علم النفس الجنائي الأخير2012

Page 1

1


‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬ ‫ق ال تعالى‪:‬‬ ‫{ إنما جزاء الذين يحاربون اهلل ورسوله ويسعون في األرض‬ ‫فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خالف‬ ‫أو ينفوا من األرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في اآلخرة‬ ‫عذاب عظيم }‬

‫سورة املائدة (اآلية ‪)33‬‬

‫صدق اهلل العظيم‬

‫‪2‬‬


‫إهداء‬ ‫إلى روح والدي الطاهرة ‪ ....‬رحمه اهلل وغفر له واسكنه فسيح جناته‪...‬‬ ‫وإلى والدتي ‪ ...‬الحنونة رمز المحبة والعطاء‪...‬‬ ‫إلى أرواح شهداء ف لسطين الحبيبة رمز التضحية والفداء ‪...‬‬ ‫إلي الجنود المجهولين في ميدان العلم والعمل ‪...‬‬ ‫إلي كل من يريد االستف ادة واإلف ادة ‪...‬‬ ‫للجميع لهم منا كل الحب والوف اء‪ ...‬وللجميع ‪,,,‬‬ ‫أهدي ثمرة هذا العمل‬

‫‪3‬‬


‫تمييد ‪:‬‬ ‫يسعدني أف ألتقي بالقارئ الفمسطيني ‪ ،‬ككؿ محب لمثقافة العامة كالمتخصص في المجاالت النفسية‬ ‫كالتربكية ك االجتماعية كالجنائية كالقانكنية خاصة عمى صفحات ىذا الكتاب‪.‬‬

‫كلعمو يجد في ىذا العمؿ المتكاضع بعض النفع‪ .‬كنحف في أمس الحاجة إلى مؤلفات عممية في‬ ‫مجاالت يندر فييا التأليؼ كعمـ النفس الجنائي‪ -‬مكضكع ىذا الكتاب‪ ،‬كعمـ النفس القضائي‪ .‬كقارئ‬

‫العمكـ السمككية الحديثة يممس نقصان كبي انر في مجاالت مثؿ عمـ النفس البيئي كعمـ النفس العسكرم‬

‫كالقضائي كالجنائي كالتجارم كالسياسي كالديني كاإلدارم‪ ،‬كلذلؾ المأمكؿ أف تتجو اىتمامات المؤلفيف‬

‫في عالمنا العربي عامة كالفمسطيني خاصة لسد النقص في ىذه المجاالت الخصبة كأف تكجو إلييا‬ ‫عناية البحكث الميدانية‪.‬‬

‫كالكتاب الذم نحف بصدده أضعو بيف أيديكـ مف عمـ النفس الجنائي‪" :‬أسس كتطبيقات عممية "‬

‫محاكلة متكاضعة الستعراض المكضكعات التي يمكف أف يتضمنيا مثؿ ىذا العمـ الناشئ كالمناىج‬

‫التي استخدميا العمماء في دراسة دكافع الجريمة كأسبابيا كالنظريات التي تكصمكا إلييا لتفسير الظاىرة‬ ‫اإلجرامية كالسمكؾ المنحرؼ أك الشاذ كاألسباب الكراثية أك االجتماعية أك البيئة المكتسبة أك النفسية‬

‫أك العضكية كالعصبية التي تكمف كراء الجريمة‪ .‬كسيجد القارئ العزيز أنو ال مفر مف االعتقاد بأف‬ ‫الجريمة كليدة مجمكعة متضافرة مف العكامؿ النفسية كالعقمية كاالجتماعية كالكراثية ك الميبلدية‬

‫كالجسمية كأف االتجاه الذم يمكف االطمئناف إليو ىك االتجاه المتعدد العكامؿ في تفسير السمكؾ‬

‫اإلجرامي‪.‬‬

‫كذلؾ يستعرض الكتاب كثي انر مف مكضكعات عمـ النفس الجنائي كذلؾ في بياف الشخصية السيككباتية‬ ‫كالعكامؿ المؤثرة في نمكىا ك أنماط سمككيا كالى جانب ذلؾ ينحك الكتاب منحى عمميان تطبيقيان‬

‫باستعراض العكامؿ النفسية المرتبطة بالتحقيؽ الجنائي كسمات المحقؽ الناجح كالعكامؿ التي قد تؤثر‬

‫فيو كيعالج الكتاب قضايا الجرائـ الجنسية كاالنحرافات كمظاىر الشذكذ في ىذا الصدد عبلجان عمميان ‪,‬‬

‫كالكتاب مجرد دعكة لبلىتماـ في مجتمعنا العربي الفمسطيني بدراسة الجريمة كالمجرميف ككضع البرامج‬

‫كاألساليب التي تكفؿ مكافحة الجريمة باستخداـ أقصى ما تكصؿ إليو العمـ الحديث‪ .‬ككذلؾ عبلج‬

‫مف يقترؼ عمبلن إجراميان كالعمؿ عمى إعادتو إلى السكاء كالصبلح كالمجتمع ‪ .‬كلذلؾ نتطمع بحركة‬

‫تنمكية شاممة نحتاج فييا إلى كؿ جيد كالي كؿ زاد ككؿ طاقة خيرة نافعة‪ .‬فالجريمة مرض اجتماعي‬

‫ال بد مف مقاكمتو كالتصدم لو ‪ ،‬كأكلى سبؿ التصدم لمجريمة ىك معرفة أسبابيا ‪ .‬كلذلؾ عني الكتاب‬

‫استعراض النظريات المختمفة التي فسرت السمكؾ اإلجرامي كاآلراء القائمة بالمجرـ المطبكع أك المجرـ‬ ‫بالكراثة ‪ ،‬كقكؿ الطبيب اإليطالي المعركؼ (المبركزك) كمثيمو مف عمماء اإلجراـ كعمماء النفس‬

‫كاالجتماع كغيرىـ ‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫الفيرس‬ ‫رقم الصفحة‬

‫الموضوع‬ ‫الوحدة األولي‬

‫عهى اننفس اجلنائي‬ ‫اىتًاياتو وتطوره انتارخيي‬ ‫‪‬‬

‫طبيعة عمم النفس الجنائي واىتماماتو‪........................‬‬

‫‪‬‬

‫تعريف عمم النفس الجنائي‪...................................‬‬

‫‪‬‬

‫التطور التاريخي لعمم النفس الجنائي‪.........................‬‬

‫‪‬‬

‫أىمية عمم النفس الجنائي‪....................................‬‬

‫‪‬‬

‫العموم ذات الصمة بعمم النفس الجنائي‪.......................‬‬

‫الوحدة الثانية‬

‫طرائق انبحج يف عهى اننفس اجلنائي‬ ‫أوالً‪ :‬المبلحظة‪.....................................................:‬‬ ‫ثانياً‪ :‬المقابمة‪......................................................:‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬دراسة الفردية‪................................................:‬‬ ‫رابعاً‪ :‬الدراسة الفردية لحالة المجرم‪...............................:‬‬ ‫خامساً‪ :‬دراسة المجموعات المتماثمة‪...............................:‬‬

‫‪5‬‬


‫سادساً‪ :‬مقاييس التقدير‪............................................:‬‬ ‫سابعاً‪ :‬االستبيان‪...................................................:‬‬ ‫ثامناً‪ :‬االختبارات النفسية‪...........................................:‬‬

‫الوحدة الثالثة‬

‫اجلرميت كظاىرة يضادة نهًجتًع‬ ‫ويشكهت سيكونوجيت‬ ‫‪‬‬

‫مفيوم الجريمة‪.............................................:‬‬ ‫‪ ‬مفيكـ الجريمة لدل عمماء النفس‪............................:‬‬ ‫‪ ‬مفيكـ الجريمة لدل عمماء االجتماع‪.........................:‬‬

‫‪‬‬

‫تصنيف الجرائم ‪............................................:‬‬

‫‪‬‬

‫مراحل ارتكاب الجريمة‪.....................................:‬‬

‫‪‬‬

‫مسرح الجريمة ‪............................................:‬‬

‫‪‬‬

‫النطاق المكاني وألزماني لمسرح الجريمة‪..................:‬‬

‫‪‬‬

‫األثر الجنائي‪...............................................:‬‬

‫‪‬‬

‫الدليل الجنائي في الكشف عن الجريمة‪.....................:‬‬

‫‪‬‬

‫دور الخب ارء في الكشف عن الجريمة ‪......................:‬‬

‫‪‬‬

‫دور الطبيب الشرعي في الكشف عن الجريمة‪..............:‬‬

‫‪‬‬

‫العوامل النفسية المرتبطة بالجريمة ‪........................:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪6‬‬


‫الوحدة الرابعة‬

‫اجملرو‬ ‫‪‬‬

‫من ىو المجرم؟‪............................................:‬‬

‫‪‬‬

‫السموك اإلجرامي‪...........................................:‬‬ ‫‪ ‬مفيوم السموك اإلجرامي‪...................................:‬‬ ‫‪ ‬اليدف من السموك اإلجرامي‪...............................:‬‬ ‫‪ ‬الفحص النفس لممجرم‪.....................................:‬‬ ‫‪ ‬خصائص السموك اإلجرامي‪.................................:‬‬ ‫‪ ‬تصنيف المجرمين‪..........................................:‬‬

‫أوالً‪ :‬التصنيف القانوني‪............................................:‬‬ ‫ثانياً‪ :‬التصنيف البيولوجي‪..........................................:‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬التصنيف النفسي‪.............................................:‬‬ ‫رابعاً‪ :‬التصنيف االجتماعي‪.........................................:‬‬ ‫‪‬‬

‫استخدام األساليب النفسية في التعامل مع المجرمين‪........:‬‬

‫‪7‬‬


‫الوحدة الخامسة‬

‫بعض أشكال انسهوك املنحرف واإلجرايي‬ ‫أوالً ‪ :‬الشخصية المضادة لممجتمع (السيكوباثية) ‪.............................:‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬سيكولوجية الرشوة ‪....................................................:‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬سيكولوجية السرقة والنشل ‪..........................................:‬‬ ‫الوحدة السادسة‬

‫جنوح األحداث‬ ‫أوالً ‪ :‬مفيوم جنوح األحداث ‪................................................:‬‬ ‫ثانياً ‪:‬أسباب جنوح األحداث ‪..................................................:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫األسباب االجتماعية ‪...................................................:‬‬

‫‪.2‬‬

‫األسباب المدرسية ‪...................................................:‬‬

‫‪.3‬‬

‫جماعات الرفاق ‪......................................................:‬‬

‫‪.4‬‬

‫األسباب االقتصادية ‪...................................................:‬‬

‫‪.5‬‬

‫األسباب النفسية‪.......................................................:‬‬

‫‪.6‬‬

‫انخفاض مستوى الذكاء ‪..............................................:‬‬

‫‪.7‬‬

‫األسباب الجسمية ‪.....................................................:‬‬

‫‪.8‬‬

‫وسائل اإلعبلم ‪........................................................:‬‬

‫ثالثاً ‪:‬الوقاية والعبلج من جنوح األحداث ‪......................................:‬‬

‫‪8‬‬


‫الوحدة السابعة‬

‫اننظرياث املفسرة نهسهوك اإلجرايي‬ ‫أوالً ‪ :‬النظريات البيولوجية‪.........................................:‬‬

‫النظرية الفرينولوجية‪..........................................................:‬‬

‫نظرية لومبروز‪................................................................:‬‬ ‫نظرية جورنج‪................................................................:‬‬

‫نظرية دي توليو‪......................................................:‬‬

‫نظرية آرنست كرتشمر‪........................................................:‬‬

‫نظرية شمدون‪.................................................................:‬‬

‫النظرة الحديثة لمنشأة الوراثية لمسموك اإلجرامي‪...........................:‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬النظريات النفسية ‪............................................:‬‬ ‫‪ .1‬نظرية التحميل النفسي ‪................................................:‬‬ ‫‪ .2‬النظرية القيمية‪........................................................:‬‬ ‫‪ .3‬نظرية عمم النفس الجنائي الفردي ‪....................................:‬‬ ‫‪ .4‬النظرية المرضية ‪.....................................................:‬‬ ‫‪ .5‬المدرسة النفسية لمسموك اإلجرامي ‪...................................:‬‬ ‫‪ .6‬المدرسة التكاممية ‪....................................................:‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬النظريات االجتماعية ‪.......................................:‬‬ ‫‪ .1‬نظرية الفرص الفارقة‪.................................................:‬‬ ‫‪ .2‬نظرية التفكك األسري‪.................................................:‬‬ ‫‪ .3‬نظرية الصراع الثقافي‪................................................:‬‬ ‫‪. .4‬نظرية الوسم االجتماعي‪.............................................:‬‬

‫‪9‬‬


‫الوحدة الثامنة‬

‫وسائم عهى اننفس اجلنائي‬ ‫يف انكشف عن اجلرائى‬ ‫‪‬‬

‫أوالً ‪ :‬كشف الجرائم عن طريق التداعي ‪..............................:‬‬

‫‪‬‬

‫ثانياً ‪ :‬كشف الجرائم عن طريق آثار االنفعاالت النفسية‪................:‬‬

‫‪‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬العقاقير المخدرة ‪...............................................:‬‬

‫‪‬‬

‫رابعاً ‪ :‬التنويم المغناطيسي ‪...........................................:‬‬

‫‪‬‬

‫خامساً ‪ :‬موقفف الشفرع اإلسفبلمي مفن اسفتخدام الوسفائل النفسفية ففي الكشفف‬

‫عن الجريمة ‪..........................................................:‬‬

‫الوحدة التاسعة‬

‫االجتاىاث احلديثت يف يعايهت اجملريني‬ ‫مقدمة‪........................................................................:‬‬ ‫أوال‪ .‬عبلج المجرمين‪.........................................................:‬‬ ‫‪ ‬األوقات التي يتم فييا عبلج المجرمين‪.................................:‬‬ ‫أ‪ .‬العبلج أثناء المراقبة‪..................................................:‬‬ ‫ب‪ .‬العبلج أثناء السجن ‪...................................................:‬‬ ‫ج‪ .‬العبلج بعد اإلفراج عن السجين‪........................................:‬‬ ‫ثانيا‪ .‬تأىيل المجرمين‪.........................................................:‬‬ ‫‪ ‬أساليب تأىيل المجرمين‪...............................................:‬‬

‫‪11‬‬


‫‪ .1‬دور اإلرشاد والتوجيو والتدريب الميني‪...............................:‬‬ ‫‪ .2‬التعميم‪.................................................................:‬‬ ‫ثالثا‪ .‬الوقاية من الجريمة‪.....................................................:‬‬ ‫‪ .1‬الوقاية من الدرجة األولى‪.............................................:‬‬ ‫‪ .2‬الوقاية من الدرجة الثانية‪.............................................:‬‬ ‫‪ .3‬الوقاية من الدرجة الثالثة‪..............................................:‬‬ ‫‪ ‬األساليب المستخدمة في اإلجراءات الوقائية‪............................:‬‬ ‫‪ .1‬العقاب‪.................................................................:‬‬ ‫‪ .2‬اإلرشاد والتوجيو‪......................................................:‬‬

‫‪.3‬الوقاية من الجريمة ‪..................................................:‬‬ ‫_____________________________________________‬ ‫الوحدة العاشرة‬

‫انوقايت ين اجلرميت وعالج انسهوك اإلجرايي‬ ‫أوالً ‪ :‬وسائل الوقاية من السموك اإلجرامي ‪........................:‬‬ ‫ثانياً ‪:‬التصور اإلسبلمي لمسموك اإلجرامي وسبل الوقاية‪.............:‬‬ ‫ثالثاً ‪:‬عبلج السموك اإلجرامي ‪........................................:‬‬

‫‪11‬‬


‫الوحدة األويل‬ ‫عهى اننفس اجلنائي‬ ‫اىتًاياتو وتطوره انتارخيي‬ ‫‪‬‬

‫طبيعة عمم النفس الجنائي واىتماماتو‪.‬‬

‫‪‬‬

‫تعريف عمم النفس الجنائي‪.‬‬

‫‪‬‬

‫التطور التاريخي لعمم النفس الجنائي‪.‬‬

‫‪‬‬

‫أىمية عمم النفس الجنائي‪.‬‬

‫‪‬‬

‫العموم ذات الصمة بعمم النفس الجنائي‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫الوحدة األولي‬

‫عهى اننفس اجلنائي‬ ‫اىتًاياتو وتطوره انتارخيي‬

‫طبيعة عمم النفس الجنائي واىتماماتو ‪:‬‬ ‫يكضح عمـ النفس الجنائي أثر التركيب النفسي لئلنساف عمى سمككو بشكؿ عاـ كعمى السمكؾ‬ ‫المنحرؼ بشكؿ خاص‪ .‬كما ييتـ عمـ النفس الجنائي بالعبلقة الكثيقة بيف التككيف العضكم كالتككيف‬ ‫النفسي لئلنساف‪ .‬كلذلؾ يظير السمكؾ اإلنساني المنحرؼ كمعادلة ضمنيا معادالت يسعى الباحث‬

‫العممي لمكصكؿ عبرىا إلى حقيقة اإلنساف المجرـ ‪(.‬العكجي ‪.)1981,‬‬

‫فالشخصية اإلنسانية تعبر عف مككناتيا الداخمية‪ ,‬كىي في ىذا التعبير تتأثر بالتركيب العضكم‬

‫لئلنساف‪ ,‬كبالمؤثرات الخارجية‪ ,‬مما يجعميا تعكس بصكرة مختمفة ما تتمقاه‪ ,‬كتسمؾ سمككيات ربما أدت‬

‫إلى االنحراؼ‪ .‬فعمـ النفس الجنائي ييتـ بدراسة شخصية اإلنساف المجرـ‪ ,‬كنمكىا‪ ,‬كتأثيرىا بالمحيط‬ ‫االجتماعي الذم يعيش فيو منذ كالدتو‪.‬‬

‫كلذلؾ يحاكؿ عمـ النفس الجنائي بياف فائدة مضاميف مبادئ عمـ النفس العاـ كعمـ النفس االجتماعي‬

‫تجريبيان‪ ,‬كيتناكؿ المشاكؿ الخاصة بميداف عمـ النفس الجنائي‪ ,‬كىك في محاكلتو ىذه يتخذ كجية نظر‬ ‫مينية خاصة تختمؼ عف كجية نظر عمـ النفس‪ .‬فعالـ النفس يتجو في بحكثو إلى بياف صحة فرض‬ ‫أك مبدأ لتحقيقو لمتكصؿ إلى المبادئ العممية العامة‪ ,‬في حيف يتجو اىتماـ عالـ النفس الجنائي إلى‬

‫إيجاد حؿ عممي لمشكمة مف المشاكؿ‪ ,‬كتككيف ممارسات مينية تحقؽ أقصى ما يمكف مف الفائدة‬ ‫التطبيقية‪ .‬كلكف ىذا ال يعني أننا نتحدث عف عمميف منفصميف تماما‪ ,‬فيناؾ الكثير مف المبادئ‬

‫النفسية التي يمكف التكصؿ إلييا مف خبلؿ البحكث التي تجرم في ميداف الجريمة‪ ,‬كالتي تفكؽ أحيانا‬ ‫ما يتـ التكصؿ إليو مف خبلؿ البحكث التجريبية في عمـ النفس‪ .‬كليذا البد لعالـ النفس الجنائي مف‬

‫االستمرار في البحث عف التطبيقات العممية لمنظريات كالمبادئ العامة لعمـ النفس‪ ,‬كمحاكلة التكصؿ‬

‫إلى المضاميف النظرية لمتطبيقات العممية المختمفة ‪(.‬جبلؿ ‪.)1984 ,‬‬

‫كييتـ‬

‫عمـ النفس الجنائي باستخداـ قكانيف عمـ النفس في تنفيذ مختمؼ مراحؿ اإلجراءات الجنائية مف حيث‬

‫تحميؿ تصرفات كأفعاؿ المسئكليف عف التنفيذ (القاضي‪ ,‬المحامي)‪ ,‬حيث أف كبل مف القاضي‬

‫كالمحامي بشر يختمفكف مف حيث التككيف النفسي‪ ,‬كمف حيث االتجاىات كالميكؿ كالقدرات‪ ,‬كالذم مف‬ ‫شأنو أف يؤثر عمى أسمكب التنفيذ‪ .‬كما ييتـ عمـ النفس الجنائي بدراسة األساليب النفسية في التحرم‬

‫كالبحث عف المجرـ‪ ,‬كباألساليب كالطرائؽ المختمفة إلصبلح الجاني‪ ,‬كالعكدة بو عضكان فعاالن إلى‬ ‫‪13‬‬


‫المجتمع الذم يعيش فيو‪ .‬فعمـ النفس الجنائي ييتـ بسيككلكجية صانع قانكف العقكبات كمنفذىا‬ ‫كالظركؼ التي تتـ فييا سف القكانيف كتطبيقيا كتطكيرىا بيدؼ العبلج‪ ,‬كالتقميؿ مف الجريمة في مجتمع‬ ‫كلذلؾ فإف عمـ النفس‬

‫بعينو ‪(.‬جبلؿ ‪.)1984,‬‬

‫الجنائي يضع لدل األجيزة القضائية كاألمنية المختمفة األسس كالقكاعد العامة التي تساعدىـ عمى‬ ‫تنفيذ مياميـ يبيسر سكاء في مجاؿ التعرؼ عمى الجاني بشكؿ دقيؽ مف خبلؿ استخداـ طرائؽ‬ ‫التشخيص النفسي في البحث الجنائي‪ ,‬أك مجاؿ تحقيؽ الكقاية مف الجريمة كالتقميؿ كالحد منيا ما‬

‫أمكف ‪ ,‬كذلؾ مف خبلؿ برامج اإلصبلح كالتأىيؿ كالرعاية‪ .‬فعمـ النفس الجنائي ييتـ بدراسة أسباب‬

‫الجريمة كدكافعيا الشعكرية كالبلشعكرية كالفطرية كالمكتسبة ‪ ,‬كباألسباب االجتماعية كالتي تؤدم إلى‬ ‫الجريمة كالجنكح حيث يحاكؿ الكشؼ عف العكامؿ التي تدفع الفرد إلى ارتكاب العمؿ اإلجرامي‬

‫كما يعالج عمـ‬

‫‪(.‬العيسكم ‪.)1992,‬‬

‫النفس الجنائي الجريمة بكصفيا ظاىرة نفسية سببيا سكء تكافؽ نفسي كاجتماعي مف قبؿ الجاني‪ ,‬كذلؾ‬

‫ليتخمص مف انفعاالتو كاضطراباتو‪ .‬كما يدرس الذكاء كالطباع ‪ ,‬كالمكقؼ األخبلقي لمجاني مف الكجية‬ ‫المكضكعية لعمـ النفس التجريبي‪ ,‬كبدكافع فعمو الشعكرية كالبلشعكرية‪ ,‬كما يحاكؿ الكصكؿ إلى‬

‫الظكاىر المرضية لمسمكؾ اإلجرامي‪.‬‬ ‫تعريف عمم النفس الجنائي ‪:‬‬ ‫تعددت تعريفات عمـ النفس الجنائي مف قبؿ العمماء كالباحثيف‪ ,‬حيث اعتبره البعض "فرعان مف فركع‬ ‫عمـ النفس االجتماعي الذم يستند بدكره إلى عمـ النفس العاـ" ‪(.‬ليمة ‪ .)1984,‬كما يعرفو البعض‬

‫اآلخر بأنو "فرع تطبيقي مف عمـ نفس الشكاذ‪ ,‬حيث يدرس العكامؿ كالدكافع المختمفة التي تتضافر في‬ ‫إحداث الجريمة‪ ,‬كيقترح أنجح الكسائؿ لعقاب المجرـ أك عبلجو أك إصبلحو" (راجح ‪.)1942,‬كىذا‬

‫التعريؼ ييتـ باألسباب كالدكافع المختمفة التي تدفع الفرد الرتكاب الفعؿ اإلجرامي‪ ,‬كيقترح الكسائؿ‬

‫الكفيمة لعقابو‪ ,‬أك عبلجو‪ ,‬أك إصبلحو‪.‬‬

‫واليك التعريفات المتعمقة بعمم النفس الجنائي وىي عمي النحو التالي ‪:‬‬

‫‪ .1‬تعريف (ىانزتوخ ‪ : )1961,‬إذ يعرفو بأنو "العمـ الذم يشارؾ غيره مف العمكـ في تأىيؿ كاصبلح‬ ‫الجاني ك يقكـ بدراسة أسباب السمكؾ اإلجرامي‪ ,‬كيحاكؿ عزؿ كفصؿ كفيـ تفاعؿ العكامؿ الخاصة‬ ‫التي تؤدم ببعض الناس إلى اقتراؼ بعض الجرائـ‪ ,‬محاكالن التكصؿ إلى قكانيف أك مبادئ عامة عف‬ ‫أنماط السمكؾ المضاد لممجتمع ‪ ,‬كاليدؼ مف ذلؾ عبلج الجاني كتقميؿ الجريمة " ‪ .‬كىذا التعريؼ‬

‫يفرؽ بيف عمـ النفس الجنائي كعمـ النفس القانكني الذم ييدؼ إلى التحكـ في العكامؿ النفسية التي‬ ‫تؤثر في مكضكعية العمميات القانكنية لتحقيؽ العدالة بطريقة إنسانية قدر المستطاع‪.‬‬

‫‪ .2‬تعريف (عيسوي ‪ : )1981,‬فيعرؼ عمـ النفس الجنائي "بأنو ذلؾ العمـ الذم يدرس أسباب‬ ‫الجريمة كدكافعيا سكاء أكانت ىذه الدكافع نفسيو أـ اجتماعية‪ ,‬كما يدرس كسائؿ مكافحة االنحراؼ ‪,‬‬ ‫‪14‬‬


‫كيساىـ في كضع السياسة العقابية التي تستيدؼ إصبلح الفرد بدالن مف إنزاؿ العقاب بو"‪ .‬كليذا فإف‬

‫عمـ النفس الجنائي يدرس المجرميف كالجرائـ المختمفة‪ ,‬كيدرس تككيف كبناء الجريمة‪ ,‬كاألغراض التي‬

‫تؤدم إلييا كما يدرس الجماعات اإلجرامية ‪, criminal groups‬كمدل تأثير كؿ مف الكراثة كالبيئة‬ ‫‪ .3‬تعريف (جبلل ‪,‬‬

‫في تككيف سمككيات المجرميف‪.‬‬

‫‪ :) 1984‬عمـ النفس الجنائي ىك "تطبيؽ مبادئ عمـ النفس العاـ في ميداف الجريمة "‪ .‬كلكف في كثير‬ ‫مف الحاالت فإف مجرد تطبيؽ مبادئ عمـ النفس العاـ في ميداف الجريمة ال يأتي بالنتائج المرجكة‪,‬‬ ‫كالتعامؿ مع الفئات المنحرفة المختمفة‪ .‬فعمـ النفس الجنائي يتحمؿ اليكـ مسؤكلية إثبات مدل فائدة‬

‫تطبيؽ عمـ النفس العاـ في ميداف الجريمة بشكؿ تجريبي‪ ,‬كيسعى إلى إيجاد حؿ عممي لمشكمة مف‬ ‫المشاكؿ‪ ,‬كتككيف ممارسات مينية تحقؽ أقصى ما يمكف مف الفائدة التطبيقية‪.‬‬

‫‪ .4‬تعريف (الجاش‪ : ) 1986,‬ىك العمـ الذم يتناكؿ السمكؾ اإلجرامي تناكالن سيككلكجيان فيك يستخدـ‬ ‫الطرؽ الكبيرة النزعة الطبيعية كالتصنيؼ حيث تتـ دراسة السمكؾ اإلجرامي كما يبدك لممبلحظ دكف‬

‫تدخؿ مف أحد ألف السمكؾ اإلجرامي ال يمكف إحداثو بطرؽ تجريبية كانما باالعتماد عمى الدراسات‬

‫اإلحصائية كمقارنة العينات المتماثمة‪ ".‬كما يستخدـ عمـ النفس الجنائي طريقة التناكؿ اإلكمينيكي التي‬ ‫تتميز بالدراسة المتعمقة لمحاالت الفردية كأساليب المبلحظة كالمقابمة كاالختبارات السيككلكجية المقننة‬

‫كدراسة الكثائؽ كالكسائؿ البيكلكجية كالمكرفكلكجية كالفسيكلكجية(اختالف األفراد في الصفات الظاهرية و‬

‫وظائف األعضاء)‪ .5 .‬تعريف (ربيع وآخرون ‪ :)1994,‬إلى أف عمـ النفس الجنائي بأنو" فرع مف‬

‫فركع عمـ النفس التطبيقي ييتـ بدراسة السمكؾ اإلنساني في إطار تعامؿ ىذا السمكؾ مع القانكف‪ .‬أم‬ ‫أنو ييتـ بتطبيؽ المعارؼ النفسية في المجاؿ الجنائي أك اإلجرامي‪.‬‬

‫التعريف اإلجرائي لعمم النفس الجنائي ‪:‬‬

‫"ىك ذلؾ العمـ الذم يسعى إلى تكظيؼ مبادئ عمـ النفس كقكانينو – التي تبيف األسباب كالدكافع‬

‫المختمفة لمسمكؾ اإلجرامي ‪ ,‬كمدل تأثير كؿ مف الكراثة كالبيئة في تككيف السمككيات المنحرفة‪ .‬في‬ ‫مجاؿ التحقيؽ الجنائي كالقضاء‪ ,‬حتى يتسنى لمعامميف في ىذيف المجاليف مف إصدار األحكاـ المناسبة‬

‫التي تتمشى مع الطبيعة اإلنسانية مف أجؿ إصبلح الجاني كعبلجو " ‪ .‬كلذلؾ فإف دراسة العمميات‬

‫النفسية الكامنة كراء السمكؾ اإلجرامي لممجرـ‪ ,‬ككذلؾ معرفة دكافعو المختمفة‪ ,‬تيعد مف ضمف‬ ‫االىتمامات الرئيسية لعمـ النفس الجنائي‪ ,‬كالغاية مف ذلؾ التعرؼ إلى أنماط سمكؾ المجرـ المضادة‬

‫لممجتمع تمييدان إلصبلحو أك عبلجو في مؤسسات الرعاية االجتماعية‪ ,‬أك في المستشفيات النفسية‪ ,‬أك‬

‫في السجكف‪.‬‬

‫التطور التاريخي لعمم النفس الجنائي ‪:‬‬ ‫تيعد الجريمة منذ فجر التاريخ اإلنساني مف أكثر منغصات المجتمع أىمية‪ ,‬كذلؾ نظ انر لما يتكبده‬ ‫المجتمع مف خسائر في شتى مجاالت الحياة ‪ ,‬كقد كاف استخداـ عمـ النفس في مجاؿ القضايا الجنائية‬ ‫‪15‬‬


‫كالقانكنية مبك انر في تاريخ البشرية لفيـ أعماؽ النفس البشرية منذ تاريخ طكيؿ ‪ ,‬حيث تحدث فبلسفة‬

‫اإلغريؽ القدامى أمثاؿ ايبكقراط كسقراط كأفبلطكف كأرسطك عف المجرميف بكصفيـ ذكم نفكس فاسدة‬

‫أساسيا عيكب خمقية جسمية‪ ,‬كفي القركف الكسطى ظير اتجاه فمسفي يرمي إلى استيضاح طبيعة‬

‫النفكس مف خبلؿ الشكاىد الجسدية‪ .‬كفي مرحمة تالية سادت نظرية خرافية تربط بيف تككيف النفس ذات‬ ‫* كمع مطمع القرف التاسع‬

‫الميكؿ اإلجرامي كحركة الككاكب ‪.‬‬

‫عشر ذىب العالماف "الفتيو" ك "جاؿ" عمى القكؿ بأف الخمؿ في التككيف العضكم لئلنساف مف شأنو أف‬

‫يؤدم إلى ضعؼ خمقي كأضاؼ العالـ "مكريؿ" أف مصدر جنكح اإلنساف إلى الجريمة ىك التركيب‬

‫* كفي العاـ‬

‫المعيب لممخ ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫(‪ )1871‬ذاع صيت الطبيب اإليطالي "لكمبركزك" بفضؿ أبحاثو التي رسـ مف خبلليا نظرية محددة‬ ‫ألساس مف اإلجراـ في النفس البشرية‪ ,‬إذ لـ تقتصر دراستو – مثؿ سابقيو – عمى مجرد األحكاؿ‬

‫الجسمية كالعضكية‪ ,‬بؿ فحص كذلؾ األحكاؿ النفسية كربط بيف العيكب الخمقية كالشذكذ النفسي‪ ,‬كحيث‬ ‫يمكف أف يككف لمكراثة تأثير في الميؿ اإلجرامي في كجكد عكامؿ معينة‪ .‬كقد أجمؿ "لمبركزك" فكرة في‬ ‫* كفي سنة‬

‫مؤلفو "اإلنساف المجرـ" سنة (‪1876‬ـ)‪.‬‬

‫(‪1881‬ـ) صاغ تمميذ لمبركزك العالـ "جاركفالك" نظرية جديدة تكضح أف اإلجراـ في النفس البشرية‬ ‫ليس مصدره خمقة جسمية شاذة كانما ىك شذكذ نفسي ينقصو الكرع كاألمانة‪.‬‬

‫* كما كقد تكافؽ‬

‫ذلؾ مع بدايات تطكر عمـ النفس‪ ,‬كظيكر عمكمو التطبيقية‪ ,‬كمف خبلؿ إسيامات أعبلمو المشيكريف‬

‫(أمثاؿ فكندت‪ ,‬كاطسف‪ ,‬فركيد‪.. ,‬ألخ)‪ ,‬الذيف تكصمكا إلى استنتاجات ميمة فيما يخص السمكؾ‬ ‫البشرم‪ ,‬كتفسير ظكاىره النفسية المختمفة‪.‬‬

‫*‬

‫أما "أنريكك فرم" زعيـ المدرسة اإليطالية الحديثة في عمـ اإلجراـ فقد ألقى ظبلالن حكؿ مبدأ االختيار‬ ‫اإلرادم في التصرفات‪ ,‬كاعتنؽ الجبرية مقر انر أف تكفر االستعداد النفسي لئلجراـ مف شأنو أف يسكؽ‬

‫إلى حتمية كقكع الجريمة‪ ,‬فالمجرـ بالنسبة لمجريمة ييعد مسي انر ال مخي انر‪ ,‬كدحض "فرم" فكرة المسئكلية‬ ‫عف الخطيئة النتفاء اإلرادة اآلثمة‪ ,‬كلذلؾ طعف ىذا العالـ في نظـ العقاب قصاصان مف الجاني ‪.‬‬

‫* بعد ذلؾ جاء األمريكي "دكنالد تافت" ليؤكد خمك النفس اإلنسانية مف أم ميكؿ جانحة كأف البيئة‬

‫المحيطة باإلنساف ىي المؤثرة في درجة الفساد النفسي‪ ,‬كانضـ إلى رأيو "كميفكرد شاك" ك "سكذرالند" ك‬ ‫"سيميف" العاـ( ‪1945‬ـ) (عبد الحكيـ ‪.)1996 ,‬‬ ‫* كفي عاـ( ‪1893‬ـ ) قاـ (كاتؿ ‪ (Cattel‬بأكؿ محاكلة عممية لدراسة تقييـ الشيادة مف الناحية‬

‫السيككلكجية حيث كجو بعض األسئمة إلى مجمكعة مف طبلب جامعة "ككلكمبيا" كقد الحظ "كاتؿ" أف‬

‫العديد مف الطبلب قد أخطئكا في اإلجابة عف أشياء يركنيا بصفة دائمة ككقعت حديثان‪ ,‬مما يدؿ عمى‬

‫أف اإلدراؾ كالتذكر في كاقع الحياة اليكمية يحيط بيما الخمط مف كؿ جانب بؿ الغريب أف بعض ىؤالء‬

‫الطبلب كانكا كاثقيف مف دقة إجابتيـ عمى األسئمة بالرغـ مف كجكد العديد مف األخطاء فييا‪ .‬كتعد‬ ‫‪16‬‬


‫ىذه التجربة مف بدايات عمـ النفس الجنائي ألنيا أثارت االىتماـ بدراسة العكامؿ النفسية التي تؤثر‬ ‫عمى كفاءة الشيادة القضائية‪ .‬كقد أجريت ىذه التجربة عمى عينات مف الطبلب في الجامعات‬

‫األمريكية األخرل ككانت النتائج مشابية إلى حد كبير لنتائج تجربة "كاتؿ"‪.‬‬

‫* كفي أكربا قاـ‬

‫العالـ الفرنسي‪( :‬ألفرد بينيو ‪ )1911, Binet‬بإجراء دراسات عف كفاءة الشيادة القضائية‪ ,‬كما أجرل‬

‫(كليـ ستيرف ‪ )Stern‬تجربة أخرل في مجاؿ عمـ النفس الجنائي حضرىا طبلب جامعة برليف الذيف‬ ‫يدرسكف القانكف‪ .‬ككانت التجربة عبارة عف معركة – تمثيمية – بيف اثنيف مف الطبلب بسبب خبلؼ‬ ‫حكؿ إحدل القضايا‪ .‬كبعد إنياء المشاجرة طمب ستيرف مف الطبلب الذيف شاىدك المشاجرة –الذيف‬

‫يدرسكف القانكف‪ -‬اإلدالء بشيادتيـ حكؿ الكاقعة التي شاىدكىا كتابة‪ .‬كرغـ أنيـ طبلب يدرسكف‬

‫القانكف كيعرفكف العكامؿ المؤدية إلى تحريؼ الشيادة فإف أحدان مف الطبلب لـ تكف شيادتو دقيقة تمامان‬ ‫بؿ لقد شاب جميع الشيادات بكثير مف األخطاء تراكحت بيف (‪12-4‬خطأ) لكؿ طالب ‪.‬‬

‫* كقد تكصؿ "ستيرف" إلى أف االنفعاالت الشديدة تؤدم إلى تدني كفاءة عممية االسترجاع أك التذكر‬ ‫بمعنى أف تحدث أخطاء في التذكر كاالسترجاع إذا كانت عممية المشاىدة – لكاقعة ما – مشحكنة‬

‫بشحنة انفعالية قكية‪.‬‬

‫* كيمكف القكؿ بأف عمـ النفس الجنائي بدأ بدراسة الشيادة الجنائية‪ .‬كمف مظاىر االىتماـ بعمـ النفس‬

‫الجنائي في ىذا العصر أنو كاف يستفيد مف عمماء النفس مع بداية القرف العشريف عمى أنيـ خبراء في‬

‫تقييـ الشيادة القضائية‪ .‬كمف القضايا الشييرة التي عرفت في ىذا المجاؿ جريمة كقعت عاـ( ‪1896‬ـ‬

‫) في ألمانيا كاتيـ فييا رجؿ يقتؿ ثبلث نساء كقد قاـ بدراسة ىذه القضية أحد المختصيف في عمـ‬ ‫النفس حيث صاحب ىذه القضية ضجة إعبلمية كبيرة كقد رأل المختص في عمـ النفس أف ىذه‬

‫الضجة اإلعبلمية قد أثرت عمى شيادة الشيكد بحيث أصبح الشيكد بسبب الضجيج اإلعبلمي ال‬

‫يميزكف بيف الكقائع التي كانكا شيكدان عيانان عمييا‪ ,‬كبيف الكقائع التي تداكلتيا الصحؼ كما حفمت بو‬

‫مف مبالغات كاثارة‪ .‬بحيث يتأكد تأثير اإليحاء عمى تذكر الكاقعة الجنائية كعمى الشيادة الجنائية بكجو‬

‫كيعتبر "منستر‬ ‫عاـ (ربيع كآخركف ‪.)1994,‬‬ ‫* ي‬ ‫برج" مؤسس عمـ النفس الجنائي حيث اىتـ بتطبيقات عمـ النفس في مجاالت الحياة اليكمية كعمى‬ ‫رأسيا المجاؿ الجنائي كالمجاؿ الصناعي كمف أبمغ مظاىر اىتمامو بعمـ النفس الجنائي أنو في عاـ‬

‫(‪1918‬ـ) أصدر كتابان بعنكاف "عمى منصة الشيادة" كقد أشار فيو إلى مشاىداتو كمبلحظاتو لما يقع‬ ‫أثناء المحاكمة مف مداخبلت‪ .‬كقاؿ فيو‪ :‬إف عمماء النفس بمعمكماتيـ عف مكضكعات ىامة مثؿ‬

‫اإلدراؾ كالتذكر يستطيعكف جيدان فيـ الجكانب النفسية في الشيادة القضائية"‪ .‬كفي عاـ( ‪1914‬ـ) نشر‬

‫"منستر برج" مقالة تحت عنكاف "الجكانب النفسية عند المحمفيف" ككانت ىذه الدراسة نتيجة بحكث‬

‫أجريت عمى الطبلب كالطالبات في جامعتي "ىارفارد" ك "رادكميؼ" كقد أكد نتيجة ليذه الدراسة عمى‬

‫استبعاد النساء مف ىيئات المحمفيف‪ ,‬كذلؾ عمى أساس أف الطالبات أقؿ كفائو في دقة األحكاـ كاتخاذ‬

‫الق اررات مف الطبلب‪ .‬كرغـ بعض التحفظات عمى نتائج دراسة "منستر برج " إال أف إنجازاتو تعد جزءان‬ ‫‪17‬‬


‫ال يتج أز مف تاريخ عمـ النفس الجنائي (ربيع كآخركف ‪.)1994,‬‬ ‫* كيعد (لكيس ترماف ‪ (Terman‬أكؿ عالـ نفس طبؽ االختبارات النفسية عمى المتقدميف لمعمؿ‬

‫بالشرطة في كآلية كاليفكرنيا‪ .‬كقد اىتـ عمماء النفس في بدايات القرف العشريف بدراسة كيفية تفسير‬

‫السمكؾ اإلجرامي كالتعرؼ عمى أسباب الجريمة كقد أسفرت دراسات أجراىا )جكدارد ‪Goddard‬عاـ‬

‫‪ )1914‬أف معظـ الجانحيف سكاء كانكا مف األحداث أك الكبار تتدنى نسبة الذكاء لدييـ عف المتكسط‬ ‫بحيث ظير اتجاه تفسيرم يقرف بيف الجريمة كتدني نسبة الذكاء‪ .‬كىذا قد أسيـ بعض عمماء النفس‬ ‫في تفسير السمكؾ اإلجرامي كذلؾ في إطار نظرياتيـ التي قدمكىا تحت مسمى نظريات الشخصية‬

‫كمف ىؤالء "فركيد ‪ "Frouid‬ك "باندك ار ‪ "Bandura‬ك "كاتؿ ‪ "Cattle‬ك "أيزنؾ ‪ "Eyzinck‬كغيرىـ‪.‬‬ ‫* كقد دخؿ عمـ النفس الجنائي مرحمة جديدة عندما أفسحت بعض كميات القانكف المجاؿ لدراستو‪ .‬كقد‬

‫كشفت دراسة قاـ بيا "مارستكف ‪ "Marston‬عف العبلقات بيف محاكلة الكذب كارتفاع ضغط الدـ‪.‬‬

‫كىذا البحث يتصؿ اتصاالن كثيقان بمكضكع جياز كشؼ الكذب كاستخدامو في المجاؿ الجنائي‪* .‬‬

‫كتعد فترة الخمسينات ىي عصر الثقة ليذا العمـ حيث شعر عمماء النفس بالثقة نظ انر لما قدمكه مف‬

‫استشارات عممية بخصكص تقكيـ الشيادة القضائية كالفحص النفسي كالطب نفسي لممجرميف‪ ,‬ككذلؾ‬ ‫بينكا أثر األفبلـ الخميعة عمى المراىقيف‪ .‬كفي ىذه الفترة كاف تقرير مدل المسئكلية الجنائية لممجرـ‬

‫أم انر يقرره الطبيب النفسي كىذه المسئكلية كانت تسقط جزئيان أك كميان إذا كاف المجرـ مريضان نفسيان أك‬

‫كيسجؿ لعمماء‬ ‫عقميان بعد مراجعة األكراؽ كتمحيصيا بدقة‪.‬‬ ‫* ي‬ ‫إيطاليا كأطبائيا النفسييف إرساء المفيكـ المعاصر لعمـ النفس الجنائي حكؿ أساس جنكح البشر إلى‬

‫الجريمة‪ ,‬بمنزلة أف اإلجراـ ىك كليد الكياف الخسيس لمنفس البشرية حينما يطغى عمى الكياف السامي‬ ‫فييا‪ .‬ففي عاـ ‪1945‬ـ كضع "دم تكليك" نظرية ىي أساس الدراسات النفسية الجنائية‪ ,‬ىي نظرية‬

‫التككيف اإلجرامي أك االستعداد السابؽ لئلجراـ في النفس البشرية كالتي انتيى فييا إلى كجكد تفاعؿ‬

‫نفسي داخمي لدل اإلنساف‪ ,‬ىذا التفاعؿ يفسر النزعة اإلجرامية لدل بني البشر كأف الجريمة ىي كليدة‬

‫شذكذ غريزم‪ ,‬كقد صاغ "دم تكليك" أصكؿ نظريتو بأف اعتبر التككيف اإلجرامي مرادفان لمشخصية‬ ‫اإلجرامية‪ ,‬كلذلؾ درس ىك كأنصاره الخصاؿ النفسية إلى جكار تحميؿ كظائؼ األعضاء الداخمية‬

‫كالجياز النفسي كالدمكم كاليضمي كالبكلي كالتناسمي كالجياز العصبي‪ ,‬كأثر إف ارزات الغدد في تكيؼ‬

‫المزاج النفساني – لذلؾ تكسـ نظريتو بالمادية ألنيا أخذت في االعتبار الجسد كمككناتو لتفسير الميكؿ‬ ‫الذاتية لمنفس البشرية‪.‬‬

‫أىمية عمم النفس الجنائي ‪:‬‬

‫(عبد الحكيـ ‪.)1996,‬‬

‫لعمـ النفس الجنائي أىمية خاصة في دراسة نفسية المجرـ‪ ,‬كالكشؼ عف األسباب المؤدية إلى سمككو‬

‫اإلجرامي‪ .‬فيك ييتـ اىتمامان خاصان بالتفاعبلت النفسية التي تؤدم إلى اإلجراـ‪ ,‬كيسعى مف أجؿ الحد‬ ‫منيا كايقافيا مف خبلؿ اإلجراءات الكقائية التي يتخذىا‪ ,‬أك مف خبلؿ عبلج المجرميف‪ .‬كلذلؾ كاف‬ ‫لعمـ النفس الجنائي الفضؿ في نشكء حركة إصبلح السجكف‪ ,‬كظيكر أساليب جديدة في معاممة‬ ‫‪18‬‬


‫المجرميف بدالن مف األساليب القديمة‪ .‬كيعتبر أحد المكاسب البشرية التي ترجع إلى عمـ النفس الجنائي‪,‬‬

‫المبدأ الميـ الذم تبنتو حاليان دساتير العالـ كافة‪ ,‬كىك أف "العقاب ليس تشريفان أك انتقامان‪ ,‬بؿ تقكيمان‬ ‫كما أف‬

‫آلدمية المجرـ" (بيناـ ‪.)1979,‬‬

‫معرفة النفس البشرية‪ ,‬ككذلؾ أسباب كدكافع االنحراؼ ييفيد عامة الناس‪ ,‬إذ ييبصرىـ بأنفسيـ‪ ,‬خاصة‬ ‫كأف عمـ النفس الجنائي ييتـ أيضا بدراسة األمراض العقمية كالنفسية كالعصبية لدل المجرميف‪ ,‬كيكضح‬

‫ما قد يعترم الجاني مف اضطرابات تؤدم بو الكصكؿ إلى الجريمة‪ .‬كقد ظيرت الحاجة ماسة إلى عمـ‬ ‫النفس الجنائي في عممية التطبيؽ القانكني‪ ,‬كذلؾ التخاذ اإلجراءات الدقيقة لتشخيص األقكاؿ‪ ,‬أك‬

‫تشخيص حالة المجرـ النفسية كالعقمية‪ ,‬بيدؼ تحديد الدكافع الداخمية الرتكاب الجريمة‪ ,‬كالمعكقات‬

‫الصحيحة كالنفسية التي ال تؤىمو إلدراؾ نتائج أفعالو المرتكبة‪ .‬كما أف الحاجة إلى عمـ النفس الجنائي‬ ‫أصبحت ماسة ألجيزة مكافحة الجريمة التي تتطمب قد انر كبي انر مف المعارؼ العممية النفسية لتحقيؽ‬

‫ويمكن تمخيص أىمية عمم النفس‬

‫العدالة المتكاخاة مف نشاطيا‪.‬‬

‫‪ .1‬كشؼ الجريمة‬

‫الجنائي في النواحي اآلتية‪:‬‬

‫كتحديد المجرـ عمى أساس عممي إنساني يحقؽ العدالة كالرحمة‪.‬‬

‫‪ .2‬دراسة السمكؾ‬

‫اإلجرامي مف حيث أسبابو‪ ,‬كدكافعو الشعكرية كالبلشعكرية مما يساعد عمى فيـ شخصية المجرـ ‪,‬‬

‫ككضع أساليب العقاب ‪ ,‬كأنماط العبلج المناسبة التي تؤدم إلى إصبلح المجرـ ‪ ,‬كعدـ عكدتو إلى‬ ‫‪ .3‬دراسة‬

‫الجريمة ‪.‬‬

‫الظركؼ كالعكامؿ المكضكعية التي تيييئ لمجريمة‪ ,‬كتساعد عمي كقكعيا‪ ,‬كمف ثـ تعديؿ ىذه الظركؼ‬ ‫‪.4‬‬ ‫بما يساعد في إصبلح حالة الجرـ‪.‬‬ ‫االىتماـ بدراسة األسس العممية لمعالجة المجرـ‪ ,‬كمعاممتو مف كقت القبض عميو كحتى انتياء مدة‬

‫‪.5‬‬

‫العقكبة كاصبلحو‪.‬‬

‫تصنيؼ المجرميف طبقان ألعمارىـ كجرائميـ‪ ,‬كحاالتيـ النفسية كالعقمية بقصد تحديد أنكاع الرعاية‬ ‫كاإلصبلح المناسب لكؿ منيـ‪.‬‬

‫‪.6‬‬

‫لمشكمة الجريمة‪ ,‬كعبلج المجرـ‪ ,‬كالكقاية منيا‪.‬‬

‫‪.7‬‬

‫دراسة سيككلكجية الشيكد كرجاؿ القضاء كمنفذم القانكف بيدؼ تكفير أكبر قدر مف الفيـ العممي‬ ‫تتبع المجرـ بالدراسة كالرعاية بعد انتياء مدة العقكبة حتى ال يعكد لمجريمة مرة أخرل‪.‬‬

‫(‬

‫المغربي ‪.)1983 ,‬‬ ‫العموم ذات الصمة بعمم النفس الجنائي ‪:‬‬ ‫ليست الجريمة مجرد ظاىرة مضادة لممجتمع يتعامؿ معيا القضاة كالمحامكف كرجاؿ األمف كفقا‬

‫لنصكص قانكف العقكبات الثابتة‪ ,‬كلكنيا أيضا مشكمة سيككلكجية تستمزـ الدراسة المتعمقة مف قبؿ كؿ‬ ‫مف ييتـ بدكافع السمكؾ اإلنساني ‪.‬‬ ‫‪19‬‬


‫كلذا فإف المشتغميف بالقانكف كعمماء النفس يتعاكنكف مع بعضيـ في ميمة التعامؿ مع الجريمة‬ ‫كالجاني‪ .‬فالمشتغمكف بالقانكف يركف أف القانكف الجنائي ييتـ بالسمكؾ اإلنساني‪ ,‬كلذلؾ ينبغي أف‬

‫يستفيد مف الفيـ الذم حصؿ عميو عمـ السمكؾ مف خبلؿ المبلحظة العممية‪ .‬كما أف عمماء النفس‬ ‫يشعركف بالتزاميـ كمكاطنيف إزاء فيـ كخدمة عمؿ القانكف الجنائي‪ ,‬كيدعـ تعاكف ىذه االتجاىات‬

‫المتكاممة‪ ,‬ما يدفعو المجتمع مف ضريبة باىظة مف المعاناة كالفاقد البشرم نتيجة مشكمة الجريمة‬

‫كاخفاؽ المجتمع في التعامؿ معيا‪ .‬كأىـ العمكـ ذات الصمة بعمـ النفس الجنائي ما يمي‪:‬‬

‫‪.1‬عمم النفس القضائي ‪: Juridical Psychology‬‬

‫ييتـ عمـ النفس القضائي بدراسة نفسية كؿ مف ىك طرؼ في خصكمة اجتماعية كالمراد بالطرؼ كؿ‬

‫مف يؤدم دك انر كلك لـ تكف لو صفة الخصـ‪ .‬فالمتيـ طرؼ كخصـ في آف كاحد‪ ,‬كككيؿ النيابة طرؼ‬ ‫كخصـ‪ ,‬كالقاضي طرؼ ال بد منو كال غنى عنو في سبيؿ فض الخصكمة‪ ,‬غير أنو يعمك عمى‬

‫الخصكـ كال يدخؿ في عدادىـ ككاحد منيـ‪ .‬كالشاىد طرؼ كليس خصمان‪ ,‬كالمحامي طرؼ كليس‬

‫خصمان‪ ,‬كالخبير طرؼ كليس خصمان‪ ,‬كمأمكر الضبط ليس طرفان كال خصمان‪ ,‬كلكف لو دكر في التمييد‬

‫لمرابطة اإلجرائية الجنائية‪ ,‬إذ يمثؿ نقطة البداية في الطريؽ إلييا‪ ,‬كقد يككف لو دكر الشاىد فيصبح‬

‫طرفا فييا‪ .‬كليذا فإف عمـ النفس القضائي ييتـ بدراسة العكامؿ النفسية التي تؤثر في جميع المشتركيف‬

‫في الدعكل الجنائية‪ ,‬كالقاضي‪ ,‬كالمتيـ‪ ,‬كالمحامي‪ ,‬كالمجني عميو‪ ,‬كالشيكد‪ ,‬كالمبمىغ‪ ,‬كالجميكر عامة‪.‬‬

‫كما ييتـ بالعكامؿ التي تؤثر في القاضي كالصحافة كاإلذاعة كيدرس قدرة الشيكد عمى التركيز‬

‫كالتذكر‪ ,‬كالعكامؿ التي تؤثر في الشيادة‪ .‬كما يدرس أثر اإليحاء في نفسية المشتركيف في الدعكل‪,‬‬

‫كالعكامؿ النفسية الشعكرية كالبلشعكرية التي يحتمؿ أف يككف ليا أثر في جميع المشتركيف في الدعكل‬ ‫كلمتميز بيف عمـ النفس‬

‫الجنائية‪.‬‬

‫الجنائي كعمـ النفس القضائي يمكف القكؿ أنو حيف تصدر جريمة مف طرؼ ما في الرابطة اإلجرائية‪,‬‬

‫فإف ىذا الطرؼ قد يكصـ بكصمة المجرـ‪ .‬كليذا فإف دراسة نفسيتو في صمتيا بالجريمة المرتكبة تدخؿ‬ ‫في نطاؽ عمـ النفس الجنائي كليس في نطاؽ عمـ النفس القضائي‪ .‬فعمـ النفس القضائي ال تعنيو مف‬ ‫ىـ أصحاب األدكار في الخصكمة القضائية سكل تمؾ المسالؾ التي تعتبر انحرافان مف غير أف تككف‬

‫إجرامان‪ ,‬ألنيا إف كانت كذلؾ دخمت مجاؿ عمـ النفس الجنائي‪ .‬فضبلن عف ذلؾ ييتـ عمـ النفس‬

‫القضائي _ كاتجاه ميـ مف اتجاىات عمـ النفس الجنائي _ بتقديـ تقارير الخبرة النفسية كالعقمية‬

‫ألجيزة العدالة كذلؾ في القضايا التي يشؾ في صحتيا‪ ,‬مثؿ اختبار أقكاؿ القاصريف مف المتيميف‬

‫كالشيكد كالمجني عمييـ‪ ,‬كتقديـ تقارير نفسية حكؿ نتائج تمؾ االختبارات إلى القضاء‪ ,‬ككذلؾ تصنيؼ‬ ‫األقكاؿ الكاذبة بارتباطيا مع األبعاد المختمفة لشخصيات المفحكصيف إلبراز جكانب الخمؿ في‬

‫شخصياتيـ كأسبابيا كتأثيرىا عمى اإلدالء باألقكاؿ الصحيحة‪ ,‬كذلؾ مف خبلؿ اختبارات القدرة عمى‬

‫التركيز‪ ,‬كالقدرة عمى التذكر كاإلدراؾ‪...‬الخ(بعبيد ‪.)1995,‬‬

‫كما ييتـ عمـ النفس القضائي أيضان في قضايا تحديد المسؤكلية الجنائية لدل األحداث الماثميف أماـ‬ ‫‪21‬‬


‫القضاء‪ ,‬إذ يتـ دراسة نمكىـ النفسي كاالجتماعي كالعقمي مف خبلؿ االختبارات التي يطبقيا عمـ النفس‬ ‫الجنائي‪ ,‬كيحدد مف خبلليا مدل تجاكز الحدث لسف الطفكلة ليتمكف القاضي مف إصدار أحكامو عمى‬

‫أسس سميمة‪ .‬كما يقكـ عالـ النفس الجنائي بتحديد المسؤكلية الجنائية لدل البالغيف مف حيث تحديد ما‬

‫إذا كاف المجرـ مف ذكم األمراض النفسية أك العقمية التي تعيقو مف إدراؾ عكاقب فعمو‪.‬‬ ‫‪.2‬عمم النفس المجرم ‪:‬‬

‫ييتـ عمـ نفس المجرـ بدراسة شخصية المجرـ مف النكاحي العضكية كالعقمية كالنفسية‪ ,‬كالدكافع الكامنة‬

‫كراء ظيكر السمكؾ اإلجرامي‪ ,‬كالعكامؿ الخاصة بيذا السمكؾ كفي ىذا الخصكص يتـ دراسة كؿ ما‬ ‫يتعمؽ بتككيف المجرـ العضكم كدراسة نظاـ الغدد الصماء‪ ,‬ككؿ ما لو عبلقة بالنكاحي التشريحية‬

‫كمف كجية نظر‬

‫كالكيميائية الحيكية‪.‬‬

‫أخرل ييتـ عمـ نفس المجرـ بدراسة المظاىر العقمية كالنفسية كاألخبلقية كما كيتـ تحميؿ بعض‬

‫الظكاىر مثؿ التكتر النفسي الشديد‪ ,‬كتحديد بداية ظيكر ىذا السمكؾ‪ ,‬كمبررات اإلقداـ عمى اقتراؼ‬ ‫الجريمة دكف غيرىا مف ردكد الفعؿ األخرل‪ ,‬كبحث العبلقة المتبادلة بيف الدكافع الداخمية المرتبطة‬

‫بشخصية المجرـ كالعكامؿ الخارجية‪ .‬فعمـ نفس المجرـ ييتـ إذا بدراسة شخصية المجرـ دراسة كافية‪,‬‬

‫كيدرس السمككيات الخاطئة كالخطرة الناجمة عنو قبؿ اقت ارؼ الجريمة عف طريؽ المبلحظة العممية‬ ‫المقركنة بإجراء مقاببلت كفحكص مخبريو كتشريحية‪ ,‬كذلؾ بيدؼ اتخاذ التدابير الكقائية البلزمة‪,‬‬ ‫ككذلؾ مساعدتيـ في دمجيـ في الحياة االجتماعية دكف أف يتسببكا في إيذاء اآلخريف‪.‬‬

‫‪.3‬عمم نفس اإلجراءات الجنائية ‪:‬‬

‫ييعد عمـ نفس اإلجراءات الجنائية فرعان مف فركع عمـ النفس الجنائي‪ ,‬ييتـ باستخداـ قكانيف عمـ النفس‬ ‫في تنفيذ مختمؼ مراحؿ اإلجراءات الجنائية‪ ,‬مف حيث تحميؿ تصرفات كأفعاؿ الجيات المشاركة في‬ ‫ابتداء مف التحرم كانتياء بإصبلح الجاني‪.‬‬ ‫تمؾ اإلجراءات‬ ‫ن‬

‫كمف أجؿ ذلؾ تستخدـ بعض الطرائؽ في التشخيص النفسي‪ ,‬كتتـ دراسة األسس النفسية إلجراءات‬

‫البحث الجنائي عمكمان‪ ,‬كما يتـ استخداـ برامج اإلصبلح كالتأىيؿ كالعبلج كالرعاية كالكقاية‪.‬‬ ‫‪.4‬عمم االجتماع الجنائي ‪:‬‬

‫كضعت مدرسة الكسط االجتماعي الفرنسية _البمجيكية نكاة ىذا العمـ‪ ,‬كما ييعتبر(‪) Enrico Ferry‬‬

‫عالـ االجتماع اإليطالي مؤسسا لعمـ االجتماع الجنائي‪ ,‬حيث أصدر سنة (‪1881‬ـ) كتابان بيذا العنكاف‬ ‫كلو يعكد الفضؿ في تطكره كازدىاره‪ .‬فعمـ االجتماع الجنائي ييتـ بتحديد العبلقة بيف الظركؼ‬

‫االجتماعية المختمفة كبيف ظاىرة اإلجراـ‪ ,‬إذ يحاكؿ أف ييبيف إلى أم مدل تيساىـ ىذه الظركؼ في‬ ‫ارتكاب الجرائـ (رمضاف ‪.)1972,‬‬ ‫كلذلؾ فإف عمـ االجتماع الجنائي يدرس الجريمة بكصفيا ظاىرة اجتماعية‪ ,‬كيبحث عف ظركفيا‬

‫االجتماعية سكاء أكانت ظركفا اقتصادية‪ ,‬أـ مينية‪ ,‬أـ جغرافية أـ مناخية‪ ,‬أـ سياسية‪ ,‬أـ عمرانية‪ ,‬أـ‬ ‫‪21‬‬


‫تعميمية‪ ,‬كما ييتـ ىذا العمـ أيضا بدراسة المجتمع مف خبلؿ مظاىره اإلجرامية‪ ,‬كيبحث في العكامؿ‬ ‫االجتماعية التي تييئ الفرص لئلجراـ (راشد ‪.)1974,‬‬

‫فاإلجراـ ال يكجد إال إذا تعارض سمكؾ الفرد مع سمكؾ الجماعة‪ ,‬أك مع سمكؾ فرد آخر‪ ,‬فإذا انعدـ‬ ‫كجكد اآلخريف‪ ,‬انعدـ معيا السمكؾ اإلجرامي‪ .‬فالسمكؾ اإلجرامي إذان إطاره المجتمع اإلنساني‪ ,‬كضمف‬

‫ىذا اإلطار يتـ دراسة المبادئ السمككية المنبثقة عف الحياة كالمرتبطة بتنظيـ المجتمع اإلنساني‬

‫كالقكاعد التي يستند إلييا في تأميف استم اررية ىذه الحياة كىذا النظاـ كالتفاعبلت القائمة بيف حياة الفرد‬ ‫فالسمكؾ‬

‫كحياة المجتمع‪.‬‬

‫اإلجرامي إذان ما تـ االقتراب منو مف الزاكية االجتماعية يظير العكامؿ االجتماعية التي تراكمت عمى‬ ‫أرضو فتفاعمت فأدت إلى تحققو‪ ,‬كدراسة ىذا االقتراب كالتفاعؿ ىي بالضبط ميداف عمـ االجتماع‬

‫الجنائي‪ .‬فيك عمـ ييساىـ بما يقدمو مف معرفة بالسمكؾ اإلجرامي في جعؿ العمـ الجنائي يحقؽ ذاتيتو‪,‬‬ ‫كيتمـ رسالتو في شرح ىذا السمكؾ (العكجي‪ .)1981 ,‬كما تمثؿ الجريمة ظاىرة اجتماعية ترتكز عمى‬ ‫أسس ثقافية‪ ,‬كتنشأ نتيجة تفاعؿ الفرد مع البيئة االجتماعية التي يعيش فييا‪ ,‬حيث تؤثر في تكافقو أك‬

‫جنكحو أثناء عممية التنشئة االجتماعية ‪.‬‬

‫طرائق انبحج يف عهى اننفس اجلنائي‬

‫أوالً‪ :‬المبلحظة‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬المقابمة‪:‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬دراسة الفردية‪:‬‬ ‫رابعاً‪ :‬الدراسة الفردية لحالة المجرم‪:‬‬ ‫خامساً‪ :‬دراسة المجموعات المتماثمة‪:‬‬ ‫سادساً‪ :‬مقاييس التقدير‪:‬‬ ‫سابعاً‪ :‬االستبيان‪:‬‬ ‫ثامناً‪ :‬االختبارات النفسية‪:‬‬

‫‪22‬‬


‫الوحدة الثانية‬

‫الوحدة الثانية‬

‫طرائق انبحج يف عهى اننفس اجلنائي‬ ‫يتسـ منيج البحث في عمـ النفس الجنائي كغيره مف مناىج البحث في مياديف عمـ النفس األخرل‬ ‫بطابعة العممي‪,‬حيث يستند إلى المبلحظة كالتجريب‪ ,‬فيك مف العمكـ التجريبية كالعمكـ الطبيعية‬

‫كاالجتماعية‪ .‬فعمـ النفس الجنائي يبحث في المشاكؿ الكاقعة المتعمقة بالجريمة كالمجرـ‪ ,‬كيتحقؽ مف‬

‫الفركض التي تكضع في ىذا الصدد عف طريؽ استخداـ األساليب العممية التطبيقية لتفسير الكقائع‬ ‫المختمفة‪ ,‬كما أنو يبحث عف عبلقات االرتباط بيف األسباب كالنتائج لتأصيؿ الحقائؽ كصياغتيا‬

‫صياغة عممية‪.‬‬

‫كتتنكع طرائؽ البحث في عمـ النفس الجنائي مف دكلة إلى أخرل‪ ,‬كذلؾ تبعا الىتماـ الدكلة بيذا العمـ‪,‬‬

‫كمقدار اإلمكانيات المتكافرة كمان ككيفان مف قبؿ الدكلة‪ .‬كىذا التنكع ال يعني أف ىذه الطرائؽ منفصمة بؿ‬

‫متكاممة‪ ,‬بحيث ال يستغني الباحث عف إحداىا دكف األخرل‪ ,‬إذ أف فيـ الظكاىر االجتماعية كمعرفة‬ ‫الظركؼ التي تحيط بيا‪ ,‬كالقكانيف التي تخضع ليا يجعمنا نستخدـ أكثر مف طريقة لتحقيؽ ىذا‬

‫الغرض‪.‬‬

‫وأىم طرائق البحث في عمم النفس الجنائي ما يمي‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬المبلحظة ‪:Observation‬‬

‫تؤدم المبلحظة في عمـ النفس الجنائي دك ار فعاال‪ ,‬حيث تتطمب مف الباحث مبلحظة أفراد العينة‬

‫بنفسو‪ ,‬ثـ يسجؿ كؿ ما يصؿ إليو نظره مف معمكمات تتعمؽ بالكاقعة مكضكع البحث‪ .‬كالمبلحظة قد‬ ‫تتـ في مكاقع طبيعية‪ ,‬كقد تتـ في المختبر‪ ,‬كيجب أف يتكافر في الشخص الذم يقكـ بالمبلحظة‪,‬‬ ‫‪23‬‬


‫الخبرة كالمكضكعية في التقدير‪.‬‬ ‫كيمكف الحديث ىنا عف نكعيف مف المبلحظة كىما‪:‬‬

‫أ‪.‬المبلحظة البسيطة ‪:Simple Observation‬‬

‫يستخدـ المبلحظ (الباحث) ىذا النكع مف المبلحظة مف أجؿ جمع المعمكمات عف الظاىرة مكضكع‬ ‫البحث‪ ,‬كذلؾ مف خبلؿ مشاىداتو كمراقبتو كاستماعو دكف استخداـ أجيزة فنية‪ ,‬أك معدات أخرل‪.‬‬

‫كيمكف أف تككف ىذه المبلحظة عمى شكؿ مبلحظة بالمشاركة (‪ ,)Participation‬حيث ينزؿ الباحث‬

‫إلى ميداف الجريمة‪ ,‬كيندمج كسط الجماعة التي ييدؼ دراستيا‪ ,‬بحيث يصبح فردان عاديان فييا‪ .‬كتتميز‬

‫ىذه الطريقة بأنيا تيمكف الباحث مف مبلحظة نشاط األفراد في الجماعة كسمككياتيـ المختمفة في‬ ‫الطبيعة عف كثب مما يساعده في الحصكؿ عمى معمكمات دقيقة يتعذر الكصكؿ إلييا عف طريؽ‬ ‫الكسائؿ األخرل‪.‬‬

‫كىذا األسمكب يصعب عمى الباحث سمككو‪ ,‬ألنو يتطمب منو النزكؿ إلى البيئة اإلجرامية كمشاركة‬ ‫أناس يسمككف طريؽ اإلجراـ في حياتيـ‪ .‬كلكف ىناؾ آراء لبعض الباحثيف ترل أف دكر الباحث‬

‫يقتضي منو أحيانان االشتراؾ في ارتكاب الجريمة مف أجؿ التكصؿ إلى كشؼ الحقائؽ‪.‬‬

‫كلكف المبلحظة البسيطة قد ال تتطمب مشاركة الباحث (‪ )Won-Participation‬لؤلفراد مكضع‬ ‫البحث‪ ,‬فالباحث يفصح ليـ عف حقيقة ميمتو‪ ,‬كيحصؿ عمى ثقتيـ‪ ,‬كذلؾ بتككيف عبلقات كصبلت‬

‫طيبة معيـ‪ ,‬كيتجنب االندماج معيـ كميان حتى ال يؤثر كجكده في طبيعة نشاطيـ كفعالياتيـ‪.‬‬

‫ب‪.‬المبلحظة العممية المنظمة‪:‬‬

‫تختمؼ ىذه المبلحظة عف سابقتيا مف حيث أف الباحث يستعيف بمعدات كأجيزة معينة تساعده عمى‬ ‫جمع المعمكمات‪ ,‬مثؿ االختبارات‪ ,‬كأجيزة القياس‪ ,‬كأجيزة التصكير كالتسجيؿ‪ ,‬كالتحميؿ الكيميائي‪,‬‬ ‫كالكشؼ الطبي‪ ,‬كىذا ما يساعد الباحث في التحقؽ مف صدؽ المعمكمات التي يسجميا‪.‬‬

‫كتيقدـ ىذه المبلحظة خدمة كبيرة لمبحث العممي‪ ,‬فيي منظمة كليست عشكائية أك عرضية‪ ,‬كتسجؿ‬ ‫معمكماتيا بدقة‪ ,‬كىي عرضة لمتمحيص لبياف مدل صدقيا كصحتيا‪ .‬إنيا نقطة البداية في البحكث‬

‫العممية في عمـ النفس عامة كعمـ النفس الجنائي خاصة‪.‬‬

‫كالجدير بالمبلحظة العممية أنيا تساعد الباحثيف في عمـ النفس الجنائي كعمـ اإلجراـ عمي ما يمي‪:‬‬

‫‪.1‬اإلدراؾ المباشر لمجريمة ‪ :‬أم مبلحظتيا أثناء ارتكابيا‪ ,‬سكاء بكاسطة التصكير‪ ,‬أك المصادفة‪ ,‬أك‬ ‫مف خبلؿ كضع عدسات تمفزيكنية‪ ,‬كما ىك في بعض المحبلت التجارية الكبيرة‪.‬‬

‫‪.2‬إثبات الحالة‪ :‬كذلؾ بعد إتماـ الجريمة يتـ تحديد معالـ شخصية المجرـ‪.‬‬

‫‪.3‬دراسة طريقة ارتكاب الجريمة‪ :‬كحالة كسر القفؿ أك تسمؽ السكر بقصد السرقة مثبلن‪.‬‬ ‫‪.4‬حصيمة الجريمة‪ :‬مثؿ سندات بنكية مزكرة‪.‬‬

‫‪.5‬دراسة ممؼ القضية مف خبلؿ تراكـ المعمكمات المحصمة عبر األجيزة المتطكرة ‪.‬‬ ‫‪24‬‬


‫‪.6‬دراسة األعماؿ المنجزة مف قبؿ المسجكنيف‪ ,‬كالرسـ‪ ,‬كالكتب‪ ,‬كاألدكات المصنكعة كغيرىا‪( .‬خمؼ ‪,‬‬ ‫‪.)1986‬‬

‫ثانياً ‪ :‬المقابمة ‪: Interview‬‬

‫ىي عبلقة مينية‪ ,‬اجتماعية‪ ,‬دينامكية‪ ,‬تتـ كجيان لكجو مع الشخص مكضع الدراسة كذلؾ بيدؼ‬

‫الحصكؿ عمى بيانات كمعمكمات فيما يتعمؽ بأحداث كقعت لمفرد‪ ,‬كاألزمنة التي مر بيا‪ ,‬كاألماكف التي‬ ‫عاش فييا كذلؾ لشرح كتحميؿ حالتو‪ ,‬كتسجيميا كفؽ نظاـ محدد مف التسجيؿ الكتابي‪ ,‬كالسمعي‪,‬‬

‫كالمقابمة‬

‫كالمرئي (الزعبي ‪.)1994 ,‬‬

‫فرصة لبلختصاصي النفسي لمبلحظة انفعاالت الفرد كمعرفة أفكاره‪ ,‬كاتجاىاتو النفسية‪ ,‬كخبراتو‬

‫الشخصية‪ ,‬كمبلحظة نبرات صكتو‪ ,‬كتعابير كجيو‪ ,‬كاشاراتو‪ ,‬كغير ذلؾ مما يككف لو أىمية في العممية‬ ‫الجنائية‪ .‬كما أف المقابمة كسيمة تشخيصية ‪ ,‬حيث يتـ التركيز عمى اختبار بعض الفركض التشخيصية‬

‫التي تككنت بفعؿ معمكمات تـ جمعيا في مرحمة سابقة‪ .‬كما أف لممقابمة أيضا أىدافان عبلجية إذ يتـ‬

‫مف خبلليا مساعدة الفرد عمى التخمص مف مشاكمو كصراعاتو‪ .‬كقد تككف المقابمة مقيدة بأسئمة معينة‬

‫كيجيب عنيا الفرد‪ ,‬مف خبلؿ تطبيؽ بعض االختبارات النفسية‪ ,‬كقد تككف طميقة‬ ‫يسأليا االختصاصي‪ ,‬ي‬ ‫كما يحدث في جمسات التحميؿ النفسي دكف أف يتقيد الفرد بأم قيد كنترؾ لو الحرية لمحديث عف كؿ‬ ‫ثالثا‪ :‬دراسة الحالة ‪Case‬‬ ‫ً‬

‫ما يخطر ببالو‪.‬‬ ‫‪:Study‬‬

‫تستخدـ طريقة دراسة الحالة في العمكـ المختمفة كتستخدـ بشكؿ خاص في ميداف عمـ النفس الجنائي‪.‬‬ ‫فعمماء النفس الجنائي ييميـ في خدمة الحاالت الفردية معرفة أفراد األسرة كعبلقتيـ ببعضيـ‪,‬‬

‫كالمستكل االجتماعي كاالقتصادم ليا‪ ,‬كظركؼ عمؿ الفرد كحياتو في الطفكلة كحالتو الصحية‪,‬‬

‫كالظركؼ المحيطة بو حاليان كالتي سببت لو مشاكؿ كحسب ىذه الطريقة يككف المجرـ ىك الكحيد‬

‫لمكضكع الدراسة التي تشمؿ جميع الخصائص النفسية‪ ,‬كالعضكية‪ ,‬كالظركؼ االجتماعية لممجرـ‪ .‬كما‬ ‫يتناكؿ الباحث حالة الفرد كيخضعيا لمدراسة التفصيمية‪ ,‬فيتعرؼ عمى حياة المجرـ في الماضي سكاء‬

‫أكانت تككينية أـ اجتماعية‪ ,‬كما يتناكؿ الجرائـ التي ارتكبيا سابقا (إف كجدت) كالظركؼ المرافقة ليا‬

