مشاركات أ.د. أحمد سليم البرصان

‫ﻟﻠﻤﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣــﺎت او‬

‫ﻟﻼﺷــﺘﺮاك ‪www.grc.net :‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪169‬‬ ‫ينايــــــــــــر ‪2022‬‬

‫‪139‬‬

‫ملف العدد‬

‫"االحتواء" أفضل الحلول ً‬ ‫بدل من مواجهة عسكرية يرفضها المجتمع‬ ‫الدويل ضد إيران لصعوبة التنبؤ بنتائجها‬ ‫مصــر وزيــارة وزيــر خارجيــة اإلمــارات عبــداهلل بــن زايــد لدمشــق يف‬ ‫‪ 9‬نوفمبــر املاض ــي‪.‬‬

‫القدس وحل الدولتين وأوهام السالم‬

‫يقــول رئيــس الســلطة الفلســطينية بــأن الســام خيــار اســتراتيجي مع‬ ‫إســرائيل وأن التنســيق األمن ــي مقــدس معهــا‪ ،‬وباملقابــل تــرى إســرائيل‬ ‫أن دخولهــا املفاوضــات تكتيكيــة لتحقيــق أهــداف سياســية أمــام‬ ‫ضغــوط املجتمــع الدول ــي وااللتفــاف عل ــى القــرارات الدوليــة املطالبــة‬ ‫بانســحاب إســرائيل من األراضي احملتلة ‪1967‬م‪ ،‬ويعلن قادة إســرائيل‬ ‫بــا اســتثناء رفضهــم لقيــام دولــة فلســطينية مبعن ــى أن حــل الدولتــن‬ ‫ليــس يف القامــوس السياســي اإلســرائيلي‪ ،‬ومــع توجــه املجتمــع‬ ‫اإلســرائيلي نحــو اليمــن املتطــرف دينيـاً يبق ــى الســام املســتحيل هــو‬ ‫ســيد املوقــف‪ ،‬ألن إســرائيل ال تريــد حــل الصــراع ولكــن إدارة الصــراع‪،‬‬ ‫وتســخر الســلطة الفلســطينية لقمــع أي عمــل ضــد إســرائيل يف‬ ‫الضفــة الغربيــة‪ ،‬فاتفاقيــة أوســلو ‪1993‬م‪ ،‬يف نظــر إســرائيل التــي‬ ‫جــاءت بعــد االنتفاضــة األولــى ‪1987‬م‪ ،‬جتعــل الســلطة يف مواجهــة‬ ‫الشــعب الفلســطيني‪ ،‬فاجلنــرال األمريك ــي دايتــون وفريقــه الــذي بــدأ‬ ‫يف ‪2005‬م‪ ،‬لتدريــب الشــرطة الفلســطينية بالتنســيق مــع الطــرف‬ ‫اإلســرائيلي وعقيــدة دايتــون للشــرطة الفلســطينية مواجهــة خاليــا‬ ‫املقاومــة ومنــع عمليــات ضــد إســرائيل انطالقـاً مــن الضفــة العربيــة‪،‬‬ ‫ممــا أدى لصــدام بــن الشــرطة الفلســطينية واملقاومــة كمــا حــدث يف‬ ‫مخيــم جنــن‪ ،‬فإســرائيل تريــد بقــاء الســلطة الفلســطينية مبــا يخــدم‬ ‫أغراضهــا‪ ،‬وأعلنــت القــدس عاصمــة أبديــة إلســرائيل وتتوســع يف بنــاء‬ ‫املســتوطنات بالضفــة الغربيــة والقــدس وتســعى للضغــط لتهجيــر‬ ‫الفلســطينيني مــن القــدس باالســتيالء علــى منازلهــم كمــا يف حــي‬ ‫الشــيخ جــراح‪ ،‬ولذلــك فالوضــع الداخل ــي الفلســطيني قابــل لالنفجــار‬ ‫النتفاضــة ثالثــة لتدهــور الوضــع االقتصــادي وفشــل عمليــة الســام‬ ‫وانخفــاض شــعبية الرئيــس الفلســطيني محمــود عبــاس ففــي‬ ‫اســتطالع أجــراه املركــز الفلســطيني للبحــوث السياســية واملســحية‬ ‫أن ‪ 78%‬مــن املســتطلعني يف الضفــة الغربيــة و قطــاع غــزة يطالبــون‬ ‫باســتقالة رئيــس الســلطة مــن منصبــه‪ ،‬كمــا أن رئيــس الســلطة البالــغ‬ ‫عمــره ‪ 86‬عام ـاً يشــكل أيضــأ مأزق ـاً للبحــث عــن بديــل خاصــة مــع‬ ‫رفــض الرئيــس إلجــراء انتخابــات رئاســية وتشــريعية كمــا أن هنــاك‬ ‫صــراع خفــي بــن القيــادات الفلســطينية علــى خالفتــه‪ .‬وتبقــى‬ ‫االنقســامات الفلســطينية نقطــة ضعــف خطيــرة ورغــم محــاوالت‬ ‫املصاحلــة بــن حمــاس وفتــح وقيــام احلكومــة املصريــة بالوســاطة‬

‫بينهمــا فــا يتوقــع املصاحلــة يف ظــل ق يــادة ال س ــلطة الفل س ــطينية‬ ‫احلال يــة الختــاف األهــداف واالســتراتيجية وف ســاد ال س ــلطة ك مــا‬ ‫يراهــا الش ــعب الفل س ــطيني ولذلــك تبق ــى االحتمــاالت التال يــة‪:‬‬ ‫‪ -١‬االنتفاضــة الشــعبية الثالثــة وقيــادة جديــدة تقــود املقاومــة‬ ‫الفلســطينية وحتقــق املصاحلــة الفلســطينية وتلغــي كل تنســيق‬ ‫أمنــي مــع إســرائيل‪.‬‬ ‫‪ -٢‬إن حــل الدولتــن أصبــح شــبه مســتحيل فعليــاً ألن إســرائيل‬ ‫تســيطر عل ــى كامــل األراض ــي الفلســطينية مبســتوطنات يف الضفــة‬ ‫الغربيــة واخلــوف مــن عــودة الالجئــن والعامــل الدميغــرايف بســبب‬ ‫ازديــاد عــدد الفلســطينيني يف فلســطني التاريخيــة ألن نســبة املواليــد‬ ‫عنــد الفلســطينيني أعلــى منهــا عنــد اليهــود إذا اســتثنيا الطائفــة‬ ‫احلريديــة اليهوديــة‪.‬‬ ‫‪ -٣‬أن يكــون هنــاك خيــار الدولــة الدميقراطيــة الواحــدة وهــو اخليــار‬ ‫الــذي ترفضــه إســرائيل باملطلــق ألنــه يتناقــض مــع مفهــوم الدولــة‬ ‫اليهوديــة‪.‬‬ ‫تبقــى القضيــة الفلســطينية معلقــة بانتظــار مــاذا يحــدث خلالفــة‬ ‫عبــاس ومــن هــي القيــادة اجلديــدة ولكــن بــوادر االنتفاضــة الثالثــة‬ ‫ه ــي األقــرب للواقــع ألن انتفاضــة ثالثــة بقيــادة شــابة مــن الداخــل تقود‬ ‫املقاومــة تضــع إســرائيل يف مــأزق أمن ــي خطيــر‪ ،‬واالنتفاضــة الثالثــة‬ ‫إذا حدثــت ســتأثر علــى دول اجلــوار اجلغــرايف إلســرائيل بتحــرك‬ ‫شــعبي يؤيــد الداخــل الفلســطيني ويدفــع لتحــرك إقليم ــي ودول ــي يف‬ ‫حالــة انفجــاره‪ .‬وعندمــا انفجــر الوضــع يف القــدس وعمليــة ســيف‬ ‫القــدس مــن أجــل األقصــى حتركــت الشــعوب بالتأييــد للمقاومــة‪،‬‬ ‫وقــد تــؤدي الرعونــة اإلســرائيلية إلــى انفجــار الوضــع يف القــدس‬ ‫إلشــعال االنتفاضــة فكانــت االنتفاضــة الثانيــة عــام ‪2000‬م‪ ،‬بســبب‬ ‫اقتحــام شــارون للمســجد األقصــى‪ ،‬وإن املقاومــة اآلن يف القــدس‬ ‫بشــكل فــردي ولكــن قــد يتــم تنظيمهــا مســتقب ً‬ ‫ال يف حالــة اســتمرار‬ ‫األوضــاع احلاليــة واألشــهر القادمــة حبل ــى باملفاجــآت فالقــدس تبق ــى‬ ‫يف ضميــر الشــعوب العربيــة واإلســامية واملقاومــة تبق ــى االحتمــال‬ ‫األكبــر يف ظــل ميــن إســرائيلي ال يفهــم إال لغــة القــوة‪.‬‬ ‫* أستاذ العلوم السياسية بجامعتي الحسني بن طالل وامللك عبد العزيز سابقاً‬

‫‪138‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪169‬‬ ‫ينايــــــــــــر ‪2022‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫صراع خفي بين القيادات الفلسطينية عىل خالفة عباس واالنقسامات‬ ‫نقطة ضعف رغم محاوالت المصالحة‬ ‫وه ــي أســطورة انتهــت يف حــرب أكتوبــر ‪1973‬م‪ ،‬عندمــا عبــر اجليــش‬ ‫املصــري قنــاة الســويس وتغيــرت وســائل احلــروب لــم تعــد احلــرب‬ ‫اخلاطفــة والقــوة اجلويــة كمــا كانــت تســتعملها إســرائيل وأصبــح‬ ‫العمــق مكشــوفاً يف ظــل عــدم وجــود عمــق اســتراتيجي لهــا وأصبحــت‬ ‫صواريــخ املقاومــة حتقــق الــردع مــع إســرائيل‪ ،‬وهنــاك مؤشــرات داخليــة‬ ‫عل ــى تصــدع داخل ــي يف إســرائيل ســواء عل ــى صعــود األجيــال اجلديــدة‬ ‫وعزوفهــا عــن التجنيــد ورغبتهــا يف حيــاة مترفــة وآمنــة وغيــاب‬ ‫القيــادات التاريخيــة أو الكاريزمــا السياســية أو األمنيــة‪ .‬كمــا أن توجــه‬ ‫املجتمــع اإلســرائيلي نحــو اليمــن املتطــرف أخــذ يفقــد التعاطــف يف‬ ‫املجتمعــات الغربيــة وتوجــه انتقــادات ملمارســات إســرائيل وأســهمت‬ ‫مواقــع التواصــل االجتماعــي لكشــف حقيقــة إســرائيل وزيــف‬ ‫الدميقراطيــة اإلســرائيلية فالعالــم قريــة كونيــة أصبــح مــن الصعــب‬ ‫إخفــاء احلقائــق أو تضليــل الشــعوب‪.‬‬ ‫فقــدت إســرائيل كثيــرا ُ مــن التعاطــف اخلارجــي شــعب ًيا أو علــى‬ ‫مســتوى احلكومــات والبرملانــات واملؤسســات الدوليــة‪ ،‬فتيار اليســار يف‬ ‫احلــزب الدميقراط ــي يهاجــم إســرائيل وترفــض إدارة بايــدن االنســياق‬ ‫وراء إســرائيل يف املنطقــة وتؤكــد عودتهــا لفتــح القنصليــة األمريكيــة‬ ‫يف القــدس‪ ،‬وتنتشــر احلملــة العامليــة ملقاطعــة إســرائيل ‪BDS‬‬ ‫التــي تدعــو ملقاطعــة االحتــال ‪ Boycot‬وســحب االســتثمارات‬ ‫‪ Divestment‬منهــا وفــرض العقوبــات ‪ sanctions‬عليهــا‪،‬‬ ‫وانتشــرت عل ــى مســتوى اجلامعــات وتدعــو لتطبيــق القــرارات الدوليــة‬ ‫حلقــوق الفلســطينيني‪ .‬وإذا كان زعمــاء الصهيونيــة يــرددون مــن النيــل‬ ‫إل ــى الفــرات كمــا يحــاول بعضهــم ترديــد مــن احمليــط إل ــى اخلليــج‬ ‫فهــو ادعــاء زائــف يشــكل نقطــة ضعــف إلســرائيل الت ــي رغــم ســبعة‬ ‫عقــود لــم حتقــق األمــن واالســتقرار يف فلســطني التاريخيــة بــل فشــلت‬ ‫وأثبتــت معركــة ســيف القــدس الفشــل اإلســرائيلي أمــام انتفاضــة‬ ‫الفلســطينيني داخــل مــا يســمى اخلــط األخضــر‪ ،‬فلســطني ‪1948‬م‪،‬‬ ‫وتضامنهــم مــع الفلســطينيني يف الضفــة والقطــاع هــذا التالحــم الــذي‬ ‫أرعــب إســرائيل الت ــي حاولــت خــال عقــود غســيل الدمــاغ وفشــلت‬ ‫فيــه‪.‬‬ ‫كانــت القيــادات اإلســرائيلية الســابقة يف بدايــة عهدهــا ترفــض‬ ‫الدخــول يف اخلالفــات العربيــة والتحالفــات عالنيــة وكانــت أحيانــاً‬ ‫تلعبهــا بشــكل ســري‪ ،‬ولكــن دخــول إســرائيل يف حلبــة الصــراع‬ ‫اإلقليمــي وخالفــات داخــل النظــام اإلقليمــي يدخلهــا يف مشــكالت‬

‫جمــة وتوريطهــا كمــا هــو حالهــا ســواء يف أقصــى املغــرب العربــي‬ ‫أو منظقــة اخلليــج وال تســتطيع إســرائيل التدخــل عســكرياً ولكــن‬ ‫تدخــل ضمــن عمليــات املوســاد الســرية الت ــي تشــكل أكثــر خطــورة‬ ‫عليهــا‪ ،‬فــإذا جنحــت اســتراتيجية هنــري كيســنجر بتحويــل القضيــة‬ ‫الفلســطينية مــن صــراع عربــي إســرائيلي إلــى خالفــات عربيــة‬ ‫وصــراع فلسطيني‪-‬إســرائيلي‪ ،‬فه ــي اآلن تعيــد الصــراع إل ــى احللبــة‬ ‫العربيــة بعــد تدخلهــا عالنيــة يف النظــام اإلقليم ــي‪ ،‬واالمبراطوريــات‬ ‫تاريخ ًيــا انهــارت باالنقســام الداخل ــي والتوســع املفــرط‪ ،‬فاالمبراطوريــة‬ ‫البريطانيــة تراجعــت بعــد توســعها وعــدم قدرتهــا عل ــى تغطيــة نفقــات‬ ‫مســتعمراتها كمــا أن االحتــاد الســوفيتي انهــار داخل ًيــا‪ ،‬فإســرائيل‬ ‫صراعــا داخل ًيــا بــن األحــزاب اإلســرائيلية وانتشــارها املفــرط‬ ‫تشــهد‬ ‫ً‬ ‫يكلفهــا سياس ـ ًيا واقتصاد ًيــا واســتراتيج ًيا وهــو الكيــان الــذي يعتمــد‬ ‫يف بقائــه علــى الدعــم األمريكــي وتاريخ ًيــا الــدول التــي تعتمــد يف‬ ‫وجودهــا علــى غيرهــا ال تعمــر طويــ ً‬ ‫ا‪ ،‬وكل مــا يســمى " الســام‬ ‫اإلبراهيم ــي" فبركــة نتنياهــو واســتغالل قلــة خبــرة ترامــب السياســية‬ ‫مــن أجــل تســويق نتنياهــو داخل ًيــا ملواجهــة تهــم الفســاد والقضــاء‪،‬‬ ‫وهــذا مــا أكــده ترامــب يف تصريحاتــه النابيــة ضــد نتنياهــو كمــا‬ ‫قــال الصحفــي اإلســرائيلي بــاراك رافيــد الــذي يعــد كتابــا " ســام‬ ‫ترامــب ‪ :‬اتفاقــات أبراهــام وإعــادة تشــكيل الشــرق األوســط " ‪ ،‬فزعمــاء‬ ‫إســرائيل مــن نتنياهــو حت ــى نفتال ــي بينــت يســتعمل أبراهــام للتســويق‬ ‫الداخل ــي لضعفهــم والنتخابــات قادمــة وال زال املجتمــع اإلســرائيلي لــم‬ ‫يحقــق إجماع ـاً لتشــكيل حكومــة ذات أغلبيــة حزبيــة وامنــا ائتــاف‬ ‫أحــزاب متناقضــة األهــداف‪ ،‬فإســرائيل تبالــغ بقوتهــا وهنــاك مــن‬ ‫بعــض النخــب السياســية اإلقليميــة مــن يصــدق تضليلهــا بقوتهــا‪.‬‬ ‫ورغــم احلــرب األهليــة الســورية الت ــي بــدأت منــذ عقــد تقري ًبــا‪ ،‬ولعبــت‬ ‫إســرائيل دوراً خفيـاً فيهــا لالســتفادة منهــا إلضعــاف النظــام الســوري‬ ‫ولكنهــا تريــد البقــاء الضعيــف لــه واخترقــت بعــض أطــراف املعارضــة‬ ‫واســتفادت مــن التنســيق مــع روســيا يف امللــف الســوري وااللتفــاف‬ ‫غيــر املباشــر علــى إيــران بالتنســيق االســتخباراتي مــع روســيا ثــم‬ ‫اســتغاللها ضــد النظــام بشــن غــارات داخــل ســوريا ملنــع اإلمــدادات‬ ‫لتصــل إلــى لبنــان أو قواعــد إيرانيــة قريبــة مــن اجلــوالن‪ ،‬ولكــن‬ ‫الوضــع الســوري يبق ــى مــن املتغيــرات يف ظــل الزيــارات املتبادلــة وفتــح‬ ‫أبــواب بعــض الســفارات العربيــة يف دمشــق والنشــاط الدبلوماســي‬ ‫لعــودة ســوريا للجامعــة العربيــة وتأجيــل القمــة العربيــة ‪2021‬م‪ ،‬يف‬ ‫اجلزائــر إل ــى ‪2022‬م‪ ،‬قــد يكــون مــن أجــل عــودة ســوريا يف إصــرار‬ ‫اجلزائــر عل ــى عودتهــا تدعمهــا دول ذات وزن إســتراتيجي قــوي مثــل‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪169‬‬ ‫ينايــــــــــــر ‪2022‬‬

‫‪137‬‬

‫ملف العدد‬

‫إســرائيل أقامــت عالقــات مــع اإلمــارات والبحريــن والســودان والمغــرب‬ ‫لكنهــا ال تتفــاءل بالتطبيــع مــع هــذه الــدول‬ ‫يف الســابع مــن يونيــو ‪1981‬م‪ ،‬بغــارة عل ــى املفاعــل العراق ــي (أوزيــراك)‬ ‫الــذي أثبتــت الوثائــق الســرية الت ــي كشــف عنهــا مؤخــراً عــن اجتمــاع‬ ‫ســري بــن املســؤولني األمريكيــن والفرنســيني يف باريــس ‪ 25‬يوليــو‬ ‫‪1980‬م‪ ،‬مت االتفــاق فيــه‪ ،‬أن شــحنات اليورانيــوم الت ــي أرســلت للعــراق‬ ‫مــن فرنســا يتــم تعديلهــا كيميائيــاً ســراً جلعلهــا عدميــة الفائــدة‬ ‫يف حــال اســتخدامها لتطويــر أســلحة نوويــة‪ .‬وحتــرض إســرائيل‬ ‫الواليــات املتحــدة عل ــى إيــران وشــنت حملــة إعالميــة عل ــى الرئيــس‬ ‫أوبامــا بســبب اتفاقيــة املفاعــل النــووي اإليران ــي ‪2015‬م‪ ،‬وملــا وصــل‬ ‫ترامــب للبيــت األبيــض‪ ،‬اســتغل نتنياهــو عالقتــه مــع ترامــب وصهــره‬ ‫كوشــنر ودفعــه لالنســحاب مــن اتفاقيــة املفاعــل النــووي ‪2017‬م‪،‬‬ ‫ونقــل الســفارة األمريكيــة إلــى القــدس احملتلــة ودفــع بعــض الــدول‬ ‫العربيــة للتطبيــع مــع إســرائيل واعترافــه بالســيادة اإلســرائيلية عل ــى‬ ‫هضبــة اجلــوالن والتــي صــرح ترامــب مؤخــ ًرا أنــه قــام بذلــك مــن‬ ‫أجــل فــوز نتنياهــو يف االنتخابــات اإلســرائيلية ولــوال اعترافــه خلســر‬ ‫نتنياهــو االنتخابــات اإلســرائيلية ‪2019‬م‪ ،‬واعتــرف ترامــب أنــه اســتغله‬ ‫وصداقتــه واســتخدمه يف التصعيــد ضــد إيــران وأن نتنياهــو ال يريــد‬ ‫أي ســام مــع الفلســطينيني‪.‬‬ ‫إن إدارة بايــدن ترفــض االنصيــاع ملطالــب احلكومــة اإلســرائيلية رغــم‬ ‫االتصــاالت املكثقــة لزعمــاء إســرائيل مــع إدارة بايــدن لثن ــي واشــنطن‬

‫عــن االتفــاق وآخرهــا زيــارة وزيــر الدفــاع اإلســرائيلي غانتــس ومديــر‬ ‫جهــاز املوســاد ديفيــد بارينــع لواشــنطن يف األول مــن ديســمبر املاض ــي‬ ‫ولكــن الزيــارة لــم حتقــق جناح ـاً‪ ،‬فــإدارة بايــدن جــادة للعــودة التفاقيــة‬ ‫املفاعــل النــووي‪ ،‬ولكــن إســرائيل تهــدد بشــن ضربــة عســكرية لتدميــر‬ ‫املفاعــل النــووي‪ .‬إن التهديــد اإلســرائيلي لالســتهالك الداخل ــي ولرفــع‬ ‫أســهم حكومــة نفتال ــي بنيــت‪ ،‬ويعلــق الصحف ــي اإلســرائيلي عامــوس‬ ‫هرئيــل يف صحيفــة هآرتــس علــى تهديــد احلكومــة اإلســرائيلية "‬ ‫إن إســرائيل تلــوح مبســدس فــارغ مــن الذخيــرة "؟ فه ــي ال تســتطيع‬ ‫شــن غــارة عل ــى إيــران بــدون الواليــات املتحــدة‪ ،‬ولكــن مــا اســتطاعت‬ ‫إســرائيل القيــام بــه اجتــاه إيــران‪ ،‬اغتيــال علمــاء وهجمــات ســايبرس‬ ‫وهجمــات بحريــة وهجمــات جويــة علــى قواعــد ميليشــيات مؤيــدة‬ ‫إليــران يف ســوريا وضرب ـاً منهجي ـاً لقوافــل تهريــب الســاح مــن إيــران‬ ‫حلــزب اهلل ولكنهــا رغــم ذلــك لــم حتقــق وقــف نشــاط إيــران‪ ،‬وظهــر‬ ‫انقســام بــن النخبــة اإلســرائيلية وخاصــة العســكرية حــول جــدوى‬ ‫عمــل عســكري ضــد إيــران وتؤيــد إدارة بايــدن يف احلــل الدبلوماس ــي‬ ‫والعــودة لالتفــاق‪ ،‬فاالحتــواء الدبلوماســي أفضــل لتحقيــق املصالــح‬ ‫مــن مواجهــة عســكرية يرفضهــا املجتمــع الدول ــي خلطــورة املواجهــة‬ ‫العســكرية الت ــي يصعــب التنبــؤ بنتائجهــا واخلــروج منهــا ‪.‬‬ ‫إن إسرائيل لم تعد القوة التي متلك اجليش الذي ال يقهر‬

‫‪136‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪169‬‬ ‫ينايــــــــــــر ‪2022‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫حــل الدولتيــن شــبه مســتحيل لســيطرة إســرائيل عــى كامــل األراضــي‬ ‫الفلســطينية والخــوف مــن عــودة الالجئيــن‬ ‫والقضــاء علــى أســباب النزاعــات والصراعــات‪ ،‬وهــي يف احلقيقــة‬ ‫دعــوة إل ــى مصــادرة حريــة االعتقــاد وحريــة اإلميــان واالختيــار "‪ ،‬ويــرى‬ ‫معارضــو االتفاقيــة اإلبراهيميــة بــأن لهــا هد ًفــا سياســ ًيا لتطبيــع‬ ‫مغلــف بالديــن‪.‬‬ ‫ويرفــض الشــعب املغرب ــي التطبيــع فعمــت املظاهــرات املــدن املغربيــة‬ ‫إثــر زيــارة وزيــر الدفــاع اإلســرائيلي بين ــي غانتــس إل ــى الربــاط‪ ،‬ودعــا‬ ‫رئيــس مجموعــة العمــل الوطنيــة مــن أجــل فلســطني عبــد القــادر‬ ‫العلمــي " الشــعب املغربــي‪ ،‬وكل قــواه املدنيــة واحلزبيــة والنقابيــة‬ ‫واحلقوقيــة والطالبيــة والنســائية ومنابــر اإلعــام‪ ،‬إل ــى إعــان التعبئــة‬ ‫العامــة الطويلــة األمــد ملواجهــة االختــراق التطبيع ــي التخريب ــي"؟ وقــال‬ ‫إن التطبيــع " ال يســيء فقــط إلــى قضيــة فلســطني‪ ،‬بــل ويهــدد‬ ‫املغــرب وجوديـاَ ويســتهدف وحدتــه الترابيــة ومتاســك مجتمعــه وأمنــه‬ ‫واســتقراره"‪.‬‬ ‫وعبــر الشــعب الســوداني عــن رفضــه التطبيــع مــع إســرائيل‪ ،‬فقــد‬ ‫وقــع ‪ 28‬حزبـاً وتكتـ ً‬ ‫ا ومنظمــة عل ــى ميثــاق القــوى الشــعبية ملقاومــة‬ ‫التطبيــع مــع إســرائيل‪ ،‬وقــال دفــع اهلل تــاج الســر ممثــل االئتــاف‬ ‫" ال مصالــح لنــا يف التطبيــع مــع الكيــان الصهيونــي احملتــل الــذي‬ ‫جــاء لســرقة مواردنــا"؟ وقــال السياس ــي الســوداني ربيــع عبدالعاط ــي "‬ ‫لقــد أقدمــت احلكومــة االنتقاليــة عل ــى خطــة التطبيــع مــن وراء ظهــر‬ ‫الشــعب الســوداني‪ ،‬ويف خــروج تــام عــن مهمتهــا االنتقاليــة‪ ،‬وأعتقــد‬ ‫ال مســتقبل لهــا يف الســودان"‪ .‬ويؤكــد احمللــل السياس ــي اإلســرائيلي‬ ‫يوناتــان نوفــال يف مقــال لــه يف صحيفــة هآرتــس ‪ 5‬نوفمبــر املاض ــي‬ ‫بفشــل اســتراتيجية التطبيــع مــع الســودان ويربطهــا بإجبــار ترامــب‬ ‫للقيــادة العســكرية الســودانية بالتطبيــع ويقــول" إســرائيل لديهــا‬ ‫مصالــح مكتســبة باتــت مرتبطــة رســميا بالتحــول السياســي يف‬ ‫الســودان يف ضــوء القــرار األبلــه إلدارة ترامــب يف العــام املاض ــي إجبــار‬ ‫الســودان عل ــى املوافقــة عل ــى تطبيــع العالقــات مــع إســرائيل مقابــل‬ ‫حزمــة مــن احملفــزات املاليــة احليويــة‪ ،‬مبــا يف ذلــك رغبــة الســودان‬ ‫القدميــة يف أن يرفــع اســمه مــن القائمــة األمريكيــة للــدول الراعيــة‬ ‫لإلرهــاب‪ ،‬وكمــا أرغــم الســودان‪ ،‬كذلــك املغــرب كمــا يقــول الكاتــب‬

‫املغربــي عبــد الســام بنعيســى " الواليــات املتحــدة األمريكيــة التــي‬ ‫ت ِ‬ ‫ُرغــ ُم املغــرب علــى التطبيــع مــع الكيــان الصهيونــي لالعتــراف لــه‬ ‫مبغربيــة صحرائــه‪ ،‬ويتطــوع إلبــرام اتفاقيــات أمنيــة وعســكرية‬ ‫واســتخباراتية مــع هــذا الكيــان لتأمــن اســتمرار االعتــراف األمريك ــي‬ ‫بالســيادة عل ــى أقاليمــه الصحراويــة‪ ،‬املغــرب يتصــرف وكأنــه يُ ِ‬ ‫ره ـ ُن‬ ‫ٍ‬ ‫كبلــد برمتــه‪ ،‬وليــس فقــط األقاليــم‬ ‫بذلــك‪ ،‬حاضــره‪ ،‬ومســتقبله‪،‬‬ ‫الصحراويــة‪ ،‬يُرهنــه‪ ،‬بأيــدي األمريــكان والصهاينــة‪ ،‬فهــل يف هــذا‬ ‫مصلحــة مغربيــة آنيــة ومســتقبلية؟؟ ولكــن إدارة بايــدن لــم تؤيــد‬ ‫رســمياٍ مــا قامــت بــه إدارة ترامــب‪.‬‬ ‫إن التطبيــع لــه تداعياتــه علــى األمــن القومــي العربــي‪ ،‬فاالختــراق‬ ‫اإلســرائيلي إلــى الســودان يهــدد األمــن القومــي املصــري وإســرائيل‬ ‫كانــت تدعــم جنــوب الســودان منــذ عقــود وســاهمت بدعمهــا انفصــال‬ ‫اجلنــوب كمــا كان إلســرائيل دور يف أزمــة دارفــور يف الســودان وتأليــب‬ ‫واشــنطن واملنظمــات الدوليــة علــى احلكومــة الســودانية وكانــت‬ ‫إســرائيل عقــدت صفقــة عــن طريــق واشــنطن يف عهــد الرئيس منيري‬ ‫لتهجيــر الفالشــا إل ــى إســرائيل‪ ،‬ويف ظــل أزمــة املجل ــس العســكري مــع‬ ‫األحــزاب الســودانية‪ ،‬فكتبــت الصحافــة اإلســرائيلية أن إلســرائيل دور‬ ‫يف أزمــة الســودان األخيــرة بعالقتهــا مــع القيــادة العســكرية‪ ،‬كمــا أن‬ ‫إســرائيل شــجعت منــذ عقــود بنــاء أثيوبيــا الســدود املائيــة وأمدتهــا‬ ‫باخلبــراء‪ ،‬ولذلــك ينظــر بحــذر لــدور إســرائيل يف الســودان خاصــة أن‬ ‫اخلبــراء واملســؤولني يف إســرائيل مــا زالــوا يعتبــرون أن مصــر اخلطــر‬ ‫احلقيق ــي عل ــى إســرائيل رغــم اتفاقيــة الســام كأكبــر دولــة عربيــة‬ ‫وجيــش عربــي ورفــض الشــعب للتطبيــع‪ .‬كمــا أن اتفاقيــة التطبيــع‬ ‫املغربيــة مــع إســرائيل لهــا انعكاســها عل ــى تــأزم العالقــات املغربيــة ـ‬ ‫اجلزائريــة خاصــة مــع إعــان إســرائيل اتفاقيــات تعــاون مــع املغــرب‬ ‫ممــا يهــدد اســتقرار املغــرب العرب ــي ويصعــد املواجهــة يف الصحــراء‪.‬‬

‫إسرائيل تلوح بمسدس فارغ‬

‫إن أســرائيل تتوعــد دائمــاً إيــران حــول املفاعــل النــووي‪ ،‬وأنهــا لــن‬ ‫نســمح بــأن تصبــح إيــران دولــة نوويــة وتتوعــد بعمــل عســكري‪ .‬تريــد‬ ‫إســرائيل احتــكار امتــاك الســاح النــووي يف الشــرق األوســط فقامــت‬

‫اإلس ــرائيليون م ــا زال ــوا يعتب ــرون مص ــر الخط ــر الحقيق ــي ع ــى‬ ‫إس ــرائيل رغ ــم اتفاقي ــة الس ــام م ــع أكب ــر دول ــة عربي ــة‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪169‬‬ ‫ينايــــــــــــر ‪2022‬‬

‫‪135‬‬

‫ملف العدد‬

‫إسرائيل تهدد بضرب النووي اإليراني بمسدس بدون ذخيرة‬

‫القضية الفلسطينية معلقة بانتظار‬ ‫حسم خالفة عباس وبوادر انتفاضة ثالثة‬ ‫تشــهد منطقــة الشــرق األوســط نشــاطاً سياسـ ًيا مكثفـاً ســواء بــن دول مجلــس التعــاون اخلليجــي أو علــى مســتوى النظــام‬ ‫العربــي والــدول اإلقليميــة والعالقــات ً‬ ‫أيضــا بــن الــدول الكبــرى واإلقليــم‪ ،‬فالعالقــات بــن دول املجلــس تشــهد تعاونـاً سياســأ‬ ‫بعــد انتهــاء األزمــة القطريــة وزيــارات متبادلــة بــن زعمــاء املجلــس للتنســيق‪ ،‬كمــا أن العالقــات مــع دول املجلــس وإيــران‬ ‫وتركيــا تشــهد انفراج ـاً سياس ـ ًيا وتعاون ـاَ‪ ،‬فزيــارة طحنــون بــن زايــد مستشــار األمــن القومــي اإلماراتــي إلــى تركيــا وإيــران‬ ‫تؤكــد علــى االنفــراج السياســي يف العالقــات بــن اإلمــارات وهــذه الــدول وقــد تكــون بالتنســيق مــع دول املجلــس‪ ،‬وزيــارة ولــي‬ ‫عهــد اإلمــارات الشــيخ محمــد بــن زايــد لتركيــا وتوقيــع عــدة اتفاقيــات بــن البلديــن وزيــارة الرئيــس التركــي رجــب طيــب‬ ‫أردوغــان إلــى قطــر وتوقيــع اتفاقيــات اقتصاديــة وأمنيــة وسياســية‪ ،‬وكذلــك زيــارة ولــي العهــد الســعودي األميــر محمــد بــن‬ ‫ســلمان إلــى كل مــن ســلطنة عمــان وقطــر والكويــت‪ ،‬كمــا أن هنــاك مفاوضــات يف فينــا بــن إيــران ومجموعــة ‪ 4+1‬حــول‬ ‫املفاعــل النــووي اإليرانــي وتفــاوض غيــر مباشــر مــع واشــنطن‪ ،‬كلهــا تفــاؤل بالوصــول إلــى اتفــاق وعــودة واشــنطن إلــى‬ ‫االتفــاق النــووي الــذي أبــرم عــام ‪2015‬م‪ ،‬يف عهــد الرئيــس بــراك أوبامــا وانســحب منــه ترامــب‪ ،‬ولكــن إدارة بايــدن تعــزم‬ ‫علــى العــودة لالتفــاق وعبــر الوســائل الدبلوماســية‪ ،‬كمــا جتــري محادثــات بــن تركيــا ومصــر لعــودة العالقــات إلــى وضعهــا‬ ‫الطبيعــي ملصاحلهمــا يف شــرق املتوســط وليبيــا‪ ،‬وللتعــاون إليجــاد حــل سياســي يف ليبيــا يحقــق االســتقرار حتــت مظلــة األمم‬ ‫املتحــدة وتفعيــل دور الواليــات املتحــدة بعــد تعيــن اســتيفاني وليمــز مستشــارة خاصــة لألمــن العــام لــأمم املتحــدة يف ليبيــا‬ ‫ولدورهــا الســابق يف جمــع األطــراف الليبيــة‪.‬‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫أمــا علــى املســتوى الدولــي فانســحاب الواليــات املتحــدة مــن‬ ‫أفغانســتان وتولــى حركــة طالبــان احلكــم كان االنســحاب مــذالً‬ ‫لواشــنطن بالطريقــة الت ــي حــدث بهــا وإعــان انســحابها مــن العــراق‬ ‫وبقــاء بعــض قواتهــا وتناف ــس واشــنطن مــع الصــن والتوتــر مــع روســيا‬ ‫يف أزمــة أوكرانيــا‪ ،‬يعن ــي أننــا أمــام حتــول داخل ــي وإقليم ــي ودول ــي ليــس‬ ‫يف صالــح إســرائيل إذا اســتغلته الدبلوماســية العربيــة‪.‬‬

‫إسرائيل يف ظل التحوالت اإلقليمية ورفض الشعوب للتطبيع‬

‫رغــم أن إســرائيل أقامــت عالقــات دبلوماســية مــع كل مــن اإلمــارات‬ ‫العربيــة والبحريــن وتبعهمــا الســودان يف إقامــة عالقــات مــع إســرائيل‬ ‫وكذلــك املغــرب‪ ،‬ولكــن الدوائــر السياســية يف إســرائيل ال تتفــاءل كثي ًرا‬

‫بهــذا التطبيــع مــع هــذه الــدول‪ ،‬ألن إســرائيل تريــد تطبيعـاَ حقيقـاً مــع‬ ‫الشــعوب وهــو مــا ترفضــه الشــعوب العربيــة‪ ،‬فرغــم أن مصــر عقــدت‬ ‫اتفاقيــة كامــب ديفيــد عــام ‪1979‬م‪ ،‬إال أن الشــعب املصــري يرفــض‬ ‫التطبيــع رغــم مــرور أربعــة عقــود مــن االتفاقيــة " ســام بــارد" حســب‬ ‫تعبيــر مستشــار األمــن القوم ــي األمريك ــي الراحــل بريجنســكي‪ ،‬ويف‬ ‫دراســة ملركــز أبحــاث األمــن القومــي اإلســرائيلي (‪ )INSS‬عــن‬ ‫النقابــات املصريــة يؤكــد أنهــا ترفــض التطبيــع وتعاقــب أعضائهــا يف‬ ‫حالــة تطبيــع مــع إســرائيل كمــا أن األحــزاب املصريــة ترفــض التطبيــع‬ ‫وعل ــى مســتوى عامــة الشــعب‪ ،‬وكذلــك رفــض األزهــر للتطبيــع وما جاء‬ ‫عل ــى لســان شــيخ األزهــر أحمــد الطبيــب برفــض الدعــوة لإلبراهيميــة‬ ‫بقولــه "تبــدو يف ظاهــر أمرهــا دعــوة لالجتمــاع اإلنســاني‬

‫الملك سلمان لمجلس الشورى‪:‬‬ ‫ضـرورة تسـريع إجـراءات التكامل‬ ‫الخليجـي وف ًق ـا لمبادرتنا‬ ‫العــــــدد ‪169‬‬ ‫ينـــايـــــــــــــــر ‪2022‬‬

‫ملف العدد‬ ‫آت‬ ‫حصاد عام مضى ‪ ...‬واستشراف عام ٍ‬

‫▀ د‪ .‬نايــف الحجــرف‪ :‬بيــن " العــا و الريــاض " قيــادة حكيمــة وعزيمــة صلبــة و إرادة قويــة‬ ‫▀ يحقـــق االقتصـــاد الخليجـــي نمـــ ًوا أعـــاه يف الســـعودية ‪ %4.8‬وأدنـــاه يف عمـــان ‪%2.9‬‬ ‫▀ إيـــران دخلـــت المفاوضـــات بـــ ‪ 25‬كـــج يورانيـــوم بتخصيـــب ‪ .. %90‬وال اتفـــاق قري ًبـــا‬ ‫▀ إرهاص ــات إلط ــاق ح ــوار إقليم ــي ش ــامل بدايت ــه إنش ــاء ميث ــاق خليج ــي لألم ــن البح ــري‬ ‫▀ العالقـــات الخليجيـــة ـ األمريكيـــة حبيســـة تيـــارات أعادتهـــا للعـــب األدوار الســـابقة‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫وســتبقي حــدود إيــران ومعابرهــا مفتوحــة لتخفيــف الوضــع احلالــي‬ ‫يف أفغانســتان ومواصلــة التجــارة"‪.‬‬ ‫أمــا عــن املوقــف التركــي‪ ،‬فهــي عضــو يف حلــف الناتــو وكانــت لهــا‬ ‫قــوات تشــارك مــع احللــف قــي أفغانســتان‪ ،‬ولذلــك أصــرت طالبــان‬ ‫علــى خــروج القــوات التركيــة مــن أفغانســتان كمــا هــو حــال القــوات‬ ‫األجنبيــة األخــرى‪ ،‬وكانــت احلكومــة التركيــة قــد اتفقــت مــع إدارة‬ ‫بايــدن علــى أن تبقــى القــوات التركيــة حلمايــة أمــن املطــار وإدارة‬ ‫مطــار كابــول‪ ،‬ولكــن رغــم أن طالبــان تعلــن حاجتهــا إلــى التعــاون مــع‬ ‫تركيــا واالســتفادة مــن خبرتهــا الفنيــة يف تســيير املطــار إال أنهــا تصــر‬ ‫علــى أن يكــون أمــن خــارج املطــار وداخلــه حتــت ســيطرة طالبــان‬ ‫ألنــه جــزء مــن ســيادتها ‪ ،‬ولكــن تبقــى العالقــات إيجابيــة وحاجــة‬ ‫تركيــا لألســواق واالســتثمار يف أفغانســتان‪ ،‬وقــد يكــون لتركيــا دور‬ ‫مهــم يف االســتثمار مــن خــال الشــركات التركيــة يف التنقــب عــن‬ ‫املعــادن والطاقــة وقــد تكــون جســراً بــن واشــنطن وطالبــان لتطبيــع‬ ‫العالقــات بينهمــا مســتقب ً‬ ‫ال وتتعــاون قطــر معهــا؟‬

‫قطر بوابة ألفغانستان ورد فعل عربي حذر‬

‫متيــزت عالقــة قطــر بعالقــات خاصة مــع طالبان باعتبارها الوســيط‬ ‫بــن الواليــات املتحــدة وطالبــان‪ ،‬وكانــت قــد فتحــت طالبــان مكتب ـاً‬ ‫لهــا يف قطــر يونيــو ‪2013‬م‪ ،‬واملوقــف القطــري جــاء بنــا ًء علــى الرغبــة‬ ‫األمريكيــة يف التفــاوض مــع طالبــان بعــد ‪ 12‬عا ًمــا مــن حربهــا مــع‬ ‫احلركــة‪ ،‬وبالفعــل بعــد مفاوضــات طويلــة ومعقــدة توصلــت واشــنطن‬ ‫مــع قيــادة طالبــان التفاقيــة خلــروج القــوات األمريكيــة وســاعدت‬ ‫قطــر يف ترتيــب خــورج القــوات مــن مطــار كابــل ثــم املســاهمة يف‬ ‫إعــادة تســيير الرحــات اجلويــة بالتنســيق مــع اجلانــب األمريكــي‬ ‫‪ ،‬ولــذا ميكــن القــول أن قطــر تعتبــر البوابــة للعالقــات مــع طالبــان‬ ‫لوجــود نــوع مــن الثقــة بينهمــا‪.‬‬ ‫وعنــد خــروج الرئيــس األفغانــي أشــرف غتــي مــن كابــل توجــه إلــى‬ ‫اإلمــارات العربيــة‪ ،‬ويظهــر أن حكومــة اإلمــارات قــد حاولــت احتــواء‬ ‫جلــوء الرئيــس الســابق لهــا بإرســال وفــد مــن املســؤولني اإلماراتيــن‬ ‫إلــى أفغانســتان ملقابلــة قيــادة طلبــان وتقــدمي املســاعدات ‪ ،‬وهــذا‬ ‫يعنــي أن اإلمــارات حتــاول بنــاء عالقــات مــع نظــام طالبــان‪.‬‬ ‫ولكــن بقيــة الــدول العربيــة تلتــزم الصمــت حــول التطــورات يف‬ ‫أفغانســتان‪ ،‬ولكن عشــرة دول علقت على األحداث بالدعوة لالنتقال‬ ‫الســلمي للســلطة وعــدم التدخــل يف خيــارات الشــعب األفغانــي‬ ‫وتوفيــر احلمايــة للمدنيــن ونبــذ العنــف‪ ،‬ولكــن امللفــت موقــف مفتــي‬ ‫ســلطنة عمــان الشــيخ أحمــد بــن حمــد اخلليلــي الــذي هنــأ الشــعب‬ ‫األفغانــي وعــد انتصــار طالبــان انتصــاراً علــى الغــزاة احملتلــن‪ ،‬ولكــن‬ ‫لــم ميكــن هنــاك موقفــاً رســمياً واضحــاً‪ ،‬ولكــن العــراق كان قلقــاً‬ ‫مــن أن يلهــم انتصــار طالبــان تنظيــم الدولــة اإلســامية (داعــش )‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪166‬‬ ‫اكتوبـــــــــر‪2021‬‬

‫‪77‬‬

‫ملف العدد‬

‫واجلماعــات املعارضــة للوجــود األمريكــي بإعــادة تنظيــم صفوفهــا‬ ‫إلخــراج بقيــة القــوات األمريكيــة‪ ،‬أمــا اجلانــب الفلســطيني فقــد‬ ‫اعتبــر بــأن مــا حــدث يف أفغانســتان ميكــن أن يكــون درسـاً إلســرائيل‬ ‫أن "احلمايــة اخلارجيــة ال جتلــب األمــن ألي دولــة"‪ ،‬إشــارة للحمايــة‬ ‫األمريكيــة إلســرائيل‪ .‬وانتصــار حركــة طالبــان يعطــي ثقــة نفســية‬ ‫للمقاومــة الفلســطينية خاصــة بعــد اعتبارهــا انتصــار ســيف القــدس‬ ‫علــى إســرائيل يف املواجهــة األخيــرة‪.‬‬ ‫ولكــن علــى املســتوى الشــعبي العربــي فقــد كان مبتهجــاً بهزميــة‬ ‫الواليــات املتحــدة يف أفغانســتان ‪ ،‬وكان الشــعور الشــعبي مــع طالبــان‬ ‫وانتصارهــا‪ ،‬واملتوقــع أن يؤثــر ذلــك علــى إعــادة الثقــة للجماعــات‬ ‫اإلســامية واإلســام السياســي لتفعيــل نشــاطها‪ ،‬ولكــن ظــروف‬ ‫أفغانســتان تختلــف عــن األوضــاع السياســية يف الــدول العربيــة‪،‬‬ ‫وقــد يكــون تأثيرهــا محــدو ًدا‪ ،‬ولكــن قياسـاً بســقوط الشــاه ‪1979‬م‪،‬‬ ‫والثــورة اإلســامية فيهــا فقــد أثــرت علــى الصحــوة اإلســامية يف‬ ‫الثمانينــات مــن القــرن املاضــي‪ ،‬ولكــن تأثيــر طلبــان يف اســتقبال‬ ‫جماعــات خارجيــة يبقــى ضعي ًفــا ألن احلركــة حتتــاج إلــى بنــاء‬ ‫الداخــل األفغانــي وتريــد احلصــول علــى الشــرعية الدوليــة ولــذا لــن‬ ‫تتــورط يف دعــم اجلماعــات وتيــارات اإلســام السياســي علــى األقــل‬ ‫يف املــدى القريــب واملتوســط‪.‬‬ ‫إن ســيناريو اســتقرار أفغانســتان هــو األكثــر احتمــاالً يف املســتقبل‬ ‫لدوافــع اقتصاديــة وسياســية لــدول اجلــوار ثــم أن حكومــة طالبــان‬ ‫أعلنــت مــراراً أنهــا لــن تســتقبل حــركات إرهابيــة أو معارضــة لــدول‬ ‫اجلــوار ‪ ،‬ولكــن علــى املــدى البعيــد تــرى واشــنطن أن اخلالفــات‬ ‫األيديولوجيــة ســتظهر بــن طالبــان والصــن يف حالــة اســتمرار‬ ‫اضطهــاد الصــن ملســلمي األيغــور ألن ذلــك يحــرج طالبــان يف ظــل‬ ‫إعالنهــا تطبيــق مبــادئ الشــرعية اإلســامية‪ ،‬ويعتقــد أن هنــاك‬ ‫تفاهــم غيــر معلــن بــن طالبــان وواشــنطن ‪ ،‬وحكومــة قويــة لهــا‬ ‫شــرعية شــعبية ودينيــة يف أفغانســتان توحــد أفغانســتان وتقضــي‬ ‫علــى الفســاد تبقــى يف نظــر واشــنطن أفضــل مــن حكومــة فاســدة لــم‬ ‫تصمــد عــدة أســابيع رغــم إنفــاق مليــارات الــدوالر‪.‬‬

‫* أستاذ العلوم السياسية بجامعتي امللك عبدالعزيز والحسني بن طالل سابقاً‬

‫‪76‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪166‬‬ ‫اكتوبـــــــــر‪2021‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫قــدرة طالبــان عــى اســتقبال جماعــات خارجيــة تظــل ضعيفــة‬ ‫ألنهــا تحتــاج لبنــاء الداخــل وتريــد الحصــول عــى الشــرعية الدوليــة‬ ‫‪2001‬م‪ ،‬إلســقاط حكومــة طالبــان‪ ،‬ولكــن يظهــر أن الظــروف تغيــرت‬ ‫فحركــة طالبــان عدلــت ســلوكها وأكتســبت خبــرة سياســية وهــي أكثــر‬ ‫مرونــة سياســية مــن حكومتهــا الســابقة‪ ،‬وخــال العقديــن املاضيــن‬ ‫كانــت إيــران تدعــم حركــة طالبــان نكايــة يف الواليــات املتحــدة كمــا‬ ‫اســتقبلت بعــض القيــادات اإليرانيــة وكان هنــاك بعــض التنســيق بــن‬ ‫احلكومــة اإليرانيــة وطالبــان‪ ،‬ولكــن حاجــة طالبــان لالســتثمارات‬ ‫وأهتمامهــا ببنــاء االقتصــاد األفغانــي والبنيــة التحتيــة تبقــى بحاجــة‬ ‫للتعــاون مــع إيــران ‪ ،‬كمــا أن العقوبــات االقتصاديــة علــى إيــران قــد‬ ‫تكــون أفغانســتان منفــذاً إليــران والعالــم اخلارجــي‪ ،‬كمــا أن دول آســيا‬ ‫الوســطى وإيــران والــدول األوروبيــة بحاجــة للقضــاء علــى جتــارة‬ ‫األفيــون وموقــف طالبــان قــوي يف محاربــة األفيــون واملخــدرات‬

‫بشــكل عــام وزراعتهــا ولذلــك حتتــاج هــذه الــدول للتعــاون ملســاعدة‬ ‫طالبــان‪ ،‬ولذلــك فــإن االســتقرار السياســي بأفغانســتان مطلبـاً لألمن‬ ‫القومــي اإليرانــي كمــا هــو ألفغانســتان ‪ ،‬ولذلــك ســتكون العالقــات‬ ‫أيجابيــة ولكــن بحــذر مــن الطرفــن خاصــة حــول مشــاركة الهــزارة يف‬ ‫احلكومــة األفغانيــة علم ـاً أن موقــف إســماعيل خــان‪ ،‬أســد هيــرات‬ ‫كان إيجاب ًيــا عنــد دخــول طالبــان لهيــرات وقــد يكــون إليــران دور يف‬ ‫التقريــب بــن طالبــان والهــزارة وتأييــد حكومــة طالبــان‪ .‬وعلــق وزيــر‬ ‫اخلارجيــة اإليرانــي حســن أميــر عبداللهيــان علــى تشــكيلة حكومــة‬ ‫طالبــان بقولــه " إن إيــران تريــد حكومــة تقــوم علــى احلــوار بــن جميــع‬ ‫الفئــات وحكومــة شــاملة يف أفغانســتان تعكــس التركيبــة العرقيــة‬ ‫واملجتــع للبلــد ‪ ،‬ونريــد افغانســتان خاليــة مــن احلــرب واإلرهــاب‪،‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪166‬‬ ‫اكتوبـــــــــر‪2021‬‬

‫‪75‬‬

‫ملف العدد‬

‫مــا يربــط بيــن طالبــان والصيــن عالقتهمــا بباكســتان ولعبــت األخيــرة‬ ‫دو ًرا لتشــجيع الحركــة عــى إقامــة عالقــة مــع بكيــن‬ ‫إن االضطــراب السياســي يف أفغانســتان يهــدد مباشــرة مشــروعات‬ ‫احلــزام والطريــق التــي تبنــي عليهــا الصــن خطــة التمــدد‬ ‫االقتصــادي يف األســواق العامليــة ومنــو صادراتهــا‪ ،‬وإن أفغانســتان‬ ‫مبوقعهــا اجلغــرايف وطبيعتهــا اجلبليــة القاســية ميكــن أن تســبب‬ ‫صداع ـاً حقيقي ـاً للصــن يف آســيا الوســطى‪ ،‬وتربــك خطــط منوهــا‬ ‫االقتصــادي يف املســتقبل‪ .‬ولذلــك حتــرص الصــن علــى االســتقرار‬ ‫يف أفغانســتان وتعتقــد أن ســيطرة طالبــان علــى البــاد قــد حتقــق‬ ‫هــذا االســتقرار ‪ ،‬ليــس يف أفغانســتان بــل يف دول آســيا الوســطى‬ ‫مثــل كازاخســتان وقيرغيزســتان وأوزباكســتان وطاجكســتان التــي‬ ‫اســتثمرت فيهــا حوالــي ‪ 50‬مليــار دوالر مــا بــن ‪2030-2013‬م‪.‬‬ ‫إن أفغانســتان ودول آســيا الوســطى دول غنيــة بثرواتهــا املعدنيــة‬ ‫والطاقــة وهــي مهمــة للصــن ولذلــك تنســق الصــن وباكســتان مع ـاً‬

‫وكذلــك روســيا الســتقرار أفغانســتان وفتــح قنــوات مــع حركــة طالبــان‬ ‫وتعطــي مؤشــرات قويــة لالعتــراف بحكومــة طالبــان‪ ،‬ألن خــروج‬ ‫القــوات األمريكيــة يف مصلحــة األمــن القومــي الصينــي والروســي‬ ‫وكذلــك إيــران‪ ،‬علمــاً أن حركــة طالبــان أكــدت لهــذه الدولــة أنهــا‬ ‫تتعــاون معهــا وســتواجه معهــا تنظيــم الدولــة خراســان وحاجــة‬ ‫طالبــان لالســتثمارات‪.‬‬

‫قلق إيراني وطموح تركي‬

‫رغــم أن إيــران قــد رحبــت بخــروج القــوات األمريكيــة مــن أفغانســتان‬ ‫ألنهــا كانــت تهددهــا يف جوارهــا علــى حدودهــا الشــرقية إال أن‬ ‫إيــران تبقــى قلقــة بســبب تاريــخ عالقاتهــا مــع حكومــة طالبــان‬ ‫األولــى وموقفهــا مــن الشــيعة والتنســيق اإليرانــي ــــ األمريكــي عــام‬

‫‪74‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪166‬‬ ‫اكتوبـــــــــر‪2021‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫تهتــم روســيا حال ًيــا باســتقرار أفغانســتان ومواجهــة داعــش خراســان‬ ‫وتبنــي عالقــات مصالــح مــع طالبــان‬ ‫ولكــن اخلطــر أن ينتقــل الفكــر اإلســامي املتشــدد لطالبــان إلــى‬ ‫جماعــات إســامية يف دول آســيا الوســطى وحتــى املســلمني داخــل‬ ‫روســيا نفســها حيــث هنــاك ‪ 20‬مليــون مســلم تقري ًبــا فيهــا‪ .‬ونتذكــر‬ ‫أن الواليــات املتحــدة اســتغلت املجاهديــن يف اســتنزاف القــوات‬ ‫الســوفيتية يف أفغانســتان‪ ،‬وكان مستشــار األمــن القومــي األمريكــي‬ ‫األســبق يف عهــد كارتــر‪ ،‬زبجنيــو بريجنســكي صاحــب نطريــة‬ ‫اإلســام ضــد الشــيوعية الســتنزاف الســوفيت وأســهم ذلــك فيمــا‬ ‫بعــد مــن جملــة عوامــل ســقوط االحتــاد الســوفيتي‪.‬‬ ‫وبعــد ســقوط طالبــان عــام ‪2001‬م‪ ،‬واالحتــال األمريكــي‬ ‫ألفغانســتان وانتشــار القواعــد العســكرية األمريكيــة يف بعــض دول‬ ‫آســيا الوســطى‪ ،‬رأت روســيا أن هــذا الوجــود ميثــل تهديــداً لألمــن‬ ‫القومــي الروســي يف منطقــة نفوذهــا التاريخيــة التــي اعتبرتهــا دول‬ ‫اجلــوار القريــب وتبنــت مبــدأ مونــرو الروســي للتدخــل فيهــا حلمايــة‬ ‫مصاحلهــا علــى غــرار مبــدأ مونــرو األمريكــي ‪1823‬م‪ ،‬علــى اعتبــار‬ ‫أن أمريــكا اجلنوبيــة والوســطى مناطــق نفــوذ أمريكيــة‪ ،‬وعندمــا‬ ‫أعــادت طالبــان تنظيــم صفوفهــا واملواجهــة مــع القــوات األمريكيــة‬ ‫والناتــو يف أفغانســتان‪ ،‬وجدتهــا روســيا فرصــة الســتنزاف الواليــات‬ ‫املتحــدة وإخراجهــا مــن آســيا الوســطى ومــن أفغانســتان‪ ،‬ولذلــك‬ ‫مــدت خطــوط االتصــال مــع حركــة طالبــان‪ ،‬فليــس هنــاك عــداوة‬ ‫دائمــة ولكــن مصالــح تفــرض نفســها يف عالقــات الــدول‪ ،‬واتهــم‬ ‫قائــد القــوات األمريكيــة يف أفغانســتان اجلنــرال جــون نيكلســون يف‬ ‫مقابلــة مــع ‪ BBC‬البريطانيــة‪ 23‬مــارس ‪2018‬م‪ ،‬أن روســيا تــزود‬ ‫حركــة طالبــان بالســاح عبــر حــدود طاجكســتان مــع أفغانســتان ‪،‬‬ ‫ورغــم نفــي روســيا لهــذا االتهــام إال أن روســيا اســتقبلت بعــض قــادة‬ ‫طالبــان وأصبحــت وســيطاً بــن احلكومــة األفغانيــة وطالبــان حتــى‬ ‫أنهــا اســتضافت األطــراف األفغانيــة تقريبـاً ثــاث مــرات ممــا أقلــق‬ ‫واشــنطن ‪ ،‬أن تكــون روســيا وسـ ً‬ ‫ـيطا بــن األفغــان ‪.‬‬ ‫تهتــم روســيا حال ًيــا باســتقرار أفغانســتان ومواجهــة تطــرف الدولــة‬ ‫اإلســامية‪ -‬خراســان ‪ ،‬وحيــث أن اجليــل اجلديــد مــن طالبــان أقــل‬ ‫تطر ًفــا فهــي تبنــي عالقــات مصالــح معهــا وقــد تكــون مــن أول الــدول‬ ‫لالعتــراف بحكومــة طالبــان‪ ،‬فبعــد اخلــروج األمريكــي وحاجــة‬ ‫أفغانســتان لبنــاء اقتصادهــا واالســتثمار يف بالدهــا التــي هــي غنيــة‬ ‫باملعــادن الثمينــة‪ ،‬ويســعى الطرفــان للتعــاون‪ ،‬ونالحــظ أن روســيا‬ ‫التــي كانــت تدعــم أحمــد شــاه مســعود األب ضــد طالبــان‪ ،‬فإنهــا‬ ‫لــم تظهــر تعاط ًفــا مــع أحمــد مســعود اإلبــن ودخلــت قــوات طالبــان‬ ‫بســهولة لــواد بنجشــير ‪ ،‬ألن أحمــد مســعود اإلبــن الــذي تخــرج مــن‬

‫كليــة ســانت هيرســت البريطانيــة يعتبــر الذخيــرة االســتراتيجية‬ ‫لبريطانيــا يف املســتقبل حتــى أن واشــنطن نفســها لــم تعــط اهتمامـاً‬ ‫لــه يف ظــل التنافــس يف هــذه اللعبــة‪.‬‬ ‫إن موقــف الصــن مــن طالبــان أكثــر صراحــة كمــا هــو حــال موقــف‬ ‫طالبــان فكالهمــا يعلــن الرغبــة يف بنــاء عالقــة بينهمــا حتــى أن‬ ‫الصــن أبقــت علــى ســفارتها يف كابــول‪ ،‬وأعلنــت احلكومــة الصينيــة‬ ‫أنهــا ســتعترف بحكومــة طالبــان‪ ،‬كان أول إعــان صريــح لزيــارة وفــد‬ ‫طالبــان للصــن يف مــارس ‪2018‬م‪ ،‬واســتمرت اللقــاءات تتكــرر فيمــا‬ ‫بعــد كان آخرهــا زيــارة وفــد طالبــان برئاســة رئبــس املكتــب السياســي‬ ‫حلركــة طالبــان عبدالغنــي بــرادر إلــى الصــن يف ‪ 28‬يوليــو املاضــي‬ ‫قبــل أســبوعني مــن ســقوط كابــل وظهــر مــع وزيــر اخلارجيــة الصينــي‬ ‫وانــغ يــي‪ ،‬ويظهــر أن املصالــح االقتصاديــة تتغلــب علــى األيديولوجيــا‬ ‫بــن البلديــن‪ ،‬ومــا يربــط بــن طالبــان والصــن عالقتهمــا بباكســتان‪،‬‬ ‫ولعبــت األخيــرة دوراً لتشــجبع طالبــان علــى إقامــة عالقــة مــع الصــن‬ ‫يف فتــرة حكمهــا الســابقة وتشــترك الصــن يف حــدود ‪ 80‬كيلومت ـ ًرا‬ ‫مــع ممــر واخــان األفغانــي‪.‬‬ ‫وانفتحــت الصــن علــى حركــة طالبــان بعــد فــوز شــركة صينيــة‬ ‫مملوكــة للدولــة عــام ‪ 2007‬م‪ ،‬بعقــد قيمتــه ‪ 2.83‬مليــار دوالر‬ ‫الســتغالل منجــم نحــاس يف "إينــاك " علــى بعــد ‪ 40‬كيلــو متـ ًرا جنــوب‬ ‫شــرق كابــل‪ ،‬وهــو أكبــر منجــم للنحــاس يف أفغانســتان والثانــي يف‬ ‫العالــم‪ ،‬وبالتالــي واصلــت الصــن التعامــل مــع الطرفــن حركــة‬ ‫طالبــان واحلكومــة األفغانيــة يف انتظــار مــن يفــوز بالســيطرة علــى‬ ‫البــاد‪ ،‬ويف ظــل حكومــة حتــت مظلــة أمريكيــة والتنافــس الصينــي‬ ‫ـ األمريكــي وســط آســيا‪ ،‬أخــذت متيــل الصــن إلــى طالبــان مــن‬ ‫خــال عــدو عــدوي صديقــي‪ ،‬ومــا يتــردد يف تصريحــات املســؤولني‬ ‫الصينيــن أن الصــن تريــد االســتقرار يف أفغانســتان وعــدم اســتعمال‬ ‫أو دعــم مســلمي اإليغــور لألراضــي األفغانيــة ضــد الصــن مبــا يف‬ ‫ذلــك حركــة تركســتان الشــرقية التــي رفــع ترامــب اســمها مــن قائمــة‬ ‫املنظمــات اإلرهابيــة‪ ،‬وتبحــث الصــن عــن االســتثمارات يف الثــروة‬ ‫املعدنيــة يف أفغانســتان احليويــة ملبــادرة احلــزام والطريــق‪.‬‬ ‫وحيــث أن االســتثمارات حتتــاج لألمــن وهــو مــا عبــر عنــه رئيــس‬ ‫املكتــب السياســي لطالبــان عبدالغنــي بــرادر‪ ،‬ويظهــر أن طالبــان‬ ‫أدركــت أهميــة عالقاتهــا مــع الصــن وأهميــة االســتثمارات الصينيــة‪،‬‬ ‫كمــا صــرح محمــد نعيــم الناطــق الرســمي للمكتــب السياســي حلركــة‬ ‫طالبــان " أراضــي أفغانســتان لــن تســتخدم للمســاس بأمــن أي دولــة"‬ ‫وهــي رســالة موجهــة لــدول اجلــوار األفغانــي ‪.‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪166‬‬ ‫اكتوبـــــــــر‪2021‬‬

‫‪73‬‬

‫ملف العدد‬

‫تفاهم غير معلن بين طالبان وواشنطن وحكومة قوية توحد‬ ‫أفغانستان أفضل من حكومة فاسدة يف نظر واشنطن‬ ‫بعــد ســقوط االحتــاد الســوفيتي وتفككــه إلــى خمــس عشــرة دولــة‬ ‫نشــطت الشــركات البتروليــة األمريكيــة يف آســيا الوســطى وخاصــة‬ ‫منطقــة بحــر قزويــن وكانــت شــركة يونــكال ‪ UNOCAL‬مهتمــة‬ ‫مبــد خــط األنابيــب‪ ،‬وعندمــا دخلــت قــوات طالبــان إلــى العاصمــة‬ ‫كابــل ســبتمبر ‪1996‬م‪ ،‬ويف تقريــر ســري لــوزارة اخلارجيــة األمريكيــة‬ ‫كشــف عنــه فيمــا بعــد ‪ ،‬كانــت واشــنطن قلقــة مــن دور الهنــد وروســيا‬ ‫االحتاديــة وإيــران ملســاعدة اجلماعــات املعاديــة لطالبــان وهــم‬ ‫جماعــة الطاجيــك أحمــد مســعود الــذي متــت تصفيتــه فيمــا بعــد يف‬ ‫‪ 9‬ســبتمبر ‪2001‬م‪ ،‬قبــل أحــداث ســبتمبر بيومــن ‪.‬‬ ‫أخــذت شــركة يونــكال تنشــط يف مشــروع انبــوب البتــرول آلســيا‬ ‫الوســطى (‪ ،)CAOPP‬وقدمــت الشــركة ‪ 900‬الــف دوالر ملركــز‬ ‫دراســات أفغانســتان يف جامعــة ‪ Omaha‬يف واليــة نبراســكا‬ ‫األمريكيــة لالســتفادة منــه يف دراســاته عــن أفغانســتان‪ ،‬واخلــط‬ ‫يتمــد علــى طــول ‪ 1050‬مي ـ ً‬ ‫ا مــن تركمانســتان مــروراً بأفغانســتان‬ ‫إلــى باكســتان‪ ،‬وجتاهلــت واشــنطن اجلانــب العقــدي كحركــة ســنية‬ ‫متشــددة الســتخدامها ضــد إيــران ألن احلركــة لهــا موقــف مــن‬ ‫الشــيعة وبالفعــل مت إغــاق ســفارة إيــران يف كابــل يونيــو ‪1997‬م‪،‬‬ ‫وقتــل الدبلوماســيني اإليرانيــن يف قنصليــة إيــران يف مــزار شــريف‬ ‫بتهمــة أنهــم مخابــرات إيرانيــة تدعــم معارضــي طالبــان يف شــمال‬ ‫أفغانســتان ‪ ،‬ومــن أجــل خــط األنابيــب أيــدت واشــنطن طالبــان‬ ‫ويعــرف يف الدوائــر األمريكيــة عالقــة شــركة يونــكال باالســتخبارات‬ ‫األمريكيــة ‪ CIA‬ووزارة اخلارجيــة األمريكيــة‪.‬‬ ‫تفاوضــت شــركة يونــكال مــع حكومــة طالبــان وزار وفــد مــن طالبــان‬ ‫واشــنطن فبرايــر ‪1997‬م‪ ،‬وكانــت احلركــة تســعى العتــراف واشــنطن‬ ‫بهــا علمـاً بــأن أصدقــاء واشــنطن كل مــن باكســتان واإلمــارات العربية‬ ‫والســعودية هــذه الــدول الثــاث اعترفــت بحكومــة طالبــان ‪ ،‬وكان‬ ‫اســتقبال وفــد طالبــان يف هيوســن بتكســاس حافـ ً‬ ‫ا مــن قبــل شــركة‬ ‫يونــكال علــى أمــل إمتــام صفقــة خــط األنابيــب ولكــن حكومــة طالبــان‬ ‫تفاوضــت مــع شــركة أرجنتينيــة للتنقيــب عــن البتــرول يف أفغانســتان‬ ‫ممــا أقلــق شــركة يونــكال واحلكومــة األمريكيــة ‪ ،‬وحســب وزيــر‬ ‫اخلارجيــة الباكســتاني نيــازي نيــك (‪1986-1982‬م) والــذي تــويف‬ ‫عــام ‪2009‬م‪ ،‬يف ظــروف غامضــة‪ ،‬أن الواليــات املتحــدة خططــت‬ ‫إلســقاط حكومــة طالبــان يف أكتوبــر ‪ 2001‬م‪ ،‬بســبب فشــل االتفــاق‬ ‫بــن شــركة يونــكال وطالبــان علــى خــط األنابيــب والتنقيــب وجــاءت‬ ‫أحــداث ‪ 11‬ســبتمبر عرض ـاً لتكــون مبــررا ُ الســقاط احلركــة وجــاء‬ ‫وجــود القاعــدة وابــن الدن مبــرراً للحشــد الدولــي وذريعــة لواشــنطن‬

‫ولكــن الهــدف األساســي فشــل االتفــاق علــى صفقــة مشــروع خــط‬ ‫أنابيــب البتــرول؟‬

‫طالبان وصراع اللعبة الكبرى الجديدة‬

‫تأتــي عــودة طالبــان يف ظــل متغيــرات داخليــة وخارجيــة‪ ،‬فطالبــان‬ ‫نفســها تغيــرت نســب ًيا فأصبحــت أكثــر خبــرة سياســية وانفتاحــاً‪،‬‬ ‫وهــذا يظهــر مــن خــال ســلوك طالبــان بعــد ســيطرتها علــى‬ ‫أفغانســتان وإعالنهــا العفــو العــام وإخــراج مــن كانــوا يف الســجون‬ ‫وتعاونهــا يف عمليــة خــروج األجانــب واألفغــان ممــن أرادوا الســفر‬ ‫للخــارج ومــن كانــوا متعاونــن مــع االحتــال مــن مترجمــن وغيرهــم‬ ‫وتفاوضهــا مــع قــادة سياســيني ســابقني يف خالفــات معهــم مــن‬ ‫أمثــال الرئيــس الســابق حامــد كــرازاي وقلــب الديــن حكمتيــار رئيــس‬ ‫احلــزب اإلســامي وعبــد اهلل عبــد اهلل نائــب الرئيــس الســابق‬ ‫ورئيــس جلنــة املصاحلــة ودعوتهــا املوظفــن األفغــان لاللتحــاق‬ ‫بأعمالهــم وفتحــت املــدارس واجلامعــات لإلنــاث والذكــور ســوى‬ ‫الفصــل بينهمــا يف الدراســة وهــذا يختلــف عــن ســلوكها يف حكمهــا‬ ‫يف الفتــرة الســابقة‪.‬‬ ‫أمــا علــى املســتوى الدولــي واإلقليمــي‪ ،‬فكانــت الواليــات املتحــدة‬ ‫بعــد ســقوط االحتــاد الســوفيتي عــام ‪1991‬م‪ ،‬مهيمنــة علــى النظــام‬ ‫الدولــي الــذي وصــف بنظــام أحــادي القطبيــة‪ ،‬ولكــن حال ًيــا جنــد‬ ‫نظا ًمــا دول ًيــا مختلفــاً ‪ ،‬نظــام تعــدد األقطــاب الدوليــة‪ ،‬وأصبــح‬ ‫اخلطــر علــى الواليــات املتحــدة كمــا يقــول زعماؤهــا التحــدي الصيني‬ ‫وأخــذت باالنســحاب مــن أقاليــم مثــل الشــرق األوســط واهتمامهــا‬ ‫بشــرق آســيا واحمليــط الهــادئ‪ ،‬وأخــذت تفكــر يف بنــاء حتالــف يف‬ ‫شــرق آســيا مــع اليابــان وكوريــا اجلنوبيــة وأســتراليا وحتــى محاولــة‬ ‫جــر الهنــد حتــت شــعار التعــاون الدميقراطــي يف مواجهــة الصــن‪.‬‬ ‫كانــت أفغانســتان اســتنزافاً للواليــات املتحــدة وأطــول حــرب واجهتهــا‬ ‫الواليــات املتحــدة يف تاريخهــا‪ ،‬وال أمــل يف االنتصــار لدولــة كبــرى يف‬ ‫مواجهــة حــرب عصابــات يقاتــل رجــال طالبــان علــى أرض بالدهــم‪،‬‬ ‫بينمــا اجلنــدي األمريكــي يتســاءل مــا هــو الهــدف الــذي يدافــع‬ ‫عنــه علــى بعــد آالف األميــال عــن بــاده وهــل تهــدد طالبــان األمــن‬ ‫القومــي األمريكــي فعليـاً وخاصــة بعــد مقتــل زعيــم تنظيــم القاعــدة‬ ‫يف باكســتان علــى يــد القــوات األمريكيــة‪.‬‬ ‫أمــا علــى مســتوى روســيا االحتاديــة‪ ،‬فكانــت قلقــة مــن األيديولوجيــة‬ ‫املتشــددة لطالبــان عندمــا حكمــت طالبــان عــام ‪1996‬م‪ ،‬فيــرى القــادة‬ ‫الــروس أن طالبــان ليــس بقدرتهــا التمــدد يف دول آســيا الوســطى‬

‫‪72‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪166‬‬ ‫اكتوبـــــــــر‪2021‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫صعود طالبان في أفغانستان وسيناريوهات العالقات اإلقليمية‬

‫سيناريو استقرار أفغانستان هو األكثر‬ ‫احتما ًال لدوافع اقتصادية وسياسية‬ ‫رجعــت طالبــان إلــى حكــم أفغانســتان بعــد عقديــن مــن اإلطاحــة بهــا يف أكتوبــر ‪2001‬م‪ ،‬حتــت ذريعــة دعــم وحمايــة اإلرهــاب‬ ‫بعــد أحــداث ‪ 11‬ســبتمبر ‪ ،‬علمــاً بــأن الواليــات املتحــدة كانــت مرحبــة بظهــور حركــة طالبــان عــام ‪1994‬م‪ ،‬كان ســقوط‬

‫كابــل ‪ 15‬أغســطس واالنســحاب األمريكــي الســريع والفوضــى يف مطــار كابــل‪ ،‬هزميــة أمريكيــة أســوأ مــن ســقوط ســايغون‬ ‫أبريــل ‪1975‬م‪ ،‬عنــد نهايــة احلــرب الفيتناميــة‪ .‬اعتبــر االنســحاب األمريكــي هزميــة كبــرى للواليــات املتحــدة يف أفغانســتان‬ ‫باعتبارهــا األمبراطوريــة الثالثــة التــي تهــزم يف أفغانســتان ســبقتها االمبراطوريــة البريطانيــة ‪1842‬م‪ ،‬والســوفيتية ‪ 1988‬م‪،‬‬ ‫واآلن األمريكيــة ‪2021‬م‪.‬‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬ ‫فشــلت الواليــات املتحــدة يف بنــاء دولــة كمــا كانــت تــردد وخرجــت‬ ‫والفقــر والفســاد ينخــر يف أفغانســتان‪ ،‬وحســب تقريــر ديفينــس وان‪،‬‬ ‫أنفقــت ‪ 2.3‬تريليــون دوالر ومقتــل ‪ 2455‬جنــدي أمريكــي منهــم ‪13‬‬ ‫جند ًيــا قتلــوا يف الســاعات األخيــرة باملطــار يف ‪ 26‬أغســطس املاضــي‬ ‫عــدا عــن كلفــة الرعايــة الصحيــة وتعويضــات املعاقــن األمريكيــن‬ ‫التــي بلغــت ‪ 465‬مليــار دوالر ودفــع تعويــض لــكل قتيــل أمريكــي ‪100‬‬ ‫الــف دوالر‪ ،‬كمــا بلــغ عــدد املدنيــن القتلــى مــن األفغــان ‪ 46‬ألــف‬ ‫وآالف اجلرحــى‪ ،‬كان فش ـ ً‬ ‫ا سياس ـ ًيا واســتراتيج ًيا أمريكي ـاً‪ ،‬فرغــم‬ ‫اإلنفــاق والتدريــب لبنــاء جيــش أفغانــي حوالــي ‪ 300‬ألــف إال أن‬ ‫هــذا اجليــش انهــار أمــام مقاتلــي طالبــان الذيــن يحملــون األســلحة‬ ‫التقليديــة ولكــن لهــم ســاح العقيــدة واإلرادة لتحريــر أفغانســتان‬ ‫مــن االحتــال األمريكــي واحلكومــة الفاســدة التــي نصبهــا االحتــال‬ ‫يف دميقراطيــة مزيفــة ال انتمــاء لديهــا وإمنــا جمــع األمــوال يؤكــده‬ ‫هــروب الرئيــس أشــرف غتــي مــن البــاد محمـ ً‬ ‫ا باألمــوال رغــم حــث‬ ‫واشــنطن والرئيــس بايــدن شــخص ًيا علــى الرئيــس األفغانــي بالثبــات‬ ‫واملقاومــة‪ ،‬ويف دراســتني أجريتــا عــام ‪2010‬م‪ ،‬يف أفغانســتان‪ ،‬تبــن‬ ‫ملبــغ الرشــوة يف املؤسســات مــا بــن ‪ 5-2‬مليــارات دوالر ســنوياً‬ ‫مــا يعــدل ‪ %13‬مــن الدخــل القومــي اإلجمالــي ألفغانســتان ســاهم‬

‫الوجــود األمريكــي بشــكل كبيــر يف هــذا الفســاد‪ ،‬فليــس غريبــاً أن‬ ‫نشــاهد الهــروب للمطــار‪ ،‬كان مفاجــأة للــدول الغربيــة وعلــى رأســها‬ ‫الواليــات املتحــدة بــل فضيحــة لدولــة عظمــى اعتبرهــا وزيــر الدفــاع‬ ‫البريطانــي بــن واالس " إنهــا بالتأكيــد ليســت قــوة عامليــة إنهــا مجــرد‬ ‫قــوة كبيــرة" " ؟‬

‫واشنطن وأنابيب البترول وطالبان‬

‫كان ظهــور طالبــان عــام ‪1994‬م‪ ،‬بشــكل عفــوي ملقاومــة التهريــب‬ ‫وعصابــات االبتــزار والنهــب يف جنــوب أفغانســتان‪ ،‬وعندمــا حققــت‬ ‫مجموعــة مــن طــاب املــدارس الدينيــة بقيــادة املــا محمــد عمــر‬ ‫األمــن واالســتقرار وترحيــب املواطنــن بدورهــم تنبهــت االســتخبارات‬ ‫الباكســتانية ‪ ISI‬لهــم ودعمتهــم يف ظــل صــراع أمــراء احلرب وزعماء‬ ‫املجاهديــن يف الصــراع علــى الســلطة يف البــاد ممــا أدى للحــرب‬ ‫األهليــة بينهــم‪ ،‬فقــدت واشــنطن أمــل االســتقرار يف أفغانســتان يف‬ ‫ظــل أمــراء احلــرب فرحبــت بظهــور حركــة طالبــان ودعمتهــا مــن‬ ‫خــال باكســتان علــى أمــل اســتقرار باكســتان واألمــن ملــد خــظ‬ ‫أنابيــب البتــرول والغــاز مــن بحــر قزويــن إلــى ســواحل باكســتان‬ ‫مــروراً بأفغانســتان ‪.‬‬

‫الملـك سـلمان ‪ :‬المملكة‬ ‫تـويل أهميـة لتوطيـد‬ ‫األمن واالستقرار والحوار‬ ‫والحلـول السـلمية‬ ‫العــــــدد ‪166‬‬ ‫اكتوبـــــــــــــــر‪2021‬‬

‫ملف العدد‬ ‫عودة طالبان للحكم يف أفغانستان‪ :‬التداعيات الداخلية والتأثيرات اإلقليمية‬ ‫▀ ع ــى دول الخلي ــج فت ــح قنصلي ــات يف أفغانس ــتان لتعل ــم م ــا ي ــدور يف المس ــرح األفغان ــي‬ ‫▀ "االتف ــاق" ح ــدد مصي ــر أفغانس ــتان لحظ ــة توقيع ــه و"طالب ــان" فرض ــت اس ــمها كإم ــارة‬ ‫▀ ‪ 4‬متغيـــرات تحكـــم عالقـــات إيـــران وطالبـــان تفـــرض سياســـة االحتـــواء أو االســـتعداء‬ ‫▀ بكيــن‪ :‬انســحاب أمريــكا من أفغانســتان فشــل يف زرع نظامهــا الديمقراطي يف الــدول النامية‬ ‫▀ أوروب ــا استش ــعرت الخط ــر واس ــتعرضت خط ــة دفاعي ــة وتفاصي ــل إنش ــاء ق ــوة عس ــكرية‬

‫ﻟﻠﻤﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣــﺎت او‬

‫ﻟﻼﺷــﺘﺮاك ‪www.grc.net :‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪165‬‬ ‫سبتمبــــر ‪2021‬‬

‫‪101‬‬

‫ملف العدد‬

‫تتج ــه مصال ــح الصي ــن غر ًب ــا آلس ــيا الوس ــطى والش ــرق األوس ــط‬ ‫وه ــذا مدخـ ـ ًا لتحقي ــق األم ــن والتع ــاون‬ ‫وطرحــت عــدة مبــادرات حلــل الصــراع مــن بنودهــا ـ إنهــاء األعمــال‬ ‫العســكرية وخاصــة اإلســرائيلية وتقــدمي املســاعدات اإلنســانية‬ ‫للفلســطينيني وإنهــاء احلصــار عــن غــزة والدعــم الدولــي حلــل‬ ‫الدولتــن‪ ،‬ورغــم هــذه املبــادرة ترفضهــا إســرائيل‪ ،‬وبذلــك تتعامــل‬ ‫الصــن مبــا يحقــق مصاحلهــا مــع جميــع األطــراف رغــم اخلالفــات‬ ‫والصراعــات بــن دول اإلقليــم ‪.‬‬ ‫جائحة كوفيد ‪ 19-‬والتعاون الصيني العربي‬ ‫جــاءت جائحــة عــام ‪" 2020‬كوفيــد‪ "19-‬لتضيــف بعــداً جديــداً‬ ‫للتعــاون العربــي الصينــي يف مجــال مقاومــة األوبئــة‪ ،‬ويف الوقــت‬ ‫الــذي شــنت الــدول الغربيــة وخاصــة إدارة ترامــب هجومــاً علــى‬ ‫الصــن واتهامهــا بأنهــا وراء انتشــار الوبــاء وطالبــت بالتحقيــق يف‬ ‫أســباب اجلائحــة‪ ،‬كان هنــاك تفاهمــاً وتعاونــاً عربيــاً مــع الصــن‬ ‫وتقــدمي الدعــم لهــا ‪ ،‬فقــد اتصــل امللــك ســلمان بالرئيــس الصينــي‬ ‫شــي جــن بينــغ معبــ ًرا عــن دعــم اإلجــراءات الصينيــة املتعلقــة‬ ‫مبكافحــة اجلائحــة واســتعداد اململكــة لتقــدمي املســاعدة للصــن كمــا‬ ‫أرســلت الصــن اخلبــراء‪ ،‬وزارت وزيــرة الصحــة املصريــة هالــة زايــد‬ ‫الصــن لتقــدمي الدعــم لهــا‪ ،‬وتبرعــت دول اجلامعــة العربيــة بنحــو‬ ‫عشــرة ماليــن كممامــة وحوالــي ‪ 3.2‬مليــون زوج مــن القفــازات‬ ‫ومائــة الــف ملبــس واق و‪ 65‬الــف نظــارة واقيــة‪ ،‬وعندمــا تفشــت‬ ‫اجلائحــة يف الــدول العربيــة أرســلت الصــن اخلبــراء إلــى الــدول‬ ‫العربيــة‪ ،‬العــراق والســعودية والكويــت واجلزائــر والســودان وغيرهــا‪،‬‬ ‫وقدمــت مختبــرات لبعضهــا لفحــص الفيــروس وقدمــت اللقــاح‬ ‫الصينــي للوقايــة مــن انتشــار اجلائحــة‪.‬‬ ‫واتصــل الرئيــس الصينــي بأكثــر مــن عشــرة قــادة الــدول العربيــة‬ ‫واتصــل رئيــس الــوزراء الصينــي تشــاينغ برئيســي وزراء اجلزائــر‬ ‫والســودان‪ ،‬وعقــدت الــدورة التاســعة لالجتمــاع الــوزاري ملنتــدى‬ ‫التعــاون الصينــي العربــي عبــر االنترنــت يف يوليــو ‪2020‬م‪ ،‬وصــدر‬ ‫عــن االجتمــاع بيانــاً يشــيد بالتعــاون الصينــي العربــي يف مكافحــة‬ ‫كوفيــد‪.19-‬‬ ‫ويف ظــل الهجمــة اإلعالميــة الغربيــة علــى الصــن بشــأن كوفيــد‪19-‬‬ ‫وحقــوق اإلنســان وانتهــاك احلقــوق لاليجــور يف ســينكيانع وجــدت‬ ‫الصــن يف موقــف الــدول العربيــة مســانداً لهــا‪ ،‬لــذا يف األول مــن‬ ‫ديســمبر ‪2020‬م‪ ،‬أرســل الرئيــس الصينــي رســالة تهنئــة لالحتفــال‬ ‫باليــوم الدولــي للتضامــن مــع الشــعب الفلســطيني معبــراً عــن‬ ‫دعمــه للحقــوق الفلســطينية وف ًقــا لقــرارات األمم املتحــدة‪ ،‬وقــدم‬ ‫املــواد الطبيــة وإرســال فريــق مــن اخلبــراء الصينيــن لالراضــي‬ ‫الفلســطينية لإلســهام يف مكافحــة الوبــاء وتقــدمي التبرعــات لوكالــة‬

‫غــوث لالجئــن الفلســطينيني (أونــروا)‪ ،‬ونالحــظ أن التعــاون أخــذ‬ ‫بعــداً سياســ ًيا بســبب توتــر العالقــات الصينيــة األمريكيــة‪.‬‬ ‫مستقبل العالقات االقتصادية واستقرار املنطقة العربية‬ ‫كان التعــاون االقتصــادي بــن الــدول األوروبيــة بعــد احلــرب‬ ‫العامليــة الثانيــة وإنشــاء الســوق األوروبيــة املشــتركة ســبي ً‬ ‫ال للتعــاون‬ ‫واالســتقرار يف أوروبــا ونهايــة احلــروب بينهــا‪ ،‬والــدول العربيــة تعانــي‬ ‫مــن مشــكالت اقتصاديــة والبطالــة والفقــر ودول عربيــة لديهــا خطط‬ ‫اقتصاديــة ومشــاريع كبــرى لتنميــة بالدهــا‪ ،‬وحيــث أن الصــن قــوة‬ ‫اقتصاديــة عامليــة فإنهــا تبحــث عــن األســواق واالســتثمارات‪ ،‬ويف ظــل‬ ‫تراجــع الواليــات املتحــدة وانســحابها مــن آســيا الوســطى والعــراق‬ ‫واخلــاف مــع الصــن يفســح املجــال للتعــاون العربــي الصينــي يف‬ ‫زيــارة االســتثمار يف البنيــة التحتيــة العربيــة وتوفيــر فــرص العمــل يف‬ ‫البــاد العربيــة مــن مغربهــا ملشــرقها‪ ،‬والصــن أكثــر قبــوالً يف املنطقــة‬ ‫ألنهــا ال تتدخــل يف الشــؤون الداخليــة العربيــة كمــا إنــه ليــس لهــا‬ ‫تاريــخ اســتعماري يف املنطقــة فتبقــى مقبولــة شــعبياً ورســم ًيا‪ ،‬فهــي‬ ‫تشــارك يف مشــاريع كبــرى يف الــدول العربيــة حالي ـاً؟‬ ‫وبســبب عالقاتهــا مــع إيــران واخلليــج العربــي واالســتثمارات‬ ‫والتبــادل التجــاري فقــد تكــون وسـ ً‬ ‫ـيطا مقبــوالً بــن دول املنطقــة حلــل‬ ‫اخلالفــات لتحقيــق االســتقرار اإلقليمــي‪ ،‬وحيــث أن واشــنطن تعلــن‬ ‫أنهــا توجهــت لشــرق آســيا والهــادئ فالصــن مصاحلهــا تتجــة غر ًبــا‬ ‫آلســيا الوســطى والشــرق األوســط وخاصــة منطقــة اخلليــج وكل دول‬ ‫اإلقليــم يف حالــة اعتمــاد متبــادل ملصالــح اقتصاديــة وهــذه تعتبــر‬ ‫مدخـ ً‬ ‫ا لتحقيــق األمــن والتعــاون‪ ،‬وحيــث أن الواليــات املتحــدة فقــدت‬ ‫ثقــة األنظمــة والشــعوب إلزدواجيــة املعاييــر وتدخلهــا يف شــؤون‬ ‫الــدول الداخليــة تبقــى الصــن دولــة البديــل اجلديــد يف ظــل نظــام‬ ‫دولــي متعــدد األقطــاب الدوليــة ممــا يوفــر فرصــة للــدول العربيــة‬ ‫للمنــاورة السياســية‪.‬‬

‫* أستاذ العلوم السياسية بجامعتي امللك عبد العزيز والحسني بن طالل سابقاً‬

‫‪100‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪165‬‬ ‫سبتمبــــر ‪2021‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫الصي ــن تتجاه ــل ش ــعارات واش ــنطن وتري ــد مصالحه ــا االقتصادي ــة‬ ‫مم ــا جعله ــا مقبول ــة لل ــدول العربي ــة‬ ‫مــع الــدول األخــرى‪ ،‬ورغــم أن إيــران تهــدد دول اخلليــج العربــي إال‬ ‫أن الصــن وقعــت اتفاقيــة معهــا ملــدة ‪ 25‬عامــاً ملصالهــا الســتيراد‬ ‫البتــرول والغــاز الطبيعــي واالســتثمارات يف إيــران‪ ،‬فهــي تســتثمر‬ ‫ســنوياً يف إيــران ‪ 1.8‬مليــار دوالر ‪ ،‬واســتثماراتها يف الســعودية أكثــر‬ ‫مــن إيــران وتعتبــر الســعودية املصــدر األول للبتــرول إلــى الصــن‬ ‫وهنــاك تعــاون اقتصــادي واســتثمارات صينيــة يف الســعودية‪ ،‬وخــال‬ ‫زيــارة امللــك ســلمان إلــى الصــن يف مــارس ‪ ، 2017‬جــرى توقيــع ‪21‬‬ ‫مذكــرة تفاهــم تتجــاوز قيمتهــا ‪ 65‬مليــار دوالر يف مجــاالت الطاقــة‬ ‫والفضــاء‪ ،‬واتفقــت الشــركة الســعودية للصناعــات (ســابك) التــي‬ ‫تديــر مجمع ـاً للكيماويــات مــع ســينوبك الصينيــة يف تياجنــن علــى‬ ‫تطويــر مشــاريع بتروكيماويــة يف الصــن والســعودية ‪.‬‬ ‫وألهميــة الــدول العربيــة للصــن‪ ،‬أصــدرت احلكومــة الصينيــة عــام‬ ‫‪2016‬م‪ ،‬مبناســبة الذكــرى الســتني للعالقــات العربيــة ــــ الصينيــة‬ ‫وجولــة الرئيــس الصينــي ملصــر والســعودية وإيــران وثيقــة سياســية‬ ‫اجتــاه الــدول العربيــة "جــاء فيهــا "يعتبــر العالــم العربــي شــريكاً‬ ‫هام ـاً للصــن التــي تســلك بخطــوات ثابتــة طريــق التنميــة الســلمية‬ ‫يف مســاعيها لتعزيــز التضامــن والتعــاون مــع الــدول الناميــة وإقامــة‬ ‫عالقــات دوليــة مــن نــوع جديــد تتمحــور علــى التعــاون والكســب‬ ‫املشــترك "؟‬ ‫إن االقتصــاد مــا زال يلعــب دوراً مه ًمــا يف العالقــات العربيــة ــــ‬ ‫الصينيــة‪ ،‬فعلــى ســبيل املثــال كان حجــم التبــادل التجــاري بــن مصــر‬ ‫والصــن ‪ 12.2‬مليــون دوالر عــام ‪1954‬م‪ ،‬ولــم يتجــاوز ‪ 452‬مليــون‬ ‫دوالر عــام ‪1995‬م‪ ،‬ولكــن وصــل عــام ‪2013‬م‪ ،‬إلــى أكثــر مــن عشــرة‬ ‫مليــارات دوالر ويف عــام ‪2020‬م‪ ،‬وصــل إلــى ‪ 14‬مليــار دوالر و‪560‬‬ ‫مليــون دوالر أي تضاعــف الــف مــرة خــال خمســة وســتني عام ـاً ‪.‬‬ ‫أمــا بالنســبة حلجــم التبــادل التجــاري بــن الصــن ودول مجلــس‬ ‫التعــاون اخلليجــي فقــد بلــغ عــام ‪2019‬م‪ ،‬حوالــي ‪ 180‬مليــار دوالر‬ ‫وبــن الســعودية والصــن لوحدهــا مايــو ‪2020‬م‪ ،‬بلــغ ‪ 78‬مليــار دوالر‬ ‫‪ ،‬وحســب بيانــات وزارة التجــارة الصينيــة وصــل حجــم التبــادل‬ ‫التجــاري بــن الصــن والــدول العربيــة عــام ‪2019‬م‪ ،‬إلــى ‪266.4‬‬ ‫مليــار دوالر بزيــادة ســنوية ‪ ، %9‬وبلــغ حجــم الــواردات الصينيــة‬ ‫مــن الــدول العربيــة ‪ 146‬مليــار دوالر‪ ،‬بينمــا حجــم صــادرات الصــن‬ ‫إلــى الــدول العربيــة ‪ 120.4‬مليــار دوالر‪ ،‬ومــن حيــث االســتثمارات‬ ‫الصينيــة املباشــرة يف الــدول العربيــة بأكملهــا فقــد بلغــت مليــار و‪420‬‬ ‫مليــون دوالر عــام ‪2019‬م‪ ،‬بزيــادة ســنوية بلغــت نســبتها ‪%18.8‬‬ ‫بينمــا بلغــت قيمــة عقــود املشــروعات املتعاقــد عليهــا والتــي وقعتهــا‬ ‫الشــركات الصينيــة يف عــام ‪2019‬م‪ ،‬مــع الــدول العربيــة ‪32.5‬‬ ‫مليــار دوالر؟ وبذلــك يظهــر طابــع العالقــات االقتصاديــة مــع الــدول‬

‫العربيــة أكثــر مــن اجلانــب العســكري واالســتراتيجي علــى العكــس يف‬ ‫عالقاتهــا مــع إيــران أو مــع إســرائيل‪.‬‬ ‫اعترفــت إســرائيل بالصــن الشــعبية عنــد إعالنهــا ‪1949‬م‪ ،‬رغــم‬ ‫أن نظــام تشــانغ كاي تشــيك رئيــس الصــن الوطنيــة ( تايــون)‬ ‫اعتــرف بإســرائيل عنــد إعالنهــا‪ ،‬إال أن ماوتســي تونــغ كان ينظــر‬ ‫إلســرائيل بحــذر ويعتبرهــا وليــدة القــوى االســتعمارية الغربيــة‪،‬‬ ‫وأقلــق بكــن دورهــا يف احلــرب الكوريــة وتقــدمي الســاح للهنــد يف‬ ‫حــرب احلــدود مــع الصــن ‪1962‬م‪ ،‬ولــذك كانــت الصــن مؤيــدة‬ ‫للقضيــة الفلســطينية والكفــاح املســلح‪ ،‬ولكــن حــدث حتــول مــع‬ ‫سياســة اإلصــاح بعــد ماوتســي تونــغ ‪ ،‬وبســبب حاجــة الصــن‬ ‫للتكنولوجيــا احلديثــة‪ ،‬أقامــت إســرائيل لهــا مكتبـاً جتاريـاً يف الصــن‬ ‫وكانــت تســرب إســرائيل للصــن تكنولوجيــا متقدمــة أمريكيــة كانــت‬ ‫واشــنطن متنعهــا عــن الصــن حتــى أن الكونغــرس األمريكــي أثــار‬ ‫عــدة مــرات قضيــة التســريب اإلســرائيلي للتكنولوجيــا التــي حتصــل‬ ‫عليهــا إلــى الصــن‪ ،‬وكان هــدف إســرائيل دفــع الصــن‪ ،‬وقــف‬ ‫بيــع األســلحة وخاصــة الصواريــخ للــدول العربيــة وإيــران‪ ،‬وكانــت‬ ‫إســرائيل خلــف إثــارة واشــنطن لصفقــة شــراء صواريــخ ريــح الشــرق‬ ‫التــي اشــترتها الســعودية مــن الصــن عــام ‪1988‬م‪ ،‬ثــم تطــورت‬ ‫العالقــات التجاريــة بــن البلديــن وبلــغ حجــم التجــارة بــن الصــن‬ ‫وإســرائيل نحــو ‪ 12‬مليــار دوالر عــام ‪2018‬م‪ ،‬مــع أفضليــة جلانــب‬ ‫الصــن ‪ 6.9‬مليــار دوالر صــادرات صينيــة إلســرائيل مقابــل ‪4.8‬‬ ‫مليــار دوالر صــادرات إســرائيلية للصــن‪ ،‬ولكــن مــا أقلــق واشــنطن‬ ‫فــوز شــركة شــنغهاي الدوليــة للموانــئ‪ ،‬مــارس ‪2015‬م‪ ،‬مبناقصــة‬ ‫دوليــة إلنشــاء مينــاء حيفــا اجلديــد وتشــغيله ومتوقــع انتهــاء‬ ‫العمــل منــه العــام احلالــي‪ ،‬ألن مينــاء حيفــاء يعتبــر أحيان ـاً مرســى‬ ‫لألســطول األمريكــي الســادس واعتبــرت واشــنطن وجــود الصــن‬ ‫يف املينــاء خطــراً جلمــع املعلومــات والتجســس عــن نشــاط البحريــة‬ ‫األمريكيــة يف البحــر األبيــض املتوســط‪ ،‬وعندمــا طلبــت واشــنطن مــن‬ ‫إســرائيل إجــراء فحــص أمنــي شــامل ملينــاء حيفــا رفضــت إســرائيل‬ ‫الطلــب األمريكــي خوف ـاً مــن أن تكــون هنــاك برامــج ســرية معينــة‬ ‫مــع الصــن ال تريــد الكشــف عنهــا‪ ،‬وسياســة إســرائيل‪ ،‬لعــب ورقــة‬ ‫الــدول الكبــرى خلدمــة مصاحلهــا‪ ،‬انتقلــت احلركــة الصهيونيــة مــن‬ ‫دعــم بريطانيــا إلــى الواليــات املتحــدة وتقيــم اليــوم عالقــات مــع‬ ‫الصــن ألنهــا قــوة عظمــى ناشــئة وتســرب لهــا املعلومــات لكســب‬ ‫ودهــا‪ ،‬وقــد تســتخدمها للضغــط علــى إيــران مســتقبال واحتــواء دعــم‬ ‫الصــن للقضيــة الفلســطينية‪.‬‬ ‫وتؤيــد الصــن احلقــوق الفلســطينية وتدعــم القــرارات الدوليــة‬ ‫املتعلقــة بفلســطني ولهــا مكتــب سياســي لــدى الســلطة الفلســطينية‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪165‬‬ ‫سبتمبــــر ‪2021‬‬

‫‪99‬‬

‫ملف العدد‬

‫تأتـــي مبـــادرة الطريـــق والحـــزام لتحقيـــق نفوذهـــا يف أوراســـيا‬ ‫والعال ــم وكق ــوة بحري ــة وبري ــة‬ ‫الهــدف إنهــاء حــرب فيتنــام واحتــواء الصــن بإلتزامهــا مبيثــاق األمم‬ ‫املتحــدة حيــث حلــت عضــواً دائــم العضويــة يف مجلــس األمــن بــدالً‬ ‫مــن تايــوان (الصــن الوطنيــة)‪ ،‬وأصبحــت القيــادة الصينيــة تنظــر‬ ‫للمصالــح االقتصاديــة وتبتعــد عــن أدجلــة سياســتها اخلارجيــة ممــا‬ ‫أثــر علــى سياســتها اخلارجيــة يف دعــم حــركات التحــرر الوطنــي‪.‬‬ ‫لــم تقيــم الصــن عالقــات دبلوماســية رســمية مــع إســرائيل إال عــام‬ ‫‪1991‬م‪ ،‬بعــد أزمــة احتــال العــراق للكويــت وتوجــه الــدول العربيــة‬ ‫ملؤمتــر مدريــد أكتوبــر ‪1991‬م‪ ،‬وأثــرت اخلالفــات بــن الــدول العربيــة‬ ‫علــى سياســة الصــن جتــاه املنطقــة وتبنــت سياســة العالقــات الثنائية‬ ‫أي لــكل دولــة عربيــة حســب مصالــح الصــن مــع كل دولــة‪ ،‬والصــن‬ ‫ال تتدخــل يف الشــؤون الداخليــة للــدول العربيــة وتدعــم االســتقرار‬ ‫السياســي وسياســة األمــر الواقــع‪ ،‬فعندمــا نشــبت أحــداث الربيــع‬

‫العربــي وقفــت الصــن علــى احليــاد‪ ،‬فقــد كان لهــا ‪ 30‬ألــف مــن‬ ‫رعاياهــا يف ليبيــا تعمــل بالشــركات الصينيــة وتهتــم الصني بالعالقات‬ ‫االقتصاديــة والتجاريــة واالســتثمار‪ ،‬فــإن الواليــات املتحــدة تتدخل يف‬ ‫الشــؤون الداخليــة للــدول وتســعى لتغييــر املجتمعــات وحتــى املناهــج‬ ‫الدراســة وتتخــذ مــن حقــوق اإلنســان وشــعارات الدميقراطيــة‬ ‫لتغييــر األنظمــة كمــا كان دورهــا يف الربيــع العربــي الــذي تســتغل‬ ‫االنتفاضــات الشــعبية وتوجيههــا ألهدافهــا‪ ،‬علــى عكــس الصــن التــي‬ ‫تتجاهــل شــعارات واشــنطن وتريــد مصالهــا االقتصاديــة ممــا جعــل‬ ‫سياســة بكــن مريحــة لكثيــر مــن األنظمــة العربيــة يف املنطقــة‪.‬‬ ‫برجماتية الصني والعالم العربي‪ :‬صديق للجميع رغم التنافس‬ ‫اهتمــت الصــن بعالقاتهــا يف الشــرق األوســط وبأربعــة دول‬ ‫ملصاحلهــا مصــر‪ ،‬والســعودية‪ ،‬وإســرائيل‪ ،‬وإيــران مــع إقامــة عالقــات‬

‫‪98‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪165‬‬ ‫سبتمبــــر ‪2021‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫الصي ــن تري ــد اس ــتبدال النظ ــام ال ــدويل ال ــذي هندس ــته واش ــنطن‬ ‫بع ــد انهي ــار االتح ــاد الس ــوفيتي‬ ‫والصــن مــن خــال مبــادرة احلــزام اليــوم تختــرق أوراســيا بالســكك‬ ‫احلديديــة وتربــط الصــن بجيرانهــا بخــط اكســبرس الشــرق اجلديــد‬ ‫ومت توقيــع اتفاقيــات للعمــل باخلــط الســريع فعملــت علــى مــد خــط‬ ‫ســكة حديــد ميتــد إلــى التبــت ونيبال ودول جنوب شــرق آســيا كالوس‬ ‫وســنغافورة وكمبوديــا وفيتنــام وتايالنــد وميانيمــار وبنــاء خــط ســكة‬ ‫حديــد ميتــد مــن ســينكيانغ يف غــرب الصــن إلــى إيــران ويصــل غــرب‬ ‫أوروبــا‪ ،‬وعلــى أمــل أن يصــل إلــى العــراق مســتقبال واخلليــج العربــي‪،‬‬ ‫خاصــة ألهميــة اخلليــح العربــي للصــن مــن حيــث الطاقــة وحجــم‬ ‫االســتثمارات والتبــادل التجــاري‪ ،‬وتوجــت الصــن أهدافهــا بتوقيــع‬ ‫"اتفاقيــة التعــاون االســتراتيجي الشــامل" مــع إيــران ملــدة ‪ 25‬عا ًمــا‬ ‫تنفــق الصــن خاللهــا ‪ 400‬مليــار دوال ًرا وهــي اتفاقيــة لهــا أهدافهــا‬ ‫السياســية واالقتصاديــة واالســتراتيجية مســتفيدة مــن الصــراع بــن‬ ‫الواليــات املتحــدة وإيــران واحلصــار االقتصــادي علــى األخيــرة‪.‬‬ ‫وتريــد الصــن يف ظــل االنســحاب األمريكــي مــن أفغانســان والعــراق‬ ‫تأمــن مصاحلهــا واالســتقرار السياســي يف ظــل املتغيــرات الدوليــة‬ ‫واإلقليميــة‪ ،‬واســتقبلت احلكومــة الصينيــة وفــد حركــة طالبــان يف ‪29‬‬ ‫يوليــو املاضــي برئاســة عبدالغنــي بــرادار رئيــس املكتــب السياســي‬ ‫للحركــة واجتمــع بوزيــر اخلارجيــة الصينــي وانتــغ بــي بوفــد احلركــة‪،‬‬ ‫وتــرى طالبــان يف الزيــارة مصــدرا ُ للشــرعية الدوليــة يف الوقــت أن‬ ‫مــا تريــده الصــن‪ ،‬هــو احتــواء طالبــان التــي أصبحــت قــوة رئيســة يف‬ ‫أفغانســتان وعالقــة قويــة مــع حليــف الصــن باكســتان وهــو محــور‬ ‫ســابق يف مواجهــة الهنــد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫انتزعــت احلكومــة الصينيــة مــن احلركــة تعهــدا علنيــا‪ ،‬بأنهــا لــن‬ ‫تســمح للمقاتلــن األجانــب واجلماعــات املناوئــة للصــن مــن العمــل‬ ‫يف أفغانســتان وهــي تقصــد املســلمني األيجــور الذيــن يتعرضــون‬ ‫الضطهــاد احلكومــة الصينيــة‪ ،‬فاملهــم للصــن اســتقرارها وأمــن‬ ‫حدودهــا وهــي سياســة برجماتيــة ألهدافهــا االقتصاديــة بعيــداً عــن‬ ‫االختــاف األيديولوجــي مــع طالبــان وإيــران‪ ،‬وحســب مراســلة مجلــة‬ ‫التاميــز البريطانيــة "فــإن رحيــل القــوات األمريكيــة مــن أفغانســتان‬ ‫يجعــل البــاد فريســة ســهلة لالســتراتيجية الدوليــة للصــن‪ ،‬والتــي‬ ‫تتضمــن جلــب احلكومــات األجنبيــة احملتاجــة إلــى مجــال نفوذهــا‬ ‫وكســب دعمهــا يف احملافــل الدوليــة "‪ ،‬وهنــاك كثيــر مــن الــدول‬ ‫أنهكتهــا احلــروب األهليــة واإلقليميــة وبحاجــة لالســتثمارات‬ ‫الصينيــة"‪.‬‬ ‫ويؤكــد اخلبيــر األمريكــي يف الشــؤون الصينيــة روش دوشــي يف كتابــه‬ ‫الــذي صــدر مؤخــراً‪ ،‬أن الصــن تريــد اســتبدال النظــام الدولــي‬ ‫الــذي هندســته واشــنطن بعــد انهيــار االحتــاد الســوفيتي مســتغلة‬ ‫انســحابها مــن الشــرق األوســط وأزمتهــا الداخليــة التــي ســببها‬

‫ترامــب واليمــن العنصــري وانقســام املجتمــع األمريكــي وأثــر جائحــة‬ ‫كوفيــد‪ ،19-‬إضافــة إلــى انســحاب حليفتهــا بريطانيــا مــن االحتــاد‬ ‫األوروبــي‪ ،‬وتــرى الصــن أن نظام ـاً دولي ـاً متعــدد األقطــاب الدوليــة‬ ‫يخــدم مصلحتهــا‪ ،‬وتأتــي مبــادرة الطريــق واحلــزام لتحقيــق نفوذهــا‬ ‫يف أوراســيا والعالــم وكقــوة بحريــة وبريــة ‪ .‬وتعــدد األقطــاب الدوليــة‬ ‫يفيــد ً‬ ‫أيضــا النظــام اإلقليمــي العربــي يف املنــاورة السياســية بــن‬ ‫هــذه األقطــاب مبــا يحقــق مصالــح الــدول العربيــة وتعــدد العالقــات‬ ‫يخــدم األهــداف القوميــة بــدالً مــن وضــع األوراق السياســية يف ســلة‬ ‫دولــة واحــدة‪.‬‬ ‫العالم العربي‪ :‬الصني االقتصاد وواشنطن تغيير املجتمعات‬ ‫تعــود العالقــات السياســية العربيــة مــع الصــن إلــى مؤمتــر‬ ‫باندونــغ أبريــل ‪1955‬م‪ ،‬عندمــا عقــد مؤمتــر الــدول األفروآســيوية‬ ‫وحضرتــه ‪ 29‬دولــة إفريقيــة وآســيوية النتهــاج سياســي احليــاد بــن‬ ‫الصــراع الســوفيتي‪ -‬األمريكــي يف ظــل احلــرب البــاردة بينهمــا‪،‬‬ ‫والتقــى الرئيــس عبــد الناصــر مــع رئيــس وزراء الصــن شــو إن‬ ‫الي‪ ،‬الــذي توســط فيمــا بعــد مــع االحتــاد الســوفيتي يف صفقــة‬ ‫األســلحة التشــيكية ملصــر‪ ،‬ورغــم عــدم اعتــراف الواليــات املتحــدة‬ ‫بالصــن الشــعبية آنــذاك‪ ،‬فقــد اعترفــت مصــر بجمهوريــة الصــن‬ ‫مايــو ‪1956‬م‪ ،‬ثــم تبعتهــا يف نفــس العــام كل مــن ســوريا والعــراق‬ ‫واليمــن ثــم أخــذت تتبعهــا الــدول العربيــة عبــر الســنوات إلقامــة‬ ‫عالقــة دبلوماســية مــع الصــن‪ .‬أدانــت الصــن العــدوان الثالثــي‬ ‫علــى مصــر ‪1956‬م‪ ،‬وعندمــا أعلنــت احلكومــة اجلزائريــة املؤقتــة يف‬ ‫القاهــرة ‪ 19‬ســبتمبر ‪1958‬م‪ ،‬اعترفــت بهــا الصــن بعــد ثالثــة أيــام‪،‬‬ ‫كمــا أن الصــن أول دولــة خــارج الــدول العربيــة تعتــرف مبنظمــة‬ ‫التحريــر الفلســطينية وزيــارة رئيــس املنظمــة لبكــن عــام ‪1966‬م‪،‬‬ ‫وفتــح مكتــب للمنظمــة يف العاصمــة الصينيــة وتزويدهــا بالســاح‪،‬‬ ‫وأيــدت الصــن قــرار اجلمعيــة العامــة لــأمم املتحــدة رقــم ‪3379‬‬ ‫لعــام ‪1975‬م‪ ،‬الــذي يســاوي بــن الصهيونيــة والعنصريــة‪ .‬كانــت‬ ‫الصــن يف عهــد ماوتســي تنــغ مؤيــدة حلــركات التحــرر الوطنــي يف‬ ‫إفريقيــا وآســيا وضــد سياســة الــدول االســتعمارية‪ ،‬ولكــن بعــد وفــاة‬ ‫مــاو يف ســبتمبر ‪1976‬م‪ ،‬حــدث حتــول يف الصــن كمــا حــدث ً‬ ‫أيضــا‬ ‫حتــول يف الــدول العربيــة‪ ،‬فقــد تبنــت القيــادة اجلديــدة عــام ‪1978‬م‬ ‫"اإلصــاح الداخلــي واالنفتــاح علــى العالــم اخلارجــي "وركــزت علــى‬ ‫اجلانــب االقتصــادي‪ ،‬وبالنســبة للــدول العربيــة كانــت اتفاقيــة كامــب‬ ‫ديفيــد ‪1978‬م‪ ،‬بــن مصــر وإســرائيل واالنقســام يف النظــام اإلقليمــي‬ ‫العربــي‪ ،‬كمــا حــدث حتــول يف العالقــات الصينيــة األمريكيــة وزيــارة‬ ‫الرئيــس نيكســون للصــن يف فبرايــر ‪1972‬م‪ ،‬بعــد زيــارات ســرية‬ ‫قــام بهــا وزيــر اخلارجيــة األمريكــي هنــري كيســنجر للصــن‪ ،‬وكان‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪165‬‬ ‫سبتمبــــر ‪2021‬‬

‫‪97‬‬

‫ملف العدد‬

‫العالقات الصينية ـ العربية ‪ :‬الواقع والمأمول‬

‫وسـيطا مقبو ًال‬ ‫االسـتثمارات تجعل الصين‬ ‫ً‬ ‫لحل خالفـات المنطقة‬ ‫تعــود العالقــات الصينيــة العربيــة إلــى عهــد طريــق احلريــر القــدمي وهــي تتعــزز اليــوم مــع طريــق احلريــر اجلديــد‪ ،‬مــا يعــرف‬ ‫حال ًيــا مببــادرة الطريــق واحلــزام التــي تشــمل ‪ 68‬دولــة‪ ،‬وأصبحــت الصــن قــوة اقتصاديــة عامليــة‪ ،‬ثانــي قــوة اقتصاديــة يف‬ ‫العالــم بعــد الواليــات املتحــدة األمريكيــة وتنافســها علــى املركــز األول ويتوقــع أن تتجاوزهــا مــع عــام ‪2028‬م‪ ،‬وهــي الثانيــة‬ ‫بعــد الواليــات املتحــدة يف البحــث العلمــي‪ ،‬وإذا كانــت الصــن كقــوة إقليميــة مهيمنــة يف شــرق آســيا فهــي اآلن أصبحــت‬ ‫تســعى لــدور قــوة عامليــة‪ ،‬امتــدت عالقاتهــا مــن آســيا إلــى إفريقيــا وأمريــكا اجلنوبيــة وتغــزو مبنتجاتهــا األســواق العامليــة‬ ‫حتــى ســوق الواليــات املتحــدة وهــي دولــة دائنــة وليســت مدينــة‪ ،‬ويطلــق عليهــا "مصنــع العالــم" بســبب إنتاجهــا الصناعــي‬ ‫ولوفــرة القــوة العاملــة ورخصهــا ممــا يجعلهــا منافســة للبضائــع الغربيــة ولــذا تبقــى املصالــح االقتصاديــة الهــدف األول‬ ‫لتحــرك الصــن وتبنــي اســتراتيجية حتقــق هــذا الهــدف؟‬

‫د أحمد سليم البرصان‬ ‫مبادرة الطريق واحلزام والقوة البحرية والبرية والشرق األوسط‬ ‫كان األســطول البريطانــي عمــاد القــوة البريطانيــة حلمايــة خطــوط‬ ‫التجــارة ولذلــك قامــت بريطانيــا بالســيطرة علــى املمــرات املائيــة‬ ‫واملوانــئ العامليــة املهمــة للمصالــح البريطانيــة وكانــت القــوة العامليــة‬ ‫املهيمنــة يف القــرن التاســع عشــر‪ ،‬وكان األدميــرال األمريكــي ألفــرد‬ ‫ماهــان صاحــب نظريــة القــوة البحريــة أول مــن نبــه ألهميــة هــذه‬ ‫القــوة وتنافســت الــدول الكبــرى مــن الواليــات املتحــدة وأملانيــا‬ ‫واليابــان لبنــاء القــوة البحريــة‪ ،‬واليــوم تتبنــى الصــن نظريــة القــوة‬ ‫البحريــة ألنهــا تريــد حمايــة خطــوط جتارتهــا‪ ،‬فتتحــرك مــن‬ ‫مضيــق ملقــة الــذي يربــط بحــر جنــوب الصــن مــع بحــر بورمــا‬ ‫والطريــق خلليــج البنغــال ويقصــر املســافة بــن الشــرق األوســط‬ ‫وأوروبــا وآســيا‪ ،‬وقامــت الصــن بإنشــاء قاعــدة لهــا يف جيبوتــي‬ ‫بالقــرن اإلفريقــي ولذلــك متــر مــن ملقــه ملينــاء جــوادر بباكســتان‬ ‫ومينــاء هامبانتونــا يف ســيرالنكا وجــزر املالديــف وتقــوم بتوســيع‬ ‫هــذه املوانــئ باالتفــاق مــع حكومــات هــذه املوانــئ‪ ،‬وبذلــك تؤمــن‬ ‫خطوطهــا التجاريــة البحريــة ضمــن مبــادرة الطريــق البحــري‪ ،‬وكان‬ ‫اليمــن وقــع يف منتصــف نوفمبــر ‪2013‬م‪ ،‬يف العاصمــة الصينيــة‬

‫بكــن علــى اتفاقيــة توســعة وتعميــق محطــة احلاويــات مبينــاء عــدن‬ ‫بــن مؤسســة موانــئ خليــج عــدن والشــركة الصينيــة لهندســة املوانــئ‬ ‫احملــدودة‪ ،‬وذلــك يف إطــار زيــارة الرئيــس هــادي للصــن‪ .‬ولكــن‬ ‫الصــن انســحبت منهــا بســبب تفاقــم األزمــة اليمنيــة وعــدم اســتقرار‬ ‫اليمــن‪ ،‬وتقــول الدكتــورة فرجينيــا وولــف اخلبيــرة يف التجــارة الدوليــة‬ ‫"لــدى القيــادة الصينيــة رؤيــة أكبــر تهــدف إلــى حتويــل الصــن لقــوة‬ ‫بحريــة عامليــة قــادرة علــى تعزيــز مصاحلهــا يف البحــار واحمليطــات‪،‬‬ ‫وخــال الفتــرة املمتــدة مــن ‪ 2012‬إلــى ‪2019‬م‪ ،‬أنفقــت احلكومــة‬ ‫الصينيــة ‪ 153‬مليــار دوالر لبنــاء مرافــق ملوانــئ جديــدة وحتديــث‬ ‫البنيــة التحتيــة للموانــئ القائمــة‪ ،‬وأســهم ذلــك يف زيــادة النشــاط يف‬ ‫املوانــئ الصينيــة الرئيســة"‬ ‫وباالضافــة للقــوة البحريــة الصينيــة تســعى الصــن لتعزيــز قوتهــا‬ ‫ونفوذهــا يف أوراســيا‪ ،‬ونذكــر أن أســتاذ اجلغرافيــا البريطاني ماكندر‬ ‫طــرح فكــرة مــن يســيطر علــى أوراســيا يســيطر علــى العالــم وخاصــة‬ ‫بســيطرته قلــب اليابســة واعتبــر روســيا القيصريــة ثــم االحتــاد‬ ‫الســوفيتي فيمــا بعــد القوة البرية املنافســة للقــوة البحرية البريطانية‬ ‫التــي كانــت ســيدة البحــار مــع مــد خــط ســكة حديــد ســيبيريا آنــذاك‪،‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫العــدد ‪165‬‬ ‫سبتمبــــر ‪2021‬‬

‫‪1‬‬

WWW.GRC.NET

@Gulf_Research

Gulfresearchcenter

gulfresearchcenter

‫السـوق العربية المشـتركة للكهرباء‬ ‫أهم مشـروع للتكامـل ويرتكز عىل ‪3‬‬ ‫محاور‬ ‫العــــــدد ‪165‬‬ ‫سبـتمبــــــــــر ‪2021‬‬

‫ملف العدد‬ ‫مستـقبــل العالقــــات الخلـيـجيــة ـ الصيــنيــة فـــي عالم متغير‬ ‫▀ أمري ــكا والصي ــن يتعاون ــان ويتنافس ــان ويتواجه ــان والخط ــر يف ح ــرب ب ــاردة جدي ــدة‬ ‫▀ "القـــوس اإلســـامي" قلـــب مبـــادرة الحـــزام وســـاحة المعركـــة الصينيـــة‪ /‬األمريكيـــة‬ ‫ـــوازن" ال "الحليـــف" يف العالقـــات مـــع إيـــران ودول الخليـــج‬ ‫▀ بكيـــن تفضـــل دور ُ‬ ‫"الم ِ‬ ‫▀ الطاق ــة النووي ــة والفض ــاء والطاق ــات الجدي ــدة نق ــاط تس ــلل الصي ــن ل ــدول الخلي ــج‬ ‫▀ لــدى الصيــن ‪ 250‬صومعــة صواريــخ تحــت األرض وبكيــن وموســكو محــور الشــرق الصاعــد‬ ‫▀ الصيـــن أكبـــر قـــوة بحريـــة يف العالـــم قوامهـــا ‪ 350‬ســـفينة و ‪ 130‬وحـــدة قتاليـــة‬

‫ﻟﻠﻤﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣــﺎت او‬

‫ﻟﻼﺷــﺘﺮاك ‪www.grc.net :‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ا‬

‫لـ‬

‫ال ـ ا ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ا‬

‫ـ ـ ال ـ‬ ‫ـ د ــد‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ع ـ ل ـ عــد‬ ‫ـ ـع د‬ ‫ــ د ـ‬ ‫ــ‬ ‫ا س الع‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ـ‬ ‫ـ أ ـ‬ ‫ـ الع ـ أ ع ـ ا عـ الع ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ أ‬ ‫ـ أـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ ال ـ الع ـ ل د ـ ا‬ ‫ــد ـ‬ ‫ـ الع ـ‬ ‫ـ د ال ـ ا‬ ‫ـ ـ‬ ‫غـ‬ ‫ـ ـ الــد الع ـ ـ دا ـ‬ ‫ـ ـ ا‬ ‫د الع ـ‬ ‫ــد ـ‬ ‫د ا ـ ـ ـ‬ ‫ــ العــد‬ ‫ــ العــد الع ــ غــ أ ــ‬ ‫ــ‬ ‫د ــ ا ــ ال ــ العــ‬ ‫عــ د لــ ــ‬ ‫عــد ــد ــ ال ــ‬ ‫ــ العــد‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ د‬ ‫ــ‬ ‫د ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ســ د أ‬ ‫أ ــ‬ ‫ــد ــ‬ ‫ا ــ الع ــ ل عــ الع ــ الد ــ‬ ‫أ ـ سـ د‬ ‫ــداد ا ـ‬ ‫عـ ال ـ‬ ‫ال ـ الد لـ‬ ‫ــ الع ــ –‬ ‫أ ا‬ ‫ــ د ا عــ‬ ‫لــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ عــد ا‬ ‫ــد ــ ا‬ ‫الع ــ أد لــ‬ ‫ــس عــد ـ د ا ع ـ ل ـ‬ ‫ـ ا عـ لـ‬ ‫د ــد ـ‬ ‫أ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ د ــ ا ــ‬ ‫ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫أ ــد ال ــ ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ العــ‬ ‫ا ا‬ ‫د‬ ‫ــ ال ــ عــد‬ ‫ال ــ الع ــ ــداد ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ا ـ ا ال‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد أ ـ‬ ‫ا عـ غـ ـ السـ ا الط ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل ــد الع ـ ا‬ ‫ــ ــ غــ ا‬ ‫ــ‬ ‫د ــ ع ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ العــد ا‬ ‫ــ العــد الد ل ــ‬ ‫ــس‬ ‫ـ‬ ‫ـد ـ‬ ‫ـ ـ د ـ ـ‬ ‫ــ دا ــ‬ ‫لــ ال ا ــ‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ا عــ ل د ــ‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪164‬‬ ‫أغسطس ‪2021‬‬

‫‪91‬‬

‫ملف العدد‬

‫ـ‬

‫ل ـ‬ ‫ـ ال ـ ا الع ـ‬ ‫الــد الع ـ ـ ــد‬ ‫ا ــ ا ــ ال ــ ا الع ــ ال ــ أ ــ ل ــ‬ ‫ــ لــ ال ــ ا‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫د ــ ــدد ــد ال ــ‬ ‫ط ـ عـ‬ ‫ـ ا عـ الع ـ‬ ‫ال ط ـ ل ـ ـ‬ ‫ـ الع ـ ا ــد‬ ‫ـ الســع د ا د ا‬ ‫ــد أ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ الع ـ السـ دا ا ـ لـ ال ـ‬ ‫أ ـ أ ـ ا ـ‬ ‫ـ ا سـ‬ ‫ـ ادـ‬ ‫سـ ا‬ ‫عـ د‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ الع ــ ال ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ل عــ د ا‬ ‫ـ الع ـ ل ـ أ الع ـ ال ــع ل ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ل سـ‬ ‫ــ الــد الدا ــ‬ ‫ال د ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫د‬ ‫ــ ال ــ ا ــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ع ــ ا ــ‬ ‫لــس ال ــ‬ ‫ا ســ ال ــ ا لس ال ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ الد ـ‬ ‫ـ ال ـ ـ‬ ‫ا ـ ا الس ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ د ال ـ ا ا غ ـ ال ـ د‬ ‫ــد غط ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ل ـ ـ‬ ‫ـ ال ــس ــد‬ ‫ـ ـ‬ ‫أ ـ‬ ‫ـ ـ الس ـ‬ ‫ـ ـا‬ ‫ـ العــد ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫أ ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـد ـ ل ـ ـ ا ـط‬ ‫السـ‬ ‫غ ا سـ‬ ‫ـ ا د ا غط ـ ال‬ ‫سـ‬ ‫د‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ الد ا ـ‬ ‫ـ ال ع لـ‬ ‫ال ـ ع ال‬ ‫ال د ـ‬ ‫ـ ــد ا س ـ الد ـ‬ ‫ال ـ ا‬ ‫ع ـ‬ ‫الــد‬ ‫ســ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ــ دا ــ ال ــ الع ــ ــ الــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ل ــ ا ا ط ــ ــ‬ ‫* أستاذ العلوم السياسية بجامعتي امللك عبدالعزيز والحسني بن‬ ‫طالل ساب ًقا‬

‫‪90‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪164‬‬ ‫أغسطس ‪2021‬‬

‫ملف العدد‬ ‫ــد‬

‫ـ ا ـ‬ ‫ـا‬ ‫ال ـ ا ا ـ ـ الع ـ ا‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــد ال د ــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ـط‬ ‫ـ ـ ال د ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ عـ الـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫لــد ـ ا ال ـ الع ا ـ‬ ‫ـ الد ـ الس ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ عـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ا ـ أ ـ‬ ‫الط ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ــد ـ ـ‬ ‫ال ـ ا‬ ‫أغ ـ أ ـ سـ‬ ‫أ ــ د ــ‬ ‫ــ العســ‬ ‫عــ ا‬ ‫لــ ال ــ‬ ‫ــ لــ د ــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ــس الع ا ــ أ ــ‬ ‫ا ــ ال ــ ا‬ ‫ـ ا ـ ال ا ـ ــد‬ ‫ال ـ ا ا سـ‬ ‫لـ ــد‬ ‫ـ سـ‬ ‫ــد ا ـ‬ ‫ل ـ ـ‬ ‫ـ ا ـ سـ د ال ـ ا ـ‬ ‫ال ــس ـ‬ ‫ـ‬ ‫سـ‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ال د العس‬ ‫ا ع الع‬ ‫ا ال‬ ‫ا‬ ‫ال ـ ا‬ ‫ـ ا ـ الد ل ـ ـ ا‬ ‫ــد‬ ‫سـ ع ـ ا ـ د ـ‬ ‫ال ع ــد ل ـ ا عـ ـ أ‬ ‫ــد ــس ا ع ـ س ـ غ ـ الع د ـ‬ ‫ـ‬ ‫دا ـ ا‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ د لـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫أغســطس ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ــس ا عـ ـ دا ـ العــد ا الع ا ـ ـ د لـ ال ـ‬ ‫طل ـ‬ ‫ع ـ‬ ‫ــد ا ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ أـ ـ‬ ‫ل ـ ا الع ا ـ ل ـ‬ ‫غـ ا ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫سـ‬ ‫الع ـ ا‬ ‫لعـ د ـ ا ـ لـ‬ ‫ـ أغســطس‬ ‫اعـ ـ ا‬ ‫ـ الــد الع ـ ل ـ‬ ‫ـ السـ‬ ‫أ ـ ا لـ ال‬ ‫ـ العــد ا ل ـ ـ ال ـ لـ‬ ‫ــد ا ـ ـ‬ ‫ال ل ـ ـ‬ ‫ـ ـ الط ـ ا ع ـ‬ ‫ـ دا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ أ ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ا ا‬ ‫أغســطس ــد ا ـ‬ ‫ـ دا ـ‬ ‫غـ ا ـ د لـ‬ ‫ـ دا ـ العــد ا‬ ‫أ ـ‬ ‫ـ عـ الــد‬ ‫ا عـ‬ ‫ــد ا سـ الع ـ‬ ‫العــد ا‬ ‫ـ عـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ ع ـ ا ـ ع ـ ـ ال‬ ‫العــ ا‬ ‫دا ــ العــ ا أد لعــد ا ســ‬ ‫الــد أ ا ــ ع‬ ‫ــ ل دا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ــ لد لــ‬ ‫ل ــ ــ ا ل ــس ــ ا‬ ‫ـ ا عـ الع ـ ــد ـ ـ‬ ‫ل ـ ل ـ الد لـ‬ ‫د ــ ال ــ د الع ا ــ طــ غ ــ ــ ا د ا ل ــ‬ ‫ــد ال ـ الع ـ الط ـ‬ ‫الد لـ ال ـ ا الد ل ـ‬ ‫د ـ أ ـ‬ ‫ـ ـ ال ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫أغســطس‬ ‫ـ ل ـ ـ‬ ‫ـ ال ـ ا ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ ا‬ ‫د ـ ا ـ‬ ‫د لـ‬ ‫ـ ـ أ ـ‬ ‫دا ـ ال ـ‬ ‫ـ ا عـ‬ ‫لـ أ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫عد ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ســ‬ ‫ــ ا ا ــ‬ ‫ـ ـ لـ ـ‬ ‫ا ـ ا ـ أ ـ ـ ا عـ الع ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ل‬ ‫ـ ـ ا‬ ‫ل ــد ال ـ ا لـ لـ‬ ‫ـ الــد ال ا ـ دا ـ‬ ‫أ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫اـ‬ ‫ـ ا ـ دا ال ـ ا‬ ‫ال ـ الع ا ـ ل ـ‬ ‫ــ الع ــ ــ دا‬ ‫ــ ا‬ ‫ال ــ الــ ا ــ‬ ‫ا ـ ل ـ أ دا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ سـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫اغســطس أ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا د ــ العســ‬ ‫ــ‬ ‫غـ ا ـ عـ‬ ‫ـ ا ـ ل ـ‬ ‫ال ا ـ‬ ‫ع ـ ـ أ‬ ‫ال ــ ــ أغســطس ــ ال ــس الع ا ــ‬ ‫ال ــ العــ‬ ‫ـ ـ العـ ا ال ـ‬ ‫أ ـ د ال ــس‬ ‫اـ‬ ‫لسـ‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ــس ا ــ الد لــ‬ ‫ــ الع ــ أدا‬ ‫ا‬ ‫ــ‬ ‫ــد د لــ‬ ‫ــ‬ ‫دا ــ‬ ‫الع ا ــ ا ــ ط‬ ‫ــس ا ـ‬ ‫ـاا‬ ‫ـ‬ ‫الد ل ـ ـ ال د ـ ا‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ ا ع‬ ‫ال ـ الـ‬ ‫ـ ا العـ ا ـ ال ـ‬ ‫الد لـ‬ ‫اد ــد ال ـ ـ الــد الع ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ س ـ ا‬ ‫ع د‬ ‫ا ع الع‬ ‫الع‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ــ‬ ‫ــد د د‬ ‫ــ‬ ‫أ ــ ال ــ عطــ د ــ‬ ‫ــ ــ الــد الع ــ أد ل ــ ل ــس ــ العــ ا ــ أ ــ‬ ‫ســ‬ ‫د ــ ا ــ ا‬ ‫ــ الــد الع ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫عــ الــد غ ــ الع ــ‬ ‫ــ‬ ‫أ عــ ــ ا ال ــ ا‬ ‫ـ الترضيــة‬ ‫ل لـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ ا ـ د ـ‬ ‫ــ عــ الــد ا ــ ال ــ‬ ‫‪ appeasement‬ال ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ د ا ــ ا ا لــ‬ ‫الع ا ــ أد لــ‬ ‫ــ ال ــ الع ا ــ‬ ‫ل ــ‬ ‫ل ــ‬ ‫ال ــ ا‬ ‫ا ســ‬ ‫ــ ــداد ــ ا عــ أ ــ‬ ‫د ــ ــد‬ ‫ــ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ ال ـ‬ ‫ـ ا ط ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ ـ ـ‬ ‫ـ عـ ا‬ ‫ـد‬ ‫ـ أ‬ ‫ـا‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ـ لـ ـ‬ ‫ـ غ ـ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ د‬ ‫ـ أ ا ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ل ـ ا ـ عــد ـ‬ ‫ــد ـ د الدا ـ ــد العــد‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ع ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫سـ ط‬ ‫ـ ع ـ ال ـ دا ـ ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫غـ‬ ‫ـ‬ ‫لـ ـ‬ ‫الد لـ‬ ‫أ ـ الـ أ العـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ دا ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ الــد ال ـ‬ ‫ال ـ ا ـ ال ـ الع ا ـ‬ ‫ــ ــ ا‬ ‫د ــ لــ ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ـ الــد ا سـ‬ ‫سـ ـ‬ ‫ا عـ الع ـ‬ ‫الد ل ــ‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫د لــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ع د ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ دا ــ أ ــ الــد الع ــ ل لــ‬ ‫ــ‬ ‫ا‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪164‬‬ ‫أغسطس ‪2021‬‬

‫‪89‬‬

‫ملف العدد‬

‫الديمقراطيـــات ال تحـــارب بعضهـــا والتدخـــل الخارجـــي ال‬ ‫يحقـــق األمـــن وال ينهـــي الخالفـــات ويســـتنزف الـــدول وخيراتهـــا‬ ‫طـ‬ ‫د ــ ا‬

‫أغســطس‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ الد لــ ل ــ د لــ‬

‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــداد‬ ‫أدا ال ــ ا ال ــ‬ ‫العــ ا لســ‬ ‫ـ ـ ل ـ الع ا ـ ا ـ ال ـ‬ ‫ـ ال ـ ا ــد‬ ‫ـ ال ـ الـ‬ ‫ا ـ لد ـ ـ ا ـ الع ا ـ ا ا ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ال ــس الع ا ــ ــ العــ ا ــ‬ ‫أ ــ أ ــ‬ ‫ــ ا ــ ط‬ ‫ــ أ‬ ‫ال ــ ا ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــ ال ــ ا ــد‬ ‫ع ــ ــ‬ ‫الــ‬ ‫ـ ا سـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ العـ ا‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫أ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫لـ ا‬ ‫ـ د ــدا ل‬ ‫ــد أ ـ العـ ا‬ ‫ال ـ لـ ا الد ـ‬ ‫ـ ع ــد الد ا ـ ا ـ ا‬ ‫د ا ــ ــ ال د ــد الع ا ــ ‪Iraq Power and U.S.‬‬ ‫‪Security in the Middle East‬‬ ‫ا الد ا ـ‬ ‫د‬ ‫ـ الد ا ـ ال ـ‬ ‫عـ ال ـ ا‬ ‫د ـ ــد‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ ا‬ ‫ـ ـ ا ال ـ أ ال ـ ا ـ‬ ‫ا‬ ‫ــ ال ــ ا ــد‬ ‫ــ‬ ‫الد ــ ا‬ ‫ــ ــ ــ العــ ا ــ ا ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ـا‬ ‫ـ أ ـ‬ ‫ا‬ ‫ــ‬

‫ــ د ا ل ــ ا‬ ‫ــ ال ــس الع ا ــ‬ ‫ل لــ‬ ‫ل ـ‬ ‫ـ ا ـ غ ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ الس ـ‬ ‫سـ‬ ‫ـ ـ ال ـ ا ــد ل سـ ع ـ‬ ‫د‬ ‫ا ـ‬ ‫لـ‬ ‫ــ د ــ ل ــ‬ ‫ــ ا د د ــ أ أ ــ ل ــس ل ــ ا‬ ‫ال د ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ د ـ‬ ‫د ـ ــع د ــد‬ ‫ـ الس ـ ـ ـ دد‬ ‫ــس ـ أ‬ ‫الس ـ‬ ‫العسـ‬ ‫ـ ـ عــد‬ ‫سـ‬ ‫ـ ال ـ ا ــد ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الد ا ـ ا‬ ‫ـ س ـ‬ ‫ال ـ لـ ا‬ ‫ـ‬ ‫س ـ ال ــس‬ ‫ـ‬ ‫سـ ـ ـ ل سـ‬ ‫سـ‬ ‫ـ‬ ‫ل ـ ا ـ ال‬ ‫ا ـ ـ أ ـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫أ ال ــد ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫الع ا ـ ال ـ‬ ‫د ـ ال ـ العس ـ‬ ‫ـ لـ سـ ل ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ل لـ‬ ‫ا ــد سـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ الع ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫الع ا ـ لسـ ط‬

‫ــ د ــ‬ ‫أغســطس‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫د‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــد أ ــ ل عــ‬ ‫ــ ا ا‬ ‫ــ ســ‬ ‫ال ــ ا‬ ‫أ ــ‬ ‫ل ا ـ ل ـ عــد‬ ‫ـ‬ ‫ــد ا‬ ‫د ـ أ ـ‬ ‫ـ أ ـ سـ‬ ‫ـ ال ــس‬ ‫ـ ا د ــد عــد أ‬ ‫ــ ــ ا غــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ‬

‫ــ ـــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ســ غ‬ ‫ال‬ ‫ــ ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ا‬ ‫ــ ل ــ‬ ‫د ــ ا ــ‬ ‫ـا ـ ـ‬ ‫د‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ د السـ‬ ‫ـ دد ـ ال ـ الع‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ال ــ ا‬ ‫الع ا ــ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ ـا‬ ‫لـ ـ‬ ‫لعـ ا‬ ‫ـ‬ ‫أ ـ ـ ا سـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ــد‬ ‫ـ ا ع ـ العـ ا د ــدا ل ـ ل ـ ال ـ‬ ‫ـ ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـا‬ ‫ل سـ‬ ‫ـ ـ ا ل لـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـا‬ ‫لـ‬ ‫ع ـ‬ ‫ـ ال ـ الع ا ـ أ‬ ‫د ـ ا ـ ال ـ الع ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫سـ‬ ‫ـ د ا ع ـ الع ـ‬ ‫أ ـ ا ـ الع ـ‬ ‫ـ ا عـ ـ ـ ال عـ د‬ ‫ـ الع ـ ـ‬ ‫سـ ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا ســ الع ــ عــد ــ د ــد ــ‬ ‫ال ــ‬ ‫ــس ع ــ ال ــ ل‬ ‫ــ ا عــ الع ــ لــ‬ ‫ــ ا‬ ‫د ـ‬ ‫ــس‬ ‫ـ‬ ‫ـ ل ـ‬ ‫ال ـ أ ـ‬ ‫ـ الع ـ‬ ‫ـ‬ ‫عـ‬ ‫ـا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أ ـ‬ ‫ــس‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا عـ الع ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ د ا ع ـ الع ـ ل ـ أ ـ الد ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ ل عــ‬ ‫ــ أ ــ‬ ‫ــ‬ ‫دا ــد ــ‬ ‫ــ‬ ‫دـ ا ـ‬ ‫عــد ــد أ ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ العــ ا ال ــ‬ ‫ــ ا عــ الع ــ ل ــ‬ ‫ل ــ‬ ‫د ــ ــدأ ا ــ‬ ‫ــ ــ ا عــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫عــد ا ـ الع ـ ا ال ـ غ ـ ا ـ ال ـ‬ ‫ــ ا ــد د ا ط ل ــ ل ــ ال ــ لد ــ ــ العــ ا‬ ‫ـ ال ـ ا ـ الع ـ الســع د‬ ‫ـ ـ د ا ـ‬ ‫ـ ـ ـا‬ ‫ـ ل عـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫د ـ د ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ الع ا ـ ع ـ الــد الع ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ الع ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــ عــ العــ ا‬ ‫لــ ــ د‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا ــد ــدا ســ‬ ‫ــ‬ ‫ال ــ‬ ‫ـا‬ ‫ـ ل ـ ال ـ ا‬ ‫لـ‬ ‫ـ ـا‬ ‫ع ـ ا ـ‬

‫‪88‬‬

‫العــدد ‪164‬‬ ‫أغسطس ‪2021‬‬

‫مقال‬

‫ملف العدد‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫وقــع الرئيــس العراقــي يف الفــخ األمريكــي مرتيــن ولــم يقــرأ‬ ‫تغيــرات موازيــن القــوى العالميــة وانقســام الموقــف العربــي‬ ‫ــ‬

‫ســ‬

‫ــ‬

‫د ــ‬ ‫ــ د‬ ‫سـ غ ـ‬ ‫عــد‬ ‫ــ‬ ‫عــ العــ ا‬

‫ــ ل‬ ‫ــ‬ ‫لــد‬ ‫ــ ــ عــ د‬ ‫د ــ ــ‬ ‫ــ ا د‬ ‫دـ‬ ‫ـ ال ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ لـ‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ــ‬ ‫ــد ال ــ الع ا ــ‬ ‫ا ــ ا‬ ‫ــ ــ ا ــ ا ــ الع ا ــ ا ا ــ لــ‬ ‫ـ ا ــد‬ ‫لس ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ الد ا ـ أ د ـ الع ـ ا‬ ‫ـ ـ‬ ‫ع ـ‬ ‫ـ الـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ــس ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـا‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ أ ــ ال ــ ا‬ ‫ال ـ ا ــد ال ــس‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال‬ ‫ـ ا‬ ‫الــد ال ــ ال ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ د لــد ــ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫لـ ا ـ‬ ‫ـ ا الط ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــ لــ الســ‬ ‫ل ــ‬ ‫د لــ‬ ‫ــ‬ ‫ع ــ‬ ‫ــ‬ ‫ســ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـا‬ ‫ل ـ الع ـ د ـ‬ ‫ال ـ ا ـ‬ ‫ـ ال ـ ا ــد د ـ‬ ‫الس ـ ل ــد ـ ا لس ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ ا ا ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل عـ ا ـ‬ ‫اع ـ ا ـ‬ ‫دـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد ــد‬ ‫ــد ا ـ الـ‬ ‫ـ‬ ‫ــس‬ ‫ــ ال ــس الع ا ــ أ ال ــ ا ــد ل ــ د‬ ‫ــ‬ ‫ــ ال ــ ــ ــ ا ع ــ ال ــ د ــ ل عــ ا‬ ‫ال‬ ‫س ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـا ـ‬ ‫لـ‬ ‫ـ‬ ‫الس ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ط ـ الس ـ‬ ‫ـ أ ــد ـ ا‬ ‫ال ـ ا ال‬ ‫ــ ‪The English Job: Understanding‬‬ ‫ــ‬ ‫ل ـ‬ ‫ــد ـ ا لسـ‬ ‫ـا‬ ‫د‬ ‫‪Iran‬‬ ‫ـ سـ‬ ‫لط ـ أ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ـ‬ ‫اـ ـ ـ‬ ‫ا ــد‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ل ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ط ــ غ ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫أغســطس‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫عــ‬ ‫ــ العــ ا د ــ‬ ‫ـ لـ ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ لد ـ‬ ‫ل ـ‬ ‫الع ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ العــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫أ ــ ا ــ ط‬

‫ا‬

‫ــ‬

‫ا ســ‬

‫ــ‬

‫د‬

‫ــ‬

‫ــ‬

‫ا عــ الع ــ‬ ‫ــ‬ ‫ال‬ ‫ال ــ ــ أغســطس‬ ‫ال ــ الع ا ــ ل ــ‬ ‫ـ الد ـ الع ا ـ‬ ‫ـ ـ دد أ‬ ‫ـ ا سـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫عــد ا ــ د‬ ‫لــ ع ــ ل ــ‬ ‫ــس ــ ا‬ ‫ـ ل ـ‬ ‫ـا ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ أ‬ ‫ـ‬ ‫ل ـ ا‬ ‫ــ ا ــد لــ لــ ــدد‬ ‫ــ ســ‬ ‫ال ــس الع ا ــ‬ ‫ـ لـ ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫عـ ا ـ د لـ ا ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا عـ‬ ‫ـ ا ـ ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫سـ‬ ‫ـ‬ ‫الد ل ــ‬ ‫ــ لــ ال ــ‬ ‫ــ ــ ا ــ‬ ‫ا ــ الع ــ‬ ‫ــد ـ‬ ‫ـ ا ـ الع ـ الع ـ –الع ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ــ أ ــ‬ ‫ــ د لــ‬ ‫ط ــ أ ــ د لــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ ا ـ ا‬ ‫لـ ـ‬ ‫ال ـ الد لـ‬ ‫دأ‬ ‫ل‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫أ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫دـ‬ ‫أ ـ ا‬ ‫ا ـ د السـ‬ ‫دـ‬ ‫ـ ل سـ دا ا‬ ‫د سـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ـ ال ـ ا ــد‬ ‫ل لـ لـ ـ عـ‬ ‫لـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ال ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫سـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ــ ا ــد‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ـ ل ـ ا ــد‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ل لـ‬ ‫ال ـ ا‬ ‫ــ ا ــ غــ العــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ل ــ ال ــ الد لــ‬ ‫ادا ــ‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ العـ ا ـ ط ـ‬ ‫أ ـ‬ ‫ــ عــد ــدا العــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ط ــ‬ ‫ا‬ ‫ســ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ ــ اد‬ ‫ــ ال ط ــ ــ أ ــ‬ ‫ل‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ا‬ ‫ـ ال ســس ـ العـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫لـ أـ‬ ‫ـ لسـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ال ط ـ‬ ‫ـ عــد ـ ا ـ‬ ‫ــ ــ اد ا أ ــد‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ــ ــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ســ‬ ‫الد ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ العــد ا ــ‬ ‫ل ــ ل ــس ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــ ــ ددا‬ ‫ــ‬ ‫ــ لــ‬ ‫ـ‬ ‫د ـ أ ـ ـ ال ـ أ‬ ‫ـ لـ‬ ‫أ ـ ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫لـ ـ‬ ‫ــس ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫س ـ ال ـ‬ ‫د ـ ا‬ ‫ـ د د‬ ‫الس ـ‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪164‬‬ ‫أغسطس ‪2021‬‬

‫‪87‬‬

‫ملف العدد‬

‫‪ 30‬عام اًعلى تحرير الكويت ‪ :‬مستقبل أمن الخليج‬

‫الحل داخل البيت العربي يحقق األمن‬ ‫للجميع إذا انطلق من مصالحها‬ ‫ل ـ ل اـ ا ـا‬ ‫ـ ـ الع ـ ا ا ـ ال ـ الع ـ‬ ‫ـا‬ ‫–‬ ‫ال ـ الع ا ـ ل ـ‬ ‫الع ـ ا ـ الــد ا س ـ ل ـ ـ ‪ 1945‬ل ـ ال ـ ال ـ أ ـ‬ ‫ـ ا ع ـ الع ـ ال ـ‬ ‫الد ل ـ‬ ‫ـ ال ـ ل ـ ال ـ ـ ـ أ د ل ـ‬ ‫ــد د ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ ‪ 1980‬ال ـ‬ ‫ال ــس الع ا ـ س ـ‬ ‫ال ــس الع ا ـ أ‬ ‫ل ـ الس ـ‬ ‫ال ا ـ ـ الع ـ‬ ‫سـ‬ ‫ـ أ ـ‬ ‫ـ ــد أ ـ د ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ ال ـ ا غ ل ـ ـ ـ د ل ـ‬ ‫ال ـ أ ال ـ ال د ـ‬ ‫ــد د‬ ‫لـ ا ـ الـ أ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال د ـ‬ ‫ال‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ـ ال د ـ ال ـ ـ أ ـ أ ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ ا ـ ا ـ ا‬ ‫ـ د ‪The Hinge factor:‬‬ ‫ـ د‬ ‫ـ ـ‬ ‫لـ ال ـ ال ـ‬ ‫ال ـ الد ـ غ ل ـ ـ ع ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد ـ ـ ال ـ ا ا غ ـ الع‬ ‫‪ How chance and stupidity have changed History‬الـ‬ ‫ـ ل ــس غ ـ أ‬ ‫طـ ا ـ ا‬ ‫ـ ا غ ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫أ ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال د ـ‬ ‫ـ الــد ا ـ ا ـ غـ ال ـ ـ ‪ 1990‬عــد ‪ 29‬ـ ـ ال ـ‬ ‫ــس ال ـ الع ا ـ السـ‬ ‫عـ ـ‬ ‫ـ ـ ا ـ ـ ا ـ العـ ا‬ ‫ال ـ لـ ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫أ‬ ‫ع ـ طـ د ـ ا ـ ا‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫ــ د‬

‫ــ ا‬

‫ــ‬

‫الع ــ‬

‫ا‬

‫ــ‬

‫لــ‬

‫ــ ال ــ ا‬ ‫ا ــ الد ــ‬ ‫عــد ا ـ‬ ‫لـ‬ ‫ـ الع ـ ا‬ ‫ــدا س ـ‬ ‫لـ‬ ‫ال ـ سـ ل عـ ا عــد ا ـ‬ ‫ال ــس أ ــد سـ ال ـ‬ ‫ـ د الع ا ـ‬ ‫ـ ل‬ ‫ا‬ ‫ـ لـ‬ ‫ــدا‬ ‫لـ‬ ‫لـ‬ ‫ــد ـ عــد ال ـ ا ـ ا‬ ‫ال ـ‬ ‫ــ عــد ــ ال طــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ـ ـ ال طـ غ ـ ال طـ عــد ـ‬ ‫لـ‬ ‫ال طـ‬ ‫ال ـ ا ـ‬ ‫ـ ل ـ ا ال ـ الس ـ‬ ‫ـ‬ ‫أ ـ‬ ‫د ا‬ ‫ـ ـا ـ‬ ‫ــد ا ـ د ـ ال ـ د ا‬ ‫لـ‬ ‫ا‬ ‫ــد‬ ‫أ عــد ـ ـ‬ ‫د ا ـ‬ ‫لـ‬

‫لـ‬ ‫ـ العـ ا ا د ـ‬ ‫ـ لـ ا سـ ا ـ‬ ‫ـ ـ ا الس ـ ا‬ ‫ـا‬ ‫ـ د الع ا ـ ــد ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫لـ‬ ‫ــس ل عـ ا‬ ‫ــدا ل سـ ط‬ ‫ـ‬ ‫لـ ـ‬ ‫الع ـ‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ د ــ‬ ‫د ا ــ ا ــ‬ ‫د ــ العــ ا‬ ‫أ ــ ا ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــ ا ــد‬ ‫عــ العــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ل ــع الع ا ــ‬ ‫ــ د الع ا ــ‬ ‫ــد‬ ‫ـد‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ ال ع د ـ ا‬ ‫ـ ـ ا ـ‬ ‫ــ د‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــ د الع ا ــ ســ‬ ‫ــد ا‬ ‫ــ د‬ ‫ــ الع ــدا ال ط ــ ا ــ ا ــ ــ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ا ـ الد ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ أ ــد ا‬ ‫ـ د‬ ‫ـ‬ ‫ـ د لــد غ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد‬

‫ملف العدد‬

‫د‪ .‬نزار بن عبيد مدني‬ ‫د‪ .‬هيله حمد المكيمي‬ ‫عامر ذياب التميمي‬ ‫د‪ .‬جودت بهجت‬ ‫د‪ .‬الصادق الفقيه‬ ‫د‪ .‬مصطفى صايج‬ ‫د‪ .‬أشرف محمد كشك‬ ‫د‪ .‬نوزاد عبدالرحمن الهيتي‬ ‫د‪ .‬هناء عبدالغفار حمود السامرائي‬ ‫د‪ .‬عامر هاشم عواد ‪ -‬د‪ .‬خضر عباس عطوان‬ ‫لواء د‪ .‬نصر سالم‬ ‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬ ‫د‪ .‬توات عثمان‬ ‫د‪ .‬زاوي رابح‬ ‫د‪ .‬جيهان عبد السالم عباس‬

‫هذا العدد‬ ‫‪32‬‬ ‫‪www.araa.sa‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪103‬‬

‫الرأي‬

‫‪108‬‬

‫أوروبــا ليــس لهــا رأي موحــد حــول إصــالح األمــم المتحــدة وكل دولــة‬ ‫لهــا وجهــة نظــر‬ ‫د‪ .‬ﻛﺮﻳﺴﺘﻴﺎن ﻛﻮخ‬ ‫أزمة سد النهضة بين االعتبارات المصرية والمصالح الدولية‬ ‫د‪ .‬ﻣﺤﻤﺪ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺤﺎﰲ‬ ‫اس ــتراتيجية مقترح ــة للتكام ــل االقتص ــادي بي ــن مجل ــس التع ــاون و‬ ‫أفريقي ــا‬ ‫د‪ .‬محمد البنا‬

‫إصدارات‬

‫‪113‬‬

‫‪118‬‬

‫‪125‬‬

‫االتصال السياسي يف عالم متغير‬ ‫جدة‪ :‬آراء حول الخليج‬

‫وقفة‬

‫الصــادر يف األول مــن أغســطس ‪2021‬م‪،‬‬ ‫هــذا العــدد الماثــل بيــن يــدي القــراء‬ ‫العــدد ‪164‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أغسطس‬ ‫‪2021‬‬ ‫(آراء حــول الخليــج)‪ ،‬جــاء بمناســبة‬ ‫مجلــة‬ ‫ويحمــل الرقــم (‪ )164‬مــن سلســلة إصــدارات‬ ‫مــرور ‪ 30‬عا ًمــا عــىل تحريــر دولــة الكويــت مــن الغــزو العراقــي الــذي بــدأ يف الثانــي مــن‬ ‫أغســطس عــام ‪1990‬م‪ ،‬ثــم تــم التحريــر يف فبرايــر عــام ‪1991‬م‪ ،‬لذلــك جــاء الملــف‬ ‫الرئيســي للعــدد تحــت عنــوان (‪ 30‬عا ًمــا عــىل تحريــر دولة الكويــت‪ :‬التداعيــات والدروس‬ ‫المســتفادة)‪ ،‬وتناولــت دراســات ومقــاالت العــدد األســباب والدوافــع التــي أدت إىل‬ ‫قيــام نظــام صــدام حســين بغــزو دولــة الكويــت‪ ،‬ومــا ترتــب عــىل هــذا الغــزو إقليم ًيــا‬ ‫وعرب ًيــا‪ ،‬وكذلــك أســباب عــدم اســتجابة صــدام حســين لصــوت العقــل والمنطــق‪ ،‬وإىل‬ ‫المناشــدات والنصائــح العربيــة الصادقــة والمخلصــة باالنســحاب يف الوقــت المناســب‬ ‫مــن الكويــت قبــل الضربــات العســكرية وتدميــر قــوة العــراق العســكرية التــي غامــر بهــا‬ ‫صــدام وعرضهــا للقصــف الــدويل‪.‬‬ ‫رأت الدراســات والمقــاالت أن صــدام حســين وقــع يف أخطــاء فادحــة وفشــل يف‬ ‫تقديــر األمــور كمــا يجــب‪ ،‬وأنــه دخــل يف مغامــرة كبــرى غيــر حميــدة العواقــب دفــع‬ ‫ثمنهــا العــراق ودول مجلــس التعــاون والمنطقــة العربيــة برمتهــا‪ ،‬ونتيجــة لهــذه‬ ‫المغامــرة خرجــت دولــة العــراق مــن ميــزان القــوى العربــي واإلقليمــي وتحولــت إىل‬ ‫غنيمــة لــدول الجــوار غيــر العربيــة خاصــة إيــران وتركيــا‪ ،‬وعــىل إثرهــا اســتيقظت‬ ‫الفتــن الطائفيــة والمذهبيــة والعرقيــة يف العــراق ومناطــق أخــرى ومازالــت ويالتهــا‬ ‫وتبعاتهــا مســتمرة حتــى اآلن وســتظل لفتــرة طويلــة‪.‬‬ ‫تــرى بعــض اآلراء التــي حملتهــا دراســات ومقــاالت العــدد أن هنــاك عــدة دوافــع‬ ‫حملــت صــدام حســين عــىل ارتــكاب جريمــة غــزو العــراق منهــا‪ :‬إنــه كان يعانــي مــن‬ ‫أزمــة اقتصاديــة طاحنــة جــراء حــرب الثمانــي ســنوات مــع إيــران وحاجتــه إىل المــال‬ ‫الــذي رأى أن نفــط دولــة الكويــت ســوف يوفــر لــه الســيولة الماليــة التــي يحتاجهــا‬ ‫لتجــاوز أزمتــه االقتصاديــة الطاحنــة آنــذاك‪.‬‬ ‫وتــرى آراء أخــرى أن عــودة الجيــش العراقــي مــن حــرب الثمانــي ســنوات دون نصــر‬ ‫ودون تحقيــق أهدافــه كان عب ًئــا عــىل صــدام نفســه الــذي خشــي مــن محاســبة الجيــش‬ ‫فــأراد الــزج بــه يف أتــون حــرب جديــدة مــع الجــارة الشــقيقة الكويــت‪ ،‬والشــواهد عــىل‬ ‫ذلــك عــدم اقتنــاص الفــرص التــي الحــت كثي ـ ًرا لالنســحاب مــع ضمــان الحفــاظ عــىل‬ ‫ســالمة القــوات العراقيــة قبــل تحريــر الكويــت وإصــراره عــىل البقــاء رغــم يقينــه بــأن‬ ‫موازيــن القــوى ليســت يف صالحــه وأنــه مهــزوم ال محالــة ورغــم ذلــك أصــر عــىل مواجهــة‬ ‫المجتمــع الــدويل وقــوات التحالــف المتفوقــة عــىل قواتــه يف العــدة والعتــاد‪.‬‬

‫محاور العدد المقبل‬ ‫يتنــاول العــدد المقبــل رقــم (‪ )165‬مــن سلســلة إصــدارات المجلــة والــذي ســيصدر بمشــيئة اللــه‬

‫‪126‬‬

‫مشاهد من غزو الكويت ونية صدام المبيتة‬ ‫جمال أمين همام‬ ‫اإلسهامات‬ ‫٭ ترحــب مجلــة «آراء حــول اخلليــج» بإســهامات الكتــاب والباحثــني يف الشــؤون اخلليجيــة يف‬ ‫املجــاالت السياســية واالقتصاديــة واالجتماعيــة والدفاعيــة واألمنيــة‪.‬‬ ‫٭ المجلة غير ملتزمة بإعادة أي مادة تتلقاها للنشر‪.‬‬ ‫٭ جميع حقوق الترجمة والنشر محفوظة لمركز الخليج لألبحاث ‪.٢٠٠8‬‬ ‫٭ ال يســمح بإعــادة نشــر المــواد المنشــورة فــي المجلــة دون الحصــول علــى إذن خطــي مســبق مــن‬ ‫مركــز الخليــج لألبحــاث‪.‬‬ ‫٭ آراء الكتاب تعبر عن أصحابها وال تعبر بالضرورة عن اتجاهات يتبناها مركز الخليج أو مجلة آراء‪.‬‬

‫تعــاىل مطلــع شــهر ســبتمبر المقبــل‪ ،‬يف الملــف الرئيســي (الصــراع األمريكــي ـ الصينــي‪ :‬تأثيــره‬ ‫عــىل منطقــة الخليــج)‪ ،‬وتضــع المجلــة شــروط الكتابــة التــي تتمثــل فيمــا يــيل‪:‬‬ ‫ــ ال ٌيلتفت للمقاالت التي تصل المجلة دون تكليف مسبق وتحديد محور المقال‪.‬‬ ‫ــ االلتزام بإرسال المقاالت والدراسات يف موعد أقصاه العشرين من كل شهر‪.‬‬ ‫ــ ال يزيد عدد الكلمات عن ‪ 2500‬كلمة للمقال‪ ،‬وال يقل عن ‪ 2000‬كلمة‪.‬‬ ‫ــ المجلة غير ملتزمة بنشر كل ما يصلها من مقاالت‪.‬‬ ‫ــــ مراعــاة الكتابــة باللغــة العربيــة وليــس باللهجــات المحليــة‪ ،‬مــع االهتمــام بالجــودة ولــن‬ ‫يلتفــت للمقــاالت التــي ال تلتــزم بالجــودة‪ ،‬والمنقولــة مــن مواقــع االنترنــت‪.‬‬ ‫ــ المقاالت تعبر عن رأي الكاتب وليست بالضرورة أن تعبر عن رأي المجلة‪.‬‬ ‫ـــ احترام ثوابت المجتمع والمعتقدات الدينية واألخالقيات العامة‪.‬‬

‫افتتاحية العدد‬ ‫العــدد ‪164‬‬ ‫أغسطس ‪2021‬‬

‫‪2‬‬

‫مجلة شهرية تصدر عن‬ ‫مركز اخلليج لألبحاث‬ ‫تعنى بالشؤون اخلليجية‬ ‫رئيس التحرير‬

‫د‪ .‬عبد العزيز بن عثمان بن صقر‬ ‫مدير التحرير‬

‫جمال أمني همام‬ ‫سكرتير التحرير‬

‫سليمان مارديني‬

‫‪4‬‬

‫تحديات مرحلة ما بعد تحرير الكويت‬ ‫‪www.araa.sa‬‬ ‫د‪ .‬عبد العزيز بن عثمان بن صقر‬

‫متابعات خليجية‬

‫‪6‬‬

‫‪11‬ورشة عمل و‪ 150‬ورقة بحثية ومشاركة ‪300‬‬ ‫باحث يف ملتقى الخليج لألبحاث بالدورة الحادية عشرة‬ ‫جدة ‪ :‬آراء حول الخليج‬

‫السعوديــ ــة وسلطنـ ــة عمــ ــان المرون ــة واالنفت ــاح ركي ــزة االس ــتقرار‬ ‫والتطـــور‬ ‫د‪ .‬عيل بن حمد الخشيبان‬ ‫القم ــة الس ــعودية ‪ /‬العماني ــة تدش ــن ش ــراكة الق ــرن وفت ــح أب ــواب‬ ‫الس ــالم المس ــتدام‬ ‫د‪ .‬عبدالله باحجاج‬

‫‪10‬‬

‫‪15‬‬

‫التصميم الفني‬

‫هند منصور احلازمي‬ ‫الهيئة االستشارية‬

‫د‪ .‬خالد اجلابر‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد اخلالق عبد اهلل‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد اهلل خليفة الشايجي‬ ‫د‪ .‬عبد اهلل بن علي عبد الرزاق باحجاج‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬صالح بن عبد الرحمن املانع‬ ‫د‪ .‬محمد عبد الغفار عبد اهلل‬ ‫الطباعة‬ ‫متت الطباعة يف مؤسسة‬ ‫املدينة للصحافة والطباعة والنشر‬

‫دراسة العدد‬

‫‪21‬‬

‫ثالثون عا ًما عىل تحرير الكويت ‪ :‬األزمة و نتائجها‬ ‫د‪ .‬محمد الرميحي‬

‫قضية العدد‬

‫‪27‬‬

‫غـــرو العـــراق للكويـــت‪ :‬حســـابات الربـــح و الخســـارة و الـــدروس‬ ‫المســـتفادة‬ ‫د‪ .‬غانم علوان الجمييل‬

‫اإلعالنات واملراسالت‬ ‫لإلعالن يف املجلة ميكن االتصال بقسم اإلعالن والتسويق على العنوان التالي‪:‬‬ ‫البريد االلكتروني‪info@araa.sa :‬‬ ‫توجه جميع املراسالت إلى مجلة «آراء حول اخلليج» على العنوان التالي‪:‬‬ ‫‪ 1٩‬شارع راية االحتاد‬ ‫ص‪.‬ب‪ 1٠٥٠1 .‬جدة ‪ ٢1٤٤٣‬اململكة العربية السعودية‬ ‫هاتف‪+٩٦٦ 1٢ ٦٥11٩٩٩:‬‬ ‫فاكس‪+٩٦٦ 1٢ ٦٥٣1٣٧٥ :‬‬ ‫البريد اإللكتروني‪info@araa.sa :‬‬

‫ثمن النسخة‬ ‫اململكة العربية السعودية‪ ٣٥ :‬ري ـ ــا ًال‬ ‫درهما‬ ‫اإلمارات العربية املتحدة‪٣٥ :‬‬ ‫ً‬ ‫‪ ٣٫٥‬دينا ًرا‬ ‫مملكة البحرين‪:‬‬ ‫دولة قطر‪:‬‬ ‫‪ ٣٥‬ري ـ ـ ــا ًال‬ ‫‪ ٣٫٥‬دينا ًرا‬ ‫دولة الكويت‪:‬‬ ‫سلطنة عمان‪:‬‬ ‫‪ ٣٫٥‬ري ـ ـ ــا ًال‬ ‫‪ ٤٫٥‬ديـنــا ًرا‬ ‫األردن‪:‬‬

‫االشتراك السنوي‬ ‫الدول العربية‪:‬‬

‫‪ 1٠٠‬دوال ًرا‬

‫الدول األوروبية‪:‬‬ ‫بقية دول العالم‪:‬‬

‫‪ 11٠‬دوال ًرا‬ ‫‪ 1٢٠‬دوال ًرا‬

‫يرسل طلب االشتراك إلى عنوان املجلة‬ ‫مــع حوالــة مصرفيــة أو شــيك بقيمــة‬ ‫االشــتراك باســم مركز اخلليج لألبحاث‬

‫‪www.araa.sa‬‬ ‫‪www.araa.sa‬‬

‫د‬

‫العــدد ‪156‬‬ ‫ــس ــ ‪2020‬‬

‫العــدد ‪164‬‬ ‫أغسطس ‪2021‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

WWW.GRC.NET

@Gulf_Research

Gulfresearchcenter

gulfresearchcenter

‫األمين العام لمجلس التعاون ‪:‬‬ ‫من أولوياتنا تعزيز مكانة دول‬ ‫المجلس يف المنطقة وخارجها‬

‫العــــــدد ‪164‬‬ ‫أغــــسطــس ‪2021‬‬

‫ست ركائز تضمن ديمومة واستمرار العالقات‬ ‫السعودية ‪ /‬العمانية‬

‫ملف العدد‬ ‫‪ 30‬عــا ًم ا عىل تحرير الكويت ‪ :‬التبعات والدروس المستفــادة‬ ‫▀ (‪ )450‬مليـــار دوالر خســـائر االقتصـــاد العربـــي جـــراء غـــزو العـــراق للكويـــت‬ ‫▀ ‪ 84‬مليـــار دوالر تكلفـــة تحريـــر الكويـــت تحملتهـــا الســـعودية واإلمـــارات ودول الخليـــج‬ ‫▀ ال ب ــد م ــن تفاه ــم بي ــن دول اإلقلي ــم وأمري ــكا يحف ــظ للع ــراق اس ــتقالله وق ــراره السياس ــي‬ ‫▀ ‪ 3‬دروس مســـتفادة مـــن "الغـــزو" واإلجمـــاع العربـــي أول ضحايـــا االحتـــالل العراقـــي‬ ‫▀ ‪ 5‬خط ــوات لتصحي ــح العالق ــات الخليجية‪/‬العراقي ــة تب ــدأ بإبع ــاد الع ــدو الكام ــن يف بغ ــداد‬

‫ﻟﻠﻤﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣــﺎت او‬

‫ﻟﻼﺷــﺘﺮاك ‪www.grc.net :‬‬

‫‪84‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪163‬‬ ‫يــوليـــــــــو ‪2021‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫التحدي ــات الداخلي ــة يف ال ــدول العربي ــة ه ــي األخط ــر م ــن التح ــدي‬ ‫الخارج ــي ألنه ــا تك ــون وس ــيلة وذريع ــة للتدخ ــل األجنب ــي‬ ‫فإســرائيل أصبحــت يف مــأزق الصراعــات السياســية الداخليــة‪ ،‬وأن‬ ‫نظريــة األمــن اإلســرائيلي باتــت مــن املاضــي بســبب انكشــاف العمــق‬ ‫اإلســرائيلي حلــركات املقاومــة‪ ،‬وعلــى لســان اخلبــراء اإلســرائيليني‪،‬‬ ‫فاحلــرب البريــة مغامــرة ال تســتطيع القيــام بهــا‪ ،‬وأصبحــت النخبــة‬ ‫احلاكمــة تشــعر باخلطــر األمنــي وكشــفت نقــاط ضعفهــا‪ ،‬وزيــادة‬ ‫هنــاك حتــول يف الــرأي العــام الدولــي جتــاه إســرائيل وخاصــة داخــل‬ ‫الواليــات املتحــدة حتــى أصبحــت املطالبــة بإنهــاء العالقــات اخلاصــة‬ ‫معهــا وهــذا مــا طالــب بــه األســتاذ بجامعــة هارفــارد ســتيف والــت‬ ‫يف مقالــة يف مجلــة ‪ ،Foreign Policy‬ويف ظــل التطــورات‬ ‫اإلقليميــة تصبــح إســرائيل خــارج الترتيبــات اإلقليميــة ألنهــا بحاجــة‬ ‫أص ـ ً‬ ‫ا حلمايتهــا باالعتمــاد علــى دولــة كبــرى‪.‬‬ ‫وتتجــه مجموعــة ‪ 5+1‬لالتفــاق علــى عــودة الواليــات املتحــدة إلــى‬ ‫االتفــاق النــووي مــع إيــران واملســألة وقــت وهــذا يعــزز الــدور‬ ‫اإليرانــي‪ ،‬ولهــذا يحتــاج النظــام اإلقليمــي العربــي لترتيبــات مــع دول‬ ‫اجلــوار العربــي‪.‬‬ ‫وميكــن للــدول العربيــة وعلــى رأســها دول املجلــس االســتفادة مــن‬ ‫جتربــة حلــف الناتــو بعــد احلــرب العامليــة الثانيــة ملواجهــة االحتــاد‬ ‫الســوفيتي‪ ،‬فرغــم اختــاف األنظمــة السياســية بــن الــدول األوروبيــة‬ ‫وكذلــك الواليــات املتحــدة واالختــاف اللغــوي والقوميــات واحلــروب‬ ‫بــن الــدول األوروبيــة‪ ،‬كان تأســيس حلــف الناتــو ‪1949‬م‪ ،‬ملواجهــة‬ ‫التحــدي اخلارجــي فميثــاق احللــف يركــز علــى مواجهــة اخلطــر‬ ‫الســوفيتي يف حالــة تعــرض دولــة مــن أعضــاء احللــف لعــدوان‬ ‫ســوفيتي ولــم يطــرح احللــف يف ميثاقــه التدخــل يف الشــؤون الداخليــة‬ ‫ألعضائــه‪ ،‬ولذلــك عبــر تاريــخ احللــف لــم يتدخــل خارج ًيــا إال بعــد‬ ‫ســقوط االحتــاد الســوفيتي يف الصــرب والبوســنة وليبيــا إبــان الثــورة‬ ‫ضــد القــذايف ويف أفغانســتان‪ ،‬فيمكــن أن يكــون نانــو عربــي ملواجهــة‬ ‫التحــدي اخلارجــي ضمــن ميثــاق عربــي إلحيــاء اتفاقيــة الدفــاع‬ ‫العربــي التــي مت توقيعهــا عــام ‪1950‬م‪.‬‬ ‫أمــا اجلانــب االقتصــادي‪ ،‬فالــدول العربيــة حتتــاج إلــى مشــروع‬ ‫مارشــال عربــي تســهم فيــه جميــع الــدول العربيــة حســب قدراتهــا‪،‬‬ ‫ألن األمــن القومــي العربــي ليــس عســكر ًيا فقــط بــل هــو مرتبــط‬ ‫باجلانــب االقتصــادي ألن ســوء األوضــاع االقتصاديــة تــؤدي إلــى‬ ‫عــدم االســتقرار وانهيــار األنظمــة السياســية كمــا حــدث يف االحتــاد‬ ‫الســوفيتي ودول أوروبــا الشــرقية‪.‬‬

‫وباإلضافــة حلــف دفــاع مشــترك مثــل الناتــو ومشــروع مارشــال‪،‬‬ ‫فهنــاك احلاجــة لترتيبــات األمــن اإلقليمــي مــع دول اجلــوار‪ ،‬فرغــم‬ ‫فتــرة بــرود العالقــات مــع تركيــا‪ ،‬فقــد فرضــت املصالــح املشــتركة‬ ‫حلــوار مصري‪-‬تركــي وخليجــي تركــي وعــودة تركيــا لسياســة تصفيــر‬ ‫مشــكالت‪ ،‬وال شــك أن هــذا التقــارب يدفــع الحتــواء إيــران ويعــزز‬ ‫اجلبهــة العربيــة ملواجهــة اخلطــر اإلثيوبــي يف قضيــة ســد النهضــة‬ ‫ويواجــه إســرائيل التــي تعمــل علــى تهويــد مدينــة القــدس بجعلهــا‬ ‫عاصمتهــا األبديــة وترفــض حــل الدولتــن‪ ،‬وهــذا مــا عبــر عنــه‬ ‫صراحة أهارون ليبران املســؤول الســابق يف االســتخبارات العســكرية‬ ‫(أمــان) مبــا كتبــه يف صحيفــة إســرائيل اليــوم ‪ 9‬يونيــو املاضــي" إن‬ ‫حــل الدولتــن يجــب أن يدفــن‪ ،‬ألن فكــرة إقامــة دولــة فلســطينية‬ ‫خاســرة وخطيــرة‪ ،‬وجــاءت حملــة حــارس األســوار األخيــرة‪ ،‬وقبلهــا‬ ‫اجلــرف الصامــد يف ‪2014‬م‪ .‬لتقــدم مزيـدًا مــن اإلثباتــات إنــه يجــب‬ ‫التخلــي عــن هــذا احلــل متا ًمــا"‪ .‬وهــذا يعبــر عــن رؤيــة إســرائيل‬ ‫الرســمية والشــعبية وبالتالــي ال ميكــن حتقيــق األمــن واالســتقرار يف‬ ‫املنطقــة بــدون حــل القضيــة الفلســطينية وتبقــى إســرائيل حتديــاً‬ ‫لألمــن القومــي العربــي‪.‬‬ ‫إن التعــاون السياســي بــن دول مجلــس التعــاون والــدول العربيــة يف‬ ‫املجــاالت السياســية واالقتصاديــة واالســتراتيجية مــن خــال مــا مت‬ ‫اإلشــارة إليــه ميكــن حتقيــق االســتقرار ودولــة الرفاهيــة فاألمــن‬ ‫العربــي متداخــل ومترابــط ومتشــابك يشــبه نظريــة الدومينــو‪ ،‬خطــر‬ ‫تتعــرض لــه دول عربيــة ينتقــل ألخــرى فتحصــن اجلبهــة العربيــة‬ ‫وتبنــي سياســة الــردع يحقــق مكانــة دوليــة وإقليميــة فعالــة للنظــام‬ ‫اإلقليمــي العربــي‪.‬‬

‫* أستاذ العلوم السياسية يف جامعتي امللك عبد العزيز والحسني بن طالل‬ ‫سابقًا‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪163‬‬ ‫يــوليـــــــــو ‪2021‬‬

‫‪83‬‬

‫ملف العدد‬

‫األم ــن بمعن ــاه الش ــامل ال يقتص ــر ع ــى األم ــن العس ــكري ب ــل‬ ‫يش ــمل األم ــن االقتص ــادي واألم ــن االجتماع ــي والثق ــايف والبيئ ــي‬ ‫اإلقليميــة‪.‬‬ ‫أمــا اخلطــر اإلســرائيلي‪ ،‬فهــي أداة للقــوى الغربيــة ونذكــر أن أثــر‬ ‫بلفــور الــذي أعلــن وعــده لليهــود عــام ‪1917‬م‪ ،‬حــذر يف مجلــس العمــوم‬ ‫البريطانــي يف عــام ‪1905‬م‪ ،‬عندمــا كان رئيسـاً للــوزاء البريطانــي مــن‬ ‫خطــر دخــول اليهــود لبريطانيــا ولكنــه فيمــا بعد أعلــن الوعد ألهداف‬ ‫االســتعمار البريطانــي يف البــاد العربيــة لعــدم توحيــده واســتنزاف‬ ‫خيــرات املنطقــة وتعطيــل التنميــة والتطويــر مــن خــال إســرائيل‪،‬‬ ‫ورغــم عمليــة الســام فــإن أهدافهــا لــم تتغيــر بــل ذكــر شــمعون‬ ‫بيــرس رئيــس إســرائيل الســابق يف كتابــه الشــرق األوســط اجلدبــد‬ ‫أن التغلغــل االقتصــادي هــو الكفيــل بتحقيــق أهــداف إســرائيل يف‬ ‫املنطقــة‪ ،‬ورغــم اتفاقيــة أوســلو ‪1993‬م‪ ،‬لــم تنفــذ إســرائيل شــي ًئا منهــا‬ ‫حارســا لهــا ضمــن‬ ‫وإمنــا أرادت مــن الســلطة الفلســطينية أن تكــون‬ ‫ً‬ ‫التنســيق األمنــي‪ ،‬وتعلــن القــدس عاصمتهــا األبديــة وضــم األراضــي‬ ‫احملتلــة‪ ،‬وترفــض حــل الدولتــن فليــس يف قامــوس السياســة‬ ‫اإلســرائيلية دولــة فلســطينية‪ ،‬وتعتبــر قيامهــا خطــراً عليهــا ‪ ،‬لــذا‬ ‫تبقــى إٍ ســرائيل تهديــداً لألمــن القومــي العربــي ال ميكــن جتاهلــه‬ ‫رغــم شــعارات مضللــة تعلنهــا للســام فالواقــع ينفــي ذلــك‪.‬‬ ‫ويحتــاج التحــدي اإلثيوبــي موق ًفــا عرب ًيــا حلمايــة ميــاه النيــل التــي‬ ‫تهــدد إقامــة ســد النهضــة كل مــن الســودان ومصــر‪ ،‬فالتعــاون‬ ‫بــن دول املجلــس ودولتــي وادي النيــل مصــر والســودان كفيــل‬ ‫بلجــم التحــدي اإلثيوبــي التــي إســرائيل طــرف فيــه‪ ،‬والتعــاون بــن‬ ‫دول اجلامعــة‪ ،‬الصومــال وجيبوتــي مــع بقيــة الــدول يشــكل قــوة‬ ‫ضغــط علــى إثيوبيــا ألنهــا دولــة مغلقــة بــدون منفــذ علــى البحــار‬ ‫واحمليطــات‪ ،‬ولكــن إثيوبيــا طــورت عالقاتهــا مــع أرتيريــا وزعيمهــا‬ ‫أســياس أفورقــي الــذي انتهــز فرصــة اســتقالل أرتيريــا عــن إثيوبيــا‬ ‫فقفــز علــى الســلطة بدعــم أمريكــي‪ /‬إســرائيلي وجتــاوز حركــة‬ ‫حتريــر ارتيريــا التــي دعمتهــا الــدول العربيــة وســمح إلســرائيل‬ ‫إلقامــة محطــات جتســس إلســرائيل علــى األراضــي االرتيريــة‪،‬‬ ‫واتخــذ سياســة عنصريــة ضــد املســلمني األكثريــة واألغلبيــة العربيــة‬ ‫فيهــا وأنــه مــن األقليــة املســيحية وليــس غري ًبــا أن أول زيــارة يقــوم‬ ‫بهــا بعــد االســتقالل ‪1993‬م‪ ،‬زيــارة إســرائيل ‪.‬‬ ‫أمــا حتــدي التيــارات املتطرفــة والتــي يســتغل بهــا الشــعارات الدينيــة‬ ‫والقــوى الغربيــة كتنظيــم داعــش‪ ،‬فهــي صنيعة أجنبيــة إلثارة احلروب‬ ‫والفــن يف املنطقــة مــن العــراق مــرو ًرا بليبيــا ومنطقــة الســاحل‬

‫اإلفريقــي‪ ،‬ويرتبــط باجلماعــات املتطرفــة تدفــق املرتزقــة مــن الــدول‬ ‫الغربيــة والتــي أصبحــت الشــركات األمنيــة وســيلة جديــدة تســتعملها‬ ‫الــدول الكبــرى حتــى ال تتحمــل مســؤولية جرائمهــا أمــام الــرأي العــام‬ ‫الدولــي ومنظمــات حقــوق اإلنســان العامليــة‪ ،‬فالــدول الكبــرى متــول‬ ‫الشــركات األمنيــة ومرتزقتهــا وتدربهــا مثــل منظمــة بــاك ووتــر‬ ‫(‪ 1997‬والتــي تعــرف منــذ ‪2009‬م‪ )،‬التــي كشــفت جرائمهــا البشــعة‬ ‫يف العــراق وأفغانســتان وتســخرها الواليــات املتحــدة وانتقلــت إلــى‬ ‫الــدول اإلفريقيــة كمــا يف ليبيــا أو دول الســاحل‪ ،‬وكلهــا تهديــد لألمــن‬ ‫القومــي العربــي مــن مشــرقه ملغربــه‪ ،‬وليــس أدل مــن ذلــك أن الرئيــس‬ ‫األمريكــي ترامــب أصــدر عفــواً عــن أربعــة مــن أعضــاء هــذه املنظمــة‬ ‫يف ‪ 22‬ديســمبر ‪2020‬م‪ ،‬والذيــن أدينــوا مبجــزرة يف حــق العراقيــن‬ ‫يف بغــداد ‪2007‬م‪ ،‬وحكــم عليهــم القضــاء األمريكــي بالســجن ‪.‬‬ ‫وتســتعمل روســيا االحتاديــة ً‬ ‫أيضــا املرتزقــة كغطــاء لعملياتهــا‬ ‫يف املنطقــة العربيــة يف ســوريا وليبيــا‪ ،‬وهــي "مجموعــة فاغنــر‬ ‫" وتزودهــم روســيا بالســاح للقيــام بالعمليــات نيابــة عــن القــوات‬ ‫الروســية للتهــرب مــن املســؤولية القانونيــة املترتبطــة علــى أنشــطة‬ ‫هــذه املنظمــة وهــم مــن العســكريني الــروس الســابقني فهــم يف ليبيــا‬ ‫وســوريا والســودان وجمهوريــة إفريقيــا الوســطى وليــس غري ًبــا أن‬ ‫تســيطر علــى حقــول النفــط الليبيــة يف فــزان لتحقيــق األهــداف‬ ‫الروســية يف املنطقــة العربيــة والبحــر األبيــض املتوســط ‪ ،‬فاملرتزقــة‬ ‫األجانــب واجلماعــات املســلحة يف الســاحل اإلفريقــي بــن مالــي‬ ‫والنيجــر وموريتانيــا تشــكل خطـ ًرا لألمــن يف منطقــة املغــرب العربــي‬ ‫تلتقــي مــع العصابــات الطائفيــة املتطرفــة يف العــراق وســوريا وحتتــاج‬ ‫لرؤيــة اســتراتيجية عربيــة موحــده ألن تهديدهــا ميتــد مــن اخلليــج‬ ‫العربــي إلــى املغــرب العربــي علــى احمليــط األطلســي‪.‬‬ ‫هل يحتاج األمن القومي حللف ناتو عربي وخطة مارشال‬ ‫إن التطــورات اإلقليميــة والدوليــة تدفــع دول اخلليــج وبقيــة الــدول‬ ‫العربيــة إلعــادة بنــاء النظــام اإلقليمــي العربــي ليأخــذ دوره اإلقليمــي‬ ‫والعاملــي‪ ،‬فالواليــات املتحــدة أخذت باالنســحاب من الشــرق األوســط‬ ‫كمــا يف العــراق وأفغانســتان وليســت راغبــة يف تكــرار جتربتهــا يف‬ ‫املنطقــة بســبب اخلســائر والتكاليــف التــي دفعتهــا يف أطــول حــرب‬ ‫يف تاريخهــا وفشــلت فيهــا‪ ،‬وتدفــع منــذ عهــد أوبامــا لتشــجيع دول‬ ‫اإلقليــم لترتيــب أوضاعهــا اإلقليميــة لتحقيــق األمــن واالســتقرار‬ ‫وإدارة بايــدن هــي امتــداد إلدارة أوبامــا‪ .‬وعلــى مســتوى دول اإلقليــم‪،‬‬

‫‪82‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪163‬‬ ‫يــوليـــــــــو ‪2021‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫أزم ــة الهوي ــة أخط ــر مش ــكالت ال ــدول النامي ــة وق ــد تك ــون أق ــل‬ ‫عرب ًي ــا إال أنه ــا ب ــرزت يف العقدي ــن األخيري ــن يف ظ ــل الدول ــة القطري ــة‬

‫قــد أســهمت يف تقســيم الســودان وفصــل جنــوب الســودان‪ ،‬كمــا أن‬ ‫بعــض القــوى السياســية يف ليبيــا تســتخدم القبيلــة ممــا يســاعد يف‬ ‫تفكيــك النســيج االجتماعــي‪ ،‬فهــذه التحديــات حتتــاج ملوقــف عربــي‬ ‫موحــد لعالجهــا ملنــع الــدول األجنبيــة مــن اســتغاللها‪.‬‬ ‫إن أزمــة الهويــة مــن أخطــر املشــكالت التــي تواجــه الــدول الناميــة‬ ‫وقــد تكــون أقــل يف الــدول العربيــة إال أنهــا بــرزت يف العقديــن‬ ‫األخيريــن يف ظــل الدولــة القطريــة كمــا يف كل مــن املغــرب واجلزائــر‬ ‫واملطالبــة باللغــة األمازيغيــة كلغــة رســمية كمــا مت يف البلديــن أو اللغــة‬ ‫الكرديــة يف العــراق وظاهــرة التركمانيــة يف العــراق ً‬ ‫أيضــا‪ ،‬واللغــة‬ ‫عامــل مهــم يف وحــدة املجتمــع فحتــى الــدول الدميقراطيــة العريقــة‬ ‫حتافــظ علــى هويــة اللغــة‪ ،‬فالواليــات املتحــدة بــاد الليبراليــة‬ ‫ومتثــال احلريــة والبالغــة احلــد األقصــى يف االختــاط العرقــي‬ ‫فــإن فيهــا حرص ـاً شــديداً علــى ســيادة اللغــة االجنليزيــة رغــم مــا‬ ‫فيهــا مــن األصــول اإلســبانكية (‪) Hispanic‬الــذي يصــل نســبة‬ ‫عددهــم ‪ 18.3%‬مــن ســكان الواليــات املتحــدة‪ ،‬فاللغــة كمــا يقــول‬ ‫املفكــر واألكادميــي املغربــي بنســالم حميــش " أمــا القاعــدة اجلــاري‬ ‫بهــا عامليـاً يف البلــدان املتقدمــة كمــا يف البلــدان الناميــة فإنهــا قاعــدة‬ ‫التجانــس اللســاني والثقــايف ‪ .‬فدســتورياً‪ ،‬ال ميكــن ألي وطــن أن‬ ‫يتبنــى لغتــن رســميتني أو أكثــر مــن دون أن يخاطــر بالظهــور برأســن‬ ‫أو أكثــر مــع مــا يســتتبع يف احلــال واملــآل مــن تصدعــات وانفصامــات‬ ‫يف الشــخصية اجلماعيــة ويف أوعيتهــا السوســيو‪-‬ثقافية وقنواتهــا‬ ‫التواصليــة"‪ ،‬ويف املشــرق أو املغــرب العربــي‪ ،‬يحتــاج دعــم اجلانــب‬ ‫اللغــوي املوحــد لألمــة مــن خــال تعزيــز التعــاون الثقــايف ودعــم‬ ‫اجلامعــات يف اســتعمال اللغــة العربيــة ألن اللغــة الوعــاء الثقــايف‬ ‫لألمــة واالســتعمار الثقــايف كمــا يقــول العالــم السياســي األمريكــي‬ ‫مورجنثــاو مــن أخطرهــا وأقلهــا تكلفــة‪ ،‬وبذلــك تنتشــر املراكــز‬ ‫الثقافيــة األجنبيــة يف البــدان العربيــة وال نســتغرب وجــود االجتاهــات‬ ‫الفرانكوفونيــة الفرنســية واالجنلوفونيــة األمريكيــة واإلجنليزيــة‪،‬‬ ‫فاألمــن الثقــايف ضــرورة حيويــة لألمــن القومــي العربــي وتوحيــد‬ ‫األهــداف والتواصــل بــن الشــعوب‪.‬‬

‫التحديات الخارجية اإلقليمية والدولية‬ ‫تواجــه الــدول العربيــة حتديــات خارجيــة وخاصــة مــن الــدول‬ ‫اإلقليميــة مــن دول اجلــوار‪ ،‬فالتهديــد اإليرانــي ألمــن اخلليــج‬

‫العربــي يشــكل خطــورة ليــس للخليــج بــل األمــن القومــي العربــي‪،‬‬ ‫كمــا هنــك التهديــد اإلســرائيلي وهــو تهديــد حضــاري ووجــودي رغــم‬ ‫شــعارات الســام التــي رغــم مــرور أربعــة عقــود لــم حتقــق االســتقرار‬ ‫أو تعيــد احلقــوق املشــروعة أو تنفيــذ القــرارات الدوليــة‪ ،‬والتهديــد‬ ‫الثالــث وهــو التهديــد اإلثيوبــي يف وادي النيــل الــذي يهــدد األمــن‬ ‫القومــي لدولــة عربيــة محوريــة والتهديــد اإلثيوبــي مرتبــط بالتهديــد‬ ‫اإلســرائيلي وطمــع إســرائيل يف ميــاه النيــل ونذكــر باملقولــة التــي‬ ‫تتــردد يف الدوائــر األمريكيــة واإلســرائيلية منــذ كامــب ديفيــد‬ ‫‪1978‬م‪" ،‬أن ال حــرب بــدون مصــر " ولذلــك الســعي إلضعــاف‬ ‫مصــر‪ ،‬وهــي اســتراتيجية إســرائيلية منــذ قيــام الدولــة عــام ‪1948‬م‪،‬‬ ‫بــل ذهــب بــن غوريــون مؤســس إســرائيل بالقــول " علينــا أن نكــون‬ ‫طر ًفــا مــن املعادلــة السياســية يف داخــل كل دولــة عربيــة " ومــن ذلــك‬ ‫تتعامــل إســرائيل مــع األقليــات العرقيــة والطائفيــة إلثــارة الفــن‬ ‫واالضطرابــات يف الــدول العربيــة ســواء يف اخلليــج أو مغــرب األمــة‬ ‫العربيــة ومشــرقها‪ ،‬أمــا التهديــد الرابــع فهــو تهديــد اجلماعــات‬ ‫املتطرفــة التــي تقــف خلفهــا الــدول االســتعمارية الطامعــة إلســقاط‬ ‫األنظمــة‪ ،‬حتــت شــعارات العلمانيــة‬ ‫وشــعارات دينيــة متطرفــة وتقســيم‬ ‫املنطقــة إلــى مســميات متعــددة اإلســام‬ ‫املتطــرف واملعتــدل والســلفي والصــويف‬ ‫وغيرهــا مــن تســميات كمــا تبــن ذلــك مــن‬ ‫خــال الدراســة التــي أعدتهــا مؤسســة‬ ‫رانــد يف كيفيــة إثــارة الفــن يف الــدول‬ ‫العربيــة واإلســامية؟‬ ‫إن التهديــد اإليرانــي ميكــن مواجهتــه بالتعــاون العربــي وباحتــواء‬ ‫إيــران‪ ،‬وهــي أضعــف مــن أن تتحــدى الــدول العربيــة ولكنها تســتخدم‬ ‫وكالء لهــا يف املنطقــة حتــت عــدة شــعارات‪ ،‬وإذا كانــت الــدول الغربيــة‬ ‫والواليــات املتحــدة تتفــاوض مــع إيــران بســبب مصاحلهــا‪ ،‬فالــدول‬ ‫العربيــة وخاصــة الــدول اخلليجيــة لهــا عالقــات دبلوماســية‪ ،‬وأعلنــت‬ ‫الســعودية أن إيــران دولــة جــارة وأنهــا إذا تخلــت عــن تدخلهــا يف‬ ‫الــدول العربيــة ميكــن بنــاء عالقــات تعــاون وتبــادل بــن الــدول‬ ‫اخلليجيــة وإيــران‪ ،‬وكمــا تــردد مــن لقــاءات مؤخـ ًرا يؤكــد علــى رغبــة‬ ‫يف انفــراج العالقــات عل ًمــا بــأن الــدول الغربيــة تريــد بقــاء التوتــر يف‬ ‫املنطقــة لبيــع األســلحة واســتنزاف املنطقــة مــن خــال الصراعــات‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪163‬‬ ‫يــوليـــــــــو ‪2021‬‬

‫‪81‬‬

‫ملف العدد‬

‫امللك فيصل والرئيس السادات فوق حطام خط بارليف‬

‫تغلغ ــل إي ــران يف اليم ــن يه ــدد األم ــن الخليج ــي ويحت ــاج موق ــف‬ ‫عرب ــي موح ــد ومعان ــاة تون ــس وليبي ــا تحت ــاج مس ــاعدة خليجي ــة‬ ‫الســعودية بــدور مهــم يف مســاعدة دول املغــرب العربــي‪.‬‬ ‫والتحــدي اآلخــر الــذي تتعــرض لــه الــدول العربيــة‪ ،‬وإن بنســب‬ ‫مختلفــة‪ ،‬أزمــة الهويــة والتــي ســببها التــراث االســتعماري‪ ،‬فكانــت‬ ‫الهويــة اإلســامية هــي الســائدة قبــل احلــرب العامليــة األولــى بشــكل‬ ‫عــام‪ ،‬ومــع بــروز ظاهــرة القوميــات يف القــرن التاســع عشــر يف‬ ‫أوروبــا وانتقالهــا للــدول األخــرى‪ ،‬كانــت بريطانيــا تشــجع تيــارات‬

‫القوميــة التركيــة والكرديــة والفارســية والعربيــة يف نفــس الوقــت‬ ‫ولتســخير هــذه القوميــات ضــد بعضهــا خلدمــة املصالــح البريطانيــة‪،‬‬ ‫وشــجعت فرنســا املشــكلة األمازيغيــة باملغــرب العربــي ( البربــر) يف‬ ‫محاولــة خللخلــة النســيج االجتماعــي‪ ،‬وهــذه الظاهــرة حتولــت إلــى‬ ‫أزمــة هويــة داخــل بعــض الــدول مــن صراعــات عرقيــة وطائفيــة‪،‬‬ ‫فالطائفيــة تنهــش الدولــة العراقيــة وكانــت قــوى التبشــير واالســتعمار‬

‫‪80‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪163‬‬ ‫يــوليـــــــــو ‪2021‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مجلـــس التعـــاون الخليجـــي أول تكتـــل عربـــي يحقـــق نجا ًح ـــا‬ ‫رغـــم بعـــض الخالفـــات وقوتـــه يف حـــل خالفاتـــه مـــن داخلـــه‬ ‫األب يحتــاج إلــى غطــاء عربــي يف حــرب عاصفــة الصحــراء حيــث‬ ‫أرســلت واشــنطن حوالــي ‪ 600‬ألــف جنــدي أمريكــي‪ ،‬ولكــن الوجــود‬ ‫العربــي كان ضروريــا مــن الناحيــة السياســية‪ ،‬وعندمــا أعلنــت‬ ‫اململكــة العربيــة الســعودية عاصفــة احلــزم ‪2015‬م‪ ،‬شــاركت بعــض‬ ‫الــدول العربيــة فيهــا‪ ،‬كالســودان‪ ،‬واملغــرب‪ ،‬ومصــر‪ ،‬وهــذا يعكــس‬ ‫مــدى ترابــط األمــن القومــي العربــي باألمــن اخلليجــي رغــم ضعــف‬ ‫النظــام اإلقليمــي العربــي؟‬

‫التكتالت اإلقليمية واألمن القومي‬ ‫شــهدت العقــود األخيــرة ظاهــرة التكتــات اإلقليميــة والدوليــة‪،‬‬ ‫ويغلــب علــى هــذه التكتــات الصفــة االقتصاديــة‪ ،‬ورغــم أن اجلامعــة‬ ‫العربيــة مــن أقــدم التكتــات وتشــكلت عــام ‪1945‬م‪ ،‬مــع تاســيس‬ ‫هيئــة األمم املتحــدة فــإن اإلجنــازات ال تصــل إلــى حتقيــق األمــن‬ ‫القومــي العربــي وحمايــة أمــن اخلليــج العربــي وهــذا مــا ســمح‬ ‫للــدول األجنبيــة الدوليــة واإلقليميــة بالتدخــل يف املنطقــة العربيــة‬ ‫والتدخــل يف شــؤونها‪ ،‬ولــذا فهنــاك حاجــة لترتيــب النظــام اإلقليمــي‬ ‫العربــي ويتحقــق مــن خــال التكامــل يف املنطقــة العربيــة ‪ ،‬ودول‬ ‫اخلليــج العربــي متلــك مــن اإلمكانيــات االقتصاديــة ألن تكــون رائــدة‬ ‫يف التعــاون العربــي مــن خــال االســتثمارات يف الــدول العربيــة‬ ‫وخاصــة التــي تعانــي مــن أزمــات اقتصاديــة‪ ،‬وقــد حققــت ً‬ ‫بعضــا مــن‬ ‫ذلــك فيمــا حــدث مــن تطــورات بعــد الربيــع العربــي ‪2011‬م‪ ،‬فقــد‬ ‫قدمــت دول اخلليــج وعلــى رأســها اململكــة العربيــة الســعودية الدعــم‬ ‫االقتصــادي ملصــر وكذلــك اإلمــارات العربيــة كمــا قدمــت هــذه الدعــم‬ ‫املالــي لليمــن والســودان مــن حتقيــق االســتقرار السياســي بســبب‬ ‫األوضــاع االقتصاديــة الصعبــة التــي تلــت أحــداث الربيــع العربــي ‪.‬‬ ‫إن األمــن مبعنــاه الشــامل ال يقتصــر علــى األمن العســكري‪ ،‬بل يشــمل‬ ‫األمــن االقتصــادي واألمــن االجتماعــي والثقــايف والبيئــي وغيرهــا‬ ‫مــن مجــاالت لتحقيــق مــا يســمى بدولــة الرفاهيــة التــي تســعى لهــا‬ ‫الــدول‪ ،‬فتحقيــق دولــة الرفاهيــة هــي غايــة الــدول وبذلــك حتقــق‬ ‫االســتقرار السياســي واالجتماعــي‪ ،‬ومــع انتشــار جائحــة كوفيــد‪،-19‬‬

