4
اخلميس ٢٠١٦/١/٢٨العدد ()١٣٦٣
«حكمة املقاومة» تتفوق على محاوالت (إسرائيل) إشعال جبهة غزة
تتأرجح على خطين متوازيين ،أولهما االستعداد الحقيقي ألي مواجهة عسكرية قد تفرض عليها ،وأما الثاني فيتركز على الدعم الكامل النتفاضة القدس والتأكيد على عدم الرغبة في معركة جديدة في الوقت الحالي -على األقل.- ويتضح ذلــك مــن خــال تصريحين لنائب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية ،حيث قال منذ أسبوعين في مهرجان جماهيري «إن العالم بأكمله سيتفاجأ من قدرات المقاومة في أي معركة مقبلة» ،فيما تحدث منذ أيام « إننا لسنا بوارد التحضير لحرب من جانبنا لكن إن فرضت علينا فشعبنا قادر على الدفاع عن نفسه». وأردف بقوله« :هناك موجة إعالمية متجددة من اإلعالم اإلسرائيلي ضد غزة والتلويح بلغة تشبه لغة ما قبل الحروب السابقة» ،داعي ًا اإلعالم الفلسطيني ألن يعرف ويدرك نقاط القوة الفلسطينية ويواجه الحرب النفسية واإلعالمية التي يشنها االحتالل على شعبنا في غزة والضفة. وفي ذلك ،يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح عبد الستار قاسم أن (إسرائيل) تسعى بشكل واضح
من أجل الدخول في معركة جديدة في غزة ،تخلصها من موجات االنتفاضة في الضفة والقدس ،والتي أصبحت هاجسا تالحق القيادة (اإلسرائيلية). ويشير قاسم إلى أنه من الواجب على المقاومة في غزة التعامل بحكمة مع موجة التصريحات (اإلسرائيلية)، والبقاء على صمتها اإليجابي ،وتفويت الفرصة على االحتالل من خالل تهميش أي «استفزاز متعمد» قد يقع على حدود غزة. وهذا ما أكد عليه عدنان أبو عامر المختص في الشأن (اإلسرائيلي) بقوله «صحيح أن ساحة المواجهة اليوم هي الضفة الغربية والقدس ،لكن ذلك قد ال يقنع إسرائيل بمغادرة التفكير القديم الجديد بتهديد غزة؛ لتصدير فشلها األمني في مواجهة السكاكين ،مما يدعو صناع القرار لتفويت الفرصة». وفي نهاية المطاف ،يبدو أن شبح المواجهة العسكرية سيبقى حاضرا طالما استمرت انتفاضة القدس ،بيّد أن (إسرائيل) في حيرة من أمرها إذ إنها تقف بين خيارين «أحالهما مر» ،فال هي التي تستطيع تحمل آثار سكاكين االنتفاضة ،وال نار صواريخ غزة.
للردع ومعاقبة السكان ..االحتالل يعزز سياسة هدم املنازل يف الداخل املحتل غزة_ إسالم الكومي هدم البيوت وتدمير األراضي سياسة تنتهجها حكومة االحتالل للتضييق على الفلسطينيين في الداخل المحتل وانتهاك حقوقهم بحجج واهية أبرزها أن الهدم لعدم وجود ترخيص ،أو التذرع باالحتياجات العسكرية واألمنية ،كما تزعم حكومة االحتالل أن هدم بعض الممتلكات يأتي ألن جماعات فلسطينية مسلحة تستخدمها إلطالق النار على (اإلسرائيليين) أو شن هجمات فردية «عمليات طعن» تجاههم. ونشرت لجنة شكلها المستشار القضائي لحكومة االحــتــال ،يــهــودا فاينشتاين ،توصيات خاصة بمواجهة ما تسميه بالبناء غير المرخص ،من خالل التركيز على «وجوب انتهاج سياسة واضحة لتطبيق القانون «. وتــأتــي هــذه التوصيات ،التي أعلن فاينشتاين لتتماشى مع حملة أطلقها رئيس حكومة االحتالل بنيامين نتنياهو ،بعد ساعات من تنفيذ الشهيد نشأت ملحم ،من عرعرة ،عملية في (تل أبيب) أسفرت عن قتْل ثالثة إسرائيليين. ويرى خالد مضية المحلل في الشأن (اإلسرائيلي) أن (إسرائيل) تزعم أن التدمير يهدف إلى منع شن هجمات في المستقبل انطالق ًا من المنطقة ،إال أن عمليات الهدم غالب ًا ما تجري كرد انتقامي على الهجمات الفلسطينية وكعقاب الجماعي لسكان منطقة معينة. ويقول مضية في حديثه للرسالة »:إن غرض إجالء الفلسطينيين عن مناطق يكون لـ(إسرائيل) فيها مصلحة معينة في االستيالء على األرض ،وتحديداً بالمداخل التي تقع بجوار المستوطنات والمواقع العسكرية ،بقصد توسيعها فيما بعد أو بناء طرق
