الخروج في النور

Page 1

‫مقدمة‬

‫القسم أالول من هذا الكتاب يعرض شهادات حية أ‬ ‫للايم أالوىل من ثورة ‪ 25‬يناير املرصية ‪ ،‬يه مجةل من‬ ‫أ‬ ‫املشاهد احلية والصور واللوحات امللونة‪ ،‬كتهبا شهود عيان من النساء والرجال‪ ،‬تسجيل لحداث شهدوها‬ ‫وعايشوها ب أ�نفسهم ‪ ،‬إ�هنا شهادات موثقة يف قالب نرثي ينبض حبب الوطن ‪.‬‬ ‫إ�هنا ثورة شعب أ�شعل أ�وارها ال�شباب والشاابت يف لك قرية‪ ،‬ولك مدينة ولك ميدان من ميادين مرص ‪.‬‬ ‫إ�هنا رحةل صاخبة يف هنارات ومساءات الثورة املرصية‪ ،‬إ�هنا قصص من عيون خمضةل بدموع احلب ‪ ،‬تسلط‬ ‫الضوء عىل ثورة اندلعت عىل يد أ�بطال مغاوير اكنوا يشعلون امحلاس‪ ،‬ال خيافون املوت‪ ،‬و يقدمون أ�نفسهم‬ ‫فداء للوطن‪ ،‬نساء ورجال اكن احلزن يطوق أ�هداهبم‪ ،‬اكنوا ً‬ ‫ضيوفا عىل وطن مل يكن هلم‪ ،‬والهزمية رصاصة‬ ‫ً‬ ‫خترتق قلوهبم ‪ ،‬حيلقون بني الرمادي و أالسود عىل رفات �آالهمم أكهنم أ�يتاما أ�و ثاكىل ‪ ...‬لكهنم عرفوا طريقهم‪،‬‬ ‫اهتدوا بشعةل الضوء اليت نفضت عهنم خوفهم وضعفهم ‪.‬‬ ‫عرفوا طازجة احلياة يف أ�قايص املدى‪ ،‬أ�رهفوا السمع إ�ىل صوت قادم من أ�غوار حسيقة‪ ،‬صوت خطفهم من‬ ‫ثقل نوهمم ‪ ،‬وخوفهم وحنيهنم‪ ،‬ميشون عىل قلوهبم ويكرسون الفضاء لرتج رصخاهتم جحاب الصمت والضجر‪،‬‬ ‫مل يبالوا بدهمم النازف وال أ�ن يكون الرهان خارس فيكفهيم رشف احملاوةل فرمبا ينكرس اجلدار ويعرفون قمية‬ ‫الضوء الطليق ويتنسموا بساط العشق والنشوى ويرشفون مذاق احلياة احللوة !!‬ ‫تفرقهم الطرق وجيمعهم شغف احلب يف وطن غاب عن جفوهنم اليت يعتلج أالرق ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مداعبا الرحي‪ ،‬خيلعون راية احلزن وهيوون‬ ‫و إ�ذا بطاقهتم هنر يتدفق ‪ ،‬حبر هيدر ‪ ،‬ومشس تتحرق ومقر يرتاقص‬ ‫هبا إ�ىل مغاور الن�سيان والعدم ‪ ،‬يرفعون راية الغضب يغمدوهنا يف الصخر ويرمسون مبدادمه الفرح نرصة شعب‬ ‫‪ ،‬يصبحون غمية واحدة‪ ،‬قلب واحد يف مسارب اجلنان‪ ،‬ميسكون بقوادم أالحالم يتضوعون بيامسني غبطهتم‬ ‫‪،‬يرفعون كفوفهم أ�مام الظمل والطغيان ‪ ،‬هلل ما أ�حىل عيون املظلومني عندما تنتفض !!ثو‬ ‫تكثيفا ودواماً‬ ‫ولن احلدث جلل ف إ�ن اذلاكرة املرتبطة به ومضية ساطعة التتخلخل مع مرور الزمن‪ ،‬إ�هنا أ�كرث ً‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫وثباات‪ ،‬لهنا خربات ذاتية لشخاص عايشوا أ�حداث الثورة ف إ�ن ذاكرهتم القريبة أ�كرث قابلية ل إل�ستدعاء‪.‬‬ ‫القسم الثاىن من الكتاب يعرض مقاالت تلقى الضوء عىل حماوالت هتميش و إ�قصاء انساء من اجملال العام‬ ‫بعد خفوت منحىن الثورة‪ ،‬واخلطر اذلى يشلكه ذكل عىل مرشوع ادلوةل املدنية ادلميقراطية‪ ،‬أ‬ ‫وكن سامء‬ ‫الثورة ترهجا رحي هاجئة محمةل بدخان أ�سود‪ ،‬سامء تتدىل مهنا أ�صفاد تلتف حول أ�عناق النساء‪ ،‬هذه الكتاابت‬ ‫حتاول أ�ن تزحي الغمة وتزنل ً‬ ‫ً‬ ‫جديدا من الضوء عىل أالبصار املشدودة حنو املدى البعيد لتكمتل الثورة‬ ‫فيضا‬ ‫ومتزتج إبيقاع نساهئا ورجالها‪.‬‬

‫عزة اكمل‬


‫إ�حنا عايزين حرية‬ ‫هدى رضا‬

‫وصلت ميدان و معااي بنيت معرها ‪� 11‬سنة‪ ،‬اان ما خفتش عىل بنيت يف امليدان ألن حمدش بميوت‬ ‫انقص معر‪ ،‬أ�ان عايزة بنيت تطلع وطنية زي املرصيني الرجاةل وال�ستات الىل موجودين هنا ‪،‬اليل‬ ‫حيغريوا البدل ويقضوا عىل الظمل والفساد‪ ،‬والزم بنيت تتعمل مهنم وتشارك معامه كامن ‪ ،‬ال�ستات‬ ‫والبنات يف امليدان كثري وبنيت احدة مهنم ‪ ،‬مافيش فرق بني ودل وبنت أ�و ست وراجل ‪ ،‬ال�ستات‬ ‫والبنات طول معرمه بيشاركوا يف الثورة ‪ ،‬زمان قبل ما خيروجوين من املدرسة ‪ ،‬اكن مدرس التارخي‬ ‫بيحلكنا عن هدى شعراوي وال�ستات الىل اكنت معاها يف املظاهرات اليل اكنت بتطالب برحيل‬ ‫الاجنلزي ‪ ،‬يعين ال�ستات بتشارك يف ال�سياسة من زمان ‪ ،‬أ�ان نزلت علشان أ�طالب حبقوق الناس‬ ‫اليل ماتوا وعلشان ح�سين رسق مرص وهنهبا ‪� 30‬سنة ‪ ،‬أ�ان عايزة مرص تبقى أ�حسن ‪ ،‬اان عايزة لك‬ ‫واحد ايلك لقمة هنية وينام عىل فرش نظيف ويرشب ميه حلوة ‪ ،‬وكامن حمدش يهتدد أ�و يرتهب‪،‬‬ ‫إ�حنا عايزين حرية ‪،‬زي احلرية اليل خلقناها جوه امليدان ‪.‬‬

‫هدى رضا ربة مزنل معرها ‪ 42‬من منطقة‬ ‫العمرانية‬


‫ثورجية حىت النخاع‬ ‫ماراين خوري‬

‫طلبت مين صديقيت عزة أ�ن أ�كتب خواطري عن الثورة وكنسوية أ�صيةل قالتيل عزة‪...‬ما تقوليش قد‬ ‫إ�يه الثورة اكنت عظمية و لكن أ�نيت اكمر أ�ة ع�شيت الثورة إ�زاي ‪.‬‬ ‫معلش اي عزة ميكن أ�خيب أ�مكل املرة دي ‪..‬الثورة حركت عندي إ�حساس دفني اكن داميا موجود‬ ‫جوااي و أ�ان مش فامهة إ�يه اليل بيحصل يل؟!‪ ،‬تقريبا كدة إ�تضح يل إ�ن عالقيت ابلثورة عالقة‬ ‫عضوية ابلاكمل ‪،.‬طول حيايت والال وعي بتاعي شغال و بيفرز داميا قرارات يف ا إلجتاه ده ‪.‬‬ ‫أ�اتري من صغري بعمل ثورة عىل لك حاجة ‪..‬العادات‪ ،‬التقاليد وكامن املوروث الاجامتعي و داميا‬ ‫بنحاز للناس اليل �شهب�ي برمغ ا إلختالف يف اجلنس و ادلين و اجلن�سية و العمر‪.‬‬ ‫ببساطة إ�كتشفت مع الثورة أ�و أ‬ ‫ابلحص ت أ�كدت إ�ين ثورجية حىت النخاع‪...‬‬ ‫عزة‪ :‬أ�ان يف احلاةل دي حتديدا ما شفتش نفيس إكمر أ�ة‪ ،.‬و لكن أ�وال مكواطنة‪...‬مواطنة عادية ابخد‬ ‫و بدي مع الناس و بتفاعل مع أالحداث‪.‬‬ ‫شاغلين جبد العداةل ا إلجامتعية و احلريةو يه دي القمي اليل أ�ان م�ستعدة أ�حارب علشاهنا ‪.‬‬ ‫حبمك درا�سيت يف ا إلقتصاد و العلوم ال�سيا�سية وحبمك معيل كسيامنئية كنت دامئا هممتة بنرش الثقافة‬ ‫السيامنئية و حتولت بدون ما أ�دري حلاجة إ�مسها انشطة ثقافية ‪!...‬‬ ‫أ‬ ‫و دلوقيت قررت أ�ين أ�نزل أ�كرت للشارع و أ�وصل الثقافة اليل إ�تربيت علهيا لكرب عدد ممكن من‬ ‫الناس ‪.‬وخاصة للصغريين قوي اليل لسة يف املدارس ‪..‬يعين اجليل اليل لسة بيبين تفكريه وبيمني يف‬ ‫وجدانه ‪.‬و من خالل الثقافة امجلاهريية وبعيدا عن القاهرة أ�وصل الثقافة للناس اليل إ�ترخس عندمه‬ ‫نوع واحد بس من الثقافة ‪.‬‬


‫عزة‪ ..‬لسة عندي أ�مل أ�وصل الثقافة للناس و اي ريت ما تقوليش عين إ�ين ساذجة أ�و عاطفية زايدة‬ ‫عن اللزوم ‪.‬‬ ‫أ�ان عىل قناعة اتمة إ�ن ده الطريق الوحيد لدلميقراطية اليل إ�حنا عاوزيهنا أ�و ن أ�مل لهيا‪.‬ادلميقراطية ثقافة‬ ‫هتاخد �سنني و أ�جيال بس عىل أالقل هنكون شاركنا يف ت أ�سيسها‪.‬‬ ‫عزة إ�ستين‪ ..‬أ�ان مش هخيب أ�مكل للآخر ‪ ...‬أ�ان برضه أ�نىث و زوجة و فوق لك ده أ�م‪ ...‬و شايفة‬ ‫أالمل احلقيقي يف أ�والدان ‪...‬‬ ‫إ�بين يوسف قايل مرة إ�ن الواحد بيتودل ثوريج دي مش حاجة بيتعلمها‪ ...‬ممكن خنوض حوار طويل‬ ‫يف املوضوع ده بس ما علينا ده مش موضوعنا يف اللحظة دي ‪.‬‬ ‫خلينا يف موضوعنا ‪ ...‬أ�ان إكمر أ�ة ‪ ..‬ميكن مطلوب مين أ�وسع الطريق‪..‬و لكن؟!‬ ‫إ�حنا عايشني الهناردة حتدي كبري عىل لك امل�ستوايت ‪...‬امل�ستوى ال�سيايس و ا إلجامتعي و النفيس‬ ‫‪ .‬ياكد يكون أ�كرب حتدي مر عيل جيلنا حيت اليوم ‪..‬‬ ‫إ�نكرس حاجز اخلوف ‪ ،.‬نعيش عرص التكنولوجيا املروعة اليت توصل الصورة يف لك ماكن يف العامل‬ ‫يف نفس اللحظة ‪.‬حطينا لك القوى ال�سيا�سية داخل وخارج احلدود يف م أ�زق كبري ‪ .‬أ‬ ‫‪،‬لن أ�حداث‬ ‫البالد �سبقت لك التوقعات ‪ .‬إ�حنا أ�كيد يف مفرتق الطريق و علينا كنساء دور مضاعف يف إ�عادة‬ ‫بناء هذا البدل ‪.‬‬ ‫عزة‪...‬بلك صدق و بلك بساطة ممكن أ�قوكل إ�ن برمغ الصعوابت اليل أ�كيد هتقابلنا إ�ين ما زلت‬ ‫متفائةل ‪.‬‬ ‫أ�رجو أ�ن أ�كون رديت علييك و ما خيبتش أ�مكل أ‬ ‫للخر‪.‬‬ ‫مع معزيت و تقديري كل اي عزة‪.‬‬


‫من يوميات ميدان التحرير‬ ‫عزة اكمل‬

‫من أ�ين ي أ�تينا عويل الرحي املرعب‪ ،‬اذلي حيطم هناران ويصبح هنار غري بقية الهنارات ‪ ،‬اكن هنار ًا‬ ‫داميا أ‬ ‫ً‬ ‫‪،‬الربعاء ‪ 2‬فرباير ‪ ،2011‬الساعة الثانية ظهرا يقتحم امليدان رجاال ميتطون اخليول وامجلال‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫‪ ...‬إ�هنم رجال �من مبالبس مدنية‪ ،‬بلطجية حيملون ال�سيوف وال�سنج والسلحة البيضاء وزجاجات‬ ‫حارقة‪ ،‬يعج امليدان ابلرصاخ والضجيج‪ ،‬مشهد من العصور الوسطى والثوب خمتلف‪ ...‬يقاوم امليدان‬ ‫وي أ�رس ثواره بعض من هؤالء البلطجية اجلبناء ‪ ...‬وت أ�يت أالخبار أ�ن أ�عداء الثورة حيارصوهنا من‬ ‫املداخل الامثنية وخاصة مدخل املتحف املرصي‪ ..‬هيتف ال�شباب مطالبني امجليع أ�ن يوزعوا أ�نفسهم‬ ‫عىل املداخل الرئي�سية وحاميهتا من البلطجية أ�عداء الثورة ‪ ...‬حتتشد النساء أ� ً‬ ‫يضا من اكفة أالعامر‬ ‫ويقسمن أ�نفسهن عىل املداخل محلايهتا ‪ ..‬قنابل املولوتوف ت أ�يت من فوق سطوح بعض املنازل وحترق‬ ‫انقالت جنود اتبعة للقوات املسلحة وتسقط نرياهنا امل�شتعةل عىل أ�جساد املدافعني من الثوار ‪..‬‬ ‫امليدان حتول لساحة حرب‪ ،‬البلطجية يقذفون احلجارة والزجاجات احلارقة‪ ..‬متر الساعات وادلفاع‬ ‫م�سمتيت عن امليدان رمز الثورة ورشارة انطالقها ‪.‬‬ ‫أالطباء ال�شبان يقميون مستشفى ميدانيا يف املوقع لي�ستقبل مئات املصابني من ال�شباب والكهول‬ ‫والعجائز واملستشفى عبارة عن قطعة أ�رض جبانب مصىل صغري يف شارع جانيب خلف امليدان‪،‬‬ ‫و�سيارات ا إلسعاف ال ت أ�ت فقد عرقلها البلطجية واملهامجون‪...‬‬ ‫يصم رصاخ أالطباء أ�ذين « ال يوجد مدد طيب اكف ‪ ...‬ا إلصاابت خطرية « ‪.‬‬ ‫حديقة منتصف امليدان تعج مبئات املتظاهرين من ال�شباب من اجلنسني وحتت إ�حدى الالفتات‬ ‫اليت تطالب برحيل مبارك اكنت هناك ايفطة مكتوب علهيا « نقطة جتميع لقطات الفيديو واملوابيل »‬ ‫اكنت يه املاكن اليت تنطلق منه ابنيت لتوثيق أالحداث مث تعود إ�ليه يه و�شباب �آخرون ليجمعون‬ ‫اللقطات ويرسلوهنا عرب الانرتنت ليشاهدها العامل لكه‪.‬‬ ‫يف هذا اليوم‪ ،‬اكنت ابنيت تنتقل من مدخل إ�ىل أ�خر‪ ،‬اترة تغلهبا ادلموع واترة أ�خرى تشحذ مههتا‬ ‫لتصد مع الآخرين الغزو ومرة اثلثة متسك باكمرياهتا اليت اكنت حتاول ان حتمهيا لتسجل املعركة ‪ ...‬أ�ما‬ ‫ابين اذلي أ�مكل عامه السادس عرش يف ‪ 30‬يناير قبل الاعتداء عىل امليدان بيومني فقد اكن يصد‬ ‫الهجوم مع رفاقه الصغار عىل مدخل كوبري قرص النيل‪.‬‬


‫ا إلذاعة ادلاخلية للثورة‪ ،‬تبث أالغاين الوطنية وتشحذ اهلمم وتوحد الهتافات بني مئات الآالف من‬ ‫املتظاهرين‪ ،‬أالطفال الصغار يشاركون الكبار يف الهتاف ويف الرصخي والانفعال‪ ،‬اللك يشارك يف‬ ‫حامية الثورة يف حامية مرص‪ ،‬مرصمه اذلين يشعرون ألول مرة أ�هنم خفورون بنيلها و أ�رضها و أ�ن هذه‬ ‫الثورة يه طريقهم إ�ىل احلرية‪ ،‬و أ�ن أ�صالهتا تمكن يف عزمية �شباهبا ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫البلطجية واملهامجون يطلقون الرصاص ‪ ،‬يسقط مئات اجلرىح اذلين أ�قسموا أ�هنم �سيقاتلون لخر‬ ‫رمق ‪ ...‬يطاهلم الرصاص احلي ويسقط الشهداء ‪ ...‬يعود اجلرىح مرة أ�خرى بعد تضميد جراهحم‬ ‫بطرق بدائية إ�ىل املداخل محلايهتا والقتال مرة اثنية واثلثة همام اكنت معق إ�صابهتم وجروهحم الغائرة‪،‬‬ ‫الفتيات والنساء يشلكن تكتالت حتث اذلين ي أ�خذون راحة يف امليدان أ�ن يذهبوا إ�ىل املداخل‬ ‫لينعم الآخرين اذلين أ�صاهبم ا إلعياء ببعض الراحة حىت ال خنرس املعركة ‪ ...‬ال�شباب صغار العمر‬ ‫من اجلنسني يقومون حبمل زجاجات املاء إ�ىل الثوار عىل املداخل ‪ ...‬ر أ�يت ابين يف اسرتاحته‬ ‫القصرية اليت استبدلها حبمل دلو كبري مملوء ابملاء يطوف عىل املداخل مع أ�صدقائه ليسقي املصابني‬ ‫واملدافعني‪...‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ�طوف مع النساء‪ ،‬ال�شباب‪ ،‬والهمات‪ ،‬يف مظاهرات حلشد اهلمم‪ ،‬نساء من لك الطياف واللوان‪،‬‬ ‫احملجبات ‪ ،‬غري احملجبات واملنتقبات لكهن توحدن من أ�جل احلرية‪ ،‬يغزلن خيوط احلرية بدماهئن‬ ‫و أ�جسادهن وعطاهئن ‪ ،‬يقاومن ببساةل قنابل املولتوف‪ ،‬تسقط مهنن العرشات ‪ ،‬تواصل الفتيات‬ ‫التحدي والصمود والنضال ‪ ،‬أ�ذهب مع أ�خرايت حتملن بني طيات خامرهن ويف حقائهبن اليدوية‪،‬‬ ‫ويف أالكياس البالستيكية الطوب لزنود به املدافعني لصد الهجوم وكذكل لن أ�خذ ً‬ ‫ماكان حنن النساء‬ ‫يف ادلفاع مثلنا مثل الرجال ‪ ...‬ينظر إ�لينا الرجال وال�شباب بعني احلب‪ ...‬وهيتفون �سننترص إبذن‬ ‫هللا ‪ ...‬ثورة ‪..‬ثورة حىت النرص ‪ ...‬تتعاىل الهتافات لقد �سيطران عىل مدخل كوبري قرص النيل‬ ‫‪ ...‬وسوف ن�سيطر عىل مدخل املتحف وسنبعدمه من فوق كوبري ‪ 6‬أ�كتوبر ‪ ...‬إ�ن شاء هللا ‪،...‬‬ ‫يف بعض أالوقات يصيبنا ا إلحباط نتيجة لسقوط عدد كبري من املصابني وا إلعالن عن شهيد قتهل‬ ‫رصاص الغدر‪ ،‬خرب ي أ�يت من هنا وهناك عن مدد من امجلوع البرشية سوف ت أ�يت لتنضم إ�لينا وتصد‬ ‫العدوان‪ ،‬أالمل يزداد والعزمية ت�شتدد واردد مع الآالف «بالدي بالدي كل حيب وفؤادي»‪.‬‬ ‫يكسوان حب الوطن ونتوجه‪ ،‬ونتحول إ�ىل حبل متني مشدود إبحاكم إ�ىل بعضه‪ ،‬نامتيل‪ ،‬نهتادى‪،‬‬ ‫نركض‪ ،‬نزهو ب أ�نف�سنا عىل حنو غامض‪ ،‬ن�ستجمع اكمل قوتنا وخربتنا‪ ،‬ون�ستدعي صرب وجدل من‬ ‫أ�عامق بعيدة خمب أ�ة بني خصور امليدان‪ ،‬ال ننحين أ�بدا‪ ،‬خنرج رشارتنا وطوقنا للحرية ليخرتقا أالرض‬ ‫والسامء‪ ،‬تنبض قلوبنا يف خيالء تركز عىل املدى الشاسع‪ ،‬تبحث عن احلرية برقة متناهية وعزم‬ ‫اخلالص‪.‬‬ ‫دوائر تغص ابلبرش‪ ،‬أ�ايدهيم ترتفع مث هتبط عىل شئ ما ‪ ..‬نعرف أ�نه أ�حد البلطجية أ�و البوليس الرسي‬


‫قد مت أ�رسه‪ ،‬ياكد أ�ن يُفتك به إ�ال أ�ن ال�شباب يتجمع وهيتف سلمية ‪ ..‬سلمية فيمت اقتياد أالسري إ�ىل «‬ ‫جسن الثورة» وهو ماكن يف مرتو أالنفاق ليمت ا�ستجوابه وتسلميه بعد ذكل لقوات اجليش‪.‬‬ ‫صوات ً‬ ‫عند لك جهوم تقرع املتاريس من أاللواح املعدنية و أ�سوار امليدان احلديدية فتصدر ً‬ ‫خميفا‪،‬‬ ‫الغرض منه دب الرعب يف املهامجني وكذكل النداء عىل ال�شباب من املعتصمني لزايدة احلشد عىل‬ ‫مداخل امليدان و صد الهجوم ومنع البلطجية من ادلخول ‪.‬‬ ‫هيب ن�سمي ابرد يف هذا ال�شتاء الغاضب ليحمل معه توجه الوجوه‪ ،‬تامتوج كتل احلشود الثائرة‬ ‫دافقة من لك ماكن يف امليدان‪ ،‬الصيحات تتعاىل حادة‪ ،‬وعنيفة ومتحرشجة أكمنا رنني نواقيس‬ ‫اخلطر تدق‪ ،‬أ�رساب من الطيور حتوم فوق رؤو�سنا لعلها ابرقة أالمل اليت متدان ابلعزم والتحدي‬ ‫‪ ...‬أ�صواتنا تتشظى وتتبعرث يف فضاء املعركة ‪ ...‬ادلعاء يرتفع أكنه أ�سهم غاضبة ‪ ..‬حمتجة تصيب كبد‬ ‫السامء وتطالب ابلعداةل اخملب أ�ة يف ماكن ما‪ ،‬الرايح ترفق بنا وتتحول بعيدا ‪ ...‬أ�غوص باكمل جسدي‬ ‫يف نشوة غامرة بتوحدي مع الناس ‪ ..‬الا�سامتع والانقياد لصوت أالمل اجلديد �شباب مرص اذلي‬ ‫ينبعث من أ�غوارمه جشاعة ال مثيل لها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫خصب أالحداث وازدايد الهجوم حاال دون تواصلنا اان وابين وابنيت‪ ،‬كنت �تسلح ابلشال القطين‬ ‫كدرع وايق فوق ر أ�يس‪ ،‬ي أ�يت صديق اجلامعة « هاين احلسيين» أال�ستاذ بقسم الرايضيات بلكية‬ ‫العلوم‪ ،‬ويقول يل ً‬ ‫فرحا « لقد دافعت من أ�حد املداخل و أ�لقيت الطوب عىل البلطجية‪ ،‬رمييت اكنت‬ ‫قصرية‪ ،‬لكن املرة القادمة سوف تكون أ�طول» ‪ ،‬مث يركض لينضم للمدافعني ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫الوقت يزحف يف بطء يف ميدان املعركة والهجوم يزتايد عنفا‪ ،‬هاتفي النقال يرن اب�سمترار و�حتاىش‬ ‫الرد عليه ‪ ...‬أ‬ ‫فالهل وبعض أالصدقاء يتصلون يب ‪« ...‬عودي إ�ىل املزنل الفضائيات تبث طول‬ ‫الوقت ان امليدان �سيقتحمه أالمن املركزي ومعهم الكب بولي�سية ‪ ..‬أ�حبيث عن أ�والدك وعودوا إ�ىل‬ ‫املزنل» ه�سترياي متواصةل‪ ،‬أ�رد يف البداية ب أ�دب مث انفجر ‪ « ..‬جيب ان ختجلوا من أ�نفسمك ‪� ..‬شبابنا‬ ‫ميوت يف املعركة و أ�نمت مذعورين ‪ ...‬حيايت ال تعين شيئا جبانهبم اان و أ�والدي « ‪ ..‬انتحي جانبا و أ�حاول‬ ‫أ�ن هد أ� نفيس ‪ ..‬أ�حاول أ�ن أ�متاسك و أ�ال أ�هجش ابلباكء‪ .‬إ�نه وقت التحدي والصمود ‪.‬‬ ‫ي أ�يت هاين احلسيين مرة أ�خرى هملال‪« ،‬لقد اكنت رضبيت هذه املرة أ�قوى‪ ،‬تعلمت كيف اقذف الطوبة‬ ‫ألبعد ً‬ ‫مدى»‪ ،‬أ�بتسم معه وننقل أالخبار لبعضنا‪...‬‬ ‫أ�نظر إ�ىل السامء احملتشدة ابلغيوم ومبطر املولوتوف وغدر اجلبناء ‪ ..‬وخلف هذه الغيوم تبرص عيناي‬ ‫شيئا ما ‪ ...‬وجه متنيت أ�ن يكون معي يف هذه اللحظة ‪ ..‬اكن يمتناها مثلنا مجيعا ‪ ...‬وجه رضوان‬ ‫رفيق ادلرب وحبيب العمر ‪ ...‬أ�برصته يبتسم‪ ،‬ابتسمت وتوهجت إ�ىل مدخل املتحف اكن الفجر‬ ‫يوشك أ�ن يزبغ ‪ ..‬جاءتين البشارة انترصان علهيم ‪ ..‬لقد أ�جربانمه عىل الابتعاد عن كوبري ‪ 6‬أ�كتوبر‬ ‫‪ ...‬أ�دركت أ�ننا خرجنا من حجمي معركة رضوس أ�نقشع اكبوسها بعد أ�ن كتب لنا النرص‪ ،‬هنا دمعت‬


‫عيين‪ ،‬جلست عىل حافة حديقة امليدان ‪ ..‬جتمهر املعتصمون واحملاربون ‪...‬وجاء الصديق الفنان «‬ ‫محمد عبةل» وارمتى يف حضين « امحد ب�سيوين أ�تقتل ‪ ..‬أ�تقتل» ‪ ..‬أ�خذت اربت عليه وقلت هل انه‬ ‫شهيد الثورة ‪ ..‬قال «اعرف ‪ ..‬أ�طفاهل صغار �آدم وسلمى‪ ،‬شاب زي الورد»‪ ،‬مل أ�كن اعرف أ�محد‬ ‫ب�سيوين عن قرب ‪ ..‬لكين عرفته كفنان تشكييل واعد ‪ ..‬جتمع حولنا أالصدقاء ‪ ..‬ومسعنا هتافات‬ ‫النرص ب أ�صوات مبحوحة تعكس إ�عياء شديد بعد ليةل دامية اكن امجليع ينتظر فهيا املوت‪ ،‬ي أ�يت‬ ‫«هاين» وهو مصاب هذه املرة يف عينه‪ ،‬كدمة كبرية تقع حتت العني مبارشة و إ�صابة فوق احلاجب‬ ‫وقد وضع أالطباء ضامدة هل‪ ،‬أ�فرح به ونعانق بعضنا ونتوحد مع الآخرين‪ ،‬أاللوف تتوافد عىل امليدان‬ ‫من املداخل الرئي�سية‪ ،‬تندفع مرسعة صوب امليدان‪ ،‬وجامهري غفرية هتتف‪ ،‬ب أ�صوات هادرة « يسقط‬ ‫‪ ..‬يسقط النظام ‪ ..‬يسقط ح�سين مبارك «‪ ..‬يعلو الهتاف ‪ ..‬يرفرف قليب وانتيش ‪ ..‬ومن العمق‬ ‫البعيد أ�ختيل ابين قادما ‪ ...‬يقرتب ‪ ...‬انه هو ‪ ...‬يقبلين وحيتضين ‪ ..‬ويربت عىل ‪ ...‬حنان جارف‬ ‫يغدقين به ‪ ...‬ابيك يف صدره اكلطفل الصغري ‪ ..‬ميسح دموعي ويردد «بكره أ�مجل‪ ,‬بكره أ�مجل»‬ ‫ويودعين للحاق برفاقه ‪ ..‬املح يف وجه مسحة من النضج رمبا أ�كرث مما ظننت ‪ ...‬لقد كرب ابين ‪ ..‬لقد‬ ‫حولته الثورة إ�ىل شاب يتحمل امل�سئولية ‪..‬‬ ‫ترتعش الروح وتدندن بنغامت احلب ‪ ،‬الغمي صار سنبةل‪ ،‬وردة وحبق‪ ،‬مل يعد احلمل ً‬ ‫مبنيا للمجهول‬ ‫‪ ،‬مل تعد الوحدة مزروعة يف ابطن الكف ‪.‬‬ ‫ميرق ضوء خفيف يزن عىل جسدي فتوه أ�ركض اندفع حنو املستشفى امليداين ‪ ...‬أالطباء يعملون‬ ‫بعزمية وصرب وحب‪ ،‬يداوون مئات اجلرىح ‪ ...‬أ�حاول املساعدة خبربيت القليةل يف المتريض ‪..‬يباغتين‬ ‫صوت ابهت ي أ�يت من خلف نوافذ أ�حد البيوت‪ ،‬أ�شعر ابلعطش ‪ ..‬يد متد يل زجاجة ماء رمغ‬ ‫أ�نين مل أ�طلب ‪ ..‬يعلو صوت �شيخ اجلامع مؤذان للصالة ‪ ..‬يذهب بعض أالطباء للصالة ومعهم‬ ‫بعض اجلرىح ‪ ..‬ا�سند ظهري إ�ىل حائط البناية اليت ينام أ�ماهما املصابون ‪ ..‬مجموعة من ال�شباب من‬ ‫اجلنسني أ�حدمه رشع يف تنظيف املاكن‪ ،‬و�آخر حيمل زجاجات ماء‪ ،‬واثلث راح يطمنئ عىل اجلرىح‬ ‫بيامن رابع وخامس وسادس يشدون من �آزر امجليع أ�هنم ينظرون صوب أالمل اجلديد ‪ ..‬ي أ�خذون أ�دوارا‬ ‫متعددة يف صنعها ‪ ..‬أ�عود إ�ىل امليدان مرة أ�خرى ‪ ..‬أ�حبث عن كوب من الشاي ‪ ..‬أ�جد صديقيت «‬ ‫هاةل شكر هللا» اليت قضيت ليلهتا يف أ�حد البناايت املطةل عىل امليدان تناقش حبامس مجموعة من‬ ‫الناس‪ ،‬وهتنهئم عىل النرص اذلي أ�حرزوه ‪ ..‬انظر إ�لهيا حبب واتركها ‪ ...‬اي هللا ‪ ،‬لقد أ�تيح يل يف هذا‬ ‫العمر أ�ن أ�رقب عن كثب هذا العامل املدهش للشعب املرصي املتعدد الصور و أاللوان و أالنفاس‬ ‫‪ ،‬املتنوع الطبائع وامليول ‪ ،‬هذا العامل اذلي اجمتع عىل اختالف مذاهبه وتباين أ�هوائه عىل إ�سقاط‬ ‫النظام واملطالبة ابحلرية‪ ،‬إ�ن الزمن الضائع أ‬ ‫ابلمس ابت حارض ًا بلكيته الآن !!!! ‪.‬‬ ‫متر أ�مايم مظاهرة صغرية من أالطفال حيوطهم الكبار ب أ�عناق مرشئبة ترفع أ� ً‬ ‫عالما صغرية ملرص‬


‫وهتتف « حتيا مرص» اعرث عىل أ�حد الباعة يقدم الشاي‪ ،‬وقبل أ�ن انطق قدم يل كواب من « الشاي‬ ‫الكرشي» ‪ ،‬جلست عىل الرصيف ‪ ،‬أ�طبقت جفناي ً‬ ‫قليال و أ�خذت انظر إ�ىل متثال « معر مكرم «‬ ‫املرفوع عليه عمل مرص وايفطة معلقة عىل يده الميىن « أ�رحل اي مبارك»وهو يقف شاخما ونقيا‪ ،‬رمست‬ ‫إبصبعي عالمة النرص‪ ،‬ابتسمت وقلت هل‪ :‬حنن أ�يضا صنعنا ثورة مثلمك ‪.‬‬ ‫واصلت امليش والتجوال مرة أ�خرى جمهدة‪ ،‬أ�ميش الهويين‪ ،‬تنتابين مشاعر خمتلفة من احلزن‬ ‫والفرح‪ ،‬حزن عىل الشهداء وفرح ابنتصاران وعدم سقوط ميدان التحرير يف أ�يد أالعداء ‪ ..‬اي هللا‬ ‫ماذا اكن �سيحدث لو سقط امليدان و أ�جُ لينا منه ‪!..‬‬ ‫بعدما متكنا من ال�سيطرة عىل امليدان ابلاكمل و إ�جالء البلطجية مت ا إلعالن عن حصيةل اجملزرة �ستة‬ ‫شهداء و‪ 1600‬جرحي و أ�رس ‪ 100‬بلطجي وضعوا يف السجن الشعيب للميدان‪.‬‬ ‫هناك ننظر إ�ىل البعيد صوب جنود اجليش وداببهتم‪ ،‬حيث احلرية والارتباك �سيطرت عىل احمليط‪،‬‬ ‫تمتدد الآمال‪ ،‬وتمتدد بنا سامء احلمل‪ ،‬مثة يشء حيوطنا إ�هنا جسارة شعب ا�ستاكن ثالثة عقود‪ ،‬بني‬ ‫لك أالحداث ال يشء أ�شد تسايم وعبقرية من العالقات ا إلنسانية اليت نسجت بني مجيع البرش يف‬ ‫امليدان‪ ،‬احملجبات‪ ،‬غري احملجبات‪ ،‬املنتقبات‪ ،‬الشاابت‪ ،‬أالهمات‪ ،‬فالحات‪ ،‬عامالت‪ ،‬أ�اكدمييات‪،‬‬ ‫كذكل الرجال من خمتلف الطبقات واملهن والتيارات ال�سيا�سية‪ ،‬و أالطفال ‪ ...‬اللك توحد حول‬ ‫شعار واحد « الرحيل» ‪« ...‬الشعب يريد إ�سقاط النظام « ‪ ،‬مجموعات من الرجال والنساء �شباب‬ ‫وجعائز‪ ،‬توزع المتر‪ ،‬إ�نه الطعام الشعيب اذلي اتفق عليه امجليع ‪ ...‬حبة متر واحدة يه زاد الثوار‬ ‫يف امليدان يتناولوهنا بفرح واعزتاز أكهنا الطاقة اليت سزتيدمه صالبة يف نضاهلم املتصاعد‪� ،‬آخرون‬ ‫يوزعون �سندوتشات اجلنب واملرىب وقطع البسكويت الصغرية ‪ ...‬وزجاجات املاء ‪...‬حرص شديد‬ ‫عىل أ�ن املدد يوزع بطريقة تضمن أ�ن حيصل لك فرد عىل نصيب متساو ‪ ...‬إ�نه عامل جديد يتشلك ‪،‬‬ ‫ال فرق فيه بني مسمل أ�وم�سيحي‪ ،‬غين أ�و فقري طبيب أ�و عامل‪ ،‬حمجبة ‪ ،‬منتقبة ‪ ،‬أ�و غري حمجبة‪ ،‬ال‬ ‫فرق فيه بني انشط �سيايس أ�و �آخر دفعه الظمل لالخنراط يف الثورة ‪ ...‬اللك يفرتش أالرض وي أ�لك‬ ‫للحظات قليةل ويعود للهتاف أ�و ت أ�جيج انر الغضب يف املعتصمني أ�و محل الالفتات‪ ،‬أ�و اذلهاب‬ ‫إ�ىل أ�حد إ�ذاعات الثورة إللقاء خطبة‪ ،‬أ�و بيان أ�و ا إلعالن عن خرب او هممة ما ‪ ...‬احلواس تعمل‬ ‫بلك طاقهتا مل يعد للفراغ أ�و اخلواء ماكن‪ ،‬مشاعر تتدفق وعقول تتفتح‪ ،‬تناوابت بني إ�دراك حيس‬ ‫ممتع و إ�دراك عقيل منظم‪ ،‬حس ادلعابة املرصي اكن يف أ�وج انطالقه ‪ ...‬مل يعد ماكن للسخرية املرة‬ ‫واحلزينة واملرارة املسحوقة ‪ ،‬يف لك ركن �ستجد من حيمل ايفطة ً‬ ‫ممساك هبا بفخر يريد أ�ن يراها امجليع‬ ‫أ‬ ‫وهو يقف يف ماكنه ال يزتحزح لساعات مث ينتقل إ�ىل ماكن �آخر لميكث فيه ساعات �خرى حىت يراه‬ ‫�آخرون ‪ ...‬امجليع يد واحدة ‪ ،‬قلب واحد‪ ،‬يريدون ً‬ ‫شيئا و ً‬ ‫احدا‪ ،‬احلرية ‪ ،‬العداةل‪ ،‬الكرامة‪ ،‬لن يفرقهم‬ ‫ً‬ ‫شيئا بعد الآن ‪ ،‬ولن ينجح أ�حد يف أ�ن يشعل انر الفتنة بيهنم ‪.‬‬


‫تدفق إ�بداع الشعب يف ميدان التحرير بعد معركة أالربعاء ادلايم ‪ ،‬وابتدع الناكت والقفشات‬ ‫واملواقف المتثيلية الهزلية اليت تسخر من « مبارك» ومن نظامه القمعي‪ ،‬ما أ�كرث أالغاين و أالشعار‬ ‫و أاللعاب اليت تتبارى يف إ�ظهار خيبة النظام املرصي وخيبة أ�فعاهل ‪ ..‬وكذكل هو حال الرسومات‬ ‫الاكرياكتريية‪ ،‬هنر من ا إلبداع اهنمر من لك مواطن يف امليدان‪ ،‬لقد م�سهتم عبقرية فريدة وجفرت نبع‬ ‫احلياة ادلافق الاكمن يف أ�جسادمه وعقوهلم ‪.‬‬ ‫الناس يف مجهورية التحرير حيرسون أ�نفسهم وحيرسون الثورة من البلطجية و أ�هجزة أالمن والرشطة‬ ‫و أ�عداء الثورة‪ ،‬يقف مئات من ال�شباب من اجلنسني عىل مداخل امليدان يتحققون من هوية القادم‬ ‫ويودعون اخلارج هبتافات حتثه عىل العودة رس ً‬ ‫يعا‪ ،‬يعتذرون للناس ب أ�دب عند تفتيشهم اببتسامة‬ ‫طيبة وحيثوهنم عىل املشاركة بفعالية يف الثورة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ�تسلل خبفة حنو لك خشص ‪ ،‬أ�راقبه‪ ،‬انتقل من موقف املشاهد إ�ىل موقف الفاعل ‪� ،‬س�ل‪� ،‬شارك‪،‬‬ ‫أ�انغش‪ ،‬أ�شعر جبسمي خيف و أ�نين أ�طري ساحبة مع أ�رساب الطيور اليت حتلق يف سامء امليدان‬ ‫عىل مقربة من رؤو�سنا ‪ ،‬إ�هنا أ�رواح شهداؤان اليت تراقبنا وترسل إ�لينا نفحات ا إللهام واجلسارة‬ ‫شهيقا ً‬ ‫أ�ال نستسمل‪ ،‬أ�حسب ً‬ ‫معيقا‪ ،‬أ�سقط يف نشوة حلظية تترسب إ�ىل راحئة عطر خاص‪ ،‬التوق‬ ‫أ‬ ‫أالبدي للتحرر‪ ،‬الرغبة أالبدية يف ا إلمساك بقلب العامل ‪� ،‬توه يف دهالزي امليدان مفعمة ابلنشوة‬ ‫واحلب والانتصار ‪.‬‬ ‫تنطلق الهتافات من مجيع اجلهات‪ ،‬ميكرفوانت ا إلذاعة ختتلط أ�صواهتا ب أ�صوات امجلوع الهادرة‬ ‫ابلهتافات ‪ ...‬تعلو مث تتباعد لكام رست يف اجتاه �آخر ‪ ...‬أ�قابل أالصدقاء‪ ،‬نتعانق‪ ،‬نتناقش‪ ،‬نضحك‪،‬‬ ‫ومييض لك منا للتفتيش عن أ�صدقاء �آخرين ولقاءات محمية أ�خرى ‪ ،‬خصب وجضيج ومهس وت أ�مل‬ ‫واندفاع ‪ ،‬هنا وهناك يكتيس امليدان ابحلب واحلنني والانفعال وتنعكس صورته عىل السامء الرمادية‬ ‫فتحيلها ً‬ ‫لوان أ�رجوا ًنيا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ي أ�يت املساء بنجوم خمتلفة تتلل �ضواؤها ‪ ،‬جنوم لن ترشق حزان �و تسكب دمعات ظاملة ‪.‬‬ ‫الناس يف التحرير ذوي قلوب رحمية وجسورة وشفافة‪ ،‬ال يوجد دكتاتور أ�و مستبد أ�و بطل أ�و‬ ‫زعمي‪ ،‬قرارات تناقش يف عالنية من خالل ميكروفاانت امليدان املتاحة ألي فرد وحلقات النقاش‪،‬‬ ‫دميقراطية المتثيل املبارش‪ ،‬رفع أاليدي و أ�خذ املوافقة امجلاعية‪ ،‬ال تزوير وال تسويد للبطاقات‪،‬‬ ‫فصندوق الانتخاابت هو امليدان نفسه‪ ،‬الناس يف التحرير يتفانون يف خدمة بعضهم البعض‪ ،‬تعاضد‬ ‫و تاكفل اجامتعي وخدمات ابجملان من متربعني‪/‬متربعات ال ينتظرون شكر ًا أ�و إ�عالن أ�سامء‪ ،‬أ�طباء‬ ‫وطبيبات جاءوا من مستشفيات مرص اخملتلفة ليعاجلوا ويداوو شعب امليدان‪ ،‬يسهرون طوال الليل‪،‬‬ ‫ال حيصلون إ�ال عىل قسط قليل من الراحة‪ .‬رجال ادلين ا إلساليم وامل�سيحي جيمعهم حب الوطن‬ ‫ال ماكن للتعصب يف أ�حاديث أ�و مواعظ تكرس الطاعة العمياء ابمس ادلين وهللا‪ ،‬الهالل والصليب‬


