"ال ،ال أعلم ،إنما تبدو أثرية" "إنھا منذ ست مائة سنة قبل الميالد .سلوان ،حدثني عن نفسك أكثر، فأنا لم أسمع منك سوى أشياء تكاد أن تكون قصاصات ورقية من كثير أوراقك" "ماذا تريدين أن تسمعي يا غراتسيا؟ أنا عربي من الع رب ال ذين ل م يبقى منھم غير سمرتھم ،الذين جعلوا من حقول زيتونھم ثكنات ع سكر غربية ،أنا م ن الع رب ال ذين تطبع وا وتم دنوا حت ى أنھ م أوش كوا عل ى الموت واالحتضار ،فقد سكن أنف سھم الع دم والالمب االة .ل م ي أتي ال دود ف
ي ثمارن
ا م
ن س
حابة وال م
ن ھ
واء قريتن
ا ،ب
ل م
ن ج
وف ش
جرة المشمش والدراق في بستاننا ،أفرغت داخلھ ا ،افترس ته وفتح ت أب واب القلعة على مصراعيه ودخلت قبائل البربر حت ى ل م يع د لن ا ف ي ديارن ا باع وال ذراع ،أجھضت المرأة ،قتل الجنين وأعدمت ب راعم األش جار. أنا من العرب يا غراتسيا الذين أبدعوا في الفسيفساء ولم يعلموا بالطين تحتھا ،لم يروا غير لمعانھا وبري ق حجارتھ ا حت ى تغلغ ل الوب اء وقت ل كل خاليا المناعة ُ وشرب الدم ...ومازالت الوحوش مجتمعة على ج سد أمي .أنا من القرية يا غرات سيا الت ي ل م يبق ى منھ ا إال أش باه الن اس ،ل م أرى سوى وجوھھم الميت ة ول م أق رأ ع نھم ف ي تاريخن ا ،ال ب ل وج دت أس
مائھم ف
ي س
جالت الغ
رب ال
شرفية .رأي
ت عراف
ة القري
ة م
رة ي
ا غراتسيا وسألتھا عن الشباب ،فقالت" :لقد حزموا كل أحالمھم وأبحروا نحو الغرب" لم أكن وحدي ھناك ،ك ان الف راغ ون ساء القري ة ،ي رجعن م
ع الغ
روب م
ن االحتط
اب م
ن الجب
ل لف
راش أزواجھ
ن ،فق
د حول
ت الرجال نسائھا حطبا ً يابسا ً مثل الذي على أكتافھن ،فترقد المرأة بجانب ١٣٤