‫ســاءت األحــوال االقتصاديــة وتراجعــت الســياحة وانتشــرت البطالــة‬ ‫وتقلصــت عائــدات املشــاريع اإلنتاجيــة‪ ،‬وهــذا يتطلــب تكامــل عربــي‬ ‫مــن أجــل التعــاون يف حــل هــذه املشــكالت‪ ،‬والتعــاون يف املجــاالت‬ ‫االقتصاديــة والسياســية يــؤدي لتجــاوز هــذه األزمــة خاصــة يف ظــل‬ ‫تراجــع الدعــم االقتصــادي مــن الــدول الصناعيــة للــدول الناميــة‪،‬‬ ‫وإذا أخذنــا التكتــات اإلقليميــة مــن آســيان واالحتــاد األوروبــي‬ ‫وتكتــل حــوض البحــر األســود ومنظمــة شــنغهاي للتعــاون ومنظمــة‬ ‫آيبــاك‪ ،‬فهــذه تكتــات تتجــاوز اخلالفــات السياســية واأليديولوجيــة‬ ‫واملصلحــة القوميــة هــي وراء هــذه التكتــات‪ ،‬والعالــم العربــي‬ ‫متجانــس حضار ًيــا وتاريخ ًيــا وثقاف ًيــا ولغو ًيــا ولذلــك تتوفــر فيــه‬ ‫كل عناصــر التعــاون ويحتــاج لــإرادة السياســية حلــل اخلالفــات‬ ‫السياســية واحلــروب األهليــة ســواء يف ليبيــا واليمــن والعــراق وهــذه‬ ‫تهــدد األمــن القومــي بشــكل عــام واألمــن اخلليجــي‪ ،‬خاصــة قضيــة‬ ‫اليمــن والعــراق املجــاورة جغرافيــا للخليــج‪ ،‬وهــذا يحتــاج إلــى موقــف‬ ‫عربــي موحــد ومســؤولية الــدول العربيــة ألن فشــل هــذه الــدول التــي‬ ‫تتعــرض للصراعــات يســهل التدخــل اخلارجــي ويســتنزف ميزانيــة‬ ‫الــدول ألنــه يســاعد علــى ســباق التســلح أو مــا يطلــق عليــه معضلــة‬ ‫األمــن ‪.‬‬

‫التحدي الداخيل أخطر من الخارجي‬ ‫إن التحديــات الداخليــة يف الــدول العربيــة هــي األخطــر مــن التحــدي‬ ‫اخلارجــي ألنهــا تكــون وســيلة وذريعة للتدخل األجنبي‪ ،‬فاملســاعدة يف‬ ‫حتقيــق املصاحلــة يف ليبيــا ضــرورة لألمــن القومــي العربــي‪ ،‬وللــدول‬ ‫العربيــة ســواء يف منطقــة اخلليــج أو دول جــوار ليبيــا‪ ،‬وحتتــاج إلــى‬ ‫دور عربــي يف عمليــة املصاحلــة‪ ،‬ولعــل تقســيم ليبيــا يشــكل نقطــة‬ ‫عــدم اســتقرار وهــي دولــة مهمــة علــى حــوض البحــر املتوســط ودو‬ ‫لــة بتروليــة‪ ،‬فوحــدة ليبيــا مــن صميــم األمــن القومــي العربــي‪ ،‬ومــا‬ ‫يحــدث يف اليمــن تغلغلــت إيــران لتهديــد األمــن اخلليجــي ويحتــاج‬ ‫موقــف عربــي موحــد ملعاجلــة هــذه القضيــة وتعانــي تونــس مــن عــدم‬ ‫اســتقرار سياســي حتتــاج مســاعدة الــدول اخلليجيــة وبالفعــل تســهم‬

‫األم ــن القوم ــي العرب ــي متراب ــط ومتداخ ــل وأم ــن الخلي ــج مرتب ــط‬ ‫بأم ــن ال ــدول العربي ــة فهن ــاك تداخ ــل اس ــتراتيجي واعتم ــاد متب ــادل‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪163‬‬ ‫يــوليـــــــــو ‪2021‬‬

‫‪79‬‬

‫ملف العدد‬

‫التعــاون الخليجــي ـ العربــي يحقــق االســتقرار والرفاهيــة واألمــن الجماعــي‬

‫المنطقة بحاجة لـ (لناتو ومارشال) لتثبيت‬ ‫األمن ومواجهة المخاطر اإلقليمية‬ ‫حتتــل دول مجلــس التعــاون اخلليجــي مكانــة حيويــة يف األمــن القومــي العربــي‪ ،‬فهــي حتتــل موق ًعــا اســتراتيج ًيا مه ًمــا تشــرف‬ ‫علــى خطــوط التجــارة الدوليــة مضيــق هرمــز يف اخلليــج العربــي والبحــر األحمــر الــذي يربــط أوروبــا وإفريقيــا وآســيا مــن‬ ‫خــال قنــاة الســويس‪ ،‬كمــا أن دول املجلــس لديهــا احتياطــي البتــرول والغــاز الطبيعــي ويتدفــق البتــرول إلــى آســيا الصــن‬ ‫واليابــان وأوروبــا‪ ،‬فهــي تتوفــر لهــا الثــروة واملوقــع االســتراتيجي والتجانــس الســكاني‪ ،‬فــدول املجلــس متجانســة العــادات‬ ‫والتقاليــد واألنظمــة السياســية‪ ،‬ولذلــك فــإن مجلــس التعــاون اخلليجــي أول تكتــل يف الــدول العربيــة يحقــق جناح ـاً رغــم‬ ‫بعــض اخلالفــات السياســية أحيا ًنــا بــن أعضائــه‪ ،‬وقــوة املجلــس أن خالفاتــه حتــل مــن داخلــه‪ ،‬ولذلــك يســهم املجلــس‬ ‫يف األمــن القومــي العربــي بــدوره السياســي واالقتصــادي يف العالقــات العربيــة مــن خــال االســتثمارات واملســاعدات‬ ‫االقتصاديــة وحمــل القضايــا العربيــة والدفــاع عنهــا والوســاطة يف اخلالفــات العربيــة كمــا حــدث يف لبنــان والســودان‬ ‫والصومــال ودعــم اســتقرار الــدول العربيــة‪.‬‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫األمن العربي –الخليجي‪ :‬اعتماد متبادل استراتيجي‬ ‫وإذا كانت دول املجلس تتميز باألهمية االقتصادية واالســتراتيجية‪،‬‬ ‫فاألمــن القومــي العربــي مترابــط ومتداخــل‪ ،‬فأمــن اخلليــج العربــي‬ ‫مرتبــط بأمــن الــدول العربيــة كمــا يرتبــط أمــن الــدول العربيــة باألمــن‬ ‫اخلليجــي‪ ،‬فهنــاك تداخــل اســتراتيجي واعتمــاد متبــادل اســتراتيجي‪،‬‬ ‫فتماســك النظــام اإلقليمــي العربــي لــه انعكاســاته علــى أمــن اخلليــج‬ ‫خاصــة واألمــن العربــي عامــة‪ ،‬وضعــف النظــام اإلقليمــي العربــي‬ ‫شــجع القــوى اإلقليميــة للتدخــل يف املنطقــة العربيــة‪ ،‬كمــا يحــدث‬ ‫التدخــل األجنبــي يف ســوريا والعــراق وليبيــا وهــي دول محوريــة يف‬ ‫األمــن القومــي العربــي ولهــا دور يف أمــن اخلليــج يف فتــرات ســابقة‪،‬‬ ‫فقــد كان العــراق البوابــة العربيــة ملواجهــة إيــران ‪ ،‬وســوريا كان لهــا‬ ‫دور يف فتــرات ســابقة يف املســاهمة بأمــن اخلليــج كمــا حــدث عنــد‬ ‫االحتــال العراقــي للكويــت ‪1990‬م‪.‬‬ ‫وعندمــا تأسســت اجلامعــة العربيــة عــام ‪1945‬م‪ ،‬مت توقيــع اتفاقيــة‬

‫الدفــاع العربــي املشــترك عــام ‪1950‬م‪ ،‬ورغــم عــدم تفعيلهــا بشــكل‬ ‫رئيــس إال أن الــدول العربيــة كان لهــا دور مشــترك يف القضايــا‬ ‫العربيــة‪ ،‬فقــد كان شــعار مــن احمليــط الهــادر إلــى اخلليــج الثائــر علــى‬ ‫مســتوى الوطــن العربــي الســتقالل بعــض دول املجلــس عــام ‪1971‬م‪،‬‬ ‫ودخولهــا اجلامعــة العربيــة‪ ،‬كمــا أســهمت دول املجلــس بالدعــم املالــي‬ ‫للــدول التــي تعرضــت للعــدوان اإلســرائيلي يف حــرب ‪1967‬م‪ ،‬وكان‬ ‫موقــف الســعودية حاســ ًما يف مؤمتــر اخلرطــوم بإنهــاء اخلالفــات‬ ‫العربيــة والدعــم املالــي لــدول املواجهــة ويف حــرب أكتوبــر ‪1973‬م‪،‬‬ ‫اســتعملت اململكــة العربيــة الســعودية ســاح البتــرول ضــد الــدول‬ ‫املؤيــدة للعــدوان اإلســرائيلي‪ ،‬حيــث مت تخفيــض اإلنتــاج ورفــع أســعار‬ ‫البتــرول للضغــط علــى الــدول الغربيــة وخاصــة الواليــات املتحــدة‪،‬‬ ‫كمــا أرســلت مصــر عــام ‪1990‬م‪ ،‬عندمــا احتــل النظــام العراقــي‬ ‫الكويــت حوالــي ‪ 35‬ألــف جنــدي للمشــاركة يف التحريــر وكذلــك‬ ‫ســوريا ‪ 14‬ألــف جنــدي واملغــرب ‪ 13‬ألــف جنــدي‪ ،‬وكان الرئيــس بــوش‬

‫وزير خارجية الكويت‪:‬‬ ‫االقتصاد والتجارة أساس‬ ‫استراتيجية العقد الخامس‬ ‫لمجلس التعاون‬

‫األمين العام لمجلس التعاون ‪:‬‬ ‫مبادرات وبرامج ترتكز عى ‪3‬‬ ‫محاور للعقد الخامس للمجلس‬

‫العــــــدد ‪163‬‬ ‫يــوليـــــــــــــــو ‪2021‬‬

‫ﻣﻦ ا‪$‬ﳒﺎز‬

‫ملف العدد‬ ‫‪ 40‬عا ًم ـا عـى تأسـيس مجلس التعاون الخليجي‪ :‬اإلنجـازات والطموحات‬ ‫▀ "االتح ــاد" الخليج ــي الم ــاذ األق ــوى لحماي ــة مصال ــح الخلي ــج و"التع ــاون " أنج ــز مهمت ــه‬ ‫▀ األم ــن الجماع ــي أفض ــل أش ــكال ال ــردع م ــع ترقي ــة التس ــليح بـــ "المس ــيرات والبالس ــتية"‬ ‫▀ تطــور التشــريعات والبنيــة النوويــة الســعودية ودول الخليــج محتاجــة الطاقــة النوويــة‬ ‫▀"نيـــوم" أكبـــر مشـــروع عالمـــي للتكامـــل الخليجـــي يف العلـــوم والتكنولوجيـــا واالبتـــكار‬ ‫▀ العملــة الموحــدة تعــزز التنافســية واالتحــاد النقــدي الخليجــي آليــة لبنــاء اقتصــاد مشــترك‬

‫ﻟﻠﻤﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣــﺎت او‬

‫ﻟﻼﺷــﺘﺮاك ‪www.grc.net :‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪162‬‬ ‫يونيـــــــــو ‪2021‬‬

‫‪99‬‬

‫ملف العدد‬

‫‪ 86‬ملي ــار دوالر الق ــروض الصيني ــة إلفريقي ــا يف س ــت س ــنوات كق ــروض‬ ‫تجاري ــة بمع ــدل ‪ 6‬ملي ــارات س ــنوياً‬ ‫العالقــة مــع إســرائيل تفتــح لهــا أبــواب واشــنطن‪.‬‬ ‫إن أحــد األهــداف االســتراتيجية اإلســرائيلية‪ ،‬أن يبقــى البحــر‬ ‫األحمــر بحيــرة غيــر عربيــة‪ ،‬ولــذا وطــدت عالقتهــا مــع إرتيريــا مــن‬ ‫أجــل إقامــة محطــات جتســس فيهــا‪ ،‬كمــا تاريخ ًيــا لهــا عالقــات قويــة‬ ‫مــع إثيوبيــا واالســتثمار يف مشــاريع الســدود علــى منابــع النيــل وزودت‬ ‫إثيوبيــا باملهندســن واخلبــراء وكانــت وراء مشــروع الســدود اإلثيوبيــة‬ ‫وخاصــة ســد النهضــة‪ ،‬فاهتمــام إســرائيل بالقــرن اإلفريقــي وحــوض‬ ‫النيــل ألهميتهمــا االســتراتيجية كمــا تعــزز نفوذهــا يف وســط القــارة‬ ‫كمــا يف الكنغــو وموزمبيــق حيــث أقامــت عالقــة مــع أتبــاع الكنيســة‬ ‫اإلجنليكانيــة" تنظيــم بيــت إيل‪-‬مســيحيون مــن موزمبيــق مــن أجــل‬ ‫إســرائيل خلدمــة مصالهــا والتحريــض علــى العــرب واملســلمني‪.‬‬

‫األمن القومي يف ظل التنافس الدويل‬

‫يعتبــر عقــد اخلمســينيات مــن القــرن املاضــي وحتــى حــرب أكتوبــر‬ ‫‪1973‬م‪ ،‬العقــد الذهبــي للعالقــات العربيــة ـــــ اإلفريقيــة‪ ،‬فقــد‬ ‫كانــت القاهــرة قلعــة حــركات التحــرر اإلفريقــي‪ ،‬مــن تأييــد الثــورة‬ ‫اجلزائريــة إلــى دعــم الثــوار األفارقــة للتحــرر مــن االســتعمار الغربــي‪،‬‬ ‫فاســتقبلت الزعيــم الغانــي كوامــي نكرومــا وحتــى تــزوج فتــاة مصرية‪،‬‬ ‫وشــاركت مصــر يف القــوات الدوليــة يف الكنغــو وكان قائــد كتيبــة‬ ‫املظــات املصريــة الفريــق ســعد الديــن الشــاذلي ‪1960‬م‪ ،‬وكان‬ ‫برتبــة عقيــد‪ ،‬واســتطاع الشــاذلي تهريــب عائلــة لومومبــا واســتقبلوا‬ ‫يف القاهــرة بحفــاوة عاليــة‪ ،‬ولذلــك كان ملصــر تأثيــر قــوي حجــم‬ ‫الــدور اإلثيوبــي التــي كانــت إســرائيل حســب اســتراتيجة األطــراف‬ ‫تعــول عليــه حملاصــرة النفــوذ املصــري يف القــارة‪ ،‬ويف عــام ‪1973‬م‪،‬‬ ‫تراجــع الــدور اإلســرائيلي يف القــارة حلــد قطــع الــدول اإلفريقيــة‬ ‫العالقــة مــع إســرائيل أو جتميدهــا باعتبارهــا دولــة عدوانيــة حتتــل‬ ‫أراضــي الغيــر مبــا فيهــا مناطــق إفريقيــة باعتبــار األرض املصريــة‬ ‫ســيناء حتــت االحتــال‪ ،‬ولكــن فيمــا بعــد اتفاقيــة كامــب ديفيــد مــع‬ ‫مصــر اســتغلتها إســرائيل لعــودة عالقاتهــا‪ ،‬كمــا أن االهتمــام العربــي‬ ‫بإفريقيــا تراجــع وهــي نقطــة ســلبية يف العالقــات مــع إفريقيــا‪.‬‬ ‫وســاهمت اململكــة العربيــة الســعودية بــدور هــام يف دعــم العالقــة مــع‬ ‫الــدول اإلفريقيــة وبنــاء البنــى التحتيــة مــن حيــث إقامــة املــدارس‬ ‫واملســاهمة يف بنــاء املستشــفيات واملراكــز الثقافيــة واملنــح الدراســية‬ ‫للطلبــة األفارقــة يف اجلامعــات الســعودية وزيــادة التبــادل التجــاري‬ ‫مــع الــدول اإلفريقيــة حيــث بلــغ عــام ‪2014‬م‪ ،‬حوالــي ‪ 18.2‬مليــار‬ ‫دوالر كمــا أســهمت يف حــل النزاعــات يف القــارة كمــا حــدث يف‬ ‫املصاحلــة اإلرتيريــة اإلثيوبيــة برعايــة الســعودية ســبتمبر ‪2018‬م‪،‬‬ ‫واملصاحلــة بــن األطــراف الصوماليــة املتنازعــة عــام ‪2007‬م‪،‬‬

‫وترتبــط اململكــة بعالقــات دبلوماســية مــع ‪ 43‬دولــة إفريقيــة ‪ ،‬ويف‬ ‫مجــال العــون اإلنســاني تأتــي يف املرتبــة األولــى يف العالــم مبــا تقدمــه‬ ‫مــن مســاعدات خارجيــة نســبة إلــى إجمالــي النــاجت القومــي حيــث‬ ‫ظلــت لســنوات تقــدم ‪ %4‬مــن ناجتهــا القومــي اإلجمالــي‪ ،‬وكانــت‬ ‫الــدول اإلفريقيــة يف مقدمــة املســتفيدين وجتــاوزت القــروض‬ ‫اإلمنائيــة للقــارة التــي قدمتهــا اململكــة حتــى نهايــة ‪2017‬م‪ ،‬املليــار‬ ‫دوالر ‪.‬‬ ‫إن وجــود الــدول الغربيــة وإســرائيل يف إفريقيــا يشــكل تهديــدًا‬ ‫للمصالــح العربيــة يف القــارة الســواء علــى املســتوى السياســي أو‬ ‫االقتصــادي واألمنــي‪ ،‬كمــا أن إيــران منافــس قــوي للــدول العربيــة‬ ‫الســنية‪ ،‬ويف ظــل بنــاء ســد النهضــة وتهديــده لألمــن القومــي العربــي‬ ‫فاحلاجــة ملحــة الســتراتيجية عربيــة للعمــل يف القــارة اإلفريقيــة‬ ‫ثقاف ًيــا وسياسـ ًيا واقتصاد ًيــا‪ ،‬فالــدول اإلفريقيــة لهــا صــوت مهــم يف‬ ‫األمم املتحــدة تســتغله إســرائيل‪ ،‬فعلــى ســبيل املثــال عارضــت توغــو‬ ‫قــرار اجلمعيــة العامــة لــأمم املتحــدة يف ديســمبر ‪2017‬م‪ ،‬والــذي‬ ‫يدعــو واشــنطن لســحب قرارهــا بنقــل الســفارة األمريكيــة للقــدس‬ ‫وامتنعــت تســع دول إفريقيــة عــن التصويــت‪ ،‬وأعــادت تشــاد عالقاتهــا‬ ‫الدبلوماســية مــع إســرائيل لتطويــق دول املغــرب العربــي مــن اجلنوب‪،‬‬ ‫وحيــث أن ‪ %52‬مــن األفارقــة مســلمون و‪ 27‬دولــة إفريقيــة عضــو يف‬ ‫منظمــة التعــاون اإلســامي فهــذا عنصــر مهــم لصالــح الــدول العربيــة‬ ‫لتعزيــز نفوذهــا وضــم بعــض الــدول اإلفريقيــة مثــل تشــاد التــي لغتهــا‬ ‫الرســمية العربيــة وإرتيريــا للجامعــة العربيــة وإعــادة هيكلــة اجلامعــة‬ ‫لتقــوم بدورهــا عرب ًيــا وإفريق ًيــا خلدمــة األمــن القومــي العربــي‪،‬‬ ‫باإلضافــة إلــى زيــادة االســتثمار يف القــارة مــن قبــل الــدول الغنيــة‬ ‫والتبــادل التجــاري وتشــجيع منظمــات املجتمــع املدنــي واجلمعيــات‬ ‫اخليريــة للعمــل يف إفريقيــا مثــل بنــاء املســتوصفات الصحيــة‬ ‫واملــدارس وحفــر اآلبــار وتعليــم اللغــة العربيــة‪ ،‬فالقــارة اإلفريقيــة‬ ‫هــي العمــق االســتراتيجي للــدول العربيــة وكان النفــوذ العربــي هــو‬ ‫األقــوى قبــل دخــول االســتعمار األوروبــي وكانــت املمالــك اإلســامية‬ ‫اإلفريقيــة منتشــرة يف القــارة مــن الســودان شــر ًقا إلــى الســنغال غر ًبــا‬ ‫وتنتشــر الزوايــا الدينيــة عبــر هــذا االمتــداد اجلغــرايف‪.‬‬

‫* أستاذ العلوم السياسية يف جامعتي امللك عبد العزيز والحسني بن طالل سابقًا‬

‫‪98‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪162‬‬ ‫يونيـــــــــو ‪2021‬‬

‫الــى ‪ 16.6‬مليــار دوالر نفــس العــام‪ ،‬ومــن املتوقــع حســب التخطيــط‬ ‫التركــي أن يصــل حجــم التبــادل التجــاري إلــى ‪ 50‬مليــار دوالر ‪،‬‬ ‫ووقعــت تركيــا مــع ‪ 13‬دولــة إفريقيــة جتنــب االزدواج الضريبــي‬ ‫واتفاقيــة التجــارة احلــرة مــع خمســة دول أخــرى‪ ،‬وأفــاد الرئيــس‬ ‫أردوغــان يف أكتوبــر ‪2020‬م‪ ،‬أن قيمــة املشــاريع التركيــة املنجــزة يف‬ ‫إفريقيــا بلغــت نحــو ‪ 70‬مليــار دوالر وأن أكثــر مــن ‪ 100‬ألــف إفريقــي‬ ‫حصــل علــى فرصــة عمــل بفضــل االســتثمارات التركيــة يف القــارة‪،‬‬ ‫وخلدمــة اقتصادهــا عــززت تركيــا وجودهــا الدبلوماســي يف القــارة‬ ‫فبلــغ عــدد ســفاراتها يف القــارة ‪2020‬م‪ ،‬إلــى ‪ 42‬ســفارة مــع تأســيس‬ ‫مكاتــب لالستشــارات التجاريــة يف ‪ 26‬دولــة؟‬ ‫واهتمــت تركيــا ً‬ ‫أيضــا باجلانــب الثقــايف بافتتــاح املراكــز الثقافيــة‬ ‫وتقــدمي املنــح الدراســية للــدول اإلفريقيــة فقــد قدمــت عــام ‪2015‬م‪،‬‬ ‫‪ 3500‬منحــة للطلبــة األفارقــة باإلضافــة للمنــح يف الســنوات‬ ‫الســابقة‪ ،‬كمــا تعمــل مؤسســات املجتــع املدنــي يف بعــض دول القــارة‬ ‫وكذلــك اخلطــوط اجلويــة التركيــة يف ‪ 28‬بلــداً إفريقيــا مــن خــال‬ ‫‪ 42‬نقطــة‪.‬‬ ‫وقــام الرئيــس التركــي بزيــار لــدول غــرب إفريقــا يف ينايــر ‪2020‬م‪،‬‬ ‫حيــث زار الســنغال وغامبيــا واجلزائــر‪ ،‬وكان الهــدف االقتصــادي‬ ‫واضحــا مــن خــال الوفــد املرافــق الردوغــان‪ ،‬وتكــررت زيــارة الرئيــس‬ ‫ً‬ ‫التركــي للقــارة خــال الســنوات املاضيــة حتــى وصــل عــدد الــدول‬ ‫اإلفريقيــة التــي زارهــا إلــى ‪ 27‬دولــة إفريقيــة‪ .‬ويف تقريــر ملؤسســة‬ ‫إميــار ‪ IMMAR‬لألبحــاث واالستشــارات ومقرهــا يف باريــس‬ ‫أظهــر االســتطالع الــذي حمــل عنــوان (‪ ) Africaleads 2021‬أن‬ ‫صــورة فرنســا تتراجــع يف القــارة اإلفريقيــة يف الوقــت الــذي ارتقــت‬ ‫صــورة تركيــا يف القــارة اإلفريقيــة وعــزا التقريــر ذلــك إلــى زيــادة‬ ‫االســتثمارات التركيــة يف القــارة واإلعــان املســتمر لشــركة اخلطــوط‬ ‫اجلويــة التركيــة عــن وجهــات جديــدة لهــا يف القــارة‪ ،‬وباإلضافــة‬ ‫لألهــداف الســابقة فتعــول تركيــا علــى األصــوات اإلفريقيــة يف األمم‬ ‫املتحــدة واملنظمــات الدوليــة لعددهــا املؤثــر؟‬ ‫أمــا بالنســبة للعالقــات اإليرانيــة اإلفريقيــة‪ ،‬فاألهــداف اإليرانيــة‬ ‫تتمثــل يف العالقــات السياســية ونشــر املذهــب الشــيعي وجتــاوز‬ ‫احلصــار والعقوبــات التــي فرضتهــا عليهــا الــدول الغــر بيــة خاصــة‬ ‫الواليــات املتحــدة وإلــى حــد مــا االحتــاد األوروبــي‪ .‬إن إيــران ليســت‬ ‫لهــا القــوة الصناعيــة واألمــوال لالســتثمار االقتصــادي لتنافــس‬ ‫الــدول الغربيــة أو الصــن وتركيــا ولكــن تبقــى األصــوات اإلفريقيــة‬ ‫مهمــة إليــران يف املؤسســات الدوليــة وخاصــة األمم املتحــدة فأقامــت‬ ‫إيــران الســفارات واملراكــز الثقافيــة والبعثــات للطلبــة األفارقــة ـ‬ ‫فكانــت الســودان احملطــة الرئيســة بعــد انقــاب البشــير يف عــام‬ ‫‪1989‬م‪ ،‬فقــد زار الرئيــس هاشــمي رفســنجاني الســودان عــام ‪1991‬‬ ‫وعــام ‪1996‬م‪ ،‬كمــا زار الرئيــس محمــد خامتــي الســودان ‪2006‬م‪،‬‬ ‫وزيــارة محمــود أحمــدي جنــاد عامــي ‪ 2008‬و‪2011‬م‪ ،‬وتعتبــر إيــران‬ ‫الســودان مدخ ـ ً‬ ‫ا إلفريقيــا ولكــن العالقــات بينهمــا تبقــى متذبذبــة‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ألن السياســة الســودانية برجماتيــة بســبب حاجــة الســودان للعــون‬ ‫العســكري والسياســي واملالــي بفعــل احلصــار والعقوبــات عليــه‬ ‫ووضعــه يف قائمــة الــدول الراعيــة لإلرهــاب‪.‬‬ ‫أمــا احملطــة الثانيــة إليــران فهــي نيجيريــا ألهميتهــا االســتراتيجية‬ ‫وأكبــر دولــة إفريقيــة ويشــكل املســلمون ‪ %55‬مــن الســكان معظمهــم‬ ‫يف الشــمال فأسســت املراكــز الثقافيــة واملســاجد لنشــر املذهــب‬ ‫الشــيعي‪ ،‬وبالفعــل حققــت شــيئاً مــن النجــاح يف تشــييع عــدد‬ ‫مــن النيجيريــن‪ ،‬ويعتبــر إبراهيــم زكزاكــي أبــرز املوالــن إليــران‬ ‫يف نيجيريــا وقــد تخــرج مــن جامعــة أحمــد بيلــو ولكــن احلكومــة‬ ‫النيجيريــة وضعــت حــداً حملاولــة التشــيع عندمــا حــاول زكزاكــي‬ ‫استنســاخ ظاهــرة حــزب اهلل بتشــكيل جماعــة شــيعية مســلحة‬ ‫واتهامــه مبحاولــة اغتيــال رئيــس األركان توكــور يوســف ‪2015‬م‪ ،‬ممــا‬ ‫أدى لرفــض الوجــود اإليرانــي وفتــور العالقــات اإليرانيــة النيجيريــة ‪.‬‬ ‫انتهــزت إيــران الفــراغ الثقــايف واالجتماعــي والسياســي الــذي أحدثــه‬ ‫البعــد العربــي عــن الســاحة اإلفريقيــة فاســتغلت شــعار "نصــرة‬ ‫املســتضعفني" للتغلغــل يف القــارة ولكنهــا نحجــت بدايــة يف الســودان‬ ‫ونيجيريــا ولكنهــا فيمــا بعــد تراجــع نفوذهــا يف البلديــن ؟؟‬

‫إسرائيل يف القارة اإلفريقية لمواجهة النفوذ العربي‬

‫تبنــت إســرائيل منــذ إنشــائها اســتراتيجية األطــراف‪ ،‬فحــاول بــن‬ ‫غوريــون أول رئيــس وزراء إلســرائيل جتــاوز املقاطعــة العربيــة بإقامــة‬ ‫عالقــة مــع إيــران الشــاه وتركيــا الكماليــة وإثيوبيــا هيالسالســي‪،‬‬ ‫كانــت العالقــات الدبلوماســية مــع إثيوبيــا ملواجهــة النفــوذ املصــري يف‬ ‫القــارة‪ ،‬وكان الهــدف منــذ البدايــة ميــاه نهــر النيــل إلضعــاف مصــر‬ ‫بتشــجيع إســرائيل الثيوبيــا إلقامــة الســدود علــى النيــل‪ ،‬فإضعــاف‬ ‫مصــر هــدف اســتراتيجي إلســرائيل منــذ عقــد اخلمســينيات ورغــم‬ ‫اتفــاق كامــب ديفيــد ‪1979‬م‪ ،‬اســتمرت يف اســتراتيجيتها‪ ،‬ويف رســالة‬ ‫بــن غوريــون للرئيــس األمريكــي أيزنهــاور عــام ‪1958‬م‪ ،‬إن اجلهــد‬ ‫اإلســرائيلي إلضعــاف الــدول العربيــة ينبغــي أال يحشــد علــى خطــوط‬ ‫املواجهــة فقــط مــع دول املواجهــة‪ ،‬بــل يجــب أن ينتشــر ليصــل إلــى‬ ‫قلــب الــدول اإلفريقيــة التــي ميكــن أن تصبــح دول دعــم وإســناد‪.‬‬ ‫ســعت إســرائيل لكســب الــدول اإلفريقيــة جنــوب الصحــراء‪ ،‬فهنــاك‬ ‫‪ 48‬دولــة تقيــم ‪ 40‬دولــة منهــا عالقــات دبلوماســية مــع إســرائيل‪،‬‬ ‫وعشــر دول تتبــادل الســفارات معهــا‪ ،‬وتــرى الوكالــة اإلســرائيلية‬ ‫للتعــاون الدولــي (‪ )MASHAV‬جــدوى االســتثمار يف العالقــات مــع‬ ‫إفريقيــا وينعكــس ذلــك يف التصويــت علــى القــرارات املهمــة يف األمم‬ ‫املتحــدة‪ ،‬ألن كســب الــدول جنــوب الصحــراء يضمــن أغلبيــة مســاندة‬ ‫إلســرائيل يف األمم املتحــدة‪ .‬وتــرى إســرائيل أن تطورهــا العلمــي ويف‬ ‫صناعــة الســايبر والتكونولوجيــا عاليــة التطــور والــذكاء الصناعــي‬ ‫يجعــل إفريقيــا ســوقاً مهمــة وخاصــة يف مجــال صناعــة التجســس‬ ‫وشــركات األمــن‪ ،‬كمــا تعتقــد دول إفريقيــة مثــل توغــو وروانــدا‬ ‫وبورونــدي وجنــوب الســودان والكمــرون والكنعــو الدميقراطيــة أن‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫اإلرهابيــة واملتطرفــة‪ ،‬ومتثــل يف تشــكيل القيــادة العســكرية‬ ‫األمريكيــة إلفريقيــا( ‪،)U.S. Africa CommaAFRICOM‬‬ ‫أكتوبــر ‪2007‬م‪ ،‬يف عهــد الرئيــس بــوش األبــن‪ ،‬وســعت الواليــات‬ ‫املتحــدة للقواعــد العســكرية فيوجــد حوالــي ‪ 7000‬جنــدي أمريكــي‬ ‫يف القــارة اإلفريقيــة تتــوزع يف عــدة دول كمــا يف أوغنــده وجنــوب‬ ‫الســودان‪ ،‬الســنغال‪ ،‬النيجــر‪ ،‬الغابــون‪ ،‬الكمــرون‪ ،‬بوركينــا فاســو‬ ‫والكنغــو‪ ،‬وتشــارك القــوات األمريكيــة يف مثلــث الســاحل مالــي‬ ‫والنيجــر وموريتانيــا حيــث اجلماعــات املتطرفــة مثــل بوكوحــرام‬ ‫كمــا توجــد قــوات يف شــرق إفريقيــا كمــا تقــوم الطائــرات األمريكيــة‬ ‫يف مطــاردة حركــة الشــباب يف الصومــال‪ ،‬كمــا يوجــد ‪ 2000‬جنــدي‬ ‫أمريكــي يقومــون مبهمــة التدريــب يف أربعــن دولــة إفريقيــة‪ ،‬واهتمــام‬ ‫الواليــات املتحــدة باجليــش يف الــدول اإلفريقيــة محاولــة الختــراق‬ ‫هــذه اجليــوش يف حالــة االنقالبــات العســكرية يف حالــة حتقيــق‬ ‫املصالــح األمريكيــة إذا اســتعصى علــى النظــام السياســي خدمــة‬ ‫الواليــات املتحــدة كمــا حــدث يف الكونغــو لباتــرس لوممبــا ويف غانــا‬ ‫للرئيــس كوامــي نكرومــا‪.‬‬ ‫لقــد أصبحــت الواليــات املتحــدة مهووســة مبحاربــة اإلرهــاب بعــد‬ ‫تفجيــر تنظيــم القاعــدة لســفارتي الواليــات املتحــدة يف تنزانيــا‬ ‫وكينيــا ‪1998‬م‪ ،‬وأحــداث ‪ 11‬ســبتمبر ‪2001‬م‪ ،‬أمــا الثــروات املعدنيــة‬ ‫والبتــرول فبعــض الشــركات األمريكيــة اســتثمرت يف البتــرول كمــا‬ ‫يف أجنولــة ولكــن لــم تعــد واشــنطن بحاجــة للبتــرول كمــا كانــت‬ ‫يف احلــرب البــاردة‪ ،‬وأصبحــت واشــنطن يف بدايــة القــرن احلــادي‬ ‫والعشــرين مهتمــة باحملــور اآلســيوي– الهــادي‪ ،‬وتبقــى القــوة الصلبــة‬ ‫هــي أســاس السياســة األمريكيــة يف إفريقيــا‪.‬‬ ‫وباالضافــة للواليــات املتحــدة‪ ،‬فــإن فرنســا لهــا تاريــخ طويــل مــن‬ ‫االســتعمار يف القــارة اإلفريقيــة ولهــا وجــود عســكري يف جيبوتــي‬ ‫املســتعمرة الفرنســية التــي اســتقلت عــام ‪1977‬م‪ ،‬تضــم أكبــر قاعــدة‬ ‫عســكرية فرنســية فيهــا حوالــي ‪ 1450‬جنــدي فرنســي ـ والوجــود‬ ‫الفرنســي يقــوم علــى معاهــدة الدفــاع بــن البلديــن التــي عقــدت يف‬ ‫ديســمبر ‪2011‬م‪ ،‬ويتركــز النفــوذ الرنســي ً‬ ‫أيضــا يف منطقــة الســاحل‪،‬‬ ‫الغــرب اإلفريقــي وتشــارك بشــكل فعــال يف محاربــة اجلماعــات‬ ‫املتطرفــة التــي تهــدد مالــي والنيجــر وتشــاد وهــي تاريخيــا مناطــق‬ ‫نفــوذ فرنســي‪ ،‬وال شــك أن لفرنســا مصالــح اقتصاديــة يف إفريقيــا‬ ‫ولهــا تاريــخ ثقــايف مــن خــال اســتعمال اللغــة الفرنســية كلغــة رســمية‬ ‫يف بعــض الــدول اإلفريقيــة‪.‬‬ ‫ويوجــد ألملانيــا قــوات عســكرية يف القاعــدة الفرنســية يف جيبوتــي‬ ‫منــذ ‪2001‬م‪ ،‬للمســاهمة يف محاربــة القرصنــة يف احمليــط الهنــدي‬ ‫والقــرن اإلفريقــي‪ ،‬كمــا تشــارك بطائــرات اســتطالع ومراقبــة‪ ،‬فهــي‬ ‫دولــة صناعيــة لهــا مصالــح جتاريــة ويهمهــا حمايــة خطــوط املالحــة‬ ‫البحريــة يف منطقــة القــرن اإلفريقــي‪.‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪162‬‬ ‫يونيـــــــــو ‪2021‬‬

‫‪97‬‬

‫ملف العدد‬

‫وكمــا لفرنســا تاريــخ اســتعماري ووجــود حال ًيــا يف القــارة‪ ،‬فبريطانيــا‬ ‫لهــا ً‬ ‫أيضــا قــوات يف جيبوتــي‪ ،‬وأرســلت قــوات ملراقبــة اخلطــر التــي‬ ‫يتعــرض لــه بــاب املنــدب مــن خــال ســيطرة احلوثــي علــى صنعــاء‪،‬‬ ‫ولهــا خمســة قواعــد يف مســتعمرتها الســابقة كينيــا تضــم ‪400‬‬ ‫جنــدي بريطانــي للتدريــب وقــوة رمزيــة بريطانيــة للمشــاركة يف مهــام‬ ‫التدريــب واملراقبــة واالســتخبارات‪ ،‬ولبريطانيــا عالقــة مــع الصومــال‬ ‫فتــرة االســتعمار عندمــا ٌقســمت الصومــال إلــى نفــوذ بريطانــي‬ ‫وإيطالــي وفرنســي‪.‬‬ ‫ويف ظــل محاربــة القرصنــة‪ ،‬تعهــدت اليابــان ‪2009‬م‪ ،‬باملشــاركة يف‬ ‫هــذه احلــرب بســفن بحريــة وطائــرات مــن القاعــدة األمريكيــة يف‬ ‫جيبوتــي‪ ،‬وإنشــاء قاعــدة عســكرية‪ ،‬وألول مــرة اليابــان تقيــم قاعــدة‬ ‫عســكرية باخلــارج بعــد احلــرب العامليــة الثانيــة وحتــاول اليابــان‬ ‫التــوازن مــع الوجــود الصينــي يف جيبوتــي‪.‬‬ ‫وإثــر الوجــود الصينــي يف إفريقيــا‪ ،‬حتركــت الهنــد لتعزيــز وجودهــا‬ ‫يف احمليــط الهنــدي كــرد فعــل علــى وجــود االســطول الصينــي‪ ،‬فالهند‬ ‫عــززت وجودهــا يف شــمال احمليــط الهنــدي وبالقــرب مــن مضيــق‬ ‫هرمــز ويف جــزر سيشــل ومدغشــقر وجنــوب احمليــط الهنــدي وتســعى‬ ‫لبنــاء محطــات علــى طــول طريــق احمليــط الهنــدي حلمايــة خطوطهــا‬ ‫البحريــة‪ .‬وأعلنــت رغبتهــا يف إقامــة ‪ 32‬محطــة رادار للمراقبــة يف‬ ‫سيشــيل وموريشــيوس واملالديــف‪ ،‬واتفــق رئيــس وزراء الهنــد مــودي‬ ‫مــع رئيــس سيشــيل للتعــاون يف بنــاء قاعــدة عســكرية باجلزيــرة‪.‬‬ ‫وجنــد أن الــدول الغربيــة يغلــب علــى وجودهــا يف القــارة اإلفريقيــة‬ ‫طابــع القــوة الصلبــة‪ ،‬ودول شــرق آســيا كمــا هــو احلــال بالنســبة‬ ‫للصــن واليابــان والهنــد ألهدافهــا االقتصاديــة واحملافظــة علــى‬ ‫خطــوط التجــارة واالســتثمارات والتبــادل التجــاري مــع القــارة‬ ‫اإلفريقيــة‪ ،‬وتأتــي الصــن يف قمــة هــذه الــدول الغربيــة والشــرقية يف‬ ‫أهدافهــا االقتصاديــة التبــادل التجــاري واالســتثمارات والتنقيــب عــن‬ ‫املعــادن والطاقــة وبنــاء البنيــة التحتيــة‪.‬‬

‫تركيا وإيران بين األهداف االقتصادية واأليديولوجيا‬

‫أخــذت تركيــا اهتمام ـاً قويــا ً بالقــارة اإلفريقيــة‪ ،‬وكانــت أول ســفارة‬ ‫لتركيــا افتتحــت عــام ‪1926‬م‪ ،‬ورغــم طــول الفتــرة إال أن العالقــات‬ ‫لــم تتطــور إال يف عهــد حــزب العدالــة والتنميــة لتوفيــر األســواق‬ ‫التجاريــة واالســتثمار للشــركات التركيــة‪ ،‬فاملجــال االقتصــادي يأتــي‬ ‫الهــدف األول للوجــود التركــي يف إفريقيــا‪ ،‬فأهتمــت بشــرق إفريقيــا‬ ‫بالصومــال والســودان حيــث ســاعدت يف تطويــر جزيــرة ســواكن‬ ‫التاريخيــة‪ ،‬وكذلــك قدمــت املســاعدات للصومــال بفتــح املشــاريع‬ ‫التنمويــة وتدريــب اجليــش الصومالــي‪ .‬كان حجــم التبــادل التجــاري‬ ‫بــن إفريقيــا وتركيــا عــام ‪2002‬م‪ ،‬ثالثــة مليــارات دوالر ووصلــت عــام‬ ‫‪2019‬م‪ ،‬إلــى ‪ 26.2‬مليــار دوالر ‪ ،‬وصــادرات تركيــا للقــارة وصلــت‬

‫‪96‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪162‬‬ ‫يونيـــــــــو ‪2021‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫الصيـــن تعتمـــد عـــى القـــوة الناعمـــة يف مســـاعدة األفارقـــة‬ ‫واعتمـــدت أمريـــكا القـــوة الصلبـــة لمحاربـــة الجماعـــات اإلرهابيـــة‬

‫والــدول اإلفريقيــة يف بكــن عــام ‪2000‬م‪ ،‬وحضــره ‪ 44‬دولــة إفريقيــة‪،‬‬ ‫وأصبحــت الصــن تنافــس الواليــات املتحــدة علــى الصــدارة يف‬ ‫املجــال االقتصــادي‪ ،‬وبعــد ثمانيــة عشــر عامــاً‪ ،‬مــن املنتــدى األول‬ ‫عقــد املنتــدى الســادس عــام ‪2018‬م‪ ،‬وتعهــدت الصــن بتقــدمي ‪60‬‬ ‫مليــار دوالر للــدول اإلفريقيــة كقــروض واســتثمارات يف البنيــة‬ ‫التحتيــة خــال ثــاث ســنوات وبنــاء الســكك احلديــد واملواصــات‬ ‫والتنقيــب عــن املعــادن والبتــرول كمــا يف أجنــوال واجلزائــر ونيجيريــا‬ ‫وبوركينافاســو والكنغــو‪ ،‬وهنــاك شــركات صينيــة تســتغل النحــاس يف‬ ‫زامبيــة‪ ،‬وقــدرت القــروض الصينيــة للــدول اإلفريقيــة مــن ‪-2000‬‬ ‫‪2014‬م‪ ،‬مبلــغ ‪ 86‬مليــار دوالر كقــروض جتاريــة مبعــدل ‪ 6‬مليــارات‬ ‫دوالر ســنوياً‪ ،‬وحســب تقريــر ‪ ، 2018 Foresight Africa‬فــإن‬ ‫قــروض الصــن إلــى إفريقيــا أكثــر ‪ 6‬مــرات مــن قــروض فرنســا‬ ‫للقــارة ‪ .‬وحســب تقريــر ماكنــزي ‪2017‬م‪McKinsey 2017 ( ،‬‬ ‫‪Report‬م) هنــاك عشــرة آالف صينــي ميلكــون شــركات تعمــل يف‬ ‫إفريقيــا وثلثهــم يف املجــال الصناعــي وهــذه حســب التقريــر توفــر‬ ‫فــرص عمــل لألفارقــة وتنميــة املهــارات ونقــل التقنيــة ‪ .‬وتهتــم الصــن‬ ‫بعالقاتهــا االقتصاديــة أوالً علــى عكــس الواليــات املتحــدة التــي ترفــع‬ ‫شــعارات الدميقراطيــة وحقــوق اإلنســان‪ ،‬ولذلــك تشــعر الــدول‬ ‫اإلفريقيــة الســلطوية بالرضــى عــن عالقاتهــا بالصــن‪ ،‬وال تهتــم‬

‫الصــن بالقواعــد العســكرية بالقــارة فلهــا قاعــدة عســكرية وحيــدة‬ ‫بجيبوتــي للخدمــات اللوجســتية واملشــاركة يف مطــاردة القراصنــة‬ ‫ولكنهــا تشــارك يف قــوات حفــظ الســام بالقــارة كمــا يف مشــاركتها‬ ‫يف الكونغــو وليبيريــا ومالــي والســودان‪.‬‬ ‫وتشــير التقاريــر إلــى أن حوالــي ‪ %20‬مــن الديــون اخلارجيــة‬ ‫اإلفريقيــة عــام ‪2018‬م‪ ،‬مســتحقة للصــن‪ ،‬وبلغــت قيمــة الديــون‬ ‫‪ 148‬مليــار دوالر‪ ،‬وكانــت قروضهــا بســيطة ولكنهــا ارتفعــت خــال‬ ‫الســنوات مــن ‪2018-2000‬م‪ ،‬حتــى بلغــت عشــرة مليــارات ســنوياً مــن‬ ‫‪2018-2008‬م‪ ،‬وكان عــام ‪2016‬م‪ ،‬حالــة خاصــة يف إقــراض الصــن‬ ‫إلفريقيــا حيــث تلقــت أجنــوال مــا يقــرب مــن ‪ 20‬مليــار دوالر كائتمــان‪.‬‬ ‫وتســتثمر الصــن إلــى جانــب املجــال االقتصــادي يف مجــال اإلعــام‬ ‫والثقافــة حيــث شــرعت يف بنــاء مراكــز ثقافيــة عديــدة لتعليــم اللغــة‬ ‫الصينيــة وبــدأ كثيــر مــن الصينيــن اإلقــدام علــى الــزواج مــن نســاء‬ ‫إفريقيــات‪ ،‬وال تتدخــل الصــن يف سياســات احلكومــات الداخليــة‬ ‫ممــا يريــح الــدول اإلفريقيــة التــي معظمهــا ينتهــك حقــوق اإلنســان‬ ‫وانتشــار الفســاد يف النخــب احلاكمــة‪ .‬إن النفــوذ الصينــي اعتمــد‬ ‫علــى القــوة الناعمــة يف مســاعدة األفارقــة وبنــاء البنيــة التحتيــة‪.‬‬ ‫أمــا بالنســبة للواليــات املتحــدة‪ ،‬فقــد اعتمــدت القــوة الصلبــة يف‬ ‫عالقاتهــا مــع الــدول اإلفريقيــة حتــت ذريعــة محاربــة اجلماعــات‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪162‬‬ ‫يونيـــــــــو ‪2021‬‬

‫‪95‬‬

‫ملف العدد‬

‫التغلغ ــل األجنب ــي ف ــي إفريقي ــا للتنمية واالس ــتثمار أم لحصار ال ــدول العربية‬

‫السعودية تدعم العالقات اإلفريقية بالبنى‬ ‫التحتية وحل النزاعات بين ‪ 43‬دولة‬ ‫دعــا املستشــار األملانــي بســمارك إلــى "مؤمتــر برلــن" الــذي اســتمر مــن نوفمبــر ‪ 1884‬إلــى فبرايــر ‪1885‬م‪ ،‬وجمــع فيــه ‪13‬‬ ‫دولــة أوروبيــة والواليــات املتحــدة لتقاســم النفــوذ ومناطــق التجــارة يف القــارة اإلفريقيــة‪ ،‬واليــوم حتظــى القــارة اإلفريقيــة‬ ‫باهتمــام الــدول الكبــرى واإلقليميــة‪ ،‬هــل التاريــخ يعيــد نفســه أم تتشــابه حوادثــه‪ ،‬فالقــارة تتمتــع مبــوارد اقتصاديــة وثــروات‬ ‫معدنيــة ولهــا أهميتهــا السياســية واالســتراتيجية‪ ،‬وتتمثــل يف االحتــاد اإلفريقــي الــذي يضــم ‪ 54‬دولــة يزيــد عــدد ســكانها‬ ‫عــن مليــار نســمة وثانــي أكبــر قــارة يف مســاحتها وعــدد ســكانها‪ ،‬وهــي قــارة شــابة حيــث أن ‪ 70%‬مــن ســكانها حتــت عمــر‬ ‫‪ 25‬عامـاً‪ ،‬وهــذا يرتبــط بالقــوى العامــة واألســواق‪ ،‬وتشــهد بعــض دولهــا منــواً اقتصاديـاً ســريعاً حيــث أن عشــرة دول مــن‬ ‫دول القــارة ضمــن الــدول الـــ ‪ 64‬األســرع منــواً‪ ،‬والقــارة جذبــت االســتثمار األجنبــي‪ ،‬حيــث جذبــت ‪ 55‬مليــار دوالر مــن ‪126‬‬ ‫تريليــون دوالر مــن قيمــة االســتثمار األجنبــي املباشــر عــام ‪2014‬م‪.‬‬ ‫وحتتــوي القــارة علــى ‪ 12%‬مــن احتياطــي العالــم مــن البتــرول ســواء يف داخــل القــارة أو علــى شــواطئها‪ ،‬ويقــدر احتياطــي‬ ‫الغــاز الطبيعــي يف القــارة ‪ 8%‬مــن االحتياطــي العاملــي معظمــه يف نيجيريــا وليبيــا واجلزائــر ومصــر وهــذه الــدول األربعــة‬ ‫تنتــج ‪ 91%‬مــن إنتــاج القــارة مــن الغــاز الطبيعــي‪ ،‬وحتتــوي القــارة علــى ‪ 18%‬مــن إجمالــي إنتــاج العالــم مــن اليورانيــوم‪،‬‬ ‫و‪ 25%‬مــن إنتــاج العالــم مــن الذهــب و‪ 40%‬مــن األملــاس‪ ،‬و‪ 80%‬مــن إنتــاج العالــم مــن البالتــن‪ ،‬و‪ 9%‬مــن احلديــد‪،‬‬ ‫إضافــة إلــى ثرواتهــا مــن اخلشــب واملطــاط والثــروات احليوانيــة‪ ،‬ممــا جعلهــا محــل تنافــس الــدول الكبــرى‪.‬‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫الدول الكبرى المتنافسة‪ :‬االقتصاد والهجرة والقواعد العسكرية‬

‫تتهافــت الــدول الكبــرى يف القــارة اإلفريقيــة لتعزيــز وجودهــا‪،‬‬ ‫والــدول التــي تســعى للنفــوذ مــن الغــرب والشــرق‪ ،‬كانــت قــوى‬ ‫االســتعمار األوروبيــة التقليديــة حتتكــر اســتعمار القــارة اإلفريقيــة‬ ‫وتســتنفذ خيراتهــا‪ ،‬حتــى أن الكونغــو كانــت تعتبــر ملــكاً المبراطــور‬ ‫بلجيــكا ليوبولــد قبــل أن ينقلهــا لــدول بلجيــكا‪ ،‬وكذلــك كان الوجــود‬ ‫الفرنســي والبريطانــي واإليطالــي‪ ،‬ولكــن بعــد احلــرب العامليــة الثانيــة‬ ‫أخــذت الواليــات املتحــدة واالحتــاد الســوفيتي حتــل محــل االســتعمار‬ ‫األوروبــي وتتنافــس يف القــارة ومتــارس احلــرب بالوكالــة فيهــا‪،‬‬ ‫وحاولــت كل مــن بريطانيــا وفرنســا اإللتفــاف علــى خروجهــا مــن‬ ‫القــارة بالبقــاء علــى نفوذهــا مــن خــال رابطــة الكومنولــث البريطانــي‬ ‫ورابطــة الفرانكوفونيــة الفرنســية‪ ،‬وباالضافــة للتنافــس علــى املــوارد‪،‬‬ ‫أخــذت الهجــرة مــن القــارة الســوداء تقلــق دول االحتــاد األوروبــي‬

‫حال ًيــا واجلماعــات املتطرفــة التــي متــارس اإلرهــاب يف القــارة‬ ‫وخاصــة يف غــرب القــارة مــن الســاحل والصحــراء وشــرق إفريقيــا‬ ‫والقــرن اإلفريقــي‪ ،‬ففــي الوقــت الــذي تســعى الــدول إلــى مصاحلهــا‬ ‫االقتصاديــة فهنــاك أخــرى تســعى لعالقــات سياســية وأيديولوجيــة‪،‬‬ ‫وبعضهــا تهــدف إلقامــة قواعــد عســكرية ومناطــق جتســس لهــا‪،‬‬ ‫ولذلــك تتعــدد األهــداف مــع تعــدد الــدول‪ ،‬الواليــات املتحــدة والصــن‬ ‫والهنــد وفرنســا وبريطانيــا واليابــان وإيطاليــا واليابــان وتركيــا وإيران‬ ‫وروســيا وبلجيــكا وإســرائيل‪.‬‬

‫الصين والواليات المتحدة‪ :‬القوة الناعمة تنافس القوة الصلبة‬

‫ســعت الصــن منــذ ثالثــة عقــود لتعزيــز العالقــات االقتصاديــة‬ ‫مــع القــارة اإلفريقيــة ســواء علــى مســتوى التبــادل التجــاري‬ ‫واالســتثمارات والطاقــة‪ ،‬ويف أكتوبــر عقــد املنتــدى األول للصــن‬

‫‪www.araa.sa‬‬ ‫‪www.araa.sa‬‬

‫العــدد ‪156‬‬ ‫ديــسمبــر ‪2020‬‬

‫العــدد ‪162‬‬ ‫يونيـــــــــو ‪2021‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

WWW.GRC.NET

@Gulf_Research

Gulfresearchcenter

gulfresearchcenter

‫العــــــدد ‪162‬‬ ‫يونــيـــــــــــــــو ‪2021‬‬

‫ال وزن للمقاومة دون وحدة الشـعب‬ ‫الفلسطيني‬ ‫أكبـر تحـ ٍد لألمـن القومـي العربـي‬ ‫يأتـي مـن الداخـل‬

‫‪ ١،٢١٦‬ﻣﻠﻴﺎر ﻧﺴﻤﺔ‬ ‫و ﺻﺮاع ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮارد‬

‫ملف العدد‬ ‫اﻟﻌﺪد لألزمات والحلول‬ ‫استشرافية‬ ‫قارة إفريقيا‪ :‬رؤية‬ ‫ﻣﻠﻒ‬ ‫▀ ‪ 4‬محفـــزات لصـــراع المـــوارد و‪ 4‬حلـــول للمشـــكالت اإلثنيـــة والصراعـــات اإلفريقيـــة‬ ‫▀ ‪ 17‬ض ــر ًرا للتخزي ــن الثان ــي والس ــد اختب ــار لق ــدرة االتح ــاد اإلفريق ــي ع ــى ح ــل المش ــاكل‬ ‫▀ ‪ 13‬ق ــوة أجنبي ــة يف إفريقي ــا والصي ــن مزج ــت التج ــارة واالس ــتثمار بمبيع ــات األس ــلحة‬ ‫▀ ‪110‬ملي ــارات برمي ــل نف ــط و‪ 440‬تريلي ــون ق ــدم غ ــاز ل ــدى الصوم ــال تفج ــر الصراع ــات‬ ‫▀ ‪148‬مليـــار دوالر خســـائر الفســـاد وتهريـــب ‪ 89‬مليـــار دوالر ســـنو ًيا مـــن إفريقيـــا‬ ‫▀ ‪ 16‬تكتـ ًـال اقتصاد ًيــا فاعـ ًـال يف إفريقيــا واتفاقيــة أبوجــا تتبنــى الوحــدة والعملــة الموحــدة‬ ‫▀ ‪ 160‬تنظي ًمـــا إرهاب ًيـــا يف ثـــالث مجموعـــات و‪ 13‬مليـــا ًرا خســـائر اإلرهـــاب اإلفريقـــي‬

‫ﻟﻠﻤﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣــﺎت او‬

‫ﻟﻼﺷــﺘﺮاك ‪www.grc.net :‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ا ال و‬ ‫ال‬

‫ـ‬ ‫ـا‬ ‫ال و ــ‬ ‫ل ـ‬ ‫ل ـا‬

‫ــا ا و ـ‬ ‫ـ ا مـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ال ــعودي م ــاد‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ا مـ مـ ا ـ ـ م ـ ال ــا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫دا ايــد‬ ‫ــو ا ا ـ ال ــو ا ي ا ـ‬ ‫ــو ا ــا د ــ ا دا ا م ي ــ‬ ‫ا ــا‬ ‫ا د ا م و ــع ا‬ ‫ـ ا ـ مـ‬ ‫ــا ا مـ‬ ‫ـ‬

‫ـ ا ـ ا ال ـ‬ ‫ـ ا د ل ــا ـ ا‬ ‫ــا‬ ‫ل ـ ي ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا مـ ال ـ‬ ‫ـ ا لـ ا ا ــا‬ ‫ل ــو‬ ‫و‬ ‫ــا الد ل ـ‬ ‫ــا ا‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ ا ـ‬ ‫ــا‬ ‫ــد‬ ‫ي ــاد ـ ل مـ‬ ‫ـ الــد ال ـ‬ ‫ا ــا ل لـ‬ ‫ي ـ ا ال ـ ا ا ــا ل ــد‬ ‫ا ـ ا ا وم ـ ا ا ـ‬ ‫ا ـ الدا ـ الع وي ـ م ـ ا م ـ الد ل ـ ل ـ ا م ـ‬ ‫ـ ال ويـ‬ ‫ــا م ـ لو ـ ا ــاد ا‬ ‫ـ ا‬ ‫ال ـ‬ ‫ي ــ م عــو ا‬ ‫ــا ما ــ‬ ‫ا‬ ‫ال ــويد ــا ــا‬ ‫و ــ ل د ــ‬ ‫ا ــد ا عــو ا م ي ــ ا ــا ل ــ‬ ‫ــا ال ـ ل ـ د ـ‬ ‫ـ ا ـ ا ال ـ ـ ا‬ ‫ل ـ اـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ــا ال ـ ع ـ‬ ‫لـ ا ـ ـ‬ ‫لـ‬ ‫ــا‬ ‫ل‬ ‫ـ ا ـ ا ال ـ‬ ‫ي ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ــا‬ ‫ـ‬ ‫د ــا ا‬ ‫ل ــا‬ ‫ال ـ ا‬

‫ـ د ل ـ ل ـ ا ــا ا ـ ال ا ـ‬ ‫ــا‬ ‫ــا ولـ‬ ‫عــو ا م ي ـ ا ــا ل د ـ ـ ا‬ ‫ــا يع‬ ‫ــ ــ دا ــ ل ــ ا ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫عــا‬ ‫ع ـ ــا ـ مو ـ ال ـ ا ا م ي ـ‬ ‫ــا ال‬ ‫ي ـ ا ـ ا ال ـ‬ ‫عــو الد ل ـ‬ ‫ـ ا ــو ـ ا‬ ‫ول ـ م ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ــا ال‬ ‫ال ــاد ا ـ ل مـ ا ـ ا ـ ا ال ـ‬

‫ل‬

‫ل ال‬

‫ال ا ي ل‬ ‫ال‬ ‫ح ول ال و‬

‫ــا ــو ا ــا‬ ‫عــا ل ــ‬ ‫الــ ال ــ ــد د ــو ا و ــ‬ ‫ــاد ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا و ــ‬ ‫ــ وا مــ ا ــ‬ ‫عــد ــ‬ ‫ــا عــدد ا ــ ا ال ا ــ ال ــ ال ــ وا ــ‬ ‫ا ــد‬ ‫ايــا ـ‬ ‫ــاد ــاد ا ـ ا ــاد‬ ‫ا و ـ ال ـ‬ ‫ا ـ لـ ا عــدد‬ ‫ــا ا‬ ‫ا ــا‬ ‫ــا مـ‬ ‫ا ـ ال ــع‬ ‫م اـ‬ ‫ــا ـ‬ ‫ــا ا ــو‬ ‫ــا ال ا ـ الد ــو‬ ‫ا‬ ‫ــ ال ــا ال ــ‬ ‫ــ مــ‬ ‫ا و ــ الــ ي يــد ال ــ‬ ‫ــا د ل ــا‬ ‫ــ ــو ي ــ ال ــا مع ــا‬ ‫ا و ــ‬ ‫ــ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ل لـ ـ ا ـ ل مـ ي ــا مو ـ د لـ ا ـ‬ ‫ال ــ‬ ‫ال ــ ا‬

‫ـ‬

‫العــدد ‪161‬‬ ‫مايـــــــــــو ‪2021‬‬

‫‪93‬‬

‫ل ـ يع ـ‬

‫ا ايي‬ ‫ا لي‬ ‫ـ د ا ال‬

‫ـ ا‬

‫ـ ال ـ‬

‫ـ‬

‫ود ــا ــا‬ ‫ــا ا‬ ‫ـ‬ ‫ا ــد‬ ‫ـ لـ‬ ‫ي ـ لـ‬ ‫ــا ا عــو الد ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــا ال ـ د‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ــا‬ ‫ــام‬ ‫ـ‬ ‫مـ‬ ‫ـ‬ ‫ــا ي‬ ‫ـ ـ ال ـ ا ا ــو‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ال ـ ال‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ــا م ـ ـ ويـ‬ ‫ـ ا‬ ‫عـ ا دي ـ ال ـ‬ ‫ــا ال د ـ‬ ‫عــا مــا ال ـ الد ل ـ ا ـ‬ ‫ـ م ــا‬ ‫ا ـ ل و ــود ـ م ـ ال ـ ال ا ي ـ ل ـ ال ـ م ـ ـ‬ ‫ـ د ــو ـ الو ــود‬ ‫موا ـ ا ديــد و ـ ا ي ـ ادا ا‬ ‫د ـ ا ـ مو ـ ا دمـ ا د ـ ي ـ‬ ‫ــو ا ــا‬ ‫ـ ا وـ‬ ‫ـ ا ــا ـ ا ـ‬ ‫ـ ا ـ ال ـ ا ـ‬ ‫ي ا ــا ل ــا ا يـ‬ ‫ـ‬ ‫عـ مو ـ‬ ‫ل ــاد ا ال ــا‬ ‫ــ‬ ‫ي ــ ال ي ا ــ ا‬ ‫الع ــا مــ ال ــ‬ ‫ويــ‬ ‫ـ‬ ‫ا عــو ا م ـ ا ــا ل د ـ ل ـ ـ وي ـ ا‬ ‫ل ا ـ ل ا ـ‬ ‫ـ يـ ا ــود ا ـ‬ ‫مـ ـ ال ـ‬ ‫ال‬ ‫ا ـ ـ ا مـ ال‬ ‫ال ــو ا ي ا ـ ـ د ال ــد‬ ‫ع ـ ال ــا ال ـ ــد‬ ‫ـ ا ـ ا ال ـ ـ‬ ‫ـ ل ـ اد ا اديــا م ـ ــو ا م ـ‬ ‫ا مـ‬ ‫ــ دد مو ــ ا ــ ا ال ــ‬ ‫ــ معــا مــ‬ ‫مـ ا عــو ا م ي ـ ا عــو الد ل‬ ‫يــا‬ ‫ـ‬ ‫ا ا ــا‬ ‫ا ــد مـ ــو ال ـ ا الـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ــا لعـ‬ ‫ل ـ‬ ‫ـ د لـ ا ـ ا‬ ‫ـ الــد ال ـ‬ ‫ـ ا ال ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ــا‬ ‫ا ــ ا ال ــ ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــا‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫لع ــ ا‬ ‫ــاد ال ــ‬ ‫يــد‬ ‫الع ــ ال ا ــ‬ ‫ا ــا ــا ــ ا ــ‬ ‫ا ــ ا الد ل ــ اد‬ ‫ل ايــ‬ ‫ا ـ ـ وا ا و ـ الد ل ـ‬ ‫الع ا ـ ا ي ا ـ ال ـ ا ـ‬ ‫ــو مــا د ــو لـ ال ــعودي ا ــوا ـ ا ـ ا‬ ‫مـ ــد ال ـ‬ ‫ــد ــد ال ـ‬ ‫ال ـ‬

‫ــد‬ ‫ــ‬ ‫ــا‬ ‫ـ‬ ‫ــا‬ ‫ا‬

‫* أﺳﺘﺎذ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺘﻲ اﳌﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ واﻟﺤﺴني ﺑﻦ ﻃﻼل ﺳﺎﺑﻘًﺎ‬

‫‪92‬‬

‫العــدد ‪161‬‬ ‫مايـــــــــــو ‪2021‬‬

‫ل‬

‫ل ال‬ ‫خ‬

‫لي‬ ‫ا‬

‫ال‬

‫ال و‬

‫و‬

‫ي‬

‫ال و‬

‫ا‬ ‫ل‬

‫ـ ا ــا‬ ‫ـ‬ ‫ـ الو يــا ا ــد ا ا ــا ــو‬ ‫ا‬ ‫ا ـ ل ال ا‬ ‫ي‬ ‫ــد ا ـ ي ا ـ‬ ‫ا وـ ي ـ‬ ‫ا ا ــا‬ ‫م ا ا ـ مـ ا عو ـ الد ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ا ـ‬ ‫ــا د ا و ـ‬ ‫ـ م ـ ا ـ ا ال ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫الـ مع ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ع يـ مو ـ ــو الـ ال ـ ال ــا‬ ‫ـي‬ ‫ــا عــد ي ـ ــوا‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫م ـ العــود ل ـ‬ ‫ـ ا و ـ الـ ا ـ ــو ي ــا‬ ‫مـ ال الـ الع ـ ل ـ‬ ‫ــا ــد‬ ‫دي ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ ا ـ ـ ا ـ ال ــع‬ ‫الو ـ ال ا ـ‬ ‫ــا‬ ‫ـ ي‬ ‫ــو‬ ‫الـ ل ــا ـ‬ ‫ـ ــا‬ ‫ــد ا ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ال ـ ــوا ا وم ـ‬ ‫د ل عــدد ا ـ ا ال ا ـ ا ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــوا ا ــ ال ــ‬ ‫ال ــ ــوا ا ــ ا الــ‬ ‫ــا ــد‬ ‫ال ــ ا ا ــ ل ــ ال ا ــد دا ــ‬ ‫ال ــ‬ ‫ال ـ‬ ‫الو ـ‬

‫ا الو‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ال‬

‫ــد‬ ‫ــ مــ‬ ‫ا ــ ا و ــ م ــ‬ ‫ا ــ الو يــا ا ــد‬ ‫ــ ا ــد ا م ي ــ د ا ــ ــ ا ــ ا و ــ‬ ‫ــد ــد م‬ ‫ا الد ــا ‪DIA‬‬ ‫لو الــ ا ــ ا ا‬ ‫ــ ا ــا‬ ‫ــوا ‪Regime and Periphery‬‬ ‫ــا الد ا ـ ـ‬ ‫‪in Northern Yemen: The Huthi phenomenon,‬‬ ‫ــوا‬ ‫ــ‬ ‫‪ ,(410p‬ــا ــ د ا ــ ــ‬ ‫‪Yemen and the Houthi Rebellion in the Context‬‬ ‫‪,of the Global War on Terror‬‬ ‫ــا ال و ـ د ا ـ د ي ـ ـ ويا ا ـ‬ ‫ــا ي ــد م ـ‬ ‫ــدا‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ـ ام ـ‬ ‫ــا ا م ي ـ ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ مـ‬ ‫الو يــا ا ــد عا ـ‬ ‫ا ـ ا وـ ي ـ‬ ‫ا ــ‬ ‫ــا‬ ‫ــ‬ ‫امــا‬ ‫ــ دا‬ ‫ا وا ــ مــ ا و ــ‬ ‫ـ ا ا ــا ا ا ـ‬ ‫ــا‬ ‫دا ام ـ‬ ‫ا ـ مـ‬ ‫ــا مـ‬ ‫ــا دا ايــد ل‬ ‫ا ـ و ا ـ مـ دا ــا‬ ‫ــ مالــ م عــو‬ ‫ــ ــو‬ ‫ا ــ ا ا ــا ا ا ــ‬ ‫م ـ ا مـ‬ ‫ال ـ ا م ي ـ ايــد ي ـ ا الع ــو ال ــا‬ ‫امــا ا ـ ـ م ال‬ ‫امــا دا‬ ‫ال ومـ ا م ي ـ ـ دا‬ ‫ا م ـ ددا د ـ ا ـ ا ـ‬ ‫ـ ا و ـ يـ ا‬ ‫ــو ي ـ ا‬ ‫دا ا ـ ي ــا عد ــا ا ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ــا‬ ‫ا ــ ا‬ ‫ا ا ــا ا ــ م ال ــ ا ــ ال ــو‬

‫ال‬ ‫ـ‬

‫ا‬ ‫ــا ل يـ ي ـ‬ ‫ــد ا الـ ا م ي ـ‬ ‫ـ م‬ ‫ــو ــو‬ ‫ــو‬ ‫الديـ الو ــد الـ ي ــا ال ـ و‬ ‫ــا ـ‬ ‫ــد ا الـ ا م ي ـ‬ ‫ـ ــد د ا ــاد ال ــو‬ ‫ـ دا ي ا‬ ‫د‬ ‫دا ـ ا ــاد ال ــو‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫دي ـ ي ــا ل‬ ‫ـ‬ ‫ـ يـ ا‬ ‫يـ ا‬ ‫دا‬ ‫ـ ا يـ د ا ل ــو‬ ‫يـ ا‬ ‫يــا الو ــد ا م ي ـ ال ـ‬ ‫وا ـ ا‬ ‫‪+‬‬ ‫ـ ا ا ـ ال ــو ا ي ا‬ ‫امــا ــد‬ ‫ــا ع ـ دا ــو ا ـ‬ ‫ال عــا مـ يـ ا‬ ‫ل ا ـ ــا‬ ‫ال ـ‬ ‫ا ـ العـ ا‬ ‫ا ـا‬ ‫ا ـ‬ ‫مـ يـ ا ل لـ الد ـ ا ي ا ـ ل و ـ ي ـ الو يــا ا د‬ ‫ـ وا ا ا عـ ــو ال ــد ـ‬ ‫ــا ع ـ دا امـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـ ا ا ـ ا ا ا ـ مـ ـ‬ ‫عـ‬ ‫ا ـ‬ ‫لـ د ـ ع ــا ي ــاد ـ ل مـ ال ـ ل ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ــ ا ــا ا ــا‬ ‫عــا ــ د ال ــ‬ ‫ا و ــ ــ‬ ‫ا ـ ا وـ‬ ‫ـ د يـ ا‬ ‫ي ــا‬ ‫ال ـ ل ل ـ ل ـ‬ ‫ال ــا مــ دا ايــد ــا ع ــ مــ ا دا‬ ‫ال ــ و ــ‬ ‫م الــ لــ مــا ا ا ــ‬ ‫ــ مالــ‬ ‫ــا ــا‬ ‫ال ــا‬ ‫امــ‬ ‫ــا ــدد دا‬ ‫م ــ ‪ Foreign Affairs‬ــ‬ ‫ـ ع ا ال وا ي ـ‬ ‫ـ يـ ا د ـ ا ـ ا و ـ‬ ‫الع و ــا‬ ‫يــد ا و ــ ــا‬ ‫ا ــ ا د ال ــ ــو ــ‬ ‫ال ال ــ‬ ‫ـ ا الو يــا ا ــد ا ـ دا‬ ‫ال ــعودي‬ ‫ــدا‬ ‫ـ‬ ‫ــ ع يــ ا‬ ‫ا ــ الع ــ ل لــ‬ ‫ــا ا ــ ا‬ ‫ع يـ ا ـ ا‬ ‫العـ ا‬ ‫ا و ـ ال ا ـ ال ـ ع ا ـ‬ ‫ــ‬ ‫ا ي ا ــ مــ الو يــا ا ــد ا ــاد ا‬ ‫ال ــا‬ ‫ـ‬ ‫ا ا ـ ال ــو ا ي ا ـ د ــا ا‬

‫ال و‬

‫ا ال ل ول ال لي‬

‫ا لي ي‬

‫ا‬ ‫ــ‬

‫ا‬

‫ــا ال ا ــ‬

‫ا‬

‫اديــ ا‬

‫ا ــ‬

‫ال ــ‬

‫و‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ـ ل ـ ال ـ‬ ‫ــا ل ـ ال ـ‬

‫ـ ي‬ ‫ـ الد ـ ا ال ـ الع ـ‬ ‫ا وـ‬ ‫ــا عــد ال ـ ا مع ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ا ـ‬ ‫عــا‬ ‫ــو‬ ‫ا ـ ا و ـ يو ــا ل‬ ‫ـ مـ‬ ‫ا الـ ي ــا‬ ‫ـ ال ا ــد ال ـ‬ ‫ــا ا ي عـ مـ‬ ‫ـ الد ـ ا م ي ـ‬ ‫ــ‬ ‫الــ‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ل ــ الو يــا ا ــد‬ ‫ــ ــد‬ ‫ا امــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ ا و ــ‬ ‫دا ال ــ ا الــ ايــد‬ ‫ا ــ ا ــا‬ ‫د ــا‬ ‫ـ يعـ ـ ا ــا ا ــا‬ ‫ــا مـ ا ـ ا ــا‬ ‫ا ا ـ ل ــع ال ـ ل ـ يع ـ مو ـ ا ومــا ا عا ـ‬ ‫و يـ الد ا ـ ل ـ ا و ـ ـ د ـ يـ ا ل ــا م ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ ا د الدي ـ ا و ـ‬ ‫ــد م‬

‫ا‬

‫ال‬

‫ي‬

‫ل‬

‫ل‬

‫ال و‬

‫ــ‬ ‫ال ــ ــا‬ ‫دمــا امــ ا ا ــ ال ــع‬ ‫ادي‬ ‫اما ــو ا وا ا‬ ‫ال ال ا ـ‬ ‫ــاد‬ ‫ـ ــد مـ ا ــا ال الع‬ ‫ـ‬ ‫ال الـ ال ـ‬ ‫ــد ال ـ د ــا ي ــدا مـ‬ ‫ـ ا ال ـ ــد ال ــا‬ ‫ـ‬ ‫ــادا ا ـ‬ ‫ا ـ ا ـ ا ا ــا عـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ا يو ــو‬ ‫الـ لع‬ ‫ــا عـ‬ ‫ل ا ـ ال ــع‬ ‫ـ‬ ‫د لع ـ ال ــعودي عــد ود ـ ل ـ ـ ا ــاد ا‬ ‫ا‬ ‫ا ـ ال م ا ا‬ ‫اي‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ــا ا ـ ا عا ـ ـ ولـ ــد ـ ــاد ا ـ ال ـ‬ ‫لـ‬ ‫و اد ـ‬ ‫وي‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ وا ـ م ـ‬ ‫الـ لـ ي ــا ع ا ا‬ ‫ـ‬ ‫ي ـ ل ــو ل ـ ا‬ ‫و ــد ال ـ ال الـ مـ‬ ‫ا ي ـ ا ا لـ ل عــود ل ـ‬ ‫ــا د لـ م ـ ـ يد ا و‬ ‫ا ال ــا‬ ‫ا ـ ا وـ‬ ‫ا يـ ـ‬ ‫الـ‬ ‫ا ا ال ــع‬ ‫دا ال‬ ‫ا ـ ا و ال ا ا‬ ‫عــد مــا ول ــا‬ ‫ـ ا ع يـ و ـ‬ ‫ـ م ــا‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ـ م ـ معا‬ ‫ـ ا‬ ‫ا ـ ا دا ا دي ـ‬ ‫د ـ ا وم ـ ال ـ لو ـ ال ــا ـ ا و ـ ا ـ‬ ‫و ـ‬ ‫ي ايـ‬ ‫ام ــد ــو ا و ـ لـ م ا ـ ـ ا‬ ‫ــد‬ ‫ـ‬ ‫اـ‬ ‫عــا يول ــو‬ ‫ال ـ ا ـ م ا ـ‬ ‫ــا ـ ا ي ــع ل عود‬ ‫الـ الـ‬ ‫ا و ـ ا ــا مـ ال ـ‬ ‫ل‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ د ع ـ ل ال ـ م ـ ا و ـ‬ ‫م ا ـ ال ـ‬ ‫ــا الد لــ‬ ‫م‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫عــا ا ــ‬ ‫د ول ــ‬ ‫ــ دا ــ‬ ‫ــا ــ دد ــ ولــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــد‬ ‫ـ مـ ال ــادا الع ـ ي ا ــود ـ‬ ‫ـ ـ ادا‬

‫ل‬

‫العــدد ‪161‬‬ ‫مايـــــــــــو ‪2021‬‬

‫‪91‬‬

‫ل ال‬

‫عــا ا ــ د ــ‬ ‫ــا ــ‬ ‫ــ ا ال ــ‬ ‫ا و ــ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ ي‬ ‫م ـ مال ـ‬ ‫ال ـ ـ ا ل ـ م ـ‬ ‫ــاد ا ل ــا د‬ ‫ا ـ ال ـ دد ل ـ‬ ‫ــا‬ ‫ـ ا و ـ‬ ‫ي اي ـ‬ ‫عــا د ــو ال ـ ال ا ـ‬ ‫ا وـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫اـ‬ ‫ــا ال ـ‬ ‫ــد ــد يـ ا ا ـ ال ـ‬ ‫ول‬ ‫ـ‬ ‫ا ــد‬ ‫د ا ع ـ العامـ لـ‬ ‫مــا ا ل لـ ل ــد لــو الد ـ ال ا ـ ال ـ ال و ـ‬ ‫ا ـ ال ــا ال ــا‬ ‫مـ ـ عـ‬ ‫ال ـ ال ـ‬ ‫ــد ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ي ــو الع ــد م ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ـ ا ــد م ـ‬ ‫عــا‬ ‫ـا‬ ‫د ـ ا و ـ‬ ‫ــا ــو ـ‬ ‫ا ال ــد م ـ ال ال ـ‬ ‫دم ـ‬ ‫ـ‬ ‫لـ‬ ‫ــد ـ ــاد‬ ‫ـ‬ ‫ــو ا ــدا‬ ‫ال ـ العــود ل ـ‬ ‫لــ ــد ا ا ــا العا ــ ا ــ ل ــ‬ ‫عــا‬ ‫مــ‬ ‫ا ـع‬ ‫و ــا لـ ــد د ــا مــا‬ ‫ــد ا و ـ‬ ‫لــ ا ــ ال ــ ــ‬ ‫ا و ــ ال ــا ا ا ويــ ــ ــد‬ ‫ــا د ـ‬ ‫و ـ ـ ــد د م ـ ال ــعودي‬ ‫ـ لـ ا ـ ع ا‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ ال د ـ مـ د ا ـ لعــود ال ـ‬ ‫ــاد‬ ‫اد ال ـ‬ ‫ـ ا ـ ا‬ ‫ا مـ ال يــا ال ـ ــاد‬ ‫عــا‬ ‫ــاد ل ـ العا ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ال ـ ا‬

‫ال ل ال‬

‫ال‬

‫ا ا‬ ‫ا ـ‬

‫ــاد ال ــعودي ي ـ م ـ‬ ‫ـ ال ال ـ الع ـ‬ ‫ــ‬ ‫ا د ال ــودا ا مــا ا الع ــ ا ــد ال ويــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ــو ال‬ ‫ــ‬ ‫ا‬ ‫يو ــو‬ ‫ا ــ عد‬ ‫ال د ـ ال ــعودي عد ــا ا مــا ا الع ـ ا ـ ا ـ‬ ‫ــا د م ـ ال عــا‬ ‫ــد ــا‬ ‫مــا‬ ‫ا ـ‬ ‫اي ـ‬ ‫ــد ـ ــاد‬ ‫د ل ــا ا ـ ا ل ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ا و ـ ال ـ ا ـ‬ ‫ــع الع يـ مـ ــد ا ا‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ ا دا يــد ــو ا ـ لـ ـ ـ الع ـ مـ ا ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫الع ـ الع ـ ي ــا‬ ‫ــا ــا ال ــا‬ ‫ال ـ‬ ‫ل ـ ا ـ ا ـ الع ـ ال ــعودي‬ ‫ا ــدا ا ــد ال ـ‬ ‫ــ الد ــ ا ي ا ــ ل و ــ‬ ‫ي ــ د ــ ال الــ الع ــ‬ ‫ال د ي ـ م ــا ا ـ ا ا ي ا ـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫يــد‬ ‫ديــد‬ ‫ال ــ الع ــ‬ ‫ــو د ــ‬ ‫ا ــ مــ ا و ــ‬ ‫ـا ا وـ‬ ‫د د ـ ال ال ـ ل ـ‬ ‫ل م ـ ال وم ـ الع ـ‬ ‫ـ يــد‬ ‫ا عـ ا ا ـ ا و ـ ا و ـ يع ـ‬ ‫مـ ــد‬ ‫ــا د ل ــا ـ ع ــد‬ ‫ا ــا ا ا ـ‬ ‫يـ ا ـ دم ا‬ ‫ــد الد ـ‬ ‫د ــا يع ـ م ــا ل ــا ــو‬ ‫ا ــا ـ‬ ‫الع ــا‬ ‫ا ـ‬ ‫ــدا‬ ‫ـ د ا وـ‬ ‫ا ــاد ا ـ‬ ‫ــا ع ــا ـ ال ــا مـ ا ــاد‬ ‫مـ د م ـ ال عــا‬

‫‪90‬‬

‫ل‬

‫العــدد ‪161‬‬ ‫مايـــــــــــو ‪2021‬‬

‫ل ال‬

‫ا‬

‫ي‬

‫اي‬

‫ال و‬ ‫ا‬

‫ا‬ ‫ال و‬

‫ـ ـ‬ ‫ــد ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ا ـ ا ــد ــا‬ ‫و يـ ا و ـ ـ الو ــد‬ ‫ــا عــد مــا ا‬ ‫الـ‬ ‫ــد ا‬ ‫ـ ا‬ ‫ــد ال ــا‬ ‫ـ ـ‬ ‫ــد ا ـ ــال ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ــد ا‬ ‫ـ‬ ‫ــا ــا ال ـ‬ ‫ـ ال ـ د‬ ‫ـ ا‬ ‫ال عا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ي ـ ال ـ‬ ‫عــد ــا الو ــد‬ ‫ــادا ا ـ‬ ‫ا ــا ال ا ـ‬ ‫ال ا ـ‬ ‫ـ مـ‬ ‫ـ ال ـ ا ا ــو ـ الد ـ و ـ ال عددي ـ ا‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ــد ـ‬ ‫عــدد ا ــدا ال ي ـ ا يديولو ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ الو ــد‬ ‫ال ــع العــا‬ ‫ا ا ـ ل وا‬ ‫يو‬ ‫ـ ال ـ الو ـ ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــو ا ـ ا لو ــود ا ـ‬ ‫مــا ا ـ ا ـ ا‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ا ـ ا ـ ال‬ ‫ال ـ ا و ـ ـ الو ــد‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا ام ــ‬ ‫ا ــ ــد ــ‬ ‫ال ــ ا و ــد‬ ‫ـ م ـ ـ ال عـ ا ـ‬ ‫ا ـ ام ــدادا ـ ا‬ ‫ــا ا‬ ‫يديـ عــد م ا لـ ا ــا ا ــو‬ ‫ا ــا ـ‬ ‫ال ا ـ‬ ‫ال ــ اد ــا عــ ال ــادا ل ــ ا ــ ا‬ ‫ــا‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫لــ ا ا ــ ــ الو ــد ــ‬ ‫د ا ــ‬ ‫الــ‬ ‫ــا ــ ال ــ‬ ‫ــو امــ م ــ‬ ‫الو ــ ل ــ‬ ‫ـ ا ـ ال ــع العــا م ـ ــا ــد ال و ـ ال ا ـ‬ ‫ــا ــ‬ ‫ا ــا ال ا ــ ال ــ ا‬ ‫ا ــ ا و ــ‬ ‫ا ــا‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــوا ال ــا ال ـ‬ ‫ا وـ‬ ‫ال ع ـ ال ا ـ د ع ـ‬ ‫ا ـ ا وـ‬ ‫ال ـ م ـ‬ ‫ال ـ‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫و‬ ‫ا‬

‫الي‬

‫ال‬

‫ـ الد لـ ي ــد ل ا ــد‬ ‫ـ دام ا ـ ا ـ ال ــع‬ ‫ا ا ي ـ ا ـ ال ـ الو ـ ل ـ ي ـ ا ــد‬ ‫ال ـ م ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫اي ـ ا‬ ‫ـ ــع‬ ‫ا ي ـ وي ـ‬ ‫ا ـ ا و ـ ــا ل ــا مـ ـ‬ ‫الـ ا ـ اد مـ‬ ‫ــا ــا‬ ‫ـ لـ ا ا ديـ ــد م ــا ال يديـ ال ـ‬ ‫ا ا ـ دي ـ‬ ‫ــا‬ ‫ــد ا ال ـ‬ ‫ــو و ــو ا مامـ ال ـ ا ـ مـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــو م ـ ال ــوا‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ـ ا ــدا الدي ـ ل د يـ ال ـ ال يــد‬ ‫ــا‬ ‫ا و ـ الـ‬ ‫ــد‬ ‫ــد ـ‬ ‫ا ـ الد ــو ال ـ‬ ‫ا ا ـ ل ـ ال ـ‬ ‫ال‬ ‫ــا ال‬ ‫ا ـ ا و‬ ‫م ا ـ عــد ـ‬ ‫ــو‬ ‫الــ‬ ‫ا ــ دي ــ يديــ‬ ‫ا ــ ا و ــ‬ ‫ــا ا ــ دا‬ ‫ــا ال ا ـ م ـ د ا ــوا ا ـ ال ــعودي ا‬ ‫ـ ال ـ ا ا مـ‬ ‫مـ ــا ا و ـ ال يـ ا ــوا ـ‬ ‫ويـ ـ‬ ‫اـ‬ ‫ا ـ ا و ـ ا ــوا ي ــو‬ ‫دايـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ا ـ ا ا ا‬ ‫ا ال‬ ‫ال ــع ا ا‬ ‫ا‬ ‫ا ـ ا و ـ وا ـ ال و ي ال‬ ‫ا ا ـ امـ ا ـ دا‬ ‫الـ ي ـ‬ ‫ــا ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫الـ ال الـ‬ ‫ا يعــد لـ ـ‬ ‫ا ـ ا وـ‬ ‫ــو ـ‬ ‫ـ ال ـ ال د ي ـ ال ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫م ا لــ‬ ‫ــد ــ ا ــ‬ ‫ال و ــ ال ا ــ ل و ــ‬ ‫ــ دا‬ ‫ــ ال ــ ال ا ــ‬ ‫ا ــ ل ــد د ا ــوا‬ ‫الو ا ـ الدي ـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ا و ـ ــد ال و يـ يد عـ ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــا‬ ‫ـ ـ ا ال و ـ ال ا ـ ل و ـ دا ــا‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫العــدد ‪161‬‬ ‫مايـــــــــــو ‪2021‬‬

‫ل‬

‫‪89‬‬

‫ل ال‬

‫انعكاس األزمة اليمنية على المنطقة العربية‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ال و‬ ‫ل خ ا‬

‫ــدد ـ ا ا ا يـ الع ـ‬ ‫ـ الد لـ ال ا ـ‬ ‫ل مـ ال ومـ الع ـ‬ ‫ـ وا ـ ا‬ ‫يع ـ ال ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ــا ا ــد الـ ي ـ ال ـ ا‬ ‫ـ م ـ ــا‬ ‫عــد ا ـ الع ـ ال ــعودي ‪ 30.3‬م ــو‬ ‫‪288‬‬ ‫د د ــا مـ ـ‬ ‫ال ـ ا ـ ‪ 1906‬وم ـ‬ ‫ـ العـ‬ ‫ــو ــوا ا ال يـ ـ‬ ‫ا ـ ال ــد‬ ‫ـ ال ـ العديــد‬ ‫ـ مـ ال ــعودي ‪ 1458‬ـ ل لـ ي ـ ا مـ ال ــعود ال ـ ا ا ــا ويــا ل ــو ا ــد د‬ ‫ـ عــد‬ ‫ــا ـ‬ ‫مـ‬ ‫ل م ـ ال وم ـ الع ـ د ا ـ الع ـ‬ ‫ـ ا ـ ا‬ ‫مـ ا ـ ا ا‬ ‫ـ م ــا ال وا ـ ا و ـ ل ـ ا ـ ا‬ ‫م ـ ــا ا ــد‬ ‫يـ م ــو الوا عـ‬ ‫م ا ــا ل ـ ع ــو‬ ‫ـ ا ـ مــا ال ـ ا ـ ا‬ ‫دمــا امـ ال ــوا ا يـ ال ـ‬ ‫و ـ ‪1973‬‬ ‫ـ‬ ‫ل ــا د ا امــا‬ ‫ــا م ــا ــا‬ ‫ل ـ ا ومـ ال ـ‬ ‫ــا د ـ ـ ا‬ ‫يــا ال ـ‬ ‫ـ ال ـ ا لـ‬ ‫ــا و ــد ـ‬ ‫ـ و ع ــا الـ ي و ـ ال ـ ا ـ م ــا ـ م ا ـ م ــا ا ا ــع مـ ال ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫يـ‬ ‫ــو م ــد الــد ا ـ‬ ‫ـ ا ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ل مـ ال ومـ ا ا ـ ال ـ ا ي ـ‬ ‫ال ـ ي ـ‬ ‫ـ ا ـ ال ــد‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬ ‫ل ا الد ل ا‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫او ا‬ ‫و‬ ‫اي‬ ‫م ا د ا‬ ‫ي ا ا‬ ‫ا د ال ا ال ي ا‬ ‫ل ال د ال ا‬ ‫ول ا ال‬ ‫ال وا د‬ ‫و‬ ‫ي لا‬ ‫ا ا د‬ ‫ام‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ا ي‬ ‫د ال‬ ‫الع ي‬ ‫ا‬ ‫ال د‬ ‫ا‬ ‫ال ي‬ ‫ا ا د م ا ال‬ ‫ا ي دد ا م ال وم الع‬ ‫و ال‬ ‫ال و الد ل ا‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫م ود وا د‬ ‫ال ا ال ا ال‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا ا و‬ ‫يا د ي ا‬ ‫الع‬ ‫ا ا ال ا ا‬ ‫ا ي ال‬ ‫ا‬ ‫م و يا ل ل ا‬ ‫ع الد الع‬ ‫ال ا ا الدا‬ ‫ا‬ ‫ا ا‬ ‫ا يد ل‬ ‫الع ا ال ودا‬ ‫د‬ ‫ل ا ل ا ا ا ال ا‬ ‫ا ا ا ال‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ل ا‬ ‫ا م ال‬ ‫ال عودي م اد‬ ‫الع‬ ‫م ا‬ ‫ا‬ ‫اي ا م ال وم الع‬ ‫ال‬

‫ا‬

‫ي ا‬

‫ا‬

‫ا ي ي ل و الي‬

‫الي ي ال ي ا ا‬

‫ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ا ــ ــ‬ ‫ا ــ دي ــ‬ ‫ا ــا ال‬

‫ي ال ي ي‬

‫ا ــ مــ ــ ال ا ــا‬ ‫ــو‬ ‫ا و ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ا ــ ا ال ــ ال ــ ا ال ــ عــد‬ ‫عــد ــا ال ــ ــ‬ ‫م ا ــ‬ ‫م ع لــ‬ ‫ــا‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ م ـ‬ ‫ا ـ ا ـ‬

‫‪www.araa.sa‬‬ ‫‪www.araa.sa‬‬

‫ديــ‬

‫العــدد ‪156‬‬ ‫ــ ‪2020‬‬

‫العــدد ‪161‬‬ ‫مايـــــــــــو ‪2021‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

WWW.GRC.NET

@Gulf_Research

Gulfresearchcenter

gulfresearchcenter

‫الملك سـلمان‪ :‬رفع مستوى التعاون‬ ‫الـدويل الحـل لمواجهـة التغيـر‬ ‫المناخـي‬ ‫العــــــدد ‪161‬‬ ‫مايــــــــــــــــــــو‪2021‬‬

‫ملف العدد‬ ‫اليمـن بعـد ‪ 6‬سنــوات مـن التعنـت الحوثــــي‪ :‬التحديـــات والحلـــول‬ ‫▀ المبــادرة الســعودية لــم تخــرج عــن اتفــاق المبــادئ والمرجعيــات الثــاث المتوافــق عليهــا‬ ‫▀ ‪ 233‬ألفـــا قتـــى الحـــرب و‪ 90‬مليـــار دوالر الخســـائر وتكلفـــة اإلعمـــار ‪ 88‬مليـــا ًرا‬ ‫▀ الحــل يتطلــب دمــج الفصيــل الحوثــي يف الكيــان السياســي ودمــج الميليشــيات يف الجيــش‬ ‫▀ إيــران تمهــد للعقيــدة المهدويــة بقيــام ثــورة يف اليمــن لتســيطر عليــه بزعم انتظــار المهدي‬ ‫▀ ‪ 16‬ملي ــون يمن ــي يعان ــون الج ــوع وثاث ــة أرب ــاع الش ــعب يف فق ــر مدق ــع والثل ــث عاط ــل‬ ‫▀ واشــنطن تتابــع الحوثــي منــذ عقــد و"رانــد" قدمــت دراســة عنــه للبنتاجــون قبــل ‪ 11‬عا ًمــا‬

‫ﻟﻠﻤﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣــﺎت او‬

‫ﻟﻼﺷــﺘﺮاك ‪www.grc.net :‬‬

‫‪88‬‬

‫العــدد ‪160‬‬ ‫ابريـــــــــل ‪2021‬‬

‫ل‬

‫ل ال‬ ‫بل‬ ‫العرا‬

‫يعر‬ ‫ال ر ا‬ ‫ع‬ ‫دا‬ ‫دل ا‬ ‫ال ع‬ ‫ي د ا‬ ‫ال ع ي د د‬ ‫ا د ال ال‬ ‫ا‬ ‫ال ع‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫بر‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ا را ي ال‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫را‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫ي ا يرا‬ ‫ا‬ ‫ب الع ل‬ ‫دل‬ ‫دير ال‬ ‫ري ع‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ع ا‬ ‫الع‬ ‫ال د ال ي يع د‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ال د ال ي‬ ‫ال ي ال‬ ‫ال‬ ‫را ل ر‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ير الد ا ري ال ب بر‬ ‫رل‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫دد ال ي ا د ل‬ ‫يرا‬ ‫ال‬ ‫را ل‬ ‫ال د ب‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫د ال ي‬ ‫را ل‬ ‫ي ال ي ا د‬ ‫را ل‬ ‫لا‬ ‫بل‬ ‫را ل‬ ‫ا د ل ي‬ ‫ا ري‬ ‫ال‬ ‫ال ب ال‬ ‫ري ب‬ ‫دا‬ ‫ا ر ا يد را ل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ل ل‬ ‫ر‬ ‫يرا‬ ‫الع ا را‬ ‫ال ر ا ال‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ال د‬ ‫ب‬ ‫دي‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫را‬ ‫ل ل‬ ‫دا ب ا ب‬ ‫ل‬ ‫بد ال ا الرا‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ا يرا‬ ‫ال‬ ‫ا د ال ع‬ ‫العرب‬ ‫د العرا ل‬ ‫ا يرا‬ ‫ا‬ ‫د ال د ل ا‬ ‫د ل‬ ‫ي د‬ ‫د‬ ‫ا را‬ ‫ا ع العرب‬ ‫ال ع‬ ‫ي‬ ‫ر ال ر ا‬ ‫ا يرا‬ ‫ل ع الر‬ ‫ا يرا‬ ‫ا د ال يل‬ ‫ا ل‬ ‫ل‬

‫ي ا ال ل ال ي‬

‫ال و‬

‫العرب‬ ‫ا‬ ‫ي ا ال‬ ‫ال‬ ‫ع يرا‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫را ل بد‬ ‫ال‬ ‫ال ر ا‬ ‫ا‬ ‫الع ل ع‬ ‫ال ب ا‬ ‫ريد ع‬ ‫ا‬ ‫ا را‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ال ر ل د ا ا‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫بل‬ ‫ا ال‬ ‫د ل‬ ‫د لا‬ ‫ال‬

‫ا ا‬

‫ا را‬ ‫ال د ال‬ ‫ال ر‬ ‫يد ل‬ ‫ال‬ ‫‪Security dilemma‬‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ال ي‬ ‫ب‬ ‫ا ر‬ ‫ير ا‬ ‫د ب ال‬ ‫العرب ا ل ـ‬ ‫د‬ ‫ا يرا ي‬ ‫ال‬ ‫ي يع‬ ‫يرا‬ ‫ل‬ ‫را ل‬ ‫ي‬ ‫را‬ ‫يرا ب ل‬ ‫ل‬ ‫را ل ل‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ل ا ي ر ال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ا‬ ‫را‬

‫د ال ل الد ل‬

‫الد ل‬ ‫ا‬ ‫ا را‬ ‫ر ي د لعد ا‬ ‫ال ي‬ ‫ل‬ ‫يع د ا الع ري‬ ‫ال د ا‬ ‫الع ل العرب‬ ‫ا دا ل‬ ‫را ل يرا‬ ‫ا را ا‬ ‫الرد‬ ‫ي‬ ‫الع‬ ‫ر ي ر ل د العرب ال ا الع‬ ‫ال ري‬ ‫ا را‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ا را ا‬ ‫ا ع العرب ع د الد العرب ا ر‬ ‫رب‬ ‫ير‬ ‫ال ي ل را ال‬ ‫ل ر ل ب‬ ‫ال‬ ‫يرا ال‬ ‫ل ا‬ ‫الع ل‬ ‫ا را‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ا را‬ ‫العرب‬ ‫د ل‬ ‫عل ال ي ا د‬ ‫ا ا يرا‬ ‫رب‬ ‫ع‬ ‫العرب‬ ‫لا‬ ‫ا‬ ‫العرب‬ ‫د ال ل‬ ‫العرب‬ ‫عي ا‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫د ا ا العرب ل ب‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫يرا‬ ‫ي ال‬ ‫الد العرب ا‬ ‫‪ECO‬‬ ‫د‬ ‫ال ع ا‬ ‫ر ال ع دي ل‬ ‫ير د ا ا را‬ ‫ال ع ب‬ ‫الع‬ ‫دي ا ا د ال‬ ‫ال ا ا‬ ‫ال‬ ‫لد‬ ‫د ي الد ل ا ر‬ ‫ي‬ ‫ا را‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ر ال ل‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ر ا‬ ‫ر ال ع‬ ‫ب ر‬ ‫را ل‬ ‫ي ا ا د ا يرا ي‬ ‫ا‬ ‫عد‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ال ع د ا د ي‬ ‫ا‬ ‫ال ا ي ال ل‬ ‫ا‬ ‫يد ل ال را‬ ‫الد‬ ‫ا دد ل‬ ‫ا را‬ ‫ل اي‬ ‫الرد‬ ‫ال د ر ال ل ب ل ل ي‬ ‫ل ا را‬ ‫ل ا عر‬ ‫ا را‬ ‫ري ا‬ ‫ال ل‬ ‫را ل‬ ‫الع ا را‬ ‫العد‬ ‫ا ر العرا ا يرا‬ ‫ر ال ا ي ال ا د ا د‬ ‫ي‬ ‫الد ا‬ ‫الع ل العرب‬ ‫ي ا ر‬ ‫العرب د ا ر العرب‬ ‫د ا‬ ‫ر‬ ‫ال ع دي‬ ‫ا‬ ‫ال ر ا‬ ‫ا ا را‬ ‫العرب ل ر‬ ‫ا اد ال‬ ‫ال ي‬ ‫ا ا را‬ ‫الد ل ا‬ ‫ا‬ ‫ال ع‬ ‫د‬

‫* أﺳﺘﺎذ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺘﻲ اﳌﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ واﻟﺤﺴني ﺑﻦ ﻃﻼل ﺳﺎﺑﻘﺎً‬

‫ل‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫العــدد ‪160‬‬ ‫ابريـــــــــل ‪2021‬‬

‫و‬ ‫ح ل‬

‫ا‬

‫لي‬

‫ل‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ا ال ديد ال‬ ‫لا‬ ‫ال‬ ‫ا ع ا‬ ‫ا را‬ ‫ير ا‬ ‫را ل‬ ‫ل ال ي ا د‬ ‫ر‬ ‫را ل‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫الد العرب‬ ‫ر‬ ‫ال ي‬ ‫ال ي ا د‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ا ري‬ ‫الر‬ ‫ب ا ا ري‬ ‫را ل‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫را ل ب‬ ‫ل‬ ‫ال د ال‬ ‫را ل‬ ‫د‬ ‫بعد ل‬ ‫ر‬ ‫بعد‬ ‫ا ل‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ال د ل‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫الد‬ ‫ا ل‬ ‫را ال ي ا د‬ ‫ال‬ ‫را ل‬ ‫ال ر ب‬ ‫را‬ ‫يرا‬ ‫ال‬ ‫يرا ر‬ ‫ا‬ ‫ال ع‬ ‫ا را ا را‬ ‫ا را‬ ‫ا يرا ل‬ ‫را ل ر ا ل ال‬ ‫ب‬ ‫دا ل يرا‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫ريد ي ا‬ ‫ال ا ا‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ا را‬ ‫ر ع ب ع‬ ‫دا ب يد‬ ‫الدب‬ ‫يرا ل يع د ب يد‬ ‫را‬ ‫را ل‬ ‫ال يع‬ ‫ا را ل‬ ‫ي‬ ‫ب الرابع ل‬ ‫را ل يد ل ا‬ ‫دا‬ ‫د‬

‫ل‬

‫ر‬ ‫را ريرا‬ ‫د ر‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫دب‬ ‫ل ال ري‬ ‫ا يرا‬ ‫ل ال‬ ‫ري ل‬ ‫ال رير‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ال ري‬ ‫ر‬ ‫ا را‬ ‫ا ا‬ ‫يرا‬ ‫ل الدب‬ ‫ا‬ ‫ال ري ا‬ ‫دا ب‬ ‫را ل ا ا‬ ‫ر د‬ ‫ري د‬ ‫ر‬ ‫د ل‬ ‫ال ي ا د‬ ‫الد ل‬ ‫دد ا‬ ‫ل الد ال ر الدا ل‬ ‫يرا ال ي‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ا دا ا ري‬ ‫ب ل دا ب‬ ‫د د ر‬ ‫ب ب‬ ‫بل‬ ‫ع ب ل ال ل‬ ‫دا ب يد‬ ‫دا را‬ ‫ا‬ ‫ا ل ال‬ ‫لع د ل‬ ‫الدب‬ ‫ال ي‬ ‫ال ي ا د‬ ‫ا را‬ ‫‪ +‬ل‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫يرا ال ي‬ ‫ال ع ي‬ ‫ا د‬ ‫الد ل‬ ‫ا يرا الع‬ ‫ال‬ ‫ا را ا ري‬

‫ا‬

‫‪87‬‬

‫ل ال‬ ‫ل‬

‫ا‬ ‫ال ‪Kenneth Waltz‬‬ ‫ل ل‬ ‫ا ري‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫‪Foreign Affairs‬‬ ‫‪James Lindsay & Ray Takeyh‬‬ ‫ا‬ ‫لد‬ ‫ا ل‬ ‫ا را يرا‬ ‫ل ي‬ ‫ا‬ ‫دا‬ ‫ال‬

‫ع ي‬

‫ل‬

‫را ل‬

‫ال و‬

‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬

‫ا‬

‫ا ال و‬

‫ال ي‬

‫و ي ال و ا‬

‫ل‬ ‫د ال‬ ‫يرا‬ ‫ال رب‬ ‫ل ل د ال‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫ال ي د ال‬ ‫ب‬ ‫ال رب‬ ‫ال ال ع‬ ‫را ا را ال ر‬ ‫الع ر‬ ‫ا‬ ‫ال د ال‬ ‫د ال‬ ‫دل‬ ‫ع ي الد ا يرا‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ال ا ا يرا‬ ‫ري‬ ‫ال‬ ‫يرا‬ ‫د ال‬ ‫ا‬ ‫ال ي ا د‬ ‫يرا‬ ‫ل‬ ‫ا رب الع‬ ‫ال‬ ‫ا ر ال‬ ‫د ال‬ ‫ل ا‬ ‫ال د ال ل‬ ‫رب الع‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ال‬

‫ل‬

‫را‬

‫ي رل‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫الع د ال د‬ ‫ال د الد‬ ‫د ا يرا‬ ‫د ا‬ ‫د د‬ ‫ب ال د‬ ‫د‬ ‫ال ا‬ ‫يرا‬ ‫ال ري ا ر‬ ‫ا ال ري‬ ‫د ا را‬ ‫يرا‬ ‫دي‬

‫‪86‬‬

‫ل‬

‫العــدد ‪160‬‬ ‫ابريـــــــــل ‪2021‬‬

‫ل ال‬ ‫ب‬

‫يرا ا ر‬ ‫دي‬ ‫الع ب ا‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫يرا‬ ‫ير ا‬ ‫ب‬ ‫دا‬ ‫ب ا ب الد را‬ ‫يرا ال‬ ‫ل ال را الدا‬ ‫د ا‬ ‫ا ر د ا‬ ‫د ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫را ا‬ ‫د‬ ‫دا‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫د ا ب ال‬ ‫دي ا‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫بع د‬ ‫يرا ال‬ ‫ال ي‬ ‫ال‬ ‫د ا ر‬ ‫ل‬ ‫يرا‬ ‫الع ب‬ ‫ي د دا را ال‬ ‫يرا‬ ‫ديد‬ ‫ال ل‬

‫ا ي الو‬

‫ال‬

‫ي‬

‫ا‬

‫و و ال ل ال ي‬ ‫ا‬

‫د‬ ‫ال‬

‫ر‬

‫د ال‬

‫ال ي‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ر عد‬ ‫الد العرب‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ل ا ع ب لع‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫الع د ال‬ ‫ا ر‬ ‫الع‬ ‫ال ا ي‬ ‫اع‬ ‫ب‬ ‫د ا را‬ ‫ا‬ ‫ا ا ري‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ي ال‬ ‫د ب‬ ‫الع‬ ‫ا را‬ ‫الد العرب ل‬ ‫ا‬ ‫را ل ر‬ ‫الع ا‬ ‫الد ع ا ل‬ ‫د‬ ‫را ل‬ ‫ا الع ل‬ ‫ا ي ا ري ل الر ا ا‬ ‫د‬ ‫لد‬ ‫ال ديد ل ع‬ ‫بل‬ ‫الع ل‬ ‫ا‬ ‫ا ل‬ ‫ب‬ ‫بري‬ ‫ير‬ ‫ر‬ ‫را ل ل ع‬ ‫ل‬ ‫را‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫بعد ال‬ ‫ال ا ي‬ ‫ا‬ ‫الع‬ ‫بعد‬ ‫ال ر د ال ديد‬ ‫ير ا ي ال ر‬ ‫ال ر د‬ ‫ر‬ ‫ال ر‬ ‫العرا‬ ‫ا ل ال‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫العرا‬ ‫د ع‬ ‫الع ل ا ر ي‬ ‫را ل ب‬ ‫ل را ال‬ ‫الع ل ال ا ع ب العرا ل ير‬ ‫ا د ب ي‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫الع‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫بل‬ ‫ال‬ ‫ل ل ير ا‬ ‫را ل‬ ‫ا ل ال‬ ‫بل‬ ‫ي‬ ‫ال را ا را‬ ‫‪Operation Babylon‬‬ ‫د ر بع‬ ‫العرا‬ ‫را ل ع بد ا دا ا ا ري ا ع‬ ‫را ل‬ ‫د‬ ‫ال ي ا د‬ ‫ا را‬ ‫بداي ا ر ب را‬ ‫ا ع‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫را ل ل‬ ‫ال ر‬ ‫را‬ ‫ع الد العرب د‬ ‫را ل ا را‬ ‫ال‬

‫ا‬

‫ل‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫‪A Strategy for Israel‬‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫‪.)in the Nineteen Eighties by Oded Yinon‬‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫العرا ل ي‬ ‫بعد ا‬ ‫ال‬ ‫العرب‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ال د العرا‬ ‫ا‬ ‫ب د ر ال الع ري‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫دا ب‬ ‫ا‬ ‫ا را‬ ‫ي د ع د الد ا‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫العرا‬ ‫ا‬ ‫دا‬ ‫ي‬ ‫ال ب ل ا الد ا ري‬ ‫‪Iraq Power‬‬ ‫ال ر ا‬ ‫ا ري‬ ‫ا‬ ‫ال العرا‬ ‫لا‬ ‫‪and U.S. Security in the Middle East‬‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫الد ا‬ ‫ر ال ي ا د‬ ‫ال ي ب‬ ‫ب ل د‬ ‫ال را ا ري‬ ‫رير ل‬ ‫ري ب د‬ ‫ر‬ ‫الر‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫لر‬ ‫ير‬ ‫ا ري‬ ‫الر‬ ‫ب‬ ‫يرا‬ ‫ا ر‬ ‫العرا‬ ‫ل الع بل ع ال ي‬ ‫ب الر‬ ‫را ا‬ ‫ا ب ال‬ ‫ا د ا ر ب الد ل ال ر ل‬ ‫العرب‬ ‫ر ر ال ا يرا ب ل‬ ‫ر‬ ‫يع‬ ‫ا ل ال‬ ‫دا ب ا ب‬ ‫ا‬ ‫لا‬ ‫د ر‬ ‫د‬ ‫العرا ال‬ ‫ل ا ال يرا‬ ‫العرا ل ال‬ ‫العرا‬ ‫ب ا دا‬ ‫ا‬ ‫د ل د ا را‬ ‫ا‬ ‫العرا‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫را‬ ‫را ل‬ ‫ي د‬ ‫ال ي ا د‬ ‫ا ا عرا ي‬ ‫ي‬ ‫ب ا ل ال‬ ‫د ال‬ ‫ا را‬ ‫ا را‬ ‫ال‬ ‫ا ر‬ ‫ال ي‬ ‫را ل ال‬ ‫ل عر‬ ‫ال‬ ‫الع ر ا را‬ ‫الد العرب‬ ‫د ا را‬ ‫ر ل‬ ‫را ال‬ ‫ر بعد ر‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫دا ال‬ ‫د رد‬ ‫ا‬ ‫ا را‬ ‫ر‬ ‫ب ل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫الع ري‬ ‫ر‬ ‫را ل ل‬ ‫ب ا ر‬ ‫ي‬ ‫ال ر‬ ‫ل ا‬ ‫ي‬ ‫ر ا ي ال‬ ‫را‬ ‫ال ي ر‬ ‫را ل ل يعر‬ ‫د‬ ‫ر ا‬ ‫بعد‬ ‫ال ي د ا ل ر‬ ‫ا‬ ‫د ر‬ ‫ا‬ ‫بع را بر‬ ‫ل ا‬ ‫ال ا‬ ‫ا ري‬ ‫الر‬ ‫دا ري‬ ‫ي‬ ‫ل ا‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ب د ال ي ا د را ل‬ ‫ل د‬ ‫دا‬ ‫ل‬ ‫ا ر‬ ‫ال‬ ‫بعد‬ ‫ا ر‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ديد‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫بر‬ ‫ير الد‬ ‫د‬ ‫ا را‬ ‫ل‬ ‫ال ع‬ ‫ال ر د ا‬ ‫ا ل ا‬ ‫رددا‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ال ي‬ ‫ا ر‬ ‫ل ر‬

‫ل‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ل‬

‫ي‬ ‫ا ال ل ي‬

‫ل ي‬ ‫لو‬

‫د ال‬ ‫ال‬ ‫را‬ ‫د ال د‬ ‫ردد يرا ا ع ب را‬ ‫ال ي ال‬ ‫ال يع ر ب ال‬ ‫الع ل ال‬ ‫يد‬ ‫ر ب‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ال ي ا د‬ ‫د ال ا ي‬ ‫ال ي ا دير ب ل ر‬ ‫يرا ب ل‬ ‫ل‬ ‫ر الر ل ال‬ ‫ال‬ ‫ال د ب ب ر د ال‬ ‫ا‬ ‫الع‬ ‫يع‬ ‫ال د‬ ‫بل ل‬ ‫ي ال ل‬ ‫د يرا‬ ‫ع ا‬ ‫ال‬ ‫ال ا ي ال ل‬ ‫ل ل‬ ‫يرا‬ ‫ر‬ ‫ال د‬ ‫ا‬ ‫د ل‬

‫العــدد ‪160‬‬ ‫ابريـــــــــل ‪2021‬‬

‫ال‬

‫‪85‬‬

‫ل ال‬

‫ا ال‬ ‫ا اي‬

‫ال و‬

‫ا ال رب‬ ‫د رب ل‬ ‫ا يرا‬ ‫اع‬ ‫ر‬ ‫ي ري‬ ‫يرا‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ا ل ال‬ ‫ال ي‬ ‫ال ل الد ل ل‬ ‫ب يرا‬ ‫ر‬ ‫د يد ل بري‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ا ب‬ ‫ل بد ا‬ ‫ي ل را ال‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ا ري‬ ‫ال‬ ‫يرا‬ ‫ا دد‬ ‫ل ال ا‬ ‫يرا‬ ‫ال ي‬ ‫بل ل ال‬ ‫را‬ ‫ل‬ ‫ب ا ل ال‬ ‫الد الدا‬ ‫ب‬ ‫ا ري‬ ‫ا‬ ‫بد‬ ‫ير‬ ‫‪+‬‬ ‫ر‬ ‫الد ل‬ ‫ا‬ ‫الع ي‬ ‫دا ب‬ ‫ال ي ا ع‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫يرا‬ ‫ا ل ال‬ ‫يرا ل‬ ‫ال ر‬ ‫دب‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫الر‬ ‫ب الر‬ ‫ري‬ ‫ر ‪ Amad‬بعد‬ ‫رب‬ ‫د ال‬ ‫را لع‬ ‫ب ا‬ ‫ال ري ا ل‬ ‫ري ا‬ ‫ر‬ ‫ير ا‬ ‫ا‬ ‫ل ا ع ا‬ ‫بر‬ ‫دا ب يد‬ ‫ال ل‬ ‫ا ا ل ل بر‬ ‫دير ا‬ ‫ب‬ ‫بل‬ ‫ا ل ال‬ ‫يل‬ ‫‪JCPOA‬‬

‫‪84‬‬

‫ل‬

‫العــدد ‪160‬‬ ‫ابريـــــــــل ‪2021‬‬

‫ل ال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫التعاون الروسي ‪ /‬اإليراني تفرضه الظروف المؤقتة لتضارب المصالح‬

‫ي‬

‫ا ا ل‬

‫اي‬

‫و‬

‫ال‬ ‫را ـ‬

‫ــد‬

‫ـ دا الر ـ‬ ‫ـ ا ــل ال ـ ا يرا ـ بعــد‬ ‫ـ دا الر ـ ا ري ـ ب يــد الع ـ د‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ ا ل ـ ا ري ـ‬ ‫ـ ـ ا دا الر ـ ل‬ ‫الدب‬ ‫ـ ب يــد‬ ‫ـ ـ ‪2018‬‬ ‫ا ـ‬ ‫ال ع ــل ـ‬ ‫ـ ا ـ العدالـ ـ ـ ا دا ا ري ـ‬ ‫ـ ال ـ ا ري ـ ب ـ ا‬ ‫ال ـ ال ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ يعــر‬ ‫ـ ا ــل ال ـ ‪2015‬‬ ‫ب ـ ــد بــرا ا‬ ‫ـ لر ـ‬ ‫ب يــد‬ ‫الــد ا ــر‬ ‫ـ ال ري ـ‬ ‫دي ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ لـ‬ ‫ـ ا ـ الد ل ـ ب‬ ‫ـ الدا ـ الع ي ـ‬ ‫‪ 5+1‬الــد ا‬ ‫ـ ديــد‬ ‫ــد ال ر ـ‬ ‫لع ـ د ل ـ ــد ا ـ را‬ ‫ــرا‬ ‫ـ بـ ا ـ‬ ‫ا دل ـ ال ع ــد‬ ‫ا ــ ال ــ د –‬ ‫ا لــ ا يــ ا ري ـ‬ ‫ــ دا ب ـ ـ ب‬ ‫دا ب يــد ــ‬ ‫ــ‬ ‫ب ـ‬ ‫ـ ب ـ ا ــر ال ـ د‬ ‫ال ــر ا ـ ل ـ يعــد ي ـ ـ‬ ‫ا ـ ـ‬ ‫ا ري ‪Interim National Security Strategic‬‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫الدل ل ا را‬ ‫د ال ع‬ ‫ا ري‬ ‫الدا‬ ‫ا لي ل‬ ‫ا ب‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫‪ Guidance‬ال‬ ‫ب‬ ‫ا ري‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬ ‫ار ا ل‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ال ر‬ ‫ال د ال ب‬ ‫الع‬ ‫دا‬ ‫ا را‬ ‫د يرا‬ ‫را ل‬ ‫ي د الدل ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫الد ا‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ا يرا ل ا ل‬ ‫ا ل ال‬ ‫ا ري‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ا بل ال د ال‬ ‫ل‬ ‫ال داي ع د ل د ا ري ل‬ ‫بداي ا ر ال‬ ‫ا ل ال‬

‫الو‬

‫ال‬

‫ال‬

‫ال و‬

‫ا ا‬

‫ال‬

‫ل‬ ‫ر ب‬ ‫اي‬ ‫يد دا الر‬ ‫‪،Atoms for Peace program‬‬ ‫بر‬ ‫يرا‬ ‫ال ي ا د‬ ‫يرا‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫را ‪ TRR‬ل‬ ‫ل ب‬ ‫ا‬ ‫يرا ي‬ ‫ي ع‬ ‫را ب‬ ‫عد‬ ‫ال ا‬

‫ر‬

‫الع‬ ‫د ال‬ ‫ري‬ ‫ر‬ ‫لب‬ ‫ل‬ ‫را ر ‪ Kraftwerk‬ا‬ ‫يرا‬ ‫العرب‬ ‫لا‬ ‫ر ال‬ ‫ال د‬ ‫‪AEOI‬‬ ‫ال ي ا يرا‬ ‫ال‬ ‫ل را ال ر ال ال ع ا يرا‬ ‫ال ي‬ ‫‪National‬‬ ‫ال‬ ‫ر ر را ا‬ ‫ر‬ ‫‪security Decision Memorandum 292 April 22‬‬ ‫ا‬ ‫ال ع ا ري ــ ا يرا‬ ‫‪ ))1975‬ال‬ ‫ل‬ ‫يرا را‬ ‫د را ا دا ي ي‬ ‫الر‬ ‫ال‬ ‫يرا‬ ‫ر ب ا ال‬ ‫د‬ ‫ل ل ال‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫ب دد‬ ‫را ا‬ ‫د را ل ب ل ر ال ع‬ ‫ر ا‬ ‫ر ا‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫د ال‬ ‫ب ا‬ ‫ا را ال ع‬ ‫ر‬ ‫ا ري ــ ا يرا‬ ‫ر الع‬ ‫ا يرا ب‬ ‫يرا ا ر العرا‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ر‬

WWW.GRC.NET

@Gulf_Research

Gulfresearchcenter

gulfresearchcenter

‫فك ارتباط أمريكا بالشـرق األوسـط‬ ‫تسـتغله الصين لملء الفراغ‬ ‫العــــــدد ‪160‬‬ ‫ابريـــــــــــــــــل‪2021‬‬

‫‪ 124‬مليـار دوالر مسـاعدات إنمائية‬ ‫سـعودية لدول العالم‬

‫ملف العدد‬ ‫البرنـــامج النـووي اإليــــراني‪ :‬التحديـــات والمـــآالت‬ ‫▀ التخصي ــب الح ــايل يتي ــح إلي ــران إنت ــاج قنبل ــة كل ‪ 4‬أش ــهر وق ــد تنت ــج قنبل ــة أس ــبوع ًيا‬ ‫▀ واشـــنطن ال تريـــد تدميـــر النـــووي اإليرانـــي لتهديـــد دول الجـــوار باســـتثناء إســـرائيل‬ ‫▀ روس ــيا ل ــن تخ ــوض حر ًب ــا نياب ــة ع ــن إي ــران وحريص ــة ع ــى بقائه ــا ضل ــع مثل ــث الق ــوى‬ ‫ً‬ ‫وســـيطا بيـــن أمريكيـــا وإيـــران لكـــن تلعـــب دو ًرا مـــع روســـيا والصيـــن‬ ‫▀ أوروبـــا ليســـت‬ ‫▀ ‪ 4‬دوافـــع تحفـــز العـــرب عـــى امتـــاك النـــووي وإســـرائيل تتبنـــى الشـــك والغمـــوض‬

‫ﻟﻠﻤﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣــﺎت او‬

‫ﻟﻼﺷــﺘﺮاك ‪www.grc.net :‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ال ي‬

‫ل‬

‫ال‬ ‫ال‬ ‫د م‬ ‫ا‬ ‫م د‬

‫ال ل ي‬

‫الل‬

‫ال‬ ‫ال ا‬ ‫الد ل‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ل ال‬ ‫م ال‬ ‫ا ا الع‬ ‫عا‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ا ع ا ا‬ ‫دد ا‬ ‫ر ال ا‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ما ا ا الد ل ال‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ا ام‬ ‫ا‬ ‫الع د د د ال ا م‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ار‬ ‫ال ع ال‬ ‫اا‬ ‫دار ما‬ ‫ـ ال ا ا م‬ ‫ا ال ال‬ ‫ا‬ ‫ا دار ا م‬ ‫ا‬ ‫ا م ال ا ال‬ ‫ار‬ ‫ال م د ا‬ ‫ال ع ال‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ا دار‬ ‫ع ا‬ ‫ا‬ ‫دد‬ ‫ا عا ا‬ ‫ا‬ ‫ا ـ ا‬ ‫ل‬ ‫ا م‬ ‫م‬ ‫ا دار ا م‬ ‫دا ال ع ا م‬ ‫م ال‬ ‫م ا م‬ ‫دار ام‬ ‫ار ال ا ا م‬ ‫م‬ ‫ا عا ا‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫الع‬ ‫ا‬ ‫ا ا الد ل‬ ‫ا الد ل ا‬ ‫ا‬ ‫م ا‬ ‫اا‬ ‫دل ا د‬ ‫اا‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫الع‬ ‫ال د ال‬ ‫لع‬ ‫م ال اد‬ ‫د‬ ‫ا دل‬ ‫ا ال ا‬ ‫دل‬ ‫د‬ ‫د ا ار ال‬ ‫اد ل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ال ادا‬ ‫ا‬ ‫ما د‬ ‫درال م ا رد‬ ‫ا رد‬ ‫ما‬ ‫دا ا دد ا ار ا رد‬ ‫ا ا‬ ‫ار الد ل‬ ‫ل ل ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ا ا ار‬ ‫ا‬ ‫دل ا ل ا‬ ‫ا ل ل‬ ‫م‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬

‫الخليج ال‬

‫ي ا ا ي ي للو‬

‫ال‬

‫دل‬

‫م‬

‫د‬

‫ال‬ ‫ا ا‬

‫د ل‬

‫ل‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫الع‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ع ا ل ا‬ ‫ا الد ل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ل ا ا د ل م‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ا ما د ا د م ارا ر ا اد‬ ‫ال د ا‬ ‫الع ا ال ار‬ ‫ا ا‬ ‫ار ا‬ ‫ا اا‬ ‫ال ا‬ ‫دار ا د‬ ‫ا ما‬ ‫ال ع د ال ا ا د‬ ‫ما‬ ‫ا ا ال ار‬ ‫م ا‬ ‫ا د مع‬ ‫ا‬ ‫ال ا ا م‬ ‫دل‬ ‫ا ال‬ ‫ر ا ‪.‬‬ ‫اد‬ ‫ا م ا‬ ‫ا ال‬ ‫ل‬

‫عد‬

‫العــدد ‪159‬‬ ‫مــــــــارس ‪2021‬‬

‫ل‬

‫‪87‬‬

‫ل ال‬ ‫ي‬ ‫اي‬

‫ل‬ ‫ا‬

‫ا ال‬ ‫د‬

‫ا د دا م ا‬ ‫د ا‬ ‫ع ل ع د ل ا ال‬ ‫دار ا د‬ ‫الدا‬ ‫د ال د‬ ‫ا ا‬ ‫ال ار ال ال‬ ‫د ال ا‬ ‫ا د دا‬ ‫ل دار ا د‬ ‫الد ا‬ ‫ا ا‬ ‫ا د دا‬ ‫م ا ا م ا ال م ل ا‬ ‫ا‬ ‫‪Proxy Force‬‬ ‫مد‬ ‫د ال ا‬ ‫ا عا م دار‬ ‫ا‬ ‫د ال ر ر ا‬ ‫د ل‬ ‫م‬ ‫ا م‬ ‫ال‬ ‫ا ا الع ا‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ل ا ا د م ال‬ ‫ا ا ا‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ا ر ا ا ا‬ ‫ال ا‬ ‫ا دار ا م‬ ‫ل ل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫م ا ال ار ا ار‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ا ا ا ال‬ ‫ال د دار ا د‬ ‫دار اما ال‬ ‫اد‬ ‫الع‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ال عا ا‬ ‫ا‬ ‫د ا‬ ‫عا‬ ‫دار ا د ا‬ ‫ا ا ا‬ ‫ر‬ ‫ا اد م ا‬ ‫ا‬ ‫ال ع د‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا ال ا م م‬ ‫ا‬ ‫د ال‬ ‫ا ا ا ا‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫دد م‬ ‫ار ال‬ ‫د ا‬ ‫ار‬ ‫ا‬ ‫د ال‬ ‫ال ع د‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫سر‬ ‫م ال‬ ‫ال‬ ‫ار ا ار ا م‬ ‫ع ا دار ام‬ ‫م ا ا ر ا ال‬ ‫ا ا‬ ‫ر‬ ‫ا دارا ا م‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫د ا‬ ‫م‬ ‫م ا ل م دار ا د‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫م ا‬ ‫عارا ا‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ا ا ل ال ا ا ا‬ ‫م‬ ‫ا م ال‬ ‫ا د‬ ‫د ر م ع ا م العا ل‬ ‫ا ا م‬ ‫ا م‬ ‫ا اد ا ر لد ا‬ ‫دل‬ ‫ا ال ا‬ ‫ل ار‬ ‫ا‬ ‫ا ا ا‬ ‫م ال‬ ‫ا د‬ ‫ار ا ع ا ا ل م العا ل‬ ‫اا‬ ‫م‬ ‫ع الد‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫مار‬ ‫م‬ ‫ال ار الد ل‬ ‫ا دد ا‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ال ع د‬ ‫ا ما‬ ‫ا ما ا ا‬ ‫م د‬ ‫لد ل‬ ‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬ ‫د‬

‫* أﺳﺘﺎذ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺘﻲ اﳌﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ واﻟﺤﺴني ﺑﻦ ﻃﻼل ﺳﺎﺑﻘًﺎ‬

‫‪86‬‬

‫العــدد ‪159‬‬ ‫مــــــــارس ‪2021‬‬

‫ل‬

‫ل ال‬ ‫ا‬

‫لل‬ ‫ليل‬

‫ا‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ل‬

‫ي‬

‫ح ول‬

‫ا‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ال ار ا م‬ ‫ا‬ ‫ام ال دس ا‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ال دس ال‬ ‫ا م‬ ‫ال‬ ‫ل دس‬ ‫ا‬ ‫د ال ا ا د ل‬ ‫ال‬ ‫م ا ال‬ ‫ام‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫م م‬ ‫ل ارا الد ل‬ ‫م ال ل ر ا ال ا ا د ال ا‬ ‫ا م الد ل‬ ‫م‬ ‫ال ادر‬ ‫ا م‬ ‫ال‬ ‫اد‬ ‫دار ا د‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫د ا‬ ‫ال دس ا ع ا ار ا ر م‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫اد‬ ‫الد ل‬ ‫ا د‬ ‫ال ا ع ل‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ا ال‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ا ا الد ا ال ل‬ ‫ا‬ ‫ل ا‬ ‫م‬ ‫ام ا د‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ال ر ا‬ ‫ا ل‬ ‫ام‬ ‫ا ا‬ ‫م‬ ‫ال دس‬ ‫ال ار ا م‬ ‫دار ا د‬ ‫ا م دا‬ ‫د ال ا‬ ‫ا ال ار‬ ‫ال‬ ‫ال ا‬ ‫م‬ ‫الد ل‬ ‫ا ل م ل‬ ‫ما‬ ‫ا دد‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫دل‬ ‫ا ر‬ ‫ل م‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا ام م‬ ‫ما‬ ‫ا ار‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ل م‬ ‫ال دس ال‬ ‫ا ا م ع عد‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ا ع‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫ا ا دار ام ا‬ ‫ال ا‬ ‫الع د‬ ‫ع ال د‬ ‫الد ل‬ ‫دار ا د م‬ ‫ا ال‬ ‫ا‬ ‫د ا‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ام ال‬ ‫ا‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا ا‬ ‫ال‬ ‫ر ا ا‬ ‫ما ام د ل‬ ‫ا را‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا ا ا‬ ‫د دار ا د‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫ال ع الع‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫م ا‬ ‫ا ل‬ ‫ال دا م ال ا د‬ ‫ر ا‬ ‫ا‬ ‫الد ل‬ ‫ال د الد ل‬ ‫ال ا‬ ‫ا را‬ ‫ل ل‬ ‫اد‬ ‫دا ل ا د‬ ‫ا م الد ال‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫الد ال‬ ‫الد‬ ‫ا‬ ‫ا ار ا م‬ ‫لد د‬ ‫ار ال‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ال ا ا‬ ‫د اما ا م ا ل ال‬ ‫ا د‬ ‫ا ا‬ ‫ال ا ال‬ ‫ا د‬ ‫مع ا‬ ‫ا ال م‬ ‫ا الد ل‬ ‫ل‬ ‫ال‬

‫ال ا لي‬ ‫ا‬

‫ل ل‬

‫ال‬ ‫ال‬

‫ا‬

‫ام‬

‫ال ل‬

‫ي‬ ‫ال عا‬

‫ال‬

‫ا‬

‫ال ل ال‬ ‫د ال‬ ‫ا‬

‫اما‬

‫ا‬

‫ي ا‬ ‫د‬

‫ا‬

‫ا‬ ‫ا‬

‫دد ال‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ال د ا‬ ‫ام‬ ‫ال‬ ‫ل د ل م‬ ‫د ا ال‬ ‫م‬ ‫ما‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ا الد ل ال د‬ ‫ال د ل‬ ‫ا ال‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫م ال ا‬ ‫ر‬ ‫ال د ل ار‬ ‫ا د ال‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ار‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ا م ال د ال د‬ ‫الدا م ا‬ ‫م ا د الع‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫ا ا ا‬ ‫ا ال ا ا د‬ ‫اا‬ ‫ا الد الد ل‬ ‫ال د‬ ‫ال‬ ‫ا ا‬ ‫م‬ ‫دار ا د‬ ‫ال‬ ‫ارا ال‬ ‫ل ما‬ ‫ا‬ ‫ا ا‬ ‫م ا ا‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫م ل‬ ‫ال‬ ‫ا ا ال‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫ا م‬ ‫ال‬ ‫ام‬ ‫ا‬ ‫ار ا‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫دار ام ا‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ا ا م‬ ‫ا ال ر ال‬ ‫ار‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ا م م‬ ‫ال‬ ‫م ال ا ع ار ال‬ ‫ا‬ ‫ا ا ا‬ ‫م‬ ‫ال دم‬ ‫ارس ال‬ ‫ا ا ع ال‬ ‫مع ا م ا‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ل د ال‬ ‫ال‬ ‫ا ال‬ ‫ل ل‬ ‫ا‬ ‫ا الدا ال‬ ‫ا‬ ‫م ا ال ا‬ ‫ال‬ ‫الد ل م ا د ال‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫اس ال‬ ‫ا ا ا‬ ‫ا د‬ ‫ا‬ ‫ال ع ال ا ال‬ ‫اا ل‬ ‫ا‬ ‫عد‬ ‫ا ا‬ ‫م ا ا ا ا م دار ا د ال مع‬ ‫ال‬ ‫ا ا‬ ‫ا ال‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ا ال اد‬ ‫ا‬ ‫ا ال‬ ‫مال ا‬ ‫د ر‬ ‫ا ا‬ ‫ل‬ ‫م ا مع‬ ‫ال‬ ‫م ا‬ ‫ال ر ال‬ ‫ال ا د م‬ ‫ا ام‬ ‫مال‬ ‫ع ا ا‬ ‫م‬ ‫ع ا‬ ‫اد اس ا‬ ‫ا ال‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫اما ر ال ا‬ ‫ل ا اد ا ا م‬ ‫دما‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ا ما الد ل ال‬ ‫م‬ ‫ا ال ا‬ ‫د مع م ال‬ ‫د‬ ‫ل ا الد ل‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ا‬

‫د‬

‫ال‬

‫ال ا‬

‫ل‬

‫ال ا‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫م ال ال ا ا د‬ ‫مال‬ ‫اد ل‬ ‫ار ع ال‬ ‫ال‬ ‫م ع ا ا ا ل عام م ا‬ ‫س‬ ‫ا ع د ا ال‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬ ‫ا م‬ ‫م ام‬ ‫ا ا‬ ‫ال ا الع‬ ‫اما‬ ‫ار ارد ل ارا‬ ‫ا م‬ ‫ع م ال ار ال ار‬ ‫دار‬ ‫س‬ ‫اد ال‬ ‫ع‬ ‫ما ا‬ ‫اما ار‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ام د د ا‬ ‫ال‬ ‫مال‬ ‫ا ر‬ ‫ا‬ ‫د د ارا ا‬ ‫دا‬ ‫ار ار ل‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ا م‬ ‫م‬ ‫مال‬ ‫ا‬ ‫ال ا‬ ‫ا ا ا ال‬ ‫‪ International Crisis Group‬م‬ ‫ا ما الد ل‬ ‫د لد‬ ‫الد مال‬ ‫ا د ال‬ ‫ا‬ ‫م ال‬ ‫ار‬ ‫ا ار ال‬ ‫ر ا‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ا ا اد ل ا ا ا ع ار ا‬ ‫ا اد ل‬ ‫ر ال ا ع‬ ‫ال‬ ‫ل ال ا ا د‬ ‫مال ر‬ ‫ا ا‬ ‫ال‬ ‫ا ار‬ ‫مال‬ ‫ر‬ ‫ع ا اما‬ ‫ا ا‬ ‫د ا ع ار‬ ‫الد ار‬ ‫‪Camp David: The‬‬ ‫ا مال ا‬ ‫ار م ال‬ ‫م ا ا ام د د‬ ‫‪ Tragedy of Errors‬عد‬ ‫ا‬ ‫مال م ل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ا ار‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ع مال‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫د ا مال‬ ‫ا ا‬ ‫الع د ل ا ال‬ ‫اد‬ ‫ا‬ ‫ا دد‬ ‫ار ال‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ال ا‬ ‫ا ر‬ ‫ل ا ا‬ ‫ال ع د ا ا مال م ا‬ ‫م ام‬ ‫ا دا‬ ‫ال‬ ‫الع د ل ا ال‬ ‫ل‬ ‫ا د الد ما ا م‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫مع ا ا ال‬ ‫ل در‬ ‫اد ل م ال‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ا ا ل م ا‬ ‫ر‬ ‫مع ا ا ال‬ ‫ا‬ ‫ا ا ع‬ ‫ا م‬ ‫د ال‬ ‫ا ال ا‬ ‫ا اد‬ ‫ال ا م‬ ‫ا‬ ‫ع م ا‬ ‫ال‬ ‫ال‬

‫ل‬

‫العــدد ‪159‬‬ ‫مــــــــارس ‪2021‬‬

‫‪85‬‬

‫ل ال‬ ‫ا‬

‫ا ا‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ال ع د دا ا د ل‬ ‫ا‬ ‫ل د ل‬ ‫ع ل در‬ ‫ا ا ال‬ ‫داد‬ ‫ال ا‬ ‫ا‬ ‫ا ا‬ ‫م‬ ‫د ما‬ ‫ل‬ ‫ا ار ا م‬ ‫ال ا م ا دا ل ا‬ ‫ال‬ ‫ا ار ا م‬ ‫ا ا‬ ‫ا الع ا م ا‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ا عدد ع‬ ‫ا ا‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ا ا ال‬ ‫ل م ال‬ ‫ال‬ ‫ام‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫الع‬ ‫ا‬ ‫ا م‬ ‫ا‬ ‫م ام م‬ ‫ا‬ ‫ما ر م ع ا ل‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫الع‬ ‫ا‬ ‫الع‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ا م ال م ا م‬ ‫ا ع ا ا ل ال الد ل‬ ‫د‬ ‫ا ال‬ ‫ال ا ا د د ما‬ ‫ا ل‬ ‫مع‬ ‫دا‬ ‫ل‬ ‫م ا دا ل‬ ‫م دا‬ ‫الد ل ا‬ ‫ا‬ ‫الع ا‬ ‫ا ار ل‬ ‫ا ا ا م ا د‬ ‫الع ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫داد الد ر الع ا ل ا ع‬ ‫ا‬ ‫د ال ار م ا‬ ‫د دا‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا ا الع ا‬ ‫ا‬ ‫عا م ا‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫دا‬ ‫ل د‬ ‫الد ا ا م‬ ‫ا‬ ‫الع ا‬ ‫ا دا ل ا ا م‬ ‫ار ال ا ا د‬ ‫‪USCENCOM‬‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ا م‬ ‫ا دا ل اد ا‬ ‫دد ا درا ا‬ ‫ار ال‬ ‫ا‬ ‫ا ا ا م ا‬ ‫ع‬ ‫ا ار ا م‬ ‫ر س ا ال‬ ‫الع‬ ‫ل ا‬ ‫ا ل‬ ‫م‬ ‫اد ا ا ا‬ ‫ال‬ ‫دا ل‬ ‫م ا‬ ‫ا ار ا م‬ ‫ا ال‬ ‫ال‬ ‫ل ا دار‬ ‫ا ال‬ ‫مع ا‬ ‫اد‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫م ع‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ا د ال‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ع ال ادا ال ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا عار‬ ‫ا الدا‬ ‫م‬ ‫ار ا‬ ‫د د‬ ‫ع ا ال الع‬ ‫ل ال‬ ‫ا ا‬ ‫ال ا ا الدا‬ ‫م‬ ‫ا ا د ما ا ا ا‬ ‫را‬ ‫م ال‬ ‫ا ا‬ ‫ا ا ال‬ ‫ر ام‬ ‫را‬ ‫ا‬ ‫ل ا د ر ا اد‬

‫ي‬

‫ال‬

‫ا دار ام ع‬ ‫ام م ال‬ ‫ا م‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫م ا‬ ‫ال ل‬ ‫د‬

‫د‬

‫ا ا‬ ‫ال‬

‫م‬

‫ال‬

‫ا‬

‫ال‬

‫ال‬

‫م‬ ‫ال‬

‫ا د د‬ ‫ال‬ ‫ام‬ ‫ال‬

‫دما‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا ال اد‬

‫‪84‬‬

‫ل‬

‫العــدد ‪159‬‬ ‫مــــــــارس ‪2021‬‬

‫ل ال‬

‫ال‬ ‫ال‬ ‫ال‬

‫ال‬ ‫ال ل‬

‫ل‬ ‫ي يي‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ال ل ي يي‬ ‫ل ي‬

‫ا‬ ‫ع‬

‫ال‬

‫ا ال ا‬ ‫ع‬ ‫ا ار ا د ل‬ ‫ارا ا م‬ ‫الع ـ د ا‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫د د‬ ‫الع‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫( ‪ )CIA‬ل‬ ‫ا ا دا ا م‬ ‫رد‬ ‫ر ال الد را امع‬ ‫‪Economic Aid and American Policy toward‬‬ ‫ال‬ ‫د الع‬ ‫‬‫‪Egypt‬‬

‫و ح‬ ‫و‬

‫م ا‬ ‫‬‫ا ا رد‬ ‫ا ا‬ ‫‬‫ا د‬ ‫ال‬ ‫ال ا م‬ ‫ا ر‬ ‫ال ا‬ ‫ا‬ ‫اما‬ ‫عد‬ ‫‪JCPOA‬‬ ‫الد ل‬ ‫ل‬ ‫ار‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ار‬ ‫ا م‬ ‫ما‬ ‫ل ل‬ ‫الد ا‬

‫الي و‬ ‫دا ل‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ار‬ ‫ل‬ ‫ا‬

‫ا ار ل‬ ‫ل‬ ‫ا ار‬ ‫ا ا ال‬ ‫ل عد ا د‬ ‫ارا‬ ‫دار ا‬ ‫ا‬ ‫ال ال‬ ‫ا‬ ‫ا‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ل‬

‫العــدد ‪159‬‬ ‫مــــــــارس ‪2021‬‬

‫‪83‬‬

‫ل ال‬

‫التوجهات السياسية إلدارة الرئيس بايدن تجاه الشرق األوسط والخليج العربي‬

‫ل‬ ‫ا ا لي‬

‫ا‬

‫للخليج‬ ‫ال‬ ‫و ال و‬

‫ـد‬ ‫ال ــا ا ــد ــاد لد ر ــا العا ـ‬ ‫اـ اا ـ‬ ‫اـ‬ ‫ـ ال ـ ا م ـ ـ ا ــد‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ العــد ا ــا ا ـ ال ـ الع‬ ‫ــا د ــا لـ ال ـ ا م ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ــا ا م ـ‬ ‫ا‬ ‫ا ر ــا ا ـ ا ا ار ـ‬ ‫ــدا د ــدا عــد ا ـ ــد امـ الـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ــد‬ ‫ـ ا ــا‬ ‫ا ـا‬ ‫ـ‬ ‫ــا ا م ـ د ـ الد ا ر ــا ال ا ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ال ــا ا ــد الـ ا ـ‬ ‫ــا ا م ـ‬ ‫ـ ــد امـ عــد ا ـ ار ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ مـ د ا ـ ر ر ــا ال ـ ال ال ـ ال ـ‬ ‫ـ د ا م ـ ـ ــا ل ـ ار ا ار ـ م ـ عــد ا ـ ال‬ ‫ا ـ لـ‬ ‫ال ـ ا ـ‬ ‫ـ ا ـ ا‬ ‫ا ـ‬ ‫مـ‬ ‫ــا ا‬ ‫ا ــد مـ ا‬ ‫الـ ا ـ ا‬ ‫ـ را ـ‬ ‫لـ ار الد ــا‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ــا‬ ‫ـ ـ ا‬ ‫ـ ـ ال ار ـ ال ـ ــد ل ــا ر ـ‬ ‫ـ ار ـ ا ـ ارا ا م ـ ـ ـ دد ـ‬ ‫ــا ال ار ـ ا ـ الع ار ـ م ــا ـ ا ــد‬ ‫ــا ــارس ال‬ ‫ـ ا ـ ال ا ـ‬ ‫ال ـ ا م ـ‬ ‫ــا ا م ـ ع ــد الد ما ـ ا م ـ لد ر ــا ل ل ـ ا ـ ار ـ ل ـ ار‬ ‫ـ ال ـ م ـ ل ـ ر ـ ا‬ ‫ال ـ ا ـ ـ مـ ـ‬ ‫ا ـ ال ا ـ‬ ‫ـ ا اـ‬ ‫ــد د ر ــا ال عــا ال ـ ا امـ‬ ‫ا ار ـ‬ ‫ــ‬ ‫م ا ــ ال ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫عــ م الــ‬ ‫ــ الــ‬ ‫ا ــ م ــ ا ــا ــ ا ــد‬ ‫ال ــ ا ــ‬ ‫م الـ ال ــا ا ــد‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫ال‬

‫ال‬ ‫ال ا‬

‫ا‬ ‫م‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ل م‬ ‫ل را‬ ‫ل ل‬ ‫دما ا‬ ‫ال ا‬ ‫اد م س‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ا م‬ ‫ا ا‬ ‫لا‬

‫ا د مع‬ ‫د‬ ‫اما ا‬ ‫م‬ ‫د ما‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ا ار‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫اما‬ ‫ل ارا‬ ‫ا ال‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫الد ا‬ ‫ام ل ا عد‬ ‫د اما ل ل ال‬ ‫ل ار ا ار‬ ‫ا ار‬ ‫ال ا ا م‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫درا‬ ‫ا‬ ‫م ا م الد ا ال ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫اد م‬ ‫ع ال‬ ‫م ا‬ ‫ا ال ا ال ا‬ ‫ا را ا‬ ‫ارا ا م‬ ‫الد ا ا‬ ‫ا ار ا م‬ ‫درا ل‬ ‫ال ا ا ار‬ ‫د ر ا ال عا‬ ‫م ا‬ ‫ع ا ا ا م‬ ‫اد م‬ ‫ل لد‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ار ا‬ ‫ل‬

‫ل‬ ‫دا‬ ‫الع‬

‫ا‬

‫مع‬ ‫ال ا الد ل‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ع ل‬ ‫ر‬ ‫م ا ام ا‬ ‫ل ا‬ ‫م ل د‬ ‫ارا‬ ‫ا‬ ‫دار‬ ‫ا م‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ا ا‬ ‫الد ل ع‬ ‫ا‬ ‫م ا ام ال‬ ‫ا‬ ‫ر ا ا‬ ‫ا م ال‬ ‫ا‬ ‫الع د ل ا ا ار‬ ‫ام ام اال‬ ‫عا‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫ا ا ا ا ا‬ ‫ا ال ا ا م‬ ‫ل ا‬ ‫ال ا ل ا ا‬ ‫‪ +‬ع الع ا م‬ ‫ا ا ا ا‬ ‫م م د‬ ‫ر ا ا ع الد ا‬ ‫ام‬ ‫ال‬ ‫اد‬ ‫ا دار ال ا م ا‬ ‫الع‬ ‫ال ا ا د‬ ‫اد‬ ‫ا ال‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا ال‬ ‫ال‬ ‫ا د‬ ‫ا ا ال ا ع ل‬ ‫ال ا ا د‬ ‫ل‬ ‫ا ا د دا‬ ‫ا‬ ‫عا ل‬ ‫ا ام ال‬ ‫ا م‬ ‫م دا دار ام ا‬ ‫ا ا ا‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ا‬

‫العــــــدد ‪159‬‬ ‫مـــــــــــــارس ‪2021‬‬

‫‪ 55‬مليـار دوالر اسـتثمارات ‪370‬‬ ‫شـركة أمريكيـة يف السـعودية‬

‫ملف العدد‬ ‫مالمح توجهات سياسة بايـدن نحو الشرق األوسط ومنطقة الخليــج‬ ‫▀ باي ــدن يف مرحل ــة ترتي ــب الملف ــات و‪ 4‬خي ــارات عربي ــة للتعام ــل م ــع اإلدارة األمريكي ــة‬ ‫▀ المصال ــح األمريكي ــة ثابت ــة م ــع تغيي ــر األولوي ــات وبق ــاء ال ــدور العس ــكري يف المنطق ــة‬ ‫▀ ‪ 3‬قضاي ــا تحت ــاج توافق ــات أمريكي ــةـ أطلس ــية ورأب الص ــدع مفي ــد للخلي ــج لـــ ‪ 4‬أس ــباب‬ ‫▀ جــو بايــدن يعيــد التنافــس مــع روســيا ويضــع المنطقــة العربيــة يف قلــب رقعــة الشــطرنج‬ ‫▀ البديــل الصينــي يمنــع تجاهــل أمريــكا للمنطقــة والثقــل المــايل واالســتثماري يف الخليــج‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪157‬‬ ‫ينايـــــــــــر ‪2021‬‬

‫‪111‬‬

‫ملف العدد‬

‫الدول العربية تستورد ‪ %65‬من القمح وتنفق ‪ 110‬مليار دوالر عىل‬ ‫الواردات الغذائية ما قد يؤدي لمجاعات يف دول الحروب األهلية‬ ‫العربـــي إيـــران وتركيـــا وإثيوبيـــا لهـــا تأثيـــر علـــى األمـــن القومـــي‬ ‫العرب ــي ويتداخ ــل األم ــن القوم ــي له ــا م ــع األم ــن العرب ــي‪ ،‬فمصال ــح‬ ‫إي ــران م ــع العال ــم العرب ــي واجلغرافي ــا تف ــرض عليه ــا أن تك ــون يف‬ ‫عالق ــة متوازن ــة وتب ــادل املصال ــح‪ ،‬وسياس ــة إي ــران احلالي ــة أو يف‬ ‫العق ــود املاضي ــة أدت لع ــدم اس ــتقرار يف املنطق ــة أث ــرت حت ــى عل ــى‬ ‫االقتصـــاد اإليرانـــي ألنهـــا دخلـــت يف نزاعـــات ليســـت ضروريـــة‬ ‫وتهـــدد جيرانهـــا‪ ،‬ويف ظـــل اإلدارة األمريكيـــة اجلديـــدة‪ ،‬والعـــودة‬ ‫لالتف ــاق الن ــووي ‪ ،1+5‬ميك ــن أن يفس ــح املج ــال لالس ــتقرار ‪ ،‬وأن‬ ‫تعي ــد إي ــران عالقاته ــا م ــع جي ــران يف منطق ــة اخللي ــج ألن ــه أم ــن‬ ‫مشـــترك ‪.‬‬ ‫أم ــا تركي ــا فله ــا تاري ــخ طوي ــل م ــع املنطق ــة العربي ــة وق ــد أدى‬ ‫التدخ ــل الترك ــي يف س ــوريا وليبي ــا والتدخ ــل يف اخلالف ــات العربي ــة‬ ‫إلـــى بـــرودة يف العالقـــات العربيـــة التركيـــة‪ ،‬ويف اتصـــال بـــن‬ ‫العاه ــل الس ــعودي والرئي ــس الترك ــي يف قم ــة العش ــرين واجتم ــاع‬ ‫وزي ــر اخلارجي ــة الترك ــي م ــع وزي ــر اخلارجي ــة الس ــعودي يف مؤمت ــر‬ ‫وزراء خارجيـــة منظمـــة التعـــاون اإلســـامي بالنيجـــر يف نوفمبـــر‬ ‫املاض ــي‪ ،‬خط ــوة مهم ــة لألم ــن العرب ــي الترك ــي وهم ــا الدولت ــان يف‬ ‫قمــة العشــرين‪ ،‬ودولتــان مركزيتــان يف العالــم اإلســامي‪ ،‬ويف إيجــاد‬ ‫تعــاون بــن تركيــا وإيــران واململكــة العربيــة الســعودية ومصــر‪ ،‬يــؤدي‬ ‫الســتقرار الشــرق األوســط ومواجهــة التحــدي اإلســرائيلي والتدخــل‬ ‫األجنب ــي يف املنطق ــة‪ ،‬كم ــا أن التق ــارب الترك ــي املص ــري ض ــرورة‬ ‫ألمنهمـــا ومصاحلهمـــا يف شـــرق املتوســـط‪ ،‬ويف االجتماعـــات بـــن‬ ‫االس ــتخبارات التركي ــة واملصري ــة ب ــادرة أم ــل يف حتس ــن العالق ــات‬ ‫بينهمـــا‪ ،‬ألن مصـــر دولـــة مركزيـــة يف األمـــن العربـــي والشـــرق‬ ‫األوســـط وتلتقـــي مصالـــح تركيـــا مـــع مصـــر يف البحـــر املتوســـط‬ ‫وشـــمال إفريقيـــا وتعاونهمـــا يعـــزز مصالـــح الطرفـــن‪ ،‬ويتوقـــع أن‬ ‫تفتــح صفحــة جديــدة بينهمــا بسياســة برجماتيــة حتددهــا املصالــح‬

‫ولي ــس األيديولوجي ــا‪.‬‬ ‫أمــا بالنســبة إلثيوبيــا‪ ،‬فهــي دولــة محوريــة يف القــرن اإلفريقــي‬ ‫ومج ــاورة للس ــودان والصوم ــال وإرتيري ــا وجتم ــع مي ــاه الني ــل ب ــن‬ ‫األمــن القومــي ملصــر والســودان وإثيوبيــا‪ ،‬وتاريخ ًيــا ال ميكــن جتاهــل‬ ‫حقــوق مصــر يف النيــل‪ ،‬ولذلــك فــإن القــوى اخلارجيــة التــي تتدخــل‬ ‫لدف ــع إثيوبي ــا لتهدي ــد مص ــر كم ــا ه ــي إس ــرائيل بتقلي ــص حصته ــا‬ ‫مــن ميــاه النيــل يعتبــر تهديـدًا خطيـ ًرا يهــدد األمــن القومــي العربــي‪،‬‬ ‫وعالقـــة إثيوبيـــا ومصاحلهـــا مرتبطـــة بالعالـــم العربـــي وخاصـــة‬ ‫الــدول العربيــة بإفريقيــا واخلليــج العربــي‪ ،‬وهــي دولــة مغلقــة ليــس‬ ‫له ــا منف ــذ إال م ــن ال ــدول املج ــاورة الت ــي ه ــي عربي ــة‪ ،‬وتاريخ ًي ــا له ــا‬ ‫عالق ــة م ــع اجلزي ــرة العربي ــة‪ ،‬واجليوبولتي ــكا تف ــرض عل ــى إثيوبي ــا‬ ‫أن تتع ــاون م ــع مص ــر والس ــودان ودول مجل ــس التع ــاون اخلليج ــي‬ ‫لتحقي ــق االس ــتقرار يف الق ــرن اإلفريق ــي وملصلح ــة وح ــدة إثيوبي ــا‬ ‫نفس ــها‪ ،‬فتح ــدي األم ــن املائ ــي العرب ــي وخاص ــة مص ــر والس ــودان‬ ‫ق ــد تك ــون ل ــه آث ــاره عل ــى وح ــدة إثيوبي ــا خاص ــة يف ظ ــل الص ــراع‬ ‫احلال ــي يف تيغ ــري ‪.‬‬ ‫إن املصالـــح املشـــتركة والتداخـــل االســـتراتيجي ‪Strategic‬‬ ‫‪ Interdependence‬بـــن مصالـــح الـــدول العربيـــة ودول‬ ‫اجلـــوار اجلغـــرايف ويف ظـــل تغيـــرات النظـــام الدولـــي وتعـــدد‬ ‫القطبيــة الدوليــة وإدارة أمريكيــة جديــدة أكثــر واقعيــة تتبنــى القــوة‬ ‫الناعمــة قــد يشــهد عــام ‪2021‬م‪ ،‬أكثــر تواف ًقــا واســتقرا ًرا مــن أجــل‬ ‫ح ــل اخلالف ــات واملش ــاكل اإلقليمي ــة وتع ــاون ب ــن ال ــدول احملوري ــة‬ ‫يف الشـــرق األوســـط يف مواجهـــة التحـــدي النـــووي اإلســـرائيلي‬ ‫وغطرســـة القـــوة الصهيونيـــة آخـــر القـــوى االســـتعمارية‪.‬‬ ‫* أستاذ العلوم السياسية بجامعتي امللك عبد العزيز والحسني بن طالل سابقًا‬

‫‪110‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪157‬‬ ‫ينايـــــــــــر ‪2021‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫تقلصت الطبقة الوسطى يف المنطقة بسبب كورونا ما يضيف‬ ‫‪ 83‬مليون شخص لخط الفقر ومعاناة ‪ 1.9‬مليون إضايف سوء التغذية‬ ‫وب ــدون االتف ــاق ب ــن ه ــذه األط ــراف وضغطه ــا مب ــا يكف ــل مصال ــح‬ ‫اجلمي ــع يصع ــب إيج ــاد اتف ــاق واس ــتقرار يف ليبي ــا‪ ،‬ويف ظ ــل إدارة‬ ‫أمريكي ــة جدي ــدة ويف عه ــد الرئي ــس الدميقراط ــي جوزي ــف باي ــدن‬ ‫ميكـــن لألطـــراف أن تصـــل لتوافـــق‪ ،‬فنشـــأة ليبيـــا وتوحيدهـــا‬ ‫واســتقاللها بعــد احلــرب العامليــة الثانيــة‪ ،‬مــا كان ليتــم لــوال االتفــاق‬ ‫الدولـــي بـــن فرنســـا وبريطانيـــا والواليـــات املتحـــدة‪.‬‬ ‫ويأمـــل أن يكـــون عـــام ‪2021‬م‪ ،‬هـــو عـــام وحـــدة ليبيـــا‬ ‫واســـتقرارها‪ ،‬ألن تقســـيم ليبيـــا ســـيكون كارثـــة لالمـــن القومـــي‬ ‫العربـــي يف حالـــة حدوثـــه‪ ،‬ولذلـــك فـــإن الـــدول العربيـــة بدعمهـــا‬ ‫حل ــل األزم ــة الليبي ــة ووح ــدة ليبي ــا باالتف ــاق م ــع األط ــراف الدولي ــة‬ ‫واإلقليمي ــة يعن ــي حماي ــة األم ــن القوم ــي العرب ــي وخاص ــة ال ــدول‬ ‫املغاربيـــة واألمـــن القومـــي املصـــري‪.‬‬ ‫أزمة اليمن ودور مجلس التعاون الخليجي يف حل األزمة‬ ‫إن اس ــتقرار اليم ــن ووحدته ــا عام ــل مه ــم يف اس ــتقرار وأم ــن‬ ‫اخللي ــج العرب ــي‪ ،‬ألن إي ــران حت ــاول زعزع ــة ه ــذا االس ــتقرار بدع ــم‬ ‫جماعــة احلوثــي يف اليمــن التــي حتــدت الشــرعية اليمنيــة‪ ،‬وجــاءت‬ ‫عاصفـــة احلـــزم عـــام ‪2015‬م‪ ،‬بقيـــادة اململكـــة العربيـــة الســـعودية‬ ‫لدعـــم الشـــرعية اليمنيـــة‪ ،‬ولكـــن التدخـــل اخلارجـــي وخاصـــة‬ ‫اإليرانـــي واخلالفـــات الداخليـــة أطـــال أزمـــة اليمـــن‪ ،‬ودخـــول‬ ‫أط ــراف دولي ــة تتناف ــس عل ــى اليم ــن س ــواء أطرا ًف ــا دولي ــة إقليمي ــة‬ ‫مـــن خـــارج املنظومـــة العربيـــة‪ ،‬فبريطانيـــا لهـــا تاريخهـــا الطويـــل‬ ‫يف اليمـــن وخاصـــة جنـــوب اليمـــن كمـــا أن الواليـــات املتحـــدة لهـــا‬ ‫مصاحلهـــا االســـتراتيجية يف اليمـــن‪ ،‬باالضافـــة للتنافـــس الدولـــي‬ ‫يف الق ــرن اإلفريق ــي إلقام ــة قواع ــد عس ــكرية‪ ،‬وحت ــاول الس ــعودية‬ ‫جاه ــدة إلنه ــاء الن ــزاع الداخل ــي باليم ــن ويف ظ ــل تط ــورات الوض ــع‬ ‫الدول ــي وخاص ــة بع ــد االنتخاب ــات األمريكي ــة س ــيكون ع ــام ‪2021‬م‪،‬‬ ‫عا ًمـــا حلـــل أزمـــة اليمـــن بعـــد اســـتنزاف األطـــراف الداخليـــة يف‬ ‫اليم ــن مل ــوارد بالده ــا واألزم ــة اإلنس ــانية يف اليم ــن ولذل ــك تبق ــى‬ ‫املس ــؤولية األول ــى حل ــل أزم ــة اليم ــن عل ــى األط ــراف اليمني ــة م ــن‬ ‫أج ــل تعمي ــر اليم ــن واس ــتقراره ‪ ،‬فالس ــعودية تول ــي اهتما ًم ــا كبيــ ًرا‬ ‫إلعمـــار اليمـــن ودعـــت ملؤمتـــر املانحـــن لليمـــن باالشـــتراك مـــع‬ ‫األمم املتح ــدة ‪2020‬م‪ ،‬وه ــو املؤمت ــر الراب ــع ال ــذي تتبن ــى الس ــعودية‬ ‫الدع ــوة إلي ــه‪ ،‬وتعتب ــر أكب ــر ال ــدول الداعم ــة لليم ــن بحك ــم الرواب ــط‬ ‫التاريخي ــة واجل ــوار وحرصه ــا عل ــى وح ــدة اليم ــن واس ــتقراره ألن ــه‬ ‫مرتب ــط باألم ــن الوطن ــي الس ــعودي‪.‬‬

‫القضية الفلسطينية‪ :‬الفيصل إسرائيل آخر القوى االستعمارية‬ ‫تبقـــى القضيـــة الفلســـطينية يف صلـــب السياســـة الســـعودية‬ ‫والعربي ــة عام ــة ألنه ــا تتعل ــق باألم ــن القوم ــي العرب ــي‪ ،‬وق ــد عب ــر‬ ‫األميـــر تركـــي الفيصـــل مديـــر االســـتخبارات الســـعودية الســـابق‬ ‫بصراحـــة ووضـــوح عـــن واقـــع إســـرائيل االســـتعماري يف منتـــدى‬ ‫املنام ــة ديس ــمبر ‪2020‬م‪ ،‬ال ــذي نظم ــه املرك ــز الدول ــي للدراس ــات‬ ‫االســتراتيجية (‪ )IISS‬بوصفــه لهــا " أنهــا آخــر القــوى االســتعمارية‬ ‫الغربيــة يف الشــرق األوســط‪ ،‬تدمــر املنــازل وتغتــال مــن تشــاء‪ ،‬وتُ ٌه َجــر‬ ‫الفلســطينيني قسـ ًرا‪ ،‬وتٌصــدر قوانــن ُعنصريــة جتعــل مــن إســرائيل‬ ‫وت ـ َرم ا ٌ‬ ‫وط ًن ــا لليه ــود فق ــط‪ٌ ،‬‬ ‫حلق ــوق املتٌس ــاوية للع ــرب املس ــيحيني‬ ‫واملســلمني‪ ،‬وتٌقيــم األســوار العازلــة وتتوغــل يف بنــاء املســتوطنات "‪:‬‬ ‫نهج ــا يتس ــم بالنف ــاق كونه ــا‬ ‫وأض ــاف الفيص ــل إن إس ــرائيل تعتم ــد ٌ‬ ‫" تدع ــي م ــن جه ــة أنه ــا مه ــددة وجود ًي ــا وتري ــد الس ــام‪ ،‬لكنه ــا م ــن‬ ‫جه ــة أخ ــرى حتت ــل األراض ــي الفلس ــطينية وتقص ــف ال ــدول العربي ــة‬ ‫ومتتل ــك الس ــاح الن ــووي"‪ ،‬ونرف ــض املب ــادرة العربي ــة الت ــي أقره ــا‬ ‫مؤمت ــر القم ــة العربي ــة يف بي ــروت ‪2002‬م‪ ،‬ورغ ــم معاه ــدات الصل ــح‬ ‫التـــي عقدتهـــا الـــدول العربيـــة‪ ،‬مصـــر ‪1979‬م‪ ،‬واألردن ‪1994‬م‪،‬‬ ‫إال أنـــه ســـا ًما بـــار ًدا وترفـــض الشـــعوب أي نـــوع مـــن التطبيـــع‬ ‫معهـــا‪ ،‬فقـــد وصـــف مستشـــار األمـــن القومـــي األمريكـــي الســـابق‬ ‫بريجنســكي للرئيــس كارتــر أن الســام بــن مصــر وإســرائيل ســا ًما‬ ‫ب ــار ًدا لرف ــض الش ــعب التطبي ــع‪ ،‬ويف التط ــورات اإلقليمي ــة والدولي ــة‬ ‫وإدارة بايــدن اجلديــدة قــد ميكــن الرجــوع إلــى حــل الدولتــن‪ ،‬فقــد‬ ‫كان ــت سياس ــة ترام ــب مخالف ــة ل ــكل اإلدارات األمريكي ــة الس ــابقة‬ ‫يف دعمـــه لضـــم إســـرائيل للجـــوالن الســـورية والضفـــة الغربيـــة‬ ‫والقــدس عاصمــة إلســرائيل ونقــل الســفارة األمريكيــة للقــدس‪ ،‬ويف‬ ‫تصريح ــات الرئي ــس اجلدي ــد باي ــدن أعل ــن أن ــه س ــيعيد العالق ــات‬ ‫م ــع منظم ــة التحري ــر الفلس ــطينية وإع ــادة فت ــح مكت ــب املنظم ــة يف‬ ‫واش ــنطن وتق ــدمي الدع ــم املال ــي للس ــلطة الفلس ــطينية ال ــذي أوقف ــه‬ ‫ترامـــب‪ ،‬ويأتـــي هـــذا يف ظـــل تنســـيق مصري‪-‬ســـعودي –أردنـــي‬ ‫مـــع الســـلطة الفلســـطينية لتطبيـــق القـــرارات الدوليـــة يف دولـــة‬ ‫فلس ــطينية عل ــى ح ــدود ‪1967‬م‪ ،‬وعاصمته ــا الق ــدس وه ــذا يتف ــق‬ ‫مــع املبــادرة العربيــة التــي قدمتهــا الســعودية ووافقــت عليهــا الــدول‬ ‫العربي ــة باإلجم ــاع ‪.‬‬ ‫االنفراج يف العالقات العربية ودول الجوار الجغرايف العربي‬ ‫إن اجلغرافيـــا عامـــل مهـــم يف سياســـة الدولـــة‪ ،‬فاجلغرافيـــا‬ ‫ثاب ــت ولي ــس متغي ــر‪ ،‬فأم ــن الدول ــة مرتب ــط بأم ــن جيرانه ــا‪ ،‬وكم ــا‬ ‫قـــال عالـــم اجلغرافيـــا األملانـــي راتـــزل "إن تاريـــخ دولـــة مـــا هـــو‬ ‫بنف ــس الوق ــت ج ــزء م ــن تاري ــخ الدول ــة املج ــاورة "‪ ،‬ودول اجل ــوار‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪157‬‬ ‫ينايـــــــــــر ‪2021‬‬

‫‪109‬‬

‫ملف العدد‬

‫خسارة المنطقة العربـيــة ‪ 42‬مليـــار دوالر بسبـب الجــــائحة‬ ‫قدرت خسارة المنطقة من االيــــرادات البـتــروليـــة بــــــ ‪ 11‬مليا ًرا‬ ‫إن هـــذه اجلائحـــة تنبـــه احلكومـــات العربيـــة لالســـتفادة مـــن‬ ‫علمائهـــم املهاجريـــن يف اخلـــارج بتوفيـــر املختبـــرات واســـتقطابهم‬ ‫ملـــا لهـــم أهميـــة علميـــة وعائـــد اقتصـــادي فمليـــارات الـــدوالرات‬ ‫عائ ــد ش ــركات األدوي ــة‪ ،‬ويحت ــاج له ــا اقتص ــاد ال ــدول العربي ــة إذا‬ ‫ش ــجعت العلم ــاء عل ــى تس ــخير اكتش ــافاتهم لبلدانه ــم بتوفي ــر البيئ ــة‬ ‫العلميــة واملاديــة لهــم فهــم جــزء مــن األمــن القومــي العربــي‪ ،‬األمــن‬ ‫الصح ــي‪ ،‬ال ــذي يس ــتفيد من ــه الغ ــرب باس ــتقطابهم‪ ،‬وه ــذا يحت ــاج‬ ‫إلــى اســتراتيجية عربيــة ضمــن مؤسســات العمــل اجلماعــي العربــي‬ ‫لالســتثمار يف مختبــرات علميــة علــى غــرار الشــركات الغربيــة التــي‬ ‫تقـــدر أرباحهـــا باملليـــارات‪ ،‬واجلديـــر باملالحظـــة أن فرنســـا مثـــا‬ ‫تســتغل األطبــاء مــن الــدول الناميــة فالطبيــب اجلزائــري يف فرنســا‬ ‫ال يعامــل مثــل الطبيــب الفرنســي يف أجــوره فهنــاك ‪ 15‬ألــف طبيــب‬ ‫جزائ ــري يف مواجه ــة كورون ــا يف فرنس ــا‪.‬‬ ‫عام ‪2021‬م‪ ،‬عام التعاون وتسوية الخالفات السياسية‬ ‫انفراجـــا يف العالقـــات بـــن‬ ‫يتوقـــع أن يشـــهد عـــام ‪2021‬م‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وأيضـــا يف العالقـــات العربيـــة مـــع دول اجلـــوار‬ ‫الـــدول العربيـــة‬ ‫العربي ــة‪ ،‬تركي ــا وإي ــران وإثيوبي ــا‪ ،‬كم ــا تس ــهم دول اخللي ــج يف ح ــل‬ ‫اخلالف ــات ب ــن األط ــراف الليبي ــة ودع ــم املغ ــرب العرب ــي يف قضي ــة‬ ‫الصحــراء‪ ،‬حيــث افتتحــت اإلمــارات العربيــة لهــا قنصليــة يف مدينــة‬ ‫العيـــون مركـــز الصحـــراء الغربيـــة باملغـــرب حيـــث اخلالفـــات مـــع‬ ‫جبه ــة البوليس ــاريو‪ ،‬كم ــا أن الس ــعودية واإلم ــارات وقط ــر كله ــا له ــا‬ ‫اســـتثمارات يف املغـــرب وحســـب إحصائيـــات رســـمية كمـــا ذكـــرت‬ ‫صحيف ــة األي ــام ‪ 24‬اإللكتروني ــة املغربي ــة ‪ 9‬نوفمب ــر ‪2019‬م‪ ،‬فق ــد‬ ‫وص ــل حج ــم االس ــتثمارات اخلليجي ــة يف املغ ــرب ‪ 120‬ملي ــار دوالر‬ ‫خــال الـــ ‪ 12‬عا ًمــا املاضيــة‪ ،‬أغلبهــا يف قطاعــات العقــار واخلدمــات‬ ‫الس ــياحية واالتص ــاالت والطاق ــة والتموي ــات البنكي ــة التش ــاركية‪،‬‬ ‫وحســـب رأي اخلبيـــر االقتصـــادي عبـــد النبـــي أبـــو العـــرب‪ ،‬فـــإن‬ ‫املغـــرب اســـتفاد بعـــد ‪2011‬م‪ ،‬مـــن تدفـــق اســـتثماري كبيـــر جـــاء‬ ‫يف إط ــار رغب ــة ال ــدول اخلليجي ــة يف املس ــاهمة يف احلف ــاظ عل ــى‬ ‫اســتقرار دول صديقــة لهــا كمــا هــو احلــال بالنســبة للمغــرب"‪ .‬فقــد‬ ‫ارتف ــع االس ــتثمار الس ــعودي املباش ــر يف املغ ــرب ‪ %53‬من ــذ ‪2011‬م‪،‬‬ ‫كمــا أن الســعودية حتتــل املرتبــة األولــى بــن الــدول العربيــة بكونهــا‬ ‫أول شــريك جتــاري عربــي للمغــرب حســب تصريــح لطيفــة الشــهابي‬ ‫وكيلــة وزارة التجــارة والصناعــة املغربيــة‪ ،‬كمــا أن الســائح اخلليجــي‬ ‫يأت ــي يف املرتب ــة الثالث ــة بع ــد األوروب ــي وهن ــاك حم ــات ترويجي ــة‬ ‫ل ــدول مجل ــس التع ــاون اخلليج ــي جل ــذب مزي ــد م ــن الس ــياح‪ ،‬وه ــذا‬ ‫يعكــس عمــق العالقــات اخلليجيــة مــع دول املغــرب العربــي وخاصــة‬

‫املغ ــرب‪.‬‬ ‫التعاون الخليجي‪ -‬المغاربي يف األزمة الليبية‬ ‫عان ــت ليبي ــا م ــن ع ــدم االس ــتقرار من ــذ س ــقوط نظ ــام معم ــر‬ ‫الق ــذايف‪ ،‬وحي ــث أن ليبي ــا دول ــة بترولي ــة وموق ــع اس ــتراتيجي عل ــى‬ ‫البح ــر املتوس ــط عل ــى الضف ــة اجلنوبي ــة ل ــه‪ ،‬فهن ــاك تناف ــس دول ــي‬ ‫وإقليم ــي يف ليبي ــا أدى لتدخ ــل دول ــي مم ــا يه ــدد األم ــن القوم ــي‬ ‫العرب ــي‪ ،‬فروس ــيا تتدخ ــل يف ليبي ــا بق ــوات املرتزق ــة ال ــروس فاغن ــر‬ ‫الت ــي أك ــدت التقاري ــر األممي ــة وجوده ــا‪ ،‬كم ــا تلع ــب فرنس ــا دو ًرا‬ ‫عســـكر ًيا وسياســـ ًيا يف ليبيـــا وأن تركيـــا لهـــا قـــوة عســـكرية يف‬ ‫ليبي ــا تدع ــم حكوم ــة الوف ــاق الليبي ــة‪ ،‬وق ــد عب ــرت رئيس ــة البعث ــة‬ ‫األممي ــة باإلناب ــة س ــتيفاني وليام ــز ع ــن التناف ــس الدول ــي والتدخ ــل‬ ‫اخلارجــي بقولهــا يف االجتمــاع الثانــي مــن اجلولــة الــر ابعــة مللتقــى‬ ‫احلــوار الليبــي بتونــس" أن عــدد القواعــد األجنبيــة يف ليبيــا‪ ،‬والــذي‬ ‫وص ــل إل ــى عش ــر ‪ ،‬ت ــدار جزئ ًي ــا أو كل ًي ــا بق ــوات أجنبي ــة‪ ،‬وأن ع ــدد‬ ‫املرتزق ــة وص ــل إل ــى عش ــرين ألفــاً""‪ ،‬الغري ــب يف األم ــر‪ ،‬أن أحــدًا‬ ‫مــن املســؤولني الليبيــن مــن شــرق البــاد أو غربهــا لــم يســبق لــه أن‬ ‫أشــار حلجــم هــذا الوجــود‪ ،‬واخلطيــر يف األمــر أن كل جهــة يف ليبيــا‬ ‫مرتبط ــة بطريق ــة أو أخ ــرى بط ــرف خارج ــي‪.‬‬ ‫ويف ظـــل هـــذا التدخـــل العســـكري والسياســـي الدولـــي‬ ‫تتحـــرك الـــدول العربيـــة حلـــل األزمـــة الليبيـــةـ فتحركـــت املغـــرب‬ ‫بجمـــع األطـــراف الليبيـــة وبدعـــم خليجـــي ورعايـــة األمم املتحـــدة‬ ‫يف الصخيـــرات املغربيـــة ديســـمبر ‪2015‬م‪ ،‬وبنـــاء علـــى اتفـــاق‬ ‫الصخي ــرات‪ ،‬مت تش ــكيل حكوم ــة الوف ــاق الوطن ــي واملجل ــس األعل ــى‬ ‫للدول ــة وحاول ــت املغ ــرب بن ــاء الثق ــة ب ــن األط ــراف الليبي ــة‪ ،‬كم ــا‬ ‫ســـاهمت املغـــرب يف جمـــع أكثـــر مـــن ‪ 120‬عضـــ ًوا مـــن أعضـــاء‬ ‫البرملــان الليبــي مــن شــرق ليبيــا وغربهــا يف طنجــة نوفمبــر ‪2020‬م‪،‬‬ ‫يف س ــبيل إنه ــاء الن ــزاع يف ليبي ــا‪ ،‬ول ــم يقتص ــر األم ــر عل ــى ال ــدور‬ ‫املغربــي‪ ،‬فقامــت تونــس ً‬ ‫أيضــا بــدور فعــال يف جمــع األطــراف الليبيــة‬ ‫وكذلــك اجلزائــر ومصــر باعتبــار أن عــدم االســتقرار يف ليبيــا يهــدد‬ ‫األمــن القومــي املصــري علــى حدودهــا الغربيــة والتداخــل الســكاني‬ ‫ب ــن القبائ ــل الليبي ــة واملصري ــة يف ش ــرق ليبي ــا وغ ــرب مص ــر ‪ ،‬كم ــا‬ ‫تدع ــم دول اخللي ــج دور مص ــر يف ح ــل األزم ــة الليبي ــة وتق ــف ض ــد‬ ‫التدخــل التركــي‪ ،‬كمــا أن نائبــة رئيــس بعثــة األمم املتحــدة يف ليبيــا‬ ‫س ــتيفاني وليام ــز أس ــهمت ب ــدور فع ــال يف جم ــع األط ــراف الليبي ــة‬ ‫وخاص ــة بدع ــم الوالي ــات املتح ــدة له ــا ‪.‬‬ ‫ويبقـــى االتفـــاق الدولـــي بـــن الواليـــات املتحـــدة وروســـيا‬ ‫واألطـــراف اإلقليميـــة تركيـــا ومصـــر وبدعـــم مـــن دول اجلـــوار‬ ‫املغاربي ــة والس ــعودية‪ ،‬ميك ــن أن ت ــؤدي التف ــاق املصاحل ــة الليبي ــة‪،‬‬

‫‪108‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪157‬‬ ‫ينايـــــــــــر ‪2021‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫املبعوثة األممية باإلنابة يف ليبيا ستيفاين وليامز تتحدث يف تونس (‪)2020/11/11‬‬

‫حثـت األسكوا الحكومـــات العربيـــة إلنــشاء صندو ًقا إقليم ًيا‬ ‫للتــــضامن االجتــــماعي لدعم الدول األقل نم ًوا والمعرضة للخــطر‬ ‫الغ ــذاء‪ :‬اإلنت ــاج والنق ــل والتوزي ــع بأزم ــة اجلائح ــة مم ــا ي ــؤدي إل ــى‬ ‫انخف ــاض للص ــادرات الغذائي ــة م ــن ال ــدول املنتج ــة للغ ــذاء وه ــذا‬ ‫يؤثـــر علـــى األمـــن الغذائـــي يف الـــدول العربيـــة بســـبب اعتمادهـــا‬ ‫عل ــى اس ــتيراد امل ــواد الغذائي ــة‪ ،‬فال ــدول العربي ــة تس ــتورد ‪ %65‬م ــن‬ ‫القمـــح الـــذي حتتاجـــه‪ ،‬وتنفـــق ‪ 110‬مليـــار دوالر علـــى الـــواردات‬ ‫الغذائيــة ممــا قــد يــؤدي ملجاعــات يف بعــض الــدول التــي تعانــي مــن‬ ‫ح ــروب أهلي ــة يف املنطق ــة العربي ــة‪.‬‬ ‫وتشـــير أرقـــام األســـكوا‪ ،‬أن حوالـــي ‪ 55‬مليـــون شـــخص يف‬ ‫املنطق ــة العربي ــة بحاج ــة إل ــى املس ــاعدات اإلنس ــانية‪ ،‬وأن حوال ــي‬ ‫‪ 24‬ملي ــون م ــن ه ــؤالء ه ــم م ــن الالجئ ــن والنازح ــن داخ ــل دوله ــم‪،‬‬ ‫كم ــا ال تس ــتطيع ال ــدول الت ــي تعان ــي م ــن صراع ــات داخلي ــة احت ــواء‬ ‫آث ــار الفي ــروس‪ ،‬بس ــبب تدمي ــر البني ــة الصحي ــة ون ــزوح العامل ــن يف‬ ‫املجــال الصحــي كمــا يف ســوريا واليمــن وليبيــا والســودان وغيرهــا‪،‬‬ ‫كم ــا أن ع ــدم توف ــر وس ــائل احلماي ــة للقط ــاع الصح ــي أصب ــح ه ــو‬ ‫يعانــي مــن اإلصابــات للممرضــن واملمرضــات واألطبــاء ممــا يزيــد‬ ‫م ــن أعب ــاء انتش ــار الفي ــروس‪.‬‬ ‫وق ــد حترك ــت ال ــدول العربي ــة ملواجه ــة تبع ــات وآث ــار كوفي ــد‪،19‬‬ ‫فأخــذت تقــدم احملفــزات لدعــم املواطنيــن ولتعزيــز قــدرة الشــركات‬ ‫علــى معاجلــة التراجــع احلــاد يف نشــاطاتها‪ ،‬فقــد أعلنــت الســعودية‬ ‫عـــن حزمـــة حتفيـــز بقيمـــة ‪ 13‬مليـــار دوالر ‪ ،‬الهـــدف منهـــا دعـــم‬ ‫الش ــركات وزي ــادة متوي ــل الش ــركات الصغي ــرة واملتوس ــطة باالضاف ــة‬ ‫لتقــدمي املســاعدات لألفــراد‪ ،‬كمــا كشــفت مصــر عــن خطــة شــاملة‬ ‫تكلفتهـــا ‪ 6‬مليـــارات دوالر ملكافحـــة فيـــروس كوفيـــد‪ 19-‬الســـريع‬

‫االنتشــار ودعــم النمــو االقتصــادي‪ ،‬كمــا قدمــت بقيــة الــدول العربيــة‬ ‫مســـاعدات كل حســـب ظروفهـــا االقتصاديـــة ملعاجلـــة اجلائحـــة‬ ‫وقدم ــت ال ــدول الغني ــة مس ــاعدات مالي ــة لبع ــض ال ــدول ملواجه ــة‬ ‫األزمـــة‪ ،‬فقـــد أخـــذت املؤسســـات املاليـــة مثـــل البنـــوك بتأجيـــل‬ ‫األقســاط املترتبــة حتــى إن كثيـ ًرا مــن املواطنيــن اســتجابوا ملبــادرات‬ ‫التكافــل االجتماعــي وتأجيــل اســتحقاق األجــور أو تخفيضهــا‪ .‬وقــد‬ ‫حث ــت األمين ــة التنفيذي ــة ملنظم ــة األس ــكوا روال دش ــتي احلكوم ــات‬ ‫العربي ــة إل ــى إنش ــاء صن ــدوق إقليم ــي للتضام ــن االجتماع ــي لدع ــم‬ ‫الــدول العربيــة األقــل من ـ ًوا واملعرضــة للخطــر ويضمــن التعجيــل يف‬ ‫االســتجابة الحتياجــات الشــعوب العربيــة ويوفــر اإلغاثــة يف حــاالت‬ ‫نق ــص امل ــواد الغذائي ــة والط ــوارئ الصحي ــة‪.‬‬ ‫وقـــد كشـــفت جائحـــة كوفيـــد‪ 19-‬عـــن دور العلمـــاء العـــرب‬ ‫يف الغـــرب يف مجـــال مكافحـــة كوفيـــد‪ ،19-‬وقـــد ظهـــر هـــوالء يف‬ ‫الواليــات املتحــدة وبريطانيــا وإيطاليــا وفرنســا‪ ،‬فقــد عــن الرئيــس‬ ‫ترام ــب عال ــم البيولوجي ــا م ــن األص ــل املغرب ــي منص ــف الس ــاوي‬ ‫مستشـــا ًرا ومشـــر ًفا علـــى مشـــروع وتوزيـــع لقاحـــات كفيـــد‪،1-‬‬ ‫كم ــا أن العامل ــة م ــن أص ــل مص ــري هب ــة مصطف ــى مدي ــرة مختب ــر‬ ‫الفيروس ــات اجلزئي ــة بجامع ــة ج ــون هوبكن ــز ش ــاركت يف تطوي ــر‬ ‫اختبــار تشــخيص فيــروس كوفيــد ــــ ‪ ،19‬كمــا كانــت مفاجــأة الرئيــس‬ ‫الفرنســـي ماكـــرون يف زيارتـــه ألحـــد املستشـــفيات الفرنســـية أن‬ ‫معظـــم أطبـــاء املستشـــفى مـــن لبنـــان وتونـــس واجلزائـــر واملغـــرب‬ ‫والســـنغال‪ ،‬وذكـــرت صحيفـــة انديبندنـــت عربـــي‪ ،‬أن ‪ 280‬طبي ًبـــا‬ ‫ســـعود ًيا يف فرنســـا بـــن الصفـــوف األماميـــة حملاربـــة اجلائحـــة‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪157‬‬ ‫ينايـــــــــــر ‪2021‬‬

‫‪107‬‬

‫ملف العدد‬

‫‪ 2020‬عــام األزمــات املفاجئــة ‪ ..‬وعــام ‪ 2021‬للتعــاون ونهايــة األزمــات‬

‫المصالـح والتداخـل االسـتراتيجي والمتغيـرات‬ ‫الدوليـة تؤسـس لتعـاون دول الشـرق األوسـط‬ ‫ميكــن وصــف عــام ‪2020‬م‪ ،‬بأنــه عــام املفاجــأة واألزمــات‪ ،‬املفاجئــة ؛ جائحــة كوفيــد‪ 19-‬ومــا ترتــب عليهــا مــن أزمــات‬ ‫اقتصاديــة واجتماعيــة‪ ،‬وعالقــة اإلمــارات والبحريــن والســودان بالتطبيــع مــع إســرائيل‪ ،‬ومــن اإلجنــازات املهمــة خــال العــام‬ ‫عقــد قمــة العشــرين يف الريــاض نوفمبــر املاضــي وبــروز دور الســعودية الفاعــل علــى املســتوى الدولــي كقــوة اقتصاديــة‬ ‫عامليــة‪ ،‬ولكــن املفاوضــات حــول ســد النهضــة بــن الســودان ومصــر وإثيوبيــا لــم تصــل بعــد إلتفاقيــة حتقــق األمــن املائــي لــكل‬ ‫مــن مصــر والســودان‪ ،‬وميكــن أن يكــون عــام ‪2021‬م‪ ،‬أكثــر تعاو ًنــا علــى املســتوى العربــي وخاصــة اخلليجــي وحــل اخلالفــات‬ ‫أيضــا حـ ً‬ ‫السياســية بــن بعــض الــدول العربيــة ونهايــة األزمــة بــن دول مجلــس التعــاون اخلليجــي‪ ،‬ويشــهد ً‬ ‫ا لألزمــة الليبيــة‬ ‫واألزمــة اليمنيــة وعــودة ســوريا للجامعــة العربيــة حيــث تعمــل مصــر علــى عودتهــا‪ ،‬وتقــارب بــن الــدول العربيــة ودول اجلــوار‬ ‫العربــي‪ ،‬تركيــا وإيــران ‪.‬‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫كوفيد‪ 19-‬وآثارها‪ :‬تراجع الناتج المحيل والبطالة والعمالة األجنبية‬ ‫انتشـــرت جائحـــة كورونـــا‪ 19-‬يف جميـــع دول العالـــم تقري ًبـــا‪،‬‬ ‫وخلقـــت تداعيـــات اقتصاديـــة واجتماعيـــة وسياســـية متباينـــة‪،‬‬ ‫وكغيرهــا مــن الــدول حاولــت وال زالــت دول مجلــس التعــاون وغيرهــا‬ ‫م ــن ال ــدول العربي ــة مواجه ــة اآلث ــار الس ــلبية له ــذه اجلائح ــة‪ ،‬فق ــد‬ ‫ش ــهدت معظ ــم دول العال ــم وخاص ــة دول الش ــرق األوس ــط رك ــو ًدا‬ ‫اقتصاد ًيــا‪ ،‬فحســب أرقــام منظمــة التعــاون االقتصــادي والتنميــة يف‬ ‫يونيــو ‪2020‬م‪ ،‬تراجــع النــاجت احمللــي اإلجمالــي العاملــي ‪ %13‬تقري ًبــا‪،‬‬ ‫وتأث ــرت اقتصادي ــات ال ــدول‪ ،‬فمث ـ ً‬ ‫ـا ث ــروة دب ــي تأت ــي م ــن الس ــياحة‬ ‫والبنـــاء وأعمـــال املوانـــئ والشـــحن‪ ،‬وقـــد اســـتقبلت عـــام ‪2019‬م‪،‬‬ ‫أكث ــر م ــن ‪ 16‬ملي ــون س ــائح‪ ،‬د ّرت إي ــرادات تص ــل إل ــى ‪ 20‬ملي ــار‬ ‫دوالر ‪ ،‬ويف ظـــل أزمـــة كـــويف‪ ،19-‬مـــن املتوقـــع تراجـــع اإليـــرادات‬ ‫بســـبب القيـــود التـــي فرضـــت علـــى احلركـــة اجلويـــة وتوقـــف‬ ‫الســياحة توق ًفــا شــبه كامــل‪ ،‬وحســب تقريــر األســكوا ‪ESCWA‬‬ ‫فمـــن املتوقـــع أن تخســـر املنطقـــة العربيـــة يف عـــام ‪ 2020‬م‪42 ،‬‬ ‫ملي ــار دوالر‪ ،‬وإث ــر اجلائح ــة‪ ،‬انخفض ــت أس ــعار البت ــرول بس ــبب‬ ‫تراجـــع الطلـــب‪ ،‬وخـــال الفتـــرة مـــن ينايـــر إلـــى مـــارس ‪2020‬م‪،‬‬ ‫قــدرت خســارة املنطقــة العربيــة مــن اإليــرادات البتروليــة ‪ 11‬مليــار‬ ‫دوالر تقري ًب ــا‪ ،‬ويف ظ ــل تباط ــؤ االقتص ــاد العامل ــي م ــن املتوق ــع‪ ،‬أن‬ ‫تنخف ــض ص ــادرات املنطق ــة العربي ــة مبق ــدار ‪ 28‬ملي ــار دوالر‪ ،‬مم ــا‬

‫يه ــدد اس ــتمرارية الش ــركات والصناع ــات املعتم ــدة عل ــى التصدي ــر‪،‬‬ ‫وأن تخس ــر حكوم ــات املنطق ــة إي ــرادات جمركي ــة ق ــد تص ــل ‪1.8‬‬ ‫ملي ــار دوالر ‪ .‬وس ــجلت الش ــركات يف املنطق ــة العربي ــة ق ــي الفت ــرة‬ ‫الســابقة خســائر هائلــة يف رأس املــال الســوقي قــدرت قيمتهــا ‪420‬‬ ‫ملي ــار دوالر‪ ،‬ويتوق ــع أن تخس ــر املنطق ــة ‪ 1.7‬ملي ــون وظيف ــة ع ــام‬ ‫‪2020‬م‪ ،‬مم ــا يرف ــع مع ــدل البطال ــة ‪ .%1.2‬ويؤث ــر الفي ــروس عل ــى‬ ‫فـــرص العمـــل يف القطاعـــات العامـــة‪ ،‬ال ســـيما قطـــاع اخلدمـــات‬ ‫نتيجـــة ممارســـة التباعـــد االجتماعـــي عل ًمـــا أن قطـــاع اخلدمـــات‬ ‫عل ــى املس ــتوى العامل ــي تراج ــع مبع ــدل النص ــف‪ ،‬وحي ــث أن قط ــاع‬ ‫اخلدمــات هــو املصــدر الرئيــس لفــرص العمــل يف املنطقــة العربيــة‪،‬‬ ‫ف ــإن ه ــذا ي ــؤدي خلس ــائر كبي ــرة يف الوظائ ــف‪.‬‬ ‫األمن الغذائي والمساعدات اإلنسانية العربية‬ ‫تقلص ــت الطبق ــة الوس ــطى يف املنطق ــة العربي ــة بس ــبب أزم ــة‬ ‫كوفي ــد‪ ،19-‬مم ــا ق ــد يدف ــع ‪ 83‬ملي ــون ش ــخص إض ــايف إل ــى خ ــط‬ ‫الفق ــر‪ ،‬ويؤث ــر التباط ــؤ االقتص ــادي بس ــبب انتش ــار الفي ــروس عل ــى‬ ‫تراج ــع األج ــور وانخفاضه ــا وخاص ــة عل ــى فئ ــات النس ــاء والش ــباب‬ ‫والعامل ــن يف القط ــاع غي ــر النظام ــي يف ظ ــل ع ــدم توف ــر التأم ــن‬ ‫الصح ــي واالجتماع ــي لبع ــض الفئ ــات‪ ،‬وم ــن املتوق ــع أن يعان ــي ‪1.9‬‬ ‫ملي ــون ش ــخص إض ــايف م ــن نق ــص التغذي ــة‪ .‬وتتأث ــر عملي ــة إنت ــاج‬

‫ا‬

‫ــــــ ‪157‬‬ ‫ﺎ ــــــــــــــــ ‪2021‬‬

‫اﳋﻠﻴــﺞ ﰲ ﻋــــﺎم‬ ‫ملف العدد‬ ‫حصاد عــــــام مضى واستـــشراف عـــــام آت‬ ‫▀ المصالـــح والتداخـــل والمتغيـــرات تؤســـس لحـــل خالفـــات الـــدول العربيـــة المحوريـــة‬ ‫▀ ‪ 12‬خي ــا ًرا ل ــدى باي ــدن لتحجي ــم الصي ــن وبكي ــن تض ــع خارط ــة للمواجه ــة حت ــى ‪2030‬‬ ‫▀ ال بدي ــل ع ــن توطي ــن التكنولوجي ــا العس ــكرية وتنوي ــع الس ــالح يف دول مجل ــس التع ــاون‬ ‫▀ دول الخلي ــج األول عرب ًي ــا يف تنافس ــية الصناع ــة و‪ 4‬مس ــارات لتحفي ــز القط ــاع الخ ــاص‬ ‫▀ ســـيناريوهات الســـتعادة عافيـــة أســـواق الطاقـــة وغـــاز شـــرق المتوســـط يف معانـــاة‬

‫ﻟﻠﻤﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣــﺎت او‬

‫ﻟﻼﺷــﺘﺮاك ‪www.grc.net :‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ال‬ ‫ال و‬ ‫ال و‬

‫ال‬

‫ح لل و‬ ‫ال ي‬ ‫ال ا‬ ‫ال ل ال‬ ‫ا ال ي ي ل ال ي ال ل‬

‫يي‬ ‫ـ‬

‫الد ـ ـ ا‬ ‫ـ الســع دي ــد ع ـ‬ ‫ـ الد‬ ‫ــ الســع دي ــ‬ ‫ــد‬ ‫ــ الد ل ــ‬ ‫ا‬ ‫ال ســ‬ ‫ــب مبر ب ــ ا ا ــ‬ ‫ال ــ الس ــ ا ري ــ عــد‬ ‫ا ســ ا ــ العم ــ ال دا ــ ال ســ‬ ‫ا ري ــ‬ ‫ــد ال ـ ا ا ري ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ ا ــرا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ـ ا‬ ‫ـ ا ــر ــع د ال ـ يــر ا‬ ‫ا ـ‬ ‫الس ـ ر الســع د‬ ‫م ـ ـ ا ــر ــد ـ ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫يــ ا ري ــ يديــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ال ي ـ ي ـ‬ ‫دا ع ـ ـ ال س ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ــ العســ ر ال م ــ د ــ مــ عــ ب ــ ســ‬ ‫ــد ــدد ـ ا ـ الســع دي‬ ‫ــر م ـ‬ ‫دي ـ‬ ‫ـ ــع دي‬ ‫ـ ا ـ ا ري ـ‬ ‫دا ـ‬ ‫يـ‬ ‫ــد ـ ا ـ‬ ‫ــد د ـ ع يـ‬ ‫ـا ا ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ــر ا ـ ا ال ـ ـ ال ـ ال را ـ‬ ‫ـ‬ ‫الســع دي‬ ‫السـ‬ ‫ا ــرا ـ ا سـ‬ ‫ـ العــد ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل م مــ‬ ‫ا ري ــ ال ع ــ يــد ــ ــد ا ــرا ا ــ‬ ‫ـ الد را ـ يبــر‬ ‫ـ ال ـ ـ‬ ‫الد ل ـ ل مبـ د ا‬ ‫ـ ال س ـ‬ ‫ـ ا ـ مـ ي ع ـ ل‬ ‫لـ‬ ‫ــ ال ــ ا ا م ــ الد ل ــ ــد لــ الع ــد‬ ‫ال م ـ العر ـ‬ ‫م ـ عــد‬ ‫ا ـ‬ ‫الســع د ا ــر بــد ا‬ ‫ال ــر ا ــ ر ــ‬ ‫بــ د ل ســ‬ ‫ــر‬ ‫ــ‬ ‫مــ الــد العر ــ‬ ‫ــ ا بــ د‬ ‫بــ د العر ــ‬ ‫ـ ا ـ الد ل ـ الع ـ د‬ ‫ـ ــرا ا‬ ‫ب ل ـ ال ـ ـ‬ ‫ــ الد لــ‬ ‫يــرا‬ ‫لــ ــد د الرا ــ ــ ي ــ‬ ‫ـ ا‬ ‫مـ الد لـ ال سـ‬ ‫ال ــد‬ ‫ال سـ‬ ‫ـ ا بـ د ل ــم م ــر سـ ي ل ــرا‬ ‫ـ السـ‬ ‫مـ‬ ‫ـ عد ـ ر ـ‬ ‫ــرا‬ ‫لـ‬ ‫العر ـ ا ــرا‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ـ ا بـ د عــد ــد ــرا‬ ‫ال ــرا ا الد ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ د لـ سـ‬ ‫الـ يد ـ‬ ‫الد لـ ـ‬ ‫ا ـ ل ا ـ العس ـ ر‬ ‫ــرا‬ ‫الــر الع ـ الد ل ـ ا ـ‬ ‫ســ‬ ‫لب ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــرا‬ ‫ر يــ‬ ‫مــ‬ ‫ر ــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ الســع دي ل ــ‬ ‫ل ع يـ ال مـ د‬ ‫برايــر‬ ‫ـ ا ر ـ‬ ‫ا ـ بــد ا‬ ‫ــ ال ــ ال ســ‬ ‫ــ ا ســ‬ ‫ال ســ‬ ‫ــ د‬ ‫ــرا‬ ‫ــ عــ د ال ــ ال م ــ ا ــر‬

‫ل‬

‫العــدد ‪156‬‬ ‫ديــسمبــر ‪2020‬‬

‫‪71‬‬

‫ل ال‬

‫لل و ال ل‬ ‫ال‬ ‫ال ي ال ل ي ي‬ ‫ــر‬

‫مـ‬

‫ـ ال مـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ الـ‬ ‫ـ الـ ا‬ ‫ـ ــرا‬ ‫ع ـ ـ‬ ‫سـ ـ سـ‬ ‫ا ــرا‬ ‫ــ ل ســ ا ــرا‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ســ ر ريــ‬ ‫ا ا سـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل سـ د ال‬ ‫ـ ا‬ ‫ــد‬ ‫ــرا ال ــعب‬ ‫ا دا ا‬ ‫ـ دا الر ـ‬ ‫ـ لـ‬ ‫عـ ا لبـ عــد ـ ل‬ ‫م ـ ال مـ ا ــر ال ـ ا سـ‬ ‫ا ري ـ د لــد را ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــد ــ دا را ــ‬ ‫ا ــر ا يــد ــرا‬ ‫ـ ال ـ ا ري ـ ـ ب ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ــر ا‬ ‫الس ـ‬ ‫مع ـ‬ ‫ب ـ د العر ـ ال ـ‬ ‫دا را ـ ـ ا م ـ مس ـ‬ ‫ال ــر ا ــ ــد‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ الــد العر ــ‬ ‫بـ د العر ـ ـ ا ـ ا مــر ل سـ ي‬ ‫ا ـ ال سـ‬ ‫يـ الع لـ‬ ‫ـ الد لـ ا‬ ‫ـ الس ـ الســع دي‬ ‫ا‬ ‫الر ـ ا دا‬ ‫ـ ـ ال ـ ال سـ‬ ‫العر ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا م ـ ـ الع ـ د ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ الد ل ـ‬ ‫ا‬ ‫ا ب ــ‬ ‫ــد ال د ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا‬ ‫ا ــ را ا ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ــد‬ ‫ــد‬ ‫ـ الري ـ ال ــر د ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫مـ‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ا ـ را الس ـ ال ـ الر سـ‬ ‫ـ ي ـ د الد ـ ا ل ل ــع ال سـ‬ ‫ـ الع ـ د ا‬ ‫ـم‬ ‫ـ ال‬ ‫ـ ال ـ ال ــعب لد ـ ال ــع ال سـ‬ ‫ــرا‬ ‫ـ ا بـ د‬ ‫ــرا ـ‬ ‫الدا ـ الر ـ ل ـ ال سـ‬ ‫ال ــر ا ـ ا ـ لـ ال ـ‬ ‫العر ـ ل ـ السـ‬ ‫يــد لر ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــد ي ــ ل ــ الر ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا‬ ‫ري ـ ب ـ الر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ري ـ ـ د ل مب ـ د العر ـ‬ ‫د ـ ـ ـ الد ل ـ‬ ‫ــرا ـ ل ـ‬ ‫يـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ري ـ‬ ‫ـ د ـ ال‬ ‫ـ ال ـ ا س ـ عمرا‬ ‫ــد‬ ‫ا ـ‬ ‫م ـ ال ريــر ال س ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ــد‬ ‫ـ د بـ ا يـ‬ ‫ل ـ ب ـ‬ ‫ا س ـ دا ل س ـ ال س ـ‬ ‫د ـ‬ ‫ا ـ ر ال د ـ ــد‬

