كتيب روائع سترة

‫تصميم الطالبة‪ :‬أبرار غازي عيل خضير‬ ‫التنسيق العام الخريجة‪:‬‬ ‫نبراس الهدى جعفر سند‬

‫التدقيق اللغوي‪:‬‬ ‫معلمات قسم اللغة العربية‬

‫فكرة‪ :‬أ‪ .‬مها عبد الكريم الخان‬ ‫المعلمة األوىل لقسم اللغة العربية‬ ‫ومنسقة فريق روائع سترة‬

‫مديرة المدرسة‬ ‫أ‪ .‬آمال عىل نصيف‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬أبرار غازي عيل خضير‬ ‫ُد َر ُة الكَون‬ ‫ل َم َت ُكن كَأي ُدرة ُمختَل َفة يف ُكل شَ يء‪َ ،‬ف َه َي يف َعينَي أكب ُر ُد َرة‪ ،‬نا َديتُها ب ُعلُو‬ ‫ملت ذل َك‬ ‫َصوتي‪ُ [ :‬د َر ُة الكَون] َبحري ُن يا َو َطني‪ ،‬تَا َهت َمعالمي يف ُحسن عالمك‪َ ،‬ف َح ُ‬ ‫ال َبي َرق عاليا‪َ ،‬و َر َفع ُت ُه يف َصدر السماء هاتفة‪ :‬يف َهواك ُمغرمـون‪.‬‬ ‫الجمان‬ ‫ُعـ ُقود م َن ُ‬ ‫َساءلت يف َنفسي‪ :‬لم ُيستَخر ُج اللُؤلؤ ُرغ َم ُصعو َبة ت َلك ال َعملية؟‬ ‫لماذا؟ ل َ َطالَما ت‬ ‫ُ‬ ‫رت إليها َفهي كاللؤلؤة الم َعة‪ ،‬كالنجمة‬ ‫جدت َبري َقها َجديرا ب ُكل ال َمصاعب‪َ .‬ن َظ ُ‬ ‫ف َو ُ‬ ‫َساطعة يف َجو َهر ال ُفلك ليال‪َ ،‬فال النُ ُجوم َعن األفالك تَنف ُ‬ ‫صل‪َ ،‬وال اللُؤلُؤ َعن َذل َك‬ ‫ال َعْد ُمنفصل‪ ،‬أراها يف َذل َك العقد الرائع [ه َي ال َبح َري ُن] ك ُح َبيبات اللُؤلُؤ َو َه َي أكب ُرها‪،‬‬ ‫ُهت يف َبحر الفكر‬ ‫ال ت َ​َسألني يف ُحبي لها؛ َفلقلَمي عن َد ال َو َرق ُمن َطلق‪ ،‬يف ُحبها ت ُ‬ ‫السماء الساب َحة يف ال ُفلك‪ ،‬أم النُ ُجو ُم َت ُفوقه؟)‬ ‫سائل َة‪( :‬أَي َقد ُر ُح َبي لَها بعدد ُن ُجوم َ‬ ‫ضَا َعت إجابتي يف َبحر ال َفضاء وعلم السماء‪ ،‬فو َجد ُت أن ال َي ُفوق ُحبي لَها أعداد‪ ،‬فال‬ ‫رات الماء يف ال َبحر وال الن َج ُم الساب ُح يف ال ُفلك‪ .‬أج ُدها يف َعيني نادرة‪ ،‬لذا فال َ‬ ‫بديل‬ ‫َق َط ُ‬ ‫لت إني أُح ُبها ب ُجنون‪ ،‬و َكأن َقلبي يف ُحبها‬ ‫لَها يف َقلبي‪ ،‬أجد نفسي تائهة { َف ُق ُ‬ ‫الس ُكون‪َ ،‬و َعىل‬ ‫َمسجون‪ ،‬وكَا َن َوجدي يف ُحبها َمفتُون‪ ،‬هذا ال َوطن‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وجدت عىل أرضه ُ‬ ‫شت فأنا ممنون} َو َطني‪ ،‬لقد تُي َم َقلبي َمسجونا يف هوى َثراك‪َ ،‬وشجن‬ ‫ُم َحيا أرضه ع ُ‬ ‫لساني يف ُحب َك‪َ ،‬فماذا عيل أن َ‬ ‫أقول ل َ َعيل أُويف َح َقك يا َو َط َن األوطان!؟‬

‫دان ُة األوطان‬ ‫دت يف ثراك أريج من األرض لَم أستَشعر م َثل ُه من َقبل‪َ ،‬و َو َجد ُت َبي َن‬ ‫دا َنتي‪َ :‬وج ُ‬ ‫أَ َصدافك دانات انتمائي لَك‪َ ،‬ويف ُحضنك الدافئ دفء‪ ،‬ماذا َي َت َو َج ُب َعلَي أن أَ َف َع َل‬ ‫يف‬ ‫يف َحقك َعلَي؟ أ َيكفي الشُ ك ُر أم َيع َج ُز الشُ ك ُر َعن شُ كرك؟ َو َجد ُت إجا َبتي ألن أُو َ‬ ‫ألو َ‬ ‫َح َقك يف أن أح َف َظ ثراك م َن اإلضرار به‪َ ،‬وأُعل ُن انتمائي لَك واجبا َو َطنيا‪ ،‬وأن أ َر َفع‬ ‫رايتَك بالعلم نورا ُمشَ رفا بي َن األوطان‪.‬‬ ‫دا َنتي‪ :‬واجب َق َبل ُكل َواجب َعلَي وعىل ُكل ساكني أرضك الدفاع عنها وحمايتها‪،‬‬ ‫اعذُريني دانتي إن خا َنتني ُح ُرويف وكَلماتي‪ ،‬اعذُريني عن ُكل تقصير َقصر ُت ُه فال زال‬ ‫َقلمي جاد وعلمي ُمتح َدين يف مسيرتهما يف َسبيل رف َعتك‪.‬‬ ‫اللؤلؤ وال َمر َجان‬ ‫وطني ُدعاء ُمخلصا ب َقلب صاف‬ ‫َو َبي َن ( َم َرج ال َبح َرين) و(اللُّؤلُؤ َوال َمر َجان) َد َع ُ‬ ‫وت يا َ‬ ‫ماك وأرض َ​َك‪َ ،‬بح َر َك و َبرك من ُكل َمكروه آمنين‪ ،‬وأن‬ ‫َنقي أن يح َف َظك الله وأهلك‪َ ،‬س َ‬ ‫َي َ‬ ‫جعل األمن واألما َن نع َمة دائمة علينا‪ ،‬و ُقل ُت كَما قال نبينا إبراهيم { َوإذ َق َال‬ ‫إب َراهي ُم َرب اج َعل هذا َبلَدا آمنا َوار ُزق أَهل َ ُه م َن الث َم َرات}‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪ .1‬برزت الصور الخيالية بقوة يف هذه الخاطرة‪ ،‬حددي ثالثا منها‪ ،‬موضحة أثرها يف‬ ‫إيصال جماليات النص‪.‬‬ ‫‪ .2‬كيف يستطيع اإلنسان رد الجميل لوطنه؟‬ ‫‪ .3‬هل أجادت أبرار يف التعبير عن حبها وانتمائها للبحرين‪ ،‬وضحي ذلك‪ ،‬مستشهدة‬ ‫بعبارات من النص‪.‬‬ ‫‪ .4‬أبدعت أبرار يف التعبير عن جمال مملكتنا الحبيبة‪ ،‬وضحي ذلك من خالل الرموز‬ ‫الجميلة التي وظفتها‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬زينب إبراهيم المؤمن‬ ‫أيا وطني‪ ،‬أيها المالذ اآلمن‪ ،‬من يل سواك؟ أكلمة أهواك تكفي؟ ال وألف ال‪ ،‬مهما‬ ‫قلت فأنا أبقى المقصر الذي يبقى عاجزا عن إيفاء حقك‪ ،‬ومهما شكرتك عىل كل شيء‬ ‫فكلمات الشكر لن تكفي‪ ،‬أنت بيتي ومالذي وحصني المنيع الذي يحميني من كل‬ ‫خطر‪ ،‬أحالمي البريئة لم تجد من يحتضنها سوى أرضك‪ ،‬ودموعي الساخنة لم تجد‬ ‫من يمسحها ويحيلها ابتسامة مشرقة إال أنت‪ ،‬وقلبي المكلوم الذي تنيره بوجودك‬ ‫يبقى مطمئنا راضيا‪ ،‬ينبض من أجلك ويف سبيلك ويجعلني أشعر بقيمة االنتماء إىل‬ ‫أرضك‪.‬‬ ‫عندما أبتعد عنك أشعر وكأن روحي انفصلت عن جسدي‪ ،‬إنما الغربة قاسية‪ ،‬ال‬ ‫يفهمها إال من عاشها غريبا وحيدا‪ ،‬يشعر وكأن الوقت دهور ال تنتهي‪ ،‬وعيناه‬ ‫تبحثان عن األمل الضائع‪ ،‬فال يجد غير الحنين يسكن أعماقه‪ ،‬ويقول معاتبا‪ :‬إىل‬ ‫متى هذا الفراق؟ لماذا هذا الهجر؟ هذه السماء الزرقاء اسودت يف نظري‪ ،‬فأنا لم أعد‬ ‫أفكر يف شيء وأنظر إىل شيء غير بحرين البعيدة عن األعين الساكنة يف القلوب‬ ‫المنهكة الولهة‪.‬‬ ‫عندما أحزن أشكو إليك‪ ،‬أجلس تحت نخيلك الوارفة‪ ،‬تلك النخيل التي تزينك‬ ‫بشموخها‪ ،‬وكأنها تقول‪ :‬ال عنوان لليأس يف ربوعك يا وطن‪ ،‬فالشموع تحتاج إىل من‬ ‫ينيرها ويجعلها وقادة‪ ،‬وهذا الشعب الذي لم يعرف اليأس سيبقى وفيا ألجل ترابك‪،‬‬ ‫ألجلهم وألجيل وألجل أطفالهم‪َ ،‬علمك سيبقى خفاقا واسمك سيبقى حاضرا‪.‬‬

‫البحر بهديره يفضي إليك بأسراره‪ ،‬لست إال بيت األسرار الذي يجعل كل سر نقطة‬ ‫انطالق‪ ،‬نقطة قوة يحيل بها كل صعب سهال‪ ،‬ترسم بها الطريق نحو األمام‪ ،‬كنت‬ ‫وال زلت تخط اسمك الزخريف بين صفحات التاريخ العريق‪ ،‬من دلمون بلد الحضارة‬ ‫واألصالة ثم تايلوس وصوال للبحرين‪ ،‬كلها أنت‪ ،‬فاسمك يتزين يف أبهى حلة‬ ‫متحديا كل صعب‪ ،‬وستبقى دوما مثاال لإليمان الصادق النابع من قلوب أطفالك‬ ‫ليعيشوا من سقياك‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪ .1‬ما القيم المستفادة من النص السابق؟‬ ‫‪ .2‬أشارت زينب إىل إيحاءات جميلة ومعان سامية من خالل قولها‪ ":‬البحر بهديره‬ ‫لست إال بيت األسرار الذي يجعل كل سر نقطة انطالق‪ ،‬نقطة‬ ‫يفضي إليك بأسراره‪َ ،‬‬ ‫قوة يحيل بها كل صعب سهال‪ ،‬ترسم بها الطريق نحو األمام" وضحيها‪.‬‬ ‫‪" .3‬حينما يقاسي اإلنسان الصعوبات يف وطنه إما أن يصبر ويكافح ليخدم وطنه‬ ‫وإما أن يهاجر ويخلف وراءه ذكرى الغياب"‬ ‫ما رأيك بمن يهاجر تاركا وطنه‪ ،‬وما الرسالة التي توجهينها إليه؟‬ ‫‪ .4‬كيف يمك ُن شكر الوطن وتقديم االمتنان إليه؟‬ ‫‪ .5‬اكتبي نصا قصيرا عن الوطن مستخدمة النمط السردي المغتني بالوصف‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬بيان نبيل أحمد صديف‬ ‫ما بين مائتين وست دول ويف عمق ألفي جزيرة ولدن يف أحضان مليون نخلة‬ ‫علمتني الحياة عندما فتحت عيني كادت أشعة الشمس تحرقني بلهيبها فأخذتني‬ ‫أوراق أمي النخلة إىل ظلها أختبئ فأحسست بدفء هادئ أرجع يل قلبي‪ ،‬خطوت أوىل‬ ‫خطواتي متمسكة بصالبة النخالت فصالبتها صلبتني وقوتها قوتني‪.‬‬ ‫شعرت بالجوع فرفعت يدي للسماء داعية وعندما أنزلت يدي وجدت رطبا يمأل‬ ‫المكان بهجة وأنا جالسة عىل ضفاف البحار المالحة سحبني سلطعون إىل عمق البحر‬ ‫فكادت أنفاسي تموت‪ ،‬وكاد جسمي يبرد‪ ،‬فهرعت النخالت إلنقاذي‪ ،‬فتمسكت‬ ‫بجذورها ورفعتني‪.‬‬

‫الماء المالح استوىل عىل جروحي فأحسست بذوبان جلدي الذي أذاب الشمع من‬ ‫جديد‪ ،‬أخذتني النخالت إىل النخلة األم فقامت بصفعي ثم احتضنتني بقوة ودموعها‬ ‫جارية وأنبتت البذور‪ .‬أحسست بخوفها عيل وكأنها أمي‪.‬‬ ‫استلقيت عىل أرض بالدي أخطط ألحالمي والنخالت من فوقفي تحميني‬ ‫وأحسست بأنني دائما أنتظر‪ .‬أعادني عقيل إىل الماضي حيث تركت وطني‪ ،‬وكانت‬ ‫النخلة األم تقول لبقية النخالت‪ :‬هل سيرتاح هناك أم هل سيعود منطويا ووحيدا؟‬

‫أنا لم أفهم مقصدها‪ ،‬ولكن عندما تركت أرض الوطن أدركت ما كانت تقصد‪ ،‬ويف‬ ‫الحقيقة أدركت جيدا بعدما غرقت يف المحيط وحاولت الصراخ ولكن أنفاسي كانت‬ ‫يف الماء‪ ،‬ولم أجد من يحميني هناك‪ ،‬فرجعت ألرض الوطن منطويا ووحيدا كما‬ ‫قالت النخلة األم‪ .‬وعندما وقعت أناميل عىل أرض الوطن تذكرت أوىل خطواتي وأنا‬ ‫متمسكة بالنخالت مبتسمة فأسرعت للنخلة األم واحتضنتها بقوة وعبرت لها عن‬ ‫مدى شوقي لها وألرضي ووطني‪.‬‬ ‫ارتكبت خطأ عندما أنفقت كل الحب الذي احتفظت به عندما ابتعدت عن وطني ‪،‬‬ ‫فالوطن كلمة ال توصف‪ ،‬واألرض لغة ال تفهم‪ ،‬ال يفهمها إال من عاش وأحبها بكل‬ ‫صدق‪ ،‬وصلت عندما عجز الكالم عن التعبير وأصبح الوصف عقيما‪ ،‬مهما تظاهرنا‬ ‫بالنسيان يبقى الوطن مخلدا يف معالمنا‪ ،‬وتبقى البحار تروي قصصا عن أناس‬ ‫جرفتهم األمواج بعيدا عن بالدهم‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬حوراء حسن يعقوب عيل‬ ‫يرتبط اإلنسان بالمكان الذي فيه ُيولد ويعيش‪ ،‬وتنمو أحالمه‪ ،‬وترتقي‬ ‫طموحاته يوما بعد يوم‪ ،‬فتتولد بينهما حكايات جميلة‪ .‬هكذا كانت عالقتي مع‬ ‫بلدي أم المليون نخلة؛ بلدي البحرين‪.‬‬ ‫فصرت أتأم ُل يف نخيلها‪،‬‬ ‫كنت أبحث عن سبب تلك العالقة!‬ ‫ُ‬ ‫منذ بداية عمري ُ‬ ‫ُ‬ ‫وأجول بناظري يف سمائها‪ ،‬ألجد أن هناك دافعا مختلفا يدفعني نحو رسم أحالمي‪،‬‬ ‫وهندسة طموحاتي‪.‬‬ ‫عرفت السبب‪ ،‬وعاهدتها يف سري بأن تبقى عالقتنا كاألم الحنون‬ ‫عندها فقط‪ُ ،‬‬ ‫وابنتها الطموحة قائلة لها‪ :‬أنت التي تُعطيني الحنان‪ ،‬وأنا التي أواصل وأخطو‬ ‫خطاي حتى نصل معا للسماء والعنان‪ .‬ردت عيل هامسة‪ :‬نتعاون معا ونتكاتف؟‬ ‫وافقت عىل ذلك‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أستكشف معالمها وآثارها‪ ،‬لعلي أجد شيئا يساعدني ألن أخطو‬ ‫فبدأت شيئا فشيئا‬ ‫ُ‬ ‫خطوة تل َو األخرى‪ ،‬ألبني جسرا وحضارة‪ ،‬لرفع اسمها وعلمها شامخا عاليا خفاقا‪،‬‬ ‫يجوب السماء وما فيها‪ .‬إنها البحرين‪ ،‬هي جزيرة صغيرة لكنها كبيرة بإنجازاتها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫البحرين هي أم ومالذ وملجأ‪ ،‬واإلنسان بال وطن كالطفل بال أم‪ .‬يعيش يتيما‬ ‫ويموت يتيما‪ .‬تضاربت األفكار يف عقيل وال تهدأ‪ ،‬أتذكر النخيل التي يلو ُح سعفها‬ ‫ُ‬ ‫يمينا وشماال‪ ،‬فيتساقط الرطب الجني‪ ،‬ليسرع الفالح ويتسل ُق جذعها فيحصد الرطب‬ ‫الذي طعم ُه أحىل من العسل‪.‬‬

‫وت عىل‬ ‫ترعرعت عىل أرضه‪،‬‬ ‫أجل‪ ،‬هذا هو وطني الذي‬ ‫وأكلت من خيراته‪ ،‬وح َب ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ترابه‪.‬‬ ‫ليس مكانا فقط بل وجدانا‪ ،‬مهما باعدت‬ ‫إنه ذلك المكان الذي تعل ُ‬ ‫قت فيه‪َ ،‬‬ ‫ذهبت ليرتا َح فؤادي سا َرت بي خطواتي ألرجع حيثُ‬ ‫دفعني الحنين لوطني‪ .‬وأينما ُ‬ ‫َ‬ ‫النخيل أمامي‪ .‬البحرين يف قلبي ودلمون‬ ‫يرتا ُح هناك‪ ،‬وكأنه يقول راحتي حيث أرى‬ ‫وأوال وتايلوس تاريخي‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪( .1‬يرتبط المولود بوالدته منذ أن كان يف رحمها‪ ،‬وكذلك هي عالقة المرء بوطنه‪،‬‬ ‫عالقة فطرية)‬ ‫اشرحي هذه المقولة مبينة رأيك فيها‪.‬‬ ‫‪ .2‬كيف يكون الوطن أما ومالذا لإلنسان؟‬ ‫‪ .3‬بيني مكانة موطنك الغايل يف نفسك‪.‬‬ ‫‪ .4‬أضيفي عىل النص فقرة تصفين فيها جمال تاريخها وعراقتها‪.‬‬ ‫‪ .5‬ما أبرز التفاصيل التي تحبينها يف بالدك؟‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬نور أحمد منصور القميش‬ ‫ُ‬ ‫بريق الدنيا يف عيني انطفأ‪ ،‬وباتت كصحراء جرداء أمام ناظري ال حل َو فيها!‬ ‫فكأنما أصبح الحق ُد ستارا يحجب ُكل جميل عن قلبي وعيني‪ ،‬فما بايل ُمعرضا عن‬ ‫السماح والعفو‪ ،‬ثائرا لكرامتي؟ فالله رب الكون قد سامح وعفا وأنعم عيل رغم‬ ‫تقصيري ومعصيتي‪ ،‬فما بايل أنا العبد ُمتكبرا عن الخلق‪ ،‬متناسيا قول الباري بسم‬ ‫الله الرحمن الرحيم{ َف َمن َع َفا َوأَصل َ َح َفأَج ُر ُه َعلَى الله }‪ ،‬كيف يل أن ال أرجو أجرا من‬ ‫الله وأبقى متكبرا ويف قلبي حقد يجري بدل الدماء‪.‬‬ ‫توالت هذه األفكار يف ذهني‪ ،‬وراجعت نفسي‪ ،‬ف َوجدتني أنجرف يف سيل أهوائي‪،‬‬ ‫أدرت ظهري لها واتجهت لمن كان يل صديقا وملجأ آمنا طوال شهور وسنين‪ ،‬معتذرا‬ ‫نادما غير مبال لما قد يقال عني فرضا ربي ثم عيشي مطمئنا هو رجائي‪ ،‬وصلت له‬ ‫بعد طريق مزدحم طويل‪ ،‬استنشقت هواء إىل أن امتألت رئتاي به‪ ،‬رآني من بعيد‬ ‫فأتى جريا وكرر كما يف السابق طلبه يل بالعفو والسماح‪ ،‬ولكن ردي هذه المرة كان‬ ‫ُمختلفا فقلت له امض لم يعد بقلبي لك شيء من الحقد أو العداء‪ ...‬وواصلت أنا‬ ‫حياتي بقلب نقي صاف‪ ،‬ال يحمل الحقد أو الكره أبدا‪ ،‬وبات لساني ال يتردد يف أن‬ ‫ينطق بالعفو والسماح‪.‬‬

‫بقلم الخريجة‪ :‬نور عادل خليل إبراهيم‬ ‫تختلف طريقة التربية من بلد آلخر حسب اختالف العادات والتقاليد واألديان‬ ‫التي يعتنقونها‪ ،‬لكننا يف ُبلداننا العربية ال َنختلف عىل مقولة " َمن شَ ب عىل شيء‬ ‫شاب عليه"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫لَعلَنا اليوم َنتَبع ُطرق التربية الحديثة باعتمادنا عىل التكنولوجيا كأساس للتربية‪،‬‬ ‫حيث يتأثر الطفل بما يشاهده وينعكس ذلك عىل تصرفاته‪ .‬عدا قلة من الناس‬ ‫الذين ال زالوا يقدسون العادات والتقاليد القديمة‪ ،‬ويجعلونها أساس لتربية أبنائهم‪،‬‬ ‫ناهيك عن األضرار الجسدية‬ ‫البعض يعتقد أن التربية بالضرب هي التي تؤدب الفرد‪،‬‬ ‫َ‬ ‫والنفسية التي ستصيبه‪.‬‬ ‫يف رأيي أن التربية بالضرب ال تُؤدب الفرد وال تُجدي نفعا‪ ،‬أما الب ُ‬ ‫عض اآلخر َيجد‬ ‫وبالجرعات السلبية من شَ تم وإحباط‬ ‫ال ُمتعة يف تربية أبنائه بالتعذيب النَفسي ُ‬ ‫لمعنوياتهم َبدال من بناء شخصياتهم وتَشجيعهم‪ُ ،‬يقال‪ُ " :‬كن البن َك ُمعلما وهو‬ ‫طفل‪ ،‬وصديقا حي َن َيك ُبر"‪.‬‬ ‫ستكون نتائج الرخاء ال ُمفرط وخيمة جدا‪َ ،‬س ُيصبح ُكل شيء ُمباحا للفرد‪ُ ،‬كل‬ ‫األخطاء َستكون صحيحة والعكس كَذلك‪ .‬إضافة إىل ذلك لن يكون لدى الفرد القدرة‬ ‫عىل تحمل المسؤولية‪.‬‬

‫َيجب علينا أن َنعتدل يف تربية أبنائنا‪ ،‬فالقسوة الشديدة والرخاء ال ُمفرط كالهما‬ ‫يؤديان إىل انحراف الفرد‪ ،‬فالحبل إذا شَ َددته بقوة َ‬ ‫سوف َينقطع‪ ،‬وإذا أرخيته‬ ‫َس ُيفل ُت من َيدك‪.‬‬ ‫وختاما أود القول‪ :‬قبل أن تكون أبا‪ ،‬وقبل أن تكوني أُما ل َت ُكن لديكم إنسانية‪،‬‬ ‫رفقا بأطفالكم؛ َفغَدا َسيحصدون ما زرعتم‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪.1‬من وجهة نظرك أيهما أفضل طرق التربية الحديثة أم الطرق التقليدية‪ ،‬مع‬ ‫التعليل‪.‬‬

‫‪.2‬هل الضرب هو الطريقة الوحيدة لتربية األبناء؟ وضحي برأيك مع اقتراح حلول‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫‪.3‬للبيئة لها دور يف عامل التربية‪ ،‬اشرحي هذه العبارة‪.‬‬ ‫‪.4‬ما رأيك فيما قالته الكاتبة "القسوة الشديدة والرخاء المفرط يؤديان إىل‬ ‫االنحراف"؟‬

‫بقلم الخريجة‪ :‬نبراس الهدى جعفر سند‬ ‫رسالة إىل تلك التي تزعم أن يف "االعتذار إهانة"‪...‬‬ ‫أما بعد ‪ ...‬تراودني أسئلة عديدة حيال هذا‪ ،‬يحتار قلمي عند جمع حروفها ‪ ...‬أبحث‬ ‫عن أجوبة ليست بموجزة‪ .‬يا من هي خصم لذاك ‪ ...‬متى أصبح االعتذار إهانة؟ متى‬ ‫بات االعتراف بالخطأ ضعف ووهن؟ أكلمة "آسفة" تشعرك بالمذلة؟ أم أنك تشعرين‬ ‫دائما أنك عىل صواب واآلخرين عىل خطأ؟!‬ ‫محال العيش بال أخطاء‪ ،‬بطبيعة اإلنسان تارة يصيب‪ ،‬وتارة يخطئ! إال أن النبي‬ ‫صىل الله عليه وسلم قد ميز فضيلة عن غيرها عندما قال‪ُ (( :‬ك ُّل َبني آ َد َم َخطاء‪ ،‬و َخي ُر‬ ‫ال َخطائي َن التوا ُبون))‪ .‬أن تعتذري؟ أن تعتريف بخطئك؟ أن تعتريف بإنسانيتك؟ تعتريف‬ ‫بشجاعتك‪ ،‬بقوتك‪ ،‬بثقتك بنفسك‪ .‬و((االعتراف بالحق فضيلة))‪ ،‬واالعتذار عنه ‪-‬إن‬ ‫كان بحاجة‪ -‬فضيلة أخرى‪.‬‬ ‫كم من شجارات كادت أال تحدث لو بدأت باعتذار صادق‪...‬بطريقة مالئمة‪ ...‬يف‬ ‫الوقت المناسب‪ .‬كم من قلوب ذابلة لُقحت وأزهرت باالعتذار! إنه كاف يف أن تعود‬ ‫المياه إىل مجاريها‪ ،‬يف إصالح الكثير من العالقات‪ ،‬وعودة المحبة واألخوة واأللفة بين‬ ‫الناس‪ ،‬وهذا ما أمرنا به عز وجل يف كتابه الكريم‪(( :‬إن َما ال ُمؤمنُو َن إخ َوة َفأَصل ُحوا َبي َن‬ ‫أَ َخ َوي ُكم ۚ َوات ُقوا الل َه ل َ َعل ُكم تُر َح ُمو َن))‪.‬‬

‫وكما قال جبران خليل جبران‪(( :‬االعتذار عن الخطأ ال يجرح كرامتك‪ ،‬بل يجعلك‬ ‫كبيرا يف نظر من أخطأت بحقه)) فالنفس الواثقة‪ ،‬النفس الناضجة‪ ،‬النفس‬ ‫الكبيرة‪ ،‬النفس الحريصة عىل عدم خسارة من أخطأت بحقهم هي من تنقح اإلساءة‬ ‫باالعتذار‪ ،‬وتحول اقتراف الخطأ إىل ميزة ال يتصف بها إال من يمتلك صفة‬ ‫الشجاعة‪ ،‬وال يقوم بها إال ذو مستوى عال من األخالق‪.‬‬ ‫فسيدنا آدم عليه السالم أبو البشرية عندما أكل مع زوجته من الشجرة التي ُنهيا‬ ‫عن االقتراب منها‪ ،‬اعتذر (( َق َاال َربنَا َظلَمنَا أَن ُف َسنَا َوإن لم تَغفر لَنَا َوتَر َحمنَا لَنَ ُكو َنن‬ ‫م َن ال َخاسري َن))‪ .‬ماذا عن نبي الله موسى عليه السالم! عندما قتل رجال‪ ،‬قدم اعتذاره‬ ‫بعبارة صريحة‪ ،‬وواضحة؛ نظرا لعدم توافق ما اقترفه مع أخالقه‪ ،‬وقيمه (( َق َال‬ ‫َف َعلت َُها إذا َوأَ َنا م َن الضالي َن))‪.‬‬ ‫فإن أخطأت يف حق أحدهم‪ ،‬وظننت أن اعترافك بهذا الخطأ مذلة فهذا يعد نوع‬ ‫من الكبر‪ .‬ولو كان التكبر قوة فكيف السبيل لرد المحبة؟ لماذا التكبر؟ وقد كان‬ ‫يس َما ل َ َك أَال َت ُكو َن َم َع‬ ‫أول ذنب ُعصي الله به‪ ،‬يف قوله عز وجل‪َ (( :‬ق َال َيا إبل ُ‬ ‫الساجدي َن* َق َال لَم أَ ُكن ألَس ُج َد ل َبشَ ر َخلَق َت ُه من َصل َصال من َح َمإ َمسنُون* َق َال َفاخ ُرج‬ ‫من َها َفإن َك َرجيم* َوإن َعلَي َك اللعنَ َة إلَى َيوم الدين))‪ .‬نعم! هذا هو التكبر والعياذ‬ ‫بالله ما كان مصيره إال اللعن إىل يوم الحساب‪ .‬وهيهات هيهات أن يكون المعتذر‬ ‫متكبرا‪.‬‬

‫بادري باالعتذار بصدق‪ ،‬وبحب دون خجل وال تردد‪ ،‬بادري باالعتراف بأخطائك‪،‬‬ ‫كوني الطرف األقوى يف أي خالف‪ .‬فأنت ال تتعاملين مع أناس وحسب‪ ،‬أنت‬ ‫تتعاملين مع الله عز وجل‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪.1‬االعتذار ثقافة رقى وتحضر‪ ،‬ما رأيك يف هذه العبارة ؟ موضحة بالحجج المتنوعة‪.‬‬ ‫‪.2‬يعد تقدم وتطور المجتمع الذي نعيش فيه لتمسكه بالعديد من القيم السامية‬ ‫أهمها التواضع والتسامح‪ .‬فسري هذه العبارة ‪.‬‬ ‫‪.3‬تخييل نفسك مع أناس ال يعترفون بأخطائهم ويجدون أنفسهم دائما عىل صواب‪،‬‬ ‫موضحة موقفك واألثار السلبية التي تنعكس عىل نفسك ‪.‬‬ ‫‪.4‬تتنوع القيم الدينية التي بها يرقى المجتمع منها التسامح‪ ،‬عبري عن هذه‬ ‫القيمة يف فقرة مقنعة موظفة مؤشرات الحجاج ‪.‬‬

‫‪.5‬تتنوع الدروس المستفادة من النص اذكري منها ما أثر عىل نفسك مع التوضيح‪.‬‬

‫بقلم الخريجة‪ :‬نور عادل خليل إبراهيم‬ ‫هناك شاب يف مقتبل العمر ُيدعى صابر‪ ،‬اسم عىل ُمسمى‪ُ .‬ول َد‬ ‫يف قرية صغيرة كا َن َ‬ ‫صابر يف الثامن من شَ هر ديسمبر عام ‪ ،1987‬وكانت والدته يف ظروف صعبة جدا‪ ،‬إذ‬ ‫لم َت ُكن أمه تستطيع الذهاب لل ُمستشفى ألنها ال تملك ماال‪ ،‬وقد كان ال َمشفى يبعد‬ ‫عنهم مسافة عشرين كيلومترا فاضطرت أن تَل ُده يف المنزل‪ ،‬وقد تسبب ذلك يف عدة‬ ‫مشاكل صحية لدى صابر‪ ،‬غي َر أن والده تركه ل ُيصارع تقلباته الصحية ولم يأخذه‬ ‫لل ُمستشفى ألخذ التطعيمات الالزمة أو حتى ل ُمعال َ َجته‪َ .‬ظلت والدة صابر تُحارب من‬ ‫أجل صحة ابنها حتى َك ُب َر‪ .‬ولكن فجأة ظهرت ُمشكلة لم َت ُكن يف الحسبان!! فقد َك ُب َر‬ ‫صابر مع ُمشكلة ال َت َو ُحد‪.‬‬

‫لقد كان والد صابر يكره ُه جدا‪ ،‬وكان كثيرا ما ُيعرضه لل ُعنف الجسدي والنفسي‬ ‫لدرجة أنه كان يكره وجود صابر أمامه فعندما يراه ينهال عليه بسيل من الشتائم‬ ‫ويبدأ يف تعذيبه‪ .‬إىل أن جاء يوم و َقر َر فيه والد صابر أن يط ُر َد ابنه م َن المنزل!‬ ‫والمشكل ُة العظمى أن والدة صابر لم تستطع أن تنبس بكلمة ولم تستطع إنقاذ‬ ‫ابنها ألن زوجها كان قد َه َد َدها بالطرد أيضا إن حاولت إعادة صابر للمنزل أو حتى إن‬ ‫الطرقات‪ ،‬فلَم َي ُكن يملك‬ ‫حاولت التواصل معه‪َ ،‬ظ َل صابر وحيدا ُمتَشَ ردا َيمشي يف ُ‬ ‫تات ُخبز ليأ ُكله‪ ،‬فكا َن ُيفتش يف الحاويات عن‬ ‫مكانا يأوي إليه‪ ،‬ولم يكن يملك ُف َ‬ ‫شيء ليأ ُكله حتى بدأ بجمع ال ُخردة ويبيعها ليؤمن قوته عىل األقل‪.‬‬

