لذهب موضع اإلحسان الذي فضل به اإلنسان على غريه من اخللق و محل النفس على الرب و العمل الصاحل احتسااب للثواب و ثقة مبا وعد هللا عنه و لصار الناس مبنزلة الدواب اليت تساس ابلعصا و العلف و يلمع هلا بكل واحد منهما ساعة فساعة فتستقيم على ذلك و مل يكن أحد يعمل على يقني بثواب أو عقاب حىت كان هذا خيرجهم عن حد اإلنسية إىل حد البهائم مث ال يعرف ما غاب و ال يعمل إال على احلاضر من نعيم الدنيا و كان حيدث من هذا أيضا أن يكون الصاحل إمنا يعمل للرزق و السعة يف هذه الدنيا و يكون املمتنع من الظلم و الفواحش إمنا يكف عن ذلك لرتقب عقوبة تنزل به من ساعته حىت تكون أفعال الناس كلها جتري على احلاضر ال يشوبه شي ء من اليقني مبا عند هللا و ال يستحقون ثواب اآلخرة و النعيم الدائم فيها مع أن هذه األمور اليت ذكرها الطاعن من الغىن و الفقر و العافية و البالء ليست جبارية على خالف قياسه بل قد جتري على ذلك أحياان و األمر املفهوم فقد ترى 171