ‫الناجتة من التعرض ملواد إعالمية غير مناسبة أحد العوامل التي‬ ‫تساعد على ذلك‪ ..‬فحاولي جتنب مشاهدة ما يثير الشهوات من‬ ‫أغان إباحية وأفالم وصور وما إلى ذلك‪ ،.‬واحبسي عينيك عن‬ ‫التطلع لها‪..‬‬ ‫اقرئي كتاب (اإلعجاب والشهوة احملرمة) لسارة الفهد‪ ،‬وحاولي‬ ‫مختص‪..‬‬ ‫التواصل مع مركز عالج نفسي سلوكي مع طبيب‬ ‫ّ‬ ‫اسأل الله لك الصالح والهداية‪ ،‬وأن ييسر لك أسباب العالج‪..‬‬ ‫ويوفقك فيه‪..‬‬


‫«ال أستطيع أن أجنز أي عمل‪ ،‬وإذا أجنزته فيكون غير متقن‪ ،‬كثيرة‬ ‫امللل كسولة جداً‪ .‬متقلبة الطباع؛ فأحيان ًا أكون نشيطة جداً‪ ،‬وأقرر‬ ‫أن أجدد حياتي‪ ،‬وأن أبدع في عملي ولكن بعد فترة قصيرة أتراجع‬ ‫عن كل ما أردت أن أقوم به؛ فكثير من األفكار املبدعة تكون لدي‪،‬‬ ‫ولكن الكسل وامللل يجعالني أقف في مكاني مجرد كالم دون أفعال‪.‬‬ ‫كل ما أريده هو كيف أخطط حلياتي؟ كيف أنظم نفسي؟ كيف‬ ‫أطرد امللل والكسل عني ألطور ذاتي؟»‬ ‫(نورة‪ ..‬جدة)‬

‫اإللكترونية بالدعوة إلى الله‪.‬‬ ‫ املطالعة وقراءة ما هو مفيد (سيرة‬‫املصطفى صلى الله عليه وسلم‪ ،‬بعض‬ ‫املجالت الهادفة‪ ،‬القصص)‪ ،‬واكتشاف عالم‬ ‫الكتب واملكتبات‪.‬‬ ‫ املشاركة في الكتابة أو الرسم أو الفنون‬‫اليدوية أو التصميم ـ كل حسب موهبته؛‬ ‫ومشاركة اآلخرين فيها‪.‬‬ ‫ االلتحاق بالدورات العلمية ودورات‬‫احلاسب اآللي ونحو ذلك‪.‬‬

‫إمتاع روحي‪:‬‬

‫ وفري ‪ 10‬دقائق في كل يوم حلفظ خمس‬‫آيات من القرآن الكرمي سيكون رصيدك من‬ ‫احلفظ قد زاد مبقدار ‪ 450‬آية عند نهاية‬ ‫اإلجازة‪.‬‬ ‫وختاماً‪...‬‬ ‫احتفظي بتحفة أو مذكرة لهذه اإلجازة‬ ‫لتقلبيها بني فترة وأخرى وستشعرين بأنك‬ ‫تعيشني تلك اللحظات من جديد‪.‬‬

‫ ‬

‫دون كره‪..‬‬ ‫انظري إلى قلبك‪ ..‬وأملئيه‬ ‫بحب الله‪ ..‬واجعلي محبتك‬ ‫للمخلوقات من حبك لله‪ ،‬وال بأس‬ ‫بعمل تنقية بني فترة وأخرى من‬ ‫الشوائب القلبية التي قد تخالط‬ ‫القلب؛ فتجعله ضيقاً مثل الغيرة‬ ‫والرياء وحب املدح ونحو ذلك‪.‬‬

‫خطوة خطوة‬

‫كيف أطرد امللل والكسل عني؟‬

‫‪..........‬‬ ‫عزيزتي‪ ..‬إن ما تشعرين به ينتاب أغلب الفتيات؛ فشعور امللل جرس‬ ‫إنذار بأن هناك طاقة إبداعية داخل اإلنسان حتتاج إلى متنفس‬ ‫مالئم وجتديد‪ ،‬وأن لديك طاقة ولكن ما السبيل إلى تفجيرها‬ ‫وانطالقها؟ فمشاعر امللل ليست سيئة‪ ،‬إنها محفزة لرؤية جديدة‪.‬‬ ‫لذلك عليك مبا يلي‪...‬‬ ‫ خذي نفَس ًا عميق ًا ثالث مرات متتالية‪ ،‬وقولي‪« :‬أنا قادرة على إدارة‬‫حياتي بطريقة محفزة ومنظمة»‪ ،‬رددي هذه العبارة حتى تصبح‬ ‫هدف ًا لك‪ ،‬اختاري صورة ذهنية محببة لك‪ ،‬واربطيها بتلك العبارة‬ ‫اإليجابية‪ ،‬اكتبي العبارة اإليجابية السابقة وضعيها في مكان تقع‬ ‫عيناك عليه غالب ًا‪ ،‬مثل املرآة أو مكتبك‪.‬‬ ‫ حددي هدف ًا يتفق مع ميولك‪ ،‬ثم قومي بتجزئته إلى أهداف‬‫قصيرة املدى‪.‬‬ ‫ويفضل كتابته‪.‬‬ ‫ اجعلي هدفك واضح ًا في ذهنك‪،‬‬‫َّ‬ ‫قدرته إلجنازه‪.‬‬ ‫ ينبغي أن يكون الهدف مناسب ًا للزمن الذي ِ‬‫ ضعي خطة لتحقيق الهدف‪ ،‬والتعرف على معوقات حتقيق الهدف‬‫لتجاوزها‪.‬‬ ‫ بعد إعداد خطة الهدف والزمن عليك البدء مستعينة بالله‪ ،‬وميكن‬‫أن تختاري‬ ‫صديقة لديها ميول نحو هدفك تتمتع بدافعية عالية لتكون‬ ‫مشجعة لك‪.‬‬ ‫وكوني على حذر من الكسل؛ فهو شعور سلبي هدفه إبقاؤك حيث‬ ‫أنت‪ ،‬وهو نوع من مقاومة التغيير اإليجابي يعود لعدة عوامل‪ ،‬منها‬ ‫اإلحباط واخلوف من الفشل‪ ،‬التنشئة االجتماعية السلبية التي‬ ‫عودت البعض في مرحلة الطفولة عدم القيام بأي دور‪ ،‬ومن ثم عدم‬ ‫اإلحساس بقيمة الهدف والركون إلى الكسل‪ ،‬وحتى تتعرفي على‬ ‫السبب احلقيقي وراء الشعور بالكسل عليك االقتراب من ذاتك‪ ،‬وال‬ ‫تنسي قول الرسول الكرمي‪« :‬اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل‪،‬‬ ‫واجلنب والهرم والبخل‪ ،‬وأعوذ بك من عذاب القبر‪ ،‬وأعوذ بك من‬ ‫فتنة احمليا واملمات‪ ،‬وضلع الدين‪ ،‬وغلبة الرجال»‪.‬‬ ‫ وأخير ًا كوني فخورة بنفسك‪ ،‬ومبحاولتك لتغيير ذاتك‪ ،‬وال تنسي‬‫إهداء نفسك هدية حتبينها بعد إجنازك ألي هدف حتققينه؛ ألنك‬ ‫جديرة بذلك‪.‬‬ ‫وفقك الله وطرد عنك الكسل وامللل وأسعدك في حياتك‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫ـدد‬ ‫الالعع ـــدد‬ ‫‪100‬‬

‫نحو القمة‬ ‫نوال العلي‬

‫‪nawalalali78@hotmail.com‬‬

‫نادي‬ ‫املتعة‬ ‫والإجازة‬ ‫أفنان‪« :‬أخيراً هلّت علينا شهور اإلجازة‬ ‫وقد ودعنا املقاعد واملكاتب والكتب‪ ،‬وأغلقنا‬ ‫الباب وراء االستيقاظ باكراً والنوم مع‬ ‫العصافير‪ ،‬وها نحن اآلن نفتح الباب للتغيير‬ ‫والتجديد‪..‬‬ ‫لكن اليوم سأضع مخططاً بسيطاً يساعد‬ ‫على املتعة والفائدة‪ ،‬وعلى من تريد االلتحاق‬ ‫بالنادي أن جترب وتكيف بعض العوامل‬ ‫حسب ما لديها‬ ‫لنبدأ‪....‬‬

‫إجازة ملونة‬

‫اصنعي بطاقات واكتبي فيها هذا املخطط‪،‬‬ ‫ويفضل أن تكون ملونة بألوان الربيع حتى‬ ‫يكون صيفاً ربيعياً؛ فاإلجازة ال تعني‬ ‫الفوضى وتضييع األوقات دون االستفادة‪،‬‬ ‫وإمنا املتعة احلقيقية عندما يشعر اإلنسان‬ ‫بأنه قد تغير نحو األفضل ولم يشعر بضغط‬ ‫وإرهاق احلياة‪.‬‬

‫دعوة لصيف مختلف‪:‬‬

‫ التشاور مع اآلخرين حول اإلجازة ال شك‬‫أنه سيولد أفكاراً لم تكن في احلسبان‪.‬‬ ‫ احتساب النية عند الترفيه؛ فإن املسلم‬‫مأجور في جميع أعماله إن احتسب؛‬ ‫فاحتسبي رحلتك وسفرك وأوقات الترفيه‬ ‫التي تقضينها بأنك تتقوي بها على عبادة‬ ‫الله وتسبحيه على روعة وجمال ما خلق‪.‬‬

‫إدراك اجلمال‪:‬‬

‫عطاء وسعادة‪:‬‬

‫ استشعار جمال الطبيعة وروعة ما خلق‬‫الله تعالى وإقامة مسابقات ثقافية وتقدمي‬ ‫جوائز للفائزين من خالل السفر والسياحة‬ ‫في أرض الله الواسعة‪.‬‬ ‫ القيام بزيارات عائلية تتحقق فيها املتعة‬‫وصلة الرحم واستغالل هذه الزيارات‬ ‫بالدعوة‪.‬‬

‫ املشاركة في األعمال اخليرية والتطوعية‬‫للتعود على حب العطاء والسعادة بتحقيقه‬ ‫وبذل اخلير واستغالل الوقت مبا هو نافع‪.‬‬ ‫ االشتراك في اللقاءات الصيفية والبرامج‬‫الهادفة (مسابقات ترفيهية أو تثقيفية أو‬ ‫تعليمية)‪.‬‬

‫ املواظبة على األلعاب الرياضية كل صباح‬‫ملا لها من فوائد جسدية ونفسية‪ ،‬باإلضافة‬

‫ تصفح املواقع املفيدة في اإلنترنت‬‫ودعم املنتديات اجليدة واستغالل الرسائل‬

‫إشراق وحيوية‬

‫إثراء وخبرة‪:‬‬

‫ذوقيات‬

‫ ‬ ‫دعونا نتعلم كيف نحب‪ ..‬ونحب‬ ‫ليكن شعارك في احلب والكره‬ ‫« أحبب حبيبك هوناً ما‪ ..‬عسى أن‬ ‫يكون بغيضك يوماً ما‬ ‫ابغض بغيضك هوناً ما‪ ..‬عسى أن‬ ‫يكون حبيبك يوماً ما»‬ ‫أثبتي ملن حتبني أنك حتبينه بني‬

‫‪22‬‬

‫إلى احملافظة على الرشاقة ومشاركة من في‬ ‫املنزل؛ ألن العمل اجلماعي يكون فيه حماس‬ ‫أكثر‪.‬‬ ‫ إحياء األنثى داخلك والعناية بجسمك‬‫وحيويتك ونشاطك‪.‬‬ ‫االنتساب إلى مطبخ العائلة وتعلم الطبخ‬‫أو بعض أصناف احللويات لتكوني ربة بيت‬ ‫ناجحة‪.‬‬

‫احلني واآلخر؛ حتى ال يشعر بأنك‬ ‫نسيته أوحتاولني تناسيه‪ ،‬بل حاولي‬ ‫نسيان مساوئه في أغلب األحيان‪.‬‬ ‫تواضعي ثم تواضعي؛ ألن‬ ‫الشخص املتواضع يصبح محبوباً‪،‬‬ ‫وال تنسي أن هناك فرقاً بني التبذل‬

‫واخلضوع وبني التواضع‪.‬‬ ‫تعلمي فنون الصفح والغفران‪..‬‬ ‫وقابلي اإلساءة باإلحسان‪ ..‬وابتسمي‬ ‫في وجه كل من أساء إليك لتعطيه‬ ‫رسالة تقول‪« :‬إني أحب شخصك‬ ‫وابغض أفعالك»‪.‬‬


‫ضوضاء‬

‫وطن‬ ‫�إنرتنا�شيونال‬

‫لبنى ياسني‬

‫‪ana9non@gmail.com‬‬

‫‪25‬‬

‫استيقظ صباحاً بصعوبة بعد أن سفحت ليلي على احملطات الفضائية وصفحات اإلنترنت‪ ،‬أرتدي ثيابي وأخرج‬ ‫لشراء بعض املالبس لي‪ ،‬ومبا أنني عاطل عن العمل وال قبل لي برفاهية شراء سيارة ال عداً وال نقداً وال حتى‬ ‫بالتقسيط املريح‪ ،‬واألمل الوحيد الذي أملكه فيما يتعلق بهذا اخلصوص هو أن أستيقظ صباحاً ألجد قدمي وقد‬ ‫حتولت إلى تيرات أو دواليب تنطلق بي؛ فقد أشرت إلحدى سيارات األجرة املعروفة باسم باذخ ال يشبهها متاماً‬ ‫(ليموزين)‪ ،‬من املؤكد أن من أطلق عليها هذا االسم كان من أمثالي مما ال ميتلكون رفاهية شراء سيارة عادية؛‬ ‫فأراد كيد العزال وأسماها ليموزينا نكاية بكل اجليوب املألى‪ ،‬فرغم كل امتالئها ما زالت ال متتطي الليموزين كما‬ ‫نفعل نحن املفلسون من كل شيء إال اخليبة وامللل‪ .‬املهم‪ ...‬توقفت سيارة الليموزين الفارهة أمام حضرة سعادة‬ ‫جنابي؛ فصعدت وأخبرت السائق البنجالي بوجهتي التي كانت إلى أسواق خاصة لشراء املالبس الرجالية من ماركة‬ ‫صينية (رخيصة وكويسة وبنت عالم وناس)‪ ،‬وملا كان السائق ال يعرف السوق فقد اضطررت إلى الشرح والتوضيح‬ ‫والتوجيه له‪ ،‬وكانت متعة حقيقية في إفهام سائق بنجالي أسماء شوارعنا العربية واجتاهات السير بكلمات‬ ‫بنجوعربية‪ ،‬وأنا أتوجس من جنسيته التي منحتنا عوملة اجلرمية واللصوصية‪ ،‬وأسمعتنا ما لم نكن نعرف بوجوده‬ ‫على سطح البسيطة‪ ،‬وأتالفى في حضرته الدخول إلى شوارع جانبية متكنه من االستفراد بي‪ ،‬خاصة وأنه حتدث‬ ‫مع أحد مواطنيه في اجلوال بعد صعودي مباشرة؛ ما منحني رفاهية هم إضافي‪« :‬تراه اعتبر أنني كبش العيد‬ ‫وعزم صاحبه على ذبحي»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫املهم أنني وصلت بعد ردحة من الزمان خلتها دهورا ضعت فيها في شوارع لم أرها من قبل بفضل السائق الذي‬ ‫لم يفهمني‪ ،‬نزلت من السيارة ودخلت إلى أول محل صادفته‪ ،‬ليساعدني البائع اللبناني في اختيار ما أريد من ثوب‬ ‫قماشه ياباني‪ ،‬إلى شماغ بريطاني الصنع‪ ،‬مروراً بالعقال املصنوع من خيوط مستوردة رمبا من جزر الهونولولو‪،‬‬ ‫(ولفها لي كلها في كيس)‪ ،‬ثم توجهت إلى احملاسب املصري ونقدته ثمن حاجياتي‪ ،‬وانصرفت إلى قهوة قريبة خاصة‬ ‫بالعاطلني أمثالي‪ ،‬وجاء النادل الهندي ليمسح الطاولة وهو يرطن بكلمات لم أفهم نصفها‪ ،‬ولم يعد هناك داع ألفهم‬ ‫النصف اآلخر؛ فاملعنى قد ضاع مع النصف األول بأية حال‪ ،‬ثم طلبت قهوة أمريكية من نادل مغربي حلسن حظي‬ ‫ألن النادل الهندي كان سيحضر لي قهوة من جزر الهونولولو املوطن األصلي خليوط عقالي اجلديد‪ ،‬نتيجة خطأ‬ ‫في الفهم والتفاهم بيننا‪ ،‬عندها سيتوجب علي الهروب ملنع التقاء الساكنني كما قال مدرس اللغة العربية رحم‬ ‫الله أمواته‪ ،‬تناولتها وأنا أستشعر طعم املرار في حلقي ومضيت في طريقي ال ألوي على شيء‪ ،‬وملا كان الوقت هو‬ ‫البضاعة الوحيدة التي اشتريها بثمن بخس‪ ،‬أال وهو العطالة والتعطل والتعطيل والفراغ وما شئتم؛ فقد مضيت‬ ‫سيراً على األقدام في محاولة بائسة لتوفير أجرة سيارة الليموزين وحتريك عضالت جسدي املتجمدة منذ دهور‬ ‫وراء طاولة اخليبة‪ ،‬كنت أرى في طريقي العمال الهنود وهم يصلحون الطرقات ويرفعون العمارات ويبسطون‬ ‫األراضي ويحفرونها‪ ،‬وإخوانهم األندونيسيني وهم ميسحون املساحات بإدارة مهندسني من الفيلبني متهيداً لبناء‬ ‫مشاريع جتارية باهظة لشركات أمريكية وبريطانية وفرنسية في طريقها لالستثمار في وطننا احلبيب‪ ،‬تابعت‬ ‫سيري أراقب العجائب السبع التي تتبختر على أرضنا حتى نال مني اجلوع ولم أعد قادراً على السير خطوة واحدة‬ ‫دون أن آكل شيئاً‪ ،‬توجهت نحو أحد املوالت الكبيرة‪ ،‬قاصداً املطاعم التي تتجمع عادة في أحد طوابق تلك األبنية‬ ‫الضخمة‪ ،‬وما وصلت إلى هناك حتى خارت معدتي وزأرت بصوت يخيف أشد األسود ضراوة‪ ،‬رفعت رأسي ألنتقي‬ ‫طعماً يتناسب واجلوع الذي أشعر به وذوقي الوطني جداً فيما يتعلق بالطعام‪ ،‬وجدت مطعماً مكسيكياً وآخر هندياً‬ ‫وثالثاً أمريكياً وصينياً ويابانياً وإجنليزياً وشامياً ولبنانياً ومصرياً ومغربياً‪ ...‬واحذروا ماذا وجدت أيضاً‪ ...‬عفواً‬ ‫أقصد ما الذي لم أجده‪ ...‬مطعماً للكبسة يناسب ذوق مواطن وطني مثلي‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫الع ــدد‬ ‫‪100‬‬

‫علوم وتقنية‬

‫هليكوبرت‪ ..‬يتنف�س‬

‫رنيم قره كهيا‬

‫‪lubnayasin@hotmail.com‬‬

‫اليعسوب هي حشرة تعيش في‬ ‫القاع‪ ،‬تشبه طائرة الهليكوبتر‪،‬‬ ‫تأتي احلشرة عادة من البيضة‬ ‫التي تضعها األم في قاع برك‬ ‫املاء‪ ،‬وتبقى في مراحلها األولى‬ ‫حتت املاء في حالة دفاع مستمر‬ ‫عن حياتها بالهروب واالبتعاد‬ ‫عن األسماك واحلشرات الكبيرة‬ ‫واملفترسة‪ ،‬حتى يوم بلوغها‪،‬‬ ‫حيث يتغير كل شيء فتنتقل من‬ ‫التنفس حتت املاء والتواضع‬ ‫والهروب إلى الصيد والطيران‬ ‫والعيش‪ ،‬وتبدأ حياتها بتسلق‬

‫جذع إحدى النباتات املمتدة‬ ‫من أسفل البركة على الهواء‬ ‫فينشق ظهرها وتخرج من ذلك‬ ‫الشق‪ ،‬وتبقى فاردة أجنحتها‬ ‫حتى جتف‪ ،‬وبعدها تدخل‬ ‫مرحلة الطيران للمرة األولى بعد‬ ‫السباحة‪ ،‬وهي طيارة ماهرة‪،‬‬ ‫ثم تبحث عن فريستها وهي أي‬ ‫حشرة صغيرة‪ ،‬ثم تنام مختبئة‬ ‫في مكان واحد ال تتحرك‪،‬‬ ‫تأتي بعدها مرحلة (اخلطبة‬ ‫والزواج)‪ ،‬فيبحث الذكر عن‬ ‫أنثى يدوم تزاوجه معها ملدة‬

‫دقيقتني وتذهب األنثى لتضع‬ ‫بيضها وتترك الذكر ولكن الذكر‬ ‫يالحقها راغباً في البقاء معها‪،‬‬

‫لكن أنثى هذه احلشرات تطرد‬ ‫الذكر عندما تضع البيض مهما‬ ‫متادى في محاولة البقاء معها‪.‬‬

‫�إدمان املعرفة‬ ‫كلنا نعرف أنه يوجد مواد يدمن‬ ‫عليها املدمن من مخدرات‪ ،‬لكن‬ ‫أكثرنا ال يعلم أن للمعرفة إدماناً‬ ‫أيضاً‪ ..‬نعم إدمان التعلم؛ فقد‬ ‫قدم علماء األعصاب تفسيراً‬ ‫منطقياً وسه ً‬ ‫ال لتأكيد أن ثمة‬ ‫متعة حقيقية جتتاح الدماغ‪،‬‬ ‫ويحس بها اإلنسان عندما يلتقط‬ ‫املعلومة‪ ،‬أو يفهم شيئاً جديداً‪،‬‬ ‫وأيضاً قدموا اآللية التي يتم‬ ‫بها نشوء املتعة في الدماغ‪،‬‬ ‫وشبهوا األمر باإلدمان على‬

‫األفيون (ال قدر الله)؛ ولذا فإن‬ ‫مدمني األفيون ال يحتاجون إلى‬ ‫هذه املادة من الدماغ‪ ،‬ويغدون‬ ‫أشخاصاً كسولني وخاملني علميا‪ً.‬‬ ‫أما تعليل اإلدمان على املعرفة‬ ‫فقد وصف العلماء اإلدمان بلغة‬ ‫بسيطة‪ ،‬وهو االعتماد على شيء‬ ‫معني كمصدر للحصول على‬ ‫اللذة أياً كان نوعها حتى لو كانت‬ ‫معرفة‪ .‬وال تنشأ احلالة إال لدى‬ ‫من تكرر استخدامه لهذا املصدر‪،‬‬ ‫وتعودت نفسه عليه‪ ،‬وأحس‬

‫بالفرق حني حرمانه منه‪ .‬وهو‬ ‫ما ينطبق على عالقة الدماغ‬ ‫باملعرفة‪ ،‬وقد قال الباحثون‬ ‫من جامعة جنوبي كاليفورنيا‬ ‫أن الدماغ يأخذ مكافأة ذاتية‬ ‫عند التقاطه معلومة جديدة‬ ‫أو حله ملسألة ذهنية صعبة‪.‬‬ ‫واملكافأة هذه عبارة عن جرعة‬ ‫من مادة األفيون (ال تخافي‬ ‫وتوقفي تعلمك فهذا األفيون‬ ‫حالل)‪ ،‬والفرقعة الذهنية عند‬ ‫فهم أمر جديد‪ ،‬تعمل على البدء‬

‫بسلسلة من التفاعالت الكيميائية‬ ‫السريعة‪ ،‬وتنتج في نهاية األمر‬ ‫دفعة من مادة طبيعية شبيهة في‬ ‫مفعولها على الدماغ باألفيون‪.‬‬

‫الدغدغة قاتلة‬

‫تصوري بأن الدغدغة قد جتعلك‬ ‫تفقدين توازنك‪ ،‬أو إذا زادت عن‬ ‫حدها قد تدفعك إلى املوت ال‬ ‫قدر الله‪( ..‬اللي زاد عن حده‬ ‫انقلب ضده)‪ ،‬وقد قال العلماء‬ ‫عن الدغدغة إنها إحدى خواص‬ ‫اجلسم البشري التي ال يزال‬ ‫يحيط بها الكثير من الغموض‪...‬‬ ‫وقد شغفت ظاهرة الدغدغة‬ ‫الناس على مر العصور‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫وميكانيكياتها معروفة؛ فحينما‬ ‫تداعب أطراف األعصاب‪ ،‬ترسل‬ ‫إشارة بهذا للمخ الذي يحولها‬ ‫إلى انقباضات عصبية عضلية‬ ‫هي القهقهة احلرة املتفجرة غير‬ ‫اإلرادية‪ ،‬التي يصعب التحكم‬ ‫فيها (وقتها ننفجر بالضحك‬ ‫عال والكل يصير‬ ‫بصوت ٍ‬ ‫يناظرنا)‪ ..‬وقد اكشف علماء‬ ‫جامعة سان دييجو بأمريكا أن‬

‫الضحك يبدأ بعد بدء الدغدغة‬ ‫بسبع ثوان‪ ،‬ويستمر ملدة ‪50‬‬ ‫ثانية ثم يقل‪ ،‬إذا لم تستمر‬ ‫الدغدغة وتزيد‪.‬‬ ‫ويختلف ضحك الدغدغة‪،‬‬ ‫والذي يعتبر انعكاساً عصبياً‬ ‫عن ضحك الفكاهة مث ً‬ ‫ال‪ ،‬وهو‬ ‫عقالني‪.‬‬ ‫فال تتعجب إذا عرفت أن‬ ‫الدغدغة قد تفقد اإلنسان‬

‫توازنه وحتكمه في جسده؛ فعلى‬ ‫سبيل املثال ميارس األطفال مث ً‬ ‫ال‬ ‫لعبة (الدغدغة)‪ ،‬حيث الهدف‬ ‫ليس إثارة ضحك املنافس‪ ،‬بل‬ ‫دفعه لفقد السيطرة على جسده‬ ‫‪ ...‬وقد استخدمت الدغدغة في‬ ‫املاضي (في أملانيا القرن السابع‬ ‫عشر) كسالح للتعذيب و أحياناً‬ ‫لإلعدام‪ ،‬بإماتة الشخص من‬ ‫شدة الضحك‪.‬‬


‫تغيير أماكن األثاث في املنزل‪ ،‬مثل دوالب‬ ‫التلفزيون‪ ،‬الذي سيبدو الطالء خلفه أغمق‬ ‫اللون عن بقية اجلدار‪ ،‬بسبب احلرارة املنبعثة‬ ‫من جهاز التلفزيون‪ ،‬وهناك طالءات خارجية‬ ‫خلارج املنزل‪ ،‬تتحمل عوامل اجلو املختلفة‪،‬‬ ‫وهناك طالءات داخلية تختلف في مواصفاتها‬ ‫عن السابقة‪.‬‬ ‫واللون من األمور التي تخضع للذوقيات‪،‬‬ ‫لكن توجد بعض اإلرشادات التي يجب اإلملام‬

‫بها للتوصل إلى اخليار املناسب‪ ..‬فنجد أن‬ ‫للضوء أهمية في اختيار ألوان اجلدار وذلك‬ ‫عن طريق حتكمه بقوة هذه األلوان (فاحتة أو‬ ‫غامقة) حسب نصيب هذه اجلدران من ضوء‬ ‫النهار و نور الكهرباء‪ ،‬حتى تؤلف اجلدران‬ ‫احمليطة بنا إطاراً متوازناً من األلوان؛‬ ‫فاجلدار الذي يحتوي نوافذ ليس مجرد‬ ‫جدار‪ ،‬بل رابطاً بني العالم اخلارجي والعالم‬ ‫الداخلي عن طريق تلك النوافذ‪ ،‬وأقسام‬ ‫اجلدار املوجودة بني النوافذ تبدو معتمة دوماً‬ ‫ألنها تتلقى فقط الضوء املنعكس‪ ،‬أما بقية‬ ‫اجلدران فتبدو أفتح لتلقيها الضوء املباشر‪،‬‬ ‫ومن ال يجد في نفسه الثقة املطلوبة لإلقدام‬ ‫على لون مناسب يالئم الديكور وقطع األثاث‬ ‫وبقية محتويات الفراغ فلن يجد مرشداً له‬ ‫يستعني به خير من صنع اخلالق سبحانه؛‬ ‫فلتتجهي إلى الطبيعة وإلى مخلوقات الله‬ ‫لتبحثي في طريقة تركيب ألوانها لتتوصلي‬ ‫إلى مناذج رائعة من األلوان‪.‬‬

