جريدة الكرامة | العدد الثالث عشر

Page 1

‫ﺟﺮﻳﺪة‬

‫‪8‬‬

‫ﺣﺮﻳﺔ ـ ﻋﺪﺍﻟﺔ ـ ﻣﺴﺎوﺍة‬ ‫ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ـ ﺛﻮرﻳﺔ ـ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪد ‪2014 - 04 - 10 23‬‬

‫‪www.facebook.com/alkarameh.newspaper‬‬

‫ﺍﻧﺘﺼﺎرﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺍر و ﺍﻧﻜﺴﺎرﺍﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍن ﺍﻟﺜﻮرﻱ‪..‬‬ ‫ﺍﻟﺤـﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﻲ ص ‪2‬‬ ‫ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪوﻧـﻪ ﻫـﻮ‬ ‫ﺣـﻞ ﺍﻟﺜــﻮرﺓ‬

‫ﺗﻘﺪﻡ وﺍﺿﺢ ﻟﻠﺜﻮﺍر ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠﺒﻬﺎﺕ‬ ‫وﻳﺒﺮود ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺒﻮﺓ ﺟﻮﺍد ﺳﺒﺒﻬﺎ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﺪﻋﻢ‬

‫ﺇﻧﺠــﺎزﺍﺕ ﺍﻷﺳـــﺪ‪ ...‬ص ‪5‬‬ ‫ﺍﻧﺘﺨﺒــــﻮﺍ ﻗﺎﺗﻠﻜــــﻢ‬

‫ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻣﻦ ﻣﺠﺰرﺓ ص ‪12‬‬ ‫ﻗﺼﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ‬

‫ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ‬ ‫ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‬

‫وﻫﻴﺐ ﺣﺎﺗــﻢ‬ ‫ﺑﺎﺳـﻞ ﺣﻮرﺍﻧﻲ‬ ‫ﺃﺑــــﻮ ﺣﻤـــــــﺰﺓ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ )ﺃﺑﻮ ﻋﻤّﺎر(‬

‫ص ‪06‬‬

‫رﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‬ ‫وﻫﻴﺐ ﺣﺎﺗﻢ‬

‫ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻋﺎﻣّﺔ‬ ‫د‪ .‬ﻣﺤﻤﺪ رﺷﻴﺪ‬

‫ﺇﻋﺪﺍد وﺇﺧﺮﺍﺝ‬

‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ )ﺃﺑﻮ ﻋﻤّﺎر(‬

‫ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‬

‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ‬ ‫ﺣﻤــــﺰﺓ ﺣـﻮرﺍﻧــــﻲ‬ ‫ﺍﺑﻨــــــــــﺔ ﺣـــــﻮرﺍن‬ ‫ﻧـــــــﻮر ﺍﻟﻴﻘـﻴـــــــﻦ‬ ‫ﺳﻮﺳـﻦ ﺍﻟﺨﻄﻴﺐ‬ ‫ﺃﺑــــــــﻮ ﻣـﻨــــــــــﺬر‬ ‫ﺟﺒــﺮ ﺍﻟﻤﺤـﺎﻣﻴـــــﺪ‬

‫ﻟﻴــﺲ دﻓﺎﻋـــﴼ‬ ‫ﻋـــــﻦ ﺍﻟﺨﻄﻴــــــﺐ‬ ‫ﺑﻞ ﺩﻓﺎﻋﺎﹰ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ‬

‫‪3‬‬

‫ﻫﺪن ﺃﻡ ﻣﺼﺎﻟﺤﺎﺕ‬

‫ﺃﻡ ﻃﻌﻨﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻬﺮ‬

‫‪4‬‬

‫ﺳﻮرﻳﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ وﺍﻟﻨﺎر ‪11‬‬

‫ﻣﻨﺬ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﺣﺘﻰ‬ ‫ﺣﺮﻗﺖ ﺍﻟﺒﻠﺪ‬


‫‪ 23‬نيسـان‬

‫افتتاحية العدد‬ ‫بقلــم‪ :‬أبــو حمـزة‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫قبل ما يزيد عن ثالث سنوات انطلقت ثورة الكرامة‪،‬‬ ‫معلنــة بداية نهاية حقبة ســوداء من تاريخ ســوريا‬ ‫الحديث‪ ،‬حقبة لن تتكرر بعد أن عرف الشعب طريقه‬ ‫الصحيح‪ ،‬وبعد أن نادى طالباً حريته المســلوبة منه‬ ‫منذ ما يزيد عن خمسين عاماً‪.‬‬ ‫انطلقت الثورة ســلمية طاهرة‪ ،‬واكتســبت شــعبية‬ ‫كبيرة‪ ،‬وشــاركت فيها أعداد تفوق نسبة المشاركة‬ ‫في كل ثــورات العالم‪ .‬وبعد أن شــعرت دول العالم‬ ‫العظمى بخطورة الثورة‪ ،‬وشــعروا بخطورة أن يكون‬

‫مح ّليـــــات‬

‫الثــورة تدخــل عامهـــا الرابــع‬ ‫في ســوريا حكم ديمقراطي حر‪ ،‬بــدؤوا بالتآمر على‬ ‫الثورة‪ ،‬لتنتقل عبر مراحل كثيرة لتصل ما إلى وصلت‬ ‫إليه من شــرذمة وضياع بسبب عبث العابثين وتآمر‬ ‫المتآمرين‪.‬‬ ‫اليــوم ونحن ندخل العام الرابع للثورة بات ال بد من‬ ‫مراجعة أنفسنا‪ ،‬نعم التآمر ضدنا موجود وأوضح من‬ ‫أن نشــرحه ونثبته‪ ،‬لكننا عبثنا بثورتنا كثيراً وأســأنا‬ ‫إليها‪ ،‬وبات ال بد من تصحيح مسارها ووضع النقاط‬ ‫على الحروف‪.‬‬ ‫بات لزامــاً علينا اليوم أن نضع اســتراتيجية واضحة‬ ‫للعمل‪ ،‬فالعشوائية والعمل االعتباطي وردود األفعال‬

‫أمــور عديمة الجــدوى‪ ،‬والتنظيم بــات اآلن مطلوباً‬ ‫أكثر من أي وقت مضى‪ ..‬البد من تنحية المتسلقين‪،‬‬ ‫وإعــادة أمــراء الحــروب إلــى الطريق الصحيــح‪ ،‬أو‬ ‫تنحيتهــم (ولو بالقــوة)‪ ،‬كما أنه البد من محاســبة‬ ‫العابثين الذين يشيطنون خصومهم بهدف التسلق‬ ‫والجلوس مكانهم‪.‬‬ ‫سوريا أمانة في أعناقنا‪ ،‬ونحن نشطاء الثورة األوائل‬ ‫وأبنــاء ســوريا المخلصيــن البد لنا من عمل شــيء‬ ‫وعدم االكتفاء بردود األفعال‪ ،‬ولن ينقذ ســوريا مما‬ ‫هي فيه إال أبناءها المخلصين ‪.‬‬

‫الحـل السياسـي الـذي يريدونـه هـو حـل الثــورة‬

‫مدويًا كما لم ولن يتوقعه أحد‬ ‫وتحرير الساحل السوري سيكون‬ ‫ّ‬ ‫بقلــم‪ :‬لؤي أبازيد‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫تمخـــضت القمة العربية األخيرة‪ ،‬وعلى غير عادتها‪،‬‬ ‫فلــم تلد فأراً في هذه المرة‪ ،‬بل أنجبت في ً‬ ‫ال خرافياً ال‬ ‫وزن وال لــون وال وجود لــه إال بمخيلة مغرمي (الحل‬ ‫السياســي) لما يســمونها ظلماً وإجحافاً بـ ‪ :‬األزمة‬ ‫الســورية‪ ،‬ثم أبقوا مقعد ســوريا شــاغراً وكأن أمل‬ ‫انتصار األسد ال يزال قائماً في عقولهم‪.‬‬ ‫ثالث سنوات عانى الشعب السوري فيها ويالت القتل‬ ‫والتعذيب والتهجير بشكل علني فاضح على يد نظام‬ ‫مجرم سفاح‪ ،‬أما العالم الحر «المتضامن» مع الشعب‬ ‫الســوري فكان وال يزال ودون جدوى يطالب بـ الحل‬ ‫السياسي ووقف إطالق النار‪.‬‬ ‫بالنســبة للشعب السوري فلم يكن لديه الخيار حين‬ ‫حمل الســاح مكرهاً مرغماً ال مغرماً برائحة البارود‪،‬‬ ‫وال مانــع لدى الشــعب حتــى يومنا هــذا بقبول حل‬ ‫سياســي حقيقي منصف لتضحياته الجسام‪ ،‬لكن كل‬ ‫معطيــات حســن النوايا التي أظهرها النظام تشــير‬ ‫إلى أن صاحبها ثعلب‪ ،‬ويريد العالم «الحر» تسويقه‬ ‫من جديد على أنه حمــل وديع‪ ،‬لتصبح كلمة «الحل‬ ‫السياســي» تقرأ في الشــارع الســوري على أنها إما‬ ‫أن تفاوضــوا نظاماً مجرمــاً «يعيد انتخاب نفســه»‬ ‫فتنتخبونــه وتصمتــون‪ ،‬أو تتركــون إلــى مجهــول‬ ‫المصير ســنين ال حصر لها‪ ،‬فأين الـ «حل» في هذا؟‬ ‫أو ليس من المجحف هنا إقحام كلمة «حل» وإلحاقها‬ ‫بالتابعة «سياســي»؟ لمــاذا تخجلون في تســميته‬ ‫ً‬ ‫صراحـــــة «حـــل الثــــورة»‪ ،‬لتكــــون التســــمية‬

‫‪2‬‬

‫بـــــذلك أكثـــر دقـــــة لمـــا تطالبـــون بـــــه ؟!‬ ‫أما عن النار فلم يعد الشعب في سوريا مكترثاً بوقف‬ ‫إطالق النار‪ ،‬ألنه كمــا قيل ‪ :‬ليس بالنار وحده يُقتل‬ ‫الســوريون‪ ،‬لكن حبذا لو يوضع السوريون بمعركة‬ ‫«متكافئة» في العتاد والسالح‪ ،‬وحبذا لو يحيد سالح‬ ‫الطيــران الحربي والبراميل المتفجرة‪ ،‬لكن (لو) تفتح‬ ‫(قبر) الشــيطان‪ .‬وعلى ذكر حافظ األســد الراقد في‬ ‫القرداحة فها هــم الثوار يتقدمون في معركة تحرير‬ ‫الساحل السوري‪ ،‬ليحرروا عدة مواقع استراتيجية في‬ ‫أيام قليلة‪ ،‬وعلى عكس ما كان متوقعاً فإن التشريح‬ ‫العسكري في جبهة الساحل يشير إلى شيئين اثنين‪،‬‬ ‫أولهما‪:‬‬ ‫أن هؤالء الثــوار الذين بدؤوا بتطهير الســاحل من‬ ‫رموز عصابات نظام األسد‪ ،‬تدربوا تدريباً حقيقياً في‬ ‫معارك قتال الشوارع وواجهوا أنواع الموت‪ ،‬وحافظوا‬ ‫علــى ســامتهم ألعوام ثالثــة خلــت‪ ،‬وبإمكاننا أن‬ ‫نعتبر أن قــوات النخبة الثورية هــي من أخذت على‬ ‫عاتقها مسألة تحرير الساحل السوري‪ ،‬أما في الجانب‬ ‫اآلخر فإن غالبية من يدافعــون عن النظام في هذه‬ ‫الجبهة فهم الشــبيحة الذين لطالما مارســوا أنواع‬ ‫التنكيل والتعذيب والقتــل واإلجرام بحق المدنيين‪،‬‬ ‫والمدنيين فحسب‪ ،‬إال أنهم لم يعتادوا من قبل على‬ ‫مواجهة مجموعات مســلحة ومدربة بــكل ما تعنيه‬ ‫الكلمة‪.‬‬ ‫أمــا المميز الثاني لمعركة الســاحل فهــو أن نظام‬ ‫األســد ســيضطر إلى تحييد ســاح الجو كلما تعمق‬ ‫الثــوار أكثــر في المــدن والبلــدات الســاحلية التي‬ ‫يقطنها موالون لنظامه‪ ،‬فتخيل ماذا ســيحدث فيما‬