‫صابر شخص ُمثابر جدا فقد حاول أن ُيكمل دراسته و َن َج َح يف ذلك حتى أصبح‬ ‫دكتورا كبيرا وساع َد الكثير م َن الناس‪ ،‬كما أنشأَ ل َ ُه َدارا لألطفال ال ُمشَ َردين أسماها‬ ‫" َمالذ"‪َ .‬ظ َل صابر يعتني باألطفال ال ُمشَ َردين و ُي َقدم ل َ ُهم الرعاية الصحية والخدمات‬ ‫الالزمة التي يحتاجونها كالتعليم وغيرها ل ُي َعوضَهم عما فقده يف ُطفولَته‪ ،‬لقد‬ ‫عانى حتى َو َصل إىل ُمبتغاه وال ُيريد ألي طفل يف هذا العالم أن َي ُمر بنصف ما َم َر‬ ‫به‪َ .‬غدا صابر مثاال ُيحتَذى به ألنه و ُرغ َم الصعوبات التي واجهته إال وأنه استطاع‬ ‫التغلب عليها‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪ .1‬اشرحي الظروف المؤثرة عىل نشأة صابر‪..‬‬ ‫‪.2‬ماذا ستفعلين لصابر لوكنت أختا له؟‬

‫‪ .3‬الصبر والتحمل يثمران النجاح‪ ،‬وضحي ذلك من خالل شخصية صابر‪.‬‬ ‫‪ .4‬يبشر الله (سبحانه وتعاىل) يف كتابه الصابرين بالفوز والفرج بعد الشدة‪ .‬دليل‬ ‫عىل ذلك من القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪.5‬كيف يمكن أن نستفيد من هذه القصة يف حياتنا؟‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬زهراء حسين عيل إبراهيم‬ ‫ُخلقنا مختلفين‪ ،‬من أعراق مختلفة‪ ،‬جئنا كل ل ُه دين وفكر ومعتقد‪ ،‬تختلف‬ ‫ُ‬ ‫االختالف ذنب أو عار؟! أه َو خطأ دون‬ ‫عاداتنا وتقاليدنا‪ ،‬بل وحتى حياتنا‪ ،‬لكن هل‬ ‫قصد ارتكبناه؟! إذا يا ترى لم ُوجد التسامح؟ أليعم الخالف وتشب الحرب بيننا؟ أم‬ ‫ماذا؟‬ ‫التسامح سمة وخلق ‪ ...‬دعوة سالم وإخاء‪ ،‬إن أعىل مراتب اإلنسانية هي أن يكون‬ ‫اإلنسان متسامحا‪ ،‬أن يتقبل اآلخر دونما أية ضغينة‪ ،‬أن يعي باالختالف‪ ،‬أال يقلل‬ ‫من شأن اآلخر ويحمل تجاهه أي مشاعر سيئة لمجرد اختالف عرقه أو دينه أو جنسه‬ ‫أو طريقة تفكيره ونمط معيشته‪.‬‬

‫من المهم أن يتسم المرء بصفة التسامح‪ ،‬من أجله ومن أجل المجتمع‪ ،‬وأن يمحي‬ ‫من قاموسه كل معاني التمييز والعنصرية‪ ،‬فال يجب عليه أن يقلل رجل من شأن‬ ‫يتعارك مسيحي مع مسلم‪ ،‬لو‬ ‫امرأة أو يستنقص منها‪ ،‬أو يسخر أبيض من أسود‪ ،‬أو‬ ‫ُ‬ ‫ُوج َد التسامح حقا يف عالمنا لما ُوجد شعار (حياة السود مهمة)‪ ،‬هل يجب عىل اإلنسان‬ ‫أن يحارب ألجل أن تكون لحياته أهمية؟ هل كون المرء من عرق أسود تعني أن‬ ‫يجب أن نغرس‬ ‫حياته أقل أهمية من ذوي البشرة البيضاء؟! ال‪ ،‬بالطبع ال‪ ،‬ولهذا ُ‬ ‫يجب أن نعلمهم أننا ُولدنا لنكون‬ ‫التسامح وردا يف قلوب أبنائنا وأطفالنا‪ُ ،‬‬ ‫يجب أن يكو َن مخطئا وآخرا عىل حق‪،‬‬ ‫مختلفين‪ ،‬وأن اختالف اآلراء ال يعني أن أحدا ُ‬ ‫ُ‬ ‫فاالختالف تكامل‪.‬‬ ‫يجب أن نعلمهم أن هذا العالم لوحة كل منا يكملها باختالفه‪،‬‬ ‫ُ‬

‫جميعنا نولد متسامحين مع كل شيء يف هذه الحياة وإن ما يجعلنا نكبر عىل ذلك‬ ‫ُ‬ ‫فالعوامل التي تؤثر يف‬ ‫أم ال هي البيئة التي تحيطنا واألفكار التي نتغذى منها‪،‬‬ ‫ذلك عدة‪ ،‬أولها العائلة فهي اللبنة والخلية األساسية‪ ،‬إن صلحت صل ُح المجتمع‬ ‫والعكس صحيح‪ ،‬وللمدرسة دور كبير يف غرس القيم الصالحة‪ ،‬ويمكننا أن نقول أن‬ ‫ُ‬ ‫المدرس َة مجتمع مصغر‪ ،‬لذلك فهي تعتبر فرصة لتخريج أجيال متسامحة‪ ،‬ال تُفرق‬ ‫وال تُميز‪.‬‬ ‫وأخيرا‪ ،‬قد تجعل الظروف واأليام والمواقف شخصا عنصريا غير متسامح‪ ،‬لكن‬ ‫يف الوقت الذي تدرك فيه خطأك اختر ضفة السالم‪ ،‬وقتما تستطيع نظف عقلك‬ ‫من أفكار الجهل والظالم‪ ،‬وتذكر دائما أن حقيقة وجود الناس يف شعوب وقبائل‬ ‫مختلفة لن تتغير‪ .‬تستطيع العيش يف صراع مستمر وقتال يف معركة ال نصر فيها‪،‬‬ ‫أو أن تتقبل العيش بمودة ورحمة‪ ،‬فجميعنا أبناء آدم‪ ،‬ازرع الحب ال الدماء‪ ،‬واطفئ‬ ‫نيران الحرب بغيمة سالم‪ ،‬الخيار لك إما أن تكون وحشا أو إنسانا‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬نور أحمد منصور القميش‬ ‫نجده بين ثنايا كل صفحات الحياة ‪ ،‬واقفا بشموخ وصالبة ‪ ،‬ال يتحطم عىل الرغم‬ ‫من مصاعب الدهر بل يصبح يف كل مرة أشد قوة‪ ،‬كأنما ُيترجم لنا بأفعاله اإلخالص‬ ‫والتضحية للوطن‪ ،‬يسقي أشجار التوت والعنب من عرق جبينه الذي يتساقط عىل‬ ‫التربة؛ لتمنحه الشمس مسحة سمراء عىل وجهه تمجيدا لعمله وإخالصه‪ ،‬واآلخر بين‬ ‫أروقة المشايف ينقذ األرواح ويداوي مرضانا وأبناء وطننا‪ ،‬أما الذي يسهر ليال ونهارا‬ ‫بين جدران مدرسة ومستشفى ووزارة ليحافظ عىل أمننا وأماننا‪ ،‬واآلخر وحيدا بين‬ ‫يدافع عن وطنه ببسالة‪ ،‬إنه العامل يقف بشموخ يف‬ ‫أرض وسماء يف ساحة الحرب ُ‬ ‫مدرسة ومسجد وشارع؛ ليحمينا‪...‬ويداوينا‪...‬يعلمنا‪...‬ويربينا ‪ ،‬فشكرا له ولعطائه‬ ‫ولعرقه الذي يسقي به تراب الوطن‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫"نجده بين ثنايا كل صفحات الحياة‪ ،‬واقفا بشموخ وصالبة ‪ ،‬ال يتحطم عىل الرغم‬ ‫من مصاعب الدهر بل يصبح يف كل مرة أشد قوة"‬ ‫‪ .1‬وضحي الصور الخيالية التي تضمنت العبارات السابقة‪.‬‬ ‫‪ .2.‬وضحي أهمية العمل يف حياة كل إنسان‪.‬‬ ‫‪ .3‬تدور عبارات النص حول عنصر هام يف هذا المجتمع‪ ،‬من هو؟‬ ‫‪ .4‬ما الدروس المستفيدة من نص نور؟‬ ‫‪ .5‬أرسيل للعامل رسالة تشكرينه عىل عطائه الالمحدود‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬نور أحمد منصور القميش‬ ‫عىل قارعة الطريق وبين قطرات الودق كان واقفا يترقبها بلهفة لتكون أول من‬ ‫سيعلم بأن الحياة قد قررت أن تبتسم له أخيرا‪ ،‬وأن الغيوم السوداء قد تالشت‪ ،‬وأنه‬ ‫بدأ يرى شمسا ذهبية يف األفق‪ ...‬ناسيا أن الحياة قد تعبس مجددا‪ ،‬وأن الغيوم‬ ‫السوداء قد تعود وشمسه الذهبية قد تختفي من األفق!‬ ‫أما هي تحاول لملمة حطامها من بين الركام‪ ،‬تسير بخطوات مبعثرة لتُخبره بأن‬ ‫النور قد انطفأ والظالم قد حل ولم َ‬ ‫يبق لديها بصيص أمل قد ينجيها من هذا‬ ‫الكابوس!‬ ‫وصلت أخيرا‪ ،‬وقد ازدادت شدة هطول الودق يف هذه األثناء‪ ،‬وقف كل منهما‬ ‫ُمقابل اآلخر‪ ،‬وكل منهما يعجز لسانه عن اإلفصاح عن خبره‪ ،‬يخشى هو أن ينطق‬ ‫ويفيق من ُحلم جميل‪ ،‬وتخشى هي أن تكون بنُطقها لتلك الكلمات قد نقشتها عىل‬ ‫الحجر!‬ ‫كانت سعادته واضحة‪ ،‬عيناه تلمعان فرحا‪ ،‬إال أنها لفرط السواد حول عينيها لم ت َر‬ ‫لمعان عينيه‪ ،‬تقدمت أخيرا‪ ،‬وقالت ُمخاطبة إياه‪ :‬نرحل سريعا من هذه الحياة‪،‬‬ ‫فالحياة قطار سريع ال ينتظرنا حين نطيل الوقوف يف إحدى محطاته‪ ،‬وأنا قد أطلت‬ ‫الوقوف بين زحام أحد محطات الحياة‪ ،‬فقررت الحياة أن تضُمني لعداد الراحلين‪.‬‬ ‫َقل َق وارتبك‪ ،‬وشَ َع َر وكأنما شيء ما اهتز بداخل كيانه‪ ،‬فقال لها ‪ :‬هل يل بمعرفة‬ ‫سبب هذه الكلمات وهذه العبرات عىل وجنتيك؟ فقالت ‪ :‬هناك من يغزو دماغي‪،‬‬ ‫ويسرق مني لحظات حياتي ! ثم أردفت قائلة ‪ :‬غزو ُيدعى الورم‪...‬‬

‫تمر أحداث الماضي عىل ذهن فهد بعد هذه الصدمة‪ ،‬يعود به الزمن لتلك اللحظة‬ ‫التي ُول َد فيها ورأى فيها ضوء الحياة بينما فقد أغىل ما يمل ُك يف نفس اللحظة‪،‬‬ ‫فقد من احتواه وكان سيحتويه‪ ،‬فقد كيانا ُيدعى األُم‪ ،‬وتمر السنين ليفقد قلبا‬ ‫وكيانا آخر‪ ،‬عندما يرحل والده ُمحلقا للسماء بعد حادث ُمتعمد لم ُيحاسب فاعل ُ ُه‬ ‫حتى هذه اللحظة‪ ،‬فينتقل ذلك الفتى الصغير ذو الشعر ال ُمتديل عىل عينيه اللتين‬ ‫بلون العسل‪ ،‬لمنزل دافئ يحتويه ويحتوي آالمه‪ ،‬ويعيش مع جدة تحاول أن‬ ‫تكون له األم واألب والرفيق‪ ،‬ولكن سرعان ما تتحول جدته صاحبة الحضن الدافئ‬ ‫إىل قالب جليد ُمحلقة هي األُخرى اىل الفضاء‪ ،‬تاركة إيا ُه أرضا بال سماء‪ ،‬لتُصب َح‬ ‫أُخ ُت ُه جوري أر َض ُه وسماؤه‪ ،‬فكيف له أن يسمح لها بالرحيل وتركه ُفتاتا ُمهشما ؟!‬ ‫فهد‪ :‬جوري عزيزتي‪ ،‬أُختي وصديقتي‪ ،‬أرضي وسمائي‪ ،‬تيقني بأني أعني صميم‬ ‫ُك َل كَلمة سأقولها اآلن‪ُ ،‬‬ ‫األمل نور ال ينطفئ من تلقاء نفسه أبدا بل يبقى ُمش ُعا‬ ‫آلخر َر َمق وآ َخر نفس‪ ،‬فكلما زاد األلم زاد شُ عا ُع األمل ل ُيطفئ األلم بقوة توهجه‪ ،‬إال‬ ‫إذا جعل اإلنسان األلم أقوى وأطفأ َ‬ ‫بريق األمل من طريقه‪ ،‬عندها فقط يتغل ُب‬ ‫وينطف ُئ ذلك الشعا ُع من طريقنا‪ ،‬و ُيصب ُح السير يف طريق األلم‬ ‫األل ُم عىل أملنا‪َ ،‬‬ ‫مصحوبا بالديجور‪ ،‬فنس ُقط وال َنصل‪ ،‬تَي َقني بأنني سأكون َم َعك وأبقى َم َعك وكلما‬ ‫زاد األلم سأطفؤه‪ ،‬وكلما َقل األ َمل سأُعي ُد إشعاله‪ ،‬فال تستسلمي‪ ،‬كوني قوية فقط‬ ‫‪ ،‬بإيمانك وقلبك وأملُك‪ ،‬ال شيء آ َخر‪ ،‬وستصلين لنهاية هذا األلم‪ ،‬وستن َدم ُل‬ ‫وستنطف ُئ آال ُمك‪.‬‬ ‫جراحك‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫كا َن ل َوقع كَلماته صدى مؤث َرا عىل جوري‪ ،‬ف َقد أعاد بكلماته تلك إشعال األ َمل يف‬ ‫قلبها‪ ،‬فواصلت‪ ...‬وواصلت‪ ،‬إىل أن تغلَبت عىل ذلك ال َو َرم‪ ،‬وقررت أن تكون شُ عل َة‬ ‫األ َمل يف حياة ُكل َمن َف َق َد أ َمل ُه واشت َع َل ألَم ُه‪ ،‬لتُطفئ آال َم ُهم وتُشع َل آمال َ ُهم‪.‬‬

‫قالت يف أول ُخطوة لها يف طريق إشعال األمل‪ ،‬عندما كانت يف قسم األورام يف‬ ‫أ َحد ال ُمستشفيات‪ :‬جمي ُعنا زهور‪ ،‬والريا ُح دو ُما تعص ُف بنا وتؤل ُمنا وتُبكينا‪ ،‬فإما أن‬ ‫تلك الرياح‬ ‫يزدا ُد ُبكاؤنا وأل ُمنا اىل أن نذ ُبل‪ ،‬وإما أن ُنقوي من أن ُفسنا لمواجهة َ‬ ‫التي تعص ُف بأوراقنا‪ ،‬ف ُبكا ُء الزهور ليس ُمه ُما‪ ،‬بل ال ُمهم هو ما سيح ُدث بعدما‬ ‫تَبكي ال ُزهور‪...‬هل ستقتل ُعها الرياح؟ أم َستَنجو؟‬ ‫بعدما بكت زهر ُة فهد‪ ،‬كانت له فرصة وبداية وشُ علة‪ ،‬فقد تي َق َن بأن َ‬ ‫رحيل‬ ‫أحبابه ما هو إال رسالة م َن السماء مضمو ُنها (ال تتعلق بالزائلين‪َ ،‬بل اج َعل روحك‬ ‫ترتَب ُط مع السرمدي الذي ال َيفنى‪...‬مع الله‪.‬‬ ‫وبعدما َبكت زهر ُة جوري‪َ ،‬نجت جوري من ت َلك الرياح ‪ ،‬وأصبحت أقوى ‪ ،‬وبدأت‬ ‫رحلتَها يف إشعال األ َمل يف ُقلوب الناس ‪ ،‬ليكون ما بعد ُبكاء زهورهم ُفرصة وبداية‬ ‫وأمل ‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪ .1‬حليل شخصية فهد من خالل القصة السابقة‪.‬‬ ‫‪" .2‬ال تتعلق بالزائلين‪َ ،‬بل اج َعل روحك ترتَب ُط مع السرمدي الذي ال َيفنى‪...‬مع‬ ‫الله"‪ .‬هل نحن كأفراد ضمن مجتمعات إسالمية نطبق المقولة السابقة؟ أم أننا‬ ‫نتعلق باألشياء والحب الزائف؟ ( اشرحي بالتفصيل)‬ ‫‪ .3‬كانت العالقة بين فهد وأخته جوري عالقة قوية‪ ،‬كيف يمكن تقوية العالقة‬ ‫بين األخوة واألخوات؟‬ ‫‪ .4‬لو كنت ستغيرين من أحداث القصة‪ ،‬ما هو التغيير الذي ستكتبينه؟‬ ‫‪ .5‬ماهي الدروس المستفادة من القصة؟‬

‫بقلم الخريجة‪ :‬زهراء مهدي سلمان سرحان‬ ‫ال تستسلم يا بني (فمن رام وصل الشمس وحاك خيوطها)‬ ‫أجابني‪ :‬أبدا لم يكن االستسالم فكرتي‪ ،‬ولكنك تدفعيني للظهور للعلن‪ ،‬أيا‬ ‫مهجتي أنا ال أعيش تحت األضواء‪ ،‬نعم تستهويني القمم حتى أن القمر ُنصب عيني‬ ‫ولكنني أبدا ال أنتظر التصفيق‪ .‬فقلت له‪ :‬أنت صاحب رسالة يا عمر‪ ،‬سيكون لك شأن‬ ‫وسنذهب غدا للجبال؛ لترسم وتنقش إبداعك يف النهار تحت سماء صافية‪ .‬قال لها‪:‬‬ ‫أيمكننا الذهاب بعد الغروب‪ ،‬إني أشتهي الرسم يف ليلة عاتية‪ .‬قلت له‪ :‬كما تشاء يا‬ ‫بني‪ ،‬قم واخلد إىل فراشك علك هناك ترى ُمناك فتشفى روحك المتعبة والمتشوقة‪.‬‬ ‫قال يل‪ :‬نعم أنتظر رؤية أبي يف الحلم‪ .‬ولكن ثمة أمر يقول يل أن أمكث معك هذه‬ ‫الليلة طويال‪.‬‬ ‫سهرنا وتبادلنا أطراف الحديث‪ ،‬كانت جلسة ملهمة‪ ،‬حدثته عن شبابي اليافع‪،‬‬ ‫حدثته أن سن التقاعد بعد سنة وحينها سأذهب معه للجبال كل يوم بدل أن يكون‬ ‫يف الشهر مرة‪ ،‬حدثته عن صعوبة إنجاب ابن أتكئ عىل كاهله من شدة الهرم‪ ،‬وأنه‬ ‫ابني الوحيد ذو الخمسة عشر عاما ورؤية عينيه يل عيد بالنسبة يل‪ .‬حتى وصل‬ ‫الحديث أقصاه عند كلمة الفاتحة ألبيك‪ ،‬ففي كل يوم نختمه بدعاء له من القلب‪،‬‬ ‫بعدها صلينا الوتر وغفينا‪.‬‬ ‫يف الثامنة صباحا ذهبت للمشفى بعد إيصال عمر للمدرسة‪ ،‬عندما وصلت لمقر‬ ‫عميل كان الصراخ يعتيل المكان‪ ،‬و تباينت عىل قسماتي عالمات االستغراب‪ ،‬أخبرتني‬ ‫زميلتي بأنه يف الليل انتشرت أنباء عن ظهور وباء جديد سيتسبب يف كوارث‪ ،‬لم‬ ‫أنظر لهاتفي ليلة أمس فلم أكن أعلم بأي شيء‬

‫وتم تحويل المبنى المهجور المجاور للمشفى إىل محجر حيث أن هذا الوباء الذي‬ ‫يتخذ لنفسه اسم (كوفيد ‪ )19‬معد وسريع االنتشار‪ ،‬هرعت إىل ذاك المحجر وحملت‬ ‫عىل كاهيل المسؤولية خصيصا بأني كنت رئيسة قسم األمراض المعدية‪ ،‬تورمت‬ ‫قدماي لكثرة الوقوف‪ ،‬حتى وقت استراحتي تنازلت عنه‪ ،‬لم أرض بإدخال لقمة يف‬ ‫فمي وأنا أتابع تناوب الممرضات وشقاء الذين يعاينون المرضى‪ ،‬بقيت أنظر حتى‬ ‫أغشي عيل وأنا يف محاولة الشهيق لعدم تصديقي األمر الذي كان كالحلم الحالك‪،‬‬ ‫كان األكسجين يتناقص شيئا فشيئا‪ ،‬أفقت وبجانبي قنينة ماء ورسالة ال أعلم من‬ ‫صاحبها كان مكتوب فيها "من األفضل أن تعتادي عىل الوضع الراهن"‪ ،‬أتت بعدها‬ ‫ممرضة وقالت ‪ :‬دكتورة هل تودين أن أحجز لك سيارة أجرة لتوصلك إىل المنزل‪ ،‬إذ‬ ‫يبدو عليك التعب! أجبتها‪ :‬أرجوك‪.‬‬ ‫ذهبت للمنزل وإذ بعمر يخبرني بأن المدرسة قد أغلقت أبوابها وأن الدراسة قد تم‬ ‫تعليقها‪ ،‬بات األمر جادا وبشدة‪.‬‬ ‫وأما عن الذهاب للجبال فقد نسيت أمره حينها وأخبرته بأن يحزم متاعه وأخذته‬ ‫ليقطن يف هذه الفترة مع خالته منى‪ ،‬ليس يل سواها‪ ،‬ومكوثه لوحده وتأ ُّخري‬ ‫لساعات طويلة عن العودة يقلقني عليه‪.‬‬ ‫يف اليوم التايل جاء خبر وفاة أحدهم جراء الوباء‪ ،‬عندما رأيت بكاء أبنائه تذكرت‬ ‫ردة فعل عمر لما رحل والده‪ ،‬كأن مؤلما جدا‪ ،‬رغم أني يف هذا الموقع اإلنساني‬ ‫لسنوات وتتكرر أمامي العديد من المشاهد المؤلمة إال وأن قلبي لم يعتد عىل رؤية‬ ‫أحد يبكي‪.‬‬ ‫فورا ذهبت إىل مكان منغلق حتى ال يراني أبناؤه فيجب أن أعطيهم القوة ال أن‬ ‫أبكي‪ ،‬ركضت نحوهم واحتضنتهم‪.‬‬

‫يف ذلك اليوم بقيت لوقت متأخر‪ ،‬بدأت األعداد بالتزايد وبدأ العالم يزداد توترا‪،‬‬ ‫يف تلك الليلة قطع الناس آمالهم يف ركوب الطائرة‪ ،‬نعم تم إغالق المطار‪.‬‬ ‫اتجهت نحو قسم النساء والوالدة علني أرى طفال فأمرح معه قليال بعيدا عن‬ ‫التوتر الذي غطى العالم‪ ،‬كان هناك طفل ينتظر قدوم أخ له‪ ،‬وكان يشكو طنين‬ ‫أذنه‪ ،‬كشفت عليه‪ ،‬كان يعاني التهابا خفيفا‪ ،‬عندما أعطيت أباه وصفة الدواء‬ ‫ألذنه ولم أنسى نصيب الطفل من الحلوى‪ ،‬لوكنت أعلم بأن صحن بقالوة سيسعده‬ ‫بهذا القدر ألعطيته أكثر ولكني يف نفس الوقت أخاف عىل صحته‪ ،‬من هم يف‬ ‫عمره يجب أن تبنى أجسادهم عىل أساس صحي وصحيح‪ ،‬عىل كل ابتسامته‬ ‫أعطتني قوة‪ ،‬سبحان خالق األكوان كيف البتسامة طفل أن تعيد يل شيئا من ربيع‬ ‫الحياة!‬ ‫مرت ثمانية أشهر وأعداد المصابين تتفاوت ما بين انخفاض وازدياد‪ ،‬لكن‬ ‫الوضع يزداد اضطرابا وكل المنظمات والعلماء يبحثون عن معجزة‪ ،‬ال أقصد تعايف‬ ‫األشخاص وإنما تعايف هذا الكون‪ ،‬فمتى يا ترى سيعود استقراره؟ إىل أين تنحدر‬ ‫نهاية هذا األمر؟ متى سنعانق أحباءنا؟ ومتى سيهدأ بال األطباء بل ومتى سترتاح‬ ‫أجسادهم التي أثقلتها األعباء النفسية؟ قطع حبال تساؤالتي المنهمر اتصال فلذة‬ ‫كبدي‪ ،‬رغم كل احترازاته إال وأن الوباء قد لحقه‪ ،‬فقد انتقل إليه من خالته‪ ،‬سألته‬ ‫عن أحوال خالته وزوجها وأبنائها فأجابني قائال‪ :‬وكأنك ال تعلمين بأن الضرر مسنا‬ ‫وأن المسك ما عاد له رائحة! وكأنك ال تعلمين بأن بين كل من سألتني عن أحوالهم‬ ‫أنا األكثر تألما‪ ،‬بل إن الشوق لرؤيتك علتي! أجبته‪ :‬وكأنك ال تعلم بأن وعدي لك ال‬ ‫فتأنس وترس ُم‪ ،‬وإن لم ُيقدر لنا لقاء‬ ‫زال قائما سأصحبك غدا للجبال يف ليلة عاتية‬ ‫ُ‬ ‫قريب فإن ازدياد الشوق دليل المحبة‪.‬‬

‫قال يل‪ :‬إىل اللقاء أقولها لك عبر الهاتف ‪ ...‬وعيل ما أثقلها‪ ،‬وانقطاعه ذهاب‬ ‫الروح مع أدراج الرياح‪ ،‬وال تنسي بأني فخور بك بحجم الكون‪ .‬فقلت له‪ :‬إىل اللقاء‬ ‫وعليك الصبر واألمل‪ ،‬إىل اللقاء يا عمر‪.‬‬ ‫ال زلنا يف معترك الحياة نواجه الحطام‪ .‬الراحلون تركوا فراغا والمصابون‬ ‫يتضورون جوعا للشفاء‪ ،‬هذا األمر لحكمة‪ ،‬ويشهد الله أن الذين هنا جميعهم بذلوا‬ ‫جهدهم؛ ليقدموا أفضل ما لديهم‪ ،‬ال زلت أصبر عىل ُمر ما نواجه‪ ،‬وأعلم بأن‬ ‫انقطاعي عن رؤية ابني من أكبر الهموم‪ ،‬فكل أم هنا ينفطر قلبها شوقا ألبنائها‪،‬‬ ‫وكل أب هنا يشتهي ليلة عشاء دافئة مع عائلته‪ ،‬لم نيأس قيد أنملة يف تقديم‬ ‫العون فنحن نعلم بأن الله سيكتب لهذا الكون يف أحد األيام الشفاء والهناء‬ ‫وسيقترن فجر هذا اليوم بالبشائر والفرحة‪ ،‬وسيرتجف بدني حينها‪.‬‬ ‫أتخيل ذلك اليوم يف كل حين وأستمد منه المزيد من األمل‪ ،‬أنا أعلم بأن هذا‬ ‫الظالم لن يدوم وأن هذا الضباب يحمل بداخله طيرا‪ ،‬وأننا جميعا سنكون فخورين‬ ‫بتجاوزنا لهذه الوعكة يف تاريخ البشرية‪ ،‬ولن نيأس فنحن يف موقع يجب أن‬ ‫نتفاءل فيه؛ لنمد غيرنا من تفاؤلنا‪ .‬فنحن القلوب التي بحجم البحار ثقتها بخالقها‪،‬‬ ‫يهتف صوتنا بأن الفرج قادم‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪ .1‬ما األساليب الجمالية التي تم استخدامها يف كتابة القصة السابقة؟‬ ‫‪" .2‬هذا األمر لحكمة" وردت هذه العبارة يف القصة السابقة‪ ،‬اكتبي يف سطرين‬ ‫مشكلة تواجهك وحاويل معرفة الحكمة منها‪ ،‬أي ما الذي سأستفيد من وجود هذه‬ ‫المشكلة يف حياتي؟‬ ‫‪ .3‬ما هي علة عمر الحقيقية وكيف يمكنك مساعدته عىل تجاوز شعوره ( اكتبي‬ ‫بالتفصيل)؟‬ ‫‪" .4‬فمن رام وصل الشمس حاك خيوطها" اشرحي الصورة البالغية يف هذه العبارة‪.‬‬ ‫‪ .5‬ما هي الدروس المستفادة من القصة؟‬

‫بقلم الخريجة‪ :‬زينب عبدالله عبد عيل حسن‬ ‫غشاوة من غيهب سكنت قلبي‪ ،‬وعتمة حالكة رانت أجفاني‪ ،‬حتى كدت أن أطفئ‬ ‫عمر ابني‪ ،‬لطالما أحببت أن يكون جرما يطوف حول مجرتي‪ ،‬وقمرا يسطع يف فضاء‬ ‫كوكبي‪ ،‬لكنني اتشحت بوشاح حيك من الغضب‪ ،‬كنت أعنفه بشدة‪ ،‬حسبت أني‬ ‫أهذبه‪ ،‬وأسيره عىل الدرب القويم‪ ،‬ولم أكن أعلم أنني أخلق منه عرقا واهنا‪ ،‬حتى‬ ‫تغلغل نور متحدب بين جنبي‪ ،‬ودلني عىل النهج الصحيح‪ ،‬وكثيرون هم أمثايل‪.‬‬ ‫ها نحن ذا مثل كل يوم‪ ،‬هو يصرخ يف وجهي‪ ،‬ويصيح يف بصوت ُمدو‪(:‬لم كل هذه‬ ‫الفوضى؟ أخرسي طفلك المزعج‪ ،‬أنا منهك من العمل! حقا إنك امرأة متخاذلة!)‪ .‬هو‬ ‫دائما ما يرفع صوته غاضبا‪ ،‬يأتي ليوقظ شرارة يف لبابة قلبي‪ ،‬ثم أهرع لهذا االبن‬ ‫المسكين فأقذفه بجمرات من سخطي وانتقامي‪ ،‬أنهال عليه ضربا حتى ينهل من دم‬ ‫أضراسه‪ ،‬أرميه بسهام الكالم المؤلم حتى يرمي بنفسه الممزقة‪ ،‬و َيغط يف نوم‬ ‫عميق‪.‬‬ ‫وذات ظهيرة‪ ،‬خرجت لحاجة يف نفسي وتركت ابني وحيدا‪ ،‬ولما عدت وجدته يلهو‬ ‫بألعابه‪ ،‬بدا كل شيء عىل ما يرام‪ .‬ولكن لما سجى الليل راح يف سكون صاخب‪ ،‬كنت‬ ‫أتقفاه وهو قابع بالقرب من النافذة‪ ،‬يناجي نجوم السماء ويفضي إليها ما يختلج‬ ‫صدره‪ ،‬ود لو يحتضن البدر كي ال تحل العتمة‪ .‬ال أعلم ما كان يجول يف رأسه‪ ،‬ولكني‬ ‫كنت أسمع همساته مع الرياح العاتية‪ .‬لم يدم هذا الوضع طويال حتى خرج عن‬ ‫صمته وتمتم ببضع كلمات قائال‪ (:‬أمن الضروري أن تعدي طعام العشاء؟)‪.‬‬

‫لم أفهم ما يضمر وراء سؤاله هذا! هممت بالدخول إىل المطبخ وكانت المفاجأة!‬ ‫آنيتي المنقوشة بستة أضالع من الزجاج قد ُكسرت! ماذا فعلت أيها المعتوه؟‬ ‫كنت كالثور الهائج‬ ‫حطمت ما ورثته عن جدتي وحطمت معه رائحتها وذكراها! ُ‬ ‫الباحث عن الدم القاني‪ .‬كان قلبه يدق يف أذنيه‪ ،‬ودموعه تتساكب حتى كادت‬ ‫تمتزج مع العرق البارد‪ .‬بدأت يف زجره وتأنيبه‪ ،‬أبرحته ضربا بتلك الهراوة الصدئة‪،‬‬ ‫أخذ يئ ُّن ويصرخ‪ ،‬وراح يلملم ما تبقى من أوجاعه يف شهقاته‪.‬‬ ‫بت بليل ساهد وال مناص من السهاد‪ ،‬كيف يل أن أغفو!؟ بل وكيف لطريف أن‬ ‫ُّ‬ ‫أسرعت ألراه فإذا بأنامله مهشمة كورقة خريف باهتة‪.‬‬ ‫ينعس وابني يلعق آالمه؟‬ ‫ُ‬ ‫جننت وهرعت به إىل المشفى‪ ،‬فتبين أن السم قد تغلغل يف عروق يده‪ ،‬وال دواء‬ ‫سوى البتر! هنا وقفت بي عقارب الساعة‪ ،‬ماذا جنت يداي؟ وإىل أين حملني‬ ‫طيشي؟ وما يل غير الندم يوم ال ينفع الندم! قال سبحانه وتعاىل‪(( :‬فبما رحمة من‬ ‫فظا غليظ القلب النفضوا من حولك))‪ .‬استوقفتني هذه‬ ‫الله لنت لهم ولو َ‬ ‫كنت ًّ‬ ‫اآلية يف المشفى‪ ،‬فأخذت أتلوها مرارا وتكرارا لعلها تُطهر قلبي‪ ،‬ولعل الغفران‬ ‫يالمس روحي‪ .‬الرحمة وصية الله تعاىل لحبيبه محمد صىل الله عليه وسلم يف‬ ‫تبليغ رسالته‪ ،‬أوصاه أن يلين معهم ليرضخوا إليه وهم كبار! فكيف باألطفال وهم‬ ‫أرواح نقية‪ ،‬ال تضمر حقدا أو كرها! كما أن تعنيفهم بحسب الدراسات ال يركب بهم‬ ‫سوى مركب العناد‪ ،‬وال يزيدهم إال تمردا وعصيانا‪.‬‬