‫تستطيع أي سيدة جتربة عملية‬ ‫طالء اجلدران بنفسها وإتقانها‬ ‫مع القليل من التدريب على‬ ‫حتريك الفرشاة بحركة عاموديه‬ ‫من األسفل لألعلى بنعومة‬ ‫وسالسة وليس ميين ًا ويساراً‪.‬‬ ‫• بداية فرغي مساحة العمل‬ ‫متام ًا من األثاث‪ ،‬وانزعي جميع‬ ‫املسامير املثبتة على اجلدار‪.‬‬ ‫•غطي األسطح واألرضيات‪،‬‬ ‫والنجف أو األثاث الذي لم تخرجيه من‬ ‫الغرفة بالكامل بأكياس نايلون كبيرة‬ ‫وعريضة‪ ،‬تكون مخصصة لهذا الغرض‪،‬‬ ‫تباع في محالت الدهانات‪ ،‬واستعيني‬ ‫باللصق حلمايته من السقوط‪.‬‬ ‫•غلفي أفياش الكهرباء املثبتة في‬ ‫اجلدار بالالصق العريض‪.‬‬ ‫•استخدمي معجون اجلدران‪ ،‬لسد‬ ‫الشقوق وملء الفراغات وفتحات‬ ‫املسامير‪ ،‬التي ال ترغبني في وجودها‪،‬‬ ‫مبلئها متام ًا باملعجون‪ ،‬واتركيه يجف‬ ‫ملدة يوم كامل‪ ،‬ثم صنفري الزائد منه‬ ‫حتى يتساوى السطح‪.‬‬ ‫أردت دهن اجلدران‬ ‫•انتبهي للسقف‪ ..‬إن ِ‬ ‫فقط دون السقف؛ فعليك حماية‬ ‫األطراف بشريط الصق كي ال يتلطخ‬ ‫بالدهان‪.‬‬ ‫•ثم يدهن اجلدار بأساس أبيض في‬ ‫البداية كي يغطي الدهان القدمي‪،‬‬ ‫واتركي اجلدار يجف متام ًا ليوم كامل‬ ‫ثم قومي بصبغه باللون املناسب الذي‬ ‫تختارينه‪.‬‬ ‫أشياء مهمة‪:‬‬ ‫يجب اختيار فرش األلوان املناسبة‬ ‫واجليدة‪ ،‬حتى ال يسقط الشعر املوجود‬ ‫فيها على اجلدار أثناء الدهن‪.‬‬ ‫كنت ستطلني اجلزء العلوي هناك‬ ‫إذا ِ‬ ‫عصا (رول) ميكن التحكم في طولها من‬ ‫أجل األماكن العالية‪.‬‬ ‫القفازات واملالبس الطويلة وتغطية‬ ‫الشعر مهمة حتى تتقي الطالء‪.‬‬ ‫احتفظي بإناء به قليل من التنر‪ ،‬ملسح‬ ‫الطالء املتساقط سواء عليك أو على‬ ‫األماكن األخرى‪،‬‬ ‫وال تهملي ترطيب يديك بعد العمل‪.‬‬ ‫يفضل استعمال نظارات وكمامات‬ ‫قماش‪ ،‬حتى ال تتضرري من رائحة‬ ‫الطالء‪ ،‬بالذات لو كان من النوع الزيتي‪،‬‬ ‫واحرصي على تهوية املكان دوم ًا‪ ،‬حتى‬ ‫بعد االنتهاء من الطالء كي ال تصابي‬ ‫باالختناق‪.‬‬

‫‪27‬‬


‫الع ــدد‬ ‫‪100‬‬

‫منزلي الجميل‬ ‫غادة زيتون‬

‫‪lubnayasin@hotmail.com‬‬

‫فن‬

‫الطالء‬

‫يفكر معظمنا في جتديد‬ ‫البيت وتغيير الديكورات فيه‪،‬‬ ‫فال شك أن التغيير مطلوب‬ ‫من وقت آلخر‪ ،‬ولكن تغيير‬ ‫طالء احلائط غالب ًا ما‬ ‫يعطي نتيجة أكبر من تغيير‬ ‫األثاث نفسه‪.‬‬

‫ولكننا نقف متحيرين أمام تعدد األلوان‬ ‫واألنواع‪ ،‬واختالف التقنيات واملواصفات‪،‬‬ ‫كقابليتها للغسيل ومقاومة االحتكاك والعوامل‬ ‫اجلوية املختلفة من حرارة وضوء؛ فنجد أنواعاً‬ ‫من الطالء الصحي واملناسب لألطفال‪ ،‬ونوعاً‬ ‫آخر من الطالء يقتل اجلراثيم واحلشرات‬ ‫مبجرد مالمستها‪ ،‬بينما ال يؤثر في صحة‬ ‫اإلنسان‪،‬‬ ‫وهناك الدهان الديكوري؛ فظهر التعتيق الذي‬

‫نوعي في اختيار البياضات‬ ‫والشراشف‪ ،‬وامزجي بني املقلم منها‬ ‫وتلك املطبعة بالورود بطريقة ذكية‬ ‫ال حتدث نفوراً لونياً ظاهراً للعني‬ ‫عوضاً عن توزيع الصور العائلية على‬ ‫الطاوالت اجلانبية‪ ،‬جمعيها على‬

‫‪26‬‬

‫يعطي أجواء األنتيك للفراغ‪ ،‬والترخيم الذي‬ ‫يعطي مظهر الرخام واجلرانيت بأسعار أرخص‬ ‫من الرخام احلقيقي‪ ،‬واللؤلئي الذي يعطي‬ ‫مظهراً لؤلؤياً المعاً للطالء‪.‬‬ ‫كما شاع استخدام املعجون مع الطالء لعمل‬ ‫مؤثرات في امللمس أيضاً‪.‬‬ ‫ومحالت الديكور تعرض مناذج مختلفة جتعلك‬ ‫حتتارين و تترددين قبل اختيار ما يناسبك منه‪.‬‬ ‫وعليك أن تكوني منتبهة؛ ألن اختيار نوع‬

‫طاولة واحدة لتشد العني فور دخولك‬ ‫إلى الغرفة‪.‬‬ ‫استخدمي املرايا في الغرف الضيقة أو‬ ‫املمرات لتبدو أكثر اتساعاً‪ ،‬خاصة إذا‬ ‫كان اجلدار‬ ‫ملبساً باخلشب بطريقة أفقية أو بالورق‬

‫الطالء يتطلب تفكيراً جيداً ودراسة عميقة‬ ‫من جهة املساحة واستخداماتها ومواصفات‬ ‫الطالء‪ ،‬والتأكد من استخدام النوعية املناسبة‬ ‫في املكان املناسب؛ فمث ً‬ ‫ال الطالء املستخدم في‬ ‫دورات املياه وحول املسبح وفي البدروم يجب أن‬ ‫يتمتع مبقاومة عالية للرطوبة‪ ،‬وهناك دهانات‬ ‫ذات جودة عالية ال تتأثر بالضوء واحلرارة؛‬ ‫فال ينتج منها اختالف في اللون بعد فترة من‬ ‫الزمن‪ ،‬وستجدين هذا واضحاً عندما حتاولني‬ ‫الالصق ذي اخلطوط األفقية أيضاً‪.‬‬ ‫إذا أردت اختيار مجموعة من األقمشة‬ ‫بأشكال مختلفة‪ ،‬كتلك املقلمة أو‬ ‫املطبعة بالورود‪ ،‬جربي عينات من هذه‬ ‫األقمشة بوضعها على خلفية أحادية‬ ‫اللون‪ ،‬ملعرفة مدى متاشيها مع بعضها‪.‬‬


‫فقاعات‬ ‫احلروق‬

‫تشغلنا الفقاعات التي متتلئ‬ ‫بالسائل عند التعرض للحروق‬ ‫البسيطة؛ فنقوم بقصها أو‬ ‫كشطها اعتقاداً منا بأنها‬ ‫تسرع عملية الشفاء‪ ،‬ولكن هذه‬ ‫الطريقة خاطئة متاماً؛ ألنها‬

‫تعرض احلروق للتلوث أكثر ‪%70‬‬ ‫من تركها مغلقة‪ ،‬وتأخر عملية‬ ‫الشفاء‪ ،‬مع بقاء آثار احلرق؛ فمن‬ ‫األفضل ترك الفقاعة دون فتحها‬ ‫إلى أن يتم اجلسم تفريغ السائل‬ ‫منها بطريقة طبيعية‪.‬‬

‫احلب العنيف‬ ‫يرهق القلب‬

‫إن االنفعاالت العنيفة‬ ‫كاحلب والكراهية تترتب‬ ‫عليها إشارات معينة‬ ‫تنبعث من املخ إلى غدة‬ ‫خاصة؛ فتزداد إفرازاتها‬ ‫من مادة االندرالني التي‬ ‫جتعل القلب ينشط للعمل‬ ‫بسرعة؛ فتزداد معها‬ ‫دقاته‪ ،‬ولهذا فإن كثرة‬ ‫االنفعاالت تؤدي إلى زيادة‬ ‫نسبة اإلصابة بأمراض‬ ‫شرايني القلب؛ ألن زيادة‬ ‫عدد دقات القلب تؤدي‬ ‫إلى إجهاد القلب نفسه‪.‬‬ ‫البوتكس‪ ..‬السم الذي‬ ‫حتبه النساء‪..‬‬ ‫ورمبا الرجال أيضاً‪..‬‬ ‫يستخدم البوتكس في‬ ‫متليس التجاعيد التي‬ ‫تظهر على الوجه أو‬ ‫على الرقبة‪ ،‬فيتم حقن‬ ‫هذه املادة السامة في‬ ‫عضالت الوجه املتشنجة‬ ‫أو املنقبضة مثل التي تقع‬ ‫بني احلاجبني أو حول‬ ‫الفم‪ ،‬والتي توحي بأن‬ ‫الشخص كبير في السن‪.‬‬

‫إن حقن هذه العضالت‬ ‫بهذا السم يوقف هذه‬ ‫العضالت عن احلركة‪،‬‬ ‫أو مبعنى آخر يشلها عن‬ ‫احلركة‪ ،‬فيمنع انقباضها‬ ‫فينتج من ذلك متليس‬ ‫للخطوط العميقة‪ ،‬ولكن‬ ‫النتيجة التي نصل إليها‬ ‫بالبوتكس عليها أال تنسينا‬ ‫اآلثار اجلانبية واخلطيرة‬ ‫التي تنتج بسبب سمية‬ ‫مادة البوتكس‪ ،‬ألجل وجه‬ ‫خال من اخلطوط التي‬ ‫خلقها الله في اإلنسان‪.‬‬ ‫وفوق هذا علينا أن نذكر‬ ‫أن اإلفراط في احلقن‬ ‫قد يؤدي إلى تطوير مبكر‬ ‫ملضادات األجسام؛ ألن‬ ‫الشخص عليه أن يحقن‬ ‫بهذه املادة مرة كل ‪ 3‬أو‬ ‫‪ 4‬أشهر‪ ،‬مما يفقد السم‬ ‫فعاليته‪ .‬وقد أثيرت‬ ‫في أمريكا أخيراً ردود‬ ‫فعل من جراء وفاة عدة‬ ‫أشخاص بسبب مادة‬ ‫البوتكس احملقونة في‬ ‫أجسامهم‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫الع ــدد‬ ‫‪100‬‬

‫صحتك‬

‫البطيخ‪ ..‬الدالح‪� ..‬أو احلبحب‬

‫منيرة‬

‫‪lubnayasin@hotmail.com‬‬

‫البطيخ‪ ..‬أو كما يحب أن‬ ‫يسميه البعض‪ ..‬ليس فاكهة‬ ‫تقطر بالسائل األحمر‬ ‫احللو اجلذاب فحسب‪ ،‬وال‬ ‫هي بالفاكهة التي تروي‬ ‫العطش فقط‪ ،‬بل هي فاكهة‬ ‫مليئة بأهم املواد املضادة‬ ‫لألكسدة والتي تعطيه اللون‬ ‫األحمر القاني‪ ،‬فباإلضافة‬ ‫إلى الفيتامينات سي َو هـ‬ ‫يحتوي على مادة تدعى‬ ‫اليكوبني التي تعتبر مصدر‬ ‫الشباب‪ .‬وهو مدر للبول‬ ‫وسريع الهضم‪ ،‬إال إن مت‬

‫تناوله بعد الطعام‪ ،‬ولهذا‬ ‫يفضل تناوله بعد فتره كافية‬ ‫من الطعام‪ .‬قال عنه بعض‬ ‫األطباء‪( :‬إن أكل البطيخ‬ ‫قبل الطعام يغسل البطن‬ ‫غس ًال ويذهب بالداء أص ًال)‪.‬‬ ‫وقد أكد خبراء التغذية‬ ‫في املركز القومي املصري‬ ‫للبحوث‪ ،‬أن هذه الفاكهة‬ ‫غنية بالكثير من العناصر‪،‬‬ ‫التي تكفي حاجة اإلنسان من‬ ‫املاء والفيتامينات واملعادن‬ ‫طوال اليوم‪ ،‬خصوص ًا في‬ ‫أيام الصيف احلارة؛ لذا فهو‬

‫يغني عن عشرات األصناف‬ ‫من اخلضراوات واللحوم‪ ،‬ملا‬

‫الأنفلونزا‬ ‫تنتقل‬ ‫بامل�صافحة‬ ‫يسود االعتقاد بني الناس أن‬ ‫اإلصابة بنزالت البرد تكون‬ ‫عن طريق الرذاذ املتطاير‬ ‫من الشخص املصاب أثناء‬ ‫الكالم‪ ،‬ولكن احلقيقة أن‬ ‫نسبة العدوى بهذه الطريقة‬ ‫ال تتعدى ‪ %10‬من حالة‬ ‫اإلصابة؛ فالدراسات تشير‬ ‫إلى أن األنفلونزا تأتي‬ ‫باملصافحة! حيث ينتقل‬ ‫إلى اليدين وينتشر على‬ ‫كل جسم صلب يالمسه‬ ‫الشخص املصاب‪ ،‬مثل‬ ‫املكاتب أو الطاوالت أو ما‬

‫‪28‬‬

‫شابه‪ ،‬وبطريقة ال شعورية‬ ‫يحك الشخص السليم أنفه‬ ‫أو عينيه بعد أن يكون صافح‬ ‫أو المس األماكن التي ملسها‬ ‫الشخص املصاب‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ينتقل الفيروس إليه؛ ولهذا‬ ‫يجب استعمال املناديل‬ ‫ً‬ ‫الورقية التي ثبت علميا أن‬ ‫حياة الفيروس فيها أقصر‬ ‫بكثير من املناديل املصنوعة‬ ‫من القماش‪ ،‬واألفضل من‬ ‫هذا وذاك هو استعمال‬ ‫املناديل املشبعة مبواد‬ ‫مطهرة‪.‬‬

‫له من أثر ملطف على املعدة‪،‬‬ ‫ومنشط إلنتاج الطاقة‪.‬‬


‫ب�شرتي مرهقة‪..‬‬

‫ما احلل؟؟‬

‫من الطبيعي أن تتعب‬ ‫بشرتك كثير ًا خالل‬ ‫النهار وخصوص ًا فترة‬ ‫الصيف‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫العمل أو الدراسة لفترة‬ ‫طويلة‪ ،‬لكن ميكنك‬ ‫تفادي أي مشكلة قد‬ ‫تطرأ على بشرتك إذا‬ ‫كنت تعرفني أصول‬ ‫العناية بها‪.‬‬

‫�شحوب الب�شرة‪:‬‬ ‫يتميز اخليار بفوائده الصحية‬ ‫واجلمالية العديدة أهمها‬ ‫أثره الواضح كقابض للمسام‬ ‫باإلضافة إلى مفعوله في تبييض‬ ‫البشرة والتخلص من الهاالت‬ ‫السوداء حتت العينني ومن البقع‬ ‫والشوائب التي تصيب البشرة‬ ‫املكونات‪:‬‬ ‫نصف فنجان خيار مبشور ‪+‬‬ ‫بياض بيضة ‪ 2 +‬ملعقة حليب‬

‫بودرة‪،‬‬ ‫تخلط املكونات جيداً لعمل‬ ‫عجينة رقيقة وتترك على الوجه‬ ‫ملدة ‪ 20‬دقيقة ثم يشطف الوجه‬ ‫باملاء الفاتر ثم باملاء البارد‪..‬‬

‫ب�شرتك وال�شم�س‪:‬‬ ‫جتنب أشعة الشمس الضارة‬ ‫(من الساعة ‪ 10‬صباحاً حتى‬ ‫الثالثة بعد الظهر)‪ .‬وال تنسي‬ ‫استعمال واقيات املضادات‬ ‫لألشعة‪.‬‬

‫الب�شرة الدهنية وال�صيف‪:‬‬ ‫مع ارتفاع احلرارة خالل فصل‬ ‫الصيف تزيد الدهون التي‬ ‫تفرزها البشرة‪ ،‬وبالنسبة إلى‬ ‫البشرة الدهنية يكون الوضع‬ ‫صعباً مع كثرة الدهون‪ ،‬والتي‬ ‫يجب التعامل معها بحكمة كي ال‬ ‫يزداد األمر سوءاً‪ .‬هذه نصائح‬ ‫بسيطة تساعدك على التخلص‬ ‫من الدهون والتمتع ببشرة‬ ‫صافية طوال الصيف؛ لذلك‬

‫ننصحك بعدم غسل وجهك أكثر‬ ‫من مرتني في اليوم‪ ،‬ألن كثرة‬ ‫غسل الوجه تخلصه من الدهون‪،‬‬ ‫ولكن ذلك يحفز البشرة أيضاً‬ ‫على إفراز املزيد من الدهون‬ ‫وشرب الكثير من املاء‪..‬‬

‫ن�ضارة ب�شرتك يف التق�شري‪:‬‬ ‫ميكنك االستغناء عن كرميات‬ ‫تقشير البشرة والصابون واملواد‬ ‫الكيماوية وجتربة هذه الطرق‬ ‫السهلة لتنظيف مسام الوجه‬ ‫جيداً‪.‬‬ ‫اغسلي وجهك باملاء فقط‪،‬‬ ‫وميكنك تفتيح املسام باستخدام‬ ‫فوطة مبللة باملاء الساخن‬ ‫وتدليك الوجه بها؛ فتفتح مسام‬ ‫البشرة وتنظفها من األتربة‬ ‫واألوساخ‪ ،‬ثم استخدمي حبوب‬ ‫الشوفان وذلك بتطريتها قلي ً‬ ‫ال‬ ‫باملاء ثم ادعكي بها وجهك ولكن‬ ‫ابتعدي عن منطقة العينني‪ ،‬ثم‬ ‫اشطفي وجهك باملاء الفاتر‪،‬‬

‫ميكنك أيضاً صنع عجني من‬ ‫الشوفان املطهي ثم ضعيه على‬ ‫وجهك حتى يجف ودون دعك ثم‬ ‫اشطفي وجهك باملاء الدافئ‪.‬‬

‫تغذية الب�شرة ليالً‪:‬‬ ‫حاولي دائماً قدر اإلمكان أن‬ ‫تنامي وأنت قد قمت بتنظيف‬ ‫بشرتك باحلليب املنظف ثم تغذية‬ ‫البشرة بكرمي خاص بالليل مرطب‬ ‫حتى ال تترسب الدهون واألوساخ‬ ‫وتظهر لك البثور بعدها‪..‬‬

‫الإك�س�سوارات الكبرية‬ ‫لل�صيف والربيع‪..‬‬ ‫جميلتي‪ ..‬اإلكسسوارات تضفي‬ ‫جماالً وأناقة للباس الذي ترتدينه‪ ،‬بل‬ ‫وينعكس جماله وإشراقه على وجهك‪..‬‬ ‫ونرى أن اإلكسسوارات الكبيرة‬ ‫احلجم والكثيرة حول العنق والصدر‬ ‫تتربع على عرش األناقة للربيع‬ ‫والصيف خاصة إذا كانت من اخلشب‬ ‫والبالستيك واملعادن لتبدو وكأنها جزء‬ ‫من الفستان‪..‬‬

‫‪31‬‬


‫الع ــدد‬ ‫‪100‬‬

‫ت�ألقي يف �أم�سيات ال�صيف‬

‫زينة‬ ‫منيرة املوسى‬

‫‪lubnayasin@hotmail.com‬‬

‫أناقة‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫الب�ساطة‬

‫تتربع الفساتني القمة في أزياء السهرات لهذا املوسم مصممة بطريقة بسيطة ال حتمل الكثير‬ ‫من التعقيدات لكنها غاية في اإلبداع والتميز؛ لذا نراها تعتمد على قصات الشيفون على‬ ‫اخلصر واألكتاف مع األلوان الرقيقة الهادئة كالوردي والبيج والرمادي والفضي واألسود‬ ‫والفيروزي الفاحت والفستقي واألبيض‪ ،‬ولو الحظت الفساتني في األسواق ستجدينها حتتوي‬ ‫على التطريزات الناعمة جداً مزينة بقطع من الكريستاالت واخلرز اخلفيف امللون‪ ،‬وبعضها‬ ‫تكون مطعمة بالريش‪..‬‬ ‫موضة الصيف جاءت بسيطة لتبرز أنوثة حواء‪...‬‬ ‫في كل‬ ‫حاالت اإليشارب‬ ‫(ربطة ك‬ ‫طوق أو حزام أو‬ ‫حو‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫عن‬ ‫ق‬ ‫)‪،‬‬ ‫مبهرة ورائ‬ ‫تكون النتيجة‬ ‫على أ عة تؤكد أنه ميك‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫يز‬ ‫ي مهما كان بسيط ًا‪ ،‬واجلا كثير من األناقة‬ ‫ذب‬ ‫ية‬ ‫وا‬ ‫ه‪،‬‬ ‫إل‬ ‫الوج خ‬ ‫شراق على‬ ‫صوص ًا إذا كان ب‬ ‫أل‬ ‫وا‬ ‫ن‬ ‫تت‬ ‫نا‬ ‫غ‬ ‫م‬ ‫مع لون‬ ‫البشرة‪.‬‬

‫�أحذيتك وحقائبك‬

‫لهذا املو�سم‬ ‫إذا لم تستعدي بعد للصيف‬ ‫فهذه هي فرصتك األخيرة ألن‬ ‫اللون األسود واألبيض لن يكونا‬ ‫لوني املوضة هذا الصيف فقط‪،‬‬ ‫نعم فلقد اتفق اخلبراء على أن‬ ‫يكون صيف ‪ 2008‬ساخناً بكافة‬ ‫ألوان الطيف‪ ،‬وقدموا لك هذه‬ ‫النصائح‪:‬‬ ‫يفضل أن حتتوي األحذية‬ ‫املنخفضة على الكريستاالت‬ ‫امللونة والزخارف‪.‬‬ ‫اعشقي األلوان‪ ،‬كلما زادت‬ ‫تشكيلة األلوان لديك كلما كان‬ ‫صيفك على املوضة‪.‬‬ ‫اجللود للرسميات‪ ،‬إذا كنت ال‬

‫‪30‬‬

‫متلكني حقيبة يد أو حذاء من‬ ‫اجللد الطبيعي فهذا املوسم‬ ‫فرصتك للحصول عليهما‪.‬‬ ‫الرقة ثم الرقة‪ ..‬أحذية موسم‬ ‫الصيف ذات كعب مرتفع‬ ‫وتفاصيل رقيقة وناعمة‪.‬‬ ‫السحر في الرباط‪ .‬ستجدين‬ ‫في هذا املوسم العديد من‬ ‫األحذية التي تستعمل الرباط؛‬

‫لذا ال تتأخري في جتربة أحد‬ ‫هذه األحذية ورمبا أخذها‬ ‫للمنزل أيضاً‪.‬‬


‫الطبيب‪ ..‬وو‪..‬‬ ‫ولعبة أن أكو َن حقيق ًة‪ ،‬مس ّماة‬ ‫لك‪ ،‬وأنت مس ّمى لي‪ ..‬أكب ُر ما‬ ‫نفقهه أننا سنصبح مثل خالي‬ ‫(حمد)‪ ،‬زوجني‪ ..‬وسنسافر كما‬ ‫كنت تقول‪« :‬عرسي‬ ‫سافر‪ ،‬وكما َ‬ ‫بيصير أحلى من عرسه!»‪..‬‬ ‫لم نخطط‪ ،‬كانت املفردات‬ ‫كطيور‬ ‫والوعود‪ ،‬حتو ُم من حولنا‬ ‫ٍ‬ ‫ال تعرف الركون ألعشاشها أبدًا‪،‬‬ ‫مجلس نحضره‪ ،‬أو‬ ‫تنطل ُق في ك ّل‬ ‫ٍ‬ ‫في كل مزحة‪ ..‬شهدناها فكانت‬ ‫أمامنا‪ ،‬أو قيلت دون أن نعلم‪..‬‬ ‫لم ألبس خامتاً‪ ،‬وال صارت لي‬ ‫أمنيات البنات‪ ،‬حني يحلمن‬ ‫ُ‬ ‫أحالمهن كيف سيكون‪..‬‬ ‫بفتى‬ ‫ّ‬ ‫اسم‬ ‫وأي ٍ‬ ‫أي ٍ‬ ‫عدد سيكون له من‬ ‫سيحمل‪،‬‬ ‫ٌّ‬ ‫اإلخوة واألخوات‪ ..‬وك ّل ما يخبئه‬ ‫الغيب‪..‬‬ ‫لم أعرف من املراهقة سوى أنها‬ ‫ٍ‬ ‫بسرعة‪،‬‬ ‫مرحل ٌة يجب أن مت ّر‬ ‫ألخطو بعدها الثانوية‪ ..‬ثم‬ ‫خطوة أخيرة في بيتك‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫احلب وفصوله‪ ،‬كانت‬ ‫روايات‬ ‫كل‬ ‫ّ‬ ‫حني حتكى لي‪ ..‬تتمث ُل أمامي‬ ‫َ‬ ‫وجهك‪ ،‬وصورتك‪ ..‬من‬ ‫في‬ ‫سيغريها رواية موهومة بقراءة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫تعيش كل وعودِ احلب‬ ‫وهي‬ ‫قادماً لن يُخلفها؟!‬ ‫حتى سواليف أمي وحكاياها‪،‬‬ ‫وقصص املتزوجات السعيدات‪..‬‬ ‫كانت خيوطاً جميلة معسولة‬ ‫تنس ُج في ٍ‬ ‫أنت‪ ،‬وأنا فيه‪،‬‬ ‫بيت َ‬ ‫وعرائس صغيرة‪ ..‬لكنها‬ ‫ٍ‬ ‫بألسنة‪ ،‬ويدين وقدمني‬ ‫حقيق ّية‬ ‫ٍ‬ ‫ومشاكسات ستأتي‬ ‫حقيقيتني‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫طفولتك املشاغبة‪..‬‬ ‫بالوراثة‪ ،‬من‬ ‫ترعب‬ ‫أو في تلك القصص التي‬ ‫ُ‬ ‫طالق وفراق‬ ‫كل أنثى‪ ،‬من‬ ‫ٍ‬ ‫كمآس‬ ‫ونزاع‪ ..‬ورغم تكرارها‬ ‫ٍ‬ ‫يطل ُع بها النهار في كل يوم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫العاشقات‬ ‫بحدس‬ ‫كنت أوقن‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫البريء‪ ..‬أنني لن أصاب بها‪،‬‬ ‫ولن يكون لي منها نصيب‪..‬‬ ‫حب طاهر‪،‬‬ ‫أوقن‪ ،‬أ ّال أصد َق من ٍ‬ ‫نسج خيوطه منذ الطفولة‪..‬‬ ‫فقوي و َمتنُ َ وتعشعش‪!..‬‬ ‫َ‬

‫<<<‬ ‫انتبهي ال تدخلني علينا!‬ ‫وتشاه ُد جفولي‪ ،‬واستغرابي‪..‬‬ ‫لتكم ْل‪:‬‬ ‫ولد خالك باملجلس‪..‬‬ ‫وأخفض‬ ‫هاه‪ ..‬ولد‪ ..‬عبد‪- ..‬‬ ‫ُ‬ ‫صوتي باسمه ‪ -‬عبدالعزيز‪..‬‬ ‫هنا؟‬ ‫جتيبني على عجل‪ - :‬ايه ايه‪،‬‬ ‫زهبي القهوة‪..‬‬ ‫وأغر ُق في حياءٍ وخجل‪ ،‬وشيءٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بهجة‪( ..‬عبدالعزيز ببيتنا‪!..‬‬ ‫من‬ ‫وأركض‬ ‫زوجي وأبو عيالي!)‬ ‫ُ‬ ‫أعدها كأكمل ما تكون‪،‬‬ ‫للقهوة‪ّ ،‬‬ ‫أحمل حبات التمر بيدي حبة‬ ‫حبة‪ ،‬رمبا ذاق هذه‪ ،‬أو الثانية‪..‬‬ ‫تستبطئني‪ ،‬وتأتي مستفسرة‪..‬‬ ‫وين القهوة يا بنت‪.‬؟!‬ ‫حلظة حلظة‪ ..‬أبسوي حال‪!.‬‬ ‫حال وين‪ ..‬والله إنك فاضية‪!.‬‬ ‫الرجال مستعجل بيروح‪..‬‬ ‫ميه‪ ،‬ما يصلح قهوة من دون‪.....‬‬ ‫يجلس‬ ‫ثم تتالشى بعيدًا‪ ..‬حيث‬ ‫ُ‬ ‫يجلس زوجي‪!.‬‬ ‫هو‪ ،‬حيث‬ ‫ُ‬ ‫<<<‬ ‫تلكزني صاحبتي‪« ..‬وين‬ ‫ِ‬ ‫وصلت؟»‬ ‫هاه؟‬ ‫ِ‬ ‫وصلت أقول‪..‬؟ إييه‪ ..‬اللي‬ ‫وين‬ ‫ماخذ عقلك يتهنى به‪!.‬‬ ‫معك‪ ..‬معك‪!.‬‬ ‫وتصف ُع جبيني بيدها‪ ،‬غامز ًة‪:‬‬ ‫« علينا؟ أحالم الزواج اتركيها‬ ‫لبيتكم‪ ،‬اليوم امتحان‪ ،‬يكرم فيه‬ ‫املرء أو ينسى فكرة اجلامعة‪،‬‬ ‫والطموحات الوظيفية!»‬ ‫وأبتسم‪ ،‬وال تسعفني مفردةٌ‬ ‫واحدة‪..‬‬ ‫<<<‬ ‫يحف ُل املساء في بيت جدي‬ ‫بطقوس البهجة باإلجازة‪،‬‬ ‫عام دراسي‬ ‫ومعانقتها بعد ٍ‬ ‫كامل‪ ،‬بجميع عقباته وتسهيالته‪،‬‬ ‫الضجيج ميلؤه‪ ،‬والصراخ كأننا‬ ‫نحتف ُل بشيء لم يسبق لنا‬ ‫جتربته‪ ،‬وكأنه ليس عادة سنوية‬ ‫تباغتنا بني احلني واآلخر‪..‬‬ ‫ومن بني مظاهر االحتفاء به‪،‬‬