‫لو اتصلت زوجة ضباط «ساحلي» األصل يخدم نظام‬ ‫األســد في دمشق أو في درعا أو غيرها لتقول له بأن‬ ‫طيــران النظام قصف بيت أبيــك وقتل أمك وبعض‬ ‫أفراد عائلتك (بالخطأ)‪ ،‬وأن الجيش الحر يساعدنا في‬ ‫عملية انتشــال الجثث والبحث عــن ناجين من تحت‬ ‫األنقاض !‬ ‫وقــع النظــام إذاً بين فكي كماشــة لتخيــره معركة‬ ‫الســاحل بأمرين أحالهما مــر مــرارة العلقم‪ ،‬يمثل‬ ‫أولهما خسارة النظام للساحل إن لم يستخدم سالح‬ ‫الجو‪ ،‬والثاني خســارة النظام للحاضنة الشــعبية في‬ ‫الساحل فيما لو استخدم طائراته لقصف تلك المدن‬ ‫والبلدات التي تعتبر خزانات بشرية ألشخاص دفعوا‬ ‫عشــرات اآلالف من أبنائهم في معــارك جندهم بها‬ ‫نظام األسد ونشــرهم على امتداد البالد في مواجه‬ ‫شعب أراد الحرية‪.‬‬ ‫خالصة القول أنه فيما لو اســتمرت معركة الساحل‪،‬‬ ‫ولــم تتوقــف بأمــر (معارضاتــي) صــادر مــن خلف‬ ‫الكواليــس تحت أية ضغــوط دولية قد تمارس على‬ ‫المعارضة السياسية أو العسكرية‪ ،‬فإنه سيتم إعالن‬ ‫تحرير الســاحل الســوري فــي وقت قياســي لم ولن‬ ‫يتوقعه أحد‪ ،‬وستشكل االضطرابات الدائرة في تلك‬ ‫المنطقة أمراً ذاتياً النســحاب فــردي لمعظم الجنود‬ ‫الســاحليين المدافعين عن نظام األسد من دمشق‬ ‫وغيرهــا مــن المحافظات الســورية باتجاه مســقط‬ ‫رأسهم‪ .‬وعندها ســيفقد النظام سيطرته على حبال‬ ‫أشرعة سفينته التي شارفت على الغرق‪.‬‬


‫‪ 23‬نيسـان‬

‫ّ‬ ‫محليـــــات‬

‫ليس دفاعـًا عـن الخطيــب ‪ ..‬بــل دفاعــًا عــن الثـــورة‪..‬‬ ‫على الشــيخ معاذ‪ ،‬يقلل من قدره تارة‪ ،‬ويســخر من‬ ‫تصريحاتــه تارة أخرى‪ ،‬ويجعل منــه نكرة في بعض‬ ‫األحيــان! ثم يبدأ بعرض أخطــاءه‪ ،‬التي يراها أخطا ًء‬ ‫بنظره‪ ،‬فيذكر الحقائق منقوصة بلغة ســاخرة بعيدة‬ ‫عن أي نقــد علمي بناء‪ ،‬باإلضافة إلــى التهجم على‬ ‫الكثيــر من المعارضيــن والتهكم عليهــم‪ ،‬دون أن‬ ‫يذكر ولي نعمته غســان طبعاً‪ ،‬فغسان من المالئكة‬ ‫وبعيد عن الخطأ ربما!!‬ ‫على ســبيل المثــال عــرض صاحب المقــال مبادرة‬ ‫الشــيخ معاذ‪ ،‬وادعى أن الشيخ عرض محاورة النظام‬ ‫مقابل تجديد جوازات المنتهية للســوريين‪ ،‬ونسي‪،‬‬ ‫أو تناســى‪ ،‬البند الثاني من المبادة القاضي بإطالق‬ ‫ســراح المعتقليــن في ســجون النظــام‪ ،‬والذي بات‬ ‫يعتبــر النقطة األهم في أي خطوة سياســية قادمة‪،‬‬ ‫هــؤالء المعتقلــون الذين لم يتذكرهم أي سياســي‬ ‫معــارض‪ ،‬حتى غســان نفســه‪ ،‬قبل مبادرة الشــيخ‬

‫بقلــم‪ :‬أبو حمزة‬

‫تحــول الخــاف بيــن الرجلين إلــى حــرب إعالمية‪،‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫بعــد انقضــاء الســنة األولى مــن الثورة الســورية‬

‫وصارت صفحات الفيســبوك ساحة لتبادل االتهامات‬ ‫والشــتائم أحيانــاً‪ ،‬وال يهمني هنــا الخوض في هذا‬

‫الشعارات البراقة والكالم المعسول فقط‪.‬‬

‫بدأت الخالفات تكبر وتتســع فــي صفوف المعارضة‪،‬‬

‫الموضوع‪ ،‬فمن حق كل شخص أن يدافع عن نفسه‬

‫السياســية منها والعســكرية‪ ،‬وبدأت هذه الخالفات‬

‫وأن يقول ما يريد‪ ،‬وليس من حقي أن أحاسب الناس‬

‫الصحافة الحرة كانت وما زالت هدفاً من أهداف ثورتنا‬

‫تنعكــس على عمــل المعارضة بشــكل عــام‪ ،‬وبتنا‬ ‫نشــاهد حروباً (فيســبوكية) طاحنة بيــن أنصار هذا‬

‫على الشــتائم أو األلفاظ غير المقبولــة التي تصدر‬ ‫منهم‪ ،‬لكن ما يهمني في األمر أن غسان عبود جنّد‬ ‫شــبكته اإلخبارية للدفاع عنه‪ ،‬وجنّــد أقالماً مأجورة‬

‫موضوع استئجار األقالم لشتم المخالفين في الرأي‪،‬‬ ‫وكان أحرى بالموقع‪ ،‬الذي كنت أعتبره محترماً‪ ،‬أن ال‬

‫فالخالف من طبائع البشــر‪ ،‬ومن سابع المستحيالت‬

‫تنتقــد معارضيه‪ ،‬وحــوّل الموقــع االلكتروني الذي‬

‫ينشــر مقا ًال فيه من الشــتائم والسخافات والتخوين‬

‫أن يصبــح الجميــع على قلــب رجل واحد ويتناســوا‬ ‫خالفاتهم الشــخصية‪ ،‬خصوصاً مع طول زمن الثورة‬

‫يتبع لشــبكته إلى منبر لشــتيمة من يخالفه‪ .‬غسان‬ ‫نفســه الذي ال يوفر مناسبة لتحميل الشعب السوري‬

‫واالتهامات بالعمالة أكثر مما فيه من النقد البناء‪.‬‬ ‫إن كان هنــاك مــن يطلب أقالماً يســتأجرها للدفاع‬

‫وعدم وجود أمل في نهاية قريبة لها‪.‬‬

‫(المنّية) على المشــاريع اإلنســانية التي يقوم بها‪،‬‬

‫المعــارض وذاك‪ .‬ال أريــد أن أصــف ذلك بالســخف‪،‬‬

‫معاذ‪ ،‬وكان سياســيونا األشــاوس متفرغين إلطالق‬

‫العظيمــة‪ ،‬وما أثار حفيظتي مــن كل هذا الكالم هو‬

‫عنــه‪ ،‬فاألحرى أال يكون هناك مــن يبيع قلمه مقابل‬ ‫المــال‪ ،‬فالصحافة يجــب ان تكون الســلطة الرابعة‬

‫وهنا ال أريــد أن أقلل من حجم المشــاريع وفائدتها‬ ‫شــهدنا مؤخراً خالفاً جديداً في صفوف شــخصيات‬

‫الكبيرة على الســوريين المحتاجين‪ ،‬بل أريد أن أنوه‬

‫التي تدافع عن الحق وال تقحم نفسها في الصراعات‬

‫المعارضة‪ ،‬كان هذه المرة بين الشيخ معاذ الخطيب‬

‫أن ال أحــد‪ ،‬مهمــا بلغ حجم الخدمــات التي يقدمها‪،‬‬

‫والســيد غســان عبود‪ ،‬لــم أعرف الرجلين أو أســمع‬

‫مخــوّل بالتكبــر على الشــعب العظيم الــذي صنع‬ ‫بثورتــه من هــؤالء المغمورين أشــخاصاً معروفين‬

‫الجانبية والشــخصية‪ ،‬ويجــب أال تكون بأي حال من‬ ‫األحوال ســيفاً يســلطه صاحب المال على معارضيه‬

‫بهما قبل الثورة‪ ،‬إال أنني بدأت أسمع بالسيد غسان‬ ‫عبــود‪ ،‬الذي بات اآلن بنظري اســمه غســان مجرداً‬ ‫من أي لقــب‪ ،‬مع بداية الثورة على أنه صاحب القناة‬ ‫التلفزيونيــة المعارضــة الوحيدة (قنــاة أورينت)‪ ،‬أما‬ ‫الشيخ معاذ فعرفته للمرة األولى مع استالمه لرئاسة‬

‫يتكلمون باسمه في المحافل الدولية‪.‬‬

‫قل لي من تهاجم أقول لك من يدعمك!!‬

‫طالعــت مقا ًال باســم (أهل الراية) فــي موقع أورينت‬

‫االئتالف‪ ،‬وأحببته كشخص وطني حريص على البالد‬

‫نيوز‪ ،‬الذي يملكه غســان عبود‪ ،‬يبدأ صاحب المقال‬

‫وال يبيع الشعارات والكالم الفارغ كغيره من شخوص‬

‫الــكالم بكلمات إنشــائية رتيبة تدغدغ مشــاعر من‬ ‫يشــعرون بالحنين إلى الوطن‪ ،‬ثم يبدأ هجوماً عنيفاً‬

‫المعارضة‪.‬‬

‫ومخالفيه في الرأي‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫‪ 23‬نيسـان‬

