المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل، العلوم الإنسانية والإدارية، المجلد 21، العدد 1

Page 1


‫المجلـة العلميـة‬ ‫لجامعة امللك فيصل‬ ‫(العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬ ‫مجلة علمية محكمة‬

‫المجلد ‪ - 21‬العدد ‪1‬‬ ‫‪1441( 2020‬هـ)‬ ‫املجلة متوفرة على املوقع‬

‫‪www.kfu.edu.sa/ar/departments/sjournal/Pages/Home.aspx‬‬

‫‪1‬‬


2


1


4


‫جميع األبحاث العلمية املنشورة في هذا العدد محكمة‬

‫جميع حقوق الطبع والنشرمحفوظة‪ .‬وال يسمح بإعادة طبع أو نشرأي جزء من املجلة أو نسخه بأي شكل‬ ‫وبأي وسيلة كانت إلكتـرونية أو آلية بما في ذلك التصويـروالتسجيل واإلدخال في أي نظام حفظ معلومات‬ ‫أو اسـتعادتها بدون الحصول على موافقة كتابية من رئيس هيئة التحريـر‪.‬‬ ‫اآلراء املضمنة في كتابات هذه املجلة تعبـرعن وجهات نظركتابها وال تعبـربالضرورة عن وجهة نظراملجلة‬ ‫العلمية لجامعة امللك فيصل‪.‬‬

‫‪1‬‬


6


‫هيـئــة الـتـحـريـرالرئيسة‬ ‫رئيس هيئة التحريـر‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬غازي بن فيصل بسيوني‬ ‫األعـضاء‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬شـاربن سعــد الشـهــري‬

‫هيئة التحريـرالفرعية‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬هدى بنت دليجان الدليجان‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عبداملحسن بن حسين العرفج‬ ‫د‪ .‬أح ـمــد عبــدالف ـت ــاح الــزك ــي‬ ‫د‪ .‬مح ـمــد بن أح ـمــد الـدوغ ــان‬ ‫د‪ .‬أح ـمــد مـص ـط ـفــى حــلي ـمـة‬ ‫د‪ .‬الحبيب كشيدة الدرويش‬ ‫د‪ .‬خليل إبراهيم الحويجي‬ ‫د‪ .‬يحضيه محمد فاضل سماللي‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل‪:‬‬ ‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل مجلة علمية محكمة‬ ‫نصــف ســنوية تحــت إشـراف املجلــس العلمــي للجامعــة‪ .‬بــدأ‬ ‫صدورهــا فــي عــام ‪1420‬ه ـ (‪2000‬م)‪ .‬وهــي تصــدر ً‬ ‫تباعــا‬ ‫فــي إصداري ــن متخصصي ــن‪ :‬إصــدار العلــوم اإلنســانية‬ ‫واإلدارية‪ ،‬وهو مســجل في قاعدة بيانات معامل التصنيف‬ ‫العربــي‪ ،‬وإصــدارالعلــوم األساســية والتطبيقيــة‪ ،‬يصــدرفــي‬ ‫يونيــو وديسمب ــر وهــو مفهــرس فــي قواعــد النشــر العامليــة‬ ‫كابــي (‪ )CABI‬وســكوبس (‪.)SCOPUS‬‬ ‫الهــدف ومجــاالت البحــوث‪:‬‬ ‫تهــدف املجلــة إلــى إتاحــة الفرصــة للباحثي ــن لنشــر‬ ‫بحوثهــم املبتكــرة‪ ،‬الدراســات االســتعراضية (املرجعيــة)‪،‬‬ ‫عــرض الكتــب‪ ،‬خطابــات املحــرر واالســتكتاب (فــي‬ ‫مواضيــع محــددة) فــي إصداري ــن متخصصي ــن همــا‬ ‫إصــدار العلــوم األساســية والتطبيقيــة وإصــدار العلــوم‬ ‫اإلنســانية واإلداريــة‪.‬‬ ‫عنوان املراسلة‬

‫التدقيق اللغوي‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬عادل مصطفى أبو سالمة‬ ‫د‪ .‬علي خليفة عبداللطيف‬ ‫د‪ .‬عبدالرحيم فتحي إسماعيل‬

‫رئيس هيئة التحريـر‬ ‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل‬ ‫ص‪.‬ب ‪ 400‬األحساء ‪31982‬‬ ‫اململكة العربية السعودية‬ ‫تليفون ‪ 5895237 :‬أو ‪966 )13( 5895238‬‬

‫الفريق الـفـنـي‬ ‫فـاضل بن محمـد العـامر‬ ‫إبـراهيم بن جواد العبدهللا‬ ‫صالح بن عبدالعزيزاملحيميد‬

‫فـاكـس ‪966 )13( 5896129 :‬‬ ‫‪E.Mail : scijkfu@kfu.edu.sa‬‬

‫رقم اإليداع‪2303/18 :‬‬

‫سكرتارية‬ ‫حسيـن بن معتوق الهدلق‬

‫الرقم الدولي المعياري‪ :‬ردمد ‪1319 – 6944 : ISSN‬‬

‫مطبعة جامعة امللك فيصل ‪-‬األحساء‬

‫‪1‬‬


8


‫إرشادات أساسية للباحثيـن‪:‬‬ ‫ تكتب البحوث باللغة اإلنجليزية أو العربية‪ .‬يـرفق‬‫عنوان البحث وملخصه باللغة العربية للبحوث املكتوبة‬ ‫باللغة اإلنجليزية وعنوان البحث وملخصه باللغة‬ ‫اإلنجليزية للبحوث املكتوبة باللغة العربية على أن تكون‬ ‫تـرجمة امللخص إلى اللغة اإلنجليزية صحيحة ومتخصصة‬ ‫ولن تقبل التـرجمة الحرفية للنصوص عن طريق مواقع‬ ‫التـرجمة على اإلنتـرنت‪.‬‬ ‫ ال تقبل البحوث التي تـنطوي على أعمال دعائية أو التي‬‫ال تتبع األسلوب العلمي أو التي تتـناول مواقف شخصية‬ ‫غيـرمقبولة قانونا‪.‬‬ ‫ تعبـر املواد املقدمة للنشر باملجلة عن آراء ونتائج‬‫واستـنتاجات مؤلفيها فقط‪.‬‬ ‫ ال تـنشراملواد إال بعد التحكيم وقبولها للنشر‪.‬‬‫ الباحث مسؤول بالكامل عن صحة النقل من املراجع‬‫املستخدمة كما أن هيئة تحريـر املجلة غيـر مسؤولة عن‬ ‫أية سرقة علمية تتم في هذه البحوث‪.‬‬ ‫مسارالبحث املقدم للمجلة‪:‬‬ ‫ عند إرسال بحث للمجلة يقوم الباحث بتعبئة نموذج‬‫اإلقرار املرسل له من املجلة والذي يق�ضي بمسؤوليته‬ ‫عن املحتوى العلمي‪ ،‬وبأن البحث أصلي ولم يسبق نشره‪.‬‬ ‫ تتم مراجعة مطابقة البحث للقواعد املذكورة فيما بعد‬‫وتحديد الحاجة ألي تعديالت أساسية‪.‬‬ ‫ يتم تقديـر نسبة االقتباس املخالف لقوانيـن امللكية‬‫الفكرية ببـرنامج ‪.Ithenticate‬‬ ‫ يخطر مقدم البحث بتلك املالحظات لتعديل ما يلزم ثم‬‫ً‬ ‫إعادة إرسال البحث للمجلة الستالمه رسميا‪.‬‬ ‫ تـنظر هيئة التحريـر في صالحية البحوث ومطابقتها‬‫ألهداف النشر باملجلة‪ ،‬حيث إن املواد املقدمة للنشر‬ ‫يجب أال يكون قد سبق نشرها أو تقديمها للنشر إلى جهة‬ ‫أخرى‪ .‬وفى حال مطابقتها يتم اختيار محكميـن اثنيـن‬ ‫إلرسال البحث لهما‪ .‬وتتبع املجلة سياسة التحكيم املزدوج‬ ‫مجهول الهوية‪ ،‬وعدم تضارب املصالـح‪.‬‬ ‫ في حالة تعارض قرارات املحكميـن يتم توجيه البحث‬‫ملحكم ثالث مرجح ألحد الرأييـن لقبول أو رفض النشر‪.‬‬ ‫ يـرسل قراراملحكميـن النهائي للباحث ويكون القرارإما‪:‬‬‫ •قبول البحث بدون تعديالت‪.‬‬ ‫ •قبول البحث بعد تعديالت طفيفة‪.‬‬ ‫ •طلب تعديالت أساسية وإعادة عرضه على املحكم‪/‬‬ ‫املحكميـن‪.‬‬

‫ •رفض البحث‪.‬‬ ‫ بعــد اســتيفاء الباحــث للمطلــوب يعــاد البحــث مرفقــا‬‫بقائمــة بمــا تــم أو لــم يتــم تعديلــه ومب ــررات عــدم التعديــل‪.‬‬ ‫ ي ــرسل البحــث لهيئــة التحري ــر للتأكــد مــن ت ــنفيذ كل‬‫مالحظــات املحكمي ــن والنظــر فــي قبــول مالحظــات الباحــث‬ ‫علــى عــدم ت ــنفيذ بعــض املالحظــات‪ .‬يمكــن لهيئــة التحري ــر‬ ‫إضافــة تعديــات علــى البحــث لــم ت ــرد فــي تقاري ــراملحكمي ــن‬ ‫إضافــة إلــى تعديــات التدقيــق اللغــوي علــى البحــث بموافقــة‬ ‫الباحــث‪.‬‬ ‫ بعــد قيــام الباحــث بجميــع املتطلبــات الســابقة ‪ ،‬ي ــرسل‬‫إليــه البحــث فــي صورتــه النهائيــة قبــل النشــرألخــذ موافقتــه‬ ‫عليــه‪ .‬ومــن ثــم يتــم إرســال خطــاب قبــول البحــث للنشــر‪.‬‬ ‫ عقــب قبــول النشــر‪ ،‬ال يســمح بنشــر املــادة بالشــكل‬‫نفســه بــأي لغــة فــي أي جهــة أخــرى إال بتصريــح كتابــي مــن‬ ‫رئيــس هيئــة التحري ــر‪.‬‬ ‫ يتــم نشــرأعــداد املجلــة إلكت ــرونيا علــى شــبكة املعلومــات‬‫ويعقب ذلك نشــرها مطبوعة ورقيا‪.‬‬ ‫ يمكــن االطــاع علــى أعــداد املجلــة إلكت ــرونيا مــن خــال‬‫موقعهــا‪:‬‬ ‫‪http://www.kfu.edu.sa/ar/departments/‬‬ ‫‪sjournal/pages/home.aspx‬‬

‫قواعد الكتابة‪ :‬‬ ‫​​الصفحات‪ :‬‬ ‫ •ال يزيــد عــدد صفحات‪ ‬بحــوث العلــوم اإلنســانية‬ ‫واإلداريــة عــن ‪ 30‬صفحــة‪ .‬وال يزيــد عــن ‪ 20‬صفحــة‬ ‫لبحــوث العلــوم األساســية والتطبيقيــة‪ .‬وفــي حالــة‬ ‫الدراســات املرجعيــة (وهــي التــي تلخــص معلومــات واردة‬ ‫فــي أعمــال أخــرى وال تشــمل عمــا بحثيــا جديــدا قــام بــه‬ ‫الباحــث) ال يزيــد عــدد صفحاتهــا عــن ‪ 40‬صفحــة وال‬ ‫ً‬ ‫يقــل عــدد مراجعهــا عــن ‪ 50‬مرجعــا‪.‬‬ ‫ •يكون مقاس الصفحة‪ ،A4 ‬الهوامش ‪ 2.5‬سم من‬ ‫جميع الجهات‪ ،‬املسافة بيـن األسطر مسافة ونصف‬ ‫بخط الكتابة‪ )Times New Roman 12( ‬للغة‬ ‫اإلنجليزية‪ ،‬ومسافة ونصف بخط‪Simplified( ‬‬ ‫‪ )Arabic 14‬لألبحاث باللغة العربية‪( .‬ويسري‬ ‫ذلك على اآليات القرآنية الكريمة واألحاديث‬ ‫النبوية الشريفة وكل العبارات الواردة مثل (صلى‬ ‫هللا عليه وسلم) و (ر�ضي هللا عنه) ونحو ذلك‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫يتكون البحث من الفقرات اآلتية‪:‬‬ ‫العنــوان – بيانــات الباحــث ‪ /‬الباحثي ــن – امللخــص بلغــة‬ ‫البحــث – الكلمــات املفتاحيــة بلغــة البحــث – املقدمــة –‬ ‫املــواد وطــرق العمــل – النتائــج واملناقشــة – شــكر و تقدي ــر‬ ‫(إن لــزم) – املراجــع – العنــوان باللغــة الثانيــة ‪ -‬بيانــات‬ ‫الباحثي ــن باللغــة الثانيــة ‪ -‬ملخــص البحــث باللغــة الثانيــة‬ ‫– الكلمــات املفتاحيــة باللغــة الثانيــة‪.‬‬ ‫ ال يزيــد عــدد مســتويات الخطــوط للعناوي ــن األساســية‬‫والفرعيــة عــن ثالثــة‪.‬‬ ‫عنوان البحث‪:‬‬ ‫ •يكتب العنوان باللغتيـن العربية واإلنجليزية‪.‬‬ ‫ •يجــب أن يكــون العنــوان مختص ـرا قــدر اإلمــكان ويعب ــر‬ ‫عــن هــدف البحــث بوضــوح ويفضــل أن يكــون فــي حــدود‬ ‫‪ 12‬إلــى ‪ 15‬كلمــة‪ .‬ويجــب أال يكــون العنــوان عامــا بدرجــة‬ ‫ال يمكــن معهــا تحديــد هويــة البحــث‪.‬‬ ‫ •يلــي العنــوان اســم املؤلــف (املؤلفي ــن) وجهــة عمــل‬ ‫املؤلــف (املؤلفي ــن) باللغتي ــن العربيــة واإلنجليزيــة‪ ،‬مــع‬ ‫ذكــر بيانــات القســم العلمــي الــذي ي ــنتمي إليــه الباحــث‬ ‫وتميي ــز الباحــث املراســل‪.‬‬ ‫امللخص‪:‬‬ ‫يكتــب امللخــص باللغتي ــن العربيــة واإلنجليزيــة ويجــب‬ ‫ً‬ ‫أن يكــون موج ـزا ومحتويــا علــى العناصــر التاليــة‪ :‬تقديــم‬ ‫وأهميــة البحــث‪ ،‬أهــداف البحــث‪ ،‬طــرق اإلج ـراء (اآلليــات)‬ ‫وأهــم النتائــج‪ ،‬والتوصيــات إن وجــدت وال يزيــد عــدد كلماتــه‬ ‫عــن ‪ 250‬كلمــة‪.‬‬ ‫ •وفــي حالــة اســتعمال مقيــاس أو اســتبانة علميــة يجــب‬ ‫ذكــر حجــم العي ــنة وذكــر أن االســتبانة أو املقيــاس قــد‬ ‫خضــع للتقييــم العلمــي وإج ـراءات الصــدق والثبــات‬ ‫قبــل اســتخدامه فــي الدراســة‪.‬‬ ‫الكلمات املفتاحية‪:‬‬ ‫تكتــب ســت كلمــات مفتاحيــة باللغتيــن العربيــة واإلنجليزيــة‬ ‫ًّ‬ ‫هجائيا (كل‬ ‫تلخــص مجــاالت اهتمــام البحــث‪ ،‬وتكــون مرتبــة‬ ‫واحــدة حســب لغتهــا) كل فــي موضعــه‪ً ،‬‬ ‫وفقــا للغــة البحــث‪،‬‬ ‫ويجــب أال يكــون قــد ســبق ذكرهــا فــي العنــوان‪.‬‬ ‫املقدمة‪:‬‬ ‫ •يجــب أن تشــتمل علــى ملخــص علمــي ألهميــة وتطــور‬ ‫موضــوع البحــث وت ــنتهي بتحديــد الهــدف مــن إجرائــه‪.‬‬ ‫ •فــي حالــة البحــوث املســتلة مــن رســائل أو املســتخلصة‬ ‫منهــا (يجــب النــص علــى ذلــك)‪.‬‬ ‫ •تكتــب املراجــع داخــل املت ــن إذا كانــت فــي بدايــة الجملــة‬ ‫بكتابــة اســم عائلــة الباحث‪/‬الباحثي ــن يليهــا تاريــخ‬

‫‪10‬‬

‫النشــر بي ــن قوسي ــن‪ ،‬فــي حالــة كــون املرجــع ألكث ــر مــن‬ ‫باحثيـن يكتب اسم عائلة الباحث األول متبوعا بكلمة‬ ‫(وآخــرون) ثــم تاريــخ النشــر بي ــن قوسي ــن‪ .‬أمــا فــي حالــة‬ ‫كتابــة املرجــع فــي نهايــة الجملة‪ ‬فيكتــب بي ــن قوسي ــن‬ ‫كتابــة اســم عائلــة الباحث‪/‬الباحثي ــن‪ ،‬اســم عائلــة‬ ‫الباحــث األول وكلمــة (وآخــرون) إذا كان البحــث ألكث ــر‬ ‫مــن باحــث واحــد‪ ،‬يعقــب ذلــك كتابــة تاريــخ النشــر‪.‬‬ ‫املواد وطرق العمل‪:‬‬ ‫يجــب أن تحتــوي علــى تفاصيــل طريقــة إج ـراء البحــث‬ ‫والتحاليــل اإلحصائيــة واملراجــع املســتخدمة لهمــا‪.‬‬ ‫النتائج واملناقشة‪:‬‬ ‫يمكــن كتابــة النتائــج واملناقشــة تحــت عنــوان واحــد أوتحــت‬ ‫عنواني ــن منفصلي ــن‪ .‬فــي حالــة البيانــات املجدولــة توضــع‬ ‫الجــداول واألشــكال داخــل املت ــن فــي أول موقــع متــاح عقــب‬ ‫ذكرها بـرقمها في املتـن‪ .‬ويستحب عدم إعادة كتابة األرقام‬ ‫املذكــورة بالجــداول ويفضــل اإلشــارة إلــى وجودهــا بالجــدول‬ ‫أو الشــكل وت ــناقش النتائــج بالتفصيــل باالســتعانة باملراجــع‬ ‫ذات الصلــة بالبحــث‪.‬‬ ‫شــكروتقدي ــر‪( :‬حسب الحاجــة) ملمولــي البحــث أو ملــن قــدم‬ ‫مجهــودا خاصــا إلنجــازالبحــث وليــس مــن املؤلفي ــن‪.‬‬ ‫قائمة املراجع‪:‬‬ ‫ •تكتــب قائمــة املراجــع املســتخدمة فــي البحــث مرتبــة‬ ‫هجائيــا حســب النمــط املوضــح بعــد اســم العائلــة‬ ‫للباحــث األول‪ .‬وفــي حالــة وجــود أبحــاث بلغتي ــن تبــدأ‬ ‫القائمــة باألبحــاث املكتوبــة بلغــة البحــث ثــم يليهــا تلــك‬ ‫املكتوبــة بلغــة أخــرى‪.‬‬ ‫ •تضــم كل املراجــع فــي قائمــة واحــدة بغــض النظــر عــن‬ ‫طبيعــة املرجــع‪ ،‬وال يســتخدم الت ــرقيم التسلســلي أو‬ ‫التعــدد النقطــي وال يذكــر تاريــخ وفــاة املصنفي ــن‪ ،‬وال‬ ‫تســتخدم فــي بيانــات املراجــع أي مصطلحــات توضيحيــة‬ ‫مثــل كلمــة (الناشــر‪ ):‬أو كلمــة (بلــد النشــر‪ ،):‬ويوضــع‬ ‫تاريــخ النشــر بي ــن نقطتي ــن كمــا هــو موضــح فــي أمثلــة‬ ‫كتابــة املراجــع‪.‬‬ ‫ •املراجــع املأخــوذة مــن شــبكة املعلومــات يلــزم فيهــا كتابــة‬ ‫العنــوان التفصيلــي الــذي يفتــح الصفحــة الخاصــة‬ ‫باملرجــع مباشــرة وليســت الصفحــة العامــة للموقــع‪ ،‬مــع‬ ‫اإلشــارة إلــى اســم الكاتــب واســم املوضــوع وكتابــة تاريــخ‬ ‫است ــرجاع املعلومــات‪.‬‬ ‫ •ال تســتخدم األق ـراص املدمجــة ونحوهــا كمراجــع إال‬ ‫إذا كان لهــا رقــم إيــداع (ويذكــر رقــم اإليــداع فــي بيانــات‬ ‫املرجــع)‪.‬‬


‫ ‬

‫ ‬

‫•يبــدأ كل مرجــع باســم العائلــة متبوعــا بالحــرف األول‬ ‫لالســم األول ثــم الحــرف األول لالســم األوســط‬ ‫(للمراجــع باللغــة اإلنجليزيــة) أو اســم العائلــة متبوعــا‬ ‫باالســم األول ثــم األوســط (للمراجــع باللغــة العربيــة) ثــم‬ ‫تكتــب أســماء الباحثي ــن املشاركي ــن بالطريقــة نفســها‪.‬‬ ‫البحــوث املنشــورة لنفــس الباحث‪/‬الباحثي ــن فــي الســنة‬ ‫نفســها ت ــرتب بكتابــة األحرف‪ c ,b ,a ‬إلــخ‪ ...‬بعــد كتابــة‬ ‫التاريــخ مثــال ذلــك (‪.)2012a ,2012b,2012c‬‬ ‫•(ال يتــم اســتخدام كلمــة (وآخــرون) أو‪ )et al.,( ‬فــي‬ ‫قائمــة املراجــع)‪:‬‬

‫وي ــرجع للتفصيــل اآلتــي فــي نمــط كتابــة أنــواع املراجــع‬ ‫املختلفــة‪:‬‬ ‫أمثلة لكتابة قائمة املراجع باللغة العربية‪:‬‬ ‫الشبكة العنكبوتية (اإلنتـرنت)‪:‬‬ ‫مثــال ‪ :‬األحمــدي‪ ،‬نرجــس‪2008 .‬م‪ .‬بي ــن الواقــع والخيــال‪.‬‬ ‫تاريــخ االست ــرجاع‪2014-27-7 :‬م‪ .‬نشــر بموقــع‪:‬‬

‫‪<http://www.siironline.org/alabwab‬‬ ‫​‪maqalat&mohaderat(12)/1146.htm>.‬‬

‫الدوريات‪:‬‬ ‫الحربــي‪ ،‬نايــف محمــد‪ ،‬وزه ـران‪ ،‬نيفي ــن محمــد‪1431 .‬هــ‪.‬‬ ‫فاعليــة الــذات وعالقتهــا بوجهــة الضبــط فــي ضــوء عــدد‬ ‫مــن املتغي ـرات لــدى عي ــنة مــن طالبــات كليــة الت ــربية‬ ‫للبنــات باملدي ــنة املنــورة‪ .‬املجلــة العلميــة لجامعــة امللــك‬ ‫فيصــل‪ ،‬إصــدار العلــوم اإلنســانية واإلداريــة‪ ،‬املجلــد‬ ‫الحــادي عشــر‪ ،‬العــدد الثانــي‪ ،‬ص ص ‪.380 -321‬‬ ‫الكتب‪:‬‬ ‫الغزالــي‪ ،‬محمــد‪1403 .‬هــ‪ .‬خلــق املســلم‪ .‬الطبعــة الرابعــة‪،‬‬ ‫دار القلــم‪ ،‬بي ــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫التـرجمة‪:‬‬ ‫لي ــنداور‪ ،‬مارت ــن‪ .‬ت ــرجمة‪ :‬عبــد الحميــد‪ ،‬شــاكر‪1996 .‬م‪.‬‬ ‫الدراســة النفســية لــأدب‪ .‬الهيئــة العامــة لقصــور‬ ‫الثقافــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مصــر‪.‬‬ ‫رسائل املاجستيـروالدكتوراه‪:‬‬ ‫اللهيبــي‪ ،‬أحمــد‪1995 .‬م‪ .‬وجهــة الضبــط ومفهــوم الــذات‬ ‫لــدى املدخني ــن وغي ــر املدخني ــن‪ .‬رســالة ماجستي ــر‪.‬‬ ‫كليــة الت ــربية‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬اململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية‪.‬‬ ‫أمثلــة لكتابــة قائمــة املراجــع باللغــة اإلنجليزيــة (ال يتــم‬ ‫اســتخدام كلمــة وآخــرون‪ et al .‬فــي قائمــة املراجــع)‪:‬‬

‫الشبكة العنكبوتية(اإلنتـرنت)‪ :‬‬

‫‪Fonseco, M. 2013. Most common reason‬‬ ‫‪for Journal rejections. Retrieved on 12‬‬‫‪12-2013 from: http://www.editage.com/‬‬ ‫‪insights/most-common-reasons-for‬‬‫‪journal-rejections.‬‬

‫الدوريات‪:‬‬

‫‪Basiouni, G.F., Khalid, M., and Haresign,‬‬ ‫‪W. 1996. Effect of bovine follicular fluid‬‬ ‫‪treatment and progesterone priming‬‬ ‫‪on luteal function in GnRH-treated‬‬ ‫‪seasonally anoestrous ewes. Animal‬‬ ‫‪Science. 62(3): 443-450.‬‬

‫املؤتمرات والندوات وورش العمل‪:‬‬

‫‪Barano, J.L.S., and Hammond, J.M. 1985.‬‬ ‫‪Studies of action of FSH or progesterone‬‬ ‫‪secretion by immature granulosa cells‬‬ ‫‪maintained in serum-free conditions.‬‬ ‫‪p. 345-350. In: Toft, D.O., and Ryan,‬‬ ‫‪R.J. (Eds.) Proceedings 5th Ovarian‬‬ ‫‪Workshop, Dec. 5th 1985. Champaign,‬‬ ‫‪IL-USA.‬‬

‫امللخصات في املؤتمرات والندوات‪:‬‬

‫‪Campbell, B.K., Scaramuzzi, R.J., and‬‬ ‫‪Webb, R. 1993. IGF-1 stimulates‬‬ ‫‪oestradiol production in sheep, both in‬‬ ‫‪vitro and in vivo. J. Reprod. Fert., Abstr.,‬‬ ‫‪series number 12. Abstr. No 23. ‬‬

‫الكتب‪:‬‬

‫‪Haresign, W. 1983. Sheep Production.‬‬ ‫‪Butterworths, London. ‬‬

‫فصل في كتاب‪:‬‬

‫‪Haresign, W., McLeod, B.J., and Webster,‬‬ ‫‪G.M. 1983. Endocrine control of‬‬ ‫‪reproduction in the ewe. p.353-379. In:‬‬ ‫‪Haresign, W. (Ed.) Sheep Production.‬‬ ‫‪Butterworths, London ‬‬

‫رسائل املاجستيـروالدكتوراه‪:‬‬

‫‪Al-Shihry, S.S. 1993. Optically active‬‬ ‫‪photochromic fulgides. PhD Thesis.‬‬ ‫‪University of Wales, Cardiff, UK.‬‬

‫الجداول‪ :‬‬ ‫يكتــب رقــم وعنــوان الجــدول أعــاه بحيــث يكــون ملخصــا‬ ‫ملحتــواه‪ ،‬وتكتــب الحوا�شــي فــي أســفله بشــكل مختصــر‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫يجــب أن يكــون الجــدول فــي نطــاق عــرض الصفحــة وأن‬ ‫تكــون األرقــام بحجــم مقــروء ويفضــل أن يتــم ت ــنسيقها‬ ‫عموديــا (قــدر اإلمــكان) لتســهيل قراءتهــا دون الحاجــة إلــى‬ ‫إدارة الصفحــة‪ .‬ويوضــع الجــدول مباشــرة بعــد ذكــره فــي‬ ‫املت ــن قــدراإلمــكان‪ .‬ويشــارإلــى الجــدول دائمـ ًـا ب ــرقمه سـ ً‬ ‫ـواء‬ ‫قبــل أو بعــد وضعــه وت ــرقم الجــداول تسلســليا حســب‬ ‫تسلســل ذكرهــا فــي املت ــن‪.‬‬ ‫األشكال والصور‪:‬‬ ‫يكتــب رقــم وعنــوان الشــكل أســفله (تعامــل الصــور معاملــة‬ ‫األشــكال تحــت مســمى‪ :‬شــكل) ويفضــل أن يتــم ت ــنسيق‬ ‫األشــكال عموديــا (قــدر اإلمــكان) لتســهيل دراســتها دون‬ ‫الحاجــة إلــى إدارة الصفحــة وت ــرفق مســتقلة عــن البحــث‬ ‫بدقــة عاليــة بصيغــة‪ . jpeg ‬ويوضــع الشــكل مباشــرة بعــد‬ ‫ً‬ ‫ذكــره فــي املت ــن قــدراإلمــكان‪ .‬ويشــارإلــى الشــكل دائمــا ب ــرقمه‬ ‫سـ ً‬ ‫ـواء قبــل أو بعــد وضعــه وي ــرقم تسلســليا حســب تسلســل‬ ‫ذكره في املت ــن‪ .‬في الرسوم البيانية يستخدم مفتاح لتميي ــز‬ ‫خطــوط الرســوم وال تســتعمل األلــوان القريبــة مــن بعضهــا‬ ‫لتســهيل تميي ــز تلــك الخطــوط بعــد الطباعــة‪.‬‬ ‫االختصارات‪:‬‬ ‫يجــب اســتخدام‪The World List of Scientific« ‬‬ ‫‪ »Periodicals‬عنــد الحاجــة الختصــارعناوي ــن الدوريــات‬ ‫العلميــة فــي قائمــة املراجــع‪.‬‬ ‫يجــب اســتخدام االختصــارات املقننــة دوليــا بــدال مــن كتابــة‬ ‫الكلمــة كاملــة مثــل‪ :‬ســم‪ ،‬ملــم‪ ،‬كلــم و‪( %‬لــكل مــن سنتمت ــر‪،‬‬ ‫مليمت ــر‪ ،‬كيلومت ــروالنســبة املئويــة‪ ،‬علــى الت ــرتيب)‪ .‬يفضــل‬ ‫اســتخدام املقاييــس املت ــرية وفــي حالــة اســتخدام وحــدات‬ ‫أخــرى يكتــب املعــادل املت ــري لهــا بي ــن أقــواس مربعــة‪.‬‬ ‫فــي حالــة ذكــر وحــدات قيــاس أو أســماء دارجــة إقليميــا‬ ‫للكائنــات الحيــة فــي املت ــن يذكــر عقبهــا مباشــرة املقابــل لهــا‬ ‫بالوحــدات القياســية أو االســم الالتي ــني للكائــن‪.‬‬ ‫الحوا�شي‪ :‬تســتخدم لتزويــد القــارئ بمعلومــات توضيحيــة‪.‬‬ ‫يشــار إلــى الحاشــية فــي املت ــن‪ ‬بأرقام بي ــن قوسي ــن مرتفعــة‬ ‫عــن الســطر‪ ،‬ت ــرقم الحوا�شــي داخــل املت ــن وتكتــب حوا�شــي‬ ‫كل صفحــة أســفلها مفصولــة عــن املت ــن بخــط وال تجمــع فــي‬ ‫نهايــة املت ــن‪ .‬يعاد ت ــرقيم الحوا�شــي ابتـ ً‬ ‫ـداء مــن الرقــم (‪ )1‬مــع‬ ‫بداية كل صفحة جديدة‪ .‬‬ ‫املســتالت‪ :‬يحصل املؤلف‪/‬املؤلفــون علــى ‪ 20‬مســتلة عــن‬ ‫كل بحــث بــدون مقابــل‪.‬‬ ‫االشت ــراك والتبــادل بي ــن الجهــات العلمية‪ :‬عــن طريــق‬ ‫هيئــة التحري ــر‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫املصدر‪ :‬ي ــرجع إلــى قواعــد النشــر والت ــرجمة وتعضيــد‬ ‫التأليــف بالجامعــة إذا لــم ي ــرد نــص فــي هــذه القواعــد‪.‬‬ ‫التقديم لألبحاث‬ ‫‪ -1‬ت ــرسل البحــوث امل ـراد نشــرها وجميــع املراســات‬ ‫األخــرى الخاصــة ببحوث‪ ‬العلــوم اإلنســانية واإلداريــة‬ ‫إلى بـريد املجلة التالي‪sjkfu-hm@kfu.edu.sa :‬‬ ‫‪ -2‬ت ــرسل البحــوث املـراد نشــرها وجميــع املراســات األخــرى‬ ‫الخاصــة ببحوث‪ ‬العلــوم األساســية والتطبيقيــة إلــى ب ــريد‬ ‫املجلــة التالــي‪scijkfu@kfu.edu.sa :‬‬ ‫كمــا يمكــن إرســالها عــن طريــق العنــوان الب ــريدي للمجلــة‬ ‫وهــو‪:‬‬ ‫رئيس هيئة تحريـراملجلة العلمية لجامعة امللك فيصل‬ ‫جامعة امللك فيصل‬ ‫ص‪.‬ب‪400 :‬‬ ‫األحساء ‪31982‬‬ ‫اململكة العربية السعودية‬ ‫فاكس‪966135801257 :‬‬


‫الفهرس‬ ‫العربي‬ ‫ ‪‬دين‬ ‫ حكم األذان املبا شراملوحد‬‫أحمد حافظ مو�سى ‪1. ...........................................................................................................................................‬‬

‫ ‪‬لغة‬ ‫ ابن صابرالقائل ب «الخالفة » في النحو العربي‬‫علي خليفة عطوة عبد اللطيف ‪21. ...........................................................................................................................‬‬

‫ ‪‬أدب‬

‫ّ‬ ‫ً‬ ‫أنموذجا‬ ‫ النص الشعري بين موقف انفعالي وواقع معيش بائية بشاربن برد في مدح الفرس وهجاء العرب‬‫زياد محمود مقدادي ‪37. ........................................................................................................................................‬‬

‫ ‪‬تاريخ‬ ‫ مكة املكرمة في عيون الرحالة والجغرافيين املسلمين‬‫مهند نايف الدعجه ‪49. .........................................................................................................................................‬‬

‫ اإلسالم كمرجعية ململكة سنغاي في غرب أفريقيا خالل القرن ‪ 10‬ه‪ 16 /‬م (مقال استعرا�ضي)‬‫عبدهللا عي�سى ‪71. ................................................................................................................................................‬‬

‫ قضاة البصرة (‪ 334 - 247‬ه ‪ 945 - 861 /‬م)‬‫آمنة محمود الذيابات البطوش ‪85. ...........................................................................................................................‬‬

‫ ‪‬تربية‬ ‫ العالقة بين الذكاء االنفعالي والسمات القيادية لدى مديري املدارس في محافظة األحساء باململكة العربية‬‫السعودية‬ ‫محمد أحمد الشورى و بسام محمود السعيدين ‪111. ....................................................................................................‬‬

‫ أثرتصميم برمجية عن الوسائط املتعددة على التحصيل املعرفي لفصل الويب ‪ 2.0‬لدى طالب كلية التربية‬‫بجامعة امللك فيصل‬ ‫عبد اإلله بن حسين العرفج و زياد علي إبراهيم خليل ‪137..............................................................................................‬‬

‫ أثربرنامج تدريبي أثناء الخدمة على تنمية مهارات التفكيرالعليا لدى معلمات املرحلة االبتدائية بمملكة البحرين‬‫نجاة سليمان الحمدان و فاطمة أحمد الجاسم ‪161.....................................................................................................‬‬

‫‪1‬‬


‫ّ‬ ‫املطور للصف الخامس االبتدائي من وجهة نظرمعلمي الرياضيات في حائل باململكة‬ ‫ تقويم كتاب الرياضيات‬‫العربية السعودية‬ ‫عثمان ناصرمحمود منصور ‪181.............................................................................................................................‬‬

‫ االتجاه نحو القراءة لدى طالب وطالبات املرحلة الثانوية في ضوء بعض املتغيرات‬‫إبراهيم سالم الصباطي ‪207...................................................................................................................................‬‬

‫ النموذج السببي للعالقة بين اإلعزاءات السببية والتفكيرالخرافي وجودة الحياة لدى طالب الجامعة‬‫مصطفى عبداملحسن الحديبي و نهلة عبدالرزاق عبداملجيد ‪221.......................................................................................‬‬

‫ الحل اإلبداعي للمشكالت وعالقته بكفاءة الذاكرة العاملة لدى عينة من الطالب املوهوبين‬‫بجامعة امللك فيصل باململكة العربية السعودية‬ ‫حمدان ممدوح إبراهيم الشامي‪243..........................................................................................................................‬‬

‫ ‪‬إدارة‬ ‫ استخدام مقياس الفجوة بين ا إ لدراكات والتوقعات لقياس جودة الخدمة بالتطبيق على خدمة‬‫االتصاالت الهاتفية باململكة العربية السعودية (شركة موبايلي لالتصاالت)‬ ‫عادل محمود طريح ‪259........................................................................................................................................‬‬

‫ معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية والتطلعات املستقبلية لتجاوزها كما يراها اإلداريون في جامعة البلقاء‬‫التطبيقية‬ ‫إيمان جميل عبد الفتاح عبد الرحمن و إبراهيم حربي هاشم تادرس ‪287.............................................................................‬‬

‫ اتجاهات سوق العمل السعودي لتوظيف خريجي الجامعات بحسب النوع واملساراألكاديمي‬‫خالل الفترة ‪ 2016 - 2000‬م‬ ‫أسامة أحمد محمد عبد القادر ‪305..........................................................................................................................‬‬

‫إنجليزي‬ ‫ ‪‬لغة‬ ‫ أثرأيديولوجية الترجمة في دقة ترجمة آيات الكناية القرآنية‬‫محمد زكي الفار�سي ‪319........................................................................................................................................‬‬

‫ ‪‬إدارة‬ ‫ دور خبرة التسوق من خالل وسائل التواصل االجتماعي كوسيط لنزعة العمالء للشراء ‪ :‬دراسة حالة‬‫سفيان حبيب ‪333...............................................................................................................................................‬‬

‫‪14‬‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫حكم الأذان املبا�شر املوحد‬ ‫أمحد حافظ موسى‬

‫قسم الفقه وأصوله‪ ،‬كلية العلوم واآلداب يف بريدة‪ ،‬جامعة القصيم‬ ‫القصيم‪ ،‬اململكة العربية السعودية‬ ‫‪https://doi.org/10.37575/h/rel/1763‬‬

‫امللخص‬

‫تنــاول هــذا البحــث مســألة فقهيــة معــارصة‪ ،‬وهــي األذان املبــارش املوحــد الــذي طبقتــه بعــض الــدول اإلســامية‪ ،‬والــذي كثــر‬ ‫االستفســار عنــه‪ ،‬ولقلــة الدراســات الــواردة يف املســألة هــدف البحــث إىل بيــان اجتاهــات املعارصيــن يف املســألة‪ ،‬ومناقشــة أدلتهــم‬ ‫للوصــول إىل القــول الراجــح يف املســألة‪.‬‬ ‫جــاء البحــث يف متهيــد ومطلبــن‪ ،‬فالتمهيــد يف تعريــف األذان‪ ،‬واألذان املبــارش املوحــد‪ ،‬واملطلــب األول لبيــان حكــم رفــع األذان‬ ‫يف املــدن والبــاد التــي فيهــا العديــد مــن املســاجد‪ ،‬ومتــت مناقشــة آراء العلــاء‪ ،‬وأدلتهــم يف املســألة لبيــان الــرأي الراجــح منهــا‪ ،‬ثــم‬ ‫جــاء املطلــب الثــاين للتحــدث عــن آراء العلــاء املعارصيــن يف حكــم األذان املبــارش املوحــد‪ ،‬ومناقشــة أدلتهــم‪ ،‬لبيــان الــرأي الراجــح‬ ‫يف املســألة‪.‬‬ ‫وكان مــن أهــم نتائــج البحــث أن رفــع األذان يف املــدن أو البــاد مــن بــاب املســتحبات ال الواجبــات‪ ،‬وأن العمــل بــاألذان املبــارش‬ ‫املوحــد حيقــق ســنية األذان يف املســاجد‪.‬‬