‫كنت تأتي في كل صورة‪ ،‬وفي‬ ‫كل قطعة حلوى‪ ..‬أخبئ لك‬ ‫ٍ‬ ‫منديل مزركش‪،‬‬ ‫حبات وألفّها في‬ ‫ٍ‬ ‫وأقترب لكبرى أخواتك‪ ..‬ومن‬ ‫لكزةٍ واحدةٍ تبتس ُم وتعرف‬ ‫س ّر احلكاية‪ ،‬وتغل ُق عليها في‬ ‫حقيبتها أمانة يجب أن تصل قبل‬ ‫أن تطالها ٍ‬ ‫أيد عابثة‪..‬‬ ‫ (ال تقولي له ممن هي‪)..‬‬‫وأبتس ُم في خجل ثم أمضي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أعرف اآلن‬ ‫ينبض بقوة‪..‬‬ ‫وقلبي‬ ‫ُ‬ ‫شعور املتزوجات حني يركضن‬ ‫بأطباق إضافية يخبئن فيها شي ًئا‬ ‫ٍ‬ ‫ما ذقنه ألزواجهن‪ ،‬ولو بقطعة‬ ‫بسيطة‪ ،‬وحده هذا الشعور الذي‬ ‫يجعلك تتشارك مع اآلخر كل‬ ‫تفاصيل حياتك‪ ..‬تشتركان في‬ ‫ٍ‬ ‫جتربة جميلة فيه‪ ،‬وفي كل‬ ‫ك ّل‬ ‫مذاق عذب‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫أعرفه‪ ،‬وأتذوقه اآلن‪..‬‬ ‫يحس‬ ‫الفرق أني وحدي من‬ ‫ُّ‬ ‫به‪ ..‬وأطمئن نفسي‪« :‬وحدي من‬ ‫يحس به اآلن فحسب»‪..‬‬ ‫ُّ‬ ‫وسيأتي غدًا‪ ..‬أجمل‪..‬‬ ‫<<<‬ ‫أسم ُع في تلك احلفلة الصاخبة‪،‬‬ ‫ثرثرات‪ ..‬وأمل ُح تقطيبة تغشى‬ ‫جدتي‪ ،‬وأمه ُ‬ ‫تقف قبالتها‬ ‫ّ‬ ‫متحدثة‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫(عبدالعزيز‪ ..‬بيسافر يكمل‬ ‫دراسته باخلارج‪ ،‬هذا كالمه‬ ‫أمس يا خالة)‪..‬‬ ‫ومتى بيعرس؟‬ ‫تخفض صوتها‪..‬‬ ‫تدي ُر وجهها‪ ،‬ثم‬ ‫ُ‬ ‫وأقرأ في شفتيها‪« :‬اسأليه‪»..‬‬ ‫وحاملا انتهت بهجتنا السنوية‪..‬‬ ‫كنت أنت احلاضر األول‬ ‫َ‬ ‫من رجال العائلة‪ ،‬رغم كل‬ ‫ِ‬ ‫اعتراضات أخواتك ألن الوقت‬ ‫ما زال مبك ًرا على املغادرة‪..‬‬ ‫تنهض جدتي‪ ،‬تتكئ على‬ ‫ُ‬ ‫أوجاعها‪ ،‬وعصا حتملت كثي ًرا‬ ‫من صروف الزمنِ ‪ ،‬ومواجعه‬ ‫وأفراحه‪..‬‬ ‫وتلحقها أمي‪ ،‬ويخف ُق قلبي على‬ ‫أثرهما‪..‬‬ ‫قري ًبا سأصب ُح زوجة رسم ّية‪،‬‬ ‫وليس مس ّمى مجر ًدا «بنتنا‬

‫لولدكم‪ ،‬وولدكم لبنتنا»‪..‬‬ ‫سننافس بعرسنا‪ ..‬عرس‬ ‫قري ًبا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫خالي حمد‪ ..‬وفستان زوجته‬ ‫املنفوش‪،‬‬ ‫أحل ُق بهما خفي ًة‪ ،‬وألص ُق ظهري‬ ‫باب الغرفة التي يجلسون‬ ‫على ِ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫فيها سو ّية‪ ..‬الغرفة نفسها التي‬ ‫ولدت فيها‪ ،‬وشاكستني فيها‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫الغرفة التي أعلنت فيها جدتي‪..‬‬ ‫أنك ستكون زوجي حني أكبر‪..‬‬ ‫وسأل ُد فيها طفلك األول يو ًما‪..‬‬ ‫تتالح ُق أنفاسي لفرط احلماس‪،‬‬ ‫وحتتبس كل األصوات‪ ..‬إال‬ ‫ُ‬ ‫صوتهم‪ ،‬وصوت صمتك‪..‬‬ ‫تتحدثُ جدتي‪:‬‬ ‫بتسافر؟‬ ‫ميه‪..‬‬ ‫النية يا ّ‬ ‫ومتى العرس؟‬ ‫ميه‪ ..‬ت ّونا‪،‬‬ ‫الحقني على خير ّ‬ ‫ما عندنا أوالد يسافرون للخارج‬ ‫من دون زواج‪ ،‬توكل وتزوج‪..‬‬ ‫وبعدها الله ييسر دربك‪..‬‬ ‫وتصمت حتى ظننتها ساعات‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫وليست مجرد دقائق‪..‬‬ ‫أمرك‪ ..‬تخطب لي أمي وأنا‬ ‫جاهز‪.‬‬ ‫وبنت عمتك؟ وين راحت‪ ..‬ثم‬ ‫تكم ُل ضاحكة‪:‬‬ ‫توكل‪ ،‬وخل العيد عيدين‬ ‫بتخرجها وعرسها‪!..‬‬ ‫وتعاو ُد الصمت‪ ..‬طويال‪ً،‬‬ ‫طوي ً‬ ‫ُ‬ ‫يوشك‬ ‫وصوت أنفاسي‬ ‫ال‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫أن يقت َل هدوء املكان؛ فيفضح‬ ‫وجودي‪..‬‬ ‫بنت عمتي‪.....‬‬ ‫عمتك ر ّدوا كل خاطب غريب‪،‬‬ ‫وكل األقرباء يعرفون أنها لك‪،‬‬ ‫فما خطبوها‪،‬‬ ‫تهدجا‬ ‫وترف ُع صوتها‪ ،‬تسر ُق منه‬ ‫ً‬ ‫خرج رغم ِ‬ ‫أنف املكابرة‪:‬‬ ‫ البنت لك يا عبدالعزيز‪...‬‬‫ متى قلت إني ناوي أخطب‬‫أميرة‪..‬؟‬ ‫صوت‬ ‫يعو ُد صمتك‪ ،‬حتى يخرقه‬ ‫ُ‬ ‫وصوت غاضب‬ ‫باب يُفتح‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫منكسر‪:‬‬ ‫ميه‪!..‬‬ ‫ ما قلت إني أبيها يا ّ‬‫وتصف ُق الباب خلفك في عنف‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫الع ــدد‬ ‫‪100‬‬

‫ألوان شتى‬

‫كنت‬ ‫ُ‬ ‫يومًا‬ ‫هنا‪!..‬‬

‫مرام املوسى‬

‫‪lubnayasin@hotmail.com‬‬

‫كنت هنا؛ فهل علمت ما في‬ ‫ُ‬ ‫أحسست به؟‬ ‫قلبي‪،‬‬ ‫َ‬ ‫أو شعرت بي؟‬ ‫وأراقب األيام‬ ‫كنت هنا‪ ،‬أراقبك‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫كيف تسي ُر سريعة حينًا‪ ،‬وبطيئة‬ ‫أراقب نهوض‬ ‫أحياناً أخرى‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫جسدي‪ ،‬ألصبح أنثى صاحلة ألن‬ ‫عروسا‪ ،‬عروسك‪..‬‬ ‫تكون‬ ‫ً‬ ‫كنت هنا‪ ،‬أمامك‪ ،‬أكب ُر‪ ،‬ويزهر‬ ‫شبابي؛ فهل حلظتني؟‬ ‫<<<‬ ‫حكت لي أمي‪ ،‬استقبالك احلافل‬ ‫كنت‬ ‫لوجودي املفاجئ‪ ،‬وكيف َ‬ ‫تدخ ُل إصبعك املتسخ في عيني‬ ‫محاوالً أن جتبرني على فتحها‪،‬‬ ‫لتجرب كيف يرى هذا الكائن‬ ‫الصغير الذي يسر ُق اجلو منك‪،‬‬ ‫رغم أنك ابن العائلة األول‪،‬‬ ‫جئت أنا‬ ‫جدي‪ ،‬وسم ّيه‪،‬‬ ‫ومدلل ّ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫في ٍ‬ ‫وسكنت‬ ‫شتوية باردة‪،‬‬ ‫ليلة‬ ‫ُ‬ ‫املجلس الصغير في بيتك‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫كضيفة على‬ ‫وفي أيامي األولى‬ ‫كنت تشاكسني‪ ..‬تسحب‬ ‫الدنيا‪َ ..‬‬ ‫وتهرب كلما‬ ‫أقدامي الضئيلة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أطلقت صرخاتي ألسعف نفسي‬ ‫ُ‬ ‫من هجماتك املباغتة حني يغفل‬ ‫فتركض‬ ‫عنّا كل من في البيت‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫أمك‪ ،‬تسبقها أمي وجدتي‪..‬‬ ‫وتهرب أنت‪ ..‬ضاح ًكا‪ ،‬باك ًيا‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫مرات عدة‪ ..‬وما إن يعاودوا‬ ‫في‬ ‫انشغالهم‪ ..‬حتى تعود‪..‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫والدتك‬ ‫تخيفك عيون‬ ‫ال مت ّل‪ ،‬وال‬

‫‪32‬‬

‫حتدق فيك شز ًرا لتؤدبك‪،‬‬ ‫وهي ّ‬ ‫أو يدها وهي تلس ُع َ‬ ‫يدك‪ ،‬ثم ال‬ ‫تتوب‪..‬‬ ‫حكت لي أمي‪ ،‬أن جدتي‪..‬‬ ‫في ك ّل مرة (أعتقُ) فيها من‬ ‫َ‬ ‫مشاكساتك‪ ،‬فال تخل ُع يدي‪..‬‬ ‫أو تُفقدني عيني‪ ..‬أو حني‬ ‫يحم ّر وجهي من قرصاتك‪،‬‬ ‫أو (مخشاتك) كانت تقول‪:‬‬ ‫«هالـشيطاني بيصير رجلها‬ ‫إن كبروا‪ ،‬وبتر ّد له الصاع‬ ‫صاعني!»‪..‬‬ ‫وكبرت أنت‪ ..‬وصار‬ ‫فكبرت‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫لقبي بجانبي اسمي‪( :‬زوجة‬ ‫البكر‪« ..‬عبدالعزيز»‪)..‬‬ ‫<<<‬ ‫ُ‬ ‫ميتلك الصغار في‬ ‫كم لعبة‬ ‫قاموسهم الطفولي؟‬ ‫أذكر صفصفة املراكي في‬ ‫ديوانية البيت‪ ،‬نحص ُل بها على‬ ‫ٍ‬ ‫منصة للقفزِ في عاملنا‪!.‬‬ ‫أعلى‬ ‫ورغم وجع السقطات فيه‪ ،‬كانت‬ ‫مغامرة ماتعة‪ ،‬تزي ُد كلما ازدادت‬ ‫حال أخرى‪..‬‬ ‫ح ّباتها عل ًوا‪ ،‬أو في ٍ‬ ‫لكل منها مهجع ُه اخلاص‬ ‫بيوتًا‪ٍ ،‬‬ ‫به‪ ،‬ال يطرق باب صاحبه مهما‬ ‫كانت األسباب‪ ،‬واأله ّم أال‬ ‫يفسده‪!.‬‬ ‫لعبة (األبو)‪ ،‬و(األم)‪ ..‬وعرائس‬ ‫الصوف التي مي ّثل بصمتها‬ ‫الدهري أبناء مؤدبون‪ ..‬ال‬ ‫ّ‬ ‫يعرفون للصراخ طري ًقا‪ ،‬ولعبة‬


‫الوجوه‬

‫ال�ضاحكة‬ ‫املقادير والطريقة‪:‬‬

‫علبة من اجللو نكهة البرتقال تعمل بالطريقة املذكورة على العلبة‪.‬‬ ‫قطع املارشمالو امللونة بعدة أشكال‪.‬‬ ‫والتزيني يخضع لذوقك اخلاص‪..‬‬

‫�ساندويت�شات الوجه ال�ضاحك‬ ‫املقادير‪:‬‬

‫توست أبيض ـ لبنة ـ زيتون أخضر (احملشو من الداخل باألحمر)‪،‬‬ ‫مقطع حلقات ‪ -‬زيتون أسود مقطع أنصاف – سماق أو الزعتر‪.‬‬

‫الطريقة‪:‬‬

‫يقطع التوست دوائر بحجم الكأس‪ ،‬ثم ميسح باللبنة ويزين‬ ‫بالزيتون األخضر احملشو باألحمر للعينني والزيتون األسود لألنف‬ ‫والسماق للفم على شكل نصف دائرة ليوضح الضحكة‪.‬‬

‫ميلك �شيك‬ ‫املقادير‪:‬‬

‫بالفاكهة‬

‫كوب فراولة‪.‬‬ ‫كوب توت‪.‬‬ ‫كوب عناب‪( ..‬موجود مجمد في السوبر ماركت)‪.‬‬ ‫ملعقة كبيرة لنب زبادي بطعم العسل‪.‬‬ ‫‪ 2‬ملعقة صغيرة سكر‪.‬‬ ‫‪ 4/3‬كوب حليب‪.‬‬ ‫ملعقة آيسكرمي فانيليا‪.‬‬

‫الطريقة‪:‬‬ ‫اطحني الفواكه مع بعضها بعضاً حتى تصبح طرية‬ ‫كاملعجون‪ ..‬اخلطي بقية املقادير وحدها في اخلالط‪،‬‬ ‫ثم ضعي الفواكه في إناء‪ ،‬ثم أضيفي عليها بقية املقادير‬ ‫واخلطيها بامللعقة وقدميها مباشرة‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫الع ــدد‬ ‫‪100‬‬

‫شييف‬

‫من يتذوق قطعة؟‬

‫�أطباق مبهجة‬

‫منيرة املوسى‬

‫‪lubnayasin@hotmail.com‬‬

‫لب�سمة الدنيا‪..‬‬

‫كلنا نعرف أن أحلى وأجمل هدية تهدى‬ ‫للطفل‪ ،‬إقامة حفلة بسيطة يسعد بها‬

‫قلبه وستكون أجمل لو كانت من إعداد‬ ‫وترتيب والدته أو أخته؛ لذا أحببنا أن‬ ‫يكون ألحبائنا نصيب في «حياة»‪.‬‬

‫مو�س الأوريو‬ ‫املقادير‪:‬‬ ‫عدة حبات من بسكويت األوريو‪.‬‬ ‫كرمية الدرمي ويب‪.‬‬

‫الطريقة‪:‬‬ ‫توضع الكرمية البيضاء في الكؤوس وتزين‬ ‫بحبات البسكويت‪..‬‬

‫�آي�سكرمي املهرج‬ ‫املقادير‪:‬‬

‫أقماع اآليسكرمي‪.‬‬ ‫آيسكرمي الفانيليا‪.‬‬ ‫بسكويت األوريو بالشيكوالته‪.‬‬ ‫حبات املارشمالو أو الشيكوالته امللونة‪...‬‬

‫الطريقة‪:‬‬

‫توضع في الطبق حبتان من بسكويت الشوكوالته‪،‬‬ ‫تصب عليهم كرة من اآليسكرمي بواسطة امللعقة‬ ‫الدائرية اخلاصة باآليسكرمي‪ ،‬يوضع فوقهم القمع‬ ‫وتعمل العيون والفم بواسطة احلبات امللونة‪...‬‬

‫‪34‬‬


‫((إنني لن أحبك إن لم تستمع لكالمي‪..‬‬ ‫إنني لن أحبك إن ظللت أنانياً وال حتترم‬ ‫اآلخرين‪ ..‬إنني ال أحبك ألنك تصرفت‬ ‫بوقاحة وقلة أدب‪))...‬‬ ‫عبارات كثيرة ذات مدلول واحد‪ ،‬نرميها في‬ ‫وجوه أطفالنا وال نلقي لها باالً‪..‬‬ ‫إنها عبارات قاتلة‪!..‬‬ ‫نعم سيدتي‪ ،‬إنك تقتلني طفلك بهذه الكلمة‬ ‫(ال أحبك)‪ ،‬إن هذا التهديد يقتل في الطفل‬ ‫اإلحساس باألمان‪ ،‬ويقتل فيه اإلحساس‬ ‫بضرورة الدفاع عن نفسه‪ ،‬ويحاول دائماً‬ ‫أن يستجدي حب اآلخرين له‪ .‬ونفس األمر‬ ‫يتكرر عندما نغضب من أطفالنا يجب أال‬ ‫يتحول هذا الغضب إلى صدمة مفزعة‬ ‫للطفل‪ ،‬بحيث ينزعج منها طوال عمره‪،‬‬ ‫كي ال يكبر وفي قلبه خوف عظيم من‬ ‫غضب اآلخرين عليه‪ ،‬فيُرضي اآلخرين‬ ‫على حساب نفسه‪ ،‬ويعجز عن الدفاع عن‬ ‫حقوقه‪ ،‬وال يقاوم اعتداء اآلخرين عليه‪،‬‬ ‫وحتى ال تصبح عظامه طرية فيسهل‬

‫افتراسه فال يقبل مث ً‬ ‫ال االمتثال ألوامر‬ ‫أحد من الناس إلرضائه أو خلوفه من أن‬ ‫يترك صداقته إن لم ينفذ ما ُطلب منه‪،‬‬ ‫فيكون لقمة سهلة ألفعال شاذة ومحرمة في‬ ‫صغره‪.‬‬ ‫وكي ال يخدعه أحد التجار ويقبل بضاعة‬ ‫رديئة دون أن يحتج‪ ..‬يقترض منه أصدقاؤه‬ ‫النقود وال يردونها؛ فيعتبره األصدقاء‬ ‫ضعيفاً ويقع في حالة من الغيظ الدائم‬ ‫ويكتم هذا الغضب؛ فيعتقد من يؤذيه أنه‬ ‫على استعداد لتقبل األذى مرة أخرى‪.‬‬ ‫إن هذا الطفل عندما يكبر تظل في وعيه‬ ‫تلك الكلمة التي سمعها كثيراً في طفولته‬ ‫(إن لم تكمل طعامك فلن أحبك‪ ..‬إنك طفل‬ ‫مشاغب ولهذا أنا ال أحبك)‪ ،‬وتظل في‬ ‫ذهنه صدمة غضب والديه منه كونه أخطأ‬ ‫ذات مرة‪.‬‬ ‫إننا كآباء وأمهات علينا أال جنعل الطفل‬ ‫يشعر بأنه منبوذ ولو حتى مبجرد النظرة‪،‬‬ ‫ألن الطفل ال يستطيع أن يفرق بني كراهية‬

‫طفلي األول‬

‫�إنك‬ ‫تقتلني‬ ‫طفلك‬

‫والديه لسلوكه وبني كراهيتهما له؛ ولهذا‬ ‫علينا أن نوضح له الفعل اخلطأ الذي‬ ‫اقترفه وبهدوء‪ ،‬وأن هذا الفعل الذي قام به‬ ‫غير سليم وال نتعرض لذاته وشخصه أبداً‪،‬‬ ‫وحني يأتي لالعتذار اقبليه على الفور‪،‬‬ ‫حتى ال يشعر باملهانة‪ ،‬واألفضل أن تقولي‬ ‫مث ً‬ ‫ال (عليك أن تكمل طعامك‪ ..‬يجب أال‬ ‫تكن أنانياً‪ ..‬وأال تفقد احترامك وأن تتبع‬ ‫األصول واألدب) هذه الكلمات توضح الفعل‬ ‫الذي يجب أن يتبعه‪ ،‬وفي نفس الوقت ال‬ ‫تتعرض له‪ ،‬واتركي كلمات احلب على جنب‬ ‫في وقت العقاب والتأنيب‪ ،‬وتعلمي كيف‬ ‫يكون الود احلازم في تربيتك ألطفالك‪.‬‬ ‫من اآلن ألغي هذا األسلوب الذي يهز‬ ‫شخصية طفلك‪ ،‬سواء كان تعبيرك عنه‬ ‫بالصراخ أو بالكلمة أو حتى بالنظرة‪ ،‬وقوي‬ ‫فيه الثقة بالنفس واإلحساس باألمان‪،‬‬ ‫فمهما اقترف من أخطاء‪ ..‬حبك له دائم‬ ‫طوال العمر‪.‬‬

‫غادة زيتون‬

‫‪37‬‬


‫ـدد‬ ‫الالعع ـــدد‬ ‫‪100‬‬

‫أسرتي‬ ‫نوال العلي‬

‫‪nawalalali78@hotmail.com‬‬

‫انتقلت صديقتي إلى مسكن جديد فذهبت‬ ‫ألبارك لها‪ ،‬كانت متضايقة‪ ،‬لم أعرف السبب‬ ‫في بداية األمر ولكنني وجدت أنني بدأت‬ ‫أتضايق مثلها دون أن أعلم السبب‪ ،‬شعرت‬ ‫بأن في البيت أطفاالً كثيرين‪ ،‬في احلقيقة‬ ‫لم يكونوا أطفالها‪ ،‬كان البيت يعج بالفوضى‬ ‫والضجيج‪.‬‬ ‫قالت‪:‬‬ ‫قولي لي ماذا أفعل مع أطفال اآلخرين؟‬ ‫أحبهم‪ ،‬وهم كذلك‪ ،‬ألنهم يعرفون أنني عادلة‬ ‫معهم‪ ..‬إن أبنائي عندما ينامون أو يلعبون‬ ‫في حجرتهم أنتهز الفرصة ألجنز أعمالي‬ ‫املنزلية‪ ،‬ولكنني أتفاجأ بأبناء اجليران‬ ‫يتسللون إلى بيتي واحداً تلو اآلخر‪ ،‬في‬ ‫كل دقيقة يدق اجلرس فيدخل واحد منهم‬ ‫ويبدؤون في إيقاظ أوالدي أو اللعب معهم‪.‬‬ ‫أمتنى لو أن بيتي يتسع لهم جميعاً‪ ..‬ولكن‬ ‫احلقيقة أنني أنزعج جداً وال أستطيع أن‬ ‫أحتمل طف ً‬ ‫ال واحداً فوق أطفالي‪ ..‬إنني‬ ‫أتساءل ملاذا ال تراقب كل عائلة أوالدها؟!‬ ‫أليس من املفروض أن يعرف اآلباء أين يلعب‬ ‫أبناؤهم؟! لقد اكتشفت أن معظم اآلباء ال‬ ‫يهتمون لذلك!‬ ‫أضرب لك مث ً‬ ‫ال‪ ..‬عندما كنت في شقتي‬ ‫السابقة‪ ،‬كنت كل صباح أصحو من النوم‬ ‫على صوت جرس الباب‪ ،‬ألجد أمامي طفلني‬ ‫صغيرين يريدان اللعب مع أطفالي‪ ،‬ويظالن‬ ‫عندي حتى املساء‪.‬‬ ‫لقد تساءلت‪ :‬أال تقدم أمهما الطعام لهما؟‬ ‫لقد كانا يطلبان الطعام مني ويلحان في طلبه‪،‬‬ ‫وينقضان على طعام أبنائي‪ ،‬فيدور بني أبنائي‬ ‫وبني الولدين شجار صعب‪..‬‬ ‫في النهاية لم أجد مفراً من أن أخبر أم‬ ‫الطفلني بعدم السماح لهما باحلضور باكراً‪،‬‬ ‫ولكن األسرة اعتبرت أنني قصدت إهانتها‬ ‫وأنني أكرههما!‬ ‫صدقاً‪ ..‬ال أستطيع أن أقضي وقتاً هادئاً في‬ ‫بيتي‪ ،‬أو أن أعلم أبنائي شيئاً‪ .‬إن املنزل تعمه‬

‫‪36‬‬

‫الفوضى واللعب املبعثرة في الغرف‪..‬‬ ‫وخالل حديثها معي جاء طفل وقطع احلديث‪،‬‬ ‫كان يريد اقتراض حذاء التزحلق اخلاص‬ ‫بولدها‪ ،‬أخبرته أنها ال تستطيع ذلك‪ .‬وقالت‬ ‫لي‪ :‬إنني ال أعلم من بالضبط يكسر اللعب‬ ‫ويتلف األشياء عندما يستعملها عدد كبير من‬ ‫األطفال‪.‬‬ ‫انتهى حديثها بعد أن كادت تسقط من عينيها‬ ‫دمعة قهر من فرط الغيظ‪.‬‬ ‫واضح جداً أنها تعاني‪ ،‬وليس هي فقط‪ ،‬بل‬ ‫هناك الكثير من األسر تعيش نفس الوضع‪.‬‬ ‫في الواقع أن الكثير من األطفال ال يعثرون‬ ‫على احلب واالهتمام عند أهلهم‪ ،‬أو الصداقة‬ ‫واحلنان‪ ،‬ولذلك يهربون من هذه البيوت إلى‬ ‫الشارع أو إلى بيوت اجليران‪ ،‬واألم التي‬ ‫تظهر مشاعر الود والترحيب باألطفال ستجد‬ ‫نفسها محاصرة بعدد ضخم من أمثال هؤالء‬ ‫األطفال‪ ،‬فهي أم جذابة لألطفال فاقدي‬ ‫احلنان‪.‬‬ ‫واآلباء الذين يشترون اللعب اجلديدة‬ ‫واجلميلة ألبنائهم‪ ،‬سيجدون املنزل قد امتأل‬ ‫باألطفال ليلعبوا معهم‪.‬‬ ‫هناك بعض األسس البسيطة التي يجب على‬ ‫األم اإلصرار عليها‪ ،‬فمث ً‬ ‫ال عليها أن تضع‬ ‫نظاماً واضحاً لألطفال؛ فال ميكن أن يخرج‬ ‫أبناؤها أو يستقبل أحد قبل اخلامسة‪ ،‬وعليه‬ ‫أن يعود إلى املنزل في موعد محدد ال يتغير‪،‬‬ ‫وعلى أصدقائه اجليران أن يعودوا في هذا‬ ‫الوقت إلى بيوتهم‪ .‬وإذا أراد أحد أبنائها دعوة‬ ‫أحد على الغداء أو العشاء فال بد أن يتفق‬ ‫معها‪ ،‬وإن كان األمر غير ممكن فارفضي‬ ‫وبأدب‪( :‬كنت أمتنى أن يتناول صديقك‬ ‫العشاء معنا لكن هذا اليوم ال أستطيع‪ ،‬رمبا‬

‫سنة أولى زواج‬

‫�أوالد‬ ‫اجلريان‬

‫يوم آخر)‪.‬‬ ‫أما عندما يبدأ أبناء اجليران بإثارة الضجيج‬ ‫والعبث باألشياء فال تنتظري دقيقة واحدة‬ ‫وأغلقي الباب بعد أن تخرجي كل األطفال‪،‬‬ ‫موضحة لهم أن املنزل ليس كله يصلح للعب‪،‬‬ ‫مثال حجرة الطعام فيها األطباق الصيني‬ ‫واألواني الزجاجية‪ ،‬حجرة املكتب فيها أوراق‬ ‫األب‪ ،‬حجرة النوم ليست للعب‪ ،‬احلجرة‬ ‫الوحيدة املصرح باللعب فيها هي حجرة‬ ‫األطفال نفسها‪ ،‬وال تسمحي أبداً بفتح األدراج‬ ‫والدواليب‪.‬‬ ‫من حق األم أن تكون حازمة وصارمة‬ ‫في استقبالها لهم؛ فبإمكانها أن تعتذر‬ ‫وتقول(أطفالي مشغولون اآلن مع أبيهم‪ ..‬إنهم‬ ‫يذاكرون اآلن‪ ..‬الوالد اآلن نائم وال يريد أن‬ ‫يوقظه أي صراخ)‪.‬‬ ‫سألتني‪ ..‬هل نسمح لهم بأن يستعملوا لعب‬ ‫أبنائي؛ فاحتمال تكسير هذه اللعب وارد جداً؟‬ ‫ِ‬ ‫أبنائك فقط‪ ،‬لكي‬ ‫نعم ولكن في حضور‬ ‫يدافعوا عن لعبهم لو حاول أحد تكسيرها‪،‬‬ ‫وعندما يحاول أحد من األوالد اغتصاب لعبة‬ ‫وتخريبها فيجب على األم أن تتصرف فوراً‬ ‫وبحزم‪.‬‬ ‫وعندما جتد األم أحد األطفال يطلب لعبة‬ ‫من لعب أحد األبناء وهو غير موجود‪ ،‬عليها‬ ‫أن تعتذر وتقول‪ :‬آسفة ابني غير موجود وال‬ ‫أستطيع التصرف بلعبه‪.‬‬ ‫إن األم صاحبة حق وال يستطيع أحد أن‬ ‫يتدخل فيه‪ ،‬كوني واضحة وأنت تشرحني‬ ‫ألمهاتهم ظروفك وقوانني بيتك‪ ،‬كي تستطيعي‬ ‫أن تعيشي بحرية في منزلك بعيداً عن إزعاج‬ ‫أطفال اجليران‪..‬‬