‫ال تجعلوا من محنكم سيفا تسلونه عىل أبنائكم‪ ،‬وال تصيروا عقدكم ظالال‬ ‫متوحشة تسدلونها وسط مهجهم‪ .‬اصبروا وتحلموا معهم‪ ،‬كونوا مالذا لهم يأوون‬ ‫إليه عند الشدائد‪ .‬أقيموا أغصانا بين جوانحهم لتورق فيحلقوا كالطيور الجذىل‪،‬‬ ‫تشب عىل ما‬ ‫ازرعوهم بحب‪ ،‬واحرصوا عىل سقايتهم بكل تفان ومودة‪ ،‬فهم كالبذور ُّ‬ ‫غُرست عليه‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪ .1‬ما األساليب الجمالية التي استخدمتها الكاتبة والتي جعلت من النص نصا‬ ‫متميزا؟ (اذكري أساليبا مختلفة)‪.‬‬ ‫‪ .2‬قد يخطئ الوالدان يف أساليب التربية دون قصد‪ ،‬فنيتهم هي إفادة أبنائهم‪،‬‬ ‫وتقويم سلوكهم؛ لينجحوا يف الحياة‪ ،‬ماهي نصائحك لألبناء الذين تعرضوا لهذه‬ ‫األساليب؟‬ ‫‪ .3‬ما أساليب التربية الصحيحة؟‬ ‫‪ .4‬كأبناء‪ ،‬كيف يمكننا أن نبر بوالدينا‪ ،‬ونحسن إليهم‪ ،‬ونخفف عنهم تعبهم‬ ‫وألمهم؟‬ ‫‪ .5‬ما الدروس المستفادة من القصة؟‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬نور أحمد منصور القميش‬ ‫بين السعادة والحنين واأللم‪ ،‬فقط رمشات عين تفصل بينهم‪ ،‬الحياة هي تلك‬ ‫الغيمة البيضاء التي تحمل كل الطيبة والسعادة واألمل‪ ،‬وهي أيضا تلك الغيمة‬ ‫الرمادية المثقلة باأللم لتمطر عواصف غضب وحزن وقهر‪ ،‬هي الضباب لفرط‬ ‫غموضها‪ ،‬فشعور كل إنسان يقوم عىل الجانب الذي ينظر له‪ ،‬فالحزين من ينظر‬ ‫للغيوم الرمادية‪ ،‬والسعيد من ينظر للغيوم البيضاء‪ ،‬وال ينكر أحد منا تزاحم هذه‬ ‫الغيوم واختالطها مهما كان االتجاه الذي ننظر له إال أننا نتغلب عىل الصعاب‬ ‫بتفاؤلنا‪ ،‬وسرعان ما نزيح عن ناظرنا الغيوم الرمادية‪.‬‬

‫ومهما كانت القواعد والقوانين ثابتة إال أن االختالف جزء ال يتجزأ من شتى‬ ‫مواضيع الحياة‪ ،‬فنرى أن كل إنسان يرى سعادته يف زاوية مختلفة من زوايا الحياة‪،‬‬ ‫فيحتدم الصراع بين من يرى أن السعادة بالمال ومن يرى بأن الحياة البسيطة‬ ‫الخالية من التعقيدات هي سر السعادة‪.‬‬ ‫أما من الجانب األول عند أولئك الذين يجدون سعادتهم بالمال فإنهم يرون بأن‬ ‫المال هو الذي يحقق راحة البال واالستقرار النفسي‪ ،‬إذ لن يشغلوا بالهم بالتفكير يف‬ ‫سبيل الحصول عىل المال‪ ،‬حيث أنهم سيضمنون دراسة أبنائهم ومستقبلهم‪،‬‬ ‫ويمكنهم التعامل بسرعة مع أي طارئ‪ ،‬ويحققون حياة مستقرة ماليا‪ ،‬فيمكنهم‬ ‫شراء كل ما تشتهيه أنفسهم‪ ،‬أما فئة من هؤالء يجدون سعادتهم بالتبرع للفقراء‬ ‫فعند ضمان المال يضمنون تمكنهم من مساعدة الفقراء وبذلك يضمنون سعادتهم‪.‬‬

‫أما يف الزاوية األخرى حيث البسطاء الذين يرون بأن أقصى سعادتهم هي الحياة‬ ‫البسيطة الخالية من أية تعقيدات‪ ،‬فإنهم يرون أننا يجب أن نرتقي بعقلنا وفكرنا‬ ‫قبل أن نرتقي بمالنا‪ ،‬فضمان الصحة خير من ضمان المال‪ ،‬وضمان الحب خير من‬ ‫ضمان المنصب‪ ،‬فال مال يشتري الصحة‪ ،‬وال منصب يضمن الحب‪ ،‬فبذهاب المال‬ ‫تسقط األقنعة‪ ،‬ويظهر لك كل خبث العالم يف عيني من كنت تراه أعز أصدقائك‪،‬‬ ‫فحياة بسيطة وحولك أحبائك ووجبة دافئة ُصنعت بحب وضحكة صادقة تنطلق‬ ‫للسماء هي السعادة الحقيقية‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪ .1‬هل تتفقين مع الكاتبة يف أطروحتها؟ وضحي رأيك مع ذكر السبب؟‬ ‫‪ .2‬لو كنت مكان الكاتبة كيف ستصفين السعادة؟‬ ‫‪ .3‬لو تم تخيرك بين الحصول عىل مليون دينار بحريني أو العيش بفقر ولكن‬ ‫بصحة طوال العمر‪ ،‬فماذا ستختارين ولماذا؟‬ ‫‪" .4‬القناعة كنز ال يفنى" مقولة شهيرة‪ ،‬يتخذها الكثير شماعة لعدم العمل وعدم‬ ‫السعي للحصول عىل المال‪ ،‬فهل السعي للمال يخالف الرضا الذي وصى به ديننا‬ ‫الحنيف؟ مع توضيح اإلجابة بالتفصيل‪.‬‬ ‫‪ .5‬ماهي الدروس المستفادة من المقال؟‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬نور أحمد منصور القميش‬ ‫أسير بخطوات متزنة رغم ما بداخيل من شعور مبعثر‪ ،‬أدخل من بوابة المدرسة‬ ‫متجهة لدورة المياه؛ ألُفرغ ما بداخيل بعيدا عن أعين المتطفالت‪ ،‬أوصد الباب خلفي‪،‬‬ ‫وأذرف أطنانا من العبرات يف حين أن إحدى الطالبات تتهامس مع األخرى بشأن‬ ‫موضوعات تافهة من وجهة نظري‪ ،‬فال أحد رأى من األلم ما رأيته‪ .‬يصل لمسامعي‬ ‫صوت الجرس فأخرج حاملة حقيبتي أجر أثقال الهموم معي‪ ،‬ألقف وحيدة أيضا يف‬ ‫طابور المدرسة‪ ،‬فالجميع يبتعد عني وكأني وصمة عار يف هذا الصف وهذه المدرسة‪،‬‬ ‫ويتكرر هذا السيناريو يوميا إال أنه يصبح أكثر قسوة يف كل مرة وكأنني أجرح يف‬ ‫نفس المكان قبل أن ينجبر الجرح السابق!‬ ‫عدنا للصف‪ ،‬وشرد ذهني عائدا بي للماضي المؤلم حينما كنت طفلة‪ ،‬عندما رميت‬ ‫بإهمال يف أحد أزقة قرية مخيفة لينتشلني منها أحد ما‪ ،‬ويتم ضمي لفئة اللقطاء‪،‬‬ ‫وتبدأ بمرافقتي تلك اللعنة التي لم أقترف ذنبها أصال‪.‬‬ ‫كان درسنا اليوم تحليل نص عن "الحنان"‪ ،‬وما هو الحنان؟ الجميع يتحدث عنه‬ ‫أنصت بمشاعر متجمدة! إذ لم أشعر بالحنان من‬ ‫بتفاعل ومشاعر جياشة يف حين أني‬ ‫ُ‬ ‫قبل ولم أشعر باألمان وال الطمأنينة يوما‪ ،‬ولم أفهمهم أساسا‪ ،‬فأنا ال أعرف معنى‬ ‫المشاعر الجميلة وال حتى أتخيلها إذ لم أرها يوما‪.‬‬

‫تتحدث المعلمة عن المتضادات إال أنني ال أرى سوى حياة سوداوية ال بياض‬ ‫فيها! فكيف يل أن أعرف معنى الضد وأنا لم أره؟! فما هي السعادة؟ مجرد كلمة‬ ‫غريبة ال يوجد لها تفسير يف ذهني! فأنا لم أذق سوى طعم الحسرة والحزن والهم‪،‬‬ ‫فال تناقضات وال متضادات يف حياتي‪ ،‬فحياتي مجرد مترادفات قاسية تؤلمني أكثر‬ ‫يف كل يوم‪ ،‬ال أعرف معنى العدالة أيضا فلم أر سوى الظلم يف حياتي‪ ،‬وكأنني‬ ‫الوحيدة التي تعيش يف الجانب المظلم من هذا الكون!‬ ‫يف هذه الليلة‪ ،‬وبعد أن خيم الظالم عىل أنحاء المدينة‪ ،‬كتبت يف أحد مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي [بداخيل الكثير من األشياء المحطمة‪ ،‬بحاجة لمن يساعدني يف‬ ‫رميها بعيدا]‬ ‫الدقيقة السابعة بعد العاشرة مساء جاءني رد هز كياني وأيقظني من غفلة كنت‬ ‫سأدف ُع بقي ُة عمري ثمنا لها‪ ،‬كان مضمونه [ما رأيك بصنع سلم من ذلك الحطام‬ ‫المبعثر لتصعدي به إىل القمة؟]‬ ‫تنهدت بعمق ونظرت للسماء وقلت يف نفسي {الحياة ال زالت بخير‪ ،‬الزال‬ ‫بإمكاني لملمة شتاتي والوصول للقمة}‪ .‬صنعت سلمي من آالمي‪ ،‬من كلمات البشر‬ ‫الجارحة‪ ،‬من دموعي ومن آهاتي‪ ،‬هذه كانت كلمتي يف إحدى حفالت التكريم بعد‬ ‫حصويل عىل شهادة الدكتوراه يف علم النفس‪ ،‬ألنتشل الناس من دوامة ال متناهية‬ ‫تدعى (فقدان الشغف)‬ ‫وال أزال أدين لصاحب العبارة التي انتشلتني من السواد إىل األفق الواسع‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪ .1‬لخصي القصة السابقة يف خمسة أسطر‪.‬‬ ‫‪ .2‬كانت نهاية القصة تحمل األمل والتخلص من األلم‪ ،‬ماذا لو انتهت القصة‬ ‫بشكل مأساوي؟ أكتبي نهاية مختلفة مأساوية للقصة‪.‬‬ ‫‪" .3‬ما رأيك بصنع سلم من ذلك الحطام المبعثر لتصعدي به إىل القمة؟" كانت هذه‬ ‫العبارة المؤثر الكبير يف حياة الفتاة‪ ،‬طبقي العبارة السابقة عىل حياتك‪ ،‬واذكري‬ ‫الخطوات الفعلية التي ستقومين بها يف حياتك للصعود إىل القمة وتحقيق‬ ‫الطموحات‪.‬‬ ‫‪ .4‬ماهي الدروس المستفادة من القصة؟‬ ‫‪ .5‬توقفت القصة عند عبارة‪" ،‬وال أزال أدين لصاحب العبارة التي انتشلتني من‬ ‫السواد اىل األفق الواسع"‪ ،‬أكميل القصة كما تتخيلين‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬نور أحمد منصور القميش‬ ‫يطاردني الشعور بالوحدة رغم الزحام من حويل‪ ،‬أواصل هدوئي إال أن بداخيل‬ ‫ضجيج ال يهدأ‪ ،‬وكأنما مع كل نبضة ينبض بها قلبي تُكتم شهقة وتُدفن صرخة‬ ‫وتخنُقني َعبرة‪ ،‬وصلت لشقتي التي وضبتها وانتقلت لها حديثا‪ ،‬مددت قدمي‬ ‫واستلقيت عىل إحدى األرائك دون أن أخلع حذائي أو أغير مالبسي المبللة بالمطر‪،‬‬ ‫أُغمض أجفاني دونما وعي مني بعد ساعات من محاولة االستسالم للنوم‪ ،‬ليوقظني‬ ‫فجأة إشعار من هاتفي الذي قل ما يرن‪ ،‬أمد يدي باحثا عن هاتفي بين عتمة هذه‬ ‫الغرفة ‪ ،‬إال أنه سرعان ما تشل يداي وتتجمد عيناي عندما أتذكر أنني أطفأت‬ ‫هاتفي عندما وصلت إىل الشقة!‬ ‫يخفق قلبي بشدة وتتضارب األفكار يف عقيل‪ ،‬خائف وقلق‪ ،‬وأنا وسط ديجور هذه‬ ‫الغرفة‪ ،‬أسرعت ألتفقد هاتفي فلربما لم أطفئ فعال إال أنه كان ُمطفأ‪ ،‬ليزداد قلقي‬ ‫وال أجد سبيال سوى االتصال بأحد أصدقائي الذين تعرفت عليهم هذا العام‪ ،‬فتحت‬ ‫هاتفي ألجد وليد يتصل بي‪ ،‬أجيب بسرعة وقد قررت عدم إظهار خويف له‪.‬‬ ‫حسام‪ :‬ألو‬ ‫وليد‪ :‬أهال حسام‪ ،‬أعتذر عن إزعاجك يف وقت كهذا‪ ،‬إال أنني لم أعرف كيف‬ ‫أتصرف‪.‬‬ ‫حسام‪ :‬ماذا حدث يا وليد؟ أقلقتني‪.‬‬ ‫وليد‪ :‬لقد انقطعت الكهرباء عن المبنى الذي أسكن فيه ولم أستطع تحمل البقاء‬ ‫دون مدفئة ومصابيح‪ ،‬وأن أذاكر يف البرد والظالم الدامس‪ ،‬هل يل أن أبيت عندك‬ ‫هذه الليلة يا حسام؟‬

‫تنهدت بارتياح فقد حدث ما أريده دون ان أطلبه أساسا‪ :‬بالطبع يا صديقي حتى‬ ‫بإمكانك البقاء معي يف الشقة ألي وقت تشاء وليس لهذه الليلة فقط‪.‬‬ ‫وليد‪ :‬شكرا لك يا حسام‪ ،‬أراك بعد قليل‪.‬‬ ‫حسام‪ :‬حسنا إىل اللقاء‪.‬‬ ‫تنهدت بعمق وكأنني أنزلت الحمولة الثقيلة من عىل كاهيل‪ ،‬صوت جرس الباب‬ ‫يخترق صمت الشقة‪ ،‬ألنهض مسرعا نحوه‪.‬‬ ‫حسام‪ :‬أهال وسهال يا وليد تفضل‪ ،‬خذ راحتك‪.‬‬ ‫وليد‪ :‬شكرا لك يا حسام ما كنت ألعلم كيف سأتصرف لوالك‪.‬‬ ‫جلس وليد عىل إحدى األرائك المبللة بالمطر الذي كان يقطر من مالبسي‪ ،‬احمرت‬ ‫وجنتاي خجال وركضت لغرفتي مسرعا ألحضر له مالبس نظيفة موبخا نفسي‪:‬‬ ‫فكيف يل أن أنسى مسح الماء من عىل األريكة؟!‬ ‫حسام‪ :‬أعتذر يا وليد‪ ،‬تفضل هذه المالبس‪ ،‬يمكنك استبدال مالبسك يف تلك‬ ‫الغرفة‪.‬‬ ‫وليد‪ :‬ال تهتم لذلك يا حسام‪ ،‬لم يحدث شيء أساسا‪.‬‬ ‫حسام‪ :‬ال يمكن‪ ،‬ستبرد من هذه المالبس المبللة‪ ،‬غيرها لو سمحت‪.‬‬ ‫وليد‪ :‬حسنا يا حسام‪ ،‬اووه لقد تذكرت‪ ،‬لقد ذهبت للمطبخ لشرب الماء وقابلت‬ ‫أختك هناك‪ ،‬إنها تُشبهك كثيرا‪.‬‬ ‫حسام‪ :‬ماذا؟! أختي؟! أنا‪ ...‬أنا‪...‬ليس يل أخت‪ ،‬أعيش هنا وحدي!‬

‫ُفتح التلفاز فجأة وبدأ قنوات يف التغير من تلقاء نفسها‪ ،‬وانطفأت األنوار‬ ‫ليتضاعف الرعب الموجود‪ ،‬لنخرج كلينا جريا وإذا بفتاة مخيفة تالحقنا‪.‬‬ ‫وليد‪ :‬إن‪..‬إنها‪...‬إنها التي قالت‪ ،‬إنها أختك يا حسام‪.‬‬ ‫أواصل الجري غير منتبه أن وليد يكلمني أصال‪ ،‬نزلنا مسرعين وصعدنا بسيارة‬ ‫وليد و ُقد ُتها بأسرع ما يمكنني ثم ‪...‬‬ ‫لم يكف صوت بوق السيارة لمنع موت الشاب الذي كان يعبر من أمامي‪.‬‬ ‫يضج المكان من حولنا‪ ،‬أصوات سيارة اإلسعاف وسيارات الشرطة‪ ،‬صراخ أبناء‬ ‫الحي واإلزعاج الذي تسببه األعين المتطفلة التي تنظر من نوافذ المنازل‬ ‫ال ُمجاورة‪.‬‬ ‫تأ ُخذنا الشرطة للتحقيق‪ ،‬ألسرد لهم الحكاية كاملة وأنا ألهث متلفتا يمينا‬ ‫وشماال بين حين وآخر‪ ،‬انهيت سرد ما حدث وإذا بالضباط يتبادلون نظرات التعجب‬ ‫واالستغراب‪.‬‬ ‫الضابط‪ :‬ولكنك كنت وحدك يف السيارة يا حسام؟‬ ‫حسام‪ :‬ماذا؟! ألم تأخذوا وليد للتحقيق يف غرفة أخرى؟!‬ ‫الضابط‪ :‬أرجوك يا أخي حسام ابتعد عن اللف والدوران‪ ،‬ل َم سرقت سيارة جارتك‬ ‫وصدمت الشاب؟‬ ‫حسام‪ :‬أال تفهمون!!! أقول لكم إنها سيارة صديقي وليد‪ ،‬إنه كان معي‪ ،‬صدمنا‬ ‫الشاب من شدة الخوف والقلق‪ ،‬ظهر أمامي فجأة ولم‪..‬‬ ‫الضابط‪ :‬ليس لدي الكثير من الوقت يا أخي حسام‪ ،‬إنك تستمر بالقول بأن‬ ‫السيارة لوليد إال أنها مسجلة باسم جارتك التي قدمت بالغ سرقة‪ ،‬ثم هل يمكنك‬ ‫إرشادنا لوليد الذي تدعي أنه كان معك وأن السيارة سيارته؟‬

‫حسام‪ :‬أنا ال أعرف عنوانه‪ ،‬إال أن اسمه وليد محمد ياسر جمال من المملكة‬ ‫العربية السعودية‪ ،‬و ُيكمل دراسته الجامعية يف مملكة البحرين‪.‬‬ ‫الضابط‪ :‬حسنا‪ ،‬حسنا سنقوم بالبحث عن معلوماته وسنرى إن كنت ستواصل‬ ‫الكذب‪.‬‬ ‫بعد نصف ساعة‪..‬‬ ‫الضابط‪ :‬انظر لهذه الصورة‪ ،‬هل هذا هو وليد الذي تتحدث عنه؟‬ ‫حسام‪ :‬نعم نعم‪ ،‬إنه هو‪ ،‬إنه وليد صديقي‪.‬‬ ‫الضابط‪ :‬لقد تويف وليد هذا منذ عامين إثر حادث سير يف نفس المكان الذي‬ ‫صدمت فيه الشاب‪.‬‬ ‫ثم أردف قائال‪ :‬هل لديك أي تعليق يا أخي حسام؟‬ ‫لم أقل شيئا‪ ،‬فبت أشك أن الضابط موجود أصال‪.‬‬ ‫الضابط‪ :‬تفضل معي للتوقيع عىل إفادتك‪ ،‬بطاقتك الشخصية لو سمحت سيد‬ ‫حسام‬ ‫حسام‪ :‬تفضل‪.‬‬ ‫ُّشل عقيل للحظة وبدأت أشك بأنني لست بكامل قواي العقلية‪ ،‬من هذا الذي يف‬ ‫صورة بطاقتي الشخصية؟ إنه ليس أنا!‬ ‫ركضت مسرعا نحو المرآة بعد أن وجه الضباط السالح نحوي ظنا منهم أنني‬ ‫أحاول الهرب ‪ ...‬لكن ال إنه‪...‬إنه مثل الذي يف الصورة إنه ليس أنا‪ ،‬إنني أمتلك‬ ‫وجها ليس وجهي!!‬ ‫بدأت بالصراخ وأحد الضباط يحاول تهدئتي بعد أن أخذني إلحدى الغرف‬ ‫المجاورة‪.‬‬

‫الضابط‪ :‬يحاول المتهم جعلنا نشك بقدراته العقلية بتصرفاته المجنونة تلك‬ ‫لقد كان مصرا بأن شابا يدعى وليد كان معه يف السيارة وقت الحادث‪ ،‬إال أن وليدا‬ ‫هذا قد توىف منذ عامين‪ ،‬واآلن يصرخ قائال بأن هذا ليس وجهه بعد أن نظر لنفسه‬ ‫يف المرآة‪ ،‬ويحاول جعلنا نصدق بأن شقته مسكونة‪ ،‬وذلك سبب سرعته يف القيادة‬ ‫وحادث السير وموت ذلك الشاب‪.‬‬ ‫الضابط ‪ :2‬ما اسم المتهم؟‬ ‫الضابط‪ :‬حسام أحمد جاسم‬ ‫الضابط ‪ :2‬غريب‪ ،‬لقد تويف حسام يف الحادث الذي وقع قبل أربع ساعات!‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪ .1‬ما االحتماالت الممكنة لتفسير حالة راوي القصة؟‬ ‫‪ .2‬لو كنت أحد الضباط‪ ،‬كيف ستفسرين الحادث؟‬ ‫‪ .3‬برأيك‪ ،‬هل من الممكن أن تكون هذه القصة حقيقية؟ فسري رأيك‪.‬‬ ‫‪ .4‬كانت األمور يف البداية تسير بشكل مستتب‪ ،‬باعتقادك ل َم؟‬ ‫‪( .5‬إن الخوف سم بطيء يذبح المرء بهدوء) اشرحي هذه العبارة من خالل القصة‬ ‫السابقة‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬فاطمة حسين جواد سرحان‬ ‫كان هناك يف ال َم َدى ال َبعيد‪ ،‬يف إحدى ال ُقرى ال ُمظل َمة التي ال َتص ُد ُر فيها‬ ‫األصوات‪ ،‬والتي كَأ َنها خالية م َن ال َبشَ ر تَماما‪ ،‬كان ُ‬ ‫كل شيء بها َمهجور َفلَم َت ُكن بها‬ ‫س َوى الصخور واآلثار البالية َم َع الغُبار ال ُم َتنَاثر بها يف ُكل َمكان‪ ،‬ويف ذات يوم خرجت‬ ‫فتاة لوحدها وظلت تمشي وتمشي ال تدري إىل أين يمكنها أن تذهب وتلك الفتاة‬ ‫تدعى "جوانا "‪ ،‬حتى وصلت إىل تلك القرية وتاهت أثناء المشي بين األزقة الضيقة‬ ‫ل ُمدة يوم كامل‪َ ،‬فلَم تَجد بها س َوى َبيت َصغير ولكنَ ُه كان باليا للغا َية‪َ ،‬فكانت تُري ُد‬ ‫أن تَستَكش َف ما به‪َ ،‬فمن ُهنا َب َدأَت رحلَتها التي َقد أطلقت عليها رحلَة الفرح‬ ‫والسعادة بين ال ُكتُب‪.‬‬ ‫الساعات َت ُم ُر َسريعا كسرعة ال َبرق‪ ،‬وهي ال زال َ ُت واقفة‬ ‫ومن تلك اللحظة َبق َيت‬ ‫ُ‬ ‫عىل آثار ذلك البيت القديم‪ ،‬وكانت تسأل نفسها و ُت َفك ُر ب ُعمق شديد ما الذي َح َل‬ ‫بهذه القر َية؟! ولماذا ال يوجد بها أحد من البشر؟ والكثير من األسئلة التي لم تجد لها‬ ‫أية إجابة‪َ ،‬مضَى الوقت والزالت غارقة يف التفكير‪َ ،‬‬ ‫كيف ُيمكنُها الخروج من هذه‬ ‫ال َقرية؟! فهي لم َت ُزرها ُمسبقا وإنما هي اآلن تائهة وال تعرف طريق الرجوع للمنزل‪،‬‬ ‫إىل أن حل الليل بظالمه الدامس‪ ،‬فظلت هكذا بين خوف وألم يف مكانها‪ ،‬وكان‬ ‫المكان مخيف جدا‪ ،‬وفجأة هبت رياح قوية وتناثر الغبار يف كل مكان‪ ،‬وتفاجأت‬ ‫بمجموعة من األوراق القديمة ذات اللون األصفر والتي تميل إىل اللون البني التي‬ ‫بدأت تنتشر يف كل أنحاء المنزل القديم المتهالك‪ ،‬وهي تنظر إليها باستغراب‪،‬‬ ‫وتسأل نفسها‪ :‬من أين مصدر هذه األوراق؟‬

‫ولكن المفاجأة الكبرى أنها رأت ضوء ينبعث من إحدى زوايا ذلك المنزل‪ ،‬فشعرت‬ ‫باألمان قليال‪ ،‬ثم بدأت بالحركة نحو ذلك الضوء‪ ،‬وعندما اقتربت منه رأت شيئا‬ ‫غريبا! رأت الضوء ينبعث من كتاب قديم جدا‪ ،‬ولكنه لم يتغير ولم تتناثر أوراقه‪،‬‬ ‫وبعد بضع ساعات وصل الضوء إىل خارج المنزل‪ ،‬حتى تغيرت القرية بشكل كيل‪،‬‬ ‫بدأت تلك القرية تنير شيئا فشيئا‪ ،‬وتنمو األشجار واألزهار يف جميع أرجائها‪،‬‬ ‫فأصبحت األرض خضراء تجذب الناس إليها من كل حدب وصوب‪ ،‬فذلك النور الذي‬ ‫ظهر من الكتاب هو نور العلم وحب القراءة‪.‬‬ ‫فتم اختيار المنزل الذي كانت جالسة به تلك الفتاة و ُحول إىل مكتبة مليئة‬ ‫بالكتب الرائعة والمفيدة‪ ،‬ولكن رحلتها مستمرة لم تتوقف يف عالم من الحكمة‪.‬‬ ‫وبعد عدة أيام سمع الناس بما جرى يف تلك القرية المهجورة‪ ،‬فأخذوا يتوافدون‬ ‫عليها بكثرة؛ ليسكنوا فيها‪ ،‬فمنهم من جاء بأقاربه وحقائبه‪ ،‬ومنهم من جاء‬ ‫ببضائعه لينشط األسواق يف تلك القرية‪ ،‬والبعض اآلخر ظل يبحث له عن مكان‬ ‫ليقيم فيه‪ ،‬ولكن كان هناك يوجد شخص كبير يف السن ال يوجد له أي أقارب وال‬ ‫أصحاب‪ ،‬قرر أن يأخذ اإلذن من الجميع كي يصبح األمين العام للمكتبة فيرتب‬ ‫الكتب ويعتني بها‪ ،‬فوافق الناس عىل ذلك‪ ،‬ألنه هو أول من فكر بتلك الفكرة فله‬ ‫الحق يف هذا‪ ،‬ومن هنا ظل التوافد مستمرا‪ ،‬فالناس من شدة التعجب والدهشة من‬ ‫كل ما حدث أصبحوا يتسارعون للسكن يف تلك القرية‪.‬‬ ‫عدد سكانها أصبح يزيد يوما بعد يوم‪ ،‬حتى أن جوانا أحضرت معها أباها وأخيها‬ ‫ليسكنوا يف تلك القرية‪ ،‬فكان اهتمام الناس بجوانا وعائلتها أكبر من أي عائلة‬ ‫أخرى‪ ،‬فهي من جلبت الناس من كل أنحاء بلدان العالم إىل هذه القرية‪ ،‬ولوالها لما‬ ‫حضر الناس لهذه القرية ولم تزدهر‪ ،‬وما كانت لتبقى هكذا دون أن تنشط وتتحرك‬ ‫التجارة فيها‪.‬‬

‫حل الليل والناس جميعا أناروا مصابيح منازلهم حتى أصبح المنظر جميال جدا‪،‬‬ ‫نام الناس بأمان إىل أن أشرقت الشمس يف اليوم التايل‪.‬‬ ‫قررت جوانا يف صباح ذلك اليوم الذهاب إىل المكتبة العامة لتستعير الكتاب‪،‬‬ ‫وعندما وصلت إىل المكتبة كانت هنا المفاجأة‪ ،‬رأت الجميع هناك مجتمعين‬ ‫وعندما اقتربت منهم قام الجميع بالتصفيق لها مرحبين بها‪ ،‬حتى دخلت إىل الداخل‬ ‫فقام صاحب المكتبة بإعطائها هدية‪ ،‬وحين رجعت إىل المنزل قامت بفتح الهدية‬ ‫وكان بداخل ذلك الكتاب العجيب الغريب ورقة مكتوب عليها " هذا الكتاب هو‬ ‫أمانتك فيجب عليك االهتمام به‪ ،‬فأنت من بين الناس كلهم فقط تستحقينه"‬ ‫وهي اآلن تحتفظ به وتعتبره أجمل هدية‪ ،‬بل أغىل أمانة‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪ .1‬حليل شخصية جوانا‪.‬‬ ‫‪ .2‬كيف يمكن أن نستفيد من هذه القصة يف حياتنا؟‬ ‫‪ .3‬تخييل نهاية أخرى ألحداث القصة (ال تقل عن خمسة أسطر مراعية مؤشرات‬ ‫السرد والوصف)‪.‬‬ ‫‪ .4‬هل تعتقدين أن هذه القصة يمكن أن تحدث فعال‪ ،‬أم ال؟ وضحي إجابتك‬ ‫بالتفصيل‪.‬‬ ‫‪ .5‬تناولت القصة العديد من العبارات الخبرية‪ ،‬أذكريها إحداها موضحة السبب يف‬ ‫اختيارك‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬حوراء حسن يعقوب عيل‬ ‫التنمر كلمه قد يسخر منها البعض‪ ،‬ولكن هل جربت أن تكون أحد ضحايا التنمر؟‬ ‫أنا فتاة يف سن الخامسة عشر‪ ،‬كنت واحدة من ضحايا التنمر‪ ،‬وقد أثر ذلك عىل‬ ‫حياتي كثيرا‪ ،‬لدرجة لم أعد أثق بنفسي حتى اآلن‪ ،‬وال يستطيع أحد أن ُيرجع ثقتي‬ ‫بنفسي مجددا‪ ،‬تخيل هذا!!‬ ‫بدأت قصتي عندما كنت أتحدث مع أربع فتيات من سني عن طريق اإلنترنت‪ ،‬كنا‬ ‫دائما ما نتحدث كتابيا وأحيانا من خالل االتصال ولكننا لم نفكر يوما يف فتح كاميرا‬ ‫الهاتف‪ ،‬وهنا كانت المشكلة عندما قررنا أخيرا أن نتحدث من خالل الكاميرا‪ ،‬وجاء‬ ‫اليوم الموعود‪ ،‬فتحت كاميرا الهاتف معتقدة أن كل شيء سيكون طبيعيا‬ ‫وسنتحدث قليال ثم نغلقه ولكن لم يحدث أيا مما كنت أتصور‪ ،‬بل بالعكس بدأت‬ ‫منار بالسخرية من شكيل وجسمي‪ ،‬وتنعتني بأسماء عديدة ذات‪ :‬الوجه السمين‬ ‫والمنتفخة والضخمة وغيرها‪ ،‬فقد كنت حقا سمينة‪ ،‬ليست السمنة التي تعتقدونها‪،‬‬ ‫كال يف الحقيقة كنت سمينة جدا‪ ،‬كان وزني ما يقارب المئة وربما أكثر‪ ،‬وحقا أنا‬ ‫الفتاة الوحيدة السمينة يف عائلتي و لكن لم أكن اكترث‪ ،‬وها هي اآلن منار تسخر‬ ‫مني ولم تدع كلمة إال ووجهتها يل‪ ،‬ثم بدأت ضحكات األخريات‪ ،‬وبالطبع لم أفعل‬ ‫شيئا غير أني أغلقت الهاتف ورميته بعيدا‪ ،‬ثم لممت نفسي وبدأت بالبكاء‪ ،‬وقد‬ ‫بكيت أليام عديدة‪.‬‬

‫ثم جاء اليوم الذي يعتبر بداية جديدة للجميع حيث اليوم األول من حياتنا‬ ‫الدراسية الجديدة‪ ،‬كانت مرحلة جديدة كليا‪ ،‬دخلت المدرسة متحمسة ومتشوقة‪،‬‬ ‫وبالطبع حدث ذلك المشهد الذي يتكرر باألفالم‪ ،‬كانت منار وإحدى الفتيات بنفس‬ ‫مدرستي‪ ،‬وحالما رأتني منار تلك بدأت بالصياح‪ :‬يا أيتها السمينة الضخمة تعايل‪.‬‬ ‫تجاهلت قهقهات البنات األخريات‪ ،‬ولكنها أتت مع‬ ‫تجاهلتها وأكملت حتى وأنني‬ ‫ُ‬ ‫صديقاتها وبدأت بسحب حجابي وركيل وحتى ضربي‪ ،‬وبعدها عندما لم تجد أي ردة‬ ‫فعل مني تركتني ورحلت وأنا بدوري بقيت طوال الحصص سارحة يف أفكاري‪.‬‬ ‫وعندما وصلت للبيت قررت أن أبدأ حمية وكنت جادة هذه المرة‪ ،‬فكلما أرى‬ ‫طعاما تخطر يف بايل منار وسخريتها‪ ،‬مر تقريبا شهران ونصف وقد نقص نصف‬ ‫وزني‪ ،‬وأصبحت فتاة مختلفة‪ ،‬وعندما رأتني منار لم تتوقف عن التنمر‪ ،‬ولكنني‬ ‫هذه المرة لم أسكت‪.‬‬ ‫صحيح أن قصتي هي مزيج بين جميع أنواع التنمر تقريبا‪ ،‬وهي قصة متكررة‪،‬‬ ‫ولكن صدقوني لقد اثرت يف حياتي حتى اآلن‪.‬‬