‫* أﺳﺘﺎذ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺘﻲ اﳌﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ واﻟﺤﺴني ﺑﻦ ﻃﻼل ﺳﺎﺑﻘًﺎ‬

‫‪70‬‬

‫ل ال‬

‫ل‬

‫العــدد ‪156‬‬ ‫ديــسمبــر ‪2020‬‬

‫ل‬

‫ا‬ ‫ال و ي‬

‫ي‬ ‫ي‬

‫ـ ا ـ‬ ‫ـ ـ ا ـ‬ ‫عـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــرا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا سـ ل د لـ ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫العر ـ‬ ‫ر ـ الســع دي ل ـ‬ ‫ـ ـ الــد ا ـ‬ ‫ا‬ ‫سـ‬ ‫د ـ ــر ا ـ‬ ‫برايــر‬ ‫ا ـ ال ـ د ـ‬ ‫ــرد عــ ــ ال ــرا‬ ‫ديــ ديــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ د‬ ‫عد ـ‬ ‫سـ‬ ‫ــم‬ ‫ـ ـ ر ـ د يب ـ‬ ‫ال دي ـ‬ ‫دي ــ‬ ‫ر ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ الب ســ‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ـ ـ الب دي ـ‬ ‫ــم ر ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ر ـ ا ـ ا ـ‬ ‫عـ‬ ‫ـ‬ ‫دعـ‬ ‫ــد ب ـ د ال ــرا‬ ‫ــر الع ـ‬ ‫ــر ر ـ الســع دي ـ‬ ‫ع ــد‬ ‫ـ د لـ‬ ‫ا ـ ا‬ ‫ـ اد ـ د‬ ‫مـ ــد ـ د يــر ا ـ الب سـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ا م ــ العر ــ الســع دي د د ا‬ ‫لــ‬ ‫لــد الســع د‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ــر العسـ ر ـ ال ــد سـ‬ ‫مـ‬ ‫الســع دي‬ ‫ــ ــ الب ســ‬ ‫ريــ ل ــ‬ ‫ــ د‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ال يـ ا ــد دا د‬ ‫ـ الــد‬ ‫رـ‬ ‫ع ــد ال ــر ــ ســ‬ ‫ال ــد ــ ا ــ مرا‬

‫ال ي ال ل‬ ‫ا‬

‫ي ي ال‬

‫ال و ال وا‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫خل‬

‫ا م ـ العر ـ‬ ‫ـ ر يـ‬ ‫ع بــر ال ـ ال س ـ‬ ‫ــد‬ ‫ا س ـ ال ــعب‬ ‫الســع دي ـ ا ـ ا س ـ الر ــم‬ ‫ــ ــ لــ‬ ‫ــر‬ ‫ــ ا ــ الســع د‬ ‫ــرد ال ــ د ــ ســ عمر ــر‬ ‫ــ ا ــ ا ــر‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ ا را ــ ا ر ــ ل‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ـ‬ ‫ريــر ــر ال‬ ‫ا ـ ا ـ الســع د‬ ‫ال ــر ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا عر ـ ا ل ـ ل ـ الســع د‬ ‫ي ـ‬ ‫ا ــ ا عســ ر‬ ‫ــم‬ ‫ــ عــد ــ ــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ــر‬ ‫ــر‬ ‫ـ‬ ‫الســع د سـ عمر ــر ا ـ ال ـ‬ ‫ر‬ ‫ـ ال ـ ا ا ريـ ال ـ د ـ ـ ا ا ـ‬ ‫السـ‬ ‫د ـ ال ـ ا ا ريـ ع ـ الســع دي‬ ‫ــرد ال ـ د ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ــع د ال ــرد دا ـ ا عر ـ ـ‬ ‫ـ د ال ـ‬ ‫ـ ال دي ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ عم‬ ‫ــد ــ‬ ‫ــ ا ــ الســع د‬ ‫ــر ا ــ‬ ‫لــ‬ ‫ــر ــ ي‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ الســع دي لــ‬ ‫ا‬ ‫ر ــ ال ــ‬ ‫ــ ــ ا ــر ل ب ــ‬ ‫العــرا ا د‬ ‫ــ الســع دي‬ ‫ا ــ د ــدد ــ ا ــ د ا‬ ‫ســ‬

‫ي‬ ‫و ي ال‬

‫ال‬

‫ال و ي‬ ‫ال ل ي‬

‫ــ ر ــ ــ ا ــ د ا‬ ‫ســ‬ ‫ــ‬ ‫س ـ ـ ي ــر الب ـ ال س ـ‬ ‫ا سـ م‬ ‫ــ‬ ‫د ــ‬ ‫ــ د ــ ــر ســ‬ ‫ــد‬ ‫ــ الســع دي ــ‬ ‫ا‬

‫الل‬

‫ال‬

‫ي ل‬

‫ال‬

‫ال ل‬

‫ــ العــر‬ ‫سـ د يـ‬ ‫ــ ا ــ د‬

‫ي‬

‫ـ ل د ـ الس ـ العس ـ ر الد ـ‬ ‫د ـ الســع دي‬ ‫ال ــعب‬ ‫معـ ال بر‬ ‫ـ‬ ‫ا لـ ل ــع ال سـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا م ـ عــد ــر ي ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــر ــ ا ــ‬ ‫ال ــ ال ــعب ســ د ال ــع ال ســ‬ ‫ــرا‬ ‫ـم‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫م ـ ال بر ـ ال ــعب‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ســ ال ــ‬ ‫ــرا ل ريــ‬ ‫ــ‬ ‫ــر دي ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ــر ل ـ‬ ‫دا ل ـ ر ـ الريـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ا ـ ا مـ‬ ‫ا م ـ ل ـ ال بر ـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ي ــر بــد الر ـ‬ ‫ا ــرا ا س ـ ل‬ ‫ـ‬ ‫ع ـ ا ديــر الع ـ ل ــرا‬ ‫ال ـ‬ ‫ال ـ ال س ـ‬ ‫يـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ ال ــعب س ـ د ال ــع ال س ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ال ــد‬ ‫ـم‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ـ م ا ــر ـ ا‬ ‫ــ ا ي ــد ــ ــ ــ‬ ‫بــ ا ســ‬ ‫الع ــد الع ــد‬ ‫ـ ل ـ ال بر ـ‬ ‫ا م ـ ـ د ـ ل ــع ال س ـ‬ ‫ــر‬ ‫ـ د د ـ س ـ مر‬ ‫ال ــعب ــع ال ـ ل ـ ي ـ د‬ ‫ي ــ‬ ‫ســــ‬ ‫ــر يــ‬ ‫ال ــ ال ــعب‬ ‫ــ د ــ مــ‬ ‫ــ ر ــ‬ ‫ــع اد ــ يــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــع ال بر ــ ال ــ ــ اد ــ د ا‬ ‫ا مــ ال‬ ‫لـ ا ــدا‬ ‫مـ يـ سـ‬ ‫ـ ر ـ ا ــد ال بر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال لب ـ‬ ‫ب ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ام ـ ـ ـ‬ ‫ـ ال ــر‬ ‫ر ـ ال ـ ي ـ ــر‬ ‫لــ ا ــراد ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫الــ ي ــ‬ ‫بر ــ‬ ‫ــد‬ ‫ا ســ‬ ‫ال ــر‬ ‫بـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ي ل ـ‬ ‫ـ ري‬ ‫ــر‬ ‫ام ـ‬ ‫ال سـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ ا ب ـ ل بــر‬ ‫ال ـ ا ال س ـ‬ ‫ـ الســع دي‬ ‫ـ ا‬ ‫ــر‬ ‫ـ ي ـ ـ ا ـ‬ ‫ال ـ ل ـ ب ـ ـ‬ ‫ــد س ـ‬ ‫ــر ـ دا‬ ‫ل بــر‬ ‫ــر‬ ‫ـ ا د ـ الـ‬ ‫مـ ــد ال ـ‬ ‫ـ الســع دي‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ي ــد ــد ا ب ـ ا‬ ‫دي ـ س ـ‬ ‫ـ دا‬ ‫ال ــع الســع د ل ــ ال ســ‬

‫ل‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ال و‬ ‫ال وا‬

‫ل‬

‫ال‬ ‫وح‬

‫الو‬ ‫ال‬ ‫لب ـ‬

‫ــد ا ـ ا ــرا‬ ‫ـ لب ـ‬ ‫ال س ـ‬ ‫مـ ال ريــر ال سـ‬ ‫ل د ــر ــرا ـ ا‬ ‫ي ـ‬ ‫ــر ــ دا الر ــ ي ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ لب ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــرا‬ ‫ل ــ‬ ‫ــر ا ــ‬ ‫عــ‬ ‫ا ــ ســ‬ ‫مــ ال ريــر ال ســ‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ ال ب ــ ا ــ‬ ‫ا‬ ‫ـ الســع دي ـ الر ـ ي ـ‬ ‫ــد‬ ‫ـ ل ـ ــر‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ــ لب ــ‬ ‫ــرا‬ ‫ــر‬ ‫ي ــ ال ــ‬ ‫ــ ال ــ ا ا ــرا‬ ‫ــد لر ــ ي ــ د ا ســ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ــر‬ ‫ــرا‬ ‫ـ م ـ عــد ا س ـ ب‬ ‫ـ ــر‬ ‫ا لــ‬ ‫ــ‬ ‫ســ ل م يــ‬ ‫ــ ر ا م ــ‬ ‫ــ‬ ‫سـ م يـ‬ ‫ـ ا مـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ــب مبر‬ ‫ــ ا ــر ا ــ ال ــرا الس ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫لب ــ‬ ‫د ـ الســع دي مـ ال ا ـ ال ب ـ لـ دي ـ ال ـ‬ ‫ــب مبر‬ ‫ــد‬ ‫ـ ال ـ ر يـ ا ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫د ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــر‬ ‫ــ‬ ‫ــرا ا ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫مبــر‬ ‫البر ـ ال ب ـ ـ ا ـ‬ ‫لـ ال ــع ال ب ـ ل ـ ال‬ ‫د ـ ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫الس ـ‬ ‫ـ ـ د ل ال‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــد ال م ــ ال ــ ا مــ د ال ــ ا‬ ‫ل ــ‬ ‫ال ــ الع ــ ال ــ ا ســ العســ ري ا ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا لـ ا سـ‬ ‫ا س ـ الع ـ ا‬ ‫ـ يعـ د‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ ا لـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ ال ـ‬ ‫ـ ـ ا سسـ‬ ‫ـ ـ ـ ال ـ‬ ‫ال ـ ا لـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ يـ‬ ‫ـ يـ‬ ‫ا سـ م د‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ـ ال‬ ‫ب ـ‬ ‫ي ل ـ ال ــع ال ب ـ‬ ‫ـ را لب ـ ال ـ ـ ا را‬ ‫الســع دي دا مـ ــد عـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد ا سـ دا ا ل ـ ع بــر ال ـ ال ـ‬ ‫الس ـ‬ ‫ا ـ را لب ـ الس ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ـ ال ـ ـ‬ ‫ل ـ ال ـ ال ـ‬ ‫ا ـ ـ م ـ ال ــع ال ب ـ‬

‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫الب‬ ‫ا‬ ‫ال‬

‫ي‬

‫لل‬

‫ي‬

‫يو ي‬

‫العــدد ‪156‬‬ ‫ديــسمبــر ‪2020‬‬

‫ي‬

‫ــ‬ ‫ســ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ الســع دي ــد ــ م‬ ‫ل ــر‬ ‫لــ ا ــر العر ــ‬ ‫ا ــر العر ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــ ــ ا ــ ال ــ العر ــ‬ ‫ري ــ ــ‬ ‫سـ الــد ال بــر ا م ـ‬ ‫ــر ا مــر ا ـ ال ــد‬ ‫ــ‬ ‫د ــ‬ ‫ــ د ال ــر ا ري ــ ل ع يــ‬ ‫ــ‬ ‫ريــ‬ ‫ــ‬ ‫ب ــ ال‬ ‫ــ الــد‬ ‫ا ــد العســ ري‬

‫الل‬

‫‪69‬‬

‫ل ال‬ ‫ا‬

‫ل‬

‫ال‬

‫ي‬

‫ــد‬ ‫ا ب ـ ل لـ د ـ ا م ـ ــرا ال ـ ا لـ مـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ ل ـ الــد ا عـ السـ دا‬ ‫ــر ا ـ‬ ‫ـ ل ـ ا ـ ا ـ را ال ــر ا ري‬ ‫ـ ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ريـ‬ ‫ـ‬ ‫ــب مبر‬ ‫ـ‬ ‫ــد ا‬ ‫مــ‬ ‫ي ــ ــ الب ديــ د لــ ــر‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫مــد‬ ‫ري ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ا‬ ‫ـ ا ـ الع ـ ل ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ــر‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ري ـ ر س ـ‬ ‫م ـ يــد‬ ‫ري ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ــد‬ ‫ــ د لــد الســع د‬ ‫ــ‬ ‫ال يــ ا ــد ــ ا‬ ‫مـ د ـ ي ـ‬ ‫ـ ب ـ‬ ‫ـ ــد ـ يــر‬ ‫ل مم ــ العر ــ الســع دي د ا‬ ‫لــ‬ ‫ــ‬ ‫ــد ا‬ ‫ــ‬ ‫د ـ‬ ‫ري ـ م ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ الس ـ‬ ‫يـ‬ ‫مــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ســ مر ســ د د ال ــر ا ري ــ ــ‬ ‫ــ ال ــرا ا ــ ــ د ا ــ د ال ــر‬ ‫ي ــ‬ ‫ل ع يــ الع ــ ــ د‬ ‫م يــ ل م لــ ا ـ ر‬ ‫ا ري ــ‬ ‫ديــ ل ــ‬ ‫ال ــر ا ري ــ د ــ ا م ــ ا ســ دا ا‬ ‫لــ ا ــ‬ ‫ديــ‬ ‫ا ــ ي ا‬ ‫الــد ا ــ م ا‬ ‫ــ‬ ‫ــرا‬ ‫ــ ا لــ ا يرا ــ‬ ‫ا ــ ا ال د ــ ا‬ ‫ـ‬ ‫يـ ـ ـ‬ ‫ال ــر ا ري ـ ا ديــر ل ــر‬ ‫لـ‬ ‫ــرا‬ ‫ـ‬ ‫ريـ ـ‬ ‫ـ عــد ا ـ‬ ‫ـ الب ــر ا مــر‬ ‫ـ‬ ‫ــرا‬ ‫ـ لـ‬ ‫ا ـ ا ر لـ‬ ‫ــر السـ دا‬ ‫ـ ال ـ العر ـ ـ د ال ــر ا ري ـ‬ ‫د ا ــ العر ــ‬

‫ال و‬

‫ا‬

‫ي ال‬

‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ي ــد‬ ‫ـ‬ ‫ي ــر ا ـ ا‬ ‫ي ـ‬ ‫سـ ع ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ــد‬ ‫سـ‬ ‫ال ــرا ـ‬ ‫م لــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ــد ــري‬ ‫م ــ ــ الســع دي مــ‬ ‫ســ د ل ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ال عــ ا‬ ‫د‬ ‫ديــ‬ ‫يــ ل لــ يع بــر ــ‬ ‫ســ د لــ‬ ‫الب ديــ ال ــد‬ ‫ــ ا ــ الع لــ العر ــ‬ ‫ــ‬ ‫مــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا‬ ‫ال ــد ســ‬ ‫ــ ســ‬ ‫ــ‬ ‫ل ع لــ ا ــ‬ ‫ــ ســم‬ ‫ــ‬ ‫د لــ ســ م ــدد ــ‬ ‫لع ــ ال ديــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا ــ ا ــ را‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا د ديـ الع ـ ال‬ ‫ــر ســب ا‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫مـ‬ ‫ي ـ ســب ا لـ ا ـ ر‬ ‫م ـ عمـ‬ ‫الب سـ‬ ‫ــ ال ــ ال عــ الع مــ ــ‬ ‫ال ــد ــ‬ ‫مــ‬

‫‪68‬‬

‫ل ال‬

‫ل‬

‫العــدد ‪156‬‬ ‫ديــسمبــر ‪2020‬‬

‫ــ‬

‫ــ‬

‫عــد ــ ري‬ ‫ا ــد ا ــ ــ ي يــر‬ ‫ــر ــدا‬ ‫ا لـ ا ا ــر‬ ‫مبــر‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ م ـ يـ‬ ‫ال ــع ا ا ــر يع ـ ـ الس ـ ال ر سـ‬ ‫ا ــد لعـ‬ ‫د ا‬ ‫ا ــد‬ ‫ــد ر سـ ا‬ ‫م ـ ال ــد الســع د ل ــر‬ ‫مـ‬ ‫ال ــد ا ا ــر‬ ‫سـ‬ ‫ال ـ ا ا ريـ ـ ا مع ـ الع ـ ـ ـ ال ــد ال ر سـ‬ ‫ــ ال ــد الســع د‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ر ــ يــر ا‬ ‫ــ ا ر ســ‬ ‫ــدا‬ ‫ل مع ــ الع ــ‬ ‫ــ‬ ‫د‬ ‫ـ‬ ‫ي م ـ الس ـ‬ ‫ـ‬ ‫بــر ال ــع ا ا ــر ل ـ ي ـ‬ ‫ــ ا م ــ د ــ ا ا ــر‬ ‫ــ لــ ري ــ ا ــ ل‬ ‫د ــ ــب‬ ‫ــ ا ــ ل ــ‬ ‫ــ‬ ‫ديــ‬ ‫ـ ـ ا ــر ا ا ــر ـ ال ــرا ال ر ـ ي ــد‬ ‫ا‬ ‫ـ الب ديـ‬ ‫ـ ام ـ ل ـ‬ ‫ا ا ــر ب ـ الب ل سـ ي‬ ‫ــد ا ـ‬ ‫ـ ـ ا ــد د ـ الب ديـ ا ـ‬ ‫معـ مـ‬ ‫يـ‬ ‫ا سـ ال ـ الر ـ ا ا ــر ال ـ ل ـ ديــد‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ـ‬ ‫يـ‬ ‫بـ د ا ــر ـ الب ديـ‬ ‫ــ ال ــ الســع دي‬ ‫ــ را ــ الب ديــ‬ ‫ــ‬ ‫برايــر‬ ‫ـ ا ـ د ا ــر العر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد ـ ا ـ‬ ‫ــر ـ د ـ الع ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ ا م ـ ـ‬ ‫ـ ال ــرا ال ر ـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ـ ل ـ‬ ‫ـ ا‬

‫ال و‬

‫ا‬

‫ي ال‬

‫ا‬

‫ال‬

‫ا‬ ‫ــ ــ‬ ‫ر ــ‬ ‫ــ د لب ــ‬ ‫ــر ـ د لـ د ــر الب ـ ال ـ ي م ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــر‬ ‫ـ‬ ‫ـ عــدد ال ا ـ ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ ر ــ‬ ‫ــ‬ ‫ر ــ ر ســ ــ‬ ‫ــ الــ ا ــ ا ســ م‬ ‫ال ــ ا ســ‬ ‫م ــ ال‬ ‫ــ ال ــ ا ــ ال ــ ال ــ ع‬ ‫لب ــ لــ ا‬ ‫ا يــ د ال ــرا‬ ‫ــ‬ ‫ــ د‬ ‫ا ــ‬ ‫لب ــ‬ ‫عــ ال ا ــ‬

‫مســ‬ ‫ــ مر‬ ‫ـ‬ ‫لب ـ‬ ‫عــد ا ـ‬ ‫ا م يــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫الســ‬ ‫ا ــ ا ــر‬ ‫ــرا‬ ‫ــرا‬ ‫مــ ال ريــر‬

‫ل‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫العــدد ‪156‬‬ ‫ديــسمبــر ‪2020‬‬

‫‪67‬‬

‫ل ال‬

‫قدمــت املبــادرات وتبنــت الحلــول لــكل الخالفــات مــن املغــرب وحتــى الصــن‬

‫ال‬

‫و ال‬ ‫ح ا‬

‫ا‬

‫ل‬

‫ا‬

‫ا ـ‬ ‫ـ السـ‬ ‫ـ ـ ا سـ الد لـ ا مـ ل مسـ د‬ ‫ـ الس ـ الســع دي ل ـ الد‬ ‫ا ــد‬ ‫ـ ا‬ ‫ــد ـ ـ الــد ا ـ‬ ‫ـ ا ـ ال ـ ا ـ الع لـ العر ـ ا ـ‬ ‫الد ل ـ‬ ‫ـ ا عـ‬ ‫مـ ـ م‬ ‫دي ـ ـ ر سسـ ـ‬ ‫ـ ال ـ ل م مـ‬ ‫ـ‬ ‫عـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــد ا‬ ‫مــ د‬ ‫ــ عــ‬ ‫ســ مــ الســع دي‬ ‫العــ ســ ــ د لــ‬ ‫العر ــ‬ ‫ـ مـ الــد‬ ‫د ـ ـد ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫مـ ا ــر ا ـ‬ ‫مـ ال عـ ا ـ‬ ‫ا ـ الر ـ‬ ‫ـ مـ‬ ‫ـ‬ ‫سـ‬ ‫ـ‬ ‫ــر ريـ ا سـ د ا‬ ‫ــب مبر‬ ‫مـ مـ‬ ‫ا ـ‬ ‫دي ـ ــد دا عـ الســع دي ـ‬ ‫د لـ ر ـ‬ ‫ي ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫سـ ا مـ ال ـ‬ ‫الر ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫الــد العر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ري ـ ا ـ ال د ـ ا‬ ‫سـ‬ ‫سـ‬ ‫العر ـ‬ ‫ال ي ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــر سـ‬ ‫ـ الســع دي‬ ‫ـ ا ـ ا‬ ‫ـ ي‬ ‫ال مـ الب ريـ العــرا‬ ‫ال د ـ ا يرا ـ‬ ‫د ـ ا سـ دا ا ل ـ لــد ا ا ـ العر ـ ــد‬ ‫ا د ــر ــر‬ ‫ا ـ ا ـ الســع د‬ ‫ــد عـ الــد ال ر ـ ال ـ يــد العــد ا ا ــرا‬ ‫ــر‬ ‫ـ الب ــر‬ ‫ا ـ عم‬ ‫ــرا‬ ‫د ـ‬ ‫لـ ا لس ـ الســع دي ع لـ دا مـ‬ ‫ـ‬ ‫ر‬ ‫ــر‬ ‫ــر‬ ‫د ـ‬ ‫الــد الســع د عـ‬ ‫ـ ا ـ ال ـ عــر ل ـ الــد العر ـ‬ ‫ـم‬ ‫الــد ال ـ‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫ال ال و‬

‫و ا ا‬

‫ال و‬

‫د ـ ــد العــد ا ال ـ ال لـ البري ـ ال ر سـ‬ ‫ــ‬ ‫عــد‬ ‫ــ الســ ي‬ ‫ــ‬ ‫ل ــ‬ ‫ا ــرا‬ ‫ــ‬ ‫ال ــ‬ ‫الر ــ ا ــر مــ بــد ال ــر ل ــ‬ ‫ل ــ الد لــ ل ــ ري ــ ر ســ ا بر ــ ال ــ ــد‬ ‫ــرا دا الــد ال بــر ل ــ‬ ‫لعــ د ــ‬ ‫مــ‬ ‫ــد العــد ا ال ـ‬ ‫دا ـ ـ ال ــع العر ـ ا ـ‬ ‫ا ـ الســع د ــب‬ ‫ا ــد العر ـ‬ ‫ــرا‬ ‫ـ ا‬ ‫ــع د ر ــ لــ‬ ‫ــد ــ ا ــ‬ ‫ي ــد ــر ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ لــ‬ ‫ا‬ ‫ــ‬ ‫الر ــ ا ــر ــ ا م ــ‬ ‫ـ ال ــرا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا م ـ ال عب ـ الع ـ‬ ‫ــر‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــر ا م ــ‬ ‫ا ريــ ــ ال ــ لــ ــم‬ ‫ـ لد ـ ـ‬ ‫ـ ا م ـ ـ سـ ري ـ ا‬ ‫ال ـ‬ ‫ديـ الســع دي ل د ـ ـ ال ـ‬ ‫ـ ـ ا‬ ‫ــر ـ‬ ‫ال ـ الســع دي ا ـ ـ م‬ ‫ديـ‬ ‫ـ ـ ا‬ ‫العر ـ‬ ‫ــ ا‬ ‫يــرا ل معــ‬ ‫ــد الــ‬ ‫ــ بــد الع يــ ا ــ‬

‫مـ‬

‫ـ‬ ‫ـ بــد الع ي ـ ا ــر بــدا ال‬ ‫ا ــر ـ‬ ‫ـ ا ـ ــع د ـ الر ـ ا ري ـ ي ـ ال د ـ ي ـ‬ ‫ــر ــد العــد ا‬ ‫د ــ ــد مــ لب ــ لد ــ‬ ‫العــد ا‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ ا ـ ــع د ال مـ‬ ‫مبــر‬ ‫ـ م عـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بــد ال ــر ـ‬ ‫ـ ا ا مـ الر ـ‬ ‫ــر‬ ‫لعبـ الســع دي‬ ‫ي ـ ل ــر العــر‬ ‫ر ـ ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫د ـ ري ـ‬ ‫ــداد الـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫د ا مـ‬ ‫ـ العــرا ل ـ‬ ‫لـ‬ ‫سـ‬ ‫ر ـ يــرا‬

‫ال و‬

‫ال و ال ا‬

‫ا‬

‫ال‬ ‫ا‬

‫ا ري ـ‬

‫لـ ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫د ـ الســع دي د م ـ‬ ‫د ـ ا ـ ب ا ـ ــع د‬ ‫ـ ر سـ‬ ‫ـ الد ل ـ ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ ا ا ري ـ ا ـ‬ ‫ــد ا‬ ‫الري ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــر ــ‬ ‫ا ريــ‬ ‫ــ لســ‬ ‫ــ ل ــد‬ ‫بــ‬ ‫ر ــ‬ ‫ـ ا م ـ دا مـ‬ ‫ـ د ـ‬ ‫ال ـ ا ا ريـ‬ ‫ـ ام ـ ا‬ ‫ـ ــد ـ‬ ‫ل ـ ا ا ريـ ـ ا‬

WWW.GRC.NET

@Gulf_Research

Gulfresearchcenter

gulfresearchcenter

‫العــــــدد ‪156‬‬ ‫ديــسمبــــــــر ‪2020‬‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫السعودية والعالم ورحلة عطاء ممتدة منذ التأسيس‬ ‫▀ سياس ــة الس ــعودية الخارجي ــة‪ :‬ذه ــب دور أفض ــل الصامتي ــن وج ــاء دور أصل ــب المدافعي ــن‬ ‫▀ الخطــاب الملكــي أمــام مجلــس الشــورى‪ :‬ثبات الرؤيــة وحيوية النهج والتصميــم عىل التنمية‬ ‫▀المملكة أوقفت حر ًبا أهليـــة يف الــــيمن والسالم يتطلب التصدي إليــــران ومنعها دعم الحوثيــــين‬ ‫▀المملكــة واالتحــاد األوروبــي‪ :‬تقليــص المســافات والتفاعــل اإليجابي مع شــريك عــايل األهمية‬ ‫▀ ال خيــار أمــام دول الخليــج ســوى الوقــوف مــع الســعودية ‪ ..‬وثالثة عوامل تشــكل أمــن الخليج‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪155‬‬ ‫نوفمبـــــر ‪2020‬‬

‫‪65‬‬

‫ملف العدد‬

‫النظـــام العربـــي بحاجـــة إلعـــادة لحمـــة التضامـــن واالعتبـــار‬ ‫للنظـــام اإلقليمـــي ليســـتقبل المســـاعدات واالســـتثمارات األجنبيـــة‬ ‫وحصــة األردن مــن امليــاه يف نهــر اليرمــوك‪ ،‬كمــا أن هنــاك خالفــات‬ ‫حــول ميــاه الفــرات بــن تركيــا وســوريا‪ ،‬ولــذا فــإن املجموعــة لهــا دور‬ ‫مهــم لتطبيــق مــا يتــم االتفــاق عليــه يف اجتمــاع الــوزراء املختصــن‪.‬‬ ‫إن التعليــم أمــر جوهــري للتنميــة ويف ظــل جائحــة كورونــا‪ ،‬هنــاك‬ ‫حتديــات للتعليــم باســتعمال التقنيــة احلديثــة وهــو مــا مت مناقشــته‬ ‫مــن وزراء التعليــم ملجموعــة العشــرين يف ســبتمبر‪ ،‬عل ًمــا بــأن التعليــم‬ ‫العالــي يتراجــع بســبب األزمــات املاليــة وهجــرة العقــول العربيــة‪،‬‬ ‫فمســاعدة دول املجموعــة لتطويــر التعليــم ومــا يتوافــق مــع ســوق‬ ‫العمــل‪ ،‬وال زالــت اجلامعــات العربيــة تــراوح مكانهــا يف ســلم‬ ‫اجلامعــات العامليــة إذا اســتثنينا بعــض اجلامعــات الســعودية التــي‬ ‫حققــت مســتوى علمــي عالــي يف ســلم اجلامعــات العامليــة‪ ،‬كمــا أن‬ ‫مكافحــة الفســاد أخــذ يحقــق اجنــازا يف الــدول العربيــة ودعــم‬ ‫مجموعــة العشــرين ملكافحتــه مــن خــال دعــوة رئاســة املجموعــة‬ ‫اململكــة العربيــة الســعودية لعــدد مــن املؤسســات األكادمييــة ملناقشــة‬ ‫اجلهــود الدوليــة ملكافحــة الفســاد الــذي أخــذ يهــدد التنميــة‬ ‫االجتماعيــة واالقتصاديــة والسياســية؟‬

‫االستقرار السياسي واستثمارات مجموعة العشرين‬

‫إن مجموعــة العشــرين وغيرهــا مــن الــدول الصناعيــة تقــدم‬ ‫مســاعدات للــدول الناميــة ومنهــا الــدول العربيــة‪ ،‬والســعودية دولــة‬ ‫رائــدة يف تقــدمي املســاعدات‪ ،‬ولكــن العقبــة األولــى لالســتثمارات‬ ‫يف الــدول العربيــة عــدم االســتقرار السياســي واحلــروب األهليــة‪،‬‬ ‫والشــركات الكبــرى العمالقــة قبــل االســتثمارات تتطلــب االستشــارة‬ ‫مــن املؤسســات البحثيــة حــول االســتقرار السياســي وخاصــة مــن‬ ‫اخلبــراء ورجــال السياســة املخضرمــن‪ ،‬مثــل مؤسســة كيســنجر‬ ‫لالســتثمارات ‪ Kissinger Associate‬التــي تأسســت عــام‬ ‫‪1982‬م‪ ،‬بــإدارة وزيــر اخلارجيــة األمريكــي األســبق هنــري كيســنجر ‪،‬‬ ‫ألن الشــركات حتتــاج أن تكــون اســتثماراتها يف أمــن وبلــد مســتقر ‪،‬‬ ‫وعــدم االســتقرار بيئــة طاردة لالســتثمار ودافع لهجــرة العقول ً‬ ‫أيضا‪،‬‬ ‫فاحلــرب األهليــة يف ســوريا أدت إلــى ماليــن الالجئــن الســوريني‬ ‫ومنهــم مــن اجتــاح أوروبــا فاملســاعدات اجتهــت إلــى الالجئــن بــدال‬ ‫مــن االســتثمار ‪ ،‬واألزمــة يف ليبيــا خســرت البــاد أكثــر مــن عشــرة‬ ‫مليــارات دوالر بســبب توقــف ضــخ البتــرول يف األشــهر األخيــرة ممــا‬ ‫أدى ملأســاة الفقــر والبطالــة عــدا عــن اســتهالك الســاح لألمــوال‬ ‫وتهــرب الشــركات مــن مناطــق النــزاع ‪ ،‬فقــد كان هنــاك ‪ 30‬الــف‬ ‫صينــي يف ليبيــا قبــل اســاقط حكــم القــذايف بســبب االســتثمارات‬

‫للشــركات الصينيــة ‪ ،‬والصراعــات يف الســودان أدت إلــى مشــاكل‬ ‫اقتصاديــة وانفصــال اجلنــوب ولذلــك هربــت الشــركات الكبــرى بــدال‬ ‫مــن االســتثمار يف الســودان عل ًمــا بــأن الســودان كمــا يقــال ســلة غــذاء‬ ‫للعالــم العربــي لتوفــر األراضــي وامليــاه وفــروع النيــل ‪ ،‬وكذلــك العــراق‬ ‫يعانــي أزمــة اســتقرار سياســي وحــروب منــذ ‪1990‬م‪ ،‬أزمــة حماقــة‬ ‫احتــال الكويــت انعكســت علــى النظــام اإلقليمــي العربــي كلــه وأدت‬ ‫إلــى انهيــاره‪ ،‬وبعــد ذلــك االحتــال األمريكــي ‪2003‬م‪ ،‬والدســتور‬ ‫الطائفــي واملليشــيات املســلحة التــي تقــف عائ ًقــا أمــام االســتقرار‬ ‫السياســي واالســتثمارات األجنبيــة‪ ،‬عل ًمــا أن العــراق غنــي بثرواتــه‬ ‫الطبيعيــة والبتــرول التــي كانــت داف ًعــا لالحتــال والغــزو األمريكــي‬ ‫يف عهــد إدارة بــوش البتروليــة‪ ،‬وأصبــح يتــردد يف الدوائــر السياســية‬ ‫الغربيــة أن العــراق بحاجــة النقــاب عســكري يضبــط األوضــاع‬ ‫والعــودة للحكــم العســكري كمــا كان يف عهــد االنقالبــات الســابقة‪،‬‬ ‫والنظــام الطائفــي يف لبنــان الــذي ميثــل نظــام اقطــاع العصــور‬ ‫الســابقة منــذ القــرن التاســع عشــر ‪ ،‬وكيانــات طائفيــة نظــام قائــم‬ ‫علــى احملاصصــة الطائفيــة يصعــب تشــكيل حكومــات مســتقرة‬ ‫فيــه‪ ،‬ويف ظــل هــذا االنقســام يســتحيل توفيــر بيئــة لالســتثمارات ‪،‬‬ ‫واخلالفــات احلزبيــة يف تونــس تنعكــس علــى االســتثمارات األجنبيــة‬ ‫عــدا عــن احلــرب األهليــة يف اليمــن ‪.‬‬ ‫واخلالصــة‪ ،‬أن العالــم العربــي غنــي بثرواتــه الطبيعيــة والبشــرية‬ ‫وموقعــه االســتراتيجي بــن ثــاث قــارات‪ ،‬جــذاب لالســتثمارات‬ ‫األجنبيــة واملســاعدات مــن الــدول الكبــرى ومجموعــة العشــرين‪،‬‬ ‫وحتــى الصــراع علــى العالــم العربــي خــال القــرن العشــرين كان‬ ‫بســبب الثــروات املتوفــرة‪ ،‬االنقــاب علــى مصــدق يف إيــران عــام‬ ‫‪1953‬م‪ ،‬بســبب تأميمــه للبتــرول اإليرانــي وانقــاب حســني الزعيــم‬ ‫يف ســوريا عــام ‪1949‬م‪ ،‬بســبب تنافــس الشــركات البتروليــة‬ ‫األمريكيــة والبريطانيــة‪ ،‬دفــع االســتخبارات األمريكيــة لهندســة‬ ‫االنقــاب العســكري ملــرور خــط التاباليــن للســواحل الســورية علــى‬ ‫البحــر املتوســط‪ ،‬والعــدوان الثالثــي علــى مصــر عــام ‪1956‬م‪ ،‬بســبب‬ ‫تأميــم قنــاة الســويس‪ ،‬وانقالبــات العــراق كانــت بالتنافــس علــى‬ ‫خيراتــه‪ ،‬ويف النظــام الدولــي احلالــي املتعــدد االقطــاب تتنافــس‬ ‫الصــن وروســيا واليابــان والهنــد وغيرهــا مــن دول املجموعــة تتجــه‬ ‫للعالــم العربــي لالســتثمارات ولكــن النظــام السياســي العربــي بحاجــة‬ ‫إلعــادة حلمــة التضامــن العربــي واالعتبــار للنظــام اإلقليمــي العربــي‬ ‫حلــل مشــاكله ليســتقبل املســاعدات واالســتثمارات األجنبيــة‪.‬‬ ‫* أســتاذ العلــوم السياســية بجامعتــي امللــك عبــد العزيــز واحلســن بــن‬ ‫طــال ســاب ًقا‬

‫‪64‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪155‬‬ ‫نوفمبـــــر ‪2020‬‬

‫مقال‬

‫واحتــرام كرامــة املواطــن يف العيــش الكــرمي وتوفيــر املــأوى والغــذاء‬ ‫واملــاء الصالــح للشــرب مــن خــال تأكيــد مســاعدة الــدول الصناعيــة‬ ‫يف مشــاريع التنميــة يف دول اجلنــوب والــذي تعانــي شــعوبها أزمــات‬ ‫متواصلــة ومشــكالت مزمنــة بحاجــة للمســاعدات مــن املؤسســات‬ ‫الدوليــة‪.‬‬ ‫واملالحــظ أن مجموعــة العشــرين توســع مجــال املشــاركة يف مجــال‬ ‫اخلبــرات املتعــددة‪ ،‬لتشــمل كافــة قطاعــات املجتمــع يف الــدول‪،‬‬ ‫مجموعــة األعمــال (‪ )B20‬والشــؤون املدنيــة (‪ )C20‬والعمــل‬ ‫(‪ )L20‬والعلــوم ‪ ))S20‬والفكــر(‪ ) T20‬والنســاء (‪) W20‬‬ ‫والشــباب (‪ ،)Y20‬وكل مجموعــة تضــم هيئــات متعــددة للتفاعــل‬ ‫مــع حكومــات مجموعــة العشــرين نيابــة عــن قطــاع األعمــال العاملــي‬ ‫وكذلــك مجموعــة منظمــات املجتمــع املدنــي والنقابــات العماليــة‬ ‫ومبــادرات العلــوم والفكــر والنســاء والشــباب‪ .‬ومــن خــال هــذه‬ ‫املجموعــات ميكــن طــرح كثيــر مــن القضايــا واملشــاكل التــي حتتاجهــا‬ ‫املجتمعــات يف مختلــف دول العالــم‪ ،‬ومــع اململكــة العربيــة الســعودية‬ ‫كرئيســة للمجوعــة لعــام ‪2020‬م‪ ،‬فقــد عقــدت اجتماعــات متعــددة‬ ‫تناولــت مختلــف القضايــا التــي تهــم املجتمعــات البشــرية وخاصــة يف‬ ‫ظــل وبــاء كورنــا‪ ،19-‬التــي اجتــاح العالــم ويحتــاج تعــاون دولــي وهــو‬ ‫مــا تقــوم بــه مجموعــة العشــرين‪.‬‬

‫مجموعة العشرين واألمن والسالم يف الشرق األوسط‬

‫إن األمــن والســلم يف العالــم ويف الــدول ذاتهــا مرتبــط بالعدالــة‪،‬‬ ‫وإذا لــم تتوفــر العدالــة فيعنــي غيابهمــا‪ ،‬والعالــم يشــهد كثيــرا مــن‬ ‫املشــاكل العرقيــة والطائفيــة والفقــر واحلــروب األهليــة وخاصــة‬ ‫يف الشــرق االوســط‪ ،‬وهــذه حتتــاج مــن يفــرض العدالــة مــن خــال‬ ‫القانــون الدولــي واحتــرام حقــوق االنســان داخــل الــدول وتوفير فرص‬ ‫العمــل واحلريــة للشــباب‪ ،‬وهــذا مــا تقــوم بــه مجموعــة العشــرين يف‬ ‫تبنــي هــذه القضايــا ولكــن ال زالــت كثيــر مــن املجتمعــات تعانــي مــن‬ ‫التشــريد كمــا يحــدث لبعــض الشــعوب العربيــة واإلســامية التــي‬ ‫حتتــاج مســاعدة املجتمــع الدولــي كمــا يف فلســطني وســوريا والعــراق‬ ‫وليبيــا وغيرهــا فالعدالــة االجتماعيــة ضــرورة للســام‪.‬‬ ‫وتتــردد ً‬ ‫أيضــا مقولــة روبــرت مكنمــارا وزيــر الدفــاع األمريكي األســبق‬ ‫الــذي كان يتبنــى اســتراتيجية االســتجابة املرنــة واســتراتيجية الدمــار‬ ‫الشــامل املتبــادل يف حالــة اســتعمال الســاح النــووي خــال احلــرب‬ ‫البــاردة‪ ،‬ولكــن حتــول مكنمــارا لرئاســة البنــك الدولــي وزياراتــه‬ ‫إلــى البلــدان الناميــة كان أدى إلــى حتــول يف فكــره االســتراتيجي‬ ‫فقــال يف كتابــه الــذي أصــدره عــام ‪The Essence of 1968‬‬ ‫‪ Security; Reflections in Office‬أن " األمن هو التنمية‬ ‫" ‪ ،‬منبهــا إلــى أن األمــن يف العالــم مرتبــط بتحقيــق التنميــة يف الــدول‬ ‫الناميــة التــي تعانــي شــعوبها‪ ،‬فــا ميكــن حتقيــق أمــن العالــم بــدون‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫حــل مشــكالت شــعوب الــدول الناميــة مــن الفقــر واجلــوع والصحــة‬ ‫واحتــرام كرامــة اإلنســان ‪.‬‬

‫وألهميــة توفيــر الفــرص‪ ،‬فقــد عقــدت مجموعــة العشــرين املتمثلــة‬ ‫برئاســتها اململكــة العربيــة الســعودية وصنــدوق النقــد الدولــي‬ ‫مؤمتـ ًرا يف ســبتمبر ‪2020‬م‪ ،‬حتــت شــعار " إتاحــة الفــرص يف الــدول‬ ‫العربيــة" والهــدف حتقيــق معاجلــة كيفيــة تطويــر االقتصــاد لتنميــة‬ ‫مســتدامة لتجــاوز اآلثــار املترتبــة علــى جائحــة كورونــا ‪ ،19-‬وقــد‬ ‫عبــرت مديــرة صنــدوق النقــد الدولــي كريســتالينا غورييفــا عــن حالة‬ ‫الــدول العربيــة بقولهــا" يف العالــم العربــي تعانــي املجتمعــات املعرضــة‬ ‫للخطــر مــن تداعيــات أزمــة كوفيــد‪ 19-‬األشــد حــدة‪ ،‬ومــن الضــرورة‬ ‫امللحــة زيــادة إتاحــة الفــرص أكثــر مــن أي وقــت ســابق‪ ،‬وهــذا يعنــي‬ ‫رفــع مقــدار اإلنفــاق احلكومــي وفعاليتــه بالنســبة للرعايــة الصحيــة‬ ‫والتعليــم وشــبكات الرعايــة االجتماعيــة‪ ،‬ودمــج الشــباب والنســاء يف‬ ‫القــوة العاملــة بنحــو أفضــل‪ ،‬وزيــادة االســتثمار يف البنيــة التحتيــة‬ ‫الرقميــة لدعــم اقتصــاد املعرفــة‪ ،‬وحتســن فــرص االســتفادة مــن‬ ‫التمويــل واخلدمــات احلكوميــة "‪ ،‬ولكــن هــذا الدمــج الــذي تشــير إليــه‬ ‫مديــرة الصنــدوق يحتــاج إلــى رؤوس األمــوال واالســتثمارات يف وقــت‬ ‫تعانــي الــدول مــن الديــون واحلاجــة ملســاعدة صنــدوق النقــد الدولــي‬ ‫والبنــك الدولــي والــدول الصناعيــة واحلاجــة لالســتثمار‪ ،‬وتوظيــف‬ ‫التكنولوجيــا لتســريع عجلــة التنميــة يف الــدول العربيــة التــي حتتــاج‬ ‫حشــد الدعــم الدولــي واملؤسســات الدوليــة فهــي مســؤولية جماعيــة‬ ‫لتحقيــق االســتقرار واألمــن للجميــع‪.‬‬

‫مجموعــة العشــرين والسياســة االســتثمارية واألمــن الغذائــي‬ ‫وفــرص العمــل‬

‫وأثنــاء اجتمــاع وزراء الزراعــة وامليــاه ملجموعــة العشــرين يف ســبتمبر‬ ‫املاضــي‪ ،‬كان الهــدف مناقشــة األمــن الغذائــي والتحديــات التــي‬ ‫تواجــه إدارة امليــاه يف ظــل توقــع حــروب امليــاه يف املســتقبل القريــب‪،‬‬ ‫فكيــف ميكــن لــدول مجموعــة العشــرين مواجهــة اخلالفــات األثيوبيــة‬ ‫ــــ املصريــة الســودانية حــول ميــاه النيــل‪ ،‬فــا ميكــن لدولة مثــل أثيوبيا‬ ‫تهديــد األمــن الغذائــي ملصــر ببنــاء ســد النهضــة وهنــاك مئــة مليــون‬ ‫نســمه بحاجــة للميــاه الــذي لهــا حقهــا عبــر التاريــخ‪ ،‬ولــذا يبقــى دور‬ ‫املؤسســات واملنظمــات الدوليــة والــدول الكبــرى وبقيــة دول املجموعــة‬ ‫للتدخــل يف قضيــة حيويــة تعتبــر حيــاة أو مــوت لشــعب مصــر وحتــى‬ ‫الســودان‪ ،‬واذا كانــت مجموعــة العشــرين تشــجع علــى االســتثمار‬ ‫املســؤول يف الزراعــة والغــذاء لتعزيــز االســتدامة وتلتــزم بضمــان‬ ‫حصــول اجلميــع علــى امليــاه وإيجــاد حلــول لتحديــات إدارة امليــاه‪،‬‬ ‫وإضافــة ألزمــة ســد النهضــة فإســرائيل تســرق ميــاه الفلســطينيني‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪155‬‬ ‫نوفمبـــــر ‪2020‬‬

‫‪63‬‬

‫ملف العدد‬

‫كيف يمكن لمجموعة العشرين مواجهة الخالفات األثيوبية ــ المصرية‬ ‫‪ /‬الســودانية حــول النيــل فــا يمكــن تهديــد ‪ 100‬مليــون بحاجــة للميــاه‬ ‫مجالهــا بزيــادة عددهــا حتــى أصبحــت مجموعــة العشــرين‪ ،‬لتحقيــق‬ ‫مكاســب اقتصاديــة مــن خــال احلفــاظ علــى انفتــاح األســواق‬ ‫العامليــة ومحاربــة سياســة احلمائيــة‪ ،‬مبعنــى فتــح حــدود الــدول‬ ‫للتجــارة واالســتثمار‪ ،‬وخاصــة أنــه ظهــرت تكتــات اقتصاديــة‬ ‫إقليميــة‪ ،‬تضــم دول محوريــة‪ ،‬وهــذه الــدول بانضمامهــا وثقلهــا‬ ‫االقتصــادي يعنــي فائــدة للــدول الصناعيــة فــكان ال بــد مــن ضــم‬ ‫دول لهــا ثقلهــا االقتصــادي‪ ،‬فاالحتــاد األوروبــي يتمثــل يف مجموعــة‬ ‫العشــرين‪ ،‬ودولــة مثــل تركيــا عضــو يف منظمــة التعــاون االقتصــادي‬ ‫‪ ECO‬وكذلــك مجموعــة حــوض البحــر األســود‪ ،‬وإندونيســيا عضــو‬ ‫يف مجموعــة آســيان‪ ،‬وكل مــن جنــوب إفريقيــا والبرازيــل والهنــد‬ ‫والصــن وروســيا شــكلت مجموعــة بريــك‪ BRICS‬التــي كان هدفها‬ ‫مواجهــة الهيمنــة االقتصاديــة األمريكيــة بالتحكــم يف النظــام العاملــي‬ ‫يف ظــل العوملــة التــي يطلــق عليهــا البعــض (األمركــة)‪ ،‬ومجموعــة‬ ‫آيبــك ‪ APEC‬التــي تنضــم لهــا معظــم دول مجوعــة العشــرين‬ ‫كمــا أن الصــن لهــا مجموعــة شــنغهاي للتعــاون وروســيا شــكلت‬ ‫االحتــاد االقتصــادي األورآســي وكومنولــث الــدول املســتقلة‪ ،‬واململكــة‬ ‫العربيــة الســعودية لهــا مكانتهــا يف العالــم العربــي واإلســامي وثقلهــا‬ ‫االقتصــادي‪ ،‬لــذا فــإن مجموعــة العشــرين لهــا قنواتهــا املتعــددة يف‬ ‫معظــم التكتــات االقتصاديــة يف كل قــارات العالــم‪ ،‬وهــذا يفيــد‬ ‫الــدول الســبع يف ظــل اعتــراف الواليــات املتحــدة بتراجــع هيمنتهــا‬ ‫منافســا‬ ‫علــى النظــام الدولــي واالقتصــادي العاملــي مــع بــروز الصــن‬ ‫ً‬ ‫متنفســا‬ ‫لهــا وحتــى روســيا االحتاديــة وجــدت يف مجموعــة العشــرين‬ ‫ً‬ ‫لهــا بعيـدًا عــن العقوبــات التــي تفرضهــا الواليــات املتحــدة واالحتــاد‬ ‫األوروبــي؟ فعندمــا قــررت مجموعــة الســبع طــرد روســيا عــام‬ ‫‪2014‬م‪ ،‬قــال الرئيــس بوتــن إنهــا أي مجموعــة الســبع ال تهــم روســيا‬ ‫يف شــيء ألنهــا أشــبه مبنتــدى تديــره واشــنطن حلســابها اخلــاص‪،‬‬ ‫وازداد اهتمــام روســيا مبجموعــة العشــرين التــي ذات قــوة سياســية‬ ‫واقتصاديــة ذات ثقــل عاملــي ولهــا دور فعــال علــى الســاحة الدوليــة‬ ‫حيــث ال تســتطيع الواليــات املتحــدة التحكــم يف قراراتهــا‪ ،‬كمــا حــدث‬ ‫يف قمــة هامبــورج يف أملانيــا يوليــو ‪2017‬م‪ ،‬حيــث اضطــر الرئيــس‬ ‫األمريكــي ترامــب التوقيــع علــى البيــان اخلتامــي لقمــة مجموعــة‬ ‫العشــرين‪ ،‬الــذي تضمــن التأكيــد علــى مــا رفضتــه واشــنطن ممــا‬ ‫اعتبرتــه بعــض الصحــف األمريكيــة إهانــة لترامــب وللواليــات‬ ‫املتحــدة‪ ،‬بينمــا كتبــت بعــض الصحــف الروســية‪ ،‬لقــد كانــت قمــة‬ ‫العشــرين يف هامبــورج شــاهدًا علــى فقــدان الواليــات املتحــدة دورهــا‬ ‫كزعيمــة العالــم علمــا بــأن هــذا يحــدث برغبــة وإرادة البيــت األبيــض‬

‫والشــعارات احلمائيــة التــي تطرحهــا اإلدارة األمريكيــة‪ ،‬فقــد أيــدت‬ ‫روســيا اتفاقيــة املنــاخ ورفضــت السياســة احلمائيــة األمريكيــة وأيدت‬ ‫ً‬ ‫وأيضــا عــدد كبيــر مــن دول مجموعــة العشــرين‪ ،‬علمــا‬ ‫الصــن روســيا‬ ‫بــأن مــا رفضتــه إدارة ترامــب يف قمــة العشــرين كانــت قــد وافقــت‬ ‫عليــه إدارة الرئيــس الســابق بــاراك أوبامــا وخاصــة اتفاقيــة املنــاخ ‪.‬‬

‫المنظمات والمؤسسات الدولية ومنظمات المجتمع المدني‬

‫كان عــام ‪2018‬م‪ ،‬حافـ ً‬ ‫ا بنشــاطات مجموعــة العشــرين حيــث قدمــت‬ ‫األرجنتــن التــي اســتضافت قمــة املجموعــة وقدمت رؤيــة دول أمريكا‬ ‫الالتينيــة ملســتقبل العالــم يف مســتقبل العمــل وبنــاء البنيــة التحتيــة‬ ‫واملســتقبل الغذائــي املســتدام وحتقيــق التنميــة العادلــة واملســتدامة‬ ‫لتشــمل جميــع الــدول وتوفيــر فــرص متكافئــة للجميــع‪ ،‬فالــدول‬ ‫الصناعيــة الكبــرى تعتبــر مســؤولة عــن مشــكالت الــدول الناميــة‬ ‫ألنهــا اســتعمرت إفريقيــا وآســيا وخــال فتــرة االســتعمار شــوهت‬ ‫اقتصــاد الــدول الناميــة خلدمــة مصاحلهــا ممــا جعــل الشــعوب‬ ‫يف الــدول الناميــة تعانــي مــن الفقــر واجلــوع وعــدم توفــر العنايــة‬ ‫الصحيــة‪ ،‬ولذلــك فــإن صــوت دول اجلنــوب لــه أهميــة كبــرى لفــرض‬ ‫أجنــدات تخــدم الــدول الناميــة خــال اجتماعــات مجموعــة العشــرين‬ ‫وقراراتهــا‪.‬‬ ‫وأخــذت املنظمــات الدوليــة واملؤسســات املاليــة العامليــة تســهم يف‬ ‫صنــع السياســات اخلاصــة مبجموعــة العشــرين‪ ،‬كاألمم املتحــدة‬ ‫والبنــك الدولــي وصنــدوق النقــد الدولــي وهــذه املؤسســات الدوليــة‬ ‫املاليــة تقــدم القــروض واملســاعدات للــدول الناميــة ولكنهــا تفــرض‬ ‫شــروطها بإصالحــات اقتصاديــة تــؤدي أحيانــا إلــى عــدم االســتقرار‬ ‫السياســي مــن خــال تبنــي اخلصخصــة وتقليــص نفقــات احلكومــة‬ ‫ممــا عــرض دول ناميــة متعــددة الضطرابــات سياســية وزيــادة الفقــر‬ ‫واملجاعــات وأحيانــا احلــروب األهليــة‪ ،‬ولذلــك فإنــه مــن خــال دور‬ ‫منظمــات املجتمــع املدنــي ودور املنظمــات العماليــة ميكــن ترشــيد‬ ‫وصفــة صنــدوق النقــد الدولــي للــدول الناميــة ألن لــكل دولــة ظروفهــا‬ ‫االقتصاديــة‪ ،‬خاصــة أن املجموعــة تضــم يف عضويتهــا االقتصاديــات‬ ‫املتقدمــة والناشــئة ومــن جميــع القــارات ولذلــك يكون صــوت اجلنوب‬ ‫حاضــ ًرا يف احلــوارات والنقاشــات كمــا يتــم دعــوة بعــض الــدول‬ ‫غيــر األعضــاء للمشــاركة يف اجتماعــات مجموعــة العشــرين وإن‬ ‫توســيع املشــاركة‪ ،‬يعطــي منظــو ًرا أوســع وأكثــر شــمولية عنــد تقييــم‬ ‫التحديــات العامليــة وبنــاء توافــق يف اآلراء ملعاجلــة هــذه التحديــات ‪.‬‬ ‫إن منظمــات املجتمــع املدنــي تســتطيع طــرح مطالــب الشــعوب‬

‫‪62‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪155‬‬ ‫نوفمبـــــر ‪2020‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫يف ظـــل األزمـــات االقتصاديـــة اضطـــرت مجموعـــة الســـبع الصناعيـــة‬ ‫توســـيع مجالهـــا بمجموعـــة العشـــرين لتحقيـــق مكاســـب اقتصاديـــة‬ ‫مســتوى الــوزراء املختصــن‪ ،‬وبــدأ تقليــد عقــد قمــة املجموعــة علــى‬ ‫املســتوى السياســي يف خضــم األزمــة املاليــة عــام ‪2008‬م‪ ،‬للتباحــث‬ ‫يف الشــؤون االقتصاديــة العامليــة والقضايــا الدوليــة التــي تؤثــر علــى‬ ‫األمــن االقتصــادي العاملــي ـ‬ ‫ورغــم الهــدف االقتصــادي للمجموعــة إال أن اجلانــب السياســي لــه‬ ‫دور يف العالقــات بــن أعضــاء املجموعــة‪ ،‬فمثــ َ‬ ‫ا مت طــرد روســيا‬ ‫االحتاديــة مــن مجموعــة الســبع عــام ‪2014‬م‪ ،‬بســبب ضــم شــبه‬ ‫جزيــرة القــرم لروســيا وهــي التــي تعتبــر تابعــة ألوكرانيــا واعتبــرت‬ ‫دول الســبع أن الضــم يعتبــر احتــاال ألراضــي أوكرانيــة بالقــوة‬ ‫وهــدف روســيا أن تبقــى علــى البحــر األســود للولــوج للبحــر األبيــض‬

‫املتوســط حلمهــا التاريخــي‪ ،‬ويطالــب الرئيــس األمريكــي احلالــي‬ ‫دونالــد ترامــب بعــودة روســيا ملجموعــة الســبع‪ ،‬ولكــن جتــد روســيا‬ ‫االحتاديــة يف مجموعــة العشــرين دو ًرا حيو ًيــا لهــا‪ ،‬لوجــود دول‬ ‫قريبــة مــن روســيا وذات عالقــة متميــزة معهــا مثــل الصــن والهنــد‬ ‫وجنــوب إفريقيــا والبرازيــل ‪.‬‬

‫مجموعة العشرين واختراق التكتالت االقتصادية اإلقليمية‬

‫اعترفــت مجموعــة الــدول الســبع يف ظــل املتغيــرات الدوليــة أنهــا‬ ‫لــم تعــد تســتطيع التحكــم لوحدهــا يف االقتصــاد العاملــي يف ظــل‬ ‫األزمــات االقتصاديــة‪ ،‬ولذلــك وجــدت نفســها مضطــرة لتوســيع‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪155‬‬ ‫نوفمبـــــر ‪2020‬‬

‫‪61‬‬

‫ملف العدد‬

‫دور مجموعة العشرين في خدمة قضايا التنمية والسالم في الشرق األوسط‬

‫ننتظـر دور مجموعـة العشـرين يف حصول مصر‬ ‫على حقهـا يف النيل ومنع سـرقة مياه اليرموك‬ ‫متثــل مجموعــة العشــرين ‪ %90‬مــن النــاجت اإلجمالــي العاملــي و‪ %80‬مــن التجــارة العامليــة وثلثــي ســكان العالــم‪ ،‬ويتــوزع أعضــاء‬ ‫املجموعــة علــى قــارات العالــم اخلمســة‪ ،‬ودول صناعيــة يف الشــمال وأخــرى صاعــدة يف اجلنــوب يف طريقهــا الصناعــي‬ ‫والنمــو االقتصــادي‪ ،‬ويف عضويتهــا ثــاث دول إســامية هــي‪ :‬إندونيســيا‪ ،‬وتركيــا‪ ،‬واململكــة العربيــة الســعودية وهــي الدولــة‬ ‫العربيــة الوحيــدة يف املجموعــة والتــي تــرأس املجموعــة منــذ ديســمبر ‪2019‬م‪ ،‬والتــي تعقــد قمــة العشــرين بالريــاض ‪21‬‬ ‫نوفمبــر‪2020‬م‪ ،‬ومتثــل املجموعــة حضــارات العالــم حســب تقســيم صموئيــل هنتنجتــون يف كتابــه صــدام احلضــارات‪،‬‬ ‫ولكــن الصفــة العامــة والهــدف الرئيــس للمجموعــة السياســة االقتصاديــة العامليــة‪ ،‬العمــل علــى اســتقرار االقتصــاد العاملــي‬ ‫والتنميــة املســتدامة وتقليــل املخاطــر االقتصاديــة واحليلولــة دون حــدوث األزمــات املاليــة وتشــكيل نظــام مالــي عاملــي‬ ‫يحقــق االســتقرار للنظــام االقتصــادي العاملــي والنظــام النقــدي الدولــي والنمــو االقتصــادي والرفاهيــة للمجتمعــات البشــرية‪،‬‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫وخاصــة يف الــدول الناميــة بتمويــل التنميــة املســتدامة وتوجيهــات‬ ‫البنيــة التحتيــة ذات اجلــودة للربــط اإلقليمــي‪ ،‬وخطــة االســتجابة‬ ‫الطارئــة لوبــاء كورونــا‪ 19-‬والعمــل علــى تعــايف الــدول الناميــة منهــا‬ ‫والتحديــث الســنوي اللتزامــات التنميــة‪ ،‬وهــذه املجموعــة تتحكــم‬ ‫يف إدارة االقتصــاد العاملــي و تضــم الواليــات املتحــدة‪ ،‬وتركيــا‪،‬‬ ‫وكنــدا‪ ،‬واملكســيك‪ ،‬والبرازيــل‪ ،‬واألرجنتــن‪ ،‬وفرنســا‪ ،‬وبريطانيــا‬ ‫وأملانيــا‪ ،‬وإيطاليــا‪ ،‬وجنــوب إفريقيــا‪ ،‬والســعودية‪ ،‬وروســيا‪ ،‬والصــن‪،‬‬ ‫واليابــان‪ ،‬وكوريــا اجلنوبيــة‪ ،‬والهنــد‪ ،‬وإندونيســيا‪ ،‬وأســتراليا‪،‬‬ ‫واالحتــاد األوروبــي واألخيــر ميثــل ‪ 27‬دولــة األعضــاء يف االحتــاد‬ ‫كقــوة اقتصاديــة لهــا دورهــا يف االقتصــاد العاملــي‪.‬‬

‫األزمــات االقتصاديــة‪ :‬مــن مجموعــة الثمانــي إىل مجموعــة‬ ‫العشــرين‬

‫كانــت التحالفــات يف بدايــة احلــرب البــاردة تركــز علــى اجلوانــب‬ ‫العســكرية‪ ،‬فتشــكل حلــف الناتــو ‪1949‬م‪ ،‬ثــم حلــف وارســو وتكتــات‬ ‫عســكرية ذات بعــد إقليمــي تديرهــا الــدول الكبــرى احللــف املركــزي‬ ‫‪( CENTO‬حلــف بغــداد) وحلــف الســيتو ‪ SEATO‬وغيرهــا ‪،‬‬ ‫ولكــن مــع عقــد الســبعينيات مــن القــرن العشــرين‪ ،‬أخــذ االهتمــام‬ ‫بالبعــد االقتصــادي يف اجلانــب األمنــي‪ ،‬وأخذت تطــرح نظريات تؤكد‬ ‫أن األمــن يتحقــق مــن خــال التعــاون االقتصــادي وخاصــة بــن الــدول‬

‫الكبــرى الرأســمالية التــي كانــت قــد دخلــت يف حــروب مــع بعضهــا‪،‬‬ ‫احلــرب العامليــة األولــى واحلــرب الثانيــة‪ ،‬وأخــذت نظريــة االعتمــاد‬ ‫املتبــادل االقتصــادي ‪Economic Interdependence‬‬ ‫بــن الــدول الكبــرى ســبي ً‬ ‫ال لألمــن واالســتقرار ‪ ،‬ففــي عــام‬ ‫‪1975‬م‪ ،‬عقــدت قمــة الــدول الصناعيــة الكبــرى‪ ،‬الواليــات املتحــدة‪،‬‬ ‫بريطانيــا‪ ،‬فرنســا‪ ،‬أملانيــا الغربيــة‪ ،‬إيطاليــا‪ ،‬واليابــان‪ ،‬يف فرنســا‬ ‫لبحــث التعــاون االقتصــادي وانضمــت اليهــم يف عــام ‪1976‬م‪ ،‬كنــدا‪،‬‬ ‫وأصبحــت تســمى مجموعــة الســبع للتنســيق فيمــا بينهــا يف القضايــا‬ ‫االقتصاديــة الدوليــة‪ ،‬التجاريــة واملاليــة‪ ،‬وانضــم للمجموعــة ممثــل‬ ‫لالحتــاد األوروبــي‪ ،‬وكانــت معظــم االجتماعــات املتتاليــة علــى‬ ‫مســتوى وزراء املاليــة للــدول األعضــاء ومــدراء البنــوك املركزيــة‬ ‫للتنســيق يف السياســة املاليــة‪ ،‬وأخــذت االجتماعــات تنعقــد ســنو ًيا‪،‬‬ ‫وبعــد انهيــار االحتــاد الســوفيتي وتبنــي روســيا االحتاديــة وريــث‬ ‫االحتــاد‪ ،‬النظــام الرأســمالي‪ ،‬دعيــت لالنضمــام عــام ‪1997‬م‪ ،‬إلــى‬ ‫املجموعــة التــي أخــذت تعــرف باســم مجموعــة الثمانــي‪Group‬‬ ‫‪ ))8‬كبــرى االقتصاديــات العامليــة‪ .‬وأثــر األزمــات االقتصاديــة العامليــة‬ ‫التــي اجتاحــت اقتصاديــات الــدول الرأســمالية ‪1998‬م‪ ،‬رأت الــدول‬ ‫الثمانــي أنــه البــد مــن إشــراك الــدول الصناعيــة الناشــئة وذات‬ ‫الثقــل االقتصــادي لالنضمــام للمجموعــة فتشــكلت مجموعــة‬ ‫العشــرين عــام ‪1999‬م‪ ،‬وأخــذت تعقــد االجتماعــات الدوريــة علــى‬

‫العــــــدد ‪155‬‬ ‫نوفمبــــــــــــر ‪2020‬‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫قمـة مجموعة العشـرين‪ :‬اغتنـام الفرص وتحقيق اإلنجـازات وتجاوز التحديات‬ ‫▀ الملـــــــــك ســـلمان‪ :‬إتــــــــــاحة الفـــرص للمــــــــــرأة نهــــــــــج النـــــــــمو المســـــــتدام‬ ‫▀ رئاس ــة المملك ــة توض ــح مزاي ــا التموي ــل اإلس ــامي لش ــراكة القطاعي ــن الع ــام والخ ــاص‬ ‫▀ المجموعـــة مطالبـــة باتفـــاق عالمـــي لتقاســـم المكاســـب وتدفـــق البيانـــات واالســـتثمار‬ ‫▀ ‪ 11‬توصيـــة أمـــام مجموعـــة العشـــرين لتعزيـــز اقتصـــاد التعليـــم الرقمـــي يف العالـــم‬ ‫▀ بن ــاء اس ــتراتيجية تعتم ــد سياس ــات تضم ــن من ــع س ــرقة البيان ــات أو تعديله ــا أو إتافه ــا‬

‫‪76‬‬

‫‪153‬‬ ‫‪2020‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫‪1991‬‬

‫–‬

‫‪2020‬‬ ‫‪280‬‬

‫‪25‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪26.7%‬‬ ‫‪48.5‬‬ ‫‪29.6‬‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2017‬‬

‫‪63.3‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪17.4‬‬

‫‪44.4%‬‬ ‫‪283‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪2017‬‬

‫‪Arabian Business‬‬ ‫‪2020‬‬

‫‪2017‬‬ ‫‪70‬‬

‫‪25‬‬

‫* أﺳ ــﺘﺎذ اﻟﻌﻠ ــﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳ ــﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺘ ــﻲ اﻟﺤﺴ ــني ﺑ ــﻦ ﻃ ــﻼل واﳌﻠ ــﻚ ﻋﺒ ــﺪ‬ ‫اﻟﻌﺰﻳ ــﺰ ﺳ ــﺎﺑﻘًﺎ‬

75

153 2020

www.araa.sa

2

2020

23

20 1999 Phalcon AWACS

153 2020

www.araa.sa

74

1993 2017 2013 CSS-2 2017

1986

–

1993

2016

2017

1967

CIA

73

153 2020

www.araa.sa

–

–

153 2020

www.araa.sa

–

72

1

153 2020

www.araa.sa

153 2020

‫ــــ‬

‫‪152‬‬ ‫‪2020‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫‪53‬‬

‫‪-‬‬

‫* أستاذ العلوم السياسية يف جامعتي امللك عبد العزيز والحسني بن طالل سابقًا‬

www.araa.sa

152 2020

52

51

152 2020

www.araa.sa

No higher honor: A memoir of my years in Washington 2011

–

www.araa.sa

152 2020

50

‫ــــ‬

‫‪152‬‬ ‫‪2020‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪150‬‬ ‫يــــونــــيـــو ‪2020‬‬

‫‪51‬‬

‫ملف العدد‬

‫الـصـيــــن أكــبــــر شـــــريك تــجـــــاري لـــدول الــشـــــرق األوســــط‬ ‫بـــقــيـمــــة ‪ 300‬مــلـيــــار مـــع دول الـمـنطـقــــة مــجـــتـمـعـــــة‬ ‫‪Presidents and Foreign Policy FDR to Trump‬‬ ‫ا نــ‬ ‫ي ــ‬ ‫ــو يــ‬ ‫ا ــ‬ ‫‪ 2020‬يــ يــ‬ ‫يــ‬ ‫ي ــ الدا يــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ا‬ ‫ـ الو يـ ا ــد‬ ‫ـ ا ـ ــع ال ـ ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ل‬ ‫ـ‬ ‫الع ــود ال ـ‬ ‫ـ نـ‬ ‫ل ـ‬ ‫ـ ال ــد ال ـ‬ ‫ـ ا ـ ا ال ـ ال ـ‬ ‫ال ا ـ‬ ‫ديــ ال ــ‬ ‫ــ ع ــ ا‬ ‫ــي ا ــ‬ ‫ــو‬ ‫د‬ ‫ـ‬ ‫الد لي ـ ـ الــد الع ي ـ ال ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ن ـ و ـ ‪ Central Banking‬ل ـ‬ ‫يـ‬ ‫ـ د‬ ‫ـ لــد ال ـ ا ـ ي ـ ا‬ ‫ـي‬ ‫ل‬ ‫الد الع ي‬ ‫ال‬ ‫ـ اي‬ ‫يـ‬ ‫ـ يـ ا‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫يـ د‬ ‫يــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫لــ ا ــ ا‬ ‫يــ د‬ ‫لـ ـ‬ ‫ـ ي ـ ا ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ ن ـ ال ـ ا ي يـ لـ ال ــد ا ـ ا‬ ‫و ا د‬ ‫ا ـع ا‬ ‫ييد ـ ا ي‬ ‫ـ اي‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ لــ يع ــد الع ــ ا ي يــ الع يــ‬ ‫ــ ال ــ ا ي ــ‬ ‫يــ ا ــ ا ي ي‬ ‫الع يــ ا‬ ‫ال ي ــي‬ ‫ـ ي الــد ا‬ ‫ـ ال ـ ال ي ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ ي نيـ‬ ‫الــد ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل يـ ا لـ الع يـ‬ ‫وا ــد ـ ي‬ ‫ود ـ ـ ـ‬ ‫عـ‬ ‫ــي ـ‬ ‫ن ـ‬ ‫الــد ا ي ي ـ يــد ـ د ـ‬ ‫ـ لـ‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ و نـ ـ‬ ‫ـ ان ـ الــد ال ـ‬ ‫ـ الع يـ‬ ‫ا‬ ‫ــو ي ي ـ‬ ‫لي ي ـ الع ـ ا‬

‫تعاون الدول العربية ضرورة استراتيجية بعد كورونا‬ ‫ديـ الع يـ‬ ‫ـ ـ ا ـ ا‬ ‫ـ و نـ‬ ‫ع ـ‬ ‫‪Great Depression‬‬ ‫عــد ا ـ الع يـ ا ل ـ‬ ‫ــد ــو‬ ‫ديـ ا د ـ ال يـ ـ ــد ــو‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ي ـ وي ـ ـ‬ ‫ـ ا ال ــود ال ـ‬ ‫ييــد ال ـ‬ ‫ال ـ د ال ي ـ د ـ ل ـ ـ ــداد الديــو‬ ‫ل ـ ال و يـ‬ ‫يـ الــد‬ ‫اـ‬ ‫د ـ‬ ‫ديـ‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ع ـ الــد الع يـ ع نـ ـ‬ ‫يـ‬ ‫ــع ي ـ ل ـ العـ ا‬ ‫ـ و نـ ا ـ ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ و نـ‬ ‫ـ ا ـ ن ـ ال لـ ـ‬ ‫ال ــودا ا ا ـ‬ ‫ي ـ ي ـ لـ ا ـ‬ ‫ـ الــد الع يـ عيـ ال عـ‬

‫ا ــ ال ــ‬ ‫ع ــ د الع لــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ــ الــ‬ ‫ـ ي ع ــد‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا عـ الع يـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ع ـ‬ ‫وي ـ الــد الع يـ ـ ا ـ‬ ‫ل ـ ال يـ ـ‬ ‫ــ د ا ــ‬ ‫يــ ــ ــ ــ ا‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫العــ‬ ‫ـ ل ـ‬ ‫ـ الع ي ـ الع ل ـ الع ـ‬ ‫الع ـ‬ ‫ــ‬ ‫ديــ ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ الــد ال ــ ع نــ‬ ‫لــد‬ ‫ــ الع يــ‬ ‫يــ ل ــد ال يــ‬ ‫ــ دا ا‬ ‫ـ ـ ـ ال ع ـ‬ ‫ـ ل عـ ل يـ ـ‬ ‫الع ي ـ‬ ‫ــ‬ ‫ا‬ ‫يــ ا ن ــ الع ــ‬ ‫ال لــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــد ــ‬ ‫ــ د لــ ال يــ‬ ‫ل ع يــ ال ــ ا‬ ‫ـ ال و نـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يـ ال ـ‬ ‫ديـ ا‬ ‫ا‬ ‫ا ـ‬ ‫ــد يو ـ ال ي ـ ا ـ ل ـ ا ال ــع ي ال ـ ــد ـ د لعــد‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ي ـ ال د ـ ا‬ ‫الــد‬ ‫ا ـ ا ال ي ـ‬ ‫ــد ا ــ ا الدا ــ‬ ‫ال ــ الد لــ عــد و نــ يد ــ الــد الع يــ ي ــ د‬ ‫ــ ا ال ــي د‬ ‫ــد ا ــ ا ا ــ د‬ ‫ــ‬ ‫ي ــ‬ ‫عــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ــ الدا يــ ل ــد ا ــ‬ ‫ــد ال د ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ وـ‬ ‫ا يـ الدا يـ‬ ‫الــد الع يـ ـ ا ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ــو ي لي ي ـ الي ـ ال ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫و ــد‬ ‫ال د ــ‬ ‫ا يــ ا ــ ا ا ــو ا ن ــ ني ي ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ـ لي ي ـ‬ ‫ــي د ـ‬ ‫ن ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫يـ يـ ا ي ـ لـ ل ـ ا ال ي ـ الـ‬ ‫ــو ي‬ ‫ــ الع يــ‬ ‫ا‬ ‫ا ـ ال و ـ دا ـ ـ الــد الع يـ عــد ا ـ ا‬ ‫ال ي ــ لد لــ ــ ــد ي ــ ن يــ الد ي ــو ن يــ ال ــ‬ ‫ي ــ ا ــ‬ ‫ــ الــ ا‬ ‫ا ي ــ الع ــ لــ ا ا ن ــ‬ ‫ا ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ال ا ـ ـ ي ـ ا ـ ـ ـ ال عـ‬ ‫ـ ن ـ د لـ‬ ‫ـ‬ ‫ي ـ ال ي ــي‬ ‫دي ـ ا‬ ‫ا‬ ‫ال ـ ا ي ـ الع ـ ن ـ‬ ‫ي ـ‬ ‫ـ‬ ‫ديــد ـ‬ ‫دي ـ ال ـ ا و ـ ا ـ ا ي‬ ‫اي ـ ا‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ ا ــ ال ا ــ ي ــ ي ــد‬ ‫ــ ان ــ الــد ال ــ‬ ‫ـ عـ‬ ‫ـ ل ـ الـ ا ا ن ـ لــد‬ ‫ال ـ الع ـ‬

‫* أس ــتاذ العل ــوم السياس ــية بجامعت ــي املل ــك عب ــد العزي ــز والحس ــني ب ــن‬ ‫ط ــالل س ــابقًا‬

‫‪50‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪150‬‬ ‫يــــونــــيـــو ‪2020‬‬

‫مقال‬

‫ي ـ ال ـ د ـ ا ـ و‬ ‫ـ و ن ـ ال‬ ‫ـ‬ ‫ــو ا ــ و‬ ‫ا ــ ا‬ ‫يــ‬ ‫وا ــ ال يــ‬ ‫ـ‬ ‫يـ ال يـ‬ ‫ـ‬ ‫يـ ال يـ‬ ‫ا د ـ ع ـ‬ ‫ا ــ‬ ‫ا ــ العــ‬ ‫ي نيــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ن ــ ي لــوا د ــ‬ ‫ــ ني‬ ‫ي ليــ‬ ‫ي ــ‬ ‫ــو‬ ‫ـ ا لـ ــد ـ و ا‬ ‫ــد يـ د لـ لــو‬ ‫ال يـ‬ ‫ـ‬ ‫ــو ـ ـ لـ ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ا ـ ال ي ـ‬ ‫ا يــ ال ي ــي ــ‬ ‫ا‬ ‫و نــ ــ‬ ‫ــ يــ‬ ‫ـ و الع ـ الد ليـ ال ـ ا ي يـ ـ ن ـ ال ـ‬ ‫ا ـ ا ـ ال ي ـ ا ـ ا‬ ‫ـ ال ي ـ ن ـ‬ ‫ال‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ا ال ـ نـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ال ي ــي ن ـ‬ ‫ـ ـ ال ـ عــد ــود ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ن ـ اليــو‬ ‫ـ ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ل يـ‬ ‫ــوا‬ ‫ـ ل ع لـ‬ ‫ــد ا‬ ‫ــد ال يـ ا ي ـ د ن لــد ا ـ‬ ‫و ـ ا‬ ‫و يـ‬ ‫ـ ا ن يـ ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــو ــو الــ‬ ‫ــ ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ن ــو ال ــ‬ ‫ــو ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ يــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫العــ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ اا ـ‬ ‫ـ ي ـ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـدا ي ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ا ن يـ ا ـ ال ـ ن ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ ال ي نيـ ال ـ نـ‬ ‫ولـ ا ل ــو‬ ‫ـ د ـ ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫لـ ـ‬ ‫ـ ـ ـ ـ د ديــد‬ ‫ل ديـ ـ ا ـ ال ي ـ‬ ‫ـ‬ ‫وا ـ ال ـ‬ ‫ـ الو ي ـ ا ــد‬

‫تعددية قطبية وأهمية استراتيجية واقتصادية للعالم العربي‬ ‫ال ـ الد ل ـ ي ـ ن ــو ال عددي ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ و نـ‬ ‫ديــ‬ ‫ا ــ الو يــ ا ــد ــ ا ــ ا‬ ‫ال يــ‬ ‫ديـ دا يـ‬ ‫ي ـ ا ـ ا ـ ـ ع نـ دا ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫يـ و ن ال‬ ‫ــي‬ ‫ـ ـ ا ن ـ ال‬ ‫ــد‬ ‫لـ ي ـ ن يـ ال يـ ا ديـ‬ ‫ـ‬ ‫وا‬ ‫ادا ـ‬ ‫ـ ال ـ ال ـ ان ـ‬ ‫ـ ل ـ ـ و ــد ـ‬ ‫ـ‬ ‫لـ ا ـ‬ ‫ـ د‬ ‫يـ الــد ـ‬ ‫ـ ني ـ و ـ‬ ‫ي ليـ‬ ‫ال ــ الد لــ ــد ــو ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ د ا‬ ‫ـ يو يـ ـ ا ـ د‬ ‫د ـ ال‬ ‫ـ ل ع ـ ـ ال ـ‬ ‫الو ـ‬ ‫يـ يــو‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ا‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ا ـد ـ ي ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ ي ـ د الــد ا‬ ‫ل لــ‬ ‫يــ‬ ‫الدا يــ ا‬ ‫اليــو ــ ال ــ‬ ‫يــو‬ ‫ـ ال ـ ـ‬ ‫يـ‬ ‫دي ـ ـ ال ـ‬ ‫ـدا‬ ‫عي ـ ل‬ ‫ـ‬ ‫لـ ال ـ ـ الــد ا‬ ‫ـ‬ ‫د ا ـد ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـد‬ ‫ـ ي ـ دد ـ‬ ‫ا ـ د لعـ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ د ــو ا ــ د ا‬ ‫يــ الــد‬ ‫ــ‬ ‫ــ ي‬ ‫ـ د ال ـ ي ـ ي ـ‬ ‫يـ‬ ‫ــ الع لــ‬ ‫ــ ال ــد‬ ‫ــ يــ‬ ‫ــ‬ ‫ل ــ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ــي ال ـ‬ ‫ــو د‬ ‫ـ عــد و نـ يـ‬ ‫ا‬ ‫ـ ا يـ ال ـ‬ ‫الع لـ‬ ‫ـ ـ ال ــو ال يـ‬ ‫و‬ ‫ــ دايــ ل و ــ‬ ‫ــ ــ ي ــ ا ــ د ا‬ ‫ا ــ ال ــ‬ ‫ــي‬ ‫ـ‬ ‫ـ ــو‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ ي ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــي ع ـ‬ ‫ـ‬ ‫دي ـ‬ ‫ـ ل ـ ل ــي ا‬ ‫ــ‬ ‫وا ــ الو يــ ا ــد ــ ــ‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ـ ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫و ـ ي ـ ال ـ‬ ‫ل عـ‬ ‫ـ‬ ‫ي يـ ـ ي ـ ا ـ‬ ‫ــو‬ ‫ـ ال ــد ال ا يـ‬ ‫ــي‬ ‫ــ ا يو ول يــ‬ ‫ــ ل ــ د د ــ‬ ‫ال ــ ا‬ ‫ال ل ـ ـ يـ ا ال ي ـ ا ا وليـ وا ـ الو يـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ي ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــي‬ ‫ا ــد ل ـ ا ــد ال ـ‬ ‫ــد الو يـ ا ــد ال ـ‬ ‫ـ ا ـ الد لـ‬ ‫يــد يـ ا‬ ‫ـ يـ ا‬ ‫الع و ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ و نـ‬ ‫ـ الو يـ ا ــد وا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ي ـ ال و ن ـ ــدد ا‬ ‫يـ‬ ‫ا لـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ــي ع ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ د‬ ‫ي ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ي ـ ـ ال ـ ا‬ ‫ـ ا ن ـ‬ ‫الــد الع ي ـ‬ ‫ــي‬ ‫ـ‬ ‫ل ـ ع ي ـ ــوا ال ــو‬ ‫ــي ل ـ ا‬ ‫ـ ا ن ـ ال‬ ‫الو يـ ا ــد‬ ‫يـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ الد ا ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ــو‬ ‫ا ــ ا‬ ‫العــ‬ ‫ـ‬ ‫و ي ـ يــد ن ـ ال ي ـ ا ي ـ ال ـ‬ ‫ي ـ ا‬ ‫ـ ل ي ـ ال ـ د‬ ‫ي ــي الو ي ـ ال ـ وا ال د ـ‬ ‫ــو‬ ‫ــ‬ ‫ــي‬ ‫الــ ا ي ــ ال ــ‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ـ ال ـ ال ي ـ ان ي ـ ا ـ ي ع ـ‬ ‫يــد ل ـ‬ ‫ال ي ــي ا د‬ ‫ـ ال‬ ‫لـ‬ ‫ال ـ ي ـ ا ن ـ‬ ‫ــ‬ ‫ي ــ ان يــ يــ ا نــ ا‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫عـ‬ ‫يـ يع ـ ـ لـ ا ـ‬ ‫ي ـ الدا يـ ا‬ ‫ـ ا ديــد ?‪Do Morals Matter‬‬ ‫ـ د و يـ نـ‬

‫اعـــتــبـــــار الـــواليــــات الـمـتحــــدة وأوروبـــا الـصـيــــن عـــــد ًوا‬ ‫وجــــود ًيا يـــؤدي إىل نـهــــاية حـقــــبة اإلســــام كـعــــدو للــغــــرب‬

‫ـ‬

‫يـ‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫يـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫يـ د ـ‬ ‫ا يـ ا ـ ال ـ عـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ل لــ‬ ‫ــ ــ ا ــ د ا‬ ‫و ــ‬ ‫ال ــ‬ ‫ـد‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ ال ـ ان ـ ا‬ ‫ــود ال ي ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــ لــ‬ ‫ال ــوا ــ الو يــ ا ــد ال ــ‬ ‫ا ــ ــ‬ ‫ــ ا يــ ال ــ د ل ــ ال يــ‬ ‫د ــ ال ــ ا‬ ‫ــد ـ ال ع ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫يو ـ ال ل ـ‬ ‫ا ي ـ ال ـ ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ د‬ ‫و يــ ا و يــ ا ــ د ا‬ ‫ــ الي ــ‬ ‫ـ ال ي ـ ي ـ الع دل ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫وا ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل لـ‬ ‫يـ‬ ‫يـ ـ ا يـ‬ ‫عـ‬ ‫ا ـ ــو‬ ‫د ـ‬ ‫الو ي ـ ا ــد لو د ـ وا ـ ال ـ‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ و نــ ل يــد ا ــ ع يــدا دا‬ ‫ــ‬ ‫ال ــ‬ ‫ــ ال ي يــ ا ــ‬ ‫دي ــ‬ ‫و نــ‬ ‫ن ــ‬ ‫د ــ ان ــ‬ ‫ا وا ــ‬ ‫ــ ال يــ‬ ‫ــ‬ ‫ي ــ‬ ‫د ا‬ ‫و نـ الو يـ ا ــد د ـ دا ا‬ ‫ـ‬ ‫و نـ‬ ‫ـ ل ـ ان ـ يـ‬ ‫ـ نـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫الــد ال ـ وي‬ ‫ـ لـ ن يـ ا ا ـ ا ـ‬ ‫ا‬ ‫ي ـ‬ ‫ـ ان ـ ال ي ـ‬ ‫و ـ ـ ال ــي‬ ‫ــي‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫د‬ ‫ــ الــد ال يــ ــوا الو يــ ا ــد‬ ‫ـ و نـ‬ ‫لي ـ ل و ـ‬ ‫ال ي ـ ال ـ ـ د عــد‬ ‫ـد‬ ‫يـ‬ ‫ـ د ا ن نيـ ال ـعو ال و ـ ـ الـد ا‬ ‫ـد‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ـ ني د ا ـ د ا‬ ‫ا ـ ي ليـ‬ ‫ـ ـ ال ـعو دا ـ‬ ‫ـ ا ـد د ـ الـد‬ ‫ـ د‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ لع لـ ـ ـد ي ـدد‬ ‫ـعو ا ـ د ا‬ ‫ـ ان ـ و نـ‬ ‫ـ ا ـ د ا لـ ي ـ ا ـوا ـ ـ‬ ‫يـ‬ ‫ـ د الـد ا‬ ‫الو ـ الـ‬ ‫ـ ا ـد‬ ‫ـود‬ ‫ا ـوا ال يـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الو يـ ا ـد ا‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وا ـ ـ ـ ا‬ ‫ـد ا ـ عداد‬ ‫و ـ ـ ا وا ـ‬ ‫ـ ال يـ ـ‬ ‫وا‬ ‫دي ـ‬ ‫ـ الو يـ ا ـد ي ليـ ي نيـ ـد و يـ ا‬ ‫ل ـ ال ـ‬ ‫وا ـ ال يـ‬ ‫نـ‬ ‫ل يـ دا ال ي ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـو‬ ‫ـ ـ ال ـ الـد ال ـ وي‬ ‫ا ن ـ ال ـ وي ـ‬ ‫يـ‬ ‫ـ ي ـ دد ا ـ ا‬ ‫و ن لدي‬ ‫وا ـ ي‬ ‫ـد ـ ا ن ـ الد ا يـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـ ال ـ ا ا‬ ‫ويـ‬ ‫يـ‬ ‫ـ‬ ‫يــ‬ ‫ــد ا د ا ال يــ لــ الــد ا‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ي لي ـ‬ ‫ـ دا‬ ‫ـ‬ ‫دي ـ‬ ‫ــي ا‬ ‫ـ عـ ي ـ‬ ‫لـ‬ ‫ا عـ ن ـ ال يـ ا ـ ا ال ـ د لـ دي ـ ـ‬ ‫ـ ـ الي ـ ند د ـ الع ــو‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ــو ا ي لي ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫لـ ي‬ ‫ويـ و ـ ـ ن ـ ل يـ‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪150‬‬ ‫يــــونــــيـــو ‪2020‬‬

‫‪49‬‬

‫ملف العدد‬

‫ا ـ ع ال ـ د و ــي ال ــوا ل يـ دا ـ ال ي ــي‬ ‫ن يـ ا‬ ‫يـ‬ ‫عـ نيو ـ‬ ‫يـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫يـ‬ ‫ا‬ ‫ال يــد‬ ‫ـ الد يـ‬ ‫ـ ا ـ لو ال ي يــو‬ ‫ـ الي‬ ‫ـ د‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ ا ــو ال يـ‬ ‫ــو ـ‬ ‫و نـ‬ ‫ـ يـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ي ـ د الد ـ ا ـ د ل ــد ال ـ‬ ‫يــوا و يـ‬ ‫ـ ي ـ‬ ‫ــيوي ـ‬ ‫ل لـ ـ ال ـ د‬ ‫ــ الو ــ‬ ‫يــ ا عــ الوا يــ لــ‬ ‫ــ‬ ‫ا و يــ‬ ‫ــد و ــ‬ ‫ــ يوا ــو ال يــ‬ ‫د‬ ‫ا ــ‬ ‫الــ‬ ‫ــ ــعو‬ ‫ــ ــ ا و ــ‬ ‫ا ل ــ ا عــ الوا يــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ي ال ي ــي‬ ‫ـ‬ ‫عـ‬ ‫ا ــو ال ي ال ـ ـ ي عـ‬ ‫ـ‬ ‫ي ـ ـ‬ ‫وا الو ي‬ ‫وا‬ ‫ي ـ‬ ‫ــي‬ ‫ـ‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫ي ـ العد اني ــوا‬ ‫ـ‬ ‫ــد ي ـ ا‬ ‫ا ــد لـ ا‬ ‫يـ ال يـ ال ـ‬ ‫ل ـ ل ـ ال يـ ـ ال ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ــي ل ـ ا‬ ‫ي يـ‬ ‫ـو‬ ‫ـ ال ـ ن و ـ ـ‬ ‫ال ــعو‬ ‫ـ ـ‬ ‫الو ـ ال ـ ع نـ يـ‬ ‫ال ـ ا و ـ‬ ‫ال و ال ــع وي ال ي ــي‬

‫الصين العدو الوجودي للغرب وتراجع اإلساموفوبيا‬ ‫ي ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ي ـ د ـد‬ ‫ـع الـد ال ـ‬ ‫و ـد ـد ا ـ دا يـ‬ ‫ـد ـد ا ي ـ‬ ‫ا لـ‬ ‫الـد‬ ‫ـ ي انيـ الد ـ‬ ‫ـ يو ـد الدا ـ‬ ‫يـ لعـد ا‬ ‫عـد ن يـ ا ـ ال ـ د ـ و‬ ‫ـ‬ ‫يعـ العـد ا‬ ‫ـ‬ ‫العد ال ـيو‬ ‫دا‬ ‫ـ‬ ‫د‬ ‫ال ـيو ي‬ ‫ي‬ ‫ا ي ني‬ ‫ي ـ‬ ‫د ال ـو ي‬ ‫ني ا‬ ‫ـود ـ ال ـو ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ د ـ ـ‬ ‫ـو ـدد‬ ‫ـد‬ ‫ا ـ ي‬ ‫لـ ا ـ‬ ‫ـد ا ديـدا ـ‬ ‫ود ا ي‬ ‫ال ـ‬ ‫ـد ـ ـد ل ل‬ ‫ـ لـ‬ ‫لـ العد ا ديد ا ـ‬ ‫ـ و ا ـ د ال ـو ي ال ـ يـ‬ ‫د‬ ‫العـد ا ديد ال‬ ‫ـ ا ـ و وي ل ـ‬ ‫ان ـ‬ ‫ع دلـ الع ـ الع يـ ا ـ ي ـ ال ـ‬ ‫ي يـ‬ ‫ا ـ ال ـ‬ ‫ــو‬ ‫ــد ـ ال ـ ال ي ن ـ ي ـ‬ ‫عــد ل ـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫عــد ــود ــد ي ـ د ل ـ ن ي ـ‬ ‫ــد ا ديــدا لــ ل ــد ــ ا ــ ا ي ي‬ ‫ــد ــد ال ــ‬ ‫ـ ــو ــو‬ ‫ـ ا‬ ‫ــدا ا‬ ‫ــو‬ ‫يـ‬ ‫ال يـ‬ ‫ا ي نيـ ونـ يـ عـ ـ الــد ا ـ ي‬ ‫يـ‬ ‫ا ـ‬ ‫نــ‬ ‫ــ‬ ‫ع ــ ــ ا ــ د ــ ل و يــ ا ــد‬ ‫ــ ل ــ‬ ‫يــ ال يــ ــ ا ــ‬ ‫ا‬ ‫ا ــ‬ ‫عــود الي ــ‬ ‫ــ ا ــ و و ي ــ‬ ‫ال يــ‬ ‫ا ــ‬ ‫يــ‬ ‫ا ــ دا ــ ا ــ ا ال ي ــي ا‬

‫‪48‬‬

‫ملف العدد‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪150‬‬ ‫يــــونــــيـــو ‪2020‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫الشـــرق األوســـط بعـــد كورونـــا‪ :‬اقتـــراب الصيـــن ‪ ..‬واختفـــاء اإلســـاموفوبيا‬

‫الفرصــة مواتية لفرض نظــام إقليمي عربي‬ ‫يف ظل انكفاء الدول الكبرى والصراع بينها‬ ‫ـ ــد‬ ‫ـ‬ ‫نـ‬ ‫ـ و نـ‬ ‫ع ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال يـ ال ن ـ‬ ‫يــ‬ ‫ــ و ــو‬ ‫ــي يــ ــ نع د ــ ــ ي د ــ‬ ‫لدي ــ يــ‬ ‫ال ـ الع ـ عــد‬ ‫يـ ا ي ـ ا ـ‬ ‫يـ ا‬ ‫ـ ي ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ا ـ ال ــو ال يـ‬ ‫ـ د‬ ‫عـ‬ ‫ـ ي ــي ال ي ــو ـ ي الـ الـ‬ ‫ــو الع ـ ا‬ ‫ـ و نـ ـ د لـ‬ ‫يـ‬ ‫ديـ‬ ‫الع لـ ي ـ د ـ ا‬ ‫ـ ا‬ ‫يـ‬ ‫ـ‬ ‫يـ ال يـ‬ ‫ال ـ الد ليـ يوا ـ ديـ ا‬ ‫ا ـ‬ ‫ــد وال ـ‬ ‫ـ د الع ـ لع ـ‬ ‫و نـ ـ ا‬ ‫دي ـ ل ي ـ‬ ‫ال ـ ا‬ ‫ــع ال ـ‬ ‫دي ـ ان ي ـ‬ ‫ي ـ ـ ا ـ ا‬ ‫ي يــو د‬ ‫ـ ـ لـ‬ ‫ـ ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ الد ليـ ا ي يـ‬ ‫د ا‬ ‫ـ‬ ‫يـ‬ ‫ديـ ا‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫وا ـ ا‬ ‫ـ ال عـ‬ ‫ـ‬ ‫الع ـ ـ الــد ال ـ‬ ‫و يـ‬

‫يـ‬

‫ـ‬

‫ا‬ ‫ــ‬ ‫و نـ‬ ‫يـ‬ ‫ولـ ـ ال‬ ‫ديـ الد لي‬ ‫ا ــد ل‬ ‫ي يــو د‬ ‫ـ ي ـ‬ ‫ـ الع لـ‬ ‫ال ـ‬

‫ـ‬

‫يـ‬ ‫ــ‬

‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬

‫لـ ي ــو‬ ‫ـ لـ ال ـ‬ ‫ل ـ ال ي ال‬ ‫ـ ال يـ ـ‬ ‫عـ ا ـ د‬ ‫ــو‬ ‫ـ لـ‬ ‫ا د ن ونيو‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫ـ‬

‫ع‬

‫ـ‬

‫ـ‬

‫ي ـ دد الــد ال ـ الد ا يـ‬ ‫الع لــ الو يــ ا ــد‬ ‫ــ الد لــ ا لــ‬ ‫ــ و نــ‬ ‫ي ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ د ــ‬ ‫ــد ــ ا ا ال ــ ي ــ‬ ‫يــو ن ــ ي و ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــ ال لــ ي ــ لــ‬ ‫ــ ا ن ــ‬ ‫ــ ي ــ‬ ‫لــ‬ ‫ي ــ لــ‬ ‫ن ــ الو يــ‬ ‫يــو‬ ‫يـ د‬ ‫الع لـ لعـ‬ ‫الع ـ‬ ‫يــ‬ ‫ــ و لــ ــ ن يــ ا ــ ال ــ د‬ ‫ــو ــ‬ ‫يــ د‬ ‫ــ ي انيــ الد ــ ا ي يــ ل ــ العــ‬ ‫الو ـ الـ‬ ‫يـ د‬ ‫ال ــد‬ ‫يـ د‬ ‫ال ـ‬ ‫عد ن يـ ال د‬ ‫ـ ال ـ وا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ي ــد يـ ا ن ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ وي‬ ‫د‬ ‫ـ ال ـ ال ــد‬ ‫ـ ا نـ‬ ‫ــ‬ ‫د‬ ‫ــي‬ ‫د‬ ‫ال ــ‬ ‫د‬ ‫ال ــد ا ـ ــو ا ـ ال ـ الـ ي ــدد الــد الـ‬ ‫يــ‬ ‫ديــ ا‬ ‫ــ د لــ ال ديــ ا‬ ‫ــ‬ ‫يــ‬ ‫ـ د ان ـ ال لـ ال ـ دد ا ـ ا الد‬ ‫ا ـ ال ــو ا‬ ‫لـ ا ـ د‬ ‫ـ ال ـ ا ي ي ـ ـ‬ ‫ـ ي ــدد‬ ‫ا ــد‬ ‫ـ ال ـ الع ي ـ ا‬ ‫د‬ ‫ـ‬ ‫ا‬

‫تحوالت النظام الدويل‪ :‬الصين تتقدم والواليات المتحدة تتراجع‬ ‫ــ و ا ــ د‬ ‫ــ‬ ‫ــدا لــ‬ ‫عــد ان يــ‬ ‫ي ـ الو يـ ا ــد لد لـ ا ي ـ ا لـ‬ ‫ال ــو ي‬ ‫ـ د ال ي ـ ل ـ و ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ الع ل ـ ا ع ـ‬ ‫ــ د‬ ‫ــ ي‬ ‫يــ ــ ال ا ــ ا ي يــ د ــ‬ ‫ـ‬ ‫الع ـ ا‬ ‫ن ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ ــد‬ ‫ـ لـ‬ ‫ـي‬ ‫الو يـ ا ــد عــد والـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫اليــو ـ ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ن ـ‬ ‫ـ ا ـ ا‬ ‫ـ الع ا ي‬ ‫ا‬ ‫وي ـ‬ ‫ـ‬ ‫لـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ ال يــ‬ ‫يــ لــ ي ــ ا ــ ا‬ ‫ن ــ ن ــ‬ ‫ا نـ الع ا ـ‬ ‫ـ ي ـ الو يـ ا ــد ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ يـ ا ــو ا ـ ال ــو ا ي انـ‬ ‫ــد ا ـ‬ ‫ــي و ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫عــود ال ـ‬ ‫ـ لـ‬ ‫دا‬ ‫ــ‬ ‫يــ ال ي يــ‬ ‫ي يــ‬ ‫ــي‬ ‫ــ‬ ‫ا ن ــ‬ ‫ـ ا يـ ا ال ـ‬ ‫ـ ال ي يـ ـ الو يـ ا ــد‬ ‫ال‬ ‫ــ‬ ‫عــد‬ ‫ا ــ‬ ‫د ــ ن ــ‬ ‫ل لــ ال ــ‬ ‫الو يـ ا ــد ـ ا ـ ـ يـ ا‬ ‫ـ ان ـ‬ ‫ليــد ال‬

‫الجامعة العربية تقترح إنشاء صندوق‬ ‫عربي لمواجهة األزمات‬ ‫العــــــدد ‪150‬‬ ‫يـــــونــــيـــــــو ‪2020‬‬

‫‪ 3‬حلقــات نقاشــية قاريــة تستشــرف‬ ‫مســتقبل منطقــة الخليــج‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫مســـتقبل دول الخليـــج بعـــد انتهـــاء جائحـــة فيـــروس كورونـــا‬ ‫▀ تحديـــات الخليـــج‪ :‬العقبـــات والفـــرص يف التركيبـــة الســـكانية والتعليـــم والصحـــة‬ ‫▀ أمري ــكا عاج ــزة ع ــن القي ــادة وخس ــارة ترام ــب للتصحي ــح وطري ــق الصي ــن لي ــس ورد ًي ــا‬ ‫▀ دور العس ــكرية الخليجي ــة ف ــي أزم ــة «كورون ــا» اس ــتالم مل ــف األم ــن العمليات ــي للمنطق ــة‬ ‫▀ احتياطـــات دول الخليـــج (‪ )635‬مليـــا ًرا و ‪ 2.4‬تريليـــون رأســـمال الصناديـــق الســـيادية‬ ‫▀ الفرصــة مواتيــة لفــرض نظــام إقـــليمي عـــربي فــي ظــل انكفــاء الــدول الكبــرى وصراعهــا‬ ‫▀ كورون ــا القش ــة الت ــي قصم ــت ظه ــر البعي ــر األمريك ــي و الصي ــن الق ــوة العالمي ــة الجدي ــدة‬ ‫▀ انكمـــاش االقتصـــاد األمريكـــي ‪ %4.8‬يف الربـــع األول يف أكبـــر انخفـــاض منـــذ ‪2008‬‬ ‫▀ اســـتثمارات الصيـــن فـــي المملكـــة العربيـــة الســـعودية واإلمـــارات ‪ 62.55‬مليـــار دوالر‬ ‫▀ النات ــو يخش ــى تح ــول األزم ــة الصحي ــة إىل أمني ــة وكورون ــا ع ــزز التخ ــي ع ــن االتح ــاد‬

‫‪76‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪148‬‬ ‫أبــــريـــــل ‪2020‬‬

‫مقال‬

‫ـ‬ ‫ــل ا ر ال‬ ‫ــر ـ ا‬ ‫را ـ‬ ‫ا ري ـ ال ـ‬ ‫ــ‬ ‫ي ــ ل ع ــل ال‬ ‫ــ ال يــ ــ‬ ‫ل ــ ي ــ ب ل‬ ‫أ ـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ال ــع دي ر ي ـ را ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫يــ الر ــ‬ ‫أ يــ لــ ل ــ ل ــع دي ــ ــ ب‬ ‫ـ ي ـ ـ لـ ــدا أ الــد ا ري ـ‬ ‫ا ري ـ ال يـ‬ ‫ـ ا ـ ال ـ لع ـ‬ ‫ي ـ ب‬ ‫ـ ـ‬ ‫أ أ بـ‬ ‫ـ ال ي‬ ‫ـ ال ــر ا ـ ل را ـ ا ـ ال ـ ال‬ ‫ـ ل ــرأ العـ ا ري ـ ال ـ ي ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ أ ـ‬ ‫ـ ي ـ بــر‬ ‫ــر ا ـ الر ـ ب ل د ــل الر ـ ل‬ ‫ا ا ري ــ ال ــ ب‬ ‫يــد ‪ Bruce Reidel‬ــل ا ــ‬ ‫را ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـ ال ـ ا ري ـ‬ ‫ــل‬ ‫الـ‬ ‫ـد‬ ‫ال ا ـ لـ ي ـ ــرا‬ ‫ـ ا ـ ب ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ أ ــر ـ ـ دب‬ ‫لـ‬ ‫ــر ع ـ أ ـ‬ ‫ـ ا ــل ال ـ لـ ــد ي ــدا ـ ا ـ د‬ ‫ا ـ ب ـ ا‬ ‫ـ ريــد ا ـ ــد د ــل يــرا‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ا بـ‬ ‫ا ــرا‬ ‫ــ عــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ــ الدا ــ ل ــد‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ د ل لــ لــ ــ ال ــع دي يــد ل ع ــد ا‬ ‫ـ ال ا ـ أ را ـ ل ـ‬ ‫ـ لا‬ ‫ـ‬ ‫بــل ـ ا ـ ال‬ ‫ـ ا ع ـ‬ ‫ـ أب ـ ـ ا ـ ب ـ ا‬ ‫ي ــر ــرا ـ‬ ‫ــ ال ــ ر‬ ‫ــ ي ــ‬ ‫لــ ي د ــل‬ ‫ــل ال ــ‬ ‫ب‬ ‫ــ ل ل لــ ال ــر‬ ‫ــ ي‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ري ـ‬ ‫ــل ـ ل را ـ الدا ـ ي ـ‬ ‫ا ري ـ‬ ‫ا ـ را ـ ي ــد الدا ــل ا ري ـ‬ ‫ـ ا ــد ل ـ‬ ‫ع ـ‬ ‫ـ ال ــع دي ـ‬ ‫دا ـ‬ ‫ــر ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ير ــل الر ـ ل ا ــر ل‬ ‫ع ـ ر ــل‬ ‫ـ لـ‬ ‫ـ يــرا ل ـ ي ل ــرأ الع ـ ا ري ـ‬

‫مستقبل العالقات السعودية األمريكية‬ ‫ـ الع ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ الد ل ـ ا‬ ‫أ ــر ال ـ‬ ‫ال ــع دي ا ري ـ ل ــر ل ـ يعــد ي ـ ل ي ـ ا ــد‬ ‫ـ ال ا ـ‬ ‫ـ لدي ـ ا‬ ‫بداي ـ ا ــر ال ـ د‬ ‫ـ‬ ‫ــد ــ‬ ‫ال يــ ال ــر أي ــ‬ ‫يــ د ب ــ ب ــ‬ ‫ـ الد ل‬ ‫ال‬ ‫ا ـ ع ال ر‬ ‫ا ـ‬ ‫الري‬ ‫ــ أ العــد ا ــ ر‬ ‫ــ يــرا‬ ‫لــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ا‬ ‫بــد‬ ‫ـ الع ـ ل لـ‬ ‫ا ـ ـ ا ـ د ال‬ ‫ال ـ‬ ‫الـ ال ـ ال ـ‬ ‫ــد‬ ‫ـ ر ديــد‬ ‫ـ ــد‬ ‫ع د ـ أ ـ را ـ ـ‬ ‫الري ـ‬ ‫ـ بـ ا ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ــ ل ــد ل ر ــ‬ ‫ا ــ ــ‬ ‫ــ ال ــر‬ ‫يعــر ب‬ ‫ــل‬ ‫ر ــ‬ ‫أ ا ــ د ــ ا ــ ال ــ‬ ‫ال ــ‬ ‫ـ ل د ل ـ ال دي ـ‬ ‫ال ـ ا ري ـ ل ــد أ أ ـ‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ـر الع ـ ب ـ ب ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ الع ـ د ا‬ ‫ـ ا‬ ‫ـل ـر ال‬ ‫ل ـ‬ ‫الر ـ ا ـ‬ ‫ـ أ ال يـ ا ـد ي ـ را ـ ب ل ع ـد‬ ‫ـ الد ل ـ‬ ‫أ ـ‬ ‫ا ـ ال ـرا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ـل عـدد ا‬ ‫ل‬ ‫را‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ لـ‬ ‫الر ـ أ ـ‬ ‫لـ ا ي ـ ال ـ ا ـ ـ الر ـ ال ـ د ال ـ ا ب ـ‬ ‫ــ د الع ــ‬ ‫ــر ا‬ ‫يــ ل ــ‬ ‫ال ــع دي د لــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ الع ــري ـ ال ـ ال‬ ‫ـ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــ ــد ي ــر ــ‬ ‫ــ ال عــ ا‬ ‫دا ــل‬ ‫ــر‬ ‫ـ ـ ا ـ‬ ‫ــر‬ ‫ـ د ا ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ــر ــ‬ ‫ــ‬ ‫ل ــ أ ــ بعــ د ا ــ‬ ‫الريــ‬ ‫ــ‬ ‫ب ــ د ال ا ــد الع ــ ري ــ أ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ـ د لـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ا ــد أ ل ــع دي د ا‬ ‫ب ـ‬ ‫ـ ب ـ د ا ر ـ ال ــري‬ ‫لـ‬ ‫ا ــد الع لـ ا ـ‬ ‫ا ــ‬ ‫يــ‬ ‫يــ را ــ ل ريــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــد ال ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫أ‬ ‫الريــ‬ ‫ا ري ـ‬ ‫ا ري ـ ال ـ العرب ـ ا ري ـ ال ـ ا ـ‬ ‫ـ ا ا ــد ي ـ ال ــل ال ــع د ل ـ ــل ي ـ ر ـ ا ال ــل‬ ‫ــل ا ــرا ا ــ‬ ‫ا ــ ل‬ ‫ــ‬ ‫ا‬ ‫ــر ــ‬ ‫ــ ال ــع دي دا ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫يعــ‬ ‫ــ الــرأ العــ ا ــ‬ ‫ـ ـ ل ـ ا ـ ــر‬ ‫يــرا‬ ‫ـ‬ ‫ال ي ـ ا ــد‬ ‫ر ــ ا دا ا ا ري ــ ا ع ــ‬ ‫الع ــل ا ري ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ـ عـ د الع‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ ا يرا ـ ل‬ ‫ـ د ا لـ ــد ال د ــل ال ـ‬ ‫ـ ال عـ‬ ‫ـ يــرا‬ ‫ــ ع ل ب ــد ال ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫الدا ــ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ ال ــر ا ـ‬ ‫ـ أ الــد ا‬ ‫ا يرا ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ــر‬ ‫ــ ــ ا ــرا‬ ‫ــ الع ــ‬ ‫ــد الــرأ العـ العربـ ـ ـ ال ـ ال ـ يد ـ‬ ‫ـ أ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ ا‬ ‫الع دي ـ ا‬ ‫ا‬ ‫ا ـ ال ــع د‬ ‫ــ ي‬ ‫ــ العربــ‬ ‫ال ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ــل ــ د‬ ‫ـ الد ل ـ ـ ـ ا‬ ‫ـ ــل ا ــرا ا‬ ‫ــر العــرا‬ ‫ـ الري ـ –د ـ ال ــر‬ ‫يـ‬ ‫ال ـ ل ـ ي ـ‬ ‫ل ـ ل ـ ـ الع ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ــل ـ لع ـ الري ـ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــر ال ــ د ل ــ‬ ‫ال ــع دي ـ ا ري ــ ــ ــ‬ ‫لــ‬ ‫ــ دا ــ ل‬ ‫ال ديــ‬ ‫ر ــ ب ل ــ دا ال د ــ‬ ‫ـ‬ ‫ال ــع دي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا دلـ ـ ا ـ الد لـ ا‬ ‫ـ ـ ا ـا‬ ‫ل ي ـ ا ــد ا ـ ل‬ ‫* استاذ العلوم السياسية يف جامعتي امللك عبد العزيز والحسني بن طالل سابقًا‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ــد ب ـ ا‬ ‫ــل ال ـ ال ـ‬ ‫بعــد ريــر ال يـ ـ ع د عـ يـ لع ــد‬ ‫ــر‬ ‫ــد‬ ‫ال ــر ا ــ‬ ‫ال ــ‬ ‫الر ــ ال ــ‬ ‫بر يــ الر ــ بــ‬ ‫ــرا ل ل ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ بـ‬ ‫ـ ا ــر‬ ‫ــر ـ ا ل ـ ع‬ ‫ـ‬ ‫د ــ ر ــ‬ ‫ل لــ‬ ‫ــ ا ــ د ال ــ‬ ‫ـ أ ـ ا ال ـ د ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الد را ـ بــل ـ‬

‫ــد أ ـ‬ ‫ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــر د لـ‬ ‫د يــد أ بــر‬ ‫ب ــ‬ ‫ــرا ل‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ريـ‬ ‫بــ ا ل ــر‬ ‫ري ـ ل ر ـ‬

‫العالق ــات يف ظ ــل نظ ــام دويل جدي ــد‪ :‬القضي ــة‬ ‫الفلس ــطينية وإي ــران ومقاوم ــة اإلره ــاب‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪148‬‬ ‫أبـــــريـــــل ‪2020‬‬

‫‪75‬‬

‫ملف العدد‬

‫ـر الع ـ ا ري ـ‬ ‫ـ ر‬ ‫ـر أ ـدا‬ ‫لـ ال ي ا د‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ال ـع دي ل ـ‬ ‫ـ ا ـ ـ ا ا ـ يـرا أ ال ـ العرا ـ‬ ‫ر ـ ال عـ‬ ‫د ـ‬ ‫ـ بدايـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫دا بـ‬ ‫ال ـ ا ـ‬ ‫د ـ ا ـ‬ ‫ـ د ا ري ـ‬ ‫ـ ال ـع دي ل‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـع دي‬ ‫ال يـ ا ـد العـرا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ال‬ ‫ـ ـد ا ـ را‬ ‫ـ أ ـ ا‬ ‫ا ـ‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫العرا ل ا‬ ‫دي د ل‬ ‫العر‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال‬ ‫ال بـ ا يـد ـرا ل‬ ‫ـ ر ـ دا بـ‬ ‫العـرا د ـ ل ـ‬ ‫ـ دا بـ‬ ‫ال ـع دي ب ل عـل‬ ‫ـ يـرا بـل‬ ‫ـ ـ‬ ‫العـرا ـ‬ ‫ـ‬ ‫أ‬ ‫اع ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫د ـ ا‬ ‫عـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫العـرا‬ ‫ال ـ ع ا ال ـ يـرا ا ـ‬ ‫ـل ا ـ العرا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ بـل أ ـر‬ ‫ـ ا ـ ال عـ الـ ا ـ ل ـ ا‬ ‫ـد‬ ‫ـ أد لـ‬ ‫العـرا‬ ‫ـ د ال ـ‬ ‫ال ـع‬ ‫ـر‬ ‫بـر د الع ـ ا ري ـ ال ـع دي‬ ‫ال ـ ا‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ العرا ـ ـد ا ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ د ا ري‬ ‫ـ ا‬ ‫ا ري ـ العـرا‬ ‫بـ د‬ ‫ـ أب ـ ا‬ ‫ـع‬ ‫عـل ا ـ‬ ‫ال ـ ا ا ري ـ ـ العـرا‬ ‫يــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫دا أ ب ــ ال ــ أ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ـد‬ ‫ـ ل ـ ـ ع ـ ــر ب لرب ـ العرب ـ ال ـ‬ ‫ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ أ ب ــ ــ ا ــ يــرا‬ ‫ــ ــ ــ‬ ‫ا‬ ‫ـ ‪+‬‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ ا ــل ال ـ ا يرا ـ‬ ‫ــد ل ـ‬ ‫ال ـ ل ــع ال ـ‬ ‫ـ د ال‬ ‫ــل الر ـ أ ب ـ ا‬ ‫ـ بـ ال ــع دي ع ـ ـ‬ ‫ــد أ ب ـ‬ ‫ــر الع ـ‬ ‫دا‬ ‫أ ــ‬ ‫ــ دا ــ‬ ‫بــ‬ ‫ال يــ ا ــد‬ ‫ــ د‬ ‫ــ ل‬ ‫ل ــ ا ــ‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫أ ب ــ‬ ‫ــ أد‬ ‫ب ــ‬ ‫ــ ــل ــ‬ ‫ا ري ــ ــر د ا‬ ‫بــل ــ أ ب ــ‬ ‫لــ ال د ــل الر ــ ل لــ ال ــ ال ــ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ـ ب لر ـ الر ـ ب ـ‬ ‫الــد الر ـ بعــد ا‬ ‫ــر‬ ‫ــ د‬ ‫ا ــد ــ ر‬ ‫ا ع ــ الع ــ لــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بعـ ا‬ ‫ـ ـ‬ ‫دا أ ب ـ ــد ا ـ را ب‬ ‫ـ ـ ل ــع دي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أ‬ ‫ـ‬ ‫يـ أ ب ـ ل‬

‫الســعودية دعمــت‬ ‫الع ــراق يف حرب ــه م ــع‬ ‫إي ــران ولك ــن احت ــالل‬ ‫العــراق للكويــت قلــب‬ ‫المعادلة االستراتيجية‬

‫ـل ـ د لـ‬ ‫ـ ا ـ بـل ـ‬ ‫عد ال ـ‬ ‫د ال ـ‬ ‫ا‬ ‫ديد ا‬ ‫ل يـ‬ ‫ـرا ي ـ ال ـع دي ال يـ ا ـد‬ ‫ـ د ا ري ـ ال ـرا العربـ‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫لـ دا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ا ـرا‬ ‫ال ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ ـ ا ـ يـرا‬ ‫ـ‬ ‫ـل ـ ل يـ ا ـد ل لـ لـ‬ ‫العرا ـ‬ ‫ـد‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـد ـ‬ ‫ـ الع ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل ـ ـ ا ـ ب ـ ل د ـ ال ـع د‬ ‫بـ ا‬ ‫بـ‬ ‫ـ دي ـد ـ‬ ‫دـ‬ ‫د ـ ـد‬ ‫ال ـ‬ ‫ي ر ر‬ ‫ال‬ ‫ب د الر‬ ‫ال رير ال‬ ‫ـ الـ ا ي ـ د بـ ا د ـ ال ـع دي ا ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ب ـ ا ـ ا ـرا‬ ‫دـ ـ ا‬ ‫بـ‬ ‫ـ‬ ‫أدا ـ ال ـع دي ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـد‬ ‫ا‬ ‫ـرا ل‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ل ـ ـ دا‬ ‫ـ‬ ‫ل ـ دا‬ ‫ل ـ دا ـ‬ ‫ـ لـ‬ ‫بـ ا ـ ال ـ ـ‬ ‫ال ـع دي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ دا ـ بـ ا بـ ل ـ ا ب ـ‬ ‫دـ‬ ‫ال يـ ل ـ‬ ‫ـ ـ بـ ا‬ ‫ـ ا دا ـددا ـ‬ ‫ل ب‬ ‫لر ـ‬ ‫ـ الـ أ ـ‬ ‫ـ ال ـع دي ـل ديـ‬ ‫ال ع دي‬ ‫ع أ ع د الع‬ ‫يرا ل‬ ‫ال أ‬ ‫ـ ال عـ ال ـ‬ ‫ـد بـ ا‬ ‫د ـ‬ ‫ـــ ا ري ـ لـ‬ ‫دا ب ا ب‬ ‫ـ ل‬ ‫ال‬ ‫ال ي ا ـ را‬ ‫ل الع د‬ ‫لد‬ ‫ال‬ ‫لا‬ ‫ي د را ل‬ ‫بعد د ا ب دالع ي ي ا ـ‬ ‫ال ـع د ا‬ ‫ـ رـ‬ ‫ب ـر‬ ‫ال ـ العرب ـ‬ ‫د ـ ال ـع دي‬ ‫ـرا ل‬ ‫ل ال را العرب ا ـرا‬ ‫ب د العرب‬ ‫ال ع دي ا ري‬ ‫الع‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ل‬

‫ترويض ترامب‬ ‫ــ‬ ‫ا‬ ‫ا ـ‬

‫ـ‬

‫ـ‬

‫ــ أ ب ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ الر ــ را ــ‬ ‫ـ را ـ ــد‬ ‫ـ‬ ‫ا ــل ال ـ ا يرا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ ال ـ‬ ‫ري ـ‬ ‫ـ ـ‬

‫‪74‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪148‬‬ ‫أبــــريـــــل ‪2020‬‬

‫مقال‬ ‫ا ــد‬ ‫الر ـ‬

‫ــرا ل ل ــدا ال ي ـ‬ ‫ـ الــد ا يــد‬ ‫ل ـ‬ ‫ـ را ـ‬ ‫ـ ا ري ـ ــر‬ ‫ا ـ ل يــر ا‬ ‫ـ‬ ‫ر ـ ا ـ ل الر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ب‬ ‫ـ ال ــر‬ ‫ــر الع ـ‬ ‫ب ل ديــد ب ـ أب ـ ال ــر‬ ‫ل ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ال يــ ا ــد بعــد‬ ‫ــ لــ ــ د‬ ‫ــد‬ ‫الع ــ ا ري ــ ال ــع دي ــ د لع ر ــ ال ــ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الر ـ ي ـ بعــد ال ـ ال ـ‬

‫التعاون االستراتيجي السعودي ‪ -‬األمريكي وسقوط االتحاد السوفيتي‬ ‫ــ د‬

‫ــ ع‬ ‫ــر الع ــ ال ــع دي ا ري ــ ــ‬ ‫ـ الد لـ ـ ل د ــل ال ـ‬ ‫ال ـ ا‬ ‫بل ـ ا‬ ‫ـ ال ع ـ ب ـ ـ‬ ‫ـ ال دي ـ‬ ‫ـ أ ــر ـ‬ ‫أ‬ ‫ـ ـ ا‬ ‫ـ ا ـ ر ـ ا الد ـ ــد‬ ‫د ـ ال ــع ا‬ ‫د ــ‬ ‫ــ ا ــ ب ــ‬ ‫ــر ا ــ ال ــ‬ ‫ا‬ ‫ـ أ ا ـ‬ ‫ـ ـ ال ــدا ا ـ‬ ‫ال ــع دي ا‬ ‫ـ ب د يـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ا ري ـ ‪ CIA‬ب ل عـ‬ ‫ال ــ ا ــ‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫را ــ د يــ ب‬ ‫ا ــ‬ ‫ــد‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫بري‬ ‫ــ را‬ ‫ــ‬ ‫ال ــ ا ــ‬ ‫ا ري ــ‬ ‫ب ل لــ أ ــ ال عــ ال ــع د‬ ‫ال ــ‬ ‫ا ـ بعــد ـ‬ ‫ـ د ال ـ‬ ‫ا ـ ا ا‬ ‫ـ‬ ‫أ‬ ‫ـ ا ـ ا ـ ب‬ ‫ال د ــل‬ ‫يــ ا ــ‬ ‫ال ــ ا ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ا ري ــ‬ ‫ا ــ را‬ ‫ــ أد ل ــ‬ ‫ب‬ ‫ال ــ‬ ‫ـ ل ـ ا ال د ــل ال ــري‬ ‫ـ ــدأ ــر ي يــر‬ ‫ــ بعــد لــ ال ــ د ا ر يــ ل ــر‬ ‫لــ‬ ‫‪ RDF‬ال ــ‬ ‫ا ـ ‪ USCECOM‬ـ يع ـ ال د ــل الع ـ ر ا ري ـ‬ ‫ال ــر ا ــ‬ ‫لــ ديــد ا لــ ا ري ــ‬ ‫ا ــر‬ ‫ــل ال ــر أ ديــد ا ــ ا ــ را‬ ‫ــ‬ ‫ديــد‬ ‫ا ــر العرا ـ‬ ‫ـ ال ــع دي ـ العــرا‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ديــر ال ــ ل ــد ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا يرا ــ د ــ أ ــ ا‬ ‫ـ د ـ ـ‬ ‫ر ـ لـ‬ ‫ــردد ــر د ـ ال ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ب ـ ب ل ــر‬ ‫ال ي ـ ا ــد ب ـ‬ ‫الع ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد ا دا ـ ل ي ـ ا ــد د ـ‬ ‫ـ يع ـ‬ ‫ـ ال ـع دي ـ ال يـ ا ـد ا ري ـ‬ ‫ا ـ ال‬ ‫ـ ال ـع دي ي ال ـ دا‬ ‫ـ دي ـد ـد‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ ا ر ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل ـد ا ر ـ ر ـ ـ‬ ‫ال ـ أ دا‬ ‫ـ ـر ب ـ الـ‬ ‫بعـد العـد ا ا ـرا‬ ‫ـ ال ريـر‬ ‫ـ‬ ‫ـر ـد لـ ر ـ ال ـ العربـ‬ ‫ـ ا ـ ال ـ‬ ‫ـ أ ب ـ بري ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ال رير‬ ‫ل دا‬ ‫ريـ‬ ‫ـد ـر أ ـ‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ــد الر ــ‬ ‫ا ري ــ‬ ‫الع ــ ال ــع دي‬ ‫عــ‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ــد أ ــ ي ــ‬ ‫ي ــ‬ ‫ــ أ را يــ ال ــر د ــ‬ ‫ا ــ ا ــ د ال ــ‬ ‫ــ أ ــ‬ ‫ال ــ ا ب ــ‬ ‫ديــ ا ــ ا ــ‬ ‫ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ ر ا ــ‬ ‫ــ ع يــ الع ــ د‬ ‫ــ‬ ‫ــد‬ ‫ـ ا ري ـ ا ــر ب ــد ب ـ ـ‬ ‫ا ــع ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ بعــد يــرا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال‬ ‫ـ الع ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ــ ا ري ــ بد ــ يــرا ب ل ــ‬ ‫ا د ا ــ ال‬ ‫ا يــ يــ ال ــر ــ ال ــ‬ ‫ــ د ــ ال ــع دي ل ــرا‬ ‫ـ يـ‬ ‫ــرا ل يــرا ب ـ ال ـ ا ري ـ‬ ‫ــد د‬ ‫لــ‬ ‫بــر‬ ‫ــ ا ــ ال ــ ا ري ــ ال ــ ب‬ ‫ــ‬ ‫ي‬ ‫ــ د العــرا ب ع ــ ا ــ‬ ‫ــرا‬ ‫ــرا لــ‬ ‫ـ ال ــر ا ري ـ‬ ‫ا ـ ال ا ــد الع ـ ري ا ري ـ‬ ‫ـ ال ــع دي‬ ‫ال ريـ ــد‬ ‫ا ري ـ ا ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ــ د ا ــد ــ ري ــ أ ا ــ ــ ا ــ العرا ــ‬ ‫ــد ال ــرا ا يــ ال ــ ا ــ ع‬ ‫ــ‬ ‫ل يــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ــ ا ا ري ــ ــ‬ ‫ــد الع يــ ا يــ‬ ‫ــد ا ــ‬ ‫ا ــ لــ‬

‫االحتـــالل العراقـــي للكويـــت والتعـــاون العســـكري والسياســـي‬ ‫‪1991-1990‬‬ ‫ـ‬ ‫ـ ل ـ د ال ــع دي‬ ‫ـ ا ـ الع ــرا ل ي ـ‬ ‫ــد ي ــع‬ ‫ا ــ‬ ‫ــعد ب ل ــ بــ الع ــرا ال يــ‬ ‫ـــ الر ـــ العرا ـــ ـــ‬ ‫ل ريـــ ب ـــ د ـــ ال ـــ‬ ‫ــد‬ ‫ا ال ي ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــعد الع ــدا‬ ‫برا ـ ـ ال ـ‬ ‫ــر ال ــع دي ل ـ ي ب ـ ال دي ـ ل ـ ا ـ‬ ‫ــد ــع‬ ‫يـــ الع ـــ‬ ‫ـــر‬ ‫د لـــ رب ـــ ـــ أ ـــر ـــ ب‬ ‫ب ـ ال ـ د أ ال ـ د ال ــع دي‬ ‫د د‬ ‫العرب ـ ي ــر ب ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ ا ا ري ـ ـ أ ا ـ‬ ‫ــردد ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ د ــ‬ ‫ب ــر ر ــ بع ــد‬ ‫د ــ ــ‬ ‫ـ ي‬ ‫ري ـ‬ ‫ـ ال ي ـ ا ــد ـ ا‬ ‫ال ل ـ ال ـ‬ ‫الع ـــ العرب ـــ العرب ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ا ـــ‬ ‫رب ـ ـ يــرا‬ ‫ــد ال ـ ب ـ ل ــع دي د ـ العــرا‬ ‫ــد ي ــرا ل ـ ـ ا ـ ـ‬ ‫ـ ـ د لـ ـ رب ـ ـ ال ابـ ـ ال ــر‬ ‫ـ ال دي ــد ـ‬ ‫ـ ا ع دل ـ ا ـ را‬ ‫الع ــرا ل ي ـ‬ ‫ــ العربــ‬ ‫دا ــل ال ــ ا‬ ‫ـ دا الر ـ ب ـ ا بع ـ ــد ـ ال ــع دي‬ ‫ا ـ ا ل ــر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ بـ‬ ‫ـ أ‬ ‫ـ بـ دا ب‬ ‫ال ـ ر ال ــع د ي ـ ع ـ‬ ‫بر لـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ــع دي ــد‬ ‫ـ ــد الع ـ ب ـ ال دي ـ‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪148‬‬ ‫أبـــــريـــــل ‪2020‬‬

‫‪73‬‬

‫ملف العدد‬

‫سقوط الشاه والتدخل السوفيتي بأفغانستان أدى إىل إعالن مبدأ كارتر‬ ‫وتشكيل نواة القيادة المركزية للشرق األوسط للتدخل العسكري األمريكي‬ ‫ـ الد لـ ال ديـ ـ ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫العرب ال‬

‫ـد‬

‫ع‬

‫ي ـد‬

‫ي ال را‬

‫الحرب الباردة‪ :‬مواجهة الشيوعية‬ ‫ــ ال ــع دي بعــد ال د ــل‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ ال‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ الد ــ‬ ‫ال ــ الدا ــ ل ــد ا ــر‬ ‫الع ـ ري‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ــد ـ ال يـ ا ــد‬ ‫الع ـ ري‬ ‫ــ‬ ‫الــ‬ ‫ــ ب ــداد ا ــ ا ر ــ‬ ‫ــ را ــ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫بري ـ العــرا ر ـ يــرا ب ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــ ــر ب‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ــر‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ د ـ‬ ‫ل ـ ا ـ‬ ‫ـ د ال ـ‬ ‫ا ـا ل‬ ‫ـ ل ـ‬ ‫ب ــداد ر ـ العــرا ـ بعــد ا ـ‬ ‫ــ ي ب ــ ــ ال يــ‬ ‫ــر ال ــع دي ــد ا ــ‬ ‫ــر ـ‬ ‫ا ــد أدا ـ ال يـ ا ــد العــد ا ال ـ ـ‬ ‫ل ـ‬ ‫ـ بـ ــرا ل ر ـ بري ـ‬ ‫الـ‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــد الر ــ أي ــ د ا‬ ‫ا ري ــ‬ ‫الع ـ‬ ‫ــر ع ـ‬ ‫ــل العــد ا ـ‬ ‫ــرا ل ـ ـ‬ ‫ـ أ‬ ‫ــد أي ـ‬ ‫ـ ال ــر‬ ‫ا ري ـ ال ــع دي‬ ‫ال ــع دي‬ ‫ـ‬ ‫ـ دب‬ ‫أ د لـ ـ‬ ‫ا ـ د ال ـ‬ ‫ــد بعــد‬ ‫أ الع ـ ال ــع دي ــــ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫د ال ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ ا ـ ــد ال ـ‬ ‫ــد ـ ـ ل ب ــر‬ ‫ـدا ـ‬ ‫ـ ا ريـ الدي ـ ا‬ ‫ـ ا ــد‬ ‫ال ـ ـ ال ــر ل ـ ـ ري ا ـ ب‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد ال‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ ا ر ـ ال ــري‬ ‫الع لـ ا ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫الع ــ الدب‬ ‫ــ‬ ‫لــ‬ ‫ال ــ‬ ‫ـ‬ ‫ــد ا رب ـ ال‬ ‫أ ب ـ ال ــر‬ ‫بعــد ا ـ ال ـ‬ ‫ــ ال ــع دي‬ ‫ا ري ــ ــ ا ــر ال ــ د ــ ال‬ ‫ا ـ ا ــد ال ـ‬

‫الواليات المتحدة ودور الوساطة يف حرب اليمن ‪1962‬‬ ‫ـ‬

‫ا ا‬ ‫ا ـ‬ ‫ل ـ‬ ‫د‬

‫ر‬

‫ال ـ‬ ‫ــدا ال ـ‬ ‫د ـ ــد ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ العرب ـ ال ــع دي‬ ‫ـ ا ـ ال ــد ل‬ ‫يــد‬ ‫عــ‬ ‫يــد ا ــ‬ ‫ــ الع ــ ري بــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـ ال ـ‬ ‫ــد ـ ال ــع دي ل ـ‬ ‫ال ــد‬ ‫ـ ا ـ ال ــد ب ـ‬ ‫ـ بري ـ ــد ـ ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ ا ب ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ــد‬ ‫ـ‬

‫ــد ا ر ــ دا الر ــ ا ري ــ‬ ‫ا ــ ال ــع د‬ ‫ــ‬ ‫دي ــ ر‬ ‫ب ل ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــد ب ل ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫لــ لعــ د ال ــ‬ ‫أ بعــد ــ أ ــ ر ــ ا ــ‬ ‫ــر‬ ‫ــد‬ ‫ـ الر ـ‬ ‫ـ بعــد‬ ‫أ ال ـ‬ ‫ــ ا ــ ــ أ ــ ال ــ‬ ‫ــ ال‬ ‫ــ ا‬ ‫ب ـ ال دي ـ‬ ‫دي ـ ال ع ـ ا ـ را‬ ‫ـ الع ـ ا‬ ‫ــد الر ــ‬ ‫ــ ا ــ ر‬ ‫ــ ال‬ ‫ل ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ــد‬ ‫ــر ي ـ‬ ‫ــرا ل‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ ب ـ‬ ‫ـ دا ـ‬ ‫ــرا ل‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا بـ ل ـ لـ‬ ‫ـ‬ ‫ــر ــ ي ا د‬ ‫ــ‬ ‫ــر ل ــ ل ــ‬ ‫ال ــ ا‬ ‫ــرا ل‬ ‫ــ‬ ‫ــل ي لــ ا دا ا ري ــ ب ل ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ــرا ا‬ ‫ـ ا ا ـ العرب ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ــ أ ــ‬ ‫ــر د ــ ــرا ا ــ د ا‬ ‫ا ــ الد لــ‬ ‫ــ‬ ‫ل ــ‬ ‫ــل الــد ا ــ‬ ‫ــد ا ــ‬ ‫ــر‬ ‫ــ‬ ‫ا ــرا‬ ‫ال يــ ا ــد ــ أ ــل ا ــ‬ ‫لـ‬ ‫ـ ال عـ ا ـ‬ ‫ـ ا ــر ا ـ‬ ‫لـ‬

‫سالحا ومبدأ نيكسون‬ ‫حرب أكتوبر ‪ 1973‬واتخاذ البترول ً‬ ‫ــ بعــد ا ــ ب ــ‬ ‫ــ دا الر ــ ا ري ــ‬ ‫ــد ال د ــل‬ ‫ــ‬ ‫ــ د ــ الــد ا‬ ‫ــدأ ا‬ ‫ــ‬ ‫ـ بري ـ ــد أ ـ ا ـ ب‬ ‫ـ‬ ‫ا ــر ل ـ‬ ‫د‬ ‫ال ــ ا بــ‬ ‫ــ ا ــ بعــد ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــر ال ريــ ا ــ ا العرب ــ ــ‬ ‫ا ــ العربــ‬ ‫لـ‬ ‫ـ ا ـ العرب ـ‬ ‫ـ ــر را ـ ا ـ را‬ ‫ـ ب ـ ل ـ يــرا ال ــع دي‬ ‫ـد ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫دا‬ ‫ــ ‪ Twin Pillars‬ل ــ‬ ‫ا‬ ‫ل ــ ا ــ ا ــ را‬ ‫ـ يــرا ال ـ‬ ‫ـ ر‬ ‫ــر‬ ‫ـ ا ري ـ‬ ‫يــر ا‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫عـ‬ ‫ـ ا ر ـ ب ــرا ل أ د ـ ب ل ــر‬ ‫ـ‬ ‫د ـ ال ــرد ال ــرد‬ ‫ا يرا ـ ا ـ د ا ــرا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ر ا ـ ب ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫العــرا د ـ‬ ‫ــد‬ ‫ــ ال ــع دي ــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ــع د ا ري ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ـ‬ ‫ل ـ دا‬ ‫الدا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد ال د ــل‬ ‫العــرا‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا ــ الد لــ ا ــ‬ ‫ــرا ل ــرا ا‬ ‫ب ــ‬ ‫ـ ــد ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ل ــد‬ ‫ا ا ـ العرب ـ ا ـ‬ ‫ــر أ بــر‬ ‫د ــ ــ‬ ‫ــد الع يــ‬ ‫ــل بــ‬ ‫ــ أ ــل ا ــ العرب ــ‬ ‫ال ــع دي ــ ال ــر‬ ‫ا ــ ع‬

‫‪72‬‬

‫ملف العدد‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪148‬‬ ‫أبــــريـــــل ‪2020‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫السعودية نبهت أمريكا لخطورة احتال العراق وفتح ملفات الطائفية والعرقية والتقسيم‬

‫العالقــات األمريكيــة ـ الســعودية‪ :‬مصالــح‬ ‫استراتيجية تتجاوز االختالفات األيديولوجية‬ ‫د الع ي ب لر‬ ‫يع ر ل ا‬ ‫ي ل بعد ا‬ ‫د‬ ‫الر‬ ‫ل ـ ـ د لـ ديـد ل ـ‬ ‫ا ر الع ال‬ ‫الع ل‬ ‫ر‬ ‫ال رب‬

‫ال ع دي‬ ‫ا ري‬ ‫لع‬ ‫را‬ ‫راير‬ ‫ا ري‬ ‫دا ع ا‬ ‫ال‬ ‫ر ل‬ ‫ا بري‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫بل‬ ‫ر بري‬ ‫ا ر الع ال‬ ‫د ا ـ‬ ‫ـ ال ـ بعد أ‬ ‫د الع ل‬ ‫ال ي ا د‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫ال ا ا‬ ‫ل ر ال‬ ‫د الع ل الرأ ل‬ ‫ر‬ ‫ل ل ل ا را ي ال ري‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫يــ ال يــ‬ ‫لــ ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫الر ــ‬ ‫الر ــل عــدا ري ـ‬ ‫ي ـ الرابع ـ‬ ‫ــد‬ ‫ا ــد‬ ‫ــد الع ي الـ‬ ‫ـ ل ـ ا ـ ا ـ‬ ‫بعــد ا ـ ي ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد ا ـ ل ـ ا ـ ـ‬ ‫يعــر ب ــد ا يــر بعــد‬ ‫ـ أ بـ‬ ‫را ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ــر ا را ـ‬ ‫ـ‬ ‫ر ــل أي ـ‬ ‫ال ـ ـ ال ـ ا ري ـ ي ـ‬ ‫ال ــر‬ ‫دالع ي أي‬ ‫ــر ال ــر ا ـ‬ ‫ل ـ ـ‬ ‫أي‬ ‫ب ر يــرا‬ ‫ال ري ـ بري ـ ب ر ل ـ ـ ر‬ ‫ـ ال ــر‬ ‫ال ــع دي‬ ‫ـ ــردد ـ ال ـ‬ ‫العــرا‬ ‫ب‬ ‫ـي‬ ‫ال ر ا ـ را‬ ‫ا ري ب ل‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ ا ـ ال ــر ع ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ديـ ا ـ را‬ ‫ـ لع ـ ا‬ ‫ل‬ ‫ا ـ را‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا يدي ل ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫الع ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ال يــ ا ــد د لــ‬ ‫ــ ــ الع ــد ا ــ‬ ‫ي ــ‬ ‫ـ ال ــع دي ال ي ـ ا ــد‬ ‫الدي ـ‬ ‫ـ‬ ‫أ ـ ل‬ ‫ــ‬ ‫ال ــر الع ــ د ا‬ ‫عــ ال ــر‬ ‫ــد ال ــ‬ ‫ــ ل يــ ا ــد ا ري ــ ــر ي ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ال‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ا ع ــر ل ر ـ ـ ال ـ ال‬

‫الملك عبدالعزيز يرفض المشروع الصهيوني‬ ‫ـ بري ـ ـد ـ ال‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـر ـ‬ ‫أ ـ‬

‫ا ـد‬ ‫لـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫بعـد ـر ا داب ـ بعد ا ر‬

‫ـ د أ ـ ا ـدا‬ ‫الع ـ ا لـ ـر ـد ب ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ ا ر ـ ال‬ ‫ـ بـ ال ـر ل ـ د‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ع ـ ـ ا ر ـ ال‬ ‫ال ـ ب ـ ال ـ الع ـ ري‬ ‫ـ د العـر أ ـل‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ الـ‬ ‫د لـ دا ـل ـ‬ ‫ري ـ‬ ‫يـر د ـ‬ ‫ـ‬ ‫رد ـ ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫د ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـر ال‬ ‫الد لـ الر ـ‬ ‫ا ـر ال‬ ‫ا ـد د عـ ال يـ ا ـد ل‬ ‫لـ‬ ‫يـد‬ ‫ا ـد ـ أ ـل ـ الد لـ ال ديـ ي ـد بـر‬ ‫ا‬ ‫الر ـ ‪Kings and Presidents‬‬ ‫بـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫دالع يـ ـ‬ ‫ع ـدا ـ ال ـ ا ري ـ أ ا ـ‬ ‫أ يع د‬ ‫ا ر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ د لـ ي ديـ‬ ‫عـ‬ ‫ـ ل ـ‬ ‫أ ـ ال يـ‬ ‫ال ـ د لـ الـد ال ـ ـ ا ـ‬ ‫ـ أ‬ ‫ـدا ـ الر ـ‬ ‫ل ـ العـر أ ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـرا ا‬ ‫ـ العـر لـ‬ ‫ـ د ال ـ د ـ‬ ‫دا ـ لـ‬ ‫ـل‬ ‫ـ ا ـ العربـ أ ـد لـ‬ ‫ب ـ ال ـ د ب ل ـ‬ ‫ـ ـ بعد أ ـ‬ ‫ـد الع يـ ل ـ‬ ‫لـ بع ـ لـ ا ـ‬ ‫ـ ا ـر‬ ‫ـ‬ ‫ـد‬ ‫ـ الر ـ ر ـ ـ‬ ‫ـل‬ ‫ل بـ‬ ‫ـر‬ ‫ـ أيـد ـرا ال ـ‬ ‫ال‬ ‫ـ‬ ‫ـ ب ا‬ ‫بـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـر ـ‬ ‫ال ـ د‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ا الد ـ ا‬ ‫ا‬ ‫ا ري ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ر ـ بعـد ـ ا ـر ال‬ ‫ا ـر‬ ‫لـ‬ ‫ال ـر ا ـ لـ ي ـ د ا ـ را ا‬ ‫الد لـ ال ديـ‬

‫المل ــك س ــلمان‪ :‬أزم ــة‬ ‫كــورونــــــا تتــــطلب‬ ‫استجابةعالميةوعلينا‬ ‫التكاتف لمواجهتها‬ ‫العــــــدد ‪148‬‬ ‫أبـــــريـــــــــل ‪2020‬‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫العالقــات الســعودية ‪ -‬األمريكيــة خــالل ‪ 75‬عا ًمــا ‪ ..‬فـــي الـمـيـــزان‬ ‫▀ "المعلومــات" نفــط المســتقبل والســعودية تشــق طريقهــا باقتصــاد المعرفــة والتكنولوجيــا‬ ‫▀ أمري ــكا ملتزم ــة بتزوي ــد الس ــعودية بالمع ــدات ألهميته ــا يف مواجه ــة اإلره ــاب وإي ــران‬ ‫▀ العالق ــات الس ــعودية ـ األمريكي ــة أق ــوى م ــن أي وق ــت وش ــراكة لتطبي ــق رؤي ــة ‪2030‬‬ ‫▀ المملك ــة حافظ ــت ع ــى أولوي ــة العالق ــات م ــع أمري ــكا لكنه ــا نوع ــت عالقاته ــا الدولي ــة‬ ‫▀ اإلرهـــاق العســـكري أوجـــد ً‬ ‫نقاشـــا عابـــ ًرا للحزبيـــة إلعـــادة تعريـــف مصالـــح واشـــنطن‬ ‫▀ ‪ 5‬أطروحـــات للخطـــاب اإلعالمـــي الســـعودي و‪ 3‬أحـــداث شـــكلت العالقـــات الثنائيـــة‬ ‫▀ ‪ 27.7‬مليـــار دوالر حجـــم التجـــارة البينيـــة وواردات أمريـــكا مـــن المملكـــة ‪ 13.4‬مليـــا ًرا‬ ‫▀ العالق ــات الس ــعودية ـ األمريكي ــة‪ :‬مصال ــح اقتصادي ــة تتج ــاوز االخت ــالف األيديولوج ــي‬ ‫▀ الس ــعودية نبه ــت أمري ــكا لخط ــورة احت ــالل الع ــراق وفت ــح ملف ــات الطائفي ــة والتقس ــيم‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ــاد‬ ‫ال‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬

‫ــر ا ـ‬ ‫ال ــر ــد‬ ‫ــع العرا ـ ال ـ ي ــد‬ ‫ــا‬ ‫الن ـ‬ ‫ا يرا ـ‬ ‫ــ‬ ‫العر ـ ـ ال ـ ـ‬

‫د ال ا ـ ل ـ ال‬ ‫ا يرا ـ‬ ‫ال ـ ـ ال يـ ل لـ ين ـ‬ ‫ال ايــا ي ــر ا ا ــر ال ن‬ ‫ر ـ ـ لعـ ـ د الع ــرا لـ ـ د ا‬ ‫الن ـ ـ ا يرا ـ ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ــ العر ــ‬ ‫ــر ا ــ ا‬ ‫ــ ال ا ــ‬ ‫ــ ــ ا‬ ‫الــ ال ــع العرا ــ الــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ال اي ـ ا يرا ـ العــرا ا ال ا ـ ا‬ ‫ــ ا ــد ا يرا ــ يع ــر ال ــ ال ــ ع ديــدا ل ن ــ‬ ‫ـ الــد‬ ‫ال ـ‬ ‫العر ـ ـ العــرا ل ـ يا ل نــا ال د ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ يا ال ـ‬ ‫ـ د ا ا ـ ـ العــرا لـ ل نــا‬ ‫ال ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ــا ــع ا ن ـ‬ ‫ــد ي ـ ـ‬ ‫ـ رـ‬ ‫ال ا ـ العر ـ‬ ‫ـ ر ـ لع ـ د‬ ‫ـ ال ا ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ا ـ ال ـ العر ـ‬

‫متغيرات إقليمية هل تحقق استقرار المنطقة‬ ‫ال يـــا ا ـــد عا ـــ ال ـــا ـــ ال ـــرا ا ـــ‬ ‫ا ـــا الر ا ـــ‬ ‫ا ا ـــا ل ر ـــ را ـــ ا‬ ‫ال ـــ‬ ‫ـــ يع ـــد ر ـــ‬ ‫ا ـــاد ا‬ ‫ال ـــر لعـــا‬ ‫ن ا ــ ي ا ــ‬ ‫ــرا‬ ‫الع ــا ع ــد ا ــر ال ري ا ــ‬ ‫ــا ا ــد ي ــرا عا ـ‬ ‫ــر‬ ‫ا دا ـ ال ــاد ا ا ــا‬ ‫د ــا‬ ‫ادي ـ ا ا ـ ال ــع‬ ‫ــا الع ــا ا‬ ‫ـ ا‬ ‫ر ــ‬ ‫ــا ــ ا ــرا لع ــا‬ ‫ــد‬ ‫الع ــرا‬ ‫ـــاد ر ـــ ا ا‬ ‫لـــد ا ـــ العر ـــ ل ن ـــا العر ـــ‬ ‫ـــ ع ـــدا ـــ‬ ‫ر ـــ الع ـــا ا‬ ‫العر ـــ ا ـــا‬ ‫ال د ـــ ا ا ـــ‬ ‫ــا لـ د ا ـ ي ــاد ا ـ ـ‬ ‫يــرا ر ـ‬ ‫يرا‬ ‫د ا ن ـ ي ــر ـ ال يــا ا ا ادلـ ـ د ا ـ‬ ‫ـ را ا ـ العر ـ ا ع ا ــا ا‬ ‫ـ ي ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد‬ ‫ال ــ‬ ‫ــ ال ــرا‬ ‫د ــ‬ ‫ــ ا ــ ال ــ العر ــ‬ ‫ــر ال ـ ا ا ن ـ‬ ‫ا ــا ـ ا عا ـ الن ــا ال ـ‬ ‫ـ ـ يا‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ي ا ـ‬ ‫ا ـ الع ــا ال ر ـ ا‬ ‫ــد يد ــ ال ا ــ ا يرا ــ‬ ‫ال ــر ا ــ‬ ‫ا ــ را‬ ‫ا ــا ــ‬ ‫ــر‬ ‫ــ لع ــا ي ا ــ ــ ر ــا ال ــ‬ ‫ا‬ ‫ادي ـ‬ ‫ـ ع ي ـ الع ــا ا‬ ‫ـ ا ــن‬ ‫ا ــاد ا‬ ‫ــا ال ا ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫د ــ‬ ‫ا ــ ا ا ل ــ‬ ‫ا ــر العر ـ ر ـ ال د ـ ا ن ـ الع ــا‬ ‫ال ـ‬ ‫ال عــا ل ـ ا الـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ا ـ ـ د ا ـ اـ‬ ‫ا ادل ـ يع ــر ـ ال د ـ ا ن ـ ر ـ ل ع ي ـ الع ــا‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪145‬‬ ‫يــنــــــايــر ‪2020‬‬

‫‪61‬‬

‫ملف العدد‬

‫ـ‬ ‫ا الـ ال ن ـ ال ـ نع ـ‬ ‫ــر د لـ‬ ‫ـ ا ــاد ا ري ـ‬ ‫ــ ا ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ د لــ‬ ‫ــ د ا ــر‬ ‫ا ر ا‬ ‫ـ‬ ‫ال ــر ا‬ ‫ا ي ــر د‬

‫ــع ا ن ـ ــا ي ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــر‬ ‫ا ـ را ال ا ـ‬ ‫ــر ال ــا ا ري‬ ‫ر ــ‬ ‫ال عــا‬ ‫ال ــر ا ــ‬ ‫ـ ا ا ـ را‬ ‫العر ـ ي ـ‬ ‫ا ـ را ا ـ العر ـ‬ ‫ا ــ ــد ديــا‬ ‫الــد العر ــ ــ ــا‬ ‫ــر ا ل ــا ر ـ ل ع يـ‬ ‫ـ الد ل ـ ال ـ‬ ‫ل ـ ا ــرا ا‬ ‫ـ‬ ‫ي عـ د ا ـ ا ـ‬ ‫ـ د العــرا‬ ‫ال عــا العر ـ‬ ‫ــا ا ا عـ العر ـ ل عـ د ا‬ ‫ا ـ ال ا ـ‬ ‫د ـ‬ ‫ا ـ ال ــع دي ل ــا‬ ‫ل نــا د ا ـ‬ ‫ا ا ـ ال ــع‬ ‫ـ را ل نــا‬ ‫ـ‬ ‫ا ــا ل ــر ال ا ـ ـ ا ــرا ا‬ ‫ا ــر ا ـ العر ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ـ ا الـ ال ــع‬ ‫ـ‬ ‫ــا ــا‬ ‫ـ د لـ‬ ‫ــا ا ـ‬ ‫ــدد ن ـ‬ ‫ــا ــا ا ــرا ال ن ــ‬ ‫ــ ا ــرا‬ ‫ــ ا ــ ن ا‬ ‫ـ ا ـ ـ ا ـ العر ـ‬ ‫ـ ال ـ ينع ـ‬ ‫الدا ـ‬ ‫ــا ا ا ـ ال ن ـ‬ ‫ــا‬ ‫ــد ي ـ‬ ‫ــ ن ا ــا ــرا‬ ‫ا ــ الــ‬ ‫ــ د‬ ‫يــ د‬ ‫ي ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــر‬ ‫ــر ــر ال ا يــ‬ ‫د ال د ــ ال ــا‬ ‫ــا ــر اد لــ ــر‬ ‫ال ا يــ الع ــ ر نــ‬ ‫ــ‬ ‫ــا ال ــد ــد ع ــا د ا‬ ‫ا‬ ‫ــ‬ ‫ــر‬ ‫ا ــ‬ ‫ــر ـ ا ــا د ال ـ ا‬ ‫ا ـ ا يـ ـ ـ يـ‬ ‫ــر ر ــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــرا الد ل ــ ا‬ ‫ال لــ‬ ‫ــ العر ــ ل ع يــ د ــا ال ــا‬ ‫ر ــا لــد الن ــا ا‬ ‫ــر‬ ‫ا ــا ال ـ ال ــر‬ ‫ـ‬ ‫ـ ن ـ ال ـ ل‬ ‫ــا ـ‬ ‫ــا ل ـ اد ن ــا‬ ‫ال ــا ا ــدا الد ل ـ‬ ‫ــا‬ ‫ــن ل عــر ل ـ ي ـ د ا ن ــا ــا ا‬ ‫ـ ــر‬ ‫ــر ــ ن ــ‬ ‫ــا ــاد‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ ا‬ ‫ــر‬ ‫ــا ر ـ ــا‬ ‫ــا ال ـ‬ ‫ـ ال ـ ل ـ ا‬ ‫ا‬ ‫ـ الــد‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ديــد ـ ال عــا ا‬ ‫ل‬ ‫ــ‬ ‫ر ــ‬ ‫ــر ــ‬ ‫ــ ــاد ا الــ ا نا ــ‬ ‫ا‬ ‫نــا ــد دا ــ‬ ‫ال ا ــ ل ــ‬ ‫ا ري ا ــا الرا ــ‬ ‫ـ ري ا ــا ا ــر‬ ‫الـ دا ـ‬ ‫ديـ دا ـ نــا‬ ‫را يــا‬ ‫ي ــد لــ‬ ‫العا ــ ال ا ــ الــ ــ ــ ال‬ ‫ـ‬ ‫ال ا ـ الر ـ د‬ ‫ـ ا را يــا الع ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ا ـ را ا ـ الر ا ـ ال ــع العر ـ ا ـ لع ــد ــاد‬ ‫ــا ال ا ــ العر ــ ا ــ‬ ‫ي ــ ا ــا ال‬

‫* أستاذ العلوم السياسية يف جامعتي الحسني بن طالل وامللك عبد العزيز سابقًا‬

‫‪60‬‬

‫ملف العدد‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪145‬‬ ‫يــنــــــايــر ‪2020‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫األمـــن الخليجـــي مرتبـــط باألمـــن القومـــي العربـــي والتضامـــن‬ ‫ض ــرورة اس ــتراتيجية واإلرادة السياس ــية تعي ــد الفعالي ــة لل ــدور العرب ــي‬ ‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ـر ـ ا‬ ‫ـا ال يـ لع ـ د ال ـ‬ ‫ا‬ ‫ـر ـ ـ ا ـا د ا نـد ال ي ـ‬ ‫ـ الـد‬ ‫ن ـ‬ ‫ند ـا ـ ـ نـد‬ ‫ـا‬ ‫ا ـد ال ـ ر ـدا‬ ‫ـ ان ـ‬ ‫عـد‬ ‫ـد ال ـر‬ ‫ال ريـر ال ـ ن‬ ‫ـد ا ـر ـد ي ـ‬ ‫ا نـد ا ري ـ‬ ‫ـ را ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـا ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـر ا ـ ال ـ ر ال ي ـ‬ ‫ال يـا ا ـد‬ ‫ا ـن‬ ‫ا ـا ا يـد ل ـا‬ ‫ـرا‬ ‫ـا ا ا ـر ـ ا ن ـ‬ ‫عـد ا‬ ‫ـرا‬ ‫ا ـ ـد ع ـد‬ ‫ـ يع ـ‬ ‫ـ ال ـ ال ـ د‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـ ال ي ـ‬ ‫ـ ل ايـا العر ـ‬ ‫ـ الد ا ـ ا‬ ‫الع ــا العر ــ ــ ا ــ‬ ‫ــ ــ ال نــ‬ ‫ــ الد لــ ي ــد ال ايــا العر ــ ا ــ ال ــ ا‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ا يـ‬ ‫ـ ال ايــا ا ـ را‬ ‫ا ــا ال ن ـ‬ ‫ا ن ــ العر ــ‬

‫الدول الكبرى لها مصالحها وتستفيد من الخافات اإلقليمية‬ ‫ل ـ الــد العر ـ‬ ‫ديــا ا ـ د ا ن ـ‬ ‫نــا‬ ‫ــاد ـ‬ ‫ــا ا‬ ‫ـ‬ ‫ــا ل ـ ـ ال دي ــا‬ ‫ـ‬ ‫ا ـــا ـــ دا‬ ‫ايـــ‬ ‫الـــد ال ـــر ال ـــ د ـــ ـــاد‬ ‫را ـ ــد د ــا ا ـ ال ـ ي ر ـ‬ ‫ا ــا ن ـ‬ ‫ـــ يا العـــرا ـــا‬ ‫ـــا ا ر ـــ‬ ‫لـــد ا ن ـــ ـــ‬ ‫ـ ـ ال ــرا‬ ‫ـ ـ يا‬ ‫ل ن ـ ـ ا يرا ـ ـ ال د ـ ـ الر ـ ـ‬ ‫ـــا‬ ‫نا ـــ ا عا ـــ ال ـــ ي‬ ‫الر ـــ ل ـــع ا ـــ‬ ‫نـ ا ـ ا ا ـ‬ ‫ا ـ ا ــا‬ ‫ــر ـ‬ ‫دا را ـ ل ـ‬ ‫ــ د ــ ا ــراد‬ ‫ــ ال ــر ا ــر‬ ‫ــ يا لــ‬ ‫ند ــا ــد‬ ‫ــد‬ ‫ـ يا الد را ـ‬ ‫ـ ا ـ يا ـ ا‬ ‫ــا ا ـ ديــدا را ـ ال د ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــر النا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ل لـ ا ـ ا‬ ‫ــد يــرا ال ــا ا ــا ــر‬ ‫ن ــا ا ــ ال ا ــ العر ــ‬ ‫ر ــ ا ــ ال ــ العر ــ‬ ‫ع ــا‬ ‫ـ العر ـ‬ ‫ــد ي ـ الن ــا ا‬ ‫ــر ا ـ را‬ ‫ن ـــا ـــاد ال عال ـــ‬ ‫ـــ ل ـــ ا اد ال ا ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ال ـــ دا‬ ‫ـــ ا ـــ ال ـــ ا ـــ را‬ ‫ل ـــد العر ـــ‬ ‫ر ــا ــ ال اي ــا العر ــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ـ ـ العر ـ ـ دا ا ـ ـ‬ ‫دا را ـ ـ ا ـ ـ‬ ‫نـــ ي ـــد ال ـــد‬ ‫ـــ ا ال يـــا ا ـــد لـــ ال ـــد‬ ‫ا ـــ ي د ـــا ل نـــا‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ ا ـــ‬ ‫ـــرا‬ ‫ا ـــ‬

‫ال ـــا ل ا ـــ الد لـــ ل ـــرا ا‬ ‫ـــ‬ ‫ا ـــ نا‬ ‫ـ ال ايــا ل ــا دا ا ــا ـ ا ـ ال ـ‬ ‫ا ــد‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ي ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫العر ـ ا ـ را ا ن ـ ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــد يد ـ ـ لـ ـ‬ ‫ـ ـ ـ ـ ال ــرا ا‬ ‫ال ــر ـ ـ‬ ‫ـــ‬ ‫ر ـــا ـــر‬ ‫ـــر دا ـــ ا ن ـــ العر ـــ‬ ‫ـــرا‬ ‫ـــ العر ـــ ا ـــ را‬ ‫ـــ الن ـــا ا‬ ‫ـــر د لـــ‬ ‫ـــا ـــرا‬ ‫د ـــا ال يـــا ا ـــد ا ـــ‬ ‫ــر ر ــا‬ ‫ــا الع ـ ري ـ ا ا ـ الع ـ ري‬ ‫ر ـ‬ ‫ــر‬ ‫ر ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ا ـ ـ ا ـ ـ دي ــد‬ ‫ــ‬ ‫ــرا ل ن ــا‬ ‫ــر ع ــد لــ ــ‬ ‫ــد‬ ‫ــر ا ـ ـ ا ـ ـ‬ ‫ـ ـ ا ن ـ ـ ال ري ــر ـ ـ ل ن ــا‬ ‫ا ـ ــن ا‬ ‫ــر ا ـ ر‬ ‫ـ يــرا العــرا‬ ‫ر ـ‬ ‫ـــ‬ ‫ـــرا‬ ‫ا ا ـــر ند ـــ ا ـــ ا عـــ ا ـــدا‬ ‫ـ ـ ا ـ ـ ال ـ ـ العر ـ ـ‬ ‫ــر الر ـ ـ‬ ‫ا‬ ‫ـــ ال ـــ‬ ‫ـــا‬ ‫د ا ـــ العر ـــ ل ـــا د‬ ‫ــا الن ــ‬ ‫لــ‬ ‫ــ‬ ‫ايــ ال اي ــا العر ــ ــ‬ ‫العر ــ‬ ‫ــ ال ــر ال ــ العر ــ ا ــ ال ــ العر ــ‬ ‫ا ــا‬ ‫ـــ ال ـــ‬ ‫دا ـــ ‪Security Interdependence‬‬ ‫الــد العر ـ ن ـ ا ــر‬ ‫ـ‬ ‫ــا ـ‬ ‫الــد ال ــر‬ ‫ــعا‬ ‫ـ د ـ د ا الريــا‬ ‫ـ ــرا ا‬ ‫العا ـ ا ل ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــن ر‬ ‫ــا ي ــد ي ــردد ن ــر‬ ‫ال ــد ال ــر‬ ‫ال ا ـ ـ الد ل ـ ـ‬

‫انتفاضة الشعب العراقي تقلب التوازن اإلقليمي يف المنطقة‬ ‫ـــ‬

‫ا ـــ الن ـــا العرا ـــ ال ـــا ل يـــ‬ ‫ــر‬ ‫ــا‬ ‫ا ا ـ ـ ـ ـ ا ـ ـ ال ـ ـ العر ـ ـ‬ ‫ا ـــا ال ا ـــ‬ ‫ا‬ ‫الع ـــا العر العر ـــ‬ ‫ــا ا‬ ‫ــا‬ ‫ا ــر ا ـ ـ ا ري ـ ـ ل ع ــرا‬ ‫الع ــرا ــا‬ ‫ا ــد ل ـ ال ا ـ ا يرا ـ ا ر ع ـ ال ـ ع‬ ‫الـــ ال ـــر‬ ‫دا ـــ ا ـــ ا ـــ العـــرا‬ ‫ا ـــ ا‬ ‫عـــد ا ـــ‬ ‫ـــ ـــ الن ـــا العرا ـــ‬ ‫الع ـــا ا‬ ‫الع ــرا ا عا ـ ـ العرا ـ ـ‬ ‫ا ــن ا ـ ـ ل ـ ـ ع‬ ‫ــ‬ ‫ــد ا ا ـ ـ‬ ‫ن ــا ـ ـ ي ــرا‬ ‫ــ‬ ‫ال اد ـ ـ ـ ـ ي ــرا‬ ‫يــ‬ ‫الع ــرا‬ ‫ــ الد ــ ال ا ــ‬ ‫ا ري ــ ر ــر‬ ‫ا‬ ‫ـ العــرا ال ـ‬ ‫ا نا ـ ـ ال ــن ال ـ ع ا ــراد‬ ‫ال ــ‬ ‫ــ العر ــ د لــ ــد‬ ‫الن ــا ا‬ ‫يــ‬ ‫د لــ‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ــ ر ــ‬ ‫ا‬ ‫ا ــ‬ ‫ـــ‬ ‫ع يـــ ل ن ـــا ا‬ ‫ـ‬ ‫ــا‬ ‫د ا ـ‬ ‫ـــ‬ ‫ا اديـــ ـــ‬ ‫اديـــ د ـــ ال ـــ‬ ‫ا‬ ‫ــد ا ــ‬ ‫ال ــاد ــ‬ ‫ــا ـ ـ ال ــد‬ ‫ن ــا‬ ‫لـــد‬ ‫ـــ ا ـــ را‬ ‫ال ــر ا‬ ‫ــ‬ ‫ا‬

‫ــر ا‬ ‫العر ـــ الـــ‬ ‫ــا‬ ‫ـ‬ ‫ـــ‬ ‫ـــر‬ ‫النا ـــ ا‬ ‫ي‬ ‫ي ــ‬ ‫العر ـ ـ ال‬ ‫ا ـــ‬ ‫ــ‬

‫يــ ل ــ‬ ‫ــ‬ ‫ـــ ا ـــا‬ ‫ـــ‬ ‫ـ الــد العر ـ ـ ا د‬ ‫الـــد‬ ‫ـــ‬ ‫عـــ‬ ‫ع ـــر الع ـــد‬ ‫ـــ‬ ‫د‬ ‫ــ ر ا ــ‬ ‫ــع العر ـ ـ ال ـ ـ ـ ـ‬ ‫ـــ ـــد ـــ ا الن ـــا‬

‫التكامل العربي قوة لمجلس التعاون الخليجي‬ ‫الع ـــا‬ ‫ا ــ ا‬ ‫ا ــر‬ ‫ـــ لـــ‬ ‫ـــا ي ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ـــا ـــ‬ ‫د ـــا‬

‫ا ـــد الع ـــا الد ل ـــ ال ا ـــ‬ ‫ـــد‬ ‫ــا ا ــا ال ـ ـ‬ ‫ــر ل ـ ـ ا ـ ـ‬ ‫ال ـ ـ الع ــر‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫د ا ــاد ا‬ ‫ـــ‬ ‫لـــ‬ ‫ـــا‬ ‫ال ا نـــ ن ـــا‬ ‫الن ـــا الد لـــ‬ ‫ا ـــ‬ ‫ـــ ا اديـــ‬ ‫الـــد العر ـــ ـــر ـــا ي ـــ د ا ـــاد ا‬ ‫ـــاد ال ن ـــ ال ا ـــ‬ ‫الـــ ال ا ـــ ا‬ ‫ـــر‬ ‫ا ـــ ا ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ا ـــا ال ـــ‬ ‫ال ا ـــ الد ل ـــ‬ ‫ــــ ا را‬ ‫ـ ـــــ‬ ‫الـعـالــــ الـعـر ــــ ي ـ ــــ‬ ‫ـــ الــــ را الــــ ا‬ ‫ي ـــر‬ ‫‪ Geostrategic‬ــــ‬ ‫ال ــا الن ــ ال ــر العا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ــ‬ ‫ا ــ را‬ ‫ـ‬ ‫لـ‬ ‫ـ ــا‬ ‫ـ ال ـ ال ا ـ ا ري ـ‬ ‫ــا ـ ي ـ ر‬ ‫ـ ي ـ ر ـ‬ ‫ي ـ ر ـ ال ــر ا‬ ‫ــ‬ ‫ــا ي ـ ـ ر ـ ـ العالـ ـ ال ــد العر ـ ـ ـ ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـــاد ال ا ـــ‬ ‫اديـــ‬ ‫ـــ ا ـــ ا د ا‬ ‫ال ـــر ا ـــ‬ ‫ع ــا‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ ـ ـ ا ا ـ ـ ال ـ ـ ا‬ ‫ال ـ ـ ال ــري‬ ‫ــا‬ ‫ـ ـ عـ ـ ال ــد ال ــر‬ ‫ال ـ ـ الـ ـ‬ ‫ــا‬ ‫لن ـــ ا ال ـــد ا ا ـــ ل يـــد العا ـــ‬ ‫الـــ ـــ‬ ‫الـ ـ ال ن ـ ـ ـ ـ ال ــد العر ـ ـ ي ع ــا ـ ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـــ ال ا ـــ العا ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ا ـــ‬ ‫ا اديـــ‬ ‫ال ر ـ ـ ــردد ر ــا ي ــرا‬ ‫ا د ــا ا ـ ـ را‬ ‫ال ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ الــد ا ن ـ ـ ال ــر ا‬ ‫ــرا‬ ‫ع ـ ا ــا‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ ال ــد العر ـ ي ـ‬ ‫ــا‬ ‫ر ــ ــا ا ــ‬ ‫ــا ن ــا ن ــا د‬ ‫ــ‬ ‫ــا‬ ‫ا‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪145‬‬ ‫يــنــــــايــر ‪2020‬‬

‫‪59‬‬

‫ملف العدد‬

‫اديـ ـ عـ ـ ال ــد‬ ‫ــ د ا ــ ا ــ ا د ا‬ ‫الع الـ ـ‬ ‫ــر ــ ا ــا‬ ‫لدي ــا العنا ــر ال ــري ا ا ــا ع ــا‬ ‫ع ــا ـ ـ د‬ ‫ــا‬ ‫ــا ا الـ ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ ـ ا ال ع ــا‬ ‫ــا ال ا ــ العا ــر‬ ‫ــا ا‬ ‫ــ ال ا ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ــر ا ــ عــ الــد‬ ‫ا ــر‬ ‫نــا‬ ‫ــريا‬ ‫ا ــ‬ ‫د ا ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ــر ن ا ــ‬ ‫ــا ــا ا ي ـ‬ ‫ـر ل ـ‬ ‫ال ــد ا ا ـ‬ ‫ــادا‬ ‫ــر ال ــر‬ ‫ل ـ لــد ا ــا العر ـ ال يـ عــد ـ‬ ‫ــ ا ــد‬ ‫ــر‬ ‫ال ن ــ الع الــ ا ن ــ ا ــ ــ نــ‬ ‫د ــا‬ ‫ــر ن‬ ‫ــر ــ ا ــد ال ع ــد ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــا ال ا ـ الدين ـ ل ـ ا ــا العر ـ‬ ‫ـد‬ ‫ـ ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫عــ الــد ا ن ــ ــ ا ــا‬ ‫ــد ــ‬ ‫ال ــا ـ‬ ‫ر ــا ـ ــعا ا ا ــا‬ ‫ـ ا ــا‬ ‫ــا‬ ‫ــرا ـ ال ـ العر ـ ال ـ ـ ال ــا ا‬ ‫ــا ـ‬ ‫ال ــر ا ا ـ ا الـ‬ ‫ل ـ الع الـ العر ـ ال ـ ــا‬ ‫د ا ــ‬ ‫الــ ن ــر‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ــا نــا ا ــر‬ ‫ــر‬ ‫ل عــادا ال ال ــد ال ــ الديــ‬ ‫ــر‬ ‫الن ــا الد لــ‬ ‫ــ ا ــا العر ــ‬ ‫ــ‬ ‫النا ــ‬ ‫ــر د ا ـ ل ــا د الع ــد‬ ‫ال ال ــا الد ل ـ ي ــا‬ ‫ـ الن ــا العر ـ ل ال ـ ا ـ ر ال ــع‬ ‫ال ــاد ل ــاد‬ ‫ــد الع ــا العر العر ــ ند ــا ــعر‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ــا ــ ــ ا ا‬ ‫ال ا ــد‬

‫تنــوع العاقــات السياســية ظاهــرة إيجابيــة والدبلوماســية‬ ‫الخليجيــة فعالــة‬ ‫ا ال ايا ا ـ را‬ ‫ـ‬ ‫ي ـد دا ـ ا ـاد ا‬ ‫ـ نـ‬ ‫ـ ل ـ دا ـ ا ـاد ا‬ ‫ا يـ ل ـ ا‬ ‫ا ـا ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـا‬ ‫ال ا ـ ا ا ـ ل ـد ا‬ ‫نـ ال ا ـ ا ا ـ‬ ‫ال نـ ل ـ ا الـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫دا ـ د ا ـ ي ـد ا الـ ا‬ ‫ا ـ ا نـا‬ ‫العالـ العر ـ ا ـ‬ ‫العر ـ ال ـع دي ل ـا د ـا‬ ‫ـ ن‬ ‫ـد‬ ‫ـد ا ـا دا ال ـا‬ ‫ا ـ دين ـ‬ ‫ا ا يرا‬ ‫دا‬ ‫ا ع د ا د ا ـ ا ي ا ال ـا‬ ‫عـ ـ ا ـ ل‬ ‫ا ـا ـ ا ا ـ النـ ا يرا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ اي ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـر‬ ‫ا يرا ـ ا ري ـ‬ ‫ي ـد ا الـ لـد ا ن ـ‬ ‫ل ن ـ ا ن ـ ال ع ـد الـ‬

‫األم ــن القوم ــي العرب ــي متداخ ــل وال يمك ــن الوث ــوق يف ال ــدول الكب ــرى‬ ‫ألنهـــا ســـبب مشـــكات الـــدول العربيـــة منـــذ الحـــرب العالميـــة األوىل‬

‫‪58‬‬

‫ملف العدد‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪145‬‬ ‫يــنــــــايــر ‪2020‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫رئاسة السعودية لقمة مجموعة العشرين لها أهمية سياسية واقتصادية‬ ‫عـى مسـتوى العالـم وتعـزز المكانـة الدوليـة للمملكـة والعالـم العربـي‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬

‫ــد‬ ‫ــر‬

‫عــر‬ ‫ــ ا ري ــا ا‬ ‫نــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ـ‬ ‫ــر ا ـ ا عــر الع ـ‬ ‫ــد ــا‬ ‫ــ ر ي ــ‬ ‫ــ ا ــدا الد ل ــ ي ــ ر ــد ــ‬ ‫ــر ـ‬ ‫ـ يــا‬ ‫يـ الـ ا ــد ـ‬ ‫ي ـ‬ ‫ـ ا ل ـ ــا ا ادي ـ‬ ‫ن ــا ـ ــا ا ــا ا العر ـ‬ ‫ا‬ ‫ــر الن ــ‬ ‫ر ــ ال نــاد ال ــا‬ ‫ا ــ ا ي ين ــ‬ ‫العالـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ الع ــري عــر‬ ‫نــا لـ‬ ‫ال ا ـ‬ ‫عـ د ا ـ ا د عــا‬ ‫ـ ـ ا ــدا‬ ‫ا ــا‬ ‫ا ــا‬ ‫ــ العا ــ‬ ‫الد ل ــ يعــ د ــا ا‬ ‫ــ العر ــ‬ ‫ــ الع ــا ا‬ ‫ال ا ــ‬

‫دول المجلس والنظام اإلقليمي العربي‬ ‫ــا‬

‫ــا‬ ‫ـ نـ‬ ‫يع ــر ـ ال عــا ا‬ ‫ال ــن ا‬ ‫ــر ال ــدا العر ــ ا ــا ل ــ ع ــر‬ ‫ــ‬ ‫ــا‬ ‫يـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ دا ـ‬ ‫ــا‬ ‫ا ــر‬ ‫ــا دا ــ‬ ‫ا‬ ‫ــ د ا ــ‬ ‫ــر ا ــ‬ ‫ــا‬ ‫ـــد ـــ ال ـــ ال ا ـــ‬ ‫ـــ العا ـــ‬ ‫عـــ د ا‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ ا ر ـــ ال ـــ ا‬ ‫ـــد‬ ‫ال ـــ‬ ‫لعـــا‬ ‫ر ـــ‬ ‫العا ـــر ـــ دي ـــ ر‬ ‫الريـــا‬ ‫ا عـــ‬ ‫ا ــ‬ ‫د ا ــ ل ــا‬ ‫ا ــ‬ ‫ــا‬ ‫يــ ل ــا ا‬ ‫ـــ را ـــ ا ا ـــا ال ا ـــ دا ـــ ـــ د‬ ‫ـــ‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪145‬‬ ‫يــنــــــايــر ‪2020‬‬

‫‪57‬‬

‫ملف العدد‬

‫دول املجلـس لهـا دور حيـوي فـي العقـد الجديـد لقيادة لحمـة النظام العربي‬

‫"المتغيــرات" توفــر فر ًصــا للنظــام العربــي‬ ‫لتعزيــز دوره والتفــاوض مــن منطــق القوة‬ ‫ــ ال ــر ال ا ــ‬ ‫ا اديــ لــد الن ــا الد لــ‬ ‫ــ ا ــ را‬ ‫ــ ن ــ ا ــ‬ ‫ا ـ‬ ‫ند ــا ــر ال ــرد ا ــا ع ــر ال ــر ا ـ ــا‬ ‫ــد‬ ‫ال ري ا ال ر ـ ـ‬ ‫ـ ا ال ريـ ــع ل ـ ل ــا الدا ـ عــد ا ــر العا ـ ال ا‬ ‫ـ ل ري ا ــا ا ـ‬ ‫ا ـ ا ـ العر‬ ‫ال يــا ا ــد‬ ‫ـ ال نا ـ ـ ا ــاد ال ـ‬ ‫ا ـ العر ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ــد ال ـ ال ــا ي نا ـ ل ع يـ‬ ‫ـ عــد ا ا ــاد ال ـ‬ ‫ا ـ را‬ ‫ــعا ا ال ــا ـ نـ ا عا ــا‬ ‫ن ـ ا ـ‬ ‫ــر ا اديــا‬ ‫ـ‬ ‫العر ـ ال ـ ال ـ‬ ‫ي ــع لع ــا ا اديـ‬ ‫ــر‬ ‫د ــر ـ ا ال ــع دي ا ــا ا‬ ‫الر ـ الر ـ‬ ‫ا ــا‬ ‫ــر ـ‬ ‫يــر الع ــا ال نا ـ ـ ال ــع دي ا ــد‬ ‫ـ ا لـ ا ا ــا ا ــا‬ ‫ـ را ال‬ ‫ـ‬ ‫ال ــع د‬ ‫العــا ا ا ـ ال ن ـ الر‬ ‫ـ ا ال ــع دي ا ـ عــد‬ ‫ـ‬

‫ــر ا ال نا ــ‬ ‫ا ـ العر ـ‬ ‫ــا‬ ‫ـ ا داد ا‬ ‫ادي‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ د ا ـ‬ ‫ـ د ا ـ‬ ‫ا ـ اـ‬ ‫ال ــاد ال ــا‬ ‫ــر ا ـ‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫ــا ا ـ ا ـ ال ــر‬ ‫ــا ال يــا ا ــد ر ـ‬ ‫اديــ ا ـ را‬ ‫ــ ا‬ ‫ــا ــد ــ ا‬ ‫ا ــ‬ ‫ـ را‬ ‫ــع‬ ‫لــد ا ـ العر ـ ل ـ ال ـ ا ري ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــا ا ــاد ا‬ ‫ا ـ عــاد ا ــر ا يرا ـ‬ ‫ــد ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا ــاد ا‬ ‫ــ ا ــر‬ ‫ري ا ــا‬ ‫ــ ال ع ــد‬ ‫ــا‬ ‫ا ــ‬ ‫الد ــا ال ــ‬ ‫ا ــ را‬ ‫ــا ا ـ يــاد ال عــا‬ ‫ري ـ‬ ‫ال ن ـ ال ــا د يــا‬ ‫ــر ا ــ ال ــر ال ــر‬ ‫الد ا ــ ــ ــر ا د ا ــ‬ ‫ل ــا ديــر‬ ‫ـ ال ـ الد ل ـ ال ـ ي ـ ـ‬ ‫ع ـ‬ ‫ل ــ ا يــ داد ــ‬ ‫ــر‬ ‫الــ‬ ‫ــ ــ العالــ ي ــد‬ ‫ل ري ا ــا ا ـ العر ـ‬ ‫ـ ا ـ را‬ ‫الع ــد ال ــاد ا‬ ‫ل ــ ا‬ ‫ــا ــ ا‬ ‫ا‬ ‫ال ا ــد الع ــ ر‬ ‫ــ ــ‬ ‫ـ ا ــا الــد‬ ‫ــاد ع ـ ن ـ ا ـ العر ـ‬ ‫ا‬ ‫الع ــد ال ــاد‬ ‫ــ‬ ‫ال ــر ا‬

‫عام ‪ :2020‬دور عالمي قمة العشرين ومعرض أكسبو‬ ‫ع ــر ال ــع دي الد لــ العر ــ ال‬ ‫ا‬ ‫الــد الع ــري الــ د لــ ــ‬

‫ــد‬ ‫ــ‬

‫ــ‬

‫ــ‬ ‫ــ‬

‫ــ ــا ــ الع ــري ال ــ‬ ‫د ــ ا ر ــا ــا‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ــر ا ــ‬ ‫ع ــد الريــا‬ ‫ــر‬ ‫ــر‬ ‫ــ‬ ‫ال ــر ا ــ‬ ‫ــ الع ــري‬ ‫ــعا ا نــا ــر ال ــر ا ــاد الع ــري‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ــا ا ــا‬ ‫ــا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ ال ــع دي ل ـ لـ‬ ‫ـ ــا ديــد‬ ‫ا‬ ‫ــ العالــ يعــ ا ا ــ الد ل ــ‬ ‫ا ــ ا اديــ ــ‬ ‫ــر‬ ‫ـ ن ـ ا ـ العالـ العر ـ ر ـ ل ـ ا‬ ‫ل‬ ‫ا ـ ـ ال ـ ــر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا اديــا العال ـ‬ ‫ـ ل‬ ‫ا ي ـ ا ا ــا‬ ‫ــر ـ ا ا ــا‬ ‫ا ــا‬ ‫ــ ا ــا‬ ‫ــ‬ ‫ــا ال ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ الع ــا ‪L20‬‬ ‫ــ ال ــ ا ‪Y20‬‬ ‫‪B20‬‬ ‫ــ ا د ــ ‪C20‬‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ ال ــر ‪T20‬‬ ‫ــ‬ ‫ــ الع ــ ‪S20‬‬ ‫ــ ا ــر ‪W20‬‬ ‫ــ‬ ‫ــر ‪ U20‬ي ــا لــ لــ ا ــا‬ ‫ــ ا‬ ‫ا‬ ‫ــ ا اديــ ا ــ‬ ‫ا ــ الــ لــ‬ ‫ــ ــر‬ ‫دـ‬ ‫ـ‬ ‫عــر‬ ‫ــا‬ ‫يع ــد ي ــا‬ ‫العالــ العر ــ ال ــر‬ ‫ــا ا عــر‬ ‫ــر ين ــ‬ ‫ــ‬

‫قمـــة الريـــاض‪ :‬مجلـــس التعـــاون ال‬ ‫يســـمح باســـتيراد الحلـــول‬

‫العــــــدد ‪145‬‬ ‫يـــــنــــــايــــــر ‪2020‬‬

‫مدي ــر مؤسس ــة الفك ــر العرب ــي لـــ "آراء‬ ‫حـــول الخليـــج"‪" :‬فكـــر‪ "17‬األول ولـــن‬ ‫يكـــون األخيـــر يف الســـعودية‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫رؤي ــة استش ــرافية لع ــام جدي ــد وعق ــد مقب ــل يف منطق ــة الخلي ــج‬ ‫▀ الخليــج يحتــاج ديناميكيــة جديــدة تنظــر للتحديــات والفــرص وتواجــه المتغيــرات القادمــة‬ ‫▀ ‪ 7‬تحديــات اقتصاديــة تواجــه العالــم العربــي و‪ 7‬حلــول لمواجهــة تقلبــات أســواق الطاقــة‬ ‫▀ ‪ 500‬مليـــار دوالر تكلفـــة مشـــروع "نيـــوم" ويشـــمل ‪ 9‬قطاعـــات متخصصـــة للمســـتقبل‬ ‫▀ التكام ــل يتحق ــق بتوزي ــع األدوار و‪ 8‬سياس ــات تضم ــن أم ــن واس ــتقرار منطق ــة الخلي ــج‬ ‫▀ الف ــكاك م ــن أزم ــة الخلي ــج يق ــوم عل ــى التكام ــل العس ــكري وتحوي ــل درع الجزي ــرة لجي ــش‬ ‫▀ ‪ 3‬ســـيناريوهات تنتظـــر العـــراق وإعـــادة اإلعمـــار تعيـــده للعـــرب ودور إيـــران يتراجـــع‬ ‫▀ المتغي ــرات توف ــر ف ــرص تعزي ــز النظ ــام العرب ــي ودول الخلي ــج قاط ــرة الوح ــدة العربي ــة‬ ‫▀ أمري ــكا تتعام ــل م ــع مش ــكالت المنطق ــة ب ــردود األفع ــال دون التزام ــات بعي ــدة الم ــدى‬ ‫▀ ‪ 6‬مح ــددات ترس ــم مس ــتقبل الجزائ ــر وتح ــدد مكانته ــا العربي ــة واإلقليمي ــة واإلفريقي ــة‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ــ ا ــ عم‬ ‫ا ــر ــ ال يــ‬ ‫ــدا‬ ‫ا ا ــر‬ ‫ا ا ــر ا ــ‬ ‫ل ر سـ ل مرا‬

‫ال ــ العر ــ ل ــ الد لــ الر ــم‬ ‫ــ‬ ‫ــ ال ــع ا‬ ‫ــ‬ ‫ال ر ســ ــد‬ ‫ــ د ا ــرا‬ ‫ل ا ــر‬ ‫العر ــ ا ــ‬ ‫ــ الع ــ‬ ‫ــ ال يــ العر ــ ا ــ‬ ‫ا ــر ع ـ ل د يـ‬ ‫ـ ال ــع ا‬ ‫ا ـ اد الع م ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ع م ـ ا‬ ‫ـ ـ ال ـ ا ـ الع ـ ا س ـ د‬ ‫ــد ب ـ الس ـ ر‬ ‫ـ العر ـ‬ ‫م ـ ال عريـ ل ـ ا‬ ‫عـ العر ـ‬ ‫عــر ال ــر الد ل ـ ل ـ لع ـ‬ ‫ـ‬ ‫بـ د‬ ‫ـ‬ ‫م ـ ـ‬ ‫مـ ا بـ د‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بـ لـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ الــد العر ـ‬ ‫يـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ اد ر ع ـ ـ‬ ‫عـ‬ ‫ـ‬ ‫الــد العر ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ــدا ـ ال ـ ا‬ ‫ا ــ ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــر بــ دا مــ‬ ‫ي ــ‬ ‫ــ‬ ‫ـ لد ا ـ س ـ ل ـ ال ـ‬ ‫لــد العر ـ ـ ي‬ ‫ـ ا ـ د ال ــري‬ ‫ل عـ‬ ‫بـ‬ ‫ــر ـ‬ ‫الــد ال ـ‬ ‫مـ ا عر ـ ـ ـ‬ ‫ــب‬ ‫د ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫العــر‬ ‫ال ــ ــب ل ــد‬ ‫الــد‬ ‫ع يــ ال ــ العر ــ‬ ‫يـ ا ـ ع يـ‬ ‫ب ـ ل ـ ال ــر ـ‬ ‫ا ـ ر الع ا ـ‬ ‫ـ ال ــر الع ـ‬ ‫ـ ا ـ ا الب ـ‬ ‫ــر ا ال ر ــ ال ع ــ العــر الــ ا مــ‬ ‫ــد‬ ‫ــر‬ ‫ــ‬ ‫مبــر‬ ‫ــ‬ ‫الســ‬ ‫ا ــ‬ ‫م لــ‬ ‫ـ ا ر‬ ‫دـ ـ‬ ‫يــر‬ ‫ا مـ ل ع ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫د ـ ا مـ العر ـ ل ر ـ ال ـ الع ـ لـ‬ ‫م ـ‬ ‫مـ ـ ع يـ ال ـ العر ـ ا سـ ا ـ ر‬ ‫مـ ــد ا ــر ـ ــر‬ ‫ـ ال ع ـ ال ـ العر ـ‬ ‫ع ل ـ ا ــر الد ل ـ ال ـ ل ـ العر ـ ا ــر‬ ‫ا ـ‬ ‫ل ـ ـ‬ ‫رايــر‬ ‫ــد د ـ ـ ال ــر ـ‬ ‫ــر الع ــ الد ل ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫مــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا‬ ‫ــ‬ ‫ــر ــ ا ا ــ عم‬ ‫ا ــ عم ال ــ‬ ‫ا ري ــ‬ ‫ــد‬ ‫الع ــ‬ ‫ــ ال ــ ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ل م ـ ل ـ العر ـ ا‬

‫تحديات المستقبل‪ :‬انفراج سياسي ولكن خطر وتهديد يف األفق‬ ‫ـ ـ ال م ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ د ال ـ ل ـ‬ ‫ـــ د ـــ لبعـــ الـــد‬ ‫را ـــ‬ ‫ـــد د‬ ‫ال ـــ‬ ‫ـــ دايـــ ل يـــ‬ ‫ي ـــر‬ ‫ـــ ل عـــ‬ ‫العر ـــ ال ـــ‬ ‫ا ري ــ ــ ال ــر ا ــ‬ ‫ــ ا ســ‬ ‫ــ ال مــ‬ ‫ا ــ ــ‬ ‫ـ ـ ا را ـ ـ ي ـ ـ‬ ‫الس ـ ـ‬ ‫ـ ـ ال ـ ـ‬ ‫ـــ‬ ‫ا‬ ‫ال ع ـــد ل ـــ‬ ‫د ا ـــ العر ـــ يـــرا‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ ـ يــرا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ لــد ا‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪144‬‬ ‫ديسـمـبــر ‪2019‬‬

‫‪41‬‬

‫ملف العدد‬ ‫ــ ا‬ ‫ي ـــ‬ ‫لــ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ــم‬

‫ـ ـ يـ ـ د لـ ـ ا‬ ‫ا ــ‬ ‫ـ ـ ال ــد‬ ‫ب دلـ ـ ـ ـ‬ ‫ل ـــ‬ ‫ـــ ا ـــ را الس ـــ ـــ ـــ‬ ‫ا‬ ‫ــرا‬ ‫ا ــ ا ــر الــ د مــ ال يــ ا ــد‬ ‫ـ ر ـ ردي ـ ــد‬ ‫ـ ي الد را ـ س ــد‬ ‫ـا‬ ‫ي ــ ــ‬ ‫ــ ال ــرد‬ ‫ا ــ الســ‬ ‫ــ‬ ‫ـ بــد‬ ‫مـ‬ ‫ــد د ـ دا را ـ‬ ‫لسـ‬ ‫ــ‬ ‫ي لــ ب ــد ــ ي ــ ــ‬ ‫ل يــ ا ــ‬ ‫ـــ‬ ‫م ـــ ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ـــر ـــ ي رد ـــ‬ ‫بــ‬ ‫ــد ــ‬ ‫ــ ال يــ ا ــد‬ ‫م ــ ي ــ‬ ‫مــ ل ــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ســ ب‬ ‫ــ ا ــرا‬ ‫ي ــر ا‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ بــر‬ ‫ــرا ل ـ‬ ‫ال سـ ا ــرا‬ ‫ــ ي‬ ‫ـ ـ ــم‬ ‫ـ ـ ـ ـ ا ــراد ا ـ ـ ا ــر‬ ‫ا ـ ا مـ‬ ‫ال ـ ل ــر‬ ‫ــر ع دل ـ‬ ‫ب ـ‬ ‫ــر‬ ‫ــ ي ــ ــ ي ــ ب‬ ‫ــم‬ ‫ل ســ ر ال رديــ‬ ‫ــرا د ــ ا ــراد دا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــرا‬ ‫ل س ــب‬ ‫ال ـ ـ ا ا ري ـ ـ‬ ‫ــد ـ ـ را ـ ـ‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ري ـــ‬ ‫ال ـــر‬ ‫ـــ ال ـــ ال ـــ‬ ‫ـــ ي مـــ‬ ‫ـــبر‬ ‫يـــر الد ـــ ا ري ـــ ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ي ـــ ا ـــ م‬ ‫مـ‬ ‫ـ ـ ال ـ ل ـ ال ـ‬ ‫ـ الس ـ ي‬ ‫ـم ا‬ ‫ـــ‬ ‫مـــ لـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ ا الد ـــ‬ ‫ا ـــد‬ ‫ــ الع ــدا ل يــ ا ــد ــ ل ــ ا ــ ي الد را ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــع‬ ‫عمـ ـ ال ـ ـ ا ا ري ـ ـ ـ ـ‬ ‫س ــد‬ ‫ل ــ يســ بعد‬ ‫ــر ــ ا ــ‬ ‫ــ ال ــ ال ــ‬ ‫دا ــ‬ ‫ـ ري ـ ا د ال ـ ل ــر ا ري ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ا ـ‬ ‫ـ ي‬ ‫ــر‬ ‫ل ــر الر ـ ر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ رـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا لـ‬ ‫ال سـ ـ ــرا‬ ‫ـ ال ـ ي ـ‬ ‫ـ ال ـ السـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ــر ـ ا‬ ‫ــر‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ا‬ ‫ــ الس ــ‬ ‫ا‬ ‫ــد‬ ‫ــ‬ ‫ــ ال ــر الع ــري‬ ‫ــ‬ ‫ــرا‬ ‫ــ ع‬ ‫ــرا‬ ‫ــ ــراد العــرا‬ ‫الد ــ ل ــراد‬ ‫عــ‬ ‫ــ ا ع بــ ــ ــ ــد ال ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ا‬ ‫ل لـ‬ ‫ــر ـ‬ ‫ــر ل ديــد ا ـ ال ـ العر ـ ل ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ ب ــ‬ ‫يــ ــ‬ ‫مــ‬ ‫ــر ــد ال ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ا ــ العمــ العر ــ ا ــ ر‬ ‫ـ ي ســد‬ ‫ــم‬ ‫ـ ا ــراد‬ ‫ــر ال عـ ا ــرا‬ ‫ل ـ الع ـ ـ د‬ ‫دا ـ ا م ـ العر ـ‬ ‫ـ ا ــرا‬ ‫ــ را‬ ‫ــ يســم‬ ‫ديــ‬ ‫ا ــ ا ا ــرا ل ــ ب ــ‬ ‫ا ــرا ا ــرا‬ ‫* أستاذ العلوم السياسية يف جامعتي الحسني بن طالل وامللك عبد العزيز سابقًا‬

‫‪40‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪144‬‬ ‫ديسـمـبــر ‪2019‬‬

‫مقال‬

‫تحديات داخلية تحتاج عمل مشترك‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫اليمن والعمل العربي المشترك إلنهاء األزمة‬

‫ع ـ ـ ع ـ ـ ال ــد العر ـ ـ ـ ـ ال ــر الب لـ ـ ال سـ ـ د‬ ‫ـــ د‬ ‫عـــ ال مـــ ا‬ ‫ـــ‬ ‫ا ـــ ـــرد ا ـــ ا ال‬ ‫ـــ ر‬ ‫ـــ ا ي ـــ لعمـــ ر ـــ‬ ‫ـــ العر ـــ‬ ‫ال‬ ‫ـــد ـــ الســـع دي‬ ‫ديـــ‬ ‫ا ـــ م ا ســـ دا ا‬ ‫ديـــ‬ ‫ـــ ا‬ ‫ـــد العـــ ل ســـ دا ل ـــ‬ ‫ا ـــ ا‬ ‫ا ـــ ا مـــ‬ ‫ـــ ا بـــ د‬ ‫ـــ‬ ‫ال ـــع‬ ‫ـــ‬ ‫ا‬ ‫ـ يع ب ــر ـ‬ ‫ـ العر ـ ل ـ ال‬ ‫ال م ـ ـ ال‬ ‫ـ يع بــر‬ ‫ل سـ د ــر ال ــع ال ب ـ ل م لبـ ل ـ ال‬ ‫ـــد ال ـــع ع ـــدا ـــ‬ ‫ـــ لب ـــ د لـــ ســـ ر‬ ‫ـــ‬ ‫ــ‬ ‫يــ ا ــ عم‬ ‫ــ ال ــ ا ب ــ‬ ‫ال‬ ‫ـ‬ ‫بـ ال ــر ــرا ل‬ ‫ـ ــد ال م ـ‬ ‫ـ ال ــب‬ ‫ل ل ـ ر ـ م ـ ال ا ـ‬ ‫ـــ ل ـــ الس ـــ‬ ‫ـــ ال ســـ د ال‬ ‫ــ د لــ الر ــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ــ‬ ‫ـ ـ ـ ـ ي لب ـ ـ الع ــرا‬ ‫ل ـــد ـــ ال ـــ الس ـــ ال ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ العـــرا‬ ‫العـــرا‬ ‫العر ـــ‬ ‫ســـ دا ـــ‬ ‫ـــع ـــ الد را ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ا ـــ ل ـــ‬ ‫ر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ر ـ ل ـ ع الس ـ ا ــراد ب ـ‬ ‫ـ ال بع ـ يــرا‬ ‫ـ ال‬ ‫ا م ــر العرا ـ ر ـ ــع‬ ‫ال ــد ال ــعب العرا ـ ـ ــد ال سـ ـ د‬ ‫مـ ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ـــ ا ي ع ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ ا ـــ ا العرا ـــ ال بع ـــ ا‬ ‫ــ ال ــع العرا ــ‬ ‫ي ــ ــ ا ــ ال ــ العر ــ‬ ‫ــ ي ــرا ال يــ ا ــد‬ ‫الع ــرا‬ ‫ــ‬ ‫ل د ــ ا‬ ‫ديـ ـ يع ب ــر ـ ـ‬ ‫ا د ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫لع ــرا د لـ ـ ر ـ ـ‬ ‫الع ــرا ا ــ دا د لــ لــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ال‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ــر ــعب‬ ‫ـ‬ ‫العرا ـ ع ــدا ـ ال‬ ‫ال ـ الس ـ ي ر ـ ال ــع‬ ‫ـ‬ ‫ــر ـ‬ ‫ـ‬ ‫عديـــ ل د ـــ ال ـــ ســـ ب‬ ‫عـــ الـــد العر ـــ‬ ‫ال ـــر ال ـــعب‬ ‫ي ـــر‬ ‫ـــر‬ ‫بـــ‬ ‫ر ـــ‬ ‫ا ـــر الســـ دا العـــرا لب ـــ‬ ‫ال ـــ العر ـــ عـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ ر د ـــ لـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ـــر ا ـــ را ا‬ ‫ي ـــ د ـــ ســـ ب ال ـــ العر ـــ‬ ‫ـ ـ ال ــع‬ ‫ديـ ـ‬ ‫الس ـ ـ ا‬ ‫ع ــ ا ــ‬ ‫ـــ‬ ‫ب ـــ الس ـــ‬ ‫ال ـــ عـــد ـــ‬ ‫ا بـــ د ل ســـ‬ ‫ـ ري ـ‬ ‫ل ـ ــر‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ـ‬ ‫ــر‬ ‫س ــب‬ ‫ـ‬ ‫ـ دا ـ ال ي ـ ا ــد‬ ‫بـ‬ ‫ـ مـ‬ ‫ال‬ ‫ريـــ را ـــ ال مـــ ا ـــر‬