‫مح ّل ّيـــات‬

‫هدن أم مصالحات‪ ...‬أم طعنات في الظهر‬ ‫بقلــم‪ :‬أبــو محمـد‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ســتة أشــهرمن عمر ثــورة ســلمية نــادت بالحرية‬ ‫والكرامة‪ ،‬إلى عامان من الكفاح المسلح وأكثر‪ ،‬ستة‬ ‫اشــهر من حصــار خانــق فرضته قوات األســد على‬ ‫مناطق عدة من سوريا أفضت إلى اتفاقات مشروطة‬ ‫في بعض مناطق ريف دمشق في محاولة من النظام‬ ‫لتأمين طوق أمن حول دمشــق‪ ،‬مســتخدماً أسلوب‬ ‫التجويــع لتحقيــق مايســمى”المصالحات الوطنية”‪،‬‬ ‫بعد أن عجز عن فرض ســيطرته على هذه المناطق‬ ‫بقــوة القتــل والتدميــر‪ ،‬حيث فــرض حصــاراً على‬ ‫األحياء المحررة في دمشــق وريفهــا‪ ،‬مانعاً عنها كل‬ ‫مقومات الحياة‪ .‬كما عمــل على تدمير بناها التحتية‬ ‫واالستمرار بقصفها طوال فترة حصارها لتأتي نتائج‬ ‫هذه السياســة متزامنة مع مؤتمــر جنيف‪ ،2‬ليظهر‬ ‫النظــام على أنه قــادر على فرض شــروطه وحلوله‬ ‫علــى المناطق المحررة حتى لو بطريقة جديدة قد ال‬ ‫يألفها أحد ال من مؤيديه وال معارضيه‪ ،‬بحيث أفضت‬ ‫هذه المصالحات بدخــول كل من أحياء برزة ومخيم‬ ‫اليرموك بدمشق ومدن معضمية الشام وببيال بريف‬ ‫دمشــق في هــذه المصالحات مع اختالف الشــروط‬ ‫وإجراءات التنفيذ في كل منها‪.‬‬

‫من الوسيط؟‬

‫عادة ما تتم هذه المصالحات بوساطة أهلية من قبل‬ ‫عدد من الوجهاء المحليين المعروفين لكال الطرفين‬ ‫بحيث يتوسطون بين ضباع النظام وقادة المقاتلين‬ ‫في تلك المناطق‪ ،‬لتتم كل مصالحة بشــكل مختلف‬ ‫عن األخرى حسب الطرف األقوى والمسيطر في تلك‬ ‫المنطقة‪ .‬ففــي برزة اســتطاع مقاتلوها أن يفرضوا‬ ‫شروطهم في تلك المصالحة بأن فرضوا بقاءهم في‬ ‫الحي وعدم تسليم ســاحهم وال تسوية أوضاعهم‪،‬‬ ‫فالداخل إلى برزة سيجتاز حاجزاً لقوات النظام وعلى‬ ‫بعد أمتار ســيجد حاجــزاً لمقاتلي الحــر‪ ،‬مع احتفاظ‬ ‫كل طرف باألماكن واألبنية التي كان يســيطر عليها‬ ‫قبل المصالحة‪ ،‬مقابل قيام المقاتلين بفتح الطريق‬ ‫الرئيســية في بــرزة والطريق إلى مســتوطنة عش‬ ‫الورور‪.‬‬ ‫معضمية الشــام التي عرفت بأطفالهــا الذين ماتوا‬ ‫جوعــاً كانت الطــرف األضعف في هــذه المصالحة‪،‬‬ ‫حيث سمح النظام بعودة أهالي المعضمية وتسوية‬

‫‪4‬‬

‫أوضــاع مقاتلــي المعضميــة مــن أبنائهــا وخروج‬ ‫المقاتليــن من غير أبنــاء المعضميــة مقابل إدخال‬ ‫مســاعدات يتحكــم بهــا النظام من طعام وشــراب‬ ‫ألبنــاء المعضمية‪ ،‬تمهيــداً إلعادة ســيطرته عليها‬ ‫ودخول محافظ ريف دمشق إليها ورفع علم النطام‪.‬‬ ‫ببيال التــي ضربت بمصالحتها عــرض حائط الثورة‬ ‫حيــن قبل مقاتلوها بالشــروط المذلــة بأن دخلتها‬ ‫قــوات النظام ووســائل إعالمه ورفعت فيهــا راياته‬ ‫دون مقابل لمقاتليها‪ ،‬ســوى عودة أهالي ببيال إلى‬ ‫بيوتهم المدمرة‪.‬‬

‫هدن أم طعنات في الظهر؟‬

‫مع األخذ بعين االعتبــار الحصار الخانق الذي ُفرض‬ ‫على هذه المناطــق ووجودها ضمن محيط جغرافي‬ ‫محاصــر بالكامل وحاجــة ما تبقى مــن أهاليها إلى‬ ‫الغذاء للحفاظ على حياتهم وحتى نقص السالح بيد‬ ‫مقاتلي هذه المناطق‪ ،‬إال أنه وجه لهذه الهدن الكثير‬ ‫مــن النقد والرفض وصو ًال إلى وصفها بأنها طعنات‬ ‫فــي ظهر الثورة والجبهات المشــتعلة وخيانة لدماء‬ ‫شهداء الثورة التي سكبت على أرض هذه المناطق‪،‬‬ ‫فكانــت هــذه الهــدن بمثابــة الطعنات فــي ظهر‬ ‫الجبهات األخرى سواء في داريا المجاورة للمعضمية‪،‬‬ ‫أو القلمــون حين فتــح مقاتلوا بــرزة الطريق لقوات‬ ‫النظــام وشــبيحته في عــش الــورور الذيــن كانوا‬ ‫يحشــدون لمعركــة القلمــون‪ ،‬والتي أســقطت بها‬ ‫يبرود مؤخراً‪ ،‬وكذلك ببيــا التي تركت الريف الثائر‬ ‫المحاصر لتدخل في هدنة لم تحقق شــيئا سوى ذ ًال‬ ‫وإهانة لمن قام بها مــن المقاتلين وصوراً تذكارية‬ ‫التقطــت لهم مع جنــود النظام رافعين شــعار (أيد‬

‫وحدة)‪ ،‬وكذلك التقاطهم صوراً مع مراســلة إلحدى‬ ‫قنــوات النطــام‪ ،‬األمر الذي أثــار اســتهجاناً ورفضاً‬ ‫واســعاً من قبل مؤيدي النظام قبل معارضيه‪ ،‬حيث‬ ‫اعتبر مؤيدو األسد ذلك خيانة لدماء قتالهم‪ ،‬الذين‬ ‫قتلوا وهم يقاتلون إرهابيين يعانقهم ضباط األسد‬ ‫ويلتقطون الصور معهــم بحجة إعادتهم إلى حضن‬ ‫وطن دمره األسد ومقاتلوه من حالش وغيرها‪.‬‬ ‫هــل بإمكاننا البناء على هذه الهدن واعتبارها بداية‬ ‫ثقــة بين ثورة حياة وكرامــة ونظام قتل وإذالل؟ مع‬ ‫علمنا المسبق بأن نظام األسد لم يجري هذه الهدن‬ ‫والمصالحات ســوى لعجزه عن االنتصار عليها بقوة‬ ‫الســاح والتدمير وليؤمن حزاماً هادئاً حول دمشــق‬ ‫العاصمة‪ ،‬وحتى يتفــرغ لجبهات أخرى ريثما ينتهي‬ ‫منها ليعود إلى هــذه المناطق‪ ،‬كما حاول في مخيم‬ ‫اليرموك عندما حاول التسلل إلى المخيم والسيطرة‬ ‫عليه بعد انسحاب مقاتليه منه فما استطاع االستمرار‬ ‫بهذه المصالحة حتى نكثهــا وخرقها‪ ،‬فال يمكن أن‬ ‫تكون هذه المصالحات قائمة على ثقة بين الطرفين‬ ‫وإنمــا هي حلول مؤقتــة لكال الطرفيــن حتى تتغير‬ ‫الموازيــن علــى األرض خاصة مع عــدم وجود طرف‬ ‫قادر على فرض شروط هذه الهدن‪.‬‬ ‫لتبقى هذه الهدن كريشــة في وســط عاصفة تهب‬ ‫رياحها من جميع الجهات لتســقطها‪ ،‬فســواء كانت‬ ‫هدن أم مصالحات أم طعنات في الظهر سيسجل في‬ ‫تاريخ ثورتنا أن مناطق سورية دخلت بها‪.‬‬


‫‪ 23‬نيسـان‬

‫ّ‬ ‫محل ّيـــات‬

‫إنجــازات األســـد‪ ...‬انتخبــــوا قاتلكــــم‬ ‫بقلــم‪ :‬أبـو أميــر‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫بــات مــن المعلــوم أن األســد عــازم على الترشــح‬ ‫لوالية ثالثة‪ ،‬وربمــا أصبح من البديهي لدى الجميع‬ ‫أنــه ســيخوض معركتــه االنتخابية بنجــاح منقطع‬ ‫النظير‪ ،‬لما يتمتع بــه برنامجه االنتخابي من مرونة‬ ‫وموضوعية تناســب غالبيــة الدول «أعداء الشــعب‬ ‫السوري»‪.‬‬ ‫يرتكز برنامج األســد على محاور عدة‪ ،‬فعلى الصعيد‬ ‫السياســي يحــاول األســد جاهــداً عزل ســوريا عن‬ ‫محيطهــا العربي وإضعاف دورها االســتراتيجي على‬ ‫الســاحتين العربية والدولية‪ ،‬ال ســيما دعم القضية‬ ‫الفلســطينية وحــق الشــعب الفلســطيني بالعودة‬ ‫وتقريــر المصيــر ‪ !..‬أمــا مــا يحملــه البرنامج بين‬

‫التربية المثلى بأفضل الطــرق «الموت»‪ ،‬فهو أنجع‬

‫الكنيســت وأكثر من ‪%80‬من الشــعب اإلســرائيلي‬

‫طــرق التربية الحديثــة ‪ !..‬ويعّــد البرنامج بضرورة‬

‫وحكومة نتنياهو وغالبية الدول التي تســعى لتدمير‬

‫تدمير مــا تبقى من المدارس ليعــم الجهل ويكون‬

‫ما تبقى من سورية‪ ،‬ليجسد بذلك مقولة الماسونية‬

‫جميع األطفال السوريين سواسية كأسنان المشط‪.‬‬

‫الشــهيرة «كل زعيم في العالم لنا يد بتنصيبه»‪ ،‬هو‬

‫لم يغفل األســد عن الجانب الصحي‪ ،‬فنشــر األوبئة‬

‫برنامج كامل الدســم لدول تريد القضاء على الدولة‬

‫فــي الجانب الجانب االجتماعي يحظى بأهمية كبيرة‬

‫واألمراض السارية كشلل األطفال والطاعون وغيرها‬ ‫بــات الزمــاً وضرورياً لشــعب ثار على نظــام حكمه‪،‬‬