‫الفحوص التي يخضع‬

‫كاآلثار المترتبة عمييا‪.‬‬

‫ليا المجرم ‪ :‬وىي عمي النحو التالي ‪:‬‬

‫‪.1‬الفحص الطبي العام ‪:‬‬

‫كيتناكؿ ىذا الفحص جسـ المجرـ بشكؿ كامؿ مف حيث مدل صحتو‪ ,‬كالعاىات الجسدية الدائمة‪,‬‬ ‫كمدل تأثير العجز الجسمي عمى تككيف السمكؾ اإلجرامي بصفتو عامبلن دافعان لمسمكؾ اإلجرامي‪ .‬كما‬ ‫ييتـ ىذا الفحص بدراسة مراحؿ النمك الطبيعي كغير الطبيعي لمختمؼ الكظائؼ العضكية لجسـ‬

‫المجرـ‪ .‬كما يتـ أيضا فحص الحالة العقمية لممجرـ بغية التعرؼ إلى األمراض العقمية التي يعاني‬

‫منيا‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫‪.2‬الفحوص البيوكيميائية‪:‬‬ ‫كتيتـ ىذه الفحكص بدراسة كظائؼ الغدد الصماء‪ ,‬كمدل تأثير إف ارزاتيا اليرمكنية عمى تككيف السمكؾ‬ ‫اإلجرامي‪.‬‬

‫‪.3‬الفحوص العصبية‪:‬‬ ‫ال بد أف يتـ فحص الجياز العصبي لممجرـ‪ .‬إذ أثبتت الدراسات كجكد عبلقة كاضحة قكية بيف الجياز‬ ‫العصبي لئلنساف كسمككو‪ .‬فقد تبيف مف خبلؿ الفحكص التي أجريت عمى المجرميف في إيطاليا‬

‫كفرنسا كبريطانيا‪ ,‬كجكد حركات في العيكف‪ ,‬كفي المساف كرعش في اليديف كالجفكف أكثر مما ىك‬

‫مكجكد عند األشخاص العادييف‪.‬‬

‫‪.4‬الفحوص النفسية‪:‬‬

‫يتـ فحص الحالة النفسية لممجرـ مف خبلؿ تطبيؽ عدد مف االختبارات النفسية عميو مثؿ‪ :‬اختبارات‬

‫الذكاء‪ ,‬كاختبارات الشخصية‪ ,‬كاالختبارات المينية كالتربكية‪ ,‬كغير ذلؾ مف الكسائؿ الحديثة‪ .‬إذ يتـ مف‬ ‫خبلؿ ىذه االختبارات معرفة ذكاء الفرد‪ ,‬كمستكل إدراكو ككعيو‪ ,‬كمدل قدرتو عمى التفكير كالتذكر‬

‫كالتصكر‪ .‬أما الكعي كاإلدراؾ فيتككف مف مجمكع العكامؿ النفسية التي تيمكف شخص مف اإلحاطة‬ ‫بعالمو الداخمي‪ ,‬كما يجرم في العالـ الخارجي‪ ,‬كيدخؿ في ذلؾ االنتباه كالذاكرة‪ .‬فقد تبيف أف المجرميف‬

‫يغميب عمييـ الكعي بأحكاليـ النفسية الداخمية دكف أف يتمكنكا مف كعي العالـ الخارجي مف حكليـ‪ ,‬إذ‬

‫أف المجرـ ال يتمكف مف اإلحاطة إال بما يتصؿ بحاجاتو الغريزية دكف االنتباه لآلخريف‪ ,‬كىذا الكعي‬ ‫يككف عادة كعيان بميدان متجمدان يتميز بتركيز االنتباه عمى كؿ ما يؤدم إلى العمؿ اإلجرامي‪ ,‬كىذا ما‬ ‫يظير بشكؿ خاص في جرائـ العنؼ العاطفي‪ ,‬حيث تتسمط عمى المجرـ فكرة معينة تستحكذ عميو‬

‫كتبلحقو أينما ذىب ‪ ,‬كتبعد تفكيره عما يترتب مف نتائج بسبب فعمو اإلجرامي‪.‬‬

‫كيككف فحص تفكير اإلنساف المجرـ عمى شكؿ استجكاب يتـ مف خبلؿ االختبارات الخاصة بذلؾ‪,‬‬ ‫كمف خبلؿ ذلؾ يتـ االنتباه إلى تسمؿ أفكاره كمدل ترابطيا المنطقي‪ ,‬كذلؾ مف خبلؿ االستنتاج‬

‫الصحيح الذم يبدأ بمقدمة لمشكمة ما‪ ,‬كينتيي بنتيجة معينة‪ .‬فقد تبيف أف القدرة عمى االستنتاج عند‬ ‫المجرـ تقؿ عف المتكسط إذا قكرنت باألشخاص العادييف‪ .‬كما يتـ باإلضافة إلى ذلؾ فحص قدرة‬

‫المجرـ عمى التخيؿ‪ ,‬الكتشاؼ ما يتمتع بو خيالو مف خصكبة أك جدب‪ .‬كما يخضع المجرـ إلى‬

‫التحميؿ النفسي لمعرفة العكامؿ البلشعكرية التي دفعت المجرـ إلى ارتكاب الجريمة‪ ,‬باإلضافة إلى‬

‫تعرؼ حاالت الصراع الناجمة عف عدـ قدرة األنا في التكفيؽ بيف مطالب األنا األعمى (‪)ego-super‬‬

‫كبيف مطالب اليي (‪ )Id‬كإشباع الحاجات األساسية كالجنسية‪ ,‬مما يكلد لدل الفرد تكت انر كاضطرابان‬

‫‪.5‬الفحوص‬

‫نفسيان قد يؤدم بو إلى سمكؾ إجرامي‪.‬‬

‫العاطفية ‪:‬‬

‫تجرم الفحكص العاطفية لممجرـ لمتعرؼ إلى مدل قدراتو االحتمالية نتيجة لما يكاجيو مف قيكد‬

‫كضغكط اجتماعية عندما يريد تحقيؽ رغباتو كميكلو‪ .‬كعندما ييعاؽ تحقيؽ ىذه الرغبات كالميكؿ تظير‬ ‫‪26‬‬


‫ردكد فعؿ المجرـ عمى شكؿ اعتداء عنيؼ عمى اآلخريف أك عمى الذات‪ .‬كليذا فإف فحص الجانب‬ ‫العاطفي لممجرـ ييظير درجة تمرده عمى القيكد كالقيـ االجتماعية‪ ,‬كعمى القانكف كاألعراؼ كالتقاليد‬ ‫السائدة في المجتمع‪ .‬كيتـ ىذا الفحص مف خبلؿ المقاببلت كاالختبارات كاالستبيانات‪.‬‬ ‫‪.6‬فحص الظروف االجتماعية واالقتصادية لممجرم ‪:‬‬

‫يقكـ الباحث باإلضافة إلى ما سبؽ بتحقيؽ اجتماعي يتناكؿ فيو شخصية المجرـ كحالتو المادية‬

‫كاألسرية كاالجتماعية‪ .‬حيث يكجد أىمية كبيرة ألثر البيت غير المبلئـ عمى السمكؾ اإلجرامي‪ ,‬إذ‬

‫كجدكا أف ىناؾ عبلقة كثيقة‪ ,‬كأث انر كاضحان بيف البيت األسرم المتصدع كالكضع الحياتي لممجرـ‪ .‬كما‬ ‫يعتبر العالـ األمريكي كلياـ ىيمي (‪ )W. Healy‬أكؿ مف استخدـ ىذه الطريقة عمى نطاؽ كاسع‬

‫كذلؾ في دراستو العديدة عمى األطفاؿ الجانحيف‪ ,‬متناكالن أسرىـ كجكارىـ‪ ,‬كالظركؼ المحيطة بيـ مف‬

‫النكاحي البيكلكجية كالنفسية كاالجتماعية‪ ,‬كأعطى أىمية خاصة لمعكامؿ النفسية مف حيث أثرىا عمى‬

‫رابعاً‪ :‬دراسة اآلباء‬

‫السمكؾ اإلجرامي (خمؼ ‪.)1986,‬‬

‫واألخوة واألقارب والثقافة والبيئة التي نشأ فييا المجرم‪ :‬كىذا المصدر يفيد في إعطاء معمكمات‬

‫مباشرة عف الفرد نفسو‪ ,‬إذ يساعد في ضكئيا تحميؿ نتائج مبلحظتنا كمعمكماتنا التي حصمنا عمييا مف‬ ‫خامساً‪ :‬دراسة‬

‫مصادر أخرل‪.‬‬

‫المجموعات المتماثمة ‪:‬‬

‫يتناكؿ الباحث في ىذه الطريقة مجمكعات مف الحاالت المتماثمة في بعض عناصرىا أك خصائصيا‬ ‫اإلجرامية‪ ,‬كيحاكؿ إظيار العبلقة الكطيدة بينيا كبيف اإلجراـ الذم تمثمو ىذه الحاالت‪.‬‬

‫فالباحث ىنا ييخضع لمدراسة مجمكعات مف الحاالت التي يتماثؿ أك يتقارب أفرادىا مف حيث السف‪ ,‬أك‬ ‫مف حيث الظركؼ البيئية‪ ,‬كيبيف العناصر المشتركة فيما بينيا كدكرىا في اإلجراـ‪ .‬كالغاية التي‬ ‫يستيدفيا الباحث ىي الكصكؿ إلى قكاعد عامة يمستنبطة مف ىذه الحاالت مف جية‪ ,‬كتصمح أساسان‬ ‫لمتطبيؽ عمى حاالت مماثمة مف جية أخرل‪ .‬كتيشبو ىذه الطريقة إلى و‬ ‫حد كبير الطريقة التجريبية في‬ ‫العمكـ الطبيعية مع فارؽ مفاده أف الحكـ في المكاقؼ االجتماعية أقؿ كماالن مف مما ىك عميو في‬

‫العمكـ الطبيعية‪.‬‬

‫كمف أمثمة ىذا النكع مف الدراسة تمؾ األبحاث التي تناكلت فئات مف المجرميف‪ ,‬أك األحداث‪ ,‬أك‬

‫الشكاذ‪ ,‬أك المجانيف‪ ,‬كذلؾ بعد فحص عينات مف ىذه النماذج‪ ,‬سكاء أكاف في مركز األمراض العقمية‬ ‫لممجانيف‪ ,‬أـ في مركز البحكث االجتماعية كالجنائية ‪ ..‬إلخ‪ ,‬كذلؾ بيدؼ الكصكؿ إلى إثبات نظرية‬

‫معينة‪ ,‬أك محاكلة التعرؼ إلى أثر عامؿ أك عدة عكامؿ عف الظاىرة اإلجرامية‪ .‬كما تؤدم ىذه‬

‫الدراسات إلى أبحاث كنتائج ككقائع ثابتة عف المجرميف‪ ,‬كتأصيؿ الصمة بيف العنصر المشترؾ الذم‬ ‫يجمع بيف أفراد كؿ فئة كحداثة السف‪ ,‬أك الشذكذ‪ ,‬كبيف نكع الجرائـ المرتكبة‪ ,‬كمثاؿ ذلؾ أف معظـ‬

‫ج ارئـ األحداث ىي جرائـ سرقة‪ .‬كمف أجؿ أف تؤدم ىذه الطريقة كظيفتيا عمى الكجو األكمؿ ال بد أف‬ ‫يتكافر فييما شرطاف أساسياف ىما ‪:‬‬

‫‪27‬‬


‫‪.1‬أف تككف ىذه الحاالت ممثمة تمثيبلن دقيقان لمفئة المراد دراستيا‪ ,‬فمثبلن إذا تناكؿ الباحث المجرميف‬ ‫األحداث‪ ,‬فإنو يتعيف أف تككف عينة األحداث مكضكع الدراسة ممثمة لغالبية فئات األحداث‪ ,‬بحيث‬

‫يصمح تطبيقيا عمى جميع األحداث أك عمى األقؿ عمى أغمبيـ‪.‬‬

‫‪.2‬أف تتعدد ىذه الحاالت‪ ,‬بحيث يمكف استخراج متكسط يصمح أساس لمتطبيؽ عمييا رغـ تنكعيا‪.‬‬ ‫كمف البدييي أف ثمار ىذه الدراسة ترقى قيمتيا تبعان لعدد الحاالت مكضكع الدراسة‪.‬‬

‫سادساً‪ :‬مقاييس التقدير‪:‬‬

‫مف الطرائؽ المستخدمة في دراسة السمكؾ اإلجرامي مقاييس التقدير كالتي تيعتبر في جكىرىا مقاييس‬ ‫كمية تيستخدـ لتقدير بعض السمات السمككية كالشخصية لدل مجمكعة مف األشخاص بكساطة بعض‬ ‫الباحثيف المدربيف مف خبلؿ المقابمة أك المبلحظة‪ .‬كما يمكف لمشخص نفسو أف يقكـ بتقدير درجة‬

‫عمى بعض السمات‪.‬‬ ‫كمقياس التقدير الخاص ألم سمة مف سمات الشخصية ييعد شكبلن متصبلن كميان يتككف مف خمس أك‬ ‫سبع درجات تمتد مف أقؿ الدرجات تعبي انر عف السمة التي يتـ تقديرىا إلى أكبر درجة تيعبر عف ذلؾ‪.‬‬ ‫كيقكـ الباحث بتقكيـ الفرد في سمة مف السمات أك مجمكعة منيا‪ ,‬كذلؾ لبياف مدل تأثير الفرد في‬

‫الباحث (المبلحظ)‪ .‬كيقكـ بمثؿ ىذه الطريقة عادة مبلحظ أك قاض يككف قد اتصؿ بالفرد اتصاالن كافيان‬ ‫يؤىمو لمحكـ عميو مف السمة التي يراد تقكيمو فييا‪ .‬ككمما تعدد المبلحظكف في تقكيـ الفرد في السمة‬

‫الكاحدة كاف التقكيـ أقرب إلى الدقة كالمكضكعية‪.‬‬

‫تستخدـ مقاييس التقدير لتقكيـ الفرد في سمات متعددة مثؿ‪ :‬الحساسية‪ ,‬الكرـ‪ ,‬التعاكف‪ ,‬المكاظبة‪,‬‬

‫التحكـ في االنفعاالت‪ ,‬العدكاف ‪ ...‬إلخ‪ .‬كيتضمف كؿ مقياس تقدير سمة كاحدة فقط‪ ,‬كمف أجؿ‬

‫تحاشي اختبلؼ الحكاـ في فيـ المراد قياسو ‪(.‬جبلؿ ‪. )1984,‬‬

‫ال بد مف مراعاة المبادئ التالية عند إجراء مقاييس التقدير لتقويم الفرد كىي عمي النحك التالي‪:‬‬

‫معنى كاحدان‪ .‬كيككف‬ ‫أ‪.‬تحديد السمة التي يراد تقكيـ الفرد فييا تحديدان كاضحان‪ ,‬ليفيميا الحكاـ المختمفكف‬ ‫ن‬ ‫تحديد السمة إما بشرحيا‪ ,‬أك إعطاء مرادفات لغكية ليا‪ ,‬أك إعطاء مثاؿ لمسمكؾ الذم يندرج في إطار‬ ‫ىذه السمة‪.‬‬

‫ب‪.‬تحديد الدرجات المختمفة لمسمة التي يراد تقدير الفرد فييا‪ .‬كتيحدد درجات السمة عادة بأربع فئات‬ ‫أك أكثر‪ ,‬كتنحصر فئات معظـ المكازيف التقديرية في خمس أك سبع فئات‪ .‬كيجب تعريؼ كؿ فئة مف‬ ‫ىذه الفئات حتى تككف المستكيات فييا محددة تحديدان كاضحان‪ ,‬كما ىك الحاؿ في تحديد السمة التي‬

‫تقاس‪ .‬وفيما يمي مثال عمى ذلك‪:‬‬

‫مقياس تقدير عمل الفرد‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪4‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪5‬‬


‫عمل غير ُمرضي‬ ‫بتاتا‬

‫عمل ال يصل إلى‬ ‫مستوى الرضا‬

‫عمل ُمرضي‬

‫عمل ممتاز‬

‫عمل فوق المتوسط العادي‬

‫كيبيف القاضي أك الحاكـ (المبلحظ) تقديره لمفرد فػي مػؿء ىػذه المػكازيف بكضػع إشػارة عنػد النقطػة التػي‬ ‫يرل أنيا تمثؿ ما لدل الفرد مف السمة‪ .‬كتستطيع مكازيف التقدير مف ىذا النكع تقدير سمة أك صفة مف‬

‫صفات الفرد‪ .‬كلكف قد يككف مف الصعب اإلقرار بتساكم األبعاد بيف الدرجات‪ ,‬فالفرؽ بيف الدرجػة (‪)1‬‬

‫كالدرجػػة (‪ )2‬قػػد ال يكػػكف مسػػاكيان تمامػان لمفػػرؽ بػػيف الدرجػػة (‪ )2‬كالدرجػػة (‪..)3‬إلػػخ‪ .‬كمػػا أف القاضػػي أك‬

‫الحاكـ أك المبلحظ كثير ما يتأثر بأثر اليالة (‪ ,)Halo effect‬فكثي ار ما نتأثر عندما نقابؿ فردان ألكؿ‬ ‫مرة بمظيره سمبان أك إيجابان‪ ,‬مما يسبب لنا الكقكع في الخطأ في تقدير السمة لدل الفرد‪.‬‬

‫كلكف كاتيؿ (‪ )Cattel‬اقترح في عاـ (‪1951‬ـ) أنو بدالن مف تقدير السمات لدل الشخص‪ ,‬نقكـ بتقدير‬

‫السمكؾ‪ ,‬فبدالن مف أف نسأؿ القاضي مثبلن تقدير ما إذا كاف الفرد اجتماعيان أـ غير اجتماعي‪ ,‬ندعو‬ ‫يبلحظ سمككان معينان محددان مثؿ "ما عدد المرات التي يتكمـ فييا مع زميؿ لو في العمؿ تمقائيا دكف‬ ‫كجكد حاجة ممحة لذلؾ؟"‪ " ,‬ىؿ يبدأ بالتحدث مع األغراب"؟‪ ,‬كما إلى ذلؾ‪.‬‬

‫فالمبلحظ ييبلحظ‬ ‫كذلؾ يمكف تقدير السمكؾ لشخص ما مف خبلؿ مبلحظة سمككو في زمف محدد‪ ,‬ي‬ ‫أنكاعان محددة مف السمكؾ خبلؿ فترة زمنية محددة تطكؿ أك تقصر حسب الحاجة‪ .‬كقد استيخدمت‬

‫طريقة مبلحظة السمكؾ بشكؿ خاص في دراسة سمكؾ األطفاؿ بشكؿ خاص نظ انر لصعكبة الحصكؿ‬

‫عمى تقارير لغكية منيـ‪ ,‬إذ تتـ مبلحظة سمكؾ األطفاؿ في فناء المدرسة‪ ,‬أك في الفصؿ‪ ,‬أك مف خبلؿ‬

‫لعبيـ مع غيرىـ مف األطفاؿ‪ .‬كبيذه الطريقة يمكف دراسة سمكؾ األطفاؿ العدكانييف‪ ,‬أك سمكؾ المنافسة‬ ‫كالتعاكف عندىـ‪ .‬كما يمكف استخداـ ىذه الطريقة أيضان مع األحداث في المؤسسات‪ ,‬أك مع السجناء‬ ‫سابعاً ً​ً‪:‬‬

‫في السجكف كغيرىـ مف المنحرفيف‪.‬‬ ‫االستبيان ‪:‬‬

‫كىي طريقة مف طرائؽ جمع المعمكمات عف فرد أك مجمكعة مف األفراد‪ ,‬يطمب فييا مف الفرد اإلجابة‬ ‫عمى عدد مف األسئمة المحددة التي تدكر حكؿ مكضكع معيف‪ .‬كفي االستبياف يسأؿ المفحكص عما‬

‫كيجيب‬ ‫يعرؼ‪ ,‬أك عما يعتقد‪ ,‬أك عما يشعر بو‪ ,‬أك عما يرغب فيو‪ ,‬أك عما ينكم عممو ‪ ..‬إلخ‪ .‬ي‬

‫المفحكص عف ىذه األسئمة كفقان الستبصاره بمشاعره كانفعاالتو‪ ,‬كاعتقاداتو‪ ,‬كسمككو الماضي‬

‫كالحاضر‪ ,‬بيدؼ الكشؼ عف جكانب سمككية معينة في شخصيتو أك الحصكؿ عمى معمكمات خاصة‬

‫بو كاالستبياف قد يككف عمى أشكاؿ متعددة ‪:‬‬

‫أشكال االستبيان ‪:‬‬

‫‪.1‬استبياف يككف اليدؼ منو الحصكؿ عمى المعمكمات‪ .‬فالقاعدة في ىذا المكضكع ىك "أنو إذا أردت‬ ‫معرفة شيء‪ ,‬فاسأؿ صاحب الشأف نفسو‪ ,‬أك مف تككف لديو المعمكمات الصحيحة عنو"‪ .‬كفي ىذا‬

‫النكع مف االستبياف يتـ التعرؼ عمى عمر الشخص كمستكل تعميمو‪ ,‬كدخمو الشيرم‪ ,‬كحالتو‬ ‫‪29‬‬


‫االجتماعية‪ ,‬كعممو الحالي‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫‪.2‬استبياف بقصد التعرؼ إلى معتقدات الشخص كفيما إذا كانت ىذه المعتقدات عامة أـ خاصة‪,‬‬ ‫كمدل تمسكو بيذه المعتقدات‪.‬‬

‫‪.3‬استبياف بيدؼ التعرؼ عف معايير السمكؾ‪ .‬فاأللفاظ التي ييعبر مف خبلليا الفرد تبيف الفمسفة التي‬ ‫يؤمف بيا مثؿ‪" :‬يجب" أك "يتحتـ عميو" أك " يجب عمينا"‪ ,‬كما أنيا تقرر السمكؾ الذم يسمكو‪.‬‬ ‫‪.4‬استبياف بيدؼ التعرؼ إلى سمكؾ الفرد الماضي أك الحاضر‪ ,‬إذ يتـ مف خبلؿ ىذا النكع مف‬

‫االستبياف التعرؼ إلى أسباب المشكمة أك الحادثة‪ :‬كىنا يككف السؤاؿ ليذا النكع مف االستبياف "بمماذا"‪,‬‬

‫إذ مف خبلؿ اإلجابة يتـ معرفة تاريخ المشكمة‪ ,‬أك التعرؼ إلى الدكافع الكامنة كراء حدث معيف‪ ,‬أك‬ ‫االستفسار عف مكاقؼ معينة أك ظركؼ خاصة يحدث فييا رد فعؿ معيف‪.‬‬

‫‪.5‬كقد يككف االستبياف عمى شكؿ أسئمة أك عبارات مغمقة‪ ,‬يتطمب اإلجابة عنيا بنعـ أك ال‪ ,‬أك تككف‬ ‫مفتكحة ييترؾ لممفحكص فييا حرية العبير‪.‬‬ ‫مبلحظة ىامة‪ :‬ال بد مف االنتباه أثناء كضع ىذه االستبيانات‪ ,‬إلى أف تككف أسئمتيا كاضحة‪ ,‬كشاممة‪,‬‬ ‫كأال تككف طكيمة بحيث ال تؤدم إلى الممؿ‪ ,‬كأف تككف سيمة التصحيح كالتطبيؽ‪.‬‬

‫االختبارات النفسية ‪:‬‬

‫ثامناً‪:‬‬

‫تعد االختبارات النفسية مف أىـ كسائؿ جمع المعمكمات بصكرة أقرب إلى المكضكعية‪ ,‬كذلؾ بعد‬

‫إخضاعيا لمتجريب كالتقنيف كالمقارنة كاعادة التجريب‪ .‬كما يمكف اعتبارىا كسائؿ تشخيصية تنبؤية‬ ‫صممت لمعرفة‬ ‫تيستخدـ جنبان إلى جنب مع الكسائؿ األخرل كليست بديبلن عنيا‪ .‬إنيا كسائؿ عممية ي‬ ‫جكانب شخصية المجرـ بصكرة أقرب إلى المكضكعية‪ ,‬يعبر عنيا قكالن أك كتابة أك بالعمؿ‪ .‬كليذا فيي‬ ‫تحتاج إلى خبرة كافية مف قبؿ مف يستخدميا‪( .‬الزعبي‪.)1994,‬‬

‫كاالختبارات التي يمكف استخداميا في دراسة شخصية المجرـ كثيرة منيا‪ :‬اختبارات الذكاء (كاختبار‬

‫بينيو‪ ,‬كاختبار ككسمر‪ ,‬كاختبار المصفكفات‪ ,‬كاختبار الذكاء المصكر)‪ ,‬كىناؾ اختبارات القدرات‬

‫الخاصة‪ ,‬كاختبارات سمات الشخصية (اختبار كاتيؿ‪ ,‬كاختبار برنركيتر‪ ,‬كاختبار مينسكتا المتعدد‬

‫األكجو( ‪ ,)MMPI‬كاختبارات الميكؿ المينية (اختبار ككدر‪ ,‬كاختبار ستركنج‪ ,‬كاختبار الميكؿ المينية‬

‫ألحمد زكي صالح)‪ ,‬كاختبارات االتجاىات النفسية‪ ,‬كاالختبارات االسقاطية (اختبار ركر شاخ‪ ,‬كاختبار‬

‫تفيـ المكضكع ‪( )TAT‬جبلؿ ‪.)1984,‬‬

‫‪31‬‬


‫الوحدة الثالثة‬ ‫اجلرميت كظاىرة يضادة نهًجتًع‬ ‫ويشكهت سيكونوجيت‬ ‫‪‬‬

‫مفيوم الجريمة‪:‬‬ ‫‪ ‬مفيكـ الجريمة لدل عمماء النفس‪:‬‬ ‫‪ ‬مفيكـ الجريمة لدل عمماء االجتماع‪:‬‬

‫‪‬‬

‫تصنيف الجرائم ‪:‬‬

‫‪‬‬

‫مراحل ارتكاب الجريمة‪:‬‬

‫‪‬‬

‫مسرح الجريمة ‪:‬‬

‫‪‬‬

‫النطاق المكاني وألزماني لمسرح الجريمة‪:‬‬

‫‪‬‬

‫األثر الجنائي‪:‬‬

‫‪‬‬

‫الدليل الجنائي في الكشف عن الجريمة‪:‬‬

‫‪‬‬

‫دور الخبراء في الكشف عن الجريمة ‪:‬‬

‫‪‬‬

‫دور الطبيب الشرعي في الكشف عن الجريمة‪:‬‬

‫‪‬‬

‫العوامل النفسية المرتبطة بالجريمة ‪:‬‬

‫‪31‬‬


‫الوحدة الثالثة‬

‫اجلرميت ‪: Crime‬‬ ‫مفيوم الجريمة ‪:Crime Concept‬‬ ‫يشير لفظ الجريمة إلى أم فعؿ مف أفعاؿ الشر ‪ .Wickedness‬أك أنيا عبارة عف أم خطأ ييرتكب‬

‫ضد المجتمع‪ ,‬كيعاقب عميو القانكف‪ ,‬كقد يككف ىذا الخطأ ضد شخص معيف‪ ,‬أك ضد جماعة مف‬ ‫األشخاص‪.‬‬

‫الجريمة لغة ‪ :‬جرـ كممة مف الجرـ كىك القطع كالتعدم كالذنب كيقاؿ ادعي ذنبان لـ أفعمو كأجرـ بمعنى‬ ‫جني جناية كجرـ إذا عظـ جرمو أم أذنب كالجارـ الجاني كالمجرـ المذنب‪.‬‬

‫الجريمة شرعاً ‪:‬‬

‫قال الماوردي ‪:‬ىي (محظكرات شرعية زجر اهلل تعالى عنيا و‬ ‫بحد أك تعزير) (عمياف ‪ .)1994,‬كجاء‬ ‫في المعجـ الكسيط (إبراىيـ أنيس كآخريف ‪ )1972 ,‬أف الجريمة بكجو عاـ ىي كؿ أمر إيجابي أك‬

‫سمبي يعاقب عميو القانكف سكاء أكانت مخالفة أـ جنحة أـ جناية‪ ,‬كبكجو خاص تعني‪ :‬الجناية ‪.‬‬

‫ويرى (الحديثي ‪ :) 1995,‬بأف الجريمة ىي كؿ ما ينص الشرع أك القانكف عمى تجريمو مف األفعاؿ‬ ‫كاألقكاؿ كجعؿ لو عقكبة صريحة مثؿ جرائـ الحدكد كالقصاص أك منح القاضي صبلحية تحديد‬

‫العقكبة ‪.‬‬

‫تعريفات الجريمة ‪:‬‬

‫‪.1‬تعريف (بدوي‪ :)1977,‬فيعرؼ الجريمة في معجـ مصطمحات العمكـ االجتماعية "بأنيا كؿ فعؿ‬ ‫يعكد بالضرر عمى المجتمع كيعاقب عميو القانكف‪ .‬كالجريمة ظاىرة اجتماعية تنشأ عف اتجاىات‬

‫كميكؿ كعقد نفسية‪ ,‬كعف التأثر بالبيئة الفاسدة ‪ .‬كما قد تنشأ عف نقص جسمي أك ضعؼ عقمي أك‬

‫اضطراب انفعالي‪ ,‬كتختمؼ األفعاؿ التي تيجرـ مف مجتمع ألخر"‪.‬‬ ‫‪.2‬تعريف (بينام‪ :)1986,‬فيرل أف الجريمة ىي " إشباع لغريزة اإلنساف بطريقة شاذة ال يسمكو الرجؿ‬ ‫العادم حيث ييشبع الغريزة نفسيا‪ ,‬كذلؾ ألحكاؿ نفسية شاذة انتابت مرتكب الجريمة في لحظة ارتكابيا‬ ‫بالذات"‪.‬‬ ‫‪.3‬تعريف (ليمة ‪ :)1991,‬الجريمة بأنيا " كؿ فعؿ غير مشركع صادر عف إرادة جنائية يقرر لو‬ ‫القانكف عقكبة‪ ,‬أك تدابير احت ارزية"‪.‬‬

‫‪.4‬تعريف (ربيع وآخرون‪ :)1995,‬أف الجريمة "ىي سمكؾ ينتيؾ القكاعد األخبلقية التي كضعت ليا‬ ‫الجماعة جزاءات سمبية تحمؿ صفة الرسمية"‪ .‬فالجريمة سمكؾ تيحرمو الدكلة‪ ,‬كتحتـ عمى مرتكبو‬ ‫عقكبة معينة‪ ,‬نتيجة لما يترتب عميو مف ضرر عمى الفرد كعمى المجتمع‪.‬‬ ‫‪32‬‬


‫كاستنادا إلى ما تقدـ فإف الجريمة حينما تقع‪ ,‬فإف الجاني يرتكب فعبلن ماديان يتمثؿ في االعتداء عمى‬

‫المجني عميو بالسرقة‪ ,‬أك بالضرب أك بإلحاؽ الضرر باآلخريف ‪ ..‬مما يترتب عمى مثؿ ىذه األفعاؿ‬

‫اعتداء عمى الحؽ الذم يحميو القانكف‪ .‬فضبل عف ذلؾ فإف الجريمة تفترض صدكر‬ ‫آثا انر يككف فييا‬ ‫ن‬ ‫الفعؿ غير المشركع عف إرادة جنائية‪ ,‬فالجريمة ليست فقط عمبلن ماديان خالصان‪ ,‬بؿ ىي عمؿ إنساف‬

‫يسأؿ عنيا‪ ,‬كيتحمؿ العقاب مف أجميا‪ .‬كاإلرادة ال تصدر إال عف إنساف مدرؾ كحر حتى يككف مسئكال‬ ‫صور‬

‫عف الجريمة‪.‬‬

‫اإلرادة الجنائية ‪:‬‬

‫‪.1‬القصد الجنائي‪ :‬كيعني اتجاه اإلرادة إلى الفعؿ كنتيجتو‪.‬‬

‫‪.2‬الخطأ غير العمد‪ :‬كتعني اتجاه اإلرادة إلى الفعؿ دكف النتيجة‪.‬‬

‫التعريف اإلجرائي لمجريمة ‪:‬‬

‫كيعاقب‬ ‫"ىي عبارة عف كؿ فعؿ ينتيؾ الحقكؽ العامة أك الخاصة أك القكاعد األخبلقية المجتمعية ي‬ ‫عميو القانكف نتيجة لما يترتب عميو مف ضرر يمحؽ بالفرد أك المجتمع"‪.‬‬

‫فالجريمة مف ىذا المنطمؽ فعؿ ال اجتماعي يتضمف خرقان لقكاعد الجماعة كعاداتيا كمعاييرىا‪ .‬كلذلؾ‬ ‫فإف معظـ تعريفات الجريمة ركزت عمى الفكرة القانكنية لمجريمة‪ ,‬بالرغـ مف أف الجريمة في تغير‬

‫مستمر مف كقت آلخر‪ ,‬كمف مكاف إلى مكاف آخر‪ .‬فبعض األفعاؿ تيعد جريمة في دكلة ما‪ ,‬في حيف‬ ‫أنيا ليست كذلؾ في دكلة أخرل‪ ,‬بؿ حتى في الدكلة الكاحدة يتغير كصؼ السمكؾ مف كقت إلى آخر‪,‬‬ ‫فقد ييعد السمكؾ في كقت ما جريمة‪ ,‬ثـ يعدؿ المشرع في سياستو عنو كيعتبره فعبلن مباحان في كقت‬ ‫آخر‪ .‬كلكف يمكف القكؿ بأف ىذا التغير ميما حدث في أم مكاف أك زماف فإنو تغير نسبي كليس‬ ‫مطمقان ‪ ,‬فاإلجراـ الذم يحدث في الكقت الحاضر ييشبو إلى حد كبير اإلجراـ الذم حدث في الماضي‪,‬‬ ‫كما سيحدث مستقببلن مع تغير في كسائؿ اإلجراـ‪ .‬فاإلجراـ عمؿ نسبي غير قابؿ لمتعريؼ بصكرة‬ ‫عامة كمطمقة‪ ,‬ككؿ محاكلة ترمي إلى إعطائو طابعان عامان كمطمقان تؤدم إلى الغمكض كالتناقض‪,‬‬ ‫مفيوم‬

‫الستحالة جمع عناصر ثابتة كشاممة لممجرـ‪.‬‬ ‫الجريمة عند عمماء القانون الجنائي ‪:‬‬

‫إف الجريمة ليست مجرد ظاىرة مضادة لممجتمع يتعامؿ معيا القضاة كفقان لنصكص قانكف العقكبات‬

‫في كؿ بمد كلكنيا أيضان مشكمة سيككلكجية تستمزـ الدراسة المتعمقة مف كؿ مف ييتـ بدكافع السمكؾ‬ ‫اإلنساني ‪ .‬كيرل المشتغمكف بالقانكف أف القانكف الجنائي ييتـ بالسمكؾ اإلنساني كلذلؾ ينبغي أف‬

‫يستفيد مف الفيـ الذم حصؿ عميو السمكؾ مف خبلؿ المبلحظة العممية‪ .‬كفي المقابؿ يشعر عمماء‬

‫السمكؾ بالتزاميـ كمكاطنيف إزاء فيـ كخدمة عمؿ القانكف الجنائي‪ .‬كيدعـ تمؾ االتجاىات المتكاممة‬ ‫نحك التعاكف ما يدفعو المجتمع مف ضريبة باىظة مف المعاناة كالفاقد البشرم كالمادم نتيجة مشكمة‬

‫الجريمة كفشؿ المجتمع في التعامؿ معيا‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫كيرل (ساكر ‪ (Sacher‬أف الجيكد المبذكلة في مضمار التعاكف بيف عمـ النفس كالقانكف لـ تؤت‬ ‫ثمارىا المرجكة ألف أىداؼ ىذا التعاكف لـ تكف محددة بكضكح‪ ,‬كما أف الطرفيف المتعاكنيف‪ ,‬لـ يحسبا‬

‫حساب الفركؽ اليامة بيف عممييما في األىداؼ كالمسممات كفركض العمؿ‪ .‬كمف الحمكؿ الكسط التي‬ ‫يقترحيا (ساكر) أف يرسؿ المتيـ إلى السجف ليس لمعقاب كلكف لمعبلج الذم يرشده كيكجيو عالـ‬ ‫السمكؾ كأف يحؿ التعريؼ الطب نفسي لممسئكلية الجنائية‪.‬‬

‫مفيوم الجريمة عند عمماء النفس ‪:‬‬

‫يعتبر عمماء النفس أف الجريمة تعبير عف مكقؼ يمكف كصفو بأنو تضارب بيف سمكؾ الفرد كسمكؾ‬ ‫الجماعة‪ .‬فالجريمة كما يرل( الغاش ‪ )1952 , Lagach‬ىي التعدم الحاصؿ مف فرد أك مجمكعة‬

‫أفراد أعضاء في مجتمع معيف عمى القيـ المشتركة الخاصة‪ ,‬بيذا المجتمع‪ .‬كيفسر(الغاش) فكرتو عف‬

‫الجريمة كالسمكؾ اإلجرامي بقكلو‪" :‬إف المجرـ بفعمو اإلجرامي يرفض قيمان مشتركة في الجماعة التي‬

‫ينتمي إلييا أك يقضي عمييا كاضعان في اعتباره قيمان كمعايير أخرل خاصة بو أك مشتركة مع جماعة‬

‫أخرل‪ ,‬فيك يعزؿ نفسو عف جماعتو أك يخرج منيا‪ ,‬كما تعمؿ الجماعة عمى عزلو أك إخراجو أك حتى‬ ‫القضاء عميو ‪ ,‬فالصفة التي يتصؼ بيا السمكؾ اإلجرامي ىي عدكانية السمكؾ اإلجرامي‪ ,‬سكاء أكاف‬ ‫ىذا العدكاف عمى حياة أقرانو أك أمبلكيـ أك سمعتيـ‪ .‬كيتكجب عمى القائميف عمى تطبيؽ السياسات‬

‫العقابية أف يتابعكا منجزات العمكـ االجتماعية كبخاصة عمـ النفس فيما يتعمؽ بأسمكب التعامؿ مع‬

‫الجريمة كالمجرميف‪ .‬فالمجرـ ييكضع في السجف بمعزؿ عف المجتمع فترة العقكبة‪ ,‬حيث تستفحؿ نكازعو‬ ‫العدكانية إزاء اآلخريف نتيجة الجك االجتماعي داخؿ مجتمع السجف‪ ,‬كنتيجة تراكـ مشاكمو خارج‬

‫كيكضع في المجتمع مرة أخرل‪ ,‬حيث يمفظو المجتمع‪ ,‬كيرفض التعامؿ‬ ‫مجتمع السجف‪ ,‬ثـ ييفرج عنو ي‬ ‫معو‪ ,‬كتغمؽ في كجيو أبكاب الكسب‪ ,‬كال يجد إال الجريمة سبيبلن‪.‬‬

‫مف جانب آخر فإف المسجكف يكضع مع معتادم اإلجراـ‪ ,‬حيث يكتسب منيـ معارؼ كعبلقات تسيؿ‬ ‫لو التكرط في الجريمة مرات أخرل عديدة‪ ,‬إذ يتعرؼ إلى مزكرم البطاقات‪ ,‬أك مف يصرفكف‬

‫المسركقات‪ ,‬كمف يركجكف المخدرات‪ ..‬كىكذا يخرج مف السجف كىك مندمج في شبكة إجرامية‪.‬‬ ‫كليذا ينبغي عمى القائميف عمى تطبيؽ السياسة العقابية االطبلع المستمر عمى منجزات العمكـ‬

‫االجتماعية المستفادة منيا في تطبيؽ تمؾ السياسة‪.‬‬

‫كيرل عمماء النفس أف منع الجريمة ال يككف بعقاب المتيميف كالزج بيـ في السجكف‪ ,‬حيث يركف في‬

‫السجكف الكثير مف األساليب البل إنسانية كالتي مف شأنيا تغذية اإلحساس باليكية اإلجرامية‪ ,‬كتدعيـ‬

‫الميكؿ اإلجرامي لممجرـ بدالن مف القضاء عميو‪ .‬كلذلؾ ييقترح أف ييرسؿ المتيـ إلى السجف ليس لمعقاب‪,‬‬ ‫كلكف لئلرشاد كالعبلج النفسي‪ ,‬كذلؾ مف أجؿ تعديؿ سمككو أك تغييره بسمكؾ يتكافؽ مع المجتمع‪,‬‬ ‫كيبتعد بو عف اإلجراـ كالجرميف‪.‬‬

‫‪34‬‬


‫مفيوم الجريمة عند عمماء االجتماع‪:‬‬ ‫كثير عف عمماء النفس مف حيث تحديدىـ لمفيكـ الجريمة كلكنيـ يعطكف‬ ‫ال يختمؼ عمماء االجتماع ان‬ ‫أىمية أكبر لمعكامؿ االجتماعية مف حيث تأثيرىا في تككيف شخصية المجرـ‪ ,‬كفي تحديد سمككو‬

‫المنحرؼ‪ .‬فالسمكؾ اإلجرامي ىك " اعتداء عمى القيـ السمككية في مجتمع معيف"‪.‬‬

‫الجرـ "ىك كؿ فعؿ يصدـ بشدة الضمير الجماعي لجماعة معينة ‪,‬‬ ‫حيث يرل (الفي بركىؿ) أف ي‬ ‫فيحدث ردة فعؿ لدييا ضد الفاعؿ المفترض" (العكجي ‪. )1981,‬‬

‫فاألىؿ يرسمكف ألبنائيـ خطة يسيركف عمييا في أساليب تعامميـ مع اآلخريف كىؤالء األبناء يرسمكف‬ ‫لمف يأتي بعدىـ مثؿ ىذه الخطة‪ .‬كىكذا‪ ,‬كمع الزمف تتبمكر ىذه الخطة لتصبح عمى شكؿ قيـ سمككية‬

‫معركفة يمتزـ بيا األفراد في مجتمع معيف‪ ,‬كاف كاف ىؤالء األفراد قد أصبحكا مستقميف ببمكغيـ سف‬

‫الرشد عمف فرض عمييـ ىذه الخطة ‪ ,‬أك باختيارىـ نيجان معينان في حياتيـ‪ ,‬فإذا خرج أحد األفراد عف‬ ‫النيج المرسكـ سابقان بحكـ التربية كالتقاليد‪ ,‬يصبح في حالة سكء تكافؽ مع سائر أفراد المجتمع‬

‫كنظرتيـ إلى سمكؾ الفرد‪ ,‬مما يتكجب اتخاذ تدابير معينة بحؽ مف خرج عف الخطة المرسكمة‪ ,‬كالتي‬

‫أصبحت قيمان مسممان بيا‪ .‬كىذه التدابير المتخذة تختمؼ باختبلؼ السمكؾ الذم ارتكبو الشخص‪ ,‬كمدل‬ ‫تأثيره سمبان عمي المجتمع كتقاليده كعاداتو كقيمو ‪,‬فإذا كاف سمكؾ الفرد ييدد احدم المبادئ األساسية‬

‫لممجتمع كانت العقكبة شديدة كأصبح الشخص في نظر المجتمع مجرمان‪ .‬أما إذا كاف السمكؾ الذم‬

‫يقترفو الشخص يمس عادات كقيمان ثانكية لممجتمع فإف ردة الفعؿ االجتماعية تككف باالحتقار كالمكـ‪.‬‬

‫فالجرـ ىك العمؿ الذم ييدد قيمان أساسية في مجتمع معيف‪ .‬ك أف العقكبة الجزائية تفرض عمى مف‬ ‫يمس الشعكر بالقيـ األساسية التي يعتمدىا الضمير الجماعي في حياة الفرد خاصة‪ ,‬كالحياة‬

‫تصنيف‬

‫االجتماعية عامة‪( .‬العكجي ‪. )1981,‬‬

‫الجرائم تبعاً لآلتي‪:‬‬

‫‪.1‬جنايات وجنح ومخالفات ‪:‬‬ ‫فالجنايات ىي الجرائـ التي يعاقب عمييا القانكف بعقكبة اإلعداـ‪ ,‬أك األشغاؿ الشاقة المؤبدة‪ ,‬أك السجف‬

‫لمدد متفاكتة‪ .‬أما الجنح فيي الجرائـ التي يعاقب عمييا القانكف بالسجف لمدة ال تزيد عف ثبلث سنكات‬

‫‪ ,‬أك الغرامة كفقان لنصكص القانكف‪ .‬في حيف أف المخالفات تتضمف الجرائـ التي يعاقب عمييا القانكف‬ ‫بالسجف لمدة ال تزيد عف شير‪ ,‬أك الغرامة المالية‪.‬‬

‫‪.2‬الجرائم الواقعة عمى النظام االجتماعي ‪:‬‬

‫تيدد الجرائـ الكاقعة عمى النظاـ االجتماعي استقرار المجتمع كأمنو‪ .‬فالخيانة الزكجية‪ ,‬كتشريد‬ ‫األطفاؿ‪ ,‬كاالعتداء عمييـ‪ ,‬كعدـ إرساليـ لممدارس‪ ,‬كالتيرب مف الكاجبات األسرية‪ ,‬كاألعماؿ المخمة‬ ‫باآلداب العامة‪ ,‬كالجرائـ ضد الديف كالشعائر الدينية المعترؼ بيا‪ ,‬كالتعدم عمى حرمة األمكات‪,‬‬

‫كالجرائـ ضد السبلمة العامة‪ ,‬كأعماؿ مكجية ضد النظاـ االجتماعي‪ ,‬كالتي يعاقب عمييا القانكف‪.‬‬ ‫‪35‬‬


‫كليذا فإف العمـ الجنائي يركز اىتمامو بالصكرة خاصة عمى ىذا النكع مف الجرائـ ألف مرتكبييا يعانكف‬ ‫مف مرض عضكم‪ ,‬أك عقمي‪ ,‬أك اجتماعي‪ ,‬أك أخبلقي‪ ,‬يتطمب عبلجيـ بشكؿ جدم ألعادتيـ إلى‬

‫حالتيـ الطبيعية‪ ,‬كابعاد العكامؿ التي أدت بيـ إلى ىذه الجرائـ‪.‬‬

‫‪.3‬الجرائم الواقعة عمى نفس اإلنسان ‪:‬‬

‫تستيدؼ ىذه الجرائـ حياة اإلنساف اآلخر بكسائؿ متنكعة‪ .‬كيعمؿ العمـ الجنائي إلى تحرم األسباب‬ ‫التي تدفع ىذا الجاني إلى القضاء عمى حياة إنساف آخر‪ ,‬كما ييتـ بمعرفة صمة القرابة‪ ,‬كالعبلقة‬

‫العاطفية بيف الجاني كالضحية‪ ,‬كمثاؿ ذلؾ‪ (:‬قتؿ الكالديف‪ ,‬أك الزكجة أك األكالد‪ ,‬أك األقارب)‪ .‬كىذه‬ ‫األفعاؿ تعبر عف نفسية الجاني كخركجو عمى القيـ االجتماعية كالعادات السائدة‪ ,‬كالقانكف‪ .‬أما قتؿ‬

‫شخص غريب فيدؿ عمى عدـ احتراـ الجاني لحياة اآلخريف كحريتيـ‪ ,‬كما يدؿ عمى درجة الحقد الذم‬ ‫يحمؿ لمقضاء عمى حياة ىذا الشخص‪ .‬فضبلن عف ذلؾ فإف اإليذاء الجسدم الذم يؤدم إلى جرح أك‬ ‫قطع أحد األعضاء‪ ,‬أك إلحاؽ عاىة جسدية أك تشكيو بالمجني عميو‪ ,‬يدخؿ ضمف ىذا النكع مف‬

‫الجرائـ‪ ,‬كالتي ال تقؿ شأنان عف تمؾ الكاقعة عمى شخص آخر بسبب ما تمحقو مف ألـ لمشخص المجني‬

‫عميو‪.‬‬

‫‪.4‬جرائم االنتحار ‪:‬‬ ‫ييعتبر قضاء الفرد عمي نفسو كانتحاره ىك سمب ليذا الفرد مف مجمكع أفراد المجتمع‪ ,‬مما يكجب إنزاؿ‬ ‫العقكبة عمى مف أقدـ عمى جريمة االنتحار في حالة نجاتو‪ .‬كليذا يينظر إلى االنتحار في الببلد‬ ‫الجبف المعنكم‪ ,‬كالفعؿ المداف حتى مف الكجية الدينية‪ .‬فاليابانيكف مثبل‬ ‫األكربية عمى أنو نكع مف ي‬ ‫ينظركف إلى االنتحار عمى أنو شبو فرض ديني أك كطني عمى المخطئ‪ ,‬كيعتبركنو كفارة لمذنكب‪,‬‬ ‫كيشجعكف عميو‪ .‬كما أف "ىتمر" ينظر إلى االنتحار كنظرة اليابانييف‪ ,‬كيدعك الشعب األلماني إلى‬

‫اختياره سبيبلن عندما ال يككف أماميـ سكل ذلؾ مف خيار‪.‬‬

‫فقتؿ النفس مف أغرب السمكؾ البشرم كأصعبو عمى الفيـ كالتفسير‪ .‬كقد تزايد االىتماـ باالنتحار في‬

‫القرف العشريف نظ انر ألنو أصبح في عدد األسباب الميمة لممكت البشرم‪ ,‬كألف نسبة المنتحريف في‬

‫تصاعد مستمر كخاصة في العالـ الغربي (ففي الدانمارؾ‪ 35‬شخصان مف كؿ مئة ألؼ شخص) ‪ ,‬كفي‬

‫(السكيد ‪ 21‬شخصان مف كؿ مئة ألؼ شخص) كنسب االنتحار في تزايد مضطرد ‪ .‬أما في (الببلد‬

‫العربية‪ 3.5 -1.5‬شخصا مف كؿ مئة ألؼ شخص)‪ .‬فالمنتحر مف كجية نظر الطب النفسي مريض‬ ‫لـ يمؽ العبلج الصحيح‪ ,‬كليس ذا نزعة إجرامية‪ .‬فالميـ في االنتحار نفسو ىك دراسة المسببات‬

‫لمقضاء عمييا‪ ,‬كاال استمر المنجؿ في حصاد سنابؿ القمح البشرية قبؿ أكانيا‪ ,‬دكف أف يككف ىناؾ‬

‫رادع أك قكة ردع ممثمة في الدكلة‪ ,‬أك فيـ المجتمع ألىمية الطب النفسي في عبلج مثؿ ىذه الحاالت‪.‬‬

‫‪.5‬الجرائم السياسية ‪:‬‬

‫يعد الشخص مجرمان إذا قاـ بأعماؿ تمس النظاـ القائـ في الدكلة‪ .‬كبما أف لكؿ دكلة دستكرىا كنظاميا‬ ‫تحافظ عميو مف االعتداء أك مف تغييره أك إزالتو بالعنؼ‪ ,‬لذا فإف أم محاكلة لبلعتداء عمى دستكر‬ ‫‪36‬‬


‫الببلد أك النظاـ القائـ‪ ,‬أك المساس باألمف‪ ,‬أك الخيانة‪ ,‬أك المساس باألشخاص المسئكليف عف النظاـ‬ ‫ييعد جريمة يعاقب عمييا القانكف‪ .‬كلكف قانكف العقكبات ال يعاقب عمى ىذه األعماؿ بنفس الشدة التي‬ ‫يعاقب بيا عمى الجرائـ التي تتناكؿ حرية اإلنساف أك حياتو‪ .‬فالعقكبات السياسية أخؼ كطأة مف‬ ‫العقكبات األخرل (العكجي‪.)1981,‬‬ ‫‪.6‬الجرائم االقتصادية ‪:‬‬

‫كىي الجرائـ التي تستيدؼ اإلضرار باالقتصاد الكطني كالعالمي مف خبلؿ ممارسات فردية أك‬

‫جماعية‪ ,‬كذلؾ لتحقيؽ الربح غير المشركع‪ ,‬مف خبلؿ استغبلؿ بعض األكضاع الخاصة التي يمر بيا‬ ‫االقتصاد الكطني‪ ,‬كاحتكار المكارد األساسية‪ ,‬كالمضاربة بأسعارىا‪ ,‬كاالتجار بالعممة األجنبية دكف‬

‫إذف‪ ,‬كتزكير العمبلت‪ ,‬كالغش في تصنيع المكاد الغذائية‪ ,‬كتصريؼ المكاد الفاسدة كالتيريب‪ ,‬كالتيرب‬ ‫مف دفع الضرائب كالرسكـ الجمركية ‪ ..‬إلخ‪ ,‬مما ينعكس سمبا عمى الكضع االقتصادم العاـ‪ ,‬كعمى‬

‫حياة كؿ مكاطف لما تسببو مف أزمات تزعزع الثقة باألنظمة القائمة‪ ,‬كتعرض أمف المكاطنيف كحياتيـ‬

‫لمخطر‪ .‬كليذا يكضع في قانكف العقكبات ما ييجرـ مرتكبي ىذه األعماؿ‪ ,‬كانزاؿ العقكبات الصارمة بيـ‪.‬‬ ‫كىذا النكع مف اإلجراـ يستأثر باىتماـ خاص في العمـ الجنائي ألف آثاره تنعكس عمى حياة األمة‪,‬‬ ‫كيتستر فاعمكه بمظير رجاؿ األعماؿ لمقياـ بأعماليـ اإلجرامية ‪.‬‬

‫بالممكية األدبية والفنية ‪:‬‬

‫‪.7‬الجرائم الماسة‬

‫كىي‬

‫تمؾ الجرائـ المتمثمة في سرقة الحقكؽ األدبية كالفنية مف خبلؿ طبع الكتب‪ ,‬أك المنتجات الفنية خمسة‬ ‫كتكزيعيا في األسكاؽ بأسعار زىيدة مما يمحؽ الضرر بالمؤلفيف كالناشريف‪ .‬كما يمجأ البعض إلى‬

‫طباعة مثؿ ىذه المنتجات بأسمائيـ متجاكزيف حدكد األمانة العممية كاألدبية‪ .‬كليذا قكبمت مثؿ ىذه‬ ‫األعماؿ بقكانيف جزائية رادعة‪ .‬كالعمـ الجنائي بمعالجتو ألكضاع ىؤالء المختمسيف يتقصى الدكافع‬

‫الكامنة كراء ىذه األعماؿ كذلؾ التخاذ التدابير الكقائية كالعبلجية الرادعة ليـ ‪.8 .‬الجرائم المتعمقة‬

‫كىي‬

‫بالبيئة ‪:‬‬

‫الجرائـ التي تمحؽ أذل بالبيئة الجغرافية المحيطة باإلنساف‪ ,‬أك بالكائنات الحية التي تشكؿ مصد انر مف‬ ‫مصادر تجديد الطاقة الحياتية‪ .‬فالغازات المنتشرة مف المصانع‪ ,‬كدخاف السيارات‪ ,‬كالنفايات الناتجة‬

‫كيمحؽ األذل بالثركة النباتية كالحيكانية‬ ‫عف التصنيع‪ ,‬يسبب تمكث المنتجات الزراعية‪ ,‬كتمكث المياه‪ ,‬ي‬ ‫كاإلنساف‪ .‬كىذا ما أدل إلى ارتفاع الصرخات في كؿ أنحاء العالـ لمحفاظ عمى البيئة‪ ,‬كعقد الندكات‬

‫كالمؤتمرات الخاصة بذلؾ‪ ,‬كالعمـ الجنائي ييتـ بمثؿ ىذه الجرائـ‪ ,‬ألنيا تضر بحياة اإلنساف كالمجتمع‪,‬‬ ‫كالحفاظ عمى حياة اإلنساف كالمجتمع مف أىـ أىداؼ ىذا العمـ‪.9 .‬جرائم العنف ‪:‬‬

‫تزداد جرائـ العنؼ في العالـ يكمان بعد يكـ‪ ,‬كتختمؼ الدكافع الكامنة كراء ىذه الجرائـ‪ .‬فقد دلت‬

‫الدراسات أف ىناؾ رابطان كثيقان بيف الشعكر بفقداف المساكاة في المجتمع‪ ,‬كفقداف العدالة االجتماعية‪,‬‬ ‫كرفض األنظمة القائمة‪ ,‬كبيف جرائـ العنؼ‪ .‬فالشعكر بالظمـ ييثير ثكرة في النفس يعبر عنيا األفراد‬ ‫بتصرفاتيـ العنيفة‪ .‬كما أف تشنج األعصاب الذم تحدثو ضغكط الحياة اليكمية غير العادية‪ ,‬تؤدم‬ ‫‪37‬‬


‫إلى ضيؽ دائرة التسامح لدل الفرد‪ ,‬كيصبح االنفجار عنده ممكنان ألم سبب بسيط ‪.‬‬

‫كىناؾ مف جرائـ العنؼ ما يككف مصدرىا النقمة عمى األنظمة السياسية كاالجتماعية القائمة‪ ,‬مما‬

‫يجعؿ القائمكف عمى أعماؿ العنؼ يسمككف بيدؼ النيؿ مف مكانة الدكلة‪ ,‬كاحداث اىتزاز في النظاـ‬ ‫االجتماعي يبغية تحقيؽ أنظمة اجتماعية أكثر عدالة في نظرىـ‪.‬‬ ‫تصنيف جرائم العنف وفقا لآلتي ‪:‬‬

‫أ‪.‬جرائم القتل واإليذاء ‪:‬‬

‫تيعد أسباب جرائـ القتؿ كاإليذاء‪ ,‬إذ قد يقتؿ الشخص مع سبؽ اإلصرار كالترصد‪ ,‬كما أنو قد يقتؿ خطأ‬ ‫أك نتيجة لئلىماؿ‪ ,‬أك أنو يقتؿ دفاعان عف النفس أك عف شخص آخر‪ ,‬أك قد يؤدم إلى إحداث عاىة‬ ‫مستديمة‪ ,‬أك قد يككف بسيطان‪ ,‬أك قد يككف عمى شكؿ شركع في القتؿ‪ .‬كميما كانت األسباب كالبكاعث‬

‫لمقتؿ كاإليذاء فقد تكفؿ القانكف الجنائي تحديد األركاف المادية كالمعنكية لكؿ نكع مف أنكاع جرائـ القتؿ‬

‫أك اإليذاء‪.‬‬

‫ب‪.‬جرائم السرقة واالحتيال ‪:‬‬ ‫إف ماؿ اإلنساف كسيمة مف كسائؿ الكجكد البشرم‪ ,‬كاالعتداء عميو ىك اعتداء عمى اإلنساف‪ ,‬ألنو يمسو‬

‫في صميـ كيانو االجتماعي‪ .‬كيقصد بالسرقة " أخذ أم شيء ذم قيمة مف ممتمكات اآلخريف‪ ,‬كذلؾ‬ ‫باستخداـ كسائؿ مختمفة‪ ,‬كذلؾ بدافع الحرماف أك إرضاء لرغبات مكبكتة لدل السارؽ "‪ .‬كالسارؽ قد‬

‫يككف إنسانان فقي انر يمجأ إلى السرقة نتيجة حرماف يعاني منو ىك كأفراد أسرتو‪ .‬كلكف ىناؾ حاالت ال‬ ‫يككف الفقر ىك الدافع إلى السرقة إذ أف األغنياء يمجئكف إلى السرقة كذلؾ‪ ,‬حتى أنيـ يسرقكف ماؿ‬

‫الفقير كذلؾ بدافع الطمع‪ ,‬كزيادة الثركة دكف أم رادع‪.‬‬

‫كما أف‬

‫مف دكافع السرقة المرضي‪ ,‬حينما يمجأ إلى السرقة كجياء كأثرياء‪ ,‬فيقكمكف بعممية السرقة ألخذ ماؿ‬

‫الغير أك ممتمكاتيـ خمسة‪ ,‬بالرغـ مف معرفتيـ بأف ذلؾ مخالؼ لمقانكف كاألخبلؽ‪ ,‬كذلؾ إرضاء لرغبة‬

‫مكبكتة داخميـ‪ .‬كالقانكف ال يفرؽ بيف سارؽ عادم كسارؽ بدافع المرض‪ ,‬كلكنو يترؾ لمقاضي حؽ‬ ‫كتعد‬

‫تقدير ظركؼ الجريمة‪.‬‬

‫السرقة باإلكراه أحد أشكاؿ السرقة التي تتـ في األماكف العامة‪ ,‬مثؿ مكاقؼ السيارات‪ ,‬كالشكارع‬

‫المزدحمة‪ ,‬كالحدائؽ العامة‪ .‬ففي إحدل الدراسات التي أجريت في الكاليات المتحدة األمريكية‪ ,‬تبيف أف‬ ‫حكالي ‪ %51‬أك أكثر مف جرائـ السرقة باإلكراه تحدث في الشكارع كمكاقؼ السيارات‪ .‬كىذا ما أدل‬

‫بالعديد مف الناس إلى النزكح مف المدف الكبيرة إلى المجمعات شبو الحضرية (ربيع كآخركف‪.)1995,‬‬

‫ج‪.‬جرائم الكراىية ‪:‬‬

‫تعد جرائـ الكراىية أفعاؿ عنيفة تكجو ضد شخص معيف أك جماعة معينة‪ ,‬كذلؾ بسبب ما تتميز بو‬ ‫الجماعة‪ ,‬أك الشخص مف خصائص عنصرية أك عرقية أك دينية معينة‪ ,‬مما يجعميـ مكضع اعتداء‬ ‫كتميز مف قبؿ جماعة األكثرية‪ .‬كمف ضمف ىذه الجرائـ‪ ,‬ما يقع مف اعتداءات عمى دكر العبادة أك‬

‫المقدسات‪ ,‬كما يتـ مف ممارسات تمييز عنصرية مف قبؿ السكاف البيض ضد السكد في الكاليات‬ ‫‪38‬‬


‫المتحدة األمريكية كجنكب أفريقية‪ ,‬أك ما يتـ مف إبادات جماعية بحؽ بعض السكاف مف ديانات معينة‬ ‫مثؿ إبادة قادة الصرب الكثير مف المسمميف بشكؿ جماعي‪ ,‬كالسبب في ذلؾ كراىية ىؤالء ألبناء تمؾ‬

‫الشعكب‪.‬‬

‫‪.11‬الجرائم المخطط ليا والجرائم الوقتية (جرائم العمد وغير العمد)‪:‬‬

‫فالجرائـ المخطط ليا تتكافر فييا صكرة القصد الجنائي‪ ,‬حيث يستغرؽ اإلعداد ليا زمنان يطكؿ أك‬

‫يقصر‪ ,‬كيمر الجاني بالمراحؿ المختمفة لمجريمة‪ .‬كيرتكز القصد الجنائي في الجرائـ المخطط ليا عمى‬ ‫عنصرم العمؿ كاإلرادة المذيف يمتداف في األساس إلى كؿ الكقائع التي تتككف منيا ماديات الجريمة‪.‬‬ ‫أما الجرائـ الكقتية فبل يتكافر فييا القصد الجنائي لدل الجاني‪ ,‬فالجريمة في ىذه الحالة تككف كليدة‬ ‫االنفعاؿ كالتمقائية (مثاؿ حالة الزكج الذم يضبط زكجتو متمبسة بالزنا مع عشيقيا فيقتميما أك يقتؿ‬

‫أحدىما)‪.‬‬

‫‪.11‬الجريمة الكاممة ‪:‬‬ ‫كىي الجريمة التي يتـ التخطيط ليا بإحكاـ‪ ,‬كيتـ تنفيذىا بشكؿ يصعب عمى الباحث الجنائي الكشؼ‬

‫عف غمكضيا ميما طاؿ زمف البحث فييا‪ .‬كلكف ىناؾ مف يرل بأف الجريمة الكاممة غير مكجكدة‪ ,‬فبل‬ ‫بد لكؿ جريمة مف أف تيخمؼ آثا انر تساعد عمى كشؼ غمكضيا‪ .‬كالجرائـ التي ايعتبرت كاممة لـ ييكشؼ‬ ‫النقاب عف غمكضيا‪ ,‬ليست إال دليؿ عمى أف الباحث أك الباحثيف في كضع خطة البحث أك إجراء‬ ‫التنفيذ ‪.‬‬

‫مراحل ارتكاب الجريمة ‪:‬‬

‫‪.1‬مرحمة السببية ‪:‬‬

‫إف السبب في ارتكاب الجريمة ىك كاقعة مادية سابقة عمى كقكع الجريمة ‪ ,‬كتككف تمؾ الكاقعة سببان في‬ ‫تكلد الدكافع إلى ارتكاب الجريمة مثؿ (القتؿ في الحالة االقتصادية كالفقر كالعكز ‪..‬إلخ)‪.2 .‬مرحمة‬

‫الدافع إلى ارتكاب الجريمة ‪:‬‬

‫كىي حالة نفسية تنتاب الجاني لفترة زمنية معينة تتكلد عف حدكث السبب‪ ,‬كتؤدم إلى التفكير في‬ ‫ارتكاب الجريمة (مثؿ الحقد‪ ,‬الرغبة في االنتقاـ‪ ,‬الرغبة في الثراء‪ ...‬إلخ) كىذه المرحمة تمي مرحمة‬

‫السبب‪ ,‬فيي تنشأ عنيا‪ ,‬إذ أف السبب كاقعة مادية‪ ,‬كالدافع حالة نفسية‪.‬‬ ‫التفكير ‪:‬‬

‫‪.3‬مرحمة‬

‫كىي مرحمة ذىنية مبكرة في اإلعداد الرتكاب الجريمة‪ ,‬كتمثؿ الصراع الداخمي لمجاني بيف الحالة‬

‫النفسية المتكلدة لديو كالتي تدفعو إلى ارتكاب الجريمة‪ ,‬كبيف العكامؿ األخرل المختمفة التي قد تجعمو‬ ‫ييحجـ عف ذلؾ ‪.‬‬ ‫‪.4‬مرحمة التخطيط ‪:‬‬ ‫كفي ىذه المرحمة يبدأ الجاني بكضع خطة مناسبة لمتنفيذ‪ ,‬كما قد يتطمبو ذلؾ مف معاينة لمكاف‬ ‫الجريمة‪ ,‬كاختيار أدكات كأسمكب كزمف التنفيذ الفعمي لمجريمة ‪.‬‬ ‫‪39‬‬


‫‪.5‬مرحمة اإلعداد والتجييز ‪:‬‬ ‫كتتمثؿ في إعداد أدكات التنفيذ ‪ ,‬كتكزيع األدكار عمى الشركاء إف يكجدكا‪ ,‬كاالنتقاؿ إلى مكاف الجريمة ‪.‬‬

‫‪.6‬مرحمة التنفيذ ‪:‬‬

‫كفي ىذه المرحمة تيترجـ المراحؿ السابقة إلى كاقع فعمي ‪ ,‬حيث يينفذ الجاني خطتو كينتيي دكره ليبدأ‬ ‫دكر الباحث الجنائي ‪.‬‬ ‫مرحمة التمويو والتضميل ‪:‬‬

‫كىي مرحمة الحقة الرتكاب الجريمة ‪ ,‬إذ يقكـ الجاني بمحاكلة تضميؿ الباحث الجنائي مف خبلؿ‬

‫إخفاء اآلثار التي قد تقكده لكشؼ غمكض الحادث أك تكجيو البحث إلى جية تبعد الشبية بالجاني‬

‫الحقيقي ‪ .‬كالجدير ذكره أف الزمف مرف تمامان في ىذه المراحؿ‪ ,‬كيختمؼ باختبلؼ القضايا التي يتـ‬ ‫فييا الحدث الجنائي ‪ .‬ففي قضايا الثأر قد تستغرؽ المراحؿ السابقة سنكات ليتـ التنفيذ ‪ .‬كلكف في‬

‫حادث قتؿ تـ نتيجة إىانة ‪ ,‬فإف ذلؾ ال يستغرؽ إال زمنان قصي انر‪ .‬كمف جية أخرل فإف اكتماؿ المراحؿ‬ ‫مسرح‬

‫السابقة يحتـ أف يككف في جريمة مف النكع المخطط لو‪.‬‬ ‫الجريمة ‪:‬‬

‫تتعدد االتجاىات في تحديد مسرح الجريمة‪ ,‬كلكنيا أجمعت في النياية عمى كجكد اتجاىيف‪:‬‬

‫االتجاه األول ‪ :‬ييحدد مسرح الجريمة بالمكاف الذم يحتكم عمى األدلة الجنائية التي تساعد المحقؽ‬ ‫عمى كشؼ الحقيقة‪ .‬كقد يتضمف مسرح الجريمة مكانان كاحدان أك عدة أماكف سكاء كانت متصمة أـ‬

‫متباعدة ‪ ,‬كفقان لنكع الجريمة المرتكبة ‪ ,‬كالبعض يمحؽ بمسرح الجريمة الطرؽ المكصمة إلييا‪ ,‬كاألماكف‬ ‫المحيطة بيا‪ ,‬كأماكف إخفاء متحصبلت الجريمة كآثارىا المادية‪.‬‬

‫االتجاه‬

‫الثاني‪ :‬فيحدد مسرح الجريمة بمكاف ارتكاب الجريمة‪ ,‬أك يمتقي فيو بالمجني عميو‪ ,‬ثـ يغادره محققان‬ ‫ىدفو مف الجريمة أك يخيب أممو في ذلؾ (أبك القاسـ ‪.)1986,‬‬

‫فمسرح الجريمة‬

‫يتحدد بمكاف ارتكابيا‪ ,‬كيمتد ليشمؿ الطرؽ التي سمكيا الجناة في الدخكؿ كالخركج مف مسرح الجريمة‪.‬‬

‫النطاق المكاني وألزماني لمسرح الجريمة ‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬النطاق المكاني ‪:‬‬

‫لقد أجمع الخبراء في مجاؿ البحث الجنائي عمى أف مكاف الجريمة ىك مستكدع سرىا‪ ,‬الحتكائو عمى‬ ‫اآلثار المادية‪ ,‬كاألدلة الجنائية التي تؤدم إلى كشؼ الحقيقة‪ ,‬مما دفع البعض منيـ إلى التكسع في‬

‫تحديد نطاؽ مكاف ارتكاب الجريمة‪ ,‬فامتد إلى األماكف المجاكرة مف طرقات كأماكف عامة لمبحث عف‬ ‫ثانياً‪:‬‬

‫اآلثار المادية المتعمقة بالحادث ‪.‬‬ ‫النطاق ألزماني ‪:‬‬

‫لـ تحدد التشريعات المختمفة زمنان محددان إلجراء المعاينة‪ ,‬كانما تيركت ذلؾ لما يرل المحقؽ مناسبان‪ ,‬إذ‬ ‫كلكف‬ ‫يختمؼ ذلؾ مف كاقعة إلى كاقعة أخرل‪ ,‬كذلؾ منعان لظركؼ كمبلبسات كؿ جريمة‪.‬‬

‫مف المبلحظ أف معظـ التشريعات تيحبذ ضركرة اإلسراع في إجراء المعاينة بعد ارتكاب الجريمة‪ ,‬كذلؾ‬ ‫‪41‬‬


‫لمحفاظ عمى األدلة الجنائية المتعمقة بالجريمة‪ .‬ففي (مصر مثبلن ) نجد أف المادة (‪ )34‬مف الفقرة‬

‫األكلى مف قانكف اإلجراءات الجنائية‪ ,‬تؤكد عمى الفكرية بعد قبكؿ التبميغات بشأف الجريمة‪ .‬كما تؤكد‬

‫المادة (‪ )3‬مف الفقرة األكلى مف قانكف اإلجراءات الجنائية عمى الفكرية بعد تكفر حالة التمبس بجناية‬

‫أك جنحة‪ .‬أما في (فرنسا) فإف االنتقاؿ يككف إجباريان في حالة التمبس بجناية‪ ,‬مع ضركرة إخبار ككيؿ‬ ‫النيابة فك انر مف قبؿ ضابط الشرطة القضائي ليتسنى لو الحضكر شخصيان كمعو عند المزكـ قاضي‬

‫التحقيؽ‪ .‬كفي (إيطاليا) فإف قاضي التحقيؽ ىك الذم يقكـ بالمبلحظة القضائية بعد كقكع الجريمة‪.‬‬ ‫كفي (الككيت) فإف المادة (‪ )11‬مف الفقرة (الثانية) مف قانكف اإلجراءات الجنائية تنص عمى االنتقاؿ‬

‫الفكرم إلى مكاف كقكع الجريمة لممحافظة عمى أدلتيا‪ .‬كفي( تكنس) تيفضؿ السرعة في االنتقاؿ إلجراء‬ ‫المعاينة قبؿ أف تزكؿ معالـ الجريمة (الميدم‪.)1993,‬‬

‫األثر الجنائي ‪:‬‬

‫يقصد باألثر الجنائي‪" :‬ىك كؿ ما يمكف أف ييتخمؼ في مجاؿ الجريمة ‪ ,‬كيككف لو عبلقة بيا سكاء‬ ‫عف طريؽ الجاني‪ ,‬كآثار األقداـ كالبصمات كاألسناف كالشعر كالدـ كالبقع المنكية‪ ..‬إلخ‪ ,‬أك عف طريؽ‬ ‫اآلالت المستعممة في ارتكاب الجريمة في مراحميا المختمفة مثؿ ‪ ":‬األسمحة النارية‪ ,‬أك األسمحة‬

‫القاطعة‪ ,‬كالمفؾ‪ ,‬كاألزميؿ" ‪..‬إلخ‪ .‬كىناؾ آثار خاصة بمكاف الحادث قد تعمؽ بمبلبس الجاني كالرمؿ‬ ‫كىذه اآلثار قد‬

‫كالتراب" ‪.‬‬

‫تككف ظاىرة يمكف إدراكيا بالحكاس كآثار األقداـ‪ ,‬كاطارات السيارات‪ ,‬كمنيا ما يككف خفيان ال يمكف‬

‫كشفو إال باالستعانة بكسائؿ فنية كبصمات األصابع‪ ,‬كالدـ‪ ,‬كاإلف ارزات المختمفة‪ ,‬كما تككف ىذه اآلثار‬

‫ظاىرة أك خفية‪ ,‬دائمة ككجكد مسدس أك طعنة سكيف‪ .‬كقد تككف مؤقتة تزكؿ مع مركر الكقت كآثار‬ ‫كاألساس العممي لكجكد ىذه اآلثار‬

‫األقداـ كبصمات األصابع‪.‬‬

‫المادية في مكاف الجريمة يعكد إلى قاعدة عممية مفادىا أف كؿ جسـ يممس جسمان آخر ال بد أف يترؾ‬ ‫كيطمؽ عمى ىذه القاعدة‬ ‫جزءان مف مادتو أك كمو عميو‪ ,‬كيأخذ مف الجسـ األخر مف مادتو أك شكمو‪ ,‬ي‬ ‫نظرية تبادؿ المكاد‪ .‬كمثاؿ ذلؾ‪(:‬عندما تصطدـ سيارة بيضاء بأخرل زرقاء‪ ,‬فإف دىاف السيارة األكلى‬ ‫سكؼ ينتقؿ إلى دىاف السيارة الثانية الزرقاء‪ ,‬كالعكس صحيح) ‪ .‬كىذا يعني أف أم تبلمس بيف‬

‫جسميف سكؼ ينتج عنو أف جزءان مف مادة كؿ منيما البد كأف ينتقؿ إلى األخر‪ ,‬كيختمؼ انتقاؿ ىذه‬ ‫المادة باختبلؼ درجة الميكنة أك الصبلبة‪ ,‬أك الغازية التي تتمتع بيا األجساـ المتبلمسة‪.‬‬

‫الدليل الجنائي وقيمتو اإلثباتية‪:‬‬

‫يقصد بالدليل الجنائي‪ :‬الكقائع المادية أك المعنكية التي تتصؿ بالجريمة‪ ,‬كالذم يؤدم اكتشافيا إلى‬ ‫تحديد كؿ أك بعض أبعاد الجريمة‪ ,‬مثؿ كقتيا‪ ,‬كمكانيا‪ ,‬كدكافعيا‪ ,‬كأسمكب ارتكابيا‪ ,‬كالظركؼ‬