‫ـ ـ د ال ــر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫عــ‬ ‫ال مــ عــد ــ ر م ــ ا ــ ــ الع مــ‬ ‫ــ د ا م ــ العر ــ الســع دي ــ ــ‬ ‫ال لــ العر ــ‬ ‫بد ــ ــ د‬ ‫الر ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ د ــ ال ــر ال م ــ‬ ‫ـ الدا ـ ـ ال ـ دا ال م ـ‬ ‫ـ ـ ا ا ـ ا‬ ‫عــ‬ ‫مــ ا ــرا الس ــ‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ــ اد‬ ‫ــد‬ ‫ــ‬ ‫عــ د ــر ال د ــ ا‬ ‫ــد ال مــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫لم‬ ‫يــ‬ ‫دا ــ ال مــ‬ ‫ال ــرا‬ ‫ــ يــرا ال ــ ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ بــر ي ــ‬ ‫ــد لــ ي ــ د ال‬ ‫ــ‬ ‫ال‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ ال م ــ ال ــر‬ ‫ا ــ ــ ا‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ م ال ــ العر ــ‬ ‫لــ‬ ‫ا‬ ‫مــ ا م ــ العر ــ‬ ‫ــ‬ ‫ال م ــ ل يــ‬ ‫دايــ ال يــ ـ‬ ‫الســع دي ي ــد ا ــ‬ ‫ـ العر ـ‬ ‫ا ـ مرا يع بــر ديــدا ل ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ د ا مـ ا‬ ‫ـ ل ــر‬ ‫ــر‬ ‫م ـ‬ ‫مـ ـ د ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال د ـ ا‬ ‫مبــر ا لــ‬ ‫رير ــ‬ ‫ا ــ الد ل ــ‬ ‫‪The beginning of the end of Yemen"s‬‬ ‫ب ــ ا ــ ال م ــ ريبــ ــ‬ ‫‪civil war‬‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ـ ر ـ عـ‬ ‫مـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ي ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــر‬ ‫ــد‬ ‫ـ‬ ‫دا ـ ال ـ العر ـ لد ـ‬ ‫ديـ د لـ الر ـ‬ ‫ـ ر ـ ل ــر ل م ـ ا‬ ‫ـ‬

‫فــشـــل الطـــائفية‬ ‫فـ ــي عـ ــراق أسستـ ــه‬ ‫إدارة بــوش والجماهيــر‬ ‫تــــرفــــــع شــــعــــــار‬ ‫رفـــض التبعـية إليران‬

‫العمل المشترك والهوية العربية الجامعة‬ ‫ع ـ‬ ‫ا رب ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ال ر سـ‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫العر ـ‬ ‫ا دـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ال ــ‬ ‫ع ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ـ دا‬ ‫ا ا ــر‬

‫ـ‬

‫ال يـ‬ ‫مـ‬ ‫ل ـ‬ ‫الــد‬ ‫ا ــر‬

‫ـ العر ـ ـ‬ ‫ــر ـ الــد ال ـ‬ ‫ل ـ ال ـ ل ــد ــعر ا عـ العر ـ‬ ‫ديـ‬ ‫ال م ـ ا م ـ ا‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫عـ‬ ‫ـ ال ر سـ‬ ‫ــد د مـ ـ ال ر‬ ‫ا ــر ا‬ ‫ــد ع ـ يـ‬ ‫ل ـ ي ـ‬ ‫عـ ل‬ ‫ل ي‬ ‫ــد ال يـ العر ـ ا ـ‬ ‫م ـ ال ـ ال ـ‬ ‫اد ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ري ـ ي ـ‬ ‫يـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ــر ر ـ ل لـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ي يــر‬ ‫م ـ ال ـ العر ـ ا ع ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ــرا عري ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ د ا ـ الب ــد دي ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ي ــ ا ــر ا ــ‬ ‫ا ــ ي‬ ‫ل ــ العر ــ ا مــد الب ديــ ــ ــ الد ــ‬ ‫ــ ا ــ الد لــ ر ــ ال ــ العر ــ د ــ‬ ‫ـ ال ب ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال را‬ ‫ـ‬ ‫ـ الد ـ ا ا ــر ي ـ‬ ‫بـ ا ي ـ ل ـ‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪144‬‬ ‫ديسـمـبــر ‪2019‬‬

‫‪39‬‬

‫ملف العدد‬

‫األزمة اليمينية قريبة من نهايتها وهي خطوة مهمة إلنهاء المشكات‬ ‫داخـل النظـام العربـي ولدخـول عـام ‪ 2020‬بـدون حروب أهليـة أو خافات‬ ‫ال م ا ر ل س‬ ‫ر ال م ا ر‬ ‫دي‬ ‫ال س‬ ‫ال‬ ‫دا‬ ‫ع د ا‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ا ـ ا ـ‬ ‫ـ ال ـرا ا الد ل ـ‬ ‫ال ـد‬ ‫ـ ل الـد العر‬ ‫ـ د سـ د الـد ا‬ ‫ل عـ ا‬ ‫ـ‬ ‫الـد ا‬ ‫ا ـ ال ـر الب لـ‬ ‫ديـ‬ ‫ال م ـ ا‬ ‫ـي‬ ‫ي ـ ـ سـ ل ـ‬ ‫ـرا‬ ‫لم ـ‬ ‫ـ عم‬ ‫ر‬ ‫ا ا ـر‬ ‫مـ م ـ‬ ‫ديـ لبعـ الـد‬ ‫ـ ا‬ ‫ال‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ ر بـ‬ ‫ـ‬ ‫ر ـ ـ‬ ‫السـ دا‬ ‫ـ ر ل م ـ عـ ا ـ مـ الريـ ا ر ـ‬ ‫ـ سـ ل‬ ‫د‬ ‫م ـ ال ـر‬ ‫ي ـ د ـر‬ ‫ـ ا ـ ا ـد ا‬ ‫ال عـ‬ ‫ـ ل ـ لم ـ‬ ‫ـ‬ ‫سـ ل سـب‬ ‫ـ ـا‬ ‫ـ ال يـ الع ل ـ‬ ‫سـ د‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫الد ل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫لع‬ ‫ال ع‬ ‫مـ ـد‬ ‫ـد ال مـ ع بـر ـ‬ ‫ري ـ ر سـ‬ ‫ـ لعـ‬ ‫العر ا‬

‫ـ ا ــرا‬ ‫السـ ي‬ ‫ال ـ الد ــرا ر عـ ا ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ ــرا ل بـ ا ـ‬ ‫الر ـ ا ري ـ را ـ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ ا ــ‬ ‫ــر‬ ‫ــد ال مــ ــ‬ ‫ر ــ ل ــ‬ ‫ا ســ م ــ ــر ال ــع‬ ‫ديــ ال ســ‬ ‫ـ الد ل ـ‬ ‫ال ــر الع ل ـ م ـ ـ ر ا‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫لـ د‬ ‫مـ ال عـ ا ـ‬ ‫عـ د‬ ‫ا البــ ــ الــد العر ــ مــ ــ د‬ ‫ــ‬ ‫العر ــ‬ ‫لـ‬ ‫ــر‬ ‫ي ـ‬ ‫مــرا ـ‬ ‫ا سـ‬ ‫ـ‬ ‫مــ‬ ‫ــ الس ــ‬ ‫ــ يــرا الســع دي ــ ا‬ ‫ـ‬ ‫مـ ـ د ال يـ‬ ‫ـ ا مـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ال ــد‬ ‫ر د‬ ‫د لـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ ـ د ا ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال م ـ ال ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ا م ـ العر ـ الســع دي‬ ‫لـ‬ ‫ـ ال م ـ ا ـ ا‬ ‫ـ ال ـ ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫مـ‬ ‫دا ـ‬ ‫ـ دا ـ ال ـ العر ـ‬ ‫مبــر‬ ‫ال ـ الد لـ ع ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ي عـ‬ ‫ال عـ ا ـ‬ ‫ـ الد ل ـ ا م ـ‬ ‫ـ يع ـ‬ ‫ـ‬

‫التعــاون العربــي يف ظــل منظمــة التعــاون اإلســامي‪ :‬القــدس‬ ‫قضيــة الجميــع‬

‫التعاون العربي واألزمة السورية‪ :‬إنهاء التدخل الخارجي‬

‫ل ع لـ العر ـ ل ـ‬ ‫م ـ ا ـ را‬ ‫ع بــر الــد ا ـ‬ ‫ع ـ ـ ال ـ‬ ‫ـد‬ ‫ا‬ ‫ـ الس ـ ا ـ را‬ ‫ـ‬ ‫الع ل ـ‬ ‫يب ـ ــدد ا س ـ م‬ ‫سـ‬ ‫ال ي ـ ـ‬ ‫ـ ال ـ يب ـ ــدد ـ الع لـ العر ـ‬ ‫ســم‬ ‫ــ ــ‬ ‫ي ــ ا ســ م‬ ‫ــ ســم‬ ‫ـ‬ ‫ــدد ـ‬ ‫د سـ بــر د لـ سـ م‬ ‫الع لـ‬ ‫د ل سـ م‬ ‫سـ‬ ‫ال ـ ع السـ‬ ‫ســم ي بع ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ســم ـ ا ـ‬ ‫ــدد ـ‬ ‫الع لـ ل ـ‬ ‫ــدد ا سـ م‬ ‫بـ ال ــد الد لـ ا لـ‬ ‫دي ـ س ـ ب‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ ا ل ـ بع ـ‬ ‫ـ ســم‬ ‫ـ ـ الع لـ العر ـ ا ديــر ل ــر ال ــد ي م ـ‬ ‫ــ ال ــد‬ ‫ــ ــ ا ــ عم البري ــ عــ‬ ‫ا ســ م‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ال عـ ـ الــد العر ـ ا ـ‬ ‫ــد ا سـ م‬ ‫مـ ـ سـ ب‬ ‫ـ ا ـ را‬ ‫مـ ال عـ ا ـ‬ ‫ا م ــ ــ ســ ال ــ‬ ‫الع ــ العر ــ ا ــ‬ ‫ــ ر يــ ال ــ‬ ‫ــ ــد‬ ‫ل مــ ال ــ‬ ‫الد لــ‬ ‫دلـ‬ ‫ـ ال ــع ال سـ‬ ‫ال ــد ال ــري‬ ‫ال سـ‬ ‫ــر ال ـ‬ ‫ــد ا ــرا ال مـ ـ ــرا يسـ د‬ ‫ا سـ‬

‫ــ‬ ‫ــ م‬ ‫ــ ي ــ‬ ‫ا ــرا ال ــعب‬ ‫ــ ال ــ الســ ي‬ ‫ــ د لــ‬ ‫مــ عــد لــ ــر‬ ‫ـ ي‬ ‫ع ـ الــد ل د ـ‬ ‫د ا ـ ا الع ل ـ ا ـ‬ ‫ــ ــ ــع د ــ ــر ال ــ الس ــ د ــ‬ ‫ــ ل ــ ا ا يــ ــ‬ ‫لــ‬ ‫ا ــ‬ ‫يــرا‬ ‫يــ‬ ‫مــد ا عــ العر ــ‬ ‫عــدد ا ع ــ الســ ي‬ ‫ب ـ ا لـ‬ ‫ـ ال ـ الس ـ‬ ‫لـ‬ ‫ـ ي ـ‬ ‫ــ ال ــ العر ــ لــد‬ ‫ال ــعب ل ــ ا ــ ر ــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫لــ دا ــ‬ ‫ا ــ ا ا ــرا الــد ال بــر‬ ‫ــ‬ ‫ــ ي ل ــ لعمــ العر ــ‬ ‫ــ ا ــ ــ ــ‬ ‫ــداد‬ ‫ا ــ الســ ي ــر ــ ل ــ ا ع ــ ال ــ‬ ‫ــر ال ـ ا‬ ‫ـ د ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ديــد عدديـ‬ ‫د ـ‬ ‫ـ ر ي ــد ا دا ـ‬ ‫ـ ا ـ رـ‬ ‫ا بـ ـ ـ ي‬ ‫ــر ـ ي م ـ‬ ‫ــم‬ ‫العر ـ ل د ـ العس ـ ر ال ر ـ‬ ‫ــد ا عــ العر ــ ســ‬ ‫ــر‬ ‫بــ الســ‬ ‫ل لــ يع بــر ــ‬ ‫ــ العــر‬ ‫ــ لــ ا ا‬ ‫ا سـ ب سـ ي‬ ‫ا را ـ لع ـ د ـ ي عد ـ ا ع ـ‬ ‫ــر الســع دي ا ـ ا ر ـ ل ـ العر ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬

‫‪38‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪144‬‬ ‫ديسـمـبــر ‪2019‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫نجاح القمم التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لمواجهة‬ ‫تحديات أمن الخليج وتحديات األمة العربية واإلسامية وقضية القدس‬ ‫ال ــد‬ ‫ــد ا ـ‬ ‫ال دي ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ لس ــع دي‬ ‫ـــ ا ال ديـــد ا يرا ـــ‬ ‫العر ـــ ا ـــ ـــ ال ديـــ‬ ‫ـــ ـــ‬ ‫ديـــد ـــد ال ـــ الـــ‬ ‫ر ـــ ـــ ال ديـــ‬ ‫ـ ـ ـ ـ ي ــدد ا ـ ـ ا ـ ـ ا ــر م ــر بـ ـ ال ـ ـ‬ ‫ديـــد ا ـــ ا ـــر يع بـــر ديـــد ل ـــ العر ـــ ـــ‬ ‫عــ‬ ‫ــر ــ‬ ‫عــ‬ ‫ــ‬ ‫ــر ــ الع لــ العر ــ‬ ‫ـ ـ ر ـ ـ عـ ـ‬ ‫ل ـ ـ ا مـ ـ العر ـ ـ ي ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد ا ـ العـ ل عـ العر ـ مــد ـ ال ـ‬ ‫ـ ــر‬ ‫ديــد ـ ا‬ ‫ال م ـ العر ـ‬ ‫ال ديــد ل ـ‬ ‫ــ ــ الســع دي‬ ‫ــ‬ ‫ــرا‬ ‫ع ــدا‬ ‫ــ‬ ‫ال ــ‬ ‫ـ ا ـ ـ ـ العــر‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ا ـ ا‬

‫القمة العربية األوروبية‪ :‬تعاون لتحديات مشتركة‬ ‫مـ ل ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ع بـر ال مـ العر ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الب ـر ا‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ العر ـ ال عـ‬ ‫ـ ا العر ـ ـــ ا‬ ‫ـ ا ـدادا ـ ـر‬ ‫ال مـ ا لـ‬ ‫ـر الب ـر العر‬ ‫ـر ـ‬ ‫الـ ـد عـد ـر‬ ‫ـر‬ ‫د ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـر لـ‬ ‫ـ‬ ‫ا عر ـ د ـ ـعر‬ ‫ـ‬ ‫ـ العر ـ لس ـ ا ري ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ب ـر‬ ‫ا ـ ال يـ العر ـ‬ ‫ـ سـ‬ ‫ـ‬ ‫بـ‬ ‫ـ العر ـ ل ع ـ ال ي ـ ا ـ ا ا ـرا‬ ‫ـ ـ ا ـ‬ ‫يـ مـ ر يـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ عم‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ ال ـر ـر ال ـر‬ ‫ـ العر ـ‬ ‫ا‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪144‬‬ ‫ديسـمـبــر ‪2019‬‬

‫‪37‬‬

‫ملف العدد‬

‫الــعـمــــل الــعــربــــي الــمــشـتــــرك ‪ :2019‬اإلنــجــــازات واإلخـفـاقـــــات‬

‫انفراج العاقات العربية ـ العربية ومواجهة‬ ‫سد النهضة والتحالف اإلسرائيي ـ الكردي‬ ‫ـ ال عـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد ال مـ العر ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا س ـ ل العر ـ ا ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــر ال ــ ال مــ العر ــ ا‬ ‫ـ ا ر ـ ــد ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ال ديــد ـ ا ـ العر ـ عــد ال ـ‬ ‫ا يرا ـ ا ال مـ العر ـ ال ـ‬ ‫ـ ـ ال م ـ د ـ ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ال ـ ا ـ ا ـ العر ـ ا ـ‬ ‫ـ برايــر‬ ‫ا ـ د ديـ‬

‫ـ‬

‫ـ‬

‫ــد‬ ‫ــدد ال مـ الس ـ ال ـ‬ ‫العر ـ ـ ـ‬ ‫ال ــد ـ‬ ‫ديـ ال م يـ ي يــر‬ ‫بـ لـ مـ ــر ا‬ ‫ـ ر ـ ا ـ ال ا ـ العر ـ م ـ ــد‬ ‫ال ــد ال ــد ـ‬ ‫ــ د د ا عــ العر ــ ا ــ د‬ ‫ــ ســ‬ ‫ا لــ برايــر‬ ‫ـ ال مـ العر ـ ال ـ ا ـ‬ ‫ـ ي ـ‬ ‫يـ ا‬ ‫مـ‬ ‫ال ديــد‬ ‫ـ ا ـ الب ر ل ـ‬ ‫ـ مـ ال مـ‬ ‫ـ السـ‬ ‫مـ ال عـ ا ـ‬ ‫ـ ـ مـ‬ ‫ـ ال عـ ا‬ ‫ــد ي ـ مـ‬ ‫ـ ا ـ العر ـ ال دي ـ‬ ‫ا ـ ال دي ـ‬ ‫ـ د ا ر ـ ال ــري‬ ‫مـ‬ ‫ـ ا ـ د ا ري ـ لعـ‬ ‫ــر‬ ‫مـ لـ‬ ‫ـ ال ــد‬ ‫ـ سـ ال مـ‬ ‫العمـ ا ـ ر‬ ‫ـ ال عـ‬ ‫لـ ا ع بــر ـ‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫ـ س ـ ال م ـ‬ ‫الس ـ ا ال ـ ي ــر ـ ا ال ع ـ‬ ‫ـ بـ‬ ‫لـ عـ ا سـ‬ ‫ـ‬ ‫الــد ال ـ ـ‬ ‫ــم ال ـ ـ ا ـ ال ـ ال ي ـ ا ري ـ‬ ‫ال ــرا ا ا‬ ‫ــر ل ـ‬ ‫ـ ا ـ العر ـ‬ ‫ـ س ـ ال م ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫لــ ل ــ الع ــ‬ ‫العر ــ ا ــ‬ ‫ـ ال ـ ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ي ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ الس ـ ي‬ ‫ـ ـ ا ــد‬ ‫ــر العــر‬ ‫ـ ر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ الع ـ دا ـ ر ب ـ‬ ‫ب ـ ال ـ الد ل ـ‬ ‫ـ ا م د ا ب د ا ـ را‬ ‫مـ ي ـ‬ ‫ـ العر ـ‬ ‫ا‬ ‫‪Strategic Interdependence‬‬

‫المشاركة يف ظل تحديات أمنية‬ ‫عـ‬ ‫ـ عــدد ا ـ‬ ‫ا ـ الــد العر ـ دي ـ‬ ‫ــ د الس ــ ا م ــ ال ــ‬ ‫ال ــ ي ــد ــ ا‬ ‫ـ ا ــر الع ـ ال ـ‬ ‫ـ ل ديـ العسـ ري‬ ‫الب ـ‬ ‫ـ ل لـ‬ ‫الد ل ـ ال ري ـ العر ـ ا ـ دي ـ دا ـ‬ ‫ــم ر ــ ل عــ‬ ‫ــ ا عــ العر ــ م ســ‬

‫ـ ا سـ ي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ي ـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫مـ ديـ‬ ‫ـ‬ ‫مـ ر ـ‬ ‫ــد‬ ‫ـ‬ ‫مـ‬ ‫ــر‬ ‫ــ ع بــر مــ ــ ا ر ــ ال مــ الرا عــ‬ ‫مــ‬ ‫دي ـ‬ ‫ـ مس ـ م ـ ا‬ ‫ال ـ ل ـ‬ ‫ال ديـــ ال ـــ ا ـــ الـــد العر ـــ ـــ‬ ‫م ـ ال ـ ل ـ ـ د ا ر ـ ال ــري ا ـ‬ ‫ــر‬ ‫ـــ ـــ‬ ‫ال مـــ ال ـــ‬ ‫ـــ م ـــ بـــد الع يـــ‬ ‫ـ ع ــد ا ـ ال دي ـ ا م ـ‬ ‫ال م ـ العر ـ ال‬ ‫ي ــ ال ــع‬ ‫ــ ا لــ لــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ــ ال ســ‬ ‫ـــ ال ـــد ا بـــر ـــ‬ ‫ـــرا‬ ‫ـــ‬ ‫ال ســـ‬ ‫ــ‬ ‫ديــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــ ال ــد ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫مـــ ـــ ال ـــد ا يرا ـــ الـــ ي ـــدد‬ ‫العـــر ا ســـ م‬ ‫ـ‬ ‫ــدا ال ـ‬ ‫ا ـ العر ـ م ـ ـ‬ ‫ا ـ العر ـ‬ ‫مـــ‬ ‫ـــ ـــ ي العـــرا ال مـــ‬ ‫ال د ـــ‬ ‫الســـ‬ ‫ال ــ ا يرا ــ ســ مر‬ ‫ــد الع ــ الس ــع د ل مــ‬ ‫دي ــدا ل ـ ـ العر ـ ـ‬ ‫ا ـ ـ ال ـ ـ‬ ‫ـ ـ ال ا ـ ـ الد ل ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـ ا‬ ‫ــر‬ ‫ـ الس ـ‬ ‫ـ ل ـ‬

‫خط ــاب المل ــك أم ــام مجل ــس‬ ‫الـشـــورى‪ :‬مـســـار تـصـاعـــدي‬ ‫برؤيـــة ‪2030‬‬ ‫العــــــدد ‪144‬‬ ‫ديـــســمـــبــر ‪2019‬‬

‫زيــارة األميــر خالــد بــن ســلمان لمســقط‪:‬‬ ‫مرحلــة خليجيــة جديــدة‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫حصاد عام ‪ :2019‬المخاطر والتحديات والقدرة عىل التعامل مع المتغيرات‬ ‫▀ حب ــل س ــري بي ــن تركي ــا وإي ــران تجمعهم ــا المصال ــح واإلس ــام السياس ــي والع ــداء للع ــرب‬ ‫▀ إقال ــة ترام ــب‪ ..‬أو بق ــاء رئي ــس ضعي ــف يغ ــري خص ــوم أمري ــكا عل ــى انته ــاز الفرص ــة‬ ‫▀ أمري ــكا تم ــر بأزم ــة ثق ــة وترام ــب نق ــل خب ــرة سماس ــرة العق ــار للسياس ــة والث ــأر م ــن س ــلفه‬ ‫▀ القواعـــد اإلســـرائيلية فـــي انجرليـــك وقونيـــة فضحـــت أردوغـــان ‪ ..‬وانتهـــاء مشـــروعه‬ ‫▀ ‪ 7‬تحديـــات تواجـــه االقتصـــاد العربـــي ومؤشـــر تراجـــع النمـــو االقتصـــادي إلـــى ‪%2.5‬‬ ‫▀ ‪ %13‬مســاهمة الســعودية يف اإلنتــاج العالمــي للنفــط وتأتــي يف المرتبــة الثالثــة عالم ًيــا‬ ‫▀ واشـــنطن لـــن تتخلـــى عـــن صفقـــة القـــرن حتـــى وإن تأجلـــت مـــا بقيـــت إدارة ترامـــب‬ ‫▀ انضـــم للتنظيمـــات اإلرهابيـــة ‪ 230‬ألـــف تكفيـــري بزيـــادة ‪ %270‬عـــن عـــام ‪2018‬‬ ‫▀ الطبقــة السياســية العراقيــة متناقضــة فهــي تتمتــع بمزايا الحكــم وتنتقد النظام السياســي‬

‫‪68‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪143‬‬ ‫نـوفـمـبــر ‪2019‬‬

‫مقال‬

‫املتحدة‪ ،‬منظمة عدم االنحياز متثل العالم الثالث الذي اختفى هذا‬ ‫التعبير بعد انهيار االحتاد السوفيتي‪ ،‬وأصبحت عدم االنحياز متثل‬ ‫الدول النامية عالم اجلنوب مقابل الشمال الرأسمالي الصناعي‬ ‫الغني‪ .‬ويبلغ عدد منظمة عدم االنحياز‪ 120‬دولة وهناك عشرة دول‬ ‫بصفة مراقب‪ ،‬وبالتالي تعتبر منظمة فعالة على املستوى الدولي‬ ‫ودول اجلامعة العربية ومنظمة التعاون اإلسالمي أعضاء يف‬ ‫منظمة عدم االنحياز‪ ،‬وتشكل يف تعاون دولها تأثي ًرا خلدمة مصالح‬ ‫هذه الدول وتفرض وجودها يف النظام الدولي سواء يف القضايا‬ ‫االقتصادية أو السياسية واالستراتيجية من خالل مجموعة ‪77‬؟‬

‫منظمــات اقتصاديــة إقليمية يف ظل العولمة‬

‫رغـم مـا يقـال‪ ،‬إن العالـم أصبـح قريـة كونيـة يف ظـل العوملـة‪،‬‬ ‫وتدفـق االسـتثمارات والبضائـع عبـر الـدول وتراجـع دور الدولـة إال‬ ‫أنه يف ظل هذه العوملة‪ ،‬انتشرت املنظمات اإلقليمية ألهداف أهمها‬ ‫الهـدف االقتصـادي واألمنـي واختفـى العامـل األيديولوجـي نسـب ًيا‬ ‫إذا اسـتثنينا االحتـاد األوروبـي الـذي يعتبـر نفسـه تكتـل رأسـمالي‬ ‫مسـيحي يرفـض قبـول تركيـا االنضمـام إليـه ورفـض طلـب املغـرب‪،‬‬ ‫وتبقـى املصالـح االقتصاديـة أهـداف التكتلات اإلقليميـة األخـرى‪،‬‬ ‫كمنظمـة بريكـس ‪ BRICS‬التـي تتشـكل مـن‪ :‬البرازيـل‪ ،‬جنـوب‬ ‫إفريقيـا‪ ،‬الهنـد‪ ،‬روسـيا االحتاديـة والصين؟ تكتـل مـن دول يف أربـع‬ ‫قـارات تقري ًبـا‪ ،‬آسـيا وإفريقيـا وأمريـكا الالتينيـة وروسـيا باعتبارهـا‬ ‫دولـة أوراسـية؟ وعقـدت قمتهـا األولـى عـام ‪2001‬م‪ ،‬وهـذا التكتـل‬ ‫مـن خمسـة دول لتحقيـق مصاحلهـا يف مواجهـة التكتـل الرأسـمالي‬ ‫الغربـي‪ ،‬وملواجهـة آثـار العوملـة "األمركـة" وتغلغل الشـركات األمريكية‬ ‫يف العالـم‪ ،‬والـدول العربيـة لهـا عالقـات قويـة مـع مجموعـة الـدول‬ ‫اخلمسـة‪ ،‬والبرازيـل تقـود دول أمريـكا الالتينيـة يف التعـاون العربـي‬ ‫ودول أمريـكا اجلنوبيـة (الالتينيـة)‪ ،‬ويتمثـل ذلـك يف القمـة العربيـة‬ ‫الالتينيـة التـي عقـدت القمـة اخلامسـة لهـا يف الريـاض ‪2017‬م‪،‬‬‫وكانـت القمـة األولـى قـد عقـدت يف مايـو ‪2005‬م‪ ،‬بالبرازيـل‪ ،‬وهـذا‬ ‫يعكـس اهتمـام دول أمريكيـا اجلنوبيـة باإلقليـم العربـي للتعـاون‬ ‫االقتصادي والسياسـي‪ ،‬وهناك مواقف مهمة لدول أمريكا اجلنوبية‬ ‫يف القضايـا العربيـة مثـل كوبـا وفنزويلا وبوليفيـا والبرازيل وغيرها‪.‬‬ ‫وتعتبــر ً‬ ‫أيضــا منظمــة شــنغهاي للتعــاون مثــاالً لتكتــل مضــاد‬ ‫لتحقيــق املصالــح‪ ،‬بــن روســيا والصــن وبعــض اجلمهوريــات‬ ‫اإلســامية مــع ضــم دول أخــرى كمراقــب وذلــك ملواجهــة الهيمنــة‬ ‫األمريكيــة‪ ،‬وتســتفيد الصــن مــن ذلــك للحصــول علــى البتــرول‬ ‫والغــاز الطبيعــي والتجــارة مــع دول آســيا وإفريقيــا يف ظــل احلــرب‬ ‫التجاريــة بــن واشــنطن وبكــن يف عهــد الرئيــس ترامــب‪ .‬إن وجــود‬ ‫دول إســامية وأعضــاء يف منظمــة التعــاون اإلســامي يشــكل منفـ ًذا‬ ‫لالســتفادة مــن منظمــة شــنغهاي للقضايــا العربيــة‪.‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫رؤية اســتراتيجية‪ :‬العالم العربي واإلســامي محور عالمي‬

‫إن تراجـع الواليـات املتحـدة ومـا تتعـرض لـه مـن صعوبـات‬ ‫اقتصاديـة‪ ،‬وتوجـه سياسـة الرئيـس ترامـب نحـو العزلـة وتراجـع يف‬ ‫عالقـات واشـنطن مـع االحتـاد األوروبـي وأزمـة عالقاتهـا مـع الصين‬ ‫والتراجـع مـن الشـرق األوسـط وعالقتـه املتوتـرة مـع كوريـا الشـمالية‪،‬‬ ‫يبقـى العالـم العربـي واإلسلامي محـور قـوي علـى مسـتوى العالـم مبـا‬ ‫يحظى به من موقع اسـتراتيجي حيوي وهام يف منطقة حافة أوراسـيا‬ ‫االسـتراتيجية أو مـا يسـمى بالهلال اإلسلامي مـن غـرب الصين‬ ‫للمغـرب العربـي واجلزيـرة العربيـة وجنـوب آسـيا‪ ،‬فـإن العقبـة الكبـرى‬ ‫التي حتد من فعالية املنظمات اإلقليمية هو اخلالفات السياسـية بني‬ ‫الـدول األعضـاء‪ ،‬فاجلامعـة العربيـة ومنظمـة التعـاون اإلسلامي لهـا‬ ‫شبكات متداخلة مع املنظمات اإلقليمية يف إفريقيا ويف آسيا وأوروبا‪،‬‬ ‫وميكن من خالل شـبكة العالقات والتداخل االقتصادي واالسـتراجتي‬ ‫أن حتقـق مزايـا لتحقيـق مصاحلهـا‪ ،‬فاجلامعـة العربية سـبقت االحتاد‬ ‫األوروبـي‪ ،‬الـذي بنـى مؤسسـات سياسـية واقتصاديـة وقانونيـة‪ ،‬رغـم‬ ‫اختلاف القوميـات واللغـات ورغـم احلـروب التـي نشـبت بين أعضائـه‬ ‫باحلربني العامليتني األولى والثانية وقتل املاليني فيها‪ ،‬ولكنها جتاوزت‬ ‫كل ذلـك‪ ،‬وحققـت املصالـح االقتصاديـة واألمـن والسلام بين دولهـا‪،‬‬ ‫والـدول العربيـة لغـة واحـدة وتاريـخ واحـد وعقيـدة‪ ،‬وكل دولهـا حديثـة‬ ‫العهـد‪ ،‬ألنهـا تاريخ ًيـا كانـت ضمـن دولـة واحـدة‪ ،‬وكذلـك مـع منظمـة‬ ‫التعـاون اإلسلامي‪ ،‬التاريـخ اإلسلامي والعقيـدة الواحـدة واملصالـح‬ ‫املشـتركة‪ ،‬فـإذا اسـتطاعت جتـاوز اخلالفـات السياسـية ميكـن تكـون‬ ‫رائـدة يف النظـام العاملـي‪ ،‬ويف ظـل انهيـار الشـيوعية وأزمـة الرأسـمالية‬ ‫يبقـى الطريـق الثالـث يف النظـام اإلقليمـي العربـي واإلسلامي‪ ،‬وميكـن‬ ‫التأكيـد علـى العالقـات االقتصادية والثقافية واالجتماعية واحلد على‬ ‫األقـل مـن خالفاتهـا السياسـية وبنـاء التعـاون يف البنيـة التحتيـة‪.‬‬ ‫ورغم حالة الضعف التي تعاني منها اجلامعة العربية‪ ،‬فاملستقبل‬ ‫بالتأكيد إلى اإلقليم العربي وعمقه االستراتيجي منظمة التعاون‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬فاألنظمة السياسية يف حالة تطور والعامل السياسي‬ ‫متغير‪ ،‬ولكن الشعوب عبر التاريخ تعيد كتابة التاريخ‪ ،‬فقد تتراجع‬ ‫يف فترة ولكنها تتقدم يف فترات أخرى‪ ،‬ظهر االحتاد السوفيتي‬ ‫على أنقاض روسيا القيصرية ولكنه انهار يف مدة عمر رجل واحد‪،‬‬ ‫وكانت بريطانيا الدولة األولى يف العالم بالقرن التاسع عشر ‪Pax‬‬ ‫‪ ،Britannica‬ولكنها تراجعت بعد احلرب العاملية األولى‪ ،‬وظهرت‬ ‫أمريكا دولة أولى ‪ Pax Americana‬وهي تتراجع اليوم‪ ،‬ولذا تبقى‬ ‫املنطقة العربية وعمقها اإلسالمي بتاريخها مهد احلضارات واألديان‬ ‫وما بها من خيرات‪ ،‬فإنها قادرة لتعيد تاريخها وتبقى اإلقليم املؤثر‬ ‫والفعال باملستقبل وحركة التاريخ تؤكد األيام دول!‬ ‫* أستاذ العلوم السياسية يف جامعتي الحسني بن طالل وامللك عبد العزيز سابقًا‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ً‬ ‫نشيطا عندما كانت القاهرة قلعة حركات التحرر‬ ‫العربية لعبت دو ًرا‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬وعند نشوب حرب ‪1973‬م‪ ،‬دعمت دول منظمة الوحدة‬ ‫اإلفريقية (التعاون حال ًيا) الدول العربية‪ ،‬فقبل حرب أكتوبر‪1973‬م‪،‬‬ ‫كانت إلسرائيل عالقات دبلوماسية مع ‪ 25‬دولة إفريقية‪ ،‬ولكن مع‬ ‫يناير ‪1974‬م‪ ،‬تقلص هذا العدد ليصل خمس دول فقط هي‪ :‬جنوب‬ ‫إفريقيا‪ ،‬ليسوتو‪ ،‬ماالوي وسوازيالند وموريشيوس‪ ،‬فاملوقف العربي‬ ‫املوحد أدى إلى وقوف الدول اإلفريقية ودعمها للعرب‪ ،‬باعتبار مصر‬ ‫دولة إفريقية وحاجة إفريقيا للدعم االقتصادي العربي بعد استعمال‬ ‫البترول كسالح يف املعركة‪ .‬ولكن عودة اخلالفات العربية وموقف‬ ‫بعض الدول العربية من إسرائيل دفع بعض الدول اإلفريقية إلعادة‬ ‫العالقات الدبلوماسية مع إسرائيل؟‬

‫منـظـمــــة التعـــاون اإلســـامي‪ :‬تعميـــق الروابـــط والدفـــاع‬ ‫عـــن الحقـــوق‬

‫حتــل الذكــرى اخلمســن ملنظمــة التعــاون هــذا العــام ففــي‬ ‫ســبتمبر ‪1969‬م‪ ،‬تأسســت منظمــة املؤمتــر اإلســامي‪ ،‬منظمــة‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪143‬‬ ‫نـوفـمـبــر ‪2019‬‬

‫‪67‬‬

‫ملف العدد‬

‫التعــاون حال ًيــا كــرد فعــل علــى حريــق املســجد األقصــى مــن قبــل‬ ‫عناصــر يهوديــة‪ ،‬وملواجهــة هــذا العــدوان دعــا امللــك فيصــل ابــن عبــد‬ ‫العزيــز عاهــل اململكــة العربيــة الســعودية لقمــة إســامية وجمــع فيهــا‬ ‫إيــران وباكســتان ومصــر واملغــرب وبقيــة الــدول العربيــة واإلســامية‪،‬‬ ‫ووصــل عــدد منظمــة التعــاون حال ًيــا ‪ 57‬دولــة مــن أكبــر التكتــات‬ ‫بعــد األمم املتحــدة‪ ،‬يضــم هــذا التكتــل ‪ 1400‬مليــون نســمة بــه املــوارد‬ ‫االقتصاديــة والطاقــة وموقــع اســتراتيجي هــام بــن قــارات العالــم‪،‬‬ ‫وتســتطيع أن تكــون مؤثــرة عامل ًيــا‪ ،‬وأصبحــت دول املنظمــة تتعــاون يف‬ ‫املجــاالت العلميــة والثقافيــة واالقتصاديــة وتأســس البنــك اإلســامي‬ ‫للتنميــة يقــوم بــدور فعــال يف مســاعدة الــدول اإلســامية الفقيــرة‬ ‫واملســاهمة يف بنــاء املؤسســات الثقافيــة واالقتصاديــة‪ ،‬كمــا أن بعــض‬ ‫الــدول اإلســامية غنيــة بالبتــرول والغــاز ولهــا دور فعــال يف سياســة‬ ‫النفــط والغــاز وهــذا لــه دور يف االقتصــاد العاملــي‪ ،‬وهنــاك ثــاث دول‬ ‫إســامية يف قمــة العشــرين‪ :‬الســعودية‪ ،‬تركيــا وإندونيســيا‪ ،‬وهــذه‬ ‫الــدول لهــا دور إقليمــي وعاملــي‪ ،‬والتعــاون بــن القمــة و التعــاون‬ ‫اإلســامي واجلامعــة العربيــة يخــدم املصالــح العربيــة واإلســامية‪.‬‬

‫عالقات دول منظمة التعاون اإلسالمي مع اجلامعة العربية وغيرها من تكتالت أخرى‬

‫وتعتبــر منظمــة دول عــدم االنحيــاز ذات أهميــة كبــرى ً‬ ‫أيضــا‬ ‫للــدول العربيــة واإلســامية ملــا لهــا مــن تأثيــر فيهــا‪ ،‬وســاهمت يف‬ ‫تأســيس هــذه املنظمــة يف منتصــف القــرن العشــرين‪ ،‬وكانــت مصــر‬ ‫وأندونيســيا والهنــد رواد منظمــة عــدم االنحيــاز‪ ،‬والتــي تقــف إلــى‬

‫جانــب القضايــا العربيــة وخاصــة القضيــة الفلســطينية‪ ،‬وكانــت‬ ‫الــدول العربيــة تدعــم حــركات التحــرر العاملــي‪.‬‬ ‫تشكل دول عدم االنحياز موق ًفا ثال ًثا بني املعسكر الشيوعي‬ ‫بزعامة االحتاد السوفيتي واملعكسر الرأسمالي بزعامة الواليات‬

‫‪66‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪143‬‬ ‫نـوفـمـبــر ‪2019‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫عــــدم الـثـقــــة الـسـيـاســــية أحـــد مشـــكالت الجامعـــة العربيـــة‬ ‫وفقـــدان التنســـيق واختـــاف األهـــداف أســـباب التراجـــع العربـــي‬ ‫مجــاالت البنــى التحتيــة لالقتصــاد تدفــع للتقــارب بــن الشــعوب‬ ‫وتتداخــل مصالــح الــدول االقتصاديــة‪ ،‬وكان ذلــك وف ًقــا للنظريــة‬ ‫الوظيفيــة للعالقــات بــن الــدول لتجنــب احلــروب‪ ،‬وبالفعــل جنحــت‬ ‫هــذه التجربــة فتطــورت إلــى عقــد اتفاقيــة رومــا حيــث انضمــت‬ ‫عــدة دول أوروبيــة لهــذه املجموعــة التــي أخــذت تعــرف بالســوق‬ ‫األوروبيــة املشــتركة وشــملت ســتة دول‪ :‬بلجيــكا‪ ،‬فرنســا‪ ،‬لوكســمبرج‪،‬‬ ‫أملانيــا الغربيــة‪ ،‬إيطاليــا‪ ،‬وهولنــدا‪ ،‬وأخــذت الــدول تنضــم لهــا تب ًعــا‬ ‫لتحقيــق مصاحلهــا‪ ،‬ففــي عــام ‪1973‬م‪ ،‬انضمــت الدمنــارك وأيرلنــدا‬ ‫واململكــة املتحــدة للجماعــة‪ ،‬فارتفــع العــدد إلــى تســعة أعضــاء‪،‬‬ ‫وانضمــت اليونــان ‪1981‬م‪ ،‬والبرتغــال وإســبانيا ‪1986‬م‪ ،‬وتدفقــت‬ ‫أمــوال االســتثمار بــن الــدول األعضــاء وتوفــر العمــل لأليــدي‬ ‫العاملــة‪ ،‬وشــعرت كل الــدول املشــاركة باملزايــا االقتصاديــة وحريــة‬ ‫التنقــل داخــل االحتــاد‪ ،‬ومــع ســقوط جــدار برلــن ‪1989‬م‪ ،‬وانهيــار‬ ‫االحتــاد الســوفيتي ‪1991‬م‪ ،‬انضمــت النمســا والســويد وفنلنــدا‪ ،‬ثــم‬ ‫توســع بدخــول عشــر دول مــن أوروبــا الشــرقيةعام ‪2004‬م‪ ،‬ورومانيــا‬ ‫وبلغاريــا ‪2007‬م‪ ،‬حتــى أصبــح اليــوم عــدد دول االحتــاد األوروبــي‬ ‫‪ 28‬دولــة‪ ،‬تتحــدث ‪ 24‬لغــة رســمية وهنــاك برملــان أوروبــي ومحكمــة‬ ‫أوروبيــة ومجلــس أوروبــي وعملــة اليــورو لالحتــاد وتنســيق يف‬ ‫السياســة اخلارجيــة‪ ،‬ورغــم نتيجــة االســتفتاء بخــروج بريطانيــا مــن‬ ‫االحتــاد األوروبــي‪ ،‬فإنــه يشــكل قــوة اقتصاديــة عامليــة ويعــزز عالقاته‬ ‫مــع إفريقيــا وأمريــكا الالتينيــة والصــن واالحتــاد الروســي والهنــد‬ ‫بعقــد القمــم الدوريــة‪ ،‬لتوطيــد عالقاتــه مــع التكتــات والــدول‪ ،‬وهــذا‬ ‫يعكــس أن املصالــح االقتصاديــة للدول جتــاوزت اخلالفات واحلروب‪،‬‬ ‫وأصبــح االعتمــاد املتبــادل وســيلة لتحقيــق الســلم واالســتقرار يف دول‬ ‫شــهدت حربــن عامليتــن‪ ،‬فتجــاوزت التعصــب القومــي واخلالفــات‬ ‫اندماجــا اقتصاد ًيــا وتآلفــا بــن شــعوبها باحلــدود‬ ‫املذهبيــة فحققــت‬ ‫ً‬ ‫املفتوحــة وحريــة التنقــل والتملــك واإلقامــة واالســتثمار والعمــل بــن‬ ‫هــذه الــدول األعضــاء رغــم اختــاف العــرق واللغــة؟‬

‫المنظمات اإلقليمية العربية‪ :‬الجامعة العربية‬

‫تعتبر اجلامعة العربية أقدم املنظمات اإلقليمية العربية‪ ،‬ومن أقدم‬ ‫املنظمات العاملية حيث صادف إعالنها يف مارس ‪1945‬م‪ ،‬مع توقيع‬ ‫ميثاق األمم املتحدة يف سان فرنسيسكو بالواليات املتحدة أبريل‬ ‫‪1945‬م‪ ،‬وكان البعد السياسي طاغ ًيا على إنشاء اجلامعة العربية حيث‬ ‫أعلن وزير اخلارجية البريطانية أنطوني إيدن إبان احلرب العاملية‬ ‫الثانية‪ ،‬تصريحه األول يف ‪ 29‬مايو ‪1941‬م‪ ،‬أن بريطانيا ستؤيد كل‬

‫الـتأييد أية خطة تلقى من العرب موافقة عامة‪ ،‬وكرر إيدن تصريحه‬ ‫الثاني يف فبراير ‪1943‬م‪ ،‬يعلن فيه تأييده مساعدة بريطانيا لقيام‬ ‫اجلامعة العربية‪ ،‬وكانت بريطانيا تهدف إلى كسب العرب إلى جانب‬ ‫بريطانيا خالل احلرب العاملية الثانية خاصة أنها كانت تسيطر على‬ ‫معظم الدول العربية وبعد سقوط فرنسا على يد قوات هتلر النازية‪،‬‬ ‫كانت سبع دول عربية‪ :‬مصر‪ ،‬السعودية‪ ،‬العراق‪ ،‬األردن‪ ،‬لبنان‪ ،‬سوريا‪،‬‬ ‫واليمن‪ ،‬وكانت عدم الثقة السياسية إحدى مشكالت اجلامعة العربية‪،‬‬ ‫حتى يف حرب عام ‪1948‬م‪ ،‬ورغم إنشاء قيادة عسكرية موحدة إال‬ ‫أن الدراسات والوثائق أكدت أن أحد أسباب التراجع العربي فقدان‬ ‫التنسيق واختالف األهداف والتنافس‪ ،‬ورغم ذلك تشكل مجلس‬ ‫الدفاع العربي املشترك ضمن اجلامعة وعقدت اتفاقية الدفاع العربي‬ ‫والتعاون االقتصادي ‪1950‬م‪ ،‬وهي خطوة متقدمة‪ ،‬وعملت اجلامعة‬ ‫العربية على استقالل دول املغرب العربي وساعدت الثورة اجلزائرية‬ ‫وحملت القضية الفلسطينية يف احملافل الدولية باعتبارها قضية‬ ‫العرب األولى‪ ،‬وحتى أصبح عدد أعضاء اجلامعة ‪ 22‬دولة عربية‪،‬‬ ‫ورغم تأسيس مجلس الوحدة االقتصادية العربية يف يونيو ‪1957‬م‪،‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن التجارة البينية العربية (‪2017‬م) ال تتعدى ‪ %16‬مقارنة‬ ‫بنحو ‪ %65‬يف دول االحتاد األوروبي‪ ،‬كما أن تكلفة التجارة البينية‬ ‫العربية مرتفعة مقارنة بالتجارة البينية األوروبية‪ .‬وبسبب اخلالفات‬ ‫العربية يف الستينيات من القرن العشرين‪ ،‬والتي أطلق عليها مالكوم‬ ‫كير "احلرب الباردة العربية" تراجع دور اجلامعة‪ ،‬ولكن على إثر هزمية‬ ‫‪1967‬م‪ ،‬تكاتفت الدول العربية وتبنت الالءات الثالث يف قمة اخلرطوم‬ ‫أغسطس ‪1967‬م‪ ،‬وتكلفت الدول البترولية بدعم دول املواجهة‪ ،‬ولكن‬ ‫عادت اخلالفات العربية وتراجع دور اجلامعة بعد زيارة السادات‬ ‫إلسرائيل نوفمبر ‪1977‬م‪ ،‬وانتقل مركز اجلامعة لتونس‪ ،‬ولكن بعد‬ ‫عدة سنوات عاد إلى مركزه الرئيس للقاهرة‪ ،‬وأدت اخلالفات العربية‬ ‫إلنشاء تكتالت إقليمية عربية فرعية مجلس التعاون اخلليجي ‪1981‬م‪،‬‬ ‫ويف عام ‪1989‬م‪ ،‬تأسس احتاد دول املغرب العربي الذي جمد نشاطه‬ ‫بسبب خالفات اجلزائر واملغرب حول قضية الصحراء‪ ،‬وتأسس ً‬ ‫أيضا‬ ‫مجلس التعاون العربي ‪1989‬م‪ ،‬بني أربع دول عربية‪ :‬اليمن‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫مصر والعراق‪ ،‬إال أنه ولد ميتا بسبب االحتالل العراقي لدولة الكويت‪،‬‬ ‫التي تعتبر سابقة خطيرة يف تاريخ العالقات العربية‪ ،‬وأدت إلى شلل‬ ‫النظام اإلقليمي العربي‪ ،‬عندما فشلت اجلامعة يف حل األزمة ومت‬ ‫تدويلها وانقسمت الدول العربية‪ ،‬وكانت كارثة على التكتل اإلقليمي‬ ‫العربي‪ ،‬اجلامعة العربية‪ ،‬وتعتبر اخلالفات العربية السياسية السبب‬ ‫الرئيس يف تراجع دول التكتل اإلقليمي العربي‪ ،‬رغم أن اجلامعة‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪143‬‬ ‫نـوفـمـبــر ‪2019‬‬

‫‪65‬‬

‫ملف العدد‬

‫ارتبطت أهداف تشكيل المنظمات اإلقليمية بإحاطة االتحاد السوفيتي‬ ‫بأحالف عسكرية تخدم المصالح الغربية عىل حساب المصالح العربية واإلسالمية‬ ‫املنظمــات أو التكتــات اإلقليميــة يف العالــم‪ ،‬فأسســت الواليــات‬ ‫املتحــدة منظمــة التجــارة احلــرة ألمريــكا الشــمالية (‪)NAFTA‬‬ ‫‪1994‬م‪ ،‬الــذي يشــمل املكســيك وكنــدا‪ ،‬ومنظمــة منتــدى احمليــط‬ ‫الهــادئ –اآلســيوي (‪ ،)APEC‬التــي اختفــت فيهــا األيديولوجيــا‬ ‫وهيمنــت املصالــح االقتصاديــة علــى أعضائهــا‪ ،‬حيــث ضمــت ‪21‬‬ ‫دولــة منهــا الصــن والواليــات املتحــدة وروســيا االحتاديــة وفيتنــام‬ ‫واســتراليا واليابــان وغيرهــا‪ ،‬وحتولــت منظمــة الوحــدة اإلفريقية إلى‬ ‫االحتــاد اإلفريقــي‪ ،‬باإلضافــة إلــى منظمــات فرعيــة إفريقيــة يغلــب‬ ‫عليهــا الطابــع االقتصــادي مثــل املجموعــة االقتصاديــة لــدول غــرب‬ ‫إفريقيــا (‪ ،)ECOWAS‬ومجموعــة التنميــة إلفريقيــا اجلنوبيــة‬ ‫‪1992‬م‪ ،)SADC( ،‬ومجموعــة شــرق إفريقيــا ‪1999‬م‪،)EAC( ،‬‬ ‫ويف آســيا تشــكل املنتــدى اإلقليمــي ملجموعــة آســيان (‪1994 )ARF‬‬ ‫والتــي تضــم ‪ 25‬دولــة‪ ،‬ومنظمــة شــنغهاي للتعــاون‪2001‬م‪)SCO( ،‬‬ ‫ومنظمــة رابطــة جنــوب آســيا للتعــاون (‪1985 )SAARC‬م‪ ،‬والتــي‬ ‫تضــم ثمانيــة دول منهــا الهنــد وباكســتان وبنغــادش ونيبــال‪ ،‬وقامــت‬ ‫ً‬ ‫أيضــا دول البلطيــق التــي اســتقلت بعــد االنهيــار الســوفيتي بتشــكيل‬ ‫مجلــس منظمــة دول بحــر البلطيــق ‪1992‬م‪ )CBSS( ،‬والــذي يضــم‬

‫‪ 12‬دولــة‪ ،‬وعندمــا شــعرت تركيــا بصعوبــة دخولهــا االحتــاد األوروبــي‬ ‫دفعــت بتشــكيل "منظمــة البحــر األســود للتعــاون االقتصــادي"‬ ‫‪1992‬م‪ )BSEC( ،‬ويضــم ‪ 12‬دولــة‪ ،‬بعــض هــذه الــدول أعضــاء‬ ‫يف االحتــاد األوروبــي‪ ،‬وأصبحــت املنظمــة يف تداخــل اقتصــادي‬ ‫مــع االحتــاد األوروبــي ممــا يحقــق مصالــح للــدول التــي ال تتمتــع‬ ‫بعضويــة االحتــاد‪ ،‬وهــو التفــاف تركــي علــى رفــض عضويتهــا يف‬ ‫االحتــاد األوروبــي‪ ،‬إنهــا (دبلوماســية االختــراق) لتحقيــق أهدافهــا‬ ‫االقتصاديــة والتجاريــة بــدون االلتــزام بشــروط عضويــة االحتــاد‬ ‫الــذي رفضهــا‪.‬‬

‫المنظمات اإلقليمية‪ :‬طريق التعاون لتجنب الحروب‬

‫كان للحــرب العامليــة الثانيــة نتائــج كارثيــة علــى أوروبــا التــي‬ ‫مســرحا للحــرب بــن احللفــاء ودول احملــور‪ ،‬كانــت تدميــ ًرا‬ ‫كانــت‬ ‫ً‬ ‫القتصــاد الــدول املتحاربــة وماليــن البشــر الذيــن قتلــوا‪ ،‬ولذلــك دعــا‬ ‫وزيــر خارجيــة فرنســا روبــرت شــومان ‪ 9‬مايــو ‪1950‬م‪ ،‬إلــى تعــاون‬ ‫اقتصــادي بــن فرنســا وأملانيــا لتجنــب احلــرب مســتقبال‪ ،‬وتأســيس‬ ‫مجموعــة الفحــم والصلــب يف ‪1951‬م‪ ،‬علــى اعتبــار أن التعــاون يف‬

‫‪64‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪143‬‬ ‫نـوفـمـبــر ‪2019‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫التجارة البينية العربية ال تتعدى ‪ %16‬مقابل‪ %65‬في دول االتحاد األوروبي‬

‫المنظمــات اإلقليميــة والقضايــا العربيــة‪:‬‬ ‫رؤيــا الحاضــر واســتراتيجية المســتقبل‬ ‫انتشــرت بعــد نهايــة احلــرب العامليــة الثانيــة ‪1945‬م‪ ،‬ظاهــرة املنظمــات اإلقليميــة‪ ،‬وكانــت متعــددة األهــداف السياســية‬ ‫واالقتصاديــة واالســتراتيجية‪ ،‬حتــى حظيــت املنظمــات اإلقليميــة باالهتمــام األكادميــي يف اجلامعــات األمريكيــة بعــد‬ ‫أن أصبحــت الواليــات املتحــدة زعيمــة العالــم الغربــي‪ ،‬فقــد أنشــئت مراكــز الدراســات اإلقليميــة يف بعــض اجلامعــات‬ ‫عــن الصــن وبعضهــا عــن إفريقيــا وبعضهــا عــن الشــرق األوســط‪ ،‬وانغمــس بعضهــا يف االرتبــاط بالتخطيــط السياســي‬ ‫واالســتراتيجي للحكومــة األمريكيــة‪ ،‬وقــد اهتمــت مراكــز األبحــاث األمريكيــة بالدراســات اإلقليميــة‪ ،‬كمــا أن بعــض الشــركات‬ ‫العمالقــة مولــت بعــض مراكــز األبحــاث اإلقليميــة مثــل شــركات البتــرول ألنــه يهمهــا معرفــة تطــورات األنظمــة السياســية‬ ‫واألوضــاع السياســية واالجتماعيــة يف إفريقيــا وآســيا وأمريــكا الالتينيــة‪ ،‬بــل كانــت بعــض املنظمــات اإلقليميــة لهــا أهــداف‬ ‫اســتراتيجية ضمــن الصــراع الدولــي بــن االحتــاد الســوفيتي والواليــات املتحــدة األمريكيــة‪ ،‬كمــا اهتمــت بريطانيــا أثنــاء‬ ‫احلــرب العامليــة الثانيــة بدراســة األقاليــم وشــجعت علــى إنشــاء املنظمــات اإلقليميــة كمــا هــو يف تأســيس اجلامعــة العربيــة‪.‬‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫منظمات إقليمية‪ :‬البعد األيديولوجي والعسكري‬

‫أسســت الواليــات املتحــدة منظمــة حلــف الناتــو (‪)NATO‬‬ ‫وهــو حلــف عســكري‪ ،‬كمــا تأسســت منظمــة الــدول األمريكيــة‬ ‫(‪1948‬م) (‪ )OAS‬واجلماعــة االقتصاديــة األوروبيــة التــي بــدأت‬ ‫بعــد احلــرب العامليــة الثانيــة كتجمــع اقتصــادي لتجــاوز احلــروب‬ ‫بــن الــدول األوروبيــة مــن خــال اجلماعــة األوروبيــة للفحــم‬ ‫والصلــب (‪1951‬م) ثــم توســعت الــدول التــي انضمــت يف اتفاقيــة‬ ‫رومــا ‪1957‬م‪ ،‬والتــي حتولــت لالحتــاد األوروبــي ‪1993 EU‬م‪ ،‬بعــد‬ ‫توقيــع معاهــدة ماســتريخت بهولنــدا (‪1991‬م)‪ ،‬ومنظمــة الوحــدة‬ ‫اإلفريقيــة (‪ )OAU‬التــي حتولــت ً‬ ‫أيضــا لالحتــاد اإلفريقــي (‪)AU‬‬ ‫ومجموعــة آســيان (‪ )ASEAN‬لتشــمل عشــرة دول جلنــوب شــرق‬ ‫آســيا‪ ،‬ومنظمــة التعــاون االقتصــادي ‪1985‬م‪ )ECO( ،‬التــي شــملت‬ ‫عشــرة دول إســامية‪ ،‬ويف املعســكر الشــرقي تشــكل منظمــة حلــف‬ ‫وارســو (‪ )WARSAW‬والكوميكــون (‪1949( )COMECON‬م)‬ ‫كإطــار تنظيمــي اقتصــادي للــدول الشــيوعية‪ ،‬وكل هــذه املنظمــات‬ ‫اإلقليميــة لهــا أهدافهــا األمنيــة والسياســية واالقتصاديــة يرتبــط‬ ‫بعضهــا بأهــداف يف املنطقــة العربيــة بالــذات كمــا هــو حلــف بغــداد‬ ‫(‪ )1955‬وخرجــت منــه العــراق بعــد انقــاب ‪ 14‬يوليــو ‪1958‬م‪،‬‬

‫(انقــاب عبدالكــرمي قاســم) والــذي ســمي بعــد ذلــك باحللــف‬ ‫املركــزي (‪ )CENTO‬والســنتو‪ ،‬ومنظمــة معاهــدة جنــوب شــرق‬ ‫آســيا ‪.)SEATO‬‬ ‫كان تشــكيل املنظمــات اإلقليميــة‪ ،‬ترتبــط أهدافهــا بإحاطــة‬ ‫االحتــاد الســوفيتي بأحــاف عســكرية‪ ،‬تخــدم املصالــح الغربيــة علــى‬ ‫حســاب املصالــح العربيــة واإلســامية فحلــف بغــداد (املركــزي فيمــا‬ ‫بعــد) كانــت بريطانيــا هندســته وكذلــك حلــف الســيتو‪ ،‬يف الوقــت‬ ‫الــذي أنشــئت إســرائيل عــام ‪1948‬م‪ ،‬علــى أرض فلســطني العربيــة‪،‬‬ ‫ولذلــك قــادت مصــر حملــة قويــة ضــد حلــف بغــداد وإســقاطه‪ ،‬كمــا‬ ‫أن الســعودية كانــت ضــد حلــف بغــداد‪ ،‬كمــا هــو ً‬ ‫أيضــا حلــف الســيتو‬ ‫جتنيــد دول إســامية إيــران وباكســتان يف حتالــف ضــد الســوفيت‬ ‫كمــا عملــت بريطانيــا والواليــات املتحــدة يف جتنيــد تركيــا وباكســتان‬ ‫وإيــران يف احللــف املركــزي‪ ،‬ودخــول تركيــا يف حلــف الناتــو‪.‬‬

‫اإلقليمية الجديدة " االقتصاد أو ًال‬

‫بعــد انهيــار االحتــاد الســوفيتي واختفــاء اخلطــر الشــيوعي‪،‬‬ ‫عــاد االهتمــام بإنشــاء املنظمــات اإلقليميــة‪ ،‬واختفــى اجلانــب‬ ‫األيديولوجــي وســادت املصالــح االقتصاديــة علــى مســتوى معظــم‬

‫‪ 38‬وثيقــة بينهــا ‪ 17‬مذكــرة‬ ‫تفاهــم و‪ 3‬محــاور للشــراكة‬ ‫الســعودية ـ الروســية‬ ‫العــــــدد ‪143‬‬ ‫نــــوفـــمـــبــر ‪2019‬‬

‫أردوغ ــان يه ــرب م ــن مواجه ــة جيش ــه‬ ‫باقتح ــام س ــوريا‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫دور المنظمات اإلقليمية ومؤسسات المجتمع المدني يف قضايا المنطقة‬ ‫▀ ‪ 15‬مؤسس ــة س ــعودية للح ــوار نجح ــت يف خدم ــة المجتم ــع بضم ــان المل ــك وويل العه ــد‬ ‫▀ ال توجــد منظمــة إقليميــة قــادرة علــى التنميــة‪ ..‬وفجــوة بيــن تصميــم البرامــج وتنفيذهــا‬ ‫▀ مــا اســتعصى عــى الغــرب لتحقيــق مصالحــه يف المنطقــة حققتــه المنظمــات بأقــل تكلفــة‬ ‫▀ جمعيـــات غربيـــة تورطـــت فـــي التجســـس بإفريقيـــا‪ ..‬وهويتهـــا الحقيقيـــة إســـرائيلية‬ ‫▀ ‪ 5800‬موقـــع إرهابـــي علـــى االنترنـــت للتضليـــل‪ ..‬وضـــرب خطـــط التنميـــة العربيـــة‬ ‫▀ واجهـــت منظمـــة التعـــاون اإلســـامي اإلرهـــاب اإللكترونـــي بمركـــز األمـــن الســـبراني‬ ‫▀ الوطــن العربــي منطقــة خاليــة مــن روح الســياقات اإلقليميــة ويفتقــر لمؤسســات تكامليــة‬ ‫▀ تركي ــا ش ــكلت منظم ــة البح ــر األس ــود لمواجه ــة فش ــلها يف االنضم ــام لالتح ــاد األوروب ــي‬ ‫▀ ‪ 7‬برام ــج ف ــي ‪ 34‬مج ـ ًـال يتبعه ــا ‪ 114‬مكو ًن ــا لتحقي ــق االس ــتراتيجية الزراعي ــة العربي ــة‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪142‬‬ ‫أكـــتـــوبــر ‪2019‬‬

‫‪63‬‬

‫ملف العدد‬

‫منظمـــة شـــنغهاي لهـــا بعـــد عســـكري وأطلـــق عليهـــا "ناتـــو‬ ‫الشـــرق" للتـــوازن االســـتراتيجي مـــع "الناتـــو" يف مناطـــق حيويـــة‬ ‫م ــن القم ــح‪ ،‬وأن أوزباكس ــتان لوحده ــا تأت ــي يف املرتب ــة الثاني ــة يف‬ ‫العال ــم م ــن حي ــث إنت ــاج القط ــن ومنتجات ــه كزي ــت ب ــذرة القط ــن‪،‬‬ ‫ولهـــذا تســـتطيع دول اخلليـــج العربـــي أن تســـتثمر يف املجـــال‬ ‫الزراعـــي لتوفيـــر حاجياتهـــا والتصديـــر كمشـــاريع اســـتثمارية‬ ‫زراعي ــة م ــع اجلمهوري ــات اآلس ــيوية اإلس ــامية‪ .‬وأخ ــذت التج ــارة‬ ‫تنمـــو بـــن الســـعودية وأوزباكســـتان‪ ،‬فقـــد بلـــغ حجـــم التجـــارة‬ ‫بينهمـــا ‪ 279‬مليـــون ريـــال ســـعودي عـــام ‪2016‬م‪ ،‬وكان فائـــض‬ ‫لصالـــح أوزباكســـتان ‪197‬مليـــون ريـــال‪.‬‬ ‫كمـــا وقعـــت الســـعودية عـــد ًدا مـــن مذكـــرات التفاهـــم‬ ‫ووضـــع خارطـــة للعالقـــات التجاريـــة مـــع كازاخســـتان‪ ،‬يف‬ ‫أكتوبــر ‪2016‬م‪ ،‬بقيمــة ‪ 182‬مليــون ريــال‪ ،‬وتســعى كازاخســتان‬ ‫الســـتثمار دول اخلليـــج يف قطـــاع الزراعـــة والبتروكيماويـــات‬ ‫إضافـــة لقطـــاع التعديـــن‪.‬‬

‫القوة الناعمة الخليجية‬

‫إن التعـــاون بـــن دول مجلـــس التعـــاون ودول آســـيا الوســـطى‬ ‫ميك ــن أن يحق ــق ت ــوازن ق ــوى إقليم ــي‪ ،‬حي ــث ي ــؤدي إل ــى ت ــوازن م ــع‬ ‫إي ــران وتركي ــا يف اجلمهوري ــات اإلس ــامية مب ــا يحق ــق االس ــتقرار‬ ‫اإلقليمــي واالســتقرار الداخلــي يف مقاومــة اإلرهــاب ونشــر اإلســام‬ ‫املعتــدل خاصــة ملكانــة اململكــة العربيــة الدينيــة‪ .‬أســهمت اململكــة يف‬ ‫بن ــاء امل ــدارس يف اجلمهوري ــات اإلس ــامية واس ــتقبلت ط ــاب العل ــم‬ ‫يف اجلامعــات الســعودية‪ .‬وإن التعــاون يف املجــاالت اإلســامية ذات‬ ‫أهمي ــة لتعمي ــق العالق ــات م ــن خ ــال الق ــوة الناعم ــة بفت ــح املراك ــز‬ ‫الثقافي ــة ل ــدول املجل ــس يف ه ــذه ال ــدول وتدري ــس اللغ ــة العربي ــة‬ ‫التــي جتــد إقبــاال مــن شــعوب آســيا الوســطى لغــة القــرآن‪ ،‬وإحيــاء‬ ‫ذكــرى علمــاء املســلمني يف هــذه يكــون بــادرة قيمــة‪ ،‬وأســهمت مــدن‬ ‫إس ــامية يف آس ــيا الوس ــطى بش ــكل كبي ــر يف احلض ــارة اإلس ــامية‪،‬‬ ‫فبخـــارى (أوزباكســـتان) موطـــن اإلمـــام البخـــاري‪ ،‬وفـــاراب‬ ‫(كازاخســـتان) موطـــن العالـــم الفارابـــي وخـــوارزم (أوزباكســـتان)‬ ‫موط ــن الريحان ــي البيرون ــي وس ــمرقند (أوزباكس ــتان) بل ــد اإلم ــام‬ ‫الس ــمرقندي صاح ــب الس ــن وأب ــي منص ــور املاتري ــدي إم ــام أه ــل‬ ‫الس ــنة واجلماع ــة وترم ــذ (أوزباكس ــتان) موط ــن اإلم ــام الترم ــذي‬ ‫صاح ــب اجلام ــع الصحي ــح‪ ،‬وله ــذا ف ــإن إقام ــة املؤمت ــرات العلمي ــة‬ ‫ح ــول ت ــراث ه ــؤالء العلم ــاء يق ــرب ش ــعوب ال ــدول‪ ،‬وتعم ــق العالق ــة‬ ‫بـــن دول املجلـــس ودول اجلمهوريـــات اآلســـيوية‪ ،‬فالثقافـــة عامـــل‬ ‫مهـــم يف عالقـــات الـــدول‪ ،‬فالـــدول الكبـــرى تنفـــق علـــى مراكزهـــا‬

‫الثقافيـــة يف اخلـــارج ولغتهـــا ألنهـــا وســـيلة لتحقيـــق مصاحلهـــا‬ ‫وتعزيــز نفوذهــا‪ .‬وقــد أعلنــت منظمــة التعــاون اإلســامي أن مدينــة‬ ‫"أمل ــا أت ــا" املدين ــة الكب ــرى يف كازاخس ــتان بأنه ــا عاصم ــة الثقاف ــة‬ ‫اإلســـامية لعـــام ‪2015‬م‪ ،‬وهـــي بـــادرة مهمـــة يف التعـــاون الثقـــايف‬ ‫ب ــن ال ــدول اإلس ــامية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫متلـــك دول مجلـــس التعـــاون اخلليجـــي أوراقـــا سياســـية‬ ‫واقتصاديــة وحضاريــة متعــددة لتوســيع نفوذهــا ومكانتهــا مــع دول‬ ‫آس ــيا الوس ــطى‪ ،‬وجن ــد الزي ــارات املتك ــررة لزعم ــاء ه ــذه ال ــدول‬ ‫للبح ــث ع ــن اس ــتثمارات وعالق ــات جتاري ــة‪ ،‬وإن تش ــجيع الس ــياحة‬ ‫وتبـــادل البعثـــات العلميـــة واالعتمـــاد املتبـــادل كفيـــل التعـــاون‬ ‫السياســـي واالســـتراتيجي‪ ،‬وملكانـــة اململكـــة العربيـــة الســـعودية‬ ‫الدينيـــة عنـــد الشـــعوب اإلســـامية آلســـيا الوســـطى أهميـــة يف‬ ‫تعزيـــز العالقـــات بـــدول اخلليـــج‪ ،‬ويف ظـــل التنافـــس علـــى هـــذه‬ ‫ال ــدول‪ ،‬ف ــإن للعالق ــة م ــع دول آس ــيا أهمي ــة يف حتقي ــق الت ــوازن‬ ‫اإلقليمـــي لتبـــادل املصالـــح‪.‬‬ ‫إن الصحـــوة اإلســـامية التـــي شـــهدتها دول آســـيا الوســـطى‬ ‫كان ــت مقلق ــة لروس ــيا االحتادي ــة والوالي ــات املتح ــدة‪ ،‬ألنه ــا خش ــيت‬ ‫حت ــول ه ــذه الصح ــوة إل ــى واق ــع سياس ــي‪ ،‬فكم ــا الباحث ــة جلن ــار‬ ‫كندارباليـــف يف مقالـــة لهـــا عـــن اســـتقالل هـــذه اجلمهوريـــات‬ ‫اإلســامية املســتقلة يف مجلة ‪1993 Asian Affairs‬م‪ ،‬أن تشــكيل‬ ‫فيدراليـــة لهـــذه الـــدول اخلمـــس وجمـــع املســـلمني يف كومنولـــث‬ ‫ال ــدول املس ــتقلة وال ــدول اإلس ــامية املج ــاورة له ــا ميك ــن أن تش ــكل‬ ‫تكتــل جيواســتراتيجي يواجــه النظــام االقتصــادي االجنلوسكســوني‪،‬‬ ‫وه ــذا م ــا أقل ــق الوالي ــات املتح ــدة لتبنيه ــا نظري ــة س ــبيكمان "حاف ــة‬ ‫اليابس ــة ‪ "Rim-land‬من ــذ نهاي ــة احل ــرب العاملي ــة الثاني ــة‪ ،‬أن ال‬ ‫تك ــون ه ــذه املنطق ــة م ــن غ ــرب الص ــن‪ ،‬تركس ــتان الش ــرقية ودول‬ ‫آســـيا الوســـطى اإلســـامية مـــرو ًرا حتـــى دول مجلـــس التعـــاون‬ ‫اخلليجـــي ووادي النيـــل واملغـــرب العربـــي (الهـــال األخضـــر‬ ‫اإلســـامي)‪ ،‬أن ال تكـــون منطقـــة حتـــت ســـيطرة قـــوة واحـــدة‪،‬‬ ‫وتس ــتطيع دول اخللي ــج االس ــتفادة م ــن املزاي ــا االس ــتراتيجية ل ــدول‬ ‫آســـيا الوســـطى اإلســـامية وصحوتهـــا الدينيـــة وتقـــدمي منـــوذج‬ ‫اإلســام املعتــدل وقوتهــا الناعمــة خلدمــة مصاحلهــا وتعزيــز األمــن‬ ‫اخلليج ــي خاص ــة واألم ــن العرب ــي عام ــة‪.‬‬ ‫* أستاذ العلوم السياسية يف جامعتي الحسني بن طالل وامللك عبد العزيز سابقًا‬

‫‪62‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪142‬‬ ‫أكـــتـــوبــر ‪2019‬‬

‫مقال‬

‫الطاقة والخبرات العلمية مجاالت للتعاون‬

‫إن دول آســـيا الوســـطى غنيـــة بالبتـــرول والغـــاز الطبيعـــي‬ ‫والثـــروات الزراعيـــة واملعدنيـــة وتوفـــر امليـــاه‪ ،‬ممـــا يوفـــر مجـــاالً‬

‫واسـ ـ ًعا ل ــدول مجل ــس التع ــاون اخلليج ــي واجلمهوري ــات اآلس ــيوية‬ ‫للتعـــاون فيمـــا بينهـــا‪ ،‬خاصـــة يف مجـــال إنتـــاج البتـــرول والغـــاز‬ ‫الطبيع ــي والتحك ــم يف األس ــعار‪ ،‬وااللت ــزام بقواع ــد اإلنت ــاج ملنظم ــة‬ ‫أوبــك رغــم أنهــا ليســت عضـ ًوا فيهــا‪ ،‬كمــا تنســق روســيا يف مســألة‬ ‫اإلنت ــاج م ــع منظم ــة أوب ــك‪ .‬وتأت ــي أهمي ــة التع ــاون العلم ــي ض ــرورة‬ ‫لالســـتفادة مـــن خبـــرات اجلمهوريـــات اإلســـامية‪ ،‬حيـــث ورثـــت‬ ‫ه ــذه ال ــدول ق ــدرات وخب ــرات نووي ــة عالي ــة الكف ــاءة بع ــد انهي ــار‬ ‫االحت ــاد الس ــوفيتي‪ ،‬ومتل ــك قاع ــدة ضخم ــة وكبي ــرة م ــن العلم ــاء‬ ‫واملتخصصـــن يف كثيـــر مـــن املجـــاالت احليويـــة منهـــا الفيزيـــاء‬ ‫والكيميـــاء وصناعـــة األســـلحة بأنواعهـــا‪.‬‬ ‫وقـــد أثـــار ذلـــك حفيظـــة الـــدول الغربيـــة‪ ،‬الواليـــات املتحـــدة‬ ‫وإســرائيل خو ًفــا مــن انتقــال اخلبــرات العلميــة للــدول العربيــة خاصــة‬ ‫الت ــي لديه ــا اإلمكاني ــات املالي ــة‪ ،‬وس ــارعت واش ــنطن وإس ــرائيل إل ــى‬ ‫اخت ــراق اجلمهوري ــات اإلس ــامية ملن ــع التع ــاون العرب ــي وخاص ــة دول‬ ‫املجلــس أو دول عربيــة مــن اســتقطاب اخلبــرات النوويــة إليهــا‪ ،‬كمــا‬ ‫حــدث عندمــا مت اســتقطاب العلمــاء األملــان بعــد هزميــة أملانيــا النازيــة‬ ‫وكانــت مصــر يف الســتينات قــد اســتقطبت بعضهــم لتطويــر صناعــة‬ ‫الصواريـــخ فيهـــا‪ .‬وتعتبـــر أوزباكســـتان أكبـــر دول آســـيا الوســـطى‬ ‫ووص ــل ع ــدد س ــكانها إل ــى ‪ 24‬ملي ــون نس ــمة وه ــي الثاني ــة ب ــن دول‬ ‫آســيا الوســطى يف مســتوى التقــدم الصناعــي والعلمــي والتقنــي بعــد‬ ‫دولــة كازاخســتان‪ ،‬وأوزباكســتان ســادس دول العالــم يف إنتــاج الذهــب‬ ‫ورابعـــة يف احتياطـــي خـــام الفضـــة‪ .‬وكان رئيـــس أوزباكســـتان أول‬ ‫م ــن زار ال ــدول العربي ــة بع ــد انهي ــار االحت ــاد الس ــوفيتي للبح ــث ع ــن‬ ‫التع ــاون االقتص ــادي وجل ــب االس ــتثمارات العربي ــة إل ــى أوزباكس ــتان‪.‬‬ ‫وقـــد زار رئيـــس كازاخســـتان نـــور ســـلطان نزارياييـــف اإلمـــارات‬ ‫يف مـــارس ‪2019‬م‪ ،‬كمـــا زار يف نفـــس الفتـــرة رئيـــس أوزباكســـتان‬ ‫ش ــوكت ميرضيائي ــف دب ــي ووق ــع مذك ــرات تفاه ــم واتفاقي ــات ب ــن‬ ‫صن ــدوق أب ــو ظب ــي للتنمي ــة ووزارة االس ــتثمار والتج ــارة اخلارجي ــة‬ ‫األوزبكيــة ومذكــرة تفاهــم بــن موانــئ دبــي العامليــة لتعزيــر العالقــات‬ ‫االقتصادي ــة م ــع اإلم ــارات العربي ــة املتح ــدة‪.‬‬

‫منتدى االقتصاد والتعاون العربي ودول آسيا الوسطى اإلسالمية‬

‫كانـــت اململكـــة العربيـــة الســـعودية ومصـــر همـــا الســـباقتان‬ ‫لتوطي ــد العالق ــة م ــع جمهوري ــات آس ــيا الوس ــطى اإلس ــامية عل ــى‬ ‫املس ــتوى الثق ــايف والسياس ــي واالقتص ــادي‪ ،‬وتوج ــت ه ــذه العالق ــة‬ ‫بإع ــان منت ــدى االقتص ــاد والتع ــاون العرب ــي ودول آس ــيا الوس ــطى‬ ‫باإلضاف ــة لدول ــة أذربيج ــان الت ــي تعتب ــر م ــن دول القوق ــاز‪ ،‬وق ــد‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫عقـــد املنتـــدى يف دورتـــه األولـــى يف ‪ 11‬مايـــو ‪2014‬م‪ ،‬يف مدينـــة‬ ‫الري ــاض‪ ،‬وكان قب ــل ذل ــك بش ــهر عق ــد يف أبري ــل ‪2014‬م‪ ،‬بالري ــاض‬ ‫ً‬ ‫أيضــا‪ ،‬اجتمــاع الغــرف واالحتــادات العربيــة ومثيالتهــا بجمهوريــات‬ ‫آســيا الوســطى وأذربيجــان‪ ،‬ومت االتفــاق علــى تشــجيع االســتثمارات‬ ‫املتبادلـــة وتشـــجيع رجـــال األعمـــال بـــن دول املنتـــدى لالســـتثمار‬ ‫وتفـــادي ازدواج الضريبـــة وتطويـــر قطاعـــات النقـــل البـــري‬ ‫والبح ــري والس ــكك احلديدي ــة‪ ،‬وتنس ــيق التع ــاون بينه ــا يف القضاي ــا‬ ‫االقتصاديــة والتجاريــة والتعــاون مــع األطــراف الدوليــة واإلقليميــة‪.‬‬ ‫عق ــد املنت ــدى دورت ــه الثاني ــة يف أكتوب ــر ‪2017‬م‪ ،‬يف مدين ــة دوش ــنبة‬ ‫عاصم ــة طاجكس ــتان‪ ،‬حض ــره وزراء اخلارجي ــة واالقتص ــاد وامل ــال‬ ‫وه ــي خط ــوة متقدم ــة للتب ــادل والتع ــاون‪ ،‬فاإلم ــارات العربي ــة مث ـ ً‬ ‫ـا‬ ‫بلـــغ التبـــادل التجـــاري مـــع طاجكســـتان عـــام ‪2016‬م‪ ،‬حوالـــي ‪40‬‬ ‫ملي ــون دوالر‪ ،‬وق ــد وقع ــت مجموع ــة مبادل ــة لالس ــتثمار اإلماراتي ــة‬ ‫ثالثـــة اتفاقيـــات مـــع حكومـــة أوزباكســـتان يف مـــارس ‪2019‬م‪ ،‬يف‬ ‫قطاعـــات توليـــد الكهربـــاء والطاقـــة املتجـــددة والنفـــط والغـــاز‬ ‫والصناعـــات الغذائيـــة ويعتقـــد أن تصـــل هـــذه االســـتثمارات إلـــى‬ ‫عشــرة مليــارات دوالر‪ ،‬وقــد وقــع االتفاقيــات عــن أوزباكســتان وزيــر‬ ‫االســـتثمار والتجـــارة اخلارجيـــة ســـاردور امورزاكـــوف‪.‬‬ ‫وقــد جتــاوز التعــاون والتبــادل التجــاري بــن دول املجلــس ودول‬ ‫آســيا الوســطى إلــى تعزيــز اإلرث احلضــاري وتطويــر برنامــج الثقافــة‬ ‫والترجمــة وإقامــة املعــارض املشــتركة واأليــام الثقافيــة املتبادلــة‪ ،‬وهي‬ ‫وســيلة هامــة لتعزيــز الروابــط بــن شــعوب هــذه الــدول والروابــط‬ ‫بــن مراكــز البحــوث والدراســات واملراكــز العلميــة وتبــادل البعثــات‬ ‫العلميــة‪ ،‬خاصــة أن هنــاك إرث حضــاري قــوي يربــط الــدول العربيــة‬ ‫وخاصــة دول اخلليــج ومصــر والشــام للهجــرات مــع شــعوب هــذه‬ ‫الــدول التــي قدمــت مــن دول آســيا أثنــاء االحتــال الروســي آلســيا‬ ‫الوســطى واالضطهــاد يف العهــد الشــيوعي‪.‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي‪ :‬المظلة الجامعة‬

‫بعـــد اســـتقاللها مباشـــرة‪ ،‬انضمـــت دول آســـيا الوســـطى‬ ‫اإلس ــامية وأذربيج ــان إل ــى منظم ــة التع ــاون اإلس ــامي ( منظم ــة‬ ‫املؤمتـــر اإلســـامي ســـاب ًقا)‪ ،‬وحيـــث أن منظمـــة التعـــاون تتبنـــى‬ ‫برامــج التعــاون االقتصــادي بــن دول املنظمــة‪ ،‬فقــد تبنــت املنظمــة‬ ‫مب ــادرة دول ــة كازاخس ــتان إلنش ــاء منظم ــة لألم ــن الغذائ ــي وتك ــون‬ ‫حتــت مظلــة منظمــة التعــاون اإلســامي والبنــك اإلســامي للتنميــة‪،‬‬ ‫ف ــدول آس ــيا الوس ــطى غني ــة مبص ــادر املي ــاه وأراضيه ــا اخلصب ــة‬ ‫الصاحل ــة للزراع ــة‪ ،‬وأن الزراع ــة حتت ــاج إل ــى التموي ــل للمش ــاريع‪،‬‬ ‫فهـــذه اجلمهوريـــات كانـــت تنتـــج ‪ %96‬مـــن إنتـــاج القطـــن و‪%78‬‬ ‫م ــن إنت ــاج الص ــوف يف االحت ــاد الس ــوفيتي املنح ــل‪ ،‬وكازاخس ــتان‬ ‫لوحده ــا كان ــت تنت ــج ‪ %33‬م ــن إجمال ــي إنت ــاج االحت ــاد الس ــوفيتي‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪142‬‬ ‫أكـــتـــوبــر ‪2019‬‬

‫‪61‬‬

‫ملف العدد‬

‫يمكــن أن تقــدم دول الخليــج التفســير الصحيــح لإلســام يف مواجهــة‬ ‫الحــركات المتطرفــة ومواجهــة المــد اإليرانــي يف آســيا الوســطى‬ ‫لالحتاد الســوفيتي ميتد من جمهوريات آســيا الوســطى حتى اخلليج‬ ‫العربــي‪ ،‬فــإن هــذا التصريــح يعــزز أهميــة االرتباط االســتراتيجي بني‬ ‫دول مجلــس التعــاون وبــن اجلمهوريــات اإلســامية آلســيا الوســطى‪،‬‬ ‫واجلديــر بالذكــر أنــه منــذ عهــد روســيا القيصريــة يف القــرن التاســع‬ ‫عشــر وهــي تســعى للوصــول إلــى البحــار الدافئــة‪ ،‬منطقــة اخلليــج‬ ‫بحــر العــرب واحمليــط الهنــدي‪ ،‬وأرســل الســوفيت قنصـ ً‬ ‫ا عا ًمــا لهــم‬ ‫للســعودية عــام ‪1926‬م‪ ،‬كــرمي حكيمــوف‪ ،‬كمــا زار األميــر فيصــل‬ ‫امللــك فيمــا بعــد‪ -‬االحتــاد الســوفيتي عــام ‪1932‬م‪ ،‬وكان االهتمــام‬‫الســعودي املبكــر باملســلمني يف آســيا الوســطى ومحاولــة إيجــاد توازن‬ ‫يف عالقاتهــا بــن موســكو ولنــدن‪ .‬وإذا كان مولوتــوف أشــار للعمــق‬

‫االســتراتيجي‪ ،‬فــإن العمــق االســتراتيجي لــدول اخلليــج العربــي اآلن‬ ‫يشــمل جمهوريــات آســيا الوســطى اإلســامية مبــا متلكــه مــن ثــروات‬ ‫ومــوارد وموقــع اســتراتيجي وروابــط احلضــارة اإلســامية‪ ،‬وأن ‪%93‬‬ ‫مــن ســكانها مــن املســلمني وأغلبهــم مــن املذهــب الســني يف ظــل‬ ‫صحــوة إســامية تشــهدها هــذه الــدول‪ ،‬بعــد زوال الشــيوعية ونهايــة‬ ‫احلكــم الســوفيتي واســتقاللها‪ .‬وميكــن أن تلعــب دول املجلــس دو ًرا‬ ‫حيو ًيــا يف تقــدمي التفســير الصحيــح لإلســام ورســالته الســمحه يف‬ ‫مواجهــة احلــركات األصوليــة املتطرفــة ومواجهــة املــد اإليرانــي يف‬ ‫آســيا الوســطى حيث تنشــط يف توزيع الكتب الدينية يف طاجكســتان‬ ‫لتحــدث ســكانها الطاجيــك اللغــة الفارســية‪.‬‬

‫‪60‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪142‬‬ ‫أكـــتـــوبــر ‪2019‬‬

‫مقال‬

‫اتفاقيـات السـتعمال القواعـد اجلويـة يف كازاخسـتان وطاجكسـتان‪،‬‬ ‫وخاصـة عندمـا قامـت باحتلال أفغانسـتان‪ .‬ولكـن الصين وروسـيا‬ ‫حـذرت واشـنطن مـن اسـتمرار وجودهـا‪ ،‬وبالفعـل مت إغلاق القاعدة‬ ‫األمريكيـة يف أوزباكسـتان عـام ‪2006‬م‪ ،‬وكذلـك مراجعـة عقـد إيجـار‬ ‫القاعـدة األمريكيـة يف قرغيزسـتان‪.‬‬ ‫أنشـأت روسـيا والصين منظمـة شـنغهاي للتعـاون االقتصـادي‬ ‫ملواجهـة واشـنطن‪ ،‬ضمـت إليهـا كازاخسـتان‪ ،‬أوزباكسـتان‪،‬‬ ‫طاجكسـتان وقرغيزسـتان‪ ،‬باالضافـة للهنـد وباكسـتان ودول مراقبـة‬ ‫مثل أفغانسـتان وإيران وأخرى شـريكة لها‪ .‬إن منظمة شـنغهاي ذات‬ ‫الوجـه االقتصـادي لهـا بعـد عسـكري آخـر أطلـق عليها "ناتو الشـرق"‬ ‫إليجـاد التـوازن االسـتراتيجي مـع حلـف الناتـو‪ ،‬خاصـة يف مناطـق‬ ‫حيويـة كآسـيا الوسـطى والشـرق األوسـط واخلليـج العربـي؟‬ ‫وكان دانيـل فريـد مسـاعد وزيـر اخلارجيـة األمريكيـة لشـؤون‬ ‫أوراسـيا قد بني األهداف االسـتراتيجية أمام جلنة الشـؤون اخلارجية‬ ‫للشـرق األوسـط وآسـيا الوسـطى يف ‪ 27‬أكتوبـر ‪2005‬م‪ ،‬املتمثلـة األمـن‬ ‫األمريكـي‪ ،‬والطاقـة والتعـاون االقتصـادي ونشـر القيـم األمريكية حتت‬ ‫شعار احلرية‪ ،‬وتتناقض مصالح الدول ألن األمن األمريكي يتناقض مع‬ ‫أمن كل من الصني وروسـيا فالقواعد العسـكرية تهديد لهما‪ ،‬والتعاون‬ ‫االقتصـادي يعنـي االسـتثمارات والتجـارة سـيأتي علـى حسـاب مصالح‬ ‫الصين وروسـيا االقتصاديـة‪ ،‬والرأسـمالية األمريكيـة واقتصـاد السـوق‬ ‫احلر يتناقض مع األنظمة الشـمولية يف كل من الصني وروسـيا وبعض‬ ‫دول آسـيا الوسـطى‪ ،‬ولهـذا جنـد أن الصين وروسـيا دفعـت إلغلاق‬ ‫القواعد األمريكية كما فعلت يف قرغيزستان‪ ،‬وتساعد الدولتان وبشكل‬ ‫خفـي حركـة طالبـان يف مقاومتهـا للوجـود األمريكـي يف أفغانسـتان ألن‬ ‫تكـون فيتنـام الواليـات املتحـدة اجلديـدة‪ ،‬ولذلـك دعـت روسـيا قـادة‬ ‫حركـة طالبـان للوسـاطة بين القيـادات األفغانيـة‪ ،‬فعـدو األمـس أصبـح‬ ‫صديـق اليـوم‪ ،‬لتغيـر الظـروف واألحـوال‪ .‬وقـال قائد القـوات األمريكية‬ ‫يف أفغانستان جون نيكلسون يف مقابلة له مع هيأة اإلذاعة البريطانية‬ ‫‪ BBC‬يف ‪ 23‬مايـو ‪2018‬م‪ ،‬أن أسـلحة روسـية وجـدت مـع مقاتلـي‬ ‫طالبـان هربـت عبـر حـدود طاجكسـتان‪ ،‬وتدخلت روسـيا للوسـاطة بني‬ ‫طالبـان واحلكومـة األفغانيـة‪ ،‬وتـردد أن وفـدًا مـن طالبـان زار موسـكو‪،‬‬ ‫وكان آخرها بعد أن أعلن ترامب نهاية التفاوض مع طالبان‪ ،‬فقد وصل‬ ‫وفد طالبان إلى موسكو يف ‪ 14‬سبتمبر ‪2019‬م‪ ،‬والتقى مع ممثل بوتني‬ ‫إلى أفغانسـتان زامير كابولوف‪ ،‬إنها لعبة شـطرجن جديدة تلعبها حركة‬ ‫طالبـان وموسـكو مع واشـنطن؟‬ ‫وإذا كانـت الـدول الكبـرى تتنافـس وتتصـارع يف آسـيا الوسـطى‪،‬‬ ‫فـإن الـدول اإلقليميـة تسـعى ً‬ ‫أيضـا لتحقيـق مصاحلهـا مثـل تركيـا‬ ‫وإيـران وباكسـتان والهنـد‪ .‬وتشـكل الـدول اإلسلامية بآسـيا‬ ‫الوسـطى مـع تركيـا وأفغانسـتان وباكسـتان وإيـران منظمـة التعـاون‬ ‫االقتصـادي ‪ ،ECO‬وهـي عشـر دول إسلامية‪ ،‬وترتبـط تركيـا‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫بروابـط لغويـة وعرقيـة ألن دول آسـيا الوسـطى تتحـدث اللغة التركية‬ ‫رغـم االختالفـات البسـيطة بينهـا يف اللهجـات مـا عـدا طاجكسـتان‬ ‫التـي تتحـدث الفارسـية‪ ،‬كمـا أنهـا تنتمـي إلـى العـرق التركـي مـن‬ ‫تركسـتان حتـى البلقـان ولذلـك تشـكلت رابطـة الشـعوب التركيـة‬ ‫لتحقيـق املصالـح املشـتركة وتقـدمي النمـوذج التركـي لهذه الـدول التي‬ ‫اسـتقلت بعـد انهيـار االحتـاد السـوفيتي عـام ‪1991‬م‪ ،‬وتنشـط تركيـا‬ ‫مجـاالت التعليـم والثقافـة يف هـذه اجلمهوريـات عبر سلسـلة املدارس‬ ‫واجلامعـات التركيـة‪ ،‬وجـذب الطلاب مـن اجلمهوريـات اآلسـيوية‬ ‫للدراسـة يف اجلامعـات التركيـة يف إطـار اخلطـة االسـتراتيجية‬ ‫للرئيـس الراحـل تورجـوت أوزال لدعـم الهويـة والثقافـة التركيـة يف‬ ‫جمهوريـات آسـيا الوسـطى اإلسلامية‪ ،‬فتركيـا تركـز علـى القـوة‬ ‫الناعمـة لتعزيـز وجودهـا باجلمهوريـات‪ ،‬وقـد تبنـت حكومـة حـزب‬ ‫العدالـة والتنميـة يف عهدهـا "دبلوماسـية بنـاء املسـاجد" وتدريـس‬ ‫الطلاب مـن اجلمهوريـات يف مـدارس خطيـب إمـام التركيـة‪.‬‬ ‫أمـا إيـران فحاولـت تطبيـق منوذجهـا لهـذه الـدول وتعميـق‬ ‫عالقاتهـا‪ ،‬خاصـة ملشـاركتها باحلدود على بحـر قزوين الغني بالبترول‬ ‫ومحاولـة املشـاركة يف االسـتثمار يف الطاقـة‪ ،‬وحشـد الدعـم السياسـي‬ ‫لهـا مـن هـذه الـدول يف مقاومة التطرف بالنسـبة إليـران‪ ،‬ولها عالقات‬ ‫مـع أذربيجـان ألن شـمال إيـران تربطـه عالقـات عرقيـة مـع أذربيجـان‪.‬‬ ‫أمـا بالنسـبة للهنـد القـوة الصاعـدة‪ ،‬فهـي تعتبـر آسـيا الوسـطى‬ ‫منطقـة حيويـة واسـتراتيجية‪ ،‬فنمـو التيـارات واألحـزاب اإلسلامية‬ ‫يف آسـيا الوسـطى يقلقهـا‪ ،‬وخاصـة مـع صراعهـا مـع باكسـتان حـول‬ ‫قضيـة كشـمير‪ ،‬ولذلـك تبنـت الهنـد سياسـة "االجتـاه شـماالً"‪ ،‬وإقامـة‬ ‫عالقـة مـع أفغانسـتان بعـد سـقوط حركـة طالبـان ‪2001‬م‪ ،‬ولكـن عودة‬ ‫طالبـان بقـوة اآلن أربكـت حسـابات الهنـد يف آسـيا الوسـطى‪ ،‬خاصـة‬ ‫أن منافسـتها باكسـتان تعتبر دول آسـيا الوسـطى العمق االسـتراتيجي‬ ‫لهـا‪ ،‬وحيـث مصـادر الطاقـة ونقـل أنابيب البترول إلى موانئ باكسـتان‪،‬‬ ‫كمـا أن عالقـة باكسـتان االسـتراتيجية مـع الصين تقلـق الهنـد‪ ،‬ولكـن‬ ‫دخولهـا يف منظمـة شـنغهاي للتعـاون‪ ،‬يخفـف الصـراع بين الـدول‬ ‫اإلقليمية احمليطة بآسيا الوسطى‪ ،‬ويف ظل خالفات الواليات املتحدة‬ ‫مع الصني وإيران وروسـيا سيشـكل نقطة ضعف للوجود األمريكي يف‬ ‫آسـيا الوسـطى‪ ،‬ويف ظل هذه الظروف الدولية واإلقليمية تصبح آسـيا‬ ‫الوسطى مناسبة للتعاون بني دول اخلليج العربي بشكل خاص والدول‬ ‫العربيـة بشـكل عـام‪ ،‬ملـا متلكـه دول املجلـس من مـوارد مالية ومكانة يف‬ ‫منظمـة التعـاون اإلسلامي‪ ،‬وهنـاك فرصـة قويـة للتعـاون االقتصـادي‬ ‫والسياسـي والثقـايف‪.‬‬

‫دول آسيا الوسطى كنز استراتيجي لدول المجلس‬

‫إذا كان وزيــر اخلارجيــة الســوفيتي مولوتــوف قــد صــرح عــام‬ ‫‪1940‬م‪ ،‬أثنــاء احلــرب العامليــة الثانيــة‪ ،‬بــأن العمــق االســتراتيجي‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪142‬‬ ‫أكـــتـــوبــر ‪2019‬‬

‫‪59‬‬

‫ملف العدد‬

‫تملك دول "التعاون" أوراقًا متعددة لتوسيع نفوذها ومكانتها مع دول آسيا الوسطى‬

‫دول الخليج العربي وجمهوريات آسيا الوسطى‪:‬‬ ‫القوة الناعمة ‪ -‬والتوازن اإلقليمي‬ ‫كتــب مستشــار األمــن القومــي األمريكــي الراحــل زبجنيــو بريجنســكي يف مؤلــف رقعــة الشــطرجن‪" :‬إن أوراســيا هــي رقعــة‬ ‫الشــطرجن التــي يتواصــل فوقهــا الصــراع مــن أجــل الســيادة العامليــة‪ .‬وبالرغــم مــن أن اجليواســتراتيجيا ميكــن أن تقــارن‬ ‫بالشــطرجن‪ ،‬فــإن رقعــة الشــطرجن األوراســية بيضويــة الشــكل ال تشــغل العبــن اثنــن بــل عــدة العبــن ميتلــك كل العــب منهــم‬ ‫كميــات متباينــة مــن القــوة‪ .‬يســتقر الالعبــون الرئيســيون يف الغــرب‪ ،‬والشــرق‪ ،‬واملركــز‪ ،‬واجلنــوب"‪ .‬وتعتبــر جمهوريــات آســيا‬ ‫الوســطى اإلســامية "بلقــان أوراســيا ‪ ،"Eurasian Balkans‬ونعلــم أن شــبه جزيــرة البلقــان‪ ،‬اندلعــت منهــا شــرارة احلــرب‬ ‫العامليــة األولــى‪ ،‬وآســيا الوســطى تعتبــر محــور قلــب اليابــس يف نظريــة ماكنــدر التــي أكــد فيهــا أن من يســيطر على شــرق أوروبا‬ ‫يســيطر علــى قلــب اليابــس ومــن يســيطر علــى قلــب اليابــس يســيطر علــى جزيــرة العالــم‪ ،‬وبالتالــي يســيطر علــى العالــم‪ ،‬ولذلك‬ ‫كان وال يــزال الصــراع الدولــي واإلقليمــي علــى اجلمهوريــات اإلســامية بآســيا الوســطى‪ ،‬ألهميتهــا االســتراتيجية واالقتصادية‬ ‫واحلضاريــة‪ ،‬فاجلمهوريــات اخلمــس‪ :‬كازاخســتان‪ ،‬أوزباكســتان‪ ،‬تركمنســتان‪ ،‬طاجيكســتان‪ ،‬قرغيزســتان‪ ،‬ومعهــا أذربيجــان‬ ‫تتاخــم حدودهــا دوالً إســامية وهــي‪ :‬أفغانســتان وباكســتان وإيــران وتركيــا‪ ،‬ودوالً غيــر إســامية مثــل‪ :‬الصــن والهنــد وروســيا‬ ‫االحتاديــة‪ ،‬وحتــى دولــة كبــرى الواليــات املتحــدة قفــزت بــكل قوتهــا بعــد انهيــار االحتــاد الســوفيتي‪ ،‬إلقامــة قواعــد عســكرية‬ ‫وتأكيــد وجودهــا يف منطقــة آســيا الوســطى‪ ،‬فالغــزو ألفغانســتان ‪2001‬م‪ ،‬كان لــه أهدافــه االســتراتيجية بعيــدة املــدى مســتغلة‬ ‫أحــداث ‪ 11‬ســبتمبر‪ ،‬كمــا أن بريطانيــا العظمــى كان لهــا تاريخهــا يف اللعبــة الكبــرى يف آســيا الوســطى وبالــذات الصــراع مــع‬ ‫االمبراطوريــة الروســية‪ ،‬وتتحــرك دول أخــرى يف الصــراع لهــذه املنطقــة مثــل إســرائيل التــي تســعى بقــوة ألن تكــون دول آســيا‬ ‫الوســطى ضمــن اســتراتيجية األطــراف اإلســرائيلية اجلديــدة لإلحاطــة بالعالــم العربــي ودول اجلــوار العربــي اإلســامية‪.‬‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫صراع الدول الكبرى والدول اإلقليمية‬

‫حتتــوي جمهوريــات آســيا الوســطى علــى البتــرول والغــاز‬ ‫الطبيعــي وغنيــة باملعــادن والزراعــة ومنطقــة عبــور بــن الشــرق‬ ‫والغــرب‪ ،‬فكازخســتان وتركمانســتان واوزباكســتان تعتمــد يف‬ ‫اقتصادهــا علــى مــا تصــدره مــن مصــادر الطاقــة‪ ،‬وتأتــي كازخســتان‬ ‫كإحــدى الــدول الرئيســة املنتجــة للبتــرول يف أوروبــا و أوراســيا بعــد‬ ‫روســيا والنرويــج‪ ،‬وتتفــوق علــى أذربيجــان يف إنتــاج البتــرول وتعتمــد‬ ‫عليــه يف اقتصادهــا‪ ،‬رغــم أنهــا منتــج للغــاز الطبيعــي الــذي يصــدر‬ ‫عبــر األنابيــب إلــى روســيا وبعضــه إلــى الصــن‪ .‬أمــا تركمانســتان‬ ‫فهــي غنيــة بالغــاز الطبيعــي ومصــدر لــه والســوق الرئيــس لــه الصــن‬ ‫حيــث صــدرت يف عــام ‪2016‬م‪ 37.3 ،‬بليــون متــر مكعــب‪ .‬وتصــدر‬ ‫أوزباكســتان الغــاز الطبيعــي إلــى كازاخســتان وروســيا والصــن‪ .‬توفــر‬

‫الطاقــة يدفــع الشــركات العامليــة للتنافــس علــى االســتثمار يف هــذه‬ ‫الــدول واســتغالل املعــادن فيهــا كمــا أن توفــر مــوارد امليــاه جعــل‬ ‫أراضيهــا ذات أهميــة لإلنتــاج الزراعــي؟‬ ‫وألهميـة هـذه الـدول اجليواسـتراتيجية واالقتصاديـة‪ ،‬جنـد‬ ‫أن روسـيا اعتبرتهـا ضمـن مناطـق نفوذهـا االسـتراتيجي‪ ،‬ولذلـك‬ ‫اعتبـرت يف االسـتراتيجية الروسـية "مبـدأ مونـرو الروسـي"‪ ،‬ويعنـي‬ ‫أن يتبنـى مبـدأ الرئيـس األمريكـي مونـرو ‪1823‬م‪ ،‬عندمـا اعتبـر أن‬ ‫أمريـكا اجلنوبيـة منطقـة نفـوذ أمريكـي حتـذر الـدول األوروبيـة مـن‬ ‫التدخل فيها‪ ،‬ولذلك حذرت روسـيا الواليات املتحدة‪ ،‬عندما حاولت‬ ‫األخيـرة إقامـة قواعـد عسـكرية يف بعـض اجلمهوريـات‪ ،‬وضغطـت‬ ‫روسـيا علـى اجلمهوريـات ألن تطلـب مـن واشـنطن إغلاق قواعدهـا‪،‬‬ ‫كما يف أذربيجان وقرغيزستان وأوزباكستان‪ ،‬وكانت واشنطن عقدت‬

‫األميــر محمد بن ســلمان لـ (ســي‬ ‫بــي إس)‪ :‬كرامــة المملكــة فوق‬ ‫كل االعتبارات وأمنها خط أحمر‬ ‫العــــــدد ‪142‬‬ ‫أكـــــتــــــوبــر ‪2019‬‬

‫العســاف‪ :‬أرض الحرميــن الشــريفين لــم‬ ‫تكــن يو ًمــا دعــاة حــرب لكــن لــن تتوانــى‬ ‫يف الدفــاع عــن مقدســاتها‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫عالقات دول الخليج مع جمهوريات آســيا الوســطى‪ :‬آفاق وطموحات‬ ‫▀ ضـــرورة تأســـيس بنـــك معلومـــات عـــن فـــرص االســـتثمار يف الجمهوريـــات الخمـــس‬ ‫▀ ‪ 19.5‬تريليـــون متـــر مكعـــب مـــن الغـــاز فـــي تركمانســـتان تجعلهـــا الخامســـة عالم ًيـــا‬ ‫▀ ســـفير الســـعودية‪ 10:‬اتفاقيـــات مـــع تركمانســـتان نقلـــت العالقـــات لمرحلـــة التنفيـــذ‬ ‫▀ س ــفير أوزباكس ــتان‪ :‬تب ــادل ال ــرؤى م ــع الس ــعودية لتحدي ــد المواق ــف الخارجي ــة المش ــتركة‬ ‫▀ ســـفير طاجيكســـتان‪ 400 :‬مشـــروع تنتظـــر االســـتثمار ونأمـــل فـــي شـــراكة الســـعودية‬ ‫▀ الســـفارة القرغيزيـــة‪ :‬الصنـــدوق الســـعودي أطلـــق اســـتثمارات بـــ ‪ 120‬مليـــون دوالر‬ ‫▀ أوزباكســـتان تســـتطيع تلبيـــة ‪ %75‬مـــن احتياجـــات الســـعودية مـــن المـــواد الغذائيـــة‬ ‫▀ طاجيكســـتان نقضـــت عضويـــة إيـــران يف منظمـــة شـــنغهاي لدعمهـــا حـــزب النهضـــة‬ ‫▀ أم ــن المعلوم ــات ف ــي آس ــيا الوس ــطى ض ــرورة لحماي ــة حكوم ــات ودول حديث ــة التش ــكيل‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ـر ال ـ ـ ـرا د ا ـ لعـد‬ ‫ا ع ـ ا س سـ ـد‬ ‫را‬ ‫ـرا‬ ‫التـ ا ـرا تع دا ـ ل ـ ـ ـ ـ ب‬ ‫لـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـرا ا ـ‬ ‫لت ـ‬ ‫ـر ا‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ا م ـ س ا ال م العرا س‬ ‫ا‬ ‫الت‬ ‫ع د ا‬ ‫ـ‬ ‫د ا‬ ‫ا‬ ‫دا ـ مـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ س سـ ا ت د ـ ـ ـرا‬ ‫لـ‬ ‫ـ التعـ‬ ‫ال ـع د ا ـ ا ـ ا‬ ‫مـ‬ ‫سـ‬ ‫ر‬ ‫ال ـد ا ا‬ ‫لـ التـ ا ـرا لعـ‬ ‫ال سـ‬ ‫ـ ـر ا ـد د ا را ـ‬ ‫ـ ا ـ عـ‬ ‫ـرا‬ ‫ال ـ ا‬ ‫عتبـر د ـ ال ـ ا ـ ـرا‬ ‫ـ د ـ ل ت ـ لـ عـ‬ ‫ـ ا ـرا ل تعـ‬ ‫ـد ـ د ا ـت ب ال ر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ تم ـ ا را ـ‬ ‫ـ ل ع ـ الت‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا‬

‫السيناريو األمريكي‪ :‬تصعيد إىل طريق المفاوضات‬ ‫ســ ــ ا ــت د ا‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ ال ــ ا ت ــد ــ ا ــت د ال‬ ‫ــد اد ـ‬ ‫ا ت د ـ اســترا‬ ‫ــع‬ ‫ا د ـ ا ـ‬ ‫ـ ا سـ‬ ‫ـ‬ ‫لم‬ ‫ــم ا ـ‬ ‫لـ د لـ‬ ‫سـ‬ ‫ل ـ‬ ‫ت ـ الــد ال بــر‬ ‫لـ‬ ‫ـ ر ـ‬ ‫ـ د‬ ‫مـ‬

‫ــ ا ــ ا را ــ‬ ‫ــ ــ ا ــ س ســ‬ ‫لـ‬ ‫د ر ـ ل بتــر‬ ‫ـد‬ ‫دا را ـ لـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫د ا ـدا‬ ‫ا تــرا البر ـ‬

‫مقال‬

‫ا ـ‬ ‫ر ـ‬ ‫م ـ‬

‫العــدد ‪141‬‬ ‫سـبـتـمـبر ‪2019‬‬

‫‪25‬‬

‫ملف العدد‬

‫ـ ا ــر‬ ‫م ـ ــر ال ـ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ـ ر تـ ال ـ ا ت ــد ر‬ ‫ـ ا عـ‬ ‫ــب الت ـ الد ل ـ‬

‫ـ‬ ‫ـ لـ‬

‫سيناريو التعاون األمني العربي ـ اإلسامي ألمن الخليج‬ ‫ــ الت ــ‬ ‫ــر ل ا ــ‬ ‫ــ ا التعــ‬ ‫ســ‬ ‫ا ا ــ ــ ــرا ا ســت ب ال ــع د ل ــ ا را ــ‬ ‫ل ــ الد ســ‬ ‫ــرا الر ــ‬ ‫الب د ــ‬ ‫بــ‬ ‫مـ تم ـ‬ ‫لـ ا ا ـ الع ـ ر‬ ‫مـ ا ســر ا بــر‬ ‫مــ التعــ‬ ‫ــ‬ ‫مــ‬ ‫ل ــ د الر ــ د لت ــ‬ ‫ـ‬ ‫ر ـ ل ـ د‬ ‫ــت‬ ‫ـ‬ ‫د ـ‬ ‫ا سـ‬ ‫ع م ـ‬ ‫ـ‬ ‫م ـ ل تع ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد س ـ‬ ‫عـ‬ ‫ـ التعـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ــد ل بتــر‬ ‫د‬ ‫التعــ‬ ‫ــ ا ــر‬ ‫ــر‬ ‫د ا عــ العر ــ د ــ‬ ‫ـ ا ـ العر ـ‬ ‫مـ ل ســت را‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا‬ ‫ــر الت ــ الد لــ‬ ‫ــ‬ ‫لـ‬ ‫ـ ــرا ـ‬ ‫ـ سـ‬ ‫را ـ ســت ا د ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ د ا‬ ‫ت ـ د سـ التعـ‬ ‫ــت ب‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ــ را ــ ا ب ــ‬ ‫ــ ل‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا‬ ‫* أستاذ العلوم السياسية ‪ -‬جامعتي الحسني بن طالل وامللك عبدالعزيز سابقًا‬

‫‪24‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪141‬‬ ‫سـبـتـمـبر ‪2019‬‬

‫مقال‬ ‫عد‬

‫ل بتــر ل ـ‬ ‫ـ عـ الع ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ر ــ‬

‫ب ـ ا ــد ا‬ ‫سـ البتــر الع ـ‬ ‫ل ـ‬ ‫ـ ال ــع د ـ ا ــد ا‬ ‫ــ الر ســ عمــ ع ــ ل ــ‬ ‫ال‬ ‫ا ــت ا م ـ الد ل ـ‬ ‫ــ د ــ ــ ال ــ ــ ا ــ‬ ‫ســ لــ‬ ‫ــع‬ ‫بـ مـ ال ــر‬ ‫ب ـ‬ ‫عـ د ـ سـ‬ ‫ــرا‬ ‫ـ‬ ‫ــر ــر التعـ ال سـ ا ـ ـ د ا‬ ‫ا سـ‬ ‫تر ــ ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ ا‬ ‫مــ التعــ‬ ‫ــ ــرا‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ ا ت ـ ـ ا ـ ا را ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ا م ـ‬ ‫سـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ رـ‬ ‫ـ‬ ‫الت ـ د ـ دا را ـ ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫د ـ لـ ــر ال ـ ا ا ب ـ لـ ا ا ر ـ ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫سـ‬ ‫ــرا ـ‬ ‫عـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ال ـ الـ‬ ‫ـ الر سـ‬ ‫ــر ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫را ـ‬ ‫ـ ــرا‬ ‫التعـ‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫د ــ ا ــ ا را ــ‬ ‫ــد‬ ‫ــ‬ ‫ـ لـ ــد‬ ‫ـ الد ـ الر سـ ل ـ ال سـ‬ ‫الد لـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ســم ل ـ ال ـ ال ـ‬ ‫ـ ا تر ـ‬ ‫ــر‬ ‫ـ‬ ‫ــر ـ د سـ لت ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ اســت را‬ ‫ـ ا‬ ‫د لـ ر ـ ـ‬ ‫ــ ا ــ البر ــ التــ‬ ‫ل ــ ا ــ ا ــر ل ت ــ‬ ‫ـ ـ اســتمرا‬ ‫ـ ـ ال ـ ا ت ــد‬ ‫تمت ـ ع ـ‬ ‫ـ د ا ـدا‬ ‫ـ ر ـ‬ ‫ـ مـ ـ ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ت ـ‬ ‫ا ت ـ ال ـ ا را ـ د ال عـ ا را ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـدا‬ ‫ـ ا ــر‬ ‫ـ ر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ر‬ ‫ــ‬ ‫ــ ل ــ ا ــر ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــد الت ع ــد ــ ا ــ‬ ‫ــ ــ ــ ع ــ‬ ‫ــ ر‬ ‫ـ ا ر ـ ال ــر‬ ‫ا تبع ـ الع ـ البر‬ ‫ال سـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ لد ـ‬ ‫ـ ا ـ ـ ر‬ ‫ـ‬ ‫ا سـ‬ ‫ال ـ ا ت ــد عتبر ـ ـ ا ر ـ ـ ال ــر ا سـ‬ ‫ت ـ الـ‬ ‫ـ ا ـ ب ـ مـ ـ‬ ‫ا ـ العر ـ لـ ا‬ ‫ـ ا ‪Lords of Desert: the battle‬‬ ‫ـ‬ ‫ــد‬ ‫‪between the United States and Great Britain for‬‬ ‫‪supremacy to the Middle East‬‬ ‫ـــ‬ ‫ال ـــر ال ســـ البر ـــ الرا ـــ ا ـــ‬ ‫تـــ‬ ‫بـــ ا ت ـــ ا ـــد‬ ‫ـــ عـــد ـــ ال ـــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ال ــر ا سـ ـ ـ ـ ا ر ـ ـ‬ ‫دا ـ ـ الر ـ ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ را ـ‬ ‫ـ ا ـ البر ـ ـ الت ـ‬ ‫ــر‬ ‫لد بــر ا ب ــر ال ـ‬ ‫ـ ا ـ بــر ـ ـ‬ ‫ا را ـ‬ ‫ــ‬ ‫لـ ـ‬ ‫ــ ا ر ــ‬ ‫ا‬ ‫ا را ـ ـ ا ـ ـ ال ـ ـ‬ ‫ــت ع ا‬ ‫ـ‬ ‫ــر‬ ‫ال ـ ا ت ــد‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـــ عـــد ر ـــ‬ ‫ر‬ ‫ـــ‬ ‫عـــ ا ـــ‬ ‫العمـــ‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ا ــد‬ ‫د ــ ا ــ‬ ‫عــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا ــ د ا‬ ‫عــ د ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــ عــ د ا‬ ‫ــ ر‬ ‫ـــ ع ـــ‬ ‫ـــ الت‬ ‫ا ـــ البر ـــ لع‬ ‫ـــر ـــ‬ ‫ــ‬ ‫ــر ا‬ ‫ــد ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫س ــم ت ا ــد ا ــد ر‬ ‫ـ بـ ـ د الـ ا عــد ـ‬ ‫ر ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫البر‬ ‫ــ ا ــ س ســ‬ ‫ــ الــ ا ا د ــد لــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ـ ـ لـ ت ـ‬ ‫ــد ـ ــرا‬ ‫ال ـ ا ر ـ ا ت‬ ‫ـ ـ ا ـ ـ ال ـ ـ ا را ـ ـ ‪The Hell‬‬ ‫ــ ــ ا‬ ‫ــ بتع ــد ــ‬ ‫ــ ر‬ ‫ســ ا ــ د ا‬ ‫ـــ‬ ‫ــ‬ ‫الت ع ـــد ـ ـ ـــرا‬ ‫س ســـ دا را ـــ‬ ‫ــد‬ ‫ر ــ ت ــ ا ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫س سـ ـ ال ـ ـ ا ت ــد‬ ‫ـــ‬ ‫ا ـــت ب ـــ ترا ـــ‬ ‫ـــ ـــ ـــرا‬ ‫د ـــ‬ ‫م تـ ـ ا ت ـ ـ ال د ـ ـ‬ ‫ــ‬ ‫لم‬

‫موقف الدول اإلقليمية من األزمة‬ ‫ـر ـد‬ ‫ـ‬ ‫ـ ت ـ‬ ‫ـ ا ـدا‬ ‫ا‬ ‫ـ ا ت دـ‬ ‫ـ لـ‬ ‫الـد ا‬ ‫لم ـ ا ر ـ‬ ‫ال ـر‬ ‫ـ‬ ‫ـ اسـت م‬ ‫ـ ـرا سـ ا‬ ‫ـ ال ـر ا ر ـ‬ ‫ـ عتبر ـ ر ـ ب ـ لعـد‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ـرا ا ـ الـد ا‬ ‫ا سـت م ا الت ـ‬ ‫لـ‬ ‫ـ‬ ‫ترا ا ر‬ ‫ـ ت‬ ‫عد‬ ‫را م‬ ‫ت الد ا سـ‬ ‫ـ ر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ د ـ د سـ ل ـ بتعـد ـ س سـ را ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ر ـ‬ ‫ل ـ د ـ‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫ـرا ـد‬ ‫ـ ـ ـرا‬ ‫لـ‬ ‫ـ‬ ‫لـ‬ ‫ـد الت ع ـد الع ـ‬ ‫ا ـد ـ‬ ‫مـرا ـ‬ ‫ـ الـ ا الب ـت‬ ‫ـد ـر‬ ‫ـ‬ ‫ر ـ ل عـ ل ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ا‬ ‫ع ـد الت ـرا‬ ‫ـ ـد ـ‬ ‫سـ‬ ‫ـ لـ‬ ‫م ـ ا ـرا‬ ‫ـر‬ ‫ـت‬ ‫را‬ ‫ـد ا‬ ‫ال ـ الرا ـ‬ ‫بـ ال ـ‬ ‫ـ س ـ ـ‬ ‫ـتر‬ ‫د دـ‬ ‫ـ د ـ سـر‬ ‫ـ‬ ‫ـرا‬ ‫ـ‬ ‫ال مـ الدا ـ التـ ـ‬

‫حتمية الجغرافيا والتاريخ‬ ‫ـرا ر ـ لـ‬ ‫ـر الع ـ ـ د ا ـ العر ـ‬ ‫ـ ـ تد ـ ال ـ الدا ـ مـ ا‬ ‫د ـ ا‬ ‫لب ـ ال مـ ـ ـم‬ ‫د ـ العـرا سـ‬ ‫الب ر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا عتبـر د ـدا ل ـ ا‬ ‫ال ـ ال ـ ع‬ ‫ـد ـرا‬ ‫ـ ل ـ د ا ـ ل ـ ـ العمـ الع ـ ر‬ ‫ال‬ ‫را ا سـر‬ ‫م د ا‬ ‫را ب ـرا‬ ‫ع‬ ‫ـ س سـ ل ـ ل ـ‬ ‫د ـ ا ا ـرا‬ ‫ا بـر ـ لـ‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ـ‬ ‫ـ‬

‫ـ البر‬ ‫ــر ل‬ ‫را ـ ـ ا‬ ‫ا ـ‬ ‫ــر ـ‬ ‫ــر ــت ر‬ ‫ـ‬ ‫ســت ب ب ع ـ ــر ـ‬ ‫ــ ــ ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ـ لـ‬ ‫را ـ ال سـ‬ ‫ــ ا ر ــ ال د ــ لعــ‬

‫ـ دا‬ ‫ا ـ‬ ‫البر ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ــرا ل‬ ‫التـ ســر‬ ‫د ل ـ‬ ‫لـ د ا ـ ـ‬ ‫ـ ا دا‬ ‫عت ــد‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ا تــ‬ ‫ـ لعــد بــر‬ ‫الد سـ‬ ‫لــ الــر العــ ا ر ــ ا ت‬ ‫ـ را ـ ــعب را ـ‬ ‫را ــ ع ــ‬ ‫ــ ــرا‬ ‫ــ الت د ــدا ا ت ــر‬ ‫د ـ سـ‬ ‫ـر‬ ‫مـ‬ ‫الد ـ‬ ‫ــرا ا ــد تـ‬ ‫ــدد عمــ‬ ‫ــ‬ ‫ــد‬ ‫ــر د‬ ‫ــرا‬ ‫ـ العم ـ الع ـ ر‬ ‫ـ ر ـ ــر ب ـ‬ ‫ـ ر‬ ‫ـ ـد‬ ‫ـ بــر ا ل ـ‬ ‫د ـ‬ ‫ــ بر ــر ــر ــ‬ ‫ــردا‬ ‫ا ا‬ ‫ــ ال ــ ــ ترا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ل ــ‬ ‫دا ـ‬ ‫ـ ر س ـ د ا ـ الع ل ـ‬ ‫مـ‬ ‫لـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــر د ــر ــد ت ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ت‬ ‫د ل ــ‬ ‫ــد ـ را ـ ال ـ ت ا ــد ـ ‪Rand‬‬ ‫ــ ا را ــ‬ ‫ــر ا‬ ‫‪ Paul‬ا تمــ ــ‬ ‫ــ ا تم ــ‬ ‫ــ‬ ‫د ــ‬ ‫مــد ــ اد ر ــ‬ ‫ا‬ ‫ا د ا را‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ا ت ــد‬ ‫ـ‬ ‫ــد‬ ‫ـ‬ ‫دـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ رـ‬ ‫لـ‬ ‫ا ت ــد‬ ‫ـ‬ ‫ـ اـ‬ ‫ـ ال ــر ا سـ‬ ‫ا ب ــر ا ر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ رـ‬ ‫ــر‬ ‫ـ‬ ‫‪( The New Yorker‬‬ ‫دا را ـ ـ‬ ‫بـ ا ــر ـ ا ـ‬ ‫را ـ ـ ـ‬ ‫ــ م ــ ــرا ال ــ‬ ‫ــ د الب ــ ا ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫را ــ‬ ‫ــ د ــ‬ ‫ــ ال ــ د ا را ــ ا تــ‬ ‫ـ الر ـ ال ر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا تم ـ ا مع ـ الع ـ ا ــد‬ ‫ـ د ــر ـ ال ــر الب ا‬ ‫ــرا‬ ‫ـ‬ ‫ــر‬ ‫مـ‬ ‫ـ ال ـ ا ا ر ـ ــرا ا ـ را ـ‬ ‫عــد ا ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ ال ــر‬ ‫ــد ــرا د‬ ‫ـر‬ ‫ـ ا را ـ‬ ‫ــر ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ا ـ ا ر ـ ــر‬ ‫ـ الــر الع ـ‬ ‫مـ م ـ‬ ‫لـ‬ ‫مــد ـ اد ر ـ‬ ‫ــرا‬ ‫ـ الع ـ‬ ‫ا ر ـ ـ د ــد ـ ال ــر ا‬ ‫ــ عمــ‬ ‫ــ ال‬ ‫ا‬ ‫ل ــر‬ ‫ــ ــر‬ ‫ــد‬ ‫ــ ــ دا‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا ــ ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــرا‬ ‫ـ ال ــر‬ ‫ـ ا التمد ــد ـ عـ ــر الع ـ‬ ‫را ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ـ ال ــدا ـ الــد ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــراد دا ـ‬ ‫لبع ـ‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪141‬‬ ‫سـبـتـمـبر ‪2019‬‬

‫‪23‬‬

‫ملف العدد‬

‫الوساطة بين واشنطن وطهران‬ ‫ــد‬ ‫ـ‬

‫ب ــ‬ ‫ا‬

‫ــ‬ ‫ــر ا‬ ‫ــ م ــ ر ــدا را ــ‬ ‫ــتمر ـ دا را ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـا ا‬ ‫ــرا ـ‬ ‫ـ الـ ا ال ـ ـ‬ ‫ــد ا ــرا‬ ‫ا را ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ال ـ ا را ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ لر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ل ـ‬ ‫د ـ‬ ‫ـ را ـ‬ ‫ال ـ ت ـ‬ ‫تا ـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ـ ع ـ ـ الد س ـ م ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــر الر ـ ا را ـ‬ ‫ـ الر ـ ال ر ـ‬ ‫لـ‬ ‫ــرا‬ ‫ـ العم ـ سـ ـ ـ لـ‬ ‫ــر ا‬ ‫ــ تمتــ ســ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ســر‬ ‫ــ‬ ‫ا لــ‬ ‫ــرا ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد ـ‬ ‫مـ ع ـ‬ ‫ـ‬ ‫رـ‬ ‫ـ س ــرا‬ ‫م ـ العــرا‬ ‫ــرا ــ ا لــ ا ر ــ‬ ‫ال ــر‬ ‫ـ‬ ‫ــر‬ ‫ـ لـ د ـ د‬ ‫ــرا‬ ‫ــ ا را ــ دا را ــ‬ ‫الت ع ــد ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ت ــ ــ ــ الت ع ــد ــ‬ ‫ـ‬ ‫مـ ال سـ الع ـ ال ــر الت ر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــرا‬ ‫تـ‬ ‫الب د ـ‬ ‫ا ـ ل‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ دا را ـ ل ـ ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫بـ‬ ‫ـ‬ ‫ــر ا‬ ‫ا تــر‬ ‫ال ــد ـ ال ر ـ‬ ‫ــر ــر‬ ‫ال ـ الـ‬ ‫سـ ا ـ ا را ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫سـ ا ـ ا ر ـ‬ ‫ـ ــرا‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا ــ ال ــ‬ ‫عــد لتد ــ‬ ‫ــرا‬ ‫ــ‬ ‫الــد التــ عــ‬ ‫ــ ــ دا را ــ‬ ‫ــ‬ ‫ر ــ‬ ‫ســ‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ت ــ‬ ‫ــ الــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ ر‬ ‫ع ــد لعمــ‬ ‫ــ ا تبــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ر‬ ‫البتــر ا‬ ‫لــ الــد ال بــر الــد ا م ــ‬ ‫ــدد‬ ‫ــد الــر العـ الد لـ‬ ‫ل ت ـ د الع ـ‬ ‫م ـ اســترا‬ ‫الد سـ الد ل ـ سـ ل بـ مـ العمـ الع ـ ر‬ ‫ــ ا العمــ ع ــد ا تمــ‬

‫طهـــران وأمريـــكا‬ ‫تتفاوضــان مــن خــال‬ ‫التصعيدوساطةعلنية‬ ‫وسرية تعكسها تصريحات‬ ‫مسؤولين يف البلدين‬

‫موقف الدول الكبرى‪ :‬روسيا االتحادية الرابح األول‬ ‫سـ‬

‫ـ ال ـ‬ ‫ت ـ‬ ‫ـ دا را ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ــرا د ا‬ ‫ا ت دـ ـ‬ ‫ـ لـ‬ ‫د ــر‬ ‫ال ـ‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ــ اســت را‬ ‫ــ ا س ســ‬ ‫ســ ال ــ‬ ‫ـ ا ــت‬ ‫ـ ل ــب لر س ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ر ـ‬

‫دـ‬

‫ـ د سـ‬ ‫الت ـ الد ل ـ‬ ‫ـ العر ـ سـ ا‬ ‫ـ د ـ‬ ‫ـ الــد‬ ‫ــد الت ع ــد ــ‬ ‫ا ــ ا ــ‬ ‫ـ ا ـ ا‬ ‫دا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ــر ـ‬

‫ل‬ ‫ـ‬ ‫اســت راد‬ ‫ا ـ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ســ‬ ‫را ـ‬ ‫ــرا‬

‫‪22‬‬

‫ملف العدد‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪141‬‬ ‫سـبـتـمـبر ‪2019‬‬

‫ـ‬ ‫ــر‬

‫ـ ا‬ ‫عــد اســت‬ ‫ـ الر ـ‬ ‫ــر لـ‬ ‫الر ـ‬ ‫ـ ـ م ـ تـ ا ر ـ ا ر ـ‬ ‫ــر‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا ــ د ا مــ‬ ‫ــ‬ ‫التــ د‬ ‫ت ــر‬ ‫ــر عد ـ ا ت ـ ا ر ـ‬ ‫ر ـ ـ ــرا‬ ‫م ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ‪IRAN Gate‬‬ ‫ــرا‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــر‬ ‫ــرا‬ ‫لــ‬ ‫ت ــ ا ــ ال ــ ا ر ــ ال ــ‬ ‫ا‬ ‫ا ــر‬ ‫ا ـ ـ ـ ر ـ ســرا‬ ‫ــد ــرا‬ ‫ســرا‬ ‫ــر‬ ‫ــ ال ــر تــ‬ ‫مــ ــ الت ــر ال‬ ‫الع ــ‬ ‫ــ الد ــ‬ ‫لــ دا‬ ‫ا را ــ‬ ‫ــ ا ــ ال ــ‬ ‫م ـ‬ ‫مـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ــرا‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ لــ‬ ‫‪ +‬الــد ا مــ الدا مــ الع ــ‬ ‫ـ د ـ ال سـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ د ــد مـ عـ‬ ‫تـ‬ ‫ال ـ ـ ا ـ ل ا را ـ ا ر ـ‬ ‫العم ـ ــر‬ ‫ـ‬ ‫م ـ عــد ل ـ ا ـ‬ ‫د‬ ‫لـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ الع ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫م ــد ــرا ل ـ‬ ‫ــرا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ت دـ د‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ ـ ال ـ ـ‬ ‫ـ س س ـ دا‬ ‫ــرا ا مــ‬ ‫ــ‬ ‫ــر ال ا ــ الب ل ــت‬ ‫ال ــ‬ ‫ــت عــد‬ ‫ا ر ــ العــرا‬ ‫ــ‬ ‫ــ د‬ ‫ــ‬ ‫ـ ـ ــرا‬ ‫ـ س سـ‬ ‫مـ ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ســرا الت ـ‬ ‫ـ ال ـ ا ت ــد ا م ـ‬ ‫ـ‬ ‫ت ـ ــر‬ ‫ــد ــرا‬ ‫د ـ لعم ـ الع ـ ر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــر‬ ‫ــرا ل لـ‬ ‫ـر‬ ‫ـ رـ‬ ‫ـ‬ ‫ر ــ‬ ‫ل ــ‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ر ــد‬ ‫ســرا‬ ‫ت ــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ــ ــ ا العمــ ر ــد‬ ‫ــت‬ ‫ــ‬ ‫ــ ر‬ ‫ــ‬ ‫ــ د ا ــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ل ــ‬ ‫لــ‬ ‫ا ــ‬ ‫الت لــ الد لــ‬ ‫ــد التد ــ ا ر ــ د ــ‬ ‫ســ ســ‬ ‫ــ ر‬ ‫ــ‬ ‫العــرا لــ تد ــ‬ ‫دا ــ‬ ‫ــر التد ــ ل ــد‬ ‫ــر ا ع ــ ال ــ‬ ‫د ــ عــ‬ ‫ــر ل ـ س ـ ل تد ـ‬ ‫ـ ال ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ا مـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ الت ر ـ ال س ـ ا ت ـ د ــرا‬ ‫سـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ ـ‬ ‫سـ‬ ‫ـ التد ـ ا را ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ا ـ‬ ‫ر ـ‬ ‫ـ س ـ ال ـ‬ ‫ا ـ ال ـ‬ ‫الت ــ‬ ‫ــ‬ ‫الــ ا ت ــد را ــ ا تبــر ســ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ل ـ‬ ‫ـ د را ـ م تـ ا ت ـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ دا ـ ال ـ ا ت ــد س ســت ا‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫د ـ ال م ـ ا ر ـ‬ ‫ـ م ـ را ـ ــعب‬ ‫ـ ــرا‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ را ـ د ـ ال ــر ــر ال ــر‬ ‫ا ت ــر‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـ م ا ـ عـ الــد‬ ‫ــد د ا ـ مـ‬ ‫تـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ســبع د سـ‬ ‫ــر د ـ‬ ‫الت ــ‬ ‫ــ د م ــ ا ــ الد را ــ ال برال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ـ ـ ا ا ت ـ‬ ‫ـ را ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ــعب ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫تـ لترا ـ‬ ‫ـ ل مرا بـ‬ ‫ـ‬ ‫الر سـ‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫د ـ لـ را ـ الر سـ عـ ـ ا تم ـ‬ ‫ــ ــدا ــ ا ــد د‬ ‫ا ت ــ ســ ا ل ــب ل م ر ــ‬ ‫ــد‬ ‫ــ د ســ‬ ‫ــ د ــ عــ‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ــ د‬ ‫ــ‬ ‫ال ــر ا ســ‬ ‫الع ــ ر‬ ‫ــ ــد التــ‬ ‫ـ‬ ‫م ـ ســرا‬ ‫ا تــرا ـ ال ــد‬ ‫ـ ســرا‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫لــ ــرا ا‬ ‫ــ لــ‬ ‫ا ر ــ‬ ‫ال ــ‬ ‫ــ ال ــد‬ ‫لــ س ســ ــ ســب ــ الر ســ‬ ‫الد لــ‬ ‫مــ ــد ب ــ ا ــ ب ال ــ ا ت ــد‬ ‫ا ــت‬ ‫ـ ال ـ ا را ـ ‪ JCPOA‬ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ا ر ـ ـ ا‬ ‫ـ التم ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ الــد ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال لـ‬ ‫مـ‬ ‫ـ اســتمرا الت ا ـ‬ ‫مـ ــرا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ ا‬ ‫ــرا الت ـ ل ــر‬ ‫الد ل ـ ل ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ دا‬ ‫لـ‬ ‫لـ‬ ‫ال ـ‬

‫ترامب‪ :‬إيران تهدد األمن القومي األمريكي‬ ‫ع ـ دا را ـ ــرا‬ ‫ــد ــر‬ ‫ــ ال ــم ل‬ ‫ال ــ ا ر ــ لعــ‬ ‫لعــ د‬ ‫را ــ ــر‬ ‫ــ ا ر‬ ‫ــر ا‬ ‫ل ــ‬ ‫ال ــ الت ل ــ‬ ‫ر ـ ال ا ـ الب ل ــت‬ ‫ـ ال‬ ‫ــرا ـ م ـ‬ ‫ال ــر ا‬ ‫ال ــ ا را ــ‬ ‫ــرا‬ ‫ــت‬ ‫ال مــ‬ ‫تبــر ــرا ـ ال ــر‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫مـ ـ‬ ‫ـ ا ب ــرا‬ ‫ـ ل ـ‬ ‫را ـ ـ لـ د ــدا ـ‬

‫ـ ـ‬ ‫ل ـ س ســت ا‬ ‫ا ــ‬ ‫ــر اســترا‬ ‫ــرا‬ ‫ــ دا‬ ‫ــر ــر‬ ‫ســبع‬ ‫ــ الد ســ ا ت د ــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ب ــ التــ‬ ‫ــ‬ ‫م ــد‬ ‫ــ‬ ‫ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫دا ـ‬ ‫ـ ســرا م ـ ال ـ‬ ‫ـ ـ سـ‬ ‫ـ ا ت ــد‬ ‫العــرا ســ‬ ‫ــ‬ ‫ســ‬ ‫ــرا ال مــ ا ل تر ــ‬ ‫ــ‬ ‫ات ـ ل ـ د‬ ‫ـ‬ ‫د ـ‬ ‫تبــر ا ـ ا ـ ال ـ التـ‬ ‫ـ ال ـ ا ت ــد ل ـ را ـ‬ ‫ا ت د م ـ ال ـ ر‬ ‫ال‬

‫سياســة إدارة أوبامــا تجــاه إيــران قامــت عــى الفصــل بيــن المفاعــل‬ ‫النــووي وتطويــر الصواريــخ الباليســتية ونشــاط إيــران اإلقليمــي‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪141‬‬ ‫سـبـتـمـبر ‪2019‬‬

‫‪21‬‬

‫ملف العدد‬

‫رغم حملة تغريدات ترامب ضد إيران قنوات االتصال مستمرة بني إدارته وطهران‬

‫التصعيـد يف الخليـج‪ :‬األسـباب والنتائـج‬ ‫والمنطقة مهيأة للحل السياسي ال العسكري‬ ‫ـ‬

‫ت ـ ال عــد ال سـ ا ت د ـ الت د ــد لعمـ الع ـ ر‬ ‫ع ــدا ـ‬ ‫ــرا‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ـد‬ ‫ــ ا ــ ال ــ ا را ــ‬ ‫دا الر ــ را ــ ــ ا‬ ‫ــ ال ــ ا ت ــد ا ر ــ ــرا عــد ا ــ‬ ‫ـ ال ــر‬ ‫ـ ـ‬ ‫ــرا‬ ‫ــر الع ـ ا ت د ـ ـ ــرا‬ ‫ـ‬ ‫(‪JCPOA‬‬ ‫ــ‬ ‫ــ البر‬ ‫ــ ا‬ ‫ت ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ مــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــر‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫بـ ـ ال ـ ا را ـ ر ـ‬ ‫ـ‬ ‫البر‬ ‫ا ت ـ ال ـ‬ ‫ـ ــد ـ د لـ ا ــر‬ ‫ـ‬ ‫عبـ‬ ‫ـ د لـ‬ ‫ـ ســت ا ب ــر‬ ‫ـ ا ت ـ ــرا ل ـ البر‬ ‫ـ بـ ـ‬ ‫ر ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫لتـ ت ـ ا‬ ‫ت ـ ا ـ ال ـ ا ر ـ ـ‬ ‫ـ ا ـ ا را ـ ــــ ا ر ـ ا ـ‬ ‫د ـ ر‬ ‫دا را ـ‬ ‫ـ ــرا‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ البتــر لـ سـ‬ ‫ـ ـ ا ت ـ ال ـ ا را ـ التـ ا مـ‬ ‫البر‬ ‫ــر ــر‬ ‫ـ اســترا‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ ـ ــرا لت ع ــد الت ت ـ‬ ‫ـ ــرا‬ ‫عــد الع ـ‬ ‫ت ـ الر ـ‬ ‫ـ مـ ـ‬ ‫ــر ـ ا ا ـ ت د ــر‬ ‫ـ ــدادا ال ـ الع لـ ل ـ ــرا‬ ‫ـ‬ ‫ــتمر ـ ــر ا ت د ـ ــدد ا ـ ال ـ ا را ـ‬ ‫ـ‬ ‫د ــر البتــر ا را ـ‬ ‫ا را ـ ا ـ ل م ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــم‬ ‫ا ـ ع ــد ال ا ــر ل ـ ـ ا ت ـ ا ـ‬ ‫الت ع ــد ا را ـ ا ر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ر ــد الد ـ‬ ‫ـ ا ـ ـ الد ــر الـ‬ ‫الت ـ الد ل ـ‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫الواليات المتحدة وإيران‪ :‬البعد التاريخي ألزمة الثقة والمواجهة‬ ‫ــ‬

‫ــد ال ــ‬ ‫ر ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــرا‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ل ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــدد ا ر ــ‬ ‫ا سـ د‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ر ـ ــد ا ـ د ال ـ ت ع ـ‬ ‫ــ ال ــ ا ر ــ عــد ال ــ‬ ‫ا ســت ب ا ا ر ــ‬ ‫ـ ال ـ الع ـ ر‬ ‫ـ‬ ‫ـ سـ م ر‬ ‫البر ـ‬ ‫ـ ــرا ل ـ س ـ الت د ــر ـ التمــرد‬ ‫ـ ـ لـ‬ ‫مت ـ لتع ـ ـ‬ ‫ـ ا ــر الع ـ ال ـ‬ ‫ـ ر‬ ‫ــ‬ ‫ــ العــر‬ ‫ــ الت ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ تــ بــ‬ ‫ـ‬ ‫د ـ‬ ‫ـ‬ ‫مــد ـ ـ ا ـ ت ـ س ـ‬ ‫ــرا م ـ ــد‬ ‫ل ع ـ د ـ‬ ‫ال ــر ـ‬ ‫ـ‬ ‫مــد مــ عــد‬ ‫ــ‬ ‫ـ ال ـ ـ ــرا ال ـ ا ت ــد ر ـ لـ سـ‬ ‫ــ ل ــ‬ ‫مــد ــد الــ‬ ‫ا ــرا‬ ‫ــ ــ‬

‫ـ‬ ‫تــر‬

‫ـ ـ‬ ‫البتــر ا را ـ‬ ‫ل ر ـ الد را ـ‬ ‫ـ ر ـ‬ ‫ـ ــر ت ر ـ تر ل ـ‬ ‫ـ الت ـ‬ ‫ر‬ ‫ــ‬ ‫دســ ا ســت ب ا ا ر ــ ‪ CIA‬لتعــ‬ ‫ــرا‬ ‫ـ التـ لت ـ ر تـ‬ ‫ـ ‪ MI6‬م ـ‬ ‫ا ســت ب ا البر‬ ‫سـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫د ـ ـ‬ ‫تر ل ـ‬ ‫ــد ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ د ال ـ الـ‬ ‫مــد ــد‬ ‫ـ‬ ‫ـ دا‬ ‫ال ــع ا را‬ ‫ــد‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــر البتــر ا را ـ ـ ر‬ ‫ســم س ـ‬ ‫الت ـ‬ ‫ـ ر ـ دـ‬ ‫ـ‬ ‫سـ‬ ‫لـ مـ ا ـ‬ ‫الع ـ ا را ـ‬ ‫ـ ـ الع ــد ا ل ـ‬ ‫ـ البتــر‬ ‫ــ ــرا‬ ‫ــ ل ت ــ‬ ‫ا ر ــ ا تــ عد ــ الر ــ‬ ‫ر ـ ـ الع ـ ا را ـ ـ‬ ‫ا د ـ ال ـ الت ـ ل ـ‬ ‫د ــ ا ت ــ‬ ‫ــرا عــد ال ــ‬ ‫ــ الر ــ ا ر ــ‬ ‫ــد‬ ‫ــ‬ ‫اســتمر‬ ‫مبــر‬ ‫ــ ال ــ‬

‫مشروعان يف المنطقة‪ :‬التطرف واإلرهاب‬ ‫مقابل التنمية واالستقرار‬ ‫العــــــدد ‪141‬‬ ‫ســبــتــمــبــر ‪2019‬‬

‫صــانــــع الـقــــرار الـعـراقــــي والعـــودة‬ ‫للـحـاضــــنة الـوطـنيــــة‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫التصعيــد يف الخليــج ‪ ..‬المواجهــة العســكرية أم الحلــول الســلمية؟‬ ‫▀ التصعيـــد اإليرانـــي يف الخليـــج للهـــروب مـــن ضغـــط الداخـــل وجـــر الخـــارج للتفـــاوض‬ ‫▀ إي ــران تحت ــاج ‪ 6‬أش ــهر لتصني ــع القنبل ــة النووي ــة وتس ــتخدم الس ــاح الن ــووي خ ــال ع ــام‬ ‫▀ حقيق ــة الموق ــف األمريك ــي‪ :‬واش ــنطن ترغ ــب يف التف ــاوض لضع ــف الموق ــف األوروب ــي‬ ‫▀ روســيا ال تقبــل إيــران النوويــة وتنشــئ نظــام أمنــي علــى أســاس سياســة الخطــوة خطــوة‬ ‫▀ جه ــود إيراني ــة ـ تركي ــة لإلخ ــال بت ــوازن المنطق ــة لخل ــق ف ــراغ والقف ــز لملئ ــه ثنائ ًي ــا‬ ‫▀ طه ــران وإدارة ترام ــب تتفاوض ــان م ــن خ ــال التصعي ــد وتوج ــد وس ــاطة علني ــة وس ــرية‬ ‫▀ الصواريـــخ الباليســـتية اإليرانيـــة محـــدودة التأثيـــر وهـــي أقـــرب لاســـتفزاز مـــن الـــردع‬ ‫▀ طــهـــران أجــرت ‪ 10‬تــجـــارب بـالــيـسـتـيـــة وحــصــلـــت مــن كـوريـــا عـلـــى ‪ 19‬صـاروخـ ًــا‬ ‫▀ اعتم ــدت إي ــران الواقعي ــة الدفاعي ــة م ــع الغ ــرب والواقعي ــة الهجومي ــة ف ــي المنطق ــة‬

‫‪32‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪140‬‬ ‫أغسطس ‪2019‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫(ديفيد فريدمان السفير األمريكي يف إسرائيل يشارك بفتح نفق من منطقة سلوان إلى أسفل املسجد األقصى)‬

‫مســاحة المشــروع االســتيطاني ارتفــع مســاحتها قبــل أوســلو حــوايل‬ ‫‪ 136‬أل ــف دون ــم إىل ‪ 500‬أل ــف دون ــم بع ــد االتف ــاق أي بزي ــادة ‪%368‬‬ ‫ســط‬

‫عــد ا ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ــ ا‬ ‫ـ‬ ‫دـ ا‬ ‫ــ أ ــ ا‬ ‫ـا‬ ‫ــ ا‬

‫ـ ـ د لـ‬ ‫ـ ادا سـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا ــ ط‬ ‫ـ ال‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ــ الســ ا ط‬ ‫ـ د ال ـ ال ســط‬ ‫ا ا ــ الع ــ ا ــ‬ ‫أ ــ عــد ــ ا ــ‬ ‫ا ــد ـ ا ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ا ــد‬ ‫ـاا ا‬ ‫ا ـ ا طـ ل ــد ـ ا‬ ‫ـ ال‬ ‫ــد‬ ‫ـا‬ ‫ــد ـ الس ـ أ ا‬ ‫ـ ـ‬ ‫الــد ال ـ ال ـ‬ ‫ـ الــد ال ع ـ ال‬

‫ــد ا ـ‬ ‫ــس أ‬ ‫ـ ال‬ ‫ـ ل ـ‬ ‫ا ــد ـ‬ ‫ال ـ ال‬ ‫ـ‬

‫ا ـ ا سـ‬ ‫ـ الع ـ ا ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا ســ د ا‬ ‫ـ‬ ‫ا ا ــ‬ ‫ا ــد‬ ‫ـ‬ ‫ـا‬ ‫ا سـ‬ ‫ــ ا ا ســ‬ ‫ــ ــ ا ا‬ ‫ــد أ‬ ‫ـ‬ ‫ـا‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد ا‬ ‫ـ الد ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫لـ‬ ‫د ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫اا ـ‬ ‫ـ‬

‫ــ ا ــ‬ ‫ــ ال ع ــ‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫طــ ال ــ‬ ‫س ـ ا ل ــع‬ ‫ـ ال ـ ال ســط‬ ‫الس ـ الد ل ـ‬ ‫اد ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـ ال ا ـ‬ ‫ـ ال ط ـ‬ ‫ـ الــد‬ ‫ـ‬ ‫ا ــد‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا اـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل ـ‬ ‫ا سـ ع ا ـ ا ـ ع‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ الـ ا ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫اد ـ‬ ‫ال ســط‬ ‫ـ ل ـ د ـ ال ــع‬ ‫ـ ـ ا ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫لــ‬ ‫ــ ا ــ لــ ا ــ أ ال ــد أ لــ ال ــ‬ ‫ــ د ا ســ ع‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ــ غ د ــ ال‬ ‫ــ‬ ‫ا‬ ‫ـ ـاا ا‬ ‫ـ اد ال ــع أ ـ‬ ‫الع ـ ا ـ ط‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــد ــ الــد ال ــ ا‬

‫* أستاذ العلوم السياسية بجامعتي امللك عبد العزيز والحسني بن طالل سابقا‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ـ ل ـ‬ ‫ـ ال ــد‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ــ‬ ‫عــد ــ‬ ‫ــ ــ ا ل ــد ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫د ــ أ ــد ال ــ‬ ‫ا ــ ال ــ ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ال ــد الــ أ ــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ الســ‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ لد لــ‬ ‫ل ــد‬ ‫ا ــ ا‬ ‫ـ‬ ‫ــس ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ـ أ ـ ل ـ ال ــد‬ ‫ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ أد لــ‬ ‫ــد ــ أ ــ‬ ‫ــس أ ــ ــ‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــ ا ــ ل‬ ‫ــ ا طــ‬ ‫د ال عــ‬ ‫ــ الــ أ العــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــد ــ ا ــ‬ ‫ا ــ الد لــ ال ــ ا ا الد ل ــ ا ع ــ‬ ‫الع ــ ا ــ‬ ‫ـ دا ا ـ‬ ‫ل ـ ا ـ سـ ـ ال ــد ا‬ ‫ل ــد‬ ‫ـ الس ـ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ل ــد‬ ‫د سـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد ــس ا ـ الد ل ـ ا‬ ‫ـ ل ــد‬ ‫ا‬ ‫ـا ـا ا ـ ل ـ‬ ‫ـ أ ـ‬ ‫أدا‬ ‫د سـ‬ ‫ـ ل د‬ ‫ـ أ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ال ـ ا ــد ا ـ د‬ ‫ـدا‬ ‫ـ‬ ‫لـ سـ ل الس ـ ا‬ ‫ـ ا ادا ـ‬ ‫ــد‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـدا‬ ‫ـ‬ ‫غ ـ‬ ‫دـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫طـ‬ ‫ـ ال ــد‬ ‫ـ أ‬ ‫ـ ال ــد‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ال ا ــ ل لــ‬ ‫ا ــ ــ‬ ‫ــد أ اد دا‬ ‫ال ـ ا ا‬ ‫الع ـ ا ـ‬ ‫ـ ا ـ ال ســط‬ ‫ا ـ‬ ‫الد ل ــ ــ ال ــد‬ ‫س‬ ‫ا ط‬ ‫ال‬ ‫ا ال س ط‬ ‫دا‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫عد ل س‬ ‫د ا‬ ‫ال سط‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ط‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫اس‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ا ط ل ل‬ ‫س‬ ‫ال د ا‬ ‫ا‬ ‫ال د ا د‬ ‫ال سط‬ ‫ال سط‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ل د‬ ‫ا د‬ ‫الس د ا ا‬ ‫اس‬ ‫الد ل‬

‫الصفقة وفريق المستوطنين‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ ا ـ ال ســط‬ ‫سـ‬ ‫ـ د ـ ط ـ ال ـ‬ ‫ا ـ ـ‬ ‫ـ س ـ ا لـ سـ‬ ‫ــد‬ ‫ســ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ال ــ د ا‬ ‫ال ــ ا ــ د ــد‬ ‫ل ســ‬ ‫ــ ا ل ــ ا ــد‬ ‫ــ د‬ ‫ــد ا ـ ط‬ ‫ــس ـ‬ ‫ـ دأ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫دا ـ ال ــد‬ ‫ل لـ ط ـ‬ ‫ـا‬ ‫ا سـ‬

‫ــد أ‬ ‫ــ‬ ‫ا‬ ‫ـ ال ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫عـ‬ ‫ـا‬ ‫ـ ـ ال ـ ا‬ ‫عــ ال‬ ‫ــ‬ ‫ــ أ‬ ‫د ــ‬ ‫ال‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد ـ الد ل ـ‬ ‫ـ ا سـ‬ ‫ـ‬

‫ــ‬ ‫لـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــس‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــد‬ ‫ـ‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪140‬‬ ‫أغسطس ‪2019‬‬

‫ســط‬ ‫ســط‬ ‫ســط‬ ‫ـ ــع‬ ‫د ــ‬ ‫ال ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ا ع ــ‬ ‫ا ســ‬

‫‪31‬‬

‫ملف العدد‬

‫أ ــ ا د ــ‬ ‫‪ NRWA‬ــ ا‬

‫ــ‬

‫ــ ال ــ ال‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫لــ غــ ال ــ ال‬ ‫دل ــ ال ــ ال ســ ل‬ ‫ـ أ ـ ا د ـ‬ ‫السـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ل ــ ا‬ ‫ل‬ ‫ــد ــ ا طــ ا‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫‬‫ــ‬ ‫ــد‬ ‫الع ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ال ــ ل‬ ‫ــ ل‬ ‫ــ الع ــ ــ‬ ‫ا‬ ‫ا ــد‬ ‫ــ ا ا ا‬ ‫ــ‬ ‫ل ــ ا ا الد ل ــ‬ ‫ــ ا ا ــ‬ ‫ا ــ ا‬ ‫ال ــ ع ــ‬ ‫ا ــ ــ د ال ــ‬ ‫ـ ـ الــد ال ـ‬ ‫ـ دا ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ع ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ الد ل ـ ا‬ ‫ا‬ ‫الــد الع ـ ا ـ‬ ‫ــ الســ ط ال ســط‬ ‫ال ــع الع ــ ا ــ‬ ‫ــد ل لـ‬ ‫ـط غـ‬ ‫ـ ا ـ ا ـ دا ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد ـ دا ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ الع ـ ال ســط‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ال ســط‬ ‫ال ـ ا ــد ـ دا ـ‬ ‫عـ‬ ‫ـ الد ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـط‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫غـ‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ل ــس د لــ ــ‬ ‫دا ا ــ ل ســط‬ ‫ــ‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ــ ــ الــد ا‬ ‫أ ــ أ ــد لــ‬ ‫ـ ــد‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ــد ا‬ ‫ـ د‬ ‫دـ ا ـدا‬ ‫ا‬ ‫ـ ال ـ ا ـ دا دا ـ ال ـ ا ــد‬ ‫ــد‬ ‫ـ الد ل ـ‬ ‫غــ ا غــ ا‬ ‫ــ لــ ــ د ل ســ‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ دا ــ‬ ‫ـ‬ ‫ل ـ ـ ا ـ‬ ‫ـ د‬ ‫ـ‬ ‫دـ‬ ‫ا‬ ‫ـ أد ل ـ‬ ‫ـ غـ ا ا ـ أ ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ا ـ ط‬ ‫دا ا ـ د ـ ال ـ الع ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ د ــد د ــ‬ ‫الســ ا‬ ‫ــ‬ ‫ســ‬ ‫ــ ــ ا لــ‬ ‫ــ ال ــ ــ‬ ‫عــ ال ــس ل ســ‬ ‫أ ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫لــ ع ــ ا ــ ط‬ ‫ــ‬ ‫ا ســ د ا‬ ‫عـ ا ـ ط‬ ‫ـ‬ ‫د ـ ـ لع ـ د‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ــد‬ ‫ال ســط‬ ‫سـ ل ـ ا ـ‬ ‫ـ ع ـ ـ‬ ‫لسـ ا‬ ‫ــد ـ ا‬ ‫ـ ا ـ ط‬ ‫ا ـ‬ ‫د ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫عـ ا عـ‬ ‫ا سـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ الـ د ا ـ‬ ‫د ـ الط ـ‬ ‫سـ ع لـ ــد‬ ‫ــ د لــد ا ــ ا ــ ا‬ ‫ــ ا ــد ــ ا ال ــس ا‬ ‫ـا‬ ‫ـ لد ل ـ‬ ‫ل ــد‬ ‫الســ ل لــ غــ‬ ‫ا ــ د ــ ســ‬ ‫ــ دا‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ال ـ ال ســط‬ ‫ــ ا ــ أ ع ــ‬ ‫ــ ا ل ــ ا ــ‬ ‫ــد ل ــ‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ــ ا ع ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ــد ل ــ ال ــ ال ــ‬ ‫ـ ا ـ ـ ال ـ الع ـ‬ ‫ـ ـ الد ل ـ‬ ‫عـ‬ ‫أ ـ‬

‫‪30‬‬

‫ملف العدد‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪140‬‬ ‫أغسطس ‪2019‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫قــرار الجمعيــة العامــة (‪ )181‬أيد تقســيم فلســطين بموافقة ‪ 33‬دولة‬ ‫واعتــراض ‪ 13‬وتغيــب ‪ 10‬دول وأعطــى الشــرعية الدوليــة إلســرائيل‬ ‫ــد‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال س ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد ال ـ ا ــد ل‬ ‫ا ط ــ ــد ا ــ ا‬ ‫ــ د ا ــ‬ ‫لع لــ‬ ‫ا ســ‬ ‫ا طـ أ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫العــد ا ال ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ال‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ططـ‬ ‫د ـ‬ ‫ـا‬ ‫ــ ا‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ــ ال ــد ع ــ ســط‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫طــ ــ ا ال ــ ال ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ـ لـ‬ ‫ـ ال‬ ‫ـ ا ط ـ ال ـ د ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫أ ــد ا ــدا ال ســ‬ ‫ــس‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ــ د لــ‬ ‫د ــ ال ــ العســ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ ــ ا‬ ‫ال ســ‬ ‫العســ‬ ‫ــس ا ــ الد لــ‬ ‫ــ العــد ا ــد ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــ ا ــد ال ط ــ‬ ‫الــ‬ ‫ــ‬ ‫ـ ال ـ ا ـ‬ ‫ـا‬ ‫أ ال ع ـ ال ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ا ـ ال ـ ا‬ ‫ال ـ ا ا ـ ا‬ ‫ا سـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ســط‬ ‫ـ ال‬ ‫ـد ـ د‬ ‫ال ـ ا ا ـ‬ ‫ــس ا ـ الد لـ غـ ا ـ ا‬ ‫ـ ـا‬ ‫ـا‬ ‫ل ـ‬ ‫ـ ـا‬ ‫ـ ـ ا ـ‬ ‫الــد الع ـ ا ع ـ ـ‬ ‫الـ د ـ ل ـ‬ ‫أ ـ‬ ‫ــس ا ـ الد لـ‬ ‫سـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ أ ـ أ‬ ‫ـ ال ـ ا‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ــ‬ ‫لــ ــد د ال ا ــ ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫أ ســ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ال ــ ا ا الد ل ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ل ــ‬ ‫ــد‬ ‫ـ ـ الــد الع ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ ا ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫عـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ا ــ ال ــد ا ــد‬ ‫عــد ــ‬ ‫أ ــ ل ســ‬ ‫ـ ط ـ ـ ال ـ ال ـ ـ دا السـ‬ ‫ـ لـ أ‬ ‫ـ ا عـ ا ا ـ ـ ا ـ‬ ‫دـ‬ ‫ـ سـ د ـ‬ ‫د ــ ــ ال عــد الد ــ ل ــ ا أ ــد‬ ‫ا ــ ا‬ ‫ـا‬ ‫ل ـ ل‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ـاا ـ‬ ‫د سـ‬ ‫عــ ل ســ ط ا ــ ا‬ ‫ــ ــ ــ ا ا ــ ا‬ ‫ا ــد أ ــ ا‬ ‫ل ــ ل ــ ا ا الد ل ــ ال ــ د ــ ا‬ ‫ـ ا ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ا ـ‬

‫ال ا ـ أ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ــس ا‬ ‫ا ـط‬ ‫اـ‬ ‫ـ ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ ا ل ــس ا ـ ا‬ ‫ــد‬ ‫أ ـ‬ ‫ـ ا سـ‬ ‫ل ــس‬ ‫ـ ا ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال‬ ‫أ ـ أ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫د لـ ســط‬ ‫ا ــد د‬ ‫ســ أ ــ ا ال ــد‬ ‫ال ــ ا ــ‬ ‫ال ســ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ـ ل‬ ‫ـ الد ل ـ ال ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ا ــ ل ــس‬ ‫ــ د ا ــ‬ ‫ــد دا ــ ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا سـ‬ ‫ـ ل ــس‬ ‫ا سـ‬ ‫ــ دا ــ د د ــ ع ــ أ‬ ‫ــ د ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ع ــ ــ‬ ‫ــ ا ســ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ل‬ ‫ــ ال‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫عــد ا‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫لــ‬ ‫ع ــ‬ ‫ــ‬ ‫ال‬ ‫أ‬ ‫ــدد‬ ‫ا ــ ط‬ ‫ــ ــ ال ســط‬ ‫أ ــ ال ــ ع ــ‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــد‬ ‫ال ــ ال ــ‬ ‫ا ســ‬ ‫ــ أ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ ط أ ــ ــ ا‬ ‫ع ــ‬ ‫ــ أ ــ ا ا ــ ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ســ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ ل ا ـ ـ ـ‬ ‫الد ا ـ الع ـ الـ‬ ‫سـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ أ ـ ـ ــدد ا سـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا ــ ط‬ ‫ســ‬ ‫ــ أ ــ لــ‬ ‫ــ‬ ‫ـ أ ـ ـ ـ‬ ‫ـ أ ــدد ا سـ‬ ‫ـ‬ ‫أل ـ س ـ‬ ‫لـ‬ ‫أل ـ س ـ‬ ‫ـا ا ـ ـ‬ ‫ــ ل لــ ا ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫أ ســ ا ا ــ ال ــ‬ ‫أل ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ أ ـ‬ ‫ـ سـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ا ـ ط‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ـ‬ ‫ـد‬ ‫ألـ د أ‬ ‫لـ‬ ‫د‬ ‫ــ ا‬ ‫أ ــ‬ ‫ــدا ال ــ الع ــ‬ ‫أ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ـ ع ـ ال عـ‬ ‫ـ ا ــد ال عـ ال ســط‬ ‫ل ـ‬ ‫سـ ل ـ ا ـ ال سـ ا ـ‬ ‫ع ـ السـ ط ال ســط‬ ‫ـ أ ـ ـط‬ ‫ـ‬ ‫ع ـ السـ ط ال ســط‬ ‫ـ ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ا ـ‬ ‫ــد أ الـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ا ع ــ‬ ‫ــ ا ــ ا‬ ‫ــ أ ا‬ ‫ــ أ ــ الــ‬ ‫ــ ال ــ ا ــد ا ــ د ا ــ أ ــ‬ ‫د ــ‬ ‫ــ ا ــ ال ــ ال ســط‬ ‫د عــ ــ أ ــ ا ل ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــد ال ــ د‬ ‫ــ ا ا ا‬

‫إعادة االنتشار وليس االنسحاب واتفاق أوسلو‬ ‫ــ ا د‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــ ا ا‬ ‫ــد‬ ‫ـ أ ـ‬ ‫ـ ـا‬ ‫ـ ال ـ ال ســط‬ ‫س ا ـا‬ ‫ع ال س ـ‬

‫عــ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ‬

‫ترامب وصفقة القرن وتجاوز القرارات الدولية‬ ‫غ ـ د ال ـ ا‬ ‫د ــ‬ ‫ل ــ ا‬ ‫ا ســ‬

‫ــد‬ ‫ــ‬

‫ـ الد ل ـ ال د ـ د ـ‬ ‫أ ــ‬ ‫د ــ لســ‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ا ـ ا د الد‬ ‫ـ الد لـ الد ا ـ د ـ‬ ‫ـ أ ـ ـ العـ‬ ‫ــس ـ ع‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ السـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ا ا ـ ا الع ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ د ل ـ ال ـ ا‬ ‫ال ـ د‬ ‫ـ ا ال ـ الد لـ الد ا ـ ال ا ــد ل عـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫سـ‬ ‫ـ الد لـ ال د ـ‬ ‫ــد‬ ‫ـ ــد ا سـ ا‬ ‫العـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ ـ ـ‬ ‫ال ـ ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ أ ا ــ أ ــ الســ‬ ‫ــ ســط ال ــ د‬ ‫ـ ـ د السـ ال ـ د سـ ال ـ‬ ‫ـ ـ ال ـ د‬ ‫العـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ال ـ د السـ‬ ‫ط ـ‬ ‫ال د ـ ال ـ ـ ع‬ ‫عـ‬ ‫ـد‬ ‫الع ـ‬ ‫ــ ــ ا ع ــ‬ ‫ــ‬ ‫د ـ ـ ـ ـ ال ـ ـ ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ ال ــ ا‬ ‫ــ ــ ــ‬ ‫ــ أ ــ‬ ‫الع ــ‬ ‫ـــ‬ ‫ســـط ا ـــ ال ســـ‬ ‫ـــ ســـ‬ ‫الـــ‬ ‫ـــ ا غ ـــ ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ا ـــد‬ ‫ـــ ا‬ ‫ـــ‬ ‫س ــط‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫أ ــ ال ــ‬ ‫الســ العــ‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫غـــ لـــ‬ ‫د لـــ د ا ـــ‬ ‫ــ‬ ‫د ـ ـ ال ـ ـ ا‬ ‫س ــط الـ ـ‬ ‫ـ ـ سـ ـ‬ ‫ــ‬ ‫ال‬ ‫أ ــد ال ســ‬ ‫ــد ــ ا ا ع ــ الع ــ‬ ‫ا لــ‬ ‫ا‬ ‫لــ أ ــ‬ ‫د‬ ‫ــ‬ ‫د لــ‬ ‫ــ‬ ‫د لــ ا‬ ‫ـــ‬ ‫الد ل ـــ‬ ‫أ ط ـــ ال ـــ‬ ‫ـــ ا‬ ‫ـــ‬ ‫ا ـــد‬ ‫ـ ـ س ــط‬ ‫ــ‬

‫اغتيال إسرائيل للوسيط الدويل "الكونت برنادوت"‬ ‫ـ‬

‫ـ ســط‬ ‫ط ـ ا سـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ الد لـ ال د ـ ا ـ أ ـ ا ا ع ـ‬ ‫أ ـ ـ غ ـ‬ ‫ـ دا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ الد ل ـ‬ ‫أ طـ ـ‬ ‫الع ـ‬ ‫ـ د ـ‬ ‫ـ د الس ـ الع ـ‬ ‫ل ط ـ الع ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ســط ل ـ الــد ا ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ د الس ـ د‬ ‫ا ــد ال ـ‬ ‫ـ لـ أ ـ ا‬ ‫ـ د عد ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ط ل ـ ل ـ ســط‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫طــ ال ســ‬ ‫ــ لــ‬ ‫ــ ــد د‬ ‫ط ــ ــ الســ‬ ‫ال ــد ال ــ‬ ‫ـ‬ ‫ل ـ ا‬ ‫ـا‬ ‫ـ طـ ا ـ‬ ‫ا ـ الع ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ أ ــ ا‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ال د ــ ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫اغ لــ ــ أ‬ ‫ــ‬ ‫ــ د‬ ‫ال ــ الــ ع ــ ــ‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ د‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ــ‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪140‬‬ ‫أغسطس ‪2019‬‬

‫‪29‬‬

‫ملف العدد‬

‫ـ‬ ‫ال ــد ال ـ‬ ‫ع ـ ا غ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ عــد‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫اغ لـ‬ ‫ـ عــد ـ ال ـ‬ ‫ا ــد‬ ‫ا ـ الع ـ ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ل ـ ال ـ‬ ‫أ ـ‬ ‫ــس‬ ‫ــدا ل ـ د د ـ الــد ال ـ‬ ‫ـ لـ‬ ‫ـ أ ـ ا ـ‬ ‫ا ـ ال ـ ا ــد ا ـ د السـ‬ ‫ـ د لـ ـ ا‬

‫قرار ‪ 194‬وعودة الالجئين الفلسطينيين‬ ‫د سـ‬ ‫أ ــد ا ع ـ الع ـ ا ـ‬ ‫ــد‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ د عــد ال‬ ‫ـ ـ ـ‬ ‫ـ ال ـ ا ـ ا ع ـ الع ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ل ـ ال اغ ـ‬ ‫ـ‬ ‫أ ـ‬ ‫لع ـ د‬ ‫ـ الس ـ‬ ‫ـ د ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫الع ـ د ل ـ د ـ الع ـ س ـ‬ ‫ــد العــ د لــ د ــ‬ ‫ــ ال ــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ع ــ‬ ‫ع د ال ـ‬ ‫لـ ـ ــدا أ سـ أ ـ ل‬ ‫ـ ل ـا‬ ‫ـ ـ د ال ـ الد ل ـ العدال ـ‬ ‫لـ أ ـ‬ ‫ـ ال ــد‬ ‫ا ــد ل ـ‬ ‫ـ عـ لـ‬ ‫ـ‬ ‫أ ـ‬ ‫د ســ‬ ‫ــ د لــ دا ــ أ ــ ا ع ــ الع ــ‬ ‫ــ ال ــ ال ســط‬ ‫ا ــد غ ــ‬ ‫لــ ا‬ ‫ـد‬ ‫ـا‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ ا د ـ ‪UNRWA‬‬ ‫أ ـ ع ـ ل ــد‬ ‫ال ـ ال ســط‬ ‫ــ لــ‬ ‫ــ ل‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫د ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــ ل ــ ا ا الد ل ــ‬ ‫ا ــد غــ‬ ‫ـ الــد ا ــس‬ ‫ـ‬ ‫ــس ا ـ الد ل ـ ال ـ‬ ‫أ ـ‬ ‫ع ــ‬ ‫ا ــد د لــ‬ ‫ــ ــ ا لــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ــ‬ ‫ا ــد‬ ‫ــ ا‬ ‫لــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ال ــ ا ا الد ل ــ ــ‬ ‫الـ‬ ‫ـ‬ ‫اا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ــد‬ ‫ـ ا‬ ‫لـ‬ ‫ـ ا ع ـ الد ل ـ‬ ‫ـ ال ســط‬ ‫ـ ـ د ال‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ا‬ ‫ــ أ ــ ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ل ع ــ ا ل ــ ا ــ ا ا‬

‫قرارات مجلس األمن الدويل ورفض إسرائيل ‪ 242‬و ‪338‬‬ ‫ــ الد ــ‬ ‫ــ ــ ا‬ ‫ــ ا ســ ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــد ــ ال ــس ا‬ ‫ــ ا‬ ‫ا‬ ‫ا ــ‬ ‫أ ال ــ ا ــ لــ‬ ‫ــ ــ طــ ــ ا ال ســ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫لـ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫لـ‬ ‫ـ دا ـ ا‬

‫األمــم المتحــدة كارثــة عــى الشــعب الفلســطيني والشــعوب العربيــة‬ ‫أســـهمت يف تقســـيم فلســـطين ولـــم تمنـــع الحـــروب عـــى العـــرب‬

‫‪28‬‬

‫ملف العدد‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪140‬‬ ‫أغسطس ‪2019‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫رؤساء أمريكا احترموا الرأي العام ورد الفعل العربي واإلسالمي والدولي إال ترامب‬

‫صفقــة القــرن‪ :‬قــرارات األمــم المتحــدة‬ ‫أصبحــت مــن الماضــي بــإرادة أمريــكا‬ ‫ــ ا ــ د ‪ -‬ــ‬ ‫ـ ال ـ ال دا ـ‬ ‫لس ـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ــد ـ د ل ـ ا ـ‬ ‫ـ أ ـ‬ ‫ـ‬ ‫لـ‬ ‫ســط‬ ‫ـ ا‬ ‫الـ أ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬

‫ا‬ ‫ــ ا‬ ‫ال ع ل ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫لس ـ أ ل س ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ال‬ ‫ال ـ ال ـ‬ ‫ال ـ الـ‬ ‫ـ أ‬

‫ا ــ الد لــ‬ ‫ــ الســ‬ ‫ــ‬ ‫ــد أ ــد ا‬ ‫ـ أ ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ ا ـ ال ـ ــدد الس ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ ـ د العــد ال ـ الد ل ـ‬ ‫الس ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ ا ـ الس ـ ل ــد ال ـ‬ ‫ل ـ‬ ‫أـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ــد ـ‬ ‫ـد ل ـ‬ ‫عـ ط ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ السـ‬ ‫ــدد العـ ال ســط‬ ‫ســط‬

‫ــ ل ــ ال ــ‬ ‫العــد ا غ ـ ـ‬ ‫ـ الد ل ـ ال ـ‬ ‫ا ـ ل ــس ل ــع‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ــدا‬ ‫ا ــدا ال ط ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ د‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫أ طـ‬ ‫ـ أـ ا‬ ‫د ــ ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ ـ‬ ‫ال ــع ال‬ ‫ســط ل ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫أ ـ‬ ‫الــد الع ــ‬ ‫ســط ال ـ‬

‫ل ــد ـ ال ـ ال د ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ الــد الع ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ــدا‬ ‫ـ ال‬ ‫ال ــ‬ ‫ــ لع ــ ا‬ ‫ا ــد‬ ‫ــ ا‬ ‫ا ــد‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ الع ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫س سـ‬ ‫د ـ ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫سـ‬ ‫دأ ـ‬ ‫ال ــع الع‬ ‫ســط‬ ‫ـ الــد الع ـ ـ‬ ‫ال ـ ـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ـ العــد ا ـ ع ـ‬ ‫ل‬ ‫طـ ـ‬ ‫ــ ا ا ــ ــ‬ ‫العــ ا ل ــ لــ‬ ‫ــ‬ ‫ـا ـ‬ ‫ـ‬

‫هيأة األمم المتحدة وتقسيم فلسطين ‪1947‬‬ ‫ا‬

‫ــد‬

‫ـ ا‬ ‫لـ‬ ‫ط ـ ال ـ ال ســط‬ ‫أ لـ‬ ‫ـ س ال ال‬ ‫ال د أ ـ‬ ‫عد أ ـ ع ال‬ ‫ا ا‬ ‫سـ ا ـ‬ ‫ســط‬ ‫ال د‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ د‬ ‫ال ـ ال ـ‬ ‫ال سـ‬ ‫ال ـ العسـ‬ ‫د ـ ال ســط‬ ‫ـ د ا‬ ‫عـ ال سـ‬ ‫ســط العـ‬ ‫ـ لـ‬ ‫طـ د ا‬ ‫ـ الد ـ ال سـ‬ ‫لـ‬ ‫ـ ــد‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ ال ســط‬ ‫دـ‬ ‫ا ـ د ـ‬

‫ـ‬

‫ا ــد ـ ا ا‬ ‫أ ــد ا ع ـ الع ـ لـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ ســط ‪UNSCOP‬‬ ‫ا ــد ا‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫لــ ســط‬ ‫ــ ال ــ ال ــ‬ ‫ــدد‬ ‫ــ‬ ‫ــ ال ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ ل ع ــ ــ‬ ‫ال‬ ‫ـ ع ـ الــد الع ـ‬ ‫د لـ‬ ‫ا ــد ـ ا‬ ‫أ ـ ا‬ ‫د ــ ــ‬ ‫ل ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ العــ ا الســع د‬ ‫ــ‬ ‫ـ ا ــد ـ ـ الــد الع‬ ‫ـ د لـ‬ ‫ـ لـ‬ ‫ال ـ ا‬ ‫ل ـ الــد الع ـ ا ع ـ‬ ‫ا عـ‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ــ ســط ا ــ‬ ‫ط ــ ا دا ــ ــ ســط أ‬ ‫ــ الــد‬ ‫ا ع ــ الع ــ ســ‬ ‫ــ‬ ‫ل ــ ــ ا الط ــ‬ ‫ا عـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــد أ ــ ال ــ ا‬ ‫غــ أغ ــ الســ العــ‬ ‫دـ‬ ‫ـ أ ـ‬ ‫سـ ســط لـ د لـ‬ ‫‪UNSCOP‬‬ ‫ــ عطــ‬ ‫ــ أ ا ل ــ د ســ ال‬ ‫ــ العــ‬ ‫أ‬ ‫ــ ــ ال ــ د ا غ ــ‬ ‫ســط‬ ‫ــ ســ‬ ‫العــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــدأ ــ‬ ‫ــ ال ــ ا‬ ‫عطــ ال ــ د‬ ‫ط ـ ـ ســط ـ‬ ‫لـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ا ـ ل ســط‬ ‫ـ ل ـ ــد ا ـ الع ـ‬ ‫ـ الد ل ـ ال د ـ‬ ‫أ ـ‬ ‫ـ ال س ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد ســط‬ ‫ا ــد ا ا ـ‬ ‫ا‬

‫الســعودية أول دولــة عربيــة تحصــل عى‬ ‫عضويــة "الفاتف"‬ ‫العــــــدد ‪140‬‬ ‫أغــســطــس ‪2019‬‬

‫‪ 5‬مرتكــزات لسياســة ترامــب وتمســك‬ ‫قطــر باإلخــوان أضعفهــا‬ ‫‪ 28‬دولــة إفريقيــة أدخلــت ‪ 58‬عمليــة‬ ‫إصاحيــة لجــذب االســتثمارات‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫دور األمــم المتحــدة تجــاه قضايــا المنطقــة‪ :‬اإلخفاقــات والنجاحــات‬ ‫▀ "الواقعيـــة" تقـــوم عـــى صـــراع المصالـــح وتتبنـــى الـــردع واألحـــاف وتصـــارع الـــدول‬ ‫▀ عمليــات حفــظ الســام فــي الشــرق األوســط بــدون اســتراتيجية أو أهــداف قابلــة للتحقيــق‬ ‫▀ صفق ــة الق ــرن جعل ــت ق ــرارات األم ــم المتح ــدة م ــن الماض ــي ب ــإرادة أمريكي ــة منف ــردة‬ ‫▀ مجل ــس األم ــن المثي ــر للج ــدل يفتق ــر للتمثي ــل العالم ــي والفيت ــو ُيفش ــل قرارات ــه الدولي ــة‬ ‫▀ فـــي ســـوريا المبعـــوث األممـــي يتعامـــل مـــع األســـباب ال معالجتهـــا و‪ 3‬أســـباب للتعثـــر‬ ‫▀ الصـــراع األوروبـــي يطيـــل الصـــراع يف ليبيـــا مـــع وجـــود ‪ 35‬مليـــون قطعـــة ســـاح‬ ‫▀ إيـــران تتهـــرب مـــن العقوبـــات بشـــركات وهميـــة للناقـــات وتلجـــأ لتجـــارة المقايضـــة‬ ‫▀ "الفيتــو" نســف مبــادئ األمــم المتحــدة وكــرس الهيمنــة األمريكيــة المســتندة إىل القــوة‬ ‫▀ ‪ 8‬ملي ــارات دوالر تنفقه ــا األم ــم المتح ــدة عل ــى حف ــظ الس ــام س ــنو ًيا أكثره ــا ف ــي إفريقي ــا‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫الشخصية العربية يف نظر الخبراء‬ ‫ـ وا‬

‫ي‬

‫ـ الع يـ ـ ال يـ‬ ‫دا ـ ا ـا ل‬ ‫ال‬ ‫الع ال ي‬ ‫لو‬ ‫الع ي ا ل‬ ‫عد ا‬ ‫ـ ال ـ ال ي يـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ دا ـ ـ ا‬ ‫ـ ـ‬ ‫ل‬ ‫يعد ا ا‬ ‫ا ي‬ ‫ا ـ‬ ‫و‬ ‫د ال ـ‬ ‫ا ي ـ لد ا ـ‬ ‫ـ د ـ ا يـ ال ي ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ل د‬ ‫د ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ي ـ ـ‬ ‫ـ اليـو‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ ي ـ ـ ا ـ الـ‬ ‫و‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ العـ ا ال ـ ي ال ي يـ ال يـ ال ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ي ل و ـ ال ي ي ي يد‬ ‫ـد‬ ‫ـو ـ د ا يـ‬ ‫ولو يـ د ـ الع ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يـ‬ ‫عـ‬ ‫ا ال ي يـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫لـ ا ـ‬ ‫الع يـ‬ ‫يـ ل ي ـ ا ديـ‬ ‫عـ يو ـ‬ ‫ـا‬ ‫ا ـ‬ ‫ـد د‬ ‫ـ‬ ‫ـ يـ ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ي يـ‬ ‫دي ـ ال ـد‬ ‫ـد د ـ الع يـ‬ ‫العـ ا ـ‬ ‫ـ ـد ـ‬ ‫ـداد‬ ‫ـ د ـ‬ ‫العـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـود ا ـ ليـ ـو‬ ‫عـ ا ـو‬ ‫ـ ل لوالد ـ ـ‬ ‫ا‬ ‫ا ع و ا يدا ي‬ ‫ال ا ا ال ي ي‬ ‫ي‬ ‫ـد لو‬ ‫د‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ا ي ـوا‬ ‫ا ال ي يـ‬ ‫ـو ـ ل ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ الع ـ‬ ‫يـ‬ ‫ـ‬ ‫ـا دا ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـد العيـ‬ ‫ـداد‬ ‫ـ ا ـ الع ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ي الع ي ال‬ ‫ال‬ ‫ي ي ال ع‬ ‫الع ي لد‬ ‫ا‬ ‫ـ ال ـ ع‬ ‫ـد ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫د ا ـ ال ع يـ‬ ‫لو ـ‬ ‫ا‬ ‫ي ل‬ ‫د ي‬ ‫ي ي ل الد ا ال‬ ‫‪Face Among the Arabs‬‬ ‫ا ي يـ ـ الو ـ ـ العـ‬ ‫ي ـد ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫عـ ال ـ ي‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫عـ ـ ي ـ‬ ‫ـد العـ‬ ‫ال ـ‬ ‫يـ الو ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال يـ ال ـ‬ ‫ي ـ ال ع ـ‬ ‫ـ ع ـ ال ـ‬ ‫ـد ال ي ـي ال يـ ي ـ وا‬ ‫ـ ـ ـ ع ل ـي‬ ‫ا ال ي ـي‬ ‫يـ‬ ‫ـ ا‬ ‫يـ ا ـ الع ـ الع يـ ل‬ ‫ـ الد ا ـ ـ ع ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫العـ ال يـ ي ـ د ل ي ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ ي ال ي ـي الع يـ ي يـ ال ع ـ ع ـ يـ‬ ‫ي ـو د ـ ال ع ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ي ل ـ وا‬ ‫الد ا ـ يـ‬ ‫ـع‬ ‫يـ ـ ا يـ‬ ‫ال ي ـ ال يـ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـا ي ـ‬ ‫ـ و ـ‬ ‫ال ـ ي ال ـ‬

‫مراكز األبحاث وصناعة القرار يف إسرائيل‬ ‫الو ي ـ ا ــد ي‬ ‫ـ ــو ا ـ‬ ‫اـ ا‬ ‫ـ ا ي يع ــد ـ‬ ‫ـ ال ـ ا‬

‫يـ ي ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪139‬‬ ‫يــولــــــيــو ‪2019‬‬

‫‪45‬‬

‫ملف العدد‬

‫ــ‬ ‫يو ــد‬ ‫ا‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ــ ا ــ ا ي ي‬ ‫ــ‬ ‫ــ ال ــ ا الــ العــ‬ ‫ــ ي ــ ــ ال يــ‬ ‫ــ ا ي الد يــ ل ــ‬ ‫ي ــ‬ ‫يــ‬ ‫ــ ــ ا ــ‬ ‫عــ‬ ‫ا ــ ا ــ ا و ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا ع و ــ‬ ‫ا ــ ا ي ي ــ ع ــد د ا ــ ا ــ ال و ــ ‪ INSS‬ال ــ‬ ‫عـ ايـ‬ ‫ـ ي ـ ال ـ دا ال ـ‬ ‫عـ ـ يـ‬ ‫ــ ع ــد‬ ‫ع ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــ ــ ا ــ ا ــ‬ ‫ا و ـ‬ ‫ـ د ــوا ا يـ‬ ‫د ا ـ ا ـ ال و ـ‬ ‫ـ ـ ال ـ ال ي يـ‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ا ـ ا يـ ا ـ‬ ‫لـ‬ ‫يـ ا ـ ا ي ي‬ ‫ـ ـ‬ ‫ا‬ ‫ال ي ـ ا ـ‬ ‫ا‬ ‫ــ الد ا ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ل ــ ا‬ ‫ا يــ ل يــ‬ ‫يـ الد ـ ا و ـ د يعــد ع ــد ا ـ ال و ا ـ ا ي‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ي ـ ـ يو ي ـ ـ ا ــدا ال ي ــي ا ي ـ‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ــ ــو ــ ي ــ ع ــد ي ــ ــ دا‬ ‫الع لــ‬ ‫ل ي ـ ـ د ا ـ الــد الع ي ـ الــد ا ـ ي‬ ‫ا ـ‬ ‫ــ د‬ ‫يــ‬ ‫ديــ ا‬ ‫ــوا ال يــ ال ي ــي ا‬ ‫ـ الو يـ ا ــد‬ ‫ا ع و ـ ـ ا ـ ا ـ ال يـ‬ ‫ــ و ال ــ‬ ‫ــ لو ــ يــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا ي‬ ‫ــ‬ ‫ـ اي دا ـ‬ ‫ـ ا ـ ا ـ‬ ‫ـ ال ـ ـ‬ ‫ا ي ــ‬ ‫ا ــ‬

‫صانع القرار والحاجة للمعلومات‬ ‫يـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ي ـــو‬ ‫ل ـــ‬ ‫يـ ل ـ يع ــد ـ‬ ‫ديـ ا‬ ‫يـ ـ ا ـ ـ ا ـ ـ‬ ‫ـ ـ ــو‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ ل ـــ‬ ‫ي ـــ‬ ‫ـــ ا ـــ ل ـــ ولـــ ل ـــ‬ ‫ــ‬ ‫ـ ـ ال يـ ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــوا‬ ‫يـ الــد‬ ‫الو يـ ا ــد‬

‫ـــ ال ـــ ا ليـــ‬ ‫ا وا ـ ال ي ــي ا‬ ‫ا ع و ـ ـ ال ـ ـ ــد ليـ ـ‬ ‫ـــ ل يـــ‬ ‫الع ـــ ا‬ ‫يـــ ـــ ا ـــ ا ا‬ ‫ا ــ ا‬ ‫ــ ي ــ‬ ‫ـ‬ ‫يـ‬ ‫لـ‬ ‫ـ‬ ‫ال يـــ ال ـــ ي‬ ‫ا ـــ ا ـــ‬ ‫ـــد ـــ‬ ‫ــي الع لـ ـ الع ـ ـ‬ ‫ي يـ ـ‬ ‫ا ـ ـ د ـ و و يـ ا‬ ‫ــو ا ـ و و‬ ‫ا ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ال ــ ا ليــ‬ ‫يــ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ي ـ ـ يـ‬ ‫ــو‬ ‫ا ــ ا ــ‬ ‫ال ــ ال ا عــ‬

‫ـ‬ ‫يـ‬ ‫عــ‬ ‫ا‬

‫الـــد ال يـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ــ ــ ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ي ـ ال ي ـ‬ ‫ا د ـ‬ ‫ي يـ ـ لــو ل ـ‬ ‫ال ــد ال يــ د ــ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ا ـ ال‬ ‫ــ ال ــ ال د ــ‬

‫* أســتاذ العلــوم السياســية يف جامعتــي الحســني بــن طــالل وامللــك‬ ‫عبدالعزيــز ســابقًا‬

‫‪44‬‬

‫ملف العدد‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪139‬‬ ‫يــولــــــيــو ‪2019‬‬

‫ـي‬ ‫ي ـ ل‬ ‫ـو ـو ا‬ ‫د ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫يـ ـ ا ـ ا ا عـ ا ي يـ ا‬ ‫ا ا ي يـ ـو ا ـ‬ ‫ال ـو ي ي ييـ ـ ع ـ ا ـ‬ ‫ا ـ ا ـ اي ي‬ ‫ال ـو ي‬ ‫ي ـ د‬ ‫ع‬ ‫د ـ‬ ‫ـ‬ ‫د ال ي ال‬ ‫ـ‬ ‫ال يـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ د‬ ‫عـ‬ ‫يـ ـ‬ ‫يـ ي ـ‬ ‫ـ يـ يـ ‪ B‬ـد‬ ‫ي يـ ـ و يـ‬ ‫ا‬ ‫ي ـ ـ ال يـ الـ يعـد ال ي ‪ A‬و ي ا ـ‬ ‫ـ ا ـد‬ ‫ـد‬ ‫ـ ال ـ ـ ال ي يـ‬ ‫ا ي يـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ ـ ال يـ ـ ي ل ـ‬ ‫ديـد‬ ‫ال ـو ي‬ ‫ـ ـ ال ـ الع و يـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ عـد ـد ـ وا‬ ‫يـ ل ـد ال ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ ا يع ـ‬ ‫يـ‬ ‫ل ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ ا ال ـد ل ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـع ـ‬ ‫عـ ال يـ‬ ‫يـ ي ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ د ـ ي ـ ال و ـ‬ ‫اـ ا ـ‬ ‫ع ـ‬ ‫اـ ا ـ‬ ‫عـ‬ ‫ي ـع‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـد يـ ا‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ ي يـ‬ ‫ا ا ال ي الي ال و‬ ‫ا يديولو‬ ‫و‬ ‫ـ لد ل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ع ـ ـد ي ـو‬ ‫ا اـ ا‬ ‫ا عـ‬ ‫ـ ي ـ عـددا ا ا ا يدي و يـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫يـ الـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ ا‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ا الو ـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫يـ ا ـ ال و ـ ا ي ـ‬ ‫يـ ا لـ ال و يـ‬ ‫ـدا‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ليـ‬

‫مراكز األبحاث والجامعات واحتالل العراق‬ ‫ا‬

‫ــد‬

‫ـ‬

‫ل عـ ا‬

‫ـ ل و يـ‬ ‫ا ـ الع ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫اـ ا ـ‬ ‫ل يـ ل عـ‬ ‫يـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ و ـ‬ ‫ـ ــي د لي ـ ا ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ــو ــو ا ـ ال يـ الـ‬ ‫ال يـ ال ـ د ـ ل يـ‬ ‫يـ ل يـ‬ ‫يـ‬ ‫ـ‬ ‫د ـ لـ ي يـ و و يـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ يـ ا‬ ‫ـ الد ـ ال ـ‬ ‫ـ لـ‬ ‫ــدا‬ ‫ـ ي ـ‬ ‫العـ ا‬ ‫ـ ل و ـ الي ــود‬ ‫ا ــدد ا‬ ‫ـ ا ـ ــد ـ ـ ا ي ـ الع ا ـ‬ ‫ـ اي‬ ‫ـا ـ‬ ‫ـ ي ا ع ـ ال ــيعي ا ـ‬ ‫ـ ال ع ـ الع ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ع ـ و ي ـ ال ـ‬ ‫ي ـ ‪ Jervis‬ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ يــ ا ا عــ ال ي يــ لو ــ‬ ‫ا ــ ا ا ي يــ‬ ‫ـ يـ ـ ا ـ‬ ‫ـ ل ـ‬ ‫ا ا يـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫دا ـ‬ ‫ـ ا ا ي يـ‬ ‫ـ ال ي ـ ال ـ ي ل‬ ‫ـ‬ ‫العـ ا‬ ‫ا ــو ال ـ‬ ‫ـ ـ ا ـ‬ ‫ـا‬ ‫يـ‬ ‫ا ي ع ـ لع ـ ا‬ ‫يـ ا ـ‬ ‫ل ـ ــد‬ ‫دا ـ‬ ‫ـ الد ـ ال ـ‬ ‫ــو‬ ‫ا ـ ا ا ي يـ ـ ا ـ‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ـ الع ــو ال ي ـ‬ ‫يـ‬ ‫ـ ال ــيو‬ ‫ـ‬ ‫يـ‬ ‫يــ الو يــ ا ــد‬ ‫يــ‬ ‫‪)the Butler Report‬‬ ‫ــ‬ ‫ال ــ ا ــ ليــ ــو‬ ‫ــ الد ا ــ‬ ‫ــد ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ال يــ ال ــ‬ ‫ا ي ــد ــ ال ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫و ـ يـ يـ الــو ا ال ي‬ ‫يـ و و يـ ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ــ ا ال يــ ال ــ د ــ‬ ‫ال يــ عــ‬ ‫ــ ا الــ‬ ‫ا‬ ‫يـ ا ـ‬ ‫ع ـ ال ـ ــو‬ ‫دا ــو‬ ‫ــ ل ي ــ‬ ‫يــ ا الد ــ ا ي يــ يــ د ا ــ ي د‬ ‫ــ‬ ‫ــدا‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫يــد ا ــ العــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ــد‬ ‫ـ ــو ا ـ ال ــو الدي ـ الـ‬ ‫ـ يد ـ عـ‬ ‫ــ ا ــدد‬ ‫ــ‬ ‫ا‬

‫مؤسسة راند والحكومة األمريكية‬ ‫ـ‬ ‫يـ‬

‫ـ‬

‫ا‬

‫يو ــد الو يـ ا ــد ا ي يـ‬ ‫ا ـ‬ ‫يـ ـ‬ ‫ل ـ ي ـ ال ي ـ الدا ي ـ ا‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫الو ي ـ ا ــد‬ ‫الع ل ـ و ــود‬ ‫ا ـ‬ ‫ال ي ـ الدا ي ـ‬ ‫دا ـ الو ي ـ ا ــد‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ي ـ‬ ‫ـ ا ــد‬ ‫ــي لـ‬ ‫يـ‬ ‫ا‬ ‫ــ و ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫الد ــ ال ــ ال ع يــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــ ا‬ ‫ل ــ ا ــ‬ ‫ــ ا يــ‬ ‫ال ــ‬ ‫ع ــد ا الد ــ‬ ‫يــو د‬ ‫دا ــ ال ــ وي‬ ‫ــ‬ ‫ــ ل يــ‬ ‫ا ا ي يــ ي ــ ــ ا‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ لد ا ــ‬ ‫ــ الد ــ يو ــد ــ ــ‬ ‫ع ــ‬ ‫ــ ا ــ ال ي ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ــ ا ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــ الع يــ لعــ ــ‬ ‫ا‬ ‫ال ــو الد ا ــ‬ ‫يــ ــو ي يــ ال ع ــ ــ ال يــ ا ا ــ ي‬ ‫ــ ــ‬ ‫لـ د ـ و ـ‬ ‫ـ الع ـ ل يـ الد ا ـ ا ي يـ‬ ‫لي ال ـ د ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ي ـ ا ا ـ ي ـ ع ــد‬ ‫يـ اد الـ ي ــود‬ ‫ـ ـ‬ ‫ا ــد‬ ‫ـ عــد ال يـ‬ ‫ــ ي الو يــ‬ ‫ــ ل ــ‬ ‫ــ‬ ‫ال يــ ا ي ــ ل ــ‬ ‫ا ــد ــو يعــد‬ ‫العــ ا ا‬ ‫ــ‬ ‫ا ــد ال ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ي‬ ‫ولـ‬ ‫ـ‬ ‫دا ــو ا ـ‬ ‫ـ ال ــو‬ ‫الد ل ال ـ ي ي د ا ـ ال و‬ ‫ــد ا ــد د ا ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ و‬ ‫عــدد‬ ‫ــد ا ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫الد ا ـ‬ ‫ــ ال ــ ا ‪Heritage Foundation‬‬ ‫ا يديولو يــ ــ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ ا ـ ‪Committee of Present Danger‬‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ـ ‪ Brookings‬ــو ‪ Cato‬وا ـ ـ‬ ‫ال ــ‬ ‫عــ ال ــ ا ــوا‬ ‫ــ‬ ‫عــ ال ــ ا ــ‬ ‫ـ‬ ‫ي ـ‬ ‫ـ ا يـ‬ ‫ال ي يـ ال ـ يعي ا‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ـ عـ‬ ‫ـ‬ ‫عـ‬ ‫ي ـ د و ـ ‪Cottam‬‬ ‫ا ـ‬ ‫يـ‬ ‫ـ‬ ‫يـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد‬ ‫و ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ا ي يـ‬ ‫د ـ ا ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ د لـ د ــو الع ـ‬ ‫ـ ا ـ اي ي ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ الو ــ‬ ‫و ــ‬ ‫ا ي ي ا ي ا يــ ي ــ عــد‬ ‫وا ــد الو يــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ــو ا ي ا يــ ــ ا ع ــ ال ــ‬ ‫ــ ال ــ يــ‬ ‫يــ ا ي يــ يع ــد‬ ‫ا ا‬ ‫ا ــد‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــو‬ ‫ي ــ ا د ــ ال لــ‬ ‫ل ــ و‬ ‫ــ د ا ــ ال ــ ا ــ‬ ‫يــ‬ ‫عــ ــي و‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ال ـ ال ـ‬ ‫ايـ‬ ‫ـ لـ‬ ‫يـ‬ ‫ــ ل يــ ال ــ ل ــ ي‬ ‫ــ‬ ‫ــ ي‬ ‫ــ‬ ‫يـ‬ ‫ديـ ا‬ ‫ـ ي ال ـ العوا ـ ا‬ ‫ــد‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ــو ا ي ا يـ‬ ‫ال ي ــي ـ‬ ‫ـ و ‪Majestic Failure:‬‬ ‫ــي ل ـ ي ال ـ‬ ‫يـ‬ ‫‪ The Fall of the Shah‬ي ـ ا د ـ ال ا ـ ــو ا ـ‬ ‫ـ ال ـ ا‬ ‫ي ـ ــو ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫عـ و يـ‬ ‫ا‬ ‫ـ ويـ ـ ا ـ‬ ‫الد ا ـ ال ــي ا ـ لـ‬ ‫ي ـ ـ ـ ‪ CIA‬د ا ـ ا ـ الدا ي‬ ‫ا ي يـ يـ‬ ‫ـ‬ ‫ــواد ال ــو‬ ‫ـ ال ــو ـ‬ ‫يـ ا‬ ‫ـ ال ـ ي ـ‬ ‫ـ ـ ي ـ عـ‬ ‫ـ‬ ‫يـ‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪139‬‬ ‫يــولــــــيــو ‪2019‬‬

‫ي‬

‫‪43‬‬

‫ملف العدد‬

‫ا ا يي‬ ‫ا ـ‬ ‫ا‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ـ ـ ي ـ ا الع ـ ا‬ ‫ـ ا ـا‬ ‫ـ ا‬ ‫ي ـ‬ ‫د ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ال ع ـ‬ ‫ــد ل ـ‬ ‫ــو ـ‬ ‫ـ‬ ‫اـ ا ـ‬ ‫عـ‬

‫ي ـ ـ ييـ‬ ‫ــد ـ وا‬ ‫ــ ــ عــد د ا ــ‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ــد ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد‬ ‫ا ي يـ‬ ‫ــوا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫عـ‬ ‫ا عـ‬ ‫ـ يــد ال يــد يـ‬ ‫ـ الو ي ـ ا ــد‬ ‫الــد ال ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ا عـ ا ـ‬ ‫الــد ال يـ ـ عــد ا ـ ـ ا‬ ‫ـ ال ـ ا ال ي ـ ي ـ‬ ‫ع ال ـ‬ ‫عـ الــد ال ي‬ ‫ال ـ ا ي يـ‬ ‫ويــ عــ‬ ‫ي ــ ي و ــو‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫د ــ ا ــ ا ــ‬ ‫ا عــ‬ ‫الد ا ــ‬ ‫ـ ي الد ا‬ ‫ل ـ ا ـ ي ـ‬ ‫ع يـ ـ ال ا ـ‬ ‫عـ ا‬ ‫لـ‬ ‫ال ـ ال ـ ل ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫لـ‬ ‫ــد ا ــ الد ا ــ ا ي يــ ال ــ ا‬ ‫الــد‬ ‫ــ ا يــ ا لــ‬ ‫ال ي يــ ال ــي ي ــ‬