جديدة أو غيرها من أشكال البنية األساسية الرامية إلى تعزيز المستوطنات (اإلسرائيلية). دون ترخيص وتهدف حكومة االحتالل لتدمير المنازل في الجانب العربي في (إسرائيل) وأجــزاء من الضفة الغربية والقدس بحجة بناءها بدون ترخيص. ويضيف مضية« :مئات المنازل بالقطاع العربي في (إسرائيل) في السنوات القليلة الماضية وحدها تلقت بالغات هدم بحجة عدم الترخيص ،في حين أن الهدم نادراً ما يحدث في المستوطنات بل تواصل حكومة االحتالل توسيعها رغم أنها غير القانونية بموجب القانون الدولي». ويوضح مضية السبب الرئيسي لبناء العديد من المنازل بدون ترخيص في القطاع العربي في الداخل المحتل وفي أجــزاء من األراضــي المحتلة ،بما فيها القدس الشرقية ،بأنه من الصعب جــداً إن لم يكن مستحيل في أغلب األحيان الحصول على تراخيص بناء في هذه المناطق. أما المختص في الشأن (اإلسرائيلي) محمد عمايرة فيؤكد أنه ال يمكن التذرع باالحتياجات العسكرية واألمنية لتبرير اتخاذ إجراءات تستفيد منها حكومة االحتالل على حساب الشعب الفلسطيني ،موضحًا أن االحتالل يهدف إلى حماية مواطنيه في الداخل المحتل
بقلم /إبراهيم املدهون
أما آن األوان لعباس أن يتنحى؟!
غزة -محمود فودة ما فتئت قيادة (إسرائيل) تتهم غزة بالوقوف خلف الخاليا العسكرية في الضفة ،ولم تهدأ تصريحاتها حول تطور القدرات الصاروخية ومنظومة األنفاق ،في محاولة يائسة لحرف البوصلة عن االنتفاضة في اتجاه إشعال جبهة غزة. في المقابل كانت قيادة المقاومة الفلسطينية في غزة على قدر المسؤولية ،إذ تجاهلت الحديث (اإلسرائيلي)، واستمرت في عملها الصامت كالعادة ،بينما أكدت وقوفها إلى جانب المنتفضين في الضفة والقدس دون تحديد شكل الدعم. وبحسب المراقبين فإن (إسرائيل) تحاول من خالل الحديث المتكرر عن تعاظم القدرات العسكرية في غزة إلى الهرب من ثورة السكاكين المستمرة للشهر الرابع على التوالي ،فيما فشلت األجهزة األمنية (اإلسرائيلية) كافة في إيقافها أو الحد منها؛ بدليل استمرارها حتى اليوم في عدد من مدن الضفة والقدس. ورغم أن دولة االحتالل لم يكن في حساباتها الدخول في معركة عسكرية مع غزة طيلة األشهر التي تبعت عدوان صيف ،2014إال أنه أصبح بمثابة «القدر الذي ال بد منه» للشفاء من عمليات انتفاضة القدس التي أصبحت هاجسا يطارد االحتالل ومستوطنيه في أرجاء تواجدهم. ولم تخفِ إسرائيل هذه الرغبة كثيرا ،إذ أن االستفزاز المتعمد للمقاومة على حــدود غــزة ،عبر التوغالت المتكررة خالل األشهر الماضية ،واستهداف الصيادين والمزارعين الذي أدى الستشهاد عدد من المواطنين، تشير إلى إنها تريد إشعال الجبهة دون أن يشار إليها بالمسؤولية عن ذلك. وما يبعث بالطمأنينة للطرف الفلسطيني في ظل الهجوم اإلعالمي (اإلسرائيلي) ،أن قيادة المقاومة
نقطة وانتهى
ومستوطنيه من خالل مصادرته غير القانونية لألراضي والمنازل. وقال عمايرة لــ «الرسالة» »:إن األغلبية العظمى من المنازل واألراضــي وغيرها من الممتلكات التي ينوي تدميرها الجيش (اإلسرائيلي) في القدس والداخل المحتل تندرج تحت الفئة الثانية التي تُعرِّفها (إسرائيل) بأنها تدمير من أجل «احتياجاتعسكرية/أمنية». مراقبة وغرامات ووفق ًا لما نشرته صحيفة «هآرتس» منتصف األسبوع الحالي ،فإن التوصيات الجديدة للجنة المذكورة توصي بتشديد مراقبة حكومة االحتالل على البناء في البلدات العربية الفلسطينية في الداخل المحتل ،من خالل لجنة مشتركة للشرطة وممثلين عن «هيئات تطبيق القانون» ،والقيام بعملية مسح ألوراق الهدم ،التي صدرت بحق بيوت عربية وتحديد حجم األوامر ،التي يجب المسارعة في تنفيذها ،وفق خطة العمل أللوية الشرطة المختلفة. كما وأوصــى نائب المستشار القضائي لحكومة االحتالل ،إيرز كامنيتس ،بتكثيف فرض الغرامات المالية الباهظة ،واللجوء أيضا إلى استدعاء أصحاب المنازل والتحقيق معهم في أقسام الشرطة بغية خلق «نوع من الردع» ،وترهيب المواطنين من البناء. وبحسب التفاصيل ،التي أرفقتها اللجنة المذكورة ،فإن وحدة تنفيذ أوامر الهدم التابعة للشرطة ،والمنبثقة عن قسم مراقبة البناء في وزارة الداخلية (التي تم، أخيراً ،نقلها من وزارة المالية والداخلية إلى وزارة األمن الداخلي)؛ تعالج 700ملف جديد إلصدار أوامر وقف أعمال البناء والهدم ،يتم سنوي ًا تنفيذ نحو 160 أمر هدم منها ،فيما تشير تقديرات جهات عربية تعالج موضوع المسكن والبناء في الداخل الفلسطيني ،إلى وجود نحو 50ألف بيت تدعي الحكومة (اإلسرائيلية) أنها شيدت من دون تراخيص بناء.
