الصحيح والمعتل من احاديث توحيد المفضل

Page 175

‫لذهب موضع اإلحسان الذي فضل به اإلنسان على‬ ‫غريه من اخللق و محل النفس على الرب و العمل‬ ‫الصاحل احتسااب للثواب و ثقة مبا وعد هللا عنه و‬ ‫لصار الناس مبنزلة الدواب اليت تساس ابلعصا و‬ ‫العلف و يلمع هلا بكل واحد منهما ساعة فساعة‬ ‫فتستقيم على ذلك و مل يكن أحد يعمل على يقني‬ ‫بثواب أو عقاب حىت كان هذا خيرجهم عن حد‬ ‫اإلنسية إىل حد البهائم مث ال يعرف ما غاب و ال‬ ‫يعمل إال على احلاضر من نعيم الدنيا و كان حيدث‬ ‫من هذا أيضا أن يكون الصاحل إمنا يعمل للرزق و‬ ‫السعة يف هذه الدنيا و يكون املمتنع من الظلم و‬ ‫الفواحش إمنا يكف عن ذلك لرتقب عقوبة تنزل به‬ ‫من ساعته حىت تكون أفعال الناس كلها جتري على‬ ‫احلاضر ال يشوبه شي ء من اليقني مبا عند هللا و ال‬ ‫يستحقون ثواب اآلخرة و النعيم الدائم فيها مع أن‬ ‫هذه األمور اليت ذكرها الطاعن من الغىن و الفقر و‬ ‫العافية و البالء ليست جبارية على خالف قياسه بل‬ ‫قد جتري على ذلك أحياان و األمر املفهوم فقد ترى‬ ‫‪171‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.