‫الكلامت املفتاحية‪ :‬األذان‪ ،‬األذان املوحد‪ ،‬مستحب‪.‬‬

‫املقدمة‬ ‫احلمــد هلل رب العاملــن‪ ،‬والصــاة‪ ،‬والســام‬ ‫عــى ســيد اخللــق‪ ،‬وخاتــم النبيــن‪ ،‬حممــد بــن عبــداهلل‬ ‫املبعــوث رمحــة للعاملــن‪ ،‬وبعــد‪..‬‬ ‫فــإن مــن أعظــم ســات هــذا الديــن أنــه جــاء صاحلا‬ ‫للبرشيــة مجعــاء يف كل وقــت وحــن‪ ،‬ممــا جعلــه قــادرا‬ ‫عــى اســتيعاب كل جديــد‪ ،‬فمهــا تطــورت األحــوال‪،‬‬ ‫ـادرا عــى مواكبــة‬ ‫وتقدمــت األجيــال‪ ،‬يظــل اإلســام قـ ً‬ ‫املســتجدات‪ ،‬واملتغــرات‪ ،‬ممــا جيعــل النظــم واملناهــج‬ ‫البرشيــة مجيعــا عاجــزة عــن مســايرة هــذا الديــن‬ ‫العظيــم‪ ،‬أو جماراتــه‪ ،‬وكيــف ال وقــد جــاء هــذا الديــن‬ ‫مــن لــدن عليــم خبــر‪.‬‬ ‫لــذا كان علــاء األمــة قادريــن عــى جتليــة احلكــم‬ ‫الرشعــي يف كل طــارئ‪ ،‬أو مســتحدث‪ ،‬ومــن املســائل‬ ‫املســتجدة التــي ظهــرت يف هــذا الزمــان‪ ،‬والتــي حتتــاج‬ ‫إىل جتليــة احلكــم الرشعــي فيهــا‪ ،‬مســألة األذان املبــارش‬ ‫املوحــد وهــي موضــوع الدراســة يف هــذا البحــث‪.‬‬ ‫والــذي دفــع الباحــث لدراســة هــذه املســألة؛ كثــرة‬ ‫االستفســار عــن حكمهــا‪ ،‬مــع قلــة الدراســات يف‬ ‫املســألة‪ ،‬والتــي تصــب يف اجتــاه واحــد‪ ،‬إذ جيــد الباحث‬ ‫يف الدراســات الســابقة أهنــا تنحــر يف دراســتني‪،‬‬ ‫وهاتــان الدراســتان ترجحــان القــول ببدعيــة األذان‬ ‫املوحــد‪ ،‬وحرمتــه‪.‬‬ ‫أمــا الدراســة األوىل فهــي كتــاب «إنبــاء املوحــد‬

‫ببدعيــة األذان املوحــد» لوليــد ســلامن‪ ،‬حيــث تكلــم‬ ‫صاحــب الكتــاب يف البدايــة عــن حكــم األذان يف‬ ‫املــدن‪ ،‬وعمــل عــى حشــد األدلــة التــي تؤيــد القــول‬ ‫بوجوبــه‪ ،‬ثــم تكلــم عــن األذان املوحــد و حــر آراء‬ ‫العلــاء بــن املنــع املطلــق‪ ،‬واجلــواز املطلــق‪ ،‬وناقــش‬ ‫مــا اســتدل بــه املجــوزون مــن مصالــح مرتتبــة عــى‬ ‫األذان املوحــد‪ ،‬وعمــل جاهــدً ا عــى ذكــر مــا يــراه‬ ‫مــن مفاســد وحماذيــر مرتتبــة عــى األذان املوحــد‪،‬‬ ‫وخــرج صاحــب الكتــاب يف جــزء كبــر مــن الكتــاب‬ ‫عــن املســألة موضــوع البحــث إىل الــكالم عــن مــدى‬ ‫موافقــة األذان لوقــت الصلــوات الصحيــح‪.‬‬ ‫أمــا الدراســة الثانيــة فهــي بحــث بعنــوان «األذان‬ ‫املوحــد» هليثــم البجــايل‪ ،‬وهــو موجــود عــى شــبكة‬ ‫اإلنرتنــت‪ ،‬حيــث تكلــم عــن آراء املعارصيــن يف‬ ‫املســألة‪ ،‬وقــام بحرصهــا بــن اجلــواز املطلــق‪ ،‬املنــع‬ ‫املطلــق‪ ،‬وذكــر أدلتهــم‪ ،‬وناقــش أدلــة املجوزيــن فقــط‪،‬‬ ‫ورجــح القــول باملنــع‪ ،‬ومل يتطــرق يف بحثــه حلكــم رفــع‬ ‫األذان ابتــداء‪ ،‬وإن كان الظاهــر أنــه يرجــح القــول‬ ‫بوجوبــه‪.‬‬ ‫والــذي يميــز دراســة هــذا البحــث أهنــا قــد ناقشــت‬ ‫األصــل الــذي قامــت عليــه الدراســتان الســابقتان‪،‬‬ ‫وهــو حكــم األذان‪ ،‬حيــث ذكــر الباحــث أقــوال‬ ‫العلــاء يف املســألة‪ ،‬وناقــش أدلتهــم فيهــا‪ ،‬وتتبــع‬ ‫الباحــث الروايــات الــواردة يف ذكــر األذان يــوم أن‬

‫‪1‬‬


‫حكم األذان املباشراملوحد‬

‫قــى النبــي ‪ ‬الصلــوات التــي فاتتــه يــوم اخلنــدق‬ ‫وحكــم عليهــا مــن حيــث الصحــة والضعــف‪ ،‬كــا أن‬ ‫الباحــث ناقــش أدلــة املانعــن لــأذان املوحــد‪ ،‬وذكــر‬ ‫قــوالً ثالثــا للعلــاء املعارصيــن يف املســألة مل تطــرق لــه‬ ‫الدراســتان الســابقتان‪.‬‬ ‫ولقــد قـ ِ‬ ‫ـرت هــذه الدراســة عــى األذان املبــارش‬ ‫دون األذان الــذي يصــدر عــن آلــة التســجيل؛ لصــدور‬ ‫قــرار بشــأنه مــن جممــع الفقــه اإلســامي‪ ،‬وهــو القــرار‬ ‫األول للــدورة التاســعة حيــث جــاء يف نــص القــرار‪:‬‬ ‫(إن االكتفــاء بإذاعــة األذان يف املســاجد عنــد دخــول‬ ‫وقــت الصــاة بواســطة آلــة التســجيل ونحوهــا ال‬ ‫جيــزئ‪ ،‬وال جيــوز يف أداء هــذه العبــادة‪ ،‬وال حيصــل بــه‬ ‫األذان املــروع)(‪.)1‬‬ ‫كــا أن املعمــول بــه يف األذان املوحــد االقتصــار‬ ‫عــى األذان املبــارش كــا هــو احلــال يف األردن‪.‬‬ ‫وكان هنج الباحث يف دارسته ما ييل‪:‬‬ ‫ ‪1.‬عزو اآليات إىل سورها‪ ،‬وبيان أرقامها‪.‬‬ ‫ ‪2.‬ختريج األحاديث النبوية من مصادرها احلديثية‪.‬‬ ‫ ‪3.‬ذكر آراء املذاهب األربعة يف املسائل الفقهية‪.‬‬ ‫ ‪4.‬االعتــاد عــى املراجــع الفقهيــة املعتمــدة يف ذكــر‬ ‫آراء الفقهــاء‪.‬‬ ‫ ‪5.‬ذكر أدلة األقوال‪ ،‬ومناقشتها‪ ،‬والرتجيح بينها‪.‬‬ ‫ ‪6.‬عنــد الرجــوع إىل موقــع إلكــروين أذكــر العنــوان‬ ‫كامــا أول مــرة‪ ،‬وأكتفــي عنــد العــزو إليــه يف املــرة‬ ‫الثانيــة بذكــر اســم املوقــع‪ ،‬إال إذا وجــد اختــاف‬ ‫يف العنــوان‪.‬‬ ‫وجــاء البحــث يف متهيــد‪ ،‬و مطلبــن‪ ،‬خامتــة‪ ،‬وعــى‬ ‫النحــو التــايل‪:‬‬ ‫متهيد‪ :‬يف تعريف األذان‪ ،‬واألذان املبارش املوحد‪.‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬حكم رفع األذان يف املدن‪.‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬حكم العمل باألذان املبارش املوحد‪.‬‬ ‫خامتــة‪ :‬تضمنــت أهــم النتائــج التــي تــم الوصــول‬ ‫إليهــا‪.‬‬ ‫التمهيد‬ ‫حلكــم لغــة مأخــوذ مــن الفعــل‬ ‫احلك��م لغـ�ة‪ :‬ا ُ‬ ‫حل ْكــم هــو‬ ‫الثـــاثي َ‬ ‫ـم)‪ ،‬وا ُ‬ ‫ـم)‪ ،‬ومضارعــه (حي ُكـ ُ‬ ‫(ح َكـ َ‬ ‫املصــدر(‪.)2‬‬ ‫(‪ )1‬المجمــع الفقهــي اإلســامي‪ ،‬القــرار األول مــن الــدورة التاســعة‬ ‫بشــأن حكــم األذان للصلــوات فــي المســاجد عــن طريــق‬ ‫مســجالت الصــوت «الكاســيتات»‪ ،‬ص ‪.391‬‬ ‫(‪ )2‬الرازي‪ ،‬مختار الصحاح‪ ،‬مادة َحك َ​َم‪ .62/1 ،‬‬

‫‪2‬‬

‫أحمد حافظ مو�سى‬

‫وأصــل الكلمــة يــدل عــى املنــع‪ ،‬فحكَمــت أي‪:‬‬ ‫منعــت‪ ،‬وقــال ابــن ســيده‪( :‬احلكــم القضــاء‪ ،‬ومج ُعــه‬ ‫أحــكام)‪ ،‬فالقــايض حــن يقــي بــن النــاس يمنــع‬ ‫الظلــم(‪.)3‬‬ ‫اصطالحا‪:‬‬ ‫احلكم‬ ‫ً‬ ‫عــرف األصول ّيــون احلكــم بأنــه‪ :‬خطــاب اهلل‬ ‫ّ‬ ‫القديــم املتعلــق بأفعــال املكلفــن باالقتضــاء أو‬ ‫التخيــر ( ‪. )4‬‬ ‫فالعالقــة بــن املعنــى الرشعــي واللغــوي أن‬ ‫خطــاب اهلل جيــي احلقــوق‪ ،‬فيمنــع أحــدً ا مــن االعتــداء‬ ‫ِ‬ ‫اخلالــق أو اخللــق‪.‬‬ ‫حــق‬ ‫عــى ّ‬ ‫األذان لغة‪:‬‬ ‫أصلــه مــن‪ :‬أ َّذن يــؤ ِّذن إيذا ًنــا‪ ،‬فــاألذان اســم يقــوم‬ ‫مقــام املصــدر وهــو اإليــذان‪ ،‬واألذان هــو اإلعــام(‪،)5‬‬ ‫ٌ‬ ‫ورســولِه إىل‬ ‫كــا جــاء يف قولــه تعــاىل‪:‬‬ ‫{وأذان مـ َن اهلل َ‬ ‫ِ‬ ‫النّـ ِ‬ ‫ـج األكـ َـر‪( }..‬التوبــة‪.)3 :‬‬ ‫حلـ ِّ‬ ‫ـاس يــو َم ا َ‬ ‫اصطالحا‪:‬‬ ‫األذان‬ ‫ً‬ ‫الناظــر يف كتــب أهــل الفقــه جيــد أن تعريفاهتــم‬ ‫متقاربــة مــع االختــاف اليســر يف بعــض األلفــاظ‬ ‫بينهــا‪ ،‬إال مــا جــاء عنــد احلنابلــة مــن إدخــال األذان‬ ‫األول للفجــر يف تعريفهــم‪ .‬حيــث جــاءت تعريفاهتــم‬ ‫عــى النحــو اآليت‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬تعريــف احلنفيــة‪( :‬إعــام خمصــوص يف وقــت‬ ‫خمصــوص)(‪.)6‬‬ ‫ثان ًيــا‪ :‬تعريــف املالكيــة‪( :‬اإلعــام بدخــول وقــت‬ ‫الصــاة بألفــاظ مرشوعــة)(‪.)7‬‬ ‫ثال ًثــا‪ :‬تعريــف الشــافعية‪( :‬قــول خمصــوص يعلــم بــه‬ ‫وقــت الصــاة املفروضــة)(‪.)8‬‬ ‫راب ًعــا‪ :‬تعريــف احلنابلــة‪( :‬إعــام بدخــول وقــت‬ ‫الصــاة‪ ،‬أو قربــه لفجــر بذكــر خمصــوص)(‪.)9‬‬ ‫يبــدو مــن خــال التعاريــف الســابقة أن تعريــف‬ ‫(‪ )3‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪.141/12 ،‬‬ ‫(‪ )4‬الســبكي‪ ،‬اإلبهــاج شــرح المنهــاج‪ .43/1 ،‬اإلســنوي‪ ،‬التمهيــد‪،‬‬ ‫ص‪.48‬‬ ‫(‪ )5‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مادة أذن‪.10/13 ،‬‬ ‫(‪ )6‬ابن نجيم‪ ،‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق‪.268/1 ،‬‬ ‫(‪ )7‬الدردير‪ ،‬الشرح الكبير‪.191/1 ،‬‬ ‫(‪ )8‬الشربيني‪ ،‬مغني المحتاج‪.206/1 ،‬‬ ‫(‪ )9‬ابــن مفلــح‪ ،‬المبــدع فــي شــرح المقنــع‪ .309/1 ،‬البهوتــي‪،‬‬ ‫كشــاف القنــاع‪.232/1 ،‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫احلنابلــة أشــمل التعاريــف؛ ألنــه يدخــل أذان الفجــر‬ ‫األول املــروع قبــل دخــول الفجــر الصــادق‪.‬‬ ‫وأمــا تعريــف األذان املوحــد فهــو‪ :‬األذان احلــي‬ ‫املبــارش الــذي يصــدر مــن مــؤذن واحــد يف أحــد‬ ‫املســاجد‪ ،‬ويتــم ســاعه يف الوقــت نفســه‪ ،‬يف بقيــة‬ ‫املســاجد املتفقــة معــه يف دخــول وقــت الصــاة‪ .‬فلفظــة‬ ‫املبــارش ختــرج مــا كان عــر آلــة التســجيل‪.‬‬ ‫والقــول (بقيــة املســاجد املتفقــة معــه يف دخــول‬ ‫الوقــت) فهــو قيــد مهــم يف التعريــف؛ إلخــراج مــا ال‬ ‫يتفــق معــه يف الوقــت‪.‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬حكم رفع األذان يف املدن‬ ‫تعــد مســألة رفــع شــعرية األذان يف املدينــة أو البلــدة‬ ‫التــي فيهــا العديــد مــن املســاجد مــن األصــول املهمــة‪،‬‬ ‫التــي ال بــد مــن الوقــوف عليهــا يف مســألة األذان‬ ‫املوحــد‪.‬‬ ‫مل تتفــق آراء العلــاء يف املســألة عــى حكــم واحــد‪،‬‬ ‫بــل انقســمت إىل عــدة أقــوال‪ ،‬ويرجــع اختالفهــم يف‬ ‫هــذه املســألة إىل عــدة أســباب‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬اختــاف األدلــة الــواردة يف املســألة‪ ،‬فمثــا مــن‬ ‫نظــر إىل مبــدأ األذان ملــا كان عــن مشــورة أوقعهــا‬ ‫ـي ‪ ‬بــن أصحابــه حتــى اســتقر األمــر عــى العمل‬ ‫النبـ ّ‬ ‫(‪)1‬‬ ‫برؤيــا بعضهــم‪ ،‬جعلــه باملندوبــات أشــبه ‪ ،‬ومــن نظــر‬ ‫ـي ‪ ‬بــاألذان رأى أنــه بالواجبــات أشــبه‪.‬‬ ‫إىل أمــر النبـ ّ‬ ‫ثان ًيــا‪ :‬االختــاف يف تصحيــح احلديــث الــذي يثبــت‬ ‫ـي ‪ ‬لــأذان يف غــزوة اخلنــدق‪.‬‬ ‫تــرك النبـ ّ‬ ‫ثال ًثــا‪ :‬االختــاف يف الفهــم مــن األدلــة الــواردة يف‬ ‫املســألة‪.‬‬ ‫القول األول‪:‬‬ ‫ذهــب املالكيــة(‪ )2‬واحلنابلــة يف املعتمــد(‪،)3‬‬ ‫والشــافعية يف قــول(‪ )4‬إىل أن األذان فــرض كفايــة عــى‬ ‫أهــل املــر‪ ،‬ويــرى املالكيــة(‪ ،)5‬واحلنابلــة(‪ )6‬أن رفــع‬ ‫(‪ )1‬ابن حجر‪ ،‬فتح الباري‪.79/2 ،‬‬ ‫(‪ )2‬الدردير‪ ،‬الشـرح الكبير‪ .192/1 ،‬الدسـوقي‪ ،‬حاشـية الدسـوقي‪،‬‬ ‫‪.192/1‬‬ ‫(‪ )3‬البهوتـي‪ ،‬شـرح منتهـى اإلرادات‪ .130/1 ،‬المرداوي‪ ،‬اإلنصاف‬ ‫فـي معرفة الراجـح من الخلاف‪.407/1 ،‬‬ ‫(‪ )4‬النــووي‪ ،‬روضــة الطالبيــن‪ .95/1 ،‬الشــربيني‪ ،‬مغنــي المحتــاج‪،‬‬ ‫‪ .207/1‬القفــال‪ ،‬حليــة العلمــاء‪.30/2 ،‬‬ ‫(‪ )5‬العــدوي‪ ،‬حاشــية العــدوي علــى شــرح كفايــة الطالــب‪.318/1 ،‬‬ ‫الدســوقي‪ ،‬حاشــية الدســوقي‪.191/1 ،‬‬ ‫(‪ )6‬البهوتي‪ ،‬كشاف القناع‪.326/1 ،‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫األذان يف مســاجد املــر ‪-‬بعــد حتقــق فــرض الكفايــة‪-‬‬ ‫مــن الســنن املســتحبة‪ .‬ويــرى املالكيــة أن حــد الكفايــة‬ ‫يتحقــق لــو قــام بــه واحــد مــن املــر‪ ،‬وظهــر الشــعار‬ ‫ســقط الوجــوب(‪.)7‬‬ ‫واختلــف احلنابلــة يف تقديــر حــد الكفايــة‪ ،‬فــرأى‬ ‫بعضهــم أن حــد الكفايــة يتحقــق بمــؤذن واحــد؛‬ ‫ً‬ ‫أخــذا بنــص اإلمــام أمحــد باالكتفــاء بمــؤذن واحــد‬ ‫ً (‪)8‬‬ ‫مطلقــا ‪ ،‬وقيــده آخــرون بحصــول اإلعــام بــه ألهــل‬ ‫املــر وإال زيــد بقــدر مــا حيصــل بــه اإلعــام(‪.)9‬‬ ‫واســتدلوا ابتــداء عــى القــول بفرضيــة األذان بســتة‬ ‫أدلة‪:‬‬ ‫الدليــل األول‪ :‬حديــث مالــك بــن احلويــرث ‪ّ ‬‬ ‫أن‬ ‫ـي ‪ ‬قــال‪( :‬ارجعــوا فكونــوا فيهــم‪ ،‬وع ّلموهــم‪،‬‬ ‫النبـ ّ‬ ‫وص ّلــوا فــإذا حــرت الصــاة فليــؤذن لكــم أحدكــم‪،‬‬ ‫فالنبــي ‪ ‬أمــر بــاألذان‪،‬‬ ‫وليؤمكــم أكربكــم)(‪،)10‬‬ ‫ّ‬ ‫واألمــر يقتــي الوجــوب(‪.)11‬‬ ‫الدليــل الثــاين‪ :‬حديــث أنــس ‪ّ ‬‬ ‫ـي ‪ ‬كان‬ ‫(أن النبـ ّ‬ ‫إذا غــزى منــا قو ًمــا مل يكــن يغــزو بنــا حتــى يصبــح‪،‬‬ ‫وينظــر فــإن ســمع أذانًــا كــف عنهــم‪ ،‬وإن مل يســمع‬ ‫ـي ‪ ‬جعــل األذان عالمة‬ ‫أذا ًنــا أغــار عليهــم)(‪ ،)12‬فالنبـ ّ‬ ‫فارقــة يعــرف مــن خالهلــا دار اإليــان ودار الكفــر‪،‬‬ ‫فــكان عــدم ســاع األذان دليــ ً‬ ‫ا يوجــب اســتحالل‬ ‫(‪)13‬‬ ‫الدمــاء‪ ،‬فكفــى هبــذا دليــ ً‬ ‫ا عــى فرضيــة األذان ‪.‬‬ ‫الدليــل الثالــث‪ :‬استـــدلوا بحديــث عثــان بــن أيب‬ ‫ـي ‪ ‬قــال لــه‪ّ :‬‬ ‫(واتـــذ مؤذ ًنــا ال‬ ‫العـــاص ‪ ‬أن النبـ ّ‬ ‫فالنبــي عليــه الصـــاة‬ ‫أجــرا)(‪.)14‬‬ ‫ّ‬ ‫يأخــذ عــى أذانــه ً‬ ‫والســـام أمــر عثــان ‪ ‬بــأن يتخــذ مؤذنًــا واألمــر‬ ‫(‪ )7‬الحطاب‪ ،‬مواهب الجليل في شرح مختصر خليل‪.423/1 ،‬‬ ‫(‪ )8‬المرداوي‪ ،‬اإلنصاف‪.408/1 ،‬‬ ‫(‪ )9‬البهوتي‪ ،‬الروض المربع‪.124/1 ،‬‬ ‫(‪ )10‬البخــاري‪ ،‬صحيــح البخــاري‪ ،‬كتــاب األذان‪ ،‬بــاب مــن قــال‬ ‫يــؤذن فــي الســفر مــؤذن واحــد‪ .226/1 ،‬مســلم‪ ،‬صحيــح‬ ‫مســلم‪ ،‬كتــاب المســاجد‪ ،‬بــاب مــن أحــق باإلمامــة‪.465/1 ،‬‬ ‫(‪ )11‬ابن مفلح‪ ،‬المبدع‪ .312/1 ،‬ابن قدامة‪ ،‬المغني‪.250/1 ،‬‬ ‫(‪ )12‬البخــاري‪ ،‬صحيــح البخــاري‪ ،‬كتــاب األذان‪ ،‬بــاب مــا يحقــن‬ ‫بــاألذان مــن الدمــاء‪ .221/1 ،‬مســلم‪ ،‬صحيــح مســلم‪ ،‬كتــاب‬ ‫الصــاة‪ ،‬بــاب اإلمســاك عــن اإلغــارة علــى قــوم‪.228/1 ،..‬‬ ‫(‪ )13‬ابــن حــزم‪ ،‬المحلــى‪ .125/3 ،‬ابــن عبدالبــر‪ ،‬االســتذكار‪،‬‬ ‫‪.371 /1‬‬ ‫(‪ )14‬أبــو داود‪ ،‬ســنن أبــي داود‪ ،‬كتــاب الصــاة‪ ،‬بــاب أخــذ األجــرة‬ ‫علــى التأذيــن‪ ،399/1 ،‬ابــن ماجــه‪ ،‬ســنن ابــن ماجــه‪ ،‬كتــاب‬ ‫األذان‪ .‬بــاب الســنة فــي األذان‪ .418/1 ،‬الترمــذي‪ ،‬ســنن‬ ‫الترمــذي‪ ،‬كتــاب الصــاة‪ ،‬بــاب مــا جــاء فــي كراهيــة أن يأخــذ‬ ‫أجــرا‪ .1419 ،250/1 ،‬األلبانــي‪ ،‬صحيــح‬ ‫المــؤذن علــى أذانــه ً‬ ‫ســنن أبــي داود‪.159/1 ،‬‬

‫‪3‬‬


‫حكم األذان املباشراملوحد‬

‫يفيــد الوجــوب(‪.)1‬‬ ‫الدليــل الرابــع‪ :‬اســتدلوا بحديــث أيب الــدرداء ‪‬‬ ‫ـي ‪ ‬قــال‪( :‬مــا مــن ثالثــة يف قريــة ال يــؤذن وال‬ ‫أن النبـ ّ‬ ‫تقــام فيهــم الصــاة‪ ،‬إال اســتحوذ عليهــم الشــيطان‪،‬‬ ‫فعليــك باجلامعــة)(‪.)2‬‬ ‫فالنبــي عليــه الصــاة والســام رتــب عــى تــرك‬ ‫ّ‬ ‫األذان وصــاة اجلامعــة اســتحواذ الشــيطان‪ ،‬وال‬ ‫يكــون ذلــك إال يف الواجــب(‪.)3‬‬ ‫النبــي عليــه‬ ‫الدليــل اخلامــس‪ :‬اســتدلوا بمواظبــة‬ ‫ّ‬ ‫الصــاة والســام عــى األذان‪ ،‬فلــم يــأت أنــه تركــه‬ ‫مــرة‪ ،‬أو رخــص يف تركــه(‪.)4‬‬ ‫الدليــل الســادس‪ :‬اســتدلوا بالقيــاس عــى اجلهــاد‬ ‫بجامــع أهنــا مــن شــعائر اإلســام الظاهــرة‪ ،‬فلــا كان‬ ‫اجلهــاد واج ًبــا‪ ،‬كان األذان مثلــه(‪.)5‬‬ ‫واستدلوا عىل كون الفرضية عىل الكفاية‪:‬‬ ‫الدليــل األول‪ :‬بحديــث عثــان بــن أيب العــاص ‪‬‬ ‫حــن أرســله ليســتعمله عــى الطائــف حيــث قــال لــه‬ ‫ـي ‪( :‬واختــذ مؤذ ًنــا ال يأخــذ عــى أذانــه أجـ ًـرا)(‪.)6‬‬ ‫النبـ ّ‬ ‫(‪)7‬‬ ‫فظاهــر احلديــث عــى أن هــذا املــؤذن للبلــدة ‪.‬‬ ‫الدليــل الثــاين‪ :‬بــا جــاء ابــن مســعود ‪ ‬أنــه صــى‪.‬‬ ‫واألســود بــا أذان وال إقامــة(‪.)8‬‬ ‫فلــو كان األذان واجبــا عــى كل مجاعــة ملــا تركــه‬ ‫ابــن مســعود ريض اهلل عنــه(‪.)9‬‬ ‫ـي عليــه الصــاة والســام‬ ‫الدليــل الثالــث‪ :‬أن النبـ ّ‬ ‫كان يــؤذن لــه بــال ‪ ‬فيكتفــي بــه(‪.)10‬‬ ‫وأمــا بالنســبة لقوهلــم بســنية األذان عــى بقيــة‬ ‫املســاجد فقــد بنــوا رأهيــم عــى مــا يــي‪:‬‬ ‫الدليــل األول‪ :‬عــى مــا جــاء عــن مالــك بــن‬ ‫احلويــرث ‪ ‬أن النبــي ‪ ‬قــال‪( :‬فليــؤذن لكــم‬ ‫أحدكــم‪ ،‬وليؤمكــم أكربكــم)(‪ .)11‬فهــو أمــر بــاألذان‬ ‫(‪ )1‬الشوكاني‪ ،‬السيل الجرار‪.196/1 ،‬‬ ‫(‪ )2‬أحمد‪ ،‬مسند أحمد‪ .507/45 ،‬وحسنه شعيب األرنؤوط‪.‬‬ ‫(‪ )3‬البهوتــي‪ ،‬كشــاف القنــاع‪ .232/1 ،‬البهوتــي‪ ،‬شــرح منتهــى‬ ‫اإلرادات‪.130/1 ،‬‬ ‫(‪ )4‬ابن قدامة‪ ،‬المغني‪ .250/1 ،‬الشوكاني‪ ،‬السيل الجرار‪.196/1 ،‬‬ ‫(‪ )5‬ابن مفلح‪ ،‬المبدع ‪ .312/‬البهوتي‪ ،‬كشاف القناع‪.232/1 ،‬‬ ‫(‪ )6‬سبق تخريجه‪.‬‬ ‫(‪ )7‬الشوكاني‪ ،‬السيل الجرار‪.198/10 ،‬‬ ‫(‪ )8‬مســلم‪ ،‬صحيــح مســلم‪ ،‬كتــاب المســاجد‪ ،‬بــاب النــدب إلــى‬ ‫وضــع األيــدي علــى الركــب فــي الركــوع‪.378/1 ،‬‬ ‫(‪ )9‬ابن قدامة‪ ،‬المغني‪.250/1 ،‬‬ ‫(‪ )10‬ابن قدامة‪ ،‬المغني‪.250/1 ،‬‬ ‫(‪ )11‬البخــاري‪ ،‬صحيــح البخــاري‪ ،‬كتــاب األذان‪ ،‬بــاب األذان‬

‫‪4‬‬

‫أحمد حافظ مو�سى‬

‫لــكل مســجد(‪ ،)12‬ولكنهــم ملــا رصفــوا الوجــوب عــن‬ ‫الوجــوب العينــي عــى كل مســجد إىل الوجــوب‬ ‫الكفائــي عــى مســاجد املدينــة‪ ،‬محلــوا األمــر بــاألذان‬ ‫يف بقيــة املســاجد عــى االســتحباب‪.‬‬ ‫الدليــل الثــاين‪ :‬مواظبــة النبــي ‪ ‬عــى األذان يف‬ ‫صلواتــه(‪.)13‬‬ ‫مناقشة األدلة‪:‬‬ ‫النبــي عليــه‬ ‫يــرد عــى الدليــل األول بــأن أمــر‬ ‫ّ‬ ‫الصــاة والســام ملالــك ‪ ‬ال يــدل عــى الوجــوب‪،‬‬ ‫ـي ‪ ‬تركــه لــأذان يف غــزوة‬ ‫ألنــه قــد ثبــت عــن النبـ ّ‬ ‫اخلنــدق كــا جــاء يف حديــث أيب ســعيد اخلــدري ‪‬‬ ‫حيــث ُحبســوا عــن الصــاة حيــث جــاء فيــه‪( :‬فأمــر‬ ‫الرســول ‪ ‬بــاالً ‪ ‬فأقــام الصــاة فصــى الظهــر‬ ‫فأحســن صالهتــا كــا كان يصليهــا‪ ،‬ثــم أمــره فأقــام‬ ‫فصــى العــر كذلــك‪ ،‬ثــم أمــره فأقــام فصــى املغــرب‬ ‫كذلــك‪ ،‬ثــم أمــره فأقــام فصــى العشــاء كذلــك)(‪.)14‬‬ ‫يــرد عــى حديــث أنــس ‪ ‬بــأن ذلــك كان أول‬ ‫اإلســام ودار الــرك خمالفــة لــدار اإلســام‪ ،‬فلــم‬ ‫يكــن يمتــاز الفريقــان إال بــه‪ ،‬أمــا اآلن فقــد متيــزوا‬ ‫بالــدار‪ ،‬واشــتهروا باإلســام‪ ،‬فلــم يتعلــق هــذا احلكــم‬ ‫بــه(‪ ،)15‬فاســتحالل الدمــاء مل يكــن لــرك األذان‪ ،‬وإنــا‬ ‫لعلمهــم أن القــوم مرشكــون‪ ،‬فــاألذان جمــرد عالمــة‬ ‫تشــر إىل إســام القــوم‪ ،‬فــا يوجــد يف احلديــث مــا‬ ‫يشــر إىل وجــوب األذان‪.‬‬ ‫ويــرد حديــث عثــان بــن أيب العــاص ريض اهلل‬ ‫عنــه‪:‬‬ ‫(‪)16‬‬ ‫أوالً‪ :‬أن هــذا أمــر بصفــة الــيء ال بذاتــه ‪ ،‬فهــو‬ ‫أمــر بصفــة املــؤذن‪.‬‬ ‫ويــرد عــى هــذا بأنــه إذا ثبــت األمــر بالصفــة‪ ،‬لــزم‬ ‫للمسافر إذا كانوا جماعة‪.266/1 ،‬‬ ‫(‪ )12‬ابــن قدامــة‪ ،‬المغنــي‪ .250/1 ،‬العــدوي‪ ،‬حاشــية العــدوي‪،‬‬ ‫‪.318/1‬‬ ‫(‪ )13‬ابن قدامة‪ ،‬المغني ‪.250/1‬‬ ‫(‪ )14‬النســائي‪ ،‬ســنن النســائي‪ ،‬كتــاب األذان‪ ،‬بــاب األذان للفائــت‬ ‫مــن الصلــوات‪ .17/2 ،‬البيهقــي‪ ،‬الســنن الكبــرى‪ ،‬كتــاب جمــاع‬ ‫أبــواب األذان‪ ،‬بــاب األذان واإلقامــة لجمــع مــن الصلــوات‪،‬‬ ‫‪ .402/1‬ابــن حبــان‪ ،‬صحيــح ابــن حبــان‪ ،‬بــاب صــاة الخــوف‪،‬‬ ‫‪ .147/7‬ابــن خزيمــة‪ ،‬صحيــح ابــن خزيمــة‪ ،‬بــاب ذكــر فــوت‬ ‫الصــاة‪ .99/7 ،..‬األلبانــي‪ ،‬إرواء الغليــل‪( 257/1 ،‬وصححــه)‪.‬‬ ‫وصححــه البيهقــي فــي‪ :‬معرفــة الســنن‪.239/2 ،‬‬ ‫(‪ )15‬الماوردي‪ ،‬الحاوي الكبير‪.49/2 ،‬‬ ‫(‪ )16‬ابن حجر‪ ،‬فتح الباري‪.80/2 ،‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫ـورا بــه(‪.)1‬‬ ‫أن يكــون األصــل مأمـ ً‬ ‫ويــرد عــى هــذا بأنــه قــد يثبــت األمــر بالصفــة دون‬ ‫األصــل‪ ،‬فصــاة النفــل صفــة أدائهــا مأمــور هبــا‪.‬‬ ‫ثان ًيــا‪ :‬لــو ســلم أن األمــر بالصفــة يلــزم منــه األمــر‬ ‫باألصــل‪ ،‬فاألمــر ال يــدل عــى الوجــوب‪ ،‬لوجــود‬ ‫الصــارف‪ ،‬وهــو حديــث أيب ســعيد اخلــدري ‪ ‬يــوم‬ ‫اخلنــدق ( ‪.)2‬‬ ‫ويــرد عــى حديــث أيب الــدرداء ‪ ‬أن اســتحواذ‬ ‫الشــيطان يتعلــق بــرك اجلامعــة‪ ،‬وإنــا جــاء ذكــر األذان‬ ‫كعالمــة لصــاة اجلامعــة‪ ،‬ويؤكــد هــذا مــا جــاء يف‬ ‫آخــر احلديــث‪ ،‬وهــو قولــه ‪( :‬فعليــك باجلامعــة)‪،‬‬ ‫وكذلــك مــا جــاء يف روايــات احلديــث األخــرى مــن‬ ‫ذكــر الصــاة دون األذان‪ ،‬حيــث جــاء لفــظ احلديــث‬ ‫(مــا مــن ثالثــة يف قريــة وال بــدو ال تقــام فيهــم الصالة‪،‬‬ ‫إال قــد اســتحوذ عليهــم الشــيطان‪ ،‬فعليــك باجلامعــة)‬ ‫(‪.)3‬‬ ‫ويف هــذا يقــول املنــاوي‪ :‬فعليكــم باجلامعــة‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫الزموهــا‪ .‬فإنــا يــأكل الذئــب الشــاة القاصيــة‪ ،‬أي‬ ‫املنفــردة عــن القطيــع‪ ،‬فــإن الشــيطان مســلط عــى‬ ‫مفــارق اجلامعــة(‪.)4‬‬ ‫النبــي عليــه‬ ‫ويــرد عــى االســتدالل بمواظبــة‬ ‫ّ‬ ‫الصــاة والســام بأمريــن(‪:)5‬‬ ‫ـي عليــه الصــاة والســام‬ ‫األول‪ :‬بــأن مواظبــة النبـ ّ‬ ‫تــدل عــى تأكيــده ال عــى وجوبــه‪ ،‬كــا واظــب عــى‬ ‫ركعتــي الفجــر لتأكدمهــا ال لوجوهبــا‪.‬‬ ‫ـي ‪ ‬تركــه لــأذان يف غــزوة‬ ‫الثــاين‪ :‬ثبــت عــن النبـ ّ‬ ‫اخلنــدق‪.‬‬ ‫وأمــا قياســهم عــى اجلهــاد فهــو منقــوص؛ لوجــود‬ ‫شــعائر ظاهــرة ليســت بواجبــة‪ ،‬كصــاة العيــد‪ ،‬أو‬ ‫التكبــر يف العيديــن‪.‬‬ ‫وأمــا اســتدالهلم بفعــل ابــن مســعود ‪ ‬عــى كــون‬ ‫فرضــا عــى الكفايــة فــرد عليــه مــن وجهــن‪:‬‬ ‫األذان ً‬ ‫األول‪ :‬إن فعــل ابــن مســعود ‪ ‬كان يف داره‪،‬‬ ‫ونحــن نتكلــم عــن رفــع األذان يف املســاجد‪.‬‬ ‫الثــاين‪ :‬إن فعــل ابــن مســعود ‪ ‬كان اجتهــا ًدا منــه‪،‬‬ ‫(‪ )1‬ابن حجر‪ ،‬فتح الباري‪.80/2 ،‬‬ ‫(‪ )2‬سبق تخريجه‪.‬‬ ‫(‪ )3‬أبــو داود‪ ،‬ســنن أبــي داود‪ ،‬كتــاب الصــاة‪ ،‬بــاب التشــديد‬ ‫فــي تــرك الجماعــة‪ .410/1 ،‬النســائي‪ ،‬ســنن النســائي‪ ،‬كتــاب‬ ‫اإلمامــة‪ ،‬بــاب التشــديد فــي تــرك الجماعــة‪ .106/2 ،‬األلبانــي‪،‬‬ ‫صحيــح ســنن أبــي داود‪( 162/1 ،‬وصححــه)‪.‬‬ ‫(‪ )4‬المناوي‪ ،‬فيض القدير‪.476/5 ،‬‬ ‫(‪ )5‬الماوردي‪ ،‬الحاوي الكبير‪.49/2 ،‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫ولقــد جــاء عــن أنــس ‪ ‬مــا خيالفــه‪ ،‬حيــث جــاء إىل‬ ‫مســجد قــد صــى فيــه فــأذن وأقــام‪ ،‬وصــى مجاعــة(‪.)6‬‬ ‫ـي ‪ ‬بــأذان بــال ‪‬‬ ‫وأمــا اســتدالهلم باكتفــاء النبـ ّ‬ ‫عــى فــرض الكفايــة فهــو اســتدالل فيــه نظــر؛ ألنــه‬ ‫يــدل عــى كفايــة األذان ألجــل املســجد الواحــد‪ ،‬ال‬ ‫ألجــل املــر كــا يقولــون‪ ،‬إال إذا قصــدوا االســتدالل‬ ‫بــا جــاء عــن بكــر بــن األشــج مــن قولــه‪( :‬إنــه كان‬ ‫ـي ‪ ‬يســمع‬ ‫يف املدينــة تســعة مســاجد مــع مســجد النبـ ّ‬ ‫(‪)7‬‬ ‫أهلهــا تأذيــن بــال‪ ،‬فيصلــون يف مســاجدهم) ‪ .‬مــع‬ ‫ذلــك فــإن هــذا األثــر منقطــع؛ ألن بكــر بــن األشــج‬ ‫مــن طبقــة أتبــاع التابعــن(‪.)8‬‬ ‫القــول الثــاين‪ :‬ذهــب احلنفيــة يف الصحيــح(‪،)9‬‬ ‫والشــافعية يف املعتمــد(‪ ،)10‬واحلنابلــة يف روايــة(‪ ،)11‬وابن‬ ‫احلاجــب مــن املالكيــة(‪ )12‬إىل القــول بســنية األذان يف‬ ‫حــق أهــل املــدن واملســاجد فيهــا‪ ،‬واســتدلوا لرأهيــم‬ ‫بســبعة أدلــة‪.‬‬ ‫الدليــل األول‪ :‬مــا جــاء يف قصــة مبــدأ األذان مــن‬ ‫حديــث عــن ابــن عمــر ‪( :‬كان املســلمون حــن‬ ‫قدمــوا املدينــة جيتمعــون فيتحينــون الصــاة ليــس‬ ‫ينــادى هلــا‪ ،‬فتكلمــوا يو ًمــا يف ذلــك‪ ،‬فقــال بعضهــم‪:‬‬ ‫ناقوســا مثــل ناقــوس النصــارى‪ ،‬وقــال‬ ‫اختــذوا‬ ‫ً‬ ‫(‪)13‬‬ ‫بعضهــم بــل بو ًقــا مثــل فــرن اليهــود) ‪.‬‬ ‫وكــا جــاء يف حديــث عبــداهلل بــن زيــد ‪( :‬فلــا‬ ‫ـي ‪ ‬بالناقــوس ليــرب بــه للنــاس يف اجلمــع‬ ‫أمــر النبـ ّ‬ ‫للصــاة طــاف يب طائــف وأنــا نائــم‪ ،‬فقلــت يف عبــداهلل‪:‬‬ ‫أتبيــع الناقــوس‪ ،‬قــال‪ :‬ومــا تصنــع بــه‪ ،‬فقلــت‪ :‬ندعــو‬ ‫بــه إىل الصــاة‪ ،‬قــال‪ :‬أال أدلــك عــى مــا هــو خــر مــن‬ ‫ذلــك‪ ،‬قلــت‪ :‬بــى‪ ،‬قــال‪ :‬يقــول‪ :‬اهلل أكــر‪ ،‬اهلل أكــر‪،..‬‬ ‫النبــي ‪ ،‬فأخربتــه بــا رأيــت‪،‬‬ ‫فلــا أصبحــت أتيــت‬ ‫ّ‬ ‫فقــال‪ :‬إهنــا لرؤيــا حــق إن شــاء اهلل فقــم مــع بــال فألــق‬ ‫(‪ )6‬البخــاري‪ ،‬صحيــح البخــاري‪ ،‬كتــاب الجماعــة‪ ،‬بــاب فضــل‬ ‫الجماعــة‪ ،231/1 ،‬رواه البخــاري معل ًقــا بصيغــة الجــزم‪.‬‬ ‫(‪ )7‬أبــو داود‪ ،‬المراســيل‪ .78/1 ،‬الدارقطنــي‪ ،‬ســنن الدارقطنــي‪،‬‬ ‫بــاب تكــرار الجماعــة‪.85/2 ،‬‬ ‫(‪ )8‬أبو زرعة‪ ،‬تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل‪.40 ،‬‬ ‫(‪ )9‬المرغينانــي‪ ،‬الهدايــة‪ .271/1 ،‬الطحــاوي‪ ،‬حاشــية الطحــاوي‬ ‫علــى مراقــي الفــاح‪ .30/1 ،‬الشــيباني‪ ،‬المبســوط‪.35/2 ،‬‬ ‫(‪ )10‬الشــربيني‪ ،‬مغنــي المحتــاج‪ .207/1 ،‬النــووي‪ ،‬المجمــوع‬ ‫شــرح المهــذب‪ .89/3 ،‬الشــافعي‪ ،‬األم‪.82/1 ،‬‬ ‫(‪ )11‬المرداوي‪ ،‬اإلنصاف‪.406/10 ،‬‬ ‫(‪ )12‬الدسوقي‪ ،‬حاشية الدسوقي‪.192/1 ،‬‬ ‫(‪ )13‬البخــاري‪ ،‬صحيــح البخــاري‪ ،‬كتــاب األذان‪ ،‬بــاب بــدء األذان‪،‬‬ ‫‪ .219/1‬مســلم‪ ،‬صحيــح مســلم‪ ،‬كتــاب الصــاة‪ ،‬بــاب بــدء‬ ‫األذان‪.285/1 ،‬‬