‫غادة زيتون‬


‫أنا ونون النسوة‬

‫‪39‬‬

‫مري�ضة ‪..‬‬ ‫بــ هاج�س انتظار الزواج!‬ ‫عروسة على الكوشة‪ ..‬وبالفستان األبيض‪..‬‬ ‫حلمي‪ ،‬وحلمك‪ ..‬وحلم صديقتي‪ ..‬وأختي‪ ..‬وكل فتاة لم تتزوج بعد‪ ..‬الهدايا‪ ،‬احلب‪ ..‬السفر‪ ،‬واألبناء وو ‪...‬‬ ‫األحالم التي ال حصر لها‪ ..‬ممزوجة بانتظار قدوم فارس األحالم على خيل التمني‪ ..‬والزواج!‬ ‫ِ‬ ‫تخرجت‪..‬‬ ‫ومرت سنة‪ ،‬وسنتان‪ ..‬وثالث أو أكثر‪ ..‬وهو لم يأت‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أحالمك تطايرت في الهواء‪ ..‬وأن صالحيتك في احلياة أصبحت منتهية‪ ..‬وال خطوة بعدها؟!‬ ‫هل يعني ذلك أن‬ ‫صديقة لنا س ّمت نفسها (حاملة احلزن) أرسلت مشكلتها‪ ..‬قالت فيها‪« :‬مشكلتي أنني تخرجت منذ خمس سنوات‬ ‫تزوجت هل أكون سعيدة أم‬ ‫ولم يتقدم خلطبتي أح��د‪ ...‬وتأتيني وس��اوس‪ ،‬هل سأتزوج أم سأبقى عانساً؟ وإذا‬ ‫ُ‬ ‫سأرجع ألهلي مطلقة‪ ..‬وكيف سأعيش حياتي إذا كنت مطلقة‪ ،‬وهذا الرجل الذي سيتقدم خلطبتي‪ ..‬هل سيأتي‬ ‫باقتناع منه أم أن أهله أجبروه على الزواج مني‪.‬؟»‬ ‫جحيم القلق الذي يحرق فكر صاحبتنا تلك‪ ..‬ما سببه؟ ومن ينقذها منه‪.‬؟‬ ‫حاملة احلزن‪..‬‬ ‫ماذا لو جتاوزت السابعة والعشرين‪ ،.‬أو حتى الثالثني‪..‬؟‬ ‫اسألي نفسك‪ ،‬هل قيمتي هي بالزواج فقط‪..‬؟‬ ‫وأني بدونه ال شيء‪ ..‬وبال قيمة‪..‬؟ هل يصنف جناحي في احلياة على هذه التجربة فحسب سواء خُ ضتها أو لم‬ ‫أفعل‪.‬؟‬ ‫ُ‬ ‫أترك نفسي نه ًبا للوساوس احلالية‪ ..‬والتشاؤم القادم‪ ..‬لشيء لم أ َر وجهه اآلخر بعد‪ .‬ولم أتقدم فيه خطوة‬ ‫وملاذا‬ ‫واحدة‪..‬؟‬ ‫هل أصبحنا نعشق التشاؤم ونستعذبه‪..‬؟ وننسى أن التفاؤل صفة يح ّبها الرسول صلى الله عليه وسلم‪ ..‬وتعجبه‪..‬‬ ‫عد الدقائق والثواني في انتظار الفارس وفرسه‪!..‬‬ ‫مدتها ّ‬ ‫يقصرها التجاهل ونسيانها‪ ،‬ويطيل ّ‬ ‫لكنها رحلة‪ّ ..‬‬ ‫الشك أن مكان املرأة الطبيعي هو بيت زوجها‪ ،‬واستقرارها فيه‪ ..‬بل إن انطالقة حياتها ال تبدأ إال من هناك‪ ،‬لكن‬ ‫ماذا لو ذكرت نفسك أن (تأخر زواجك) قدر ُكتب عليك قبل أن تخلقي‪ ..‬وألن خالقك سبحانه هو من اختاره لك‪..‬‬ ‫وبيده مقاليد كل شيء‪ ..‬ثم وفر لك أسباب احلياة الكرمية‪ ..‬هل سيتركك؟ تعالى عن ذلك‪ ..‬بل إن لكل أمر حكم‬ ‫مخبأة ال نعلمها‪ ..‬أو يصل إليها إدراكنا‪ ..‬وسيأتيك يوم تنفرج فيه كربتك بإذن الله‪ ..‬وتضحكني على هاجسك‬ ‫األسبق‪ ..‬واستعجالك‪..‬‬ ‫ثم فكري‪ ..‬هل الهدف من الزواج أن أكون متزوجة فحسب؟ وأقبل بذلك أي طارق يطرق بابي هر ًبا من خوف‬ ‫العنوسة؟ وحني ميضي الوقت‪ ..‬وأكتشف خل ً‬ ‫ال كبيراً في خُ لق الرجل‪ ،‬أو عقليته وممارساته سيئة ال يقبلها العقل‬ ‫والدين تؤدي إلى هدمه‪ ..‬في لبناته األولى؟ أليست من لم تتزوج خي ٌر ممن تورطت فيه مع زوج ال يرعى الله وال‬ ‫يخافه فيها؟‬ ‫الطالق لن يكون نتيجة حتمية إال إذا بُني على اختيار مهزوز‪ ،‬وقواع َد خاطئة‪ ،‬ومعايير ناقصة بسبب الهرب من‬ ‫سجن العنوسة‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ثمة اختيارات نقدمها بصورة صحيحة حتى جنني فيها ثمارا يانعة‪ ..‬تؤتي أكال طيبا‪..‬‬ ‫تذكري أن الزواج‪ ..‬شكل من أشكال الرزق اإللهي‪ ..‬وتفاءلي بقدومه جمي ً‬ ‫ال‪ ،‬ناجحاً‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫سيمنحك ثقة تدف ُع عنك نظرات الرثاء‪ ،‬وتص ّم أذنيك عن أحاديث املجتمع البليدة عن العنوسة‬ ‫شعو ٌر كهذا‬ ‫وسجنها‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫أعدي نفسك لهذه املدرسة‪ ..‬وتعلمي فنونها‪..‬‬ ‫وحتى ذلك احلني‪ ..‬وأنت ممتلئة فأال‪ّ ..‬‬ ‫فالزواج حت ًما ال يعني خا ً‬ ‫متا ذهبياً‪ ،‬أو ُعشاً أنيقاً‪ ..‬أو مهراً ضخماً‪..‬‬ ‫وإمنا رحلة زادها (املودة والرحمة) وأن مفاتيح النجاح فيها كثيرة‪ ..‬سواء بالتعامل احلسن من الطرف اآلخر؛‬ ‫الزوجي وحفظه‪ ..‬وتربية األبناء‪..‬‬ ‫وأساليب جتاوز املشكالت‪ ،‬وصيانة البيت‬ ‫ّ‬ ‫مترينك على (دورك) مبكراً‪ ..‬سيصل بك إلى بر األمان‪ ،‬والسعادة‪ ..‬ويجنبك الطالق بإذن الله‪..-‬‬

‫‪39‬‬


‫صدى المدارس‬

‫ا‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫ج‬ ‫ا‬ ‫عة دمها كثري!‬

‫‪ana9non@gmail.com‬‬

‫إعداد‪ :‬طالبة مؤدبة‬

‫في‬ ‫أيام الثان‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫كا‬ ‫ن‬ ‫هناك ت‬ ‫املهم‪ ..‬أ‬ ‫وتوج نا (وشلتي ‪ 7‬بنات طعيم نسي‬ ‫ت‬ ‫ما‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫)‪،‬‬ ‫هت للت‬ ‫كنت تب‬ ‫؟ ال أدري‬ ‫مريولي وم طعيم وأنا متحمسة رعت بالقيام بأول ت هل هي ث‬ ‫ق‬ ‫ة‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫يا‬ ‫ءأ‬ ‫وم‬ ‫طع‬ ‫نديل‬ ‫و أننا لم ن‬ ‫نطلقة لت‬ ‫يمة (يا س‬ ‫ي نقط م‬ ‫ن الدم‪ ..‬رأين املن حميس صديقاتي الم على الشجاعة سأل أص ًال!‬ ‫وت‬ ‫ظر‬ ‫يا رنا!)‬ ‫شجيعهن‬ ‫وحتمسن‬ ‫‪..‬‬ ‫ج‬ ‫ع‬ ‫ً‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫!‬ ‫ت‬ ‫!‬ ‫إ‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫يه‬ ‫ما‬ ‫س ًا من نوع آخر‪ ..‬م وفي كم‬ ‫مدرسة وطلبنا جديد ًا‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫البقالة‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫زا‬ ‫ة)!! املجاورة لل طلبات‬ ‫ جدة‬‫لمدرسة‬ ‫ن يوصل‬ ‫ل‬ ‫ل األخ ل‬ ‫تصلنا بالـ(بقا ن من كا‬ ‫فته دخ‬ ‫ا‬ ‫!ويبدو أ‬ ‫اخل غر‬ ‫في املدرسة كيفنا)!‬ ‫سد‬ ‫ي‪ 2 -‬ث‬ ‫ت (على‬ ‫ي القرين‬ ‫فتوح ًا واحلار يل الطلب!! سة بنات‪.‬‬ ‫طلبا‬ ‫ص‬ ‫!!‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫جل ملدر‬ ‫ي هذه الوظيفة ة ووجد الباب مصر ًا على تو ل فيها ر‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫تي يدخ‬ ‫ف‬ ‫دما جاء للمدر وتعجبهن‪ ..‬وكا ألولى ال‬ ‫عن‬ ‫ذه املرة ا‬ ‫خ البنات‬ ‫أبداً‪ ..‬ه‬ ‫را‬ ‫وسط ص ال ينسى‬ ‫خير كانت‬ ‫ف‬ ‫كان موق‬ ‫وع األ‬ ‫ختبارات في األسب فكان امللل‬ ‫اال‬ ‫ي؛‬ ‫الثانوي في أيام عم أننا أول ثانو ة السائق‬ ‫وطني) بز‬ ‫صف األول‬ ‫ت برخص‬ ‫ال‬ ‫ضغ‬ ‫ب وخروج‬ ‫ل‬ ‫في ا وحيد)‪ ،‬وكنا (م فأتت إحدى العام لفتح البا‬ ‫املادة (ت‬ ‫ت احملدد‬ ‫ران علينا؛‬ ‫قبل الوق‬ ‫كان يوم السبت كئيب ًا واملزاج سيء جداً‪،‬‬ ‫صديقتنا‬ ‫والضغط يسيط لتخرجها‬ ‫خلروج مع‬ ‫ي‬ ‫كانت لدينا مشرفة شديدة جد ًا وقوية‬ ‫صديقات‬ ‫ددنا ‪ )4‬ا‬ ‫مع ذلك‬ ‫إلحدى‬ ‫ع‬ ‫(‬ ‫ى‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫نا‬ ‫ترة أخ‬ ‫لبات‪.‬‬ ‫فقرر‬ ‫الشخصية‪ ..‬كنت وقتها أجلس على الدرج‬ ‫وأخواتها‬ ‫جميع الطا ة وسط هذا امللل؛ سة‪ ،‬وليس لديها ف صديقتنا‬ ‫وأمد أقدامي باسترخاء وكسل‪..‬‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫در‬ ‫فك‬ ‫وذهبنا م‬ ‫ماكننا في‬ ‫فلمعت ال أختي كانت في امل صديقتي‬ ‫أ‬ ‫تنتبه‬ ‫جاءت هذه املشرفة املرعبة ولم‬ ‫نا‬ ‫حيث أخذ‬ ‫جت أنا و‬ ‫حك وعدم‬ ‫مع العلم أن بي؛ فخر‬ ‫ة‪،‬‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ض‬ ‫د‬ ‫مل‬ ‫ل‬ ‫حظ غيا‬ ‫لوجودي؛ فقد كانت مشغولة مبحادثة بنات‬ ‫ريب من ا‬ ‫خلوف وا‬ ‫فنا بعيد ًا‬ ‫لم تال‬ ‫ة)من ا‬ ‫طعم ق‬ ‫ً فوق‬ ‫معها وهي تنزل الدرج بهدوء‪ ،‬لم أشعر إال‬ ‫ع سائقهن إلى م نا ما يعادل (ساع باب ال يزال مغلقا جد ًا (وش‬ ‫م‬ ‫ت‪ ،‬وجلس‬ ‫سة كان ال‬ ‫نا خائفة‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫وهي (طرررررررااااااخ) تهبط الدرج هبوط‬ ‫ال‬ ‫وأ‬ ‫در‬ ‫ئ‬ ‫تح الباب‬ ‫قسم العا فعند رجوعنا للم نتظر فتح الباب ندما انف‬ ‫اضطراري ًا‪..‬‬ ‫حني) فع‬ ‫ن‬ ‫التصديق؛ سنا نصف ساعة بي (تفض‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫يا‬ ‫الباب وج‬ ‫تدحرجت (وهي ثقيلة الوزن) خمس درجات‬ ‫على خي‬ ‫رناه على‬ ‫أختي بغ‬ ‫مية‬ ‫ن‬ ‫لكننا تذك‬ ‫م‬ ‫ع حادكم!!) أن تعل بات وانتهت اجلر بالفعل‪ ،‬و‬ ‫أمامي تقريب ًا وانقلبت فوق حتت‪..‬‬ ‫لي‬ ‫ل‬ ‫ر صحيح‬ ‫الدلقان‬ ‫ال نا مع زحمة الطا صرف غي‬ ‫فوقفت‬ ‫أنا‬ ‫أما‬ ‫جتمع الكل لنجدتها وإسعافها‪،‬‬ ‫ودخل‬ ‫سلطانة‬ ‫ن الت‬ ‫ألنه عمل‬ ‫علي لكان ذلك الدرج مقبرتي!‪،‬‬ ‫الحظة‪ :‬ال شك أ كة وليس‬ ‫مذهولة؛ فلو وقعت ّ‬ ‫م‬ ‫ت املضح‬ ‫* ل املغامرا‬ ‫أصيبت ببعض اإلصابات واحلمد لله أنها لم تكن‬ ‫سبي‬ ‫أكثر من ذلك‪.‬‬

‫صيل املتهور !!‬

‫التو�‬

‫الهروب الكبري‬

‫هبوط ا�ضطراري!‬

‫صيتة آل جبرين‪2-‬ث‬

‫أوراق وكتب‪ ،‬قصص وحكايات‪ ،‬درجات وتقييم‪ ،‬شاي وقهوة‪ ..‬وكل‬ ‫شيء‪ !..‬هذه هي غرفة املعلمات‪ ..‬فتعالي وسجلي قصتك‪..‬‬

‫‪38‬‬

‫غرفة المعلمات‬ ‫تلك اإلجازة الطويلة غير محدودة األجل ‪..‬وخاصة‬ ‫بعد انتهاء دراستي اجلامعية وانتظار العمل الذي‬

‫ال يجيء ‪..‬‬ ‫ذات نهار إجازي ‪..‬كان هناك اتصال هاتفي ‪..‬تبشرني‬ ‫املتحدثة بأن اسمي من ضمن قائمة املتعينات لهذا‬ ‫العام‪ ..‬لم أصدق‪ ..‬هل من املعقول بعد ‪ 3‬سنوات من‬ ‫االنتظار‪..‬حان دوري في هذا املجتمع؟!‬ ‫خفت أن أطلق صرخة فرح فتتحول إلى بومة‬ ‫مشؤومة ‪..‬خفت أن أعلن نبأ تعييني فرمبا كان‬ ‫نبأ تعذيبي! لم أصدق رمبا كانت مزحة‪ ..‬مقلب‪..‬‬ ‫صادوه‪( ..‬الكاميرا اخلفية)‪.‬‬ ‫أخبر ت أمي فقط وطلبت منها أن تكتم فرحتها‬ ‫فلست متأكدة‪« ..‬استعينوا على قضاء حوائجكم‬

‫بالكتمان»‪.‬‬ ‫في اليوم املطلوب‪ ..‬حملت شهادتي‪ ..‬دعاء أمي‪..‬‬ ‫فرحي احملتضر‪ ..‬إلى ديوان اخلدمة‪ ..‬كان هناك‬ ‫صفان من مثيالتي‪ ..‬ال أسمع إال صوت قلبي‬ ‫اخلائف‪ ..‬لفت انتباهي قول املسؤولة‪( ..‬آسفة‪..‬‬ ‫أنت املطلوبة)‪..‬‬ ‫لست ِ‬ ‫جحظت عيني‪ ..‬هذا ما كانت نفسي منه حتيد‪..‬‬ ‫شعرت بأني أهوي‪ ..‬ماذا أفعل هنا‪ ..‬أعادني للواقع‬ ‫صوت املتقدمة التي تسبقني (لكن اسمي مكتوب)‪..‬‬ ‫أجابتها املسؤولة‪( :‬هناك اختالف في اسم اجلد‬ ‫آسفة)‪..‬‬ ‫لم أشعر كيف ذهبت من كانت تسبقني‪ ..‬وهي حتمل‬ ‫جثة حلمها‪ ..‬شعرت بنظرات حادة تنظر لي كانت‬

‫تكتبها‪ :‬معلمة منهكة‬

‫املسؤولة تطلب مني أوراقي‪ ..‬أعطيتها‪ ..‬قلبتها بني‬ ‫يديها‪ ..‬وناولتني أوراقاً‪( ..‬هذا فحص طبي وهذه‬ ‫تعهدات اقرئيها بتمهل ومن ثم وقعي هنا‪ ..‬مت‬ ‫تعينيك في مهد الذهب‪ ..‬مبروك الوظيفة)‪.‬‬ ‫لم أحترك‪ ..‬بقيت أنظر إليها‪ ..‬سألتني هل هناك‬ ‫مشكلة؟‪ ..‬طلبت منها أن تتأكد من اسم اجلد واألب‬ ‫والعائلة قالت (أوراقك سليمة)‪ ..‬قلت لها‪( :‬تأكدي‬ ‫بنظرة قاسية‪.‬‬ ‫من اسم األم)‪ ..‬رمقتني‬ ‫ٍ‬ ‫مالت برأسها ومدت يدها ملن تقف خلفي لتناولها‬ ‫أوراقها‪ ..‬جتاهلتني‪ ..‬بعد أن علقت على صدري‬ ‫نيشان (مبروك الوظيفة)‪.‬‬ ‫معلمة في قرية‬ ‫نهلة السعاف‬


‫من مدينة البيرة‪ ،‬بالنسبة للشرطني األولني‬ ‫فأعتقد أنهما واضحان‪ ،‬أما الشرط الثالث‬ ‫فسببه أن أختي الكبرى تزوجت من خارج‬ ‫مدينة البيرة وسافرت إلى الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫لذلك قلت في نفسي إذا تزوجت من خارج‬ ‫البلد‪ ،‬وكذلك أختي الصغرى فمن سيعتني‬ ‫بأمي في املستقبل؟ من سيزورها ويأخذها‬ ‫للمستشفى إذا لزم األمر؟‬ ‫احلمد لله ‪ ..‬تقدم ل��ي الشيخ جمال وفيه‬ ‫الشروط الثالثة‪ ،‬ووافقت عليه على الفور‬ ‫من غير الدخول في تفاصيل احلياة املقبلة‬ ‫ومتطلباتها‪ ،‬ولقد قام املربي اإلسالمي الشيخ‬ ‫فضل صالح ‪ -‬أحد الدعاة الذين كنت أحضر‬ ‫دروسهم وهو يسكن مدينة البيرة‪ -‬بترشيحي‬ ‫لـ(جمال) حني رغب في الزواج‪.‬‬ ‫ ماذا عن أسرة الشيخ جمال (أبنائه) وحكايا‬ ‫تسميتهم مع سلسلة االعتداءات التي كان يتعرض‬ ‫لها والدهم ؟‬

‫أكبر أبنائنا هو عبد الله‪ ،‬عمره اآلن (‪)17‬‬ ‫عاماً‪ ،‬وهو في الصف احلادي عشر‪ ،‬الفرع‬ ‫العلمي‪ ،‬متفوق دراسياً‪ ،‬ويحب الناس كأهله‪،‬‬ ‫لكنه ال يحب السياسة‪ ،‬عندما اعتقل الشيخ‬ ‫أول مرة بتاريخ ‪1986/6/14‬م كان عمر عبد‬ ‫الله ‪ 9‬شهور‪ ،‬وبشرى هي ابنتنا الوحيدة‪،‬‬ ‫عمرها ‪ 12‬سنة‪ ،‬في الصف السادس‪ ،‬جيدة‬ ‫ف��ي ال��دراس��ة‪( ،‬احل��م��د ل��ل��ه) محجبة اآلن‪،‬‬ ‫سماها اإلخ��وة مع والدها وه��م في اإلبعاد‬ ‫ف��ي مخيم م���رج ال��زه��ور ف��ي ج��ن��وب لبنان‬ ‫سنة ‪1993-1992‬م‪ ،‬وعندما ع��اد الشيخ‬ ‫من اإلبعاد كان عمر بشرى (خمسة) شهور‪،‬‬ ‫وع��ن��دم��ا أك��م��ل��ت ب��ش��رى ع��ام��ه��ا األول كان‬ ‫والدها في سجن النقب الصحراوي‪.‬‬ ‫أما يحيى أو يحيى عياش‪ ،‬ابننا الثالث‪ ،‬عمره‬ ‫اآلن ‪ 9‬س��ن��وات‪ ،‬في الصف ال��راب��ع‪ ،‬متقدم‬ ‫سنة‪ ،‬سميته أن��ا بهذا االس��م بعد استشارة‬ ‫(ج��م��ال) وك���ان يحيى ع��ي��اش ق��د استشهد‬ ‫في ‪1996/1/15‬م وأجنبت ابني يحيى في‬ ‫‪1996/2/19‬م‪ .‬ومت اعتقال أبو عبد الله في‬ ‫ه��ذه السنة في ‪1996/3/6‬م وحكم إدارياً‬ ‫ملدة ‪ 16‬شهر‪.‬‬ ‫ن���ص���ر ال����ل����ه‪ :‬اب���ن���ن���ا ال�����راب�����ع‪ ،‬أجن���ب���ت���ه في‬ ‫‪2000/7/15‬م وسميته ب��ه��ذا االس���م أم ً‬ ‫ال‬ ‫في نصر الله القريب‪ ،‬وهو اآلن في الروضة‬ ‫ص���ف ب��س��ت��ان‪ ،‬ف���ي ه����ذه ال��ف��ت��رة اندلعت‬ ‫انتفاضة األس���رى‪ ،‬وك��ان (ج��م��ال) م��ن أبرز‬ ‫معاملها‪ ،‬ومل��دة شهر لم نكن ن��رى الشيخ إال‬ ‫لدقائق أو عندما نزوره في خيمة االعتصام‬ ‫حماة األمة وفلسطني‪.‬‬

‫ ماذا عن نشاطات أم عبد اهلل على الساحة‬ ‫االجتماعية؟‬

‫في احلقيقة أب��و عبد الله‪ ،‬رج��ل اجتماعي‬ ‫جداً‪ ،‬ويحب الناس‪ ،‬ويحب كل اخلير للناس‪،‬‬ ‫ويحب أن يشارك الناس في كل تفاعالتهم‪،‬‬ ‫وأنا أيضاً مثله أحب الناس‪ ،‬وأعيش معهم‬ ‫وم��ع أفراحهم وأح��زان��ه��م وتطلعاتهم‪ ،‬ومن‬ ‫هنا ك��ان من ال��واج��ب أن أش��ارك في بعض‬ ‫ال��ن��ش��اط��ات‪ ،‬ف��أن��ا ع��ض��وة ف��ي جلنة أهالي‬ ‫األس���رى واملعتقلني ف��ي محافظة رام الله‬ ‫وال��ب��ي��رة‪ ،‬وع��ض��وة أي��ض��اً ف��ي جلنة احلرية‬ ‫للتضامن مع األس��رى والشهداء في مدينة‬ ‫البيرة فقط‪.‬‬ ‫ مددت قوات االحتالل اإلسرائيلي فترة اعتقال‬ ‫توقعت ذلك ؟‬ ‫الشيخ جمال ‪ ..‬هل‬ ‫ِ‬

‫بالفعل ‪ ..‬لم يكن مفاجئاً بل كنت متوقعة‬ ‫بنسبة ‪ %80‬حتويله لالعتقال اإلداري يوم‬ ‫موعد انتهاء محكوميته‪ ،‬ومع ذلك فمحنتنا‬ ‫ال شيء إلى جانب إخواننا أصحاب األحكام‬ ‫العالية واملؤبدات‪ ،‬ومن يرى ابتالء غيره يهون‬ ‫عليه بالؤه‪.‬‬ ‫ استدعيت أم عبد اهلل من قبل مخابرات قوات‬ ‫االحتالل اإلسرائيلي ‪..‬ماذا عن هذا االعتداء ؟‬

‫نعم‪ ،‬استدعتني امل��خ��اب��رات (اإلسرائيلية)‬ ‫أوالً عن طريق الهاتف‪ ،‬لكني لم أذهب‪ ،‬ألن‬ ‫ذل��ك ليس مقبوالً أب��داً‪ ،‬وعندما لم أذهب‪،‬‬ ‫جاء اجليش إلى البيت ومعه الطلب الرسمي‬ ‫للمقابلة في ‪2005/2/13‬م‪.‬‬ ‫بداية األمر توقعت أن يكون هذا االستدعاء‬ ‫مت��ه��ي��داً ل�لاع��ت��ق��ال‪ ،‬ول��ذل��ك ه��ي��أت أوالدي‬ ‫ل��غ��ي��اب��ي‪ ،‬وأرش��دت��ه��م لكيفية ال��ت��ع��ام��ل حال‬ ‫اع��ت��ق��ال��ي‪ ،‬ورأي�����ت ال���وج���وم وال���ذه���ول في‬ ‫عيونهم‪ ،‬ألن��ه��م ل��م ي��ص��دق��وا أن تغيب األم‬ ‫كما الوالد أيضاً‪،‬توقعت كل االحتماالت ألن‬ ‫اليهود ال يؤمن مكرهم وم��ن يأمن مكرهم‬ ‫فهو جاهل بهم‪ ،‬وهم يعتقلون املرأة للضغط‬ ‫على الزوج أو االبن أو األخ أو ملجرد اإليذاء‪،‬‬ ‫وك��ان اللقاء م��ع ضباط امل��خ��اب��رات‪ ،‬وكانت‬ ‫أسئلة عن (أبو عبد الله) ورفضت اإلجابة‪،‬‬ ‫وأخبرتهم أن الشيخ بني أيديهم في االعتقال‬ ‫وليسألوه هو‪.‬‬ ‫ الشيخ جمال قائد في حركة « حماس « وتوقع‬ ‫االعتداءات اإلسرائيلية أمر طبيعي‪ ،‬ماذا كنت‬ ‫تتوقعين؟‬

‫كنت أتوقع أسوأ األخبار في الفترة األخيرة‪،‬‬

‫وكانت إرادة الله أن يعتقل الشيخ‪ ،‬واحلمد‬ ‫لله‪ ،‬فاخليرة فيما اختاره الله‪.‬‬ ‫ ماذا عن الشيخ جمال كزوج وأب ؟‬

‫الشيخ جمال يطبق قول رسول الله –صلى‬ ‫الله عليه وسلم‪( : -‬خيركم‪ ،‬خيركم ألهله‪ ،‬وأنا‬ ‫خيركم ألهلي)‪ ،‬فهو يتقي الله‪ ،‬ويحترمني‪ ،‬وال‬ ‫يحملني فوق طاقتي‪ ،‬وال يظلمني‪ ،‬ويعطيني‬ ‫حقي‪ ،‬وعنده قدرة متميزة على الفصل بني‬ ‫حقوق أهله وحقوقي‪،‬نحن أزواج‪ ،‬ونتعامل‬ ‫كأصدقاء‪ ،‬فنحن نتناقش‪ ،‬ونتبادل اآلراء‪،‬‬ ‫ونقدر آراء بعضنا‪ ،‬وأرجو أن ترزق كل أخت‬ ‫مسلمة‪ ،‬بزوج كجمال‪ ،‬خلقه كقوله‪.‬‬ ‫وهو أيضا كأب رائع جدا‪ ،‬يحب أبناءه جدا‪ً،‬‬ ‫ويحنو عليهم‪ ،‬لكنه يربيهم بالطريقة املناسبة‬ ‫ال��ت��ي جت��م��ع ب�ي�ن احل����زم واحل���ن���ان‪ ،‬ونحن‬ ‫متفقان في طريقة تربية األبناء‪ ،‬لكنه أصبر‬ ‫مني عليهم وال يستفز بسرعة منهم‪.‬‬ ‫ أنت اآلن أالم واألب ‪ ..‬كيف ينظر أبناؤك لوالدهم‬ ‫األسير‪ ،‬وماذا عن هذه الفترة بالنسبة لهم ؟‬

‫أبنائي ي��رون والدهم بالدنيا كلها‪ ،‬هم اآلن‬ ‫ي��س��أل��ون عنه أك��ث��ر م��ن وه��م ص��غ��ار‪ ،‬وم��ا ال‬ ‫ش��ك ف��ي��ه أن اع��ت��ق��ال أب��ي��ه��م ج���اء ف��ي فترة‬ ‫ح��رج��ة ألبنائه كسن عبد ال��ل��ه‪ ،‬أم��ر صعب‬ ‫�����اس‪ ،‬أص��ع��ب م��ن اع��ت��ق��ال��ه وه���م صغار‪،‬‬ ‫وق ٍ‬ ‫ألنهم يحتاجونه‪ ،‬وهو أقدر على توجيههم في‬ ‫هذه املرحلة مني‪ ،‬مع أني أزرع في نفوسهم‬ ‫املفاهيم األساسية‪ ،‬لكن وج��ود األب حتماً‬ ‫ضروري‪.‬‬ ‫ ماذا عن آمال أم عبد اهلل في ظل هذه الظروف ؟‬

‫أن يغير الله –سبحانه وتعالى‪ -‬هذا احلال‬ ‫بأحسن منه‪ ،‬وأن يستر الله بيوت املسلمني‬ ‫وأزواج��ه��م‪ ،‬وأب��ن��اءه��م‪ ،‬وبناتهم‪ ،‬وه��و أرحم‬ ‫فينا‪ ،‬وأدعو الله أن يفك قيد زوجي العزيز ‪.‬‬ ‫طموحي الشخصي إن ش��اء ال��ل��ه أن أنهي‬ ‫اجل��ام��ع��ة‪ ،‬وأح���ص���ل ع��ل��ى ع��م��ل م���ع الناس‬ ‫وللناس‪ ،‬ومساعدتهم ومشاركتهم حياتهم‪.‬‬ ‫ هل هناك رسالة تحبين أن توجهيها لألمة العربية‬ ‫واإلسالمية؟‬