‫يتعانقان فوق رؤوس البرش‪ ،‬ينرشان التسامح برسعة الربق من طرف امليدان إ�ىل طرفه أالخر‪.‬‬ ‫مزيدا من املدد‪ ،‬متطوعني يقسمون أ�نفسهم عىل دوائر جغرافية متفرقة وسط امليدان ل إلبالغ عن‬ ‫احتياجات املعتصمني املعي�شية والطبية‪ ،‬يتبادل امجليع أ�رقام الهواتف اليت تصب مجيعها يف قيادة‬ ‫واحدة‪ ،‬نظام صارم‪ ،‬تعاون مدروس‪ ،‬كتائب من عامل النظافة من خمتلف الطبقات بد أ�ت يف‬ ‫تنظيف �آاثر معركة أالمس ومجع القاممة‪ .‬القوى الشعبية وال�سيا�سية يف ميدان التحرير تدعو إ�ىل «‬ ‫الزحف املليوين» ً‬ ‫غدا امجلعة عقب صالة امجلعة إ�ىل التحرير‪ ،‬ومبىن ا إلذاعة والتليفزيون والربملان ‪...‬‬ ‫أ�هنا مجعة « الرحيل»‪ ،‬رحيل مبارك‪ ،‬ميكروفوانت ا إلذاعة تزف خرب عاجل‪ :‬النائب العام يعلن منع‬ ‫لك من امحد عز وجرانة واملغريب وحبيب العاديل ووزير ادلاخلية السابق وعدد �آخر من امل�سئولني‬ ‫يف بعض الهيئات واملؤسسات العامة من السفر خارج البالد وجتميد حساابهتم يف البنوك‪ ،‬الشاشات‬ ‫التليفزيونية ابمليدان تضبط عىل قناة اجلزيرة‪ ،‬تنقل ترصحيات انئب رئيس امجلهورية معر سلامين أ�ن‬ ‫الرئيس مبارك لن يرتحش يف الانتخاابت الرئا�سية املقبةل‪ ،‬وكذكل جنهل جامل مبارك ويعلن سلامين‬ ‫ً‬ ‫م�ستثنيا اذلين ارتكبوا أ�عامال إ�جرامية‪،‬‬ ‫عن ا إلفراج عن مجيع املعتقلني عىل خلفية أالحداث أالخرية‬ ‫يتعهد سلامين مبحا�سبة امل�سئولني عن الهجوم عىل ميدان التحرير‪ .‬يتعاىل الهتاف بسقوط ح�سين‬ ‫مبارك وسقوط معر سلامين وعندما تذيع ا إلذاعة أ�ن معر سلامين التقى العديد من ممثيل أالحزاب‬ ‫والقوى ال�سيا�سية والشخصيات العامة يف حني طلب ممثلوا الوفد والتجمع ت أ�جيل اللقاء إ�ىل وقت‬ ‫الحق‪ ،‬و أ�ن ا إلخوان املسلمون ما زالوا مرتددين‪ ،‬و أ�ن سلامين أ�ثناء حواره مع هؤالء ذكر أ�ن مطالب‬ ‫ال�شباب مرشوعة ولكن أ‬ ‫للسف اندست بيهنم عنارص أ�خرى لها أ�جندات خارجية أ�و أ�غراض‬ ‫داخلية إلحداث أ�كرب قدر ممكن من عدم الا�ستقرار‪ ...‬تتعاىل الهتافات والرصخات ‪ ...‬يسقط مبارك‬ ‫‪ ...‬يسقط معر سلامين ‪« ...‬اي مبارك حصي النوم ‪ ..‬الهناردة أ�خر يوم» الشعب يريد حمامكة اخلسيس»‬ ‫حسقا ‪ً ..‬‬ ‫ً‬ ‫حسقا للطواغيت» ‪« ..‬اي �شبابنا قول للجيش ح�سين مبارك مش حيعيش‪»..‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الفريق �محد شفيق رئيس الوزراء اجلديد يعقد �و مؤمتر حصفي هل يقول « اعتذر عام تعرض هل‬ ‫املتظاهرون يف ميدان التحرير من جهوم نفذه بلطجية مدفوعون من احلزب الوطين ورجال أ�من‬ ‫بزي مدين ‪ ..‬حبسب شهود عيان ‪ ،‬ينفي رئيس الوزراء علمه امل�سبق مبا شهده امليدان من اعتداء‬ ‫عىل املعتصمني ويقول « أ�شعر جبرح ابلغ إ�زاء ما جرى بعد ساعات من تعهدي ابحلفاظ عىل أ�من‬ ‫املتظاهرين يف ميدان التحرير» ‪ ...‬ي�ستطرد شفيق « إ�ن احلوار بني السلطة واملعارضة و أ�يضا جامعة‬ ‫ا إلخوان املسلمني‪ ،‬عىل حد علمي لن يقص أ�حد من النقاش « ‪.‬‬ ‫تتواىل أالخبار وتعلن إ�ذاعات امليدان عن إ�دانة الكثري من ادلول الغربية( بريطانيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬املانيا‪،‬‬ ‫ايطاليا‪ ،‬ا�سبانيا) جملزرة أالمس وتطالب الرئيس مبارك ابلبدء الفوري يف معلية انتقال سلمي للسلطة‬ ‫حقنا دلماء املرصيني‪ ،‬أ�وابما يدعو نظريه املرصي مبارك اذلي حيمك منذ ثالثني عاما اىل البدء يف انتقال‬


‫سلمي للسلطة « الآن» ‪ ...‬تتواصل املسريات التضامنية مع الاحتجاجات الشعبية املرصية املطالبة‬ ‫إبسقاط النظام احلامك يف مدن وا�شنطن واسطنبول وغريها‪.‬‬ ‫تقول ا إلذاعة عن �شباب الفيس بوك بعض الناكت اليت يطلقوهنا « مبارك هيدد إبحراق نفسه‬ ‫ويطالب بتغيري الشعب»‪ « ،‬خرب عاجل‪ :‬ح�سين مبارك وعرب أ�ثري إ�ذاعة « تناحة»‪ ،‬هيدي الشعب‬ ‫املرصي أ�غنية امل�ستورة اننيس جعرم أ�خامصك �آه ‪ ..‬أ�سيبك ال»‪.‬‬ ‫التحضري يمت عىل قدم وساق يف امليدان للمظاهرة املليونية ‪ ..‬جامعات من اخلطاطني ومؤلفي‬ ‫الشعارات والهتافات يتبارون يف العمل‪ ،‬تعلاميت من امجليع للجميع لاللزتام بسلمية املليونية» ال‬ ‫تشتبك مع أ�حد»‪ « ،‬ال تفقد أ�عصابك ألي سبب»‪ ،‬وال خترج يف مظاهرات خارج امليدان‪.‬‬ ‫مطالب الثورة مكتوبة عىل الفتة تضئ امليدان بعد أ�ن توافق علهيا الثوار ووضعوها عىل أ�عىل عامرة‬ ‫ابمليدان بطول عرشين طابق‪ :‬رحيل مبارك‪ ،‬حل جملس الشعب والشورى‪ ،‬إ�هناء حاةل الطوارئ‪،‬‬ ‫وا إلفراج عن اكفة املعتقلني ال�سيا�سيني‪ ،‬تشكيل حكومة انتقالية إلدارة �شئون البالد‪ ،‬تشكيل‬ ‫مجعية ت أ�سي�سية لوضع د�ستور دميقراطي‪...‬‬ ‫أ‬ ‫النساء والشاابت هيتفن‪ ،‬يؤلفن الشعارات ‪ ،‬يقودن املظاهرات محموالت عىل الكتاف ‪ ،‬يشاركن يف‬ ‫صنع الثورة ‪ ،‬ي أ�خذن بزمام املبادرة يف إ�دارة النقاشات ال�سيا�سية ‪ ،‬يتفاعلن ‪ ،‬يقرتحن ‪ ،‬يتقامسن‬ ‫بعيدا ‪ً ...‬‬ ‫اخلزب واملاء والعطاء تناوشهن طيور صغرية ‪ ،‬تدق جدار صدورهن‪ ،‬تريد أ�ن حتلق ً‬ ‫بعيدا‬ ‫يف سامء احلرية ‪.‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫يتحول ميدان التحرير إ�ىل ساحات كربى للمحارضات ال�سيا�سية وتبادل الراء عن الحزاب‬ ‫واجملمتع املدين وادلوةل املدنية وادلميقراطية وحق التظاهر والانتقال السلمي للسلطة‪ ،‬الفساد‪ ،‬القمع‪،‬‬ ‫وحقوق ا إلنسان‪ ،‬وحرية التعبري‪ ،‬أ�من ادلوةل‪ ،‬يشارك يف احلوارات واخلطب ال�شباب من اجلنسني‪،‬‬ ‫خشصيات عامة‪ ،‬أ�زهريون سلفيون‪ ،‬حقوقيون‪ ،‬فنانون‪ ،‬أ�اكدمييون متتلئ احلناجر ابلهتاف والشعر‬ ‫والغناء‪.‬‬ ‫مدد من البطاطني والطعام والرشاب ي أ�يت للمعتصمني ‪ ،‬أ�ايدي كثرية تتعاون يف نصب اخلمي البيضاء‬ ‫واخلرضاء والزرقاء اليت تامتوج بزمخ ثوري فريد‪.‬‬ ‫مجوع برشية تريد أ�ن حترك طواحني الهواء‬ ‫وتضع نطفة الفرحة وت�ستحث أالرض أ�ن حتيا خماضها والشمس أ�ن تذيب ثلجها‪.‬‬ ‫يواصلون التحليق والطريان‪ ،‬يعانقون الصباح وي أ�نسون الليل ‪ ..‬ليل الثورة‬ ‫امليدان الآن خلية حنل ال هتد أ� ‪ ...‬امجليع ي�ستعد ملليونية « امجلعة» الوجوه متنوعة‪ ،‬ظالل املالمح‬ ‫تامتوج فهيا أ�لوان من احلب‪ ،‬الغضب‪.‬‬


‫النساء يف الرشقية أ�يقونه الثورة‬ ‫زينب املغاوري‬

‫طلبت مين صديقيت عزة اكمل ‪ ...‬تكل املناضةل احملبة لهذا الوطن ألكتب جتربيت وشهادة حيه من نساء‬ ‫شاركن يف الثورة ً‬ ‫بعيدا عن العامصة الكربى القاهرة وحيث أ�نين من قاطين أالقالمي أ�و بتعبري أ�دق من‬ ‫(فالحني الرشقية)‪ ،‬ترددت يف الكتابة ‪ ...‬بد أ�ت اسرتجع رشيط من اذلكرايت لنضال طويل بد أ� منذ‬ ‫نش أ�يت ال�سيا�سية ‪ ،‬ف أ�ان من أ�رسة متوسطة مكاليني أالرس املرصية ‪ ...‬نش أ�ت يف أ�رسة هتمت ابل�سياسة‬ ‫ألب موظف ب�سيط و أ�رسة كبرية العدد ولكن تعلمنا ً‬ ‫مجيعا يف عهد الزعمي الراحل جامل عبد النارص‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫تعلمي جامعي وا�ستفدان من جمانيته ‪ ...‬بيامن أ�ان الآن دلي ثالثة �بناء و�عاىن �شد العناء يف تعلميهم‪ ...‬ومع‬ ‫ذكل وهلل امحلد أ�بنايئ يسريون عىل الطريق امل�ستقمي ‪ ...‬إ�نتابتىن هواجس كثرية عندما وجدت ابين‬ ‫معزت يغيب كثريا عن املزنل ويقىض الساعات الطوال عىل ا إلنرتنت ‪ ،‬وهو شاب حاصل عىل ليسانس‬ ‫�آداب قسم إ�عالم عام ‪ 2009‬وهل العديد من حماوالت التدوين وهل صفحة الكرتونية ابملشاركة مع‬ ‫زمالئه حتت عنوان (ابمس مرار) واكنت إ�مس عىل مسمى ففى ال�سنة أالوىل من درا�سته اجلامعية ‪ ،‬أ�ي‬ ‫ً‬ ‫وخصوصا أ�ن‬ ‫منذ ‪� 6‬سنوات كتب معزت (يسقط ‪ ...‬يسقط ح�سين مبارك)‪ ،‬وقهتا إ�نتابتنا خماوف كثرية‬ ‫أ�صدقايئ نصحوين قائلني‪« :‬خيل ابنك يتمل»‪.‬‬ ‫أ�عمل أ�ن معزت أ�صغر أ�بنايئ و�سبقه محمد انشط �سيايس ‪ ،‬و أ�ان ال أ�نىس جتربيت عندما صدر حمك قضايئ‬ ‫حبق التظاهر يف القضية اليت رفعها املناضل عبد العزيز محوده عىل وزير ادلاخلية مارس ‪،2002‬‬ ‫واملسامة مظاهرة ال�سيدة عائشة أ�ايم أ�حداث العراق ‪.‬‬ ‫يف شهر مارس اكن هناك يوم مجعة ال ينىس‪ ،‬ا�ستقبلنا اتوبيس من الزقازيق حيمل ‪ 45‬راكب من‬ ‫خمتلف أالحزاب والقوى ال�سيا�سية ابلرشقية مهنم حمامني ‪ ،‬أ�طباء ومن لك أالطياف ‪ ،‬ودخلنا امليدان‬ ‫وعينك ما تشوف إ�ال النور فلول من أالمن املركزي دلرجة أ�ن محمد ابين أالكرب دخل يصيل ابجلامع‬ ‫فاكتشف أ�ن لك املصليني البسني ترجن واحد و أ�حذية لون واحد ‪ .‬وبعد حلظة خرج ليخربان بذكل‪،‬‬ ‫بعد انهتاء صالة امجلعة تعالت الهتافات من أ�جل العراق « وال لرضب العراق واليل يرضب العراق بكره‬ ‫يرضب الوراق»‪ ،‬واكن معي ملصقات و أ�عالم للعراق وفلسطني وجف أ�ة وجدت نفيس وسط دائرة هجمنية‬ ‫من قوات أالمن‪ ،‬بل رجال أ�من ادلوةل برتب كبرية وقهتا اكن معزت ابلصف أالول اثنوي ومل ي�ستخرج‬ ‫بطاقة خشصية‪ ،‬واهنالت اللكامت وال�شتامئ وال�سباب ّ‬ ‫عىل أ�ان و إ�بين وتصدى لهذه ا إلعتداءات املناضل‬ ‫محمد فرج أ�مني التثقيف ابلتجمع و أ�خذان أ�ان ومعزت و أ�ان يف حاةل إ�رصار عىل أ�ن هنتف للعراق وفلسطني‬ ‫وانتابين حاةل من الهياج والهسرتاي وعدم اخلوف وا إلرصار عىل مواصةل الهتاف‪ ،‬جف أ�ة تقدم حنوي‬


‫ضابط برتبة كبرية وصفعين عىل وهج�ي بقسوة وقهتا اكنت درجة احلرارة أ�كرث من ‪ 45‬درجة‪ ،‬موجة حارة‬ ‫مل تعهدها مرص من قبل يف هذا التوقيت من ال�سنة‪ ،‬شاهد إ�بين محمد الضابط وهو يرضبين ‪ ،‬إ�ندفع‬ ‫حنوه ورصخ ىف وهجه « أ�يم اي ابن اللكب « مفا اكن من هذا الضابط وجنوده إ�ال تطويق محمد ورضبه‬ ‫بعرشات الرالكت ‪ ،‬والقوا به يف �سيارة الرتحيالت ووراءه أ�يخ عاطف و أ�ان ارصخ واهتف ب أ�عىل‬ ‫صويت وشاهدتين مراسةل التلفزيون الربيطاين وصورت هذا املشهد عن كثب وهذا اليوم مل ينساه ابين‬ ‫معزت واكن بعده صغري‪ ،‬ذلكل عندما مت ا إلعداد والتواصل عرب ( الفيس بوك) مل أ�كن اعرف أ�ن معزت‬ ‫هذا الصغري قد كرب وان �شباب كثريون مثهل قد كربوا‪.‬‬ ‫يف يوم ‪ 25‬يناير عيد الرشطة شعرت ابنقباض شديد وحاولت أ�ن اترك البيت و أ�خرج إ�ىل الشارع‬ ‫حىت ال تلتقي عيناي مبعزت الوحيد الآن اذلي يعيش معي ‪ ،‬بعد أ�ن سافر أ�خوه إ�ىل ابريس أالكرب‬ ‫ايئسا من أالوضاع واملطاردات أالمنية من النظام السابق‪ ،‬تصورت خبرويج اين حليت املشلكة ولكن‬ ‫قليب أ�وجعين عىل معزت وتساءلت اي ترى هيسافر القاهرة؟ ‪ ،‬وفعال سافر معزت وذهب إ�ىل ميدان‬ ‫التحرير‪ ،‬نسيت معزت واكتشفت أ�ن ال�شباب عنده حق فامل�ستقبل مظمل لك يشء خنقنا‪ ،‬تزوير‬ ‫انتخاابت جملس الشعب وغالء أالسعار والبطاةل والواسطة واحملسوبية وجعرفة قيادات احلزب الوطين‬ ‫أ�و احلزب «الوثين»‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ�ان فضلت أ�ن أ�كون يف بدلي الزقازيق ‪ ،‬لن العامصة فهيا زمخ والزم نزنل للناس يف القالمي وان متتد‬ ‫املظاهرات إ�ىل أالقالمي بصورة تضامنية ‪ً ...‬‬ ‫وفعال ‪ ،‬نزلت يوم ‪ 26‬بد أ�ان نتجمع يف ميدان عرايب‪ ،‬تبار ًاك‬ ‫أ‬ ‫ابلزعمي الراحل ( أ�محد عرايب ) عندما وقف ضد اخلديوي يف ميدان عابدين سابقا لكن حجافل المن‬ ‫املركزي مل ترتكنا يف حالنا فانتقلنا إ�ىل ميدان �آخر يف الزقازيق امسه ميدان طلعت حرب أ�مام معر‬ ‫أ�فندي وحشود من الناس نساء و أ�طفال و�شباب و�شيوخ من جاءوا الشوارع اجلانبية والرئي�سية ‪،‬‬ ‫طبعا بلطجية احلزب الوطين اكنوا لنا ابملرصاد بزجاجات املولوتوف وطوب و�سيوف وحنن ال نبايل ‪،‬‬ ‫جاءت نسوة كثريات من القرى والنجوع ومراكز احملافظة ‪ ،‬حشود غفرية‪ ،‬نساء عىل أ�كتافها أ�طفال‬ ‫رضع و أ�طفال ابملرحةل ا إلبتدائية‪ ،‬عائالت ب أ�مكلها خرجت من اجلانبني ابلزقازيق ‪ ،‬اكنت ملحمة رائعة‪،‬‬ ‫ساكن العامرات يلقون علينا بزجاجات املياه املثلجة وحمالت اخملابز تساعدان (ابلسميط والبقسامط)‬ ‫الناس والنساء لها دور دلرجة أ�نين شاهدت نساء ليس لها عالقة ابل�سياسة ا�ستفزت من أالوضاع ‪،‬‬ ‫ا إلعالم الرمسي اكن م�ستفز للغاية ‪ ...‬واكنت هناك حرب شائعات ال حدود لها ضد املتظاهرين مبيدان‬ ‫التحرير ابلقاهرة واحلديث عن وجبات كنتايك وغريها والاعتداءات عىل البنات يف الشارع لكن املعركة‬ ‫إ��شتدت يوم ‪28‬يناير واكتشفت أ�ن الرشقية لكها يف الشارع‪ ،‬فوق الكوبري العلوي ابلزقازيق وميدان‬ ‫الزراعة والنصب التذاكري للجندي اجملهول أ�مام املربة‪ ،‬ولكام إ�زدادت أالعداد شعران ابرتياح والرتابط ‪،‬‬ ‫وشعرت أ�ن زمياليت ابجلامعة الاليت كن يضحكن عيل عندما أ�خرج يف املظاهرات يف السابق هن الآن‬ ‫أ�ول املشاراكت‪ ،‬تغريت نظرهتم إ�ىل أالفضل‪ ،‬ال أ�نىس ادلكتورة إ�نعام بنداري واتصاالهتا التليفونية يوميا‪،‬‬


‫« إ�يه أالخبار‪ ،‬املظاهرة اليوم فني أ�ان ابنتظارك عند معر أ�فندي»‪ ،‬و أ�مل سعيد‪ ،‬وادلكتورة إ�ميان فتحي‬ ‫ودعواهتا لنا وزينب بدوي وزينب أ�مني حىت كرمية عبد العزيز رئيسة المتريض مبستشفى اجلامعة اكنت‬ ‫منوذج رائع لنضال املر أ�ة‪ ،‬تصوروا جلست يف ميدان التحرير يف القاهرة واكنت تسافر ً‬ ‫يوميا من التحرير‬ ‫إ�ىل الزقازيق عشان لتوقع ىف كشف احلضور والانرصاف يف مستشفى اجلامعة حبمك الوظيفة‪ ،‬نسيت‬ ‫متاما‪ً ،‬‬ ‫بيهتا ً‬ ‫وطبعا ال أ�نىس الزميةل هويدا حفظي احملامية اليت إ�نبح صوهتا من الهتاف ‪ ،‬وجوه كثرية عرفهتا‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يف املظاهرات‪ ،‬الناس اختنقت من شلك المن وهو يرضب ويرهب الناس دلرجة من �هنم من كرثة‬ ‫الغل طلعوا عىل مقارات احلزب الوطين ابلرشقية ومقر أ�من ادلوةل وحىت احملافظة ومهنم أ�خيت وفاء‬ ‫وادلكتور جمدي زعبل و أ�خواي طارق اذلين واصلوا املسرية إ�ىل أ�ن وصلوا ابملظاهرة إ�ىل مبىن أ�من ادلوةل‪،‬‬ ‫وجف أ�ة إ�نطلقت قنابل م�سيةل لدلموع بكثافة‪ ،‬شعرت ابختناق و أ�مغى علينا ومل نرى من كثافة ادلخان‬ ‫ولكن ال�شباب ابلزقازيق اكنوا ميسكون ابلقنابل ويلقوهنا مرة أ�خرى عىل العساكر ‪ ،‬طبعا ال أ�نىس الناس‬ ‫يف أالبراج املواهجة ألمن ادلوةل واحملافظة اكنوا بريموا علينا بصل ‪ ،‬واحملالت أ�لقت لنا بزجاجات بيبيس‬ ‫وخل‪ ،‬يف تكل املظاهرة مل يكن هناك فرق بني امر أ�ة ورجل فاللك يف اهلم سواء‪ ،‬البنات وال�شباب يد‬ ‫ً‬ ‫وخصوصا فىمساعدة حاالت ا إلغامء ومساعدهتم عىل ا إلفاقة ‪.‬‬ ‫بيد يف لك يشء‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫كنت اشعر إبعزتاز وخفر و�ن لك الناس عندان ابلرشقية إ�يد واحدة عامل وفالحني وطلبة و�ساتذة‬ ‫جامعة و�شيوخ رجال دين‪ ،‬اكن أ�مام لك كنيسة عسكري‪ ،‬وقهتا مل أ�جد وال عسكري انشغلوا برضب‬ ‫املتظاهرين وتركوا احلراسات‪ ،‬فقام الناس حبامية الكنائس واجلوامع ‪ ،‬برصاحة ال أ�نىس أ�ن ا إلخوان‬ ‫املسلمني و أالخوات اكن هلم دور كبري يف معلية احلشد و خاصة يوم امجلعة بعد الصالة‪ ،‬أ�عداد حاشدة‬ ‫من النساء خرجت ىف املظاهرات لهتتف وت�سمتر وخباصة أ�مام حديقة الطفل ‪ ،‬اكتشفت أ�ن الزم‬ ‫صوتنا يوصل‪ ،‬هجزت الشعارات و أ�خذت اهتف وهام يردوا ورااي حلد ما صويت اتنبح ‪ ،‬إ�رصار النساء‬ ‫خىل حاجز اخلوف ايل اكن جوه قلوب البنات والنساء انكرس بل اللك اكن يشعر أ�ن الهناية قادمة‪،‬‬ ‫اكنت خطاابت مبارك م�ستفزة رمغ حماوالته ا�ستقطاب مشاعر امجلاهري إ�ال أ�ن التعاطف الشعيب فقد‬ ‫مصدقيته والناس قرفت من النظام ولك واحد اكن بيدوس عىل جرح جواه‪ ،‬من أ�عتقل اخوه أ�و أ�بوه‬ ‫أ�و ابنه واكن يشعر ابلظمل إ�نضم إ�لينا يف املظاهرة‪ ،‬ويف مرة من املرات انقسم الشارع إ�ىل مظاهرتني‬ ‫وبيهنم يف النصف جنود من القوات املسلحة لفض الاشتباك بني املتظاهرين ‪ ،‬وبرصاحة ال أ�نىس‬ ‫أ�ن هذا اليوم من حامان اكنت القوات املسلحة من بلطجية النظام‪ ،‬قالوا أ�ن انئب ابو كبري ويقال انه‬ ‫اكن وزير من حكومة مبارك أ�جر بلطجية لرضب النساء و أالطفال و أ� ً‬ ‫يضا انئب ابو حامد – والزقازيق‬ ‫ولكهم من قيادات الوطين‪ ،‬معركة ميدان الزراعة ايل أ�صيب فهيا عدد من النساء و أالطفال ومات‬ ‫طفل معره ‪� 7‬سنوات ‪.‬‬ ‫لك النساء الاليت خرجن يف مظاهرات الزقازيق وجاءت من القرى اجملاورة‪ ،‬حمدش فكر أ�ن دا عيب‬ ‫وال ا�ستجاب لدلعاوي الكتري الىل اكنت بتقول أ�ن عيب املر أ�ة تطلع وحتتك ابلرجال ‪.‬‬


‫اكنت نظرة الرجال وال�شباب نظرة حمرتمة ‪ ...‬من اكنوا سفةل ً‬ ‫حقا مه البلطجية اذلين ا�ستاجرمه احلزب‬ ‫الوطين وقيادات جملس الشعب علشان ترضب ال�ستات ‪.‬‬ ‫دلرجة واحد مهنم طلع ومسك امليكرفون وقدم اعتذاره ومزق اكرنيه احلزب الوطين وقال فالن أ�جرين‬ ‫و أ�عطاين ‪ 100‬جنيه عشان أ�خرب و أ�خوف ال�ستات ايل يف املظاهرة أ�ان أ�سف ‪ ...‬أ�ان مل أ�نىس قبل‬ ‫التنحي ابربعة أ�ايم قبلها اكنت أ�يم ابلعناية املركزة و أ�صيبت بزنيف يف املخ عندما عرفت أ�ن إ�بن أ�خواي‬ ‫أ�سامه أ�صيب بطلق انري رصاص مطاطي يف رجهل طبعا ومشاهداهتا مجلعة الغضب أ�ثرت علهيا ت أ�ثري‬ ‫كبري وخباصة موقعة امجلل ومنظر عربيات أالمن املركزي ايل اكن بيدوس عىل املتظاهريني ‪ ،‬يف اليوم‬ ‫ده كنت خمنوقة وشعرت أ�ن ح�سين مبارك عدمي ا إلحساس وطبعا مسعت خطابه ايل حرق ديم‬ ‫واكتشفت أ�نه يف وادي والناس يف وادي �آخر ‪ ...‬يوهما رجعت من املستشفى و أ�ان بتابع أ�يم يف العناية‬ ‫‪ ...‬و أ�ن يشء جوااي الزم يطلع فكتبت قصيديت ( أ�رحل بقى وفك حبل امل�شنقة) طبعا عند ميدان‬ ‫اجلندي اجملهول شفت حوايل ‪ 50‬أ�لف مواطن من مجيع أ�حناء احملافظة حشود هادرة دخلت أ�شق‬ ‫صفوف الرجال والنساء واعتليت املنصة‪ ،‬وبد أ�ت أ�لقي القصيدة والناس برتدد لكامهتا ورايئ ودموعي‬ ‫مهنمرة و أ�ان عارفه أ�ين لن أ�رجع بييت مرة أ�خرى ولكن امحلد هلل ا�ستجاب هللا دلعايئ ودعاء لك النساء‬ ‫املرصايت وتنحى بعدها ب أ�ربعة أ�ايم ‪ ،‬وانطلقت الناس يف الشوارع ايل بيفرق شوكوالته ورشابت ‪...‬‬ ‫و�سيارات الناس برتقص فوقها‪ ،‬اكنت ملحمة مجيةل ورائعة ودموع الفرح يف لك الوشوش ‪ ،‬واختلفت‬ ‫نظرة كثري من النساء الاليت كن يصدقن الشائعات أ�ن هناك حاالت اعتداءات جن�سية عىل البنات‬ ‫وعلشان ينرشوا الرعب عىل البنات‪ ،‬علشان ما تزنلش ‪ ،‬لكن نزلوا ً‬ ‫مجيعا ‪ ...‬أ�ان ابلفعل اكتشفت أ�ن‬ ‫كثري من الناس أ�فاكرمه أ�تغريت مع الثورة دلرجة أ�نين يف املظاهرات وجدت أ�ساتذة بلكيات الطب‬ ‫والصيدةل من النساء كنت �آخر حاجه أ�توقعها أ�هنم يشاركوا يف املظاهرات ‪ ،‬يعين ما اكنتش بتاعة مجموعة‬ ‫حمددة ‪ ،‬املظاهرات اكنت للك فئات اجملمتع ‪ ،‬شارك فهيا أ�شخاص ليسوا أ�عضاء يف حزب �سيايس‬ ‫وال هلم أ�ي انامتءات حزبية شاركوا يف صناعة هذه الثورة العظمية الىت خرجت بشعارات نبيةل «حرية ‪،‬‬ ‫عداةل اجامتعية‪ ،‬كرامة إ�نسانية»‪.‬‬ ‫فالثورة املرصية مل تكن كام ذكرت وليدة يوم بل يه متوالية عددية لعدد من الوقفات الاحتجاجية‬ ‫واملظاهرات اليت خرجت من اجل قضااي قومية عربية ومن أ�جل احلرية كفلسطني والعراق ولبنان‬ ‫والسودان ‪ ،‬وال ننىس أ�ن اذلي أ�حدث حراك يف الشارع املرصي حركة كفاية وامجلعية الوطنية للتغيري‬ ‫يضا ادلكتور محمد الربادعي و أالحزاب اليت رفعت شعار ال للتوريث و أ� ً‬ ‫و أ� ً‬ ‫يضا شعارات حرية ‪ ،‬عداةل‬ ‫اجامتعية ‪ ،‬كرامة إ�نسانية ‪ ،‬فهل تتكرر تكل الثورة النبيةل الناصعة البياض هبذا الشلك والتنظمي إلسقاط‬ ‫بعض أالنظمة العربية املستبدة؟ إ�ن ً‬ ‫غدا لناظره قريب‬


‫حلظات يف حلظة‬ ‫ا‪ /‬خوةل مطر‬

‫كنت قد كررت هذه املسافة الفاصةل بني بييت وبني هناك اي قلب املدينة املتجدد منذ ‪ 25‬من الشهر‬ ‫الاول من العام‪ ..‬مفن كرثة ما سلكت ذاك الطريق اصبح هو من ي أ�خذين من رصيف اىل اخر ومن جرس‬ ‫اىل كوبري ‪ ..‬وعربهام تتاكثر الاجساد املولية صوب هناك ‪ ..‬نساء ورجال و�شباب و�شيوخ و أ�طفال لكهم‬ ‫حنو هناك متجهون ‪ ..‬هنا امر أ�ة حتمل عمل مرص ومعها طفل رمس العمل عىل وهجه او زين يديه ابلوان ذاك‬ ‫العمل‪ ..‬وهناك مجموعة تسري يف كتةل موحدة تبد أ� «التسخني» هبتافات بعضها من ويح اللحظة واخر ال‬ ‫زالت احلناجر تفضل تكراره لك يوم ‪ ..‬ال تكف عن اعادة املقطع مضيفة اليه مطلب جديد أكهنا حاةل‬ ‫الوالدة الاوىل ‪»..‬الشعب يريد‪ »....‬أ‬ ‫وكن بعضهم ا�ستفاق عىل امس مل يعرفه من قبل ‪..‬نعم هو بل أ�نمت‬ ‫هو «الشعب» !!!‬ ‫وكننا عىل موعد ما أ‬ ‫ارسع اخلطى ومه مرسعون أ‬ ‫وكن امليدان ينتظر ويكرر «اينمك مل امتىل بعد تعالوا هنا‬ ‫حيث ادلئف» ‪..‬نقرتب من اجلرس الثاين ‪..‬يقف الاسدين حارسني هل وملن ي�ستعني به للوصول اىل حضن‬ ‫املدينة وهناك ميادين اخرى يرسع الهيا عاشقون اخرون‪ ..‬اكن اجلرس ذاك نفسه اذلي اعربه لك يوم‪ ..‬ذاك‬ ‫اذلي ينادونه ب الكوبري ‪ ..‬هو نفسه كام يتلقفين ويذرفين مثيل مثل الاالف من يكون هو وصلهتم بني‬ ‫ضفيت الهنر ‪..‬‬ ‫اتوقف عن الهروةل فها يه طوابري العشاق تتعرج عىل امتداد الكوبري ‪ ..‬مه يصطفون الواحد خلف الاخر‬ ‫‪ ..‬يشري بعضهم الينا «ال�ستات يتقدموا» يه املرة الاوىل اليت يعلن فهيا احدمه ان للنساء مرتبة ما يف هذه‬ ‫الاوطان !!! نتقدم نساء متعددات نتكتل عند املدخل الضيق نعيد ترتيب انف�سنا يف طوابري ‪ ..‬فنحن ايضا‬ ‫نعرف معىن النظام يف زمن «الشعب يريد» ‪ ..‬حنن هنا نساء بوجوه ثورة ‪ ..‬تضيق املسافات بني الواحدة‬ ‫والاخرى فنرتاصص‪ ،‬بل نلتصق اجلدل ابجلدل‪ ..‬صوت صغري ي أ�يت من ماكن ما ‪ ..‬احبث بل نبحث عنه واذ‬ ‫بطفةل متسك بيد أ�هما وقد بدى علهيا الاهناك وعيناها هبام بعض من اخلوف فقد جحبت عهنا اجساد النساء‬ ‫املرتاصة نور مشس الصباح القاهرية الفربايرية !! وفامي نتبادل النظرات امل�ستفرسة عن سبب وجود طفةل‬ ‫مل تتعدى عاهما الثاين وسط هذا المك الهائل من الاجساد ؟؟ جاءان صوت الام اذلي ارادته ان يكون‬ ‫مسموع الكرب عدد منا ‪ ..‬من النساء املنتظرات دورهن دلخول املعبد‪ ..‬قالت «جبهتا علشان ملا تكرب وتبقى‬ ‫مرص احىل و أ�حسن تعرف اهنا شاركت يف الثورة ايل غريت بدلها‪ ».‬مع انهتاء مجلهتا ساد بعض الصمت‬ ‫اذلي مل يطول ‪ ..‬عادت النساء للمطالبة ابالرساع يف اجراءات ادلخول ‪ ..‬هناك عند املدخل تقف اربع فتيات‬ ‫او رمبا أ�كرث بعضهن حمجبات والاخرايت ابجليزن واليت شريت ‪ ..‬لكهن يقمن مبهمة حمددة تفتيش حقائبنا وما‬ ‫حنمةل من أ�كياس ‪..‬نعم أ�كياس من البال�ستك حنمل فهيا ما ا�ستطعنا من زاد وماء ومرشوابت غازية ومتر واي‬ ‫ما يؤلك ويرشب ‪ ..‬هنا يف حاضنة الثورة الك يسامه ب�شئي حىت ولو اكن بعض من الالك والرشب للثوار‬


‫احلاملون اذلين اصبح امليدان بيهتم ومكتهبم وقبلهتم ‪..‬‬ ‫ت أ�يت لكامت الشابة احملجبة ذات الابتسامة الرائعة لتوقظين من بعض الرشود املصاحب ملثل هذه اللحظات‬ ‫املكثفة يف حلظة ‪ ..‬تعتذر عن قياهما بتفتيش حقيبيت وتعيد تكرار الاعتذار ب�شئي من اخلجل رمغ ان لك‬ ‫ادلاخلني اىل امليدان وبشلك يويم ال يكرتثنا ملثل هذا الاجراء‪ ..‬اكن ذاك اليوم الفربايري قد �سبقته تكل‬ ‫الاايم اليت ا�ستخدمت فهيا لك الاساليب حىت وصلت اىل امجلال واخليول لرضب الثورة والثوار‪ ،‬فاكن‬ ‫من املهم ان ال يسمح ابندساس احدمه او احداهن او بدخول سكينة او غريها اىل امليدان ‪ ..‬مهست يل‬ ‫احداهن و أ�ان ابتعد عن نقطة التفتيش متجهة حنو وسط امليدان « لقوا يف حقائب البنات ساككني وغريها‬ ‫بيقولوا بيحملوها علشان الرجاهل ايل بيدايقومه يف املرتو او االتوبيس وهام جايني‪ ».‬ابتسمت و أ�ان امسع مهسها‪،‬‬ ‫اكنت الاجساد قد التصقت يف امليدان الكرث من مرة وتقاربت النساء والرجال بل اختفت الفروقات ومل‬ ‫نسمع عن حترش او احتاكك مقصود او واو واو ‪ ..‬بعد مدة فرست يل صديقيت تكل اليت مل تربح امليدان الا‬ ‫للحظات النوم اخلاطفة‪ ،‬كيف ان امليدان خلق نوع اخر من املرصيني بل هو رمبا ابرز أ�مجل ما فهيم فانتفت‬ ‫تكل املعاكسات واملضايقات والتحرشات وانترش الكثري من الاحرتام لتكل النساء الثائرات الاليت وقفن‬ ‫كتف بكتف مع الثوار من الرجال‪..‬‬ ‫ابندفاع ال معىن وال تفسري هل سوى هيبة املاكن اتقدم أ‬ ‫وكن وسط امليدان حيث الكثافة اكرب والتجمعات‬ ‫اكرث والاصوات تعلو هو اجلاذب حيث مه ‪ ..‬هنا مجموعة من الفتيات لكهن حمجبات وقفت الصورهن‬ ‫فاحداهن محلت قطعة من الورق وكتبت علهيا «دوةل مدنية» وراحت الاخرى الواقفة متالصقة هبا هتتف‬ ‫مبا يؤدي اىل نفس املعىن ‪..‬وعىل بعد خطوات حلقة من النساء والفتيات وبداخل احللقة امر أ�ة اربعينية حتمل‬ ‫العمل و تدور يف حلقات مرددة «شدي حيكل اي بدلان» وي أ�يت صوت النساء أ�عىل ف أ�عىل مكرر نفس الهتاف‬ ‫‪ ..‬تلتحف ابلعمل وتعيد التكرار فزيداد حامس اجملموعة وتتسع ادلائرة لتشمل اعداد اكرب واكرب ‪ ..‬تتعدد الكتل‬ ‫البرشية ال�سيارة لك واحدة حتمل شاب او طفل عىل الاكتاف وتتنوع الشعارات كام هو حال اليافطات‬ ‫املرفوعة ‪ ..‬اكن املطلب قد توحد مع مرور الاايم الاوىل للثورة وبدى واحضا ان العشاق اجملمتعني يف امليدان‬ ‫قد ا�ستقروا عىل «الشعب يريد أ�سقاط النظام» وال �شئي غري النظام!!! أ�حدمه يقرتب من فتاة جلسة عىل‬ ‫حافة الرصيف ت أ�خذ قسط من الراحة بعد يوم حار وشديد امحلاسة ‪ ..‬يبدو عليه �شئي من اخلجل ولكن‬ ‫حامس املاكن وقدرته عىل كرس لك احلواجز الاجامتعية والثقافية وال�سيا�سية اكن أ�قوى ‪ ..‬فنطق بسؤاهل‬ ‫بصوت متحرشج «ممكن تكتيب يل عىل الورقة دي؟ وحبامس شديد ت أ�خذ الورقة وتس أ�هل «عايز تكتب ايه»‬ ‫ومل يبدو بسؤالها اية نربة ا�ستغراب كيف لشاب يف معره ان ال « يفك اخلط» ؟؟؟ وحبامس أ�كرب كتبت ما‬ ‫اراد ‪ ..‬هنا يف قلب املدينة الك يرفع الفتة مبطلبه همام اكن ذكل متواضع ‪ ..‬فعىل بعد خطوات عن امجلوع وقف‬ ‫شاب وشابة هو حامل ورقة كتب علهيا « أ�رحل بقى» ويه تمكل املطلب «عايزين نتجوز‪».‬‬ ‫�شئي ما ابمليدان ‪ ..‬طاقة ما حولت العشاق اىل خلية م�سمترة من احلراك ‪..‬مل يكتفي امجليع ابلهتاف ومحل‬ ‫اليافطات املطلبية بل اكن هناك الكثريون ممن اقتسموا املهامت يف شلك جلان محلاية امليدان ومراتدوه‪،‬‬ ‫ولنظافته‪ ،‬ولتوثيق هذه الثورة وغريها من اللجان املعنية ابحلوار ووضع تصور للمطالب ‪..‬‬


‫فامي ت�سمتر الهتافات وتقدمي بعض الوجبات واملرطبات واملاء من لك الوافدين اجلدد‪ ،‬اهنمكت مجموعة يف‬ ‫تنظيف امليدان‪ .‬هنا وللمرة الاوىل أ�رى شاابت و�شبان حيملون الاكياس وحيثون املوجودين عىل ريم‬ ‫النفاايت فهيا واخرين يغسلون الارض ابملاء واملطهرات الكثرية الندرة يف الاماكن العامة مبرص ما قبل‬ ‫الثورة‪ ..‬وهناك يف وسط امليدان جلست مجموعة اخرى يف خيام صغرية لك واحدة اختصت يف مجع الصور‬ ‫وتسجيالت الفيديو وغريها من وسائل التوثيق فامي اهنمكت مجموعة اخرى من الشاابت ايضا يف التواصل‬ ‫عىل الفاي�سبوك والتويرت ‪ ..‬يرسلون بعصافريمه حتمل الرسائل اليت توثق للميدان حلظة بلحظة ليعيشها‬ ‫املرصيون ولك ساكن الكون املهبورين هبذه الثورة وهذا العشق‪ ..‬يتابع هؤالء حلظات امليدان عرب هذه‬ ‫اجملموعة ‪ ..‬وعىل بعد خطوات مهنا جلس الباقون يف مجموعات خيوضون النقاشات املتنوعة يرسلون افاكرمه‬ ‫يف الفضاء دون خوف من رقيب او يد رجل امن ‪ ..‬الاسالميون امللتحون ذوي االثواب القصرية والفتيات‬ ‫احملجبات واملنقبات جنب اىل جنب مع العلامنيات والليرباليات واليسارايت ولك نساء ورجال التيارات‬ ‫الاخرى املنادية مبدنية ادلوةل ‪ ..‬امجليع مهنمك يف حوارات مطوةل ‪ ..‬يف هذا املاكن ويف تكل اللحظات التقى‬ ‫بعض املرصيني ببعضهم الاخر رمبا للمرة الاوىل‪ ،‬رمبا؟؟ أ‬ ‫وكن املدن والاوطان املتفرقة بداخل الوطن الواحد‬ ‫احتضنت بعضها البعض يف حرضة ادلئف اخملمي عىل امليدان‪..‬‬ ‫يف التحرير حترر املرصيون من لك احلواجز‪ ،‬أ�سقطوا لك املمنوعات اليت فرضهتا القبضة احلديدية ‪ ..‬ا�ستنشق‬ ‫امجليع الهواء النقي للمرة الاوىل ايضا‪ ..‬التصق عشاق احلرية والكرامة والعداةل بعضهم ببعض ال جيمعهم سوى‬ ‫حهبم لوطن جديد رمبا رسق مهنم يوما ‪..‬انتفت الاختالفات ال�سيا�سية والاقتصادية والاجامتعية وحىت‬ ‫الثقافية وانتفت بعض املورواثت اليت سامهت يف تفضيل بعض اجملمتع عىل بعضه الاخر‪..‬‬ ‫عند الولوج أ�كرث يف معق التحرير يدخل املرء عامل اخر‪ ،‬بعيد جدا ليس عن القاهرة قبل ‪ 25‬من يناير‬ ‫ولكن ايضا بل بعيد عن لك املدن العربية الاخرى حىت تكل اليت اكنت تومص ابالكرث حرية وحترر!! لكام‬ ‫واصلت املسري بصعوبة شديدة بني الاجساد املتالصة انتابتين قشعريرة من السعادة ليس لها وصف ‪..‬‬ ‫�شئي ما يف التحرير جيرب القادم عىل الاصغاء والا�سامتع والنظر واطاةل الت أ�مل ‪� ..‬شئي ما‪ ،‬غري الاكمريا‬ ‫الصغرية اليت كنت امحلها واجسل هبا لك ما اشاهد من صغرية وكبرية ‪ ،‬يدفعين الطاةل النظر يف لك حلظة‬ ‫وحركة ووجه ولكمة ورصخة ‪ ..‬هناك صوت اكن يقول «خذي ما ا�ستطعت من خمزون هذه املشاعر‬ ‫املتاكمةل فهذا امر اندر‪ ».‬هنا تذكرت قبل ال�سنة ابلامتم والكامل و أ�ان اململ بعض اماليك ولك ذكراييت واصفها‬ ‫يف صناديق صغرية‪ ،‬عندما قال يل ذاك الاكتب والصحفي الصديق ب أ�نك ستشهدين حلظات اترخيية «حيهنا‬ ‫ستتذكريين‪ ».‬ورمغ ثقيت به وحتليهل لالوضاع ال�سيا�سية والاقتصادية الا انين مل اتوقف عند هذه املالحظة‬ ‫وما ان وصلت وبد أ�ت يف حماوةل لال�ستقرار يف القاهرة حىت نسيت العبارة او رمبا ركنهتا عىل أ�حدى الارفف‬ ‫ابذلاكرة‪ ..‬ومل اعيد تذكرها الا عند وقويف مع هؤالء العاشقني يف ميداهنم ‪ ..‬حيهنا أ�دركت انه حمق وان �شئي‬ ‫شديد امجلال اخذ يف التكون ‪..‬‬ ‫أ�نتصف اليوم و أ�ان شاردة مرة اخرى يف عبارة الصديق‪ ،‬ا�ستفيق منه ومعها وعلهيا لك يوم‪ ،‬الجدين دون‬ ‫تفكري يف وسط امليدان ال امحل سوى دفرتي الصغري أ�جسل عليه تكل الصور املكثفة اليت اخىش ان هترب‬