‫‪5‬‬


‫حكم األذان املباشراملوحد‬

‫عليــه مــا رأيــت فليــؤذن بــه؛ فإنــه أنــدى صو ًتــا منــك‪،‬‬ ‫فقمــت مــع بــال فجعلــت ألقيــه عليــه ويــؤذن بــه)(‪.)1‬‬ ‫ـي ‪ ‬بــن‬ ‫فــاألذان ثبــت عــن مشــورة أوقعهــا النبـ ّ‬ ‫أصحابــه‪ ،‬حتــى عمــل برؤيــا عبــداهلل بــن زيــد ‪ ‬عــى‬ ‫األذان‪ ،‬وليــس هــذا مــن صفــات الواجبــات(‪.)2‬‬ ‫الدليــل الثــاين‪ :‬مــا جــاء يف حديــث أيب ســعيد‬ ‫اخلــدري ‪ ‬فقــال‪( :‬حبســنا يــوم اخلنــدق حتــى‬ ‫كان بعــد املغــرب هيــوي مــن الليــل حتــى كفينــا‪،‬‬ ‫ؤمنــن ِ‬ ‫الق َ‬ ‫تــال}‬ ‫وذلــك قــول اهلل‪{ :‬و َك َفــى اهللُ ا ُمل‬ ‫َ‬ ‫(األحــزاب‪ )25 :‬فأمــر الرســول عليــه الصــاة‬ ‫والســام بــاالً‪ ، ،‬فأقــام الصــاة فصــى الظهــر‬ ‫فأحســن صالهتــا كــا كان يصليهــا‪ ،‬ثــم أمــره فأقــام‬ ‫فصــى العــر كذلــك‪ ،‬ثــم أمــر فأقــام فصــى املغــرب‬ ‫كذلــك‪ ،‬ثــم أمــره فأقــام فصــى العشــاء كذلــك)(‪.)3‬‬ ‫فالنبــي ‪ ‬صــى مــن غــر أذان‪ ،‬وإنــا اكتفــى باإلقامــة‪،‬‬ ‫ولــو كان األذان واج ًبــا ملــا تركــه(‪.)4‬‬ ‫الدليــل الثالــث‪ :‬حديــث املــيء صالتــه الــذي‬ ‫يرويــه أبــو هريــرة ‪ ‬حيــث جــاء فيــه‪ :‬أن النبــي‬ ‫عليــه الصــاة والســام قــال للمــيء صالتــه‪( :‬إذا‬ ‫فكــر ثــم اقــرأ مــا يــر معــك مــن‬ ‫قمــت للصــاة‬ ‫ّ‬ ‫القــرآن ثــم اركــع حتــى تطمئــن راك ًعــا‪ )..‬احلديــث(‪.)5‬‬ ‫وجــاء يف روايــة أخــرى‪( :‬إذا قمــت إىل الصــاة فأســبغ‬ ‫الوضــوء‪ ،‬ثــم اســتقبل القبلــة‪ ،‬فكــر ثــم اقــرأ مــا‬ ‫ـي عليــه‬ ‫تيــر معــك مــن القــرآن‪ )..‬احلديــث(‪ .)6‬فالنبـ ّ‬ ‫الصــاة والســام مل يذكــر للمــيء صالتــه األذان‪،‬‬ ‫ـي ‪‬‬ ‫ولــو كان واج ًبــا لذكــره لــه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وخصوصــا أن النبـ ّ‬ ‫(‪)7‬‬ ‫ذكــر الوضــوء واســتقبال القبلــة ‪.‬‬ ‫النبــي ‪ ‬أنــه تــرك‬ ‫الدليــل الرابــع‪ :‬مــا جــاء عــن‬ ‫ّ‬ ‫األذان يف ثانيــة اجلمــع كــا جــاء يف حديــث جابــر ‪‬‬ ‫ـي عليــه الصــاة والســام (حتــى‬ ‫يف وصفــه حلجــة النبـ ّ‬ ‫أتــى املزدلفــة فصــى هبــا املغــرب والعشــاء بــأذان واحد‬ ‫النبي ‪‬‬ ‫وإقامتــن)(‪ .)8‬فلــو كان األذان واج ًبــا ملــا تركــه ّ‬ ‫(‪ )1‬سبق تخريجه‪.‬‬ ‫(‪ )2‬الماوردي‪ ،‬الحاوي الكبير‪.49/2 ،‬‬ ‫(‪ )3‬سبق تخريجه‪.‬‬ ‫(‪ )4‬الماوردي‪ ،‬الحاوي الكبير‪.49/2 ،‬‬ ‫(‪ )5‬مســلم‪ ،‬صحيــح مســلم‪ ،‬كتــاب الصــاة‪ ،‬بــاب وجــوب قــراءة‬ ‫الفاتحــة‪.398/1 ،‬‬ ‫(‪ )6‬البخــاري‪ ،‬صحيــح البخــاري‪ ،‬كتــاب االســتئذان‪ ،‬بــاب مــن رد‬ ‫فقــال‪ :‬عليــك الســام‪.237/5 ،‬‬ ‫(‪ )7‬النــووي‪ ،‬المجمــوع‪ .89/1 ،‬الطحــاوي‪ ،‬حاشــية الطحــاوي‪،‬‬ ‫‪.130/1‬‬ ‫النبــي‪،‬‬ ‫(‪ )8‬مســلم‪ ،‬صحيــح مســلم‪ ،‬كتــاب الحــج‪ ،‬بــاب حجــة‬ ‫ّ‬ ‫‪.891 /2‬‬

‫‪6‬‬

‫أحمد حافظ مو�سى‬

‫يف الصــاة الثانيــة للجمــع الــذي ليــس بواجــب(‪.)9‬‬ ‫الدليــل اخلامــس‪ :‬لــو كان األذان واج ًبــا لــكان‬ ‫رش ًطــا لصحتهــا‪ ،‬ولوجــب أن يكــون زمانــه مســتثنى‬ ‫مــن وقتهــا‪ ،‬وملــا كان وقــت الصــاة غــر مســتثنى منــه‬ ‫زمــان األذان‪ ،‬فــدل عــى أنــه ليــس بــرط يف صحتهــا‪،‬‬ ‫وإنــا هو ســنة(‪.)10‬‬ ‫الدليــل الســادس‪ :‬القيــاس عــى قــول الصــاة‬ ‫جامعــة لصــاة الكســوف أو العيــد بجامــع أهنــا دعــوة‬ ‫للصــاة‪ ،‬فيكــون األذان مســتح ًبا كقــول الصــاة‬ ‫جامعــة(‪.)11‬‬ ‫مناقشة األدلة‪:‬‬ ‫يــرد عــى الدليــل األول بــأن األذان وإن كان وقــع‬ ‫ـي ‪ ‬ألصحابــه‪ ،‬إال أنــه أتــى األمــر‬ ‫عــن مشــورة النبـ ّ‬ ‫ـي ‪ ‬أكثــر مــن مــرة‪.‬‬ ‫بــه مــن النبـ ّ‬ ‫ويــرد عــى حديــث أيب ســعيد اخلــدري ‪ ‬يف تــرك‬ ‫األذان يــوم اخلنــدق بأنــه جــاء عــن ابــن مســعود ‪ ‬يف‬ ‫نفــس القصــة بإثبــات األذان يف األول(‪.)12‬‬ ‫يــرد عــى هــذا بــأن حديــث ابــن مســعود ‪‬‬ ‫منقطــع‪ ،‬ألنــه مــن روايــة ابنــه أيب عبيــدة(‪ ،)13‬فأبــو‬ ‫عبيــدة مل يســمع مــن أبيــه ابــن مســعود ‪ ‬فهــو ملــا‬ ‫تــويف أبــوه كان عمــره ســبع ســنوات(‪.)14‬‬ ‫ورد صاحــب كتــاب إنبــاء املوحــد بحكــم األذان‬ ‫املوحــد(‪ )15‬بــأن روايــة أيب عبيــدة عــن أبيــه يف حكــم‬ ‫املتصــل واستشــهد بــرأي ابــن تيميــة بــأن أبــا عبيــدة‬ ‫عــامل بحــال أبيــه‪ ،‬متلــق آلثــاره مــن أكابــر أصحــاب‬ ‫أبيــه الذيــن يكثــرون مــن التحــدث عــن آثــار ابــن‬ ‫مســعود ‪ ،‬وليــس مــن بينهــم مــن يتهــم حتــى خيــاف‬ ‫أن يكــون هــو الواســطة(‪.)16‬‬ ‫ويــرد عــى هــذا بأنــه بحاجــة إىل إثبــات يف هــذا‬ ‫احلديــث‪ .‬ولــو ســلم االتصــال يف احلديــث فالصحيــح‬ ‫عــدم ذكــر األذان فيــه؛ فاحلديــث مــن روايــة أيب الزبــر‬ ‫(‪ )9‬الرملي‪ ،‬نهاية المحتاج‪.402/1 ،‬‬ ‫(‪ )10‬الماوردي‪ .‬الحاوي الكبير‪.49/2 ،‬‬ ‫(‪ )11‬النووي‪ ،‬المجموع‪ .89/3 ،‬الرملي‪ ،‬نهاية المحتاج‪.402/1 ،‬‬ ‫(‪ )12‬النسـائي‪ ،‬سـنن النسـائي‪ ،‬كتـاب األذان‪ ،‬بـاب اإلجـزاء لذلـك‬ ‫كلـه بـأذان واحد‪ .17/2 ،‬البيهقي‪ ،‬السـنن الكبـرى‪ ،‬جماع أبواب‬ ‫األذان‪ ،‬بـاب األذان واإلقامـة للجمـع بيـن الصلـوات‪.403/1 ،‬‬ ‫(‪ )13‬البيهقــي‪ ،‬الســنن الكبــرى‪ ،402/1 ،‬وضعفــه األلبانــي فــي‬ ‫اإلرواء ‪.256‬‬ ‫(‪ )14‬الكالباذي‪ ،‬رجال صحيح البخاري‪.831/2 ،‬‬ ‫(‪ )15‬سلمان‪ ،‬إنباء الموحد بحكم األذان الموحد‪ ،‬ص‪.20‬‬ ‫(‪ )16‬ابن تيمية‪ ،‬مجموع الفتاوى‪.404/6 ،‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املكــي عــن نافــع بــن جبــر بــن مطعــم عــن أيب عبيــدة‬ ‫عــن ابــن مســعود(‪ ،)1‬وروي عــن أيب الزبــر األوزاعــي‬ ‫كــا جــاء عنــد البيهقــي ومل يذكــر األذان‪ ،‬واألوزاعــي‬ ‫كــا هــو معــروف إمــام مــن أئمــة احلديــث‪ ،‬قــال ابــن‬ ‫مهــدي‪ :‬األئمــة يف احلديــث أربعــة‪ ،‬وذكــر أوهلــم‬ ‫األوزاعــي(‪.)2‬‬ ‫وروي عــن أيب الزبــر هشــام الدســتوائي مــن‬ ‫الثقــات‪ ،‬كان اإلمــام أمحــد يقــول عنــه‪ :‬مــا أرى النــاس‬ ‫يــروون عــن أحــد أثبــت منــه‪ ،‬أمــا مثلــه فعســى‪ ،‬أمــا‬ ‫أثبــت منــه فــا(‪.)3‬‬ ‫وقــال أبــو داود الطيالــي‪ :‬هشــام أمــر املؤمنــن يف‬ ‫احلديــث‪ ،‬وكان حييــى القطــان إذا ســمع احلديــث عــن‬ ‫هشــام ال يبــايل أن ال يســمعه مــن غــره(‪.)4‬‬ ‫وروي عــن هشــام الدســتوائي ســعيد بــن أيب‬ ‫عروبــة(‪ ،)5‬وســعيد ذكــره القيــراين يف تذكــرة احلفــاظ‬ ‫وقــال عنــه اإلمــام احلافــظ‪ ،‬ونقــل توثيــق النســائي‬ ‫وابــن معــن‪ ،‬وقــول أيب عوانــة فيــه‪ :‬إنــه مل يكــن عندنــا‬ ‫يف ذلــك الزمــان أحفــظ مــن ســعيد(‪.)6‬‬ ‫(‪)7‬‬ ‫أيضــا عبدالــوارث بــن ســعيد‬ ‫وروى عــن هشــام ً‬ ‫دون ذكــر األذان‪ ،‬وعبدالــوارث مــن الثقــات‪ ،‬وقــال‬ ‫عنــه ابــن معــن مــن شــيوخ البرصيــن(‪.)8‬‬ ‫وخالفهــم حجــاج بــن نصــر يف روايتــه عــن‬ ‫هشــام(‪ ،)9‬وذكــر األذان وهــو ضعيــف‪ ،‬قــال عنــه‬ ‫ابــن املدينــي‪ :‬ذهــب حديثــه‪ ،‬وقــال أبــو حاتــم‪ :‬منكــر‬ ‫احلديــث‪ ،‬وقــال‪ :‬تــرك حديثــه(‪.)10‬‬ ‫فروايــة حجــاج عــن هشــام منكــرة ال تصــح‪ ،‬ألنــه‬ ‫ضعيــف وخالــف الثقــات‪ ،‬فالثابــت مــن روايــة هشــام‬ ‫عــن أيب الزبــر املكــي عــدم ذكــر األذان يف القصــة‪.‬‬ ‫وروى عــن أيب الزبــر هشــيم بــن بشــر وذكــر‬ ‫األذان(‪ ،)11‬وهشــيم مــن الثقــات احلفــاظ‪ ،‬ولكنــه‬

‫كان يدلــس كثــرا(‪ .)12‬ولكنــه رصح بالتحديــث عنــد‬ ‫البيهقــي(‪ ،)13‬إال أن روايتــه عــن أيب الزبــر معلولــة‬ ‫ملخالفتــه األكثــر‪ ،‬وملخالفتــه األوثــق كاألوزاعــي‪.‬‬ ‫وقــد يقــال‪ :‬إن أبــا عبيــدة مل ينفــرد بروايتــه عــن ابــن‬ ‫مســعود ‪ ‬فقــد تابعــه أبــو عبدالرمحــن الســلمي يف‬ ‫روايتــه عــن ابــن مســعود بذكــر األذان‪ ،‬كــا جــاء عنــد‬ ‫أيب يعــى مــن طريــق أيب يوســف القــايض عــن حييــى‬ ‫ابــن أنيســة عــن زبيــد اإليامــي عــن أيب عبدالرمحــن‬ ‫الســلمي عــن ابــن مســعود ‪.)14(‬‬ ‫ويــرد عــى هــذه املتابعــة بأهنــا ال تصــح‪ ،‬فأبــو‬ ‫يوســف ضعيــف‪ ،‬ذكــره الذهبــي يف املغنــي(‪ ،)15‬ونقــل‬ ‫كالم البخــاري يف أيب يوســف بأنــه قــد تــرك‪ ،‬وقــول‬ ‫الفــاس فيــه بأنــه كثــر الغلــط‪ .‬وحييــى بــن أنيســة‬ ‫مــروك قــال عنــه ابــن اجلــوزي يف العلــل‪ :‬معــروف‬ ‫بالكــذب(‪ ،)16‬ونقــل ابــن اجلــوزي يف كتابــه الضعفــاء‬ ‫واملرتوكــن قــول أخــي حييــى‪ :‬بــأن حييــى يكــذب‪،‬‬ ‫وقــول ابــن حبــان عــن حييــى‪ :‬ال حيتــج بــه بحــال(‪.)17‬‬ ‫وقــد يــرد عــى تضعيــف ذكــر األذان عــن ابــن‬ ‫مســعود ‪ ‬بأنــه جــاء عــن جابــر ‪ ‬ذكــر األذان يف‬ ‫القصــة نفســها كــا جــاء يف كشــف األســتار مــن طريــق‬ ‫مؤمــل مــن إســاعيل عــن محــاد عــن عبدالكريــم بــن‬ ‫أيب املخــارق عــن جماهــد عــن جابــر ريض اهلل عنــه(‪.)18‬‬ ‫يــرد عــى حديــث جابــر ‪ ‬أنــه ال يصــح‪ ،‬فهــو مــن‬ ‫روايــة عبدالكريــم بــن أيب املخــارق‪ ،‬وهــو مــروك(‪،)19‬‬ ‫واهتمــه أبــو أيــوب الســختياين بالكــذب(‪.)20‬‬ ‫أمــا اســتدالل القائلــن بســنية األذان بحديــث‬ ‫املــيء صالتــه‪ ،‬فــرد عليــه بــأن هــذا يف حــق املنفــرد‪،‬‬ ‫ونحــن نتكلــم عــن اجلامعــة‪.‬‬ ‫أمــا اســتدالهلم بــرك األذان يف ثانيــة اجلمــع‪ ،‬فــرد‬ ‫عليــه بــأن املقصــود مــن األذان اإلعــام بدخــول وقت‬

‫(‪ )1‬البيهقــي‪ ،‬الســنن الكبــرى‪ ،‬جمــاع أبــواب األذان‪ ،‬بــاب صحــة‬ ‫الصــاة مــع تــرك األذان‪.407/1 ،‬‬ ‫(‪ )2‬ابن أبي حاتم‪ ،‬الجرح والتعديل‪.207 ،204 ،202/1 ،‬‬ ‫(‪ )3‬الذهبي‪ ،‬سير أعالم النبالء‪.151/7 ،‬‬ ‫(‪ )4‬المرجع السابق‪.151/7 ،‬‬ ‫(‪ )5‬النســائي‪ ،‬ســنن النســائي‪ ،‬كتــاب األذان‪ ،‬بــاب االكتفــاء‬ ‫باإلقامــة‪.18/2 ،‬‬ ‫(‪ )6‬القيسراني‪ ،‬تذكرة الحفاظ‪.178-177/1 ،‬‬ ‫(‪ )7‬ابن عبدالبر‪ ،‬التمهيد‪.237/5 ،‬‬ ‫(‪ )8‬ابــن أبــي حاتــم‪ ،‬الجــرح والتعديــل‪ .75/6 ،‬المــزي‪ ،‬تهذيــب‬ ‫الكمــال‪.483/18 ،‬‬ ‫(‪ )9‬أبو نعيم‪ ،‬حلية األولياء‪.307/4 ،‬‬ ‫(‪ )10‬ابن أبي حاتم‪ ،‬الجرح والتعديل‪.167/2 ،‬‬ ‫(‪ )11‬الترمــذي‪ ،‬ســنن الترمــذي‪ ،‬كتــاب الصــاة‪ ،‬بــاب مــا جــاء‬

‫فــي الرجــل تفوتــه الصــاة‪ .220/1 ،‬النســائي‪ ،‬ســنن النســائي‪،‬‬ ‫كتــاب األذان‪ ،‬بــاب اإلجــزاء لذلــك كلــه بــأذان واحــد‪.17/2 ،‬‬ ‫البيهقــي‪ ،‬الســنن الكبــرى‪ ،‬جمــاع أبــواب األذان‪ ،‬بــاب األذان‬ ‫واإلقامــة للجمــع‪.402/1 ،‬‬ ‫(‪ )12‬ابــن أبــي حاتــم‪ ،‬الجــرح والتعديــل‪ .11/9 ،‬الســيوطي‪ ،‬طبقــات‬ ‫الحفــاظ‪.112/1 ،‬‬ ‫(‪ )13‬سبق تخريجه‪.‬‬ ‫(‪ )14‬أبو يعلى‪ ،‬مسند أبي يعلى‪.39/5 ،‬‬ ‫(‪ )15‬الذهبي‪ ،‬المغني في الضعفاء‪.756/2 ،‬‬ ‫(‪ )16‬ابن الجوزي‪ ،‬العلل المتناهية‪.364/1 ،‬‬ ‫(‪ )17‬ابن الجوزي‪ ،‬الضعفاء والمتروكين‪.191/3 ،‬‬ ‫(‪ )18‬الهيثمي‪ ،‬كشف األستار عن زوائد البزار‪.185/1 ،‬‬ ‫(‪ )19‬الذهبي‪ ،‬سير أعالم النبالء‪.83/6 ،‬‬ ‫(‪ )20‬ابن الجوزي‪ ،‬العلل المتناهية‪.661/2 ،‬‬

‫‪7‬‬


‫أحمد حافظ مو�سى‬

‫حكم األذان املباشراملوحد‬

‫الصــاة‪ ،‬وقــد ذلــك بــاألذان األول(‪.)1‬‬ ‫ويــرد عــى الدليــل اخلامــس بأنــه ال يلــزم مــن‬ ‫وجــوب األذان أن يكــون رش ًطــا يف صحــة الصــاة(‪.)2‬‬ ‫وأمــا القيــاس عــى قــول الصــاة جامعــة لصــاة‬ ‫الكســوف أو العيــد‪ ،‬فــرد عليــه بوجهــن‪:‬‬ ‫األول‪ :‬فهــو قيــاس مــع الفارق؛ ألن األذان شــعرية‬ ‫مــن الشــعائر الظاهــرة‪ ،‬وليــس األمــر كذلــك يف قــول‬ ‫الصــاة جامعــة(‪.)3‬‬ ‫الثــاين‪ :‬أنــه قيــاس يف مــورد النــص‪ ،‬فقــد ثبــت‬ ‫األمــر بــاألذان‪.‬‬ ‫القول الثالث‪:‬‬ ‫ذهــب اإلمــام مالــك ‪ ،‬وبعــض احلنفيــة وابــن‬ ‫حــزم الظاهــري(‪ ،)6‬وعطــاء‪ ،‬وجماهــد‪ ،‬واألوزاعــي(‪،)7‬‬ ‫وابــن املنــذر(‪ )8‬إىل القــول بوجــوب األذان عــى أهــل‬ ‫املــدن ومســاجدها‪.‬‬ ‫واســتدلوا لرأهيــم بنفــس أدلــة القــول األول األمرة‬ ‫بــاألذان‪ ،‬إذ األمــر يــدل عــى الوجــوب(‪ ،)9‬واســتدلوا‬ ‫أيضــا بحديــث عبــداهلل بــن زيــد‪ ،‬وحديــث مالــك بــن‬ ‫احلويــرث ريض اهلل عنهــم‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬مــا جــاء عــن عبــداهلل بــن زيــد ‪ ‬يف قصــة‬ ‫بـ�دء األذان حيـ�ث جـ�اء فيـ�ه ّ‬ ‫أن‬ ‫النبـ�ي ‪ ‬قــال‪( :‬قــم‬ ‫ّ‬ ‫مــع بــال فإنــه أنــدى وأمــد صو ًتــا منــك‪ ،‬فألــق عليــه‬ ‫ِ‬ ‫ـي عليــه الصــاة‬ ‫مــا قيــل لــك‪ ،‬ولينــاد بذلــك)(‪ .)10‬فالنبـ ّ‬ ‫والســام أمــر بــاالً بــاألذان‪ ،‬واألمــر يــدل عــى‬ ‫الوجــوب(‪.)11‬‬ ‫ثانيــا‪ :‬مــا جــاء عــن مالــك مــن احلويــرث ‪ ‬أنــه‬ ‫(‪)4‬‬

‫(‪)5‬‬

‫(‪ )1‬الكاساني‪ ،‬بدائع الصنائع‪.152/1 ،‬‬ ‫(‪ )2‬الشوكاني‪ ،‬السيل الجرار‪.196/1 ،‬‬ ‫(‪ )3‬النووي‪ ،‬المجموع‪.89/3 ،‬‬ ‫(‪ )4‬المواق‪ ،‬التاج واإلكليل‪.421/1 ،‬‬ ‫(‪ )5‬الكاســاني‪ ،‬البدائــع‪ .147/1 ،‬وابــن الهمــام‪ ،‬شــرح فتــح القديــر‪،‬‬ ‫‪.240/1‬‬ ‫(‪ )6‬ابن حزم‪ ،‬المحلى‪.124/3 ،‬‬ ‫(‪ )7‬ابن قدامة‪ ،‬المغني‪.250/1 ،‬‬ ‫(‪ )8‬النووي‪ ،‬المجموع‪.90/3 ،‬‬ ‫(‪ )9‬الكاساني‪ ،‬بدائع الصنائع‪.147/1 ،‬‬ ‫(‪ )10‬الترمــذي‪ ،‬ســنن الترمــذي‪ ،‬كتــاب الصــاة‪ ،‬بــاب بــدء األذان‪،‬‬ ‫‪ .232/1‬وصححــه البيهقــي فــي‪ :‬ســنن البيهقــي الصغــرى‪،‬‬ ‫كتــاب الصــاة‪ ،‬بــاب األذان واإلقامــة‪ .200/1 ،‬أبــو داود‪،‬‬ ‫ســنن أبــي داود‪ ،‬كتــاب الصــاة‪ ،‬بــاب كيــف األذان‪.135/1 ،‬‬ ‫ابــن ماجــه‪ ،‬ســنن ابــن ماجــه‪ ،‬كتــاب األذان‪ ،‬بــاب بــدء األذان‪،‬‬ ‫‪ ،232/1‬وصححــه ابــن حجــر فــي‪ :‬تلخيــص الحبيــر‪.356/1 ،‬‬ ‫(‪ )11‬ابــن حجــر‪ ،‬فتــح البــاري‪ .80/2 ،‬الشــوكاني‪ ،‬الســيل الجــرار‪،‬‬ ‫‪.196/1‬‬

‫‪8‬‬

‫ـي ‪( :‬إذا أنتــا‬ ‫أتــى رجــان يريــدان الســفر فقــال النبـ ّ‬ ‫(‪)12‬‬ ‫خرجتــا فأذنــا ثــم أقيــا ثــم ليؤمكــا أكربكــا) ‪.‬‬ ‫فالنبــي ‪ ‬قــد أمــر الذيــن يريــدان الســفر بــاألذان‪،‬‬ ‫واألمــر يــدل عــى الوجــوب(‪.)13‬‬ ‫مناقشة األدلة‪:‬‬ ‫لقــد متــت مناقشــة أدلــة هــذا القــول عنــد مناقشــة‬ ‫أدلــة القــول األول التــي اســتدلوا هبــا عــى وجــوب‬ ‫األذان‪ .‬وأمــا بالنســبة حلديــث عبــداهلل بــن زيــد ‪‬‬ ‫فــرد عليــه‪:‬‬ ‫(‪)14‬‬ ‫أوالً‪ :‬أن هــذا أمــر بصفــة الــيء ال بذاتــه ‪ ،‬فهــو‬ ‫أمــر بصفــة األذان‪.‬‬ ‫ويــرد عــى هــذا بأنــه إذا ثبــت األمــر بالصفــة‪ ،‬لــزم‬ ‫مأمورا بــه(‪.)15‬‬ ‫أن يكــون األصــل‬ ‫ً‬ ‫ويــرد عــى هــذا بأنــه قــد يثبــت األمــر بالصفــة دون‬ ‫األصــل‪ ،‬فصــاة النفــل صفــة أدائهــا مأمــور هبــا‪.‬‬ ‫ثان ًيــا‪ :‬لــو ســلم أن األمــر بالصفــة يلــزم منــه األمــر‬ ‫باألصــل‪ ،‬فاألمــر ال يــدل عــى الوجــوب‪ ،‬لوجــود‬ ‫الصــارف‪ ،‬وهــو حديــث أيب ســعيد اخلــدري ‪ ‬يــوم‬ ‫اخلنــدق ( ‪.)16‬‬ ‫وأمــا بالنســبة حلديــث مالــك ‪ ‬فــرد عليــه‬ ‫بــان األمــر للنــدب؛ لثبــوت الدليــل الصــارف عــن‬ ‫الوجــوب‪.‬‬ ‫القول الرابع‪:‬‬ ‫ذهــب أبــو عــي اإلصطخــري مــن الشــافعية إىل‬ ‫القــول بســنية األذان إال يف صــاة اجلمعــة فهــو فــرض‬ ‫كفايــة(‪ ،)17‬واســتدل لرأيــه بوجــوب األذان للجمعــة‬ ‫ـودي للصـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـاة‬ ‫بقولــه تعــاىل‪( :‬يــا ّأيــا الذيــن آمنــوا إذا ُنـ َ‬ ‫ِمــن يــو ِم اجلُ ُمعـ ِـة فاسـ َع ْوا إىل ِذكـ ِـر اهلل (اآليــة [اجلمعــة‪:‬‬ ‫‪ .]9‬فلــا كان الســعي واج ًبــا‪ ،‬وكان النــداء ســب ًبا‬ ‫للســعي‪ ،‬كان النــداء واج ًبــا(‪.)18‬‬ ‫ويرد عىل هذا االستدالل من وجهني(‪:)19‬‬ ‫األول‪ :‬أن الســعي غــر معتــر بــاألذان‪ ،‬ألن أهــل‬ ‫(‪ )12‬البخــاري‪ ،‬صحيــح البخــاري‪ ،‬كتــاب األذان‪ ،‬بــاب األذان‬ ‫للمســافر إذا كانــوا جماعــة‪.266/1 ،‬‬ ‫(‪ (13‬ابن قدامة‪ ،‬المغني‪.250/1 ،‬‬ ‫(‪ )14‬ابن حجر‪ ،‬فتح الباري‪.80/2 ،‬‬ ‫(‪ )15‬المرجع نفسه‪.80/2 ،‬‬ ‫(‪ )16‬سبق تخريجه‪.‬‬ ‫(‪ )17‬النووي‪ ،‬المجموع‪.89/3 ،‬‬ ‫(‪ )18‬الماوردي‪ ،‬الحاوي الكبير‪.48/2 ،‬‬ ‫(‪ )19‬المرجع السابق‪.49/2 ،‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫البلــد يلزمهــم الســعي وإن مل يتــم األذان‪.‬‬ ‫الثــاين‪ :‬لــو ســلم أن النــداء ســبب الســعي‪ ،‬فــا‬ ‫يلــزم مــن ذلــك أن يكــون األذان واج ًبــا‪ ،‬فــا مانــع أن‬ ‫يكــون النــداء مســتح ًبا‪ ،‬والســعي واج ًبــا‪ ،‬كالســام‪،‬‬ ‫فإلقــاء الســام مســتحب مــع أنــه ســبب للواجــب‬ ‫وهــو رد الســام‪.‬‬ ‫الرتجيح يف املسألة‪:‬‬ ‫بعــد النظــر يف أقــوال الفقهــاء وأدلتهــم يرتجــح‬ ‫القــول باســتحباب األذان عــى أهــل املــدن‬ ‫ومســاجدها؛ لثبــوت األدلــة اآلمــرة بــاألذان للجامعــة‬ ‫عــى وجــه االســتحباب؛ لوجــود الصــارف لألمــر عــن‬ ‫ـي ‪ ‬لــأذان يف‬ ‫الوجــوب إىل النــدب‪ ،‬وهــو تــرك النبـ ّ‬ ‫غــزوة اخلنــدق‪.‬‬ ‫وال مســو َغ للتفريــق يف احلكــم بــن أهــل املــر‬ ‫مجي ًعــا وأهــل املســاجد؛ ألن األدلــة التــي جــاء فيــه‬ ‫األمــر بــاألذان قــد رصفــت عــن الوجــوب إىل‬ ‫االســتحباب‪ ،‬ســواء أكان يف حــق أهــل املــر مجيعــا‪،‬‬ ‫أو مســاجده‪ .‬وممــا جتــدر اإلشــارة إليــه هنــا إىل أن‬ ‫الســنة تتحقــق يف حــق أهــل املــر بــأن حيصــل ســاع‬ ‫األذان مــن أهــل املــر مجيعــا‪ ،‬كــا أشــار إىل ذلــك‬ ‫احلنفيــة(‪ ،)1‬والشــافعية(‪ ،)2‬وهــذا يتوافــق مــع مــا تــم‬ ‫ذكــره مــن قــول املالكيــة واحلنابلــة(‪ )3‬فيــا يتحقــق بــه‬ ‫فــرض الكفايــة عــى أهــل املــر‪.‬‬ ‫مــن املعلــوم أن مــن أهــم مقاصــد األذان هــو‬ ‫اإلعــام بدخــول الوقــت‪ ،‬ويظهــر هــذا املقصــد يف‬ ‫قصــة مبــدأ األذان مــن حديــث عبــداهلل بــن زيــد ‪،)4(‬‬ ‫فــإذا تــم ســاع األذان مــن اجلميــع فقــد حتقــق املقصــد‪.‬‬ ‫ويشــر إىل هــذا املقصــد البهــويت فيقــول‪( :‬يكفــي‬ ‫مــؤذن واحــد يف املــر بحيــث جيعــل ألهلــه العلــم؛‬ ‫ألن املقصــود بــاألذان اإلعــام وقــد حصــل)(‪ .)5‬كــا‬ ‫أن مــن معــاين األذان إظهــار الشــعائر(‪ ،)6‬فــإذا تــم‬ ‫ســاعه مــن أهــل املــر مجيعــا فهــو دليــل عــى ظهــور‬ ‫هــذه الشــعرية فيهــم‪.‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬حكم العمل باألذان املبارش املوحد‬ ‫(‪ (1‬ابن عابدين‪ ،‬حاشية ابن عابدين‪.383/1 ،‬‬ ‫(‪ (2‬النووي‪ ،‬المجموع‪.90/1 ،‬‬ ‫(‪ )3‬انظر ما تقدم في القول األول‪.‬‬ ‫(‪ )4‬سبق تخريجه‪.‬‬ ‫(‪ )5‬البهوتي‪ ،‬كشاف القناع‪.241/1 ،‬‬ ‫(‪ (6‬القرافي‪ ،‬الذخيرة‪.58/5 ،‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫اختلفــت أقــوال املعارصيــن يف احلكــم عــى األذان‬ ‫املوحــد عــى عــدة أقــوال‪ ،‬ولعــل الســبب األســايس‬ ‫يف حصــول اخلــاف يف املســألة يرجــح إىل نظــرة كل‬ ‫واحــد منهــم إىل حكــم األذان‪.‬‬ ‫القول األول‪:‬‬ ‫ذهــب األلبــاين وحســام الديــن عفانــة ‪ ،‬وأمحــد‬ ‫كريمــة(‪ ،)9‬ووليــد ســلامن(‪ ،)10‬وهيثــم البجــايل(‪،)11‬‬ ‫ومســعود صــري(‪ )12‬إىل القــول بــأن األذان املوحــد‬ ‫مــن األمــور املخالفــة للــرع‪ ،‬و مــن البــدع املنكــرة‬ ‫التــي جيــب منعهــا‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬

‫(‪)8‬‬

‫استدلوا لرأهيم باثني عرش دليال‪:‬‬ ‫ـول مِــن‬ ‫الدليــل األول‪ :‬قولــه تعــاىل‪{ :‬ومَــن يُشــاقِقِ الرَّسـ َ‬

‫بَعـدِ مــا َتبَيَّـنَ لـهُ ا ُهلــدى ويَ َّت ِبــع َغـرَ سَــبي ِل ا ُملؤمنــن ُنوَلــه مــا َتولّــى و ُنصْلِـهِ‬ ‫جَهَنَّ ـمَ وســاءَت مَصــرا} (النســاء‪ِّ .)115 :‬‬

‫فــاألذان املوحــد خمالــف ملــا اعتــاده املســلمون يف‬ ‫كل القــرون‪ ،‬فهــو خمالــف لســبيل املؤمنــن(‪.)13‬‬ ‫ِ‬ ‫{وآت‬ ‫الدليــل الثــاين‪ :‬مــا جــاء يف قولــه تعــاىل‪:‬‬ ‫َذا ال ُقربــى ح َّقــه واملِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ــبيل وال ُت َب ِّ‬ ‫ــذر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ســكني وابــ َن َّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫إن ا ُمل َب ِّذري ـ َن كانــوا إخـ َ‬ ‫تَبذيـ ًـرا * ّ‬ ‫ـوان َّ‬ ‫وكان‬ ‫الشــياطني‬ ‫الشـ ُ ِ‬ ‫ـورا} (اإلرساء‪ .)27 ،26 :‬فــاألذان‬ ‫ـيطان لر ِّبــه كَفـ ً‬ ‫ٍ‬ ‫باهظــة جــدً ا لألجهــزة‬ ‫املوحــد حيتــاج إىل تكلفــة‬ ‫الالســلكية‪ ،‬ولصيانتهــا‪ ،‬فهــو هــدر للــال العــام‪ ،‬مــع‬ ‫وجــود جهــات أخــرى أحــق أن يــرف فيهــا هــذا‬ ‫املال(‪.)14‬‬ ‫ـم ِمَّــن‬ ‫الدليــل الثالــث‪ :‬قولــه تعــاىل‪{ :‬و َمــن أظ َلـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ســاجدَ اهلل ْ‬ ‫وســعى يف‬ ‫َــر فيهــا‬ ‫َــع َم‬ ‫َمن َ‬ ‫اســم ُه َ‬ ‫ُ‬ ‫أن ُيذك َ‬ ‫َخ ِ‬ ‫ـك مــا َ‬ ‫كان َلُــم أن َي ُ‬ ‫رابــا أولئـ َ‬ ‫ـن‬ ‫دخلوهــا إالّ خائفـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـزي َ‬ ‫ـم}‬ ‫ولــم يف اآلخــرة َعـ ٌ‬ ‫َلُــم يف الدُّ نيــا خـ ٌ‬ ‫ـذاب َعظيـ ٌ‬ ‫(البقــرة‪ .)114 :‬فــاألذان املوحــد يــؤدي إىل تعطيــل‬ ‫األذان يف بقيــة املســاجد وربــا دخــل ضمــن عمــوم‬ ‫هذه اآلية(‪.)15‬‬ ‫الدليــل الرابــع‪ :‬مــا جــاء يف الســنة مــن أحاديــث‬ ‫(‪ )7‬األلباني‪ ،‬فتوى بيان بدعة توحيد األذان‪.‬‬ ‫(‪ (8‬عفانة‪ ،‬فتوى توحيد األذان في المدينة الواحدة‪.‬‬ ‫(‪ )9‬كريمة‪ ،‬فتوى حكم األذان الموحد‪.‬‬ ‫(‪ )10‬سلمان‪ ،‬إنباء الموحد بحكم األذان الموحد‪ ،‬ص‪.68‬‬ ‫(‪ )11‬البجالي‪ ،‬حكم األذان الموحد‪.‬‬ ‫(‪ )12‬صبري‪ ،‬فتوى توحيد األذان‪.‬‬ ‫(‪ )13‬األلباني‪ ،‬فتوى بيان بدعة توحيد األذان‪.‬‬ ‫(‪ )14‬البجالي‪ ،‬حكم األذان الموحد‪.‬‬ ‫(‪ )15‬سلمان‪ ،‬إنباء الموحد‪ ،‬ص‪.67‬‬