‫ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫لي ـ‬ ‫ــ‬

‫فريق ‪ B‬وتقييم أداء االستخبارات األمريكية‬ ‫ـع ا‬ ‫اـ ا ـ‬

‫ـ‬ ‫ـ‬

‫ا ي يـ‬ ‫ا‬ ‫ـ لـ‬

‫ييـ دا ـ‬ ‫ا ا‬ ‫ـ‬

‫عـ‬ ‫ي يـ ‪CIA‬‬

‫‪42‬‬

‫ملف العدد‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪139‬‬ ‫يــولــــــيــو ‪2019‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مهما في سياسة أمريكا وهو ما تفتقده الدول النامية‬ ‫الجامعات تلعب دو ًرا ً‬

‫االسـتخبارات األمريكيـة والجامعـات ومراكـز‬ ‫األبحـاث يف خدمـة األمـن القومـي األمريكي‬ ‫ا‬ ‫ـ ي د ي ـ ديـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ ا ا ي يـ‬ ‫الد ا يـ‬ ‫ولو يــ ا‬ ‫ا د يــ ع ــ ا‬ ‫ـ ا‬ ‫ــد ـ ــو يـ ا ع و ـ‬ ‫ــو ـ ا ع و ـ‬ ‫ــي ا‬ ‫ا‬

‫ا ي يـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ــ ال‬ ‫ـ د‬ ‫ــد ـ‬

‫ـ ال ـ ي‬ ‫ـ‬ ‫ــد ال يـ ا ي ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫يي ـ‬ ‫يـ ا ـ ا‬ ‫يـ‬ ‫يـ ال ي ــي‬ ‫ــ ا ع و ــ‬ ‫ا ــ ليــ‬ ‫ا يــ ي ــ لــ‬ ‫ي ــ ا‬ ‫ل ـ ـ ي يـ‬ ‫ال ـ ا‬ ‫ـ ال ي ــي‬ ‫ـ ي ـ‬ ‫ـ‬ ‫الو ي ـ ا ــد ـ ل ي ـ‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫ــ ال ــ ا ا ال ي ــي ا ي يــ‬ ‫ــ ا ل ــ‬ ‫ليــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ا ــ ا ــ ا‬ ‫ا عــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ الو يــ ا ــد‬ ‫ال ــ‬ ‫ا ــ ا ــد ا عــ‬ ‫ال ي ــ‬ ‫يــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ي ــ د ــ ال د يــ ــ‬ ‫يــ يــ‬ ‫ــ ال ي ــ الدا يــ ا‬ ‫ــ‬ ‫الع ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ا عــ‬ ‫ــ ا ي يــ ــ ا ــ ا‬ ‫ع ــد ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ع‬ ‫ا ـ ل يـ د ا ـ ا ـ ي ال يـ ال ـ‬ ‫ــد ي ــو ع ــ ا د يــ‬ ‫ل ــ‬ ‫ال يــ ا ــ‬ ‫ـ و ـ لــد ا ـ ا ي ي ـ‬ ‫يـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ا ي ي ـ ‪ CIA‬ي ـ‬ ‫لـ ا ـ‬ ‫ا عــدد ــد ا ـ‬ ‫ـ ل ـ ا ـ الد ـ‬ ‫اي ا ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ الــو‬ ‫ــ ا ــ ال و ــ ا ي ــ الو يــ‬ ‫ــو لــ‬ ‫يــ‬ ‫ا‬ ‫ــد‬ ‫ــ لــ‬ ‫ــد‬ ‫ال ــ ــ ا ا ال يــ ا ي ــ‬ ‫ال و ــ ا ي ــ‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ا ــ الد ا ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ ا ـ ا عـ‬ ‫ـ ي ـ ا ـا‬ ‫يــ ال يــ ا يــ‬ ‫ــ ا ــ ا ــ‬ ‫ال ــ‬ ‫الد ليــ ــ ي عــ د ا و يــ الــ العــ‬ ‫ا ـ ا ـ‬ ‫يـ ا عـ‬ ‫ـ اي‬ ‫ــد ـ‬ ‫ــ ل ي ــ ا ي يــ ــو ال ــ‬ ‫ال ي ــ ا ي يــ‬ ‫ــد‬ ‫ـ ال ـ ا الع ـ ا ـ ا ي ا ـ ال ي ـ‬ ‫ا‬ ‫ا ــ‬ ‫الو يــ ا ــد ــ ي ــ‬ ‫ــ ال و ــ ال يو ــ‬ ‫ا عــ‬ ‫ا ــ ا عــ ‪ Campus Watch‬ــ ي ــ‬

‫ـ‬ ‫ــو ال ـ ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ــ ي ــد ــ ا ي‬ ‫ــ‬ ‫ي دل يــ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ ع ـ ـ يـ‬ ‫ا د ــ وا ــ‬ ‫ــ ال و ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا‬

‫ـ اي‬ ‫ـ‬ ‫ــو ل ـ‬ ‫ـ عـ‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ ي ــ‬ ‫يــ ال د يــ‬ ‫ــد ال ــ ا ــ‬ ‫ي ــ ــ ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ل و ــ ال يو ــ‬ ‫ي ــ‬ ‫ــد ال ي ـ ا ـ‬ ‫ـ اي‬ ‫ــد‬ ‫لد ا ـ ال ـ‬ ‫ـ ا ي ـ ع ــد ا ـ‬ ‫ــو ــ ي ــ ــ لي ــود ي وا ــ‬ ‫يــ‬ ‫و ــ ــو‬ ‫ا ــ ل و ــ‬

‫األكاديميون والمخابرات األمريكية وسقوط الشاه‬ ‫ي ــ الو يــ‬ ‫ا عــ د‬ ‫ــ‬ ‫ل ــ ا‬ ‫عـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ال ــو ا ي ا ي ـ‬ ‫ا ــد ا ـ ي ـ ا‬ ‫ي ـ الو يـ ا د‬ ‫ـ ـ ـ ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫لـ‬ ‫ــو‬ ‫ـ‬ ‫عـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ي ـ يـ‬ ‫ـ ال ـ ا ــد ‪ The Eagle and the Lion‬ـ الع ـ‬ ‫ـ يـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ــي ا ـ‬ ‫ــد ـ ـ‬ ‫ا ي يـ يـ ا‬ ‫ا ديـ ـ‬ ‫ي ـ ـ‬ ‫ـ ا ـ ال و ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ي ـ عــد ـ‬ ‫يـ‬ ‫ـ‬ ‫يـ ــو يـ ا‬ ‫ي ـ وا الع ي ـ ال ي ــي عــد ال ــو‬ ‫ا لـ‬ ‫يي ـ‬ ‫ـ ا لـ‬ ‫ـا‬ ‫يـ ـ ي ا ـ يـ ا ي ـ‬ ‫ــو‬ ‫ــ ا يــ ا د ــ ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫يــ ا ي ــد‬

‫قمة العشرين‪ :‬التأثير السعودي‬ ‫يف صناعة المستقبل‬ ‫العــــــدد ‪139‬‬ ‫يــــــولـــــيـــــو ‪2019‬‬

‫قمـم مكـة مؤشـرات بدايـة نهايـة نظام‬ ‫واليـة الفقيـه يف إيـران‬ ‫النخب الفلسـطينية تسـاعد عـى تنفيذ‬ ‫صفقة القـرن باالنقسـام والرفض‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫البحـث العلمـي بيـن حاجة المجتمعـات والدول ‪ ..‬واالهتمام الرسـمي‬ ‫▀ التمويــل محــدود للمؤسســات البحثيــة الخليجيــة ومــن يتوفــر لهــا المــال متدنيــة اإلنتــاج‬ ‫▀ أودعــت ‪ 17‬دولــة عربيــة ‪ 517‬بــراءة ابتكار منها ‪ 296‬براءة ســعودية مــا يعادل إنتاج ‪ 16‬دولة‬ ‫▀ نصيـــب العـــرب ‪ %4‬مـــن مراكـــز األبحـــاث ولـــدى أمريـــكا ‪ %35‬تليهـــا أوروبـــا بـــ ‪%29‬‬ ‫▀ ‪ 3‬جامع ــات س ــعودية ف ــي الص ــدارة عرب ًي ــا و‪ 8‬خط ــوات لالرتق ــاء بالبح ــث ف ــي الجامع ــات‬ ‫▀ ‪ 535‬مليـــون دوالر إنفـــاق العـــرب علـــى البحـــث أو‪ 11‬فـــي األلـــف مـــن الدخـــل القومـــي‬ ‫▀ ‪ 50‬مرك ـ ًزا تعال ــج األزم ــات وتق ــدم توصي ــات لصان ــع الق ــرار يف إس ــرائيل بثالث ــة مس ــتويات‬ ‫▀ األوراق العلميـــة المقدمـــة مـــن الجامعـــات العربيـــة ‪ % 0.0003‬مـــن أبحـــاث العالـــم‬ ‫▀ يف ال ــدول العربي ــة ‪ 136‬باح ًث ــا ل ــكل ملي ــون نس ــمة والمتوس ــط العالم ــي ‪ ۱۰۸۱‬باح ًث ــا‬ ‫▀ تركي ــا‪ 20 :‬ملي ــا ًرا للبح ــث وتعم ــل عل ــى‪ 11‬أل ــف مش ــروع وقدم ــت ‪ 2500‬ب ــراءة اخت ــراع‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫الحقــوق الفلســطينية‪ :‬القنبلــة الســكانية أقــوى مــن قنبلــة‬ ‫ديمونــة النوويــة‬

‫إن القضيـــة الفلســـطينية هـــي جوهـــر الصـــراع يف الشـــرق‬ ‫األوس ــط ورغ ــم م ــرور س ــبعة عق ــود عل ــى إع ــان قي ــام إس ــرائيل‪،‬‬ ‫فـــإن الـــذي يقـــاوم االحتـــال هـــو اجليـــل الثالـــث أو الرابـــع مـــن‬ ‫الفلســـطينيني والشـــعوب العربيـــة واإلســـامية‪ ،‬ورغـــم محاولـــة‬ ‫إس ــرائيل عق ــد اتفاقي ــات س ــام م ــع بع ــض ال ــدول العربي ــة‪ ،‬ف ــإن‬ ‫الشـــعوب العربيـــة ترفـــض التطبيـــع وتؤيـــد القضيـــة الفلســـطينية‬ ‫فرغ ــم اتفاقي ــة كام ــب ديفي ــد فالش ــعب املص ــري يرف ــض التطبي ــع‬ ‫وكذل ــك يف األردن‪ ،‬ولذل ــك تبق ــى القضي ــة الفلس ــطينية ه ــي مث ــار‬ ‫ع ــدم االس ــتقرار‪ ،‬ورغ ــم ضع ــف النظ ــام اإلقليم ــي العرب ــي يف ه ــذه‬ ‫املرحلـــة‪ ،‬فالشـــعوب تبقـــى املؤيـــد للمقاومـــة‪ ،‬وحتـــاول إســـرائبل‬ ‫القف ــز عل ــى الس ــلطة الفلس ــطينية باقام ــة تطبي ــع م ــع بع ــض ال ــدول‬ ‫وتســـخير الورقـــة الطائفيـــة إال أنهـــا فشـــلت يف ذلـــك حتـــى اآلن‪،‬‬ ‫ورغـــم نقـــل الســـفارة األمريكيـــة للقـــدس وإعـــان ترامـــب تأييـــده‬ ‫للقـــدس عاصمـــة إلســـرائيل ويهوديـــة الدولـــة‪ ،‬إال أن القنبلـــة‬ ‫الس ــكانية الفلس ــطينية تف ــرض نفس ــها يف داخ ــل إس ــرائيل‪ ،‬فأه ــل‬ ‫الق ــدس يقاوم ــون التهوي ــد اليه ــودي للمدين ــة ب ــكل الوس ــائل‪ ،‬ورغ ــم‬ ‫إقامـــة املســـتوطنات يف القـــدس الشـــرقية والضفـــة الغربيـــة فقـــد‬ ‫فشــل االحتــال أن يفــرض علــى الفلســطينيني حـ ً‬ ‫ـا ال يحقــق كامــل‬ ‫احلقـــوق الفلســـطينية‪ .‬هنـــاك ‪ 210‬ألـــف مســـتوطن يف القـــدس‬ ‫الش ــرقية واح ــد عش ــر مس ــتوطنة وهن ــاك ‪ 132‬مس ــتوطنة بالضف ــة‬ ‫الغربيــة‪ ،‬وكل ذلــك مخالــف للقانــون الدولــي ولقــرار مجلــس األمــن‬ ‫الدول ــي ‪ 2334‬لع ــام ‪2016‬م‪ .‬ويعي ــش يف الضف ــة الغربي ــة والق ــدس‬ ‫الش ــرقية وقط ــاع غ ــزة حوال ــي خمس ــة مالي ــن وهن ــاك يف داخ ــل‬ ‫فلســـطني ‪1948‬م‪ ،‬مليـــون ونصـــف فلســـطيني‪ ،‬يعنـــي هنـــاك ‪6.5‬‬ ‫ملي ــون فلس ــطيني داخ ــل فلس ــطني‪ ،‬وم ــع مطل ــع ‪2018‬م‪ ،‬بل ــغ ع ــدد‬ ‫الس ــكان اليه ــود يف فلس ــطني ‪ 6.56‬ملي ــون نس ــمة‪ ،‬وه ــذه احلال ــة‬ ‫الس ــكانية مقلق ــة لليه ــود وكم ــا عب ــر ع ــن ذل ــك أح ــد أه ــم املؤرخ ــن‬ ‫اإلســرائيليني بينــي موريــس بقولــه " ال أعــرف كيــف نخــرج مــن هــذا‬ ‫الوض ــع فيم ــا يتعل ــق باس ــتمرار وج ــود إس ــرائيل كدول ــة " يهودي ــة"‬ ‫فالي ــوم يوج ــد ب ــن البح ــر والنه ــر ع ــرب أكث ــر م ــن اليه ــود‪ ،‬والب ــاد‬ ‫كله ــا تتح ــول‪ ،‬بش ــكل ال ميك ــن منع ــه‪ ،‬إل ــى دول ــة واح ــدة توج ــد فيه ــا‬ ‫أغلبي ــة عربي ــة‪ .‬وم ــا زال ــت إس ــرائيل تس ــمي نفس ــها دول ــة يهودي ــة‪،‬‬ ‫ولك ــن وض ًع ــا نس ــيطر في ــه عل ــى ش ــعب محت ــل ولي ــس ل ــه حق ــوق ال‬ ‫ميكــن أن يســتمر يف القــرن الـــ ‪ ."21‬ويضيــف قائـ ً‬ ‫ـا " إن هــذا املــكان‬ ‫سيرس ــب كدول ــة ش ــرق أوس ــطية م ــع أغلبي ــة عربي ــة‪ .‬والعن ــف ب ــن‬ ‫املجموعــات الســكانية املختلفــة‪ ،‬داخــل الدولــة‪ ،‬ســيتصاعد والعــرب‬ ‫ســيطالبون بعــودة الالجئــن‪ ،‬واليهــود ســيبقون أقليــة صغيــرة داخــل‬ ‫بح ــر عرب ــي كبي ــر م ــن الفلس ــطينيني ‪ ..‬وم ــن س ــيكون ق ــاد ًرا م ــن‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪136‬‬ ‫إبــريـــــــل ‪2019‬‬

‫‪47‬‬

‫ملف العدد‬

‫اليه ــود‪ ،‬س ــيهرب إل ــى أمري ــكا أو الغ ــرب‪ ،‬إنه ــم ملزم ــون باالنتص ــار‬ ‫"‪ .‬وحس ــب التقري ــر االس ــتراتيجي الفلس ــطيني ‪2017‬م‪ ،‬ف ــإن ع ــدد‬ ‫الفلس ــطينيني يف فلس ــطني التاريخي ــة س ــيتجاوز ع ــدد اليه ــود ع ــام‬ ‫‪2022‬م‪ ،‬بنح ــو ‪ 300‬أل ــف نس ــمة‪.‬‬ ‫ورغــم مــا يتــررد مــن إدارة ترامــب عــن صفقــة القــرن‪ ،‬فالواليــات‬ ‫املتحــدة لــم تعــد وسـ ً‬ ‫ـيطا مقبــوالً بــن أطــراف الصــراع‪ ،‬وليــس هنــاك‬ ‫نظا ًمــا عرب ًيــا أو إســام ًيا يقــر بــأن القــدس عاصمــة إلســرائيل وال‬ ‫ميكــن لهــا مــن الســيطرة علــى املســجد األقصــى‪ ،‬وإســرائيل تؤكــد‬ ‫صراعــا دين ًيــا‪ ،‬وأصبحــت اآلن‬ ‫بسياســتها بتحويــل الصــراع إلــى‬ ‫ً‬ ‫األصــوات يف الــدول الغربيــة تؤيــد القضيــة الفلســطينية ومنهــا‬ ‫حــركات مقاطعــة إســرائيل‪ ،‬مثــل ‪ BDS‬ســواء علــى مســتوى‬ ‫املقاطعــة األكادمييــة ومقاطعــة رجــال األعمــال وغيرهــا وجتــد تأييـدًا‬ ‫يف الغــرب مــن مختلــف منظمــات املجتمــع املدنــي‪ ،‬ويف ظــل وســائل‬ ‫اإلعــام احلديثــة والتواصــل االجتماعــي أصبحــت جرائــم إســرائيل‬ ‫مكشــوفة للــرأي العــام‪.‬‬ ‫ورغــم مــا يــروج لــه اإلعــام اإلســرائيلي لعالقــات إقليميــة‪،‬‬ ‫فــإن الــدول العربيــة واإلســامية ترفــض التطبيــع‪ ،‬ونأخــذ موقــف‬ ‫ماليزيــا يف رفضهــا اســتقبال اإلســرائيليني‪ ،‬وعــدم اعتــراف باكســتان‬ ‫بهــا وتوتــر العالقــة التركيــة اإلســرائيلية؟ إن موقــف الــدول العربيــة‬ ‫وخاصــة الشــعوب العربيــة واإلســامية يجعــل إســرائيل يف موقــف‬ ‫صعــب ألنهــا أداة لقــوى االســتعمار الغربــي وأنهــا عامــل يف عــدم‬ ‫اســتقرار املنطقــة‪ ،‬وتؤكــد أن حتذيــرات املؤسســات األمريكيــة‬ ‫للرئيــس ترومــان مــن تأييــد قيــام إســرائيل كانــت حقيقــة‪ ،‬واليــوم‬ ‫وبعــد ســبعة عقــود تبقــى إســرائيل ســب ًبا يف احلــروب واإلرهــاب‬ ‫والتوتــر يف منطقــة الشــرق األوســط؟ وكمــا علــق الســفير الفرنســي‬ ‫لــدى واشــنطن ‪ Gérard Araud‬علــى فــوز ترامــب يف انتخابــات‬ ‫الرئاســة " إن العالــم ينهــار أمــام أعيننــا‪ ،‬نحــن يف عالــم مضطــرب‬ ‫"يقــوده ترامــب ونتنياهــو وأصحــاب كازينوهــات قمــار" ولكــن يف ظــل‬ ‫هــذا الواقــع الدولــي فــإن موقــف الصــن وروســيا االحتاديــة واالحتــاد‬ ‫األوروبــي يعتبــر صمــام أمــان لكبــح جمــاح ترامــب مــن زعزعــة النظــام‬ ‫بعــدم تأييــد سياســة ترامــب يف الصــراع العربــي اإلســرائيلي جتــاه‬ ‫الشــرق األوســط‪ ،‬وحتــى الــدول اإلقليميــة ترفــض االنصيــاع لسياســة‬ ‫ترامــب وموقفــه مــن إســرائيل‪ ،‬وأن صفقــة القــرن ســتولد ميتــه‬ ‫للرفــض دولــي إقليمــي‪ ،‬والتحــدي الداخلــي يف الكونغــرس لترامــب‪،‬‬ ‫وبســبب مصالــح الــدول الكبــرى يف الشــرق األوســط وتتناقــض مــع‬ ‫سياســة ترامــب ونتنياهــو‪.‬‬

‫* أس ــتاذ العل ــوم السياس ــية يف جامعت ــي املل ــك عب ــد العزي ــز والحس ــن‬ ‫ب ــن ط ــال س ــابقًا‬

‫‪46‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪136‬‬ ‫إبــريـــــــل ‪2019‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ديفيـــد بـــن غوريـــون أول رئيـــس وزراء إلســـرائيل وراء البرنامـــج‬ ‫النـــووي وكلـــف شـــمعون بيـــرس باإلشـــراف وفرنســـا الداعـــم األول‬ ‫ولكــن إســرائيل اعتبرتهــا قنبلــة إســامية تهددهــا‪ ،‬وكان إصــرار‬ ‫رئيــس الــوزراء ذو الفقــار علــي بوتــو ســب ًبا يف االنقــاب العســكري‬ ‫عليــه وإعدامــه فيمــا بعــد‪ ،‬ألنــه‪ ،‬علــق علــى موقــف واشــنطن‪ ،‬هنــاك‬ ‫قنبلــة يهوديــة‪ ،‬وهندوســية وقنبلــة‪ ،‬مســيحية وشــيوعية‪ ،‬ملــاذا ال تكــون‬ ‫هنــك قنبلــة إســامية ؟؟‬

‫االستنفار اإلسرائييل ضد المفاعل النووي اإليراني‬

‫إثــر بــروز قضيــة املفاعــل النــووي اإليرانــي قامــت إســرائيل‬ ‫بتحريــض املجتمــع الدولــي والواليــات املتحــدة ضــد إيــران‪ ،‬وحتريــض‬ ‫واشــنطن للقيــام بعمليــات عســكرية‪ ،‬وحيــث أن إســرائيل ال تســتطيع‬ ‫ضــرب إيــران لعــدة أســباب‪ ،‬إال أنهــا تريــد توريــط واشــنطن‪ ،‬ولذلــك‬ ‫كان خــاف إســرائيل مــع ادارة الرئيــس أوبامــا بســبب االتفــاق‬ ‫بــن إيــران ومجموعــة ‪ 1+5‬يف عــام ‪2015‬م‪ ،‬واتهمــت إدارة أوبامــا‬ ‫بالتواطــؤ وفتــح قنــوات مــع إيــران وبالفعــل كانــت محادثــات بــن‬

‫إيــران والواليــات املتحــدة بوســاطة ســلطنة عمــان‪ ،‬ومت االتفــاق علــى‬ ‫صفقــة املفاعــل‪ ،‬وعندمــا جــاءت إدارة ترامــب حرضتهــا إســرائيل‬ ‫لالنســحاب مــن اتفاقيــة املفاعــل النــووي مــع إيــران رغــم متســك‬ ‫االحتــاد األوروبــي والصــن وروســيا باالتفــاق‪ ،‬حتــى االســتخبارات‬ ‫األمريكيــة ‪ CIA‬أكــدت علــى التــزام إيــران باالتفــاق وعــدم مخالفتــه‬ ‫كمــا صرحــت ً‬ ‫أيضــا الوكالــة الدوليــة للطاقــة الذريــة علــى التزامهــا‬ ‫باالتفــاق‪ ،‬وكان وزيــر الدفــاع األمريكــي الســابق روبــرت غيــت قــد‬ ‫صــرح بــأن املفاعــل النــووي اإليرانــي ال يهــدد الواليــات املتحــدة ألن‬ ‫إيــران دولــة محاطــة بــدول نوويــة‪ ،‬روســيا والصــن والهنــد وباكســتان‪،‬‬ ‫وقــد قامــت إســرائيل بحملــة إغتيــال للعلمــاء اإليرانيــن‪ ،‬كل أهــداف‬ ‫إســرائيل ألن تبقــى القــوة النوويــة الوحيــدة بالشــرق األوســط‪،‬‬ ‫وأن يكــون امليــزان االســتراتيجي بصاحلهــا‪ ،‬ولكــن انتشــار أمتــاك‬ ‫الصواريــخ البالســتية ســواء مــن الــدول أو منظمــات املقاومــة يجعــل‬ ‫إســرائيل يف حالــة انكشــاف وضعــف اســتراتيجي‪.‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫أقلــق إســرائيل بســبب حتــول ميــزان القــوى‪ ،‬ثــم جــاء غــزو العــراق‬ ‫للكويــت يف أغســطس ‪1990‬م‪ ،‬التــي ال زالــت عالمــات االســتفهام‬ ‫حــول الســفيرة األمريكيــة يف العــراق ومقابلتهــا للرئيــس العراقــي‬ ‫قبيــل الغــزو‪ ،‬كان الغــزو كارثــة علــى العــراق والنظــام اإلقليمــي‬ ‫العربــي مــا زالــت آثارهــا حتــى اآلن وانهيــار النظــام اإلقليمــي‬ ‫اســتغلت إدارة بــوش األب األزمــة وتراجــع االحتــاد الســوفيتي‬ ‫وحتــت شــعار النظــام العاملــي اجلديــد‪ ،‬كان عاصفــة الصحــراء‬ ‫التــي قادتهــا الواليــات املتحــدة‪ ،‬ويقــول إلكســي فاســيليف مستشــار‬ ‫الرئيــس الســوفيتي غورباتشــوف لشــؤون الشــرق األوســط‪ ،‬والــذي‬ ‫حضــر القمــة الســوفيتية األمريكيــة ســبتمبر ‪1990‬م‪ ،‬أن األهــداف‬ ‫األمريكيــة‪ ،‬كان يف قمتهــا تدميــر الترســانة العســكرية العراقيــة‬ ‫والقواعــد العســكرية والتحكــم يف البتــرول وحتريــر الكويــت‪،‬‬ ‫ورغــم محــاوالت احلــل السياســي إال أن تدميــر القــوة العســكرية‬ ‫العراقيــة كان الهــدف منهــا حتــول ميــزان قــوى عســكري جديــد‬ ‫لصالــح إســرائيل‪ ،‬وبعــد انقســام النظــام اإلقليمــي‪ ،‬كان مؤمتــر‬ ‫مدريــد برعايــة الرئيســن‪ ،‬بــوش وغورباتشــوف‪ ،‬يف أكتوبــر ‪1991‬م‪،‬‬ ‫يف مدريــد بحضــور الــدول العربيــة وإســرائيل‪ ،‬كانــت إســرائيل هــي‬ ‫الرابــح الوحيــد بعــد عاصفــة الصحــراء‪ ،‬ومــن ثــم دخلــت املفاوضــات‬ ‫بــن الوفــود العربيــة وإســرائيل‪ ،‬وشــعرت منظمــة التحريــر بأنهــا يف‬ ‫أضعــف أحوالهــا‪ ،‬ودخلــت القنــوات اخللفيــة التفــاق أوســلو الــذي‬ ‫وقــع بــن منظمــة التحريــر الفلســطينية ســبتمبر ‪1993‬م‪ ،‬ولــم تنفــذ‬ ‫إســرائيل االتفــاق ســوى ســلطة فلســطينية ضعيفــة وعــودة بعــض‬ ‫القيــادات الفلســطينية لغــزة والضفــة الغربيــة‪ ،‬وأخــذت إســرائيل‬ ‫تســخر الســلطة الفلســطينية حلمايــة إســرائيل حتــت شــعار التنســيق‬ ‫األمنــي وإعــداد قــوى األمــن الفلســطينية حلمايــة إســرائيل‪ ،‬وأخــذت‬ ‫تتزايــد مســتعمرات االســتيطان‪ ،‬وحســب تقريــر املعهــد األوروبــي‬ ‫لألمــن مايــو ‪2017‬م‪ ،‬فــإن ‪ %44‬مــن موظفــي القطــاع العــام يف‬ ‫الســلطة الفلســطينية هــم مــن جهــاز األمــن العــام (‪ 80‬ألــف عــدد‬ ‫اجلهــاز) نصيبهــم مــن امليزانيــة الســنوية للســلطة مــا بــن ‪،%40-35‬‬ ‫عل ًمــا بــأن ‪ %64‬مــن الفلســطينيني يرفضــون التنســيق األمنــي مــع‬ ‫إســرائيل‪ .‬وخــدم االتفــاق إســرائيل حيــث فتــح لهــا املجــال إلقامــة‬ ‫عالقــات دبلوماســية مــع بعــض الــدول العربيــة وإقامــة عالقــات‬ ‫دبلوماســية مــع دول كانــت مــا زالــت متــرددة إلقامــة عالقــات‬ ‫دبلوماســية علــى مســتوى الســفراء مثــل الهنــد والصــن وأعــادت‬ ‫بعــض الــدول اإلفريقيــة عالقاتهــا الدبلوماســية أو أقامــت عالقــات‬ ‫دبلوماســية معهــا؟‬ ‫وجــاء االحتــال األمريكــي للعــراق ‪2003‬م‪ ،‬حتــت ذريعــة مزيفــة‬ ‫املفاعــل النــووي العراقــي‪ ،‬عل ًمــا بأنــه ثبــت أنــه ليــس هو الســبب ولكن‬ ‫خلدمــة تــوازن القــوى مــع إســرائيل وإخراجــه مــن املعادلــة العســكرية‪،‬‬ ‫فالعــراق كان عم ًقــا اســتراتيج ًيا لــأردن وســوريا وشــاركت قواتــه‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪136‬‬ ‫إبــريـــــــل ‪2019‬‬

‫‪45‬‬

‫ملف العدد‬

‫يف كل احلــروب مــع إســرائيل‪1973 ،1967 ،1948 ،‬م‪ ،‬وكان القــرار‬ ‫الــذي أخــذه احلاكــم العســكري برميــر يف مايــو ‪2003‬م‪ ،‬حــل اجليــش‬ ‫والشــرطة العراقيــة وحــل حــزب البعــث وطردهــم مــن اخلدمــة‪،‬‬ ‫ويبقــى أن اللبوبــي اليهــودي يف إدارة بــوش االبــن دوجــاس فيــث‬ ‫وبــول وولفيتــز نائــب وزيــر الدفــاع وريتشــارد بيــرل وراء احتــال‬ ‫ً‬ ‫وايضــا حــل اجليــش العراقــي رغــم معارضــة االســتخبارات‬ ‫العــراق‬ ‫األمريكيــة وقــادة اجليــش األمريكــي‪ ،‬وحتــى دون معرفــة مستشــارة‬ ‫األمــن القومــي كونداليــزا رايــس ووزيــر اخلارجيــة كولــن بــول حتــى‬ ‫بــوش تنصــل مــن معرفتــه يف مقابلــة ‪2006‬م‪ ،‬فاحتــال العــراق‬ ‫وحــل اجليــش والبعــث كان خلدمــة إســرائيل وكانــت كارثــة علــى‬ ‫ً‬ ‫فراغــا اســتراتيج ًيا‪ ،‬عل ًمــا‬ ‫العــراق‪ ،‬وقلــب لتــوازن القــوى وتــرك‬ ‫بــأن تقاريــر االســتخبارات ‪ CIA‬حــذرت مــن الطائفيــة والقبيليــة‬ ‫والعرقيــة والفوضــى يف حالــة احتــال العــراق‪ ،‬ولذلــك يظهــر الــدور‬ ‫اإلســرائيلي يف العالقــات مــع األكــراد واغتيــال العلمــاء العراقيــن‬ ‫اخلبــراء يف املجــاالت العلميــة وخاصــة الطاقــة النوويــة والتصنيــع‬ ‫ودخــول العــراق يف فوضــى اإلرهــاب واجلماعــات املتطرفــة‪.‬‬

‫احت ــكار إس ــرائيل الس ــاح الن ــووي ومن ــع ال ــدول اإلقليمي ــة م ــن‬ ‫امتالك ــه‬

‫أخــذت إســرائيل منــذ إعالنهــا ‪1948‬م‪ ،‬تفكــر يف التفــوق‬ ‫العســكري والســاح النووي‪ ،‬وكان ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء‬ ‫إلســرائيل وراء البرنامــج النــووي وكلــف شــمعون بيــرس باإلشــراف‬ ‫واملتابعــة‪ ،‬وكانــت فرنســا الداعــم األول المتــاك إســرائيل الســاح‬ ‫النــووي بإقامــة املفاعــل النــووي يف دميونــة بالنقــب‪ ،‬وكانــت فرنســا‬ ‫قلقــة مــن دعــم مصــر للثــورة اجلزائريــة وشــاركت يف العــدوان الثالثي‬ ‫علــى مصــر ‪1956‬م‪ ،‬ولكــن إســرائيل أصيبــت بالرعــب عندمــا أعلــن‬ ‫يف القاهــرة يف يوليــو ‪1962‬م‪ ،‬جنــاح جتربــة أطــاق صواريــخ أرض‪-‬‬ ‫أرض وأصبحــت إســرائيل يف مرمــى الصواريــخ املصريــة‪ ،‬واســتنفر‬ ‫املوســاد اإلســرائيلي جهــازه إلحبــاط املشــروع خاصــة عندمــا‬ ‫علمــت أن مصــر اســتقطبت العلمــاء األملــان لتصنيــع الصواريــخ‪،‬‬ ‫وقامــت إســرائيل باغتيــال بعــض العلمــاء األملــان وتهديدهــم بالرحيــل‬ ‫واختطــاف بعضهــم‪ ،‬وهــو يعكــس قلــق إســرائيل مــن أي تفــوق‬ ‫اســتراتيجي للــدول العربيــة وخاصــة املجــاورة وبالــذات مصــر ‪.‬‬ ‫وعندمــا حاولــت العــراق بنــاء مفاعلهــا النــووي اســتطاعت إســرائيل‬ ‫أن تختــرق اخلبــراء العاملــن مــن الفرنســيني وقامــت بغــارة جويــة‬ ‫لتدميــر املفاعــل يف ‪ 7‬يونيــو‪1981‬م‪ ،‬وبالفعــل دمــر املفاعــل واغتالــت‬ ‫إســرائيل العالــم املصــري يحــي املشــد يف باريــس والــذي كان مــن‬ ‫طاقــم املفاعــل‪ ،‬كمــا أن إســرائيل عرضــت علــى الهنــد القيــام بعمليــة‬ ‫مشــتركة لضــرب املفاعــل النــووي الباكســتاني إال أن الهنــد رفضــت‬ ‫واســتطاعت باكســتان إعالنهــا امتالكهــا القنبلــة النوويــة ‪1998‬م‪،‬‬

‫‪44‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪136‬‬ ‫إبــريـــــــل ‪2019‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫رســـم الجيـــش اإلســـرائييل عـــام ‪ 1950‬حـــدو ًدا اســـتهدفت حواجـــز‬ ‫نهـــر األردن والجـــوالن ونهـــر الليطانـــي وأضيفـــت ســـيناء عـــام ‪1953‬‬ ‫بــأن اإلبــادة أو اخلطــر العســكري لــم يكــن وار ًدا عندهــم‪ ،‬وإمنــا حــرب‬ ‫خطــط لهــا للتوســع وحــدود جديــدة ضمــن مفهــوم إســرائيل الكبــرى‪،‬‬ ‫وقــال حاييــم هرتــزوج قائــد املخابــرات العســكرية الســابق ورئيــس‬ ‫إســرائيل فيمــا بعــد " لــم يكــن هنــاك أي خطــر إبــادة‪ ،‬والقيــادة العامــة‬ ‫للجيــش اإلســرائيلي لــم تؤمــن بذلــك أبـدًا" كمــا قــال اجلنــرال حاييــم‬ ‫بارليــف " لــم نكــن مهدديــن باإلبــادة عشــية حــرب الســتة أيــام‪ ،‬ولــم‬ ‫نفكــر أب ـدًا يف ذلــك االحتمــال"‪ .‬ويؤكــد ذلــك اجلنــرال ماتــي بليــد "‬ ‫كل تلــك القصــص حــول اخلطــر الهائــل الــذي كنــا نوجهــه‪ ،‬لــم تدخــل‬ ‫أبـدًا يف حســاباتنا قبــل بــدء القتــال"؟‬ ‫وبســبب عقيــدة التوســع وحلــم إســرائيل الكبــرى كانــت‬ ‫احلــرب التــي شــنتها إســرائيل علــى الــدول العربيــة‪ ،‬فقــد ســربت‬ ‫االســتخبارات اإلســرائيلية عبــر عميــل مــزدوج إلــى االســتخبارات‬ ‫الســوفيتية ‪ ،KGB‬أن إســرائيل حتشــد قواتهــا علــى احلــدود‬ ‫الســورية وقــد ســرب الســوفيت هــذه املعلومــة إلــى احلكومــة‬ ‫الســورية‪ ،‬وبالتالــي نصبــت إســرائيل الفــخ حلــرب اخلامــس مــن‬ ‫يونيو‪/‬حزيــران‪ ،‬وكان الهجــوم بدايــة علــى اجلبهــة املصريــة‪ ،‬ولــم يكــن‬ ‫اجليــش املصــري ضعي ًفــا عندمــا شــنت إســرائيل الضربــة اجلويــة‪،‬‬ ‫ولكــن كمــا يقــول رئيــس األركان آنــذاك ووزيــر الدفــاع فيمــا بعــد‪،‬‬ ‫الفريــق محمــد فــوزي‪ ،‬أن ســبب الهزميــة‪ ،‬كان ســوء إدارة املعركــة‪،‬‬ ‫فبعــد الغــارة اجلويــة اإلســرائيلية‪ ،‬أصــدر املشــير عبداحلكيــم عامــر‬ ‫قــرا ًرا منفــر ًدا وبــدون رأي الرئيــس عبدالناصــر أو القيــادة العســكرية‬ ‫بانســحاب اجليــش املصــري إلــى غــرب القنــاة‪ ،‬ويعتبــر الفريــق فــوزي‬ ‫أنهــا هزميــة تكتيكيــة‪ ،‬وهــو الــذي تولــى وزارة الدفــاع وإعــادة هيكلــة‬ ‫اجليــش املصــري وإعــداده للحــرب القادمــة‪ ،‬وخــال ثــاث ســنوات‬ ‫أعــاد للجيــش املصــري قوتــه‪ ،‬وأصبــح جاهــزا الســتعادة ســيناء‪ ،‬كمــا‬ ‫خاضــت مصــر حــرب اســتنزاف ضــد إســرائيل وجعلــت االحتــال‬ ‫مكل ًفــا لهــا‪ .‬إن احلــروب كانــت مســتمرة وأساســية يف التفكيــر‬ ‫االســتراتيجي اإلســرائيلي وشــعارات الســام مــا هــي إال االســتعداد‬ ‫جلولــة توســع إســرائيلي‪.‬‬ ‫واســتفادت إســرائيل مــن احلــرب العراقيــة اإليرانيــة ‪-1980‬‬ ‫‪1988‬م‪ ،‬حتــى أن إســرائيل كانــت تــزود إيــران بقطــع الغيــار للطائــرات‬ ‫اإليرانيــة‪ ،‬األمريكيــة الصنــع‪ ،‬وتــزود الواليــات املتحــدة العــراق‬ ‫باملعلومــات االســتخبارية‪ ،‬وكان مناحيــم بيغــن رئيــس وزراء إســرائيل‬ ‫يــرى أن احلــرب يف صاحلهــا‪ ،‬وتدميــر القــوة العســكرية العراقيــة‬ ‫والقــوة اإليرانيــة يحقــق التفــوق اإلســرائيلي بإنهــاك الدولتــن يف‬ ‫احلــرب‪ ،‬ويقــال أن كارتــر شــجع العــراق بالهجــوم علــى إيــران بســبب‬

‫أزمــة الرهائــن األمريكيــن يف إيــران واالنتخابــات الرئاســية‪ ،‬وهــذا‬ ‫مــا أشــار إليــه وزيــر اخلارجيــة الكســندر هيــج يف زيــارة لــه للمنطقــة‬ ‫كأول وزيــر خارجيــة للرئيــس ريغــان وقــدم تقريــره حــول تــورط‬ ‫إدارة كارتــر بتشــجيع العــراق‪ ،‬ولكــن إدارة ريغــان ً‬ ‫أيضــا وبالتعــاون‬ ‫مــع إســرائيل قدمــت األســلحة إليــران‪ ،‬فقــد طلبــت إســرائيل مــن‬ ‫واشــنطن تزويــد إيــران باألســلحة‪ ،‬ممــا أدى إلــى الزيــارة الســرية‬ ‫للوفــد األمريكــي برئاســة مستشــار األمــن األمريكــي روبــرت‬ ‫ماكفارلــن ‪25‬مايــو ‪1986‬م‪ ،‬إلــى طهــران علــى مــن طائــرة إســرائيلية‬ ‫وكان ضمــن الوفــد عمــرام نــور‪ ،‬مديــر مكتــب شــمعون بيــرس وزيــر‬ ‫اخلارجيــة آنــذاك وهــي الزيــارة التــي عرفــت بفضيحــة إيــران كونتــرا‬ ‫جيــت ‪ ،Iran Contra-Scandal‬إن إســرائيل ورطــت إدارة ريغــان‬ ‫يف الفضيحــة وشــجعت اســتمرار احلــرب وتقــدمي الســاح إليــران‬ ‫والعــراق باالســتخبارات ألنهــا أرادت تدميــر قــوة الدولتــن؟‬

‫غزو لبنان ‪ 1982‬وإخراج منظمة التحرير الفلسـطينية من الجنوب‬

‫كان الهدف اإلسرائيلي من اتفافية كامب ديفيد ‪1979‬م‪ ،‬هو‬ ‫إخــراج أكبــر دولــة عربيــة وجيشــها مــن املعادلــة العســكرية مــن أجــل‬ ‫تفــرغ إســرائيل للتوســع يف لبنــان والقضــاء علــى منظمــة التحريــر‬ ‫الفلســطينية املتمركــزة قوتهــا يف جنــوب لبنــان‪ ،‬فبعــد االنســحاب مــن‬ ‫ســيناء مايــو ‪1982‬م‪ ،‬شــنت إســرائيل حر ًبــا لغــزو لبنــان يف يونيــو‬ ‫‪1982‬م‪ ،‬وخاضــت حربــا مــع منظمــة التحريــر والقــوى اللبنانيــة أدت‬ ‫خلــروج املنظمــة مــن لبنــان واحتــال بيــروت‪ ،‬ولكــن بفعــل املقاومــة‬ ‫اللبنانيــة والفلســطينية انســحبت إســرائيل فيمــا بعــد‪ ،‬واســتمرت يف‬ ‫احتــال جنــوب لبنــان مــن أجــل ميــاه الليطانــي‪ ،‬وأدى احتــال بيــروت‬ ‫ملذبحــة صبــرا وشــاتيال وهــي حــرب إبــادة للســكان يف املخيمــات‬ ‫الفلســطينية‪ ،‬وانفــردت إســرائيل بالفلســطينيني‪ ،‬وأعلنــت ضــم‬ ‫الضفــة الغربيــة وتغييــر االســم إلــى يهــودا والســامرة‪ ،‬وازديــاد نشــاط‬ ‫االســتيطان حتــى أصبــح اآلن يف الضفــة الغربيــة والقــدس الشــرقية‬ ‫‪ 650‬ألــف مســتوطن ونشــر املســتوطنات وإقامــة احلواجــز ممــا‬ ‫جعــل الضفــة الغربيــة كانتونــات متفرقــة وإعــان القــدس عاصمــة‬ ‫إلســرائيل رغــم أن كل ذلــك مخالــف للقانــون الدولــي وقــرارات‬ ‫مجلــس األمــن الدولــي واجلمعيــة العامــة لــامم املتحــدة ؟‬

‫اتفاق أوسلو ‪ 1993‬سراب السالم وانتشار االستيطان‬

‫خــرج العــراق مــن احلــرب العراقيــة ‪ -‬اإليرانية وقد جمع أســلحة‬ ‫متنوعــة مت تطويرهــا مــن الصواريــخ واملدفــع العمــاق وغيرهــا ممــا‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪136‬‬ ‫إبــريـــــــل ‪2019‬‬

‫‪43‬‬

‫ملف العدد‬

‫إسرائيل‪ :‬خططنا ‪ 16‬سنة ملا تنفيذه خالل ثمانني دقيقة في حرب األيام الستة‬

‫الواقــع الــدويل المعاصــر صمــام أمــان لكبح‬ ‫جمــاح ترامــب ونتنياهو‬ ‫أشــار دونالــد نيــف يف كتابــه "‪ ،"Fallen Pillars 1995‬إلــى أن تقاريــر وزارة الدفــاع األمريكيــة واخلارجيــة واالســتخبارات‬ ‫األمريكيــة (‪ )CIA‬وهيــأة األركان األمريكيــة أكــدت يف عــام ‪1947‬م‪ ،‬أن الرئيــس األمريكــي ترومــان‪ ،‬أكــد أن إقامــة دولــة‬ ‫يهوديــة يف فلســطني بالشــرق األوســط سيشــعل احلــروب ويــؤدي إلــى عــدم االســتقرار يف املنطقــة‪ ،‬ورغــم كل هــذه التقاريــر‬ ‫للمؤسســات األمريكيــة اتخــذ ترومــان قــراره وأيــد قــرار التقســيم ‪ 29‬نوفمبــر ‪1947‬م‪ ،‬العتبــارات داخليــة تتعلــق بانتخابــات‬ ‫الرئاســة‪ ،‬وقــد أثبــت تتابــع األحــداث والواقــع أن قيــام إســرائيل وراء عــدم االســتقرار واحلــروب‪ ،‬فرغــم مــرور أكثــر مــن ســبعة‬ ‫عقــود مــا زالــت حالــة عــدم االســتقرار مســتمرة بســبب إســرائيل رغــم محاوالتهــا التضليــل بأنهــا ليســت الســبب وتشــجع‬ ‫الطائفيــة والعرقيــة‪.‬‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫إن طــرد الفلســطينيني وتهجيرهــم مــن أراضيهــم ومنازلهــم أدى‬ ‫إلــى حــرب ‪1948‬م‪ ،‬وكمــا قــال املــؤرخ اإلســرائيلي بنــي موريــس‪ ،‬كان‬ ‫تهجيـ ًرا قســر ًيا منظ ًمــا مــن قبــل املنظمــات اليهوديــة بتطهيــر عرقــي‬ ‫للعــرب وإحــال اليهــود مكانهــم مخالفــة لــكل القوانــن واألعــراف‬ ‫الدوليــة‪ ،‬ورفضــت إســرائيل بعــد الهدنــة قــرار األمم املتحــدة ‪194‬‬ ‫بتاريــخ ‪ 11‬ديســمبر ‪1948‬م‪ ،‬الــذي ينــص علــى عــودة الالجئــن‬ ‫العــرب الذيــن طــردوا مــن ديارهــم؟ وشــنت إســرائيل عــام ‪1956‬م‪،‬‬ ‫باالتفــاق مــع فرنســا وبريطانيــا العــدوان الثالثــي علــى مصــر‪،‬‬ ‫وبالتالــي اســتمر العــدوان اإلســرائيلي ضمــن املبــدأ االســتراتيجي‬ ‫بنقــل املعركــة إلــى أرض العــدو وكانــت دائمــا تشــن احلــروب اخلاطفــة‬ ‫علــى الــدول العربيــة املجــاورة مصــر واألردن والضفــة الغربيــة وغــزة‬ ‫حتــى كانــت حــرب يونيــو‪ /‬حزيــران ‪1967‬م‪.‬‬

‫التوسع اإلسرائييل وتضليل االستخبارات وحرب ‪ 5‬يونيو ‪1967‬‬

‫ينقــل املــؤرخ اإلســرائيلي غــي الرون يف كتابــه (– ‪The Six‬‬ ‫‪ ،)day War, Yale University Press 2017‬عــن مردخــاي‬ ‫هــود‪ ،‬قائــد ســاح الطيــران اإلســرائيلي يف حــرب األيــام الســتة‪،‬‬ ‫يونيــو ‪1967‬م‪ ،‬قولــه "خططنــا ملــدة ‪ 16‬ســنة للــذي مت خــال هــذه‬ ‫الثمانــن دقيقــة األولــى‪ .‬كنــا نعيــش مــع هــذا املخطــط‪ ،‬ننــام مــع‬ ‫هــذا املخطــط‪ ،‬ننــام معــه ونــأكل معــه‪ ،‬ولــم نتوقــف عــن حتســينه"‪،‬‬

‫هــذا التحضيــر الدقيــق وأســبابه هــو العــرض املقــدم يف كتــاب‬ ‫الرون وعنــوان الفصــل املخصــص لــه ال لبــس فيــه "توســيع حــدود‬ ‫إســرائيل"‪ .‬ومنــذ إعــان إســرائيل عــام ‪1948‬م‪ ،‬فالتخطيــط للتوســع‬ ‫هــي االســتراتيجية اإلســرائيلية‪ ،‬وعندمــا تولــى ليفــي أشــكول رئاســة‬ ‫الــوزارة اإلســرائيلية عــام ‪1963‬م‪ ،‬التقــى قائــد األركان تســفي تســور‪،‬‬ ‫الــذي شــرح لــه يتعــن تقويــة القــوة العســكرية بحيــث يكــون يف مقــدور‬ ‫إســرائيل خــال احلــرب املقبلــة‪ ،‬التــي حســب قولــه آتيــة ال محالــة‬ ‫مــع جيرانهــا‪ ،‬غــزو ســيناء والضفــة الغربيــة وجنــوب لبنــان‪ .‬وقــال‬ ‫رئيســا إلســرائيل" مــن أجــل‬ ‫عايــزر وايزمــان الــذي أصبــح فيمــا بعــد‬ ‫ً‬ ‫أمنــه كان علــى اجليــش توســيع احلــدود ســواء توافــق ذلــك مــع توجــه‬ ‫احلكومــة أم لــم يتوافــق"‪ .‬وحســب دوائــر رئاســة األركان اإلســرائيلية‬ ‫التــي منــذ اتفاقيــات الهدنــة عــام ‪1949‬م‪ ،‬تــرى أن حــدود الهدنــة‬ ‫غيــر قابلــة للحمايــة‪ ،‬ولذلــك منــذ ‪1950‬م‪ ،‬عمــل قطــاع التخطيــط‬ ‫باجليــش علــى وضــع حــدود أخــرى أكثــر أم ًنــا‪ .‬واســتهدفت الدراســة‬ ‫بالتخطيــط ثالثــة حواجــز جغرافيــة‪ ،‬نهــر األردن وهضبــة اجلــوالن‬ ‫ونهــر الليطانــي يف جنــوب لبنــان‪ ،‬وأضيفــت ســيناء يف وثيقــة عــام‬ ‫‪1953‬م‪ ،‬قصــد متكــن إســرائيل مــن مــوارد بتروليــة ومعدنيــة ومنطقة‬ ‫حاجــزة عــن اجليــش املصــري‪.‬‬ ‫كانــت إســرائيل تقــوم بحملــة إعالميــة‪ ،‬تــروج للخطــر وتهديــد‬ ‫اإلبــادة ولكــن بعــد حــرب ‪ 67‬بخمســة أعــوام‪ ،‬اعتــرف قــادة إســرائيل‬

‫فاروق الباز لـ (آراء حول الخليج)‪:‬‬ ‫الـدول الـعـربـيـة ال تـعـتـرف‬ ‫بالـبـحـث الـعـلـمي وال تـجـيد‬ ‫العالقــات العامة‬ ‫العــــــدد ‪136‬‬ ‫إبـــــريــــــــــل ‪2019‬‬

‫الحـروب اإلسـرائيلية مـن صناعـة دولـة‬ ‫غـزة وتكريـس االنقسـام‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫األمن اإلقليمي يف الشرق األوسط‪ :‬التحديات ‪ -‬المرتكزات ‪ -‬األهداف‬ ‫▀ ثالثـــة متغيـــرات يف منطقـــة الخليـــج ومجلـــس التعـــاون يتوجـــه لإلبحـــار بخمســـة‬ ‫▀ تتمرك ــز ق ــوات النات ــو العرب ــي ف ــي مص ــر ويقوده ــا س ــعودي وميث ــاق لإلنف ــاق الجماع ــي‬ ‫▀ ‪ 6‬مح ــددات تص ــوغ السياس ــة اإليراني ــة و‪ 3‬س ــيناريوهات تحك ــم المواجه ــة م ــع أمري ــكا‬ ‫▀ الصيــن لــن تتدخــل فــي الخليــج وال تملــك اســتراتيجية وتعتمــد علــى الممنوعــات األربعــة‬ ‫▀ أخط ــأت تركي ــا بالمراهن ــة عل ــى "الربي ــع " وأي ــدت بالتغري ــدات ث ــورات غي ــر موج ــودة‬ ‫▀ الءات الخرطـــوم الثـــاث خطيئـــة اســـتراتيجية نزعـــت مركزيـــة القضيـــة الفلســـطينية‬ ‫▀ التحال ــف العرب ــي قوام ــه ‪ 1000‬رج ــل ق ــوات جوي ــة و ‪ 35‬أل ًف ــا للمش ــاة والق ــوات البحري ــة‬ ‫▀ ثالثـــة خيـــارات أمـــام دول الخليـــج‪ :‬تعزيـــز التســـليح أو الشـــراكات الدفاعيـــة أو الحيـــاد‬ ‫▀ إســـرائيل تمتلـــك مفاعـــات عســـكرية و‪ 200‬رأس نـــووي وصواريـــخ بـــرؤوس ذريـــة‬

‫‪72‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪134‬‬ ‫فــبــرايـــر ‪2019‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫سياســة روســيا تجــاه ســوريا نابعــة مــن التواجــد العســكري وكونهــا‬ ‫منفذهــا عــى البحــر المتوســط لذلــك تســتخدم الفيتــو ضــد اللجــوء للقــوة‬ ‫وقــد شــهدت ســوريا التدخــل اخلارجــي منــذ اســتقاللها‬ ‫االنقالبــات العســكرية‪ ،‬ففــي ‪1949‬م‪ ،‬كانــت ثالثــة انقالبــات‪ ،‬انقــاب‬ ‫حســني الزعيــم هندســته االســتخبارات األمريكيــة (مــارس ‪،)1949‬‬ ‫وانقــاب دمــوي قــاده ســامي احلنــاوي (‪ 14‬أغســطس ‪1949‬م)‪،‬‬ ‫بدعــم بريطانــي قتــل فيــه الزعيــم ‪ ،‬كان انقالبــا بريطانيــا بعبــاءة‬ ‫عراقيــة‪ ،‬ثــم يف ديســمبر ‪1949‬م‪ ،‬انقــاب أديــب الشيشــكلي وقتــل‬ ‫فيمــا بعــد احلنــاوي يف بيــروت‪ ،‬وكان الصــراع علــى ســوريا يف تلــك‬ ‫صراعــا بريطان ًيــا أمريك ًيــا ألهميتهــا اجليواســتراتيجية‪،‬‬ ‫الفتــرة‬ ‫ً‬ ‫واســتمرت حالــة االســتقرار حتــى عــام ‪1970‬م‪ ،‬عندمــا تولــى حافــظ‬ ‫األســد حكــم ســوريا وأقــام االحتــاد الســوفيتي القاعــدة البحريــة‬ ‫يف طرطــوس وأصبــح املصــدر الرئيــس للســاح لروســيا وتوطــدت‬ ‫العالقــات االقتصاديــة والسياســية بينهمــا‪.‬‬ ‫هذه املقدمة تعكس اهتمام االحتاد السـوفيتي بسـوريا الهميتها‬ ‫االسـتراتيجية كدولة محورية‪ ،‬إن سياسـة روسـيا احلالية نابعة ً‬ ‫أيضا‬ ‫مـن األهـداف السـابقة‪ ،‬باعتبـار أن سـوريا منفـذ لهـا علـى البحـر‬ ‫املتوسط‪ .‬ولذلك ال نستغرب استخدام روسيا حلق الفيتو يف مجلس‬ ‫األمـن الدولـي ضـد توجيـة ضربـة لسـوريا‪ ،‬يف ‪ 5‬أكتوبـر ‪2011‬م‪.‬‬ ‫و‪ 5‬فبرايـر ‪ 2012‬و‪ 19‬يوليـو ‪2012‬م‪ ،‬وقـد بـررت روسـيا موقفهـا‬ ‫بأنـه "روسـيا تدافـع عـن النظـام الدولـي العاملـي اجلديـد واسـتخدام‬ ‫القـوة فقـط يف إطـار القواعـد الدوليـة والنظـام الدولـي" ؟ وزار وفـد‬ ‫مـن الدومـا الروسـي الواليـات املتحـدة ولقـاء أعضـاء مـن الكونغـرس‬ ‫األمريكـي يف سـبيل إجهـاض محاولـة الرئيـس أوبامـا أخـذ موافقـة‬ ‫الكونغرس لتوجيه ضربة عسـكرية لسـوريا‪ ،‬والواقع أن روسـيا تدافع‬ ‫عن مصاحلها بدعم النظام السـوري من حيث قاعدة طرطوس على‬ ‫البحر املتوسـط‪ ،‬حلم روسـيا القيصرية واالحتاد السـوفيتي وروسـيا‬ ‫حال ًيا الوصول للبحر املتوسـط يف اسـتراتيجية البحار الدافئة‪ ،‬وبعد‬ ‫فقـدان دورهـا وتسـهيالتها يف ليبيـا بعـد سـقوط القـذايف‪ ،‬واعتبـرت‬ ‫تدخل الناتو وسـقوط القذايف خط ًأ اسـتراتيج ًيا ال يتكرر يف سـوريا‪،‬‬ ‫مـن خلال موقفهـا يف مجلـس األمـن الدولـي واسـتعمال حـق الفيتـو‪.‬‬ ‫ويتمحـور التدخـل العسـكري الروسـي يف سـوريا سـبتمبر ‪2015‬م‪،‬‬ ‫لتحقيـق األهـداف التاليـة‪:‬‬ ‫‪ -1‬اســتغلت روســيا الظــروف الدوليــة واإلقليميــة وتــورط الواليــات‬ ‫املتحــدة يف كل مــن أفغانســتان والعــراق وإعــان الرئيــس أوبامــا‬ ‫االنســحاب مــن الشــرق األوســط بالتدخــل لعودتهــا للســاحة الدوليــة‬ ‫ويعتقــد أن بوتــن أخــذ موافقــة الرئيــس أوبامــا علــى هــذا التدخــل‪،‬‬ ‫ألن التدخــل العســكري والغــارات اجلويــة الروســية متــت بعــد لقــاء‬

‫الرئيــس أوبامــا وبوتــن علــى هامــش اجتمــاع اجلمعيــة العامــة لــأمم‬ ‫املتحــدة ســبتمبر ‪2015‬م‪.‬‬ ‫‪ -2‬اعتبــرت روســيا أن احلــرب األهليــة يف ســوريا تهدي ـدًا لالحتــاد‬ ‫األوراســي‪ ،‬ألن معظــم الالأحــزاب واجلماعــات اإلســامية يف دول‬ ‫آســيا الوســطى األعضــاء يف االحتــاد األوراســي لهــا عناصــر تقاتــل‬ ‫بتنظيــم الدولــة اإلســامية (داعــش) واجلماعــات اإلســامية األخــرى‬ ‫يف ســوريا‪ ،‬واعتبــرت أن االنتصــار علــى األنظمــة العلمانيــة يعنــي‬ ‫انتقــال احلــرب إلــى داخــل دول أوراســية‪ ،‬وألن أفغانســتان لهــا‬ ‫حــدود مشــتركة مــع دول آســيا الوســطى اإلســامية التــي هــي ضمــن‬ ‫االحتــاد األوراســي‪ ،‬وروســيا لهــا التزامــات أمنيــة مــع هــذه الــدول‪،‬‬ ‫كمــا أن روســيا بهــا أكثــر مــن عشــرين مليــون مســلم وبعضهــم يقاتــل‬ ‫مــع تنظيــم الدولــة اإلســامية (داعــش)‪.‬‬ ‫‪ -3‬ميكــن لــكل مــن ســوريا وإيــران أن تنضــم إلــى منطقــة التجــارة‬ ‫احلــرة ضمــن أوراســيا وهــذا التكتــل التجــاري مهــم لروســيا وبقيــة‬ ‫دول االحتــاد‪ ،‬وقــد أعلنــت ســوريا عــام ‪2012‬م‪ ،‬رغبتهــا االنضمــام‬ ‫لالحتــاد األوراســي‪ ،‬وســوريا تشــكل أهميــة كبــرى يف نظــر روســيا‬ ‫لالحتــاد االوراســي تتمثــل فيمــا يلــي‪:‬‬ ‫أ‌‪ -‬إن ســوريا لديهــا احتيــاط بتــرول ويحتــاج الســتخراجه واالســتثمار‬ ‫فيــه‪ ،‬وهــذا مفيــد لــدول االحتــاد األورآســي ملــا لديهــا مــن معــدات‬ ‫وقــدرات الســتثماره‪.‬‬ ‫ب‌‪ -‬إن ســوريا بوابــة االحتــاد األوراســي للبحــر األبيــض املتوســط‬ ‫ووجــود القاعــدة البحريــة الروســية يف طرطــوس‪.‬‬ ‫ج‪ -‬إن التكتــل التجــاري بأوراســيا والتجــارة احلــرة يفتــح املجــال‬ ‫للشــركات يف دول االحتــاد األوراســي للوصــول ألســواق العالــم‬ ‫العربــي مــن خــال ســوريا‪.‬‬ ‫ويظهــر أن روســيا يف عالقاتهــا املتوتــرة مــع الواليــات املتحــدة‬ ‫معنيــة بتشــكيل محــور يحقــق لهــا مصاحلهــا يف الشــرق األوســط‬ ‫روســيا ‪ -‬إيــران ‪ -‬ســوريا واملقاومــة اإلســامية يف لبنــان وفلســطني‬ ‫وتتعــاون مــع تركيــا‪ ،‬وهــذا ال يعنــي أن روســيا ضــد إســرائيل بــل‬ ‫مــن خــال عالقاتهــا مــع دول احملــور ميكــن تكــون وسـ ً‬ ‫ـيطا لتخفيــف‬ ‫التوتــر وحــل األزمــات ويعــزز دورهــا يف القضايــا الدوليــة‪ ،‬ومــن مينــاء‬ ‫طرطــوس علــى البحــر املتوســط تتفــاوض اآلن مــع إرتيريــا للحصــول‬ ‫علــى اســتعمال موانــئ إرتيريــا علــى البحــر األحمــر‪ ،‬وتبقــي حتكمهــا‬ ‫يف عالقاتهــا مــع اخلليــج املصالــح االقتصاديــة‪.‬‬ ‫* أستاذ العلوم السياسية يف جامعتي امللك عبد العزيز والحسني بن طالل سابقًا‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫من‪ :‬الصني‪ ،‬روسـيا االحتادية‪ ،‬كازاخسـتان‪ ،‬قرغيزسـتان‪ ،‬أوزباكسـتان‬ ‫وطاجكسـتان‪ ،‬واآلن أصحبـت ثمانـي دول بعـد انضمـام كل مـن الهنـد‬ ‫وباكسـتان للمنظمـة ‪2017‬م‪ ،‬ثـم انضمـت دول آسـيوية أخـرى بصفـة‬ ‫مراقـب وهـي؛ بيلوروسـيا‪ ،‬تركيـا‪ ،‬سـيرالنكا‪ ،‬إيـران‪ .‬إن فكرة اآلسـيوية‬ ‫تظهـر يف تعـاون هـذه الـدول‪ ،‬حتـى أن رئيـس وزراء تركيـا رجـب طيـب‬ ‫أردوغـان طلـب االنضمـام لهـذه املنظمـة‪ ،‬يف ظـل رفـض االحتـاد‬ ‫األوروبـي انضمـام تركيـا لـه‪ ،‬وقـد يسـتعمل أردوغـان االنضمام ملنظمة‬ ‫شـنغهاي كورقـة ضغـط علـى االحتـاد األوروبي‪ .‬وتضم املنظمـة دولتان‬ ‫دائمتـا العضويـة يف مجلـس األمـن الدولـي وأربعـة دول نوويـة‪ .‬ولذلـك‬ ‫تـرى روسـيا أن مجـال نفوذهـا وحتالفهـا ميتـد من الصني حتى منطقة‬ ‫اخلليـج بالتحالـف مـع إيـران والتدخـل يف األزمـة السـورية وتتقرب من‬ ‫طالبـان السـتعمالها ضـد الواليـات املتحـدة فعـدو األمـس صديق اليوم‬ ‫السـتنزاف الواليـات املتحـدة يف أفغانسـتان‪.‬‬

‫األزمة السورية والتدخل الروسي‪ :‬بوابة أوراسيا‬

‫إن الصـراع علـى سـوريا ليـس جديـدًا‪ ،‬فمنـذ احلـرب العامليـة‬ ‫الثانية حاولت الدول اإلقليمية تأكيد نفوذها يف سوريا ذات األهمية‬ ‫االسـتراتيجية يف الشـرق األوسـط‪ ،‬تنافسـت بريطانيا وكذلك فرنسـا‬ ‫والواليـات املتحـدة وروسـيا‪ ،‬ومـا أشـبه الليلـة بالبارحـة‪.‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪134‬‬ ‫فــبــرايـــر ‪2019‬‬

‫‪71‬‬

‫ملف العدد‬

‫كان االحتاد السوفيتي أول دولة تعترف باستقالل سوريا‪ ،‬وأقام‬ ‫ً‬ ‫مشـروطا أن‬ ‫معهـا عالقـات دبلوماسـية عـام ‪1944‬م‪ ،‬واالعتـراف‬

‫تكـون سـوريا مسـتقلة وذات سـيادة وطنيـة بإخـراج الفرنسـيني وعـدم‬ ‫التبعيـة ألي دولـة‪ ،‬وعندمـا حاولـت بريطانيـا إقامـة وحـدة بني العراق‬ ‫وسـوريا حـذر السـفير الروسـي دانيـل سـولود رئيـس الوزراء السـوري‬ ‫جميـل مـردم‪ ،‬أن االحتـاد السـوفيتي يرفـض الوحـدة ويدعـم سـوريا‬ ‫املسـتقلة‪ ،‬كما حذر الرئيس السـوري آنذاك شـكري القوتلي‪ ،‬وعندما‬ ‫علـم الدبلوماسـيون الـروس يف دمشـق ‪ 29‬مايـو ‪1945‬م‪ ،‬أن القوتلـي‬ ‫يتفـاوض مـع بريطانيـا بالوحـدة مـع العـراق ضغطـت الدبلوماسـية‬ ‫السـوفيتية أنهـا ترفـض الوحـدة ودخـول روسـيا يف أحلاف ضـد‬ ‫االحتـاد السـوفيتي‪ ،‬وباإلضافـة للضغـط حركـت موسـكو عمالءهـا‬ ‫يف سـوريا األكـراد واألرمـن باإلضافـة للحـزب الشـيوعي السـوري‬ ‫لرفـض الوحـدة بين سـوريا والعـراق‪ ،‬وكانـت القنصليـة السـوفيتية‬ ‫يف دمشـق تكثـف نشـاطها االسـتخباراتي وكان لألكـراد دور مهـم يف‬ ‫التعاون مع السـوفييت‪ .‬وعرضت موسـكو تقدمي املسـاعدات لسـوريا‬ ‫يف يناير ‪1946‬م‪ ،‬يف سـبيل اسـتقاللية القرار السـوري‪ ،‬عندما علمت‬ ‫بعـرض بريطانيـا والواليـات املتحـدة بربـط مسـاعداتهما يف الفلـك‬ ‫الغـرب‪ ،‬كمـا عـارض السـوفيت عـرض امللـك عبـد اهلل ملـك األردن‬ ‫عـام ‪1947‬م‪ ،‬يف وحـدة سـوريا الكبـرى كمملكـة حتـت حكمـة‪.‬‬

‫‪70‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪134‬‬ ‫فــبــرايـــر ‪2019‬‬

‫مقال‬

‫إن "أوكرانيــا كدولــة مســتقلة ذات مطامــح ترابيــة معينــة‪ ،‬متثــل‬ ‫خطـ ًرا داه ًمــا علــى األوراســيا كلهــا‪ ،‬وبــدون حــل املشــكلة األوكرانيــة‬ ‫يغــدو احلديــث عــن اجليوبولتيــكا القاريــة أمـ ًرا بعث ًيــا علــى العمــوم"‪.‬‬ ‫وبذلــك يــرى دوغــن أن اســتقالل أوكرانيــا يف حــد ذاتــه تهديــدًا‬ ‫إلــى األوراســية واألمــن القومــي الروســي‪ ،‬ويتهــم الغــرب بأنــه وراء‬ ‫مشــكلة أوكرانيــا حيــث يقــول "إن حقيقــة وجــود أوكرانيــا املســتقلة‬ ‫تعــد علــى املســتوى اجليوبولتيكــي إعــان حــرب جيوبولتيكيــة علــى‬ ‫روســيا‪ ،‬وهــذه قضيــة ليســت مــن صنــع أوكرانيــا نفســها بقــدر مــا‬ ‫هــي مــن صنــع األطلســية"‪.‬‬ ‫إن الصــراع علــى أوكرانيــا بني روســيا االحتاديــة والغرب وخاصة‬ ‫الواليــات املتحــدة‪ ،‬يعيدنــا إلــى تأثيــر النظريــات اجليواســتراتيجية يف‬ ‫سياســة الغــرب وال زالــت تؤثــر علــى الفكــر االســتراتيجي األمريكــي‬ ‫اجتــاه أوراســيا ومحاولــة منــع روســيا االحتاديــة مــن الهيمنــة علــى‬ ‫أوراســيا مــن خــال إقامــة االحتــاد األوراســي التــي تعتبــر جيبولتيــكا‬ ‫أوكرانيــا حيويــة لالحتــاد كمــا قــال الكســندر دوجــن؟‬ ‫ً‬ ‫أيضـــا مستشـــار األمـــن القومـــي‬ ‫ويؤكدأهميـــة أوكرانيـــا‬ ‫األمريكـــي الراحـــل زبجنيـــو بريجنســـكي بقولـــه "إن روســـيا بـــدون‬ ‫أوكراني ــا ال تش ــكل امبراطوري ــة آس ــيوية‪ ،‬ف ــإذا اس ــتطاعت موس ــكو‬ ‫الس ــيطرة عل ــى أوكراني ــا مباليينه ــا االتن ــي واخلمس ــن وموارده ــا‬ ‫وحدودهـــا علـــى البحـــر األســـودـ‪ ،‬فـــإن روســـيا تســـتعيد عندئـــذ‬ ‫وبشـــكل أوتوماتيكـــي ثرواتهـــا لتصبـــح دولـــة أمبراطوريـــة قويـــة‬ ‫ممتـــدة عبـــر أوروبـــا وآســـيا"‪.‬‬ ‫إن القرم تاريخ ًيا ذات أهمية اسـتراتيجية منذ روسـيا القيصرية‬ ‫للوصـول إلـى البحـار الدافئـة‪ ،‬البحـر املتوسـط‪ ،‬وبعـد حـروب طويلـة‬ ‫سـيطرت روسـيا القيصريـة علـى القـرم ‪1783‬م‪ ،‬ويف العـام التالـي‬ ‫أمـرت األمبراطـورة كاترينـا الثانيـة بنـاء مينـاء لألسـطول الروسـي‬ ‫علـى البحـر األسـود أطلقـت عليهـا سيفاسـتبول‪ ،‬ومـع الصـراع‬ ‫الروسـي العثمانـي وحـرب القـرم ‪1856-1853‬م‪ ،‬وتدخـل بريطانيـا‬ ‫وفرنسـا إلـى جانـب الدولـة العثمانيـة وحصـار مينـاء سيفاسـتبول‪،‬‬ ‫كان مـن ضمـن شـروط معاهـدة باريـس حيـاد البحـر األسـود وإخـراج‬ ‫األسـطول الروسـي منـه‪ ،‬وإعـادة مينـاء سيفاسـتبول إلـى روسـيا‪،‬‬ ‫ولكـن القيصـر الكسـندر الثانـي أنهـى معاهـدة باريـس ‪1870‬م‪ ،‬وعـاد‬ ‫األسـطول الروسـي إلى البحر األسـود‪ ،‬ومع قيام االحتاد السـوفيتي‪،‬‬ ‫وحيـث أن أوكرانيـا كانـت جـز ًءا منـه‪ .‬ضـم خورتشـوف القـرم إلـى‬ ‫أوكرانيـا عـام ‪1954‬م‪ ،‬بعـد أن كانـت تابعـة إلـى روسـيا‪ ،‬وبعـد سـقوط‬ ‫االحتـاد السـوفيتي بقـي األسـطول الروسـي يف سيفاسـتبول والبحـر‬ ‫األسـود‪ ،‬معاهـدة تأجيـر حتـى ‪2042‬م‪ ،‬مقابـل تخفيـض أسـعار الغـاز‬ ‫الطبيعـي ألوكرانيـا وثالثـة مليـارات دوالر‪.‬‬ ‫كانــت روســيا تخشــى التحــول السياســي يف أوكرانيــا وفقــدان‬ ‫وجوده ــا يف الق ــرم‪ ،‬فاس ــتغلت ه ــذه اللحظ ــة التاريخي ــة‪ ،‬باألزم ــة‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫األوكرانيـــة‪ ،‬وحمايـــة األغلبيـــة الـــروس الذيـــن يشـــكلون ‪ %60‬مـــن‬ ‫س ــكان الق ــرم ومطالبه ــا التاريخي ــة‪ ،‬وبع ــد إع ــان جمهوري ــة الق ــرم‬ ‫ذات احلكـــم الذاتـــي باســـتقاللها عـــن أوكرانيـــا يف الســـادس مـــن‬ ‫مـــارس ‪2014‬م‪ ،‬وجـــرى االســـتفتاء علـــى االنضمـــام إلـــى روســـيا‬ ‫االحتاديـــة يف ‪ 16‬مـــارس‪ ،‬ويف ‪ 17‬مـــارس وافـــق مجلـــس الدومـــا‬ ‫الروســـي علـــى طلـــب االنضمـــام إلـــى روســـيا االحتاديـــة‪ ،‬وعلـــق‬ ‫بوتــن يف خطابــه يف مجلــس الدومــا علــى عمليــة االنضمــام بقولــه‬ ‫"هــل كان علينــا أن ننتظــر لنأخــذ اإلذن مــن جنــود احللــف األطلســي‬ ‫لزي ــارة قاعدتن ــا العس ــكرية يف سيفاس ــتوبول؟ اجل ــواب‪ :‬ليأت ــوا ه ــم‬ ‫لزيارتن ــا عل ــى أرضن ــا!"‪ .‬ويأت ــي التدخ ــل الروس ــي عملي ــة اس ــتباقية‬ ‫ألن األســطول األمريكــي كان متوج ًهــا إلــى مينــاء سيفاســتبول حيــث‬ ‫القاع ــدة البحري ــة الرئيس ــة لروس ــيا عل ــى البح ــر األس ــود‪ ،‬فض ــم‬ ‫القــرم ضربــة للواليــات املتحــدة وخاصــة أن الصــراع عليهــا تاريخ ًيــا‬ ‫وحل ــم روس ــي ق ــدمي م ــن أج ــل العب ــور للبح ــر املتوس ــط‪.‬‬

‫المثلث االستراتيجي الثالثي‪ :‬توازن قوى جديد‬

‫حـدث التحـول يف السياسـة الروسـية مـع تعيين الدبلوماسـي‬ ‫الروسـي الراحـل يوجينـي برمياكـوف يف ينايـر ‪1996‬م‪ ،‬وزيـ ًرا‬ ‫رئيسا‬ ‫للخارجية الروسية خلفا لكوزيرف‪ ،‬ويف سبتمبر ‪1998‬م‪ ،‬عني‬ ‫ً‬ ‫للـوزراء الروسـي واسـتمر يف منصبـه حتـى مايـو ‪1999‬م‪ ،‬وأحـدث‬ ‫خلال املناصـب التـي توالهـا حتوالً يف السياسـية اخلارجية الروسـية‬ ‫نحـو آسـيا‪ ،‬توثيـق العالقـات مـع اجلمهوريـات السـوفيتية السـابقة‪،‬‬ ‫وبنـاء العالقـات االقتصاديـة والسياسـية مـع الصين والهنـد أطلـق‬ ‫عليـه املثلـث االسـتراتيجي ‪ ،Strategic Triangles‬علـى األقـل‬ ‫يف آسـيا والشـرق األوسـط وأوروبـا يف ظـل نظـام تعدديـة األقطـاب‬ ‫الدوليـة‪ ،‬باإلضافـة إلـى إعـادة االنفتاح على الشـرق األوسـط‪ ،‬وبذلك‬ ‫أعـاد التـوازن للسياسـة اخلارجيـة الروسـية كدولـة كبرى لهـا تاثيرها‬ ‫الدولـي؟ و تبنـى فالدمييـر سياسـية برمياكـوف اخلارجيـة التـي‬ ‫تتجـه لدعـم الـدور الروسـي يف آسـيا‪ ،‬وممـا يجـدر ذكـره هـو اخللفيـة‬ ‫السياسـية واألمنية وأنهما عاشـا يف احلقبة السـوفيتية‪ ،‬وكان التوجه‬ ‫نحـو أوراسـيا لتشـكيل محـور يواجـه التحالـف األمريكـي‪.‬‬ ‫وعـززت روسـيا االحتاديـة نفوذهـا وتأثيرهـا الدولـي بالتعـاون‬ ‫الصينـي والروسـي مـع بعـض دول آسـيا الوسـطى عـام ‪1996‬م‪ ،‬وتطور‬ ‫هـذا التعـاون يف تأسـيس منظمـة شـنغهاي للتعـاون عـام ‪2001‬م‪ ،‬كانت‬ ‫البدايـة التعـاون يف سـبيل حـل املشـكالت احلدودية ومقاومـة اإلرهاب‬ ‫وجتـارة املخـدرات‪ ،‬ثـم تطـور إلى تعاون سياسـي واقتصـادي ومناورات‬ ‫عسـكرية مشـتركة بين القـوات الصينيـة والروسـية‪ ،‬وهـذه التدريبـات‬ ‫لهـا أهدافهـا السياسـية كـرد فعـل علـى توسـع الناتـو‪ ،‬حيـث شـعرت‬ ‫روسـيا بـأن ذلـك التمـدد يهددهـا‪ ،‬كمـا ً‬ ‫أيضـا شـعرت الصين بهـذا‬ ‫التهديد على مصاحلها القومية‪ .‬وتشـمل منظمة شـنغهاي للتعاون كل‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪134‬‬ ‫فــبــرايـــر ‪2019‬‬

‫‪69‬‬

‫ملف العدد‬

‫إحيـــاء األوراســـية محاولـــة لبنـــاء أيديولوجيـــة جديـــدة إلعـــادة‬ ‫نف ــوذ روس ــيا يف آس ــيا الوس ــطى والجمهوري ــات الس ــوفيتية الس ــابقة‬ ‫للمنطقــة االقتصاديــة العامــة‪ ،‬ملنطقــة عــدد ســكانها ‪ 165‬مليــون‬ ‫نســمة وإصــدار تشــريعات موحــدة تســمح لتدفــق اخلدمــات ورأس‬ ‫املــال والقــوة العامــة يف هــذه املنطقــة وبالتالــي تخــدم مصالــح هــذه‬ ‫الــدول وخاصــة تعزيــز قــوة روســيا االقتصاديــة والسياســية‪.‬‬ ‫ويعتبــر بوتــن أن املــوارد االقتصاديــة التــي تتوفــر يف دول االحتاد‬ ‫األوراســي جتعلــه يف مركــز قــوة لينافــس دول التكتــات اإلقليميــة يف‬ ‫مجــال الصناعــة والتكنولوجيــا‪ ،‬وهــي االحتــاد األوروبــي‪ ،‬الصــن‪،‬‬ ‫الواليــات املتحــدة وتكتــل آيبــاك‪.‬‬ ‫مفتوحــا أمــام دول كومنولــث‬ ‫إن االحتــاد األوراســي جعــل البــاب‬ ‫ً‬ ‫الــدول املســتقلة لتنضــم إلــى عضويتــه‪ ،‬وحســب رأي بوتــن فــإن‬ ‫االحتــاد األوراســي يقــوم علــى مبــادئ عامليــة‪ :‬احلريــة‪ ،‬الدميقراطيــة‪،‬‬ ‫وقوانــن الســوق‪ ،‬وبالتالــي نالحــظ أن روســيا جتعــل مــن االحتــاد‬ ‫األوراســي‪ ،‬أيديولوجيــة لربــط دول االحتــاد الســوفيتي الســابق يف‬ ‫هويــة واحــدة هــي الهويــة األوراســية‪.‬‬ ‫إن طــرح فكــرة األوراســية ليســت باجلديــد فقــد طرحــت الفكــرة‬ ‫األوراســية ترافقــت مــع توســع األمبراطوريــة الروســية يف آســيا‬ ‫الوســطى والقوقــاز‪ ،‬وأصبحــت توصــف بأنهــا أمبراطوريــة توصــف‬ ‫بقلــب اليابــس وهــي نظريــة هالفــورد ماكنــدر التــي رأى أنهــا تنافــس‬ ‫القــوى البحريــة‪ ،‬بريطانيــا العظمــى‪ .‬وهنــاك ً‬ ‫أيضــا مــن كان يناهــض‬ ‫األيديولوجيــة املاركســية وطرحــت األوراســية كجــذب للشــعوب‬ ‫اآلســيوية خاصــة‪ ،‬أن روســيا تتميــز بهويــة تكــون ذات بعــد ثقــايف‬ ‫مختلــف عــن أوروبــا فهــي دولــة تديــن باملســيحية األرثوذكســية ثــم‬ ‫تبنــت املاركســية‪ ،‬وتســعى روســيا حال ًيــا بإعــادة بنــاء أيديولوجيــة‬ ‫جامعــة هــي األوراســية خاصــة لتجــاوز حساســية الشــعوب اآلســيوية‪،‬‬ ‫خاصــة يف آســيا الوســطى مــن هيمنــة القوميــة الروســية علــى‬ ‫اجلمهوريــات الســوفيتية الســابقة‪.‬‬ ‫إن إحيـــاء األوراســـية‪ ،‬محاولـــة لبنـــاء أيديولوجيـــة جديـــدة‬ ‫جتعــل روســيا تعيــد نفوذهــا يف آســيا الوســطى وبقيــة اجلمهوريــات‬ ‫الســوفيتية الســابقة‪ ،‬ويعتبــر ألكســندر دوجــن أشــهر الداعــن إلــى‬ ‫األوراســـية اجلديـــدة يف كتابـــه "أســـس اجليوبولتيـــكا" (‪1999‬م)‪،‬‬ ‫وترجــم لعــدة لغــات ومنهــا العربيــة‪ ،‬وكان مستشــاراً لرئيــس الدومــا‬ ‫الروس ــي والعق ــل املنظ ــر للرئي ــس بوت ــن يف األوراس ــية‪ ،‬وق ــد يك ــون‬ ‫الكت ــاب أق ــرب لكت ــاب كفاح ــي لهتل ــر يف تص ــوره لل ــدور الروس ــي‪،‬‬ ‫كمـــا كان هتلـــر يصـــور مكانـــة أملانيـــا يف أوروبـــا‪ ،‬ولذلـــك نـــرى أن‬ ‫دوغ ــن يعتب ــر أن التوج ــه اجليوبولتيك ــي لروس ــيا نح ــو آس ــيا ولي ــس‬ ‫أوروب ــا‪ ،‬وإقام ــة حتال ــف ومح ــاور آس ــيوية ملواجه ــة الغ ــرب وخاص ــة‬

‫الوالي ــات املتح ــدة‪ .‬إن الرؤي ــة االس ــتراتيجية لألوراس ــية اجلدي ــدة‪،‬‬ ‫أن تك ــون روس ــيا ذات دور مرك ــزي عامل ــي‪.‬‬

‫الجوار القريب ومبدأ مونرو الروسي‬

‫إن توســع حلــف الناتــو شــرقا وتشــجيع الغــرب للثــورات امللونــة يف‬ ‫أوروبــا الشــرقية التــي كانــت جــز ًءا مــن االحتــاد الســوفيتي‪ ،‬والتدخــل‬ ‫يف الشــؤون الروســية الداخليــة والتدخــل العســكري للناتــو يف صربيــا‬ ‫احلليــف التاريــخ لروســيا ضمــن العــرق الســايف‪ ،‬أدى إلــى تفكيــر‬ ‫النخبــة الروســية احملافظــة والقوميــة والتــي يطلــق علــى األوراســية‬ ‫الندماجيــة ‪ ،Eurasion integrationists‬يف أن اجلمهوريــات‬ ‫الســوفيتية الســابقة تعتبــر منطقــة نفــوذ روســية حتــت مســمى‬ ‫دول اجلــوار القريــب ‪ Near Abroad‬وبــدأت الدعــوة لتشــكيل‬ ‫كومنولــث الــدول املســتقلة‪ ،‬وكانــت الدوائــر االســتراتيجية يف موســكو‬ ‫أن اجلمهوريــات الســوفيتية الســابقة تقــع ضمــن النفــوذ الروســي‪،‬‬ ‫وأطلــق علــى تلــك السياســية مبــدأ مونــرو الروســي‪ ،‬إشــارة إلــى مبــدأ‬ ‫مونــرو األمريكــي ‪1823‬م‪ ،‬عندمــا أعلنــت الواليــات املتحــدة أن أمريكا‬ ‫الالتينيــة منطقــة نفــوذ أمريكيــة‪ ،‬ومنعــت أوروبــا مــن عــودة نفوذهــا‬ ‫لقــارة أمريــكا الالتينيــة‪ .‬وقــد كان الهــدف الرئيــس لروســيا العامــل‬ ‫االقتصــادي‪ ،‬كمــا أن وجــود األقليــة الروســية يف هــذه اجلمهوريــات‬ ‫يخلــق حساســية عرقيــة مــع ســكان اجلمهوريــات‪ ،‬فإطــاق األوراســية‬ ‫يخفــف مــن احلساســية العرقيــة ً‬ ‫أيضــا داخــل هــذا الكومنولــث‪.‬‬ ‫تشــكل كومنولــث الــدول املســتقلة ‪ ،CIS‬مــن تســعة دول عــام‬ ‫‪1993‬م‪ ،‬أذربيجــان‪ ،‬بيلوروســيا‪ ،‬كازاخســتان‪ ،‬قيرغيزســتان‪ ،‬أرمينيــا‪،‬‬ ‫مالدوفيــا‪ ،‬طاجيكســتان‪ ،‬أوزباكســتان باإلضافــة إلــى روســيا‪ ،‬وشــكل‬ ‫فضــا ًء مه ًمــا لالحتــاد األوراســي الــذي أعلــن االحتــاد االقتصــادي‬ ‫األوراســي رســميا عــام ‪2015‬م‪ ،‬وتأســس االحتــاد اجلمركــي بــن‬ ‫بعــض دول الكومنولــث واملجموعــة االقتصاديــة األوراســية التــي هــي‬ ‫األســاس لالحتــاد األوراســي‪ ،‬ويظهــر أن العامــل االقتصــادي واألمنــي‬ ‫محــور هــذه التكتــات‪.‬‬

‫أوكرانيا واألوراسية وضم القرم‬

‫تعتبــر أوكرانيــا احملــور اجليوبولتيكــي يف تشــكيل االحتــاد‬ ‫األوراســي‪ ،‬بــل تاريخ ًيــا‪ ،‬بــدأ التاريــخ الروســي بكييــف الروســية‬ ‫قبــل موســكو‪ ،‬وبانضمــام أوكرانيــا إلــى االحتــاد األوراســي تتشــكل‬ ‫االمبراطوريــة الروســية علــى أرض الواقــع‪ ،‬ولذلك جند أن االســكندر‬ ‫دوغــن يعبــر عــن ذلــك بصراحــة يف كتابــه أســس اجليبولتيــكا بقولــه‬

‫‪68‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪134‬‬ ‫فــبــرايـــر ‪2019‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫موسكو تسعى لتشكيل محور مع إيران وسوريا وحماس بالتعاون مع تركيا‬

‫سـوريـــا الـعـضـــو الـمـتـوقـع فـــي االتـحـاد‬ ‫األوراسي وبـوابـته عىل الـبـحـر الـمـتـوسـط‬ ‫قــال الرئيــس الروســي فالدمييــر بوتــن عــام ‪2005‬م‪ ،‬الــذي ينتمــي لتيــار املدرســة األوراســية‪ ،‬معل ًقــا علــى انهيــار االحتــاد‬ ‫الســوفيتي "إن انهيــار االحتــاد الســوفيتي هــو كارثــة القــرن العشــرين الكبــرى"‪ .‬ويعتبر بوتــن من أتباع املدرســة اجليوبولتيكية‬ ‫االوراســية وتعزيــز مكانــة روســيا يف اجلمهوريــات الروســية الســابقة‪ ،‬وعندمــا ســئل بوتــن يف إحــدى املؤمتــرات الصحفيــة‪،‬‬ ‫علــى أن جغرافيــة روســيا قــد جعلتهــا بــن الشــرق والغــرب‪ ،‬أجــاب بوتــن بقولــه "إن الشــرق والغــرب همــا اللــذان يقعــان علــى‬ ‫ميــن وشــمال روســيا"‪ ،‬أي أن روســيا هــي املركــز بــن الشــرق والغــرب‪ ،‬وليســت هامشــية‪.‬‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫النخبة الروسية وحلم االمبراطورية‬

‫أصيبــت النخبــة الروســية بصدمــة قويــة مــن انهيــار االحتــاد‬ ‫الســوفيتي‪ ،‬ألن العــرق الروســي كان يســيطر علــى املراكــز احلساســة‬ ‫ســواء السياســية أو األمنيــة والعســكرية يف اجلمهوريــات الســوفيتية‪،‬‬ ‫وكان الــروس منتشــرين يف هــذه اجلمهوريــات بحريــة‪ ،‬ومع انهيار الرابط‬ ‫األيديولوجــي ونهايــة االمبراطوريــة‪ ،‬فــإن النخبــة املخضرمــة منــذ العهــد‬ ‫الســوفيتي والتــي تولــت الســلطة يف روســيا االحتاديــة كان لهــا احلنــن‬ ‫لتشــكيل روســيا االحتادية‪ ،‬كقوة رئيســة يف أوراســيا وأن تلعب دو ًرا قو ًيا‬ ‫على املســتوى السياســي العاملي‪ .‬ونشــير إلى أن هزمية أملانيا يف احلرب‬ ‫العامليــة األولــى والتعويضــات التــي فرضــت علــى أملانيــا كان رد الفعــل‬ ‫فيمــا بعــد علــى بــروز هتلــر وظهــور احلــزب النــازي وحتــدي أوروبــا‪،‬‬ ‫باعتبــار أملانيــا واجلنــس اآلري هــو الــذي يجــب أن يهيمــن علــى القــارة‬ ‫األوروبيــة‪ ،‬وبعــد احلــرب العامليــة الثانيــة وتقســيم أملانيــا كان رد الفعــل‬ ‫األملانــي عــام ‪1989‬م‪ ،‬وحــدة أملانيــا‪ ،‬وجتــاوز اخلالفــات األيديولوجيــة‪،‬‬ ‫وجنــد أن النخبــة الروســية التــي تــرى يف تاريــخ روســيا القيصريــة‬ ‫واالحتــاد الســوفيتي كأمبراطوريــة عامليــة‪ ،‬تريــد اســتمراره بشــكل آخــر‪،‬‬ ‫وأن يكــون لروســيا االحتاديــة الهيمنــة علــى أوراســيا‪ ،‬أو حســب تعبيــر‬ ‫هالفــورد ماكنــدر علــى قلــب اليابــس الذي اعتبره مفتاح الهيمنة العاملية؟‬

‫األوراسية الجديدة وسيلة لعودة النفوذ الروسي‬

‫أكــد الرئيــس بوتــن يف مقالــة لــه نشــرت يف صحيفــة أزفيســتيا‬ ‫رئيســا للوزراء)‪،‬‬ ‫الروســية يف الثالث من أكتوبر ‪2011‬م‪( ،‬كان عندئذ‬ ‫ً‬

‫أنــه يقتــرح قيــام رابطــة فــوق القوميــة قــادرة ألن تكــون أحــد األقطــاب‬ ‫الدوليــة وأن تكــون جســ ًرا بــن أوروبــا وإقليــم احمليــط الهــادئ‪-‬‬ ‫اآلســيوي‪ ،‬وقــد أعلــن رســميا قيــام االحتــاد األوراس ‪Eurasian‬‬ ‫‪ ،Union‬بتوقيــع ثالثــة دول يف آســتانا عاصمــة كازاخســتان بــن‬ ‫الــدول الثــاث هــي‪ :‬روســيا االحتاديــة وبيالوروســيا وكازاخســتان‪،‬‬ ‫وانضمــت اليهــا فيمــا بعــد ثــاث دول أخــرى مــن اجلمهوريــات‬ ‫الســوفيتية الســابقة وهــي أرمينيــا وقيرغيزســتان وطاجكســتان‪،‬‬ ‫والهــدف األساســي مــن هــذا االحتــاد بنــاء تكتــل اقتصــادي يف‬ ‫أوراســيا مياثــل االحتــاد األوروبــي‪ ،‬وكمــا أشــار بوتــن يف مقالتــه‪،‬‬ ‫أنــه يهــدف إلــى تعــاون يف املجــاالت االقتصاديــة والسياســة النقديــة‬ ‫يف االحتــاد اجلمركــي واملنطقــة االقتصاديــة العامــة (‪ ،)CES‬وهــذه‬ ‫املنطقــة االقتصاديــة العامــة مت تشــكيلها يف ينايــر ‪2012‬م‪ ،‬وضــم‬ ‫الــدول الثــاث التــي وقعــت مؤخــ ًرا علــى قيــام االحتــاد األوراســي‬ ‫والتــي اعتبرهــا بوتــن حجــر الزاويــة لبنــاء منطقــة واســعة علــى‬ ‫غــرار االحتــاد الســوفيتي الســابق‪.‬‬ ‫ونالحــظ أن بوتــن يسترشــد يف بنــاء االحتــاد االوراســي بتجربــة‬ ‫االحتــاد األوروبــي التــي بــدأت باحتــاد الفحــم والفــوالذ ثــم تطــور‬ ‫مــن اجلماعــة االقتصاديــة األوروبيــة حتــى إعــان قيــام االحتــاد‬ ‫األوروبــي مبعاهــدة ماســتريخت ‪1992‬م‪ ،‬ولذلــك مت تشــكيل اجلماعــة‬ ‫االقتصاديــة األوراســية عــام ‪2000‬م‪ ،‬ثــم تشــكيل االحتــاد اجلمركــي‬ ‫بــن روســيا وبيلوروســيا وكازاخســتان‪ ،‬ومــع يوليــو ‪2011‬م‪ ،‬مت‬ ‫الغــاء اجلمــارك بــن الــدول الثــاث والتحــرك نحــو احتــاد جمركــي‬

‫ســفير الـسـعـــودية يف موســكو لـــ (آراء‬ ‫حول الخليج)‪ :‬توطين تقنية الصناعات‬ ‫العسكرية الروسية يف المملكة ألول مرة‬ ‫العــــــدد ‪134‬‬ ‫فـــبــــرايــــــر ‪2019‬‬

‫مراك ــز األبح ــاث األمريكي ــة تش ــكك يف‬ ‫ج ــدوى ولغ ــة خط ــاب بومبي ــو‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫مســـتقبل العالقـــات الخليجيـــة ‪ -‬الروســـية‪ ..‬تعـــاون أم تنافـــر؟‬ ‫▀ طـــاب ســـعوديون يف األكاديميـــات العســـكرية الروســـية ونمـــو التبـــادل التجـــاري ‪%86‬‬ ‫▀ موســكو‪ :‬الملــك ســلمان وولــي عهــده طــورا المصالــح مــع روســيا بعي ـ ًدا عــن األيديولوجيــا‬ ‫▀ طموح ــات موس ــكو يف س ــوريا‪ :‬ترجم ــت االس ــتثمارات السياس ــية لمكاس ــب اس ــتراتيجية‬ ‫▀ موس ــكو تتلق ــف اإلش ــارات م ــن الس ــعودية والش ــرق األوس ــط قف ــز لمقدم ــة أولوياته ــا‬ ‫▀ ســـوريا العضـــو القـــادم فـــي االتحـــاد األوراســـي وبوابـــة روســـيا علـــى البحـــر المتوســـط‬ ‫▀ ص ــراع النات ــوـ روس ــيا مرش ــح للتصاع ــد ومخ ــاوف أوروبي ــة م ــن تم ــدد موس ــكو يف ليبي ــا‬ ‫▀ روس ــيا تس ــعى ألن تك ــون الع ًب ــا اس ــتراتيج ًيا يخ ــرج م ــن حص ــار اليابس ــة للمي ــاه الدافئ ــة‬ ‫▀ روس ــيا تحتك ــر ‪ %22‬م ــن التس ــليح العالم ــي وتتع ــاون عس ــكر ًيا م ــع ‪ 98‬دول ــة يف العال ــم‬ ‫▀ روس ــيا تنت ــج ‪ %13‬م ــن نف ــط العال ــم وتعتم ــد عل ــى التحالف ــات الصلب ــة وتواف ــق الض ــرورة‬

‫‪70‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪133‬‬ ‫يـــــنــايــــر ‪2019‬‬

‫التعاون األمني بين الصين ودول الخليج‬

‫مقال‬

‫إن العالقـات األمنيـة تتمثـل يف احملافظـة علـى طـرق التجـارة‬ ‫البحريـة والقضـاء علـى القرصنـة البحريـة وبيـع األسـلحة‪ ،‬ومـن ناحيـة‬ ‫عسـكرية فـإن الصين قامـت مؤخـ ًرا بزيـادة الدوريـات البحريـة بالقرب‬ ‫مـن خليجـي عمـان وعـدن‪ ،‬كمـا أن الصين أنشـأت قاعـدة يف جيبوتـي‬ ‫وهـي أول قاعـدة عسـكرية خـارج الصين؛ بهـدف حمايـة التجـارة‬ ‫واملصالـح التجاريـة يف املنطقـة‪ ،‬وقـد يكـون ذلـك بهـدف بنـاء وجـود‬ ‫عسكري طويل األمد‪ ،‬باإلضافة إلى أن بإمكان الصني أداء دور بناء يف‬ ‫العمليات البحرية‪ ،‬مثل مكافحة القراصنة والتهريب‪ ،‬ومتول املصارف‬ ‫مشـروعا يف البنـى التحتيـة بجيبوتـي بكلفـة ‪ 14.4‬مليـار‬ ‫الصينيـة ‪14‬‬ ‫ً‬ ‫دوالر‪ ،‬وتشمل املشروعات إنشاء ستة موانئ مصممة‬ ‫السـتقبال احلاويـات القادمـة مـن الصين‪.‬‬ ‫وتثيــر القاعــدة الصينيــة يف جيبوتــي الواليــات‬ ‫املتحــدة‪ ،‬حيــث أن قواتهــا البحريــة تراقــب التطــورات‬ ‫عـــن كــثـــب‪ .‬وإن إعــــادة نــشــــر قـــــوات افـــريـكــــوم‬ ‫‪ ،USAFRICOM‬وهـــي الــقــيــــادة الـعـسـكــريــــة‬ ‫األمريكيــة إلفريقيــا‪ ،‬يأتــي بســبب التنافــس اإلقليمــي‬ ‫مــع الصــن خاصــة يف املنافســة علــى الســيطرة علــى‬ ‫احلركــة البحريــة التجاريــة عبــر مضيــق بــاب املنــدب‬ ‫الــذي يعبــره تقري ًبــا ‪ %40‬مــن التجارة العاملية‪ .‬وتســعى‬ ‫الصــن لتضمــن النقــل البحــري يف مبــادرة احلــزام والطريــق‪ ،‬ولكــن‬ ‫الواليــات املتحــدة بالتعــاون مــع عربيــة حتاول احلد مــن النفوذ الصيني‪،‬‬ ‫مــن خــال املشــاركة يف تطويــر البنيــة التحتيــة العســكرية يف القــرن‬ ‫اإلفريقــي وخاصــة يف جيبوتــي والصومــال‪.‬‬ ‫إن موقــع جيبوتــي االســتراتيجي يف القــرن اإلفريقــي جــذب‬ ‫إليهــا القواعــد العســكرية األجنبيــة‪ ،‬فباالضافــة للصــن والواليــات‬ ‫املتحــدة‪ ،‬يوجــد قاعــدة يابانبــة وأخــرى أيطاليــة وهنــاك قاعــدة‬ ‫فرنســية قدميــة حيــث كانــت جيبوتــي مســتعمرة فرنســية‪ ،‬وتتواجــد‬ ‫القــوات اإلســبانية واألملانيــة يف القاعــدة الفرنســية‪.‬‬ ‫ولكــن تعامــل بكــن مــع طهــران قــد يكــون إشــكال ًيا للتعــاون يف‬ ‫املجــال األمنــي‪ ،‬حتــى يف الوقــت الــذي تعــزز فيــه الصــن مــن وجودهــا‬ ‫العســكري‪ ،‬باإلضافــة إلــى أن عالقــات الصــن بإيــران قــد متنعهــا مــن‬ ‫التقــرب مــن الــدول العربيــة‪ ،‬لدرجــة جتعلهــا تشــكل تهدي ـدًا ألمريــكا‬ ‫بصفتهــا قــوة أمنيــة مهيمنــة يف املنطقــة‪ ،‬ومــا دامــت بكــن قريبــة مــن‬ ‫طهــران‪ ،‬فإنــه ال يتوقــع أن تذهــب الســعودية للصــن إال لشــراء بعــض‬ ‫الطائــرات املســيرة وبعــض املعــدات الالزمــة للعمليــات اخلاصــة‪ ،‬وغير‬ ‫ذلــك مــن املعــدات العســكرية علــى املــدى القصيــر‪.‬‬ ‫أمــا مضيــق هرمــز‪ ،‬فقــد قــررت الصــن إنشــاء منطقــة صناعيــة‬ ‫كبــرى قريبــة منــه‪ ،‬علــى الســاحل العمانــي يف منطقــة الدقــم‪ ،‬ووقعــت‬ ‫عمــان مــع شــركة "وان فــاجن عمــان" الصينيــة وتصــل تكلفــة املنطقــة‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫عشــرة مليــارات دوالر‪ ،‬وتتضمــن إنشــاء مصفــاة نفــط ومجمــع‬ ‫للبتروكيماويــات وعــدد مــن املشــروعات الكبــرى‪.‬‬ ‫وبالنســبة لقنــاة الســويس‪ ،‬فالصــن أكبــر مســتثمر يســهم يف‬ ‫تنميــة محــور قنــاة الســويس‪ ،‬فشــركة تيــد الصينيــة‪ ،‬هــي أكبــر‬ ‫املطوريــن الصناعيــن يف املنطقــة االقتصاديــة للقنــاة‪ ،‬وخصصــت‬ ‫احلكومــة املصريــة ‪ 7.2‬كيلــو متــر للشــركة الصينيــة‪.‬‬ ‫وميتــد نشــاط الصــن يف محــور الطريــق واحلــزام إلــى مضيــق‬ ‫جبــل طــارق‪ ،‬حيــث يوفــر إطاللــة علــى البحــر املتوســط واحمليــط‬ ‫األطلســي وغــرب إفريقيــا‪ ،‬واختــارت الصــن موق ًعــا اســتراتيج ًيا‬ ‫قــرب مدخــل املضيــق علــى اجلانــب املغربــي‪ ،‬حيــث مت توقيــع مذكــرة‬ ‫تعــاون مــع احلكومــة املغربيــة‪ ،‬إلنشــاء مدينــة صناعيــة‬ ‫صينيــة‪ ،‬وتكفلــت مجموعــة هايــت الصينيــة ببنــاء‬ ‫املدينــة‪ ،‬بتكلفــة عشــرة مليــارات دوالر علــى مســاحة‬ ‫‪ 2000‬هكتــار‪ ،‬حيــث ينتقــل آالف الصينيــن للعمــل‬ ‫باملدينــة اجلديــدة مــع العمالــة املغربيــة‪.‬‬ ‫والـمـالحـــظ‪ ،‬أن الـصـيـــن تـنـتـهـــج االستراتيجـــية‬ ‫البريطانيــة يف القــرن التاســع عشــر‪ ،‬عندمــا كانــت‬ ‫يف الهنــد وجنــوب شــرق آســيا‪ ،‬فكانــت تســيطر‬ ‫علــى املوانــئ البحريــة التــي علــى طريــق األســطول‬ ‫البريطانــي مــن مينــاء ملقــا الــذي يفصــل بــن احمليــط‬ ‫الهنــدي واحمليــط الهــادي‪ ،‬مــرو ًرا مبوانــئ الهنــد وموانــئ اخلليــج‪،‬‬ ‫هرمــز وعــدن وبــاب املنــدب ثــم قناة الســويس وحتى مينــاء جبل طارق‪،‬‬ ‫فالصــن اليــوم‪ ،‬تتبنــى االســتراتيجية االقتصاديــة والتنميــة وإقامــة‬ ‫البنــى التحتيــة‪ ،‬القــوة الناعمــة‪ ،‬فهــي عــززت عالقاتهــا االقتصاديــة‬ ‫والعســكرية مــع ماليزيــا التــي تشــرف علــى مضيــق ملقــا وإقامــة مدينة‬ ‫صناعيــة كاملــة بــه‪ ،‬وتبنــي الصــن املــدن الصناعيــة علــى املوانــئ التــي‬ ‫ذكرناهــا مــن مضيــق ملقــا إلــى جبــل طــارق‪ ،‬بينمــا االســتراتيجية‬ ‫األمريكيــة تقــوم علــى نشــر القــوة العســكرية الثبــات وجودهــا‪.‬‬ ‫وتسـعى الـدول الكبـرى واإلقليميـة السـتقرار منطقـة اخلليـج‪،‬‬ ‫ألهميتهـا االسـتراتيجية واالقتصاديـة‪ ،‬وارتبـاط االقتصـاد العاملـي‬ ‫بالطاقـة‪ ،‬ولذلـك هنـاك تـوازن إقليمـي ودولـي يحافـظ علـى االسـتقرار‬ ‫فروسيا والصني وإيران وكذلك الهند وتركيا لها مصاحلها‪ ،‬فتركيا لها‬ ‫وجود يف الصومال وبورسودان الـميناء السوداني‪ ،‬والواليات املتحدة لها‬ ‫وجودهـا ً‬ ‫أيضـا يف جيبوتـي ودول إفريقيـة أخـرى وكذلـك فرنسـا وبقيـة‬ ‫الـدول األوروبيـة التـي لهـا قـوات يف جيبوتـي‪ ،‬كمـا أن دول اخلليـج تعـزز‬ ‫وجودهـا يف القـرن اإلفريقـي‪ ،‬ولذلـك فإننـا يف منطقة جيواسـتراتيجية‪،‬‬ ‫تسعى القوى الكبرى الستقرارها ولذلك كانت الوساطة األخيرة لتحرك‬ ‫املجتمـع الدولـي لوقـف احلـرب يف اليمـن وحتقيـق املصاحلـة فيـه‪.‬‬

‫ارتفعت االستثمارات‬ ‫الصينية مع إسرائيل إىل‬ ‫‪ 16.5‬مليار دوالر وزادت‬ ‫صـادرات إسـرائـيـل إلـى‬ ‫الصين إىل‪ 3.5‬مليار دوالر‬

‫* أستاذ العلوم السياسية يف جامعتي امللك عبد العزيز والحسني بن طالل سابقًا‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪133‬‬ ‫يـــــنــايــــر ‪2019‬‬

‫‪69‬‬

‫ملف العدد‬

‫ألول مرة يف تاريخها تفوقت الصين يف حجم تجارتها مع الشرق األوسط‬ ‫عــى أمريــكا بـــ ‪ 171‬مليار دوالر مع العرب مقابــل ‪ 60.4‬مليار دوالر ألمريكا‬ ‫املاليــة للمشــروع‪ ،‬وحتــاول الصــن الربــط بني مبادرة احلــزام والطرق‬ ‫الصينيــة ورؤيــة ‪ 2030‬الســعودية‪ .‬وقــد مت إنشــاء البنــك اآلســيوي‬ ‫لالســتثمار يف البنيــة التحتيــة‪ ،‬ديســمبر ‪2015‬م‪ ،‬وهــي مؤسســة‬ ‫ماليــة جديــدة متعــددة األطــراف واألهــداف‪ ،‬وتعتبــر اإلمــارات‬ ‫العربيــة املتحــدة دولــة مؤسســة يف البنــك‪ ،‬وتشــارك فيــه الســعودية‬ ‫وســلطنة عمــان والكويــت وقطــر‪ ،‬كمــا أن منظمــة شــنغهاي للتعــاون‬ ‫االقتصــادي لهــا دور مهــم يف حتقيــق طريــق احلــزام والطريــق‪ .‬إن‬ ‫طريــق احلــزام االقتصــادي يوطــد العالقــات مــع دول آســيا الوســطى‬ ‫وغــرب آســيا إيــران وتركيــا وأوروبــا‪ ،‬وكمــا يقــول برنــارد كــول يف كتابه‬ ‫"‪ ،"China's Quest for Great Power‬أن الصــن مــن خــال‬ ‫توطيــد عالقتهــا بأورآســيا مــن خــال طريــق احلــزام‪ ،‬تعيــد االهتمــام‬ ‫بنظريــة قلــب اليابــس لهالفــورد ماكنــدر القائــل "مــن يســيطر علــى‬ ‫قلــب اليابــس يســيطر علــى أورآســيا وبالتالــي علــى العالــم"‪ ،‬وكمــا‬ ‫يؤكــد بريجنســكي بأهميــة آســيا الوســطى‪ ،‬وأن ســيطرة دولــة علــى‬ ‫آســيا الوســطى يجعلهــا تســيطر علــى أورآســيا وبالتالــي العالــم‪.‬‬ ‫وتتحــرك الصــن اقتصاديــا يف دول آســيا الوســطى وغــرب آســيا‬ ‫وأوروبــا تعيــد فكــرة الهيمنــة االقتصاديــة‪ ،‬ولكــن الصــن تعــزز قوتهــا‬ ‫حال ًيــا مــن خــال إضافــة طريــق احلريــر البحــري الــذي ميــر باحمليط‬

‫الهنــدي وبحــر العــرب إلــى البحــر األحمــر‪ ،‬وبالتالــي مــن الســويس‬ ‫للبحــر املتوســط وشــرق إفريقيــا وهــذا يشــكل تهدي ـدًا إلــى النفــوذ‬ ‫األمريكــي يف إفريقيــا وغــرب آســيا وحتــى اخلليــج العربــي‪.‬‬ ‫وتعتبـــر طريـــق احلريـــر البحـــري مهمـــة اقتصاد ًيـــا‪ ،‬لـــدول‬ ‫مجلـــس التعـــاون مـــن حيـــث تصديـــر البتـــرول والتجـــارة‪ ،‬وتقـــوم‬ ‫الصـــن بتأهيـــل املوانـــئ البحريـــة علـــى طريـــق احلريـــر‪ ،‬وتتعـــدد‬ ‫املم ــرات م ــن طري ــق احلري ــر البح ــري‪ ،‬وكذل ــك م ــن طري ــق احل ــزام‬ ‫ً‬ ‫أخطبوطـــا للنفـــوذ الصينـــي‪ .‬وقامـــت الصـــن بإعـــادة‬ ‫فيصبـــح‬ ‫االهتمــام بالقــوة البحريــة حســب نظريــة ماهــان وكمــا يــردد القــادة‬ ‫الصيني ــون "إن العقلي ــة التقليدي ــة‪ ،‬ب ــأن ق ــوة الياب ــس تف ــوق الق ــوة‬ ‫البحري ــة يج ــب التخل ــي عنه ــا‪ ،‬ألدارة البح ــار واحمليط ــات الهميته ــا‬ ‫حلمايــة حريــة املالحــة وخطــوط التجــارة"‪ ،‬ولذلــك تهتــم الصــن يف‬ ‫اس ــتراتيجتها بق ــوة البح ــار واحمليط ــات وتربطه ــا بطري ــق احلري ــر‬ ‫البحــري واحلــزام االقتصــادي بآســيا وأوروبــا‪ ،‬ويعتبــر ممــر الصــن‬ ‫باكســتان مــن أهــم املمــرات بارتباطــه‪ ،‬حيــث ســلمت باكســتان مينــاء‬ ‫غــوادر إلــى الصــن حيــث أنــه قريــب مــن مينــاء هرمــز ومينــاء عــدن‬ ‫وص ــوالً للبح ــر األحم ــر واملوان ــئ الواقع ــة الهميته ــا االس ــتراتيجية‬ ‫ل ــدول اخللي ــج والص ــن‪.‬‬

‫‪68‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪133‬‬ ‫يـــــنــايــــر ‪2019‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫طريق الحزام وطريق الحرير البحري‬

‫عززت الصين عالقاتها العسكرية مع ‪ 150‬دولة ولها ملحقين عسكريين‬ ‫يف ‪ 112‬دولة وبها ‪ 102‬ملحق عسكري وترسل سنو ًيا ‪ 170‬وف ًدا عسكر ًيا للخارج‬

‫ملنطقــة جتــارة حــرة ملــا لهــا مــن اقتصاديــة للصــن يف ظــل احلــرب‬ ‫االقتصاديــة بينهــا وبــن الواليــات املتحــدة يف ظــل ترامــب‪.‬‬ ‫أمــا االســتثمارات الصينيــة يف إيــران‪ ،‬فقــد وصلــت يف البنيــة‬ ‫التحتيــة ‪ 8.5‬مليــار علــى شــكل قــروض مــن بنــك التصدير واالســتيراد‬ ‫الصينــي مــع بدايــات عــام ‪"2018‬م‪ .‬واملالحــظ أن االســتثمارات‬ ‫الصينيــة يف إيــران تتجــاوز اســتثماراتها مــع مجلــس التعــاون اخلليجــي‬ ‫وذلــك ألن العقوبــات األمريكيــة علــى إيــران تــرك فرصــة للصــن‬ ‫لتعزيــز عالقاتهــا مــع إيــران‪ ،‬عل ًمــا بــأن إيــران عضــو مراقــب يف‬ ‫منظمــة شــنغهاي للتعــاون وقــد قدمــت إيــران طل ًبــا رســم ًيا ألن تصبــح‬ ‫عضـ ًوا يف منظمــة شــنغهاي ممــا يفســح املجــال لهــا يف توثيــق عالقاتها‬ ‫االقتصاديــة أكثــر مــع الصــن وروســيا وبقيــة أعضــاء املنظمــة‪.‬‬

‫طريق الحزام وطريق الحرير البحري‬

‫اقتــرح الرئيــس الصينــي شــي جــن بيــغ أثنــاء زيارتــه إلــى‬ ‫كـازاخـســـتان فـــي ســبتمبر ‪2013‬م‪ ،‬مـبـــادرة الـحـــزام االقـتصـــادي‬ ‫‪ Economic Belt Road‬وطريــق احلريــر البحــري ‪Sea Road‬‬ ‫للقــرن احلــادي والعشــرين‪ ،‬ويف شــهر أكتوبــر مــن نفــس العــام‪ ،‬كــرر‬ ‫نفــس املبــادرة أثنــاء زيارتــه ألندونيســيا‪ ،‬وتهــدف هــذه املبــادرة إلــى‬ ‫حتقيــق مصالــح الصــن االقتصاديــة واالســتراتيجية مــن خــال‬

‫ربطهــا بشــبكات متعــددة مــع قــارات العالــم القــدمي واجلديــد‪.‬‬ ‫وعقــد فـــي ‪ 15 - 14‬مايــو ‪2017‬م‪ ،‬منتــدى احلــزام والطريــق‬ ‫األول للتعــاون الدولــي يف العاصمــة الصينيــة بكــن‪ ،‬وحضــره قــادة‬ ‫الــدول واحلكومــات مــن ‪ 29‬دولــة‪ ،‬حيــث ضــم املنتــدى أكثــر مــن ‪1600‬‬ ‫مشــارك مــن أكثــر مــن ‪ 140‬دولــة و ‪ 80‬منظمــة دوليــة‪ .‬كمــا وقعــت مــع‬ ‫الصــن بحلــول يوليــو ‪ 2018‬م‪ ،‬أكثــر مــن ‪ 100‬دولــة ومنظمــة دوليــة‬ ‫علــى وثائــق تعــاون يف إطــار مبــادرة احلــزام والطريــق‪ ،‬ممــا وســع‬ ‫نطــاق املبــادرة مــن أوراســيا إلــى إفريقيــا وأمريــكا الالتينيــة ومنطقــة‬ ‫الكاريبــي ومنطقــة جنــوب الباســيفيك‪.‬‬

‫طريق الحرير البحري والحزام‬

‫وحيــث أن عالقــة الصــن التجاريــة واالســتثمارية متطــورة‬ ‫مــع دول اخلليــج العربــي‪ ،‬كمصــدر للطاقــة‪ ،‬وباعتبــار الصــن أكثــر‬ ‫مســتورد للبتــرول يف العالــم وعالقاتهــا التجاريــة‪ ،‬فتأتــي مبــادرة‬ ‫احلــزام والطريــق ذات أهميــة كبــرى لــدول اخلليــج بــل تأتــي يف‬ ‫محــور هــذه املبــادرة‪ ،‬مبوقعهــا االســتراتيجي علــى طــرق املواصــات‪،‬‬ ‫ووجــود املوانــئ البحريــة املهمــة التــي حتتاجهــا الصــن‪ .‬ويســعى عــدد‬ ‫مــن الدبلوماســيني الصينيــن لتشــجيع دول اخلليــج للتعــاون يف هــذه‬ ‫املبــادرة التــي أصبحــت واق ًعــا فعل ًيــا مت الشــروع فيــه وتوفيــر املــوارد‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪133‬‬ ‫يـــــنــايــــر ‪2019‬‬

‫‪67‬‬

‫ملف العدد‬

‫الصين تنتهج االستراتيجية البريطانية يف القرن التاسع بالسيطرة عىل‬ ‫الموانـئ البحرية وتتبنى اسـتراتيجية اقتصادية للتنمية والقوة الناعمة‬ ‫‪2015‬م‪ ،‬البنــك اآلســيوي لالســتثمار يف البنيــة التحتيــة (‪،)AIIB‬‬ ‫لربــط التعــاون التجــاري واالســتثماري باجلانــب السياســي يف‬ ‫محاولــة الســتقرار املنطقــة ملصاحلهــا االقتصاديــة؟‬

‫الصيــن مــن دعــم القضيــة الفلســطينية إىل تــوازن العالقــات‬ ‫إســرائيل والســلطة‬

‫كانــت الصــن أول مــن اعتــرف مبنظمــة التحريــر الفلســطينية‬ ‫ودعمتهــا بالســاح وتدريــب كوادرهــا العســكرية‪ ،‬ولــم تقــم الصــن‬ ‫عالقــات دبلوماســية مــع إســرائيل إال عــام ‪1992‬م‪ ،‬وكان ذلــك بعــد‬ ‫أزمــة الكويــت ومؤمتــر مدريــد أكتوبــر ‪1991‬م‪ ،‬وكانــت إســرائيل قبــل‬ ‫ذلــك‪ ،‬تســتعمل التكنولوجيــا املتقدمــة التــي حتصــل عليها مــن الواليات‬ ‫املتحــدة‪ ،‬إلغــراء الصــن لتطويــر عالقاتهــا معهــا‪ ،‬حتــى فــرض‬ ‫الكونغــرس األمريكــي عــام ‪2005‬م‪ ،‬قيــو ًدا علــى إســرائيل يف تصديــر‬ ‫التكنولوجيــا للصــن‪ ،‬ولكــن الظــروف اإلقليميــة أدت لتطــور العالقــة‬ ‫بينهمــا‪ ،‬وكان الرئيــس الصينــي يانــغ زميــن أول رئيــس يــزور إســرائيل‬ ‫يف أبريــل ‪2000‬م‪ ،‬وتطــورت االســتثمارات الصينيــة يف إســرائيل‪ ،‬ومت‬ ‫إنشــاء اللجنــة الصينيــة ‪ -‬اإلســرائيلية للتعــاون يف االبتــكار‪ ،‬وعقــدت‬ ‫عــدة اجتماعــات لهــذه اللجنــة‪ ،‬كان أخرهــا االجتمــاع الرابــع برئاســة‬ ‫نائــب الرئيــس الصينــي وانــغ كيشــان‪ 22 ،‬أكتوبــر ‪2018‬م ‪ ،‬وارتفعــت‬ ‫االســتثمارات الصينيــة مــن ‪ 50‬مليــون دوالر يف التســعينيات مــن القرن‬ ‫املاضــي إلــى ‪ 16.5‬مليــار دوالر يف عــام ‪2016‬م‪ ،‬وارتفعــت صــادرات‬ ‫إســرائيل إلــى الصــن حيــث بلغــت ‪ 3.5‬مليــار دوالر ‪2018‬م‪ ،‬بارتفــاع‬ ‫‪ %62‬عــن عــام ‪2017‬م‪ ،‬بينمــا الــواردات مــن الصــن ‪ 4.9‬مليــار دوالر‬ ‫عــام ‪2018‬م‪ .‬كمــا مت إنشــاء منشــأة شــحن جتاريــة جديــدة يف مينــاء‬ ‫حيفــا‪ ،‬وبســبب العالقــات االقتصاديــة تســعى الصــن ألن متــد حبالهــا‬ ‫مــع الطرفــن الفلســطيني واإلســرائيلي‪ ،‬فــا تريــد أن تفقــد عالقاتهــا‬ ‫مــع العــرب‪ ،‬ولكــن الضعــف العربــي أدى إلــى توطيــد عالقاتهــا‬ ‫االقتصاديــة مــع إســرائيل‪.‬‬ ‫ونالحــظ أنــه مــن خــال عالقتهــا مــع إيــران ودول اخلليــج أو‬ ‫املعارضــة والنظــام الســوري أو العالقــة بــن إســرائيل والســلطة‬ ‫الفلســطينية‪ ،‬فهــي عالقــات تــوازن لكســب األطــراف إليهــا وأال تكــون‬ ‫بجانــب طــرف ضــد أخــر‪.‬‬ ‫ولكــن علــى مســتوى العالقــات الدوليــة والتــوازن الدولــي‬ ‫والتصويــت يف مجلــس األمــن الدولــي أو اجلمعيــة العامــة‪ ،‬فــإن‬ ‫الصــن أقــرب إلــى املوقــف الروســي بشــأن ســوريا أو يف شــرق‬ ‫وجنــوب آســيا وآســيا الوســطى ألنهــا مــع موســكو تســعى لتــوازن يف‬

‫العالقــات الدوليــة مــع الواليــات املتحــدة‪ .‬وكمــا يقــول ســتيفن والــت‬ ‫مــن جامعــة هارفــارد‪ ،‬فــإن روســيا والصــن يتآمــران علــى أمريــكا‪،‬‬ ‫فتصــور الصــن للنظــام الدولــي يرتبــط بتــوازن دولــي‪ ،‬أمــا علــى‬ ‫املســتوى اإلقليمــي عالقــات اقتصاديــة حتتــاج إلــى إقليــم مســتقر‬ ‫وعالقــات متوازنــة‪.‬‬

‫البترول واالستثمارات الهدف الصيني يف الخليج‬

‫إن األهــداف االســتراتيجية للصــن مبنطقــة اخلليــج ثالثــة‪،‬‬ ‫الهــدف األول الطاقــة واملعــادن‪ ،‬والهــدف الثانــي حمايــة خطــوط‬ ‫املالحــة وخاصــة املوانــئ التــي يعبــر منهــا البتــرول‪ ،‬مضيــق بــاب املندب‬ ‫ومضيــق هرمــز‪ ،‬وثال ًثــا إبعــاد خطــر القرصنــة البحريــة عــن خطــوط‬ ‫املالحــة‪ .‬وتســهم اململكــة العربيــة الســعودية يف تزويد الصــن بالبترول‬ ‫ب ‪ %12.6‬مــن جملــة اســتيراد الصــن‪ ،‬ويــزود العــراق ‪ %8.5‬وســلطنة‬ ‫عمــان ‪ %7.5‬وإيــران ‪ %7.3‬والكويــت ‪ %4.4‬واإلمــارات العربيــة‬ ‫‪ ،%2.5‬وهــذ يعنــي معظــم البتــرول املســتورد للصــن مــن هــذه الــدول‬ ‫اخلليجيــة‪ .‬هــذا االســتيراد للطاقــة يجعــل منطقــة اخلليــج حيويــة مــن‬ ‫الناحيــة االقتصاديــة واألمــن القومــي الصينــي‪.‬‬ ‫أمـا بالنسـبة لالسـتثمارات الصينيـة‪ ،‬فـإن الصين تعـزز عالقاتهـا‬ ‫االسـتثمارية مـع دول املجلـس‪ ،‬فحجـم االسـتثمارات الصينيـة يف‬ ‫السعودية عام ‪ 730 ،2014‬مليون دوالر وحجم االستثمارات السعودية‬ ‫بالصين ‪ 30.6‬مليـون دوالر‪ ،‬وإن عـدد املشـاريع السـعودية املشـتركة‬ ‫مشـروعا برأسـمال ‪ 537‬مليون دوالر‪ .‬ويف عام‬ ‫الصينية السـعودية ‪88‬‬ ‫ً‬ ‫‪2017‬م‪ ،‬وقع العاهل السـعودي امللك سـلمان ما قيمته ‪ 65‬مليار دوالر‬ ‫مـن اتفاقيـات التفاهـم مـع بكين‪ ،‬كما بدأ البلـدان بتطبيق اتفاقيات يف‬ ‫قطاعـات البتروكيماويـات والتكنولوجيـا وغيرهـا مـن القطاعـات‪.‬‬ ‫وجتـذب اإلمـارات العربيـة املتحـدة االسـتثمارات الصينيـة حيـث‬ ‫أن ‪ %44‬من مجمل االستثمارات الصينية يف العالم العربي باإلمارات‪،‬‬ ‫كمـا تسـتحوذ اإلمـارات علـى ‪ %75‬مـن االسـتثمارات الصينية املباشـرة‬ ‫غيـر املاليـة يف دول املجلـس‪ ،‬وهنـاك ‪ 5000‬عالمـة جتاريـة صينيـة‬ ‫مسـجلة باإلمـارات و‪ 4000‬شـركة صينيـة‪ ،‬وميـر ‪ %60‬مـن التجـارة‬ ‫الصينيـة مـع أوروبـا وإفريقيـا عبـر اإلمـارات‪ ،‬كمـا توجـد ً‬ ‫أيضـا‬ ‫اسـتثمارات صينيـة يف الكويـت وسـلطنة عمـان ومشـاريع مشـتركة‬ ‫مـع قطـر باإلضافـة إلـى كـون العالقـات االقتصاديـة الصينيـة مـع دول‬ ‫اخلليـج تبـدو واعـدة وهنـاك مؤشـرات بقبـول متزايـد للنفـوذ الصيني‪.‬‬ ‫وتتفــاوض دول املجلــس مــع الصــن‪ ،‬للوصــول إلــى منطقــة‬ ‫التجــارة احلــرة بينهمــا‪ ،‬ويأتــي اخلليــج بعــد منظمــة آســيان للوصــول‬

‫‪66‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪133‬‬ ‫يـــــنــايــــر ‪2019‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫عالقات الصني في الشرق األوسط متوازنة‪ ..‬وفي مجلس األمن األقرب لروسيا‬

‫الـتـواجد الـصـينـي فـي منطـقـة الـخـلـيج‪:‬‬ ‫االنـحـيـاز للـمـصـالــح‬

‫تعتبــر الصــن الدولــة األولــى يف العالــم يف عــدد الســكان الــذي جتــاوز ‪ 1415‬مليــون نســمة وهــو شــعب منتــج وعنصــر قــوة‪،‬‬ ‫ويعتبــر االقتصــاد الصينــي األســرع منـ ًوا يف العالــم (‪ %6.8‬لعــام ‪2018‬م) يف الوقــت الــذي تعانــي الواليــات املتحــدة وأوروبــا‬ ‫أزمــة اقتصاديــة‪ ،‬حتــى أصبــح يطلــق عليهــا "مصنــع العالــم"؟ كمــا جــاءت الصــن يف املرتبــة الثانيــة بعــد الواليــات املتحــدة يف‬ ‫األبحــاث املنشــورة ويتوقــع أن تأتــي يف املرتبــة األولــى يف األبحــاث مــع عــام ‪2020‬م‪ ،‬وقــد أعلــن مديــر البنــك الدولــي الســابق‬ ‫روبــرت زوليــك يف تعليقــة علــى األزمــة املاليــة العامليــة التــي جتتــاح الواليــات املتحــدة " إن هــذه األزمــة تقــوم بنقــل الســلطة‬ ‫االقتصاديــة بســرعة كبيــرة مــن وجهــة نظــر التاريــخ مــن الغــرب إلــى الصــن"‪.‬‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬ ‫هــذا وقــد طــورت الصــن قدراتهــا العســكرية‪ ،‬بتحديــث قوتهــا‬ ‫النوويــة والقــوة البحريــة‪ ،‬كمــا عــززت عالقاتهــا العســكرية مــع ‪150‬‬ ‫دولــة وهنــاك ملحــق عســكري صينــي يف ‪ 112‬دولــة‪ ،‬ويوجــد فيهــا‬ ‫ملحــق عســكري لـــ ‪ 102‬دولــة‪ ،‬كمــا ترســل ســنو ًيا ‪ 170‬وفـدًا عســكر ًيا‬ ‫للخــارج‪ ،‬وتســتقبل ســنو ًيا حوالــي ‪ 200‬وفــد عســكري علــى مســتوى‬ ‫دول العالــم‪ .‬إن هــذا التطــور يف القــوة االقتصاديــة والعســكرية يجعلهــا‬ ‫تبحــث عــن تطويــر عالقاتهــا مــع الــدول األخــرى‪ ،‬وخاصــة الــدول ذات‬ ‫األهميــة االســتراتيجية ألمنهــا القومي‪ ،‬ومــع حاجتها للطاقة والتجارة‪،‬‬ ‫حتــى أصبــح الشــرق األوســط علــى قائمــة أولوياتهــا السياســية‪ ،‬ألنــه‬ ‫ألول مــرة يف تاريخهــا احلديــث‪ ،‬تفوقــت يف حجــم جتارتهــا مــع دول‬ ‫الشــرق األوســط علــى حجــم جتــارة الواليــات املتحــدة يف هــذه املنطقة‪،‬‬ ‫حيــث وصــل حجــم التجــارة الصينيــة مــع العالــم العربــي ‪ 171‬مليــار‬ ‫دوالر (‪2017‬م)‪ 101 ،‬مليــار دوالر صــادرات صينيــة و‪ 70‬مليــار دوالر‬ ‫واردات مــن الــدول العربيــة‪ ،‬متجــاوزة الواليــات املتحدة حيــث صادرات‬ ‫األخيــرة ‪ 60.4‬مليــار دوالر للــدول العربيــة‪ ،‬فالصــن األولــى عامل ًيــا يف‬ ‫التجــارة مــع اخلليــح واألولــى يف العالــم يف اســتيراد البتــرول اخلــام‬ ‫التــي تســتورد ‪ %18.6‬مــن اســتيراد العالــم‪.‬‬

‫الصين قنوات سياسية مع الدول اإلقليمية‬

‫حتــاول الصــن بنــاء عالقــات سياســية مــع كل الــدول اإلقليميــة‪،‬‬ ‫وتلعــب دورهــا بــذكاء‪ ،‬فرغــم تنافــس الــدول اإلقليميــة إال أن الصــن‬

‫حتــاول االســتفادة مــن اجلميــع وتلعــب أحيا ًنــا دور الوســيط‪ ،‬رغــم‬ ‫أن عالقاتهــا الدبلوماســية حديثــة مــع دول اخلليــج العربــي مقارنــة‬ ‫بــدول أخــرى مثــل مصــر وســوريا والعــراق‪ .‬أقامــت الكويــت عالقــات‬ ‫دبلوماســية عــام ‪1971‬م‪ ،‬وهــي أول دولــة يف املجلــس تقيــم عالقــات‬ ‫دبلوماســية مــع الصــن‪ ،‬وتبعتهــا ســلطنة عمــان ‪ 1978‬واإلمــارات‬ ‫عــام ‪ 1984‬م‪ ،‬وقطــر ‪ ،1988‬والبحريــن ‪ ،1989‬والســعودية ‪1990‬‬ ‫إثــر احتــال العــراق للكويــت‪ ،‬فكانــت أخــر دولــة تقيــم عالقــات‬ ‫دبلوماســية مــع الصــن‪ ،‬بينمــا كانــت إيــران أول دولــة تقيــم عالقــات‬ ‫دبلوماســية مــع الصــن يف عهــد الشــاه ‪1971‬م‪ .‬وحيــث أن هنــاك‬ ‫مصالــح اقتصاديــة واســتراتيجية مــع كل مــن إيــران والســعودية‪،‬‬ ‫فقــد حاولــت الصــن الوســاطة بينهمــا‪ ،‬لتحافــظ علــى عالقاتهــا‬ ‫مــع الطرفــن‪ ،‬فالســعودية الدولــة األولــى يف منطقــة اخلليــج التــي‬ ‫تــزود الصــن بالبتــرول‪ .‬وقــد زار الرئيــس الصينــي شــي جــن ينــغ‬ ‫يف ينايــر ‪2016‬م‪ ،‬كل مــن الســعودية ومصــر وإيــران علــى أمــل حــل‬ ‫اخلالفــات بينهمــا‪ ،‬واســتقبلت الصــن وزيــر اخلارجيــة الســوري‬ ‫وكذلــك املعارضــة الســورية‪ ،‬فهــي حتــاول أن تكــون عالقاتهــا متوازنــة‬ ‫مــع اجلميــع‪ ،‬فإيــران ذات أهميــة اقتصاديــة واســتراتيجية للصــن‬ ‫كمــا هــو حــال دول مجلــس التعــاون‪ ،‬علمــا بــأن جتــارة دول املجلــس‬ ‫مــع الصــن أربعــة أضعــاف جتــارة الصــن مــع إيــران‪ .‬وحتــاول الصــن‬ ‫يف عالقاتهــا االبتعــاد عــن اخلالفــات العرقيــة والدينيــة وتهتــم‬ ‫بالعالقــات االقتصاديــة واالســتراتيجية‪ ،‬وأنشــئت يف ‪ 25‬ديســمبر‬

‫الـزيانـي لـ "آراء حول الخليج"‪:‬‬ ‫قمة الريــاض مميزة ومجلس‬ ‫التعاون وجــد لـيبقى‬ ‫العــــــدد ‪133‬‬ ‫يــــــنــــايــــــر ‪2019‬‬

‫الهجمـــة الخارجيـــة عـــى الســـعودية‬ ‫مكشـــوفة وستفشـــل‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫الصين وطريق الحرير‪ :‬تعاون وتنمية ‪ ..‬أم استفراد بكين باقتصاد العالم‬ ‫▀ بكي ــن‪5 :‬أولوي ــات لطري ــق الحري ــر والس ــعودية واإلم ــارات ركيزت ــا الصي ــن يف المنطق ــة‬ ‫▀ ثالث ــة س ــيناريوهات تحك ــم مس ــتقبل العالق ــات الصيني ــة ـ اإليراني ــة ‪ ..‬واألرج ــح التراج ــع‬ ‫▀ الصيـــن تجنـــي ‪ 440‬مليـــار دوالر مـــن إفريقيـــا وتجارتهـــا ‪ 220‬مليـــا ًرا مـــع "الســـمراء"‬ ‫▀ الصي ــن تط ــرح "التنمي ــة" مقاب ــل مفه ــوم "الديمقراطي ــة" للغ ــرب ف ــي الش ــرق األوس ــط‬ ‫▀ أربع ــة عوام ــل تقي ــد العالق ــات العس ــكرية ‪ -‬الصيني ــة ‪ -‬وبكي ــن تعتب ــر طه ــران حليفته ــا‬ ‫▀ المب ــادرة الصيني ــة تس ــعى لتنوي ــع مص ــادر الطاق ــة والمم ــرات ع ــى حس ــاب دول الخلي ــج‬ ‫▀ إس ــرائيل وإي ــران وتركي ــا أكب ــر المس ــتفيدين وع ــدم اعت ــراض أمريك ــي عل ــى "الحري ــر"‬ ‫▀ الصي ــن تمتل ــك أدوات التف ــوق العس ــكري والرغب ــة يف التم ــدد وقاع ــدة جيبوت ــي البداي ــة‬ ‫▀ الصي ــن تس ــير عل ــى خط ــى بريطاني ــا ف ــي الق ــرن التاس ــع عش ــر بالس ــيطرة عل ــى الموان ــئ‬

‫‪40‬‬

‫العــدد ‪132‬‬ ‫يــونـــيـــو ‪2018‬‬

‫مقال‬

‫موسي ‪1952‬م‪ ،‬وسمير جنيب ‪1967‬م ‪ ،‬ويحي املشد ‪1980‬م‪ ،‬وهم‬ ‫من خيرة علماء مصر ‪ ،‬واغتالت مؤخ ًرا عالم الطاقة الفلسطيني‬ ‫فادي البطش مباليزيا واملهندس التونسي محمد الزواري‪ .‬أما‬ ‫بالنسبة إليران فركزت على إغتيال العلماء يف املجاالت النووية أو‬ ‫جتنيد بعضهم للتجسس‪ ،‬وهي استراتيجية خطيرة وضررها بعيد‬ ‫املدى ألن إعداد العلماء يستغرق سنوات طويلة‪ ،‬فقد اغتاالت العالم‬ ‫اردشير حسن بوري ‪ 2007‬م‪ ،‬واغتالت أربعة علماء إيرانيني خالل‬ ‫‪2012-2010‬م‪ ،‬أمجد شهرياري مؤسس اجلمعية النووية اإليرانية‬ ‫يف ‪ 29‬نوفمبر ‪2010‬م‪ ،‬وعالم الفيزياء النووي فريدون عباسي دواني‬ ‫‪ ،‬واُغتيل العالم النووي مسعود علي محمدي أستاذ الفيزياء يف‬ ‫جامعة طهران وداريوش رضائي يف يوليو ‪2011‬م‪ ،‬ومصطفى روشن‬ ‫يناير ‪2012‬م‪،‬أما بشأن التجسس فقد أعدمت احلكومة اإليرانية‬ ‫ديسمبر ‪2017‬م‪ ،‬الباحث أحمد رضا جاللي لتقدميه معلومات عن‬ ‫العلماء اإليرانيني للموساد اإلسرائيلي كما ُحكم باإلعدام على ماجد‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫فاشي للتجسس لصالح املوساد ‪ ،‬وهناك حرب استخبارات شديدة‬ ‫بني إيران وإسرائيل‪ ،‬وتسعى إسرائيل اختراق إيران وخاصة يف‬ ‫مجال األبحاث النووية وتدميرها من الداخل‪ .‬كما أن إيران حتاول‬ ‫اختراق إسرائيل حيث أُعلن مؤخ ًرا يف إسرائيل اعتقال وزير الطاقة‬ ‫السابق جونني سيغيف باتهامه بأن املخابرات اإليرانية جندته للعمل‬ ‫لصاحلها عندما كان يعمل يف إفريقيا‪.‬‬

‫الحرب االلكترونية‬

‫يعرف خبير أمن املعلومات ريتشارد كالرك احلرب االلكترونية‬ ‫بأنها " النشاطات التي تقوم الدول بها ضد أنظمة العدو وتعطيلها‬ ‫أو التجسس عليها‪ .‬وقد أسست إسرائيل عام ‪2009‬م‪ ،‬مركز‬ ‫للمخابرات املعلوماتية وتشفير املعرفة ‪ ،MATZOV‬وقد اعمتدت‬ ‫إسرائيل احلرب االلكترونية ملواجهة التهديد النووي اإليراني‪ ،‬وقام‬ ‫اجليش اإلسرائيلي منذ يناير ‪2012‬م‪ ،‬بتجميع فرق النخبة من‬ ‫قراصنة الكمبيوتر وعمليات الهاكرز‪ ،‬وتعرضت إيران لعدة هجمات‬

‫الحملة اإلع�لام��ي��ة اإلسرائيلية ع�لى المفاعل ال��ن��ووي اإلي��ران��ي‬ ‫لها أهدافها السياسية لتدفع القادة يف كل مكان لدعمها بالمساعدات‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪132‬‬ ‫يــونـــيـــو ‪2018‬‬

‫‪39‬‬

‫روسيا ال مصلحة لها يف هيمنة إي��ران عىل الشرق األوس��ط وموسكو‬ ‫بحاجة إىل ت��وازن قوى يف المنطقة وأمريكا أيضًا حتى لو بدا األمر غري ًبا‬ ‫أمام الصواريخ البالستية‪ ،‬وإسرائيل قوة إقلميية‪ ،‬ولكن قوتها تأتي‬ ‫من اخلالفات التي بني الدول العربية‪ ،‬وكما يعبر مدير املوساد‬ ‫السابق شافيت " إننا نحب عندما ننظر للمرآة أن نرى أننا قوة‬ ‫عظمى‪ ،‬لكن إسرائيل ليست قوى عظمى " ‪ ،‬ولذلك يعارض القيام‬ ‫فكرة القيام بضربة وقائية على املنشآت اإليراني‪ ،‬بل يستحيل ذلك‬ ‫رغم التطبيل اإلعالمي اإلسرائيلي‪ .‬ويؤكد ذلك ً‬ ‫أيضا اللواء احتياط‬ ‫عموس يادلني رئيس االستخبارات العسكرية السابق بقوله" عندما‬ ‫يتحدث رؤساء الدولة عن إسرائيل كقوة عظمى‪ ،‬فإن هذا يذكرني‬ ‫ً‬ ‫أيضا مبا يقال سنة ‪ "1973‬عندما هزمت يف حرب أكتوبر ‪1973‬م‪،‬‬ ‫أمام عبور القوات املصرية خط بارليف إلى سيناء‪.‬‬

‫انتشار المنشآت النووية اإليرانية‬

‫يقول اخلبير االستراتيجي واألكادميي اإلسرائيلي أفرام كام " إن‬ ‫املنشآت النووية اإليرانية هي أبعد عن إسرائيل من املفاعل النووي‬ ‫العراقي‪ ،‬إلى جانب كون هذه املنشآت محصنة جيدًا والبعض منها‬ ‫موجود يف باطن األرض من املستحيل تدمير القدرات النووية‬ ‫بالكامل من خالل مهاجمة منشأة واحدة كما هو يف احلالة العراقية‬ ‫"‪ .‬إضافة إلى التوزيع اجلغرايف للمنشآت النووية اإليرانية وصعوبة‬ ‫احلصول على معلومات استخبارية دقيقة ووجود اخلبراء الروس‬ ‫فيها‪ ،‬الذي يشكل ً‬ ‫أيضا قل ًقا لروسيا ووجود القوات األمريكية يف‬ ‫العراق مما يصعب املهمة اإلسرائيلية يف ضربة استباقية ومفاجأة‪.‬‬ ‫كما أن الرد اإليراني يصعب تصوره مع وجود تنظميات قريبة من‬ ‫إسرائيل تستعملها إيران يف حلظة معينة ضد إسرائيل مثل حزب‬ ‫اهلل يف اجلنوب اللبناني‪.‬‬ ‫ولذلك جند أن نتنياهو يحرض الواليات املتحدة ويستغل عدم‬ ‫خبرة ترامب السياسية واالستراتيجية ملواجهة إيران وشجعها على‬ ‫االنسحاب من اتفاقية ‪ 1+5‬حول امللف النووي اإليراني ‪.‬‬ ‫ويذكر ناحوم برنياع بحروب إسرائيل الفاشلة‪ ،‬كما ورد يف يديعوت‬ ‫أحرونوت ‪ 11‬مايو ‪2018‬م‪ ،‬بتحذيره لقادة إسرائيل من تكرار‬ ‫محاوالت تنصيب حكام دول أخرى وكتب أن " إنهيار االحتاد‬ ‫السوفييتي ليس المنوذج التاريخي الوحيد‪ .‬لقد ُهزمت مصر يف‬ ‫حرب األيام الستة (حزيران‪/‬يونيو ‪ ،)1967‬وإسرائيل ضربتها بشدة‬ ‫يف حرب االستنزاف‪ .‬وجاء الرد يف حرب يوم الغفران (تشرين‬ ‫أول‪/‬أكتوبر ‪ ،)1973‬وقد كان قاس ًيا ومؤملًا‪ .‬ويف بداية الثمانينيات‬ ‫رئيسا (بشير‬ ‫سيطرت إسرائيل على السياسة اللبنانية‪ ،‬واختارت‬ ‫ً‬

‫جميل) وأملت اتفاق سالم‪ .‬وكانت النتيجة تورط (إسرائيل) لسنوات‬ ‫ً‬ ‫باهظا جراء طموح مبالغ‬ ‫طويلة‪ .‬ويف الشرق األوسط يدفعون ثمنًا‬ ‫فيه"‪.‬‬ ‫ويدفع نتنياهو إدارة ترامب ملواجهة إيران وإثارة الرأي العام‬ ‫األوروبي‪ ،‬عندما أعلن يف ‪ 30‬أبريل ‪2018‬م‪ ،‬أنه ميلك وثائق سرية‬ ‫للبرنامج النووي اإليراني‪ ،‬مما دفع الوكالة الدولية للطاقة الذرية‬ ‫للتصريح بأنه ال جديد يف هذه الوثائق السرية عما تعرفه الوكالة‪.‬‬ ‫كما أن جيفري لويس الذي يعمل يف مركز جميس مارتن لدراسات‬ ‫عدم االنتشار النووي بأنه ال جديد يف وثائق نتنياهو وأنها منشورة‬ ‫يف الوثيقة التي حتمل رقم ‪ ،68/2015/GOV‬وإعالن نتنياهو جاء‬ ‫قبل إعالن ترامب االنسحاب من اتفاقية املفاعل النووي اإليراني يف‬ ‫مايو ‪2018‬م‪.‬‬ ‫ً‬ ‫محبطا إلسرائيل وحتى انسحاب إدارة‬ ‫وجاء املوقف األوروبي‬ ‫ترامب من االتفاقية ال يعني مواجهة عسكرية مع إيران‪ ،‬فترامب‬ ‫رجل صفقات جتارية‪ ،‬وهدد كوريا الشمالية ولكنه جلس مع الرئيس‬ ‫الكوري الشمالي كمي أون يف يونيو املاضي على مائدة مفاوضات يف‬ ‫سنغافورة‪ ،‬ولكن إسرائيل عبر تاريخها منذ إنشائها تعمتد على دولة‬ ‫كبرى يف وجودها من بريطانيا انتقلت إلى الواليات املتحدة وتعرف‬ ‫أن الوضع الدولي معقد وال تستطيع إال إثارة الرأي العام الدولي‬ ‫والدول الكبرى‪ ،‬ولكن سياستها مكشوفة ورفضت أوروبا اخلروج من‬ ‫االتفاقية واختلفت مع إدارة ترامب حول إيران يف قضايا التجارة‬ ‫اخلارجية واملفاعل النووي ألن الشركات األوروبية مستفيدة من‬ ‫استثماراتها يف إيران ؟‬

‫خيارات إسرائيل‪ :‬االغتياالت والحرب االلكترونية‬

‫إثر صعوبة احلل العسكري لتدمير املفاعل النووي اإليراني‪ ،‬فقد‬ ‫جلأت إسرائيل لعدة وسائل منها التشجيع على العقوبات االقتصادية‬ ‫وشن احلمالت الدبلوماسية على مستوى الدول الكبرى‪ ،‬وخاصة‬ ‫تسخير اللوبي الصهيوني يف الواليات املتحدة واالحتاد األوروبي‪،‬‬ ‫ولكن األسلوب األخطر هو محاربة إيران وحتى الدول العربية‬ ‫بإغتيال العلماء ‪ :‬مثل علماء الذرة واملتخصصني يف مجال الفضاء‬ ‫والفيزياء واألبحاث النووية‪ ،‬كما فعل املوساد يف إغتيال عشرات من‬ ‫العلماء العراقيني بعد االحتالل األمريكي ‪2003‬م‪ ،‬وتعمتد إسرائيل‬ ‫سياسة االغتيال للعقول العلمية‪ :‬علي مشرفة ‪1950‬م‪ ،‬وسميرة‬

‫‪38‬‬

‫العــدد ‪132‬‬ ‫يــونـــيـــو ‪2018‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫الصهيوني يف الواليات املتحدة وبعض‬ ‫اجلمهوريني‪ ،‬وذهب نتنياهو إلى الواليات‬ ‫املتحدة وألقى خطا ًبا يف الكونغرس مارس‬ ‫‪2015‬م‪ ،‬مهاج ًما االتفاق والرئيس أوباما‬ ‫ولكن كانت النتيجة عكسية كما قالت عضو‬ ‫الكونغرس من احلزب الدميقراطي جني‬ ‫شكوبسكي " إن خطاب نتنياهو واخلالفات‬ ‫التي تسبب بها وحدت الدميقرطيني يف‬ ‫مجلس الشيوخ ومجلس النواب حول الرئيس‬ ‫أوباما واالتفاق النووي" ‪.‬‬

‫إدارة أوباما ‪ :‬نتنياهو دجاجة جبان‬

‫شنت إسرائيل حملة قوية ضد إيران منذ‬ ‫انكشاف املفاعل النووي اإليراني‪ ،‬وكانت‬ ‫حمالتها السابقة أن إيران تدعم اإلرهاب‬ ‫وحزب اهلل وتهدد إسرائيل ‪ ،‬وكانت احلمالت‬ ‫اإلعالمية ونشاط اللوبي الصهيوني ضد‬ ‫إيران والتهديد بأن إسرائيل ستشن غارات‬ ‫جوية على املنشآت النووية اإليرانية على‬ ‫غرار ما فعلت يف الغراق ‪1981‬م‪ ،‬وسوريا‬ ‫‪2007‬م‪ ،‬وتضغط على اإلدارة األمريكية بعمل‬ ‫عسكري ضد إيران‪ ،‬مما دفع أحد مسئولي‬ ‫البيت األبيض يف أكتوبر ‪2014‬م‪ ،‬بوصف‬ ‫نتنياهو بأنه جبان وسخ دجاحة‪Chicken‬‬ ‫‪ ، shit‬واستعمل هذا التعبير عام ‪1929‬م‪ ،‬للتعبير على اجلنب والذم‪،‬‬ ‫مما دفع وزير اخلارجية األمريكي جون كيري لالعتذار لنتنياهو عن‬ ‫هذا الوصف‪ ،‬وقد أصبحت إدارة أوباما مقتنعة على أن نتنياهو رغم‬ ‫تهديده إليران باستعمال القوة العسكرية فإنه كذاب ومخادع وأنه‬ ‫يريد أن يجر الواليات املتحدة‪ ،‬ألن تتخذ موق ًفا صل ًبا‪ ،‬وأن تشن‬ ‫غارات عسكرية على إيران وهو ما ال تريده إدارة أوباما‪ .‬ويقول‬ ‫جاري سيك مسؤول مكتب إيران يف مجلس األمن القومي األمريكي‬ ‫يف عهد الرئيس كارتر‪ ،‬إن أي عمل عسكري إسرائيلي ضد إيران‬ ‫سيكون ماسأة وغير مفيد‪ ،‬وأن احلملة اإلعالمية اإلسرائيلية على‬ ‫املفاعل النووي اإليراني له أهدافه السياسية‪ ،‬بأن إسرائيل من‬ ‫خالل التهديد بعمل عسكري‪ ،‬جتعل قضية املفاعل النووي اإليراني‬

‫يف مقدمة وسائل اإلعالم العاملي وتدفع القادة السياسيون يف كل‬ ‫مكان تقدمي مساعدات إلسرائيل وعالقات سلبية مع إيران ‪.‬‬ ‫إن إسرائيل ال تستطيع أن تقوم بعمل عسكري وكما يعبر عن ذلك‬ ‫شبتاي شافيت مدير املوساد اإلسرائيلي ‪1996-1989‬م ‪ ،‬إن إيران‬ ‫ليست العراق أو سوريا‪ ،‬وإن سياسة إسرائيل الردع " ونحن نعيش‬ ‫يف منطقة خطرة يف وضع دمار‪ ،‬سيكون متبادل محقق"؟ وإن معظم‬ ‫األجزاء من البرنامج النووي اإليراني عميقة حتت األرض‪ ،‬وال ميكن‬ ‫الوصول إليها بواسطة األسلحة املتاحة لدى إسرائيل ‪.‬‬

‫إسرائيل ليست دولة عظمى‬

‫إن أسطورة اجليش الذي ال يقهر أصبحت من املاضي ونقل املعركة‬ ‫إلى أرض العدو لم تعد مجدية وأصبح العمق االستراتيجي مكشو ًفا‬

‫إدارة أوب��ام��ا اقتنعت أن نتنياهو رغ��م تهديده إلي��ران باستعمال‬ ‫القوة العسكرية أنه ك��ذاب ومخادع وأن��ه يريد أن يجر الواليات المتحدة‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫على منع الدول املواجهة من احلصول على أسلحة نووية بالنسبة لنا‬ ‫ليست مسألة توازن الرعب ولكن مسألة بقاء"‪.‬‬ ‫وقامت إسرائيل يف يونيو ‪1981‬م‪ ،‬بغارة عسكرية على املفاعل النووي‬ ‫العراقي ‪ OSIRAK‬ودمرته يف عهد رئيس الوزراء مناحم بيغن‪،‬‬ ‫كما أغارت إسرائيل على منشآت ملفاعل نووي سوري يف محافظة‬ ‫دير الزور ادعت أنها النتاج السالح النووي ‪ ،‬وتستغل إسرائيل كل‬ ‫محاولة عربية لتطوير األسلحة أو شرائها حلماية أمنها بشن حملة‬ ‫إعالمية بأنها مهددة ‪.‬‬ ‫وعندما أظهرت التقارير اإلعالمية واالستخبارات األمريكية ‪2003‬م‪،‬‬ ‫بأن إيران قد أدخلت مواد نووية إلى منشآتها للتخصيب‪ ،‬انضمت‬ ‫الواليات املتحدة يف يونيو ‪2006‬م‪،‬إلى روسيا والصني وبريطانيا‬ ‫وفرنسا فميا عرف ب‪ ،1+5‬أي أملانيا مع الدول اخلمس يف محاولة‬ ‫إلى اقناع إيران باحلد من برنامجها النووي‪ .‬وقد أقر مجلس األمن‬ ‫الدولي يف ديسمبر ‪2006‬م‪ ،‬اجلولة األولى من العقوبات ضد إيران‪،‬‬ ‫ومت متديد العقوبات ضد إيران مع فرض حظر شامل على األسلحة‬ ‫يف يونيو ‪2010‬م‪ ،‬ثم دخلت إدارة أوباما يف مفاوضات سرية مع إيران‬ ‫بوساطة عمانية‪ ،‬حتى مت توقيع على اتفاق بني الدول اخلمسة الدائمة‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪132‬‬ ‫يــونـــيـــو ‪2018‬‬

‫‪37‬‬

‫و أملانيا مع إيران يف يوليو ‪2015‬م‪ ،‬للحد من برنامجها النووي مقابل‬ ‫رفع بعض العقوبات االقتصادية عنها‪ .‬كانت الدول اخلمس وأملانيا‬ ‫لها حساباتها االقتصادية واالستراتيجية والسياسية من االتفاق‪ ،‬على‬ ‫مطروحا خلطورته ملنطقة حيوية‬ ‫اعتبار أن اخليار العسكري ليس‬ ‫ً‬ ‫لألمن الدولي‪ ،‬ملا متلكه من مصادر الطاقة وخطوط املالحة التي تهدد‬ ‫االقتصاد العاملي واألمن الدولي واإلقلميي يف حالة أي عمل عسكري‪.‬‬ ‫وقد بني أوباما يف خطابه املتلفز يف ‪ 14‬يوليو ‪2015‬م‪ ،‬مبررات االتفاق‬ ‫بقوله " إن االتفاق يقطع أي طريق أمام إيران للحصول على أسلحة‬ ‫نووية ‪...‬إن االتفاق ينص على رفع ثلثي أجهزة الطرد املركزي التي‬ ‫نصبت يف إيران وخزنها حتت إشراف دولي‪ ،‬والتخلص من ‪ %98‬من‬ ‫اليورانيوم املخصب لديها‪ ،‬وقبول عودة العقوبات سري ًعا إذا حدث أي‬ ‫خرق لالتفاق‪ ،‬وإعطاء وكالة الطاقة الذرية الدولية مدخال بشكل دائم‬ ‫لتفتيش املواقع أيمنا وحيثما كان ذلك ضرور ًيا"؟‬ ‫كانت إدارة أوباما تتجه ألسيا واحمليط الهندي وال تريد التورط‬ ‫العسكري يف الشرق األوسط‪ ،‬بعد تورط إدارة بوش االبن يف كل‬ ‫من أفغانستان والعراق وكانت حملة أوباما االنتخابية على عودة‬ ‫اجلنود األمريكيني للبالد‪ ،‬ولكن االتفاق أثار غضب إسرائيل واللوبي‬

‫‪36‬‬

‫العــدد ‪132‬‬ ‫يــونـــيـــو ‪2018‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫الدولة العبرية ليست قوى عظمى وسالحها االغتياالت والتجسس‬

‫إس��رائ��ي��ل وال��م��ل��ف ال��ن��ووي اإلي��ران��ي‪:‬‬ ‫ت��ه��دي��د إع�ل�ام���ي ب�����دون م��ص��داق��ي��ة‬ ‫قال ثوماس جراهام األستاذ بجامعة ييل األمريكية ومدير مجموعة كيسنجر االستشارية واملساعد اخلاص للرئيس‬ ‫األمريكي السابق جورج بوش االبن ورئيس مكتب روسيا يف مجلس األمن القومي األمريكي ‪ 2007-2004‬م‪ ،‬يف مقابلة له مع‬ ‫صحيفة " أزفستيا الروسية" حول احمتال احلرب بني إسرائيل وإيران بعد خروج ترامب من الصفقة التي متت حول املفاعل‬ ‫النووي اإليراني " كل شيء ممكن‪ ،‬ولكنني ال أراها محمتلة اآلن‪ ،‬روسيا تلعب دو ًرا فائق األهمية‪ ،‬انطلق من أن روسيا ضد‬ ‫اندالع حرب يف الشرق األوسط‪ ،‬مؤشر كبير أن نتنياهو كان يف موسكو يف التاسع من مايو املاضي‪ ،‬فقد تواصل عن قرب‬ ‫مع فالدميير بوتني‪ ،‬روسيا نفسها ال مصلحة لها يف همينة إيران على الشرق األوسط‪ ،‬موسكو بحاجة إلى توازن قوى يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬والواليات املتحدة ً‬ ‫أيضا بحاجة إلى ذلك‪ ،‬حتى لو بدا األمر غريبا"؟‬

‫د‪ .‬أحمد سلمي البرصان‬

‫مبدأ بيغن واحتكار إسرائيل القوة النووية‬

‫سعت إسرائيل منذ إنشائها للتفوق االستراتيجي على الدول العربية‬ ‫بامتالك السالح االستراتيجي‪ ،‬وبدأت يف بناء املفاعل النووي منذ‬ ‫عقد اخلمسينيات من القرن املاضي وتعاونت مع فرنسا يف سبيل‬ ‫بناء املفاعل النووي اإلسرائيلي‪ ،‬وكان شمعون بيرس املشرف على‬ ‫مشروع املفاعل النووي ‪،‬مما أدى إلى امتالكها السالح النووي منذ‬ ‫ستينات القرن املاضي‪ ،‬وتبنت إسرائيل استراتيجية منع امتالك دول‬ ‫املنطقة السالح النووي‪ ،‬وأن تبقى الدولة النووية الوحيدة لتضمن‬ ‫التفوق االستراتيجي كقوة ردع واستعمالها يف حالة تهديدها‪ ،‬كما‬ ‫عملت يف حرب أكتوبر ‪ /‬رمضان ‪1973‬م‪ ،‬عندما ُهزمت ‪.‬‬ ‫وعملت إسرائيل على تفوقها حتى يف األسلحة التقليدية‪ ،‬فعندما‬ ‫استعانت مصر يف عهد الرئيس عبد الناصر بالعلماء األملان يف‬ ‫تطوير أسلحة الصواريخ‪ ،‬جندت إسرائيل كل أجهزتها االستخباراتية‬ ‫الحباط هذا املشروع‪ ،‬مبحاولة اغتيال العلماء األملان والتجسس‬

‫عليهم ودفعهم للهروب الجهاض تطوير الصواريخ املصرية‪ ،‬كما‬ ‫أنها جندت للوبي الصهيوني يف الواليات املتحدة لفرض حظر‬ ‫تصدير األسلحة املتطورة والطائرات للدول العربية‪ ،‬كما فعل‬ ‫اللوبي الصهيوني عندما اشترت اململكة العربية السعودية طائرات‬ ‫أواكس‪ ،‬كما أثارت إسرائيل ضجة إعالمية عندما اشترت السعودية‬ ‫الصواريخ البالستية املتوسطة ‪ ))IRBMs‬املدى من الصني الشعبية‬ ‫وأصدر االستاذ باجلامعة العبرية إسحق شيشور دراسة بعنوان‬ ‫‪ ، )1989(East Wind over Arabia‬وتبنت إسرائيل مبدأ بيغن‬ ‫‪ Begin Doctrine‬الذي يعني منع امتالك الدول العربية وحتى‬ ‫اإلسالمية القوة النووية‪ ،‬حتى أنها عرضت على الهند املشاركة‬ ‫يف ضربة عسكرية للمفاعل النووي الباكستاني‪ ،‬إلجهاض امتالك‬ ‫باكستان القنبلة النووية ولكن الهند رفضت العرض اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫وعبر رئيس الوزراء السابق أريل شارون عن استراتيجية إسرائيل‬ ‫يف خطاب له "إن العنصر الثالث يف سياستنا الدفاعية هو تصممينا‬

‫صفقة القرن ‪ ..‬سباق الدبلوماسية والحرب‪:‬‬ ‫‪ 9‬مرتك��زات خل��ف التس��وية األمريكية‬ ‫العــــــدد ‪132‬‬ ‫يـــونــــيـــــــو ‪2018‬‬

‫معوقاتاالقتصاداإليراني‪:‬البطالةوالتضخم‬ ‫ومحدوديةاالستثماراتواالعتمادعىلالنفط‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫االنسحاب األمريكي من االتفاق النووي اإليراني‪ :‬التداعيات والسيناريوهات‬

‫▀ الت��وازن العس��كري يف الخلي��ج ض��د إي��ران واس��تبعاد أي مغام��رة عس��كرية والمواجه��ة اقتصادية‬ ‫▀ أوروب��ا تصط��ف م��ع أمري��كا والح��رب العس��كرية مس��تبعدة والح��رب االقتصادي��ة معلن��ة‬ ‫▀ الس��عودية ق��ادرة ع�لى تعوي��ض اإلم��دادات ودوره��ا القي��ادي ركي��زة م��ع دول "أوب��ك" و خارجه��ا‬ ‫▀ تعقي��دات النظام االس��تراتيجي يف المنطقة تجع��ل النووي ليس عامل ردع بل الفش��ل أكثر احتما ًال‬ ‫▀ ق��وة أمري��كا يف إنج��اح أو إفش��ال أي اتف��اق بعي�� ًدا ع��ن إرادة أطراف��ه الحلف��اء أو الخص��وم‬ ‫▀ ال مصلح��ة لروس��يا يف هيمن��ة إي��ران ع�لى المنطق��ة وه��ي بحاجة إىل ت��وازن ق��وى يف المنطقة‬ ‫▀ التصعي��د األمريك��ي يتج��اوز االتف��اق الن��ووي و الصاروخ��ي و النف��وذ اإلقليمي إىل تغيي��ر النظام‬ ‫▀ س��يناريوهات عالق��ة قط��ر وإيران يف ظل أزم��ة "النووي" تطرح تس��اؤالت حول الش��كوك والنوايا‬ ‫▀ أمري��كا ورط��ت إي��ران يف س��وريا الس��تدراجها لح��رب اس��تنزاف ترهقه��ا وج��رت روس��يا للمس��تنقع‬

‫‪48‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪131‬‬ ‫مــــــايـــــو ‪2018‬‬

‫مقال‬

‫إلــى صــراع فلســطيني إســرائيلي‪ ،‬ووصلــت األمــور بعــد اتفاقيــة‬ ‫أوســلو ‪1993‬م‪ ،‬إلــى خالفــات فلســطينية والتنســيق األمنــي للســلطة‬ ‫الفلســطينية مــع قــوة االحتــال اإلســرائيلي‪.‬‬

‫ضرورة العودة للتضامن والعمل الجماعي العربي‬

‫إن النظــام العربــي احلالــي يف حالــة ال يحســد عليهــا‪ ،‬يف ظــل‬ ‫وج ــود ث ــاث ق ــوى إقليمي ــة اآلن‪ ،‬تركي ــا وإي ــران وإس ــرائيل إضاف ــة‬ ‫إلثيوبيـــا يف القـــرن اإلفريقـــي تهـــدد األمـــن املائـــي‪ ،‬ولذلـــك يبـــدأ‬ ‫التضام ــن الفع ــال م ــن البني ــة االقتصادي ــة لل ــدول العربي ــة تع ــاون‬ ‫وف ًقـــا للنظريـــة الوظيفيـــة يف العالقـــات الدوليـــة التـــي جنحـــت‬ ‫أوروبـــا بتطبيقهـــا حتـــى وصلـــت إلـــى االحتـــاد‬ ‫األوروبــي‪ ،‬إضافــة إلــى ذلــك حتتــاج الــدول العربيــة‬ ‫إل ــى تفعي ــل العالق ــات عل ــى مس ــتوى املؤسس ــات‬ ‫املتعـــددة مثـــل النقابـــات واملنظمـــات االجتماعيـــة‬ ‫ومنظمـــات املجتمـــع املدنـــي‪ ،‬تفعيـــل املنظمـــات‬ ‫االجتماعيـــة إلعـــادة اللحمـــة االجتماعيـــة التـــي‬ ‫تراجعـــت يف ظـــل القطريـــة‪.‬‬ ‫وحيـــث أن اإلعـــام يلعـــب دو ًرا مه ًمـــا يف‬ ‫ظ ــل العومل ــة ف ــا ب ــد م ــن ميث ــاق ش ــرف إعالم ــي‬ ‫لالبتعـــاد عـــن إثـــارة الطائفيـــة والعرقيـــة بـــن‬ ‫الشـــعوب العربيـــة‪ ،‬ولعـــل أخطرهـــا هـــو الغـــزو الفكـــري لبعـــض‬ ‫النخ ــب يف العال ــم العرب ــي والتس ــميم السياس ــي مبعن ــى نش ــر قي ــم‬ ‫وأف ــكار معين ــة يف مجتم ــع م ــا وتش ــكيك الف ــرد واملجتم ــع يف عدال ــة‬ ‫قضايـــاه بطريقـــة تدريجيـــة مـــن أجـــل خلخلـــة البنيـــة العقديـــة‬ ‫والتماس ــك النفس ــي للمجتم ــع‪ ،‬وه ــذا م ــا ترك ــز علي ــه إس ــرائيل‪،‬‬ ‫فالغ ــزو الثق ــايف م ــن أخط ــر م ــا يه ــدد متاس ــك الش ــعوب العربي ــة‪.‬‬ ‫ويأتــي التســميم السياســي مــن خــال انتشــار مراكــز األبحــاث‬ ‫الغربيـــة املرتبطـــة باألجهـــزة األمنيـــة الغربيـــة حتـــت مســـميات‬ ‫متع ــددة الخت ــراق املجتمع ــات العربي ــة والنخ ــب السياس ــية‪ ،‬مث ــل‬ ‫مؤسس ــة ران ــد األمريكي ــة ومعه ــد بروكنج ــز األمريك ــي ومؤسس ــة‬ ‫كارنيجـــي األمريكيـــة ومركزهـــا يف الشـــرق األوســـط‪ ،‬بيـــروت‬ ‫ومعهـــد املشـــروع األمريكـــي وغيرهـــا‪.‬‬ ‫إن النظـــام العربـــي بحاجـــة الســـتراتيجية تتبناهـــا اجلامعـــة‬ ‫العربي ــة والتأكي ــد عل ــى الدبلوماس ــة الش ــعبية م ــن أج ــل التواص ــل‬ ‫ب ــن الش ــعوب العربي ــة وه ــي م ــع األس ــف مهمل ــة م ــن احلكوم ــات‬ ‫العربيــة علمــا أن الــدول الكبــرى مهتمــة بهــا كقــوة ناعمــة الختــراق‬ ‫املجتمع ــات األخ ــرى‪ .‬وانتش ــار املجال ــس الثقافي ــة لكثي ــر م ــن ال ــدول‬ ‫األجنبي ــة‪ ،‬ونحت ــاج إل ــى مؤسس ــات ثقافي ــة تنش ــر الثقاف ــة العربي ــة‬ ‫واإلس ــامية لتق ــف يف وج ــه الغ ــزو الفك ــري ال ــذي يس ــعى لتفكي ــك‬ ‫املجتمع ــات العربي ــة وتش ــجيع النع ــرات العرقي ــة والطائفي ــة‪.‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫واألخطـــر الـــذي يهـــدد التماســـك انتشـــار اللغـــات األجنبيـــة‬ ‫يف كثيـــر مـــن املجتمعـــات العربيـــة علـــى حســـاب اللغـــة العربيـــة‬ ‫األم املوحـــدة لألمـــة‪ ،‬وجنـــد التشـــجيع املشـــبوه علـــى احلديـــث‬ ‫باللهجـــات العاميـــة يف املؤسســـات التربويـــة مـــن أجـــل تعميـــق‬ ‫القطريــة‪ ،‬بــل تفتيــت البنيــة الثقافيــة داخــل املجتمعــات يف داخــل‬ ‫الدولـــة الواحـــدة‪ ،‬مثـــل تشـــجيع الكرديـــة يف العـــراق وســـوريا‬ ‫واألمازيغيـــة يف بلـــدان املغـــرب العربـــي بدعـــم مـــن دول غربيـــة‬ ‫مثـــل فرنســـا ودعـــم اللهجـــة األمازيغيـــة‪ .‬واللغـــة هـــي الوعـــاء‬ ‫الثق ــايف إل ــى األم ــة وبحاج ــة إل ــى إع ــادة االهتم ــام باملؤسس ــات‬ ‫الثقافيــة العربيــة وتبــادل البعثــات الدراســية بــن الــدول العربيــة‪،‬‬ ‫فروع ــا جلامع ــات أجنبي ــة‪ ،‬فلم ــاذا‬ ‫وكم ــا أن هن ــاك‬ ‫ً‬ ‫ال تكـــون فـــروع جلامعـــات عربيـــة عريقـــة يف دول‬ ‫عربي ــة أخ ــرى‪.‬‬ ‫ويجــب تعزيــز العالقــات التجاريــة بــن الــدول‬ ‫العربيـــة واالســـتثمارات‪ ،‬فالعالقـــات االقتصاديـــة‬ ‫عامـــل مهـــم لربـــط الشـــعوب مـــع بعضهـــا‪،‬‬ ‫فاالعتم ــاد املتب ــادل ب ــن ال ــدول األوروبي ــة أو بينه ــا‬ ‫والوالي ــات والياب ــان أدى لعالق ــات سياس ــية جي ــدة‪،‬‬ ‫ووج ــود تع ــاون اقتص ــادي ب ــن ال ــدول العربي ــة م ــع‬ ‫اجلوانـــب األخـــرى الثقافيـــة واألمنيـــة وغيرهـــا‬ ‫تع ــزز م ــن التع ــاون ب ــن األنظم ــة العربي ــة‪.‬‬ ‫إن اخلالفـــات السياســـية بـــن الـــدول تختفـــي ولكـــن‬ ‫اخلطـــورة أن تتحـــول إلـــى خالفـــات تؤثـــر علـــى النســـيج‬ ‫االجتماعــي للشــعوب العربيــة‪ ،‬ولذلــك فــا بــد مــن اســتراتيجية‬ ‫تع ــزز العالق ــات ب ــن الش ــعوب ألنه ــا ه ــي صم ــام األم ــان إلع ــادة‬ ‫الش ــعور القوم ــي والرابط ــة اإلس ــامية ب ــن الش ــعوب العربي ــة‬ ‫الت ــي بدوره ــا ميك ــن أن تؤث ــر عل ــى سياس ــات ال ــدول ودفعه ــا‬ ‫للتع ــاون فيم ــا بينه ــا‪ ،‬خاص ــة أن النظ ــام العرب ــي مي ــر اآلن يف‬ ‫مرحل ــة حرج ــة أدت إل ــى اخت ــراق الق ــوى اإلقليمي ــة والكب ــرى‪،‬‬ ‫رغ ــم م ــا يتوف ــر لدي ــه م ــن مص ــادر الق ــوة‪ ،‬عل ًم ــا بأن ــه ال ميك ــن‬ ‫ل ــدول عربي ــة منف ــردة أن حتق ــق مصاحله ــا الوطني ــة بعي ــدة ع ــن‬ ‫ال ــدول العربي ــة األخ ــرى‪ ،‬فاملصي ــر العرب ــي متراب ــط‪ ،‬ويحت ــاج‬ ‫الس ــتراتيجية ش ــاملة حتق ــق األم ــن واالس ــتقرار وتعي ــد للنظ ــام‬ ‫العرب ــي دوره اإلقليم ــي والعامل ــي إذا توف ــرت اإلرادة السياس ــية‬ ‫للقيـــادات السياســـية العربيـــة‪.‬‬

‫ال يمكن لدول عربية‬ ‫منفـــردة أن تحقـــق‬ ‫مصالحها الوطنية بعيدة‬ ‫عن الدول العربية األخرى‬ ‫فالمصير العربي مترابط‬

‫* أســـتاذ العلـــوم السياســـية يف جامعتـــي الحســـن بـــن طـــال وامللـــك‬ ‫عبدالعزيـــز ســـابقًا‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪131‬‬ ‫مــــــايـــــو ‪2018‬‬

‫‪47‬‬

‫ملف العدد‬

‫النظـــام العربـــي يمـــر اآلن بمرحلـــة حرجـــة رغـــم مـــا يتوفـــر لديـــه‬ ‫مـــن مصـــادر قـــوة أدت إىل اختـــراق القـــوى اإلقليميـــة والكبـــرى‬ ‫(‪1979-1974‬م) علـــى أن إســـرائيل تفضـــل التفـــاوض مـــع الـــدول‬ ‫العربي ــة منف ــردة لتحص ــل عل ــى تن ــازالت منه ــا ألن ال ــدول العربي ــة‬ ‫يف حال ــة وف ــد مش ــترك يصع ــب احلص ــول عل ــى تن ــازالت منه ــم‪،‬‬ ‫ثـــم أنـــه مـــن خـــال املفاوضـــات الثنائيـــة تثيـــر النزاعـــات وعـــدم‬ ‫الثق ــة ب ــن ال ــدول العربي ــة‪ .‬إن إس ــرائيل ال متل ــك مقوم ــات الق ــوة‬ ‫ال بشـــر ًيا وال اقتصاديـــا وليـــس لهـــا عم ًقـــا اســـتراتيج ًيا‪ ،‬ولذلـــك‬ ‫اس ــتراتيجيتها تق ــوم عل ــى االعتم ــاد عل ــى دول عظم ــى كم ــا تفع ــل‬ ‫مـــع الواليـــات املتحـــدة وإثـــارة اخلالفـــات الداخليـــة بـــن الـــدول‬ ‫ً‬ ‫وأيضـــا مـــع اجلـــوار اجلغـــرايف التـــي‬ ‫العربيـــة والنزاعـــات بينهـــا‬ ‫تطل ــق عليه ــا اس ــتراتيجية األط ــراف‪ ،‬فق ــوة إس ــرائيل نابع ــة م ــن‬ ‫اخلالفـــات العربيـــة ودعـــم الواليـــات املتحـــدة‪.‬‬

‫وكان ــت اس ــتراتيجية مناح ــم بيغ ــن يف الدخ ــول يف مفاوض ــات‬ ‫كام ــب ديفي ــد ‪1978‬م‪ ،‬ه ــي إخ ــراج مص ــر م ــن املعادل ــة العس ــكرية‬ ‫يف الصـــراع العربـــي ‪ -‬اإلســـرائيلي ألنهـــا أكبـــر قـــوة عســـكرية‬ ‫عربي ــة وأكثره ــا س ــكا ًنا‪ ،‬فتقييده ــا مبعاه ــدة يجع ــل إس ــرائيل ال‬ ‫تخش ــى م ــن ت ــوازن الق ــوة العس ــكرية خاص ــة أنه ــا خاض ــت أربع ــة‬ ‫حـــروب مـــع مصـــر‪ ،‬وبعـــد كامـــب ديفيـــد شـــنت إســـرائيل حـــرب‬ ‫لبنـــان ‪1982‬م‪ ،‬إلخـــراج منظمـــة التحريـــر وحروبهـــا املتتاليـــة يف‬ ‫لبن ــان واحل ــرب عل ــى غ ــزة‪.‬‬ ‫لقــد اســتطاع وزيــر خارجيــة الواليــات املتحــدة هنــري كيســنجر‬ ‫يف عهــد الرئيســن نيكســون وفــورد يف نقــل القضيــة الفلســطينية مــن‬ ‫صــراع عربــي ‪ -‬إســرائيلي إلــى صــراع عربــي ‪ -‬عربــي ثــم حتويلهــا‬

‫‪46‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪131‬‬ ‫مــــــايـــــو ‪2018‬‬

‫مقال‬

‫وأثنـــاء حـــرب رمضـــان ‪/‬أكتوبـــر ‪1973‬م‪ ،‬واالنتصـــار الـــذي‬ ‫حقـــق العبـــور لقنـــاة الســـويس وخـــط بارليـــف‪ ،‬اســـتعمل امللـــك‬ ‫فيصــل رحمــه اهلل ملــك اململكــة العربيــة الســعودية ســاح البتــرول‬ ‫ضـــد الـــدول املؤيـــدة إلســـرائيل‪ ،‬وكانـــت قمـــة التضامـــن العربـــي‬ ‫اإلس ــامي‪ ،‬قب ــل ذل ــك ع ــام ‪1969‬م‪ ،‬إث ــر حري ــق املس ــجد األقص ــى‬ ‫اســـتطاعت الـــدول العربيـــة يف حشـــد الطاقـــات اإلســـامية‬ ‫بعالقـــات امللـــك فيصـــل بالـــدول اإلســـامية‪ ،‬وعالقـــات الرئيـــس‬ ‫عبـــد الناصـــر اإلقليميـــة والدوليـــة وكانـــت قمـــة الربـــاط التـــي‬ ‫أسس ــت ملنظم ــة التع ــاون اإلس ــامي‪ ،‬ف ــكان التع ــاون ب ــن ال ــدول‬ ‫العربي ــة آن ــذاك كاف ـ ً‬ ‫ـا حلش ــد ال ــدول اإلفريقي ــة واآلس ــيوية لدع ــم‬ ‫القضايــا العربيــة‪ ،‬فقــد قطعــت بعــض الــدول اإلفريقيــة التــي لهــا‬ ‫عالقـــات مـــع إســـرائيل عالقاتهـــا الدبلوماســـية‪.‬‬ ‫إن اخلالفــات السياســية خــال العقــود املاضيــة كان يتــم‬ ‫جتاوزهــا لتحقيــق األمــن القومــي العربــي قبــل أن ينهــار النظــام‬ ‫اإلقليمــي العربــي يف الســنوات األخيــرة‪.‬‬ ‫أم ــا التح ــدي اآلخ ــر فه ــو حت ــدي تصدي ــر الث ــورة اإليراني ــة‬ ‫‪1979‬م‪ ،‬واحلـــرب العراقيـــة اإليرانيـــة ‪1988-1980‬م‪ ،‬وهـــو‬ ‫التحـــدي الـــذي وقفـــت دول املجلـــس اخلليجـــي وأغلـــب الـــدول‬ ‫العربيـــة متضامنـــة مـــع العـــراق‪ ،‬واســـتطاع الدعـــم اخلليجـــي‬ ‫يحق ــق عل ــى صم ــود الع ــراق ونهاي ــة احل ــرب‪ ،‬يف م ــا يس ــمي آن ــذاك‬ ‫باجلبه ــة الش ــرقية‪ ،‬ولك ــن احت ــال الع ــراق للكوي ــت يف أغس ــطس‬ ‫‪1990‬م‪ ،‬كان كارثـــة علـــى التضامـــن العربـــي وانقســـام الصـــف‬ ‫العربـــي وأدى إلـــى التدخـــل األجنبـــي يف املنطقـــة‪ ،‬وبعـــد أن كان‬ ‫اخلط ــر عل ــى األم ــن القوم ــي العرب ــي ناب ًع ــا م ــن الق ــوى اإلقليمي ــة‬ ‫وال ــدول الكب ــرى‪ ،‬أصبح ــت بع ــض ال ــدول العربي ــة تخش ــى بعضه ــا‬ ‫ودفعهـــا لعقـــد حتالفـــات مـــع الـــدول األجنبيـــة حلمايـــة نفســـها‪،‬‬ ‫وأســـهم انهيـــار التضامـــن العربـــي إلـــى االحتـــال األمريكـــي‬ ‫للع ــراق ع ــام ‪2003‬م‪ ،‬مم ــا فت ــح املج ــال لتوس ــع النف ــوذ اإليران ــي‬ ‫يف كل م ــن الع ــراق وفيم ــا بع ــد يف س ــوريا واليم ــن ولبن ــان‪ ،‬وه ــذا‬ ‫يحتــاج إلــى إعــادة التضامــن العربــي ملواجهــة هــذا اخلطــر القــادم‬ ‫مـــن اجلبهـــة الشـــرقية ‪.‬‬ ‫وتأت ــي القضي ــة الثالث ــة الت ــي تواج ــه األم ــن القوم ــي العرب ــي‬ ‫وحتت ــاج موق ًف ــا عرب ًي ــا موحـ ـدًا‪ ،‬فه ــي قضي ــة املي ــاه‪ ،‬ف ــإن حتوي ــل‬ ‫إس ــرائيل ملي ــاه نه ــر األردن كان أح ــد أس ــباب ح ــرب يوني ــو ‪1967‬م‪،‬‬ ‫وكان ــت أول قم ــة عربي ــة ق ــد عق ــدت ع ــام ‪1964‬م‪ ،‬ملواجه ــة خط ــر‬ ‫حتوي ــل مي ــاه نه ــر األردن‪ ،‬وجن ــد اخلط ــر احلال ــي بن ــاء الس ــدود يف‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫إثيوبي ــا عل ــى مناب ــع نه ــر الني ــل مم ــا يه ــدد األم ــن القوم ــي املص ــري‬ ‫والس ــوداني‪ ،‬فس ــد النهض ــة ميث ــل كارث ــة لألم ــن القوم ــي املص ــري‬ ‫وبالتالــي العربــي‪ ،‬ولعبــت إســرائيل دو ًرا حيو ًيــا يف دعــم بنــاء الســد‬ ‫باملستش ــارين والدع ــم املال ــي للتأث ــر عل ــى أم ــن مص ــر وه ــذا يحت ــاج‬ ‫إل ــى تضام ــن عرب ــي ملواجه ــة اخلط ــر املائ ــي اإلثيوب ــي‪ ،‬فأم ــن مص ــر‬ ‫نقط ــة ارت ــكاز لألم ــن القوم ــي العرب ــي‪.‬‬ ‫والتحـــدي الرابـــع وهـــو نقـــل الواليـــات املتحـــدة الســـفارة‬ ‫األمريكيـــة مـــن تـــل أبيـــب إلـــى القـــدس يف ‪ 14‬مايـــو وإعـــان‬ ‫الرئيـــس األمريكـــي ترامـــب يف ديســـمبر ‪2017‬م‪ ،‬أن القـــدس‬ ‫عاصمـــة إلســـرائيل وهـــو مخالـــف لقـــرارات األمم املتحـــدة‬ ‫واملواثي ــق الدولي ــة‪ ،‬وج ــاء ه ــذا اإلع ــان ونق ــل الس ــفارة ليعك ــس‬ ‫حال ــة الضع ــف يف النظ ــام العرب ــي يف الوق ــت ال ــذي ت ــردد رؤوس ــاء‬ ‫الواليــات املتحــدة الســابقني مــن نقــل الســفارة‪ ،‬وقــد ســميت القمــة‬ ‫العربي ــة الت ــي عق ــدت يف الظه ــران باململك ــة العربي ــة قم ــة الق ــدس‬ ‫أبريـــل املاضـــي‪ ،‬وهـــي قضيـــة عربيـــة إســـامية واخيـــ ًرا عقـــدت‬ ‫قمــة اســتثنائية ملنظمــة التعــاون اإلســامي يف اســتنبول يف الثامــن‬ ‫عش ــر م ــن ماي ــو املاض ــي يف محاول ــة لدع ــم القضي ــة الفلس ــطينية‬ ‫وخاصـــة لعـــدم تهويـــد القـــدس‪ ،‬وتأتـــي القمـــة العربيـــة والقمـــة‬ ‫اإلس ــامية لتفعي ــل التع ــاون العرب ــي واإلس ــامي إلنق ــاذ الق ــدس‬ ‫ونق ــل القضي ــة إل ــى األمم املتح ــدة واملؤسس ــات الدولي ــة واحملكم ــة‬ ‫اجلنائيـــة ضـــد جرائـــم إســـرائيل‪ ،‬ولكـــن إن إقـــدام إدارة ترامـــب‬ ‫عل ــى ه ــذه اخلط ــوة يأت ــي لغي ــاب تضام ــن عرب ــي ق ــوي عل ــى غ ــرار‬ ‫ح ــرب ‪1973‬م‪ ،‬عنم ــا تضامن ــت ال ــدول العربي ــة وه ــددت مصال ــح‬ ‫ال ــدول الت ــي أي ــدت إس ــرائيل‪.‬‬

‫الدور اإلسرائييل يف تفكيك التضامن العربي‬

‫إن االســـتراتيجية اإلســـرائيلية وحتـــى احلركـــة الصهيونيـــة‬ ‫قبـــل إعـــان إســـرائيل كانـــت تعمـــل علـــى إثـــارة اخلالفـــات بـــن‬ ‫الـــدول العربيـــة ودعـــم األقليـــات العرقيـــة والدينيـــة يف املنطقـــة‬ ‫العربيـــة إلضعـــاف الـــدول العربيـــة ‪ .‬فقـــد أكـــدت مراســـات بـــن‬ ‫غوري ــون ‪ -‬ش ــاريت عل ــى أهمي ــة إث ــارة الن ــزاع ب ــن ال ــدول العربي ــة‬ ‫ودول اجل ــوار اجلغ ــرايف العرب ــي‪ ،‬كم ــا أك ــدت وثيق ــة اس ــتراتيجية‬ ‫إســـرائيل يف الثمانينيـــات عـــام ‪1982‬م‪Oded Yinon, A( ،‬‬ ‫‪ ،)Strategy for Israel in the Nineteen Eighties‬وأكـــدت‬ ‫بالـــذات علـــى تقســـيم العـــراق وســـوريا والســـودان وغيرهـــا‪ ،‬كمـــا‬ ‫ق ــال رئي ــس االس ــتخبارات العس ــكرية اإلس ــرائيلية ش ــلومو جازي ــت‬

‫الخالفـــات السياســـية بيـــن الـــدول تختفـــي ولكـــن الخطـــورة أن‬ ‫تتح ــول إىل خالف ــات تؤث ــر ع ــى النس ــيج االجتماع ــي للش ــعوب العربي ــة‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪131‬‬ ‫مــــــايـــــو ‪2018‬‬

‫‪45‬‬

‫ملف العدد‬

‫االضطرابــات ســببها عــدم التعــاون المشــترك مــا جعــل األمــة تخســر‬ ‫المليــارات وفتــح البــاب للتدخــل الخارجــي والحــروب الطائفيــة والعرقيــة‬ ‫التحديات الداخلية والحاجة للعمل العربي المشترك‬

‫تواجــه كل الــدول العربيــة حتديــات داخليــة تتعلــق باألمــن‬ ‫الغذائــي والبطالــة واألميــة وانتشــار ظاهــرة العنــف واإلرهــاب‪ ،‬كل‬ ‫هــذه التحديــات ال ميكــن حلهــا بشــكل منفــرد علمــا بــأن العالــم‬ ‫أصبــح اليــوم يف ظــل العوملــة قريــة كونيــة‪ ،‬وجنــد أن مجموعــة آيبــك‬ ‫‪ APEC‬تكتــل احمليــط الهــادي اآلســيوي‪ ،‬جتمعــت وهــي مختلفــة‬ ‫أيديولوجيــا وسياســ ًيا مــن أجــل املصالــح االقتصاديــة‪ ،‬وميكــن‬ ‫للتعــاون العربــي املشــترك حــل املشــكالت االقتصاديــة فهنــاك دول‬ ‫ذات مســاحات شاســعة تتوفــر فيهــا امليــاه ميكــن االســتثمار اجلماعــي‬ ‫العربــي أن يحقــق األمــن الغذائــي كمــا هــو حــال دولــة مثــل الســودان‪،‬‬ ‫والتعــاون يف مجــال الصناعــات املشــتركة علــى اختــاف أنواعهــا‬ ‫تشــكل قــوة للــدول العربيــة بديــا عــن التبعيــة الصناعيــة للــدول‬ ‫الغربيــة‪ ،‬فالصناعــات املختلفــة والثقيلــة تشــكل قــوة ميكــن االســتفادة‬ ‫منهــا‪ ،‬لقــد أصبحــت دول كانــت متخلفــة صناعيــا مصــدرة للصناعــة‬ ‫اليــوم‪ ،‬كمــا هــو حــال كوريــا اجلنوبيــة وتركيــا والهنــد‪ ،‬فقــد كانــت‬ ‫مصــر أفضــل حــاال مــن كوريــا اجلنوبيــة يف الســتينيات مــن القــرن‬ ‫املاضــي‪ ،‬واســتثمار رؤوس األمــوال العربيــة بداخــل املنطقــة كفيــل‬ ‫بالنمــو االقتصــادي ويعمــق التعــاون السياســي بعي ـدًا مــن االعتمــاد‬ ‫علــى االســتيراد مــن الــدول األجنبيــة‪ .‬كمــا أن العمالــة األجنبيــة يف‬ ‫بعــض الــدول العربيــة حتــول مليــارات العملــة الصعبــة لبلدانهــا ويف‬ ‫حالــة التكامــل العربــي يف العمالــة يوفــر عملــة صعبــة لــدول عربيــة‬ ‫ويعمــق عالقاتهــا مــع الــدول الشــقيقة‪ ،‬فالتجانــس الثقــايف واللغــوي‬ ‫ميكنــه التغلــب علــى مشــكالت العمالــة األجنبيــة‪ ،‬التــي تغــزو بثقافتهــا‬ ‫وتقاليدهــا‪ ،‬ودول االحتــاد األوروبــي تفضــل انتقــال العمالــة مــن دول‬ ‫االحتــاد علــى غيرهــا مــن الــدول خــارج االحتــاد‪ .‬ونشــاهد ً‬ ‫أيضــا‬ ‫أن عــدم االســتقرار يف بعــض الــدول العربيــة نــاجت عــن األوضــاع‬ ‫االقتصاديــة وانتشــار أزمــة البطالــة والســكن وغيرهــا‪ ،‬فــكان عــدم‬ ‫االســتقرار يف دولــة عربيــة أدى إلــى دومينــو عربــي انتقلــت مــن تونــس‬ ‫إلــى مصــر واليمــن وليبيــا‪ ،‬كان ميكــن للتضامــن العربــي والعمــل‬ ‫املشــترك أن يســهم يف حــل كثيــر مــن املشــكالت التــي ســببت عــدم‬ ‫االســتقرار‪ ،‬ومــا نشــهده مــن االضطرابــات يف الــدول العربيــة ســببه‬ ‫عــدم التعــاون العربــي املشــترك االقتصــادي واالجتماعي والسياســي‪،‬‬ ‫وخســرت األمــة مليــارات الــدوالرات واســهمت يف التدخــل اخلارجــي‬ ‫واحلــروب الطائفيــة والعرقيــة‪ ،‬والعدالــة االجتماعيــة توحــد النســيج‬ ‫االجتماعــي ودولــة الرفــاه حتقــق االســتقرار ولكــن اجلــوع والبطالــة‬ ‫تدفــع للتطــرف ‪.‬‬

‫إن حجــم التجــارة العربيــة البينيــة حســب مــا أعلنــه األمــن‬ ‫العــام للجامعــة العربيــة يف مــارس ‪2017‬م‪ ،‬ال تتجــاوز ‪ %10-8‬مــن‬ ‫مجمــل التجــارة العربيــة اخلارجيــة‪ ،‬كمــا أن التعــاون الثقــايف يف أدنــى‬ ‫مســتوياته‪ ،‬التعــاون يف انتقــال الطــاب بــن اجلامعــات العربيــة مبــا‬ ‫يــدرس يف اجلامعــات الغربيــة خاصــة مــع انتشــار فــروع للجامعــات‬ ‫الغربيــة يف الــدول العربيــة ومــا لــه مــن آثــار ســلبية علــى الثقافــة‬ ‫واحلضــارة العربيــة‪.‬‬ ‫وميكــن االســتفادة مــن جتربــة ماليزيــا ً‬ ‫أيضــا التــي كانــت أعــداد‬ ‫املواطنــن الذيــن حتــت خــط الفقــر عــام ‪1970‬م‪ ،‬وصلــت ‪ %52‬ولكــن‬ ‫سياســة التصنيــع جعلــت هــذه النســبة تنخفــض عــام ‪ 2002‬م‪ ،‬إلى ‪%5‬‬ ‫فقــط‪ ،‬ألن ماليزيــا أخــذت بالتصنيــع حيــث أن خطــة مهاتيــر محمــد‬ ‫للنهــوض مباليزيــا اعتمــدت ثالثــة محــاور التعليــم ومحــور التصنيــع‬ ‫واحملــور االجتماعــي‪ .‬فقــد انفقــت ماليزيــا عــام ‪1996‬م‪ 2.9 ،‬مليــار‬ ‫دوالر بنســبة ‪ %21.7‬مــن إجمالــي حجــم اإلنفــاق احلكومــي وازداد‬ ‫هــذ اإلنفــاق عــام ‪2002‬م‪ ،‬إلــى ‪ 3.7‬مليــار دوالر مــا يعــادل نســبة‬ ‫‪ %27.8‬مــن إجمالــي النفقــات احلكوميــة‪.‬‬ ‫إن دول النظـــام اإلقليمـــي العربـــي متلـــك رأس املـــال واليـــد‬ ‫العامـــة واملهـــارات الالزمـــة ويف حالـــة االعتمـــاد املتبـــادل بينهـــا‬ ‫ميكـــن أن تتخلـــص مـــن حتدياتهـــا الداخليـــة بـــاإلرادة السياســـية‬ ‫والتع ــاون والعم ــل املش ــترك ألن األم ــن القوم ــي العرب ــي متداخ ــل‬ ‫ب ــن ه ــذه ال ــدول‪.‬‬

‫قضايا التحديات الخارجية والتضامن العربي‬

‫واجهــت األمــة العربيــة عــدة حتديــات منــذ اســتقاللها‪ ،‬وكان‬ ‫أخطــر حتــد هــو إنشــاء دولــة إســرائيل لتكــون عائ ًقــا ضــد وحــدة‬ ‫األمــة وخاضــت الــدول العربيــة عــدة حــروب ضــد إســرائيل‪،‬‬ ‫وشــاركت جيــوش الــدول العربيــة عــام ‪1948‬م‪ ،‬يف احلــرب ضــد‬ ‫إســرائيل وكانــت قيــادة عربيــة موحــدة ‪ ،‬ومــع العــدوان الثالثــي علــى‬ ‫مصــر عــام ‪1956‬م‪ ،‬كان موق ًفــا عرب ًيــا مشــتر ًكا شــعب ًيا ورســم ًيا‪،‬‬ ‫ورغــم احلــرب البــاردة العربيــة يف اخلمســينيات وبدايــة الســتينيات‬ ‫مــن القــرن العشــرين‪ ،‬إال أن هنــاك تضام ًنــا عرب ًيــا‪ ،‬ورغــم انتكاســة‬ ‫عــام ‪1967‬م‪ ،‬فقــد شــاركت اجليــوش العربيــة‪ ،‬وكانــت قمــة اخلرطــوم‬ ‫يف ســبتمبر مــن نفــس العــام التــي عرفــت بقمــة الــاءآت الثالثــة‬ ‫محــل إجمــاع عربــي‪ ،‬وكانــت املصاحلــة املصريــة – الســعودية وتقــدمي‬ ‫الــدول العربيــة البتروليــة املســاعدة لــدول املواجهــة للعــدوان وكان‬ ‫تضام ًنــا عرب ًيــا قو ًيــا‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪131‬‬ ‫مــــــايـــــو ‪2018‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫النظام العربي‪ :‬التهديدات الخارجية والتحديات الداخلية والعمل الجماعي‬

‫المصيـر العربـي يحتـاج اسـتراتيجية ترتكز‬ ‫على الشـعوب إلعادة النظـام العربي لدوره‬

‫يحت ــل العال ــم العرب ــي موق ًع ــا اس ــتراتيج ًيا ها ًم ــا‪ ،‬وميل ــك م ــن أس ــباب الق ــوة امل ــوارد املتع ــددة االقتصادي ــة والبش ــرية الت ــي‬ ‫ميكــن أن جتعلــه قــوة مؤثــرة يف النظــام الدولــي‪ ،‬يف حــال اســتغاللها‪ ،‬حتــى أن أحــد علمــاء السياســة يف الواليــات املتحــدة‬ ‫رينهولــد نيبــور ‪1971-1892( Niebuhr‬م)‪ ،‬قــال‪ :‬إن الــذي يســيطر علــى الشــرق األوســط يســيطر علــى أوروبــا وبالتالــي‬ ‫يســيطر علــى العالــم وهــو العالــم العربــي‪ ،‬ولكــن املشــكلة التــي يعانــي منهــا االنقســام واخلالفــات بــن دولــه‪ .‬ويذكــر ديفيــد‬ ‫فرومكــن يف كتابــه (ســام مــا بعــده ســام ‪1989‬م) عــن املوســوعة البريطانيــة عــن العــرب "إن العــرب مــن حيــث التكويــن‬ ‫الطبيع ــي ه ــم م ــن أق ــوى وأنب ــل الع ــروق البش ــرية يف العال ــم‪ ..‬فأم ــا ذهن ًي ــا فإنه ــم متفوق ــون عل ــى معظ ــم أجن ــاس البش ــر‬ ‫وال يح ــد م ــن مس ــيرة تقدمه ــم س ــوى النق ــص امللح ــوظ يف الق ــدرة عل ــى التنظي ــم وعجزه ــم ع ــن القي ــام بعم ــل مش ــترك‪".‬‬ ‫ص‪ .124‬إن الع ــرب عب ــر تاريخه ــم تكم ــن قوته ــم يف عقيدته ــم ووحدته ــم يف دول ــة واح ــدة‪ ،‬ولذل ــك ع ــرف أعداؤه ــم أن ــه ال‬ ‫بــد مــن تفكيــك رابطــة الوحــدة بينهــم ســواء الوحــدة الدينيــة أو الوحــدة القوميــة وتشــجيع القطريــة علــى حســاب الوحــدة‬ ‫والتضام ــن لس ــهولة االنف ــراد به ــم‪.‬‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬ ‫إن الــدول االســتعمارية ســعت لتفكيــك املنطقــة‪ ،‬ففــي عــام‬ ‫‪1914‬م‪ ،‬أرســلت دائــرة الشــؤون اخلارجيــة يف حكومــة الهنــد‬ ‫البريطانيــة مذكــرة إلــى وزارة شــؤون الهنــد يف لنــدن جــاء فيهــا "مــا‬ ‫نريــده ليــس شــبه اجلزيــرة العربيــة موحــدة‪ ،‬بــل نريدهــا مقســمة‬ ‫وضعيفــة‪ ،‬ممزقــة إلــى إمــارات صغيــرة‪ ،‬خاضعــة إلــى أقصــى مــا‬ ‫ميكــن لســيطرتنا ‪ -‬ولكنهــا عاجــزة عــن القيــام بعمــل منســق ضدنــا‪،‬‬ ‫وتشــكل حاجــزًا يف وجــه قــوى الغــرب"‪ .‬وعملــت كل مــن بريطانيــا‬ ‫وفرنســا أثنــاء احلــرب العامليــة األولــى علــى متزيــق الهــال اخلصيــب‬ ‫إلــى دويــات مــن خــال اتفاقية ســايكس ‪ -‬بيكــو ‪1916‬م‪ ،‬والتخطيط‬ ‫إلقامــة دولــة يهوديــة‪ ،‬وعــد بلفــور ‪1917‬م‪ ،‬يف قلــب املنطقــة للحيلولــة‬ ‫لوحدتهــا ومتاســكها وإلضعافهــا واســتنزاف خيراتهــا‪ ،‬ولذلــك جــاءت‬ ‫الدولــة القطريــة العربيــة ليســت ظاهــرة محليــة‪ ،‬بــل شــي ًئا أجنب ًيــا‬ ‫ومســتور ًدا مــن اخلــارج‪ ،‬فالقــوى اخلارجيــة هــي التــي رســمت‬ ‫احلــدود وقــررت مــن يحكــم ومــا شــكل احلكــم‪ ،‬ويذهــب كل مــن‬ ‫روجــر أويــن وبهجــت قرنــي إلــى القــول أن الدولــة القطريــة العربيــة‬ ‫ثمــرة هجينــة ولــدت والدة غيــر طبيعيــة وبواســطة قــوى أجنبيــة‪.‬‬ ‫يقــول قرنــي "إنهــا مشــوهة ومحاصــرة ومأزومــة وكأنهــا وجــدت‬