‫مين يوما واكمرييت الصغرية ضامن لالحتفاض ابلصورة ‪ ..‬ولكين ومع الاايم ادركت انين بتفاين يف تسجيل‬ ‫الصور واملالحظات احاول ان اخزن اللحظة‪ ،‬ان احتفظ هبا اخبهئا يف ماكن ما معي أ�محلها ايامن ارحل‪،‬‬ ‫اعيد تقليهبا وعيشها لكام تكثف اللون الاسود‪ ،‬اجعلها بضوهئا الساطع مصباح لنفيس ‪ ..‬اضئي هبا عمتة بعض‬ ‫املدن الاخرى املسرتسةل يف فعل الت أ�مل البليد او تكل الاخرى القابعة بني حصار ادلاببة ورصاصة رجال‬ ‫الامن امللمثني واملقنعني واملرحتلني حتت تسميات اختلفت وتنوعت حسب امليدان واملدينة‪ ..‬لكام مسعت‬ ‫بلكمة بلطجي او بالطجة او شبيحة او او أ�عود اىل داخيل اعترص الصور العيدها متاكمةل ليست صور‬ ‫جامدة بل مبشاعر مكثفة يف شلك لقطات ‪ ..‬ا�ستعني هبا عىل الاايم اليت تلت تكل الفرحة النادرة وذاك‬ ‫الاحساس ابلسمو اخلالص و�شئي من الاعزتاز بتكل النسوة الاليت تركن بيوهتن وماكتهبن واعاملهن واطفالهن‬ ‫ومسؤولياهتن التقليدية مهنا واحلداثية واىل امليدان ولو بوجوههم وهناك كنا واقفت حيملن احلجارة يف املعارك‬ ‫الاولية ويصطففن يف الصفوف الامامية مواهجني نفس اولئك الامنيون املتنكرون يف ازايء خمتلفة ‪ ..‬هن‬ ‫الاليت قضني الاايم والليايل يف ميدان التحرير واخوته من ميادين احلرية الاخرى ‪ ..‬هن من قبضوا عىل‬ ‫الثورة ابصابع قوية ودافعوا عهنا بكثري من دماهئن ودموعهن وتعهبن ‪ ..‬هن الاليت ي�ستوقفوين لك يوم ابلتفاتة‬ ‫جديدة وموقف متجدد ‪ ..‬هن من نرث احلب وادلئف عىل مساحات مدهنن ‪ ..‬هن امللتصقات معا ابلواهنن‬ ‫واشاكلهن وتفاصيلن الكثرية والرائعة امجلال‪ ..‬هن كنا هناك دوما ‪ ..‬هن تكل الواقفة حتمل طفل وجتر ب أ�حدى‬ ‫يدهيا صغريها الاخر‪ ..‬هن ‪ ،‬تكل القادمة مع مجموعة من الصديقات لزايرة خاطفة للميدان او للبقاء به أ�ايم‬ ‫وليايل ‪ ،‬هن ‪ ،‬تكل اليت حلقت حولها مجموعة من الرجال لتطرح علهيم الا�سئةل وتطالهبم ابالجاابت ‪ ،‬هن‬ ‫املنقبة اليت اخرجت نصفها الفويق من �شباك �سيارة زوهجا الصغرية ويه ترصخ «لقد تنحي» ‪« ..‬مبارك راح»‬ ‫«مبارك رحل زي ما قلنا وطالبنا» وادلموع تغسل نقاهبا والارض ‪ ..‬هن ‪ ،‬تكل اليت اكنت جتر رجلها ويه‬ ‫يف طريق اخلروج من قلب املدينة اكن يلفها أ�حساس شديد ابالحباط ولكهنا جف أ�ة وعندما مسعت اخلرب يف‬ ‫ذاك املساء املمتزي يف احلادي عرش من فربارير اكدت تسقط من أ�عياء الفرح ‪ ،‬نعم الفرح كام احلزن يصيب‬ ‫املرء احياان ابالعياء ‪ ..‬يه اليت مل تعرف ما تعمل تقبل صديقهتا ويغتسالن بدموعهنا ‪ ..‬ويف الافق مئات‬ ‫بل الاالف مهنم‪ ،‬مهنن من عشاق احلرية وامليدان يتوافدون ت�سبقهم «الزغاريد» ورصاخ الصبية وال�شباب‬ ‫‪ ..‬وعند مدخل امليدان املعبد يركع البعض ليقبلوا الارض اليت حضنهتم بدفهئا الايم ولياال طوال اكن بعضها‬ ‫أ�كرث قسوة عندما اغتسلت الطرقات بدماء الاصدقاء ورفاق امليدان ‪..‬‬ ‫خطوتني وخنرج من امليدان ‪..‬‬ ‫خطوتني ويتلقفنا الاسدين وما بيهنام من جرس ‪ ..‬يعيدان اىل حيث كنا رمغ انه ال �شئي ي�شبه الامس‬ ‫ابدا ‪ ..‬هو قلب املدينة اذلي سيبقى مفتوحا للك الاحبة والعشاق ‪..‬ت أ�يت الاصوات من بعيد مك من الكتل‬ ‫البرشية بعضها قادم والاخر خارج ‪ ..‬املتدافعون اىل ادلاخل يكرثون أ�كرث ف أ�كرث ف أ�كرث الك يرفع عمل الثورة‬ ‫‪ ..‬احبث بني الوجوه القادمة من اسرتخاء «التفرج» عىل امليادين عرب شاشات التلفزة ‪..‬اختلطت الوجوه‬ ‫اكرث ف أ�كرث ف أ�كرث‬


‫مشاهد من الثورة املرصية ثورة ‪ 25‬يناير‬ ‫إ�رساء عبد الفتاح‬

‫يوم ‪ 25‬يناير حواىل الساعه ‪ 3‬عرصا عىل كوبري اجلالء حناول الوصول مليدان التحرير ولكن أالمن ي�سيطر واحلاجز‬ ‫الامىن من الصعب اخرتاقه ‪ ...‬نتقهقر نرتاجع اىل اخللف جنمع انف�سنا مرة اخري ونتوجه اىل كورنيش العجوزة نذهب اىل‬ ‫املطلع اجملاور للكورنيش حيارصان الامن مرة اخري نذهب اىل املطلع الاخر ىف اجلهه الاخري من الكورنيش نصعد ‪،‬‬ ‫جند أ�مامنا صف واحد من أالمن ارصخ ويرصخ معى الاخرين ( صف واحد حاذوا حاذوا صف واحد ) وننجح ىف جتاوز‬ ‫احلصار الامىن ونمكل طريقنا من عىل الكوبري وسط ت أ�ييد وهتافات امجليع ىف ال�سيارات وعالمات النرص والككسات‬ ‫التحية من ال�سيارات ‪ ...‬ويفكر احدان ىف ايقاف الطريق عىل الكوبري حىت ينضم معاان الكثريين ولكن مينعوه الآخرون‬ ‫ويعلون هبتافات سلمية سلمية ‪...‬‬ ‫نصل اىل ميدان التحرير ىف حواىل ‪ 6‬مساء من يوم ‪ 25‬يناير‪ ،‬حنن فقط ىف امليدان ‪ ...‬حنن منتكل ارض امليدان ‪ ...‬ال‬ ‫عسكر وال مدرعات ‪ ....‬يتقابل النشطاء ابالحضان وادلموع ‪،‬ال احد يصدق هذه اللحظة أ�ن نضال مخس �سنوات يتوج‬ ‫ابالنتصار ها هو امليدان اذلى اكن يشهد القبض والاعتداء علينا يشهد الان حريتنا ‪ ...‬بعد دموع اذلل دموع النرص ‪...‬‬ ‫ولكن هناك سؤال عىل لسان وىف نظرات امجليع ماذا بعد ‪ ...‬ما اخلطوة القادمة ؟؟؟ وال احد ميكل الاجابة فادلهشة‬ ‫واذلهول أ�وقفت العقول عن التفكري ‪ ....‬ورسعان ما قرران أ�ان وزماليئ أ�ن نرسع إلحضار م�ستلزمات الاعتصام فال جمال‬ ‫الن نرتك هذا لكه يضيع هباء فاخلطوة القادمة ىه الاعتصام حىت الانتصار ‪....‬‬ ‫وحنن نعد م�ستلزمات الاعتصام ت أ�ىت الينا الاخبار بفض الاعتصام ابلقوة ابلقنابل امل�سيةل لدلموع و ابلرصاص املطاطي ‪،‬‬ ‫اللك جيري وهيرب وجيمع نفسه ىف الشوارع اجلانبية ويمكل املظاهرات ىف اماكن اخري ‪ ...‬شعرت ابحباط كبري ‪ ...‬ولكن‬ ‫الي أ�س مل يتسلل اىل قلوبنا ‪،‬بل عىل العكس من ذكل شعران أ�ن حاجز اخلوف انكرس واننا عىل مشارف اسقاط نظام‬ ‫ظامل ‪ ،‬فاسد‪ ،‬ا�سمتر أ�كرث من ثالثون عاما ‪.‬‬ ‫‪ 28‬يناير بعد صالة امجلعه نتحرك من امام « مسجد بن الفرات « ىف اجتاه ميدان التحرير ‪ ،‬نتغلب عىل احلصار الامىن‬ ‫اذلي يشلك العائق للوصول إ�ىل امليدان ونتحرك يف الشوارع اجلانبية مث مرة اخري للشارع الرئيسس شارع التحرير ىف ادلىق‬ ‫حىت نصل اىل ميدان اجلالء ‪ ،‬لكنا يدا بيد ىف مسرية منظمة ‪ ،‬وجف أ�ة هتامجنا قنابل م�سيةل لدلموع ىف لك اجتاه ‪ ،‬نتفرق ال‬ ‫احد يري الثاىن ‪ ،‬نرصخ من أ�مل يعترص أ�عيننا ‪ ،‬ننادى عىل بعضنا وال جميب ‪ ،‬حىت أ�جد عامل حمطة البزنين يرفع خرطوم‬ ‫املياه ملساعدة املتظاهرين ون�ستخدم املياه لتربيد وجوهنا و أ�عيننا ويرصخ الآخرين ( ال مياه اخلطر ‪ ،‬ا�ستخدموا الكواككوال‬ ‫) نرتك املياه ون�ستخدم زجاجات الكواككوال وابلفعل تساعدان ىف ترتطيب وجوهنا ونسرتحي ونتجمع مرة اخري ونتوجه إ�ىل‬ ‫شارع التحرير ىف طريقنا اىل ميدان التحرير ‪ .‬وهنا نلتقى لكنا مرة اخري بعد ان كنا نشعر ابننا لن نلتقي اثنية ال نعمل من‬ ‫اصيب ومن هرب ومن استشهد ‪ ...‬ولكن اكن لقاءان مرة أ�خرى مبزيد من الباكء وبعض الاصاابت الب�سيطة وامحلد هلل ‪.‬‬ ‫وهنا س أ�حتدث عن مشهد اخر هو مشهد ظهور لواء رشطة ىف وسط املتظاهرين ىف ميدان اجلالء امام قسم رشطة ادلىق‬ ‫وىه مييش ىف وسط املتظاهرين صامتا توهجت اليه مع زماليئ نساهل ملاذا العنف ؟ ثورتنا سلمية ونريد احلرية ملرص وهو‬ ‫يقول ( اان اهو معامك ) نرد ( معاان وانمت بترضبوان ؟؟؟) واقول هل ( شايف الناس ما�شيه وراك ازاى وعايزة تتلكم معاك‬ ‫وانمت بترضبوان احنا بنعمل ده مش بس علشاان علشانمك وعلشان مرص ارجومك كفاية كده وانضموا لينا ارجومك ) ‪ .‬مث يذهب‬


‫وخيتفى عن أالنظار ون�سمتر ىف تواجدان ىف ميدان اجلالء نفكر ىف الوصول اىل ميدان التحرير واللك حيذر من اخلطر‬ ‫ورضب النار وحريق مقر احلزب الوطىن وحماوةل اقتحام وزراة ادلاخلية ‪.‬‬ ‫أ�صعب اللحظات اكن اخلطاب الثاين للرئيس اخمللوع مبارك ‪ ...‬فقد انقسمنا بعد أ�ن كنا متحدين ‪ ..‬عاطفة بعض املرصيني‬ ‫غلبت عىل عقوهلم ‪ ....‬صدقوا مبارك اذلي وعدمه ابلكثري خالل ثالثون عاما ومل يفى ابى وعد ‪ .‬هرولنا إ�ىل ميدان‬ ‫التحرير بعد اخلطاب نتحدث اىل الناس وحناول ان نوحض هلم انه خيدعنا كام خدعنا ثالثون عاما ال تصدوقوه فهو يسقط‬ ‫وي�ستخدم كروته الاخرية ولكن اكنت حلظات مريرة البعض مرتدد والبعض يثق ىف وعوده والبعض يتبىن وهجة نظران‪...‬‬ ‫نتحدث مع الناس ىف امليدان حىت الفجر وحنن خنيش عىل ثورتنا من الانشقاق فثورتنا اقوي عواملها احتادان ‪ ....‬نرتك‬ ‫امليدان متوهجهني م� ًشيا اىل مكتبنا ابدلىق صامتني‪ ،‬خائفيني عىل امل�ستقبل والفشل بعد لك ما حققناه من جناح ‪...‬‬ ‫و أ�تلقي ىف الصباح الباكر ماكملة من معي خيربىن هبا ابنه الان ضدى ولن يدمعىن هو و أ�هىل مرة اخرى‪ ،‬ويقول ىل اان‬ ‫كنت معايك قلبا وقالبا لكن الان ال ‪ ،‬وطلب مىن ان نعطي مبارك فرصة حاولت طول الليل ب أ�ن اثنيه عن قراره و أ�قول‬ ‫هل ال ا�ستطيع أ�ن أ�ثق ىف مبارك مرة أ�خري ولن نرتاجع عن ما عزمنا عليه ولكن ارص و أ�غلق السامعه ىف وهج�ى واسودت‬ ‫احلياة ىف عينىي وقررت ان اجلس ىف غرفة ىف الظالم لوحدى ملدة ساعات طويةل حىت رشوق الشمس ‪ ،‬ال أ��ستطيع‬ ‫أ�ن أ�حتدث أ�و أ�انم أ�و امسع اى خشص ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫خرجت من الغرفة متوهجه اىل رشفة املكتب وامايم كوبرى ‪ 6‬اكتوبر وال اصدق ما �رى ؟؟ ما هذا ؟؟ ماذ حيدث‬ ‫؟؟؟ هذه امجلال ملاذا تسري فوق الكوبرى ىف اجتاه ميدان التحرير ؟؟؟ ماذا �سيفعلون ابملعتصمني ؟؟؟ أ�رصخ و أ�اندى‬ ‫عىل لك زماليئ و أ�بلغهم مبا شهدت يضحكون ويقولون ىل ( انىت تعبانة ومبتمنيش ) وقلهتم ( اان شفهتم جبد ) ردوا قالوا‬ ‫هيخشوا امليدان ازاى ودابابت اجليش هناك ) قلتلهم ( معرفش يال نروح و نشوف ) ‪ ،‬قالوىل ( طيب نتصل ابلناس‬ ‫علشان تعريف ان مفيش حاجة ) واتصلوا والناس أ�كدت أ�هنم ىف معركة ابمجلال و أالحصنة وهنا مسعت جرس املوابيل‬ ‫توهجت الجد عىل السلمي وقال يل « إ�رساء ان أ� ىف مكتب امحد شفيق وهو هيلكمك ) ابلفعل لكمىن واان ىف حاةل اهنيار‬ ‫اكمل اقول هل ( اان بلكمك مش علشان انت رئيس الوزراء مبارك سقط يوم ‪ 25‬يناير ولك قراراته بعد ‪ 25‬يناير قرارات‬ ‫ابطهل ‪ ..‬اان بلكمك كرجل عسكرى مسؤول الناس بمتوت ىف التحرير ابمجلال والاسلحة البيضا ‪ ..‬مبارك بميوتنا بيقتلنا « ‪...‬‬ ‫مكنش بريد غري بلكمة واحدة‪ « ...‬وهللا ما مبارك وهللا ما مبارك « ‪ ...‬قلتهل احلق الناس الىل بمتوت وقف الىل بيحصل‬ ‫ىف امليدان وهو بيقول «حارض حارض» ‪.‬‬ ‫أ�ما ىف أ�خر خطاب ملبارك مل اتوقع تنحيته مفبارك ليس الرجل اذلى يعلن بنفسه عن تنحيه وذلكل مل اصدم كثريا ‪ ..‬ولكن‬ ‫كنت اشعر ابهنا الهناية وانه ا�ستفز الشعب املرصي هبذا اخلطاب القىص درجة ومن هنا رايت الشعب املرصي يتوهجه‬ ‫اىل ما�سبريو واىل قرص العروبة ‪ ...‬وحنن نتسائل مرص اىل اين ؟ اذا مل يتنحي مبارك غدا فادلمار هيكون بغري حساب‬ ‫‪ ....‬وامحلد هلل تنحى مبارك ىف اليوم التاىل والقى علينا معر سلامين اقرص بيان ومن هنا ال أ�جد أ�ى لكامت تصف مشاعران‬ ‫وما بداخلنا من فرحة اول تليفون اكن أليم أ�قول لها فقط ( معلناها وجنحنا الثورة ومبارك سقط ) ولك ما اقابل حد‬ ‫أ�قوهل فقط «معلناها جنحنا « ‪.‬‬ ‫مشهد مرص ادلوةل املدنية ‪ ...‬مشهد مرص ادلميقراطية ‪ ...‬مشهد مرص حرية العقيدة ‪ ...‬مشهد مرص املدينة الفاضةل ‪...‬‬ ‫مشهد بني املسلمني وامل�سيحني يتكرر يوم امجلعة و أالحد من لك ا�سبوع ‪ ...‬اايم امجلع يصىل املسلمون حبامية الاقباط‬ ‫‪ ...‬واايم الاحد يصىل الاقباط حبامية املسلمني مع ترددمه لرتانمي الصالة ‪ ...‬مشهد تقشعر هل الابدان ‪ ...‬تدمع هل الاعني‬ ‫من علو قميته ‪...‬‬


‫طرف مما جرى‬

‫محمد أالقطش‬

‫‪1‬‬ ‫اكن مَح ُْلها قد بد أ� شهره السابع ‪ ،‬بيامن اكن حُ ْلمُها يف خالصنا واسرتداد كرامتنا قاب قوسني أ�و أ�دىن من‬ ‫التحقق وامليالد ‪ .‬كنت ً‬ ‫خائفا عىل مَ ْح ِلها إ�ن شار َ​َك ْت وعىل حُ ْلمِها إ�ن مل ُأ� َشا ِر ْك ‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫يصعد أ�يب إ�ىل املنرب لك مجعة يلقي عىل الناس هدايته ويؤهمم للصالة ‪ ،‬مث يسمل كفه يل يك أ�حصبه إ�ىل‬ ‫البيت مثلام حصبته إ�ىل اجلامع ‪ .‬منذ تفتحت عيناي و أ�ان أ�رى هبام يل وهل ؛ فقد انطف أ� نور برصه منذ‬ ‫شيئا ً‬ ‫�سنوات ً‬ ‫فشيئا ‪.‬‬ ‫س أ�لته يوم امخليس عن اخلطبة اليت �سيلقهيا عىل الناس وما �سيقوهل عن مظاهرات الغضب ‪ ،‬اكن مصته‬ ‫ً‬ ‫حبثا عن إ�جابة تقيدين إ�ىل جواره بيامن تسمح للآخرين ابلتحليق يف سامء امليدان ‪ ،‬لكنه يعرف ً‬ ‫جيدا كيف‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫شلكتين كفه وكيف تبرص عيناي المور ؛ فابتسم قائال ‪ :‬لك مجعة وانت طيب ‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫مَ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫أ�حْ كت عىل خرصي حقيبة مقا�شية صغرية صباح امجلعة وضعت زوجيت فهيا بعض املواد الطبية الولية‬ ‫ومناديل مبلةل وهجا َز ْي هاتف محمول ‪ .‬و أ�و َدع َْت قليب أ�مانة مل تكن تقبل بغري اسرتدادها ابملساء ‪.‬‬ ‫و أ�ان عىل ابب بيتنا وددت لو خرجنا ً‬ ‫سواي ‪ ،‬مك من املرات ترافقنا يف املظاهرات أ�و املسريات ‪ ،‬مك من‬ ‫ٌ‬ ‫آ‬ ‫املرات اختلطت أ�صواتنا يف الهتافات والنداءات ‪ ،‬مك من مرة جشع لك م َّنا الخر عىل مشاراكت كتكل يف‬ ‫منا�سبات خمتلفة ‪ .‬كنا نتساند عىل وجودان ون�ستقوي حبرارة أ�كفنا و ُنب ِْل مقاصدان ‪ .‬هذه املرة كنت ً‬ ‫وحيدا‬ ‫ً‬ ‫خائفا ال أ�نكر ‪ ،‬لكنين وضعت كفي عىل بطهنا وطم أ�نت نفيس ب أ�ن ضيفنا �سيحل يف عهد جديد ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫اكن هواء الصبح غري الهواء ‪ ،‬وشعُرْت بنفيس خفيفا منجذاب حنو سامء هللا يف «خري يوم طلعت عليه‬ ‫الشمس» كام يقول أ�يب ـ دا ًمئا ـ يف مطلع خطبته لك مجعة ‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫صباحا تكون أ�يم قد أ�عدت قهوهتا وجلست تقر أ� ً‬ ‫يف متام العارشة ً‬ ‫بعضا من سورة الكهف ‪ ،‬حىت إ�ذا‬ ‫استيقظ أ�يب أ�عدت هل إ�فطاره وحضرََّ ْت هل عاممته ومالبسه وعطرهتا ابملسك أ�وابلعود ‪ .‬تشعل البخور‬ ‫وتطلق دخانه يف البيت مث جتلس ابنتظار كفي اليت �ستصحب أ�يب إ�ىل منربه ‪.‬‬ ‫أ��ستعيد روتني أ�يم أال�سبوعي و أ�ان أ�نظر إ�ىل ساعة يدي ‪ ،‬اكنت قد جتاوزت العارشة بقليل عندما عرب‬ ‫بنا أالتوبيس بوابة مدينة الرشوق ً‬ ‫متجها إ�ىل حمطة « أ�ملاظة» يف مدينة نرص ‪ .‬أ�خرجت هاتفي احملمول يك‬ ‫ً‬ ‫أ�تصل ب أ�يم أ�خربها ب أ�نين يف القاهرة للمشاركة يف مظاهرات الغضب ‪ ،‬مل يكن ممكنا أ�ن أ�خربها قبل ذكل ‪.‬‬


‫مل تكن لتسمح يل أ� ً‬ ‫بدا ؛ ستنطلق جن ِّيات خوفها عيل و�ستقسم ب أ�غىل و أ�عز ما دلهيا حىت ال أ�سافر ‪ ،‬أ�ما‬ ‫الآن فال أ�مكل أ�ان أ�و يه إ�ال انتظار ما �سيحدث ‪.‬‬ ‫حاولت االتصال هبا يك أ�خربها أ�نين اليوم مشغول عن كف أ�يب بكف الوطن اذلي أ�وشك نور برصه‬ ‫فشيئا ‪ .‬اتصلت مرة بعد مرة ‪ ،‬لكن هاتفي اكن ً‬ ‫شيئا ً‬ ‫ومضريه عىل ا إلنطفاء ً‬ ‫معطال مثل لك هواتف القاهرة‬ ‫يف هذا التوقيت ‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫نزلت من أالتوبيس يف ميدان رمسيس قبل �آذان الظهر بقليل ‪ .‬اكنت الطرق املؤدية إ�ىل التحرير مغلقة‬ ‫وكذكل حمطات املرتو ‪ .‬اخملربون ورجال أالمن منترشون يفتشون امجليع ويقبضون عىل لك من يشتهبون‬ ‫عزمه املشاركة يف املظاهرات ‪ ،‬و أ�ان نظرت إ�ىل احلقيبة القام�شية حول خرصي و أ�دركت أ�نين صيد سهل ‪.‬‬ ‫عربت امليدان ورست يف شوارع جانبية وضيقة حىت وصلت إ�ىل حمطة أ�توبيس العتبة ‪ ،‬قلت لنفيس‬ ‫أ�ان مل أ�ترك زوجيت وكف أ�يب يك أ�قيض يويم يف �سيارة ترحيالت ‪ .‬ركبت أالتوبيس املتوجه إ�ىل التحرير‬ ‫‪ ،‬اكن هناك عدد قليل من الراكب ومع ذكل حتركنا وخرجنا من احملطة ‪ .‬كنت أ�اتبع خط سريه والحظت‬ ‫أ�ن طريقنا ليس كام هو اخملطط هل ‪َّ ،‬مخ ُ‬ ‫نت أ�ن السائق يبتعد عن مناطق الزحام أ�و الاشتبااكت املتوقعة ‪،‬‬ ‫لكنين بعد فرتة فوجئت بتوقفه يف حمطة أ�توبيس روكيس قبل أ�ن ينادي السائق ‪� :‬آخر اخلط ‪.‬‬ ‫مل يكن السائق ميكل ً‬ ‫شيئا سوى تنفيذ التعلاميت ب أ�ن يخَ ْ رُجَ بلك من ي�ستقل أالتوبيس من وسط املدينة‬ ‫لاَ‬ ‫أ‬ ‫إ�ىل أ�طرافها ‪ ..‬سائق التاكيس الوحيد اذلي وافق عىل العودة يب من روكيس اشرتط � يدخل التحرير‬ ‫واتفقنا عىل أ�ن يوصلين إ�ىل مسجد «خادل بن الوليد» ابمبابة ‪ ..‬و قد اكن ‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫أ�صدقايئ يف القاهرة اذلين رتبت معهم مساء امخليس تفاصيل لقاءان وحتراكتنا مل أ��ستطع التواصل معهم‬ ‫ووجدت نفيس يف امبابة عىل غري ما اكن ً‬ ‫خمططا ‪ .‬وزوجيت اليت أ�عطتين هجا َز ْي محمول يك ال تفقد االتصال‬ ‫يب مل ينجح مسعاها يف ذكل ‪ .‬أ�ان الآن خشص من بورسعيد خيوض معركة عىل أ�رض امبابة أ�مام عساكر‬ ‫أالمن و ضباطه ‪ .‬كنت ابن حبر معلق يف فضاء النيل مبيدان الكيت اكت ‪.‬‬ ‫اجا َّ‬ ‫كنَّا أ�مو ً‬ ‫عك َر ميا َههَا الغضب ‪ ،‬ست ساعات متواصةل من الك ِّر والف ِّر ‪ .‬نطاردمه ويطاردوننا ‪ ،‬خنتيبء‬ ‫داخل السوق يف شارع «مراد» مث هنامجهم فيطلقون قنابل ادلخان ؛ فنخرج إ�ىل شارع السودان ندور حول‬ ‫«اندي انرص» لنحرق مقر احلزب الوطين يف شارع «سعيد مطر» ‪ ،‬حارصوان وحارصانمه ‪ .‬و أ�ان انتقل‬ ‫من شارع لشارع و من منطقة إ�ىل أ�خرى حىت اختنقت من الغاز ؛ فدخلت إ�حدى «عامرات أالوقاف»‬ ‫وطرقت ابب شقة يف ادلور أالريض ‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫طفل صغري ق َّد َم إ� َّيل منشفة عند خرويج من امحلام بعد أ�ن غسلت وهج�ي ابملاء البارد وتوض أ�ت ‪ ،‬مث‬ ‫قادين إ�ىل جسادة الصالة املفروشة عىل أ�رضية الصاةل ‪ .‬قالت ال�سيدة اليت فتحت يل الباب لرجل طاعن‬


‫عيل و أ�هنا �ستعد يل ً‬ ‫يف السن ـ جيلس عىل كريس متحرك يف ركن الصاةل ـ أ�هنا مشفقة َّ‬ ‫طعاما ‪ ،‬و َدعَت هللا‬ ‫أ�ن حيفظين وحيفظ ال�شباب ‪َّ .‬علق الرجل ب أ�ن القاهرة حترتق اليوم كام احرتقت عام ‪ 52‬و أ�نه اكن حيهنا‬ ‫يف الشوارع مثل أ�حفاده اليوم ‪.‬‬ ‫كنت ُأ� ّ‬ ‫صَل بيامن أالخبار يف التليفزيون تؤكد نزول قوات من اجليش إ�ىل الشارع ‪ ،‬ف أ�هنيت صاليت‬ ‫يِ‬ ‫ً‬ ‫وخرجت مرسعاً‬ ‫متسلال من ال�سيدة اليت تعد يل الطعام ‪ .‬ال أ�عرف ملاذا فعلت ذكل ؛ رمبا خفت �نأ‬ ‫متنعين من الزنول مرة أ�خرى ال�ستكامل ما قد بد أ� ‪ .‬يه ابلت أ�كيد ال متكل ذكل ؛ لكنين وجدت هبا � ً‬ ‫شهبا من‬ ‫أ�يم ‪ ،‬و أ�حسست يف البيت بدفء العائةل ‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫رست من ميدان «الكيت اكت» حىت ميدان «رمسيس» مرور َا مبيدان «عبد املنعم رايض» ‪ .‬اكنت‬ ‫عرابت الرشطة ومدرعاهتا حمرتقة وكثريون من املتظاهرين حيملون خوذات ودروع وهراوات وبعض‬ ‫البنادق وقنابل ادلخان ‪.‬‬ ‫أ�يامن توهجت التقتين أالفواج ويه هتتف يف حامس ‪ ،‬اكنت ادلموع أ‬ ‫متل عيين أل�سباب عديدة ‪ ،‬ونظاريت‬ ‫مل تفلح يف حتديد املشاهد واملالمح ‪ ،‬لكنين ر أ�يت زوجيت بني امجلوع ‪ ،‬كثريات ي�شهبهنا يتحركن هنا‬ ‫وهناك ‪ .‬ور أ�يت أ� ًما يل تتساند عىل عاكزين خ�شبيني فسا َرعْ ُت إ�ىل مساعدهتا فر َف َض ْت ويه ترصخ ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫«مكلوا ‪ِّ ..‬مكلوا ‪ »..‬ف أ�مكلت ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪9‬‬ ‫نزلت من املرتو يف حمطة «املرج اجلديدة» أل�ستقل �سيارة أ�جرة ً‬ ‫عائدا إ�ىل بورسعيد ‪ ،‬وسط الضجيج‬ ‫ً‬ ‫معاتبا ً‬ ‫والزحام مسعت صوت جرس هاتفي احملمول ‪ ،‬أ�اتين صوت وادليت ً‬ ‫وغاضبا ‪ ،‬أكين أ�مسعه ألول‬ ‫وفرحا‬ ‫مرة ‪ .‬أ�ما صوت زوجيت فاكن ْجمه ً‬ ‫َدا وحز ًينا ‪ ،‬علمت فامي بعد أ�هنا ت ِعب َْت واكنت عىل وشك الوالدة من جراء‬ ‫الضغوط النف�سية والعصبية اليت تعرضت لها ويه تتابع ما جيري عىل شاشات التليفزيون ‪.‬‬ ‫بكيت عىل صدرها كثري ًا هذه الليةل و أ�ان أ�حيك لها ما جرى ‪ ،‬أ�خربهتا أ�نين شاهدهتا هناك بني املتظاهرين‬ ‫‪ ،‬و أ�نين متنيت كثري ًا لو اكنت إ�ىل جواري كام تعودان دا ًمئا ‪ .‬قب ُ‬ ‫َّلت ر أ�سها ووعدهتا أ�لاَّ نفرتق مرة أ�خرى‬ ‫همام حدث ‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫طوال أ�ايم امجلع اليت تلت هذا اليوم نزلت زوجيت مبالبس امحلل ترفع عمل مرص وتردد الهتافات حبامس‬ ‫ولكن بصوت واهن ‪ ،‬صديقاهتا يتحلقن حولها وحياولن هتدئهتا ويذكرهنا ب أ�هنا حامل ‪ ،‬أ�نظر إ�لهيا و أ�شعر‬ ‫برغبهتا اجلارفة يف تصَ ُّد ِر صفوف املظاهرة وقيادة الهتاف ‪ ،‬و أ�نظر إ�ىل بطهنا املنتفخ ف أ�حضك ‪.‬‬ ‫موقنا أ�ن طفلنا �سي أ�يت يف عهد أ�مجل و أ�فضل مما �سبق ‪ .‬و أ�نه �سيكون معنا ً‬ ‫كنت ً‬ ‫يوما ما إ�ذا قرران‬ ‫اخلروج للتظاهر ‪.‬‬


‫أ�ول مرة أ�قول أ�ان مرصي‬ ‫مصطفى الاكشف ‪� 16 -‬سنة‬

‫أ�ان مواطن مرصي زي ابقية الشعب ‪ ،‬مكنش يل صوت وال اكن يل ر أ�ي‪ ،‬اكن مابني الناس ظمل وكراهية‪،‬‬ ‫كنت أ�فكر أ�ن الناس مش هممتة ابلبدل‪ ،‬كنت حاسس أ�ن الشعب هيفضل طول معره خايف‪ ،‬لكن يوم‬ ‫‪ 25‬يناير غريين وغري انس كتري ‪.‬‬ ‫اكن يف حرية‪ ،‬اكن لك واحد بيقول الىل يف نفسه من غري خوف ‪ ،‬أ�ول مرة أ�شوف واحد مرصي بينضف‬ ‫الشارع‪ ،‬أ�ول مرة أ�شوف واحد مرصي بيساعد غريه عشان عايز يساعد‪ ،‬يف امليدان شفت أ�بطال‪ ،‬شفت‬ ‫املواطن الب�سيط عايز يغري البدل‪ ،‬شفت انس بتحب مرص وخايفة علهيا جبد‪ ،‬أ�حسن أ�ايم حيايت اكنت‬ ‫يف امليدان ‪ ،‬الناس اكنت ب�سيطة‪ ،‬مكنش يف حاجة أ�مسها غين وفقري‪ ،‬مكنش يف حاجة أ�مسها مسمل‬ ‫وم�سيحي‪ ،‬اتعلمت أ�زاي أ�فتخر ب أ�يم و أ�خيت اليل ما �سبوش امليدان واكنوا يشجعوين ويشحعوا الناس‬ ‫عىل حامية الثورة ‪ ،‬اتعلمت أ�ن مفيش فرق بني الودل والبنت يف املظاهرات ويف ادلفاع عن الثورة ‪،‬لكنا‬ ‫كنا أ�يد واحدة وصوت واحد‪ ،‬حاربنا الفساد والظمل‪ ،‬خلقنا حرية و أ�مل ‪ ،‬خلقنا فرحة و أ�بطال‪ ،‬أ�سقطنا‬ ‫النظام ورفعنا ر أ��سنا لفوق ‪ ،‬هو ده الشعب املرصي‪ ،‬ما أ�ترجعش للحظة وحققنا حلمنا من غري مساعدة‬ ‫أ�ي حد‪ ،‬نظمنا نف�سنا‪ ،‬بنينا جممتع حر‪ ،‬ألول مرة الناس بقت تفكر يف غريها‪ ،‬ألول مرة ه أ�قول أ�ان مرصي‬ ‫بفخر‪ ،‬أ�ان أ�تعلمت كتري من الناس يف امليدان‪ ،‬أ�تعلمت معىن احلرية‪ ،‬أ�تعلمت احلب‪ ،‬اتعلمت ازاي أ�ساعد‬ ‫الناس وفهمت الناس بتفكر أ�زاي‪ ،‬ويه دي مرص وهو دا الشعب املرصي جبد‬


‫إ�رساء ‪ ،‬نوارة ‪ ،‬أ�سامء‬ ‫‪ ...‬صوهتن يعلو فوق صوت الضباب‬ ‫إ�سالم طارق‬

‫كشفت ثورة يناير عن وجه جديد للمر أ�ة املرصية مل يعتده جممتعنا من قبل منذ ثورة ‪ 1919‬واكن‬ ‫مفاج أ�ة بلك املقاييس للعامل الغريب اذلى �سيطر عليه اعتقاد سائد ب أ�ن املر أ�ة املرصية ىه جمرد ظل للرجل‬ ‫‪ .‬هذا الوجه اجلديد للمر أ�ة يرمس صورة عن دور املر أ�ة املرصية خالل الثورة وىف الفرتة الىت تلهيا ونقلت‬ ‫كيف وقفت « املر أ�ة « املرصية الثائرة جنبا إ�ىل جنب مع الرجل ىف ساحة ميدان التحرير تندد ابلفساد‬ ‫والقمع والظمل وتتلقى نفس الرضابت املوجعة وتنال الشهادة ىف سبيل الوطن‪.‬‬ ‫كام دفع هذا املوقف العديد من املرصايت للقول ب أ�ن الوقت قد حان لتغيري املقوةل الشهرية « وراء لك‬ ‫رجل عظمي امر أ�ة «عىل اعتبار أ�ن دور املر أ�ة ىف أ�ايم الثورة اكن موازاي دلور الرجل ‪.‬‬ ‫فقد مت كرس حاجز اخلوف والمنطية ومل يعد للمتيزي بني اجلنسني ماكن‪ ,‬فاكنت املر أ�ة يه شعةل امليدان‪،‬‬ ‫اكنت يه عصب اللجان الشعبية ‪,‬ترفع العمل ‪ ,‬ترصخ يف وجه النظام ويف وجه احلكومة املستبدة دون‬ ‫خوف أ�و رهبة ‪ ,‬اكنت جشاعهتا تضاىه أ�عىت الرجال يف ميدان التحرير ‪.‬‬ ‫مثنا ً‬ ‫احضا‪ ،‬و اكنت من أ�بزر الضحااي اذلين دفعوا ً‬ ‫اكن دور املر أ�ة املرصية يف الثورة و ً‬ ‫ابهظا بعد جناهحا‬ ‫يف إ�سقاط نظام الرئيس السابق ح�سين مبارك‪ ،‬سقطت مهنن شهيدات وجرحيات يف الثورة مثلهن‬ ‫مثل الرجال‪ ،‬ومل ترتك ميدان التحرير أ�و أ�ي من امليادين العامة طوال فرتة الثورة‪ ،‬وما زالت تشارك‬ ‫يف مجيع الفعاليات الاحتجاجية حىت الآن‪.‬‬ ‫اكنت النساء تطالنب بنفس التغيريات ادل�ستورية الىت يطالب هبا مجيع املرصيني‪ ،‬فلك ىشء مرتوك‬ ‫للنقاش‪ ،‬إ�ال أ�ن مس أ�ةل التفرقة بني اجلنسني ال ميكن شطهبا بسهوةل ىف ثقافة تعاملت فهيا النساء ىف نواح‬ ‫كثرية مكواطنات من ادلرجة الثانية عىل الرمغ من ادلور احلامس اذلى لعبته املر أ�ة ىف املطالبة ابدلميقراطية‬ ‫وادلفاع عن القومية خالل القرن املاىض‪.‬‬ ‫بعد اهتامات طويةل للمر أ�ة ب أ�هنا مغيبة عن العمل ال�سيايس والعمل العام ‪ ،‬وعدم ظهور الفت لها إ�ال‬ ‫من خالل مايسمح لها به من متثيل ضعيف وفق قواعد فرضها ومسح هبا النظام‪ ،‬الآن يعود ملرص وهجها‬ ‫امليضء وتعود املر أ�ة بصورهتا احلقيقية ‪ ،‬مع وجوه مرشفة اكنت مضن املشاركني يف ثورة يناير ‪,‬نشاهد‬


‫الآن ثالثة من أ�نشط و أ�قوي نساء مرص الاليت وقفن يف وجه الظالم واحلقد والطغيان ورفعن صوهتن‬ ‫ليعلو فوق صوت الضباب هؤالء النساء وهجه مرشفه لبالدهن ‪:‬‬ ‫إ�رساء عبد الفتاح الناشطة الثائرة ‪:‬‬ ‫ىف اليوم الرابع عرش عىل اندالع الثورة‪.‬و قلب امليدان ال زال ميتيلء ابحلركة مع دعوات أل�سبوع‬ ‫الصمود من أ�جل الرحيل وامليدان وبزمخ الشاابت والنساء‪ .‬ومهنن وجه نسايئ شاب هو إ�رساء عبد‬ ‫الفتاح امللقبة بـ «فتاة الفاي�سبوك» صاحبة ادلعوة إ�ىل إ�رضاب ‪ 6‬أ�بريل عام ‪.2008‬‬ ‫دورا ً‬ ‫إ�رساء املشاركة كذكل يف الثورة احلالية لعبت حسب حصيفة « احلياة اللندنية» ً‬ ‫همام يف كشف‬ ‫أ�العيب و أ�اكذيب ا إلعالم احلكوىم من داخل مبىن «ما�سبريو»‪.‬‬ ‫حفني ا�ستضافها برانمج الـ «توك شو» الرمسي «مرص الهناردة» يف حماوةل ظاهرها احلرية ليبدو ا إلعالم‬ ‫الرمسي أ‬ ‫وكنه يعرض لك وهجات النظر‪ ،‬لكهنا ابطهنا التضليل‪ ،‬تفوقت إ�رساء عىل ا إلعاليم خريي‬ ‫رمضان ابحلجة والربهان‪.‬‬ ‫يه تتساءل‪:‬‬ ‫«ملاذا تذكر النظام بعد ‪� 30‬سنة تعديل مواد ادل�ستور املعيبة؟»‪.‬‬ ‫وهو يطالهبا‪:‬‬ ‫برتكزي احلديث عن إ�صالحات ما بعد ‪ 25‬اكنون الثاين (يناير) ‪.2011‬‬ ‫يه تؤكد ‪:‬‬ ‫أ�نه ال توجد ضامانت جترب النظام عىل حتقيق وعوده إ�ن غادر ال�شباب امليدان‪،‬‬ ‫وهو يرد‪:‬‬ ‫بماكنية أ�ن جيرب ال�شباب‪ ،‬و إ�ن مل تنفذ الوعود يعودوا جمددا!ً‬ ‫إ‬ ‫وبقى ميدان التحرير حيفل ب�آالف الفتيات من بنات مرص من خمتلف أالطياف الاجامتعية والقناعات‬ ‫ادلينية‪ ،‬مل يوحد بيهنن سوى ميدان التحرير‪.‬‬ ‫املنتقبات واحملجبات وغري احملجبات وامل�سيحيات ‪ ،‬مجيعهن تواجدن من أ�جل أ�هداف مرصية‬ ‫موحدة‪..‬‬


‫نواره جنم بنت الوز ‪:‬‬ ‫نواره جنم‪ ،‬ابنة الشاعر املناضل أ�محد فؤاد جنم والاكتبة الصحفية صافيناز اكظم‪ ،‬نواره الشابة‬ ‫الثائرة العتيدة تؤكد ان الثورة ال�شبابية نضجت وقويت مبا يكفي فمل يعد أ�حد ي�ستطيع الالتفاف‬ ‫عىل مقاصدها ومنجزاهتا‪ ،‬اليت بد أ�ت تلوح بوضوح يف أالفق‪ .‬وغالبية أ�حزاب املعارضة‪ ،‬الشاخئة‬ ‫وادليكتاتورية بدورها‪ ،‬لن ت�ستطيع امتطاء صهوة الثورة‪.‬‬ ‫وحسب حصيفة « أالايم « أ�صبح صوت نواره وغريها من صبااي الثورة املرصية‪ ،‬إكرساء عبد الفتاح‪،‬‬ ‫أ�كرب دليل عىل التعددية والتنوّع وادلميقراطية والانفتاح اذلي يطبع هذا احلراك الشعيب ا ّ‬ ‫ملنظم ليكون‬ ‫صياغة لعهد جديد‪ ،‬ال تسري فيه النساء يف خلفية الثورات‪ ،‬بل تتصدر منابرها وقيادهتا الر�شيدة‪.‬‬ ‫نواره ترتب أالجندة واملطالب بوضوح وتصممي وطالقة مل نشهدها بعد دلى غالبية أ�حزاب املعارضة‪،‬‬ ‫اليت تضع ساقا هنا و أ�خرى هناك‪ .‬تقول « أ�ن ادل�ستور يصنعه الشعب ال ادليكتاتور‪ ،‬وحني يسقط‬ ‫أالخري تسقط معه لك مرجعياته‪ .‬وتقول إ�ن �شباب وشاابت التحرير لن يسقطوا يف كامئن النظام بوعود‬ ‫جمزت أ�ة ال ضامن لها‪ .‬الانتفاضة قامت النعدام الثقة‪ ،‬كيف إ� ًذا تصبح مرجعية الآن» ‪.‬‬ ‫الرساةل أالكيدة اليت من قلب امليدان وبعد انتصار ثورة ال�شباب ومن بيهنن الفتيات وتواجد املر أ�ة هبذا‬ ‫التدفق الهادر يؤكد أ�نه جيب ً‬ ‫جيدا الا�سامتع لصوت ال�شباب وصوت املر أ�ة و أ�هنا ما عادت مغيبة‬ ‫لعلنا نتذكر نظام الكوات النسائية اذلي أ�ضيف قبل عدة أ�شهر دلمع دور املر أ�ة وتعزيزه يف جملس الشعب‬ ‫حبجة رضورة أ�ن تتواجد النساء بقوة يف الربملان ‪.‬‬ ‫الآن السؤال ماهو مصري نساء الكوات الاليت اختفني ً‬ ‫متاما من عىل الساحة‪ ،‬فالوجوه النسائية الشابة‬ ‫ً‬ ‫وغري الشابة اليت فرضت نفسها عىل أالحداث خلت متاما مهنن‪ ،‬بل خلت كذكل من رموز النظام‬ ‫النسوية‪.‬‬