‫المحيطة بيا‪ ,‬كمسؤكلية أطرافيا مف متيميف‪ ,‬كمجني عمييـ‪ ,‬بحيث يؤدم تجميع كربط ما تسفر عنو‬

‫مف حقائؽ إلى تحديد مرتكب الجريمة بصكرة قاطعة ال لبس فييا‪( .‬الميدم ‪.)1993 ,‬‬

‫كيشترط في‬

‫الدليؿ الجنائي أف يككف منتجان في إثبات الكاقعة التي يستيدؼ إثباتيا ‪ .‬بمعنى أف يشير بصكرة مباشرة‬ ‫‪41‬‬


‫أك غير مباشرة إلى حدكث الكاقعة التي يسعى الباحث إلى إثبات كقكعيا‪ ,‬مثؿ‪( :‬انطباؽ بصمة‬ ‫األصابع المرفكعة مف مكاف الحادث عمى بصمات المتيـ‪ ,‬كتقرير الطبيب الشرعي‪ ,‬كشيادة فرد أك‬

‫عدة أفراد برؤية المتيـ حاؿ ارتكاب الجريمة‪ ,‬أك تقرير خبير الشخصية الذم يثبت أف المقذكؼ النارم‬ ‫الذم استخرج مف جثة المجني عميو قد أطمؽ مف المسدس الذم ضبط في حيازة المتيـ) ‪.‬‬

‫فقيمة الدليؿ الجنائي تتكقؼ عمى مدل دقة عممية المعاينة كااللتزاـ فييا بضكابط المشركعية‪ .‬أنواع‬

‫األدلة الجنائية منيا ‪:‬‬ ‫‪.1‬أن يكون مادياً ‪:‬‬

‫كىي األدلة التي يمكف اإلحساس بيا بالحكاس الخمس مثؿ بصمات األصابع‪ ,‬كبقع الدـ‪ ,‬كآثار‬

‫األقداـ‪ ,‬كالطمقات النارية‪ ,‬أك تقرير الخبراء عف المخمفات المادية التي يتركيا الجاني في مكاف‬ ‫الحادث‪.‬‬

‫‪.2‬أن يكون معنوياً ‪:‬‬

‫كيدركو مثؿ ما‬ ‫كىي األدلة التي ليس ليا كجكد مادم ‪ ,‬كانما يعتمد الخبير عمى ما يستنتجو ذىنيان ‪ ,‬ي‬ ‫يستنتجو المحقؽ الجنائي مف أقكاؿ الشيكد ‪ ,‬كاستجكاب المتيميف‪.‬‬

‫‪.3‬الركن الشرعي ‪ :‬البد مف كجكد نص تجريمي لمسمكؾ اإلجرامي متضمنان الجزاء الجنائي الكاجب‬

‫ايقاعو عمى مرتكب الجريمة‪ ,‬أك كجكد صبلحية لدل القاضي بتحديد العقكبة التي يراىا مناسبة كما‬ ‫‪.4‬أدلة‬

‫في جرائـ التعزير (الحديثي ‪. )1995,‬‬ ‫جنائية مباشرة ‪:‬‬

‫كىي التي تثبت بمجرد تكافرىا عند حدكث الجريمة أك عدـ حدكثيا (مثؿ بصمات األصابع التي تثبت‬ ‫مبلمسة الشخص لممجني عميو‪ ,‬ككذلؾ الشيكد الذيف أركا بشكؿ مباشر كقكع الحادث)‪.‬‬

‫جنائية غير مباشرة (القرائن)‪:‬‬

‫‪.5‬أدلة‬

‫وتُعرف القرينة ‪ :‬بأنيا الدليؿ الذم ال يشير مباشرة إلى حدكث أك عدـ حدكث كاقعة ما‪ ,‬كانما يزيد مف‬ ‫درجة احتماؿ كقكع الجريمة (مثاؿ رؤية الشاىد لممتيـ كىك يخرج مع المجني عميو ليبلن‪ ,‬ثـ ييعثر عميو‬

‫قتيبلن في الصباح‪ ,‬أك رؤية المتيـ كىك يتمشى بجانب المحؿ المسركؽ قبؿ اكتشاؼ حادثة السرقة)‪.‬‬

‫فقيمة الدليؿ الجنائي تتكقؼ عمى مدل دقة عممية المعاينة ‪ ,‬كااللتزاـ فييا بضكابط المشركعية‪ .‬كليذا‬ ‫فالقيمة اإلثباتية لمدليؿ الجنائي يؤكد إما براءة المتيـ الذم دارت حكلو الشبيات‪ ,‬أك تؤدم إلى إخبلء‬

‫سبيمو نتيجة ما أسفرت عنو عممية التحقيؽ كالمعاينة ‪ ,‬أك تؤكد إدانتو نتيجة المعاينة بالكسائؿ العممية‬ ‫الحديثة كاثبات صمة الجاني بالجريمة بسبب كجكد بعض اآلثار المختمفة مف جسـ الجاني كصمتيا مع‬ ‫دور الباحث الجنائي في‬

‫ما ىك مكجكد مف آثار المجني عميو‪.‬‬

‫تتمثؿ‬

‫الكشف عن الجريمة ‪:‬‬

‫كفاءة الباحث الجنائي في إمكاف تحقيؽ أقصى قدر مف االستفادة مف مكاف الجريمة لحظة كقكع‬

‫الجريمة مف خبلؿ اآلتي ‪:‬‬

‫‪42‬‬


‫‪.1‬اال نتقال إلى مكان الجريمة ‪:‬‬ ‫إف االنتقاؿ الفكرم إلى مكاف الجريمة عند تمقي الخبر مسألة ميمة في عممية المحافظة عمى الحالة‬ ‫التي تركيا الجاني دكف أم عبث أك تدمير لآلثار‪ ,‬كاألدلة المكجكدة‪ .‬كما يمكف لمباحث الجنائي‬

‫الحصكؿ عمى بعض النتائج السريعة التي قد ال تتحقؽ إذا تباطأ في االنتقاؿ (كضبط الجاني قبؿ‬

‫ىركبو‪ ,‬أك سماع شيادة المجني عميو قبؿ كفاتو‪ ,‬أك سماع شيادة الشيكد قبؿ مغادرتيـ مكاف‬

‫الجريمة‪ ) ..‬كليذا يعكد عمى رجؿ الشرطة الدكر األكبر في االنتقاؿ إلى مكاف الجريمة قبؿ الباحث‬

‫الجنائي‪ ,‬كذلؾ لممحافظة عمى كؿ األدلة المتعمقة بمكاف الجريمة‪.‬‬

‫‪.2‬فحص أو معاينة مكان الجريمة ‪:‬‬

‫إف طبيعة مكاف الجريمة تحدد أسمكب المعاينة‪ .‬فإذا كانت األماكف كاسعة (كالطريؽ العاـ‪ ,‬كالمزارع‪,‬‬ ‫كالجباؿ‪ ,‬كالصحراء ‪ )...‬فإف الفحص يشمؿ عدة مئات مف األمتار بحثان عف آثار أقداـ أك إطار‬

‫سيارة‪ ,‬أك أدكات أك أسمحة سقطت مف الجناة عند ىركبيـ‪ .‬أما إذا كانت األماكف محددة (كالمنازؿ‪,‬‬

‫كالمتاجر‪ ,‬كالمباني‪ )...‬فبل بد أف يمتد الفحص ليشمؿ ىذه األماكف مف الداخؿ كالخارج كذلؾ بغية‬

‫العثكر عمى أم أثر لمجناة‪ ,‬حيث تيفحص الجدراف‪ ,‬كاألرضية‪ ,‬كاألثاث‪ ,‬كالصكر كما تحتيا‪ ,‬كقد يككف‬ ‫أصغر جزء مف مادة غريبة ىك األثر البارز في الداللة عمى الجناة‪ .‬كما يتضمف الفحص جثة المجني‬ ‫عميو في حالة كجكد قتؿ‪ ,‬كذلؾ مف حيث المبلبس‪ ,‬كالشكؿ العاـ‪ ,‬كمكاف كجكدىا‪ ,‬كاتجاه الرأس‬

‫كالقدميف‪ ,‬كالجركح‪ ,‬كاإلصابات‪ ,‬كالطعنات التي لحقت بالمجني عميو‪.‬‬ ‫مكان الجريمة ‪:‬‬

‫‪.3‬تحديد اآلثار المتخمفة في‬

‫إف اآلثار‬

‫المتخمفة في مكاف الجريمة عف الجاني أك المجني عميو نكعاف كىما‪:‬‬

‫ب‪.‬‬

‫أ‪.‬آثار ظاىرة ‪ :‬كىي ما ترل بالعيف المجردة‪ ,‬كاألدكات‪ ,‬كاألجيزة ‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫آثار غير ظاىرة ‪ :‬كىي اآلثار التي ال تيرل بالعيف المجردة‪ ,‬بؿ تستمزـ رؤيتيا استخداـ الخبرة الفنية‬ ‫باألجيزة كاألدكات البلزمة لذلؾ‪ .‬كبناء عمى ىذه اآلثار المكجكدة في مسرح الجريمة يمكف تحديد نكعية‬ ‫‪.4‬جمع‬

‫الخبراء المطمكب انتقاليـ إلى مكاف الجريمة‪.‬‬

‫المعمومات ‪:‬‬

‫يقكـ الباحث الجنائي بجمع المعمكمات الدقيقة عف الجريمة‪ ,‬كالتي تتعمؽ بكقائع مادية ثابتة أك يمرجح‬

‫ثبكتيا‪ .‬كما ال بد لمباحث الجنائي مف االنتباه تمامان في ىذه المرحمة‪ ,‬إذ أف الجاني يقكـ في كثير مف‬ ‫األحياف بعمميات تمكيو كتضميؿ خشية الكقكع في شرؾ الجريمة ‪ ,‬ال بد لمباحث الجنائي أف يمتزـ‬

‫بالمكضكعية ‪ ,‬كال ينساؽ كراء التصكرات‪ ,‬كأف يجمع المعمكمات كالحقائؽ عندما تككف كاضحة تمامان‪.‬‬

‫‪.5‬استخبلص المدلوالت عن الجريمة ‪:‬‬

‫بعد أف يقكـ الباحث الجنائي بفحص مكاف الجريمة ‪ ,‬كتحديد اآلثار التي خمفيا الجاني‪ ,‬كبعد أف يجمع‬

‫المعمكمات البلزمة عف الجريمة يقكـ باستخبلص المدلكالت عف الجريمة‪ ,‬كمحاكلة ترجيح بعضيا عمى‬ ‫اآلخر دكف إىماؿ ألم كاحد منيا‪ .‬مثاؿ‪( :‬عندما يدخؿ الجاني إلى مكاف الجريمة دكف استخداـ‬ ‫‪43‬‬


‫العنؼ‪ ,‬حقيقة ليا مدلكالت متعددة‪ .‬فقد يككف الجاني قد حضر بصحبة المجني عميو‪ ,‬أك قد يككف‬ ‫معركفان لدل المجني عميو‪ .‬ففتح الباب عند حضكر الجاني ‪ ,‬أك أف الجاني لديو مفتاح لباب المجني‬ ‫عميو‪ ..‬كيمكف ترجيح مدلكؿ عمى آخر في ضكء الحادث‪.‬‬

‫تصور الباحث الجنائي لكيفية وقوع الحادث ‪:‬‬

‫‪.6‬‬

‫بعد أف يقكـ الباحث الجنائي بجمع كؿ الحقائؽ عف الجريمة ‪ ,‬كيستخمص المدلكالت البلزمة‪ ,‬فإنو‬ ‫يضع تصك ار مبدئيان لكيفية كقكع الحادث‪ ,‬كارتكاب الجريمة‪ .‬كلذلؾ كمما ازدادت كفاءة الباحث كاف‬

‫تصكره لكيفية كقكع الحادث أقرب إلى الكاقع‪ .‬كبعد أف تتخذ اإلجراءات األخرل في معاينة الجريمة‬

‫(كتشريح جثة المجني عميو‪ ,‬كسؤاؿ الشيكد‪ ,‬كفحص اآلثار المترتبة عف الجريمة)‪ ,‬يتـ كضع تصكر‬ ‫‪.7‬وضع خطة‬

‫نيائي لكيفية ارتكاب الجريمة ‪.‬‬ ‫البحث ‪:‬‬

‫في ضكء ما تقدـ‪ ,‬يضع رئيس الفريؽ المكمؼ بفحص غمكض الحادث خطة بحث كاضحة كشاممة‬

‫تتضمف الخطكط األساسية العامة كالفرعية ككذلؾ كرقات عمؿ يكمية لما تـ إنجازه‪ ,‬كما أكضحتو نتائج‬

‫الفحص كالمناقشات مف إضافة بعض النقاط التفصيمية كفقان لظركؼ كؿ حادث‪.‬‬

‫األدوار وتنفيذ الخطة ‪:‬‬

‫‪.8‬توزيع‬

‫يعد كضع خطة البحث‪ ,‬كقبؿ البدء بالتنفيذ‪ ,‬يقكـ رئيس الفريؽ بتكزيع األدكار عمى أعضاء الفريؽ مف‬

‫أجؿ التنفيذ‪ .‬كلذلؾ ال بد أف يككف رئيس الفريؽ عمى عمـ كدارية بكفاءة كؿ عضك مف أعضاء الفريؽ‪,‬‬ ‫كبإمكاناتو العقمية كالبدنية حتى يكمفو بالدكر الذم ييحسف أداءه‪.‬‬ ‫زمن ارتكاب الجريمة‪:‬‬

‫‪.9‬تحديد‬

‫يمكف تحديد زمف ارتكاب الجريمة‪ ,‬مف خبلؿ المعاينة‪ ,‬كسؤؿ الشيكد‪ ,‬كالمجني عميو إف كاف عمى قيد‬ ‫الحياة‪ ,‬كبسؤاؿ الطبيب الشرعي‪ ,‬كفحص مختمؼ ظركؼ كمبلبسات الجريمة‪ .‬كلتحديد زمف ارتكاب‬

‫الجريمة أىمية بالغة‪ ,‬إذ في تحديد الزمف يمكف إثبات تكاجد مشتبو بو في كقت حدكث الجريمة‪ ,‬أك في‬

‫كقت سابؽ أك الحؽ لكقكعيا‪ .‬كما يمكف مف خبلؿ تحديد زمف كقكع الجريمة كاثبات يبعد شخص معيف‬ ‫دور الخبراء في الكشف‬ ‫عف مكاف الجريمة‪.‬‬ ‫يعد‬

‫عن الجريمة‪:‬‬

‫الخبراء أعكاف لمباحث الجنائي‪ ,‬حيث يقكـ الباحث الجنائي بتحديد مف ىـ الخبراء المطمكبكف في كؿ‬

‫حادث‪ ,‬كيستدعييـ مف أجؿ الكشؼ عف غمكض الحادثة كالمساعدة في الكصكؿ إلى مرتكبيو‪ .‬كيمكف‬

‫تحديد ىؤالء الخبراء عمي اآلتي‪:‬‬

‫‪.1‬خبير التصوير الجنائي ‪:‬‬

‫كىك أكؿ مف يجب دخكلو إلى مكاف الجريمة لتسجيؿ الكاقعة كما تركيا الجاني‪ ,‬كقبؿ أف يحدث أم‬

‫عبث باآلثار المكجكدة بو‪ .‬كالتصكير الجنائي ميـ جدان ككنو تسجيؿ حي مصكر في ممؼ الحادث‬

‫يمكف الرجكع إليو عند الحاجة‪ .‬كما أنو قد يكضح بعض اآلثار التي قد ال تتضح مف خبلؿ المعاينة‬ ‫‪44‬‬


‫أك يصعب عمى المحقؽ إثباتيا‪ .‬كما أف صكرة الحادث الجنائي ينقؿ المحكمة إلى مكاف الحادث‪,‬‬ ‫حيث يساعدىـ ذلؾ في الكصكؿ إلى قناعة بظركؼ كمبلبسات الحادثة كما أف أم تغيير في فريؽ‬

‫البحث ككجكد باحث جنائي جديد‪ ,‬فإف إطبلعو عمى صكر مكاف الحادث يجعمو يتعايش معو كحيث‬ ‫ال يستطيع بعد مركر فترة طكيمة معاينتو عمى الطبيعة‪.‬‬

‫‪.2‬خبير البصمات ‪:‬‬

‫إف طبيعة العمؿ الجنائي تقتضي مف خبير البصمات‪ ,‬االنتقاؿ إلى مكاف الحادث لرفع ما قد يكجد مف‬

‫آثار بصمات ظاىرة أك غير ظاىرة ثـ يقكـ بإجراء المقارنات مع البصمات التي يقدميا لو الباحث‬

‫الجنائي مف المشتبو فييـ أك المتردديف عمى مكاف الجريمة أك مف ذكم السكابؽ‪ .‬كيضاؼ إلى ذلؾ‬

‫آثار األقداـ عارية أك منتعمة‪ .‬كقد استقر القضاء عمى اعتبار البصمة دليبلن ماديا قاطعان إذا ما انطبقت‬ ‫كتطابقت البصمة المرفكعة عمى بصمة المتيـ في (‪ )12‬خطأ عمميان‪ .‬كىذا ما يكضح مدل أىمية‬

‫االستفادة مف ىذا النكع مف الخبرة‪ .‬كقد تكصؿ التقدـ العممي في عدد مف الدكؿ إلى حفظ البصمات‬

‫في عقكؿ الكتركنية (كمبيكتر) كتصنيفيا بمساعدة الخبراء مما يعني انتياء عصر البصمة المجيكلة‬ ‫في مسرح الجريمة‪.‬‬

‫‪.3‬خبراء العمل الجنائي ‪:‬‬ ‫يضـ المعمؿ الجنائي العديد مف أقساـ الخبرة في مختمؼ محاكالت العمكـ كالدـ‪ ,‬كاألنسجة كالزجاج‪,‬‬ ‫كالشعر‪ ,‬كفحص المستندات‪ ,‬كاألسمحة‪ ,‬كالحرائؽ‪ ,‬كالمفاتيح‪ ,‬كالعممة‪ ,‬كاآلالت‪ ,‬كغير ذلؾ مف‬

‫التخصصات‪ .‬كفكائد ىذه األنكاع مف الخبرات تككف في إنارة الطريؽ أماـ الباحث الجنائي إلزالة‬

‫الغمكض الذم يكتنؼ ظركؼ الحادث‪ .‬ككذلؾ تضييؽ نطاؽ البحث كتحديد الطريؽ الذم سيسمكو‬

‫الباحث الجنائي ‪ ,‬فضبل عف تقديـ أدلة جديدة لمباحث الجنائي لتعزيز األدلة القديمة‪ ,‬ككذلؾ تفيد في‬

‫التحقيؽ مف صحة أقكاؿ المجني عمييـ كالشيكد‪.‬‬ ‫دور الطبيب الشرعي في الكشف عن الجريمة ‪:‬‬

‫يتكلى الطبيب الشرعي فحص جثة المجني عميو‪ ,‬كبياف أسباب الكفاة‪ ,‬كاإلصابات كالجركح‪ ,‬كاآلالت‬ ‫كاألسمحة المستخدمة في الجريمة مع تصكير كيفية كقكع الحادث‪ ,‬كمكقؼ الضارب مف المضركب‪,‬‬

‫كالمسافة التي أطمقت منيا األعيرة النارية‪ .‬كالباحث الجنائي يقكـ بدكره بتكجيو عدد مف األسئمة لمطبيب‬

‫الشرعي كالتي مف شأنيا أف تساعده في تكضيح طريقة كضع أقرب تصكر لكيفية ارتكاب الجريمة‪.‬‬ ‫كالجدير ذكره فإنو مف المفضؿ ترتيب عمؿ الخبراء كفقان لمترتيب آنؼ الذكر‪ ,‬بحيث يبدأ بالمصكر‬ ‫الجنائي‪ ,‬فخبير البصمات ‪ ,‬ثـ خبراء المعمؿ الجنائي‪ ,‬ثـ عممية نقؿ الجثة إلى المشرحة تمييدان‬

‫العوامل النفسية‬

‫لتشريحيا مف قبؿ الطبيب الشرعي‪.‬‬ ‫المرتبطة بالجريمة ‪:‬‬

‫ذكر (العيسكم‪ ) 1991,‬عند تفسيره لمسمكؾ اإلجرامي مف الناحية النفسية البحتة "أف المجرميف أناس‬ ‫‪45‬‬


‫يتكرطكف في أنكاع مف السمكؾ الخارج غير القانكني نظ انر لكجكد بعض الضغكط الداخمية كبعض‬ ‫االضطرابات المرضية كلكجكدىـ في كسط ظركؼ معينة كذلؾ إلشباع حاجاتيـ كدكافعيـ" كىذه‬

‫العكامؿ عمي النحك التالي ‪:‬‬

‫‪.1‬ضعف الذات العميا (الضمير) ‪:‬‬ ‫اعتمدت الدراسات النفسية في مجاؿ الجريمة عمى آراء (فركيد ‪)Frued‬صاحب المدرسة التحميمية الذم‬

‫قسـ الشخصية إلى ثبلثة عناصر كىي ‪:‬‬

‫أ‪ .‬الذات الدنيا "أليك" ‪ :ID‬كىي أساس السمكؾ الغريزم كالشيكاني كالعدكاني – كما يرل فركيد – كىي‬ ‫مستكدع الدكافع الفطرية الفجة كتسير كفقان لمبدأ المذة ‪.‬‬

‫ب‪ .‬الذات الكسطى "األنا" ‪ :Ego‬كتسير كفقان لممنطؽ العقمي كلمطالب المجتمع كتسعى لمتكفيؽ بيف‬ ‫مطالب الذات الدنيا كمطالب الذات العميا‪ ,‬كتتضمف جزءان شعكريان كآخر ال شعكريان‪.‬‬

‫ج‪ .‬الذات العميا "األنا األعمى أك الضمير" ‪ :Super Ego‬كىي مستكدع القيـ كالمثؿ العميا كالعادات‬ ‫الخمقي حيث‬ ‫كالتقاليد كالقيـ األخبلقية كالركحية كتسعى لمسمك بسمكؾ اإلنساف‪ .‬كتقكـ مقاـ الضمير ي‬ ‫تؤدم كظيفتو‪ .‬كليا كظيفة المنع مف إغراءات الشيطاف كتسعى لكقاية اإلنساف مف ارتكاب األخطاء‬

‫كالمعاصي كالذنكب‪ ,‬كالذات العميا تقكـ مقاـ رجؿ الشرطة أك القاضي أك الرقيب أك رجؿ الجمارؾ الذم‬

‫يمنع دخكؿ المكاد الضارة إلى المجتمع‪ .‬كتتككف الذات العميا أك "الضمير" عف طريؽ ما يتمقاه الطفؿ‬ ‫مف األكامر كالنكاىي كمعرفة الحبلؿ كالحراـ ‪ .‬كفي حالة السكاء يفترض (فركيد) أف تقكـ عبلقة بيف‬

‫الكئاـ بيف عناصر الشخصية الثبلثة‪ ,‬ألف تكازف الشخصية يختؿ إذا سيطرت أك تغمبت كاحدة مف ىذه‬

‫القكل أك العناصر كاذا ضعفت الذات العميا كفشمت في أداء كظيفتيا‪ ,‬أدل ذلؾ إلى ارتكاب العديد مف‬ ‫الجرائـ (عيسكم ‪ . )1991,‬كقد أكدت الشريعة اإلسبلمية عمى أىمية الكالديف في تربية ضمير الطفؿ‬ ‫كغرس القيـ األخبلقية المستمدة مف األسرة في شخصيتو كقد جاءت اإلشارة إلى ذلؾ في حديث‬

‫اع ككمكـ مسئكؿ عف رعيتو" ‪ ..‬كالحديث اآلخر الذم‬ ‫المصطفى(ص) الذم ينص عمى "أف كمكـ ر و‬ ‫ينص عمى أف "كؿ مكلكد يكلد عمى الفطرة فأبكاه ييكدانو أك ينصرانو أك يمجسانو"‪.‬‬

‫‪.2‬تدليل الطفل المفرط أو القسوة المفرطة‪:‬‬

‫يرل(عيسكم ‪ )1991,‬بأف تدليؿ الطفؿ كاالستجابة لكؿ طمباتو قد يؤدم إلى صعكبات في تكيفو في‬ ‫الكبر ‪ ,‬كذلؾ استخداـ القسكة كالصراخ كالعنؼ مع الطفؿ لو أثره السمبي عمى شخصية الطفؿ في‬

‫المستقبؿ‪ .‬كما أف نبذ الطفؿ كعدـ قبكلو كاشعاره بأنو غير مرغكب فيو تعد مف أساليب التربية السيئة‬ ‫غير المرغكب فييا‪ .‬ككذلؾ التذبذب في معاممة الطفؿ كاالنتقاؿ بو مف القسكة عمى الميف تعد مف‬

‫أساليب التربية السمبية التي تساعد عمي انحراؼ الطفؿ كبالتالي يقكـ بسمككيات إجرامية يعاقب عمييا‬

‫النظاـ كالقانكف‪ .‬كقد أشارت نتائج األبحاث العممية عمى أنو يجب فرض العقاب مباشرة عمى الطفؿ إذا‬ ‫قاـ بسمكؾ خاطئ حتى يعي الصمة بيف سمككو الخاطئ كما لقيو مف عقاب‪ .‬كنتيجة لمتربية الخاطئة قد‬

‫يشب الطفؿ مريضان ببعض االنحرافات السمككية كالسادية كىي الرغبة الشديدة في إنزاؿ العذاب كاأللـ‬ ‫‪46‬‬


‫باآلخريف‪ ,‬كالمازكخية كىي الشعكر بالمذة مف كقكع األلـ كالعذاب عمى الذات‪ .‬كقد يصاب الطفؿ‬ ‫ببعض األمراض النفسية نتيجة لمتربية الخاطئة مثؿ "الفكبيا" كتعني الخكؼ الشاذ مف شيء ال يثير‬

‫الخكؼ في الشخص العادم‪ .‬كمف مظاىر الشذكذ النفسي السمككي السرقة القيرية كالحرائؽ القيرية ‪,‬‬ ‫كيعد االنحراؼ السيككباتي مف أبرز االضطرابات السمككية التي تتأثر بالحالة النفسية لمفرد‪ ,‬حيث أف‬

‫السيككباتي غير قادر عمى ضبط النفس نتيجة لضعؼ الضمير أك الحرماف أك التدليؿ كقد يرجع سبب‬

‫االنحراؼ السيككباتي إلى خمؿ عضكم أك بيئي (عيسكم ‪.)1991,‬‬ ‫‪.3‬الجناح الكامن‪:‬‬

‫ينسب "إيكيكرف" فكرة الجناح الكامف‪ ,‬إلي سبب الجناح أف الكراثة ليا األثر الكبير في خمؽ الجريمة‬

‫في الطفؿ نفسو ك تعمؿ البيئة عمى إظيارىا في شكؿ جنكح‪ .‬ك يرل في صحبة السكء كأثر البيئة‬

‫المحيطة مجرد عكامؿ مثيرة مباشرة أك غير مباشرة إلظيار الجنكح ‪.‬‬

‫*كلكف‬

‫كمكتسب مف البيئة المحيطة كال يكجد ما‬ ‫الحقيقة ىك العكس صحيح في أف السمكؾ المنحرؼ يمتعمـ ي‬ ‫ييثبت أف العكامؿ الكراثية ىي السبب الرئيسي في إظيار الجنكح ‪.‬كقد خمؽ اهلل تبارؾ كتعالى ىذا‬

‫اإلنساف كصكره في أحسف تقكيـ كأنعـ عميو بالعقؿ كاإلرادة حتى يختار بعقمو ما ينفعو كيبتعد عما‬

‫يضره‪ ,‬كما يسبب لو التعاسة كالشقاء كاليبلؾ‪ .‬كما أخبر النبي (ص) أف" كؿ مكلكد يكلد عمي الفطرة‬

‫فأبكاه يييدانو أك يينصرانو أك ييمجسانو " كىذا دليؿ عمي أف السمكؾ المنحرؼ متعمـ مف البيئة كليس مف‬ ‫الكراثة ‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫الوحدة الرابعة‬ ‫اجملرو‬ ‫‪‬‬

‫من ىو المجرم؟ ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫السموك اإلجرامي ‪:‬‬ ‫‪ ‬مفيوم السموك اإلجرامي ‪:‬‬ ‫‪ ‬اليدف من السموك اإلجرامي ‪:‬‬ ‫‪ ‬الفحص النفس لممجرم ‪:‬‬ ‫‪ ‬خصائص السموك اإلجرامي ‪:‬‬ ‫‪ ‬تصنيف المجرمين ‪:‬‬

‫أوال‪ .‬التصنيف القانوني ‪:‬‬ ‫ثانيا‪ .‬التصنيف البيولوجي ‪:‬‬ ‫ثالثا‪ .‬التصنيف النفسي ‪:‬‬ ‫رابعا‪ .‬التصنيف االجتماعي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫استخدام األساليب النفسية في التعامل مع المجرمين ‪:‬‬

‫‪48‬‬


‫اجملرو ‪Criminal‬‬ ‫عمـ اإلجراـ ىك عمـ دراسة المجرـ (عمـ طبائع المجرـ) كما كييتـ بدراسة الظاىرة اإلجرامية مف حيث‬ ‫أسباب الجريمة سكاء تعمقت ىذه األسباب بالشخص المجرـ أـ بالبيئة المحيطة بو‪.‬‬

‫حيث ذىب العالـ األمريكي (سندرالند) إلي أف عمـ اإلجراـ ال يشمؿ فقط دراسة أسباب الجريمة كانما‬

‫أيضان عمـ العقاب كعمـ االجتماع القانكني باعتبار أف الجريمة تشكؿ الجانب االجتماعي لقانكف‬ ‫العقكبات‪ .‬فيك مف العمكـ الجنائية الذم يدرس الجريمة كالمجرـ عمي و‬ ‫حد سكاء كظاىرة فردية‬ ‫كاجتماعية دراسة عممية لمعرفة العكامؿ المؤدية إلييا بغرض مكافحتيما كالحد مف تأثيرىما‪.‬‬

‫كيحتكم ىذا العمـ عمى عمكـ أخرم فرعية تتخصص في البحث عف أسباب الجريمة كيستعيف ببعض‬

‫العمكـ الحديثة كالطب كعمـ النفس كاالجتماع‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫تعريف المجرم ‪:‬‬

‫"إنو ذلؾ الشخص الذم خالؼ مبادئ سمككية معينة‪ ,‬كاعتبرىا المجتمع الذم يعيش فيو مضرة بو‬ ‫كبالفرد‪ ,‬كعاقب عمييا بجزاء حددتو قكانيف ذلؾ المجتمع ‪(.‬العكجي ‪.)1981,‬‬

‫تعريف آخر لممجرم ‪:‬ىك الشخص الذم ينتيؾ القكانيف كالقكاعد الجنائية في المجتمع مما يترتب عمى‬ ‫ذلؾ عقكبات حددتيا قكانيف ذلؾ المجتمع‪.‬‬

‫التعريف اإلجرائي لممجرم ‪ :‬ىك الشخص الذم يقكـ بأم فعؿ يضر بو مصمحة الفرد الخاصة أك‬ ‫المجتمع عامة كيعاقبو عمييا المجتمع بالنبذ كالعزلة ‪.‬‬

‫*كلكف ىؿ شخصية المجرـ تختمؼ مف حيث تككينيا البيكلكجي كالنفسي كاالجتماعي‪ ,‬أـ أنيا شخصية‬ ‫عادية أدت بيا بعض الظركؼ المحيطة إلى مخالفة القكانيف كاألنظمة المعمكؿ بيا في بمد معيف ؟‪.‬‬

‫السموك اإلجرامي ‪: Criminal Behavior‬‬ ‫مفيوم السموك اإلجرامي‪:‬‬

‫يرل بعض العمماء أف السمكؾ اإلجرامي يعكس خمبلن في شخصية مف يصدر عنو‪ ,‬سكاء أكاف ىذا‬

‫الخمؿ في تككينو العضكم أـ في جيازه النفسي‪ ,‬حيث يعبر السمكؾ اإلجرامي عف معاناة الشخص مف‬ ‫أزمة نفسية يمكف أف تككف آنية أك مزمنة‪ .‬في حيف أف آخريف يركف أف السمكؾ اإلجرامي يعكس‬

‫المؤثرات االجتماعية في شخصية اإلنساف كالتي أدت بو إلى اإلجراـ‪.‬‬ ‫تعريفات متعمقة بمفيوم السموك اإلجرامي وىي عمي النحو التالي ‪:‬‬

‫‪.1‬تعريف (الغربي‪ :) 1983,‬ىك "سمكؾ شاذ مرضي إذا كاف صاد انر عف شخصيو مضطربة مريضة‬

‫نفسيان " كبيذا المعنى فإف شخصية المجرـ ال تختمؼ في جكىرىا كفي تككينيا األساسي عف شخصية‬

‫المريض نفسيان‪ ,‬فيك يرل أف كؿ فعؿ إجرامي – عمى ىذا األساس – ما ىك إال داللة كتعبي انر عف‬ ‫صراعات نفسية مف نكع خاص تدفع بصاحبيا إلى الجريمة‪(.‬الغربي ‪.)1983,‬‬

‫‪49‬‬


‫‪.2‬تعريف(مصطفى ‪ :) 1983,‬ىك السمكؾ المضاد لممجتمع كيشمؿ "التمرد ‪,‬كالتخريب ‪,‬كاإلشاعات‪ ,‬ك‬ ‫العصياف ‪....‬الخ ‪,‬ككذلؾ يشمؿ جرائـ الغش‪,‬كالتزكير‪,‬كالنصب ‪,‬كاالختبلس ‪,‬كالرشكة ‪,‬كالقتؿ ‪ ,‬كيطمؽ‬

‫عمى ىذه المظاىر السمككية االجتماعية‪(.‬مصطفى‪.)1983,‬‬

‫‪.3‬تعريف (ربيع وآخرون ‪,‬‬

‫‪:)1995‬ىك سمكؾ مضاد لممجتمع ‪ ,‬كمكجو ضد المصمحة العامة كىك شكؿ مف أشكاؿ مخالفة‬

‫المعايير األخبلقية التي يرتضييا مجتمع معيف‪ ,‬كيعاقب عمييا القانكف"‪.4 .‬تعريف (سعد جبلل‪ ,‬بدون‬

‫تاريخ )‪ :‬السمكؾ اإلجرامي ىك "فشؿ في إيجاد التكازف بيف الفرد كنفسو‪ ,‬كبيئتو‪ ,‬فينحرؼ في سمككو‬ ‫انحرافان ييفرؽ بينو كبيف األسكياء أك العاديف‪ ,‬فيصبح شاذان أك منحرفان أك مريضان أك ما شابو ذلؾ‪,‬‬ ‫كالجنكف كاإلجراـ ىما أبرز أنكاع السمكؾ المنحرؼ"‪( .‬سعد جبلؿ ‪ ,‬بدكف)‪.‬‬ ‫التعريف اإلجرائي لمسموك اإلجرامي ‪:‬‬

‫ىك" مجمكع األفعاؿ المخالفة كالضارة كالميددة ألمف األفراد كالستقرار المجتمع ‪،‬التي يؤدم اكتشافيا‬

‫إلي رفضيا كنبذىا مجتمعيان كعقاب مرتكبييا بكاسطة القانكف " ‪ .‬فدراسة السمكؾ اإلجرامي تقتضي‬

‫العكدة إلى التككيف العضكم لئلنساف كمدل قدرتو عمى التكافؽ مع متطمبات البيئة االجتماعية كالثقافية‬

‫التي يعيش فييا‪ ,‬كذلؾ مف أجؿ التعرؼ إلى األسباب التي أدت بو إلى الخركج عمى المبادئ السمككية‬

‫المعتمدة كساقتو إلى اإلجراـ‪ .‬فاإلنساف كىك يعيش حياتو يسعى إلى إقامة تكازف مستمر بيف نزعاتو‬

‫البيكلكجية كالنفسية مف جية‪ ,‬كبيف متطمبات الحياة االجتماعية مف جية ثانية‪ ,‬كذلؾ حفاظان عمى النظـ‬

‫االجتماعية كذاتيتو ككيانو كمصمحة اآلخريف الذيف يعيشكف معو‪ .‬كاذا اختؿ ىذا التكازف أدل ذلؾ إلى‬ ‫التصادـ المستمر‪ ,‬كانعداـ الشعكر بالمسؤكلية األخبلقية كاالجتماعية‪ ,‬كسيطرت شريعة الغاب في‬

‫المجتمع‪ .‬فاإلنساف يشعر أثناء الثكرات كاالنقبلبات‪ ,‬كحرب العصابات بغياب القانكف كالسمطة عف‬

‫لنزعاتو العناف‪ ,‬كيقكـ بأعماؿ كحشية ال يقكـ بيا في‬ ‫الحياة االجتماعية خبلؿ تمؾ األزمات‪ ,‬فيطمؽ ا‬ ‫األحكاؿ الطبيعية‪ ,‬كمثاؿ ذلؾ‪ ( :‬ما يحدث في فمسطيف عمي أيدم االحتبلؿ الصييكني‪ ,‬حيث يستعمؿ‬

‫االسرائمييف سفؾ الدـ ضد سكاف الضفة كغزة‪ .‬كقد سيطرت عمييـ ركح اإلجراـ التي كانت كامنة في‬

‫نفكسيـ كأيقظتيا تمؾ الحركب لتخرج كتضرب بشراسة دكف كعي)‪ .‬إف نفسية ىؤالء األشخاص تتحكؿ‬

‫لدرجة تيصكر ليـ أنيـ يقكمكف بأعماؿ مباحة أخبلقيان كاجتماعيان‪ ,‬كيعتقدكف اعتقادان راسخان أف تصرفاتيـ‬ ‫طبيعية‪ ,‬بؿ إنيا تتصؼ بالبطكلة كالشجاعة كىذا ما أكدتو الحرب األخيرة عمي قطاع غزة كما تؤكده‬ ‫الضربات العسكرية المستمرة ضد األىالي في الضفة كغزة‪.‬‬

‫فالسموك اإلجرامي يمكن أن يحدث في إحدى الحالتين التاليتين‪:‬‬

‫أ‪ .‬تنتج نتيجة حالة مرضية تستدعي العبلج الطبي المناسب‪ ,‬كما ىك في حالة الشذكذ الجنسي‪ ,‬أك‬ ‫المرض العقمي الذم يؤثر في سمكؾ اإلنساف‪.‬‬

‫ب‪ .‬تنتج عف فقداف التربية الصحيحة منذ الطفكلة‪ ,‬أك عدـ انسجاـ تمؾ التربية مع النظـ االجتماعية‬ ‫السائدة في المجتمع أك شذكذىا‪ .‬ككذلؾ تأثير الصحبة السيئة في الشارع أك المدرسة أك المينة‪.‬‬

‫كلذلؾ مف أجؿ التعرؼ إلى السمكؾ اإلجرامي‪ ,‬ال بد مف دراسة الناحية النفسية في تككيف اإلنساف‪,‬‬ ‫‪51‬‬


‫ككذلؾ النكاحي النفسية كاالجتماعية التي تؤثر في نفسيتو‪ .‬فيذه النكاحي تترابط مع بعضيا ترابطان‬

‫كثيقان‪ ,‬بحيث ال يمكف دراسة إحداىا دكف األخرل‪.‬‬

‫اليدف من السموك اإلجرامي‪:‬‬

‫يرل كاركؿ ( ‪ )Carroll, 1964‬أف سمكؾ المجرميف كالجانحيف يمثؿ في الغالب سمككان تعكيضيان‪,‬‬

‫فالطفؿ الذم يتصؼ سمككو بالضعؼ كالتخنث‪ ,‬يحاكؿ الحصكؿ عمى المكانة االجتماعية بيف أقرانو‬

‫عف طريؽ السرقة‪ ,‬كقد يستمر ىذا السمكؾ البل تكيفي لمحصكؿ عمى تقديرىـ‪ ,‬إذا حقؽ ىذا السمكؾ‬

‫الغاية المرجكة‪ .‬كقد يمجأ أيضان إلى مثؿ ىذا السمكؾ‪ ,‬كالى سمككيات أخرل مضادة لممجتمع عدد مف‬ ‫أبناء األغنياء كأصحاب المناصب العالية‪ ,‬كذلؾ بغرض الحصكؿ عمى رضا زمبلئيـ‪ .‬فالسمكؾ‬

‫اإلجرامي يمثؿ حربان ضد اإلحباط‪ ,‬إنو يتكلد مف الشعكر باإلخفاؽ كاإلحباط كاإلحساس بالظمـ‪ ,‬مما‬

‫يجعؿ المجرميف يقكمكف بسمككياتيـ اإلجرامية كشكؿ مف أشكاؿ العدكاف عمى المجتمع‪ ,‬كذلؾ تعبي انر‬ ‫عف كجكد شعكر بالنقص لدل المجرميف أك في بيئتيـ المباشرة‪ .‬كلذلؾ يرل "كاركؿ" أنو‬

‫ال بد مف‬

‫اعتبار كؿ مجرـ ككؿ حدث ‪ ,‬حالة مرضية البد مف االنتباه إلييا كاالىتماـ بحالتو‪ .‬ككذلؾ االىتماـ‬ ‫بالعكامؿ االجتماعية التي أدت إلى الجريمة كالجنكح بدالن مف التركيز عمى الجريمة كفرض العقاب‬

‫القاسي بحؽ المجرميف ‪.‬‬

‫الفحص النفسي لممجرم ‪ :‬ييتـ عمـ النفس الجنائي كعمـ اإلجراـ بفحص الجكانب الجسمية كالعقمية‬ ‫كالنفسية كاالجتماعية لممجرـ‪ ,‬كما ييمنا في ىذا الجانب ىك الفحص النفسي لممجرـ ‪ ,‬حيث يتـ فحص‬

‫قدراتو‪ ,‬كأسمكب تفكيره كتصكره لؤلشياء‪ ,‬كمدل ذكائو‪ .‬كما تيدرس عنده جكانب التفكير كالشعكر‬ ‫كاإلرادة‪ ,‬ككذلؾ قدرتو عمى االنتباه كالتذكر‪ .‬فقد ذكر (بنياـ ‪ )1977,‬أنو لكحظ لدم المجرميف كعي‬ ‫بذكاتيـ كأحكاليـ الشخصية دكف أحكاؿ العالـ المحيط‪ .‬فاإلحساسات التي يككنيا العالـ المحيط في‬

‫نفكس المجرميف‪ ,‬تقؿ في متكسطيا عف تمؾ التي يكلدىا في نفكس األشخاص العادييف‪ ,‬إذ ال تتمقى‬ ‫ذات المجرـ مف تمؾ اإلحساسات إال ما يتصؿ بحاجاتو الغريزية الشخصية دكف االنتباه إلى ما يتعمؽ‬

‫باآلخريف ‪ .‬فالكعي عندىـ منطكم عمى الداخؿ أكثر مف الخارج كيتخذ أشكاال متعددة منيا ‪:‬‬

‫أ‪.‬تارة يككف كعيان بميدان متجمدان يتمركز فيو ذىف المجرـ في الشعكر بالحاجة المؤدية إلى العمؿ‬ ‫اإلجرامي نفسو كانصرافو عما سكاه (مثؿ جرائـ العنؼ العاطفي)‪.‬‬

‫ب‪.‬كتارة أخرل يككف الكعي مختمطان كيتميز باضطراب في إدراؾ األمكر كفي صفاء ىذا اإلدراؾ (مثؿ‬ ‫حالة السكر)‪.‬‬

‫ج‪.‬كتارة أخرل يككف الكعي مزدكجان يككف فيو لممجرـ شخصيتاف متعارضتاف‪ ,‬فيقضي أيامان في الرحيؿ‬ ‫كالتنقؿ‪ ,‬كيرتكب فييا أنكاعان مختمفة مف الجرائـ مع احتفاظو في نفس الكقت بصفات الشخص الكاعي‬

‫اليقظ كالصافي الذىف‪ .‬كقد يقكـ المجرـ بتصكر خاطئ ألمكر معينة تيعرض في العالـ الخارجي‪,‬‬ ‫فتتمثؿ في مخيمتو عمى غير حقيقتيا‪ ,‬كأف يفيـ مف حركة يقكـ بيا شخص آخر عمى أف المراد بيذه‬

‫الحركة قتمو‪ .‬فالمجرـ في ىذه الحالة يعاني مف أكىاـ كتخيبلت باطمة ‪ .‬كقد يعاني المجرـ مف التكىـ‪,‬‬ ‫‪51‬‬


‫فيعتقد بكجكد أشياء في العالـ الخارجي المحيط بو ال كجكد ليا في الكاقع‪ .‬كقد تأخذ اليبلكس التي‬ ‫عاني منيا المجرـ شكؿ ىبلكس بصرية أك سمعية أك ذكقية أك لمسية أك شميو‪ .‬فيك يتخيؿ كيتكىـ‬

‫بأف أشخاصان يتآمركف عميو كيريدكف االعتداء عميو كىـ أصبلن غير مكجكديف‪ .‬كما أنو قد يسمع‬

‫أصكاتان كعبارات تيديد أك سب‪ ..‬لـ ينطؽ بيا أحد‪ ,‬فتساكره حالة انفعالية شديدة‪ ,‬كيصبح شديد القمؽ‪,‬‬ ‫كقد تؤدم بو ىذه الحالة إلى ارتكاب أفعاؿ عنيفة كاج ارمية‪ .‬كما قد يتخيؿ المريض أنو ضحية‬

‫اغتصاب أك ىتؾ عرض‪ ,‬فيقكـ بأفعاؿ عدكانية تجاه أشخاص يعتقد أف الفعؿ صدر عنيـ ‪ .‬كلذلؾ ال‬

‫بد مف فحص القكل العقمية لممريض أك المتيـ جيدان بإخضاعو لمجمكعة مف االختبارات النفسية‬

‫كالعقمية‪ ,‬مع متابعتو لمبلحظة سمككو في الكاقع‪ .‬كما يتـ فحص أسمكب تفكير المجرـ مف حيث كمية‬

‫األفكار‪ ,‬كنكعيتيا‪ ,‬كأىمية المجرـ لمحكـ عمى األشياء‪ ,‬كالقدرة عمى ترتيب أفكاره منطقيان‪ ,‬كقدرتو عمى‬ ‫ممارسة النقد كقد لكحظ أف ىذه األىمية تقؿ عف متكسطيا عند المجرميف‪ ,‬كقد يككف مبالغ فييا‪ ,‬كما‬

‫ىك الحاؿ في مركب الشعكر بالعظمة‪ ,‬كأف يعتقد المرء بأنو مصمح اجتماعي ‪ ,‬أك أنو نبي ‪ ..‬إلخ‪.‬‬ ‫كقد تككف ناتجة عف الشعكر الديني‪ ,‬كاعتقاده بأف زكجتو تخكنو ‪ .‬باإلضافة إلى عممية الفحص‬

‫باالختبارات كالمقاييس النفسية ‪ ,‬ال بد أف يتـ مبلحظة سمكؾ المجرـ كمتابعتو لفترة مف الزمف‪ .‬كما‬

‫تؤثر الحالة االنفعالية فيما يرتكبو الفرد مف جرائـ ‪ ,‬كذلؾ مف حيث ما يتمتع بو الفرد مف حالة انفعالية‬ ‫ىادئة أك شديدة ‪.‬‬

‫خصائص السموك اإلجرامي ‪:‬‬

‫‪.1‬الضرر‪ :‬فالسمكؾ اإلجرامي يؤدم إلى إحداث الضرر بالمصالح الفردية أك االجتماعية‪ ,‬أك بيما‬ ‫معان‪ .‬كىذا ىك الركف المادم لمجريمة‪.‬‬

‫‪.2‬التحريم ‪ :‬ال بد أف يككف السمكؾ اإلجرامي محرمان قانكنان‪ ,‬كمنصكص عميو في قانكف العقكبات‪.‬‬

‫اء أكاف إيجابيان أـ سمبيان‪ ,‬عمديان أـ‬ ‫‪.3‬اإلكراه ‪ :‬كىنا البد مف كجكد سمكؾ يؤدم إلى كقكع الضرر‪ ,‬سك ن‬ ‫غير عمدم‪.‬‬ ‫‪.4‬توافر القصد الجنائي‪ :‬كىنا ال بد أف يتكافر في السمكؾ اإلجرامي الكعي التاـ مف ًقبؿ الجاني‪ ,‬حتى‬ ‫يككف مسئكالن عنو‪ .‬كىذا السمكؾ يختمؼ عف السمكؾ الذم يرتكبو الفرد بإكراه‪ ,‬أك يرتكبو الطفؿ أك‬

‫المجنكف‪.‬‬

‫‪.5‬التوافق بين التصرف والقصد الجنائي‪ :‬كمثاؿ ذلؾ ‪ ( :‬أف رجؿ الشرطة عندما يدخؿ منزالن ليقبض‬ ‫عمى شخص ما بأمر مف القاضي أك المسئكؿ القانكني‪ ,‬ثـ يرتكب جريمة أثناء كجكده في المنزؿ بعد‬

‫تنفيذ أمر القبض‪ .‬فيذا الرجؿ ال تيكجو إليو تيمة دخكؿ المنزؿ بقصد ارتكاب جريمة ألف التصرؼ‬ ‫كالقصد الجنائي لـ يمتقيا معان‪.‬‬

‫‪.6‬توافر العبلقة الفعمية بين الضرر المحرم قانوناً وسوء التصرف حتى يمكن تجريمو‪ :‬فالمجرـ ال‬ ‫يسأؿ عف نتيجة فعمو إال إذا كانت ىناؾ رابطة سببية بيف الفعؿ كالنتيجة كالرابطة التي تربط الفعؿ‬

‫الحاصؿ مف الجاني بالنتيجة التي يسأؿ عنيا‪.‬‬

‫‪52‬‬


‫‪.7‬يجب النص عمى عقوبة لمفعل المحرم قانوناً‪ :‬كىذا ىك مبدأ الشريعة الذم يقرر ال جريمة كال عقكبة‬

‫إال بنص ‪ ,‬كقد يككف النص شرعيان أك قانكنيان أك مجتمعيان‪.‬‬ ‫تصنيفات المجرمين ‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬التصنيف القانوني ‪ :‬صنؼ القانكف الجنائي منذ نشأتو المجرميف استنادان إلى تكرار مرات‬

‫اإلجراـ‪ .‬فينالؾ المجرـ الذم يرتكب السمكؾ اإلجرامي ألكؿ مرة ‪ ,‬كالمجرـ الذم يعاكد تكرار الجريمة‬ ‫مرة تمك األخرل‪ .‬كقد رتب القانكف الجنائي لممجرـ الثاني عقكبة أشد مف المجرـ األكؿ‪ .‬كأصبحنا‬

‫نبلحظ تصنيؼ المجرميف كالجرائـ استنادان إلى حسف السمكؾ‪ ,‬حٌث صُنفت الجرائم إلى مخالفات وجُنح‬ ‫وجناٌات‪ .‬كما صنفت الجرائم استناداً إلى الموضوع الذي ٌتجه إلٌه السلوك اإلجرامً إلى جرائم ضد‬ ‫األشخاص‪ ,‬ومخالفات ‪ ,‬وجنح‪ ,‬وجناٌات‪.‬وأخرى تزوٌر األموال‪ ,‬وجرائم عامة‪ ,‬وجرائم‬ ‫سٌاسة‪...‬الخ‪.‬‬ ‫التصنيفات القانونية الحديثة لمجريمة وىي ‪:‬‬

‫‪.1‬جرائـ ضد الكظائؼ التنظيمية لمدكلة‪ :‬كالخيانة‪ ,‬كالجرائـ ضد أمف الدكلة كسيادتيا‪ ,‬كالرشكة كالفساد‪,‬‬ ‫كالجرائـ المخالفة لمتشريعات الضريبية‪ ,‬كحكادث الشغب‪ ..‬الخ‪.‬‬

‫‪.2‬جرائـ ضد السمعة الشخصية‪ :‬كالتشيير كبث األكاذيب كاألراجيؼ كاألباطيؿ مثبلن‪.‬‬ ‫‪.3‬جرائـ ضد سبلمة الجسـ‪ :‬كاالعتداء ‪ ,‬كالقتؿ‪ ,‬كاالغتصاب‪ ,‬كالخطؼ‪.‬‬

‫‪.4‬جرائـ ضد الممتمكات‪ :‬كالسرقة بأنكاعيا كالتزييؼ كحاالت النصب كاالحتياؿ‪.‬‬ ‫‪.5‬جرائـ األخبلؽ‪ :‬كاإلجياض‪ ,‬كالدعارة‪ ,‬كالخيانة الزكجية‪( .‬عارؼ ‪.)1981 ,‬‬ ‫ومن التصنيفات القانونية لممجرمين أيضاً ما يمي ‪:‬‬

‫‪.1‬المجرـ القاتؿ ‪ :‬كيمثؿ النمط الغالب بيف المجرميف‪ ,‬إذ يتصؼ باألنانية‪ ,‬كيخمك مف الرحمة كىذا‬

‫النكع مف المجرميف يرتكب أم جريمة قتؿ أك سرقة دكف اكتراث بما حصؿ‪ .‬كما ييطمؽ زكجتو بسيكلة‬ ‫ليتزكج بأخرل ‪ ..‬إلخ‪.‬‬

‫‪.2‬المجرـ العنيؼ ‪ :‬كفي ىذا النكع مف المجرميف الذم تستثيره الظركؼ االنفعالية غير العادية‪ ,‬ككذلؾ‬ ‫الخمكر‪ .‬ك يقكـ باالغتياالت السياسية‪ ,‬كالذم يأخذ بالثأر في مناطؽ معينة‪.‬‬

‫‪.3‬المجرـ غير األميف ‪ :‬يفتقر ىذا النكع مف المجرميف إلى األمانة‪ ,‬كيرتكبكف جرائـ ضد الممكيات‪.‬‬

‫‪.4‬الجرـ المخؿ بالعفة ‪ :‬كىذا النكع مف المجرميف يمارس العديد مف الجرائـ الجنسية‪ ,‬ككؿ ما مف شأنو‬ ‫أف يمس الطيارة كالعفة‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬التصنيفات البيولوجية ‪:‬‬

‫‪.1‬المجرـ بالفطرة ‪ :‬كىك المجرـ الذم يرث عف آبائو مجمكعة مف الصفات كالخصائص الجسمية‬ ‫كالعقمية كالتي تؤدم بو إلى اإلجراـ ‪.‬‬ ‫‪.2‬المجرـ بالعاطفة كالمجنكف‪ :‬فيتميز بحساسية طاغية تجعمو سريع االستجابة لبلنفعاالت العابرة‪,‬‬

‫كالعكاطؼ المختمفة كالحب كالغضب كالحقد كالغيرة‪ ,‬كقد يصؿ إفراط اإلحساس بو لدل ىذا الصنؼ‬ ‫‪53‬‬


‫مف الجناة إلى حد االختبلؿ العقمي أك الجنكف الصريح فيدخؿ في طائفة خاصة ىي طائفة المجرميف‬ ‫الشكاذ أك المجانيف‪ ,‬كىي طائفة تثير كثي انر مف الشككؾ حكؿ مدل تمتعيا بحرية االختيار (عبيد ‪,‬‬ ‫‪. )1971‬‬

‫‪.3‬المجرـ المريض ‪ :‬كىك المجرـ الذم يرتكب اإلجراـ نتيجة معاناتو مف بعض األمراض الجسمية‬

‫(العاىات) أك االضطرابات النفسية كالعقمية مثؿ الصرع كاليستيريا‪.‬‬

‫‪.4‬أشباه المجرميف ‪ :‬كيتميز ىؤالء المجرمكف بأنيـ أصحاء جسميان كعقميان‪ ,‬كلكف حالتيـ العقمية ال‬

‫تؤىميـ ألف يتصرفكا تصرفان طبيعيان في بعض المكاقؼ التي يتعرضكف ليا‪ ,‬مما يدفعيـ إلى اإلجراـ‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬التصنيفات النفسية ‪:‬‬

‫كىذا النكع مف التصنيؼ يضع في اعتباره االضطرابات النفسية كالعقمية التي يمكف أف يعاني منيا‬ ‫المجرـ ‪ ,‬ككذلؾ صراعاتو النفسية‪ .‬كىناؾ محاكالت مف قبؿ بعض العمماء لتصنيؼ لممجرميف في‬

‫ضكء العكامؿ النفسية ‪ ,‬كتشير أساسان إلى بعض المجرميف ألسباب نفسية أك عقمية أكظيفية كىـ‪:‬‬

‫‪.1‬المجرـ العرضي ‪ :‬كىك الذم يرتكب جريمتو دكف قصد ك يقكـ بارتكاب جريمتو في ظؿ ظركؼ‬ ‫خاصة ‪ ,‬إنو ليس مجرمان حقيقيان‪ ,‬كانما كجد في ظركؼ كمبلبسات اجتماعية دفعتو إلى اإلجراـ مثؿ ‪:‬‬ ‫السائؽ الطائش‪ ,‬أك الصياد غير الحذر أك عند دفاعو عف نفسو‪ ..‬إلخ‪.‬‬

‫‪.2‬المجرـ‬

‫المكقفي‪ :‬كىك المجرـ الذم يرتكب جريمتو استنادان إلى مكقؼ محدد مثؿ الذم يسرؽ ليسد رمقو كجكعو‬ ‫‪.3‬المجرـ غير‬

‫تفاديان لممكت ‪.‬‬

‫المسئكؿ‪ :‬كىك الشخص الذم ال تتكافر فيو المسؤكلية الجنائية كالطفؿ أك المجنكف‪.4 .‬المجرـ‬

‫لعصابي‪ :‬كىك الشخص المريض نفسيان كقد ييقدـ عمى ارتكاب بعض الجرائـ كالقتؿ أك السرقة العادية‪,‬‬ ‫اي‬ ‫أك القيرية‪ ,‬أك العدكاف تحطيمان أك حرقان أك االعتداء الجنسي تحت تأثير شعكر حاد مكبكت بالنقص‪,‬‬ ‫أك رغبة شديدة ممحة لمتعكيض‪ ,‬أك حاجة ماسة لمعقاب الناتج عف الشعكر المؤلـ باإلثـ‪ ,‬أك كراىية‬

‫شديدة لمسمطة في أشكاليا كمظاىرىا المختمفة‪ ,‬أك نتيجة لدافع قيرم ال يستطيع ضبط جميع ىذه‬

‫الدكافع غالبان ما تككف ال شعكرية تسبب لصاحبيا تكت انر حادان شديدان يتخمص منو بالكقكع في الجريمة‬

‫‪.5‬المجرـ الذىاني‪ :‬ىذا‬

‫ألسباب نفسية أكظيفية‪.‬‬

‫النكع مف المجرميف فيك الذم تخمك أجيزتيـ البدنية مف أم مرض أك خمؿ أك إصابة‪ ,‬كانما يرجع‬

‫مرضيـ إلى اضطراب كنفسي عميؽ‪ .‬كفي ىذا التصنيؼ تتسـ جرائـ الذىانيف بالغرابة‪ ,‬كعدـ كجكد‬

‫دافع منطقي ظاىر كراء ارتكابيا‪ ,‬كما تتسـ في كثير مف األحياف بالقسكة الشديدة كالكحشية‪ ,‬كعمى‬

‫الرغـ مف ذلؾ فإف نسبة المجرميف الذىانيف ضئيمة بيف مرتكبي اإلجراـ عامة‪ ,‬كما أنو قد يندر أف‬

‫فيعزؿ في مستشفيات‬ ‫يككف المجرـ الذىاني مجرمان عائدان ألنو سرعاف ما ينكشؼ مرضو‪ ,‬كاضطرابو ي‬ ‫‪.6‬المجرـ السيككباتي‪ :‬كىك الشخص‬ ‫نفسية خاصة ‪ (.‬المغربي ‪.)1983 ,‬‬ ‫الخمقي السائد في‬ ‫الخمؽ‪ ,‬بحيث تصدر عنو سمككيات تمثؿ خرقان لمقانكف ي‬ ‫الذم يتصؼ باختبلؿ ي‬ ‫‪.7‬المجرـ المضطرب نفسيان‪:‬‬ ‫المجتمع‪.‬‬ ‫‪54‬‬


‫كىك الشخص الذم يستخدـ العنؼ في ارتكاب جرائمو الجنسية‪.8 .‬المجرـ المحترؼ‪ :‬كىك الشخص‬ ‫الذم يرتكب جرائمو بقصد ‪ ,‬كذلؾ ليتمكف مف كسب عيشو‪.9 .‬المجرـ المزمف‪ :‬كىك الشخص الذم‬

‫يرتكب جريمتو في ظؿ ظركؼ عصابية تتسـ بالطابع القيرم كعدـ القدرة عمى ضبط السمكؾ‪ .‬كمثاؿ‬

‫ذلؾ ‪ :‬حاالت جنكف السرقة‪ ,‬كاشعاؿ الحرائؽ كالقتؿ‪ ,‬كاالغتصاب الجنسي‪ ,‬كالشذكذ الجنسي‪ ,‬كادماف‬

‫المخدرات ‪.‬‬

‫رابعا‪ .‬التصنيف االجتماعي ‪:‬‬

‫يتحدد المجرمكف في ضكء ىذا التصنيؼ في إطار ثقافة معينة‪ ,‬تسكد في مجتمع معيف‪ ,‬بحيث يتخذ‬ ‫المجرـ إجرامو عمى أنو مينة أك حرفة لو لكسب العيش‪ .‬كتحاكؿ ىذه األنماط أف تحدد القكل‬

‫االجتماعية التي تؤدم إلى خمؽ المجرميف‪ ,‬كلكف األصالة الحقة في ىذا التصنيؼ أنو يحدد أنماط‬

‫الجريمة‪ ,‬كالجماعات اإلجرامية‪ .‬كلما ينشأ عف ىذه الجماعات مف سمكؾ‪ ,‬كلما يكجد فييا مف ثقافة‬

‫خاصة في ضكء نظرية تسمك عمى العكامؿ الفردية لتصؿ بمستكل إدراكيا إلى بناء المجتمع كثقافتو‪.‬‬

‫فقد تككف الجريمة لدل بعض المجرميف طريقا لمحياة‪ ,‬كأسمكبا لكسب العيش‪ ,‬بنظـ اإلنساف المجرـ‬

‫حياتو في ضكء نظرتو إليا عمى أنيا مينة‪ ,‬كحرفة‪ ,‬كعمؿ‪ .‬كفي ضكء ىذه النظرة يتشكؿ عالـ الجريمة‬ ‫في مستكيات يحددىا بناء المجتمع كثقافتو‪ .‬كتظير ىذه المستكيات في تفاكت أسمكب حياة المجرـ‪.‬‬

‫وىنا تتباين أساليب الحياة اإلجرامية فمنيا‪:‬‬

‫‪.1‬المجرـ بالعادة ‪ :‬ىك – في تقدير ىذه المدرسة – مجرـ مصاب بضعؼ خمقي كيعتاد عمى ارتكاب‬ ‫جرائمو بتأثير ظركفو االجتماعية التي مف أىميا اتصالو بالمجرميف اآلخريف‪ ,‬كادمانو الخمر كالبطالة‪.‬‬

‫فيكتسب استعدادان إجراميان‪ ,‬كيصبح خط انر عمى المجتمع كخطر المجرـ بالفطرة‪.2 .‬المجرـ بالصدفة‪ :‬في‬ ‫تقدير نفس المدرسة الكضعية – ليس بو ميؿ أصيؿ لئلجراـ لكف بو ضعؼ خمقي بحيث يخضع سريعان‬

‫لممؤثرات الخارجية فيعجز عف تقدير عاقبة أفعالو‪ ,‬كقد يرتكب جريمتو بدافع عف حب التقميد أك‬

‫‪.3‬أسمكب حياة‬

‫الظيكر‬

‫المجرـ العادم‪ :‬كيضـ ىذا األسمكب اإلجرامي أغمب المجرميف الذم يكسبكف عيشيـ بارتكاب الجرائـ‬

‫التقميدية ضد الممتمكات‪ ,‬كينشأ أغمب أعضاء ىذه الفئة في أسر فقيرة‪ ,‬كيعيشكف في أحياء شعبية‪.‬‬ ‫‪.4‬أسمكب حياة المجرـ‬

‫(عارؼ ‪.)1981 ,‬‬

‫المحترؼ‪ :‬فإف المسار الميني لمجريمة االحترافية يتضمف دائمان تنظيـ البناء الكظيفي داخؿ إطار‬

‫األنشطة اإلجرامية‪ ,‬كالتي تتطمب االنسجاـ داخؿ إطار العمؿ اإلجرامي‪ ,‬ككذلؾ االندماج إلى جانب‬ ‫التكيؼ‪ ,‬كتصكر المجرـ لذاتو باعتباره مجرمان‪ ,‬كمع كؿ ذلؾ كجكد عبلقات قكية بالجماعات اإلجرامية‬ ‫كالمجرميف اآلخريف‪ ,‬كيمكف القكؿ بأف الميف اإلجرامية تعتمد عمى الجريمة باعتبارىا كسيمة ىامة‬

‫لممعيشة‪ ,‬كأسباب الرزؽ‪ .‬كالمجرـ االحترافي يتخصص في كاحدة مف االنتياكات اإلجرامية عمى سبيؿ‬ ‫المثاؿ (النشؿ‪ ,‬أك سرقة المساكف‪ ,‬أك تزكير الشيكات‪ ,‬أك سرقة المعارض‪ ,‬أك البغاء‪ ,‬أك االتجار في‬

‫‪.5‬أسمكب الجريمة المنظمة‪ :‬كيسعى التنظيـ‬

‫المخدرات)‪.‬‬

‫في ىذا األسمكب مف الحياة اإلجرامية إلى أف يخمؽ مف الجماعات المنظمة تنظيمان إجراميان‪ ,‬كنسقان‬ ‫‪55‬‬


‫اجتماعيان يتكافر لو عناصر أساسية‪ .‬إذ يسعى ىذا النسؽ نحك التكامؿ بأف يحدد ألعضائو الحقكؽ‬

‫كااللتزامات‪ ,‬كالثكاب كالعقاب‪ ,‬كالرعاية كالضمانات حتى يتحقؽ االنسجاـ بيف أعضاء النسؽ اإلجرامي‬ ‫كعناصره‪ ,‬كما يعمؿ ىذا النسؽ عمى المحافظة عمى نمطو كحدكده بتعزيز قيمو األساسية‪ ,‬كيحؿ كؿ‬

‫التكترات التي يمكف أف ينشأ نتيجة الستمرار التزاـ عضك النسؽ اإلجرامي بيذه القيـ‪ ,‬كيعمؿ النسؽ‬

‫اإلجرامي عمى أف يحقؽ أىدافو بتسخير أعضائو‪ ,‬ك تعبئة مكارده بطريقة منظمة لتحقيؽ أىداؼ‬

‫محددة‪ .‬كالكقع أف السمة المميزة ليذا النكع مف النشاط اإلجرامي أنو يتعامؿ مع عمبلء كليس مع‬ ‫ضحايا كما في حالة أسمكب الجريمة العادم كاالحترافي‪ .‬إذ ال يكجد ما ييجبر الفرد عمى أف يتعامؿ مع‬ ‫تنظيـ لمدعارة‪ ,‬أك لمبضائع‪ ,‬أك القمار‪ ,‬بؿ يسعى الفرد إلى الحصكؿ عمى ىذه الخدمات بإرادتو‪ ,‬كيدفع‬ ‫مقابؿ ما يجده مف سمع‪ ,‬أك يحصؿ عميو مف خدمة‪ .‬كلذلؾ فإف أسمكب التنظيـ اإلجرامي مع عمبلئو‬

‫– غالبان – مع طابع العنؼ‪ .‬أما ظاىرة العنؼ التي ترتبط بالجريمة المنظمة فإنيا تتجو أساسان إلى‬

‫األطراؼ الذيف يقعكف في صراع مع التنظيـ اإلجرامي‪( .‬عارؼ ‪.)1981 ,‬‬

‫‪.6‬أنماط تستند إلى تعدد العكامؿ‪ :‬يحاكؿ ىذا االتجاه أف يكفؽ بيف اآلراء البيكلكجية كالنفسية‬ ‫كاالجتماعية عند دراسة الجريمة‪ ,‬كيحاكؿ كضع تصنيؼ إجرامي يتفؽ مع كجية نظره‪.‬‬

‫وىناك محاوالت عديدة تسير في ىذا اإلطار ومن أبرزىا‪:‬‬

‫‪.1‬تمؾ الحاالت اإلجرامية التي يصؿ فييا المجرـ إلى الكعي الكامؿ‪ ,‬أك يبلبس كعيو الغمكض – بأنو‬

‫أضر بحقكؽ الغير‪ .‬كىنا يظير المنشأ النفسي لمجريمة في حاالت الطيش أك اإلىماؿ أك الجيؿ‪.‬‬

‫‪.2‬حاالت إجرامية يرتبط فييا المجرـ بغيره ارتباطان عاطفيان كيدفعو ذلؾ االرتباط كالحب إلى أف يرتكب‬

‫الجريمة لصالح مف يرتبط بو كيحبو‪.‬‬

‫‪.3‬حاالت إجرامية تؤدم فييا غريزة المحافظة عمى النفس إلى الجريمة‪ .‬كما في حاالت جرائـ العكز‬ ‫االقتصادم‪ ,‬كالجرائـ الناجمة عف الخكؼ مف العقاب أك الفضيحة أك العار‪.‬‬

‫‪.4‬حاالت‬

‫الشبؽ الجنسي ‪:‬وهو جوع عضوي كالجوع إلى الطعام ٌمكن إشباعه بمجرد اللقاء بٌن الزوجٌن‬

‫‪.5‬حاالت‬

‫وخاصة (عند النساء)‪.‬‬

‫الجرائـ االنفعالية‪ :‬كالجرائـ التي ترتكب في حاالت اإلىانة المكجية إلى إنساف‪ ,‬أك عندما يرتكب‬

‫اإلنساف جريمة ضد إنساف رفض حبو‪ ,‬أك الرغبة في االنتقاـ‪ ,‬أك الغيرة ‪..‬إلخ‪.‬‬

‫‪.6‬جرائـ‬

‫يدفعيا االقتناع بمبدأ‪ ,‬كتتضمف كؿ الجرائـ السياسية‪.‬‬

‫‪.7‬حاالت‬

‫إجرامية دافعيا الكسب أك الجشع‪( .‬عارؼ ‪.)1981 ,‬‬

‫سادساً ‪ :‬تصنيفات لممجرمين طبقاً لممحكات التالية‪:‬‬ ‫‪.1‬تصنيف المجرمين عمى حسب العمر الزمني ‪:‬‬

‫كيعني ىذا التصنيؼ التمييز بيف األحداث كالبالغيف مف المجرميف‪ ,‬كبالنسبة لمبالغيف يميز بيف الشباف‬ ‫كالناضجيف‪ ,‬أم يجب الفصؿ بيف المجرميف األحداث‪ ,‬كالمجرميف الشباف‪ ,‬كالمجرميف الناضجيف‪,‬‬

‫كالسبب في ذلؾ يرجع إلى اختبلؼ الخطكرة اإلجرامية مف فئة ألخرل‪ ,‬كحتى تتفادل التأثير السيئ‬ ‫‪56‬‬


‫بينيـ‪ ,‬فبل يؤثر البالغيف عمى األحداث‪ ,‬كما ال يؤثر الناضجيف عمى الشباف‪ ,‬إذ كما ىك معمكـ فإف‬ ‫صغار السف لدييـ ميؿ طبيعي إلى االقتداء كتقميد مف ىـ أكبر منيـ سنان‪ ,‬يضاؼ إلى ذلؾ حاجة كؿ‬

‫فئة إلى معاممة خاصة تتناسب كنفسية أصحابيا‪.‬‬

‫‪.2‬تصنيف المجرمين عمى أساس الجنس‪:‬‬

‫كيقكـ التصنيؼ عمى أساس التمييز بيف المجرميف الرجاؿ‪ ,‬كالمجرميف النساء مف حيث المعاممة‪ .‬كىذا‬

‫يعني أنو يجب تخصيص مؤسسة أك قسـ خاص لكؿ جنس‪ ,‬كيرجع ذلؾ إلى خطكرة قياـ الصبلت‬

‫الجنسية إذا يجمع الرجاؿ كالنساء المحككـ عمييـ في مكاف كاحد ‪ ,‬يضاؼ إلى ذلؾ أف أسمكب المعاممة‬ ‫يختمؼ بالنسبة لممرأة عف الرجؿ‪ ,‬فقد لكحظ أف المرأة أقؿ احتماالن لمبعد عف المجتمع مف الرجؿ ‪ ,‬فيي‬ ‫أكثر احتياجان لمصبلت االجتماعية‪ ,‬مع مبلحظة ضركرة فصؿ المريضات مف النساء كايداعيف‬

‫‪.3‬تصنيف المجرمين عمى أساس‬

‫المصحات البلزمة لعبلجيف‪.‬‬

‫كيستند ىذا‬

‫نوع الجريمة وطبيعتيا‪:‬‬

‫التصنيؼ عمى ضركرة التمييز بيف مرتكبي جرائـ معينة كفصميـ عف غيرىـ مف المجرميف نظ انر لما‬ ‫يحتاجكف إليو مف معاممة خاصة‪ .‬كمثاؿ ذلؾ الفصؿ بيف مرتكبي جرائـ المخدرات‪ ,‬كمرتكبي جرائـ‬

‫االعتداء عمى األشخاص أك األمكاؿ‪ ,‬كذلؾ الفصؿ بيف مرتكبي جرائـ الدعارة مف النساء عف غيرىف‬

‫مف المجرمات كىكذا‪ .‬كما يمكف التمييز بيف المجرميف في المعاممة عمى أساس طبيعة الجريمة‪ ,‬كما‬

‫إذا كانت عمديو (مقصكدة)‪ ,‬أك غير عمديو (غير مقصكدة)‪ .‬ذلؾ أف مرتكبك الجرائـ غير العمدية‬ ‫(غير المقصكدة) يحتاجكف إلى معاممة خاصة مخففة ألنيـ ال يحممكف نفسية عدائية لممجتمع ‪.‬‬

‫استخدام األساليب النفسية في التعامل مع المجرمين ‪:‬‬

‫قد يقع رجؿ الشرطة فريسة لمقمؽ بسبب تعرضو لمعنؼ‪ ,‬أك أنو يككف ضمف العنؼ‪ .‬كلذلؾ قد يمجئكف‬

‫إلى استخداـ أساليب رسمية كغير رسمية حتى يسيطركف عمي األفراد الخطريف خبلؿ مياميـ األمنية‪.‬‬ ‫كقد مكرست كلزمف طكيؿ كسائؿ تقميدية في التعامؿ مع المجرميف العادييف‪ ,‬كلكف الدراسات التي‬

‫تكضح كيفية تعامؿ رجؿ الشرطة مع المضطربيف عقميان في مكاقؼ ميدانية قميمة تبدك قاصرة عف‬ ‫اإلحاطة بنظرية تكاممية‪ ,‬إال أنيا تترؾ رجؿ األمف مع سمسمة مف القكاعد بدكف فيـ نظرم لكيفية‬

‫تطبيؽ القكاعد في كؿ حالة‪ ,‬كيجعميـ يعيشكف في حالة مف االرتباؾ كالتشكيش لعدـ معرفة الطريقة‬

‫األنجع في التعامؿ مع ىذه الفئات المريضة‪.‬‬

‫فقد اعتاد رجؿ الشرطة أف يستخدـ أسمكبيف مف المداخبلت عند تعاممو مع المجرميف العاديف كىما‪:‬‬