‫فهنالك العديد من األشخاص قد تأثروا يف حياتهم بسبب هؤالء المتنمرين‪،‬‬ ‫وهنالك العديد منهم قد رحلوا من هذه الحياة بسبب تلك الكلمات البسيطة‪ .‬مهما‬ ‫كنا ومهما كان لون بشرتنا أو أشكالنا أو حتى أجسامنا أو جنسياتنا‪ ،‬كلنا بشر‬ ‫ونشعر ونحس لذا انتبه لما تقول فأي كلمة صغيرة ممكن أن تترك أثرا كبيرا يف‬ ‫قلب الشخص اآلخر‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪ .1‬للتنمر أثر كبير يف نفس من تعرض للتجربة‪ ،‬بيني األثر النفسي الواقع يف‬ ‫نفسية راوية القصة‪.‬‬ ‫‪ .2‬ترتبط مشكلة التنمر بأوساطنا المجتمعية‪.‬‬ ‫اشرحي هذه الظاهرة من وجهة نظرك‪ ،‬وكيف للمجتمع أن يساهم يف حلها؟‬ ‫‪ .3‬كيف للفرد أن يتخطى األثر النفسي للمشكلة؟‬ ‫‪ .4‬برأيك ما الدوافع الذي يقف خلف التنمر؟‬ ‫‪ .5‬كيف يمكن للقصة أن تتغير بتغير الراوي؟ وضحي ذلك بمثال‪.‬‬ ‫‪ .6‬ما هي الحلول المثىل لحل هذه المشكلة؟‬

‫بقلم الخريجة‪ :‬إيمان عبد عيل محمد حسن‬ ‫لطالما امتُح َن آباؤنا وأجدادنا بكثير من األوبئة واألمراض‪ ،‬والتي قد أودت بحياة‬ ‫الكثير منهم‪ ،‬وقد استمر نسل الناجين منهم حتى جئنا‪.‬‬ ‫يسعدني أن أسطر هذا الحديث‪ ،‬حديث عن األمل والمجادلة‪ ،‬عن التشوق‬ ‫والمحاربة‪ ،‬التطلع والمبارزة‪ ،‬وحديث إلنهاء كل شدة وإحياء كل حماسة توارت خوفا‪،‬‬ ‫ولتخييب ظنون الخوف وردعها‪ ،‬لتحقيق الغلبة والظفر يستلزم عىل كل كوكبة منا‬ ‫تحقيق النصر‪ ،‬وأرى ذلك يتحقق عبر أمور مهمة أطرحها ها هنا يف حديثي‪.‬‬ ‫أرى أن العمل التطوعي هو أهم طريق نسلكه للنصر‪ ،‬إن بإمكانه االرتقاء‬ ‫بالمجتمع لكل ما هو مرموق‪ ،‬وهو الذي يبني الدعامة القوية التي يتكل عليها‬ ‫الشعب‪ ،‬من حيث أنه يؤمن للجميع فرصة العطاء واالستفادة‪ ،‬وإن كل عمل صغير‬ ‫كان أو كبير يؤديه أشخاص ال يطالبون وال يسألون هو بمثابة سقي الماء للهبان‬ ‫لهثان‪ ،‬جعل ُه هذا العمل ريان نهالن‪.‬‬ ‫كما أني أجد كون الدراسة اآلن عن بعد فرصة كبيرة لتحرير المواهب و لنشر‬ ‫اخترت أن َ‬ ‫أطلق قلمي ليرسم لكم‬ ‫األسرار الجميلة المختبئة بداخل كل منا‪ ،‬فأنا مثال‬ ‫ُ‬ ‫هذه الكلمات‪ ،‬و بداخيل ثقة كبيرة أن قلمي مطر لألراضي القاحلة التي شقت لريها‬ ‫األنفس‪ ،‬إذن يجب علينا أن ُنتقن تحويل الفرص لصالحنا وأن نتحي ُن األوقات‬ ‫المناسبة لنقلب األمور لمنفعتنا‪،‬‬

‫كذلك أعظكم وأرشدكم للنجاة من هذه الظروف القاسية‪ ،‬عبر خطوات بسيطة‬ ‫وواضحة‪ ،‬أوال ينبغي علينا اكتشاف أنفسنا ومن ثم اإليمان بقدرتنا العالية‪،‬‬ ‫وأخيرا علينا أن نطلق العنان ألنفسنا لتحقيق مبتغانا ومرادنا ‪.‬‬ ‫أرى أن يف كالمي حكم ومواعظ ستجعل منا شعبا تباهي به الشعوب‪ ،‬ويكتب‬ ‫فيه أحفادنا عن أولئك (الناجون) الذين لم ُيهزموا‪ ،‬فلننتصر إذن‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪ .1‬هل تتفقين أو تختلفين مع ما ذكر يف المقال مع ذكر السبب؟‬ ‫‪ .2‬يف الفترة الحالية وسط أجواء الوباء المنتشر هل تجدين للعمل التطوعي أثرا‬ ‫للخروج من هذه المحنة؟ اشرحي بالتفصيل ذلك موظفة مؤشرات الحجاج‪.‬‬ ‫‪ .3‬يف مجتمعنا العربي تستطيع المرأة المشاركة يف كل مجاالت العمل التطوعي‪،‬‬ ‫وضحي رأيك داعمة له بحجج قوية‪.‬‬ ‫‪ .4‬أتيحت لك الفرصة لتقديم ندوة يف مدرستك عن العمل التطوعي فكيف‬ ‫تستطيعين إقناع الحضور؟‬ ‫‪ .5‬توقعي أبرز النتائج المحتملة لمجتمع يسوده العمل التطوعي‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬نور أحمد منصور القميش‬ ‫إنه ذلك المتخفي خلف ستار المجهول‪ ،‬ذلك صاحب الحروف المبعثرة‪ ،‬حيث ليس‬ ‫من السهل معرفته وال قراءته؛ ألن كلماته ال تقف عند السطور بانتظام‪ ،‬إنه‬ ‫الضبابي الذي لن تعرفه قبل أن يحصل‪ .‬ملبدة بالغيوم‪ ،‬تارة غيومها بيضاء وتارة‬ ‫رمادية‪ ،‬تضحكنا وتسعدنا كثيرا لكن تُبكينا أكثر‪ ،‬ومن منا يعلم أن كان القدر‬ ‫سيضحكه غدا أم يبكيه؟ من منا توقع أن تصبح حياتنا يوما بهذا الشكل؟‬ ‫من توقع أن شيئا ال يمكن رؤيته حتى يقلب نظام العالم بأكمله؟! لم يستثن‬ ‫شيئا‪ ،‬فقد أصبح الوضع سيئا يف جميع المجاالت وباألخص يف التعليم‪ .‬لست من‬ ‫هؤالء الذين الزالوا يطالبون بنظام التعليم التقليدي حتى يف هذه الظروف‪ ،‬بل أنا‬ ‫متيقنة بأن " الوقاية خير من العالج "‪ ،‬فبعد تجربة فصل كامل من العام السابق يف‬ ‫نظام التعليم عن بعد أصبح البعض ثائرا ضده وكأنه هو الخلل بعينه‪ ،‬غير منتبهين‬ ‫بأن كيفية وآلية تطبيقه هي من أدت لهذه النتائج الكارثية‪ ،‬نعم كارثية‪ ،‬الجميع‬ ‫فرح بالنتائج النهائية المرتفعة والتحصيالت الممتازة غير مبالين بما قد يحل يف‬ ‫المستقبل! فلو أصبح ذلك الطالب طبيبا يف يوم من األيام‪ ،‬كيف سيمارس مهنته‬ ‫وهو مفتقد لألساسيات وهكذا مع المهندس والممرض والمعلم ‪ ...‬الخ فقد تكون‬ ‫هذه النتائج التي قد يراها البعض رائعة تنقلب لكارثة يف المستقبل! ويف الجانب‬ ‫اآلخر نرى الطالب المجتهدين اللذين ظلموا أشد الظلم عندما تمت مساواتهم مع‬ ‫الضعيف والكسول! فهل يستوي الذين يعلمون والذين ال يعلمون؟!‬

‫ويف هذا الموضوع يتم استغالل العوام الذين ال يعلمون نتائج هذه األوضاع‬ ‫وتجاهل من ينبههم وحذرهم من نتائجه‪ ،‬ويبقى يف النهاية كل ذلك عىل حساب‬ ‫الطلبة والطالبات المجتهدين حاليا وعىل حساب العالم بأكمله يف المستقبل‪.‬‬ ‫ويف كل زوايا الحياة نجد اإلنسان متمردا عىل كل شيء كان يفيده أم يضره‪،‬‬ ‫متمردا عىل الليل فتراه ساهرا ال ينام‪ ،‬متمردا عىل الشتاء فتراه ال يحتمي من برده‪،‬‬ ‫وهنا تتكرر هذه الصور يف ظل هذه األزمة وانتشار هذا الفايروس الغامض‪ ،‬فترى‬ ‫الكثير من الناس غير مبالين متفاخرين بقوتهم متيقنين بأنهم سينتصرون يف‬ ‫حربهم مع هذا الفايروس‪ ،‬فكيف لك أن تنجو من شيء أنت ال تراه أساسا؟ وترى‬ ‫آخرين تاركين أطفالهم دون وقاية واحترازات بحجة لن يصيبنا إال ما كتب الله لنا‪،‬‬ ‫أوليست الوقاية خير من العالج؟! أوليس الله ينهى عن إيذاء النفس وإيذاء‬ ‫اآلخرين؟ أنت لست ملكا لنفسك‪ ،‬ليس من حقك أن تعرض أطفالك للضرر‪ ،‬وتعرض‬ ‫نفسك لألذى‪ ،‬يكثر المحذرون‪ ،‬ولكن كما يقال ال تناقش السفهاء فيستدرجونك‬ ‫لمستواهم وينتصرون لخبرتهم يف النقاش السفيه! ونأتي هنا لنجد القلة القليلة‬ ‫العاقلة المقدرة ألهمية العمل التطوعي يف هذه األزمات‪ ،‬موضحة لكل العالم‬ ‫أهمية التكاتف والتعاون بين كل البشر يف هذه المواقف الصعبة‪ ،‬ولكن هل هناك‬ ‫آذان صاغية؟!‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪ .1‬يف الظروف الراهنة أصبح التعلم عن بعد الوسيلة األساسية لسير العملية‬ ‫التعليمية‪ .‬وضحي تجربتك مع التعلم عن بعد‪.‬‬ ‫‪ .2‬اقترحي حلوال أخرى لسير العملية التعليمية‪.‬‬ ‫‪ .3‬من وجهة نظرك ما القضايا والمشاكل التي تعوق التعلم عن بعد؟‬ ‫‪ .4‬ما العوامل المساعدة عىل تنظيم عملية التعلم عن بعد؟‬ ‫‪ .5‬ميزي بين أوجه الشبه واالختالف بين التعلم عن بعد والتعلم يف المدارس‪.‬‬

‫بقلم الخريجة‪ :‬نبراس الهدى جعفر سند‬ ‫أنا البحر يف أحشائه الدر كامن ‪ ...‬فهل سألوا الغواص عن صدفاتي؟ أصبحت اللغات‬ ‫األجنبية يف عصرنا الحايل تغزو جميع المؤسسات‪ ،‬والجامعات‪ ،‬حتى أصبحت الوظائف‬ ‫ترحب بمن يجيدون اللغات األجنبية (كاإلنجليزية)‪ ،‬وتتجاهل مستوى معرفتهم بلغتهم‬ ‫األم (العربية)‪ .‬إىل أن أصبح الكثير يرى أنه ال جدوى من تعليم أبنائهم اللغة العربية‬ ‫مستندين إىل أنها لغة عديمة المنفعة‪ ،‬وتعلمها ليس له أهمية مادامت اللغات‬ ‫األجنبية هي من ستوفر لهم دائرة أوسع‪ ،‬وفرص أفضل يف العمل‪.‬‬

‫إال أن هذا الرأي غير صحيح بتاتا‪ .‬أنا ال أنكر أهمية تعلم اللغات‪ ،‬ولم أهجن ذلك‪.‬‬ ‫لكن! صحيح أن تعلم اللغات ثقافة‪ ،‬وال شك بأهمية وضرورة ذلك‪ ،‬إال أنه عندما يكون‬ ‫عىل حساب اللغة األم هنا يعد انسالخا للهوية‪ .‬وما يزيد الطين بلة! عندما ترى أحدهم‬ ‫يتحدث بإحدى اللغات األجنبية بطالقة‪ ،‬بينما تجده جاهال بلغته األم تماما!‬ ‫إن اللغة العربية هي مصدر فخرنا وعزتنا‪ ،‬بل هي هويتنا‪ .‬فما الذي يجعل اآلباء‬ ‫ينصرفون عن تعليمها أبناءهم؟‪ ،‬ما الذي جعلهم يفتخرون ويتباهون عندما ينطق‬ ‫ابنهم بكلمة واحدة أجنبية؟ ما الذي جعلهم يرسخون يف فكر أبنائهم أن اإلنجليزية‬ ‫أعىل درجة من العربية؟! ماذا عن الالمباالة عندما يكتشفون أن ابنهم يكتب أحرف‬ ‫اللغة العربية من اليسار إىل اليمين؟! إنهم يف غفلة عن قيمة اللغة العربية وأهميتها‪.‬‬

‫فكما قال األجنبي جوستاف جرونيباوم‪ :‬ما من لغة تستطيع أن تطاول اللغة‬ ‫العربية يف شرفها‪ .‬أال يعلمون أن الله عز وجل أكرمنا بلغة ليست كأي لغات العالم؟؟‬ ‫لغة هي أكرمهم‪ ،‬وأسماهم‪ ،‬بل وأعالهم شرفا‪ ،‬وقدرا! واللغة العربية لغة زادها الله عزة‬ ‫وكرامة‪ ،‬فأختارها لغة كتابه الكريم الذي أنزله بواسطة جبريل األمين عىل قلب النبي‬ ‫محمد صىل الله عليه وسلم‪ ،‬أفضل الخلق أجمعين بلسان عربي مبين ال اعوجاج فيه‪،‬‬ ‫وال انحراف‪ ،‬قال تعاىل‪َ ":‬وإن ُه لَت ُ‬ ‫َنزيل َرب ال َعالَمي َن‪َ ،‬نز َ​َل به ال ُّرو ُح األمي ُن‪َ ،‬علَى َقلب َك‬ ‫ل َت ُكو َن م َن ال ُمنذري َن‪ ،‬بل َسان َع َربي ُمبين"‪ ،‬حتى أن فهم معاني آياته‪ ،‬والتلذذ بمعاني‬ ‫ألفاظه‪ ،‬والوعي باإلعجاز العظيم يف سطوره‪ ،‬وقصصه ال يكون إال بقراءته باللغة‬ ‫العربية‪ ،‬وطالما أن محمد ﷺ هو أفضل الخلق أجمعين‪ ،‬فإن لغته هي أفضل اللغات‪.‬‬ ‫أيضا‪ ،‬فاللغة العربية هي أغنى لغات العالم‪ ،‬وأجملهم‪ ،‬وأعالهم رصيدا من المفردات‪،‬‬ ‫ففيها من المصطلحات ما يجعلها تتربع عىل عرش اللغات‪ ،‬حيث أن كلماتها تتجاوز‬ ‫كلمات اللغة اإلنجليزية ‪-‬عىل سبيل المثال‪ -‬بأضعاف‪ ،‬ولعل أبرز مثال يختبئ يف‬ ‫جملتي السابقة‪ ،‬ثالث مفردات (مفردات‪ ،‬مصطلحات‪ ،‬كلمات) ولكل منها رونقها‬ ‫الخاص‪ ".‬أَتَستَبدلُو َن الذي ُه َو أدنى بالذي ُه َو َخير"! أضيف إىل ذلك أنك مهما تتبعت‪،‬‬ ‫ونظرت‪ ،‬وتمعنت يف جميع لغات العالم لن تجد فيها لغة تضاهي العربية يف عذوبة‬ ‫حروفها‪ .‬إنها لغة ساطعة البيان‪ ،‬تمتلك من فنون البالغة والفصاحة والجمال صورا‬ ‫المتناهية‪ ،‬ومن ذلك قول المستشرق بارثلمي هربلو‪ :‬إن اللغة العربية أعظم اللغات‬ ‫آدابا ووصفها بالبالغة والفصاحة‪ .‬ولما لها من مرونة فهي تمنح من يستعمل مخزونه‬ ‫اللغوي منها‪ ،‬ويتالعب بألفاظها سهولة التعبير عن كل ما تراوده نفسه بإيجاز ممزوج‬ ‫باإلبداع واإلبهار والرقة‪.‬‬

‫أمك أمك أمك ‪ ...‬برها ثم تعلم أي لغة شئت‪ .‬حتى نكون أكثر ب ًّرا‪ ،‬وتميزا بلغتنا‬ ‫عن غيرنا‪ ،‬البد أن نعتز بها‪ ،‬وأن نغرس يف نفوس أبنائنا الفخر‪ ،‬واالعتزاز بأننا من‬ ‫أصحاب هذه اللغة العظيمة الجليلة‪ ،‬وتحبيبهم أوال لها لدرجة اإلبداع‪ ،‬ثم تأتي‬ ‫اللغات األخرى بعدها‪ .‬وكما يقول المستشرق جاك بيرك‪ :‬اللغة العربية لغة‬ ‫المستقبل‪ ،‬وال شك أنه يموت غيرها‪ ،‬وتبقى حية خالدة‪ .‬فعلموا أوالدكم اللغة‬ ‫العربية‪ ،‬وال تهجروها فاألمة ال تنهض إال بلغتها‪ ،‬وما يخالف ذلك غير صحيح‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪ .1‬وضح أسباب عزوف الناس عن اللغة العربية من وجهة نظرك‪.‬‬ ‫‪ .2‬هل وافقت الكاتبة عىل أطروحة القائلين بقصور اللغة العربية يف مجال التعلم‬ ‫وضحي ذلك مبينة وجهة نظرك؟‬ ‫‪( .3‬اللغة كاألم سبب وجود لإلنسان) فسري هذه العبارة يف ضوء فهمك للنص‪.‬‬ ‫‪ .4‬ما رأيك يف موقف الكاتبة من اللغات عموما واللغة العربية خصوصا؟ مع‬ ‫التعليل؟‬ ‫‪ .5‬يعكس هذا النص بعض معطيات عصر الكاتبة‪ ،‬وضحي ذلك من النص‪.‬‬

‫بقلم الخريجة‪ :‬نبراس الهدى جعفر سند‬ ‫تتواىل يف حياتنا امتحانات وتجارب شتى‪ ،‬ولكن هذه التجربة لم يسبق لها نظير‬ ‫من قبل‪ ،‬فقد تسببت بما لم يكن يتوقعه أحد بتاتا‪ .‬كورونا!! وباء زحف اىل العالم‬ ‫بأسره يف رمشة عين‪ .‬جائحة اكتسحت األرض‪ ،‬وعاثت فيها موتا ومرضا وهلعا‪ .‬فمنذ‬ ‫ذيوع أمر هذا الفايروس‪ ،‬أرغم الجميع عىل اتباع أنماط حياة مختلفة وعىل رأسها اللجوء‬ ‫إىل التعلم عن بعد بدال من التعلم الحضوري‪ ،‬وهنا سأتناول عن تجربتي مع هذا التغير‬ ‫الجديد المفاجئ باإلضافة إىل تطلعاتي للمستقبل القريب بإذنه تعاىل‪ ،‬إىل جانب‬ ‫أهمية العمل التطوعي يف ظل هذه الظروف‬

‫رأيت يف التعلم عن بعد مالم أراه أبدا قط‪ ،‬تجربة جميلة جدا وثرية بالمتعة‪،‬‬ ‫ومواجهة التحديات الصعبة وجزء من العقبات‪ ،‬ولكن يبقى ويظل شعارنا "قادرون عىل‬ ‫التعلم حتى عند األزمات" قال تعاىل‪( :‬يرفع الله اللذين آمنو منكم واللذين أوتوا العلم‬ ‫درجات والله بما تعملون خبير)‪ .‬يف بادئ األمر ظننت أن التعلم عن بعد لن يكون‬ ‫تجربة فعالة وناجحة فبطبيعة اإلنسان يخشى التغيير! ولكن بعدها بانت يل أنها من‬ ‫أفضل طرق التعليم‪ ،‬وتستحق أن يتم تفعيلها وأن تضاف بجانب التعليم الحضوري‬ ‫حتى عند انتهاء األزمة‪ .‬إن التعلم عن بعد أرسى قدرة الجميع عىل التكيف أمام األزمات‬ ‫ومواجهة الظروف‪ ،‬فمن اإليجابيات التي أدركتها أننا حظينا بالكثير من المعلومات‬ ‫والمصادر الوافرة والمتعددة عىل اإلنترنيت‪ ،‬فالتعلم عن بعد يزودنا بخيارات عدة‬ ‫للتعلم مما يسهل علينا عملية تلقي واستيعاب المادة العلمية بسالسة ويسر‪.‬‬

‫إىل جانب أنني الحظت نموا يف قدرتي عىل التعلم الذاتي واالعتماد عىل النفس‪،‬‬ ‫وكسبت مهارات مختلفة كالتعامل مع األجهزة اإللكترونية‪ .‬أضيف إىل ذلك أنه أصبح‬ ‫بمقدورنا التواصل مع المعلمين عىل مدار الوقت حتى خارج أوقات الدوام الرسمي‪ .‬كل‬ ‫هذه كانت إيجابيات التعلم عن بعد التي أدركتها وهناك الكثير وبالطبع هناك بعض‬ ‫من السلبيات ومنها الشعور بالعزلة الدراسية فهذا النظام يفتقر إىل الحوار بين‬ ‫الزمالء‪ ،‬وإضافة اىل ذلك الخلل التقني الذي قد يحدث أثناء الحصص من انقطاع يف‬ ‫شبكة االنترنيت أو خلل يف الجهاز وال ننسى انعدام وجود البيئة الدراسية التفاعلية‬ ‫والحماسية يف الحصة التي تزيد من استجابة الطالب‪.‬‬ ‫قادتني رحلة التعلم عن بعد إىل محطات عديدة وعلمتني أشياء كثيرة‪ ،‬ولكنني‬ ‫الزلت أتطلع إىل رجوع الحياة إىل طبيعتها‪ ،‬ونقابل أحبابنا ومعلماتنا وجها لوجه يف‬ ‫بيتنا الثاني بدال من خلف الشاشات واالجتماع مع األقارب بال خوف‪ ،‬وفتح المطارات‬ ‫والخطوط الجوية‪ ،‬وان تعود األمور كما كانت عليه سابقا وأفضل من ذلك‪ .‬وأتطلع‬ ‫أيضا لنجاح اللقاح الذي هو قيد التجربة لزهق هذا الفايروس الفتاك‪ ،‬فهناك الكثير من‬ ‫الناس الذين تطوعوا لتجربة هذا اللقاح فهذه التضحية العظيمة كلها لمصلحتنا‬ ‫تفاديا لنشر هذا المرض ‪ ،‬فعن أي شعب أتحدث! ‪ ،‬وهناك العديد ممن قام باألعمال‬ ‫التطوعية من أجل سالمة المجتمع‪ ،‬فمنهم من تطوع للمستشفيات ولمداواة المرضى‬ ‫والمصابين ومنهم من تطوع يف االنضمام لفرق الفحوصات الطبية‪ ،‬والبعض اآلخر‬ ‫تطوع بمبالغ هائلة للتبرعات و سداد تكاليف الفحوصات يف الدولة وأيضا تطوع‬ ‫الفريق التعليمي بمواصلة التعلم عن بعد للحد من انتشار الكورونا مع نشر التعليم‬ ‫والثقافة بطريقة ترضي وتالئم الجميع يف الوقت نفسه‪.‬‬

‫إن كورونا تسببت يف العديد من المآسي إال أن هذا قضاء من الله وقدره ونعمة‬ ‫حبانا إياها الله تعاىل أن كرمنا بمجتمع واع متعاون متساعد ومتضامن يسعى‬ ‫التخاذ كافة اإلجراءات الالزمة من أجل سالمة الشعب‪ ،‬ويقومون باألعمال‬ ‫التطوعية لمصلحة األفراد ويضحون بأنفسهم من أجل محاربة هذا المرض الفتاك‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪ .1‬ما رأيك فيما قالته الكاتبة عن التعلم عن بعد؟ ولماذا؟‬ ‫‪( .2‬األزمات تصنع المعجزات) ناقشي هذه العبارة من خالل فهمك للنص‪.‬‬ ‫‪ .3‬من وجهة نظرك‪ ،‬ما الحلول المناسبة لعودة الحياة كما كانت من قبل؟‬ ‫‪ .4‬يف مخيلتك‪ ،‬كيف تكون الحياة بعد انتهاء فيروس كورونا؟‬ ‫‪ .5‬لو كانت الكورونا يف غير عصر التكنولوجيا‪ ،‬فما المقترحات المقدمة لمواصلة‬ ‫عملية التعلم؟‬ ‫‪ .6‬ابحثي يف الطب النبوي عن طرق الوقاية من األوبئة‪ ،‬وحاويل إثبات فعاليتها‬ ‫يف التصدي لوباء كورونا‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬آالء حسين أحمد حبيل‬ ‫والبصمات الواضحة يف كل‬ ‫المرأ ُة نوا ُة المجتمع وأساسه‪ ،‬فهي تملك الدور البارز‬ ‫ُ‬ ‫جزء وهي محققة لالستقرار األسري يف إطار الترابط االجتماعي‪ ،‬قادرة عىل أي صنع‬ ‫ال ُمستحيل بكل كفاءة‪ .‬وإذ بصديقتي قائلة‪ " :‬إن المرأة مكا ُنها منزلها‪ ،‬ومكا ُن عملها‬ ‫مطبخها “!‬

‫أنا من طبعي وبسبب الصف ُة التي ترسخت يف من والدي أتقبل اآلراء ب ُكل رحابة‬ ‫سمعت كلماتها‪ :‬تقول إن المرأة ليست بمثل‬ ‫صدر فكل ول ُه وجه ُة نظر ُه الخاصة به‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الرجل يف العمل فهي وإن فعلت لن تعمل جميع األعمال بكفاءة ودقة عالية مثل ما‬ ‫يفعله الرجل‪ ،‬عملها ينتظرها يف منزلها! قلت لها‪ :‬ال عزيزتي‪ ،‬بالعكس إن الفكرة‬ ‫الراسخة يف ذهنك جدا خاطئة‪ .‬لماذا تعتقدين أن المرأة غير قادرة عىل العمل‬ ‫بكفاءة! ألم تسمعي التجارب الناجحة للعديد من النساء يف مجال عملهن المختلفة؟‬ ‫كان والزال للمرأة دور بارز يف دعم مسيرة التعليم كثقافة وفكر! لقد تمكنت من‬ ‫التفاعل مع متطلبات التعليم يف كافة المراحل‪ ،‬فقالت يل‪ ،‬ولكنها باألكيد وجدت‬ ‫صعوبات! أجبتها‪ :‬حتى وإن وجدت صعوبات وعراقيل فتأكدي بأنها كانت يف البداية‬ ‫فقط ُ‬ ‫فكل عمل بدايته صعب‪ ،‬لقد تألقت وتميزت يف الحقيقة‪ ،‬وال يمكننا نكران‬ ‫هذه النجاحات‪ ،‬قالت‪ :‬لكن بعد عودتها إىل المنزل ستواجهها العديد من المشاكل من‬ ‫ابتسمت لها قائلة‪ :‬كالهما يعمالن‪ ،‬إن السر يف‬ ‫ناحية والقصور من ناحية أخرى‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الموضوع هو التفاهم والثقة واحترام الرأي األخر‪.‬‬

‫هناك ازواج يعترفون ويفتخرون بعمل زوجاتهن‪ ،‬هزت رأسها يل قائلة حسننا‪،‬‬ ‫عجزت أن أجد ل ُه عن إجابة‪ ":‬لماذا المرأة تعمل وزوجها ُمتكفل‬ ‫لدي سؤاال أخير‬ ‫ُ‬ ‫بالعمل والمصاريف “! أجبتها إن المرأة تعمل ألمرين‪ ،‬إما حبا للعمل وإثبات الذات‬ ‫وإما لمساعدة أزواجهن‪ .‬قلت‪ :‬إن اآلراء يا عزيزتي تتعدد ووجهات النظر العديدة‬ ‫تختلف فالبعض يرى أن المرأة ال تستطيع فيعارض‪ ،‬والبعض يرى وبجدارة نها‬ ‫قادرة فيؤيد ويتفق‪ ،‬كل شخص يحمل وجهة نظره معه‪ ،‬ولكن بشكل عام ال بد‬ ‫االعتراف بقدراتها‪ .‬تنهدت وهزت رأسها ُمبتسمة فرحة مسرورة‪ ،‬قائلة كانت يف‬ ‫ذهني فكرة خاطئة‪ ،‬ولكن أعترف بأن كالمك كقنع للغاية‪ ،‬ابتسمت لها قائلة‪ :‬إن "‬ ‫المرأة جوهرة “‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪ .1‬من وجهة نظرك‪ ،‬ما هي التحديات التي تواجه المرأة يف المجتمع‪ .‬وكيفية‬ ‫التغلب عليها‪.‬‬ ‫‪( .2‬المرأة نصف المجتمع)‪ ،‬انقدي هذه المقولة من خالل توضح جهود المرأة يف‬ ‫المجتمع‪.‬‬ ‫‪ .3‬عليل برأيك‪ :‬ماذا يحدث لو تخىل المجتمع عن دور المرأة؟‬ ‫‪ .4‬استعرضي الحجج التي استندت إليها الكاتبة لدعم أطروحتها ووضحي بالتفسير‬ ‫هل كانت الحجج كافية؟‬ ‫‪ .5‬وضحي رأيك بالتفسير فيما ورد يف النص عن سبب عمل المرأة‪.‬‬ ‫‪( .6‬نساء عظيمات)‪ ،‬لو كانت عنوان فقرة‪ ،‬فماذا تكتبين؟‬ ‫‪ .7‬ابحثي يف التاريخ عن دور المرأة‪ ،‬وتخيري شخصية أعجبتك‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬نور أحمد منصور القميش‬ ‫لقد تحطمت بالفعل وألول مرة‪ ،‬وكأن جميع ما يف غرفتي من جمادات شاهد عىل‬ ‫ذلك‪ ،‬عم الصمت‪...‬وضج عقيل باألسئلة ‪...‬ال زلت غير مصدقة‪...‬‬ ‫إنها الثانية عشر بعد منتصف الليل‪ ،‬الدقيقة السابعة بتوقيت الصدمة‪ ،‬شعرت‬ ‫بغصة لم أشعر بها من قبل‪ ،‬مسكت وسادتي بكلتا يدي واحتضنتها بقوة وكأنني‬ ‫أفرغ ما بداخيل من هموم فيها! لقد تورمت عيناي من شدة البكاء ولم يعد بإمكاني‬ ‫فتحهما بالكامل!‬ ‫الرابعة والنصف فجرا‪ ،‬صوت األذان يصدح يف كل األرجاء‪ ،‬وأخيرا صوت يشعرني‬ ‫بأن الحياة ال تزال مستمرة‪ ،‬نهضت أجر أذيال الخيبة ألصيل صالة الفجر‪ ،‬سجدت‬ ‫سجدتي األخيرة وبكيت بكاء ال يعلمه إال الله‪ ،‬وناجيته سبحانه إىل أن غفوت يف‬ ‫مكاني!‬ ‫سماوية العينين تمشي بمشيتها المعتادة مبتسمة الثغر كما كانت‪ ،‬ركضت لها‬ ‫إىل أن سقطت عىل وجهي الستيقظ مذعورة صارخة "أختي" راجية لو كان بإمكاني‬ ‫النوم لألبد‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬نور أحمد منصور الشيخ‬ ‫جميع الناس تتمنى أن تعيش يف سعادة وراحة بال‪ ،‬ولكن أين طريق السعادة؟‬ ‫هل يف وفرة المال ورغد العيش؟! أم يف البساطة والقناعة واالستمتاع بالموجود؟‬ ‫سيارات فخمة وقصور ضخمة ومجوهرات غالية واحتفاالت مكلفة واقتناء كل ما‬ ‫هو نادر وباهظ الثمن‪ ،‬كل ذلك ال يساوي ضحكة من قلب مرتاح وبال خال من‬ ‫الهموم‪ ،‬ال يفكر يف أسهم يخسرها وال شركات إذا ما اهتزت سمعتها جراء خطأ ما‪،‬‬ ‫فيزدحم العقل بالتفكير والخوف فيفقد السعادة‪.‬‬

‫يف رأيي أفضل أن أصنع سعادتي بداخيل‪ ،‬سعادة ال محدودة‪ ،‬بما لدي من مال‬ ‫متوفر وطاقة داخليه ملؤها اإليجاب والحياة‪.‬‬ ‫وكما يقال المال ال يجلب السعادة وهو يرفه التعاسة والخيبات بداخلنا‪ ،‬وما أثار‬ ‫حفيظة العلماء هو أنه رغم ارتفاع مستوى المعيشة بشكل كبير يف عالمنا‪...‬إال أنه‬ ‫لم يؤثر عىل مستوى السعادة وإنما ازدادت نسبة األمراض النفسية مثل االكتئاب‬ ‫والقلق‪ ،‬كما برزت النرجسية لدى البعض‪ ،‬وكل هذه مؤشرات تنبئ بعدم بلوغ‬ ‫السعادة والنقص‪ ،‬أموال الدنيا ال تشتري السعادة‪.‬‬ ‫حتى نشعر بالسعادة علينا أن نصفي قلوبنا‪ ،‬ونتمسك باألمل واألحالم المباحة عىل‬ ‫ضفاف البساطة والرضا‪.‬‬