‫أ�سامء هزمت اخلوف‬ ‫أ�سامء حمفوظ إ�حدي الفتيات اليت أ�شعلت فتيل ثورة ‪ 25‬يناير مع عدد من �شباب الفيس بوك‬ ‫إبعالهنا عيل اليويتيوب من خالل فيديو خاص اهنا ستتوجه صوب ميدان التحرير يف ‪( 25‬يناير)‬ ‫من أ�جل كرامهتا مكرصية ومن اجل حماربة الغالء ‪ ،‬اسامء ساعدت يه و أ�خرايت يف تفجر الثورة‬ ‫من قلب ميدان التحرير و أ�جربت قوى النظام عىل خطب ود ال�شباب للمرة أالوىل يف اترخي مرص‬ ‫احلديث‪ ،‬ورمبا القدمي أ� ً‬ ‫يضا‪.‬‬ ‫أ�سامء طالبة إبحدى اجلامعات اخلاصة‪ ،‬وانشطة حبركة �شباب ‪ 6‬أ�بريل‪ ،‬بد أ�ت نشاطها ال�سيايس‬ ‫من �شبكة ا إلنرتنت وحتديدا من عيل موقع الفي�سبوك الاجامتعي حيث التحقت مبجموعة إ�رضاب ‪6‬‬ ‫أ�بريل �سنة ‪ .2008‬حتيك ابلعامية املرصية عىل أ�حد مواقع الانرتنت عن أ�وىل نشاطاهتا الاحتجاجية‬ ‫فتقول‪»:‬فضلت شويه أ�شارك من بعيد لغاية ما نزلت أ�ول مظاهرة‪..‬طبعا كنت خايفه جدا اكنت‬ ‫املظاهرة أ�مام نقابة الصحفيني ومكنتش عارفه حد‪ ،‬بس نزلت وشاركت وتعرفت عيل الناس ورجعت‬ ‫أ�وصف للناس عيل الفيس بوك ما حدث و أ�جشعهم يزنلوا للواقع‪ ،‬يف أالول اباب اكن خايف ّ‬ ‫عيل أ�وي‬ ‫و أ�هيل حاولوا مينعوين كتري‪..‬كنت عارفه كويس أالمن بيعمل ايه وبيقدر خيوف البنات أ�زاى‪..‬بس كنت‬ ‫بقول لنفيس لو أ�ان خفت وغريي خاف هنفضل زي ما أ�حنا ومش هنتغري وال هنعمل أ�ي حاجه ويبقى‬ ‫عليه العوض يف البدل دي»‪.‬‬ ‫ججا و ً‬ ‫جدا يف ثورة مرص ما زال مت أ� ً‬ ‫ادلور النسايئ البارز ً‬ ‫احضا وقد كنا نري النساء يف قلب ميدان‬ ‫التحرير يتحركن ويناضلن ويرصخن بلك قوة مرددات نفس شعارات الثورة املطالبة برحيل النظام‬ ‫وحمامكة الفساد ‪،‬وهن بني منتقبة او حمجبة او غري حمجبة ابجليزن او العباءة مسلمة او قبطية ال فرق‬ ‫اللك يتحرك ب أ�مان فال مضايقات وال حترشات ‪ ،‬كام أ�كدن ً‬ ‫مجيعا ‪ ،‬اللك اجمتع عيل هدف واحد أ�ن‬ ‫تعيش مرص وتكون احيل حيت إ�ن احدي املنقبات خرجت ترصخ إلحدى الفضائيات قائةل» أ�ان حامل‬ ‫يف جنني معره �ستة أ�شهر ميوت ومرص تعيش « ‪.‬‬


‫الثورة علمتين‪....‬‬ ‫نورا رفاعي‬

‫حيىك أ�ن يف مرص حدثت ثورة‪ ...‬البداية اكنت يف يوم اخلامس و العرشين من شهر واحد يف �سنة أ�لفني و‬ ‫إ�حدى عرش‪ ...‬ثورة غريت اترخي مرص و أ�حدثت هزة يف الكون خيشع لها القلوب‪ ...‬احلرية اكنت شعارها‬ ‫و العداةل اكنت مبدهئا و الكرامة اكنت طريقها و احلب اكن جوهرها‪ ...‬اهنا ثورة تدفع بنا إ�ىل لك ما هو‬ ‫أ�فضل ‪ ...‬إ�ىل لك ما هو أ�مجل‪ ....‬إ�ىل لك ما هو أ�مسى‪ ...‬نعم‪ ..‬لقد ع�شنا مثانية عرش يوما يف اجلنة حماطني‬ ‫بلك ما هو حقيقي و اتركني لك ما هو زائف‪ ...‬فقد علمتىن أ�نه تمكن قوة بداخل لك إ�نسان ت�ستطيع أ�ن‬ ‫تغري الواقع عندما نتحد عىل لكمة حق ضد الظمل و الطغيان ضد الفساد و الاستبداد‪...‬‬ ‫أ‬ ‫حاكيىت مع ميدان التحرير بد أ�ت بعد يوم الثامن و العرشين و لكن قصىت مع الثورة بد�ت قبل ذكل‬ ‫عندما عربت ببعض اللكامت أ�نين اثئرة عىل واقع الظمل فيه منترص و احلق يضيع يف الكم ساسة‬ ‫اكذبون‪...‬‬ ‫أ�نين لست من �شباب ائتالف الثورة أ�و ذات توهجات �سيا�سية معينة و لكنين إ�نسانة عشقت مبادئ‬ ‫و روح الثورة املرصية فه�ي ليست جمرد حركة إلسقاط نظام و لكهنا حلظات يتعمل فهيا ا إلنسان كيف‬ ‫يكون إ�نسان‪ ...‬الشعب عرب عن إ�رادته بسلمية و أ�حيا معىن حب الوطن و فكرة القوة الشعبية‪ ...‬ال‬ ‫أ�ريد أ�ن تكون شهادىت شهادة بنت أ�و امر أ�ة و لكنين أ�ريدها شهادة إ�نسان عىل ما حدث يف بدل من بالد‬ ‫أالرض مرص‪ ...‬السطور التالية يه تسجيل ألفاكري يف أ�وقات خمتلفة من الثورة‪ ...‬رمبا تعرب عن احلاةل‬ ‫الىت ع�شناها يف حلظة من حلظات التارخي‪...‬‬ ‫يف ليةل اخلامس و العرشين‪ :‬أ�صوات كثرية‬ ‫ال أ�عرف ماذا أ�فعل و كيف أ�حترك‪ ...‬هناك إ�حساس معيق بداخيل يريد أ�ن يتحرك و يف نفس الوقت‬ ‫متحفظ ‪ ...‬هناك صوت خائف و صوت ثورىج‪ ...‬صوت حمافظ و صوت متحمس‪...‬هناك أ�صوات‬ ‫متناقضة و مواقف متباينة‪...‬‬ ‫ما بني معيل يف الوزارة و رؤييت ا إلنسانية‪ ...‬درا�سيت للعلوم ال�سيا�سية و عدم ثقيت يف أ�غلبية القوي‬ ‫ال�سيا�سية‪ ....‬رغبة يف التعبري عن الر أ�ي و خوف‪ ...‬ال أ�جد صويت واحبث عن موقف صادق حقيقي‪...‬‬ ‫ال أ�ريد أ�ن أ�كون سلبية أ�و جبانة‪...‬‬ ‫و لكن ال أ�ريد أ�ن أ�كون اندفاعية بدون أ�رض صلبة‪ ،‬ال أ�ريد أ�ن أ�حترك بدون إ�ميان راخس‪ ،‬ال أ�ريد أ�ن‬ ‫أ�تلكم بدون معرفة حقيقية‬


‫لو أ�نين ال اهمت لاكن املوقف أ�سهل لكنين انفعل أ‬ ‫ابلحداث‪،‬‬ ‫ال أ�عرف ماذا افعل و اختار أ�ن اعرب عن ما أ�شعر ابللغة العربية فرمبا تدلين عىل هوييت و خشصييت‬ ‫أالصلية‬ ‫يوم اخلامس و العرشين سوف يعرب عن موقف لك مرصي من احلياة يف مرص‪ ...‬اذا مل أ�شارك يف هذا‬ ‫اليوم فهذا موقف يف حد ذاته و لكن هذا أ�يضا كشف ملدى ا�ستعدادي و قدريت عىل الزنول إ�ىل‬ ‫امليدان‪ ...‬أ�نين أ�ميل للمشاركة و لكن هناك حاجز أ�و حواجز متنعين‪...‬ان مل يكن اليوم ف�سي أ�يت غدا و‬ ‫أ�شارك و لكن ما أ�ريده حقا هو توجيه الطاقة للبناء‪ ...‬أ�حيي لك جشاع سوف يزنل للتظاهر و رمبا أ�كون‬ ‫هناك تضامنا و لكن يف حاةل غيايب أ�ؤكد أ�ن بعد هذا اليوم ىشء سوف يتغري‬ ‫و فعال نزلت امليدان و شاركت و تفاعلت و ت أ�ثرت مبا ر أ�يت من رىق و حترض و اميان و قوة و عزمية‬ ‫و إ�خاء‪ ...‬لك املعاىن ا إلنسانية اكنت يف ميدان التحرير‬ ‫انه ليس جمرد ميدان و لكنه حاةل من الوعى‪ ،‬حاةل من احلق و الصدق يقوم فيه من أ�راد احلياة حقا‬ ‫التارخي سوف يكتب و يصف أالحداث من سقوط نظام �سياىس و انتصار شعب ب أ�مكهل و لكن ما أ�ريد‬ ‫أ�ن أ�جسهل هو التفاعالت ا إلنسانية الىت حدثت ألن هذه أالايم اكنت تكشف أالقنعة و تكشف معدن‬ ‫لك إ�نسان و تكشف احلق و الباطل و تكشف لك ما هو اتفه و قمي‬ ‫مل يكن هناك قيادة مليدان التحرير ألن القيادة اكنت جمرد للفكرة أالحسن بدون نفوس تريد أ�ن تتحمك أ�و‬ ‫تزتمع‪ ،‬اكن أ�بسط رجل أ�و امر أ�ة يف امليدان ميثلون قيادة مبجرد وجودمه‪ ،‬أ�خالقهم‪ ،‬تعاوهنم‬ ‫الثورة ابلن�سبة ىل ىه أ�كرث من جمرد حركة �سيا�سية أ�و اجامتعية‪ ...‬ىه حلظة صالة حقيقية لشعب‬ ‫ب أ�مكهل‬ ‫أ‬ ‫اعتقد انىن حمظوظة لنين عشت يوم ‪ 2‬فرباير يف ميدان التحرير ‪ ،‬اليوم الشهري مبوقعة امجلل‬ ‫هذا اليوم ر أ�يت أ�قبح وجه للنظام البائد و ر أ�يت مسو أ�خاليق و نفىس و روىح يف أالشخاص أ�و من‬ ‫سوف أ�طلق علهيم «حماربوا النور» اذلين رفضوا أ�ن يسلموا امليدان اىل بلطجية النظام و اذلين اكنوا‬ ‫م�ستعدون ان ميوتوا لتحيا مرص حرة من هذا اجلربوت و الكذب‬ ‫ر أ�يت �شباب يقاومون و يصابون و لكن ال يستسلمون ‪ ،‬ترى القوة يف أ�عيهنم و ا إلميان يف قلوهبم ‪ ،‬أ�هنم‬ ‫مل يكونوا عىل ساحة معركة ىف حرب مع عدو و لكهنم اكنوا يسقطون ىف قلب ميدان التحرير يف وسط‬ ‫املدينة!! لك ذكل ىشء ال يصدقه عقل و مل نكن نتصوره أ�بدا! و ترى بنات و �سيدات يرفضن مغادرة‬ ‫امليدان برمغ وجود اخلطر حولهن يف لك ماكن! الصمود يف امليدان ذكل اليوم اكن أ�صعب ىشء ممكن أ�ن‬ ‫حيدث بعد خطاب الرئيس السابق اذلى سبب فتنة داخل لك أ�رسة‬ ‫مل يكن التجمع يف ميدان التحرير إلسقاط نظام فقط و لكنه اكن جتمع للشفاء‪ ،‬إلعادة اكتشاف اذلات و‬


‫هذه التجربة أ�ثرت يف أالشخاص مب�ستوايت خمتلفة‪.‬‬ ‫ر أ�ينا ىف بعضنا إ�نسانيتنا الىت تتعدى أ�ى فرق من شلك‪ ،‬دين‪ ،‬لون‪ ،‬جنس‪ ،‬أ�و م�ستوى اجامتعى‬ ‫ر أ�ينا حقا أ�ن املسمل إ�نسان و امل�سيحى إ�نسان و اليسارى إ�نسان و الليرباىل إ�نسان و العلامىن إ�نسان و‬ ‫املر أ�ة إ�نسان و الغىن إ�نسان و الفقري إ�نسان‪ ،‬اخل ألن ىف امليدان سقطت أالسامء و اكن هناك ىشء واحد‪:‬‬ ‫قلوب و عقول جتمعت إلسقاط نظام الظمل و الاستبداد فكنا قوة ال ميكن أ�ن يقف أ�ماهما أ�ى نظام ألهنا‬ ‫أ�حدثت رشخ يف كيانه و ىف قلب جربوته‬ ‫عندما يصىل املسلمني و امل�سيحني صالهتم جنبا إ�ىل جنب بل حيموا بعض و يشرتكوا ىف صالة واحدة‪،‬‬ ‫هذا يعىن أ�ن امليدان اكن بؤرة نور ملعاىن احلرية و احلب و الودة ا إلنسانية احلقيقية‪...‬‬ ‫ال أ�عرف كيف أ�صف أ�و أ�رمس الصورة لكن لك حلظة ع�شهتا حمفورة يف كياىن اتركة أ�ثر ىف نفىس‪...‬‬ ‫الثورة املرصية ا�ستوعبت طاقة بداخىل و جفرت مشاعر يف قلىب وطهرت جزء من نفىس و مست بروىح‬ ‫و علمتىن معاىن مل أ�كن أ�عرف أ�هنا موجودة‪ ...‬دعاىئ أ�ن ت�سمتر فينا و تكرب ىف وجودان و أ�ن ت�سمتر يف أ�ن‬ ‫تلهم لك من م�سته أ�ن يتعمل مهنا معىن أ�ن يكون ا إلنسان إ�نسان‪...‬‬ ‫أ‬ ‫اي ثورة‪ ،‬يف حمبتك نورت القلوب و بكت العيون و تبسمت الوجوه‪� ،‬نك مبثابة والدة جديدة لنا‪ ،‬للك‬ ‫من أ�راد أ�ن يستيقظ من ال�سبات العميق و يرفض لك أ�شاكل الظمل و الطغيان‬ ‫أ�حالم بعد ال ‪ 18‬يوم‬ ‫ابحمل مبرص واسعة فهيا لك واحد يقدر يكون و يعيش بدون خوف ‪ ،‬هويهتا تكون إ�نسانيهتا و اترخيها‪،‬‬ ‫شلكها زى لك واحد عايش عىل أ�رضها ‪ ،‬مرص أ�رض طيبة لكن مشلكهتا وقوهتا ىف نفس الوقت ىه‬ ‫عفويهتا! الاختالف و وجود ادلين ىف ثقافهتا مش حاجة وحشة‪ ،‬ميكن مقدر لها اهنا تمكل حضارة‬ ‫إ�نسانية فهيا روح لكنا مل�سناها‪ ،‬روح مش بتكره ادلين و مش بتخون و حتمك عىل الغري متدينني‪ .‬روح‬ ‫اكنت جمرد بتدى مساحة أ�ن لك واحد يكون زى ما هو مش البس قناع و هو يلبس ازاى قناع و هو‬ ‫ىف خطر يعىن حياته همددة لكنه اكن ىف منهت�ى احلياة‪ .‬اكنت حلظات‪ ،‬ساعات‪ ،‬أ�ايم و لكهنا أ�ثرت يف‬ ‫ماليني البرش يعىن اكنت حقيقية!‬ ‫قانون احلياة بيقول أ�ن ما فيش نور من غري ضلمة و مش ممكن كنا نعرف النور لو م كنش ىف ظالم و‬ ‫لكنا اكنسان فينا درجات متفاوتة من النور و الظالم‪ ،‬عادى!‬ ‫من حقنا أ�ننا حنمل و نمتىن و ىف اعتقادي أ�ن لك صاحب إ�يديولوجية ىف مرص بيتصور أ�ن طريقته يه‬ ‫الىل حتحقق اخلري و ىف لك تيار فيه الانهتازى و فيه الكذاب و فيه الغىب و فيه الغري انجض و فيه‬ ‫اخمللص و املؤمن بقضيته !‬ ‫الثورة ممكن تكون زى حلظة صالة و دعاء حقيقى أ�و أ�ى حلظة صادقة بنعيشها‪ ،‬ىه بمتر لكن بتفضل‬


‫ملية نفسك لبعض الوقت و بتخلص و بتحتاج أ�نك تشحن اتىن زى م بتنام و تصحى‪ ،‬ده بردو قانون‬ ‫الطبيعة‬ ‫املعركة ليست معركة تيارات و لكهنا معركة إ�نسانية بني أ�شخاص يريدون الوسع للجميع و بني أ�شخاص‬ ‫يريدون أ�ن يفرضوا سطوهتم و قميهم عىل امجليع و ده موجود يف من يطلقون عىل أ�نفسهم الليرباليني أ�يضا‬ ‫ألهنم يريدون إ�قصاء من ليسوا عىل شالكهتم و أ�يضا موجود يف من ي�ستعملون ادلين يف ال�سياسة‪ ،‬و أ�كرب‬ ‫مشوش للرؤية هو ا إلعالم و التليفزيون!‬ ‫ساعات ابمتىن أ�هنم يقطعوا االتصاالت اتىن عشان نزنل كده يف امليدان و نتلكم مع بعض و خنلق وفاق‬ ‫حقيقي و نناقش موضوع ادل�ستور ده عشان ا إلعالم بيغتال الشخصيات و بيفقدها حاجة حلوة و بردو‬ ‫زهقت من املؤمترات الىل بنظمها و حنرضها‪ ،‬عايزة اطلع من ادلائرة دي!‬ ‫يعىن مش ممكن لك حاجة تفضل حلوة أ�و وحشة‪ ،‬أ�مه ىشء احلركة‪ ،‬البحث‪ ،‬عدم الركود‪ ،‬و عدم المتسك‬ ‫بصور معينة! حيكون فيه أ�خطاء و ممكن نشوف حاجات قبيحة كامن لكن الىل عايز يتعمل و الىل عايز‬ ‫يغري الواقع حيقدر ملا يعمل نفسه و يعرتف ابلقصور الىل موجود جواه و براه و هيزم صوت اخلوف أ�و القلق‬ ‫و هيزم بردو صوت أالان الىل بتومهنا أ�ننا عارفني لك حاجة و أ�ننا أ�عمل و أ�فقه و أ�حسن من الناس التانيني‬ ‫و ابحط ‪ 100‬خط حتت أ�حسن ديه و أكن عندان احلقيقة املطلقة للكون كيف يكون‬ ‫لك ملا ابحس أ�ن فيه خوف‪ ،‬ختوين‪ ،‬أ�و قلق ىف اجلو ابحس أ�ن النظام موجود و هو موجود فعال‬ ‫لكنه اهتز‪ ،‬اترج رجة قوية و عايزين شوية مدد عشان ننهت�ى منه لكن حيدث إ�ذا الشعب غري ر أ�يه و‬ ‫مل يرد احلياة‬ ‫و الىل شاف املوت قدام عيناه و اكن قريب منه قوي اعتقد انه بيقدر قمية احلياة و بيعرف أ�هنا حاجة‬ ‫كبرية أ�وى لكن فهيا تفاهات كترية أ�وى بردو‬ ‫أ�ان دلوقت حاسة ابخلطر أ�كرث من أ�ايم الثورة و أ�متىن أ�ننا حنس به لكنا عشان الىل انم يصحى و الىل‬ ‫صايح يفوق لكن عندى ثقة ىف أ�ن من معل هذه الثورة قادر أ�ن يبىن دوةل عىل نفس قدر مسو الثورة‬ ‫أ�ان عرفة أ�ىن ابقول حاجات بدهيية بس ساعات ابنساها و عشان كده عايزة افتكرها و أ�جسلها‬ ‫أ‬ ‫الثورة علمتىن أ�ن ال وجود لىشء امسه امل�ستحيل و لتحقيق أالحالم جيب أ�ن خنرج من أ�اننيتنا و �نف�سنا‬ ‫ألن ذكل هو الطريق الوحيد خللق حياة كرمية حرة عادةل عىل هذه أالرض‪ ...‬كام أ�هنا ار�شتدىن أ�ن احلياة‬ ‫ال ت�ستقمي بدون هدف‪ ،‬أ�مل‪ ،‬حمل‪ ،‬حمبة‪ ،‬جامعة‪ ،‬فا إلنسان احلى و الشعب احلى هام اذلين يتغلبوا عىل‬ ‫اخلوف ىف قلوهبم‪ ،‬الثورة حلظة لكن أ�اثرها ممكن تدوم اذا تذكران دامئا معانهيا بداخلنا‬ ‫الثورة علمتىن معىن الانسان‬


‫مظاهرات السويس السلميه‬ ‫�سيد عبدهللا‬

‫السويس ورجالها وشهداهئا وجرحاها اذلين سطروا بدماهئم اذلكيه اتر ً‬ ‫خيا جميدا وصنعوا ملرصان العزيزة‬ ‫ً‬ ‫ثورة راقيه متحرضة ‪ ,‬ثورة زلزلت أ�رجاء العامل ‪ ,‬ثورة حققت يف عدة اايم ما مل يتحقق يف ثالثني عاما من‬ ‫القهر ‪ ,‬ثورة رصدت خاللها ما قام به �شباب السويس الثائرين أ‬ ‫ولن البطل يف السويس ليس خشصا‬ ‫بعينه فقد شارك يف هذة الثورة لك شعب املدينه مجيعا الصيادون اذلين اكنوا خيرجون يوميا مبراكهبم‬ ‫الرشاعيه وقوارهبم و�شباكهم يبحثون عن خريات البحر والعامل البسطاء اذلين اكنوا يذهبون مع ارشاقه‬ ‫لك صباح ايل مصانع البرتول يف الزيتيه يكررون الزيوت وايل مشاريع شامل خليج السويس يدفعون‬ ‫ايل الاسواق ابلتكنولوجيا ‪ ,‬والبائعون الصغار الرسحيه واملديرون الرشفاء اذلين نزلوا ايل امليدان يؤدون‬ ‫الواجب ‪ ,‬البطل يف السويس هو صياد السمك وابئع الرسيديه والمببوطي واملرشد والقبطان والبقال‬ ‫والطالب والا�ستاذ والطبيب والصحفى واحملاىم ‪,‬‬ ‫الثورة اليت ا�شتعلت جذوهتا يف السويس الىت مل تكن ت�شتعل لوال وجود نساء و رجال قادرين عيل‬ ‫ا�سمترار توجهها ‪ ,‬والثورة الشعبيه الىت بدات ىف الا�شتعال يوم اخلامس والعرشين من ينايرعام ‪٢٠١١‬م‬ ‫مل تكن جمرد وقفه احتجاجيه او انتفاضه عابره كغريها من الانتفاضات اليت تعود النظام علهيا ‪ ,‬امنا يه‬ ‫ثورة شعبيه واسعه ضد نظام فاسد وقيادة متسلطه متتكل القوة واملال والقبضه احلديديه اليت ال يقدر‬ ‫علهيا الا هللا ‪,‬‬ ‫مظاهرات السويس السلميه‬ ‫شهد ميدان الاسعاف حبي الاربعني يف ‪ 25‬يناير و عيل غري العادة تواجدا كبريا من املواطنني �سبقه‬ ‫انتشار امين كثيف من افراد الرشطه وقوات الامن املركزى ‪ ,‬يف هذا اليوم توافد عيل ميدان الاسعاف‬ ‫اجملاور لقسم الاربعني ومسجد �سيدى الاربعني اعداد كبرية من الناشطني والقوى ال�سيا�سيه وبعض‬ ‫امجلعيات املطالبه ابلتغيري‬ ‫يف هذا اليوم اقبل املواطنون عيل امليدان فرادى وجامعات وخالل ساعه ونصف ارتفعت حناجرمه‬ ‫ابلهتاف مرددين ( عيش ‪ ..‬حريه ‪ ..‬عداهل اجامتعيه ) اكنت اصوات امجلاهري تعلو بيامن رجال الرشطه‬ ‫يضيقون علهيم الكردون الامين املنصوب حول امليدان من اكفه جوانبه حيت ان ال�سيارات القادمه من‬ ‫ميدان الرتعه عرب شارع اجليش توقفت متاما ‪ ,‬ارتفع سقف املطالبات مبرور الوقت حيث طالب قادة‬ ‫املعارضه من امجلاهري اليت وقفت تتفرج من عيل ارصفه امليدان الانضامم الهيم ‪ ,‬ابنضامم املزيد من‬ ‫الناس ايل التظاهرة ارتفعت الاصوت حيث اكنت اللكامت اليت يمت اطلقها شديدة التاثري يف معظم اذلين‬


‫جتمعوا ابمليدان خاصه من البسطاء ‪ ,‬وبعد مرور حوايل ‪ 45‬دقيقه من بدايه التظاهرة اكن امليدان قد‬ ‫شهد كثافه غري م�سبوقه خاصه بعد ا�ستجابه عدد كبرية من ال�شباب غري املسي�سيني حيث اكن أ�غلهبم‬ ‫من ال�شباب غري املنضمني لالحزاب او ممن معلوا ابل�سياسه من قبل وظلت هتتف مطالبه بتحقيق‬ ‫العداةل الاجامتعية والقضاء عىل الفساد ورفع أالجور و إ�جراء إ�صالحات �سيا�سية وتعديل ادل�ستور وحل‬ ‫جملس الشعب واثناء معاتبه مدير الامن للناشطني برضورة اهناء املظاهرة حسب االتفاق قام اثنان من‬ ‫املواطنني املتظاهرين بسكب البزنين عىل نف�سهيام حماولني إ�شعال النريان ىف جسدهيام ‪ ,‬إ�ال أ�ن أالهايل‬ ‫جنحوا يف منعهام ‪ ,‬ومع اتساع رقعه التظاهرة وتزايد عدد املشاركني مل تكن قد حدثت اي خروقات‬ ‫من جانب املتظاهرين‪ ,‬ويف حوايل الساعه الثالثه والنصف اكن شارع اجليش املمتد من يح الاربعني ايل‬ ‫ميدان اخلرض قد مت اغالقه ابلاكمل حيث قام عرشات من جنود الامن املركزى بعمل كردون كبري امام‬ ‫قسم الاربعني منعوا خالهل املتظاهرين من الوصول ايل مبين احملافظه السويس اذلى يبعد عن ميدان‬ ‫الاسعاف حوايل ‪ 2‬كيلومرت ‪ ,‬وبعد ان نفذ صرب كبارالسن وال�سيدات من هذا الوضع املتجمد قام بعض‬ ‫ال�شباب بتخطي الكردون واخرتاق الشوارع اجلانبيه من خلف قسم الاربعني سريا عيل الاقدام حيت‬ ‫وصلوا ايل مبين احملافظه ‪ ,‬وهناك اكنت الساعه قد بلغت الرابعه عرصا‪ ،‬وبعد مرور حوايل ساعه تقريبا‬ ‫يف انتظار خروج احملافظ اواحد امل�سئولني لهتدئه املتظاهرين ‪ ,‬اكنت قوات الامن املركزى قد انتقلت من‬ ‫ميدان الاسعاف ايل ميدان احملافظه حيث يتجمع املتظاهرين ‪ ,‬واثناء تزايد اعداد احملتجني امام ديوان‬ ‫عام احملافظه بد أ� الضباط واجلنود يف الا�ستعداد ‪.‬‬ ‫جفاءة ارتفعت اصوات ال�سيارات املدرعه ورصخات رجال الرشطه وبدات اسلحه الضباط واجلنود يف‬ ‫اصطياد املتواجدين ابمليدان ‪ ,‬ومايه الا حلظات حيت سقط العرشات نتيجه شدة خراطمي املياة الساخنه‬ ‫والباردة وبعد نفاذ املياة من �سيارات الاطفاء قامو ابلقاء اخلرطمي ىف طرنشات الرصف الصحى ابحملافظه‬ ‫بناء عىل اوامر الضباط لريشوها وا�ستخدمت الهراوات الكهرابئيه ضد املعتصمون العزل مما اشعل حامس‬ ‫لك من يف امليدان‪.‬‬ ‫وما بني الساعة السابعه والثامنه مساء اكنت قد اريقت الكثري من ادلماء حيث بلغ عدد الشهداء ثالثه‬ ‫يف حني وصل عدد املصابني حوايل ‪ 159‬اصابه ‪.‬‬ ‫بني دوى القنابل واصوات اطالق النار املهنمرعيل املتظاهرين استيقظ من انم من السوايسه عيل‬ ‫واقع جديد يف اليوم الثاين من اايم الثورة ‪ ,‬واكن من الالفت يف هذا اليوم قيام رجال الرشطه ا�ستخدام‬ ‫�سيارات ا إلسعاف واملطايف يف مالحقه املتظاهرين حيث حنجوا يف حمارصة بعض ال�شباب امام مبين‬ ‫املطايف وجبوار قسم الاربعني ومت القبض عيل حوايل ‪ 22‬مهنم ‪ ,‬ورمغ ذكل واصل ال�شباب والفتيات‬ ‫الليل ابلهنار يف تظاهرات حاشدة ا�سمترت حيت السادسه والنصف صباحا مطالبني ابلث أ�ر للشهداء‬ ‫واحلريج ‪ ,‬وعقب ظهر اليوم الثاين ‪ 26‬يناير ( الاربعاء ) خرج مئات املتظاهرين ايل ميدان الاسعاف‬ ‫خمرتقني احلصار الامين املكثف يف شارعى اجليش وامحد عريب وبعض الشوارع اجلانبيه ‪.‬‬


‫ومع مرور الوقت بدات تصل ايل املتظاهرين يف امليدان اخبار من بعض أالهايل املتواجدين امام‬ ‫املرشحه ابن م�سئويل املرشحه قرروا تسلمي اجلثامني لالهايل من اجل اقامه الصالة علهيا من مسجدى‬ ‫الشهداء و�سيدى أالربعني ‪ ,‬واثناء انتظار وصول اجلثامني اكنت حاهل الغليان بني املتظاهرين قد وصلت‬ ‫ايل حد الانفجار الامر اذلى جعل لك ابناء السويس تقريبا يف الشوارع‬ ‫وبسبب اتخر وصول اجلثامني انطلق الاف امل�شيعني يف اجتاة املرشحه ‪ ,‬يف البدايه حاولت قوات‬ ‫أالمن سد الطريق اماهمم الا اهنا تراجعت ومسحت ابملرور ‪ ,‬وامام املرشحه احتشدت أ�عداد كبرية من‬ ‫الرجال والنساء و أ�الطفال أ‬ ‫وكن السويس قد خرجت عن بكرة ابهيا حيث خرجت عائالت ابمكلها ‪ ,‬واثناء‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫انشغال العدد الاكرب من املتظاهرين ابمر اجلثامني �طلقت قوات المن النارعىل بعض املتظاهرين اذلين‬ ‫اكنوا قد احتشدوا أ�مام قسم الاربعني مقا اكن من ال�شباب الا الرد عيل القوات ب أ�لقاء احلجارة ‪ ,‬وبيامن‬ ‫املتظاهرون مرصون عىل الوقوف يف الشارع عىل جانب الطريق من املرشحة إ�ىل قسم أالربعني مسافة‬ ‫‪ 2‬كيلومرتين ‪ ,‬قامت قوات الامن املركزى اليت مت ا�ستحرضها من الاسامعيليه ابلطالق القنابل امل�سيهل‬ ‫لدلموع والرصاص احلي حيت ان عدد املصابني خالل نصف ساعه قد بلغ حوايل ‪ 68‬خشص ‪ ،‬مما دفع‬ ‫ال�شباب ايل الهروب من امليدان عرب الطرق الضيقة ‪ ,‬ويف حوايل الساعه �سته ونصف مساءا متكنت‬ ‫مجموعة من ال�شباب إ��ستحضار عدد من زجاجات امللوتوف املليئة ابملواد امللهتبة حنجت يف إ�لقاهئا عىل‬ ‫قوات أالمن املمتركزة اما قسم الرشطه‬ ‫واثناء خروج رموز احلزب املنحل من القسم بصحبه احد الصباط املتورطني يف تعذيب �شباب السويس‬ ‫قبل الثورة تسلق عدد من ال�شباب السور اخلاريج للقسم من اخللف و أ�شعلوا النار يف جحرة احلجز اليت‬ ‫اكن قد مت تفريغها من املساجني واملعتقلني ‪ ,‬ويف املساء اكنت اعامل العنف قد امتدات ايل اماكن عديدة‬ ‫يف املدينه حيث مت تكسري واهجه حمالت كنتاىك للوجبات اجلاهزة كام مت الاستيالء عيل خمازن الرشقية‬ ‫لدلخان ابالربعني وهنب حمتوايته ابلاكمل ومل يسمل مقر جملس حميل ىح أالربعني من التدمري واحلرق كام‬ ‫طالت يد اخملربني م�ستودعات الاغذية وحمالت الاطعمه حيث اكن نصيب اجملمعات الا�سهتالكيه حبي‬ ‫الاربعني الكثري من السلب خاصه مجمع �شباب اخلرجيني ابالربعني اذلى انل النصيب الاكرب من الهنب‬ ‫‪ ,‬وخالل تكل املتالحقه شهد ميدان الاسعاف والشوارع احمليطه به احتجاجات اتسمت ابلسلميه‬ ‫قوبلت من جانب قوات الامن ابلعنف املفرط متثل يف اطالقهم الاعرية الناريه ابنواعها صوب احملتجني‬ ‫مما اسفر عن اصابه مهنم مما اكن هل ابلغ الاثر يف ااثرة حفيظه احملتجني وزايدة جحم الصدام ذادت معه‬ ‫حدة العنف اذلى اوقع املزيد من الاصاابت بني رجال الرشطه واملتظاهرين يف دالهل واحضه ان افراد‬ ‫الرشطه اكنت دلهيم تعلاميت من قيادات الرشطه ابطالق النار صوب املتظاهرين بقصد قتلهم ‪ ,‬حيث‬ ‫بلغ عدد املصابني جبروح خطرية يف هذا اليوم اكرث من ‪ 28‬من الاهايل ‪ ,‬و فور نقل هؤالء املصابني ايل‬ ‫مستشفي التامني الصحي ببورتوفيق قام العميد سايم العزازى رئيس قسم املباحث اجلنائيه مبديريه امن‬ ‫السويس بتحرير حمارض يعاقب علهيا القانون ‪ ,‬حيث اهتموا مجيعا يف احملرض رمق ‪ 594‬ادارى الاربعني‬


‫ابهنم قاموا ابالندساس وسط جتمع للجامهري والقيام ابالعتداء عيل الرشطه وارضام النريان ابملمتلاكت‬ ‫العامه واطالق الطلقات الاكشفه احلارقه واحلجارة عيل القوات مما ادى حسب وصف رئيس املباحث‬ ‫ايل اصابه العديد من الصباط والافراد‬ ‫مع بزوغ جفر امخليس املوافق ‪ 27‬يناير اكن املتظاهرين قد حتدوا قرار الرشطه حبظر التظاهر ورمغ وقوع‬ ‫العديد من املتظاهرين بني شهيد وجرحي تواصلت املظاهرات لليوم الثالث عىل التوايل حيث خرجت‬ ‫حشود كبرية من املتظاهرين ايل شوارع املدينه يف مشهد مل تشهده السويس منذ رحيل جامل عبد النارص‬ ‫تصعيدا ً‬ ‫ً‬ ‫عنيفا ىف املواهجات بني املتظاهرين و أ�هجزة أالمن خاصه بعدما‬ ‫‪ ,‬يف هذا اليوم شهدت احملافظة‬ ‫أ‬ ‫تظاهر أ�هاىل املعتقلني أ�مام قسم رشطة الربعني للمطالبة اب إلفراج عن ذوهيم بعدما منا ايل علمهم قيام‬ ‫بعض ضباط قسم الاربعني ابالعتداء عيل احد اهمات املعتقلني ‪ ,‬فهامج ال�شباب القسم ابحلجارة وحاولوا‬ ‫إ�شعال النار فيه الامر اذلى دفع قوات الرشطه ايل الرد ابلقنابل امل�سيةل لدلموع حيث ا�سمترت أ�عامل‬ ‫العنف تكل طوال اربع ساعات مما أ�سفر عن إ�صابة العديد من املواطنني وبعض قيادات الرشطة من بيهنم‬ ‫انئب مدير أ�من السويس وخالل تكل املصادمات جنحت الرشطه يف أ�لقاء القبض عىل ‪ ٥٤‬متظاهرا‬ ‫من بيهنم الاعالميه ( دينا مسك ) مراسهل قناة اجلزيرة وعدد من أالهمات الاليت محلت احداهن مكربا‬ ‫للصوت ( ميكريفون ) وهتفت بسقوط النظام أالمر اذلي سامه بشلك كبري يف تصاعد حامس التظاهرين‬ ‫وبث الرعب يف قلوب قوات الامن اليت اكنت حتارص ميدان أالسعاف‪.‬‬ ‫يوم امجلعه اذلى اطلق عليه( مجعه الغضب ) اكنت السلطات املرصيه قد استبقت انطالق مظاهرات‬ ‫هذا اليوم بقطع خدمه الانرتنت والرسائل النصيه وجحبت معظم مواقع التواصل الاجامتعي ( الفيس بوك‬ ‫) وبسبب ذكل رفض اغلب اهايل املدينه البقاء يف املنازل وفضلوا الزنول ايل الصالة يف املساجد ‪ ,‬مل‬ ‫ترههبم اعداد القوات املدججه ابالسلحه االتوماتيكيه وقنابل الغاز السامه وامل�سيهل لدلموع ‪..‬‬ ‫الاعتداء عيل املتظاهرين امام قسم الاربعني‬ ‫وعند منتصف هذا اليوم حتديدا حوايل الواحدة ظهرا عقب خروج املصلني من املساجد وعيل وقع‬ ‫اصوات املظاهرات وهتافات امجلاهري بدا العقالء يف اقناع املتظاهرين ابلزتام الاساليب السلميه خاصه‬ ‫بعد اتساع جحم املشاركني حيث جتاوز العدد ال ‪ 30‬الفا ‪ ,‬شارك يف تظاهرة هذا اليوم مئات ال�سيدات‬ ‫ممن نزلن من بيوهتن الول مرة ‪.‬‬ ‫ىف يوم السبت ‪ ٢٩‬تواصلت الاحتجاجات الغاضبة بسبب اخلطاب اذلي اكن الرئيس اخمللوع مبارك قد‬ ‫خرج خالهل عرب الفضائيه املرصيه متحداي امجليع‪.‬‬ ‫والن طابور الشهداء اكن م�سمترا خاصه بعد سقوط اكرث من ‪ 30‬شهيدا واحدا تلو الآخر فقد دفعت‬ ‫املدينة حيت اليوم السابع مثنا فادحا من خرية �شباهبا خاصه أ�مام قسم رشطة أالربعني ‪.‬‬


‫أ�عامر ووجوه خمتلفة من ال�شباب من اجلنسني اختاروا ان تكون وقفهتم ىف ميدان الاسعاف بعد صالة‬ ‫ظهر هذا اليوم والغالبيه العظمي مهنم مل يعرفوا خالل �سنوات ح�سين مبارك غري الظروف القا�سيه‬ ‫وعدم الا�ستقرار‬ ‫شهد يوم ‪ 2‬فرباير تعديل فرتة رساين حظر التجول ليبد أ� من اخلامسة مساء اىل السابعة صباحا‪,‬‬ ‫واجليش يطالب املتظاهرين ابلعودة إ�ىل حياهتم الطبيعية مؤكدا أ�ن «رسالهتم وصلت‪ ...‬وحنن ساهرون‬ ‫عىل ت أ�مني الوطن اكن التطور اخلطري ىف اليوم االتاسع للثورة ا�سمتر فلول احلزب الوطين ىف الاعتداء‬ ‫عيل املتظاهرين من اجل اهجاض الثورة حيث ا�ستخدم البلطجيه يف السويس من مزورى‬ ‫الانتخاابت اكفه الوسائل من اجل دمع الرئيس السابق ‪ ,‬ففي هذا اليوم قام هؤالء البلطجيه ابالعتداء‬ ‫عىل املتظاهرين يف ميدان الاسعاف ابالربعني ما أ�دى اىل اصابة عدد من املتظاهرين ومل تكن �سيارات‬ ‫ا إلسعاف موجودة لنقلهم للمستشفيات‪ ،‬وطوال ساعه اكمهل حاولت فلول احلزب الوطين ا�ستدراج‬ ‫املتظاهرين ايل تبادل القاء احلجارة ‪ ,‬الا ان املواطنني املساملني تناسوا ماتقوم به فلول احلزب من‬ ‫اعتداء وتذكرت الهدف من التظاهر وهو رحيل مبارك ‪ ,‬رمغ أ��ستخدام بلطجيه احلزب الوطين يف‬ ‫الاعتداء عيل املتظاهرين أالجحار والهراوات و أ�كد شهود عيان أ�ن قيادات احلزب الوطين من اعضاء‬ ‫جمليس الشعب والشوري وفلول اجملالس احملليه يه اليت قامت بتجميع هؤالء البلطجيه من عشوائيات‬ ‫يح الكويت وكفر النجار ومحمد سالمه مقابل ‪ 400‬جنيه للفرد‬ ‫يف اليوم احلادى عرش ( مجعة الرحيل) احتشد ىف ميدان الاسعاف عقب صالة امجلعه أ�كرث من ‪10‬‬ ‫الاف متظاهر اتفقوا مجيعا عىل مطلب واحد هو رحيل الرئيس مبارك ‪ ,‬محلوا الفتات اختلفت ىف‬ ‫أ�شاكلها و أ�لواهنا و أ�جحاهما مع طبيعة وسن حاملهيا و إ�ن اكن من محلوها قد اتفقوا عىل إ�ظهارها لوسائل‬ ‫ا إلعالم وخاصه للفضائيات اليت اكن قد مسح لها ابلعمل يف السويس مثل ( اليب يب يس ) ومن بني‬ ‫ابرز الالفتات اليت محلها احد املتظاهرين الفته عيل يف شلك طاقيه كبرية رفعها املتظاهر فوق ر أ�سه‬ ‫والفته �آخرى ابلوان العمل املرصي الامحر والابيض والاسود كتب علهيا ( مش حمنيش ‪ ..‬انيت اليل‬ ‫حمتيش )‬ ‫ثورهتم حيث خرجت امجلوع ايل ميدان الاسعاف من اجل تصعيد حدة مطالهبم مثلهم مثل لك املرصيني‬ ‫يف لك ماكن عيل ارض مرص برضورة رحيل ح�سين مباك خاصه بعد ان أ�وشك عىل مغادرة منصبه‬ ‫وتعيني انئبا هل وا�ستقاةل هيئة مكتب احلزب الوطىن مبن فهيم جنهل ( جامل) يف ذكل اليوم قالت القوى‬ ‫الوطنية وال�سيا�سية وجامعة ا إلخوان املسلمني وامجلعية الوطنية للتغيري مبحافظة السويس إ�هنم م�سمترون‬ ‫يف التظاهر حىت حتقيق املطالب اليت خرجوا من أ�جلها ولقى فهيا أ�كرث من ‪ 300‬خشص مرصعه و أ�كرث‬ ‫من ‪ 5000‬مصاب‪ ،‬اكن للسويس ال�سبق ونصيب كبري مهنا فقد جابت املدينه مظاهرة حاشدة شارك‬


‫فهيا الآالف من مواطين السويس مبشاركة القوى الوطنية واملعارضة‪ ،‬رددوا فهيا هتافات مطالبة برحيل‬ ‫الرئيس مبارك ونظامه ومن بني تكل الهتافات ( اي مبارك اي طيار جبت منني ‪ 70‬مليار ) و( «قبل ما‬ ‫تطلع عاملطار هنجيب الـ‪ 70‬مليار ) و ( حرضات السادة الضباط ب أ�يديمك اكم واحد مات‪ ,‬حرضات‬ ‫السادة الضباط عيشوا برشف جاتكوا القرف ) «ويف أ�ثناء املظاهرة أ�لقى اجليش القبض عىل عدد من‬ ‫املندسني يف املظاهرة حمذرا املتظاهرين من فلول احلزب الوطين ومع انهتاء املظاهرة اليت انفضت قبل‬ ‫موعد حظر التجول أ�دى املتظاهرون صالة املغرب يف ميدان الاسعاف شكرين اجليش عىل التعاون‬ ‫و أالسلوب احلضاري اثناء املظاهرة حيامن اعتدى بلطجية رموزة عيل املعتصمني ىف ميدان التحرير ‪.‬‬ ‫ويف هذا اليوم ايضا اقامت كنائس املدينه قداس صالة الغائب عىل أ�رواح الشهداء اذلين قتلوا يف الاايم‬ ‫الاويل للثورة ( ‪ ) 28 , 27 , 26 , 25‬خاصه بعد ان اعلنت مستشفى السويس العام عن وفاة بعض‬ ‫املصابني ويف املساء وعقب فشل اجامتع قوى املعارضه وائتالف الاحزاب الوطنيه املرصيه مع انئب‬ ‫الرئيس معر ساميان يف القاهرة اصدر �شباب الثورة يف السويس بياان وزعه الناشط حسن احللييل مض‬ ‫العديد من املطالب من بيهنا رحيل مبارك عن السلطة متهيدا حملامكتة وحل جمليس الشعب والشورى‬ ‫املزورين وتويل رئيس احملمكة ادل�ستورية العليا رئاسة البالد لفرتة انتقالية و تشكيل حكومة ت�سيري‬ ‫اعامل و تويل اجليش حفظ أالمن واملمتلاكت العامة واخلاصة واستبدال الرشطة العسكرية ابلرشطة‬ ‫املدنية وعزل قياداهتا ووضع ضباط وجنود الرشطة حتت ترصف الرشطة العسكرية والتحفظ عيل‬ ‫مسؤيل النظام السابق ومنعهم من السفر متهيدا لتقدميهم للمحامكة وجتميد امواهلم واموال أ�رسمه وا إلعداد‬ ‫ألنتخاابت رئا�سية وترشيعية جديده‬ ‫وهكذا واصلت امجلاهري الليل ابلهنار‬ ‫يف يوم الثالاثء املوافق ‪ 8‬يناير اكنت سويس الثورة قد دخلت يوهما الـ‪ ١٥‬وسط تطورات واحداث‬ ‫متبادةل بني املتظاهرين حيث بدات أالعتصامات الفئوية تتفجر يف لك القطاعات و�سيطر الشلل عىل‬ ‫الكثري من أ�وجه احلياة‬ ‫لليوم السادس عرش عىل التواىل تواصلت يف السويس املظاهرات املطالبة برحيل الرئيس مبارك‪ ،‬فامي‬ ‫نشبت بعض املصادمات بني املؤيدين واملعارضني للنظام‪،‬‬ ‫تظاهر ما يقرب من ‪ ٥٠‬أ�لف مواطن بعد صالة امجلعة وصالة الغائب عىل شهداء الثورة من عدة مساجد‬ ‫مبحافظة السويس ىف مسريات حاشدة مضت أ�حزاب املعارضة وا إلخوان املسلمني ً‬ ‫وعددا كبري ًا من النساء‬ ‫و أالطفال وصلت التظاهرات إ�ىل مبىن احملافظة حوايل الساعه الثانيه ورفع املشاركون فهيا الفتات كبرية‬ ‫حتمل أ�سامء وصور شهداء السويس البالغ عددمه ‪ً 31‬‬ ‫شهيدا ‪ ,‬رددوا عدة هتافات مهنا «ال إ�هل إ�ال هللا‬ ‫والشهيد حبيب هللا»‪ ،‬مطالبني برحيل النظام‬