‫والشــعب‪ ،‬وموت محقق لماليين الســوريين الذين‬ ‫أصابهم الجفاف نتيجة الحصار‪ ،‬األســد رئيساً منتخباً‬

‫جعل حوالي نصف الشــعب السوري يعيش بين نازح‬

‫إضافة لتدمير أحياء وأبنية من عدة طبقات بالبراميل‬ ‫المتفجــرة في األيام القادمة بــات ضرورياً للتخلص‬

‫لسورية من قبل الشــعب اإلسرئيلي وحكومات دول‬ ‫عــدة‪ ،‬ومرفوض مــن قلة فــي العالم وهــذه القلة‬

‫من أزمة السكن‪.‬‬

‫يمثلها الشــعب الســوري الذي ثار عليه وآثر الموت‬

‫طياته على الصعيــد االقتصادي‪ ،‬فهو يحاول العودة‬ ‫باالقتصاد الســوري إلــى ما قبل العصور الوســطى‬ ‫وتدمير بنــى الدولة التحتيــة والفوقية وجعل رغيف‬ ‫الخبز المطلب‪ ،‬ال بل الهدف الرئيس للمواطن‪!..‬‬

‫لدى األســد حيث سيســعى إلى إتمام ما بدأ به من‬ ‫في الداخل والجئ ومهاجر إلى دول الجوار‪!..‬‬ ‫لم يغفل األســد عــن األطفال وحقوقهــم كما كان‬ ‫يؤكد في خطاباته دائماً‪ ،‬حيث يســعى إلى تربيتهم‬

‫على العيش بذل‪.‬‬ ‫إذن هو برنامج انتخابي عصري يوافق عليه كل أعضاء‬

‫وجهــة َن َ‬ ‫ظـــر‪...‬‬ ‫يوم بعد يوم تتشــابك خيوط اللعبة السورية‬ ‫وتتعقد أكثر فأكثر‪ ،‬والسبب عائد ربما لالعبين‬ ‫انفســهم‪ ,‬والالعبون على أرض ســوريا اليوم‬ ‫كثر ‪.‬‬ ‫ســواء كانوا طرفاً دوليــاً أو إقليمياً‪ ,‬وال يخفى‬ ‫على أحد الدور السعودي البارز كالعب أساسي‬ ‫في هذه الحرب ‪.‬‬

‫االســئلة المطروحة ‪ ..‬كيف تحاول الســعودية‬ ‫االحتفاظ بمصالحها؟‬ ‫و كيف للســعودية أن تدعــم طرفين أحدهما‬ ‫عسكري واآلخر سياسي‪ ,‬وفي نفس الوقت لم‬ ‫تحاول جمعهم تحت راية وحدة ؟‬ ‫و هــل الســــعودية تهــدف إلى إطالة أمــــد‬ ‫الصراع ؟‬

‫وهــل صحيح بــأن األمــوال التــي تتدفق من‬ ‫الخليج وعلى رأســهم المملكة السعودية إلى‬ ‫المعارضة السورية هي ما يبقي النظام صامداً‬ ‫عســكرياً واقتصادياً عبر حســابات وتعقيدات‬ ‫وأجنــدات تفضــي إلــى إبقــاء شــعلة الحرب‬ ‫مشتعلة وقطع يد من يحاول إخمادها‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫‪ 23‬نيسـان‬

‫ملف العدد‬

‫انتصارات الثوار و انكساراتهم في الميزان الثوري‪..‬‬ ‫تقدم واضح للثوار على جميع الجبهات‬ ‫ويبرود كانت كبوة جواد سببها قلة الدعم‬ ‫بقلــم ‪ :‬عبد السالم الشبلي شديد‬

‫ومدفعيتــه الثقيلة من ثنــي عزيمتهم عن المعركة‬

‫و يؤكد الثوار أن معركة األنفال في الساحل مستمرة‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫التــي منحتهم قــوة معنويــة ونصراً كانــوا بأمس‬

‫وســتكون على مراحل تفاجئ نظام األســد في عقر‬

‫قد يخســر الخبراء رهانهم المتمثل باســتبعاد الحل‬

‫الحاجة إليها‪.‬‬

‫داره (القرداحة)‪ ،‬والتي بدأت بشائر الخير تلوح منها‬

‫العســكري في ســوريا مع التطورات التي تشــهدها‬

‫االنتصارات كانــت كثيرة واســتطاعت أن تغطي ما‬

‫بعــد اســتهداف مدخل ضريــح حافظ األســد فيها‪،‬‬

‫ســاحات القتال في عدة مناطق من البالد بين الثوار‬

‫وقع من انكســارات‪ ،‬ال سميا في يبرود التي سقطت‬

‫ناهيــك عن أهــم األخبار التي جاءت خالل األســبوع‬

‫وقــوات النظــام‪ .‬ولئن كانــت كل التحليالت تشــير‬

‫بيد النظام بعد شــهر من المقاومة‪ .‬بينما استطاع‬

‫الماضي حول اســتهداف ابن عم بشار األسد‪ ،‬هالل‬

‫إلى عــدم قــدرة الطرفين على الحســم العســكري‬

‫الحر إعادة فتح معــارك لم تخطر على بال النظام ما‬

‫األســد‪ ،‬خالل أحــد االجتماعــات ما أدى إلــى مقتله‬

‫فهذا الــكالم ربما يفقد حقيقته مــع األيام القادمة‪،‬‬

‫ســبب زيادة في الضغــط عليه وارتفــاع عدد قتاله‬

‫ومجموعة أخرى من العائلة‪ ،‬أو العائلة المقربة‪.‬‬

‫بسبب تزايد حدة المعارك ورغبة الطرفين في إنهاء‬

‫وجرحاه إلى نسب لم يعدها في هذه المناطق‪.‬‬

‫الصراع‪ٌ ،‬‬ ‫كل لصالحه‪.‬‬ ‫معارك كبيرة شــهدتها البالد خالل الشهر الماضي‬

‫صحيفــة الكرامــة حاولــت تفنيــد المعــارك‬ ‫واالنتصارات وخرجت بالتقرير التالي ‪.‬‬

‫حلب االنتصارات الكبرى‬ ‫وإلى حلــب‪ ،‬حيث أعلن الجيش الحر الســيطرة على‬ ‫جبــل شــويحنة بريفها الشــمالي‪ ،‬تزامنــاً مع تحرير‬

‫الساحل أم المعارك و أهمها‬

‫مناطــق اســتراتيجية فــي الليرمون‪ ،‬والشــيخ نجار‪.‬‬

‫إمكانية تحول الحســم العســكري‪ ،‬خصوصاً لجانب‬

‫ال شك أن معركة الساحل‪ ،‬التي بدأت مع أواخر شهر‬

‫وتكمن أهمية موقع جبل شــويحنة االستراتيجي في‬

‫الثــوار‪ ،‬الذيــن يكبــدون النظام خســائر فادحة في‬

‫آذار الماضــي‪ ،‬هــي من أهــم المعارك التــي أعلنها‬

‫أنــه إحدى النقــاط التي كان يســتهدف منها جيش‬

‫المناطــق التي تعتبر ملجأه األخير‪ ،‬ال ســيما منطقة‬

‫الثــوار خــال الفترة الفائتــة‪ ،‬معركة بــدأت بتحرير‬

‫النظــام القرى والبلدات المحيطة بــه في ريف حلب‬

‫الســاحل الســوري‪ .‬عشــرات المعارك دارت الشــهر‬

‫معبر كســب الحدودي مع تركيا‪ ،‬ثم توسعت لتشمل‬

‫الشــمالي‪ ،‬وكونــه خط دفــاع رئيس عــن مدفعية‬

‫الماضي‪ ،‬حقق الثوار خاللها العديد من االنتصارات‪،‬‬

‫تحرير كسب والبرج خمسة و أربعين و بلدة السمرا‬

‫جمعيــة الزهــراء‪ ،‬التــي تقصف قرى وبلــدات الريف‬

‫«أم الطنافــس» ليكون أول منفــذ للثوار على البحر‬

‫الحلبي‪ ،‬وتعد منطقة مرتفعة واستراتيجية تطل على‬

‫بطــول ثالثة كيلو متر‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عــن اغتنام عدد كبير‬