‫لتبقــى‪ ،‬وذلــك بفعــل قــوى خارجيــة مهيمنــة علــى النظــام الدولــي‪،‬‬ ‫وال مصلحــة لهــا يف اختفــاء هــذه الــدول مــن ناحيــة‪ ،‬وبفعــل قــوى‬ ‫داخليــة‪ ،‬إمــا أن لهــا مصالــح فيهــا أو تعــودت واســتمرأت وجودهــا مــن‬ ‫ناحيــة أخــرى" ولذلــك نــرى أن اخلالفــات داخــل الــدول العربيــة لهــا‬ ‫جذورهــا يف نشــأة النظــام اإلقليمــي العربــي‪ ،‬ألن رســم احلــدود منــذ‬ ‫البدايــة أدى إلــى الصراعــات واخلالفــات بــن دولــه‪ ،‬وعــدد الــدول‬ ‫العربيــة اليــوم ‪ 22‬دولــة يتنــازع ‪ 18‬دولــة منهــا‪ ،‬ممــا يضعــف تعــاون‬ ‫هــذه الــدول يف مجــاالت التعــاون األمنــي واالقتصــادي واالجتماعــي‪،‬‬ ‫ويف الوقــت الــذي يشــهده النظــام الدولــي تكتــات إقليميــة فعالــة يف‬ ‫ســبيل حتقيــق املصالــح االقتصاديــة والسياســية كمــا حــال االحتــاد‬ ‫األوروبــي ومجموعــة آســيان‪ ،‬فــدول االحتــاد األوروبــي التــي خاضــت‬ ‫احلــروب الطاحنــة فيمــا بينهــا ورغــم تعــدد األعــراق واللغــات إال‬ ‫أنهــا جنحــت يف جتــاوز املاضــي والتعــاون املشــترك‪ ،‬وأصبــح وجودهــا‬ ‫فعــال يف النظــام الدولــي‪ ،‬رغــم أنهــا ‪ 28‬تتحــدث ‪ 24‬لغــة رســمية‬ ‫يف الوقــت الــذي تراجعــت فيــه الــدول العربيــة ذات التاريــخ والديــن‬ ‫واللغــة املشــتركة علــى املســتوى اإلقليمــي والدولــي ممــا جعلها عرضة‬ ‫لالختــراق الناعــم واخلشــن مــن الــدول األجنبيــة القريبــة والبعيــدة ‪.‬‬

‫أحم ــد أب ــو الغي ــط يكت ــب لـــ‬ ‫(آراء حـــول الخليـــج)‪ :‬طريـــق‬ ‫الخــروج مــن األزمــات العربية‬ ‫العــــــدد ‪131‬‬ ‫مـــــــــــــايـــــو ‪2018‬‬

‫ليبي ــا‪ :‬مخ ــاوف م ــن ع ــودة المقاتلي ــن‬ ‫األجان ــب بغط ــاء قط ــري‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫مس ــتقبل النظ ــام العرب ــي الجماع ــي والعم ــل العرب ــي المش ــترك‬ ‫▀ نجــاح التحــوالت المســتقبلية يعتمــد عــى النمــو والتعليــم والمســاواة والالمركزيــة واألمــن‬ ‫▀ مصي ــر الع ــرب يحت ــاج اس ــتراتيجية ترتك ــز عل ــى الش ــعوب إلع ــادة النظ ــام العرب ــي ل ــدوره‬ ‫▀ دول الخلي ــج إح ــدى ركائ ــز العم ــل العرب ــي وه ــي الق ــادرة ع ــى م ــلء ف ــراغ مغ ــادرة أمري ــكا‬ ‫▀ النظ ــام الجدي ــد إص ــاح الجامع ــة أو مش ــروع الفاعلي ــن أو االندم ــاج ف ــي الش ــرق أوس ــطية‬ ‫نموذج ــا لعم ــل عرب ــي مش ــترك يتبع ــه تحالف ــات أخ ــرى‬ ‫▀ الق ــوة العربي ــة المش ــتركة س ــتكون‬ ‫ً‬ ‫▀ عـــدم تحديـــد مفهـــوم اإلرهـــاب وغيـــاب مواجهتـــه جماع ًيـــا ســـمح للتدخـــات الخارجيـــة‬ ‫▀ ال توج ــد أخ ــوة أو صداق ــة دائم ــة ب ــل عالق ــات متحول ــة تحكمه ــا المواق ــف ال المصال ــح‬ ‫▀ ‪ 5‬تحديــات و‪ 3‬لحظــات أفلتــت لتطويــر النظــام العربــي و"الجامعــة" ابنــة عقبــة انقضــت‬ ‫▀ ل ــن ينج ــح النظ ــام العرب ــي ف ــي مواجه ــة اإلره ــاب إال بتمكي ــن الم ــرأة وتكاف ــؤ الف ــرص‬

‫‪102‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪130‬‬ ‫إبــريـــــــل ‪2018‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫تـــوازن سياســـة بوتفليقـــة الداخليـــة والخارجيـــة الحياديـــة دفـــع‬ ‫أطرا ًفـــا جزائريـــة للمنـــاداة بترشـــيحه للرئاســـة للمـــرة الخامســـة‬ ‫بوتفليقة وعودة التوازن يف العالقات الخارجية‬

‫كان احمل ــور الرئي ــس يف حمل ــة بوتفليق ــة االنتخابي ــة للرئاس ــة‬ ‫عـــام ‪1999‬م‪ ،‬عـــودة الـــدور اإلقليمـــي والدولـــي للجزائـــر ـ خاصـــة‬ ‫ألنـــه كان مهنـــدس السياســـة اخلارجيـــة اجلزائريـــة خـــال فتـــرة‬ ‫احل ــرب الب ــاردة ومكان ــة اجلزائ ــر يف ع ــدم االنحي ــاز‪ ،‬فتبن ــى مب ــدأ‬ ‫املصاحلـــة بالداخـــل اجلزائـــري ممـــا حقـــق االســـتقرار السياســـي‬ ‫م ــن خ ــال الت ــوازن يف السياس ــة الداخلي ــة‪ ،‬وح ــاول إع ــادة ال ــدور‬ ‫للعالقــات اجلزائريــة اإلقليميــة والدوليــة وخاصــة دورهــا يف القــارة‬ ‫اإلفريقيــة ‪ ،‬املجــال احليــوي وهــو مــا عبــر عنــه الرئيــس بومديــن يف‬ ‫عهــده بقولــه ‪ ":‬إن املغــرب العربــي واملنطقــة الفاصلــة بــن القاهــرة‬ ‫وداكار متث ــل منطق ــة أم ــن قوم ــي بالنس ــبة للجزائ ــر‪ ،‬وأن ــه ال ميك ــن‬ ‫أن يحص ــل أي تغيي ــر يف ه ــذه املنطق ــة دون اتف ــاق م ــع اجلزائ ــر"‪.‬‬ ‫وال زالــت هــذه السياســة حتــى اليــوم الدائــرة اإلفريقيــة والســاحلية‬ ‫بشــكل خــاص منطقــة حيويــة يف السياســة اخلارجيــة‪ ،‬ولذلــك لعبــت‬ ‫اجلزائ ــر دو ًرا حيو ًي ــا يف األزم ــة مال ــي ‪2006 ،1995-1991‬م‪ ،‬وه ــي‬ ‫أزم ــة الط ــوارق يف مال ــي‪ ،‬وكذل ــك الوس ــاطة يف الن ــزاع ب ــن إرتيري ــا‬ ‫وإثيوبيــا ويف لــم شــمل الــدول املصــدرة للنفــط يف اجلزائــر ‪2016‬م‪.‬‬ ‫وتتح ــرك الدبلوماس ــية اجلزائري ــة يف األزم ــة الليبي ــة والتوفي ــق ب ــن‬ ‫األح ــزاب التونس ــية ألنه ــا مج ــاورة له ــا وتتأث ــر مب ــا يح ــدث به ــا‪.‬‬ ‫وعندم ــا حاول ــت بع ــض اجلماع ــات انفص ــال إقلي ــم أزواد يف ش ــمال‬ ‫مال ــي كان للجزائ ــر دور يف حتقي ــق االس ــتقرار ووح ــدة مال ــي ألن ــه‬ ‫مي ــس األم ــن القوم ــي اجلزائ ــري ‪.‬‬ ‫وتعاونــت اجلزائــر مــع الواليــات املتحــدة يف ســبيل مطــاردة‬ ‫اجلماعــات اإلرهابيــة يف منطقــة الســاحل والصحــراء وبالــذات‬ ‫اجلماعــات املتطرفــة‪ ،‬ولكنهــا ترفــض اســتعمال قواتهــا خلدمــة‬ ‫الــدول األخــرى‪.‬‬ ‫وتتمتــع اجلزائــر بعالقــات جيــدة مــع النظــام اإليرانــي الــذي‬ ‫تعتبــره الواليــات املتحــدة أحــد أعدائهــا‪ ،‬وتتكــرر زيــارة املســؤولني‬ ‫اإليرانيــن لهــا واجلديــر بالذكــر أنهــا لعبــت دور الوســيط يف أزمــة‬ ‫الرهائــن بــن أيــران والواليــات املتحــدة عــام ‪1980‬م‪ ،‬وتتمتــع اجلزائــر‬ ‫ً‬ ‫أيضــا بعالقــات جيــدة مــع دول اخلليــج وتقــف علــى مســافة واحــدة‬ ‫مــن أطــراف اخلالفــات يف أزمــة حصــار قطــر‪.‬‬ ‫وكمــا قــال محــي الديــن عميمــور مستشــار الرئيــس بومديــن"‬ ‫إن بومديــن كان يؤمــن بفكــر حقيقــي بعــدم االنحيــاز‪ ،‬حيــث أنــه كان‬ ‫يتواجــد األســطول الســادس األمريكــي يف البحــر املتوســط‪ ،‬ممــا دفــع‬ ‫اجلزائــر للســماح بتواجــد األســطول الســوفيتي يف موانــئ اجلزائــر‪،‬‬

‫ويف عهــد الرئيــس بوتفليقــة‪ ،‬ينظــر الــروس إلــى اجلزائــر بأنهــا‬ ‫مــا زالــت حلي ًفــا اســتراتيج ًيا لروســيا‪ ،‬ويف الوقــت ذاتــه ينطــر يف‬ ‫واشــنطن أن اجلزائــر صديــق قــدمي للواليــات املتحــدة وخاصــة يف‬ ‫مجــال الطاقــة‪ ،‬فهنــاك حوالــي ‪ 50‬شــركة نفــط أمريكيــة للتنقيــب‬ ‫وإنتــاج اخلــام يف اجلزائــر ويبلــغ حجــم التبــادل التجــاري بــن‬ ‫واشــنطن واجلزائــر ‪ 19.4‬مليــار دوالر‪ .‬وتعتبــر موســكو املصــدر‬ ‫الرئيــس للســاح إلــى اجلزائــر فــإن ‪ %93‬مــن صفقــات الســاح‬ ‫للجيــش اجلزائــري تأتــي مــن روســيا االحتاديــة‪ .‬ولذلك تبقى سياســة‬ ‫التــوازن يف عالقــات اجلزائــر اخلارجيــة هــي احملــور الرئيــس يف‬ ‫حتقيــق مصاحلهــا‪ .‬وترفــض اجلزائــر سياســة احملــاور‪ .‬فقــد رفضــت‬ ‫اجلزائــر‪ ،‬كمــا نشــرت ‪ Maghreb Intelligence‬الفرنســية‬ ‫ً‬ ‫عرضــا أمريك ًيــا للجزائــر بقيــادة قــوات عســكرية متعددة اجلنســيات‪،‬‬ ‫أو التدخــل مبفردهــا يف ليبيــا إلحــال الســام يف العاصمــة الليبيــة‪،‬‬ ‫ونشــر قــوات علــى طــول احلــدود مــع تونــس‪ ،‬لكــن اجلزائــر رفضــت‬ ‫الطلــب األمريكــي ً‬ ‫رفضــا قاط ًعــا‪ ،‬فالعقيــدة العســكرية اجلزائريــة‬ ‫منــذ أواخــر عهــد بومديــن‪ ،‬وبعــد معاهــدة كامــب ديفيــد بــن مصــر‬ ‫وإســرائيل ‪1978‬م‪ ،‬تقــوم علــى عــدم إرســال قــوات جزائريــة إلــى‬ ‫خــارج حدودهــا مهمــا كانــت الظــروف وعــدم االنخــراط يف أحــاف‬ ‫عســكرية‪ .‬وعندمــا تعرضــت القنصليــة اجلزائريــة يف أبريــل ‪2012‬م‪،‬‬ ‫مبدينــة غــاو شــمال مالــي لالقتحــام مــن جماعــة املرابطــن اإلرهابيــة‬ ‫واختطفــت ســبعة دبلوماســيني جزائريــن‪ ،‬لــم تتدخــل اجلزائــر‬ ‫عســكر ًيا بــل فضلــت التفــاوض الســري النقــاذ دبلوماســييها ألنهــا ال‬ ‫تريــد التــورط يف مســتنقع مالــي رغــم إحلــاح فرنســا عليهــا بالتدخــل‬ ‫العســكري يف مالــي‪.‬‬ ‫وتبقــى اجلزائــر علــى سياســة التــوازن يف العالقــات اخلارجيــة‬ ‫لتحقيــق مصاحلهــا بعيــدة عــن الصراعــات الدوليــة واإلقليميــة‬ ‫ً‬ ‫وســيطا سياســ ًيا كمــا عملــت يف فتــرات‬ ‫ممــا يؤهلهــا ألن تلعــب‬ ‫ســابقة‪ .‬إن تــوازن سياســة بوتفليقــة الداخليــة واخلارجيــة التــي‬ ‫ميكــن وصفهــا اســتمرا ًرا للحيــاد إبــان احلــرب البــاردة‪ ،‬دفــع أطرا ًفــا‬ ‫جزائريــة للمنــاداة بترشــيحه لرئاســة اجلزائــر للمــرة اخلامســة‪ ،‬إنهــا‬ ‫البرجماتيــة اجلزائريــة التــي أعطتهــا ســمعة ثوريــة دوليــة حتظــى‬ ‫باالحتــرام والتقديــر لدفاعهــا عــن حــركات التحــرر وحــق الشــعوب‬ ‫يف تقريــر مصيرهــا‪.‬‬

‫* أستاذ العلوم السياسية يف جامعتي الحسني بن طالل وامللك عبد العزيز سابقًا‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪130‬‬ ‫إبــريـــــــل ‪2018‬‬

‫‪101‬‬

‫ملف العدد‬

‫بومديـــن أول رئيـــس يخطـــب باللغـــة العربيـــة بـــدون مترجـــم‬ ‫رئيســـا للجمعيـــة العامـــة ‪1974‬‬ ‫يف األمـــم المتحـــدة وبوتفليقـــة ً‬ ‫للــدول الناميــة‪ ،‬وقدمــت مجموعــة الـــ ‪ 77‬باســم دول عــدم االنحيــاز‬ ‫مطالبهــا للجمعيــة العامــة لــأمم املتحــدة للتصويــت عليهــا وكانــت‬ ‫اجلزائــر رئيــس اجلمعيــة العامــة آنــذاك‪ ،‬وقــد مت التصويــت علــى‬ ‫هــذه املطالــب يف دورة خاصــة للجمعيــة العامــة يف مايــو ‪1974‬م‪ ،‬ومت‬ ‫صــدور القــرار ‪ 3281‬بأكثريــة ‪ 120‬دولــة صوتــت يف صالــح القــرار‬ ‫ومطالــب الــدول الناميــة وعارضتــه الــدول الصناعيــة وعلــى رأســها‬ ‫الواليــات املتحــدة وبريطانيــا‪ .‬وكانــت مطالــب الــدول الناميــة يف قمــة‬ ‫اجلزائــر تتمثــل فيمــا يلــي‪:‬‬ ‫‪-1‬إصــاح التبــادل التجــاري بالســماح لبضائــع الــدول الناميــة‬ ‫بالوصــول ألســواق الــدول الصناعيــة‪.‬‬ ‫‪-2‬إصــاح املؤسســات االقتصاديــة العامليــة‪ ،‬صنــدوق النقــد الدولــي‬ ‫والبنــك الدولــي فيمــا يحقــق مصالــح الــدول الناميــة‪.‬‬ ‫‪-3‬االعتراف مبشكلة الديون للدول النامية‪.‬‬ ‫‪-4‬زيادة املساعدات املقدمة من الدول الصناعية للدول النامية‪.‬‬ ‫‪-5‬االعتــراف بحــق الــدول الناميــة بســيادتها علــى مواردهــا‪ ،‬حــق‬ ‫التأميــم ملواردهــا مــن ســيطرة الشــركات املتعــددة اجلنســية‪.‬‬ ‫‪-6‬رفــع أســعار املــواد اخلــام املصــدرة مــن الــدول الناميــة مبــا‬ ‫يتناســب مــع أســعار املنتجــات الصناعيــة املصــدرة مــن الــدول‬ ‫املتقدمــة صناع ًيــا‪ .‬ولذلــك نالحــظ أن اجلزائــر لعبــت دو ًرا حيو ًيــا‬ ‫بالدفــاع عــن املطالــب العادلــة للــدول الناميــة وكانــت عض ـ ًوا فعــاالً‬ ‫يف مجموعــة الـــ ‪ 77‬يف قضايــا دول عــدم االنحيــاز‪ ،‬وكان العصــر‬ ‫الذهبــي للجزائــر يف حركــة عــدم االنحيــاز يف عهــد الرئيســن أحمــد‬ ‫بــن بــا وهــواري بومديــن؟‬ ‫كمــا لعبــت اجلزائــر دو ًرا مه ًمــا يف اإلصــاح بــن الــدول الناميــة‬ ‫وخاصــة اخلالفــات بــن الــدول اإلفريقيــة جنــوب الصحــراء‪،‬‬ ‫واخلالفــات بــن الــدول العربيــة وجيرانهــا مــن الــدول اإلســامية‪،‬‬ ‫كاملصاحلــة بــن العــراق وإيــران الشــاه حــول اخلالفــات حــول شــط‬ ‫العــرب وهــي مــا عرفــت باتفاقيــة اجلزائــر عــام ‪1975‬م‪ ،‬وبهــذه‬ ‫االتفاقيــة توقــف دعــم ِشــاه إيــران لألكــراد الــذي يقودهــم مصطفــى‬ ‫البرزانــي ضــد احلكومــة العراقيــة‪ ،‬وكانــت املوســاد اإلســرائيلي‬ ‫واملخابــرات املركزيــة األمريكيــة ‪ CIA‬تدعــم األكــراد مــن خــال‬ ‫إيــران الشــاه‪.‬‬

‫األزمة الداخلية وتراجع الدور العالمي‬

‫قامــت اجلزائــر يف سياســتها الداخليــة منــذ االســتقالل علــى‬ ‫سياســة احلــزب الواحــد‪ ،‬جبهــة التحريــر الوطنــي اجلزائــري‪ ،‬ورغــم‬

‫محــاوالت اإلصــاح االقتصــادي يف عهــد بومديــن وتبنــي سياســة‬ ‫التســيير الذاتــي علــى التجربــة اليوغســافية‪ ،‬فبعــد وفــاة بومديــن‬ ‫ديســمبر ‪1978‬م‪ ،‬الشــخصية الثوريــة الكاريزمــا‪ ،‬تعثــر االقتصــاد‪،‬‬ ‫وزادت نســبة البطالــة وتراجــع النمــو االقتصــادي وتراجــع التعليــم‬ ‫والصحــة ومــع النمــو الســكاني بــرزت مشــكلة أزمــة الســكن‪ ،‬وكانــت‬ ‫املؤسســة العســكرية التــي تهيمــن علــى حكــم البــاد منــذ االســتقالل‬ ‫رئيســا للبلــد (‪1992-1979‬م)‪ ،‬وهــو‬ ‫جــاءت بالشــاذلي بــن جديــد‬ ‫ً‬ ‫قــادم مــن هــذه املؤسســة ويف نهايــة عقــد الثمانينــات مــن القــرن‬ ‫العشــرين زادت األحــوال االقتصاديــة ســو ًءا‪ ،‬فحاولــت احلكومــة‬ ‫اجلزائريــة تخفبــف رد الفعــل الشــعبي علــى األزمــة االقتصاديــة‬ ‫عــن طريــق التعدديــة احلزبيــة‪ ،‬وإنهــاء سياســة احلــزب الواحــد‪،‬‬ ‫وكانــت التعدديــة احلزبيــة يف اجلزائــر عــام ‪1988‬م‪ ،‬حتــى وصــل‬ ‫عــدد األحــزاب ‪ 60‬حز ًبــا سياســ ًيا‪ ،‬ونهايــة هيمنــة جبهــة التحريــر‬ ‫اجلزائريــة علــى سياســة البــاد ‪.‬‬ ‫إن االنفتــاح السياســي بالتعدديــة احلزبيــة يف ظــل التراجــع‬ ‫االقتصــادي لــه خطورتــه علــى اســتقرار النظــام السياســي يف البــاد‪،‬‬ ‫ولذلــك اعتبــرت جبهــة التحريــر اجلزائريــة مســؤولة عــن هــذه‬ ‫األحــوال خــال حكومــة احلــزب الواحــد‪ ،‬وبالتالــي يفســح املجــال‬ ‫لألحــزاب السياســية التــي لــم يجربهــا الشــعب ‪ ،‬أن جتــذب أفــراد‬ ‫الشــعب يف حالــة االنتخابــات البلديــة والبرملانيــة‪ ،‬وهــذا مــا حــدث‬ ‫بالفعــل يف االنتخابــات عــام ‪1991‬م‪ ،‬حيــث فــازت جبهــة اإلنقــاذ‬ ‫اإلســامية بأغلــب املقاعــد النيابيــة يف الــدورة األولــى‪ ،‬يف ظــل‬ ‫تراجــع جبهــة التحريــر اجلزائريــة‪ ،‬حيــث حصلــت جبهــة اإلنقــاذ‬ ‫علــى ‪ 188‬مقعــدًا مــن أصــل ‪ ،232‬ممــا دفــع املؤسســة العســكرية‬ ‫إللغــاء الــدورة الثانيــة مــن االنتخابــات‪ ،‬ممــا أدى إلــى صــراع‬ ‫الشــرعية السياســية حيــث اعتبــرت جبهــة اإلنقــاذ علــى أن فوزهــا‬ ‫أعطاهــا الشــرعية السياســية للحكــم فيمــا تتمســك جبهــة التحيــر‬ ‫ومــن خلفهــا املؤسســة العســكرية باحلكــم‪ ،‬ممــا أدخــل اجلزائــر يف‬ ‫دوامــة العشــرية الســوداء‪ ،‬احلــرب األهليــة‪ ،‬حتــى مجــيء عبــد العزيــز‬ ‫رئيســا للبــاد وبدعــم املؤسســة العســكرية وبتراثــه الثــوري‬ ‫بوتفليقــة‬ ‫ً‬ ‫وارتباطــه بالعصــر الذهبــي للجزائــر طــرح املصاحلــة اجلزائريــة ممــا‬ ‫أدى إلــى انفــراج يف األزمــة السياســية الداخليــة والتوجــه بالبــاد إلــى‬ ‫االســتقرار السياســي واملصاحلــة اجلزائريــة بــن التيــارات السياســية‬ ‫بالبــاد‪ ،‬وكانــت العشــرية الســوداء قــد أســاءت إلــى ســمعة اجلزائــر‬ ‫الثوريــة وتراجــع دورهــا كمدافــع عــن قضايــا العالــم الثالــث بســبب‬ ‫صراعهــا الداخلــي ؟‬

‫‪100‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪130‬‬ ‫إبــريـــــــل ‪2018‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫موس ــكو مص ــد ًرا للس ــاح للجزائ ــر يف وق ــت كان ــت في ــه العالق ــات‬ ‫االقتصاديـــة مـــع الغـــرب والواليـــات املتحـــدة خـــال الســـبعينيات‬ ‫مـــن القـــرن املاضـــي ‪ ،‬كانـــت الواليـــات املتحـــدة املســـتورد األول‬ ‫للغ ــاز الطبيع ــي اجلزائ ــري‪.‬‬ ‫ورغ ــم تبن ــي اجلزائ ــر لالش ــتراكية يف سياس ــتها االقتصادي ــة‬ ‫إال أنهـــا كانـــت بعيـــدة عـــن املاركســـية فقـــد حظـــرت احلكومـــة‬ ‫اجلزائريـــة نشـــاط احلـــزب الشـــيوعي يف اجلزائـــر‪ ،‬ألنهـــا دولـــة‬ ‫احلـــزب الواحـــد جبهـــة التحريـــر اجلزائريـــة‪ ،‬فأخـــذ يتـــردد يف‬ ‫بعـــض األوســـاط السياســـية واإلعالميـــة علـــى ســـبيل التنـــدر أن‬ ‫اجلزائ ــر اش ــتراكية ب ــا اش ــتراكيني‪ .‬واملثي ــر لالنتب ــاه أن جارت ــا‬ ‫اجلزائـــر كل مـــن املغـــرب وتونـــس رأســـمالية ومواليـــة للمعســـكر‬ ‫الغربـــي‪ ،‬ولكـــن احلـــزب الشـــيوعي يف البلديـــن ميـــارس نشـــاطه‬ ‫بشـــكل قانونـــي وبحريـــة‪ ،‬فاحلـــزب الشـــيوعي املغربـــي تأســـس‬ ‫‪1943‬م‪ ،‬وحت ــول الس ــم ح ــزب التح ــرر واالش ــتراكية ع ــام ‪1969‬م‪،‬‬ ‫ث ــم اس ــتقر عل ــى اس ــم ح ــزب التق ــدم واالش ــتراكية‪ ،‬أم ــا يف تون ــس‬ ‫فتأســـس احلـــزب الشـــيوعي عـــام ‪1920‬م‪ ،‬يف عهـــد االســـتعمار‬ ‫واســـتمر بعـــد االســـتقالل وشـــارك يف االنتخابـــات عـــام ‪1959‬م‪،‬‬ ‫ولـــم يحصـــل علـــى أي مقعـــد يف البرملـــان‪.‬‬ ‫ولك ــن يف اجلزائ ــر االش ــتراكية‪ ،‬بع ــد اس ــتقاللها‪ ،‬حظ ــر نش ــاط‬ ‫احلـــزب الشـــيوعي ‪1964‬م‪ ،‬ممـــا يؤكـــد اســـتقاللية السياســـة‬ ‫اجلزائريــة ومــع دســتور التعدديــة السياســية عــام ‪1989‬م‪ ،‬بــدأ نظــام‬ ‫التعدديــة احلزبيــة وعــاد ملمارســة نشــاطه‪ .‬إن اجلزائــر علــى احليــاد‬ ‫وتتصــرف وفــق مصاحلهــا بعيــدة عــن سياســة الــدول الكبــرى‪ ،‬وكان‬ ‫علـــى رأس الدبلوماســـية اجلزائريـــة منـــذ االســـتقالل حتـــى عـــام‬ ‫‪1979‬م‪ ،‬الرئيــس احلالــي للجزائــر عبــد العزيــز بوتفليقــة الــذي كان‬ ‫رفق ًيــا للرئيــس هــواري بومديــن وعضــو مجلــس قيــادة الثــورة حتــى‬ ‫وف ــاة بومدي ــن‪.‬‬

‫العقدي ــة‪ ،‬وكان ــت للح ــركات الثوري ــة اإلفريقي ــة رعاي ــة خاص ــة عن ــد‬ ‫القيـــادة اجلزائريـــة‪ ،‬فاســـتقبلت القيـــادات الثوريـــة مـــن اجنـــوال‪،‬‬ ‫الكاميـــرون‪ ،‬الكونغـــو‪ ،‬موزمبيـــق‪ ،‬النيجـــر‪ ،‬غينيا‪-‬بيســـاو‪ ،‬جنـــوب‬ ‫إفريقي ــا وناميبي ــا‪ ،‬كم ــا أن الق ــادة الكاريزمي ــة م ــن أمث ــال نكروم ــا‬ ‫وباتري ــس لوميمب ــا‪ ،‬قب ــل اغتياله ــا كان ــت لهم ــا مكان ــة يف اجلزائ ــر‬ ‫م ــع توطي ــد العالق ــات م ــع الرئي ــس كاس ــترو يف كوب ــا والدف ــاع ع ــن‬ ‫القضيـــة الفلســـطينية يف احملافـــل الدوليـــة والدعـــم السياســـي‬ ‫والعس ــكري للح ــركات الفلس ــطينية وأصبح ــت كلم ــة بومدي ــن ع ــن‬ ‫تأييــد ودعــم فلســطني مثـ ً‬ ‫ـا حتــى اليــوم يف اجلزائــر " مــع فلســطني‬ ‫مظلوم ــة أو ظامل ــة"؟‬ ‫إن اجلزائــر مــن مؤسســي منظمــة الوحــدة اإلفريقيــة ‪1963‬م‪،‬‬ ‫(االحتــاد اإلفريقــي اآلن)‪ ،‬كمــا أصبحــت مــن الــدول الرئيســة يف‬ ‫حركــة عــدم االنحيــاز‪ ،‬وأصبــح الدفــاع عــن قضايــا العالــم الثالــث‬ ‫مشــروعا سياســ ًيا يف السياســة اخلارجيــة اجلزائريــة مــن خــال‬ ‫ً‬ ‫عــدم االنحيــاز ومجموعــة الـــ ‪ ،77‬ومتيــزت خطابــات الرئيــس‬ ‫اجلزائــري بومديــن ووزيــر خارجيتــه بالدفــاع عــن حــركات التحــرر‬ ‫يف العالــم الثالــث كخطاباتــه يف اجلمعيــة العامــة ورئاســة منظمــة‬ ‫الوحــدة اإلفريقيــة ‪ 1969-1968‬م‪ ،‬وتولــت اجلزائــر الســكرتيرية‬ ‫العامــة حلركــة عــدم االنحيــاز ‪1976-1973‬م‪ ،‬وكانــت قمــة عــدم‬ ‫االنحيــاز قــد عقــدت يف اجلزائــر وألقــى بومديــن خطابــه يف‬ ‫اجلمعيــة العامــة يف عــام ‪1974‬م‪ ،‬وكان أول رئيــس يخطــب باللغــة‬ ‫العربيــة بــدون مترجــم بعــد اعتمادهــا لغــة رســمية يف مؤسســات‬ ‫األمم املتحــدة‪ .‬كمــا انتخــب وزيــر اخلارجيــة اجلزائريــة بوتفليقــة‬ ‫رئيســا للجمعيــة العامــة ‪1974‬م‪ ،‬ولعبــت دو ًرا مه ًمــا‬ ‫الرئيــس احلالــي‬ ‫ً‬ ‫يف إلقــاء رئيــس منظمــة التحريــر الفلســطينية خطا ًبــا يف اجلمعيــة‬ ‫العــام ‪1974‬م‪ ،‬ممــا يؤكــد علــى الــدور الطالئعــي للجزائــر يف خدمــة‬ ‫قضايــا التحــرر ممــا أكســبها ســمعة ثوريــة يف السياســة الدوليــة ويف‬ ‫دول العالــم الثالــث‪.‬‬

‫إن ميـــراث الثـــورة اجلزائريـــة‪ ،‬شـــكل املرجعيـــة الرئيســـة‬ ‫للسياســة اخلارجيــة اجلزائريــة‪ ،‬وكانــت النخبــة السياســية احلاكمــة‬ ‫م ــن الرئي ــس ب ــن ب ــا والرئي ــس ه ــواري بومدي ــن ت ــرى يف اجلزائ ــر‬ ‫قلع ــة الث ــوار‪ ،‬وأخ ــذت اجلزائ ــر س ــمعهتا الدولي ــة بالتاري ــخ الث ــوري‬ ‫يف مقاوم ــة االس ــتعمار الفرنس ــي‪ ،‬ولذل ــك ف ــإن رف ــض اإلمبريالي ــة‬ ‫واالس ــتعمار يف ج ــذوره يرج ــع إل ــى تاري ــخ احلرك ــة الثوري ــة‪ ،‬ولذل ــك‬ ‫فتحــت اجلزائــر ابوابهــا للحــركات الثوريــة علــى اختــاف اجتاهاتهــا‬

‫النظام االقتصادي العالمي الجديد ومطالب العالم الثالث‬

‫العالم الثالث كمشروع سياسي‬

‫كانــت الــدول الرأســمالية تســيطر علــى األســواق‪ ،‬وتتحكــم يف‬ ‫أســعار املــواد اخلــام املنتجــة مــن الــدول الناميــة‪ ،‬كمــا تتحكــم ً‬ ‫أيضــا‬ ‫يف أســعار صادراتهــا إلــى أســواق الــدول الناميــة‪ ،‬ولذلــك عندمــا‬ ‫عقــدت قمــة عــدم االنحيــاز يف اجلزائــر عــام ‪1973‬م‪ ،‬اعتبــرت‬ ‫قمــة اقتصاديــة تدافــع عــن مطالــب الــدول الناميــة‪ ،‬ولذلــك تبنــى‬ ‫املؤمتــر املطالبــة بنظــام اقتصــادي عاملــي جديــد يحقــق العدالــة‬

‫تبنــت الجزائــر االشــتراكية االقتصاديــة إال أنهــا بعيــدة عن الماركســية‬ ‫وحظ ــرت الح ــزب الش ــيوعي فت ــردد "الجزائ ــر اش ــتراكية ب ــا اش ــتراكيين"‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪130‬‬ ‫إبــريـــــــل ‪2018‬‬

‫‪99‬‬

‫ملف العدد‬

‫دعـم مصـر للثـورة الجزائرية دفع فرنسـا للمشـاركة يف العدوان الثالثي‬ ‫والمساهمة يف بناء المفاعل النووي اإلسرائييل نكاية يف الموقف المصري‬ ‫الناصــر وقــادة الــدول املســتقلة اإلفريقيــة واآلســيوية مثــل الزعيــم‬ ‫الهنــدي نهــرو والرئيــس أحمــد ســوكارنو رئيــس إندونيســيا ورئيــس‬ ‫وزراء الصــن آنــذاك شــو إن الي ‪ ،‬ممــا وفــر دع ًمــا قو ًيــا للجزائــر‬ ‫بنشــاطها الدبلوماســي‪ ،‬ودعــم حــق تقريــر املصيــر للجزائــر يف األمم‬ ‫املتحــدة باإلضافــة إلــى دعــم دول عــدم االنحيــاز للثــورة اجلزائريــة‪،‬‬ ‫وحضــرت احلكومــة اجلزائريــة املؤقتــه التــي أعلنــت عــام ‪1958‬م‪،‬‬ ‫مؤمتــر عــدم االنحيــار يف بلغــراد ‪1961‬م‪ ،‬حيــث كان الرئيــس‬ ‫اليوغســايف تيتــو مــن مؤيــدي الثــورة اجلزائريــة‪ ،‬وكان مــع عبــد‬ ‫الناصــر ونهــرو مــن أشــهر قادتهــا عنــد إنشــائها‪ .‬كمــا اســتفادت‬ ‫الثــورة اجلزائريــة بنشــاط قادتهــا مــن العالقــات مــع االحتــاد‬ ‫الســوفيتي والصــن وحتــى الواليــات املتحــدة لتحقيــق االســتقالل يف‬ ‫يوليــو ‪1962‬م‪ .‬أخــذت اجلزائــر الدولــة املســتقلة ســمعة ثوريــة علــى‬ ‫مســتوى دول العالــم وشــعوبها بســبب بطــوالت وتضحيــات الشــعب‬ ‫اجلزائــري ضــد االســتعمار الفرنســي الــذي اســتمر ‪ 130‬عا ًمــا حتــى‬ ‫أن دبلوماســية اجلزائــر أثنــاء الثــورة جذبــت اهتمــام الباحثــن‪ ،‬فــكان‬ ‫كتــاب مثيــو كونللــي عــن الدبلوماســية يف كتابــه ‪A Diplomatic‬‬ ‫‪Revolution: Algeria's Fight for independence and‬‬ ‫‪.the Origins of the Post-Cold War 2002‬‬

‫الحياد اإليجابي بين الشرق والغرب‬

‫كمــا كان دعــم االحتــاد الســوفيتي حلــركات التحــرر فكانــت‬ ‫الواليــات املتحــدة داعمــة لسياســة التحــرر مــن االســتعمار يف القــارة‬ ‫اإلفريقيــة‪ ،‬فقــد كان الرئيــس األمريكــي جــون كينــدي مــن املؤيديــن‬ ‫رئيســا للواليــات املتحــدة‪،‬‬ ‫الســتقالل الــدول اإلفريقيــة قبــل انتخابــه‬ ‫ً‬ ‫فعندمــا كان يف مجلــس الشــيوخ كان يتبنــى سياســة اســتقالل الــدول‬ ‫اإلفريقيــة وحــق تقريــر املصيــر وخاصــة اجلزائــر‪ ،‬وعندمــا انتخــب‬ ‫رئيســا كان داع ًمــا الســتقالل اجلزائــر وكانــت اخلالفــات بــن‬ ‫ً‬ ‫واشــنطن وباريــس بســبب رغبــة فرنســا اســتعمال الناتــو ضــد الثــورة‬ ‫اجلزائريــة وهــو مــا رفضتــه واشــنطن‪ ،‬فحلــف الناتــو للدفــاع عــن‬ ‫أوروبــا وليــس التدخــل خــارج القــارة‪.‬‬ ‫زار الرئي ــس أحم ــد ب ــن بي ــا أول رئي ــس للجزائ ــر واش ــنطن‬ ‫أكتوبـــر عـــام ‪1962‬م‪ ،‬واجتمـــع بالرئيـــس جـــون كينـــدي‪ ،‬ولكـــن‬ ‫الوف ــد اجلزائ ــري الزائ ــر انتق ــل م ــن الوالي ــات املتح ــدة إل ــى كوب ــا‬ ‫واالجتمــاع مــع الرئيــس كاســترو‪ ،‬ممــا أقلــق واشــنطن خاصــة أنهــا‬ ‫ج ــاءت يف أثن ــاء أزم ــة الصواري ــخ الس ــوفيتية يف كوب ــا فيم ــا يع ــرف‬ ‫بأزمـــة كوبـــا‪ .‬إن السياســـة اجلزائريـــة مســـتقلة فالعالقـــات مـــع‬ ‫االحت ــاد الس ــوفيتي ال تعن ــي أنه ــا عل ــى حس ــاب واش ــنطن‪ ،‬كان ــت‬

‫‪98‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪130‬‬ ‫إبــريـــــــل ‪2018‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ثوابــت تاريخيــة ومخــاوف داخليــة تبعــد الجزائــر عــن ملفــات الربيــع العربــي‬

‫الـجـزائـــر‪ :‬دبـلـومـاسـيـــة الـثـــورة والـعـالـم‬ ‫الـثـالـــث كـمـشـــروع سـيـاسـي‬ ‫عندمــا عقــد املهرجــان الثقــايف اإلفريقــي باجلزائــر يف أكتوبــر عــام ‪1969‬م‪ ،‬جمــع املهرجــان القيــادات الثوريــة مــن جميــع‬ ‫أنحــاء القــارة اإلفريقيــة‪ ،‬نحــت القائــد الثــوري املــكار كابرائيــل‪ ،‬تعبيــر "مكــة الثوريــن" فحســب قولــه" النصــارى يذهبــون‬ ‫إلــى الفاتيــكان‪ ،‬واملســلمون يذهبــون إلــى مكــة والثــوار يذهبــون إلــى اجلزائــر"؟ علــى اعتبــار أن اجلزائــر أصبحــت قلعــة للثــوار‬ ‫مــن مختلــف أنحــاء العالــم الثالــث‪ ،‬فبعــد اســتقالل اجلزائــر توجــه قــادة الثــوار مــن أمريــكا الالتينيــة وآســيا وإفريقيــا إلــى‬ ‫اجلزائــر لدراســة جتربــة الثــورة اجلزائريــة‪ ،‬ثــورة املليــون ونصــف املليــون شــهيد (‪1962-1954‬م)‪ ،‬فزارهــا تشــي جيفــارا‪،‬‬ ‫نيلســون مانديــا‪ ،‬وياســر عرفــات‪ ،‬وغيرهــم مــن قيــادات حــركات التحــرر يف العالــم‪ ،‬ومنهــم املــكار كابرائيــل نفســه الــذي‬ ‫كان يقــود حركــة التحــرر يف غينيــا بيســاو ضــد االســتعمار البرتغالــي ولكــن مت اغتيالــه ‪1972‬م‪ ،‬قبــل أن تتحــرر غينيــا مــن‬ ‫االســتعمار البرتغالــي بثمانيــة شــهور‪ .‬ولقــد اقتبــس جيقــري بايــرن هــذا التعبيــر لعنــوان كتابــه الــذي صــدر عــن دار اكســفورد‬ ‫عــن الثــورة اجلزائريــة ‪Mecca of revolution: Algeria, Decolonization and the Third World order‬‬ ‫‪ ،2016‬حتــى جماعــة الفهــود الســود األمريكيــة توجهــت للجزائــر بعــد االســتقالل ممــا أزعــج الواليــات املتحــدة األمريكيــة‪.‬‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫البندقية والدبلوماسية‬

‫يعتبــر االســتعمار الفرنســي مــن أبشــع أنــواع االســتعمار‪،‬‬ ‫فعندمــا اســتعمرت فرنســا اجلزائــر‪ ،‬كانــت تريدهــا قطعــة مــن‬ ‫فرنســا وعملــت بــكل جهودهــا لطمــس الهويــة العربيــة واإلســامية‬ ‫يف اجلزائــر وحاربــت اللغــة العربيــة بــكل الوســائل وظهــرت املقاومــة‬ ‫اجلزائريــة ضــد املســتعمر الفرنســي منــذ القــرن التاســع عشــر‬ ‫بزعامــة األميــر عبــد القــادر اجلزائــري (‪1883-1808‬م)‪ ،‬وغيــره مــن‬ ‫رجــال املقاومــة‪ ،‬والعالمــة عبــد احلميــد بــن باديــس (‪1940-1889‬م)‬ ‫والبشــير اإلبراهيمــي (‪1966-1880‬م)‪ ،‬وكان لهــوالء وغيرهــم دور يف‬ ‫احملافظــة علــى اللغــة العربيــة واإلســام ممــا أشــعل املقاومة املســلحة‬ ‫فيمــا بعــد ضــد املســتعمر الفرنســي‪ ،‬فبــدأت الشــرارة املســلحة عــام‬ ‫‪1954‬م‪ ،‬ضــد فرنســا التــي أرادت اســتعمال حلــف الناتــو إلخمــاد‬ ‫الثــورة اجلزائريــة وظهــرت بطــوالت الرجــال والنســاء يف املقاومــة‪،‬‬ ‫التــي مــا زالــت تــدرس جتربتهــا حــركات التحــرر واملعاهــد األكادمييــة‬ ‫يف العالــم‪ .‬كمــا اســتغل قــادة الثــورة اجلزائريــة جميــع الوســائل‬ ‫الدبلوماســية باإلضافــة للمقاومــة املســلحة‪ ،‬مســتغلة احلــرب البــاردة‬ ‫بــن االحتــاد الســوفيتي والواليــات املتحــدة ودول العالــم املناهضــة‬

‫لالســتعمار والتنافــس بــن أوروبــا العجــوز التــي خرجــت ضعيفــة‬ ‫بعــد احلــرب العامليــة الثانيــة والواليــات املتحــدة‪ .‬كانــت الواليــات‬ ‫املتحــدة ضــد االســتعمار الفرنســي علــى اعتبــار أن االســتعمار يوفــر‬ ‫مبــر ًرا لالحتــاد الســوفيتي ملهاجمــة الرأســمالية الغربيــة ويجــد لــه‬ ‫موطــئ قــدم يف الــدول التــي تطالــب باالســتقالل ألنــه يدعــم حــركات‬ ‫التحــرر‪ ،‬فلذلــك واشــنطن كانــت تضغــط علــى بريطانيــا وفرنســا‬ ‫باالنســحاب مــن مســتعمراتها‪.‬‬ ‫ودعمــت الــدول العربيــة املســتقلة اجلزائــر وكان للجامعــة‬ ‫العربيــة آنــذاك دور يف احملافــل الدوليــة‪ ،‬ولكــن الدعــم القــوي كان‬ ‫مــن أكبــر دولــة عربيــة‪ ،‬مصــر بقيــادة الرئيــس جمــال عبــد الناصــر‪،‬‬ ‫وكانــت األســلحة تصــل للثــوار اجلزائريــن مــن البحــر شــماالً‬ ‫والصحــراء جنو ًبــا ممــا أقلــق فرنســا ممــا جعلهــا تشــارك يف العــدوان‬ ‫الثالثــي علــى مصــر عــام ‪1956‬م‪ ،‬بــل قامــت فرنســا باملســاهمة يف‬ ‫بنــاء املفاعــل النــووي اإلســرائيلي نكايــة يف املوقــف املصــري الداعــم‬ ‫للثــورة اجلزائريــة‪.‬‬ ‫كانــت الثــورة اجلزائريــة حاضــرة بقادتهــا يف مؤمتــر باندونــغ‪،‬‬ ‫املؤمتــر األفروآســيوي ‪1955‬م‪ ،‬والــذي حضــره الرئيــس جمــال عبــد‬

‫العــــــدد ‪130‬‬ ‫إبـــريــــــــــــل ‪2018‬‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫الــعـالقـ ــات الـخـلـيـجـيـ ــة ‪ -‬الـجـزائـريـ ــة‪ :‬الـواقـ ــع والـمـأمـ ــول‬ ‫▀ ‪ 4‬مقترح ــات لتطوي ــر الش ــراكة االقتصادي ــة الس ــعودية ‪ -‬الجزائري ــة غي ــر الغ ــاز المس ــال‬ ‫▀ فش ــل الره ــان عل ــى تعث ــر العالق ــات الس ــعودية ‪ -‬الجزائري ــة بع ــد ث ــورات الربي ــع العرب ــي‬ ‫▀ تجربـــة الجزائـــر‪ :‬ثـــاث مقاربـــات ومحاربـــة اإلرهـــاب صعبـــة لكـــن ليســـت مســـتحيلة‬ ‫▀ الدبلوماس ــية الس ــعودية أول م ــن وف ــر حاضن ــة عربي ــة للجزائ ــر بع ــد العش ــرية الس ــوداء‬ ‫▀ مراجع ــات محس ــوبة تهي ــئ لنقل ــة ف ــي العالق ــات االس ــتراتيجية الس ــعودية ‪ -‬الجزائري ــة‬ ‫▀ فـــراق العالقـــات الجزائريـــة ‪ -‬اإليرانيـــة آت‪ ..‬والمشـــروع اإليرانـــي ال يســـتثني أحـــ ًدا‬ ‫▀ الجزائ ــر نم ــوذج للق ــوة الش ــاملة وجيش ــها الـــ ‪25‬عالم ًي ــا والثان ــي إفريقي ــا والثال ــث عرب ًي ــا‬ ‫▀ العالق ــات الخليجي ــة ‪ -‬الجزائري ــة ق ــوة عربي ــة أم ــام التدخ ــات الخارجي ــة يف المنطق ــة‬ ‫▀ ‪ 4‬مص ــادر لتموي ــل اإلره ــاب ف ــي غ ــرب إفريقي ــا وبوك ــو ح ــرام التنظي ــم األكث ــر دموي ــة‬

‫‪52‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪129‬‬ ‫مــــــــارس ‪2018‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫القضي ــة الفلس ــطينية قضي ــة عادل ــة لك ــن تحت ــاج لموق ــف عرب ــي‬ ‫وإس ــامي موح ــد م ــن الجامع ــة العربي ــة ومنظم ــة التع ــاون اإلس ــامي‬ ‫يف العاش ــر م ــن نوفمب ــر ‪1975‬م‪ ،‬وال ــذي ن ــص " أن الصهيوني ــة ه ــي‬ ‫ش ــكل م ــن أش ــكال العنصري ــة والتميي ــز العنص ــري"‪ ،‬وطال ــب الق ــرار‬ ‫جمي ــع دول العال ــم مبقاوم ــة األيديولوجي ــة الصهيوني ــة الت ــي حس ــب‬ ‫الق ــرار تش ــكل خطــ ًرا عل ــى األم ــن والس ــلم العاملي ــن‪ ،‬وق ــد ص ــوت‬ ‫للق ــرار ‪ 72‬دول ــة مقاب ــل ‪ 35‬دول ــة‪ ،‬ولك ــن عندم ــا اختلف ــت ال ــدول‬ ‫العربيـــة يف سياســـاتها وحـــدث االنقســـام بينهـــا‪ ،‬الغـــي القـــرار يف‬ ‫‪ 16‬ديســـمبر ‪1991‬م‪ ،‬بعـــد عاصفـــة الصحـــراء‪ .‬وتســـتطيع الـــدول‬ ‫العربي ــة أن حتش ــد إل ــى جانبه ــا دول ع ــدم االنحي ــاز يف التصوي ــت‬ ‫ب ــاألمم املتح ــدة‪ ،‬ونالح ــظ أن تضام ــن ال ــدول العربي ــة واإلس ــامية‬ ‫بشـــأن القـــدس قـــد أدى إلـــى تصويـــت أربعـــة عشـــر عضـــ ًوا يف‬ ‫مجل ــس األم ــن الدول ــي و‪ 128‬عض ـ ًوا يف اجلمعي ــة العال ــم للتصوي ــت‬ ‫ض ــد ق ــرار ترام ــب بش ــأن الق ــدس‪ .‬واخلالص ــة أن ال ــدول العربي ــة‬ ‫ميك ــن أن تك ــون فعال ــة يف هي ــأة األمم املتح ــدة إذا تضام ــن وأقام ــت‬

‫عالق ــات قوي ــة مبني ــة عل ــى املصال ــح املتبادل ــة م ــن ال ــدول األعض ــاء‬ ‫والـــدول الدائمـــة العضويـــة يف مجلـــس األمـــن لصالـــح القضيـــة‬ ‫الفلس ــطينية وغيره ــا م ــن القضاي ــا العربي ــة ‪.‬‬ ‫ورغـــم أن األمم املتحـــدة ال متلـــك قـــوة تفـــرض قراراتهـــا‬ ‫بالق ــوة العس ــكرية‪ ،‬وإمن ــا حتق ــق قوته ــا م ــن خ ــال ال ــدول الدائم ــة‬ ‫العضويـــة يف مجلـــس األمـــن الدولـــي بالعقوبـــات االقتصاديـــة‬ ‫واســـتعمال الفصـــل الســـابع مـــن امليثـــاق لـــأمم املتحـــدة‪ ،‬وهـــذا‬ ‫يأتـــي يف حالـــة إجمـــاع الـــدول اخلمـــس أو عـــدم اســـتعمل حـــق‬ ‫الفيت ــو‪ ،‬والقضي ــة الفلس ــطينية قضي ــة عادل ــة‪ ،‬ولكنه ــا حتت ــاج إل ــى‬ ‫موقـــف عربـــي وإســـامي موحـــد مـــن خـــال اجلامعـــة العربيـــة‬ ‫ومنظمـــة التعـــاون اإلســـامي‪.‬‬ ‫* أستاذ العلوم السياسية يف جامعتي الحسني بن طالل وامللك عبد العزيز سابقًا‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫األمم املتحدة والقدس‬ ‫لق ــد ص ــدرت عش ــرات الق ــرارات م ــن أجه ــزة األمم املتح ــدة‬ ‫بشـــأن القـــدس ســـواء مـــن مجلـــس األمـــن الدولـــي أو اجلمعيـــة‬ ‫العامـــة أو منظمـــة اليونســـكو‪ ،‬ففـــي اتفاقيـــة ســـايكس بيكـــو‬ ‫‪ 1916‬م‪ ،‬اتفـــق أن تكـــون القـــدس دوليـــة‪ ،‬وجتاهلـــت بريطانيـــا‬ ‫ذلـــك وشـــجعت الهجـــرة اليهوديـــة لفلســـطني والقـــدس خاصـــة‪.‬‬ ‫ون ــص ق ــرار التقس ــيم ‪ 181‬لس ــنة ‪1947‬م‪ ،‬عل ــى أن تك ــون الق ــدس‬ ‫حت ــت الوصاي ــة الدولي ــة‪ ،‬ويف ع ــام ‪1949‬م‪ ،‬ص ــدر ق ــرار للجمعي ــة‬ ‫الع ــام رق ــم ‪ 303‬وال ــذي ال تعت ــرف في ــه بإع ــان الق ــدس عاصم ــة‬ ‫إلســـرائيل‪ .‬كمـــا صـــدرت عـــدة قـــرارات للجمعيـــة العامـــة علـــى‬ ‫ســـنوات مختلفـــة تديـــن االســـتيطان واحلفريـــات‬ ‫وتغييـــر معالـــم القـــدس الشـــرقية‪.‬‬ ‫أمـــا بالنســـبة ملجلـــس األمـــن الدولـــي فقـــد‬ ‫صـــدرت قـــرارات متعـــددة حـــول القـــدس علـــى‬ ‫أنهـــا أرض محتلـــة مثـــل قـــرار ‪ 242‬وغيرهـــا‪،‬‬ ‫ولك ــن إس ــرائيل ل ــم تلت ــزم بذل ــك‪ ،‬ويتع ــزز دوره ــا‬ ‫يف الق ــدس باملوق ــف األمريك ــي‪ ،‬فإع ــان الرئي ــس‬ ‫األمريكـــي ترامـــب بنقـــل الســـفارة األمريكيـــة‬ ‫للقـــدس باعتبارهـــا عاصمـــة إســـرائيل يف ‪21‬‬ ‫ديس ــمبر ‪ 2017‬م‪ ،‬فق ــد رف ــض أربع ــة عش ــر م ــن‬ ‫أعضـــاء مجلـــس األمـــن اخلمســـة عشـــر القـــرار علـــى اعتبـــار‬ ‫القـــدس أرض محتلـــة ولهـــا وضـــع خـــاص ‪ ،‬وبقيـــت الواليـــات‬ ‫املتح ــدة وحي ــدة يف موقفه ــا‪ ،‬كم ــا أن ‪ 128‬عضـ ـ ًوا م ــن اجلمعي ــة‬ ‫العام ــة ض ــد الق ــرار ‪ ،‬وم ــع ذل ــك تبق ــى الوالي ــات املتح ــدة كق ــوة‬ ‫عامليـــة ولهـــا حـــق الفيتـــو وجتهـــض أي قـــرار يديـــن إســـرائيل‬ ‫وسياســـتها يف فلســـطني‪.‬‬

‫مقال‬

‫ملف العدد‬

‫بحاجــة لالصــاح ســواء بالنســبة لعضويــة مجلــس األمــن الدولــي أو‬ ‫الــدول الدائمــة فيــه‪.‬‬ ‫وانعـــدام املصداقيـــة ال يتوقـــف علـــى القضيـــة الفلســـطينية‪،‬‬ ‫ف ــاألمم املتح ــدة ل ــم متن ــع االحت ــال األمريك ــي للع ــراق‪ ،‬ب ــل ص ــرح‬ ‫كـــويف أنـــان األمـــن العـــام لـــأمم املتحـــدة آنـــذاك أن االحتـــال‬ ‫األمريك ــي كان خ ــارج نط ــاق األمم املتح ــدة ودون موافق ــة مجل ــس‬ ‫األم ــن الدول ــي‪ ،‬كم ــا أعط ــت األمم املتح ــدة غط ــاء ش ــرع ًيا للتدخ ــل‬ ‫العس ــكري يف س ــوريا وليبي ــا مم ــا أوج ــد م ــآس عل ــى املدني ــن‪ ،‬كم ــا‬ ‫أن موق ــف األمم املتح ــدة م ــن مذاب ــح وانته ــاك حق ــوق املس ــلمني يف‬ ‫ماينم ــار وس ــيرالنكا يعط ــي مؤشـ ـ ًرا أن األمم املتح ــدة مجحف ــة يف‬ ‫حق ــوق الش ــعوب العربي ــة واإلس ــامية!‬

‫فشلت األمم المتحدة‬ ‫يف ح ــل أزم ــة الح ــرب‬ ‫اإلسرائيلية عىل العرب‬ ‫عام‪1967‬واحتاللالضفة‬ ‫الغربية و سيناء والجوالن‬

‫فقدان املصداقية لألمم املتحدة‬ ‫إن قــرارات األمم املتحــدة ومبختلــف أجهزتهــا رغــم تعددهــا إال‬ ‫أنهــا ال تتمتــع باملصداقيــة‪ ،‬فالقــرارات بالنســبة لالحتــال لــم تنفــذ‪،‬‬ ‫وكذلــك كل القــرارات بالنســبة للقــدس جتاهلتهــا إســرائيل‪ ،‬وقــد ال‬ ‫تتحمــل املنظمــة الدوليــة كل املســؤولية ‪ ،‬ولكــن امليثــاق لــأمم املتحــدة‬ ‫منــذ إنشــائها لــم يتغيــر رغــم تغيــر الظــروف الدوليــة وهنــاك ‪193‬‬ ‫دولــة يف املنظمــة ورغــم ذلــك ال زالــت اخلمــس الدائمــة العضويــة‬ ‫تتحكــم يف القــرارات‪ ،‬عل ًمــا بــأن هنــاك دول صاعــدة وأخــرى قويــة‬ ‫ليــس لهــا دور فعــال يف األمم املتحــدة أو مجلــس األمــن الدولــي مثــل‬ ‫أملانيــا‪ ،‬والهنــد‪ ،‬واليابــان‪ ،‬فالنظــام الدولــي عــام ‪1945‬م‪ ،‬عنــد توقيــع‬ ‫امليثــاق يختلــف عــن النظــام الدولــي يف القــرن احلــادي والعشــرين‬ ‫الــذي يتجــه نحــو التعدديــة القطبيــة‪ ،‬وعنــد توقيــع االتفــاق لــم تكــن‬ ‫معظــم الــدول العربيــة مســتقلة‪ ،‬ولذلــك إن ميثــاق األمم املتحــدة‬

‫العــدد ‪129‬‬ ‫مــــــــارس ‪2018‬‬

‫‪51‬‬

‫تســتطيع الــدول العربيــة واإلســامية أن تكــون مؤثــرة‬ ‫يف األمم املتحــدة‬ ‫إن الــدول العربيــة واإلســامية متلــك كل أســباب‬ ‫القـــوة ســـواء االقتصاديـــة واملوقـــع االســـتراتيجي‬ ‫وغيرهـــا مـــن عناصـــر القـــوة‪ ،‬ومنظمـــة التعـــاون‬ ‫اإلســامي عددهــا ‪ 57‬دولــة‪ ،‬والتأثيــر يف هيــأة األمم‬ ‫املتح ــدة م ــن خ ــال العالق ــات العربي ــة م ــع ال ــدول‬ ‫األعضـــاء يف هيـــأة األمم املتحـــدة وخاصـــة الـــدول‬ ‫اخلم ــس الدائم ــة العضوي ــة‪ ،‬فالص ــن له ــا عالق ــات اقتصادي ــة م ــع‬ ‫ال ــدول العربي ــة واإلس ــامية وكذل ــك بريطاني ــا وفرنس ــا وغيره ــا‪،‬‬ ‫وال ــدول تبن ــي عالقاته ــا عل ــى املصال ــح‪.‬‬ ‫وكمــا نشــرت مجلــة ‪ Foreign Policy‬يف ‪ 15‬مــارس ‪2017‬م‪،‬‬ ‫فـــإن الســـفيرة األمريكيـــة يف األمم املتحـــدة نيكـــي هيلـــي قدمـــت‬ ‫مذك ــرة للبي ــت األبي ــض م ــن ثالث ــة وخمس ــن صفح ــة‪ ،‬تطال ــب فيه ــا‬ ‫بقط ــع املس ــاعدات ع ــن ‪ 40‬دول ــة صوت ــت ض ــد الوالي ــات املتح ــدة‬ ‫وإســـرائيل يف ‪ 21‬ديســـمبر ‪2017‬م‪ ،‬مبعنـــى صـــ َوت مـــع الواليـــات‬ ‫املتحـــدة يف األمم املتحـــدة وإال ســـنقطع املســـاعدات عنـــك‪ .‬فـــإذا‬ ‫دولـــة تعتبـــر نفســـها رائـــدة الدميقراطيـــة يف العالـــم وترفـــع علـــم‬ ‫احلريـــة تربـــط املســـاعدات بالتصويـــت‪ ،‬فـــإن ذلـــك يدفـــع الـــدول‬ ‫للمس ــاومة يف عملي ــة التصوي ــت؟‬ ‫إذا اســتطاعت الــدول العربيــة توحيــد اســتراتيجيتها يف التعامــل‬ ‫م ــع هي ــأة األمم املتح ــدة م ــن خ ــال عالقاته ــا م ــع ال ــدول األعض ــاء‬ ‫ميك ــن حتقي ــق التأثي ــر‪ ،‬فمث ـ ً‬ ‫ـا عندم ــا مت اس ــتعمال البت ــرول كورق ــة‬ ‫ضغــط يف حــرب أكتوبــر ‪1973‬م‪ ،‬غيــرت بعــض الــدول الغربيــة مــن‬ ‫سياس ــتها م ــن إس ــرائيل‪ ،‬وكذل ــك قطع ــت بع ــض ال ــدول اإلفريقي ــة‬ ‫عالقاتهــا مــع إســرائيل‪ ،‬وبعضهــا رفــض إقامــة عالقاتهــا‪ ،‬وبالتالــي‬ ‫أث ــر ذل ــك عل ــى التصوي ــت يف اجلمعي ــة العام ــة أو مجل ــس األم ــن‬ ‫الدولــي‪ .‬وجنــد أن الــدول العربيــة اســتطاعت متريــر القــرار ‪3379‬‬

‫‪50‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪129‬‬ ‫مــــــــارس ‪2018‬‬

‫مقال‬

‫واليه ــود ودخل ــت اجلي ــوش العربي ــة‪ ،‬ل ــم تك ــن هن ــاك اس ــتراتيجية‬ ‫للقيــادة املوحــدة أو حتــى اســتراتيجية لــكل دولــة‪ ،‬وكانــت اخلالفــات‬ ‫بـــن الـــدول العربيـــة وعـــدم الثقـــة يف أشـــدها ويصـــف اخلبيـــر‬ ‫االســـتراتيجي هيثـــم الكيالنـــي الواقـــع وعـــدم التعـــاون والثقـــة يف‬ ‫كتاب ــه االس ــتراتيجيات العس ــكرية للح ــروب العربي ــة –اإلس ــرائيلية‬ ‫‪1991‬م‪ ،‬بقولـــه " كان لـــدى العـــراق ‪ 8‬طائـــرات ذوات قنابـــل‬ ‫مبواصف ــات خاص ــة‪ ،‬وكان ل ــدى مص ــر قناب ــل تصل ــح لالس ــتعمال‬ ‫عل ــى ه ــذه الطائ ــرات‪ .‬فعرض ــت مص ــر أن تأخ ــذ الطائ ــرات‪ ،‬ورأى‬ ‫العـــراق أن تقـــدم مصـــر القنابـــل ‪ .‬وتشـــبث كل برأيـــه‪ ،‬حتـــى إذا‬ ‫انتهـــت احلـــرب‪ ،‬أعطـــت العـــراق مصـــر أربـــع طائـــرات‪ ،‬وســـوريا‬ ‫ثال ًث ــا‪ ،‬وس ــقطت الثامن ــة يف الطري ــق‪( .‬هيث ــم كيالن ــي ص‪.)137‬‬ ‫فـــإذا كانـــت الـــدول يف حالـــة خالفـــات سياســـية وحتـــت‬ ‫الس ــيطرة األجنبي ــة واس ــتقالالً ش ــكل ًيا‪ ،‬فتك ــون فعاليته ــا الدولي ــة‬ ‫ضعيف ــة ألنه ــا يف حال ــة تبعي ــة سياس ــية وبالتال ــي ينع ــدم تأثيره ــا‬ ‫يف املنظم ــات الدولي ــة واإلقليمي ــة الت ــي تتحك ــم فيه ــا ع ــادة ال ــدول‬ ‫الكبــرى كمــا هــو احلــال يف هيــأة األمم املتحــدة التــي يتحكــم فيهــا‬ ‫منـــذ إنشـــائها الـــدول اخلمـــس الكبـــار الدائمـــة العضويـــة التـــي‬ ‫متل ــك ح ــق النق ــض (الفيت ــو)‪.‬‬ ‫قرارات مجلس األمن الدولي ‪497 ،487 ،338 ،242‬‬ ‫تنــص الفقــرة الرابعــة مــن املــادة الثانيــة مــن ميثــاق األمم املتحــدة‬ ‫ب ــأن " متتن ــع ال ــدول األعض ــاء يف املنظم ــة‪ ،‬يف عالقاته ــا الدولي ــة‪،‬‬ ‫عــن اللجــوء بالقــوة أو اســتعمالها ســواء ضــد ســامة أراضــي جميــع‬ ‫الــدول أو اســتقاللها السياســي‪ ،‬أو بــأي شــكل آخــر ال يتــاءم وأهــداف‬ ‫األمم املتح ــدة"‪ .‬ولك ــن نالح ــظ أن إس ــرائيل وال ــدول الكب ــرى مث ــل‬ ‫الوالي ــات املتح ــدة وروس ــيا االحتادي ــة ل ــم تلت ــزم بامليث ــاق‪ .‬فإس ــرائيل‬ ‫شــنت حربهــا علــى الــدول العربيــة املجــاورة يف اخلامــس مــن يونيــو‪/‬‬ ‫حزي ــران ‪1967‬م‪ ،‬واحتل ــت أراض ــي كل م ــن الضف ــة الغربي ــة وس ــيناء‬ ‫وهضبــة اجلــوالن‪ ،‬وفشــلت األمم املتحــدة يف حــل األزمــة آنــذاك بــل‬ ‫أس ــهمت بش ــكل أو بآخ ــر يف من ــع الع ــدوان عندم ــا س ــحبت الق ــوات‬ ‫الدوليــة مــن ســيناء‪ ،‬كمــا أنهــا ً‬ ‫أيضــا فشــلت يف منــع احتــال الواليــات‬ ‫املتحـــدة للعـــراق عـــام ‪2003‬م‪ ،‬وتدخلـــت روســـيا يف ســـوريا وقتلـــت‬ ‫الطائ ــرات الروس ــية مئ ــات املدني ــن الس ــوريني وفش ــلت هي ــأة األمم‬ ‫املتح ــدة يف اتخ ــاذ موق ــف حاس ــم لوق ــف التدخ ــل الروس ــي‪ .‬لذل ــك‬ ‫نحــن نشــهد فشــا متواصـ ً‬ ‫ـا لهيــأة األمم املتحــدة ملنــع العــدوان علــى‬ ‫الــدول العربيــة‪ ،‬وأن قراراتهــا ال تنفــذ يف ظــل هيمنــة الــدول الكبــرى‬ ‫وتأييـــد هـــذه الـــدول للعـــدوان بأشـــكال مختلفـــة وحمايـــة الـــدول‬ ‫املعتدي ــة م ــن خ ــال اس ــتعمال ح ــق الفيت ــو‪.‬‬ ‫أصـــدر مجلـــس األمـــن الدولـــي قـــراره ‪ 242‬يف ‪ 22‬نوفمبـــر‬ ‫‪1967‬م‪ ،‬يطالــب فيهــا إســرائيل مــن األراضــي التــي احتلتهــا بالقــوة‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ورغ ــم م ــرور خمس ــن عا ًم ــا إال أن إس ــرائيل ل ــم تنف ــذه ب ــل حت ــاول‬ ‫إجهاضــه وااللتفــاف عليــه بــكل الوســائل وقامــت ببنــاء املســتوطنات‬ ‫يف الضفـــة الغربيـــة رغـــم اإلدانـــات الدوليـــة‪ .‬بـــل إن لغـــة القـــرار‬ ‫الدول ــي ال ــذي صاغ ــة املن ــدوب البريطان ــي الل ــورد ك ــرادون جعل ــه‬ ‫ً‬ ‫غامضـــا وخاصـــة الفقـــرة اخلاصـــة باالنســـحاب مـــن األراضـــي‬ ‫املتحـــدة عندمـــا أســـقط "ال" التعـــرف‪ ،‬عل ًمـــا بـــأن النـــص واضـــح‬ ‫يف النـــص الفرنســـي والروســـي والصينـــي باالنســـحاب مـــن كافـــة‬ ‫ً‬ ‫غامضــا‬ ‫األراضــي احملتلــة‪ ،‬وكأن املجلــس كان متواط ًئــا يف أن يكــون‬ ‫ليفس ــح إلس ــرائيل بع ــدم االنس ــحاب الكام ــل وه ــي تس ــيطر عل ــى‬ ‫الضف ــة واجل ــوالن‪.‬‬ ‫كم ــا أص ــدر مجل ــس األم ــن الدول ــي ق ــراره ‪ 338‬يف ‪ 22‬اكتوب ــر‬ ‫‪1973‬م‪ ،‬أثن ــاء ح ــرب العاش ــر م ــن رمض ــان (الس ــادس م ــن أكتوب ــر)‬ ‫‪1973‬م‪ ،‬يطالـــب فيـــه إســـرائيل مـــن االنســـحاب مـــن األراضـــي‬ ‫احملتل ــة وتنفي ــذ الق ــرار ‪ ،242‬ولك ــن عل ــى أرض الواق ــع‪ ،‬ف ــإن الق ــوة‬ ‫العس ــكرية أكث ــر فعالي ــة م ــن ق ــرارات هي ــأة األمم املتح ــدة‪ ،‬فعب ــور‬ ‫القــوات املصريــة لقنــاة الســويس يف حــرب ‪ 1973‬م‪ ،‬وانهيــار رئيســة‬ ‫الــوزراء اإلســرائيلية جولــدا مائيــر هــو احلاســم يف اســترجاع ســيناء‬ ‫ونهايــة أســطورة اجليــش الــذي ال يقهــر ‪ ،‬كمــا أن اجليــش الســوري‬ ‫يف ح ــرب أكتوب ــر اس ــترجع بع ــض األراض ــي الس ــورية يف اجل ــوالن‪،‬‬ ‫ولذلـــك فالقـــوة كمـــا يقـــول هانـــس مورجنثـــاو هـــي التـــي حتمـــي‬ ‫مصالــح الدولــة وحقوقهــا وليســت قــرارات مجلــس األمــن الدولــي‪.‬‬ ‫وقـــد أصـــدر مجلـــس األمـــن الدولـــي قـــراره ‪ 487‬بتاريـــخ ‪19‬‬ ‫يونيـــو ‪1981‬م‪ ،‬بإدانتـــه للعـــدوان اإلســـرائيلي لقصـــف املفاعـــل‬ ‫النــووي العراقــي‪ ،‬وطالــب املجلــس يف قــراره أن تضــع إســرائيل فــو ًرا‬ ‫منش ــآتها النووي ــة حت ــت إش ــراف الوكال ــة الدولي ــة للطاق ــة الذري ــة‪،‬‬ ‫كم ــا اعتب ــر احل ــق للع ــراق بطل ــب التعويض ــات ع ــن األض ــرار ع ــن‬ ‫الدم ــار‪ ،‬ولك ــن ل ــم ينف ــذ مجل ــس األم ــن ق ــراره‪ ،‬وأص ــدر ق ــرارات‬ ‫يته ــم الع ــراق مبحاول ــة امت ــاك الس ــاح الن ــووي وكان ــت النتيج ــة‬ ‫فيمـــا بعـــد احتـــال العـــراق‪ ،‬وأثبـــت االحتـــال أن هدفـــه تدميـــر‬ ‫القــوة العســكرية العراقيــة والســيطرة علــى بترولــه وتفكيــك العــراق‬ ‫خدمـــة إلســـرائيل‪ ،‬وال زالـــت إســـرائيل ترفـــض إشـــراف الوكالـــة‬ ‫الدولي ــة للطاق ــة الذري ــة‪.‬‬ ‫وأصـــدر مجلـــس األمـــن الدولـــي قـــراره رقـــم ‪ 497‬يف ‪17‬‬ ‫ديس ــمبر ‪1981‬م‪ ،‬بإدان ــة إع ــان إس ــرائيل بض ــم األراض ــي احملتل ــة‬ ‫لهضب ــة اجل ــوالن الس ــورية‪ ،‬ول ــم تنف ــذ إس ــرائيل قراره ــا وال زال ــت‬ ‫اجل ــوالن محتل ــة وتعتب ــر اجل ــوالن ضم ــن إس ــرائيل وقام ــت ببن ــاء‬ ‫املس ــتوطنات يف اجل ــوالن‪ ،‬ولذل ــك تبق ــى ق ــرارات مجل ــس األم ــن أو‬ ‫اجلمعيــة العامــة بالنســبة إلســرائيل حب ـ ًرا علــى ورق بســبب حمايــة‬ ‫الـــدول الكبـــرى الحتاللهـــا وخاصـــة الواليـــات املتحـــدة باســـتعمال‬ ‫ح ــق النق ــض ض ــد أي ق ــرار يدي ــن إس ــرائيل‪.‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫الهيمنــة االســتعمارية‪ ،‬فقــد كانــت اجلامعــة العربيــة تضــم آنــذاك ســبعة‬ ‫دول عربي ــة فق ــط‪.‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪129‬‬ ‫مــــــــارس ‪2018‬‬

‫‪49‬‬

‫ملف العدد‬

‫ميثــاق األمم املتحــدة وتتعهــد بتطبيقهــا مــن اليــوم الــذي تصبــح فيــه‬ ‫عضــ ًوا يف األمم املتح ــدة "‪ ،‬وبأنه ــا تتعه ــد بتطبي ــق ق ــرار اجلمعي ــة‬ ‫الص ــادر ‪ 29‬نوفمب ــر ‪1947‬م‪ ،‬أي ق ــرار التقس ــيم وق ــرار ج ــق الع ــودة‬ ‫لالجئــن الفلســطينيني ‪ ،194‬ورغــم تعهــد إســرائيل‪ ،‬فإنهــا لــم تنفــذ‬ ‫ه ــذ الق ــرارات حت ــى اآلن ب ــل أنه ــا تس ــعى إلنه ــاء عم ــل وكال ــة غ ــوث‬ ‫الالجئ ــن الفلس ــطينيني وترف ــض ح ــق الع ــودة‪.‬‬ ‫اغتيال وسيط األمم املتحدة الكونت برنادوت‬ ‫اختــارت األمم املتحــدة عــام ‪1948‬م‪ ،‬الكونــت برنــادوت وســيطاً‬ ‫ب ــن الع ــرب وإس ــرائيل‪ ،‬وق ــد س ــاهم يف حتقي ــق الهدن ــة األول ــى ب ــن‬ ‫الع ــرب وإس ــرائيل ‪ 11‬يوني ــو ‪ 1948‬م‪ ،‬وأع ــد خط ــة حل ــل الص ــراع‬ ‫لـــم يرضـــى عنهـــا اليهـــود‪ ،‬وكانـــت تتضمـــن عـــودة الالجئـــن إلـــى‬ ‫مدنهـــم وقراهـــم ووقـــف الهجـــرة اليهوديـــة وأن تبقـــى القـــدس‬ ‫حت ــت الس ــيادة العربي ــة‪ ،‬وق ــد أث ــارت املقترح ــات يف خطت ــه غض ــب‬ ‫اليهــود‪ ،‬فقامــت منظمــة األرغــون التــي كان يرأســها مناحيــم بيغــن‬ ‫ومنظم ــة ش ــتيرن الت ــي ترأس ــها إس ــحق ش ــامير باغتي ــال الوس ــيط‬ ‫الدول ــي برن ــادوت ‪ 17‬س ــبتمبر ‪1948‬م‪ ،‬وق ــد مت االغتي ــال قب ــل أن‬ ‫يقــدم برنــادوت خطتــه لــامم املتحــدة‪ ،‬حيــث اســتطاعت املنظمــات‬ ‫اليهودي ــة اخت ــراق مكت ــب املبع ــوث الدول ــي واالط ــاع عل ــى اخلط ــة‬ ‫الت ــي رأت أنه ــا ليس ــت يف صال ــح إس ــرائيل الت ــي أعلن ــت حدي ًث ــا‪،‬‬ ‫ولذلـــك مت إجهـــاض دور األمم املتحـــدة يف إيجـــاد حـــل للصـــراع‬ ‫العرب ــي اإلس ــرائيلي وع ــودة الالجئ ــن ودفنت ــه يف مه ــده‪.‬‬

‫عنــوان جريــدة ‪ New York Herald‬تاريــخ ‪ 11‬ديســمبر ‪1917‬م‪،‬‬ ‫يــوم دخــول اجلنــرال اللينبــي‬ ‫ق ـ ــرار ال ـجـمـعـي ــة ال ـعــام ــة لـألمـ ــم الـ ـم ـت ـحـ ــدة ‪ 194‬وع ـ ــودة الالج ـئ ــن‬ ‫الفلس ــطينيني‬ ‫وإثـــر احلـــرب بـــن العـــرب وإســـرائيل عـــام ‪1948‬م‪ ،‬وقيـــام‬ ‫إســـرائيل بطـــرد الفلســـطينيني مـــن أراضيهـــم وقراهـــم ومدنهـــم‪،‬‬ ‫وبعـــد الهدنـــة‪ ،‬فقـــد قـــررت اجلمعيـــة العامـــة يف قرارهـــا ‪194‬‬ ‫بتاريـــخ ‪ 11‬ديســـمبر ‪1948‬م‪ ،‬بعـــودة الالجئـــن الفلســـطينيني إلـــى‬ ‫أراضيهـــم التـــي طـــردوا منهـــا ‪ ،‬وعندمـــا قدمـــت إســـرائيل طلـــب‬ ‫االنضمـــام لـــأمم املتحـــدة يف ‪ 15‬مايـــو ‪1948‬م‪ ،‬فقـــد وافقـــت كل‬ ‫م ــن الوالي ــات املتح ــدة‪ ،‬األرجنت ــن‪ ،‬كولومبي ــا واالحت ــاد الس ــوفيتي‬ ‫وأوكراني ــا عل ــى طل ــب االنضم ــام إال أن مجل ــس األم ــن رف ــض طل ــب‬ ‫االنضمـــام‪ ،‬وعندمـــا عـــادت إســـرائيل بتقـــدمي طلـــب االنضمـــام‬ ‫يف ربيـــع ‪1949‬م‪ ،‬وافقـــت اجلمعيـــة العامـــة يف قرارهـــا رقـــم ‪273‬‬ ‫بتاري ــخ ‪ 11‬ماي ــو ‪1949‬م‪ ،‬عل ــى قب ــول إس ــرائيل باملنظم ــة الدولي ــة‬ ‫بع ــد إعالنه ــا بأنه ــا " تقب ــل ب ــدون حتف ــظ اإللتزام ــات ال ــواردة يف‬

‫االنقسامات السياسية العربية وعدم وجود استراتيجية‬ ‫قامــت كل مــن بريطانيــا وفرنســا بتنفيــذ اتفاقيــة ســايكس‪-‬بيكو‬ ‫‪ 1916‬م‪ ،‬بينهم ــا‪ ،‬فأصبح ــت الع ــراق وش ــرق األردن وفلس ــطني حت ــت‬ ‫االنت ــداب‪ ،‬وفرنس ــا فرض ــت انتدابه ــا عل ــى س ــوريا ولبن ــان‪ ،‬ولذل ــك‬ ‫كان املش ــرق العرب ــي حت ــت الس ــيطرة األجنبي ــة‪ ،‬ب ــل فرض ــت كل م ــن‬ ‫بريطانيـــا وفرنســـا مـــن يحكـــم يف هـــذه الـــدول آنـــذاك‪ ،‬وســـاهمت‬ ‫عصبـــة األمم بشـــرعنة االنتـــداب‪ .‬اســـتقلت مصـــر عـــام ‪1922‬م‪،‬‬ ‫والعـــراق عـــام ‪1932‬م‪ ،‬وأعلنـــت اململكـــة العربيـــة الســـعودية عـــام‬ ‫‪1932‬م‪ ،‬وكان ــت بقي ــة دول اخللي ــج حت ــت االنت ــداب البريطان ــي‪ ،‬وكان‬ ‫الوجــود البريطانــي يف مصــر رغــم االســتقالل حتــى اجلــاء ‪1956‬م‪،‬‬ ‫ولذلــك كانــت ً‬ ‫أيضــا اإلرادة السياســية يف أغلبهــا لبريطانيــا وفرنســا‪،‬‬ ‫ول ــم تك ــن ه ــذه ال ــدول فعال ــة يف عصب ــة األمم أو حت ــى هي ــأة األمم‬ ‫املتحــدة عندمــا أعلنــت إســرائيل ‪.‬وحتــى اجلامعــة العربيــة التــي وقــع‬ ‫ميثاقه ــا ع ــام ‪1945‬م‪ ،‬فكان ــت باألس ــاس فك ــرة بريطاني ــا وه ــو م ــا‬ ‫عــرف بتصريــح أيــدن وزيــر اخلارجيــة البريطانــي يف مجلــس العمــوم‬ ‫البريطان ــي ‪ 24‬فبراي ــر‪1943‬م‪ ،‬لكس ــب تعاط ــف الش ــعوب العربي ــة يف‬ ‫احلــرب العامليــة الثانيــة‪ .‬وعندمــا نشــبت حــرب ‪1948‬م‪ ،‬بــن العــرب‬

‫‪48‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪129‬‬ ‫مــــــــارس ‪2018‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫قــرارات مجلــس األمــن تجــاه إســرائيل حبــر علــى ورق بحمايــة "الفيتــو"‬

‫قــرارات األمــم المتحــدة وأجهزتهــا ال تتمتــع‬ ‫بالمصداقيــة‪ :‬القضية الفلســطينية نموذج‬ ‫مشروعا استعمار ًيا استيطان ًيا لم يشهد له التاريخ احلديث واملعاصر مثي ً‬ ‫ال بل وحتى العصور‬ ‫إن قيام إسرائيل يف فلسطني ميثل‬ ‫ً‬ ‫القدمية‪ ،‬أسهمت يف هذا املشروع االستعماري الدول الكبرى واملنظمات الدولية‪ ،‬فقد أعلنت بريطانيا وعد بلفور يف الثاني من‬ ‫نوفمبـر ‪1917‬م‪ ،‬إلقامـة وطـن قومـي لليهـود يف فلسـطني‪ ،‬وتنافسـت الـدول األوروبيـة يف ذلـك يف ظـل هزميـة الدولـة العثمانية يف‬ ‫احلـرب العامليـة األولـى‪ ،‬وكان عنـوان جريـدة ‪ New York Herald‬يـوم دخـول اجلنـرال االجنليـزي اللينبـي القـدس يبين البعـد‬ ‫الدينـي يف املشـروع االسـتعماري‪ ،‬يعنـي إنقاذهـا وتسـليمها لليهـود كمـا أعلـن الرئيـس األمريكـي ترامـب بعـد مئـة عـام‪ .‬وسـهلت‬ ‫بريطانيا للحركة الصهيونية بتعزيز وجودها يف فلسطني وتشجيع الهجرة اليهودية حتى أعلنت إسرائيل عام ‪1948‬م‪ ،‬ومنذ ذلك‬ ‫الوقت والشعب الفلسطيني يتعرض لالضطهاد وتتعرض املنطقة للحروب التي تشنها إسرائيل منتهكة القانون الدولي ورافضة‬ ‫للقـرارات التـي تصدرهـا املنظمـات الدوليـة وجتـد دع ًما مـن الدول الكبرى وعلى رأسـها الواليات املتحدة‪.‬‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫الق ــدس "بريطاني ــا تنق ــذ الق ــدس بع ــد ‪ 673‬عا ًم ــا م ــن حك ــم‬ ‫المس ــلمين"‬

‫عصبة األمم واالنتداب على فلسطني‬ ‫أُنش ــئت عصب ــة األمم بع ــد احل ــرب العاملي ــة االأول ــى (‪-1914‬‬ ‫‪1918‬م) ‪ ،‬تلبي ــة لدع ــوة الرئي ــس األمريك ــي ولس ــون حلف ــظ األم ــن‬ ‫والســام الدوليــن بالطــرق الســلمية يف مبادئــه األربعــة عشــر‪ ،‬ويف‬ ‫مؤمت ــر الصل ــح ‪1919‬م‪ ،‬مت االتف ــاق عليه ــا وباش ــرت عمله ــا ع ــام‬ ‫‪1920‬م‪ ،‬ويف الســـادس مـــن يوليـــو ‪1921‬م‪ ،‬أعلنـــت عصبـــة األمم‬ ‫مشـــروع االنتـــداب البريطانـــي علـــى فلســـطني‪ ،‬ومتـــت املصادقـــة‬ ‫عل ــى املش ــروع يف ‪ 24‬يولي ــو ‪1922‬م‪ ،‬ووض ــع موض ــع التنفي ــذ يف ‪29‬‬ ‫ديســمبر ‪1922‬م‪ ،‬وقــد جــاء يف املــادة الرابعــة مــن صــك االنتــداب "‬ ‫يعتــرف بوكالــة يهوديــة مالئمــة كهيــأة عموميــة إلســداء املشــورة إلــى‬ ‫إدارة فلســطني والتعــاون معهــا يف الشــؤون االقتصاديــة واالجتماعيــة‬ ‫وغي ــر ذل ــك م ــن األم ــور الت ــي ق ــد تؤث ــر يف إنش ــاء الوط ــن القوم ــي‬ ‫اليهــودي ومصالــح الســكان اليهــود يف فلســطني "؟ إن عصبــة األمم‬ ‫منــذ بدايــة عملهــا‪ ،‬تتحكــم فيهــا الــدول الكبــرى كانــت ضــد حقــوق‬ ‫الش ــعب الفلس ــطيني ومته ــد إلنش ــاء الدول ــة اليهودي ــة يف فلس ــطني‬ ‫رغ ــم م ــا ن ــص علي ــه ميثاقه ــا بالتـ ــأكيد عل ــى ح ــق تقري ــر املصي ــر‬ ‫وحتقي ــق األم ــن والس ــام الدولي ــن‪.‬‬

‫هيأة األمم املتحدة وقرار التقسيم ‪181‬‬ ‫وبع ــد فش ــل العصب ــة وإع ــان احل ــرب العاملي ــة الثاني ــة (‪-1939‬‬ ‫‪1945‬م)‪ ،‬مت إنشـــاء هيـــأة األمم املتحـــدة كوريـــث لعصبـــة األمم‬ ‫املتح ــدة ع ــام ‪1945‬م‪ ،‬وق ــد نقل ــت بريطاني ــا الدول ــة املنتدب ــة القضي ــة‬ ‫الفلســـطينية إلـــى هيـــأة األمم املتحـــدة‪ ،‬فكانـــت الهيـــأة مجحفـــة يف‬ ‫حق ــوق الش ــعب الفلس ــطيني من ــذ بداي ــة عهده ــا‪ ،‬فق ــد ق ــررت األمم‬ ‫املتحــدة تقســيم فلســطني إلــى دولــة عربيــة وأخــرى يهوديــة يف قرارهــا‬ ‫‪ 181‬بتاريــخ ‪ 29‬نوفمبــر ‪1947‬م‪ ،‬يف الوقــت الــذي كان العــرب يشــكلون‬ ‫أكثــر مــن ثلثــي ســكان فلســطني ومنحــت لليهــود وهــم أقليــة ‪ %55‬مــن‬ ‫مســاحة فلســطني‪ ،‬ولــم يكــن اليهــود يف ذلــك الوقــت ميلكــون ســوى ‪%7‬‬ ‫مــن أراضــي فلســطني‪ ،‬وخصــص إلــى أهــل فلســطني العــرب ‪ %45‬مــن‬ ‫أراض ــي فلس ــطني‪ ،‬ولذل ــك كان ــت األمم املتح ــدة من ــذ بداي ــة عهده ــا‬ ‫تتجاه ــل انته ــاكات حق ــوق الش ــعب الفلس ــطيني‪ ،‬وق ــد رفض ــت ال ــدول‬ ‫العربي ــة ق ــرار التقس ــيم‪ .‬وعندم ــا أعلن ــت إس ــرائيل يف الراب ــع عش ــر‬ ‫مــن مايــو ‪1948‬م‪ ،‬اعترفــت بهــا الواليــات املتحــدة يف نفــس اليــوم‪ ،‬أمــا‬ ‫االحتــاد الســوفيتي فقــد اعتــرف بهــا ً‬ ‫أيضــا يف ‪ 17‬مايــو ‪1948‬م‪ ،‬ولذلــك‬ ‫جنــد أنــه رغــم احلــرب البــاردة بينهمــا إال أنهمــا الســوفييت والواليــات‬ ‫املتحــدة كانتــا متفقتــن علــى إنشــاء إســرائيل انتهــا ًكا للقوانــن الدوليــة‬ ‫ومتآمــرة علــى العــرب واملســلمني الذيــن كانــت دولهــم مــا زالــت حتــت‬

‫مدير عام مؤسسة الفكر العربي‪:‬‬ ‫التكامـل هـو الطريـق الوحيد‬ ‫لـدرء األطماع والتقسـيم‬ ‫العــــــدد ‪129‬‬ ‫مـــــــــــــارس ‪2018‬‬

‫الـمـبـعـوث الـدولـي لليـمـن‪:‬‬ ‫األمـــم المتحـــدة مشـــلولة‬ ‫و‪ 3‬أسباب وراء فشلها‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫دول مـجـلـــس الـتـعـــاون الـخـلـيـجـــي ‪ ..‬والـمـنـظـمـــات الـدولـيـــة‬ ‫▀ جميــع الــدول العربيــة ناميــة و‪ 13‬منهــا يف الشــريحتين الدنيــا والعليــا مــن "المتوســطة"‬ ‫▀ بعــد خطــاب بوتيــن األخيــر العالــم لــن يعــود كمــا كان ومواجهــة كونيــة نوويــة محتملــة‬ ‫▀ قص ــور األم ــم المتح ــدة لي ــس ذات ًي ــا والمطل ــوب خلي ــج متماس ــك وجبه ــة عربي ــة للراغبي ــن‬ ‫▀ أمري ــكا فرض ــت مفاهي ــم دولي ــة لخدم ــة مصالحه ــا رغ ــم تعارضه ــا م ــع ميث ــاق "األم ــم"‬ ‫▀ بع ــد فش ــل األم ــم المتح ــدة ف ــي االس ــتقرار ‪ ..‬حل ــم الق ــوة العربي ــة الكب ــرى لح ــل النزاع ــات‬ ‫▀ ق ــرارات مجل ــس األم ــن تج ــاه إس ــرائيل حب ــر ع ــى ورق واألم ــم المتح ــدة ب ــا مصداقي ــة‬ ‫▀ األم ــم المتح ــدة أضف ــت المش ــروعية عل ــى احت ــال الع ــراق بعيـ ـ ًدا ع ــن الفص ــل الس ــابع‬ ‫▀ اليونســكو أول منظمــة دوليــة تقبــل عضويــة دولــة فلســطين وتتحــدى التمويــل األمريكــي‬ ‫▀ س ــوريا ضحي ــة المصال ــح وفش ــل األم ــم المتح ــدة والمجتم ــع الدول ــي والح ــرب بالوكال ــة‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مــع إيــران يف العــراق‪ ،‬وجــاءت إدارة أوبامــا وأقامــت اتصــاالت ســرية‬ ‫مباشــرة مــع طهــران وكانــت بعــض هــذه اللقــاءات يف ســلطنة عمــان‬ ‫مــن أجــل التمهيــد للتوصــل التفــاق مــع إيــران حــول املفاعــل النــووي‬ ‫كمــا حــدث الح ًقــا‪ ،‬ورغــم أن إدارة ترامــب انتقــدت االتفاقيــة وهــدد أنــه‬ ‫ســيلغي االتفــاق حــال انتخابــة للرئاســة إال أنــه مــا زال يســير على خطى‬ ‫إدارة أوبامــا ورفــض الــدول اخلمــس املشــاركة لالتفــاق إلغــاءه أو حتــى‬ ‫مناقشــة تعديلــه‪ ،‬ولذلــك فالواليــات املتحــدة ليســت مســتعدة ملواجهــة‬ ‫عســكرية مــع إيــران‪.‬‬ ‫أمــا إســرائيل فكمــا يقــول تريتــا بارســي فــإن اختــالق التهديــد‬ ‫اإليرانــي جــاء ألبعــاد داخليــة إســرائيلية للصراعــات احلزبيــة حــول‬ ‫اتفاقية الســالم مع الفلســطينين‪ ،‬وأن إســرائيل ليست مستعدة ملغامرة‬ ‫عســكرية مــع إيــران‪ ،‬ويقــول بارســي يف (كتابــه خســارة عــدو ‪2017‬م‪،‬‬ ‫إن إيــران كانــت مســتعدة للموافقــة علــى اتفــاق إســرائيلي ــــ فلســطيني‬ ‫يف عــام ‪1993‬م‪ ،‬إذا كانــت الواليــات املتحــدة علــى اســتعداد لقبــول دور‬ ‫إيرانــي يف املنطقــة؟ ولكــن الواليــات املتحــدة عندمــا حتتــاج إيــران تفتــح‬ ‫معهــا القنــوات الســرية فبــدال مــن وصفهــا ضمن محور الشــر عــام يناير‬ ‫‪2002‬م‪ ،‬إال أن إدارة بــوش االبــن نســقت معهــا يف ربيــع ‪2002‬م‪ ،‬لــدور‬ ‫إيرانــي يف إســقاط النظــام العراقــي‪ .‬ولذلــك فــإن الواليــات املتحــدة‬ ‫تــرى أنــه مــن خــالل اخلالفــات السياســية بــن دول املجلــس وإيــران‪،‬‬ ‫قــد يدفــع للتقريــب بــن الــدول العربيــة وإســرائيل حتــت شــعار التحالف‬ ‫ضــد العــدو املشــترك إيــران‪.‬‬ ‫وحتــى أن التهديــد األمريكــي واإلســرائيلي ميتــد إلــى تركيــا العضــو‬ ‫يف حلف الناتو‪ ،‬فالعالقات التاريخية بن األكراد واملوســاد اإلســرائيلي‬ ‫واالســتخبارات األمريكيــة منــذ الســتينات يف القــرن العشــرين‪ ،‬حيــث‬ ‫كانــت إســرائيل تدعمهــم لالنفصــال عــن العــراق وكيــف تشــكلت حكومة‬ ‫كردســتان يف شــمال العــراق مــع االحتــالل األمريكــي لــه‪ .‬وجنــد أنــه‬ ‫مــع األزمــة الســورية فــإن إدارة أوبامــا دعمــت بالســالح قــوات ســوريا‬ ‫الدميقراطيــة التــي تقودهــا وحــدات حمايــة الشــعب الكرديــة‪ ،‬حتــت‬ ‫شــعار محاربــة تنظيــم الدولــة اإلســالمية (داعــش)‪ ،‬وجــاءت إدارة‬ ‫ترامــب وأعلنــت تشــكيل قــوة عســكرية مــن ‪ 30‬ألــف كــردي يف شــمال‬ ‫ســوريا‪ ،‬وذلــك يعنــي تشــكيل كيــان كــردي يف شــمال ســوريا ممــا يهــدد‬ ‫األمــن التركــي ويقســم ســوريا ويهــدد إيــران ً‬ ‫أيضــا‪ ،‬فــكل مــن إســرائيل‬ ‫والواليــات املتحــدة ضالعــة يف دعــم وحــدات حمايــة الشــعب الكرديــة‪،‬‬ ‫وهــذه القــوات تتعــاون وتنســق مــع حــزب العمــال الكردســتاني وهــي‬ ‫منظمــة إرهابيــة ضــد احلكومــة التركيــة‪ ،‬ممــا دفــع احلكومــة التركيــة‬ ‫للتدخــل عســكر ًيا يف شــمال ســوريا ضــد قــوات ســوريا الدميقراطيــة‬ ‫بالتنســيق مــع روســيا االحتاديــة وإيــران وحتــى النظــام الســوري‪ ،‬فبلقنــة‬ ‫العالــم العربــي ودول اجلــوار اجلغــرايف اإلســالمية خطــة اســتراتيجية‬ ‫إســرائيلية‪ ،‬لــذا فاخلطــر الــذي يهــدد املنطقــة ســواء يف اخلليــج أو دول‬ ‫اجلــوار اجلغــرايف العربــي يأتــي من إســرائيل والواليــات املتحدة ويتغذى‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪128‬‬ ‫فـــبــرايــر ‪2018‬‬

‫‪57‬‬

‫ملف العدد‬

‫هــذا التخطيــط علــى اخلالفــات التــي تثيرهــا إســرائيل والواليــات‬ ‫املتحــدة بــن الــدول العربيــة نفســها‪ ،‬وبــن هــذه الــدول وجيرانهــا مــن‬ ‫الــدول املجــاورة اإلســالمية‪.‬‬ ‫إن التهديد الرئيس لدول املجلس التعاون وتركيا وإيران وباكســتان‬ ‫يأتــي مــن إســرائيل ‪ ،‬ولــن تكــون الواليــات املتحــدة أو إســرائيل طر ًفــا‬ ‫يف الصــراع بــن الــدول العربيــة وحتــى بــن العربيــة ودول اجلــوار مثــل‬ ‫إيــران‪ ،‬ولــن تتدخــل عســكر ًيا ـ وهــذا يذكرنــا مبــا قالــه شــمعون بيــرس‬ ‫الــذي تولــى عــدة مناصــب يف إســرائيل آخرهــا رئيــس الدولــة‪ ،‬فبعــد‬ ‫اتفاقيــة أوســلو ‪1993‬م‪ ،‬صــرح " أنــه عرضــت علينــا حتالفــات إقليميــة‬ ‫مــن بعــض الــدول العربيــة‪ ،‬ولكننــا لــن نتدخــل يف الصراعــات البينيــة‬ ‫العربيــة "‪ ،‬ولذلــك فــإن إســرائيل ال ميكــن أن تتدخــل عســكر ًيا ضــد‬ ‫إيــران‪ ،‬ولكنهــا تثيــر اخلالفــات وترفــع شــعارات احلــرب الوهميــة؟‬

‫التعاون العربي واإلسالمي وأمن منطقة الخليج‬

‫إن التــوازن االســتراجتي مــع إيــران‪ ،‬يكــون بالتنســيق االســتراتيجي‬ ‫بــن الــدول العربيــة الســنية يف املنطقــة‪ ،‬مصــر واألردن ودول مجلــس‬ ‫التعــاون اخلليجــي‪ ،‬واالنفتــاح العربــي علــى الدولــة العربيــة العــراق‪،‬‬ ‫وقــد عبــر احمللــل السياســي اإلســرائيلي روبــن باركــو بقولــه " يف ضــوء‬ ‫اإلفــالس األمريكــي يف الشــرق األوســط‪ ،‬فــإن الدعــم الوحيــد الــذي‬ ‫ميكــن توقعــه يف حالــة أي عــدوان إيرانــي متوقــع علــى شــبه اجلزيــرة‬ ‫العربية هي القوة العســكرية املصرية‪ ،‬إن اجليش املصري وحده القادر‬ ‫علــى التدخــل ألمــن اخلليــج العربــي" (اليــوم الســابع ‪2016/10/31‬م)‪.‬‬ ‫إن إيجــاد تعــاون بــن الــدول العربيــة واإلســالمية حتــت مظلــة‬ ‫ردعا قو ًيــا ضد محاوالت‬ ‫منظمــة التعــاون اإلســالمي‪ ،‬ميكــن أن تشــكل ً‬ ‫تقســيم املنطقــة‪ ،‬فالتهديــد بالتقســيم ميتــد مــن باكســتان مــرو ًرا‬ ‫بإيــران وتركيــا واملنطقــة العربيــة‪ ،‬ولــن تكــون إســرائيل إطال ًقــا شــري ًكا‬ ‫اســتراتيج ًبا بــل مــن مصلحــة إســرائيل وهدفهــا منــذ عهــد ديفيــد بــن‬ ‫عوريــون إختــراق النظــام اإلقليمــي العربــي والــدول اإلســالمية املجاورة‬ ‫بــل قــال " علــى إســرائيل أن تكــون طر ًفــا يف املعادلــة السياســية‬ ‫الداخليــة يف الــدول العربيــة " إلثــارة فئــة ضــد أخــرى داخــل الدولــة‪،‬‬ ‫ولذلــك فــإن حــل اخلالفــات البينيــة العربيــة وخاصــة بــن دول مجلــس‬ ‫التعــاون اخلليجــي وبنــاء قنــوات اتصــال مــع الــدول اإلســالمية مثــل‬ ‫ســياجا ضــد مشــاريع التقســيم األمريكيــة‬ ‫باكســتان وتركيــا يشــكل‬ ‫ً‬ ‫واإلســرائيلية‪ ،‬ألن هــذه اخلالفــات التــي تغذيهــا القــوى األجنبيــة مــا‬ ‫هــي إال إســتنزا ًفا خليــرات األمــة ومواردهــا‪ ،‬وميكــن أن تشــكل الــدول‬ ‫العربيــة واإلســالمية يف تعاونهــا قــوة إقليميــة وعامليــة مؤثــرة‪ ،‬ولكنهــا‬ ‫بحاجــة إلــى اســتراتيجية الثقــة فيمــا بينهــا؟؟‬ ‫* أس ــتاذ العل ــوم السياس ــية يف جامعت ــي الحس ــن ب ــن ط ــال والـمـ ــلك‬ ‫عبدالعزيـــز ســـابقًا‬

‫‪56‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪128‬‬ ‫فـــبــرايــر ‪2018‬‬

‫مقال‬

‫اعتبرتــه دول اإلقليــم يهــدد أمنهــا مســتقب ً‬ ‫ال ‪ ،‬وطــرح العاهــل األردنــي‬ ‫خطــر الهــالل الشــيعي مــن طهــران إلــى بغــداد ودمشــق وبيــروت‪،‬‬ ‫ولذلــك اســتغلت إســرائيل هــذا القلــق الختــراق منظومــة الــدول‬ ‫العربيــة‪ ،‬يف محاولــة إلقامــة عالقــات دبلوماســية أو جتاريــة معهــا؟‬

‫اتفاق أوسلو واالختراق اإلسرائييل‬

‫أدت اتفاقيــة أوســلو ســبتمبر ‪1993‬م‪ ،‬بــن منظمــة التحريــر‬ ‫الفلســطينية وإســرائيل والتــي وقعــت يف واشــنطن‪ ،‬مبــر ًرا لبعــض‬ ‫الــدول العربيــة وغيــر العربيــة إلعــادة النظــر يف عالقاتهــا السياســية‬ ‫مــع إســرائيل علــى اعتبــار أن الطــرف الرئيــس يف الصــراع العربــي‬ ‫اإلســرائيلي وهــي منظمــة التحريــر الفلســطينية عقــدت اتفاقيــة‬ ‫ســالم‪ ،‬ثــم عقــدت اتفاقيــة ســالم بــن األردن وإســرائيل‪ ،‬أتفاقيــة‬ ‫وادي عربــة ‪1994‬م‪ ،‬وفتحــت مكاتــب ارتبــاط إلســرائيل يف كل مــن‬ ‫قطــر وســلطنة عمــان واإلمــارات العربيــة املتحــدة‪ ،‬فحققــت إســرائيل‬ ‫مــن إتفاقيــة أوســلو مزايــا اســتراتيجية واقتصاديــة وسياســية‪،‬‬ ‫وبقيــت تســيطر علــى الضفــة الغربيــة‪ ،‬وتشــكلت الســلطة الوطنيــة‬ ‫الفلســطينية ولــم تنفــذ إســرائيل مــن اتفــاق أوســلو مــا يــؤدي‬ ‫القامــة دولــة فلســطينية بــل زادت يف بنــاء املســتوطنات واحكمــت‬ ‫ســيطرتها األمنيــة يف فلســطن‪ ،‬مســتغلة االنقســام والضعــف العربــي‬ ‫واخلالفــات بــن بعــض الــدول العربيــة والــدول اإلقليميــة ؟‬

‫إسرائيل واللعبة السياسية‪ :‬الشيعة والسنة‬

‫رغــم أن الواليــات املتحــدة جــاءت باألحــزاب الشــيعية إلى الســلطة‬ ‫يف العــراق‪ ،‬وحجمــت الســنة فيــه وحلــت اجليــش العراقــي‪ ،‬ألن حــل‬ ‫اجليــش يأتــي يف مصلحــة إســرائيل‪ ،‬علمــا بــأن مؤيــدي إســرائيل هــم‬ ‫الذيــن كانــوا وراء دفــع إدارة بــوش االبــن الحتــالل العــراق‪ ،‬واختــرق‬ ‫املوســاد اإلســرائيلي العــراق وبالــذات كردســتان العــراق‪ .‬أخــذت‬ ‫إســرائيل تلعــب علــى ورقــة التهديــد اإليرانــي علــى املنطقــة‪ ،‬وكانــت‬ ‫الدولــة الوحيــدة التــي تدعــو الواليــات املتحــدة لتدميــر املفاعــل النــووي‬ ‫اإليرانــي‪ ،‬وأخــذت تــروج أن عــدم االســتقرار يف الشــرق األوســط‬ ‫والتهديــد قــادم مــن إيــران وليــس احتاللهــا فلســطن‪ ،‬وأخــذت تؤكــد‬ ‫أن اخلطــر اإليرانــي يهــدد الــدول الســنية وخاصــة يف دول اخلليــج‪،‬‬ ‫وبالتالــي أصبــح اإلعــالم اإلســرائيلي ومراكــز األبحــاث اإلســرائيلية‬ ‫وتصريحــات السياســين تدعــو للتعــاون بــن إســرائيل والــدول الســنية‪،‬‬ ‫واعتبــرت ذلــك وســيلة الختــراق األســواق اخلليجيــة والتعــاون األمنــي‬ ‫بينهــا‪ .‬ولكــن تبقــى القضيــة الفلســطينية هــي القضيــة الرئيســة التــي‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫لــن تدفــع لتطبيــع أو عالقــات دبلوماســية مــع إســرائيل‪ ،‬وكمــا يقــول‬ ‫كريســتيان أولريئســن‪ ،‬اخلبيــر يف شــؤون اخلليــج مبعهــد جيمــس‬ ‫بيكــر للسياســات العامــة‪ ،‬التابــع جلامعــة رايــس "إن إقامــة عالقــات‬ ‫دبلوماســية أو رســمية بــن إســرائيل ودول اخلليــج لــن حتصــل يف‬ ‫غيــاب اختــراق كبيــر باملوضــوع الفلســطيني"‪ ،‬لكنــه يتوقــع أن تصبــح‬ ‫انفتاحــا خــالل الســنوات املقبلــة‪.‬‬ ‫الروابــط االقتصاديــة واألمنيــة أكثــر‬ ‫ً‬ ‫ولقــد أصبحــت دول اخلليــج يف حالــة غيــر مرضيــة سياسـ ًيا مــع‬ ‫وصــول ترامــب إلــى الرئاســة األمريكيــة الــذي أخــذ يهــدد منــذ حملتــه‬ ‫االنتخابيــة بدفعهــا تكاليــف مــا يعتبــره احلمايــة األمريكيــة والتهديــد‬ ‫بقانــون جاســتا‪ ،‬ممــا دفــع بعــض النخــب السياســية مبحاولــة احتــواء‬ ‫ترامــب‪ ،‬خاصــة أن كل املســؤولن عــن ملــف الشــرق األوســط وخاصــة‬ ‫امللــف الفلســطيني هــم مــن اليهــود األمريكيــن املقربــن لــه‪ ،‬فأصبــح‬ ‫القريــب مــن ترامــب اللوبــي اليهــودي مــا يطلــق عليــه أســتاذ العالقــات‬ ‫الدوليــة الراحــل ســتيف والتــز ‪ ،Bandwagoning‬أي التحالــف مــع‬ ‫القــوي اتقــاء لشــره‪ ،‬ألن ترامــب متقلــب األدوار ‪ ،‬والتأثيــر اليهــودي‬ ‫قــوي عليــه‪ ،‬مثــل جاريــد كوشــنر زوج ابنتــه‪ ،‬الــذي أصبــح مســؤوالً عــن‬ ‫ملــف الصــراع العربــي اإلســرائيلي ومستشــا ًرا‪ ،‬والســفير األمريكــي يف‬ ‫إســرائيل ديفيــد فريدمــان مــن اليهــود املؤيديــن لالســتيطان‪.‬‬ ‫وكان النســحاب إدارة الرئيس أوباما من الشــرق األوســط التوجه‬ ‫شــر ًقا للمحــور اآلســيوي‪ ،‬إحــدى أســباب قلــق دول مجلــس التعــاون‪،‬‬ ‫فمبــدأ أوبامــا يعنــي أن الواليــات املتحدة لن تتدخل عســكر ًيا يف األزمة‬ ‫الســورية وحتــى الشــرق األوســط عامــة‪ ،‬كمــا أن أوبامــا عمــل حتقيــق‬ ‫االتفــاق النــووي اإليرانــي ‪2015‬م‪( ،‬اتفــاق ‪ ،)1+5‬ممــا أقلــق بعــض دول‬ ‫املنطقــة واســتغلت إســرائيل سياســة أوبامــا وأحــذت تــروج ملبــدأ عــدو‬ ‫عــدوي صديقــي‪ ،‬علــى اعتبــار أنهــا تقــف ضــد اخلطــر اإليرانــي وهــي‬ ‫مقولــة مضللــة ألن إســرائيل وعلــى لســان املســؤولن اإلســرائيلين‬ ‫أنفســهم إن ضربــة عســكرية إليــران تعتبــر عمليــة انتحاريــة‪ ،‬ولكنهــا‬ ‫تريــد أن تتدخــل الواليــات املتحــدة عســكر ًيا‪ ،‬واألخيــرة لــن تتدخــل‬ ‫عســكر ًيا ضــد إيــران‪ ،‬ألن التدخــل العســكري يعنــي دخــول املنطقــة يف‬ ‫الفوضــى وعــدم االســتقرار واضطــراب خطــوط النفــط‪.‬‬

‫الواليات المتحدة وإيران والخليج‬

‫إن الواليــات املتحــدة دولــة برجماتيــة وعالقاتهــا مــع إيــران تتميــز‬ ‫بالتعقيــد بــن الســر والعالنيــة‪ ،‬كانــت إيــران جيــت عــام ‪1985‬م‪ ،‬عندمــا‬ ‫اتصلــت ألدارة ريغــان لعقــد صفقــة بشــأن الرهائــن يف لبنــان‪ ،‬ثــم أدارة‬ ‫بــوش االبــن وتعاونــت مــع إيــران يف العــراق وأفغانســتان‪ ،‬ونســقت أمن ًيــا‬

‫التحـــوالت السياســـية يف المنطقـــة دفعـــت إســـرائيل لتوطيـــد‬ ‫عالقتهـــا مـــع الهنـــد يف مجـــال الصناعـــات العســـكرية واالقتصاديـــة‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫تراعــي وجــود حوالــي ‪ 200‬مليــون مســلم فيهــا والعمالــة الهنديــة يف‬ ‫دول مجلــس التعــاون اخلليجــي ولكنهــا تتعــاون مــع إســرائيل يف مجــال‬ ‫الصناعــات العســكرية والتعــاون االســتخباراتي حتــت ذريعــة مواجهــة‬ ‫اإلرهــاب‪ ،‬وقــام رئيــس وزراء الهنــد مــودي بزيــارة لفلســطن واألردن يف‬ ‫فبرايــر احلالــي إلحــداث تــوازن يف عالقتــه بــن العــرب وإســرائيل‪.‬‬ ‫وقامــت إســرائيل مبحاولــة لبنــاء عالقــات اقتصاديــة وسياســية‬ ‫مــع بعــض دول آســيا الوســطى‪ ،‬فقــد زار رئيــس الــوزراء اإلســرائيلي‬ ‫نتنياهــو كل مــن أذربيجــان وكازاخســتان‪ ،‬يف ديســمبر ‪2016‬م‪،‬‬ ‫وتعتبــر زيارتــه ألذربيجــان الثانيــة بعــد زيــارة ‪1997‬م‪ ،‬ولهــا مدلولهــا‬ ‫االســتراتيجي بســبب حــدود أذربيجــان للجمهوريــة اإلســالمية‬ ‫اإليرانيــة وحســب صحيفــة معاريــف اإلســرائيلية فــإن األراضــي‬ ‫األذاريــة تســتضيف قاعــدة كبــرى تتبــع جهــاز االســتخبارات‬ ‫والعمليــات اخلاصــة (املوســاد) ومنهــا تســتطيع اختــراق إيــران خاصة‬ ‫أن جــل ســكان أذربيجــان مــن الشــيعة ممــا يقلــق إيــران خاصــة مــع‬ ‫عمليــات االغتيــاالت التــي متــت لبعــض علمــاء الــذرة اإليرانيــن‪.‬‬ ‫وكانــت الزيــارة لكازاخســتان األولــى يف محاولــة لتوطيــد العالقــات‬ ‫االقتصاديــة ومحاولــة اختــراق للــدول اإلســالمية يف آســيا الوســطى؟‬ ‫وتســعى إســرائيل ضمــن االســتراتيجية اجلديــدة توطيــد العالقــة‬ ‫مــع اليونــان بســبب توتــر عالقــة إســرائيل مــع تركيــا‪ ،‬ولتعزيــز عالقتهــا‬ ‫االســتراتيجية مــع اليونــان‪ ،‬زار وزيــر الدفــاع اإلســرائيلي أفيجــدور‬ ‫ليبرمــان أثينــا نوفمبــر ‪2017‬م‪ ،‬وعقــد اتفا ًقــا مع وزيــري الدفاع اليوناني‬ ‫والقبرصــي للتعــاون االســتراتيجي يف شــرق املتوســط حتــت شــعار‬ ‫محــور االســتقرار ِ‪ ،Axis of Stability‬وتأتــي زيــارة ليبرمــان يف ظــل‬ ‫عالقــات إســرائيل املتوتــرة مــع تركيــا وخالفــات األخيــرة مــع كل مــن‬ ‫اليونــان وقبــرص‪ ،‬فإســرائيل تلعــب علــى جميــع اخلطــوط الدبلوماســية‬ ‫والسياســية واالقتصادية والعســكرية لتعزز مكانتها اإلقليمية والدولية‪،‬‬ ‫تقوم على القاعدة االســتراتيجية " إذا لم تســتطع أن تكســب حلي ًفا فال‬ ‫تكســب خص ًما " خاصة يف ظل العزلة السياســية التي تواجهها بســبب‬ ‫احتاللهــا األراضــي العربيــة وجرائمهــا يف فلســطن احملتلــة‪.‬‬

‫اختراق النظام اإلقليمي العربي‬

‫إن االختــراق للنظــام اإلقليمــي العربــي كان هد ًفــا اســتراتيج ًيا‬ ‫إلســرائيل منــذ قيامهــا‪ ،‬وكانــت رؤيــة بــن غوريــون أن إســرائيل تعيــش يف‬ ‫محيــط ســني‪ ،‬ولذلــك كانــت تــرى دعــم األقليــات العرقيــة والدينيــة يف‬ ‫العالــم العربــي‪ ،‬األكــراد يف العــراق ودعــم املعارضــة يف جنــوب الســودان‬ ‫وتوطيــد العالقــة مــع املوارنــة يف لبنــان‪ ،‬ففي مراســالت موشــيه شــاريت‬ ‫مــع بــن غوريــون‪ ،‬كان التفكيــر يف البحــث عــن ضابــط مســيحي يســيطر‬ ‫علــى لبنــان ألن تكــون دولــة مســيحية علــى غــرار إســرائيل‪ ،‬ويف النهايــة‬ ‫كانــت مــع غــزو لبنــان عــام ‪1982‬م‪ ،‬راهنــت إســرائيل على بشــير اجلميل‬ ‫ألن يكــون رجلهــا يف لبنــان‪ ،‬حيــث دعمــت الكتائب يف لبنــان ضد احلركة‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪128‬‬ ‫فـــبــرايــر ‪2018‬‬

‫‪55‬‬

‫ملف العدد‬

‫الوطنيــة اللبنانيــة ومنظمــة التحريــر الفلســطينية‪ ،‬ولكــن رهانهــا فشــل‬ ‫باغتيــال بشــير اجلميــل‪ ،‬وجنــدت قبــل ذلــك أثنــاء احلــرب األهليــة‬ ‫اجلنــرال ســعد حــداد يف جنــوب لبنــان عميـ ً‬ ‫ال لهــا حتــت شــعار جيــش‬ ‫لبنــان اجلنوبــي ‪1976‬م‪ ،‬وبعــد وفاتــه ســاعدت أنطــوان حلــد ليكــون يف‬ ‫مواجهــة قــوات منظمــة التحريــر الفلســطينية وقــوات حركــة أمل ولكنها‬ ‫فشــلت ً‬ ‫أيضــا مــع حتريــر جنــوب لبنــان يف عــام ‪2000‬م‪.‬‬ ‫وخــالل احلــرب البــاردة العربيــة التــي شــهدتها الــدول العربية خالل‬ ‫فتــرة الســتينيات مــن القــرن العشــرين‪ ،‬عملــت إســرائيل علــى اختــراق‬ ‫النظــام اإلقليمــي العربــي مــن خــالل اخلالفات العربيــة ـ العربية‪ ،‬فكانت‬ ‫هنــاك عالقــات ســرية إلســرائيل مــع املغــرب وكمــا نشــرت صحيفــة"‬ ‫يديعــوت أحرونــوت" فقــد اعتــرف رايف إيتــان أحــد رجــال املوســاد‬ ‫اإلســرائيلي يف شــهر فبرايــر املاضــي (‪2018‬م) بأنهــا شــاركت يف اغتيــال‬ ‫املعــارض املغربــي املهــدي بــن بركــة يف باريــس أكتوبــر ‪1965‬م‪ ،‬ولكــن‬ ‫االختــراق اإلســرائيلي اخلطيــر كان بزيــارة الرئيــس املصــري إلســرائيل‬ ‫نوفمبــر ‪1977‬م‪ ،‬وكان الهــدف اإلســرائيلي مــن الســالم مــع مصــر كمــا‬ ‫قــال مناحيــم بيغــن إخــراج مصــر مــن املواجهــة العســكرية مــع إســرائيل‬ ‫بتقييدهــا مبعاهــدة كمــا حــدث مبعاهــدة كامــب ديفيــد التــي وقعــت‬ ‫‪1979‬م‪ ،‬واســتغلت إســرائيل خالفــات الزعيــم الليبــي معمــر القــذايف مــع‬ ‫الرئيس املصري‪ ،‬وسربت معلومات أن القذايف يخطط الغتيال الرئيس‬ ‫الســادات (‪ ،)Heikal, Autumn of Fury1983, pp.94-95‬ممــا‬ ‫دفــع الرئيــس الســادات بإرســال مديــر املخابــرات املصريــة للقــاء رئيــس‬ ‫املوســاد س ـ ًرا يف املغــرب‪ ،‬ممــا دفــع الســادات بتوجيــه ضربــات جويــة‬ ‫للحــدود الليبيــة‪ ،‬وكانــت إســرائيل ‪-‬وال زالــت‪ -‬تعتبــر اخلطر الرئيس من‬ ‫اجليــش املصــري أكبــر جيــش عربــي وخاضــت معه أربعــة حــروب ‪1948‬‬ ‫‪ 1967 ،1956 ،‬و‪1973‬م‪ ،‬واعتبــرت أنــه ال حــرب عربيــة بــدون مصــر ‪،‬‬ ‫رغــم أنهــا تعــرف أنــه ســال ًما بــار ًدا ألن الشــعب املصــري ورغــم أربعــة‬ ‫عقــود علــى معاهــدة كامــب ديفيــد يرفــض التطبيــع‪.‬‬ ‫وإثــر تفاقــم اخلالفــات العربيــة بعــد احتــالل العــراق دولــة‬ ‫الكويــت يف أغســطس ‪ 1990‬م‪ ،‬ومــا ترتــب علــى ذلــك التدخــل‬ ‫العســكري األمريكــي " عاصفــة الصحــراء " أضعفــت املوقــف العربــي‪،‬‬ ‫ومــع عــدم الثقــة بــن الــدول العربيــة‪ ،‬أصبــح األمــن الوطنــي لبعــض‬ ‫الــدول العربيــة تــراه مــن منطلــق التعــاون مــع الــدول الكبــرى‪ ،‬ولذلــك‬ ‫أقيمــت القواعــد العســكرية يف املنطقــة العربيــة وخاصــة يف دول‬ ‫مجلــس التعــاون‪ ،‬ودفــع بالــدول العربيــة وإســرائيل حلضــور مؤمتــر‬ ‫مدريــد أكتوبــر ‪1991‬م‪ ،‬حتــت املظلــة األمريكيــة الســوفيتية‪.‬‬ ‫اســتغلت إيــران خلــل التــوازن االســتراتيجي يف املنطقــة والفــراغ‬ ‫االســتراتيجي الــذي تركــه احتــالل الواليــات املتحــدة للعــراق‬ ‫وأفغانســتان ‪2001‬م‪ ،‬بالتمــدد اإليرانــي‪ ،‬يف كل مــن العــراق وســوريا‬ ‫ولبنــان وأصبحــت بعــض الــدول العربيــة جتــد أن اخلطــر علــى أمنهــا‬ ‫الوطنــي قــادم مــن إيــران ومحاولتهــا امتــالك الســالح النــووي الــذي‬

‫‪54‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪128‬‬ ‫فـــبــرايــر ‪2018‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫إيران كانت مســتعدة للموافقة على اتفاق إســرائيلي ــ فلســطيني عام ‪1993‬‬

‫اختــراق إســرائيل للنظــام اإلقليمــي العربي‬ ‫وتأثيره عىل العالقات العربية ودول الجوار‬ ‫قــال ديفيــد بــن غوريــن أول رئيــس وزراء إلســرائيل " ميكــن إلســرائيل أن تربــح مئــة معركــة ولكنهــا ســوف لــن حتــل مشــاكلها‪،‬‬ ‫ولكــن إذا ربــح العــرب معركــة واحــدة معنــى ذلــك نهايــة إســرائيل""‪ ،‬ولذلــك ردد بــن غوريــون أكثــر مــن مــرة إن إســرائيل ليــس‬ ‫لهــا سياســية خارجيــة أو سياســة داخليــة ولكــن لهــا سياســة أمنيــة‪ .‬وقــال رئيــس وزراء إســرائيل األســبق إســحق شــامير "‬ ‫طاملــا أن هنــاك قــوة هنــاك ســالم‪ ،‬فالقــوة تعطــي الفرصــة لتحقيــق الســالم‪ .‬واألمــن يف املفهــوم اإلســرائيلي ليــس احلــدود أو‬ ‫حمايــة األرض والســياد‪ ،‬بــل مســألة البقــاء‪ ،‬فهــي دولــة قامــت علــى اغتصــاب األرض العربيــة‪ ،‬ولذلــك يبقــى هاجســها األمــن‬ ‫وامتــالل القــوة مــن أجــل البقــاء والتوســع واســتمرار االســتيطان‪.‬‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬ ‫وتبنــت إســرائيل االســتراتيجية التــي حتقــق لهــا القــوة بعــدة‬ ‫وســائل‪ :‬بنــاء القــوة العســكرية وامتــالك الســالح النــووي حيــث‬ ‫بــدأت يف بنــاء املفاعــل النــووي اإلســرائيلي منــذ بدايــة اخلمســينيات‬ ‫مــن القــرن العشــرين‪ ،‬واالعتمــاد علــى دولــة كبــرى حلمايتهــا‪ ،‬فقــام‬ ‫املشــروع الصهيونــي علــى بريطانيــا بإعــالن وعــد بلفــور ‪1917‬م‪ ،‬ثــم‬ ‫انتــداب بريطانيــا علــى فلســطن لتنفيــذ الوعد‪ ،‬وبعد احلــرب العاملية‬ ‫الثانيــة أخــذت يف اعتمادهــا علــى الواليــات املتحــدة إلمدادهــا باملــال‬ ‫والســالح والدعــم السياســي يف احملافــل الدوليــة حتــى اآلن‪.‬‬

‫ودول إفريقيــة‪ ،‬بعــد أن فقــدت اســتراتيجية األطــراف الســابقة‬ ‫فعاليتهــا مــع ســقوط الشــاه وتغيــر الظــروف السياســية يف تركيــا‪.‬‬ ‫فقــد أثــارت إســرائيل التوتــر بــن إيــران والعــراق حــول شــط‬ ‫العــرب ودعمــت األكــراد بالتعــاون بــن املوســاد اإلســرائيلي والســفاك‬ ‫اإليرانــي‪ ،‬كمــا أثــارت املشــاكل بــن تركيــا وســوريا واتخــذت مــن لــواء‬ ‫االســكندرون مكا ًنــا للتجســس علــى ســوريا‪ ،‬وحرضــت إثيوبيــا علــى‬ ‫مصــر وشــجعتها علــى بنــاء الســدود علــى منابــع النيــل لتهديــد األمــن‬ ‫القومــي املصــري مــن خــالل األمــن املائــي مليــاه النيــل إلضعــاف مصــر‬ ‫اقتصاد ًيــا وشــاركت الشــركات اإلســرائيلية يف بنــاء هــذه الســدود‪.‬‬

‫كانــت اســتراتيجية إســرائيل منــذ إعالنهــا عــام ‪1948‬م‪ ،‬بــل قبــل‬ ‫اإلعــالن يف عهــد الوكالــة اليهوديــة‪ ،‬تقــوم علــى اســتغالل األقليــات‬ ‫العرقيــة والدينيــة يف الــدول العربيــة مــن أجــل أن يكــون ميــزان القــوى‬ ‫لصاحلهــا‪ ،‬كمــا أنهــا تبنــت أســتراتيجية األطــراف مــع دول اجلــوار‬ ‫العربــي إلثــارة املشــاكل للــدول العربيــة مــع جيرانهــا ألجــل تــوازن‬ ‫القــوى اإلقليمــي‪ ،‬فكانــت اســتراتيجية األطــراف ‪Peripheral‬‬ ‫‪ Strategy‬التــي أعلنهــا بــن غوريــون يف إقامــة عالقــات مــع إيــران‬ ‫الشــاه وتركيــا الكماليــة ومــع إثيوبيــا يف القــرن اإلفريقــي‪ ،‬وال زالــت‬ ‫هــذه االســتراتيجية قائمــة ولكنهــا تتبــدل وتتغيــر مــع الظــروف‬ ‫الدوليــة واإلقليميــة‪ ،‬فتبنــت اســتراتيجية األطــراف اجلديــدة بتوطيــد‬ ‫العالقــات مــع الهنــد وبعــض الــدول يف آســيا الوســطى ودول البلقــان‬

‫استراتيجية األطراف الجديدة‪ :‬الهند واليونان والبلقان‬

‫استراتيجية األطراف اإلسرائيلية ودعم األقليات‬

‫ومــن خــالل اســتراتيجية األطــراف اجلديــدة‪ ،‬بعدمــا فقــدت‬ ‫إيــران الشــاه ومــع التحــوالت السياســية يف تركيــا وتولــي حــزب العدالــة‬ ‫والتنميــة احلكــم ‪2002‬م‪ ،‬توجهــت لتوطيــد عالقتهــا مــع الهنــد يف مجال‬ ‫الصناعــات العســكرية واالقتصاديــة وتكــررت الزيــارات املتبادلــة بــن‬ ‫املســؤولن الهنــود واإلســرائيلن كزيــارة رئيــس الــوزراء مــودي إلســرائيل‬ ‫يف يوليــو ‪2017‬م‪ ،‬وحتــاول إســرائيل جــر الهنــد لتعــاون وتــوازن ضــد‬ ‫باكســتان وإيران وعلى أمل اســتغالل الهند يف التطبيع مع دول اخلليج‪،‬‬ ‫ولكــن الهنــد أكثــر حــذ ًرا يف تعاونهــا مع إســرائيل ففي املوقف السياســي‬ ‫صوتــت يف اجلمعيــة العامــة ضــد ضــم إســرائيل للقــدس وضــد قــرار‬ ‫الرئيــس األمريكــي ترامــب يف نقــل الســفارة األمريكيــة للقــدس‪ ،‬فالهنــد‬

‫تداعيـات الفوضـى وتحديـات‬ ‫صناعة القرار ي مؤتمر فكر ‪١٦‬‬ ‫العــــــدد ‪128‬‬ ‫فــــبــــرايــــر ‪2018‬‬

‫روســـيا‪ :‬الشـــراكة إيـــران والتعـــاون‬ ‫ااقـتـصـ ــادي ل ــدول الـخـلـ ــيج‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫العاقات الخليجية مع دول شبه القارة الهندية‪ :‬شراكة المنافع والتحديات‬ ‫▀ الهن ــد ش ــريك عس ــكري م ــع الخلي ــج مقب ــول دول ًي ــا وإقليم ًي ــا‪ .‬والتواج ــد الترك ــي مقل ــق‬ ‫▀ اس ــتثمار العاق ــات الخليجي ــة اإقليمي ــة لم ــلء الف ــراغ ااس ــتراتيجي محف ــوف بالمخاط ــر‬ ‫▀ خ ــاب ظ ــن دول الخلي ــج ي المظل ــة النووي ــة الباكس ــتانية ورف ــض اانضم ــام للتحال ــف‬ ‫▀ عقب ــات الهن ــد‪ :‬إي ــران وإس ــرائيل وباكس ــتان وع ــدم ق ــدرة نيودله ــي مزاحم ــة واش ــنطن‬ ‫▀ العاق ــات الخليجي ــة ـ التركي ــة‪ :‬ل ــم تتض ــح معالمه ــا و‪ 4‬عوام ــل للتق ــارب و‪ 4‬لافت ــراق‬ ‫▀ الت ــدرج والمحلي ــة والقط ــاع الخ ــاص وااعتم ــاد ع ــى ال ــذات أس ــس نج ــاح تجرب ــة الهن ــد‬ ‫▀ دول الخلي ــج مطالب ــة بمراجع ــة توجهاته ــا ااقتصادي ــة واستكش ــاف التكام ــل اإقليم ــي‬ ‫▀ عــودة الثقــة البينيــة الخليجيــة تعيــد ااســتقرار للعاقــات اإقليميــة والمعادلــة القديمــة‬ ‫▀ تجرب ــة الهن ــد ف ــي التعلي ــم والصناع ــات الصغي ــرة والمتوس ــطة ‪ ..‬ف ــرص لتعظي ــم المناف ــع‬

‫‪64‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪127‬‬ ‫يــنـــــايــــر ‪2018‬‬

‫مقال‬

‫إن هــذه األهميــة الدوليــة واإلقليميــة ملضيــق هرمــز أســهمت‬ ‫بشــكل أو بآخــر يف الوصــول إلــى االتفــاق حــول البرنامــج النــووي‬ ‫اإليرانــي الســتحالة املغامــرة العســكرية ضــد إيــران مــن الواليــات‬ ‫املتحــدة أو إســرائيل‪ ،‬ولذلــك دفعــت إدارة أوبامــا للوصــول إلــى اتفــاق‬ ‫مــع إيــران واملفاوضــات املباشــرة معهــا ألن احلــل العســكري يعنــي‬ ‫إغــالق املضيــق والفوضــى يف املنطقــة فــكان احلــل السياســي هــو‬ ‫األمثــل يف ظــل اســتحالة احلــل العســكري‪.‬‬

‫منتدى األمن اإلقليمي وأمن الممرات‬

‫إن تواجــد القواعــد العســكري األجنبيــة حــول املمــرات املائيــة‬ ‫ليــس يف مصلحــة األمــن القومــي العربــي‪ ،‬وحيــث أن املمــرات‬ ‫االســتراتيجة تقــع أغلبهــا يف املنطقــة العربيــة واإلســالمية‪ ،‬فتحقيــق‬ ‫املصلحــة يأتــي بتعــاون الــدول العربيــة واإلســالمية التــي تشــرف‬ ‫علــى هــذه املمــرات املائيــة‪ ،‬فنجــد أن األحــالف بــني الــدول أو‬ ‫املنتديــات السياســية تهــدف لتحقيــق مصالهــا ‪ ،‬فالهنــد أنشــأت‬ ‫منتــدى احمليــط الهنــدي ليشــمل الــدول املطلــة علــى احمليــط لتحقيــق‬ ‫التعــاون االقتصــادي والسياســي واألمنــي‪ ،‬ولذلــك فإقامــة منتــدى‬ ‫لأمــن اإلقليمــي للبحــر األحمــر يعتبــر ضــرورة اســتراتيجية لتحقيــق‬ ‫املصالــح العربيــة‪ ،‬فالتحــدي الرئيــس لأمــن القومــي العربــي يف‬ ‫البحــر األحمــر أو بحــر العــرب وحتــى احمليــط الهنــدي هــو إســرائيل‪،‬‬ ‫فهــي التــي أقامــت قواعــد لهــا يف اجلــزر اإلريتريــة والرئيــس أســياس‬ ‫أفورقــي يتعــاون مــع إســرائيل‪ ،‬وتوطــد عالقاتهــا مــع الهنــد شــر ًقا‪،‬‬ ‫تبــني ذلــك مــن زيــارة رئيــس وزراء إســرائيل نتنياهــو إلــى الهنــد وعقــد‬ ‫صفقــات جتاريــة وتعــاون يف التصنيــع العســكري وزيــارة رئيــس وزراء‬ ‫الهنــد إلســرائيل‪.‬‬ ‫أمــا اخلطــر اإليرانــي فهــو ثانــوي مقارنــة باخلطــر اإلســرائيلي‪،‬‬ ‫وكم ــا يق ــول أس ــتاذ العالق ــات الدولي ــة األمريك ــي س ــتيفن وال ــت يف‬ ‫مقال ــة ل ــه يف مجل ــة السياس ــة اخلارجي ــة (‪16 )Foreign Polic‬‬ ‫ينايــر ‪2018‬م‪ ،‬أنــه ال توجــد هيمنــة إيرانيــة يف املنطقــة إال يف عقــل‬ ‫ترامــب وجنراالتــه‪ ،‬وأن إيــران تفتقــد للقــوة احلقيقــة لكــي تســيطر‬ ‫عل ــى دول الش ــرق األوس ــط الت ــي تعان ــي م ــن انقس ــامات عميق ــة‪.‬‬ ‫وتش ــير أرق ــام املعه ــد الدول ــي للدراس ــات االس ــتراتيجية (‪)IISS‬‬ ‫لع ــام ‪2016‬م‪ ،‬ب ــأن ع ــدد س ــكان إي ــران ‪ 85‬ملي ــون نس ــمة والدخ ــل‬ ‫القومــي الســنوي ‪ ٤00‬مليــار دوال‪ ،‬وأن ميزانيتهــا العســكرية حوالــي‬ ‫‪ 16‬مليــار دوالر وعــدد قواتهــا العســكرية مبــا فيهــا احلــرس الثــوري‬ ‫‪ 520‬ال ــف‪ ،‬بعضه ــم م ــن املجندي ــن وتدريبه ــم ضعي ــف‪ ،‬كم ــا أنه ــا‬ ‫تعانـــي مـــن ظـــروف اقتصاديـــة صعبـــة أدت إلـــى مظاهـــرات يف‬ ‫داخ ــل الب ــالد‪ .‬ويؤك ــد اخلبي ــر االس ــتراتيجي األمريك ــي املخض ــرم‬ ‫أنتون ــي كوردس ــمان يف ع ــام ‪2010‬م‪ ،‬أن" ق ــدرات إي ــران العس ــكرية‬ ‫تقليدي ــة مح ــدودة جــدًا وتعتم ــد عل ــى أس ــلحة قدمي ــة ذات نوعي ــة‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫متدني ــة‪ ..‬وقواته ــا ليس ــت منظم ــة ك ــي تظه ــر ق ــوة عس ــكرية جدي ــة‬ ‫يف منطق ــة اخللي ــج"؟‬ ‫وباملقارنــة فــإن عــدد ســكان جمهوريــة مصــر العربيــة أكثــر مــن‬ ‫مئــة مليــون نســمة‪ ،‬ومصــر والســعودية واألردن واإلمــارات العربيــة‬ ‫والســودان يفــوق دخلهــا الســنوي تريليــون دوالر‪ ،‬أمــا النفقــات‬ ‫العســكرية لهــذه الــدول خمســة أضعــاف النفقــات العســكرية‬ ‫اإليرانيــة ولــدى هــذه الــدول املــال لكــي تشــتري األســلحة اجلديــدة‬ ‫واملتطــورة؟ ولكــن خطــر إســرائيل أنهــا نوويــة ولديهــا مشــروع‬ ‫إســرائيل الكبــرى وهــي دين ًيــا وحضار ًيــا وعقد ًيــا ال تنتمــي للمنطقــة‬ ‫واســتعمار اســتيطان يف املشــرق العربــي حتتــل األراضــي العربيــة‬ ‫وتعتبــر القــدس الشــريف عاصمــة لهــا وهــذا حتــد كبيــر لأمــن‬ ‫القومــي العربــي واإلســالمي؟‬ ‫إن إقامــة منتــدى ألمــن البحــر األحمــر مــن مصــر الدولــة‬ ‫العربيــة الكبــرى والســعودية واإلمــارات العربيــة واألردن والســودان‬ ‫والصومــال وجيبوتــي وضــم تركيــا الدولــة اإلســالمية احملوريــة بشــكل‬ ‫تكتلــي يخــدم مصالــح املنطقــة ويقلــل مــن خطــر التدخــل األجنبــي يف‬ ‫منطقــة البحــر األحمــر؟ كمــا أن منتــدى للتعــاون األمنــي بــني دول‬ ‫مجلــس التعــاون اخلليجــي مــع باكســتان والهنــد واحتــواء إيــران ضمــن‬ ‫هــذا املنتــدى‪ ،‬ســوف يحقــق لهــذه الــدول وإيــران األمــن يف اخلليــج‬ ‫العربــي وبحــر العــرب واحمليــط الهنــدي‪ .‬فاملقولــة السياســية املعروفة‬ ‫ليــس هنــاك عــداوة دائمــة أو صداقــة دائمــة وإمنــا مصالــح دائمــة‬ ‫هــي األســاس يف العالقــات الدوليــة‪ .‬وإن حتقيــق أمــن الــدول العربيــة‬ ‫احمليطــة باملمــرات املائيــة ضــرورة اســتراتيجية ألمنهــا واحتوائهــا‬ ‫إليــران ومواجهــة اخلطــر اإلســرائيلي الــذي يتمــدد بقواعــد عســكرية‬ ‫وعالقاتــه يف إفريقيــا وآســيا‪.‬‬ ‫إن اخلالفــات بــني الــدول العربيــة واإلســالمية يضعــف هــذه‬ ‫الــدول وهــي التــي متلــك ثــروات هائلــة مــن الطاقــة والســكان‬ ‫والثــروات االقتصاديــة وذات تاريــخ حضــاري عريــق واملمــرات املائيــة‬ ‫االســتراتيجية التــي ميكــن يف حالــة تعاونهــا يجعلهــا قــوة فعالــة‬ ‫ورئيســة علــى مســتوى العالــم فهــي منطقــة برمائيــة متلــك مزايــا قــوة‬ ‫البــر والبحــر‪ .‬وهــي تشــكل مســاحة واســعة مــن حافــة اليابســة التــي‬ ‫قــال عنهــا املفكــر االســتراتيجي األمريكــي نيقــوال ســبيكمان "مــن‬ ‫يســيطر علــى حافــة اليابســة يســيطر علــى أورآســيا ومــن يســيطر‬ ‫علــى أورآســيا يســيطر علــى العالــم "؟؟‬

‫* أس ــتاذ العل ــوم السياس ــية بجامعت ــي الحس ــن ب ــن ط ــال واملل ــك عب ــد‬ ‫العزي ــز س ــابقًا‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫وحس ــب مص ــادر مرك ــز مقديش ــو للبح ــوث والدراس ــات حتص ــل‬ ‫جيبوتـــي علـــى ربـــع مليـــار دوالر ســـنو ًيا مقابـــل تأجيـــر القواعـــد‬ ‫العســكرية‪ ،‬فالتأجيــر الســنوي للواليــات املتحــدة (‪ )70‬مليــون دوالر‪،‬‬ ‫وللص ــني (‪ )100‬ملي ــون دوالر وللياب ــان (‪ )٣5‬ملي ــون دوالر ولفرنس ــا‬ ‫(‪ )٣0‬ملي ــون دوالر‪ ،‬باإلضاف ــة إل ــى م ــا حتص ــل علي ــه م ــن إس ــبانيا‬ ‫وأملاني ــا؟ وتق ــدم ه ــذه ال ــدول مس ــاعدات مالي ــة وإقام ــة مش ــاريع‬ ‫تنموي ــة ل ــدول الق ــرن اإلفريق ــي‪ .‬واملالح ــظ أن املبل ــغ ال ــذي حتص ــل‬ ‫عليــه جيبوتــي مــن تأجيــر القواعــد العســكرية يعتبــر مبل ًغــا زهي ـدًا‪،‬‬ ‫وهــي دولــة عضــو يف اجلامعــة العربيــة وميكــن لدولــة عربيــة غنيــة‬ ‫أن تغطـــي هـــذا املبلـــغ للحيلولـــة دون التواجـــد األجنبـــي يف دولـــة‬ ‫عربيــة‪ ،‬وأن يكــون التواجــد األمنــي للــدول العربيــة‪،‬‬ ‫ولك ــن يظه ــر أن جيبوت ــي تخش ــى عل ــى أمنه ــا م ــن‬ ‫جيرانه ــا ولذل ــك تلج ــأ للقواع ــد األجنبي ــة حلماي ــة‬ ‫نفســـها مـــن جيرانهـــا حيـــث كان لهـــا نـــزاع مـــع‬ ‫إرتيريـــا‪ ،‬وهـــذا يعنـــي ضعـــف التنســـيق بـــني دول‬ ‫اجلامعـــة العربيـــة وانهيـــار النظـــام اإلقليمـــي‬ ‫العربـــي ممـــا دفـــع بعـــض دول اإلقليـــم لتتحصـــن‬ ‫بالقواع ــد األجنبي ــة وه ــي ظاه ــرة خطي ــرة تعك ــس‬ ‫م ــدى تف ــكك املنظوم ــة األمني ــة العربي ــة؟‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪127‬‬ ‫يــنـــــايــــر ‪2018‬‬

‫‪63‬‬

‫ملف العدد‬

‫أن عــدد القــوات التركيــة قــد تصــل يف املســتقبل إلــى ‪ 20‬ألــف‬ ‫جنــدي‪ ،‬كمــا أن القاعــدة العســكرية بدولــة قطــر يجعلهــا أيضــا مطلــة‬ ‫علــى اخلليــج العربــي ومضيــق هرمــز االســتراتيجي‪ ،‬وهــذا مــا أقلــق‬ ‫بعــض الــدول اإلقليميــة خاصــة عالقــة تركيــا بالســودان‪ ،‬فــأدى إلــى‬ ‫تقــارب إرتيــري مصــري ـ يف ظــل تقــارب تركيــا مــع الســودان والصــول‬ ‫وإلــى حــد مــا إثيوبيــا‪.‬‬ ‫وتتحــرك إيــران إليجــاد نفــوذ لهــا يف اليمــن املطلــة علــى بــاب‬ ‫املنــدب مــن خــالل دعــم احلركــة احلوثيــة‪ ،‬وتقتــرب مــن أرتيريــا‬ ‫يف محاولــة إليجــاد قاعــدة لهــا وتتحــرك لتعزيــز العالقــة مــع‬ ‫الســودان‪ ،‬التــي متيــزت العالقــة معهــا باملــد واجلــزر‪ ،‬ويتوقــع أن‬ ‫تتحســن العالقــات الســودانية اإليرانيــة يف ظــل‬ ‫حاجــة الســودان إلــى املســاعدات واألســلحة يف‬ ‫حالــة مواجهــة املعارضــة املســلحة يف شــرق الســودان‬ ‫ودارفــور ومــع قلــق الســودان مــن املعارضــة الســودانية‬ ‫ودعــم إرتيريــا واخلالفــات املصريــة والســودانية حــول‬ ‫حاليــب‪.‬‬ ‫وأقام ــت اإلم ــارات العربي ــة املتح ــدة له ــا قاع ــدة‬ ‫عســكرية يف أرتيريــا وتعــزز وجودهــا يف مينــاء عــدن‬ ‫وجزيـــرة ســـوقطرة وبالتالـــي إن الوجـــود العســـكري‬ ‫اإلمارات ــي يف س ــواحل اليم ــن يجعله ــا الع ًب ــا يف أم ــن‬ ‫بح ــر الع ــرب‪ ،‬وحي ــث التق ــارب الس ــوداني الترك ــي يتبل ــور تق ــارب‬ ‫إمارات ــي ومص ــري يف البح ــر األحم ــر‪ ،‬ويف ظ ــل القواع ــد األجنبي ــة‬ ‫ف ــإن التواج ــد العرب ــي يبق ــى ثانو ًي ــا ويحت ــاج إل ــى ترتي ــب للعالق ــات‬ ‫العربية‪-‬العربيـــة ملواجهـــة حتديـــات الوجـــود األجنبـــي وخاصـــة‬ ‫إس ــرائيل يف البح ــر األحم ــر فاخلالف ــات العربي ــة نقط ــة ضع ــف يف‬ ‫حتقي ــق األم ــن القوم ــي العرب ــي؟‬

‫القاعــدة العســكرية‬ ‫الـــتـــركـــيـــــة فــــي‬ ‫الـصـومــ ــال لــمــ ــلء‬ ‫ف ــراغ التراج ــع العرب ــي‬ ‫قـــرب بـــاب المنـــدب‬

‫القواعد العسكرية والممرات المائية والتنافس اإلقليمي‬

‫إن الــدول الكبــرى لهــا مصاحلهــا وتتواجــد حلمايتهــا‪ ،‬ولكــن‬ ‫مــع احلــرب األهليــة يف الصومــال واخلالفــات السياســية يف‬ ‫القــرن اإلفريقــي والــدول املطلــة علــى بــاب املنــدب واألزمــة اليمنيــة‬ ‫واالنقــالب الــذي قادتــه احلركــة احلوثيــة علــى الشــرعية يف اليمــن‬ ‫تنافســا بــني الــدول اإلقليميــة يف‬ ‫والدعــم اإليرانــي لهــا‪ ،‬أوجــد‬ ‫ً‬ ‫منطقــة البحــر األحمــر التــي تعتبــر حقيقــة ضمــن النفــوذ العربــي‬ ‫إال أن اخلالفــات السياســية العربيــة شــجعت الــدول اإلقليميــة أو‬ ‫مــا يســمى دول اجلــوار اجلغــرايف إلقامــة قواعــد عســكرية يف الــدول‬ ‫اإلفريقيــة املطلــة علــى البحــر؟‬ ‫أقامــت تركيــا قاعــدة عســكرية لهــا يف الصومــال قريبــة مــن‬ ‫بــاب املنــدب‪ ،‬ويرجــع الوجــود التركــي فيهــا إلــى قيــام فــرق اإلغاثــة‬ ‫التركيــة واملشــاريع االقتصاديــة والتعليــم يف الصومــال‪ ،‬وقــد زار‬ ‫الرئيــس التركــي رجــب طيــب أردوغــان الصومــال أكثــر مــن مــرة‪،‬‬ ‫ويف ظــل التراجــع العربــي عــن الصومــال تتقــدم تركيــا ملــلء الفــراغ‬ ‫االســتراتيجي‪ ،‬لتصبــح الصومــال عامــل تــوازن للتهديــد اإلثيوبــي‬ ‫والكينــي يف الصومــال‪ ،‬كمــا أن زيــارة الرئيــس التركــي إلــى الســودان‬ ‫يف ‪ 2٤‬ديســمبر املاضــي‪ ،‬وتأجيــر جزيــرة ســواكن الســودانية علــى‬ ‫البحــر األحمــر ملــدة ‪ 99‬عا ًمــا‪ ،‬يعكــس الــدور التركــي يف أمــن القــرن‬ ‫اإلفريقــي والبحــر األحمــر وتســهم يف تــوازن القــوى اإلقليمــي ويقــدر‬

‫أمن مضيق هرمز والمصالح المشتركة‬

‫ميثــل مضيــق هرمــز أهميــة اســتراتيجية واقتصاديــة وجتاريــة‬ ‫إقليم ًيــا ودول ًيــا‪ ،‬وهــو املضيــق الوحيــد لعــدة دول مصــدرة للنفــط‬ ‫كالعــراق‪ ،‬الكويــت‪ ،‬البحريــن‪ ،‬قطــر واإلمــارات العربيــة املتحــدة‪،‬‬ ‫وممرهــا إلــى خليــج عمــان وبحــر العــرب واحمليــط الهنــدي‪ ،‬وتطــل‬ ‫إيــران علــى املضيــق مــن الشــمال‪ .‬وتعبــر املضيــق مــا بــني ‪20‬‬ ‫‪٣0‬ناقلــة نفــط يوم ًيــا‪ ،‬حتمــل حوالــي ‪ ٪٤0‬مــن النفــط املنقــول عبــر‬‫العالــم‪ ،‬وتصــدر العــراق ‪ ٪98‬مــن بترولهــا عــن طريــق املضيــق كمــا‬ ‫تصــدر كل مــن اململكــة العربيــة الســعودية واإلمــارات العربيــة جــز ًءا‬ ‫مــن بترولهمــا عبــر املضيــق؟‬ ‫وألهميــة البتــرول اإليرانــي املصــدر إليطاليــا وإســبانيا واليونــان‪،‬‬ ‫وتســتورد الــدول األوروبيــة ‪ ٪18‬مــن إجمالــي صــادرات البتــرول‬ ‫اإليرانيــة البالغــة ‪ 2.7‬مليــون برميــل نفــط يوم ًيــا؟‬

‫‪62‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪127‬‬ ‫يــنـــــايــــر ‪2018‬‬

‫مقال‬

‫اليمنيــة‪ ،‬وتنبهــت إســرائيل للســيطرة علــى بعــض اجلــزر يف البحــر‬ ‫األحم ــر لتأم ــني مروره ــا إل ــى إفريقي ــا وآس ــيا‪.‬‬ ‫وعندمــا أعلنــت بريطانيــا رغبتهــا يف االنســحاب مــن جــزر بــاب‬ ‫املن ــدب وخاص ــة مي ــون (ب ــرمي) ضم ــن اس ــتراتيجيتها جت ــاه اخللي ــج‬ ‫العربــي‪ ،‬جــاء علــى لســان وزيــر اخلارجيــة اإلســرائيلي يف ‪ 29‬يونيــو‬ ‫‪ 1966‬م "إذا س ــقطت جزي ــرة مي ــون (ب ــرمي) يف أي ــد غي ــر صديق ــة‪،‬‬ ‫فقــد ينجــم موقــف خطيــر كمــا حــدث يف خليــج العقبــة وعلــى نطــاق‬ ‫أخط ــر" ‪ ،‬وطالب ــت إس ــرائيل بريطاني ــا بع ــدم االنس ــحاب‪ ،‬أو تدوي ــل‬ ‫بــاب املنــدب‪ ،‬ونشــطت بريطانيــا بالضغــط يف أروقــة االمم املتحــدة‬ ‫لتدويلــه وف ًقــا لرغبــة إســرائيل‪ ،‬ولكــن اليمــن وقفــت بــكل قــوة ضــد‬ ‫املش ــروع البريطان ــي‪ ،‬واعتبرت ــه مخال ًف ــا للقان ــون الدول ــي ودعم ــت‬ ‫اجلامعــة العربيــة اليمــن‪ .‬وكانــت بريطانيــا آنــذاك تتفــاوض للخــروج‬ ‫م ــن جن ــوب اليم ــن الت ــي اس ــتقلت ع ــام ‪ 1967‬م‪ ،‬باس ــم جمهوري ــة‬ ‫اليم ــن الدميقراطي ــة الش ــعبية‪.‬‬ ‫كان ــت أول محاول ــة إلس ــرائيل الحت ــالل جزي ــرة مي ــون يف مطل ــع‬ ‫ع ــام ‪1969‬م‪ ،‬وج ــاءت تقاري ــر اليم ــن والس ــودان للجامع ــة العربي ــة‬ ‫بالتحذي ــر م ــن التح ــرك اإلس ــرائيلي جن ــوب البح ــر األحم ــر‪ ،‬حي ــث‬ ‫الس ــفن اإلس ــرائيلية والقط ــع البحري ــة اإلس ــرائيلية يف ج ــزر دهل ــك‬ ‫وتركيبهـــا أدوات رصـــد واســـتطالع‪ ،‬ولكـــن مصـــر كانـــت تنبهـــت‬ ‫خلطــر إســرائيل وخــالل حــرب أكتوبــر أغلقــت مضيــق بــاب املنــدب‬ ‫يف وج ــه الس ــفن اإلس ــرائيلية‪.‬‬ ‫ولكــن إســرائيل حققــت تعاو ًنــا قو ًيــا بعــد اســتقالل إرتيريــا عــن‬ ‫إثيوبيـــا يف عـــام ‪199٣‬م‪ ،‬حيـــث كانـــت أول زيـــارة لرئيـــس إرتيريـــا‬ ‫أســياس أفورقــي إلســرائيل يف ســبتمبر مــن نفــس العــام‪ ،‬وكان ميكــن‬ ‫أن يك ــون البح ــر األحم ــر بحي ــرة عربي ــة يف حال ــة انضم ــام إرتيري ــا‬ ‫للجامعـــة العربيـــة ألن الـــدول العربيـــة وخاصـــة مصـــر والســـودان‬ ‫والع ــراق والس ــعودية كان ــت الداعم ــة حلرك ــة حتري ــر إرتيري ــا‪ ،‬ولك ــن‬ ‫م ــع اقت ــراب موع ــد اس ــتقالل إرتيري ــا‪ ،‬دعم ــت إس ــرائيل والوالي ــات‬ ‫املتحــدة أسياســي أفورقــي للوصــول للســلطة‪ ،‬وهــو الــذي شــن حملــة‬ ‫قوي ــة ض ــد املس ــلمني االرتيري ــني‪ ،‬وه ــم األكثري ــة ودخ ــل يف نزاع ــات‬ ‫م ــع الس ــودان وجيبوت ــي وإثيوبي ــا واليم ــن‪ ،‬ودعم ــت إس ــرائيل بقوته ــا‬ ‫العس ــكرية إرتيري ــا ع ــام ‪1995‬م‪ ،‬الحت ــالل ج ــزر حني ــش اليمني ــة‪،‬‬ ‫وكان تدخـ ً‬ ‫ـال إســرائيل ًيا مباشـ ًرا حتــت غطــاء إرتيــري حتــى مت حلهــا‬ ‫فيم ــا بع ــد وف ــق التحكي ــم الدول ــي‪.‬‬ ‫وقام ــت إس ــرائيل بالتع ــاون م ــع أرتيري ــا يف اس ــتغالل الس ــواحل‬ ‫اإلرتيريـــة واقامـــة محطـــات جتســـس وقواعـــد بحريـــة إلســـرائيل‬ ‫يف أرخبيـــل جـــزر دهلـــك علـــى الســـواحل اإلرتيريـــة‪ ،‬فالعالقـــة‬ ‫اإلســـرائيليةـ اإلرتيريـــة تهـــدد األمـــن القومـــي العربـــي يف البحـــر‬ ‫األحمـــر‪ .‬وتبقـــى إســـرائيل بوجودهـــا االســـتخباراتي والعســـكري‬ ‫بقواعـــد يف إرتيريـــا التهديـــد الرئيـــس لأمـــن القومـــي العربـــي ‪.‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مضيق باب المندب والصراع الدويل والقواعد العسكرية‬

‫تزايــد التواجــد العســكري األجنبــي يف القــرن اإلفريقــي منــذ‬ ‫عــام ‪1980‬م‪ ،‬عندمــا أعلــن الرئيــس األمريكــي كارتــر مــا عــرف‬ ‫مببــدأ كارتــر وتشــكيل قــوات االنتشــار الســريع التــي عرفــت فيمــا‬ ‫بعــد القيــادة املركزيــة للشــرق األوســط حيــث كان البحــر األحمــر‬ ‫واجلزيــرة العربيــة مــن ضمــن نشــاطاتها باإلضافــة للقــرن اإلفريقــي‬ ‫وإنشــاء قاعــدة عســكرية يف كينيــا‪ ،‬ولكــن فرنســا ســبقتها بإقامــة‬ ‫قاعــدة عســكرية لهــا ( قاعــدة فــورس فرانســيس جيبوتــي ‪)FFDJ‬‬ ‫يف مســتعمرتها الســابقة جيبوتــي حال ًيــا التــي كانــت تعــرف بالصومال‬ ‫الفرنســي‪ ،‬والتــي يوجــد بهــا حوالــي ‪ ٤000‬جندي فرنســي‪ ،‬وتأسســت‬ ‫فيمــا بعــد القاعــدة األمريكيــة المنيــار ‪ Lemonnier‬عــام ‪2001‬‬ ‫بعــد أحــداث ‪ 11‬ســبتمبر والتــي تديــر عالقــة الواليــات املتحــدة مــع‬ ‫عــدة دول يف املنطقــة‪.‬‬ ‫ويعتبـــر بـــاب املنـــدب ذات أهميـــة اســـتراتيجية حيـــث تعبـــره‬ ‫س ــنويا ‪ 12‬ملي ــون حاوي ــة م ــن البضائ ــع‪ ،‬إضاف ــة لناق ــالت البت ــرول‬ ‫التـــي تعبـــره ويعـــد مـــن أهـــم املنافـــذ البحريـــة الدوليـــة‪ ،‬وكان‬ ‫لظه ــور احل ــركات اإلرهابي ــة والصراع ــات العرقي ــة وانهي ــار الدول ــة‬ ‫يف الصوم ــال واحل ــرب األهلي ــة والقرصن ــة البحري ــة م ــن األس ــباب‬ ‫الت ــي دفع ــت ال ــدول الكب ــرى لزي ــادة تواجده ــا وإقام ــة القواع ــد‬ ‫العســـكرية‪ ،‬وهـــذا يعنـــي أن دول املنطقـــة ضعيفـــة وال تســـتطيع‬ ‫حمايـــة نفســـها ومصالـــح الـــدول األخـــرى يف املنطقـــة‪ ،‬وبوجـــود‬ ‫القواعـــد العســـكرية يعنـــي أن دول القـــرن اإلفريقـــي خاضعـــة‬ ‫للتبعيـــة األمنيـــة للـــدول الكبـــرى‪ ،‬فقيـــادة األســـطول األمريكـــي‬ ‫اخلامـــس يف البحريـــن والقواعـــد علـــى ســـواحل البحـــر األحمـــر‬ ‫م ــن اجلان ــب اإلفريق ــي يف الصوم ــال وجيبوت ــي وإرتيري ــا منتش ــرة‬ ‫علـــى ســـواحل البحـــر األحمـــر اإلفريقيـــة؟‬ ‫أقامــت الصــني لهــا قاعــدة عســكرية يف جيبوتــي بالقــرب مــن‬ ‫القاعــدة األمريكيــة حلمايــة املصالــح التجاريــة الصينيــة يف دول‬ ‫اخلليــج العربــي ويف إفريقيــا‪ ،‬حيــث أن ثلــث احلاويــات التــي تعبــر‬ ‫بــاب املنــدب قادمــة مــن الصــني‪ ،‬ومــن املتوقــع أن تصــل االســتثمارات‬ ‫الصينيــة يف املنطقــة إلــى ‪ 60‬مليــار دوالر‪ ،‬وكانــت اليابــان قــد بــدأت‬ ‫بتواجدهــا العســكري يف جيبوتــي عــام ‪2009‬م‪ ،‬وهــو أول تواجــد‬ ‫عســكري يابانــي خــارج اليابــان منــذ احلــرب العاملية الثانيــة‪ ،‬وتتواجد‬ ‫القــوات اليابانيــة حتــت مســمى "قــوات الدفــاع املدنــي" التــي وصــل‬ ‫عددهــا يف جيبوتــي ‪ ٤00‬عنصــر‪ ،‬وتوجــد ً‬ ‫أيضــا مدمرتــان يابانيتــان‬ ‫لتأمــني الســفن التجاريــة‪ ،‬وتتواجــد بعــض القوات اإلســبانية واألملانية‬ ‫يف جيبوتــي ً‬ ‫أيضــا رغــم أنهــا ليــس لهمــا قواعــد عســكرية‪ .‬وباإلضافــة‬ ‫إلــى الــدول الكبــرى‪ ،‬فــإن اململكــة العربيــة الســعودية تباحثــت مــع‬ ‫حكومــة جيبوتــي إلقامــة قاعــدة عســكرية وتوقيــع اتفــاق اســتراتيجي‬ ‫للتعــاون األمنــي والعســكري يحفــظ األمــن الوطنــي الســعودي‪.‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪127‬‬ ‫يــنـــــايــــر ‪2018‬‬

‫‪61‬‬

‫ملف العدد‬

‫طالبت إسـرائيل بريطانيا عدم االنسـحاب من باب المندب أو تدويله‬ ‫وضغطت لندن يف األمم المتحدة لتحقيق رغبة إسرائيل لكن اليمن تصدت‬ ‫املتحـــدة علـــى العالـــم تقري ًبـــا أخـــذت تقيـــم قواعدهـــا العســـكرية‬ ‫وإثـــر حتـــول النظـــام الدولـــي إلـــى التعدديـــة القطبيـــة وبســـبب‬ ‫اإلره ــاب والقرصن ــة البحري ــة والتج ــارة الدولي ــة واحل ــرب األهلي ــة‬ ‫يف الصومـــال وأزمـــة اليمـــن‪ ،‬أخـــذت الـــدول الكبـــرى تقيـــم لهـــا‬ ‫قواعـــد عســـكرية علـــى شـــواطئ البحـــر األحمـــر وخاصـــة علـــى‬ ‫اجلانــب اإلفريقــي وتتجــول األســاطيل البحريــة يف احمليــط الهنــدي‬ ‫والبحريـــن األحمـــر واملتوســـط وغيرهـــا؟‬

‫إسرائيل وتهديد األمن القومي العربي‬

‫تنبهـــت إســـرائيل منـــذ إعالنهـــا عـــام ‪19٤8‬م‪ ،‬إلـــى أهميـــة‬ ‫البح ــر األحم ــر واملم ــرات املائي ــة‪ ،‬فاحتل ــت إس ــرائيل ع ــام ‪19٤9‬م‪،‬‬ ‫قريـــة أم الرشـــراش املصريـــة يف خليـــج العقبـــة املنفـــذ للبحـــر‬ ‫األحم ــر‪ ،‬واطلق ــت عليه ــا "إي ــالت"‪ ،‬وإث ــر الع ــدوان الثالث ــي عل ــى‬ ‫مص ــر ع ــام ‪1956‬م‪ ،‬وهج ــوم الق ــوات اإلس ــرائيلية يف ش ــبه جزي ــرة‬ ‫ســـيناء‪ ،‬فتـــم االتفـــاق بعـــد انســـحابها بوجـــود قـــوات الطـــوارئ‬

‫الدولي ــة‪ ،‬وأن مت ــر الس ــفن اإلس ــرائيلية م ــن مضي ــق تي ــران وف ًق ــا‬ ‫ملقول ــة ديفي ــد ب ــن غوري ــون "إنن ــي أحل ــم بأس ــاطيل داوود متخ ــر‬ ‫يف البحـــر األحمـــر"‪ ،‬وخططـــت فيمـــا بعـــد لشـــن حـــرب ‪1967‬م‪،‬‬ ‫الحت ــالل س ــيناء والضف ــة الغربي ــة وهضب ــة اجل ــوالن‪ ،‬وه ــي ليس ــت‬ ‫أزمـــة سياســـية ولكنهـــا خطـــة إســـرائيلية للتوســـع اإلســـرائيلي‬ ‫وف ًق ــا أله ــداف احلرك ــة الصهيوني ــة يف إقام ــة إس ــرائيل الكب ــرى‬ ‫م ــن الني ــل إل ــى الف ــرات‪ ،‬وأقام ــت إس ــرائيل عالق ــات م ــع إثيوبي ــا‬ ‫يف عهـــد هيالسيالســـي‪ ،‬وف ًقـــا الســـتراتيجية األطـــراف التـــي‬ ‫تبنتهـــا‪ ،‬الســـتئجار قواعـــد لهـــا يف الشـــواطئ اإلثيوبيـــة (قبـــل‬ ‫اس ــتقالل إرتيري ــا ع ــن إثيوبي ــا) عل ــى البح ــر األحم ــر‪ ،‬كان اله ــدف‬ ‫اإلس ــرائيلي مواجه ــة مص ــر يف إفريقي ــا حي ــث كان ــت قلع ــة ح ــركات‬ ‫التح ــرر اإلفريقي ــة‪ ،‬إنه ــا أكب ــر دول ــة عربي ــة والق ــوة الرئيس ــة الت ــي‬ ‫تهدده ــا‪ ،‬وعندم ــا نش ــبت ح ــرب أكتوب ــر (رمض ــان) ‪197٣‬م‪ ،‬ب ــني‬ ‫مصـــر وســـوريا مـــن جهـــة وإســـرائيل مـــن جهـــة أخـــرى‪ ،‬أغلقـــت‬ ‫البحريـــة املصريـــة مضيـــق بـــاب املنـــدب باالتفـــاق مـــع احلكومـــة‬

‫‪60‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪127‬‬ ‫يــنـــــايــــر ‪2018‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫البحار واألمن العربي‪ :‬من يتحكم في املمرات املائية يتحكم في التجارة الدولية‬

‫التأثير العسكري العربي يف البحر األحمر ثانوي‬ ‫ويحتـاج ترتيـب العالقـات العربيـة ‪ -‬العربيـة‬ ‫قــال الســير والتــر رالــي عــام ‪1616‬م‪" ،‬مــن يســيطر علــى البحــار يســيطر علــى التجــارة ومــن يســيطر علــى التجــارة يســطر‬ ‫علــى ثــروات العالــم وبالتالــي يســيطر علــى العالــم"‪ .‬وإن خطــوط املواصــالت البحريــة مهمــة للنمــو االقتصــادي وأمــن الــدول‪،‬‬ ‫وقــد أكــد ألفــرد ماهــان مــع بدايــة القــرن العشــرين علــى أهميــة القــوة البحريــة‪ ،‬فقــال إن مــن يســيطر علــى البحــار يســيطر‬ ‫علــى العالــم‪ ،‬وأن الســيطرة علــى البحــار تكــون يف الســيطرة علــى املمــرات املائيــة العامليــة‪ ،‬وكانــت البحريــة البريطانيــة القــوة‬ ‫الرئيســة التــي جعلــت مــن بريطانيــا الدولــة األولــى يف العالــم‪ ،‬تتحكــم يف البحــار واحمليطــات مــن خــالل حتكمهــا يف املمــرات‬ ‫املائيــة‪ ،‬وخاصــة املمــرات التــي تقــع يف العالــم العربــي مــن جبــل طــارق غر ًبــا إلــى قنــاة الســويس وبــاب املنــدب ومضيــق هرمــز‬ ‫وشــر ًقا إلــى ممــر ملقــة‪ ،‬وكان التنافــس البحــري بــني أملانيــا وبريطانيــا مــن أســباب احلــرب العامليــة األولــى‪ ،‬وجنــد اليــوم‬ ‫أن ‪ ٪90‬مــن جتــارة العالــم متــر عبــر البحــار واحمليطــات والتــي تبلــغ ثمانيــة تريليــون ســنو ًيا وبالتالــي تظهــر أهميــة املمــرات‬ ‫املائيــة اجليواســتراتيجية‪.‬‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫الدول الكبرى والسيطرة عى الممرات المائية‬

‫إث ــر حمل ــة نابلي ــون عل ــى مص ــر (‪1801-1798‬م) لقط ــع طري ــق‬ ‫بريطانيــا إلــى الهنــد التــي كانــت تعتبــر درة التــاج البريطانــي‪ ،‬عــززت‬ ‫بريطانيــا أســطولها وتأمــني اخلطــوط املالحيــة فاحتلــت عــدن عــام‬ ‫‪182٣‬م‪ ،‬واس ــتغلت أزم ــة اخلدي ــوي إس ــماعيل املالي ــة بع ــد افتت ــاح‬ ‫قن ــاة الس ــويس ‪1869‬م‪ ،‬فاش ــترت أس ــهم مص ــر يف قن ــاة الس ــويس‬ ‫وبالتال ــي س ــيطرت عل ــى قن ــاة الس ــويس وبقي ــت حت ــى ع ــام ‪1956‬م‪،‬‬ ‫عندم ــا أممه ــا الرئي ــس املص ــري جم ــال عب ــد الناص ــر‪ ،‬وش ــنت كل‬ ‫م ــن بريطاني ــا وفرنس ــا وإس ــرائيل الع ــدوان الثالث ــي عل ــى مص ــر‪.‬‬ ‫وخـــالل وجودهـــا يف منطقـــة اخلليـــج العربـــي ســـيطرت‬ ‫بريطانيـــا علـــى مضيـــق هرمـــز‪ ،‬كمـــا ســـيطرت علـــى جـــزر ميـــون‬ ‫(بـــرمي) وكمـــران وســـقطري وبالتالـــي أصبـــح خـــط املالحـــة مـــن‬ ‫الهن ــد إل ــى البح ــر املتوس ــط حي ــث الهيمن ــة البريطاني ــة م ــن خ ــالل‬ ‫الس ــيطرة عل ــى قب ــرص ومالط ــة‪ ،‬وس ــيطرت بريطاني ــا عل ــى مضي ــق‬ ‫جب ــل ط ــارق من ــذ ع ــام ‪171٤‬م‪ ،‬ال ــذي يرب ــط ب ــني البح ــر املتوس ــط‬ ‫واحمليـــط األطلســـي‪.‬‬ ‫كم ــا س ــيطرت بريطاني ــا عل ــى مضي ــق ملق ــة يف جن ــوب ش ــرق‬ ‫أســيا الــذي يربــط احمليــط الهنــدي باحمليــط الهــادي الــذي ميــر منــه‬

‫‪ ٪25‬مــن البتــرول لشــرق آســيا مــن بتــرول الشــرق األوســط وخاصــة‬ ‫للصــني واليابــان‪ ،‬وتعبــره ‪ 100‬ألــف ســفينة ســنو ًيا (‪2016‬م)‪ ،‬وبعــد‬ ‫اس ــتقالل ال ــدول احمليط ــة ب ــه‪ ،‬أصب ــح يخض ــع ل ــكل م ــن إندونيس ــيا‬ ‫وماليزي ــا وس ــنغافورة‪ ،‬وهن ــاك مين ــاء البس ــفور والدردني ــل ويربط ــا‬ ‫البح ــر األس ــود م ــع البح ــر املتوس ــط‪ ،‬وه ــو املم ــر الوحي ــد لعب ــور‬ ‫الس ــفن الروس ــية بالبح ــر املتوس ــط‪ ،‬ومت ــر منهم ــا ‪ 28‬أل ــف س ــفينة‬ ‫س ــنو ًيا‪ ،‬أغلبه ــا س ــفن جتاري ــة روس ــية حي ــث مت ــر عش ــرون س ــفينة‬ ‫روس ــية يوم ًي ــا‪ .‬ويبق ــى مم ــر قن ــاة بنم ــا ب ــني األمريكيت ــني تهيم ــن‬ ‫علي ــه الوالي ــات املتح ــدة باتفاقي ــة م ــع دول ــة بنم ــا‪.‬‬ ‫تقــع املمــرات الدوليــة االســتراتيجية يف العالم العربي واإلســالمي‬ ‫التــي يتمتــع مبزايــا اســتراتيجية هامــة يذكرنــا بقــول أســتاذ العالقــات‬ ‫الدوليــة األمريكــي الراحــل وليــم فوكــس بــأن مــن يســيطر علــى الشــرق‬ ‫األوســط يتحكــم يف أوروبــا ومــن يتحكــم يف أوروبــا يســيطر علــى‬ ‫العالــم؟‪ ،‬والواقــع مــن يتحكــم يف املمــرات‪.‬‬ ‫وبذلـــك فـــإن الـــدول الكبـــرى‪ ،‬ومنـــذ القـــرن التاســـع عشـــر‬ ‫تتحك ــم باملم ــرات املائي ــة بالعال ــم العرب ــي واإلس ــالمي‪ ،‬وم ــع ت ــوازن‬ ‫الق ــوى خ ــالل احل ــرب الب ــاردة حتكم ــت ال ــدول العربي ــة يف مم ــرات‬ ‫املائي ــة نس ــب ًيا‪ ،‬ولك ــن م ــع نظ ــام آح ــادي القطبي ــة وهيمن ــة الوالي ــات‬

‫‪ 6‬بدائـــل خليجيـــة لمضيـــق هرمـــز‬ ‫وإغاقـــه حـــرب عـــى العالـــم‬ ‫العــــــدد ‪127‬‬ ‫يـــــنــــــــايـــــر ‪2018‬‬

‫‪ 3‬قضايا تقلق أوروبا وروسـيا تخطف‬ ‫اهـتمـامـهـا بالـقـرن اإلفـريقـي‬ ‫السـعودية تتهيأ لانتقال إىل الترتيب‬ ‫‪ 23‬يف الـخـدمـات اللـوجـسـتية‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫أمــ ــن الــمــمـــ ــرات الــمـائـيـ ــة ‪ ..‬بي ــن الـتـنـافـ ــس والـعـسـكـ ــرة‬ ‫▀ ‪ 12‬نـزاع ًـــا دولـ ـ ًيا وإقـلـيمـ ـ ًيا مـبـاشـ ـ ًرا وغيــر مـبـاشـــر تـــدور فـــي الـبـحـــر األحـمـــر حـالـ ـ ًيا‬ ‫▀ مخاط ــر ش ــح المي ــاه ف ــي المنطق ــة تتح ــول م ــن ص ــراع األيدولوجي ــا إل ــى ص ــراع الغ ــذاء‬ ‫▀ تركيــا دولــة أوروبيــة وتعيــد التفــاوض عــى الممــرات المائيــة بعــد انتهــاء لــوزان ‪2023‬‬ ‫▀ إيـــران لـــن تجـــرؤ علـــى حماقـــة إغـــاق هرمـــز والحـــرب بيـــن إيـــران وأميـــركا مســـتبعدة‬ ‫▀ قواعــد تركيــا فــي قطــر والصومــال وســواكن حــزام مــن شــرق الوطــن العربــي إلــى منتصفــه‬ ‫▀ ج ــزر مدخ ــل خلي ــج الس ــويس اس ــتراتيجية وتتحك ــم يف الماح ــة بي ــن المتوس ــط واألحم ــر‬ ‫▀ اس ــتولت إس ــرائيل عل ــى دهل ــك أكب ــر الج ــزر ‪ ..‬و س ــنتيان وديمي ــرا ق ــرب ب ــاب المن ــدب‬ ‫▀ التأثي ــر العس ــكري العرب ــي يف البح ــر األحم ــر ثان ــوي ويحت ــاج ترتي ــب العاق ــات العربي ــة‬ ‫▀ ‪ 4‬آلي ــات للنات ــو ف ــي مواجه ــة التهدي ــدات البحري ــة و‪ 3‬مح ــددات لتدخل ــه ف ــي الصراع ــات‬

‫‪62‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪126‬‬ ‫ديـسـمـبـر ‪2017‬‬

‫مقال‬

‫اإلقليمـي العربـي‪ ،‬بعـد أن حاولـت إيـران يف ظـل االحتـال األمريكـي‬ ‫اختطافـه داخـل دائـرة النفـوذ اإليرانـي‪.‬إن مركزيـة مصـر يف النظـام‬ ‫اإلقليمـي العربـي‪ ،‬واململكـة العربيـة السـعودية مركزيـة يف مجلـس‬ ‫التعـاون اخلليجـي ودورهـا يف العالـم اإلسـامي مـع الـدور التركـي‬ ‫التاريخي واجلغرايف‪ ،‬يشـكل محو ًرا قو ًيا ضد النفوذ اإليراني ويحجم‬ ‫دور إسرائيل يف الشرق األوسط‪ ،‬الذي هو محور محيط سني معتدل‬ ‫إضافـة إلـى األردن واملغـرب والسـودان‪.‬‬

‫‪ : 2018‬تواصل اإلصاح الداخيل واالنفتاح الخارجي‬

‫إن اإلصاح الداخلي الذي تشــهده دول مجلس التعاون اخلليجي‬ ‫‪2017‬م‪ ،‬ســواء باملشــاركة الشــعبية ومحاربة الفســاد يتواصل‪ ،‬فاململكة‬ ‫العربيــة الســعودية تشــهد حركــة إصــاح اقتصــادي مثــل خطــة ‪،2030‬‬ ‫ومشــاركة املــرأة ودورهــا االجتماعــي والســماح لهــا بقيــادة الســيارة‪،‬‬ ‫كمــا أن دول اخلليــج تتبنــى برامــج اقتصاديــة واجتماعيــة‪ ،‬تدفــع إلــى‬ ‫تعميــق متاســك النســيج االجتماعــي‪ ،‬فاألمــن االجتماعــي عمــاد األمــن‬ ‫القومــي‪ ،‬خاصــة أن دول اخلليــج متجانســة اجتماع ًيــا وقبل ًيــا‪ ،‬وهــذا‬ ‫مييزهــا كتكتــل متماســك داخــل النظــام اإلقليمــي العربــي‪.‬‬

‫القدس ووعد ترامب ووحدة الموقف العربي واإلسامي‬

‫إن التحديـات اخلارجيـة توحـد الداخـل‪ ،‬فإعـان ترامـب بـأن‬ ‫القـدس عاصمـة إلسـرائيل أعـاد القضيـة الفلسـطينية إلـى مقدمـة‬ ‫األحـداث‪ ،‬فالقـرار يؤكـد البلطجة السياسـية لــه مخالفة مليثاق األمم‬ ‫املتحـدة وقـرارات مجلـس األمـن الدولـي التـي تؤكـد أن القـدس أرض‬ ‫محتلـة‪ ،‬ولذلـك اعتبـر القـرار حتديـا للحكومـات والشـعوب العربيـة‬ ‫واإلسـامية التـي انتفضـت ضـد القـرار ألنـه يتعلـق مبقدسـات‬ ‫املسـلمن أولـى القبلتـن وثالـث احلرمـن الشـريفن‪ ،‬وخطـورة القرار‬ ‫فإنـه يعطـي البعـد الدينـي للصـراع ألنـه محاولـة مـن ترامـب إلرضـاء‬ ‫قاعدتـه االنتخابيـة مـن التيـار املسـيحي االجنليكانـي املتطـرف‬ ‫باإلضافـة لليهـود املتطرفـن مـن اللوبـي الصهيونـي يف ظـل تراجـع‬ ‫شـعبيته‪ ،‬وقـد انتقـد القـرار جميـع الـدول األعضـاء األربعـة عشـر‬ ‫مقابـل الواليـات املتحـدة األمريكيـة يف مجلـس األمـن الدولـي ‪ .‬ولقـد‬ ‫اسـتغل ترامـب أزمـات املنطقـة واخلافـات اإلقليميـة ليعلـن قـراره‪،‬‬ ‫وبالتالـي أثـار شـعوب العالـم العربـي واإلسـامي‪ ،‬وحتركـت الـدول‬ ‫العربيـة واإلسـامية لتؤكـد علـى عروبة القـدس وأنها عاصمة الدولة‬ ‫الفلسـطينية‪ ،‬فقـد عقـدت اجلامعـة العربيـة اجتماعـا يف القاهـرة يف‬ ‫التاسـع من ديسـمبر ‪2017‬م‪ ،‬على مسـتوى وزراء اخلارجية‪ ،‬وعقدت‬ ‫القمـة الطارئـة ملنظمـة التعـاون اإلسـامي يف الثالـث عشـر مـن‬ ‫ديسـمبر‪ ،‬وال شـك أكـد تضامـن الـدول العربيـة واالسـامية‪.‬‬ ‫وخطــورة وعــد ترامــب أنــه يشــجع التطــرف الدينــي‪ ،‬ألن قــراره‬ ‫جــاء ترضيــة لتيــار دينــي متطــرف يف الواليــات املتحــدة وإســرائيل‪،‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫وانتهــا ًكا حلقــوق املســلمن واملســيحين‪ ،‬واملوقــف الدولــي والعربــي‬ ‫واإلســامي الــذي يعتبــر وعــد ترامــب مهــد ًدا لألمــن القومــي‬ ‫اإلقليمــي والعاملــي ألن قضيــة القــدس دوليــة تهــم ‪ 1500‬مليون مســلم‬ ‫وكذلــك مســيحيي العالــم‪ ،‬وقــد يكــون هــذا التحــدي الــذي فرضــه‬ ‫ترامــب داع ًيــا لتوحيــد املوقــف العربــي واإلســامي ونهايــة للخافــات‬ ‫والصراعــات الداخليــة ومنهــا دول مجلــس التعــاون اخلليجــي‪.‬‬ ‫إن التدخـل اخلارجـي لـن يحقـق األمـن واالسـتقرار يف الشـرق‬ ‫األوسـط وخاصـة الـدول العربيـة‪ ،‬فالواليـات املتحـدة باحتالهـا‬ ‫العـراق هـي التـي وفـرت التربـة اخلصبة للتطرف والطائفيـة والتدخل‬ ‫اإليرانـي‪ ،‬وبوعـد ترامـب اآلن يدفـع إلـى التطـرف وعـدم االسـتقرار‬ ‫ألنـه بتصريحاتـه املتطرفـة ضـد املسـلمن وإعانـه القـدس عاصمـة‬ ‫إلسـرائيل حتد ًيا للشـعوب ويضع احلكومات العربية واإلسـامية أمام‬ ‫حتـد لشـعوبها الرافضـة لهـذا الوعـد‪ .‬وإن القـوى اخلارجيـة تسـتغل‬ ‫اخلافـات الداخليـة سـواء يف منطقـة اخلليـج أو الشـرق األوسـط‬ ‫ويشـكل اسـتنزا ًفا لهذه الدول اقتصاد ًيا وسياسـ ًيا ويف جتارة السـاح‪،‬‬ ‫ولذلـك ال بـد مـن احلـوار واحللـول السياسـية يف اخلافـات بن الدول‬ ‫اإلسـامية وكذلـك يف اخلافـات العربيـة‪.‬‬ ‫إن الــدول الكبــرى ليــس لهــا صداقــات ولكــن لهــا مصالــح‪،‬‬ ‫فــإدارة أوبامــا عقــدت صفقــة املفاعــل النــووي اإليرانــي وجتاهلــت‬ ‫أصدقائهــا يف اإلقليــم‪ ،‬كمــا أن أدارة أوبامــا وحتــى إدارة ترامــب‬ ‫دعمــت احلــركات الكرديــة ضــد حليفتهــا تركيــا وعضــو حلــف‬ ‫الناتــو بــل تــدور الشــكوك حــول دور واشــنطن يف محاولــة االنقــاب‬ ‫التركيــة أغســطس ‪2016‬م‪ ،‬ورغــم تهديــد ترامــب بإلغــاء اتفاقيــة‬ ‫املفاعــل النــووي اإليرانــي ولكنــه التــزم بهــا‪ ،‬وزيــارة وزيــر اخلارجيــة‬ ‫البريطانيــة بوريــس جونســون لطهــران يف التاســع مــن ديســمبر‬ ‫احلالــي يبــن قفــز الــدول الكبــرى لتجــاوز املوقــف العربــي حلــل أزمــة‬ ‫اليمــن وتعقــد الصفقــات االقتصاديــة‪ ،‬فالــدول الكبــرى ال حتقــق‬ ‫األمــن وإمنــا مصاحلهــا فقــط‪.‬‬ ‫إن أمـن اخلليـج العربـي يأتـي مـن خـال اإلصاحـات الداخليـة‬ ‫ووحـدة النسـيج االجتماعـي وحـل اخلافـات الداخليـة والتعـاون حلـل‬ ‫األزمـات اإلقليميـة وخاصـة أزمـة اليمـن التـي تهـدد أمـن اخلليـج‬ ‫مباشـرة يف حالة اسـتمرارها وإيجاد آلية لنوع من اسـتراتيجية األمن‬ ‫اإلقليمـي يف حـوار مـع الـدول الرئيسـة يف اإلقليـم تشـمل يف احلـوار‬ ‫دول املجلـس ومصـر وتركيـا وإيـران مـع األردن واملغـرب واحلـل العـادل‬ ‫للقضية الفلسطينية‪ ،‬وبالتالي فإن عام ‪201٨‬م‪ ،‬عام النمو االقتصادي‬ ‫واالسـتقرار السياسـي يف منطقـة اخلليـج واحلـوار السياسـي‪.‬‬

‫* أس ــتاذ العل ــوم السياس ــية يف جامعت ــي الحس ــن ب ــن ط ــال واملل ــك عب ــد‬ ‫العزي ــز س ــابقًا‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫إيــران تهديـدًا مباشـ ًرا لهــا ألن وجودهــا أصبــح علــى حــدود اخلليــج‬ ‫يف اليمــن والعــراق وســوريا ولبنــان‪ ،‬إضافــة لتشــجيع إيــران الطائفيــة‬ ‫يف منطقــة اخلليــج‪ ،‬ولذلــك تــرى دول املجلــس ضــرورة مواجهــة‬ ‫إيــران‪ ،‬وكانــت سياســة مواجهــة إيــران خــال عــام ‪2017‬م‪ ،‬علــى قمــة‬ ‫األوليــات السياســية واالســتراتيجية لــدول املجلــس ســواء يف اليمــن‬ ‫أو العــراق أو املواجهــة الصارمــة لعناصــر التطــرف يف دول املجلــس‬ ‫وخاصــة اجلماعــات التــي تدعمهــا إيــران وخاصــة يف البحريــن‪.‬‬ ‫إن اخلطـر اإليرانـي ليـس جديـدًا بـل بدأ مع الثورة اإليرانية عام‬ ‫‪1979‬م‪ ،‬وتبنيهـا سياسـة تصديـر الثورة لـدول اجلوار‪ ،‬وكانت احلرب‬ ‫العراقيـة ‪-‬اإليرانيـة والتـي اسـتمرت ملـدة ثمانـي سـنوات ‪-19٨0‬‬ ‫‪19٨٨‬م؟ ولكـن كان هنـاك تـوازن قـوى إقليمـي ملـدة ثاثـة عقـود متثل‬ ‫يف املثلث السعودي‪-‬املصري‪-‬السوري‪ ،‬الذي حقق استقرا ًرا سياس ًيا‬ ‫وتواز ًنـا اسـتراتيج ًيا يف املنطقـة وأمـن اخلليج خاصة‪ ،‬عندما تدخلت‬ ‫مصـر وسـوريا يف أزمـة الكويـت ‪1991‬م‪ ،‬بإرسـال قواتهما للمسـاهمة‬ ‫يف حترير الكويت‪ ،‬فقد أرسـلت مصر ‪ 30‬ألف جندي آنذاك ولذلك‬ ‫كان احملـور الثاثـي اسـتمر حتـى ‪2000‬م‪ ،‬وفـاة حافـظ األسـد‪ ،‬ومـع‬ ‫تغيـر الظـروف اإلقليميـة والدوليـة‪ ،‬حـدث تراجـع كمـا أشـرنا يف‬ ‫التـوازن اإلقليمـي ممـا أثـر علـى أمـن اخلليج‪.‬‬

‫المحور الثاثي الجديد وأمن الخليج‬

‫رغــم اتفــاق دول املجلــس علــى اخلطــر اإليرانــي إال أن هــذه‬ ‫الــدول تختلــف يف درجــة نظرتهــا لهــذا اخلطــر‪ ،‬وتبقــى اململكــة‬ ‫العربيــة الســعودية القــوة الرئيســة يف املجلــس والدفــاع عــن أمــن‬ ‫اخلليــج‪ ،‬ولذلــك فــإن مواجهــة التهديــد اإليرانــي حتتــاج إلــى محــور‬ ‫ثاثــي جديــد لتــوازن قــوى‪ ،‬قــد يتشــكل مــن مصــر والســعودية‬ ‫وتركيــا‪ ،‬ولــكل مــن هــذه الــدول الثــاث مميزاتهــا لتســهم يف أمــن‬ ‫اخلليــج العربــي وإيجــاد تــوازن إقليمــي يحقــق االســتقرار السياســي‬ ‫واألمــن يف املنطقــة‪ .‬فاملواجهــة العســكرية بعيــدة االحتمــال ولكــن‬ ‫التــوازن اإلقليمــي يحقــق الــردع التقليــدي واالســتراتيجي‪.‬‬ ‫إن مصــر أكبــر دولــة عربيــة وقــوة مؤثــرة‪ ،‬ولهــا ثقلهــا التاريخــي‬ ‫واإلقليم ــي يف حتقي ــق األم ــن القوم ــي العرب ــي‪ ،‬وه ــي ق ــوة صلب ــة‬ ‫وقـــوة ناعمـــة ً‬ ‫أيضـــا يف املنطقـــة‪ ،‬ولهـــا دورهـــا يف اإلقليـــم وتلعـــب‬ ‫دو ًرا يف األزم ــة الس ــورية وقنواته ــا السياس ــية م ــع بع ــض أط ــراف‬ ‫املعارضـــة الســـورية وقنواتهـــا مـــع النظـــام الســـوري‪ ،‬لعاقاتهـــا‬ ‫التاريخيـــة مـــع ســـوريا‪ ،‬ولذلـــك ميكـــن أن تلعـــب دو ًرا يف ســـوريا‬ ‫يواج ــه ال ــدور اإليران ــي مس ــتقب ً‬ ‫ا‪.‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪126‬‬ ‫ديـسـمـبـر ‪2017‬‬

‫‪61‬‬

‫ملف العدد‬

‫أمـا تركيـا فهـي ً‬ ‫أيضـا دولـة مركزية يف الشـرق األوسـط‪ ،‬ثاني قوة‬ ‫عسـكرية بعـد الواليـات املتحـدة يف حلف الناتو‪ ،‬والعمق االسـتراتيجي‬ ‫لتركيـا الشـرق وليـس أوروبـا كمـا يقـول أحمـد داود أوغلو رئيـس وزراء‬ ‫تركيـا السـابق‪ ،‬وخـال حكـم حـزب العدالـة والتنميـة أقامـت تركيـا‬ ‫عاقـات قويـة مـع الـدول العربية واإلسـامية وخاصـة منطقة اخلليج‬ ‫العربي‪ ،‬فتعاونت يف مشاريع الصناعات العسكرية مع اململكة العربية‬ ‫السـعودية ولهـا قاعـدة عسـكرية يف قطـر‪ ،‬وهـي دولـة سـنية‪ ،‬وعبـر‬ ‫تاريـخ الدولـة العثمانيـة كانـت لهـا عاقـات توتـر مـع الدولـة الصفويـة‬ ‫الشـيعية يف بـاد فـارس‪ ،‬ولذلـك تعتبـر تركيـا عامـل مهـم يف تـوازن‬ ‫القـوى اإلقليمـي‪ ،‬وتدخلـت يف سـوريا يف دعـم الثـورة السـورية‪ ،‬وحيـث‬ ‫سياسـتها البرجماتيـة‪ ،‬فهـي أقامـت عاقـات اقتصاديـة وسياسـية مع‬ ‫إيران‪ ،‬ويتوقع خال السنوات القادمة أن يصل حجم التبادل التجاري‬ ‫بـن إيـران وتركيـا إلـى ‪ 30‬مليـار دوالر‪ ،‬ومـن خـال العاقـات التركيـة‬ ‫مـع دول اخلليـج وعاقاتهـا مـع إيـران ميكـن أن تدفع هـذه العاقة إلى‬ ‫احتـواء التوتـر مـع إيـران وحتقيـق نـوع مـن احلـوار يف املسـتقبل‪.‬وحيث‬ ‫أن عاقـة تركيـا حتسـنت مـع روسـيا االحتادية‪ ،‬كمـا أنها دعمت بعض‬ ‫أطـراف املعارضـة السـورية مثـل اجليـش احلـر‪ ،‬وهنـاك توافـق بـن‬ ‫إيران وتركيا حول أكراد سـوريا‪ ،‬ومبشـاركة تركيا يف احلل السياسـي‬ ‫يف سـوريا مـع روسـيا وإيـران‪ ،‬فهـي بطريقـة غيـر مباشـرة تنسـق مـع‬ ‫دول اخلليـج العربـي وبذلـك حتـدث تواز ًنـا أو حتجي ًما للنفوذ اإليراني‬ ‫يف سـوريا مسـتقبا‪.‬‬ ‫ورغــم عاقــات تركيــا املتوتــرة مــع النظــام املصــري احلالــي‪،‬‬ ‫فالعاقــة املصريــة ‪ -‬التركيــة تاريخيــة‪ ،‬ونذكــر بــدور األســطول‬ ‫املصــري يف عهــد الدولــة العثمانيــة يف حــرب املــورة ‪1٨24‬م‪ ،‬يف‬ ‫اليونــان عندمــا قــاد إبراهيــم باشــا عشــرة آالف مــن اجليــش املصــري‬ ‫لنجــدة اجليــش العثمانــي‪ ،‬وبعدمــا اســتولى كمــال أتاتــورك انتقــل‬ ‫بعــض الرمــوز التركيــة إلــى مصــر‪ ،‬ولذلــك نقــول احملــور الثاثــي‬ ‫املــرن يشــكل تواز ًنــا يحقــق االســتقرار يف املنطقــة فتســتفيد منــه دول‬ ‫اخلليــج العربــي‪ ،‬كمــا أن تركيــا موجــودة يف القــرن اإلفريقــي مــن‬ ‫خــال وجــود قاعدتهــا ومشــاريعها يف الصومــال‪.‬‬ ‫إن األهميـة االسـتراتيجية‪ ،‬للـدول الثـاث حتـى وإن كانـت هنـاك‬ ‫خافات سياسـية مثا بن مصر وتركيا‪ ،‬فاحملور الثاثي املرن لدول‬ ‫سـنية يحقـق تواز ًنـا ونفـو ًذا يف سـوريا‪ ،‬ويحقـق ً‬ ‫أيضا نفـو ًذا يف العراق‪،‬‬ ‫فتركيـا لهـا دور يف العـراق ألنـه يتعلـق باألمـن القومـي التركـي‪ ،‬كمـا أن‬ ‫ك ً‬ ‫ا من مصر واململكة العربية السـعودية فتحت قنواتها الدبلوماسـية‬ ‫والسياسـية مع النظام السياسـي يف العراق إلعادة العراق إلى النظام‬

‫عام ‪2018‬عام استكمال اإلصاح الداخيل الخليجي والسعودية تشهد حركة‬ ‫إصاح اقتصادي ممثل بخطة‪ 2030‬ومشاركة المرأة والسماح لها بقيادة السيارة‬

‫‪60‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪126‬‬ ‫ديـسـمـبـر ‪2017‬‬

‫مقال‬

‫سياســي لألزمــة ومبشــاورة مــع دول مجلــس التعــاون اخلليجــي‪،‬‬ ‫فقــد كانــت اتصــاالت بــن الرئيــس الروســي وكذلــك بــن الرئيــس‬ ‫أردوغــان‪ ،‬الرئيــس التركــي مــع خــادم احلرمــن الشــريفن امللــك‬ ‫ســلمان بــن عبدالعزيــز ‪ ،‬لألخــذ بــرأي اململكــة يف احلــل السياســي‬ ‫الــذي جتمــع عليــه مجموعــة الــدول الداعمــة للشــعب الســوري‪.‬‬ ‫وإذ تدخـل األزمـة السـورية عامهـا السـابع مـع عـام ‪201٨‬م‪ ،‬فهنـاك‬ ‫شـبه إجمـاع دولـي علـى إيجـاد حـل لألزمـة السـورية تلتقـي يف هـذا‬ ‫اإلجماع الدول اإلقليمية‪ ،‬ودول اخلليج العربي ومصر يف هذه املساعي‬ ‫الدوليـة حلـل األزمـة السـورية والقضاء على اإلرهـاب والتطرف‪ ،‬واحلل‬ ‫السياسـي لألزمـة ال يسـتثني طر ًفـا مـن األطـراف السياسـية السـورية‪.‬‬