‫نساء صنعن الثورة‪...‬‬ ‫أ�محد محمود‬

‫صاحت احلاجة بركة ابكية ىف إ�تصال هاتفى عىل شاشة إ�حدى القنوات الفضائية «هؤالء ال�شباب‬ ‫مه أ�مل امل�ستقبل‪ ،‬سوف أ�محهيم جبسدى‪ ،‬س أ�قف َ‬ ‫حائال بيهنم وبني طلقات الرصاص‪ ،‬مه أ�مل‬ ‫امل�ستقبل أ�ما أ�ان فقد تعديت ال�ستني ومل يعد ىل فائدة وذلكل س أ�فدهيم حبياىت وعىل لك مسن أ�ن‬ ‫حيذوا حذوى إ�ذا اكن حيب هذا البدل‪»...‬‬ ‫وكام فعلت إ�يزيس حني مللمت أ�شالء زوهجا املكل أ�وزوريس وربت إ�بهنا الصغري حورس ليقىض عىل‬ ‫الرش ىف مرص حني ي�شتد عوده‪ ،‬فعلت فتيات ونساء مرص حني مللمن عذاابهتن ووقفن هيتفن لنرص‬ ‫الثورة ويشجعن �شباب مرص عىل ا إل�سمترار والصمود أ�مام الآةل أالمنية اجلبارة الىت راحت تطحن‬ ‫عظام �شباب مرص الرشفاء الثائرين وتطلق علهيم رصاصات الغدر فكن حبق نساء صنعن الثورة‪.‬‬ ‫فبنات إ�يزيس املرصية هن نساء ذوات طابع خاص‪ ،‬نساء هيتفن ضد الظمل‪ ،‬حمجبات وغريحمجبات‪،‬‬ ‫شاابت ورابت بيوت جتمعت إ�رادهتن عىل هدف واحد هو حرية أ�بناهئن و أ�زواهجن و إ�خواهنن‪..‬‬ ‫هن تكل املر أ�ة احلنونة الشجاعة القوية ىف مواهجة الظمل‪ ،‬ر أ�يهتم جينب امليدان ابسامت حيملن أالعالم‬ ‫وهيتفن حتيا مرص‪ ،‬حيمسن ال�شباب عىل الثبات واملقاومة‪ ،‬كن عني الرمحة ىف املستشفى امليداىن‬ ‫اذلى عاجل اجلرىح واملصابني‪ ،‬كن رمز أالمل ىف غد حنون عىل تكل البدل‪ ،‬كن أالم و أالخت واحلبيبة‬ ‫الىت متسح عرق الثائرين‪.‬‬ ‫لن أ�نيس صور اولئك النسوة الالىت رحن جينب ميدان التحرير بلك جشاعة وبلك رغبة صادقة ىف‬ ‫م�ستقبل مرشق ذلكل البدل‪.‬‬ ‫وجوه أ�عرفها قفزت أ�ماىم من امليدان‪ ،‬ميدان التحرير‪ ،‬فها ىه الناشطة والاكتبة الىت انضمت إ�ىل‬ ‫تكل التظاهرات وىف مغرة هذه التظاهرات مل تنيس جندرة ال�شباب حىت تطمنئ عىل تنويرمه حبقوق‬ ‫النساء‪ ،‬وهاىه ا إلذاعية الشهرية واملناضةل الىت راحت هتتف وتدعو إ�ىل اسقاط نظام مقع احلرايت‪،‬‬ ‫وهاىه املر أ�ة الشجاعة الىت قاومت الظمل والفساد وعانت ا إلضهاد والت�آمر ومل جيدوا حال ملنعها من‬ ‫النضال إ�ال تزوير ا إلنتخاابت خوفا من دخولها الربملان ليسقط هذا الربملان املزيف ويمت تسجيلها‬ ‫مضن ‪ 150‬إ�مراة غرين العامل‪ ،‬نساء كثريات كن هنا وهناك‪ ،‬حمجبات وسافرات‪ ،‬فتيات وشاابت‬


‫وجعائز‪ ،‬وجوه لنساء من لك أالطياف‪ ،‬مهنن من حنتت الشمس ثناايها و أ�خرايت ارتسمت عىل‬ ‫وجوههن ادلعة والسالم‪ ،‬واخرايت رصخت وجوههن ضد الظمل واهنمرت دموعهن عى ثالكهن‬ ‫من الشهداء‪ ،‬ونساء أ�خرايت أ�خرجن لنا هؤال البطالت و أالبطال اذلين راحوا هيتفون َ‬ ‫طلبا للحرية‪..‬‬ ‫وهناك أ� َ‬ ‫يضا تكل الفتاة الىت ت�شبه الورد البدلى براحئته الزكيه وعطره الفواح‪ ،‬تكل الفنانة الشابة الىت‬ ‫أ‬ ‫مل تغب صورهتا عن خميلىت‪ ،‬أ�نظر إ�ىل رقهتا و أ�تعجب من صالبهتا واشواكها الىت هزمت أ�عىت الهجزة‬ ‫أالمنية حني ابتت ىف امليدان هتتف ضد الظمل غري عابئة مثل لك النساء الالئ تلقني رصاصات‬ ‫الغدر وقنابهل امل�سيةل لدلموع وقذائف املولوتوف وجهامت البلطجية لترضب املثل امام امجليع ابنه‬ ‫الفرق بني إ�مر أ�ة أ�ورجل وال فتاة أ�و شاب فاللك سواء ضد الظمل واللك رضورة لبناء أالمل‪ ،‬حيتاج‬ ‫اجملمتع رقهتن وصالبهتن كام حيتاج لسواعد الرجال‪.‬‬ ‫أ‬ ‫طوىب ألولئك النسوة الالىئ ينجنب ويصنعن أ�بناء هذا البدل‪ ،‬طوىب لهمات البطالت والابطال من‬ ‫شاابت و�شباب الثورة‪ ،‬طوىب كل اي مرص بنسائك الالىئ صنعن اترخيك منذ إ�يزيس وحىت الآن‪.‬‬


‫اخلروج يف النور‬ ‫عفاف ال�سيد‬

‫أ�نىت اي من أ�حببىت الضوء‬ ‫ال تذهىب ىف الظالم‬ ‫أ�نىت اي من أ�حببىت خصب ونزق احلياة‬ ‫ال تذهىب للعزةل ‪.‬‬ ‫كام نرى ‪..‬‬ ‫إ�ن الثورة غريتنا ‪..‬ليس عىل م�ستوى الظاهر فقط ‪ ،‬إ�منا ما أ�قصده هو ذكل التغيري ا إلجيايب اذلي‬ ‫جتاوز ب أ�رواحنا أ�قبية الالجدوى والاكتئاابت لي أ�خذان إ�ىل �آفاق احلرية والثقة والقدرة عرب �سياقات‬ ‫من احملبة وا إلحرتام ‪ ،‬هو ذاك «ا إلحرتام « ‪ ،‬إ�نه ماكنا نفتقده ‪ ،‬وهنا أ�قصد ا إلحرتام عىل امل�ستوى‬ ‫اذلايت أ�وموقعنا مكواطنيني يف بدلان وعىل م�ستوى الوطن أ�وموقعنا مكرصيني من العامل‬ ‫ً‬ ‫هنا ‪ ....‬لقد أ�صبحنا نترصف بطريقة خمتلفة جتاه بعضنا البعض ‪ ،‬أ�حضى الناس أ�خريا قادرين عىل‬ ‫الكشف عن خشصيهتم وجوهرمه ‪ ،‬فها مه قد كرسوا جدران اخلوف وخرجت أالصوات بعد مصت‬ ‫قايس طويل ‪ ،‬يه ابلت أ�كيد أ�صوات أ�مجل ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫تدفق أاللآف – هذا يف البداية – اكنت النساء ميثلن �كرث من ‪ %20‬تقريبا ‪ ،‬مث توافد الناس ‪،‬‬ ‫الشعب ‪ ،‬أ�حضينا ماليني ‪..‬وخرجت النساء «مجيعهن» ‪..‬وصلن من ‪ %40‬إ�ىل ‪ ، %50‬كن ً‬ ‫مجيعا‬ ‫ً‬ ‫منا�سبا لهن‬ ‫‪ ،‬أالهمات يف املقدمة ‪ ،‬تلمك الاليت دفعن ب أ�والدهن وبناهتن منذ بداية الثورة ‪ ،‬مل يعد‬ ‫املكوث أ�مام شاشات التليفزييون ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وقفت أالهمات جبانب بناهتن ‪ ،‬ركضت ال�ستاذات مع طالباهتن ‪ ،‬هتفت الرائدات مع الشاابت‬ ‫‪ ،‬واكن امليدان يشهد ً‬ ‫ً‬ ‫متناغام ميثل لوحة رسمدية لكيان متاكمل من النساء ينشدن احلرية‬ ‫تنوعا‬ ‫والكرامة والعداةل الاجامتعية ‪.....‬‬ ‫وكن قد خرجن إ�ىل النور ‪......‬‬ ‫تدفقت الآالف من النساء يف امليدان لك يوم‪ .‬جاءوا طواعية ومن تلقاء أ�نفسهن‪ ،‬حرضن مع‬ ‫اطفالهن وجرياهنن واقارهبن ؛ جنئ مُعلامت ورابت بيوت وعامالت وطالبات وطبيبات ومبدعات‬


‫وفناانت ‪ ،‬جنئ حامالت الطعام و أالدوية ومالبس ومياه ‪ ،‬حرضن متدثرات مبحبة و إ�رصار‪.‬‬ ‫كن هناك ليس يف ميدان التحرير فقط ‪ ،‬ولكن اكن حضور النساء مؤثر وواحض يف السويس واحملةل‬ ‫والاسكندرية ولك البدلات واحملافظات ‪ ،‬خرجت البنات والنساء يف الصعيد ويف ادللتا حامالت‬ ‫جينات جداهتن منذ مرسعنخ الثالثة قبل مخسة �آالف �سنة وحىت أ�صغر شهيدات الثورة مرورا‬ ‫ابلرائدات هدى شعراوي ودرية شفيق ولطيفة الزايت وغريهن ‪.‬‬ ‫جنئ ومل يذهنب إ�ال بعد رحيل «اخمللوع» ‪ ،‬وحىت بعد ذكل فقد شاركن يف إ�عادة مياديننا وشوارعنا‬ ‫نظيفة والمعة ومفعمة ابلنور واحلرية والفرح ‪.‬‬ ‫يف ثورة ‪ 25‬يناير حيث ارتفعت اصوات النساء والفتيات والطفالت‪ ..‬اكن ا إلرصار حارض ًا ‪.‬‬ ‫طالنب ابحلرية والكرامة الانسانية والعداةل الاجامتعية‪ ،‬خرجن لرفع الظمل واحلرمان عن اكهل‬ ‫الشعب املرصى‪ ،‬وحمامكة الفاسدين و إ�سقاط النظام الفايش وحما�سبة لك املتورطني يف إ�هدار كرامتنا‬ ‫ا إلنسانية ‪ ،‬ومن جعل اذلل والقهر هام قوتنا اليويم ‪.‬‬ ‫وبرمغ فظاعة ما تعرضنا هل مجيعا يف ميدان التحرير واكفة ساحات املواهجة يف السويس والاسكندرية‬ ‫واحملةل ف إ�ن النساء مل خيشني ومل ترتاجعن عن النضال بقوة وتصممي ليس من أ�جل أ�نفسهن فقط بل‬ ‫من أ�جل مرص لكها ‪ ،‬من أ�جل لك احلقوق املسلوبة ‪ ،‬ومن أ�جل لك هذه ادلماء العطرة للشهداء‪/‬‬ ‫الشهيدات‪ ،‬واملراقة يف أ�روقة احلرية‬ ‫ملحمة ثورة يناير املرصية ‪ ،‬جعلت النساء خيرجن باكمل طاقهتن الواعية ليدافعن عن «مرص‬ ‫وكرامهتا» ‪ ،‬هكذا بوعي اكمل كن يقدمن أ�روع و أ�رشف صورة لبنات ونساء مرص ليك يشاهد العامل‬ ‫أ�مجع مواقفهن وقوهتن اليت مل تتوقف حىت أالن وسوف ت�سمتر النساء يف إ�كامل مشوارهن إلرساء‬ ‫ادلميقراطية وادلوةل املدنية اليت تقوم عىل املساواة واملواطنة الاكمةل واحلق ‪.....‬‬ ‫نساء الثورة قد خرجن يف النور‪.‬‬


‫حلظات خاصة‬ ‫ابمس فتحي‬

‫ ‪-1‬‬‫أ�هنينا اجلوةل أالخرية النتخاابت احتاد �شباب حزب الغد وحصلت عىل مقعد رئيس الاحتاد معلنا‬ ‫أ�مام نفيس بشجاعة أ�حسد علهيا أ�نين قد ي أ�ست متاما من فكرة الثورة اليت كنت أ�حمل هبا منذ صغري‬ ‫وكنت أ�معل من أ�جلها ل�سنوات‪ ،‬ومتبنيا العمل ال�سيايس التقليدي اذلي قد يصنع تغيريا يف يوم ما‬ ‫أ�و ال يصنع شيئا عىل ا إلطالق ويكتفي ابحلركة يف الهامش املتاح ‪ ..‬ذهبت بعدها أ�ان والزمالء إ�ىل‬ ‫مقه�ى من مقايه وسط البدل لامنرس هوايتنا أالزلية يف احلديث عن احلرية وادلميقراطية والعامل اذلي‬ ‫نريد ونضع سواي مالمح ما ميكن أ�ن يصنعه احتادان الوليد عىل طريق حل معضلتنا أالبدية ‪ ..‬اكن‬ ‫ذكل يوم ‪ 14‬يناير ‪ 2011‬وكنا يف ساعة مت أ�خرة من ذكل اليوم عندما صاح أ�حد الزمالء أ�ظنه‬ ‫يوسف محمد «بن عيل هرب» ‪ ..‬كنا مجيعا أ�قرب إ�ىل عدم التصديق‪ ،‬هذا يعين أ�ن العرب ميكهنم القيام‬ ‫بثورة شعبية تتخلص من احلامك‪ ،‬هذا يعين أ�ن بعض أالمل الزال هناك ‪ ..‬وبيامن كنا حناول ادلخول‬ ‫إ�ىل الانرتنت للت أ�كد من اخلرب أ�و إ�قناع صاحب املقه�ي بتغيري قناة التلفاز إ�ىل قناة إ�خبارية بديال عن‬ ‫القناة الرايضية اليت اكن يعرضها‪ ،‬اكن بعضنا يراجع يف عقهل لكامت البيان اذلي �سنصيغه تضامنا مع‬ ‫الثورة التون�سية‪ ،‬واكن بعضنا الآخر يبحث عن ماكن ليشرتي منه أالعالم التون�سية‪ ،‬بيامن ا�ستقل‬ ‫البعض الآخر ابلفعل �سيارة أالجرة إ�ىل السفارة التون�سية ابلزماكل‪ ،‬وبدون اتفاق وبعد عرشة دقائق‬ ‫فقط من انتشار اخلرب وجدان اكفة الزمالء و أالصدقاء وحىت أالعداء اذلين خاضوا معنا املعركة عرب‬ ‫ال�سنوات أالخرية يتجمعون تلقائيا عند السفارة التون�سية ومه حيملون أالعالم التون�سية وهيتفون‬ ‫حبامس للثورة التون�سية يف وسط قلق وترقب مل نشاهده من قبل يطل من أ�عني ضباط أ�من ادلوةل‬ ‫اذلين اكنوا حيارصوننا ‪-‬كام جرت العادة‪ -‬ب أ�عداد من القوات تفوق أ�ضعاف أ�ضعاف أ�عداداان‪ ،‬ومع ذكل‬ ‫رحنا هنتف‪« :‬بكره اي ابشا الثورة تقوم ‪ ..‬مش هتسيب ع الكتف جنوم»‪.‬‬ ‫‪-2‬‬‫أ‬ ‫أ‬ ‫اكن لك شئ يبدو هادئا متاما يف مناطق شامل ورشق القاهرة و�ان يف الطريق من مزنيل إ�ىل �ماكن‬ ‫جتمعنا املعتادة يف «وسط البدل» حىت إ�ن رواد مرتو أالنفاق اذلي كنت أ��ستقهل اكن يبدو علهيم مجيعا‬ ‫بسبب مالبسهم امللونة وحقائب الطعام اليت اكنوا حيملوهنا واكنت تعطي شعورا ب أ�ننا يف عطةل مش‬‫الن�سمي‪ -‬أ�هنم قرروا اخلروج للتزنه يف يوم أ�جازة عيد الرشطة‪ .‬يف وسط لك هذه أالجواء الكرنفالية‬ ‫الغريبة اليت اكنت حتيطين يف املرتو اكنت تعليقات الزمالء عىل تويرت اليت كنت أ�طالعها عرب تليفوين‬


‫احملمول عن مظاهرة هنا أ�و مسرية هناك تبدو أ�مرا مبالغا فيه وال يتجاوز ا إلشاعة أ�و أالمنية‪ ،‬مما دفع‬ ‫تشاؤيم أالصيل إبقناعي أ�ن شيئا لن حيدث «مفىت حدث يف التارخي أ�ن قامت ثورة شعبية مبيعاد؟»‬ ‫نعم كنت قضيت أ�اييم أالخرية أ�ان والزمالء يف ا إلعداد لتكل الثورة اليت لن حتدث‪ ،‬ولكن أالكيد‬ ‫أ�ننا كنا نقوم بذكل من قبيل العمل اليويم اذلي اعتدان ممار�سته منذ عدة �سنوات أ�مال يف أ�ن يصنع‬ ‫ذكل العمل فارقا بعد عدة عقود أ�و طمعا يف خالصنا الشخيص من ذل الصرب والصمت والالمباالة‪،‬‬ ‫ولكن اكنت القاعدة الثقيةل اليت ترضب أ�فاكران ابنتظام رتيب أ�نه «ال توجد يف التارخي ثورة شعبية‬ ‫حمددة مبوعد م�سبق»‪.‬‬ ‫‪-3‬‬‫أ�خربين فامي بعد أالصدقاء اذلين بد أ�وا املسرية من منطقة بوالق الشعبية أ�هنم اكنوا يقفزون يف الشارع‬ ‫فرحا وحيضنون بعضهم البعض غري مصدقني أ�ن دعوهتم قد ا�ستجابت لها لك تكل أالعداد من‬ ‫املواطنني اذلين طاملا جتاهلوا ادلعوات املامثةل‪ ،‬مل أ�كن موجودا يف بداية املسرية حيث اكن االتفاق‬ ‫عىل أ�ن أ�ظل عىل بعد مناسب مهنا يك أ�متكن من إ�دخـال املواد الالزمة لالعتصام إ�ذا قررت املسرية‬ ‫الاعتصام‪ ،‬ولكنين انضممت لها عند ميدان اجلالء بعدما مسعت من مكتيب يف ادليق الهتافات يف‬ ‫الشوارع احمليطة واليت مل أ�كن ألصدق أ�هنا حتدث لوال املاكملات التليفونية اليت اكنت تؤكد أ�ن �آالفا‬ ‫قد انضموا إ�ىل املسرية و أ�هنم يتوهجون الآن إ�ىل ميدان اجلالء‪ ،‬برمغ تكل الت أ�كيدات وبرمغ أ�نين نزلت‬ ‫بنفيس إ�ىل ماكن التجمع إ�ال أ�نين كنت يف حاةل أ�قرب إ�ىل عدم التصديق‪ ،‬من هؤالء؟ هل هذه‬ ‫الوجوه ابلفعل ليست ألصدقائنا النشطاء املعروفني؟ هل ابلفعل يه وجوه عادية للغاية مل أ�رها من‬ ‫قبل عند سالمل مكتب النائب العام ونقابة الصحفيني وشوارع ومقايه وسط البدل أ�و حىت عىل‬ ‫الانرتنت؟ ملاذا قرروا الآن والآن فقط الانضامم والمترد؟ كنت أ�حاول بني احلني والآخر متيزي وجه‬ ‫من وجوه النشطاء املعروفني يك أ�شاركه ده�شيت ولكن اكن من الصعب يف وسط تكل احلشود متيزي‬ ‫وهجا تعرفه‪ ،‬تغري أالمر بعد قليل عندما بد أ�ت يف مقابةل الكثري من الوجوه اليت أ�عرفها‪ ،‬ليس ألهنم‬ ‫من النشطاء ولكن ألهنا وجوه زمالء دراسة سابقني اكنوا معي يف اجلامعة أ�و حىت يف املدرسة الثانوية‬ ‫وا إلعدادية ومل أ�كن اعرف عهنم ابملرة اهامتهمم ابل�سياسة‪ .‬إ�هنا الثورة إ�ذن‪.‬‬ ‫‪-4‬‬‫اندفعت يف الباكء و أ�ان أ�رى أ�ن املسرية اليت كنت أ�شارك فهيا مل تكن املسرية الوحيدة اليت اجتهت‬ ‫إ�ىل ميدان التحرير‪ ،‬وعندما قابلت يف امليدان لك وجه قابلته من قبل يف وقفات وسط البدل‬ ‫الاحتجاجية وهو يضحك من القلب وياكد ال يصدق ما حيدث‪ .‬أ�اكد اجزم أ�ن حلظات احلرية الاكمةل‬ ‫اليت عاشها املرصيون يف ميدان التحرير يوم ‪ 25‬يناير منذ وصول املسريات إ�ليه وحىت إ�طالق قنابل‬ ‫الغاز بكثافة يف منتصف الليل يه اليت جعلهتم يظهرون لك ذكل القدر من الشجاعة يف مواهجة القوة‬


‫الصلبة لقوات أالمن يوم ‪ 28‬يناير‪ ،‬اكتشفوا أ�ن احلرية تساوي الكثري‪ .‬وحىت أ�ان وحىت هؤالء اذلي‬ ‫دافعوا معي من قبل عن تكل احلرية مل يكونوا يعلموا مك يه رائعة حىت واقعوها يف ذكل اليوم‪.‬‬ ‫‪-5‬‬‫يف منتصف ليةل ‪ 28‬يناير س أ�لتين الصديقة اللبنانية الفرن�سية اتتياان خوري عرب برانمج احملادثة عىل‬ ‫الهاتف احملمول هل ا�سمتعت إ�ىل قصيدة متمي الربغويث «اي مرص هانت وابنت» اليت أ�لقاها منذ قليل‬ ‫عىل قناة اجلزيرة‪ ،‬قلت لها ال‪ ،‬فقامـت إبرسال رابط أالغنية يل عىل برانمج احملادثة‪ ،‬مل يعمل الرابط‬ ‫ألن الانرتنت يف مرص حيهنا اكن يتوقف متاما عن اخلدمة‪ ،‬اكن هذا الرابط هو �آخر ما حاولت‬ ‫مطالعته قبل أ�ن أ�رى الربيد الالكرتوين من صديقنا حمسن كامل اذلي أ�رسهل إ�ىل قامئة مراسالته‬ ‫ابلاكمل بعنوان «النجدة ‪ ..‬مرص تتحول إ�ىل ثقب أ�سود»‪ .‬اكن هذا مرعبا للغاية؛ فنحن اجليل اذلي‬ ‫نش أ� وترىب عىل أ�ن يكون متصال ومتواصال مع امجليع يف ادلاخل واخلارج حىت مع هؤالء اذلين ال‬ ‫يعرفهم ينقطع الآن تدرجييا عن العامل متهيدا ملذحبة �ستجري ضده يف الصباح‪ ،‬اتصلت ابلصديق‬ ‫الياابين أالمرييك ريوات يونن من احلركة العاملية لدلميقراطية أ�خربه مبا حيدث‪ ،‬وب أ�ن مرص سوف تنقطع‬ ‫عن العامل خالل ساعات‪ ،‬حاول طم أ�نيت و إ�خباري أ�نه يتابع أالمر و أ�خربين أ�ن صديقتنا املرصية‬ ‫أالمريكية أ�مرية معاطي يف القاهرة ومعها تليفوهنا ادلويل اذلي ميكنين ا�ستخدامه‪ ،‬يف الصباح انقطعت‬ ‫ال�شبكة عن تليفون أ�مرية أ�يضا‪ ،‬وعلمت بعد ذكل بشهور أ�ن ريوات اكن يف منغوليا يف درجة حرارة‬ ‫‪ 40‬حتت الصفر منقطعا عن العامل أ�يضا ولكنه حاول طم أ�نيت و إ�رسال ادلفء عرب ماكملته‪.‬‬ ‫‪-6‬‬‫رمغ جتارب السجن واملطاردات ادلامئة مع أالمن يف ال�سنوات السابقة‪ ،‬إ�ال أ�ن أالمر يف هذه املرة اكن‬ ‫خمتلفا بشدة‪ ،‬إ�هنم يرضبوننا ابلغاز والرصاص احلي واملطاطي‪ ،‬إ�هنم يريدون قتلنا متاما كام كنا نشاهد‬ ‫القوات ا إلرسائيلية حتاول قتل املتظاهرين الفلسطينيني ‪ ..‬مه ا إلرسائيليون وحنن الفلسطينيون ‪..‬‬ ‫كنت أ�فكر هبذا املنطق الطفويل الب�سيط و أ�ان عىل كوبري قرص النيل أ��سمتع إ�ىل أ�صوات الرصاصات‬ ‫و أ�بواق املدرعات و أ�شاهد طلقات اخلرطوش تتطاير حويل وقنابل الغاز امل�سيل لدلموع تطري من‬ ‫فويق ويتساقط من حويل �شبااب مل أ�عرفهم من قبل ومل أ�عرف مك مه رائعني‪ .‬تقدمت إ�ىل الصف أالول‬ ‫يف حلظة ال ميكن يل ان أ�صفها أ�بدا إ�ال إ�ذا ا�ستطاع هرمون أالدرينالني أ�ن يتدفق إ�ىل عرويق بنفس‬ ‫الطريقة اليت تدفق إ�لهيا يف حيهنا‪ ،‬قابلت أ�محد بدوي وهند خطاب و إ�رساء نوح ونريفاان سايم يف‬ ‫الصفوف أالوىل عىل كوبري قرص النيل‪ .‬اكن أ�محد مصااب بطلقات اخلرطوش يف وهجة ويده وقدمه‪.‬‬ ‫الآن فقط أ��ستطيع أ�ن أ�مزي أ�هنم اكنوا ثالثة إ�انث والآن فقط أ��ستطيع أ�ن أ�مزي أ�ن نريفاان م�سيحية‪.‬‬ ‫تراجعت بعد أ�ن خنقين الغاز وا�ستلقيت عىل أالرض و أ�ان أ�شعر أ�هنا الهناية – من اخملزي أ�ن ميوت‬ ‫حويل الرفاق بطلقات الرصاص و أ�موت اان خمتنقا ابلغاز‪ .‬ساعدتين زميةل ال أ�عرف امسها من حركة‬


‫�شباب من أ�جل العداةل واحلرية عىل الراحة و أ�حرضت يل املياه ووقفت جبواري قليال حىت تعافيت‬ ‫مث انطلقت ال�ستكامل املعركة‪ .‬ا�سمترت املعركة حىت منتصف الليل وانهتت ابنسحاب قوات أالمن‬ ‫املركزي و�سيطرة الثوار عىل ميدان التحرير‪.‬‬ ‫‪-7‬‬‫عندما يس أ�لين أ�حدمه أ�و إ�حداهن عن دور املر أ�ة يف الثورة أ�جد صعوبة ابلغة يف التذكر أ�و التفصيل‪،‬‬ ‫ف أ�ان ابلفعل مل أ�الحظ وجود املر أ�ة يف معارك التحرير ألنه اكن ببساطة أ�مرا طبيعيا للغاية‪.‬‬


‫مشاهد مل تنيس‬ ‫أ�محد عودة‬

‫أ� ( مشهد البدل مش بدلان )‬ ‫أ‬ ‫عندما منا ايل علمي ابن مظاهرة قد تقوم يف يوم ‪ ٢٥‬يناير مل ينتابين اي اهامتم وكين مل امسع شئ او‬ ‫ان هذه املظاهرة يف بدل �آخر غري اليت أ�عيش فهيا‪ ،‬ومبا انين لست من املهمتني ال�سياسة ككثري من‬ ‫الشعب املرصي وعالقيت ابلفيس بوك ضعيفة مع أ�نين من م�ستخديم المكبيوتر‪ ،‬فاكنت هناك امور‬ ‫كثرية يف البدل غائبة عين وواحض ان أ�صدقايئ مثيل فمل يشعرين احد مهنم ابهامتمه هبذا احلدث‪ ،‬وجاء‬ ‫يوم ‪ ٢٥‬واكن احد معاريف متواجد يف وسط البدل صباحا ونقل يل صورة البدل ويه فارغة من ساكهنا‬ ‫وليس هبا الا خمربين املباحث أ‬ ‫وكنه مشهد من فيمل طباخ الرئيس ‪ ،‬عندما نزل الرئيس الشارع ليتفقد‬ ‫أ‬ ‫أ�حوال الرعية فمل جيد احد و أ�يقنت ان تصوري حصيح وان الشعب املرصي قد ريض ابلمر الواقع‬ ‫وان الرشطة املرصية اقوي بكثري‪ ،‬ولكن مع الوقت بد أ� املتظاهريني يتوافدون الواحد تلو الاخر ايل‬ ‫ان اصبحت مظاهرة جديرة ابملتابعة‪.‬‬ ‫( مشهد سلمية )‬ ‫شلك املتظاهرين أالوائل يغلب علهيم ال�شباب املتعمل املثقف يطالب مبا ال خيتلف عليه احد «عيش‬ ‫حرية عداةل اجامتعية»‪ ،‬وهو اعزل ينادي عيل ابيق الشعب للزنول ايل الشارع ملساندته‪ ،‬ويف عيين‬ ‫مشهد ال�سيدة املرصية اليت تقبل جندي أالمن املركزي مبادرة مهنا ابلسالم لتثبت سلمية املظاهرة‬ ‫أ‬ ‫وكهنا امه تناشده حباميهتا وحامية أ�بناهئا‪.‬‬ ‫مث تواصلت الاحتجاجات الشعبية طوال يومني وامتدت اىل مناطق عديدة ومل تقترص عىل املدن‬ ‫الكربى مثل القاهرة والاسكندرية‪ ،‬فس أ�لت نفيس هل هذه املظاهرة ممكن ان تتحول اىل انتفاضة‬ ‫شامةل يف غضون اايم قليةل‪ ،‬وتركت ليوم امجلعة «مجعة الغضب» ا إلجابة عيل هذا السؤال فهو‬ ‫املقياس حلركة القاع املرصي وذكل مع توقعي بفرض حظر جتول حيد من اتساع الاحتجاجات نظرا‬ ‫ايل حاةل الارتباك اليت تعيشها البالد‪.‬‬ ‫( مشهد التحرر )‬ ‫وابملتابعة بد أ�ت اعيد وهجة نظري يف ما �آل هل الشعب املرصي من ضعف وا�ستاكنة فر أ�يته بد أ�‬ ‫يتخلص من ثقافة اخلوف‪ ،‬فمل يعد خيىش مدرعات الامن املركزي وال عيص جنوده‪ ،‬وابت‬ ‫ي�ستنشق دخان القنابل امل�سيةل لدلموع ويتعامل مع لك هذا بشجاعة ومل انيس مشهد الشاب‬ ‫املرصي اذلي يقف امام املدرعة بقلب جشاع أ‬ ‫وكن املدرعة يه اخلائفة من ان يدهسها هذا الشاب‪.‬‬


‫وظهر النظام احلامك أ‬ ‫وكنه مالمك يرتحن عيل احللبه بعد ان تلقي رضبة مفاج أ�ة واصبحت القبضة القوية‬ ‫للنظام تبدو ضعيفة امام مك الشعارات اليت تندد ابلفساد ومصادرة احلرايت وادركت ان هذه املظاهرة‬ ‫اليت انقلبت ايل انتفاظة شعبية ليست كسابقهيا ونتاجئها �ستصبح خمتلفة‪.‬‬ ‫( مشهد الرعب )‬ ‫وجاء يوم السبت اذلي امسيته «سبت الرعب» ملا عاشه الشعب املرصي من رعب ليس هل مثيل‬ ‫حيت اايم فرتة الارهاب اليت خلصنا مهنا الرئيس السابق و أ�عوانه ولكنه واحض انه أ�راد ان يرينا أ�هيا‬ ‫ولكن بطريقته‪ ،‬ومع الانفالت الامين وحاةل الارتباك اليت تعيشها البالد انترشت اعامل البلطجة‬ ‫والرسقة اب إلكراه‪ ،‬وانترش ما هو اخطر من وهجة نظري ويه ا إلشاعات‪ ،‬وعشت أ�سوء اايم حيايت‬ ‫عندما �آري يف عيون اهيل الرعب واخلوف من اجملهول اذلي ينتظران واان ليس بيدي شئ الا‬ ‫الاشرتك مع اجلريان يف اللجان الشعبية اليت ودلت يك حتمي الشعب مادام اذلي واحب عليه‬ ‫ان يقوم بذكل تقاعس عن اداء هممته‪ ،‬وخفت ان ي�سمتر انعدام أالمن عدة أ�ايم او أ�سابيع فتكون‬ ‫العواقب اكرثية وسنتحول إ�يل شعب من املرعوبني وهو ما يمتناه النظام البائد‪.‬‬ ‫وهذا اليوم هو بداية حتريك مشاعري جتاه الثورة‪ ،‬وقررت أ�ين مل ولن انيس للنظام هذا اليوم‪،‬‬ ‫وشعوري ابن أ�حدا يعلمين الادب النين مل اخرج و أ�قول للمتظاهريني كيف لمك ان تتطالبوا ابحلرية‬ ‫والعداةل ؟‬ ‫( مشهد الساحر )‬ ‫ومع الوقت وحتكمي العقل بدا يل ان هذا السيناريو ال�شيطاين جرمية مركبة ومدروسة وليست‬ ‫عشوائية كام اظهرهتا لنا السحرة اليت تسمي يف عرصان هذا ابالعالم واتبعت الساحر وهو يتالعب‬ ‫بنا ويبدل احلق ابلباطل بلك خفة يد فت أ�ثريه اكن عظمي ّ‬ ‫عيل وعيل الشعب لكه فاكن البد ان أ�ختلص‬ ‫منه وان احمك عقيل واملنطق يف رؤييت أ‬ ‫للحداث فهو من صور لنا ان هذا الانفالت الامين نتاج‬ ‫أ‬ ‫الثورة وجعل بعض املرصيني الطيبيني اخلائفني عيل بيوهتم و�عراضهم يطلبوا من الثوار ان يكفوا‬ ‫ويعودوا ايل بيوهتم وكفا البالد خراب‪ ،‬ومل يرشدمه ايل التفكري يف كيف اطلق السوابق واملساجيني‬ ‫يف وقت واحد عيل املرصيني هنارا هجارا ومن هل املصلحة يف ذكل‪ ،‬هل مه الثوار؟ ام ان لك هذا ما‬ ‫هو الا انتقام هجاز العاديل الرسي من الشعب املرصي اذلي اثر وفضحه‪.‬‬ ‫( مشهد اجليش )‬ ‫ال تزال يف عيين مشهد ظهور اول داببة حترض منطقتنا وا�ستقبالنا لها ا�ستقبال الفاحتني وما ادخلته‬ ‫من طم أ�نينة يف قليب وقلوب جرياين ومع مشاهديت للحدث ادركت ان للجيش املرصي مشاعر‬ ‫خاصة ابلن�سبة املرصيني‪.‬‬


‫( مشهد املرصيني )‬ ‫واثناء وردايت اللجان الشعبية شعرت ان املرصي ي�ستطيع ان يعمل اي شئ فهو حاميس ً‬ ‫جدا ولكن‬ ‫ينقصه ا إلدارة املنظمة‪ ،‬فاكن ال�شباب يف أ�ول أالمر يتحمسوا يف السهر للفجر مث تهنك قوامه ومل‬ ‫يتبقي مهنم الا القليل يف الوقت الاكرث خطورة‪ ،‬وقابلت مناذج كثرية مهنم الشاب الصعيدي الب�سيط‬ ‫اذلي رمغ حياته العصيبة يعترب الرئيس يف مقام وادله‪ ،‬والشابة املثقفة الغنية املتحمسة اليت تنازلت‬ ‫عن حياهتا الرغدة يف سبيل الوصول ايل احلرية والعداةل للجميع فه�ي ال تقبل من الرئيس الا التنحي‬ ‫وحمامكة رموز الفساد‪ ،‬و أ�يقنت وقهتا ان هذه ليست بثورة اجلياع املتوقعة ولكهنا ثورة احلرية‪.‬‬ ‫( مشهد الانقسام )‬ ‫انقسم الرشع املرصي من أ�حزاب وقوى �سيا�سية معارضة ومواطنون حول خطاب الرئيس مبارك‬ ‫اذلى أ�علن فيه عدم نيته الرتحش لفرتة رئا�سية جديدة‪ ،‬و إ�جراء إ�صالحات د�ستورية‪ ،‬ودعوته للحوار‬ ‫بني مؤيد ورافض‪.‬‬ ‫وكنت من املؤيديني بدعوى أ�ن عدم ترحشه لفرتة رئا�سية جديدة أ�مر اكف وعلينا الا�سامتع إ�ىل‬ ‫صوت العقل‪ ،‬اما الرافضيني اعتربوه خطااب عاطفيا‪ ،‬مطالبني الرئيس ابلتنحى ولو اكن يريد فعل‬ ‫ىشء لفعهل منذ �سنوات‪ ،‬وتبني يل بعد حتليل اخلطاب ان الرافضني اكنوا عيل حق ‪ ،‬فيكفي ان‬ ‫الرساةل قد وصلت للرئيس القادم اننا مل نقبل بعد ذكل ب أ�نصاف احللول وعليه انه يعمل بضمري من‬ ‫اليوم أالول ايل �آخر واليته‪.‬‬ ‫( مشهد الشجاعة )‬ ‫وبعدما ا�ستقبل بعض من النخبة خطاب الرئيس ابلفرحة‪ ،‬وانه ال داعي لوجود املتظاهريني يف‬ ‫امليدان ‪ ،‬بد أ�ت احداث موقعة امجلل والاشتبااكت ادلامية اليت حدثت بني مؤيدي ا�سمترار الرئيس‬ ‫وحمتجني يطالبون برحيهل‪ ،‬وحدثين من وسط املعركة سائقي ي�ستغيث يب ويقول ان البلطجية‬ ‫حياولون ان يبيدومه وان هناك حاالت قتل و إ�صابة ابلآالف وان اخته قد أ�صيبت إبصابة ابلغة‬ ‫يف ر أ�سها وهو ال يعرف ماذا يفعل إلنقاذها‪ ،‬وال يزال يف عيين مشهد جشاعة ال�شباب والشاابت‬ ‫املرصيني ومه يقاومون البلطجية حتت مريئ ومسع قوات اجليش وتصدهيم لهجامت اخليول وامجلال اليت‬ ‫حاولت اقتحام امليدان و إ�جالء املتظاهرين ابلقوة بلك صالبة وعزمية حيسدان العامل علهيا‪.‬‬ ‫يف الوقت اذلي اهتم به النخبة بعض اعضاء احلزب الوطين وخاصة من رجال الاعامل مبحاوةل تشويه‬ ‫خطاب الرئيس مبارك من خالل التخطيط لهذه الافعال وان هذا مل حيدث او يمت مبعرفة الرئيس النه‬ ‫ابلت أ�كيد سوف يؤدي اىل اشعال نريان الفتنة و الغضب‪ ،‬وكنت معهم يف اهتاهمم ومل اتصور ان مبارك‬ ‫من الغباء ان يقوم هبذه اخلطة ولكن تصوري هذا اكن بناءا عيل النتيجة اليت �آلت الهيا الاحداث‪ ،‬اما‬ ‫اذا اكنت النتيجة ابنتصار البلطجية وخروج ال�شباب من امليدان‪ ،‬لتوقعت ان هذا الامر مت مبعرفة‬


‫من هل املصلحة الاويل يف ذكل وهو الرئيس مبارك‪.‬‬ ‫( مشهد الت أ�ثري )‬ ‫أ‬ ‫بد أ�ت أ�تسائل ملاذا يضحي هذا ال�شباب والشاابت بروهحم ايل هذه ادلرجة وس�لت سائقي اذلي‬ ‫اعمل جيدا انه ليس هل ميول �سيا�سية ملاذا ذهب ايل ميدان التحرير وكيف هل ان ي أ�خذ اخته الصغرية‬ ‫معه وعرفت ان أ�خته املتعلمه يه اليت اخذته معها وليس العكس‪ ،‬وان يه من لها الت أ�ثري عليه وعيل‬ ‫اهل منطقته وشعرت بدور املر أ�ة وت أ�ثريها ودور التعلمي يف مواهجة الاعالم الزائف اذلي اكن يؤثر‬ ‫عيل حيت أ�ين مل اكن اتصور ان مبارك �سيتنحي لتصويره انه حمارب عنيد ال يرتاجع وال يستسمل‪،‬‬ ‫ولكين اكتشفت انه ديكتاتور ال يعرتف ابخطاءه وهذا مفهوم خمالف ملا صورته لنا السحره اقصد‬ ‫الاعالم املوجه‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫بد أ�ت �آري الثورة عيل حقيقهتا عندما حمكت عقيل وختلصت من ت�ثري السحر اذلي �صابين يف‬ ‫ابدئ الاحداث‪.‬‬ ‫( مشهد التنحي )‬ ‫بعد اخلطاب الغريب اذلي القاه الرئيس واذلي مل افهم منه شيئا الا انه لوح فيه ببقائه و أ�نه �سيفعل‬ ‫ويفعل يف الوقت اذلي اكن املاليني ينتظرون خطاب التنحي‪ ،‬مل افكر فيه كثريا فقد جاء اخلطاب‬ ‫التارخيي اذلي انتظره املاليني رسيعا اخلطاب اذلي القاه انئب الرئيس ال�سيد معر سلامين وجاء يف‬ ‫لكامت قصرية حيث قال انه سوف يمت تفويض السلطات اىل اجمللس الاعىل للقوات املسلحة اذلي‬ ‫سوف يتوىل ادارة مرص ابلفرتة املقبةل وضامن الانتقال السلمي للسلطة بعد تعديالت د�ستورية‬ ‫وانتخاابت حرة ‪.‬‬ ‫وانترصت إ�رادة الشعب املرصي ‪ ،‬بفضل هللا وعونه وعزته ‪ ،‬وانكرس النظام الهش من كرثة فسادة‬ ‫عىل الرمغ من لك احليل واحلروب النف�سية و أالمنية والقمعية اليت مارسها يف أالايم أالخرية بقصد‬ ‫إ�حباط املرصيني وكرس إ�رادهتم‪.‬‬ ‫( مشهد الفرحة )‬ ‫يف عيين مشهد اللحظة العظمية حلظة تنحى الرئيس وفرحة الشعب وجسود املاليني حلظة سامع‬ ‫اخلرب واكنت تكل اللحظة ىف ميدان التحرير أ��شبه برباكن فرح اليوصف ‪ ،‬وتعانق وقهتا امجليع النساء‬ ‫والرجال ىف امليدان حبرارة أ�لهبت أ�راكنه‪ ،‬ووصل صوت احلشود إ�ىل عنان السامء‪ .‬واحتفلت مع‬ ‫الشعب لكه وفرحت رمغ عدم اتضاح الصورة يف عقيل فعقيل اكن مشوش والشئ املؤكد وقهتا ان‬ ‫اهيل وشعيب لكهم فرحيني‪.‬‬