‫مواقع حساسة لقوات النظام في حي جمعية الزهراء‪.‬‬

‫من األسلحة والعتاد والذخيرة من قوات النظام‪.‬‬

‫ترافــق تحريــر شــويحنة مع تقــدم الثــوار في حي‬

‫واألشــهر التي ســبقته‪ ،‬وتظهر هــذه المعارك مدى‬

‫وكســروا النظام في عــدة مواقع‪ ،‬فلم‬ ‫طير ا نه‬

‫يفلــح‬

‫الليرمــون‪ ،‬حيــث‬

‫ســيطر الثوار على‬

‫صاالت جديدة‬

‫في المنطقة التي‬

‫تعــد هي‬

‫األخــرى هامــة‪،‬‬ ‫إلطاللتهــا على‬ ‫دوار الليرمــون‬

‫‪6‬‬


‫‪ 23‬نيسـان‬

‫ملف العدد‬ ‫والمخابــرات الجوية أبــرز معاقل قــوات النظام في‬

‫ســيطرة الثوار على حاجزي النظام تزامن مع اندالع‬

‫أن مقاتلــي الحزب الذين رافقــوا النظام في معركة‬

‫حلــب‪ ،‬إلى ذلك‪ ،‬ســيطر الثــوار علــى منطقتي برج‬

‫اشــتباكات عنيفــة بين الثــوار وقــوات النظام على‬

‫كانــوا على موعد مــع الذل من خــال حملهم على‬

‫الحمام وبرج «السيريتل»‪.‬‬

‫المحوريــن الجنوبــي والجنوبــي الشــرقي لمدينــة‬

‫نعوش كبيرة إلى الضاحية الجنوبية‪.‬‬

‫مورك في الريف الشمالي‪ .‬كما تقدم الثوار في إدلب‬

‫سجن غرز بقبضة الثوار‬

‫فحرروا أجزاء من خان شيخون وبعض مناطق الفوعة‬

‫يبرود لم تكن خسارة لكن المزيد من الدمار والموت‬

‫أما فــي درعا فقد اســتطاع الثوار تحرير ســجن غرز‬

‫المؤيدة لنظام األسد والتي كانت خنجرة في خاصرة‬

‫لن يكون مفيــداً‪ ،‬فكان على الثــوار تبديل مكانهم‬

‫بعــد حصار دام نحو شــهرين‪ ،‬مطلقين عــدداً كبير‬

‫المدينة ما يســمح للثوار بحــال تحريرها من الزحف‬

‫والخــروج منها بأقل خســائر ممكنة‪ ،‬فضــ ً‬ ‫ا عن أن‬

‫من المعتقلين وصل إلى ‪ .249‬و في شــرقي مدينة‬

‫إلى المدينة و تحريرها أيضاً‪.‬‬

‫المدينة عانــت الجوع والقصف والحصــار ألكثر من‬

‫درعا‪ ،‬يواصــل الثوار إحكام ســيطرتهم على محيط‬

‫يبرود خسارة أم ظروف معركة‬

‫حاجز صوامع الغالل‪ ،‬وحاجز (قصاد) بعد ســيطرتهم‬

‫سبعة أشهر‪ ،‬قبل تحريك الحملة العسكرية ضدها‪.‬‬

‫قبل يومين على ســجن درعا المركــزي‪ .‬ويعتبر هذا‬

‫قد يــرى البعــض أن خســارة مدينة يبرود تشــكل‬

‫انتصــارات هائلة لثوار ســوريا مقابــل هزائم ربما ال‬

‫المربع من أكبر معاقل قوات النظام وآخرها في هذه‬

‫الضربــة القاصمــة للثــوار في مدينة دمشــق‪ ،‬لكن‬

‫تذكر أو أنهــا كبوات جواد‪ ،‬لكــن النظام في تخبط‬

‫المنطقة التي تقع إلى الشرق من مدينة درعا‪.‬‬

‫المتابع المالحظ لسير المعركة يجد أن النظام الذي‬

‫بســبب قوة المعــارك وزعيم مليشــيا حالش طالب‬

‫تدمير حواجز في ريف حماه‬

‫اســتعان بحالش و مرتزقة ايران في معركته تلك لم‬

‫فــي خطابه األخيــر جماهيــر الضاحية بالمشــاركة‬

‫يســتطع دخــول المدينة إلى بعد شــهر من الحصار‬

‫فــي المعركة ضــد الســوريين وذلك لحفــظ لبنان‬

‫وفي حماه سيطر الثوار في مدينة طيبة اإلمام بريف‬

‫والقصف المركز على المدينة بجميع أنواع األسلحة‪.‬‬

‫كريــم ونظيف مــن أي خطر يهدد ممن يســميهم‬

‫المدينة على أهم حاجزين للنظام وهما «الســمان‪،‬‬

‫و يؤكد ناشــطون أن الدعم الذي تقدم للمدينة لم‬

‫االرهابييــن‪ .‬و يزيد زعيم حالش إذ يربط اســتمرار‬

‫وجب أبو معروف» غربي المدينة‪ ،‬وبتحرير الحاجزين‬

‫يصل إال قبل ســقوطها بيوم ولــم يكن كبيراً‪ ،‬عبارة‬

‫حــزب والجماعــة التابعة له نابع من أمــر واحد وهو‬

‫يصبح الطريــق إلى مدينة طيبة اإلمــام من الجهة‬

‫عن مبلغ زهيد ال يكفي رصاص معركة واحدة‪.‬‬

‫اســتمرار نظام األســد‪ ،‬وأن اي ســقوط لهذ النظام‬

‫الغربية مفتوحاً تماماً‪.‬‬

‫يبرود ســقطت‪ ،‬لكــن الثوار اســتطاعوا تكبيد قوات‬

‫تعني بالضرورة سقوط حزب حالش اللبناني‪ .‬ناهيك‬

‫النظام فيها خســائر فادحة فــي األرواح والعتاد‪ ،‬كما‬

‫عــن الطلبات المجنونة من قبل موالي النظام والتي‬ ‫كان آخرها رغبتهم في إبادة تركمان ســوريا‪ ،‬بسبب‬

‫يوميــات عِ طـر‬ ‫ّ‬

‫ما سموه دعماً للغزو التركي على المناطق السورية‪.‬‬

‫يولد األمل من رحم المعاناة‬ ‫بقلم‪ :‬سوسن الخطيب‬

‫النظــام يتخبط تحت ضربــات الثــوار‪ ،‬والكفة ربما‬ ‫ترجح للثوار في األيام القادمة للمعركة‪ ،‬خصوصاً في‬ ‫الســاحل الذي أكد أنه لن ينتهــي الحديث عنه حتى‬

‫فــي مدينتــي الكاملة تســرب األمــل إلى بعلــم أطفــال يتســابقون لحفــظ الحروف‬

‫تتحرر الجبهة كاملة من يد قوات النظام وحالش‪.‬‬

‫القلوب‪ ،‬ذاك الشاب الذي ثابر على جبهات‬

‫واألرقام‪ ،‬يغامرون بحياتهم ألجل االستمرار‬

‫القتــال يجابه الظلــم والفجور‪ ،‬مــا فارقت‬

‫بالحياة غير آبهين للموت أو المخاطر التي‬

‫المعارك القوية التي بدأها الثوار ومقتل هالل األسد‪،‬‬

‫جبهتــه الســجود وال الوقــوف بيــن يدي‬

‫تواجههــم ‪ ..‬في مدينتــي الكاملة ال مكان‬

‫الذي كان له أثره الكبير‪ .‬ربما تستمر المعارك أشهراً‪،‬‬

‫الرحمــن ‪ ..‬وتلك الفتاة التي اســتغنت عن‬

‫لأللــم‪ ،‬للخــوف‪ ،‬وال للحــزن‪ ،‬الــكل مفعم‬

‫الدنيــا وبهرجهــا وأناقتها وارتــدت العفة‬

‫بالحيــاة ‪ ..‬ربيع بزغ على شــفاه األطفال ‪..‬‬

‫أتبــاع النظام المقربــون خائفون مــن االغتيال بعد‬

‫لكن بارقة األمل موجودة واالستمرار في التقدم هو‬ ‫الدعم األكبر الذي يطلبه المقاتلون اآلن‪.‬‬

‫لباساً في سبيل اهلل‪ ،‬داوت المرضى ونقلت شــقائق النعمان تلونت بدماء الشــهداء ‪..‬‬ ‫الحــق صــورة وتفصيــا ‪ ..‬تركــت األهــل ضحــكات األم التــي زغردت للعيــد ‪ ..‬إنها‬ ‫واألحباب‪.‬‬

‫مدينتي‪ ،‬مدينة األمل والحرية‪..‬‬

‫فــي مدينتــي للعلــم مــكان رغــم الموت‬ ‫المحيــط بهــا ‪ ..‬رغــم الجــوع إال أن األمل‬

‫‪7‬‬


‫‪ 23‬نيسـان‬

‫لـقــاء العــدد‬

‫الســيد ليـــث‬

‫« الفن ال يتوقف عند لحظة أو انتهاء قضية »‬

‫ليــث فارس شــاب من ســراقب عشــق أرضه‬

‫حوار‪ :‬باسل الحوراني‬

‫وأهلهــا وكان معهم بــكل اللحظات المؤلمة‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪..‬عمل مع شباب متطوع لتشكيل فريق إسعاف‬ ‫فــي المدينة وحمل علــى عاتقه نقــل الواقع‬ ‫وما يحصل بالصــورة والفيديو والخبر بحرية‪.‬‬

‫كيف بدأت فكرة حيطان سراقب ؟‬ ‫الفكــرة هي مــن قبــل الثــورة بفتــرة‪ ،‬كانت‬ ‫مجــرد كتابــات بســيطة‪ ،‬ولكــن مــع انطالقها‬ ‫بدأت الحيطان تتكلم بمطالب ثورتنا وســلميتها‬

‫شــارك بــكل المظاهــرات الســلمية ويقــوم‬

‫ويتمها‪ .‬كنا مجموعة شــباب نكتب على الحيطان‬

‫اآلن بتشــكيل فريــق الدفــاع المدنــي‪ ،‬األمر‬

‫بشــكل فردي إلى أن التقينا وشكلنا فريق وباتت‬

‫الذي باتــت المدينة بحاجة ملحة له‪ ،‬ســاهم‬

‫رسوماتنا أجمل وكتاباتنا أكثر قوة‪.‬‬

‫في الكثيــر من الحمــات الشــبابية اإلغاثية‬ ‫والخدميــة والتعليميــة‪ ،‬ويعمــل ضمن فريق‬ ‫مشاريع صغيرة للعائالت الفقيرة والمستورة‪.‬‬

‫أعلنتم حالــة التمرد األدبي والفنــي بوجه نظام‬ ‫األســد‪ ،‬فهل جربتــم الكتابة والرســم قبل بدء‬ ‫الثورة ‪ ...‬وما هو فحوى كتاباتكم؟‬

‫هو أحد فناني حيطان ســراقب‪ ،‬يعشق العمل‬

‫جربناها قبل الثورة وكانت ردة الفعل قاســية من‬

‫بحرية دون ارتباط مع أي جهة كانت‪ ،‬فالحرية‬

‫قبل النظــام باعتقال بعــض الشــباب‪ .‬والفحوى‬

‫كانت مطلبه وغايته وسيناضل ليبقى حراً‪.‬‬

‫ماهــي إال المطالبــة بحقوق إنســانية يعترف بها‬

‫جريــدة الكرامــة التقت الصديــق ليث فارس‬ ‫وأجـــرت معـــه ريبورتــــاج حـــول ســــراقب‬ ‫وحيطانهـــا‪..‬‬

‫العالم أجمع‪.‬‬ ‫األمم المتحدة توقفت عن توثيق أسماء الشهداء‬ ‫ومعاناة المعتقليــن والمهجرين والنازحين‪ ،‬فهل‬

‫‪8‬‬

‫ســراقب‬ ‫ستتوقف عن ذلك؟‬ ‫مازلنا نتابــع عملنا في التوثيق الدقيق لكل ما هو‬ ‫مأساة تضرب بلدنا الحبيب‪.‬‬ ‫إحصائيــات الشــهداء والمصابيــن والمعتقليــن‬ ‫وحتى النازحين مســتمرة ونتابع كل ما هو جديد‪.‬‬ ‫ولو توقف العالم كله لن نتوقف نحن‪ ،‬فهؤالء هم‬ ‫أهلنا وليسوا مجرد أرقام تسجل فقط وتنسى‪ ،‬بل‬


‫‪ 23‬نيسـان‬

‫لـقــاء العــدد‬ ‫هم قيمة نفتخر بهــا ونعمل على إعادة األمل‬

‫حالما تمتلئ حيطان سراقب ‪ ...‬ما هو المكان‬

‫لذويهم قدر المستطاع‪.‬‬

‫الذي ستكملون رسم إبداعاتكم فيه؟‬ ‫رســمنا علــى الصخور ورســمنا على األشــجار‬

‫إحدى اللوحات على حيطان ســراقب تضمنت‬

‫وطالمــا لدينا فكــرة وثبات سنرســم في كل‬

‫عبارة «أجمــل التاريخ كان غــداً» فهل القادم‬

‫مــكان يمكن أن ينقل ونوصــل للعالم ما نود‬

‫أسوء برأيك؟‬

‫قوله‪.‬‬

‫أنيــــن وطــــــن‬ ‫سوريا ‪ ...‬ممنوع الدخول‬ ‫هي سوريا بعيون‬ ‫أطفالها بعد النصر‬ ‫بقلـم‪ :‬أبو محمد‬

‫برأيي الشــخصي ســيكون أســوأ لفترة حين‬ ‫تكون الفوضى قاســية أكثــر‪ ،‬ولكن ماهي إال‬