كشعب وفصائل ونخب أننا فشلنا علينا االعتراف ٍ في إنهاء االنقسام وأن الحالة الفلسطينية لم تستطع االنتقال من التشتت والتشظي للتوحد والتماسك ،فحماس قدمت كل ما يمكن تقديمه إلنهاء االنقسام ولم تتلق إال الخيبة والتعنت، ومهما حاولت حماس تقديم خطوات إيجابية وتحلت بالمرونة وسعة الصدر فلن يقبل منها، فالمصالحة فشلت وأضــحــى األمـــر أعــقــد من االنقسام وأشــد خطورة ،فهناك سلطة تتخلى عن مسؤولياتها وحكومة ترفض القيام بأدنى فراغ دستوري واجباتها ،فنحن نعيش اآلن حالة ٍ وسياسي وإداري وال حل إال باالنتخابات. بالتأكيد حماس تخطئ في بعض التصرفات والتكتيكات إال أن قــرارهــا االستراتيجي مع المصالحة ،بعكس الرئيس محمود عباس الذي قد يصيب ببعض الخطوات الهامشية إال أنه يتوجه سريع نحو رفــض الشراكة ومحاولة بمنحد ٍر ٍ استكمال إنهاك الخصوم وتصفيتهم وإبعادهم بالكلية؛ بغية التفرد واالستئثار بالقرار والسلطة، هكذا فعل مع خصومه في المنظمة وسلطة رام اهلل ومع حركة فتح ،لهذا طالما الرئيس محمود عباس موجود فهناك قــرار استراتيجي لديه بتعطيل المصالحة. قد أتفهم سلوك عباس اإلقصائي لو حقق نجاح ًا خالل تجربته في رئاسة السلطة والمنظمة؟ إال أنه لم يحقق إال الخيبة والتراجع على جميع مستويات صراعنا مع العدو اإلسرائيلي ،فالمفاوضات طريق مسدود وكانت ومــا زالت وصلت إلــى ٍ تمنح االحتالل مزيداً من الوقت والشرعية لقضم األراضي وارتكاب المجازر ،وحركة فتح أضحت تائهة ممزقة ال هوية لها؛ فقد فرغها من بعده ً من مضمونها الثوري النضالي وأنهك كوادرها، وارتفع فساد السلطة في عهده فصنفت كأكثر الكيانات فساداً مالي ًا وإداري ًا وسياسي ًا ،وتحولت لكنتونات أمنية تدار من قبل ضباط مخابرات لهم أجندة نفعية. ســنــوات مــن الــحــصــاد الــمــر تجرعها الشعب الفلسطيني خالل حكم الرئيس عباس يدعو لوقفةٍ جاد ٍة وطرح سؤال مهم ،ألم يحن األوان للرئيس عباس أن يتنحى بعد كل هذا الخراب؟! بالتأكيد الكثير من األمــور ستتغير لو حدث واستجاب لنداء الحاجة الوطنية ،فلن يأتي أسوأ منه ،فهل هناك ما هو أقتم من االقتتال الداخلي وسيطرة االحتالل على الضفة وتحويل مدنها ألغلفة مستوطنات؟! وهل هناك ما هو أخطر من ضياع حركة فتح وتشتت بوصلتها وتمزيق صفها ،ومحاصرة غزة وتهويد القدس وتوهان القضية وتشتت معالمها؟! هناك من يشكك بتغيير الحالة بزوال رجل واحد فقط وتنحيه طوع ًا ،فطبيعة حركة فتح ستساعد بشكل كبير على التغيير إن جاء من هو أفضل منه ،ففتح حركة الرجل األوحــد كانت في زمن عرفات «فتح أبو عمار» وحولها عباس إلى عزبةٍ خاصة له وألبنائه ،فالقرار قراره والــرأي رأيه والتوجه توجهه ،لهذا فإن أي تغيير في شخص الرئيس سيؤثر تأثيراً كبيراً على منهج ومسلكيات وقرارات واستراتيجيات الحركة مما سيؤثر على تفاصيل القضية الفلسطينية.