‫‪.1‬التعامؿ العقبلني الحكيـ‪ :‬الذم يتطمب االتصاؿ بالفرد كمخاطبة منطقو كفكره العقبلني‪ ,‬كمثؿ ىذا‬ ‫االتصاؿ يتـ مف خبلؿ طرح التساؤالت األتية‪" :‬أعممني ما ىي المشكمة "؟ أك "لماذا ال تككف ىادئان ‪,‬‬ ‫أك تكجو لو التيديدات مثؿ‪ :‬إذا لـ تتصرؼ بسبلـ‪ ,‬فإننا سنضطر إلى إجبارؾ بالقكة إلى ذلؾ "‪.‬‬

‫فالطريقة العقبلنية تسعى إلى إقناع الفرد بأف األخذ بالمسمؾ السممي طكعان يككف في مصمحتو‪.‬‬

‫‪.2‬الذم يقكـ حكؿ تقديـ التطمينات كالكعكد‪ :‬أك "اإلنصات الفعاؿ" في محاكلة إلضعاؼ االنفعاالت‬ ‫‪57‬‬


‫الخارجة عف سيطرتو كسمككو‪ ..‬كما يسعى ىذا األسمكب إلى إقناع الفرد أف المشكمة التي يعاني منيا‬ ‫ليست ىي مشكمة ينفرد بيا لكحده ‪ ,‬فيناؾ الكثير ممف ىـ عمى شاكمتو ‪ ,‬فالشرطي المحاكر يمكنو أف‬ ‫*إف‬

‫يحصؿ عمى ثقة الفرد إف ىك أشعره باالىتماـ بمشكمتو‪.‬‬

‫ىذيف األسمكبيف ليما نفعيما كنتائجيما اإليجابية في كثير مف المكاقؼ األمنية مثؿ‪ :‬تيدئة الفرد‬

‫بكسائؿ الحكار كالمناقشة كاإلقناع دكف المجكء إلى العنؼ ‪ ,‬كلكف في مكاقؼ أخرل قد ال ييحقؽ ىذاف‬ ‫األسمكباف األىداؼ المرجكة ‪ ,‬كقد يؤدياف إلى زيادة تحدم الفرد كتييجو ‪ ,‬كال يجد رجؿ الشرطة بعد أف‬ ‫استنفذ ما لديو مف كسائؿ سممية إال كسيمة العنؼ‪.‬‬

‫*فاألفراد‬

‫المضطربكف عقميان لدييـ خبرات سمبية مؤلمة مف رجاؿ شرطة الخدمة في المستشفيات التي تمت فييا‬ ‫معالجتيـ ‪ ,‬لذا فإنيـ يقفكف مف رجؿ الشرطة مكقؼ الشؾ كالريبة‪.‬‬

‫*إف كاجب رجؿ‬

‫الشرطة عندما يكاجو شخص مضطربان نفسيان كعقميان ‪ ,‬أف يساعده عمى إضعاؼ قمقو مف خبلؿ إضعافو‬ ‫لصراعاتو النفسية‪ .‬لذا فإف أسمكب المداخمة النفسية التحميمية يرمي إلى السيطرة الداخمية أم مساعدة‬

‫(األنا) لمفرد في أف يتدبر تدب انر فعاالن ككاقعيان بالقكل النفسية التي يخضع الفرد لسمطانيا‪ .‬كبما أف‬

‫(األنا) ىي الجية الكحيدة القادرة عمى التعامؿ مع الكاقع بأسمكب عقبلني متكازف‪ ,‬فإف ما تبديو مف‬ ‫تعاكف يجب أف يككف بمثابة ربح كميداف استثمار مف أجؿ تيدئة الشخص المضطرب‪ ,‬ككؿ ما مف‬

‫شأنو أف يساعد (األنا) في أف تتكامؿ كتتبصر المشاعر المضطربة حيث يؤدم إلى زيادة قدرة (األنا)‬ ‫في السيطرة عمى القمؽ كالنزعات ‪ ,‬كلذلؾ فإف التدريب الكافي عمى ىذه الطرائؽ السيككلكجية مف قبؿ‬

‫رجاؿ الشرطة تكسبيـ الميارات الفعالة في مكاجية الحاالت النفسية الطارئة‪ ,‬حيث أف مثؿ ىذا‬

‫التدريب يمنحيـ فيـ أفضؿ لمعمميات النفسية الكامنة كراء سمكؾ العنؼ كاإلجراـ‪ .‬كلكف بالرغـ مف أف‬ ‫ىذه األساليب تبدك غير مألكفة لرجاؿ األمف في التأمؿ مع حاالت العنؼ كالجريمة‪ ,‬كأنيـ تعكدكا‬

‫أساليب العنؼ في احتكاء األزمات التي تكاجييـ‪ ,‬إلى أف الدراسات الحديثة أظيرت‪ ,‬أف استخداميـ‬ ‫لمطرائؽ السيككلكجية في التعامؿ مع مكاقؼ األزمة‪ ,‬تجعميـ أكثر مركنة‪ ,‬كىذا ما يجعؿ رجؿ األمف‬ ‫أكثر مكاكبة لمتطكرات العممية الحديثة في التعامؿ مع األحداث كاألزمات‪( .‬الحجار ‪.)1995 ,‬‬

‫كالػػيكـ بعػػض صػػكر المجػػرميف كصػػكر أشػػخاص ع ػػادييف مػػف أجػػؿ التعػػرؼ مباش ػرة عمػػي األش ػػخاص‬ ‫المجػػرميف دكف غيػػرىـ باعتبػػار ذلػػؾ تػػدريب عممػػي عمػػي كيفيػػة التعػػرؼ عمػػي المجػػرميف الحقيقيػػيف دكف‬ ‫غيرىـ مف العادييف ‪.‬‬

‫‪58‬‬


59


61


‫مفتاح التصحيخ‬ ‫‪------------------------------------------------‬‬‫مجرمين (مفتعلي الحرائق )‪21 ,16 ,11 ,5 :‬‬ ‫‪------------------------------------------------‬‬‫مجرمين (جرائم االعتداء)‪28 ,27 ,24 ,4 :‬‬ ‫‪------------------------------------------------‬‬‫مجرمين (تجار مخدرات)‪29 ,21 ,11 ,8 :‬‬ ‫‪------------------------------------------------‬‬‫مجرمين (جرائم االغتصاب)‪32 ,31 ,23 ,3 :‬‬

‫‪61‬‬


‫الوحدة اخلامسة‬ ‫بعض أشكال انسهوك املنحرف واإلجرايي‬

‫أوالً ‪ :‬الشخصية المضادة لممجتمع (السيكوباثية) ‪:‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬سيكولوجية الرشوة ‪:‬‬ ‫ثالثاً ‪ :‬سيكولوجية السرقة والنشل ‪:‬‬

‫‪62‬‬


‫الوحدة الخامسة‬ ‫بعض أشكال السموك المنحرف واإلجرامي‬ ‫مقدمة ‪:‬‬ ‫لقد أفرز التقدـ الحضارم كالتطكر التكنكلكجي المتسارع بعض السمبيات كالتي تمثمت في بعض أشكاؿ‬ ‫السمكؾ اإلجرامي كالمنحرؼ‪ ,‬مثؿ‪ :‬العنؼ كالعدكاف ‪ ,‬السرقة ‪ ,‬النشؿ‪ ,‬الرشكة ‪ ,‬الشخصية المضادة‬

‫لممجتمع (السيككباثية)‪ .‬كاف ظيكر ىذه السمككيات الشاذة كالمنحرفة‪ ,‬يستدعي دراستيا مف الناحية‬

‫السيككلكجية رغبة في بحث أسبابيا حتى يتـ كقاية المجتمع مف شركرىا كآثارىا في كقكعيا‪ ,‬كعبلج ما‬ ‫كقع منيا بأفضؿ الطرؽ كاألساليب‪ .‬كالقاء الضكء عمى بعض نماذج السمكؾ اإلجرامي التي تـ‬

‫سنذكرىا بشيء مف التفصيؿ ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬الشخصية المضادة لممجتمع (السيكوباثية)‪:‬‬

‫يرل (العيسكم‪ :)1997,‬أف الشخصية المضادة لممجتمع كىي ما تسمى بالسيككباثية عبارة عف‬ ‫(نزعة) مرضية ‪ ,‬أك شاذة ال تضع المصاب بيا في طائفة المصابيف بالذىاف العقمي‬

‫( ‪ )Psychosis‬المرادؼ لمجنكف‪ ,‬كال تضع المصاب في فئة المصابيف بالعصاب ‪ Nourosis‬أم‬ ‫المرض النفسي‪ ,‬كانما تضعو في فئة أصحاب االضطرابات األخبلقية كالسمككية ‪ .‬كتعرؼ الشخصية‬ ‫المضادة لممجتمع بالشخصية السيككباثية ‪.‬‬

‫تعريف السيكوباثية ‪ " :‬يشير إلى انحراؼ الفرد عف السمكؾ السكم‪ ,‬كاالنخراط في السمكؾ المضاد‬ ‫لممجتمع كالخارج عمى قيمة كمعاييره كمثمو العميا كقكاعده األخبلقية‪(.‬العيسكم ‪. )1997,‬‬ ‫كىي شخصية يفقد صاحبيا اإلحساس بالصكاب كالخطأ كالميؿ إلى المذة الفكرية لمكاقع مع عدـ شعكره‬

‫كيبلحظ عميو عدـ االندىاش أك التردد حينما ييقبض عميو كىك‬ ‫باألسى نتيجة لقيامو بأعماؿ سيئة‪ ,‬ي‬ ‫متمبس بسمكؾ غير شرعي‪ ,‬كيفتقد صاحبيا المعايير األخبلقية‪ .‬كقد يأخذ السمكؾ السيككباثي شكبل‬

‫بسيطان كالكذب المستمر‪ ,‬كقد يصؿ في طرفو اآلخر إلى حد ارتكاب جريمة القتؿ لككنو يبحث عف‬

‫اإلشباع الفكرم لحاجاتو كرغباتو بغض النظر عف التبعات‪ .‬كما أنو غير قادر عمى إقامة عبلقات‬

‫خصائص‬

‫متبادلة مع اآلخريف (الصنيع‪. )1993,‬‬

‫الشخصية السيكوباثية ‪:‬‬

‫‪.1‬افتقارىا إلى‬

‫النمك األخبلقي أك الضمير ‪.‬‬

‫‪.2‬عدـ قدرتو‬

‫عمى االلتزاـ كالتقيد بالقكانيف كاألعراؼ كالعادات السائدة ‪.‬‬

‫‪.3‬ييدؼ صاحبيا إلى إشباع حاجاتو فقط مع تغافؿ لحاجات اآلخريف‪.‬‬ ‫‪63‬‬


‫‪.4‬يتصرؼ صاحبيا باندفاع مع البحث عف اإلشباع الفكرم لرغباتو دكف التفكير في العكاقب‪.‬‬ ‫‪.5‬ليس لديو أىداؼ بعيدة المدل ‪.‬‬ ‫‪.6‬ال يستطيع صاحب الشخصية السيككباتية تحمؿ اإلحباط كالفشؿ‪.‬‬ ‫‪.7‬عند مقابمة السيككباثي ألكؿ مرة يبدك ككأنو شخص ذكي كمبتيج كيعطي انطباعان بأنو صريح كأميف‬ ‫‪.8‬ال يشعر السيككباثي بالذنب تجاه أفعالو المضادة لممجتمع ‪.‬‬

‫‪.9‬ال يشعر بالندـ أك األسؼ عمى كذبو الذم يقكلو بميارة كيبدك مقنعان‪.‬‬ ‫‪.11‬ال يشعر بالتحالؼ أك الكالء ألم شخص ‪ ,‬فيمو نفسو فقط ‪.‬‬

‫‪.11‬عمى الرغـ مف أنو قد ييظير المطؼ في تعاممو مع اآلخريف ‪ ,‬إال أنو ال يستطيع تككيف عبلقات‬ ‫حميمة مع أم شخص آخر‪.‬‬ ‫كيغير‬ ‫‪.12‬البحث عف اإلثارة باستمرار‪ ,‬لذلؾ تجده ينتقؿ مف كظيفة إلى أخرل كمف مكاف إلى آخر ي‬

‫أصدقائو باستمرار‪ .‬كاذا أيحبطت محاكالتو إليجاد مكاقؼ بيا إثارة‪ ,‬لجأ إلى العنؼ ‪.‬‬

‫‪.13‬اإلخفاؽ في التعمـ مف الخبرات السابقة‪ ,‬فعندما يسرؽ أك يسمب أك حتى يقتؿ كيمقى القبض عميو‬ ‫كتنفيذ فيو عقكبة تمؾ الجريمة‪ ,‬فإنو يعاكد اإلقداـ عمى تمؾ األفعاؿ اإلجرامية مرة ثانية ‪.‬‬

‫أسباب السموك المضاد لممجتمع (السيكوباثى) ‪:‬‬

‫‪.1‬األسباب الدينامية الغريزية‪:‬‬

‫تبيف دراسة سمات الخمؽ لدل فئة السيككباتييف المجرميف‪ ,‬كتحميؿ تخيبلتيـ كأحبلميـ أف الغرائز‬

‫الطفمية لدييـ ىي غرائز تناسمية بصفة أساسية كمشتقة مف اتحاد المرحمتيف الفمية كالشرجية معان‪ ,‬مع‬

‫كجكد االستجابات السادية المميزة لئلحباط عند ىذه المراحؿ‪ .‬كيتميز ىذا النمط بالثنائية الكجدانية تجاه‬

‫المكضكعات‪ ,‬كاالستجابات الحركية السريعة لئلحباط كالتفريغ االنفعالي السريع أيضان‪ .‬فالسيككباتي‬ ‫يتكقع أف يحصؿ عمى ما يريد مف المجتمع‪ ,‬كيشعر أف خطأ المجتمع إذا لـ يحصؿ عمى ما يريد‪,‬‬

‫كيتسبب أم إحباط لديو في ثكرة عدـ صبر مع كجكد الحقد كالضغينة كاإلحساس بالظمـ‪ .‬كيرفض‬

‫السيككباتي النصيحة في الغالب كما تسبب سمة العناد كالتشبث بالرأم كاإلحساس بالقير في الفعؿ‬

‫كمع كؿ ذلؾ تككف االستجابة السادية لممكضكعات المحبطة ممحكظة بشكؿ متطرؼ كتتدعـ مف خبلؿ‬

‫العناد الشرجي‪ .‬كتككف االستجابات لئلحباط عند كؿ مف المرحمتيف الفمية كالشرجية سببان في تضخيـ‬

‫التقييـ النرجسي(الحب المفرط لمذات) لؤلنا النامي مما يزيد مف حساسية السيككباتي كتمركزه حكؿ ذاتو‬ ‫كانخفاض اإليثار كالقدرة عمى الحب كتككف قيمة المكضكع بقدر ما يعزز أنا المريض‪ .‬كىكذا يتضح‬

‫الميؿ إلى استغبلؿ المجتمع الذم يعتبر مممحان ممحكظان لدل السيككباتي‪.‬‬ ‫‪.2‬األسباب االقتصادية(الميكانيزمية) ‪:‬‬

‫ينبغي أف نكضح منذ البداية أنو ال يكجد ميكانيزـ عقمي يككف خاصان بالسيككباتي‪ .‬إف القائمة الكمية‬ ‫مف المكانيزمات البلشعكرية (النككص كاإلسقاط كاإلستدماج كالكبت كالتعييف الذاتي كالنقؿ كالتككيف‬ ‫‪64‬‬


‫العكسي كاإلعبلء ‪ ..‬إلخ) ىي كسائؿ طبيعية يتعامؿ بيا العقؿ مع العمميات المثيرة كىي تمعب دك انر‬

‫ىامان في النمك كالسمكؾ السكم‪ .‬كما ييمنا ىك السيككباتي في ىذا الصدد ألنو ال تكجد حالة مرضية‬ ‫يستخدـ فييا الشخص ماكنيزـ اإلسقاط بشكؿ دائـ مثمما يحدث لدل السيككباتي المجرـ‪ .‬كتميؿ‬

‫مكانيزمات السككباتي اإلعبلئية إلى أف تككف مكفكفة كيككف النقؿ مكانيزمان مساعدان لمنظاـ أإلسقاطي‪.‬‬ ‫‪.3‬السببية الطبوغرافية (البنائية)‪:‬‬

‫يرسخ األنا األعمى نتيجة لئلستدماج البلشعكرم الذم بو تستدخؿ صكر الكالديف أك بدائميا نفسيان في‬

‫األنا كي تككف طابعان أك سمة نشطة في العقؿ ‪ ..‬كعمى الرغـ مف إف ىذا الطابع يتضمف انطباعات‬

‫كاقعية عف نشاطات كقكانيف الكالديف إال أف ميكانيزـ اإلسقاط يشكه ىذه االنطباعات دائمان‪ .‬فإف الطفؿ‬

‫الذم يسقط تخيبلت عدائية عمى صكر الكالديف يككف لديو أخبلؽ أكثر قكة ككحشية مف أخبلؽ‬

‫الكالديف الفعمية كعندما يستدمج صكر الكالديف فإنو يستدمج ىذه العناصر المشكىة أيضا كنتيجة لذلؾ‬

‫يككف ضميره البلشعكرم قاسيان كساديان‪.‬‬

‫كنضيؼ إلى ذلؾ عكامؿ المعاممة السيئة أك غير الحكيمة مثؿ التذبذبات العنيفة في استجابة الكالديف ‪,‬‬

‫كالشجار الصريح لمكالديف كالصدمات الجنسية‪ ,‬كالعبلقات األسرية غير المشبعة‪ ,‬كتأثير الكالديف‬

‫الجانحيف‪ ,‬كالصكر الشريرة التي يستدمجيا الطفؿ لمكالديف‪.‬‬

‫*مما سبؽ يتضح لنا أف العمماء قد شعركا بالمسؤكلية إزاء مراجعة الطرؽ المختمفة لتفسير سببية‬

‫السمكؾ اإلجرامي كلكننا ال نستطيع أف نتبنى كجية نظر كاحدة عمى الرغـ مف أف كؿ منيا يستطيع‬

‫تفسير أنماط معينة مف السمكؾ أك يساعد عمى فيـ أسباب السمكؾ اإلجرامي‪ .‬فقد كتب عالـ اإلجراـ‬ ‫المتميز (انريكك فيرم ‪ )Enrico ferri‬فيما يختص بسببية السمكؾ اإلجرامي‪" :‬أف الجريمة ىي نتيجة‬ ‫أسباب متعددة عمى الرغـ مف ككنيا مرتبطة بشبكة عبلقات معقدة فإنيا يمكف كشفيا" ‪.‬‬

‫تنقسـ إلى‬

‫عكامؿ الجريمة إلي عكامؿ فردية (أنثركبكلكجية)‪ ,‬كعكامؿ فيزيقية ( طبيعية)‪ ,‬كعكامؿ اجتماعية كىي‬ ‫عمي النحك التالي‪:‬‬

‫أ‪.‬العكامؿ الفردية(األنثركبكلكجية) ‪ :‬تتضمف العمر‪ ,‬كالجنس‪ ,‬كالحالة الزكجية‪ ,‬كالمينة‪ ,‬كالسكف الطبقة‬ ‫االجتماعية كالتعميـ كالبنية البدنية كالبناء النفسي‪.‬‬

‫ب‪.‬العكامؿ الفيزيقية(الطبيعية)‪ :‬تتضمف السبللة‪ ,‬كالمناخ كخصكبة التربة كطبيعتيا‪ ,‬كالطكؿ النسبي‬ ‫لمنيار كالميؿ كالفصكؿ كالظركؼ الجكية‪ ,‬كالح اررة‪.‬‬

‫ج‪.‬العكامؿ االجتماعية‪ :‬تتضمف كثافة السكاف‪ ,‬كاليجرة كالرأم العاـ‪ ,‬كالعادات كالتقاليد‪ ,‬كالديانة‪,‬‬

‫كالكضع االجتماعي‪ ,‬كالظركؼ االقتصادية كالصناعية‪ ,‬كاإلنتاجي الزراعي كالصناعي‪ ,‬كاإلدارة الشعبية‬

‫لؤلمف االجتماعي‪ ,‬كالتعميـ‪ ,‬كالفائدة الجماىيرية‪ ,‬كالتشريع العقابي كالمدني عمى كجو العمكـ ‪.‬‬ ‫سبل الوقاية من الشخصية السيكوباثية ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫‪.1‬تكفير التنشئة االجتماعية السميمة لؤلطفاؿ داخؿ األسرة ‪.‬‬

‫‪65‬‬


‫‪.2‬االىتماـ بتككيف الضمير الجمعي(التضحية مف أجؿ الجميع) لدل الطفؿ كذلؾ مف خبلؿ التربية‬ ‫الدينية التي تزكده بمعايير محددة لمحبلؿ كالحراـ‪ ,‬كالحسف كالقبيح‪ ,‬كالخير كالشر‪ ,‬كتغرس في نفسو‬

‫الخكؼ مف اهلل كمراقبتو في كؿ فعؿ يؤديو في السر كالعمف‪ ,‬كتعميمو التكافؿ االجتماعي كترسـ لو‬ ‫حدكد حريتو كتبيف لو مالو مف حقكؽ كما عميو مف كاجبات ‪.‬‬

‫‪.3‬تكفير الحناف كالعطؼ كاألمف كاالنتماء لمطفؿ خاصة في مراحؿ النمك األكلى ‪.‬‬

‫‪.4‬حماية األسرة مف االنييار كذلؾ بالحد مف الطبلؽ ‪ ,‬كاذا حدث فيجب تكفير الرعاية ألبناء المطمقيف‬ ‫ككذلؾ المشرديف األيتاـ ‪.‬‬

‫‪.5‬اىتماـ المدرسة بمعالجة مشكبلت تبلميذىا كالقضاء عمييا في ميدىا‪.‬‬ ‫‪.6‬االىتماـ بمعالجة العيكب الخمقية كالتشكىات الجسمية لما يمكف أف تتركو مف آثار نفسية سمبية عمي‬

‫الطفؿ‪.‬‬

‫‪.7‬محاكلة التنبؤ المبكر بظيكر مشكمة السيككباثية‪ ,‬حتى نتمكف مف اتخاذ اإلجراءات الكقائية قبؿ تفاقـ‬

‫المشكمة (محمد كمرسي‪.)1986,‬‬

‫سبل العبلج لمشخصية السيكوباثية ‪:‬‬

‫‪.1‬العبلج النفسي‪ :‬يعتمد النجاح فيو عمى القدرة عمى إيجاد عبلقة نفسية شخصية بيف المعالج‬ ‫كالسيككباثي‪ ,‬كبعدىا يعرض المعالج نماذج مف السمككيات المنحرفة عميو ثـ يناقشو فييا‪ .‬بيدؼ تعديؿ‬ ‫مفيكـ الذات لديو‪ ,‬كحؿ الصراعات النفسية‪ ,‬كازالة مصادر التكتر كالقمؽ كاشباع حاجاتو النفسية‬ ‫كاالجتماعية‪ .‬ىذا النكع مف العبلج محاكلة إلى تصحيح سمكؾ السيككباثي ‪.‬‬

‫‪.2‬العبلج الديني ‪ :‬ييدؼ إلي تربية السيككباثي كذلؾ بإعادة صياغة األنا األعمى لديو كضميره‬ ‫األخبلقي مف خبلؿ مناقشة العقائد اإليمانية كتقكيتيا في نفسو لتككف المكجو ألم سمكؾ يريد القياـ بو‬ ‫فيتعمـ كيؼ يكبح دكافع اليكل لديو ككي ييشبعيا في حدكد الشرع ‪.‬‬ ‫‪.3‬العبلج السموكي ‪:‬يشمؿ ىذا العبلج "العبلج بالتنفير" الذم يقكـ عمى أساس تقديـ خبرات غير سارة‬ ‫بجكار السمكؾ غير المرغكب فيو عمى أمؿ أف يساعد ذلؾ في جعؿ السيككباثي يبتعد عف ذلؾ‪.‬‬ ‫كيشمؿ أيضا "العبلج بالتدعيـ" كيبدأ أكالن بتحديد أنكاع السمككيات التي نريد التخمص منيا كفيـ‬

‫الظركؼ المحيطة بتككيف تمؾ السمككيات بيدؼ تحديد الجيات التي تدعميا‪ ,‬فيمجأ المعالج إلى إزالة‬

‫ىذا التدعيـ‪ ,‬كيحؿ مكانو تدعيمان لسمككيات مرغكب فييا‪ .‬كقد يمجأ المعالج السمككي إلى تبديؿ أفكار‬

‫السيككباثي كمعتقداتو كاتجاىاتو نحك نفسو كنحك اآلخريف عمى أمؿ أف تتبدؿ تبعان لذلؾ السمككيات‬

‫‪.4‬العبلج‬

‫غير المرغكب فييا ‪.‬‬

‫البيئي ‪ :‬ييدؼ ىذا النكع مف العبلج إلى تعديؿ كاصبلح الظركؼ البيئية التي قد تساىـ في نشكء‬

‫الشخصية السيككباثية ‪ ,‬داخؿ األسرة أك خارجيا‪ .‬كذلؾ بتكفير الرعاية االجتماعية في األسرة كالمدرسة‬ ‫أك المؤسسة اإلصبلحية‪ .‬ككذلؾ تكفير أماكف مناسبة لقضاء كقت الفراغ كاشراكو في األنشطة‬ ‫االجتماعية الخيرية (محمد كمرسي‪. )1986,‬‬

‫‪66‬‬


‫ثانياً ‪ :‬سيكولوجية الرشوة ‪:‬‬ ‫تعريف جريمة الرشوة‪:‬‬

‫‪.1‬تعريف الحنفية لمرشوة‪ :‬بأنيا‪" :‬ما ييعطيو الشخص لمحاكـ أك غيره ليحكـ لو أك يحممو عمي ما‬ ‫يريد"‪.2 .‬تعريفو الحنابمة لمرشوة ‪ :‬بأنيا "ما ييعطى لمشخص بعد طمبو لتحقيؽ غرض معيف "‪.‬‬ ‫‪.3‬تعريف المالكية لمرشوة‪ :‬بأنيا " أخذ ماؿ إلبطاؿ حؽ أك تنفيذ باطؿ ‪.‬‬

‫‪.4‬تعريف الشافعية لمرشوة‪ " :‬بذؿ ماؿ لمقاضي ليحكـ بغير الحؽ أك يمتنع مف حكـ بحؽ"‪.‬‬

‫ُيعرج (القحطاني‪ : )1991:‬أف الرشكة تؤدم إلى عدـ تماسؾ المجتمع إذا ما انتشرت فيو كتعمؿ عمى‬ ‫تفككو كظيكر كثير مف األمراض االجتماعية بيف عدد مف أفراده ‪ ,‬كتيظير الحقد‪ ,‬كالبغضاء مف جانب‬ ‫األفراد الذيف تضيع حقكقيـ بسبب داء الرشكة ‪.‬‬

‫أسباب انتشار الرشوة ‪:‬‬

‫أوالً‪:‬أسباب اقتصادية – اجتماعية ‪ :‬لقد بينت بعض الدراسات إلى كجكد عبلقة مباشرة بيف طبيعة‬

‫النظاـ االقتصادم كاالجتماعي كدكر األزمات االقتصادية لممجتمع كطكؿ اإلجراءات اإلدارية كتقيدىا‬ ‫بالركتيف كسكء تنظيـ سير العمؿ في مؤسسات الخدمات المختمفة أنيا أسباب رئيسية في انتشار‬ ‫الرشكة بيف المكظفيف كالمتردديف عمى تمؾ المؤسسات الخدمية‪.‬‬

‫ذكاء مف‬ ‫ثانياً‪:‬أسباب نفسية ‪ :‬أتضح مف دراسة (شحاتة ‪ )1987,‬أف المكظؼ غير المرتشي أكثر ن‬ ‫المكظؼ المرتشي‪ .‬كيرل (شحاتة) أف ضعؼ مستكل الكفاءة العقمية لممرتشيف يرجع إلى أنيـ كفئة مف‬ ‫فئات السيككباثية أكثر اضطرابان كصراعان كأقؿ تكافقان مف غير المرتشيف‪ .‬كما اتضح أف صفات‬ ‫المرتشيف يتميزكف بعدـ النضج االنفعالي كاالفتقار إلى الصحة النفسية‪ (.‬ليمة‪.)1991 ,‬‬

‫كأكدت(عيسكم‪ )1993,‬في دراستيا عمى عينة مف المرتشيف كغير المرتشيف الصفات التالية ‪.1 :‬أف‬

‫عينة المرتشيف أكثر معاناة مف نزعة العصابية ككؿ ككذلؾ مف القمؽ‪ ,‬تكىـ المرض‪ ,‬الكسكاس القيرم‬

‫‪.‬‬

‫‪.2‬أف العينة المرتشية أكثر معاناة مف أعراض اليستيرية كمنيا االنفجار في البكاء دكف سبب‪ ,‬كفقداف‬

‫اإلحساس باآلخريف‪,‬كسرعة القابمية لئليحاء ‪ ..‬إلخ‪.‬‬

‫‪.3‬أف العينة المرتشية أكثر معاناة مف أعراض الفكبيا "الخكؼ مف الدـ‪ ,‬الرعد‪ ,‬البرؽ ك المياه الجارية ‪,‬‬

‫الظبلـ"‪.‬‬

‫‪.4‬كجد أف العينة المرتشية تعاني مف األعراض االكتئابية‪ ,‬كالشعكر بالحزف دكف معرفة السبب‪,‬‬

‫كالتفكير في االنتحار‪ ,‬كالشعكر بعدـ القيمة‪ ,‬كانخفاض الركح المعنكية‪ ,‬كاعتقاد الفرد بأنو سيئ الحظ‬

‫‪.5‬كجد أف العينة المرتشية‪ ,‬أكثر معاناة مف العينة السكية مف أعراض عصاب القمؽ‪.‬‬

‫‪.6‬تعاني العينة المرتشية مف أعراض عصاب الكسكاس القيرم "غسؿ األيدم المتكرر‪ ,‬عد درج السمـ‬ ‫بصكرة متكررة" مثاؿ‪ ( :‬تفقد إغبلؽ أبكاب المنزؿ ألكثر مف مرة)‪.‬‬

‫‪.7‬تبيف أف العينة السكية أكثر معارضة في اتجاىيا العقمي لسمكؾ الرشكة عف العينة المرتشية‪.‬‬ ‫‪67‬‬


‫‪.8‬تبيف زيادة درجات العينة المرتشية زيادة دالة في تعاطي الخمكر‪ ,‬كالتدخيف‪ ,‬كتعميـ المكظؼ بكجكد‬ ‫أشخاص في عممو يتقاضكف الرشاكل ‪.‬‬

‫ثالثاً‪:‬أسباب دينية ‪:‬‬

‫إف ضعؼ الكازع الديني مف شأنو أف يجعؿ الشخص يقبؿ الرشكة أك يعطييا لمف يطمبيا‪ ,‬كجيمو‬

‫بحرمة كجرـ ىذا السمكؾ المنبكذ دينيان كاجتماعيان كأخبلقيان ‪.‬‬

‫الوقاية من سموك الرشوة ‪:‬‬

‫‪.1‬بياف خطكرة الرشكة كما تيفضي إليو‪ ,‬كالتأكيد عمى ذلؾ مف خبلؿ كسائؿ اإلعبلـ المختمفة كالمساجد‬ ‫كاألسرة كالمدرسة مع التذكير بحديث المصطفى عميو الصبلة كالسبلـ الذم قاؿ‪" :‬لعف اهلل الراشي‬ ‫كالمرتشي كالرائش"‪ .‬ركاه أحمد كالطبراني‪.‬‬

‫‪.2‬بياف عقكبة جريمة الرشكة ‪.‬‬

‫‪.3‬تسييؿ اإلجراءات اإلدارية كابعادىا عف نمط الركتيف كالتعقيد‪ ,‬حتى ال يفكر صاحب الحاجة – ممف‬ ‫ىـ مف ذكم النفكس الضعيفة – في البحث عف شخص يقبؿ الرشكة‪ -‬ممف ىـ أيضان ممف ذكم‬

‫النفكس الضعيفة – مف أجؿ تسييؿ مطمبو حتى كلك كاف ذلؾ عمى حساب مصمحة شخص آخر أك‬ ‫يضر باإلدارة التي يعمؿ بيا‪.‬‬

‫‪.4‬اختيار المكظفيف بدقة ممف يتسمكف بالديف كالخمؽ كعدـ القابمية لئليحاء حتى يقفكف بحزـ في كجو‬ ‫مف يحاكؿ رشكتيـ كيبمغكف عنو حتى يناؿ عقابو ‪.‬‬

‫عبلج سموك الرشوة ‪:‬‬

‫‪.1‬تنفيذ عقكبة الرشكة ‪ ,‬مع تقكيـ مستمر لمدل تأثير ىذه العقكبة لمعرفة ىؿ ىي رادعة أـ ال؟‪ .‬فإف‬

‫كانت غير رادعة تيضاعؼ أك ييبحث عف عقكبة أخرل تؤثر في النفس‪.‬‬ ‫‪.2‬عبلج المرتشيف مف الناحية النفسية كذلؾ بإقناعيـ بما لدييـ مف الرزؽ‪ ,‬مع تنبيييـ لمخاطر القابمية‬ ‫لئليحاء كربطيا بإيحاءات الشيطاف إلى آدـ عميو السبلـ كذريتو مف بعده مف أجؿ صدىـ عف ذكر اهلل‬ ‫‪.3‬التشيير‬

‫كطاعتو‪.‬‬

‫بالمرتشيف عبر كسائؿ اإلعبلـ المختمفة‪ ,‬ألف ىذا التشيير يسبب أذل نفسيان لممرتشي أكبر مما تيحدثو‬ ‫عقكبة السجف أك الجمد ‪ ,‬كما أف ىذا التشيير يجعؿ مف يفكر في الرشكة يمتنع عنيا ألنو يعرؼ أف‬ ‫ثالثاً ‪:‬‬

‫مصيره قد يككف مثؿ ىذا الذم افتضح أمره ‪.‬‬ ‫سيكولوجية السرقة والنشل ‪:‬‬

‫تتعدد جرائـ االعتداء عمى الماؿ فمنيا‪ :‬السرقة كالنشؿ كاالختبلس‪ .‬كتيعد جريمة السرقة مف أكثر أنكاع‬ ‫الجرائـ شيكعان كانتشا انر عمى اختبلؼ أنكاعيا‪ ,‬كتزداد نسبتيا كمما تكفرت العناصر المسببة ليا (كالفقر‬ ‫‪ ,‬كالجيؿ ‪ ,‬كاالنفبلت األمني ‪ ,‬كانعداـ الكازع الديني كالتفكؾ األسرم كاالجتماعي‪ ,‬كالكراىية كاالنتقاـ‬

‫(الغامدم‪. )1993,‬‬

‫‪68‬‬


‫كيرل (عيسكم ‪ )1991,‬إف سمكؾ السرقة يتكلد عف أحد العامميف التالييف‪.‬‬

‫أ‪ .‬سبب عرضي‪ :‬كيسمى السرقة بالصدفة كىك ناتج عف تأثير البيئة بما فييا مف أسرة كرفاؽ كمجتمع‬ ‫كظركؼ اقتصادية‪ ..‬إلخ‪.‬‬

‫ب‪ .‬دافع وميل طبيعي ‪ :‬كيميؿ مف لديو ميؿ طبيعي إلى السرقة إلى العكدة إلييا ‪ ,‬كيشعر باالنشراح‬ ‫عندما يسرؽ ‪ ,‬كيسرؽ كىك عمى قناعة أف نشاطو ىذا نشاطان مشركعان‪.‬‬

‫التفسيرات النفسية لجرائم السرقة والنشل و االعتداء عمى أمبلك الغير ‪:‬‬

‫ىوس السرقة ‪ :‬يعني ىكس السرقة‪ ,‬سرقة قسرية ينساؽ معيا الفرد إلى سرقة أشياء قمما يككف في‬ ‫حاجة حقيقية إلييا‪ ,‬كمتعتو الكبرل ىي في السرقة نفسيا كليس في المسركقات‪ .‬فالسارؽ العصابي ال‬

‫يسرؽ سدان لعكزه أك رغبة في اقتناء أشياء يشتيي اقتناءىا‪ ,‬كال ىك يسرؽ ألنو ال يممؾ ثمف مسركقاتو‪,‬‬

‫كلكنو يسرؽ لمجرد الرغبة في السرقة نفسيا‪( .‬فريد‪ . )1964 :‬كتعد السرقة القسرية في جكىرىا مشكمة‬

‫اجتماعية نفسية‪ ,‬تنشأ خبلؿ عممية التنشئة االجتماعية‪ ,‬كنتيجة لما يتعرض لو الفرد مف ظركؼ أسرية‬ ‫تقكـ عمى عدـ إشباع الحاجات األساسية‪ ,‬كخاصة الحاجة إلى الحب كالحاجة إلى االنتماء‪ ,‬كالحاجة‬

‫إلى تقدير الذات‪ .‬كاف عدـ إشباع ىذه الحاجات األساسية يثير في الفرد ألكانان مختمفة مف التكترات‬

‫كالتي تؤدم إلى حالة مف عدـ التكافؽ كاالتزاف‪ .‬كرغبة في أف يعيد الفرد إلى نفسو حالة االتزاف التي‬

‫فقدىا‪ ,‬فيمجأ إلى طريقة يمفت بيا النظر إليو كخاصة مما حرمكه مما ىك في حاجة إليو مف عطؼ‪.‬‬ ‫(فيمي‪.)1979:‬كالسرقة القيرية ما ىي إال رمز لدافع قكم في أعماؽ المريض يجعمو يفضؿ انتزاع‬

‫اإلشباع بالقكة كبالشكؿ غير المشركع عما لك أتاه بشكؿ مشركع‪ .‬كالمرضى الذيف يعانكف مف ىكس‬

‫السرقة يعانكف مف اضطرابات في الشخصية تتميز بضعؼ األنا األعمى (الضمير) كتحالفو مع أليك‬

‫(بيدؼ إلى إشباع الرغبات دكف أم اعتبار أك خكؼ مف اهلل أك مف البشر أك العقاب‬

‫(عيسكم‪. )1993,‬‬

‫إمكانية عبلج سموك السرقة ‪ :‬يمكف عبلج ىذا النكع مف االنحرافات مف خبلؿ حسف معاممة الفرد‬ ‫طفبلن كمراىقان‪ ,‬كاشباع حاجاتو مف الحب كالدؼء كالحناف كالشعكر باالنتماء األسرم كالكطني كشعكره‬ ‫بقيمو ذاتو كاحتراميا‪ ,‬كبأنو مقبكؿ كليس منبكذ مف قبؿ المحيطيف بو ‪.‬‬

‫كخبلصة القكؿ أف معظـ السرقات ال ترجع إلى أسباب طبيعية‪ ,‬كانما معظميا ترجع إلى أسباب‬ ‫عرضية تتكلد عف طريؽ العكامؿ البيئية المختمفة ‪.‬‬

‫سيكولوجية النشل ‪ :‬لقد اىتـ عمماء النفس كاالجتماع في العصر الحديث بدراسة األسباب كالدكافع‬ ‫كراء ارتكاب ىذا النكع مف الجرائـ‪ ,‬كما حاكلكا التعرؼ عمى األساليب الفنية التي يستخدميا النشالكف‬ ‫في ارتكاب ىذه الجريمة‪ ,‬نظ انر ألنيا تحتاج إلى ميارة فائقة‪ ,‬كجرأة نادرة‪ ,‬كتحتاج إلى خبرة كتدريب‬

‫لتمقي فنكف النشؿ في مدارس خاصة يديرىا نشالكف محترفكف‪ .‬كتشير اإلحصاءات إلى زيادة حجـ ىذه‬

‫الجريمة عامان بعد آخر‪ ,‬األمر الذم دفع بعض عمماء النفس كاالجتماع إلى دراسة الظاىرة التي يعاني‬ ‫‪69‬‬


‫منيا الفرد في حياتو اليكمية كتختمؼ جريمة النشؿ تمامان عف باقي جرائـ السرقات‪ ,‬فيي تتـ في ثكاف‬

‫معدكدة ‪ ,‬كال تيكتشؼ إال بعد أف يككف النشاؿ قد غادر مكاف ارتكاب الجريمة فيصبح مف الصعب‬ ‫تعقبو (عمي‪ .)1997 ,‬كتكمف خطكرة جرائـ النشؿ في أف النشاليف يتكيفكف في األكساط التي يعممكف‬ ‫فييا بحيث ال تبدك عمييـ عبلمات الشؾ كالريبة‪ ,‬بؿ تبدك عمى النشاؿ عبلمات الكقار‪ ,‬أك الثراء أك‬

‫التديف كغير ذلؾ مف طرؽ التمكيو‪ ,‬بحيث ييدخؿ الطمأنينة في نفس الضحية (ألغامدم ‪.)1993 ,‬‬ ‫دوافع ارتكاب جريمة النشل ‪:‬‬

‫أظيرت نتائج دراسة(عمي‪ )1997,‬أف دكافع جريمة النشؿ تتمثؿ في الرغبة في الحصكؿ عمى الماؿ‬ ‫كاشباع النزكات الشخصية ‪ ,‬كاإلنفاؽ عمى مف يعكؿ‪ ,‬رفاؽ السكء‪ ,‬كالبيئة‪ ,‬ككقكؼ السكابؽ حائبل دكف‬ ‫االلتحاؽ بالعمؿ‪ ,‬كالفشؿ في التعميـ كعدـ كجكد كسيمة لمعيش كتناكؿ الخمكر كالمخدرات‪ ,‬كلعب‬

‫الميسر كالقمار‪ ,‬كارتياد المبلىي‪ ,‬كالظيكر بمظير الث ارء ‪ ,‬كالتدخيف ‪ ,‬كالحالة النفسية‪.‬‬ ‫الصفات الشخصية لمنشال ‪:‬‬

‫أكضحت نتائج دراسة (عمي ‪ )1997 ,‬مف خبلؿ اختبار الشخصية أإلسقاطي الجمعي أف النشال‬ ‫يتسـ بعدة صفات شخصية أىميا ‪:‬‬

‫‪.1‬وىن العزيمة ‪ :‬كيشير إلى إحساس النشاؿ بالقمؽ كالشعكر بالنقص‪ ,‬كعدـ الثقة بالنفس كالشعكر‬ ‫باإلحباط‪.‬‬

‫‪.2‬التوتر‪ :‬كيككف نتيجة لكجكد أىداؼ تتطمب تصرفان معينان مف النشاؿ لتحقيؽ ىذه األىداؼ‪.‬‬ ‫‪.3‬الرعاية ‪ :‬كتشير إلى رغبة النشاؿ لمحصكؿ عمى اىتماـ كرعاية اآلخريف لو‪.‬‬

‫‪.4‬العصابية ‪ :‬كتشير إلى عدـ النضج ‪ ,‬فالنشاؿ دائـ القمؽ كمضطرب خكفان مف اكتشاؼ أمره أثناء‬

‫قيامو بعممية النشؿ ‪.‬‬

‫‪.5‬طمب النجدة ‪ :‬كيشير إلى تميؼ النشاؿ – نتيجة الستنكار أسرتو كالناس مف حكلو ألفعالو‬

‫اإلجرامية – إلى شخص ييخمصو مف انحرافو‪.‬‬ ‫‪.6‬الرفض والكراىية من األسرة ‪ :‬فدائمان يشعر النشاؿ برفض األسرة كأنو شخص غير مرغكب فيو‬ ‫نتيجة سمككو االنحرافي‪.‬‬

‫‪.7‬االنطواء والعزلة‪ :‬كيشير إلى اعتزاؿ النشاؿ كعدـ مشاركتو األنشطة اإليجابية ‪ ,‬كابتعاده عف نسج‬ ‫عبلقات اجتماعية ‪.‬‬

‫‪71‬‬


‫الوحدة السادسة‬ ‫جنوح األحداث‬ ‫أوالً ‪ :‬مفيوم جنوح األحداث ‪:‬‬ ‫ثانياً ‪:‬أسباب جنوح األحداث ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫األسباب االجتماعية ‪:‬‬

‫‪.2‬‬

‫األسباب المدرسية ‪:‬‬

‫‪.3‬‬

‫جماعات الرفاؽ ‪:‬‬

‫‪.4‬‬

‫األسباب االقتصادية ‪:‬‬

‫‪.5‬‬

‫األسباب النفسية‪:‬‬

‫‪.6‬‬

‫انخفاض مستكل الذكاء ‪:‬‬

‫‪.7‬‬

‫األسباب الجسمية ‪:‬‬

‫‪.8‬‬

‫كسائؿ اإلعبلـ ‪:‬‬

‫ثالثاً ‪:‬الوقاية والعبلج من جنوح األحداث ‪:‬‬

‫‪71‬‬


‫الوحدة السادسة‬ ‫جنوح األحداث‬ ‫تمييد‪:‬‬ ‫ينظر عمماء النفس إلي جنكح األحداث عمي أنو سمكؾ يعتبر عرضان يدؿ عمي عدـ التكافؽ كأنو سمكؾ‬

‫يقكـ عمي إشباع حاجات الجانح ‪.‬‬

‫كما كينظر إليو عمماء االجتماع أنو ينشأ عف البيئة دكف أم تدخؿ لمعمميات النفسية المعقدة التي‬

‫تمعب عمي مسرح البلشعكر كيصفكف األحداث عمي أنيـ ضحايا ظركؼ اتسمت بعدـ االطمئناف‬ ‫كاالضطراب االجتماعي ألسباب متعمقة بالتدني الكبير لمستكم المعيشة ‪.‬‬

‫مفيوم جنوح األحداث ‪:‬‬

‫‪.1‬التعريف األول‪ :‬الجانح ىك مف بمغ سف السابعة كحتى سف السادسة عشر مف عمره كالذم يخالؼ‬ ‫القكانيف السائدة في المجتمع‪.‬‬

‫‪.2‬التعريف الثاني‪ :‬الجانح ىك الذم تظير لديو ميكؿ كرغبات مضادة لممجتمع بشكؿ خطير بحيث‬ ‫يصبح عرضة لممبلحقة كاإلجراءات الرسمية ‪.‬‬

‫‪.3‬التعريف الثالث‪ :‬الجانح ىك كؿ فعؿ يرتكبو صغير السف كيقع تحت طائمة قانكف العقكبات فيخرج‬ ‫مف ذلؾ أفعاؿ التشرد كغيرىا مف األفعاؿ التي تكشؼ عف تعرض الصغير لبلنحراؼ كحاجتو الماسة‬ ‫لنكع مف التدابير االجتماعية الكقائية التي تحميو مف االنح ارؼ ‪.‬‬

‫التعريف اإلجرائي لجنوح األحداث ‪:‬‬

‫الحدث الجانح ‪ :‬كؿ ذكر أك أنثى لـ يتـ الثامنة عشر مف عمره ك يقكـ بسمكؾ ال اجتماعي غير‬ ‫متكافؽ مع السمكؾ االجتماعي السكم كتتغمب عنده الدكافع الغريزية كالرغبات عمى القيـ كالتقاليد‬

‫االجتماعية الصحيحة ك يككف مخالفان لقكانيف المجتمع كيقع تحت طائمة قانكف العقكبات ‪.‬‬

‫أسباب جنوح األحداث ‪:‬‬

‫‪.1‬األسباب االجتماعية والبيئية المحيطة بالفرد ‪:‬‬ ‫إذ أف ىذه البيئة بتأثيراتيا كضغكطيا المختمفة التي تمارسو عمى الحدث تؤدم إلى الجنكح‪.‬‬

‫كأىـ األسباب االجتماعية الكامنة كراء جنكح األحداث ما يمي‪:‬‬

‫أ‪.‬التصدع األسري ‪:‬‬

‫إف العبلقات المتداعية بيف الكالديف‪ ,‬أك بيف الكالديف كاألبناء مف شأنيا أف تؤدم إلى الكراىية بيف‬ ‫أعضاء األسرة‪ ,‬ككذلؾ إلى عدـ اكتراث كؿ عضك مف أعضاء األسرة باآلخر‪ ,‬كما تؤدم إلى الببلدة‬ ‫العاطفية‪ .‬كما تتميز عبلقة الكالد بأبنائو بالقسكة ‪ ,‬أك اإلىماؿ‪ ,‬أك التذبذب في المعاممة‪ ,‬كالميؿ إلى‬ ‫السخرية مف أبنائو كتحقيرىـ‪ ,‬كال يتسـ بالدؼء العاطفي كما يكثر غيابو عف المنزؿ‪ .‬كليذا تصبح‬

‫عبلقة المراىؽ بأبيو ضعيفة كيعتبره المراىؽ نمكذجان غير صالح لبلقتداء بو‪ .‬كما أف أميات الجانحيف‬ ‫‪72‬‬


‫يتسمف أنيف ميمبلت كيتصفف بالعدائية ألبنائيف‪ ,‬كعدـ اكتراثيف كال يتحممف المسؤكلية داخؿ األسرة‬ ‫كيعجزكف عف تزكيد أبنائيـ بقكاعد اجتماعية مناسبة مما يدفعيـ تدريجيان نحك الجنكح ألف الرقابة‬

‫األسرية عمى األبناء تككف ضعيفة ك المراىؽ الجانح لـ ينؿ القسط الكافي مف اإلشباع في عبلقتو‬ ‫األسرية بالمقارنة مع المراىقيف غير الجانحيف كالذيف يعيشكف حياة أسرية مشبعة بالحب كالتكاد‬

‫(القكصي ‪ . )1975:‬كعمى ىذا فإف األسرة تعتبر مسئكلة‪ ,‬مف خبلؿ ككنيا قدكة كنمكذجان ييحتذل بو‬ ‫في إكساب الطفؿ أنماط السمكؾ االجتماعي‪ ,‬كما أنيا مسئكلة عف كثير مف مظاىر التكافؽ أك سكء‬ ‫التكافؽ لديو‪ .‬إذ مف خبلؿ االحتكاؾ المستمر بالكالديف يتعمـ الطفؿ معايير الجماعة كقيميا كقكانينيا‪,‬‬

‫كما يتعمـ التعاكف كاألخذ كالعطاء مع اآلخريف ‪ ,‬كمكاجية المكاقؼ كقيميا كقكانينيا ‪.‬‬

‫ب‪.‬طريقة معاممة الوالدين لؤلبناء ‪:‬‬

‫تتغذل شخصية األبناء مف مرجعية سمطة اآلباء‪ ,‬كمف السمطة العاطفية لؤلميات‪ .‬كلذلؾ فإف سكء‬

‫المرجعية‪ ,‬كسكء التغذية العاطفية يؤدياف إلى كىف في شخصية الطفؿ‪ ,‬كيككف بالتالي معرضان كمييأن‬

‫لبلنحراؼ‪ .‬فمقد أكضحت الدراسات في عمـ النفس كعمـ االجتماع‪ ,‬كعمـ الجريمة‪ ,‬أىمية الطريقة التي‬ ‫يتعامؿ بيا الكالداف مع أبنائيـ‪ ,‬كدكر ىذه الطريقة في بناء شخصية األبناء‪ ,‬كرسـ مبلمح صحتيـ‬

‫النفسية كالعقمية كاالجتماعية‪ ,‬فقد تبيف أف التعامؿ العاطفي في التعامؿ مع األبناء سمبان أك إيجابان يؤدم‬ ‫إلى إخفاؽ عممية تكيفيـ مع الكاقع المعاش‪ .‬إذ أف الحرماف العاطفي كاالنفعالي يؤدم إلى تعطيؿ‬

‫عممية التكافؽ عند األبناء‪ ,‬كما أف العطؼ الزائد كالتدليؿ المفرط يؤدم إلي تعطيؿ التكافؽ عند األبناء‬ ‫إذ يمنعيـ مف الفطاـ كاالنفصاؿ عف األىؿ‪ ,‬كتككيف الشخصية السميمة القادرة عمى تحمؿ إرجاء‬

‫الحاجة لحيف إشباعيا‪ .‬فضبلن عف ذلؾ فإف استعماؿ القسكة كالعنؼ مع األبناء يشعرىـ بأنيـ منبكذكف‬ ‫كغير مرغكب فييـ‪ ,‬كيخمؽ لدييـ شعك انر بالحرماف‪ ,‬كيفقدىـ اإلحساس بقيمتيـ الشخصية‪ ,‬كيضعؼ‬

‫ثقتيـ بأنفسيـ‪ .‬كىذا ما يدفعيـ إلى حاالت التطرؼ كالعصياف كالبلمباالة كالكذب كالسرقة كايذاء‬

‫اآلخريف ‪ ,‬كما أف المعاممة التي تتسـ باإلفراط في التسامح مع األبناء تجاه سمككيات خاطئة‪,‬ال تقؿ‬ ‫خطكرة عف المعاممة التي تتسـ باإلىماؿ كالقسكة‪ .‬إذ تؤدم مثؿ ىذه المعاممة إلى تككيف مكاقؼ‬

‫اجتماعية خاطئة عند األبناء‪ ,‬كتفرز مع الزمف أفرادا تتسـ شخصياتيـ باألنانية المفرطة كالمتعطشة‬

‫إلركاء نزكاتيـ كممذاتيـ أيا كانت الكسيمة (حسكف ‪.)1993,‬‬

‫ج‪.‬التقميد ‪:‬‬

‫قد ينشأ بعض الجانحيف في أكساط اجتماعية تبجؿ السمكؾ اإلجرامي كتعتبره أسمكبان سكيان كمناسبان‬

‫لمحياة‪ .‬فالسمكؾ الجانح يتعممو الحدث مف اآلخريف الذيف يعيش معيـ‪ ,‬كالذيف يدعمكف كافة أشكاؿ‬

‫السمكؾ المضاد لممجتمع‪ .‬فالحدث يتأثر بجك األسرة كبتقاليدىا كعاداتيا كسمككيا‪ ,‬كيتأثر بمف ىـ أكبر‬ ‫منو سنان (اآلباء كاألخكة)‪ ,‬فاألسرة الفاسدة تيعتبر تيربة خصبة لنمك الميؿ إلى الجنكح عند األحداث‪.‬‬ ‫فاألبناء يقمدكف كالدييـ عندما يككف ىذاف الكالداف ممف يشجعكف اإلجراـ ‪ ,‬كما أف اآلباء المنحرفيف‬ ‫يييئكف لؤلبناء مناخان مميئان بالشقاؽ كالعصبية كيعكزه األمف كاإلشباع العاطفي ‪ ,‬فالحدث يككف في‬ ‫‪73‬‬


‫مرحمة الطفكلة المبكرة شديد التأثر بأسرتو بشكؿ خاص‪ ,‬كىك لذلؾ يككف سيؿ االستثارة‪ ,‬شديد‬ ‫الحساسية‪ ,‬كشديد القابمية لبلستيكاء‪ ,‬عنيؼ االنفعاؿ‪ ,‬قميؿ الخبرة ضعيؼ اإلرادة‪.‬‬

‫‪.2‬األسباب المدرسية ‪:‬‬

‫تعد المدرسة البيئة الثانية لمطفؿ ‪ ,‬حيث يقضي فييا جزءان كبي انر مف سنكات حياتو‪ .‬كال يقتصر دكر‬

‫المدرسة في الكقت الحاضر عمى الجانب التعميمي فحسب ‪ ,‬بؿ يتعدل ذلؾ إلى الجانب التيذيبي ‪,‬‬

‫كتعميـ التبلميذ القيـ األخبلقية كاإلنسانية ‪ ,‬ككيفية التكافؽ مع اآلخريف ‪ ,‬كما تعمؿ عمى تييئة المناخ‬ ‫المناسب ليـ حسب قدراتيـ العقمية كميكليـ كرغباتيـ ‪ ,‬فإف أخفقت في تحقيؽ ىذه الغايات أدل ذلؾ‬

‫بالتبلميذ إلى ارتكاب السمكؾ الجانح ‪.‬‬

‫فالتمميذ قد يكاجو اإلخفاؽ الدراسي في المدرسة نتيجة قصكر عقمي أك جسمي ‪ ,‬أك نتيجة تكبيخ المعمـ‬ ‫‪ ,‬أك سخرية الزمبلء ‪ ,‬مما يككف لو أثر بالغ في سمككو ‪ ,‬كقد يدفعو ذلؾ إلى اليركب مف المدرسة أك‬ ‫إلى الخداع أك السرقة ‪ ,‬أك القياـ بسمكؾ مضاد لممجتمع نتيجة الشعكر بالنقص كالقصكر عف بقية‬

‫الزمبلء ‪ ,‬كمحاكلة االنتحار في بعض األحياف ‪ .‬كما كجد (ىيمي كبركنر ‪Healy and Bronner,‬‬ ‫‪ )1975‬مف خبلؿ أبحاثيـ أف مف بيف كؿ عشرة أحداث منحرفيف مكضكع الدراسة ىناؾ أربعة منيـ‬

‫أظيركا كرىان لممدرسة‪ .‬كاإلخفاؽ في الدراسة ينعكس عمى حالة الحدث النفسية‪ ,‬حيث يعيش في حالة‬ ‫مف القمؽ كالتكتر‪ ,‬كيدفعو إلى القياـ بالعدكاف عمى اآلخريف‪ ,‬بقصد التعكيض عما فاتو في حياتو‬

‫المدرسية‪ .‬كما أف اإلخفاؽ في الدراسة قد يؤدم بالحدث إلى ترؾ المدرسة في مرحمة مبكرة لـ تتشكؿ‬ ‫لديو بعد القدرة عمى مكاجية الحياة كمشاكميا‪ ,‬كىذا ما يعرضو لمجنكح بسبب عدـ اكتماؿ نضجو‬

‫العاطفي كاالجتماعي ‪ .‬كقد أظيرت نتائج دراسة (مرسي‪ )1995,‬عمى األحداث الجانحيف في مصر‬ ‫(مدينة اإلسكندرية) أف معظـ الجانحيف (مكضكع الدراسة) قد مارسكا أكثر مف نشاط جانح بالمدرسة‬ ‫بؿ كتحكؿ بعضيـ إلى جانحيف محترفيف في مرحمة التعميـ االبتدائي‪ .‬كما أظيرت الدراسة أيضان‬

‫انخفاض في مستكل تعميـ األبناء الجانحيف بالمقارنة بمستكل تعميـ آبائيـ‪ ,‬كىذا السبب يعكد إلى‬ ‫التسرب الدراسي كالبلمباالة مف جانب الكالديف بالعممية التعميمية‪ ,‬كعمى الضغكط االقتصادية‬

‫كاالجتماعية التي دفعت اآلباء إللحاؽ أبنائيـ بالكرش الصغيرة كالحرؼ كاألعماؿ سريعة العائد‪ ,‬مما‬

‫شكؿ عمييـ ضغكطان تتعدل قدراتيـ البدنية كالعقمية كالنفسية‪ ,‬فضبلن عف قسكة أرباب الحرؼ‬

‫كاستخداميـ معيـ أساليب غير مبلئمة‪ .‬كىذا ما عجؿ بظيكر ميكليـ االنحرافية ‪ .‬مف جانب أخر فإف‬

‫النظاـ الصارـ داخؿ المدرسة قد يككف كراء جنكح األحداث فمف المعركؼ أنو لكي تستطيع المدرسة‬

‫القياـ بدكرىا التربكم‪ ,‬ال بد مف فرض حد أدنى مف النظاـ الذم ييييئ ليا النجاح في المدرسة‪ ,‬كلكف‬ ‫إذا ما تجاكزت الحدكد في أسمكب فرض النظاـ‪ ,‬أدل ذلؾ إلى نفكر التبلميذ مف الدراسة كاليركب مف‬

‫المدرسة‪ ,‬أك تركيا نيائيان‪ ,‬كيمجأ إلى ممارسة بعض األعماؿ غير االجتماعية إلثبات ذاتو‪ ,‬كالتعكيض‬ ‫عف قصكره الدراسي كالتكافؽ المدرسي(جعفر ‪.)1991,‬‬

‫‪74‬‬


‫‪.3‬جماعات الرفاق ‪:‬‬ ‫إف أكثر األكساط االجتماعية تأثي انر في سمكؾ الفرد ىي جماعات الرفاؽ‪ ,‬حيث تتبايف ىذه الجماعات‬

‫في تككينيا كخصائصيا ككظائفيا داخؿ المجتمع‪ .‬كقد دلت البحكث أف طكؿ مدة اختبلط الفرد بالرفاؽ‬

‫يعني قصر أمد التفاعؿ االجتماعي داخؿ جماعة األسرة‪ .‬كما أف دكر الرفاؽ مف الجانحيف القيدامى‬ ‫يتفكؽ في تأثيره عمى القادميف الجدد عمى كؿ العكامؿ المجتمعية األخرل‪ ,‬إذ أف انتقاؿ الصبية إلى‬

‫مرحمة االحتراؼ‪ ,‬كاالنتظاـ ضمف التشكيبلت اإلجرامية‪ ,‬مرك انر بمرحمة التممذة كالتدريب‪ ,‬كاالتصاؿ‬

‫بكبار المجرميف‪ ,‬إنما جاء عف طريؽ الرفاؽ‪ .‬بؿ إف تمؾ الجماعة دخمت في منافسة قكية مع األسرة‪,‬‬

‫خاصة بعد أف نجحت في تحقيؽ االنتماء ليا مف جانب األحداث الصغار‪ .‬كقد أظيرت نتائج الدراسة‬

‫التي قاـ بيا (مرسي ‪ )1995,‬عمى األحداث الجانحيف‪ ,‬أف معظـ المحترفيف لمجناح‪ ,‬ارتكبكا األفعاؿ‬

‫تحت تأثير رفاقيـ مف الجانحيف القدامى(‪ .)%86.56‬كىذا يدؿ عمى مدل جاذبية الجانحيف كالمجرميف‬

‫الكبار كشدة تأثيرىـ عمى الصغار‪ ,‬بحكـ الخبرة كالقدرة عمى تمقيف الفنكف اإلجرامية‪ ,‬كما أنيـ ييشكمكف‬ ‫كسط مركر لتسييؿ المناشط اإلجرامية لدل القادميف الجدد‪ ,‬إنيـ كسط اتصاؿ كتأثير قكم في سمكؾ‬

‫الصغار كالجانحيف منيـ خاصة كيفكؽ تأثيرىـ تأثير األسرة ‪.‬‬

‫‪.4‬األسباب االقتصادية ‪:‬‬

‫يكثر الجنكح عند األفراد بسبب انتمائيـ إلى بيئات فقيرة‪ ,‬فاألسرة الفقيرة تضطر إلى العيش في مناطؽ‬ ‫متطرفة مف المدف ‪ ,‬حيث تككف الرقابة عمى السمكؾ قميمة نسبيان‪ ,‬كتككف الفرص متاحة لتعمـ سمككيات‬ ‫مضادة لممجتمع‪ .‬فأبناء الطبقات الفقيرة الذيف يسكنكف في األحياء الخاصة باألقميات في المدف‬

‫ينضمكف إلى عصابات الجانحيف‪ ,‬كقد أصبحت مثؿ ىذه العصابات شديدة الخطكرة ‪ .‬كفي دراسة بيذا‬ ‫الصدد تبيف كجكد عبلقة بيف انحراؼ األحداث كحجـ األسرة ككثافتيا‪ ,‬كخاصة في األحياء الفقيرة‪,‬‬

‫حيث تككف المنازؿ صغيرة كتككف مرافقيا متداعية‪ ,‬كتفتقر إلى الشركط الضركرية لمحياة‪ .‬كباستخداـ‬ ‫أسمكب التقرير الذاتي (‪ )Self Reports‬لعينة مؤلفة مف (‪ )411‬حدث جانح مف الذككر‪ ,‬تكصمت‬

‫الدراسة إلى أنو كمما ازداد حجـ األسرة‪ ,‬كمما تضاعفت احتماالت الجنكح لدل األبناء‪ .‬كىذا يعكد عمى‬ ‫ضعؼ ارتباط الصغار في األسرة كبيرة العدد‪ ,‬كقمة إشراؼ الكالديف‪ ,‬كعدـ فعالية كسائؿ الضبط التي‬

‫يستخدمكنيا مع األبناء كاحتماؿ نمك إطار ثقافي فرعي مضاد بسبب تكرار المخالفات غير المرغكب‬

‫فييا ‪ ,‬كما أف الفقر ال يرتبط بالجناح كاال لجنح كؿ الفقراء‪ .‬فالجناح يرتبط بالفقر عندما يصاحب الفقر‬ ‫مطامح كاسعة ال تجد أماميا فرصان لتحقيقيا بالكسائؿ المشركعة‪.‬‬ ‫‪.5‬األسباب النفسية ‪:‬‬

‫تؤكد نظرية التحميؿ النفسي عمى أىمية خبرات الطفكلة المبكرة في التأثير عمى شخصية الفرد كسمككو‬

‫في المستقبؿ‪ .‬فالسمكؾ الجانح عند األحداث الذيف يعانكف مف اضطرابات انفعالية ليس إال تعبي انر‬

‫بسيطان عف مشاعر العداكة تجاه المجتمع‪ ,‬أك استجابة لخبرة اليذياف أك اليمكسة التي يعانكف منيا‪ ,‬أك‬

‫أنيا مجرد استجداء لمرعاية كاالىتماـ مف قبؿ اآلخريف‪.‬‬ ‫‪75‬‬


‫كما أف اإلحباطات المتكررة التي تؤدم إلى الشعكر بالعجز‪ ,‬كالصراعات النفسية‪ ,‬كالحرماف العاطفي‪,‬‬ ‫كانعداـ األمف‪ ,‬كالشعكر بالتعاسة تؤدم إلى تككيف مفيكـ ذات سالبة لدل الحدث‪ ,‬مما يجعمو يميؿ إلى‬

‫كره نفسو ككره اآلخريف مف حكلو‪ .‬كىذه النظرة عف الذات تجعمو يسمؾ سمككان يتسـ بالتمرد‪ ,‬ككثرة‬

‫الشؾ‪ ,‬كالكراىية‪ ,‬كالميؿ إلى التخريب‪ ,‬فالجانح في ىذه الحالة يكشؼ عف تكترات كصراعات داخمية‬

‫تجعمو غير قادر عمى االستق ارر‪ ,‬كما تجعمو مضطر لمقياـ بعمؿ يصرؼ مف خبللو الشحنات‬ ‫االنفعالية التي تؤلمو‪ .‬كتسبب شعكره بالتعاسة‪ .‬كمف أىـ السمات الشخصية المميزة لمجانحيف‬

‫المحترفيف ىي "البلمباالة" بمكاقؼ تثير في نفكس الجانحيف الخكؼ كالخجؿ‪ ,‬كىذه الصفة تبدأ في‬

‫مرحمة المراىقة المبكرة ‪ ,‬كتقترف بمظاىر اإلحباط كالحرماف في األسرة‪ ,‬ثـ تحقؽ نمكىا كسط جماعة‬ ‫الرفاؽ الذيف يشارككف الحدث الحياة كاليدؼ‪ ,‬كيترتب عمى سيادة البلمباالة‪ ,‬اختراؽ مختمؼ األكساط‪,‬‬

‫كمجابية الكثير مف المخاطر‪ .‬كلذلؾ فإف الجانح المحترؼ جسكر كتعني الجسارة قكة التحكـ‪ ,‬كتحكيؿ‬

‫االحتماالت إلى أفعاؿ مؤثرة ضد شخص يرصدت تحركاتو سمفان‪ .‬كالصفة األخرل التي يتمتع بيا‬ ‫الجانح المحترؼ "الخشكنة كيظير ذلؾ في حركات اليد كميارة األصابع‪ ,‬كسرعة الحركات الجسمية‪,‬‬

‫كاستخداـ األدكات كاآلالت الحادة المرىفة‪ ,‬كتبقى كسائؿ إثارة الرعب كاالعتداء البدني بالظركؼ التي‬

‫تقتضييا‪ .‬كالحدث الجانح يفضؿ استخداـ عقمو بدالن مف المجكء إلى عضبلت جسمو ألسباب تتعمؽ‬

‫بالسبلمة كاألمف‪.‬‬

‫‪.6‬انخفاض مستوى الذكاء ‪:‬‬

‫يتصؼ األحداث الجانحكف بكثرة معاناتيـ لمشاكؿ عقمية كانفعالية كتربكية‪ .‬فالحدث المتأخر عقميان قد‬ ‫الحكـ‬ ‫يخرج عمى القانكف مف غير قصد‪ ,‬مما يجعمو ضحية النخفاض ذكائو كضعؼ قدرتو عمى ي‬

‫كتقدير المكقؼ‪ .‬ففي دراسة ميرؿ (‪ )Merrill, 1949‬لعينة مككنة مف (‪ )511‬جريمة حاكلت تصنيفيا‬ ‫تبعا لمستكل ذكاء مرتكبييا‪ ,‬فقد تكصمت إلى عدـ كجكد عبلقة جكىرية بيف نكع الجنكح كمستكل‬

‫الذكاء (جبلؿ ‪.)1984 ,‬‬ ‫‪.7‬األسباب الجسمية ‪:‬‬

‫قد تككف األسباب الجسمية كراء جنكح األحداث‪ .‬فالعاىات الجسمية المستديمة تجعؿ صاحبيا يعيش‬ ‫حالة مف القمؽ كالتكتر‪ .‬فقد أكضحت الدراسات أف التبلميذ المصابيف بعاىات جسمية قد يتعرضكف‬

‫لمشكبلت الضبط‪ ,‬ألنيـ ال يستطيعكف تركيز انتباىيـ مثؿ غيرىـ مف األصحاء بسبب ما يعانكف مف‬

‫قمؽ يتعمؽ بحالتيـ الجسمية‪ .‬كليذا تزداد حاالت الجنكح أثناء السنكات األكلى مف مرحمة المراىقة‪,‬‬

‫حيث يعاني األفراد في ىذه المرحمة مف اإلجياد غير الطبيعي كغير المألكؼ‪ ,‬حيث يمجأ الحدث إلى‬

‫اإلجراـ يليعكض عف نقصو‪ ,‬كيرل (آدلر) أف األمراض كالعاىات تيكلد لدل األحداث الشعكر بالنقص‪.‬‬ ‫مظاىر العنف لدي ممن يعانون أسباب جسمية ‪:‬‬ ‫كحاالت الشذكذ الخمقي كسكء السمكؾ كارتكاب الجرائـ‪ ,‬سكل انعكاس ليذا الشعكر‪ .‬فالعاىة باإلضافة‬ ‫‪76‬‬


‫إلى ككنيا عائقان عضكيان‪ ,‬فيي أيضا بمثابة عائؽ نفسي بيف الفرد المصاب كبيئتو‪ ,‬بحيث تنشأ عادة‬ ‫فقداف الثقة بالنفس‪ ,‬كالعجز عف التكافؽ مع المجتمع‪.‬‬

‫‪.8‬وسائل اإلعبلم ‪:‬‬

‫تمعب كسائؿ اإلعبلـ دك ار رائدان في التقدـ الذم شيدتو المجتمعات اإلنسانية في الكقت الحاضر‪ ,‬فيي‬

‫أداة لمبناء كالتقدـ كالقضاء عمى الجريمة‪ .‬كلكف ىذه الكسائؿ اإلعبلمية متعددة كمتشعبة‪ ,‬كىي إذا ما‬

‫يحسف تكجيييا‪ ,‬كأيسيئ استخداميا‪ ,‬فإنيا تصبح سبلحان ىدامان يساعد عمى االنحبلؿ‬ ‫أيىممت كلـ ي‬ ‫كاالنحراؼ كالجريمة‪ .‬فالصحافة مثبلن تثير الرأم العاـ مف خبلؿ عرضيا لمجريمة‪ .‬فقد أجرت لجنة‬

‫األحداث الدانماركية تحقيقان (سنة ‪1946‬ـ) عف الصحافة كاألحداث‪ ,‬كتبيف أف األحداث يفضمكف أخبار‬ ‫الجريمة كالحكادث كغيرىا مف المكاد‪ .‬فالصحافة تؤثر عمى ظاىرة اإلجراـ عند األحداث بتصكيرىا‬

‫الشيؽ لكقائع الجريمة‪ ,‬كتصكيرىا الجريمة ككأنيا أمر طبيعي مف خبلؿ تكرار ذكرىا لمجرائـ‪ ,‬كالحديث‬ ‫عف الجرائـ بأنيا تعكد عمى صاحبيا بالربح الكفير (كالسرقة مثبلن)‪ ,‬كما أنيا تركج شيرة لممجرـ‬ ‫الصغير‪ ,‬بحيث يستحؽ إعجاب عصابتو مف جية‪ ,‬كال ينالو العقاب مف جية أخرل‪ .‬كما تنقؿ‬

‫الصحؼ لممجرميف معمكمات ميمة فيما يتعمؽ بخطط البكليس لمداىمة المجرميف‪ ,‬إذ يقكـ المجرـ‬

‫باتخاذ االحتياطات البلزمة‪ .‬أما مف حيث تأثير أفبلـ السينما كالتمفزيكف‪ ,‬فقد ذكرت كؿ مف مارم فيمد‬ ‫(‪ )M. Field‬في انجمترا‪ ,‬ككذلؾ ماجكريس دكم (‪ )M. Douy‬في الكاليات المتحدة األمريكية مف‬ ‫خبلؿ ما تكصمتا إليو مف أبحاثيما‪ ,‬أف أغمب األحداث يعيشكف كقائع الفيمـ أثناء العرض‪ ,‬كيسيؿ‬

‫استجابتيـ لتمؾ المؤثرات‪ ,‬كيزداد ذلؾ مع صغر السف‪ .‬فاإلنساف يتعمـ جميع الفضائؿ كالرذائؿ كال‬ ‫يرثيا مف كالديو لقكلو عميو الصبلة كالسبلـ‪" :‬كؿ مكلكد يكلد عمى الفطرة فأبكاه ييكدانو أك يمجسانو أك‬ ‫ينصرانو"‪ .‬كالطفؿ يقضي ساعات طكيمة مف يكمو أماـ التمفاز كقد تزايدت ىذه الساعات في الكقت‬

‫الحاضر مف خبلؿ تعرضو القنكات الفضائية العربية كاألجنبية حتى بمغ الكقت الذم يقضيو الطفؿ‬

‫خبلؿ سنكات دراستو االبتدائية كالثانكية أالثنتي عشرة حكالي ‪ 12 -6‬ساعة‪ ,‬كىذا المجمكع يقترب مف‬ ‫مجمكع الساعات التي يقضييا األطفاؿ لنفس الفترة في المدرسة مع اعتبار العطؿ المدرسية ‪ ,‬كتعمؿ‬

‫عمى مناصرة الميف اإلجرامية‪ .‬كقد تثير ىذه األفبلـ التمفازية عند الناشئة دكافع كأفكار خاصة بالسمكؾ‬

‫اإلجرامي قد ال يظير أثرىا في السمكؾ مباشرة‪ ,‬كانما تستقر كتتراكـ لفترة معينة ‪ ,‬كما جاء في الدراسة‬

‫التي أعدتيا الرقابة الجنائية بمصمحة األمف العاـ بك ازرة الداخمية المصرية أف معدؿ الجرائـ األسرية قد‬

‫ارتفع عاـ (‪ ) 1985‬إلى (‪ )121‬جريمة‪ .‬كقد أجمع الباحثكف في عمـ النفس كعمـ االجتماع عمى أف‬ ‫المسؤكلية في ذلؾ تعكد إلى البرامج التمفازية‪ ,‬التي أصبحت تقدـ لمناشئة دكف ضابط أفبلـ عنؼ‪,‬‬

‫كتخريب‪ ,‬كمع الزمف تؤدم بيـ إلى ارتكاب الجريمة‪ .‬كليذا فإف مف الكاجب تطيير برامج التمفزيكف‬ ‫العربي مف ىذه األفبلـ المدمرة لؤلخبلؽ العامة ‪ ,‬كلمقيـ اإلسبلمية ‪ ,‬كذلؾ بإصدار قكانيف صارمة‬

‫كذلؾ حفاظان عمى أبنائنا كمجتمعنا مما يتيدده مف أخطار‪( .‬الكتاني‪.)1987,‬‬

‫‪77‬‬


‫الوقاية والعبلج من جنوح األحداث‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬التدابير الوقائية ‪:‬‬