‫نعم البساطة والرضا واإليمان بالله وما يقسمه لنا من رزق وأقدار مدبرة بحكمة‬ ‫إلهية‪ ،‬يجعلنا أكثر قوة وتغلب عىل ضعف النفس المتعبة باألحزان واليأس‪.‬‬ ‫وكيف للمال أن يشتري ابتسامه ومحبة؟ وكيف للمال أن يشتري ذرية صالحة؟‬ ‫وكيف للمال أن يشتري صحة وعافية؟‬ ‫وحدها السعادة بداخلنا تسع آفاق الدنيا حين تجلس مع عائلة محفوفة بالمحبة‪ ،‬يف‬ ‫ابتسامة صادقه تجعل من حولك يبادلك بالمثل تلقائيا‪.‬‬

‫السعادة جمال الروح وليس لروح أن تبهج دون قناعة ورضا‪ ،‬بساطة العيش تغنينا‬ ‫عن التفكير المثقل‪ ،‬السعادة يف الصفح‪ ،‬والتسامح والعطاء والنقاء‪.‬‬ ‫ال تبارحنا الراحة‪ ،‬ودربنا القناعة واألمل يف أن الحياة زهرة تروى بصدق المشاعر‬ ‫والسعادة النابعة من األعماق‪.‬‬ ‫الخير عند الغني يجود به عىل الفقير‪ ،‬فيشاركه فرحة وسعادة‪ ،‬وعندما تقدم البهجة‬ ‫لآلخرين كأنك تزرع السعادة يف قلبك‪ ،‬بل ويف العالم كله‪.‬‬ ‫وكما قال الفيلسوف مكسيم خوركي‪ :‬السعادة تبدو صغيرة عندما تكون بين يديك‪،‬‬ ‫وعندما تخسرها تدرك كم هي كبيرة وقيمة‪ ،‬وكما قال غاندي‪ :‬نحن نبحث عن السعادة‬ ‫بعمق‪ ،‬ثم نجدها يف أبسط األشياء‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪" .1‬البسيط ال يفكر يف أسهم يخسرها وال شركات إذا ما اهتزت سمعتها جراء خطأ‬ ‫ما ‪ ...‬لذا فهو مرتاح البال" ما رأيك يف العبارة السابقة؟ ولماذا؟‬ ‫‪" .2‬قال الفيلسوف مكسيم خوركي‪ :‬السعادة تبدو صغيرة عندما تكون بين يديك‪،‬‬ ‫وعندما تخسرها تدرك كم هي كبيرة وقيمة"‪ .‬إذا كنا حقا ال نشعر بالسعادة إال‬ ‫عندما نفقدها‪ ،‬فماذا تقترحين عىل البشر ليشعروا بالسعادة الموجودة لديهم؟‬ ‫(اذكري أساليب عملية تساعد الناس عىل استشعار السعادة الموجودة لديهم)‪.‬‬ ‫‪" .3‬سيارات فخمة وقصور ضخمة ومجوهرات غالية واحتفاالت مكلفة" يقوم عدد‬ ‫من المقبلين عىل الزواج بالتكلف يف االستهالك ويف مظاهر البهرجة‪ ،‬ما رأيك يف‬ ‫هذه الظاهرة؟ وما الحلول التي تقترحينها يف هذا الصدد؟‬ ‫‪ " .4‬قال غاندي‪ :‬نحن نبحث عن السعادة بعمق‪ ،‬ثم نجدها يف أبسط األشياء"‪.‬‬

‫اذكري قائمة باألشياء التي لديك وتمنحك الشعور بالسعادة‪.‬‬ ‫‪ .5‬ما الفرق بين القناعة والسعي لكسب المال؟ وهل أن السعي لكسب المال‬ ‫يخالف القناعة؟‬

‫بقلم الخريجة‪ :‬نور الزهراء السيد حسن جعفر‬ ‫حان يوم إعالن النتائج‪ ،‬فيه تعرف كل طالبة كم الجهد الذي بذلته يف دراستها‪.‬‬ ‫مضى وقت من الزمن وبعدها يف الممر ُمقابل غرفه اإلشراف تجمعت الطالبات تحت‬ ‫ظل الشمس الحارقة‪ ،‬تنتظرن صدور النتائج‪ ،‬تو ُّتر الجميع واضح عىل و ُجوههن‪ ،‬ال أحد‬ ‫منهن يقف يف مكانه‪ ،‬التوتر يزيد‪ ،‬وأذني تسمع األصوات صدى‪ ،‬لم أعد أعرف ما إن‬ ‫كان وجهي قد اصفر‪ ،‬أم ماذا حدث! لربما قلقي كان واضحا‪ ،‬الجميع يسألني‪ :‬ما بالك؟‬ ‫كل الكون أصبح ظالما‪ ،‬لقد أغمى عيل!!‬ ‫بعدما أفقت من إغمائي كنت يف غرفة الممرضة هرعت بعدها ألرى ما األخبار‪ ،‬وما‬ ‫زال االنتظار يحول بيننا وبين رؤية العالمات‪ ،‬جرعة من التفاؤل تكفيني ألقلل من كم‬ ‫التوتر الذي أنا فيه‪ .‬تعالت األصوات فجأة‪" :‬لقد صدرت النتائج‪ ،‬لقد صدرت النتائج"‪،‬‬ ‫تجمدت يف مكاني‪ ،‬واألخرى‬ ‫عندما استلمنا النتائج ارتفعت صيحات الطالبات‪ ،‬تلك‬ ‫ُ‬ ‫جثت عىل األرض تبكي‪ ،‬واألخريات يتراقصن فرحا‪ .‬أما عني أنا فقد ارتسمت عىل وجهي‬ ‫نجحت كالعادة‪ ،‬هذا حصادي‪ .‬قررت إعداد حفلة‬ ‫ابتسامة عريضة وبدأت أقفز فرحا؛ فقد‬ ‫ُ‬ ‫اتفقت مع أختي وخرجنا نبحث عن مكان مناسب للحفلة حتى قررنا‬ ‫ب ُمناسبة النجاح‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أخيرا أن نقيم الحفلة يف مقهى‪ ،‬حجزنا المقهى بأكمله وطلبنا منهم إغالقه‪ ،‬حضرت‬ ‫صديقاتي‪ .‬تلك تنفخ البالونات واألخرى تعلق الزينة‪ ،‬والعامل يعد الكعكة تحت‬ ‫إشراف أختي ويا لها من أخت خبازة ماهرة! لديها يد تتقن التعامل مع األفران وكل ما‬ ‫يتعلق بأمور الطبخ‪ ،‬وأنا كنت أنسق المقاعد والطاوالت‪ ،‬كنت أتأكد من تنسيق‬ ‫الزهور وحينا أخرى أرتب األطباق‪،‬‬

‫أنس الفواحات برائحة الفانيال‪ ،‬إنها الرائحة التي لها وقع خاص يف قلبي‬ ‫ولم َ‬ ‫وذكريات مميزة‪ .‬انتهينا من العمل يف وقت قياسي‪ ،‬وقمت بدعوة عائلتي وبقية‬ ‫الصديقات‪ .‬حضر األغلبية ويف األخير حضر والداي‪ ،‬كانا ينظران يل بحب وفخر‪،‬‬ ‫ورأيت دموع الفرح يف عين والدتي‪ ،‬لم تقل يل شيئا ولكن عينيها كانت تتحدث‬ ‫طوال الوقت‪.‬‬ ‫كنت‬ ‫قطعنا كعكة الفراولة‪ ،‬وحصلت عىل الهدايا والكثير من التهاني‪ .‬لقد ُ‬ ‫سعيدة ألني حصدت مجهود تعبي فقد نجحت بعد سهر الليايل والدراسة لساعات‪،‬‬ ‫لقد كنت سعيدة جدا‪ ،‬آه ما أجمل هذا الشعور‪ ،‬ويا له من أمر رائع حين تتجىل‬ ‫جهودك أمام عينك‪ ،‬ويا له من توفيق إلهي أن تكون أحد طالب العلم‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪ .1‬تبيني األثر النفسي الذي تسببت به النتائج عىل راوية القصة‪.‬‬ ‫‪ .2‬تختلف ردود الفعل من شخص آلخر سواء يف الفرح أو الحزن‪ ،‬باعتقادك ما‬ ‫المسبب يف ذلك؟‬ ‫‪ .3‬ارتبط التذكر بالوصف ارتباطا وثيقا يف النص‪ ،‬وضحي ذلك‪.‬‬ ‫‪ .4‬للعائلة أثر كبير يف حياة اإلنسان‪ ،‬اشرحي ذلك من خالل فهمك للنص‪.‬‬ ‫‪ .5‬يختلف مفهوم السعادة وفقا لزاوية نظرتنا إليها‪ ،‬ما هي السعادة بنظرك؟‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬زينب إبراهيم المؤمن‬ ‫كنت طفلة كبقية األطفال‪ ،‬حياتي األسرية مستقرة إىل حد ما‪ ،‬ولكن كان هناك‬ ‫ما يعكر صفو هذا الهدوء‪ ،‬ما هو؟ إليكم القصة من بدايتها وتحديدا قبل ثالثين‬ ‫عاما تماما‪ُ ،‬ولد أخي األكبر محمد بعد طول انتظار‪ ،‬كانت سعادة أبي ال توصف‪ ،‬فقد‬ ‫رزقه الله بابنه البكر الذي سيدخله إىل أفضل المدارس ويربيه أفضل تربية ليكون‬ ‫اإلبن المثايل الذي تمناه‪ ،‬ومنذ سنواته األوىل كان أبي يعامله معاملة مختلفة عن‬ ‫بقية أقرانه من األطفال‪ ،‬فكان يقول له‪ :‬يا بني إن اللعب واللهو ليس من صفات‬ ‫الرجال وإنما هو لمن رغب يف إضاعة وقته عىل ما ال ينفع‪ .‬وعندما بلغ محمد العاشرة‬ ‫ُولدت أختي الكبرى فاطمة‪ ،‬فازدادت مسؤوليات أبي ليقرر أن يساعده محمد يف‬ ‫ورشة النجارة‪ ،‬فكان العمل شاقا وخاصة عىل من يف سنه لكنه لم يتذمر قط ويبذل‬ ‫جهده من أجل إرضاء والدي‪.‬‬ ‫كانت األيام تمضي وكلما كبرت فاطمة ازدادت قسوته عىل محمد‪ ،‬فبات يحاسبه‬ ‫عىل كل كبيرة وصغيرة‪ ،‬بل ويجبره عىل العمل لساعات إضافية رغم أنه يعلم بأهمية‬ ‫هذه الساعات من أجل مستقبل ابنه العلمي‪ ،‬أخي كان قانعا لم يغضب أو يحزن وكان‬ ‫يصطنع األعذار من أجل أبي‪ ،‬عىل الرغم من ذلك لم يدم هذا طويال إذ دخل محمد إىل‬ ‫المدرسة الثانوية وقرر الدخول يف التخصص الذي يناسبه ليقف أبي عائقا يف وجه‬ ‫أحالمه وطموحاته كالصخر‪ ،‬حاول محمد إقناع األب المتجبر لكن ال حياة لمن تنادي‪،‬‬ ‫أجبره عىل دخول تخصص مختلف قال أبي والشرار يتطاير من عينيه‪ :‬ال يمكنك أن‬ ‫تدرس هذا المجال أنت تعلم أنك تستطيع الدخول إىل مجال أفضل أتريد أن يقول‬ ‫الناس عن ابني أنه فاشل؟ لن أسمح بذلك‪ ،‬فكر يف إخوتك هم يقتدون بك لذلك ال‬ ‫تخيب آمايل بك‪.‬‬

‫حاول محمد أن يدافع عن حلمه ليتلقى حينها صفعة عىل خده احمر عىل إثرها‪ ،‬منذ‬ ‫ذلك الوقت تغيرت تصرفات محمد تماما‪ ،‬أصبح شخصا مختلفا‪ ،‬تلك االبتسامة التي‬ ‫كانت تزين محياه اختفت‪ ،‬حل محلها عبوس ووجوم‪ ،‬كان جسدا بال روح‪.‬‬ ‫ففي طفولتي كان منطويا عىل نفسه‪ ،‬يجلس وحيدا أغلب الوقت ويبقى شارد‬ ‫الذهن طوال الوقت‪ ،‬عالقته مع أبي اتسمت بالبرود وكأنه ال رباط يجمعهما‪ ،‬لكني‬ ‫كنت أفهمه‪ ،‬أفهم مدى حزنه وألمه‪ ،‬أفهم رغبته يف أن يعبر عن الذي يجول يف‬ ‫داخله‪ ،‬كنت أقضي معه الكثير من الوقت وكنت أسعد عندما ترتسم االبتسامة‬ ‫الهادئة عىل وجهه وهو يالعبني‪ ،‬كان يحدثني عن أحالمه وكل ما يتمنى تحقيقه‬ ‫طموحه لم يعرف حدودا‪ ،‬رغم أني لم أكن أفهمه جيدا لكني بقيت أصغي إليه فكالمه‬ ‫كان يريحني‪.‬‬ ‫يف ذلك اليوم الذي ال ينسى‪ ،‬ودعني‪ ،‬وأخبرني بأنه سيذهب ليحقق حلمه يف أن‬ ‫يصبح طيارا‪ ،‬تمنيت له التوفيق وأعطاني صندوقا يبدو قديما‪ ،‬وطلب إيل أن أحتفظ‬ ‫به حتى الوقت المناسب وغادر‪ ،‬غادر ولم يعد قط‪ ،‬تمنيت لو أنني منعته يف ذلك‬ ‫اليوم لكن ال يمكن ألحد الوقوف يف وجه القدر‪ ،‬صدمته سيارة مشؤومة‪ ،‬وقع الخبر‬ ‫علينا وقع الصاعقة أكثرنا تألما كان والدي‪ ،‬حينها تذكرت الصندوق الذي أعطانيه‬ ‫أخرجته وناولته أبي فتحه و ُصدم بما وجده يف الداخل‪ ،‬وجد مجموعة وصايا لكل منا‪،‬‬ ‫فتحها أبي بعجالة وقرأ‪:‬‬ ‫أبي العزيز‪ ،‬أنا لم أغضب منك رغم ما فعلته‪ ،‬لم أحزن ولم حقد عليك لكنني لم‬ ‫أستطع تجاوز ما حدث لمستقبيل‪ ،‬أتذكر هذا الصندوق؟ بالطبع ال تذكر أنا سأخبرك هذا‬ ‫الصندوق هو أول صندوق صنعته بنفسي معك يف الورشة‪ ،‬طلبي األخير وأرجو أن‬ ‫تنفذه يل أرجوك أن تكون أكثر لينا مع إخوتي كي ال يحدث معهم ما حدث معي‬ ‫ويفقدوا ما ال يمكنهم تعويضه الحقا‪.‬‬

‫أما أنا فقد كتب يل‪ :‬أختي العزيزة أيا يكن حلمك فال تستسلمي حتى تحققيه‪ ،‬قد‬ ‫ال تفهمين هذا اآلن لكنك ستفهمينه الحقا‪.‬‬ ‫ال أظن أن هذه هي النهاية لقصتنا‪ ،‬بل هي البداية الفعلية‪ ،‬وجد أبي صعوبة‬ ‫يف التأقلم مع فقدان محمد‪ ،‬الندم كان يعتصر قلبه‪ ،‬ال يمكن ألي منا تقبل رحيله‬ ‫عنا بهذه السرعة‪ ،‬ولكن الحياة تستمر‪ ،‬ليست كل القصص تنتهي بابتسامة‪ ،‬بل‬ ‫توجد قصص قد تنتهي بدمعة صادقة‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪ .1‬مواقف الطفولة ال تنسى‪ ،‬ودائما ما تكون أهم الدروس التي نتلقاها يف‬ ‫حياتنا‪ ،‬برأيك ل َم؟‬ ‫‪ .2‬إن تراكمت المواقف يف حياة اإلنسان تجعل منه إنسانا آخر‪ ،‬اشرحي العبارة‬ ‫بحسب فهمك‪.‬‬ ‫‪ .3‬عىل اإلنسان أن يسعى لما يحب‪ ،‬كيف يكون ذلك؟‬ ‫‪ .4‬كانت الصفعة هي الحدث الذي غير مسار النص بأكمله‪ ،‬اشرحي ذلك‪.‬‬ ‫‪ .5‬تطرقت القصة إىل العديد من الموضوعات برأيك ما هي أهمها؟ معللة رأيك‪.‬‬ ‫‪ .6‬لو كنت محمد‪ ،‬كيف ستكون رد فعلك تجاه موقف والدك؟‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬فاطمة عقيل عبد الله‬ ‫كيف يل أصف بقلمي هذا مقدار ما قد يخلفه ذلك الفايروس الملقب بكوفيد‪19-‬‬ ‫بعد انتهاء الجائحة؟ ألم يخلف هذا الفايروس تغيرات يف حياتنا بالفعل؟ لقد أثر يف‬ ‫حياة الكثير من األشخاص‪ ،‬قرر أن يأتي لعالمنا دون سابق إنذار فتصدينا له بأطبائنا‬ ‫وعلمنا‪ ،‬يأس الكثير‪ ،‬ولكننا لم ولن نيأس أبدا‪ ،‬يمكنني ببساطة وصف تلك التغيرات‬ ‫التي ستتركها هذه الجائحة بمنظوري المتواضع‪ ،‬وسأبدأ بتقسيم تلك التغييرات إىل‬ ‫ثالثة محطات رئيسية‪.‬‬ ‫المحطة األوىل تسمى بـ (الصدمة)‪ ،‬وهي المرحلة التي لن يتم فيها االستيعاب بأن‬ ‫هذه الجائحة انتهت‪ ،‬سيخرج الجميع من تلك الكهوف التي كانوا يسكنونها؛ لرؤية من‬ ‫يحبونهم‪ ،‬سيحتفل العالم بأسره ولربما ستصل أصوات االحتفاالت إىل الكواكب األخرى‪،‬‬ ‫أستطيع أن أضمن لك أن يف ليلة ذلك اليوم لن يستطيع شخص واحد النوم‪.‬‬

‫المحطة الثانية تسمى بـ (العودة)‪ ،‬وهي المرحلة التي ستعود فيها الحياة مثلما‬ ‫كانت قبل الجائحة‪ ،‬ستعود البهجة للحدائق‪ ،‬ستتزين المدارس بعودة جميع الطالب‪،‬‬ ‫سنرى اكتظاظ السكان يف الممشى مجددا‪ ،‬واألهم من ذلك بأن العائلة ستعيد لم‬ ‫شملها دون أية مخاوف‪.‬‬ ‫المحطة الثالثة واألخيرة تسمى بـ (قرارات ما بعد الجائحة)‪ ،‬هي مرحلة اتخاذ الكثير‬ ‫من القرارات التي قد تؤثر يف مجرى حياتنا‪ ،‬من الممكن أن يكون أول قرار هو أن‬ ‫يكون لقاح فيروس كورونا (كوفيد‪ )19-‬إجباري يف مجتمعنا‪ ،‬حيث لن يتمكن أي‬ ‫شخص من الذهاب إىل أي مكان دون شهادة التطعيم‪،‬‬

‫كما قد يتم اعتماد التعلم عن بعد يف المدارس وذلك لتوطيد وتعزيز مهارات‬ ‫القرن ال‪ ،21‬وتوظيف التكنولوجيا يف التعليم بشكل أكبر يف مجتمعاتنا‪ ،‬ولربما‬ ‫يتم اعتماد العمل من المنزل أو العمل اإللكتروني مثل خدمات الطبيب اإللكترونية‬ ‫التي ساهمت بشكل كبير يف هذه الجائحة‪ ،‬من الممكن أيضا فرض الكثير من‬ ‫القوانين الجديدة التي تساهم يف الرجوع للحياة تدريجيا مثل لبس الكمام حتى بعد‬ ‫الجائحة‪.‬‬ ‫تغيرات تخيلتها بمنظوري المتواضع وأتمنى من صميم قلبي أن تنتهي هذه‬ ‫الجائحة يف أقرب وقت ممكن‪ ،‬لذلك نسأل الله أن يرفع عنا هذا الوباء والبالء وأن‬ ‫يحفظ لنا من نحب‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪ .1‬كيف استطاعت مملكتنا التصدي لفايروس كوفيد‪19‬؟‬ ‫‪ .2‬وضحى هوية المحطات الثالثة التي تحدثت عنها الكاتبة‪.‬‬ ‫‪ .3‬كيف تعاملت مع الفايروس؟‬ ‫‪ .4‬اكتبي رسالة شكر لمن كانوا والزالوا يف الصفوف األمامية للتصدي لهذا الوباء‪.‬‬ ‫‪ .5‬هل وضعت تصورا لحياتك فيما بعد كورونا؟ كيف ستكون؟‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬زينب إبراهيم المؤمن‬ ‫كثيرون من هم حولنا‪ ،‬لكن قليلون من يستطيعون وضع بصمتهم الخاصة يف‬ ‫حياتنا‪ ،‬بطريقة أو بأخرى‪ ،‬نجد أنفسنا نتغير دون أن نشعر‪ ،‬تمضي األيام لتقرر‬ ‫مصيرنا‪ ،‬فنعترض دون جدوى‪ ،‬نبقى نتأمل بحزن ما قد فات‪ ،‬نتحسر عىل األيام‬ ‫الماضية التي لن تعود‪ ،‬متناسين حقيقة أن المستقبل أمامنا والماضي خلفنا‪ ،‬عبارة يا‬ ‫ليت عبارة نسمعها أينما حللنا‪ ،‬هل هي عبارة مناسبة يا ترى؟ بكل بساطة‪ ،‬ال‪ ،‬فبالرغم‬ ‫من كونها عبارة مواسية إىل حد ما لكنها ال تغير الحقيقة عىل اإلطالق‪ ،‬هذه قناعتي‬ ‫الخاصة بعد تجربة ال تنسى‪.‬‬ ‫عندما كنت أغرق يف أحزاني‪ ،‬بعد فقداني لعائلتي يف حادث أليم‪ ،‬أردت مواجهة‬ ‫العالم بأسره‪ ،‬الغضب والحزن اللذان سيطرا عيل بال حدود‪ ،‬لم يحدث شيء وقتها‪ ،‬فأنا‬ ‫لم أستطع لقاءهم بعد الفراق‪ ،‬حتى هذا الغضب الذي شعرت به لم يكن سوى وليد‬ ‫اللحظة‪ ،‬وقد أُحيل حزنا دفينا‪ ،‬إىل أن التقيت به‪ ،‬كان طفال وديعا‪ ،‬عيناه الصافيتان‬ ‫بزرقتهما كالبحر‪ ،‬وابتسامته تبعث الطمأنينة يف النفوس‪ ،‬كان لقائي به مفتاحا‬ ‫لتغيري‪ ،‬علمت الحقا أنه فقد عائلته مثيل فأحببت صحبته‪ ،‬شعرت بأنه أكثر من‬ ‫يفهمني‪ ،‬ولطالما تساءلت عن سر االبتسامة التي ال تفارق محياه‪ ،‬تجرأت عىل سؤاله‬ ‫ذات مرة فأجابني قائال‪ :‬علمتني أمي أن الشمس ال بد أن تشرق بعد المطر‪ ،‬وأن الليل‬ ‫يليه النهار‪ ،‬وهكذا أعيش منتظرا النهار‪ ،‬أعلم أنك حزينة وأنا أيضا‪ ،‬لكن عيل أن أبحث‬ ‫عن السعادة‪ ،‬إنها متجذرة يف كل شيء حولنا‪ ،‬دقات قلوبنا نوع من السعادة‪ ،‬ابتسامتك‬ ‫نوع من السعادة‪ ،‬أخبريني أال تشعرين بالسعادة عندما يبتسم لك أحدهم ويسألك عن‬ ‫أحوالك؟ حتى بعد رحييل ستجدين السعادة يف ذكرياتنا الدافئة‪.‬‬

‫لم يمض وقت طويل حتى رحل هو اآلخر‪ ،‬لم أستطع أن أقول له وداعا؛ ألني‬ ‫عىل يقين من أنه يعيش سعيدا يف مكان ما من هذا العالم‪ ،‬علمني كيف أعيش‪،‬‬ ‫كيف أكون إنسانا‪ ،‬أعطي السعادة لكل من حويل‪ ،‬فال تكون الحياة حياة دون حزن‬ ‫يطلب السعادة‪ ،‬ومن دون ألم يطلب األمل‪ ،‬ومن دون شر يطلب الخير‪ ،‬هذه هي‬ ‫الحياة‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪ .1‬كيف يستطيع اإلنسان التغلب عىل حزنه؟‬ ‫‪ .2‬هل يمكن فعال للحزن أن يغير اإلنسان؟ كيف يكون ذلك؟‬ ‫‪ .3‬المسلم مطالب بالصبر عند المصائب‪ ،‬اذكري آية قرآنية أو حديث شريف يدل‬ ‫عىل ذلك‪.‬‬ ‫‪ .4‬بم تنصحين من يغرق يف أحزانه الماضية‪ ،‬وال يلتفت إىل مستقبله؟‬ ‫‪( .5‬السعادة متجذرة يف كل شيء حولنا)‬ ‫ما رأيك يف العبارة السابقة؟ وضحي رأيك بالتفصيل‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬صفا حسن الصائغ‬ ‫اعتدت يف كل يوم أن أفتح الستار؛ ألرى وجه الصباح المشرق‪ ،‬ألرى خيوط الشمس‬ ‫ُ‬ ‫وهي تتسلل إىل غرفتي منيرة عتمة الليل المظلم‪ ،‬وأيضا لكي تُني َر عتمة قلبي الذي‬ ‫تفتت من الحزن نتيجة تشردي عن موطني بسبب حادث انفجار مفاعل تشيرنوبل‬ ‫النووي عام ‪ 1986‬ووفاة أبي بعد تلك الحادثة بعام واحد‪ ،‬تلك الحادثة التي تركت‬ ‫خلفها اآلالف م َن المشردين عن بيوتهم ومنازلهم‪ ،‬هي نفسها التي شردتنا عن منزلنا‬ ‫أعيش يف مكان َغي َر‬ ‫ولم نعد له حتى يومنا هذا‪ ،‬لقد كانت من أسوأ أيام عمري‪ ،‬أن َ‬ ‫مكاني‪ ،‬ويف عز غير العز الذي كان يف أيام طفولتي‪.‬‬ ‫بدأَت قصتي يف السادس والعشرين من أبريل عام ‪1986‬عندما أخبرونا أننا سننتقل‬ ‫من منزلنا بسبب اليورانيوم المنتشر يف أرجاء المدينة نتيجة االنفجار‪ ،‬لم يكن أحد‬ ‫مصدقا ماذا يحصل‬ ‫وكيف سنترك البلدة جميعنا يف ساعة واحدة! اختفى أصحاب المدينة يف لحظة‬ ‫واحدة تاركي َن خلفهم ل ُ َعب األطفال والمالبس وكل شيء ‪ ...‬كما يف المسلسالت تماما‬ ‫‪ ...‬هذا ما حدث لنا يومها‪ ،‬حيثُ انتشر الخبر أننا سنعود لمنازلنا بعد أسبوعين م َن اآلن‪،‬‬ ‫إذ سأعو ُد لمنزيل مجددا وهذا يعني أن الخطر ليس كبير‪.‬‬ ‫بعد أسبوعين من الحدث تبين أن الخطر الذي حل بالمنطقة قد دمرها بأكملها‪ ،‬فقد‬ ‫انتشر اليورانيوم يف أرجاء المدينة وأصبح كل جزء منها أخطر من الجزء اآلخر‪ ،‬تمزق‬ ‫قلبي لذلك ووددت لو أن األرض أخذتني قبل أن أخ ُر َج لحظة واحدة من دون كتاباتي‬ ‫علمت أن تلك األرض التي‬ ‫وقلمي وورقتي‪ ،‬لكن تمز ُق قلبي كان أشد سوء عندما‬ ‫ُ‬ ‫احتضنتني منذ الصغر لن أعو َد لها أبدا‪.‬‬

‫صرخت من أعماق قلبي وتألمت لفقد وطني وفقد أوراقي‪ ،‬فقد كانوا‬ ‫ال أنك ُر أنني‬ ‫ُ‬ ‫ظللت أياما عىل‬ ‫من أجمل األشياء التي أحمد الله عليها وأشكره‪ ،‬فنع َم الرب الرحيم!‬ ‫ُ‬ ‫هذا الحال من نياح وبكاء‪ ،‬فما كان من أمي إال أن تخفف عني حزني يف حضنها‬ ‫الدافئ‪ ،‬أما أبي فشجنه يزداد كلما يراني أبكي‪ ،‬كان يمس ُح عىل رأسي كما يمس ُح عىل‬ ‫سأعيش بعدها مثلهم يتيمة‪.‬‬ ‫رأس اليتامى الذين يعيشون بجوارنا‪ ،‬ولم أعلم أنني‬ ‫ُ‬ ‫ات وخلف‬ ‫مات جس ُد أبي‪ ،‬م َ‬ ‫كان يوما حزينا‪ ،‬لقد تعثر فيه قلبي وعقيل معا‪ ،‬لقد َ‬ ‫كنت ُمنغم َسة يف‬ ‫مواق َف األيام تحل ُق يف كَبد السماء‪ ،‬أتذك ُر ذلك اليوم جيدا عندما ُ‬ ‫عت والدي عند ذهابه للعمل يف الصباح‬ ‫كتابة بعض م َن الحروف ال ُمبعثرة بعدما ود ُ‬ ‫لت رأسه مع ابتسامة سبقها حضن دافئ ُي ُ‬ ‫زيل ثقل الهموم‪ ،‬لم أكن‬ ‫الباكر‪ ،‬ودعت ُه وقب ُ‬ ‫أتخيل أن الشخص الذي ودعت ُه يف الصباح هو نفس ُه الشخص الذي ُدفن يف المساء‪،‬‬ ‫الفرق بينهما أنني يف الصباح ودعت ُه وأنا ُمطمئنة أنه سيعود ‪ ،‬ويف المساء ودعت ُه‬ ‫وأنا غير متقبلة لفكرة أنه أبدا لن يعود‪ ،‬أصبحت بعدها كالذي يعيش تحت خيمة ال‬ ‫أصبحت أتخيله و ُه َو‬ ‫عمو َد لها‪ ،‬ويمشي أينما تدير ُه الحياة‪ ،‬ال يعر ُف هدفا ل ُه وال مسار‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يحدثني عند حزني راجيا مني االبتسامة‪ ،‬أتذكر أمي وهي تجري باك َية ال تط ُ‬ ‫يق لقاء‬ ‫أحد‪ ،‬أتذك ُر لحظ َة انكسار أمي‪ ،‬بعدما كانت ُممسكَة بسماعة الهاتف تنتظر صوت حبها‬ ‫الوحيد‪ ...‬أبي‪ ،‬إال أن الحياة وجهت ضربتها القاسية لقلبها‪ ،‬فلم تعد تحتمل سماع الخبر‬ ‫يف يف حادث سير أثناء عبوره للطريق ! " سقطت وأسقطت قلبي‬ ‫" إن والدي قد ُت ُو َ‬ ‫معها وسقطت أهدايف وأحالمي وطموحاتي‪.‬‬ ‫بعد عام واحد من الحزن والشجن ‪ ...‬وإذ بصوت يهم ُس يف أذني قائال‪" :‬ألن تنهضي‬ ‫مثلما نهض وال ُدك؟ ألن تواصيل بعزم وتفخري به؟ أين تلك الطفلة التي تكتب؟ أين‬ ‫ُ‬ ‫والحروف التي ُت َخط؟ إن كانت بك إرادة فقويها‪ ،‬وإن كانت لك‬ ‫األقالم التي ترسم‬ ‫عزيمة َف ُخطي السير للوصول إليها‪ ،‬سأنتظرك عند القمة"‪.‬‬

‫أحسست حينها بقوة غريبة‪ ،‬يجب أن أنهض‪ ،‬أُقاوم‪ ،‬أحاول‪ ،‬مثلما حا َول أبي‪ ،‬أن‬ ‫ُ‬ ‫أُكم َل الطريق‪ ،‬لكي أص َل للقمة‪ .‬هكذا تعلمت‪.‬‬ ‫هو يوم جديد‪ ،‬نجدد مسارنا ونبحث عن فرص قادمة بكل حب وشغف‪ُ ،‬نرمم ما‬ ‫تهدم‪ ،‬نبني من جديد‪.‬‬ ‫ونشرت كتابي األول‪ ،‬ولم أفقد ثقتي بربي‪ ،‬فهو الذي‬ ‫وها قد مرت سنوات عدة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫عوضني بأمي التي أصبحت أُختا وأخا وأبا بديال‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪ .1‬كيف أثر انفجار مفاعل تشيرنوبل يف حياة األسرة؟‬ ‫‪ .2‬للحروب آثار خطيرة يف حياة الشعوب‪ ،‬وضحي ذلك‪.‬‬ ‫‪ .3‬ما رأيك يف تصرف بطلة القصة بعد عام من الحزن؟‬ ‫‪ .4‬لو كنت صديقة لبطلة القصة ‪ ...‬كيف ستساعدينها لتخطي محنتها؟‬ ‫‪ .5‬األمن واالستقرار من نعم الله علينا يف وطننا الحبيب‪.‬‬ ‫ما الجهود التي بذلتها مملكة البحرين لتوفير األمن واألمان لقاطنيها؟‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬فاطمة عبد الله عيسى‬ ‫للوالدين فضل كبير عىل أبنائهم‪ ،‬هما األبطال الذين أنجبوا أبناءهم واعتنوا بهم‬ ‫منذ نعومة أظافرهم بال كلل وال ملل‪ ،‬كما أنهما ذاقا األلم والعناء والمشقة لتربية‬ ‫وتعليم أبنائهم‪ ،‬وهم الذين بذلوا قصارى جهدهم؛ كي ينعم أبناؤهم بالسعادة والرضا‬ ‫يف هذه الحياة‪ ،‬فاألم تتكبد عناء السهر عندما يمرض أحد فلذات أكبادها‪ ،‬وتحيطهم‬ ‫بهالة من المشاعر الصادقة الممتلئة بالحب والحنان والرحمة‪ ،‬أما األب فهو الذي‬ ‫يعمل طوال اليوم من الصباح حتى المساء؛ ليوفر حياة كريمة ألسرته‪ ،‬ويلبي‬ ‫متطلبات واحتياجات أبنائه وبناته‪ .‬وبسبب جهل الكثير من الناس لحقوق الوالدين‬ ‫وأفضالهم نجد أن فئة من هؤالء الناس يجازون تعب وفضل والديهم عليهم باإلساءة‬ ‫والعقوق بدال من اإلحسان إليهما‪.‬‬ ‫وضع الدين اإلسالمي للوالدين منزلة عظيمة ففي حديث نبوي رواه الصحابي الجليل‬ ‫عبد الله بن مسعود قال‪( :‬سألت النبي صلى الله عليه وسلم‪ :‬أي العمل أحب إىل الله؟‬ ‫قال‪ :‬الصالة عىل وقتها‪ ،‬قال‪ :‬ثم أي؟ قال‪ :‬ثم بر الوالدين‪ .‬قال‪ :‬ثم أي؟ قال‪ :‬الجهاد يف‬ ‫سبيل الله‪ ،‬قال‪ :‬حدثني بهن‪ ،‬ولو استزدته لزادني)‪ .‬ونرى من الحديث الشريف أن‬ ‫اإلسالم جعل بر الوالدين يف المرتبة الثانية من أحب األعمال إىل الله تعاىل‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل ذلك جاءت آيات كثيرة يف القرآن الكريم تحث األبناء عىل برهم وطاعتهم‪ ،‬قال‬ ‫تعاىل‪َ ( :‬و َقضَى َر ُّب َك أَال تَع ُب ُدوا إال إيا ُه َوبال َوال َدين إح َسانا إما َيبلُغَن عن َد َك الك َب َر أَ َح ُد ُه َما‬ ‫أَو كالَ ُه َما َفالَ َت ُقل ل ُه َمآ أُف َوالَ تَن َهر ُه َما َو ُقل ل ُه َما َقوال كَريما* َواخفض ل َ ُه َما َجنَا َح الذُّل‬ ‫م َن الرح َمة َو ُقل رب ار َحم ُه َما َك َما َرب َياني َصغيرا)‪.‬‬