‫ســراقب مدينة ال يتجاوز عدد سكانها ‪ 40‬ألف‬

‫فترة وتعود كل األطراف لتلملم الجراح وتطوي‬

‫نسمة‪ ..‬ويصدر فيها ثالث مجالت‪ ..‬الكواكبي‬

‫الصفحات السوداء وتعيد بناء سوريا الجديدة‪،‬‬

‫النخبويــة وزيتون البســيطة و جريدة زيتون‬

‫ســوريا الحرة‪ .‬وما يدفعنــي للتفاؤل أننا نعمل‬

‫وزيتونة لألطفال‪ ..‬ما السبب في ذلك؟‬

‫على استمرار عملية التعليم والبناء في أطفالنا‬

‫البلــد كانــت تعاني من صحافــة النظام وقلة‬

‫فهم زادنا وعوننا ليكونوا بناة البلد‪.‬‬

‫األعــداد التي تصــل‪ ،‬وبعد التحريــر كان البد‬ ‫للصحافــة أن يكــون لهــا تأثيــر ووجــود في‬

‫«أتمنــى أن تنتصر ثورتنــا قريباً ونعود إلى ســوريا‬

‫هل حصلتم على موافقة أو رخصة من أصحاب‬

‫ســراقب‪ ..‬وبمبادرات شــبابية رائعة انطلقت‬

‫الحيطان للكتابة والرسم عليها؟‬

‫هذه المجالت وكل منها لهــا توجه واهتمام‪،‬‬

‫لنغلق حدودهــا ونكتب عليها ممنــوع الدخول فلم‬

‫بالعــادة نكتــب علــى حيطــان المــدارس أو‬

‫وبدوري أثني عليهــا وأعتقد أنها تلبي وتروي‬

‫يشــاركنا أحد في أحزاننا وبكائنا ليشاركونا أفراحنا»‬

‫مؤسسات عامة‪ ،‬وعندما اشتدت وتيرة القصف‬

‫الظمأ في عقول من يقرأ‪ ،‬وبرأيي الشخصي ال‬

‫هذه أمنيات طفل سوري كتبها على كتابه المدرسي‬

‫والتدمير بدأنا نكتب ونرســم علــى الحيطان‬

‫حاجة لنا بأكثر من هذا‪.‬‬

‫المدمرة‪ ،‬وعندما لمســنا تجاوب وقبول الناس‬

‫في إحدى مدارس الســعودية‪ ،‬متمنياً العودة لوطنه‬ ‫سوريا وجعله أرضاً محرمة على غير أهلها‪.‬‬ ‫أطفــال ســوريا هم أكثر مــن تضرر من طــول عمر‬

‫لكتاباتنا وثوريتها السلمية كتبنا على حيطان‬

‫الحريــة في ســراقب هــي أن تقبــل اآلخر ولو‬

‫البيوت‪ ،‬حتى أن هناك من يطلب منا أن نرسم‬

‫خالفك الرأي‪ ،‬بعد كل هذه الدماء النازفة‪ ..‬هل‬

‫علــى حيطان بيته‪ ،‬وهو يختار رســمة أو عبارة‬

‫ما زلت مقتنعاً بفكرة الرأي والرأي اآلخر؟‬

‫فــي الجنة‪ ،‬باإلضافــة إلى أعداد كبيــرة منهم باتوا‬

‫معينــة قد تكون لشــهيد يخصهــم أو لفكرة‬

‫طبعــاً فثورتنا هي قضية حريــة وقضية قبول‬

‫الجئين في مخيمات اللجــوء‪ ،‬تحتضنهم خيام باردة‬

‫يريدون أن تظهر‪.‬‬

‫لآلخر الذي كنا نفتقده من قبل‪ ..‬وفي سراقب‬ ‫وغيرها قد نجد بعض التعصب للرأي‪ ،‬ولكن ال‬

‫ثورتنــا وتأخر النصر فيها‪ ،‬فكثيــر منهم باتوا طيوراً‬

‫بد ًال من بيوتهم‪ ،‬حفاة جياع يفتقدون الحياة والحنان‬ ‫والوطــن‪ ،‬هم أطلقوا شــرارة الحرية فــي درعا وهم‬ ‫المحاصــرون الذين ماتوا جوعاً فــي مخيم اليرموك‬

‫يقــال أن الحيطان دفاتــر المجانين‪ ..‬لكن في‬

‫يفسد الود والخالف بين أهلها‪ ،‬فـــفي النهاية‬

‫سراقب كانت مكان لرســم اإلبداعات فكتبتم‬

‫نحن أوالد بلد واحد عشــنا تحت سماءه وفوق‬

‫على الجدران وخططتم العبارات والرســومات‬

‫أرضه وســنبقى فيها معاً قلبــاً ويداً بيد وروحاً‬

‫بالكيماوي في الغوطة الشرقية والذين يبحثون عن‬

‫واللوحات الفنية التــي تعبر عن المدينة وعن‬

‫واحــدة رغــم كل الخالفات‪ ،‬والخــاف وتبادل‬

‫فتات الخبز على حافات الطرقات في الحجر األســود‪،‬‬

‫معاناتهــا ومشــاكلها‪ ،‬ألم يحاســبكم تنظيم‬

‫الرأي يوصلنا لخيارات توافقية في كل قضية‪.‬‬

‫وهم الذين بقوا تحت أنقاض حلب المدمرة ببراميل‬

‫والمناطــق المحاصــرة‪ ،‬وهــم الذيــن ماتــوا خنقــاً‬

‫المــوت‪ ،‬وهم الذيــن يفترشــون األرض ويلتحفون‬

‫دولة اإلسالم في العراق والشام على ذلك؟‬ ‫تنظيم الدولة لم يؤثر على نشــاطنا وفعاليتنا‪،‬‬

‫بعد انتصار الثورة هل ستستمرون في الرسم‬

‫الســماء في حدائق دمشــق‪ ،‬هم أطفــال المخيمات‬

‫إال أنــه رفض بعض الرســومات التي تجســد‬

‫أم ماذا ؟‬

‫الذين بات حلمهم أن يعودوا إلى مقاعد مدارســهم‬

‫أشــخاص ورموز ال تتناســب معهــم‪ ،‬وعندما‬

‫مستمرون بإذنه تعالى‪ ...‬فالفن ال يتوقف عند‬

‫المدمرة إلى أرضهم ليشبعوا خيراتها‪.‬‬

‫اشتدت األمور بدأنا نكتب كما كنا مع النظام‪،‬‬

‫لحظة أو انتهاء قضية‪ ،‬فهو روح لن تموت فينا‬

‫هم أطفالنا شعلة ثورتنا وقدوتها‪ ،‬قدموا التضحيات‬

‫نكتب كتابات ضــد أفكارهم وبنفس الطريقة‬

‫على األقل‪.‬‬

‫األكبر‪ ،‬وفقدوا علمهم ومازالوا يحلمون بالعودة إلى‬

‫قبل أن تتحرر ســراقب من النظام ‪ ..‬في الليل‬

‫وطنهم وبناء مستقبل مشرق في سوريا الجديدة‪.‬‬

‫وبسرعة ‪..‬‬

‫‪9‬‬


‫‪ 23‬نيسـان‬

‫الوضع االقتصادي‬

‫«الحاضنة الشعبية للثورة»‬ ‫تتآكــل اقتصـاديًا هـــل مـــن مجيــب؟‬ ‫اقتصاد‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫وجــوه الخارجيــن لتوهم مــن الحصــار‪ ،‬وعظامهم‬ ‫البــارزة‪ ،‬وعيونهم الغائــرة‪ ،‬ال تختلف رســائلها عن‬ ‫وجوه الهاربين من الموت لمالقاة الحياة في مناطق‬ ‫النزوح‪ ،‬جميعهم يتفق على تســميتهم بـ»الحاضنة‬ ‫الشــعبية للثورة»‪ ،‬والتي تمر اليوم بأســوأ الظروف‬ ‫اإلنسانية والمعيشية‪ ،‬فهل خسرت الثورة حاضنتها؟‪.‬‬ ‫المنزلقــون إلى خطــوط الفقر العليــا «دوالرين في‬ ‫اليــوم» والدنيــا»دوالر واحد في اليــوم»‪ ،‬غالبيتهم‬ ‫ممن خسروا موارد عيشــهم‪ ،‬وبيوتهم وخرجوا من‬ ‫المناطق التي كانت في األمس القريب تهتف للحرية‪،‬‬ ‫فنصف الســوريين وحســب األمم المتحــدة بحاجةٍ‬ ‫للمساعدة اإلنسانية‪ ،‬بعد أن وصل عدد النازحين في‬ ‫الداخل والخارج إلى ما يقارب عشرة ماليين شخص‪،‬‬ ‫خرجوا من المناطق الســاخنة‪ ،‬أي من حاضنة الثورة‪،‬‬ ‫عــاو ًة عن المحاصرين فــي الغوطة وحمص وأحياء‬ ‫جنوبي دمشق‪.‬‬ ‫ال يمكن ألحد أن يلوم الحضانة الشــعبية بعد ثالث‬ ‫ســنواتٍ من انطالق الثــورة على تآكلهــا‪ ،‬ويذهب‬ ‫البعــض للقــول إن الثــورة ابتعــدت عــن حاضنتها‬ ‫الشــعبية‪ ،‬التــي تعانــي مــن النظــام وممارســاته‬ ‫الوحشــية من جهــة‪ ،‬ومن جهــةٍ أخرى ممارســات‬ ‫القيّمين على األرض ســواء في المعارضة الخارجية‪،‬‬ ‫أو مــن قبــل بعض الكتائــب التي تقيم مشــاريعها‬ ‫الخاصة على حساب الثورة‪.‬‬ ‫النظام من جهته دأب على ضرب الحاضنة الشــعبية‬ ‫ومعاقبتهــا‪ ،‬بكل الوســائل‪ ،‬حيث اســتمر في قصف‬ ‫المناطــق الثائــرة إلى أن تــم تســوية العديد منها‬ ‫بــاألرض «ســبعة مناطق حســب منظمــة هيومان‬ ‫رايتس ووتش»‪.‬‬ ‫وهنا يشير خبير اقتصادي فضل عدم ذكر اسمه إلى‬ ‫أن المواطن الســوري يســعى طــوال حياته لتجميع‬ ‫مســكن يؤويه‪ ،‬لكنه اليوم خســر كل‬ ‫مدخراتــه في‬ ‫ٍ‬ ‫شــيء‪ ،‬فإذا كان عــدد المنازل في ســوريا هو أربعة‬ ‫مالييــن منزل‪ ،‬تدمــر منها بأفضل الحــاالت مليون‬ ‫ونصــف منــزل حســب تقاريــر المنظمــات الدولية‪،‬‬ ‫وتقاريــر أخــرى تتحــدث عن دمــار مليونــي منزل‪،‬‬ ‫ومعظمها في المناطق الحاضنة للثورة‪.‬‬ ‫والحاضنــة الشــعبية لــم تتعــرض فقــط للتدمير‬ ‫الممنهــج لمناطقهــا‪ ،‬إنمــا أيضــاً للتجويــع‪ ،‬أحــد‬