‫أقول للشعب العربي حفظكم الله وثبت خطاكم‪،‬‬ ‫قولوا (ال) للظالم‪ ،‬واملتعاون مع أعداء األمة‪،‬‬ ‫وامل��ت��ه��اون ف��ي ح��ق��وق املسلمني وأراضيهم‪،‬‬ ‫وكونوا سنداً إلخوانكم في فلسطني في كل‬ ‫شيء باملال‪ ،‬باملعنويات‪ ،‬باملواقف احلاسمة‬ ‫ال��ض��روري��ة واجل���ادة‪ ،‬وب��امل��ظ��اه��رات‪ ،‬وبكلمة‬ ‫حق عند سلطان جائر‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫ـدد‬ ‫الالعع ـــدد‬ ‫‪100‬‬

‫نجوم وأضواء‬

‫زوجة جمال‬ ‫الطويل ‪..‬‬

‫نوال العلي‬

‫‪nawalalali78@hotmail.com‬‬

‫امرأة رفضت االنصياع‬ ‫ألوامر املخابرات اإلسرائيلية‬ ‫الشيخ جمال الطويل هو أحد القادة السياسيين لحركة‬ ‫المقاومة اإلسالمية « حماس «‪ ،‬يقبع منذ أكثر من ثالث‬

‫سنوات في سجون االحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬انتهت محكوميته‬

‫الفعلية إال أنه كما كان يتوقع الجميع ومنهم زوجته خضع‬ ‫الشيخ لحكم إداري ‪.‬‬

‫أم عبد اهلل هي زوجة هذا الفلسطيني وأم أبنائه األربعة‬

‫الذين استطالوا غياب والدهم هذه المرة رغم اعتيادهم‬

‫على هذا الغياب‪ « ،‬حياة « تحاور السيدة الطويل التي‬

‫تحدثت عن الشيخ جمال الطويل المناضل واألب والزوج‬ ‫والداعية‪ ،‬وتبوح بما حدث في استدعاء مخابرات العدو‬

‫لها وكيف تتهيأ دائما لمثل هذه االعتداءات ‪..‬فإلى مادار‬ ‫في هذا الحوار‪.:‬‬

‫ نود التعرف على أم عبد اهلل الطويل ؟‬

‫اسمي منتهى خالد رشيد عابد من مواليد‬ ‫سنة ‪1965‬م من مدينة البيرة‪ ،‬توفى والدي‬ ‫وأنا في الصف الرابع فتولت أمي –حفظها‬ ‫الله‪ -‬رعاية أسرتها املكونة من خمسة أبناء‬ ‫وثالث بنات‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫تلقيت تعليمي االبتدائي واإلعدادي والثانوي‬ ‫في م��دارس مدينة البيرة‪ ،‬واحلمد لله كنت‬ ‫جيدة ج��داً ف��ي امل��درس��ة‪ ،‬التحقت بجامعة‬ ‫ب��ي��رزي��ت كلية اآلداب س��ن��ة ‪ 1983‬ودرست‬ ‫فيها ثالث سنوات‪ ،‬ثم تزوجت الشيخ جمال‬ ‫ال��ط��وي��ل‪ ،‬وب��ع��د ذل��ك بأربعة ش��ه��ور اندلعت‬ ‫االنتفاضة األول��ى مما جعلني أنسحب من‬

‫اجلامعة‪ ،‬لكن اآلن التحقت من جديد بجامعة‬ ‫القدس املفتوحة تخصص خدمة اجتماعية‪.‬‬ ‫ كيف ارتبطت أم عبد اهلل بالشيخ جمال الطويل؟‬

‫تبتسم ‪ ..‬أتذكر أنه كان من شروطي في زوج‬ ‫املستقبل أن يكون ملتزماً إسالمياً‪ ،‬وأن يكون‬ ‫متعلماً‪ ،‬وأيضاً أن يكون من نفس بلدي‪ ،‬أي‬


‫الرأس إلى القدم‪.‬‬ ‫وإلى جانب ذلك كان عرب‬ ‫اجلاهلية يعتقدون بالكهانة‬ ‫والعرافة والنجامة والتطير‪،‬‬ ‫وقد حرم اإلسالم كل ذلك بينما‬ ‫لم تعترض مبادئه مع الفراسة‪،‬‬ ‫ما شجع العلماء املسلمني‬ ‫على دراسة الفراسة من حيث‪:‬‬ ‫قراءة مالمح الوجه‪ ،‬ولون‬ ‫الشعر والبشرة‪ ،‬وشكل اجلسم‬ ‫واألطراف‪ ،‬وطريقة املشي‬ ‫والصوت‪ ،‬ومن العلماء املسلمني‬ ‫الذين اهتموا بذلك‪ :‬ابن سينا‪،‬‬ ‫ابن رشد‪ ،‬ابن القيم‪ ،‬الشافعي‬ ‫ويعتبر اإلمام فخر الدين‬ ‫الرازي من أغزر علماء املسلمني‬ ‫بحث ًا في هذا املجال‪ ،‬حيث‬ ‫خلص كتاب أرسطو وزاد فيه‪.‬‬

‫وللفرا�سة �أنواع‪:‬‬

‫فهناك فراسة إميانية‪ :‬هي نور‬ ‫يقذفه الله في قلب العبد فكلما‬ ‫قوي اإلميان زادت الفراسة‪،‬‬ ‫ودليلها قوله جل وعال (أومن‬ ‫كان ميت ًا فأحييناه وجعلنا له‬ ‫نور ًا ميشي به في الناس كمن‬ ‫مثله في الظلمات ليس بخارج‬ ‫منها)‪ ،‬وقد قال ابن مسعود‬ ‫رضي الله عنه في ذلك‪« :‬أفرس‬ ‫الناس ثالثة‪ :‬العزيز في يوسف‪،‬‬ ‫حيث قال المرأته (أكرمي مثواه‬ ‫عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا)»‬ ‫وابنة شعيب حني قالت ألبيها‬ ‫في موسى (استأجره) وأبو بكر‬ ‫في عمر رضي الله عنهما‪ ،‬حيث‬ ‫استخلفه‪ ،‬وفي رواية أخرى‬ ‫امرأة فرعون حيث قالت‪( :‬قرة‬ ‫عني لي ولك‪ ،‬ال تقتلوه عسى‬ ‫أن ينفعنا أو نتخذه ولدا)‪ .‬ومن‬ ‫أسبابها اإلميان العميق بالله‪،‬‬ ‫واإلخالص له في السر والعلن‪،‬‬ ‫وطهارة القلب من الشبهات‬ ‫والشهوات‪ ،‬وحسن اخللق‪ ،‬وأكل‬ ‫احلالل وغض البصر‪ ،‬والصدق‬ ‫ومخالفة الهوى‪.‬‬ ‫والثانية فراسة الرياضة واجلوع‪،‬‬ ‫والسهر والتخلي‪ ،‬فإن النفس إن‬ ‫جتردت عن العوائق صار لها من‬ ‫الكشف بحسب جتردها‪ ،‬وهذا‬

‫النوع من الفراسة ال يدل على‬ ‫إميان أو كفر‪ ،‬فهي مشتركة بني‬ ‫املؤمن والكافر‪.‬‬ ‫أما الثالثة فهي الفراسة‬ ‫اخللقية وهي التي صنف بها‬ ‫األطباء وغيرهم‪ ،‬واستدلوا‬ ‫باخللق على اخللق ملا بينهما‬ ‫من ارتباط اقتضته حكمة‬ ‫املولى‪ ،‬كما يستدل بخمود‬ ‫العني عن بالدة صاحبها‪ .‬وال‬ ‫تقتصر الفراسة على معرفة‬ ‫الباطن بالنظر إلى الظاهر‬ ‫من اجلسد بل تتعدى إلى‬ ‫االستدالل باملشي والكتابة‬ ‫ومنط األزياء والسلوك‪ .‬ومنها‪:‬‬

‫�أ�رسار العيون‪:‬‬

‫تغزل العرب بالعيون ذلك ألن‬ ‫العني تبدي الكثير من مكنونات‬ ‫النفس ونواياها ومما قيل في‬ ‫ذلك‪:‬‬ ‫العيون السوداء‪ :‬إما صغيرة‬ ‫براقة يصاحبها إعجاب بالذات‬ ‫أو غائرة متوقدة يصاحبها‬ ‫إخالص‪ ،‬أو لينة متحركة ناعسة‪،‬‬ ‫أو هادئة تتدفق منها العواطف‬ ‫وتفيض من خالل أهدابها أشعة‬ ‫الذكاء‪ ،‬عيون جميلة آسرة ال راد‬ ‫لفتنتها وسحرها وقوة جذبها‪.‬‬ ‫العيون الزرقاء‪ :‬وهي التي يتغزل‬ ‫بها الغربيون‪ ،‬ومن الطريف أن‬ ‫العرب يعتبرون العيون الزرقاء‬ ‫دليل سوء األخالق!! وهو تناقض‬ ‫بني الرأيني؛ فخصائص العيون‬ ‫ليست في ألوانها وإمنا صفاتها‪،‬‬ ‫وذهب علماء الفراسة إلى أن‬ ‫العيون الزرقاء دليل جرأة وإقدام‬ ‫كما تدل أحيان ًا على النقاء‬ ‫واإلخالص والوفاء والتضحية‬ ‫في احلب‪.‬‬ ‫العينان املتباعدتان‪ :‬دليل على‬ ‫سعة التفكير وحب اخلير‪.‬‬ ‫العينان املتالصقتان‪ :‬دليل على‬ ‫حدة الذهن واخلبث!‬

‫عيون حترتف اجلمال‪:‬‬

‫ذكر بعض متفرسي العرب أن‬ ‫أجمل صفات العيون تكون‬ ‫متوسطة احلجم ساكنة في‬

‫مآقيها صافية من الكدر‬ ‫حسنة البريق‪ ،‬معتدلة الطرف‬ ‫باجلفن‪ ،‬جنالء يخالطها السرور‬ ‫واملهابة‪ ،‬نقية البياض والسواد‬ ‫ال عظيمة وال صغيرة وال غائرة‬ ‫وال جاحظة‪ ،‬نادر ًا ما جتتمع‬ ‫هذه األوصاف فإذا اجتمع أغلبها‬ ‫في عينه كان كرمي اخللق غزير‬ ‫املروءة جيد العقل‪ ،‬فاض ًال فطن ًا‬ ‫خ ّيراً‪.‬‬

‫رائحة الفرا�سة‪:‬‬

‫أكثر األعضاء بروزاً‪ ،‬حجم األنف‬ ‫يتناسب طردي ًا مع حجم الصدر‬ ‫والرئتني‪.‬‬ ‫> األنف اإلغريقي يعتبر من‬ ‫أجمل األنوف‪ ،‬مستقيم مييل‬ ‫إلى القصر ويدل على مواهب‬ ‫فنية وحب اجلمال‪ ،‬وهو مستو‬ ‫على خط واحد مع اجلبني مع‬ ‫انحدار خفيف حتت احلاجبني‬ ‫ويدل على سالمة الذوق والدقة‬ ‫واألناقة‪.‬‬ ‫> األنف القصير‪ :‬يدل على‬ ‫شجاعة متوسطة وميل إلى‬ ‫احلذر وانقياد للعاطفة‪ ،‬وتهور‬ ‫في إصدار األحكام وتشبث في‬ ‫الرأي ولو خطأ!‪.‬‬ ‫> األنف املدبب‪ :‬حب االستطالع‪.‬‬ ‫> األنف الدقيق خفيف التقوس‪:‬‬ ‫العصبية‪ ،‬وسرعة التأثر وشدة‬ ‫احلساسية وضيق األفق‪ ،‬واألدب‬ ‫والرقي‪.‬‬

‫فرا�سة اخلد‪:‬‬

‫يرتبط شكل اخلد بشكل الوجه‬ ‫كما يربط باحلالة الصحية‬ ‫والنفسية‪:‬‬ ‫> الوجه املستدير الوردي‪ :‬يدل‬ ‫على صحة اجلهاز الهضمي‬ ‫وحيوية املزاج‪.‬‬ ‫> الوجه املستدير الباهت‪ :‬يدل‬ ‫على أن صاحبه ملفاوي املزاج‪.‬‬ ‫> النونة أو غمازة اخلد‪ :‬تدل‬ ‫على ميل إلى السرور وسالمة‬ ‫النية ونقاء الطوية والبراءة‪.‬‬

‫فرا�سة الأذن‪:‬‬

‫> األذن الصغيرة امللتصقة‬

‫بالرأس‪ :‬تدل على الذوق السليم‬ ‫واألدب اجلم والرقة‪.‬‬ ‫> اآلذان الكبيرة البارزة‪ :‬تدل‬ ‫على طبيعة حيوانية وعناد!‬ ‫> اآلذان الكبيرة اجلميلة‬ ‫املتوسطة املسافة مع الرأس‪:‬‬ ‫الكرم والتسامح والرقة‪.‬‬

‫ولل�سالم دالئله‪:‬‬

‫الطريقة التي نؤدي بها التحية‬ ‫تكشف قدر ًا كبير ًا من معالم‬ ‫شخصيتنا‪ .‬وهي وسيلة ممتازة‬ ‫لتقييم الناس ومعرفة نوع وقدر‬ ‫عالقتنا بهم‪.‬‬ ‫> العناق‪ :‬فمن يحييك بعناق‬ ‫فهو ودود جدير بالثقة صادق‬ ‫ويشاركك الهموم واألفراح‪.‬‬ ‫> قبلة على الوجنة‪ :‬هذا‬ ‫النموذج من الناس منتشر في‬ ‫مجتمعاتنا ويدل على األلفة‬ ‫وحب االجتماعات واحلفالت‪،‬‬ ‫يهتم باألصدقاء واملعارف‬ ‫بالسراء والضراء‪.‬‬ ‫> السؤال عن الصحة‪ :‬الشخص‬ ‫الذي يسأل عن الصحة دقيق‬ ‫في مواعيده مهذب جدا شديد‬ ‫التدقيق‪.‬‬ ‫> قوة املصافحة‪ :‬يدل على أن‬ ‫الشخص ظريف يحب املرح‬ ‫منبسط‪.‬‬ ‫> املصافحة الرخوة‪ :‬ال يعترف‬ ‫في قرارة نفسه بقيمة التحية‬ ‫ويخاف إلى حد ما من التالمس‬ ‫اجلسماني‪ ،‬انعزالي ومييل إلى‬ ‫السلبية‪.‬‬ ‫> املصافحة الثابتة‪ :‬بدون هز‬ ‫اليد دليل على قوة السيطرة‬ ‫على النفس وشدة الثقة في‬ ‫الذات واحلصافة واتزان العقل‬ ‫واالعتماد على النفس‪.‬‬

‫عالمات الكذب‪:‬‬

‫تستطيع الكشف إذا ما كان‬ ‫املتحدث كاذب ًا بأمارات معينة‬ ‫تشي به‪ ..‬هذا ما يؤكده الدكتور‬ ‫(مارك كناب) أستاذ االتصاالت‬ ‫بجامعة (بوردو) فقد أجرى‬ ‫جتربة طلب فيها من األشخاص‬ ‫الكذب في مواقف والصدق‬

‫‪43‬‬


‫الع ــدد‬

‫‪100‬‬

‫محطات‬ ‫لبنى ياسني‬

‫‪lubnayasin@hotmail.com‬‬

‫خبايا العني الثالثة ‪..‬‬

‫ما وراء املالمح؟!‬ ‫يعتبر علم الفراسة من أقدم العلوم التي تدرس عالقة جسم اإلنسان‬

‫بشخصيته‪ ،‬وقد كان لقدماء المصريين دراية بعلم الفراسة كما جاء في‬

‫بعض أوراق البردي التي يرجع تاريخ كتابتها إلى نحو ‪ 2000‬سنة قبل الميالد‬ ‫في عصر األسرة الثانية عشرة‪.‬‬

‫وفي القرن السادس قبل الميالد وضع الفيلسوف اإلغريقي (فيثاغورث)‬

‫بذور علم الفراسة‪ ،‬وجاء بعده أبقراط الذي عاش بين عامي‪ 460-357‬قبل‬

‫الميالد‪ .‬وقال‪ :‬إن البيئة هي التي تشكل الميول واألخالق واأللوان والمالمح‬ ‫وقسم الناس تبعًا لكيمياء الدم إلى أمزجة أربعة هي‪:‬‬ ‫ المزاج الصفراوي‪ :‬حاد الطبع‬ ‫ المزاج السوداوي‪ :‬مكتئب‪.‬‬

‫ المزاج اللمفاوي‪ :‬بارد جدًا‪.‬‬ ‫ المزاج الدموي‪ :‬مرح‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫وقد نسب بعض الباحثني‬ ‫نظرية األخالط إلى الفيلسوف‬ ‫(السيمون) وقالوا‪ :‬إنه ربط‬ ‫الصحة اجليدة بتوازن األخالط‬ ‫التي تتكون من سوائل اجلسم‪،‬‬ ‫وهي الدم‪ ،‬البلغم‪ ،‬إفرازات‬ ‫املرارة الصفراء والسوداء فإذا‬ ‫تغلب أحد هذه السوائل وزادت‬ ‫نسبته في اجلسم عن السوائل‬ ‫األخرى نتجت منه شخصية‬ ‫السائل الغالب‪ :‬الدموية بزيادة‬ ‫الدم‪ ،‬السوداوية بزيادة السوداء‪،‬‬ ‫وهكذا‪...‬‬ ‫لكن أول كتاب في علم الفراسة‬ ‫نسب إلى أرسطو في القرن‬ ‫الرابع قبل امليالد‪ ،‬يضم ستة‬ ‫فصول‪ ،‬يصف فيها مختلف‬ ‫أعضاء اجلسم‪ ،‬ويزعم أنها‬ ‫تكشف األخالق والطباع وعرض‬ ‫فيه كيف أن للشجاعة واجلنب‬ ‫واحلماقة واحلكمة والذكاء‬ ‫والغباء والقوة والضعف عالمات‬ ‫في اجلسم تدل عليها كما تشير‬ ‫إليها أيض ًا‪ :‬املالمح‪ ،‬واأللوان‬ ‫وأشكال األعضاء وإطالق أخالق‬ ‫احليوان على شبيهة اإلنسان‪.‬‬ ‫وقد ظلت عالقة الظواهر‬ ‫اجلسدية بالظواهر النفسية‬ ‫موضوع اختبار وجتريب العلماء‬ ‫حتى ثبت بطالن ما ذهبت إليه‬ ‫نظريات األخالط‪.‬‬

‫الفرا�سة عند العرب‪:‬‬

‫اشتهر العرب في اجلاهلية‬ ‫بأشياء من قبيل الفراسة وهي‪:‬‬ ‫> القيافة‪ :‬وهي االستدالل على‬ ‫أحوال اإلنسان بالنظر إلى جلده‬ ‫وهيئة أعضائه خصوص ًا القدم‪.‬‬ ‫> الريافة‪ :‬وهي معرفة مدى‬ ‫عمق املاء في باطن األرض‬ ‫بشم رائحة التراب ورؤية النبات‬ ‫واحليوان ومراقبة حركاته‪.‬‬ ‫> العيافة‪ :‬وهي تتبع آثار األقدام‬ ‫واحلوافر واألظالف واخلفاف في‬ ‫الطرق الرملية والطينية وغيرها‬ ‫مما تتشكل بشكل القدم‪.‬‬ ‫> االختالج‪ :‬وهو االستدالل‬ ‫على ما سوف يحدث إلنسان من‬ ‫النظر إلى اختالج أعضائه من‬


‫�أعي�ش يف عذاب متوا�صل ‪..‬‬ ‫حتى �أحالمي تقول يل‪:‬‬ ‫سيدي املستشار أنا فتاة في ‪25‬من‬ ‫العمر منذ فتره وأن��ا أرى في املنام‬ ‫رؤيا تتكرر باستمرار‪ ,‬وعندما سألت‬ ‫أحد املشايخ املعروفني فسرها على‬ ‫أنها تأخر في الزواج‪ ,‬مع أن أألنظار‬ ‫علي ف��ي نفس ال��وق��ت‪ ,‬ال أع��ل��م يا‬ ‫دك��ت��ور كيف أص��ف ل��ك األل���م الذي‬ ‫يعتصر قلبي بعدها‪ ,‬خصوصاَ وأنا‬ ‫أرى أثرها واضحاً جلياً في حياتي‪,‬‬ ‫فوالله أني ال ينقصني شيء ودائماً‬ ‫األنظار علي‪ ,‬لكن؟؟ يظل لغزاً يقض‬ ‫مضجعي‪ ,‬فكيف لفتاة وق��د علمت‬ ‫مب��آل��ه��ا وم��ص��ي��ره��ا امل��ري��ر أن تهنأ‬ ‫وي��ه��دأ لها ب��ال‪ ,‬وال��ل��ه م��ا اعترضت‬ ‫يوماً على ق��دري‪ ,‬ولكن شدة احلال‬ ‫التي أعيشها دفعتني ملا أن��ا عليه‪,‬‬ ‫فمنذ تخرجي م��ن الثانوية العامة‬ ‫وأنا أعيش واضعة يدي على خدي‬

‫ب�لا ذن��ب س��وى أن��ن��ي أن��ث��ى‪ ,‬إم��ا أن‬ ‫ت��ت��زوج أو تعيش وت��س��خ��ر طاقاتها‬ ‫خل���دم���ة إخ���وت���ه���ا م���ق���اب���ل مأكلها‬ ‫ومشربها‪ ,‬وليس لها احل��ق ف��ي أن‬ ‫تطالب بأكثر من ذلك‪ ,‬فال مستقبل‬ ‫لها س��وى في منزل زوجها ومادون‬ ‫ذلك محال‪ ,‬فكم مرة حاولت أن أقنع‬ ‫وال��دي برغبتي املاسة في الدراسة‬ ‫أو الوظيفة‪ ,‬ولكن ال فائدة‪ ,‬وعندما‬ ‫ح��اول��ت أن أدخ��ل أم��ي وسيطة في‬ ‫املوضوع‪ ,‬تعرضت في اليوم التالي‬ ‫للضرب امل��ب��رح م��ن وال���دي سامحه‬ ‫الله‪ ،‬بعدها يئست من هذا املوضوع‬ ‫وف��وض��ت أم���ري ل��ل��ه‪ ،‬ل��ك��ن ل��م أعد‬ ‫ق���ادرة على الصمود أك��ث��ر‪ ،‬فكل ما‬ ‫ح��ول��ي ينبئ ب��غ��د ق�����ااامت‪ ,‬وم���ا زاد‬ ‫األم���ر س���و ًءا تفسير حلمي‪ ,‬فحتى‬ ‫في أحالمي ال أجد سوى املصائب‪,‬‬

‫شعوري ًا – وفي سبيل التنفيس‪ ،‬ظلت تتكلم عنك‪ ..‬بحيث‬ ‫ك ّون الناس عنك تصور ًا غير جيد  ‪.‬‬ ‫أن���ت ع��ن��د أه��ل��ك ف��ي محطة (ت��ران��زي��ت) ؛ و– ب�ين حلظة‬ ‫فكرت فهي مدة‬ ‫وأخرى – تنتظرين (اإلقالع) ‪ ..‬ومن هنا فلو‬ ‫ِ‬ ‫محدودة‪ ،‬أنت فيها قادرة – على األقل‪ -‬على (التك ّيف)‪ ،‬حتى‬ ‫حتس والدتك بشديد فقدك بعد زواجك‪.‬‬ ‫بنتي الكرمية ‪ :‬الحظي اآلن أنني افترضت أنك مظلومة‪ ،‬أو‬ ‫أنك إيجابية لكن أمك لم تفهمك‪ ..‬لكن ال تنسي أن ذلك‬ ‫مجرد افتراض‪ ..‬ومن اجلميل أال تفرحي به!!‬ ‫بنتي الكرمية‪ :‬أن��ت عاقلة وذك��ي��ة‪ ،‬ف��إن كنت مشتملة على‬ ‫(ع��ي��وب) تنتظرين م��ن ال��ن��اس مراعاتك ألجلها‪ ،‬فستكون‬ ‫مشكالتك مع زوجك أكبر من مشكالتك مع أمك‪ ..‬إن أكثر‬ ‫الناس جناح ًا أولئك الذين يفترضون اخلطأ من جهتهم ‪،‬‬ ‫ويحاولون – من ثم – اإلصالح واملراعاة ‪..‬‬ ‫وإذا كان قولك ‪( :‬فكلتانا غير متفقات) ‪ ،‬يعني اشتراككما‬ ‫في إيقاد (نار) املشكلة‪ ،‬فإن من واجبك أن حتاولي حمل لواء‬ ‫(املبادرة)‪ ،‬بفك االشتباك‪ ،‬وإدراك أن أمك تتحمل مسؤوليات‬ ‫ك��ث��ي��رة‪ ..‬أن���ت اآلن ب��ع��ي��دة ع��ن��ه��ا‪ ،‬ومتخففة م��ن��ه��ا‪ ..‬وكلما‬ ‫سهل عليك (فتح) أقفالها‪..‬‬ ‫استطعت معرفة شخصية أمك‪ُ ،‬‬ ‫لكن أعجز الناس من يرى أن تلك األقفال ضائعة!! وأحسبك‬ ‫لست من أولئك ‪.‬‬ ‫سددك الله ‪ ،‬وآلف بينك وبني والدتك ‪.‬‬

‫لن‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ز‬ ‫وج‬

‫ي!!‬

‫أص��ب��ح��ت اك���ره احل��ي��اة ة واك����ره كل‬ ‫معالم الفرحة فيها‪ ,‬فأفراح الناس‬ ‫من حولي جتعلني اشعر بعميق األلم‬ ‫في جوفي ‪.‬‬ ‫س��ي��دي املستشار ‪ :‬م��ا كتبت إليك‬ ‫رسالتي هذه تفريغاً لشحنات احلزن‬ ‫واإلحباط‪ ,‬كال‪ ,‬فأنا اكتبها في كامل‬ ‫هدوئي‪ ,‬ولكن كتبتها كي أشعر بقليل‬ ‫م���ن ال���ش���د ع��ل��ى ي�����دي‪ ,‬وحلاجتي‬ ‫امل��اس��ة مل��ن يخفف ع��ن��ي ه���ذا الهم‬ ‫الذي أحال أيامي إلى سواد‪ ,‬وتقبل‬ ‫فائق احترامي وتقديري لك سيدي‪,‬‬ ‫ودمتم في رعاية الله وحفظه ‪.‬‬ ‫التوقيع‪ :‬ألم بال أمل‬ ‫ بنتي الكرمية ‪ :‬كنت أق��رأ رسالتك‬ ‫ب����ـ(أل����م) ش���دي���د ‪ ،‬وأن�����ا أراك قد‬ ‫(اخ���ت���ص���رت) احل���ي���اة ف���ي (ب����اب)‬ ‫الزواج‪ ..‬وحني رأيت في (املنام) أنه‬ ‫(أغلق) أظلمت الدنيا ‪ ،‬في عينيك !‬ ‫وح��ي�ن وق���ع���ت ع��ي��ن��ي ‪ ،‬ف���ي نهاية‬ ‫ال��رس��ال��ة ‪ ،‬على ق��ول��ك ‪( :‬م��ا كتبت‬ ‫إليك رسالتي هذه تفريغاً لشحنات‬ ‫احلزن واإلحباط كال) ‪ ..‬كان لـ(كال)‬ ‫هذه قوة جميلة ‪ ،‬نشرت في جوانحي‬ ‫ال��ب��ه��ج��ة وال����راح����ة ‪ ..‬ل��ك��ن شمس‬ ‫الفرحة كادت تغيب ‪ ،‬وأنا أقرأ توقيع‬ ‫رسالتك ‪( :‬ألم بال أمل) !!‬ ‫كثيراً ما تساءلت – بضيق – متى‬ ‫نخرج من (نفق) األح�لام ‪ ..‬الناس‬ ‫ي��ب��ن��ون ف��ي��ت��ع��ب��ون ف��ي��ن��ام��ون ‪ ،‬وحني‬ ‫ي��س��ت��ي��ق��ظ��ون ‪ ،‬وق����د زال ال��ت��ع��ب ‪،‬‬ ‫يستمتعون مب��ا ب��ن��وا ‪ ..‬ون��ح��ن ننام‬ ‫لنبني ‪ ،‬ولكن في اخليال ‪ ..‬وحني‬ ‫نقوم ‪ ،‬وم��ن الطبيعي أال ن��رى بناء‬ ‫نحزن ونضيق ‪ ،‬ونفزع إلى األحالم‬ ‫مرة ثانية !!‬ ‫فتاة متعلمة مثقفة حتيل حياتها إلى‬ ‫(مسلسل) من األحزان ‪ ،‬بسبب رؤيا‬ ‫(تتكرر) ‪ ،‬تبرع أحد (علماء) الرؤيا‬ ‫بتفسيرها ‪ ،‬على أنها (ت��أخ��ر) في‬ ‫الزواج !‬ ‫دعينا – بنتي الكرمية – نسير في‬ ‫(رك��ب) اخللق ‪ ،‬وجنثو الركب عند‬