‫‪9‬‬


‫حكم األذان املباشراملوحد‬

‫تبيــن فضــل األذان‪ ،‬والتــي منهــا‪:‬‬ ‫ـي ‪ ‬قــال‪( :‬لــو يعلــم‬ ‫ ‪1.‬حديــث أيب هريــرة ‪ ‬أن النبـ ّ‬ ‫النــاس مــا يف النــداء والصــف األول ثــم مل جيــدوا‬ ‫إال أن يســتهموا عليــه الســتهموا)(‪.)1‬‬ ‫النبــي ‪ ‬قــال‪:‬‬ ‫ ‪2.‬مــا جــاء عــن أيب هريــرة ‪ ‬أن‬ ‫ّ‬ ‫(املؤذنــون أطــول النــاس أعنا ًقــا يــوم القيامــة)(‪.)2‬‬ ‫ ‪3.‬مــا جــاء عــن أيب ســعيد اخلــدري ريض اهلل غنــه أن‬ ‫ـي ‪ ‬قــال لــه‪( :‬إين أراك حتــب الغنــم والباديــة‪،‬‬ ‫النبـ ّ‬ ‫فــإذا كنــت يف غنمــك أو باديتــك فــأذن بالصــاة‪،‬‬ ‫فارفــع صوتــك بالنــداء؛ فإنــه ال يســمع املــؤذن جن‬ ‫وال إنــس وال يشء إال وشــهد لــه يــوم القيامــة)(‪.)3‬‬ ‫فــاألذان املوحــد فيــه تفويــت األجــر والثــواب عــى‬ ‫املؤذنــن‪ ،‬وقــر أجــر األذان عــى شــخص واحــد(‪.)4‬‬ ‫النبــي ‪ ‬ملالــك بــن‬ ‫الدليــل اخلامــس‪ :‬قــول‬ ‫ّ‬ ‫احلويــرث ‪( :‬فليــؤذن لكــم أحدكــم‪ ،‬وليؤمكــم‬ ‫أكربكــم)(‪ ،)5‬فاحلديــث يبــن أنــه أمــر لــكل مســجد‬ ‫بــاألذان‪ ،‬واألذان املوحــد فيــه خمالفــة واضحــة‬ ‫للحديــث ( ‪. )6‬‬ ‫الدليــل الســادس‪ :‬مــا جــاء عــن ابــن عمــر ‪:‬‬ ‫(كان لرســول اهلل ‪ ‬مؤذنــان‪ ،‬بــال وابــن أم مكتــوم‬ ‫األعمــى)(‪ .)7‬فالنبــي ‪ ‬اختــذ ملســجده مؤذنــن‪ ،‬وهــذا‬ ‫ـي ‪ ‬عــى تكثــر املؤذنــن‪ ،‬والعمــل‬ ‫يــدل حــرص النبـ ّ‬ ‫(‪)8‬‬ ‫بــاألذان املوحــد‪ ،‬فيــه مشــاقة للرســول ‪. ‬‬ ‫الدليــل الســابع‪ :‬مــا جــاء عــن زيــاد بــن احلــرث‬ ‫النبــي ‪ ‬قــال حــن أذن الصدائــي‪،‬‬ ‫الصدائــي ‪ ‬أن‬ ‫ّ‬ ‫وأراد بــال أن يقيــم الصــاة‪( :‬إن أخــا صــداء أذن‬ ‫ومــن أذن فهــو يقيــم)(‪ .)9‬فاحلديــث يشــر إىل أنــه‬ ‫(‪ )1‬البخــاري‪ ،‬صحيــح البخــاري‪ ،‬كتــاب األذان‪ ،‬بــاب االســتهام‬ ‫فــي األذان‪ .222/1 ،‬مســلم‪ ،‬صحيــح مســلم‪ ،‬كتــاب الصــاة‪،‬‬ ‫بــاب تســوية الصفــوف‪.325/1 ،‬‬ ‫(‪ )2‬مســلم‪ ،‬صحيــح مســلم‪ ،‬كتــاب الصــاة بــاب فضــل األذان‪،‬‬ ‫‪.290/1‬‬ ‫(‪ )3‬البخــاري‪ ،‬صحيــح البخــاري‪ ،‬كتــاب األذان‪ ،‬بــاب رفــع‬ ‫الصــوت بالنــداء‪.221/1 ،‬‬ ‫(‪ )4‬عفانة‪ ،‬فتوى توحيد األذان في المدينة الواحدة‪.‬‬ ‫(‪ )5‬البخــاري‪ ،‬صحيــح البخــاري‪ ،‬كتــاب األذان‪ ،‬بــاب األذان‬ ‫للمســافر إذا كانــوا جماعــة‪.266/1 ،‬‬ ‫(‪ )6‬عفانة‪ ،‬فتوى توحيد األذان في المدينة الواحدة‪.‬‬ ‫(‪ )7‬مســلم‪ ،‬صحيــح مســلم‪ ،‬كتــاب الصــاة‪ ،‬بــاب اســتحباب اتخــاذ‬ ‫مؤذنيــن للمســجد‪.287/1 ،‬‬ ‫(‪ )8‬سلمان‪ ،‬إنباء الموحد‪ ،‬ص‪.70‬‬ ‫(‪ )9‬الترمــذي‪ ،‬ســنن الترمــذي‪ ،‬كتــاب الصــاة‪ ،‬بــاب مــا جــاء أن‬ ‫مــن أذن فهــو يقيــم‪ ،240/1 ،‬وقــال عنــه الترمــذي أنــه ضعيــف‪،‬‬ ‫فالحديــث مــن روايــة عبدالرحمــن بــن زيــاد وهــو ضعيــف عنــد‬ ‫أهــل العلــم كمــا قــال الترمــذي‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫أحمد حافظ مو�سى‬

‫يســتحب ملــن أذن أن يقيــم الصــاة‪ ،‬والعمــل بــاألذان‬ ‫املوحــد يفــوت العمــل هبــذه الســنة(‪.)10‬‬ ‫الدليــل الثامــن‪ :‬إن ممــا هــو معلــوم أن األذان مــن‬ ‫العبــادات‪ ،‬واألصــل يف العبــادات املنــع إال بدليــل‪،‬‬ ‫واألذان املوحــد ال دليــل عليــه‪ ،‬لــذا فهــو ال جيــوز(‪.)11‬‬ ‫الدليــل التاســع‪ :‬إن األذان مــن خصائــص‬ ‫اإلســام‪ ،‬وشــعائره الظاهــرة‪ ،‬والعمــل بــاألذان‬ ‫املوحــد يــؤدي إىل تعطيــل هــذه الشــعرية(‪.)12‬‬ ‫الدليــل العــارش‪ :‬مــا جــاء عــن العلــاء أن األذان‬ ‫عبــادة بدنيــة فــا جيــوز ألحــد أن يبنــي عــى أذان‬ ‫غــره(‪ ،)13‬كــا جــاء عــن ابــن قدامــة يف املغنــي‪( :‬وليــس‬ ‫للرجــل أن يبنــي عــى أذان غــره؛ وألنــه عبــادة بدنيــة‪،‬‬ ‫فــا يصــح مــن شــخصني كالصــاة)(‪.)14‬‬ ‫الدليــل احلــادي عــر‪ :‬واستأنســوا بــا جــاء يف‬ ‫قــرارات املجمــع الفقهــي يف دورتــه التاســعة يف مكــة‬ ‫املكرمة(‪.)15‬‬ ‫الدليــل الثــاين عــر‪ :‬العمــل بــاألذان املوحــد‬ ‫يرتتــب عليــه العديــد مــن املفاســد‪:‬‬ ‫ ‪1.‬األذان املوحــد فكــرة زعزعــت وحــدة املســلمني‪،‬‬ ‫ملخالفتهــا مجيــع مســاجد املســلمني عــى وجــه‬ ‫األرض‪ ،‬فالعمــل بــاألذان املوحــد شــذوذ لـــا‬ ‫اجتمعــت عليــه األمــة(‪.)16‬‬ ‫ ‪2.‬العمــل بــاألذان املوحــد بفتــح بــاب التالعــب‬ ‫بالديــن‪ ،‬فربــا تــأيت يف املســتقبل فكــرة اخلطيــب‬ ‫املوحــد أو اإلمــام املوحــد‪ ،‬وكذلــك األذان داخــل‬ ‫املســجد(‪.)17‬‬ ‫ ‪3.‬العمــل بــاألذان املوحــد يفقــد مــا حيدثه رفــع األذان‬ ‫يف كل مســجد مــن أثــر يف النفــس‪ ،‬فرفــع األذان يف‬ ‫املســجد صــورة حيــة تنبــض باحليــاة‪ ،‬بينــا األذان‬ ‫املوحــد صــورة ميتــة ال حياة فيهــا(‪.)18‬‬ ‫ ‪4.‬انقطــاع التيــار الكهربائــي يــؤدي إىل عــدم وصــول‬ ‫األذان‪ ،‬وبالتــايل عــدم رفــع األذان يف املســاجد(‪.)19‬‬

‫(‪ )10‬البجالي‪ ،‬حكم األذان الموحد‪.‬‬ ‫(‪ )11‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫(‪ )12‬األلباني‪ ،‬فتوى بيان بدعة توحيد األذان‪.‬‬ ‫(‪ )13‬البجالي‪ ،‬حكم األذان الموحد‪.‬‬ ‫(‪ )14‬ابن قدامة‪ ،‬المغني‪.254/1 ،‬‬ ‫(‪ )15‬المجمــع الفقهــي اإلســامي‪ ،‬القــرار األول مــن الــدورة‬ ‫التاســعة بشــأن حكــم األذان للصلــوات فــي المســاجد عــن‬ ‫طريــق مســجالت الصــوت «الكاســيتات»‪ ،‬ص‪.391‬‬ ‫(‪ )16‬سلمان‪ ،‬إنباء الموحد‪ ،‬ص‪.67‬‬ ‫(‪ )17‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.67-66‬‬ ‫(‪ )18‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.67‬‬ ‫(‪ )19‬البجالي‪ ،‬حكم األذان الموحد‪.‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫ ‪5.‬األجهــزة التــي تســتقبل األذان املوحــد‪ ،‬قــد‬ ‫تتعــرض إىل التشــويش‪ ،‬وقــد تلتقــط تــرددات‬ ‫أخــرى غــر صــوت األذان‪ ،‬كصــوت األغــاين‬ ‫واملوســيقى ( ‪.)1‬‬ ‫ ‪6.‬األذان املوحــد يفســد عــى النــاس صالهتــم‬ ‫وصيامهــم‪ ،‬فــاألذان خيتلــف مــن نقطــة إىل أخــرى‬ ‫بمعــدل ‪ 3‬ثــوان لــكل كيلومــر‪ ،‬وبتوحيــد األذان‪،‬‬ ‫تنعــدم هــذه الفــوارق(‪.)2‬‬ ‫مناقشة األدلة‪:‬‬ ‫يــرد عــى اســتدالهلم بــأن األذان املوحــد فيــه‬ ‫مشــاقة للرســول ولســبيل املؤمنــن‪ ،‬فهــو مبنــي عــى‬ ‫كــون األذان يف كل مســجد مــن الواجبــات‪ ،‬وهــو أمــر‬ ‫حمــل خــاف‪ ،‬وتــم ترجيــح الســنية يف املطلــب األول‪.‬‬ ‫كــا أن هــذه املســألة مســألة مســتحدثة مل تكــن‬ ‫متصــورة يف الســابق‪ ،‬لعــدم وجــود آلياهتــا‪ ،‬ولعــل مــن‬ ‫أبــرز أســباب ظهورهــا عــدم التــزام املؤذنــن بوقــت‬ ‫األذان وهــو مــا مل يكــن موجــودا يف الســابق‪.‬‬ ‫أمــا قوهلــم بــأن األذان املوحــد فيــه منــع لذكــر اهلل‬ ‫يف املســاجد‪ ،‬فــرد عليــه بأنــه ال يوجــد منــع لذكــر‬ ‫اهلل‪ ،‬فصــوت األذان خيــرج مــن مكــرات الصــوت يف‬ ‫كل مســجد‪ ،‬إال أنــه فيــه قــر لــأذان عــى شــخص‬ ‫واحــد‪.‬‬ ‫أمــا القــول بــأن هــذا نــوع مــن التبذيــر املحــرم‪،‬‬ ‫فــرد عليــه بــأن التبذيــر يكــون يف إنفــاق املــال يف غــر‬ ‫حــق(‪ ،)3‬فهــو مبنــي عــى كــون األذان املوحــد باطــا‬ ‫وحمر ًمــا وهــو حمــل اخلــاف‪ ،‬فهــي دعــوى وليســت‬ ‫دليــا‪.‬‬ ‫أمــا االســتدالل باألحاديــث التــي تــدل عــى عظــم‬ ‫فضــل األذان‪ ،‬فهــي ال داللــة فيهــا عــى أن يكــون لــكل‬ ‫مســجد مــؤذن‪ ،‬بــل فيهــا حــث للنــاس عــى التأذيــن‪،‬‬ ‫وإن قيــل أن هــذا يــدل عــى التكثــر(‪ ،)4‬فالتكثــر‬ ‫حيصــل بزيــادة عــدد املؤذنــن يف األذان املوحــد‪ ،‬بتكثري‬ ‫عــدد األشــخاص الذيــن يرفعــون األذان املوحــد‪ .‬كــا‬ ‫أن األذان املوحــد ال حيــرم بقيــة املؤذنــن مــن أجــر‬ ‫التأذيــن؛ ألهنــم يقومــون بالتأذيــن يــوم اجلمعــة بــن‬ ‫يــدي اإلمــام‪ ،‬فهــو هبــذا األذان ينطبــق عليــه اســم‬ ‫املــؤذن‪ ،‬فيتحصــل عــى أجــور املؤذنــن‪.‬‬ ‫(‪ )1‬سلمان‪ ،‬إنباء الموحد‪ ،‬ص‪.66‬‬ ‫(‪ )2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.73‬‬ ‫(‪ )3‬ابن كثير‪ ،‬تفسير القرآن العظيم‪.37/2 ،‬‬ ‫(‪ )4‬سلمان‪ ،‬إنباء الموحد‪ ،‬ص‪.68‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫النبــي ‪ ‬اختــذ مؤذنــن يف‬ ‫وأمــا اســتدالهلم بــأن‬ ‫ّ‬ ‫مســجده فــرد عليــه أن هــذا جمــرد فعــل‪ ،‬والفعــل ال‬ ‫يــدل عــى الوجــوب‪.‬‬ ‫كــا أن احلديــث ال يفهــم منــه الكثــرة؛ ألن‬ ‫حمصــورا بــن اثنــن‪ ،‬ولــو‬ ‫النبــي ‪ ‬جعــل األذان‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مفتوحــا لبقيــة الصحابــة‬ ‫أراد الكثــرة جلعــل البــاب‬ ‫ً‬ ‫ـي ‪ ‬قــد اختــذ مؤذ ًنــا‬ ‫رضــوان اهلل عليهــم كــا أن النبـ ّ‬ ‫(‪)5‬‬ ‫واحــدً ا يف البيــت احلــرام وهــو أبــو حمــذورة ‪.‬‬ ‫أمــا االســتدالل بــأن األذان املوحــد فيــه تفويــت‬ ‫لســنة مــن أذن فهــو يقيــم‪ ،‬فــرد عليــه بــأن هــذه الســنة‬ ‫مبنيــة عــى حديــث زيــاد الصدائــي وهــو حديــث‬ ‫ضعيــف‪ ،‬ألن مــداره عــى عبدالرمحــن بــن زيــاد وهــو‬ ‫ضعيــف عنــد أهــل العلــم كــا قــال الرتمــذي(‪.)6‬‬ ‫(‪)7‬‬ ‫وكذلــك مــا جــاء عــن ابــن عمــر عنــد الطــراين‬ ‫قــول النبــي‪( :‬إنــا يقيــم مــن أذن)‪ ،‬فهــو حديــث‬ ‫منكــر(‪ ،)8‬فيــه ســعيد بــن راشــد‪ ،‬قــال عنــه النســائي‪:‬‬ ‫مــروك‪ ،‬وقــال البخــاري عنــه‪ :‬منكــر(‪.)9‬‬ ‫وأمــا االســتدالل بــأن األصــل يف العبــادات‬ ‫املنــع فهــو أمــر ال خــاف فيــه‪ ،‬فــا جيــوز التالعــب‬ ‫بألفــاظ األذان بالزيــادة أو النقصــان‪ ،‬أو اإلتيــان‬ ‫بصيغــة جديــدة‪ ،‬وإنــا االجتهــاد يف وســائل تأديــة‬ ‫هــذه الشــعرية‪ ،‬بــا حيقــق مقاصــد الــرع‪ ،‬وال خيالــف‬ ‫أمــره‪ ،‬ولعــل الشــاهد عــى االجتهــاد يف هــذا البــاب مــا‬ ‫جــاء عــن عثــان ‪ ‬حــن زاد أذا ًنــا ثانيــا للجمعــة عــى‬ ‫الــزوراء(‪ )10‬عندمــا زاد عــدد النــاس‪ ،‬لتحقيــق املقصــود‬ ‫مــن األذان‪ ،‬مــع أن أبــا بكــر وعمــر ‪ ‬مل يفعــا ذلــك‪.‬‬ ‫وكذلــك مــا ذكــره الفقهــاء مــن جــواز زيــادة عــدد‬ ‫املؤذنــن للصــاة الواحــدة إن احتيــج إليــه‪ ،‬مــع أن‬ ‫ـي ‪ ‬مل يــزد عن مــؤذن واحد للصــاة الواحدة(‪.)11‬‬ ‫النبـ ّ‬ ‫أمــا القــول بــأن األذان املوحــد فيــه تعطيــل لشــعرية‬ ‫مــن شــعائر اإلســام‪ ،‬فــرد عليــه بــأن األذان يف كل‬ ‫مســجد مــن مســاجد املدينــة ليــس مــن الواجبــات‬ ‫(‪ )5‬النســائي‪ ،‬ســنن النســائي‪ ،‬كتــاب األذان‪ ،‬بــاب األذان في الســفر‪،‬‬ ‫‪ .7/20‬األلبانــي‪ ،‬صحيــح ســنن النســائي‪( 211/1 ،‬وصححــه)‪.‬‬ ‫(‪ )6‬الترمذي‪ ،‬سنن الترمذي‪.384/1 ،‬‬ ‫(‪ )7‬الطبراني‪ ،‬المعجم الكبير‪.435/12 ،‬‬ ‫(‪ )8‬ابن أبي حاتم‪ ،‬العلل‪.122/1 ،‬‬ ‫(‪ )9‬الذهبي‪ ،‬ميزان االعتدال‪.198/3 ،‬‬ ‫(‪ )10‬البخــاري‪ ،‬صحيــح البخــاري‪ ،‬كتــاب الجمعــة‪ ،‬بــاب األذان‬ ‫يــوم الجمعــة‪ .309/1 ،‬الــزوراء‪ :‬دار فــي الســوق‪ .‬انظــر‪ :‬ابــن‬ ‫حجــر‪ ،‬فتــح البــاري‪.394/2 ،‬‬ ‫(‪ )11‬الدســوقي‪ ،‬حاشــية الدســوقي‪ .196/1 ،‬الشــربيني‪ ،‬مغنــي‬ ‫المحتــاج‪ .217/1 ،‬ابــن قدامــة‪ ،‬المغنــي‪.256/1 ،‬‬

‫‪11‬‬


‫حكم األذان املباشراملوحد‬

‫وإنــا مــن املســتحبات‪ ،‬كــا ســبق ترجيحــه يف املطلــب‬ ‫األول‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫كــا أن أهــل املذاهــب األربعــة يــرون أن شــعرية‬ ‫األذان تتحقــق بســاع األذان مــن أهــل املدينــة أو أهــل‬ ‫البلــد‪ ،‬واألذان املوحــد حيقــق هــذا األمــر‪ .‬وإن قيــل‬ ‫إنــه ال يتــم ســاع صــوت املــؤذن مبــارشة‪ ،‬وإنــا يتــم‬ ‫ســاعه مــن خــال املذيــاع‪ ،‬فــإن هــذا القــول يســتدعي‬ ‫بطــان أذان كل مســجد حتــى لــو تــم األذان يف نفــس‬ ‫املســجد؛ ألننــا ال نســمع صــوت املــؤذن مبــارشة‬ ‫وإنــا مــن خــال مكــرات الصــوت‪ ،‬فصــوت املــؤذن‬ ‫يدخــل إىل جهــاز االســتقبال وهــو (امليكروفــون)‪ ،‬ثــم‬ ‫خيــرج مــن جهــاز اإلرســال وهــو مكــر الصــوت‪،‬‬ ‫ـارشا‪ .‬إال أن يقــال ببطــان ســاع‬ ‫فهــو ليــس صو ًتــا مبـ ً‬ ‫(‪)2‬‬ ‫صــوت املــؤذن مــن مكــرات الصــوت أصــا‪ ،‬وهــو‬ ‫قــول خاطــئ وال دليــل عليــه‪ ،‬بــل إن دليــل األصــل‬ ‫يــدل عــى جوازهــا‪ ،‬كــا أهنــا حتقــق مقصــد الشــارع يف‬ ‫رفــع الصــوت بــاألذان‪ ،‬كــا أنــه مل يــأت عــن أحـ ٍـد مــن‬ ‫علــاء األمــة ملــا وجــدت املنــارة فــوق املســاجد‪ ،‬مــن‬ ‫قــال ال عــرة بصــوت املــؤذن مــن فــوق املنــارة‪ ،‬وإنــا‬ ‫العــرة بســاع صوتــه دون منــارة‪.‬‬ ‫فالقــول بــأن األذان عــر مكــرات الصــوت ال‬ ‫عــرة بــه‪ ،‬كالقــول بــرد شــهادة مــن يلبــس نظــارة إذا‬ ‫رأى هــال رمضــان مــن خالهلــا‪.‬‬ ‫وأمــا القــول بــأن األذان عبــادة بدنيــة‪ ،‬فــا يصــح‬ ‫أن يبنــي أحــد عــى أذان غــره‪ ،‬فهــو ال عالقــة لــه‬ ‫باملوضــوع أصــا؛ ألن املقصــود مــن كالم العلــاء‬ ‫عــدم جــواز أن يتــم أحــد أذان غــره‪ ،‬كالصــاة‪ ،‬فــا‬ ‫جيــوز ألحــد أن يتــم صــاة غــره‪ ،‬إال أن يقصــد األذان‬ ‫املســجل فهــو غــر مــروع‪ ،‬وهــو خــارج حمــل النــزاع‪،‬‬ ‫وأمــا بالنســبة ملــا جــاء يف قــرار املجمــع الفقهــي فهــو‬ ‫يتعلــق بــاألذان الــذي يكــون مســجالً‪ ،‬وليــس ح ًّيــا‬ ‫وعــى اهلــواء‪.‬‬ ‫أمــا القــول بــأن األذان قــد زعــزع وحــدة املســلمني‬ ‫فهــو كالم بعيــد جــدً ا عــن الواقــع‪ ،‬كــا أن هــذه املســألة‬ ‫(‪ )1‬انظر المطلب األول‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ســلمان‪ ،‬إنبــاء الموحــد‪ ،‬ص‪ ،149‬حيــث يــرى أنــه ال عبــرة‬ ‫بمكبــرات الصــوت وإنمــا العبــرة بالصــوت المجــرد بحجــة‬ ‫ـي عليــه الصــاة والســام‪ ،‬والحقيقــة‬ ‫أن المعهــود فــي زمــن النبـ ّ‬ ‫أنهــا حجــة واهيــة فكــم مــن شــيء لــم يكــن موجــو ًدا فــي عهــد‬ ‫النبــي صلــى اللــه عليـــه وســلم وأقــره علمــاء األمــة كجمــع‬ ‫ّ‬ ‫المصحــف‪ ،‬وتصنيــف كتــب الســنة‪ ،‬وغيرهمــا مــن األمــور‪،‬‬ ‫فالعبــرة بمخالفــة الشــرع أو موافقتــه‪ .‬وانظــر‪ :‬ابــن عثيميــن‪،‬‬ ‫مجمــوع فتــاوى ورســائل ابــن عثيميــن‪.171-169/12 ،‬‬

‫‪12‬‬

‫أحمد حافظ مو�سى‬

‫مــن املســائل االجتهاديــة التــي تقبــل النظــر‪ ،‬واألصــل‬ ‫أن ال يــؤدي االختــاف يف الــرأي إىل زعزعــة وحــدة‬ ‫املســلمني‪.‬‬ ‫وأمــا القــول بــأن األذان الــذي يقــوم بــه املــؤذن يف‬ ‫أثــرا يف النفــس ال حيدثــه األذان‬ ‫كل مســجد حيــدث ً‬ ‫املوحــد‪ ،‬يــرد عليــه بــأن األذان املوحــد خيتــار فيــه‬ ‫أحســن النــاس صوتًــا‪ ،‬ومعلــوم أن حســن الصــوت‬ ‫يــرك أثـ ًـرا يف النفــس يفــوق أذان غــره‪ ،‬وإن كان أذان‬ ‫الغــر يقــام يف نفــس املســجد‪.‬‬ ‫أمــا انقطــاع التيــار الكهربائــي فهــو أمــر يــرد عــى‬ ‫رفــع األذان مــن كل مســجد‪ ،‬وال يتعلــق بــاألذان‬ ‫املوحــد فقــط‪ ،‬كــا أن انقطــاع التيــار الكهربائــي ال‬ ‫يمنــع مــن رفــع األذان يف املســجد فمــؤذن املســجد ال‬ ‫يمنــع مــن رفــع األذان بصوتــه املجــرد‪.‬‬ ‫أمــا القــول بــأن األجهــزة قــد تتعــرض للتشــويش‬ ‫فــرد عليــه بأنــه أمــر نــادر‪ ،‬وليــس مالز ًمــا لــأذان‬ ‫املوحــد‪ ،‬ومــن الســهل جــدً ا جتنبــه مــن قبــل املؤذنــن‬ ‫يف املســاجد بضبــط الصــوت قبــل رفــع األذان‪ ،‬وإن‬ ‫حصــل فهــو تقصــر مــن مــؤذن املســجد‪.‬‬ ‫أمــا القــول بــأن األذان املوحــد يفســد عــى النــاس‬ ‫صيامهــم وصالهتــم فــرد عليــه بــأن األذان املوحــد‬ ‫ينبغــي أن يراعــى فيــه االتفــاق يف وقت دخــول الصالة‬ ‫يف املســاجد التــي يطبــق فيهــا األذان املوحــد‪.‬‬ ‫أمــا القــول بــأن األذان املوحــد يفتــح بــاب‬ ‫التالعــب يف الديــن كاخلطيــب املوحــد‪ ،‬يتطلــب‬ ‫الدليــل والربهــان‪ ،‬كــا أن األردن التــي طبقــت األذان‬ ‫املوحــد منــذ ســنني طويلــة مل حيصــل فيهــا مــا أشــاروا‬ ‫إليــه‪.‬‬ ‫القول الثاين‪:‬‬ ‫ذهــب خالــد املصلــح(‪ ،)3‬وعــاء الديــن زعــري(‪،)4‬‬ ‫واهليئــة العامــة للشــؤون اإلســامية واألوقــاف يف‬ ‫اإلمــارات يف فتــوى هلــا(‪ )5‬إىل جــواز العمــل بــاألذان‬ ‫املوحــد املبــارش بعــد مراعــاة فــروق األوقــات بــن‬ ‫املســاجد‪.‬‬ ‫وبنوا رأهيم عىل مخسة أدلة‪:‬‬ ‫الدليــل األول‪ :‬مــا جــاء عــن ابــن مســعود ‪ ‬أنــه‬ ‫(‪ )3‬المصلح‪ ،‬فتوى من أحكام األذان المسجل‪.‬‬ ‫(‪ )4‬زعتري‪ ،‬بحث توحيد األذان‪.‬‬ ‫(‪ )5‬الهيئــة العامــة للشــؤون اإلســامية واألوقــاف اإلماراتيــة‪ ،‬فتــوى‬ ‫حكــم األذان الموحــد‪.‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫صــى بأصحابــه يف داره بغــر إقامــة وقــال إقامــة املــر‬ ‫تكفــي(‪.)1‬‬ ‫ففعــل ابــن مســعود يــدل عــى عــدم وجــوب األذان‬ ‫عــى كل مجاعة(‪.)2‬‬ ‫الدليــل الثــاين‪ :‬األذان مــن فــروض الكفايــة فــإذا‬ ‫قــام بــه البعــض ســقط عــن اآلخريــن‪ ،‬واألذان املوحــد‬ ‫يتحقــق مــن خاللــه فــرض الكفايــة‪ ،‬وحيصــل اإلعــام‬ ‫بدخــول وقــت الصــاة(‪.)3‬‬ ‫الدليــل الثالــث‪ :‬حيقــق األذان املوحــد مقصــد‬ ‫الشــارع يف اختيــار أحســن األصــوات(‪ ،)4‬كــا جــاء‬ ‫يف الســنة يف حديــث عبــداهلل بــن زيــد ‪ ‬مــن روايــة‬ ‫ـي ‪ ‬قــال‪( :‬قــم مــع بــال فإنــه أنــدى‬ ‫الرتمــذي أن النبـ ّ‬ ‫وأمــد صو ًتــا منــك‪ ،‬فألــق عليــه مــا قيــل لــك‪ ،‬ولينــاد‬ ‫بذلــك)(‪.)5‬‬ ‫الدليــل الرابــع‪ :‬تطبيــق األذان املوحــد حيقــق مقصد‬ ‫الشــارع يف إيقــاع األذان يف وقتــه املحــدد‪ ،‬ويقــي عــى‬ ‫الفــوىض الواقعــة نتيجــة الختــاف املؤذنــن يف وقــت‬ ‫التأذين(‪.)6‬‬ ‫الدليــل اخلامــس‪ :‬تطبيــق األذان املوحــد يقــي‬ ‫عــى التشــويش‪ ،‬والتداخــل والتعــارض بــن أصــوات‬ ‫املؤذنــن(‪.)7‬‬ ‫مناقشة األدلة‪:‬‬ ‫يــرد عــى اســتدالهلم بــا جــاء عــن ابــن مســعود ‪‬‬ ‫بأمرين (‪:)8‬‬ ‫األول‪ :‬أن هــذا االســتدالل غــر صحيــح؛ ألن‬ ‫فعــل ابــن مســعود يتعلــق بمــن صــى مجاعــة ثانيــة يف‬ ‫بيتــه أو يف املســجد ونحــن نتكلــم عــن رفــع األذان يف‬ ‫املســاجد للجامعــة األوىل‪.‬‬ ‫الثــاين‪ :‬جــاء عــن أنــس ‪ ‬أنــه جــاء إىل املســجد‬ ‫فوجــد الصــاة قــد قضيــت‪ ،‬فــأذن وأقــام ثــم أ ّم‬ ‫(‪ )1‬عبدالرزاق‪ ،‬مصنف عبدالرزاق‪.512/1 ،‬‬ ‫(‪ )2‬الهيئــة العامــة للشــؤون اإلســامية واألوقــاف اإلماراتيــة‪ ،‬فتــوى‬ ‫حكــم األذان الموحــد‪.‬‬ ‫(‪ )3‬المصلح‪ ،‬فتوى من أحكام األذان المسجل‪.‬‬ ‫(‪ )4‬الهيئــة العامــة للشــؤون اإلســامية واألوقــاف اإلماراتيــة‪ ،‬فتــوى‬ ‫حكــم األذان الموحــد‪.‬‬ ‫(‪ )5‬الترمــذي‪ ،‬ســنن الترمــذي‪ ،‬كتــاب الصــاة‪ .‬بــاب مــا جــاء فــي‬ ‫بــدء األذان‪.232/1 ،‬‬ ‫(‪ )6‬زعتــري‪ ،‬بحــث توحيــد األذان‪ .‬والهيئــة العامــة للشــؤون‬ ‫اإلســاميةواألوقــافاإلماراتيــة‪،‬فتــوىحكــماألذانالموحــد‪.‬‬ ‫(‪ )7‬زعتري‪ ،‬بحث توحيد األذان‪.‬‬ ‫(‪ )8‬البجالي‪ ،‬حكم األذان الموحد‪.‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫بأصحابــه ( ‪.)9‬‬ ‫أمــا القــول بــأن األذان يف املــدن مــن فــروض‬ ‫الكفايــات فــرد عليــه مــن وجهــن‪:‬‬ ‫األول‪ :‬إن هــذا القــول حمــل خــاف بــن العلــاء‪،‬‬ ‫فمــن العلــاء مــن قــال بوجوبــه لــكل مســجد‪ ،‬كــا‬ ‫ذكرتــه يف املطلــب األول‪.‬‬ ‫الثــاين‪ :‬لــو ســلم هلــم هــذا األمــر‪ ،‬يظــل أهــل‬ ‫املســاجد مطالبــن بــاألذان حتقي ًقــا للســنة كــا ذكــر‬ ‫احلنابلــة واملالكيــة وهــم القائلــون بــأن األذان فــرض‬ ‫كفايــة(‪.)10‬‬ ‫أمــا قوهلــم بــأن األذان املوحــد حيقــق مقصــد‬ ‫الشــارع يف اختيــار أحســن األصــوات يــرد عليــه‬ ‫صاحــب كتــاب اإلنبــاء(‪:)11‬‬ ‫ ‪1.‬إن األذان واجــب واختيــار صاحــب الصــوت‬ ‫احلســن أمــر مســتحب فــا يقــدم املســتحب عــى‬ ‫الواجــب عنــد التنــازع‪ .‬يــرد عــى هــذا بــأن األذان‬ ‫ليــس واج ًبــا عــى أهــل املســاجد كــا تــم ترجيحــه‬ ‫يف املطلــب الســابق‪.‬‬ ‫ ‪2.‬يمكــن حــل اإلشــكال باختــاذ املؤذنــن أصحــاب‬ ‫األصــوات احلســنة‪.‬‬ ‫أمــا بالنســبة الختــاف املؤذنــن يف وقــت التأذيــن‪،‬‬ ‫رد عليــه صاحــب كتــاب اإلنبــاء مــن وجهــن(‪:)12‬‬ ‫األول‪ :‬أن التفــاوت اليســر معفــو عنــه يف الرشيعــة‬ ‫خصوصــا‬ ‫اإلســامية‪ ،‬وال يرتتــب عــى ذلــك رضر‪،‬‬ ‫ً‬ ‫يف هــذا الزمــن الــذي أصبــح املــؤذن يعــرف الوقــت‬ ‫مــن خــال الســاعة‪.‬‬ ‫يــرد عــى هــذا بــأن التأخــر يف أذان الفجــر يــؤدي‬ ‫إىل إفســاد الصــوم عــى النــاس‪ ،‬فــا يصــح القــول‬ ‫بــأن ال رضر يف ذلــك‪ ،‬كــا أن صاحــب كتــاب اإلنبــاء‬ ‫ذكــر أن مــن مفاســد األذان املوحــد أنــه يــؤدي إىل‬ ‫حماذيــر رشعيــة؛ ألنــه قــد يــؤذن يف بعــض املناطــق قبــل‬ ‫الوقــت‪ ،‬ويف أخــرى بعــد دخــول الوقــت(‪ ،)13‬فكيــف‬ ‫يكــون هنــاك مفســدة وهنــا ال مفســدة فيــه‪.‬‬ ‫الثــاين‪ :‬إن التفــاوت يف األذان أمــر موجــود يف‬ ‫ســلف هــذه األمــة‪ ،‬كــا جــاء عنــد عبدالــرزاق عــن‬ ‫ســعيد بــن جبــر كــا يــروي عنــه الربيــع بــن أيب راشــد‬ ‫قــال‪( :‬رأيــت ســعيد بــن جبــر جاءنــا وقــد صلينــا‬ ‫(‪ )9‬سبق تخريجه‪.‬‬ ‫(‪ )10‬انظر المطلب األول‪.‬‬ ‫(‪ )11‬سلمان‪ ،‬إنباء الموحد‪ ،‬ص‪.91-90‬‬ ‫(‪ )12‬سلمان‪ ،‬إنباء الموحد‪ ،‬ص‪.92-91‬‬ ‫(‪ )13‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.74-72‬‬

‫‪13‬‬


‫حكم األذان املباشراملوحد‬

‫فســمع مؤذنًــا فخــرج إليــه)(‪.)1‬‬ ‫ومــا جــاء عــن إبراهيــم عــن علقمــة (أنــه كان جيــيء‬ ‫املســجد وقــد صلــوا‪ ،‬وهــو يســمع املؤذنــن‪ ،‬فيصــي يف‬ ‫املســجد الذي دخلــه)(‪.)2‬‬ ‫فهــذه اآلثــار تثبــت وجــود تفــاوت بــن املؤذنــن‪،‬‬ ‫ومل يقــل أحــد مــن الســلف بتطبيــق األذان املوحــد‪.‬‬ ‫يــرد عــى هــذا بأنــه فهــم خاطــئ؛ فهــذه اآلثــار‬ ‫ال تشــر إىل التفــاوت يف التأذيــن‪ ،‬وإنــا تتكلــم عــن‬ ‫التفــاوت يف وقــت اإلقـــامة للصــاة‪ ،‬ويــدل عــى‬ ‫ذلــك اســم البــاب الــذي ُذكـــرت حتـــته هــذه اآلثــار‬ ‫وهــو (بــاب الرجــل يدخــل املســجد فيســمع اإلقامة يف‬ ‫غــره)‪ .‬فاملقصــود بالتأذيــن هنــا اإلقامة وليــس األذان‪،‬‬ ‫وهــذا أمــر وارد يف الــرع‪ ،‬كــا جــاء يف حديــث عبداهلل‬ ‫ـي ‪ ‬قــال‪( :‬بــن‬ ‫بــن مغفــل ‪ ‬عنــد البخــاري‪ ،‬أن النبـ ّ‬ ‫كل أذانــن صــاة‪ ،‬بــن كل أذانــن صــاة‪ ،‬ثــم قــال‪:‬‬ ‫ملــن شــاء)(‪.)3‬‬ ‫كــا أن األذان عــى الوقــت دون تأخــر‪ ،‬مــن‬ ‫مقتــى األمانــة التــي وكل هبــا املؤذنــون‪ ،‬فقــد جــاء‬ ‫ـي ‪ ‬قــال‪( :‬اإلمــام ضامــن‪،‬‬ ‫عــن أيب هريــرة ‪ ‬أن النبـ ّ‬ ‫واملــؤذن مؤمتــن)(‪ .)4‬لــذا فقــد كان بــال ‪ ‬ال يؤخــر‬ ‫األذان عــن دخــول الوقــت كــا جــاء يف ســنن ابــن‬ ‫ماجــه عــن جابــر بــن ســمرة ‪ ‬أنــه قــال‪( :‬كان بالل ال‬ ‫يؤخــر األذان عــن الوقــت‪ ،‬وربــا أخــر اإلقامــة شــي ًئا)‬ ‫(‪ ،)5‬فــا يعقــل أن يقــر أهــل خــر القــرون يف تأديــة‬ ‫هــذه األمانــة‪.‬‬ ‫كــا أن قولــه بأنــه مل يقــل أحــد مــن الســلف رغــم‬ ‫هــذا التفــاوت بتطبيــق األذان املوحــد‪ ،‬فهــو أمــر‬ ‫غريــب؛ إذ كيــف يطبــق األذان املوحــد يف عرصهــم‪،‬‬ ‫وهــم ال يملكــون آلياتــه أصــا؟!‬ ‫أمــا بالنســبة للتشــويش الــذي ذكــره مؤيــدو األذان‬ ‫املوحــد فــرد عليــه مــن عــدة وجــوه‪:‬‬ ‫(‪ )1‬عبدالــرزاق‪ ،‬المصنــف‪ ،‬بــاب الرجــل يدخــل المســجد فيســمع‬ ‫اإلقامــة فــي غيــره‪.515/1 ،‬‬ ‫(‪ )2‬المرجع السابق‪.515/1 ،‬‬ ‫(‪ )3‬البخــاري‪ ،‬صحيــح البخــاري‪ ،‬كتــاب األذان‪ ،‬بــاب بيــن كل‬ ‫أذانيــن صــاة‪.225/1 ،‬‬ ‫(‪ )4‬أبــو داود‪ ،‬ســنن أبــي داود‪ ،‬كتــاب الصــاة‪ ،‬بــاب مــا يجــب علــى‬ ‫المــؤذن مــن تعاهــد الوقــت‪ .389/1 ،‬الترمــذي‪ ،‬ســنن الترمــذي‪،‬‬ ‫كتــاب الصــاة‪ ،‬بــاب مــا جــاء أن اإلمــام ضامــن والمــؤذن‬ ‫مؤتمــن‪ .248/1 ،‬األلبانــي‪ ،‬صحيــح ســنن أبــي داود‪155/1 ،‬‬ ‫(وحســنه)‪.‬‬ ‫(‪ )5‬ابــن ماجــه‪ ،‬ســنن ابــن ماجــه‪ ،‬كتــاب األذان‪ ،‬بــاب الســنة فــي‬ ‫األذان‪ .236/1 ،‬األلبانــي‪ ،‬صحيــح ســنن ابــن ماجــه‪323/1 ،‬‬ ‫(وحســنه)‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫أحمد حافظ مو�سى‬

‫أوالً‪ :‬إن ســلف هــذه األمــة كانــوا يســمعون‬ ‫األذان مــن املســاجد املجــاورة‪ ،‬ومل حيملهــم ذلــك‬ ‫عــى توحيــد األذان(‪ .)6‬لكــن هــذا الــرد ال يســتقيم؛‬ ‫إذ التشــويش الــذي يف زماننــا ناجــم عــن اســتخدام‬ ‫مكــرات الصــوت‪ ،‬وهــو مــا مل يكــن موجــو ًدا أو‬ ‫متصــورا يف زماهنــم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثان ًيــا‪ :‬يســن للمــؤذن أن يضــع إصبعيــه يف صــاخ‬ ‫أذنيــه‪ ،‬فهــو أرفــع لصوتــه‪ ،‬وأبعــد عــن التشــويش‪ .‬يــرد‬ ‫عليــه بــأن املقصــود مــن التشــويش‪ ،‬هــو التشــويش‬ ‫الــذي يمنــع النــاس مــن ســاع صــوت املــؤذن جيــدً ا‬ ‫حتــى يــرددوا معــه‪ ،‬ال التشــويش الــذي حيصــل‬ ‫عــى املــؤذن‪ .‬لكنــه يف الواقــع مهــا تعالــت أصــوات‬ ‫املؤذنــن‪ ،‬يســتطيع املجــاورون لــكل مســجد ســاع‬ ‫صــوت مؤذهنــم‪.‬‬ ‫ثال ًثــا‪ :‬يمكــن خفــض صــوت مكــرات الصــوت‬ ‫يف املســاجد لتــايف التشــويش(‪.)7‬‬ ‫القول الثالث‪:‬‬ ‫ذهــب الشــيخ ابــن بــاز إىل القــول بجــواز العمــل‬ ‫بــاألذان املوحــد عنــد احلاجــة إليــه‪ ،‬كأن ال يوجــد‬ ‫مؤذنــون‪.‬‬ ‫واســتدل لرأيــه بــأن الســنة أن يكــون لــكل مســجد‬ ‫مــؤذن‪ ،‬وهــو املعــروف مــن عهــد النبــي ‪ ،‬وعهــد‬ ‫مــن بعــده مــن اخللفــاء الراشــدين‪ ،‬والســلف الصالــح‪،‬‬ ‫فــا حيــاد عــن هــذا األصــل إال حلاجــة‪ .‬لكــن داللــة‬ ‫هــذا األمــر املعهــود ال تفيــد وجــوب أن يكــون لــكل‬ ‫مســجد مــؤذن‪ ،‬إال إذا وجــد األمــر الرشعــي الــذي ال‬ ‫صــارف لــه عــن الوجــوب‪.‬‬ ‫(‪)8‬‬