‫‪10‬‬

‫الناشــطين فضل عدم ذكر اســمه تحــدث أن حياة‬ ‫مخيم اليرمــوك اليوم باتــت عبارة عــن «كرتونة»‬ ‫تقدمها المنظمات الدوليــة ليحصل المدنيون على‬ ‫طعامهم‪ ،‬بعد أن استشهد ما يزيد عن ‪ 140‬شخص‬ ‫نتيجة الجوع‪.‬‬ ‫في المناطق المحاصــرة والتي ما زال أهلها يصرون‬ ‫علــى البقاء واالســتمرار فــي الحياة‪ ،‬يكتمــل ثالوث‬ ‫الفقر‪ ،‬حيث البطالة والغالء وضعف القدرة الشرائية‪،‬‬ ‫فال يوجــد إال الفقــراء ممكن يحتاجون للمســاعدة‪،‬‬ ‫وهنا يشــير الخبير االقتصــادي إلى الخلــل الطبقي‬ ‫بشــكل كبير‬ ‫واالجتماعــي الــذي سيشــوه المجتمع‬ ‫ٍ‬ ‫فــي الســنوات القادمــة‪ ،‬فغالبية المؤيديــن للثورة‬ ‫تدمير‬ ‫باتوا في خطوط الفقر‪ ،‬ويعانون من أشــكال‬ ‫ٍ‬ ‫مختلفة لثرواتهم ومدخراتهم‪ ،‬وهو ما ال يتعرض له‬ ‫الموالــون‪ ،‬أو بمعنى آخر يمكــن التمييز بين الحالة‬ ‫االقتصادية للمناطق الثائرة‪ ،‬وفيها يصل سعر كيلو‬ ‫األرز ً‬ ‫مثــا إلــى ‪ 12‬ألف ليرة ســورية‪ ،‬في حين كيلو‬ ‫األرز فــي المناطق الواقعة تحت ســيطرة النظام هو‬ ‫‪ 175‬ليرة‪ ،‬بهذا الفارق يمكن أن تكون الفجوة فيما‬ ‫بعد بين طبقات المجتمع‪.‬‬ ‫وممارسات النظام ليست وحدها التي تنكل بالحاضنة‬ ‫الشعبية‪ ،‬فالخذالن الذي يتلقاه جمهور الثورة يومياً‬ ‫مــن المعارضة في الخــارج‪ ،‬أيضاً يزيــد الطين بلة‪،‬‬ ‫وبعيــداً عن الجانب السياســي أو العســكري‪ ،‬فعلى‬ ‫الصعيد االقتصــادي على وجه الخصــوص‪ ،‬ما زالت‬

‫هذه المعارضة مقصرة كما يشير الخبير االقتصادي‪،‬‬ ‫مضيفاً الشــهر الماضي قالت الحكومة المؤقتة أنها‬ ‫ســتقوم بتقديــم رواتب لما يقارب ‪ 1200‬شــخص‬ ‫أقالهم النظام من وظائفهم‪ ،‬في حين لدينا عاطلون‬ ‫عن العمل يصل عددهم إلى ثالثة ماليين شــخص‪،‬‬ ‫بهــذه الممارســة يعالجــون القضايــا االقتصادية‪،‬‬ ‫وهــذه الحاضنة تتســاءل يومياً عــن آالف الدوالرات‬ ‫المخصصة كرواتب للمعارضة‪.‬‬ ‫أمــا لناحية الداخــل فباألمس القريــب كان جمهور‬ ‫الثورة يهتــف لحماية الجيش الحر‪ ،‬لكن الحال اليوم‬ ‫تغير‪ ،‬حيث تقول إحدى ناشــطات الغوطة الشــرقية‬ ‫فضلت عدم ذكر اســمها‪ ،‬إن واحدا من أكبر األلوية‬ ‫في منطقتنا متهم بالمتاجــرة بالحصار‪ ،‬فهو الجهة‬ ‫شــبه الوحيدة القادرة على إدخال المــواد الغذائية‪،‬‬ ‫بأســعار مرتفعــة باالتفاق مــع التجار‪ ،‬بعد‬ ‫ويبيعهــا‬ ‫ٍ‬ ‫أن يحمي لهم مســتودعاتهم‪ ،‬ويؤمــن لهم إدخال‬ ‫البضائــع‪ ،‬عــاو ًة عن كتائــب أخرى حملت الســاح‬ ‫والثورة آخر همها‪ ،‬حيث تحولوا إلى ســارقين‪ ،‬نكلوا‬ ‫بأبناء المنطقة‪.‬‬ ‫الحالــة االقتصاديــة لجمهــور الثــورة تشــي بتآكل‬ ‫الحاضنة الشــعبية وإرهاقها بفعل ضرباتٍ متعددة‬ ‫من ناحية النظام‪ ،‬وأيضاً خذالن المعارضة السياسية‬ ‫والعسكرية عن تقديم أي دعم اقتصادي يبقيها على‬ ‫ٍ‬ ‫قيد الحياة واألمل‪.‬‬


‫‪ 23‬نيسـان‬

‫منظمات إنسانية‬

‫ســوريا الحديــد والنــار‬ ‫منـــذ انقــالب البعــث حتــى حرقــت البلـــد‬ ‫بقلم ‪ :‬لؤي أبازيد‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫بعد حكم ديمقراطي تعددي قصير األمد خالل عهد‬ ‫الجمهوريــة األولى في خمســينيات القرن الماضي‪،‬‬ ‫استولى حزب البعث على السلطة في سوريا بانقالب‬ ‫عسكري‪ ،‬عرف باسم ثورة الثامن من آذار لعام ثالثة‬ ‫وســتون وتســعمائة وألف‪ .‬ثم قام انقالب عســكري‬ ‫آخر حمل اســم الحركــة التصحيحيــة‪ ،‬والذي أوصل‬ ‫وزيــر الدفاع حينها حافظ األســد إلى ســدة الحكم‪.‬‬ ‫فتســلط هذا األخيــر وحزبه على رقاب الشــعب عبر‬ ‫دستور أعطاه صالحيات واسعة‪ ،‬كالمادة الثامنة التي‬ ‫نصــت على أن يكون حزب البعث هــو الحزب القائد‬ ‫للدولة والمجتمع‪ ،‬ما أدى لغياب الحريات السياســية‬ ‫واالقتصاديــة وغيــاب المنظمات المدنيــة‪ ،‬فكانت‬ ‫سياسة كم األفواه وتغييب السياسيين في معتقالت‬ ‫ال تعرف الشــمس درباً لها هي السياسة التي اتبعها‬ ‫حافظ األســد لتوطيــد حكمه‪ ،‬ثــم انطلقت في عام‬ ‫‪ 1979‬م احتجاجات عرفت باسم احتجاجات النقابات‬ ‫العمالية والتي ما لبث أن تحولت إلى صدام عسكري‬ ‫امتد حتى عام ‪ 1982‬م حيث شــهر شــباط ومجزرة‬ ‫حماة الشهيرة التي راح ضحيتها ما يقارب الـ ‪ 40‬ألف‬ ‫شخص غالبيتهم الساحقة من المدنيين ‪.‬‬ ‫مات حافظ األسد‪ ،‬وورث عرش الجمهورية ابنه بشار‬ ‫فــي الـــ ‪ 10‬من يوليو لعــام ‪2000‬م‪ ،‬بعــد تعديل‬ ‫دســتوري‪ ،‬وظل الشــعب صامتــاً متأمــ ً‬ ‫ا أن ينقل‬ ‫البالد إلى مرحلة عنوانها التعددية السياسية‪ ،‬فكان‬ ‫ربيع دمشــق قبل أن تعرف البلدان المجاورة ربيعها‬ ‫العربي‪ ،‬ثم ســرعان ما انتهت هذه المرحلة باعتقال‬ ‫أغلــب رموزها أو نفيهم خارج البــاد‪ .‬لكن االحتقان‬ ‫الشــعبي ال يزال على أشــده منذ تلــك األيام‪ ،‬حيث‬ ‫شــهدت الســويداء احتجاجات ضد النظــام في عام‬ ‫‪2001‬م ثم شــهدت الحســكة والقامشلي تحركات‬ ‫شــعبية كان قوامهــا الرئيــس اإلخوة األكــراد في‬ ‫ســوريا‪ ،‬لكن الجيش تولى عملية قمع كال التحركين‬ ‫باألسلحة الثقيلة‪.‬‬ ‫بشــكل عــام‪ ،‬وطــوال الســنوات األحد عشــر التي‬ ‫قضاها بشــار األســد في الســلطة‪ ،‬تم الحفاظ على‬ ‫النظــام كما هو من ناحية دور حزب البعث وتســلط‬ ‫العائلــة الحاكمة وأقاربها على المفاصل الحساســة‬ ‫للدولة‪ ،‬ومن ناحية ســريان قانون الطوارئ واعتقال‬ ‫المعارضة وتســلط األجهزة األمنيــة‪ ،‬والرقابة على‬ ‫االتصــاالت واحتكار اإلعــام ومنع التظاهــر‪ ،‬فض ً‬ ‫ال‬ ‫عــن االعتقــال التعســفي والمحاكمات العســكرية‪،‬‬ ‫حتى صنفت هيومن رايتس ووتش ســوريا بأنها في‬ ‫المركز ‪ 154‬عالمياً‪.‬‬

‫وفي ظل ثورات شــقيقات ســوريا‪ ،‬فيمــا بات يعرف‬ ‫بالربيــع العربــي‪ ،‬من تونــس إلى مصر إلــى اليمن‬ ‫وليبيا‪ ،‬وفي ظل االحتقان الشــعبي الذي بلغ ذروته‪،‬‬ ‫بعد تصريح لبشار األسد في ‪ 1‬فبراير شباط من عام‬ ‫‪2011‬م‪ ،‬قــال فيه ‪ :‬بأنــه ال مجال لحدوث تظاهرات‬ ‫في ســوريا ألنه ال يســودها أي ســخط على النظام‬ ‫الحاكم حســب قوله‪ ،‬فكانت الدعوة عبر موقع فيس‬ ‫بوك إلى التظاهر إال أن األمن الســوري كان يعترض‬ ‫المتظاهرين ويسلط عليهم الشبيحة‪ ،‬لرفع شعارات‬ ‫غير التــي يريد أن يرفعهــا المتظاهريــن‪ .‬إلى يوم‬ ‫‪ 17‬فبراير شــباط حين تجمهر بعض التجار والمارة‬ ‫وأغلقوا ســوق الحميديــة‪ ،‬وردد المتظاهرون يومها‬ ‫«الشــعب الســوري ما بينذل»‪ ،‬ثم ما لبث أن دخلت‬ ‫الشــبيحة وتوغلت بين المتظاهرين ليرفعوا شــعار‬ ‫اهلل سوريا بشار وبس ‪...‬‬ ‫ظل االحتقان سائداً‪ ،‬لكن دون جدوى‪ ،‬فكلما أطلقت‬ ‫صيحة هنا أو هناك‪ ،‬سرعان ما كانت تخمد ويسيطر‬ ‫عليهــا كي ال تتوســع‪ .‬ثم وجه ناشــطون عبر موقع‬ ‫فيسبوك دعوة إلى التظاهر في آذار مارس ‪2011‬م‬ ‫‪ .‬فخرجت عدة مظاهرات ضمت العشرات من الجامع‬ ‫األمــوي‪ ،‬إال أنها فضت بعنف‪ ،‬وتكــرر األمر ذاته في‬ ‫اليــوم التالي أمام مبنــى وزارة الداخلية في ســاحة‬ ‫المرجة‪.‬‬ ‫في هــذه األثنــاء‪ ،‬كان االحتقان الشــعبي في درعا‬ ‫تحديداً على أشــده‪ ،‬إثر تعنت أجهزة األمن السوري‬ ‫عن إطالق ســراح أطفــال درعا‪ ،‬الذيــن اعتقلوا بعد‬ ‫كتابة شــعارات مناهضة للنظام على إحدى مدارس‬ ‫درعا البلد‪ ،‬فخرجت مظاهرات في يوم الثامن عشــر‬