‫ميما بذلت الحككمات مف جيكد لف تقضي عمي الجريمة تمامان ‪ ,‬كلكف يمكف التخفيؼ مف حدتيا‪.‬‬ ‫كليذا يجب أف تتجو الجيكد كبشكؿ أكبر إلى الكقاية منيا بالنسبة لمعبلج‪ ,‬كىنا يجب أف تتجو‬

‫الحككمات إلي إلى تعديؿ االتجاىات النفسية الفردية كالجماعية‪ .‬فاالتجاىات تكتسب بالخبرة‪ ,‬كتتككف‬ ‫تدريجيان مف خبلؿ حياة الفرد‪ .‬كلكف الضركرة تحتـ أيضان باإلضافة إلى تغيير اتجاىات الفرد مف خبلؿ‬ ‫العبلج‪ ,‬ال بد مف تغير البيئة التي يعيش فييا الفرد‪ ,‬كذلؾ مف خبلؿ التخفيؼ مف حدة العكامؿ التي‬

‫تعتبر سببان في اضطرابو كانحرافو (جبلؿ‪.)1984,‬‬ ‫أىم التدابير الوقائية المطموبة ما يمي ‪:‬‬

‫‪.1‬إشباع الحاجات األساسية ‪:‬‬

‫ييعد الغذاء‪ ,‬كالكساء‪ ,‬كالمسكف في مقدمة الحاجات األساسية لئلنساف‪ ,‬إذ أف أم عكز ليذه الحاجات‬ ‫يجعؿ الفرد يسعى إلى تكفيرىا بكسائؿ غير مشركعة (كالسرقة‪ ,‬كاالحتياؿ‪ ,‬كالغش ‪ ..‬إلخ)‪ ,‬كقد تصبح‬ ‫ىذه الحاجات مكضع استغبلؿ مف قبؿ المنحرفيف فيجركنو إلى ىاكية الرذيمة‪ .‬كاألسرة ىي المسئكؿ‬

‫األكؿ عف تأميف احتياجات الحدث‪ ,‬كذلؾ حسب إمكانياتيا‪ ,‬كفي حدكد دخميا‪ .‬كلكف األسرة الفقيرة ال‬

‫تستطيع تأميف احتياجات الحدث أك بعضيا‪ ,‬مما يجعمو معرضان لمجنكح بدافع الحاجة‪ .‬كليذا ال بد مف‬ ‫تحسيف الظركؼ المعيشية لؤلسرة‪ ,‬مف خبلؿ تأميف الحد األدنى الضركرم لتأميف حياة كريمة‬

‫ألعضائيا‪ .‬كما يمكف لمدكلة أك لبعض المؤسسات االجتماعية تأميف معكنة مالية شيرية كافية لؤلسرة‬

‫التي ال يكجد فييا مف يعكليا‪ .‬باإلضافة إلى ذلؾ ال بد لمدكلة مف أف تسعى إلى إنشاء دكر الرعاية‬

‫المناسبة كالمتكاممة لؤلحداث المتشرديف الذيف ال يكجد مف يعكليـ‪ .‬كليذا يمكف اعتبار الجنكح عند‬ ‫األحداث ىك نتاج لمحياة في الجماعة التي يعيش فييا الحدث ‪.‬‬

‫‪.2‬الرعاية الصحية ‪:‬‬

‫ينشأ السمكؾ الجانح في بعض األحياف نتيجة اإلصابة ببعض األمراض الجسمية سكاء قبؿ الكالدة أك‬ ‫بعدىا‪ ,‬مما يستدعي كجكد حاجة ماسة إلى الرعاية الصحية‪ .‬كليذا ال بد مف الفحص الدكرم لممكلكد‬

‫لمتأكد مف سبلمة الجنيف كعدـ إصابتو بأم مرض ربما يؤدم إلى إنجاب أكالد مضطربيف‪ ,‬باإلضافة‬

‫إلى الرعاية الصحية لؤلـ الحامؿ حرصان عمى عدـ تعرضيا لمؤثرات تضر بصحتيا كصحة جنينيا‪.‬‬

‫كما يجب رعاية المكلكد صحيان بعد كالدتو‪ ,‬كذلؾ لضماف سبلمة المكلكد كعدـ إصابتو باألمراض التي‬

‫قد تككف سببان في جنكحو‪ .‬كمف الضركرم أف يتكلى اإلشراؼ عمى الرعاية الصحية لؤلطفاؿ مؤسسات‬

‫رعاية خاصة (مستشفيات – مستكصفات‪ )..‬حتى بمكغيـ نياية سف الحداثة‪ ,‬كذلؾ لضماف سبلمة‬

‫الحدث جسميان كعقميان كاجتماعيان كانفعاليان‪ .‬فسبلمة الجسـ شرط أساسي لمتفكير السميـ كمعالجة المشاكؿ‬ ‫بشكؿ صحيح‪ .‬كما أف ىذه الرعاية الصحية ليا أىميتيا ليس لمحدث فحسب‪ ,‬كلكف لممجتمع ككؿ‪.‬‬ ‫‪78‬‬


‫‪.3‬الرعاية األسرية لؤلبناء ‪:‬‬

‫إف أسمكب التعامؿ السميـ مف ًقبؿ اآلباء مع األبناء‪ ,‬ييمكف اآلباء مف القياـ بدكرىـ الكقائي تجاه‬ ‫أبنائيـ‪ ,‬كيبعدىـ عف طريؽ االنحراؼ كالجريمة‪ .‬كىذا األسمكب يتمثؿ في أف يتسمـ فيو األب زماـ‬

‫السمطة الفاعمة بدكف قسكة أك ليف‪ .‬كتككف فيو األـ صاحبة السمطة العاطفية مف غير إسياب‪ ,‬كتتحكؿ‬

‫فيو سمطة األب إلى مرجع كمنارة لمسمكؾ عند األبناء‪ ,‬كعند ذلؾ فقط تتحكؿ األسرة مف خبلؿ األـ‬ ‫كاألب إلى كعاء كصماـ أماف يساعد األبناء عمى امتصاص نقمتيـ عمى الكاقع اليكمي الصعب‬

‫المحبط نقمتو عمى المجتمع بكساطة سمككو االنحرافي‪ ,‬فإنو يركف‬ ‫كالمعقد‪ .‬فبدالن مف أف يكجو االبف ي‬ ‫إلى حضف األـ‪ ,‬كربما يبكى بيف يدييا كيستعيد عافيتو‪ ,‬كيفزع إلى مرجعية أبيو طالبان منو العكف‬ ‫كالمشكرة كالنصح كشد األزر (مكي ‪.)1991,‬‬

‫‪.4‬الرعاية التربوية – التعميمية ‪:‬‬

‫يمتد سف األحداث في معظـ ببلد العالـ خبلؿ مراحؿ الدراسة االبتدائية كاإلعدادية كالثانكية‪ .‬كليذا ال‬

‫بد مف تكجيو االىتماـ الكافي إلى التبلميذ في ىذه المراحؿ‪ ,‬كذلؾ مف خبلؿ إتباع اإلجراءات اآلتية ‪:‬‬

‫أ‪.‬جعؿ التعميـ االبتدائي كاإلعدادم مجانيان كالزاميان‪ ,‬كذلؾ لضماف مكاصمة التبلميذ الدراسة في ىذه‬ ‫المدارس‪ ,‬كعدـ تسربيـ منيا‪ ,‬كاالنغماس في سمككيات غير صحيحة تضر بيـ كبمجتمعيـ‪.‬‬

‫ب‪.‬تكفير العدد الكافي مف المدارس االبتدائية كاإلعدادية كالثانكية العامة كالمينية‪ ,‬كذلؾ لتتناسب مع‬ ‫استعدادات كامكانيات كميكؿ التبلميذ في الدراسة ‪.‬‬

‫المدرسيف المؤىميف تربكيان كمينيان لمتدريس في ىذه المدارس‪.‬‬ ‫ج‪.‬تكفير العدد الكافي مف ي‬ ‫د‪.‬تكفير الرعاية الصحية (الجسمية كالنفسية) لمتبلميذ في ىذه المدارس‪ ,‬كذلؾ مف خبلؿ تزكيدىا‬ ‫باالختصاصييف في األمراض الجسدية كالنفسية‪ ,‬كالفحص الدكرم ليـ لمكشؼ المبكر عف األمراض‬

‫التي تصيبيـ‪ ,‬كتنظيـ الحياة االجتماعية لضماف التفاعؿ االجتماعي السميـ داخؿ المدرسة كخارجيا ‪.‬‬

‫ق‪.‬تكطيد العبلقة بيف البيت كالمدرسة كالمؤسسات االجتماعية ذات العبلقة لتحقيؽ التكاصؿ البناء بيف‬ ‫ىذه المؤسسات‪ ,‬كالتعرؼ إلى ما يعانيو التمميذ بشكؿ مبكر‪ ,‬كالعمؿ عمى معالجتو باألساليب العممية‬

‫الصحيحة ‪.‬‬

‫‪.5‬الرعاية المينية ‪:‬‬ ‫ال يستطيع جميع األحداث االستمرار في الدراسة‪ ,‬سكاء بسبب عدـ تكفر االستعدادات العقمية لدييـ أك‬

‫بسبب ظركفيـ االجتماعية‪ ,‬مما يضطرىـ لترؾ المدرسة بشكؿ مبكر في نياية المرحمة االبتدائية أك‬

‫اإلعدادية‪ ,‬كاالتجاه إلى العمؿ لسد العكز المادم الذم يعانكف منو‪ .‬كليذا ال بد مف تحديد الحد األدنى‬

‫لعمر الحدث الذم ييسمح لو بالعمؿ (كىك سف الخامسة عشرة كما أقرتو تشريعات أغمب الدكؿ)‪ ,‬كتقديـ‬ ‫كيمنعكف مف م ازكلة العمؿ بسبب صغر سنيـ ‪,‬‬ ‫إعانات مالية لؤلحداث المنقطعيف عف الدراسة‪ ,‬ي‬ ‫باإلضافة إلى تقديـ الرعاية الخاصة لؤلحداث الذيف يعممكف‪ ,‬كتحديد مدة عمميـ اليكمي‪ ,‬كنكع عمميـ‬ ‫‪79‬‬


‫(بما يتناسب مع استعداداتيـ الجسمية كالعقمية)‪ ,‬كاإلجازات التي يجب أف تيعطى ليـ خبلؿ مدة عمميـ‬ ‫‪ ,‬كاجراء الفحكص الطبية الكافية قبؿ كأثناء عمميـ لمتأكيد مف خمكىـ مف األمراض المعدية‪ ,‬كعدـ‬ ‫إصابتيـ بأية أمراض نتيجة مزاكلتيـ ألعماليـ‪ .‬كليذا فإف التدريب الميني ييعد مف أىـ أكجو الرعاية‬ ‫كيذكر (جبلؿ‪ )1984,‬أف‬ ‫المينية لمحدث الجانح في المؤسسات اإلصبلحية‪.‬‬

‫أ‪.‬نكعان مف العمؿ‬

‫التدريب الميني الناجح يعني‪:‬‬

‫ييسمح لمحدث بتعمـ حرفة مف الحرؼ‪.‬‬ ‫ب‪.‬تعمـ العادات الحسنة كالمثابرة عمى العمؿ كاكتساب الميارات التي تساعد عمى النجاح في المجتمع‬ ‫الخارجي ‪.‬‬

‫ج‪.‬تعمـ معني العمؿ كتقدير قيمتو ‪.‬‬

‫د‪.‬اكتساب الميارات كاكتشاؼ القدرات الخاصة التي تؤىؿ لمنجاح في عمؿ مف األعماؿ‪.‬‬ ‫فضبلن عف ذلؾ يساعد البرنامج الميني الناجح عمى سيكلة إدارة المؤسسة‪ ,‬كيقمؿ مف الكسؿ‪ ,‬كيرفع مف‬ ‫الركح المعنكية لؤلحداث كالمشرفيف عمييـ‪ ,‬كيقمؿ مف مشاكؿ التيذيب كاإلدارة‪ ,‬كيبعث عمى المشاركة‬

‫في نكاحي النشاط األخرل في برنامج العبلج‪ ,‬كيقمؿ مف نفقات المؤسسة ‪ .‬كاالتجاه الحالي في‬

‫كيدفع ليـ أجر عمى‬ ‫المؤسسات ىك تشغيؿ األحداث في المؤسسات الصناعية المكجكدة في البيئة‪ ,‬ي‬ ‫عمؿ يذىب جزء منو لممؤسسة لئلقامة‪ ,‬كيحفظ الباقي لمحدث في دفتر لمتكفير يعطى لو عند تخرجو‪.‬‬

‫‪.6‬الترفيو والترويح ‪:‬‬

‫ال بد مف إيجاد الفرص المناسبة لمتركيح عف الحدث‪ ,‬كذلؾ مف خبلؿ المشاركة في نشاطات اجتماعية‬ ‫ىادفة (جمعيات‪ ,‬نكاد‪ ,‬فرؽ‪ ,)..‬ككذلؾ القياـ برحبلت ترفييية إلى أماكف مختمفة بإشراؼ تربكم‬

‫صحيح‪ ,‬ييتيح لو التعبير الحر عف معاناتو كصراعاتو التي يعيشيا كالتي يككف مصدرىا المنزؿ أك‬ ‫المدرسة‪ .‬كما أنو مف الضركرم تقديـ أفبلـ تربكية كترفييية مناسبة داخؿ المدرسة في مناسبات معينة‪,‬‬ ‫كفرض رقابة عمى ما تقدمو كسائؿ اإلعبلـ مف أفبلـ أك تمثيميات يمكف أف يككف فييا ضر انر لمحدث‪,‬‬ ‫ككذلؾ منع تداكؿ الكتب كالقصص كالمجبلت كأشرطة الفيديك المخمة باآلداب كمنع تداكليا‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬التدابير العبلجية ‪:‬‬

‫قد ال تتمكف التدابير الكقائية مف كقؼ جرائـ األحداث‪ ,‬مما يستدعي القياـ بإجراءات عبلجية تربكية‬

‫بعيدان عف العقكبة مف الناحية المكضكعية‪ ,‬أك مف الناحية اإلجرائية‪ ,‬داخمية أك خارجية أدت بو إلى‬

‫الجنكح‪ .‬فالتدابير العبلجية لمحدث الجانح تنطمؽ مف أساس أف الحدث الجانح ليس مجرمان يستحؽ‬

‫العقاب‪ ,‬بؿ إنو مريض يستحؽ العبلج‪ ,‬كال سبيؿ إلى معاقبتو بدنيان أك سجنو حتى يبمغ سف المسؤكلية‬

‫الجنائية (سف الثامنة عشرة)‪ ,‬إذ أنو مف الثابت عمميان أف كسائؿ العنؼ كالقسكة لف تفيدىـ‪ ,‬بؿ ستزيد‬ ‫مف نقمتيـ كحدة انحرافاتيـ السمككية(الفاضؿ ‪.)1995,‬‬

‫المشرع عددان مف التدابير العبلجية لمجانحيف مف األحداث‪ ,‬يستخدـ كبلن منيا حسب طبيعة‬ ‫كليذا كضع ي‬ ‫‪81‬‬


‫الحالة‪ ,‬ككفقا لشدة الجنكح‪.‬‬

‫أىم التدابير العبلجية ما يمي ‪:‬‬ ‫‪.1‬التوبيخ ‪:‬‬

‫يتضمف التكبيخ تكجيو المحكمة المكـ إلى الحدث عمى فعؿ ارتكبو بقصد تكجييو كتحذيره‪ ,‬كالكشؼ‬

‫عما ينطكم عميو عممو مف خطكرة‪ ,‬كذلؾ حتى ال يعكد إلى ىذا السمكؾ مرة أخرل‪ .‬كىذا التكبيخ‬

‫كطريقة تكجييو متركؾ أمره لمقاضي‪ ,‬شريطة أف ال يككف لو انعكاسات سمبية عمى نفسيتو‪ .‬كىذه‬

‫كيعد‬ ‫العقكبة ييكجييا القاضي في مجاؿ المخالفات البسيطة‪ ,‬كذلؾ مف جمسة المحكمة كحضكر المتيـ‪ .‬ي‬ ‫التكبيخ عبلجان مناسبان لبعض حاالت الجنكح خاصة إذا اتيخذت بحؽ أشخاص يتأثركف بمثؿ ىذه‬ ‫العقكبة‪ .‬كالتكبيخ إجراء متداكؿ في معظـ تشريعات العالـ ‪.‬‬

‫‪.2‬التسميم ‪:‬‬

‫يذكر (جكخدار‪ )1977 ,‬أف المشركع السكرم يقرر تدبير التسميـ لمف يرتكب جناية أك جنحة أك‬ ‫مخالفة في مرحمة الحداثة بيف سف السابعة كالخامسة عشرة‪ ,‬ككذلؾ بالنسبة لؤلحداث الذيف أتمكا‬

‫الخامسة عشرة كلـ يكممكا الثامنة عشرة في الجنح كالمخالفات فقط‪ .‬كتسميـ الحدث يككف إما إلى أبكيو‪,‬‬ ‫أك إلى أحدىما‪ ,‬أك إلى كليو الشرعي‪ ,‬كيشترط لتسميـ الحدث إلي ىؤالء أف تتكافر فييـ الضمانات‬

‫األخبلقية‪ ,‬كأف يككف بإمكانيـ تربيتو حسب إرشادات المحكمة أك يمراقب السمكؾ‪ ,‬أما التشريع (الفرنسي‬ ‫الصادر في ‪ 2‬شباط فبراير سنة ‪ , )1945‬فقد أجاز تسميـ الحدث إلى كالديو أك كليو أك فرد يقبؿ أف‬ ‫يتكلى رعايتو أك شخص مؤتمف حتى كلك جاكز الحدث سف الثالثة عشرة مف عمره‪ .‬كيطبؽ ىذا‬

‫التشريع عمى األحداث المنحرفيف أك المعرضيف لبلنحراؼ ‪ ,‬كىذا اإلجراء يعتبر أشد مف التكبيخ‪ ,‬حيث‬

‫المشرع عمى معاينة الشخص الذم تسمـ الحدث إذا‬ ‫يناسب حاالت الجنكح األكثر خطكرة كليذا حرص ي‬ ‫أىمؿ أداء كاجبو‪ ,‬كترتب عمى ذلؾ ارتكاب الحدث جريمة‪ ,‬أك تعرض ألم شكؿ مف أشكاؿ االنحراؼ‪.‬‬ ‫المشرع لـ ينص عمى مدة معينة ليذا التدبير‪ ,‬كىك أمر طبيعي بالنسبة لتسمـ الحدث ألم مف أفراد‬ ‫كي‬ ‫أسرتو ممف حددتيـ المادة‪ .‬أما إذا كاف تسميـ الحدث لشخص مف غير الممتزميف باإلنفاؽ عميو‪ ,‬أم‬

‫لشخص مف غير أسرتو‪ ,‬فيككف الحد األقصى ليذا التدبير ىك ثبلث سنكات (ربيع كآخركف ‪.)1995,‬‬ ‫‪.3‬اإللحاق بالتدريب الميني‪:‬‬ ‫تيمحؽ المحكمة الحدث الجانح بأحد المراكز المتخصصة أك أحد المصانع‪ ,‬أك المتاجر التي تقبؿ‬ ‫تدريبو في حدكد مدة ال تتجاكز ثبلث سنكات‪ .‬كىذا اإلجراء ال يخرج مف ككنو تأىيؿ لمحدث لتعمـ‬

‫حرفة معينة تعينو عمى ممارستيا كالكسب الحبلؿ مف كرائيا‪ .‬إذ أف تدريب الحدث الجانح عمى حرفة‬

‫كيعتبر عبلجان لحالتو‪ .‬فيذا اإلجراء يعتبر عبلجان لمسبب األساسي الذم أدل‬ ‫معينة تؤمف لو مستقبمو‪ ,‬ي‬ ‫بالحدث إلى الجنكح ‪.‬‬ ‫‪.4‬إلزام الحدث بتنفيذ واجبات معينة ‪:‬‬

‫‪81‬‬


‫يمكف أف ييحظر عمى الحدث مرافقة أشخاص معينيف‪ ,‬أك ارتياد أماكف معينة (كالمبلىي كالمقاىي‬ ‫الميمية ذات السمعة السيئة)‪ ,‬كذلؾ منعان مف استفحاؿ السمكؾ الجانح‪ .‬فضبلن عف ذلؾ ييطمب منو‬

‫المكاظبة عمي الصمكات الخمسة كحضكر مجالس العمـ في المسجد ك حضكر اجتماعات معينة يتـ‬ ‫فييا التكجيو كاإلرشاد كالعبلج‪ .‬كىذا اإلجراء يمكف أف يستمر مع الحدث الجانح لمدة ال تقؿ عف ستة‬

‫أشير‪ ,‬كال تزيد عف ثبلث سنكات‪.‬‬ ‫‪.5‬االختبار القضائي ‪:‬‬

‫يرل ركبسف (‪ )Robison, 1960‬أف االختبار القضائي يعتبر تدبي انر عبلجيان يستيدؼ إعادة التأىيؿ‬

‫كالتكافؽ االجتماعي لممذنب في مجتمعو كبيئتو الطبيعية‪ ,‬بحيث يتمتع بحرية كبيرة تحت رعاية كاشراؼ‬

‫مكظؼ تابع لممحكمة ييعرؼ بمكظؼ االختبار‪ .‬كقد كاف مف ضمف تكصيات المجمس االقتصادم‬ ‫كاالجتماعي التابع لؤلمـ المتحدة عاـ (‪1951‬ـ) أنو اعتبر االختبار القضائي طريقة إنسانية كفعالة في‬ ‫عبلج المذنبيف‪ .‬فاالختبار القضائي يقرر بكضع الحدث الجانح في بيئتو الطبيعية تحت التكجيو‬

‫كاإلشراؼ‪ ,‬مع مراعاة الكاجبات التي تحددىا المحكمة‪ ,‬بحيث ال يجكز أف تزيد مدة االختبار القضائي‬

‫عف ثبلث سنكات‪,.‬كيقصد باالختبار القضائي بالبيئة الطبيعية‪ ,‬البيئة التي أسيمت بمزيد مف الجنكح‪.‬‬

‫فمعالجة الحدث كفقان ليذا األسمكب يككف بعيدان عف أسكار السجكف ألف دخكلو السجف يؤدم إلى‬

‫اختبلطو بالمجرميف كالمنحرفيف مما يشجع عنده اإلجراـ بعد اإلفراج عنو‪ .‬كليذا فإف مكظؼ أك مراقب‬ ‫االختبار القضائي يجب أف يككف عمى درجة عالية مف الخبرة في الشؤكف النفسية كاالجتماعية‬

‫كالتربكية‪ .‬باإلضافة إلى ما يتطمبو ىذا التدبير مف رجاحة عقؿ‪ ,‬كصبر ال ينفذ في مصادقة الحدث‬ ‫كتكجييو‪ .‬كما أف ىذا التدبير أقؿ كمفة مادية بالنسبة لمحجز في السجكف‪ ,‬كبإمكاف الحدث أف يعمؿ‬

‫‪.6‬اإليداع في‬

‫كيساىـ في اإلنتاج‪.‬‬

‫مؤسسات الرعاية االجتماعية ‪:‬‬

‫يككف إيداع الحدث في إحدل مؤسسات الرعاية االجتماعية التابعة لك ازرة الشؤكف االجتماعية كالعمؿ‪,‬‬ ‫كاذا كاف الحدث ذا عاىة جسمية أك عقمية يككف إيداعو في معيد مناسب لتأىيمو كعبلجو‪ .‬كقد حددت‬

‫المادة (‪ )13‬مف قانكف األحداث المصرم مدة اإليداع بحيث ال تزيد عف عشر سنكات في الجنايات‪,‬‬

‫كخمس سنكات في الجنح‪ ,‬كثبلث سنكات في حاالت التعرض لبلنحراؼ‪ ,‬عمى أف ينتيي التدبير حتمان‬

‫ببمكغ المحككـ عميو سف الحادية كالعشريف‪ .‬كعمى المحكمة أف تقدـ تقري انر عف حالتو كسمككو كؿ ستة‬

‫أشير عمى األكثر لتقرر ما تراه في شأنو (عبد الستار‪ .)1987,‬أما المادة (‪ )11‬مف قانكف األحداث‬ ‫السكرم فترل أف مدة اإليداع يجب أال تقؿ عف ستة أشير‪ ,‬كال تتجاكز إتماـ الحادية كالعشريف مف‬

‫كيعد ىذا التدبير أشد أشكاؿ التدابير كأىميا عمى اإلطبلؽ‪ .‬كىك بالتالي يعتبر العبلج المناسب‬ ‫عمره‪ .‬ي‬ ‫لحاالت الجنكح التي ال تتكافر فييا الخطكرة‪ ,‬حيث يمتزـ الحدث باإلقامة في مكاف معيف كيخضع‬ ‫لبرنامج يكمي محدد لتقكيمو كتيذيبو كاصبلحو‪ ,‬بعيدان عف المؤثرات االجتماعية الضارة‪ .‬كمف المبلحظ‬ ‫‪82‬‬


‫أف تدبير اإليداع في إحدل مؤسسات الرعاية االجتماعية ال يمجأ إليو القاضي إال إذا لـ تكف التدابير‬ ‫األخرل كافية إلصبلح حاؿ الحدث‪.‬‬ ‫‪.7‬اإليداع في إحدى المستشفيات المتخصصة ‪:‬‬ ‫إذا كاف الحدث ذا عاىة جسمية يككف مف األنسب إيداعو في مستشفى لعبلجػو‪ ,‬بحيػث يكػكف العػاممكف‬ ‫فػػي ىػػذه المستشػػفى مػػف ذكم الخبػرة الطبيػػة الكافيػػة‪ .‬كقػػد نصػػت المػػادة (‪ )16‬مػػف الفقػرات (أ ك ب) مػػف‬

‫قانكف األحداث الجانحيف السكرم عمى أنو "كؿ حدث فيرض عميو تدبير إصبلحي ككاف في حالة عقمية‬ ‫أك نفسية أك جسدية تستكجب عناية طبية‪ ,‬عػكلج المعالجػة التػي تػدعك إلييػا حالتػو‪ .‬كاذا تبػيف أف جنػكح‬ ‫الحدث ناجـ عف مرض عقمي‪ ,‬كضع في مصحة مبلئمة لحالتو حتى يتـ شػفاؤه"‪ .‬أمػا المػادة (‪ )14‬مػف‬

‫قػػانكف األحػػداث المصػػرم فتػػنص عمػػى أنػػو "يمحػػؽ المحكػػكـ بإيداعػػو فػػي أحػػد المستشػػفيات المتخصصػػة‬ ‫بالجية التي يمقى فييا العناية التي تدعك إلييا حالتو‪ ,‬كتتػكلى المحكمػة الرقابػة عمػى بقائػو تحػت العػبلج‬

‫كيعػرض عمػي المحمكمػة مػف خبلليػا تقػارير‬ ‫في فترات دكرية ال يجكز أف تزيد أية فترة منيا عمػى سػنة‪ ,‬ي‬ ‫األطبػػاء‪ ,‬كىػػي تقػػرر إخػػبلء سػػبيمو مػػف عدمػػو‪ ,‬إذا تبػػيف لػػو أف حالتػػو تسػػمح بػػذلؾ‪ .‬كاذا بمػػغ الحػػدث سػػف‬ ‫الحاديػػة كالعش ػريف ككانػػت حالتػػو تسػػتدعي اسػػتمرار عبلجػػو‪ ,‬يػػتـ نقم ػو إلػػى أحػػد المستشػػفيات المختصػػة‬ ‫لعبلج الكبار كىذا التدبير يتميز بالطابع العبلجي المحض ‪ ,‬عمى عكس التدابير السابقة التي تتسـ في‬

‫مجاليا الخاص بالعبلج التأىيمي‪ ,‬بحسب ما تقتضيو طبيعة الجنكح ‪( .‬ربيع كآخركف‪.)1995,‬‬

‫‪83‬‬


‫الوحدة السابعة‬ ‫اننظرياث املفسرة نهسهوك اإلجرايي‬ ‫أوالً ‪ :‬النظريات البيولوجية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫النظري ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة الفرينكلكجي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‪ :‬نظريػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة دم تكليػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػك‪:‬‬

‫نظريػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة لػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػكمبركزك‪ :‬نظري ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة آرنس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت كرتش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمر‪:‬‬ ‫نظريػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة جػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػكرنج‪ :‬نظريػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة شػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمدكف‪:‬‬ ‫النظ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرة الحديثػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة لمنشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػأة الكراثيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة لمسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمكؾ اإلج ارمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي ‪:‬‬

‫ثانياً ‪ :‬النظريات النفسية ‪:‬‬ ‫‪ .1‬نظرية التحميؿ النفسي ‪ .2 , :‬النظرية القيمية ‪:‬‬ ‫‪ .3‬نظرية عمـ النفس الجنائي الفردم ‪:‬‬ ‫‪ .4‬النظرية المرضية ‪:‬‬ ‫‪ .5‬المدرسة النفسية لمسمكؾ اإلجرامي ‪:‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪ .6‬المدرسة التكاممية ‪:‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬النظريات االجتماعية ‪:‬‬ ‫‪ .a‬نظرية الفرص الفارقة‪:‬‬ ‫‪ .b‬نظرية التفكؾ األسرم‪:‬‬ ‫‪ .c‬نظرية الصراع الثقافي‪:‬‬ ‫‪. .d‬نظرية الكسـ االجتماعي‪:‬‬

‫‪84‬‬


‫الوحدة السابعة‬

‫نظرياث تفسري انسهوك اإلجرايي‬ ‫تمييد ‪:‬‬ ‫لقد اختمؼ الناس منذ القدـ حكؿ تفسير السمكؾ اإلجرامي كعكاممو‪ ,‬سكاء أكاف سمككان فرديان أـ‬

‫اجتماعيان‪ ,‬فعمماء اإلغريؽ القدامى فسركا السمكؾ اإلجرامي عمى النحك التالي‪" :‬ببلتكف" ‪ :‬يرل أف‬ ‫السمكؾ اإلجرامي ما ىك إال نتيجة لمرض نفسي ‪ ,‬كأما "ابيكقراط" فقد ذىب إلى أف اإلجراـ كليد‬

‫النقصاف العقمي عند المجرـ بينما يرل "أرسطك" أف السبب في تككيف الجريمة يرجع إلى طبيعة الفرد‬ ‫التي تسير الغرائز المجبكؿ عمييا اإلنساف‪ ,‬أما "أفبلطكف" فيرل أف المجتمع ىك األصؿ في ذلؾ‬

‫االنحراؼ‪ ,‬حيث أف الفرد يتكقؼ سمككو عمى سمكؾ مجتمعو‪.‬‬

‫النظريات المفسرة لمسموك اإلجرامي‪:‬‬

‫أوالً ً​ً ‪ :‬النظريات البيولوجية ‪:‬‬

‫ىناؾ تساؤالت عديدة عف ماىية العبلقة بيف التككيف العضكم لئلنساف كسمككو اإلجرامي‪ ,‬حيث‬

‫أظيرت بعض النظريات في عمـ اإلجراـ‪ ,‬أف المجرـ يتميز بخصائص بيكلكجية معينة تؤثر في‬

‫شخصيتو‪ ,‬كتحدد سمككو اإلجرامي‪ .‬كلكف ىؿ ىذه الخصائص البيكلكجية ىي العامؿ األساسي‬ ‫لئلجراـ‪,‬أـ أف ىذه الخصائص ىي عكامؿ مساعدة تتضافر مع عكامؿ أخرل لتشكيؿ السمكؾ‬

‫اإلجرامي؟‬

‫النظريات التي تفسر السموك اإلجرامي عمى أسس بيولوجية‪:‬‬

‫‪.1‬النظرية الفرينولوجية ‪:‬‬

‫حاكؿ بعض األطباء منذ منتصؼ القرف الثامف عشر أف يثبتكا كجكد عبلقة بيف الشكؿ الخارجي‬

‫لمجمجمة كبيف سمكؾ اإلنساف‪ ,‬فقد كضع(جاؿ ‪ )Gall‬قائمة تشتمؿ عمى (‪ )26‬إمكانية مف إمكانيات‬

‫العقؿ‪ ,‬ثـ زادىا (سبكرتسيايـ ‪ )Spurzheim‬إلى (‪ )35‬إمكانية‪ ,‬كذكر بأف ىذه اإلمكانيات تندرج‬ ‫تحت ثبلث فئات أجيزة أك مناطؽ رئيسية في المسح كىي عمي النحك التالي‪:‬‬

‫األكلى‪ :‬كتمثؿ الغرائز أك النزعات الدنيا ‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬تمثؿ المشاعر األخبلقية ‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬فتشتمؿ عمى الممكات العقمة (المعرفية) ‪.‬‬

‫ىذه النظرية تنسب الجريمة ‪ ,‬كبصكرة خاصة إلى الشيكة الجنسية ‪ ,‬كغريزة اإلنجاب‪ ,‬كالميؿ لمقتاؿ‪,‬‬ ‫كحب التممؾ كاف معظـ الجرائـ الخطيرة في نظر المجتمع يمكف تفسيرىا بنمك الغرائز الدنيئة كعدـ‬ ‫مراقبتيا‪ .‬فغريزة التخريب كالقتاؿ تقابميا جرائـ القتؿ كاالغتياؿ‪ ,‬كالغريزة الجنسية تقابميا جرائـ‬

‫االغتصاب كغيرىا مف الجرائـ الجنسية‪ ...‬إلخ‪ ,‬أما إذا تحكمت مشاعر الفرد األخبلقية كممكاتو‬ ‫‪85‬‬


‫العقمية(المعرفية) في غرائزه فمف تقع منو أم جريمة‪ .‬كلكف ىذه النظرية لـ تمؽ قبكالن مف قبؿ عمماء‬

‫العصر‪ ,‬حيث تتعارض مع األفكار السائدة التي تذىب إلى أف اإلنساف سيد نفسو‪ ,‬كقادر عمى التحكـ‬

‫في تصرفاتو‪ .‬كما أف طبيعة ىذه النظرية االفتراضية المحضة‪ ,‬كعجزىا عف إثبات أفكارىا فيما يتعمؽ‬ ‫بالتقسيـ الثبلثي ألجيزة العقؿ كما بينيما مف عبلقة كبيف أنكاع السمكؾ اإلجرامي‪ ,‬جعميا مكضع نقد‬

‫مف قبؿ الباحثيف كالعمماء‪( .‬رمضاف‪.)1972:‬‬ ‫‪.2‬نظرية لومبروزو ‪:‬‬

‫يعد الطبيب اإليطالي (سيزار لكمبركزك ‪ )1919 – 1836Lombrozo‬رائد عمـ اإلجراـ‪ ,‬حيث أكد‬ ‫عمي أىمية األسباب البيكلكجية في ارتباطيا بالجريمة‪ ,‬كقد فسر نتائجو عف عمـ اإلجراـ عمى أساس‬ ‫مف دراساتو عمى األفراد العسكرييف كعمى السجناء في السجف العسكرم اإليطالي في الفترة ما‬

‫بيف(‪ )1878–1864‬كيرل أف طبيعة المجرـ كليس طبيعة الجريمة ىي التي يتعيف أف تؤخذ في‬ ‫االعتبار‪ ,‬كيعتبر أف الجريمة ظاىرة طبيعية ضركرية كالكالدة كالحمؿ كالمكت‪ .‬كتؤكد نظرية "‬

‫لكمبركزك" أف النزعات اإلجرامية كراثية عند الفرد‪ ,‬حيث أف كتابة المجرـ المكلكد (‪)Born criminal‬‬

‫الذم نشرتو ابنتو "جينا لكمبركزك كفريرك" (‪ )1911‬يؤكد عمى أف المجرـ تكجد لديو بعض الخصائص‬ ‫الجسمية كالعقمية االرتدادية كالتي ينقاد تحت تأثيرىا إلى اقتراؼ الجريمة (ربيع كآخركف‪.)1995,‬‬

‫كمف خبلؿ تشريح "لكمبركزك" لجثث بعض المجرميف‪ ,‬اتضح لو أف لدل اإلنساف المجرـ صفات‬

‫(ارتدادية ‪ )Atavism‬شبيية بما لدل القردة كالطيكر‪ ,‬أك لدل اإلنساف البدائي الكحشي‪ ,‬مثؿ طكؿ‬

‫الفؾ السفمي‪ ,‬كالذقف قميمة الشعر أك اليزيمة‪ ,‬باإلضافة إلى تميزىـ بانخفاض معدالت اإلحساس باأللـ‪,‬‬ ‫كاالندفاع في التصرؼ كالقسكة‪ ,‬كسيكلة االستثارة‪ ,‬كانعداـ الخجؿ‪ ,‬كتكقؼ النمك‪ ,‬كاإلصابة بالمرض‪.‬‬

‫كقد كاف مف بيف المجرميف الذيف قاـ بفحصيـ قاطع الطريؽ (‪ ,)Vilella‬حيث شرح "لكمبكرزك" جثتو‬ ‫بعد كفاتو‪ ,‬فتبيف لو كجكد تجكيؼ في مؤخرة الجمجمة يشبو التجكيؼ الذم يكجد في جماجـ القردة‬

‫كبعض الحيكانات المتكحشة‪ .‬كبيذه الصفات الجسمية كالعقمية كالنفسية شبو لكمبركزك اإلنساف المجرـ‬

‫كاذا كاف كتاب‬

‫في أكركبا بالنمط المنغكلي‪ ,‬أك باألبمو‪.‬‬

‫(المجرـ المكلكد) أىـ ما كتبو لكمبركزك‪ ,‬فيناؾ مؤلؼ آخر أثار االىتماـ في األكساط العممية كىك‬

‫"المرأة المجرمة" ككاف كتابو األكؿ في ىذا الصدد قد نشره عاـ ‪ 1893‬بالتعاكف مع زكج ابنتو فريرك‬ ‫(‪ )Ferrero‬بعنكاف "المرأة المجرمة ‪ ,‬كالمرأة السكية"‪ .‬كقد ذكر "لكمبركزك" كجكد تغيرات أقؿ مف‬

‫الناحية التشريحية لدل المرأة المجرمة منيا لدل الرجؿ المجرـ‪ ,‬كيقكؿ استنادان إلى ذلؾ أنو يكجد نمط‬

‫(المجرمة بالميبلد) بيف البغايا بصكرة تزيد عمى تكاجد ىذا النمط بيف الرجاؿ‪ .‬كأشار إلى سمة التكحش‬ ‫بصكرة أكثر بيف النساء المجرمات مف خبلؿ تحميؿ إحصائيات مف انجمت ار كفرنسا حكؿ جرائـ النساء‪.‬‬ ‫كىذا ما دعا "لكمبركزك" إلى االعتقاد بأف الشذكذ الجسمي في المجرـ ىك السبب في إجرامو‪ .‬كلكف‬

‫"لكمبركزك كزمبلءه" مف أتباع المدرسة االيطالية الكضعية في عمـ اإلجراـ أمثاؿ فيرم (‪ )Ferri‬كجارك‬ ‫‪86‬‬


‫فالك (‪ )Garo falo‬كغيرىـ لـ ينكركا ما لمعكامؿ االجتماعية مف تأثير في السمكؾ اإلجرامي لفرد عند‬ ‫تحميميـ لمنزعة اإلجرامية بعد أف كانكا يعزكىـ كمية بالصفات الجسمية التي ترجع إلى الكراثة‪ .‬ففي‬

‫عاـ( ‪1899‬ـ) اصدر "لكمبركزك" كتاب "الجرائـ‪ :‬أسبابيا كعبلجيا"‪ ,‬كتـ بصكرة اكبر بالعكامؿ‬ ‫االجتماعية كاالقتصادية في تفسير السمكؾ اإلجرامي‪.‬‬

‫كقد كجد "لكمبركزك" في دراساتو لئلنساف المجرـ معارضة شديدة كانتقادات الذاعة‪ ,‬مما دعاه إلى تغير‬ ‫بعض المكاقؼ التي بدأ منيا‪ .‬فقد ذكر (شارؿ غكركنغ ‪ )Ch. Goring 1913‬أنو نتيجة فحص‬

‫المسجكنيف في (إنجمت ار) لـ يتضح كجكد صفات مميزة لممجرـ مف غير المجرـ سكل أف المجرـ أكثر‬ ‫قامة كأخؼ كزنا مف غير المجرـ‪ ,‬كلكف ذلؾ ال ييشكؿ سببان منطقيان لئلجراـ‪ .‬كلكف بالرغـ مف ىذه‬ ‫االنتقادات لنظرة "لكمبركزك"‪ ,‬إال أنيا ال تخمك مف اإليجابيات‪ ,‬فقد كاف لنظرية "لكمبركزك" الفضؿ‬

‫الكبير في تكجيو سمكؾ الباحثيف إلى دراسة شخصية المجرـ دراسة معمقة بغية الكصكؿ إلى تفسيرات‬

‫عممية لمسمكؾ اإلجرامي‪ .‬كما أف ىذه النظرية لـ تغفؿ العكامؿ االجتماعية كالظركؼ الخارجية في‬

‫التأثير عمى شخصية المجرـ كسمككو‪.‬‬

‫‪.3‬نظرية جورنج ‪: Charles Goring‬‬ ‫بدأ (جكرنج ‪ )1911,‬كطبيب إنجميزم بدراسات إحصائية مقارنة عمى ما يقرب مف (‪ )3111‬مجرـ مف‬ ‫المجرميف الخطيريف المحككـ عمييـ بالسجف ألكثر مف ثبلث سنكات‪ ,‬كعمى مجمكعة كبيرة مف‬

‫األشخاص العادييف غير المجرميف مف طمبة المعاىد كالمرضى بالمستشفيات‪ ,‬كالضباط العامميف في‬

‫كحدات الجيش البريطاني‪ .‬كقاـ بفحص جماجميـ‪ ,‬كأكزانيـ‪ ,‬كطكليـ‪ ,‬كأشكاؿ األذنيف لدييـ‪ ,‬كجبياتيـ‪.‬‬ ‫كقد أسفرت الدراسات عف عدـ كجكد فركؽ خاصة بيف جمجمة المجرميف كجمجمة غير المجرميف‪.‬‬

‫كما تكصؿ أيضان إلى عدـ كجكد فركؽ مممكسة بيف طكائؼ المجرميف كغير المجرميف مف حيث تكافر‬ ‫عبلمات ارتدادية لدييـ‪ .‬كما رفض (جكرنج) ما تكصؿ إليو (لكمبركزك) بشأف اإلنساف المجرـ بالكراثة‬

‫كما لديو مف صفات ارتدادية‪ ,‬كخميص إلى أف لدل بعض المجرميف انحطاطان تككينيان (ضعؼ جسمي‬

‫أك عقمي) يميزىـ مف األشخاص العادييف‪ .‬كما يتميز المجرمكف بكجكد صراع اجتماعي ييعيقيـ عف‬ ‫التكافؽ االجتماعي‪ ,‬مما يجعميـ أسرع في االستثارة االنفعالية‪ ,‬كيدفعيـ الرتكاب الجريمة أكثر مف‬ ‫غيرىـ‪ .‬أما بالنسبة لمطكؿ كالكزف فقد تبيف أف المجرميف يتميزكف بقصر القامة‪ ,‬كقمة الكزف‪ ,‬كتظير‬

‫ىذه العبلمات عمى سارقي المنازؿ بكساطة التسمؽ‪ ,‬ككسر النكافذ‪ .‬كقد أكد ىذه المعمكمات في‬

‫كتابو(المجرـ االنجميزم‪ -‬دراسة إحصائية) ‪ ,‬كقد حاكؿ تفسير ظاىرة اإلجراـ طبقان لنظرية "االنتقاء‬

‫االجتماعي" فيك يقكؿ ‪ :‬إف األقكياء جسميان كعقميان يستطيعكف كسب رزقيـ بسيكلة‪ ,‬فيـ ال يقدمكف‬

‫عمى السرقة‪ ,‬كبالتالي فيـ أىدأ نفسيان‪ ,‬فبل ييستثاركف بسيكلة‪ ,‬كمف ثـ ال ييقدمكف عمى جرائـ العنؼ‪,‬‬ ‫كما يستطيع كؿ منيـ الزكاج كاشباع حاجاتو الجنسية في صكرة مشركعة‪ ,‬مما ييبعدىـ عف ارتكاب‬

‫جرائـ االعتداء عمى العرض‪ .‬أما ضعاؼ الجسـ أك العقؿ فإنيـ ال يستطيعكف التكافؽ مع المجتمع‪,‬‬ ‫‪87‬‬


‫كيعد ىذا الضعؼ بدكره عامبلن إجراميان ‪ ,‬كىذه النظرية‬ ‫مما ييكلد لدييـ ضعفان مف الكجية االجتماعية‪ ,‬ي‬ ‫كاف ليا تأثير كبير عمى تفكير الباحثيف في عمـ اإلجراـ الذيف نبذكا فكرة النمط اإلجرامي الذم نادل‬ ‫بو (لكمبركزك)‪ .‬كلكف مف جية أخرل يكجيت إلى ىذه النظرية الكثير مف االنتقادات مف حيث تعميـ‬ ‫نتائجيا عمى جميع المجرميف سكاء أكانكا خطريف أـ غير خطريف‪ ,‬رغـ أف أبحاثو كانت فقط عمى‬

‫المجرميف الخطريف فقط ‪( .‬خمؼ ‪.)1986 ,‬‬ ‫‪.4‬نظرية ىوتون ‪: Earnest Hooton‬‬

‫يعد العالـ (ىكتكف) أستاذ األنثركبيكلكجيا في جامعة ىارفارد‪ .‬فقد نشر في عاـ (‪ )1939‬خبلصة‬ ‫أبحاثو عف المجرـ األمريكي‪ ,‬فقد أثبت مف خبلؿ دراستو عمى مجمكعة مككنة مف (‪ )3873‬سجيف‬

‫أمريكي‪ ,‬كقارنيا بمجمكعة مككنة مف‪ )3213( ,‬مكاطف عادم‪ ,‬كتبيف أنو ال تكجد فركؽ تيذكر بيف‬ ‫المجرميف كغير المجرميف‪ .‬كيرل أف السبب الرئيسي لئلجراـ ىك نقص بيكلكجي في اإلنساف‪ ,‬حيث‬ ‫يعاني المجرـ مف نقص في النمك بالمقارنة مع األشخاص العادييف (في الطكؿ كالكزف)‪ ,‬كما أف‬

‫شكميـ الخارجي غير يمرضي‪ .‬كفسر الصمة الكطيدة بيف ىذا النقص في النمك كالسمكؾ اإلجرامي‪,‬‬ ‫باإلضافة إلى أف مثؿ ىؤالء الذم يعانكف ضعفان في الجسـ كالعقؿ يعيشكف في ظركؼ بيئية غير‬ ‫مناسبة‪ ,‬كيعانكف مف صعكبة في التكافؽ االجتماعي‪ ,‬مما يجبرىـ إلى اإلجراـ‪.‬‬ ‫بعض االنتقادات عمي نظرية "ىوتون منيا‪:‬‬ ‫‪ .1‬اختياره لعينة الدراسة مف بيف المجرميف المسجكنيف‪ ,‬ىؤالء ال ييمثمكف سكل المجرميف الظاىريف‪ ,‬إذ‬ ‫أف ىناؾ العديد مف المجرميف لـ تكشفيـ جرائميـ‪ ,‬ككانكا بمعزؿ عف د ارسات (ىكتكف)‪.‬‬ ‫‪ .2‬كما أف المجمكعة الضابطة التي كانت محؿ أبحاثو ايختيرت مف بيف فئات قميمة مختمفة كمف‬

‫مناطؽ مختمفة ‪.‬‬

‫‪ .3‬فضبلن عف ذلؾ فقد ذكر (ىكتكف)أف سبب االنحطاط الجسمي أك العقمي ىك عامؿ الكراثة دكف‬ ‫إعطاء دليؿ عممي كاضح عمى صحة ىذا العامؿ‪.‬‬

‫‪ .4‬كما أف اإلحصاءات التي استخدميا كانت محؿ نقد كبير‪ ,‬حيث اتسمت بعدـ الدقة كالكضكح‪.‬‬ ‫‪.5‬نظرية دي توليو ‪: Di Tullio‬‬

‫يعد (دم تكليك) مف أبرز عمماء اإلجراـ اإليطالييف‪ ,‬حيث ييعمؽ أىمية كبيرة عمى التككيف البيكلكجي‬ ‫لممجرـ باعتبار أف لو صمة كثيقة بارتكاب الجريمة‪ ,‬كقد نادم بنظرية "التككيف اإلجرامي"‪ ,‬إذ اعتبر‬

‫الشخصية المصدر األكؿ لمسمكؾ اإلجرامي‪ ,‬ككافؽ (لكمبركزك) بكجكد "مجرـ بالتككيف" كلكنو لـ يعتبر‬ ‫ذلؾ دليبلن كافيان لئلجراـ‪ ,‬بؿ ال بد مف تكافر عكامؿ مركبة (شخصية كاجتماعية) معمبلن ذلؾ بأف‬

‫اإلنساف قكم البنية يستطيع كبح جماح نزكاتو‪ ,‬كيكبح الجريمة‪ ,‬كيبتعد عف ارتكابيا‪ ,‬كقد انتقؿ تدريجيان‬

‫مف( فكرة المجرـ الحتمي بالتككيف) إلى (فكرة المجرـ االحتمالي)‪.‬‬

‫كيعتقد‬

‫(دم تكليك) بكجكد ميؿ سابؽ لئلجراـ نتيجة تككيف خاص لمشخصية كاتساميا بصفات عضكية معينة‬ ‫‪88‬‬


‫كراثية مكتسبة كما يرم أصحاب ىذه النظرية أنو بالرغـ مف ككف الجريمة نتيجة تفاعؿ بيف نفسية‬ ‫اإلنساف كبيف الظركؼ التي يكاجييا في العالـ الخارجي‪ ,‬إال أف التجربة تدؿ أف ىناؾ أفرادان لدييـ‬

‫استعداد الرتكاب الجريمة ال يتكافر لدل غيرىـ‪ ,‬إذ أف الظركؼ الخارجية التي تثير فييـ النزعة إلى‬

‫اإلجراـ ال تيحدث نفس األثر بالنسبة لؤلشخاص اآلخريف‪ .‬كىذه الظركؼ تككف بمثابة ميزات كاشفة‬ ‫لنزعاتيـ اإلجرامية‪ ,‬تمؾ النزعة التي ترتبط لدييـ بتككيف‪ ,‬جسمي كنفسي خاص فييـ يميزىـ عف‬

‫األشخاص العادييف‪ .‬فالمجرـ يتميز عف غيره مف الناحية الجسمية بكجكد عيكب جسمية أكثر مف غير‬

‫المجرميف‪ ,‬باإلضافة إلى خمؿ في إف ارزات بعض الغدد الصماء (كالغدة الدرقية) كخمؿ في الجياز‬

‫العصبي‪ ,‬كخمؿ في جياز الدكرة الدمكية‪ ,‬كفي جياز البكؿ بنسبة أكبر مما ىي لدل األشخاص‬

‫العادييف‪ .‬أما مف الناحية النفسية‪ ,‬فإف المجرـ يتميز بشذكذ في الجانب الغريزم‪ ,‬كالذم يؤدم إلى‬

‫جرائـ السرقة‪ ,‬كاالغتصاب‪ ,‬كالقتؿ‪ ,‬كجرائـ العنؼ ‪ ..‬الخ‪.‬‬ ‫االنتقادات الموجية لمنظرية ‪:‬‬

‫المكثقة التي تؤكد صحة النتائج التي تكصؿ إليا (دم تكليك)‪ ,‬كما‬ ‫‪ .1‬فيي تفتقر إلى األدلة العممية ي‬ ‫أف (دم تكليك) سريع االستنتاج مما يقمؿ مف فاعمية النتائج التي تكصؿ إلييا‪.‬‬

‫‪.2‬كما تقيد (دم تكليك) بالمنيج المادم في تفسير السمكؾ باعتماده عمى دراسة الجانب العضكم أك‬ ‫التككف اإلنساني دكف االىتماـ كثي انر بما لمسمات النفسية كالدافع اإلنسانية لممجرـ ‪.‬‬

‫‪.3‬كما أف كصؼ المجرـ بالتككيف بالشخص المريض تعسؼ بحقو‪ ,‬كىك ما يتعارض مع نتائج‬ ‫الدارسات اإلحصائية ‪ ,‬إذ أف نسبة المرضى بيف المجرميف ضئيمة (رمضاف‪.)1972,‬‬

‫‪.6‬نظرية آرنست كرتشمر ‪: E. Krtchmer‬‬

‫حاكؿ الطبيب األلماني (كرتشمر) ما بيف (‪ )1931 – 1921‬أف يكضح العبلقة القائمة بيف أنماط بنية‬

‫الجسـ كالسمكؾ اإلجرامي‪ .‬فقد قسـ الناس بكجو عاـ كفقان لبنية الجسـ إلى أربعة أنماط رئيسية ىي ‪:‬‬ ‫النمط الكاىف أك النحيؿ ‪ ,‬كالنمط المكتنز‪ ,‬كالنمط الرياضي‪ ,‬كالنمط المختمط أك المشكه ‪ .‬كقد ع از‬

‫(كرتشمر) ىذه األنماط كصفاتيا الجسمية إلى الكراثة‪ ,‬كاعتبرىا المسئكلة عف تحديد ىذه الصفات‪ .‬كقد‬ ‫بيف أف األنماط السابقة لبنية الجسـ ترتبط‪ .‬بمختمؼ صكر الجريمة‪ .‬حيث ذكر أف النمط الكاىف نمط‬

‫سائد في جرائـ السرقة أك الغش البسيط‪ .‬كأف النمط المكتنز يميؿ إلى ارتكاب جرائـ الخداع كالغش‬

‫بصكرة عامة‪ ,‬ككذلؾ ارتكاب جرائـ العنؼ‪ .‬في حيف أف النمط الرياضي نمط سائد في جرائـ العنؼ‪,‬‬ ‫أما النمط المشكه أك المختمط فيرتبط في بارتكاب الجرائـ األخبلقية أك المنافية لؤلدب‪ ,‬كيمكف لو كذلؾ‬

‫أف يثقدـ عمى ارتكاب بعض جرائـ العنؼ‪ .‬كيرل (كرتشمر) أف ىذه األنماط ليست متمايزة تمامان‪ ,‬إذ قد‬

‫تختمط مميزاتيا في بعض األفراد‪ .‬فقد يكجد في إحدل دراساتو عمى (‪ )261‬شخصان مف مرضى الفصاـ‬ ‫كالجنكف الدكرم‪ ,‬أف معظـ مرضى الفصاـ مف النمط المكتنز‪ .‬كما كجد أف األسكياء مف ذكم النزعة‬ ‫الدكرية ‪ ,‬كالمتقمبيف في عكاطفيـ‪ ,‬كيتذبذبكف في مزاجيـ بيف الفرح كالترح‪ ,‬كىـ مف النمط البديف‪ .‬كما‬ ‫‪89‬‬


‫أف ذكم النزعة الفصامية ممف يتقمبكف بيف الحساسية الزائدة كالبركد العاطفي‪ ,‬مف النمطيف النحيؿ‬ ‫كالرياضي‪.‬‬ ‫‪.7‬نظرية شمدون ‪: Sheldon‬‬ ‫اىتـ شمدكف كسابقو (كرتشمر) بالعبلقة القائمة بيف يبنية الجسـ كسمكؾ اإلنساف‪ ,‬أم أف الجسـ كبنيتو‬ ‫يحدداف السمكؾ السكم كالسمكؾ الشاذ الذم يمكف أف يقكـ بو الفرد ‪.‬‬ ‫كقد افترض كجكد أربعة أنماط أساسية لبناء الجسـ ك ىي‪:‬‬

‫‪.1‬النمط ألبطني‪ :‬كيميؿ صاحب ىذا النمط إلى السمنة كالبدانة فيك يتصؼ بالترىؿ‪ ,‬كاستدارة أجزاء‬ ‫الجسـ ‪ ,‬ك يمتاز أصحابو بالخضكع كقمة االىتماـ بالنشاط ‪.‬‬

‫‪.2‬النمط العضمي‪ :‬كيتميز أصحاب ىذا النمط بغمبة الجياز العضمي الييكمي‪ ,‬كيميؿ أصحابو إلى‬ ‫الرياضة‪ ,‬كأعماؿ القكة‪ ,‬كما يتصؼ أصحابو بالخشكنة كالصبلبة ‪ ,‬كيمتاز أصحابو بالنزعة الجنسية‪,‬‬

‫كالنشاط ‪ ,‬كالجرأة‪ ,‬كحب المغامرات‪ ,‬كبتأكيد الذات ‪.‬‬

‫‪.3‬النمط النحيل ‪ :‬كيتميز أصحابو بالنحافة‪ ,‬كالنعكمة‪ ,‬كبضعؼ نمك كؿ مف الجياز الحشكم كالجياز‬ ‫العضمي العظمي‪ ,‬كيتسـ أصحابو بالطكؿ‪ ,‬كالنحافة‪ ,‬كضيؽ حجـ الصدر‪ ,‬فيمتاز أصحابو باالنطكاء‬

‫كحب العزلة‪ ,‬كالكبت‪ ,‬كاخفاء المشاعر الداخمية ‪.‬‬

‫‪.4‬النمط المتوازن‪ :‬كيتميز أصحابو بأف تككف بنيتيـ الجسمية تركيبان مختمطان مف عدة أنماط‪ ,‬حيث ال‬ ‫يخضع أصحاب ىذا النمط في التصنيؼ إلى نمط محدد ‪.‬‬

‫كقد جذبت ىذه النظرية االنتباه إلييا في أكركبا‪ ,‬حيث تحمس ليا الكثير مف األكركبييف‪ ,‬بالرغـ مف أف‬ ‫"شمدكف" نفسو قد حذر مف أف التككيف الجسمي كحده غير و‬ ‫كاؼ لمتنبؤ باالنحراؼ‪ ,‬كال بد مف االنتباه‬ ‫إلى عكامؿ أخرل قد تككف أساسية أيضان في تككيف السمكؾ اإلجرامي‪.‬‬ ‫النظرة الحديثة لمنشأة الوراثية لمسموك اإلجرامي ‪:‬‬ ‫يرجع العديد مف عمماء النفس‪ ,‬كعمماء اإلجراـ‪ ,‬كعمماء االجتماع‪ ,‬السمكؾ المنحرؼ إلى العكامؿ‬

‫الكراثية‪ ,‬مثؿ دراسة ىاتشنجز كمدنيؾ (‪ )Hutchings and Mdnick, 1974‬كدراسة سككلسنجر‬ ‫(‪ ,)Schulsinger, 1972‬حيث درسكا دراسة تتبعية عددان مف أطفاؿ التبني الذيف أصبحكا فيما بعد‬

‫مجرميف‪ ,‬كدرسكا السجبلت اإلجرامية آلبائيـ الحقيقييف‪ ,‬ككذلؾ آلبائيـ بالتبني‪ ,‬ككجدكا أف نسبة عالية‬

‫مف اإلجراـ مكجكدة بيف األقارب الحقيقييف لممجرميف بالمقارنة مع أطفاؿ التبني ككؿ‪ .‬كما أيدت ىذه‬

‫النتائج تمؾ الدراسات المبكرة التي قاـ بيا النج ككرانز (‪ )Lange and Kranze, 1936‬عمى‬ ‫األطفاؿ التكائـ‪ ,‬كالتي أظيرت كجكد عكامؿ كراثية في الجريمة (‪.)Greer, 1964‬‬

‫كمف األدلة الحديثة عمى كجكد عامؿ كراثي في السمكؾ اإلجرامي كجكد كرمكزكـ ذكرم إضافي في‬

‫الرجاؿ الذيف يرتكبكف جرائـ العنؼ‪ .‬كدليؿ ذلؾ الدراسة التي قاـ بيا (كتكف كزمبلئو) في الفترة ما بيف‬ ‫‪91‬‬


‫(‪ ,)1947 – 1944‬كبمغ عددىـ (‪ )31346‬رجبلن ايختيركا مف بيف الذيف بمغ طكليـ ستة أقداـ‪ ,‬حيث‬ ‫يفترض أف الرجاؿ طكاؿ القامة جدان تزيد لدييـ فرصة امتبلؾ كرمكزكـ (‪ ,)XYY‬كبمغ عدد ىؤالء‬

‫(‪ )4591‬رجبلن‪ .‬كقد استخدمت االختبارات كالمقاييس البلزمة لمدـ‪ ,‬كالغشاء المخاطي لمتعرؼ إلى مدل‬ ‫كجكد الكرمكزكـ الزائد‪ .‬كما جمع ىؤالء الدارسكف بيانات عف السجبلت المدرسية‪ ,‬كعف الجرائـ‪,‬‬

‫كالمخالفات‪ ,‬كتقديرات ىؤالء األفراد في الذكاء‪ ,‬كقد استطاعكا أف يتعرفكا إلى (‪ )12‬رجبلن مف أصحاب‬

‫الكرمزكـ (‪ ,)XYY‬كتبيف ليـ أف ىناؾ خمسة رجاؿ مف ىؤالء الرجاؿ (‪ ) 12‬سبقت إدانتيـ في‬ ‫جريمة أك أكثر‪ .‬كما كجدكا أيضا أف النسبة المؤكية اآلتية مف أرباب السجؿ اإلجرامي كىي‪:‬‬ ‫أرباب ال ػ‬

‫‪%9.31 XY‬‬

‫أرباب ال ػ ‪%41.7 XYY‬‬ ‫الفرؽ المئكم‬

‫‪%32.4‬‬

‫كلكننا ال نستطيع االستدالؿ بشكؿ قاطع أف ىذا الكركمكزكـ اإلضافي دليؿ عمى كجكد السمكؾ‬

‫اإلجرامي‪ ,‬إذ أف الدراسات األكثر عمقان كشفت أف الذكاء المنخفض يرتبط أيضا بالسمكؾ اإلجرامي‬

‫لدل ىؤالء الرجاؿ (العيسكم ‪.)1991,‬‬ ‫الغدد والسموك اإلجرامي‪:‬‬

‫إف العبلقة بيف الغدد كالسمكؾ اإلجرامي حقيقة قائمة ال يمكف تجاىميا أك نكرانيا كميان سيما كأنيا تستند‬ ‫عمى أدلة كحجج كتجارب عممية‪ ,‬فقد خضعت لدراسات كبحكث بعض عمماء اإلجراـ حيث ذكر‬

‫"سمفاتكر" أحد عمماء اإلجراـ االنثركبيكلكجي قائبل‪" :‬نحف الذيف الزلنا مقتنعيف بأىمية دراسات عمـ‬ ‫الييئة الخارجية لممجرميف‪ ,‬كنبلحظ بحماسة أف أدلة جديدة قد أكجدىا عمـ الغدد تؤيد كجكد التبلزـ بيف‬ ‫المميزات الجسمية كالنفسية معان عمى أساس مف عبلقة سببية اعتيادية"‪.‬‬

‫كما أكجد "كرمبرؾ" مف خبلؿ تجاربو عمى نزالء السجكف األمريكية أف اضطرابات الغدد عند المجرميف‬ ‫تعادؿ ثبلث مرات مقارنة بغير المجرميف‪ .‬أما اضطرابات الغدة النخامية‪ ,‬فإف ليا انعكاسات عمى‬

‫السمكؾ اإلجرامي فاألشخاص المصابكف بالقزمة‪ ,‬أك البدانة المفرطة نتيجة نقصاف إف ارزات النخامية‪,‬‬ ‫فإف ذلؾ يدفع األقزاـ إلى سمكؾ حب الظيكر‪ ,‬كالبدينيف إلى االنطكاء كالحساسية المفرطة‪ ,‬مما يدفعيـ‬

‫إلى سمكؾ عدكاني غركرم أكثر مف اآلخريف‪ .‬أما اضطرابات الغدة الدرقية فإف ليا أثا انر عمى السمكؾ‬ ‫اإلجرامي لمشخص‪ .‬ففي حالة نقصاف إف ارزات الغدة الدرقية فإف ذلؾ يؤدم إلى الببلىة كالتخمؼ‬

‫العقمي‪ ,‬كىذا ما يدفع الشخص المصاب إلى ارتكاب جرائـ غير عمديو كالسرقات البسيطة‪ ,‬كاشعاؿ‬

‫الحرائؽ‪ ,‬أك األفعاؿ المخمة بالحياء ‪ .‬أما الغدد جارات الدرقية‪ ,‬فإف االضطرابات النفسية الناجمة عف‬

‫اختبلليا قد تؤدم إلى السمكؾ اإلجرامي‪ .‬فاالنقباض النفسي‪ ,‬كاليذياف‪ ,‬كالصراخ‪ ,‬كالحساسية الشديدة‪,‬‬ ‫‪91‬‬


‫تفقد الشخص المصاب التكازف كالضبط النفسي في حالة التعرض ألبسط المثيرات سكاء كانت نقدان‬

‫طفيفان أك نظرة غير كدية لتضعو عمى أعتاب جرائـ االعتداء عمى األشخاص‪,.‬أما الغدة الكظرية‪ ,‬فإف‬

‫زيادة إف ارزاتيا تجعؿ األشخاص أكثر تحف انز لمعدكاف كاإلجراـ‪ ,‬كما تزيد لدييـ الرغبة الجنسية‪ ,‬كما لذلؾ‬ ‫مف آثار عمى السمكؾ اإلجرامي‪ ,‬سكاء كاف عند الذككر أـ عند اإلناث‪ .‬أما اضطرابات الغدة‬

‫الصنكبرية‪ ,‬فإنيا تؤدم إلى اضطرابات عقمية قد تسبب المرض العقمي كالكظيفي المعركؼ بالفصاـ‪,‬‬

‫كازدكاج الشخصية كالشخص المصاب بيذا المرض تنعدـ لديو القكة الرادعة لغرائزه‪ ,‬مما يجعمو أقرب‬ ‫إلى ارتكاب السمكؾ اإلجرامي‪ ,‬كاالنتحار كاالعتداء عمى اآلخريف‪ ,‬كاالعتداءات الجنسية‪ ,.‬كأما‬

‫اضطرابات الغدة البنكرياسية‪ ,‬فإف النقصاف أك الزيادة في إف ارزاتيا مف مادة األنسكليف يؤدم إلى‬ ‫اضطرابات نفسية كعصبية كعقمية ناتجة عف عدـ تكازف نسبة السكر في الدـ‪ ,‬مما يجعؿ الشخص‬ ‫عرضة القتراؼ جرائـ عمى األشخاص‪ ,‬أك اإلخبلؿ بالنظاـ العاـ ‪( .‬الفراجي ‪.)1995,‬‬

‫ثانياً ‪:‬النظريات النفسية المفسرة لمسموك اإلجرامي ‪:‬‬

‫‪.1‬نظرية التحميل النفسي"فركيد ‪: " Freud‬‬

‫كاف "فركيد ‪ " Freud‬ىك أكؿ مف فسر كافة أنماط السمكؾ الفردم – بما في ذلؾ السمكؾ اإلجرامي‬ ‫– مستخدمان أسمكب التحميؿ النفسي‪ ,‬ذلؾ األسمكب الذم يكشؼ عف الجانب البلشعكرم في الحياة‬

‫العقمية‪ ,‬كالذم يحكل الدكافع البدائية الغريزية‪ ,‬كالذكريات كالخكاطر الماضية‪ ,‬كالذم يتميز عف الجانب‬

‫الشعكرم الذم يشمؿ ممكات العقؿ لدم الفرد‪ ,‬مثؿ الذاكرة كاالنتباه كاإلدراؾ كالتخيؿ‪ .‬كتستند نظرية‬

‫"فركيد" عف البلشعكر إلى كجكد قكة خفية مف شأنيا صد النزاعات كالخكاطر كمنعيا مف الظيكر في‬ ‫منطقة الشعكر‪ ,‬إما ألنيا منافية لمتقاليد أك العادات أك الديف أك غير ذلؾ مف القيـ السائدة في‬

‫المجتمع‪ ,‬كاما ألنيا مف األفكار أك الذكريات التي ال يقكل الشعكر عمى تحمؿ ما يصاحبيا مف آالـ‬ ‫شديدة‪.‬‬

‫كقد أطمؽ "فركيد" عمى ىذه القكة الخفية إصبلح "الكبت" ‪ ,Depression‬كىي الظاىرة التي تفسر عدـ‬ ‫تذكر اإلنساف لمحكادث التي تمر بو‪ ,‬إذ عف طريؽ "الكبت" ترتد مف الشعكر إلى البلشعكر‪ .‬كأستند‬

‫"فركيد" كأتباعو إلى تقسيـ النفس البشرية في تشخيص األمراض النفسية‪ ,‬كفي دراسة ظاىرة اإلجراـ‪,‬‬ ‫ككشؼ العكامؿ الدفينة في النفس التي تييئ لمسمكؾ اإلجرامي – كفقان آلراء ىذه المدرسة – ليس‬ ‫ظاىرة منعزلة تحدث مصادفة‪ ,‬بؿ ىك نتيجة لمجمكعة مف العكامؿ المرتبطة التي تجمعيا رابطة‬

‫السببية‪ ,‬كما أف لكؿ سمكؾ إنساني معنى يرمز إليو‪ ,‬كىدؼ يسعى إلى تحقيقو‪ ,‬كيرجع السمكؾ‬

‫اإلجرامي – كما تفسره تعاليـ "فركيد" – إلى ضعؼ األنا العميا‪ ,‬أك انعداميا كمية‪ ,‬مما يضعؼ بالتالي‬

‫مف القدرة عمى ضبط كقمع الدكافع العدكانية البل اجتماعية التي تنبع مف جانب البلشعكر‪ .‬أما ضعؼ‬

‫األنا العميا فيك نتيجة أساليب الردع المتضاربة الغاية كالتي يتعرض ليا الطفؿ في مرحمة التنشئة‬

‫االجتماعية‪.‬‬

‫‪92‬‬


‫وفي رأي آخر لبعض أتباع "فرويد" فإف السمكؾ اإلجرامي ليس كليد ضعيؼ في األنا العميا‪ ,‬بؿ عمى‬ ‫العكس مف ذلؾ فإف الدافع إلى االنحراؼ ىك القسكة كالشدة التي ينطبع بيما ىذا الجانب النفسي أثناء‬ ‫مرحمة تككنو في فترة مبكرة مف حياة الفرد أتسمت فييا تنشئتة بالقسكة في التكجيو التربكم‪ ,‬كيعني ىذا‬ ‫الرأم إذف أف األنا العميا غير ناضجة‪ ,‬بؿ ىي مرتدة إلى مرحمة سابقة مف مراحؿ تطكر الشخصية‬

‫اإلنسانية‪ ,‬األمر الذم يساعد عمى دفع الفرد نحك الجريمة‪ ,‬كيمكنو في الكثير مف الحاالت مف إخفاء‬

‫معالـ فعمو‪ ,‬لذا فإف الجانب الشعكرم لدل المجرـ مرتد كمتأخر في نمكه‪ ,‬كبالتالي فعبلقتو مع الغير‬

‫غير طبيعية تتسـ بالعدكاف‪ ,‬كتككف كليدة نزعتي السادية أك الماسكشية‪ .‬كيفسر عمماء التحميؿ النفسي‬ ‫ىذا االضطراب الذم يصيب القكل النفسية لئلنساف فتييئو لبلنحراؼ بعكامؿ كدكافع متنكعة يمكف أف‬

‫نكجز أىميا لئلنساف فتييئة لبلنحراؼ بعكامؿ كدكافع متنكعة يمكف أف نكجز أىميا في أربع ىي‪:‬‬

‫الشعكر بالخطيئة أك العقاب الذاتي‪ ,‬كالنقص الكجداني‪ ,‬كعقدة أكديب ‪ ,Oedipus Complex‬كالصفة‬

‫الرمزية لمسمكؾ اإلجرامي‪( .‬أنكر‪ ,‬عثماف‪.)1982 ,‬‬

‫‪.2‬النظرية القيمية ‪:‬‬

‫ىذه النظرية تيعرؼ السمكؾ اإلجرامي بأنو " انحراؼ عف المثؿ العميا أك الكمالية ‪ .‬فالمعيار الذم يقاس‬ ‫بو مدل االنحراؼ أك الشذكذ ىك مدل اقتراب الفرد أك ابتعاده عف الكماؿ‪ .‬كالشخص العادم – طبقان‬

‫ليذه النظرية ىك الشخص الكامؿ في كؿ شيء إال أف صفة الكماؿ ال تتكفر إال في أقمية قميمة جدان مف‬

‫الناس‪ ,‬بؿ ناد انر ما نجد فردان في مجتمعنا تتكفر فيو ىذه الصفة‪ ,‬نظ انر لعكامؿ مف الضغط المختمفة التي‬ ‫تتكاتؼ عمى الفرد فتؤثر في سبلمة تكيفو‪ ,‬فتبعان ليذه النظرية يككف السكيكف أقمية نادرة ‪ ,‬بينما تككف‬ ‫الغالبية شاذة بحكـ ضركرة انحرافيا عف المستكل المثالي‪ .‬كتستمد ىذه النظرية أصكليا مف األدياف‬

‫المختمفة‪ ,‬كمعاييرىا مطمقة غير كاقعية‪ ,‬كىي بيذا ال تقؼ أماـ النقد العممي‪( .‬سعد جبلؿ‪ ,‬بدكف)‪.‬‬ ‫‪.3‬نظرية عمم النفس الجنائي الفردي ‪:‬‬ ‫كتقكـ ىذه النظرية عمى تطبيؽ جميع جكانب المعرفة اإلجرامية عمى الحاالت الفردية‪ .‬فيي ال تسعى‬ ‫إلى إقامة صرح نظرية عامة لمسمكؾ اإلجرامي بقدر ما تسعى إلى تفيـ الحالة الفردية‪ ,‬كاألساليب التي‬

‫أدت إلييا يبغية كضع الحمكؿ المناسبة لعبلج تمؾ الحالة بالذات‪.‬‬ ‫كلقد اكتسبت تمؾ النظرية أنصا انر عديديف في مختمؼ بقاع العالـ‪" ,‬بمجيكا" قاـ "فيفيؾ" ‪Vervaeck‬‬ ‫بإجراء أبحاث تفصيمية حكؿ نظاـ التيذيب كالعبلج كأيسس عمى دراسة الحاالت الفردية‪ .‬كقد كاف‬

‫كبير في النمسا‪ ,‬كألمانيا‪ ,‬كرغـ تشبع العمماء األمريكييف بالنظرية االجتماعية‬ ‫أثر ان‬ ‫لدراسة ىذه الحاالت ان‬ ‫إال أف النظرية الفردية قد شقت طريقيا ىناؾ‪ ,‬كتصدل لمدفاع عنيا كثي انر مف الباحثيف‪ ,‬كقد ازدىرت‬

‫أبحاثيا خاصة في محيط الدراسة التي قامت حكؿ المجرميف األحداث‪ ,‬كفي الكقت الحاضر تكتسب‬

‫تمؾ النظرية أنصا انر بعد إخفاؽ النظرية االجتماعية في تفسير الظاىرة اإلج ارمية‪ ,‬كبياف أسبابيا‪.‬‬

‫(سبلمة‪.)1978,‬‬

‫‪93‬‬


‫‪.4‬النظرية المرضية ‪:‬‬ ‫كتستمد ىذه النظرية أصكليا مف عمـ الطب إذ ييعرؼ السمكؾ اإلجرامي فييا بأنو حالة مرضية فيي‬ ‫خطر عمى الفرد نفسو‪ ,‬أك عمى المجتمع‪ ,‬أك عمى كمييما"‪ .‬كالشاذ فييا شخص ينحرؼ عف الكماؿ‬

‫أيضان‪ ,‬إال أف انحرافو يتطمب التدخؿ لحمايتو‪ ,‬أك حماية المجتمع منو‪ ,‬كلكف ىناؾ مف قد يككف سمككو‬

‫انحراؼ دكف أف يككف ىناؾ ضرر عمى المجتمع أك عمي الفرد مثؿ بعض العصابيف الذيف يعانكف مف‬