‫القول الراجح يف املسألة‪:‬‬ ‫بعــد النظــر يف األقــوال الــواردة يف املســألة‪ ،‬ومــا‬ ‫اســتندت عليــه مــن أدلــة يظهــر أن أقــوى األدلــة التــي‬ ‫اعتمــد عليهــا املانعــون لــأذان املوحــد هــو مــا جــاء‬ ‫يف الســنة مــن أدلــة آمــرة بــاألذان لــكل مجاعــة‪ ،‬إال أن‬ ‫هــذه األدلــة حتمــل عــى االســتحباب ال الوجــوب؛‬ ‫لوجــود القرينــة الصارفــة هلــا عــن الوجــوب كــا تــم‬ ‫بيانــه يف املطلــب الســابق‪ ،‬وأمــا بقيــة أدلتهــم فليســت‬ ‫قويــة الداللــة عــى املنــع‪ ،‬وأمــا مــا ذكــروه مــن مفاســد‬ ‫فبعضهــا ليــس بــازم لــأذان املوحــد ومــن الســهل‬ ‫(‪ )6‬سلمان‪ ،‬إنباء الموحد‪ ،‬ص‪.95‬‬ ‫(‪ )7‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.99‬‬ ‫(‪ )8‬ابن باز‪ ،‬فتوى حكم األذان الموحد‪.‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫جــدا توقيــه‪ ،‬وبعضهــا اآلخــر قــد يكــون موهو ًمــا‪،‬‬ ‫كالقــول بــأن األذان املوحــد يزعــزع وحــدة األمــة‬ ‫اإلســامية‪.‬‬ ‫وأمــا مــا ذكــره املجــوزون مــن مصالــح يمكــن‬ ‫حتصيلهــا بــاألذان املوحــد‪ ،‬فيمكــن حتصيلهــا دون‬ ‫تطبيــق األذان املوحــد إال مــا ذكــر مــن مفســدة مرتتبــة‬ ‫عــى عــم التــزام املؤذيــن بالوقــت يف صــاة الفجــر‪.‬‬ ‫وبنــاء عــى مــا تقــدم فاملســألة تتعلــق ببــاب‬ ‫املســتحبات‪ ،‬لكــن الســؤال هنــا هــل األذان املوحــد‬ ‫تتحقــق مــن خاللــه الســنة لــكل مســجد؟ أم تتحقــق‬ ‫مــن خاللــه الســنة عــى مســتوى املدينــة فقــط؟ وتظــل‬ ‫بقيــة املســاجد مطالبــة بتطبيــق هــذه الســنة‪ .‬قبــل‬ ‫اإلجابــة عــى هــذا الســؤال ال بــد مــن اإلشــارة إىل‬ ‫بعــض النقــاط املهمــة‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬إن العمــل الواحــد قــد يكــون وســيلة لغــره‪،‬‬ ‫ومقصــو ًدا يف نفســه يف آن واحــد(‪ ،)1‬فــاألذان وإن‬ ‫كان عبــادة مقصــودة‪ ،‬فهــو وســيلة ملعرفــة وقــت‬ ‫الصــاة كــا هــو واضــح مــن أحاديــث بــدء األذان(‪،)2‬‬ ‫فاالجتهــاد يف وســائل تأديــة األذان مــن حيــث هــو‬ ‫وســيلة أمــر متــاح‪ ،‬بــرط أن ال يرتتــب عليــه أي تغــر‬ ‫يف ألفــاظ هــذه العبــادة‪ ،‬ولذلــك وجدنــا عنــد العلــاء‬ ‫القــول بجــواز تعــدد املؤذنــن للصــاة الواحــدة يف‬ ‫النبــي ‪ ‬مل‬ ‫املســجد الواحــد يف آن واحــد(‪ ،)3‬مــع أن‬ ‫ّ‬ ‫يفعــل ذلــك‪.‬‬ ‫ثان ًيــا‪ :‬إن مــا يكتشــف مــن تقنيــات حديثــة عــر‬ ‫خمالفــة للــرع‪ ،‬وتعــود بالنفــع عــى النــاس‪ ،‬ينبغــي‬ ‫االســتفادة واالنتفــاع منهــا‪ ،‬و بنــاء األحــكام عــى مــا‬ ‫أحدثتــه مــن تغــرات؛ ألن هــدر هــذه التقنيــات قــد‬ ‫يــؤدي إىل الكثــر مــن املفاســد‪ ،‬كرفــض إقامــة البينــة‪،‬‬ ‫مث ـاً‪ ،‬عــى الســارق أو القاتــل الــذي تــم رصــده مــن‬ ‫خــال كامــرات املراقبــة يف مــكان وقــوع اجلريمــة‪،‬‬ ‫وغريهــا مــن الصــور الكثــرة التــي يصعــب حرصهــا‬ ‫يف هــذا املقــام‪.‬‬ ‫ثال ًثــا‪ :‬إن عمليــة التأذيــن يف زماننــا أصبحــت مــن‬ ‫خــال مكــرات الصــوت‪ ،‬فــا حيتــاج فيهــا إىل صعــود‬ ‫املــؤذن فــوق مئذنــة املســجد كــا كان احلال يف الســابق‪،‬‬ ‫فصــوت املــؤذن يتــم التقاطــه مــن خــال جهــاز‬ ‫اســتقبال‪ ،‬وهــو (املايغروفــون)‪ ،‬ثــم ينتقــل إىل جهــاز‬ ‫(‪ )1‬الشاطبي‪ ،‬الموافقات في أصول الفقه‪.66/1 ،‬‬ ‫(‪ )2‬سبقتخريجها‪.‬‬ ‫(‪ )3‬الدســوقي‪ ،‬حاشــية الدســوقي‪ .196/1 ،‬النــووي‪ ،‬المجمــوع‪،‬‬ ‫‪ .131/3‬ابــن قدامــة‪ ،‬المغنــي‪.256/1 ،‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫إرســال‪ ،‬وهــو مكــرات الصــوت‪ ،‬فهــو ليــس صوتــا‬ ‫مبــارشا‪ ،‬وإنــا بواســطة‪.‬‬ ‫وبنــا ًء عــى مــا تقــدم‪ ،‬لــو فرضنــا أن مــؤذن أحــد‬ ‫املســاجد قــام بالتأذيــن يف مســجده مــن خــال‬ ‫واســطتني‪ ،‬فهــل يعتــد هبــذا األذان؟ فــإن قيــل‪ :‬ال؛‬ ‫لوجــود الواســطة‪ ،‬فــرد عليــه بــأن هــذا يســتلزم‬ ‫بطــان اســتخدام مكــرات الصــوت أصــاً‪ ،‬وهــذا‬ ‫خمالــف لدليــل األصــل يف اإلباحــة‪ ،‬وإن قيــل‪ :‬إن‬ ‫ســبب املنــع هــو تعــدد الوســائط‪ ،‬فــرد عليــه أنــه حتكــم‬ ‫ال دليــل عليــه‪.‬‬ ‫واحلاصــل يف األذان املوحــد أن مؤذ ًنــا واحدً ا يؤذن‬ ‫يف مســاجد البلــدة بواســطتني‪ ،‬فاألقــرب إحلــاق هــذه‬ ‫املســألة بــا أشــار إليــه العلــاء مــن قيــام شــخص واحــد‬ ‫بالتأذيــن يف أكثــر مــن مســجد؛ إذ املــؤذن ال حيتــاج‬ ‫للصعــود عــى املئذنــة كــا كان احلــال ســابقا‪ ،‬وإنــا‬ ‫يعتمــد عــى مكــرات الصــوت إلســاع األذان‪ ،‬إال أن‬ ‫املــؤذن ليــس موجــودا يف داخــل املســجد؛ إلمكانيــة‬ ‫التأذيــن عــن بعــد‪ ،‬فــا احلكــم يف هــذه احلــال؟‬ ‫ال بــد مــن اإلشــارة ابتــداء إىل أنــه ال يوجــد دليــل‬ ‫يشــرط وجــود املــؤذن يف نفــس املســجد الــذي يرفــع‬ ‫األذان فيــه‪ ،‬بــل جــاء الدليــل عــى جــواز رفــع األذان‬ ‫للمســجد مــن مــكان آخــر‪ ،‬كــا جــاء عــن بــال ‪ ‬إنــه‬ ‫كان يــؤذن عــى أطــول بيــت حــول املســجد(‪.)4‬‬ ‫أمــا بالنســبة لقيــام شــخص واحــد بالتأذيــن يف‬ ‫(‪)6‬‬ ‫أكثــر مــن مســجد فقــد نــص احلنفيــة(‪ ،)5‬واملالكيــة‬ ‫عــى جــواز ذلــك مــع القــول بالكراهيــة إذا كان املــؤذن‬ ‫قــد صــى يف املســجد األول الــذي أذن فيــه؛ ألنــه‬ ‫يكــون عنــده كأنــا يــؤذن لنافلــة يف املســجد الثــاين‪،‬‬ ‫وهــذا غــر متصــور يف األذان املوحــد‪ ،‬أمــا الشــافعية‬ ‫نصــا يف املســألة‪ ،‬إال أن مــا‬ ‫واحلنابلــة فلــم أجــد عندهــم ًّ‬ ‫جــاء عنــد احلنابلــة مــن القــول بجــواز االكتفــاء بــأذان‬ ‫واحــد للمســجدين(‪ ،)7‬يقــوي جانــب اجلواز يف املســألة‬ ‫عندهــم‪ ،‬كــا أن القــول باجلــواز يف املســألة قــول قــوي؛‬ ‫لعــدم وجــود الدليــل املانــع مــن ذلــك‪.‬‬ ‫فــاألذان املوحــد حيقــق الســنية يف رفــع األذان يف‬ ‫املســاجد؛ فهــو أذان مــن شــخص أهــل لــه‪ ،‬يف وقتــه‪،‬‬ ‫(‪ ) 4‬أبــو داود‪ ،‬ســنن أبــي داود‪ ،‬كتــاب الصــاة‪ ،‬بــاب األذان فــوق‬ ‫المنــارة‪ .390/1 ،‬األلبانــي‪ ،‬صحيــح ســنن أبــي داود‪156/1 ،‬‬ ‫(وصححــه)‪.‬‬ ‫(‪ ) 5‬الشيباني‪ ،‬المبسوط‪.142/1 ،‬‬ ‫(‪ ) 6‬المواق‪ ،‬التاج واإلكليل‪.140/1 ،‬‬ ‫(‪ )7‬البهوتي‪ ،‬كشاف القناع‪.238/1 ،‬‬

‫‪15‬‬


‫حكم األذان املباشراملوحد‬

‫وإن مل يكــن متواجــدا يف نفــس املســجد؛ إذ ال دليــل‬ ‫عــى اشــراط وجــود املــؤذن يف نفــس املســجد‪ ،‬بــل‬ ‫ثبــت األذان مــن بــال ‪ ‬وهــو يعتــي غــر املســجد‬ ‫النبــوي‪ ،‬فــا بــأس مــن تطبيقــه‪ ،‬حتــى لــو اســتخدم‬ ‫املؤقــت اإللكــروين يف املســاجد التــي تســتقبل األذان؛‬ ‫لضــان الدقــة يف وقــت التأذيــن‪.‬‬ ‫والقــول بإباحــة العمــل بــاألذان املوحــد‪ ،‬ال يعنــي‬ ‫أن تطبيقــه هــو األوىل؛ إذ املســألة خمرجــة عــى جــواز‬ ‫أن يتــوىل شــخص واحــد األذان يف أكثــر مــن مســجد‪،‬‬ ‫وهــو أمــر طــارئ عــى األصــل املتعــارف عليــه‪ ،‬وهــو‬ ‫أن يتــوىل التأذيــن يف كل مســجد شــخص خمتلــف‪،‬‬ ‫وهــو األمــر املتــوارث مــن عهــد النبــي ‪ ،‬فاألولويــة‬ ‫هلــذا األصــل واهلل أعلــم‪.‬‬ ‫واألذان املوحــد املبــارش يتحقــق مــن خاللــه أيضــا‬ ‫الســنة يف رفــع األذان بحــق أهــل املدينــة؛ ألنــه يتــم‬ ‫ســاعه مــن أهــل املدينــة مجيعهــم‪ ،‬فيتحقــق اإلعــام‬ ‫بدخــول الوقــت‪ ،‬وتظهــر الشــعرية فيهمــم كــا تــم‬ ‫ذكــره يف املطلــب الســابق‪.‬‬ ‫اخلامتة‬ ‫ويف خامتــة هــذا البحــث أذكــر أهــم مــا توصلــت‬ ‫إليــه مــن نتائــج‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬الثابــت الصحيــح عــن النبــي ‪ ‬أنــه تــرك األذان‬ ‫يــوم اخلنــدق‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬يستحب األذان عىل أهل املدن‪ ،‬ومساجدها‪.‬‬ ‫ثالثــا‪ :‬تتحقــق ســنة رفــع األذان يف حــق أهــل املــدن‬ ‫بــأن يتــم ســاعه مــن أهــل املدينــة‪.‬‬ ‫رابعــا‪ :‬حيقــق األذان املبــارش املوحــد الســنة يف رفــع‬ ‫األذان بحــق أهــل املدينــة‪.‬‬ ‫خامســا‪ :‬جيــوز العمــل بــاألذان املبــارش املوحــد‪،‬‬ ‫واألوىل أن يكــون لــكل مســجد مــؤذن‪.‬‬ ‫املراجع‬

‫اإلســنوي‪ ،‬عبدالرحيــم‪1400 .‬هـــ‪ .‬التمهيــد‪ ،‬الطبعــة‬ ‫األوىل‪ ،‬مؤسســة الرســالة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫األلبــاين‪ ،‬حممــد نــارص الديــن‪1405 .‬هـــ‪ .‬إرواء الغليــل‪،‬‬ ‫بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬املكتــب اإلســامي‪ ،‬بــروت‪،‬‬ ‫لبنــان‪.‬‬ ‫األلبــاين‪ ،‬حممــد نــارص الديــن‪1419 .‬هـــ‪ .‬صحيــح ســنن أيب‬ ‫داود‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دار املعــارف‪ ،‬الريــاض‪ ،‬اململكــة‬ ‫العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫أحمد حافظ مو�سى‬

‫األلبــاين‪ ،‬حممــد نــارص الديــن‪1997 .‬م‪ .‬صحيــح ســنن ابــن‬ ‫ماجــه‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬مكتبــة املعــارف‪ ،‬الريــاض‪،‬‬ ‫اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫األلبــاين‪ ،‬حممــد نــارص الديــن‪1998 .‬م‪ .‬صحيــح ســنن‬ ‫النســائي‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دار املعــارف‪ ،‬الريــاض‪،‬‬ ‫اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬ ‫األلبــاين‪ ،‬حممــد نــارص الديــن‪ .‬فتــوى بيــان بدعــة توحيــد‬ ‫األذان‪ ،‬سلســلة اهلــدى والنــور‪ ،‬رشيــط رقــم (‪،)244‬‬ ‫تاريــخ االســرجاع ‪1435/12/1‬هـــ‪ .‬عــى الرابــط‬ ‫اإللكــروين‪https://bit.ly/36LXDrW :‬‬ ‫ابــن بــاز‪ ،‬عبدالعزيــز بــن عبــداهلل‪ .‬فتــوى حكــم األذان‬ ‫املوحــد‪ ،‬تاريــخ االســرجاع ‪1435/12/1‬هـــ‪ .‬عــى‬ ‫الرابــط اإللكــروين‪:‬‬

‫‪https://bit.ly/2NAEWzZ‬‬

‫البجــايل‪ ،‬هيثــم عــي حممــد‪ .‬حكــم األذان املوحــد‪ ،‬بحــث‬ ‫مقــدم لألســتاذ الدكتــور‪ :‬حســام الديــن عفانــة‪.‬‬ ‫جامعــة القــدس‪ ،‬فلســطني‪ .‬تاريــخ االســرجاع‬ ‫‪1435/12/1‬هـــ‪ .‬عــى الرابــط اإللكــروين‪:‬‬

‫‪https://bit.ly/2R8Pk2E‬‬

‫البخــاري‪ ،‬أبــو عبــداهلل حممــد بــن إســاعيل‪1407 .‬هـــ‪.‬‬ ‫صحيــح البخــاري‪ ،‬الطبعــة الثالثــة‪ ،‬دار ابــن كثــر‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫اهليثمــي‪ ،‬نــور الديــن‪ .‬حتقيــق‪ :‬األعظمــي‪ ،‬حبيــب الرمحــن‪.‬‬ ‫‪1399‬هـــ‪-1979‬م‪ .‬كشــف األســتار عــن زوائــد البزار‪،‬‬ ‫الطبعــة األوىل‪ ،‬مؤسســة الرســالة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫البهــويت‪ ،‬منصــور بــن يونــس‪1390 .‬هـــ‪ .‬الــروض املربــع‪،‬‬ ‫بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬مكتبــة الريــاض احلديثــة‪،‬‬ ‫الريــاض‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫البهــويت‪ ،‬منصــور بــن يونــس‪1996 .‬م‪ .‬رشح منتهــى‬ ‫اإلرادات‪ ،‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬عــامل الكتــاب‪ ،‬بــروت‪،‬‬ ‫لبنــان‪.‬‬ ‫البهــويت‪ ،‬منصــور بــن يونــس‪ .‬حتقيــق‪ :‬مصيلحــي‪ ،‬هــال‪.‬‬ ‫‪1402‬هـــ‪ .‬كشــاف القنــاع‪ ،‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار‬ ‫الفكــر‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫البيهقــي‪ ،‬أمحــد بــن احلســن‪1414 .‬هـــ‪ .‬الســنن الكــرى‪،‬‬ ‫بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬مكتبــة دار البــاز‪ ،‬مكــة‪.‬‬

‫البيهقــي‪ ،‬أمحــد بــن احلســن‪1989 .‬م‪ .‬الســنن الصغــرى‪،‬‬ ‫الطبعــة األوىل‪ ،‬دار البــاز‪ ،‬مكــة‪.‬‬

‫البيهقــي‪ ،‬أمحــد بــن احلســن‪1991 .‬م‪ .‬معرفــة الســنن‪،‬‬ ‫الطبعــة األوىل‪ ،‬دار الوعــي‪ ،‬حلــب‪ ،‬ســوريا‪.‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫الرتمــذي‪ ،‬حممــد بــن عيســى‪1996 .‬م‪ .‬جامــع الرتمــذي‪،‬‬ ‫الطبعــة األوىل‪ ،‬دار العــرب اإلســامي‪ ،‬بــروت‪،‬‬ ‫لبنــان‪.‬‬ ‫ابــن تيميــة‪ ،‬أمحــد بــن عبداحلليــم‪1381 .‬هـــ‪ .‬جممــوع‬ ‫الفتــاوى‪ ،‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬مكتبــة ابــن تيميــة‪ ،‬الريــاض‪،‬‬ ‫اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫ابــن اجلــوزي‪ ،‬عبدالرمحــن بــن عــي‪1406 .‬هـــ‪ .‬الضعفــاء‬ ‫واملرتوكــن‪ ،‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬الكتــب العلميــة‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫ابــن اجلــوزي‪ ،‬عبدالرمحــن بــن عــي‪1406 .‬هـــ‪ .‬العلــل‬ ‫املتناهيــة‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دار الكتــب العلميــة‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫ابــن أيب حاتــم‪ .‬عبدالرمحــن‪1405 .‬هـــ‪ .‬العلــل‪ ،‬بــدون رقــم‬ ‫الطبعــة‪ ،‬دار املعرفــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫ابــن أيب حاتــم‪ ،‬عبدالرمحــن‪1953 .‬م‪ .‬اجلــرح والتعديــل‪،‬‬ ‫الطبعــة األوىل‪ ،‬دار إحيــاء الــراث‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫ابــن حبــان‪ ،‬حممــد‪1414 .‬هـــ‪ .‬صحيــح ابــن حبــان‪ ،‬الطبعــة‬ ‫الثانيــة‪ ،‬مؤسســة الرســالة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫ابــن حجــر‪ ،‬أمحــد بــن عــي‪1379 .‬هـــ‪ .‬فتــح البــاري رشح‬ ‫صحيــح البخــاري‪ ،‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار املعرفــة‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫ابــن حجــر‪ ،‬أمحــد بــن عــي‪1995 .‬م‪ .‬تلخيــص احلبــر‪،‬‬ ‫الطبعــة األوىل‪ ،‬مؤسســة قرطبــة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫ابــن حــزم‪ ،‬عــي بــن أمحــد‪1416 .‬هـــ‪ .‬املحــى‪ ،‬الطبعــة‬ ‫األوىل‪ ،‬دار اجليــل‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫احلطــاب‪ ،‬شــمس الديــن أبــو عبــداهلل حممــد بــن حممــد‬ ‫الرعينــي املالكــي‪.‬‬ ‫بــن عبدالرمحــن الطرابلــي املغــريب ُّ‬ ‫‪ .1398‬مواهــب اجلليــل يف رشح خمتــر خليــل‪،‬‬ ‫الطبعــة الثانيــة‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫ابــن حنبــل‪ ،‬أمحــد‪ .‬حتقيــق‪ :‬األرنــؤوط‪ ،‬شــعيب‪2001 .‬هـــ‪.‬‬ ‫مســند أمحــد‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬مؤسســة الرســالة‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫اخلــريش‪ ،‬حممــد بــن عبــداهلل بــن عــي‪1997 .‬م‪ .‬رشح‬ ‫اخلــريش عــى خليــل‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دار الكتــب‬ ‫العلميــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫ابــن خزيمــة‪ ،‬حممــد بــن إســحاق‪1970 .‬هـــ‪ .‬صحيــح ابــن‬ ‫خزيمــة‪ ،‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬املكتــب اإلســامي‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫الدارقطنــي‪ ،‬أبــو احلســن عــي بــن عمــر‪ .‬حتقيــق‪ :‬هاشــم‪،‬‬ ‫عبــداهلل‪1966 .‬م‪ .‬ســنن الدارقطنــي‪ ،‬بــدون رقــم‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫الطبعــة‪ ،‬دار املعرفــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫أبــو داود‪ ،‬ســليامن بــن األشــعث‪1408 .‬هـــ‪ .‬املراســيل‪،‬‬ ‫بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬مؤسســة الرســالة‪ ،‬بــروت‪،‬‬ ‫لبنــان‪.‬‬ ‫أبــو داود‪ ،‬ســليامن بــن األشــعث‪2009 .‬هـ‪ .‬ســنن أيب داود‪،‬‬ ‫بــدون رقــم الطبعة‪ ،‬دار الرســالة‪ ،‬دمشــق‪ ،‬ســوريا‪.‬‬ ‫الدرديــر‪ ،‬أمحــد‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬الــرح الكبــر‪ ،‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬دار‬ ‫الفكــر‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬

‫الدســوقي‪ ،‬حممــد بــن عرفــة‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬حاشــية الدســوقي‪،‬‬ ‫الطبعــة الثانيــة‪ ،‬دار املعرفــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫الذهبــي‪ ،‬حممــد بــن أمحــد‪ .‬حتقيــق‪ :‬العــر‪ ،‬نــور الديــن‪.‬‬ ‫‪1391‬هـــ‪ .‬املغنــي يف الضعفــاء‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دار‬ ‫إحيــاء الــراث‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫الذهبــي‪ ،‬حممــد بــن أمحــد‪1412 .‬هـــ‪ .‬ســر أعــام النبــاء‪،‬‬ ‫الطبعــة التاســعة‪ ،‬مؤسســة الرســالة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫الذهبــي‪ ،‬حممــد بــن أمحــد‪1995 .‬م‪ .‬ميــزان االعتــدال‪،‬‬ ‫الطبعــة األوىل‪ ،‬دار الكتــب العلميــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫الــرازي‪ ،‬حممــد‪1995 .‬م‪ .‬خمتــار الصحــاح‪ ،‬بــدون رقــم‬ ‫الطبعــة‪ ،‬مكتبــة لبنــان نــارشون‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫الرمــي‪ ،‬حممــد بــن أمحــد‪1404 .‬هـــ‪ .‬هنايــة املحتــاج‪ ،‬بــدون‬ ‫رقــم الطبعــة‪ ،‬دار الفكــر للــراث‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫أبــو زرعــة‪ ،‬ويل الديــن أمحــد بــن عبدالرحيــم بــن احلســن‬ ‫العراقــي‪1419 .‬هـــ‪-1999‬م‪ .‬حتفــة التحصيــل يف‬ ‫ذكــر رواة املراســيل‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬مكتبــة الرشــد‪،‬‬ ‫الريــاض‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫زعتري‪ ،‬علاء الديـن‪ .‬بحـث توحيـد األذان‪ ،‬تاريـخ‬ ‫االسترجاع‪1435/12/1‬هــ‪.‬علىالرابـطاإللكتروين‪:‬‬ ‫‪https://bit.ly/2QMHYTn‬‬ ‫الســبكي‪ ،‬أبــو احلســن تقــي الديــن عــي‪1404 .‬هـــ‪ .‬اإلهباج‬

‫رشح املنهــاج‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬املكتبــة العلميــة‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫ســلامن‪ ،‬وليــد‪2009 .‬هـــ‪ .‬إنبــاء املوحــد ببدعــة األذان‬ ‫املوحــد‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬املكتــب اإلســامي‪ ،‬عــان‪،‬‬ ‫األردن‪.‬‬

‫الســيوطي‪ ،‬عبدالرمحــن‪1402 .‬هـــ‪ .‬طبقــات احلفــاظ‪،‬‬ ‫الطبعــة األوىل‪ ،‬الكتــب العلميــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫الشــاطبي‪ ،‬إبراهيــم بــن موســى اللخمــي الغرناطــي‬ ‫املالكــي‪ .‬حتقيــق‪ :‬دراز‪ ،‬عبــداهلل‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬املوافقــات‬ ‫يف أصــول الفقــه‪ ،‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار املعرفــة‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫أحمد حافظ مو�سى‬

‫حكم األذان املباشراملوحد‬

‫الشــافعي‪ ،‬حممــد بــن إدريــس‪1393 .‬هـــ‪ .‬األم‪ ،‬الطبعــة‬ ‫الثانيــة‪ ،‬دار املعرفــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫املدينــة الواحــدة‪ ،‬تاريــخ االســرجاع ‪1435/12/1‬هـ‪.‬‬ ‫عــى الرابط اإللكــروين‪https://bit.ly/2QN3iIF :‬‬

‫الشــوكاين‪ ،‬حممــد بــن عــي‪1405 .‬هـــ‪ .‬الســيل اجلــرار عــى‬ ‫حدائــق األزهــار‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دار الكتــب العلميــة‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫القــرايف‪ ،‬أبــو العبــاس شــهاب الديــن أمحــد بــن إدريــس بــن‬ ‫عبدالرمحــن املالكــي‪ .‬حتقيــق‪ :‬حجــي‪ ،‬حممــد و أعراب‪،‬‬ ‫ســعيد و بــو خبــزة‪ ،‬حممــد‪ .1994 .‬الذخــرة‪ ،‬الطبعــة‬ ‫األوىل‪ ،‬دار الغــرب اإلســامي‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫الرشبينــي‪ ،‬حممــد بــن أمحــد‪1418 .‬هـــ‪ .‬مغنــي املحتــاج‬ ‫رشح املنهــاج‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دار املعرفــة‪ ،‬بــروت‪،‬‬ ‫لبنــان‪.‬‬

‫الشــيباين‪ ،‬حممــد بــن احلســن‪1410 .‬هـــ‪ .‬املبســوط‪ ،‬الطبعــة‬ ‫األوىل‪ ،‬عــامل الكتــاب‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫ابــن أيب شــيبة‪ ،‬عبــداهلل بــن حممــد‪1409 .‬هـــ‪ .‬مصنــف ابــن‬ ‫أيب شــيبة‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬مكتبــة الرشــد‪ ،‬الريــاض‪،‬‬ ‫اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬ ‫صربي‪ ،‬مســعود‪ .‬فتــوى توحيد األذان‪ ،‬تاريخ االســرجاع‬ ‫‪1435/12/1‬هـ‪ .‬عــى الرابط اإللكرتوين‪:‬‬

‫‪https://bit.ly/2sjAtdr‬‬

‫الطــراين‪ ،‬ســليامن بــن أمحــد‪1983 .‬م‪ .‬املعجــم الكبــر‪،‬‬ ‫الطبعــة الثانيــة‪ ،‬مكتبــة العلــوم‪ ،‬املوصــل‪ ،‬العــراق‪.‬‬

‫الطحــاوي‪ ،‬أمحــد بــن حممــد‪1318 .‬هـــ‪ .‬حاشــية الطحــاوي‬ ‫عــى مراقــي الفــاح‪ ،‬الطبعــة الثالثــة‪ ،‬املطبعــة الكــرى‪،‬‬ ‫مرص ‪.‬‬ ‫ابــن عابديــن‪ ،‬حممــد أمــن‪1431 .‬هـــ‪ .‬رد املحتــار عــى‬ ‫الــدر املختــار املعــروف بحاشــية ابــن عابديــن‪ ،‬الطبعــة‬ ‫األوىل‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫ابــن عبدالــر‪ ،‬يوســف بــن عبــداهلل‪1387 .‬هـــ‪ .‬التمهيــد‪،‬‬ ‫بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬وزارة عمــوم األوقــاف املغربيــة‪،‬‬ ‫املغــرب‪.‬‬

‫ابــن عبدالــر‪ ،‬يوســف عبــداهلل‪2000 .‬م‪ .‬االســتذكار‪،‬‬ ‫الطبعــة األوىل‪ ،‬دار الكتــب العلميــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫عبدالــرزاق‪ ،‬أبــو بكــر عبدالــرزاق بــن عبدالــرؤوف بــن‬ ‫مهــام‪1403 .‬هـــ‪ .‬مصنــف عبدالــرزاق‪ ،‬الطبعــة الثانيــة‪،‬‬ ‫املكتــب اإلســامي‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫ابــن عثيمــن‪ ،‬حممــد بــن صالــح‪ .1998 .‬جممــوع فتــاوى‬ ‫ورســائل ابــن عثيمــن‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دار الثريــا‪،‬‬ ‫الريــاض‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬ ‫العــدوي‪ ،‬عــي بــن أمحــد بــن مكــرم اهلل‪1997 .‬م‪ .‬حاشــية‬ ‫العــدوي‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دار الكتــب العلميــة‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫عفانــة‪ ،‬حســام الديــن بــن موســى‪ .‬فتــوى توحيــد األذان يف‬

‫‪18‬‬

‫ابــن قدامــة‪ ،‬عبــداهلل بــن أمحــد‪1400 .‬هـــ‪ .‬املغنــي‪ ،‬الطبعــة‬ ‫األوىل‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫القفــال‪ ،‬حممــد بــن أمحــد‪1980 .‬م‪ .‬حليــة العلــاء‪ ،‬الطبعــة‬ ‫األوىل‪ ،‬مؤسســة الرســالة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫القليــويب‪ ،‬أمحــد بــن أمحــد‪1419 .‬هـــ‪ .‬حاشــية القليــويب‪،‬‬ ‫الطبعــة األوىل‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫القيــراين‪ ،‬حممــد بــن طاهــر‪1405 .‬هـــ‪ .‬تذكــرة احلفــاظ‪،‬‬ ‫الطبعــة األوىل‪ ،‬دار الصميعــي‪ ،‬الريــاض‪ ،‬اململكــة‬ ‫العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫الكاســاين‪ ،‬عــاء الديــن‪1982 .‬م‪ .‬بدائــع الصنائــع يف‬ ‫ترتيــب الرشائــع‪ ،‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬دار الكتــاب العــريب‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫ابــن كثــر‪ ،‬إســاعيل بــن عمــر‪1401 .‬هـــ‪ .‬تفســر القــرآن‬ ‫العظيــم‪ ،‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬بــروت‪،‬‬ ‫لبنــان‪.‬‬

‫كريمــة‪ ،‬أمحــد حممــود‪ .‬فتــوى حكــم األذان املوحــد‪ ،‬نــر‬ ‫يــوم االثنــن‪ 26 ،‬يوليــو ‪ .2010‬تاريــخ االســرجاع‬ ‫‪1435/12/1‬هـــ‪ .‬عــى الرابــط اإللكــروين‪:‬‬

‫‪https://bit.ly/2QOhMrR‬‬

‫الكالبــاذي‪ ،‬أمحــد بــن حممــد‪1407 .‬هـــ‪ .‬رجــال صحيــح‬ ‫البخــاري‪،‬الطبعــةاألوىل‪،‬داراملعرفــة‪،‬بــروت‪،‬لبنــان‪.‬‬ ‫ابــن ماجــه‪ ،‬حممــد بــن يزيــد‪1435 .‬هـــ‪ .‬ســنن ابــن ماجــه‪،‬‬ ‫الطبعــة األوىل‪ ،‬دار التأصيــل‪ ،‬القاهــرة‪.‬‬

‫املــاوردي‪ ،‬عــي بــن حممــد‪1994 .‬م‪ .‬احلــاوي الكبــر‪،‬‬ ‫الطبعــة األوىل‪ ،‬الكتــب العلميــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫املجمــع الفقهــي اإلســامي‪1425 .‬هـــ‪-2004‬م‪ .‬القــرار‬ ‫األول مــن الــدورة التاســعة بشــأن حكــم األذان‬ ‫للصلــوات يف املســاجد عــن طريــق مســجالت‬ ‫الصــوت «الكاســيتات»‪ ،‬جملــة املجمــع الفقهــي‪ ،‬الســنة‬ ‫اخلامســة عــرة‪ ،‬العــدد التاســع عــر‪ ،‬ص ‪.391‬‬ ‫املــرداوي‪ ،‬عــي بــن ســليامن‪ .‬حتقيــق‪ :‬الفقــي‪ ،‬حامــد‪.‬‬ ‫‪1375‬هـــ‪ .‬اإلنصــاف يف معرفــة الراجــح مــن اخلــاف‪،‬‬ ‫بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار إحيــاء الــراث العــريب‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫املرغينــاين‪ ،‬عــي بــن أيب بكــر‪1417 .‬هـــ‪ .‬اهلدايــة رشح‬ ‫البدايــة‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬إدارة القــرآن والعلــوم‬ ‫اإلســامية‪ ،‬كراتــي‪ ،‬باكســتان‪.‬‬ ‫املــزي‪ ،‬يوســف بــن عبدالرمحــن‪1400 .‬هـــ‪ .‬هتذيــب‬ ‫الكــال‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬مؤسســة الرســالة‪ ،‬بــروت‪،‬‬ ‫لبنــان‪.‬‬

‫مســلم‪ ،‬ابــن احلجــاج القشــري‪ .‬حتقيــق‪ :‬عبدالباقــي‪ ،‬حممد‬ ‫فــؤاد‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬صحيــح مســلم‪ ،‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار‬ ‫إحيــاء الــراث‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫املصلــح‪ ،‬خالــد‪ .‬فتــوى مــن أحــكام األذان املســجل‪،‬‬ ‫تاريــخ االســرجاع ‪1435/12/1‬هـــ‪ .‬عــى الرابــط‬ ‫اإللكــروين‪https://bit.ly/3a3tbeT :‬‬

‫ابــن مفلــح‪ ،‬إبراهيــم‪1400 .‬هـــ‪ .‬املبــدع يف رشح املقنــع‪،‬‬ ‫بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬املكتــب اإلســامي‪ ،‬بــروت‪،‬‬ ‫لبنــان‪.‬‬ ‫املنــاوي‪ ،‬عبدالــرؤوف‪1356 .‬هـــ‪ .‬فيــض القديــر‪ ،‬الطبعــة‬ ‫األوىل‪ ،‬املكتبــة التجاريــة الكــرى‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫ابــن منظــور‪ ،‬حممــد بــن مكــرم‪1400 .‬هـــ‪ .‬لســان العــرب‪،‬‬ ‫الطبعــة الثانيــة‪ ،‬دار صــادر‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫املــواق‪ ،‬حممــد بــن يوســف بــن أيب القاســم‪1398 .‬هـــ‪.‬‬ ‫التــاج واإلكليــل‪ ،‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬بــروت‪،‬‬ ‫لبنــان‪.‬‬

‫ابــن نجيــم‪ ،‬زيــن الديــن‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬البحــر الرائــق رشح كنــز‬ ‫الدقائــق‪ ،‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬دار املعرفــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫النســائي‪ ،‬أمحــد بــن شــعيب‪1406 .‬هـــ‪ .‬ســنن النســائي‪،‬‬ ‫الطبعــة الثانيــة‪ ،‬مكتــب املطبوعــات اإلســامية‪،‬‬ ‫حلــب‪ ،‬ســوريا‪.‬‬

‫أبــو نعيــم‪ ،‬أمحــد بــن عبــداهلل‪ .1405 .‬حليــة األوليــاء‪،‬‬ ‫الطبعــةالرابعــة‪،‬دارالكتــابالعــريب‪،‬بــروت‪،‬لبنــان‪.‬‬

‫النــووي‪ ،‬حميــي الديــن أبــو زكريــا حييــى بــن رشف‪.‬‬ ‫‪1405‬هـــ‪ .‬روضــة الطالبــن‪ ،‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬املكتــب‬ ‫اإلســامي‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫النــووي‪ ،‬حميــي الديــن أبــو زكريــا حييــى بــن رشف‪.‬‬ ‫‪1997‬م‪ .‬املجمــوع رشح املهــذب‪ ،‬بــدون رقــم الطبعــة‪،‬‬ ‫دار الفكــر‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫ابــن اهلــام‪ ،‬كــال الديــن حممــد بــن عبدالواحــد الســيوايس‪.‬‬ ‫د‪.‬ت‪ .‬رشح فتــح القديــر‪ ،‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬دار الفكــر‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫اهليئــة العامــة للشــؤون اإلســامية واألوقــاف اإلماراتيــة‪.‬‬ ‫فتــوى حكــم األذان املوحــد‪ ،‬فتــوى رقــم ‪ ،49‬يف‬ ‫‪ .2008/3/2‬تاريــخ االســرجاع ‪1435/12/1‬هـــ‪.‬‬ ‫عــى الرابــط اإللكــروين‪:‬‬

‫‪https://bit.ly/3850gFd‬‬

‫اهليئــة العامــة للشــؤون اإلســامية واألوقــاف اإلماراتيــة‪.‬‬ ‫فتــوى حكــم األذان املوحــد‪ ،‬فتــوى رقــم ‪ ،5398‬يف‬ ‫‪ .2009/5/11‬تاريــخ االســرجاع ‪1435/12/1‬هـــ‪.‬‬ ‫عــى الرابــط اإللكــروين‪:‬‬

‫‪https://bit.ly/36OUrf8‬‬

‫‪19‬‬


‫أحمد حافظ مو�سى‬

‫حكم األذان املباشراملوحد‬

Legitimate Status of Unified Live Call for Prayer “Athan” Ahmed Musa Department of Islamic jurisprudence and its foundation, College of Arts and Sciences, Al Qussim University, Saudi Arabia https://doi.org/10.37575/h/rel/1763

ABSTRACT

This research discusses a contemporary jurisprudence issue. The unified live call for prayer “Athan” applied by some Islamic countries promoted many inquires about it. With few studies in the matter, this work aimed to present contemporary trends in the subject and discussed their evidences to arrive at the correct view of the matter. The work is composed of a preface and two sections. The preface defines both Athan and the unified live call for prayer. The first section discussed the jurisprudence of performing Athan in the cities and towns having many mosques. The discussion of scholar views about Athan and their evidences aimed to show the most correct opinion. The second section examined the views of contemporary scholars in unified Athan legitimate status and discussed their evidences to indicate the prevailing view in the matter. The main finding of this work is that Athan in cities is a desired action “Mustahab” rather than being an obligation “Wajib”. Thus, the performance of unified live Athan achieves the objective of Athan as a desired action. Key Words: Call for prayer “Athan”, desired action “Mustahab”, unified live call for prayer.