‫أ�خري ًا مرص حرة‬ ‫ليليان خويل‬

‫أ� يف طفوليت ‪ ،‬اكن ميدان التحرير ال يزال امسه ميدان ا إلسامعيلية ‪ ،‬عىل امس عضو من عائةل محمد‬ ‫عيل ندين هل حبفر قناة السويس و إ�نشاء املدينة اليت حتمل نفس الامس‪ ،‬و إ�ىل الآن ‪ ،‬وبعد لك هذه‬ ‫أالعوام اليت مرت ‪ ،‬ال أ��ستطيع أ�ن أ�فهم السبب اذلي اكن يرص أ�هلنا من أ�جهل عىل أ�ن نطل من‬ ‫رشفة مكتب أ�يب أ�و مزنل معي‪ ،‬واكان متجاوران يف شارع سلامين ابشا ‪ ،‬نشاهد جنازات الشخصيات‬ ‫طبيعيا أ�و ً‬ ‫ً‬ ‫الهامة ‪ ،‬سواء ماتوا ً‬ ‫عنيفا‪ ،‬واكنت اجلنازات غاية يف الفخامة ‪ ،‬متيش فهيا اخليول‬ ‫موات‬ ‫أ‬ ‫واجلنود عىل إ�يقاع املارش اجلنائزي لشوابن ‪ ،‬واكن ميدان التحرير ابلن�سبة لنا حنن الطفال ‪ ،‬ميثل‬ ‫هناية املنطقة اليت يسمح لنا ابلتجول فهيا ‪ ،‬أ‬ ‫وكنه �آخر العامل ‪.‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫العامرة اليت اكن يسكن فهيا معي مازالت موجودة حىت الن – ولو �هنا يف حاةل متدهورة ‪ -‬ولكن‬ ‫العامرة املالصقة لها واليت اكنت تطل عىل امليدان مبارشة فقد مت استبدالها ب أ�خرى ‪ ،‬شهدت بعد‬ ‫عرشات ال�سنني ‪ ،‬أ�حداث ثورة ‪ 25‬يناير ‪ 2011‬ومت ا�ستخداهما مبوافقة مالكها مكالذ للثوار‬ ‫و أ�هايل الثوار و أالهمات ‪ ،‬ومراسيل الصحف وواكالت أالنباء أالجنبية‪ ،‬و�آخرون من أ�برزمه وادلة‬ ‫الشهيد خادل سعيد ‪ ،‬واليت اكنت تتابع من رشفة هذه العامرة ً‬ ‫يوما بعد يوم والدة ثورة تدين ابلكثري‬ ‫يف قياهما إلبهنا ‪.‬‬ ‫يف مرحةل شهر العسل مع الاحتاد السوفييت ‪ ،‬مت تسمية امليدان «ميدان التحرير» كام مت تزويده‬ ‫مببىن خضم مربع شوه امليدان‪ ،‬واكن الهدف منه أ�ن يكون مقر ًا لعدد من املصاحل احلكومية من أ�مهها‬ ‫مصلحة اجلوازات والهجرة ‪ ،‬واكن هذا املبىن هو مقصد املواطنني اذلين مه حباجة إ�ىل جواز أ�و‬ ‫ترصحي خروج‪ ،‬وقد اكنوا يذهبون إ�ىل هناك بقدر قليل من الاقتناع ‪ ،‬وقدر أ�قل من أالمل يف‬ ‫احلصول عىل مبتغامه ‪.‬‬ ‫قهوة « إ�يزايفتش» اكنت متثل عمل �آخر من معامل امليدان‪ ،‬وذكل ملدة طويةل ‪ ،‬فقد اكنت هذه القهوة‬ ‫يه ماكن جتمع فئة معينة من ال�شباب يف مرحةل امخلسينات وال�ستينات من القرن املايض ‪ً ،‬‬ ‫حبثا‬ ‫أ� ً‬ ‫يضا عن حلول ملشالكهم ‪....‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫لقد كنت حمظوظة �ين عشت فرتة اكفية لشاهد ميالد الثورة يف ميدان التحرير ‪ ...‬و�كون وسط‬ ‫هذا العدد الغفري من املرصيني ‪ ،‬من الرجال والنساء ‪ ،‬من لك أالعامر و أالداين و أالوساط الاجامتعية‬ ‫والثقافية ‪ ،‬العازمني عىل التضحية ب أ�ي يشء ‪ ،‬مبا فهيا حياهتم‪ ،‬من أ�جل أ�ن تعيش مرص متحررة‬ ‫أ�خري ًا من لك القيود ‪.‬‬


‫مش ممكن حا أ�سكت مرة اتنية عىل أ�ي‬ ‫ظمل أ�و فساد‬ ‫محمد أ�مني‬

‫أ�ان مكنش يل أ�ي نشاط �سيايس قبل الثورة‪ ،‬ومكنتش أ�حب أ�تلكم يف ال�سياسة ومل أ�شارك يف‬ ‫أ�ي مظاهرة قبل كده‪ ،‬لكن خرجت يوم ‪ 25‬ألنين شعرت ابلظمل من حويل يف لك ماكن ‪ ،‬يف‬ ‫السكن‪،‬يف العمل‪ ،‬ومن ادلوةل ومن قسم البوليس اليل كنت خباف أ�ميش من أ�مامه ‪ ،‬ألن اكن‬ ‫رمز للتعذيب وا إلرهاب‪ ،‬ال�شباب املرصي جشعين عىل اخلروج لالحتجاج‪ ،‬اان كنت فاكر إ�ن‬ ‫الرجال وال�شباب مه فقط الىل خرجوا للثورة ‪ ،‬لكن شفت الشاابت ‪ ،‬رابت البيوت ‪ ،‬امل�سنات‬ ‫‪ ،‬املتعلامت ‪ ،‬أ��ستاذات اجلامعة و إ�عالميات كامن بيشاركوا يف الثورة ‪ ،‬من وقهتا عرفت أ�ين الزم‬ ‫متاما بل أ� ً‬ ‫أ�حرتم ال�ستات أ�كرت و أ�نظر إ�لهيم نظرة حمرتمة و أ�هنم زي الرجال ً‬ ‫حياان أ�جشع مهنم ‪ ،‬فيه �ستات‬ ‫أ�تصابت يف امليدان كثري ‪ ،‬دروع برشية من ال�ستات والبنات اكنت بتحمينا من البلطجية واملرتزقة‬ ‫ومن الهجوم ادلامئ علينا ‪ ،‬أ�ان شفت أ�همات الشهداء مرفوعات الرؤوس مكنوش فقط بينوحوا عىل‬ ‫أ�والدمه‪ ،‬لكن اكنوا بيشاركوا يف الثورة‪ ،‬ادلور التقليدي ألم الشهيد مل يظهر يف التحرير ‪،‬بل ظهر‬ ‫ماكنه املر أ�ة القوية ‪،‬الصبورة‪ ،‬احملفزة‪ ،‬احملرضة ‪ ،‬املنظمة‪ ،‬لك واحدة من ال�ستات دول اكنت أ�جشع‬ ‫من أ�لف راجل‪ ،‬الثورة جعلتين إ�نسان اتين‪ ،‬إ�نسان عنده مبادئ ومش ممكن حا أ�سكت مرة اتنية‬ ‫عىل أ�ي ظمل أ�و فساد‬

‫محمد أ�مني – ابئع متجول – ‪� 30‬سنة‬


‫ربنا جيعل أ�ايمنا لكها فرح‬ ‫سعاد زغلول‬

‫بداية الثورة صنعها ال�شباب لكن مصود النساء هو اليل جنحها ‪ ،‬جاءت نساء مرص والشاابت من‬ ‫خمتلف حمافظات مرص‪ ،‬بين سويف واملنصورة والاسكندرية ‪،‬ادلقهلية ‪ ،‬السويس والعريش دار‬ ‫منا�سبات معر مكرم حتول ملصىل وماكن للنوم والراحة لآالف النساء املعتصامت‪ ،‬واخليام املنصوبة‬ ‫يف لك ماكن يف امليدان اكنت مالذ ملعظم النساء والشاابت ‪ ،‬شفت الرصاص بيخرتق عيون‬ ‫وصدور ال�شباب ‪ ،‬أ�ان أ�بين اتصاب يف رجهل لكن ده خملنيش أ�خاف‪ ،‬مضدان جرحه ورجعنا اتين‬ ‫ندافع عن امليدان من البلطجية وفلول النظام‪ ،‬زويج اكن بيصد هو كامن الهجوم وجاريت وبنهتا‬ ‫و أ�والدها اكنوا معاان ‪ ...‬ال�ستات والبنات مل يكونوا أ�قل عزمية من الرجال ‪ ،‬إ�حنا جشعنا الرجاةل عىل‬ ‫الصمود وصدينا الهجوم يوم معركة امجلل واحلصان ‪ ،‬وشاركنا يف وضع مطالب الثورة‪ ،‬أ�ان كنت بردد‬ ‫شعار « الشعب يريد إ�سقاط النظام» و أ�ان مستيقظة و أ�ان انمئة‪،‬يوم خطاب مبارك أالخري قبل التنحي‬ ‫بيوم أ�ان زحفت مع الزاحفني للقرص امجلهوري وحارصانه إلجبار مبارك عىل الرحيل ‪ ،‬واكن امجل‬ ‫حلظة يف حيايت عندما مسعنا خرب تنحي مبارك ‪،‬ربنا جيعل أ�ايمنا لكها فرح‪.‬‬

‫سعاد زغلول ‪ :‬مدرسة إ�بتدايئ معرها ‪� 45‬سنة من‬ ‫حمافظة بين سويف‬


‫أ�‬

‫اجلزء الثاين‬


‫النساء والثورة و أالحزاب اجلديدة‬ ‫نوال السعداوي‬

‫ا ما إ�ن صدر القرار بتشكيل جلنة تعديل ادل�ستور بعد سقوط مبارك ور أ�ينا أ�ن لك أ�عضاهئا من‬ ‫الرجال حىت بد أ�ان ىف إ�عادة ت أ�سيس الاحتاد النساىئ املرصى اذلى صادره أ�كرث من مرة احلمك السابق‪،‬‬ ‫اكن امحلاس كبريا من ال�شباب والشاابت‪ ،‬تكونت اللجنة التحضريية و أ�صدران البيان أالول عىل‬ ‫الفيس بوك اخلاص ابالحتاد يوم ‪ 28‬فرباير ‪ ،2011‬وا�سمترت الاجامتعات واالتصال ابملنظامت‬ ‫النسائية وال�شبابية للعمل معا من أ�جل توحيد احلركة النسائية املرصية الىت مزقهتا وزيرات ووزراء‬ ‫النظام السابق‪ ،‬مت تنظمي مسرية ‪ 8‬مارس ىف اليوم العاملى للمر أ�ة‪ ،‬تصدى لها بلطجية احلمك وحترشوا‬ ‫ابل�شباب والشاابت‪ ،‬لكن امحلاس ا�سمتر‪ ،‬والعمل تطور لرتتبط قضااي النساء ابلقضااي ال�سيا�سية‬ ‫والاقتصادية والثقافية‪،‬‬ ‫اعرتضنا منذ البداية عىل إ�جراء انتخاابت رئا�سية أ�و برملانية قبل تغيري ادل�ستور والقوانني لتامتىش مع‬ ‫أ�هداف الثورة‪ ،‬مل تسفر جلنة تعديل ادل�ستور عن ىشء همم‪ ،‬مل يسفر الا�ستفتاء عن ىشء همم‪،‬‬ ‫بل لعبت هذه ا إلجراءات السطحية اجلزئية دورا كبريا ىف بلبةل الر أ�ى العام وتق�سمي القوى الشعبية‬ ‫الىت وحدهتا الثورة‪ ،‬فرق تسد هو املبد أ� أالساىس ألى حمك‪ ،‬من البدهي�ى أ�ن وضع ادل�ستور اجلديد‬ ‫ي�سبق وضع القوانني اجلديدة وهذا لكه ي�سبق انتخاب جملس الشعب اجلديد أ�و رئيس جديد‪ ،‬لكن‬ ‫البدهييات تغيب عن طريق ا إلعالم والصحافة احلكومية واحلزبية والشللية‪ ،‬يضيع الوقت واجلهد ىف‬ ‫إ�قناع الشعب بقلب أالوضاع‪ ،‬يضيع الوقت ىف تصعيد قوى متخلفة تعمل إلهجاض الثورة الشعبية‬ ‫وتق�سميها‪ ،‬قوى �سيا�سية واقتصادية اتبعة للنظام السابق والالحق تروج للتساهل مع الفساد وهنب‬ ‫أ�موال الشعب حتت امس التسامح والتصاحل والرمحة‪ ،‬تروج للتيارات ادلينية ال�سيا�سية الباطشة‬ ‫حبقوق النساء وفقراء الشعب‪.‬‬ ‫ما هذه اللحى الغريبة الشلك الىت أ�صبحت تطل علينا لك صباح ىف ا إلعالم والصحف‪ ،‬ما هذا‬ ‫الرتوجي ألفاكر العصور الوسطى وخزعبالت العبودية عن املر أ�ة والعامل أ�و الفالح الفقري‪ ،‬منذ التارخي‬ ‫العبودى‪ ،‬يسمى علميا‪ :‬النظام الطبقى أالبوى‪ ،‬ارتبط الا�ستغالل الاقتصادى للعبيد ابال�ستغالل‬ ‫اجلنىس للنساء‪ ،‬ومت ا�ستخدام أالداين �سيا�سيا لتثبيت القمي والنظم أالخالقية املزدوجة‪ ،‬الىت تفرق‬ ‫بني أ�خالق البرش عىل أ�ساس اجلنس والطبقة وادلين‪ ،‬أ�صبح ساكن العامل ينقسمون كام قال أ�بوالعالء‬ ‫املعرى إ�ىل قسمني‪ :‬قسم هلم ذقون وليس هلم عقول‪ ،‬وقسم هلم عقول وليس هلم ذقون‪ ،‬اليوم ىف‬ ‫القرن الواحد والعرشين تنترش ىف حصفنا و إ�عالمنا هذه اللحى الغريبة عىل الشعب املرصي ‪.‬‬


‫امل�ستوردة من بالد الرشق والغرب والشامل واجلنوب‪ ،‬يتساءل الناس‪ :‬من ينفق عىل ادلعاية لهذه‬ ‫اللحى ىف الصحافة وا إلعالم؟‬ ‫أ‬ ‫ابلطبع تلعب أالموال واملصاحل‪ ،‬دورا كبريا ىف الصحافة وا إلعالم‪ ،‬وىف تشكيل التكتالت والحزاب‬ ‫ال�سيا�سية اجلديدة‪ ،‬ىف الاحتاد النساىئ املرصى اجلديد ليس دلينا إ�عالم وال أ�موال‪ ،‬أ�غلب أالعضاء‬ ‫والعضوات‪ ،‬من الشاابت وال�شباب‪ ،‬خرجيى اجلامعات أ�و املعاهد‪ ،‬مل حيصل أ�غلهبم عىل معل‪،‬‬ ‫يعيشون عىل موارد صغرية‪ ،‬ت أ�تهيم من أ�عامل متفرقة‪ ،‬مه بعيدون متاما عن الكتل املتصارعة ىف الساحة‬ ‫ال�سيا�سية والاقتصادية وا إلعالمية‪ ،‬رفضوا أ�ى متويل أ�جنىب‪ ،‬واختاروا الطريق الصعب‪ ،‬وهو أ�ن‬ ‫ميولوا أ�نفسهم ب أ�نفسهم‪ ،‬لكن هذا الطريق يؤخران ىف حتقيق أ�هدافنا‪ ،‬خاصة ىف هذا اجلو الانهتازى‬ ‫ال�سياىس‪ ،‬ال�سباق احملموم والهروةل‪ ،‬للرتحش للرئاسة والربملان‪ ،‬لتكوين أ�حزاب جديدة‪ ،‬تنبت جف أ�ة‪،‬‬ ‫ويعلن عهنا ىف الصحف‪ ،‬ب أ�سامء عضواهتا و أ�عضاهئا‪ ،‬ابملئات أ�و الآالف‪ ..‬تضم نساء ورجاال‪ ،‬نش أ�وا‬ ‫وترعرعوا و أ�ثروا من النظام السابق‪ ،‬مهنم وزيرات ووزراء سابقون‪ ،‬مصتوا عن الفساد والظمل وهنب‬ ‫الشعب‪ ،‬مصتوا ال�سنني الطويةل يرفلون ىف نعمي أالنظمة السابقة‪ ،‬مث ظهروا جف أ�ة بعد انكامش مؤقت‪،‬‬ ‫انتظروا حىت هد أ�ت الثورة الشعبية العارمة‪ ،‬ليعودوا من جديد إ�ىل التاكلب عىل السلطة والرثوة‪.‬‬ ‫يشلكون أالحزاب ال�سيا�سية ىف ظالم الليل‪ ،‬نصحو ىف الصباح عىل اخلرب العظمي‪ ،‬متت والدة‬ ‫احلزب احلامك اجلديد‪ ،‬يضم بعض أ�سامء ابرزة ىف املعارضة الرشعية‪ ،‬و أ�سامء ىف احلزب احلامك القدمي‪،‬‬ ‫وزراء ووزيرات رجال ونساء أ�عامل‪ ،‬أ�حصاب ماليني أ�و باليني‪ ،‬بعض أ�سامء �شباب وشاابت مل‬ ‫يعرفوا الثورة إ�ال الكما ورصاخا ىف ا إلعالم والصحف‪،‬‬ ‫قر أ�ت أ�سامء احلزب اجلديد املرحش للحمك من قبل ا إلعالم والصحف‪ ،‬منحوه الصفحات الكبرية‬ ‫الكثرية والشاشات وا إلذاعات‪ ،‬وصفوه ابحلزب العظمي ادلميقراطى الوطىن الثورى املناضل اذلى‬ ‫يعرب عن صوت الشعب لكه والثورة اجمليدة لكها‪ ،‬إ�نه صوت املرصيني مجيعا اذلين يعشقون مرص‬ ‫وميوتون من أ�جلها‪ ،‬مل أ�قر أ� ىف قامئة أ�عضاء احلزب املنشورة امس واحد من ال�شباب الذّ ين ر أ�يهتم ىف‬ ‫ميدان التحرير‪.‬‬ ‫ال توجد مبادئ ىف الرصاع ال�سياىس عىل احلمك والرثوة‪ ،‬لكن مبادئ الثورة املرصية لن جتهض‪،‬‬ ‫مادام ىف مرص رجال ونساء هلم ضامئر حية‪ ،‬و إ�حساس ابملسؤولية الفردية وامجلاعية‪ ،‬نريد ألحصاب‬ ‫الضامئر أ�ن يرفعوا أ�صواهتم عاليا وينظموا أ�نفسهم‪ ،‬أ�نمت ال متلكون املال وال السلطة وال ا إلعالم ولكن‬ ‫امل�ستقبل للصدق والعمل اخمللص‪ ،‬هذا هو اترخي ا إلنسانية اذلى حارب الرق والعبودية حىت اليوم‪.‬‬


‫رضورة احرتام احلقوق املدنية وال�سيا�سية للمر أ�ة‬ ‫اندر فرجاىن‬ ‫لن ننعم بقيام مرص احلرية والعدل والكرامة ا إلنسانية‏‏‪ ,‬ابعتبارها أ�مه قطاف ثورة شعب مرص‬ ‫العظمي إ�ال إ�ذا ا�ستقر‏‪,‬‏ بقوة القانون‏‏‪ ,‬ووقر يف النفوس‏‏‪ ,‬احرتام اكمل حقوق ا إلنسان مجليع البرش يف‬ ‫مرص‏‪,‬‏ وعيل أالخص احرتام احلقوق املدنية وال�سيا�سية مجليع املواطنني وعيل ر أ�سها حقوق الرتحش‬ ‫والانتخاب وتويل املناصب العامة‏‏‪ ,‬من دون أ�ي تفرقة حسب النوع أ�و املعتقد‏‪.‬‬ ‫ولكنين أ‬ ‫للسف تعرضت محلةل رشسة من النقد والتجرحي ممن علقوا عيل حواري مع املرصي اليوم‬ ‫يوم‪ 4‬مارس‪ 2011‬جملرد أ�ن أ�بديت ر أ�اي برت�شيح �سيدة فاضةل ملنصب رئاسة امجلهورية يف مرص‪.‬‬ ‫ور أ�يت أ�ن أ�انقش املس أ�ةل ألمهيهتا‪ ,‬مع الرتفع عن إ�ساءة أالدب اليت انزلق لها بعض املعلقني من منطلق‬ ‫رب اغفر لقويم‪ .‬روعة رشيعة ا إلسالم أ�ن أ�حاكهما تقبل التفسري‪ ,‬ولهذا تقوم التفرقة بني الرشيعة‬ ‫والفقه‪ ,‬والثاين كام هو معروف للك ذي عمل هو نتاج اجهتاد برشي قد خيطئ وقد يصيب‪ ,‬وميكن‬ ‫أ�ن يت أ�ثر ابلغرض وابلهوي‪ ,‬وفيه عيل اخلصوص فقه م�ستنري و�آخر رجعي متخلف‪ .‬ولكن هذه النعمة‬ ‫ا إللهية تتحول إ�يل نقمة عندما يتقدم للتفسري بعض ادلهامء‪ ,‬أ�و منافقي السالطني‪ ,‬أ�و من يتبنون عن‬ ‫اعتقاد أ�معي مواقف فقهية رجعية‪ ,‬ويف أالثر أ�ن اكن أ�قلهم علام ارسعهم إ�يل الفتيا‪.‬‬ ‫والثابت عندي أ�ن الثقافة العربية ا إلسالمية‪ ,‬خاصة يف حدود املقاصد اللكية للرشيعة ا إلسالمية‬ ‫والفقه امل�ستنري‪ ,‬ال تقف يف حد ذاهتا‪ ,‬عائقا رئي�سيا ملرشوع للهنضة يقوم عيل احلرية واكتساب‬ ‫املعرفة وهنوض املر أ�ة‪ .‬لكن ا إلعاقة‪ ,‬لك ا إلعاقة‪ ,‬تقع يف توظيف بين الاستبداد والتخلف للت أ�ويالت‬ ‫الرجعية واملتخلفة ملكوانت الثقافة العربية ا إلسالمية‪ ,‬خاصة ا إلسالم‪ ,‬خلدمة إ�عادة إ�نتاج همينة القةل‬ ‫املهمينة يف نظم احلمك الاستبدادية يف اجملمتعات العربية‪ ,‬وتكريس العزوف عن اكتساب املعرفة نرشا‬ ‫و إ�نتاجا‪ ,‬وت أ�كيد حرمان النساء من حقوقهن ا إلنسانية‪ ,‬وحقوقهن يف املواطنة الاكمةل‪ ,‬مبا يعين اطراد‬ ‫حاةل الاحنطاط والهوان اليت كنا نعيش إ�يل أ�ن أ�رشق جفر الثورات الشعبية الرائعة يف مرص وتونس‪,‬‬ ‫ونرجو أ�ن تلحق هبام ليبيا والمين قريبا حيت يتشلك إ�قلمي قاعدةب للتحرر يف الوطن العريب من مخسة‬ ‫بدلان حمررة من احلمك التسلطي‪.‬‬ ‫البسطاء عادة ما خيلطون بني ا إلمامة والوالية العامة‪ ,‬أالويل دينية‪ ,‬والثانية مدنية‪ .‬والراحج أ�ن نظام‬ ‫احلمك يف ا إلسالم‪ ,‬ال �سامي دلي ال�سنة‪ ,‬مدين وليس دينيا‪.‬‬


‫واملؤكد أ�ن هناك �آراء فقهية معتربة تؤكد أ�حقية املر أ�ة يف مجيع حقوق املواطنة‪ ,‬يف الانتخاب والرتحش‬ ‫وتويل املناصب العامة‪ ,‬ومن مث ف إ�ن منطق العرص اذلي حيمت احرتام منظومة حقوق ا إلنسان يقيض‬ ‫بتفضيل مثل هذه التفسريات امل�ستنرية عيل تكل املتشددة اليت تري منع النساء من تويل الوالية‪.‬‬ ‫و أ�ود هنا أ�ن أ�بد أ� ابالتفاق مع ر أ�ي أ�‪ .‬فهمي هويدي القائل ب أ�نه عيل الرمغ من أ�ن أالصل يف أ�حاكم‬ ‫ا إلسالم هو املساواة بني الرجل واملر أ�ة‪ ,‬إ�ال أ�ن أ�صل املساواة مل حيظ مبا ي�ستحقه من اهامتم‪ ,‬خصوصا‬ ‫من جانب الغالة‪ ,‬حيت حدث التخليط بني ما هو قطعي ملزم وما هو ظين تتعدد فيه الاجهتادات‬ ‫واخليارات‪ .‬وبني ما هو تعالمي رابنية وما هو تقاليد و أ�عراف اجامتعية‪ ,‬وما هو نص رشعي حيتمك إ�ليه‬ ‫وحيتج به‪ ,‬وبني ما هو فقه واترخي يؤخذ منه ويرد‪.‬‬ ‫وحيث يظهر أ�ن �آراء غالبية املعرتضني عيل موقفي يف حواري مع املرصي اليوم صدرت عن تشدد‬ ‫ديين‪ ,‬يمن عن فهم منقوص‪ ,‬استشهد هنا بعلامء وفقهاء أ�جالء‪ ,‬يؤكدون املساواة بني املر أ�ة والرجل يف‬ ‫ا إلسالم‪ ,‬خاصة يف حقوق املواطنة‪ ,‬ال �سامي تويل املناصب العامة‪ ,‬عيس تنفتح لآراهئم �آذان وعقول‬ ‫من غلظوا عيل القول‪ ,‬ساحمهم هللا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫فيشدد د‪ .‬يوسف القرضاوي عيل �ن اا إلسالم يرتفع بقمية املر�ة وكرامة املر�ة ابعتبارها ابنة وزوجة‬ ‫و أ�ما‪ ,‬وعضوا يف اجملمتع‪ ,‬وقبل ذكل لكه ابعتبارها إ�نساان‪ .‬فاملر أ�ة ملكفة اكلرجل‪ ,‬خماطبة ب أ�مر هللا وهنيه‬ ‫مثهل‪ ,‬مثابة ومعاقبة كام يثاب هو ويعاقب‪ .‬و أ�ول تلكيف إ�له�ي صدر للبرش خوطب به الرجل واملر أ�ة‬ ‫معا حني أ�سكنا اجلنة‪ ,‬وقال هللا هلام‪ :‬والك مهنا رغدا حيث شئامت وال تقراب هذه الشجرة فتكوان من‬ ‫الظاملني( سورة البقرة‪ .)35:‬ويقول الرسول صيل هللا عليه وسمل‪ :‬إ�منا النساء شقائق الرجال‪.‬‬ ‫ويدين ال�شيخ محمد الغزايل الاحنراف عن تعالمي ادلين بش أ�ن املر أ�ة قائال‪ (:‬إ�ن املسلمني احنرفوا عن‬ ‫تعالمي ديهنم يف معامةل النساء وشاعت بيهنم رواايت مظلمة و أ�حاديث إ�ما موضوعة أ�و قريبة من الوضع‬ ‫انهتت ابملر أ�ة املسلمة إ�يل اجلهل الطامس والغفةل البعيدة عن ادلين وادلنيا معا إ�هنا انتصار لتقاليد‬ ‫جائرة‪ ,‬وليست امتدادا للرصاط امل�ستقمي)‪.‬‬ ‫ويؤيد د‪ .‬عبد احللمي محمد أ�بو شقة حقوق املر أ�ة يف الانتخاب والرتحش‪ ,‬والترشيع والرقابة‪ ,‬من حيث‬ ‫إ�ن القاعدة أالصولية تقول( أالصل يف أالمور ا إلابحة وبناء عيل عدم ورود حترمي من الشارع حلق‬ ‫املر أ�ة يف الانتخاب والرتحش نعترب هذا احلق مرشوعا من حيث أالصل‪).‬‬ ‫ويضيف اوننقل هنا ر أ�اي لدلكتور مصطفي ال�سباعي رمحه هللا‪ ,‬وهذا الر أ�ي اذلي ننقهل عنه إ�منا‬ ‫هو ر أ�ي مجموعة من اخملتصني يف الرشيعة دار احلوار بيهنم حول مدي إ�قرار الرشيعة حلق املر أ�ة يف‬ ‫الانتخاب والرت�شيح‪ .‬قال رمحه هللا‪ ...:‬ر أ�ينا بعد املناقشة وتقليب وهجات النظر أ�ن ا إلسالم ال مينع‬ ‫من إ�عطاهئا هذا احلق‪ .‬فاالنتخاب هو اختيار أالمة لوالكء ينوبون عهنا يف الترشيع ومراقبة احلكومة;‬ ‫واملر أ�ة يف ا إلسالم ليست ممنوعة من أ�ن تولك إ�نساان ابدلفاع عن حقوقها والتعبري عن إ�رادهتا‬


‫مكواطنة يف اجملمتع‪ ...‬وليس يف ا إلسالم ما مينع أ�ن تكون املر أ�ة مرشعة‪ ,‬ألن الترشيع حيتاج قبل لك‬ ‫يشء إ�يل العمل مع معرفة حاجيات اجملمتع ورضوراته اليت ال بد مهنا‪ ,‬وا إلسالم يعطي حق العمل للرجل‬ ‫واملر أ�ة عيل السواء‪ .‬ويف اترخينا كثري من العاملات يف احلديث والفقه و أالدب وغري ذكل‪ .‬و أ�ما مراقبة‬ ‫السلطة التنفيذية ف إ�نه ال خيلو من أ�ن يكون أ�مرا ابملعروف وهنيا عن املنكر والرجل واملر أ�ة يف ذكل‬ ‫سواء يف نظر ا إلسالم‪ .‬يقول هللا تعايل‪ (:‬واملؤمنون واملؤمنات بعضهم أ�ولياء بعض ي أ�مرون ابملعروف‬ ‫ويهنون عن املنكر)‪ .‬وعيل هذا فليس يف نصوص ا إلسالم الرصحية ما يسلب املر أ�ة أ�هليهتا للعمل‬ ‫النيايب كترشيع ومراقبة)‪.‬‬ ‫ون أ�يت الآن إ�يل العالمة محمد همدي مشس ادلين‪ ,‬أ�حد أ�مه أ�عالم الفكر ا إلساليم املعارص‪ ,‬اذلي‬ ‫ال يري مانعا من تويل املر أ�ة السلطة العليا‪ :‬فقد تبني لنامن النظر يف أالدةل‪ -‬وهللا عز وجل أ�عمل‬ ‫حبقائق أ�حاكمه‪ -‬أ�ن ماتسامل عليه الفقهاء من عدم مرشوعية تصدهيا وتولهيا للسلطة دعوي ليس علهيا‬ ‫دليل معترب وبعد توضيح املوقف الفقه�ي امل�ستنري‪ ,‬نود أ�ن نهن�ي هذا املقال اب إلشارة إ�يل أ�ن حبوث‬ ‫ف�سيولوجيا املخ البرشي أالحدث تؤكد أ�ن القدرات العقلية واذلهنية ل إلانث تفوق‪ ,‬يف املتوسط‪,‬‬ ‫مثيالهتا بني اذلكور‪ .‬وليس غريبا‪ ,‬و أالمر كذكل أ�ن تتفوق البنات والشاابت عيل أ�قراهنن من اذلكور‬ ‫يف مجيع املراحل التعلميية يف لك البدلان العربية‪.‬‬ ‫وحتقق البنات والشاابت هذا ا إلجناز املهبر عيل الرمغ من املناخ اجملمتعي املعوق اذلي ظهر يف الآراء‬ ‫اليت ا�ستدعت هذا املقال‪ ,‬واذلي يسلهبن كثريا من حقوقهن بدعاوي متخلفة وفهم منقوص ل إلسالم‪,‬‬ ‫ال ي�ستقمي وبداايت عرص احلرية اذلي ننعم به الآن‪ ,‬وا إلسالم منه براء‪.‬‬ ‫مفاذا ايتري �سيصبح حال اجملمتعات العربية لو حصلت النساء عيل حقوقهن ا إلنسانية‪ ,‬ال �سامي املدنية‬ ‫وال�سيا�سية‪ ,‬غري منقوصة‪ .‬أ�زمع أ�ن البدلان العربية �ستحقق حيهنا قفزات رائعة يف مضامر التمنية‬ ‫ا إلنسانية تفيض إ�يل هنضة طال انتظارها يف هذه البقعة من العامل‪.‬‬


‫هو ويه ‪ ...‬رفقا ابلقوارير‬ ‫�سناء البيىس‬ ‫مجيع ثورات الشعوب اليت تفجرت مطالبة بتغيري نظام الظمل و أ�حاكمه وحاكمه وعودة احلقوق‬ ‫ألحصاهبا‏‪,‬‏ ومقاليد أالمور لنصاهبا‏‏‪ ,‬اكنت قياداهتا منبثقة من بني صفوفها‪.‬‬ ‫ومطالهبا لسان حال أ�حصاهبا من أ�بناء الشعب اذلي يريد‪ ..‬مجيعها‪ ..‬ولكن‪ ..‬ثورة القاهرة املباركة‬ ‫يف عام‪ 914‬هـ اكنت لها مزنةل خاصة بني الثورات ال تدانهيا يف التارخي مزنةل‪ ,‬فقائدهتا حفيدة‬ ‫رسول هللا صيل هللا عليه وسمل اليت ملست أ�وجاع املرصيني فصاغهتا شعارات من حديد وانر‬ ‫كتبت سطورها بيدها‪ ..‬ال�سيدة نفيسة ضيفة املرصيني اذلين طرحوا حراهما عيل صفحة النيل‬ ‫عندما غاض فزاد وفاض‪ ..‬نفيسة ادلارين العاملة الفقهية الورعة الطاهرة‪ ..‬نفيسة بنت حسن أالنور‬ ‫بن زيد أالبلج بن ا إلمام احلسن بن ا إلمام عيل بن أ�يب طالب بن عبداملطلب بن هامش بن عبد‬ ‫مناف‪ ,‬من أ�ويص الرسول صيل هللا عليه وسمل بدفهنا يف مرص‪ ..‬نفيسة مرص واملرصيني من جاءت‬ ‫من نسل قوم عظمت السامء ش أ�هنم‪ ,‬و أ�علت الرشيعة قدرمه‪ ,‬وخدل القر�آن ذكرمه‪ ,‬ونزل الويح يف‬ ‫بيوهتم‪ ,‬وزارت املالئكة رحاهبم‪ ,‬وجرت دماء النيب يف عروقهم‪ ,‬وقال عهنم الرسول الكرمي ل�سيدان‬ ‫عيل‪ :‬إ�دن مين اي عيل‪ ..‬خلقت أ�ان و أ�نت من جشرة أ�ان أ�صلها و أ�نت فرعها واحلسن واحلسني أ�غصاهنا‬ ‫مفن تعلق بغصن مهنا أ�دخهل هللا اجلنة‪ ..‬ومن واحد من تكل أالغصان‪ ,‬غصن القرن أالول للهجرة‬ ‫جاءت نفيسة أ�حد أ�غصان رايحني القرن الثاين الهجري‪ ..‬نفيسة العمل اليت قدمت إ�يل مرص يف‪62‬‬ ‫رمضان عام‪ 193‬هـ ليغدو بيهتا ندوة حيج إ�لهيا العلامء و أ�مئة الفقهاء و�شيوخ الزهاد وصفوة الصوفيني‬ ‫والعارفني أ�مثال ا إلمام الشافعي وا إلمام ماكل وذو النون املرصي‪ ..‬و‪ ..‬ي�ستغيث املرصيون من جور‬ ‫احلامك ابن طولون ابل�سيدة الورعة قرة عني املرصيني أ�مجعني‪ ,‬فتعقد اجامتعا للثوار يف بيهتا لت�ستعمل‬ ‫مهنم عن موعد موكب ابن طولون‪ ,‬ومن بعد انرصافهم جتلس إ�يل قلمها اذلي تدرب منذ الطفوةل يف‬ ‫حلقات العلوم واملعارف لتكتب بيان الثورة تعرتض به يف الغد طريق احلامك وسط ميدان القطائع‪,‬‬ ‫حيث تطل عدة أ�بواب للك ابب امسه‪ ,‬أ�حدها ابب اجليش‪ ,‬وابب احلا�شية‪ ,‬وابب دعناج‪ ,‬وابب‬ ‫الصواجلة‪ ,‬وابب احلرم‪ ,‬وابب ادلرمون‪ ,‬وابب الصالة اذلي يوصل إ�يل جامع ابن طولون ويعلوه‬ ‫متثاالن ألسدين يف وضع الانقضاض‪ ,‬واكن ابن طولون خيرج لساحة امليدان مبفرده من ابب اجلبل‬ ‫حيث انتظرته ال�سيدة نفيسة‪ ,‬مفا أ�ن ر�آها حيت عرفها فرتجل عن فرسه لساعته‪ ,‬وتسمل مهنا رقعة‬ ‫البيان الثوري اذلي جاء فهيا‪:‬‬


‫اي أ�محد بن طولون و أ�بو خامروية‪ ..‬أ�نمت ملكمت ف أ�رسمت‪ ,‬وقدرمت فقهرمت‪ ,‬وخولمت ففسقمت‪ ,‬وردت‬ ‫إ�ليمك أالرزاق فقطعمت‪ ,‬هذا وقد علممت أ�ن سهام دعوات السحر انفذة غري خمطئة ال�سامي من قلوب‬ ‫أ�وجعمتوها‪ ,‬و أ�كباد جوعمتوها‪ ,‬و أ�جساد عريمتوها‪ ,‬مفحال أ�ن ميوت املظلوم ويبقي الظامل‪ ,‬امعلوا ما شئمت‬ ‫ف إ�ان صابرون‪ ,‬وجوروا ف إ�ان ابهلل م�ستجريون‪ ,‬واظلموا ف إ�ان إ�يل هللا متظلمون‪ ,‬و�سيعمل اذلين ظلموا‬ ‫أ�ي منقلب ينقلبون‪ ..‬ويكتب عن املشهد التارخيي مجع من املؤرخني عيل ر أ�سهم القرماين يف اترخيه‪,‬‬ ‫وصاحب الغرر‪ ,‬وشهاب ادلين أالب�شيطي صاحب امل�ستطرف مبا يفيد ب أ�ن ابن طولون قد ا�ستجاب‬ ‫لل�سيدة نفيسة وعدل عن �سياسة الظمل يف احلال‪..‬‬ ‫وتطالعين هذه أالايم ــ ومعذرة ف إ�ن اللفظة تطالع هنا ال تعرب عن حقيقة مقصدي‪ ,‬أ�و اجتاه مؤرش‬ ‫غاييت يف الالكم‪ ,‬واكن أ�ويل يب أ�ن أ�كتب بدال مهنا تصدمين هذه أالايم أ�و تصفعين هذه أالايم أ�و‬ ‫تكومين حتت رصيف هذه أالايم‪ ..‬تكل ادلعوي القضائية احلارقة املاحقة الفارقة اليت ما اكن يقدر‬ ‫لها أ�ن ترفع من أ�صهل‪ ,‬أ�و تقوم لها قامئة من أ�صهل وفصهل‪ ,‬أ�و ختطر عيل ابل صاحهبا من أ�صهل وفصهل‬ ‫وجنسه لوال وجود أالرضية اخلصبة واملعبدة لها‪ ,‬واملناخ القاري ــ اذلي هب علينا يف أ�ايمنا هذه‬ ‫ليلفح وجوهنا‪ ,‬ومل يكن لنا به سابق عمل أ�و مواهجة ــ املناخ اذلي حيسن ا�ستضافهتا ويوسع من صهد‬ ‫دوائرها‪ ..‬تكل ادلعوي اليت سينظرها القضاء يف جلسة‪ 2‬يوليو القادم اليت رفعها احملايم صالح ادلين‬ ‫السامن مطالبا إبلغاء قرار تعيني أال�ستاذة هتاين اجلبايل أكول قاضية يف احملمكة ادل�ستورية العليا!!‬ ‫وهبذا تطوي صفحات الكفاح املضين و�سنوات الويل وظالم الليل‪ ,‬لبلوغ انفراجة قبس من نور‪,‬‬ ‫وخطوة عيل الطريق‪ ..‬هبذا تعرف نساء مرص جحمهن الطبيعي امللزم بتحجميهن داخل أ�سوار احلرمكل‬ ‫وخلف املرشبية همام طال الزمن بني ظمل وظمل‪ ..‬هبذا تعود نساء مرص صواحب يوسف املعوجات‬ ‫الاليئ خلقن من ضلع أ�عوج‪ ,‬وما أ�ن أ�رش أ�بت أ�عناقهن قليال تنادي ابملساواة حيت ت أ�يت ادلعوي‬ ‫ابلشطب والتشفري ليقطع احلجاج رؤوسا قد أ�ينعت وحان قطافها ومساواهتا أ‬ ‫ابلرض بنظرته الضيقة‬ ‫اليت تري أ�ن من يقطع الصالة ثالثة‪ :‬اللكب‪ ,‬وامحلار‪ ,‬واملر أ�ة‪ ..‬هبذا يتغايض من يف قلبه مرض عن‬ ‫قول محمد بن عبدهللا صلوات هللا وسالمه عليه‪ :‬لكمك راع‪ ,‬ولكمك م�سئول‪ :‬الرجل راع‪ ,‬وم�سئول‪,‬‬ ‫واملر أ�ة راعية‪ ,‬وم�سئوةل‪ ,‬والنساء شقائق الرجال‪ ..‬هبذا يتجاهل من ال يريد مواهجة اليقني يف الآايت‬ ‫البينات من سورة أالحزاب يف املساواة بني اجلنسني‪ :‬إ�ن املسلمني واملسلامت واملؤمنني واملؤمنات‬ ‫والقانتني والقانتات والصادقني والصادقات والصابرين والصابرات واخلاشعني واخلاشعات واملتصدقني‬ ‫واملتصدقات والصامئني والصامئات واحلافظني فروهجم واحلافظات‪ ,‬واذلاكرين هللا كثريا واذلاكرات‪ ,‬أ�عد‬ ‫هللا هلم مغفرة و أ�جرا عظامي‪ ..‬وهبذا يتعايل اذلكور عيل ا إلانث‪ ,‬ابمس ا إلسالم اذلي ال ميثهل ــ أ�وال وقبل‬ ‫لك يشء ــ إ�ال القر�آن الكرمي اذلي ال ي أ�تيه الباطل من بني يديه‪ ,‬وال من خلفه‪ ,‬تزنيل من حكمي‬ ‫محيد‪ ..‬وهبذا يكون أال�ستاذ ال�شيخ ا إلمام محمد عبده عبده قد حرث يف البحر عندما قال ‪:‬‬


‫ادلليل الوحيد اذلي يعمتد عليه ا إلسالم يف دعوته هو القر�آن الكرمي و أ�ما ما عداه مما ورد يف أالخبار‪,‬‬ ‫سواء أ�حص �سندها وا�شهتر‪ ,‬أ�م ضعف وويه‪ ,‬فليست مما يوجب القطع عند املسلمني>‪ ..‬وهبذا‬ ‫يذهب قبض الرحي قول ابن رشد فيلسوف الفقهاء‪ ,‬وفقيه الفالسفة‪ ,‬اذلي ذهب منذ أ�كرث من مثانية‬ ‫قرون إ�يل أ�نه> جيب عيل النساء أ�ن يقمن خبدمة اجملمتع‪ ,‬وادلوةل قيام الرجال> كام ذهب إ�يل أ�ن>‬ ‫الكثري من فقر عرصه وشقائه‪ ,‬يرجع إ�يل أ�ن الرجل ميسك املر أ�ة لنفسه أ‬ ‫وكهنا حيوان أ�ليف‪ ,‬جملرد متاع‬ ‫فان‪ ,‬بدال من أ�ن ميكهنا من املشاركة يف إ�نتاج الرثوة املادية والعقلية‪ ,‬ويف حفظها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وخوفا وحت�سبا وخ�شية من تداعيات ا إلحباط عيل قلمي و أ�ان واحدة عضمي طري ور�يس معرها‬ ‫ابلعمر ما أ�ينعت واكن دعاء الوادلين أ�ال حيني حيت مماهتا قطافها‪ ,‬ذهبت أ��ستظل و أ�حمتي حتت‬ ‫جناح ال�شيخ أال�ستاذ العامل الشاعر أالديب الغزايل حرب اذلي تفوق عيل مجيع العلامء أالزهريني‬ ‫من علامء اللكيات الثالث الرشيعة و أ�صول ادلين واللغة العربية‪ ..‬ال�شيخ اذلي قام بتربئة ا إلسالم‬ ‫اخلالص أالصيل من لك ما ن�سبه وين�سبه إ�ليه الرجعيون واملزتمتون من دعاة ا إلسالم ادلخيل‪ ,‬و إ�ن‬ ‫ا إلسالم احلقيقي مهنم براء‪ ..‬ذهبت أ�لوذ بكتابه الرائد النادر احملتوي والنسخ> ا�ستقالل املر أ�ة يف‬ ‫ا إلسالم> اذلي ا�ستعرت نسخته الوحيدة الباقية من جنهل رجل ال�سياسة والصحافة ادلكتور أ�سامة‬ ‫الغزايل حرب رئيس حزب اجلهبة ادلميقراطية‪ ..‬الكتاب اذلي يسري يف مهنج حبثه عيل هدي ا إلمام‬ ‫أالكرب �شيخ أالزهر أال�سبق‪ ,‬ال�شيخ> محمود شلتوت> يف رسالته « القر�آن واملر أ�ة» عندما قال‪:‬احرتم‬ ‫القر�آن ر أ�ي املر أ�ة‪ ,‬وا�سمتع إ�ليه‪ ,‬وقرره مبد أ� يسري عليه الترشيع العام‪ ..‬وال�شيخ شلتوت يذكران هنا‬ ‫ابل�سيدة خوةل بنت حكمي اليت جادلت رسول ا إلسالم فامي يسمي> الظهار اذلي اكن أ�سلواب من‬ ‫أ�ساليب حترمي املر أ�ة عيل الرجل يف اجلاهلية‪ ,‬فا�سمتع هللا لر أ�ي هذه املر أ�ة احلرة الباسةل‪ ,‬اليت أ�نزل‬ ‫فهيا‪ ,‬ويف جمادلهتا وحماورهتا للرسول‪ ,‬سورة> اجملادةل‪ .‬اليت بد أ�ت �آايهتا> قد مسع هللا قول اليت جتادكل‬ ‫يف زوهجا وت�شتيك إ�يل هللا وهللا يسمع حتاور كام إ�ن هللا مسيع بصري‪ ..‬كتاب> ا�ستقالل املر أ�ة يف‬ ‫ا إلسالم> اذلي قدم هل ال�شيخ أ�محد حسن الباقوري بقوهل إ�نه أ�ويف و أ�مجع و أ�دق كتاب ظهر عن املر أ�ة‬ ‫ليبني مدي ا�ستقاللها قبل ا إلسالم‪ ,‬وبعد ا إلسالم اخلالص أالصيل يف عصوره املاجدة املزدهرة‪..‬‬ ‫و‪..‬لسخونة القضية املطروحة بعد‪ 22‬يوما أ�مام القضاء حيث اكن اعرتاض بعض القضاة مع بزوغها ب أ�ن‬ ‫املر أ�ة القاضية> ماتقدريش> عيل مرمطة اجللسات والسفر ما بني املراكز واحملافظات ومقار التفتيش‬ ‫واملبيت‪ ...‬و أ�بدا لن ي أ�يت الرد> رفقا ابلقوارير فمل تزل التجربة ادلميقراطية يف م�سهتلها ولسوف تثبت‬ ‫مبشيئة هللا عينة القاضيات الاليت مل تتعد الثالثني قاضية جدواها حتت جمهر الرصد والنقد واحلقد‬ ‫يف معامل الفرز والتقيص والتحليل أ�هنن من نسل قاضيات حمكن فعدلن يف صدر ا إلسالم و أ�جاز‬ ‫لهن أالمئة بل بعض الصحابة تويل أ�مر القضاء‪ ..‬و ‪..‬لسخونة القضية املطروحة رشخت بني جواهر‬ ‫صفحات كتاب ال�شيخ الغزايل حرب أ�حبث عهنا‪ ..‬عن املسلمة القاضية‪ ..‬ووجدهتا‪..‬‬