‫مرض الخكؼ‪ ,‬فيؤالء ال ييعتبركف مرضى تبعان ليذه النظرية بالرغـ مف حاجتيـ إلى المساعدة كالعبلج‪.‬‬ ‫إذ أنيا تتطمب أف يككف االنحراؼ شديدان بدرجة تييدد الفرد‪ ,‬كتييدد المجتمع‪ .‬كطبقان ليذه النظريات يككف‬ ‫الشكاذ أقمية قميمة‪ ,‬كالعاديكف ىـ الغالبية‪ ,‬كيدخؿ في عدادىـ عدد كبير مف المرضى غير الخطريف‪.‬‬ ‫كيبلحظ أف ىذه النظرية تقيس األمكر بمعيار ثابت إذ ما ىك الكماؿ؟ ككيؼ يعرؼ الخطر الذم‬

‫يتعرض لو المجتمع؟ ففي الحالة األكلى لف يتفؽ اثناف عمى مفيكـ الكماؿ كمستكياتو‪ .‬كفي الحالة‬

‫الثانية ما قدم يككف خط انر في مجتمع قد يعتبر عاديان في مجتمع آخر‪ .‬كىكذا نجد المعيار في ىذه‬

‫النظرية معيا انر يؤدم إلى عدـ االتفاؽ‪ .‬كالثاني كاف كاف عمميان إال أنو يختمؼ مف ثقافة إلى أخرل‪.‬‬

‫(سعد جبلؿ‪ ,‬بدكف)‪.‬‬

‫‪.5‬تفسير المدرسة النفسية لمسموك اإلجرامي ‪:‬‬

‫لقد انصب اىتماـ عمماء النفس عمى دراسة شخصية المجرـ‪ ,‬كالدكافع النفسية التي أدت إلى الفعؿ‬ ‫اإلجرامي‪ .‬كنتيجة لمتعمؽ كالبحكث الكثيرة التي درست شخصية اإلنساف المجرـ‪ ,‬كجدكا أف المجرـ يعد‬

‫مريضان نفسيان كارتكابو لمجريمة إنما ىك تعبير عما يعترم شخصيتو مف اضطرابات كصراعات نتيجة‬

‫لممتغيرات النفسية مثؿ‪ :‬القدرات‪ ,‬االستعدادات‪ ,‬الذكاء‪ ,‬السمات الشخصية كالضعؼ العقمي‪ .‬كنظ انر‬ ‫لتعدد االتجاىات كالمدارس النفسية المفسرة لمسمكؾ اإلجرامي كالتي لف نستطيع أف نكردىا كميا‬

‫بالتفصيؿ فسنكتفي بذكر بعض النماذج ليذه االتجاىات كالمدارس كبشكؿ مختصر كذلؾ عمى النحك‬ ‫التالي ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬اإلجرام نتيجة المحاكاة والتقميد ‪:‬‬

‫تقكؿ ىذه النظرية عمى أف التقميد لمسمكؾ االجتماعي ىك أساس تعمـ السمكؾ اإلجرامي‪ ,‬فالفرد ال يككف‬

‫مجرمان إال إذا قمد غيره مف المجرميف المحيطيف بو (ياسيف‪. )1992,‬‬ ‫والتقميد نوعان ‪:‬‬

‫‪.1‬تقميد اجتماعي ‪ :‬ينتقؿ عف طريؽ القيـ كالعادات كالتقاليد مف جيؿ آلخر في نفس المجتمع‪.‬‬ ‫‪.2‬تقميد فردي ‪ :‬ينتقؿ عف طريؽ السمكؾ السكم أك المنحرؼ مف شخص إلى آخر ‪.‬‬

‫كيرل (باندك ار ‪ ) Bandora‬صاحب نظرية التعمـ االجتماعي أف كثي انر مف السمكؾ يتـ اكتسابو مف‬

‫خبلؿ مبلحظة اآلخريف كالذيف ييسمكف (بنمكذج القدكة) ككمما ازدادت أىمية ىذه القدكة زاد تأثيرىـ في‬ ‫اتجاه اكتساب السمكؾ ‪ .‬كيرل (باندكرا) أننا نميز السمكؾ الصحيح مف الخاطئ عف طريؽ مبلحظة‬ ‫‪94‬‬


‫سمكؾ اآلخريف كخاصة اآلباء‪ .‬كبحكـ ىذا المعنى فإف السمكؾ اإلجرامي يتـ اكتسابو أيضان مف خبلؿ‬ ‫تقميد القدكات كمحاكاتيـ ‪ .‬كمف الكاضح أف األشخاص الذيف يبلحظكف األفعاؿ العدكانية ال يقتصر‬

‫أمر تأثرىـ بيا عمى مجرد محاكاة األفعاؿ التي يشاىدكنيا‪ ,‬كلكنيـ يصبحكف عدكانييف بصفة عامة‬ ‫(الخطيب‪. )1994,‬‬

‫فالطفؿ الذم ينشأ عمى اإلجراـ كالعنؼ يككف محاطان بنماذج سيئة مف اآلباء أك األقراف السيئيف كىذا‬

‫يدلؿ بأف السمكؾ اإلجرامي ييكتسب بالتعمـ الذم يتـ عف طريؽ مخالطة المجرميف كالتفاعؿ معيـ‪.‬‬ ‫(عيسكم ‪. )1991,‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬اإلجرام نتيجة الصراع النفسي والحرمان العاطفي‪:‬‬

‫تنظر مدرسة التحميؿ النفسي إلى الجريمة كحيمة نفسية ال شعكرية تيدؼ إلى التخفيؼ مف أعباء‬ ‫الصراع النفسي كالتخمص الكقتي عمى األقؿ مف األزمات الداخمية‪ ,‬فيي تنجـ عف استعداد إجرامي‬

‫مكتسب في مرحمة الطفكلة نتيجة لفشؿ اآلباء كأجيزة التنشئة االجتماعية في تركيض الدكافع العدكانية‬

‫كالجنسية لمطفؿ ‪ ,‬أك نتيجة لطفكلة عانت مف الحرماف كالقسكة أك تعرضت لمتدليؿ المفرط ‪ .‬كذلؾ‬

‫معناه أف السمكؾ اإلجرامي ما ىك إال تعبير عف الصراع النفسي بيف قكل متصارعة تفصح عف نفسيا‬

‫بعد كبتيا بسمكؾ مختمؼ‪ .‬كيرل(فركيد) كذلؾ أف السمكؾ اإلج ارمي يحدث عندما يحدث صراع بيف‬

‫إليك "‪ – "Id‬كىي مركز النزعات كالغرائز الفطرية التي تريد إشباعان عاجبلن – كبيف األنا العميا " ‪Super‬‬

‫‪ "ego‬التي تمثؿ القيـ كاألخبلؽ كالعادات التي تنتقؿ لمفرد مف خبلؿ التنشئة االجتماعية فإذا تغمبت‬

‫نزعات اليك عمى األنا العميا حدث السمكؾ اإلجرامي أك المضاد لممجتمع ‪ .‬ككما يرل (فركيد)أف الفرد‬

‫مزكد منذ ميبلده بطاقة عدكانية يتحتـ تفريغيا قبؿ أف تصؿ إلى مستكيات متسمة بالخطكرة‪ .‬كيرل أف‬ ‫التدمير كالقتؿ مظيراف النفجار الطاقة العدكانية‪ .‬فعندما تتراكـ الطاقة العدكانية إلى الحدكد الخطرة‪,‬‬

‫دكف أف تككف ىناؾ فرص لتفريغيا مف خبلؿ عممية التنفيس تحدث الجريمة (الخطيب‪.)1994,‬كال‬

‫يركف بعض التحميمييف كثي انر عمى فكرة الذنب البلشعكرم‪ ,‬كانما يرجعكف الجريمة إلى الحرماف العاطفي‬ ‫خبلؿ الطفكلة‪ .‬كألنيـ حرمكا مف الحب كالعطؼ فإنيـ ال يستطيعكف أف يعطكا الحب أك العطؼ ألم‬ ‫كقد ذىب(كاركؿ ‪ )1964,Carroll‬إلى أف‬

‫إنساف (عيسكم‪.)1991,‬‬

‫سمكؾ الجانحيف كالمجرميف – في الغالب – يمثؿ سمككا تعكيضيان ‪ ,‬فالصبي الذم يعرؼ عنو الضعؼ‬ ‫ربما يحاكؿ أف يحصؿ عمى المكانة االجتماعية بيف جماعة أنداده عف طريؽ السرقة‪ ,‬كاذا أدل ىذا‬ ‫السمكؾ إلى الغاية المرجكة منو‪ ,‬فقد يستمر ىذا الصبي في السرقة رغبة في الحصكؿ عمى رضا‬

‫كتقدير جماعة األنداد‪ .‬كما يرل أف الجنكح كالنزعة اإلجرامية تتكلد عف الشعكر بالفشؿ كاإلحباط ‪.‬‬

‫كيذىب (كاركؿ) بالقكؿ بأف كؿ مجرـ ككؿ حدث يجب أف ييعتبر حالة سيككلكجية‪ ,‬كيقصد بذلؾ حالة‬ ‫مرضية‪ .‬كعمى ذلؾ فالعقاب كاف كاف ضركريان في بعض الحاالت إال أنو ليس نمط المعالجة‬ ‫المطمكبة‪ .‬كالحقيقة أف المكافآت أفضؿ مف استخداـ العقكبات فبل تكجد إال أدلة قميمة تكضح أف‬

‫األشكاؿ القاسية مف العقاب تنجح في خفض معدالت الجريمة (العيسكم‪.)1991,‬‬ ‫‪95‬‬


‫ثالثاً ‪ :‬اإلجرام نتيجة االضطرابات العصابية (النفسية) ‪:‬‬

‫ييعد العصاب أكثر األمراض النفسية كالعقمية انتشا انر‪ ,‬كيتسـ بصفة عامة بكجكد صراعات داخمية‪,‬‬ ‫كبتصدع في العبلقات الشخصية‪ ,‬كظيكر أعراض مختمفة أىميا‪( :‬القمؽ‪ ,‬كالخكؼ‪ ,‬كاالكتئاب‬

‫كالكساكس كاألفعاؿ القيرية‪ ,‬كسيكلة االستثارة‪ ,‬كالحساسية الزائدة‪ ,‬كاألعراض اليسترية) كيحدث ذلؾ‬

‫دكف المساس بتكامؿ كترابط الشخصية كيتحمؿ المريض المسئكلية كاممة‪ ,‬كيقكـ بكاجباتو‪ ,‬مع سبلمة‬

‫اإلدراؾ كاالستبصار بحالتو كالتحكـ في ذاتو‪ .‬كىذا ما يميز العصابي عف الذىاني الذم تضطرب فيو‬ ‫ىذه الصفات ‪ .‬كيتبادر إلى الذىف ألكؿ كىمة أف مرضى العصاب ال يندفعكف إلى ارتكاب الجرائـ –‬

‫ألنيـ مستبصركف‪ ,‬كال يعانكف مف اضطراب التفكير أك اإلدراؾ – غير أف التراث اإلكمينيكي كالطب‬

‫النفسي يشير إلى حاالت عصابية ترتبط بارتكاب أصحابيا ألشكاؿ مف السمكؾ اإلجرامي تحت كطأة‬ ‫أعرضان معينة كمف ذلؾ ما قد يقكـ بو بعض مرضى الرعب الحاد مف اندفاع مفاجئ يرتكبكف فيو‬

‫أفعاالن تتسـ بالعنؼ‪ ,‬كقد يقتمكف كىـ في ظؿ ىذه الحالة‪ .‬كمنيا أيضان االندفاعات التي تعترم مرضى‬

‫الكسكاس القيرم كتككف في ىيئة عدكانية أك انتحارية‪ .‬يضاؼ إلييا بعض الحاالت التي تصنؼ تحت‬ ‫الكسكاس القيرم مثؿ جنكف أك ىكس السرقة كجنكف أك ىكس الحرائؽ كالجنكف أك اليكس‬

‫الجنسي‪.‬كعند ظيكر أعراض اليستيريا االنشقاقية يمكف أف ييقدـ المريض عمى ارتكاب أفعاؿ تصؿ‬ ‫إلى الجرائـ كاالعتداء أك القتؿ أك النصب كاالحتياؿ‪ .‬فالحاالت العصابية المقترنة بأفعاؿ كسمككيات‬

‫إجرامية كتمؾ األمثمة التي ذكرناىا باإلضافة عمى ندرتيا تأتي في شكؿ نكبات قد ال تتكرر أك يشفى‬

‫منيا المريض تمامان‪ .‬كؿ ىذه العكامؿ تجعؿ تحديد المسئكلية الجنائية بالنسبة لممرضى العصابييف‬

‫مسالة ليست باليسيرة (ربيع كآخركف‪.)1994,‬‬

‫رابعاً ‪ :‬اإلجرام نتيجة االضطرابات الذىانية (العقمية) ‪:‬‬

‫أعراض االضطرابات الذىانية كالتي تختمؼ عف األمراض العصابية كىي‪:‬‬ ‫* عدـ استبصار المريض بمرضو كانكاره لو‪.‬‬

‫* اضطراب مختمؼ الدرجات كاألشكاؿ في التفكير‪.‬‬ ‫* اضطراب الكجداف كالحالة االنفعالية‪.‬‬

‫* اضطراب في اإلدراؾ مع ظيكر اليبلكس‪.‬‬

‫* ظيكر الضبلالت أك اليذاءات (اليذيانات)‪.‬‬

‫* تغير في الشخصية األصمية كاكتساب عادات كأشكاؿ سمككية جديدة‪.‬‬ ‫* اضطراب في السمكؾ كاىماؿ العناية بالنفس‪.‬‬

‫* البعد عف الكاقع كالتعمؽ بحياة تتمركز حك قضايا كمسائؿ متصمة باضطراب التفكير‪.‬‬ ‫وتنقسم االضطرابات الذىانية إلى قسمين كبيرين ىما‪:‬‬

‫أ‪.‬الذىان الوظيفي‪ :‬كمف أىـ فئاتو الفصاـ كاالضطرابات الكجدانية التي تشمؿ كبل مف‪ :‬اليكس‬

‫‪ Mania‬كاالكتئاب ‪ .Depression‬كيعد اضطراب التفكير كاالنفعاؿ كاإلرادة كاليكس مف أىـ أعراض‬ ‫‪96‬‬


‫مرضى الفصاـ‪ .‬كتسبب الذبذبات االنفعالية اندفاعان كسمككان غير اجتماعي كبعض الجرائـ العنيفة‪.‬‬

‫كترتفع نسبة االنتحار بيف مرضى االكتئاب الذىاني كأحيانان يصاحب عممية االنتحار أك يسبقيا قتؿ‬

‫أحد األشخاص األعزاء أك األقارب‪.‬‬

‫ب‪.‬الذىان العضوي‪ :‬كيعد الصراع أىـ فئاتو كما أف مف فئاتو التي تسترعي االنتباه لما ليا مف عبلقة‬ ‫بالجريمة كالسمكؾ اإلجرامي التسمـ بفعؿ تعاطي المخدرات أك المسكرات‪ ,‬أك ما يطمؽ عميو االعتماد‬ ‫أك اإلدماف‪ .‬كالذىاف العضكم يحدث نتيجة لمرض دماغي أك إصابة مخية أك أم إصابة جسمية‬

‫أخرل‪ ,‬تؤدم إلى خمؿ مخي‪ .‬كقد تؤدم النكبات الصرعية النفسية الحركية أحيانان إلى صدكر سمكؾ‬

‫ذىاني عنيؼ يؤدم إلى ارتكاب عمميات قتؿ متبلحقة ثـ ال يتذكر بعدىا المريض ما تسبب فيو مف‬

‫ككارث ‪ ,.‬كما أشارت بعض البحكث إلى كجكد ارتباط سمبي بيف كؿ مف تعاطى الحشيش كاألفيكف‬ ‫كمشتقاتو كبيف السمكؾ اإلجرامي‪ ,‬ككذلؾ الكككاييف كعقاقير اليمكسة كادماف الخمكر كالمسكرات‪.‬‬

‫‪.6‬النظرية التكاممية في تفسير السموك اإلجرامي‪:‬‬

‫مف العرض السابؽ لمختمؼ المذاىب كالنظريات التي قدميا الباحثكف لتفسير السمكؾ اإلجرامي يتضح‬

‫مدل الصعكبة التي تحيط بتفسير الظاىرة محؿ البحث‪ ,‬كاذا كانت اآلراء المختمفة التي سبؽ‬

‫استعراضيا لـ تفمح في كضع كصياغة نظرية عامة تحكـ السمكؾ اإلجرامي‪ ,‬كيرجع ذلؾ إلى تبايف‬

‫التخصصات المختمفة التي خرجكا منيا حكؿ بحث الظاىرة لمتصدم ليا‪ ,‬كحاكؿ كؿ منيـ بحث‬

‫الظاىرة مف كجية نظر تخصصو كقد يبدك لمكىمة األكلى أف بحث الظاىرة اإلجرامية مف قبؿ باحثيف‬

‫مختمفي المجاالت ىك أمر طبيعي نظ انر لتشعب الظاىرة كاتصاليا بمجاالت العمكـ المختمفة مف‬

‫كتمؾ‬

‫اجتماعية كنفسية كعضكية‪.‬‬

‫حقيقة ال يختمؼ عمييا اثناف‪ ,‬فظاىرة اإلجراـ ىي ظاىرة حياة الجماعة‪ ,‬كفي حياة الفرد‪ .‬كبالتالي‬

‫فبحثيا بحثان عمميان يتعيف أف يتشعب ليشمؿ جكانبيا االجتماعية‪ ,‬كجكانبيا الفردية‪ .‬كعمى ذلؾ‪ ,‬فما ىك‬ ‫السبيؿ إذف إلمكاف تفسير السمكؾ اإلجرامي‪ ,‬كالظاىرة اإلج ارمية مف جميع جكانبيا التفسير الصحيح؟‬ ‫االعتبارات التي يجب أن نضعيا نصب أعيننا حسب النظرية التكاممية ‪:‬‬

‫االعتبار األول‪ :‬كجكب استبعاد أم تفسير لمظاىرة ييبنى عمى فكرة العامؿ الكاحد‪ ,‬أك السبب الكاحد‬ ‫بمعنى أف نظرية كاحدة ذات طابع كاحد لف تستطيع أف تقدـ تفسي انر شافيان كصحيحان كعمميان في الكقت‬

‫ذاتو لممشكمة محؿ البحث‪.‬‬

‫االعتبار الثاني‪ :‬كجكب إتباع األسمكب التكاممي في بحث الظاىرة اإلجرامية بيف فركع العمكـ المختمفة‬ ‫التي تيتـ بدراستيا مف جكانبيا المختمفة‪ ,‬بمعنى أف الحالة محؿ البحث يجب أف تتـ دراستيا بمعرفة‬ ‫أخصائييف في عمكـ النفس كاالجتماع كالبيكلكجية كاألمراض النفسية كالعقمية‪ ,‬كجميع العمكـ األخرل‬

‫التي تتصؿ بالمشكمة‪ .‬كعمى ذلؾ فالباحث اإلجرامي يجب عميو أف ييعمؽ دراسة المشكمة ليس مف‬ ‫جانب كاحد كانما مف جميع جكانبيا بغية تحديد العكامؿ التي ساىمت في كجكد الظاىرة اإلجرامية‪.‬‬ ‫‪97‬‬


‫(سبلمة ‪. )1978 ,‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬النظريات االجتماعية ‪:‬‬

‫يمعب الكسط االجتماعي الذم يعيش فيو الشخص‪ ,‬كما يسكده مف عبلقات اجتماعية دك انر أساسيان في‬ ‫تحديد نماذج السمكؾ التي يتبعيا في المجتمع‪ .‬فالطفؿ يكتسب في إطار مجتمعو عاداتو‪ ,‬كقيمو‪,‬‬

‫كمبادئ سمككو عف طريؽ التعمـ‪ .‬كما يتمقى في سنكات نمكه األكلى ضغط محيطو كتأثيره دكف دفاع‪.‬‬ ‫كليذا فإنو بقدر ما تككف المبادئ السمككية كالقيـ التي اكتسبيا الفرد مف محيطو االجتماعي سميمة ‪,‬‬

‫بقدر ما تككف عممية تجانسو االجتماعي سميمة كبناءة ‪ ,‬كانعكاس ذلؾ عمى شخصيتو بصكرة إيجابية‪,‬‬

‫أما إذا كاف المحيط االجتماعي مشبعان بقيـ سمبية ىدامة كرافضة لمنظاـ االجتماعي‪ ,‬بقدر ما تتككف‬

‫لدل الفرد شخصية رافضة لمقيـ الميمة كالمعايير السائدة‪ ,‬كتصبح غير متكازنة اجتماعيان ‪ ,‬فالشخصية‬

‫الرافضة كالمرفكضة مف قبؿ المجتمع تصبح قاسية في عبلقاتيا االجتماعية‪ ,‬كتحاكؿ أف تنتقـ لمحرماف‬ ‫مف المحيط االجتماعي أك ممف ينتمكف إليو‪ .‬كفي إطار المحيط االجتماعي تنشأ الشخصية العدكانية‬

‫كتحاكؿ بسمككيا التعكيضي أف تؤكد انتقاميا لظمميا‪ ,‬كاضطيادىا مف خبلؿ العنؼ كاالنحراؼ‬ ‫كاإلجراـ ‪.‬‬

‫ويرى إميل دور كيايم ( ‪ ,)1917 – 1858 Emile Durkheim‬عالـ االجتماع الفرنسي‪ ,‬أف‬ ‫الجريمة تكجد في جميع المجتمعات‪ ,‬فبعض الناس يغالكف في االنحراؼ كيرتكبكف األفعاؿ اإلجرامية‪.‬‬ ‫كالجريمة في جكىرىا عمؿ ىداـ فيو اعتداء عمى حياة الناس كممتمكاتيـ‪ ,‬كفييا إعاقة لمتقدـ كالنمك‬

‫االقتصادم كاالجتماعي ‪ .‬إنيا مظير مف مظاىر الحياة البربرية البدائية لما ليا مف ضحايا كخسائر‬

‫في األركاح كالممتمكات‪ .‬كما أنيا تقضي عمى شعكر اإلنساف باألمف‪ ,‬كتؤدم إلى انتشار شريعة الغاب‬ ‫‪ ,‬حيث يعتدم القكم عمى الضعيؼ‪ .‬فالتقدـ مف كجية نظر (دكر كيايـ) ال يتـ إال في جك مف‬

‫االستقرار كاألمف ‪ ,‬كليس في جك مف الجريمة‪,.‬فالنظريات االجتماعية تركز بشكؿ خاص عمى القكل‬ ‫االجتماعية الخارجية في نشأة الجريمة كتفترض أف السمكؾ اإلجرامي ال يختمؼ في طبيعة تككينو عف‬

‫مجمكع السمكؾ االجتماعي العاـ لؤلفراد ‪.‬‬

‫وأىم النظريات االجتماعية المفسرة لمسموك اإلجرامي ما يمي ‪:‬‬

‫‪.1‬نظرية الفرص الفارقة ‪: Differential Opportunity‬‬

‫صاغ نظرية الفيرص الفارقة كمكارد كأكىمف (‪ )Cloward and Ohlin, 1960‬في كتابيما "الجنكح‬ ‫كالفيرص"‪ ,‬كقد افترض الباحثاف أف األشخاص الذيف ينتمكف إلى ثقافة الطبقة العامة في المجتمع‬

‫األمريكي يريدكف أف يحققكا أىدافيـ بنجاح مف خبلؿ الطرائؽ كاألساليب الشرعية المتاحة في المجتمع‪,‬‬ ‫كلكنيـ ييكاجيكف بعقبات شديدة ‪ ,‬ألف المجتمع يينكر عمييـ فيرص تحقيؽ النجاح‪ .‬كمف ضمف ىذه‬ ‫العقبات التي تكاجييـ الفركؽ الثقافية‪ ,‬كالمغكية‪ ,‬كالمادية‪ ,‬كعدـ كجكد فرص مناسبة لمحراؾ االجتماعي‪.‬‬

‫كلذلؾ فإنو عندما تيكاجو األساليب الصحيحة في تحقيؽ األىداؼ بالعقبات التي تؤدم إلى اإلحباط‬ ‫‪98‬‬


‫الشديد‪ ,‬فإف ذلؾ يؤدم باألشخاص مف أبناء ىذه الطبقة إلي المجكء ألساليب منحرفة لتحقيؽ ىذه‬ ‫األىداؼ‪ ,‬كيؤدم لكقكع الجرائـ‪ ,‬كليست جرائـ األحداث الشباب التي تظير مف خبلؿ العصابات إال‬

‫مظي انر مف المظاىر التي تؤدم إلى تحقيؽ األىداؼ بصكرة غير شرعية (ربيع كآخركف ‪.)1995,‬‬ ‫نظرية التفكك االجتماعي ‪: Social disorganization‬‬

‫إف مفيكـ التفكؾ االجتماعي مفيكـ متسع يشمؿ ظكاىر اجتماعية كثقافية عديدة‪ .‬إنو يشير إلى تناقض‬ ‫كصراع المعايير الثقافية‪ ,‬كضعؼ أثر قكاعد السمكؾ كمعاييره‪ ,‬كصراع األدكار االجتماعية‪ ,‬كانعداـ‬

‫االلتقاء بيف الكسائؿ التي ييجيزىا المجتمع مع غايات الثقافة فيو‪ ,‬كمف ثـ عمى انييار الجماعات كسكء‬

‫أدائيا لكظائفيا‪.‬‬

‫أشكال التفكك االجتماعي ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬يمثل اضطراب البناء االجتماعي‪ :‬كيشمؿ ما يط أر عمى الجماعات‪ ,‬كالتنظيمات‪ ,‬كالنظـ‬ ‫االجتماعية مف تفكيض لدعائميا‪ ,‬كانعداـ تكامميا‪ ,‬كيؤدم إلى تدىكرىا كتكقفيا عف النمك كما يشمؿ‬ ‫الفساد أك الخمؿ الذم يط أر عمى العبلقات الكثيقة األساسية القائمة بيف األفراد‪ ,‬كالجماعات‪,‬‬

‫كالمؤسسات‪ ,‬كالطبقات االجتماعية‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬فيو قصور األداء الوظيفي‪ :‬كيشمؿ كؿ ما يعمؿ عمى إفساد الكفاية الكظيفية أك اإلخفاؽ في‬ ‫القياـ ببعض المتطمبات الكظيفية مثؿ األغراض كاألىداؼ‪ ,‬كما يحدث لؤلىداؼ نكع مف الخمط ك‬ ‫الغمكض كيشمؿ كذلؾ سكء األداء الكظيفي أك قصكره‪ .‬كيعني ذلؾ القياـ بكظائؼ متعارضة األىداؼ‬ ‫كاألغراض‪ ,‬كما ينشأ عف ذلؾ مف افتقار إلى كجكد التبلؤـ بيف عناصر البناء االجتماعي (عارؼ‬

‫‪.)1991,‬‬

‫كقد ربطت النظريات االجتماعية بيف التفكؾ االجتماعي كالسمكؾ اإلجرامي‪ ,‬كافترضت أف السمكؾ‬

‫اإلجرامي ينشأ في ظؿ كجكد مظير أك أكثر مف مظير لشكؿ التفكؾ االجتماعي‪ ,‬فقد افترض‬ ‫(شك‪ )Show‬في نظريتو أف أكبر تجمع لممجرميف كالجانحيف يككف في مناطؽ تتسـ بالتفكؾ‬

‫المتخمفة مثبلن كالظركؼ السائدة فييا‪ ,‬يصبح المجتمع الكمي ليذه األحياء‬ ‫االجتماعي‪ .‬ففي األحياء ي‬ ‫مفككان‪ ,‬كتضعؼ رقابتو عمى أعضائو‪ ,‬كينعدـ تكامؿ النظـ االجتماعية فييا‪ .‬كليذا فإنو مف المتكقع أف‬ ‫تصبح األنماط اإلجرامية شائعة فييا‪ ,‬كتنتقؿ بسيكلة مف شخص إلى آخر‪ .‬كلذلؾ يتعمـ الصغار الذيف‬

‫ينشئكف في مثؿ ىذه المناطؽ‪ ,‬السمكؾ اإلجرامي عمى أنو الطريقة المناسبة لمتكافؽ مع البيئة‬

‫االجتماعية التي يعيشكف فييا‪ .‬كليذا يمكف اعتبار زيادة معدالت التغير االجتماعي في المجتمع‬

‫السبب المباشر لظيكر السمكؾ اإلجرامي‪ .‬فالتغير السريع يؤدم إلى قمة تمسؾ أفراد المجتمع بالقيـ‬ ‫كالتقاليد السائدة نتيجة ظيكر مكاقؼ كظركؼ جديدة تتطمب التكافؽ معيا بصكرة مختمفة‪ .‬كىذا ما‬

‫يحدث مثبلن (أثناء االحتكاؾ الثقافي بيف المجتمعات التقميدية كالمجتمعات المتحررة‪ ,‬مف شأنو أف يؤدم‬

‫إلى ظيكر مكاقؼ جديدة تؤدم إلى تعطيؿ أساليب الضبط االجتماعي التي تسكد المجتمعات التقميدية‬ ‫‪99‬‬


‫مثؿ السمعة الحسنة‪ ,‬كحقكؽ الجيرة كالخكؼ مف كبلـ الناس‪ ,‬كتكقعات األىؿ‪ ,‬كالعادات السائدة ‪ ,‬كغير‬ ‫ذلؾ‪( .‬ربيع كآخركف‪. )1995,‬‬ ‫نظرية الصراع بين الثقافات‪:‬‬

‫ىذه النظرية قسمت الصراع الثقافي إلى داخمي كخارجي‪:‬‬ ‫‪.1‬الصراع الداخمي‪ :‬كائف في داخؿ المجتمع بسبب تنكع االتجاىات كالقيـ االجتماعية داخؿ كحدات‬

‫الثقافة العامة الداخمية ليذا المجتمع‪.‬‬

‫‪.2‬كالصراع الخارجي‪ :‬ىك ثقافة خارجية يؤدم إلى صراع مستمر بيف أساليب السمكؾ المختمفة الناجمة‬ ‫عف أساليب السمكؾ الدخيمة المرتبطة بثقافتيا الخاصة‪ ,‬بيف أساليب السمكؾ الدخيمة القادمة مف الخارج‬

‫عن طريق ثبلث أبواب وىي‪:‬‬

‫الباب األول‪ :‬ىك باب الحدكد الطبيعية كالسياسية التي تفصؿ بيف أساليب الثقافة الداخمية كأساليب‬ ‫الثقافة الدخيمة‪.‬‬

‫الباب الثاني‪ :‬ىك باب النفكذ األجنبي الذم قد يحاكؿ أف يفرض بعض أساليب خاصة مف الثقافة عمى‬ ‫المناطؽ التي قد يصؿ إلييا‪.‬‬

‫الباب الثالث‪ :‬ىك باب اليجرة فإنيا تؤدم إلى انتقاؿ أفراد مف منطقة ذات ثقافة معينة إلى ذات ثقافة‬ ‫مغايرة‪.‬‬

‫كيؤكد (سيميف ‪ ) Sellin‬أف الصراع بيف الثقافات يمكف أف يبحث مف زاكيتيف إما كصراع عقمي‪ ,‬أك‬

‫كصراع بيف مبادئ أك شرائع ثقافية‪ ,‬كبالطبع يميؿ الميتمكف بعمـ الجريمة إلى التركيز عمى الصراع‬ ‫بيف القكاعد السمككية القانكنية كغير القانكنية‪( .‬أنكر‪ ,‬عثماف‪.)1982 ,‬‬

‫‪.4‬نظرية الوسم االجتماعي ‪:The Social Libeling Theory‬‬

‫حدد (المرت ‪ )E. Lemert‬نظرية الكسـ االجتماعي في صكرتيا الحديثة‪ ,‬حيث ذكر فرضيف أساسييف‬ ‫لنظريتو اعتبرىما األساس في االنحراؼ االجتماعي كىما ‪:‬‬

‫األول‪ :‬يعتبر االنحراؼ ظاىرة نسبية غير ثابتة تتحدد في إطار الجماعة التي تنشأ فييا‪ .‬فالجماعة‬ ‫تعتبر بعض أنكاع السمكؾ خركجان كبي انر عمى قكاعدىا كمعاييرىا‪ ,‬فيكسـ فاعميا بالخركج عمى قكاعد‬ ‫الجماعة كمعاييرىا‪ .‬كاالنحراؼ ال يككف مف خبلؿ نكعية الفعؿ الذم ارتكبو الفاعؿ‪ ,‬بؿ يظير مف‬

‫خبلؿ النتائج التي أدل إلييا‪ ,‬أك عمى ما ييطمقو اآلخركف مف صفة عمى الفاعؿ يسمكنو بكسمة‬ ‫(كصمة )االنحراؼ ‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬ال يتـ االنحراؼ مف خبلؿ مكقؼ كاحد ‪ ,‬بؿ نتيجة مجمكعة مف المكاقؼ كالظركؼ‬

‫االجتماعية‪ .‬فاالنحراؼ ىك عممية اجتماعية تتـ بيف طرفيف ىما‪ :‬ما يقكـ بو الشخص المجرـ مف فعؿ‬

‫منحرؼ مف جية‪ ,‬كاستجابة اآلخريف نحك فعؿ المجرـ مف جية أخرل ‪.‬‬

‫أنواع االنحراف حسب نظرية الوسم االجتماعي ‪:‬‬

‫‪111‬‬


‫‪.1‬االنحراؼ األكلي ‪:‬أك السمكؾ الفعمي لممجرـ كىك الفعؿ الذم يقكـ بو المجرـ يمكرىان كىك عمى عمـ‬ ‫بانحرافو‪ ,‬كيشعر بغرابتو كشذكذه في ق اررة نفسو‪.‬‬

‫‪.2‬االنحراؼ الثانكم ‪ :‬أك استجابة المجتمع نحك السمكؾ اإلجرامي كىذا النكع مف االنحراؼ ييقره الفرد‬ ‫المجرـ‪ ,‬كيدرؾ ماىيتو كخصائصو النفسية كاالجتماعية‪ ,‬كيدرؾ طبيعة الدكر الذم يقكـ بو‪ .‬كىذا الفعؿ‬ ‫ييثبت مف خبلؿ تك ارره عدت مرات‪ ,‬كمف خبلؿ خبرة الفرد الذاتية‪ ,‬كادراكو لردكد فعؿ المجتمع نحكه‪.‬‬ ‫كلذلؾ يرل (المرت) أف األفراد المنحرفيف غالبان ما يبرركف انحرافيـ األكؿ بأف ما قامكا بو يعد تافيان‬

‫كأخطاء مؤقتة‪ ,‬كأنو جزء مف دكر اجتماعي مقبكؿ حتى يسمط المجتمع أضكائو عميو‪ ,‬كيعتبره انحرافان‬

‫ييكسـ صاحبو باالنحراؼ كيتحفظ أصحاب ىذه النظرية عمى أسمكب تقديـ المنحرفيف إلى السجكف‬ ‫كاإلصبلحيات‪ ,‬كالمؤسسات العبلجية‪,‬كغيرىا‪ ,‬كذلؾ العتقادىـ أف مثؿ ىذه المؤسسات تعرقؿ عممية‬

‫إصبلحيـ‪ ,‬ألنيا تكسـ ىؤالء األفراد باإلجراـ (ربيع كآخركف‪.)1995,‬‬

‫‪111‬‬


‫انوحدة انثاينت‬ ‫وسائم عهى اننفس اجلنائي‬ ‫يف انكشف عن اجلرائى‬ ‫‪‬‬

‫أوالً ‪ :‬كشف الجرائم عن طريق التداعي ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫ثانياً ‪ :‬كشف الجرائم عن طريق آثار االنفعاالت النفسية ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬العقاقير المخدرة ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫رابعاً ‪ :‬التنويم المغناطيسي ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫خامساً ‪ :‬موقف الشرع اإلسبلمي من استخدام الوسائل‬

‫النفسية في الكشف عن الجريمة ‪.‬‬

‫‪112‬‬


‫الوحدة الثامنة‬

‫وسائم عهى اننفس اجلنائي‬ ‫يف انكشف عن اجلرائى‬ ‫تمييد ‪:‬‬ ‫تتعدد طرؽ إثبات الدعكل في اإلسبلـ‪ ,‬فبعضيا متفؽ عمييا عمى اعتبارىا طرقان لئلثبات كيقضي‬

‫القاضي بمكجبيا مثؿ‪ :‬االعتراؼ‪ ,‬كشيادة الشيكد‪ ,‬كاليميف ‪ ,‬كالكتابة ‪ .‬كفي ىذا الفصؿ سيتـ التطرؽ‬ ‫إلى كسائؿ عمـ النفس الجنائي في الكشؼ عف الجرائـ التي تيعد مف القرائف التي يستخدميا المحققكف‬ ‫رغبة منيـ في الكصكؿ إلى الحقيقة التي ىي شغميـ الشاغؿ‪ .‬كتيعد جميع ىذه الكسائؿ مف القرائف‬ ‫الحديثة‪ .‬ثـ سنختتـ ىذا الفصؿ ببياف لمكقؼ الشرع اإلسبلمي مف استخداـ ىذه الكسائؿ في الكشؼ‬

‫عف الجريمة ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬كشف الجرائم عن طريق التداعي ‪:‬‬

‫ليس فينا مف يجيؿ ما لممشاعر كالمحسكسات مف االرتباط باألفكار كالذكريات ‪ .‬كالشكاىد عمى ذلؾ‬

‫كثيرة في حياتنا اليكمية‪ .‬فمثبلن رائحة األثير تذكرنا بعممية جراحية أك بأياـ اإلقامة بإحدل المستشفيات‪,‬‬ ‫فيذه الظكاىر الفكرية قد لفتت نظر المفكريف منذ عيد "أرسطك" حتى اآلف‪ ,‬كقد أطمؽ عمييا عمماء‬

‫النفس ظاىرة "تداعي المعاني كاألفكار " أك بعبارة أخرل"ترافؽ الخكاطر النفسية" ‪ ,‬بمعنى أنو إذا‬

‫تنبيت في العقؿ فكرة أك ذكرل معينة أك إحساس خاص أيقظ ذلؾ في الحاؿ فكرة أخرل أك مجمكعة‬ ‫أفكار كذكريات تجمعيا بيا ركابط عقمية قديمة‪ .‬كمثاؿ ذلؾ‪( :‬إذا كنت اعتدت أف ترل زيد كعمر)‬

‫متبلزميف فإنؾ إذا رأيت أحدىما منفردان‪ ,‬فإنؾ ستذكر زميمو في الحاؿ‪ .‬كمما يجب لفت النظر إليو أف‬ ‫ىذه الظاىرة في مجمكعيا تشمؿ دكريف مف أدكار اإلجراءات العقمية المختمفيف كالمستقميف عف‬

‫‪.1‬دور سابق ‪:‬‬

‫بعضيما البعض كىما ‪.‬‬

‫فالسابؽ ىك االرتباط الذم يجريو العقؿ ليصؿ بيف فكرتيف أك أكثر كيؤلؼ بينيما‪ ,‬كىذا يأتي مف الخبرة‬ ‫أك الممارسة العقمية‪ ,‬كبعد أف يتـ تككيف الرابطة الفكرية بيف الخكاطر ينتيي الدكر األكؿ كىك دكر‬ ‫التككيف‪ ,‬ثـ تبقى األفكار المكصكلة كامنة في العقؿ إلى أف يجيء الدكر الثاني‪.‬‬

‫‪.2‬دور الحق ‪ :‬كىك دكر العمؿ أك التنبيو‪ ,‬فعندما تتنبو إحدل الفكرتيف في العقؿ بفعؿ أم مؤثر مف‬ ‫المؤثرات – سكاء أكاف ذاتيان أـ خارجيان – فإف الفكرة التي تنبيت تكقظ معيا األفكار األخرل الكامنة‬

‫السابؽ ارتباطيا ‪ .‬كالفرؽ بيف العمميتيف جكىرم مف حيث أف العممية األكلى خاصة بربط األفكار أك‬ ‫الخكاطر ببعضيا كما تقدـ‪ ,‬أما الثانية فخاصة بتنبيو األفكار المرتبطة ببعضيا البعض‪.‬‬

‫‪113‬‬


‫أسباب ظاىرة ارتباط األفكار وتعميميا ‪:‬‬ ‫لقد حار العمماء في تكلد ظاىرة ارتباط األفكار كفي عمة كجكدىا فبعضيـ شبييا بالجاذبية‪ ,‬كمف بيف‬ ‫ىؤالء العالماف "ريبك كىيكـ"‪ ,‬كبعضيـ كالعبلمة "كليـ جيمس" أرجعيا إلى قانكف االعتياد العصبي‪ ,‬أم‬

‫أف المرجع فييا إلى العادة التي ألفيا العقؿ عف طريؽ الممارسة كالخبرة‪ ,‬بحيث إذا مارس العقؿ فكرتيف‬ ‫في كقت كاحد أك عمى التكاتر‪ ,‬فإف تنبيو إحداىما في العقؿ يؤدم إلى تنبيو األخرل معيا "‪.‬‬

‫(فتحي‪.)1958,‬‬

‫أقسام تداعي المعاني من حيث نوع الروابط الفكرية أو القران العقمي إلى ثبلثة أقسام‬ ‫رئيسية وىي ‪:‬‬

‫‪.1‬االرتباط بسبب التبلزم أو االقتران ‪:‬‬ ‫كيتكلد ىذا النكع بسبب اعتياد الفكر إدراؾ شيئيف مقترنيف بعضيما ببعض أك متبلزميف كجكدان‪ ,‬كما لك‬

‫كنا اعتدنا أف نرل شخصيف مترافقيف دائمان‪ ,‬فإف رؤية أحد الصديقيف منفردان يذكرنا بقرينو اآلخر‬ ‫‪.2‬االرتباط بسبب التواتر أو التعاقب أو (القران التواتري)‪:‬‬

‫المقصكد بو األشياء التي ألؼ العقؿ أف ييدركيا أك يشعر بيا متكاترة بعضيا إثر بعض‪ ,‬حتى كلك لـ‬ ‫تكف بينيا أدنى رابطة معنكية‪ ,‬مثؿ األعداد المتكالية فالرقـ (‪ )1‬يذكرنا بالرقـ (‪ )2‬كيذكرنا برقـ (‪)3‬‬ ‫كىكذا‪ ..‬كمف نكع االرتباط بسبب التعاقب كمحفكظات شعرية كنثرية‪ ,‬كحفظ اآليات كالسكر القرآنية‬

‫كتبلكتيا بسرعة كاتقاف ‪ ,‬فذكر الكممة األكلى مف بيت الشعر يذكرنا بباقي البيت أك بباقي القصيدة ‪.‬‬

‫‪.3‬االرتباط بسبب التماثل أو التشابو ‪:‬‬

‫كمعناه أف ترتبط الخكاطر في العقؿ بسبب ما بينيا مف تماثؿ أك تشابو‪ ,‬فيكقظ المثيؿ في الذاكرة مثيمو‪,‬‬

‫أك الشبيو شبييو‪ ,‬كما لك كاف بيف شخصيف شبو مف بعض الكجكه‪ ,‬فإف رؤية أحدىما قد تذكرنا‬

‫باآلخر‪ ,‬كال يشترط أف يككف التماثؿ تامان كالشبو متطابقان‪ ,‬بؿ يكفي أف يككف ىناؾ شبو كلك جزئي‬

‫(فتحي‪.)1958,‬‬

‫العوامل التي تؤثر في متانة الروابط الفكرية ‪:‬‬

‫‪.1‬الحداثة أو الجدة ‪ : Recency‬فالخبرة الحديثة أقرب إلى الذىف مف القديمة ‪.‬‬

‫‪.2‬التكرار ‪ : Frequency‬المتكرر مف األفكار تككف أكثرثباتان في الذىف مف المنفردة ‪.‬‬

‫‪.3‬الغرابة ‪ : Surprise‬كما يككف فييا غرابة أك شذكذ مف نكع ما أقرب لمفكر مف العادية‪.‬‬ ‫(فتحي‪.)1971,‬‬

‫اختبار تداعي األلفاظ (‪ )1‬لكشف الجرائم ‪:‬‬ ‫قد مر بنا أف المراد بتداعي األلفاظ ىك أف لفظان ينبو في الذىف لفظان آخر‪ .‬ككثير ما ييثير التنبيو‬ ‫المفظي جكابان أك تمبية لفظية بطريقة آلية بحتة مف غير أف يككف لمفكر أك التأمؿ أقؿ دخؿ فييا‬

‫‪114‬‬


‫أقسام التداعي المفظي ‪:‬‬

‫‪.1‬التداعي المطمق (الحر ) ‪ :‬كىك الذم ييترؾ فيو لمشخص حرية اإلجابة بأكؿ كممة تخطر ببالو أيان‬ ‫كانت كبمجرد كممة التنبيو مف غير تقييده بجكاب خاص‪ ,‬كمثاؿ ذلؾ‪ :‬يذكر المحقؽ كممة (شجرة)‬ ‫كيطمب مف المتيـ أف يجيب عمييا بأكؿ كممة ترد عمى ذىنو بعد سماعو ليا‪ ,‬ثـ يتبعيا بكممة أخرل‬

‫كيطمب مف المتيـ اإلجابة عمييا كىكذا‪ .‬كالتداعي المطمؽ شخصي ألف التمبية فيو تتبع أفكار الشخص‬

‫كحالتو النفسية في المحظة التي صدر فييا التنبيو‪ ,‬كىك يدؿ عمى ما طيبع في الذىف كلك عرضان‪ ,‬كما‬

‫أنو يدؿ عمى اتجاه مجرل األفكار كاقتفاء أثر العقؿ في جكالتو الباطنية‪ ,‬كقد يدؿ عمى عقمية الشخص‬ ‫ككجية نظره الخاصة تمقاء تنبيو معيف‪ .‬كقد لكحظ بالتجربة أف متكسط سرعة الخكاطر في التداعي‬

‫المقيد تختمؼ عنيا في التداعي المطمؽ الحر‪ ,‬فيي في األكؿ أكثر سرعة منيا في الثاني (مطمؽ)‪,‬‬

‫كلعؿ ذلؾ راجع إلى أنو في حالة التداعي يعترض الفكر شيء مف الحيرة كالتردد خصكصان إذا كانت‬

‫الكممة المنبية مف شأنيا أف تثير مجمكعة خكاطر مرتبطة بيا‪ ,‬فإنيا تعكؽ سرعة الجكاب بسبب تزاحـ‬

‫األفكار في الذاكرة كاذا مست كممة التنبيو مركبان نفسيان مكبكتان أك مكظكمان‪ ,‬فإف ذلؾ قد يؤثر في النشاط‬ ‫العقمي لعممية التداعي فيؤخرىا زمنان يختمؼ باختبلؼ قكة الصدمة النفسية كمبمغ التأثر‪.‬‬

‫‪.2‬التداعي المقيد ‪ :‬كىك يستدعي تمبية خاصة أك جكابان معينان تمقاء تنبيو معيف كما لك كجيت لشخص‬ ‫سؤاالن ليس لو إال جكاب كاحد كطمبت منو اإلجابة عنو (كأف أذكر لو اسـ دكلة ثـ أطمب منو ذكر‬

‫عاصمتيا ) فالتداعي المقيد مكضكعي في نكعو ‪ ,‬بمعنى أف التمبية فيو تابعة لمكضكع التنبيو كمرتبطة‬

‫فيو‪ ,‬فيي جكاب معيف لمكضكع السؤاؿ‪ ,‬كالبحث فيو يرمي إلى تقدير سرعة الخاطر كاختبار ممكة‬

‫التذكر كقدرتيا عمى استدعاء المحفكظات كمعرفة رسكخيا في الذىف ‪.‬‬ ‫قياس سرعة الخاطر ‪:‬‬

‫زمن التداعي أو‬

‫أف المراد بقياس سرعة الخكاطر ىك معرفة ما يمزـ مف زمف الستحضار الخكاطر كايقاظيا في الذىف‬

‫بأقصى ما يمكف مف السرعة‪ ,‬كيتـ ذلؾ بقياس الزمف الذم يمضي بيف التنبيو ككركد التمبية في الذىف‪.‬‬

‫كتختمؼ سرعة الخكاطر باختبلؼ األشخاص‪ ,‬كما تختمؼ باختبلؼ الظركؼ كاألحكاؿ النفسية‬

‫لمشخص الكاحد‪ ,‬كتختمؼ كذلؾ باختبلؼ أنكاع الركابط العقمية كالمكضكعات التي يجرم فييا‬

‫االختبار‪ .‬كلما كاف لقياس سرعة الخكاطر أىمية كبرل في البحكث النفسية فقد يكضع ليذه الغاية جياز‬ ‫كيربي دقيؽ أطمؽ عميو اسـ "الكركنسككب" ‪ Chronoscope‬كمعناه كىي ساعة كقؼ لتقدير الفترات‬ ‫الزمنية يبعشر الثانية لكشؼ الزمف كيدكر بالكيرباء كيستمد التيار البلزـ لو مف بطارية كيربية‪ ,‬كيتفرع‬ ‫المختىبر في فمو‪ ,‬كمف شأنو‬ ‫مف ىذا الجياز سمكاف في طرؼ كؿ منيما جياز صغير أحدىما يضعو ي‬

‫أف يصؿ التيار القادـ مف البطارية بالجياز بمجرد تحريؾ الشفتيف لمكبلـ‪ ,‬كالثاني يضعو الشخص‬ ‫ً‬ ‫المختبًر كممة التنبيو يتصؿ التيار‬ ‫المختبر في فمو‪ ,‬كمف شأنو أف يقطع التيار‪ ,‬فمجرد أف يمفظ ي‬ ‫ي‬ ‫المختىبر كممة التمبية ينقطع التيار‪ ,‬كبذلؾ يمكف قراءة الزمف‬ ‫الكيربي بالكركنسككب‪ ,‬كبمجرد أف يمفظ ي‬ ‫كبتكرار ىذه التجربة‬ ‫الذم سجمو الجياز بيف التنبيو كالتمبية بدقة‪.‬‬ ‫‪115‬‬


‫مع الشخص في عدة كممات يمكف استخبلص متكسط سرعة كركد خكاطره أك زمف التداعي الخاص‬ ‫بو‪ ,‬كقد لكحظ أف ىناؾ مستكل معينان لمعقمية الطبيعية لمشخص بحيث إذا تجاكزه سرعة أك بطئان دؿ‬

‫عمى حالة غير عادية أك غير طبيعية في العقؿ ككجكد اضطراب فكرم أك انفعالي نفساني‬

‫(فتحي‪.)1958,‬‬

‫يستخدم اختبار التداعي المفظي؟‬

‫متى‬

‫عندما تقع جريمة معينة كيككف ىناؾ متيـ فييا‪ ,‬يمجأ المحققكف إلى استخداـ ىذا االختبار لكشؼ‬ ‫الجريمة بعد أف يي ًعدكا أدكاتو‪ .‬كال يمانع عادة المتيـ باختباره بالتداعي المفظي ألنو يبدك لو تافيان ألكؿ‬ ‫كىمة‪ ,‬فإف كاف بريئان فيك ال يرفض ألنو ال يخشى ظيكر الحقيقة‪ ,‬كيكد جبلءىا‪ ,‬أما إذا كاف مدانان فيك‬

‫ال يرفض حتى ال يجمب لنفسو الشككؾ‪ ,‬كالشبيات‪ ,‬كىذا فضبلن عما يعتقده مف أف في إمكانو دائمان أف‬ ‫يصكف لسانو مف ذكر مالو عبلقة بالحادثة أك الجريمة‪ .‬كعمى ضكء ىذه االعتبارات يقبؿ المتيـ أف‬

‫ييسمـ نفسو طائعان مختا انر ليذا االختبار كىك مطمئف‪.‬‬ ‫أدوات االختبار ‪:‬‬

‫‪.1‬كركنسككب – سبؽ الحديث عنو – كىك ساعة كقؼ لتقدير الفترات الزمنية بعشر الثانية‪.‬‬

‫‪.2‬قائمة مجيزة مف عدد مف الكممات المختمفة‪ ,‬كقد جرت العادة أف تككف (‪ )111‬كممة يينتخب مف‬ ‫بينيا (‪ )41 – 31‬كممة ليا صمة بالجريمة ككقائعيا كظركفيا كمحتكياتيا كاإلجراءات التي ايتخذت‬

‫لتنفيذىا كاألشخاص الذيف اشترككا فييا أك كانكا حاضريف كقت كقكعيا كدكافعيا‪ .‬كيجب أف تيعد‬ ‫القائمة المئكية بدقة كعناية ألف كشؼ التأثيرات النفسية كتحديد مدلكليا يحتاج لكثير مف الدقة مف‬

‫الفكر كقكة المبلحظة‪ ,‬ككذلؾ ألف بعض المتيميف لدييـ مقدرة قكية لضبط النفس فبل ييظير أفكاره‬ ‫كخكاطره بطريقة مباشرة‪ ,‬كلكف المحقؽ الذكي كالخبير يمكف لو كشفيا بطريقة استداللية أك غير مباشرة‬

‫‪.‬‬

‫طريقة االختبار بالتداعي المفظي ‪ :‬بعد إحضار ساعة الضبط "الكرنسككب" كاعداد قائمة اختبار‬

‫المختىبر أف يمفظ أكؿ كممة ترد عمى ذىنو بمجرد سماعو كؿ كممة تيمقى‬ ‫التداعي المفظي‪ ,‬يطمب مف ي‬ ‫عميو مف الكممات الكاردة في القائمة‪ ,‬عمى أف يككف جكابو عمييا بأقصى ما يمكف مف السرعة‪ ,‬ثـ‬ ‫تيرصد األجكبة في مذكرة كما تيرصد بدقة األزمنة المستغرقة بيف المثيرات كىي "كممات القائمة"‬ ‫المختىبر" بكاسطة الكرنسككب ‪ .‬فإذا فرضنا أف نسند إلى‬ ‫كاالستجابات كىي "إجابات المفحكص أك ي‬

‫المتيـ تيمة قتؿ إنساف داخؿ غرفتو ككاف بجكار سريره قفص ببغاء‪ ,‬فإف المختبر يضع في القائمة‬

‫كممة (طائر) فالمتيـ بمجرد سماعو تتنبو في ذىنو في الحاؿ ذكر الببغاء‪ ,‬كانما قد يدفعو الحرص إلى‬ ‫ضبط لسانو عف ذكرىا لما ليا مف المدلكؿ الخطير‪ ,‬كيستعيض عنيا بكممة "غراب" مثبلن فيضع لو في‬ ‫السؤاؿ الثاني أك الذم يميو كممة (لكف) فالغالب أف يككف جكابو عنيا "أخضر" ألف صكرة الببغاء‬

‫كانت ال تزاؿ ماثمة في مخيمتو فتصبغ صكرة الببغاء في ذىنو‪ ,‬كما لك أجاب عف كممة "غراب" بقكلو‬ ‫‪116‬‬


‫"قفص" إشارة إلى القفص الذم كاف فيو الببغاء أك بكممة "حبكب" إشارة إلى "غذائيا" أك‪" ,‬سرير" إشارة‬ ‫إلى السرير الذم كاف قفص الببغاء معمقان بجكاره‪ ,‬فاالحتماالت مف ىذا القبيؿ متعددة كانما الميارة في‬ ‫تحديد مدلكليا كتعييف اتجاه خكاطر المتيـ نحكىا‪ .‬كقد دلت التجارب عمى عدـ الحاجة إلى االستعانة‬

‫بتداعيات المرتبة الثانية أك الثالثة في كثير مف األحياف إذ أف المدلكؿ المباشر كالمقصكد بالذات كثي انر‬

‫ما ينطمؽ في التمبية األكلى‪ ,‬بمعنى أنني إذا قمت لممتيـ "كسادة" فقد يككف الجكاب عمييا "مفتاح" إشارة‬

‫إلى مفتاح الخزانة الذم كاف تحت كسادة المجني عميو‪ ,‬كاذا قمت "مبلبس" فقد أجد الجكاب "فرف" إشارة‬ ‫إلى الفرف الذم أيحرقت فيو المبلبس إلخفاء معالـ الجريمة كىكذا‪ .‬فبدراسة طبيعة ىذه الردكد عمى‬

‫األسئمة المتصمة بالحادث قد ييكفؽ المرء إلى استخبلص كصؼ مسيب كصكرة كاضحة لمكاف الحادث‬ ‫ككيفية ارتكابو كأسماء مف عاكنكا المتيـ فيو كغير ذلؾ مف التفصيبلت كىك "المتيـ" في غفمة عما‬ ‫يبدك منو كيشيد بو قمبو كلسانو (فتحي‪ .)1971,‬زمن التفاعل العقمي وفائدة سرعتو في البحث‬ ‫إف لبلنفعاالت النفسية عند‬

‫الجنائي‪:‬‬

‫إثارتيا كقت االختبار تأثي انر في تأخير سرعة الخكاطر بسبب الصدمة التي تيحدثيا الذكريات المثيرة‬ ‫حاؿ إيقاظيا‪ ,‬فبقياس سرعة التداعي بجياز الكركنسككب كتقدير زمنيا يمكف كشؼ آثار االنفعاالت‬ ‫النفسية حاؿ كقكعيا كرصدىا بدقة‪ ,‬كبالتالي يمكف التعرؼ عمى الكممات التي أثارت ىذه االنفعاالت‪,‬‬ ‫كتقدير أكجو ارتباطيا بعقمية المتيـ مف جية‪ ,‬ثـ بكقائع الجريمة مف جية أخرل‪ ,‬كبذلؾ يمكننا تحديد‬

‫المداف مف البرمء مف بيف عدة أشخاص‬ ‫مكقؼ المتيـ‪ ,‬بيف اإلدالء كالبراءة في جريمة معينة‪ ,‬كاظيار ي‬ ‫كقعت عميو الشبية‪ .‬فرصد زمف التداعي كمبلحظة ما يط أر عميو مف السرعة كالبطء قد يفكؽ في‬ ‫أىميتو كؿ ما تقدـ‪ .‬كاف الكممات التي تثير انفعاالن نفسيان مف شأنيا أف تعكؽ النشاط العقمي بدرجة‬

‫محسكسة‪ ,‬بحيث ال يريد تمبيتيا في أقؿ مف ضعؼ أك ثبلثة أمثاؿ الزمف العادم‪.‬‬

‫كقد عرفنا مما سبؽ أف الزمف البلزـ الستحضار األفكار أك زمف التداعي يختمؼ باختبلؼ األفراد‪,‬‬

‫فاألشخاص بطيئي الفيـ ربما يحتاجكف إلى ضعؼ الزمف الذم يحتاج إليو سريعكه إليقاظ الخكاطر في‬

‫أذىانيـ كتنبيييا‪ ,‬كليذا فإف أكؿ ما يتعيف عمى المختبر عممو ىك استخراج متكسط سرعة الخكاطر‬

‫العادية لمشخص المكضكع تحت االختبار‪ .‬كبعد ذلؾ يكجو عنايتو كاىتمامو –المحقؽ – إلى ما يط أر‬ ‫عمى مستكل ىذه السرعة مف التغيير‪ .‬فمثبلن إذا كاف متكسط السرعة في األحكاؿ العادية لمتيـ ال يزيد‬

‫عمى نصؼ ثانية‪ ,‬ثـ شكىد خبلؿ االستجكاب أف استحضار بعض الخكاطر استغرؽ منو ثانية كنصؼ‬

‫أك ثانيتيف فإف ذلؾ يككف داعيا لمشبية‪ .‬كقد يحدث أحيانان أف الصدمة النفسية في إحدل التداعيات‬

‫تككف شديدة جدان فيتعدل أثرىا إلى التداعي التالي أك الذم يميو حتى كلك كانت الكممات فييا عادية ال‬

‫عبلقة ليا بالجريمة‪ ,‬ألف قكة الصدمة مف شأنيا أف تيحدث ارتجاجان في سمسمة الخكاطر‪ ,‬كتؤثر في‬ ‫النشاط العقمي تأثي انر محسكسان‪ ,‬يظير مف تأخير زمف التفاعؿ في مجمكعة التداعيات‪ .‬فتحميؿ‬ ‫التأخيرات الزمنية كدراسة طبيعة الخكاطر التي سببت ىذه التأخيرات ىك أىـ عمؿ في إجراءات‬

‫االختبار‪,‬يجب عمى‪ -‬المحقؽ – أف يكجو إليو جؿ اىتمامو كعنايتو فائدة االختبار بالتداعي المفظي‬ ‫‪117‬‬


‫يرل (فتحي‪ )1971,‬أف فائدة‬

‫في كشف المركبات المكبوتة ‪:‬‬

‫االختبارات بالتداعي المفظي ال تقؼ عند حد كشؼ ما ييضمره اإلنساف في نفسو قصدان مف المعمكمات‬ ‫كاألفكار‪ ,‬كما يحرص عميو بيف جكانحو مف األسرار‪ ,‬فقد أيدت الخبرة إمكاف كشؼ الغطاء عف كثير‬ ‫مف األمكر التي يجيميا المختبر (بالفتح) نفسو‪ .‬فيناؾ الكثير مف األفكار تككف دفينة في أعماؽ‬

‫النفس لدرجة يتعذر معيا عمى اإلنساف أف يبعثيا إلى مخيمتو أك يستحضرىا في ذىنو مف تمقاء نفسو‬

‫ميما بذؿ مف جيد كالعناء كانما يمكف الكصكؿ إلييا ككشفيا عف طريؽ التداعي ‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬كشف الجرائم عن طريق آثار االنفعاالت النفسية ‪:‬‬

‫يمكف تعريؼ آثار االنفعاالت النفسية بأنيا ىي " األعراض التي تبدك عمى األعضاء الظاىرة أك‬ ‫الباطنة لجسـ اإلنساف بسبب العكامؿ التي تؤثر في تمؾ األعضاء تأثي انر خاصان‪ ,‬كالسركر كالحزف‬ ‫كالغضب كالخكؼ كالتييج كغيرىا‪ ,‬فكؿ حالة مف ىذه الحاالت ليا تأثيرىا الخاص في المجمكع‬

‫العصبي كبجممتو جياز الحركة ‪.‬‬

‫كاالنفعاالت قد يككف مصدر التنبيو فييا‪ :‬إما خارجيان كأف يطرؽ عامؿ الخكؼ أك الحزف أك السركر‬

‫باب الحكاس فيكقظ مركز الحركة‪ ,‬كاما باطنيان بأف يقع التنبيو عمى المركز العصبي لمحركة مف الداخؿ‬

‫مباشرة بكاسطة عامؿ نفسي باطني‪ ,‬كذكر حادث مؤلـ أك مخيؼ أك محزف أك سار‪ ,‬فتظير عمى‬

‫األعضاء نفس األعراض الخاصة بكؿ عامؿ مف ىذه العكامؿ‪ .‬كاف لكؿ انفعاؿ نفسي آثا انر خاصة بو‬ ‫كمميزات تسجميا عمينا أعضاؤنا المتمتعة بالحركة الذاتية‪ ,‬كبقدر ما يكجد لدينا مف اآلالت المتقنة‬

‫الصنع التي بيا يمكننا رصد حركات األعضاء الباطنية بدقة بقدر ما يسيؿ عمينا كشؼ ما يجكؿ‬ ‫بخاطر المتيـ المكضكع تحت االختبار كاستخراج مكنكف أس ارره‪.‬‬

‫البوليغراف (كاشف الكذب)‪:‬‬

‫لرصد آثار االنفعاالت النفسية صمـ "كيمر ‪ Keeler‬جيا انز يسمي باسمو بكليغراؼ كمير ‪Keeler‬‬ ‫‪ Polygraph‬كمعنى بكليغراؼ أم كاشؼ الكذب أك المفضاح (فتحي‪ .)1971,‬كيقكـ ىذا الجياز‬

‫عمى افتراض عممي مؤداه أف ثمة اضطرابان انفعاليان يحدث إدالء المتيـ أك الشاىد بأقكاؿ كاذبة خكفان‬ ‫مف افتضاح الكذب‪ .‬كىذا االضطراب االنفعالي يؤثر عمى الكظائؼ الفسيكلكجية المقاسة كىذه‬

‫التغيرات تظير عمى كرقة تسجيؿ أك عمى شاشة تمفزيكنية‪ .‬بحيث يمكف الحكـ أف الخاضع لمجياز‬

‫كاقع تحت تكتر انفعالي ناتج عف خكفو مف افتضاح كذبو‪ .‬بمعنى أف ىذا الجياز يقكـ باستقباؿ‬

‫التغيرات ميما كانت طفيفة في الجياز العصبي البلإرادم الذم ييستثار بسبب الخكؼ كىذه االستثارة‬ ‫تؤدم إلى تغيير عمى األصعدة المختمفة مثؿ سرعة نبضات القمب‪ ,‬كسرعة التنفس كضغط الدـ‬ ‫كاالستجابة الجمفانية لمجمد – ككمية العرؽ التي تيفرز في راحة اليد ‪.‬‬ ‫(ربيع كآخركف‪.)1994,‬‬

‫طريقة استعمال الجياز ‪ :‬تتمخص طريقة استعماؿ ىذا الجياز في إجبلس الشخص المراد اختباره –‬

‫المتيـ أك الشاىد – عمى كرسي كثير كذم متكأيف‪ ,‬ثـ يركب كؿ جياز فرعي مف أجيزة التسجيؿ في‬ ‫مكضعو عمى العضك المخصص لرصد انفعاالتو‪ ,‬كبعد إحكاـ تركيب األجيزة كالتأكد مف صبلحية كؿ‬ ‫‪118‬‬


‫منيا ألداء ميمتو‪ ,‬يقكـ‪ -‬المحقؽ‪ -‬بتكجيو أسئمة إلى المتيـ أك الشاىد المكضكع تحت االختبار‪,‬‬ ‫بعضيا يدكر حكؿ أمكر عادية ال إحراج فييا‪ ,‬كالبعض اآلخر يدكر حكؿ الجريمة أك األحداث التي‬

‫المختىبر بيا‪ .‬فكؿ محاكلة ييبدييا إلخفاء الحقيقة أك تغيير األجكبة بقصد‬ ‫ييراد كشفيا‪ ,‬كمعرفة صمة ي‬ ‫التضميؿ‪ ,‬يظير أثرىا عمى الشرط المتحرؾ الذم تيسجؿ عميو مكجات االنفعاؿ كذبذباتو بكاسطة‬

‫المختىبر يتغير شكؿ المكجات مف حديث ارتفاعيا كعمقيا كعرضيا‪,‬‬ ‫مؤشرات التسجيؿ‪ ,‬فعندما يكذب ي‬ ‫كتي ىعرج خطكط حدكدىا كما إلى ذلؾ مف الفرؽ التي تبدك جمية كاضحة لكؿ ذم خبرة خاصة إذا يكجو‬ ‫لممختبر سؤاالن محرجان‪ ,‬أك سمع عبارة أك كممة أثارت في نفسو انفعاالن (فتحي‪.)1971,‬‬

‫الفائدة العميمة لمجياز‪:‬‬

‫لـ يرؽ جياز كشؼ الكذب – المفضاح – في نظر رجاؿ القضاء حتى اآلف إلى مستكل الدليؿ المقنع‬ ‫في إثبات اإلدانة أك البراءة في القضايا الجنائية عمى الرغـ مف أف ىذا الجياز يؤدم في الكقت‬

‫الحاضر لرجاؿ التحقيؽ خدمات جميمة القدر عظيمة الفائدة‪ .‬إذ دلت التجارب العديدة التي قاـ بيا‬

‫رجاؿ الشرطة كالمحققكف بكساطة ىذا الجياز عمى أف ما يقرب مف ‪ %51‬مف مجمكع الحاالت التي‬ ‫كشؼ الجياز عف إدانة أصحابيا‪ ,‬اعترفكا بجرائميـ بمجرد مكجيتيـ باألدلة العممية التي تمخض عنيا‬

‫الجياز‪ .‬كعمى الرغـ مف القيمة العممية كالعممية ليذا الجياز‪.‬‬

‫القضايا‬

‫بناء عمي األسباب التالية‪:‬‬ ‫الخبلفية لمجياز ً‬ ‫‪.1‬أف التكتر النفسي الذم يكجد لدل المتيـ قد يؤدم إلى ىذه االستجابة المشتطة عند تكجيو األسئمة‬ ‫الحساسة ليس ألنو الجاني فعبلن كلكف ألنو متكتر كخائؼ‪.‬‬

‫‪.2‬إف أخطاء ىذا الجياز تتراكح بيف ‪ %4‬ك ‪ %11‬كمعناه أنو يمكف أف يفمت مجرـ أك يداف برئ في‬ ‫حدكد ىذه النسبة كىذا أمر لو خطكرتو ‪.‬‬

‫‪.3‬بعض المتيميف ال ييثار أثناء الفحص عمى الجياز بحيث ال تدؿ النتائج عمى أنو كاذب كىك يككف‬ ‫كاذب فعبلن ‪.‬‬ ‫‪.4‬إف التغيرات الفسيكلكجية ليست مكحدة عند جميع المتيميف أك المفحكصيف بالجياز‪.‬‬

‫كعمى الرغـ مف ىذه االعتراضات عمى استخداـ ىذا الجياز إال أف الجمعية األمريكية لجياز كشؼ‬ ‫الكذب تشير إلى كفاءة النتائج عمى ىذا الجياز إذا تكلى إجراء الفحكص عميو شخص متخصص‬

‫(ربيع كآخركف‪.)1994,‬‬

‫ثالثا‪ :‬العقاقير المخدرة ‪ :‬مف الكسائؿ النفسية األخرل التي تستخدـ في التحقيؽ العقاقير المخدرة‪,‬‬ ‫كاالمتياؿ ‪ ,Amytal‬كالبنتكتاؿ ‪ ,Pentotal‬كاإلفيباف ‪ Evipan‬كقد اصطمح عمى تسمية ىذه العقاقير‬ ‫كما شابييا "مصؿ الحقيقة"‪ ,‬ألنيا تساعد في كشؼ خبايا النفكس أحيانا‪ .‬كتستعمؿ ىذه العقاقير في‬

‫تخدير المتيـ النتزاع معمكماتو عف الجريمة‪ ,‬عند استجكابو تحت تأثير المخدر الذم ييضعؼ مف تحكـ‬ ‫المتيـ في إرادتو‪ ,‬كتجعمو أكثر استعدادان لتقبؿ اإليحاء كاالنقياد‪ ,‬كأكثر رغبة في المصارحة كاإلفضاء‬ ‫‪119‬‬


‫(إبراىيـ‪ .)1998,‬كما أف ىذه العقاقير تساعد عمى استعادة الذكريات التي افمح صاحبيا في كبتيا في‬ ‫حيز البلكعي‪ .‬كعمى الرغـ مف أف استعماؿ العقاقير في كثير مف بمداف العالـ أم انر غير مشركع‪ ,‬إال‬ ‫أف بعض المؤسسات األمنية الكبيرة ال تزاؿ تستخدميا مثؿ المخابرات الركسية كاألمريكية ‪ .‬كقد‬

‫المستخمصة مف األفراد تحت تأثير ىذه‬ ‫أشارت نتائج الدراسات التي بحثت مدل صدؽ المعمكمات ي‬ ‫العقاقير‪ ,‬أف المعمكمات كاالعترافات تحت ىذه الظركؼ كاألساليب ضعيفة كغير صادقة في كثير مف‬

‫األحياف كمميئة بالشكائب الخيالية كاليمكسية نسبة لتأثير ىذه العقاقير عمى درجة الكعي لدرجة تيضعؼ‬ ‫معيا القدرة عمى اتخاذ القرار السميـ كلقابمية مثؿ ىؤالء لئليحاء مما يجعؿ اعترافاتيـ ضعيفة كال يؤخذ‬ ‫رابعاً‪ .‬التنويم المغناطيسي ‪:‬‬

‫بيا في كثير مف المحاكـ (الحاج ‪. )1987,‬‬

‫السبات اإليحائي أم التي يمكف إحداثيا عف طريؽ اإليحاء كالتي مف‬ ‫تعريف التنويم ‪ :‬ىك "حالة مف ي‬ ‫المسمى بالشعكر أك العقؿ الظاىر كايقاظ مظاىر‬ ‫شأنيا شؿ نشاط الجانب اإل اردم مف الجياز النفسي ي‬

‫الجانب غير اإلرادم مف الجياز النفسي المسمى بالبلشعكر أك العقؿ الباطني كىي حالة يسبات يمكف‬ ‫إحداثيا بأساليب إيحائية يقكـ بيا المنكـ( فتحي ‪. )1982,‬‬

‫كالشخص في حالة التنكيـ المغناطيسي ييفكر كيدرؾ ‪ ,‬بينما الشخص في حالة النكـ العادم غير مدرؾ‬ ‫لمعالـ مف حكلو ‪.‬‬ ‫درجات لمتنويم المغناطيسي‪:‬‬

‫أ‪ .‬درجة يسيرة تتميز باالسترخاء كالشعكر بالراحة كالسمبية كالفقداف الجزئي لمشعكر‪.‬‬ ‫ب‪ .‬كدرجة متكسطة تتمثؿ في حالة نكـ عميؽ مصحكب بتصمب الجياز العضمي‪.‬‬

‫ج‪ .‬كدرجة عميقة بحيث يمكف لمنائـ أف يفتح عينو كيمشي في ارتباط إيحائي مع المنكـ‪ .‬كيمكف‬

‫استخداـ التنكيـ المغناطيسي في مجاؿ التحقيؽ الجنائي لمحصكؿ عمى معمكمات مختزنة لدل متيميف‬ ‫يتعمدكف عدـ ذكرىا أك لدل شيكد نسك كثير مف كقائع الحادثة (إبراىيـ‪.)1998 ,‬‬

‫القابمية لمتنويم‪:‬‬

‫القابمية لمتنويم‪ :‬يشير (مالؾ ماىكف ‪ )1986,‬أف قيرابة (‪ )%5‬مف الناس يمكف كضعيـ عف طريؽ‬ ‫التنكيـ المغناطيسي في حالة غشكه تامة (نكـ مغناطيسي)‪ ,‬بينما ىناؾ (‪ )%11‬ال يمكف تنكيميـ‬

‫مغناطيسيان عمى اإلطبلؽ ‪ .‬كيقاؿ أنو يمكف قياس القابمية لمتنكيـ عف طريؽ بعض االختبارات مثؿ أف‬

‫ييطمب مف الشخص أف يمد ذراعو إلى األماـ ثـ يقاؿ لو أف ذراعو أصبح ثقيبل فإذا أعاد الشخص‬ ‫ذراعو إلى جانبو ألنو يشعر أف ذراعو ثقيؿ كاف معنى ذلؾ أف ىذا الشخص قابؿ لمتنكيـ‪ .‬كمف أساليب‬ ‫قياس القابمية لمتنكيـ اختبار "ستانفكرد" لقابمية التنكيـ‪ ,‬كىذا اختبار نفسي مف إعداد عالـ النفس‬

‫الشيير "ىمجارد" ‪.‬‬

‫استعماالت التنويم المغناطيسي ‪:‬‬ ‫‪ .1‬ييستعمؿ في إزالة بعض اآلالـ كآالـ الصداع كآالـ العمميات الجراحية كيشفى أغمب األمراض‬ ‫العصبية كاليستيرية ‪.‬‬ ‫‪111‬‬


‫‪.‬يستعمؿ في حؿ كمقاكمة المشكبلت الدراسية كالتعميمية ‪,‬فقد ثبت بالدليؿ أف االسترخاء الذم يحدث‬ ‫‪2‬ي‬ ‫خبلؿ عممية التنكيـ المغناطيسي يزيد مف قدرة الطمبة في التعمـ‪ .‬كأنو ييحسف مف القدرة عمى التركيز‬ ‫كيزيؿ القمؽ ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫‪ .3‬ييستعمؿ في حؿ بعض المشكبلت الشخصية مثؿ السمنة‪ ,‬كالتدخيف‪ ,‬كادماف المخدرات كخاصة إذا‬ ‫رغبت الحالة التخمص مف ىذه العادات بشكؿ جدم كحقيقي‪.‬‬