‫األزمة الخليجية وأهمية وحدة دول المجلس‬

‫يعتبـر مجلـس التعـاون اخلليجـي منـذ إنشـائه عـام ‪19٨1‬م‪ ،‬مثاالً‬

‫لتجربـة التكتـل اإلقليمـي الناجـح‪ ،‬فالـدول السـت التـي شـاركت يف‬ ‫املجلس تطورت العاقات السياسـية واالقتصادية والعسـكرية بينها‪،‬‬ ‫ولذلـك جـاءت األزمـة اخلليجيـة بن كل من البحرين واململكة العربية‬ ‫السـعودية واإلمـارات العربيـة مـن جهـة وقطـر مفاجـأة للمراقبـن‪،‬‬ ‫خاصـة وأن دول املجلـس مترابطـة اجتماع ًيـا والعـادات والتقاليـد‪،‬‬ ‫وتعتبـر مقاطعـة قطـر أو حصارهـا حادثـة فريـدة مـن نوعهـا يف‬ ‫عاقـات املجلـس‪ ،‬وبالتالـي تهـدد املجلـس كوحـدة متماسـكة‪ ،‬ويعتبـر‬ ‫تدخل الكويت كوسيط يف حل األزمة عام ً‬ ‫ا إيجاب ًيا يف التخفيف من‬ ‫التوتـر بـن دول املجلـس خاصـة أن املسـتفيد مـن اخلافـات بن دول‬ ‫املجلس هي إيران التي تعتبر التهديد الرئيس لدول مجلس التعاون؟‬ ‫ورغـم تدخـل الواليـات املتحـدة حلـل األزمـة اخلليجيـة وأطـراف‬ ‫إقليمية أخرى مثل تركيا‪ ،‬فيبقى الدور اخلليجي مه ًما يف حل األزمة‪،‬‬ ‫وكان انعقاد القمة اخلليجية الثامنة والثاثن يف الكويت يف السادس‬ ‫من ديسـمبر‪ ،‬أما النفراج األزمة‪ ،‬ويتوقع أن يكون عام ‪201٨‬م‪ ،‬نهاية‬ ‫للخافـات اخلليجيـة خاصـة أن األمـن اخلليجـي يحتاج جلميـع الدول‬ ‫متماسـكة‪ ،‬فأمـن دول اخلليـج العربـي يبقـى مسـؤولية دول املجلـس‬ ‫بينمـا لـن تسـتطيع الـدول اإلقليميـة أو الكبـرى حتقيـق األمـن للخليـج‬ ‫إال مبـا يتفـق مـع مصاحلهـا‪ ،‬وجنـد أن أوبامـا رفـض التدخـل بأزمـات‬ ‫املنطقة‪ ،‬مما يدفع دول املنطقة للتعاون فيما بينها‪ ،‬وخاصة أن الدول‬ ‫الكبـرى أو اإلقليميـة تسـتفيد مـن اخلافات اخلليجيـة البينية‪ ،‬وتبقى‬ ‫قـوة املجلـس يف وحدتـه الداخلية؟‬

‫مستقبل األزمة اليمنية وأمن الخليج‬

‫إن األزمـة اليمنيـة مـن أخطـر األزمـات املؤثـرة علـى دول املجلـس‪،‬‬ ‫فاليمـن دولـة جـوار جغـرايف يف اجلزيـرة العربيـة‪ ،‬وعبـر التاريـخ كانـت‬ ‫اليمـن عصيـة علـى التدخـل اخلارجـي‪ ،‬فجيوبولتيـكا اليمـن تشـكل‬ ‫عم ًقـا اسـتراتيج ًيا ها ًمـا‪ ،‬فعـدد سـكان اليمـن يبلغ ‪ 27.٨‬مليون نسـمة‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫جلهـم يف سـن الشـباب ومـن أفقـر دول العالـم‪ ،‬شـعب تسـيطر عليـه‬ ‫الـوالءات القبليـة‪ ،‬كمـا أنـه مسـلح‪ ،‬وتتعـدد فيـه االجتاهات السياسـية‪:‬‬ ‫حراك اجلنوب‪ ،‬جماعة احلوثي‪ ،‬حزب املؤمتر الشـعبي العام‪ ،‬احلزب‬ ‫الناصـري واالشـتراكي والتجمـع الوطنـي لإلصـاح‪ ،‬ويف ظـل هـذه‬ ‫االنقسـام يتعقـد الوضـع الداخلـي‪ ،‬وعندمـا حـدث التحـرك الشـعبي‬ ‫عـام ‪2011‬م‪ ،‬كانـت مبـادرة دول املجلـس النتقال سـلمي للسـلطة لنائب‬ ‫الرئيـس اليمنـي عبدربـه هـادي‪ ،‬ولكـن هـادي ال يتمتـع بشـخصية‬ ‫كاريزمية‪ ،‬وكان علي عبد اهلل صالح عينه على السلطة رغم خروجه‬ ‫منهـا‪ ،‬وحتالـف مـع جماعـة احلوثـي للدخـول إلـى صنعـاء واالنقـاب‬ ‫علـى الشـرعية وبالتالـي يف ‪ 26‬مـارس ‪2015‬م‪ ،‬كانـت عاصفـة احلـزم‬ ‫لعـودة الشـرعية لليمـن‪ ،‬شـرعية الرئيـس عبـد ربـه هـادي‪.‬‬ ‫ويف ظـل الصراعـات الداخليـة يكـون التدحـل اخلارجـي‬ ‫والـوالءات اخلارجيـة‪ ،‬وتدخلـت إيـران إلـى دعم جماعـة احلوثي‪ ،‬ومع‬ ‫دخولهـم العاصمـة وتقلـب الـوالءات لزعمـاء القبائـل وتغلغـل احلوثـي‬ ‫يف املؤسسـات األمنيـة والعسـكرية كان سـه ً‬ ‫ا عليـه االنقـاب علـى‬ ‫الرئيـس علـي صالـح وتصفيتـه بسـهولة‪ .‬والنقطـة األخـرى يف تدخـل‬ ‫عاصفـة احلـزم اخلـاف يف األهـداف بـن دول التحالـف نفسـها مما‬ ‫يعقـد احلـل العسـكري‪ ،‬ممـا يجعـل احلـل السياسـي هـو احلـل األمثل‬ ‫يف النزاعـات الداخليـة‪.‬‬ ‫ويعقـد األوضـاع يف اليمـن‪ ،‬الوضـع املعيشـي يف الداخـل وانتشـار‬ ‫األوضـاع املعديـة ممـا يؤثـر علـى الـرأي العام الدولـي ومنظمات حقوق‬ ‫اإلنسـان ويحـرج دول التحالـف‪ ،‬ورغـم الوسـاطة الدوليـة وقـرارات‬ ‫مجلـس األمـن الدولـي‪ ،‬فالوضـع يتعقـد ممـا يجعـل أمـن اخلليـج يتأثـر‬ ‫مبـا يجـري باليمـن وظهـور تنظيـم داعـش والقاعـدة باليمـن؟ ولذلـك‬ ‫يحتـاج األمـر إلـى حتـرك تقـوده دول التحالف مع الـدول الكبرى جلمع‬ ‫األطـراف اليمنيـة للدخـول يف صفقـة سياسـية تشـمل جميـع التيـارات‬ ‫السياسـية اليمنيـة‪ ،‬وكلمـا طالـت األزمـة وتعقـدت تهـدد أمـن اخلليـج‪،‬‬ ‫فاألولويـة ألزمـة اليمـن إلبعـاد التدخـل اإليرانـي واسـتقرار اليمـن‪.‬‬

‫التهديد اإليراني وتوازن القوى يف الخليج العربي‬

‫ً‬ ‫فراغــا اســتراتيج ًيا بشــأن‬ ‫إن االحتــال األمريكــي للعــراق تــرك‬ ‫تــوازن القــوى اإلقليمــي‪ ،‬فالواليــات املتحــدة أوصلــت القيــادات‬ ‫الشــيعية للحكــم يف العــراق وهمشــت الســنة‪ ،‬وبالتالــي فــإن النفــوذ‬ ‫اإليرانــي يف أفغانســتان والعــراق جــاء بعــد اســقاط الواليــات املتحــدة‬ ‫لنظــام حركــة طالبــان يف أفغانســتان ‪ 2001‬م‪ ،‬وإســقاط النظــام‬ ‫العراقــي عــام ‪ 2003‬م‪ ،‬وخــال األزمــة الســورية فقــد غضــت إدارة‬ ‫أوبامــا الطــرف عــن التدخــل اإليرانــي يف ســوريا وتدخلــت روســيا‬ ‫عســكر ًيا ً‬ ‫أيضــا باتفــاق مــع الواليــات املتحــدة‪ ،‬ومــع األزمــة اليمنيــة‬ ‫واألزمــة الســورية فقــد وجــدت إيــران لهــا فرصــة يف التدخــل يف‬ ‫الدولتــن‪ ،‬وبالتالــي أصبحــت دول مجلــس التعــاون اخلليجــي تــرى يف‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪126‬‬ ‫ديـسـمـبـر ‪2017‬‬

‫‪59‬‬

‫ملف العدد‬

‫الــمـنـطــقــــة الـخـلـيـجـيــــة إلــــى أيــــن تــتــجــــه خـــــالل عـــــام ‪2018‬؟‬

‫اسـتمرار اإلصاحـات الداخليـة ونهايـة األزمـات‬ ‫السياسية والتعاون اإلقليمي ‪ ..‬ورفض وعد ترامب‬ ‫شــهدت دول مجلــس التعــاون اخلليجــي خــال عــام ‪2017‬م‪ ،‬عــدة تطــورات هامــة لهــا عاقتهــا باألمــن اخلليجــي وأمــن‬ ‫املنطقــة بشــكل عــام‪ ،‬كان أهمهــا هــو قمــة الريــاض بــن دول منظمــة التعــاون اإلســامي والواليــات املتحــدة مايــو ‪2017‬م‪ ،‬يف‬ ‫محاولــة الحتــواء إدارة ترامــب التــي شــن فيهــا حملــة عدائيــة ضــد املســلمن أثنــاء حملتــه االنتخابيــة ورغــم محاولــة االحتــواء‬ ‫إال أن ترامــب بإعانــه القــدس عاصمــة إلســرائيل يف الســادس مــن ديســمبر‪ ،‬أثــار احلكومــات العربيــة واإلســامية وشــعوبها‬ ‫وأثبــت أنــه ال يؤمــن جانبــه‪ .‬كانــت القمــة لدفــع االدارة اجلديــدة االهتمــام بأمــن منطقــة اخلليــج واســتقرارها‪ ،‬خاصــة بعــد أن‬ ‫تبنــت إدارة أوبامــا‪ ،‬حســب مبــدأ أوبامــا‪ ،‬النــأي بالواليــات املتحــدة عــن التدخــل العســكري املباشــر‪ ،‬واهتمامهــا بشــرق آســيا‪،‬‬ ‫وكان قلــق دول املجلــس مــن الصفقــة التــي أبرمهــا أوبامــا مــع إيــران حــول املفاعــل النــووي اإليرانــي (‪2015‬م) وتأثيرهــا علــى‬ ‫تــوازن األمــن اإلقليمــي وتوســع النفــوذ اإليرانــي يف املنطقــة والتدخــل العســكري الروســي يف األزمــة الســورية إلــى جانــب‬ ‫إيــران وحــزب اهلل‪.‬‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬ ‫وهنــاك عــدة حتديــات أخــرى واجهــت األمــن اخلليجــي يف عــام‬ ‫‪2017‬م‪ ،‬فاســتمرار عاصفــة احلــزم للتحالــف العربــي يف اليمــن‬ ‫ودخولهــا عامهــا الثالــث تشــكل حتد ًيــا ألمــن اخلليــج مــع تزويــد‬ ‫إيــران جلماعــة احلوثــي باألســلحة والصواريــخ الباليســتية‪ ،‬التــي‬ ‫يعتبــر إطاقهــا تهدي ـ ًدا مباش ـ ًرا ألمــن اململكــة العربيــة الســعودية‬ ‫ودول اخلليــج‪ ،‬ومــع اغتيــال جماعــة احلوثــي للرئيــس اليمنــي‬ ‫الســابق علــي صالــح وســيطرتهم علــى صنعــاء‪ ،‬فهــذا ميثــل تعقي ـ ًدا‬ ‫جديــ ًدا ألمــن اخلليجــي مــع ازديــاد النفــوذ اإليرانــي وســيطرة‬ ‫احلوثــي علــى صنعــاء‪.‬‬ ‫كمــا أن اســتمرار انخفــاض أســعار البتــرول خــال عــام ‪2017‬م‪،‬‬ ‫ميث ــل حتد ًي ــا لألم ــن االقتص ــادي م ــن خ ــال انخف ــاض العائ ــدات‬ ‫البتروليـــة‪ ،‬واحلاجـــة إلـــى اإلصـــاح االقتصـــادي يف دول اخلليـــج‬ ‫العربـــي‪ ،‬مـــن أجـــل تعـــدد مصـــادر الدخـــل القومـــي يف اخلليـــج‪،‬‬ ‫باالضافـــة إلـــى دخـــول دول أخـــرى منافســـة لـــدول اخلليـــج يف‬ ‫أس ــواق البت ــرول العاملي ــة‪ ،‬فمث ــا كان ــت اململك ــة العربي ــة الس ــعودية‬ ‫الدول ــة األول ــى املص ــدرة للبت ــرول للص ــن الش ــعبية ولكنه ــا يف ع ــام‬ ‫‪2017‬م‪ ،‬أصبحــت يف املرتبــة الثالثــة فقــد أصبحــت أجنــوال‪ ،‬الدولــة‬ ‫اإلفريقيــة‪ ،‬تأتــي يف املرتبــة الثانيــة كمصــدر للبتــرول لدولــة الصــن‪.‬‬

‫وميثــل التدخــل الروســي واإليرانــي يف ســوريا حتد ًيــا للمصالــح‬ ‫اخلليجيــة يف ســوريا والعــراق‪ ،‬ورغــم هزميــة تنظيــم الدولــة (داعــش)‬ ‫فيهمــا وتراجــع خطــر اإلرهــاب علــى أمــن اخلليــج‪ ،‬فــإن اســتقرار كل‬ ‫مــن ســوريا والعــراق يصــب يف مصلحــة دول مجلس التعــاون اخلليجي‪.‬‬ ‫وكانــت اململكــة العربيــة الســعودية قــد اســتقبلت يف عــام ‪2017‬م‪ ،‬رمــوز‬ ‫احلكومــة العراقيــة السياســية وعلــى رأســها رئيــس الــوزراء العراقــي‬ ‫حيــدر العبــادي‪ ،‬كمــا اســتقبلت مقتــدى الصــدر زعيــم التيــار الصــدري‬ ‫يف محاولــة لتوثيــق العاقــات اخلليجيــة مــع العــراق ولتقليــص النفــوذ‬ ‫اإليرانــي فيــه مــع فتــح الســفارة الســعودية يف بغــداد‪.‬‬

‫توحيد المعارضة السورية‬

‫إن دول مجلس التعاون اخلليجي ســباقة لدعم الشــعب الســوري‬ ‫يف مواجهــة قمــع النظــام وجرائمــه‪ ،‬وكانــت احــدى املشــكات التــي‬ ‫تواجــه املعارضــة الســورية تعددهــا واختــاف اجتاهاتهــا السياســية‪،‬‬ ‫فعملــت الريــاض علــى توحيــد املعارضــة الســورية يف وفــد موحــد‬ ‫يف محاولــة إليجــاد حــل سياســي لألزمــة الســورية‪ ،‬ويعتبــر توحيــد‬ ‫املعارضــة وحضــور جنيــف ‪ ٨‬حتــوال مه ًمــا يف األزمــة الســورية بعــد‬ ‫االتفــاق للــدول الثــاث‪ ،‬روســيا وتركيــا وإيــران علــى الدفــع بحــل‬

‫األميــر خالــد الفيصــل‪ :‬بنــاء‬ ‫اإلنســان قبــل المــكان‬ ‫العــــــدد ‪126‬‬ ‫ديـــســـمــبــر ‪2017‬‬

‫ترتيـــب البيـــت الخليجـــي وإعـــادة‬ ‫تقييـــم التحالفـــات‬ ‫العــرب يتفقــون عــى الخطــر اإليرانــي‬ ‫ويختلفــون عــى مواجهتــه‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫حصـــاد عـــام واستشـــراف آخـــر‪ :‬الخليـــج يف مواجهـــة التحديـــات‬ ‫▀ األزم ــة الخليجي ــة ‪ -‬القطري ــة قديم ــة واإلخ ــوان واليس ــار يتفق ــان ع ــى رف ــض الواق ــع‬ ‫▀ ‪ 900‬مليـــار دوالر العجـــز فـــي الناتـــج المحلـــي اإلجمالـــي لـــدول الخليـــج عـــام ‪2021‬‬ ‫▀ الس ــعودية تس ــتهدف تش ــغيل ‪ %70‬م ــن المراف ــق بالغ ــاز م ــا يجعله ــا تتص ــدر "العش ــرين"‬ ‫▀ المركزيـــة اإلســـامية للســـعودية ودور مصـــر العربـــي محـــوري ضـــد إيـــران وإســـرائيل‬ ‫▀ الف ــرص مواتي ــة أم ــام دول الخلي ــج لاس ــتثمار ف ــي الق ــوة الناعم ــة عب ــر هي ــاكل مؤسس ــية‬ ‫▀ اإلع ــام الترك ــي مع ــارض للري ــاض وأب ــو ظب ــي ‪ ..‬وأنق ــرة تس ــعى للتهدئ ــة م ــع طه ــران‬ ‫▀ إي ــران قي ــد عل ــى تط ــور العاق ــات الخليجي ــة ـ العراقي ــة‪ ..‬وطه ــران تط ــوع إرادة بغ ــداد‬ ‫▀ المجتم ــع ال ــدويل تعام ــل م ــع المرحل ــة االنتقالي ــة يف اليم ــن كقائم ــة مش ــتريات ال قضي ــة‬ ‫▀ ثاث ــة أبع ــاد وثاث ــة ثواب ــت تح ــدد مس ــار العاق ــات المصري ــة ـ الس ــعودية ‪ /‬اإلماراتي ــة‬

‫‪80‬‬

‫مل لع‬

‫مق‬

‫العــدد ‪125‬‬ ‫نـوفــمــبـر ‪2017‬‬

‫ــ‬ ‫ع ب ــر و ـ ـ ال ــم ل‬ ‫ـ ـ ا ـ ـ د ال ــوف‬ ‫ــ‬ ‫ـــ‬ ‫مو ـــ ال ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ال ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ل ـــ‬ ‫ع ــد را ـ د ــد‬ ‫ـ‬ ‫ا ف ـ ـ ون ـ ن ـ ا ـ‬ ‫ـ ا ا ـ لـ ـ د‬ ‫ــر‬ ‫ــد و ـ‬ ‫ا ـ الع ـ ر‬ ‫ـــ ال ـــ د ـــو لـــ ا ـــ‬ ‫لـــ ـــ ا ـــ ـــ ع د ـــ‬ ‫ـ م ـ ا ــرا ــر ال ر ـ‬ ‫ـ وـ‬ ‫الد و ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫لـ ـ ا‬ ‫ـ ـ لو ـ ـ ـ ـ‬ ‫ـ ـ ا ــو‬ ‫ا‬ ‫ـــ ا ـــ‬ ‫ـــدا ـــ الع و ـــ لـــ‬ ‫ـــ لـــ ال ـــو‬ ‫ـــ و ـــ ال ـــم ل‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ لد ـــ ا‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ ـــ و ـــ ال ـــم ل‬ ‫لـــ‬ ‫والـــ‬ ‫ف ـــ‬ ‫ـ ا ـ الد و ـ‬ ‫ـ‬ ‫دـ ل ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫وـ‬ ‫ع ــد را ـ‬ ‫لـ‬ ‫ال ــ ب ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ واف ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ ال ـــ‬ ‫و ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ع ــد‬ ‫د ـ م ـ و ـ ال ــم ل ـ‬ ‫ا‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ ـــ ر ـــ الر ـــ‬ ‫ـــ ر‬ ‫ن ـــو ـــ ا ـــ ال ـــ د‬ ‫و ـــ ا ـــ‬ ‫ــد ا ـ ـ ال و ـ ـ‬ ‫و ـ ـ ال ــم ل‬ ‫ب ــ‬ ‫وا ـــ ال لـــ‬ ‫لـــ الر ـــ‬ ‫ال ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫و ـــ ا و ـــ الو ـــ ا ـــد‬ ‫ال ـــ ال ـــ‬ ‫ـ‬ ‫د ـ و ـ ال ــم ل ل‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ــو‬ ‫ـــ ف ب ـــ و ـــ ال ـــم ل‬ ‫ـــر‬ ‫ال ـــوا ا ـــ را‬ ‫ــر‬ ‫ــ‬ ‫ــد ــو ا ـ ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫مـ و ـ ال ــم ل‬ ‫ـ ـ ـ‬ ‫و ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ن مـ ـ‬ ‫د ــد ــ ر ر ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــ الع ــود ا‬ ‫ـ ـ ــب ال ـ ـ ال و ـ ـ‬ ‫ــ ر ا ــ‬ ‫ـ ـ ب ــو‬ ‫ـ‬ ‫ل ـ ع ب ــر د ــدا ل ـ ال و ـ ل ـ‬ ‫ال ـ‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ـ ــد د ــد ا ــدا‬ ‫ـ ا‬ ‫نعـ ال‬ ‫ا ن ـ ـ‬ ‫ا ــ ف ن ــ ــ الد و ــ العمــ‬ ‫ــ د ــ‬ ‫ال‬ ‫ــر‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــ ا ــدا‬ ‫الع ــ ر ل ــ‬ ‫ا عــ‬ ‫دا را ــ ا ــ‬ ‫ال بــ‬ ‫مــ ا ــ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ و ـ ـ ا ـ‬ ‫را ـ د ــو ل ـ‬ ‫دا ـ‬ ‫ــر‬ ‫ا دا‬ ‫ــ فر ــ‬ ‫ال ــو ‪Denuclearization‬‬ ‫ــ و ــد ال و ــ ‪Reunification‬‬ ‫ــر ال ــ ال‬ ‫ر ــ‬ ‫فر ــ لــ ــر د ــر البرن ــ ال ــو ال و ــ‬ ‫الر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ر ‪ Military Strike‬فر ـ ا ـ دفـ‬ ‫ـ ا ب ــر‬ ‫ـ ا‬ ‫ــد ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ون ـ ـ فر ـ‬ ‫دا‬ ‫ــد‬ ‫ــ ا و ــ ال و ــ ال ــم ل‬ ‫ــ ــو‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫را ــ ر ــ‬ ‫ـ‬ ‫ر ـ را ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫داف ـ ال‬ ‫ر‬ ‫ــر‬ ‫ـ ا ر ـ ف ـ الو ـ الـ‬ ‫ل‬ ‫ـ ا ر ـ‬ ‫ا‬ ‫ر ــو‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ ا ـ ب ــر ـ ا و ـ ال و ـ ال ــم ل‬ ‫ــ الب ل ــ‬ ‫وا‬ ‫ــ ال ــو‬ ‫ــو رن‬ ‫ــر ــ ا د ــ ــ ال ــ‬ ‫را ــ‬ ‫ــد‬ ‫ـ الر ـ‬ ‫عـ ل و ـ‬ ‫ـ ونـ ـ‬ ‫ال ــو‬ ‫ـ‬ ‫ـ ع ـ ـ ــد ـ ال ـ ال‬ ‫ا‬ ‫و ــ ال ــم ل ــ را ــ دا ــ‬ ‫ـــ ال ـــ‬ ‫ـــ ا‬ ‫ـــدد ن ـــ‬ ‫را ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ ال ـــو ف ـــ ا‬ ‫ر ـــ مو ـــ ‪ +‬ـــ ـــرا ـــو‬ ‫ع ـ و ـ ال ــم ل ان ب ـ ـ ا دا ا ر ـ دا را ـ‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ع دا ـــ ل د ـــو ع ـــ‬ ‫و ـــ ـــ‬ ‫د ــد دف ــ ال عــ‬ ‫دا ــ ا دا ا ر ــ‬ ‫ا ــر لــ‬ ‫ـ ـ ا ـ ـ الد لـ ـ‬ ‫مـ ـ‬ ‫ـ ـ الو ــو‬ ‫ـ ـ ال ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بــو ل ف ـ ا ــرا ال ـ ل ـ‬ ‫ــرا ــو‬ ‫مـ و ـ‬ ‫ب ـ دا را ـ‬ ‫ـ ا ــرا‬ ‫ا لـ ـ‬ ‫عـ و ـ‬ ‫ـ بعدا‬ ‫ـ ال ــو ف ـ‬ ‫ـ رن‬ ‫ال ــم ل‬ ‫ـــر‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ر ـــ ال ب ـــ ال د‬ ‫ال ـــم ل‬ ‫ع ـــ ـــ ال ب ـــ‬ ‫د ـــ ـــ ا ـــ‬ ‫ا ـــر الوا ـــ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ــر‬ ‫د ـ د ـ د‬ ‫ال و ـ ل و ـ ال ــم ل‬ ‫ــب ال ـ ال ــو ل ـ ل ـ د ال ــو‬ ‫و ـ ا و ـ‬ ‫ع ـ ا ـ ‪ Security Dilemma‬دف ـ ل ـ ال ع ــد‬ ‫ا ــ ال ب ــ ال و ــ ل ــ ال ــرد ا ــ را‬

‫ك ي لشم لي تخ‬ ‫ألمـ لق مــي لصينــي‬ ‫ل ســـي يف م جهـــ‬ ‫لتح ل لثالثــي لي ب‬ ‫ك ي لجن بي م يك‬

‫ضب بي لم ق ألم يكي ‪ :‬ت م‬

‫ل ل لعميق‬

‫ـ ا ر ـ ــد بــر الر ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ع ـ ال‬ ‫ــو د ـ‬ ‫ــر ـ ا‬ ‫ـ ف ــو ـ م ـ‬ ‫را ـ ال‬ ‫ع ــد ا ــر ر ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ال ــ ال‬ ‫ــ‬ ‫ال‬ ‫ــ د لــ ان ــ‬ ‫ــر‬ ‫ــ ا‬ ‫ا‬ ‫ــ ر ا ــ ب‬ ‫ــدد ر ــ‬ ‫ــ الر ــ را ــ‬ ‫ا‬ ‫ـ ا الدف ـ ا ــرا‬ ‫ا ا‬ ‫ـ ا ر ـ‬ ‫ا‬ ‫ا ر ـ ‪ CIA‬ـ ا ـ الد و ـ الد و ـ ال ــر‬ ‫ــ ــم د و ــ ال ــوا ا ــ ال ــدد ل ــ ال ــد‬ ‫فــو‬ ‫ــ‬ ‫ــو ا د ــ ا ر ــ‬ ‫لــ ل ــ ا ــر‬ ‫ا و‬ ‫و ـو‬ ‫ـ را لوا ـ‬ ‫ال‬

‫* أﺳﺘﺎذ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺘﻲ اﻟﺤﺴني ﺑﻦ ﻃﻼل واﳌﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ )ﺳﺎﺑﻘًﺎ(‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ــر‬ ‫ــ ا ــ د‬ ‫ــو ــو‬ ‫ــ الر ــ‬ ‫ــو ال ــر ــ ــرا‬ ‫ــ‬ ‫ــ و ــ ال ــم ل‬ ‫ــ اد ــ ــد‬ ‫ا ــ الع ــ‬ ‫ن ــ ــدد ال ــ‬ ‫العــرا‬ ‫عــد‬ ‫الو ــ ال ــ‬ ‫ــ ــ الب د ــ ل ــ‬ ‫ا ــ ا‬ ‫فــ‬ ‫دا ــو ف ــد ا ــ الــو ا ال نــ ونــ نــ‬ ‫و ــ ال ــم ل ا و ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــ ال‬ ‫لم‬ ‫ـ د لعــد‬ ‫ال و ــر ـ و ـ ال ــم ل‬ ‫و ــو ر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــر‬ ‫ا ــ را‬ ‫د ــ ف ــد ــ د‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ــر د ــ‬ ‫ـ ــر نـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫و ـ ال ــم ل لـ ا‬ ‫و ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫مو ـ ال ـ الو ـ ا ــد ال ـ‬ ‫م ــد ون ـ ن ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫و ـ ا و ـ‬ ‫ال ــم ل‬ ‫ــ ا ــ دا ال ا ــ فعــ الو ــ‬ ‫ال ــو‬ ‫ــر‬ ‫م ـ الــد ال ـ د ـ ا ـ‬ ‫ا ــد و ـ ال ــم ل ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ب ــ دا الر ــ ا ر ــ ــ ا‬ ‫ال ـ ال و ـ‬ ‫ال بــر ‪Strategic Patience‬‬ ‫ا ـ را‬ ‫بـ و ـ‬ ‫عول ـ‬ ‫ع ـ الع و ـ ال ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ل ـ و ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫لـ ا‬ ‫ال ــم ل ل ـ ا ــو ل ـ‬ ‫مـــ‬ ‫ـــ ونـــ ـــ الـــ بـــ‬ ‫دا ال ـــ ال ـــ‬ ‫ــ د ل ــ ال ــو ال وا ــ الع ــر‬ ‫ــر ا ــ‬ ‫ف ــ‬ ‫ل ـ ـ ا ‪.ICBM‬‬

‫لتج‬

‫لن ي لك ي لشم لي‬

‫ال ـ‬ ‫ـ ا دا‬

‫ـ‬

‫ر ـ نو ـ ل ـ‬ ‫ـ و ـ ال ـم ل‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ر ـ ـ‬ ‫و ـر‬ ‫ـر‬ ‫ـ ا ـ الد لـ‬ ‫ـد ـرا‬ ‫ا ر ـ‬ ‫ـ و ـ ال ـم ل‬ ‫ال ـرا ع ـ فـر الع و ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا د ـ ف ـ الع و ـ‬ ‫ل ـ ال ـ‬ ‫و‬ ‫ا دا ا ر‬ ‫ب ر‬ ‫د‬ ‫الع و ف د د‬ ‫ـ ال رفـ‬ ‫ل ـ لـ‬ ‫ـر‬ ‫رلـ‬ ‫ال ـم ل‬ ‫مـ و البرن ال ـو ال و‬ ‫ـو ا فـ‬ ‫لـ‬ ‫و ـر ال وا ـ الب ل ـ ا و ـ البع ـد ـ ـ‬ ‫و ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـو‬ ‫د ر ـ لبعـ الب ـدا ـ ـرا‬ ‫ـ‬ ‫ولو ـ ال وا ـ ال ـ ال و ـ ـ عـ‬ ‫ـ‬ ‫ع نـ‬ ‫ـ ـ البرن ـ‬ ‫ـ ران ـ‬ ‫ـ‬ ‫الـد ا ـ و ب ـ‬ ‫ا ـر البـ د د ـ ا ـ د ال ـوف‬ ‫ال ـو ال ـو ـد‬ ‫دـ ـ ـ‬ ‫ـد د ـ ا‬ ‫مـ ال ـ م ـ ع ـ‬ ‫ــر‬ ‫عــدد ال ــ ال و ــ ال و ــ ف ــ ال ــ د ــ‬ ‫ال ـ ـ ــب مبر‬ ‫ــر ال ر ـ ال و ـ الرا ع ـ‬ ‫ال لـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــر ال ر ـ ال و ـ ا‬ ‫ـ ن ـ العـ‬

‫مق‬

‫العــدد ‪125‬‬ ‫نـوفــمــبـر ‪2017‬‬

‫‪79‬‬

‫مل لع‬

‫بـ لـ‬ ‫ر ـ ال و ـ ال د ـ‬ ‫ــر‬ ‫ــب مبر‬ ‫ــر ل ـ ا ا بع ـ‬ ‫ر ـ وا ـ‬ ‫ـ‬ ‫الرا ـ ـ ول ــو‬ ‫ال ـ الع ــر ـ ن ـ ال ـ ر ـ ع ـ الر ـ‬ ‫ــر‬ ‫ا ر ـ د ن لــد ر ـ ــدد و ــد د ــر و ـ ال ــم ل‬ ‫وا ـ ل ـ‬ ‫ـ و ـ ال ــم ل‬ ‫ع ــد د ــدا را ـ‬ ‫ل ع ــد را ر ـ د‬ ‫ــدد ا ـ‬ ‫فــو ال ـ‬ ‫ر ال وا‬ ‫ا ا ـ ا ر ـ ـ‬ ‫ا ـ ال ـ د‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫عــد را ـ فـ‬ ‫ـ‬ ‫الع ــر ل ـ ا ال و ـ‬ ‫ــردد‬ ‫ـ‬ ‫ــوا ال‬ ‫مـ‬ ‫د ـ ـد‬ ‫ـ ا‬ ‫ونـ نـ ـ د ــد را ـ‬ ‫ــوا ــر ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد ال ع ــد الع ـ ر‬ ‫ف ــرا و ـ ال ــم ل‬

‫لصي ت ي‬

‫ل ئي ت م‬

‫ـ ـ د ــد را ـ ـ د ــر و ـ ـ ال ــم ل ا ا ـ ـ مر‬ ‫ــ ر‬ ‫مـ ـ‬ ‫را ـ ـ ـ ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ ـ فـ ـ ال ـ ـ‬ ‫وا ـ‬ ‫ــد ع ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ و ـ ال ــم ل م ـ‬ ‫ــد‬ ‫ـ‬ ‫ـ و ـ ال ــم ل‬ ‫ـ ـ ا بـ‬ ‫ـ‬ ‫الع ـ ر‬ ‫ــب ال ــ ال و ــ‬ ‫ر ــد ــ‬ ‫مــ ل ــ ال و ــ ال ــ‬ ‫ع مــد‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫مـ‬ ‫ــم‬ ‫ـ لـ‬ ‫ـ ر‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫و ـ ال ــم ل‬ ‫ـ ال ـ ا ـ را‬ ‫ـ ـ ال ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫و ــ‬ ‫ـ ـ ا ـ ـ الو ــود ا ر ـ ـ‬ ‫ع ب ــر و ـ ـ ال ــم ل‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ ال وا ـــد الع ـ ـ ر ا ر ـــ‬ ‫ا و ـ ـ ال ـ ـ‬ ‫ــ ال وا ــد الع ــ ر‬ ‫ــد ر ــ‬ ‫والــ‬ ‫الو ود ا ر ف‬ ‫و د ال و‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ا ر الب د‬ ‫ال‬ ‫ل ل د و ال ـم ل ا‬ ‫دا را‬ ‫و ال ـم ل‬ ‫ـب ال و ال‬ ‫ال ـ ل ـ ـ د ـ ـ و ـ ال ـم ل ل د ـو لو ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ل ـ و ـ ال ـم ل ر ـد‬ ‫ـ ال ـو‬ ‫رن‬ ‫ـد ـ ـ ـد د ـد‬ ‫ـو ـ‬ ‫ا‬ ‫ب ـر ـ ا ـ‬ ‫دـ ل ـ ل ـ‬ ‫ـ دا ا‬ ‫ـو‬ ‫ـ ونـ ـ ا‬ ‫ن ـ‬ ‫و ـ ا و ـ‬ ‫ا ـ ا الع ـ ر ا ر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ الع و ـ ال ـ فر ـ‬ ‫ال ـ اف ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ الع و ـ‬ ‫ا ـ الد ل ـ ا ر ـ ال ــرا‬ ‫ــر ال ــ‬ ‫ــم‬ ‫ــر ال ــ لــ‬ ‫ــ‬ ‫بــ ال ــ‬ ‫ال ــو الع ـ ر ون ـ ن ـ‬

‫سي ‪ :‬لح ل بل م سي لط ي ل حي‬ ‫ا‬ ‫ـــ‬

‫ـــ د ال ـــوف ال ـــ‬ ‫د ـــ الع مـــ ال و ـــ‬

‫ـــ‬

‫ـــ ا م ـــ‬ ‫ـــ ال ـــو‬

‫ـــ‬

‫‪78‬‬

‫مل لع‬

‫مق‬

‫العــدد ‪125‬‬ ‫نـوفــمــبـر ‪2017‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫لصي سي تن ي ب لح لسي سي ج قن س ي بي شنط‬ ‫بي نـغ ي نـغ غـ ته يـ ت مـ فجيـ ك يـ لشـم لي ضـ لتصعيـ‬ ‫ـ‬

‫ـ ف ـ ال ــد ا ر ـ د ـ‬ ‫ــر‬ ‫دف ـ ال ـ د ا ر ـ ل را ـ عــد ـ ــر‬ ‫ـ‬ ‫ال د ـ ا ر ـ‬ ‫ا ــد د ـ ال و ـ‬ ‫ــد دنــ ــ ال رفــ ف لو ــ ا‬ ‫ا ــد‬ ‫و ــ ال ــم ل ل لــ ف ــ ا‬ ‫ر ــد ا ــ‬ ‫لـ‬ ‫ن مـ‬ ‫ـ و ـ ال ــم ل‬ ‫ع ــد ـ‬ ‫و ــد ع ــد ـ‬ ‫لـ ا ـ ف ـ ع ــد ا و ـ ـ و ال ــم ل‬ ‫ــ د ولو ــ ال ــ‬ ‫ــ دا ــ ا ــر البــ د‬ ‫دـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ل ـ ا ـ د ال ــوف‬ ‫ـ ل و ـ ا و ـ ال ـ‬ ‫ــد الو ـ ا ــد‬ ‫ــد ا و ـ الر ـ‬ ‫ف مـ ال ــوا ا ر ـ ل لـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد و ـ ال ــم ل‬ ‫عـ العمـ الع ـ ر‬

‫لب ن م لن‬

‫لك‬

‫لشم يل‬

‫ـ‬

‫ا ــر‬ ‫ــو ا ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ــد نــ‬ ‫ــد‬ ‫ــ‬ ‫ــر نـ‬ ‫ل‬ ‫ال ــعب‬ ‫ل ـ مـ‬ ‫مر ـ‬ ‫ال ـ‬

‫و ـ ـ ال ــم ل ل ـ ـ ال ــو لـ ـ‬ ‫ر ــ ــ ا ــ‬ ‫ـــ ـــ ا ـــ د‬ ‫ـــ ال ـــر الع ـــر‬ ‫ف ـــر ا م ـــ‬ ‫ــداد ا ب ــرا الع مـ ـ‬ ‫د ــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ــوف‬ ‫ــ‬ ‫و ــ ال ــم ل‬ ‫ــ‬ ‫عرفــ ال و ــ‬ ‫ال و ــ‬

‫ان مـــ و ـــ ال ـــم ل لـــ‬ ‫الب و ون ـــو ـــ ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ع ـــد ا ـــد ـــ ان ـــ ا ـــ ال و ـــ ‪NPT‬‬ ‫ــد دا‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ن ــ ان ــ ب‬ ‫ـــ و ـــ ال ـــم ل ـــو‬ ‫ـــ‬ ‫ـــو د ـــ‬ ‫الر ـــ‬ ‫ونــ‬ ‫و ــ ا ــ بــ د ــ ا ــ‬ ‫ــ ال ــو‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ الب و ون ـــو‬ ‫م ـــد رن ـــ‬ ‫نـــ د لـــ‬ ‫ـــ ـــ و‬ ‫ـــد و ـــ ال ـــم ل لب ـــر ا ـــ‬ ‫ــ‬ ‫م ـ ـ دا‬ ‫عـ ـ ـ ـ ا د‬ ‫ــ د‬ ‫ال عـ ـ ا‬ ‫ـ نــو ل وف ــر ال ـ ل ــرا ال ـ م ل ال ون ــر‬ ‫ـ‬ ‫ـ اا ـ‬ ‫ـ ر ا م و ـ لـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ر ـ‬ ‫ـ د‬ ‫ـ ال ــو‬ ‫و ــر رن‬ ‫ـ ونـ نـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ا ـ ـ د ـ ـ ب ــر الع لـ ـ ب ــد ال د ــر ـ ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـــ دا ـــو اد ال و ـــر ـــ و ـــ ال ـــم ل الو ـــ‬ ‫ــر ــب ــد ال ـ ـ ـ ـ ال رفـ ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــد‬ ‫دا ــو ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا بـ د ـ‬ ‫ال ـ ا‬ ‫ـ ـ ـ ـ ا ف ـ ـ ا ــدد ا مـ ـ ونـ ـ نـ ـ ع ــد‬ ‫مـ ـ‬ ‫ـ ال و ـ ــرا‬ ‫ـ ن ـ ــو‬ ‫م ــد ال‬ ‫ا لـا‬ ‫الو ـ ا ــد ل ـ‬ ‫ـ و ـ ال ــم ل‬ ‫ـ‬ ‫الو ـ ال ـ‬ ‫ـ ـ ا بـ ـ د‬ ‫ــ‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مق‬

‫العــدد ‪125‬‬ ‫نـوفــمــبـر ‪2017‬‬

‫‪77‬‬

‫مل لع‬

‫تـامب املتناقض املتخبط يسبح ضؼ التياؿ مع ؿړسيا ړالصني ړإداؿتڒ الؼاخلية‬

‫مـ ك ي لشـم لي م يك ‪ :‬ه تتع ي‬ ‫شـنط مع لقنبلـ لن ي لك ي ؟‬

‫ل ـ ـ د ـ ال و ـ‬ ‫الع ـ ب ـ‬ ‫ـ عد‬ ‫و ـ ال ــم ل‬ ‫ـ الر ـ الر ـ ف د ــر و ـ‬ ‫ــدد الر ــ ا ر ــ را ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــد م ــ‬ ‫ــ‬ ‫و ــ ال ــم ل ع بــر را ــ‬ ‫ف ــ ل ال و ــ‬ ‫مع ـ الع ـ ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ د ر ـ د ــرا ـ‬ ‫ـ ال‬ ‫ل ـ ا ـ مرا‬ ‫و ـ ال ــم ل‬ ‫ـ ال ــو ال ــم ل ـ ال ف ـ‬ ‫د ــر ا‬ ‫ـ را ـ الر ـ ال ــو ال ــم ل ر ـ ال وا ـ‬ ‫ا ــد‬ ‫ــوا‬ ‫مـ‬ ‫د ـ ال ـ د ــو‬ ‫ـ ا‬ ‫ــدد را ـ ل ع ــد فـ‬ ‫الو ـ الـ‬ ‫بـ‬ ‫ـ ر الـ‬ ‫ـ ــو ا ـ‬ ‫مـ ا ــوا ال‬ ‫ـ ا ر ـ ــر‬ ‫ــر ا‬ ‫لـ‬ ‫ــر الدفـ ا ر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ا ـ ال ـ د‬ ‫ـ‬ ‫ــر ب ـ د‬ ‫ــدد و ـ ال ــم ل‬ ‫الو ـ الـ‬ ‫ـ ا ـ ل ا ـ الع ـ ر‬ ‫ـ ا ا ـ ا ر ـ‬ ‫ـ الع ــر ال ـ ا‬ ‫وا‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬ ‫ـ ـ ع‬ ‫ـ ال‬ ‫ـ ـ ا‬ ‫ال ـ ا‬ ‫ـ و ـ ال ــم ل ال و ـ مـ ع ـ ـ ال د ال‬ ‫ــد ر ـ و ـ ال ــم ل‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ــو ال و ـ‬ ‫ــ البرن‬ ‫ــ ا‬ ‫ن ــ‬ ‫ــ د ــد را ــ‬ ‫ــب نــو‬ ‫ـ‬ ‫ــر‬ ‫ا رانـ د ـ د‬

‫لبع لت يخي‬

‫‪٣-‬‬

‫‪ :‬لح ب ل ك ل‬

‫ا ـ‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫ل ـ ــرا‬ ‫ــ ال ــو‬

‫ـ ـ ا ـ ال و ـ‬ ‫الع ـ ا ر ـ ل ـ عد ـ ال‬ ‫ــب ال ــ‬ ‫د ــ د ــ الو ــ ا ر ــ‬ ‫ـ وا ــد‬ ‫ال و ـ ـ دا ـ ا ــر الب ـ د ف لو ـ ا ــد‬ ‫ـ ا ــر الع ـ ال ن ـ مـ ا د‬ ‫ال ـ عــد‬ ‫ـر‬ ‫و ول‬ ‫ا م‬ ‫ب ال ال و‬ ‫ن و الع ر‬ ‫لـ ـ ال ـ ا ـ د ال ــوف نـ ا لر ـ ا د ـ ا‬ ‫ر‬ ‫ــوا ا ـ د ال ــوف‬ ‫ف لو ـ ا ــد ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــو ــر‬ ‫ـ ر وا ــد‬ ‫ـ‬ ‫ال ــو ـ‬ ‫ــر ـ ل وا د الع ـ ر‬ ‫اد ا وا‬ ‫و ــر‬ ‫ال ـ ال ــعب‬ ‫ـ ـ ال ــوف‬ ‫ــب ال ـ ال و ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫مـ ا ع ـ ر‬ ‫ـ نـ ا و ـ ـ ا ـ د ال ــوف‬ ‫ال ـ‬ ‫وا ـ‬ ‫ل ل ـ ا ـ ال ـ ـ ا ـ د ال ــوف‬ ‫ال ـ و‬ ‫ــب ال ـ ال و ـ‬ ‫الو ــود ا ر ـ‬

‫ــ ا ــد ال ــ و‬ ‫ــ‬ ‫نــ الو ــ ا ــد‬ ‫ب ــ‬ ‫ــ ونــ ــ ال ــ‬ ‫ــ ــ ر ــ‬ ‫ل ــ‬ ‫ــد‬ ‫ـ‬ ‫ن ـ دا الر ـ ر ـ‬ ‫د لـ ـ و‬ ‫ا ر ـ ‪NSC-68‬‬ ‫ف ـ ل ر ــر ا ـ را‬ ‫ا ــد ال ـ و‬ ‫ـ ا ــوا ال ـ‬ ‫ال ـ د ـ ــو ن ـ ف ـ ل ـ ال ـ ـ‬ ‫ــر ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ــو‬ ‫ـ‬ ‫ل لـ‬ ‫ر ـ ــو ـ‬ ‫وا ــ ا ــد ال ــ و‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫مــ‬ ‫د ـ و ـ ا و ـ ــب لــد‬ ‫ر ـ‬ ‫ــد‬ ‫ـ‬ ‫ــر‬ ‫ل ع لـ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫وا ـ ال ـ و‬ ‫الو ـ ا ر ـ‬ ‫ل ـ ا ـ د ال ــوف‬ ‫ـ الو ـ ا ــد د ل ـ نو ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــر‬ ‫ال ــرا لو لــ‬ ‫ل لــ‬ ‫ــون ــد ـ ـ ل‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ ال ــو ال ــم ل‬ ‫ـ و ـ ا و ـ‬ ‫ـ ا ن ـ‬ ‫ـ ـ ـ د‬ ‫لـ‬ ‫د ــد ال ــ ال ــو ا و ــ‬ ‫و ــ ال ــم ل‬ ‫ا ــ‬ ‫ـ و ـ‬ ‫ـ‬ ‫و ـ‬ ‫ـ ـ ل ـ ـ ف ـ و ـ ال ــم ل‬ ‫ا و ــ د ــ الو ــ ا ــد ل ــد ال ــو ال ــم ل‬ ‫ــو ا ـ ال ـ‬ ‫ـ ال ــوا ا ر ـ ـ العــر‬ ‫ا‬ ‫ال د ــر ا ر ــ ــ ال ــ ال ــعب‬ ‫ــ ال و ــ‬ ‫نـ‬ ‫ـر‬ ‫ـ ون ـ ل ـ د ـ‬ ‫ا د ـ الع ــد ـ د‬ ‫ا ــود ال ــ‬ ‫ــ ف ــد دفعــ ال ــ ــ‬ ‫و عــ‬

‫"نـيـــوم" الـقـــوة الـنـاعـمـــة وإعـــادة‬ ‫اكـتـشـ ــاف الـسـعـوديـ ــة‬ ‫العــــــدد ‪125‬‬ ‫نــــوفـــمـــبــر ‪2017‬‬

‫الســـعودية ومصـــر واإلمـــارات عـــى‬ ‫طريـــق التكنولوجيـــا العالميـــة‬ ‫الجامعـــات العربيـــة مازالـــت تنقـــل‬ ‫القوالـــب ال التحـــول البنيـــوي‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫الســباق النووي يف المنطقة ‪ ..‬بين العســكرة واالســتخدام الســلمي‬ ‫▀ ‪ 3‬مســـارات ألزمـــة االتفـــاق النـــووي اإليرانـــي وأمـــام العـــرب ‪ 4‬خيـــارات للمواجهـــة‬ ‫▀ النـــووي العربـــي خيـــار صعـــب وضـــروري لمواجهـــة مـــن يملـــك ومـــن اقتـــرب منـــه‬ ‫▀ انســـحاب أمريـــكا مـــن االتفـــاق النـــووي اإليرانـــي ورقـــة ضغـــط عـــى دول الخليـــج‬ ‫▀ ‪ 3‬أن ــواع م ــن القناب ــل الذري ــة وال ــدول العربي ــة مس ــرح للقنبلتي ــن اإلس ــرائيلية واإليراني ــة‬ ‫▀ إســـرائيل جهـــزت ‪ 11‬طائـــرة نوويـــة فـــي حـــرب أكتوبـــر وتســـتهدف ‪ 5‬أهـــداف عربيـــة‬ ‫ً‬ ‫مفاعـــا يف ‪ 14‬دولـــة‬ ‫▀ أوروبـــا ضـــد إخـــاء الشـــرق األوســـط مـــن النـــووي ولديهـــا ‪130‬‬ ‫▀ ‪ 40‬دوال ًرا لدف ــن ط ــن النفاي ــات ف ــي إفريقي ــا الت ــي تس ــتقبل ‪ %30‬م ــن نفاي ــات العال ــم‬ ‫▀ "ديمونـــة"‪ 8 :‬طوابـــق تحـــت األرض و‪ 2700‬عالـــم وفنـــي وبـــدأ اإلنتـــاج عـــام ‪1963‬‬ ‫▀ تركي ــا تفك ــر ف ــي امت ــاك الس ــاح الن ــووي وتؤي ــد انتش ــاره ف ــي الش ــرق األوس ــط بش ــروط‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪124‬‬ ‫أكـــتــوبــر ‪2017‬‬

‫‪65‬‬

‫ملف العدد‬

‫الموس ــاد جن ــد ‪ 2600‬عنص ــر م ــن البيش ــمركة لتصفي ــة العلم ــاء‬ ‫الـعـراقـــيين واغـتـــال ‪ %74‬مـنـهـــم عـبـــر ‪ 307‬عـمـلـيـــات‬ ‫عمليـــات شـــراء األراضـــي‪ ،‬يف منطقـــة تعتبرهـــا إســـرائيل ملكيـــة‬ ‫تاريخيـــة لهـــا وتعطيهـــا طابـــع القدســـية عنـــد اليهـــود‪ ،‬وحســـب‬ ‫الصحفـــي األمريكـــي‪ ،‬فـــإن املخطـــط اإلســـرائيلي يهـــدف إلـــى‬ ‫توطـــن اليهـــود األكـــراد يف محـــل الكلـــدان واألشـــورين‪ .‬ويف‬ ‫تقريـــر مفصـــل أعـــده مركـــز دار بابـــل العراقـــي لالبحـــاث فـــإن"‬ ‫التغلغـــل اإلســـرائيلي يف هـــذا البلـــد طـــال اجلوانـــب السياســـية‬ ‫والتجاريــة واألمنيــة‪ ،‬وهــو مدعــوم مباشــرة مــن رجــاالت مســؤولن‬ ‫م ــن أمث ــال مس ــعود البرزان ــي‪ ،‬ج ــالل الطالبان ــي‪ ،‬كوس ــرت رس ــول‬ ‫مدي ــر مخاب ــرات الس ــليمانية‪ ،‬مث ــال األلوس ــي‪ ،‬وه ــو نائ ــب ورج ــل‬ ‫أعم ــال‪ ،‬كنع ــان مكي ــة ‪ "..‬؟ ويق ــوم به ــذه املخطط ــات كم ــا يق ــول‬ ‫ويـــن ماديســـن‪ ،‬ضبـــاط مـــن جهـــاز املوســـاد اإلســـرائيلي وبعلـــم‬ ‫القيـــادات الكرديـــة‪.‬‬ ‫ولـــم يقتصـــر الـــدور اإلســـرائيلي علـــى التجســـس وإدارة‬ ‫الش ــركات‪ ،‬ب ــل تول ــى عملي ــة اغتي ــال العلم ــاء العراقي ــن‪ ،‬ويكش ــف‬ ‫تقريــر صــدر عــن مركــز املعلومــات األمريكــي (‪2005‬م)‪ ،‬أن املوســاد‬ ‫ق ــام باغتي ــال ‪ 530‬عامل ً ــا عراق ًي ــا وأكث ــر م ــن ‪ 200‬أس ــتاذ جامع ــي‬ ‫وشـــخصيات أكادمييـــة مـــا بـــن ‪2006-2003‬م‪ ،‬وتشـــير معلومـــات‬ ‫أن املوس ــاد جن ــد ‪ 2400‬عنص ــر‪ ،‬إضاف ــة إل ــى وح ــدة نخب ــة س ــرية‬ ‫أكثـــر مـــن ‪ 200‬عنصـــر مؤهـــل مـــن قـــوات البيشـــمركة مـــن أجـــل‬ ‫االجهــاز علــى العلمــاء وتصفيتهــم‪ .‬وذكــر الدكتــور إســماعيل جليلــي‬ ‫يف دراس ــة ل ــه " محن ــة األكادميي ــن العراقي ــن " أبري ــل ‪ 2006‬م‪ ،‬أن‬ ‫املوس ــاد اإلس ــرائيلي ش ــن ‪ 307‬اعت ــداء عل ــى األكادميي ــن واألطب ــاء‪،‬‬ ‫ومتك ــن م ــن اغتي ــال ‪ %74‬منه ــم‪.‬‬

‫الخطر اإلسرائييل يف كردستان عى األمن اإلقليمي‬

‫إن التأييــد اإلســرائيلي الســتقالل كردســتان ميثــل خط ـ ًرا علــى‬ ‫األمــن اإلقليمــي‪ ،‬ومركــز عمليــات متقــدم إلثــارة الفــن واحلــروب‬ ‫األهليــة مــن خــالل تغلغــل االســتخبارات اإلســرائيلية يف كردســتان‪،‬‬ ‫وذكــر الصحفــي الفرنســي جــورج مالبرونــو بعــد زيــارة لــه إلقليــم‬ ‫كردســتان أن هنــاك حوالــي ‪ 1200‬رجــل مخابــرات مــن املوســاد‬ ‫وخبــراء عســكرين إســرائيلين يزاولــون نشــاطهم يف إقليــم كردســتان‬ ‫منــذ عــام ‪2004‬م‪.‬‬ ‫ومــن خــالل وجودهــم يف كردســتان ميكــن التغلغــل يف إيــران‬ ‫والقيــام باالغتيــاالت‪ ،‬كمــا أشــار الصحفــي األمريكــي ســيمون هــرش‬ ‫يف مقالــة لــه يف مجلــة نيويوركــر‪ ،‬بــأن عمــالء إســرائيلين بينهــم‬ ‫عناصــر يف املوســاد ينشــطون يف كردســتان‪ ،‬وأنهــم قامــوا بعمليــات‬

‫تســلل مــن هنــاك داخــل إيــران للوصــول إلــى محيــط املنشــآت النوويــة‬ ‫فيهــا‪ ،‬وقــد مت اغتيــال عــدد مــن العلمــاء اإليرانيــن كانــت أصابــع‬ ‫املوســاد ظاهــرة فيهــا‪.‬‬ ‫وبتحالــف إســرائيل مــع القيــادات الكرديــة تــدس عيونــا وآذا ًنــا‬ ‫يف إيـــران والعـــراق وســـوريا وتركيـــا‪ ،‬وحتـــى لهـــا عالقاتهـــا مـــع‬ ‫ح ــزب العم ــال الكردس ــتاني ال ــذي يعتب ــر منظم ــة إرهابي ــة تقاتله ــا‬ ‫احلكومــة التركيــة‪ ،‬وهــذا مــا قالــه اللــواء اإلســرائيلي يائيــر غــوالن‬ ‫نائ ــب قائ ــد اجلي ــش اإلس ــرائيلي الس ــابق‪ ،‬يف تصري ــح ل ــه‪ ،‬بأن ــه ال‬ ‫يعتب ــر ح ــزب العم ــال الكردس ــتاني منظم ــة إرهابي ــة‪ .‬ب ــل م ــا ت ــردد‬ ‫ع ــن عالق ــة إس ــرائيل باملجموع ــة االنقالبي ــة يف تركي ــا أغس ــطس‬ ‫‪2016‬م‪ ،‬ألن إس ــرائيل تعتب ــر أن سياس ــة ح ــزب العدال ــة والتنمي ــة‬ ‫ال تخ ــدم مصاحله ــا‪.‬‬ ‫وباالضافــة إلــى ذلــك مــا نشــر مــن عــدة دراســات‪ ،‬عــن الــدور‬ ‫اإلســرائيلي والتخطيــط للحــروب الطائفيــة والعرقيــة يف العــراق‬ ‫والــدول العربيــة عامــة‪ .‬ولذلــك فــإن الوجــود اإلســرائيلي يف‬ ‫كردســتان العــراق ميثــل تهديـدًا يجــب مواجهتــه مــن قبــل دول اجلــوار‬ ‫لكردســتان العــراق‪ ،‬هــذا وتــردد يف الصحافــة التركيــة‪ ،‬عــن صفقــة‬ ‫مــع إســرائيل عقدهــا مســعود البرزانــي‪ ،‬بجلــب ‪ 200‬ألــف يهــودي مــن‬ ‫أصــل كــردي لتوطينهــم يف إقليــم كردســتان كمــا ذكرتــه ً‬ ‫أيضــا مجلــة‬ ‫نيوزويــك األمريكيــة‪ .‬فاخلطــر اإلســرائيلي يف كردســتان يهــدد إيــران‬ ‫وتركيــا ووحــدة الدولــة العراقيــة وبالتالــي يهــدد أمــن اإلقليــم واألمــن‬ ‫القومــي العربــي؟‬ ‫إن مســعود البرزانــي بإصــراره علــى إجــراء االســتفتاء بدعــم‬ ‫إســرائيلي‪ ،‬متوق ًعــا أن تعمــل إســرائيل علــى الضغــط علــى إدارة‬ ‫ترامــب بدعــم اســتقالل كردســتان‪ ،‬ولكنــه رهــان فاشــل‪ ،‬وبالتالــي فإن‬ ‫الشــعب الكــردي يدفــع ثمــن تآمــر البرزانــي تاريخيــا مــع إســرائيل‪،‬‬ ‫فاالســتفتاء قلــب تــوازن القــوى اإلقليمــي يف املنطقــة وأحــدث تقار ًبــا‬ ‫إيران ًيــا –ترك ًيــا– عراق ًيــا وقــد تدخــل ســوريا مســتقب ً‬ ‫ال يف هــذا‬ ‫التقــارب بســبب خطــورة سياســة البرزانــي يف كردســتان علــى أمــن‬ ‫الشــرق األوســط بســبب رعونــة حتالفــه مــع إســرائيل‪ ،‬وخطــورة رفــع‬ ‫العلــم اإلســرائيلي يف أربيــل مركــز كردســتان العــراق كمــا أن الشــعب‬ ‫الكــردي املســلم لــن يقبــل ذلــك‪.‬‬

‫* أستاذ العلوم السياسية بجامعتي الحسني بن طالل وامللك عبد العزيز (سابقًا)‬

‫‪64‬‬

‫ملف العدد‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪124‬‬ ‫أكـــتــوبــر ‪2017‬‬

‫الثاني ــة يف س ــبتمبر ‪1966‬م‪ ،‬كم ــا زارت بع ــض القي ــادات الكردي ــة‬ ‫إســـرائيل وعلـــى رأســـها مصطفـــى البرزانـــي حيـــث زارهـــا عـــام‬ ‫‪1968‬م‪ ،‬وكان اإلس ــرائيليون يش ــجعون البرزان ــي عل ــى إقام ــة دول ــة‬ ‫ولي ــس حك ًم ــا ذات ًي ــا‪.‬‬ ‫إن إٍ ســـرائيل رأت يف كردســـتان العـــراق هد ًفـــا اســـتراتيج ًيا‬ ‫حيو ًيـــا‪ ،‬ودعمـــت فكـــرة انفصـــال األكـــراد وإقامـــة عالقـــة معهـــم‬ ‫كمنطقـــة إســـتراتيجية للتجســـس وجمـــع املعلومـــات وانفصالهـــا‬ ‫يشـــكل خطـــوة لتفكيـــك العـــراق إلـــى دويـــالت كمـــا تأكـــد فيمـــا‬ ‫بع ــد يف اس ــتراتيجية إس ــرائيل يف الثمانين ــات الت ــي نش ــرت ع ــام‬ ‫‪1982‬م‪ ،‬لتفكيـــك الـــدول العربيـــة‪.‬‬ ‫وحت ــى بع ــد توقي ــع اتفاقي ــة اجلزائ ــر ‪1975‬م‪،‬‬ ‫بـــن إيـــران والعـــراق‪ ،‬إلنهـــاء اخلالفـــات حـــول‬ ‫ش ــط الع ــرب‪ ،‬وتوق ــف الدع ــم اإليران ــي ألك ــراد‬ ‫العـــراق‪ ،‬إال أن إســـرائيل اســـتمرت يف دعمهـــا‬ ‫لأكـــراد واســـتمر تبـــادل الزيـــارات وتقـــدمي‬ ‫الدع ــم السياس ــي والعس ــكري وحت ــى يف املج ــال‬ ‫الصحـــي والثقـــايف لأكـــراد باعتبـــار التعامـــل‬ ‫معهـــم كنـــزًا اســـتراتيج ًيا إلســـرائيل‪.‬‬ ‫وبع ــد الث ــورة اإليراني ــة ع ــام ‪1979‬م‪ ،‬وإغ ــالق‬ ‫الســفارة اإلســرائيلية يف طهــران‪ ،‬أخــذت إســرائيل‬ ‫جت ــد يف كردس ــتان أهمي ــة إس ــتراتيجية للتجس ــس واخت ــراق إي ــران‬ ‫مـــن كردســـتان العـــراق‪ ،‬واســـتغلت احلـــرب العراقيـــة اإليرانيـــة‬ ‫بتزويــد إيــران ببعــض قطــع الغيــار مــن أجــل اســتمرار احلــرب كمــا‬ ‫ح ــدث يف فضيح ــة إي ــران جي ــت ع ــام ‪1985‬م‪ ،‬حي ــث ش ــارك مدي ــر‬ ‫مكت ــب ش ــمعون بي ــرس م ــع الوف ــد األمريك ــي يف زي ــارة طه ــران‪.‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫إس ــرائيل يف تل ــك الفت ــرة للتنس ــيق والتع ــاون مم ــا يش ــكل خطـ ـ ًرا‬ ‫علـــى العـــراق واألمـــن اإلقليمـــي‪.‬‬ ‫وتوافـــدت الشـــركات اإلســـرائيلية لالســـتثمار يف كردســـتان‪،‬‬ ‫هندســـية ومقـــاوالت إســـرائيلية‪ ،‬ويتولـــى إدارة هـــذه الشـــركات‬ ‫ضب ــاط متقاع ــدون يف االس ــتخبارات اإلس ــرائيلية كاملوس ــاد وجه ــاز‬ ‫االســـتخبارات الداخليـــة (الشـــاباك) واالســـتخبارات العســـكرية‬ ‫(أم ــان)‪ ،‬ويش ــرف عل ــى إدارة ه ــذه الش ــركات‪ ،‬اجلن ــرال دان ــي يات ــوم‬ ‫رئي ــس املوس ــاد الس ــابق‪ .‬وتعم ــل االس ــتخبارات اإلس ــرائيلية حت ــت‬ ‫غطـــاء الشـــركات التجاريـــة واالســـتثمارية للتجســـس يف املنطقـــة‬ ‫لي ــس عل ــى الع ــراق فق ــط‪ ،‬ب ــل إي ــران وتركي ــا وال ــدول العربي ــة‪.‬‬

‫فايننشـــال تايمـــز‬ ‫البريطاني ــة‪ :‬إس ــرائيل‬ ‫تستورد ‪ %77‬من نفطها‬ ‫من كردستان بمليار دوالر‬ ‫سنو ًيا وتعيد تصدير جز ًءا‬

‫استغالل الموساد للحظر الجوي يف شمال العراق عام ‪1991‬‬

‫وجـــدت إســـرائيل فرصـــة ذهبيـــة يف تعزيـــز وجودهـــا يف‬ ‫كردس ــتان الع ــراق بع ــد ف ــرض منطق ــة احلظ ــر اجل ــوي يف ش ــمال‬ ‫وجنـــوب العـــراق بعـــد حتريـــر الكويـــت يف مـــارس ‪1991‬م‪ ،‬وجـــاء‬ ‫العديـــد مـــن اليهـــود مـــن أصـــول كرديـــة إلـــى كردســـتان ملعرفـــة‬ ‫مجريـــات األحـــداث يف كردســـتان وحتـــت شـــعار البحـــث عـــن‬ ‫أقربــاء لهــم‪ ،‬وأخــذت العالقــة بــن حكومــة كردســتان تأخــذ درجــة‬ ‫عاليـــة مـــن التنســـيق واالســـتثمار يف مجـــاالت النفـــط والزراعـــة‪،‬‬ ‫وأفتتـــح أكثـــر مـــن مكتـــب إرتبـــاط إلســـرائيل يف شـــمال العـــراق‪،‬‬ ‫وبات ــت منطق ــة ش ــمال الع ــراق أه ــم منطق ــة يتواج ــد فيه ــا املوس ــاد‬ ‫اإلســـرائيلي‪ .‬وتكـــررت زيـــارة قـــادة املوســـاد ملنطقـــة كردســـتان‬ ‫العـــراق‪ ،‬ففـــي يوليـــو عـــام ‪1998‬م‪ ،‬زار اجلنـــرال افـــرامي هليفـــي‬ ‫رئيـــس املوســـاد آنـــذاك كردســـتان العـــراق يرافقـــه عـــدد مـــن‬ ‫الضبـــاط الكبـــار يف جهـــاز املوســـاد كمـــا أن وفـــو ًدا كرديـــة زارت‬

‫االحتالل األمريكي ‪ 2003‬والدور اإلسرائييل‬

‫لعبـــت إســـرائيل دو ًرا حيو ًيـــا يف دفـــع الواليـــات‬ ‫املتحـــدة الحتـــالل العـــراق عـــام ‪ 2003‬م‪ ،‬ألن إدارة‬ ‫بـــوش كان يهيمـــن عليهـــا التيـــار احملافـــظ املوالـــي‬ ‫إلس ــرائيل‪ ،‬ب ــل كان ــت احل ــرب لصال ــح إس ــرائيل يف‬ ‫تدميـــر اجليـــش العراقـــي‪ .‬ويوكـــد كل مـــن اخلبـــراء‬ ‫األمريكيـــن أن اللوبـــي الصهيونـــي يف الواليـــات‬ ‫املتح ــدة لع ــب دو ًرا يف تش ــجيع إدارة ب ــوش الحت ــالل‬ ‫العـــراق‪ ،‬فمثـــال يشـــير ســـتيفن والتـــز األســـتاذ يف‬ ‫جامع ــة هارف ــارد وج ــون ميرش ــيمر األس ــتاذ يف جامع ــة ش ــيكاغو يف‬ ‫دراســة لهمــا عــن اللوبــي الصهيونــي نشــرت عــام ‪2006‬م " الضغــط‬ ‫م ــن إس ــرائيل واللوب ــي الصهيون ــي يف واش ــنطن‪ ،‬كان ل ــه دور فع ــال‬ ‫يف احتــالل العــراق غال ًبــا ملصلحــة إســرائيل وليــس البتــرول فقــط‪.‬‬ ‫وجــاء االحتــالل ليفتــح البــاب علــى مصراعيــة يف ظــل الفوضــى‬ ‫السياس ــية النتش ــار املوس ــاد يف الع ــراق وخاص ــة تعزي ــز العم ــل يف‬ ‫إقليــم كردســتان للعالقــة التاريخيــة مــع القــادة األكــراد يف احلزبــن‬ ‫االحتــاد الوطنــي الكردســتاني بزعامــة جــالل طالبانــي الــذي أصبــح‬ ‫رئيســـا جلمهوريـــة العـــراق واحلـــزب الدميقراطـــي الكردســـتاني‬ ‫ً‬ ‫بزعام ــة مس ــعود البرزان ــي ال ــذي ي ــرأس إقلي ــم كردس ــتان الع ــراق‪.‬‬

‫البترول واغتيال العلماء العراقيين والتجسس‬

‫تعــددت أهــداف إســرائيل يف إقليــم كردســتان العــراق بعــد‬ ‫‪2003‬م‪ ،‬فباإلضافــة لأهــداف االســتراتيجية‪ ،‬فقــد ذكــرت صحيفــة‬ ‫فايننشــال تاميــز البريطانيــة بــأن إســرائيل تســتورد ‪ %77‬مــن نفطهــا‬ ‫بأســعار مخفضــة مــن منطقــة كردســتان العــراق ‪2015‬م‪ ،‬وقــدرت‬ ‫الصحيفــة أن قيمــة البتــرول املصــدر حوالــي مليــار دوالر‪ ،‬وقامــت‬ ‫إســرائيل بإعــادة تصديــر جــز ًءا مــن هــذا النفــط‪.‬‬ ‫وكشـــف الصحفـــي األمريكـــي ويـــن مادســـن‪ ،‬عـــن مخطـــط‬ ‫إس ــرائيلي الس ــتيطان الع ــراق‪ ،‬وق ــد ظه ــر دور بع ــض األك ــراد يف‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪124‬‬ ‫أكـــتــوبــر ‪2017‬‬

‫‪63‬‬

‫ملف العدد‬

‫رئيس املوساد مائير أميت مع مصطفى البرزاني‬

‫اإلسرائيليون ارتدوا الزي الكردي ودربوا البيشمركة يف إسرائيل وإيران‬ ‫وكردســتان وزار مائيــر عمــت كردســتان وزار مصطفــى البرزانــي إســرائيل‬ ‫ماي ــو ‪1965‬م" إن األك ــراد يله ــون نص ــف اجلي ــش العراق ــي " وه ــذا‬ ‫مـــا تســـعى لـــه إســـرائيل ألن اجليـــش العراقـــي شـــارك يف حـــرب‬ ‫فلســـطن ‪1948‬م‪ ،‬وإن اشـــغال اجليـــش العراقـــي يف مواجهـــة مـــع‬ ‫األكـــراد يبعـــده عـــن املشـــاركة الفعليـــة ضـــد إســـرائيل يف حالـــة‬ ‫احلـــرب العربيـــة اإلســـرائيلية‪.‬‬ ‫والتق ــت األه ــداف االس ــتراتيجية للش ــاه م ــع إس ــرائيل‪ ،‬حي ــث‬ ‫كم ــا ق ــال رئي ــس فري ــق الضب ــاط اإلس ــرائيلين لتدري ــب األك ــراد يف‬ ‫ش ــمال الع ــراق‪ ،‬املق ــدم تس ــودي س ــاجي‪ ،‬إن النظري ــة االس ــتراتيجية‬ ‫يف عه ــد الش ــاه " كان االيراني ــون يرغب ــون جــدًا يف نش ــوب ح ــروب‬ ‫متواصلــة بــن إســرائيل والعــرب‪ ،‬بصــورة تشــغل اجليــوش العربيــة‪،‬‬ ‫وال تـــدع مجـــاال لإللتفـــاف إليهـــا أو العمـــل ضدهـــا"‪ ،‬وبســـبب‬ ‫التق ــاء أه ــداف الش ــاه تع ــاون جه ــاز الس ــفاك اإليران ــي م ــع املوس ــاد‬ ‫اإلســـرائيلي يف دعـــم األكـــراد يف العـــراق ودخلـــت املخابـــرات‬ ‫األمريكي ــة ‪ً CIA‬‬ ‫أيض ــا يف دع ــم األك ــراد للضغ ــط عل ــى الع ــراق يف‬ ‫عه ــد نيكس ــون ووزي ــر خارجيت ــه هن ــري كيس ــنجر‪.‬‬

‫البعثة اإلٍسرائيلية لتدريب قوات البيشمركه‬

‫ذهــب رجــال املوســاد يف اخلامــس والعشــرين مــن يونيــو ‪1963‬‬ ‫م‪ ،‬لاللتقـــاء باملـــال مصطفـــى البرزانـــي الـــذي أخـــذ يف التعـــاون‬ ‫م ــع إس ــرائيل‪ ،‬حي ــث أقام ــت ل ــه محط ــة ب ــث وقدم ــت األم ــوال‪،‬‬ ‫ث ــم فيم ــا بع ــد أرس ــلت بعث ــة عس ــكرية لتدري ــب املقاتل ــن األك ــراد‪،‬‬ ‫البيشـــمركة‪ .‬كانـــت إســـرائيل قـــد اعتبـــرت القضيـــة الكرديـــة‬ ‫فرص ــة ذهبي ــة‪ ،‬وذل ــك إلضع ــاف اجلي ــش العراق ــي‪ .‬وق ــد أرس ــل‬ ‫خاص ــا لالجتم ــاع‬ ‫مصطف ــى البرزان ــي يف أبري ــل ‪1963‬م‪ ،‬مبعو ًث ــا‬ ‫ً‬ ‫م ــع رئي ــس ال ــوزراء اإلس ــرائيلي ب ــن غوري ــون‪.‬‬ ‫وتط ــورت العالق ــة بإرس ــال أربع ــة عس ــكرين برئاس ــة املف ــدم‬ ‫تســودي ســاجي يف ديســمبر ‪1965‬م‪ ،‬لتدريــب األكــراد علــى حــرب‬ ‫العصابـــات والتخريـــب‪ ،‬وكان اإلســـرائيليون حريصـــون علـــى أن‬ ‫يبــدو يف مظهــر األكــراد‪ ،‬فارتــدوا الــزي الكــردي‪ .‬وتعــددت الزيــارة‬ ‫والتدريـــب ســـواء يف إســـرائيل أو يف إيـــران وكردســـتان العـــراق‪،‬‬ ‫وزار رئي ــس املوس ــاد مائي ــر عم ــت أكث ــر م ــن م ــرة كردس ــتان‪ ،‬كان ــت‬

‫‪62‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪124‬‬ ‫أكـــتــوبــر ‪2017‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫املقدم تسوري ساجي اليهودي مع مصطفى البرزاني عام ‪1٩٦٦‬‬

‫التقــى وفــد الموســاد يف يونيــو ‪ 1963‬المــال مصطفى البرزاني وأقام‬ ‫لــه محطــة بــث وقــدم لــه األمــوال وبعثة عســكرية لتدريب البيشــمركة‬ ‫مؤمتـــر باندونـــغ النـــواة األولـــى حلركـــة عـــدم االنحيـــاز بزعامـــة‬ ‫الرئي ــس املص ــري جم ــال عب ــد الناص ــر والرئي ــس الهن ــدي جواه ــر‬ ‫الل نهـــرو وحضـــر شـــو إن الي رئيـــس وزراء الصـــن الشـــعبية‪،‬‬ ‫وكان املؤمت ــر حلش ــد الدع ــم اآلس ــيوي واإلفريق ــي لدع ــم القضي ــة‬ ‫الفلســـطينية وقضايـــا التحـــرر اإلفريقـــي واآلســـيوي‪ ،‬وكانـــت‬ ‫مص ــر له ــا دور تاريخ ــي يف حرك ــة ع ــدم االنحي ــاز‪ ،‬ولذل ــك كان ــت‬ ‫العالق ــات املصري ــة يف عه ــد الرئي ــس عب ــد الناص ــر متوت ــرة م ــع‬ ‫إيـــران واحتـــواء العالقـــة اإلســـرائيلية مـــع أثيوبيـــا‪ .‬واعتبـــرت‬ ‫إســـرائيل قيـــادة مصـــر للعالـــم العربـــي ودوره يف حركـــة عـــدم‬ ‫االنحيـــار ويف إفريقيـــا وآســـيا خطـــ ًرا عليهـــا‪ ،‬وبالفعـــل فاجليـــش‬ ‫املصــري خــاض حروبــا مــع إســرائيل يف ‪ 1948‬و‪1956‬م‪ ،‬وبعدهمــا‬ ‫ً‬ ‫مخططـــا لضـــرب الرئيـــس املصـــري‬ ‫حـــرب ‪1967‬م‪ ،‬التـــي كانـــت‬ ‫واجلي ــش‪ ،‬ألنه ــا اعتب ــرت مص ــر مح ــور االس ــتراتيجية العربي ــة يف‬ ‫مواجه ــة إس ــرائيل تردي ــدا للمقول ــة يف واش ــنطن وإس ــرائيل آن ــذاك‬ ‫ال ح ــرب ب ــدون مص ــر وال س ــالم ب ــدون س ــوريا‪.‬‬

‫التحالف بين الموساد والسفاك ودعم أكراد العراق‬

‫عمل ــت إس ــرائيل عل ــى توطي ــد عالقاته ــا م ــع ش ــاه إي ــران ال ــذي‬ ‫كان ضعي ًفـــا وحتـــت التأثيـــر األمريكـــي البريطانـــي بعـــد اســـقاط‬ ‫حكوم ــة الرئي ــس محم ــد مص ــدق ع ــام ‪1953‬م‪ ،‬يف عملي ــة آجاك ــس‬ ‫الت ــي هندس ــتها االس ــتخبارات األمريكي ــة ‪ CIA‬والبريطاني ــة ‪MI6‬‬ ‫بقيـــادة كيـــم روزفلـــت‪ ،‬بســـبب تأميـــم مصـــدق للبتـــرول اإليرانـــي‪،‬‬ ‫ولذل ــك كان الش ــاه مدي ًن ــا للوالي ــات املتح ــدة وبريطاني ــا يف تثبي ــت‬ ‫حكم ــه‪ ،‬واس ــتغلت إس ــرائيل ذل ــك وتغلغ ــل املوس ــاد اإلس ــرائيلي يف‬ ‫إي ــران‪ ،‬وأرس ــلت إس ــرائيل رج ــل املوس ــاد ديفي ــد قمح ــي لدراس ــة‬ ‫األوضـــاع السياســـية يف إيـــران والعالقـــة مـــع األكـــراد‪ .‬حيـــث‬ ‫اخلالفــات احلدوديــة بــن العــراق وإيــران حــول شــط العــرب‪ ،‬فــكان‬ ‫الشــاه يدعــم أكــراد العــراق كورقــة ضغــط علــى احلكومــة العراقيــة‬ ‫واس ــتنزاف اجلي ــش العراق ــي وإضعاف ــه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وجـــدت إســـرائيل يف العالقـــة مـــع إيـــران هدفـــا اســـتراتيج ًيا‬ ‫لهـــا‪ ،‬ففـــي توصيـــة لديفيـــد قمحـــي بعـــد عودتـــه مـــن إيـــران يف‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪124‬‬ ‫أكـــتــوبــر ‪2017‬‬

‫‪61‬‬

‫ملف العدد‬

‫مخطط إسرائيل للتقسيم بدأ بعالقات مع إيران وتركيا واثيوبيا لحصار العرب‬

‫الموساد وانفصال كردستان واألمن اإلقليمي‪:‬‬ ‫أطماع إسرائيلية استراتيجية عبر البوابة الكردية‬ ‫إن رفــع العلــم اإلســرائيلي يف االســتفتاء الكــردي يف أربيــل يف ‪ 25‬ســبتمبر املاضــي‪ ،‬يعكــس مــدى العالقــة بــن إقليــم‬ ‫كردســتان العــراق وإســرائيل‪ ،‬واألخيــرة هــي الدولــة الوحيــدة التــي أيــدت االســتفتاء وتشــجع إعــالن دولــة كردســتان‪ ،‬يف‬ ‫الوقــت الــذي رفضــت فيــه جميــع الــدول الكبــرى والــدول اإلقليميــة االســتفتاء لتداعياتــه علــى أمــن املنطقــة والعالــم‪ ،‬وألن‬ ‫إعــالن اســتقالل كردســتان ســتكون لــه انعكاســاته اخلطيــرة علــى الــدول املجــاورة‪ ،‬ولذلــك هــددت كل مــن إيــران والعــراق‬ ‫وتركيــا بعقوبــات علــى كردســتان مــن أجــل إلغــاء االســتفتاء ومــا يترتــب عليــه‪ .‬واحلقيقــة أن موقــف إســرائيل املؤيــد العــالن‬ ‫انفصــال كردســتان وإعــالن قيــام الدولــة الكرديــة يرتبــط باالســتراتيجية اإلســرائيلية منــذ إعالنهــا عــام ‪1948‬م‪ ،‬يف تفكيــك‬ ‫دول املنطقــة إلــى كيانــات طائفيــة وعنصريــة‪ ،‬فقــد قــال بــن غوريــون أول رئيــس وزراء إلســرائيل " علينــا أن نكــون طر ًفــا‬ ‫يف العمليــة السياســية يف كل دولــة عربيــة" وخاصــة الــدول املجــاورة لهــا‪ ،‬ولذلــك تبنــى بــن غوريــون اســتراتيجية األطــراف‬ ‫‪ Peripheral Strategy‬لتهديــد األمــن القومــي العربــي وإثــارة األقليــات العرقيــة والطائفيــة‪.‬‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫استراتيجية األطراف اإلسرائيلية‬

‫تظهــر مراســالت موشــيه شــاريت رئيــس وزراء إســرائيل آنــذاك‬ ‫م ــع ب ــن غوري ــون ع ــام ‪1954‬م‪ ،‬مخط ــط إس ــرائيل لتقس ــيم لبن ــان‬ ‫وإقام ــة دول ــة ماروني ــة‪ ،‬تك ــون إس ــرائيل ثاني ــة يف املنطق ــة العربي ــة‪،‬‬ ‫وق ــد رد ب ــن غوري ــون عل ــى ش ــاريت يف رس ــالة بتاري ــخ ‪ 27‬فبراي ــر‬ ‫‪1954‬م‪ ،‬يقــول فيهــا " ويــكاد يســتحيل قيــام هــذه الدولــة يف األحــوال‬ ‫العاديــة بســبب افتقــار املســيحين إلــى املبــادرة والشــجاعة الالزمــة‬ ‫إال أن األمــور مــن املمكــن أن تأخــذ طاب ًعــا آخــر يف حــاالت الفوضــى‬ ‫والثــورة واحلــرب األهليــة حيــث يتحــول الضعيــف إلــى بطــل‪ ،‬ورمبــا‬ ‫ح ــان اآلن إلقام ــة دول ــة مس ــيحية إل ــى جوارن ــا"؟‬ ‫ولـكــــن الـحـلــــم اإلسـرائـيـلــــي لــــم يـتـحـقــــق بـسـبــــب الـمــــد‬ ‫الـــقومي يف لبنــان‪ ،‬حيــث أســقط التيــار القومــي الرئيــس البنانــي‬ ‫ً‬ ‫مرتبط ــا‬ ‫آن ــذاك كي ــل ش ــمعون ال ــذي كان كم ــا أش ــارت الوثائ ــق‬ ‫باالســتخبارات البريطانيــة‪.‬‬ ‫وأقامـــت إســـرائيل عالقـــات مـــع تركيـــا وإيـــران وأثيوبيـــا‬ ‫إلحاطـــة الـــدول العربيـــة بتحالفـــات إســـرائيلية مـــع الـــدول غيـــر‬ ‫العربيـــة‪ ،‬فكانـــت أكثـــر الـــدول الثـــالث عـــداء للـــدول العربيـــة‬ ‫شـــاه إيـــران حيـــث أمـــد إســـرائيل بالبتـــرول وأصبـــح شـــرطي‬

‫اخللي ــج وفت ــح الب ــاب للدع ــم اإلس ــرائيلي لأك ــرادـ بينم ــا كان ب ــن‬ ‫غوري ــون يس ــعى يف اس ــتراتيجيته مواجه ــة امل ــد العرب ــي يف إفريقي ــا‬ ‫باســـتغالل أثيوبيـــا‪ ،‬كمـــا حاولـــت إســـرائيل اســـتغالل تركيـــا يف‬ ‫حتالفاته ــا م ــع الغ ــرب يف النات ــو أو فيم ــا بع ــد حل ــف بغ ــداد ال ــذي‬ ‫أدخـــل نـــوري الســـعيد فيـــه العـــراق‪ ،‬ولكـــن الثـــورة العراقيـــة يف‬ ‫متــوز ‪1958‬م‪ ،‬أخرجــت العــراق‪ ،‬وكان ملصــر دو ًرا كبيـ ًرا يف إحبــاط‬ ‫مخطـــط حلـــف بغـــداد؟‬

‫القاهرة قلعة حركات التحرر اإلفريقية واآلسيوية‬

‫كان املـــد القومـــي علـــى أشـــدة يف اخلمســـينيات يف القـــرن‬ ‫العشـــرين وتوجـــت بالوحـــدة املصريـــة الســـورية ‪1961-1958‬م‪،‬‬ ‫وعق ــدت ال ــدول العربي ــة الهدن ــة م ــع إس ــرائيل يف جزي ــرة رودوس‬ ‫عـــام ‪1949‬م‪ ،‬ولكنهـــا كانـــت معهـــا يف حالـــة حـــرب‪ ،‬وشـــاركت‬ ‫إســـرائيل يف العـــدوان الثالثـــي علـــى مصـــر عـــام ‪1956‬م‪ ،‬بعـــد‬ ‫تأميـــم قنـــاة الســـويس‪ ،‬وسياســـة مصـــر البعيـــدة عـــن األحـــالف‬ ‫الغربي ــة‪ .‬كان ــت مص ــر رائ ــدة يف مومت ــر باندون ــغ ال ــذي عق ــد يف‬ ‫‪ 28‬أبري ــل ‪1955‬م‪ ،‬حت ــت ش ــعار املؤمت ــر األف ــرو ‪ -‬آس ــيوي‪ ،‬ولق ــد‬ ‫منع ــت ال ــدول العربي ــة م ــن توجي ــه املؤمت ــر دع ــوة إلس ــرائيل‪ ،‬وكان‬

‫التفاهم السعودي ـ الـروسـي‪:‬‬ ‫شـراكـة مـن أجـل االسـتـقـرار‬ ‫العــــــدد ‪124‬‬ ‫أكــــــتــــوبــــر ‪2017‬‬

‫مجلس التنســيق الســعودي ـ العراقي‪:‬‬ ‫دعم وحدة العراق وإعادته إىل محيطه‬ ‫الــخــلـيـج الــذهــبـي ‪..‬‬ ‫بـيــــن االســتـعـمــــار واالسـتـثـمــــار‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫العـــراق مـــا بعـــد داعـــش ‪ ..‬وبعـــد اســـتفتاء انفصـــال األكـــراد‬ ‫▀ تـأثـيـــر الـعـــراق عـلـــى الـخـلـيـــج‪ :‬صـــراع عـسـكـــري مـحـتـمـــل وخـيـــارات بـغـــداد تـضـيـــق‬ ‫▀ الســـعودية ترفـــض انفصـــال كردســـتان مـــن بـــاب المســـؤولية التاريخيـــة والتبعـــات‬ ‫▀ كاب ــوس خليج ــي م ــن قط ــع ح ــدود تركي ــا م ــع الع ــرب بح ــزام ك ــردي ـ غرب ــي ـ إس ــرائييل‬ ‫▀ اســتراتيجية أمريــكا‪ :‬تقســيم العــراق مســألة وقــت وإســرائيل تعتبــره امتــدا ًدا لوعــد بلفــور‬ ‫▀ مافيــا روســيةـ تركيــة تســلح داعــش بموافقــة أمريــكا والتنظيــم فيــروس تغذيــه الــدول‬ ‫▀ ‪ 24‬مليـــار دوالر خســـائر داعـــش الحكوميـــة وقـــوات التحالـــف حصلـــت عـــى ‪ 12‬مليـــا ًرا‬ ‫▀ الموس ــاد جن ــد ‪ 2600‬عنص ــر م ــن البيش ــمركة لتصفي ــة العلم ــاء واألكاديميي ــن العراقيي ــن‬ ‫▀ عـوائـد نـفـط األكـراد فـي بـنـوك تـركـيـا ولـيـس لـكـردسـتـان مـقـومـات االنـفـصـال والـدولـة‬ ‫▀ ‪ 12‬مليـــون امـــرأة عراقيـــة مشـــردة و‪ %50‬نســـبة األميـــة بيـــن النســـاء العراقيـــات‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ويف ظــل هــذا الصلــف اإلســرائيلي الــذي مــس مشــاعر املســلمن‬ ‫واملســيحين كان االنفجــار املقدســي‪ ،‬عل ًمــا بــأن منظمــة اليونســكو‬ ‫قــد أصــدرت قرارهــا رقــم ‪ 25/200‬لعــام ‪2016‬م‪ ،‬تؤكــد فيــه علــى أن‬ ‫املســجد األقصــى تــراث إســالمي مخصــص للعبــادة‪ ،‬وجــزء ال يتجــزأ‬ ‫مــن التــراث العاملــي الثقــايف‪ ،‬كذلــك قــرار مجلــس األمــن الدولــي‬ ‫‪ 2334‬لســنة ‪2016‬م‪ ،‬الــذي أكــد صراحــة عــدم شــرعية االســتيطان‬ ‫يف األراضــي الفلســطينية احملتلــة مبــا فيهــا القــدس الشــرقية‪ ،‬ولكــن‬ ‫إســرائيل تضــرب تلــك القــرارات عــرض احلائــط‪.‬‬

‫انتفاضة أهل القدس للمسجد األقصى‬

‫إن سياســة األمــر الواقــع التي تفرضها إســرائيل‬ ‫وتقســيم املــكان خلــق حالــة من اإلحباط لدى الشــارع‬ ‫الفلســطيني يف ظــل ضعــف الســلطة الفلســطينية‬ ‫واالنقســام الفلســطيني والهرولــة اإلقليميــة للتطبيــع‬ ‫والوضــع الدولــي وانتخــاب الرئيــس األمريكــي‬ ‫دونالــد ترامــب الــذي ميثــل التيــار اليمينــي املتطــرف‬ ‫يف الواليــات املتحــدة واملؤيــد إلســرائيل‪ .‬لذلــك أخــذ‬ ‫الشــباب املقدســي وبشــكل عفــوي مقاومــة تهويــد‬ ‫القــدس واالعتــداء علــى املســجد األقصــى‪ ،‬ويكــون‬ ‫الرئيــس األمريكــي ترامــب أول رئيــس أمريكــي‬ ‫يصلــي كمــا يقــول اليهــود عنــد حائــط البــراق (املبكــى) عنــد اليهــود‪،‬‬ ‫واإلحبــاط يف األفــق السياســي وفقــدان األمــل يف حــل الدولتــن‪ ،‬كانــت‬ ‫املواجهــة بالســكاكن والدهــس وغيرهــا مــن املقاومــة التــي يف أغلبهــا‬ ‫فرديــة‪ ،‬وتواجههــا القــوة العســكرية اإلســرائيلية بالتعســف بالقمــع‬ ‫والقتــل واالعتقــال والســجن‪.‬‬ ‫وباالضافــة إلــى االعتــداءات علــى األراضــي يتزامــن ذلــك‬ ‫مــع صــدور قــرارات عنصريــة وخطيــرة مــن قبــل مــا تســمى جلنــة‬ ‫التشــريع الوزاريــة يف احلكومــة اإلســرائيلية وخاصــة قانــون القــدس‬ ‫املوحــدة الــذي ينــص علــى أنــه ال يجــوز التنــازل أو االنســحاب مــن‬ ‫أي جــزء مــن القــدس يف املفاوضــات أو أي تســوية سياســية مــن‬ ‫دون تأييــد ‪ 80‬عضــ ًوا مــن أعضــاء الكنيســت اإلســرائيلي ‪ ،‬وهــذا‬ ‫يعنــي أن ســلطة االحتــالل تريــد تكريــس واقــع قانونــي يحــول دون‬ ‫متريــر أي اتفــاق سياســي أو تســوية ســلمية تقــوم علــى االنســحاب‬ ‫اإلســرائيلي مــن القــدس‪ .‬ويف ظــل الســعي املتواصــل لســلطة‬ ‫االحتــالل لالنقضــاض علــى املســجد األقصــى ‪ ،‬فهــو يســعى مــن‬ ‫خــالل قراراتــه الكثيــرة التــي تنتظــر التنفيــذ ‪ .‬وهــي سياســة اتبعهــا‬ ‫يف املســجد اإلبراهيمــي يف اخلليــل الــذي تعــرض لعمليــة تقســيم‬ ‫واســتيالء بعــد العمليــة اإلرهابيــة التــي نفذهــا اليهــودي املتطــرف‬ ‫" جولدشــتاين" بحــق املصلــن يف املســجد اإلبراهيمــي‪ ،‬وأثبتــت‬ ‫ً‬ ‫مخططــا لــه‪.‬‬ ‫احلادثــة أن التقســيم كان‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪123‬‬ ‫سـبـتـمـبر ‪2017‬‬

‫‪27‬‬

‫ملف العدد‬

‫وكشــف موخـ ًرا عنــد عمليــة تهويــد للمســجد األقصــى مثــل بنــاء‬ ‫طابــق جديــد حتــت باحــة حائــط البــراق‪ ،‬إضافــة للمســيرات الليليــة‬ ‫واملهرجانــات املتتاليــة واســتباحة آالف مــن عناصــر املســتوطنن‬ ‫للقــدس القدميــة‪ ،‬والترديــد املتكــرر لبنــاء الهيــكل الــذي لــم يوجــد لــه‬ ‫أثــر‪ .‬واســتغلت احلكومــة االســرائيلية حادثــة الشــبان الفلســطينين‬ ‫الثالثــة يف ســاحة املســجد األقصــى‪ ،‬فأعلنــت يف ‪ 14‬يوليــو ‪2017‬م‪،‬‬ ‫بإغــالق املســجد األقصــى أمــام املصلــن املســلمن‪ ،‬ونصبــت‬ ‫الكاميــرات االلكترونيــة والبوابات االلكترونية والكاميرات التجسســية‬ ‫علــى أبــواب احلــرم الشــريف‪ ،‬وهــي املــرة األولــى منــذ خمســن عا ًمــا‬ ‫يغلــق املســجد‪ ،‬وكأنــه اســتعداد للتقســيم املكانــي والزمانــي علــى غــرار‬ ‫املســجد اإلبراهيمــي يف القــدس‪.‬‬ ‫ويظهــر أن إســرائيل شــعرت بامكانيــة تنفيــذ‬ ‫مخططهــا يف ظــل األوضــاع اإلقليميــة والدوليــة‪،‬‬ ‫ولكنهــا تفاجــأت بــرد فعــل أهــل القــدس واملجتمــع‬ ‫الفلســطيني (املســلمن واملســيحين) الذيــن رفضــوا‬ ‫كل إجــراءات إســرائيل اجلديــدة ورفضــوا الدخــول‬ ‫للمســجد إال بعــد إزالــة كل اإلجــراءات اجلديــدة‬ ‫واســتمر الرفــض أســبوعن كاملــن كان الضغــط‬ ‫الشــعبي والرســمي مــن خطــورة الوضــع حلــرب دينيــة‬ ‫أدى يف النهايــة لتراجــع إســرائيل عــن مخططهــا‬ ‫فرصــا أخــرى‪.‬‬ ‫اجلديــد‪ ،‬وإن كانــت تتحــن‬ ‫ً‬ ‫اجلديــد بالنســبة النتفاضــة األقصــى بــروز قيــادة محليــة مــن‬ ‫العلمــاء يف القــدس ووجــدوا الطاعــة مــن اجلماهيــر لقــرارات‬ ‫القيــادة احملليــة‪ ،‬وهــذا أعطــى بعــدًا سياســ ًيا ونفســ ًيا أنــه ميكــن‬ ‫هزميــة االحتــالل مــن خــالل التضامــن والتكافــل بــن أهــل القــدس‬ ‫وفلســطن عامــة يف ظــل ضعــف الســلطة واالنقســام الفلســطيني‪.‬‬ ‫لقــد مــر علــى إعــالن إســرائيل ‪ 70‬عا ًمــا وعلــى احتــالل القــدس‬ ‫كاملــة ‪ 50‬عا ًمــا ومــا زال الصــراع قائ ًمــا ويأخــذ كل يــوم بعـدًا دين ًيــا‪،‬‬ ‫وخاصــة بعــد ســيطرة اليمــن املتطــرف منــذ ‪ 2009‬م‪ ،‬علــى احلكومة‪،‬‬ ‫وحيــث أن إســرائيل قامــت علــى جتمــع دينــي وليــس قوم ًيــا‪ ،‬ففيهــا‬ ‫يهــود مــن مختلــف األجنــاس مــن اليهــود الــروس لأوروبيــن ويهــود‬ ‫املشــرق والفالشــا فهــي متحــف لأجنــاس البشــرية‪ ،‬ومــع تكريــس‬ ‫االســتيطان واالجتياحــات املتكــررة للمســجد األقصــى يصعــب تصــور‬ ‫حــل سياســي‪ ،‬فــال يســتطيع أي زعيــم فلســطيني أو عربــي أو غيــره‬ ‫أن يتنــازل عــن القــدس واملقدســات اإلســالمية‪ ،‬وإســرائيل تكــرر أن‬ ‫القــدس عاصمتهــا املوحــدة‪ ،‬ويف ظــل هــذه املواقــف العقديــة ال ميكــن‬ ‫أن يكــون حــ ً‬ ‫ال سياســ ًيا بــل تريــد إســرائيل فــرض سياســة األمــر‬ ‫الواقــع‪ ،‬إنــه الســالم املســتحيل ؟؟‬

‫الـــقـــدس جــوهــر‬ ‫سياسة التهويد وهدف‬ ‫للس ــيطرة من ــذ قي ــام‬ ‫الكيان اإلسرائييل وليس‬ ‫منذ احتــال عــام ‪1967‬‬

‫* أستاذ العلوم السياسية –جامعة امللك عبد العزيز‬

‫‪26‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪123‬‬ ‫سـبـتـمـبر ‪2017‬‬

‫مقال‬

‫ســيارات اإلطفــاء متعمــدة حتــى أن ســيارات اإلطفــاء العربيــة مــن‬ ‫اخلليــل ورام اهلل وصلــت قبــل ســيارات اإلطفــاء مــن بلديــة القــدس‬ ‫التــي تســيطر عليهــا ســلطة االحتــالل‪.‬‬ ‫كان رد الفع ــل الش ــعبي ثائــ ًرا يف العال ــم العرب ــي واإلس ــالمي‪،‬‬ ‫أدت إلـــى عقـــد أول مؤمتـــر قمـــة إســـالمي (منظمـــة التعـــاون‬ ‫اإلســـالمي حال ًيـــا) يف مدينـــة الربـــاط يف ســـبتمبر ‪1969‬م‪ ،‬وكان‬ ‫خط ــاب املل ــك فيص ــل ب ــن عب ــد العزي ــر يف مؤمت ــر القم ــة مؤثـ ـ ًرا‬ ‫حي ــث خاط ــب القم ــة قائ ــال " إن الق ــدس يناديك ــم‪ ،‬ويس ــتغيث بك ــم‬ ‫أيه ــا اإلخ ــوة لتنق ــذوه م ــن محنت ــه‪ ،‬ومم ــا ابتل ــي ب ــه‪ ،‬فم ــاذا يخيفن ــا؟‬ ‫هــل نخشــى املــوت؟ وهــل هنــاك موتــة أفضــل وأكــرم مــن أن ميــوت‬ ‫اإلنس ــان مجاه ـدًا يف س ــبيل اهلل؟"‪ ،‬وكان ــت جول ــدا مائي ــر قلق ــة م ــن‬ ‫رد الفعــل فقالــت " عندمــا أحرقنــا املســجد األقصــى لــم أمن طــوال‬ ‫أفواجـــا مـــن‬ ‫الليـــل كنـــت خائفـــة مـــن أن يدخـــل العـــرب إســـرائيل‬ ‫ً‬ ‫كل م ــكان‪ ،‬ولك ــن عندم ــا أش ــرقت ش ــمس الي ــوم التال ــي علم ــت أن ــه‬ ‫باس ــتطاعتنا أن نفع ــل أي ش ــئ نري ــده"‪ .‬وصرح ــت يف لن ــدن ح ــول‬ ‫موق ــف إس ــرائيل م ــن الق ــدس بقوله ــا " ل ــن نتن ــازل ع ــن الق ــدس‬ ‫مهم ــا كانـــت األح ــوال ‪ ،‬وق ــد يك ــون م ــن اجلائ ــز أن نتن ــازل ع ــن‬ ‫ت ــل أبي ــب‪ ،‬ولك ــن م ــن غي ــر اجلائ ــز أن نتن ــازل ع ــن مدين ــة الق ــدس"؟‬ ‫وهــذا هــو املوقــف اإلســرائيلي الــذي لــم يتبــدل بــل اآلن هــم يريــدون‬ ‫الس ــيطرة عل ــى املس ــجد األقص ــى نفس ــه‪.‬‬

‫إتفاقية أوسلو والقدس‬

‫يعتبــر اتفــاق أوســلو الــذي وقــع يف واشــنطن ‪ 13‬ســبتمبر ‪1993‬م‪،‬‬ ‫نقطــة حتــول يف الصــراع العربــي اإلســرائيلي‪ ،‬فاالتفــاق وقــع بــن‬ ‫منظمــة التحريــر الفلســطينية واحلكومــة اإلســرائيلية‪ ،‬حيــث اعترفت‬ ‫إســرائيل مبنظمــة التحريــر الفلســطينية‪ ،‬ولكــن مكاســب إســرائيل‬ ‫االســتراتيجية والسياســية أهــم‪ ،‬فإســرائيل كانــت تواجــه االنتفاضــة‬ ‫الشــعبية األولــى التــي بــدأت يف ديســمبر ‪1987‬م‪ ،‬وأصبــح اجلنــدي‬ ‫اإلســرائيلي املعــد لقتــال اجليــوش النظاميــة يواجــه النســاء واألطفــال‬ ‫والشــيوخ حتــى تعــرض اجلنــود ألمــراض نفســية وإثــارة الــرأي العــام‬ ‫مخرجــا إلســرائيل‬ ‫الدولــي ضــد إســرائيل‪ ،‬فــكان اتفــاق أوســلو‬ ‫ً‬ ‫مــن أزمــة داخليــة يف إدارتهــا لالراضــي احملتلــة‪ ،‬وباتفــاق أوســلو‬ ‫حققــت إســرائيل اعترا ًفــا مــن الــدول اإلفريقيــة واآلســيوية التــي‬ ‫مــا كانــت تعتــرف بهــا رســم ًيا ‪ ،‬ولكنهــا يف أوســلو همشــت القضايــا‬ ‫األساســية والهامــة يف الصــراع العربــي اإلســرائيلي بالنســبة للقضيــة‬ ‫الفلســطينية‪ ،‬مثــل قضيــة القــدس والالجئــن واملســتوطنات واحلــدود‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫وامليــاه‪ ،‬واعترفــت منظمــة التحريــر الفلســطينية بحــق إســرائيل يف‬ ‫الوجــود وقــراري مجلــس األمــن الدولــي ‪ 242‬و‪ ،338‬ومت االتفــاق‬ ‫أن يتــم بحــث القضايــا املهمــة والرئيســية مــع حلــول عــام ‪1995‬م‪،‬‬ ‫وتنســحب إســرائيل مــن غــزة وأريحــا ويتــم تشــكليل ســلطة وطنيــة‬ ‫فلســطينية فيهمــا أوالً ‪ ،‬واجلديــر بالذكــر أن إســرائيل لــم تذكــر‬ ‫عمليــة انســحاب القــوات اإلســرائيلية ولكنهــا كانــت تعــول بإعــادة‬ ‫انتشــار القــوات وهــذا يعنــي أنهــا ال تعتــرف بأنهــا انســحبت مــن‬ ‫األراضــي الفلســطينية وكانــت املعابــر واحلــدود يف يــد إســرائيل وال‬ ‫يتــم الدخــول واخلــروج لأفــراد إال باملوافقــة اإلســرائيلية‪ ،‬وعندمــا‬ ‫عقدت االتفاقية اإلسرائيلية ـ األردنية عام ‪1994‬م‪ ،‬اتفقت إسرائيل‬ ‫مــع األردن علــى رعايــة األماكــن املقدســة يف القــدس والرعايــة غيــر‬ ‫الوصايــة‪ ،‬ورغــم الراعيــة ال يتــم تعيــن املوظفــن يف القــدس إال‬ ‫باملوافقــة اإلســرائيلية‪ ،‬وكأنهــا رعايــة شــكلية تضــرب إســرائيل بهــا‬ ‫عــرض احلائــط أحيانــا وتســتمر يف التهويــد واالســتيطان يف القــدس‬ ‫ومحاولــة تفريغهــا مــن أهلهــا العــرب والفلســطينين‪ ،‬خاصــة أنهــا‬ ‫منحتهــم اجلنســية اإلســرائيلية‪ ،‬فبعــد أوســلو تضاعــف االســتيطان‬ ‫يف القــدس حتــى تضــع العــرب والفلســطينين واملجتمــع الدولــي أمــام‬ ‫األمــر الواقــع‪ ،‬وأخــذ اليهــود يتــرددون علــى املســجد األقصــى‪ ،‬وكانــت‬ ‫االنتفاضــة الثانيــة عــام ‪2000‬م‪ ،‬عندمــا اقتحــم أريــل شــارون زعيــم‬ ‫حــزب ليكــود ورئيــس وزراء إســرائيل الســابق مــع اليهــود املتطرفــن‬ ‫ســاحة املســجد األقصــى حتــت حمايــة اجليــش اإلســرائيلي ممــا‬ ‫أدى لالنتفاضــة الثانيــة‪ ،‬وقــال أثنــاء اجتياحــه ‪:‬إن احلــرم القدســي‬ ‫ســيبقى منطقــة إســرائيلية‪.‬‬ ‫وإثــر انهيــار النظــام اإلقليمــي العربــي مــع احتــالل الواليــات‬ ‫املتحــدة للعــراق واحلــرب األهليــة وتراجــع االهتمــام العربــي والدولــي‬ ‫بالوضــع الفلســطيني‪ ،‬متــادت إســرائيل يف اقتحــام املســجد األقصــى‬ ‫وجتــرأ اليهــود إلــى الدخــول لســاحته حتــت حمايــة اجليــش والشــرطة‬ ‫اإلســرائيلية ويف ظــل االنتفاضــات العربيــة ومــا تبعهــا مــن عــدم‬ ‫إســتقرار ‪ ،‬زادت وتيــرة االنتكاســات بشــكل كبيــر يف عــام ‪2014‬م‪،‬‬ ‫حيــث تعــرض املســجد األقصــى إلــى أكثــر مــن ‪ 450‬اقتحا ًمــا مــن قبــل‬ ‫املســتوطنن واجلماعــات اليهوديــة‪ ،‬كمــا مت اإلعــالن عــن إضافــة ‪100‬‬ ‫حفريــة يف محيــط األقصــى‪ ،‬متهي ـدًا لهدمــه وبنــاء هيكلهــم املزعــوم‬ ‫علــى أنقاضــة ‪ .‬ويف عــام ‪2015‬م‪ ،‬قــاد الزراعــة اإلســرائيلي‪ ،‬أوري‬ ‫آرائيــل‪ ،‬مجموعــة مــن املســتوطنن اليهــود القتحــام املســجد األقصــى‪،‬‬ ‫فيمــا اعتــدت قــوات االحتــالل اخلاصــة علــى حراس املســجد األقصى‬ ‫واملصلــن بالضــرب وطردتهــم بســبب تصديهم لالقتحامــات اليهودية؟‬

‫سلطة االحتال تريد تكريس واقع قانوني يحول دون تمرير أي اتفاق‬ ‫سياســي أو تســوية ســلمية تقوم عى االنســحاب اإلســرائييل من القدس‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫الفلســطينية وثائــق هويــة للفلســطينين يف هــذه األراضــي‪ ،‬لكنهــا ال‬ ‫تســتطيع فعــل أكثــر مــن ذلــك إال بالتنســيق مــع إســرائيل التــي ألغــت‬ ‫طلب ــات التس ــجيل ومب ــادرة ل ــم ش ــمل العائ ــالت ورفض ــت طلب ــات‬ ‫أكثــر مــن ‪ 230‬ألــف فلســطيني منــذ عــام ‪1967‬م‪ ،‬وكثيــر منهــم علــى‬ ‫أس ــاس بقائه ــم خ ــارج الضف ــة الغربي ــة وغ ــزة لفت ــرة طويل ــة‪.‬‬ ‫ويدفــع األثريــاء اليهــود مبالــغ خياليــة لالســتيالء علــى املنــازل‬ ‫الفلســطينية وحتــاول اإلغــراء باملــال لدفــع املقدســين بيــع منازلهــم‬ ‫وأحيا ًن ــا تت ــم ه ــذه ع ــن طري ــق صفق ــات م ــن سماس ــرة م ــن ذوي‬ ‫النف ــوس الضعيف ــة وبط ــرق ملتوي ــة عل ــى اعتب ــار أن ال ــذي يش ــتري‬ ‫ليـــس يهود ًيـــا‪ ،‬وتفـــرض الرســـوم العاليـــة علـــى تصاريـــح البنـــاء‬ ‫ب ــل غال ًب ــا م ــا ترف ــض البن ــاء بحج ــج واهي ــة بينم ــا تس ــهل عملي ــة‬ ‫اس ــتيالء اليه ــود عل ــى املن ــازل العربي ــة يف الق ــدس ب ــكل الوس ــائل‬ ‫ولكنه ــا تواج ــه بصم ــود الفلس ــطينين وعل ــى رأس ــهم أه ــل الق ــدس‪،‬‬ ‫فالق ــدس بالنس ــبة للفلس ــطينين ليس ــت باعتباره ــا مدين ــة مقدس ــة‬ ‫للمس ــليمن واملس ــيحين ب ــل باعتباره ــا أيض ــا هوي ــة وطني ــة أله ــل‬ ‫فلســطن وحمايــة املســجد األقصــى الــذي تريــد إســرائيل الهيمنــة‬ ‫علي ــه أو تقس ــيمه عل ــى غ ــرار م ــا ح ــدث يف املس ــجد اإلبراهيم ــي‬ ‫يف اخللي ــل‪.‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪123‬‬ ‫سـبـتـمـبر ‪2017‬‬

‫‪25‬‬

‫ملف العدد‬

‫الموقف العربي واإلسامي بعد حريق المسجد األقصى‬

‫كانــت حادثــة إحــراق املســجد األقصــى يف ‪ 21‬أغســطس‬ ‫‪1969‬م‪ ،‬مدبــرة‪ ،‬فاملســجد األقصــى يعــد هد ًفــا لليهــود منــذ القــدم‪،‬‬ ‫فقــد أقــدم أحــد املســيحين املتصهــن يحمــل اجلنســية األســترالية‬ ‫ويدعــى دنيــس مايــكل روهــان علــى إشــعال النــار يف اجلانــب القبلــي‬ ‫مــن املســجد األقصــى والتهــم احلريــق أجــزاء واحتــرق منبــر نــور‬ ‫الديــن زنكــي‪ .‬وادعــت إســرائيل علــى عادتهــا أن اجلانــي مصــاب‬ ‫مختــل عقل ًيــا وهــي سياســة إســرائيلية متواتــرة باعتبــار مــن يرتكــب‬ ‫املجــازر ضــد العــرب مصــاب باجلنــون‪ ،‬ومت حتويلــه إلــى مصحــة‬ ‫عقليــة للتضليــل‪ ،‬أصــدرت محكمــة إســرائيلية بــأن الفاعــل غيــر‬ ‫مذنــب وتوصــي بوضعــه يف مستشــفى لأمــراض العقليــة‪ ،‬ثــم أطلــق‬ ‫ســراحه ويعيــش يف أســتراليا‪ .‬وقــد أكــد مفتــي القــدس آنذاك الشــيخ‬ ‫ســعدالدين العلمــي أن الســلطات اإلســرائيلية أخــذت منــه بالقــوة‬ ‫مفتــاح أحــد أبــواب املســجد‪ ،‬يف فتــرة ســابقة‪ ،‬وثبــت أن الفاعــل‬ ‫األســترالي قــد دخــل إلــى املســجد األقصــى مــن ذلــك البــاب بعــد‬ ‫فتحــه‪ ،‬وأن تعــدد أمكنــة احلريــق يف املســجد يــدل علــى أن هنــاك‬ ‫آخريــن مشــاركن يف حادثــة احلريــق وذكــر شــهود عيــان أنهــم خمســة‬ ‫وليــس االســترالي لوحــدة كمــا ادعــت إســرائيل‪ ،‬وخاصــة تأخــر‬

‫‪24‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪123‬‬ ‫سـبـتـمـبر ‪2017‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫تع ــرض المس ــجد األقص ــى إىل أكث ــر م ــن ‪ 450‬اقتحا ًم ــا كم ــا ت ــم‬ ‫اإلعــان عــن إضافــة ‪ 100‬حفريــة جديــدة يف محيط األقصــى عام ‪2014‬‬ ‫للعبــادة إال بعــد صــدور وعــد بلفــور عــام ‪1917‬م‪ ،‬ولــم يكــن احلائــط‬ ‫جـــز َءا ممـــا يســـمى الهيـــكل اليهـــودي‪ ،‬الـــذي لـــم يثبـــت تاريخ ًيـــا‬ ‫ً‬ ‫أصـــال ‪ ،‬عندمـــا صـــدر قـــرار التقســـيم يف ‪ 29‬نوفمبـــر‬ ‫وجـــوده‬ ‫‪1947‬م‪ ،‬كان ين ــص عل ــى أن تخض ــع الق ــدس إل ــى إش ــراف دول ــي‪،‬‬ ‫ولكــن مــع نشــوب حــرب ‪1948‬م‪ ،‬وإعــالن إســرائيل‪ ،‬قســمت القــدس‬ ‫إل ــى ش ــطرين الق ــدس الغربي ــة حت ــت س ــيطرة اليه ــود والت ــي تش ــكل‬ ‫‪ %84.13‬م ــن مس ــاحة الق ــدس بينم ــا أصبح ــت والق ــدس الش ــرقية‬ ‫حت ــت س ــيطرة األردن وتش ــكل ‪ %11.48‬م ــن الق ــدس وم ــع توحي ــد‬ ‫الضفتـــن الشـــرقية والغربيـــة أصبحـــت القـــدس الشـــرقية جـــز ًءا‬ ‫م ــن اململك ــة األردني ــة الهاش ــمية‪ .‬وم ــع ح ــرب اخلام ــس م ــن يوني ــو‬ ‫‪1967‬م‪ ،‬وســيطرة إســرائيل علــى الضفــة الغربيــة أصبحــت القــدس‬ ‫كامل ــة حت ــت االحت ــالل كم ــا ه ــو ح ــال الضف ــة الغربي ــة‪ ،‬وبالتال ــي‬ ‫أصبح ــت فلس ــطن حت ــت االحت ــالل‪ .‬وه ــرول اجلن ــود االس ــرائليون‬ ‫بدخوله ــم الق ــدس يبك ــون عن ــد حائ ــط الب ــراق‪ ،‬وقام ــت إس ــرائيل‬ ‫بتوســيع حــدود املدينــة بعــد إنتهــاء احلــرب‪ ،‬وبنــاء عــدد مــن األحيــاء‬ ‫الســـكنية واملســـتعمرات اليهوديـــة شـــرق اخلـــط األخضـــر (خـــط‬ ‫الهدن ــة)‪ ،‬وأخ ــذت تعم ــل عل ــى تهودي ــد املدين ــة‪ ،‬وس ــخرت وس ــائل‬ ‫اإلع ــالم اإلس ــرائيلية للتركي ــز عل ــى أن هن ــاك أماك ــن أثري ــة يهودي ــة‬ ‫وت ــردد عل ــى وج ــود الهي ــكل اليه ــودي‪.‬‬

‫إسرائيل ‪ :‬القدس عاصمة موحدة أبدية‬

‫أعل ــن الكنيس ــت اإلس ــرائيلي يف ‪ 23‬يناي ــر ‪1950‬م‪ ،‬أن الق ــدس‬ ‫عاصمـــة دولـــة إســـرائيل‪ ،‬وكان حاييـــم وايزمـــان قـــد أدى اليمـــن‬ ‫القانوني ــة كأول رئي ــس لدول ــة إس ــرائيل يف الق ــدس يف ‪ 17‬فبراي ــر‬ ‫‪1948‬م‪ ،‬ونقلـــت الكنيســـت للقـــدس وبقيـــة الـــوزارات مـــا عـــدا‬ ‫اخلارجيـــة والدفـــاع وأعيـــد نقـــل وزارة اخلارجيـــة للقـــدس عـــام‬ ‫‪1953‬م‪ ،‬وتوســـعت إســـرائيل يف احلـــدود الغربيـــة ملدينـــة القـــدس‬ ‫الغربي ــة‪ ،‬ولك ــن ع ــدم اعت ــراف دول العال ــم بض ــم إس ــرائيل الق ــدس‬ ‫كعاصمـــة لهـــا فقـــد رفضـــت الـــدول أن يكـــون مقـــر ســـفاراتها يف‬ ‫القــدس أو تقــدمي أوراق االعتمــاد يف القــدس ممــا اضطــر إســرائيل‬ ‫إعـــادة نقـــل وزاراتهـــا إلـــى تـــل أبيـــب‪ ،‬ويظهـــر أنـــه منـــذ الهجـــرة‬ ‫اليهوديــة لفلســطن وقيــام احلركــة الصهيونيــة‪ ،‬فــإن القــدس كانــت‬ ‫يف جوه ــر سياس ــة التهوي ــد والس ــيطرة عل ــى املدين ــة كامل ــة‪ ،‬ورغ ــم‬ ‫مــا يقــال حــول حــرب ‪1967‬م‪ ،‬فــإن إســرائيل خططــت منــذ إنشــائها‬ ‫عل ــى الس ــيطرة عل ــى الق ــدس واحت ــالل فلس ــطن كامل ــة‪ ،‬وافتعل ــت‬ ‫أزم ــة ‪1967‬م‪ ،‬لتنفي ــذ سياس ــة التوس ــع‪ ،‬ودخ ــل موش ــيه دي ــان وزي ــر‬

‫الدف ــاع اإلس ــرائيلي للق ــدس ‪1967‬م‪ ،‬وإث ــر هزمي ــة ال ــدول العربي ــة‬ ‫أخ ــذت إس ــرائيل يف التهوي ــد وإع ــالن الق ــدس العاصم ــة األبدي ــة‬ ‫للدول ــة اليهودي ــة‪ .‬وق ــد ص ــدر ق ــرار الكونغ ــرس األمريك ــي يف ‪13‬‬ ‫أكتوب ــر ‪1995‬م‪ ،‬باالعت ــراف ب ــأن الق ــدس عاصم ــة لدول ــة إس ــرائيل‪،‬‬ ‫ويقض ــي القان ــون بنق ــل الس ــفارة األمريكي ــة للق ــدس ولك ــن رؤس ــاء‬ ‫الوالي ــات املتح ــدة من ــذ ‪1995‬م‪ ،‬كان ــوا يؤجل ــون تنفي ــذ ق ــرار النق ــل‬ ‫حلساس ــية املوض ــوع وخو ًف ــا م ــن ردود الفع ــل العربي ــة واإلس ــالمية‬ ‫علـــى ذلـــك‪ ،‬حتـــى أن دونالـــد ترامـــب الـــذي وعـــد يف حملتـــه‬ ‫االنتخابي ــة ع ــام ‪2016‬م‪ ،‬بنق ــل الس ــفارة األمريكي ــة للق ــدس تراج ــع‬ ‫ع ــن ذل ــك عندم ــا تول ــى الرئاس ــة واتخ ــذ ق ــرار التأجي ــل حلساس ــية‬ ‫الق ــدس للمصال ــح األمريكي ــة يف العال ــم اإلس ــالمي وخاص ــة ردود‬ ‫الفع ــل الش ــعبية‪.‬‬

‫سياسة تهويد المدينة المقدسة‬

‫اتبعــت إســرائيل سياســة تهويــد القــدس مــن احتاللهــا للقــدس‬ ‫الشــرقية عــام ‪1967‬م‪ ،‬ســواء مــن االســتيالء علــى األراضــي‪ ،‬أو‬ ‫االســتيالء علــى أمــالك الغائبــن وإقامــة املســتوطنات حــول القــدس‬ ‫أو تشــجيع اليهــود للســكن بالقــدس وتفريغهــا مــن ســكانها العــرب‪،‬‬ ‫فقــد ضمــت إســرائيل مــن جانــب واحــد ‪ 72‬كيلــو مت ـ ًرا مرب ًعــا إلــى‬ ‫بلديــة القــدس‪ ،‬مــن ضمنهــا اجلــزء الشــرقي مــن القــدس و‪ 28‬قريــة‬ ‫محيطــة بالقــدس يف الضفــة الغربيــة‪ ،‬وهــذه املنطقــة يطلــق عليهــا‬ ‫بشــكل عــام القــدس الشــرقية‪ ،‬تضــم تقري ًبــا ‪ 66‬الــف فلســطيني‪ ،‬أي‬ ‫‪ %24‬مــن ســكان البلديــة اجلديــدة‪ ،‬وتطبــق إســرائيل قوانينهــا املدنيــة‬ ‫اخلاصــة علــى القــدس الشــرقية‪ ،‬ونقلــت إســرائيل منــذ عــام ‪1967‬م‪،‬‬ ‫االالف مــن اليهــود إلــى القــدس الشــرقية‪ ،‬وهــذا يعــد جرميــة حــرب‬ ‫يف القانــون الدولــي‪ .‬وتتبــع إســرائيل ً‬ ‫أيضــا سياســة هــدم املنــازل‪،‬‬ ‫فمنــذ عــام ‪2012‬م‪ ،‬مت هــدم ‪ 617‬مبنــى منهــا منــازل لعــدم وجــود‬ ‫تصاريــح وف ًقــا ملــا ذكــره مكتــب األمم املتحــدة لتنســيق الشــؤون‬ ‫اإلنســانية‪ .‬وألغــت إســرائيل قرابــة ‪ %80‬مــن اإلقامــات الدائمــة‬ ‫خــالل فتــرات االحتــالل علــى مــدار اخلمســن عا ًمــا املاضيــة وف ًقــا‬ ‫ألرقــام احلكومــة اإلســرائيلية‪ ،‬التــي بــدأت بالتوثيــق مــع بــدء وزارة‬ ‫الداخليــة بنــاء علــى قــرار محكمــة العــدل العليــا اإلســرائيلية لعــام‬ ‫‪1988‬م‪ ،‬مبطالبــة الفلســطينين ببرهنــة أن " محــور حياتهــم " يف‬ ‫القــدس الشــرقية للحفــاظ علــى إقاماتهــم‪.‬‬ ‫وتســـيطر دولـــة االحتـــالل علـــى ســـجل الســـكان الفلســـطيني‬ ‫يف الضف ــة الغربي ــة وقط ــاع غ ــزة بش ــكل فع ــال ‪ .‬وتص ــدر الس ــلطة‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪123‬‬ ‫سـبـتـمـبر ‪2017‬‬

‫‪23‬‬

‫ملف العدد‬

‫مــع العقديــة ال مجــال للحــل السياســي وإســرائيل تريــد فــرض األمــر الواقــع‬

‫الـمـسـجـد األقـصـى ‪ ..‬والـسـام الـمـسـتـحيل‬ ‫بـيـن الــعــرب وإســرائيـل‬ ‫متث ــل مدين ــة الق ــدس جوه ــر الص ــراع العرب ــي ‪ -‬اإلس ــرائيلي مل ــا حتمل ــه م ــن قدس ــية عن ــد املس ــلمن واليه ــود ‪ ،‬فمن ــذ أن‬ ‫طرح ــت فك ــرة جتمي ــع اليه ــود يف كي ــان سياس ــي‪ ،‬حت ــى وقب ــل عق ــد املؤمت ــر الصهيون ــي األول يف ب ــازل ‪1897‬م‪ ،‬كان ــت‬ ‫القــدس حتظــى باهتمــام كبيــر يف كتابــات املفكريــن الغربيــن الذيــن دعــوا لتأســيس مجتمــع لليهــود‪ ،‬فقــد أصــدر موشــي‬ ‫ه ــس كتاب ــه "روم ــا والق ــدس" ع ــام ‪1862‬م‪ ،‬وعندم ــا أص ــدر ثي ــودور هيرت ــزل كتاب ــه "الدول ــة اليهودي ــة " ‪1896‬م‪ ،‬كان البع ــد‬ ‫الدين ــي مه ًم ــا يف الدع ــوة إل ــى جتمي ــع اليه ــود يف فلس ــطن‪ ،‬عل ــى اعتب ــار مكان ــة الق ــدس عن ــد اليه ــود‪ ،‬فاليه ــودي ال ــذي‬ ‫يعي ــش يف أوروب ــا والوالي ــات املتح ــدة ال يدفع ــه للهج ــرة لفلس ــطن إال بإث ــارة البع ــد الدين ــي عن ــده‪ ،‬حت ــت ش ــعار الع ــودة‬ ‫للق ــدس عن ــد اليه ــود‪.‬‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬ ‫ويف اجلانــب اآلخــر فــإن الشــعب الفلســطيني والشــعوب‬ ‫اإلســالمية تعتبــر القــدس مدينــة لهــا أهميتهــا الدينيــة باعتبارهــا‬ ‫أولــى القبلتــن وثالــث احلرمــن الشــريفن وأرض اإلســراء واملعــراج‪.‬‬ ‫وكمــا جــاء يف ســورة اإلســراء ُسـبْ َحا َن ا َّلــذِ ي أَ ْسـ َرى ِب َعبْــدِ ِه لَيْـ ً‬ ‫ال ِّمـ َن‬ ‫ْامل َ ْسـ ِـجدِ ْ َ‬ ‫صــى ا َّلــذِ ي بَا َر ْكنَــا َح ْولَـ ُه ِلنُرِ يَـ ُه مِ ـ ْن‬ ‫احلـ َر ِام ِإلَــى ْامل َ ْسـ ِـجدِ األَ ْق َ‬ ‫الســمِ ي ُع البَ ِصي ـ ُر‪ .‬وبســبب البعــد الدينــي كان تأجيــل‬ ‫آيَا ِتنَــا ِإ َّن ـ ُه ُه ـ َو َّ‬ ‫قضيــة القــدس يف املفاوضــات العربيــة اإلســرائلية حتــى املرحلــة‬ ‫األخيــرة مــن املفاوضــات حلــل الصــراع العربــي اإلســرائيلي‪ ،‬خاصــة‬ ‫ألن قضيــة القــدس ليســت قضيــة فلســطينية فقــط فبعدهــا الدينــي‬ ‫عــن املســلمن واليهــود جعلهــا قضيــة إســالمية مســيحية للدفــاع ضــد‬ ‫تهويــد املدينــة‪.‬‬

‫القدس يف حرب ‪1948‬‬

‫تعتب ــر اتفاقي ــة س ــايكس بيك ــو ماي ــو ‪1916‬م‪ ،‬اخلط ــوة الثاني ــة‬ ‫بع ــد املؤمت ــر الصهيون ــي األول يف س ــبيل الس ــيطرة عل ــى فلس ــطن‬ ‫وعاصمته ــا القـــدس‪ ،‬فق ــد ج ــاء يف املـــادة الرابع ــة م ــن االتفاقي ــة‬ ‫من ــح بريطاني ــا مينائ ــي حيف ــا وع ــكا عل ــى أن يك ــون لفرنس ــا حري ــة‬ ‫اس ــتخدام مين ــاء حيف ــا وأن تخض ــع اجل ــزء الباق ــي م ــن فلس ــطن‬ ‫لغـــدارة دوليـــة‪ ،‬وأصـــدرت يف الثانـــي مـــن نوفمبـــر ‪1917‬م‪ ،‬وعـــد‬ ‫بلف ــور إلقام ــة وط ــن قوم ــي لليه ــود يف فلس ــطن‪ ،‬وب ــررت س ــيطرتها‬

‫عل ــى فلس ــطن واحتل ــت الق ــوات البريطاني ــة الق ــدس يف ديس ــمبر‬ ‫‪1918‬م‪ ،‬وبذلـــك أصبحـــت فلســـطن حتـــت احلكـــم العســـكري‬ ‫البريطانـــي يلتقـــي مـــع األحـــالم الصيونيـــة يف إقامـــة الدولـــة‬ ‫اليهوديــة‪ ،‬وبــدأت سياســة تشــجيع الهجــرة اليهوديــة إلــى فلســطن‪،‬‬ ‫وق ــد ق ــدر ع ــدد اليه ــود يف الق ــدس ع ــام ‪1867‬م‪ ،‬م ــا ب ــن أربع ــة‬ ‫إل ــى خمس ــة آالف يه ــودي وأغل ــب س ــكان املدين ــة ه ــم م ــن املس ــلمن‬ ‫والنصـــارى‪ ،‬ومـــع الهجـــرة اليهوديـــة أخـــذ عـــدد ســـكان املدينـــة‬ ‫ي ــزداد حي ــث بل ــغ ع ــدد س ــكان املدين ــة ع ــام ‪1922‬م‪ 52000 ،‬وارتف ــع‬ ‫الع ــدد ‪ 165000‬ع ــام ‪1948‬م‪ ،‬وبالتال ــي زاد ع ــدد اليه ــود يف املدين ــة‬ ‫ممـــا أدى إلـــى الصـــدام بـــن املســـلمن واليهـــود يف عامـــي ‪1920‬‬ ‫و‪1929‬م ‪ ،‬فيم ــا عرف ــت بث ــورة الب ــراق الت ــي قت ــل فيه ــا ع ــدد م ــن‬ ‫املس ــلمن واليه ــود وتش ــكلت عل ــى أث ــر ذل ــك جلن ــة دولي ــة لتحدي ــد‬ ‫حقــوق املســلمن واليهــود يف حائــط البــراق‪ ،‬وكانــت اللجنــة برئاســة‬ ‫وزي ــر خارجي ــة الس ــويد األس ــبق " ألي ــل لوفغ ــرن"‪ ،‬وعضوي ــة نائ ــب‬ ‫رئيــس محكمــة العــدل الدوليــة األســبق السويســري "تشــارلز بــارد"‪،‬‬ ‫وبع ــد حتقي ــق قام ــت ب ــه اللجن ــة واس ــتماعها إل ــى وجهت ــي النظ ــر‬ ‫العربي ــة اإلس ــالمية واليهودي ــة‪ ،‬وضع ــت تقريـ ـ ًرا يف الع ــام ‪1930‬م‪،‬‬ ‫قدمتــه لعصبــة األمم أيــدت فيــه حــق املســلمن‪ ،‬الــذي ال شــبهة فيــه‬ ‫مبلكي ــة حائ ــط الب ــراق‪ ،‬ول ــم يتخ ــذ اليه ــود حائ ــط الب ــراق (ال ــذي‬ ‫يس ــمى عنده ــم بحائ ــط املبك ــي) يف أي وق ــت م ــن األوق ــات مكا ًن ــا‬

‫الرئيسالفلسطينيلـ(آراءحولالخليج)‪:‬‬ ‫اعـتـرافـنـــا بإســرائيل ليــس مجا ًنــا ‪..‬‬ ‫واالعتــداءات عىل مقدســاتنا لعب بالنار‬ ‫العــــــدد ‪123‬‬ ‫ســبــتـــمــبــر ‪2017‬‬

‫الســفير الفلســطيني‪ :‬لــن ننســى قــول‬ ‫الملــك ســلمان "نحــن رفــاق مصيــر ال‬ ‫رفــاق طريــق"‬ ‫العال ــم ل ــن يع ــود أح ــادي القطبي ــة‬ ‫وأمريـــكا تواجـــه انحســـار الفـــرص‬ ‫وتنامي التحديات‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫مح ــاوالت إس ــرائيل ه ــز اس ــتقرار المنطق ــة عب ــر المس ــجد األقص ــى‬ ‫▀ ‪ 450‬اقتحا ًمـــا تعـــرض لهـــا األقصـــى و‪ 100‬حفريـــة يف محيطـــه خـــال عـــام ‪2014‬‬ ‫▀ ‪ 460‬ش ــهيدة و‪ 65‬أس ــيرة فلس ــطينية بينه ــن ‪ 19‬قاصــ ًرا يقبع ــن ف ــي س ــجون االحت ــال‬ ‫▀ بع ــد هزيم ــة ‪ 67‬توج ــه النش ــطاء إىل أيدولوجي ــات ومخ ــارج ف ــكان "اإلس ــام السياس ــي"‬ ‫▀ أمريـــكا زرعـــت إســـرائيل واســـتخدمت الفيتـــو ‪ 40‬مـــرة لتأييدهـــا فـــي مجلـــس األمـــن‬ ‫▀ تركي ــا براجماتي ــة ميكافللي ــة وإي ــران ت ــدرك أن فلس ــطين بوابته ــا للزعام ــة اإلس ــامية‬ ‫▀ مؤام ــرات حفري ــات األقص ــى م ــرت بيس ــر رغ ــم الضجي ــج والعم ــل مس ــتمر لتدمي ــر بنيت ــه‬ ‫▀ ‪ 40‬دول ــة إفريقي ــة له ــا عاق ــات م ــع إس ــرائيل والع ــرب يتحدث ــون ع ــن حتمي ــات التاري ــخ‬ ‫▀ انتفاضـــة األقصـــى‪ :‬غابـــت الفصائـــل وحمـــاس وحضـــرت الجماهيـــر ومحمـــود عبـــاس‬ ‫▀ ‪ %23‬مـــن األرض للفلســـطينيين و‪%77‬إلســـرائيل و‪ 6165‬كـــم مســـاحة دولـــة فلســـطين‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫األمريكــي للعــراق يف عــام ‪2003‬م‪ ،‬الــى احلــرب األهليــة املذهبيــة‬ ‫عندمــا دعمــت الواليــات املتحــدة الطائفــة الشــيعية يف الوصــول‬ ‫للحكــم وهمشــت الطائفــة الســنية ممــا أدى إلــى بــروز اجلماعــات‬ ‫املتطرفــة مــن كا الطرفــن ولذلــك كان التدخــل اخلارجــي يف هــذه‬ ‫احلالــة مــن أســباب احلــرب الطائفيــة التــي أدت إلــى مذابــح للطائفــة‬ ‫الســنية علــى يــد احلشــد الشــعبي الشــيعي واجلماعــات املســلحة‬ ‫الشــيعية وبدعــم مــن الســلطة احلاكمــة الشــيعية ممــا أدام مــدة‬ ‫احلــرب األهليــة‪.‬‬

‫التدخل الخارجي بين إنهاء الحرب وإطالة أمدها‬

‫تتعــدد أشــكال التدخــل اخلارجــي يف احلــروب األهليــة‪ ،‬فقــد‬ ‫يكــون التدخــل علــى شــكل قــوات متعــددة اجلنســية ملنــع احلــرب‬ ‫أو تكــون فاصــ ً‬ ‫ا بــن أطــراف النــزاع يف الدولــة كمــا هــو حــال‬ ‫قــوات حفــظ الســام الدوليــة‪ ،‬وقــد تتدخــل مجموعــة مــن الــدول‬ ‫إلــى جانــب أحــد أطــراف النــزاع‪ ،‬كأن يكــون التدخــل علــى جانــب‬ ‫احلكومــة الشــرعية ضــد املعارضــة املســلحة للدولــة‪ ،‬وقــد تكــون دولــة‬ ‫تتدخــل إلــى جانــب املعارضــة أو احلكومــة‪ .‬وقــد حدثــت تدخــات‬ ‫متعــددة يف احلــروب األهليــة يف معظــم دول آســيا وإفريقيــا وأمريــكا‬ ‫الاتينيــة التــي شــهدت احلــرب األهليــة‪.‬‬ ‫وتشــير الدراســات األكادمييــة التــي تناولــت التدخــل اخلارجــي‪،‬‬ ‫أن التدخــل العســكري إذا اســتمر فتــرة طويلــة ال ميكــن أن يحقــق‬ ‫نصــ ًرا ســواء كان التدخــل إلــى جانــب احلكومــة الشــرعية أو إلــى‬ ‫جانــب أطــراف املعارضــة املســلحة‪ ،‬ولكــن االنتصــار الســريع مــن‬ ‫التدخــل العســكري ميكــن أن ينهــي احلــرب األهليــة ألنــه ميكــن أن‬ ‫يقلــب امليــزان لصالــح احلكومــة الشــرعية‪ ،‬ولكــن طــول التدخــل قــد‬ ‫يدفــع أطــراف دوليــة منافســة للدولــة املتدخلــة ممــا يخلــق تواز ًنــا‬ ‫عســكر ًيا يدفــع إلــى جمــود املوقــف ممــا يدفــع إلــى ضــرورة احلــل‬ ‫السياســي مــن خــال املفاوضــات‪ .‬وأحيا ًنــا طــول التدخــل العســكري‬ ‫قــد يدفــع الــرأي العــام داخــل الدولــة التــي تشــهد احلــرب األهليــة‬ ‫إلــى التعاطــف مــع املعارضــة ويحــرك الشــعور الوطنــي‪ ،‬كمــا أن‬ ‫طــول التدخــل قــد يثيــر الــرأي العــام يف الدولــة املتدخلــة‪ .‬فالــرأي‬ ‫العــام حتــول ضــد التدخــل األمريكــي يف فيتنــام وكانــت املظاهــرات‬ ‫الطابيــة يف الواليــات املتحــدة ضــد احلــرب‪ ،‬ومــن جانــب آخــر أثــار‬ ‫التدخــل العســكري األمريكــي الشــعور القومــي الفيتنامــي للتعاطــف‬ ‫مــع الفيتكونــغ‪.‬‬

‫التدخل العربي وعاصفة الحزم والحل السياسي يف اليمن‬

‫إن التدخـــل العربـــي يف اليمـــن‪ ،‬عاصفـــة احلـــزم‪ ،‬كانـــت إلـــى‬ ‫جان ــب احلكوم ــة الش ــرعية بع ــد س ــيطرة جماع ــة احلوث ــي والرئي ــس‬ ‫الس ــابق عل ــي صال ــح عل ــى العاصم ــة صنع ــاء‪ ،‬ول ــم يك ــون التدخ ــل‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪122‬‬ ‫أغسطس ‪2017‬‬

‫‪127‬‬

‫ملف العدد‬

‫العرب ــي بر ًي ــا بق ــدر م ــا ه ــو تدخ ـ ً‬ ‫ـا جو ًي ــا‪ ،‬وترك ــت احل ــرب البري ــة‬ ‫لألطـــراف اليمنيـــة‪ ،‬فالظاهـــر أن اجليـــش اليمنـــي‪ ،‬هنـــاك املؤيـــد‬ ‫للشـــرعية وهنـــاك قســـم مـــن اجليـــش يديـــن بالـــوالء للرئيـــس‬ ‫الســـابق‪ .‬وعـــادة التدخـــل اجلـــوي ال يحســـم معركـــة التدخـــل‬ ‫العس ــكري‪ ،‬والنقط ــة األخ ــرى أن ال ــدول الت ــي تدخل ــت بعضه ــا كان‬ ‫رمز ًيـــا أكثـــر ممـــا هـــو فعل ًيـــا‪ ،‬ولكـــن التدخـــل احلقيقـــي للمملكـــة‬ ‫العربي ــة الس ــعودية ولإم ــارات العربي ــة املتح ــدة‪ ،‬كم ــا أن أه ــداف‬ ‫ال ــدول الفعال ــة املش ــاركة ليس ــت متطابق ــة م ًع ــا‪ .‬أم ــا عل ــى املس ــتوى‬ ‫الداخلــي اليمنــي فالرئيــس الشــرعي عبــد ربــه هــادي عندمــا تولــى‬ ‫الرئاســة بعــد علــي صالــح وف ًقــا للمبــادرة اخلليجيــة كان يعانــي مــن‬ ‫إقنــاع الشــعب اليمنــي وإثبــات متتعــه بالشــخصية الكاريزميــة حتــى‬ ‫يتمك ــن م ــن حتقي ــق إجم ــاع الش ــعب اليمن ــي حول ــه‪.‬‬ ‫وإذا انتقلنــا لألطــراف اإلقليميــة والدوليــة‪ ،‬فيظهــر أن الواليــات‬ ‫املتحــدة ليســت معنيــة باحلوثيــن والرئيــس الســابق بقــدر اهتمامهــا‬ ‫باحلــرب علــى القاعــدة وتنظيــم الدولــة (داعــش)‪ ،‬وحتــى تأييدهــا‬ ‫للتحالــف الدولــي بحــدود معينــة‪ ،‬أمــا روســيا املنافســة للواليــات‬ ‫املتحــدة‪ ،‬فليســت معنيــة باليمــن بقــدر مصاحلهــا التجاريــة‬ ‫والسياســية مــع دول اخلليــج العربــي ولذلــك أقــرب إلــى احليــاد‬ ‫يف هــذه احلــرب األهليــة‪ ،‬وإن كانــت األســلحة الروســية تتســرب‬ ‫للحوثيــن عــن طريــق إيــران‪.‬‬ ‫إن املنافــس احلقيقــي يف احلــرب األهليــة يف اليمــن هــي إيــران‪،‬‬ ‫ولكنهــا بعيــدة جغراف ًيــا وال تشــكل اليمــن أولويــة يف االســتراتيجية‬ ‫اإليرانيــة كمــا هــو حــال العــراق‪ .‬ولكــن وجــدت فرصــة ســانحة لهــا‬ ‫لتعزيــز نفوذهــا يف اليمــن مــن خــال احلوثيــن‪ ،‬وكمــا يقــول بــروس‬ ‫راســيل مــن معهــد بروكننــز‪ ،‬إن العاقــة بــن احلوثيــن وإيــران تعــززت‬ ‫منــذ حــروب احلوثيــن مــع الرئيــس علــي صالــح عندمــا كان يحكــم‬ ‫اليمــن‪ ،‬واســتغلوا حاجــة احلوثيــن لألســلحة ومــن ثــم تطــورات‬ ‫العاقــة بــن احلوثيــن وإيــران‪ ،‬عل ًمــا بــأن الصــراع يف اليمــن هــو‬ ‫صراعــا‬ ‫صراعــا مذهب ًيــا‪ ،‬فاليمــن لــم تشــهد‬ ‫صــراع سياســي وليــس‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مذهب ًيــا يف تاريخهــا احلديــث ألن املذهــب الزيــدي أقــرب ألهــل‬ ‫الســنة واجلماعــة مــن اإلماميــة اإلثنــى عشــرية يف إيــران‪.‬‬ ‫إن طــول الفتــرة التــي شــهدتها عاصفــة احلــزم وقــد جتــاوزت‬ ‫العامــن والنصــف‪ ،‬ويف ظــل اختــاف األهــداف بــن الفرقــاء داخــل‬ ‫اليمــن ويف أهــداف الــدول اإلقليميــة وتراخــي الــدول الكبــرى يجعــل‬ ‫احلــل السياســي هــو األمثــل إلنهــاء حــرب اليمــن وعــودة الشــرعية‬ ‫واحلاجــة إلــى صفقــة سياســية تشــترك جميــع األطــراف السياســية‬ ‫اليمنيــة فيهــا حتــت مظلــة وســاطة األمم املتحــدة ومبشــاركة الــدول‬ ‫اخلليجيــة والعربيــة‪.‬‬ ‫* أستاذ العلوم السياسية – جامعة امللك عبد العزيز‬

‫‪126‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪122‬‬ ‫أغسطس ‪2017‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫نشــبت (‪ )128‬حر ًبــا أهليــة منــذ عــام ‪ 1945‬منهــا ‪ %25‬تــم حلهــا‬ ‫خــال عاميــن و‪ %25‬اســتمرت ‪ 12‬عا ًمــا و‪ 13‬حر ًبــا اســتمرت عشــرين عا ًمــا‬ ‫العــام فيهــا أو إللهــاء الــرأي العــام فيهــا عــن مشــاكل داخليــة تتعلــق‬ ‫بالســلطة احلاكمــة أو لتحقيــق مصالــح اســتراتيجية واقتصاديــة أو‬ ‫الســتنزاف مــوارد دول أخــرى منافســة لهــا تريــد جرهــا للتدخــل يف‬ ‫احلــرب األهليــة‪.‬‬

‫الواليات المتحدة واستنزاف االتحاد السوفيتي يف أفغانستان‬

‫تعتبــر احلــرب األهليــة األفغانيــة مثــاال للتنافــس بــن الــدول‬ ‫الكبــرى لتصفيــة حســاباتها واســتنزاف الطــرف املنافــس لهــا‪ ،‬فأثــر‬ ‫االنقــاب العســكري الــذي قــاده نــور محمــد ترقــي عــام ‪1978‬م‪،‬‬ ‫ضــد اجلنــرال محمــد داود وإعدامــه‪ ،‬فقــد أصبحــت أفغانســتان‬ ‫قريبــة مــن االحتــاد الســوفيتي حيــث أن حــزب الشــعب الدميقراطــي‬ ‫األفغانــي تبنــى االشــتراكية يف البــاد‪ ،‬ويف ســبتمبر ‪1979‬م‪ ،‬وصــل‬ ‫نائــب رئيــس الــوزراء حفيــظ اهلل أمــن إلــى رئاســة احلكومــة بعــد‬ ‫مقتــل نــور الديــن ترقــي‪ ،‬ثــم مقتــل حفيــظ اهلل أمــن والتدخــل‬ ‫الســوفيتي يف أفغانســتان يف ديســمبر ‪1979‬م‪ ،‬وتنصيــب باربــرك‬ ‫رئيســا يف أفغانســتان الــذي اســتمر يف احلكــم حتــى عــام‬ ‫كرامــال‬ ‫ً‬ ‫‪1986‬م‪ ،‬وتولــي محمــد جنيــب اهلل احلكــم‪.‬‬ ‫وتشــير املصــادر األمريكيــة أن مستشــار األمــن القومــي األمريكي‬ ‫الســابق زبجنيــو بريجنســكي يف عهــد كارتــر كان وراء جــر االحتــاد‬ ‫الســوفيتي للتــورط يف أفغانســتان‪ ،‬فقبــل التدخــل الســوفيتي‬ ‫بشــهور كانــت االســتخبارات األمريكيــة تدعــم املعارضــة األفغانيــة‬ ‫(املجاهــدون األفغــان) حلكــم حــزب الشــعب الدميقراطــي يف‬ ‫أفغانســتان علــى اعتبــار أنهــا حكومــة شــيوعية‪ ،‬وممــا يثيــر االنتبــاه‬ ‫للباحــث مقتــل حفيــظ اهلل أمــن الــذي طلــب الدعــم الســوفيتي ممــا‬ ‫يبــن مــدى حقــد الســوفيت عليــه‪ ،‬ويوحــي بعــدم ثقــة الســوفيت يف‬ ‫حفيــظ اهلل أمــن ألنهــم تدخلــوا عســكر ًيا يف أفغانســتان بذريعــة‬ ‫حمايــة احلكومــة األفغانيــة ضــد املجاهديــن ونصبــوا باربــرك‬ ‫كارامــال‪ ،‬ويقــال أن حفيــظ اهلل قــد مت جتنيــده من قبل االســتخبارات‬ ‫األمريكيــة ‪ CIA‬عندمــا كان ملح ًقــا يف الســفارة األفغانيــة يف‬ ‫واشــنطن‪ ،‬ولذلــك ميكــن اعتبــار طلبــه دعــم الســوفيت خطــة معــدة‬ ‫جلــر الســوفيت وتوريطهــم يف احلــرب األهليــة يف أفغانســتان بــن‬ ‫الســلطة احلاكمــة الشــيوعية علــى اعتبارهــا الســلطة الشــرعية وبــن‬ ‫املعارضــة األفغانيــة املعارضــة للحكومــة الشــيوعية؟ الســوفيت تدعــم‬ ‫احلكومــة والواليــات املتحــدة تدعــم املعارضــة‪.‬‬ ‫وجنــد أن التدخــل األمريكــي مبســاعدة املجاهديــن األفغــان‬ ‫لــم يكــن يهــدف إلنهــاء احلــرب األهليــة بــل إطالــة احلــرب فيهــا‬

‫الســتنزاف االحتــاد الســوفيتي اقتصاد ًيــا وعســكر ًيا واســتمرت‬ ‫احلــرب األهليــة حتــى عــام ‪1988‬م‪ ،‬وكان هــدف الواليــات املتحــدة‬ ‫جيوبولتيــكا لدحــر الشــيوعية مــن أفغانســتان وحتــى مــن أوروبــا‬ ‫الشــرقية حســب مبــدأ الرئيــس األمريكــي ريغــان‪ .‬كمــا أن التدخــل‬ ‫األمريكــي لــم يكــن فيــه اجلانــب األخاقــي إلنهــاء معانــاة الشــعب‬ ‫األفغانــي بــل إطالــة أمــد احلــرب األهليــة وبالتالــي جنــد أن االحتــاد‬ ‫الســوفيتي انهــار بعــد ثاثــة أعــوام مــن نهايــة التدخــل الســوفيتي يف‬ ‫أفغانســتان عــام ‪1988‬م‪.‬‬ ‫وهــذا يعيدنــا إلــى حــرب فيتنــام عندمــا تدخلــت الواليــات‬ ‫املتحــدة يف احلــرب األهليــة الفيتناميــة ومت اســتنزاف واشــنطن‬ ‫حتــى وصــل عــدد اجلنــود األمريكيــن إلــى نصــف مليــون جنــدي‬ ‫أمريكــي‪ ،‬وكانــت الصــن واالحتــاد الســوفيتي يدعــم بطريــق غيــر‬ ‫مباشــر ثــوار الفيتكونــغ الفيتناميــن وبالنهايــة لــم حتقــق الواليــات‬ ‫املتحــدة أهدافهــا وانتهــت يف عهــد الرئيــس نيكســون ووزيــر خارجيتــه‬ ‫هنــري كيســنجر علــى اعتبــار أن التدخــل يف أفغانســان كان مســتنق ًعا‬ ‫خطيــ ًرا للواليــات املتحــدة أثــار الــرأي العــام األمريكــي‪.‬‬

‫الحرب األهلية العرقية والعقائدية من أخطر الحروب‬

‫إن الدراســات األكادمييــة تؤكــد أن احلــروب األهليــة العرقيــة مــن‬ ‫أخطــر احلــروب األهليــة كمــا هــو حــال احلــرب األهليــة بــن الهوتــو‬ ‫والتوتســي التــي حدثــت يف روانــدا‪ ،‬التــي أدت إلــى إبــادة جماعيــة يف‬ ‫روانــدا‪ ،‬التــي قتــل فيهــا حوالــي ‪ 800‬الــف عــام ‪1994‬م‪ ،‬اســتهدفت‬ ‫قبائــل الهوتــو أقليــة التوتســي‪ ،‬كانــت يوغنــدا تدعــم التوتســي وفرنســا‬ ‫تدعــم الهوتــو‪ ،‬هــذا التدخــل اخلارجــي كان ألهــداف اســتراتيجية‬ ‫واقتصاديــة‪ ،‬وهــي مثــال ألعنــف احلــروب العرقيــة يف نهايــة القــرن‬ ‫العشــرين‪ ،‬وتغــذي التدخــات األهليــة احلــروب األهليــة يف القــارة‬ ‫اإلفريقيــة والتــي تعتبــر قــارة النزاعــات العرقيــة بســبب هندســة‬ ‫الــدول االســتعمارية حلــدود الــدول اإلفريقيــة‪.‬‬ ‫وتأتــي احلــروب األهليــة األيديولوجيــة يف املرتبــة الثانيــة بحدتهــا‬ ‫وصعوبــة إنهائهــا ألنهــا تأخــذ وقتًــا طويــا حتــى تصــل األطــراف‬ ‫املتنازعــة إلــى مرحلــة التفــاوض والوصــول إلــى احلــل السياســي‪،‬‬ ‫احلــرب األهليــة األفغانيــة مثــال‪ ،‬كمــا هــو حــال احلــرب األهليــة‬ ‫الفيتناميــة‪ ،‬واحلــرب األهليــة يف يوغســافيا ســاب ًقا حيــث ارتبــط‬ ‫الصــراع الدينــي والعرقــي بــن املســلمن والصــرب يف البوســنة‬ ‫والهرســك‪ ،‬واحلــرب اللبنانيــة أخــذت مداهــا منــذ ‪1975‬م‪ ،‬وحتــى‬ ‫اتفافيــة الطائــف ‪1989‬م‪ ،‬وهــي حــرب طائفيــة‪ ،‬وقــد أدى االحتــال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪122‬‬ ‫أغسطس ‪2017‬‬

‫‪125‬‬

‫ملف العدد‬

‫الـــحـــــــروب األهــــلــــيـــــة وأخــطــارهــــــا ومـــــــدى اســــتـــمـــرارهـــــــا‬

‫الحل السياسي هو األمثل إلنهاء حرب اليمن‬ ‫ضمـن صفقـة بمشـاركة جميـع األطـراف‬

‫أثارت ظاهرة انتشـار احلروب األهلية اهتمام علماء السياسـة‪ ،‬خاصة أن هناك حوالي ‪%25‬‬ ‫مـن دول العالـم تشـهد حرو ًبـا أهليـة‪ ،‬والتـي ازدادت بعـد انهيـار االحتـاد السـوفيتي‪ ،‬فنجـد أنه‬ ‫يف عـام ‪1994‬م‪ ،‬كانـت هنـاك (‪ )44‬حربـا أهليـة وأغلبهـا إن لـم يكـن جميعهـا يف الـدول النامية‬ ‫والتي أصبحت مشكلة سياسية دولية تهدد األمن الدولي واإلقليمي ‪ ،‬وتزداد احلروب األهلية‬ ‫مبعدل ‪ %2.3‬يف الوقت الذي تنتهي فيه بعض احلروب األهلية سنويا مبعدل ‪ ،%1.85‬وهذا‬ ‫مؤشـر علـى أن احلـروب األهليـة مسـتمرة يف النظـام الدولـي‪ .‬وتختلـف احلـروب األهلية التي‬ ‫شهدتها بعض الدول يف مدة استمرارها‪ ،‬فقد نشبت (‪ )128‬حر ًبا أهلية منذ عام ‪1945‬م‪%25 ،‬‬ ‫من هذه احلروب مت حلها خال عامن أو أقل‪ ،‬و‪ %25‬من هذه احلروب األهلية استمرت ‪12‬‬ ‫عا ًما‪ ،‬وهناك حوالي (‪ )13‬حر ًبا أهلية اسـتمرت عشـرين عا ًما؟ وقد دفعت احلروب األهلية إلى تدخل أطرا ًفا خارجية يف هذه‬ ‫احلروب‪ ،‬والسؤال املطروح هل يدفع التدخل اخلارجي إلى إطالة أمد احلرب األهلية أم يسهم يف إنهائها يف مدة قصيرة؟ خاصة‬ ‫أن اإلقليم العربي شهد حرو ًبا أهلية بعضها يزداد تعقيدًا‪ ،‬مثل احلرب األهلية يف سوريا والعراق وليبيا واليمن والصومال‪ ،‬وكلها‬ ‫دول ضمن النظام اإلقليمي العربي إضافة إلى احلرب األهلية يف أفغانستان والى درجة ما يف باكستان وهما دولتان مسلمتان‪.‬‬

‫د‪ .‬احمد سليم البرصان‬

‫الدول الهشة والحرب األهلية‬

‫إن احلــروب األهليــة تنهــش الــدول الهشــة التــي تغيــب فيهــا دولــة‬ ‫املؤسســات وســيادة القانــون‪ ،‬وتكــون اخلافــات العرقيــة والطائفيــة‬ ‫والفســاد مــن عوامــل نشــوب احلــرب األهليــة‪ ،‬عندمــا تشــعر األقليــات‬ ‫باإلحبــاط يف حتقيــق مصاحلهــا‪ ،‬كمــا أن األنظمــة الدكتاتوريــة‬ ‫وانتهــاك حقــوق األفــراد واجلماعــات يدفــع إلــى التمــرد واللجــوء‬ ‫للعمــل املســلح بــن احلكومــة املركزيــة واجلماعــات التــي فقــدت ثقتهــا‬ ‫يف احلكومــة املركزيــة‪ ،‬وقــد يكــون اخلــاف العقــدي (األيديولوجــي)‬ ‫أحــد أســباب احلــرب األهليــة يف الــدول الناميــة الهشــة‪ .‬وقــد تدفــع‬ ‫احلــرب األهليــة إلــى تدخــل طــرف ثالــث يف احلــرب وقــد تكــون دولــة‬ ‫مجــاورة أو بعيــدة مــن أجــل إنهــاء احلــرب األهليــة ولكــن التدخــل‬ ‫اخلارجــي يف احلــرب األهليــة قــد يعقــد نهايــة احلــرب ألنــه قــد يدفــع‬ ‫أطرا ًفــا أخــرى ألن تقــف مــع الطــرف اآلخــر يف احلــرب األهليــة‪،‬‬ ‫ألن تدخــل الدولــة يف احلــرب األهليــة يف دولــة أخــرى يكــون يف‬ ‫الغالــب بجانــب طــرف علــى حســاب آخــر‪ ،‬قــد يكــون إلــى جانــب‬

‫الســلطة احلاكمــة التــي تواجــه متــر ًدا أو تكــون للتدخــل إلــى جانــب‬ ‫املعارضــة‪ ،‬ولســنا بصــدد أســباب احلــرب األهليــة ولكــن نحــن نحــاول‬ ‫فهــم هــل يــؤدي تدخــل طــرف ثالــث إلــى إنهــاء احلــرب األهليــة أم‬ ‫إطالــة أمدهــا‪.‬‬

‫التدخل الخارجي كأداة من أدوات السياسة الخارجية‬

‫إن تدخــل الــدول يف احلــروب األهليــة يرتبــط مبصالــح الدولــة‬ ‫املتدخلــة‪ ،‬وحيــث أن البعــد األخاقــي يــكاد يكــون ال مجــال لــه‬ ‫يف العاقــات بــن الــدول علــى اعتبــار أن املصلحــة القوميــة هــي‬ ‫األســاس حســب نظريــة الواقعيــة يف العاقــات الدوليــة‪ ،‬وكمــا يــردد‬ ‫وزيــر اخلارجيــة األمريكيــة األســبق هنــري كيســنجر بأنــه ال أخــاق‬ ‫يف السياســة‪ ،‬أي امليكافليــة السياســية‪ ،‬لــذا فالــدول تتدخــل يف‬ ‫احلــروب األهليــة يف الــدول األخــرى لألســباب التاليــة أو علــى األقــل‬ ‫لســبب مــن هــذه األســباب‪ :‬أيجــاد نفــوذ لهــا يف الدولــة األخــرى‪،‬‬ ‫أو ألســباب تتعلــق بالدولــة املتدخلــة قــد يكــون متماش ـ ًيا مــع الــرأي‬

‫نائبالرئيساليمنيلـ(آراءحولالخليج)‪:‬‬ ‫طمــس الهويــة العروبيــة لليمن أخطر‬ ‫محــاوالت االنقــاب‪ ..‬وعاصفــة الحــزم‬ ‫أحبطت مخطط إيران‬ ‫العــــــدد ‪122‬‬ ‫أغــســطــس ‪2017‬‬

‫المخايف‪:‬المتاجرة بمعاناة الشعب جريمة‬ ‫واالنفتــاح عــى األفــكار خطــوة شــجاعة‬ ‫العليمـي‪ :‬الحل يف دولـة اتحادية تقود‬ ‫لعضويـة مجلس التعاون‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫االنـقـاب الـحـوثـي فـي الـيـمـن ‪ ...‬مـسـتـقــبـل الـشـعـب والـدولـة‬ ‫▀ قيـــادة صال ــح اعتم ــدت ع ــى ال ــوالءات خ ــارج الدول ــة والرق ــص ع ــى رؤوس المثلثـــات‬ ‫▀ ميليش ــيا الحوث ــي اس ــتمدت إع ــام ح ــزب الل ــه والش ــرعية أغفل ــت اإلذاع ــة أق ــوى أس ــلحتها‬ ‫▀ الحوثي ــة ال تمتل ــك أدوات الحك ــم وصع ــب احتواؤه ــا وال تتعاي ــش م ــع خصومه ــا مطل ًق ــا‬ ‫▀ ‪ %85‬مـــن األراضـــي مـــع الشـــرعية والحوثـــي يراهـــن علـــى الزمـــن وحـــرب العصابـــات‬ ‫▀ الحوثيـة ضـد التعدديـة وتعتبـر الحريـة ضـد الوحـدة ودعمـت صالـح فـي الحـروب السـتة‬ ‫▀ الموقـف األمريكـي داعـم للشـرعية وعاصفـة الحـزم والتحالـف العربـي والحـوار السـلمي‬ ‫▀ ألغ ــام الحوث ــي قتل ــت وأصاب ــت ‪ 1557‬يمن ًي ــا وفج ــرت ‪ 556‬منش ــأة وع ــدن األكث ــر تض ــر ًرا‬ ‫▀ ‪ %60‬م ــن األطف ــال يعان ــون م ــن س ــوء التغذي ــة واليم ــن يف المرك ــز ‪ 168‬بي ــن ‪ 188‬دول ــة‬ ‫▀ الحوثيــون يتفقــون مــع اإلخــوان فــي دعــم قطــر وحالــة الركــود تتطلــب عاصفــة جديــدة‬

‫‪80‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪120‬‬ ‫يـونـيـو ‪2017‬‬

‫مقال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫جـاء بخلفيـة الصفقـات التجاريـة وأحـاط نفسـه بمستشـارين قليـيل‬ ‫الخبرة وأقرب إىل الثقة ال الكفاءة السياسـية ومن طبقة رجال المقاوالت‬ ‫يســتفيد منهــا املواطــن األمريكــي‪ ،‬فهــو يف الزيــارة اخلارجيــة وعينــه‬ ‫علــى الداخــل وكمــا قالــت فريــدا غيتــس ‪ FridaGhitis‬يف مقالــة‬ ‫لهــا يف الســادس مــن مايــو املاضــي "إن محطــات اجلولــة يف إســرائيل‬ ‫واململكــة العربيــة الســعودية ســتغذي شــهية ترامــب للشــعور بالقبــول‬ ‫واالستحســان‪ ،‬لكنهــا ستســعد مؤيديــه يف أمريــكا وســتقويه يف ســعيه‬ ‫لتحقيــق انتصــار تاريخــي عبــر التوســط للتوصــل إلــى اتفــاق ســالم‬ ‫بــن اإلســرائيلين والفلســطينين"؟‬ ‫إن االنتصــار التاريخــي لــن يتحقــق بالتأكيــد ألن إســرائيل ال‬ ‫تريــده‪ ،‬ولكــن عقــدة ترامــب مــا زالــت واشــنطن ومــن يســيطر علــى‬ ‫واشــنطن‪ ،‬والقلــق مــن مصيــر الرئيــس األمريكــي نيكســون يف ظــل‬ ‫التحقيقــات اجلاريــة يف التدخــل الروســي يف االنتخابــات وتراجــع‬ ‫شــعبية ترامــب بشــكل ملفــت يثيــره؟ بــل إن رســالة مــن طبيبــن‬ ‫نفســين همــا‪ ،‬البروفســور جــودث هيرمــان مــن جامعــة هارفــارد‬ ‫وروبــرت لفــن مــن جامعــة كوملبيــا كتبــا يف رســالة إلــى صحيفــة‬

‫نيويــورك تاميــز يف الثامــن مــن مــارس ‪ 2017‬م‪ ،‬نبهــا علــى خطــورة‬ ‫ترامــب علــى األمــن القومــي األمريكــي والســالمة العامــة‪ ،‬وعلــى‬ ‫إثــر ذلــك كان عنــوان صحيفــة االنديبنــدت البريطانيــة يف ‪ 9‬مــارس‬ ‫‪2017‬م‪ ،‬أســتاذة الطــب النفســي "ترامــب رئيــس أمريكــي خطيــر‬ ‫يجــب أن يعــزل مــن أجــل الســالمة العامــة" ويف ظــل هــذه األزمــات‬ ‫يــرى ترامــب األمــل يف السياســة اخلارجيــة لعلهــا جتلــب لــه التأييــد‬ ‫بــل الفــرج مــن أزمــة التدخــل الروســي يف االنتخابــات الرئاســية‬ ‫الــذي يهــدد شــرعيته السياســية؟‬ ‫‪{Psychiatry professors say 'dangerous' US President‬‬ ‫?)‪must be removed from post for public safety‬‬

‫* أستاذ العلوم السياسية – جامعة امللك عبدالعزيز‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫الكردســتاني ممــا أثــار قلــق احلكومــة التركيــة‪ ،‬وقــد انتقــد املفكــر‬ ‫األمريكــي فرنســيس فوكويامــا سياســة ترامــب يف التهويــل بخطــر‬ ‫التطــرف اإلســالمي‪ ،‬ووصــف سياســة ترامــب يف مكافحــة اإلرهــاب‬ ‫بقولــه "إنهــا خطــوة يف االجتــاه اخلاطــئ‪ ،‬إذ أن التهديــد الرئيســي‬ ‫الــذي يشــكله اإلرهــاب هــو املبالغــة يف رد الفعــل‪ ،‬إمــا عــن طريــق‬ ‫القيــام بأشــياء غبيــة مثــل غــزو العــراق‪ ،‬أو عــن طريــق قمــع حريــات‬ ‫املواطنــن داخــل الواليــات املتحــدة‪ ،‬وأعتقــد أن ترامــب يتحــرك‬ ‫بالضبــط يف االجتــاه اخلاطــئ‪ ،‬وأنــه ســيزيد الطــن بلــة‪ ،‬ألنــه هــذا‬ ‫مــا يريــد اإلرهابيــون‪ ،‬يريــدون أن يبالــغ ضحاياهــم بــرد فعــل والقيــام‬ ‫باألشــياء التــي تصعــد مــن توتــر الوضــع‪ ،‬وأعتقــد أن هــذا هــو‬ ‫بالضبــط مــا يــروج لــه ترامــب اآلن"‪.‬‬

‫تهديــد كوريــا الشــمالية ثــم ال يمانــع مــن لقــاء‬ ‫الزعيــم الكــوري‬

‫شـــن الرئيـــس ترامـــب أثنـــاء االنتخابـــات الرئاســـية حملـــة‬ ‫شــعواء علــى الرئيــس األمريكــي أوبامــا بســبب اتفاقيــة (‪ )1+5‬مــع‬ ‫إي ــران ح ــول املفاع ــل الن ــووي اإليران ــي‪ ،‬وه ــدد بإلغ ــاء االتفاقي ــة‪،‬‬ ‫ولكــن ترامــب تراجــع فيمــا بعــد واعتبــر أن إلغــاء االتفــاق ســيؤدي‬ ‫إل ــى إث ــارة مش ــكالت دولي ــة معق ــدة‪ ،‬ب ــل ذه ــب وزي ــر اخلارجي ــة‬ ‫األمريكيــة تلرســون أن إيــران مــا زالــت ملتزمــة باالتفــاق وتطبيقــه‪،‬‬ ‫كل م ــا عملت ــه إدارت ــه أنه ــا بعث ــت للكوجن ــرس أنه ــا تراج ــع س ــلوك‬

‫ملف العدد‬

‫إيـــران حـــول االتفاقيـــة خـــالل ثالثـــة أشـــهر‪ .‬واجلديـــر بالذكـــر‬ ‫أن الصفقـــات الســـرية األمريكيـــة مـــع إيـــران متـــت يف عهـــد‬ ‫اجلمهوري ــن‪ ،‬فإي ــران جي ــت مت ــت ع ــام ‪1985‬م‪ ،‬يف عه ــد الرئي ــس‬ ‫األمريك ــي ريغ ــان ببي ــع الس ــالح إلي ــران‪ ،‬وغ ــزو الوالي ــات املتح ــدة‬ ‫إلـــى أفغانســـتان والعـــراق واحتاللهمـــا مت بالتعـــاون بـــن إيـــران‬ ‫وإدارة الرئيـــس األمريكـــي بـــوش االبـــن‪ ،‬وتســـليم العـــراق إلـــى‬ ‫حكومـــة شـــيعية مواليـــة إليـــران كان يف عهـــد احلاكـــم األمريكـــي‬ ‫للعـــراق تـــوم برميـــر والتنســـيق األمنـــي اإليرانـــي األمريكـــي يف‬ ‫الع ــراق مت ً‬ ‫أيض ــا يف عه ــد ب ــوش االب ــن‪ ،‬ورغ ــم تغري ــدات ترام ــب‬ ‫فهـــو لـــن يخـــرج عـــن هـــذا املسلســـل مـــن صفقـــات اجلمهوريـــن‬ ‫م ــع إي ــران؟‬

‫تـرامــــب يـواجــــه‬ ‫المحاكم ــة إذا تورط ــه‬ ‫مــــع روســيــــا بــعـــــد‬ ‫عـــزل مـديــــر مكـتــــب‬ ‫التحقيق ــات الفي ــدرايل‬

‫شــن ترامــب حملــة قويــة ضــد كوريــا الشــمالية‬ ‫بع ــد قيامه ــا بتج ــارب صاروخي ــة جدي ــدة‪ ،‬وأم ــر‬ ‫بتوجـــه حاملـــة الطائـــرات األمريكيـــة "كارل‬ ‫فينســون" إلــى بحــر اليابــان‪ ،‬ولكــن كوريــا رفضــت‬ ‫التهديـــد األمريكـــي وواجهـــت التهديـــد بتهديـــد‬ ‫مقابـــل‪ ،‬ولكـــن ترامـــب تراجـــع فيمـــا بعـــد عـــن‬ ‫غطرس ــة الق ــوة‪ ،‬ويؤك ــد يف مقابل ــة صحافي ــة م ــع محط ــة تلفزي ــون‬ ‫"بلومبي ــرغ" أن ــه مس ــتعد للق ــاء زعي ــم كوري ــا الش ــمالية كي ــم جون ــغ‬ ‫اون يف "الظــرف املناســب"‪ ،‬وقــال "ســأفعل ذلــك بــكل تأكيــد‪ ..‬هــذا‬ ‫ش ــرف كبي ــر ل ــي" وأعلن ــت كوري ــا الش ــمالية أنه ــا س ــتجري جتربته ــا‬ ‫النووي ــة السادس ــة‪.‬‬ ‫أن يعلــن الرئيــس األمريكــي بأنــه يتشــرف بلقــاء كيــم جونــع‬ ‫اون‪ ،‬فهــذا التراجــع ليــس جديــدًا‪ ،‬فمعظــم الوعــود والتهديــدات‬ ‫التــي أطلقهــا يف املئــة يــوم األولــى مــن عمــر فترتــه الرئاســية األولــى‬ ‫تراجــع عنهــا‪ ،‬ابتــداء مــن بنــاء الســور علــى احلــدود مــع املكســيك‪،‬‬ ‫ومــرو ًرا باســتبدال التأمــن الصحــي "أوبامــا كيــر" وانتهــاء بالتخلــي‬ ‫عــن حلــف "الناتــو"‪.‬‬

‫إيران واتفاقية المفاعل النووي‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪120‬‬ ‫يـونـيـو ‪2017‬‬

‫‪79‬‬

‫زيــارة الشــرق األوســط وأمــل زيــادة الشــعبية يف‬ ‫الواليــات المتحــدة‬

‫تعتبـــر زيـــارة الرئيـــس ترامـــب اخلارجيـــة‬ ‫للمنطقـــة‪ ،‬األولـــى مـــن نوعهـــا يف تاريـــخ روســـاء‬ ‫الواليـــات املتحـــدة‪ ،‬كأن تكـــون بدايـــة الرئيـــس يف‬ ‫زياراتـــه هـــو الشـــرق األوســـط‪ ،‬ومستشـــار األمـــن‬ ‫القومـــي األمريكـــي هربـــرت ماكماســـتر قـــال‪ :‬إن‬ ‫الزيــارة تهــدف إلــى إعــادة التأكيــد علــى دور الواليــات‬ ‫املتحـــدة القيـــادي ومواصلـــة بنـــاء عالقـــات قويـــة مـــع زعمـــاء‬ ‫رئيســـين يف العالـــم وتوصيـــل رســـالة وحـــدة الصدقـــاء الواليـــات‬ ‫املتحـــدة واتبـــاع الديانـــات الكبـــرى يف العالـــم‪ ،‬فالزيـــارة حســـب‬ ‫تصريح ــات ماكماس ــتر له ــا طاب ــع دين ــي‪ ،‬مه ــد اإلس ــالم يف اململك ــة‬ ‫العربيــة الســعودية وزيــارة بيــت حلــم واإلقامــة يف فنــدق امللــك داود‬ ‫حي ــث االحت ــالل اإلس ــرائيلي وزي ــارة الفاتي ــكان ولق ــاء الباب ــا رم ــز‬ ‫زعامـــة العالـــم الكاثوليكـــي‪ ،‬ولكـــن ماكماســـتر قـــال بـــأن ترامـــب‬ ‫ســـيطالب خـــالل زيارتـــه بتطويـــر "رويـــة ســـلمية لإســـالم"؟‪.‬‬ ‫إن التناقـــض يف تفكيـــر ترامـــب أنـــه يعبـــئ التيـــار اليمينـــي‬ ‫املتط ــرف‪ ،‬فف ــي خطاب ــه يف حف ــل التخ ــرج "بجامع ــة احلري ــة" ‪13‬‬ ‫مايـــو ‪2017‬م‪ ،‬وهـــي جامعـــة دينيـــة مســـيحية بواليـــة فرجينيـــا‬ ‫حاضن ــة لليم ــن املتط ــرف أسس ــها رج ــل الدي ــن املس ــيحي جي ــري‬ ‫فالوي ــل ال ــذي أس ــس حتال ــف األغلبي ــة األخالقي ــة لدع ــم املرش ــحن‬ ‫احملافظ ــن‪ ،‬أش ــاد ترام ــب باجلامع ــة الت ــي ه ــي معق ــل ملؤيدي ــه‪ ،‬ويف‬ ‫خطاب ــه كان ــت عين ــه عل ــى واش ــنطن بقول ــه يف خطاب ــه إن "النظ ــام‬ ‫يف واشــنطن مختــل ألنــه يخضــع لســيطرة أشــخاص يعتقــدون أنهــم‬ ‫يعرف ــون كل ش ــيء"؟؟‬ ‫إن ترامــب يخاطــب الداخــل األمريكــي أنــه يحــارب التطــرف‬ ‫ويشــكل التحالفــات للقضــاء عليــه ولكنــه يف نفــس الوقــت يكيــل املــدح‬ ‫للتطــرف يف الداخــل األمريكــي‪ ،‬إنــه يعقــد الصفقــات الكبــرى التــي‬

‫‪78‬‬

‫ملف العدد‬

‫العــدد ‪120‬‬ ‫يـونـيـو ‪2017‬‬

‫مقال‬

‫إليــه مــن خيــارات مستشــاريه‪ ،‬أي القــرارات أكثــر مالئمــة ملصاحلــه‬ ‫القوميــة‪ ،‬وترامــب وصــل مــن العمــر عت ًيــا يصعــب تغييــره‪ ،‬ترســخت‬ ‫لديــه مفاهيــم تبقــى تؤثــر يف قراراتــه‪ ،‬وقــد جــاء بخلفيــة الصفقــات‬ ‫التجاريــة التــي قــد ال تناســب العالقــات السياســية‪ ،‬وأحــاط نفســه‬ ‫مبستشــارين قليلــي اخلبــرة السياســية أقــرب إلــى الثقــة الشــخصية‬ ‫منهــا إلــى الكفــاءة السياســية ومــن طبقــة رجــال األعمــال واملقــاوالت‬ ‫وشــركات البتــرول والفنــادق‪ ،‬وألول مــرة تقري ًبــا يف التاريــخ السياســي‬ ‫تبقــى مناصــب كثيــرة لــم يتــم شــغلها يف الفتــرة االنتقاليــة بالســرعة‬ ‫املطلوبــة‪ ،‬فغريــب الــدار عــن البيروقراطيــة السياســية يجــد صعوبــة‬ ‫يف خياراتــه للمناصــب‪ ،‬وإحجــام الكثيــر مــن البيروقراطيــن يف‬ ‫واشــنطن مــن التعامــل معــه‪ ،‬رئيــس ميثــل ظاهــرة‬ ‫سياســية يف التاريــخ األمريكــي‪ ،‬يف املائــة يــوم األولى‬ ‫حتديــات وتخبــط أكثــر منهــا إجنــازات وتصريحــات‬ ‫تناقضهــا تصريحــات تاليــة‪.‬‬ ‫وأشـــارت صحيفـــة فيليـــت األملانيـــة مؤخـــ ًرا‬ ‫إلـــى عـــدة مواقـــف غيـــرت يف مســـار السياســـة‬ ‫اخلارجي ــة لترام ــب‪ ،‬إن ه ــذا الرئي ــس مزاج ــي وال‬ ‫يس ــتقر عل ــى رأي فق ــد غي ــر مواقف ــه جت ــاه جمل ــة‬ ‫مــن القضايــا وتنصــل مــن وعــود لطاملــا تشــدق بهــا‬ ‫خــالل حملتــه االنتخابيــة شــخص متقلــب وال ميكــن‬ ‫التنب ــؤ مب ــا س ــيقرره‪ .‬فالتقلــب األول‪ :‬تغيي ــر سياس ــته جت ــاه الص ــن‬ ‫فق ــد ص ــرح خ ــالل األس ــابيع املاضي ــة أن الص ــن "بطل ــة التالع ــب‬ ‫بالعم ــالت وذل ــك بغي ــة االنخ ــراط ضم ــن املنافس ــة التجاري ــة غي ــر‬ ‫النزيه ــة"‪ ،‬وخ ــالل حملت ــه االنتخابي ــة وع ــد مبكافح ــة م ــا أس ــماه‬ ‫(التغــ ُول الصين ــي)‪ ،‬ولكن ــه تغي ــر يف مواقف ــه عن ــد لقائ ــه بالرئي ــس‬ ‫الصين ــي يف فلوري ــدا وق ــال "إن الص ــن ل ــم تتالع ــب بعملته ــا من ــذ‬ ‫أش ــهر"‪ ،‬ب ــل ذه ــب للق ــول إن ــه يطم ــح إل ــى تعزي ــز العالق ــات م ــع‬ ‫اجلانــب الصينــي؟ أمــا التقلــب الثانــي‪ ،‬فموقفــه مــن رئيســة البنــك‬ ‫االحتياطــي الفيدرالــي األمريكــي جانيــت يلــن التــي انتقدهــا خــالل‬ ‫حملت ــه االنتخابي ــة ع ــدة م ــرات وحمله ــا مس ــؤولية احملافظ ــة عل ــى‬ ‫أس ــعار فائ ــدة منخفض ــة به ــدف حماي ــة الرئي ــس ب ــاراك أوبام ــا يف‬ ‫مس ــتنقع األزم ــة االقتصادي ــة‪ ،‬ولكن ــه عندم ــا تول ــى الرئاس ــة تركه ــا‬ ‫يف منصبهــا وقــال "إن إقالــة يلــن قبــل انتهــاء عقدهــا ســنة ‪2018‬م‪،‬‬ ‫لي ــس إال مج ــرد إش ــاعة‪ ،‬فأن ــا أحبه ــا وأحترمه ــا"‪ ،‬والتقلــب الثالــث‬ ‫فق ــد ذك ــر أكث ــر م ــن ثمان ــي عش ــرة م ــرة أن ــه لي ــس معن ًي ــا ببق ــاء‬ ‫األســد يف احلكــم‪ ،‬وقــال ال تقــر أمريــكا بضــرورة اإلطاحــة باألســد‬ ‫ثــم غيــر وقــال عكــس ذلــك باطــالق الصواريــخ علــى خــان شــيخون‪،‬‬ ‫والغري ــب أن ــه أبل ــغ روس ــيا مس ــب ًقا بق ــراره باط ــالق الصواري ــخ عل ــى‬ ‫خـــان شـــيخون ومت إبـــالغ النظـــام الســـوري ممـــا أدى إلـــى تفريـــغ‬ ‫الضربـــة مـــن هدفهـــا‪ ،‬فتـــم تفريـــغ املطـــار مـــن الطائـــرات‪ ،‬أمـــر‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫عجي ــب ‪ ،‬يعك ــس أن الصواري ــخ هدفه ــا الداخ ــل األمريك ــي ولي ــس‬ ‫النظ ــام الس ــوري؟‬

‫ترامب ومستشاروه والطائفة الحريدية اليهودية المتطرفة‬

‫وممــا يثيــر االنتقــادات للرئيــس ترامــب يف الواليــات املتحــدة‬ ‫أن جميــع اليهــود الذيــن عينهــم ترامــب يف إدارتــه وخاصــة مــا يتلــق‬ ‫بالشــرق األوســط ‪ ،‬فقدعــن جســن غرينبليــت مبعو ًثــا لــه يف منطقــة‬ ‫الشــرق األوســط‪ ،‬واملعــروف عــن غرينبليــت أنــه تربى يف املســتوطنات‬ ‫يف الضفــة الغربيــة احملتلــة ودرس يف املــدارس الدينيــة مبســتوطنة‬ ‫أيــالت شــفوت قــرب مدينــة بيــت حلــم ويصــر علــى وضــع القبعــة‬ ‫الدينيــة الســوداء التــي متيــز الطائفــة احلريديــة؟ كمــا‬ ‫أنــه عــن ديفيــد فريدمــان ســفي ًرا للواليــات املتحــدة‪،‬‬ ‫وهــو ينتمــي ً‬ ‫أيضــا للتيــار احلديــدي املتطــرف يف‬ ‫إســرائيل‪ ،‬ومــن مؤيــدي االســتيطان يف القــدس‪،‬‬ ‫باإلضافــة لصهــره ومستشــاره جاريــد كوشــنير الــذي‬ ‫عينــه مستشــا ًرا حلــل الصــراع العربــي اإلســرائيلي‪،‬‬ ‫وهــذه التعيينــات أثــارت ردود فعــل يف داخــل الواليات‬ ‫املتحــدة ممــا دفــع اللوبــي الصهيونــي لتريــد اســطوانة‬ ‫العــداء للســامية‪ ،‬ولكــن الشــعور املتنامــي يف داخــل‬ ‫الواليــات انتقــادات حــادة لسياســات ترامــب املتقلبــة‬ ‫وأحيا ًنــا الشــخصية وصعوبــة التنبــؤ بقراراتــه‪.‬‬

‫خـطـ ــاب تـرامـ ــب‬ ‫عــنــصــري اســتــنـفـر‬ ‫البيــض والمحافظيــن‬ ‫وجمــع بيــن العنصريــة‬ ‫والشعبوية والـتطـرف‬

‫الهروب إىل السياساة الخارجية‬

‫ويف ظــل االنتقــادات الداخليــة التــي يواجههــا ترامــب‪ ،‬يحــاول‬ ‫نوعــا مــن‬ ‫أن يثيــر الــرأي العــام األمريكــي للخــارج لعلــه يجلــب لــه ً‬ ‫الشــعبية يف الداخــل‪ ،‬فقــد نــادى يف حملتــه االنتخابيــة مبنــع تدفــق‬ ‫الهجــرة مــن اجلنــوب‪ ،‬خاصــة مــن املكســيك ووعــد بإقامــة جــدار بــن‬ ‫الواليــات املتحــدة واملكســيك ولكــن املكســيك رفضــت هــذا اجلــدار أو‬ ‫املشــاركة يف متويلــه‪ ،‬كمــا أن الكونغــرس‬ ‫األمريكــي ليــس متف ًقــا علــى متويلــه‪ ،‬ولــذا فــإن بنــاء اجلــدار‬ ‫أصبــح اســطوانة مشــروخة ال تســتطيع الواليــات املتحــدة منــع‬ ‫الهجــرة مــن اجلنــوب وهــو شــعار رفعتــه االدارات األمريكيــة املتعاقبــة‬ ‫وفشــلت فيــه‪.‬‬

‫القضاء عى تنظيم الدولة (داعش)‬

‫رغــم إعــالن ترامــب بأنــه ســيقضي علــى داعــش وخطورتــه‪،‬‬ ‫ومحاولــة تشــكيل حتالــف إقليمــي حملاربتــه‪ ،‬إال أنــه لــم يخــرج حتــى‬ ‫اآلن عــن اإلطــار العــام لسياســة ســلفه أوبامــا‪ ،‬فالواليــات املتحــدة‬ ‫منــذ عهــد أوبامــا تريــد أن تعتمــد علــى قــوات محليــة‪ ،‬وخاصــة‬ ‫قــوات ســوريا الدميقراطيــة وهــم مــن األكــراد املوالــن حلــزب العمــال‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العــدد ‪120‬‬ ‫يـونـيـو ‪2017‬‬

‫‪77‬‬

‫ملف العدد‬

‫سياســته تتســم بالتردد والتخبط والهروب للخارج لتحقيق الشــعبية في الداخل‬

‫أزمـــة دونالـــد ترامـــب‪ :‬ضعـــف الخبـــرة‬ ‫وحـصـار اللـوبـي األمـريـكـي الـمـتـطـرف‬

‫كان ف ــوز دونال ــد ترام ــب بالرئاس ــة األمريكي ــة مفاج ــأة للنخ ــب السياس ــية ومراك ــز األبح ــاث واس ــتطالعات ال ــرأي‬ ‫يف الوالي ــات املتح ــدة‪ ،‬وحت ــى للنخ ــب السياس ــية عل ــى مس ــتوى العال ــم‪ ،‬فه ــو رج ــل أعم ــال ال يتمت ــع بخب ــرة سياس ــية أو‬ ‫تول ــي مناص ــب سياس ــية رس ــمية يف حيات ــه كم ــا أن ــه ال يحظ ــى بإجم ــاع احل ــزب اجلمه ــوري‪ ،‬ولكن ــه اعتم ــد عل ــى خط ــاب‬ ‫ش ــعبوي وعنص ــري اس ــتنفر البي ــض يف الوالي ــات املتح ــدة واحملافظ ــن االجتليكاني ــة‪ ،‬جم ــع ب ــن العنصري ــة والش ــعبوية‬ ‫والتط ــرف بارتباط ــه باليم ــن الدين ــي املتط ــرف‪.‬‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫ولذلـك واجـه منـذ إعـالن فوزه احتجاجات شـعبية ضـده‪ ،‬بل ألول‬ ‫مـرة يف التاريـخ السياسـي األمريكـي يحـدث انقسـام يف داخـل املجتمع‬ ‫األمريكـي بهـذه احلـدة‪ .‬وباإلضافـة إلى املظاهـرات ضده‪ ،‬فقد حلقت‬ ‫بـه شـكوك حـول عالقاتـه مـع روسـيا والـدور الروسـي يف فـوزه بعـد‬ ‫مـا ثبتـت بلقـاءات بـن السـفير الروسـي يف واشـنطن وبعـض املقربـن‬ ‫منـه‪ ،‬أدت إلـى اسـتقالة مستشـاره لألمـن القومـي جـون مكـن الـذي‬ ‫لـم ميكـث يف منصبـه شـه ًرا وال يـزال يخضـع للتحقيـق بشـأن عالقتـه‬ ‫بروسـيا‪ .‬كمـا أن هنـاك حتقي ًقـا يجريـه مكتـب التحقيقـات الفيدرالـي‬ ‫‪ FBI‬وكذلـك جلنـة يف الكونغـرس حـول الدور الروسـي يف االنتخابات‬ ‫األمريكية ‪2016‬م‪ ،‬وزاد الطن بلة إقالة ترامب مدير مكتب التحقيق‬ ‫الفيدرالـي‪ ،‬جيمـس رومـي‪ ،‬مـن منصبـه ممـا زاد مـن الشـكوك حـول‬ ‫تـورط ترامـب يف العالقـة مـع روسـيا‪ ،‬فحسـب مـا ذكرتـه صحيفـة وول‬ ‫سـتريت جورنـال‪ ،‬إن ترامـب كان قلقـا مـن إفـادة رومـي أمـام جلنـة‬ ‫الكونغـرس حـول الـدور الروسـي‪ ،‬وألن ترامـب يرغـب يف طـي هـذه‬ ‫الصفحة التي حلقت به منذ انتخابه وما زال التحقيق بها اسـترجعت‬ ‫فضيحـة وترجيـت التـي أطاحـت بالرئيس األمريكي نيكسـون‪ ،‬حتى أن‬ ‫هنـاك مـا يـردد يف واشـنطن بـأن ترامـب قـد ال يكمـل فتـرة رئاسـته ؟‬

‫األزمة الداخلية‬

‫إن الواليــات املتحــدة دولــة مؤسســات سياســية وبيروقراطيــة‬ ‫معقــدة‪ ،‬وترامــب جــاء بــدون خبــرة سياســية ومن خــارج البيروقراطية‬

‫السياســية‪ ،‬فقــد اصطــدم مــع املؤسســات اإلعالميــة الفعالــة يف‬ ‫الواليــات املتحــدة مثــل ‪ CNN‬وغيرهــا كمــا اصطــدم يف دوائــر‬ ‫االســتخبارات األمريكيــة وشــكك يف مصداقيتهــا‪ ،‬كمــا وصفهــا بعــض‬ ‫املراقبــن‪ ،‬الدولــة العميقــة يف واشــنطن‪ ،‬وهنــاك أزمــة وعــوده التــي‬ ‫اصطــدم فيهــا مــع القضــاء األمريكــي‪ ،‬فعندمــا اصــدر قــرا ًرا مبنــع‬ ‫رعايــا ســبع دول إســالمية مــن دخــول الواليــات املتحــدة‪ ،‬رفضــت‬ ‫احملاكــم األمريكيــة هــذا القــرار‪ ،‬وبذلــك كانــت صفعــة لــه يف بدايــة‬ ‫عهــده‪ ،‬كمــا واجــه ً‬ ‫أيضــا صعوبــة يف إلغــاء أوبامــا كيــر الصحــي‪ ،‬ويف‬ ‫وعــوده وضــع قيــود علــى التجــارة وجلــب املصانــع األمريكيــة التــي‬ ‫أقامتهــا الشــركات األمريكيــة خــارج الواليــات املتحــدة بســبب رخــص‬ ‫اليــد العاملــة وغيرهــا مــن أســباب‪ ،‬ولذلــك نالحــظ أن ترامــب يواجــه‬ ‫أزمــة حقيقــة داخــل واشــنطن تهــدد مســتقبله الرئاســي أو حتــى‬ ‫احملاكمــة إذا مــا ثبــت تورطــه يف عالقاتــه مــع روســيا خاصــة أن‬ ‫الكونغــرس يطالــب بلجنــة مســتقلة بالتحقيــق يف التدخــل الروســي‬ ‫يف االنتخابــات األمريكيــة‪ ،‬وزادت املطالبــة بعــد عزلــه ملديــر مكتــب‬ ‫التحقيــق الفيدرالــي‪.‬‬

‫الرئيس المتردد والمتقلب‬

‫إن الدراســة األكادمييــة التــي أعدتهــا اليزابــث ســاندر حــول‬ ‫رئيــس عــدمي اخلبــرة السياســية وعالقتــه مبستشــاريه تشــكل‬ ‫صعوبــة يف اتخــاذ القــرار‪ ،‬ألنــه ليــس لديــه اخلبــرة لتقييــم مــا يقــدم‬

‫يـــا تــــ ام لـلـســعــوديـــــ ‪:‬‬ ‫حـــا الوقـــت لتصحيـــح المســـا‬ ‫است اتـيـجـيـ الـ ياض ‪ -‬بـا يـس‪:‬‬ ‫ثوابت السياسـ منافع االقتصاد‬ ‫العــــــدد ‪120‬‬ ‫يـــــونـــــيــــــو ‪2017‬‬

‫الـطـلـ الـعـالـمـي عـلـ الـنـفـط‬ ‫يـبـلـ ــغ تـ ـ فـ ــي عـ ــا ‪0 0‬‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫العالقا الخليجي ‪ -‬األم يكي عى ضوء المتغي ا ‪ :‬ش اك أ ت اجع؟‬ ‫▀ بعـ قمـ ال يــاض‪ :‬مجهــود دبلوماســي خليجــي لبنــاء جســو التفاهـ عــى قاعـ المصالــح‬ ‫▀ اإلدا األم يكيـ فــي طــو بلــو ؤيـ سياســي تتجا م حلـ أ باما المت دد تجــا الخليج‬ ‫▀ ال ئيس ت ام يب د سياسـ الغموض األم يكي يصن الخليج الع بي أم قومي أم يكي‬ ‫▀ ت يليونا د ال اســتثما ا الصناديق الخليجي في أم يكا النفط كيز العالقا لـ ‪ 0‬ســن‬ ‫▀ اإلعال السعود ل ينجح في تغيي صو المملك في أم يكا ‪ ..‬التغيي يتطل جه ً ا قتًا‬ ‫▀ تح يــا تواجـ االقتصــاد الخليجــي ‪ ..‬الشـ اك األم يكيـ لتوطي الصناعا العســك ي‬ ‫▀ الش اك األم يكي ‪ -‬الخليجي ‪ ..‬ف ص ليس أعباء إغ اءا منطق الخليج جا ب ألم يكا‬ ‫▀ عجــز الموا نـ الفي اليـ يجعـ االســتثما ا الخليجي ســيل الســتق ا االقتصــاد األم يكي‬ ‫▀ اتحاد األســوا الخليجي الســت يجعلها االقتصاد التاســع عالم ًيا الح م ع ء االســتثما ا‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ا‬

‫ـ‬

‫ــدا‬ ‫والــ‬ ‫الع ـ‬ ‫ــر‬ ‫ال ـ‬

‫البت‬

‫نـ‬

‫ونـ‬ ‫ــود ـ ا ل ـ‬ ‫ر ـ لـ‬ ‫ا ــو‬ ‫ـ‬ ‫الع م ـ ال و ـ‬ ‫ــود ـ ل و ـ ال ــم ل‬ ‫ــر ل ــ‬ ‫ــ‬ ‫ال و ــ‬ ‫ــم ل‬ ‫ــو‬ ‫ـد‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ و ـ ا و ـ ـ ا ـ و ال‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫و ـ ا و ـ‬ ‫نـ ــو ـ ا ـ‬ ‫ال و ـ ا و ـ‬ ‫ال ر ـ ال ـ ــو ـ ال ــر‬

‫السي س‬

‫ـ‬

‫ـ‬ ‫د ــ‬

‫ـ‬

‫ا ـ راد‬ ‫ــر‬

‫ا ر بـ ا‬ ‫ع بــر و ـ ا و ـ‬ ‫ر ب ــ‬ ‫ــ د‬ ‫و ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫الب ــر‬ ‫د ـ ا عــدد‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ د الع ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ الــد‬ ‫ا ر بــ‬ ‫ــ ا م ــ العر ــ ال ــعود‬ ‫ــ و ــ‬ ‫ــ و د‬ ‫الــد ال ــ‬ ‫الرا عــ‬ ‫ــ ال ــر ــ نــو‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا و ــ‬ ‫ــو الع ــر‬ ‫ــر الب ــر‬ ‫الــوا دا ل ــ‬ ‫ــد‬ ‫ا ــ راد ــ ا م ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا‬ ‫والــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا ــ راد‬ ‫ا ر بــ‬ ‫ــر‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ د‬ ‫‪,‬‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ الــوا دا ال و ـ ا و ـ‬ ‫ا‬ ‫ا ر ب ـ ال ـ لــوا دا ال و ـ‬ ‫ال و ـ‬ ‫ـ د‬ ‫‪฀‬‬ ‫م ـ الــد‬ ‫ـ‬ ‫ـ الــد ال ـ‬ ‫ا و ـ ن ـ‬ ‫ا د ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـو د و ـ‬ ‫الــوا دا ال ـ‬ ‫الع ــر ا لـ‬ ‫ال ـ ال ـ الو ـ ا ــد ـ ن ـ ال د ـ ا ـ رال‬ ‫ا ر بــ الع ــر‬ ‫ــ‬ ‫ا ر بــ ال ــ ع‬ ‫ـ ال عـ‬ ‫دـ ل ـ مـ‬ ‫الع ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫عم‬ ‫و ـ‬ ‫ـ‬ ‫و ـ ا و ـ‬ ‫ـ ـ د ا ـ‬ ‫ال‬ ‫ـ ـ ـ ال ـ ا ا ب دل ـ ـ ـ فــد‬ ‫ـ ال‬ ‫و ال ع‬ ‫ال ع ل ع م ال و‬ ‫ا د ر‬ ‫ـ ـ‬ ‫الع ـ ال‬ ‫ـ‬ ‫و ـ‬ ‫ال ـ ـ د ا ـ‬ ‫ـ ـ ر‬ ‫ـ ا ـ م‬ ‫و ـ ــد لع ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال‬ ‫ـ ال‬ ‫ـ د ـ‬ ‫و ـ‬

‫مق‬

‫العــدد ‪113‬‬ ‫نوفمبر ‪2016‬‬

‫‪81‬‬

‫مل الع‬

‫ل ـ‬ ‫ع بــر و ـ ن ـ ن ـ ا ــو و ـ‬ ‫ــر‬ ‫لــ‬ ‫ــ‬ ‫د لــ بــر ف ب ــ الد و ــ ال مــ ل لــ‬ ‫ع ــد ال م ــ ال ــو‬ ‫ال عــ الد ل ــ ال و ــ ‪KICA‬‬ ‫ــد د ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ ا ــ فــ‬ ‫(‪ KDI‬ل ــ‬ ‫ـر‬ ‫ــد‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ ا ر ـ‬ ‫ا ـ و الد لـ‬ ‫ا ــ‬ ‫ــع ا د ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــد‬ ‫ل عــرا والــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫لـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ا دن ـ ع ــد ـ‬ ‫ـ العــدد‬ ‫ــدد وا ـ ال ل ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫دـ‬ ‫ا‬ ‫ال ــوا‬ ‫ـ الو ـ ا ــد ر ن ـ ل ـ ـ ر‬ ‫عــد‬ ‫ود ــ‬ ‫بــ‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ا ــد‬ ‫الد ل ــ ال عــ لــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ الد ل ـ مـ‬ ‫مــو ال ــر‬ ‫ــو لب ــ‬ ‫ال ــ الد ل ــ‬ ‫ال ــرا ال ر ـ‬ ‫ــ ــر ن ــو‬ ‫الو ــ ا ــد‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ ف ــو الع ــ العر ــ‬ ‫ــدا ال ون ــر ل نــو‬ ‫ــ الو ــ ا ــد‬ ‫ـ‬ ‫ـ فـ لـ ــد دفـ ا ـ م ا ا‬ ‫و ــ ا و ــ ــو و ــ‬ ‫ل و ــ ــر‬ ‫دـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ وـ‬ ‫ر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫مو ــ‬ ‫ران ــ ال ــ ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ل ــ ــ ا‬ ‫ــ ا ــ م‬ ‫ــو و ــ ا و ــ‬ ‫ل لــ‬ ‫د ا ــ‬ ‫مــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ م ا‬ ‫الــد ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــد‬ ‫ــ‬ ‫ــ ر‬ ‫د لــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ا ــ العر ــ ف ب ــ ا ــ م ا ا‬ ‫د ــدا‬ ‫عــر ل ــ د‬ ‫ــ‬ ‫ــر ــ ــد ــ ا ــ ا ا ال ــ‬ ‫د لــ ــ الو ــ ا ــد‬ ‫ا ــ ــ م ــ ال ــ‬ ‫ـ ‪฀‬ال و ـ ا و ـ‬ ‫ال ــد ا بــر ل ع ـ ا‬ ‫لــ دفــ ا ــ م ا ال مــ ــ د ا ــ لــ و ــ‬ ‫ب ـ‬ ‫ا و ـ ــو الو ـ ا ــد فر ـ ا ل ـ ا ـ د‬ ‫ـ ـ الو ـ‬ ‫ا فـ ال‬ ‫ـ‬ ‫و ـ ـ ا ـد‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ فــ و ــ‬ ‫ا ــد ال ــ‬ ‫ـ دف ـ ـ‬ ‫ا ـ م ا ا‬ ‫لـ ــعر‬ ‫ا ر ـ‬ ‫ـد ا ر ـ‬ ‫و ـ ــر ـ ا ـ ا‬ ‫د ــ‬ ‫الع ــ ا‬ ‫ل ــ ب ــ و ــ ا و ــ مــ‬ ‫ــد فــر الع و ــ‬ ‫ــ فم ــ‬ ‫ــر ــ الع ــ ال‬ ‫ـ فـ‬ ‫ـ ال ـ ا ر ـ ل ـ ا‬ ‫الد ل ـ ـ ــرا‬ ‫ــرا‬ ‫ــر‬ ‫ــود‬ ‫ــب‬ ‫ـ الع و ـ‬ ‫و ـ ال ـ‬ ‫دـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ ر ونـ‬ ‫ـ ال‬ ‫ل لـ ب ـ‬