‫عندما رجع معر بن اخلطاب عن ر أ�يه إ�يل ر أ�ي املر أ�ة عيل مر أ�ي ومسمع من امجليع عندما جادلته يف‬ ‫املسجد اجلامع بني اجلنسني حول همر النساء‪ ,‬فرد قائال‪ :‬أ�صابت امر أ�ة و أ�خط أ� معر‪ ,‬وبلغ ثقته هبن‬ ‫توليته ال�سيدة مسراء بنت هنيك منصب احل�سبة يف أالسواق‪ ,‬وقد أ�عطاها سوطا لتؤدب به اخملالفني‬ ‫واخملالفات‪ ,‬وبعدها قام بتولية ال�سيدة الشفاء بنت عبدهللا منصب احل�سبة عيل سوق املدينة‪,‬‬ ‫والناظر يف أ�عامل احل�سبة‪ ,‬واختصاصاهتا قدميا‪ ,‬يري أ�هنا ت�شبه يف عرصان احلديث أ�عامل والكء‬ ‫النيابة‪ ,‬وضباط املرور‪ ,‬وهمنديس املباين‪ ,‬ومفتيش المتوين‪ ,‬ومل ينكر أ�حد من الصحابة عيل معر ثقته‬ ‫ابملر أ�ة إ�يل هذا املدي‪ ,‬فاكن ذكل مهنم إ�جامعا سكوتيا عيل اجلواز‪ ,‬وا إلجامع السكويت أ�ن يذهب‬ ‫واحد من أ�هل احلل والعقد إ�يل حمك‪ ,‬ويعرف به أ�هل عرصه‪ ,‬وال ينكر عليه منكر‪..‬‬ ‫ويف الفقه ا إلساليم �آراء م�ستنرية تقدمية‪ ,‬أ�جازت للمر أ�ة أ�ن تكون قاضية‪ ,‬ومن هذه الآراء اليت يقدهما‬ ‫ال�شيخ الغزايل حرب قول ابن قدامة‪ >:‬لك من حص ترصفه يف يشء بنفسه واكن هذا اليشء مما تدخهل‬ ‫النيابة‪ ,‬حص أ�ن يولك فيه غريه‪ ,‬و أ�ن يكون وكيال فيه عن غريه رجال اكن أ�و امر أ�ة> و‪..‬قول ابن جرير‪>:‬‬ ‫ال تشرتط اذلكورة يف القضاء‪ ,‬ألن املر أ�ة جيوز لها أ�ن تكون مفتية‪ ,‬فيجوز لها أ�ن تكون قاضية>‪..‬‬ ‫و‪..‬قول أ�يب حنيفة‪ >:‬جيوز للمر أ�ة أ�ن تكون قاضية‪ ,‬يف غري احلدود‪ ,‬ألن شهادهتا يف غري احلدود‬ ‫جائزة> و‪..‬قول> حامد> وهو أ��ستاذ أ�يب حنيفة‪:‬جيوز لها أ�ن تكون قاضية يف احلدود>‪ ,‬وذكل ما قاهل‬ ‫من قبل> عطاء> التابعي اجلليل‪ ,‬اذلي شهد هل ابن عباس بقوهل‪ :‬ال تس أ�لوين مادام فيمك عطاء‪..‬‬ ‫وقول ابن رشد يف كتابه> بداية اجملهتد وهناية املقتصد>‪ >:‬وكذكل اختلفوا يف اشرتاط اذلكورة‪ ,‬فقال‬ ‫امجلهور‪ :‬يه رشط فقط يف حصة احلمك‪ ,‬وقال أ�بوحنيفة‪ >:‬جيوز أ�ن تكون املر أ�ة قاضية يف أالموال>‪,‬‬ ‫وقال الطربي‪ >:‬جيوز أ�ن تكون املر أ�ة حاكام عيل ا إلطالق يف لك يشء>‪.‬‬ ‫ويتصدي> ال�شيخ حرب> بتارخيه أالزهري العريق وثقهل العلمي وادليين وادلرايس والبحيث‬ ‫والاجهتادي للجنة الفتوي يف ال�سبعينيات مرددا لكمة سقراط الشهرية‪ >:‬اي رجال أ�ثينا‪ ,‬إ�ين أ�حبمك‬ ‫ولكين أ�حب احلق أ�كرث منمك>‪ ..‬يرد ال�شيخ عيل جلنة فتوي أالزهر اليت أ�رادت أ�ن حترم املر أ�ة من‬ ‫مجيع احلقوق ال�سيا�سية‪ ,‬وخصت اذلكر‪ ,‬حق احلمك والسلطان‪ ,‬وملا مل جتد دليال واحدا يؤيدها من‬ ‫القر�آن الكرمي طلعت علينا ابحلديث الآيت‪ >:‬عن أ�يب بكرة‪ ,‬ملا بلغ النيب صيل هللا عليه وسمل أ�ن‬ ‫أ�هل فارس ملكوا ابنة كرسي علهيم قال‪ :‬لن يفلح قوم ولوا أ�مرمه امر أ�ة>‪ ,‬مث قالت اللجنة‪ >:‬إ�ن احلمك‬ ‫امل�ستفاد من هذا احلديث ــ وهو منع املر أ�ة من الوالايت العامة ــ معلل مبعان واعتبارات ال جيهلها‬ ‫الواقفون عيل الفروق الطبيعية بني نوعي ا إلنسان‪ :‬الرجل واملر أ�ة>‪ ..‬وهنا يقف �شيخنا اجلليل ليس أ�ل‬ ‫أ�ربعة أ��سئةل جييب علهيا بنفسه يف موضوعية وهدوء‪ ..‬أ�ولها‪ :‬من هو راوي هذا احلديث؟ وجييب‬ ‫ال�شيخ ب أ�ن من رواه هو> البخاري> عن> أ�يب بكرة> اذلي أ�قام عليه معر بن اخلطاب حد القذف يف‬ ‫أالعراض جفدله مثانني جدلة كام رصح بذكل ا إلمام الغزايل ف يف « امل�ستصفي» ب أ�نه اكن رجال‬


‫مطعوان يف ن�سبه‪ ,‬والقر�آن الكرمي يقول‪ >:‬واذلين يرمون احملصنات مث مل ي أ�توا ب أ�ربعة شهداء فاجدلومه‬ ‫مثانني جدلة وال تقبلوا هلم شهادة أ�بدا و أ�ولئك مه الفاسقون>‪ ..‬هذا وقد قال علامء أالحناف إ�ن من‬ ‫أ�قمي عليه حد القذف ال تقبل شهادته و إ�ن اتب‪ ,‬و إ�ن قبل بعض أ�مئة الفقه قبول شهادة احملدود التائب‪,‬‬ ‫ويف أ�مر أ�يب بكرة أ�ن معر بن اخلطاب قد طلب منه أ�ن يتوب إ�يل هللا بعد إ�قامته احلد عليه لكنه‬ ‫أ�يب أ�ن يتوب‪ ,‬ومن هنا ف إ�ن ابن اخلطاب وهو اخلليفة الراشد الثاين مل جيز شهادة هذا الراوي مطلقا‪,‬‬ ‫بعد إ�رصاره عيل عدم التوبة‪ ,‬و أ�قر الصحابة معر عيل ذكل إ�قرارا جامعيا!!‬ ‫اثنيا‪ :‬يقول ال�شيخ الغزايل حرب إ�ن هذا احلديث حصيح‪ ,‬لكنه ابتفاق امجليع ليس حديثا متواترا‪,‬‬ ‫واحلديث غري املتواتر ال يفيد اجلزم‪ ,‬والقطع‪ ,‬بل يفيد الظن وكفي‪..‬‬ ‫اثلثا‪ :‬أ�ما عن املر أ�ة اليت عناها احلديث فاحلقائق التارخيية تقول‪ :‬إ�ن امر أ�ة حمكت الفرس يف أ�خرايت‬ ‫حياة الرسول صيل هللا عليه وسمل ويه امللكة( بوران بنت كرسي أ�برويز أ�خت شريويه) شهد‬ ‫لها املؤرخون قدميا وحديثا ب أ�هنا اكنت من أ�صلح و أ�عدل احلاكامت‪...‬وما مسي ال�شيخ محمود شلتوت‬ ‫كتابه> القر�آن واملر أ�ة> هبذا الامس إ�ال ليشعران ب أ�ن القر�آن الكرمي هو املنصف أالول للمر أ�ة غري منازع‬ ‫وال مدافع‪ ,‬ويف هذا يقول شلتوت ما نصه يف ص‪ 8‬و‪ >:01‬مل تكن املر أ�ة يف مواههبا الطبيعية ب أ�قل‬ ‫من أ�خهيا الرجل> ويقول أ�يضا‪ >:‬إ�ن القر�آن جسل للمر أ�ة‪ :‬قوة الفراسة‪ ,‬وحسن احليةل‪ ,‬وبعد النظر‬ ‫يف ا�ستجالء احلقائق الغامضة‪ ,‬وتدبري املكل عيل أ�ساس الشوري>‪ ,‬ويف امللوك ال امللاكت قال‬ ‫القر�آن الكرمي بلسان ملكة �سب أ� يف سورة المنل‪ >:‬إ�ن امللوك إ�ذا دخلوا قرية أ�فسدوها‪ ,‬وجعلوا أ�عزة‬ ‫أ�هلها أ�ذةل‪ ,‬وكذكل يفعلون>‪ ..‬رابعا‪ :‬جييب صاحب> ا�ستقالل املر أ�ة يف ا إلسالم> عن الفروق اليت‬ ‫اعتربهتا جلنة الفتوي فروقا طبيعية فاصةل بني اجلنسني بتشبيه تكل الفروق فامي بني البيض وامللونني‬ ‫اليت ال عربة هبا يف املزيان ا إلساليم العادل بني امجليع عيل اختالف أ�جناسهم و أ�لواهنم مصداقا لقوهل‬ ‫تعايل ــ وليس بعد الكم هللا الكم ــ> اي أ�هيا الناس إ�ان خلقنامك من ذكر و أ�نيث‪ ,‬وجعلنامك شعواب وقبائل‬ ‫لتعارفوا‪ ,‬إ�ن أ�كرممك عند هللا أ�تقامك‪ ,‬إ�ن هللا علمي خبري> وي أ�يت يف قول الشعر العريب القدمي‪ ,‬ما جند‬ ‫فيه وجيد ال�شيخ الغزايل حرب‪ ,‬بردا وسالما يف قضية قاضيتنا الساخنة‪ :‬وما الت أ�نيث المس الشمس‬ ‫عيب وال التذكــري خفـــر للهـالل‬ ‫ولــو كــان النساء مكـــن ذكــران لفضلت النساء عيل الرجال‬ ‫ومن ابهلل أ�قوي بصرية‪ ,‬و أ�رحج جحة‪ ,‬من ال�شيخ محمد الغزايل محمد حرب(‪ 9191‬ــ‪ )6891‬اذلي أ�لقي‬ ‫الضوء عيل مس أ�ةل الاعوجاج يف أ�مران حنن النساء ألننا> خلقن من ضلع أ�عوج إ�ن حاولت أ�ن تقميه‬ ‫كرسته و أ�بدا لن ي�ستقمي الظل والعود أ�عوج‪ ,‬فيقول أال�ستاذ إ�ن هناك إ�رصارا جعيبا يف بعض كتب‬ ‫التفاسري والرتامج و أالدب العريب القدمي يف أ��سبقية خلق �آدم خللق حواء م�ستدلني لهذا القطع احلامس‬ ‫ابلآية أالويل من سورة النساء‪ >:‬اي أ�هيا الناس اتقوا ربمك اذلي خلقمك خلقمك ــ أ�ي ذكورا و إ�اناث ــ‬


‫‪ .‬من نفس واحدة> ــ أ�ي ال من ضلع أ�عوج أ�و غري أ�عوج ــ> خلق مهنا زوهجا> ــ أ�ي وخلق من‬ ‫جنس هذه النفس الواحدة زوهجا‪ ,‬وشطرها الآخر‪ ,‬فه�ي زوجان وشطران من جنس واحد ــ> وبث‬ ‫مهنام رجاال كثريا ونساء> أ�ي فرق ونرش من هذين الشطرين املامتثلني يف اجلن�سية رجاال كثريا ونساء‬ ‫كثريات‪ ,‬وهذا هو التفسري البياين الواحض لهذه الآية من القر�آن العريب املبني‪ ,‬مفن أ�ين أ�توا ابلقطع‬ ‫ب أ�ن حواء خلقت من �آدم‪ ,‬وابذلات من ضلعه أالعوج؟!‪ ..‬مث إ�ن لكمة> زوج> يف هذه الآية الكرمية‬ ‫معناها‪ >:‬شطر>‪ ,‬وليس معناها> زوجة> حيت يكون املقصود هبا حواء‪ ,‬حفواء و�آدم خلقا معا من‬ ‫نفس واحدة‪ ,‬وهذه النفس الواحدة زوجان وشطران‪ :‬أ�حدهام �آدم‪ ,‬والآخر حواء‪ ,‬وال أ��سبقية يف‬ ‫اخللق ألحدهام عيل الآخر‪ ..‬مث إ�ن القر�آن الكرمي مل ترد فيه مطلقا لكمة> ضلع> أ�و> أ�ضالع> أ�و>‬ ‫ضلوع> كام وردت يف بعض كتب التفاسري و أالحاديث اليت يعترب القر�آن جحة علهيا‪ ,‬وال تعترب يه جحة‬ ‫عليه حبال‪ ..‬ورمح هللا د‪ .‬أ�محد زيك اذلي اكن يدرس التارخي الطبيعي لطالب أالزهر‪ ,‬فقال هلم‪ >:‬إ�ن‬ ‫الضلوع يف جانيب ا إلنسان متساوية>‪ ..‬فعارضه أ�زهري مهنم قائال‪ >:‬إ�ن ضلوع اجلانب أاليرس تنقص‬ ‫عن ضلوع اجلانب أالمين الضلع اذلي خلقت منه حواء‪ ..‬فرد عليه يف هدوء وموضوعية ب أ�نه �سيتبني‬ ‫هلم يف امل�ستقبل عدم التعارض بني العمل الصحيح وا إلسالم الصحيح ال ادلخيل>!‬ ‫ويذهب> ابن حرب> يف تربئة ساحة املر أ�ة من أ�مثةل ا إلرسائيليات املنسوبة إ�يل ا إلسالم ظلام عندما‬ ‫تهتم حواء ب أ�هنا يه اليت أ�غرت �آدم أ‬ ‫ابللك من الشجرة اليت حرم القر�آن علهيام الاقرتاب مهنا‪ ,‬قائال‬ ‫هلام يف سورة البقرة‪ >:‬وال تقراب هذه الشجرة‪ ,‬فتكوان من الظاملني> وهذا اهتام ال �سند هل مطلقا من‬ ‫القر�آن الكرمي‪ ,‬اذلي مل ينسب الغواية والعصيان رصاحة إ�ال إ�يل �آدم قائال يف سورة طه‪ >:‬وعيص �آدم‬ ‫ربه فغوي>‪ ,‬ومل ينسب ا إلغواء والتغرير إ�ال إ�يل ال�شيطان دون سواه‪ ,‬قائال يف سورة أالعراف‪>:‬‬ ‫فدالهام بغرور فلام ذاقا الشجرة بدت هلام سو�آهتام> وقائال يف سورة أالعراف كذكل> فوسوس إ�ليه‬ ‫ال�شيطان> قال‪ >:‬اي �آدم هل أ�دكل عيل جشرة اخلدل ومكل ال يبيل> وقائال‪ >:‬ف أ�زهلام ال�شيطان عهنا‬ ‫ف أ�خرهجام مما اكن فيه>‪ >,‬فوسوس هلام ال�شيطان ليبدي هلام ما وري عهنام من سو�آهتام>‪ >,‬إ�ن ال�شيطان‬ ‫لكام عدو مبني>‪ ..‬مفا ذنب حواء حيت حتمل دون سواها م�سئولية ا إلغواء والتغرير؟!! ال حتملوها‬ ‫هذه امل�سئولية ابمس القر�آن الكرمي‪ ,‬فالقر�آن الكرمي من ذكل براء‪ ..‬براء!!‬ ‫و‪..‬يف كتاب> ا�ستقالل املر أ�ة يف ا إلسالم> قامئة طويةل للنساء الاليت �سبقن رجالهن إ�يل اعتناق‬ ‫ا إلسالم‪ ,‬واملغزي هنا أ�حقية املر أ�ة ابحرتام الرجل ومعاملهتا املعامةل الكرمية اليت أ�مر هبا القر�آن‪ ,‬ال‬ ‫معامةل الا�ستعالء اليت يظن البعض أ�هنا من أ�دةل الرجوةل‪ ..‬ومن بعد أ�ن تنال ابلكفاح وا إلرصار جانبا‬ ‫من حقوقها العادةل ي أ�يت رجل من أ�قيص املدينة بدعوي نزعها من فوق منصة العداةل ‪ ....‬ومن أ�مثةل‬ ‫النساء الرائدات املؤمنات املسلامت السابقات للرجال‪:‬‬ ‫‪ -‬أ�م املؤمنني خدجية الزوجة أالويل للرسول اليت قال عهنا> �آمنت يب إ�ذ كذبين الآخرون‬


‫ أ�سامء بنت أ�يب بكر الصديق اليت �سبقت لك إ�خوهتا اذلكور يف اعتناق ا إلسالم‪.‬‬‫ فاطمة بنت اخلطاب اليت �سبقت لك أ�هلها إ�يل ا إلسالم‪ ,‬مبا فهيم معر بن اخلطاب نفسه‪ ,‬اذلي‬‫أ�سمل عن طريقها‪.‬‬ ‫ سوداء العامرية اليت �سبقت مجيع قوهما إ�يل ا إلسالم‬‫ أ�م الفضل بنت احلارث اليت �سبقت لك أ�هلها إ�يل ا إلسالم مبا فهيم زوهجا العباس بن عبداملطلب‪,‬‬‫مع الرسول‪ ,‬اذلي صار من أ�كرب رواة أالحاديث ومفرسي القر�آن و إ�ليه يعود امس العبا�سيون‪.‬‬ ‫ أ�سامء بنت سالمة اليت �سبقت زوهجا ولك أ�هلها‪.‬‬‫ أ�سامء بنت معيس و�سبقت لك أ�هلها واكنت زوجة الشهيد جعفر بن أ�يب طالب‪.‬‬‫ أ�م اخلري وادلة أ�يب بكر الصديق‪� ,‬سبقت إ�يل ا إلسالم أ�والدها‪ ,‬وزوهجا اذلي أ�سمل بعدها خبمسة‬‫عرش عاما‪.‬‬ ‫ أ�م لكثوم بنت عقبة �سبقت إ�يل ا إلسالم أ�هلها و أ�ابها‪.‬‬‫ أ�م حبيبة بنت أ�يب سفيان �سبقت أ�ابها و إ�خوهتا مجيعا إ�يل ا إلسالم‬‫أ‬ ‫أ‬ ‫ أ�ممية ادلو�سية �سبقت أ�هلها إ�يل ا إلسالم وفهيم ابهنا اذلي صار> أ�بوهريرة> �مه مصدر للحاديث‬‫النبوية بعد ذكل‪.‬‬ ‫ أ�م سلمي بنت ملحان‪� ,‬سبقت إ�يل ا إلسالم أ�هلها وزوهجا ماكل اذلي ظل عيل كفره ومات وهو‬‫حيارب الرسول وترك لها طفال‪ ,‬ربته ليكون> أ�نس بن ماكل> الصحايب اجلليل‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وقد اخرتت هنا> د�ستة> فقط من النساء الشهريات‪ ,‬أ�ما غريهن فكثريات ليس �قلهن> زئرية> اليت‬ ‫اكنت جارية معر بن اخلطاب‪ ,‬وعذهبا عذااب جاهليا قبل إ�سالمه حيت فقدت برصها‪ ,‬وثبتت عيل‬ ‫إ�سالهما‪ ,‬قبل أ�ن يسمل معر‪ ,‬وجييء نرص هللا والفتح املبني‪.‬‬ ‫و أ�انم وادلعاء هل عيل لساين‪ ..‬و أ�حصو أللوذ من الهجري حويل إ�يل ن�سمي جنات صفحاته‪ ..‬ال�شيخ‬ ‫الغزايل حرب‪ ..‬لنلتقي معا عيل حمبة قول جربان خليل جربان اذلي صاغه يف موضوعية وهدوء‬ ‫واتزان‪ :‬من يشفق عيل املر أ�ة ميهتهنا‪ ,‬ومن ينسب ويالت اجملمتع إ�لهيا يظلمها‪ ,‬ومن حيسب صالهحا‬ ‫من صالحه‪ ,‬ورشها من رشه‪ ,‬اكن مدعيا متبجحا‪ ,‬وال ينصفها إ�ال من يريض هبا كام أ�رادها هللا‪,‬‬ ‫ال كام يريدها هو‪..‬‬


‫مليونية ال�شباب والشاابت يوم املر أ�ة العاملى‬ ‫نوال السعداوي‬ ‫اكن هدف الثورة املرصية حتقيق احلرية والكرامة والعداةل بني لك فئات الشعب‪ ،‬برصف النظر عن‬ ‫اجلنس أ�و ادلين أ�و الطبقة‪ ،‬لهذا ساند �شباب الطبقة الوسطى مظاهرات الفقراء والعامل والعاطلني‬ ‫عن العمل‪ ،‬وعارض هذه املظاهرات ذوو املال والنفوذ ىف احلكومة الانتقالية‪ ،‬وخنهبم الرثية امل�سيطرة‬ ‫عىل الصحف وا إلعالم والثقافة‪ ،‬قالوا عهنا «فنت فئوية أ�و طبقية» تشق وحدة الثورة ال�شبابية‬ ‫العظمية الىت اندت ابحلرية الليربالية‪ ،‬ومل تتعرض ملطالب فئوية طبقية هتدد أالمن والا�ستقرار‪ ،‬هااتن‬ ‫اللكمتان أ‬ ‫«المن والا�ستقرار» هام الغطاء املوروث منذ العبودية لرضب الثورات الشعبية‪ ،‬حاول‬ ‫نظام مبارك رضب ثورة ‪ 25‬يناير ألكرث من أ��سبوعني‪ ،‬حتت امس احلفاظ عىل أالمن والا�ستقرار‪،‬‬ ‫اكن ميكن القضاء عىل الثورة والثوار (معالء القوى أالجنبية كام أ�شاع ا إلعالم) لوال الصمود الشعىب‬ ‫الهائل وقوة التنظمي والوعى‪ ،‬أ�ثبت ال�شباب الثورى أ�هنم أ�كرث حرصا عىل مصاحل املاليني من‬ ‫املقهورين واملقهورات‪ ،‬أ�كرث إ�درااك للرتابط بني السلطة أالبوية املطلقة والسلطة الطبقية‪ ،‬أ�كرث وعيا‬ ‫ب أ�ن قضية حترير النساء (نصف الشعب) ال تنفصل عن قضية حترير الوطن داخليا وخارجيا‪.‬‬ ‫إ�ن عالقىت أ‬ ‫ابلجيال اجلديدة من ال�شباب والشاابت مل تبد أ� ىف ميدان التحرير أ�ايم الثورة‪ ،‬بل ىه‬ ‫م�سمترة منذ �سنني طويةل‪ ،‬أ�غلهبم من معر أ�والدى و أ�حفادى‪ ،‬من خمتلف فروع املعرفة‪ ،‬يرتددون‬ ‫عىل بيىت ىف مجموعات صغرية أ�و كبرية‪ ،‬للتحاور واجلدل ىف أالدب وا إلبداع والمترد و�شىت العلوم‬ ‫والفنون‪ ،‬أ�ده�شىن اتساع أ�فقهم وحهبم للجدل رمغ ما أ�شاعه النظام احلامك أ�ن اجلدل من ال�شيطان‪،‬‬ ‫ومت إ�لصاق هتمة «مثري للجدل» للك مفكر أ�و مبدع من الرجال أ�و النساء‪ ،‬أ�ده�شىن إ�بداع ال�شباب‬ ‫الثائر‪ ،‬قدرهتم عىل كرس احلدود‪ ،‬والربط بني العلوم ا إلنسانية والطبيعية‪ ،‬الربط بني حقوق ا إلنسان‬ ‫وحقوق النساء وحقوق الفقراء‪ ،‬هذا هو ال�شباب اجلديد الواعى‪ ،‬اذلى أ�بدع ومترد وصنع الثورة‬ ‫العظمية‪،‬‬ ‫جنحت هذه الثورة هذه املرة‪ ،‬بسبب قوة الوعى وتفتح العقل عىل القمي ا إلنسانية الرفيعة‪ ،‬احلرية‪،‬‬ ‫الكرامة‪ ،‬العداةل‪ ،‬للجميع نساء ورجال‪ ،‬عامل وفالحني وفقراء وعاطلني‪ ،‬ظهرت هذه القمي النبيةل ىف‬ ‫ميدان التحرير‪ ،‬تالشت الفروق الطبقية واجلن�سية وادلينية‪ ،‬تساوى املسمل مع امل�سيحى‪ ،‬تساوى‬ ‫العامل مع ادلكتور‪ ،‬تساوت املر أ�ة مع الرجل‪ ،‬تساوى الطفل مع الكبري‪ ،‬تساوى امجليع أ�مام قانون‬ ‫الثورة اجلديد ىف جممتع ميدان التحرير‪ ،‬ىف النضال الثورى وىف احلياة اليومية خارج اخليام وداخلها‪،‬‬ ‫ىف أاللك والرشب واجلوع والعطش والربد والكنس والتنظيف والمتريض ‪ ،‬سقطت القمي الطبقية‬


‫أالبوية وتق�سمي العمل عىل أ�ساس اجلنس والطبقة‪ ،‬مل يعد المتريض أ�و التنظيف من اختصاص النساء‬ ‫أ�و اخلدم الفقراء‪ ،‬تساوى امجليع ىف أالعامل واملسؤوليات‪ ،‬ىف احلياة وىف املوت ابلرصاص احلى‪،‬‬ ‫تساوى امجليع ىف الرقص وفرحة الانتصار‪ ،‬مث مواصةل الثورة حىت حتقيق أالهداف لكها‪.‬‬ ‫وتساوى امجليع ىف ا إلحساس خبيبة أالمل حني تشلكت اللجنة لتعديل ادل�ستور‪ ،‬وليس تغيريه من‬ ‫جذوره أالبوية الطبقية‪ ،‬حني تشلكت اللجنة من رجال القانون فقط‪ ،‬رمغ أ�ن ادل�ستور عقد اجامتعى‬ ‫يشمل لك نواىح احلياة العامة واخلاصة‪ ،‬ال فصل بني ال�سياسة والاجامتع وادلوةل و أالرسة نواة‬ ‫اجملمتع‪ ،‬تشلكت اللجنة من الرجال فقط‪ ،‬ومت إ�قصاء النساء عهنا‪ ،‬املدهش أ�ن ال�شباب الثائر الواعى‬ ‫غضبوا أ�كرث مما غضبت النساء أال�ستاذات ىف اجلامعات‪ ،‬قرر ال�شباب تشكيل الاحتاد النساىئ‬ ‫املرصى مع الشاابت‪ ،‬بل أ�علن ال�شباب قبل الشاابت عن مسرية مليونية للنساء ىف اليوم العاملى‬ ‫للمر أ�ة ‪ 8‬مارس‪ ،‬قالوا إ�ن احلرية والعداةل والكرامة الىت طالبت هبا الثورة تشمل حقوق الشعب لكه‪،‬‬ ‫النساء والرجال و أالطفال‪ ،‬غضب ال�شباب والشاابت حني مت ا إلعالن عن ا إلبقاء عىل املادة ‪ 2‬من‬ ‫ادل�ستور وليس حذفها‪ ،‬قالوا‪ :‬هذه املادة تفرق بني املسلمني و أالقباط‪ ،‬جيب أ�ن يكون ادل�ستور‬ ‫مدنيا ابلاكمل‪ ،‬منعا للفنت الطائفية‪ ،‬جيب فصل ادلين عن ادل�ستور وادلوةل والقوانني لكها العامة‬ ‫واخلاصة‪ ،‬البد أ�ن يكون قانون أالحوال الشخصية مدنيا موحدا للك املسلمني وامل�سيحيني‪ ،‬جيب‬ ‫أ�ن نكون لكنا سواء أ�مام القانون ىف ادلوةل و أالرسة‪ ،‬هذه ىه العداةل‪ ،‬الىت اندت هبا الثورة‪ ،‬وجيب‬ ‫أ�ن يكون من حق النساء و أالقباط الرتحش ىف لك الانتخاابت مبا فهيا الرئا�سية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫اكتشفت أ�ن هذا الر أ�ى يؤمن به كثري من �شباب ا إلخوان املسلمني من الجيال اجلديدة‪ ،‬الىت‬ ‫ت�شبعت بقمي الثورة ال�شبابية ‪ 25‬يناير‪ ،‬التقيت بعضهم ىف ميدان التحرير أ�ايم الثورة‪ ،‬و أ�ده�شىن‬ ‫إ�مياهنم ابحلرية والكرامة والعداةل للجميع‪ ،‬نساء ورجال ومسلمني و أ�قباط‪.‬‬ ‫تشلكت اللجنة الشعبية لت أ�سيس الاحتاد النساىئ املرصى من ال�شباب والشاابت سواء بسواء‪،‬‬ ‫قالوا‪ :‬ال ميكن أ�ن تكون هناك دميقراطية دون عداةل وحرية وكرامة للجميع دون تفرقة عىل أ�ساس‬ ‫اجلنس أ�و ادلين أ�و الطبقة‪ ،‬جيب تغيري ادل�ستور لكه‪ ،‬هذا ادل�ستور احلاىل يكرس السلطة الطبقية‬ ‫أالبوية املطلقة‪ ،‬د�ستور يتناقض مع لك مبادئ ثورة ‪ 25‬يناير‪ ،‬إ�نه د�ستور النظام السابق‪ ،‬ال بد أ�ن‬ ‫يسقط هذا ادل�ستور مع سقوط النظام‪ ،‬جيب تشكيل مجعية ت أ�سي�سية من النساء والرجال مسلمني‬ ‫و أ�قباط‪ ،‬تقوم بعمل د�ستور جديد للبالد يتسق مع مبادئ الثورة اجلديدة‪ ،‬يمت الا�ستفتاء عليه بعد‬ ‫معل حوارات متعمقة حوهل من الشعب لكه‪ .‬وماذا عن مليونية النساء ىف اليوم العاملى للمر أ�ة ‪8‬‬ ‫مارس؟ بد أ� ال�شباب الثائر هذه الفكرة بعد إ�قصاء املر أ�ة عن جلنة ادل�ستور‪ ،‬حتمست لها الشاابت‬ ‫أ�كرث من بعض عضوات امجلعيات النسائية السائدة‪ ،‬وبعض منظامت اجملمتع املدىن‪ ،‬أ�و املنظامت غري‬ ‫احلكومية أ�و احلكومية‪ ،‬وبعض منظامت حقوق ا إلنسان‪ ،‬الىت تنىس أ�ن املر أ�ة إ�نسان لها حقوق‬


‫ا إلنسان‪ ،‬وبعض التيارات ال�سيا�سية أ�و ادلينية الرجعية‪ ،‬الىت تعترب احلراكت النسائية مدسوسة‬ ‫من الغرب‪ ،‬هدفها تق�سمي صفوف املناضلني‪ ،‬هؤالء مه اذلين اهتموا املطالبني حبذف املادة ‪ 2‬من‬ ‫ادل�ستور ب أ�هنم معالء أ‬ ‫للجانب يشقون الوحدة الوطنية إلحداث فتنة طائفية‪ ،‬هؤالء مه اذلين اهتموا‬ ‫تحُ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫مظاهرات العامل والفقراء والعاطلني ب�هنا ِدث فتنة فئوية �و طبقية‪ ،‬وهتدد المن والا�ستقرار‪ ،‬ومه‬ ‫أ�يضا اذلين قالوا عن �شباب ‪ 25‬يناير إ�هنم دسيسة أ�مريكية صهيونية هتدد أالمن والا�ستقرار‪ ،‬لكن‬ ‫ما إ�ن جنحت الثورة و أ�سقطت النظام حىت تسابق امجليع إ�ىل متلقها‪ ،‬أ�صبحت ىه الثورة املقدسة‪،‬‬ ‫أ�عظم ثورة ىف اترخي مرص بل ىف العامل أ�مجع!‬


‫الشعب يريد إ�نصاف النساء‬ ‫هانيا الشلقايم‬ ‫منذ شهر اكنت النساء متواجدات يف ميدان التحرير جنبا إ�ىل جنب الرجال يف حاةل من املساواة‬ ‫التامة والتضامن احلقيقي من أ�جل احلرية والتغيري‪ .‬هذا املشهد املذهل أ�صبح ابلغ دليل عىل انتصار‬ ‫العداةل وحتقيق مطالب نساء مرص‪ ،‬فقد حقق للمر أ�ة حتررها ووعدها بضامن املشاركة ال�سيا�سية‬ ‫الفعاةل دون تفرقة أ�و حترش أ�و ازدراء‪ .‬وقد كتب عرشات بل مئات من املعلقني واحملللني عن هذا‬ ‫املشهد‪ ،‬وعن مشاركة النساء يف التنوير من الناشطات واملنظامت والاكتبات يف التخطيط والتنفيذ‬ ‫يف هذه الثورة‪ .‬و أ�رشقت الساحة ابلنساء من مجيع الفئات و أالعامر‪ ،‬أ�تني إ�ىل التحرير واىل سائر‬ ‫ميادين مرص للمشاركة‪ ،‬وبصحبهتن أ�زواهجن و أ�والدهن أ�يضا‪.‬‬ ‫أ‬ ‫فهل اكن هذا املشهد مبثابة ا إلعالن عن هناية العمل النسوي التقليدي اذلي يركز عىل املر�ة يف‬ ‫معزل عن اجملمتع؟ وهل أ�صبح من الواجب إ�عالن هناية العمل النسوي املؤسيس اذلي سقط مع‬ ‫سقوط النظام؟‬ ‫لقد حققت املر أ�ة املرصية كثري من املاكسب خالل العقود املاضية‪ ،‬ففي ثورة ‪ 1952‬حققت لنفسها‬ ‫العديد من املاكسب الاجامتعية‪ ،‬وال�سيا�سية‪ ،‬ومهنا حق الرت�شيح والانتخاب‪ .‬أ�ما عن فرتة الرئيس‬ ‫مبارك فقد شهدت رعاية حكومية لقضااي املر أ�ة يف ذات الوقت اذلي تبنت فيه املؤسسة ا إلعالمية‬ ‫و أالرسية والتعلميية موقفا سيئا متزي ابلرجعية والاحتقار للنساء ومطالهبن‪.‬‬ ‫أ‬ ‫لقد اكن للمجلس القويم للمر أ�ة دورا همام يف انزتاع بعض حقوق النساء من براثني ادلوةل‪ ،‬ولنه اكن‬ ‫جملسا حكوميا‪ ،‬مشلك بناء عىل اختيارات زوجة الرئيس فقد ا�ستطاع أ�ن يفرض سطوة ما عىل‬ ‫أ�ويل أالمر‪ ،‬وبرمغ ماكنة رئي�سته وعضواته (و أ�عضائه أ�يضا) فقد اليق جهوما رشسا من قبل بعض‬ ‫مؤسسات اجملمتع الرافضة ملقرتحات ومشاريع قوانني اجمللس‪ .‬لقد معل اجمللس يف إ�طار أالجندات‬ ‫واملواثيق ادلولية كام هو احلال يف مجيع أ�حناء العامل وسائر البالد اليت توجد هبا جمالس أ�و وزارات‬ ‫للمر أ�ة‪ .‬واستند اجمللس عىل رشعية النظام ادلويل وعىل أ�طر العمل املقرتحة أ�و املذاكه من قبل أالمم‬ ‫املتحدة وماكتهبا اخملتلفة فمل يقرتح اجمللس أ�ي تعديالت ترشيعية أ�و مبادرات اجامتعية دون اللجوء‬ ‫إ�ىل هذه املرجعية ادلولية‪ ،‬وابلتايل فان اجنازاته ( أ�و مبعىن احص ما مت اجنازه من خالل أ�و مبشاركة‬ ‫اجمللس القويم للمر أ�ة) لكها مكت�سبات حقيقية كام أ�ن أ�عضاء اجمللس مه من الكفاءات الوطنية املرصية‬ ‫اذلين شاركوا يف معل هذه املؤسسة إلمياهنم بقضية العداةل واملساواة‪ ،‬وليس من قبل الانهتازية‬ ‫ال�سيا�سية أ�و الشخصية‪ ،‬وكثري مهنم �آمن برضورة حتقيق التغيري من أ�جل مساواة املر أ�ةوالرجل‪،‬‬


‫حىت لو ا�ستلزم أالمر العمل من خالل جملس معني‪ ،‬ولصيق بنظام �سيايس ال يتقبهل الشعب‪ .‬فقد‬ ‫جنح اجمللس يف بعض همامه‪ ،‬ولكنه فشل يف التواصل مع معوم النساء‪ ،‬ويف حتقيق نقةل حقيقية يف‬ ‫الوضع الاجامتعي والقانوين والاقتصادي للنساء‪ .‬كام مل يتشاور اجمللس مع سائر القوى ال�سيا�سية‬ ‫بشلك جدي‪ ،‬بل قد اكن يترصف بيشء من التعايل عىل بعض امجلعيات النسائية والنسوية ابذلات‪.‬‬ ‫وقد يفرس هذا الفشل التصلب اذلي متزيت به �آليات جمللس‪ ،‬والنخبوية اليت أ�صابت القةل من‬ ‫أ�عضائه‪.‬‬ ‫مفاذا عن امل�ستقبل؟! الثورة اليت انطلقت يوم ‪ 25‬يناير ت�ستوجب تطوير منظومة العمل النسوي‬ ‫الرمسي والشعيب‪ .‬حنن ل�سنا حباجة للعودة إ�ىل الوراء إلحياء اجمللس املعني‪ ،‬أ�و إ�جياد احتادا واحدا‬ ‫للنساء‪ ،‬أ�و للجمعيات أالهلية‪ ،‬حنن ل�سنا يف حاجة إ�ىل نسق أ�حادي رمسي أ�و شعيب‪ ،‬اذلي قد ينتج‬ ‫عنه مصادرة العمل النسوي‪ ،‬أ‬ ‫ولن هذا النسق أالحادي ال خيدم احلرية والتعدية‪.‬‬ ‫أ‬ ‫إ�ن التظاهرات النسوية املقامة اليوم يف ميدان التحرير مبنا�سبة يوم املر�ة العاملي (‪ 8‬مارس) تبنت‬ ‫شعار «الشعب يريد إ�نصاف النساء»‪ ،‬والشعب يريد أ�خالق امليدان‪ ،‬وهذا يعين اعامتد احلرية‬ ‫والتعددية والاحرتام املتبادل والتضامن من أ�جل العداةل‪.‬‬ ‫أ‬ ‫لقد ذهل الكثريات منا من ما جيري الآن من إ�غفال قضية املر�ة‪ ،‬ولكن جتارب الثورات يف العامل‬ ‫يشهد عىل سهوةل الانزالق إ�ىل الن�سيان‪ ،‬ومبا أ�ن ادلميوقرطية وسقوط النظام يكفيان لضبط موازين‬ ‫التقدم و أالدوار والعالقات للنساء والرجال‪ .‬ولكن مفن عىل دراية اكمةل ب أ�ن دور املر أ�ة يف الفضاء‬ ‫العام ال يعكس دامئا جتربهتا يف الفضاء اخلاص‪ ،‬فقد تكون هذه الثورية غري قادرة عىل حتقيق ذاهتا يف‬ ‫سوق العمل أ�و إ�جياد حضانة ورعاية ألوالدها‪ ،‬أ�و يف حتقيق ذاهتا واحلصول عىل حقوقها يف عالقهتا‬ ‫امحلمية‪ ،‬أ�و حىت يف ركوب املواصالت دون اهانة أ�و حترش‪.‬‬ ‫أ‬ ‫حنن حنتاج إ�ىل كيان مؤسيس منتخب ليعرب عن مطالب النساء‪ ،‬فليكن اجمللس القويم للمر�ة جملسا‬ ‫ينتخب من قبل مجعية معومية‪ ،‬مكونة من مجيع امجلعيات واملؤسسات النسوية‪ ،‬وليكن هل حق‬ ‫التفاوض واملطالبة بناء عىل التشاور مع الناخبات‪ .‬حنن نريد جلنة ل�شئون املر أ�ة‪ ،‬والزتام بكوات للنساء‬ ‫يف لك حزب �سيايس‪.‬‬ ‫حنن نريد الزتام من قبل ادلوةل ابلعمل عىل حتقيق مطالب النساء واليت تعرب عهنا كياانت منتخبة‪،‬‬ ‫تعمتد الشفافية واملصداقية يف تعامالهتا‪.‬‬ ‫ولك عام ومرص خبري‬


‫حلم عىل ومض‬ ‫عزة اكمل‬

‫أ�دهشت النساء يف مرص والمين وليبيا والبحرين وسوراي امجليع يف الثورات العربية ‪ ،‬فمل يعد‬ ‫صوهتن عورة ومل يعد لباسهن جحاب ‪ ،‬مل ينتظرن فتوى الفقهاء أ�و ال�شيوخ لالخنراط يف صنع‬ ‫الثورات ومل ي�ست أ�ذن للمكوث يف الساحات وامليادين للمشاركة يف الش أ�ن ال�سيايس العام ورمغ‬ ‫ذكل فقد تعاظم مد التيار السلفي املتطرف ‪ ،‬فنحن أ�مام سلفية دينية متطرفة تطوقنا من ادلاخل‬ ‫واخلارج ‪ ،‬تتخذ من العنف و�سيةل ومن ا إلرهاب غاية ‪ ،‬ويف مرص تسعى هذه السلفية إ�ىل هتميش‬ ‫الهوية املرصية واستبدال الهوية ادلينية املتعصبة هبا ‪ ،‬وتعمل عىل ت أ�كيد هوية الشخص ادلينية عىل‬ ‫حساب هوية املواطنة وكذكل أ�سلمة اجملال العام وجعهل وسط محموم للتطرف واملذهبية ومصادرة‬ ‫التعددية والاجهتاد ‪ ،‬جاعةل من اجلنس واملر أ�ة وامل�سيحي منكرات جيب الرتكزي علهيا دون عداها من‬ ‫املوضوعات ‪ ،‬ال هيم السلفيون أ�ن يكون هناك فساد أ�و رشوة أ�و طغيان ‪ ،‬ففكرمه ال جيوز اخلروج‬ ‫فاسدا أ�و حىت ً‬ ‫عن احلامك املسمل ‪ ،‬إ�ن اكن ً‬ ‫فاسقا أ�و ً‬ ‫خمبوال‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ويرتبط الفكر السلفى بفكر (ابن تميية) اذلي يركز عىل هذا الثالوث احملرم ‪ ،‬فالنساء عند �بن تميية‬ ‫هن « حلم عىل ومض إ�ال ما ُذ َّب عنه « ‪ ،‬أ�ما الومض فهو اخل�شبة اليت يوضع علهيا اللحم ليقطعه‬ ‫اجلزار منتظر ًا التقطيع وال يدفع عن نفسه حىت اذلابب‪ ،‬إ�ال أ�ن ُ‪d‬ذب ‪ ،‬فالنساء عند أ�بن تميية غري‬ ‫مؤهالت للنظر والا�ستدالل‪ ،‬ويرى أ�بن تميية إ�ن عىل املر أ�ة اخلدمة يف بيت زوهجا ً‬ ‫قياسا عىل العبد‬ ‫اململوك وهو ينفق علهيا كام ينفق عىل رقيقه وهبامئه «وجوب اخلدمة ‪ ،‬فان الزوج �سيدها يف كتاب‬ ‫هللا ‪ ،‬ويه عانية ( أ�سرية ) عنده ب�سنة رسول هللا صىل هللا عليه وسمل وعىل العاين والعبد اخلدمة‬ ‫« ‪ ،‬أ�ما ابلن�سبة للهيود والنصارى فريى أ�بن تميية أ�هنم ملعونون مه وديهنم ‪.‬‬ ‫وي أ�صل أ�بن تميية إلذالل أ�هل اذلمة فيذكر أ�صناف الرشوط اليت تفرض علهيم وذكر مهنا « ما يعود‬ ‫برتك إ�كراهمم ‪ ،‬و إ�لزاهمم الصغار اذلي رشعه هللا تعاىل « ‪ ،‬وابلطبع يتفق مع فكر أ�بن تميية تيار‬ ‫السلفيون امل�ستقلون واذلي يضم العديد من اجملموعات وال جيمعهم تنظمي معني ‪ ،‬ومن أ�برز قادة هذا‬ ‫التيار ال�شيخ محمد حسان ‪ ،‬وال�شيخ أ�بو إ�حساق احلويين ‪ ،‬فيقول احلويين عرب إ�حدى مقاطع الفيديو «‬ ‫العمل إ�منا هو للرجال‪ ،‬العمل بتاع الرجاةل بس‪ ،‬أ�ي امر أ�ة همام صعدت فه�ي مقدلة وعامية ‪ ،‬ال توجد امر أ�ة‬ ‫دارسة للعمل و أ�صوهل‪ ،‬اجلهل فايش يف النساء ‪ ،‬غباء املر أ�ة سبب إ�ن أالهمات ما ربوا النساء‪ ،‬أالصل‬ ‫أ�ال ختاطب املر أ�ة الرجال إ�ال عند الرضورة ‪ ،‬و أ�ن تعتذر للرجال ‪ ،‬هذا هو أالصل أالصيل يف القر�آن‬ ‫وال�سنة »‪ ،‬أ�ما املتحدث ابمس ادلعوة السلفية ال�شيخ الشحات قد ذكر يف حوار نرشته حصيفة‬