‫فكما نرى اإلحسان للوالدين وبرهما من حقوق الوالدين‪ ،‬وعىل األبناء إعطاؤهم هذا‬ ‫الحق الذي يستحقونه‪ ،‬فهم عانوا وتحملوا الكثير من المشاكل والمصاعب من أجل‬ ‫أبنائهم‪ ،‬كذلك يجب عىل األبناء التحدث بلين ورفق مع أبويهم الحبيبين والتواضع‬ ‫لهما واحترامهما‪ ،‬والبعد عن زجرهما ونهرهما‪ ،‬ومحاولة الحصول عىل رضاهم بما ال‬ ‫يتناىف مع أوامر الله سبحانه وتعاىل‪ ،‬كما عليهم تكريم والديهم ورفع شأنهما باإلشادة‬ ‫بأفضالهما الجبارة وما قدماه من تضحيات من أجلهم‪ ،‬إضافة إىل ذلك يجب عليهم‬ ‫رعايتهما‪ ،‬واالمتنان يقدمانه‪ ، ،‬وال ننسى الدعاء لهما بالمغفرة والجنة والتوفيق‪.‬‬ ‫مهما قدمنا لهما يبقى برهما واإلحسان إليهما عمال صغيرا مقابل ما واجهوه‪ ،‬فهما‬ ‫المالذ اآلمن والمصدر األول والوحيد للحب الغير متناهي‪ ،‬ثم أن برهما واإلحسان إليهما‬ ‫سببا من أسباب رضى الله تعاىل ودخول الجنة‪ ،‬وال ننسى أن طاعتهما وبرهما أفضل‬ ‫من الجهاد يف سبيل الله تعاىل‪ ،‬ففي لفظ لمسلم‪( :‬أقبل رجل إىل نبي الله ‪ -‬صلى الله‬ ‫عليه وسلم ‪ -‬فقال‪ :‬أبايعك عىل الهجرة والجهاد‪ ،‬أبتغي األجر من الله‪ ،‬قال‪ :‬فهل من‬ ‫والديك أحد ح ٌّي؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬بل كالهما‪ ،‬قال‪ :‬تبتغي األجر من الله؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫فارجع إىل والديك فأحسن صحبتهما)‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬فاطمة عبد الله عيسى‬ ‫بعد إثني عشرة سنة من الدراسة‪ ،‬يتطلع معظم الطالب الستكمال تعليمهم يف‬ ‫الخارج؛ حيث تفتح هذه الفرصة آفاقا جديدة مليئة بالعلم وفرص العمل التي ال ُت َفوت‬ ‫للطلبة‪ ،‬كما أنها تعطي الشخص خبرات جديدة تمنحه الحكمة يف اتخاذ القرارات‬ ‫والخبرة يف التعامل مع الناس بمختلف الشخصيات‪.‬‬ ‫عندما تتاح للطالب فرصة للدراسة يف الخارج يقع الوالدين يف حيرة‪ ،‬فمن جهة‬ ‫يريدون أن يحصل أبناؤهم عىل أفضل تعليم‪ ،‬وأن تُصقل شخصيات أبنائهم وتكون‬ ‫أقوى‪ ،‬ومن جهة أخرى ال يستطيعون أن يتخلوا عنهم خوفا عليهم‪ ،‬فكيف ستعيش‬ ‫فلذات أكبادهم بعيدا عنهم؟! وكيف سيتمكنون من معرفة ما إذا كان أبناؤهم بأمان‬ ‫أم ال؟ حصل هذا الموقف لوال َدي من قبل‪ ،‬عندما نلت عىل بعثة إىل الخارج‪ ،‬الزلت أتذكر‬ ‫ذلك الموقف‪ ،‬سأكتب لكم القصة هنا كما أتذكرها تماما‪.‬‬ ‫كنت أترقب ظهور نتائج البعثة بفارغ الصبر‪ ،‬ترى من سيربح؟ هل سأحصل عىل‬ ‫فرصة إلتمام دراستي يف أفضل جامعة يف الخارج؟ هل ستتحقق أحالمي؟ كم أتمنى أن‬ ‫أحصل عليها! تَبقت دقائق قليلة‪ ،‬ستُعرض النتائج عىل شاشة التلفاز بعد قليل‪ ،‬بدأ‬ ‫قفزت من عىل الكرسي‪،‬‬ ‫العرض‪ ،‬أغمضت عينَي‪ ،‬ودعوت الله أن أحصل عىل ما أتمنى‪ُ ،‬‬ ‫لقد فزت! يا إلهي! كم أنا ممتنة للحصول عىل هذه البعثة‪ ،‬سم َعت والدتي صوتي وأنا‬ ‫أصرخ من شدة فرحي‪ ،‬أتت إىل غرفة المعيشة‪ ،‬نظرت إيل‪ ،‬وسألتني‪ُ :‬فزت بماذا؟‬ ‫أخبرتها أنني فزت بالبعثة التي أريدها‪ ،‬بعدها تعقد حاجبا أمي‪ ،‬ثم نادت أبي‪ ،‬جاء‬ ‫وسأل عما يحدث‪ ،‬فأخبرته أمي بما جرى‪ ،‬التفت والدي إيل‪ ،‬وقال‪ :‬كيف تُقدمين‬ ‫للبعثة دون أن تخبرينا؟ من قال لك أننا موافقون عىل دراستك يف الخارج؟ اتصيل بهم‬ ‫حاال وألغي هذا الهراء‪ .‬شعرت بغصة يف حلقي وأردت البكاء‪ ،‬حاولت أن أتمالك نفسي‪،‬‬ ‫ولكن دون جدوى‪ ،‬سالت دموعي وقلت ألبي أن الدراسة يف الخارج حلمي‪ ،‬ثم تمالكت‬ ‫نفسي‪ ،‬ومسحت دموعي‪ ،‬وأقنعتهما بالجلوس واالستماع إيل‪.‬‬

‫أمي‪ ،‬أبي‪ ،‬قرار دراستي يف الخارج هو أكبر وأهم قرار اتخذته يف حياتي‪ ،‬فلطالما‬ ‫حلمت أن أدرس يف جامعة مرموقة يف الخارج‪ ،‬كل ما أريده هو أن اكتسب من العلم ما‬ ‫يكفي لتحقيق حلمي‪ ،‬قال اإلمام عيل عليه السالم‪ :‬العلم قائد الحلم‪ .‬فكيف أحقق‬ ‫حلمي بال علم؟ و كالكما تعلمان أن التخصص الذي أريد دراسته غير متوفر يف وطننا‪،‬‬ ‫كما أنني مستعدة للسفر و خوض هذه التجربة‪ ،‬فأنا متفوقة يف دراستي‪ ،‬و قد حصلت‬ ‫عىل شهادات مختلفة يف اللغة اإلنجليزية‪ ،‬أيضا‪ ،‬سيساعدني السفر إىل الخارج عىل‬ ‫االعتماد عىل نفسي بشكل أكبر‪ ،‬كذلك سأحصل عىل درجات أكاديمية عالية‪ ،‬حيث أن‬ ‫االبتعاد عن الوطن و األقارب و األصدقاء يجعلني أكثر تركيزا يف الدراسة مما لو كنت‬ ‫يف بلدي محاطة باألهل واألصدقاء‪ ،‬أضيف إىل ذلك فرص العمل التي سأحصل عليها‬ ‫بعد دراستي يف الخارج‪ ،‬والميزة التنافسية التي سأكتسبها عند التقديم عىل فرص عمل‬ ‫مختلفة‪ ،‬أما عن سالمتي فال تقلقا؛ ألن منظمي البعثة يتفقدوننا بين الحين واآلخر‪،‬‬ ‫وقد حفظت جميع أرقام الطوارئ الموجودة يف الدولة عن ظهر قلب‪ ،‬كما تهتم‬ ‫الجامعة بسالمة الطالب‪ ،‬فال يستطيع أحد الدخول إىل سكن الجامعة بدون بطاقته‬ ‫الخاصة‪ ،‬وهناك رقابة مشددة‪ ،‬كذلك أعدكما أن أكون عىل تواصل مستمر معكما يا‬ ‫والدي‪ ،‬و سأزوركم متى ما تتاح يل الفرصة لذلك‪.‬‬ ‫مضى اليوم بأكمله ولم يرد عيل والدي‪ ،‬ظننتهما غير موافقين‪ ،‬كنت قد فقدت‬ ‫األمل‪ ،‬دعوت الله مرة أخرى‪ ،‬ثم نمت‪ ،‬استيقظت يف الصباح عىل صوت والدتي‬ ‫الحنونة‪ ،‬مسحت عىل رأسي برفق‪ ،‬و أمرتني بأن أنهض لتناول طعام اإلفطار مع جميع‬ ‫أفراد العائلة‪ ،‬فجلست عىل المائدة‪ ،‬عندها نظر إيل والدي‪ ،‬ابتسم وأخبرني أنه قد‬ ‫وافق عىل سفري خارجا‪ ،‬فصرخت وقفزت فرحا‪.‬‬ ‫يجب علينا دائما أن نشجع بعضنا عىل الدراسة والعلم والعمل؛ كي ترتقي عقولنا‬ ‫بالعلم والتجربة‪ ،‬فالعلم يطور المجتمع ويقويه‪ ،‬كما يرفع مكانة الشخص ويعيل من‬ ‫منزلة وطنه‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬فاطمة عبد الله عيسى‬ ‫يف اآلونة األخيرة أصبحت وسائل اإلعالم تناقش موضوعات متنوعة ومختلفة‬ ‫أبرزها تلك التي تخص المرأة ودورها يف المجتمع‪ ،‬وقد أحدثت جدال واسعا ونقاشا حادا‪،‬‬ ‫فمنهم من يرى أن مكان المرأة هو منزلها‪ ،‬لتهتم برعاية وتربية أبنائها والقيام بأعباء‬ ‫المنزل‪ ،‬ومنهم يرى أن للمرأة أدوار أخرى غير األمومة‪ .‬تناقشت وصديقتي زهراء يف‬ ‫هذا الموضوع‪.‬‬

‫زهراء‪ :‬السالم عليكم يا فاطمة‪ ،‬كيف حالك؟ أتمنى أن تكوني عىل ما يرام‪ ،‬أرسلت‬ ‫لك قبل قليل منشورا إلحدى الكاتبات المناهضات لدور وحقوق المرأة‪ ،‬و َك َت َبت فيها ما‬ ‫يخالف رأيي كثيرا‪ ،‬فتقول فيه الكاتبة أن للمرأة دور تجاه أسرتها ودور تجاه المجتمع‪،‬‬ ‫لكني أرى أن دور المرأة يقتصر فقط عىل تربية أبنائها وأداء أعمال المنزل‪.‬‬ ‫أنا‪ :‬وعليكم السالم ورحمة الله‪ ،‬أنا بخير يا عزيزتي‪ ،‬أرى أن الكاتبة محقة فيما‬ ‫نشرته‪ ،‬فلما ال تستطيع المرأة أن تحقق إنجازات أخرى خارجة عن نطاق المنزل وتربية‬ ‫األوالد؟ فالمرأة عماد األمة‪ ،‬وهي جزء أساسي من كيان المجتمع‪ ،‬فأدوارها متنوعة‬ ‫ليس لها حد معين‪ ،‬وهذا ال يعني أن المرأة يجب أن تتجرد من مسؤوليتها تجاه‬ ‫أسرتها‪ ،‬فالمرأة يف نطاق المنزل أم ‪،‬تعمل عىل العناية بأبنائها وتربيتهم‪ ،‬وتزرع‬ ‫المبادئ والقيم السليمة يف نفوسهم‪ ،‬جميل ما قيل فيها‪" :‬األم مدرسة إذا أعددتها‬ ‫أعددت شعبا طيب األعراق‪ ،".‬كما أنها تقدم الدعم المعنوي ألبنائها وزوجها وقت‬ ‫الشدة‪.‬‬

‫ومن الممكن أن تكون المرأة ابنة‪ ،‬تساعد أبويها الذين كبرا يف السن عىل القيام‬ ‫بما يحتاجونه‪ ،‬ومن الممكن أن تساعد إخوتها األصغر سنا عىل أداء فروضهم المنزلية‪،‬‬ ‫كما لها أدوار أخرى تجاه المجتمع يف مجاالت مختلفة منها السياسة والزراعة وسوق‬ ‫العمل والطب والعمل التطوعي موجودة منذ زمن طويل‪ ،‬فهي ممرضة تداوي الجرحى‬ ‫يف المعارك والحروب كما أنها مرضعة تساعد األمهات األخريات اللواتي ال يستطعن‬ ‫إطعام أبنائهن‪ ،‬وقد تكون المرأة طبيبة تساعد النساء األخريات عىل الوالدة‪ ،‬كما أنها‬ ‫معلمة وكاتبة وقارئة تساهم يف رقي المجتمع وغيرها من الكثير من الوظائف‬ ‫القديمة والحديثة التي أثبتت المرأة فيها جدارتها‪.‬‬ ‫زهراء‪ :‬اآلن فهمت‪ ،‬كالمك صحيح ومنطقي‪ ،‬فالمرأة بطلة يف جميع األصعدة‬ ‫التربوية والعملية والعلمية والثقافية‪ ،‬أيقنت اآلن أنه لوال المرأة ودورها تجاه‬ ‫المجتمع وأسرتها سيكون المجتمع جاهال ومشتتا‪ ،‬كما ال تستطيع المجتمعات التطور‬ ‫دون المرأة التي هي عماد المجتمع‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬زينب السيد هاشم السيد عيسى حسين‬ ‫فأنت نسم ُة‬ ‫يا أيها المعلم‪ ،‬يا من بنيت أجياال‪ ،‬أكلمة شُ كرا تكفي!؟ ال وألف ال‪َ ،‬‬ ‫أنت من تغنى ب َك الشُ عراء‪ ،‬وكَتب عنك‬ ‫تهب للعقول فتزه ُر علما نافعا‪َ ،‬‬ ‫الربيع التي ُ‬ ‫مهنتك يف كتاب الله‪ .‬مهنتك مهنة الرسل الكرام‪ ،‬فلوالك لما‬ ‫ال ُكتاب‪ ،‬وال ننسى ذكر‬ ‫َ‬ ‫أنت ُ‬ ‫استطعنا أن ُن َ‬ ‫األمل لتُحقق أ َمتنا‬ ‫فأنت‬ ‫صاحب أرقى وأسمى مهنة‪َ ،‬‬ ‫حقق شيئا‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫حقك‪.‬‬ ‫قلت من كلمات لن أوفيك أبدا َ‬ ‫التق ُدم والتطور‪ ،‬ومهما ُ‬ ‫المعلم هو صانع األجيال‪ ،‬فلوال وجوده لما كان للعلم والمعرفة قيمة‪ ،‬هو صاحب‬ ‫الفضل األكبر يف تقدم األمم وبلوغها قمة العلم يف االكتشافات واالختراعات‪ ،‬هو من‬ ‫علمنا حمل القلم الذي نكتب به‪ ،‬وكيف نقرأ أحرفا وكلمات‪ ،‬هو أساس كل المهن‪،‬‬ ‫المهندس مهندسا يعمل‬ ‫فلواله لما أصبح الطبيب طبيبا ُينقذ أرواح الناس‪ ،‬وال أصبح‬ ‫ُ‬ ‫من أجل أن يبني مجتمعه ويعمر‪ ،‬وال أصبح العالم عالما يكتشف ويخترع ُكل ما هو‬ ‫جديد‪ ،‬هو الذي بفضله وصلنا لهذه المحطة‪ .‬إن المعلم من أكثر الناس عطاء‪ ،‬فمهنة‬ ‫المعلم ال تقتصر عىل كونها فقط مهنة عادية‪ ،‬بل إنها بناء للعقول‪ ،‬وتشجيع‬ ‫للنفوس‪ُ ،‬يخرجنا من ظلمات الجهل إىل نور العلم والمعرفة‪ ،‬هو يزر ُع فينا أسرار التميز‬ ‫واإلبداع ليفرح بقطافها‪ ،‬فعىل يد المعلم تتم تربية األجيال التي تأخذ بالوطن عاليا‬ ‫يف فضاء المجد الذي ال نهاية ل ُه‪.‬‬ ‫المعلم ليس فقط يعلمنا‪ ،‬بل إنه يربينا أيضا‪ ،‬هو المربي بعد األب واألم‪ ،‬هو‬ ‫الحريص عىل تعليم طالبه الفرق بين األمر الصحيح والخاطئ‪ ،‬وال ننسى حرصه عىل أن‬ ‫يكون طالبه ذو ُخلق رفيع فيحترمون اآلخرين‪ ،‬وال يكذبون‪ ،‬يغشون‪ ،‬أو يخونون‪،‬‬ ‫فالمعلم دائما ما يكون قدوة حسنة ومثاال أعىل لنا‪ ،‬ومن باب تقديره فإن العالم‬ ‫يحتفي به يف الخامس من أكتوبر من كل عام بيوم المعلم‪.‬‬ ‫يا صانع األجيال‪ ،‬بك ترتقي أمتنا‪ ،‬لك منا كل التقدير واالمتنان‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬صفا حسن الصائغ‬ ‫نظر الذي َ‬ ‫مازال عالقا يف ذهني ‪ ...‬الساع ُة ت ُجر عقاربها بتثاقل‬ ‫الزلت أتذكر ذلك ال َم َ‬ ‫نحو الخامسة صباحا‪ ،‬الريا ُح تُداع ُب خصالت من شعري وترقص معها‪ ،‬ال ُغ ُيو ُم تتداعى‬ ‫لبعضها البعض لتكو َن غزال من الصوف الكثيف‪.‬‬ ‫مس وهي تمشي عىل استحياء وخجل‪،‬‬ ‫إنه ُ‬ ‫ينس ُج األمل‪ ،‬و ُيظهر الش َ‬ ‫خيط النهار الذي ُ‬ ‫تفج ُر الظالم الدامس لتَب َعثَ األمل‪ ،‬وتُنهي األلم ‪ُ ...‬مرحبة بعرشها المخلد؛ لترسم يف‬ ‫السماء ُزر َقة‪ ،‬تضي ُء الكون بأكمله‪ ،‬وترسم البهجة عىل كل من ابتسم يف وجه الصباح‪،‬‬ ‫تلك الجبال ُمسلمة أمرها لضوء األمل القادم‪ ،‬وهو يغطي هيبة األوىل ‪ ...‬ليرشُ َق‬ ‫األرض بأكملها‪ ،‬فيأتي بعده الطبق الذهبي ‪ ...‬وأعني بذلك تلك الشمس الساطعة‬ ‫التي تُعطي األشجار لونها الطبيعي‪ ،‬وت َُألل ُئ النه َر بسحرها وجمالها ‪ُ ...‬ت ُ‬ ‫طيل العصافير‬ ‫زقزقتها ويترن ُم ُ‬ ‫البلبل يف وسط َدلع الصباح‪ ،‬وتقوم ال ُّزهو ُر َخجل َة واألشجار طائعة‪ ،‬ألنه‬ ‫البهجة واألمل لقلب َمن يراها‪ ،‬فينتث ُر‬ ‫قد أشرق الكون بعد شروق الشمس التي تبعث َ‬ ‫ُ‬ ‫عبق الزهور ليمأل روحنا بالحيوية والنشاط‪ ،‬واإلحساس بالسعادة والفرح‪ُ ،‬ك ُّل ذلك‬ ‫ُيعطينا انطباعا جميال عن الشروق‪ ،‬إنه دائما ُمخلص وويف‪ ،‬ال ين ُكثُ الوع َد أبدا‪،‬‬ ‫فالشمس يف كل صباح تُشر ُق عىل كل الشكوك‪ ،‬بعد طول انتظار من الظالم‬ ‫والديجور‪ ،‬فيعلمنا أن لكل بداية نهاية‪ ،‬وكل نهاية مقترنة ببداية‪ ،‬وكل بداية محفزة‬ ‫و ُملهمة‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬نور أحمد منصور القميش‬ ‫شمس الصباح وأرسلت بخيوط من نورها لكوكبنا الصغير‪ ،‬بينما تدور باقي‬ ‫بزغت ُ‬ ‫الكواكب حول الشمس عازفة لحن الحياة يف هذا الكون البديع‪ ،‬فيا سبحان من خلق‬ ‫لغات العالم عن وصفها ‪ ،‬ويف‬ ‫فسوى كونا بل أكوانا يعجز العقل عن إدراكها وتعجز ُ‬ ‫أحد بقاع هذا الكون البديع‪ ،‬تقابلت ندى يف طريقها للجامعة بإحدى زميالتها‪،‬‬ ‫فواصلتا الطريق الطويل معا‪ ،‬دون أن تشعرا بطول الطريق لكثرة األحاديث‬ ‫الشيقة‪ ،‬وصلتا إىل الجامعة وذهبت كل منهما يف طريقها‪.‬‬ ‫لم تمر سوى بضع ثوان حتى شعرت ندى بدوار أفقدها توازنها فسقطت أرضا‪ ..‬لم‬ ‫تع ما حدث إال بعد أن فتحت عينيها الزرقاوتين فوجدت نفسها يف إحدى مشايف‬ ‫المدينة وبجانبها والدتها التي تُكثر من الدعاء لها بالشفاء‪ ،‬أطل الطبيب بنظرات‬ ‫أقلقت ندى وأرعبت أمها فبدت وكأنما قد تجمد الدم يف عروقها‪ ،‬بادرت داعية‬ ‫الطبيب للحديث‪...‬‬ ‫الطبيب‪ :‬ال يوجد شيء واضح لحد اآلن‪ ،‬سننتظر نتائج األشعة والتحاليل لنتأكد‬ ‫من شكوكنا وبعد ساعتين‪...‬مرت وكأنها عشرين عاما‪ ،‬عاد الطبيب يمشي بتثاقل‬ ‫وقد بدا أن خبرا مؤلما قد أثقل كيانه‪ ،‬وتحدث موجها كالمه لندى‪ :‬ندى أنت فتاة‬ ‫شابة عاقلة مؤمنة بقضاء الله وقدره ‪ ...‬أغلقت أذنيها كي ال تسمع ما سيحدث غير‬ ‫مصدقة أو راغبة يف تصديق ما حدث‪ ،‬لطالما كانت يف أتم الصحة والعافية فكيف‬ ‫لكليتيها أن تصابا بالفشل؟!!‬

‫مرت أيام والتزال غير قادرة عىل تصديق ما حدث! غير قادرة عىل البكاء أو حتى‬ ‫الضحك‪ ،‬أمسكت بتذكرتها‪ ،‬واستعدت للذهاب للمطار والسفر أللمانيا يف رحلة للعالج‪،‬‬ ‫وصلت وفوها رطب بالحمد لله وشكره‪ ،‬فبعد أن أقلعت الطائرة والحت الغيو ُم منافسة‬ ‫الثلج ببياضها األخاذ‪ ،‬جالت األفكار يف ذهنها‪ ،‬أنهيت عشرين عاما وأنا يف نعيم‪ ،‬لم‬ ‫أبت ليلة جائعة أو عطشى‪ ،‬ولم أنم إال عىل فراش من حرير‪ ،‬حويل عائلتي والداي‬ ‫وأخوتي‪ ،‬صديقاتي‪.‬‬

‫كنت دائمة الشكر أعجز عن وصف امتناني لمن هم حويل‪ ،‬غافلة عن أنه هنالك من‬ ‫يستحق الشكر قلبهم‪ ،‬غافلة عن من سخرهم يف دربي فأناروه بأمره‪ ،‬فالحمد لله عىل‬ ‫ُكل نعمة كانت أو هي كائنة أو إن كانت ستكون‪ ،‬الله الرحيم الذي رغم تقصيري لم‬ ‫يعذبني بل أغرقني بالنعم التي ال حصر لها وال تعداد‪ ،‬وحتى هذا االبتالء ما كان إال‬ ‫ابتالء لتنبيهي لوجوب شكره أوال وآخرا قبل شكر الناس‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬صفا حسن الصائغ‬ ‫إنه ألمر مخيف أن تكو َن يف مكان ال تعرفه وال تعرف ما يحتاج‪ ،‬ولكن بالمقابل‬ ‫وبدأت أفكر بطريقة منطقية مع الجميع‬ ‫طردت تلك الفكرة‬ ‫تجد كل ما تحتاجه فيه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫حتى َ‬ ‫قال أح ُد أفراد الفريق‪" :‬ال حل سوى تجهيز أنفسنا واستخدام القوارب الكثيرة‬ ‫للوصول للجزيرة"‪.‬‬ ‫غضبت من تصرفه هذا وأجبته‪" :‬صحيح أن المياه راكدة وال أثر ألي عاصفة؛ ولكن‬ ‫ُ‬ ‫يجب علينا‬ ‫المساف ُة غير معروفة وكم من المؤونة سنحم ُل معنا وكم من الماء؟!‬ ‫ُ‬ ‫التخطيط‪ ،‬فهو الحل"‪.‬‬ ‫أجابني ضاحكا‪" :‬االتجا ُه معروف‪ ،‬وعلينا أن نراقب الشمس من دون طعام"‬ ‫فأجبته‪" :‬لكننا سنواجه المجهول‪ ،‬فالعالم ميلء بالمكائد يا صديقي؛ فحتى‬ ‫يجب علينا االنتظار حتى حلول الظالم لتحديد وجهتنا‬ ‫الخريطة ربما تكو ُن مكيدة‪ُ .‬‬ ‫وموقعنا تحديدا دقيقا حتى ال نتعثر‪ .‬الحذر مطلوب هنا‪ ،‬وقد نكو ُن يف امتحان‬ ‫حقيقي والزم ُن أمامنا محدود‪ .‬إذا تصرفنا بطيش فلن نحقق هدفنا أبدا"‪.‬‬ ‫سكت الجميع وكا َن لصوت الموج مكانا بيننا‪ .‬عندها فقط اقتر َح أح ُد األفراد‬ ‫َ‬ ‫فالمشكالت مثل هذه ال ُت َحل إال بالتنظيم الذي يتوال ُه القائد‪.‬‬ ‫بتنصيب قائد لنا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫اخترنا جميعا! محمد ليك َن القائد وتكون مساع َد ُت ُه ابنت ُه فاطمة التي ه َي أنا‪ .‬بدأ‬ ‫أبي (القائد) بالبحث عن شيء آخر يدلنا عىل حل حتى وجد كتابا! ماذا؟ كتَاب؟ ومن‬ ‫الذي سيتفر ُغ للقراءة يف وقت عصيب كهذا؟!‬ ‫ُ‬ ‫نستكشف‬ ‫ليس كتَابا عاد ًّيا‪ ،‬بل سجل السفينة الضخمة التي وجدناها عندما كنا‬ ‫َ‬ ‫المكان الغامض والمثير‪.‬‬

‫تصفحت ُه وأنا واقفة بجانب أبي حتى قال للجميع‪" :‬إنه سجل السفينة‪ .‬توقفت يف‬ ‫زمن الحرب لتكو َن حصنا دفاع ًّيا‪ .‬وهذا السجل كتبه قائد السفينة آنذاك‪ ،‬حيثُ كتب‬ ‫فيه‪ ":‬يف الرابع من تموز كان هناك تشويشا يف اإلرسال‪ ،‬وعندما ظهرت اإلشارة بدأنا‬ ‫نستعد لالنسحاب‪ .‬ستترك فرقتنا الدفاعية حصنها صباح الغد عند الفجر لنخيل المكان‬ ‫وغدا عند الغروب ستكون اإلشارة لضرب المكان‪ .‬يحدث هذا كل عشر سنوات تماما"‪.‬‬ ‫ماذا؟ كل عشر سنوات تماما؟ إذا نح ُن يف ورطة!‬ ‫بدأت الطيور تشعر بالخوف وتوتر الجميع منذ أن تغيرت زاوية الشمس‪ .‬فهذا يدل‬ ‫عىل إعصار قريب‪ .‬اختالف الضغط الجوي مع سرعة ارتفاع المد! إنها ظاهرة فلكية‬ ‫تحدث كل عشر سنوات وبعدها تختفي تماما‪.‬‬ ‫ سنكو ُن يف حاجة إىل سفينة قوية نحن ال نملكها‪.‬‬‫ ماذا عن تلك السفينة التي وجدنا بها السجل والخريطة والبوصالت والذخائر؟‬‫ ما هذه إال كتلة حديدية تجتمع حولها الصخور!‬‫ قد نفلح يف تحريكها! دعونا نحررها من الصخور التي تعترض طريقها‪.‬‬‫ وكيف تعمل؟‬‫ إنها تعمل باألسلوب التقليدي‪.‬‬‫ القائد‪ :‬إذا‪ ،‬خطوتنا األوىل هي تحرير السفينة من الصخور‪.‬‬‫ هناك كتلة صخرية يف المقدمة وقد ال نملك القدر الكايف من البارود لتحطيمها!‬‫ سنستخدم المدافع لتجاوزها باستخدام الذخيرة الكافية‪.‬‬‫ إن استخدام المدافع سيساعد من إحداث شق بالسفينة‪ ،‬كما أنه سيفتت الصخور‪،‬‬‫وتدفق جزء من الماء سيدفعها للتحرك أيضا‪.‬‬

‫القائد‪ :‬األعشاب تقيد المراوح‪ .‬نحتا ُج أحدا للغطس؛ لتقطيعها‪.‬‬ ‫وجدت لباسا للغطس يف نفس السفينة‪ ،‬سأتولى المهمة‪.‬‬ ‫أحدهم‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ القائد‪ :‬لقد بدأنا بتجاوز المشكلة ولكن األهم أن ال نتجاوز الوقت‪ ،‬فنجاحنا مرهون‬‫بقوتنا وشجاعتنا مع عدم هدر الوقت‪.‬‬ ‫ أيها القائد‪ :‬إن المحرك بخاري‪ ،‬فهل نملك الوقود الكايف؟‬‫ محمد (القائد)‪ :‬فلنكن أكثر تفاؤال‪.‬‬‫مكنت من‬ ‫بدأ الجميع بالعمل يف حين كانت الزوبعة تقترب واإلعصار ينذ ُر بالخطر‪ .‬ت ُ‬ ‫معرفة ساعة وصولها إلينا بتقدير سرعة الرياح؛ فقد كانت ‪ 2٠٠‬متر يف الدقيقة‪.‬‬ ‫هيأت المراجل لضغط البخار الضروري‬ ‫صحيح أنها سريعة ولكن إن تعاونا سننجح‪ُ .‬‬ ‫خشيت أن أخفق يف تأمين الضغط الكايف وأتعرض لموقف‬ ‫هت لتشغيله حاال‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وتوج ُ‬ ‫محرج جدا أمام الفريق‪ .‬فأنا ُهنا‪ ،‬المسؤول الوحيد لتحريك السفينة‪ .‬كانت المهمة‬ ‫ُ‬ ‫وقت الضيق‪.‬‬ ‫صعبة ولكن َس ُهلَت وتمت عندما مسكت ب َيد األمل‪ .‬أجل‪،‬‬ ‫فالصديق ُ‬ ‫مسكت يدي صديقتي وجعلتني أشعر باألمان والتفاؤل حتى استطعت تأمين الوقود‬ ‫الكايف لتشغيل المحرك لنستطيع التواصل مع العالم الخارجي‪.‬‬ ‫يف نهاية األمر‪ ،‬حطمنا الصخور التي تعترض السفينة‪ ،‬وشغلنا المحرك‪ ،‬وتفقدنا‬ ‫األضرار وجمعنا الذخائر لتحطيم الحدائد المتجمعة‪ .‬وهما نحن قد وصلنا لجزيرة األمل‬ ‫بغرز األمل فينا والعمل بروح الجماعة للوصول بسالم‪ .‬تلك هي قصتنا التي لطالما‬ ‫أساس نجاح الفريق‪ .‬وإن تصرفنا بطيش؛ لن نصل‬ ‫تذكرتها أينما ذهبت‪ .‬فالتعاون ُ‬ ‫لوجهتنا أبدا‪ .‬ه َي ذي حكايتي التي عشتها ولن أنساها‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬زهراء حسين عيل إبراهيم‬ ‫حب‪ ،‬كره‪ ،‬خوف وأمان‪ ،‬إنه اإلنسان‪ ،‬كومة من المشاعر واألفكار‪ ،‬يتخبط ما بين‬ ‫إحسان وجحود ونكران‪ ،‬ولكن! من ذا الذي يجازي اإلحسان بالنكران؟! أي نفس تلك‬ ‫التي سولت لها نفسها ما فعلت؟! مع األسف بيننا كثير ممن تغلب عليهم شرور‬ ‫أنفسهم وممن تسوقهم الدنيا فتدنو أنفسهم معها‪ ،‬يجازون كل إحسان بجحود‪ ،‬ومثل‬ ‫ذلك طفل صغير أفنى أبواه شبابهما يف تربيته ولما اشتد عوده قابل ذلك بالعقوق‪،‬‬ ‫وذلك ما ُيحزن‪ ،‬إنه ورغم كل ما يحدث من حروب نرى بأن الدمار الحقيقي يف أنفسنا‪،‬‬ ‫فأرواحنا خالية من الحب والرحمة حتى عىل األقربين‪ ،‬أيعقل أن نرضى بانتشار العقوق؟‬