‫أم يــك ي الم تب ـ‬ ‫الث ني للص ا الك ي‬ ‫بـــ مليـ ا ي‬ ‫الم تب الث لث ل ا اته‬ ‫بقيمــ مليــ ا‬

‫مجل التع‬

‫الت ج ش ًق ق ن ج ست‬

‫و ـ ا و ـ بـ د و‬ ‫نــ‬ ‫ا فــ الد ل ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــر‬ ‫الو ــ ا ــد‬ ‫ــ ــر و ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ــر‬ ‫ـ ـ‬ ‫ال‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــم فر ـ ــرا‬

‫ــر ل ا د‬ ‫دـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــر ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــد‬ ‫د ــ ان مــ لــ‬ ‫ــ‬ ‫د ــ ــ و ــ‬ ‫لـ ا ن ــو ال ــر ا ـ‬ ‫ـ ا ـ م ا‬ ‫ا الــد‬

‫* أستاذ العلوم السياسية جامعة املك عبد العزيز ‪-‬جدة‬

‫‪80‬‬

‫مل الع‬

‫العــدد ‪113‬‬ ‫نوفمبر ‪2016‬‬

‫مق‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ك يـ الجن بيـ ي الم تبـ الخ مسـ ع لم ًيـ ي اســتي ا البتـ‬ ‫الح ي ـ عش ـ ي ااقتص ـ الع لمــي عاق ته ـ ااقتص ي ـ متع ـ‬ ‫و ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـم‬ ‫ا ــر‬ ‫ـ‬

‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫الو ــ ا ــد دا الر ــ ــو ا‬ ‫نـ‬ ‫ـر‬ ‫ـ ــوا‬ ‫ن ـ ا ــر‬ ‫ا و ـ‬ ‫د د ـ لم‬ ‫ا ــر ال ن ـ ال ـ ر ـ و ـ وا ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫و ـ ا و ـ ر ـ ـ ـ‬ ‫ا ــر‬ ‫ل لـ ن ـ‬ ‫ف ـ و ـ ال ــم ل‬ ‫ـ ـ ران ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـر‬ ‫و ـ ا و ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا ل ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫العر ـ ـ ف م ـ عــد‬ ‫ــ الد را ــ‬ ‫ــ ال‬ ‫لــ الو ــ ا ــد‬ ‫ــم ال ــو ا ــ و الد را ــ ‪Asian Arc of‬‬ ‫ــ‬ ‫ــع لب ــ ن و ــ‬ ‫وا ــ ال ــ ال ــ‬ ‫‪Democracy‬‬ ‫ــ ــ ال ــو الد را ــ الــ‬ ‫ــ‬ ‫ــو‬ ‫ــر‬ ‫لـ ــوا‬ ‫ـ الو ـ ا ــد ا ـ رال ال ــد ال ـ‬ ‫ـ ل و ـ ا ــد‬ ‫و ـ ا و ـ‬ ‫ـ‬ ‫وا ـ ال ـ‬ ‫ــو‬ ‫ــ د لــ د را ــ ف ــ ر ــ‬ ‫ــ ر‬ ‫ـ ا ال ــو ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل عـ‬ ‫مـ ـ ا ال ــو الد را ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ مر و ـ‬ ‫ل ـ لـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ــوا ـ ال ـ ال‬ ‫ـ لم ـ‬ ‫ا‬ ‫م ــ ــ ال ــد‬ ‫ــ‬ ‫د ا ــ ل ــ‬ ‫د ــ‬ ‫ا‬ ‫ف ـ ل ـ ا ـ ا ر ـ ف لع ـ‬ ‫ال ـ ا ـ رال‬ ‫م‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال عـ ا‬ ‫د ـ ـ ـ الــد‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫م ـ ال ع ـ ال‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــر ان ـ ا ـ ال و ـ ال ـ ع بــر‬ ‫ـ‬ ‫الد ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل و ـ ا و ـ ال ـ ر ــد ــب ال ـ ال و ـ ل ـ ـ‬ ‫ـ د ال ــو الد را ـ‬ ‫ـ د ا ـ‬ ‫الد ـ ال ـ‬ ‫ال ــر ا ـ‬ ‫ـ الد ـ ال ـ‬ ‫ل ـ و ـ ـ ان ـ‬ ‫و ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـ ال ــو ا ران ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫فــر الع و ــ‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫ب ــ ــرا ا‬ ‫ا و ــ‬ ‫ـ لـ‬ ‫ـ و د ال ـ‬ ‫ـ ن ـ نـ‬ ‫د ـ ـ ــرا‬ ‫ا‬ ‫د ــ و ــ ــ ا رفــ ــرا و ــ ا و ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ر ـ‬ ‫ـ الع و ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل ـ و ـ نـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ــرا‬ ‫ـ ا ـ م ا‬ ‫ـ ال‬ ‫ــر ب ــر ــب‬

‫ك ي الشم لي ي العاق الخليجي الك ي الجن بي‬

‫و ــ ا و ــ‬ ‫ا ــرا ا م ــ العر ــ ال ــعود‬ ‫ـ ا ــر الب ـ د ان ـ‬ ‫ـ ل ــر الد ل ـ‬ ‫د مـ‬ ‫ــ ال عــ ف مــ عــد ل ــ‬ ‫ال ــ الد لــ ــ بع ــ د‬

‫ــر ن ـ د ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫عــد ان ـ ا ـ د ال ــوف‬ ‫ـد‬ ‫بـ ال ـ الد لـ‬ ‫ــردد ــو ــو‬ ‫د ــد مـ‬ ‫ر ــر‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ رـ‬ ‫ـ ال م ـ ا ر ـ‬ ‫ال ب ـ‬ ‫عــد ا ـ د ال ــوف الدا ـ‬ ‫دـ‬ ‫ـ ا‬ ‫اـ‬ ‫ال و ـ‬ ‫ـ الدف ـ‬ ‫ــد ال و ـ لبع ـ ا‬ ‫ـ ا ـ الد ل ـ‬ ‫ــوا‬ ‫ــ‬ ‫ــ د ا ــ لــ الد ــ ال‬ ‫ا ــ ر‬ ‫ــ‬ ‫ــ الد ل ــ ال ــ ع ــ‬ ‫ال‬ ‫ــ ا ــ الد لــ‬ ‫ـ ان ـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ــوا ل ــب ل د ــد ا رانـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ ـ ال ــرا العر ـ‬ ‫ا و ـ ال‬ ‫ـ الد ـ ال ـ‬ ‫ــد ـ ان ـ ن ــب ـ و ـ ال ــم ل‬ ‫ـ‬ ‫ا ــرا‬ ‫دـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ ا ــر ا م ـ ل ـ‬ ‫عـ‬ ‫ــ د و ــ ــ‬ ‫ــ عــ د ا ــ‬ ‫ل لــ‬ ‫ـ الد و ـ ـ‬ ‫مـ‬ ‫و ـ ال ــم ل ف ـ ـ‬ ‫ـ بع م ـ ال و ـ الب ر ـ ـ‬ ‫ــر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫مـ ل ـ‬ ‫ا ـ ا العر ـ ا ــد ـ‬ ‫ــد ـ الع ـ‬ ‫د و ـ ـ ال ــعود و ـ ال ــم ل‬ ‫ــوا‬ ‫الد و ــ ـ عــد د ــ و ــ ال ــم ل ا و ــ‬ ‫مــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ال عــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ــد ا‬ ‫مــ‬ ‫ا ـ‬ ‫عـ ــب ال ـ ال و ـ ل ـ‬ ‫ن مـ ـ‬ ‫بــ ان ــ‬ ‫ــ ا ــ د ال ــوف‬ ‫ــ ا ــر‬ ‫ال و ــ‬ ‫ـ ال وال ـ‬ ‫ـ و ـ ا و ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ الو ــ ا ــد ــ و ــ ال ــم ل‬ ‫و ــ ال ــم ل الو ــ‬ ‫ــو ا ــوا ــ‬ ‫ــ ال ــو‬ ‫رن‬ ‫لبرا ــ‬ ‫ــ ا ر ــ دلــ‬ ‫ــر ا‬ ‫ــ‬ ‫ا ــد‬ ‫لــ الع مــ ونــ نــ مــ الر ــ الر ــ ف د ــر‬ ‫ـ‬ ‫ــد ا ـ د ال ــوف‬ ‫ــوا ـ‬ ‫ـ‬ ‫وـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫بع ـ‬ ‫ونـ نـ ـ‬ ‫دـ ـ‬ ‫ا‬ ‫ل لـ ـ ا ن ـ‬ ‫الــو ا ال نـ لـ ونـ نـ ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــو ــ ال ــوا ال‬ ‫ــ و ــ ال ــم ل‬ ‫الد و ــ‬ ‫ــر ـ ــو ل ـ ال ــو‬ ‫ـ و ـ ال ــم ل‬ ‫ــود ـ‬ ‫ــرا م ـ ع ـ و ـ ل ـ الد ــو‬ ‫ال ــم ل م ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــو‬ ‫مـ‬ ‫ل و ـ ال ــم ل ب ع ـ ال وا ـ الب ل ـ‬ ‫ـ د ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫و ـ ال ــم ل‬ ‫د ـ ال ـ‬ ‫ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ ل ع ــ‬ ‫ــو‬ ‫و ــ ال ــم ل‬ ‫ال ــ ا رفــ‬ ‫فــ الــد‬ ‫ـ‬ ‫ـ ــ ال ــر‬ ‫ــر‬ ‫ا ــ ــ د‬ ‫ــ ــ د‬ ‫ــ مــ ــ الع ــ ال‬ ‫ا ــ و ف مــ‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫لــ و ــ‬ ‫ا ــ د ال ــوف‬ ‫ا ع ــ ر ا ــ را ال ــ‬ ‫ــ و ــ ا و ــ ل ــر الد ل ــ ــ ــ‬ ‫ال ــم ل‬ ‫ـ ـ الو ـ‬ ‫ـ الد ل ـ ل ـ ا ف ـ د ا ـ ع‬ ‫ــد ل و ـ ا و ـ ا داد الع ـ‬ ‫ـ نـ‬ ‫ا ــد‬ ‫ال مــ‬ ‫ال م ن ــ ا ــ‬ ‫ــر الب ــر‬ ‫مــ ــ‬ ‫ـ الب ـ الب ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــر ف ـ د ا ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ الع ــود ال ـ ـ ـ ال ــر ال و ـ ف نـ ال‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ را ال‬ ‫د ــ‬ ‫ــ ر ــ الع ــ ا‬ ‫ـ ع ـ د ال ــر ا ـ ال ـ ن ـ‬ ‫ـ‬ ‫د ا ـ‬ ‫ــ ا ــر العرا ــ ــــ ا ران ــ‬ ‫ا ــر‬ ‫را ــ‬ ‫ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ الع ــ ال و ــ ا‬ ‫ال ــ ــر‬ ‫ــ‬ ‫ــو ــ ال ــ‬ ‫مــ ل‬ ‫ــرا العــرا ا ــ‬ ‫ـ و ـ‬ ‫ـ‬ ‫مـ د ا ـ ل ـ ل ـ‬ ‫و ـ ال ــم ل‬ ‫ـ ـ د‬ ‫ـ دف ـ و ـ ا و ـ ل ـ ع ـ‬ ‫ال ــم ل‬ ‫دا ـ و ـ‬ ‫ع ـ الب ر را ـ م ـ ا ل ـ‬ ‫ا ـ‬

‫مق‬

‫العــدد ‪113‬‬ ‫نوفمبر ‪2016‬‬

‫‪79‬‬

‫مل الع‬

‫دـ‬ ‫ــب ا ف ـ ا‬ ‫ـ و ـ ـ د ا ـ‬ ‫ع ـ‬ ‫د‬ ‫ــ ع‬ ‫ال بــر ال و ــ ــ‬ ‫ــ ال ــر‬ ‫ال ــ‬ ‫و ـ‬ ‫ــد د ا ـ‬ ‫ـ ال بـ د ال ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ــ ا ل لــ دفــ‬ ‫ــ د‬ ‫والــ ‪฀‬‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال و ـ ال ـ ا‬ ‫مـ‬ ‫ـ‬ ‫ل عم ـ الع ـ ال‬ ‫دـ‬ ‫ـ ا‬ ‫د الر ـ العر ـ ف ــدا و ـ لبع ـ‬ ‫ـ‬ ‫د ا ـ ل ـد‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ را ال‬ ‫ــد‬ ‫د ـ عو ـ ل ـ ـ د الر ـ العر ـ‬ ‫ا‬

‫ك ي ة عاق ال اي المتح‬ ‫و‬

‫لــ و ــ ا‬ ‫ــ فــر‬ ‫ــ ا‬ ‫نـ الو ـ ا ــد مـ‬ ‫ــ العرا ــ‬ ‫ال و ــ‬ ‫ال ل ـ الد ل ـ ف ـ ل ــرا‬

‫المجل‬

‫ــ ــ الو ــ ا ــد ــر ــ‬ ‫نــ‬ ‫ــ ال د ــ الع ــ ر‬ ‫ــد ا ـ‬ ‫ــر ف ـ‬ ‫فع ـ‬ ‫د ــ‬ ‫ل و ــ‬ ‫ـ ا ـ الد ل ـ ف ــد ب ـ‬

‫‪78‬‬

‫مل الع‬

‫مق‬

‫العــدد ‪113‬‬ ‫نوفمبر ‪2016‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫الع لـ ـ خـ ـ الفـ ـ ا‬ ‫ك يـ ـ الجن بيـ ـ ك نـ ـ مـ ـ أفقـ ـ‬ ‫ا ًا الـعـ الـمـ ضـي‬ ‫ا ًا أصـبـ‬ ‫يـتـجــ‬ ‫الو ــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ــر‬ ‫ال ــر‬ ‫معــ ل ــر‬ ‫ن ـ ل ــد ال ـ‬ ‫ـ ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ــ ا ل ر ن ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا‬ ‫ــ ا‬ ‫ال عــ‬

‫ــ‬ ‫ا ــد ــد ــ ع و ــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫و ــ‬ ‫ا و ــ‬ ‫مــو‬ ‫بــر ‪ Chaebols‬ع ــ ــو‬ ‫ال ــر ال مــو‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ع ـ مـ‬ ‫ـ ال و ـ‬ ‫ال بــر ل ب ــ ال ــ ل ب ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫د‬ ‫بــر‬ ‫ــ‬ ‫ــ م‬ ‫ا ن ــ‬ ‫ــ‬

‫العاق الخ جي ة ااقتص أ ا‬

‫ـ‬

‫ـ‬

‫ـ الع ـ ال و ـ ا و ـ ر ن ـ ال‬ ‫ــب ا ــر ال و ــ ــد‬ ‫ران ــ ف ــد نــ‬ ‫ــ‬ ‫ا فــ‬ ‫ال ــرا ــ‬ ‫ــ ا ــر‬ ‫عــد‬ ‫ا ــ ــ بــ ال ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ الو ـ ا ــد‬ ‫ال ـ ـ‬ ‫ا ـ د ال ــوف‬ ‫ــ‬ ‫نــ ا ــر ال و ــ ال ــ د لــ‬ ‫ــ ــر‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫م ـ ا ع ـ ر ال ـ و‬ ‫و ـ ف ب ـ و ـ ال ــم ل‬ ‫ــد ا ـ‬ ‫ـ ل و ـ ا ــد‬ ‫ــو و ـ ا و ـ‬ ‫د‬ ‫الو ـ ا د‬ ‫ـ ر ـ الب د ـ ع بــر و ـ د‬ ‫و ـ‬ ‫ا ــر ال و ـ ل لـ ـ‬ ‫ــد‬ ‫ال ـ ف ــد‬ ‫ـ‬ ‫ــر ف ـ‬ ‫ود ـ ـ الو ـ ا ــد‬ ‫ا و ـ‬ ‫ــ الو ــ ا ــد‬ ‫ب مــ‬ ‫ــ و ــ ــ ال ــ‬ ‫ـ و ـ ا و ـ ـ امـ‬ ‫ـ‬ ‫ا رف ـ ال ـ‬ ‫مـ ل ـ ف مـ‬ ‫ـ‬ ‫الع ـ ال‬ ‫ال ــر ل و ـ ع ـ‬ ‫ـ ـ و ـ ال ــم ل‬ ‫عــد ف ـ ــوا‬ ‫ـ و ـ ال ــم ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫و ـ ا و ـ‬ ‫ـ‬ ‫فـ ا ــر ال و ـ ف ـ الع ـ الد و ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫نـ‬ ‫عــد‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ـ ال ــعب‬ ‫ـ ا ــو الر ـ‬ ‫نـ الع ـ ال‬ ‫ـ ال ـ الو ـ‬ ‫دا ـ ل ـ‬ ‫نـ‬ ‫الع ـ ـ الب د ـ ف ـ ـ‬ ‫ـ د ف ـا‬ ‫ا ـ راد ـ ال ـ‬ ‫ـ د‬ ‫‪,‬‬ ‫ال ـ ل لـ و ـ ال ــم ل‬ ‫ــد ـ و ـ ا و ـ الع ـ الد و ـ ـ ا ـ د‬ ‫ــب مبر‬ ‫ــر ــ ــ مــر ا ــ د‬ ‫ال ــوف ال ــ‬ ‫ـ الر ـ‬ ‫دـ‬ ‫ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ مر الع ـ‬ ‫ال و‬ ‫ا الر‬ ‫فبرا ر‬ ‫و ا و‬ ‫و‬ ‫ـ د ــو ـ الع ـ ـ‬ ‫ال عـ ا‬ ‫و ـو‬

‫ـ ال ـ اد ال بـ د ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ع نـ‬ ‫الب د ـ‬ ‫ـ والـ ‪,‬‬ ‫ـ ـ‬ ‫مـ ف ـ ا ـ راد ـ‬ ‫ا دا و ـ مـ‬ ‫ا ر بـ الع ــر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ د‬ ‫ا ن ـ‬ ‫ـ و ـ ا و ـ‬ ‫ـو د ـ‬ ‫ـ ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫و ـو ـ ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ــو ا و ـ‬ ‫ل لــ‬ ‫ــ ال ــم ل‬ ‫ب ــ‬ ‫ال ــ ــ و ــ ال ــم ل‬ ‫ـ ن ـ و ـ‬ ‫ــع ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ال ـ‬ ‫ل ـ لب ـ ـ ــم ال ـ‬ ‫ــب ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ــم ل ل‬ ‫ون ـ ن ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ‪ TUSTPOLITIK‬ـ‬ ‫ال‬ ‫ـ ل ـ م ا ا ر ـ‬ ‫ع بــر و ـ ا و ـ ر ـ ا‬ ‫ـ ال ــر العم ـ ا ر ـ ف ــد نـ و ـ ا و ـ‬ ‫ـ ال ن ـ‬ ‫ـ ــو ل ب ـ ا ر ـ‬ ‫ا ر بـ ال ـ ع‬ ‫فــ ع ــد‬ ‫ــ ــو ل م ــ ال ا ــ ا ر ــ‬ ‫ــ‬ ‫مــ‬ ‫ع ــد ال ــ ا ــر‬ ‫مــ ف ــ‬ ‫الدفــ‬ ‫ــو‬ ‫ا ر ب ـ ال ن ـ‬ ‫ف لو ـ ا ــد ـ‬ ‫ـ‬ ‫مـ‬ ‫ـ د‬ ‫ـ ‪,‬‬ ‫ل ـ د ا ال و ـ ا و ـ ـ‬ ‫‪,‬‬ ‫ـ الو ـ ا ــد ا ر بـ ال ل ـ الوا دا ال و‬ ‫ــوا‬ ‫ــد الــد الع ــر ا لــ‬ ‫ــ د‬ ‫ــو‬ ‫ل ب ـ ال و ـ ـ ال ـ الو ـ ا ــد ال ـ‬ ‫ـ رال‬ ‫ـ فو ف ـ ال ــد ند ن ـ ا ـ‬ ‫ون ـ‬

‫العاق الخليجي ؤالك ي الجن بي ة التق‬

‫السي سي‬

‫ــ‬

‫ــ‬ ‫لــ‬ ‫مـ ــرن‬ ‫ــوف‬ ‫ـ العر ـ ـ و ـ‬ ‫ـ الد و ـ ا‬ ‫و ـ ـ ا ـد‬

‫ــ ل مع ــ ر ال ر ــ‬ ‫ع بــر و ــ‬ ‫ـ ال ـ ا ـ د ال‬ ‫الد و ـ ـ‬ ‫ـ د ا‬ ‫ال ــر ا ـ‬ ‫ــع‬ ‫ـ‬ ‫ر ـ ـ ا ع ـ ر ال ر ـ‬ ‫ـ الد‬ ‫ـ‬ ‫ال و ـ ال ـ‬ ‫ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ــوف ال ـ‬ ‫د لــ ــ د ا ــ‬ ‫نــ ا م ــ العر ــ ال ــعود‬ ‫و ــر‬ ‫ـ د و ـ ـ و ـ ا و ـ‬ ‫ـ‬ ‫الب ر ــ‬ ‫ــر ــ‬ ‫ــ مــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــ ا العر ــ ا ــد ــ‬ ‫ال و ــ ــ‬ ‫دـ‬ ‫دا ـ ــر ـ ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫نـ الع ـ‬ ‫الد و ـ‬ ‫ـ د ا‬ ‫ـ‬ ‫و ـ نـ د لـ ف ــر‬ ‫ـ‬ ‫ف ـ ل ـ الد ـ ال‬ ‫و ـ‬ ‫ـد‬ ‫ـ ال ــو ا‬ ‫ــ د ــ‬ ‫ــ ل و ــ ا ــد‬ ‫ــم ل‬ ‫ل و ــ د لــ‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مق‬

‫العــدد ‪113‬‬ ‫نوفمبر ‪2016‬‬

‫‪77‬‬

‫مل الع‬

‫قانڔڋ جاستا يدفع ااستثمارات الخليجية للتڔجڒ شـ ًقا ړكڔريا ړجهة مناسبة‬

‫الخليـ ك ي‬ ‫التقـ السي ســي بيـ‬ ‫الجن بيـ ة الم ايـ التح ي‬ ‫ـد ف ـ‬ ‫ال مــو ا‬ ‫ـ لـ نـ د‬ ‫و ـ ا و ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـو‬ ‫دـ ـ‬ ‫ـ د ف ـ ا ـ د لـ ا‬ ‫الب ـ الد لـ‬ ‫ل ــر ــد ال ــد الد لـ‬ ‫ــو ن ــم‬ ‫مـ ـ ــدد ـ ن ‪,‬‬ ‫(‬ ‫دـ‬ ‫ـ ال ــو ا‬ ‫بع ـ‬ ‫ـ ا ـ را‬ ‫ال ــو ال‬ ‫ـ الو ـ‬ ‫ـ رال ال ـ ال ــد‬ ‫م ـ ـ ال ـ‬ ‫ال مــو ا‬ ‫ـ ا ــوا ــد ال ع ــد‬ ‫ب ـ دا مـ‬

‫ـ‬ ‫ــر‬

‫دـ‬ ‫ال ــو ــو ا‬ ‫ا ر بـ ا د ـ‬ ‫ا‬ ‫مـ ن ـ ـ د لـ‬ ‫م‬ ‫ال ـ م ـ‬ ‫د‬ ‫ال و ـ ع ـ م ـ ع ـ‬ ‫ـ ـ ال ـ الد‬ ‫ا ــد‬ ‫ـ لـ ا ـ را ال‬ ‫ـد‬

‫ـ ر بـ‬ ‫الــد ال‬ ‫ـ و الع ل ـ ف ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ راد مـ ال د ــر‬ ‫د ف‬ ‫ــو ال و ا‬ ‫ـ ا ـ را‬ ‫و ـ ال ــم ل‬ ‫ــو‬ ‫ـ‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫ك ي م ن‬

‫الفق ا ى ن‬

‫اأغني‬

‫ن ـ و ـ ا و ـ ـ ف ــر د الع ل ـ عــد ر ـ ـ‬ ‫ـ ــب‬ ‫ال ـ د لـ ب ـ‬ ‫ا ــر ال و ـ‬ ‫وال ـ‬ ‫د ـ ال ــرد ال ـ و ـ‬ ‫ال ـ ال و ـ‬ ‫م و ــ ال ــو الد را ــ مــ‬ ‫د ا ــ ــ ال ــودا‬ ‫ــوا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ل ـ و ـ ا و ـ‬ ‫ــر ن ـ ف ـ ـ‬ ‫ـ ل ـ ن ـ د الــد ال ـ ب ـ‬ ‫د ـ ف م ـ عــد ع ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫د ـ ـ ر الر ـ ال ــو‬ ‫ال مــو ال نـ‬ ‫ــ ال د ــر ــ الو ــ‬ ‫ــ ا ــ ب ــ‬ ‫ــ‬ ‫دا ـ‬ ‫وـ‬ ‫ـ‬ ‫ــر العم ل ـ ال و ـ ل ــد ال‬ ‫ـ‬ ‫ـ م ـ دف ـ ا ـ دا‬ ‫ل و ـ ن ـ ا نـ مـ‬ ‫ــ ال ــر‬ ‫ال بــر‬ ‫ا ــ م ا ال ــر‬ ‫ال ــر‬ ‫و ــ‬ ‫ر ــ لــ‬ ‫نــ ا ــ دا لــ ا‬ ‫ا ر ــ‬ ‫ـ ا ــر البـ د ال فـ‬ ‫ـ ل و ـ ا ــد‬ ‫ا و ـ‬ ‫ــود ال وا ــد الع ــ ر ا ر ــ‬ ‫ا ر ــ‬ ‫ال ــوف‬ ‫ـ دا ل ـ و ـ‬ ‫ــد د ـ الو ـ ا ــد ر ـ‬ ‫ر ــ ــ ال ــر ــ ــ‬ ‫ــ د‬ ‫والــ‬ ‫ــد‬ ‫ـ د ال ـ ا فر ـ ـ ـ‬ ‫مـ ل ـ‬ ‫ـ ا ـ دا ال ــر‬ ‫ـ د‬ ‫ـ ال ــر ــو ـ‬

‫ـ ر‬ ‫د لــ‬ ‫ــد‬

‫ع ـ‬ ‫م ـ و ـ ا و ـ ا ـ را‬ ‫ا ر ـ‬ ‫ل ــ ا ــ ــ لــ‬ ‫ــ ب ــر ــ ا ــ دا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ـ دا‬ ‫ـ‬ ‫ـ و ـ ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ الــد ا فر ـ ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـد‬ ‫و ـ ا‬ ‫مـ ا ن ـ الع ـ ر‬ ‫ـر ف ـ‬ ‫ب ـ ـ ن مـ‬ ‫ال م ن‬ ‫ـ ا لـ ال بع ـ ا ل ف و ـ‬ ‫ال ـ د ال‬ ‫ولــ ــ ال ــ ال ــ و لــ ال ــ‬ ‫ــ ال ــر ا ــ‬ ‫ب ـ ن ـ ع مـ م ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫الد را ـ ال ع ـ‬ ‫را ـ الب ـ الع م ـ ف ن ـ‬ ‫م ـ ا م ـ ا دن ـ‬ ‫ان ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ د ا ــر ال ــ‬ ‫د ــ مــ ــ ا‬ ‫ن ــ ا‬ ‫ـ ا ر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ر ـ ف ن ـ نـ‬ ‫ـ‬ ‫نـ‬ ‫ال مو ـ ع ـ‬ ‫ـ ا ـ را‬ ‫ـ ع ـ‬ ‫د ـ‬ ‫ــو‬ ‫ـ د الع ـ‬ ‫ـو ا‬ ‫ــر ـ‬ ‫ا ر بـ ا د ـ‬ ‫ـ‬ ‫د ـ ‪Group-20‬‬ ‫مو ـ الــد الع ــر ا‬ ‫مـ‬ ‫ــ الد ــ ال ــرد‬ ‫ــ‬ ‫ــ و د ــ ال ــرد ال ــو‬ ‫بــ‬ ‫ــ‬ ‫ب ــ‬ ‫مــ‬ ‫ــ و‬ ‫د‬ ‫الع لــ‬ ‫مـ‬ ‫ــوا‬ ‫ـ‬ ‫ـ دا‬ ‫د لـ ن ـ ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــو‬ ‫د ــ ‪OECD‬‬ ‫ال م ــ ا‬ ‫ال عــ‬ ‫ــ د ل م ــ ال د ا ــ و ‪APEC‬‬ ‫ا ــد ا‬

‫إغــا إيـ ا لمضي ه مـ وار والح‬ ‫ق تكو ض وري‬ ‫العــــــدد ‪113‬‬ ‫نــــوفـــمــبـــر ‪2016‬‬

‫الص اع بين أم يكيتين ا م شــحين‬ ‫وه و ت ريخي للجمهوريين وهيار‬ ‫الم شح الت ل‬ ‫حـ كـ فـتـح تـحــس مـعـ كـ أبـو‬ ‫م ‪ -‬حا‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫العاق الخليجي ـ الكوري الجنوبي ‪ :‬بين التج رة والش اك‬ ‫▀ ســيئو شــ ي بــ و أطمــ ع للخليــ وانتهــ ء» ال كــو المج نــي» ق ســ مشــت‬ ‫▀ و الــخــلــيـ ـ الـــشــ يـ ـ الــتـجـ ـ ر الـثـ نـــي لـكـوريـ ـ الــجـنـوبـيـ ـ بــــ مـلـيـ ـ ر وار‬ ‫▀ حــ الكوريتيــن الق مــ مــن البحــ وحــ الفضــ ء واأســلح الج ثوميــ وار ة‬ ‫▀ الـنـمـــو ج الـكـــور ‪ :‬إحـيــ ء ال و الـوطـنـيـ والـمـســ واة والـتـنـمـيـ أسـ الـ يـمـوقـ اطـيـ‬ ‫مليـ ًرا‬ ‫▀ صواريـ الجـ ر الصينيـ الصن عيـ تقلـ الي بـ وإنفـ بكيــن العســك‬ ‫▀ كوريـــ الث منـــ ع لم ًيـــ فـــي اســـتها النفـــط والخليـــ يم هـــ بـــ ‪ %‬مـــن احتي ج تهـــ‬ ‫ملي ر وار ص را ســيئو وهي رابع شـ ي تج ر للصين وشــعبه ض التســليح‬ ‫▀‬ ‫▀ «التجـــ رة الحـــ ة» بيـــن كوريـــ وأوروبـــ رفعـــت التجـــ رة إلـــ مليـــ ر يـــورو ووفـــ ‪ .‬مليـــ ر‬ ‫▀ مواقـــ كوريـــ الجنوبيـــ مـــن القضيـــ الفلســـطيني ‪ :‬إيج بيـــ نظ ًيـــ ‪ ..‬وأقـــل تأثيـــ ًا عمل ًيـــ‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ـ الت ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ـ بعــد ال ـ ا ر ـ ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ ـ ر ـ بــــــ‬ ‫ـ الت ـ ال‬ ‫ا ر ـ ــد ــد‬ ‫ال ــد‬ ‫ــ د‬ ‫الو ــ ا ت ــد‬ ‫ــ د‬ ‫ــ د‬ ‫والــ‬

‫االقتصاد ً‬ ‫أوال يف العالقات الهندية اإلفريقية‬ ‫ــ دل ــ الت ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــع ا و ــ ال د ــ لــ‬ ‫ــ ال ــد ــ الت ــ الع ــ‬ ‫ــ‬ ‫الع ــ ر ــ را ــ‬ ‫‪ %‬ـ‬ ‫ـ كت ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ت ــع أ‬ ‫‪ %‬ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا لـ‬ ‫الت ـ الع ـ ب لعـ‬ ‫ـ‬ ‫ــو ـ‬ ‫ــع‬ ‫د‬ ‫ـ ال ــو ا ت ـ د ا ر ـ تــر‬ ‫د‬ ‫ا و ـ ال د ـ أ ر ـ ـ ال ــو الوا ــد‬ ‫ــ‬ ‫ا ــت‬ ‫ــت ا‬ ‫ــ‬ ‫لت‬ ‫ــد ال ــد الد لــ )‪ (IMF‬ــ‬ ‫د ــرا‬ ‫ر ــ ا عــ ــ‬ ‫ا ــت ا ال د ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ د‬ ‫لــ‬ ‫ــ د‬ ‫‪ %‬ـ ا ــت ا ال ــد ا ـ ا ع‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ ا ــت ا ال د ـ‬ ‫ركــ ال ــرك‬ ‫ــ د‬ ‫لــ أك ــر ــ‬ ‫ال ا ـ عت ــر‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ ا‬ ‫ال د ـ ـ ا ــت‬ ‫د لــ ــو ر ــ ال ــر الت ــ ا بــر ل ــد ال ــ‬ ‫ـ ا ـ‬ ‫ـ د ا ال ــد ل ـ ت ـ ل ـ‬ ‫‪ %‬ـ‬ ‫ـ‬ ‫دد د‬ ‫أ ـ ـ ا ــت ا ا ر ـ ال ـ ت ـ‬ ‫را عــ ــ‬ ‫ــ د‬ ‫لــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــو ال ــد ــ د‬ ‫ــد‬ ‫ــ د‬ ‫لــ ‪,‬‬ ‫ــ ل ــ عت ــر ال ــ ا ر ــ‬ ‫ا ــت ا ال رب ــ ال‬ ‫ا ــد ت د ــ‬

‫رأي‬

‫العــدد ‪112‬‬ ‫أكتوبر ‪2016‬‬

‫ا‬ ‫ال‬ ‫الت‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬

‫‪95‬‬

‫ال ــد ــتو د ال ـ ـ د ا ـ ا ــت ا ــوا‬ ‫ا ـ ل ـ ـ را ـ أ ــع‬ ‫ال ــد ال د ـ‬ ‫ـ‬ ‫الع لــ ال د ــ ب لت لــ ــ‬ ‫و ــ‬ ‫ــ ــد ــر ــ‬ ‫د ــدا ا ــدا‬ ‫ر ـ ــر‬ ‫ــد ال ــد‬ ‫ـ ب ـ‬ ‫الت ـ ا ت د ـ الــد ا ر ـ التـ ك ـ أ ــر اد‬ ‫‪ %‬ـو‬

‫التعاون األمني الهندي ‪ -‬الخليجي‬ ‫–‬

‫ال ـ ال ل ا ر‬ ‫ـ الــو ا ال ــد ود‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ــر ا‬ ‫ـ‬ ‫ر ـ ال ــد ـ‬ ‫ال د ـ‬ ‫أ أ ال ــد‬ ‫ــر ال ـ‬ ‫أ ـ ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ـب ـ‬ ‫ال ــد ا ر ـ د‬ ‫ـ ـ الت ـ ـ ا ت د ـ ـ ال ــو ا ت ـ ـ د‬ ‫ـ التع ـ‬ ‫ـ‬ ‫ر ـ ال ــد ـ‬ ‫ــ ال ــ وا‬ ‫التع ــ‬ ‫ــ ا ــت‬ ‫ع ـــ والـــ‬ ‫د ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ا‬ ‫ال ـــ‬ ‫ال ــد ــو ع ــ‬ ‫ــ‬ ‫الــ ــ ال ــ ا‬ ‫ـ‬ ‫ا ت ـ ال ــد ب ل ـ ا ر ـ لتو ــد‬ ‫ا‬ ‫لـــ ا ت د ـــ‬ ‫ـــ ا ر ـــ ب‬ ‫ال‬ ‫ـ‬ ‫ـ ل ـ‬ ‫ــر‬ ‫ـ أ ال ــد اب ـ‬ ‫ــتو الع لــ‬ ‫ـ ل ــد ا ـ ا ــت د ـ ا ــر الت ـ ال د ـ‬ ‫ـ ـ ـ ـ ا ــد الع ـ ـ‬ ‫ر ــ‬ ‫ـ ـ ا ــت‬ ‫ـ ا ــت ا ال ا ـ التـ ــو د ا ـ‬ ‫ـ‬ ‫الر‬ ‫و ــر ا ـ ال ا ـ‬ ‫ب ـ ل ـ‬ ‫ـ ا ت دـ‬ ‫ـ أ تعـ د ا ـ ب ـ ا‬ ‫ك ـ‬ ‫ال ــر ا ر ــ‬ ‫ــ التعــ ا ــ‬ ‫ل ــ ا ر ــ‬ ‫ر ـــ بـــ ا ـــد ا ـــ‬ ‫ـــ‬ ‫ـــد ال ر ـــ ا ت د ـــ‬ ‫بـ ا ـ‬ ‫ـ ال ــد د ا ـ أ ـ ا ـ ك‬ ‫ال ــر ا ر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫د ـ ا ــت را ال‬ ‫ا ــ ال ــد‬ ‫التعــ ا ــ‬ ‫ا ــ ل ــد د ا ــ‬ ‫ر ـ ـ ــو‬ ‫ـ ـ ال ــد‬ ‫التعـ ـ ا‬ ‫ــر ر ـ ـ‬ ‫ر ــ لو ــود‬ ‫ــ‬ ‫ــ ل ــ ا‬ ‫ــ‬ ‫الــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ أ‬ ‫ــد‬ ‫ـ‬ ‫ــو‬ ‫وال ـ‬ ‫ر ـ ـ التـ ـ ـ ـ ـ ـ‬ ‫ــ ل ــ‬ ‫التعـ ـ ا ر ـ ـ ا‬ ‫ك ـ ـ ــو ـ ـ‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫أ ت ر ــ ب‬ ‫ــ ا ــ‬ ‫الت ــ ال ــد‬

‫‪ 25‬ألــ ــف شــ ــاب‬ ‫إفريقـــي تعلمـــوا يف‬ ‫الهنــد ونيودلهــي رابــع‬ ‫شريـك تجـاري إلفـريقيا‬ ‫علـى مـسـتوى الـعـالـم‬

‫تراجــع التبــادل التجــاري مــع مجلــس التعــاون وتزايــده مــع‬ ‫إفريقيــا‬ ‫ـ‬ ‫عت ــر د‬ ‫والـ ـ ع‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ـ‬ ‫ــو‬ ‫ــ د‬ ‫ال د ــ‬ ‫و ـ الع ل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ الت ــ د الت ــ‬ ‫ـ‬ ‫الت ــ بــ ال ــد‬ ‫‪ %‬ـ ك‬ ‫ب ـ‬

‫ـ ل ت ـ د ال ــد‬ ‫ـ‬ ‫التعـ ا‬ ‫ـ والـ‬ ‫ـ الع لـ ال د ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ و ـ الع لـ‬ ‫ـ العرب ـ ال ــعود‬ ‫ــ د‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ـ ل ـ الع ـ أ ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫بــ د ا ــ ال ــد ــد ب ــ‬ ‫ـ ر ل ـ را ـ‬ ‫ـ د‬ ‫وال ـ‬ ‫ــد را عــ ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ـ د‬ ‫ـ ‪,‬‬

‫*أستاذ العلوم السياسية ‪ -‬جامعة امللك عبد العزيز ‪ -‬جدة‬

‫‪94‬‬

‫رأي‬

‫العــدد ‪112‬‬ ‫أكتوبر ‪2016‬‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫‪ 110‬مليــارات دوالر صــادرات وواردات الهنــد عبــر مضيــق بــاب‬ ‫المنــدب مــا يجعلــه ممــ ًرا حيو ًيــا لألمــن القومــي الهنــدي‬ ‫ـ‬

‫ــترك ب ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ أ ــد‬ ‫ـ‬ ‫ك ـ ــو ـ ا‬ ‫ال ـــود ال ـــعو ا ـــ ل ر ل ـــ الع ـــ و ـــد‬ ‫ـ ـ أ ــو د ـ ــدا ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ ا ر ـ والـ‬ ‫ــد‬ ‫ـ‬ ‫د ـ ـدا‬ ‫ــر ا ت ـ‬ ‫الع ل ـ ال د ـ ا‬ ‫ــو‬ ‫ـ ـ بع ــد ود ـ ـ ـ ـ‬ ‫ــد بر‬ ‫ركـ ـ الت ــر ال ــد‬ ‫ــد ــر‬ ‫ــد ال ــ الع ــر ل ر ــ ا ب ــ‬ ‫ر ــ‬ ‫ــر ر ـ‬ ‫ـ ــرك‬ ‫ال ــعو ا ر ـ ب ـ ا رك ـ‬ ‫ــ ك ــ أ ــ‬ ‫ــد ا ــتع ر ال ر ـ ـ ال ر ـ ـ ال‬ ‫ال ـــ ال ـــ ـــ ال ـــر‬ ‫ـــ‬ ‫ـــ ـــد ا‬ ‫ال ـــد ل‬ ‫ر ــ‬ ‫ب ــر ــ د ــ ر ــ ب ر ــ لو ــ‬ ‫الع ــر‬ ‫ــ أ ــ‬ ‫ــر ال ــعو ا ر ـ ـ ل ــد‬ ‫ك لـ ـ د‬ ‫ا ــ التع ــ‬ ‫الع ــود ا ــر د ــ ال ــد ا ــ دا‬ ‫ـ‬ ‫ع ـ أ ال ــد‬ ‫ال ـ ل ع ـ الــد ا ر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ال ــد ا ر ـ ت ـ ال ــو ال ـ لتع ـ‬ ‫ــد‬ ‫ـ ـ‬ ‫د ـ و ــود‬ ‫لـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ ك ـ أ‬ ‫ـــو‬ ‫الـــد ا ر ـــ ـــ ك ـــ‬ ‫ا ـــتع ال ر ـــ‬ ‫ــر ر ـ ـ‬ ‫ر ــ د‬

‫القمة اإلفريقية – الهندية‬ ‫ال د‬ ‫ــر ع ـ ا ت ـ الد لـ ب ل ـ ا ر ـ ــد‬ ‫ــرا ال‬ ‫ــتو‬ ‫ـ ـ ال ـ ا ر ـ ـ‬ ‫بتع ـ‬ ‫ــ‬ ‫ك ــ ال ــ ا ر ــ ب ت ــ‬ ‫ــ أ ــ‬ ‫بر ك ــ أبر ــ‬ ‫ــد ال ــ ا ر ــ –ا ب ــ‬ ‫أ ــ‬ ‫ا ــ‬ ‫ال ــ ا ر ــ – ا ر ــ‬ ‫ــد ـ ـ ال ـ ا ر ـ ـ د أ ر ـ ا وب ـ‬ ‫ك لـ‬ ‫ـ‬ ‫ر ـ ال ـ ك أ ر ـ ال ـ ا ر ‪-‬ال‬ ‫ال ـ بـ‬ ‫ـ ال ــد ب لد ــو ل ـ‬ ‫ـ ـ ا الت ـ‬ ‫ـ‬ ‫ب ودل ـ‬ ‫أبر ـ‬ ‫ل تــد ا ر ـ ال ــد ك ا‬ ‫ــد ك‬ ‫ل ــ ال ــد‬ ‫أد ــ أب بــ ــو‬ ‫ال ــ‬ ‫أكتوبــر‬ ‫ر ــ د ــ‬ ‫ال ــ ال ل ــ‬ ‫ــ‬ ‫ع ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫د لــ ر ــ ل ــ ا ــترك لت ــ‬ ‫ـ لتع ـ التع ـ ا ت ـ د‬ ‫التع ـ ب ل ـ ا ر ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ا ــت ا الت ــ ــ ــ ال ــ ال ــد‬ ‫را ـ ال ـ د ا ال د ـ لـ ك ـ الو ـ ا ت ــد أ بـ‬ ‫ـ ا ت د ـ ـ الع لـ‬ ‫ـ الــد ا ر ـ و ـ‬ ‫ـ‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫رأي‬

‫العــدد ‪112‬‬ ‫أكتوبر ‪2016‬‬

‫‪93‬‬

‫نيودلهي تواجه الهيمنة الصينية في القارة السمراء‬

‫العالقــات اإلفريقيــة – الهنديــة وأبعادهــا‬ ‫عــىل الخليــج العربــي‬ ‫‪ %‬ك ـ ب ـ عــد‬ ‫ـ‬ ‫ـ د ال ـ ا ر ـ ــوا ا ت د ـ ر عـ ـ ب ـ ال ــو ا ت ـ د ل ـ ب ـ‬ ‫ــو ال ــرا تـ‬ ‫ــت ر ال ــو ا ت ـ د‬ ‫‪ %‬ـ ا تو ـ أ‬ ‫ال ــو الــد ا ر ـ ــو ال ــرا‬ ‫ـ‬ ‫ا ـ ا ت ــد ر ـ‬ ‫عت ــر ال ــد ال ــر الت ـ الراب ـ ل ـ ا ر ـ بعــد ال ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ا ــت ا ال د ـ‬ ‫ك ـ أ‬ ‫ـ‬ ‫ـ د‬ ‫ـ الت ـ بـ ال ـ ال ــودا ال ــد‬ ‫بـ‬ ‫ر ـ‬ ‫ـ داد ا ــت راد ال ــد ـ ال تــر ا ـ ال ـ ا عـ د ال ـ ا ــود‬ ‫ـ د‬ ‫ـ‬ ‫بل ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــد ال ــد ال ـ ا ر ـ ــر‬ ‫بـ أ ر ـ ال ـ ل‬ ‫الو ـ الـ ترا ـ ـ د ا ال ــد‬ ‫ـ ا ـ العربـ‬ ‫ـ ـ ــو ــر الع ـ ا ت ــد بـ ال ــد ال ـ ا ر ـ ـ‬ ‫ــر‬ ‫ال ـ ا الـ‬

‫د‪ .‬أحمد سليم البرصان‬

‫الهند كقوة كبرى صاعدة‬ ‫و ــ بر ــ‬ ‫ــو‬ ‫ــد‬ ‫ال ــد ــو ك ــر‬ ‫ــو ر ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫ـ ال را ـ‬ ‫)‪ (BRICS‬التـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ال‬ ‫ــ ل ــد ــ الــد ا ــ ل ــ‬ ‫ب‬ ‫عت ــر‬ ‫ال ــ الد لــ ا لــ‬ ‫ا ت ــ د ا ــترا‬ ‫ــ ــ الو ــ ا ت ــد ا ــ د ا بــ‬ ‫ــ‬ ‫الع لــ ــ‬ ‫ــ د لــ‬ ‫ــ لــ أ ال ــد د لــ و ــ‬ ‫ب‬ ‫ــ‬ ‫ــو‬ ‫ــ ــدد ال ــ بعــد ال ــ‬ ‫ــع ال بــ‬ ‫ا ــ ال ــد‬ ‫ــو بت د ــ أ ــ ول‬ ‫ـ ـ التع ـ الد را ـ ل ـ ا ــترال‬ ‫ب ـ‬ ‫لـ‬ ‫عـ‬ ‫ـ ل ـ الو ـ ا ت ــد ا ر ـ‬ ‫ال ب ـ ال ــد‬ ‫ر ــ‬ ‫ــ ال ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــت د ــ‬ ‫أ ال ــد أ ــ‬ ‫ر ــ ل تعــ‬ ‫ب ــ ا ــ‬ ‫ل تعــ‬ ‫ــ ــ‬ ‫لــ‬ ‫ــ‬ ‫ــو‬ ‫ك ــ أ ــ‬ ‫تــوا ال ــ‬ ‫الد را ــ‬ ‫د لـ‬ ‫و تـ‬ ‫ـ‬ ‫تــد ــو ا ـ ال ــد ال ـ‬ ‫و تـ ك ـ ا ـ ا‬ ‫ـ‬ ‫ـ ع د ب ـ را ـ‬ ‫ــ أ‬ ‫ــ ال ــ ال و ـ ا‬ ‫العرب ــ ا ت ــد ــ‬ ‫ــ ا ا تــد الو ــ ا ت ــد ك ــ ا ــ‬ ‫ــو‬ ‫ــرا‬ ‫ــر ب ـ را ـ‬ ‫ر ـ ال ب ـ‬ ‫ا ت ــد أ ـ ال ـ‬ ‫ــ ا لــ‬ ‫ــت د ــ ــ ا ا تــد‬ ‫ــ ال ــد أ‬

‫تعــ‬

‫الو ــ الــ‬ ‫ــ ا ــترا‬ ‫ا ت د ــ ال‬ ‫ـ د ال را ـ ـ‬ ‫ا ـ ال ــد‬ ‫ـ لت ـ ا ـ‬ ‫ــد لد ل ـ ـ ال و ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ــوا ا ر ـ الت ـ أ‬ ‫ـ را ـ ال و ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ال ــر ا ر ـ‬ ‫ــ‬ ‫ــ ال ر ــ ــ و ك ــ‬ ‫ــو د‬ ‫بــ‬ ‫ال ر ــ‬ ‫ــ ــدد ــ‬ ‫ــر‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫ــ‬ ‫لــ ك ــ‬ ‫ب ــ ال ــد ب ــ‬ ‫ــر ر ـ لـ‬ ‫ــع د‬ ‫ع ـ ـ ال ــوا ال و ل ـ‬ ‫بـ ال ر ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــو‬ ‫أ ــو ل ـ و ال ــد د‬ ‫ــ بعــ ال ــ ال ــود ا ــ‬ ‫ــ‬ ‫ال ر ــ الــ‬ ‫ـ بـ ا ــد ل ت ـ ال د ـ‬ ‫ا ت ـ د كـ ــو ــو‬ ‫ـ د‬ ‫ــد ــد ا ــت راد ال ــد ــر بـ ا ــد ب والـ‬ ‫ـ عـ أـ‬ ‫ـ د‬ ‫ال ـ د ا ال د ـ ــر ا ـ‬ ‫ت ــ ــ ر ــ‬ ‫ــو ل ــ ال و ــ ل ــد‬

‫الجذور التاريخية لعالقة الهند مع إفريقيا‬ ‫ــ‬

‫ــ أ الع ــ ا ر ــ ــ ال ــد‬ ‫ر ـــ‬ ‫ـــو‬ ‫ـــ ـــر‬ ‫الع ـــ الت ـــ‬ ‫د‬ ‫ـــ ال ـــود ك ـــوا‬ ‫ـــر ـــ ـــ أ ا‬ ‫ـ ال ــود ا د ـ‬ ‫ــد ـ ر بر‬ ‫ا ــتع‬

‫ــ ــ‬ ‫أ ـــ‬ ‫ـــ الـــد‬ ‫الع ـ ر‬

‫نجاح موســم الحج يكشف مؤامرات‬ ‫الحرس الثوري اإليراني‬ ‫العــــــدد ‪112‬‬ ‫أكــتــــوبــــر ‪2016 -‬‬

‫طهران تســعى للهيمنة عىل البحر‬ ‫األحمــر والخليج عبر إريتريا‬ ‫مؤامرة «الفاتيكان اإلســامي»‪..‬‬ ‫مخطــط دويل ورغبة إقليمية‬

‫ملف العدد‪:‬‬

‫الـعـاقـات الخـليجـية ـ الـيابانـية‪ :‬من الـتبادل الـتجـاري‬ ‫إلـى الشـراكـة االسـتـراتـيجـية‬ ‫▀ اليابــان مرشــحة للقيــادة يف الخليــج والاعــب الرئيســي داخــل االتحــاد األوروبــي‬ ‫▀ طوكيــو الدائنــة األولــى والثانيــة فــي امتــاك األصــول والثالثــة فــي التجــارة الدوليــة‬ ‫▀ اليابانيــون يطالبــون بإنهــاء االبتــزاز األخاقــي وإيقــاف دفــع الثمن إىل مــا النهاية‬ ‫▀ الســعودية تتقــن ضبــط المســافات بيــن الحلفــاء و ال تلعــب علــى المتناقضــات الدوليــة‬ ‫▀ رؤيــة بوتيــن إلعــادة التــوازن ضاعفــت مبيعــات األســلحة الروســية لجنــوب شــرق آســيا‬ ‫▀ انخف ــاض أس ــعار النف ــط تحف ــز عل ــى تصدي ــر البدائ ــل وال ــدور الخليج ــي الجماع ــي هامش ــي‬ ‫▀ اليابــان اعتبــرت الغيبوبــة التاريخية عزلة ذهنية وفســحة للتقدم االقتصادي والنهضة‬ ‫▀ تجربـــة الخفجـــي‪ :‬منفعـــة خليجيـــة ـ يابانيـــة متبادلـــة وقللـــت هاجـــس المخـــاوف الحدوديـــة‬ ‫▀ تبعيـــة اليابـــان ألمريـــكا عقبـــة أمـــام التعـــاون العســـكري بيـــن طوكيـــو ودول الخليـــج‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫للتدخل‪ ،‬ففي ‪� 29‬أغ�سط�س ‪2013‬م‪،‬رف�ض جمل�س العموم الربيطاين‬ ‫التدخ���ل كما �أن امل�ست�شارة الأملاني���ة �أجنيال مريكل رف�ضت التدخل‪،‬‬ ‫بل عندما يتذكر �أوباما رف�ضه بقراره يف ‪� 31‬أغ�سط�س ‪2013‬م‪ ،‬بعدم‬ ‫�ض���رب النظام ال�س���وري‪ ،‬ف�إنه يق���ول « �أنني فخور به���ذا القرار» بل‬ ‫يذه���ب �أن حتري�ضه على التدخل ما ه���ي �إال م�صيدة له من احللفاء‬ ‫واخل�ص���وم ال�سيا�سيني ؟ و�أنه عن طريق الرو����س ا�ستطاع �أن يخرج‬ ‫ال�سالح الكيماوي من يد النظام ال�سوري‪.‬‬

‫القيادة من اخللف واحلرب بالبديل‬

‫�إن الوالي���ات املتحدة ح�س���ب مبد�أ �أوباما تري���د �إدارة املنطقة‬ ‫والتدخ���ل من اخللف ‪ ,‬ففي ليبيا كانت �أوروبا هي املتورطة ع�سكر ًيا‬ ‫وكان���ت الوالي���ات املتحدة تعم���ل م���ن وراء ال�ستار ‪،‬‬ ‫والع���ودة ملب���د�أ نيك�س���ون (احلرب بالوكال���ة)‪ ،‬ويف‬ ‫احل���رب على الإره���اب والق�ضاء عل���ى داع�ش تريد‬ ‫الوالي���ات املتح���دة �أن تبق���ى يف اخلل���ف وتق���دم‬ ‫امل�ساع���دات الع�سكري���ة واالقت�صادي���ة واخل�ب�راء‬ ‫والتدري���ب ولكن لي�س���ت م�ستعدة للتدخ���ل املبا�شر‪،‬‬ ‫فهي دعم���ت قوات حماية ال�شع���ب الرتكي واحلزب‬ ‫االحت���ادي الدميقراط���ي الك���ردي ال�س���وري وحتى‬ ‫ح���زب العم���ال الكرد�ست���اين الرتك���ي يف مواجه���ة‬ ‫النظ���ام ال�سوري وداع����ش‪ ،‬كما درب���ت عنا�صر من‬ ‫املعار�ض���ة ال�سوري���ة مث���ل اجلي����ش ال�س���وري احلر ودعم���ت احل�شد‬ ‫ال�شعب���ي ال�شيع���ي يف العراق رغم انتقاده���ا ملمار�سته‪ ،‬وعملت على‬ ‫ح�ش���د القبائل ال�سنية �إىل جانب الأك���راد‪ ،‬و�أر�سلت خرباء لتدريب‬ ‫اجلي����ش العراقي‪ ،‬ولكن لي�س اً‬ ‫تدخل مبا�ش��� ًرا من قواتها‪ ،‬و�ساعدت‬ ‫ال���دول الإقليمية بتدريب قواتها و�إر�سال اخل�ب�راء على �أمل ت�شكيل‬ ‫ق���وة �سنية �إقليمية حلرب داع�ش وح�س���ب ر�أي الرئي�س الأمريكي �أن‬ ‫م�شكل���ة داع�ش �إقليمية وتهدد دول الإقلي���م «ولي�ست تهديد وجودي‬ ‫للوالي���ات املتحدة»‪ ،‬بل �إن التغي�ي�ر املناخي �أكرث خطر وجودي كامن‬ ‫للوالي���ات املتح���دة م���ن الدول���ة الإ�سالمي���ة (داع����ش)‪ ،‬خا�صة �إن‬ ‫م�ست�شاري���ه من اال�ستخب���ارات الأمريكية �أخ�ب�روه �أن �أهمية داع�ش‬ ‫هام�شي���ة بالن�سب���ة للواليات املتح���دة‪ ،‬حتى �أن مدي���ر اال�ستخبارات‬ ‫الوطني���ة الأمريكي���ة كالبر اعرتف يف مقابلته امل�ش���ار �إليها و�أعاد‬ ‫ما ذك���ره يف �سبتمرب من عام ‪2014‬م‪ ،‬من �أن الواليات املتحدة قد‬ ‫«�أ�ساءت تقييم» تنظيم داع�ش‪ ،‬وقال �إنه لن يرتكب هذا اخلط�أ الآن‪.‬‬ ‫ب���ل ذهب �أبعد من ذلك بقول���ه �إنه لن يتم ا�ستع���ادة معقل التنظيم‬

‫ر�أي‬

‫العـــدد ‪108‬‬ ‫يــونــيـــــو ‪2016‬‬

‫‪95‬‬

‫الرئي�سي باملو�صل بالعراق ه���ذا العام‪ ،‬و�أن الواليات املتحدة تواجه‬ ‫�صراعا طويل الأمد �سيمتد لـ»عقود»‪.‬‬ ‫ً‬

‫منع انت�شار الأ�سلحة النووية والتعاون الإقليمي‬

‫�إن �أحد �أهداف الواليات املتحدة يف ال�شرق الأو�سط منع انت�شار‬ ‫الأ�سلحة النووية ولذلك يعترب الإنفاق بني ‪ 1+5‬و�إيران يف منع �إيران‬ ‫م���ن تطوير برناجمها الن���ووي‪ ،‬حتى تبقى �أقل خط���ورة يف املنطقة‪،‬‬ ‫�إن �سيا�س���ة وا�شنطن برجماتية و�سيا�سة احل���د الأدنى‪ ،‬ف�إيران دولة‬ ‫�إقليمي���ة ورغم �أنها كانت ت�صف الواليات املتحدة بال�شيطان الأكرب‪،‬‬ ‫فريى �أوباما �أن ا�ستعمال القوة �ضدها لن يكون يف م�صلحة الواليات‬ ‫املتحدة ودول ال�شرق الأو�سط‪.‬‬ ‫ويط���رح �أوبام���ا �أهمي���ة التع���اون ب�ي�ن القوتني‬ ‫الإقليميت�ي�ن‪ ،‬اململك���ة العربي���ة ال�سعودي���ة و�إيران‪،‬‬ ‫وذلك حلل ال�صراعات الطائفية ويعرتف �أن �إيران‬ ‫هي وراء ع���دم اال�ستقرار والطائفية و�إثارة احلرب‬ ‫الطائفي���ة يف العراق واليمن و�سوريا‪ ،‬ولكن �سيا�سته‬ ‫الربجماتي���ه يف تعامل���ه م���ع �إي���ران ب�ش����أن املفاعل‬ ‫الن���ووي قد تكون برجماتية � ً‬ ‫أي�ض���ا ك�سيا�سة �إقليمية‬ ‫لإيجاد نوع م���ن اال�ستقرار ال�سيا�سي يف الإقليم وما‬ ‫يعرب عنه �أوباما (تلك م�شاكلكم يف ال�شرق الأو�سط‬ ‫وحلوها)‪ ،‬ت�أكيد على �أن الواليات املتحدة لن تتورط‬ ‫يف �صراعاته���ا‪ ،‬لأنها مل تعد القوة العظم���ى كما كانت ‪� ,‬إنها دولة ال‬ ‫ت�ستطي���ع حتمل تكاليف التدخل يف الع���امل يف ق�ضايا ال مت�س الأمن‬ ‫القومي الأمريكي ب�شكل مبا�شر ورئي�سي‪� ،‬إنه اعرتاف برتاجع قوتها‬ ‫و�إنها �أ�صبحت يف عامل متعدد الأقطاب و�إن عامل الأحادية القطبية‬ ‫قد وىل ‪.‬‬ ‫�إن النظ����ام ال����دويل متغري ولي�س ثابتًا وتب ًع����ا لذلك تتغري �سيا�سة‬ ‫ال����دول وفقا للظروف املتغرية‪ ،‬ولكن هناك من يتعامل بال�سيا�سة من‬ ‫منط����ق الثابت ولي�����س من منطق تغري الظروف والأح����وال‪ ،‬والواليات‬ ‫املتح����دة تراجع����ت كغريها م����ن االمرباطوري����ات عرب التاري����خ التي‬ ‫انهارت‪ ،‬وكما قال ادورارد جيبون يف كتابه عن �سقوط االمرباطورية‬ ‫الروماني����ة كان الف�س����اد ه����و ال�سو�س الذي ينخ����ر يف االمرباطوريات‬ ‫فتنتهي بال�سقوط‪� ،‬إنها عجلة التاريخ والبقاء هلل وحده‪.‬‬

‫مبد�أ �أوباما‪:‬‬ ‫�إدارة املنطقة‬ ‫من اخللف وعدم‬ ‫التدخل الع�سكري‬ ‫واحلرب بالوكالة‬

‫�أ�ستاذ العلوم ال�سيا�سية – جامعة الملك عبد العزيز‪-‬جدة‬

‫الهوام�ش‬ ‫‪1- Richard Hass, « The irony of American Strategy: putting the Middle East in proper perspective›, Foreign Affairs 92:57, June 2013, p.59.‬‬

‫‪94‬‬

‫العـــدد ‪108‬‬ ‫يــونــيـــــو ‪2016‬‬

‫الدميقراطي���ة‪ ،‬فكانت املقاوم���ة العراقية �أ�سرع مم���ا تخيلت �إدارة‬ ‫بو����ش االب���ن‪ ،‬و�أ�سرع م���ن املقاوم���ة الفيتنامي���ة‪ ،‬ون�صب���ت حكومة‬ ‫طائفي���ة‪ ،‬ف�ل�ا دميقراطية حتقق���ت وال ا�ستق���رار �سيا�س���ي بل �أدى‬ ‫االحت�ل�ال �إىل مقاوم���ة عراقي���ة �شر�س���ة كب���دت الوالي���ات املتحدة‬ ‫اخل�سائ���ر الباهظة‪ ،‬وكانت حملة الرئي�س �أوباما االنتخابية اخلروج‬ ‫من امل�ستنقع الأفغ���اين والعراقي للتكلفة االقت�صادية وال�سيا�سية يف‬ ‫ظل �أزمات اقت�صادية �أمريكية متفاقمة يف البالد‪ .‬وقد كتب ريت�شارد‬ ‫ها�س الذي تقلد عدة منا�ص���ب يف الإدارات الأمريكية املتعاقبة ب�أن‬ ‫الت���ورط الأمريكي يف البلدين كان كارث���ة للواليات املتحدة �أدت �إىل‬ ‫م�شارك���ة �أكرث من مليونني من اجلنود الأمريكيني يف داخل الواليات‬ ‫املتح���دة وخارجه���ا ومقت���ل ‪� 6000‬أمريكي وج���رح ‪� 40000‬أمريكي‬ ‫وكلفت الواليات املتحدة ‪ 1.5‬تريليون دوالر (‪� .)1‬إ�ضافة �إىل الوقت‬ ‫الذي �أم�ضاه �صانع���و القرار الأمريكي يف �إدارة احلربني‪ ،‬مما جعل‬ ‫�أغل���ب ال�شعب الأمريكي ال يرغب يف التورط م���رة �أخرى يف ال�شرق‬ ‫الأو�س���ط‪ ،‬وقد �أ�سهم هذا التورط يف فوز �أوباما بالرئا�سة الأمريكية‬ ‫بوعوده ب�إخ���راج الواليات املتحدة من هذه امل�ستنقعات التي ورطتها‬ ‫�إدارة ج���ورج بو�ش االب���ن‪ .‬وي�ستذكر �أوباما ورط���ة حرب فيتنام وما‬ ‫�أدى �إىل هزمية �سيا�سية للواليات املتحدة فيها‪.‬‬

‫�أوباما وحمور �آ�سيا ‪-‬املحيط الهادي‬

‫عندم���ا ي���ردد الرئي�س الأمريك���ي �أن م�صالح الوالي���ات املتحدة‬ ‫أ�سا�سا يف املحور الآ�سيوي‪-‬املحيط الهادي حيث ثلثي التجارة‬ ‫ترتكز � ً‬ ‫الأمريكية يف هذه املنطقة‪ ،‬فهي لي�ست جديدة‪ ،‬ففي بداية الثمانينات‬ ‫م���ن القرن املا�ضي ط���رح م�ست�شار الأمن القوم���ي الأمريكي يف عهد‬ ‫الرئي����س كارت���ر‪ ،‬زبجني���و بريجن�سكي ه���ذه الفكرة منب ًه���ا القيادة‬ ‫الأمريكية �إىل �أن م�ستقبل امل�صالح الأمريكية يف �شرق �آ�سيا‪ ،‬ولذلك‬ ‫�إن���ه حتى يف عهد �إدارة بو�ش االب���ن تبنى نف�س الفكرة‪ ،‬وبنى �سيا�سة‬ ‫التحال���ف الدميقراط���ي يف مواجه���ة ال�صني‪ ،‬عندم���ا طرحت فكرة‬ ‫التق���ارب ب�ي�ن دول دميقراطية يف �شرق وجن���وب �آ�سيا‪ ،‬ي�شمل الهند‬ ‫وا�سرتالي���ا واليابان والواليات املتحدة ‪ .‬ورغ���م �أن الهند مرتددة يف‬ ‫هذا التعاون خو ًفا من �إثارة ال�صني‪� ،‬إال �أن امل�صالح االقت�صادية تدفع‬ ‫دول �شرق �آ�سيا للتع���اون وم�شاركة جمموعة �آ�سيان مع ال�صني وكلها‬ ‫تقري ًب���ا تقع �ضمن �إطار منتدى املحيط الآ�سيوي للتعاون االقت�صادي‬ ‫‪ APEC‬ت�ش�ت�رك فيها دول مثل ال�صني بحجمه���ا االقت�صادي ورو�سيا‬ ‫االحتادي���ة‪ .‬وقد نبذت هذه الدول ال���ـ ‪ 21‬خالفاتها الأيديولوجية يف‬ ‫�سبيل حتقيق امل�صالح االقت�صادية يف �سبيل رفاهية �شعوبها‪.‬‬

‫�أوباما م�شاكل ال�شرق الأو�سط معقدة وحلولها �صعبة‬

‫ق���ال مدير اال�ستخب���ارات الوطنية الأمريكي���ة جيم�س كالبر يف‬ ‫مقابل���ة له مع �صحيف���ة الوتا�شنطن بو�ست يف ‪ 11‬ماي���و املا�ضي‪� ،‬إنه‬

‫ر�أي‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ال ميك���ن �إ�صالح الأمور يف ال�ش���رق الأو�سط من جانب واحد‪ ،‬خا�صة‬ ‫و�أن الواليات املتحدة تلح���ق ال�ضرر مب�صاحلها يف مناطق �أخرى يف‬ ‫حماولتها �إ�صالح املنطقة‪ .‬وكان �أوباما قد �صرح يف مقابلة مع جملة‬ ‫‪ THE ATLANTIC‬يف �أبري���ل املا�ض���ي �أن م�ش���كالت ال�ش���رق الأو�سط‬ ‫حتت���اج �أجي���ال حلله���ا‪ .‬ويلتقي كالبر م���ع �أوباما يف تعق���د م�شكالت‬ ‫ال�شرق الأو�سط‪ ،‬ويظهر �أن هن���اك �شبه �إجماع يف الإدارة الأمريكية‬ ‫�أن ان���زالق املنطق���ة يف ال�صراع���ات العرقي���ة والطائفي���ة وتع���دد‬ ‫التنظيم���ات املت�صارعة تري���د وا�شنطن �أن تبتعد ع���ن التورط فيها‪،‬‬ ‫خا�ص���ة مع تقل�ص م�صاحلها احليوية فيها فالبرتول مل يعد الأهمية‬ ‫اال�سرتاتيجي���ة للوالي���ات املتح���دة كما كان خالل الق���رن املا�ضي مع‬ ‫توفر الب�ت�رول فيها وميكن ا�سترياده من �أفريقي���ا و�أمريكا الالتينية‬ ‫وم���ع اختفاء االحتاد ال�سوفيتي وج���دت وا�شنطن م�صاحلها يف �آ�سيا‬ ‫بعي���دًا عن م�ش���كالت ال�شرق الأو�سط بعد انهي���ار بع�ض الدول و دول‬ ‫فا�شلة �أخرى وحروب �أهلية يف �أخرى‪.‬‬

‫عدم التدخل الع�سكري الأمريكي املبا�شر وال�شركاء والتكاليف‬

‫�إن حم���ور مب���د�أ �أوباما عدم التدخل الع�سك���ري املبا�شر بقوات‬ ‫بري���ة يف ال�ش���رق الأو�سط‪ ،‬كما ح���دث يف �أفغان�ست���ان والعراق‪ ،‬وقد‬ ‫�أ�سه���م ه���ذا التورط يف ف���وز �أوبام���ا بالرئا�س���ة الأمريكي���ة بوعوده‬ ‫ب�إخراج الوالي���ات املتحدة من هذه امل�ستنقعات الت���ي ورطتها �إدارة‬ ‫جورج بو�ش االبن‪ .‬وي�ستذكر �أوباما ورطة حرب فيتنام وما �أدى �إىل‬ ‫هزمية �سيا�سية للواليات املتحدة فيها‪.‬‬ ‫وي�ؤكد �أوباما على �ضرورة م�شاركة احللفاء مع الواليات املتحدة‬ ‫يف التكالي���ف �أو يف حال���ة التدخل‪ ،‬ل���ن تكون وا�شنط���ن منفردة كما‬ ‫كان���ت‪ ،‬وهذا ما �أكده �أوبام���ا يف احلالة ال�سورية �أن الواليات املتحدة‬ ‫رغم انتقادها وتهديده���ا للرئي�س ال�سوري كانت تت�شاور مع حلفائها‬ ‫الأوروبي�ي�ن �سواء يف تكلفة احلرب �أو امل�شاركة يف احلرب فعل ًيا‪ ،‬ففي‬ ‫�صيف ‪2012‬م‪ ،‬حذر الرئي�س الأمريكي الرئي�س ال�سوري من ا�ستعمال‬ ‫ال�س�ل�اح الكيم���اوي �ضد املعار�ض���ة ال�سورية واعت�ب�ر ا�ستعماله ً‬ ‫خطا‬ ‫احمر حتى �أن ت�صريح الرئي�س �أثار قلق جوزيف بايدن لأنه قد ي�ضع‬ ‫الوالي���ات املتحدة يف موقف حرج يف حالة ا�ستعمال الرئي�س ال�سوري‬ ‫للأ�سلح���ة الكيماوي���ة وهذا ما ح���دث يف �أغ�سط����س ‪2013‬م‪ ،‬عندما‬ ‫قت���ل �أكرث من ‪� 1000‬شخ�ص يف غوط���ة دم�شق‪ ،‬و�أ�صبحت م�صداقية‬ ‫وا�شنط���ن مو�ض���ع ا�ستفه���ام للتدخل الع�سك���ري‪ ،‬ورغم دف���ع رئي�س‬ ‫الوزراء الربيطاين ديفيد كام�ي�رون لأوباما ل�ضرب النظام ال�سوري‬ ‫والتدخ���ل الع�سك���ري‪ ،‬وكانت الأنظ���ار متجهة لوا�شنط���ن لأن الأ�سد‬ ‫جت���اوز اخلط الأحمر الذي ر�سمه �أوباما‪� ،‬إال �أن �أوباما ورغم غ�ضب‬ ‫حلفائه و�ضغط املعار�ضة اجلمهورية وحتى من احلزب الدميقراطي‬ ‫رف����ض التدخل الع�سك���ري �أو توجيه �ضربة �صاروخي���ة لنظام الأ�سد‬ ‫مرب ًرا �أن حلف���اءه الربيطانيني والأملان والفرن�سيني لي�سوا م�ستعدين‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫ر�أي‬

‫العـــدد ‪108‬‬ ‫يــونــيـــــو ‪2016‬‬

‫‪93‬‬

‫مرحلة بداية �سقوط الإمرباطورية الأمريكية‬

‫مبد�أ �أوباما و�أفول النجم‬ ‫الأمريكي يف ال�شرق الأو�سط‬ ‫عندما ن�شر امل�ؤرخ الأمريكي و�أ�ستاذ التاريخ بجامعة ييل‪ ،‬بول كنيدي كتابه « �صعود و�سقوط الدول العظمى‬ ‫« ع ��ام ‪1987‬م‪� ،‬أ�صيب ��ت النخبة ال�سيا�سية الأمريكية بالذهول‪ ،‬و�أث ��ار الكتاب �ضجة كربى يف الواليات املتحدة‬ ‫لأنه تنب�أ ب�سقوط االمرباطورية الأمريكية كغريها من االمرباطوريات ال�سابقة‪ ،‬وا�ضمحالل قوتها تدريج ًيا‬ ‫لأ�سب ��اب داخلي ��ة بنيوي ��ة و�أخ ��رى خارجية ك�صعود ق ��وى عظمى تناف�س الوالي ��ات املتحدة مث ��ل ال�صني‪ .‬جاء‬ ‫�ص ��دور الكت ��اب يف قمة الن�شوة الأمريكية يف عهد الرئي�س الأمريكي رونالد ريغان عند انت�صاره على االحتاد‬ ‫ال�سوفيت ��ي يف امل�ستنق ��ع الأفغ ��اين عندما كانت الواليات املتحدة تدع ��م “ املجاهدين “ ح�سب قول ريغان �ضد‬ ‫امرباطورية ال�شر‪ ،‬التي انهارت بعد ثالثة �أعوام من �صدور الكتاب‪ ،‬وكان �سقوط االحتاد ال�سوفيتي مفاج�أة‬ ‫حت ��ى للدوائ ��ر الأمريكية ومنها اال�ستخبارات الأمريكي ��ة (‪ .)CIA‬ولكن االنهيار الأمريكي يبقى ظاه ًرا وهي‬ ‫تن�سحب تدريج ًيا من مناطق نفوذها يف العامل ومنها منطقة ال�شرق الأو�سط ؟‬ ‫د‪� .‬أحمد �سليم الرب�صان‬

‫تراجع االمرباطوريات بني الربح واخل�سارة‬

‫رب����ط بول كنيدي بني ان�سح����اب االمرباطوريات وما حتققه من‬ ‫فائ����دة مادية‪ ،‬وعندم����ا ت�شعر ب�أن تكلفة تو�سعه����ا وامتدادها �إقليم ًيا‬ ‫�أك��ث�ر من فوائدها‪ ،‬ف�أنه����ا تن�سحب وترتاجع‪ ،‬وكان����ت االمرباطورية‬ ‫الربيطانية‪ ،‬االمرباطورية التي ال تغيب عنها ال�شم�س‪ ،‬وكانت تعترب‬ ‫الهند درة التاج الربيطاين‪ ،‬ولكنها عندما �شعرت مع حركات التحرر‬ ‫الوطن����ي التكلفة تفوق الربح ان�سحبت م����ن م�ستعمراتها‪ ،‬وان�سحبت‬ ‫بريطانيا من منطقة اخلليج العربي ‪1971‬م‪ ،‬عندما �شعرت حكومة‬ ‫العم����ال الربيطانية ب�أن تكلفة بقائه����ا يف املنطقة �أكرث من فوائدها‪،‬‬ ‫فاالمرباطوري����ات وال����دول تت�ص����رف يف عالقاته����ا اخلارجي����ة وفق‬ ‫مب����د�أ الربح واخل�سارة ! لقد ان�سحب����ت الواليات املتحدة من فيتنام‬ ‫بع����د �شعورها بالهزمية ال�سيا�سية واخل�س����ارة والتكلفة االقت�صادية‪،‬‬ ‫وانتفا�ضة طالب اجلامعات الأمريكية �ضد احلرب يف فيتنام؟!‬

‫الأزمة االقت�صادية وتكلفة التورط يف �أفغان�ستان والعراق‬

‫كان���ت �أح�ل�ام �إدارة الرئي����س الأمريك���ي بو����ش االب���ن‪� ،‬إدارة‬ ‫املحافظ�ي�ن اجلدد كم���ا تو�صف �أو ب�أنه���ا �إدارة برتولي���ة كما يحلو‬ ‫لبع�ض املعلقني و�صفه���ا‪ ،‬الهيمنة على برتول بحر قزوين والعراق‪،‬‬ ‫وق���د تفاو�ض���ت ال�ش���ركات الأمريكي���ة م���ع حكوم���ة طالب���ان مب���د‬ ‫�أنب���وب ب�ت�رول من بحر قزوب���ن عب���و ًرا ب�أفغان�ستان حت���ى �سواحل‬

‫باك�ست���ان‪ ،‬وعندما ف�شل���ت املفاو�ضات‪ ،‬كان���ت وا�شنطن قد �أعدت‬ ‫لإ�سق���اط طالبان‪ ،‬وجاءت �أح���داث ‪� 11‬سبتمرب ً‬ ‫عر�ضا وعجلت من‬ ‫�إ�سقاطه���ا‪� .‬أم���ا يف العراق ف����إن املحافظني اجلدد فك���روا �إ�سقاط‬ ‫النظ���ام العراقي واتخذوا ذريعة من املفاع���ل النووي و�أحيا ًنا ن�شر‬ ‫الدميقراطي���ة ومتهيدً ا للغزو والهيمن���ة على البرتول ومتويل تكلفة‬ ‫احل���رب من الب�ت�رول العراقي‪ ،‬ولك���ن املفاج����أة �أحبطت املخطط‬ ‫واملخطط�ي�ن‪ .‬فت�صوروا ت�ضلي�ًل اً �أن ال�شعب العراق���ي �سي�ستقبلهم‬ ‫بال���ورود‪ ،‬بل ذهب ريت�شارد ب�ي�رل « كما يو�صف يف وا�شنطن ب�أمري‬ ‫الظ�ل�ام « �إىل �أنه ميكن احتالل الع���راق ب�أربعني �ألفا من اجلنود؟‬ ‫وكان بريل م�ساعدًا لوزير الدفاع الأمريكي يف عهد الرئي�س ريغان‬ ‫وقد ا�ستق���ال من من�صبه بعد ف�ضيح���ة التج�س�س جلوناثان بوالرد‬ ‫لإ�سرائي���ل ‪1985‬م‪ ،‬وه���و يه���ودي �أمريك���ي‪ ،‬ودارت ال�شبهات حول‬ ‫بريل لأنه من اليهود ال�صهاينة ومن �أ�شد املتحم�سني لإ�سرائيل‪.‬‬ ‫لق���د ف�شلت الوالي���ات املتحدة يف �أفغان�ست���ان‪ ،‬فطالبان عادت‬ ‫ته���دد احلكومة الأفغاني���ة التي تديرها وا�شنط���ن‪ ،‬فرغم �أكرث من‬ ‫عقد من الوجود الع�سك���ري يف �أفغان�ستان كانت م�ستنقعا للواليات‬ ‫املتح���دة‪ ،‬و�أخ ًريا �أج�ب�رت وا�شنط���ن وجل�ست تتفاو����ض مع حركة‬ ‫طالب���ان الت���ي �أ�صبح���ت ت�سيطر عل���ى مناطق ع���دة يف �أفغان�ستان‬ ‫وتهدد ب�سقوط حكومة كابول‪.‬‬ ‫�أم���ا يف العراق‪ ،‬فلم ت�سيط���ر وا�شنطن على البرتول وال حققت‬

‫الزياين لـ (�آراء حول اخلليج)‪:‬‬

‫مطمئنون بالإجنازات‬ ‫وم�ستعدون للتحديات‬ ‫العــــــدد ‪108‬‬ ‫يـــونيـــــــــو ‪2016 -‬‬

‫ال�سعودية الـ ‪ 25‬عامليً ا‬ ‫و�إيران الأخرية يف التناف�سية‬ ‫مبد�أ �أوباما‪� :‬إدارة الأزمات‬ ‫من اخللف واحلرب بالوكالة‬

‫مـلــف العدد‪:‬‬

‫ملف العدد‪ :‬التعاون العربي ـ اخلليجي‪� :‬أهميته ‪� ..‬آفاقه‬ ‫} هزمي�ة ‪ 67‬غيرت اال�سرتاتيجي�ة م�ن «التحري�ر» �إىل �إزال�ة �آث�ار الع�دوان‬ ‫} ف�ش�ل اجلامع�ة‪ :‬مر��ض يف �سوري�ا وليبي�ا وم�وت بال�سكت�ة القلبي�ة يف اليم�ن‬ ‫} ‪ 4‬حم�ددات تر�س�م م�ستقب�ل املنطق�ة و‪ 5‬حتدي�ات تواج�ه دول اخللي�ج‬ ‫} العالق�ات اخلليجي�ة ـ الأمريكي�ة يف مرحل�ة الت�ص�دع للفرق بين التوقع�ات والقدرة‬ ‫} �إي�ران تع�اين م�ن عقدت�ي‪ :‬التدخ�ل الغرب�ي و�ضع�ف احلك�م الدين�ي الهجين‬ ‫} احل�رب عل�ى الإره�اب نذي�ر �ش��ؤم وق�د ت��ؤدي �إىل تق�سي�م بع��ض ال�دول‬ ‫} التراث الفقه�ي للجماع�ات الإرهابي�ة يعادي امل�ال واحلداث�ة واخلليج عل�ى �أجندتها‬ ‫} اخلليج ما بعد النفط‪ :‬ال�صناعات التحويلية واال�ستثمارات املحلية والبينية والأجنبية‬ ‫} م�ن هدن�ة ‪� 49‬إىل ح�رب ‪ 73‬ف�ش�ل الع�رب يف و�ض�ع ا�سرتاتيجي�ة لل�سلام �أو املواجه�ة‬

‫‪84‬‬

‫ملف العدد‬

‫العـــدد ‪107‬‬ ‫مـايـــــــو ‪2016‬‬

‫مقال‬

‫م���ا يزيد من ‪ 1.5‬ملي���ون ت�سجيلة بيبليوغرافي���ة يف جماالت العلوم‬ ‫االجتماعي���ة والإن�سانية؛ وترتبط ب�شب���كات الكرتونية توفر م�صادر‬ ‫متع���ددة للباح�ي�ن وبالن�شر وعق���د امل�ؤمترات الدولي���ة ولها عالقات‬ ‫بامل�ؤ�س�س���ات الثقافي���ة الأوروبي���ة‪ ،‬وبالتايل تعت�ب�ر م�ؤ�س�سة مهمة يف‬ ‫خدمة احل�ضارة الإ�سالمية والرتاث املغاربي؟‬

‫جامعة الأخوين والتعاون اجلامعي‬

‫تعت�ب�ر جامعة الأخوين مثاال مهم���ة لعمق العالقة الثقافية ودور‬ ‫اململكة العربية يف متويلها عل���ى النمط الأكادميي االجنلو�سك�سوين‬ ‫وتدر����س باللغ���ة الإجنليزية و�سميت جامعة الأخوي���ن لعمق العالقة‬ ‫بني املل���ك فهد وامللك احل�سن الثاين رحمهم���ا اهلل ‪ ،‬وت�أ�س�ست عام‬ ‫‪1992‬م‪ ،‬وفتح���ت �أبوابه���ا ع���ام ‪ 1995‬م‪ ،‬يف مدينة �أف���ران املنتجع‬ ‫ال�سياحي باالطل�س املتو�سط ‪ ،‬وقد جاءت فكرة اجلامعة عند حادث‬ ‫انفج���ار ناقلة نفط ايرانية قرب ال�سواحل املغربية‪ ،‬وكان امللك فهد‬ ‫ق���د خ�ص�ص ملبغ ‪ 50‬ملي���ون دوالر لتفادي كارثة بقعة النفط البيئة‬ ‫ولكن الرياح حولت اجتاه بقعة النفط عن ال�ساحل املغربي‪ ،‬وبالتايل‬ ‫مت تخ�صي�ص املبلغ الن�شاء اجلامعة مببادرة من امللك احل�سن الثاين‬ ‫وتعزيز من امللك فهد‪ ،‬وهي �صرح ثقايف ينتمي طالبه �إىل ‪ 18‬دولة ‪.‬‬

‫امل�ؤمتر اخلليجي ــ املغربي‬

‫وتتوا�ص���ل العالق���ات الثقافي���ة بتعزيزها مب�ؤمت���رات « امل�ؤمتر‬ ‫اخلليج���ي املغرب���ي» التي عقد امل�ؤمت���ر الأول له���ا يف يونيو ‪2003‬م‪،‬‬ ‫بب���ادرة تع���اون ب�ي�ن دارة امللك عب���د العزي���ز بال�سعودي���ة وم�ؤ�س�سة‬ ‫التميمي للبحث العلمي واملعلومات بتون�س وهي م�ؤ�س�سة متخ�ص�صة‬ ‫بدرا�س���ة التاريخ املغارب���ي‪ ،‬و�أن العالقة ب�ي�ن امل�ؤ�س�ستني يهدف �إىل‬ ‫�إيج���اد �أر�ضية و�صالت بحثية بني امل�ؤ�س�سات العلمية يف دول جمل�س‬ ‫التع���اون اخلليجي ودول احتاد املغرب العربي‪ ،‬من خالل امل�ؤ�س�سات‬ ‫العلمية بني املنطقتني‪ .‬عقد امل�ؤمتر الأول يف تون�س يف يونيو ‪2003‬م‪،‬‬ ‫وامل�ؤمت���ر الثالث مبدينة فا�س وامل�ؤمتر الرابع بالكويت‪ ،‬وكان امل�ؤمتر‬ ‫ال�ساد����س عقد يف مدينة ال�شارقة يف ربي���ع االخرة ‪1435‬هـ‪ ،‬وتعترب‬ ‫ه���ذه امل�ؤمت���رات عام���ل مه���م يف التعري���ف بتع���ارف الأكادميي�ي�ن‬ ‫والباحث�ي�ن مبختلف املجاالت التاريخية والعالقات الدولية والتحول‬ ‫االجتماع���ي يف هذه الدول‪ ،‬ويعترب اجلان���ب الثقايف اً‬ ‫عامل مه ًما يف‬ ‫�سبي���ل حتقيق التكامل بني الدول لأن الأر�ضي���ة الثقافية عامل مهم‬ ‫للتع���اون ال�سيا�س���ي والع�سك���ري النه يع���زز التق���ارب والتفاهم بني‬ ‫�شعوب املنطقتني‪.‬‬

‫التعاون الع�سكري والأمني واال�ستقرار ال�سيا�سي‬

‫�إن التع���اون الع�سكري ميتد �إىل الثمانينات من القرن الع�شرين‬ ‫عندم���ا كانت بع�ض القوات املغربية متمرك���زة يف الإمارات العربية‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫تتويجا لعمق العالقات بينهما‪،‬‬ ‫بطل���ب من احلكومة الإماراتية وكان ً‬ ‫وم���ع احتالل الع���راق للكويت وقد كانت دول املغ���رب �ضد االحتالل‬ ‫و�إن اختلف���ت يف م�ست���وى ادانتها‪ ،‬ف�أر�سل املغ���رب عام ‪1990‬م‪ ،‬قوة‬ ‫ع�سكري���ة يف التحالف الع�سكري لعا�صفة ال�صحراء‪ .‬وتطور التعاون‬ ‫الع�سك���ري �إىل �شراك���ة ا�سرتاتيجية يف عهد املل���ك حممد ال�ساد�س‬ ‫�أثن���اء زيارت���ه لدول املجل����س يف �أكتوبر ‪2012‬م‪ ،‬لكل م���ن ال�سعودية‬ ‫والكويت وقط���ر والإم���ارات العربية وترافق التع���اون اال�سرتاتيجي‬ ‫با�ستثم���ارات خليجي���ة يف املغ���رب‪ ،‬و�شارك���ت املغ���رب يف عا�صف���ة‬ ‫احل���زم ورعد ال�شمال والتحالف الإ�سالم���ي الع�سكري‪ ،‬ورغم تردد‬ ‫اجلزائ���ر وع���دم م�شاركته���ا‪� ،‬إال �أن التع���اون الأمن���ي يف مواجه���ة‬ ‫الإرهاب والتطرف قوية بني البلدين من خالل تبادل الزيارات بني‬ ‫امل�س�ؤولني يف دول جمل�س التعاون ودول االحتاد املغربي‪ ،‬وتدعم دول‬ ‫املجل����س حكومات املغرب �ضد تهدي���د اجلماعات املتطرفة �سواء يف‬ ‫ليبيا �أو تون�س‪.‬‬

‫التعاون املغاربي – اخلليجي ومقاومة التغلغل ال�شيعي‬

‫تتع����اون دول جمل�����س التع����اون م����ع دول املغ����رب يف مقاوم����ة‬ ‫الإرهاب حيث تنت�شر قاع����دة اجلهاد يف املغرب العربي والقاعدة‬ ‫يف اليم����ن ويكون ذل����ك يف تب����ادل املعلوم����ات اال�ستخبارية‪ ،‬ولكن‬ ‫�إح����دى جماالت التع����اون � ً‬ ‫أي�ضا يف جمال مقاوم����ة التمدد ال�شيعي‬ ‫يف �إفريقي����ا‪ ،‬فاملغ����رب العرب����ي مالكي املذهب‪ ،‬ويف ظ����ل الأو�ضاع‬ ‫االقت�صادي����ة يف �إفريقيا ت�ستغل �إيران الو�ض����ع االقت�صادي وعدم‬ ‫اال�ستق����رار ال�سيا�س����ي يف نيجريي����ا والنيجر‪ ،‬وتلع����ب املغرب دو ًرا‬ ‫ب����ار ًزا يف ه����ذا املجال‪ ،‬وكان����ت العالقات املغربي����ة –الإيرانية قد‬ ‫توترت و �أدت �إىل قطع املغرب عالقات الدبلوما�سية عام ‪2009‬م‪،‬‬ ‫ب����ل اتهمت املغرب اجلمهورية الإيرانية بالعمل على بث الت�شيع يف‬ ‫املغ����رب‪ ،‬وتبق����ى دول املغرب كما هو دول املجل�����س قلقة من الدور‬ ‫الطائف����ي لإي����ران م�ستغل����ة اال�ضطراب����ات ال�سيا�سي����ة يف املنطقة‬ ‫العربية والإ�سالمية‪.‬‬ ‫وق���د تكون هن���اك اختالفات يف التوجه���ات ال�سيا�سية املغاربية‬ ‫وال�صراع ال�سيا�سي كما هو حال العالقات اجلزائرية املغربية حول‬ ‫هموما م�شرتكة بني دول‬ ‫ال�صح���راء الغربية‪ ،‬ولكن ال �شك �أن هناك ً‬ ‫املغ���رب العربي ودول جمل�س التعاون يف ق�ضية ا�ستقرار ليبيا وخطر‬ ‫تنظي���م الدولة (داع�ش) وا�ستقرار اليم���ن وخطر املد ال�شيعي فيه‪،‬‬ ‫ويبق���ى التع���اون املغرب���ي ودول املجل�س �ض���رورة ا�سرتاتيجية لعودة‬ ‫حلم���ة متا�س���ك النظ���ام الإقليم���ي العرب���ي يف مواجه���ة التحديات‬ ‫الإقليمية والدولية‪.‬‬ ‫٭ �أ�ستاذ العلوم ال�سيا�سية –جامعة الملك عبد العزيز ‪-‬جدة‬

‫‪www.araa.sa‬‬

‫مقال‬

‫العـــدد ‪107‬‬ ‫مـايـــــــو ‪2016‬‬

‫‪83‬‬

‫ملف العدد‬

‫الأبعاد اال�سرتاتيجية للعالقات املغاربية –اخلليجية‪:‬‬

‫من القوة الناعمة �إىل القوة ال�صلبة‬ ‫يحت ��ل املغ ��رب العرب ��ي‪ ،‬واخلليج العرب ��ي كل منهما موق ًع ��ا ا�سرتاتيج ًيا ها ًم ��ا يف جناحي الوطن العرب ��ي م�شرقه ومغربه‪،‬‬ ‫ولهم ��ا �أهميتهم ��ا اال�سرتاتيجي ��ة للأم ��ن الإقليمي والدويل‪ ،‬فاملغ ��رب العربي يقع على ال�ساحل اجلنوب ��ي للبحر املتو�سط‬ ‫وي�ش ��رف كل م ��ن املغ ��رب وموريتانيا على املحيط الأطل�س ��ي حيث الرثوة ال�سمكية وم�ضيق جبل ط ��ارق املمر املائي لل�سفن‬ ‫ب�ي�ن البح ��ر املتو�س ��ط واملحي ��ط الأطل�س ��ي وح�سب ق ��ول اال�سرتاتيج ��ي الأمريكي �س ��ول كوه ��ن‪� ،‬إن املغرب العرب ��ي البوابة‬ ‫اخللفي ��ة لأوروب ��ا‪ .‬وتق ��ع دول جمل�س التعاون اخلليجي يف منطق ��ة ا�سرتاتيجية وعلى الطريق لآ�سي ��ا حيث طرق التجارة‬ ‫ونق ��ل الطاق ��ة وتتحك ��م يف مم ��ر هرم ��ز وباب املن ��دب وحيث البح ��ر الأحمر وبح ��رب العرب واملحي ��ط الهن ��دي ذات �أهمية‬ ‫للأم ��ن ال ��دويل والإقليم ��ي‪ ،‬فالعالقة بني املغرب العربي واخللي ��ج العربي لها �أبعادها ال�سيا�سي ��ة واالقت�صادية والثقافية‬ ‫والع�سكرية‪ ،‬وكنا نركز يف هذه املقالة على القوة الناعمة (العالقات الثقافية) والقوة ال�صلبة (العالقات الع�سكرية)‪.‬‬ ‫د‪� .‬أحمد �سليم الرب�صان ٭‬

‫بني الفرد ماهان ولينني والأهمية اال�سرتاتيجية‬

‫لق���د �أ�ش���ار املفك���ر اال�سرتاتيجي الأمريك���ي الأدم�ي�رال الفرد‬ ‫ماه���ان �صاحب نظرية الق���وة البحرية �إىل �أهمية اخلليج العربي يف‬ ‫مقال���ة له مو�سومة « اخلليج الفار�س���ي « العربي» والعالقات الدولية‬ ‫« وط���رح يف مقالته مفهوم ال�شرق الأو�سط الذي انت�شر فيها حمذرا‬ ‫بريطاني���ا لأهمية منطق���ة ال�شرق الأو�سط للأم���ن الأوروبي‪ ،‬ويقال‬ ‫�أن���ه �أول من نحت مفه���وم ال�شرق الأو�سط على اعتب���ار �أنه يقع بني‬ ‫ال�شرقي�ي�ن الأدن���ى والأو�س���ط‪ ،‬وخطورت���ه �إذا �سيط���رت عليه دولة‬ ‫مث���ل رو�سي���ا التي كانت تبحث ع���ن املياه الدافئ���ة‪ .‬والتحذير موجه‬ ‫لربيطاني���ا الن منظق���ة اخلليج هي الطريق ل���درة التاج الربيطاين‬ ‫« الهن���د»‪ ،‬ومل يك���ن ماهان هو املح���ذر لأهمية اخللي���ج العربي‪ ،‬بل‬ ‫�سبق���ه لذلك موحد املانيا يف القرن التا�س���ع ع�شر امل�ست�شار الأملاين‬ ‫ب�سم���ارك عندم���ا قال « �إن هن���اك مناطق ع�ش دباب�ي�ر �إذا اقرتبت‬ ‫منها‪ :‬اخلليج العربي والبح���ر املتو�سط والبلقان واملغرب ن�س�أل اهلل‬ ‫�أال نت���ورط فيها»؟؟ وما زالت هذه املناط���ق منذ القرن التا�سع ع�شر‬ ‫حت���ى القرن احل���ادي والع�شرين مثار االهتم���ام وال�صراع الهميتها‬ ‫اال�سرتاتيجي���ة‪ ،‬بل ذهب فالدميري لينني بع���د قيام الثورة البل�شفية‬ ‫‪1917‬م‪ ،‬بالق���ول « �إن الطري���ق �إىل باري�س متر ع�ب�ر املغرب « حيث‬ ‫كان���ت ثورة الريف يف املغرب �ضد اال�ستعمار‪ .‬هذا االهتمام بكل من‬ ‫املغ���رب العربي واخلليج العرب���ي ازدادت �أهميته حتى الآن مع توفر‬ ‫الب�ت�رول والغ���از الطبيعي وال�ث�روات املعدنية والزراعي���ة ‪ ،‬البرتول‬ ‫والغ���از يف دول املجل�س ‪ ،‬والبرتول والغ���از يف كل من ليبيا واجلزائر‬ ‫والفو�سفات والزراعة يف املغرب وتون�س ‪.‬‬

‫العالقات الثقافية‪ :‬م�ؤ�س�سة امللك عبدالعزيز بالدار البي�ضاء‬

‫متت���د العالق���ات املغاربي���ة –اخلليجي���ة لعق���ود طويل���ة‪ ،‬وبعد‬ ‫ا�ستقالل دول املغرب العربي وفيما بعد دول املجل�س عمت العالقات‬ ‫ال�شخ�صي���ة بني قادة هذه الدول‪ ،‬ال�صداقة والتعاون ثم تطورت �إىل‬ ‫عالق���ات م�ؤ�س�سي���ة‪ ،‬ونالحظ �أن منظم���ة امل�ؤمت���ر الإ�سالمي والتي‬ ‫تع���رف الآن مبنظم���ة التع���اون الإ�سالم���ي‪ ،‬ت�أ�س�ست مب�ؤمت���ر القمة‬ ‫ال���ذي عقد يف الرب���اط يف ‪� 25‬سبتمرب ‪1969‬م‪ ،‬ب�سبب حرق امل�سجد‬ ‫الأق�ص���ى‪ ،‬وكانت دول املغرب ودول املجل�س يف دعم تا�سي�س منظمة‬ ‫امل�ؤمت���ر وخا�صة املغ���رب وال�سعودية بقيادة املل���ك في�صل‪ .‬وازدادت‬ ‫فيما بع���د البعثات الدرا�سية التي تقدمه���ا ال�سعودية البناء املغرب‬ ‫العربي وخا�صة يف اجلامعة الإ�سالمية‪ ،‬ثم توجت العالقات الثقافية‬ ‫ب�ي�ن البلدين بت�أ�سي�س م�ؤ�س�سة امللك عبد العزير �آل �سعود يف مدينة‬ ‫ال���دار البي�ض���اء يف ‪� 23‬ش���وال ‪1405‬ه���ـ‪ ،‬ب�أمر من خ���ادم احلرمني‬ ‫ال�شريف�ي�ن املل���ك عبد اهلل بن عب���د العزيز ويل العه���د �آنذاك وهي‬ ‫م�ؤ�س�س���ة ثقافية تقدم خدمات جلى البناء املغ���رب‪ ،‬وتهتم امل�ؤ�س�سة‬ ‫بخدمة البح���ث العلمي يف جماالت العل���وم االن�سانية واالجتماعية‪،‬‬ ‫وخا�ص���ة خدم���ة الباحث�ي�ن والأ�سات���ذة وامل�ؤ�س�س���ات اجلامعي���ة يف‬ ‫املغ���رب‪ ،‬و تتوفر باملكتبة حت���ى دي�سمرب ‪2013‬م‪ ،‬جمموعات غنية‬ ‫م���ن الوثائ���ق تناه���ز ‪ 665.900‬جمل���د ووح���دة توثيقي���ة ‪ ،‬وقاعدة‬ ‫بيانات �شاملة حتتوي على �أكرث من ‪ 8000‬دورية كاملة الن�ص‪%50 ،‬‬ ‫منه���ا تهم العل���وم الإن�سانية واالجتماعية‪ ،‬بواب���ة خا�صة بالدوريات‬ ‫املتخ�ص�ص���ة يف العل���وم االجتماعي���ة والإن�سانية باللغ���ة الفرن�سية‪.‬‬ ‫ت�ض���م حاليا ‪ 397‬دورية وقاعدة بيان���ات بيبليوغرافية‪ ،‬حتتوي على‬

www.araa.sa

106 Oó```©dG 2016 CCCCCCM|CC+(*

c H

54

2w G* H f£m£-*Æ~6°* wG Í~| D f£+x D* dg D* f /x-H ¯b jD* 4*¡²* ¯ b ²b~|E @@ £ pg+ b@@ Eb gG* I]@@ E z - Í@@ ~| D f@@ Eb~{D* b£~6%* x@@ ~7 ¯ ibJ°¡D* @@ E *]~|D* @@ z£DH ¥¡@@ £~6%°* ex@@ D* expC b +4bG Ì+ ¢ < b@@ E¡mG h ~7 b+b£D* &* ¤ - Í@@ ~|DbA ¯ f£ JxE&°*– f£Fb+b£D* fJ2b~|gB°* qDb~|´* *x~8 ¯ f@@ £Bbcg~6* ,]pg´* ibJ°¡D* E bE*]~8 Ix- ° Í~|D* DH ¥2b@@ D* £p´* f E £ ~{g+ i&*]+ ¥¡£~6%°* ex D* ¯ b@@ Db~|E / &° bBx~7 ¢g0 f£EÉ~6(°* ¢ ~6¡D* b£~6%* H2 E b -bBÉ<H Hb g D ¥b ~7 Í + g~z- ,]pg´* ibJ°¡D* gCx- *xA ~6¡g´* xpcD*

¥ MyH&±* G*K g¤ ¤ }G* g¤-c /ÅG* f£~6bE¡ +]D* f@@ £-b /ÄDb+ @@ g g- Í~|D* (* x~{D* ¯ f@@ £ £ B(°* H]@@ D* Í+ ibAɳ* @@ =xA wG ¤ £~|D* z£)xD* ,4b@@ J5 h ~7 ] A @@ ~6H&°* &° b@@ -bAÉ1 =4 ix@@ C3 ¤@@ gD* lÉjD* H]@@ D* Í~|DbA µb D* ¯ HÆ@@ c D 24¡g~zE ÄC&* Í@@ ~|D* b@@ < b£K E¡J @@ £Ex+ ÍJÉE f@@ g~6 i24¡@@ g~6* ¡@@ £ E b@@ G2*Ìg~6* @@ ~|J &* @@ B¡g´* @@ EH b@@ < ¯H b< @@ E b£K E¡J @@ £Ex+ D 4]~|E ÄC&* fJ2¡ ~zD* f£+x D* f ´* hFbC K * Í~|D* DH Í~| D b -bBÉ< £ gD ¢ ~z- b~¦J& ¥b ~7 f@@ E ¶(* b ~¦FÉD b@@ <2H *xJ(* @@ E f@@ J2b~|gB°* i*¡ ~6 ¤ A @ b E ¤-*4bcsg~6°*H ¤ E&°* Hb gD* ,2bJ5H Hb g D ¯ ¤+H4H&°* 2b@@ «°* ¢@@ < Í~|D* h@@ B¡ - *x@@ J(* ¢ < 4b@@ ~|²* i*4b£ E b £+ 2bcgD* m0 bC ] A ¥4bmgD* 2b@@ cgD* m0 b -°* ] + DH " *4°H2 4b@@ £ E ¶(* b< y@@ B 4°H2 f£+H4H&°* ibCx~{D* iw1&* ] A f<¡ ¸H *xJ(* Í+ ¥H¡@@ D* Á*xJ(°* z£)xD* ,4bJ5H i*4b@@ jg~6°* ¢ < ¡~|p D *xJ(* Hy bm´* *wG ¯ @@ 1]J b£Db J(*H b~zFxA f@@ £+H4H&°* H]D* @@ ¦ cD µb D* @@ E b -bBÉ< @@ £ gD bEb gG* È@@ C&* Í~|D* @@ mJ *w@@ GH f£Ab jD* ibBÉ D* y@@ Jy gD ¯b jD* b Eb gG* @@ E x JH ¤+x D* E ¥x ~z D* Hb gD*H fBb D* E&* £ «H ¥4bmgD* Hb g D b K <2 ,]pg´* ibJ°¡D*H @@ £)*x~6(* J *wGH "rÉ~zD* ib@@ ~8 É1 i*4b~¦²* *]~8 +bgC ¯ ¡gm g G £)¡ ~8 £D(* 4b~7&* bE *wGH f£~6¡£~7¡ D* ,4b@@ ~¦²* Í+ @@ DbpgD* E ~7*H x@@ Jw« @@ E ¢ < x ³* ¡@@ m g G x F ¯ b@@ F&° "f@@ £EÉ~6(°* ,4b@@ ~¦²*H "f£+x D* ,4b~¦²*

~6¡g´* xpcD* &* k@@ £0 fJ2b~|gB°* qDb~|´* f@@ Jb ² fJxpcD* ] A b -*3 ,4Hb ´* E ] +&* + @ xJx²* Jx: £D(* ¤ g - ¥wD* ¡G jE ~6¡g´* `:*¡~7 ¢ < `F*¡´* ¦ + fFb£~8 ¯ Í~|D* h ~6&* bF¡£D* ¯Piraeus $b £E b £ < ~|« ¤@@ gD* fBb D Í~|D* b@@ £ - ¤gD* f@@ £ G&°* (* ~6¡g´* x@@ pcD* x~7 f@@ £ G&* ]J*y-H @ ¤@@ +x D* n@@ £ ³* H2 @@ E ]/*¡g+ g - b / @@ £ < ¤ £c D* 5b D*H HÆ@@ cD* b~{gC* ]@@ + xpcD* ¯ f£ £~|D*– f£~6HxD* f@@ JxpcD* ,4Hb ´bA fJxpcD* b@@ -¡B f@@ JxpcD* ,4Hb@@ ´* b@@ < b@@ g c~6 ]@@ B h@@ FbC @@ ~6¡g´* f@@ J]´ ¥x@@ pcD* $b@@ £´* ¯ ¡@@ JbE f@@ £~6HxD* f£ £~|D* ]g­ b -*4Hb E hpc~8&* Í~|D* &* ¢ § Í~|D* x~7 ¥b@@ ~7 ~6¡g´* xpcD* k£0 b +x= ¶(* b£~6%*4H&* x~7 E b@@ < ¯ ix@@ /*& ]B Í@@ ~|D* h@@ FbCH f£CÆD* f@@ J¡±* i*¡@@ D* Í+ f@@ Jx ~z< i*4Hb@@ E ,4Hb@@ E H&* h@@ FbCH b@@ £Cx- @@ ~6H ¯ f@@ £ £~|D*H ¡-b D* @@ 0 ¯ ¡@@ ~¦< fDH2 @@ E Í~|D* b@@ Jx© ¯ ¤@@ ~6HxD*H ¤@@ £~|D* 2¡@@ /¡D* (b@ @A @@ Dw+H 2¡/¡D ¤ JxE&°* 4b @@ g0°* ¤@@ J ~6¡g´* x@@ pcD* 2¡/¡D* (* ~6¡g´* x@@ pcD* ¯ 62b~zD* b D¡ ~6&* b ²b~|E fJH*5 @@ E £D(* x J ¤ £~|D* ¥x@@ pcD* ¤ 1*]D* b E&* fJH*5 E b~¦J&* DH fJ2b~|gB°* 4*x g~6* ]@@ < E Áb - ~6¡g´* x@@ pcD* x~7H e¡@@ / f@@ A l*]0&°* i*4¡ - dB*x- fJxpcD* b -¡B 2¡/H É1 EH ¤~6b£~6 b GH Í~|D* ¤B ~zE ¡£ E b A b £ < ib@@ c- E b D b´ ¤ £~|D* 2b ~9°* dc~z+H f@@ ~z´* f£ B&°* b E Áb - iÉ ~{E ¥wD* Ábg~zCÆD* ¤@@ EÉ~6(°* ey²* ~{- Í£ £~|D* Í@@ ~z D f£EÉ~6(°* f@@ Cxp D 2*]gE* ¡GH b@@ J4¡~6 ¯ x~8b < @@ ¦ + @@ -b b £ < * K]J] - f£ £~|D* fE¡ ²* Äg - ¥wD*H f£Bx~{D* bg~zCÆD ¯ Í~|D* qDb~|§ f c-xE fJxpcD* ,¡ D* &* 0ÉF DwDH f ~8x D* ,24b EH ¥] D* £p´* ¯ b D¡ ~6* f@@ £+x D* f ´* ~6¡g´* xpcD* ¶(* 2¡/H ]gÂH

gMyqdG* ,¢ G* Î }G* rGc }H gHw´ ,24c HK g µc+ 2w hG*K g 8y G* 6¢hµ* °

~M~ G* zg< G* j Hf/ – jª 6fª G* § G* 3fk 6&* @

g¤Dc kG* g¤n¤-*Ç 6ÊG gMy { G* ,¢ G*K 2c }hE±* H fJ2b~|gB°* b@@ ²b~|E @@ £ « Hb@@ « Í@@ ~|D* &* x@@ JH f@@ ~8b1H f@@ p ~6&°* ib@@ ~8 @@ £+H f@@ JxpcD* ,¡@@ Db+ b@@ GyJy g+ ¯b jD* dFb±b+ @@ g - b~¦J&* iw1&* b F(bA f£g~6ÉcD* t@@ J4*¡~|D* z£~6&b- ®H b £A f~6*4] D ¤+x< dDb: D* h c g~6* Í~|DbA f£+x D* H]@@ D* ¯ @@ 6¡£~7¡ F¡C ]@@ Gb E E * K]@@ E x~{< ]@@ 0&* f Eb±* @@ z£~6&b- ¢@@ < f£F24&°* f@@ E¡ ²* @@ E Í@@ ~|D* h@@ -*H £ gD ¢ ~z-H ÌcC ¤ £~8 ¯b@@ . r¡ : ¡GH f£ £~|D* @@ f@@ £F24°*

53

106 Oó```©dG 2016 CCCCCCM|CC+(*

c H

www.araa.sa

2w G* H

¤ JxE&°* *x~|D* h@@ 0 ¤gD* f£m£-*Æ~6°* ¤@@ GH µb D* f£ + IÄC ,¡ C Í~| D b g£ G&*H ,24bcD* ex@@ ²* ¯ ¤@@ g£A¡~zD* – $b c+ Í~|D* iw@@ 1&* DwDH ,4b@@ mgD* x@@ :H fBb D* 42b@@ ~|E ¶(* ¢ ~6¡D* b@@ £~6%* Ä< b -4b© +ÆD ,]@@ J]±* xJx²* @@ Jx: fJxpcD* ,¡ D* iw1&* D3 f£ G&°H b+H4H&*H ~6H&°* x~{D* *¡~6&* ]< n£ 1H ¤ JxA&°* x D* ¯ fJxpcD* f ~8x D* 24b - f£ £~|D* b £D(* fBb D* FH b -4b© ¡ 1 fJb ²

6¢hµ* yqdG* ° ¥ ¤ }G* ¢ 6&±* @@ ¦ + 2¡@@ /H f@@ £ £~|D* f@@ £m£-*Æ~6°* ¯ @@ ´* ¡@@ pgD* (* /¡g- ,x@@ E H&°H ~6¡g´* x@@ pcD* ¯ ¤ £~|D* ¡@@ ~6&°* @@ B ¦ + b A*x- 2¡~6&°* x@@ pcD* E Weifang H Linyi b@@ g:bBx D* ~6¡g´* xpcD* ¯ fJxp+ ,4Hb E bJx©H ¤~6HxD* ¡ ~6&°* B h+w/ Í~| D ¶H&°* Ä@@ g - ¤gD* ,4Hb@@ ´* w@@ G ¡@@ JbE ¯ ,¡ D* ]@@ J]±* Í@@ ~|D* @@ /¡gD Í@@ £m£-*Æ~6°* Í@@ p´* b@@ cgF*

*x D* H&* bg~zFb A&* ¯ z£DH b£~6%* ¯ 4xN JO f£~6b£~zD* b£A*x ±* ] D Z f@@ )bB l]²* d@@ B ¯ ,]@@ pg´* ib@@ J°¡D* ¡@@ - &* d@@ mJH f~6b£~z D b£~6b~6&* bCx@@ ¹ a2b D* £p´*H b£~6%* f E h@@ pc~8&* Íg£ JxE&°* `@@ :*¡~7 ¶(* fJ] D* ,4b@@ D* c~7 E ]g­ f@@ £´b D* +*ÆD* 5y gJ ¥] D* £p´*H a2b D* £p´*– ~¦-H f£+x D* {£ J f@@ £m£-*Æ~6°*H @@ p~{D* É@@ 1 E È@@ Cb& A ÈC&* b@@ £+ ibCxp´* E *ÌcC *2]@@ < ~¦-H µb D* b ~6 @@ ~|F ¡pF b@@ £A f )bB 4]~|g- ¤gD* *] cD* DwCH ¤´b D* 2b@@ ~|gBÉD f£~6b~6&°* E ]J] D* b~¦J&* b@@ £AH f_£A2 i*5b@@ = ib.b cF° fcc~z´* H]@@ D* ] D*H Í~|D* @@ jE f ´* f_~7b D* I¡ D*H Í@@ £~6b~6&°* b@@ )b 0 Y b£~z£FH]F&*H f£~6b£~zD* b@@ £A*x ±* @@ c g~zE (b@ @A Í~| D f@@ c~z Db+ @@ DH b ²b~|E k@@ £0 b£ JxA&*H @@ ~6H&°* x@@ ~{D*H b@@ £~6%*4H&* ¤@@ G b@@ D fAb0 ¢ < x £~zJ E Z b@@ £c~6 fJx F f g~zE f@@ J2b~|gB°* ¢ < x £~zJ b£~6%*4H&* ¢ < x £~zJ EH b£~6%*4H&* ¢ < x £~zJ z+b£D*

gDc0 £ < y ¤ {M H c ¤d 6 gMy I h {- Î + ¶c G* £ < y ¤ {M . c¤ 6%*4K&* £ < y ¤ {M g {+c¤G*

www.araa.sa

c H

106 Oó```©dG 2016 CCCCCCM|CC+(*

52

2w G* H »µjôeC’G QɵàM’G »¡æj §°SƒàŸG ‘ »æ«°üdG OƒLƒdG

á«aÉ≤ãdG áHGƒÑdG ÈY ÉHk ôZ ¬LƒàJ Ú°üdG f ´* ~6H&°* x~{D* ¯ f£ £ B(* H2 lÉ@@ jD ,4bJy+ ¤~9b´* xJb J x ~7 ¯ Fb£+ Í/ ¤~7 ¤@@ £~|D* @@ z£)xD* b@@ B xJb J E x@@ ~{< kDbjD* ¯ f@@ £ £~|D* fE¡ ²* i4v@@ ~8&* ¡c~6&b+ @@ -4bJ5 @@ cBH *x@@ J*( H x~|EH f@@ J2¡ ~zD* f@@ £+x D* f£+x D* f Eb±* ¯ @@ +b 1 ¯H China›s Arab Policy Paper f@@ £+x D* Í@@ ~|D* f~6b£~6 @@ < f@@ B4H ,x@@ E H&°H ¤@@ ~9b´* µb D* E Hb@@ gD* ¯ f£ £~|D* *v@@ G&°* ¤ £~|D* @@ z£)xD* y/H&* ·b@@ ²* b D* E x@@ Jb J @@ E @@ Jx~{ D*H Áb@@ jD* ,x A Í + ¯ v ´* ¤+x D* ¤ £~|D* Hb gD* Ivg ´ ¥4*5¡D* b g/°* ¯ h0x: 2014 ¡£F¡J ¯ Z D¡ + ¤+x D* 3bs-* ¯ f j g´*Y3+2+1Z Hb@@ - f@@ D2b E £ ~{- gJ k@@ £p+ Jx D*H *y²* $b@@ + ¯ ¤+x D* @@ @ ¤@@ £~|D* 4b@@ ~{gD* i*3 i°b¸ 3H Í0b mC i*4b jg~6°*H ,4bmgD* £ ~z-H f£gpgD* f£ cD* ·b¸H ¤~z£)xD* 4¡p´bC fBb D* b¸ Y *Æ1* b C ,vJv±* f@@ Bb D*H f£<b ~8°* 4b B&°*H $b~} D*H f@@ JH¡ D* fBb D* ~{- f@@ Ev gE b@@ £/¡D¡ b+K x= /¡gD*H f£+x D*– f£ £~|D* ibBÉ D* ¯ ¤~6b~6&* 4¡p C ¥2b~|gB°* Eb D* 4H2 x JH @ b~8ÄD* £ ~6 v 0&* 2

]BH f~z~6'¡E $b~¦<&* H]C f£gpgD* f£ cD* ¯ 4b jg~6ÉD ¥¡@@ £~6%°* m0 &b+ @@ £E C b£~{- ¤@@ £~|D* ,4bmgD* x@@ J5H d)bF 2b@@ A&* b< ¯ + ]B f£+x D* H]D*H Í~|D* Í+ ·b /(°* ,4bmgD* x~7bc´* ¤@@ £~|D* 4b@@ jg~6°* ]@@ £~84 &*H 4°H2 4b@@ £ E > 4°H2 i*4b@@ £ E ,x~{< b D* @@ z F ¯ + ]B f@@ £+x D* H]@@ D* ¯ Í~|D* ¯ f£+x D* H] D f@@ £ D* i*4b jg~6°* ]£~84 ~8H b@@ £+ 2bcgD* m0 ~|J &° Í~|D* ¢ ~z-H ¤ JxE&* 4°H2 4b@@ £ E > 4b£ E ¶(* 2b D* ] D* ¯ f£+x D* H]D*H b £+ ¥4bmgD* 4b£ E ¶(* b~¦J&* ¤@@ £~|D* 4b jg~6°* m0 @@ ~|J &*H 4°H2 ¤ JxE&* 4°H2

c+y= Î }G* iG¢qhD cEy 7 ¥ MyH&* {Dc ¯ ¤-&bJ ~6H&°* x~{D*H b£~6%*4H&* b©* b+K x= Í~|D* /¡- (* D3 < iÄ< b C bBx~7 ,]pg´* ibJ°¡D* £A mg- ¥wD* hB¡D* c g~zE &* ¡g C ¥4É@@ G f +b~zD* f£ JxE&°* f£/4b³* ,x@@ J5H

fy G My 7 ÅF&* Âc. Î }G* Áb. ¤ £~|D* @@ z£)xD* xC3 bE d~z0 ¡£D* Í~|D* Ä@@ g - i°Hb E 2¡@@ < *x+(* ®H ¤@@ +x D* µb@@ D ¥4b© @@ Jx~7 Ä@@ C&* ®H 4°H2 4b@@ £ E > f@@ £+x D* H]@@ D*H Í@@ ~|D* Í@@ + ,]@@ J]/ Í~|D* Í+ ,x²* ,4bmgD* f § f~8b³* ib~9Hb ´* b@@ _g~6* f£ £~|D* f D* f~8b ´ *yCxE £B&*H ¤m£ ³* Hb gD* z ¸H qggA*H Æ~{´* 4b jg~6ÉD ÍBH] ~8 £ ~{- ®H f£+x D* H]D* ¯ $b~{F(* ¢ < -*H b£/¡D¡ gD* D ¤+x D* ¤ £~|D* yCx´* b£K ~64 9x ´* ¯H fJH¡ D* f@@ Bb D ¤ ~zD* *]sg~6ÉD @@ £G&bg D yCxE f £ + ib<Hx~{E ¢ < £B¡gD* ® ¤@@ +x D* ¤ £~|D* ¡c~zC(° ÁbjD* b K E *4K b@@ :(* 9x ´* q@@ c~8&* k£0 ¤@@ £~8 *¡@@ J 4b@@ £ E Jx D*H *y²* $b + ¯ ¤+x D* ¤ £~|D* 4b~{g D Áb . E f@@ £m£-*Æ~6* fC*x~7 ib@@ BÉ< Í~|D* h@@ EbB&* ]@@ D $b + ¯ f@@ £+x< H2 h@@ ~6H Í~|D* Í@@ + b@@ -°* ®H f@@ £+x< H2 @@ cD* ¶(* f@@ £+x< H2 @@ c~6 h@@ ~¦F* b@@ C @@ Jx D*H *y@@ ²*

j*4c¤ H 10K g¤+y G* KwG*K Î }G* Î+ ,4cnhG* n0 4±K2 4c¤ H 251^2 Î }G* ° g¤+y< j*4c kh 6* 4c¤ H 3^1K fy G* LwG g¤ ¤ 8 j*4c kh 6*

¿ÉæÑd ™∏àHG ¬∏dG ÜõM É¡LQÉN Oó“h .. Üô¨∏d ádhódG :¿GôjEG Üô©∏d äÉ«°û«∏«ŸGh

106 ĉĊ ĬĿí 2016 ľ œĎ ñç

CGõéàj ’ øeC’G :è«∏ÿG ∫hO

:2z G* CC CH

äÉjóëàdGh 샪£dG :á«æ«°üdG ` á«é«∏ÿG äÉbÓ©dG k k É`jôµ°ùY á`«°ûeÉg .. É`jOÉ°üàbG á`jƒb á`«æ«°üdG ` á`«é«∏ÿG äÉ`bÓ©dG } §`≤a á`jOÉ°üàbG ’ á`«é«JGΰSG á`cGô°T ó`jôj è`«∏ÿG :Ú`°ü∏d á`dÉ°SQ } É`¡∏Ñ≤à°ùŸ Ú`°üdG É`ª¡LÉà– Ú`«é«JGΰSG ø`jÒ¨àe ∂`∏à“ è`«∏ÿG ∫hO } ܃`©°ûdG äÉ`«°Uƒ°üN ΩGÎ`MGh á`«ªæàdG ó`jDƒJh »`Hô©dG ™`«HôdG ¢`†aôJ Ú`µH } á«bÉH ɵjôeCG ™e á«é«JGΰS’G äÉbÓ©dGh á«∏Ñ≤à°ùe iƒ`b Ú°üdG iôJ ájOƒ©°ùdG } Ò°ü≤dG ióŸG ≈∏Y á«côMh πjƒ£dG ió`ŸG ≈∏Y á«∏µ«g ájOƒ©°ùdÉH ÉæàbÓY :Ú`µH } Ú`°üdG IQOÉ`¨Ÿ Ö`gCÉàJ %15^3h É`gAÉ≤H ™`LGôJ á`«µjôeC’G äÉcô`°ûdG ø`e %33^6 } Q’hO QÉ`«∏e 45 É`ª¡æ«H IQÉ`éàdG º`éMh ¿Gô`¡W ™`e É`¡àbÓ©H »`ë°†J ø`d Ú`µH } á`aÉ°üM É`gƒëf ´É`aóf’G Ωó`Yh è`«∏î∏d á`«µjôeC’G äÉ`fɪ°†dG ô`aƒJ ø`d Ú`°üdG } ΩÉeC’G €EG á`«æ«°üdG ` á`«é«∏ÿG äÉbÓ©dÉH ™`aój .. ɵ`jôeCG »`∏îJh ÜÉ`gQE’G »`eÉæJ }

49

100 Oó```©dG 2015 ô``Hƒ```àcCG

c H

www.araa.sa

2w G* H *yM(* ·(* gMwJ *y G* wE ¥E*y G* |¤²* 0 g+y ~G* n< K4¢¤Gc+ G* ¤+ Ê<(*K 7*K *Ç<c+ C +b~zg-H *x D*H b@@ J4¡~6 ¯ ¤ )b D* *x~|D* @@ g~z- b£Fb Jx+ ¥H¡ D* <b ´* f£Bb -* £B¡- ] + *xJ(* ¯ i*4b jg~6°* ¢ < b E b £+ i*4b ~zD* qgA *xJ(*H b£Fb Jx+ hD2bc- *Ì1&*H Á*xJ(°*

w0*K yMy 6 ° c 6 G*K Âc ¤ 6 6cE *˲* ] + f£ JxE&°* i*¡ D* g+42 ¥wD* ¤ )b D* ¤B*x D* {£±* (* (* {<*2 bE&* bGÌ=H ~8¡´* @@ E dp~zF* ¤B*x D* {£±* @@ 0 ·*¡0 bEb+H&* @@ ~64&* JwD* Í£ JxE&°* ÍJx ~z D* @@ J4b~{g~z´* ¯ d / ¶(* b@@ c / ¤@@ c ~{D* ]@@ ~{²*H f@@ £F*xJ(°* i*¡@@ D* @@ E f£ JxE&°* f£ p~|D* xJ4b g D b AHH f£B*x D* fJx ~z D* ]@@ <*¡ D* f@@ £ JxE&°* i*¡@@ D* (b@ @A Bloomberg View ¡@@ £F¡J ]BH 4bcF&°* ¯ fJx ~z D* ]@@ gD* ,]<bB ¯ b E f£ £~{D* i*¡@@ D*H z m§ fJx ~z D* ibE]³* f ± z£)4 ÍCbE ¡/ 4¡-b ~zD* < iÉ)b D* 4¡ ~7 rxmJ @@ < F(* ” D¡ + Hb gD* *wG ¢@@ < u¡@@ £~{D* ib£~{£ £´* E i*¡ ~6 x~{< cB bG'Hb +&* gBH rx/ ¤gD* f@@ £ JxE&°* GH rÉ~zDb+ @@ G]JHy-H $°'¡@ @G @@ <2 ¡ J @@ £ A f@@ £ £~{D* ,]pg´* ibJ°¡D* fBÉ D ~8H +&* @@ DH "“ zE&°b+ $*]<&* *¡@@ FbC THE WEEK f@@ £Fb JÄD* f m´* É= ¡@@ G *x D* ¯ *xJ(* @@ E 6] D* £A ]@@ )bB Áb £ ~6 *Ê@@ ±*H b~6 @@ D* i4¡~8 b@@ E] < Ég0°* ]@@ +H "" ]0*H x@@ Jx~6 ¯ Á*x@@ J°( * ¥4¡@@ jD* @@ 6x²* ¯ ¢~9¡ D* ¯ @@ gCx- EyD* @@ E ] < E ÈC&° *x@@ D ¤@@ JxE&°* qDb~|D* $b´*H $b+x D*H E&°* *] F*H 2b~z D*H x D*H f@@ £~6b£~zD* {£ Db+ dDb - f£B*x D* ]@@ ´* 4*¡~7 ¯ i*xGb ´*H b@@ g~6ÉD hC4b~7 &* ] + {<*2 f+4b¹ 4b ~7 h« *x@@ J°( g ~6H Ãx D* *x@@ J(* @@ g- &* ¶(* i2&* ,]@@ pg´* ib@@ J°¡D* (* "" b@@ g<b ~8 ¯ ibBÉ D*H f£ £~{D* @@ /*x´* É1 E b£ J2H b@@ Jx ~z< *x@@ D* ¯ fJ2b~|gB°* °H @@ E&°* b@@ « µ b@@ E ,]@@ pg´* ib@@ J°¡D*H *x@@ J(* @@ DH ]´* 4*¡~7 ¯ *x@@ 1¡' E h/x1 Ì@@ Gb ±*H *x D* ¯ 4*x@@ g~6°* b <]D ,]@@ pg´* ibJ°¡D*H *x@@ J(* ]~9 @@ g J b ~¦ +H f@@ £B*x D* 24*¡´b+ ¤@@ = ]@@ + ¯ *x@@ D* h@@ c F ,]@@ ~6bAH f@@ £ )b: ib@@ E¡ 0 " b£´*H fBb D*H fJ2b~|gB°* ~M~ G* zg< G* j Hf/ jª 6fª G* § G* 3fk 6&* @

D* x~z J *w@@ GH 24¡@@ J2 ]J]±* bC4&°* @@ z£)4 b@@ ~zD ¢@@ < 2b«°* ey@@ 0 ¶(* <2H 2*x@@ C&ÉD @@ ~7*H <2 @@ E ¤@@ CÆD* fJb 0 i*]0HH fJ2x D* e*y0&°* 5x@@ +&* Ábg~62x D* ¤:*x Â]D* ¥]J'¡E E ¡@@ GH ~zE qDb~8 f@@ Eb<y+ bJ4¡~6 ¯ f@@ J2x D* d@@ ~{D* f£EÉ~6°* fDH]D* £ - -b J ey²* &* ¤ JxE&°* 4Ä´*H ]~6&°* fDH2 b E q ~z- @@ D 2É+ &b+ ¤CÆD* z£)xD* b@@ BH {<*2 < ix~{F ]B f£CÆD* fAbp~|D* h@@ FbCH bJ4¡~6 b ~7 ¯ 2*x@@ C&ÉD ix £~6 ¤@@ gD* :b ´* ¯ b@@ CÆD*H ex D* ]@@ ~9 f£Bx< f@@ £ ~| {<*2 E b DbgB ¯ b £ <

GK cI4x0 DIA g¤<cDwG* j*4cdth 6±* gGcFK yMwH Jx D* ]C'¡J f@@ ´* ¯ f@@ £ JxE&°* f@@ ~6b£~zD* ¯ @@ csgD* (* f£<bA]D* i*4b@@ csg~6°* fDbCH 6&*x- ¥w@@ D*H Í A JbE ]@@ <b g´* É1 f£ JxE&°* ,4*2(°* @@ z<b - f£ £CH H ¤@@ Eb< Í+ “fJx~6” f~6*42 &b+ Í A ¡ £A fJ4¡~zD* ex²* E ¶H&°* f ~zD* ®H z ~z=&* ¯ DIA f£<bA]D* i*4bcsg~6°* fDbCH b@@ -x/&* E i4w0 ibE¡ ´* fJx0 ¡FbB h« ¡JbE ¯ £ < É:°* 2]~{gE ¤ ~6 d£/ $b~{F(b+ q ~z- &* ´* EH bJ4¡~6 ¯ ¢~9¡ D* f£<bA]D* i*4bcsg~6°* B¡-H 2ÉcD* x~7 fJH*xp~|D* f ´* ¯ K ¢ < h<5H f~6*4]DbA Í A ¡B d~z0H {<*2 fAÉ1 2¡ ~|D É A &* x JH f£ JxE&°* f£/4b³* ¢g0H f£ JxE&* i*4bcsg~6* fDbCH Levant Report ¯ ¡G 2*x+ ¡ J b CH *2¡~| E xJx g D GbmgD* ] gE 4*xB fAx g´* i*4b£g D f E b@@ £ D 2¡~| E GbmgD* &* b BÆsJ E ]© hFbC f@@ Ax g´* ib@@ <b ±bA A Willful Decision +b~6 ¤ ~| B ;¡E b@@ B b C 4x g- bg~zFb A&* f+x© ¡ - ]@@ BH i*4bcsg~6°* &b+ b ½Ä~6 JbE f£ JxE&°* f@@ £/4b³* ,4*5H ¯ ¯ bg D* @@ £m~{gD ,Ì@@ ~7&bgD* q@@ ´ @@ 1]g- h@@ FbC CIA f@@ £ JxE&°* &* b~¦J&* @@ {G]´*H @@ 64bE Ä@@ gc~6 b@@ g~zFb A&* ib<b ±* ¦ + <2 ¯ bG4H2 b~¦J&* b D f£Fb JÄD* i*4bcsg~6°* ] < ¡£F¡J E kDbjD* ¯ The Guardian f@@ £p~8 ¯ 24H b@@ C f E E bg D* f g+ H] / Dx + f£~z ±* ¥x~zJ¡~zD* f@@ Cb¹ ¤gD* f<b ±* E @@ -b J F&* ÍcgA f~94b ´* @@ E bJ4¡~6 ¯ f@@ £+bG4(* f p´* É:* ¶(* I2&* b» MI f£Fb JÄD* i*4bcsg~6°* b <] + < ¢ < f£ JxE&°* i*4bcsg~6°* &* f £p~|D* ]C'¡-H 0*x~6 ¢g0H ,]pg´* ibJ°¡DbA bJ4¡~6 ¯ ib<b / ¶(* b£c£D E fp ~6&°*

www.araa.sa

c H

100 Oó```©dG 2015 ô``Hƒ```àcCG

48

2w G* H DwDH b@@ g£A ¯ l]0 b@@ » x~6&* É@@ g0°* ]@@ ~9 b@@ A 24 ¯ *4b+ z£)xD* 4b@@ ~7 bCH *x D* E eb@@ p~zF°b+ ,4*2(°* ix@@ A + bg~zFb A*H *x D* E ebp~zF°* f£+bsgF°* g 0 ¯ b@@ Eb+H&* b~¦J&*H 7¡+ ]@@ < fJb F ¯ ¤ JxE&°* bA]D* x@@ J5H ] + b £A d@@ G3 ¥&* (* Z f@@ £FÉ< qJx~|gDb+ h£= ix@@ +H4 bEb+H&* ]@@ < ¯ x@@ g~6&* x~{ D fJx+ f@@ Jx ~z< i*¡B b~64(* ¶(* ¡@@ <]J ¤ JxE&* bA2 x@@ J5H bEb+H&* &* @@ 0ÉFH f£ D* -*4]B @@ |pA dmJ b£~6%*H @@ ~6H&°* ¢ < ]C'¡J f@@ J4¡~zD* f@@ E5&°* É1 ¢@@ g0H *x@@ D*H b@@ g~zFb A&* ¯ 1]gD* f£ £ B(°* H]@@ D* E ]JxJ + f£ JxE&* i*¡B b@@ ~64(* ]< *x D* ¯ *x@@ J(* E f@@ 0*x~8 ~z - ,]@@ pg´* ib@@ J°¡D* &* ]@@ ½H *x D* ¯ ¤@@ c ~{D* ]~{²* 4b ~7 h@@ « f£F*xJ(°* i*¡ D q@@ ~z-H Jx+&* ¢g0 h + *x D* ¯ ex²* f@@ - (* *x D* ¯ ex²* f - f /H 4°H2 ¡@@ £ Jx- > ¡£ E > Ìm -H 4°H2 ¡£ Jx- > b@@ g~zFb A&*H ·*¡0H Í£Fbg~zCbcD*H b A&°*H Í£B*x D* @@ E f ~zF f£+y²* ib<*x~|D* ]J ¢@@ < Á]E £gB D&* g EH b ~zD* E ,x~7bcE ex²* ¯ *¡ gB D&* ¢0x±* @@ < *]< ¤ JxE&* ¥]@@ / @@ E È@@ C*& 9*xE&* @@ E b@@ c- b@@ EH ex@@ ²* d@@ c~z+ Í@@ Bb ´*H fC4b- b< ¤ JxE&°* ebp~zF°* bCH f£~z F fDH2H f@@ Ax gE ib<b /H f@@ £ G&* ex@@ 0 ¯ *x@@ D* ÉA ¤´b D* 2b~z D* f )bB ¯ @@ E fc-xE h g0* 2b@@ ~zA 2b~z D* b £A xs J fDH2H ,]@@ 0H °H E&°* °H f£:*x Â]D* h@@ 0 i*2b£B E b Fb~¦0&* ¯ *¡@@ +x- JwD* *xJ(* $É < b £ < x@@ £~zJ £ ²* f<b / ¢ <&°* ¤EÉ~6(°* z m´*H ,¡<]D* ey0

E f D'¡E fJx~¦pgD* 4¡@@ g~6]D* f ± h D&b-H f£ )b D* b@@ g~6b£~6 E ex@@ D* f ~zD* @@ E ex@@ D* f@@ £~{D* @@ E *¡@@ ~¦< $b~zF lÉ. £+ ]@@ 0*H ¤p£~zEH ]0*H Áb Cx-H 2*xC&°* f@@ ~zD* 4]~|J µ 4¡@@ g~6]D* DH b@@ g£ £~7 bg .(*H f@@ £Fb Cx- ,]@@ 0*H 4]~|J &b@ @+ f£ JxE&°* f@@ E¡ ²* ]@@ J] - b @@ A ibAɳ* d@@ c~z+ D¡C *wF%* f£ JxE&°* f£/4b³* xJ5H 2]0 hBH x~6&b+ 4¡@@ g~6]D* bF]< f~6b)x+ 4¡g~6]D* f=b£~|D f ± hF¡ - . x ~7&* fg~z+ ¡@@ + $b ~9(° xJb J ¯ fEb D* ib+bsgF°* hJx/&*H ¤/ @@ /bcD* hJ¡~|gD* f ~zD* ex@@ D* :bBH ]J]±* 4¡@@ g~6]D* ¢ < f@@ £<x~{D* fjDbjD* ,2b´* h@@ ~|F ] A *x D* f+Hx< G&* ¥w@@ D* 4¡g~6]D* ¢@@ < ¯ b AH z~6'¡E ¡~¦< ¡GH dG*w´*H ib£E¡ D* 2] g´* e *x D*Z µb D* E $y/H b Bbj£§ yg EH f£+x D* f Eb±* ¶H&°* ,2b´* ¯ fJ2b«* fDH2 *x D*H Y¤EÉ~6(°* i$b/H f£+x< ¡@@ ~9 ] + | D* *w@@ G $b/ ]BH | J µH f£+x D* f Eb±* ¯ z~6'¡E ¡~¦< ,4b@@ c< "" f£+x D* fE&°* E $y/ *x D* &* f0*x~8 d@@ ~8b ´* @@ J5¡- ¢@@ < @@ | J ° 4¡@@ g~6]D* (* ¯ ]<b ´* 2]< J5¡- D f £ E f )b D f@@ J2b£~zD* b D fgcj´* d~z Db+ ib Abp´* ¢ < ¤+b£ D* z m´* $*45¡D* z£)4 b £D(* ¤ g J ¤gD* f )b D* b£ < 2]@@ 0 b D* ])b D* d@@ ~| E ~{J 4¡@@ g~6]D* d/¡§ ¡@@ GH ° ¡pF ¢ < ¥4*5¡D* Bb D* 4b@@ £g1* f£0É~8 DH fp ~z´* i*¡@@ D 2¡/H H]c£~6 k£p+ fc D* ]<*¡B Ì£ - x1%°* x D* E @@ £ g~zJ DwDH ¤~6b£~zD* rx~z´* ,4¡~8 Í~zpgD 4¡ J2 2x¸ x D* D3 2bJ(* f £~{D* @@ E Ég0°* ]@@ + f£B*x D* fE¡ ²* f@@ ~6b)4 &* ]@@ ½ ¥4¡FH ¥x ±* £G*x+*H ¥HÉ@@ < f~6b£~zD*H ¥2b@@ c D* 4]@@ £0 . ¤@@ Db´* É<(* + f ~zD* {£ -H f@@ cBb g´* ibE¡ ²* 4b ~7 ¤G f@@ £ )b D* dJx=¡+&* m~6 ¶(* x@@ -HH É+ fCx~7 f~64b» E £ < ex@@ ²* ÍDH'¡~z´* *Æ@@ <b+ D h@@ 1xA ¤gD* f@@ Jx~zD* Ix@@ 1&°* ¡@@ m~zD*H d@@ c~z+ f@@ Ax g´* f@@ £+bG4(°* ibCx@@ ²b+ @@ ~|- &* Í@@ £ JxE&°* ~7*H <2H f£ JxE&°* iÉ g ´* ¯ £ < 64¡E ¥wD* dJw gD* £A JbE +b~zD* f@@ Jx ~z D* i*4bcsg~6°* yCxE xJ]E Æ@@ <*H °%°* x - < fDH'¡~zE h@@ FbC *x D* ¯ f£ JxE&°* ¡@@ m~zD* &* {<*2 E %°* ¡ -b J E ÌjCH Í£B*x D* ebc~{D* E

¢ Dcqµ* *¢dGc: 2w²* *y G* £ < fy³c+ *yM(* gMc ³ 1981 *w 8 y:c» H

g { G c H ±K gM2yFK g¤ ¤ 7 gGK2 wMw²* ¥ MyH&±* cF4&±* {¤)4 x JH *xJ(* E Hb gD* DwCH f0*x~8 ¤ JxE&°* ~{ D* (* J5¡/ ]@@ J]±* ¤ JxE&°* bC4&°* @@ z£)4 @@ DbB b» b£ / @@ D3 u¡£~{D* @@ z ¸ ¯ @@ ££ gD b@@ g~6°* ib@@ ~z / $b@@ .&* 24¡@@ J*2 2bB *Ê/ ¡GH ¡£D¡J @@ E Jx~{ D*H EbjD* ¯ ¤@@ JxE&°* ÍgDH2 ¶(* *x@@ D* £~z - Â Z f@@ £ JxE&°* fJxpcD* ,b@@ ~{E @@ E 24*¡´* k£0 E f£ ~6 fDH2 4¡~|-&* °H fJ2xC Ix1&*H f£ £~7 ,]0*H cJ4]-H 2*xC&°* q£ ~z- ¯ bF&*]+ £~¦JH Y HÆcD*H f@@ J2b~|gB°* B*¡D* ¯H b@@ J4¡~6H *x@@ D* ¯ fJx+ ,¡@@ B I¡B&* D¡B d@@ ~z0 @@ GH ¯ 2]±* Í@@ Abp´*H £)*x~6(* 2H*x@@ J b@@ 0 *x@@ D* @@ £~z - (* ]Jb+ J5¡/ ·b²* ¤ JxE&°* z£)xD* d)bF &* ¢@@ g0 ~7*H ¡JbE E H&°* y@@ Âb- 4¡J¡£F f@@ £p~8 ¯ D f@@ Db E ¯ ¶(* *x D* @@ £~z - ¶(* ¡<]J dgC u¡@@ £~{D* z ¸ ¯ bC b@@ E] < ¡£D* kJ]²* z F 22ÆJH f£ ~6H f£ £~7 fJ2xC f£ )b: £DbB&*

fcq {I±*K 4±K2 ¢¤ My- 4^4 Êh0±* g hFbC *x D* ¯ ,]pg´* ibJ°¡D* b g ~7 ¤gD* ex²* f@@ - (* h:4¡- fp ~z´* fEHb ´* d@@ c~z+ b m)bgF B¡g- - µ + f@@ Gb+ f Jx~6 f£B*x D* fEHb ´* hFbCH *x D*H bg~zFb A&* ¯ 7¡+ ,4*2(*

47

100 Oó```©dG 2015 ô``Hƒ```àcCG

c H

www.araa.sa

2w G* H fE]1 ¤B*x D* {£±* 0H ¤ £~{- J2 *wF%* z£)xD* d)bF ¶(* ¯ 4b~7 ƹ {£/ ¡GH b< z~6&b- {£/ £)*x~6(° b C H f@@ £ £)*x~6(°* f£+x D* eHx²* @@ £ / Áb . ,]´ b +4b0 ¤gD* *xJ(° fE]1 bC ¤B*x D* {£±* @@ 0 &* iÄg<*H ¤ £ B(* I¡B 5*¡- ~{J ~{£m+ *x D* bCH i*¡@@ ~6 E ¤B*x D* @@ {£±* i*2b@@ £B &* *xJ(* ¢@@ g0H ,]@@ pg´* ib@@ J°¡D* *wF%* B*¡D* E c J ° *wGH f ~zD* E {£±* @@ EH f ~zD* &*]+H 2x D*H f £~{D*H f@@ ~zD* b £A fJx ~z D* i*2b£ D*H @@ {£±bA *x D* ¯ *¡FbC JwD* f £~{D* E b E ¤gD* f~94b ´*H xÂx+ 2bJ(*H £ ²* f@@ <b / ¢ <&°* ¤@@ EÉ~6(°* z m´*H ,¡@@ <]D* ey@@ 0 x~{< f@@ ~z 1 E Hb@@ - F&* Æ@@ <* ¥wD* ¥HÉ@@ < ] 0&*H ¤B*x D* b Db+ f@@ 0b:(ÉD i*x+bº 5b / f£ JxE&* f£EÉ<(* f@@ Cx~7 CIA h C ¥w@@ D* ¤c ±* ¯ J]J'¡E f@@ J]D z£D F&b+ b < @@ 94b C @@ £ gD g ~6 E G $°'¡G /4b1 ¢g0 H&* *x D* 1*2 $b~{F(* ¯ i&*]@@ +H *x D* @@ 0 f@@ £ JxE&°* ,4*2(°* ¯ hFbC ¤gD* bGÌ=H 4]+ d@@ )bgC E ¤ )b: {£/ *xJ(° ²* @@ £ ~z- ¤~6b£~zD* $b@@ c DbA *x@@ J(* ,x~7bcE Ì= f Jx + ¡/ ¤@@ JxE&°* ¤@@ m£-*Æ~6°* Ì@@ c³* ¡@@ JH {£±* 0 &* 2x gD* fEHb E ¯ Í~|~|sg´* E bC ¥wD*H eH4 bJx ~z< Í+4]´* E |s~7 > E ex J bE xAH ¤B*x D* ¤B*x D* {£±*H f@@ £B*x D* i*4bcsg~6°* Í+ b@@ E ƹ EH ]~9 ib+b~|< ex0 ¯ b@@ g D A2 {£±* p+ f~8b1 i*¡@@ BH D¡B d~z0 ¤ J k cD* lb@@ jg/* 4*xB 3bs-*H f£ JxE&°* i*¡@@ D* ]~9 b~¦J&* *¡@@ pc~8&* ey²* ¯ b@@ ~¦J&* *¡FbC @@ |s~7 ¡@@ £ E > f£ JxE&°* i*¡ D* £ ~z- f@@ £ JxE&°* f£m£-*Æ~6°* $b@@ 1&°* &* ]@@ ½ @@ Dw+H fE]1 k cD*H {£±* 0H *xJ(* ¯ hFbC ¤gD* f£ £~{D* f@@ ~94b ´* ¡ pJ JwD* G ¤ JxE&* <]+H *xJ(* f@@ <b / qc~8&*H *xJ(° *x D* ¯ f@@ ~z D ,]@@ pg´* ib@@ J°¡D* $*]@@ < b£ / x@@ ;H *x@@ D* ]~9 fp ~z´* fEHb ´* f<x~z+ 5Hx+ ¶(* I2&* b@@ » f £~{ D b <2H < kpc- iw@@ 1&* ¤gD*H f£ JxE&°* i*¡@@ D* F&* b@@ » É@@ g0°* bc-4°* bc~9 bC ]@@ A *xJ(* @@ E *x D* ¯ ¤ E&°* Hb@@ gD* b GH *x@@ D*H bg~zFb A&* ¯ ,]@@ pg´* ib@@ J°¡D* @@ E Í@@ £F*xJ°* *xJ(*H ,]pg´* ibJ°¡D* Í+ ¤ E&* £~z -

f£Bb -* $b D(* ] + ,]pg´* ib@@ J°¡D* &* f£FbjD*H ¤´b D* 2b@@ ~|gB°* 4°H]D* +4 $b D(b+ ¡~z £F z£)xD* É@@ <(*H 52HH H¡gJx+ ,4bmgD* ¯ 4°H]@@ D* ¢ < d D* ¢ < i]@@ g<* ¡ -H d@@ GwDb+ DH 4°H]D* f@@ Fb E 5y J b£´b< 4°H]@@ Db+ HÆcD* £+H f@@ £DH]D* DwCH H4¡@@ £Db+ DHÆ+ @@ £cD /¡gD* b@@ < *x@@ D* É@@ <(* Ix1&* H2 Hw@@ « &* E ¡@@ ³*H b< *x@@ J(* g <&* b@@ E 7¡+ ,4*2(* &* b C f£DH2 f C 4°H]D* ¢ < z J b» b GHw0 fCx~{D *xJ]E ¤@@ £~{- bC ] A HÆ+ ibCx~7 ,4*2(* b@@ £ < @@ J 4b~7&* b CH f£DHÆ+ f )b< E 7¡+ z£)xD*H Halliburton HÆ@@ cD* b D* ¥&*xD* £ ~¦gD f£B*x D* Eb~{D* 4bE]D* fp ~6* (* b§b~7

j*y)c G* } - g¤ MyH&±* Âc ¤ 6K ¢²* H 4c µ* 2¢ M 94&±* £ <

g¤G*4w¤ G*K ¥ )c G* 4¢h 6wG* ¤ JxE&°* @@ Cb²* @@ ; ¯ ¤@@ )b D* 4¡@@ g~6] D 2*]@@ <(°* &*]@@ + ¢ < fJ4¡g~62 f@@ £<x~7 $b@@ ~9(° @@ z ~z=&* ¯ xÂx+ ¡@@ +

g¤n¤-*Ç 6* Kw+ ¥ MyH&* Fc0

b J]D z£DH ex²* h ~7 7¡+ o4¡/ ,4*2(* (* IÄ D* H]D*H Ég0°* ] + b´ f£m£-*Æ~6* f 1 ,]pg´* ibJ°¡D* ,Ì 1 b@@ Jb~¦B ¯ bFb£0&* 4¡g 4H]@@ Db+ h@@ Fb g~6* b@@ E] < b@@ < b@@ J4¡C ¯ ¯ b F¡ /*¡J ¤ £~8 D&* @+ i&b/b gA ¤ £~|D* 9x< 1 ¶(* hcp~zF* ¢g0 f£Db ~{D* b@@ J4¡C ¯ ¥] / D&* @@ @+ h:4¡-H b@@ g£A ¯ h@@ ~{AH *x D* ¯ h:4¡- @@ . Í~|D* 2H]0 ¢ < b@@ g£A b -4¡~8 b@@ C 2H4¡@@ Db+ b@@ c g~zJ ¤@@ B*x D* d@@ ~{D* &* i4¡@@ ~|-H bB b@@ A *x@@ J(* ¯ b@@ ~¦ + bC ¤@@ gD*H o4b@@ ³* ¯ f@@ ~94b ´* ¢ ~z- ¤gD* f@@ ~94b D ~7*H g~z- ° &* d@@ mJ hD*H @@ £g~6 ]£J&bg+H *xJ(*H f@@ £ £~{D* f~94b ´bA @@ ~7*H Jx: < f@@ ~z D b ~6(° ~7*H A]- hFbC b C Áb£g~z£~zD* ¤ < ¤ £~{D* /x´* *]G&ÉD fE]1 Ég0°* b A 2H] D* *xJ(* H]< ¤B*x D* b D* z£DH ,]pg´* ¼&°* b F o4b1 fDH2 g« IÄ@@ C H2 f£F*xJ(°* f~6b£~6 ¡G ¤@@ ~6b£~zD* csgD* b A É@@ g0°* ] + - bE b@@ J]D *x D* ¯ ~7*H

*yM(* $c ³ g {G* ¤ {-K l dG* mckh/*K |¤²* 0 ,4*2(°*b + hAÆ<* ¤gD* f £~z±* f@@ £m£-*Æ~6°* $b 1&°* (* ¤B*x D* {£±* @@ 0 *x D* ¯ *x@@ J*( hE]1 ¤@@ gD*H f@@ £ JxE&°* ]C'¡JH f£ JxE&°* ,4*2(°* @@ D3 ~|- b@@ C k cD* ey0 lb@@ jg/*H $b 1&* b < ] D Z @@ 64bE ¯ D f +b E ¯ D3 x@@ Âx+ b J]D z£DH bF]~9 f@@ EHb ´* &*]c- &* B¡gF µ ,ÌcC f@@ £m£-*Æ~6* ¡+ *x@@ D ¤ JxE&°* @@ Cb²* @@ ~8H Yb@@ g /*¡´ f@@ £m£-*Æ~6* ¢g0H Jx+&* ¯ h ~6 hFbCH ¡JbE ¯ xÂx+ DwCH ¤B*x D* @@ {£±* 0 f£DH'¡~zE @@ E xÂx+ ¡+ &*Ä@@ gJ %°* b -°* +b~8&* mg-H bA]D* xJ5H ] £ ~zE*4 ¢g0H 7¡+ z£)xD*

www.araa.sa

c H

100 Oó```©dG 2015 ô``Hƒ```àcCG

46

2w G* H

OGó¨H •ƒ≤°S ÚH ... ɵjôeCG ¿GôjE’ ¥Gô©dG º«∏°ùJh ¤ JxE&°* Hb gD* ¡0 yÂb- 4¡J¡£F f £p~8 ¯ ¤~9b´* Jx+&* E kDbjD* ¯ x+¡C Í £G f£ JxE&°* f£ p~|D* hcgC ¯ i*¡ D* 2¡ J Áb £ ~6 ~6bBH ¤c ~{D* v~{²* i*¡BH ¡±* E ~| - f£ JxE&°* i*x)b D* (* Z *x D* ¯ Á*xJ(°*– dgCH &É´* ¢ < f0*x~8 @@ D3 J &* vJxJ b E v0&* ° DH *xJ(*H ,v@@ pg´* ibJ°¡D* Í+ ¥x@@ ~z< Hb@@ - @@ 94&°* 4¡~|gJ b» ÈC&* *x@@ D* ¯ bgFHb gE ,v@@ pg´* ibJ°¡D*H *xJ(* &* @@ Jx+&* @@ E @@ +*xD* ¯ Business Insider ¯ ¤@@ £C @@ JbE x-4bC ¤ JxE&°* z£)xD* v < ¯ ¤ JxE&°* ¤E¡ D* E&°* @@ z ¸ ¯ Á*xJ(°* ´* H'¡~zE £~6 ¥4b/ d@@ gCH d@@ ~{D* 7¡+ o4¡/ *y= bEv < ,v E hpc~8&* ,v@@ pg´* ibJ°¡D* f E (* ” ¤~9b´* ¡£F¡J E @@ +*xD* ¯ b@@ J4 @@ z£)xD* v@@ <H *v~8 b F b@@ ~6(*H *x D* g0* . f@@ £Bx~{D* bG2Hv0 ¢ < *x@@ J(° v£ D* Hv D* b@@ cDb: f@@ Cx0 b@@ ~6(*H b@@ g~zFb A&* IÄC f£ £ B(* ,¡B *xJ(* /H ” *x : $b 0 f £~{ D 2*v + ¯ ²* ~6H f£+x D* bG2Hv0 ¢ < *xJ(* Hv< Í~z0 *xJ(° b EvB f~}A E c: ¢ < fJvG *x : ¥Hv< b ~6(b+ @ b~8ÄD* £ ~6 v 0&* 2 &*

4±KwG*K KÇdG* ex0 (* b@@ E]JxA 6bE¡. Hx@@ ´* ¤ JxE&°* d@@ -b D* b@@ BH ex²* *¡@@ B¡~6 JwD* @@ GH 2]±* Í Abp´* ex@@ 0 ¤@@ G *x@@ D* ¯ *]£ + £ F ® ¡@@ D b~|s~7 D xC3&* &* @@ £ g~6&*H b@@ £EÉ<(* 24b~{gJ4 bB b CH ex@@ ²* ,]pg´* ibJ°¡D* hc mgD f£)bF ,x@@ Jy/ ,4Hx~¦D* ex@@ 0 h~z£DH 4b@@ £g1°* ex@@ 0 *x D* ex@@ 0 (* @@ 6bG hD*H £g~6 24b@@ A4bG f Eb/ ¯ f£DH]D* ib@@ BÉ D* 3bg~6&* d@@ GwJH i*4bcsg~6°* °H fJx ~z D* ,2b£ D* b@@ D oHx- µ ex²* &b+ ¡ Db+ ibCx~7 ¢@@ g0H f@@ £ JxE&°* f@@ £/4b³* ,4*5H °H CIA f@@ £ JxE&°* *¡E]B JwD* @@ G 2]±* Í Abp´* E f@@ <¡ ¸ b DH HÆ@@ cD* *x D* ¢ < ¡m D* E b< ¡g C + z£)xD* ¶(* f@@ ~¦Jx< 5*¡- ~{J *x D* &* 4b@@ cg<* ¢ < gm0H c E ¦A4 @@ DH ~z F&* *H]/H Í B¡´* $°'¡G DH *xJ(* ]~9 *wF%* ¤@@ £ B(* I¡B bjE&* E b@@ ~z£)4 +bsgF* ]@@ + +°* 7¡+ o4¡/ ¡@@ 0 f@@ ~zD* ¯ 24b~{J4H ,2*5 @@ £ 1 b´5H y@@ gJ¡ DHH ¡+ ¡g + ¡@@ /H ]@@ £ ~zE*4 b D* b ~6(*H *x@@ D* Ég0° g 1 w@@ £ - ¯ *Hw1&bA Ì@@ + ¥H¡ D* rÉ~zD* ÉgE* fDHb¹ @@ jE f ~¦E i*4b ~7 h« ¤@@ B*x D* £ ~¦- b CH f£:*x Â]D* x@@ ~{F H]JxJ F&*H ¥4¡-bgC2 ]@@ + F&*H ¡ J b CH £)*x~6(* q@@ Db~|D ¤ £ B°* I¡@@ D* 5*¡- d D ¤@@ ~6b£~6 f£Fb JÄD* fE]s D Áb JÄD* xJ5¡D* ]<b~zE b§b~7 ¡/ Ég0°* $*4H ¤ JxE&°* 4°H]D*H £ < ,x £~zD*H HÆ@@ cD* ¢ < x £~zJ ¥wD* (* ¤@@ £~{- J2 z£)xD* d)bF ¡ + ]@@ ~{g~zJH + A ¤ JxE&°* 2b~|gB°* ¯ z£D « D ¡ £~6 HÆcD* @@ A]-

(è«∏ÿG ∫ƒM AGQBG) `d »Hô©dG π«Ñf .O

Úª°†J â°†aQ ɵjôeCG } º«é– …hƒædG ¥ÉØJ’G á≤£æŸG ‘ ¿GôjEG äÓNóJ Ωõ◊G áØ°UÉY ≈∏Y óMGh »HôY ¢VGÎYG óLƒj ’ } ácΰûŸG Iƒ≤dG π«µ°ûàd »HôY ∑ôëàH πFÉØàe }

100 ĉĊ ĬĿí 2015 Ď ñŎøĻã

AÉ£Yh äGRÉ‚EG IÒ°ùe .. …Oƒ©°ùdG »æWƒdG Ωƒ«dG :á«°ShôdG ` ájOƒ©°ùdG äÉbÓ©dG QƒàØdÉH »Hô©dG ™«HôdG ¬HÉ°UCG Ì©àe ´hô°ûe :π°ü«ØdG ódÉN øH QóæH ÒeC’G

º°SGƒ≤dG ≈∏Y AÉæÑdG IQhô°V π«©Øàd ácΰûŸG ∑ΰûŸG »Hô©dG πª©dG

:2z G* CC CH

∂«µØàdGh ÜÉgQE’G ÚH .. ¥Gô©dG ¢`ûYGód π`°UƒŸG º`«∏°ùJ π`Ñb á`£∏°ùdG IQOÉ`¨e ¢`†aQ »`µdÉŸG } …ô`eÉ©dG …OÉ`gh »`µdÉŸÉH CGó`ÑJ ¥Gô`©dÉH ø`jó°SÉØdG á`ªcÉfi } äÉ«©LôŸG ≈∏Y ∞∏àîJh á£∏°ùdG ≈∏Y ≥ØàJ ¥Gô©dG ‘ äÉ«°û«∏«ŸG } ¢`VΩJ ô`FGhO çÓ`Kh ô`FGõ÷G ‘ ™`«°ûàdG ô`°ûæH º`∏– ¿Gô`jEG }

37

98 Oó````©dG 2015 ¢ù£°ùZCG

c H

www.araa.sa

2w G* H cM4¢ 6 ° g¤G*4w¤ G* w 9 c¤Fy- ¸c } I±* 4¢ |G* ¥Hc - H NcD¢1 4*x0&*H ,x~| D* fC4b~{E ]@@ ~9 b B¡E DwDH fD]g ´* @@ )b~| D*H (*H f£F24&°* 2H]@@ ²* ¢ < e¡ ±* fCx E ¯ f@@ £ D* ¯ b@@ ~{D* fD]g ´* f£~6b£~zD* *x:°* fAbC mJ ¤~6b£~6 ² 24&°* @@ <2 E °]+ 24&°* E&* ¢ < ¤+bmJ(* 6b F* D ¡ £~6 bJ4¡~6 ,]0HH f£Bx D*H f£ )b D* ¢~9¡ D*

ÅF&±* r+*yG* ¤)*y 6(* {£±* b F* fJ4¡~zD* f@@ E5&°* E q+*xD* £)*x~6(* &* H]@@ cJ f£m£-*Æ~6* hFbCH ~¦J bJ4¡~6 ¯ Ñ* ey0 4¡-H ¥4¡@@ ~zD* f m´* ¯ i24H b C bJ4¡~6 £ - ¢ < ¡ - ib£ £Fb jD* ¯ £)*x~6(* hCx« @@ £)*x~6(* @@ DH x@@ +*ÄA KIVUNIM f@@ £F¡£ ~|D* $*]J¡~zD*H ex D* c/ ¯ 5H4]@@ D* f ´ {<*2 ]J] - E *x@@ 1'¡E ¤ £)*x~6(°* xpgD* 5H4]@@ D* E 2] D ,x~| D* f c/ g E ]@@ +H 5H42 ,]<b~z´ £)*x~6(* 1*2 ¯ ¥54]D* ~¦D* + $b/ 4w@@ ²* £)*x~6(° Á*¡c D* b@@ C ¥4¡~zD* Ég)°* ¡@@ ~¦< ,4bJ5H b@@ J4¡~6 £)*x~6(* f±b EH Ä@@ gc~6 b£ ~z-xG x@@ ­'¡E ¯ f@@ C4b~{ D E ¥Hb £ D* rÉ~zD* yF $*4H £)*x~6(* hFbCH f~94b ´* ¢@@ 0x± n£~z D* - f g~zE fJ4¡~zD* f0b~zD* h pgB* £)*x~6(bA bJ4¡~6 d-b D* 4b~7&*H *x~|D* E *¡<&* f +4&* É1 2ÉcD* ¯ ¤<b g/(°* &* ¡£F¡J J4b E f £p~8 ¯ b@@ E ¤~6¡J ¤@@ £)*x~6(°* ¯ h 1]- *3(*H bJ4¡~6 h±b< Ä gc~6 w E £)*x~6(* b£B DH °¡±*H @@ £)*x~6(* ¯ 5H4]D* dc~z+ D3 (bA f@@ J4¡~6 D ,x²* f£c ~{D* ,2*4(°* j­ ,]0¡´* bJ4¡~6 ¯ f£:*x Â2 fDH2 ibAɳ* g~zE ¢ < A {£ - b F&° @@ £)*x~6(* qDb~8 ¯ ¡ J ¤Bx D*H ¤ )b D* *x~|D*H f£ £ B(°* Ì.&b- D ]~6&°* ] + 2b@@ D* ¥4¡~zD* b D* &* f@@ ~8ɳ*H $b + ¢ < @@ DbA bJ4¡~6 b @@ £gD¡+¡£/ @@ p+ b C f@@ ´* ¢@@ < fp ~|E ¯ ¡ £~6 f£c ~7 ,2*4(b+ fJyCxE f@@ E¡ 0H ,]0¡E bJ4¡~6 f£DH]D*H f£ £ B(°* qDb~|´* ib@@ ~¦Bb - DH ¤ £ B(°* 4*x@@ g~6°* {<*2 fDH]D* £ - ¥]«H b gº ¡ J ]B b©(b+ A]- ]@@ B f gº ¡ g~6 ¤+x D* x@@ ~{D* f Jx1 &* q~9*¡D*H *x 1 È@@ C&* fJ4¡~zD* fE5&°* ] + ]£C&b- + ~M~ G* zg< G* j Hf/ – jªGKzG* mfEÐ G* 3fk 6&*@

D *wGH Ä@@ gc~6 ¢g0 ¥4¡~6 `@@ /° > b@@ A ,2¡ D ¤~6b£~zD* fDb0 ¯ ,]´ obgpJH f£<b g/*H fJ2b~|gB* ib c ¯ ~9¡D* ] J b» ,xE]E ]´*H ~z´* &* f@@ +¡ ~|D*H bG4bJ]D fC4b~{E ~¦J 0H bJ4¡~6 ,]0H ¢@@ < b£Cx- ]C'¡- DwDH ,2¡@@ D* fJ4¡~zD* f£~6b£~zD* *x:°* C

g¤ )c G* gd¤FÇG*K c dG É~8&* ]@@ ´* b cD ¢@@ < b ~6b F* b@@ D f@@ J4¡~zD* f@@ E5&°* (* E c =&* b cD ¶(* ¡@@ J4¡~zD* ¡_/ÉDbA f@@ £ )b D* @@ gc£CÆ+ ¯ 24H b@@ E d~z0 Ä@@ gc~6 ¢g0 @@ G2]< + ]@@ BH f@@ ~zD* fAb~9(* ¥4¡~6 `/° > > ¤@@ JxE&°* 6x F¡ D* f@@ ~6*42 bJ4¡~6 ¯ f£ £ ~z D* ib £s´* E ¤ £ ~z A `/° > ¶(* ¯ f £~{D* BH f£ ~zD* f )b D* fc£Cx- ¢ < ÌcC 6b F* D *wGH -b£<*]- D `/° ~|FH ¡£ E e4b J ¥wD* 2] D* *wG E b cD ~9¡D* ¢ < f£~6b£~zD* 4b.%*H f£Ab jD*H f@@ J2b~|gB°*H f£<b g/°* dFb/ ¶(* Áb c D* Ñ* ey0 4¡- E f~8b1 Éc g~zE b cD ¯ fAbC © f@@ £ :H fE¡ 0H ]~6&°* eb@@ £= (*H ¥4¡@@ ~zD* b@@ D* 4H2H Ñ* ey0 ,¡B /*x- ¢ < z J bJ4¡~6 ¯ gm´* b£:&* bJ4¡~6 ¯ z£)xD* £ 0 ] A ¡ J F&° b cD ¯ ¤~6b£~zD*

c {G* H 20 ¢M4¢ {G* ¢`/ÊG* 24&±* A]- @@ EH f@@ c ~8 f@@ J2b~|gB* b@@ ~9H&* @@ E Áb@@ J 24&°* (* 24&°* ¯ f+¡ ~8 fJ2b~|gB°* b~9H&°* i2*5 Í@@ J4¡~zD* Í_/ÉD* bJ4¡~6 ¢ < @@ -4b© ¯ ] g J 24&°*H ¤@@ /4b³* <]D* f B @@ E ,2¡< (bA ¤@@ ~6b£~zD* ²* fDb0 ¯H b@@ J2b~|gB* x.&b- @@ DwDH f£gpgD* f£ cD* ÌE]- dc~z+ f J¡: ,ÆA ¶(* obg« ]B ÍJ4¡~zD* x)b~{ D* E -bBÉ< É1 E bJ4¡~6 ¯ 3¡ F 24&°* 5y J @@ DH ,4bJ5 ] + 5H4]@@ D* E -bBÉ< @@ DwCH H&* bA2 @@ sC f@@ £ ~zD* 24&°* @@ DH 5H4]@@ D* fJb 0 @@ c :H b@@ < ¶(* É@@ c / ]@@ £DH f£c ~6 ib~6b F* @@ D ¡ £~6 b@@ J4¡~6 £~z - &° b@@ J4¡~6 ,]0H @@ E E bA¡1 fFxE f@@ ~6b£~6 f£F24&°* f@@ E¡ ²* ¢@@ cg-H 24&°* ¢@@ < )*wB É:(b+ ¥4¡~zD* b@@ D* 5*y g~6* =4 ¥x ~z D* b@@ :4¡ 24&°* <]JH b@@ jExD* f E ¯ fJ2H]²* Ix D* ¢@@ < f£ A]´* fAx= É1 E @@ E&* ¢ < b p D @@ D f£D*¡´* f£+¡ ±* f@@ c±* x²* {£±* ¡@@ ´* <]-H ¡@@ ´* @@ £A f@@ Jx ~z D* ib@@ £ D*

www.araa.sa

c H

98 Oó````©dG 2015 ¢ù£°ùZCG

36

2w G* H b F&* °(* fJxG¡±* b@@ ²b~|E ]< =4 É@@ jE Í~|DbA f@@ £DH]D* b< w EH b £A ¤@@ /4b³* 1]gD* ]<H bJ4¡~6 ,]0H @@ E ¯ b E @@ +4&* i*xE x@@ ~{< ¡g£ D* @@ 0 h@@ E]sg~6* ¢@@ g0H 2¡/H ¡ J ]BH É0 ¡ J D ]~6°* $b + DH fJ4¡~zD* fE5°* ²* ib~6b F* bE *'¡~zD*H " ¤@@ ~6b£~zD* ²* ¯ b£ 0xEH b@@ JyE4 " bJ4¡~z+ f £p´* f£ £ B(°* *x:&°* ¢ < ¤~6b£~zD*

x²* {£±* ,x~| D* f c/ b £A f@@ ~z£)xD* I¡ D* &* x J ¤@@ gD* ¯ b DH É~6(°* @@ {£/H {<*2 f£EÉ~6(°* fDH]D* @@ £ -H $b cD* x~6H y@@ g~zE b D* &* f £ ²*H b@@ £+ b £A *x@@ ~8 B¡´* 22x-H b ~z F f~94b ´* ibAÉ1H ¤~6HxD* Á*xJ(°* @@ <]D* fp~9*H f£m£-*Æ~6* eb£=H ¤ JxE&°*

³* j*4¢ }-K ¥ MyH&±*K ¥ 6KyG* E¢µ* w 6&±* fc¤=K *y G* cB EH ¥2bc D* 4]£0 ] < ¯ f£Db²* f£B*x D* fE¡ ²* (* x~8b <H ¥4¡~zD* b D* @@ E ~z - f£ )b: fE¡ 0 ¤ Db´* ¥4¡@@ F 2¡/HH ]@@ ~6&°* b@@ F @@ E @@ -b - f@@ £B*x< f@@ £ £~7 ¯ *x g~zE ¤@@ )b D* *x~|D* @@ mJ ·*4]£A @@ 0 f£ 1*2 $*45H b@@ g/* @@ E £~z - ]@@ ½H *x@@ D* ¯ kDbjD* b g/°* bCH *x@@ D*H b@@ J4¡~6H *xJ(* ¤B*x D* ~9¡D* ] J b» ¤@@ ~9b´* ¡£F¡J ¯ 2*] + fDH]D* @@ £ - ¯ ,x@@ £~6 @@ ; ¤@@ )b: *x@@ ~8 ¯ *x D* ¯ f£ ~zD* :b ´* ¢ < {<*2 f£EÉ~6(°* ¤ JxE&* <]+ b@@ ~| FÉD exB&* 2*x@@ C&°* @@ mJH {<*2 ]~9 ~7*H 1]g- µH ¤ £)*x~6(* ]£J&b-H f c/ i*2b£ A f@@ J2x D* :b ´* b@@ D¡12 ]@@ + °(* ~7 °H b@@ J4¡~zD b D¡« @@ cB *x D* ¯ @@ -b - h@@ FbC ,x@@ ~| D* 4*x g~6b+ *x D* ¯ ¤@@ )b: 6b F* D ¡ £~6 ¥4¡~zD* @@ ²* &* ¢ < fJ¡ < b@@ £A f@@ J4¡~6 f@@ £D*4]£ F¡CH ]@@ ~6&ÉD ¤@@ £~{D* @@ <]D* fDH2H bJ4¡~6 ,]@@ 0HH ¤ :H bAH fDH]+ ²*H "¥4¡@@ ~zD* 0b~zD* ¡ - ]B ·H2 *x~7(* h@@ « f JyFH ,x0 ib+bsgF*H f@@ £:*x Â2 fE¡ ² f£ )b D* f£~6b£~zD* @@ E °]+ *x D bj C f£+bmJ(* È@@ C&* ¥2bc D* 4]£0

,]pg´* ibJ°¡D*H fJ2b«°* b£~6H4 Í+ xGb D* Ég1°* =4 z£)xD* ,4*2(*H b@@ Eb+H&* z£)xD* ,4*2(* ]@@ < DbA Í~|D* ¢@@ g0H J]cD* E B b GÉ A ]@@ ~6&°* b D J]cD* ¯ Í-¡+ ¤@@ ~6HxD* ¢g0 f c-x´* ,x~| D* f c/ bJ4¡~6 ¯ ¤EÉ~6(°* {<*2 f£EÉ~6°* fDH]D* £ -H ,]<b Db+ %°* g£Fb <H fg £ ~{- =4 x²* @@ {£±*H ¤+bG4(°* bEH 94&°* ¢@@ < ,¡BH f@@ £Db + ]@@ /¡J ° @@ F*& °(* cB E fD2b E f@@ J4¡~6 )b~|A d@@ J4]- < 22x@@ f£ £ B(°* H]@@ D* ¦ +H b@@ £Cx-H ,]pg´* ib@@ J°¡D* )b~| D* bE&* f@@ £ ~9 hD*5 ° b²* @@ B*H &* °(* *wG ¯ ,22ÆE b@@ Eb+H&* ,4*2(* &* b@@ C f@@ £EÉ~6(°* 4b£ F* E Í +H ¡ ~6¡EH ~7*H @@ BH <]D* *x D*H b@@ £c£D f@@ +x© 4*x@@ -H f@@ DH]D* ib@@ ~z~6'¡E ¯ b 12&* fJx ~z D* f@@ ~z~6'¡´* f~8b1H b@@ £c£D ¯ fDH]D* 4b@@ £ FbA f£ )b D*H ¤B*x D* @@ {£±* 0H f£ G&°* ex²*H ¢~9¡ D* ¡@@ -* 94&* ¢ < *x@@ D* £~z -H f@@ £ )b: ex0 ¯ b@@ 12&* *x@@ D* ¯ (bA *wDH b@@ ~| F°* *x D* b@@ g~62xC fE¡ 0 fDHb¹H @@ B*¡D* oxs- ° b C ¡ ~6¡E ib<b g/*H £ /H £ / ib@@ <b g/* E {£±*H fDH]D* ib~z~6'¡E pJ ¤~6b£~6 0 2bmJ* b F < ¢g0H ¤~6HxD* @@ z£)xD* ibpJx~|-H b£Db0 @@ ´* ¡GH 4b@@ £ F°* b£DH2 ¡@@ c ´* J]cD* b@@ ¿*H |s~{C ]@@ ~6&°* <2 h@@ ~z£D b@@ Eb+H&* ~7*HH ¡@@ ~6¡E E C bGÄg - ¤@@ gD* )b~| D* *]@@ < b@@ £ £B(*H ¢ cJ ¤ )b D* *x~|D* ; ¯ rHx ´* ²*H fAx gE f@@ £EÉ~6(* eb£ + Y,]0¡E f@@ £D*4]£A fDH2 Z f@@ £DH]D* *x:&°* @@ E b@@ 0Hx E qDb~8 f~8b1H 2*xC°*H fJ¡ D* f )b D* D ¢ ~z- bE ¡GH ]~6&°* ¡ J bEH PYD ¥2x@@ D* ¤:*x Â]D* 2b«°* ey@@ 0 £<5 @@ ~zE b ~zD* ]~9 f@@ J4¡~zD* ¦£+&* @@ - f E ¯ ¤Bx< Ì@@ - E @@ + fE¡ 0 b£ £ B(*H b@@ £DH2 ¡@@ c ´* ²* DH b@@ CÆD*H ex@@ D* eb£ + fE¡ ²* @@ E x~8b D* @@ ¦ +H f~94b ´* @@ E ¤ :H b@@ AH h£cjgD o4b³* E ¡<]E ¥x ~z< p+ f@@ JyCxE fDH2 H&* ]~6&°* ° b g0* @@ DH *x:&°* C @@ © f@@ £Fb < f@@ DH2H 4*x@@ g~6°* &* Ix- f£DH]D*H f@@ £ £ B°* H]D*H f£EÉ~6(°* )b~| D* @@ + c qDb~|´*H £ B(ÉD *4*x ~6* ÈC&* f£:*x Â2 fDH2 ¯ bJ4¡~6 ,]@@ 0H

5z M 24&±* y)c | G* H hEÊ< w 9 c <K g¤ {G* ¦y { G* 4¢hG* cCCCM4¢CC 6 ¥CCD

gM¢ G* ¦2y G* ¦wqhG*K c¤Fy ¢ < q~9*H ~{+ @@ ~6b F* D bJ4¡~6 ¯ x@@ )*]D* *x@@ ~|D* (* fJ4¡~zD* f@@ £D*4]£ D* @@ 0 f@@ Db0 ¤@@ A ¤@@ CÆD* ¤@@ E¡ D* @@ E&°* ¥4¡~zD* b ~{D* ¯ 2*x@@ C°& *H ¥4¡~zD* @@ 0b~zD* ¢ < fJ¡ < @@ £ B(* ¤Bx D* 4¡@@ ~{D* ¤ JH b@@ £J¡ <H b£Cx- 2*x@@ C&* ¢ < Ì@@ .b& - @@ A b=H24* d£: d@@ /4 ¤CÆD* z£)xD* rx@@ ~8 DwDH ·b@@ ~| F°* ~9¡D* z F* @@ + bJ4¡~6 b ~7 ¯ ¥2x@@ C b£ + q ~zJ @@ D @@ F&b+ +b~zD* ¯ ix/ ¤gD* f@@ £CÆD* f£Fb´ÄD* ib+bsgF°* ¢ < ¥4¡@@ ~zD* bJ4¡~6 ¯ b=H24&* f@@ ~6b£~zD f~94b ´* 2b gF* É@@ 1 E ¡£F¡J @@ E b´ÄD* ¯ ,xE H&° ¥2x D* ¤:*x Â]D* e¡@@ ~{D* ey0 ¡12H :b ´* ¯ ¯*x Â]D* ]@@ cD* ¡G x1%°* 6b F°* DH ¤@@ CÆD* ex²* dc~z+ b£CÆD ¥4¡~zD* rHy D* k£0 bJ4¡~zD fJbp´* f£CÆD*

98 Oó````©dG 2015 ¢ù£°ùZCG

35

c H

www.araa.sa

2w G* H

b< x~|E E b@@ J4¡~6 2b«* bCH IÄ D* b@@ J4¡~6 ¯ 0 22x@@ J *x~|D* f~6b£~6 < oxsJ ° b £A b Db~| F* ¢@@ g0H bJ4¡~6 ¢ < ¤ £ B(°*

¦4¢ {G* 1*wG* ° g¤Gc³* g¤ 1*wG* jc<*y }G* f gº b@@ G2] g+ b@@ £Db0 f@@ <4b~|g´* f@@ J4¡~zD* @@ )b~| D* (* 5b£gEb+ ¤ )b: ·b@@ ²* b D*H b@@ £Bx<H b£ )b:H b@@ £/¡D¡J]J* b GH ¥¡@@ < ¤ £~7 4¡@@ ¹ Ñ* ey@@ 0H *x@@ J(* @@ E @@ c-4*H £A ,2] g´* @@ )*¡ D*H x²* @@ {£±* b E f@@ £Fb D* i*4b@@ £gD* b C x g´*H ]g ´* b G f<4b~|gE b~¦J&* f£ ~zD* @@ )b~| D*H b +x0H @@ {<*2 f£EÉ~6(°* f@@ DH]D £ - b ~¦ + ¢@@ < @@ ]m A e¡ ±* ¯ x@@ ²* {£±*H ,x~| D* f c/ ]~8 @@ 6Hx~¦D* {£/H É@@ ~6(°* xmAH H°* @@ {£±*H Z b@@ ~{D* @@ £~6 Z f@@ J¡D&* ,x~| D* f@@ c/ @@ E Hb@@ gD* @@ ¦Ax- H&°* @@ £ D*H ¡@@ EÌD* f£EÉ~6(* )b~|A @@ E ¡ - dD2&* ¯ qg D* @@ {£/ ~{- b@@ E] <H {£/ ¢~|B&°* ]@@ / b~{D* 4*x0&* ,x~| D* f@@ c/ f@@ DbpgE ib£ ~zgD* w@@ G b~{D* 2b /&*H ²* $*¡@@ D b~{D* £A f@@ ~zD* b» ib<*x~8H ibAÉ1 ¯ b DH ¤ J]D* ] cD* b £A x J ¤@@ gD* ib Db« h ~7 &* ] + b@@ +¡ /H °b ~7 hE] -H f~94b ´* @@ ~9&* f ~6 b@@ © bG2] g+ @@ )b~| D* w@@ GH f@@ ~{GH f@@ gB'¡E b@@ DH DwDH b£DH2 H&* b@@ £ £ B(* $*¡~6 o4b@@ ³* E *Æ1°*H b@@ c-4°* f~94b ´* <]D ·H2H ¤@@ £ B(* A*¡g+ c-xJ I¡ D* *y£E Ì@@ £ -

4Hw/ @@ A ¡@@ £D* bJ4¡~6 ¯ @@ 1*2 *x@@ ~|D* ¢@@ < ,x@@ FH ¶(* bJ4¡~6 h@@ ~zB bE] < ¤@@ ~zFx D* 4b@@ g~6°* @@ E f@@ £sJ4bgD* f£ £<b ~6(°*H 5H4]D*H fJÌ~| D* fJ¡ D* f£ B&°* h m~7H £DbB&* fJx ~z D* i*2b@@ £ D* @@ {£ gD fp ~z´* i*¡@@ D* ¯ ¡@@ 1]D* ¢@@ < ib+É F°* EH bJ4¡~6 h g~6* b@@ E] < Db+H ] + b £A f@@ £ ~zD* iw@@ s-*H f@@ Jx ~z D* i*2b@@ £ D* Í@@ + *x@@ ~|D* bC f@@ Jx ~z D* f£<x~{D* ¢ < ¡~|²*H b@@ G3¡ D $b = k cD* ey0 E f@@ £ B&°* Ì ~zD*H x~{g~z´* pJH fJ4b~zJH fJ4¡. i*4b ~7 h« f£~6b£~zD* ¯ f ~zD* ¢ < *x~|D* Z @@ +bgC ¯ *2 bA 6H°¡ £F ¥]@@ D¡ D* *wG Y f~6b£~zD* ¯ fJx)b~{ D*H f£ £ B(°*H f£ )b D* b£Cx fJx ~z D* i*2b£ D* {£ - ] cA f ~zD* ¢ < ¤ )b D* *x~|D* *x~|D* l]0 f@@ J4¡~zD* ]´* ¯ f Jx D* f@@ £ ~zD* iÉ)b D* @@ E {£ - . Í£ <b ~6°*H ÍJ¡ D*H 5H4]D* ÍJx ~z D* ,2b D* Í+ *x~|D* qc~8*H ¥54]D* ])b D* ¡:b0 £ ~6 ]@@ <* ] A $°'¡G Ab0 rb /H ]J]/ rÉ@@ ~8 rb / ~z F* ÍJ¡ D* bc~¦D* Í@@ + E ~z F 9x J &* ]~6&°* Ab0 b g~6* b< ¯H ]@@ ~6&°* rÉ~8 m~zJ &*H bA] D *xJ5H g ~|+ fJx ~z D* f@@ ~z~6'¡´* É1 ] + f ~zD* ¶¡- ¥wD* i*2b~zD* E gBÉ< ¢ +H g<b /H ]J]/ bJ4¡~6 ¢ < 4b~|g- f£ £ B(°* I¡@@ D* hFbCH x~8b D* ]c< ,b@@ AH ¢ ~zJ *x D* ¯ eÉ F* cB *x D* ¯ ]£ ~zD* ¥4¡F b @@ A b D hFbC ¡-b D* @@ 0 ¯ ¡~¦ D* b£Cx- h@@ FbC b £+ bJ4¡~6 @@ ~¦D H&°* Ñ* ]c< @@ ´* bCH ib£ £~z ³* ¯ b@@ J4¡~6 ¯ b@@ <b :*

www.araa.sa

c H

98 Oó````©dG 2015 ¢ù£°ùZCG

34

2w G* H

ó°SC’G ó©H Ée á∏Môe :ÉjQƒ°S …Qƒ°ùdG QGƒ÷G ∫hO ≈∏Y É¡JÉ°Sɵ©fGh ¥4¡~zD* b@@ D* %°* ¢g0 f£~6b£~zD* f@@ J¡~zgD* @@ A°& * ¯ Hvc- °H @@ +*xD* b@@ Eb< ¯ f@@ J4¡~zD* f@@ E5&°* h@@ 12 b ~{D* ¯ f@@ ~94b ´* i*¡B v g-H ,x@@ m g´* £E*ÄD*H f@@ J¡±* ,¡ D* b g~6b+ Ì@@ EvgD*H @@ g D* @@ 64b ,v< Db« E q@@ g D* {£/ z£~6&b- @@ gA b A¡ ~8 £ © f@@ -b ´* fJ4¡~zD* f@@ ~94b ´* h@@ DHb0 e¡@@ ±*H b<42 f E ¯H b@@ J4¡~6 ex= b ~7 dD2* f@@ E ,x~| D* f c/ b@@ gEv E ¯ f@@ p ~zE f@@ £EÉ~6(* @@ )b~|A ,x~| D*H qg D* {£/ DH ,x~| D* fCx0 b E )b~|A ,v< E qg D* {£/ b~}J&* ~{- ¥4¡~zD* e¡ ±b+ i4v~8&* x²* {£±* )b~| A b@@ E f Dbpg´* )b~| D*H ,x~| D* @@ }Ax- )b~|A E *x1%* b@@ Jv« @@ /*¡J b cg- ¥wD* 2v~{g´* x D bgD* b ~}A4H ,x~| Db+ 2v - ,vJv< ibFb£+ @ b~8ÄD* £ ~6 v 0* 2

0*xD* Áb JÄD* Ìc³bA 4*x g~6°* fJ*]+ w E b £ < *x~|DbA I]E ÍcJ The Struggle for Syria +bgC ¯ £~6 Jx-b+ i*4bcsg~6°bA b@@ J4¡~6 ¢@@ < ¤@@ £ B°*H ·H]@@ D* *x~|D* ,]@@ 0 64bE ¯ @@ £<yD* ¤@@ ~z0 eÉ@@ F* h@@ ~6] G CIA f@@ £ JxE&°* z£)4 b g<* ®H *wF%* ¥4¡@@ ~zD* {£±* bC4&* @@ z£)4 TAPLINE @@ JÉ+bgD* @@ 1 xJx gD ¤@@ -¡ D* ¥x@@ ~7 f@@ J4¡ ±* x F ¯ @@ £<yD* bC ¡@@ E*4&* fCx~7 @@ /*& @@ E ¥4¡@@ ~zD* @@ 0b~z D h <2 x ~7&* fg~6 ] +H Y5¡E fJ4¡ / Z f£ JxE°* i*4b@@ csg~6°* ¯ ¥x ~z< eÉ@@ Fb+ ¥Hb ²* ¤Eb~6 f@@ £Fb JÄD* i*4b@@ csg~6°* £<yD* ¤@@ ~z0 h ~6* @@ A x ~7&* f@@ g~6 ]@@ + ¥&* @@ z ~z=&* z F Ä ~zJ2 ¯ c- . ,y´* 4b E Jx: ¢ < g£ ~|- h@@ ­H ib+É F* f.É. ¤ JxE&* <]+ ¤ ~{£~{D* d@@ J2* eÉ F* b D* b £gD¡+¡£/ ¢ < ¤ JxE&* Áb@@ Jx+ *x~|D* bC x ~7&* f@@ ~z- ¯ EH bJ4¡~6 ¢@@ < ¤ JxE&°* @@ ¤g£A¡~zD* *x@@ ~|D* bC @@ . b@@ J4¡~6 ,]pg´* ibJ°¡D* @@ E gBÉ< hFbC @@ +É Fb+ ]~6&°* Ab0 `@@ ¸ $bCw+ 4H2 ¥2'¡@ @J bC ] A ¤g£A¡~zD* 2b@@ «°* E p ~z- @@ =4 f£ £ ~z D* xJxpgD* f E E H&* b cD ¯ $*¡~6

&* fJ4¡~zD* )b~| D* I]0(* ¡EÌD* {£/ ,2b£B iÄ@@ g<*H fJ4¡~zD* ,4¡j D j ´* ]£0¡D* ¥x ~z D* ¡ ´* ¤G f£+¡ ±* f c±* H&* f£+¡ ±* f@@ c±* ¯ $*¡@@ ~6 @@ 0É´*H ¥4¡@@ ~zD* e¡@@ ±* ¯ ¤gD* E*¡ D* ]0&* fJ4¡~zD* )b~| D* Í+ ibAÉg1°* &* f@@ £Db ~{D* ¯ {<*2 f£EÉ~6(°* fDH]DbA ¥4¡~zD* b D* $b + E @@ £ d~z0H x²* {£±* E *x~8 ¯ ,x~| D*H ,x~| D* E *x@@ ~8 2]< (bA xJ*ÄA ¯ f@@ £ JxE&°* i*4bcsg~6°* xJ]E x@@ Jx f<5¡E b D&* Í+ b@@ E bJ4¡~6 ¯ f -b ´* )b~| D* 2*x@@ A&* f£ £ B°* b -b:bc-4* b D )b~| D* wGH ¥4¡~6 £~|A ¢ < b £+ b £A )b~| D* Ég1b+ fJ4¡~zD* fE5°* ] J b» f@@ £DH]D*H ; ¯ ·H]D*H ¤ £ B°* A*¡gDb+ b c-xE ¥4¡~zD* @@ ²* mJH bC b E DH B¡´* ~z0 < f~94b ´*H b D* E C ym< ¯ fJ4¡~zD* fc D* o4b@@ 1 ]~6&°* 4b~{+ ¡ J ] A ¤~6b£~zD* @@ ²* f£ £ B(°*H f£DH]D* *x:&°* A*¡- fDb0

¸KwG*K ¥ ¤ E(±* *y }G*K ¥ 1*wG* w¤ hG* bJ4¡~6 b £gD¡+¡£m+ ,]@@ E fJ4¡~zD* f£~6b£~zD* ,x@@ Gb D* (*

gM4¢ {G* gH5&±* ° ÅF&±* r+*yG* ¤)*y 6(* NcMy {< Ò* fz0 4¢-K w 6&±* |¤/ c I(* w +

Gk QÉ«∏e 35 `H ó°SC’G âªYO ¿GôjEG Ék aô£àe Ék «©«°T Ék ª«¶æJ 24 `H ¬«ª–h ¢ü∏îàdG :QÉ°ûH â°†jÉb ɵjôeCG á£∏°ùdG πHÉ≤e …hɪ«µdG øe ™e É¡◊É°üe øY åëÑJ ø£æ°TGh ÚjQƒ°ùdG ÜÉ°ùM ≈∏Y ¿GôjEGh É«°ShQ

98 ĉĊ ĬĿí 2015 ĒĤĔįã

:2z G* CC CH

ó``°SC’G ΩÉ`¶f ó`©H É`e É`jQƒ`°S

..ÉjQƒ°S ‘ »HhQhCG πJÉ≤e ±’BG 6 ¿Gô```jEG ≈`∏Y »`Hô`Z ¿É`gQh

IQƒãdG ìÉ‚ ó°V IóëàŸG äÉj’ƒdG á«fGôjE’G ájÉ°UƒdG ∑QÉÑJh ájQƒ°ùdG

.. áàbDƒŸG ájQƒ°ùdG áeƒµ◊G …QGOEG õéYh ‹Ée ¢SÓaEG

‫ﻋﻨﻮان اﻟﻤﻘﺎل‬

‫اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ‬

‫رﻗﻢ اﻟﻌﺪد‬

‫ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮﻫﺎت ﺗﻨﺘﻈﺮ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ـ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ‪3‬‬ ‫ودور ﺑﻜﻴﻦ اﻗﺘﺼﺎدي ﰲ ﺣﻞ اﻟﻨﺰاﻋﺎت‬

‫ﻣﻠﻒ اﻟﻌﺪد‬

‫‪١٥٣‬‬

‫اﻟﺸﻌﺐ اﻹﺳﺮاﺋﻴﲇ ﻳﺮﻓﺾ ﺿﻢ "اﻟﻐﻮر" واﻟﺴﻠﻄﺔ ﺗﺨﺸﻰ‬ ‫اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ وﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺸﺎرع‬

‫ﻣﻠﻒ اﻟﻌﺪد‬

‫‪١٥٢‬‬

‫اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻣﻮاﺗﻴﺔ ﻟﻔﺮض ﻧﻈﺎم إﻗﻠﻴﻤﻲ ﻋﺮﺑﻲ ﰲ ﻇﻞ اﻧﻜﻔﺎء‬ ‫اﻟﺪول اﻟﻜﺒﺮى واﻟﺼﺮاع ﺑﻴﻨﻬﺎ‬

‫ﻣﻠﻒ اﻟﻌﺪد‬

‫‪١٥٠‬‬

‫اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ‪ -‬اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ‪ :‬ﻣﺼﺎﻟﺢ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﺘﺠﺎوز‬ ‫اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‬

‫ﻣﻠﻒ اﻟﻌﺪد‬

‫‪١٤٨‬‬

‫ﻋﻨﻮان اﻟﻤﻘﺎل‬

‫اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ‬

‫رﻗﻢ اﻟﻌﺪد‬

‫واﺷﻨﻄﻦ ﺗﺘﺎﺑﻊ اﻟﺤﻮﺛﻲ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﺪ و"راﻧﺪ" ﻗﺪﻣﺖ دراﺳﺔ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﻟﻼﺳﺘﺨﺒﺎرات ﻗﺒﻞ ‪ 11‬ﻋﺎ ًﻣﺎ‬

‫ﻣﻠﻒ اﻟﻌﺪد‬

‫‪١٦١‬‬

‫ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺿﺮب اﻟﻤﻔﺎﻋﻞ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻟﻜﻦ ﺗﺮﻳﺪ‬ ‫ﺗﻮرﻳﻂ أﻣﺮﻳﻜﺎ‬

‫ﻣﻠﻒ اﻟﻌﺪد‬

‫‪١٦٠‬‬

‫أﻣﺮﻳﻜﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﺴﻼح ﻟﻠﺨﻠﻴﺞ واﻻﺳﺘﻘﺮار اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ‬ ‫ﺗﻘﻮده اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ‬

‫ﻣﻠﻒ اﻟﻌﺪد‬

‫‪١٥٩‬‬

‫‪ ٢٠٢٠‬ﻋﺎم اﻷزﻣﺎت اﻟﻤﻔﺎﺟﺌﺔ ‪ ..‬وﻋﺎم ‪ ٢٠٢١‬ﻟﻠﺘﻌﺎون وﻧﻬﺎﻳﺔ‬ ‫اﻷزﻣﺎت‬

‫ﻣﻠﻒ اﻟﻌﺪد‬

‫‪١٥٧‬‬

‫اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ‪ :‬دور ﻓﻌﺎل ﰲ ﺣﻞ اﻷزﻣﺎت دون‬ ‫اﺳﺘﺜﻨﺎء‬

‫ﻣﻠﻒ اﻟﻌﺪد‬

‫‪١٥٦‬‬

‫ﻧﻨﺘﻈﺮ دور ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﰲ ﺣﺼﻮل ﻣﺼﺮ ﻋﲆ ﺣﻘﻬﺎ ﰲ‬ ‫اﻟﻨﻴﻞ ‪ ..‬وﻣﻨﻊ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻣﻦ ﺳﺮﻗﺔ ﻣﻴﺎه ﻧﻬﺮ اﻟﻴﺮﻣﻮك‬

‫ﻣﻠﻒ اﻟﻌﺪد‬

‫‪١٥٥‬‬

‫ﻋﻨﻮان اﻟﻤﻘﺎل‬

‫اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ‬

‫رﻗﻢ اﻟﻌﺪد‬

‫اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر ﺣﺴﻢ‬ ‫ﺧﻼﻓﺔ ﻋﺒﺎس وﺑﻮادر اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ‬

‫ﻣﻠﻒ اﻟﻌﺪد‬

‫‪١٦٩‬‬

‫ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮ اﺳﺘﻘﺮار أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﻫﻮ اﻷﻛﺜﺮ اﺣﺘﻤﺎ ًﻻ‬ ‫ﻟﺪواﻓﻊ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫ﻣﻠﻒ اﻟﻌﺪد‬

‫‪١٦٦‬‬

‫وﺳﻴﻄﺎ ﻣﻘﺒﻮ ًﻻ‬ ‫اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺼﻴﻦ‬ ‫ً‬ ‫ﻟﺤﻞ ﺧﻼﻓﺎت اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ‬

‫ﻣﻠﻒ اﻟﻌﺪد‬

‫‪١٦٥‬‬

‫اﻟﺤﻞ داﺧﻞ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻳﺤﻘﻖ اﻷﻣﻦ‬ ‫ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ إذا اﻧﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ‬

‫ﻣﻠﻒ اﻟﻌﺪد‬

‫‪١٦٤‬‬

‫اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ ـ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻳﺤﻘﻖ اﻻﺳﺘﻘﺮار‬ ‫واﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ واﻷﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ‬

‫ﻣﻠﻒ اﻟﻌﺪد‬

‫‪١٦٣‬‬

‫اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺗﺪﻋﻢ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺑﺎﻟﺒﻨﻰ‬ ‫اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ وﺣﻞ اﻟﻨﺰاﻋﺎت ﺑﻴﻦ ‪ ٤٣‬دوﻟﺔ‬

‫ﻣﻠﻒ اﻟﻌﺪد‬

‫‪١٦٢‬‬

‫اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺪﻛﺘﻮر أﺣﻤﺪ ﺳﻠﻴﻢ ﺳﺎﻟﻢ اﻟﺒﺮﺻﺎن‬ ‫ﺣﺎﺻﻞ ﻋﲆ ﺷﻬﺎدة اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﰲ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ‬ ‫درم ﺑﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ‪ ،‬وﻗﺪ ﻋﻤﻞ رﺋﻴﺴﺎَ ﻟﻘﺴﻢ اﻹﻋﻼم واﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ وأﺳﺘﺎذ‬ ‫ﻣﺸﺎرك ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ واﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﰲ ﻗﺴﻢ اﻷﻋﻼم واﻟﺪراﺳﺎت‬ ‫اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻃﻼل‪ ،‬وأﺳﺘﺎذ ﻣﺴﺎﻋﺪ ورﺋﻴﺲ ﻗﺴﻢ اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ‪ ،‬وأﺳﺘﺎذ ﰲ ﻗﺴﻢ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﻛﻠﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻹدارة ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ‪ ،‬ورﺋﻴﺲ‬ ‫ﻟﻘﺴﻢ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ‪ .‬وﻫﻮ ﻋﻀﻮ ﰲ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ دارﺳﺎت ﺷﺮق أوﺳﻄﻴﺔ واﺗﺤﺎد اﻷدﺑﺎء واﻟﻜﺘﺎب اﻷردﻧﻴﻴﻦ واﻟﺠﻤﻌﻴﺔ‬ ‫اﻷردﻧﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫أﺷﺮف ﻋﲆ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ وﺷﺎرك ﰲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ‬ ‫رﺳﺎﺋﻞ اﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻻردﻧﻴﺔ وﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ‪ ،‬وﺷﺎرك ﰲ‬ ‫ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺘﻮراة ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ‬ ‫ﻧﺸﺮت ﻟﻪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎﻻت وﻣﺮاﺟﻌﺎت اﻟﻜﺘﺐ واﻟﺪراﺳﺎت ﰲ اﻟﻤﺠﻼت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ واﻷﺳﺒﻮﻋﻴﺔ واﻟﻔﺼﻠﻴﺔ ﰲ ﻣﺠﺎﻻت اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪،‬‬ ‫وﻟﻪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻟﻔﺎت واﻟﻤﺤﺎﺿﺮات ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‬

‫“‬ ‫“‬

‫ﻣﺸﺎرﻛﺎت أ‪.‬د‪ .‬أﺣﻤﺪ ﺳﻠﻴﻢ اﻟﺒﺮﺻﺎن‬ ‫ﻓــﻲ ﻣﺠـــــﻠﺔ آراء ﺣﻮل اﻟﺨﻠﻴــــﺞ‬