20


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫ابن �صابر القائل بـ‪« ‬اخلالفة» يف النحو العربي‬ ‫عيل خليفة عطوة عبد‪ ‬اللطيف‬ ‫جامعة امللك فيصل‪ ،‬اململكة العربية السعودية‬ ‫‪https://doi.org/10.37575/h/lng/1941‬‬

‫امللخص‬

‫اعتمــد النحــاة املصطلحــات الثالثــة االســم والفعــل واحلــرف يف تقســيم الــكالم‪ ،‬وف ًقــا لتقســيم ســيبويه‪ ،‬وظلــت الكلــات القليلــة‬ ‫مصطلحــا راب ًعــا حتــى جــاء ابــن‬ ‫اخلارجــة عــن إطــار هــذه املصطلحــات الثالثــة حمــل جــدل بــن النحــاة‪ ،‬ومل يعــرف الــدرس النحــوي‬ ‫ً‬ ‫صابــر وزاد قســا رابعــا ســاه «اخلالفــة»‪ .‬وتناقلــت كتــب النحــو قــول ابــن صابــر مــن بعــده‪ ،‬واشــتهر قولــه بــن الدارســن املحدثــن‪،‬‬ ‫وظهــر اســتخدام مصطلــح «اخلالفــة» يف تقســيم الكلــم‪.‬‬ ‫ورغــم اشــتهار قــول ابــن صابــر وأمهيتــه‪ ،‬فــإن كتــب تراجــم النحــاة والدراســات النحويــة احلديثــة مل تقــدم ترمجــة وافيــة تعــرف‬ ‫بابــن صابــر‪ ،‬ومــن ثــم بــات األمــر يف حاجــة جلمــع مــا تفــرق يف تراثنــا العــريب حــول ترمجــة ابــن صابــر‪ ،‬يف دراســة حتليليــة؛ تعــرف‬ ‫بــه وبحياتــه وآرائــه وعــره‪ ،‬فجــاءت هــذه الدراســة يف مبحثــن‪ :‬املبحــث األول «التعريــف بابــن صابــر»‪ ،‬ويتضمــن اســمه‪ ،‬وكنيتــه‬ ‫ولقبــه‪ ،‬ومولــده‪ ،‬ونســبته‪ ،‬وعملــه‪ ،‬ومذهبــه‪ ،‬ورحالتــه‪ ،‬وطلبــه للعلــم‪ ،‬وشــيوخه‪ ،‬وأقرانــه‪ ،‬وتالميــذه‪ ،‬وحمنتــه‪ ،‬ومرضــه ووفاتــه‪.‬‬ ‫واملبحــث الثــاين‪« :‬آراؤه النحويــة ومؤلفاتــه وشــعره»‪.‬‬ ‫ومــن أهــم النتائــج التــي توصــل إليهــا البحــث أن ترمجــة ابــن صابــر املتداولــة يف مطبوعــات كتــب الــراث تعرضــت لكثــر مــن‬ ‫التصحيــف والتحريــف‪ ،‬وأن ابــن صابــر ولــد يف مالقــة باألندلــس ســنة (‪625‬هـــ‪1227/‬م)‪ ،‬وتــويف بمــر ســنة (‪662‬هـــ‪1263/‬م)‪،‬‬ ‫ومــن شــيوخه‪ُ :‬حيــد النحــوي‪ ،‬وأبــو حممد‪ ‬بــن عطيــة تلميــذ الســهييل‪ ،‬وابــن الصابــوين‪ ،‬وابــن رساقــة األنصــاري الشــاطبي‪ ،‬والرشيــف‬ ‫عــز الديــن احلســيني‪ ،‬وغريهــم‪ .‬ومــن أقرانــه‪ :‬أبــو جعفر‪ ‬بــن الزبــر شــيخ أيب حيــان األندلــي‪ .‬وأن ابــن صابــر تبــع مذهــب الكوفيــن‬ ‫يف آرائــه النحويــة املنقولــة عنــه‪ ،‬وأن قولــه بـــ «اخلالفــة» كان نقلــة نوعيــة يف اجتــاه دفــع اإلشــكال الواقــع حــول املفهــوم واملصطلــح يف‬ ‫مســألة تقســيم الــكالم‪.‬‬

‫الكلامت املفتاحية‪ :‬إمجاع النحاة‪ ،‬تقسيم الكالم‪ ،‬القسم الرابع‪ ،‬املصطلح النحوي‪.‬‬

‫املقدمة‬ ‫قســم ســيبويه الكلــم إىل ثالثــة أقســام‪ :‬اســم‪،‬‬ ‫وفعــل‪ ،‬وحــرف جــاء ملعنــى ليــس باســم وال فعــل‪.‬‬ ‫وقــد اعتمــد النحــاة مــن بعــد ســيبويه هــذا التقســيم‪،‬‬ ‫وذهــب الزجاجــي إىل أن هــذا التقســيم هيتــدى إليــه‬ ‫«ببدهيــة العقــل بغــر برهــان وال دليــل» وأن املدعــي‬ ‫أن للــكالم قسـ ًـا راب ًعــا «لــن جيــد إليــه ســبيالً»‪ ،‬وجعــل‬ ‫املــرد هــذا التقســيم عا ًّمــا يف كل اللغــات ال خيلــو أي‬ ‫كالم منــه «عرب ًّيــا كان أو أعجم ًّيــا»(‪ .)1‬بــل ّ‬ ‫إن ابــن‬ ‫فــارس نقــل إمجــاع النحــاة عــى هــذه القســمة(‪.)2‬‬ ‫غــر أن بعــض كتــب النحــو روت عــن ابــن صابــر‬ ‫أنــه زاد قســا رابعــا ســاه «اخلالفــة»(‪ .)3‬وتناقلــت كتــب‬ ‫النحــو قــول ابــن صابــر مــن بعــده‪ ،‬واشــتهر قولــه بــن‬ ‫الدارســن املحدثــن‪ ،‬حتــى وســع الدكتور متام حســان‬ ‫(‪ )1‬مجمــع اللغــة العربيــة بالقاهــرة‪ ،‬إبراهيــم أنيــس والــدرس‬ ‫اللغــوي‪ .9-7 ،‬وانظــر‪ :‬ســيبويه‪ ،‬الكتــاب ‪ .12/1‬والزجاجــي‪،‬‬ ‫اإليضــاح فــي علــل النحــو‪ ،‬ص ‪ 43‬ومــا بعدهــا‪ .‬والمبــرد‪،‬‬ ‫المقتضــب ‪.3/1‬‬ ‫(‪ )2‬ابن فارس‪ ،‬الصاحبي‪ ،‬ص ‪.48‬‬ ‫(‪ )3‬ابــن عقيــل‪ ،‬شــرح ابــن عقيــل ‪ .27/1‬واألشــموني‪ ،‬شــرح‬ ‫األشــموني علــى ألفيــة ابــن مالــك ‪ .272/1‬والصبــان‪ ،‬حاشــية‬ ‫الصبــان ‪ .23 ،2/1‬والخضــري‪ ،‬حاشــية الخضــري ‪.17/1‬‬

‫مــن دائــرة مصطلــح «اخلالفــة» فجعلهــا شــاملة ألربعــة‬ ‫خوالــف‪« :‬خالفــة اإلخالــة» وهــي عنــده اســم الفعــل‪،‬‬ ‫و«خالفــة الصــوت» أي أســاء األصــوات‪ ،‬و«خالفــة‬ ‫التعجــب» أي الصيغتــان القياســيتان للتعجــب‪،‬‬ ‫و«خالفــة املــدح والــذم»(‪.)4‬‬ ‫وهبــذا اشــتهر اســتخدام مصطلــح «اخلالفــة» يف‬ ‫تقســيم الكلــم‪ ،‬وكُتــب لقــول ابــن صابــر مــن الذيــوع‬ ‫واالنتشــار مــا مل يكتــب البــن صابــر نفســه‪ ،‬ورغــم‬ ‫اشــتهار قــول ابــن صابــر وأمهيتــه‪ ،‬فــإن كتــب تراجــم‬ ‫النحــاة مل تقــدم ترمجــة وافيــة تعــرف بــه‪ ،‬وكان جــل مــا‬ ‫جــاء فيهــا هــو مــا ذكــره الســيوطي – رمحــه اهلل – يف‬ ‫«بغيــة الوعــاة» مــن أنــه‪« :‬أمحد‪ ‬بــن صابــر أبــو جعفــر‬ ‫النحــوي الذاهــب إىل أن للكلمــة قسـ ًـا راب ًعــا‪ ،‬وســاه‬ ‫(‪ )4‬انظــر‪ :‬حســان‪ ،‬اللغــة العربيــة معناهــا ومبناهــا ص ‪ 113 ،89‬ومــا‬ ‫بعدهــا‪ ،‬و‪ .122-121 ‬وانظــر‪ :‬جمــال الديــن‪ ،‬رأي فــي تقســيم‬ ‫الكلمــة‪ .‬والســاقي‪ ،‬أقســام الــكالم العربــي مــن حيــث الشــكل‬ ‫والوظيفــة‪ ،‬ص ‪ 250‬ومــا بعدهــا‪ .‬والصبــان‪ ،‬حاشــية الصبــان‬ ‫عرضــا لجهــود المحدثيــن فــي تقســيم الــكالم‬ ‫‪ .129/3‬وانظــر ً‬ ‫(إبراهيــم أنيــس ومهــدي المخزومــي وإبراهيــم الســامرائي‬ ‫وتمــام حســان) فــي‪ :‬الســاقي‪ ،‬أقســام الــكالم العربــي مــن حيــث‬ ‫الشــكل والوظيفــة‪ ،‬ص ص ‪.173-106‬‬

‫‪21‬‬


‫ابن صابرالقائل بـ‪« ‬الخالفة» في النحو العربي علي خليفة عطوة عبد‪ ‬اللطيف‬

‫اخلالفــة‪ ،‬قــرأ عليــه أبــو جعفر‪ ‬بــن الزبــر»(‪.)1‬‬ ‫وعــى املنــوال نفســه ســارت بعــض الدراســات‬ ‫احلديثــة التــي عرضــت للتعريــف بابــن صابــر‪ ،‬ومل‬ ‫تــزد عــا جــاء يف «بغيــة الوعــاة» شــي ًئا يقــرب معرفــة‬ ‫ابــن صابــر للدارســن‪ ،‬ومــن هــذه الدراســات‪ :‬كتــاب‬ ‫«املصطلــح النحــوي نشــأته وتطــوره حتــى أواخــر‬ ‫القــرن الثالــث اهلجــري» للدكتــور عــوض القــوزي‬ ‫(ســنة ‪1981‬م)‪ ،‬وكتــاب «اســم الفعــل يف كالم العــرب‬ ‫والقــرآن الكريــم» للدكتــور الســيد عبد‪ ‬املقصــود‬ ‫(ســنة ‪1986‬م)‪ ،‬وبحــث «رأي يف تقســيم الكلمــة»‬ ‫للدكتــور مصطفــى مجــال الديــن (ســنة ‪1407‬هـــ)‪،‬‬ ‫وبحــث «خالفــة الفعــل (عــى) دراســة تركيبيــة داللية»‬ ‫للدكتــور حممــد عبد‪ ‬الوهــاب (ســنة ‪2011‬م)‪ ،‬وبحــث‬ ‫«اســم الفعــل إشــكال املفهــوم واملصطلــح» للدكتــور‬ ‫عامــر بلحــاف (ســنة ‪2013‬م)‪.‬‬ ‫وهنــاك دراســات حديثــة أخــرى زادت عــا جــاء‬ ‫عنــد الســيوطي‪ ،‬ومــن هــذه الدراســات‪ :‬دراســة‬ ‫«أســاء األفعــال يف اللغــة والنحــو» للدكتــور أمحــد‬ ‫عويــش (ســنة ‪1982‬م) التــي عرضــت ملــا جــاء يف‬ ‫ترمجــة ابــن صابــر‪ ،‬عنــد الصفــدي يف كتابــه «الــوايف‬ ‫بالوفيــات»‪ ،‬ومــا جــاء عنــد ابــن حجــر يف كتابــه «الدرر‬ ‫الكامنــة»‪ ،‬فأثــرت بذلــك الدراســات النحويــة‪ ،‬فيــا‬ ‫يتعلــق بالتعريــف بابــن صابــر‪.‬‬ ‫وجــاءت دراســة «جامــع العلــوم الباقــويل نظــرة‬ ‫يف تراثــه وحتقيــق لبعــض القضايــا» للدكتــور حممــد‬ ‫عبد‪ ‬املجيــد الطويــل (ســنة ‪1998‬م)‪ ،‬فعرضــت ملــا‬ ‫جــاء يف دراســة «أســاء األفعــال يف اللغــة والنحــو»‬ ‫للدكتــور عويــش‪ ،‬ويف دراســة حممــد عبــداهلل جــر‬ ‫التــي وقفــت عــى ترمجــة البــن صابــر عنــد املقــري‬ ‫وابــن تغــري بــردي(‪ .)2‬وعرضــت دراســة الدكتــور‬ ‫الطويــل –يف جهــد مشــكور‪ -‬لــكل مظــان الــراث‬ ‫ـت أن تظفــر فيهــا بــيء‪ ،‬وتوصلــت إىل أن يف‬ ‫التــي أ َّم َلـ ْ‬ ‫املصــادر صم ًتــا تا ًّمــا عــن الرجــل‪ ،‬وأكــدت أن الرتمجــة‬ ‫يف املصــادر كلهــا «تــكاد تكــون واحــدة»(‪ ،)3‬وأن مــا‬ ‫جــاء عنــد املقــري وابــن تغــري بــردي هــو نقــل عــن‬ ‫الصفــدي(‪.)4‬‬ ‫وقــد كان ذلــك باع ًثــا الســتقراء مــا جــاء يف كتــاب‬ ‫(‪ )1‬السيوطي‪ ،‬بغية الوعاة ‪.311 ،235/1‬‬ ‫(‪ )2‬رسالة ماجستير صدرت في اإلسكندرية سنة ‪1980‬م‪.‬‬ ‫(‪ )3‬الطويــل‪ ،‬جامــع العلــوم الباقولــي نظــرة فــي تراثــه وتحقيــق‬ ‫لبعــض القضايــا‪ ،‬ص ‪.200-198‬‬ ‫(‪ )4‬الطويــل‪ ،‬جامــع العلــوم الباقولــي نظــرة فــي تراثــه وتحقيــق‬ ‫لبعــض القضايــا‪ ،‬ص ‪ 198‬ومــا بعدهــا‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫«الــوايف بالوفيــات» للصفــدي‪ ،‬لعــل التنقيــب يف هــذا‬ ‫الكتــاب يضيــف للبحــث جديــدً ا‪.‬‬ ‫ـت عنــده هــذه الدراســة هــو ما‬ ‫وكان أول نــص وقفـ ْ‬ ‫جــاء يف ترمجــة أخــرى عــن احلافــظ ضيــاء الديــن املالقي‬ ‫حممد‪ ‬بــن حممد‪ ‬بــن صابر‪ ‬بــن حممد‪ ‬بــن صابر‪ ‬بــن‬ ‫منــدار احلافــظ املتقــن أبــو جعفــر القيــي األندلــي(‪.)5‬‬ ‫وتبــن بعــد البحــث أن «احلافــظ ضيــاء الديــن‬ ‫املالقــي» هــذا هــو نفســه «أبــو جعفر‪ ‬بــن صابــر»‬ ‫وأن هنــاك خلطــا يف ترمجتــه‪ ،‬فجــاء ذكــره مرتــن‬ ‫عنــد الصفــدي‪ ،‬كل مــرة برتمجــة وباســم خمتلــف؛‬ ‫إحدامهــا تقــول «أبــو جعفــر القيــي أمحد‪ ‬بــن صابــر»‪،‬‬ ‫واألخــرى تقــول «احلافــظ ضيــاء الديــن املالقــي‬ ‫حممد‪ ‬بــن حممد‪ ‬بــن صابــر»(‪ .)6‬ووقــع االضطــراب‬ ‫نفســه عنــد املقــري يف «نفــح الطيــب»(‪.)7‬‬ ‫ومــن ثــم بــات األمــر يف حاجــة جلمــع مــا تفــرق‬ ‫يف تراثنــا العــريب حــول ترمجــة ابــن صابــر‪ ،‬يف دراســة‬ ‫حتليليــة؛ تكشــف عــا وقــع يف ترمجتــه مــن اضطــراب‪،‬‬ ‫وتعــرف بــه وبحياتــه وآرائــه وعــره‪ ،‬وتذكــر مولــده‬ ‫ووفاتــه‪ ،‬وشــيوخه وأقرانــه وتالميــذه‪ .‬فجــاءت هــذه‬ ‫الدراســة يف مبحثــن‪ :‬املبحــث األول «التعريــف بابــن‬ ‫صابــر»‪ ،‬ويتضمــن اســمه‪ ،‬وكنيتــه ولقبــه‪ ،‬ومولــده‪،‬‬ ‫ونســبته‪ ،‬وصفاتــه‪ ،‬وعملــه‪ ،‬ومذهبــه‪ ،‬ورحالتــه‪،‬‬ ‫وطلبــه للعلــم‪ ،‬وشــيوخه‪ ،‬وأقرانــه‪ ،‬وتالميــذه‪،‬‬ ‫وحمنتــه‪ ،‬ومرضــه ووفاتــه‪ .‬واملبحــث الثــاين‪« :‬آراؤه‬ ‫النحويــة ومؤلفاتــه وشــعره»‪.‬‬ ‫وهنــا ملحظــان يتعلقــان بمصــادر ترمجــة ابــن صابــر‪-:‬‬ ‫امللحــظ األول أن مطبوعــة كتــاب «صلــة الصلــة» أليب‬ ‫جعفر‪ ‬بــن الزبــر‪ ،‬ال ذكــر فيهــا البــن صابــر‪ ،‬وقــد كان‬ ‫هــذا الكتــاب مظنــة قويــة للوقــوف عــى ترمجــة وافيــة‬ ‫البــن صابــر؛ إذ إن أبــا جعفر‪ ‬بــن الزبــر كان رفيقــا‬ ‫لــه‪ ،‬وكان معتن ًيــا يف كتابــه هــذا برتمجــة مــن عايشــهم‬ ‫وعــرف أحواهلــم‪ ،‬ذا دقــة يف وصفهــم‪ ،‬ويف تدويــن‬ ‫خمتلــف العالقــات التــي تربطــه هبــم(‪.)8‬‬ ‫(‪ )5‬الصفدي‪ ،‬الوافي بالوفيات ‪.163/1‬‬ ‫(‪ )6‬انظر‪ :‬الصفدي‪ ،‬الوافي بالوفيات ‪.257/6 ،163/1‬‬ ‫(‪ )7‬انظر‪ :‬المقري‪ ،‬نفح الطيب ‪.655 ،66/2‬‬ ‫(‪ )8‬وهــذا يؤيــد مــا ذهــب إليــه الدباغ مــن أن هــذه النســخة المطبوعة‬ ‫مــن كتــاب «صلــة الصلــة» نســخة مبتــورة‪ .‬انظــر‪ :‬صلــة الصلــة‬ ‫البــن الزبيــر‪ .‬وأبــو جعفــر أحمد‪ ‬بــن الزبيــر مــن خــال كتابــه‬ ‫الصلــة لصلــة ابــن بشــكوال‪ ،‬لمحمد‪ ‬بــن عبدالعزيــز الدبــاغ‪،‬‬ ‫وصلــة الصلــة البــن الزبيــر الربــط بيــن القســم المطبــوع مــن‬ ‫كتــاب صلــة الصلــة البــن الزبيــر وبيــن شــذرات أخــرى منــه‬ ‫موجــودة بخزانــة القروييــن‪ ،‬للدبــاغ؛ نقــا عــن‪ :‬يامــي‪ ،‬ابــن‬ ‫الزبيــر الغرناطــي‪.‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫وامللحــظ الثــاين أن ابــن حجــر العســقالين نقــل يف‬ ‫َــال)‪،‬‬ ‫«الــدرر الكامنــة» ترمجــة ابــن صابــر عــن (ا ْلك َ‬ ‫وقــد اســتوقفني اســم (ا ْل َكـ َـال) هــذا‪ ،‬فتتبعتــه يف كتاب‬ ‫«الــدرر الكامنــة» مــن أولــه إىل آخــره‪ ،‬واســتقرأت‬ ‫النصــوص الكثــرة املنقولــة عنــه‪ ،‬حتــى تبــن يل أنــه‬ ‫َــال جعفــر األدفــوي)‪ ،‬املتــوىف ســنة (‪748‬هـــ)‪.‬‬ ‫(ا ْلك َ‬ ‫َــال األدفــوي) هــذا تلمــذ أليب حيــان وتــأدب‬ ‫و(ا ْلك َ‬ ‫بــه‪ ،‬وأبــو حيــان تلميــذ ابــن الزبــر‪ ،‬وابــن الزبــر هــو‬ ‫صاحــب ابــن صابــر ورفيقــه الــذي أخــذ عنــه‪.‬‬ ‫وقــد ترجــم ابن حجــر ل ْل َكـ َـال األدفــوي يف «الدرر‬ ‫الكامنــة»‪ ،‬وذكــر له مؤلفــن يف التاريــخ والرتاجم‪-:‬‬ ‫أحدمهــا‪« :‬الطالــع الســعيد يف تاريــخ الصعيــد»‪ ،‬وهــو‬ ‫منشــور يف الــدار املرصيــة للتأليــف والرتمجــة (ســنة‬ ‫‪1961‬م) بتحقيــق ســعد حممــد حســن وطــه احلاجــري‪،‬‬ ‫بعنــوان «الطالــع الســعيد اجلامــع أســاء نجبــاء‬ ‫الصعيــد»‪.‬‬ ‫واآلخــر‪« :‬البــدر الســافر يف حتفــة املســافر»‪ ،‬وهــو‬ ‫مطبــوع بعنــوان «البــدر الســافر عــن أنــس املســافر»‪،‬‬ ‫يف دار ابــن حــزم (ســنة ‪2015‬م) بتحقيــق قاســم‬ ‫الســامرائي وطــارق طاطمــي‪.‬‬ ‫وكتــاب «البــدر الســافر عــن أنــس املســافر» ترجــم‬ ‫ألعيــان املئــة اخلامســة والسادســة والســابعة والثامنــة‪،‬‬ ‫وأكثــر مــن ترجــم هلــم مــن أهــل املئــة الســابعة‪ ،‬فــكان‬ ‫الغالــب عــى الظــن أن يكــون ابــن حجــر قــد نقلــه‬ ‫عنــه‪ ،‬لكــن بمطالعــة صفحــات الكتــاب مل أقــف عــى‬ ‫النــص‪ .‬وكانــت هــذه هــي النتيجــة نفســها بعــد مطالعة‬ ‫صفحــات كتــاب «الطالــع الســعيد»؛ فلــم أجــد ذكـ ًـرا‬ ‫البــن صابــر يف الكتابــن(‪.)1‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬التعريف بابن صابر‬ ‫اســمه‪ :‬هــو أمحد‪ ‬بــن أيب عبــد‪ ‬اهلل حممد‪ ‬بــن أيب احلســن‬ ‫صابر‪ ‬بــن حممد‪ ‬بــن صابر‪ ‬بــن منــذر(‪ .)2‬وأمــا مــا‬ ‫(‪ )1‬انظــر‪ :‬العســقالني‪ ،‬الــدرر الكامنــة ‪ .163/1‬واألدفــوي‪ ،‬الطالــع‬ ‫الســعيد‪ .‬والبــدر الســافر (مقدمــة التحقيــق ‪.)16/1‬‬ ‫(‪ )2‬عــز الديــن الحســيني‪ ،‬صلــة التكملــة ‪ .508-507/1‬وابــن‬ ‫عبدالملــك‪ ،‬الذيــل والتكملــة ‪ .251/4 ،604/1‬وابــن‬ ‫الصابونــي‪ ،‬تكملــة إكمــال اإلكمــال ‪ .86 ،85/1‬والذهبــي‪،‬‬ ‫تاريــخ اإلســام ‪ .95/49‬وتذكــرة الحفــاظ ‪ .157/4‬واليونينــي‪،‬‬ ‫ذيــل مــرآة الزمــان ‪ .247/1‬والمقريــزي‪ ،‬المقفــى الكبيــر‬ ‫‪ .636/1‬وابــن نقطــة‪ ،‬التقييــد ‪ .503 ،391/1‬وابــن ناصــر‬ ‫الديــن‪ ،‬توضيــح المشــتبه ‪ .71/3‬وابــن العديــم‪ ،‬بغيــة الطلــب‬ ‫‪.341 ،340/1‬‬ ‫وانظــر‪ :‬ابــن هشــام‪ ،‬شــرح شــذور الذهــب ‪.141/1‬‬ ‫والعســقالني‪ ،‬الــدرر الكامنــة ‪ .163 ،43/1‬والصفــدي‪ ،‬الوافــي‬ ‫بالوفيــات ‪ .48/18‬والمقــري‪ ،‬نفــح الطيــب ‪ .656-655/2‬وابن‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫جــاء يف «الــوايف بالوفيــات» ويف «نفــح الطيــب» مــن‬ ‫أن اســم ابــن صابــر هــو «حممــد»‪ ،‬وليــس «أمحــد»‪،‬‬ ‫فــإن هــذا خمالــف ملــا أمجعــت عليــه املصــادر األخــرى‪،‬‬ ‫وهــو خــاف ال يعتــد بــه ألن كال املصدريــن اختلــط‬ ‫يف ترمجــة ابــن صابــر؛ فرتجــم كل منهــا البــن صابــر يف‬ ‫موضعــن مــن كتابــه‪ :‬مــرة باســم «أمحــد» ومــرة باســم‬ ‫أيضــا يؤيــد أن مــا يف «نفــح الطيــب»‬ ‫«حممــد»(‪ .)3‬وهــذا ً‬ ‫منقــول عــن «الــوايف»(‪)4‬؛ وأهنــا يف احلقيقــة مصــدر‬ ‫واحــد‪.‬‬ ‫يضــاف إىل ذلــك أن ترمجــة ابــن صابــر يف «الــوايف»‬ ‫واردة بنصهــا يف «تاريــخ اإلســام»(‪)5‬؛ فيبــدو أن‬ ‫الصفــدي نقلهــا عــن شــيخه الذهبــي؛ حيــث إنــه‬ ‫اجتمــع بــه وقــرأ عليــه كتابــه «تاريــخ اإلســام» مــن‬ ‫«ا َمل َغ ِ‬ ‫ــازي والســرة النَّ َب ِو َّيــة إِ َل آخــر َأ َّيــام ْ‬ ‫الســن‬ ‫الــو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ادث إِ َل آخــر ســنة ســبعامئة»(‪.)6‬‬ ‫َو َجيــع ْ َ َ‬ ‫كنيتــه ولقبــه‪ :‬أمجعــت مصــادر ترمجــة ابــن صابــر عــى‬ ‫أنــه يلقــب بـ‪« ‬ضيــاء الديــن»‪ ،‬وأضــاف ابــن عبد‪ ‬امللــك‬ ‫يف كتابــه «الذيــل والتكملــة» أن هــذا اللقــب ُعــرف بــه‬ ‫ابــن صابــر بعــد أن رحــل إىل املــرق(‪.)7‬‬ ‫وكذلــك أمجعــت املصــادر عــى أنــه يكنــى بــأيب‬ ‫جعفــر‪ ،‬إال مــا جــاء يف «ذيــل مــرآة الزمــان» مــن أنــه‬ ‫يكنــى بــأيب العبــاس(‪.)8‬‬

‫تغــري بــردي‪ ،‬المنهــل الصافــي ‪ .60/1‬وابــن تغــري بــردي‪،‬‬ ‫الدليــلالشــافي‪.49/1‬والســيوطي‪،‬بغيــةالوعــاة‪.311،235/1‬‬ ‫(‪ )3‬انظــر‪ :‬الصفــدي‪ ،‬الوافــي بالوفيــات ‪ .48/18 ،163/1‬والمقري‪،‬‬ ‫نفح الطيــب ‪.656-655 ،66/2‬‬ ‫(‪ )4‬انظــر‪ :‬الطويــل‪ ،‬جامــع العلــوم الباقولــي نظــرة فــي تراثــه‬ ‫وتحقيــق لبعــض القضايــا‪ ،‬ص ‪.200‬‬ ‫(‪ )5‬انظــر‪ :‬الذهبــي‪ ،‬تاريــخ اإلســام ‪ .95/49‬والصفــدي‪ ،‬الوافــي‬ ‫بالوفيــات ‪ .115/2‬وقــد وقــع فــي مطبوعــة «الوافــي» تحريــف‬ ‫اســم جــد ابــن صابــر «منــذر» إلــى «منــدار»‪ ،‬ووقعــت عــدة‬ ‫تحريفــات أخــرى يأتــي الحديــث عنهــا فــي موضعهــا مــن هــذه‬ ‫الدراســة‪.‬‬ ‫(‪ )6‬انظر‪ :‬الصفدي‪ ،‬الوافي بالوفيات ‪.115/2‬‬ ‫(‪ )7‬المقريــزي‪ ،‬المقفــى الكبيــر ‪ .636/1‬وابــن عبــد الملــك‪ ،‬الذيــل‬ ‫والتكملــة‪ ،‬ص ‪ .604‬وانظــر‪ :‬الصفــدي‪ ،‬الوافــي بالوفيــات‬ ‫‪.115 /2‬‬ ‫(‪ )8‬عــز الديــن الحســيني‪ ،‬صلــة التكملــة ‪ .508/1‬وابــن عبــد الملك‪،‬‬ ‫الذيــل والتكملــة ‪ .604/1‬والمقريــزي‪ ،‬المقفــى الكبيــر ‪.636/1‬‬ ‫واليونينــي‪ ،‬ذيــل مــرآة الزمــان ‪ .247/1‬وانظــر‪ :‬ابن هشــام‪ ،‬شــرح‬ ‫شــذور الذهــب ‪ .141/1‬والعســقالني‪ ،‬نظــم الآللــي‪ ،‬ص ‪.137‬‬ ‫ولســان الميــزان ‪،380/3 ،435 ،407 ،372 ،73/2 ،435/1‬‬ ‫‪ .371 ،334/5‬والــدرر الكامنــة ‪ .163/1‬وابــن عقيــل‪ ،‬شــرح‬ ‫ابــن عقيــل ‪ .27/1‬والصبــان‪ ،‬حاشــية الصبــان ‪ .35/1‬والســبكي‬ ‫وابــن الســبكي‪ ،‬اإلبهــاج ‪ .217/1‬والذهبــي‪ ،‬تاريــخ اإلســام‬ ‫‪ .95/49‬وتذكــرة الحفــاظ ‪ .157/4‬والســيوطي‪ ،‬بغيــة الوعــاة‬ ‫‪ .311/1‬والمقــري‪ ،‬نفــح الطيــب ‪ .655 ،66/2‬والصفــدي‪،‬‬

‫‪23‬‬


‫ابن صابرالقائل بـ‪« ‬الخالفة» في النحو العربي علي خليفة عطوة عبد‪ ‬اللطيف‬

‫وقــد زال هــذا اإلشــكال بالرجــوع لــكالم ابــن‬ ‫الصابــوين ‪-‬الــذي صحــب ابــن صابــر ورافقــه‪-‬‬ ‫رصح بــأن ابــن صابــر يكنــى بــأيب جعفــر‬ ‫حيــث َّ‬ ‫(‪)1‬‬ ‫و«بأبــى العبــاس أيضــا» ‪.‬‬ ‫مولــده‪ :‬أمجعــت املصــادر التــي نصــت عــى مــكان مولد‬ ‫ابــن صابــر أنــه ولــد باملقــة‪ ،‬وكذلــك أمجــع مــن ذكــر‬ ‫تاريــخ مولــده أنــه ولــد ســنة (‪625‬هـــ)‪ ،‬وزاد بعضهــم‬ ‫أن مولــده كان يف شــهر املحــرم(‪ .)2‬وأضــاف املقريــزي‬ ‫أنــه ولــد يف اليــوم التاســع عــر مــن شــهر املحــرم(‪.)3‬‬ ‫نســبته‪ :‬جممــوع مــا ورد يف مصــادر الرتمجــة عــن‬ ‫ابــن صابــر‪ ،‬أنــه‪ :‬القيــي األندلــي املالقــي املغــريب‬ ‫النحــوي(‪ .)4‬لكــن بعــض املصــادر اقتــرت عــى‬ ‫بعــض هــذه النســب دون بعــض؛ فجــاء يف بعــض‬ ‫املصــادر «ابــن صابــر املالقــي»‪ ،‬ويف بعضهــا «ابــن‬ ‫صابــر القيــي»‪ ،‬ويف بعضهــا «أبــو جعفــر القيــي‬ ‫الوافــي بالوفيــات ‪ .257/6 ،163/1‬وابــن تغــري بــردي‪ ،‬المنهــل‬ ‫الصافــي ‪ .60/1‬والدليــل الشــافي ‪ .49/1‬وابــن نقطــة‪ ،‬التقييــد‬ ‫‪ .503 ،391/1‬وابــن ناصــر الديــن‪ ،‬توضيــح المشــتبه ‪.71/3‬‬ ‫وابــن العديــم‪ ،‬بغيــة الطلــب ‪.341 ،340/1‬‬ ‫(‪ )1‬ابن الصابوني‪ ،‬تكملة إكمال اإلكمال ‪.85/1‬‬ ‫وابــن الصابونــي هــو اإلمــام المحــدث الحافــظ جمــال‬ ‫الديــن أبــو حامــد محمــد ابــن الشــيخ علــم الديــن علــي‬ ‫بــن محمود‪ ‬بــن أحمد‪ ‬بــن الصابونــي المحمــودي‪ ،‬ولــد ســنة‬ ‫(‪604‬هـــ)‪ ،‬ســمع مــن القاضــي أبــي القاســم‪ ‬بن الحرســتاني‬ ‫وأبــي البركات‪ ‬بــن مالعــب وأبــي عبد‪ ‬الله‪ ‬بــن البنــاء الصوفــي‬ ‫وأبــي المحاســن‪ ‬بن الســيد‪ ،‬وأخــذ الحديــث عــن ابــن البــن‬ ‫وابــن صصــرى والموفــق عبد‪ ‬اللطيــف وابــن باقــا وعلي‪ ‬بــن‬ ‫رحــال وعلي‪ ‬بــن الجمــل وطبقتهــم وخــرج لغيــر واحــد‪ ،‬وكان‬ ‫مــن كبــار العــدول‪ .‬توفــي ســنة (‪680‬هـــ)‪ .‬الذهبــي‪ ،‬تذكــرة‬ ‫الحفــاظ ‪.171-170/4‬‬ ‫(‪ )2‬انظــر‪ :‬عــز الديــن الحســيني‪ ،‬صلــة التكملــة ‪ .508/1‬وابــن عبــد‬ ‫الملــك‪ ،‬الذيــل والتكملــة ‪ .604/1‬والذهبــي‪ ،‬تاريــخ اإلســام‬ ‫‪ .95/49‬وتذكــرة الحفــاظ ‪ .157/4‬واليونينــي‪ ،‬ذيــل مــرآة‬ ‫الزمــان ‪ .247/1‬وابــن الصابونــي‪ ،‬تكملــة إكمــال اإلكمــال‬ ‫‪ .85/1‬والمقــري‪ ،‬نفــح الطيــب ‪ .66/2‬والصفــدي‪ ،‬الوافــي‬ ‫بالوفيــات ‪.163/1‬‬ ‫(‪ )3‬المقريزي‪ ،‬المقفى الكبير ‪.637/1‬‬ ‫(‪ )4‬انظــر‪ :‬عــز الديــن الحســيني‪ ،‬صلــة التكملــة ‪ .508/1‬وابــن‬ ‫عبدالملــك‪ ،‬الذيــل والتكملــة ‪ .251/4 ،604/1‬والذهبــي‪،‬‬ ‫تاريــخ اإلســام ‪ .95/49‬وتذكــرة الحفــاظ ‪ .157/4‬وابــن‬ ‫تغــري بــردي‪ ،‬المنهــل الصافــي ‪ .60/1‬وابــن الصابونــي‪،‬‬ ‫تكملــة إكمــال اإلكمــال ‪ .85/1‬والصفــدي‪ ،‬الوافــي بالوفيــات‬ ‫‪ .48/18 ،257/6 ،163/1‬والمحبــي‪ ،‬نفحــة الريحانــة ‪.197/1‬‬ ‫والمــرادي‪ ،‬ســلك الــدرر ‪ .137/2‬والمقــري‪ ،‬نفــح الطيــب‬ ‫‪ .655 ،66/2‬واليونينــي‪ ،‬ذيــل مرآة الزمان ‪ .247/1‬والمقريزي‪،‬‬ ‫المقفــى الكبيــر ‪ .636/1‬والعســقالني‪ ،‬الــدرر الكامنــة ‪.163/1‬‬ ‫ولســان الميــزان ‪،393 ،371 ،334/5 ،380/3 ،435 ،372 /2‬‬ ‫‪ .276/6‬والســيوطي‪ ،‬بغيــة الوعــاة ‪.311/1‬‬