‫الرشق أالوسط اليت تصدر من لندن واململكة السعودية ( ممنوع ترحش النساء وغري املسلمني للرئاسة‬ ‫‪ ،‬ومعل املر أ�ة يتناقض مع حقوق الزوج وال جيب أ�ن ترتحش للربملان ‪ ،‬فهذا يتعارض مع طبيعهتا‬ ‫الفكرية ) وقد شدد عىل أ�ن ترحشها للرئاسة يه أ�و أ�ي خشص غري مسمل «ممنوع» ‪ ،‬و أ�عترب الشحات‬ ‫يف حواره إ�ن ادلميقراطية خطر ألهنا ترجع مرجعية الترشيع للشعب ‪ ،‬و أ�وحض أ�ن امل�ستقبل قد يشهد‬ ‫ً‬ ‫يوما تتحقق فيه اخلالفة ا إلسالمية وهو ما يتفق مع دعوة ال�شيخ محمد حسان إلسقاط مجيع امجلاعات‬ ‫و أالحزاب ا إلسالمية مقابل إ�قامة جامعة املسلمني‪.‬‬ ‫عندما أ�علن السلفيون أ�هنم سينظمون مظاهره يف ‪ 29‬مارس ‪ 2011‬ملقاومة التربج يف الشارع‬ ‫و إ�رهاب ال�سيدات الاليت ال ترتدين احلجاب والنقاب والهجوم عىل الآخرايت اللوايت ترتدي جحاب‬ ‫غري رشعي ‪ ،‬ابدرت بعض الفتيات إبنشاء جروب عىل الفيس بوك لتحدي هذه الهتديدات بعنوان «‬ ‫مرصية وهخرج لك يوم ‪ ،‬وال ها هيمين سلفيني وال إ�رهابيني « ‪،‬وهذا مورش عىل مقاومة املواطنني‬ ‫ألفعال السلفيني اذلين أ�غرقوان ب أ�مور �سنوية مثل قضية اكميليا وعبري و أ�داروا ظهورمه ألمه القضااي‬ ‫الوطنية املطروحة عىل الساحة وركزوا هجودمه يف شن جهوم ضاري عىل لك القوانني الىت مت تعديلها‬ ‫قبل �سنوات الثورة واملطالبة إبلغاهئا حبجة أ�هنا قوانني سوزان مبارك وخاصة التعديل يف قانون‬ ‫أالحوال الشخصية اخلاص برفع سن احلضانة ورؤية أالطفال ‪ ،‬بل بلغ هبم احلد إ�ىل حمارصة مزنل‬ ‫�سيدة مبحافظة املنوفية وطردها بدعاء ممارسة أ�عامل منافية للآداب ‪ ،‬وقاموا إ� ً‬ ‫عامال لفكر ابن تميية‬ ‫إ‬ ‫بتطبيق احلد بقطع أ�ذن قبطي بقناوتشري أ�صابع االهتام إ�ىل أ�نه متورطون إبشعال الفنت أالخرية اخلاصة‬ ‫هبدم وحرق الكنائس ‪ ،‬فاحلويين يؤكد ( انه جيب أ�ن يدفع امل�سيحيون اجلزية ومه مذلون ‪ ،‬همانون‬ ‫‪ ،‬فهم ليسوا إ�خواننا وهذه لكمة حرام) ‪.‬‬ ‫إ�ن العالقة بني الفكر والواقع املعاش تفقد جدليهتا وتسري حنو نفق مظمل إ�ذا اكن الفكر ً‬ ‫انجتا عن عقل‬ ‫ال يرى أال�شياء عىل ما يه عليه يف ذاهتا ‪ ،‬أل�سباب أ�يدلوجية (عقائدية ) أ�و معرفية ( أ�ب�سمتولوجية )‬ ‫يشوهبا الكثري من املصداقية ‪ ،‬فاخلطاب السلفي املعارص يعمتد عىل الانتقائية يف التعامل مع النصوص‬ ‫ادلينية من القر�آن وال�سنة و أالمثةل التارخيية ابختياره مهنا ما يفرس لصاحله ‪.‬‬ ‫ولننظر إ�ىل ما حدث بعد استيالء امجلاعات ا إلسالمية عىل السلطة يف لك من إ�يران وابك�ستان ‪،‬‬ ‫أ�ول قوانني مت فرضها عىل اجملمتع ا إليراين يه قوانني تفرض ً‬ ‫قيوضا عىل املر أ�ة ‪ ،‬وتزيد من سطوة الرجال‬ ‫عىل نساهئم ‪ ،‬فقد جردت هذه القوانني اليت مت �سهنا املر أ�ة ا إليرانية من معظم حقوقها املدنية اليت‬ ‫انضلت كثري ًا من أ�جل احلصول علهيا ‪ ،‬فبعد الاستيالء عىل السلطة مبارشة ‪ ،‬بد أ� �آية هللا امخليين يف‬ ‫شن محةل إلرجاع املر أ�ة إ�ىل جدران املزنل ‪ ،‬ويف خالل شهور ‪ ،‬مت تسويغ خطاب ينص عىل أ�ن املر أ�ة‬ ‫ً‬ ‫غري مساوية و أ�دىن بيو ً‬ ‫وطبيعيا‪ ،‬كام مت وصف جمرد ظهور النساء يف أالماكن العامة ب أ�نه (مثري‬ ‫لوجيا‬ ‫للفتنة) ) وطلب مهنن أ�ن يرتدين احلجاب ا إلساليم اذلي يغطهين من مقة الر أ�س إ�ىل أ�مخص القدم‬


‫و أ�ن يعدن للمزنل‪ ،‬أ�ما عصيان أالمر ابرتداء احلجاب فعقابه أ�ربع و�سبعني جدلة ‪ ،‬وهذه القوانني‬ ‫واحلدود مسحت لبعض امجلاعات املتعصبة ملهامجة النساء اليت أ�عتربوهن غري مغطيات تغطية اكفية‬ ‫ابملسدسات والساككني ‪ ،‬وقد مت إ�لغاء املاكسب اليت حصلت علهيا املر أ�ة ا إليرانية قبل الثورة يف‬ ‫عاما إ�ىل ثالثة عرش ً‬ ‫أ�مور الزواج ‪ ،‬فقد اخنفض سن الزواج ابلن�سبة للفتيات من مثانية عرش ً‬ ‫عاما‬ ‫أ‬ ‫و أ��ستعاد الآابء و أالقرابء من اذلكور حق حضانة أالطفال يف حاةل الطالق أ�و وفاة الب منذ سن‬ ‫عامني ابلن�سبة أ‬ ‫للوالد‪ ،‬و�سبعة أ�عوام ابلن�سبة للبنات‪ ،‬اب إلضافة إ�ىل ا�ستعادة حق أالزواج يف منع‬ ‫زوجاهتم من العمل‪ ،‬ويف تطليق زوجاهتم حيامن يشاؤن ‪ ،‬مما نتج عنه انتشار الزجيات قصرية العمر ‪،‬‬ ‫وتعدد الزوجات ‪ ،‬وابلرمغ من أ�ن إ�يران بدل �شيعي بيامن البدلان العربية يه سنية يف معظمها إ�ال أ�ن‬ ‫الفروق بني مذهيب ا إلسالم الرمسي يف كثري من أالمور اليت تؤثر عىل املر أ�ة تاكد تكون منعدمة ‪.‬‬ ‫ففي ابك�ستان السنية عندما مت إ�عالن القانون العسكري يف عام ‪ ،1977‬عندما ا�ستوىل اجلرنال‬ ‫ضياء احلق عىل احلمك بد أ� تنفيذ نفس أ�نواع أالفاكر ا إليرانية ‪ ،‬حيث أ�علن ضياء احلق عن نيته يف‬ ‫أ�سلمة قانون العقوابت والاجتاه حنو أالسلمة ومت فرض قواعد عىل مجيع النساء الرتداء احلجاب يف‬ ‫الوظائف احلكومية ‪ ،‬ومل جترب املر أ�ة فقط عىل ارتداء احلجاب ‪ ،‬أ�و خسارة وظيفهتا‪ ،‬و إ�منا أ�صبح مجيع‬ ‫الرجال ً‬ ‫حاكما عىل احتشام املر أ�ة ‪ ،‬ومت ا�ستخدام ا إلعالم وخاصة برامج التلفزيون لتصوير النساء‬ ‫عىل إ�هنن أ�صل وسبب الفساد ‪ ،‬و أ�هنن املتسببات يف إ�جبار الرجال الفقراء عىل قبول الرشاوى‬ ‫الهتريب والاختالس ‪ ،‬كام مت تصوير املر أ�ة العامةل كسبب لالحنالل وتفكك أالرس والقمي الاجامتعية‬ ‫‪ ،‬و أ�نه ينبغي إ�حاةل لك النساء العامالت عىل املعاش ‪ ،‬و إ�نه ال ينبغي للنساء أ�ن يرتكن منازلهن قط إ�ال‬ ‫يف حاالت الرضورة القصوى ‪ ،‬و أ�نه ال جيب توقيع عقوبة عىل جرمية الاغتصاب حىت يتحقق السرت‬ ‫الاكمل لوجود املر أ�ة يف اجملمتع ‪.‬‬ ‫إ�ن هذا املد السلفي هيدد بناء ادلوةل املدنية واملواطنة وهيدم شعارات ثورة ‪ 25‬يناير اليت سامه‬ ‫يف بلورهتا لك من النساء والرجال (حرية‪ ،‬كرامة‪ ،‬عداةل اجامتعية) واليت ال ميكن ان تتحقق بدون‬ ‫إ�رساء مبدئ املساواة بني النساء والرجال اذلي ال ت�ستقمي ادلميقراطية بدون إ�قراره ‪ ،‬ذلكل جيب‬ ‫التنصيص يف ادل�ستور املرصي القادم عيل جترمي المتيزي املبين عىل اجلنس أ�و الانامتء الثقايف أ�و‬ ‫ادليين و التنصيص عىل م�سئولية ادلوةل يف اختاذ لك التدابري ووضع ال�سياسات والآليات الكفيةل‬ ‫بتفعيل املساواة بني الرجال والنساء يف خمتلف مراحل بلورة ال�سياسات العامة كام أ�نه جيب دسرتة‬ ‫مبد أ� املناصفة بني النساء والرجال يف اكفة مراكز القرار ودسرتة التدابري ا إلجيابية الضامنة للمناصفة يف‬ ‫النفاذ إ�ىل لك مواقع القرار ال�سيايس والاقتصادي والثقايف والاجامتعي والقضايئ وا إلداري التنصيص‬ ‫عىل جترمي العنف ضد النساء واعتباره ً‬ ‫ً‬ ‫ج�سامي حلقوق ا إلنسان واحلقوق الانسانية للنساء‬ ‫انهتااك‬ ‫ً‬ ‫ومساسا خطري ًا ابلنظام العام جترمي أ�ي انهتاك جلسد املر أ�ة وفضح هذه الانهتااكت حىت ال يتكرر‬


‫ما حدث للفتيات أ�ثناء الثورة ( كشف العذرية)‪ ،‬إ�ن دسرتة احلقوق واملساواة بني اجلنسني ابتت‬ ‫مكوان أ� ً‬ ‫َ‬ ‫سا�سيا يف حركة التغيري ادلميقراطي ويف وقف املد السلفي الطاغي اذلي أ�صبح يشلك خطر ًا‬ ‫ً‬ ‫حقيقيا عىل ماكسب الثورة ‪.‬‬


‫أالم ‪...‬الشهيدة ‪ ...‬الثائرة‬ ‫سلمى عالء‬ ‫قبل يومني من الثورة املرصية كنت يف اجامتع مع مجموعة من ال�شباب والشاابت املرصيني واملرصايت‬ ‫املهمتني ابلش أ�ن ال�سيايس املرصي ‪ ،‬وكنا مجيعا يف حاةل غضب بسبب نتيجة الانتخاابت أالخرية‬ ‫والزتوير العلين واملفضوح اذلي قام به النظام السابق ‪ ،‬ومما زاد من غضيب أ�ن ‪ 64‬مقعد للمر أ�ة ذهبوا‬ ‫مجيعا للحزب احلامك ‪ ،‬ذكل الانهتاك السافر حلق املر أ�ة يف املشاركة ال�سيا�سية وحتويلها جملرد درع‬ ‫ختتفي خلفه نوااي النظام السابق يف ال�سيطرة عىل مقاعد جملس الشعب ‪.‬‬ ‫و إ�ذا ب أ�حد زمالئنا حيدثنا عن صفحة جديدة عىل موقع التواصل الاجامتعي الفيس بوك تسمى ثورة‬ ‫الغضب املرصية عىل غرار ثورة الغضب التون�سية ‪ ،‬وتنوعت �آراء املوجودين يف هذا احلدث مفهنم‬ ‫من قال سوف تكون جمرد مظاهرة صغرية تضم النشطاء ال�سياسني ويمت تفرقهتا اكلعادة ‪ ،‬وزميةل‬ ‫أ�خرى أ�كدت عىل قبضة أالمن املرصي و أ�نه �سمينع هذا احلدث‪ ،‬و�آخر قال مرص ليست مثل‬ ‫تونس‪ ،‬وبرمغ هذا ا إلحباط الشديد فقد اتفق امجليع عىل أ�مهية الزنول يف هذه «املظاهرة « ‪ ،‬ومل‬ ‫ا�ستطع املشاركة يف أ�وائل أ�ايم الثورة بسبب تواجدي خارج القاهرة يف يوم ‪ 25‬يناير ‪ ،‬ابالضافة إ�ىل‬ ‫أ�نين مل أ�كن اتوقع أ�هنا �ستكون ثورة شعبية ‪ ،‬و أ�خذت أ�اتبع أ�حداث الثورة يف التلفزيون اذلي لكام‬ ‫أ�زداد كذبه وتضليهل لكام ت أ�كدت من عظمة هذا احلدث وت أ�ثريه‪.‬‬ ‫قررت الزنول إ�ىل القاهرة‪ ،‬وذهبت إ�ىل « دوةل التحرير» بعد الاعتداء عىل املتظاهرين يف‬ ‫امليدان وقبل تنحي الرئيس السابق بعدة أ�ايم ‪ ،‬فقد ر أ�يت التحرير دوةل أ��شبه ابملدينة الفاضةل‬ ‫اليت طاملا حلمت هبا ‪ ،‬اكن امجليع يد واحدة ‪ ،‬مسمل وم�سيحي ‪ ،‬أ�خواين وليربايل‪ ،‬رجل وامر أ�ة ‪،‬‬ ‫أ�صويل وعلامين ‪ ،‬دوةل ترفض التفرقة عىل أ�ساس اجلنس أ�و الانامتء ادليين أ�وال�سيايس أ�و الثقايف‬ ‫أ�و امل�ستوى الاجامتعي‪ ،‬توحدت فهيا مبادئ التاكفل الاجامتعي و قبول الآخر واحرتامه ‪ ،‬اكن‬ ‫اجملمتع املرصي أ��شبه ب أ�رسة واحدة لك أ�فرادها م�سئولني عن سالمهتا وحاميهتا ‪ ،‬وقف ال�شباب إ�ىل‬ ‫جانب الفتيات لت أ�مني مداخل امليدان ‪ ،‬وقف الرجال جبانب ال�سيدات إلسعاف املصابني وتضميد‬ ‫جراهحم‪ ،‬واكنت ا إلعالميات جبانب ا إلعالميني لتغطية أ�حداث الثورة ‪ ،‬أ�ده�شين مشهد الفتيات‬ ‫املرصايت وهن يطلقن الشعارات اليت كنا نرددها خلفهن ‪ ،‬أ�دهشتين تكل أالم اليت اكنت حتمل‬ ‫طفلهتا اليت مل تتجاوز الثالث �سنوات وتقف يف وسط امليدان دون خوف او تردد ‪ ،‬أ�دهشتين أ�م‬ ‫الشهيد اليت وقفت صامتة صامدة ويه ترفع صورة أ�بهنا اذلي فقدته يف امليدان واكنت لك مطالهبا‬ ‫يف احلياة حمامكة قتةل أ�بهنا ‪.‬‬


‫اوالآن وبعد سقوط مبارك يشهد اجملمتع املرصي جهمة عنيفة عىل لك ما انضلت من أ�جهل املر أ�ة‬ ‫املرصية يف ال�سنوات املاضية ‪ ،‬و أ�رتفعت ادلعوات ب أ�ن هذه املكت�سبات يه مكت�سبات قرينة‬ ‫الرئيس ( السابق) سوزان اثبت ‪ ،‬وتعالت الصيحات برضورة حل اجمللس القويم للمر أ�ة ً‬ ‫بدال من‬ ‫ادلعوة إ�ىل تطهريه ‪ ،‬وعانت املر أ�ة من حاالت ا إلقصاء والهتميش املتكررة بداية إ�قصاهئا من جلنة‬ ‫التعديالت ادل�ستورية مرور ًا بتشكيل جملس الوزراء ‪ -‬وزيرة واحدة « فايزة أ�بو النجا «‪ -‬وكذكل‬ ‫إ�قصاء املر أ�ة من رئاسة جمالس الصحف و حراكت تعيني احملافظني اجلدد ‪ ،‬وا�سهتدفت احملاكامت‬ ‫العسكرية الناشطات ال�سياسات و أ�برزهن الناشطة أ�سامء حمفوظ‪ ،‬وابلطبع ال ننىس حادثة كشف‬ ‫عذرية البنات املتظاهرات يف ميدان التحرير واليت تعترب منوذجا صارخا للعنف ال�سيايس ضد املر أ�ة و‬ ‫�سبقها حادثة التحرش ابلنساء يف ميدان التحرير يف يوم املر أ�ة العاملي ‪ 8‬مارس واليت تعد ومصة عار‬ ‫يف جبني اجملمتع املرصي والثورة املرصية‪.‬‬ ‫عندما أ�رى لك هذه الامنذج من ا إلقصاء والهتميش العمدي للمر أ�ة أ�تذكر شهداء وشهيدات الثورة ‪،‬‬ ‫و أ�تساءل ملاذا استشهد هؤالء البرش ‪ ،‬أ�ين روح ميدان التحرير ‪ ،‬أ�ين الثورة‪ ،‬أ�مل يستشهدوا من‬ ‫أ�جل احلرية والعداةل واملساواة اليت اندين هبا يف امليدان ‪ ،‬ملاذا ا إلرصار عىل هذه الثقافة اذلكورية‬ ‫أالبوية املتسلطة ‪ ،‬و أ�ين احلرية والعداةل واملساواة يف جممتع يهنال ابلطعنات عىل حقوق نساءه‪.‬‬ ‫أالم ‪ ،‬الشهيدة ‪ ،‬الثائرة ‪ ،‬لكها مناذج لنساء مرصايت حضينا ب أ�نفسهن و أ�والدهن وبناهتن وسالمهتن‬ ‫و أ�مهنن من أ�جل حريتنا قبل و أ�ثناء الثورة ‪ ،‬وكيف يعقل أ�ن جند الآن بعض أالصوات أالصولية‬ ‫تطالعنا عىل شاشات الفضائيات لتطالب بعودة املر أ�ة للمزنل ‪ ،‬وتحَُ ِرم تعلمي الفتيات ‪ ،‬وتجَُ ِرم مشاركة‬ ‫النساء يف احلياة ال�سيا�سية ‪ ،‬إ�ن هذه أالصوات ال تغتال حقوق النساء فقط ولكهنا تغتال اترخي‬ ‫وحضارة أ�مة مبفكرهيا ومناضلهيا ‪ ،‬تغتال قامس أ�مني ‪ ،‬طه حسني ‪ ،‬هدى شعراوي‪ ،‬درية شفيق‬ ‫‪ ،‬لطفي ال�سيد‪ ،‬محمد عبده ‪ ...‬وغريمه من رموز أ�منوا بدور املر أ�ة يف اجملمتع ور خَ​َ‬ ‫َست كتباهتم فينا‬ ‫هذا ادلور ‪.‬‬


‫اجلديد اذلى أ�لغى املادة اخلاصة ابخللع‪ ،‬و أ�عاد السامح بتنفيذ حمك الطاعة ابلقوة اجلربية بعد أ�ن اكن‬ ‫قد أ�لغى ىف عام ‪.1967‬‬ ‫أ‬ ‫لقطات أ�خرى تضحك �كرث مما تبىك فهناك من اليزال يتلكم عن ا�ستحاةل وضع مصري البدل ىف‬ ‫يد امر أ�ة حائض‪ ،‬وجيد من يؤيده وحيتفى بر أ�يه ويفرد هل الصفحات‪ ،‬وهناك جلنة القوات املسلحة‬ ‫والهيئات الاستشارية مبؤمتر الوفاق القوىم‪ ،‬الىت تركت القضااي املصريية لتوافق اب إلجامع عىل منع‬ ‫ظهور أ�ى مذيعة مبالبس «غري حمتشمة» ىف التليفزيون‪ ،‬وىه توصية صدرت عن «يوسف البدرى»‬ ‫ــ مقرر اللجنة املشهور ب�آرائه املتطرفة ــ اذلى أ�شار إ�ىل امتناعه عن مشاهدة نرشة أالخبار ألن‬ ‫املذيعة ــ كام يراها ــ عارية!!‪.‬‬ ‫لغة احلوار ذاهتا ىف الصحف امل�ستقةل الىت حتظى جبمهور واسع‪ ،‬ال ختلو من نربة خسرية وا�ستخفاف‪،‬‬ ‫وىه ال تزال ت�ستخدم أ�لفاظا جاهد الكثريون والكثريات إللغاهئا ملا لها من أ�صل ووقع �سيئني‪،‬‬ ‫عىل سبيل املثال تسمى إ�حدى الصحف منظامت اجملمتع املدىن العامةل ىف جمال املر أ�ة بـ«املنظامت‬ ‫احلرميى»‪.‬‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ال يقترص المر عىل اخلطاب ادليىن املزتمت الخذ ىف التصاعد �و عىل املؤسسات احملافظة فقط‪،‬‬ ‫بل تسهم فيه كياانت تستند إ�ىل مبادئ احلرية وتعمتد اخلطاب الليرباىل أ�ساسا لعملها‪ .‬داخل بعض‬ ‫أالحزاب الىت تتشح برداء احلرية وتتبىن أ�فاكر املواطنة والعداةل واملساواة‪ ،‬ف إ�ن النساء تاكحفن أ�يضا‬ ‫للحصول عىل احلقوق الطبيعية‪ ،‬وىف أ�حوال كثرية يمت هتميشهن وجتاهل متثيلهن ىف الهيالك التنظميية‬ ‫بصورة مزتنة‪ ،‬ومن مث يصبح علهين خوض معركتني أالوىل داخل احلزب نفسه ــ اذلى يفرتض أ�ن‬ ‫يدمعهن ــ والثانية لتغيري ثقافة اجملمتع‪ .‬خالل النضال ف إ�ن النساء ا إلجيابيات أ�نفسهن قد يمت ا�ستدراهجن‬ ‫إ�ىل خف املطالبة ب أ�قل مما تطمحن إ�ليه بدعوى عدم وصول اجملمتع إ�ىل مرحةل النضج الاكىف‪ ،‬وا�ستحاةل‬ ‫تقبهل رشاكهتن املساوية للرجال‪.‬‬ ‫أ�ما امليدان فعىل الرمغ من الصورة الوردية الىت قدهما للمجمتع‪ ،‬ف إ�نه بدوره قد شهد أ�حدااث ذات‬ ‫دالةل‪ ،‬املظاهرة النسائية أالوىل الىت قصدته احتفاال بيوم املر أ�ة العاملى قوبلت ابل�سباب والتعدى‬ ‫اجلسدى عىل من قاموا هبا‪ ،‬ومل يكن أ�بطال الاعتداء سوى أ�فراد من امجلهور العادى‪ .‬وىف ‪ 8‬يوليو‬ ‫ظهرت دعوة من قلب إ�حدى احلراكت ال�شبابية الثائرة تنادى بقرص املبيت عىل الرجال دون النساء‪،‬‬ ‫وحلسن احلظ مل يمت تنفيذ الاقرتاح‪.‬‬ ‫ىف لقطات كثرية مل يكن السلفيون أ�و ا إلخوان مه أالبطال احلقيقيون‪ ،‬إ�نه اجملمتع اذلكورى احملافظ‬ ‫اخلائف حىت املوت من صعود النساء‪ ،‬حيث تثبنت ىف منا�سبات عديدة همارات وقدرات فائقةا قد‬ ‫هتدد سلطته ووجوده‪.‬‬


‫حرية ذات شوارب‬ ‫بسمة عبد العزيز‬

‫ىف فيمل « أ�غىل من حياىت» اذلى ُأ�ن ِتجَ ىف منتصف ال�سبعينيات‪ ،‬تقول البطةل «شادية» حلبيهبا‬ ‫«صالح ذو الفقار» إ�هنا �ستصبح م َُد ِّرسة فيبرشها ب أ�هنا سوف ترتقى ألعىل من هذا بكثري‪ ..‬تس أ�هل‬ ‫كيف؟ فيخربها ب أ�هنا سوف تصبح «زوجته»‪ ..‬ينهت�ى الفيمل اببتسامة عريضة عىل وجوه امجليع‪ :‬البطل‬ ‫والبطةل واملشاهدون‪ .‬حوار لطيف خلص ثقافة شائعة‪ ،‬تعترب أ�ن قمية املر أ�ة ليست ىف خشصها أ�و‬ ‫فامي تسهم به من معل داخل اجملمتع‪ ،‬بل ىه ىف زواهجا وانضواهئا حتت راية رجل‪ ،‬ال هيم بعد ذكل‬ ‫ما حتققه من إ�جناز‪.‬‬ ‫مرت عقود أ�ربعة عىل إ�نتاج الفيمل‪ ،‬وجاءت ثورة تطلب احلرية والعدل‪ ،‬شاركت فهيا نساء متاما كام‬ ‫شارك رجال‪ ،‬تغريت الظروف وتطورت لكن املشهد ال يبدو وقد اختلف كثريا‪..‬‬ ‫مازالت املر أ�ة تقف ىف اخلندق ذاته‪ ،‬تواجه هتوينا من ش أ�ن قدراهتا ورغبة متصاعدة ىف إ�قصاهئا عن‬ ‫املشهد اجلديد‪.‬‬ ‫رمغ عدد املرات الىت اتبعت فهيا الفيمل‪ ،‬أ�عرتف أ�ن هنايته مل ت�ستوقفىن سوى منذ أ�ايم قليةل‪ ،‬يبدو �هناأ‬ ‫قد أ�صابت الوجيعة الىت تتجدد الآن‪ :‬عرشات أالخبار والترصحيات املتوالية يمت تداولها ىف وسائل‬ ‫ا إلعالم‪ ،‬وكثري من املشاورات والاقرتاحات ُتلقى عىل املوائد امل�ستديرة وىف اجللسات املغلقة‪،‬‬ ‫مجيعها تنتقص لك يوم من جحم التفاؤل اذلى ُخ ِل َق مع الثورة فامي يتعلق بوضع النساء املرصايت‪.‬‬ ‫لقطات متنوعة تشري إ�ىل حماوالت المتلص من مبادئ املواطنة الاكمةل واملساواة‪ ،‬حىت اللحظة‪ ،‬ال‬ ‫توجد امر أ�ة واحدة ىف موقع «احملافظ» أ�و «سكرتري عام احملافظة» برمغ حراكت التغيري املتتالية‪ ،‬ورمغ‬ ‫وصول الكثريات للوظائف العليا داخل ادلواوين احلكومية واستياهئن من عدم التصعيد والرتقية‪،‬‬ ‫جامعى توىل النساء‬ ‫ي ِّ‬ ‫ُرصح حمافظ اجلزية ب أ�ن النساء غري مؤهالت لتكل املناصب‪ ،‬هناك أ�يضا رفض إ� ّ‬ ‫وظائف بعيهنا ىف سكل القضاء‪.‬‬ ‫أ�ما ىف أالايم أالخرية فقد أ�عاد رئيس الوزراء تشكيل حكومته‪ ،‬ومع ذكل مل تراع الاختيارات المتثيل‬ ‫العادل للنساء‪ ،‬بل خلت تر�شيحات امجلهور وتر�شيحات امليدان ذاته من أ�سامء �سيدات‪.‬‬ ‫عىل اجلانب الآخر خترج دعوات لزنع بعض املكت�سبات الضئيةل السابقة‪ ،‬هناك عىل سبيل املثال‬ ‫دعوة لتعديل الحئة امل أ�ذونني حبيث يمت استبعاد النساء من تكل الوظيفة وىه دعوة قوبلت ــ لشديد‬ ‫أالسف ــ ابملوافقة املبدئية من وزارة العدل‪ ،‬كذكل هناك دعوة ملراجعة االتفاقيات ادلولية اخلاصة‬ ‫حبامية حقوق املر أ�ة بدعوى تناقضها مع الرشيعة‪ ،‬وهناك مرشوع قانون أالحوال الشخصية اجلديد‬


‫اكنت جدىت حني ترغب ىف وصف امر أ�ة بلك الصفات ا إلنسانية العظمية من قوة وصدق وجشاعة‪،‬‬ ‫تقول عهنا لكمة واحدة‪ ،‬تقول إ�هنا «ست»‪ ..‬مل تقل أ�بدا كام ي�سمترئ البعض إ�هنا «اكلرجل»‪ .‬نربة‬ ‫صوت جدىت ونظرهتا وىه تنطق لفظة «ست» تكشفان لك املعاىن الىت قصدهتا‪ ،‬تشريان ألن‬ ‫«الست» قمية كبرية جدا ونفيسة‪ .‬مل تكن تزد لكمة واحدة إ�ال حني ترغب ىف الت أ�كيد عىل رؤيهتا‪ ،‬تقول‬ ‫«ست حبقيقى»‪ .‬لكمتان اكنتا اكفيتني إللقاء الاحرتام الشديد ىف قلوبنا لل�سيدة املقصودة‪.‬‬ ‫ترى هل ت�ستعيد اللكمة رونقها ىف القريب؟ معوما ال أ�ظن أ�ن النساء عاجزات عن ادلفاع عن‬ ‫حقوقهن‪ ،‬فالـ«ست» كام مسعت من جدىت قادرة عىل لك ىشء‪.‬‬


Egypt`s revolution means nothing if its women are not free Jumanah Younis

A mob of men attacking an International Women>s Day demo should not be allowed to happen in the new Egypt An International Women>s Day demonstration in Cairo>s Tahir Square turned violent when a group of men attacked it. Photograph: Str/AP A demonstration commemorating International Women>s Day was attacked on Tuesday afternoon in Cairo>s Tahrir Square. More than 200 men charged on the women – forcing some to the ground, dragging others out of the crowd, groping and sexually harassing them as police and military figures stood by and failed to act. It was a shocking wake-up call. Even in Tahrir Square, the symbol of Egypt>s newfound freedom, it seems that it>s going to take much more than a revolution to overhaul the deep-seated misogyny that some Egyptian men so freely and openly impose on the country>s female population. The female demonstrators – myself among them – had been protesting against Egypt>s chronic sexual harassment problem, against the many barriers women face in public life, and against the pervasive conservatism that curtails the freedom of women in society at large. The women chanted slogans that had been used in the revolution itself, calling for freedom, justice and equality. But their demonstration quickly attracted a counterprotest. The women>s chants calling for an «Egypt for all Egyptians» were drowned out by retaliations such as «No to freedom!» shouted by the opposing group. The men charged at the female protesters, who had been standing on a raised platform in the middle of Tahrir Square, and shouted: «Get out of here.»


Many women were dragged away individually by small groups of men who attacked them. I remained on the platform with five other women. A small circle of sympathetic men held hands around us to protect us from the crowd, which swelled on all sides. Against the charge of the counter-demonstrators, the circle quickly caved. Several women fell to the ground and a number of attempts were made by the attacking group to steal belongings. As I struggled to stay upright, a hand grabbed my behind and others pulled at my clothes. When, a few minutes later, I found the other women I was with, one told me that a man had put his hand down her top, while another woman had been pushed to the ground and held down by a man on top of her. The police continued to direct traffic around the square as the incident was taking place. Such outrageous displays of contempt for women cannot be allowed to persist in the new Egypt. Time and time again so-called «women>s issues» have been relegated to the bottom of the agenda: we must end corruption first, we must have political freedom first, etc, etc. On Tuesday, Egyptian women said: «Now is the time.» There is no freedom for men without freedom and equality for women. This is not a free society if a woman cannot walk down the street without fear of being harassed, attacked, or even molested. Women have a right to participate in Egyptian society as equals – and this revolution will have achieved nothing if it does not recognise the basic right of the Egyptian women to exist, to demonstrate, to work, to live and walk the streets with dignity.


Egypt>s revolution through the eyes of five women Bill Law

The Egyptian revolution did not occur out of the blue. Activists, male and female, have for years been pushing for change. Here, five women who helped to shape and define the revolution - a young blogger, the daughter of a powerful Muslim Brother, a Coptic Christian doctor, a persecuted democracy activist and a labour organiser - explain what it means to them. Dalia Ziada fears that some of the gains of Tahrir Square are already being lost Dalia Ziada: When I first met Dalia she was a wide-eyed cyber activist determined to use her blogs to secure rights for all Egyptians but especially for women. Now, three years on, she is a veteran blogosphere campaigner. But it was when she was in Tahrir Square standing shoulder to shoulder with a poor, uneducated woman that she realised she was part of something bigger. «I asked this woman why she had come and she said <for change>, and then I knew the revolution had begun.» But disillusionment has set in. «During the revolution, it didn>t matter if you were young or old, a man or a woman. The only thing that mattered was that you were Egyptian. «Now we are back to our differences, you are a man, you are a woman, we are told we should not be mingling, and not talk about everything as before.» «It brings disappointment and fear to my heart, actually.»


, demonstrated daily on Tahrir Square Zaahra al-Shatter: The last time I saw Zaahra, a mother of three, was in March 2008 . A school administrator, she had just seen her father and husband - both members of the then banned Muslim Brotherhood - seized in a night raid. She was resolute in her determination to fight for their release, petitioning the government relentlessly, and appealing to the media. Now they are out, she has shifted her energies to education: «The greatest thing about this revolution is that it has given the children of Egypt hope and freedom.» She says she is «encouraging the children to think in a different way, to do different projects, to believe in different values. It is very important.» Dr Mona Mina still fights for better health provision, as well as the political revolution Mona Mina: Mona Mina, a Christian, is the leader of an organisation called Doctors Without Rights. For years she has fought for better pay and working conditions for doctors. Under President Mubarak, repression and corruption made that an unwinnable fight. Now she is seizing the opportunity. She was at Tahrir Square, but she worries that the revolution could be stolen, that the old ways will simply find new ways to reassert themselves. «The feeling of liberation has started, but it is not complete yet. It>s the first step in a long road, there are still many things that need to happen for real liberation.» And she says that she and the other Tahrir Square protesters will, if necessary, «shed blood to keep the revolution alive.» Gameela Ismail will run for parliament this time Gameela Ismail: Gameela Ismail was a popular television presenter, when she and her then husband Ayman Nour openly challenged Hosni Mubarak.


Ayman Nour ran for president and lost. He was stripped of parliamentary immunity and thrown in jail. The couple>s bank accounts were frozen. Gameela was sacked from her job and subjected to years of harassment as she campaigned for his release. She is proud of what Egyptians have accomplished, comparing it to the fall of the Berlin Wall. «We made a revolution on our own - the people of Egypt owe no-one.» And now, «for the first time, it>s our country, not their [the regime>s] country. «Walking in the streets now is completely different to before, the feeling that for the first time the street is yours, the neighbourhood is yours, the country is yours.» Gameela is running for parliament in the elections scheduled for later this year. Ayesha Abdul Aziz hopes to continue her fight for better schools and hospitals in parliament Ayesha Abdul Aziz: Ayesha is a farmer in the Nile Delta and a labour organiser. In her household unmarried Ayesha sits at the head of the table. In this and in so many other ways she is different from most rural women. In 2008, she led a strike to win equal pay for female tobacco factory workers. She won that fight against the odds. But last year she lost an attempt win a seat in parliament, in blatantly rigged elections. She will run again in the elections scheduled for later this year. Win or lose, she will fight for better schools, better hospitals, for decent roads and clean water.


«I am a woman and thank God I know my rights.» But she does not think that a woman will ever become president of Egypt. «No, no, no, that is not an issue for me. Egypt is so tough, it really needs a man to run it.»


New song of Egypt>s elite nawal sadwi

What makes revolutionary thought unique is its clarity and dignity, and its clear grasp of freedom and justice: simple, clear words that are understood without the need for any help from elite writers or thinkers. In the columns of many of Egypt>s national newspapers, the same facelifted, hair-dyed dignitaries who spent years justifying and beautifying the corruption of past rulers still write regularly. They now praise Egypt>s revolutionaries just as they once praised Hosni Mubarak and his ministers. Their words jumble everything, until the truth disappears – the simple, plain truth that the law and the constitution must be fair, and must be applied equally to everyone; that a leader should not be spared a just trial, nor punishment if he is found guilty of killing demonstrators or stealing money, or corruption, or any other charge. Mubarak has now been indicted, but the trial is being constantly delayed for health reasons, or political or other reasons. There is pressure from both inside and outside the country to spare him. Some people – the elite thinkers who write in newspapers – want to empty the revolution of its significance. They want to turn it into a song that we listen to yearly on 25 January, just as we listen to «I love you Egypt» songs during processions of national hypocrisy. All their writings sound the same, revolving around the same concealed idea, as if they meet at night and agree upon it. «Oh, pure youth of the revolution,» they say, «you are noble; you rise above revenge. You are the youth of a pure revolution, not like the French revolution that executed King Louis XVI and his family. Your white revolution shed no blood.»


Their tears pour with the flowing ink of their pens. But they did not shed tears for the youth who were killed and wounded on the streets and in Tahrir Square. They did not cry for the youth who lost their eyesight to the snipers> rubber bullets, or for the people of Egypt who have suffered hunger, unemployment, and abuse in prisons. They only shed tears for leaders who have spilled blood and taken money. In their desire to protect fallen leaders from the people>s trials, they say that God alone can punish and reward. «To all the youth of the revolution, trust God and do not listen to the words of infidels who are calling for punishment.» But how can there be justice without a trial? Why are they afraid of a trial if they are innocent and if their defendant is innocent? Mubarak was the one who gave orders to ministers – and to some of our elite writers, too, as he distributed rewards and positions among them. None of them ever opened their mouth except to shower Mister President with compliments, or to show their loyalty to him by following his orders. None of them ever met the president without emerging from the meeting waxing lyrical about their «unique and unprecedented encounter». They tell the youth that everyone makes mistakes. «You are young and pure and romantic,» they say. «You haven>t experienced life; but we are old and have struggled with life; we have all lived through the past regime, we all adapted to it, we the big writers. We had limits that we could not step over or else we would have been dragged to jail or exiled, and our children would have starved. Oh, youth of the revolution, you have to rise above this desire to punish or you risk losing the noble spirit of the revolution. It is enough that the stolen money is returned through the courts; we can spare Mubarak and his family from the humiliation of a trial, and he can leave Egypt.»


This is the new song that the Egyptian elite is singing today. To this day, its members occupy the thrones of culture, information, writing and art. You could almost sense from them that the trial will not take place – and if it did, it would be a sham, and it would end with acquittal and a safe passage outside the country. I hope I am wrong – for the sake of protecting Egypt from another burning revolution.


she won’t win, but Bothaina Kamel is vital to Egypt’s future Joseph Mayton

Egypt>s female presidential candidate Bothaina Kamel is key to Egypt>s future. CAIRO: When Egypt’s Supreme Council of the Armed Forces (SCAF) held a Facebook poll to see who the frontrunner for the presidency would be in April, they left off one candidate: Bothaina Kamel. In Egypt’s maledominated political sphere it is understandable, even accepted. Women in politics are looked down upon and few Egyptians would seriously consider voting for the talk show host turned presidential candidate. When Kamel announced on the micro-blogging website Twitter earlier this year that she intended to run in the next presidential campaign, nobody took notice. Bikyamasr.com’s Manar Ammar broke the story to little fanfare. In fact, it wasn’t until Kamel took to the streets and began voicing her platform of social justice that the media began to take her candidacy seriously. It is the unfortunate state of women in Egyptian society, but at least now, her voice is being heard, even as the vast majority of the country shuns even the idea of a woman in power. Egypt has long struggled with women in politics. Following the January 25 revolution, many believed it could mark the renaissance for women’s rights in a country that has done little to tackle the widespread problem of sexual harassment and the lack of women’s empowerment. Instead, the country has seen a reversal of the few gains made in recent years. The military has abandoned a women’s quota in parliament, meaning that come November, the likelihood of have a female MP is growing slimmer and slimmer. The Egyptian Center for Women’s Rights in late July attempted to push the interim government and the ruling SCAF


to install female governors. They were rebuked, with the government citing “security concerns” and placing all men in the country’s governorates. When the military developed a constitution committee to develop changes to Egypt’s constitution, there were no women on the panel, despite female lawyers and politicians in the country. Among the pro-change protesters, women’s rights have been silenced. They argue that to push for women’s rights would be a single-issue that does not embrace the overall goal of the revolution. Even some women agree, saying that the country needs universal human rights and must avoid the “discriminatory idea of women’s rights as a unique goal.” But in a society where women have had little ability to enter politics, or have their voices heard, and live on a daily basis with the comments, groping and assaults, some form of affirmative action is needed. Without it, women could be faced with even more disadvantages as the men take hold of Egypt’s future. In comes Bothaina Kamel, arguably the only visible female leader in current Egypt. For many, she isn’t qualified to be president. Then again, in a country ruled for over half a century by dictators, who is qualified? There are viable candidates in the country, Mohamed ElBaradei, the former International Atomic Energy Agency (IAEA) chief and darling of the Western media, former Arab League Secretary-General Amr Moussa, former Muslim Brotherhood top official Abdel Moneim Aboul Fotouh and a handful of others, but none of them have done more than talk. Kamel, however has taken her message of social justice into the streets, rural areas and to the people themselves in a move reminiscent of American President Barack Obama’s grassroots mobilization that set him on a path to the White House in 2008.


. She is doing more than the other candidates combined. Unfortunately it isn’t translating into larger support. Her Facebook fan page has roughly 1,000 supporters, while ElBaradei’s 250,000. Comments on articles in the Arabic press have been virulently antagonistic, with many claiming the “role of a woman is in the house” and “a woman can never be president according to Islam.” It hasn’t stopped Kamel from pursuing her campaign and her belief in a better Egypt. It is sad that not more women are being galvanized by her efforts. The conservatism that has seeped into Egypt over the past two decades has taken its toll, with many of the country’s female population seemingly having bought into the idea that Islam forbids women in power positions. On Friday July 29, some one million conservative Salafists converged on Cairo in a show of force, calling on Egypt to be an Islamic state. Among them were women, fully veiled and spouting the rhetoric of a conservative Egypt. It struck fear in the dwindling pro-change supporters, who are hopeful that a future democratic Egypt is mult-faceted and open. “Women in this country have been forced to watch from the sidelines for so long that it is hard to get them moving and getting involved in politics,” Mona Makram Ebeid, a former MP – appointed as part of the quota system in the 1990s – told me a year before the revolution. She added, however,


that Egyptian women are pushing toward joining social activity and “this is where their power lies.� Kamel obviously understands this and has taken her message outside Cairo. She has earned the support and backing of a number of online activists and although the government and her opponents don’t fear her, it is her candidacy that still brings hope to a country that appears broken and fractured. For women, it has been that way for years.


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.