‫مفسري (األح��ل�ام) ون��ؤم��ن بنتيجة‬ ‫(ت��ف��س��ي��ر) رؤي�����اك ‪ ،‬ون���ص���دق ذلك‬ ‫املفسر (امل��ع��روف)‪ ..‬مل��اذا ال تعلنني‬ ‫(ال��ف��رح) وتشعرين أن الله سيختار‬ ‫لك زوج��اً (مناسباً) ‪ ،‬لكنه سيتأخر‬ ‫– بسبب ظروفه – بعض الوقت ؟!‪..‬‬ ‫بدالً من أن تضجي بحثاً عن زوج ‪،‬‬ ‫ومن ثم تعلنني (قائمة) مخفضة من‬ ‫ال��ش��روط ‪ ،‬فقط لتحقيق (صفقة)‬ ‫ال��زواج ‪ ..‬ثم ال ق��در الله ‪ ،‬تعيشني‬ ‫عذاباً ‪ ،‬حتت رحمة زوج ظالم ‪ ،‬أو‬ ‫ترجعني بالطالق ‪ ،‬ورمبا بطفل قد‬ ‫قص جناحه ‪ ،‬في مهده ‪..‬‬ ‫تتصل ع��ل��ي – ك��ث��ي��راً – فتيات‬ ‫يعشن ظروفاً (مماثلة) لظروفك‬ ‫‪ ،‬ول��م ي��ك ّ��ن ق��د (ت��ك��ررت) لديهن‬ ‫أح���ل��ام‪ ..‬وأك�����اد أق��س��م ل��ه��ن أن‬ ‫الله سيختار لهن خيراً ‪ ،‬إلمياني‬ ‫القوي أن القدر ال يتمحض لشر‬ ‫قط ‪.‬‬ ‫في نفسي كالم طوووويل ‪ ..‬ال أجد‬ ‫أن املساحة تستوعب بعضه ‪ ..‬ولكني‬ ‫أقول ‪ :‬إن لديك مقومات رائعة ‪ ،‬في‬ ‫التفكير واالس��ت��ي��ع��اب وال��ث��ق��اف��ة ‪..‬‬ ‫فهل ترين أن��ك – ح�ين حرمت من‬ ‫الدراسة – قد حرمت من احلياة ؟!‬ ‫‪ ..‬أنا متأكد أنك قادرة على القراءة‬ ‫والكتابة والبحث ‪ ،‬وقبل ذلك التفكير‬ ‫‪ ..‬وال تنسي أن كثيراً من العظماء‬ ‫رمبا لم يدخلوا مدرسة !!‬ ‫ه��ل ت��ري��ن – بعد ه��ذا – أن تظلي‬ ‫واضعة يدك على خدك أم ترفعينها‬ ‫‪ ،‬لتضعي فيها القلم ‪ ،‬ولتبسطي بني‬ ‫يديك الورقة ؟!‬ ‫الب���د – وف��ق��ك ال��ل��ه – أن تطيري‬ ‫ب��ج��ن��اح��ي ال��ت��ف��اؤل ‪ ،‬وت��زي��ح��ي عن‬ ‫سماء ذهنك (غيوم) التشاؤم واليأس‬ ‫‪ ..‬وحت��اول��ي (إح���راق) مفرداتهما ‪،‬‬ ‫لتستبدلي بها (م��ف��ردات) مغموسة‬ ‫بالتفاؤل ‪ ..‬فالبالء موكل باملنطق !‬ ‫ف���رج ال��ل��ه ه��م��ك ‪ ،‬وك��ش��ف غ��م��ك ‪،‬‬ ‫وه���داك مل��ا ه��و خير ل��ك ف��ي دينك‬ ‫ودنياك ‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫ـدد‬ ‫الالعع ـــدد‬ ‫‪100‬‬

‫أنا في ورطة‬

‫دفرتي القدمي‬

‫نوال العلي‬

‫‪nawalalali78@hotmail.com‬‬

‫فتاة في العشرين‪ ،‬كانت تشكو لي الضيق من أهلها‪ ،‬الذي تزداد‬ ‫دائ���رة ضغطه م��ع كونها القائمة على أع��م��ال البيت‪ ..‬مشكالت‬ ‫والديها على أشدها‪ ..‬والدها عصبي‪ ،‬وحني تهب رياح عصبيته‬ ‫يكاد رعد تلك العصبية يصم اآلذان‪ ،‬ويكاد سيلها يهدم كل ما أمامه‪.‬‬ ‫وحني ذاك تشفق على والدتها‪ ،‬التي تقف في وجه الطوفان‪.‬‬ ‫يبدو أن والدتها‪ ،‬بتآزر هذه اإلشكاالت‪ ،‬مع أعباء األطفال‪ ،‬انشغلت‬ ‫بنفسها فأصبحت بعيدة عن ابنتها‪ ،‬مما زاد غربة البنت في بيتها!‪..‬‬ ‫إذ صارت ال تسمع إال اجلانب اخلشن من األصوات؛ هدير عصبية‬ ‫الوالد‪ ،‬أو أنني عتاب الوالدة‪.‬‬ ‫تقول‪ :‬بأنها حتتاج –بقوة‪ -‬إلى من تتحدث معه‪ ،‬من يسليها‪ ،‬ينفس‬ ‫عنها‪ ،‬يسمع منها‪ ،‬يصغي إليها‪ ..‬وأن حبل الصمت يلتف على عنقها‪،‬‬ ‫ويحاول خنقها‪.‬‬ ‫تأملت أكثر –في حديث البنت– فاكتشفت أن مستواها الثقافي رائع‪،‬‬ ‫ولديها مواهب أدبية‪ ،‬ومتتلك أسلوباً تصويرياً أخاذاً‪ ..‬مشكلتها أنها ترى‬ ‫أن مستوى أمها الثقافي والفكري ال ميكن معه سباحتهما في بركة (ه ٍّم)‬ ‫واحدة‪ ،‬بل رمبا رأت األم –بعفويتها‪ ،‬وبسبب األجواء النفسية التي تلفها‬ ‫–أن مواهب البنت تلك (خرابيط)‪ ..‬تضيع بها البنت وقتها‪ ،‬لتنشغل عن‬ ‫(أعمال) البيت املهمة!!‬ ‫هنا ذكرتني مشكلة تلك الفتاة مبا كنت أصنعه وقت الطفولة‪ ..‬حيث كان‬ ‫يعجبني أن يكون قريباً مني دفتر صغير‪ ،‬وقد زاد ارتباطي به أكثر كثرة‬ ‫(شخبطتي) باعتباري أملك موهبة اخل��ط‪ ،‬وأح��ب كثرة األل��وان‪ ..‬فكنت‬ ‫أصطحب دفتري‪ ،‬في بعض السفريات واملناسبات‪ ،‬ألودعه (كوكتي ً‬ ‫ال) من‬ ‫الكلمات‪ ..‬فمرة يخطر لي أني شاعر‪ ،‬فأصارع بحور الشعر‪ ،‬ألظفر منها‬ ‫ولو ببيتني‪ ،‬وقد يكون ذان��ك البيتان هجاء طريفاً‪ ،‬لشخص آذان��ي‪ ،‬وأكثر‬ ‫األحيان يكون النثر أسلس قياداً‪ ،‬فمرة أسجل وصفاً للطريق‪ ،‬أو تصويراً‬ ‫حلادثة‪ ،‬أو تسجي ً‬ ‫ال ملشاعري في إحدى اللحظات‪.‬‬ ‫وحني مير قطار الزمن ثم أرجع إلى دفتري‪ ،‬الذي يبدو وقتها كما لو كان قد‬ ‫كتبه أحد غيري‪ ،‬إذ يكون بركان العواطف الغاضبة قد ركد‪ ،‬واألمور تغيرت‪..‬‬ ‫فينطلق من شفتي ‪-‬أثناء قراءتي‪( -‬سيل) ابتسامات‪ ،‬قد تتحول إلى ضحكة لم‬ ‫أستطع السيطرة عليها‪ ،‬فتلفت نظر من حولي‪ ،‬ويبدون تعجبهم‪ ،‬وقد يحمدون‬ ‫الله على العافية (!!)‪ ،‬خاصة وهم ال يرون شيئاً حولي يثير الضحك‪.‬‬ ‫ثم هو مع مرور الزمن يكشف لي عن (التحوالت) التي طالت أسلوبي‪ ،‬وميثل‬ ‫مذكرات (جميلة) من حياتي‪ ،‬ما كانت رمبا لتبقى لوال التدوين‪ ،‬ثم إن االنفعال‬ ‫الداخلي باملوقف‪ ،‬يجعل تصويره مختلفاً (ج���داً) عن تصويره في احلاالت‬ ‫(العادية)‪ ..‬ولذا فإنه –أثناء التسجيل– (ميتص) انفعاالت الشخص‪ ،‬بصورة‬ ‫رائعة‪ ،‬ولذا غالباً تنطلق على صاحبه شحنة طاقة غير عادية‪ ،‬تدفعه لإلسراع‬ ‫في التسجيل خوف النسيان‪ ...‬وحني ينتهي‪ ،‬يتنفس نفساً طوي ً‬ ‫ال كأنه يتأكد من‬ ‫خالله أنه لم يبق شيء من (أشالء) االنفعاالت!‬ ‫كنت أجهد أن أقنع الفتاة بالتجربة‪ ،‬ولكنها كانت تستبعد أن يستوعب الدفتر‬ ‫(كوم) املشكالت‪ ،‬التي تكاد تدفنها‪ ..‬قلت لها فلتجربي!! ‬

‫د‪ .‬عبدالعزيز املقبل‬

‫‪44‬‬

‫إذا كان ل‬ ‫به ديك مشكلة‬ ‫وت‬ ‫و‬ ‫دي‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ا‪ ،‬مي‬ ‫شاركتنا‬ ‫كنك إرسالها‬ ‫‪ a@hotmail. com‬على اإلمييل‬ ‫‪wart‬‬ ‫نرح‬ ‫_‪ana_fe‬‬ ‫ب بأي تعليقا‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫حل‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫مشكلة مطرو مقترحة ألي‬ ‫حة‪..‬‬

‫مخما�صمتي‬ ‫�أ ع �أمي‬ ‫�صبحت عادة‬

‫في يوم من األيام  مللت من حالي هذا‪ ،‬الذي ال يتغير وجلست أفكر في الليل‪،‬‬ ‫أتمنى أفضفض ألحد لكني ال أستطيع‪ ،‬التفت يمينًا ويسارًا ماذا أفعل ووجدت‬ ‫مجلتكم وفتحتها ألول مرة  ألخفف عني همي وأنا أتصفح المجلة وجدت‬ ‫نفسي في دوامة مشاكل لكثير من البنات وكيفية حل مشاكلهم ووجدت‬ ‫إيميلك وبسرعة البرق ذهبت وكتبت مشكلتي التي أصبحت عاده في كل يوم‬ ‫أصبح وأمسي على هذا الحال أال وهي  أني دائمًا في مشاكل مع أمي‪ ،‬فكلتانا‬ ‫غير متفقات وساعات أبكي من القهر وأفكر أفكارًا غريبة ومنها أن أمي ال‬ ‫تحبني!‬

‫هدولة ‪2007‬‬

‫بنتي الكرمية‪:‬‬ ‫تخ ّيلي أنك اآلن في زورق وسط البحر‪ ،‬ومعك فتاة أخرى‪،‬‬ ‫ولكنها حمقاء بدرجة كبيرة‪ ..‬وأنت تدركني أنها قد تتصرف‬ ‫تصرفات تضركما مع ًا‪ ،‬بل قد تؤدي بكما تصرفاتها للغرق‪..‬‬ ‫ثم تبدأ هذه الفتاة (احلمقاء) باستفزازك‪ ..‬ماذا ترين أن‬ ‫تصنعي حينذاك؟!‬ ‫أنا متأكد أنك – لتضمني السالمة لنفسك– ستحاصرين‬ ‫ردود الفعل السلبية داخلك‪ ،‬وتظهرين أمامها بشخصية‪،‬‬ ‫في غاية الهدوء‪ ،‬حرص ًا على التأثير الطيب في تلك الفتاة‬ ‫احلمقاء‪ ،‬ال حب ًا فيها ‪ ،‬ولكن ضمان ًا لوصولك بالسالمة!!‬ ‫بنتي ال��ك��رمي��ة‪ :‬إن��ن��ي هنا ال أت��ه��م أم��ك ب��احل��م��ق‪ ،‬ولكنني‬ ‫سأفترض ذلك‪ ..‬إنك اآلن تستقبلني مرحلة زواج‪ ،‬وتنتظرين‬ ‫اخلطاب‪ ،‬وكونك ستظلني مع أمك في شجار‪ ،‬فرمبا إنها – ال‬


English Voice ‫ أشواق احلميدان‬-‫منيرة إبراهيم‬

English Voice

Muneerah Ibrahim &Ashwag Al- Humidan

Accept life as it is The pleasures of life are short –lived, and more often than not, they are followed by sorrow. Life means responsibility, a journey wherein change is constant and difficulties are relentless in their onslaught. You will not find a father, a wife, or a friend who is free from problems. Allah has willed for this world to be filled with two opposites: good and evil righteousness, and corruption, happiness and misery. Thus goodness. Uprightness, and happiness are for paradise; evil, corruption, and misery are for the Fire. The prophet (bpuh) said: «This world is cursed along with all that is in it , except for these: the remembrance of Allah, what follows it (i.e. good deeds and whatever Allah loves), the scholar, and the student.» So live according to your reality without always envisioning the ideal life, one that is free from worry and toil. Accept life as it is and adapt accordingly to all circumstances. You will not find in this world such things as the flawless companion or the perfect situation, because flawless ness and perfection are qualities that are foreign to this life. It is necessary for us to make amends; to take what is easy and leave what is difficult; and very frequently, to overlook the faults and mistakes of others.

Proverbs > Seeing once is better than hearing a hundred times Seeing is believing > As you sow , so you shall reap : One will either enjoy or suffer the consequence oh his earlier actions or inter actions > A burnt child dreads fire A bad experience or a horrifying incident may scar one's attitude or thinking for a lifetime > Discretion is the better part of valor If you say discretion is the better part of valor, you mean that avoiding a dangerous or unpleasant situation is sometimes the most sensible thing to do. > Great talkers are little doers Those people who talk a lot and are always teaching others usually do not do much work. > Better late than never To do something that is right, profitable, or good a little late is still better than not doing it at all.

Building Self-Confidence

Develop the Self-Confidence You Deserve! From the quietly confident doctor whose advice we rely on, to the star-quality confidence of an inspiring speaker, selfconfident people have qualities that everyone admires. Self-confidence is extremely important in almost every aspect of our lives, yet so many people struggle to find it. Sadly, this can be a vicious circle: People who lack self-confidence can find it difficult to become successful. After all, would you instinctively want to back a project that was being pitched by someone who was nervous, fumbling and overly apologetic? On the other hand, you might be persuaded by someone who spoke clearly, who held his or her head high, who answered questions assuredly, and who readily admitted when he/she did not know something. Self-confident people inspire confidence in others: Their audience, their peers, their bosses, their customers, and their friends. Gaining the confidence of others is one of the key ways in which a self-confident person finds success. The good news is that self-confidence really can be learned and built on. And, whether you’re working on your own self-confidence or building the confidence of people around you, it’s well-worth the effort! All other things being equal, self-confidence is often the single ingredient that distinguishes a successful person from someone less successful.

47


‫الروشن‬ ‫‪ana9non@gmail.com‬‬

‫سارة بنت محمد اخلضير‬

‫‪46‬‬

‫«الر‬ ‫واملؤ وشن»‪..‬‬ ‫غ‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫ع‬ ‫لوي‬ ‫ونة‪ .‬و‬ ‫في كل تستخدم أيض ً ة في بي‬ ‫ت‬ ‫ج‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫عدد س‬ ‫ي وجد‬ ‫كمكان‬ ‫(املشب) الذ أحكي لكم من جلوس بعيد ك‪ ..‬حت‬ ‫ف‬ ‫ظ‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ها‬ ‫لرو‬ ‫عن ا‬ ‫(ا‬ ‫ي يشب‬ ‫القهوة‬ ‫ملجبب)‪ ،‬حيث ه صالة املعي شن كل مايدور ألنظار‪..‬‬ ‫ش‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ش‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫إلي ا‬ ‫إل‬ ‫ب‬ ‫كل‬ ‫منهكة بعد ك ّل ساحة بو ٍح وا ى (القهوة)‪ ،‬ح يوت أج‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬ ‫من‬ ‫سعة‪ ..‬وانتهاء ث مجل‬ ‫حكاية‪..‬‬ ‫ب‬ ‫س الرج‬ ‫الـ(احلجيرة) ا ال‪ ،‬إلى‬ ‫لت‬ ‫ي سآوي‬

‫غزيِّل‬ ‫�أ�سقتني‪!..‬‬ ‫رأت والدتي ابنة أخي الصغرى وهي تبكي؛‬ ‫ألنها تريد شرب املزيد من العصير ونحن‬ ‫مننعها‪ ،‬نحاول إقناع الطفلة بأنها شربت ما‬ ‫يكفي‪ ،‬باإلضافة إلى أن العصير (معلّب) وليس‬ ‫طبيعياً‪ ،‬لكنها بقيت تبكي بإصرار األطفال‪..‬‬ ‫قالت لها والدتي‪ :‬أجل نامي‪( ..‬تسقيك‬ ‫الغز ّيل)! وغز ّيل تصغير لـ غزال؛ فضحكنا‬ ‫جميعاً ملعرفة هذه املقولة الشهيرة عند كل‬ ‫أبائنا وأجدادنا‪..‬‬ ‫لشح املاء‪ ،‬وصعوبة الوصول إليه‪،‬‬ ‫فنظراً ّ‬ ‫واحلصول على بضع قطرات باردة منه يعتبر‬ ‫ترفاً في املاضي وسقاية األطفال (خصوصاً)‬ ‫منه عند أجدادنا كانت تعتبر دالالً زائداً!‬ ‫وتبذيراً ال مبرر له‪..‬‬ ‫ولو مررنا مبراحل تتبع مصادر املياه وحفر‬ ‫اآلبار‪ ..‬واستخراج املياه‪ ..‬ووسائل صنع أدوات‬ ‫حلفظه بارداً‪ ..‬لو عرفنا كل ذلك (وسنعرفه‬ ‫الحقاً) لعذرناهم أن اختلقوا هذه الـ(غز ّيل)‬ ‫التي تسقي النائم‪!..‬‬ ‫(تسقيك الغز ّيل) كلمة يقولها األولون لتلهية‬ ‫الطفل وإسكاته وقت النوم‪ ،‬خصوصاً حني‬ ‫يطلب املصيبة التي هي أكبر من املاء‪ ..‬حني‬ ‫يطلب احلليب!‬ ‫واحلليب يعتبر غذاء املترفني الذي ال يتوفر‬ ‫في ك ّل بيت قدمياً؛ فمن أين لهم بالبقرة أو‬ ‫الشاة أو املاعز التي يحلبونها للحصول عليه؟‬ ‫ومن ث ّم من أين لهم احلصول على مرعى‬ ‫مناسب‪ ،‬وموارد ماء ومكان مناسب لرعاية‬ ‫(البهيمة)؟‬ ‫كل هذه العوامل متراكمة‪ ،‬باإلضافة إلى أنه‬ ‫من املمكن أن يضع اإلنسان قدمياً ك ّل ثروته‬ ‫في بقرة أو ماعز حلوب فتصاب مبرض‬ ‫(يحصد) روحها بني يوم وليلة ويبقى هو يندب‬ ‫ّ‬ ‫حظه!‬ ‫تقول والدتي‪:‬‬ ‫كنت صغيرة جداً ويتيمة‪ ..‬وأقطن في بيت‬ ‫جدتي املليء بشتى صنوف البشر! رجال كبار‬ ‫هم أعمامي الذين ال يتوقفون عن الكدح من‬ ‫قبل طلوع الشمس وحتى تواريها في األفق‬ ‫البعيد‪..‬‬ ‫وهناك جدتي العجوز الرحيمة‪ ..‬التي تؤوي‬ ‫األيتام وترعاهم‪ ،‬وهناك زوجات أعمامي‬ ‫الالتي ال تكاد الواحدة منهن ترفع ظهرها‬ ‫عمل شاق كاخلبز أو العجن أو الطحن‬ ‫من ٍ‬ ‫أو احللب أو الكنس أو غيره حتى تنشغل‬ ‫بشيء آخر‪ ..‬باإلضافة إلى عمتي وأوالدها‪..‬‬

‫وعشرات األطفال‪..‬‬ ‫وفي البيت (برميل) كبير من (التنك) وهو‬ ‫املعدن‪ ،‬يتم ملؤه باملاء ويستخدم مثل اخلزان‬ ‫املركزي لكل أغراض البيت‪ ،‬والتي يجب أن‬ ‫ننتبه أنها تقتصر فقط على الضروريات؛‬ ‫فليس هناك غسل دقيق لكل األواني! وليس‬ ‫هناك تنظيف لدورات املياه (التي هي غير‬ ‫موجودة أص ً‬ ‫ال!!) إمنا هو للشرب والطبخ‬ ‫ويرش الرجال على رؤوسهم قلي ً‬ ‫ّ‬ ‫ال منه‬ ‫لالنتعاش بعد العمل الشاق طوال النهار‪..‬‬ ‫ويخرج من هذا البرميل أو (التانكي) الكبير‬ ‫صنبور صغير يعبرون عنه بـ (البزيبيز) وهي‬ ‫تصغير لكلمة(بزبوز) وبجواره (غضارة)‬ ‫أو (طاسة) أو(سحلة) وهي اإلناء املعدني‬ ‫املخصص لشرب املاء‪..‬‬ ‫يأتي الرجال مع املغيب لتناول الوجبة الوحيدة‬ ‫في اليوم‪ ،‬وهي من عادة كل األولني أن‬ ‫يتناولوها في هذا الوقت‪ ..‬بعد العصر وقبل‬ ‫أذان املغرب‪ ،‬يستريحون بعدها قلي ً‬ ‫ال حتى‬ ‫وقت صالة العشاء الذي ينتظرونه بفارغ‬ ‫الصبر ورؤوسهم تومئ بنوم ثقيل؛ فيؤدونها‬ ‫ويذهبون ملضاجعهم ليستيقظوا مع أولى‬ ‫نسمات الفجر وقبل األذان للتوجه إلى حقولهم‬ ‫أو أعمالهم‪ ..‬بينما يظ ّل األطفال يتمتعون‬ ‫بنوم عميق حتى شقشقة العصافير وتوقظهم‬ ‫أمهاتهم أو جداتهم لطي (الفرش) ونشرها‬ ‫على جدران السطح‪..‬‬ ‫تقول والدتي‪:‬‬ ‫جلست مع البقية ننتظر انتهاء أعمامي من‬ ‫اغتسالهم وصالتهم واستعدادهم لوقت‬ ‫العشاء‪ ،‬حتى ميكنني تناول العشاء معهم أو‬ ‫على األقل ما يتبقى منهم‪ ،‬ثم شرب القليل من‬ ‫املاء الذي اشتهيه نظراً لظمئى الشديد‪ ..‬ثم‬ ‫أخلد إلى النوم‪..‬‬ ‫جلست بجوار جدتي بعد العشاء‪ ،‬ورأيتها قد‬ ‫أخفت القليل من املاء في (الغضارة) ألشربه‬ ‫بعيداً عن أعني ك ّل األطفال؛ فأنا اليتيمة التي‬ ‫حتظى مبيزة البر والعطف املضاعف‪..‬‬ ‫انتبهت عمتي التي كانت جتلس بجوار جدتي‬ ‫للماء؛ فغضبت جداً وكانت صارمة‪ ،‬صارمة‬ ‫ضد أي متييز لألطفال وتدليلهم على حساب‬ ‫الكبار‪..‬‬ ‫فهي تعرف مقدار التعب الذي يبذله الرجال‬ ‫طوال النهار‪ ،‬ولهاثهم وراء اللقمة وتأمني‬ ‫بيوتهم‪ ،‬وجتيء هذه الطفلة الشقية بكل سهولة‬ ‫لتبتلع نصيبهم من املاء!!‬

‫كال وألف كال‪!.‬‬ ‫فأخذت إناء املاء وسكبته على مرأى مني‪،‬‬ ‫وقالت (روحي نامي‪ ..‬تسقيك الغز ّيل)‪.‬‬ ‫وتكمل والدتي‪:‬‬ ‫وبقيت أبكي طوال الليل في فراشي حسرة‬ ‫على املاء‪ ،‬وقهراً ألني ال أستطيع احلصول‬ ‫على مميزات دالل جدتي دون العبور بعمتي‬ ‫احلازمة هذه‪..‬‬ ‫وأتذكر الغز ّيل وأعرف أنها كذبة إلسكاتي‪..‬‬ ‫وأثناء ذلك غفوت‪..‬‬ ‫غفوت وأنا شبه جالسة في فراشي‪..‬‬ ‫إلي في احللم‪..‬‬ ‫فجاءت ّ‬ ‫(غزالة)‪ ..‬غزالة حقيقية جميلة‪ ..‬بعينني‬ ‫واسعتني وأقدام نحيفة رقيقة‪ ..‬وبطن ضامر‬ ‫ولون ترابي صافي‪..‬‬ ‫متشي على قدميها اخللفيتني وقد أمسكت‬ ‫بيديها األماميتني (غضارة) مملوءة باحلليب‬ ‫البارد‪ ،‬واقتربت مني بلطف شديد وأنا مأخوذة‬ ‫بجمالها وقدرتها على إمساك الغضارة وكأنها‬ ‫بشر سوي‪..‬‬ ‫اقتربت واضعة الغضارة على طرف شفتي‪..‬‬ ‫أحسست ببرد الغضارة بفعل برد احلليب‪.‬‬ ‫فتحت شفتي وارتشفت قلي ً‬ ‫ال‪..‬‬ ‫إنه حليب حقيقي!‬ ‫أعب‬ ‫يقولون‬ ‫كما‬ ‫وابتدأت‬ ‫وشربت وشربت‬ ‫ّ‬ ‫احلليب ع ّباً‪ ،‬أي أشربه بتتابع وبصوت‬ ‫مسموع‪ ..‬وأحسست ببرده يسري بني‬ ‫أضالعي‪..‬‬ ‫وجاءني شعور االرتواء‪..‬‬ ‫الشعور الذي يغمرك بالفتور والنعاس واللذة‪..‬‬ ‫وعدم القدرة على التحرك المتالء بطنك‬ ‫بالسائل البارد اللذيذ‪..‬‬ ‫وملا بدأ شعاع الشمس يسطع على وجنتي‪،‬‬ ‫واستيقظت صباحاً‪ ،‬وجدتني ما زلت أشعر‬ ‫بثقل احلليب في معدتي!‬ ‫واستغربت جداً‪..‬‬ ‫ونزلت بسرعة ألروي جلدتي احلادثة الغريبة‪..‬‬ ‫فضحكت في مصالها بابتسامة راضية‬ ‫جميلة‪ ..‬وقالت‪ :‬ألنك يتيمة ربي أرسلك‬ ‫الغز ّيل تسقيك!‬ ‫وظللت طوال اليوم أحدث كل األطفال الذين‬ ‫قابلتهم عن الغز ّيل التي جاءتني متشي على‬ ‫قوائمها وأسقتني احلليب البارد!‬ ‫وحتى اليوم‪..‬‬ ‫رويتها لبناتي وألحفادي‪ ..‬وللقارئات أيضاً‪..‬‬ ‫بنات وحفيدات‪.‬‬


‫بصورة منتظمة‪.‬‬ ‫* أحب اجللوس في األماكن العامة ومراقبة‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫* أش��ع��ر ب��أن الطبيعة البشرية س��اح��رة بال‬ ‫حدود‪.‬‬ ‫* أن���ا معجبة ب��امل��ت��ط��وع�ين ب��األع��م��ال؛ فهم‬ ‫يضحون بالكثير جداً ملساعدة اآلخرين‪.‬‬ ‫* ال ميكنني أن أح��ت��رم زميلة تهني مشاعر‬ ‫اآلخرين‪.‬‬ ‫* ال أقبل ترقية قد تؤثر في عالقاتي‪.‬‬ ‫* عندما أف��ارق احلياة‪ ،‬أمتنى أن أع��رف أن‬ ‫املقربني مني قد حزنوا علي‪.‬‬ ‫قومي بجمع األرقام كي حتصلي على املجموع‬ ‫الكلي للقائمة أ‬ ‫املجمـوع =‬

‫القائمة ب‪:‬‬

‫الرقم‬ ‫* أشعر ب��اإلث��ارة عندما أق��وم ب��أداء األشياء‬ ‫بشكل أفضل من اآلخرين‪.‬‬ ‫* إذا اعتقدت أنني سأفشل ف��ي ش��يء ما‪،‬‬ ‫فإنني أفقد اهتمامي‪.‬‬ ‫* أحقق جناحاً عند العمل في بيئة تنافسية‪.‬‬

‫* أه��ت��م بالناجحات ف��ي مجاالتهن وأطمح‬ ‫إليهن‪.‬‬ ‫* أشعر بإثارة حقيقية إذا تألقت زميلة لي في‬ ‫جانب من حياتها‪.‬‬ ‫أحسن‬ ‫بأنني‬ ‫أشعر‬ ‫أن‬ ‫لي‬ ‫بالنسبة‬ ‫* من املهم‬ ‫ّ‬ ‫من نفسي باستمرار‪.‬‬ ‫قومي بجمع األرقام كي حتصلي على املجموع‬ ‫الكلي للقائمة ب‬ ‫املجموع =‬

‫القائمة ج‪:‬‬

‫الرقم‬ ‫أج���ع���ل ال���ن���اس ي��ل��ت��ف��ون ح����ول ط��ري��ق��ت��ي في‬ ‫التفكير‪.‬‬ ‫* أح���ب أن ي��ذك��رن��ي ال��ن��اس بالتأثير الذي‬ ‫أحدثته في حياتهم‪.‬‬ ‫* أحياناً أتعمد مخالفة الناس كي أرى رد‬ ‫فعلهم‪.‬‬ ‫* أش���ع���ر ب����إث����ارة واس��ت��م��ت��اع ع��ن��دم��ا أكون‬ ‫مسؤولة‪.‬‬ ‫* في أي جتمع عمل ‪ /‬موقف اجتماعي أود‬ ‫أن يشعر اجلميع بوجودي‪.‬‬

‫* في كبرياء األسود‪ ،‬أحب أن أكون مثلهم‪.‬‬ ‫* أحترم األقوياء وأتطلع إلى أن أكون مثلهم‪.‬‬ ‫قومي بجمع األرقام كي حتصلي على املجموع‬ ‫الكلي للقائمة ج‬