‫‪.4‬كتقكـ بعض جيات التحقيؽ الشرطي باستخداـ أسمكب التنكيـ المغناطيسي لمحصكؿ عمي‬ ‫المعمكمات مف الشيكد كالمجني عمييـ‪ .‬كتدكر أسئمة المحققيف أثناء جمسة التنكيـ حكؿ األحداث‬

‫المطمكب معرفتيا بحيث يتمكف المحقؽ الجنائي مف جمع المعمكمات التي يريدىا مف استيفاء بعض‬

‫مبلمح األشخاص المطمكب مبلحقتيـ‪ ,‬كعمؿ "رسـ كرككي" لكجكىيـ بحيث تمكف قكات األمف مف‬

‫مبلحقتيـ‪ .‬كما يمكف لمشخص القائـ بالتنكيـ أف ينشط ذاكرة الشخص الخاضع لمتنكيـ كذلؾ بتذكيره‬ ‫ببعض الكقائع الثابتة في الحادثة الجنائية (ربيع كآخركف ‪.)1994 ,‬‬

‫المشكبلت المصاحبة لمتنويم المغناطيسي ‪:‬‬

‫‪.1‬أفعاؿ ال أخبلقية ‪ :‬قد ينجح خبير التنكيـ عديـ الضمير في الحصكؿ عمى تعاكف المنكـ لمقياـ‬ ‫بسمككيات ال أخبلقية كىك تحت كطأة التنكيـ مثؿ االغتصاب أك المكاط ‪.‬‬

‫‪.2‬خطكرة التنكيـ ‪ :‬لمتنكيـ بعض اآلثار الجانبية مثؿ الدكخة كالدكار‪ ,‬كاالضطراب كالكشكشة الذىنية‪,‬‬

‫القمؽ‪ ,‬الصداع‪ ,‬كما أننا مف خبلؿ التنكيـ المغناطيسي يمكننا مف تغيير اتجاىات الشخص كمعتقداتو‬ ‫كتكقعاتو ‪.‬‬

‫‪.3‬العبث بالحرية الشخصية عف طريؽ التنكيـ ‪.‬‬

‫‪.4‬سرقة ماؿ المنكـ أثناء عممية التنكيـ المغناطيسي ‪.‬‬ ‫‪.5‬الحصكؿ عمى المستندات كالمحررات المثبتة لحؽ أك تنازؿ عف حؽ في فترة التنكيـ‪.‬‬

‫‪.6‬االعتداء عمى الحقكؽ األدبية كأف يطمب الخبير مف المنكـ أف يفشي بعض أسرار مينتو أك كظيفتو‬

‫أك أس ارره األسرية الخاصة ‪.‬‬

‫‪.7‬تدخؿ العكامؿ الدكافعية أثناء التنكيـ بحيث يتأثر الشاىد كىك تحت التنكيـ باألسئمة اإليحائية التي قد‬ ‫يكجييا لو المحقؽ ‪.‬‬

‫الوقاية من مشكبلت التنويم المغناطيسي ‪:‬‬ ‫كحسف الخمؽ كأف يقكـ بالتنكيـ بحضكر آخريف‬ ‫‪.1‬عدـ القياـ بالتنكيـ إال مف ييشيد لو بالنزاىة ي‬ ‫‪.2‬ضركرة التنبيو مف سيخضع لمتنكيـ إلى اآلثار الجانبية لمتنكيـ التي قد تحدث لو كالطمب منو التكقيع‬ ‫بمكافقتو كعممو بذلؾ ‪.‬‬

‫‪.3‬عدـ استخداـ التنكيـ المغناطيسي كقرينة إدانة أك تبرئة إال عند الضركرة ‪,‬كفي بعض القضايا‬ ‫الخطرة التي تمس أمف الكطف أك المصمحة العامة كفي حالة فشؿ الكسائؿ األخرل‪.‬‬ ‫‪111‬‬


‫‪.4‬االقتصار عمى استخداـ التنكيـ لتنشيط ذاكرة الشيكد مف أجؿ مساعدتيـ عمى ركاية أحداث الكقائع‬ ‫الجنائية بدقة ‪.‬‬

‫خامساً ‪ :‬موقف الشرع اإلسبلمي من استخدام الوسائل النفسية في الكشف عن الجريمة‪:‬‬

‫قبؿ أف نستعرض مكقؼ الشرع اإلسبلمي مف استخداـ الكسائؿ النفسية في الكشؼ عف الجريمة‪ ,‬حيث‬ ‫يرم الفقياء في الحكـ بالقرائف رأياف كىما ‪:‬‬

‫الرأي األول‪ :‬أنو ال يجكز الحكـ بالقرائف‪ ,‬كال تعتبر مف طرؽ اإلثبات‪.‬‬

‫الرأي الثاني‪ :‬جكاز الحكـ بالقرائف‪ ,‬كبو قاؿ جميكر الفقياء‪ ,‬كقد احتج أصحاب ىذا الرأم بأدلة كثيرة‬ ‫مف الكتاب كالسنة كآثار الصحابة كاإلجماع كالمعقكؿ‪ .‬كىك الرأم الراجح‪ ,‬كلكف يجب عدـ التكسع في‬

‫األخذ بيا‪ .‬كما يجب التأني في األخذ بيا كالتدقيؽ الشديد كاالحتياط القكم حتى ال يؤدم التكسع في‬ ‫استخدميا إلى الكقكع في أنكاع مف الظمـ كالفساد (السكيمـ‪. )1987 ,‬‬

‫يقكؿ (المنيع ‪ )1985 ,‬أف "القضاء اإلسبلمي ال يستطيع أف يستبعد مف اعتباره كنظره كمجاؿ تأممو‬ ‫شكاىد األحكاؿ كالقرائف كاألمارات في قكة االتياـ كتقكية جانب االدعاء لمف يحمؿ في ادعائو ما يقكل‬

‫بو جانبو مف قرائف كأمارات"‪ .‬كقد استخمص(الدريني ‪ ) 1985,‬في بحث عف "أثر القرائف في الحكـ‬ ‫عمى المتيـ" ما يأتي "أف اعتبار القرآف الكريـ كالسنة لمقرائف كعمؿ القضاة بيا في جميع العصكر‬

‫يجعمنا ال نرتاب في أف األصؿ ىك األخذ بالقرائف في غير الحدكد إذا كانت قطعية أك ظنية راجحة ‪.‬‬

‫كيرم (الدريب ‪ )1987,‬في بحثو بعنكاف " مكقؼ الشرع اإلسبلمي مف استخداـ الكسائؿ النفسية في‬ ‫الكشؼ عف الجريمة " حيث قاؿ ىذه الكسائؿ في كشؼ الحقائؽ ليس ليا أساس قانكني يمكف‬

‫االعتماد عمييا كحدىا كدليؿ في الحكـ عمى المتيـ‪ ,‬ألنيا ال تعدك أف تككف نظريات عممية‪ ,‬كالنظريات‬

‫قد تخطئ كقد تصيب‪ ,‬كالدليؿ إذا دخمو االحتماؿ يسقط االستدالؿ حسب القاعدة األصكلية لكنيا قد‬ ‫تعتبر قرينة يحكـ بمكجبيا إذا انضـ إلييا ما يقكييا مف القرائف األخرل‪ .‬كيرل أف بعض القرائف قد‬

‫تككف ضعيفة‪ ,‬كمع ذلؾ كرغـ ضعفيا فإنيا قد تؤدم خدمة جميمة لممحقؽ إذا عرؼ كيؼ يستخدميا‬

‫كينتفع بيا‪ ,‬كما أف القاضي يستطيع عمى ضكء تمؾ القرائف أف يقدر العقاب لكؿ جريمة تقدي ار مناسبان‬

‫كيختار مف بيف العقكبات العقكبة المبلئمة ليا‪.‬‬

‫موقف القضاء ‪ :‬مف استخداـ ىذه الكسائؿ في الكشؼ عف الجريمة‪ ,‬فإف االتجاه السائد في الدكؿ‬ ‫العربية ىك رفض استخداـ أم كسيمة مف شأنيا التأثير في إرادة المتيـ‪ ,‬كبالتالي فإف ما يسمى بمصؿ‬ ‫الحقيقة أك العقاقير المخدرة ال يصح استخدامو ألنو يؤدم في بعض األحياف إلى حد انعداـ ىذه‬ ‫اإلرادة لفترة ما (المجذكب‪.)1988,‬‬

‫كقد نصت المادة (‪ )63‬مف مشركع الئحة ىيئة التحقيؽ كاالدعاء العاـ بالمممكة العربية السعكدية‬

‫عمى‪":‬أنو ال يجكز لممحقؽ اإلذف باستعماؿ عقاقير أك أجيزة لمحصكؿ عمى دليؿ ضد المتيـ‪ ,‬كلو‬ ‫االستعانة بالكبلب البكليسية‪ ,‬كلكف ال يؤخذ باستعراض كدليؿ لئلدانة (ظفير‪.)1997 ,‬‬ ‫‪112‬‬


113


‫الوحدة التاسعة‬ ‫االجتاىاث احلديثت يف يعايهت اجملريني‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫أوال‪ .‬عبلج المجرمين‬ ‫‪ ‬األوقات التي يتم فييا عبلج المجرمين‬ ‫أ‪ .‬العبلج أثناء المراقبة‬ ‫ب‪ .‬العبلج أثناء السجن‬ ‫ج‪ .‬العبلج بعد اإلفراج عن السجين‬ ‫ثانيا‪ .‬تأىيل المجرمين‬ ‫‪ ‬أساليب تأىيل المجرمين‬ ‫‪ .1‬دور اإلرشاد والتوجيو والتدريب الميني‬ ‫‪ .2‬التعميم‬ ‫ثالثا‪ .‬الوقاية من الجريمة‬ ‫‪ .1‬الوقاية من الدرجة األولى‬ ‫‪ .2‬الوقاية من الدرجة الثانية‬ ‫‪ .3‬الوقاية من الدرجة الثالثة‬ ‫‪ ‬األساليب المستخدمة في اإلجراءات الوقائية‬ ‫‪ .1‬العقاب‪.2, :‬اإلرشاد والتوجيو‪.3, :‬الوقاية من الجريمة‪:‬‬

‫‪114‬‬


‫الوحدة التاسعة‬

‫االجتاىاث احلديثت يف يعايهت اجملريني‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫تكثر اليكـ في العالـ الذم نعيش فيو الجرائـ‪ ,‬كالتي يذىب ضحيتيا الكثير مف األبرياء‪ ,‬كما تكثر‬

‫المؤسسات العقابية التي تبلحؽ المجرميف لعقابيـ عمى أفعاليـ اإلجرامية‪ .‬كما تعددت أساليب التحقيؽ‬ ‫مع المجرميف لمتحرم عف األسباب كالدكافع الكامنة كراء السمكؾ اإلجرامي‪ ,‬كىذا ما دعا إلى ظيكر‬

‫أنصار يتبنكف العقاب‪ ,‬كأنصار آخريف يتبنكف تأىيؿ المجرميف كاصبلحيـ‪ ,‬ككذلؾ الدعكة إلى ضركرة‬

‫الكقاية مف السمكؾ اإلجرامي قبؿ كقكعو ‪ ,‬إذ‬

‫أف ىناؾ حاالت كثيرة يرتد فييا المجرـ إلى السمكؾ‬

‫اإلجرامي بعد قضاء فترة العقكبة في السجف‪,‬فقد أكضحت الدراسات أف نسبة عكدة المجرـ إلى السجف‬

‫مرتفعة‪ ,‬إذ تصؿ إلى حكالي ‪( %71 -61‬العيسكم ‪.)1991,‬‬

‫كليذا ال بد‬

‫لممجتمع أف يسعى إلى عبلج المجرميف كؿ حسب حالتو كتأىيمو بما يكفؿ عدـ عكدة المجرـ إلى‬

‫الجريمة مرة أخرل‪ .‬باإلضافة إلى تقديـ المجتمع كؿ ما يمكف لمكقاية مف الجريمة‪ .‬فاليدؼ النيائي مف‬

‫العبلج كالتأىيؿ كالكقاية مف السمكؾ اإلجرامي ىك اإلقبلؿ مف حدكثو‪ ,‬كتبلشي آثاره الضارة عمى الفرد‬ ‫كالمجتمع‪ .‬وأىم االتجاىات الحديثة في معاممة المجرمين ما يمي‪:‬‬

‫المجرمين ‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬عبلج‬

‫إف اليدؼ مف عبلج المجرميف ىك حماية المجتمع مف خطر المجرميف ‪ ,‬كحماية المجرـ مف‬

‫االستمرار في سمككو اإلجرامي ‪ ,‬كمساعدتو لكي يصبح شخصان نافعان ‪ ,‬كتعميمو كيؼ يتحمؿ تبعات‬

‫أعمالو ‪ ,‬ككذلؾ تعميمو كيؼ ييطيع القانكف عف رغبة كطكاعية ‪.‬‬ ‫كمف أجؿ تحقيؽ ذلؾ ال بد مف إتباع أساليب عبلجية متعددة (طبية‪ ,‬نفسية‪ ,‬كاجتماعية) كذلؾ لضماف‬ ‫التحسف الكمي أك الجزئي لمحالة التي يتـ عبلجيا‪ ,‬كتحقيؽ التكافؽ النفسي كاالجتماعي ليا في إطار‬

‫المجتمع الذم يعيش فيو‪ .‬ففي مجاؿ العبلج الطبي‪ ,‬يؤكد كثير مف العمماء عمى ضركرة تحاشي‬

‫العبلج الطبي بالجراحة المخية‪ ,‬أك بالصدمات الكيربائية‪ ,‬أك بالعقاقير‪ ,‬إال في الحاالت التي يثب فييا‬

‫بالدليؿ العممي أف اضطراب السمكؾ يعكد إلى سبب عضكم أدل إلى اضطراب كظائؼ الدماغ‪.‬‬

‫كلذلؾ يمكف أف تقدـ الخدمات الطبية لممجرـ (المريض) خبلؿ فترة إقامتو في السجف أك المستشفى أك‬ ‫اإلصبلحية‪ ,‬كما يمكف أف تقدـ ىذه الخدمات بعد انتياء فترة العقكبة أك الشفاء مف المرض‪ ,.‬كيمكف‬

‫لمطبيب النفسي أف يقكـ بدكر ميـ في مجاؿ تفيـ السمكؾ اإلجرامي لممجرـ‪ ,‬كتقديـ األدكية النفسية أك‬

‫العقمية ‪ .‬كذلؾ لضبط السمكؾ المضطرب نفسيان‪ ,‬كمف ىذه األدكية النفسية مضادات الذىاف‪,‬‬

‫كمضادات االكتئاب كمضادات اليكس‪ ,‬كمضادات القمؽ‪ ,‬كالميدئات كالمنكمات‪ .‬كتنفيذ ىذه األدكية‬

‫النفسية في عبلج أنكاع معينة مف االضطرابات السمككية حسب الحالة التي يعاني منيا المجرـ‬ ‫‪115‬‬


‫(المريض)‪ .‬فضبلن عف ذلؾ يمكف لمطبيب النفسي أف يقدـ العبلج باألنسكليف كخاصة مع مرضى‬

‫الفصاـ‪ .‬كما يقكـ المعالج بعبلج حاالت أخرل مف خبلؿ الجمسات الكيربائية (كخاصة في حاالت‬

‫االكتئاب‪ ,‬كبعض حاالت الفصاـ)‪ .‬كفي أحياف أخرل يككف مف البلزـ التدخؿ الجراحي كحاالت القمؽ‬

‫النفسي المزمف‪ ,‬كالكسكاس القيرم‪ ,‬كاالكتئاب الشديد المصحكب بالتكتر‪ ,‬كذلؾ بعد إخفاؽ أنكاع العبلج‬ ‫أما في مجاالت‬

‫األخرل‪.‬‬

‫العبلجات النفسية‪ ,‬فإف الطبيب النفسي كالمعالج النفسي يمكنو تقديـ المساعدة البلزمة في حالة معاناة‬

‫المجرـ أك المريض مف اضطرابات ذات صبغة انفعالية حيث أف اليدؼ مف ذلؾ ىك الكشؼ عف‬

‫مصادر الصراع التي يعاني منيا المريض‪ ,‬كمحاكلة إعادة تكافقو مع المجتمع الذم يعيش فيو‪ .‬كليذا‬

‫تعدد طرائؽ العبلج النفسي التي تستخدـ مع ىؤالء المرضى‪ ,‬فيناؾ العبلج بالتحميؿ النفسي‪ ,‬الذم‬ ‫ييدؼ إلى إحداث تغيير أساسي في بناء الشخصية‪ ,‬كالعبلج النفسي المتركز حكؿ المتعالج‪ ,‬الذم‬

‫ييدؼ إلى إحداث التطابؽ بيف الذات الكاقعية كالذات المثالية كاالجتماعية‪ ,‬فيك يركز عمى إحداث‬

‫تغيير في مفيكـ الذات بما يتطابؽ مع الكاقع‪ ,‬كالذم يؤدم إلى التكافؽ النفسي‪.‬كمف طرائؽ العبلج‬

‫النفسي أيضان العبلج النفسي الجماعي الذم يستخدـ في العيادات النفيسة كفي مستشفيات األمراض‬

‫العقمية كعيادات تكجيو األطفاؿ‪ ,‬كفي بعض المؤسسات اإلصبلحية‪ ,‬كالذم ييدؼ إلى إحداث تغيير‬

‫في سمكؾ الشخص المضطرب‪ ,‬كتعديؿ نظرتو إلى الحياة كالى المرض الذم يعاني منو‪ ,‬كذلؾ اعتمادان‬ ‫عمى ما يقكـ بيف أفراد الجماعة مف تفاعؿ كتأثير متبادؿ بيف بعضيـ البعض‪ ,‬كبينيـ كبيف المعالج أك‬

‫المعالجيف‪ .‬باإلضافة إلى ذلؾ فيناؾ العبلج السمككي الذم ييدؼ إلى ضبط كتعديؿ السمكؾ المرضي‬

‫مف خبلؿ السيطرة عمى األعراض كمعالجتيا‪ ,‬كتنمية السمكؾ اإلرادم السكم عند الفرد‪ ,‬كذلؾ مف‬

‫خبلؿ استخداـ مبادئ كقكانيف التعميـ في العبلج النفسي‪ ,‬حيث يستخدـ المعالج السمككي لتحقيؽ ىذا‬

‫الغرض عددان مف األساليب النفسية (الزعبي‪.)1994,‬‬

‫فأصحاب المدرسة السمككية ينظركف إلى االضطرابات النفسية عمى أنيا نكع مف التعمـ الخاطئ ‪ ,‬كمف‬ ‫ثـ يتـ الشفاء منيا عف طريؽ محك ىذا التعمـ الخاطئ‪ ,‬كتعميـ الفرد أنكاعا أخرل مف السمكؾ اإليجابي‬

‫‪ .‬كىناؾ أيضا العبلج االجتماعي الذم ييدؼ إلى التعامؿ مع البيئة االجتماعية لممريض كتعديميا أك‬ ‫تغييرىا أك ضبطيا بما يحقؽ لو التكافؽ النفسي كاالجتماعي‪( .‬العيسكم‪.)1991,‬‬

‫فييا عبلج المجرمين ‪:‬‬

‫األوقات التي يتم‬

‫يتـ عبلج المجرـ أثناء المراقبة ‪ ,‬كأثناء السجف‪ ,‬كبعد اإلفراج عف المتيـ‪.‬‬

‫كسكؼ يتـ الحديث عف ىذه األكقات مف المعالجة كما يمي‪:‬‬

‫كيكصؼ بأنو ليس خط انر‬ ‫أ‪.‬العبلج أثناء المراقبة ‪ :‬في بعض الحاالت يحكـ عمى المتيـ بالسجف‪ ,‬ي‬ ‫عمى نفسو كال عمى المجتمع‪ ,‬كأنو مف الممكف أف يعيش في مجتمعو األصمي تحت المراقبة عمى‬ ‫أساس أف المعيشة في المنزؿ تحت إشراؼ دقيؽ مع كضع قيكد شديدة عمى نشاطاتو يككف أفضؿ مف‬

‫السجف‪ .‬كالمحكمة ال تيصدر حكمان مف ىذا النكع إال بعد االطبلع عمى حالة المتيـ بشكؿ دقيؽ كالتأكد‬ ‫‪116‬‬


‫مف أف عبلجو األمثؿ يتـ في مجتمعو األصمي‪ .‬كلذلؾ ال بد أف يقكـ بعممية اإلشراؼ شخص مؤىؿ‬ ‫تأىيبلن فنيان دقيقان‪ ,‬بحيث يكجو سمكؾ المتيـ كىك يمارس عممو في المجتمع‪ .‬كلكف ذلؾ غير متكفر‬

‫دائمان‪ ,‬إذ أف ضابط المراقبة يتحمؿ أعباء كثيرة‪ ,‬كيكمؼ باإلشراؼ عمى عدد كبير مف الحاالت‪ ,‬كقد‬

‫يككف غير مؤىؿ فنيان بشكؿ دقيؽ‪ ,‬كما أنو قد تككف التعميمات المكضكعة لممراقبة جامدة كقاسية بدرجة‬ ‫تجعؿ الحياة غير مريحة كغير مناسبة لمشخص المراقب (المتيـ) مما يجعؿ اتجاىاتو نحك ىذا النظاـ‬

‫سمبية‪.‬‬

‫ب‪.‬العبلج أثناء السجن ‪:‬‬ ‫ييكدع الشخص في السجف عندما يتيـ بخرؽ القانكف أك القكاعد المرعية في المجتمع كدخكؿ السجف‬ ‫يعتبر حدثان مؤلمان بالنسبة لغالبية السجناء‪ ,‬إذ ييفرض عمييـ اإلقامة في عنابر جماعية‪ ,‬أك زنزانات‬

‫فردية مع التقيد الشديد بالتعميمات التي تصدرىا إدارة السجف‪.‬‬

‫كفي السجف يقكـ االختصاصي النفسي أك الطبيب النفسي باإلشراؼ عمى معالجة السجناء داخؿ‬

‫السجف سكاء مف الناحية الجسدية أك النفسية كذلؾ حسب طبيعة االضطراب الذم يعاني منو السجيف‪,‬‬ ‫إذ أف المطمكب ىك إحداث تغيير إيجابي في سمكؾ السجناء‪ .‬كلكف ىذا التغيير في السمكؾ قد يككف‬

‫صعبان ألف الظركؼ التي يعيش في كنفيا السجيف قد تحكؿ دكف ىذا التحسف‪ ,‬كىذا يعكد إلى السجيف‬ ‫نفسو‪ ,‬فيك يقكـ بأعباء قميمة داخؿ السجف‪ ,‬إذ ينفذ بعض التدريبات الرياضية‪ ,‬كما أنو يجد متسعان مف‬

‫الكقت داخؿ السجف لكي يق أر كيفكر كيستفيد مف زمبلئو السجناء‪ .‬ففي بعض الكاليات األمريكية‬

‫(نيكيكرؾ‪ ,‬ككاليفكرنيا) يكجو االىتماـ نحك التأىيؿ كالعبلج النفسي لمسجناء أكثر مف مجرد اعتقاليـ‬

‫كحجزىـ داخؿ السجف‪ ,‬كيخضع إلشراؼ أحد األطباء النفسييف‪ ,‬أك أحد االختصاصييف النفسييف‪,‬‬

‫كعندما يمحظ تحسف في سمكؾ السجيف فإنو يكافأ بنقمو إلى مكاف آخر يسمح لو بحرية أكثر‪.‬‬

‫كلذلؾ فإف ما يجب أف تيدؼ إليو البرامج العبلجية داخؿ السجف‪ ,‬ىك أف يصبح سمكؾ السجناء أفضؿ‬

‫عما كانكا عميو قبؿ دخكؿ السجف‪ .‬كليذا يجب عدـ األخذ بسياسة (األخذ بالثأر أك إذالؿ السجيف )‪.‬‬ ‫فالبحكث التي أجريت في ميداف التعميـ أكضحت أف العقاب ال يؤدم إلى زيادة القدرة عمى السمكؾ‬

‫المرغكب فيو ‪ ..‬فبالرغـ مف استخداـ العقاب‪ ,‬إال أف نسبة العكدة إلى الجريمة ما زالت عالية‪ .‬كىذا‬

‫يعني أف نظاـ العقاب ليس فعاالن في ردع األشخاص عف ارتكاب الجريمة‪ ,‬بؿ ال بد مف استخداـ‬

‫أساليب أكثر فعالية كال سيما أسمكب التأىيؿ كالعبلج داخؿ السجف‪.‬‬

‫ج‪.‬العبلج بعد اإلفراج عن السجين ‪:‬‬

‫يمكف أف ييقدـ العبلج لمسجيف بعد قضاء العقكبة المقررة كاإلفراج عنو إذ ييتـ بعض القضاة بعبلج‬ ‫السجناء بشكؿ متكاصؿ‪ ,‬كاالىتماـ بيـ أكثر مف االىتماـ بالجريمة‪ .‬ففي بعض الكاليات األمريكية‬ ‫ىناؾ مف يطالب بتقديـ العبلج لمسجيف بمجرد القبض عميو‪.‬‬

‫‪117‬‬


‫ثانياً ‪ :‬تأىيل المجرمين ‪:‬‬

‫إف بقاء المجرميف لفترة طكيمة داخؿ المؤسسات العبلجية كاإلصبلحية‪ ,‬قد يؤدم إلى فقداف الكثير مف‬ ‫الميارات االجتماعية‪ ,‬كالى النبذ مف قبؿ أفراد األسرة كاألصدقاء الذم كانكا في الماضي يشكمكف شبكة‬ ‫العبلقات االجتماعية لممجرـ‪ ,‬كىذا ما يؤدم إلى زيادة االضطرابات النفسية عنده‪ .‬أما تأىيؿ المجرميف‬

‫داخؿ ىذه المؤسسات فإنو يؤدم إلى تحقيؽ مستكل أدائي مناسب في كثير مف األعماؿ التي تككؿ‬

‫إلييـ‪ .‬كلذلؾ ال بد أف يككف في عممية التأىيؿ إعداد لممجرـ ليتقدـ نحك االستيعاب المجتمعي لو ‪,‬‬ ‫كذلؾ انطبلقان مف االفتراض الذم يرل أف السمكؾ اإلجرامي يمكف أف يتغير مف خبلؿ العمؿ مع‬

‫المجرميف‪ .‬ففي الكاليات المتحدة األمريكية تفترض البرامج القائمة عمى المجتمع المحمي ضركرة تعميـ‬

‫المساجيف السابقيف (الذيف أنيك فترة العقكبة) كظائؼ جديدة كميارات اجتماعية‪ ,‬كتعميـ جديد حتى‬

‫يتسنى ليـ اختيارات مختمفة‪ .‬فالتأىيؿ يتضمف مجمكعة مف اإلجراءات التي تساعد عمى إعادة المجرـ‬

‫أك المريض إلى كضع يتمكف معو مف التكافؽ نفسيان كاجتماعيان كبدنيان مع مقتضيات المكاقؼ التي‬

‫يكاجييا‪ ,‬مما يتيح لو االستفادة مف الفرص كاإلمكانات المتاحة في المجتمع كغيره ممف يماثمكنو في‬ ‫أساليب تأىيل‬

‫العمر‪.‬‬

‫المجرمين ‪:‬‬

‫‪.1‬دور اإلرشاد والتوجيو والتدريب الميني ‪:‬‬ ‫تقكـ بعض المؤسسات كدكر الرعاية االجتماعية بإجراء مناقشات جماعية يشارؾ فييا السجناء الجدد‪,‬‬

‫كيشجعكف عمى المناقشة‪ ,‬كطرح مشكبلتيـ كمناقشتيا بحضكر عدد مف المختصيف‪ ,‬حيث يتضح‬

‫لمسجناء مف خبلؿ ىذه المناقشات أنيـ ليسك الكحيديف الذيف يعانكف مف نفس المشكبلت‪ .‬كىذا ما‬

‫يخفؼ مف شعكرىـ بالخكؼ كالقمؽ مما يجعميـ (السجناء) في كضع نفسي أكثر تقببل لبرامج التأىيؿ‬

‫كاإلصبلح‪ .‬باإلضافة إلى ذلؾ فإف تكجيو السجناء إلى العمؿ الذم يناسبيـ قد يساىـ كثير في تأىيميـ‬ ‫كعبلجيـ‪ ,‬إذ أف مشاركة السجيف في نشاط ميني مف أىـ الكسائؿ العبلجية في األمراض النفسية‪ ,‬إذ‬

‫أف الغرض مف العبلج بالعمؿ ىك شغؿ كقت المريض‪ ,‬كابعاده عف المشكمة التي يعاني منيا‪.‬‬

‫فالنظريات الحديثة إلصبلح المجرميف اليكـ تيعطي أىمية كبيرة لمتدريب الميني في المؤسسات‬ ‫اإلصبلحية في السجكف (ربيع كآخركف‪.)1995,‬‬ ‫األغراض التي تحققيا برامج التدريب والعمل في السجون منيا ‪:‬‬

‫أ‪.‬كسيمة لئلصبلح كالتأىيؿ‪ :‬كذلؾ بتعميـ السجيف حرفة أك صنعة يعيش بكساطتيا بعد ترؾ السجف‪,‬‬ ‫كالعكدة إلى الحياة االجتماعية‪.‬‬

‫ب‪.‬االستفادة مف اإلنتاج في سد حاجة السجيف ‪.‬‬

‫ج‪.‬االستفادة مف فائض اإلنتاج لمتصدير لؤلسكاؽ المحمية لمحصكؿ عمى أرباح تساعد في سد بعض‬

‫مصاريؼ السجناء‪.‬‬

‫‪118‬‬


‫‪.2‬التعميم ‪:‬‬ ‫إف اليدؼ مف التعميـ في تأىيؿ المجرميف ىك تغيير سمككيـ كتعديؿ اتجاىاتيـ كأفكارىـ‪ .‬فالتعميـ في‬ ‫أساسو ليس إال تعديؿ يط أر عمى سمكؾ الكائف الحي نتيجة لمتدريب‪ .‬كالممارسة‪ .‬كليذا ال بد أف ييسيـ‬ ‫التعميـ في مؤسسات تأىيؿ المجرميف إلى تغيير سمككيـ مف األنماط العدكانية أك المنحرفة أك‬ ‫اإلجرامية‪ ,‬إلى أنماط سمككية إيجابية تتسـ باالنضباط‪ ,‬كاحتراـ القانكف‪ ,‬كالنظاـ‪ ,‬كاحتراـ حقكؽ‬

‫اآلخريف‪ ,‬كذلؾ بما يتفؽ كقيـ المجتمع كعاداتو كتقاليده‪ .‬كيتـ ذلؾ مف خبلؿ الندكات كالمحاكرات التي‬

‫تتـ بيف المجرميف في المؤسسات اإلصبلحية ككبار المتخصصيف في مجاؿ الجريمة كيتـ غرس القيـ‬ ‫األصيمة في نفكس المسجكنيف‪ ,‬كتشجيعيـ عمى التعاكف‪ ,‬كاألخذ كالعطاء كاالنتماء كحب اآلخريف‪.‬‬

‫ثالثاً ‪:‬الوقاية من الجريمة ‪:‬‬

‫لمعمـ الجنائي أثر بالغ في لفت االنتباه إلى ضركرة معالجة أسباب اإلجراـ كالكقاية مف االنحراؼ عبر‬

‫سياسة جنائية كاعية محيطة بكؿ معطيات الظاىرة اإلجرامية كالسمكؾ المنحرؼ‪.‬كليذا تعد اإلجراءات‬ ‫الكقائية مف الجريمة ميمة جدا ألنيا قد تساعد عمى خفض معدالت انتشار الجريمة‪ .‬كلذلؾ يعتبر‬

‫الكثير مف الييئات الجزائية أف اإلصبلح االجتماعي المكثؼ‪ ,‬الكسيمة الكحيدة الجتثاث جذكر الجريمة‪.‬‬

‫كعمماء النفس يعممكف مع ضباط الشرطة بطرائؽ عديدة‪ ,‬إذ يقكـ البعض بمساعدة الييئات المختصة‬ ‫مف أجؿ اختيار ضباط شرطة مناسبيف ليذا الغرض كما يقكـ البعض اآلخر بتدريب المجنديف مف‬

‫رجاؿ الشرطة عمى معالجة الغضب الذم قد ييقابمكف بو بطرائؽ مناسبة كباستخداـ تقنيات كأساليب‬ ‫* فقد قاـ‬ ‫خالية مف العنؼ كأكثر فعالية‪.‬‬

‫عالـ النفس "مكرتف بارد" بتدريب (‪ )18‬ضابطان عمى عبلج الخبلفات األسرية بطريقة عبلجية‪ ,‬كما‬

‫قامكا بحضكر محاضرات لمدة شير تدربكا فييا عمى فض خبلفات كىمية قاـ بتمثيميا ليـ المحترفكف‬

‫مسرحيان‪ ,‬كفي نياية الشير عاكد الضباط النزكؿ إلى المجتمع المحمي كقدمكا عمبل متكاصبل لمدة‬

‫(‪ )24‬ساعة بعرباتيـ البلسمكية‪ ,‬مقدميف خدماتيـ في حي "مانياتف" اآلىؿ بحكالي (‪ )85111‬نسمة‪,‬‬

‫كأصبح ىؤالء الضباط(‪" )18‬تحت الطمب" أكثر قدرة عمى فض االضطرابات المدنية‪ ,‬ككانكا يحاكلكف‬ ‫التكسط في الصراعات‪ ,‬كأثناء طمب االستشارة منيـ كانكا يكجيكف األسر إلى ككاالت الخدمات في‬

‫المجتمع المحمي‪ ,‬كيقكمكف بمتابعة ىؤالء األفراد‪ .‬كقد كاف عمماء النفس المرجع االستشارم ليـ ‪ .‬كأف‬

‫مف الكاجب تحسيف كضع السجكف كبناء سجكف حديثة يتكافر فييا جميع الكسائؿ التربكية كالتيذيبية‬

‫كالتكجييية‪ ,‬كأف ال يككف اتساع كؿ سجف ألكثر مف (‪ )311‬سجيف ليتمكف المكظفكف المشرفكف عمى‬ ‫تربية ىؤالء كأف يقكمكا بكاجبيـ‪ ,‬كأف يتعرفكا إلى شخص كؿ سجيف كيعالجكا كضعو الفردم بدقة‪.‬‬

‫أيضا البد مف كجكب اختيار مكظفي السجكف مف بيف األكفاء كتدريبيـ تدريبان عمميان كمينيان يؤىميـ‬

‫لمقياـ بالكاجبات الممقاة عمى عاتقيـ‪ ,‬كما أكد المؤتمركف أيضان عمى كجكب تشجيع المؤسسات الخاصة‬

‫عمى تقديـ خدمات لممسجكنيف كعائبلتيـ‪ ,‬كالتي تيؤمف الرعاية ليـ أثناء مدة السجف‪ ,‬كبعد خركجيـ إلى‬ ‫المجتمع ألف الرعاية البلحقة تشكؿ سياجان منيعان كمتينان بيف الخارج مف السجف كمياكم االنحراؼ كالتي‬ ‫‪119‬‬


‫تيدؼ إلى حماية المجتمع مف الجريمة‪ ,‬كلكي يسيؿ عمى الحككمات أمر كجكد االختصاصييف‪ ,‬ييفضؿ‬ ‫أف يعمـ في المدارس كفي كميات الحقكؽ كالعمكـ االجتماعية‪ ,‬الدركس المتعمقة باإلجراـ‪ ,‬كالدركس‬

‫الجنائية كالعقابية كعمـ النفس الجنائي‪ ,‬حتى يتـ التقارب بيف مختمؼ المشتغميف في القضايا الحقكقية‬ ‫كاالجتماعية كالجنائية‪ ,‬كتسييؿ تأليؼ فرؽ مف االختصاصييف تتكلى أمر مكافحة الجريمة‪ ,‬كمعالجة‬

‫المجرميف‪ ,‬كيككف رائدىا التفاىـ التاـ بيف أعضائيا كاالنسجاـ في التفكير العممي كفي تطبيؽ البرامج‬

‫الكقائية كالعبلجية (العكدم‪.)1981,‬‬

‫تصنيف اإلجراءات الوقائية من الجريمة وذلك وفقا لمنشورات األمم المتحدة والصحة العالمية عمى‬

‫النحو اآلتي ‪:‬‬

‫‪.1‬الوقاية من الدرجة األولى ‪:‬‬ ‫كيقصد بو منع حدكث السمكؾ اإلجرامي أصبلن سكاء أكاف منفردا‪ ,‬أك مصحكبان باألمراض‬

‫كاالضطرابات النفسية‪ .‬كىذا المستكل مف الكقاية ييعد ىدفان صعب المناؿ‪ ,‬فبالرغـ مما يبذؿ كيبذؿ في‬ ‫مجاؿ الكقاية كالعبلج لمسمكؾ اإلجرامي‪ ,‬فإنو لـ يتكقؼ‪ ,‬كما أف األمراض النفسية لـ تتبلشى‪ .‬كيندرج‬ ‫تحت ىذا المستكل ثبلثة أنكاع مف اإلجراءات ىي‪:‬‬

‫أ‪.‬تحديد الجماعات األكثر تعرضان لمسمكؾ اإلجرامي‪ :‬كذلؾ في ضكء المؤشرات المتكافرة عنيـ مثؿ‪:‬‬

‫كجكد تاريخ سابؽ لؤلسرة في مجاؿ الجريمة‪ ,‬كالتفكؾ األسرم‪ ,‬كضعؼ أساليب التنشئة االجتماعية أك‬

‫عدـ اتساقيا‪ ,‬كالظركؼ االقتصادية‪ ,‬كضعؼ الكازع الديني كاالنخراط في جماعة مف األقراف‬

‫المنحرفيف‪ ,‬ككجكد بعض الصفات الشخصية ذات الصمة باإلجراـ (كاالندفاعية‪ ,‬كالبلمباالة‪ ,‬كالسمكؾ‬

‫العدكاني)‪.‬‬

‫ب‪.‬استخداـ األساليب التربكية المختمفة في تكصيؿ المعمكمات العممية الدقيقة‪ :‬كالتكعية المباشرة كغير‬ ‫المباشرة لمفئات العمرية األكثر تعرضان لمجريمة مف غيرىا‪ ,‬كذلؾ فيما يخص أنماط السمكؾ السيئ‬ ‫كأض ارره عمى الفرد كالمجتمع‪ ,‬كالعقكبات المترتبة عمى ذلؾ‪.‬‬

‫ج‪.‬العناية المبكرة بالحاالت المييأة ألف تصاب باألمراض النفسية‪ :‬كىذه الفئة ال تيحتسب ضمف‬ ‫األسكياء‪ ,‬كلكنيا تعاني مف االضطرابات كاألعراض التي ال ترقى ألف تيشخص عمي أنيا أعرض‬

‫مرضية تضعيـ ضمف عداد المرضى‪ ,‬كأف نسبة كبيرة مف ىذه الحاالت تيفصح عف نفسيا فيما بعد في‬ ‫شكؿ حاالت تعاني مف أمراض نفسية كعصبية معينة‪ ,‬كذلؾ تحت ضغط العكامؿ المسببة لبلضطراب‬

‫‪.‬‬

‫‪.2‬الوقاية من الدرجة الثانية ‪:‬‬ ‫مف الممكف الكقاية مف السمكؾ اإلجرامي في ىذا المستكل‪ ,‬مف خبلؿ التدخؿ العبلجي المبكر‪ .‬كلذلؾ‬ ‫يتضمف ىذا المستكل برامج التغير المصممة لتجنيب الصغار إدراؾ أنفسيـ بأنفسيـ‪ ,‬أك مف جانب‬

‫اآلخريف بأنيـ منحرفكف أك مضطربكف‪ .‬فقد أكدت الدراسات الميدانية أف نسبة كبيرة مف الشباب حديثي‬ ‫العيد يتعاطي المخدرات يككنكا عمى استعداد لمتكقؼ عف ىذا التعاطي بسيكلة نسبية كىـ في مرحمة‬ ‫‪121‬‬


‫التجريب كاالستكشاؼ‪ ,‬كتبمغ ىذه النسبة (‪ )%75‬كما جاءت بيا الدراسات المصرية كىذا ما يجعمنا‬ ‫نكلي ىذا المستكل مف الكقاية أىمية‪ ,‬كبيرة يمكف أف تنقذ نسبة ال يستياف بيا مف الشباب مف تعاطي‬

‫المخدرات‪ ,‬كغير ذلؾ مف أساليب السمكؾ اإلجرامي (ربيع كآخركف‪.)1995,‬‬

‫‪.3‬الوقاية من الدرجة الثالثة ‪:‬‬

‫إف اليدؼ مف ىذا المستكل مف الكقاية؛ تجنب تحكؿ االضطراب الحالي إلى الحالة المزمنة‪ ,‬كذلؾ مف‬

‫خبلؿ التدخبلت العبلجية المتأخرة نسبيان‪ ,‬بيدؼ منع حدكث مضاعفات أكثر مف خبلؿ التأىيؿ النشط‬

‫‪ ,‬كاالستيعاب المجتمعي فالمبادرة في تناكؿ حاالت االضط ارب أك االنحراؼ أك السمكؾ اإلجرامي‬

‫تتضمف كقاية الفرد مف مزيد مف التدىكر إلى مستكيات متدنية مف الصحة البدنية كالنفسية كاالنحطاط‬

‫األخبلقي‪ .‬كما أف فييا كقاية لمكقع العمؿ الذم يعمؿ فيو الفرد‪ ,‬كمحافظة عمى عبلقة الفرد‬

‫باألشخاص الذيف يحتمكف مكاقع قريبة منو داخؿ شبكة العبلقات االجتماعية‪ .‬كما أف فييا كقاية مف‬ ‫األساليب‬

‫زيادة كتنكع األفعاؿ اإلجرامية ليذا الشخص‪.‬‬ ‫المستخدمة في اإلجراءات الوقائية ‪:‬‬

‫أ‪.‬العقاب ‪:‬‬

‫اء معتدؿ الشدة يؤدم إلى اإلقبلع عف الجريمة‪ ,‬إذ أف الخكؼ مف األلـ يبقى كاحد مف‬ ‫ييعد العقاب إجر ن‬ ‫الدكافع األساسية كراء انخفاض معدالت الجريمة‪ .‬كحتى تككف أساليب العقاب فاعمة ال بد لمشخص‬ ‫الذم سيتعرض لؤلساليب العقابية ليا أف يعرؼ ما ىك السمكؾ الذم سكؼ ييعاقب عميو إف فعمو‪.‬‬ ‫فتكقيت العقاب كانتظامو يؤثراف في ىذه المعرفة ‪ .‬فقد أكدت التجارب التي أجريت في الكاليات المتحدة‬ ‫األمريكية في مدينة نيكيكرؾ عاـ (‪ ,)1965‬أف الجرائـ قد انخفضت في الطرؽ الفرعية عندما يتزايد‬

‫كجكد رجاؿ الشرطة بيا‪ .‬كما انخفضت حكادث السير بنسبة (‪ )%25‬تقريبان بعد اإلعبلف عف قكانيف‬ ‫جديدة تتعمؽ بالقبض عمى الذيف يقكدكف سياراتيـ كىـ في حالة سكر في بريطانيا‪ .‬كلكف ىناؾ ما‬

‫يشير إلى أف الخكؼ مف العقاب أيضان ال يعد مانعان الرتكاب المزيد مف الجرائـ‪ ,‬كدليؿ ذلؾ تزايد‬

‫االتجار كتيريب المخدرات بالرغـ مف ازدياد شدة العقكبة كالتي قد تصؿ إلى حد اإلعداـ كالغرامة‬

‫المالية الضخمة‪ .‬كفي إطار ىذا التناقض في نتائج الدراسات المطمقة بمدل جدكل العقاب ككسيمة‬

‫كقائية‪ ,‬فإف األمر يحتاج إلى مزيد األساليب العبلجية األخرل ‪.‬‬ ‫والتوجيو ‪:‬‬

‫ب‪.‬اإلرشاد‬

‫مف المياـ األساسية لممدرسيف كاالختصاصييف النفسييف كاالجتماعييف‪ ,‬تقديـ اإلرشاد كالتكجيو‬

‫لممتعمميف كتبصيرىـ بما لدييـ مف استعدادات‪ ,‬كقدرات‪ ,‬كميكؿ‪ ,‬كاتجاىات‪ ,‬كسمات شخصية‪,‬‬

‫باإلضافة إلى مساعدتيـ في التخمص مف المشكبلت التي يتعرضكف ليا داخؿ كخارج المدرسة‪.‬‬

‫اء داخؿ قاعة الصؼ أك خارجيا مف خبلؿ ما يتـ تنفيذه مف‬ ‫كيستطيع المعمـ أداء ىذه الميمة سك ن‬ ‫أنشطة خارجية يتضمنيا المنيج الدراسي ‪ ,‬إذ ليس ىناؾ أىـ مف كظيفة التعميـ في مجتمعنا‪ ,‬إذ مف‬ ‫خبلليا نحافظ عمى كياف مجتمعاتنا‪ ,‬كنساعد في تطكيرىا كتقدميا‪ ,‬كما نتمكف مف خبلليا تككيف‬ ‫‪121‬‬


‫اتجاىات كمعايير معينة لدل أبنائنا‪ ,‬تتفؽ كثقافة المجتمع الذم نعيش فيو‪ .‬كمف الكاضح فإف الكقاية‬ ‫مف الجريمة تعتمد عمى البرامج التربكية داخؿ المدرسة كخارجيا‪ ,‬ككذلؾ عمى كسائؿ اإلعبلـ كما‬

‫تقدمو مف تكعية لآلباء كالمجتمع بشأف تربية األبناء كتمبية احتياجاتيـ‪ ,‬ككيفية التعامؿ مع األشخاص‬

‫الذيف تيسكؿ ليـ أنفسيـ عدـ احتراـ القانكف كعادات كتقاليد المجتمع‪ .‬باإلضافة إلى ذلؾ فإف البرامج‬ ‫اإلرشادية التي تقدـ مف ًقبؿ المرشديف قد تساىـ في إصبلح الجانحيف كالمجرميف كتقمؿ مف ميميـ نحك‬

‫اإلجراـ‪ .‬كلكف ذلؾ ال يمنع مف اتخاذ العقكبات المناسبة بحؽ المخالفيف كالجانحيف كالمجرميف‪ ,‬حتى ال‬

‫يجرؤكا ذكك النفكس الضعيفة عمى ارتكاب الجرائـ ظنان منيـ بأنيـ سكؼ يفمتكا مف يد العدالة‪ ,‬كأنيـ‬

‫سكؼ ييعاممكف بالحسنى‪ .‬كما أف حركات اإلصبلح االجتماعي‪ ,‬كرفع المستكل االقتصادم‪ ,‬كالتعميمي‪,‬‬ ‫كالثقافي‪ ,‬كالقضاء عمى مظاىر الظمـ االجتماعي‪ ,‬كالحرماف‪ ,‬كالعزلة‪ ,‬كالتمييز‪ ,‬ليا أثر كبير في الكقاية‬ ‫ج‪.‬الوقاية من الجريمة في‬

‫مف الجريمة كاالنحراؼ (العيسكم ‪.)1991,‬‬

‫ركز اإلسبلـ‬

‫اإلسبلم ‪:‬‬

‫عمى ضركرة كقاية المجتمع مف الجريمة كذلؾ بإتباع سياسة المساكاة بيف الناس في جميع جكانب‬

‫الحياة‪ .‬كعندما يشعر اإلنساف في المجتمع بالمساكاة بعيدان عف القير كالظمـ االجتماعي أك الضغط‬

‫يضعؼ إلى أبعد حد ممكف‬ ‫النفسي أك التمايز العرقي أك الطبقي‪ ,‬فإنو يجد أف الدكافع إلى الجريمة قد‬ ‫ي‬ ‫كيككف اإلسبلـ بعممو ىذا قد أكصد أماـ الناس باب الجريمة كاالنحراؼ‪ .‬فضبلن عف ذلؾ فإف الكثير‬ ‫مف الجرائـ سببيا الفقر‪ ,‬كالجشع في جمع الماؿ بكؿ الكسائؿ ليككف أداة لمتسمط عمى اآلخريف‪ ,‬مما‬

‫جعؿ بعض الناس يتبعكف في سبيؿ جمعو طرائؽ غير صحيحة كغير إنسانية‪ .‬كلذلؾ فرض اإلسبلـ‬ ‫الزكاة لمعالجة مشكمة الفقر‪ ,‬كليفتح أماـ الفقراء مجاالت العمؿ‪ ,‬كليمنع تجيمع الماؿ في يد و‬ ‫فئة قميمة‬ ‫مف الناس‪ .‬كبذلؾ تعمؿ الزكاة عمى كقاية المجتمع مف الجريمة التي قد يككف سببيا العكز المادم‪.‬‬ ‫كما أف تربية األبناء تربية إسبلمية صحيحة‪ ,‬تمنح الفرد الحصانة ضد تيارات االنحراؼ التي قد‬

‫يتعرض ليا الطفؿ كالشاب ضمف إطار الغزك الفكرم كالثقافي الذم نعيشو اليكـ كلذلؾ تيعد التربية مف‬ ‫الكسائؿ الميمة في الكقاية مف الجريمة‪ ,‬كخاصة عندما تككف التربية مبلئمة لممجتمع الذم يعيش فيو‬ ‫األفراد‪ ,‬مف خبلؿ تعميـ أبناء المجتمع القيـ كالعادات كاألعراؼ السائدة فيو‪.‬كالتربية اإلسبلمية لـ تركز‬

‫عمى أحد جكانب الشخصية دكف األخرل ‪ ,‬بؿ اىتمت بتربية جميع جكانب شخصية اإلنساف جسدان‬

‫كعقبلن كخمقان ك نفسان(مصطفى ‪.)1986,‬‬

‫‪122‬‬


‫الوحدة العاشرة‬ ‫انوقايت ين اجلرميت وعالج انسهوك اإلجرايي‬

‫أوالً ‪ :‬وسائل الوقاية من السموك اإلجرامي ‪:‬‬ ‫ثانياً ‪:‬التصور اإلسبلمي لمسموك اإلجرامي وسبل الوقاية‪:‬‬ ‫ثالثاً ‪:‬عبلج السموك اإلجرامي ‪:‬‬

‫الوحدة العاشرة‬ ‫تمييد ‪:‬‬ ‫سعى الناس مف خبلؿ المنظريف عبر العصكر عف سبؿ مناسبة لعبلج السمكؾ اإلجرامي‪ ,‬كال زالكا‬ ‫‪123‬‬


‫كذلؾ حتى اآلف يجربكف العديد مف األساليب كالطرؽ لعبلج الجريمة كالكقاية منيا‪ .‬كنبلحظ فشؿ‬ ‫ىؤالء الناس – المنظريف – في الكصكؿ إلى طرؽ ناجحة لمحد مف السمكؾ اإلجرامي‪ .‬كالسبب في‬

‫نظرنا يرجع إلى أف ىذه الطرؽ كاألساليب ىي مف صنع البشر الذم يشكب ابتكاره النقص‪ ,‬ألنو ال‬ ‫يدرؾ الطبيعة البشرية إال خالقيا سبحانو كتعالى‪ .‬كمف أجؿ تكضيح ىذا التصكر‪ ,‬رأينا أف نستعرض‬

‫في ىذا الفصؿ بعضا مف تصكرات النظريات المعاصرة لعبلج السمكؾ اإلجرامي كأساليبيا في الكقاية‬

‫ينقسم‬

‫منيا ‪.‬‬

‫المجرمون إلي إلى قسمين وىما ‪:‬‬

‫القسم األول ‪ :‬يضـ المجرميف (أم المسئكليف عف أفعاليـ اإلجرامية) كىؤالء المجرميف يكجدكف في‬ ‫السجكف أك المؤسسات العقابية‪ ,‬أما إذا كانكا أحداثان لـ يبمغكا السف النظامية أك القانكنية فإنيـ ييكدعكف‬ ‫في مؤسسات األحداث كدكر اإلصبلحية المكجكدة بمدينة غزة ‪.‬‬

‫والقسم الثاني ‪ :‬ىـ المجرمكف الذيف يعانكف مف اضطرابات نفسية ‪ ,‬كىؤالء قد ييبرؤكف فنجدىـ طمقاء‬ ‫في المجتمع أك قد تأمر المحكمة بإيداعيـ في المستشفيات النفسية لتمقي العبلج باعتبارىـ مرضى‪ ,‬أك‬ ‫يدانكف فيرسمكف إلى السجكف‪ .‬ككبل القسميف يحتاجكف إلى برامج عبلجية ككقائية حتى ال يخسر‬

‫المجتمع عددان مف لبناتو يمكف إصبلحيا كاعادتيا إليو سكية فتيسيـ في رقية كازدىاره‬ ‫وسائل الوقاية من السلوك اإلجرامي ‪:‬‬ ‫يطمؽ مصطمح الكقاية عمى أم برنامج ييعد لمكافحة الجريمة كالسمكؾ الجانح في منابعيما‪ .‬كيمزـ ىذا‬ ‫أوالً ‪:‬‬

‫البرنامج التعاكف الدائـ كالشامؿ لعمماء الطب العقمي كاألخصائييف النفسييف كاالجتماعييف كالمربيف‬

‫كالقانكنييف‪ ,‬كرجاؿ األمف (دسكقي ‪.)1988 ,‬‬

‫تعريف الوقاية من الجريمة ‪ " :‬يعني الحيمكلة دكف تككيف السمكؾ اإلجرامي لدل اإلنساف كمكافحتيا‬ ‫إما بمنعيا أك ردع مف تسكؿ لو نفسو بارتكاب الجريمة‪ ,‬كذلؾ عف طريؽ الخكؼ مف العقاب‬

‫(الطخيس‪. )1999,‬‬

‫كعمى الرغـ مف أف االىتماـ ببرنامج الكقاية مف السمككيات المضادة لممجتمع ال يزاؿ محدكدان‪ ,‬إال أف‬ ‫ىناؾ مف صمـ بعض البرامج التربكية الكقائية لآلباء كالمرشديف كالمعمميف كرجاؿ الشرطة مف أجؿ‬

‫تزكيدىـ ببعض المعمكمات كالميارات الضركرية التي تعمميـ األسس التربكية لؤلبناء حتى ال يقعكا في‬ ‫السمكؾ المنحرؼ أك اإلجرامي‪.‬‬

‫اإلجراءات الوقائية من السموك اإلجرامي إلى ثبلث درجات وذلك عمى النحو التالي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬الوقاية من الدرجة األولى‪ :‬كالكقاية مف ىذه الدرجة تيدؼ إلى تكفير السبؿ النفسية كاالجتماعية‬ ‫الكفيمة بتحصيف األفراد ضد الجريمة‪.‬‬

‫‪124‬‬


‫كيتضمف ىذا المستكل مف الكقاية مجمكعة مف اإلجراءات منيا‪:‬‬ ‫‪.1‬تحديد األفراد الذم يقؿ لدييـ الشعكر بثقؿ الجماعة(المجتمع) كمف ثـ ال يعتبركف الجماعة إطا انر‬ ‫مرجعيان أك أكلئؾ األفراد الذيف ليـ في أنفسيـ اتجاىات معادية لممجتمع كنظمو‪ ,‬أك يحممكف في‬ ‫تفاعبلتيـ االجتماعية تكجييات سمككية شاذة مثؿ فئة الجانحيف‪.‬‬

‫‪.2‬دراسة المتغيرات التي نتصكر قدرتيا عمى إضعاؼ قيـ ككزف الجماعة في نفكس األفراد كمكاجيتيا‪,‬‬ ‫كالتي يمكف اإلشارة إلى بعضيا‪:‬‬

‫‪.3‬االنييار األسرم‪ :‬يؤدم االنييار األسرم إلى افتقاد الضكابط السمككية كبالتالي يشعر الفرد بأنو ال‬ ‫تكجد ضكابط لمحياة كميا‪.‬‬

‫‪.4‬الدخكؿ المتفاكتة في المجتمع‪ :‬تؤدم الدخكؿ المتفاكتة إلى اتساع اليكة بيف طبقات المجتمع مما‬ ‫يجعؿ الفرد يشعر بكطأتيا كبالتالي يرفض المجتمع كأكضاعو‪.‬‬

‫‪.5‬مركر المجتمع ببعض الظركؼ السيئة‪ :‬كانعكاس ىذه الظركؼ سمبيان عمى حالة األفراد النفسية‪.‬‬

‫‪.6‬إضعاؼ كزف المشكبلت القائمة في المجتمع كالتغاضي عنيا بحجة بساطتيا كخاصة المشكبلت‬

‫ذات التأثير عمى أمف األفراد كاستقرارىـ‪.‬‬

‫‪.7‬افتقاد القدكة الصالحة‪ :‬التي تكشؼ سمككيا عف احتراـ قكاعد المجتمع كنظمو إذ كيؼ نتصكر أف‬ ‫يظؿ شعكر الفرد بالجماعة قائمان كىك يرل أف مف تقع عمى أكتافو مسئكلية الرقابة عمى الضكابط‬

‫السمككية يتجاكز ىذه الضكابط في بعض المكاقؼ أك كميا‪.‬‬

‫‪.8‬عدـ الحرص عمى تنفيذ القكانيف المكضكعة‪ :‬عندما يشعر األفراد بأف القكانيف أك األنظمة عمى‬ ‫الكرؽ‪ ,‬فإف مف شأف ىذا الشعكر أف ييميت القانكف في نفكسيـ‪ ,‬كيميت بالتالي الضكابط لسمككيـ‪,‬‬ ‫كيميت قبؿ ىذا كمو معنى الجماعة في نفكسيـ ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬الوقاية من الدرجة الثانية ‪ :‬كييدؼ ىذا المستكل مف الكقاية إلى التدخؿ في مراحؿ مبكرة‬

‫عمى نحك يحكؿ بيف األفراد كبيف التكرط في مستكيات أعمؽ مف انتياؾ النظاـ أك القانون ومن ثم فإن‬ ‫المهمة األولً فً هذا المستوي ٌتمثل فً الكشف عما ٌمكن اعتباره منذرات بارتكاب الجرائم‬ ‫ومحاولة رصدها فً ضوء السٌاقات التً تحدث فٌها‪.‬‬ ‫أمثمة عمي منذرات الجرائم ‪:‬‬ ‫* افتقاد الضوابط السلوكٌة فً الشارع العام ‪.‬‬

‫* عدم احترام القواعد اإلرشادٌة فً األماكن العامة ‪.‬‬ ‫* التورط فً مخالفات مرورٌة بشكل متكرر ‪.‬‬

‫* االعتداء علً الملكٌة العامة أو الخاصة وإتالفها ‪.‬‬ ‫* تورط الصبٌة فً أعمال الشغب وفً التدخٌن ‪.‬‬ ‫ثالثاً ‪ :‬الوقاية من الدرجة الثالثة‪:‬‬

‫ييدؼ ىذا النكع مف الكقاية إلي التدخؿ بعد كقكع الجريمة ‪ ,‬كيندرج ىذا التدخؿ في إطار العمؿ‬ ‫‪125‬‬


‫الشرطي كالقانكني‪ ,‬كالذم ينتيي في الغالب بأحكاـ تصدر ضد بعض األفراد لتكرطيـ في أم نكع مف‬ ‫أنكاع الجرائـ‪ .‬كتيدؼ ىذه الكقاية إلى كقاية مف كقع في الجريمة حتى ال يقع فييا مرة أخرل ككذلؾ‬

‫كيرل‬

‫إلى كقاية ممف لدييـ استعداد لمجريمة (الخطيب ‪.)1994,‬‬

‫(ربيع كآخركف ‪ )1994,‬أف الكقاية مف الدرجة الثالثة تيدؼ كذلؾ إلى تجنب تحكؿ االضطراب (كىك‬ ‫في ىذه الحالة مف المرض النفسي أك السمكؾ اإلجرامي) إلى الحالة المزمنة‪ ,‬بيدؼ منع حدكث‬

‫مضاعفات أكثر مف خبلؿ التأىيؿ النشط كاالستيعاب االجتماعي‪ .‬كتكصؼ ىذه الخطكة العبلجية‬ ‫بأنيا خطكة كقائية ألف المبادرة إلى تناكؿ ىذه الحاالت بالعبلج تتضمف بالضركرة كقاية الفرد مف مزيد‬

‫مف التدىكر إلى مستكيات متدنية مف الصحة البدنية كالنفسية كاالنحطاط األخبلقي‪ ,‬كفيو كقاية مف‬

‫احتماالت زيادة كتنكع األفعاؿ اإلجرامي ليذا الشخص ‪.‬‬

‫اإلجراءات الوقائية من السموك اإلجرامي من خبلل اآلتي ‪:‬‬

‫بعض‬

‫‪.1‬التنشئة الصحيحة لؤلبناء ‪ :‬يجب تكفير فرص النمك السكم لكؿ عناصر الشخصية في الطفكلة‪,‬‬ ‫كذلؾ ألف جذكر الجريمة تكجد في أعماؽ الشخصية منذ التاريخ المبكر لمفرد‪ ,‬كلذلؾ عمى اآلباء تكفير‬ ‫جك انفعالي صحي مع إقامة عبلقات كدية مع أطفاليـ‪ ,‬كعمييـ أف يكجيكا بعناية نمكىـ الخمقي‪.‬‬

‫كتمعب األسرة كالمدرسة كالمسجد دك انر ىامان في تشكيؿ شخصية األبناء‪.‬‬

‫‪.2‬االكتشاف المبكر لمجنوح والجريمة ‪ :‬يجب اكتشاؼ االستعداد لمجنكح كالجريمة اكتشافان مبك انر‪ .‬حيث‬

‫أف ( الفرد ال يصبح مجرمان بيف عشية كضحاىا ) ‪ .‬إنما اإلجراـ ينمك معو تدريجيان كلذلؾ فمف السيؿ‬ ‫القضاء عمى النزعات اإلجرامية قبؿ أف يستفحؿ أمرىا عف طريؽ كشفيا مبك انر كمف ثـ عبلجيا في‬

‫مراحميا األكلى (عيسكم ‪. )1984,‬‬

‫‪.3‬إبعاد العوامل التي تشجع الجريمة‪ :‬كيتضمف ىذا اإلجراء إبعاد األطفاؿ عف البيكت السيئة كتنظيـ‬ ‫أندية لمشباب كالتكسع في المراكز التركيحية لكي تقضي عمى تأثير الشمؿ السيئة كتككف كما يرل‬

‫(دسكقي‪ )1984 :‬أنو يجب تكجيو االنتباه الكاعي لكؿ كسائؿ اإلعبلـ حتى ال تظير الجريمة بصكرة‬ ‫براقة ‪.‬‬

‫‪.4‬المؤسسات األمنية ‪ :‬يرل (فيمدماف ‪ )1998:Feldman‬أنو مف أجؿ الكقاية مف الجريمة‪ ,‬عمى‬ ‫المسئكليف عف األمف القياـ ببعض التغيرات العممية في عمميـ كالتي تتمثؿ في‪:‬‬

‫أ‪.‬تعزيز تكاجد رجاؿ األمف في المناطؽ التي جرت العادة أف تكثر فييا الجريمة‪ .‬إما لكثرة المجرميف‬

‫فييا أك ألنيا تيييئ الرتكاب الجريمة ‪.‬‬ ‫ب‪.‬تغيير الطريقة التي يتعامؿ بيا رجاؿ األمف مع األحداث عندما يشتبو في ارتكابيـ لجرائـ صغيرة ‪.‬‬ ‫‪.5‬المراقبة ‪ :‬يمعب أعضاء الجماعات شبو الرسمية كالمتطكعيف كأصدقاء الشرطة دك انر ىامان في‬

‫الكقاية مف الجريمة حيث يعمؿ ىؤالء ليؿ نيار مف أجؿ خدمة أحيائيـ كمتابعة ما يدكر فييا‪ ,‬كيركف‬ ‫أف ما يقكمكف بو كاجب عمييـ مف أجؿ حماية مجتمعيـ مف السمككيات اإلجرامية فإذا شعر المجرـ أف‬ ‫‪126‬‬


‫ىناؾ عيكف ساىرة مف أىؿ الحي تيضاؼ لمعيكف الساىرة الرسمية‪ ,‬فإنو سيفكر ألؼ مرة قبؿ أف ييقدـ‬ ‫عمى ارتكاب سمكؾ إجرامي أك منحرؼ‪ .‬لذلؾ عمى الجيات الرسمية تشجيع األعماؿ المتطكعة مثؿ‬

‫"أصدقاء الشرطة" أك "مخبرم الحي" أك " األمف الميمي المساند " مف أجؿ حماية المنطقة أك الحي مف‬ ‫‪.6‬الحماية‬

‫السارقيف كالمنحرفيف ‪.‬‬

‫الذاتية ‪ :‬يمكف حماية الذات ككقايتيا مف المجرميف مف خبلؿ تجنب المثيرات كاألكقات التي قد تجعؿ‬ ‫* تجنب‬

‫الشخص ضحية لئلجراـ مثؿ‪:‬‬

‫الخركج منفردان خبلؿ ساعات الميؿ المتأخرة‪.‬‬

‫* تجنب بعض المناطؽ المشتيرة باإلجراـ – خاصة بعض األحياء المزدحمة كالفقيرة في بعض المدف‬ ‫*‬

‫العالمية‪.‬‬

‫عندما تككف ماشيان تجنب األشخاص الغرباء‪.‬‬

‫* تجنب حمؿ النقكد عمى مرأل مف الغرباء ‪.‬‬

‫المظير لمفاتف الجسد‪.‬‬ ‫* بالنسبة لمنساء عمييف تجنب المباس ي‬ ‫‪.7‬التدابير االحترازية ‪:‬‬ ‫مف الممكف التقميؿ مف معدالت الجريمة مف خبلؿ تكثيؼ التدابير االحت ارزية التي تجعؿ المجرـ ال‬ ‫يستطيع القياـ بسمككو مثؿ ‪:‬‬

‫* التحكـ في مداخؿ المنازؿ‪ :‬كذلؾ مف خبلؿ إغبلؽ األبكاب كالنكافذ جيدان كتركيب بعض أجراس‬

‫اإلنذار أك اإلضاءة في الساحة الخارجية لممنزؿ كالشكارع العامة لمنع السرقة ‪.‬‬

‫* كضع البطاقات الممغنطة التي تحمؿ أرقامان سرية في السيارات بدالن مف المفاتيح أك كضع أقفاؿ‬

‫لمقكد السيارة يمنع حركتيا‪ ,‬كقد جربت ىذه الطريقة بألمانيا كقممت كثي انر مف سرقة السيارات‪ * .‬كضع‬

‫رمكز خاصة عمى كؿ نكع مف أنكاع البضاعة‪ ,‬بحيث إذا اخرج مف المتجر بدكف إزالتو مف البائع يدؽ‬

‫جرس إنذار كينبو البائع إلى أف شخصان ما قاـ بسرقة شيء ما‪.‬‬

‫*‬

‫استخداـ الدكائر التمفزيكنية في المحبلت التجارية كالشكارع ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬التصور اإلسبلمي لمسموك اإلجرامي وسبل الوقاية ‪:‬‬

‫لقد سبؽ اإلسبلـ كؿ ىذه التصكرات كالنظريات التي ترل أىمية مراعاة الطبيعة اإلنسانية التي قد‬

‫تنحرؼ عف طريؽ السكاء نتيجة لتعرضيا لعدد مف المتغيرات (نفسية‪ ,‬اجتماعية‪ ,‬اقتصادية‪ ,‬طبيعية)‬ ‫كالشكاىد عمى ذلؾ كثيرة في القرآف كالسنة‪ ,‬كتؤكد جميع دالالتيا كمعانييا عمى أىمية كقاية المجتمع‬

‫مف السمككيات اإلجرامية‪ ,‬كقد تضمنت نصكص الشريعة اإلسبلمية الكثير مف التدابير الكقائية التي‬ ‫تمنع مف الكقكع في السمكؾ المنحرؼ‪.‬‬

‫كيجػػب المبلحظػػة أف اإلسػػبلـ ال يينكػػر الػػدكر الجزئػػي ألسػػاليب كاجػراءات الكقايػػة التػػي سػػبؽ ذكرىػػا فػػي‬ ‫السابؽ كلكنو يعتبرىا ناقصة عاجزة عػف أف تقػكـ بػدكرىا‪ ,‬ألنيػا تفتقػد الػركح التػي تػدفعيا كتجعميػا قػادرة‬ ‫‪127‬‬


‫عمػػى الحركػػة كالتػػأثير – أال كىػػك الػػديف – كألىميػػة الػػديف اإلسػػبلمي فػػي الكقايػػة مػػف السػػمكؾ اإلج ارمػػي‪,‬‬ ‫سػػنكجز بعػػض التػػدابير أك الكسػػائؿ التػػي يػػرل أىميتيػػا فػػي منػػع الجريمػػة كمػػا كردت فػػي الق ػرآف الك ػريـ‬

‫كالسنة المطيرة‪( .‬ياسيف ‪. )1992,‬‬

‫كلقد جاءت مبادئ الشريعة اإلسبلمية لمصمحة ىذا اإلنساف ال لضرره ‪ ,‬فكميا تحث عمى االستقامة ال‬ ‫االنحراؼ‪ ,‬كبالتالي القياـ بسمككيات إجرامية تخالؼ أكامر اهلل كرسكلو عميو الصبلة كالسبلـ‪ .‬كلذلؾ‬

‫فإف نظرة اإلسبلـ لظاىرة السمكؾ اإلجرامي تنبثؽ مف نظرتو الشاممة لئلنساف كالحياة كالككف‪ ,‬فاهلل‬

‫سبحانو كتعالى خمؽ اإلنساف‪ ,‬كأكدع فيو دكافع الخير كالشر لقكلو تعالى‪( :‬كنفس كما سكاىا * فأليميا‬

‫فجكرىا كتقكاىا)(الشمس‪ .)8 ,7 :‬كقكلو تعالى‪( :‬كىديناه النجديف)(البمد ‪ ,)11 :‬أم طريقي الخير‬

‫كالشر‪ .‬كمف جممة ذلؾ التصكر اإلسبلمي تتعدل بكاعث أك عكامؿ االنحراؼ لدل اإلنساف‪ ,‬كتتنكع‬

‫مصادرىا‪ ,‬فمنيا ما ينبع مف ذات اإلنساف كمنيا ما ينسب لمبيئة‪ .‬كسنرل عند عرضنا لمعكامؿ المسببة‬ ‫لمسمكؾ المنحرؼ أك اإلجرامي أف اإلسبلـ يختمؼ في تصكره عما ذىبت إليو المذاىب الكضعية التي‬ ‫العوامل المسببة‬

‫تعتمد في تصكرىا عمى اجتيادات البشر‪.‬‬

‫أوالً ‪:‬‬

‫لمسموك اإلجرامي من وجية نظر اإلسبلم وىي‪:‬‬ ‫عوامل عائدة لمفرد ‪:‬‬

‫ينظر اإلسبلـ لمعكامؿ التي تينسب لمفرد كتؤدم بو في الكقكع في السمكؾ اإلجرامي كأىميا ‪:‬‬ ‫‪.1‬انح ارف الفطرة ‪:‬‬ ‫يعتبر االنحراؼ عف الفطرة مف أىـ العكامؿ التي تؤدم باإلنساف لمكقكع في مختمؼ أنكاع الجرائـ‪.‬‬ ‫كيعد الكفر – كىك المظير الرئيسي لبلنحراؼ عف الفطرة – أىـ منبع مف منابع الجريمة ‪ ,‬كما تقرر‬ ‫ي‬ ‫ذلؾ آيات القرآف الكريـ كأحاديث المصطفى عميو الصبلة كالسبلـ‪ .‬فالكافر يرتكب جريمة الشرؾ كىي‬ ‫أعظـ الجرائـ التي ال يغفرىا اهلل لعباده‪ ,‬كيغفر ما دكنيا لمف يشاء‪ ,‬قاؿ تعالى‪( :‬إف اهلل ال يغفر أف‬

‫يشرؾ بو كيغفر ما دكف ذلؾ لمف يشاء كمف يشرؾ باهلل فقد افترل إثما عظيما) (النساء ‪ , . )48 ,‬كما‬ ‫أف الكفر يؤدم باإلنساف عمى جريمة محاربة الرسؿ كعدـ قبكؿ رساالتيـ اليادية لمخير‪ ,‬قاؿ‬

‫تعالى‪(:‬كقاؿ الذيف كفرك لرسميـ لنخرجكـ مف أرضنا أك لتعكدف في ممتنا فأكحى إلييـ ربيـ لنيمكف‬

‫الظالميف) (إبراىيـ‪ . )13 ,‬كلذلؾ فإف الكافر يقع في كثير مف الجرائـ العظيمة كقتؿ األنبياء كالرسؿ‬

‫كالدعاة كالمصمحيف كذلؾ لفقداف اليادم – اإلسبلـ – الذم يبيف لو ما يضره كما ينفعو كما يجب عميو‬

‫فعمو كما يجب عميو االمتناع عنو‪ ,‬قاؿ تعالى‪( :‬إن الذٌن ٌكفرون بآٌات هللا وٌقتلون النبٌ​ٌن‬ ‫بغٌر حق وٌقتلون الذي ٌؤمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب ألٌم) (آؿ عمراف‪.)21,‬‬ ‫‪.2‬ضعف اإليمان ‪ :‬يعد ضعؼ اإليماف مف األسباب التي تجعؿ اإلنساف المسمـ خاصة يرتكب‬

‫الجرائـ‪ ,‬كذلؾ ألف قكة اإليماف كزيادتو تقرب اإلنساف مف اهلل‪ ,‬كما قاؿ اهلل تعالى‪( :‬الذٌن قال لهم‬ ‫الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إٌمانا وقالوا حسبنا هللا ونعم الوكٌل) (آل‬ ‫عمران‪ . )173 :‬كيزيد اإليماف بالمداكمة عمى تصديؽ اهلل كما جاء بو رسكلو عميو الصبلة كالسبلـ ‪,‬‬ ‫‪128‬‬


‫كقد بيف رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ أف اإلنساف حيف يرتكب جريمة مف الجرائـ كشرب الخمر أك‬ ‫الزنا أك السرقة‪ ,‬يككف في حاؿ مف ضعؼ اإليماف يكاد ييسمب منو أثناء ارتكابو لتمؾ الجرائـ‪ ,‬ثـ يعكد‬ ‫عميو إيمانو عندما يتكب عما بدر منو‪ ,‬فقد ركل اإلماـ البخارم في صحيحو عف أبي ىريرة رضي اهلل‬ ‫عنو أف رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ قاؿ‪" :‬ال يزني الزاني حيف يزني كىك مؤمف كال يشرب الخمر‬

‫حيف يشرب كىك مؤمف كال يسرؽ حيف يسرؽ كىك مؤمف كال ينتيب نيبة يرفع الناس إليو فييا أبصارىـ‬

‫كىك مؤمف"‪( .‬الصنيع‪ .)1993 ,‬كاف انعداـ الكازع الديني أك ضعفو يترتب عميو عدـ كجكد الرقيب‬

‫عمى أم قكؿ أك فعؿ يصدر مف الفرد كىذا يظير جميان في الدكؿ اإلباحية كيمثؿ دليبلن كاضحان عمى‬ ‫أف انعداـ اإليماف أك اىت اززه في النفكس يمثؿ نسبة كبيرة في دفع الفرد إلى الجريمة‪ ,‬كما إحصائية‬

‫الجرائـ في أمريكا التي تقكؿ أف متكسط الجرائـ التي تقع في ذلؾ المجتمع يعادؿ في كؿ (‪ )43‬دقيقة‬

‫جريمة قتؿ‪ ,‬كفي كؿ (‪ )19‬دقيقة جريمة اغتصاب امرأة‪ ,‬كفي كؿ دقيقتيف جريمة سرقة‪ ,‬كفي كؿ (‪)21‬‬ ‫ثانية جريمة اختطاؼ كيتضح لنا أف ضعؼ اإليماف مف أىـ األسباب التي تقكد الناس لمكقكع في‬