‫‪24‬‬

‫املغــريب»(‪ ،)5‬وهكــذا‪.‬‬ ‫و«القيــي» نســبة جلــده‪ ،‬و«املالقــي» نســبة ملالقــة‬ ‫باألندلــس وهــي بلــده التــي ولــد فيهــا‪ .‬وأمــا «املغــريب»‬ ‫فألنــه مــن جهــة الغــرب‪ ،‬ومل أقــف عــى هــذه النســبة‬ ‫إال يف «املنهــل الصــايف»(‪ .)6‬ونســبة «النحــوي»‬ ‫الشــتغاله بعلــم النحــو‪ ،‬وقــد ذكرهــا الســيوطي يف‬ ‫«بغيــة الوعــاة»(‪.)7‬‬ ‫وجــاءت نســبة أخــرى يف أحــد املواضــع يف «لســان‬ ‫امليــزان»‪ :‬وهــي «املطيقــي»(‪ .)8‬والظاهــر أن كلمــة‬ ‫«املطيقــي» حتريــف عــن كلمــة «املالقــي»‪.‬‬ ‫صفاتــه‪ :‬جممــوع مــا جــاء يف وصــف ابــن صابــر يف‬ ‫ـاعرا كات ًبــا مرتسـاً‪،‬‬ ‫مصــادر ترمجتــه يقــول إنــه كان شـ ً‬ ‫بار ًعــا يف الشــعر والكتابــة‪ ،‬رسيــع الكتابــة والقــراءة‪،‬‬ ‫خــرا فاضــ ً‬ ‫حســن اخلــط‪ ،‬إما ًمــا عا ًملــا مفتنًــا نبيــ ً‬ ‫ا‬ ‫ا ً‬ ‫دينًــا‪ ،‬ســاكن الطبــع‪ ،‬حســن األخــاق‪ ،‬مجيــل‬ ‫الصحبــة‪ ،‬تــام العنايــة بشــأن الروايــة‪ ،‬جيــد الفهــم‬ ‫لصناعــة احلديــث‪ ،‬ضاب ًطــا حلديثــه‪ ،‬يق ًظــا‪ ،‬رس ًّيــا‬ ‫شــاعرا مطبو ًعــا حمســنًا(‪.)9‬‬ ‫فاضــاً‪،‬‬ ‫ً‬ ‫عملــه‪ :‬ذكــر الصفــدي أن ابــن صابــر كان يعمــل‬ ‫كات ًبــا لألمــر أيب ســعيد فرج‪ ‬بــن الســلطان الغالــب‬ ‫باهلل‪ ‬بــن األمحــر ملــك األندلــس‪ ،‬ونقــل ذلــك ‪-‬عــن‬ ‫الصفــدي‪ -‬املقــري يف «نفــح الطيــب»(‪.)10‬‬ ‫قديــا مذهــب الظاهريــة‪،‬‬ ‫مذهبــه‪ :‬آثــر ابــن صابــر‬ ‫ً‬ ‫ومــال إليــه مــدة‪ ،‬ثــم نــزع عنــه‪ ،‬واعتمــد مذاهــب‬ ‫(‪)11‬‬ ‫ورصح الذهبــي أن ابــن‬ ‫الفقهــاء أهــل النظــر ‪َّ .‬‬ ‫صابــر «مالكــي» املذهــب(‪ ،)12‬وعــى هــذا يكــون ابــن‬ ‫صابــر قــد رجــع عــن املذهــب الظاهــري واختــار‬ ‫املذهــب املالكــي الــذي هــو مذهــب مجهــور أهــل‬ ‫(‪ )5‬انظــر‪ :‬العســقالني‪ ،‬لســان الميــزان ‪ .393/5‬والمحبــي‪ ،‬نفحــة‬ ‫الريحانــة ‪ .197/1‬والمــرادي‪ ،‬ســلك الــدرر ‪ .137/2‬وابــن‬ ‫تغــري بــردي‪ ،‬المنهــل الصافــي ‪.60/1‬‬ ‫(‪ )6‬ابن تغري بردي‪ ،‬المنهل الصافي ‪.60/1‬‬ ‫(‪ )7‬السيوطي‪ ،‬بغية الوعاة ‪.311/1‬‬ ‫(‪ )8‬العسقالني‪ ،‬لسان الميزان ‪.435/1‬‬ ‫(‪ )9‬انظــر‪ :‬عــز الديــن الحســيني‪ ،‬صلــة التكملــة ‪ .508/1‬وابــن‬ ‫عبدالملــك‪ ،‬الذيــل والتكملــة ‪ .604/1‬والذهبــي‪ ،‬تاريــخ‬ ‫اإلســام ‪ .95/49‬والصفــدي‪ ،‬الوافــي بالوفيــات ‪،163/1‬‬ ‫‪ .258/6‬وابــن تغــري بــردي‪ ،‬المنهــل الصافــي ‪ .60/1‬وابــن‬ ‫الصابونــي‪ ،‬تكملــة إكمــال اإلكمــال ‪ .85/1‬واليونينــي‪ ،‬ذيــل‬ ‫مــرآة الزمــان ‪ .247/1‬والمقــري‪ ،‬نفــح الطيــب ‪.655 ،66/2‬‬ ‫(‪ )10‬انظــر‪ :‬الصفــدي‪ ،‬الوافــي بالوفيــات ‪ .258/6‬وابــن تغــري‬ ‫بــردي‪ ،‬المنهــل الصافــي ‪ .60/1‬وانظــر‪ :‬المقــري‪ ،‬نفــح الطيــب‬ ‫‪.655 /2‬‬ ‫(‪ )11‬ابن عبد الملك‪ ،‬الذيل والتكملة ‪.604/1‬‬ ‫(‪ )12‬الذهبي‪ ،‬تذكرة الحفاظ ‪.157/4‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫املغــرب واألندلــس‪.‬‬ ‫ويبــدو أن رجــوع ابــن صابــر عــن املذهــب‬ ‫الظاهــري مل يشــتهر عنــه؛ إذ إن جــل مصــادر ترمجتــه‬ ‫التــي عرضــت لذكــر مذهبــه اكتفــت بقوهلــا إنــه عــى‬ ‫مذهــب أهــل الظاهــر(‪ .)1‬كــا أن بعــض الباحثــن‬ ‫املعارصيــن اعتمــد عــى انتســاب ابــن صابــر للمذهــب‬ ‫الظاهــري لينســب لــه اخلــروج عــن إمجــاع النحــاة‪،‬‬ ‫وليشـ ِّبهه بابــن مضــاء النحــوي األندلــي‪ ،‬وابــن حــزم‬ ‫الفقيــه املحــدث(‪.)2‬‬ ‫رحالته‪:‬‬ ‫أ‪ -‬رحلتــه للحــج وقدومــه مــر‪ :‬حــج ابــن صابــر‬ ‫وســمع باحلجــاز مــن مجاعــة(‪ .)3‬وذكــر املقــري أن ابــن‬ ‫صابــر يف رحلتــه للحــج قــدم القاهــرة وســمع هبــا(‪.)4‬‬ ‫وجــاء يف «تكملــة إكــال اإلكــال» أن ابــن صابــر ورد‬ ‫إىل مــر لطلــب احلديــث ولقــاء املشــايخ والعلــاء‪،‬‬ ‫وأنــه ســمع هبــا احلديــث عــى مجاعــة مــن أهلهــا‪ ،‬ومــن‬ ‫القادمــن إليهــا‪ ،‬وخـ َّـر َج‪ ،‬وانتخــب‪ ،‬ومجــع‪ ،‬وكتب(‪.)5‬‬ ‫وظاهــر هــذا النــص يشــر إىل أن رحلتــه هــذه إىل‬ ‫مــر رحلــة أخــرى غــر رحلتــه إىل احلــج التــي مــر‬ ‫فيهــا عــى القاهــرة‪.‬‬ ‫ونقــل ابــن حجــر العســقالين يف «الــدرر الكامنــة»‬ ‫َــال) أن ابــن صابــر قــدم ديــار مــر بعــد‬ ‫عــن (ا ْلك َ‬ ‫الســبعامئة َوحكــى َســ َبب قدومــه َو َأنــه ســمع َهبــا‬ ‫حل ِديــث(‪ .)6‬ويبــدو أن كلمــة (الســبعامئة) حتريــف عــن‬ ‫ا َ‬ ‫كلمــة (الســتامئة) إذ إن ابــن صابــر تــويف ‪-‬كــا ســيأيت‪-‬‬ ‫ســنة (‪662‬هـــ)‪.‬‬ ‫ورغــم أن ابــن حجــر يف كتابــه «لســان امليــزان»‬ ‫نقــل عــن ابــن صابــر مــرات عديــدة(‪ ،)7‬إال أنــه ‪-‬رمحــه‬ ‫اهلل‪ -‬مل يعلــق هنــا عــى مــا نقلــه عــن (ا ْل َكـ َـال)‪.‬‬ ‫وكلمــة (الســبعامئة) هــذه كانــت ســببا لذكــر ترمجــة‬ ‫ابــن صابــر يف «الــدرر الكامنــة» الــذي خصصــه مؤلفــه‬ ‫ابــن حجــر ‪-‬عــى حــد قولــه يف مقدمتــه‪ -‬جلمــع تراجم‬ ‫(‪ )1‬الصفــدي‪ ،‬الوافــي بالوفيــات ‪ .258/6‬والمقــري‪ ،‬نفــح الطيــب‬ ‫‪ .655/2‬وابــن تغــري بــردي‪ ،‬المنهــل الصافــي ‪.60/1‬‬ ‫(‪ )2‬عويش‪ ،‬أسماء األفعال في اللغة والنحو‪ ،‬ص ‪.62‬‬ ‫(‪ )3‬عــز الديــن الحســيني‪ ،‬صلــة التكملــة ‪ .508/1‬وانظــر‪ :‬الذهبــي‪،‬‬ ‫تاريــخ اإلســام ‪.95/49‬‬ ‫(‪ )4‬انظر‪ :‬المقري‪ ،‬نفح الطيب ‪.66/2‬‬ ‫(‪ )5‬انظــر‪ :‬ابــن الصابونــي‪ ،‬تكملــة إكمــال اإلكمــال ‪ .85/1‬وانظــر‪:‬‬ ‫الصفــدي‪ ،‬الوافــي بالوفيــات ‪.258/6‬‬ ‫(‪ )6‬انظر‪ :‬العسقالني‪ ،‬الدرر الكامنة ‪.163/1‬‬ ‫(‪ )7‬انظــر‪ :‬العســقالني‪ ،‬لســان الميــزان ‪،435 ،226 ،251 ،212/1‬‬ ‫‪،334/5 ،263/4 ،380 ،353/3 ،435 ،407 ،372 ،73/2 ،460‬‬ ‫‪.276/6 ،404 ،393 ،371‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫مــن كان يف املائــة الثامنــة مــن اهلجــرة النبويــة ابتــداء‬ ‫مــن ســنة إحــدى وســبعامئة إىل آخــر ســنة ثامنامئــة(‪.)8‬‬ ‫أيضــا ســب ًبا يف توهــم بعــض املحدثــن أن‬ ‫وكان هــذا ً‬ ‫(‪)9‬‬ ‫ابــن صابــر مــن علــاء القــرن الثامــن اهلجــري ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬رحلتــه للشــام‪ :‬خــرج ابــن صابــر مــن مــر‬ ‫ورحــل إىل دمشــق فســمع هبــا احلديــث مــن خلــق مــن‬ ‫مشــاخيها‪ ،‬ومــن مجاعــة مــن شــيوخ ابــن الصابــوين(‪.)10‬‬ ‫ويذكــر ابــن الصابــوين أنــه توجــه إىل دمشــق ألمــر‬ ‫عــارض فاجتمــع بابــن صابــر‪ ،‬ووجــده متوعــكا‪.‬‬ ‫قــال‪« :‬بيــد أنــه مل ينقطــع عــن احلركــة‪ ،‬يــردد إيل‬ ‫ويقــرأ عــي مــدة مقامــي هبــا‪ ،‬فلــا عزمــت عــى العــودة‬ ‫إىل الديــار املرصيــة ســألني أن يســافر صحبتــي‪ ،‬وأن‬ ‫يكــون مــن مجلــة رفقتــي‪ ،‬فأجبتــه إىل املطلــوب‪،‬‬ ‫وعادلتــه يف الركــوب‪ ،‬وقــرأ عــي يف املنــازل والبــاد‪،‬‬ ‫كعــادة الطلبــة أربــاب اإلســناد‪ ،‬وكتبــت عنــه أيضــا‬ ‫مــن نظمــه مــا تيــر كتابتــه وعمــت فائدتــه»(‪.)11‬‬ ‫طلبه للعلم‪:‬‬ ‫ذكــرت مصــادر ترمجــة ابــن صابــر أنــه ُحبــب إليــه‬ ‫طلــب العلــم منــذ الصغــر‪ ،‬وأنــه كان شــديد العنايــة‬ ‫حريصــا عــى التحصيــل‪ ،‬صابـ ًـرا عــى ُك َلــف‬ ‫بالطلــب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫االســتفادة‪ ،‬عــايل اهلمــة‪ ،‬كثــر الفوائــد‪ ،‬جيــد املشــاركة‬ ‫يف علــوم عــدة‪ ،‬ســمع الكثــر مــن مجاعــة كبــرة ببــاد‬ ‫املغــرب واحلجــاز‪ ،‬وطلــب العلم يف مرص ويف دمشــق‪،‬‬ ‫وأخــذ بِ َأ َخـ َـر ٍة عــن مجاعــة واســتجاز آخريــن‪ ،‬وحــدَّ ث‬ ‫ممــا حصلــه بيســر‪ ،‬وكتــب بخطــه الكثــر‪ ،‬حتــى‬ ‫أطلقــوا عليــه‪ :‬املحــدِّ ث الرحــال احلافــظ املتقــن(‪.)12‬‬ ‫شيوخه‪:‬‬ ‫أ – مــن النحــاة‪ُ :‬حيــد النحــوي‪ :‬أمحد‪ ‬بــن عبد‪ ‬اهلل‪ ‬بــن‬ ‫حســن‪ ‬بن أمحد‪ ‬بــن حييى‪ ‬بــن عبــد‪ ‬اهلل األنصــاري‬ ‫املالقــي القرطبــي‪ ،‬أبــو بكــر املعــروف بـ‪« ‬محيــد»‪.‬‬ ‫خمتصــا بــه يف النحــو واألدب‪،‬‬ ‫الزمــه ابــن صابــر مــدة‪ًّ ،‬‬ ‫(‪ )8‬العسقالني‪ ،‬الدرر الكامنة ‪.2/1‬‬ ‫(‪ )9‬عويش‪ ،‬أسماء األفعال في اللغة والنحو‪ ،‬ص ‪.62‬‬ ‫(‪ )10‬انظــر‪ :‬عــز الديــن الحســيني‪ ،‬صلــة التكملــة ‪ .508/1‬والذهبي‪،‬‬ ‫تاريــخ اإلســام ‪ .95/49‬والمقــري‪ ،‬نفــح الطيــب ‪.66/2‬‬ ‫والصفــدي‪ ،‬الوافــي بالوفيــات ‪ .163/1‬وابــن الصابونــي‪،‬‬ ‫تكملــة إكمــال اإلكمــال ‪.86/1‬‬ ‫(‪ )11‬ابن الصابوني‪ ،‬تكملة إكمال اإلكمال ‪.86/1‬‬ ‫(‪ )12‬انظــر‪ :‬عــز الديــن الحســيني‪ ،‬صلــة التكملــة ‪ .508/1‬وابــن‬ ‫عبــد الملــك‪ ،‬الذيــل والتكملــة ‪ .604/1‬والذهبــي‪ ،‬تاريــخ‬ ‫اإلســام ‪ .95/49‬وتذكــرة الحفــاظ ‪ .157/4‬والصفــدي‪،‬‬ ‫الوافــي بالوفيــات ‪ .258/6 ،163/1‬وابــن الصابونــي‪ ،‬تكملــة‬ ‫إكمــال اإلكمــال ‪ .86-85/1‬والمقــري‪ ،‬نفــح الطيــب ‪.66/2‬‬ ‫والعســقالني‪ ،‬لســان الميــزان ‪.372/2‬‬

‫‪25‬‬


‫ابن صابرالقائل بـ‪« ‬الخالفة» في النحو العربي علي خليفة عطوة عبد‪ ‬اللطيف‬

‫ـرا(‪.)1‬‬ ‫وتــأدب بــه‪ ،‬وانتفــع بــه كثـ ً‬ ‫(‪)2‬‬ ‫وأبــو حممد‪ ‬بــن عطيــة تلميــذ الســهييل ‪.‬‬ ‫وصالح‪ ‬بــن إبراهيم‪ ‬بــن أمحــد الفارقــي(‪ .)3‬وأبــو‬ ‫عبــد‪ ‬اهلل حممد‪ ‬بــن أمحد‪ ‬بــن عمر‪ ‬بــن أمحــد احلنفــي(‪.)4‬‬ ‫ب – مــن غريهــم‪ :‬أبــوه‪ :‬أبــو عبــد‪ ‬اهلل حممد‪ ‬بــن أيب‬ ‫احلســن صابر‪ ‬بــن حممد‪ ‬بــن صابــر القيــي املالقــي‪.‬‬ ‫وابــن الصابــوين ومجاعــة مــن شــيوخه‪ .‬وابــن رساقــة‬ ‫األنصــاري الشــاطبي‪ .‬وأبــو عبــد‪ ‬اهلل (أبــو القاســم)‬ ‫الرشيــف عــز الديــن احلســيني صاحــب «الصلــة»(‪.)5‬‬ ‫(‪ )1‬ابــن عبــد الملــك‪ ،‬الذيــل والتكملــة ‪ .604/1‬وانظــر‪ :‬عــز الديــن‬ ‫الحســيني‪ ،‬صلــة التكملــة ‪.508/1‬‬ ‫ـاعرا‬ ‫وقــد كان حميــد نحو ًّيــا ماهـ ًـرا مقر ًئــا ً‬ ‫فقيهــا حاف ًظــا أدي ًبــا شـ ً‬ ‫كات ًبــا بارعًــا‪ ،‬ولــد بمالقــة ســنة ‪607‬هـــ‪ ،‬روى عــن الشــلوبين‬ ‫وابــن عطيــة وغيرهمــا‪ ،‬وأجــاز لــه ابــن الصــاح‪ ،‬وجمــع‪،‬‬ ‫وروى عنــه ابــن الزبيــر وابــن صابــر‪ ،‬وأقــرأ القــرآن والفقــه‬ ‫والعربيــة‪ ،‬وأســمع الحديــث‪ ،‬رحــل للحــج ســنة ‪649‬هـــ‪ ،‬فلمــا‬ ‫دخــل مصــر عظــم صيتــه بهــا‪ ،‬وعــرف فضلــه عنــد أهلهــا‪،‬‬ ‫ومــات قبــل أن يحــج ســنة ‪652‬هـــ‪ .‬الســيوطي‪ ،‬بغيــة الوعــاة‬ ‫‪.237 -236 /1‬‬ ‫(‪ )2‬ابــن عبــد الملــك‪ ،‬الذيــل والتكملــة ‪ .604/1‬وانظــر‪ :‬عــز الديــن‬ ‫الحســيني‪ ،‬صلــة التكملــة ‪.508/1‬‬ ‫وابــن عطيــة هــو أبــو محمــد عبد‪ ‬الله‪ ‬بــن أحمد‪ ‬بــن محمد‪ ‬بــن‬ ‫عطيــة المالقــي‪ ،‬كان بار ًعــا فــي العربيــة‪ ،‬حاف ًظــا للغــة‪ ،‬راويــة‬ ‫عــدالً‪ ،‬ضاب ًطــا متقنًــا‪ ،‬روى عــن أبــي محمــد القرطبــي وأكثــر‬ ‫عنــه‪ ،‬وعــن الســهيلي‪ ،‬وحــج‪ ،‬وأجــاز لــه مــن المشــرق الحســن‬ ‫الجواليقــي وأبــو الحســن‪ ‬بن البنــاء وخلــق‪ ،‬وروى عنــه‬ ‫باإلجــازة ابــن الزبــري وابــن أبــي األحــوص وغيرهمــا‪ .‬ولــد‬ ‫ســنة ‪573‬هـــ‪ ،‬ومــات ســنة ‪648‬هـــ‪ .‬الســيوطي‪ ،‬بغيــة الوعــاة‬ ‫‪.479 -478 /1‬‬ ‫(‪ )3‬ابن عبد الملك‪ ،‬الذيل والتكملة ‪.604/1‬‬ ‫ولــد الفارقــي هــذا ســنة ‪615‬هـــ‪ ،‬وقــرأ القــراءات‪ ،‬وأتقــن العربية‬ ‫وســمع مــن ابــن الصــاح‪ ،‬وتصــدر لإلقــراء وتعليــم النحــو‪.‬‬ ‫مــات بالقاهــرة ســنة ‪665‬هـــ‪ .‬انظــر ترجمتــه فــي‪ :‬الســيوطي‪،‬‬ ‫بغيــة الوعــاة ‪.461/1‬‬ ‫(‪ )4‬ابن عبد الملك‪ ،‬الذيل والتكملة ‪.604/1‬‬ ‫وهــو محمد‪ ‬بــن أحمد‪ ‬بــن عمر‪ ‬بــن أحمد‪ ‬بــن أبــي شــاكر‪ ‬بن‬ ‫عبد‪ ‬اللــه‪ ،‬مجــد الديــن‪ ،‬أبــو عبد‪ ‬الله‪ ‬بــن الظهيــر‪ ،‬المراكشــي‬ ‫فقيهــا فاضـ ً‬ ‫ا‬ ‫المحتــد‪ ،‬اإلريلــي المولــد‪ ،‬الحنفــي األديــب‪ .‬كان ً‬ ‫شــاعرا‪ ،‬لــه النظــم والمعرفــة بالنحــو واللغــة‪ .‬درس‬ ‫أدي ًبــا‬ ‫ً‬ ‫بدمشــق‪ ،‬وقــدم مصــر‪ ،‬وحــدث بهــا عــن أبــي الحســن علي‪ ‬بــن‬ ‫محمــد الســخاوي‪ ،‬وغيــره‪ ،‬وروى عنــه الحافــظ الدمياطــي‪.‬‬ ‫ولــد ســنة ‪602‬هـــ‪ ،‬ومــات بدمشــق ســنة ‪676‬هـــ‪ .‬الســيوطي‪ ،‬بغية‬ ‫الوعــاة ‪.22-21/1‬‬ ‫(‪ )5‬انظــر علــى الترتيــب‪ :‬ابــن عبــد الملــك‪ ،‬الذيــل والتكملــة‬ ‫‪ .604/1‬وابــن الصابونــي‪ ،‬تكملــة إكمــال اإلكمــال ‪.86/1‬‬ ‫وابــن نقطــة‪ ،‬التقييــد ‪ .329/1‬وعــز الديــن الحســيني‪ ،‬صلــة‬ ‫ٍ‬ ‫طاهــر‬ ‫التكملــة ‪ .508/1‬وعــزون‪ ،‬مــن حديــث الحافــظ َأبِــي‬ ‫ـض األ ْب ِ‬ ‫السـ َل ِف ِّي عــن بعـ ِ‬ ‫هرييــن‪ ،‬ص ‪ .7‬وانظــر ترجمــة أبيــه فــي‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫ابــن عبــد الملــك‪ ،‬الذيــل والتكملــة ‪ .251/4‬وانظــر ترجمــة ابــن‬ ‫ــرا َقة فــي‪ :‬ابــن كثيــر‪ ،‬البدايــة والنهايــة ‪.243/13‬‬ ‫ُس َ‬

‫‪26‬‬

‫ومــن شــيوخه باألندلــس(‪ :)6‬أبــو إســحاق‪ ‬بن األديــب‪،‬‬ ‫الشــاري‪ ،‬وأبــو زيد‪ ‬بــن‬ ‫وأبــو احلســن‪ ‬بن حممــد‬ ‫ّ‬ ‫القــاريش‪ ،‬وأبــو حممد‪ ‬بــن حممــد الباهــي‪ ،‬وأبــو حممــد‬ ‫أيضــا(‪ :)7‬أبــو الوليــد‬ ‫عبد‪ ‬العظيم‪ ‬بــن الشــيخ‪ .‬ومنهــم ً‬ ‫إســاعيل‪ ‬بن حييى‪ ‬بــن أيب الوليــد األزدي الغرناطــي‪.‬‬ ‫ ومــن شــيوخه بالقاهــرة(‪ :)8‬أبــو الــركات هبــة‬‫اهلل‪ ‬بــن عبد‪ ‬اهلل‪ ‬بــن هبــة اهلل‪ ‬بــن أوس األزدي‪ ،‬وأبــو‬ ‫القاســم عمر‪ ‬بــن أمحد‪ ‬بــن هبــة اهلل‪ ‬بــن أيب جــرادة‬ ‫احللبــي ‪-‬املعــروف بابــن العديــم(‪ -)9‬وأبــو املعايل‪ ‬بــن‬ ‫أيب حممد‪ ‬بــن عبد‪ ‬اهلل‪ ‬بــن عيل‪ ‬بــن املــازري‪.‬‬ ‫(‪)10‬‬ ‫أيضا أصحاب حييى الثقفي ‪.‬‬ ‫ ومن شيوخه ً‬‫أقرانه‪:‬‬ ‫(‪)11‬‬ ‫أ – من النحاة‪ :‬أبو جعفر‪ ‬بن الزبري ‪.‬‬ ‫ب – مــن غريهــم‪ :‬الرشيــف عــز الدين احلســيني‪ .‬وابن‬ ‫الصابــوين‪ .‬وابــن العديــم‪ .‬وزيــن الديــن أبــو بكر‪ ‬بن أيب‬ ‫حفــص عمر‪ ‬بــن عبد‪ ‬اهلل‪ ‬بــن صالــح الســبكي املالكــي‪.‬‬ ‫وأبــو الفتــح حممد‪ ‬بــن زيــن الديــن أيب بكر‪ ‬بــن أيب‬ ‫حفــص عمر‪ ‬بــن عبد‪ ‬اهلل‪ ‬بــن صالــح الســبكي املالكــي‪.‬‬ ‫ورشف الديــن أبــو إســحاق إبراهيم‪ ‬بــن أمحد‪ ‬بــن عــي‬ ‫األســواين‪ .‬وعبد‪ ‬القادر‪ ‬بــن حممد‪ ‬بــن أيب احلســن‪ ‬بن‬ ‫عــي الصعبــي‪ .‬وأبــو القاســم النفــري‪ .‬وأبــو الفضائــل‬ ‫(‪ )6‬ابــن عبــد الملــك‪ ،‬الذيــل والتكملــة ‪ .604/1‬وانظــر‪ :‬عــز الديــن‬ ‫الحســيني‪ ،‬صلــة التكملــة ‪.508/1‬‬ ‫(‪ )7‬عــز الديــن الحســيني‪ ،‬صلــة التكملــة ‪ ،508/1‬مــن خــط الحافــظ‬ ‫ابــن أيبــك الدمياطــي فــي حاشــية النســخة‪ ،‬نق ـ ً‬ ‫ا عــن محقــق‬ ‫الكتــاب‪.‬‬ ‫(‪ )8‬ابن عبد الملك‪ ،‬الذيل والتكملة ‪.604/1‬‬ ‫(‪ )9‬المــؤرخ المحــدث صاحــب «بغيــة الطلــب فــي تاريــخ حلــب»‪.‬‬ ‫توفــي بالقاهــرة ســنة ‪660‬هـــ‪ .‬انظــر ترجمتــه فــي‪ :‬الزركلــي‪،‬‬ ‫األعــام ‪.41-40/5‬‬ ‫(‪ )10‬ذكــر ذلــك الذهبــي فــي «تاريــخ اإلســام» (‪ ،)95/49‬ونقلــه‬ ‫عنــه تلميــذه الصفــدي فــي «الوافــي بالوفيــات» (‪.)163/1‬‬ ‫وانظــر ترجمــة يحيــى الثقفــي فــي‪ :‬الذهبــي‪ ،‬ســير أعــام النبــاء‬ ‫‪.135 /21‬‬ ‫(‪ )11‬انظــر‪ :‬أبــو حيــان األندلســي‪ ،‬التذييــل والتكميــل فــي شــرح‬ ‫كتــاب التســهيل ‪ .23-22/1‬والســبكي وابــن الســبكي‪ ،‬اإلبهــاج‬ ‫‪ .217/1‬والصفــدي‪ ،‬الوافــي بالوفيــات ‪ .258/6‬والمقــري‪،‬‬ ‫نفــح الطيــب ‪.655/2‬‬ ‫وأبــو جعفر‪ ‬بــن الزبيــر هــو أحمد‪ ‬بــن إبراهيم‪ ‬بــن الزبير‪ ‬بــن‬ ‫العاصمــي‪ ،‬آخــر المؤرخيــن والنحــاة والمحدثيــن فــي‬ ‫األندلــس‪ ،‬شــيخ أبــي حيــان‪ ،‬خــرج مــن مالقــة ومــن طلبتــه‬ ‫أربعــة يقــرؤون كتــاب ســيبويه‪ ،‬لــه مصنفــات فــي أصــول الفقــه‬ ‫والنحــو والتاريــخ وذيــل علــى الصلــة البــن بشــكوال‪ ،‬توفــي‬ ‫ســنة ‪708‬هـــ‪ .‬الفيروزأبــادي‪ ،‬البلغــة فــي تراجــم أئمــة النحــو‬ ‫واللغــة‪ ،‬ص ‪ .4‬والســيوطي‪ ،‬بغيــة الوعــاة ‪.222/1‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫اجلريــري(‪.)1‬‬ ‫تالميذه ومن روى عنه‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫أ – مــن النحــاة‪ :‬أبــو جعفر‪ ‬بــن الزبــر ‪ .‬وأبــو‬ ‫إســحاق إبراهيــم النحــوي املالقــي(‪.)3‬‬ ‫ب – مـن غريهـم‪ :‬أبـو عبـد‪ ‬اهلل (أبـو القاسـم) الرشيف‬ ‫عـز الديـن احلسـيني صاحـب الصلـة‪ .‬وابـن الصابوين‪.‬‬ ‫و َأبـو عمـرو عثامن‪ ‬بـن َأيب بكر‪ ‬بـن حييى‪ ‬بـن ا ُملرابِ ِ‬ ‫ـط(‪.)4‬‬ ‫َ‬ ‫حمنتــه‪ :‬ابتــي ابــن صابــر يف دينــه بمحنــة كانــت ســب ًبا يف‬ ‫خروجــه مــن األندلــس‪ ،‬وذلــك أنــه كان يرفــع يديــه يف‬ ‫الصــاة عــى مــا صــح يف احلديــث عنــده‪ ،‬فبلــغ ذلــك‬ ‫الســلطان أبــا عبــد‪ ‬اهلل فتوعــده بقطــع يديــه فضــج‬ ‫مــن ذلــك وقــال‪ :‬إن إقليـ ًـا متــات فيــه ســنة مــن ســنن‬ ‫رســول اهلل صــى اهلل عليــه وســلم حتــى يتوعــد بقطــع‬ ‫اليــد مــن يقيمهــا جلديــر أن يرحــل منــه فخــرج وقــدم‬ ‫ديار مــر(‪.)5‬‬ ‫مرضــه ووفاتــه‪ :‬أصابــت ابــن صابــر وعكــة وهــو يف‬ ‫دمشــق‪ ،‬ورجــع مــن دمشــق إىل القاهــرة وهــو ضعيــف‬ ‫اجلســم‪ ،‬وزاد مــا بــه مــن األمل ومل يقــم هبــا إال أيا ًمــا‬ ‫يســرة حتــى تــويف شــا ًّبا ‪ -‬رمحــه اهلل ‪ -‬يــوم اخلميــس‪،‬‬ ‫الثامــن مــن شــعبان‪ ،‬ســنة ‪662‬هـــ‪ ،‬عــن ســبع وثالثــن‬ ‫ســنة‪ ،‬ودفــن يــوم موتــه بســفح املقطــم بالقاهــرة ‪-‬مــع‬ ‫شــيخه وبلديــه أيب بكــر محيــد القرطبــي النحــوي‪-‬‬ ‫ـرا‪ ،‬وحرض‬ ‫وحــر جنازتــه عــامل كثــر وأثنــوا عليــه خـ ً‬ ‫الصــاة عليــه ودفنــه صاحبــه ورفيقــه الرشيــف عــز‬

‫(‪ )1‬انظــر علــى الترتيــب‪ :‬عــز الديــن الحســيني‪ ،‬صلــة التكملــة‬ ‫‪ .508/1‬وابــن الصابونــي‪ ،‬تكملــة إكمــال اإلكمــال ‪.86/1‬‬ ‫وابــن العديــم‪ ،‬بغيــة الطلــب ‪ .1035-1034/3‬وابــن نقطــة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫طاهــر‬ ‫التقييــد ‪ .503/1‬وعــزون‪ ،‬مــن حديــث الحافــظ َأبِــي‬ ‫بعــض األ ْب ِ‬ ‫ِ‬ ‫هرييــن‪ ،‬ص ‪.7‬‬ ‫الســ َل ِف ِّي عــن‬ ‫ِّ‬ ‫ وعبد القادر الصعبي هذا هو راوي كتاب التقييد‪.‬‬ ‫(‪ )2‬انظــر‪ :‬أبــو حيــان األندلســي‪ ،‬التذييــل والتكميــل ‪.23-22/1‬‬ ‫والســبكي وابــن الســبكي‪ ،‬اإلبهــاج ‪ .217/1‬والصفــدي‪،‬‬ ‫الوافــي بالوفيــات ‪ .258/6‬والمقــري‪ ،‬نفــح الطيــب ‪.655/2‬‬ ‫والســيوطي‪ ،‬بغيــة الوعــاة ‪.311/1‬‬ ‫(‪ )3‬الصفــدي‪ ،‬الوافــي بالوفيــات ‪ .258/6‬وابــن تغــري بــردي‪،‬‬ ‫المنهــل الصافــي ‪.60/1‬‬ ‫(‪ )4‬انظــر علــى الترتيــب‪ :‬عــز الديــن الحســيني‪ ،‬صلــة التكملــة‬ ‫‪ .508/1‬وابــن الصابونــي‪ ،‬تكملــة إكمــال اإلكمــال ‪.86/1‬‬ ‫والعســقالني‪ ،‬نظــم الآللــي‪ ،‬ص ‪ .137‬وقــال الذهبــي فــي‬ ‫«تاريــخ اإلســام» (‪« :)95/49‬كتــب عنــه الشــريف عــز الديــن‪،‬‬ ‫وآحــاد الطلبــة»‪ .‬ونقــل الصفــدي النــص نفســه فــي «الوافــي‬ ‫بالوفيــات» (‪ ،)163/1‬وفيــه «وأفــاد الطلبــة» وهــو تحريــف‪.‬‬ ‫(‪ )5‬الصفــدي‪ ،‬الوافــي بالوفيــات ‪ .258-257/6‬والمقــري‪ ،‬نفــح‬ ‫الطيــب ‪ .656-655/2‬وفــي المنهــل الصافــي (‪ )60/1‬أن ذلــك‬ ‫كان بعــد «الســبعمائة» وهــو تحريــف ظاهــر؛ فابــن صابــر توفــي‬ ‫ســنة ‪662‬هـ‪.‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫الديــن احلســيني صاحــب «صلــة التكملــة»(‪.)6‬‬ ‫وشــذ ابــن عبد‪ ‬امللــك فذكــر أنــه تــويف يف حــدود‬ ‫ســنة (‪666‬هـــ) وقــد قــارب اخلمســن‪ ،‬فأخطــأ يف ســنة‬ ‫وفاتــه‪ ،‬وأخطــأ يف تقديــر عمــره‪.‬‬ ‫قــال أبــو جعفر‪ ‬بــن الزبــر‪« :‬كان ‪-‬ابــن صابــر‪-‬‬ ‫يقــول يل أبــدً ا‪ :‬يــا أخــي‪ ،‬مــا أراين أبلــغ مــن العمــر‬ ‫مخســن ســنة بوجــه‪ .‬فقــى اهلل أن كان كذلــك»(‪.)7‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬آراؤه النحوية‪ ،‬ومؤلفاته‪ ،‬وشعره‬ ‫آراؤه النحوية‪:‬‬ ‫‪ -1‬قوله بـ‪« ‬اخلالفة»‪:‬‬ ‫ـرا‬ ‫ابتكــر املتقدمــون مــن علــاء النحــو العــريب كثـ ً‬ ‫مــن املصطلحــات النحويــة التــي ســاعدت عــى‬ ‫إرســاء دعائــم علــم النحــو العــريب‪ ،‬يف خطــوة إبداعيــة‬ ‫حقيقيــة‪ ،‬كان مــن آثارهــا تقســيم الــكالم إىل أقســام‬ ‫ثالثــة‪ :‬اســم وفعــل وحــرف‪.‬‬ ‫ووضــع مجهــور النحــاة لــكل قســم عالمــات‬ ‫ختتــص بــه وتــدل عليــه –عــى خــاف بينهــم يف‬ ‫حتديــد هــذه العالمــات– وتبقــى عندهــم جمموعــة‬ ‫مــن الكلــات مل يتفقــوا عــى تصنيفهــا؛ ألهنــا ال تنطبــق‬ ‫عليهــا عالمــات أي قســم مــن األقســام الثالثــة‪،‬‬ ‫فاشــتهرت هــذه الكلــات قديـ ًـا بـــ «أســاء األفعــال»؛‬ ‫ألهنــا حتمــل معــاين األفعــال مــن ناحيــة‪ ،‬وتشــبه‬ ‫األســاء مــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬فكأهنــا أســاء مــن حيــث‬ ‫اللفــظ‪ ،‬أفعــال مــن حيــث املعنــى‪ .‬ومــن أمثلــة جمموعة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫دراك‪ ،‬رويــدً ا‪،‬‬ ‫حــي‪،‬‬ ‫آمــن‪،‬‬ ‫الكلــات هــذه‪:‬‬ ‫َ‬ ‫حــذار‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫هيهــات‪..‬‬ ‫نــزال‪،‬‬ ‫شــتان‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وقــد اختلــف النحــاة األوائــل يف وضــع تعريــف‬ ‫حيــد «أســاء األفعــال» فقــال ســيبويه أن هــذا «بــاب‬ ‫مــن الفعــل ســمي الفعــل فيــه بأســاء مل تؤخــذ مــن‬ ‫أمثلــة الفعــل احلــادث‪ ،‬وموضعهــا مــن الــكالم األمــر‬ ‫والنهــي‪ ،‬ومنهــا مــا يتعــدّ ى املأمــور إىل مأمــور بــه‪،‬‬ ‫ـي‬ ‫ومنهــا مــا ال يتعــدّ ى املأمــور‪ ،‬ومنهــا مــا يتعــدّ ى املنهـ ّ‬ ‫ـي‪ ،‬أ ّمــا مــا‬ ‫ـي عنــه‪ ،‬ومنهــا مــا ال يتعــدى املنهـ ّ‬ ‫إىل منهـ ّ‬ ‫(‪)8‬‬ ‫تعــدّ ى فقولــك‪ :‬رويــد زيــدا‪ . »..‬وقــال املــرد يف‬

‫(‪ )6‬عــز الديــن الحســيني‪ ،‬صلــة التكملــة ‪ .508/1‬وابــن‬ ‫عبــد الملــك‪ ،‬الذيــل والتكملــة ‪ .606/1‬والمقريــزي‪ ،‬المقفــى‬ ‫الكبيــر ‪ .637/1‬وابــن الصابونــي‪ ،‬تكملــة إكمــال اإلكمــال‬ ‫‪ .86/1‬والذهبــي‪ ،‬تاريــخ اإلســام ‪ .95/49‬وتذكــرة الحفــاظ‬ ‫‪ .157/4‬واليونينــي‪ ،‬ذيــل مــرآة الزمــان ‪ .247/1‬والمقــري‪،‬‬ ‫نفــح الطيــب ‪ .66/2‬والصفــدي‪ ،‬الوافــي بالوفيــات ‪.48/18‬‬ ‫(‪ )7‬ابن عبد الملك‪ ،‬الذيل والتكملة ‪.606/1‬‬ ‫(‪ )8‬سيبويه‪ ،‬الكتاب ‪.248/1‬‬

‫‪27‬‬


‫ابن صابرالقائل بـ‪« ‬الخالفة» في النحو العربي علي خليفة عطوة عبد‪ ‬اللطيف‬

‫ِ‬ ‫ـس‬ ‫حتديدهــا‪َ :‬‬ ‫«هـ َـذا َبــاب َمــا جــرى ُمْــرى ا ْلف ْعــل َو َل ْيـ َ‬ ‫(‪)1‬‬ ‫بِفعــل َوال مصــدر» ‪.‬‬ ‫وخلــص األشــموين خــاف النحــاة يف تصنيــف‬ ‫هــذه الكلــات فقــال‪« :‬كــون هــذه األلفــاظ أســاء‬ ‫حقيقــة هــو الصحيــح الــذي عليــه مجهــور البرصيــن‪،‬‬ ‫وقــال بعــض البرصيــن‪ :‬إهنــا أفعــال اســتعملت‬ ‫اســتعامل األســاء‪ ،‬وذهــب الكوفيــون إىل أهنــا أفعــال‬ ‫حقيقيــة‪ ،‬وعــى الصحيــح فاألرجــح أن مدلوهلــا لفــظ‬ ‫الفعــل ال احلــدث والزمــان بــل تــدل عــى مــا يــدل‬ ‫عــى احلــدث والزمــان كــا أفهمــه كالمــه‪ ،‬وقيــل‪ :‬إهنــا‬ ‫تــدل عــى احلــدث والزمــان كالفعــل لكــن بالوضــع ال‬ ‫بأصــل الصيغــة‪ ،‬وقيــل‪ :‬مدلوهلــا املصــادر‪ ،‬وقيــل‪ :‬مــا‬ ‫ســبق اســتعامله يف ظــرف أو مصــدر بــاق عــى اســميته‬ ‫كـ‪« ‬رويــد زيــدً ا» و«دونــك زيــدً ا»‪ ،‬ومــا عــداه فعــل‬ ‫ِ‬ ‫كنــزال وصــ ْه»(‪.)2‬‬ ‫وقــد تــردد بعــض املتقدمــن مــن النحــاة يف تصنيــف‬ ‫بعــض الكلــات قبــل ظهــور مصطلــح «اخلالفــة» فهــذا‬ ‫ابــن جنــي ينقــل عــن شــيخه أيب عــي الفــاريس قولــه‬ ‫اســا للفعــل؛‬ ‫يف «هيهــات»‪« :‬أنــا أفتــي مــرة بكوهنــا ً‬ ‫كـ‪« ‬صــه»‪ ،‬و«مــه»‪ ،‬وأفتــي مــرة بكوهنــا ظر ًفــا‪ ،‬عــى‬ ‫قــدر مــا حيــرين يف احلــال»(‪.)3‬‬ ‫قائــا حــول هــذه الكلــات‬ ‫وظــل هــذا اإلشــكال ً‬ ‫التــي أطلقــوا عليهــا «أســاء األفعــال»‪ ،‬وكثــر اجلــدال‬ ‫هــو هــذا املصطلــح الــذي جيمــع بــن القســمني‬ ‫الكبرييــن‪ :‬االســم والفعــل‪ .‬فكيــف تكــون الكلمــة‬ ‫اسـ ًـا وفعـ ً‬ ‫ا يف آن واحــد؟ وكيــف يمكــن ملصطلــح أن‬ ‫جيمــع بــن قســمني متباعديــن مــن أقســام الــكالم؟ ومل َ‬ ‫مل ْ ُيطلــق النحــاة عــى هــذه الكلــات مصطلــح «حروف‬ ‫األفعــال» مثــاً؟‬ ‫هــذه اإلشــكاالت مجيعهــا يمكــن اإلجابــة عنهــا‬ ‫باعتــاد مصطلــح ْ‬ ‫«الَالِ َف ـ َة» الــذي أطلقــه ابــن صابــر‪،‬‬ ‫خاصــا‪ ،‬ليــس فع ـ ً‬ ‫ا‬ ‫ليكــون هــذا القســم عنــده نو ًعــا ًّ‬ ‫ألنــه يقبــل بعــض عالمــات األســاء‪ -‬وليــس اسـ ًـا؛‬‫ألن زمــن الفعــل مالحــظ فيــه(‪.)4‬‬ ‫وقــد كان هــذا القــول مــن ابــن صابــر نقلــة نوعية يف‬ ‫اجتــاه دفــع اإلشــكال الواقــع حــول املفهــوم واملصطلــح‬ ‫(‪ )1‬املربد‪ ،‬املقتضب ‪.202/3‬‬

‫(‪ )2‬األشموين‪ ،‬رشح األشموين عىل ألفية ابن مالك ‪.19/3‬‬ ‫(‪ )3‬الطيــب الفــايس‪ ،‬فيــض نــر االنــراح مــن روض طــي‬ ‫االقــراح‪ ،‬ص ‪.1137‬‬ ‫(‪ )4‬الســبكي وابــن الســبكي‪ ،‬اإلبهــاج فــي شــرح المنهــاج ‪.216/1‬‬ ‫والســيوطي‪ ،‬بغيــة الوعــاة ‪ .311/1‬وبلحــاف‪ ،‬اســم الفعــل‬ ‫إشــكال املفهــوم واملصطلــح ص ‪.407‬‬