‫الله عز وجل أمر ببر الوالدين‪ ،‬بل وعظم شأنهما وإن لم يكونا مسلمين حيث قال‬ ‫{ َوإن َجا َه َد َاك َعلَى أَن تُشر َك بي َما لَي َس ل َ َك به علم َف َال تُطع ُه َما َو َصاحب ُه َما في ال ُّدن َيا‬ ‫َمع ُروفا} فكيف وهما كذلك‪ ،‬أمر سبحانه باإلحسان إليهما يف كثير من آياته‪،‬‬ ‫فأفضالهما كثيرة ال يجزيها شكرا وال وردا‪ .‬نحن نب ُّر بهم من أجلنا قبل أن يكون ألجلهم‬ ‫وألجل المجتمع والوطن‪ ،‬كثيرة هي القصص التي ترينا مالهم من عظمة وفضل كبير‬ ‫علينا بل عىل المجتمع أو ربما عىل جميع البشر‪.‬‬ ‫ومثل هؤالء والدة توماس أديسون حيث أنها حين ُطرد ابنها من المدرسة لم تخبره‬ ‫بالحقيقة بل قالت له بأن ما كتب يف مذكرة الطرد "ابنك عبقري‪ ،‬هذه المدرسة‬ ‫متواضعة جدا بالنسبة له‪ ،‬وليس لدينا معلمون جيدون لتعليمه‪ ،‬من فضلك‪ ،‬علميه‬ ‫يف المنزل‬

‫" بينما يف الحقيقة والتي اكتشفها توماس بعد وفاتها كانت "ابنك مريض عقيل‬ ‫وال يمكننا السماح له بالذهاب إىل المدرسة بعد اآلن"‪ ،‬ولوال عظمة أم وموقفها‬ ‫وفضلها الكبير لربما كنا سنعيش حتى اليوم بال كهرباء وبال أضواء‪ ،‬هذا مثال وموقف‬ ‫صغير‪.‬‬ ‫هما أساس بناء المجتمع وترابطه حيث أنهم من يبنون لنا جيال من العظماء دون‬ ‫أن ندرك ذلك‪ ،‬ومجرد التفكير يف ذلك يذكرك بوجوب اإلحسان إليهما وعدم العقوق‬ ‫بهما‪.‬‬ ‫وأيضا قال تعاىل ‪َ { :‬و َقضَى َر ُّب َك أَال تَع ُب ُدوا إال إيا ُه َوبال َوال َدين إح َسانا إما َيبلُغَن‬ ‫عن َد َك الك َب َر أَ َح ُد ُه َما أَو كالَ ُه َما َفالَ َت ُقل ل َ ُه َما أُف َوالَ تَن َهر ُه َما َو ُقل ل َ ُه َما َقوال َكريما‬ ‫َواخفض ل َ ُه َما َجنَا َح الذُّل م َن الرح َمة َو ُقل َربي ار َحم ُه َما َك َما َرب َياني َصغيرا } وهنا نهى‬ ‫الله عن التأفف لهما ومعاملتهما بالذل والمهانة‪ ،‬وأمر باإلحسان إليهما كما أحسنا‬ ‫إلينا‪ ،‬ورعايتهما يف الكبر والمشيب دون أن يجرحهما بقول أو فعل‪ ،‬كما أمر بالدعاء‬ ‫لهما ‪.‬‬ ‫فالحياة لطالما كتبت أقالمها عنهما وعن أفضالهما‪ ،‬وكم من حكم وأمثال ترسخت‬ ‫يف برهما‪ ،‬أدعوا الله أن يهدي قلوبنا جميعا‪ ،‬وأن نمسح كلمة عاق من قاموس حياتنا‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬مريم عباس عيل حسن‬ ‫فهمت ال ُدنيا وب ُّت واعية‪ ،‬كا َن‬ ‫"عطر" ‪ ...‬كا َن لي عطر أهوا ُه من ُذ السابعة‪ُ ،‬مذ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫مجهول االسم‪ ،‬يف ُز قلبي لرائحته أينَما‬ ‫ال ُمفضَل لي من بين مختلف ال ُعطورات‪ ،‬عطر‬ ‫شممتُه ُصدفة‪ ،‬أحيانا أقف عند المارة حينما أشم تلك الرائحة صادرة منهم‪ ،‬أتوق ُف‬ ‫ونظراتي هائمة‪ ،‬ذل َك العط ُر ال ُمميز وال ُمح َبب لقلبي‪ ،‬حينها يرتفع صوت والدتي‬ ‫بات موضو ُع العطر‬ ‫قائلة‪ :‬أيا ُفالنة! ُكفي عن التحديق بالرجال وأكميل السير‪َ ،‬‬ ‫كال ُعقدة؛ أح ُب مالك ُه وأرا ُه ُمميزا‪ ،‬لكن أبقى حائ َرة‪ ،‬لم ذلك العط ُر يا تُرى! فهو ال‬ ‫يختلف عن باقي العطور!‬ ‫نت ابن َة والدي ال ُم َدللة والمقربة إليه‪ ،‬بل ال ُمرافق َة ل ُه‬ ‫"تغيير" ‪ ...‬يف الحقيقة ُك ُ‬ ‫خذت من ُه طباعا ال‬ ‫أينما يذهب‪ ،‬كا َن وكأن َما ُهو لي ال َعالم َوال َحياة‪ ،‬وبسبب ُقربنَا أ ُ‬ ‫رب‬ ‫أخذت لهجته الخشنة و َجلسته ال َعو َجاء‪ ،‬كما ُ‬ ‫تمتل ُكها أخواتي‪ُ ،‬‬ ‫أخذت أفكاره‪ .‬ال ُق ُ‬ ‫بات حنونا‬ ‫قد تغير‪ ..‬ب ُّت اآلن الفتا َة العاقلة الكبيرة الناضجة والخجولة‪ ،‬ووالدي َ‬ ‫لغيري من إخوتي شديدا معي‪.‬‬ ‫أنظر لبعض بقا َيا المنزل‬ ‫عت منزلي‬ ‫ُ‬ ‫"قديم"‪ ...‬ود ُ‬ ‫وانتهيت من التج ُول فيه‪ ،‬وأنا ُ‬ ‫توديع هذا المنزل الذي‬ ‫وقت االنتقال لمنزل جديد‪ ،‬يجب‬ ‫الذي خلفنا ُه ورا َءنا‪ ،‬حا َن ُ‬ ‫ُ‬ ‫العبت َ‬ ‫رسمت عىل الحائط‬ ‫ناك‬ ‫شيد لي العدي َد من الذكريات‪ ،‬فها ُهنَا‬ ‫أول أخ لي‪ ،‬و ُه َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫رحت لغُرفة والداي‪ ،‬أكث ُر مكان قد شيد لحظاتي ال ُم َح َببة‪ ،‬لكونها‬ ‫أحال َم ُطفولتي‪ُ ،‬‬ ‫الغُرفة الوحيدة التي كا َنت تحتوي عىل " التلفاز " في صغري‪،‬‬

‫نت وباقي أُخوتي نقضي فيها يو َمنا القصير‪ ،‬تفحصتُها جيدا‪ ،‬ألتأكد من عدم‬ ‫و ُك ُ‬ ‫رأيت ُزجاجة‬ ‫وجود أي شيء غال تركنا ُه َخل َفنا‪،‬‬ ‫تفحصت األدرا َج والخزائن‪ ،‬وحينَها ُ‬ ‫ُ‬ ‫سوداء‪ ،‬أخذ ُت ُه و َقد عاله الغبار‪ ،‬رافعا صوته أن صاحب ُه قد ترك ُه منذُ زمن‪ ،‬إنه عطر‬ ‫القلب ُحبا وهياما لعطر الغالي‪ ،‬ذلك العط ُر‬ ‫والدي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫رششت من ُه في المكان‪ ،‬حينَها قفز ُ‬ ‫وقفت‬ ‫نت ل ُه ُمحبة‪ ،‬وقد ه َجرني من ُذ السابعة‪ ،‬بسبب ابتعادي عن صاحبه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الذي ُك ُ‬ ‫ُمحدقة في ُزجاجة العطر وضممتُها إىل قلبي‪ ،‬هيامي وعشقي للعطر لم يكن بسبب أي‬ ‫كَان‪ ،‬كا َن بسبب حبيبي الغايل‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬زينب عيل ميرزا رضي‬ ‫ُكفي عن الحزن يا زهر َة الشتاء‬ ‫وتأميل لو َن السماء‬ ‫والغيو َم والسناء‬ ‫حتى وإن حل المساء‬ ‫والنجوم تناثرت يف الفضاء‬ ‫روحك منبعها األمل والنقاء‬ ‫حتى لو حاربك الشقاء‬ ‫ونزفت روحك من الدماء‬ ‫أنت للناس ربيع وعطاء‬ ‫أباك آدم وأمك حواء‬ ‫قد حانت اللحظ ُة وسطع نور وضاء‬ ‫ودا َر َ‬ ‫حول الفضاء‬ ‫َ‬ ‫وأرسل سحابة تُمط ُر عليك بالماء‬ ‫فهذا ه َو الدواء‬ ‫لروحك َ‬ ‫قبل الفناء‬ ‫ألم تسمعي النداء؟‬ ‫نداء النسيم والسناء‬ ‫يقول لك أن أرضَي بالقضاء‬ ‫فإن الله يستجيب الدعاء‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬فاطمة عبد الله عيسى‬ ‫كنت أخطط لشراء كتاب معين لكنني لم أجده يف المكتبات المحلية‪ ،‬وأنا عائدة‬ ‫إىل المنزل وجدت صديقتي يف الطريق‪ ،‬فسألتها عما إذا كانت تعرف مكانا يبيع‬ ‫الكتاب الذي أبحث عنه‪ ،‬فقالت يل‪ :‬ستجدين نسخة إلكترونية منه عىل اإلنترنت‪.‬‬ ‫غديت إىل المنزل وأنا أقلب الفكرة يف رأسي ‪ ...‬فكرة قراءة كتاب إلكتروني جديدة‪ ،‬ولم‬ ‫أقتنع بها‪ ،‬كانت الفكرة مبهمة ومشوشة قليال بالنسبة يل‪ ،‬لكن سرعان ما وضح ذلك‬ ‫اإلبهام‪ ،‬حيث وجدت أحد القراء عىل اإلنترنت يسأل متابعيه عما يفضلون الكتب‬ ‫اإللكترونية أم الورقية؟ فاختلفت آراؤهم‪.‬‬

‫بعد عدة أيام من تحلييل لموضوع الكتب اإللكترونية و الورقية‪ ،‬كنت يف المدرسة‬ ‫‪،‬و كان هناك فتاتان تتناقشان عن نفس الموضوع‪ ،‬كان النقاش يشتد‪ ،‬فقررت أن‬ ‫أتدخل و أشاركهما فيما توصلت إليه‪ ،‬أخبرتهما أن هناك سلبيات و إيجابيات لكل‬ ‫منهما‪ ،‬فشرحت لهما أن الكتب اإللكترونية ثمنها قليل ويف بعض األحيان مجانية‪،‬‬ ‫وال تحتاج إىل رفوف أو مكتبة لتخزينها‪ ،‬كما أنها مناسبة لألشخاص الذين ال يقدرون‬ ‫عىل قراءة الخطوط الصغيرة‪ ،‬لكن ومع األسف الشديد بعض األشخاص ينشرون كتبا‬ ‫يف مواقع عىل اإلنترنت وال يحفظون حقوق الكاتب‪ ،‬كذلك يقومون بنشر الكتاب‬ ‫مجانيا حتى لو لم ُيرد الكاتب ذلك‪ ،‬ويف أغلب األحيان قد ال يحصل الكاتب عىل أرباح‬ ‫ما كتب‪ ،‬كما أن شاشات األجهزة اإللكترونية تسبب ضعف البصر‪ ،‬أما الكتب الورقية‬ ‫فلها رائحة مميزة‪ ،‬و يحظى فيها القارئ عىل متعة‬

‫تقليب صفحات الكتاب‪ ،‬أيضا‪ ،‬ال تسبب الكتب الورقية ضعفا يف البصر‪ ،‬وتمنح‬ ‫الكاتب حقوقه‪ ،‬وتضمن له استالم أرباحه‪ ،‬لكنها تحتاج إىل مساحة للتخزين‪ ،‬وثمنها‬ ‫مرتفع‪ ،‬وقد تتلف أو تصفر أوراقها مع الزمن‪ ،‬بعد أن انتهيت من كالمي نظرت إىل‬ ‫الفتاتين التي بدت عليهما مالمح تدل عىل االقتناع والرضا‪ ،‬ثم أومأتا برأسيهما تفهما‬ ‫وانصرفتا إىل فصليهما بعد أن انتهت الفسحة‪.‬‬ ‫هنا نتعلم أن التكنولوجيا ثروة إذا ما تم استخدامها بالشكل الصحيح‪ ،‬فهي تمد يد‬ ‫العون إىل الناس وتغنيهم بالعلم والمعرفة‪ ،‬وأن لكل من الكتب الورقية والكتب‬ ‫اإللكترونية سلبيات وإيجابيات‪ ،‬وأنه ال يوجد نوع من الكتب أفضل من اآلخر‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪ .1‬وضحي أهمية القراءة بشكل عام؟‬ ‫‪ .2‬كثرت اآلراء ما بين أفضلية القراءة عبر صفحات الكتاب وبين القراءة عبر‬ ‫وسائل التكنلوجيا الحديثة‪ ،‬أيهما األقرب إىل نفسك؟ ولماذا؟‬ ‫‪ .3‬ماذا تقصد الكتابة حينما قالت بأن التكنلوجيا ثروة؟‬ ‫‪.4‬استخلصي من النص خمس دروس مستفادة ؟‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬زينب إبراهيم المؤمن‬ ‫دوام الحال من المحال‪ ،‬هذا مؤكد‪ ،‬من أنا؟ هذا سؤال لم أتمكن من اإلجابة عليه‬ ‫حتى اآلن‪ ،‬لماذا؟ ببساطة‪ ،‬ألنني تغيرت‪ ،‬وسأبقى أتغير بمرور الوقت‪ ،‬فمع كل يوم‪،‬‬ ‫ومع كل لحظة مفصلية يف حياتي‪ ،‬يتحرك شيء ما‪ ،‬هناك‪ ،‬يف داخيل‪ ،‬الكثير من‬ ‫الناس ال يحبذون مقارنة أنفسهم باألمس الماضي‪ ،‬ولكني عىل عكسهم‪ ،‬فمع كل‬ ‫فرصة تتاح‪ ،‬أجدني أقارن بين األمس واليوم؛ أللمس ذلك التغيير الذي طرأ عيل‪ ،‬ال‬ ‫أنكر وال أتجاهل حقيقة أن جميع التغيرات ال تكون لألفضل‪ ،‬لكن ما أعلمه بأني‬ ‫مهما حدث معي لن أربط التغيرات التي تحدث بفترة ما أو بأحد معين‪ ،‬ليس لعدم‬ ‫إيماني بهذه العوامل يف التغيير‪ ،‬وإنما إلدراكي العميق بأننا نتغير مع كل لحظة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫فتغمض عينيك وأنت مطمئن بأن الذي أمامك يرتدي الخير والحب‪ ،‬ومع هذا تصدم‬ ‫حين تجد هذا الرداء مختلف حالما تفتح عينيك‪ ،‬فاللحظة قد تكون أطول من دهور‪،‬‬ ‫وهكذا تدور عجلة الحياة‪ ،‬ال يسعنا إال مواكبتها‪ ،‬كيف كنت قبل فترة‪ ،‬وكيف‬ ‫أصبحت اآلن‪ ،‬هذا ما لم أعرفه بعد‪ ،‬وكيل ثقة بأن األيام ستتكفل باإلجابة‪ ،‬بعض‬ ‫التغييرات ال يمكن مالحظتها حتى من صاحبها‪ ،‬هل ألنه يجهلها؟ ربما‪ ،‬أم ألنه يخدع‬ ‫نفسه بعد حدوثها؟ هذا جائز كذلك‪ ،‬ال أعتبر نفسي الشخص المجرب الذي جرب كل‬ ‫شيء‪ ،‬وال أعتبر نفسي الخبير الذي خبر وبصر كل ما حوله‪ ،‬بل أنا فقط مجرد إنسان‪،‬‬ ‫يستمر يف العيش‪ ،‬غير طامع بالكثير ال بالتجربة وال بالخبرة‪ ،‬كل ما يتمناه ويرجوه‬ ‫أن يعيش يف سالم‪ ،‬محاطا بكل من يحبهم‪ ،‬اآلن‪ ،‬ال يسعني أن أقول أنا‪ ،‬أتحرق‬ ‫شوقا لليوم الذي أقول فيه هذا أنا بحق‪ ،‬وكيل أمل بأن أقولها مصحوبة بالرضا‬ ‫والقناعة‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬زينب عيل عبد الوهاب عبد النبي‬ ‫العمل أساس تقدم ونهضة الشعوب واألمم وازدهارها‪ ،‬وهو من األولويات التي‬ ‫اهتم بها ديننا الحنيف‪ ،‬وخير بداية لنا يف صدد هذا الموضوع قول رسول الله صىل‬ ‫الله عليه وسلم‪( :‬ألن يحتطب أحدكم حزمة عىل ظهره خير له من أن يسأل أحد‬ ‫فيعطيه أو يمنعه) ولدينا مثل شعبي يتردد دائما عىل مسامعنا "غبار العمل وال‬ ‫زعفران البطالة"‪ ،‬أي يعني هذا أن تكسب رزقك ورزق عائلتك بتعبك وجهدك أفضل‬ ‫بكثير من طلب الحاجة من الغير‪ ،‬فالعمل يساعد الفرد عىل نمو الدخل بشكل مستمر‬ ‫مما يساهم هذا يف تحقيق االستقرار المادي والنفسي وتوفير حياة كريمة‪ ،‬إذ يتمكن‬ ‫كل شخص من الحصول عىل دخل مناسب له مقابل عمله‪ ،‬كما أن العمل يساهم يف‬ ‫تقليل معدالت الجرائم يف المجتمع عن طريق التهذيب األخالقي ألفراد المجتمع‪،‬‬ ‫حيث يجعلهم بعيدين عن التصرفات الخاطئة التي يعاقب عليها القانون‪ ،‬فجميعنا‬ ‫نعرف تلك الجرائم الناتجة عن دافع الحصول عىل المال مثل السرقة واالعتداء عىل‬ ‫اآلخرين‪ ،‬فالعمل يبثُ روح الحيوية والحماس يف نفس الفرد ويطور من شخصيته‬ ‫ويساعده عىل اكتشاف مواهبه واكتساب خبرات جديدة وتطويرها‪ ،‬ويجعل منه‬ ‫شخصا طموحا يعمل بجد من أجل تحقيق ذاته‪ ،‬يستيقظ يف كل يوم وهو يملك‬ ‫هدفا معينا‪ ،‬سيبذل قصارى جهده ليصل إليه‪.‬‬ ‫يجب عىل الفرد أن يسعى ويعمل‪ ،‬ففي العمل رسالة األحياء‪ ،‬والعاطلون موتى‪،‬‬ ‫هل رأيت مسبقا شخصا عاطال عن العمل يحظى بحياة كريمة؟ بالطبع ال‪ ،‬إن العمل‬ ‫خير ما يقوم به الفرد لنفسه ولمجتمعه ألنه سيحقق له قيمة عالية لنفسه يف‬ ‫المجتمع كما أنه يبني مجتمعا حضاريا يتصف بالرقي مبتعدا عن شتى مظاهر‬ ‫البطالة والفقر‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬أمل محمد عبد الله السيد حسين‬ ‫يس عار بأن ُي َ‬ ‫قال فقي ُر إنما العا ُر يف الذُنـــوب تســـــــير‬ ‫لَ َ‬ ‫ازرع الخي َر يف طهارة نفس أ ُّي زرع حيــــــنما تنمو البـذور‬ ‫ال تُقلل من فعل خير سوي ُرب فعل عن َد اإلله كبــــــير‬ ‫يأتيك خير وفــــي ُر‬ ‫اسعد المسكي َن بكسرة خبز فــــــبها َ‬ ‫وارحم المحـــتا َج ببضع نقود كن ل ُه يف الدهر عون نصي ُر‬ ‫َ‬ ‫الدرب بل والمسي ُر‬ ‫وانظر الكاهل قد خارت قوا ُه‬ ‫ضاق من ُه ُ‬ ‫وارسم البسم َة يف طفل بريء بسمة قد فا َح منها العبي ُر‬ ‫وإلـى اليتم فار َحم ُه وارفق كــــن له كاألب‪ ،‬فالفق ُد مري ُر‬ ‫الرب النذي ُر‬ ‫وإلــى الجار كن ل ُه نصيرا فلـقد أوصى به ُّ‬ ‫كل فعل ُ‬ ‫ُّ‬ ‫إنما اإلسال ُم بالخير بصي ُر‬ ‫يحمل الخير فاصنع‬ ‫الرب القديـــر ُ‬ ‫عامــــل الناس بعدل سوي هكذا عل َمنا ُّ‬ ‫الغــــني واليــــتي ُم والفـــــــقي ُر‬ ‫ال ُت َفرق من أجل عرق ولون‬ ‫ُّ‬ ‫اس إىل نيل التقى فبه ُكل ال ُدنــــــــا تستني ُر‬ ‫ارشـــــد الن َ‬ ‫واجعــــــل الدي َن نهجا توعويا دي ُن حق وإىل العدل ُيشي ُر‬ ‫َ‬ ‫سوف تبقى يف كل خير أمي ُر‬ ‫اسع للخير والعدل مستبشرا‬ ‫َ‬ ‫ديننا الس َم ُح للخيرات يبقى نبع ُه ُ‬ ‫العدل والتقى والتطوي ُر‬ ‫هاك شعري عربون حب ويف ربما قد نابت حرويف تقصي ُر‬ ‫َ‬ ‫َبي َد أن قلبي يصو ُغ حروفا خي ُرها عدل‪ ،‬حفاوة وتطهي ُر‬ ‫دينُنا أهل لإلصالح دوما كن ل ُه كفؤا وسر حيثُ يســـي ُر‬ ‫أنت بها جدي ُر‬ ‫ديننا نعم ُة اإلله إلينا فاجعل النعم َة َ‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬زينب إبراهيم المؤمن‬ ‫يف منتصف القرن العشرين‪ ،‬كانت قد جاوزت األربعين‪ ،‬وقد أخذ الموت من تحبهم‬ ‫خالل سنين‪ ،‬لم يغب عن سمعها ذاك الصوت الحزين‪ ،‬طفل احتُجز بين الركام‪،‬‬ ‫انتشلته بشجاعة وطمأنته قائلة‪ :‬كل شيء سيكون عىل ما يرام‪ .‬هذه كانت ذكرى‬ ‫لما قبل السالم‪ ،‬خالل الحرب التي خلفت اآلالم‪ ،‬لم تكن تعرفه‪ ،‬لكنها علمت بأنها‬ ‫موجودة لتنقذه‪ ،‬بعد إنقاذها إياه‪ ،‬وبعد أن عادت له قواه‪ ،‬أخبرها بأن اسمه هتان‪،‬‬ ‫وقد علمت منه أن عائلته رحلت أثناء النيران‪ ،‬رحلت ولن تعود مهما كان‪ ،‬فاحتضنته‬ ‫ووعدته بأنها ستكون األم واألب والعائلة يف آن واحد‪ ،‬يومها شعر باألمان‪ ،‬الذي كان‬ ‫قد عاقبه بالهجران‪.‬‬

‫أما هي‪ ،‬فقد كانت كالتائه الذي وجد الطريق‪ ،‬بعد أن غاب صاحب القلب الرقيق‪،‬‬ ‫وقد نجح القدر يف ما كان يحيق‪ ،‬بفقدان الشقيق‪ ،‬فقدت العائلة والسند والصديق‪،‬‬ ‫كان الموت والحياة يف قاموسها سيان‪ ،‬حتى الح يف حياتها البريق المسمى هتان‪،‬‬ ‫ورغم كل ما حملته من أحزان‪ ،‬إال أن الكفاح كان لها عنوان‪ ،‬صحبته معها إىل‬ ‫األوطان‪ ،‬وباتا من بعضهما قريبان‪ ،‬يعاملها بحب وتعامله بحنان‪ ،‬لطالما تنزها معا‬ ‫حيث يعيشان‪ ،‬ويف يوم اختفى وما بان‪ ،‬كان قد حل المساء‪ ،‬بحثت عنه دونما‬ ‫هوادة يف األرجاء‪ ،‬وبعد مدة أصابها اإلعياء‪ ،‬تمنت أن ال يكون قد غادر عالم األحياء‪،‬‬ ‫رفعت رأسها وطلبت من خالق السماء‪ ،‬وتضرعت إليه بالدعاء‪ ،‬ويف تلك األثناء‪،‬‬ ‫سمعت صوته الرنان‪ ،‬وبرؤيته أطلقت لدموعها العنان‪ ،‬وأخذته سريعا يف األحضان‪.‬‬

‫بسعادة راحت تعلمه الكتابة‪ ،‬رغم الجو المشحون بالكآبة‪ ،‬وقد عملت يف كثير من‬ ‫األعمال‪ ،‬إال أن ابتسامته وهو يف االستقبال‪ ،‬تجعلها تبتسم يف كل األحوال‪ ،‬سريعا ما‬ ‫ضعف جسدها وأصابها الهزال‪ ،‬عىل مالمحه ارتسمت عالمات السؤال‪ ،‬فتجيبه بصدق‪:‬‬ ‫وسلبت قواها‪ ،‬فعادت للمنزل‬ ‫هذا يف سبيل المنال‪ .‬حتى جاء ذلك اليوم‪ ،‬إذ أُرهقت ُ‬ ‫دون رضاها‪ ،‬فراح يحدثها بفخر عن مناها‪ ،‬واستسلمت لواقع أساها‪ ،‬حدثته بحزن عن‬ ‫شقيقها‪ ،‬كيف أنه كان حياتها وملجأها‪ ،‬ودون سابق إنذار تركها‪ ،‬وكررت عىل مسامعه‬ ‫كم تعتبره ابنها‪ ،‬وأنها بفضله تجاوزت ألمها‪ ،‬وبهدوء عانقته فبادلها‪ ،‬هي كانت قد‬ ‫وجهت لنفسها صفعة‪ ،‬حين تحدثت عن حلمها بدمعة‪ ،‬قالت له‪ :‬كم أود أن أكون‬ ‫شمعة‪ .‬هو لم يفهم ما ترمي إليه‪ ،‬فأجابها بابتسامة مصطنعة‪ ،‬وفجأة باتت عن‬ ‫الحديث ممتنعة‪ ،‬وبالهدوء الذي قد حل منتفعة‪.‬‬ ‫بعد أيام كانت للعمل قد عادت‪ ،‬وكان من الواضح أن الحمى قد زالت‪ ،‬أو لنقل أنها‬ ‫لم تعد كما كانت‪ ،‬فقد بات واضحا أن حيويتها قد زادت‪ ،‬عملت يف بيع المالبس‬ ‫وتنسيق الزهور‪ ،‬دائما ما أسعدها ضحك األطفال والحبور‪ ،‬كانت تعيش من أجل عدة‬ ‫أمور‪ ،‬من أجل وصية شقيقها الفخور‪ ،‬وهتانها الذي يدخل إىل قلبها السرور‪ ،‬بدأت‬ ‫بتعليمه كيفية غرس مختلف البذور‪ ،‬كررت عىل مسامعه بأنها ستنبت نوعا محببا من‬ ‫الزهور‪ ،‬عيناها كانتا تشعان بالنور‪ ،‬أخيرا انتهت الحرب التي خلفت وراءها نوعا من‬ ‫الفتور‪ ،‬يف قلب كل من عاشها وكأنها كانت دهور‪.‬‬ ‫سرعان ما مضت السنون‪ ،‬لم تتوقف أن تكون خاللها األم الحنون‪ ،‬لطالما أحب‬ ‫رائحة الزيزفون‪ ،‬التي تفوح من شعرها وقد أحبا معا العزف عىل آلة القانون‪ ،‬كانا‬ ‫يعيشان بسعادة غامرة‪ ،‬حياتهما بالهناء عامرة‪ ،‬وأحيانا تتسم بالمشاكل النادرة‪ ،‬لكنها‬ ‫عىل حلها قادرة‪ ،‬يف كل مرة تخرج منتصرة‪ ،‬كانت كما لو أنها أميرة‪ ،‬يف كل مرة يسقط‬ ‫كانت تحفزه بابتسامة صغيرة‪ ،،‬أما حين يشعر بالحيرة‪،‬‬

‫تعينه بتجاربها الكثيرة‪ ،‬ولجعله يبتسم تكون لمالمح الطفولة مستعيرة‪ ،‬بفضل‬ ‫وجودها تعلم النوم بعيون قريرة‪ ،‬لم تنفك تكرر عىل مسامعه‪ :‬كم الحياة قصيرة ويف‬ ‫عينيها نظرات مريرة‪ .‬يف البداية لم يعط األمر أي اهتمام‪ ،‬لكن بمرور األعوام‪ ،‬بات‬ ‫يأخذ كل كلمة تتفوه بها بنوع خاص من اإللمام‪ ،‬هو قد بدأ بشق طريقه نحو األحالم‪،‬‬ ‫اعتبرها قدوته ومضى قدما لألمام‪ ،‬ويف يوم كبقية األيام‪ ،‬كان إىل أمه قد اشتاق‪،‬‬ ‫أرسل لها رسالة ووجهه يعلوه إشراق‪ ،‬هذا بعد أن طال الفراق‪ ،‬يف سبيل الحلم نحو‬ ‫اآلفاق‪ ،‬بعد إرسال الرسالة‪ ،‬قرر أن يفاجئها بعودته‪ ،‬أرادها أن تكون بصحبته‪ ،‬الحياة‬ ‫بعيدا عنها أرهقته‪ ،‬فعاد إىل من حوته‪ ،‬وكانت درعه وعدته‪ ،‬يف حربه مع الحياة التي‬ ‫جرحته‪ ،‬لن أتحدث عن تفاجئها برؤيته‪ ،‬دائما ما تدرك ما يجول بخاطره‪ ،‬وما يخبئ يف‬ ‫مكنونات نفسه‪ ،‬باركت له نجاحه وتخرجه‪ ،‬وبالحديث باشرت مالطفته‪ ،‬مهما مرت‬ ‫العقود فسيبقى ابنها الودود‪ ،‬الذي إىل حضن أمه دوما يعود‪ ،‬لم يكن لصبرها حدود‪،‬‬ ‫أشارت للبذور التي غرسها قبل سنين وقالت‪ :‬انظر ما أجمل هذه الورود! كان فرحا بأن‬ ‫المراد تحقق‪ ،‬ف ُصدم عندما لمح دموعا يف عينيها تترقرق‪ ،‬واالبتسامة من ثغرها‬ ‫تسرق‪ ،‬فبادرته باإلجابة قائلة‪ :‬كل إىل حلمه يتسابق‪.‬‬ ‫يف اآلونة األخيرة‪ ،‬شعر بأن خطبا قد حل‪ ،‬فتصرفاتها معه بدأت تتبدل‪ ،‬كما أن‬ ‫حديثها قد بات أقل‪ ،‬قلبها المتعب تحتله عاصفة‪ ،‬نظرت إليه نظرة خاطفة‪ ،‬خانتها‬ ‫العبرة وقالت‪ :‬بني‪ ،‬كم أنا آسفة‪ ،‬أراد مقاطعتها فأكملت قائلة‪ :‬أنت كنت مواساتي‪،‬‬ ‫والسبب يف أن تستمر حياتي‪ ،‬وأنت تستحق كل تضحياتي‪ .‬الزمن ضعف أمامها‪ ،‬هي‬ ‫قاومت وقاومت حتى توقف قلبها عن الخفقان‪ ،‬كانت تعلم بأنه وقت الرحيل‪ ،‬كان‬ ‫لديها صبر وإيمان‪ ،‬هو ال يصدق‪ ،‬كيف أنها تجاهلت مرضها كما لو أنه يف غياهب‬ ‫النسيان‪ ،‬للتو فقط شعر بطعم الفقدان المر‪ ،‬وهو يف المنزل الذي عاشا فيه يتذكر‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬زهراء حسين عيل إبراهيم‬ ‫الدراسة أساس المستقبل‪ ،‬وأول الخطوات نحو الحلم‪ ،‬نمضي سنينا‪ ،‬نسقي جهلنا‬ ‫علما ونكافح‪ ،‬فالدراسة كأنها حرب علنا يوما نصل إىل هناك ‪ ...‬إىل حيث نريد‪ ،‬وكثير‬ ‫منا يود بعد استكمال مسيرة ‪ 12‬عاما أن يكمل دراسته الجامعية بالخارج‪ ،‬حيث‬ ‫يحصل عىل جامعات تعزز وتدعم التخصص الذي يريده بشكل أفضل‪ ،‬ولكن هل‬ ‫يتقبل الجميع هذه الفكرة؟! بعد أن اجتهدت سنينا طوال ونال مني التعب ما نال‬ ‫أخبرني والدي بكل برود عن معارضته لدراستي بالخارج‪.‬‬ ‫قيل‪" :‬اطلبوا العلم ولو يف الصين"‪ ،‬يف هذه المقولة حكمة عىل طلب العلم مهما‬ ‫استدعى األمر ومهما تطلب‪ ،‬حتى لو كان يف ذلك سفر وغربة‪ .‬وجميع من يعارض‬ ‫ذلك يستند إىل حججه الواهية‪ ،‬العيب‪ ،‬العادات والتقاليد والمجتمع‪ ،‬ال يجب أن‬ ‫نجعل هذه األمور تؤثر علينا بشكل سلبي فال يجب أن ندعها تودي بنا إىل غياهب‬ ‫الجهل والظلمة‪ ،‬فالحياة سوداوية جدا دون نور العلم فكما قيل العلم نور والجهل‬ ‫ظالم‪ ،‬كما أن للدراسة يف الخارج مميزات كثيرة خصوصا إذا كانت يف بلد أجنبي حيث‬ ‫أنك غالبا ستكسب لغة جديدة‪ ،‬و من عرف لغة قوم أمن مكرهم‪ ،‬كما أنك ستتعرف‬ ‫عىل حضارة وثقافة جديدة والتي بدورها ال بد وأن تترك أثرا ورونقا يف روحك‪ ،‬وال‬ ‫ننسى أنه مع الدراسة يف الخارج سيكتسب الفرد ثقة أكبر بنفسه وصفات قيادية‬ ‫وسيعزز ذلك الشعور بالمسؤولية واالعتماد عىل النفس‪ .‬ومن هنا نحكي قصة مريم‬ ‫تلك التي كافحت طويال لتدرس يف الخارج‪ ،‬وحين رفض والدها حاورته وحين أحبطها‬ ‫صديقاتها تجاهلتهن وذهبت غير مكترثة‪.‬‬