‫املجموع =‬ ‫النتيجة‪:‬‬

‫‪-1‬إذا ك��ان لديك من ‪ ١٠‬ـ ‪ 14‬في القائمة أ‬ ‫فلديك داف���ع االن��ت��م��اء‪ ،‬ب���ؤرة اهتمامك هي‬ ‫اآلخ����رون‪ ،‬ال تهتمني بنتائج أع��م��ال��ك‪ ،‬دوماً‬ ‫يهمك رأي اآلخرين‪.‬‬ ‫‪-2‬إذا ك��ان لديك من ‪ 14 - 10‬في القائمة‬ ‫ب فدافعك اإلجن���از‪ ،‬ب��ؤرة اهتمامك حتقيق‬ ‫النتائج‪.‬‬ ‫‪-3‬إذا ك��ان لديك من ‪ 14 - 10‬في القائمة‬ ‫ج فدافعك النفوذ والتأثير‪ ،‬ب��ؤرة اهتمامك‬ ‫السيطرة وتتمتعني بقدرة عالية على التأثير‪.‬‬ ‫وأقل من ‪ 10‬على القوائم الثالث يكون لديك‬ ‫خليط الدوافع‪.‬‬

‫‪49‬‬


‫ـدد‬ ‫الالعع ـــدد‬ ‫‪100‬‬

‫تحت المجهر‬ ‫‪nawalalali78@hotmail.com‬‬

‫نوال العلي‬

‫الدوافع‬ ‫الأ�سا�سية‬ ‫لكي تستغلي وقتك بشكل أكثر فاعلية‬ ‫وتقومي بأعمالك التي جتيدينها‬ ‫وتعملي على حتسني نفسك في‬ ‫املجاالت التي تكونني ضعيفة فيها؛‬ ‫فما عليك إال معرفة اجلانب الذي‬ ‫يغلب عليك‪ ،‬وضبط تفكيرك فتؤدين‬ ‫سلوك ًا جيد ًا تشعر ين مبشاعر سعادة‬ ‫ورضا عن نفسك؛ ألن السلوك مرتبط‬ ‫بالتفكير واملشاعر‪ ،‬فأي تغير في أي‬ ‫جانب يؤدي إلى تغيير الباقي؛‬ ‫فالسلوك هو كل ما يصدر عن الفرد‬ ‫من استجابات مختلفة ظاهرة كاألكل‬ ‫والكالم والتعبيرات اجلسدية‪ ،‬أو‬ ‫باطنه كالتفكير واالنفعال إزاء موقف‬ ‫يواجهك‪.‬‬ ‫أما املشاعر فهي إحساسك بالسعادة‪،‬‬ ‫وهذا السلوك ال يتم إال من خالل ما‬ ‫يحتويه داخلك من قيم وميول ودوافع‪،‬‬ ‫والتفكير خطة سيرك وفق منظومة‬ ‫عقلية‪ ،‬فاكتشفي دوافعك؛ ألن الدوافع‬ ‫البشرية مسيطرة على عقول البشر‪.‬‬ ‫الدوافع‪ :‬النفوذ والتأثير‪،‬‬ ‫اإلجناز‪ ،‬االنتماء ‪.‬‬

‫إليك ثالث قوائم‬ ‫أ‪ ،‬ب‪ ،‬ج‪.‬‬

‫لكل بند من البنود التالية ضعي الدرجة‪.‬‬ ‫(صفر) إذا كان األمر ال ينطبق عليك متاما‪ً.‬‬ ‫( ‪ ) 1‬إذا كان األمر ينطبق عليك أحياناً‪.‬‬ ‫( ‪ ) 2‬إذا كان األمر ينطبق عليك متاماً‪.‬‬ ‫ثم اجمعي الدرجات اخلاصة بكل قائمة‪.‬‬

‫القائمة أ‪:‬‬

‫الرقم‬ ‫* أح��اول جاهدة مسايرة صديقاتي وأسرتي‬

‫‪48‬‬


‫وجود فتحات تبعث بعض النور‪.‬‬ ‫ابتسمت لنفسي‪ ..‬إذاً هاهنا‬ ‫بعض الضوء‪ ..‬ميكنني أن أتسلق‬ ‫ألرى ماذا في األعلى‪ ..‬بدأت‬ ‫الصعود‪ ..‬كان الطريق متعباً وبدا‬ ‫لي أنني سأصل إلى السماء‪..‬‬ ‫علي احلذر؛ فالدرج يبدو مهترئاً‬ ‫ّ‬ ‫في بعض األماكن‪ ..‬كما أنني‬ ‫أجهل طبيعة املكان‪ ..‬كنت أفكر‬ ‫هل ميكن أن يوجد أحياء في‬ ‫هذه املئذنة؟ فكرت في الثعابني‬ ‫رمبا وجدت بعضها أن املكان‬ ‫مناسباً فقررت االستقرار فيه‪..‬‬ ‫لم أفكر بالنظر إلى األسفل‬ ‫فقط كنت أتخيل الصورة‪ ..‬فراغ‬ ‫أسود عميق ولذلك واصلت‬ ‫صعودي إلى األعلى‪ ..‬كلما مررت‬ ‫بنافذة نظرت من خاللها ألرى‬ ‫املدينة والقرى القريبة منها‪..‬‬ ‫كان املنظر يختلف كلما صعدت‬ ‫أكثر‪ .‬أحسست بالسعادة‪..‬‬ ‫بدأ خوفي يتالشى‪ ..‬وصدى‬ ‫خطواتي يبعث في نفسي نوعاً‬ ‫من األنس‪.‬‬ ‫وأخيراً وصلت أعالها‪ ..‬كانت‬ ‫املدينة تبدو صغيرة واجلبل‬ ‫في اخللف قد غطى جزءاً‬ ‫منها‪ ..‬كما بدا لي النهر كبيراً‬ ‫وقوياً‪ ..‬وهناك رأيت غرفتي‪..‬‬ ‫ابتسمت وأخذت أستنشق‬ ‫الهواء‪ ..‬كم تبدو دنيانا صغيرة‬ ‫يا أبي‪ ..‬ولكنها قاسية مؤملة‬ ‫على صغرها‪ ..‬فكرت فيك‬ ‫وفي أمي‪ ..‬فكرت في إخوتي‪..‬‬ ‫فكرت في نفسي وفي غربتي‪..‬‬ ‫ومع زحف الضباب على املدينة‬ ‫زحفت الذكريات كالسيل‬ ‫تهاجمني‪.‬‬ ‫أخذني الوقت وأنا في موقفي‬ ‫فلم أنتبه لنفسي‪ ..‬اقترب وقت‬ ‫صالة املغرب وعلي النزول‬ ‫بسرعة قبل أن تظلم الدنيا‪..‬‬ ‫حملت العم ناصر يدخل إلى‬ ‫فناء املسجد ومعه رجل آخر‪..‬‬ ‫استدرت بسرعة ألنزل قبل‬ ‫أن يراني‪ ..‬وفي الطريق حملت‬ ‫منظراً أذهلني‪ ..‬عش طائر‬ ‫وبداخله فرخ صغير‪ ..‬يبدو أن‬

‫أبويه قد هجرا العش لسبب‬ ‫يفسر‪،‬‬ ‫من األسباب فال شيء ِ ّ‬ ‫تأخرهما عنه‪ ..‬بدا الصغير‬ ‫جائعاً‪ ..‬التفت حولي فلم أجد‬ ‫ما أطعمه به‪ ،‬ثم خطر على‬ ‫بالي أمر ال أدري يا أبي أصائباً‬ ‫كان أم ال‪ ..‬رفعت العش بهدوء‪،‬‬ ‫وأخذته معي‪ ..‬وبدأت في النزول‬ ‫السريع‪.‬‬ ‫كنت أفكر طوال الطريق‪ ،‬ما‬ ‫الذي أخر أبواه عنه‪ ..‬وهل‬ ‫قسا قلباهما فتركاه في هذه‬ ‫املئذنة وحيداً‪ ..‬قطعت الطريق‬ ‫بسرعة‪ ..‬أصابني اإلرهاق‬ ‫وأخيراً وصلت إلى األرض‪.‬‬ ‫كان العم ناصر جالساً مع‬ ‫بعض الرجال الكبار في ساحة‬ ‫املسجد‪ ..‬خرجت من املئذنة دون‬ ‫أن يلمحني أحد منهم‪ ..‬ولكن ال‬ ‫أستطيع عبور الساحة مبثل هذه‬ ‫البساطة‪ ..‬فقررت العبور بهدوء‪.‬‬ ‫حملني العم ناصر‪..‬‬ ‫ هيه أنت يا فتى‪ ،‬تعال هنا؟‬‫ اقتربت منهم بهدوء‪.‬‬‫ أووه هذا أنت يا بني‪ ..‬ما‬‫الذي كنت تفعله في اخللف؟‬ ‫ كنت أشاهد الساحات وأرقب‬‫املدينة‪.‬‬ ‫ حانت منه التفاتة إلى الطائر‪..‬‬‫وما هذا الشيء في يدك؟‬ ‫ طائر صغير وجدته وحيدا‪ً.‬‬‫ أرني إياه‪..‬‬‫ مددته إليه‪.‬‬‫ هذا طائر صغير‪ ..‬ال‬‫ميكن أن يخلو العش من أحد‬ ‫الوالدين‪ ..‬إال إذا ……‬ ‫ ماذا يا عم؟‬‫ إال إذا ماتا‪ ..‬األطفال هنا‬‫يعبثون بالطيور‪ ..‬أحسنت صنعاً‬ ‫بأخذه‪ .‬ولكن هل تستطيع‬ ‫االعتناء به؟‬ ‫ سأحاول‪ ..‬وابتسمت‪.‬‬‫ حسناً‪ ..‬قم بطحن احلب له‬‫فهو ال يزال صغيراً‪ ..‬وهيا بنا‬ ‫حان وقت املغرب‪.‬‬ ‫صلينا املغرب‪ ..‬وخرجت مسرعاً‬ ‫إلى غرفتي ألطعم صغيري‪..‬‬ ‫مررت مبحل صغير في احلي‬

‫أحب أن أشتري منه أغراضي‪..‬‬ ‫طلبت منهم كيساً صغيراً من‬ ‫احلبوب وركضت باجتاه البيت‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫يوم اجلمعة‪ :‬الساعة الواحدة‬ ‫لي ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫أتدري يا أبي‪ ..‬أشتاق لك دائماً‬ ‫وأتذكرك كلما رأيت الرجال‬ ‫في املسجد (مسجدنا قدمي)‪..‬‬ ‫تشعر بالرهبة والسكينة ميآلن‬ ‫نفسك مبجرد أن تفتح بابه‪ ..‬لو‬ ‫رفعت رأسك إلى السقف سترى‬ ‫أنه يحتاج إلى ترميم‪ .‬كما أن‬ ‫اإلضاءة فيه ضعيفة‪ ..‬تفوح منه‬ ‫رائحة طيبة ولو لم تضع فيه‬ ‫عطراً‪ ..‬فرش بسجاد قدمي‪،‬‬ ‫ولكنه فاخر‪ ..‬وفيه عدة أدراج‬ ‫خصصت لوضع املصاحف‪..‬‬ ‫وقد عال الغبار أركانه‪ ..‬ترى في‬ ‫الصف األول مجموعة سجاد‬ ‫صغير‪ ،‬هذا السجاد خاص بالعم‬ ‫ناصر وببعض الرجال الذين‬ ‫يحرصون على اجلماعة‪ ..‬وفي‬ ‫مؤخرته وضع إناء فخار فيه ماء‬ ‫تفوح منه رائحة البخور‪.‬‬ ‫نسيت أن أقول لك إن صغيري‬ ‫بصحة جيدة‪ ..‬وضعت عشه‬ ‫قريباً من سريري‪ ،‬في مكان‬ ‫أراه وأرى املئذنة من خالله‪..‬‬ ‫وقمت بطحن احلب له‪ ..‬قررت‬ ‫أن أسميه (وحيد)؛ ألنه من دون‬ ‫أصدقاء‪ ..‬أتدري يا أبي أشعر‬ ‫بأنني مثل طائري‪ ،‬وحيداً في‬ ‫عاملي إال من الذكريات‪.‬‬ ‫أصحو كل يوم‪ ..‬أرسل قبلة‬ ‫للمئذنة وأرتدي مالبسي‪..‬‬ ‫وأتوجه إلى مدرستي‪ ..‬أراك هنا‬ ‫في كل صفحة‪ ..‬في كل سطر‪..‬‬ ‫في قلبي اسمان‪ ..‬األسرة‪،‬‬ ‫واملبدأ‪ ..‬وحتت كل منهما‬ ‫توقيعك‪.‬‬ ‫يوم الثالثاء‪ :‬الساعة احلادية‬ ‫عشرة لي ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫تعود وحيد على يدي وبدأ‬ ‫تغريده ميأل البيت‪ ..‬ضحكت‬ ‫اليوم عليه وهو يحاول أن يتعلم‬ ‫الطيران‪ ..‬أجنحته ال تزال‬ ‫ضعيفة‪ ،‬ولكنه سيطير سريعاً‪..‬‬

‫أعجبني عزمه ومحاوالته‬ ‫املتكررة‪ ..‬في كل مرة يقع كنت‬ ‫أرفعه ثانية‪ ..‬فيعود للوقوع من‬ ‫جديد‪ ..‬وفي املساء ينام بني‬ ‫ذراعي‪ .‬أفكر فيه اآلن‪ ،‬أشعر‬ ‫بأنه يفهم كالمي ‪ ..‬ويأنس‬ ‫برؤيتي‪ ..‬هو صغير في حجمه‪،‬‬ ‫ولكنه ميأل فراغاً كبيراً في‬ ‫قلبي‪ ..‬أشتاق له وأسابق الوقت‬ ‫للعودة إلى غرفتي ألجلس معه‪.‬‬ ‫أتدري يا أبي‪ ..‬أشعر باأللم إذا‬ ‫فكرت فيك‪ ..‬وما الفائدة أن‬ ‫أمضغ الذكريات دون أن أراك‪..‬‬ ‫مرارة األيام تؤملني يا أبي‪ ..‬ملاذا‬ ‫يقسو الناس على بعضهم؟ ملاذا‬ ‫تختفي كل حسنات اإلنسان‬ ‫إذا أخطأ؟ وملاذا تختفي الكف‬ ‫احلنون التي تقبل العائد؟‬ ‫آه يا أبي‪ ..‬صور العشق التي‬ ‫ترتسم في نفوسنا حتيينا‬ ‫باألمل‪ ..‬وفي قصاصات األوراق‬ ‫تتعانق األرواح‪ ..‬وفي عاملك‬ ‫أرحل‪ ..‬وحتت ظاللك أستظل‪..‬‬ ‫وفي تغريد وحيدي أرى طيفك‬ ‫يبتسم لي‪ ..‬يشجعني‪ ..‬ويأخذ‬ ‫بيدي في عالم لم أعد أميز‬ ‫معامله‪.‬‬ ‫أتدري يا أبي‪ ..‬أصبحت في كل‬ ‫يوم أقص ورقة من التقومي فرحاً‬ ‫وأشعر بأنني قصصت ورقة من‬ ‫غربتي معها‪ ..‬وأنتظر موعد‬ ‫الرحيل‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫يوم األحد‪ :‬الساعة الثانية لي ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫كبر وحيد يا أبي‪ ..‬وأصبح يطير‬ ‫مبهارة‪ ..‬كما أضحى‪ ،‬يخرج من‬ ‫الغرفة ويعود إليها‪ ..‬أتدري يا‬ ‫أبي‪ ..‬أفقده كثيراً إذا عدت إلى‬ ‫الغرفة ولم يكن موجوداً فيها‪..‬‬ ‫أتصدق رأيته يطير كثيراً باجتاه‬ ‫املئذنة‪ ،‬شعرت أن شيئاً ما‬ ‫يربطه بها‪.‬‬ ‫ترى هل يشعر صغيري بأنه فقد‬ ‫أبويه هناك؟‬ ‫وهل يشعر بأنها منزله األول؟‬ ‫أرقبه اآلن بجوار املدفأة‪..‬‬ ‫أغمض عينيه وغفا‪ ..‬وتركني مع‬ ‫أوراقي‪ ..‬ومعك‪.‬‬

‫‪51‬‬


‫الع ــدد‬ ‫‪100‬‬

‫قصة قصيرة‬

‫تتعلق األرواح بالطيور‬ ‫واألحجار‪..‬‬ ‫ولكن متى؟؟‬ ‫إذا ارتبطت بقلب ونبض‪..‬‬ ‫في طيور السماء حب‬ ‫ووفاء‪..‬‬ ‫وفي أحجار األرض أنس‬ ‫وعطاء‪..‬‬

‫عبدالله السعد‬

‫‪lubnayasin@hotmail.com‬‬

‫طائر‬

‫املئذنة‪..‬‬

‫‪50‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫يوم األحد‪ ..‬الساعة الواحدة‬ ‫لي ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫أبي‪ ..‬ترى هل ستصلك رسالتي‬ ‫هذه‪ ،‬وإذا وصلت فهل سترد‪..‬‬ ‫أشتاق لك كثيراً في غربتي‪..‬‬ ‫أنت معي في كل حلظة‪ ..‬وكل‬ ‫شيء أراه يذكرني بك‪.‬‬ ‫أقيم في الدور الرابع في شقة‬ ‫صغيرة‪ ..‬اطمئن‪ ،‬ال تخف على‬ ‫دراستي؛ فاألمور تسير بشكل‬ ‫جيد‪ ..‬تطل غرفتي على نهر‬ ‫كبير‪ ..‬وفي الضفة األخرى من‬ ‫النهر مسجد املدينة مبئذنته‬ ‫السامقة‪ ..‬تقابل املئذنة نافذة‬ ‫غرفتي‪ ..‬وفي الليل أنسج مع‬ ‫املئذنة اخلياالت وأضع الصور‪.‬‬ ‫حارس املسجد العم ناصر رجل‬ ‫كبير‪ ،‬في اخلمسينيات‪ ..‬ال يزال‬ ‫متمتعاً بقوة ولكنك تشعر حني‬ ‫تراه بقسوة احلياة التي عاشها‪..‬‬ ‫أشعر بأنه ال يستطيع االلتفات‬ ‫إلى املئذنة‪ ،‬رمبا حتوي ذاكرته‬ ‫قصصاً‬ ‫َ‬ ‫ومواقف‪ ..‬ال عليك يا‬ ‫أبي لقد عزمت على اجللوس‬ ‫معه والتعرف إليه أكثر وسماع‬ ‫قصة املئذنة منه‪ ..‬التاريخ يا أبي‬ ‫يقول إن اإلسالم انتشر هنا‪ ،‬إن‬ ‫املساجد كانت متتلئ باملصلني‪..‬‬ ‫ولكن ملاذا تتغير األرض بهذه‬ ‫الصورة‪ ..‬أطلت عليك يا أبي‬ ‫سامحني‪ ..‬أنتظر ردك‪.‬‬ ‫<<<‬ ‫يوم االثنني‪ :‬الساعة الثانية عشر‬ ‫لي ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫اليوم خرجت من غرفتي‪..‬‬ ‫وقررت التوجه للمسجد‪ ..‬لم‬ ‫أزره كثيراً‪ ،‬كان صمته مهيباً‪..‬‬ ‫يحيط به سور حجري كبير‬ ‫قدمي‪ ..‬لم تؤثر األيام في السور‪،‬‬

‫ولكن لونه حتول إلى األخضر‬ ‫املسود بسبب ما نبت عليه من‬ ‫طحالب‪ ..‬السور قوي‪ ،‬كأنه‬ ‫مصمم ملواجهة احلرب‪ ..‬وفي‬ ‫الداخل ساحة خضراء كبيرة‪..‬‬ ‫لم يعترض طريقي أحد‪..‬‬ ‫فواصلت مسيري متلفتاً‪ ..‬كان‬ ‫املكان مرتفعاً وبدت لي جبال‬ ‫في األفق‪ ،‬تسلقت السور ألرى‬ ‫املدينة؛ فرأيت ذاك النهر‪ ،‬كان‬ ‫كل شيء هادئاً‪ ..‬ونسمات الهواء‬ ‫تداعب وجهي‪ ..‬نظرت خلفي‪..‬‬ ‫املسجد يبدو شامخاً‪ ..‬واملئذنة‬ ‫تقف في صمود‪ ..‬بدت لي آثار‬ ‫دمار لم أتبينها من قبل‪ ..‬اقتربت‬ ‫من املسجد‪ ..‬فرأيت حوض ماء‬ ‫وسط الساحة اخلضراء‪ ..‬وحول‬ ‫احلوض صمم بناء دائري يحيط‬ ‫باملاء‪ ..‬ومن حوله صف دائري‬ ‫من الكراسي بدا أنه لم يستخدم‬ ‫منذ فترة طويلة‪ ..‬حاولت تخيل‬ ‫الصورة قبل أن يهجره الناس‪..‬‬ ‫ورأيت الرجال يجلسون على‬ ‫هذه الكراسي ويتوضؤون هنا‪..‬‬ ‫وأصوات األطفال وهم في كتاب‬ ‫املسجد يتعلمون القرآن‪ ..‬فتحت‬ ‫عيني على الفراغ ثانية وواصلت‬ ‫مسيري متأم ً‬ ‫ال‪ ..‬لم أتوجه‬ ‫إلى املسجد بل التففت حوله‪..‬‬ ‫ووصلت إلى باب املئذنة‪ ..‬كان‬ ‫باباً خشبياً قدمياً‪ ،‬لكنه جميل‪..‬‬ ‫حتسسته بيدي‪ ..‬كان ضعيفاً‪..‬‬ ‫ميكن أن أفتحه لو اتكأت عليه‬ ‫بقوة‪ ..‬خطر على بالي أن أصعد‬ ‫املئذنة ألرى املدينة من فوق‪..‬‬ ‫وفع ً‬ ‫ال دفعت الباب فأحدث‬ ‫صريراً أزعج السكون‪ ..‬ووجدت‬ ‫نفسي داخل مئذنة مهجورة‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫كانت املئذنة من الداخل‬ ‫مظلمة‪ ..‬باردة‪ ..‬وبدا لي أنها‬ ‫لم تستخدم منذ فترة طويلة‪..‬‬ ‫كان الغبار ميأل األرض‪ ..‬والسلم‬ ‫احللزوني امللتف يعانق الفضاء‬ ‫املظلم‪ ..‬شعرت بقشعريرة متأل‬ ‫نفسي‪ ..‬ال أدري يا أبي أكان‬ ‫خوفاً أم وحشة أم هيبة للمكان‪..‬‬ ‫حاولت أن أبصر نهاية السلم فلم‬ ‫أستطع‪ ..‬لكن استرعى انتباهي‬


‫عندما يكون جذب عينني‬ ‫حزينتني أقوى من كل قوى‬ ‫اجلذب والنبذ التي وصفها لنا‬ ‫بقوانينه‪ ،‬وال علمت أن جملة‬ ‫واحدة من مقهور تعاند كل‬ ‫جاذبية األرض وتنطلق نحو‬ ‫سماء الوجع‪ ،‬وال تنتهي عند‬ ‫أفق يحده سحاب وال أرض‪،‬‬ ‫وما كنت أدري أن ناجت جمع‬ ‫واحد وواحد آخر ميكنها أن‬

‫تعطي واحداً قلقاً ثائراً غاضباً‬ ‫متأملاً يجمع في قلبه حصيلة‬ ‫أوجاع أمة وأرض ووطن‪ ،‬كما‬ ‫لم تخبرنا مدرسة الرياضيات‬ ‫يوماً‪ ،‬وما علمت أن إعراب‬ ‫(فتى أسمر) ميكنه أن يتعدى‬ ‫حدود املبتدأ بنظرة واحدة‪،‬‬ ‫وأن يكون خبره مشحوناً بألم ال‬ ‫يغادر حنايا الروح‪.‬‬ ‫إلي نظرة ال أدري كيف‬ ‫نظر ّ‬

‫أصفها يا أمي‪ ،‬نظرة أكاد‬ ‫أقول إنها مادت باألرض حتت‬ ‫قدمي لشدة رسوخها‪ ،‬وغارت‬ ‫في عمق قلبي‪ ...‬نظرت إليه‪،‬‬ ‫كان رث الثياب‪ ،‬بالي الكبد‪،‬‬ ‫يرتدي أوجاعه بأناقة جرح‬ ‫غائر‪ ،‬لم يكن لي أن أتعدى‬ ‫حدود آالمه دون أن تالمسني‬ ‫حــد االنشطار؛ فبأي روح تراني‬ ‫أكمل طريقي وأ ّدعي أنني لم‬ ‫أم ّر بقلب متمزق‪.‬‬ ‫شعرت باجلوع يحفر أخدوداً‬ ‫عميقاً في عمق عينيه؛‬ ‫فأخرجت فطيرة املدرسة‬ ‫ودفعت بها إليه‪ ،‬إال أنه هز‬ ‫كتفيه رافضاً‪ .‬وأشاح بنظره‬ ‫عني بعيداً نحو أفق لم أره‬ ‫متاماً‪ ،‬أصررت عليه وقدمت‬ ‫يدي بها نحوه أكثر؛ فتمادى‬ ‫في رفضه؛ فشطرتها نصفني‬ ‫وقدمت إليه أحدهما‪ ،‬فالتقطه‬ ‫على استحياء‪.‬‬ ‫في نفس املكان في اليوم التالي‬ ‫التقيته‪ ،‬ما يزال يرتدي وجعه‪،‬‬ ‫وما تزال أناقة اجلرح جتاهر‬ ‫بوجودها على محياه الهادئ‪،‬‬ ‫وما يزال يكابر‪ ...‬لم أتكلم‪،‬‬ ‫ولم يفعل هو‪ ،‬اكتفيت باقتسام‬ ‫الفطيرة بيننا‪ ،‬واكتفى بنصفه‪،‬‬ ‫ولم يشاطرني أوجاعه‪ ..‬فقط‬ ‫ابتسم بوداعة ومضى‪.‬‬ ‫ـي على‬ ‫صار بيننا تواط ٌؤ خف ٌ‬ ‫موعد لم نتفق عليه يوماً‪ ،‬بل‬ ‫ألفناه دومنا قصد منا‪ ،‬ودون‬ ‫كلمة واحدة‪.‬‬ ‫في املوعد نفسه كل يوم‬ ‫ينتظرني عند نفس الزاوية التي‬ ‫تلم شعث رصيفني أغبرين‪،‬‬ ‫أحدهما ينتهي ببيتنا‪ ،‬واآلخر‬ ‫يلملم ذيوله عند بوابة مدرستي‬ ‫احلديدية الصدئة‪ ..‬يبتسم‬ ‫عندما يراني ابتسامة يلوح‬ ‫عليها وجع قصي لم يكن في‬ ‫وسعه إخفاؤه متاماً وراء نظرة‬ ‫شاردة‪ ،‬أبادله نفس االبتسامة‬ ‫املواربة خلف ألف جرح وجرح‪،‬‬ ‫واحململة بألف سؤال وسؤال‪،‬‬ ‫وألنني أعي جيداً أنه ال يريد أن‬ ‫يجيب عن أسئلتي النزقة اكتفي‬

‫باقتسام الطعام معه‪.‬‬ ‫حتى أنني أحضرت له ذات يوم‬ ‫علبة عصير برتقال‪ ،‬لكنه أبى‬ ‫أن يأخذها‪ ،‬وكما كل يوم اكتفى‬ ‫بنصف طعام يزرعه في معدة‬ ‫لم متتلئ يوماً إلنسان يعيش‬ ‫على حافة املوت نصف حياة‪.‬‬ ‫ذات يوم – بعد أن تقاسمنا‬ ‫جوعنا كثيراً‪ -‬قررت أن‬ ‫أستوقفه‪ ،‬أن أعرف عنه شيئاً‬ ‫وعندما مد يده ليلتقط نصف‬ ‫الفطيرة كما كل يوم‪ ،‬أمسكت‬ ‫إلي متوجساً‪،‬‬ ‫يده؛ فنظر ّ‬ ‫وأفلت يده كما لو‬ ‫بسطت كفي‬ ‫ُّ‬ ‫كنت أطلق عصفوراً مذعورا‪ً،‬‬ ‫ثم تراجعت واكتفيت بإعطائه‬ ‫نصفه‪.‬‬ ‫آه يا أمي لو تعلمني في أي‬ ‫مكان خبأت سره في قلبي‪،‬‬ ‫وأهلت عليه شجوني لئال تتعثر‬ ‫بفوضى تفاصيله عيون متسائلة‬ ‫تنبش الذاكرة علها جتد دلي ً‬ ‫ال‬ ‫الغي‪ ،‬كم كنت أنتظر رؤيته‬ ‫على ّ‬ ‫كل يوم‪ ،‬وكأنه صار الشيء الذي‬ ‫يربطني إلى احلياة ويشدني‬ ‫إليها‪.‬‬ ‫في ذلك اليوم يا أمي لم أجده‬ ‫عند املنعطف ملا وصلت كما هي‬ ‫العادة‪ ،‬كان هناك على الرصيف‬ ‫املقابل‪ ،‬يحمل حجراً ووجعاً‪،‬‬ ‫ويرمي حصاة بقوة في صدر‬ ‫ذلك الوحش العمالق الواقف‬ ‫أمامه كما جبل شديد االنحدار‪،‬‬ ‫كان صغيراً مبا يكفي لتسكت‬ ‫أنفاسه طلقة واحدة من بندقية‬ ‫فاجرة وترميه جثة بال حراك‪،‬‬ ‫وماذا تفعل سنوات عشر تدرأ‬ ‫شقاءها وراء حجر أمام جندي‬ ‫مدجـج باحلقـد‪.‬‬ ‫ركضت إليه‪ ،‬رآني فابتسم لي‪،‬‬ ‫وعندما وصلت على مرمى‬ ‫نصف فطيرة من جرحه‬ ‫النازف‪ ،‬لم يعد في وسعه أن‬ ‫ميد لي يداً ليأخذ نصيبه كما‬ ‫اعتاد أن يفعل‪ ،‬وما زلت يا أمي‬ ‫ألقي عليك حتية الصباح‪،‬‬ ‫وأضع نصيبه من الفطيرة في‬ ‫نفس املكان‪ ،‬ع ّل صبياً آخر له‬ ‫أناقة جرح يهتدي إليها‪.‬‬