‫من آذار في كل من درعا وحمص وبانياس‪ ،‬واجهها‬ ‫األمن بإطالق النــار في درعــا‪ ،‬وبالتفريق واالعتقال‬ ‫بالمناطــق األخرى‪ ،‬فارتقى أول شــهيدين على درب‬ ‫الثورة هما الشهيد حسام عياش ومحمود الجوابرة‪.‬‬ ‫وبعدهــا ســالت الدمــاء‪ ،‬وكســر حاجز الخــوف لدى‬ ‫الشــعب‪ ،‬واســتمرت درعا بمدنها وقراهــا بالتظاهر‬ ‫الســلمي وحدها طوال أســبوع كامل دفعت بـــه ما‬ ‫يقــارب الـــ ‪ 150‬شــهيداً‪ ،‬ارتقى بعضهــم في يوم‬ ‫جمعة العزة بـ ‪ 25‬آذار مارس من نفس السنة‪ ،‬حين‬ ‫تمكن المتظاهرون من إســقاط تمثال حافظ األسد‬ ‫في وسط مدينة درعا ‪.‬‬ ‫كانت حادثة ســقوط التمثال تصريحاً شعبياً واضحاً‬ ‫أن ال خــوف بعد اليوم‪ ،‬وصــاح يومها المتظاهرون ‪:‬‬ ‫الموت وال المذلة‪ .‬فانتقلت التظاهرات السلمية إلى‬ ‫عموم المناطق الســورية‪ ،‬ال سيما في حمص وحماة‬ ‫وريف دمشــق وغيرها‪ ،‬وواصل الشعب السوري على‬ ‫عموم األراضي السورية نضاله السلمي‪ ،‬ثم ما لبثت‬ ‫أن تحولت الثورة إلى عمل عســكري نظراً لشراســة‬ ‫النظام في تعامله مع مناطق االحتجاجات‪.‬‬ ‫اآلن وبعــد مئــات اآلالف مــن الشــهداء والجرحــى‬ ‫والمفقوديــن ومالييــن المهجريــن‪ ،‬تدخــل الثورة‬ ‫الســورية عامها الرابع وال يزال الشــعب مصراً على‬ ‫شــعار‪ :‬المــوت وال المذلة‪ ،‬في حيــن تحافظ أجهزة‬ ‫أمن وجيــش النظــام والميليشــيات الطائفية التي‬ ‫جاءت تقاتــل في صفه على مقولة‪ :‬األســد أو نحرق‬ ‫البلد ‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫‪23‬‬

‫نيسان‬

‫أحداث من مجزرة‬ ‫«قصة قصيرة»‬ ‫ّ‬ ‫بقلــم ‪ :‬نـــور اليقيــن‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫تكاثفــت الغيوم في ســماء تلــك المدينــة الكئيبة‬ ‫مع تراجع أشــعة الشــمس ببط ٍء يدعو إلــى التأمل‬ ‫ّ‬ ‫ســيطل علــى ذلك المكان‪،‬‬ ‫بغضب‬ ‫العميق‪ ،‬ويوحي‬ ‫ِ‬ ‫أو خوف بالغ ما فتــئ ّ‬ ‫يتحكم بمصير إحدى مناطقها‬ ‫الجنوبيــة‪ ،‬وتحديــداً حييّ كرم الزيتــون والعدويّة‬ ‫المتراميين علــى إحدى أطراف حمص العديّة‪ ،‬حيث‬ ‫يُحاصــران اآلن مــن كل الجهــات‪ ،‬فالزمن يســردُ‬ ‫ســاعاتٍ عصيبةٍ عاشــت منتصف ليلة الحادي عشر‬ ‫من آذار فــي عام ألفين واثني عشــر‪ ،‬حيث ّ‬ ‫أن مئات‬ ‫من الجنود المدججين بالســاح يمشــطون البيوت‬ ‫واحــداً تلو اآلخر‪ ،‬ســارقين بــكل جــرأةٍ ووقاحةٍ ما‬ ‫غال ثمنــه وخفّ حمله‪ ،‬ثم ينســحبون وهدو ٌء مريب‬ ‫يســيطر على تحركاتهم إلى خارج نطاق تلك البقعة‬ ‫المحتقنة بالهدوء الغامض‪ ،‬ليتركوا المجال لقطعانٍ‬ ‫من الوحوش الشرســة حتى تتســلل إلى داخل ذلك‬ ‫المكان البسيط وتدرس تفاصيله ‪...‬‬ ‫مخلوقاتٌ غريب ٌة ال تمتّ إلى الجنس البشــري بصلة‬ ‫إال أنها تمشي على قدمين‪ ،‬أعدادها بالمئات‪ ،‬أمست‬ ‫تحدّق بمالمح وجوهها المشــوّهة في ساكني تلك‬ ‫البيــوت الفقيرة‪ ،‬فيقطر من نظــرات أعينها الخبيثة‬ ‫حقدٌ طائفيٌّ أعمى‪.‬‬

‫قاموا بإخــراج كل عائلةٍ على حدا إلــى فناء المنزل‪،‬‬ ‫ثم شرعوا بإفراغ رصاصات الغدر في رؤوس البالغين‬ ‫الذكور ليردوهــم غارقين بدمائهم أمــام زوجاتهم‬ ‫وأطفالهــم‪ ،‬فتتعالــى صرخات األمهــات بال صدىً‬ ‫يجسّــد آالمهــن‪ ،‬وتخترق مشــاهد الرعــب كيانات‬ ‫هــؤالء األطفال الذيــن ال حول لهم وال قــوّة‪ ،‬أمام‬ ‫ّ‬ ‫جلدين يمارســون أعتــى أنواع الجريمــة‪ ،‬لتتهاوى‬ ‫ّ‬ ‫ين ترســم طريقاً على أعناقهم إلى‬ ‫أصواتهم‬ ‫بســك ٍ‬ ‫الخــاص‪ ،‬فتذبحهم من الوريد إلــى الوريد‪ ،‬وتنهار‬ ‫األمهــات مع خفــوت بكاء ّ‬ ‫فلــذات أكبادهــنّ ليأتي‬ ‫ً‬ ‫بشاعة وقذارة ‪.‬‬ ‫أساليب أكثر‬ ‫دورهنّ بممارسة‬ ‫ٍ‬ ‫فهل هناك عبر تاريخ الكون أشــباه كائنات تغتصب‬ ‫النســاء وســط دماء أزواجهــنّ وأوالدهــنّ الذين‬ ‫أُزهقــت أرواحهــم البريئة أمام نظــرات أعينهن‪ ،‬ثم‬ ‫تفســح لدماء تلك األمهات أن تمتزج بنزيف عائلتها‬ ‫بعد أن مارسوا عليهنّ شتى أنواع التعذيب واإلذالل‬ ‫والقهر ‪.‬‬ ‫لم ينســوا أن يســحبوا كبار الســنّ من أســرّتهم‬ ‫الدافئة ليمارســوا عليهم شــريعة الذئــاب بتقطيع‬ ‫أوصالهــم وتركهم على قارعــة الطريق جثثاً هامدة‬ ‫تعبّر عن مســتوى إجرامهم الذي يفوق طاقة العقل‬ ‫البشري‪ ،‬ويُبكي طغاة العالم في قبورهم ‪.‬‬ ‫أكثــر من ثــاثٍ وخمســين طفــ ً‬ ‫ا وامــرأة تمز ّقت‬ ‫أجســادهم وتناثرت في طرقات ذلــك المكان‪ ،‬أمام‬ ‫أنظار العالم المنافق وصمته القاتل الذي شــارك في‬ ‫هذه المجزرة ّ‬ ‫وكل عمليــات التصفية الطائفية التي‬ ‫وقعت وما تزال مســتمرة على تراب الوطن‪ّ ،‬‬ ‫فتذكرنا‬

‫شــراهة هؤالء القتلة بلطف اليهــود في التعامل مع‬ ‫ضحاياهــم‪ ،‬ونزاهــة ّ‬ ‫كل ســفاحي العالــم أمام هذه‬ ‫الوحشيّة الفريدة في سير األمم والشعوب ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تمكنــت إحدى األمهات اللواتي ُكنّ خارج الحيّ من‬ ‫العــودة إلــى بيتها في اليوم التالي بعد أن ســمعت‬ ‫بأهوال المجزرة‪ ،‬ففوجئت بخلوّ منزلها ومنزل أخيها‬ ‫المجاور من أحدٍ ســوى بحيرات الدماء المنتشرة هنا‬ ‫وهنــاك وآثــار الحريق الذي عمّ المــكان‪ ،‬فقد كانت‬ ‫الصدمة أكبر ثق ً‬ ‫ال من سعة صدرها المرتجف وقلبها‬ ‫النابض بالرعب والخوف‪ ،‬وأســرع وقعاً من أنفاســها‬ ‫الالهثــة لالطمئنــان علــى عائلتهــا‪ ،‬لقــد وصلتها‬ ‫الصاعقة باستشــهاد خمسة عشــر فرداً من عائلتها‬ ‫ّ‬ ‫طفلة في ربيعها الثامن‬ ‫وإحراق جثثهــم‪ ،‬من بينهم‬ ‫تم اغتصابها ثم فصل رأسها عن جسدها بدم بارد ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫طفل‬ ‫إنها خنســاء حمص‪ ،‬المرأة التــي تعثرت بجثةٍ ٍ‬ ‫لم يتجاوز عمره الخمسة أشهر وهي تبحث عن جثث‬ ‫أوالدها‪ ،‬فبدأ يتسرّب الجنون إلى عقلها المضطرب‬ ‫واالستســام إلى كيانها الضعيف‪ ،‬أمام إجرام تعدّى‬ ‫ٍ‬ ‫بهمجيّته على حدود العصور الوسطى‪ ،‬وجلب الخزي‬ ‫والعار إلى اإلنسانية بأسرها ‪.‬‬

‫الشعب ال يموت‪ ,‬الشعب حي وسيبقى ما بقيت الحياة ‪ ...‬من درعا شعلة الثورة ‪...‬‬

‫‪12‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.