‫وافق أبوها عىل مضض‪ ،‬درست الطب سنوات عديدة يف لندن وعادت تحمل‬ ‫شهادتها بين يديها تضحك يف غمرة من الرضا عن النفس‪ ،‬عادت مريم وهي طبيبة‬ ‫ذات شخصية قوية وثقة عالية بالنفس حصلت عىل عروض عمل ال تعد وال تحصى‬ ‫بعد رحلة امتدت لسنوات من التعب والمتعة مختلطة بالغربة‪ ،‬يف حين رأت صديقاتها‬ ‫الالتي أحبطنها بقين عاطالت‪ ،‬لم يدرسن يف البلد أو خارجه‪ ،‬غارقات يف الندم‪،‬‬ ‫ويغبطونها لما وصلت عليه‪.‬‬ ‫كانت مريم مثاال عىل أولئك الذين آمنوا بأنفسهم حتى النهاية‪ ،‬ولم يسمحوا ألي‬ ‫عوائق أن تمنعهم منذ البداية‪ ،‬ومثلها نحن يجب أن نسعى وراء حلمنا‪ ،‬فالدراسة حق‬ ‫وواجب واالختيار حق كذلك فمن اختار الدراسة يف الخارج له ذلك‪ ،‬فقد غلبت إيجابياتها‬ ‫عىل سلبياتها‪ ،‬كما أنها فرصة لتجربة الجديد‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬نور أحمد منصور القميش‬ ‫ما بين جسم وعقل وروح ونفس‪ ،‬تسعى األمم للرقي بها رغبة للوصول للكمال‪،‬‬ ‫فصحة الجسد قد عرفناها منذ الصغر‪ ،‬وربينا وكلنا يقين بأن الغذاء الصحي والرياضة‬ ‫سر صحة أجسادنا‪ ،‬إال أننا شهدنا تقليال من قيمة صحة النفس وعزوفا عن إعطائها‬ ‫األهمية الكافية‪ ،‬فنشأنا نويل الجسد اهتماما أكثر من العقل والروح والنفس‬ ‫متناسين ومتغافلين أنه يف الحقيقة ال صحة للجسد بال صحة الروح‪.‬‬ ‫إن لم تكن تتمتع بالصحة النفسية فلن تنجح يف أي شيء يف حياتك‪ ،‬فهي‬ ‫األساس لكل طريق نسعى إليه‪ ،‬فلماذا ينصحنا العلماء بعدم تناول الطعام وقت‬ ‫الغضب؟ إليكم التفسير ينصح العلماء بذلك كون العمليات الداخلية لجسم اإلنسان ال‬ ‫تتم بالشكل الصحيح وقت الغضب أو الحزن وغيرها من المشاعر السلبية فحتى وإن‬ ‫تناولت طعاما صحيا فلن تتمتع بجسد صحي بل ستزيد من األضرار فيه‪ ،‬وتنطبق‬ ‫هذه المعادلة عىل كافة النواحي يف الحياة سواء للطفل أو الشاب أو الشيخ‪ ،‬فيجب‬ ‫عىل المؤسسات وأولياء األمور مراعاة نفسية األطفال والطالب سواء يف المدرسة أو‬ ‫غيرها من األماكن‪ ،‬فعدم ارتياح الطفل يف المدرسة لن يتسبب إال بتدن كبير يف‬ ‫تحصليه الدراسي‪ ،‬وذلك ينطبق أيضا عىل الموظف فبيئة عمل غير مالئمة تؤدي‬ ‫إىل انخفاض إنتاجيتة وبالتايل تراجع الشركة أو المؤسسة مما يؤدي إىل أضرار عىل‬ ‫المجتمع بأكمله‪.‬‬ ‫ليعلم الجميع أن صحة النفس أساس التقدم والتطور واالزدهار والثراء‪ ،‬بعكس ما‬ ‫هو سائد بين الناس‪ ،‬فالجميع عندما يرى أكثر الدول سعادة (غنية و ُمتطورة)‬ ‫يستنتج أن رفاهية العيش هي مصدر السعادة‪ ،‬إال أنه يف حقيقة األمر السعادة هي‬ ‫من حققت التطور ورفاهية العيش‪ ،‬ومصدر السعادة ليس إال إيمانا راسخا بقضاء‬ ‫الله وقدره وحكمته يف توزيع النعم واألرزاق‪ ،‬السعادة هي إطاعة الله‪ ،‬وهي تنهيدة‬ ‫قوية تخرج معها كل الهموم بعد الصالة‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬آالء حسين أحمد حبيل‬ ‫ُمعلمتي ومن بالكيان مثلك‬ ‫ُتسهلين العل َم بأناملك‬ ‫لم أر يوما مربية‬ ‫ومعلمة يف آن واحد سواك‬ ‫ُخلقت لتكوني معلمة‪ ،‬فيالَها‬ ‫من مهنة بالجد تغم ُرك‬ ‫يزهو عطاؤك‪ ،‬بل تزهين‬ ‫بأعيننا كالمالك‬ ‫بالعطاء لك بصمة عميقة‬ ‫تكسوني بالحماس الفتاك‬ ‫الثنا ُء بحقك ليس كافيا‬ ‫وإن بقينا طيلة ال ُعمر نهواك‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬آالء حسين أحمد حبيل‬ ‫يف الحياة يأتيك خليل لك‪ ،‬له طعم آخر‪ ،‬ال يمكن لنا العيش دونه‪ ،‬رفيق درب‬ ‫يصبح كاألخ مع مرور الوقت‪ .‬تارة يكون أثر ُه رفيقا فيصبح معك يف حزنك قبل‬ ‫فرحك‪ ،‬وتارة لربما يكون أثر ُه غير محمود وسيئ‪ ،‬ال ُيبايل بك وال بقلبك‪.‬‬ ‫سيترك فيك‬ ‫اختيا ُر الصديق وصفات ُه أه ُم من الصديق نفسه وشكله‪ ،‬ألنه حتما‬ ‫ُ‬ ‫أثرا من هذه الصداقة التي تحمل نوعان‪ ،‬صداقة حميدة وسيئة‪ .‬أحيانا ُهناك‬ ‫صداقات آثارها حميدة كالنوع األول‪ ،‬يكون الصديق مع صديقه يف ُكل حين وذو‬ ‫إيجابيات عديدة ويف جميع تقلباته‪ .‬يسعى إىل تعديل ُكل السلبيات‪ ،‬وهناك العديد‬ ‫من أمثلة الصداقات التي كانت سببا لهداية الطرف اآلخر إىل الصالة وعمل الخير‬ ‫فهو أثر به تأثير كبير‪ ،‬ويكون الصديق الحميد مشجعا و ُمحفزا‪ ،‬فحبذا أن الصديق‬ ‫يحتا ُج إىل من يكون ل ُه الذراع األول والمخفف يف مسار هذه الحياة‪ .‬أما النوع اآلخر‬ ‫فهو من الممكن أن تُالقي صديقا تختار ُه ذا سلبيات أكثر من اإليجابيات! يدعوك إىل‬ ‫أمور غير مرغوب بها كتحريضك إىل المشاغبات وعدم تأدية الفرائض الدينية أو‬ ‫الواجبات المدرسية! ويكون أيضا رفيقا ُمتشائما ُ‬ ‫يحمل نصائح سلبية‪ .‬فهذا النوع‬ ‫الثاني صديق اختيار ُه يكون سيئ وآثاره أكثر سوءا‪.‬‬ ‫الصديق وجود ُه مهم يف الحياة‪ ،‬فاألخالء بعضهم لبعض عدو يوم القيامة إال‬ ‫األخالء ال ُمتقين‪ ،‬فالخليل الويف الناصح لك المتمسك بتعاليم الله تعاىل وسنة‬ ‫رسوله الكريم‪ ،‬ستتأثر به ال إراديا‪ ،‬فاختر بكل حرص يف دنياك لتنعم كثيرا يف‬ ‫آخرتك‪ .‬كقول الرسول "صىل الله عليه وسلم" (المرء عىل دين خليله‪ ،‬فلينظر أحدكم‬ ‫من يخالل)‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬آالء حسين أحمد حبيل‬ ‫الحيا ُة كانت اعتيادية تسي ُر بكل أمان وسالسة‪ ،‬إىل أن قدر الله وظهر الوباء‬ ‫واجتاح العالم بأكمله وأصبحت فئة من الناس ال تتحلى بروح المسؤولية وال تُبايل‬ ‫بخطورة األزمة‪ ،‬ال تبحث عن طرق المعاملة الصحيحة معها أيضا‪ .‬فأصبح الوعي يف‬ ‫فناء ولم يدركوا شدة الخطورة من هذا الوباء‪.‬‬ ‫إن الوباء مظاهر ُه سلبية‪ ،‬وعدم إدراك الوعي من خطورته يؤدي إىل مشاكل‬ ‫عديدة سواء كانت عىل الفرد نفسه أو المجتمع بأكمله‪ ،‬فهو يهدد حياة العديد من‬ ‫األطفال أو الشباب والمسنين وطالما سمعنا بحاالت موت كثيرة‪.‬‬ ‫إن الوعي والتعامل الصحيح يف ظل هذه الظروف لهو مسؤولية الجميع‪ ،‬فيجب‬ ‫العدول عن السلوك الخاطئ‪ ،‬واإلصغاء إىل تعليمات الكادر الصحي واتباعها من ترك‬ ‫المسافات بين األفراد‪ ،‬والجلوس بالمنزل والخروج فقط يف وقت الحاجة‪ ،‬وعدم‬ ‫االختالط‪ ،‬كما يجب ترك "األنا" ‪ ...‬األنانية‪.‬‬ ‫فعندما ال يستيقظ الفرد من غفلته إال بعد وقت طويل‪ ،‬هذا بحد ذاته خطر يهدد‬ ‫المجتمع بأكمله‪ .‬إن األمر سهل فقط الوعي من المخاطرة حفاظا عىل النفس‬ ‫والمجتمع‪ ،‬وعند المخالفة وعدم الوعي نتائج وخيمة سوف تظهر‪.‬‬ ‫الهمة والحرص عىل الوعي مسألة يجب عىل الجميع إدراكها وتعديل سلوكيات‬ ‫الفئة الغير متحلية بروح المسؤولية لهو أمر مهم‪ ،‬ونسأل الله أن يزيل هذا الوباء‬ ‫وتعود الحياة كالسابق وأفضل‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬نور أحمد منصور القميش‬ ‫"اقرأ" هو أول ما قاله الله سبحانه وتعاىل ُمخاطبا َنب ُيه محمد (صىل الله عليه‬ ‫وسلم)‪ ،‬وإن دل ذلك عىل شيء فإنه يدل عىل أهمية وعظمة القراءة‪ ،‬لقد فضلها الله‬ ‫عىل بقية األفعال‪ ،‬وبدأ بها حديثه مع النبي‪ ،‬فلم َي ُقل اعمل َولم َيقل ُكل واشرب‪ ،‬بل‬ ‫أمره بالقراءة‪ ،‬فما تفسير تفضيل الله لهذا الفعل يا ترى؟‬ ‫نهضت أُمم وشعوب كثيرة طول األزمنة‪ ،‬بعضها عال وتطور أكثر وبعضها انحدر‬ ‫بعد علوه‪ ،‬ولكن لو أمعنا النظر يف فترة النهضة ل ُكل شعب من الشعوب لوجدنا‬ ‫القراءة ُمتربعة عىل عرش أسباب تطور هذا الشعب ونهضته‪ ،‬فأول ما ستجنيه لو‬ ‫بدأت بالقراءة هو تثقيف نفسك فتصبح فردا مثقفا قادرا عىل النقاش والرد بالحجة‬ ‫والمنطق‪ ،‬ولو واصلت أكثر يف القراءة ستطلع عىل ثقافات شعوب وأُمم أخرى‪،‬‬ ‫ستواجه نظريات تختلف عن التي تؤمن بها‪ ،‬وبذلك تتوسع مداركك وتتنوع أفكارك‬ ‫وتصبح أكثر يقينا بما تؤمن به عىل كافة األصعدة‪ ،‬فأنا ال أتحدث هنا عن الجانب‬ ‫الديني أو االجتماعي فحسب بل االقتصادي والعلمي وغيرها من المجاالت‪ ،‬ولكن هل‬ ‫هذا فقط ما نستنتجه من أمر الله سبحانه وتعاىل للرسول األكرم(صىل الله عليه‬ ‫وسلم) بالقراءة ؟ بالطبع ال‪ ،‬فيمكننا أن نالحظ أيضا أن الله أمر الرسول بالقراءة ولم‬ ‫ينتظر منه القراءة من تلقاء نفسه ولذلك علينا نصح وتشجيع أبنائنا وإخوتنا‬ ‫وأصدقائنا بل وكل من هم حولنا عىل القراءة وبذلك ننهض بالمجتمع واألمة‪ ،‬فنحن‬ ‫ال نرغب بأن نكون أمة اقرأ فقط ‪ ...‬التي ال تقرأ وال نريد أن تسبقنا الدول والشعوب‬ ‫األخرى وتَصل ونحن عىل بعد مئات الكيلومترات خلفها‪.‬‬ ‫فلنُضف القراءة لقائمة أولوياتنا‪ ،‬ونحفز اآلخرين عىل القراءة وباألخص األطفال‪،‬‬ ‫فإن أصبحت القراءة عادة لديهم سيكبرون ويزداد حبهم وتعلقهم بالكتاب وبذلك‬ ‫سيعرفون معنى العبارة القائلة "خير جليس يف الزمان الكتاب"‪ ،‬فلنتبادل ُكتبا‪،‬‬ ‫نتهادى ُكتبا؛ لننشر العلم والفائدة‪ ،‬فينهض المجتمع ويتطور فكره أوال‪ ،‬ونكسب‬ ‫األجر والثواب ثانيا‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬نور جعفر حسن الصايف‬ ‫حروف تتقابل مع بعضها لتصبح كلمات‪ ،‬وكلمات تحتضن قراءها لتصير جمل‪،‬‬ ‫وجمل تتالصق باألخرى لتستكمل إنجازها العظيم‪ ،‬فتصبح كتابا عىل رف ذلك القارئ‬ ‫صاحب الحظ‪.‬‬ ‫وكيف ال أسميه محظوظا؟ تراه ملما بالكثير من المعلومات‪ ،‬نعم مثقف‪ ،‬عندما‬ ‫ينطق لسانه تراه رافعا رأسه تجمله الثقة‪ ،‬من عظيم كالمه ورقي أسلوبه تود لو‬ ‫أنه يتكلم بال توقف‪ ،‬يملك طريقة للتفكير فريدة من نوعها‪.‬‬ ‫عن فوائد القراءة أتحدثُ ‪ ،‬عن آفاق واسعة أشر ُح‪ ،‬إن القراءة هي نماء العقول‬ ‫وبصيرتها‪ ،‬فدائما ما نرى الشخص القارئ يختلف بشكل كبير عن باقي المجموعة‪،‬‬ ‫هذا ألن القراءة تمكن الشخص من اكتساب العديد من المهارات واألخالقيات‬ ‫الحميدة بسهولة ويسر ‪ ،‬كما أنها تحرر العقل من الجهل والتخلف مرشدة إياه إىل‬ ‫الطريق النير‪ ،‬وبما أنها أحد وسائل التعلم فهي ترفع من قيمة اإلنسان ومكانته‪،‬‬ ‫ناهيك عن التسلية والشعور الممتع الجميل الذي يستشعره القارئ يف القراءة‪ ،‬ذلك‬ ‫حيث أنك عندما تقرأ سوف تتمكن من أن تدور حول العالم بأسره دون أن تخرج من‬ ‫بيتك‪ ،‬أن تتعرف عىل الكثير من الشخصيات دون أن تقابلهم‪ ،‬أن تسافر إىل كل‬ ‫األزمنة دون الحاجة إىل آلة الزمن‪.‬‬

‫حث اإلسالم واألحاديث النبوية عىل القراءة‪ ،‬قال تعاىل (اقرأ باسم ربك الذي خلق)‬ ‫وهو أول أمر إلهي أنزله الله عىل نبينا محمد (صىل الله عليه وسلم) فما ذلك إال‬ ‫ألهمية القراءة الكبيرة‪ ،‬فال تستهن بها‪.‬‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬فاطمة حسين عيل الشيخ‬ ‫ال تنظر إيل هكذا‪ ،‬أنا لست بمذنب هم المذنبون‪ ،‬أنا لست بسارق هم السارقون‪،‬‬ ‫السارق من يحتل أرضا‪...‬من يقتل شعبا‪...‬من يعدم أمة‪ ...‬ويثكل أما‪ ،‬السارق ال يخش‬ ‫الله السارق هو عدو لله‪ ،‬أما أنا فعبد لله‪ .‬السارق بال دين وال ضمير‪ ،‬وأنا لست هكذا‪،‬‬ ‫أنا حرمت والسارق ظفر‪ ،‬أنا ُجعت واللص شبع‪ ،‬أنا جرحت وذاك جارحي‪ ،‬أنا مت وذاك‬ ‫قاتيل‪ ،‬مت حيا أنا جسد بال روح‪ ،‬سلبوني روحي التي كانت مزهرة‪ ،‬كانت جميلة‬ ‫ممطرة‪ ...‬معطاءة سخية‪ ...‬متعاونة قوية‪ ،‬ولما اغتصبت أصبحت هزيلة‪ ،‬أصبحت‬ ‫واهنة ضعيفة دمروها‪ ...‬دمروا أرضي ودمروا حياتي ‪ ...‬أتعلم اآلن أصبح السارق‬ ‫مكاني إنه يعيش يف بيتي وأنا اعيش يف الشارع‪ ،‬أنا ابن األرض مشرد وغاصبها هو‬ ‫ال ُمعز‪.‬‬

‫أسئلة مهارات التفكير العليا‪:‬‬ ‫‪( .1‬ال تنظر إيل هكذا) بم توحي هذه العبارة؟‬ ‫‪ .2‬ماذا تعني لك فلسطين؟‬ ‫‪ .3‬كيف نستطيع الحفاظ عىل وطننا؟‬ ‫‪ .4‬زخر النص بالوصف‪ ،‬وضحي السبب؟‬ ‫‪ .5‬إن قيل لك أكتب رسالة إىل فلسطين الحبيبة‪...‬ماذا ستكتبين؟‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬فاطمة حسين عيل الشيخ‬ ‫ها هو ‪...‬هناك ينتظر نتيجة تحليله‪ ،‬ها هو أصبح كالفأر من بعد ما كان ذئبا‪ ،‬بل‬ ‫ثعلبا ماكرا‪ ،‬لم يترك إنسانا إال وآذاه‪ ،‬كان جبارا عنيدا واآلن ضعيفا واهنا‪ .‬ها قد أتت‬ ‫الممرضة وبدأت دقات قلبه تتسارع ويده ترتعش‪ ،‬ها هو الخبر السيئ قد ُزف إليه‪،‬‬ ‫إنه مصاب بسرطان يف الدم‪ ،‬ما إن علم بذلك حتى أغشي عليه‪.‬‬ ‫فتح عينيه بعد إغماء دام ساعة وتمتم‪ :‬ها قد بدأ العد التنازيل أليامي الباقية‪،‬‬ ‫وها قد بدأت معاناتي‪ .‬ردت زوجته ويف صوتها شيء من الشفقة‪ :‬ال تقل هذا‪ ،‬ألست‬ ‫أنت ذلك الرجل الذي يهابه الجميع؟! قال‪ :‬ال‪ ...‬ليس بعد اآلن‪ .‬أشفقت عليه تلك‬ ‫المسكينة وبدأت تبكي وتسيل دموعها‪ ،‬تذكرت أفعاله وتذكرت بطشه‪ ،‬تذكرت‬ ‫صفعاته المؤلمة التي لطالما احمرت وجنتيها بسببها‪ ،‬وتذكرت كالمه الذي كان‬ ‫يمزق قلبها‪ ،‬تذكرت دموعها التي أقرحت جفونها‪ ،‬أتعلمون ال يمر يوما دون أن‬ ‫تبكي‪ ،‬إنها دائمة الحزن وكل ذلك بسببه واآلن هي تشفق عليه! وأخيرا ها قد عادت‬ ‫إىل الواقع وها هي اآلن بين نارين نار العطف ونار االنتقام‪ ،‬إنها تشعر بشيء من‬ ‫الفرح بداخلها‪ ،‬يخبرها بأن الله انتقم لها وللناس الذين ظلمهم‪ ،‬وتشعر بمشاعر أخرى‬ ‫تحركها وهي مشاعر العطف والحنان فتقول لنفسها‪ :‬ال تشمتي‪ ،‬بل واسيه‪.‬‬ ‫مرت األيام وهو يتعالج‪ ،‬ولكن دون أي تطور يف صحته‪ ،‬بل كلما مر الوقت ساءت‬ ‫صحته وساءت نفسيته‪ ،‬وأخيرا ها هو يشعر بالندم وبدأ ضميره يأنبه‪ ،‬أنه يسترجع‬ ‫ذكرياته السيئة وأعماله الخبيثة يوما بعد يوم‪،‬‬

‫وكلما استرجع موقفا تمنى لو أنه مات قبل أن يفعله‪ ،‬ولكن بعد ماذا هذا االنكسار؟‬ ‫من بعد ماذا هذا الحزن والوهن؟ بعد ما مأل األرض بطغيانه وعصيانه‪ ،‬بعد ما قتل‬ ‫وضرب وثكل وحرم و‪...‬و‪...‬و وألف و ذنوبه ال تعد وال تحصى‪ ،‬كل من حوله قال له‬ ‫ونصحه توقف عن فعل هذا لكنه ال يفهم‪ ،‬إنه يستمتع بمنظر الحزن‪ ،‬يستمتع ويتلذذ‬ ‫بمنظر الدماء إنه يرى يف صرخة الثكىل اللواتي أثكلهن فرحة االنتصار‪ ،‬يرى فيهن‬ ‫قوته‪ ،‬إنه أخبث وأجرم مما تتوقعون‪ ،‬ال يستحق الشفقة وال الرحمة‪ ،‬أهناك شخص يف‬ ‫هذه الدنيا يقتل أخاه؟! نعم هو‪ ...‬لقد قتل أخاه‪ ،‬وعندما علمت أمه بذلك طردته‬ ‫وقالت له‪ :‬ها قد مات ابني الثاني‪ ،‬أخرج أيها السفاح القاتل‪ .‬خرج وترك والدته تغرق‬ ‫يف أحزانها وتذوب من مرارة علقمه الذي سبب لها جرحا كبيرا يف قلبها‪ ،‬خرج ولم يهتم‬ ‫لمشاعرها‪ ،‬أصال هل لديه مشاعر؟! هه ال أعتقد‪ .‬كلما تذكر تلك المواقف أخذ يبكي‬ ‫ويأنب نفسه عىل أفعالها ويتساءل هل سيسامحونه؟ هل سيعفون عنه وسيتحرر من‬ ‫سجن العذاب الذي هو فيه؟!‬ ‫طلب من زوجته أن تكلم بعض األشخاص الذين يتذكرهم ويتذكر الضرر الذي ألحقه‬ ‫بهم وتطلب منهم أن يسامحوه‪ ،‬ولكن عندما كلمتهم قال البعض‪ :‬عسى الله أن‬ ‫يشفيه والبعض قال‪ :‬ليمت ويرح الناس من ظلمه‪ .‬عندما سمع بذلك خاف ورجف وأخذ‬ ‫يف كل يوم يستغفر ويدعوا ‪ ،‬ويلوم نفسه ليال نهارا مما جعل صحته تسوء أكثر وجاء‬ ‫اليوم الذي كان يخشاه‪ .‬وهنا تنتهي حكاية الدنيا‪ ،‬الحكاية التي نستطيع أن نرويها‪،‬‬ ‫وتبدأ حكاية اآلخرة التي ال نعلم ما يحدث فيها‪ ،‬لذلك أعد دنياك آلخرتك‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫﴿ َيا َقوم إن َما َهذه ال َح َيا ُة ال ُّدن َيا َمتَاع َوإن اآلخ َر َة ه َي َدا ُر ال َق َرار * َمن َعم َل َسي َئة َف َال‬ ‫ُيجزَى إال مثل َ َها َو َمن َعم َل َصالحا من َذكَر أَو أُن َثى َو ُه َو ُمؤمن َفأُولَئ َك َيد ُخلُو َن ال َجن َة‬ ‫ُير َز ُقو َن في َها بغَير ح َساب﴾‬

‫بقلم الطالبة‪ :‬زهراء حسين عيل إبراهيم‬ ‫بين أشقاء ُك ُثر عاشت نور يف بيت حجري قديم‪ ،‬كان لها من اإلخوة ثمانية‪ ،‬وهي‬ ‫التاسعة‪ ،‬يعيشون جميعهم عىل رغيف خبز واحد‪ ،‬إذ أن والدتها امرأة بسيطة‪،‬‬ ‫تزوجت من والد نور وهي يف الرابعة عشَ ر ربيعا بينما كان هو اآلخر يبلغ من العمر‬ ‫ثالثة عقود أو أكثر‪ ،‬كان رجال فقيرا بسيطا تغذى من نفس األفكار والمعتقدات التي‬ ‫مألت رأس زوجته "الرجل هو صاحب السلطة يف المنزل"‪ ،‬لكنه تويف بعد عشر‬ ‫سنوات من زواجهما أي بعد والدة نور مباشرة‪ ،‬فنشأت نور مع والدتها و إخوتها الذي‬ ‫كان أكبرهم يبلغ من العمر التاسعة حينها‪ ،‬لم يذهب معظم إخوتها للمدرسة بطبيعة‬ ‫ُ‬ ‫والبعض اآلخر يجلس قرب المساجد‬ ‫الحال‪ ،‬فقد اعتادوا بيع المناديل يف الطرقات‬ ‫يتسول‪ ،‬أي أن كل واحد منهم يحاول أن يقتات ليومه بطريقة أو بأخرى ‪.‬‬ ‫أتمت نور السابعة ‪ ،‬لم ت ُكن فكرة ذهابها للمدرسة واردة‪ ،‬إذ أن والدتها نفسها‬ ‫أمية ال تقرأ وال تكتب‪ ،‬أما إخوتها فقد أكمل اثنان منهما االبتدائية‪ ،‬والبقية‬ ‫تعلموا الحساب وغيرها من األساسيات من الحياة والطرقات ومن األخوين اللذين‬ ‫يفخران بشهادتهما االبتدائية‪ ،‬ففي عائلة كهذه حتى القراءة تبدو إنجازا عظيما‪،‬‬ ‫لكن حين تقرأ الفتاة يبدو األمر يف قمة العار بل أنه بداية فساد وخراب‪ ،‬ولهذا‬ ‫ُدفنت طفولة نور تحت أقدام إخوتها‪ ،‬فكبرت بين جدران البيت‪ ،‬تعين أمها يف‬ ‫الطبخ أو الغسيل أو عىل األقل يف التنظيف‪ ،‬وكان الجيران يزورونهم بين الحين‬ ‫واآلخر‪ ،‬فتجلس نور مع بناتهم يتحدثن يف أمور تبدو لنور كحلم مستحيل‪ ،‬فلطالما‬ ‫أرادت نور أن تذهب إىل الحديقة أو أن تمتلك دمية وردية بشعر طويل‪ ،‬لكن أيا من‬ ‫ذلك لم يحصل بل أن جلوسها مع تلك الفتيات دائما ما كان يثير سخط إخوتها‪،‬‬ ‫يراودها حلم كبير‪ ،‬أال وهو الذهاب إىل المدرسة‪،‬‬

‫وتطلب أحيانا أخرى بهدوء‪،‬‬ ‫كانت تبكي بين الحين واآلخر عل قلب إخوتها يلين‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وأخيرا وبعد فترة وافقت أمها‪ ،‬وقررت أن تحدث أبناءها عن ذهاب نور للمدرسة وكما‬ ‫هو متوقع بدأ أكبرهم بالصراخ‪ ،‬والثاني أوشكت عروقه عىل االنفجار من فرط سخطه‪،‬‬ ‫واآلخر يشتم ويتوعد‪ ،‬لكن ذلك لم ي ُدم طويال‪ ،‬وافقوا أن تذهب نور للمدرسة مع‬ ‫شروط وعىل مضض ‪.‬‬ ‫ذهبت نور للمدرسة يف خوف من كل ما ينتظرها ولكن ال يستطيع أحد أن ينكر‬ ‫فرحتها الشديدة ‪ ،‬كانت األيام األوىل صعبة جدا عليها‪ ،‬كانت جاهلة تماما‪ ،‬ال تعرف‬ ‫الحروف وال األرقام‪ ،‬يبدو كل شيء لها صعبا‪ ،‬كانت معلماتها يشعرن بشيء من‬ ‫التعاطف تجاهها‪ ،‬فقد حاولن أن يساعدنها قدر اإلمكان لكن ما اتضح الحقا أن تلك لم‬ ‫تكن البداية فحسب بل أن نور كانت تعاني من عسر يف القراءة‪ ،‬بدت مهارة التحدث‬ ‫صعبة عليها خاصة حين يكون األمر أمام المأل‪ ،‬بل أنها غالبا ما تحذف حروفا أو ُتتَأتئ‬ ‫يف كثير من األحيان وهذا ما يطلق عليه الديسلكسيا‪ ،‬مما جعلها محل سخرية يف‬ ‫المدرسة‪ ،‬أما أمها فقد أحست بأنها اتخذت قرارا خاطئا حين أدخلتها المدرسة بل أنها‬ ‫صوتا داخلها كان يقول ‪ :‬أن بنتا غبية ما كانت تستحق العناء‪ ،‬و لو نظرنا لحقيقة‬ ‫األمر فالديسلكسيا ليست غباء إنما صعوبة تعلم فقط‪ ،‬بل ربما يمتلك المصابون بها‬ ‫ذكاء أكثر من غيرهم‪ ،‬لكن الجهل بها يصعب األمور كثيرا‪.‬‬ ‫كانت نور فتاة ذكية فقد كفاها اهتمام معلماتها ووعيهم لتجتاز االبتدائية بتفوق‪،‬‬ ‫ثم ذهبت لإلعدادية بعد مواجهة إخوتها واتخاذ قرارها بنفسها‪ ،‬أصبحت نور مراهقة‬ ‫مهووسة بالعلم وبالفيزياء خاصة‪ ،‬وبالرغم من معانتها مع القراءة إال وأنها كانت تُدخل‬ ‫الكتب سرا لمنزلها لتقرأ دون علم إخوتها‪ ،‬بدأت تبحث يف اإلنترنت من خالل كومبيوتر‬ ‫المدرسة موضوعات لتطوير ذاتها‪ ،‬يف الوقت ذاته خرج إخوتها األكبر سنا من حياتهم‬ ‫واختاروا ألنفسهم طريقا مستقال واضعين والدتهم يف غياهب النسيان‪ ،‬فبدأت نور‬ ‫تطبخ بمساعدة والدتها و يبعن عىل الجيران حتى عال صيتهما‪،‬‬

‫وشيئا فشيئا اشتهرتا ورزقهما الله من واسع فضله‪ ،‬ولم تهمل نور دراستها أبدا‪،‬‬ ‫ثابرت وواصلت وكافحت إىل أن حصلت عىل عدة جوائز نظير درجاتها المرتفعة يف‬ ‫االمتحانات الدولية‪ ،‬ثم بدأت رحلتها يف الثانوية‪ ،‬حيث تحسنت قراءتها كثيرا حتى أن‬ ‫تأتأتها لم تعد ملحوظة‪ ،‬وأصبح لها صديقات يشاركنها حب العلوم والفيزياء‪ .‬وصرن‬ ‫يشاركن سوية يف المسابقات‪ ،‬ودائما ما يحصدن المراكز األوىل‪.‬‬ ‫أصبحت لنور شخصية قوية وملهمة‪ ،‬فاستمدت والدتها منها القوة وحثتها نور أن‬ ‫تتعلم القراءة والكتابة‪.‬‬ ‫تخرجت نور بتفوق مع مرتبة الشرف األوىل وكانت تلك الفرحة األكبر يف حياتها‬ ‫وحياة والدتها‪ ،‬وحصلت عىل بعثة يف إحدى الدول األجنبية‪ .‬سافرت واصطحبت معها‬ ‫والدتها‪ ،‬عاشتا هناك بعيدا عن كل ما يلوث حياتهما‪ ،‬تاركين الماضي وبدأن حياتهن‬ ‫مرة أخرى‪.‬‬ ‫نور أصبحت متحدثة تحفيزية‪ ،‬وامرأة مستقلة قوية‪ ،‬هزمت الديسلكسيا وصارت‬ ‫شريكة يف إحدى الشركات العالمية الكبرى‪ ،‬هي فتاة بنت من معوقات الحياة سلم‬ ‫نجاح فارتقت ووصلت‪.‬‬