‫‪53‬‬


‫الع ــدد‬ ‫‪100‬‬

‫مرايا ال تبوح‬

‫«ثمة أشخا‬ ‫ص ميرون أمام املرايا‪،‬‬ ‫ورقية‪ ،‬إنهم يتنفسون احلياة بأر ليسوا مجرد كائنات‬ ‫واح‬ ‫شفيفة‪ ..‬كما نحن»‪.‬‬

‫لبنى ياسني‬

‫‪lubnayasin@hotmail.com‬‬

‫وللحديث‬ ‫بقية‬ ‫أنفاس قلقة تغلي في عروقها‪،‬‬ ‫يزيدها نزق الصبا فوراناً‬ ‫وحرارة‪ ،‬تنبعث من دهاليز‬ ‫روحها املغرقة في احلزن كما‬ ‫حمم ممزوجة بالوهن واأللم‪،‬‬ ‫تضيق عليها مساحة صدرها‪،‬‬ ‫تتكور اآلهة في قلبها‪ ،‬تتسلل‪..‬‬ ‫تتدحرج‪ ..‬تتبعثر‪ ..‬تـنبعث‬ ‫وكأنها أوقدت من سعير قلبها‬ ‫املشتعل‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫تثبت عينيها في عيني امرأة‬ ‫أخرى‪ ،‬تسند ظهر غيابها‬ ‫حلائط متآكل‪ ،‬تتوزع على‬ ‫مالمحه ثـقوب متفرقـة‪ ،‬ويشي‬ ‫لونه الباهت بلون احلزن‬ ‫الذي تصطبغ به كل زاوية‬ ‫من زوايا بيت مغرق بالوجع‬ ‫والفقد‪ ،‬تهمس لها بصوت‬ ‫ال يكاد يسمع‪ ،‬تتخلله دموع‬ ‫ساخنة وأنني ال ينقطع ونحيب‬

‫تتكسرعلى جنباته كلمات بلون‬ ‫احلنني‪:‬‬ ‫إيه يا أمي‪ ..‬ال أريد أن أزيد من‬ ‫قلقك؛ فقد أقلقت نقاء روحك‬ ‫مبا فيه الكفاية‪ ،‬ولكن ما حيلتي‬ ‫يا أمي وأنا أزف إليك خيبة‬ ‫وراء خيبة‪ ،‬ووجعاً خلف وجع‪،‬‬ ‫وهل أملك غير وجعي وخيبتي‬ ‫ألعلنهما في حضور غيابك؟!‬ ‫تركني يا أمي‪ ..‬هكذا‬

‫تركني ومضى‪ ..‬وعدت أمللم‬ ‫ذيول الوجع على أعتاب قلب‬ ‫تهاوى لكثرة ما فـقــد‪.‬‬ ‫كنت أحمل كتبي وأمد خطاي‬ ‫نحو مدرستي كما كل يوم‬ ‫عندما التقيته للمرة األولى‪،‬‬ ‫وتالقت عيوننا في غفلة من‬ ‫أوجاع روحي‪ ،‬ما كنت أعلم أن‬ ‫كل نظريات نيوتن عن اجلاذبية‬ ‫بوسعها أن تكون أكثر خطـ ًأ‬


‫النسوة‬ ‫كتب‬ ‫ونون‬ ‫دودة‬ ‫أنا‬

‫في بستان كتاب‬

‫روشتة ثقافية‬

‫�أفكار‬

‫هذا السؤال الظريف‪ ،‬هو عبارة‬ ‫عن حكاية رمزية صغيرة وسريعة‬ ‫ذات مغزى أخالقي تكشف أعمق‬ ‫احلقائق حول (التغيير) وهذا‬ ‫التغيير هو مانحتاج فهمه في زمن‬ ‫سريع التقلب والتغير‪ ،‬القصة حتمل‬ ‫أربع شخصيات محببة وأحداث‬ ‫شيقة‪ ،‬حتمل في طياتها مفاجآت تخلق بداخلنا‬ ‫القدرة والدافعية لإلصرار واحلصول على مانريد‬ ‫وجتاوز العقبات واألستفادة ألقصى درجة مما‬ ‫حبانا اخلالق من نعم وذخائر روحية وجسدية‪،‬‬ ‫الكتاب ينصح به للفتاة والشاب‪ ،‬للكبير والصغير‪،‬‬ ‫للطالب والعامل‪ ..‬وللكل‪!..‬‬

‫مؤلفه هو سبنسر جونسون‪ /‬متوفر في‬ ‫مكتبات جرير‪ /‬بسعر ‪ 25‬ريال‪ /‬وهو من‬ ‫القطع الصغير‬

‫للإ�ستفادة مما تقرئني‬ ‫لتستفيدي مما تقرئني‪ ،‬ابتكري طريقة تناسبك لتسجيلها كنقاط‬ ‫سريعة من الكتب لديك‪ ،‬مث ً‬ ‫ال (الكتابة بالرصاص في صفحات‬ ‫الكتاب األولى عما استفدتيه مع رقم الصفحة‪ -‬وضع فواصل صغيرة‬ ‫تصنعينها أنت من قصاصات الورق تضعينها على الصفحات التي‬ ‫أعجبتك‪ -‬تخصيص نوتة لتسجيل مايعجبك مما تقرئني) هذه بعض‬ ‫األفكار والباقي سنتركه إلبداعك‪!!..‬‬

‫نشاطك هذا الشهر‬ ‫دة‪ ،‬أنت على موعد مع قراءة‬ ‫في األول من شهر ذي القع‬ ‫>‬ ‫جبير تستعرضه األستاذة‪/‬‬ ‫ممتعة في كتاب رحالت ابن‬ ‫الته وكل مشاهداته‪ ،‬الندوة‬ ‫أروى الغالييني ووصف رح‬ ‫بدالعزيز العامة فرع املربع‪.‬‬ ‫ستكون في مكتبة امللك ع‬ ‫يخ الثامن في نفس الشهر‪،‬‬ ‫في نفس املكان السابق وبتار‬ ‫>‬ ‫سم والفن موعد مع األستاذة‬ ‫ون للفنانات واملهتمات بالر‬ ‫سيك‬ ‫حول مالمح الفن التشكيلي‬ ‫حنان األحمد في محاضرة‬ ‫يث وكيف تكونت مدارسه‪.‬‬ ‫احلد‬

‫جولة الكترونية‬ ‫حني تزدهي ال�شبكةُ‬

‫‪i.net‬‬

‫‪a3al‬‬ ‫‪m‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪m‬‬ ‫‪u‬‬ ‫‪r‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪f‬‬ ‫‪http://‬‬

‫لبست حياة ثوبها اإللكتروني األول‬ ‫في أواخر شهر رمضان لسنة‬ ‫‪1428‬هـ ضمن قسم إعالميات في‬ ‫(شبكة املعالي) الرائدة‪ ،‬محق ًقة بذلك‬ ‫اخلطوة اإللكترونية األولى للمجلة‪،‬‬ ‫التي القت بحمد الله استحسان كثير‬ ‫وتواصلهن العذب‪..‬‬ ‫من القارئات‬ ‫ّ‬

‫‪55‬‬

‫الإلكرتونية ‪ ،‬بحياة ‪!..‬‬

‫محققا بذلك الهدف األول من‬ ‫وجوده‪ ..‬وهو الوصول للقارئات‪،‬‬ ‫وإشراكهن في‬ ‫جتاوبهن‪،‬‬ ‫وقياس مدى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التحقيقات واالستفتاءات التي تقوم‬ ‫دوري‪..‬‬ ‫بها املجلة بشكل‬ ‫ّ‬ ‫( منتدى حياة ) ‪ ..‬خطوة أولى‪ ،‬نحو‬ ‫وانتشار ضخم بإذن‬ ‫توسع أكبر‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫الله ‪..‬‬ ‫ال تنسي قارئتنا العزيزة أن مت ّري‬ ‫عليه‪ ،‬وتشاركي في رصدِ اسمك في‬ ‫حتقيقاتنا‪ ،‬ورمبا املشاركة في زوايا‬ ‫املجلة في شتّى وجوهها ‪..‬‬ ‫على بعدِ نقرة كيبورد‪ ..‬جتديننا‬ ‫ُهنا ‪!..‬‬

‫‪55‬‬


‫أوراق محررة‬ ‫‪ana9non@gmail.com‬‬

‫لبنى ياسني‬

‫‪54‬‬

‫خطوات عملية‬ ‫لطبخة دميوقراطية‬ ‫ال يزال الغرب يحاول بكل قوة أن يجعلنا ننضوي حتت لواء همبرجره العظيم وأغاني الهارد روك وقبعة راعي البقر‪ ،‬وال‬ ‫يزال يحاول أن ميحو ذكرى تخلف (العمامة) العربية‪ ،‬وأن يقنعنا أن احلصان العربي ليس سوى حمار خضع لعملية جتميل‬ ‫صغرت من أذنيه ورققت من صوته؛ فصار حصاناً عربياً مع حفظ األلقاب‪ ،‬وال يزال يحاول جاهداً إقناعنا بأن املعلقات‬ ‫العشر ليست سوى أغاني روبي وإليسا وهيفاء ونانسي‪ ،‬وأن الفتوحات العربية لم تتعد مفهوم تعدد الزوجات‪ ،‬معتمداً‬ ‫على ضعف الذاكرة العربية حني يلم بها خطب يجعلها تفقد الكثير من مالمحها العربية‪ ،‬وما زلنا ـ وبكل أسف ـ نستقبل‬ ‫الوصفات الذكية التي يرسلونها إلينا ونحاول تطبيقها؛ فها نحن خلعنا العمامة واعترفنا باملعلقات العشر املنتقاة وفق معايير‬ ‫احلداثة والبذاءة والعوملة وكل ما وصفوه لنا بأنه حضاري‪ ،‬إال أن واحداً منا لم يستيقظ يوماً ليجد نفسه نيوتن أو أينشتاين‬ ‫أو فرداي أو ليوناردو دافنشي‪ ،‬أو حتى بوش بكل مساوئه‪ ..‬فمن أين أتت هذه الهوة؟؟‬ ‫مع أن الوصفة التي أعطوها لنا نفذناها بحذافيرها‪ ،‬ملعقتان كبيرتان من عدم االنتماء‪ ،‬وإن كانت ال تكفي فال تقلقوا ألن‬ ‫«ماما أمريكا» ستقوم بإكمال هذا (العدم) بطريقتها‪ ،‬كوب من الضياع‪ ،‬ثالثة أكواب من الكفر بالهوية‪ ،‬كوبان من الشعور‬ ‫بالنقص والدونية‪ ،‬ثالث مالعق كبيرة من الكره لكل أبناء جلدتك‪ ،‬وكوب من انعدام احلوار بينك وبني أخيك‪ ،‬وبعض نقاط‬ ‫حامض (صنع في أمريكا أو إسرائيل)‪ ،‬تترك كلها على نار الفتنة حتى متام االستواء‪.‬‬ ‫كل هذا فعلناه بدقة متناهية لنثبت لهم أننا نستطيع أن نطبخ الدميوقراطية املستوردة‪ ،‬ونزين بها موائدنا التي ما عادت‬ ‫شرقية لنبتلع علقمها ليل نهار‪ .‬ومع أننا استبدلنا طعام جداتنا بالكنتاكي والبيتزاهت‪ ،‬ونبذنا شراب التوت الشامي‬ ‫والبرتقال وقمر الدين‪ ،‬واستعضنا عنه بالكوكاكوال يهودية األصل‪ ،‬ومع أننا خلعنا العمامة ووضعنا الكاسكيت مكانها‪،‬‬ ‫واختصرنا من ثياب نسائنا حتى سقطت ورقة التوت‪ ،‬وجعلنا اجلينز اللباس الرسمي املوحد لكل العرب‪ ،‬وثقبنا آذاننا‬ ‫بأغان غربية وطعمنا لغتنا العربية‬ ‫ٍ‬ ‫وسررنا وألسنتنا وعلقنا احللقات املعدنية في كل األماكن املمكنة وغير املمكنة‪ ،‬و(رطنا)‬ ‫التي لم تعد تناسب عصر العوملة بآالف الكلمات األجنبية؛ فما عادت عربية وال أصبحت أجنبية‪ ،‬إمنا صارت شيئاً ميكن‬ ‫تسميته بهجني العربيزية‪ ،‬ومع كل ذلك ال يزالون يقولون عنا إننا متخلفون‪ ...‬ما زلنا لم نرتق إلى مستواهم‪ ..‬فما هو السر‬ ‫يا ترى؟‬ ‫وما زلنا ال نرقى إلى الظهور في إعالمهم إال في صور كاريكاتيرية يهينون فيها كل ما هو على عالقة بشخصيتنا الشرقية‪،‬‬ ‫أو بلفظ من ألفاظ اجلاللة يرسموه حتت نعال أحذيتهم الرياضية؛ ليدوسوه كلما مشوا (تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً)‪،‬‬ ‫أو بدعاية تظهر أحد املنتجات األجنبية وقد سجد لها املسلمون‪ ،‬ساخرين من صالتنا ونسكنا ونبينا وديننا وإنسانيتنا‪ ،‬أو‬ ‫بكتابة احلروف والكلمات العربية على األحذية وعلى غطاء احلمامات‪ ،‬أو باستعارة ألفاظ السب من مفرداتنا ملزاً لشخصنا‪،‬‬ ‫كما أنهم يسمون الغبي باألمريكية (شماغ)؟‬ ‫فإلى متى يا عرب؟ أما آن األوان لكي نقف وقفة رجل واحد لنرد اإلهانة؟ أما ُســفهنا مبا فيه الكفاية ومسحت بكرامتنا‬ ‫أرض الذل والضعف؟ أال نستسلم مرة ملشروعية الغضب في بدائية الدفاع عن النفس وننبذ حضارة اجلنب عندما تنغمس‬ ‫في التذلل لتسمى دبلوماسية ينفرد في استخدامها الضعفاء وذوو النفوس الذليلة؟‬ ‫فما هي اخلطوة التالية التي ما زلتم بانتظارها؟‬


‫< هناك نوعان من الفواكه‪ ..‬يقرأ اسمها من‬ ‫اجلهتني بنفس املعنى لهما هذه الصفة؟‬

‫لألذكياء فقط‬

‫< كيف حتصل على العدد ‪ 4‬من خمس أربعات؟‬ ‫< ما اسم سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم؟‬ ‫< من الذي أوجد التجنيد اإلجباري؟‬

‫نصائح‬

‫< بالضرب بيزيد وبيكبر‪ ،‬وبالقسمة بينقص‬ ‫ويصغر‪ ،‬وباجلمع ينمو أبطأ وبالطرح بيرجع‬ ‫يصغر من هو؟‬

‫< يا بني‪ ..‬كن برداً وسالماً‪ ،‬وإذا لم‬ ‫تنفع فال تضر‪ ،‬وإذا لم تصلح فال‬ ‫تُفسد‪ ،‬وإذا لم تنب فال تهدم‪.‬‬

‫د‪ .‬عائض القرني‬

‫< حتتاج إليها بكل الفصول وتكسوك على مر‬ ‫الدهور‪ ،‬بتلبسك عمامة وكلكول‪ ،‬وتبقى عارية‬ ‫طول الشهور‪ ..‬ما هي؟‬

‫< يا بني‪ ..‬ال تكثر أعداءك فإن عد ّواً‬ ‫واحداً كثير‪ ،‬وال تستكثر أصدقاءك‬ ‫فإن ألف صديق قليل‪.‬‬

‫< يا بني‪ ..‬سوف لن جتد أصدق وال‬ ‫أطهر من الرسول املعصوم ـ صلى‬ ‫الله عليه وسلم ـ فاتبعه في كل شأن‬ ‫من شؤونك‪.‬‬ ‫< يا بني‪ ..‬إذا ترك الناس ألبنائهم‬ ‫ذهباً وفضة ودوراً وقصوراً‪ ..‬فقد‬ ‫تركت لك كتباً نافعة‪ ،‬ووصايا جامعة‪.‬‬ ‫ُ‬

‫< املهزوم إذا ابتسم أفقد املنتصر لذة الفوز‪.‬‬

‫< يا بني‪ ..‬سامِ ح من أساء إليك‬ ‫لعله يندم‪ ،‬واحمد ربك أنك مظلوم‬ ‫ال ظالم‪ ،‬وغداً تُنصب محكمة العدل‬ ‫واحلاكم اللّه‪.‬‬

‫< ال خير في مينى بغير يسار‪.‬‬ ‫< اجلزع عند املصيبة مصيبة أخرى‪.‬‬ ‫< االبتسامة كلمة معروفة من غير حروف‪.‬‬

‫< يا بني‪ ,‬تغافل عن زالت الناس وال‬ ‫حتاسبهم‪ ,‬وأجعل قلبك زالالً صافياً‪,‬‬ ‫عذاب دائم‪.‬‬ ‫فاألحقاد‬ ‫ٌ‬

‫< ال تطعن في ذوق زوجتك؛ فقد اختارتك أوالً‪.‬‬

‫< يا بني‪ ..‬ذهبت الدول‪ ،‬ومات‬ ‫امللوك‪ ،‬وفنيت احلضارات وبقي العلم‬ ‫وأهله؛ فكن في صفهم‪.‬‬

‫< اعمل على أن يحبك الناس عندما تغادر‬ ‫منصبك‪ ،‬كما يحبونك عندما تتسلمه‪.‬‬

‫األجوبة‬

‫خوخ وتوت‪.‬‬ ‫اإلبرة‪.‬‬ ‫الرقم‪.‬‬ ‫(‪4=4*)44/44‬‬ ‫ذو الفقار ‪.‬‬ ‫احلجاج بن يوسف الثقفي‬

‫كلمات من ذهب‬

‫< يا بني‪ ..‬ال يفتر لسانك من الذكر‪،‬‬ ‫وعقلك من الفكر؛ فالثواني تحُ سب‬ ‫علينا‪ ،‬وال ندري ما مصيرنا‪.‬‬

‫< يا بني‪ ..‬بيني وبينك عالمة يوم‬ ‫القيامة‪ ،‬آثار الوضوء على وجهك‪،‬‬ ‫والسجود على جبهتك‪.‬‬ ‫< يا بني‪ ..‬ليس معك إال اللّه وحده؛‬ ‫فال تغتر‪ ،‬بل أخلص عبادة ربك‬ ‫وتوكل عليه‪ ،‬وكفى به وكي ً‬ ‫ال‪.‬‬

‫‪57‬‬


‫الع ــدد‬ ‫‪100‬‬

‫علبة ألوان‬

‫دعابة الذعة‬ ‫كان يطيب للشاعر حافظ إبراهيم‪ ،‬شاعر النيل‪ ،‬أن يداعب أحمد شوقي‪ ،‬أمير الشعراء‪ .‬وكان أحمد شوقي جارحاً في رده على الدعابة؛‬ ‫ففي إحدى ليالي السمر أنشد حافظ إبراهيم هذا البيت‪ :‬ليستحث شوقي على اخلروج عن رزانته املعهودة‪:‬‬ ‫يقولون إن الشوق نار ولوعة ‪ ...‬فما بال شوقي أصبح اليوم باردا‬ ‫فرد عليه أحمد شوقي بأبيات قارصة قال في نهايتها‪:‬‬ ‫أودعت إنساناً وكلباً وديعة‪ ...‬فضيعها اإلنسان والكلب حافظ‬

‫سارة بنت محمد اخلضير‬

‫‪lubnayasin@hotmail.com‬‬

‫طرفة‬ ‫قال أحدهم لصديقه‪ :‬تصور أن زوجتي كانت تقرأ قصة (الفرسان الثالثة) فأجنبت ثالثة أوالد‪ ..‬فصرخ صديقه‪ :‬يا ساتر‪ ..‬لقد تركت‬ ‫زوجتي وهي تقرأ (علي بابا واألربعني حرامي)‪.‬‬

‫�شخ�صيات‬

‫محمد بن سلمة‪:‬‬ ‫أسلم قدمياً على يد مصعب بن عمير‪ ،‬استخلفه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بعض غزواته‪ ،‬وهو أحد الذين قتلوا كعب بن‬ ‫األشرف ملا آذى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمره الرسول باعتزال الفتنة وأخبر أنها ال تضره؛ فكسر سيفه واعتزل فتنة علي‬ ‫ومعاوية‪ ،‬مات سنة ‪46‬هـ‪.‬‬

‫�أين�شتاين و ال�سائق‬ ‫سئم العالم ألبرت أينشتاين صاحب النظرية النسبية تقدمي احملاضرات بعد أن تكاثرت عليه الدعوات من اجلامعات واجلمعيات العلمية‪،‬‬ ‫وذات يوم‪ ..‬بينما كان في طريقه إلى محاضرة‪ ،‬قال له سائق سيارته‪ :‬أعلم يا سيدي أنك مللت تقدمي احملاضرات وتلقي األسئلة؛ فما‬ ‫قولك في أن أنوب عنك في محاضرة اليوم خاصة أن شعري منكوش ومنتف مثل شعرك‪ ،‬وبيني وبينك شبه ليس بالقليل‪ ،‬وألنني استمعت‬ ‫إلى العشرات من محاضراتك؛ فإن لدي فكرة ال بأس بها عن النظرية النسبية‪ ،‬فأعجب أينشتاين بالفكرة وتبادال املالبس‪ ،‬فوصال إلى‬ ‫قاعة احملاضرة‪ ،‬حيث وقف السائق على املنصة وجلس العالم العبقري الذي كان يرتدي زي السائق في الصفوف اخللفية‪ ،‬وسارت‬ ‫احملاضرة على ما يرام‪ ،‬إلى أن وقف بروفيسور وطرح سؤاالً من الوزن الثقيل وهو يحس بأنه سيحرج به أينشتاين‪ ،‬هنا ابتسم السائق‬ ‫املتنكر وقال للبروفيسور‪ :‬سؤالك هذا ساذج إلى درجة أنني سأكلف سائقي الذي يجلس في الصفوف اخللفية بالرد عليه‪ ..‬وبالطبع فقد‬ ‫قدم «السائق» رداً جعل البروفيسور يتضاءل خج ً‬ ‫ال!‪.‬‬

‫‪56‬‬


‫مرافئ ساكنة‬ ‫‪ana9non@gmail.com‬‬

‫نور مؤيد اجلندلي‬

‫‪58‬‬

‫خا�صة!‬ ‫ّ‬ ‫أدوات جتميل‬ ‫ُ‬ ‫�‬ ‫إن كانت املرأة أجمل ما في حياة الرجل؛ فإن أجمل ما في حياة املرأة ما يجعلها جميلة اجلميالت‪..‬‬ ‫اخلاصة التي تخفيها في حقيبتها؛ فلك ّل امرأة أيضاً ذوق خاص ومقاييس جمال تختلف عن‬ ‫ومبا أنه لكل امرأة مرآتها‬ ‫ّ‬ ‫األخريات‪..‬‬ ‫مناظرات كثيرة تُعقد للحكم بني السمراء ّ‬ ‫والشقراء‪ ،‬وأحقا ٌد دفينة تطويها القصيرة والطويلة لتنال كل واحدة من األخرى‪..‬‬ ‫وتساهم في املعركة أسلحة خفيفة وأخرى ثقيلة‪ ،‬حتاو ُل املرأة من هؤالء أن تبرز نفسها األجمل على اإلطالق‪..‬‬ ‫ومثل زوجة أب بياض الثلج تخلو كل واحدة من أولئك النساء مبرآتها الذاتية‪ ،‬وتسألها من األجمل في الدنيا‪ ،‬وجتيب املرآة‬ ‫املتملقة‪ِ :‬‬ ‫أنت يا سيدتي أجمل امرأة في الكون‪ ،‬فقط‪ ..‬أكثري من استعمال مساحيق التجميل‪..‬‬ ‫واحذري أن جتلبي شيئاً من غير املاركات العاملية؛ ألنني صناعة أمريكية‪ ،‬وقد انكسر إن لم تستعملي ما يروق لي‪ ..‬أوالً‬ ‫ترغبني بأن تكوني مثل حسناواتهم‪ ،‬أنفقي إذا كل ما متلكني للوصول إلى درجاتهم‪..‬‬ ‫الهوس اليومي باجلمال يتفاقم‪ ،‬ومبيعات محالت التجميل واألزياء باتت خيالية‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫في خزانة كل امرأة عربية مالبس شتى‪ ،‬معظمها ال يُلبس‪ ،‬ومساحيق كثيرة ال تستعمل‪ ،‬وجما ٌل بائس يخفي مالمح الوجه‬ ‫احلقيقية؛ ما يدفعك لتخيل أن وجه تلك املرأة يبكي مثل وجه املهرج‪ ،‬قد لطخته األصباغ وبقيت دمعة حتت العني لترسم‬ ‫مفارقة واضحة‪ ..‬وماذا بعد؟! وأين اجلمال الطبيعي؟ أين اختفى؟ هل كان حتت كيلوجرامات من املساحيق؟‬ ‫لنتحدث بطريقة علمية بعيداً عن قصة بياض الثلج وأقزامها السبعة‪ ..‬وبعيداً عن املهرج ودمعته‪..‬‬ ‫صنعت أدوات التجميل لتبرز مواطن اجلمال في وجه املرأة‪ ،‬ولنبحث عن مواطن اجلمال أين تكمن؟‬ ‫ُ‬ ‫البشرة الصافية والعيون املرتاحة والبسمة املشرقة‪..‬‬ ‫تقول املعلومات إن النوم املبكر يريح الوجه ومينع ظهور الهاالت السوداء حتت العني‪ ،‬والغذاء املنظم واإلكثار من شرب املاء‬ ‫ُ‬ ‫ستملك‬ ‫يصفي البشرة ويهبها إشراقة دائمة‪ ،‬والشفاه املبتسمة أجمل الشفاه في الدنيا على اإلطالق‪ ..‬فأي مساحيق جتميل‬ ‫املرأة وقد خلقها الله أجمل الكائنات!‬ ‫يقا ُل أيضاً إن املرأة تتبرج للرجل‪ ،‬وهذه مقولة تدحضها أخرى تقول ‪ :‬إن املرأة تتجمل لتغيظ املرأة األخرى‪ ..‬وأدحضهما معاً‬ ‫ألقول‪ :‬إن املرأة تتجمل لتكون واثقة من نفسها راضية عن مظهرها‪ ،‬والرضا ال يكون إال براحة النفس والقلب قبل كل شيء‪..‬‬ ‫سمعت في محاضرة تربوية أن مظهر األم يؤثر إيجابياً أو سلبياً في نفس ّية الطفل؛ فاألم التي تهمل نفسها ويراها طفلها‬ ‫الرضيع وهي منهكة مبعثرة املظهر كئيبة؛ فإن هذا يؤدي إلى عقدة نفسية لديه تتنامى في املستقبل‪ ،‬فيغدو كئيباً ناقماً على‬ ‫ال مقب ً‬ ‫احلياة غير راغب بها‪ ،‬والطفل الذي تهدهده أمه وهي مشرقة البسمة جميلة املظهر ينمو متفائ ً‬ ‫ال على احلياة سعيداً‪..‬‬ ‫إحساس فطري‪ ،‬أساسه السعادة وإشراق الروح‪ ،‬وأصله اتباع سنة الله في الكون؛ فالله خلق الليل للنوم‬ ‫إذاً اإلحساس باجلمال‬ ‫ٌ‬ ‫والراحة والنهار للعمل‪ ،‬لكننا قلبنا املوازين فتعبنا وأتعبنا‪ ،‬والسنة النبوية تشير إلى البركة في البكور‪ ،‬والطب يقول بأن اجلسم‬ ‫يستفيد من األوكسجني أكثر هذه الفترة‪..‬‬ ‫وسخّ رت لتخدم مصاحلنا‪ ،‬لكننا اخترنا أسوأ ما في الطبيعة وظننا أنه ينفعنا‪..‬‬ ‫إذاً فالطبيعة خُ لقت ُ‬ ‫ولنطلع على أخبار سرطانات الفم وأمراض العني وبثور الوجه التي تسببها أدوات التجميل االصطناعية‪ ،‬ولنسمع أخبار‬ ‫الوف ّيات في عمليات شفط الدهون‪ ،‬وإلى العاهات التي سببتها عمليات التجميل‪ ،‬لنسلّم ونؤمن ونوقن بأننا خُ لقنا في أحسن‬ ‫تقومي‪ ،‬ومهما حسنّا وجملنا فلن نكون أجمل إال إذا استنارت قلوبنا باإلميان‪ ،‬واكتست مالمحنا بحلّة التقوى وأشرقت وجوهنا‬ ‫ببسمة السعادة‪ ،‬عندها سيكون للجمال مغزى آخر‪ ،‬وسيكون له بريق مختلف دون شك!‬



‫السنة العاشرة ‪ -‬العدد ‪ - 112‬شعبان ‪ 1430‬هـ أغسطس ‪ 2009‬م‬

‫مل‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫زو حف‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫‪.‬‬ ‫اجك م ‪ .‬ليل‬ ‫ة‬ ‫أ‬ ‫ن األ س‬ ‫ط‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫لف إل ة‬ ‫خ‬ ‫ا‬ ‫ص‬ ‫ى الي ة‬ ‫اء‬

‫تورطت بعالقة‬ ‫مع شابين‬

‫عريس من نوع‬ ‫خاص جدًا !‬

‫في مدينة محاصرة!‬

‫‪#‬‬

‫‪-‬‬

‫‪9‬‬

‫‪#-‬‬

‫خطوة بخطوة ‪..‬‬

‫‪-9‬‬

‫‪#9‬‬

‫‪#-9‬‬

‫‪+‬‬

‫أخذ أموالي ‪..‬‬

‫ثم زعم أنه خسرها‬

‫تعلمي كيف تقعين‬ ‫في فخ الحب !‬

‫القبول في الجامعات‬

‫طابور انتظار طويل ‪..‬‬ ‫والحل السحري في فيتامين (واو)‬

‫ُمتخفيات في مالبس رجالية‪..‬‬ ‫وآنسات بشوارب مفتولة !!‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.