‫الجرائـ بأنكاعيا المختمفة ‪( .‬ياسيف‪.3 .)1992 ,‬إتباع ىوى النفس ‪:‬‬

‫م يُعد إتباع ىكل النفس األمارة بالسكء مف األسباب الكاضحة لكقكع كثير مف الناس في الجرائـ كذلؾ‬ ‫ي‬ ‫ألنيـ يسعكف لتمبية شيكاتيا مف خبلؿ الطرؽ كالمسالؾ المحرمة‪ .‬فشيكة الجنس تقكد صاحبيا لجرائـ‬ ‫االغتصاب كالزنا كغيرىا مف الجرائـ الجنسية‪ ,‬كشيكة الماؿ تقكد متبع ىكل نفسو لمسرقة كاالعتداء‬

‫كقطع الطريؽ‪ ,‬كشيكة السيطرة تقكد إلى جرائـ االقتتاؿ الناتجة عف خبلفات حكؿ األمبلؾ كاألراضي‬

‫كالسمطة ‪ ,‬كغير ذلؾ مف الشيكات الكثيرة التي إذا انقاد ليا اإلنساف أكقعتو في مزالؽ السمكؾ‬

‫اإلجرامي‪ .‬كقد بيف القرآف الكريـ كيؼ قاد إتباع اليكل النفسي إلى ارتكاب أكؿ جريمة قتؿ في تاريخ‬

‫البشرية كما كرد في قصة ابني آدـ قابيؿ كىابيؿ‪ .‬كلقد أعد اهلل الجنة لئلنساف الذم ال يتبع نفسو‬

‫ىكاىا بؿ ييردىا إلى الحؽ كالصراط المستقيـ كينياىا مف أف تقكده لمكقكع في الجرائـ كاآلثاـ كقد كرد‬

‫ذلؾ في قكلو تعالى‪( :‬كأما مف خاؼ مقاـ ربو كنيى النفس عف اليكل فإف الجنة ىي المأكل)‬

‫(النازعات‪ .)41:‬كقد حذر اهلل سبحانو كتعالى نبيو داكد عميو السبلـ مف جريمة الظمـ كالجكر – كىك‬ ‫مف أبعد الخمؽ عنيا – التي يقع فييا مف أتبع نفسو ىكاىا‪ ,‬فقاؿ تعالى‪( :‬إنا جعمناؾ خميفة في األرض‬ ‫فاحكـ بيف الناس بالحؽ كال تتبع اليكل فيضمؾ عف سبيؿ اهلل إف الذيف يضمكف عف سبيؿ اهلل ليـ‬

‫عذاب شديد بما نسكا يكـ الحساب) (ص‪.)26 :‬‬

‫تقكؿ (ركضة ياسيف‪ ) 1992 ,‬إنو إذا تغمبت النفس األمارة بالسكء "النفس الشيكانية" عمى النفس‬

‫المكامة اندفع صاحبيا إلى إتباع شيكاتو كاشباع غرائزه جريان كراء ممذاتو دكف رؤية أك تبصر‪ ,‬فتندثر‬ ‫بذلؾ المعايير كالقيـ‪ ,‬كعندئذ يسيؿ انحرافو ‪.‬‬

‫‪.4‬وسوسة الشيطان ‪ :‬يسعى الشيطاف بشتى الكسائؿ كالطرؽ إلى غكاية المسمميف‪ ,‬كلذلؾ حذرنا‬

‫المكلى سبحانو كتعالى مف الكقكع في شركو فقاؿ تعالى‪( :‬الشٌطان ٌعدكم الفقر وٌؤمركم‬ ‫‪129‬‬


‫كيعد إتباع الشيطاف‬ ‫بالفحشاء وهللا ٌعدكم مغفرة منه وفضال وهللا واسع علٌم) (البقرة‪ .)268:‬ي‬ ‫مف انحراؼ الفطرة‪ .‬كقد حذر اهلل سبحانو كتعالى مف إتباع خطكات الشيطاف ألنيا تقكد إلى السمكؾ‬

‫اإلجرامي المتمثؿ في فعؿ الفاحشة كالمنكرات (الصنيع‪ .)1993 ,‬كقد قاؿ اهلل تعالى‪( :‬إن الشٌطان‬ ‫لإلنسان عدو مبٌن) (يكسؼ‪.)5:‬‬ ‫وقد أقسم الشيطان عمى االلتزام بأمور ستة لتحقيق االنحراف في سموك بني آدم وايقاعيم في‬

‫الغواية والجريمة وىي كما تُصورىا اآليات‪:‬‬

‫* الحسد الذم يصرفيـ عف طريؽ الحؽ كاليدل ‪.‬‬

‫* إغرائيـ بغرس األماني الباطمة في نفكسيـ ‪ ,‬مف طكاؿ العمر ‪ ,‬كطكؿ األمؿ كغيرىا‪.‬‬ ‫* إفساد كؿ ما خمقو اهلل تعالى كامبلن‪ ,‬كتزييف بعض أفعاؿ الجاىمية‪.‬‬ ‫* أمرىـ بتغيير خمؽ اهلل تعالى ‪.‬‬

‫* صدىـ عف الحؽ ‪ ,‬كتحسيف كتزييف الباطؿ ليـ‪.‬‬ ‫* قمة الشكر هلل‪.‬‬

‫مداخل الشيطان لئلنسان ‪ ,‬حيث يدخل لمنفس إليقاعو في الجريمة واالنحراف منيا ‪:‬‬

‫* إلقاء الشبيات في قمكب المؤمنيف كتزيينو الباطؿ‪ ,‬كيحدث ىذا لممؤمف الذم ييأس مف الشيطاف مف‬ ‫إغكائو‪.‬‬

‫* إيقاع العداكة كالبغضاء بيف البشر‪.‬‬ ‫* إنساؤه كؿ ما فيو الخير كالصبلح لئلنساف‪.‬‬ ‫* تسمية األمكر المحرمة بأسماء محببة ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬العوامل البيئية ‪ :‬كىي مجمكعة العكامؿ التي تنسب لمبيئة التي يعيش فييا اإلنساف كىي‬ ‫عكامؿ عديدة نذكر أىميا مف كجية النظر اإلسبلمية ‪:‬‬

‫‪.1‬الوسط االجتماعي ‪:‬‬

‫يرل(الصنيع‪ )1993,‬أف الكسط االجتماعي ىك الكسط الذم ينشأ فيو اإلنساف ثـ يندمج فيو كيصبح‬ ‫أحد أعضائو‪ .‬كيتككف ىذا الكسط مف أكساط عدة يمر بيا اإلنساف في مراحؿ حياتو المختمفة‪ .‬ففي‬ ‫البداية يككف الكسط األسرم ىك صاحب التأثير األكبر عمى اإلنساف كسمككياتو‪ ,‬فإف كاف الكسط‬

‫صالحان خرج الفرد صالحان نافعان لنفسو كمجتمعو‪ ,‬كاف كاف فاسدان خرج الفرد في الغالب فاسدان منحرفان ‪.‬‬ ‫كقد بيف رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ كيؼ يمكف لؤلسرة أف تحرؼ فطرة اإلنساف السميمة التي‬

‫ييكلد بيا‪ ,‬إلى طرؽ تخالفيا مما يجعمو في ضياع كانحراؼ عف الصراط السكم‪ ,‬فقد ركل اإلماـ‬ ‫البخارم في صحيحو عف أبي ىريرة رضي اهلل عنو‪ ,‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ‪" :‬ما مف‬ ‫مكلكد إال يكلد عمى الفطرة فأبكاه ييكدانو أك ينصرانو أك يمجسانو " (صحيح البخارم) ‪.‬‬ ‫ومن أبرز العوامل التي تساىم في انحراف األفراد منيا ‪:‬‬

‫أ‪.‬انحراؼ سمكؾ أحد أفراد األسرة‪ :‬كالسيما الكالديف يؤدم إلى فقداف القدكة الحسنة التي تكجو أخبلؽ‬ ‫‪131‬‬


‫أفراد ىذه األسرة‪ ,‬فيقمد الطفؿ كيحاكي سمكؾ مف ىك أمامو‪.‬‬ ‫ب‪.‬جيؿ األبكيف بأصكؿ التربية ‪ :‬إما باإلفراط في القسكة أك الميف‪ ,‬أك بالميؿ إلى أحد األبناء دكف‬ ‫اآلخريف ‪.‬‬

‫عدـ الكفاؽ بيف الكالديف ‪ :‬أك فقد أحدىما أك كمييما يؤدم إلى الشعكر بالقمؽ كالخكؼ كالحرماف ‪ ,‬مما‬

‫يجعؿ الفرد في تكتر نفسي مستمر قد يشكؿ لديو ميبلن إجراميان‪ ,‬يؤدم بو إلى االلتحاؽ بأصدقاء السكء‬

‫فيسيؿ بذلؾ انحرافو ‪.‬‬

‫ج‪.‬رفقاء السكء ‪ :‬كقد أكضح رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ آثر رفيؽ السكء عمى اإلنساف‪ ,‬كبيف أنو‬ ‫يقكده لبلنحراؼ كالخسراف سكاء بطريؽ مباشر أك غير مباشر‪ ,‬فقد ركل اإلماـ البخارم في صحيحو‬

‫عف أبي مكسى رضي اهلل عنو عف رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ قاؿ‪" :‬مثؿ الجميس الصالح كالسكء‬

‫كحامؿ المسؾ كنافخ الكير‪ ,‬فحامؿ المسؾ إما أف يحذيؾ كاما أف تبتاع منو كاما أف تجد منو ريحا‬

‫طيبة كنافخ الكير إما أف يحرؼ ثيابؾ كاما أف تجد منو ريحان خبيثة" ‪ .‬كلذلؾ تيعد مخالطة المنحرفيف‬ ‫مف أىـ العكامؿ التي تؤدم إلى انتشار السمكؾ المنحرؼ كخاصة إذا كانت المخالطة في سف الطفكلة‬ ‫أك المراىقة حيث يتأثر الفرد بسيكلة بما يشاىده مف سمككيات‬

‫‪.2‬ترك أحكام اهلل واألخذ بأحكام البشر في كافة شئون الحياة ‪:‬‬

‫(الحديثي‪.)1995 :‬‬

‫تقع الجرائـ كيتكرر كقكعيا دكف رادع عندما يستبدؿ المجتمع أحكاـ اهلل بغيرىا مف القكانيف الكضعية‬

‫البشرية‪ .‬كلذا جاء األمر مف اهلل لرسكلو صمى اهلل عميو كسمـ أف يحكـ بيف الناس بما أنزؿ اهلل عمييـ‬

‫مف شرعو كال ينظر ألصحاب األىكاء الذيف يريدكف أف يشرعكا ألنفسيـ بغير ما أنزؿ اهلل‪ ,‬قاؿ اهلل‬

‫تعالى‪( :‬وإن احكم بٌنهم بما أنزل هللا وال تتبع أهواءهم واحذرهم إن ٌفتنوك عن بعض ما‬ ‫أنزل هللا إلٌك فإن تولوا فاعلم أنما ٌرٌد هللا أن ٌصٌبهم بعض ذنوبهم وإن كثٌراً من‬ ‫الناس لفاسقون) ( المائدة‪ . )49:‬كيقاس عمى ىذا الحكـ كافة شئكف الحياة‪ ,‬ألف بنياف شئكف الحياة‬

‫عمى غير ىدل مف اهلل سيخمؽ بيئة مناسبة لنمك الجريمة كانتشارىا بيف الناس ككقكفيـ حيارل نحك ما‬ ‫‪.3‬عدم إقامة الحدود‬

‫يجب فعمو كما ال يجب (الصنيع‪.)1993,‬‬

‫والعقوبات الشرعية ‪ :‬إف عدـ إقامة الحدكد كالعقكبات الشرعية نيعد مف أىـ أسباب الكقكع في الجريمة‬ ‫كانتشارىا في المجتمعات‪ ,‬فنجد أف دكؿ العالـ اإلسبلمي – مثبل – التي استبدلت الحدكد الشرعية‬ ‫بغيرىا مف أحكاـ البشر الكضعية زادت فييا معدالت الجرائـ ‪ ,‬حتى أصبح الناس يطالبكف بالعكدة‬

‫لتطبيؽ أحكاـ الشريعة اإلسبلمية عمى الجرائـ حتى مف المسيحييف كذلؾ لفعالياتيا في الحد مف ىذه‬ ‫الجرائـ كدليؿ ذلؾ المطالبة بعد األزمة المالية العالمية كالتي كاف سببيا الرئيسي ىك الربا الذم حرمو‬

‫اهلل تعالي كلقد أقر اهلل سبحانو كتعالى الحدكد كالعقكبات التي تناسب ىذا المخمكؽ الذم ىك مف‬

‫صنعو ‪ ,‬فيك سبحانو أعمـ بما ينفع ىذا اإلنساف كما يضره‪ ,‬كلذلؾ جاءت األحكاـ الشرعية لممحافظة‬ ‫عمى الضركرات الخمس كىي‪( :‬الديف‪ ,‬كالعرض‪ ,‬كالنفس‪ ,‬كالماؿ‪ ,‬كالعقؿ) ‪.‬‬

‫‪.4‬أىمية األمر بالمعروف والنيي عن المنكر ‪ :‬يعد األمر بالمعركؼ كالنيي عف المنكر مف أىـ‬ ‫‪131‬‬


‫الركائز التي قاـ عمييا ديف اإلسبلـ كىك جكىر الحسبة‪ ,‬كقد اشترطيا القرآف الكريـ عمى أمة محمد‬ ‫(ص)مف أجؿ أف تككف خير أمة فقاؿ تعالى‪( :‬كنتـ خير أمة أخرجت لمناس تأمركف بالمعركؼ‬

‫كتنيكف عف المنكر) (آؿ عمراف ‪ .)111 ,‬كاف األمر بالمعركؼ كالنيي عف المنكر مف الصفات التي‬ ‫اتصؼ بيا المؤمنكف الذيف ترككا الجرائـ كالمعاصي كالتزمكا طاعة اهلل كرسكلو صمى اهلل عميو كسمـ‪.‬‬

‫كحتى ال تقع الجرائـ‪ ,‬جاء األمر مف اهلل لؤلمة المسممة بكجكب قياـ جماعة منيا باألمر بالمعركؼ‬

‫كالنيي عف المنكر كاذا لـ تفعؿ ذلؾ أثمت‪ ,‬كيسقط اإلثـ إذا قاـ بو مف يكفي‪ ,‬قاؿ تعالى‪( :‬كلتكف منكـ‬ ‫أمة يدعكف إلى الخير كيأمركف بالمعركؼ كينيكف عف المنكر كأكلئؾ ىـ المفمحكف) (آؿ عمراف ‪,‬‬

‫إف‬

‫‪.)114‬‬

‫األمر بالمعركؼ كالنيي عف المنكر ضركرة في حياة المجتمع كعامؿ مف عكامؿ المحافظة عميو‪,‬‬

‫كانعدامو أك تقاعسو عف القياـ بو مدعاة لظيكر الفساد كانتشار السمككيات اإلجرامية بكافمة صكرىا ‪.‬‬

‫‪.5‬غرس العقائد اإليمانية في النفوس ‪ :‬إف أكؿ تدبير أك كسيمة يستخدميا القرآف لحماية األفراد مف‬

‫االنحراؼ أك الجريمة تتمثؿ غرس العقائد اإليمانية في النفكس‪ ,‬كالتي أجممتيا السنة النبكية في حديث‬

‫جبريؿ عميو السبلـ عندما سأؿ الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ عف اإليماف فأجاب بقكلو‪" :‬اإليماف أف‬

‫تؤمف باهلل كمبلئكتو ككتبو كرسمو كاليكـ األخر‪ ,‬كتؤمف بالقدر خيره كشره" (أخرجو البخارم)‪ .‬كالعقيدة‬

‫اإلسبلمية تؤثر في السمكؾ كتمنع الجريمة كذلؾ ألنيا تخمؽ الرقابة الذاتية لد المؤمنيف كتجعؿ المؤمف‬

‫يراقب اهلل في كؿ أفعالو كأقكالو‪ ,‬كما اف العقيدة اإلسبلمية تنمي الدافع إلى العمؿ الصالح‪ .‬كما أف‬

‫اإليماف ينفي عف الفرد المؤمف حاالت االضطراب كالقمؽ التي ىي مف أبرز عكامؿ الجريمة‪ ,‬كيحقؽ‬ ‫‪.6‬تشريع‬

‫لو الراحة النفسية كيمنحو االطمئناف‪.‬‬

‫العبادات ‪ :‬إف العبادة تشمؿ كؿ ما فيو طاعة اهلل كرسكلو‪ ,‬يستكم في ذلؾ الفرائض كالنكافؿ‪ ,‬كأعماؿ‬ ‫الجكارح‪ ,‬كاعتقاد القمب كاألخبلؽ كالفضائؿ كالمعامبلت‪ .‬كلما كاف الجانب التعبدم‪ ,‬مف صبلة كزكاة‬

‫أثر كبير في‬ ‫كصكـ كحج ينطكم عمى عبلقة الفرد بربو كاف لو العديد مف الحكـ كاألسرار التي ليا ه‬ ‫سمكؾ األفراد كردعيـ عف االنحراؼ‪ ,‬فمثبل الصبلة تنيى عف الفحشاء كالمنكر ألف المسمـ الذم يصمي‬ ‫خمس مرات في اليكـ كالميمة عمى صمة دائمة بربو فكيؼ لو أف يقدـ عمى سمكؾ إجرامي كىي عمى‬

‫ىذه الحاؿ‪ ,‬كما أف الصبلة تبث االطمئناف في القمكب‪ ,‬كتجعؿ المسمـ يتجو هلل كحده كفي ىذا التكجو‬ ‫قير لمشيطاف كدحر لكساكسو التي ىي أحد عكامؿ ارتكاب الجريمة‪.‬‬

‫فريضة الزكاة وأثرىا البالغ في الحد من الجريمة واالنحراف ومن أمثمة ذلك ‪.‬‬ ‫* تقارب المستكل بيف الفقير كالغني مما يقضي عمى دكافع الحقد الضغينة ‪.‬‬ ‫* تطيير النفس مف رذيمة البخؿ كالشح كىي رذيمة قد تدفع صاحبيا إلى سمكؾ غير مشركع‪.‬‬ ‫* تطيير النفس مف الذنكب كاآلثاـ‪ ,‬كبذلؾ تطمئف النفس كتستقر ‪.‬‬

‫إف قياـ الصكـ عمى حبس النفس عف الشيكات يبرز لنا أكبر أثر مف آثاره‪ ,‬كىك كسر الشيكات‬

‫كمقاكمة االنحرافات ‪.‬‬ ‫‪132‬‬


‫فريضة الصوم وأثره البالغ في الحد من الجريمة واالنحراف ومن أمثمة ذلك ‪.‬‬ ‫* غرس يخمؽ المراقبة في اإلنساف‪ .‬فالصائـ يدع طعامو كشرابو مف أجؿ مرضاة اهلل لذا يشعر بأف اهلل‬

‫رقيب عميو فيقيـ تمؾ الشعيرة عمى أساس مف التقكل التي تحكؿ بينو كبيف أم انحراؼ‪.‬‬ ‫* تحقيؽ الصحة النفسية كالبدنية التي تطرد معيا أسقاـ النفس كالحسد‪.‬‬

‫فريضة الحج وأثره البالغ في الحد من الجريمة واالنحراف ومن أمثمة ذلك ‪.‬‬

‫* استمرار االستقامة كالخمؽ الحسف لما يفرضو الحج مف آداب عمى الحاج ‪.‬‬

‫* إف لكؿ ما يفرضو الحج مف التجرد مف أمكر الدنيا ييذكر الحاج باليكـ اآلخر‪ ,‬فتككف ىذه التذكرة‬ ‫عامبلن ميمان في تصحيح عقيدتو‪ ,‬كتطييرىا مف شكائب الشرؾ الذم يدفعو إلى المعاصي كاالنحراؼ‪.‬‬ ‫* صفاء النفس كالتخمص مف أمراضيا‪ ,‬كذلؾ ألف الحاج إذا أدل تمؾ الفريضة كما يجب شعر بأنو‬ ‫رجع كيكـ كلدتو أمو‪ ,‬كبذلؾ يخمص مف أىكاء نفسو كأمراضيا‪.‬‬

‫آثار الحج تتجمى الناحية في االجتماعية ‪:‬‬

‫* اجتماع المسمميف كؿ سنة‪ ,‬فيطمع بعضيـ عمى حاؿ بعض‪ ,‬كيتشاكركف فيما ينفعيـ في دينيـ‬

‫كدنياىـ‪ ,‬فيحققكف بذلؾ مبدأ األخكة كالمساكاة كتختفي بذلؾ العصبية القكمية كالقبمية التي تفرؽ صفكؼ‬ ‫*‬

‫المسمميف كتؤدم بيـ إلى اإلفساد في األرض‪.‬‬

‫إنعاش الحالة االقتصادية لجميع المسمميف مف خبلؿ الذبح كالتبرع بيا لممسمميف ‪.‬‬

‫‪.7‬تنظيم المعامبلت ‪ :‬كيقصد بيا‪ :‬ما شرعو اهلل مف تنظيـ عبلقة المكمفيف بعضيـ ببعض‪ ,‬سكاء أكانكا‬

‫أفرادان أـ جماعات أك أممان ومن ىذه األنظمة ما يمي ‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬النظام االجتماعي ‪ :‬كيضـ ىذا النظاـ تشريع الزكاج‪ ,‬فقد أباح تعدد الزكجات‪ ,‬كالترابط األسرم‪,‬‬ ‫إنياء الحياة الزكجية عند الضركرة‪ ,‬كالمتأمؿ في تشريعات النظاـ االجتماعي في اإلسبلـ يدرؾ أف‬

‫جميعيا تدابير كقائية تحارب الجريمة ك االنحراؼ قبؿ كقكعو‪ ,‬كبذلؾ يككف ىذا النظاـ حصنان منيعان‬

‫لمحيمكلة دكف كقكع الجريمة‪ ,‬كذلؾ مف عدة جكانب نذكرىا باختصار‪:‬‬

‫أ‪.‬خمؽ االستقرار النفسي‪ ,‬كاشباع الغرائز الفطرية ككسر حدتيا ‪.‬‬

‫* حماية المجتمع مف االعتداء عمى األعراض‪ ,‬فالزكاج عفة لكؿ مف الزكجيف ‪.‬‬

‫* العمؿ عمى محاربة أم جريمة قبؿ كقكعيا‪ ,‬كالتصدم لمقاكمة االنحرافات‪ ,‬كذلؾ بالتربية عمى األمر‬ ‫بالمعركؼ كالنيي عف المنكر ألنو مف أىـ المبادئ التي تكفؿ حماية األخبلؽ لمفرد كالمجتمع‪* .‬‬

‫الحرص عمى استقامة سمكؾ األبناء كتييئة البيئة الصالحة ليـ‪ ,‬حتى يينشئكا نشأة إسبلمية سكية‪* .‬‬

‫القضاء عمى جرائـ التشرد كالتسكؿ كانحراؼ األحداث‪ ,‬بما شرعو اإلسبلـ مف رعاية لؤليتاـ كالترغيب‬ ‫*‬

‫في كفالتيـ ‪.‬‬

‫استئصاؿ نزعة الفساد مف النفكس‪ ,‬بتيذيب أقكل الغرائز كىي الغريزة الجنسية كالعمؿ عمى عدـ‬

‫تأججيا كذلؾ بما شرعو اإلسبلـ مف سد أبكاب الفتف كحرمة النظر إلى أسرار البيكت أك إلى المرأة‬

‫كسماع صكتيا مرققان‪ ,‬ككذلؾ حرمة السفكر كابداء الزينة لغير المحارـ‪.‬‬ ‫‪133‬‬

‫*‬


‫ابتداء مف األسرة كامتدادان لكؿ أفراد المجتمع‪,‬‬ ‫إشاعة ركح المحبة كالكفاء كالتعاكف بيف جميع األفراد‬ ‫ن‬ ‫كذلؾ بما سعى إليو ىذا النظاـ مف تحقيؽ العدؿ كالمساكاة التي تقضي عمى أكبر بكاعث اإلجراـ‪,‬‬ ‫كالبغض كالكراىية كالحقد كالحسد ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬النظام االقتصادي‪ :‬إف المتتبع لمنظاـ االقتصادم في اإلسبلـ يدرؾ أف كؿ ما يشرع فيو يكفؿ‬ ‫كيقييـ مف االنحراؼ في‬ ‫حؽ الفرد كالجماعة‪ ,‬ليقر شئكنيـ االقتصادية عمى قكاعد العدالة كاألمانة‪ ,‬ى‬ ‫سبيؿ الحصكؿ عمى الماؿ كيحقؽ النظاـ االقتصادم ما تحققو الزكاة مف آثار في إصبلح الفرد‬

‫كالمجتمع‪ ,‬كمف أثار ىذا النظاـ في السمكؾ ما يمي ‪:‬‬

‫* العمؿ عمى إشباع غريزة التممؾ التي فطر اهلل الناس عمييا‪ ,‬ىفيسمـ بذلؾ المجتمع مما شاع في دكؿ‬ ‫النظاـ الرأسمالي مف جرائـ االعتداء التي باعثيا الحسد كالحقد كاالنتقاـ كالشعكر بالظمـ كالغبف ‪.‬‬ ‫* تربية الفرد بما حث عميو اإلسبلـ مف العمؿ‪ ,‬كترؾ الكسؿ كالبطالة‪ ,‬كالذؿ كاليكاف الذم حذر منو‬

‫النبي صمى اهلل عميو كسمـ‪ ,‬كبذلؾ ىيسمـ المجتمع مف كجكد الطبقة العاطمة‪ ,‬فضبلن عف أف العمؿ‬ ‫يقضي عمى مشكمة الفراغ لدل األفراد‪ ,‬التي تتكلد منيا كساكس الشيطاف كالغكاية كمف ثـ القياـ‬ ‫بالسمكؾ المنحرؼ أك اإلجرامي ‪.‬‬

‫*تربية النفس عمى شكر النعمة بالمحافظة عمى األمكاؿ‪,‬كتسخيرىا في مصاريفيا المشركعة‪ .‬ثالثاً ‪:‬‬

‫النظام السياسي‪ :‬يرتبط النظاـ السياسي في أم دكلة مف الدكؿ‪ ,‬ارتباطان كبي انر بالجريمة‪ ,‬كلذا نجد أف‬ ‫القرآف الكريـ قد أقاـ ىذا النظاـ الداخمي منو كالخارجي عمى مجمكعة مبادئ ليا دكرىا الفعاؿ في‬ ‫تقكيـ سمكؾ الفرد كالجماعة كمنعيـ مف الكقكع في االنحراؼ‪.‬‬ ‫التأثيرات اإلسبلمية عي السموك ما يمي ‪:‬‬

‫* تقرير أف الحكـ هلل تعالى كحده‪ ,‬كنفي حكـ الجاىمية الذم ىك أحد عكامؿ الجريمة في المجتمعات‪.‬‬ ‫* أنو حيف يقاـ العدؿ بيف المسمميف كيتحاكمكف جميعان إلى شرع اهلل‪ ,‬تجتمع كممتيـ‪ ,‬كتقكل شككتيـ‪,‬‬ ‫كبذلؾ ينتفي المتنازع في الرأم الذم يكلد الشقاؽ‪ ,‬كيبعث عمى تفريؽ األمة‪.‬‬ ‫تييئة األمف كاالستقرار لمفرد كالمجتمع بما شرعو اإلسبلـ مف مبدأ الشكرل‪.‬‬

‫*‬

‫* أف كؿ ما شرعو اهلل عمي الفرد مف التزامات حربية‪ ,‬كالجنكح إلى السمـ‪ ,‬كتحريـ االعتداء‪ ,‬كااللتزاـ‬ ‫بآداب الحرب‪ ,‬ىك حقف لمدماء التي حرـ اهلل سفكيا إال بالحؽ‪ ,‬ككؼ لجرائـ إبادة الجنس البشرم ‪.‬‬

‫* إف في ىذه التشريعات حفاظان لمعقيدة اإلسبلمية مف التحريؼ كالضبلالت التي قد تدفع بصاحبيا‬ ‫إلى سمكؾ منحرؼ كغير سكم ‪.‬‬

‫رابعاً ‪ :‬فتح أبواب التوبة ‪ :‬لـ يكتؼ اإلسبلـ بما شرعو مف تدابير كقائية لمحيمكلة دكف الكقكع في‬

‫الجريمة‪ ,‬بؿ إنو يقؼ مع المجرـ بعد اقتراؼ جريمتو ليصمح ما في نفسو التي قادتو إلى ذلؾ‬

‫االنحراؼ‪ ,‬كلذا نجد أف الكثير مف اآليات القرآنية كاألحاديث الشريفة‪ ,‬تيرغب في التكبة كاالستغفار لما‬ ‫في ذلؾ مف أثر في تيذيب النفس كاصبلحيا بعد انحرافيا‪ .‬بالتكبة تغرس في النفس التائب األمؿ‬ ‫‪134‬‬


‫كاألمف كبذلؾ يعكد إلى مكارـ األخبلؽ كيكؼ عف ارتكاب الجرائـ مف أجؿ أف يكسب عفك اهلل تعالى‬ ‫كرضاه‪.‬‬

‫خامساً ‪ :‬تشريع العقوبات ‪ :‬إف جميع األساليب التي شرعيا اإلسبلـ لمكافحة الجريمة‪ ,‬كالكقاية منيا‪,‬‬ ‫تيدؼ إلى إصبلح نفس المجرـ كاستقامة سمككو‪ ,‬فإف ندـ كأقمع عف ذنبو‪ ,‬أصبح مغفك انر لو إف شاء‬

‫اهلل‪ ,‬كاف استمر عمى جرمو كتمرده‪ ,‬فبل مناص مف تطبيؽ العقكبات عميو‪ ,‬ألنيا ىي الحؿ الحاسـ‬

‫كالعبلج الناجح‪ ,‬كالعقكبات إما دنيكية (مثؿ الحدكد‪ ,‬القصاص‪ ,‬الكفارة‪ ,‬الدية‪ ,‬التعذير) أك أخركية (مثؿ‬ ‫الخمكد في النار‪ ,‬العذاب العظيـ‪ ,‬الخسراف‪ ,‬سكء العاقبة‪ ,‬الحرماف مف نعيـ الجنة) ‪ .‬كبتطبيؽ العقكبات‬

‫يتحقؽ التكازف النفسي بيف الفرد كدكافعو فتجعمو مسيط انر عمييا‪ ,‬فيبتعد بذلؾ عف الكقكع في الجريمة أك‬

‫العكدة إلييا‪ .‬كخبلصة القكؿ أف الشريعة اإلسبلمية تعالج السمكؾ المنحرؼ بالتدابير الكقائية كالتربية‬ ‫القمبية‪ ,‬فإذا لـ تفيد مع بعض العصاة كالعتاة المجرميف عالجتيـ بالتدابير الزجرية التي ىي بقدر‬

‫انحرافيـ‪ .‬كخير شاىد عمى تأثير التشريعات اإلسبلمية في الكقاية مف الجريمة ما نمحظو مف انخفاض‬

‫كاضح في نسب الجرائـ في المممكة العربية السعكدية مقارنة بغيرىا مف الدكؿ التي ال تبؽ الشريعة‬ ‫اإلسبلمية (ياسيف‪. )1992,‬‬

‫ثالثا ً ‪:‬عالج السلوك‬ ‫تعريف العبلج ‪ :‬ىك‬

‫اإلجرامي ‪:‬‬

‫جميع إجراءات التدخؿ الطبي كالنفسي كاالجتماعي التي تؤدم إلى التحسف الكمي أك الجزئي (ربيع‬ ‫كآخركف‪ . )1994,‬كاف عبلج الجريمة حتى كقتنا الحاضر كلؤلسؼ ‪ ,‬يكاد يككف مقصك انر عمى مجرد‬

‫حجز مرضى اإلجراـ في المعتقبلت كالسجكف دكف العناية بعبلج نزعاتيـ اإلجرامية أك اتخاذ أية خطكة‬ ‫إيجابية في ىذا السبيؿ‪ ,‬كلذلؾ نبلحظ أف معدالت الجريمة في ازدياد عمى مستكل العالـ‪ ,‬ألف‬

‫المؤسسات التي تتعامؿ معيـ ال تزاؿ تستخدـ الكسائؿ التقميدية القديمة كالتي تتمثؿ في اعتقاؿ‬

‫المجرميف كالزج بيـ في السجكف فترة مف الزمف لمجرد حماية المجتمع مف شركرىـ‪ ,‬ثـ ييفرج عنيـ بعد‬ ‫مدة السجف كىـ أشد حقدان عمى المجتمع‪ ,‬فيعكد إلى السجف مرة أخرل بجريمة أخرل‪ ,‬كىكذا ‪,‬كالسبب‬

‫في ىذا الرجكع إلى أننا لـ نعالج السبب ‪,‬كاف العامؿ األقكل لفشؿ المجتمع في معالجة الجريمة يرجع‬ ‫إلى جيؿ المجتمع بالطبيعة البشرية كعدـ فيميا عمى كجييا الصحيح‪ ,‬كبخاصة نفسية الفرد الذم‬ ‫تكرط في الجريمة‪ ,‬كعدـ تقدير ظركفو الفردية كاالجتماعية تقدي انر سميمان صحيحان ‪ .‬إذان فالحاجة‬

‫أصبحت ماسة إلى تجربة كسائؿ جديدة بجانب عقكبة السجف تككف أكثر فاعمية لعبلج كمكافحة‬

‫الجريمة‪ .‬فميس مف شأف عقكبة السجف كحدىا أف تيصمح أخطاء التربية كعيكبيا بؿ ىذا مف شأف‬ ‫الكسائؿ التربكية الصحيحة كأساليب العبلج النفسي الحديثة‪ ,‬التي تعمؿ عمى إزالة آثار كانطباعات‬

‫الماضي التي كلدتيا تمؾ التربية كاعادة بناء الشخصية عمى أساس اجتماعي سميـ ‪ ,‬كما كأنو ليس مف‬ ‫شأف عقكبة السجف أف تيصمح أخطاء البيئة االجتماعية كعيكبيا فيذا مف شأف رجاؿ الدكلة كالمصمحيف‬ ‫االجتماعييف الذيف تطكرت نظرياتيـ لعبلج المجرميف فأصبحكا يركف أف إنزاؿ العقاب بالجاني يجب‬ ‫أف يككف آخر ما ييفكر فيو المجتمع مف كسائؿ اإلصبلح كالتيذيب‪.‬‬ ‫‪135‬‬


‫أنواع التدخبلت العبلجية في المجال الجنائي ‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬العبلجات الطبية النفسية ‪:‬‬

‫‪.1‬العبلج باألدوية النفسية ‪ :‬إف العبلجات الدكائية النفسية عبارة عف عقاقير تيحدث آثا انر مباشرة عمى‬ ‫الجياز العصبي المركزم ‪ ,‬كبالتالي تحدث تغيي انر في مزاج الشخص كأفكاره كسمككو كتستخدـ األدكية‬

‫النفسية لضبط السمكؾ المضطرب نفسيان‪ ,‬كبكجو خاص تمؾ األنماط مف السمكؾ التي تصدر مضادة‬

‫لممجتمع‪.‬‬

‫كتنقسـ‬

‫األدكية إلى خمس مجمكعات عمى أساس آثارىا الرئيسية عمى السمكؾ كىي‪:‬‬

‫(‬

‫مضادات الذىاف‪ ,‬كمضادات االكتئاب‪ ,‬كمضادات اليكس‪ ,‬كمضادات القمؽ كالميدئات كالمنكمات) ‪.‬‬ ‫كيقكـ عدد مف ىذه األدكية بتأثيرات إضافية مثؿ ضبط السمكؾ العنيؼ‪ ,‬كحاالت التييج‪ ,‬كبعضيا‬

‫يستخدـ لمكشؼ عف الحقيقة‪ .‬كتفيد مضادات الذىاف في تصحيح اضطرابات التفكير‪ ,‬كاليذاءات ك‬

‫اليبلكس التي تشيع مع االضطرابات الذىانية كالفصاـ‪ ,‬كما أنيا مفيدة في تيدئة كتخفيؼ السمكؾ‬

‫المتييج‪ ,‬كبالتالي فإنيا مفيدة في عبلج السمكؾ العنيؼ‪ .‬كيمكف االستعانة باألدكية النفسية المضادة‬

‫لبلكتئاب في عبلج األعراض االكتئابية األصمية أك الثانكية لدل المجرميف المحتجزيف في السجكف‬

‫لقضاء فترة العقكبة‪ .‬كتساعد مضادات القمؽ العديدة في تخفيؼ الكثير مف أعراض القمؽ كحاالت‬ ‫األرؽ المستمر‪ ,‬كالقمؽ الحاد‪ ,‬كما أنيا تعطي لمفرد شعك انر باالسترخاء العضمي كالذىني مع اختفاء‬ ‫التكتر كاالستثارة التي تككف مف العكامؿ المسببة لمسمكؾ اإلجرامي‪ .‬كتيسر بعض العقاقير النفسية‬

‫عممية التفريغ االنفعالي فتؤدم إلى اختصار مدة العبلج كالكشؼ عف العكامؿ الدفينة كراء‬ ‫االضطرابات النفسية كمف ثـ يقدـ العبلج الناجح ليا ‪.‬‬

‫‪.2‬العبلج‬

‫باألنسولين ‪ :‬في الماضي‪ ,‬كاف األنسكليف يستخدـ في عبلج الفصاـ‪ ,‬أما اآلف فإنو يستخدـ بكميات‬ ‫بسيطة لعبلج بعض حاالت العصاب كخاصة حاالت فقد الشيية العصبي كالتكتر كالقمؽ العصبي‪,‬‬

‫كأحيانان في بعض حاالت اإلدماف عند تكقؼ المريض عف أخذ المادة المخدرة‪ ,‬كمع بعض األمراض‬

‫السيككسكماتية (النفس جسمية)‪.‬‬

‫‪.3‬العبلج بالجمسات الكيربائية (تنظيم إيقاع المخ)‪ :‬تستخدـ الجمسات الكيربائية كأقكل عبلج لمرض‬ ‫االكتئاب عمى الرغـ مف اكتشاؼ العديد مف مضادات االكتئاب‪ ,‬كتتراكح نسبة شفاء مرض االكتئاب‬ ‫الشديد مع األعراض الذىانية مف (‪ )%91 – 81‬مع العبلج الكيربائي‪ .‬كما يستخدـ العبلج الكيربائي‬ ‫مع بعض حاالت الفصاـ‪ ,‬كالحاالت الحادة كالحاالت المصحكبة بأعراض كجدانية‪.‬ككما تستخدـ‬

‫الكيرباء في عبلج بعض حاالت اليستيريا التحكلية كفقداف الصكت أك الغيبكبة أك الشمؿ‪ .‬كتعتبر‬ ‫صدمات الكيرباء جزءان أساسيا في العبلج السمككي المعركؼ باسـ التشريط التنفيرم‪.‬‬

‫‪.4‬العبلج الجراحي ‪ :‬يتـ العبلج الجراحي في مجاؿ األمراض النفسية كالعقمية في بعض الحاالت‬ ‫المنتقاة مف القمؽ النفسي المزمف كالكسكاس القيرم كاالكتئاب الشديد المصحكب بالتكتر‪ ,‬كذلؾ عندما‬ ‫تفشؿ كافة أنكاع العبلج األخرل‪ .‬كيقمؿ العبلج الجراحي مف التكتر كالقمؽ كاالكتئاب بما يمكف مف‬ ‫‪136‬‬


‫االستمرار في نشاطو العادم كيقمؿ مف احتماالت الشمؿ االجتماعي كاالنعزاؿ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬العبلجات النفسية ‪ :‬العبلج النفسي بمعناه ىك نكع مف العبلج يستخدـ آية طريقة نفسية لعبلج‬ ‫مشكبلت أك اضطرابات أك أمراض ذات صبغة انفعالية يعاني منيا المريض كتؤثر في‬

‫سمككو‪.‬كيختمؼ معنى العبلج النفسي تبعا لممدرسة التي يتبعيا المعالج النفسي‪ ,‬كالغرض األساسي‬

‫لجميع المعالجيف ىك مناقشة أفكار كانفعاالت المريض كاكتشاؼ مصادر الصراع أك اإلجياد كمحاكلة‬ ‫إعادة تكافؽ المريض مع المجتمع في حدكد قدراتو الشخصية (ربيع كآخركف‪. )1994 ,‬وأف العبلج‬

‫النفسي لممجرميف أكثر شبيان بالتربية العبلجية منو بالعبلج الطبي‪ .‬كييدؼ كاقعيان إلى تمكيف المجرـ‬

‫أىم‬

‫مف تركيض مشكبلتو كتدبرىا فبل يرجع إلي الجريمة مرة ثانية‪.‬‬

‫طرق العبلج النفسي ‪:‬‬

‫‪.1‬العبلج بالتحميل النفسي ‪ :Psychoanalysis‬يسمى ىذا النكع مف أنكاع العبلجات النفسية‬

‫بالعبلج العميؽ ‪ ,‬كىك مف أساليب العبلج الفردية‪ .‬كيفسر إتباع التحميؿ النفسي – بصفة عامة –‬ ‫األمراض كاالضطرابات النفسية اعتمادان عمى عدد مف مفاىيـ نظرية فركيد مثؿ الحياة البلشعكرية‪,‬‬ ‫كالصراع بيف مككنات الجياز النفسي (اليك ‪ ID‬كاألنا ‪ EGO‬كاألنا األعمى ‪)Super Ego‬‬

‫كاضطرابات مراحؿ النمك‪ ,‬كالغرائز‪ ,‬كحيؿ الدفاع النفسي‪ .‬إف العبلج بالتحميؿ النفسي يعتمد عمى‬

‫اكتشاؼ المكاد المكبكتة في البلشعكر مف أحداث كخبرات كذكريات مؤلمة كدكافع متصارعة كانفعاالت‬ ‫عنيفة‪ ,‬كصراعات شديدة سببت المرض النفسي‪ ,‬كاسترجاعيا مف غياىب البلشعكر إلى حيز الشعكر‬

‫عف طريؽ التعبير المفظي التمقائي الحر الطميؽ‪ ,‬كمساعدة المريض عمى حميا في ضكء الكاقع‪ ,‬كزيادة‬

‫استبصاره كتحسيف الفاعمية الشخصية كالنمك الشخصي كىدفو النيائي ىك إحداث تغيير أساسي في‬ ‫بناء الشخصية‪ ,.‬كيصعب استخداـ ىذا األسمكب في عبلج المجرميف لعدـ تكافقو مع الثقافة العربية‬

‫كألنو باىظ التكاليؼ كيستغرؽ كقتا طكيبل‪ ,‬كيحتاج إلى أخصائي معد إعدادان خاصان الستخدامو‪ ,‬مما‬

‫يجعؿ عدد المرضى الذيف يمكف عبلجيـ بيذه الطريقة محدكدا لمغاية‪.2 .‬العبلج النفسي حول العميل‪:‬‬

‫‪ :Client – Centered Psychotherapy‬ييدؼ "ركجرز" ‪ Rogers‬مف العبلج النفسي‬

‫المتمركز حكؿ العميؿ إلى مساعدة العميؿ عمى النمك النفسي السكم‪ ,‬كما ييدؼ أيضان إلى إحداث‬

‫التطابؽ بيف الذات الكاقعية كبيف مفيكـ الذات المثالية ‪ ,‬كاالجتماعية‪ .‬كاف ىذا النكع مف العبلج يركز‬ ‫عمى تغيير الذات بما يتطابؽ مع الكاقع ‪ ,‬فإذا تطابؽ السمكؾ مع المفيكـ األقرب إلى الكاقع كانت‬

‫النتيجة ىي التكافؽ النفسي كيتطمب ىذا النكع مف العبلج نضج العميؿ كتكاممو بدرجة تمكنو مف أف‬ ‫يمسؾ بزماـ مشكمتو كأف يعالجيا بذكاء تحت إرشاد المعالج غير المباشر‪ .‬كلذلؾ سمي ىذا األسمكب‬

‫بالعبلج غير المكجو‪ .‬كيعد ىذا األسمكب مناسبان لبلستخداـ مع عدد كبير مف األفراد‪ ,‬مع نكعية كبيرة‬ ‫‪.3‬العبلج النفسي الجماعي‬

‫مف المشكبلت في المجاؿ الجنائي‪.‬‬

‫‪ :Group Psychotherapy‬كفيو يتـ عبلج عدد مف المرضى الذيف تتشابو مشكبلتو كاضطراباتيـ‬ ‫معان في جماعات صغيرة‪ ,‬حيث يستغؿ المعالج ما يقكـ بيف أفراد الجماعة مف تفاعؿ كتأثير متبادؿ‬ ‫‪137‬‬


‫بيف بعضيـ البعض مف أجؿ تغيير سمككيـ المضطرب كتعديؿ نظرتيـ إلى الحياة مع تصحيح‬ ‫لنظرتيـ إلى أمراضيـ‪ .‬كيتـ العبلج النفسي الجماعي عادة في صكرة غير مباشرة أك غير مكجية‪ .‬إال‬

‫أف بعض المعالجيف يميمكف إال األسمكب المباشر التكجييي ‪ ,‬بدرجات متفاكتة‪.‬‬

‫‪.4‬العبلج السموكي ‪ :‬ىيستخدـ العبلج السمككي مبادئ كقكانيف السمكؾ كنظريات التعمـ في العبلج‬ ‫كيعد محاكلة لحؿ المشكبلت السمككية بأسرع ما يمكف‪ ,‬كذلؾ مف خبلؿ ضبط كتعديؿ السمكؾ‬ ‫النفسي‪ .‬ي‬ ‫المرضي المتمثؿ في األعراض‪ ,‬كتنمية السمكؾ اإلرادم السكم لدل الفرد‪ .‬كينظر العبلج السمككي‬ ‫لؤلمراض النفسية أك االضطرابات السمككية عمى أنيا تجمعات لعادات سمككية خاطئة تـ تعمميا‪,‬‬

‫كعدلت كاحدة تمك‬ ‫كيفترض أف ىذه العادات السمككية يمكف عبلجيا إذا يكضعت في بؤرة العبلج ي‬ ‫األخرل‪ .‬كيركز العبلج السمككي عمى المشكمة الحالية لممريض كأعراض المرض النفسي كما يتمثؿ في‬ ‫السمكؾ المضطرب أك الشاذ الذم يحتاج إلى تعديؿ عف طريؽ العبلج السمككي‪ .‬كمف أمثمة السمكؾ‬

‫المضطرب أك الشاذ‪ (:‬السمكؾ البلمعيارم أم الذم يخرج عف المعايير االجتماعية مثؿ السمكؾ الجانح‬ ‫أك اإلجرامي أك السمكؾ المحرـ كالسمكؾ المتخمؼ (زىراف‪.)1988 ,‬‬ ‫أساليب العبلج السموكي ‪:‬‬

‫‪.1‬االسترخاء ‪:Relaxation‬‬

‫استرخاء عميقان‪.‬‬ ‫أقاـ "ككلب ‪ "Wolpe‬نظرية كاممة في العبلج السمككي تقكـ عمى استرخاء العضبلت‬ ‫ن‬ ‫كما أف لبلسترخاء فكائد عبلجية مممكسة لدل مرضى القمؽ لتخفيؼ التكترات العضمية كايقاؼ‬ ‫انقباضاتيا كيؤدم إلى التقميؿ مف االنفعاالت المصاحبة ليذه التكترات ‪ .‬كيستغرؽ تدريب المرضى‬

‫عمى االسترخاء العضمي المنظـ في العيادات النفسية عادة (‪ )6‬جمسات عبلجية مدة كؿ جمسة كاحدة‬

‫حكالي (‪ )21‬دقيقة كيستخدـ االسترخاء كأساس في أسمكب التطميف التدريجي‪ ,‬أك كأسمكب مف أساليب‬ ‫الضبط الذاتي‪ ,‬كفي تغيير االعتقادات الفكرية الخاطئة التي قد تككف أحيانان مف األسباب الرئيسية في‬ ‫‪.2‬الكف‬

‫إثارة االضطرابات االنفعالية‪.‬‬

‫المتبادل ‪:Reciprocal Inhibition‬‬

‫تتمثؿ الفكرة الرئيسية لمبدأ الكؼ المتبادؿ في أنو إذا نجنا في استثارة استجابة معارضة لمقمؽ عند‬ ‫ظيكر المكضكعات المثيرة لمقمؽ ‪ ,‬فإف ىذه االستجابات المعارضة تؤدم إلى تكقؼ كامؿ أك جزئي‬

‫لمقمؽ‪ ,‬كليذا يبدأ الخكؼ في التناقص أك االختفاء‪ .‬أم أننا إذا استطعنا أف نقدـ المنبو الذم يسبب‬

‫القمؽ لممريض دكف ظيكر عبلمات أك أعرض القمؽ‪ ,‬فإف ذلؾ سيضعؼ الرابطة بيف المنبو كاستجابة‬

‫القمؽ بشرط أف يككف المريض في حالة مف االسترخاء التاـ كأف نقدـ المنبو بدرجات تزداد تدريجيان في‬

‫كميتيا ككيفيتيا حتى تصؿ إلى درجة المنبو األصمي‪ .‬كتفيد ىذه الطريقة في عبلج المخاكؼ المرضية‬ ‫‪.3‬العبلج بالغمر‬

‫لدل المجرميف أك غيرىـ‪.‬‬ ‫‪:Flooding‬‬

‫‪138‬‬


‫في ىذا النكع مف العبلج ييرغـ المريض عمى مكاجية المثيرات أك المكاقؼ المخيفة كالمسببة لمقمؽ دفعة‬ ‫كاحدة‪ ,‬إما بالتخيؿ أك بالمكاجية الحقيقية كذلؾ بعد رفع مستكل القمؽ لدل المريض إلى أقصى درجة‬ ‫ممكنة في ظركؼ تجريبية بيدؼ مساعدة المريض عمى تجاكز الخكؼ‪ .‬كقد أكضحت الدراسات‬

‫إمكانية معالجة الكثير مف االضطرابات السمككية باستخداـ ىذه الطريقة كالخكؼ كالقمؽ كاالنطكاء‬ ‫االجتماعي كاألفعاؿ القيرية‪.‬‬

‫‪.4‬العبلج بالتنفير أو الكراىية ‪:Aversion Therapy‬‬ ‫كثي انر ما يترتب عمى بعض أنكاع التدعيـ مشكبلت كثيرة فتناكؿ كميات كبيرة مف الحمكل قد يؤدم إلي‬

‫البدانة ‪ ,‬كالتدخيف يضر بالصحة‪ .‬كيعمؿ العبلج بالتنفير عمى أف تصبح ىذه المدعمات منفرة أك عمى‬

‫األقؿ أف تصبح أقؿ تدعيمان لمفرد‪ ,‬كذلؾ بإقرانيا بمثي ارت منفرة‪ .‬كتشمؿ ىذه المنفرات عادة العقاقير‬

‫المسببة لمغثياف كالصدمة الكيربائية‪ .‬كقد استخدمت ىذه المنفرات بشكؿ كاسع في عبلج الكثير مف‬

‫االضطرابات كاالنحرافات السمككية كإدماف الخمكر كالمخدرات‪ ,‬كمف ىنا تتضح قيمة ىذا األسمكب في‬

‫التعامؿ مع بعض الحاالت التي نكاجييا في المجاؿ الجنائي (ربيع كآخركف‪.)1994,‬‬ ‫‪.5‬الممارسة السالبة ‪:Negative Practice‬‬

‫عند الرغبة في استخداـ ىذا األسمكب‪ ,‬فإف المعالج يطمب مف المريض أف يمارس السمكؾ الغير‬

‫مرغكب فيو بتك ارره حتى يصؿ إلى درجة تشبع ‪ Satiation‬ال يستطيع عندىا ممارستو (التعب كالممؿ)‬ ‫مما يقمؿ احتماؿ تكرار ىذا السمكؾ مرة أخرل‪ .‬كقد استخدـ ىذا األسمكب في عبلج الكثير مف‬

‫االضطرابات السمككية قضـ أك مص األظافر كجرش األسناف كالنحنحة كالتبكؿ البلإرادم ‪.6 .‬تدريب‬

‫اإلغفال (االنطفاء) ‪:Omission Training‬‬

‫يحاكؿ المعالج في تدريب التجاىؿ لتقميؿ احتماؿ االستجابة غير المرغكبة كذلؾ بإغفاليا كتجاىميا‬

‫كعدـ تعريض المريض ألم نتائج عمى اإلطبلؽ‪ .‬كىذا يشبو اإلطفاء‪ .‬أم أف حدكث االستجابة غير‬

‫المرغكبة يؤدم إلى غياب الثكاب كالتعزيز كحدكث االنطفاء كاالختفاء نتيجة لعدـ استمرار التعزيز‪.‬‬

‫كيستخدـ تدريب اإلغفاؿ في الحاالت التي تككف فييا االستجابة غير المرغكبة تحقؽ فائدة لممريض‬

‫(إثابة)‪ .‬كقد استخدـ ىذا األسمكب في عبلج بعض حاالت االضطرابات النفسية الجسمية ككذلؾ في‬

‫عبلج نكبات الغضب‪( .‬زىراف‪.)1988 ,‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬العبلج االجتماعي ‪:Sociotherapy‬‬

‫ييدؼ العبلج االجتماعي إلى تغيير البيئة االجتماعية التي أدت إلى االضطراب النفسي كجعميا بيئة‬

‫اجتماعية عبلجية ‪ ,‬سكاء كاف ذلؾ في األسرة أك المدرسة أك المستشفى أك في العيادة النفسية أك‬

‫مؤسسة اإليداع (السجف أك اإلصبلحية) أك في المجتمع بصفة عامة‪ .‬كيجدم ىذا النكع أكثر مع‬ ‫األطفاؿ كالمراىقيف ألنيـ ال يزالكف في مرحمة نمك كالسمكؾ ال يزاؿ فييا قاببلن لمنمك كالتعديؿ‪ .‬كيتـ‬

‫العبلج االجتماعي عادة في محيط األسرة أك المدرسة أك المستشفى أك في مجاؿ العمؿ أك في‬ ‫‪139‬‬


‫المجتمع‪.‬‬

‫رابعاَ ً​ً ‪ :‬العبلج بالعمل ‪ :Occupational Therapy‬يعد العبلج بالعمؿ أحد أساليب العبلج‬

‫النفسي لؤلمراض النفسية‪ .‬كييدؼ إلى شغؿ كقت فراغ المريض أك السجيف أك الحدث كالمساعدة في‬ ‫عممية التشخيص كالعبلج كالتأىيؿ‪ ,‬كمف خبللو يعبر المريض عف حالتو كينفس عف صراعاتو‬

‫كمشاعره‪ .‬كيتكقؼ نكع العمؿ عمى شخصية المريض كسنو كصحتو العامة كنكع مرضو كالتطكر الذم‬

‫يمر بو ىذا المريض‪.‬‬

‫فوائد العبلج بالعمل فيما يمي ‪:‬‬

‫كيشغؿ كقتو بما يفيد خبلؿ فترة العبلج‪.‬‬ ‫‪.1‬يجنب المريض الممؿ كالسأـ ي‬ ‫‪.2‬يقمؿ التكتر النفسي كيجعؿ المريض أقؿ احتياجان لمميدئات‪.‬‬

‫‪.3‬يككف بمثابة نشاط جسمي ينشط المرضى الكسكليف المتكاكميف كينمي انتباه المريض‪ ,‬كيثير اىتمامو‬ ‫بشيء آخر غير أعراضو‪.‬‬

‫‪.4‬يرفع ركح المريض المعنكية‪ ,‬كيزيد مف ثقتو بنفسو كشعكره باألمف‪.‬‬

‫‪.5‬يخرج المريض بعيدان عف نفسو كيجدد اتصالو بالعالـ الخارجي‪ ,‬كيكجو الطاقة الجسمية كالنفسية‬

‫لممريض إلى اتجاىات خارجية منتجة بدالن مف تكجيييا إلى ارتكاب سمككيات إجرامية كمنحرفة ضد‬

‫المجتمع‪.‬‬

‫‪.6‬ينتشؿ المريض مف عالـ االنطكاء كاالستغراؽ في أحبلـ اليقظة كالتأمؿ في خياالتو كىبلكسو‪.‬‬ ‫‪.7‬يييئ لممريض إتقاف عمؿ يستفيد منو بعد خركجو مف المستشفى أك المؤسسة العقابية أك‬

‫اإلصبلحية‪.‬‬

‫‪.8‬يفيد في عممية التشخيص‪ ,‬حيث يمكف فيـ المريض كأعراضو كمشاعره كاتجاىاتو كدكافعو‪.‬‬ ‫‪.9‬يساعد عمى تخمص المريض مف دكافع العدكاف‪.‬‬

‫‪.11‬إف تطبيؽ العبلج بالعمؿ يقمؿ مف مدة إقامة المرضى بالمستشفيات العقمية كالنفسية كما دلت عمى‬

‫ذلؾ اإلحصائيات‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬العبلج بالمعب ‪ :Play Therapy‬يعتبر المعب مف األساليب اليامة في تعمـ كدراسة‬ ‫كتشخيص كعبلج الكثير مف المشكبلت السمككية‪.‬‬ ‫كتتمثؿ األىمية النفسية لمعبلج بالمعب – باختصار – في أنو‪:‬‬

‫‪.1‬يعد مجاالن سمحان لمتعبير عف الدكافع كالرغبات كاالتجاىات كالمشاعر كالصراعات كاإلحباط كعدـ‬

‫األمف كالقمؽ كالتنفس االنفعالي كيتيح المعب فرصة إزاحة المشاعر مثؿ الغضب كالعدكاف إلى أشياء‬

‫أخرل بديمة كالتعبير عنيا تعبي انر رمزيان مما يخفؼ عف العميؿ الضغط كالتكتر االنفعالي‪.2 .‬ييعمـ الطفؿ‬ ‫أك المراىؽ كيؼ ييعبر عف خكفو كغضبو بصكرة كاقعية‪.‬‬ ‫‪.3‬قد يساعد الطفؿ أك المراىؽ عمى االستبصار في متاعبو كمعرفة أسبابيا‪ ,‬كما ييعينو عمى إيجاد‬

‫‪141‬‬


‫حمكؿ ليا مع كالديو كأخكتو‪.‬‬ ‫‪.4‬يمكف عف طريقو أيضان تحقيؽ بعض األغراض الكقائية (زىراف‪. )1998,‬‬

‫إعداد وتدريس ‪:‬‬ ‫سكران‬ ‫عبد اهلل يوسف أبو ُ‬ ‫ماجستير عمم النفس‬ ‫‪2112‬‬

‫المراجع والمصادر‬ ‫أوالً ‪ :‬المراجع العربية ‪:‬‬ ‫‪.1‬أبك القاسـ ‪ ,‬أحمد (‪ : )1986‬مسرح الجريمة ‪ ,‬مذكرة في مصمحة األدلة الجنائية‪.‬‬ ‫‪.2‬إبراىيـ ‪ ,‬أكرـ نشأت (‪: )1998‬عمـ النفس الجنائي‪ ,‬عماف ‪.‬‬

‫‪.3‬أنيس إبراىيـ ‪ ,‬كمنتصر ‪ ,‬كالصكالحي ‪ ,‬عطية كأحمد ‪ ,‬محمد خمؼ (‪: )1972‬المعجـ الكسيط ‪,‬‬ ‫استانبكؿ ‪.‬‬

‫‪.4‬الحجار ‪ ,‬محمد حمدم (‪ : )1994‬العبلج المبرمج في اإلدماف عمي المخدرات كالمؤثرات العقمية‬ ‫مف المنظكر النظرم إلي الممارسة العممية ‪ ,‬الرياض ‪.‬‬

‫‪.5‬الحاج‪ ,‬عثماف محمد (‪ : )1987‬مدم صدؽ العقاقير المستخمصة مف األفراد تحت تأثير العقاقير‬ ‫النفسية في استخداـ الكسائؿ النفسية لمكشؼ عف الجريمة‪ ,‬الرياض ‪.‬‬

‫‪.6‬ألحديثي ‪ ,‬مساعد بف إبراىيـ (‪ : )1995‬مبادئ عمـ االجتماع الجنائي ‪ ,‬الرياض ‪.‬‬ ‫‪.7‬الخطيب ‪ ,‬محي الديف أحمد حسيف (‪ :)1994‬عمـ النفس الجنائي ‪ ,‬دبي‪.‬‬

‫‪.8‬الدريب ‪ ,‬سعكد بف سعد (‪ : )1987‬مكقؼ الشرع مف استخداـ الكسائؿ النفسية في الكشؼ عف‬ ‫الجريمة‪ ,‬الرياض ‪.‬‬

‫‪.9‬الدريني ‪ ,‬السيد نشأت (‪ : )1985‬أثر القرائف في الحكـ عمي المتيـ ‪ ,‬الرياض‪.‬‬ ‫‪.11‬الزعبي ‪,‬أحمد محمد (‪: )1994‬أسس عمـ النفس االجتماعي ‪ ,‬بيركت ‪.‬‬ ‫‪141‬‬


‫‪.11‬ألعكجي ‪,‬مصطفي (‪ : )1981‬دركس في العمـ الجنائي (الجريمة كالمجرـ) ‪ ,‬بيركت‪.‬‬ ‫‪.12‬العيسكم ‪ ,‬عبدالرحمف (‪: )1991‬عمـ النفس الجنائي‪ -‬أسسو كتطبيقاتو العممية‪ ,‬بيركت‪.‬‬

‫‪.13‬العيسكم ‪ ,‬عبد الرحمف (‪: )1992‬مبحث الجريمة"تفسير الجريمة كالكقاية منيا"‪ ,‬بيركت‪.‬‬ ‫‪.14‬الفاضؿ ‪ ,‬محمد (‪: )1955‬إصبلح األحداث الجانحيف ‪ .‬مجمة القانكف السكرية ‪ ,‬دمشؽ‬

‫‪ .15‬الفراجي ‪ ,‬باسـ محمد أحمد ( ‪ : )1995‬الغدد كالسمكؾ اإلجرامي ‪.‬المجمة العربية لمدراسات‬

‫األمنية كالتدريب ‪ ,‬الرياض ‪.‬‬

‫‪ .16‬القكصي ‪ ،‬عبد العزيز ( ‪ : )1975‬أسس الصحة النفسية ‪ ,‬النيضة العربية ‪ ,‬القاىرة‪.‬‬

‫‪ .17‬الكتاني ‪ ,‬إدريس ( ‪ : )1987‬اآلثار السمبية لمشاىدة العنؼ كاإلجراـ في التمفزيكف كالسينما عمى‬ ‫سمكؾ الطفؿ ‪ .‬المجمة العربية لمدراسات األمنية كالتدريب ‪ ,‬الرياض ‪.‬‬

‫‪ .18‬الميدم ‪ ,‬السيد (‪ : )1993‬مسرح الجريمة كداللتو في تحديد شخصية الجاني ‪ .‬المركز العربي‬

‫لمدراسات األمنية كالتدريب ‪ ,‬الرياض ‪.‬‬

‫‪ .19‬السكيمـ ‪ ,‬بندر بف فيد (‪ : )1987‬المتيـ معاممتو كحقكقو في الفقو اإلسبلمي ‪ .‬المركز العربي‬

‫لمدراسات األمنية كالتدريب ‪ ,‬الرياض ‪.‬‬

‫‪ .21‬الصنيع ‪ ,‬صالح بف إبراىيـ (‪ : )1993‬التديف عبلج الجريمة ‪ .‬جامعة اإلماـ محمد بف سعكد‬

‫اإلسبلمية ‪ ,‬الرياض ‪.‬‬

‫‪ .21‬الطخيس ‪ ,‬إبراىيـ بف عبد الرحمف (‪ : )1999‬دراسات في عمـ اإلجراـ ‪ .‬مؤسسة الممتاز‬

‫لمطباعة كالتجميد ‪ ,‬الرياض ‪.‬‬

‫‪ .22‬العيسكم ‪ ,‬عبد الرحمف (‪ : )1997‬سيككلكجية المجرـ ‪.‬دار الراتب الجامعية ‪ ,‬بيركت ‪.‬‬ ‫‪ .23‬الغامدم ‪ ,‬ناصر بف محمد (‪ : )1993‬طرؽ التحقيؽ في قضايا القتؿ كالسرقة ‪,‬الرياض‪.‬‬

‫‪ .24‬المجدكب ‪ ,‬أحمد عمي (‪ : )1988‬مكقؼ القضاء مف استخداـ الكسائؿ النفسية في الكشؼ عف‬ ‫الجريمة ‪ ,‬في استخداـ الكسائؿ النفسية في الكشؼ عف الجريمة (محرر) المركز العربي لمدراسات‬

‫األمنية كالتدريب‪ ,‬الرياض ‪.‬‬

‫‪ .25‬المنيع ‪ ,‬عبد اهلل سميماف ( ‪ : )1985‬نظرية براءة المتيـ حتى تثبت إدانتو ‪ ,‬في كتاب ‪ :‬المتيـ‬ ‫كحقكقو في الشريعة اإلسبلمية (محرر) الجزء األكؿ‪ :‬المركز العربي لمدراسات األمنية كالتدريب ‪,‬‬

‫الرياض ‪.‬‬

‫‪ .26‬ليمة ‪ ,‬رزؽ سند إبراىيـ (‪ : )1991‬قراءات في عمـ النفس الجنائي ‪ ,‬بيركت ‪.‬‬

‫‪ .26‬باعبيد ‪ ,‬محمد عكض عمي (‪ : )1995‬المدخؿ إلي عمـ النفس الجنائي ‪.‬صنعاء ‪.‬‬ ‫‪.27‬بدكم ‪ ,‬أحمد زكي (‪ : )1977‬معجـ مصطمحات العمكـ االجتماعية بيركت ‪.‬‬ ‫‪.28‬بيناـ ‪,‬رمسيس(‪ : )1977‬اإلجراءات الجنائية تأصيبل كتحميبل‪ .‬اإلسكندرية ‪.‬‬ ‫‪.29‬بيناـ‪ ،‬رمسيس (‪ : )1997‬عمـ النفس القضائي‪ .‬اإلسكندرية ‪.‬‬ ‫‪ .31‬بيناـ‪ ،‬رمسيس(‪ : )1986‬عمـ اإلجراـ‪ .‬اإلسكندرية ‪.‬‬ ‫‪142‬‬


‫‪ .31‬جعفر‪ ،‬عمى محمد(‪ : )1991‬األحداث المنحرفكف ‪ ,‬بيركت ‪.‬‬ ‫‪ .32‬جبلؿ‪ ،‬سعد(‪ : )1984‬أسس عمى النفس الجنائي ‪ .‬دار المطبكعات ‪ ,‬القاىرة ‪.‬‬ ‫‪ .33‬جكخدار‪ ،‬حسف (‪ : )1977‬شرح قانكف األحداث الجانحيف ‪ ,‬دمشؽ ‪.‬‬

‫‪ .34‬حسكف‪ ،‬تماضر(‪: )1993‬دكر التنشئة االجتماعية كالتشريعات القانكنية في حماية الطفؿ مف‬

‫االنحراؼ ‪ ,‬الرياض ‪.‬‬

‫‪ .35‬خمؼ‪ ،‬محمكد (‪ : )1986‬مبادئ عمـ اإلجراـ ‪ ,‬الدار الجماىيرية الميبية ‪.‬‬ ‫‪ .36‬دسكقي‪ ،‬كماؿ(‪ : )1988‬ذخيرة عمكـ النفس ‪ ,‬القاىرة ‪.‬‬

‫‪ .37‬دابيؿ الجاش (‪ : )1957‬المجمؿ في التحميؿ النفسي‪ ،‬القاىرة ‪.‬‬ ‫‪ .38‬رزؽ سند إبراىيـ‪ )1991( ،‬في عمـ النفس الجنائي ‪ ،‬بيركت‬

‫‪ .39‬رءكؼ عبيد(‪" : )1971‬مبادئ عمـ اإلجراـ " دار الفكر العربي ‪ ,‬القاىرة ‪.‬‬ ‫‪ .41‬راجح‪ ،‬أحمد عزت (‪ : )1942‬عمـ النفس الجنائي ‪ ,‬بغداد ‪.‬‬

‫‪ .41‬راشد‪ ،‬عمى (‪ : )1974‬القانكف الجنائي‪ :‬المدخؿ كأصكلو النظرية العامة‪ ,‬القاىرة ‪.‬‬

‫‪ .42‬ربيع‪ ،‬محمد شحاتو ؛ يكسؼ‪ ،‬جمعة سيد ؛ عبد اهلل ‪ ،‬معتز سيد (‪ : )1994‬عمـ النفس الجنائي ‪,‬‬ ‫القاىرة ‪.‬‬

‫‪ .43‬رمضاف‪ ،‬عمر السعيد(‪ : )1972‬دركس في عمـ اإلجراـ ‪ ,‬بيركت ‪.‬‬ ‫‪ .44‬زىراف‪ ،‬حامد عبد السبلـ(‪ : )1988‬الصحة النفسية كالعبلج النفسي ‪ ,‬القاىرة ‪.‬‬ ‫‪ .45‬سعد المغربي(‪ " : )1983‬عمـ النفس الجنائي" كمية الشرطة ‪ ,‬القاىرة ‪.‬‬ ‫‪.46‬سعد جبلؿ(بدكف) ‪ " :‬أسس عمـ النفس الجنائي"‪ .‬اإلسكندرية ‪.‬‬

‫‪ .47‬ظفير‪ ،‬سعد بف محمد (‪ : )1997‬النظاـ اإلجرامي الجنائي في الشريعة اإلسبلمية‪ ,‬الرياض ‪.‬‬ ‫‪.48‬عارؼ ‪ ,‬محمد(‪:)1991‬الجريمة في المجتمع‪ .‬نقد منيجي لتفسير السمكؾ اإلجرامي‪ ,‬القاىرة ‪.‬‬ ‫‪.49‬عبد الستار ‪ ,‬فكزية(‪: )1987‬معاممة األحداث‪ ,‬جامعة القاىرة ‪.‬‬

‫‪ .51‬عبد الحكيـ‪ ،‬رضا (‪ : )1996‬مبادئ عمـ النفس الجنائي في الشريعة اإلسبلمية‪,‬الرياض‪.‬‬ ‫‪ .51‬ألعفيفي ‪ ,‬عبد الحكيـ (‪ : )1986‬اإلدماف ‪ ,‬القاىرة ‪.‬‬

‫‪ .52‬عمى ‪ ،‬عبد السبلـ عمى (‪ : )1997‬جريمة النشؿ بيف المعرفة كالكقاية ‪ ,‬القاىرة ‪.‬‬

‫‪.53‬عمياف‪ ،‬شككت (‪ : )19987‬مف مناىج اإلسبلـ في الحد مف معدالت الجريمة‪ ،‬مجمة األمف‪,‬‬ ‫الرياض ‪.‬‬

‫‪.54‬عيسكم‪ ،‬طارؽ عبد الرحمف (‪ : )1993‬أىـ العكامؿ المسئكلة عف سمكؾ الرشكة ‪ ,‬بيركت ‪.‬‬ ‫‪ .55‬عيسكم ‪ ،‬عبد الرحمف(‪ : )1984‬سيككلكجية الجنكح ‪ ,‬بيركت ‪.‬‬

‫‪. 56‬عيسكم‪ ،‬عبد الرحمف محمد (‪ : )1991‬عمـ النفس الجنائي " أسسو كتطبيقاتو العممية"‪ ,‬بيركت‪.‬‬ ‫‪ .57‬عبد الستار‪ ،‬فكزية(‪ : )1987‬دراسات في عمـ النفس الجنائي ‪ .‬القاىرة ‪.‬‬

‫‪.58‬فتحي‪ ،‬محمد(‪: )1958‬عمـ النفس الجنائي " عمما كعمبل " ‪.‬ج‪ , 1‬القاىرة ‪.‬‬ ‫‪143‬‬


‫‪ .59‬فتحي‪ ،‬محمد (‪: )1971‬عمـ النفس الجنائي " عممان كعمبلن " ‪.‬ج‪, 2‬القاىرة ‪.‬‬ ‫‪ .58‬فتحي‪ ،‬محمد (‪: )1982‬عمـ النفس الجنائي " عممان كعمبلن " ‪.‬ج‪ ,4‬القاىرة ‪.‬‬ ‫‪ .61‬فيمي‪ ،‬مصطفي (‪ : )1979‬التكافؽ الشخصي كاالجتماعي ‪ ,‬القاىرة ‪.‬‬ ‫‪.61‬مرسي‪ ,‬محمد عبد المعبكد(‪ :)1995‬احتراؼ الجريمة ‪ ,‬الرياض‪.‬‬

‫‪ .62‬مجدم رزؽ محمد شحادة (‪ : )1987‬سيككلكجية الرشكة‪ ،‬دراسة عف الشخصية كالتنشئة‬ ‫االجتماعية لدم المكظؼ المرتشي‪.‬رسالة ماجستير‪ ,‬اإلسكندرية ‪ ,‬مصر ‪.‬‬

‫‪ .63‬مأمكف سبلمة (‪ " : )1978‬أصكؿ عمـ اإلجراـ كالعقاب ‪.‬الفكر العربي ‪ ,‬القاىرة ‪.‬‬

‫‪ .64‬محمد عارؼ (‪ " : )1981‬الجريمة في المجتمع‪ :‬نقد منيجي لتفسير السمكؾ اإلجرامي‪ ,‬القاىرة ‪.‬‬ ‫‪ .65‬مصطفي شاكر (‪ : )1986‬األيتاـ ىؿ ىـ يقكدكف التاريخ ‪ ,‬تكنس‪.‬‬

‫‪ .66‬مكي ‪ ،‬عباس (‪ : )1991‬تماسؾ األسرة العربية‪ ,‬دكر الكقاية مف الجريمة كاالنحراؼ ‪ ,‬دمشؽ ‪.‬‬ ‫‪ .67‬محمد‪ ،‬محمد عكدة مكسي‪ ،‬كماؿ إبراىيـ (‪ : )1986‬الصحة النفسية في ضكء عمـ النفس‬ ‫كاإلسبلـ ‪ ,‬الككيت ‪.‬‬

‫‪ .68‬ياسيف‪ ،‬ركضة محمد (‪ : )1992‬في حماية المجتمع مف الجريمة‪ ,‬الرياض ‪.‬‬ ‫‪ .69‬يسر أنكر ‪ ,‬أماؿ عثماف (‪ " : )1982‬أصكؿ عمـ إجراـ " دار النيضة العربية ‪ ,‬القاىرة‪.‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬المراجع اإلنجليزية ‪:‬‬ ‫‪1.Adle(Aifeed) Unerstanding human nature London 1930.‬‬ ‫‪2.Beach ,Hormons and behavior,London ,1944.‬‬ ‫‪3.Bakwin and Bakwin,Behavion dyisorders in children,W.B,Sauders‬‬ ‫‪Company,1972.‬‬ ‫‪4.Drevr J.,A Dictionary of Psychology, pengniun Books L T d,1958.‬‬ ‫‪5.Bonn,Robert,(1984)Criminology , Mc-Graw-Hill B ook Company.New‬‬ ‫‪york.‬‬ ‫‪6.Cook,David Et Al., (1990) psychology In perison, Routledge publisher.Neo‬‬ ‫‪York.‬‬ ‫‪7.Abrahmsen,Dvid(without date). The psychology of Crime, New York‬‬ ‫‪coloumbia Univeersity press.‬‬ ‫‪8.Janda,L.H.&Haamel,K.e.(1982).psychology:Its study and uses, New‬‬ ‫‪Yor;:St. Martin,s pess.‬‬ ‫‪9.Tygert,c.(1991):juvenile delinquency and numbers of childrens in a‬‬ ‫‪Family:Some empirical and theoretical Updates,Youth and Socilety.‬‬ ‫‪10.Wadud,K.A.(1981):Yoth and Drug abuse treatment.World Healthy‬‬ ‫‪Organisation Geneva .‬‬

‫‪144‬‬


145


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.