29/11/14 10:06
عدن الغد | طباعةعندما قالت بريطانيا … .وداعا ً يا عدن
عندما قالت بريطانيا … .وداعا ً يا عدن السبت 29نوفمبر 12:55 2014صباحا ً
عبداهلل ناصر بجنف عدن األمس واليوم والغد مدينة امتزجت بنفحات التاريخ وسطرت مالمح البطولة واإلبداع .عدن الصامدة والتي عاشت املجد والركود ولحظات الفرح والحزن وتراكمت في احشاءها كل املعاناة .عدن التي تلقت الضربات املوجعة واملؤملة ومازالت ,تارة تنهض من تحت األطالل وتارة تبقى مدفونة في األعماق .عدن تميزت عن غيرها بأهلها الطيبني والصامدين في مواجهة العواصف واملحن .عدن لوحة أبدية ترسم أبجديات التعايش واملحبة والسالم. عندما خرجت بريطانيا من عدن في ال ٣٠من نوفمبر ١٩٦٧كان عمري خمسة اعوام وكنا نعيش في بلوك ٢٤في املنصورة هذه املنطقة الهامة والتي شهدت نشاط حيوي للخاليا الفدائية مع جارتها منطقة القاهرة والشيخ عثمان وقد انخرط أخي األكبر وهو في عز الشباب في العمل الفدائي وبعد املواجهات الدامية بني جبهتي التحرير والقومية وتحت ضغط األسرة انسحب منه مبكرا وخاصة وان الثورة بدأت تأكل أبنائها مبكرا وبعد تحقيق االستقالل برزت مرحلة جديدة ادت الى تصفية مناضلو األمس جسديا ونفسيا حيث تم اقصاء الرئيس قحطان محمد الشعبي من الحكم في يونيو عام ١٩٦٩وتم إيداعه السجن ومن السجن الى القبر في عام ١٩٨١وحسب كتاب اليمن كلمة السر املنسية في العلم العربي الصادر باللغة اإلسبانية فان أول حكومة شكلها قحطان ضمت في عضويتها كفاءات علمية وعملية ولكنها لم تدم بسبب الصراعات ذات الصبغة القبلية واملناطقية والتهور الثوري مبكرا وبعدها تسارعت األحداث تلتها مسيرة التصفية بني اإلطاح ُة به في مؤامرة مدبرة مسبقا وتم إعدامه بطريقة غامضة في ٢٦يونيو الرفاق من ضحاياها الرئيس سالم ربيع علي والذي تم َ ١٩٧٨وبدون محاكمة علنية وتعددت التسميات األيديولوجية من اليمني الى اليمني االنتهازي ومن اليسار الى اليسار االنتهازي وخاتمتها تسمية الطغمة والزمرة حتى جفت حبر كل هذه التسميات واملسلسل تواصل حتى وصل الى قمته في مجازر ١٣يناير ١٩٨٦والتي مثلث الضربة القاضية والقاسية للبنية التحتية اﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﹰ وبشريا لدولة جمهورية اليمن الديمقراطية والتي كانت تشهد تحوالت اقتصادية واجتماعية وثقافية وتربوية بايجابياتها وسلبياتها وطبيعة اإلنسان ال يمكن أن يحظى أي نظام برضاء الجميع . أساليب التصفية الجسدية بني رفاق األمس تركت اثارها السلبية في عمق األجيال التي عاصرت أحداثها وكذلك األجيال الالحقة وشكلت صدمة كبيرة في وجدان كل اليمنيني والعرب واالصدقاء وقد خاطب قائد الثورة الكوبية فيديل كاسترو قادة اليمن الديمقراطية قائال ملاذا تتقاتلون بينكم ايها الرفاق؟ ولم يتلقى رد مقنع وقد دب الصمت والحيرة والحسرة واالستغراب على وجوه الرفاق. بعد كل هذه املآسي بقت الساحة خالية وحل محلهم قيادات من الصف الثالث والرابع واألخير الن الثورة قد تمكنت من التهام أغلب ابنائها بغمضة عني. في الساحات اليمكن ان نختصر القضايا العادلة للشعوب برفع االعالم والشعارات البراقة وصور من يسمون انفسهم بالقيادات التاريخية وغير التاريخية والزعامات القديمة والحديثة فاغلبهم اثبتوا فشلهم واخطاءاتهم جسيمة وماضيهم غير ناصع هي التي ستقود الشعب في ضياع قضاياه العادلة واألجدر بهم اعتزال السياسة ورفع أيديهم عنهم وترك القيادة لألجيال الجديدة املتسلحة بالعلم واملعرفة وذوي العقول النظيفة . وعن الساحات في عدن نرى في الصحافة اليمنية والعربية والعاملية مظاهر غير حضارية وخاصة انتشار مضغ القات وحبذا لو Página 1 de 2
http://adenalghad.net/printpost/135750/