‫‪28‬‬

‫يف مســألة تقســيم الــكالم‪ ،‬عــى الرغــم ممــا القــى هــذا‬ ‫القــول مــن النقــد مــن معــارصي ابــن صابــر وممــن‬ ‫بعدهــم؛ فهــذا ابــن هشــام يقــول‪« :‬أمجعــوا إال مــن ال‬ ‫يعتــد بخالفــه عــى انحصــار أقســام الكلمــة يف ثالثــة‪:‬‬ ‫االســم والفعــل واحلــرف»(‪ .)5‬ويقــول األشــموين عــن‬ ‫التقســيم الثالثــي للكلمــة‪« :‬والنحويــون جممعــون عــى‬ ‫هــذا إال مــن ال يعتــد بخالفــه»(‪.)6‬‬ ‫وينكــر الشــاطبي وجــود القســم الرابــع ويقــول إنــه‬ ‫غــر صحيــح لقيــام اإلمجــاع قبلــه عــى خالفــه؛ وألن‬ ‫قائلــه متأخــر جــدا عــن أهــل االجتهــاد املعتربيــن مــن‬ ‫النحويــن(‪.)7‬‬ ‫وقــول الشــاطبي –رمحــه اهلل‪ -‬بقيــام اإلمجــاع عــى‬ ‫التقســيم الثالثــي للــكالم ينقضــه مــا نُقــل عــن الفــراء‬ ‫–وهــو مــن نحــاة الصــدر األول الذيــن ال ينعقــد‬ ‫اإلمجــاع دوهنــم‪ -‬مــن أنــه خالــف يف املســألة وتوقــف‬ ‫يف احلكــم عــى كلمــة «كال» وقــال بأهنــا بــن األســاء‬ ‫واألفعــال(‪.)8‬‬ ‫حتــى إن بعــض املعارصيــن نســب للفــراء أنــه‬ ‫أول مــن قــال باخلالفــة(‪ ،)9‬والصحيــح أن مصطلــح‬ ‫«اخلالفــة» مل ُينقــل عــن أحــد قبــل ابــن صابــر‪ ،‬ولــو نُقــل‬ ‫عــن أحــد مــن النحــاة قبلــه ملــا خفــي عــن ابــن الزبــر‬ ‫وأيب حيــان وغريمهــا ممــن عــارص ابــن صابــر أو ممــن‬ ‫جــاء بعــده‪.‬‬ ‫ويف األخــذ هبــذا املصطلــح خــروج مــن أكثــر‬ ‫اخلالفــات النحويــة واللغويــة النامجــة عن التقيــد بذلك‬ ‫التقســيم الثالثــي الــذي ال تطاوعــه طبيعــة اللغــة(‪.)10‬‬ ‫ويغلــب عــى الظــن أن معنــى مصطلــح «اخلالفــة»‬ ‫الــذي أطلقــه ابــن صابــر مشــتق مــن معنــى جمــيء ركــن‬ ‫بعــد ركــن يســد مســده ويقــوم مقامــه؛ ألن العــرب‬ ‫تُطلــق عــى مــن خيلــف آخــر «خليفــة» و«خالفــة»‪،‬‬ ‫وتُطلــق عــى العمــود الــذي يف مؤخــر البيــت أو اخليمــة‬ ‫«خالفــة»‪ ،‬وهــذان املعنيــان جمتمعــان يف مصطلــح ابــن‬ ‫صابــر(‪ .)11‬قــال يف «اللســان»‪« :‬يقــال‪ :‬خلــف قــوم‬ ‫(‪ )5‬السيوطي‪ ،‬األشباه والنظائر في النحو ‪.69/2‬‬ ‫(‪ )6‬األشموني‪ ،‬شرح األشموني على ألفية ابن مالك ‪.17/1‬‬ ‫(‪ )7‬الشــاطبي‪ ،‬المقاصــد الشــافية ‪ .40/1‬وانظــر‪ :‬بلحــاف‪ ،‬اســم‬ ‫الفعــل إشــكال المفهــوم والمصطلــح ص ‪.419‬‬ ‫(‪ )8‬الشاطبي‪ ،‬المقاصد الشافية ‪.41-40/1‬‬ ‫(‪ )9‬وهمــا الدكتــور أحمــد مكــي األنصــاري والدكتــور تمــام حســان‬ ‫رحمهمــا اللــه‪ .‬انظــر‪ :‬عويــش‪ ،‬أســماء األفعــال فــي اللغــة‬ ‫والنحــو‪ ،‬ص ‪ .59‬وحســان‪ ،‬اللغــة العربيــة معناهــا ومبناهــا ص‬ ‫‪.88‬‬ ‫(‪ )10‬عويش‪ ،‬أسماء األفعال في اللغة والنحو‪ ،‬ص ‪.57‬‬ ‫عرضــا للمعنــى املعجمــي للخالفــة يف‪ :‬عويــش‪ ،‬أســاء‬ ‫(‪ )11‬انظــر ً‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫بعــد قــوم وســلطان بعــد ســلطان خيلفــون خلفــا‪،‬‬ ‫فهــم خالفــون‪ .‬تقــول‪ :‬أنــا خالفــه وخالفتــه أي جئــت‬ ‫بعــده‪ .‬ويف حديــث ابــن عبــاس‪ :‬أن أعراب ًّيــا ســأل أبــا‬ ‫بكــر ‪-‬ريض اهلل عنــه‪ -‬فقــال لــه‪ :‬أنــت خليفــة رســول‬ ‫اهلل صــى اهلل عليــه وســلم؟ فقــال‪ :‬ال‪ ،‬قــال‪ :‬فــا أنــت؟‬ ‫قــال‪ :‬أنــا اخلالفــة بعــده»(‪.)1‬‬ ‫وقــد انتــر ملصطلــح «اخلالفــة» عــدد مــن اللغويني‬ ‫املعارصيــن‪ ،‬ووصــف بعضهــم مذهــب التقســيم‬ ‫الثالثــي للــكالم بالضعــف‪ ،‬يقــول األســتاذ عبــاس‬ ‫حســن‪ :‬ويــكاد الضعــف خيتفــي لــو أخذنــا بالــرأي‬ ‫القائــل إهنــا قســم رابــع مســتقل مــن أقســام الكلمــة‪،‬‬ ‫وأصحــاب هــذا الــرأي يســمونه خالفــة(‪.)2‬‬ ‫وأفــاد الدكتــور متــام حســان والدكتــور فاضــل‬ ‫الســاقي مــن مصطلــح «اخلالفــة» يف حديثهــا عــن‬ ‫تقســيم جديــد للكالم العــريب‪ ،‬بيد أن مفهــوم «اخلالفة»‬ ‫عندمهــا خمالــف ملفهومــه عنــد ابــن صابــر(‪.)3‬‬ ‫وقــد أفــاض بعــض املحدثــن يف ذكــر العالمــات‬ ‫النحويــة والرصفيــة للخالفــة‪ ،‬بــا يصدق عــى الكلامت‬ ‫املندرجــة حتتهــا؛ مــن حيــث املعنــى الــريف ولــزوم‬ ‫البنــاء وقبــول تنويــن التنكــر (وكذلــك عــدم قبــول‬ ‫التعريــف وال التثنيــة وال اجلمــع وال احلــذف وال‬ ‫اللواصــق وال الزوائــد وال التوكيــد بالنــون) إىل غــر‬ ‫ذلــك مــن العالمــات‪ ،‬وليــس املوضــع هنــا موضــع‬ ‫نقــاش هلــذه العالمــات(‪.)4‬‬ ‫‪ -2‬آراؤه النحوية األخرى‪:‬‬ ‫ذكــر بعــض الدارســن املحدثــن أنــه مل جيــد البــن‬ ‫األفعال يف اللغة والنحو‪ ،‬ص ‪ 53‬وما بعدها‪.‬‬ ‫(‪ )1‬الفــرق بــن "اخلليفــة" و"اخلالفــة" يف املعنــى أن "اخلليفــة" هــو مــن‬ ‫يقــوم مقــام الذاهــب ويســد مســده‪ ،‬وأمــا "اخلالفــة" فهــو الــذي ال‬ ‫غنــاء عنــده وال خــر فيــه‪ .‬وإنــا قــال أبــو بكــر ذلــك تواضعــا‪،‬‬ ‫ريض اهلل عنــه‪ .‬انظــر‪ :‬ابــن منظــور‪ ،‬لســان العــرب‪ ،‬مــادة (خ ل‬ ‫ف)‪.‬‬ ‫(‪ )2‬حسن‪ ،‬النحو الوافي ‪.142/4‬‬ ‫(‪ )3‬انظــر‪ :‬حســان‪ ،‬اللغــة العربيــة معناهــا ومبناهــا ص ‪ 113 ،89‬ومــا‬ ‫بعدهــا‪ ،‬و‪ .122-121 ‬وانظــر‪ :‬جمــال الديــن‪ ،‬رأي فــي تقســيم‬ ‫الكلمــة‪ .‬والســاقي‪ ،‬أقســام الــكالم العربــي مــن حيــث الشــكل‬ ‫والوظيفــة‪ ،‬ص ‪ 250‬ومــا بعدهــا‪ .‬والصبــان‪ ،‬حاشــية الصبــان‬ ‫عرضــا لجهــود المحدثيــن فــي تقســيم الــكالم‬ ‫‪ .129/3‬وانظــر ً‬ ‫(إبراهيــم أنيــس ومهــدي المخزومــي وإبراهيــم الســامرائي‬ ‫وتمــام حســان) فــي‪ :‬الســاقي‪ ،‬أقســام الــكالم العربــي مــن حيــث‬ ‫الشــكل والوظيفــة‪ ،‬ص ص ‪.173-106‬‬ ‫(‪ )4‬الســاقي‪ ،‬أقســام الــكالم العربــي مــن حيــث الشــكل والوظيفــة‪،‬‬ ‫ص ‪ 253‬ومــا بعدهــا‪.‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫صابــر رأ ًيــا نحو ًيــا آخــر غــر قولــه باخلالفــة(‪ ،)5‬واحلــق‬ ‫أنــه بعــد التحــري والبحــث فإننــي وقفــت عــى رأيــن‬ ‫آخريــن البــن صابــر؛ مهــا‪ :‬قولــه بــأن « َأ ْي» حــرف‬ ‫عطــف إِذا فــرت ُمفــر ًدا‪ ،‬وقولــه بــأن « َبـ ْـل» ال تكــون‬ ‫نس ـ ًقا بعــد اإلجيــاب‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫أ‪ .‬قوله بأن َ‬ ‫ي» حرف عطف إِذا فرست ُمفر ًدا ‪:‬‬ ‫«أ ْ‬ ‫« َأ ْي» بِ َفتْــح اهلمــزة وســكون اليــاء وختفيفهــا‪ ،‬تــأيت‬ ‫ف نِـ ٍ‬ ‫ـداء لل َب ِعيــد وقيــل للقريــب وقيــل ل ْل ُمت َ​َو ّســط‬ ‫َحـ ْـر َ‬ ‫ِ‬ ‫عــى خــاف بــن النحــاة ِف َذلــك‪ -‬كــا يف قــول‬‫ــر(‪:)7‬‬ ‫ُك َث ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الض َحى‬ ‫أي َع ْبدَ يف َر ْونَق ُّ‬ ‫َأ َل ْ ت َْس َمعي ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫حــــا َمــــات َلُــــ َّن َهد ُير‬ ‫ُبكَــــا َء َ َ‬ ‫ف َت ْف ِســر يفــر اجلملــة باجلملــة؛ كــا‬ ‫وتــأيت « َأ ْي» َحـ ْـر َ‬ ‫يف قــول الشــاعر(‪:)8‬‬ ‫ف أي َ ِ‬ ‫وتَر ِمينَنِي بال َّطر ِ‬ ‫ب‬ ‫أنت ُم ْذن ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ َ ْ ِ (‪)9‬‬ ‫و َت ْقلينَني لكـ َّن إ َّياك ال أقـل‬ ‫واختلــف النحــاة يف « َأ ْي» التــي تفــر املفــرد‬ ‫ِ‬ ‫ــب‪ .‬فــرى‬ ‫أي َذ َه ٌ‬ ‫ــجدٌ ْ‬ ‫باملفــرد‪ ،‬كــا يف‪ :‬عنــدي َع ْس َ‬ ‫البرصيــون أهنــا حــرف تفســر مســتقل بذاتــه‬ ‫دهــا يكــون‬ ‫وليســت حــرف عطــف‪ -‬وأن َمــا ب ْع َ‬‫َ‬ ‫قبلهــا َأو بــدالً‪ .‬قالــوا‪ :‬ألنــا مل‬ ‫عطــف َب َيــان عــى َمــا َ‬ ‫ِ‬ ‫نــر عاط ًفــا يصلــح للســقوط َدائـ ًـا‪َ ،‬والَ عاط ًفــا مالز ًمــا‬ ‫الــيء عــى مرادفــه‪.‬‬ ‫لعطــف َّ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ويــرى الكوفيــون واملــرد وغريهــم أن «أي» إذا‬ ‫فــرت ُمفــردا تكــون حــرف عطــف معنــاه التفســر‪،‬‬ ‫وذلــك إذا وقعــت «أي» بــن مشــركني يف اإلعــراب‪،‬‬ ‫نحــو‪ :‬هــذا الغضنفــر‪ ،‬أي األســد‪ .‬و‪ :‬رضبــت‬ ‫دهــا يكــون‬ ‫بالعضــب‪ ،‬أي الســيف‪ .‬ويــرون أن َمــا ب ْع َ‬ ‫قبلهــا‪.‬‬ ‫عطــف نســق عــى َمــا َ‬ ‫واختــار ابــن صابــر مذهــب الكوفيــن‪ ،‬فذهــب إىل‬ ‫(‪ )5‬عويش‪ ،‬أسماء األفعال في اللغة والنحو‪ ،‬ص ‪.62‬‬ ‫(‪ )6‬انظــر‪ :‬أبــو حيــان األندلســي‪ ،‬ارتشــاف الضــرب‪ ،‬ص ‪.1978‬‬ ‫وابــن قاســم المــرادي‪ ،‬الجنــى الدانــي‪ ،‬ص ‪ .234‬وابــن هشــام‪،‬‬ ‫مغنــي اللبيــب ‪ .507-506/1‬والبغــدادي‪ ،‬خزانــة األدب‬ ‫‪ .226/11‬ونصــر‪ ،‬الحــروف المختلــف فــي إفادتهــا للعطــف‬ ‫دراســة وتحليــل‪ ،‬ص ‪.168-167‬‬ ‫(‪ )7‬البيت من الطويل‪ ،‬وهو في ديوان كثير عزة‪ ،‬ص ‪.474‬‬ ‫(‪ )8‬البيــت مــن الطويــل‪ ،‬وهــو بــا نســبة فــي‪ :‬ابــن هاشــم‪ ،‬مغنــي‬ ‫اللبيــب ‪.506/1‬‬ ‫"لكـن إيـ ِ‬ ‫(‪ )9‬قولــه ِ‬ ‫ـاك" يريــد "لكـ ْن أنــا إيــاك ال أقلــي" فحــذف الهمزة‬ ‫َّ َّ‬ ‫مــن "أنــا" فالتقــت نــون "أنــا" ونــون "لك ـ ْن" الســاكنة‪ ،‬فأدغمتــا‬ ‫فصارتــا نو ًنــا مشــددة‪ .‬ومثــال ذلــك مــا فــي قولــه تعالــى‪َ { :‬ل ِكنَّــا‬ ‫ُهـ َـو اللـ ُه َر ِّبــي} (ســورة الكهــف‪.)38 :‬‬

‫‪29‬‬


‫ابن صابرالقائل بـ‪« ‬الخالفة» في النحو العربي علي خليفة عطوة عبد‪ ‬اللطيف‬

‫«أي» حــرف عطــف معنــاه التفســر‪.‬‬ ‫كــون ْ‬ ‫وأرى أن مذهــب البرصيــن ومــن وافقهــم يف هــذه‬ ‫«أي»‬ ‫املســألة هــو األقــرب للصــواب؛ ألن جعــل ْ‬ ‫حــرف عطــف يســتلزم خمالفــة النظائــر مــن وجهــن‪،‬‬ ‫كــا قــال ابــن مالــك يف «رشح التســهيل»(‪:)1‬‬ ‫أحدمهــا‪ :‬أن حــق حــرف العطــف املعطــوف بــه يف غــر‬ ‫توكيــد أن يكــون مــا بعــده مباينًــا ملــا قبله؛ نحــو «مررت‬ ‫«أي» بخــاف ذلــك‪.‬‬ ‫بزيــد وعمــرو»‪ ،‬ومــا بعــد ْ‬ ‫الثــاين‪ :‬أن حــق حــرف العطــف املعطــوف بــه غــر‬ ‫و«أي» بخــاف ذلــك؛ فــإن‬ ‫صفــة أال يطــرد حذفــه‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫لــك أن تقــول يف «مــررت بغضنفــر أي أســد»‪ :‬مــررت‬ ‫«أي» مطــر ًدا‪ ،‬وال جيوز‬ ‫بغضنفــر أســد‪ .‬ويســتغنى عــن ْ‬ ‫ذلــك يف يشء مــن املعطوفــات‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ب‪ .‬قوله بأن « َب ْل» ال تكون نس ًقا بعد اإلجياب ‪:‬‬ ‫تأيت « َب ْل» عىل وجهني‪:‬‬ ‫ف ابتِــدَ اءٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ــر َ ْ‬ ‫األول‪ :‬أن تكــون ابتدَ ائ َيــ ًة‪ :‬فتكــون َح ْ‬ ‫ِ‬ ‫اإل ْبطـ ِ‬ ‫َاهــا‪ِ :‬‬ ‫اب مــع ِ‬ ‫ـال؛‬ ‫يهــا ُ ْ‬ ‫جلـ ٌة‪ ،‬ويكــون َم ْعن َ‬ ‫تَل َ‬ ‫ض ُ‬ ‫اإل ْ َ‬ ‫نحــو‪َ { :‬و َقا ُلــوا َّ َ‬ ‫حــن َو َلــدً ا ُسـ ْب َحا َن ُه َبـ ْـل ِع َبــا ٌد‬ ‫الر ْ َ‬ ‫اتـ َـذ َّ‬ ‫ــون بِ ِ‬ ‫ــه ِجنَّــ ٌة َب ْ‬ ‫ــون}(‪َ { ،)3‬أ ْم َي ُقو ُل َ‬ ‫ُمك َْر ُم َ‬ ‫ــم‬ ‫ــل َجا َء ُه ْ‬ ‫ِ‬ ‫(‪)4‬‬ ‫ِ‬ ‫ــون} ‪ ،‬أو ِ‬ ‫ــق كَار ُه َ‬ ‫اب‬ ‫ــم ل ْل َح ِّ‬ ‫ال ِّ‬ ‫ض ُ‬ ‫ــق َو َأ ْك َث ُر ُه ْ‬ ‫بِ ْ َ‬ ‫اإل ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫مــن غــر إبطــال مــع االنْت َقــال مــن َغ َــر ٍ‬ ‫ض إىل َ‬ ‫آخــر؛‬ ‫ِ‬ ‫ـم َر ِّبــه َف َص َّل‪.‬‬ ‫نحــو‪َ { :‬قــدْ َأ ْف َلـ َ‬ ‫اسـ َ‬ ‫ـح َمـ ْن ت َ​َز َّكــى‪َ .‬و َذ َكـ َـر ْ‬ ‫ِ‬ ‫َبـ ْـل ت ُْؤثِـ ُـر َ‬ ‫ـاب َينطِ ُق‬ ‫ال َيــا َة الدُّ ْن َيــا}(‪َ { ،)5‬و َلدَ ْينَــا ك َتـ ٌ‬ ‫ون ْ َ‬ ‫ــم ِف َغ ْم َــر ٍة ِمــ ْن‬ ‫ال ِّ‬ ‫وب ْ‬ ‫ــم الَ ُي ْظ َل ُمــون‪َ .‬ب ْــل ُق ُل ُ ُ‬ ‫ــق َو ُه ْ‬ ‫بِ ْ َ‬ ‫(‪)6‬‬ ‫ْ‬ ‫َه َ‬ ‫و«بــل» هــذه التــي تليهــا اجلمــل فائدهتــا‬ ‫ــذا} ‪.‬‬ ‫االنتقــال مــن مجلــة إىل مجلــة أخــرى أهــم منهــا‪ ،‬وقــد‬ ‫تــأيت للغلــط؛ نحــو‪ :‬رضبــت زيــدً ا بــل أكرمتــه‪.‬‬ ‫والوجــه الثــاين‪ :‬أن تكــون « َب ْ‬ ‫ــل» َعاطِ َفــ ًة‪ :‬تعطــف‬ ‫(‪)7‬‬ ‫املفــرد عــى املفــرد‪ ،‬بــرط أال يســبقها اســتفهام ‪:‬‬ ‫لس ـ ْل ِ‬ ‫ب احلكــم عــا‬ ‫ فــإن جــاءت بعــد أمــر‪ :‬كانــت َ‬‫ارضب زيــدً ا بــل‬ ‫َق ْبلهــا َو َج ْع ِلــه َلِــا َب ْعدَ هــا؛ نحــو‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫ارضب عمـ ًـرا‪.‬‬ ‫ـرب زيــدً ا بــل‬ ‫عمـ ًـرا‪ .‬واملعنــى‪ :‬ال تـ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫(‪ )1‬ابن مالك‪ ،‬رشح التسهيل ‪.347/3‬‬ ‫(‪ ) 2‬انظــر‪ :‬الرمانــي‪ ،‬معانــي الحــروف‪ ،‬ص ‪ .94‬وأبــو حيــان‬ ‫األندلســي‪ ،‬ارتشــاف الضــرب‪ ،‬ص ‪ .1995‬والســيوطي‪ ،‬همــع‬ ‫الهوامــع ‪.211/3‬‬ ‫(‪ )3‬من سورة األنبياء‪ ،‬اآلية ‪.26‬‬ ‫(‪ )4‬من سورة املؤمنون‪ ،‬اآلية ‪.70‬‬ ‫(‪ )5‬من سورة األعىل‪ ،‬اآليات ‪.16-14‬‬ ‫(‪ )6‬من سورة املؤمنون‪ ،‬من اآليتني ‪.63-62‬‬ ‫ـت زيــدً ا بــل‬ ‫(‪ )7‬فــا ُيقــال‪ :‬هــل جــاء زيــدٌ بــل عمـ ٌـرو‪ ،‬وال‪ :‬أرضبـ َ‬ ‫عمـ ًـرا‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب عــن األول‪ِ ،‬‬ ‫ض ِ‬ ‫ثبــات لل َّثــاين(‪.)8‬‬ ‫واإل‬ ‫بــاإل ْ َ‬ ‫ــي أو هنْ ٍ‬ ‫ وإن جــاءت بعــد ن ْف ٍ‬‫ــي‪ :‬فتكــون لتقريــر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُح ْك ـ ِم َمــا ِق ْب َلهــا عــى َحالِــه وجعـ ِ‬ ‫ـل ضــدِّ ه ملــا َبعدهــا؛‬ ‫ـرب زيــدً ا بــل‬ ‫نحــو‪ :‬مــا قــام زيــدٌ بــل عمـ ٌـرو‪ ،‬وال تـ‬ ‫ْ‬ ‫عمـ ًـرا‪ .‬فاملعنــى فيهــا‪ :‬مــا قــام زيــدٌ بــل قــام عمـ ٌـرو‪ ،‬وال‬ ‫عمــرا‪.‬‬ ‫ارضب‬ ‫تــرب زيــدً ا بــل‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ واختلــف النحــاة يف جــواز جمــيء « َب ْ‬‫ــل» بعــد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جيــاب‪ :‬فذهــب البرصيــون إىل اجلــواز‪ ،‬فأجــازوا‬ ‫اإل‬ ‫ِ‬ ‫ــرو‪َ .‬ومنــع ا ْلكُوف ُّي َ‬ ‫ــون َأن‬ ‫ْــر بــل َع ْم ٌ‬ ‫ــرأ َبك ٌ‬ ‫نحــو‪َ :‬ق َ‬ ‫ي ْعطــف َهبــا بعــد غــر النَّ ْفــي َوشــبهه‪ ،‬فلــم جييــزوا‬ ‫نحــو‪ :‬رضبــت زيــدا بــل إيــاك‪.‬‬ ‫واختــار ابــن صابــر مذهــب الكوفيــن‪ ،‬فذهــب إىل‬ ‫أن « َبـ ْـل» ال تعطــف املفــرد عــى املفــرد إال إذا ُســبقت‬ ‫بنفــي أو مــا جــرى ُمــراه‪.‬‬ ‫وأرى أن مذهــب الكوفيــن الــذي اختــاره ابــن صابــر‬ ‫هنــا هــو األقــرب للصــواب؛ إذ إن االعتــاد يف جــواز‬ ‫مثــل هــذه املســائل يكــون عــى الســاع‪ ،‬والكوفيــون‬ ‫هــم أكثــر ســعة يف الروايــة‪ .‬قــال ابــن هشــام‪« :‬ومنعهــم‬ ‫ِ‬ ‫ـع َس ـ َعة روايتهــم َدلِيــل عــى قلتــه»(‪.)9‬‬ ‫َذلــك َمـ َ‬ ‫مؤلفاته‪:‬‬ ‫ ذكــر ابــن عبد‪ ‬امللــك أن ابــن صابــر صنَّــف يف‬‫َع ْضـ ِـد املذهــب الظاهــري الــذي كان يميــل إليــه مــدة‬ ‫مــن حياتــه‪.‬‬ ‫ وصنَّــف ابــن صابــر كتا ًبــا يف «التاريــخ» نقــل عنه‬‫احلافــظ ابــن حجــر العســقالين يف «لســان امليــزان»(‪،)10‬‬ ‫كبــرا‪ ،‬حتــى إنــه يقتــر‬ ‫معتمــدً ا عــى آرائــه اعتــا ًدا‬ ‫ً‬ ‫عــى ذكرهــا يف اجلــرح والتعديــل‪ ،‬ويكتفــي هبــا‪.‬‬ ‫كــا أن ابــن حجــر ‪-‬رمحــه اهلل‪ -‬ذكــر يف كتابــه‬ ‫«توضيــح املشــتبه» أنــه رأى اســم «اخلــال مقيــدا‬ ‫بضــم أولــه بخــط أيب جعفــر أمحد‪ ‬بــن حممد‪ ‬بــن صابــر‬ ‫أيضــا عــن‬ ‫املالقــي»(‪ .)11‬ويبــدو أن هــذا النــص منقــول ً‬

‫(‪ )8‬ومعنى ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫اب‪ :‬أن جتعل ما قبلها كاملسكوت عنه‪ ،‬فال ُيكم‬ ‫اإل ْ َ‬ ‫عليه بيشء‪ ،‬كأنه غلط عن عمد‪ ،‬أو سبق لسان‪.‬‬ ‫(‪ )9‬ابن هشام‪ ،‬مغني اللبيب ‪.351/1‬‬ ‫(‪ )10‬العســقالين‪ ،‬لســان امليــزان ‪،460 ،435 ،251 ،226 ،212/1‬‬ ‫‪،371 ،334/5 ،263/4 ،380 ،353/3 ،435 ،407 ،372 ،73/2‬‬ ‫‪.276/6 ،404 ،393/5‬‬

‫(‪ )11‬ابــن نــارص الديــن‪ ،‬توضيــح املشــتبه يف ضبــط أســاء الــرواة‬ ‫أنســاهبم وألقاهبــم وكناهــم ‪.17/3‬‬ ‫ وأطــول النصــوص التــي نقلــت عــن ابــن صابــر هــو مــا نقلــه ابــن‬ ‫العديــم يف «بغيــة الطلــب» يف ترمجــة ابــن الروميــة؛ حيــث قــال‪:‬‬ ‫«أخــرين أبــو جعفــر أحمد‪ ‬بــن محمد‪ ‬بــن صابــر قــال‪:‬‬ ‫أخبرنــي مــن أثــق بــه أن أحمد‪ ‬بــن محمد‪ ‬بــن المفرح‪ ‬بــن‬ ‫الروميــة كان جالســا فــي دكانــه بإشــبيلية يبيــع الحشــائش‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫كتــاب ابــن صابــر يف التاريــخ‪.‬‬ ‫شعره‪:‬‬ ‫كان ابــن صابــر وافــر احلــظ مــن األدب‪ ،‬عار ًفــا بــه‪،‬‬ ‫نظــم الشــعر يف صغــره وهــو باملكتــب‪ ،‬وبــرع فيــه‪ ،‬ولــه‬ ‫نظــم حســن‪ .‬ومــن نظمــه(‪:)1‬‬ ‫ومــن نكــد الدنيــا عــى احلــر حاســد‬ ‫يكيــد وينــوي جاهــدً ا أن يناويــه‬ ‫ــرى‬ ‫َيــرى أنــه مــا أن ُيعــدَّ وال ُي َ‬ ‫ُمســاو َي ُه حتــى َي ُعــدَّ َمســاويه‬ ‫خلف ذي ُعال‬ ‫فــا تعجبوا ممــن َعوى‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫عــي يف األنــا ِم معاويــه‬ ‫لــكل‬ ‫ٍّ‬ ‫أيضا(‪:)2‬‬ ‫ومن شعره ً‬ ‫تبيض رأيس حلادثٍ‬ ‫أتُنكــر أن َّ‬ ‫ِ‬ ‫مــن الدهر ال يقوى له ُ‬ ‫اجلبل الرايس‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫بستُه‬ ‫وكل‬ ‫شعار يف اهلوى قد َل ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ (‪)3‬‬ ‫فــرأس ُأ ْم ِ‬ ‫ــي َع َّبــاس‬ ‫ــو ٌّي َوقلبِ َ‬ ‫َ‬

‫أيضا(‪:)4‬‬ ‫ومن شعره ً‬ ‫ِ‬ ‫ـت هلــم‬ ‫ـار النــاس قلـ ُ‬ ‫قالــوا لقيـ َ‬ ‫ـت كبـ َ‬ ‫ُ‬ ‫مجــل‬ ‫ال ناقــ َة يل يف هــذا وال‬ ‫وينســخ‪ ،‬فاجتــاز بــه األميــر أبــو عبد‪ ‬الله‪ ‬بــن هــود‪ ،‬ســلطان‬ ‫األندلــس‪ ،‬فســلم عليــه‪ ،‬فــرد عليــه الســام‪ ،‬واشــتغل بنســاخته‬ ‫ولــم يرفــع إليــه رأســه‪ ،‬فبقــي واقفــا ينتظــر أن يرفــع إليــه رأســه‬ ‫ســاعة طويلــة‪ ،‬فلمــا لــم يحفــل بــه ســاق فرســه ومضــى‪ .‬قــال لــي‬ ‫ابــن صابــر‪ :‬وكان رجــا صالحــا زاهــدا‪ ،‬وتوفــي بإشــبيلية ســنة‬ ‫(‪637‬هـــ)‪ .‬قــال لــي‪ :‬ولــه كتابــان حســنان فــي علــم الحديــث‪،‬‬ ‫أحدهمــا يقــال لــه «الحافــل فــي تكملــة الكامــل البــن عــدي»‬ ‫مختصــر مــن األســانيد‪ ،‬وهــو كتــاب كبيــر‪ ،‬واآلخــر اختصــر فيــه‬ ‫الكامــل ألبــي أحمد‪ ‬بــن عــدي»‪ .‬ابــن العديــم‪ ،‬بغيــة الطلــب‬ ‫‪.1035-1034/3‬‬ ‫(‪ )1‬األبيــات مــن بحــر الطويــل‪ .‬وهــي فــي‪ :‬عــز الديــن الحســيني‪،‬‬ ‫صلــة التكملــة ‪ .508/1‬وابــن عبــد الملــك‪ ،‬الذيــل والتكملــة‬ ‫‪ .605/1‬وانظــر‪ :‬المقــري‪ ،‬نفــح الطيــب ‪.656-655/2‬‬ ‫والصفــدي‪ ،‬الوافــي بالوفيــات ‪ .258-257/6‬وفيهمــا «فــا‬ ‫تعجبــا ممــن عــوى»‪ .‬والمقريــزي‪ ،‬المقفــى الكبيــر ‪.637/1‬‬ ‫وفيــه‪« :‬تناوئــه»‪« ،‬مــا أن تعــد وال تــرى مســاويه حتــى تعــد»‪،‬‬ ‫«فــا تعجبــن»‪.‬‬ ‫وقــد ُأنكــر علــى ابــن صابــر مــا فــي طــي هــذا التضميــن القبيــح‬ ‫مــن التعــرض لمعاوية‪ ‬رضــي اللــه عنــه‪.‬‬ ‫(‪ )2‬البيتــان مــن بحــر الطويــل‪ .‬وهمــا فــي‪ :‬ابــن تغــري بــردي‪،‬‬ ‫المنهــل الصافــي ‪.60/1‬‬ ‫(‪ )3‬يف املقــري‪ ،‬نفــح الطيــب (‪« :)656-655/2‬وكان شــعارا»‪،‬‬ ‫«فــرأيس أمــي»‪ .‬ويف الــوايف بالوفيــات (‪« :)258-257/6‬فــرأيس‬ ‫أميتــي»‪.‬‬ ‫(‪ )4‬األبيــات مــن بحــر البســيط‪ .‬وهــي يف‪ :‬املقريــزي‪ ،‬املقفــى الكبــر‬ ‫‪637/1‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫قــو ٌم إذا احتجبــوا مل ْ يأذنــوا وإذا‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ــر وال َأمــلُ‬ ‫َمنُّــوا بــإذن فــا ب ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫عــدة‬ ‫والتأميــل يف‬ ‫ــر‬ ‫وإن َبــدا البِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ا وفــا َء ْ‬ ‫فــ َ‬ ‫ــوا بــه َمطلــوا‬ ‫وإن أو َف ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـتخلص ْت َح َشـ ًفا من ُســوء كي َلتها‬ ‫واسـ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫آخــر َعهــدي بالــذي َبذ ُلــوا‬ ‫وكان‬ ‫َ‬

‫أيضا(‪:)5‬‬ ‫ومن شعره ً‬ ‫الدهــر ســا َد بــه األرذلــو‬ ‫َأرى‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫كالســيل َيطفــو عليــه ال ُغثــا ُء‬ ‫َن‬ ‫املديــح‬ ‫وفــات‬ ‫ومــات الكــرا ُم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫(‪)6‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫بــق للقــول إال الرثــا ُء‬ ‫فلــم َي َ‬ ‫ْ‬

‫أيضا(‪:)7‬‬ ‫ومن شعره ً‬ ‫لــــوال ثــــ ٌ‬ ‫ـاث ُهــــ َّن واهلل مـ ْن‬ ‫ِ‬ ‫أكـــــر آمـــــــا َيل فــــــي الدن َيــــا‬ ‫ِ‬ ‫أرجـــو بــه‬ ‫حــج لب ْيـــت اهلل ُ‬ ‫ٌّ‬ ‫َ‬ ‫والســ ْع َيا‬ ‫يقبــل النِّ َّيــ َة‬ ‫أن‬ ‫َّ‬ ‫والعلــم حتصيــ ً‬ ‫ونــرا إذا‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ًْ‬ ‫ــت أوســ ْع ُت الــورى ر ّيــا‬ ‫َر َو ْي ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أســــأل اهلل أن‬ ‫وأهــــــــل ُو ٍّد‬ ‫تــع بال ُب ْقيــا إىل ال ُّل ْق َيــا‬ ‫ ُي ْم َ‬ ‫كنت ْ‬ ‫ـوت أنَّى أتى‬ ‫أخ َشــى املـ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫(‪)8‬‬ ‫بــل مل أكــ ْن أ ْل ُّ‬ ‫تــذ با َمل ْحيــا‬ ‫أيضا(‪:)9‬‬ ‫ومن شعره ً‬ ‫ـول ونفـ ِ‬ ‫ـي ال َتـ ُ‬ ‫ـزال َمشــوق ًة‬ ‫َأقـ ُ َ‬ ‫إليكــم ولكــ ْن َع َّلهــا و َع َســاها‬ ‫تُعيــدُ وتُبــدي يف ا ُملنــى ِ‬ ‫بلقائكــم‬ ‫وال تَتعــدا ُه ُف ُ‬ ‫نــون ُمناهــا‬ ‫متــى ن ِ‬ ‫َلتقــي يو ًمــا وتُفــر ُغ َهــذه‬ ‫ونَبنــي عــى يــو ِم اللقـ ِ‬ ‫ـاء ِسـ َـواها‬ ‫(‪ )5‬البيتــان مــن املتقــارب‪ ،‬وقــد أنشــدمها أبــو حيــان مــن شــعر ابــن‬ ‫صابــر‪ .‬انظــر‪ :‬الصفــدي‪ ،‬الــوايف بالوفيــات ‪.258-257/6‬‬ ‫(‪ )6‬يف نفح الطيب (‪« :)656-655/2‬الغثا»‪« ،‬الرثا» بالقرص‪.‬‬ ‫(‪ )7‬األبيــات مــن الرسيــع‪ ،‬وقــد أنشــدها أبــو حيــان عــن أيب‬ ‫جعفر‪ ‬بــن الزبــر مــن شــعر ابــن صابــر‪ .‬انظــر‪ :‬الصفــدي‪ ،‬الــوايف‬ ‫بالوفيــات ‪ ،258-257/6‬واملقــري‪ ،‬نفــح الطيــب ‪656-655/2‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )8‬يف نظــم الــآيل(‪« :)138-137‬آم ِ ِ‬ ‫ــم َت َُّصــا»‪،‬‬ ‫ــال مــ َن»‪َ ،‬‬ ‫«وا ْلع ْل ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ـال ِم ـ َن»‪،‬‬ ‫«ر َو ْت َأ ْش ـ َب َعت»‪ .‬ويف نفحــة الرحيانــة (‪« :)197/1‬آ َمـ ِ َّ‬ ‫َ‬ ‫«الــورى رأيــا»‪ .‬ويف ســلك الــدرر (‪ )137/2‬وتكملــة إكــال‬ ‫اإلكــال ‪« :86/1‬الــورى رأيــا»‪.‬‬ ‫(‪ )9‬األبيــات مــن بحــر الطويــل‪ .‬وقــد ذكــر ابــن الصابــوين أن ابــن‬ ‫صابــر أنشــده هــذه األبيــات لنفســه بقريــة الصاحليــة َب ِد ًهيــا‪.‬‬ ‫انظــر‪ :‬ابــن الصابــوين‪ ،‬تكملــة إكــال اإلكــال ‪.86/1‬‬

‫‪31‬‬


‫ابن صابرالقائل بـ‪« ‬الخالفة» في النحو العربي علي خليفة عطوة عبد‪ ‬اللطيف‬

‫النتائج‬ ‫مــن أهم النتائج التي توصل إليها البحث أن‪-:‬‬ ‫ ابــن صابــر هــو أمحد‪ ‬بــن أيب عبــد‪ ‬اهلل حممد‪ ‬بــن‬‫أيب احلســن صابر‪ ‬بــن حممد‪ ‬بــن صابر‪ ‬بــن منــذر‪،‬‬ ‫ومــا ورد يف بعــض املصــادر مــن أن اســمه «حممــد»‬ ‫خلــط وخطــأ‪ .‬وهــو يلقــب بضيــاء الديــن‪ ،‬ويكنــى‬ ‫بــأيب جعفــر وأيب العبــاس‪ .‬وولــد يف مالقــة ســنة‬ ‫‪625‬هـــ‪ ،‬وتــويف يف الثامــن مــن شــعبان‪ ،‬ســنة‬ ‫‪662‬هـ‪.‬‬ ‫ مــن شــيوخه النحــاة‪ُ :‬حيــد النحــوي‪ ،‬وابــن عطيــة‬‫تلميــذ الســهييل‪ .‬ومــن غــر النحــاة‪ :‬أبــوه‪ ،‬وابــن‬ ‫الصابــوين‪ ،‬وابــن رساقــة‪ ،‬والرشيــف احلســيني‪.‬‬ ‫ومــن أقرانــه وتالميــذه‪ :‬ابــن الزبــر شــيخ أيب‬ ‫حيــان‪.‬‬ ‫ قــول ابــن صابــر بــأن للكلمــة قسـ ًـا راب ًعــا يســمى‬‫«اخلالفــة» كان نقلــة نوعيــة يف اجتــاه دفــع اإلشــكال‬ ‫الواقــع حــول املفهــوم واملصطلــح يف مســألة‬ ‫تقســيم الــكالم‪.‬‬ ‫ مصطلــح «اخلالفــة» الــذي أطلقــه ابــن صابــر‬‫مشــتق مــن معنــى جمــيء ركــن بعــد ركــن يســد‬ ‫مســده ويقــوم مقامــه‪.‬‬ ‫ اختــار ابــن صابــر مذهــب الكوفيــن‪ ،‬فذهــب‬‫إىل كــون « َأ ْي» التــي تفــر املفــرد باملفــرد حــرف‬ ‫دهــا يكــون‬ ‫عطــف معنــاه التفســر وأن َمــا ب ْع َ‬ ‫عطــف نســق‪ .‬واألقــرب للصــواب يف هــذه‬ ‫املســألة هــو مذهــب البرصيــن ومــن وافقهــم أن‬ ‫دهــا‬ ‫« َأ ْي» حــرف تفســر مســتقل بذاتــه وأن َمــا ب ْع َ‬ ‫قبلهــا َأو بــدالً‪.‬‬ ‫يكــون عطــف َب َيــان عــى َمــا َ‬ ‫ اختــار ابــن صابــر مذهــب الكوفيــن‪ ،‬فذهــب‬‫إىل أن « َب ْ‬ ‫ــل» ال تعطــف املفــرد عــى املفــرد إال‬ ‫إذا ُســبقت بنفــي أو مــا جــرى جمــراه‪ .‬ومذهــب‬ ‫البرصيــن هــو جــواز وقــوع «بــل» بعــد النفــي‬ ‫واإلجيــاب مجي ًعــا‪ .‬واألقــرب للصــواب يف هــذه‬ ‫املســألة هــو مذهــب الكوفيــن‪.‬‬ ‫ ترمجــة ابــن صابــر املتداولــة يف مطبوعــات كتــب‬‫الــراث تعرضــت لكثــر مــن التصحيــف‬ ‫والتحريــف‪ ،‬وال شــك أن هلــذا االضطــراب‬ ‫كبــرا يف الغمــوض الــذي‬ ‫دورا‬ ‫واالختــاف ً‬ ‫ً‬ ‫اكتنــف ترمجتــه يف كتــب تراجــم النحــاة‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫املراجع‬

‫ابــن الزبــر‪ ،‬أبــو جعفــر أمحــد الغرناطــي‪ .‬حتقيــق‪ :‬العدوي‪،‬‬ ‫رشيــف أبــو العــا‪2008 .‬م‪ .‬صلــة الصلــة مــع «كتــاب‬ ‫الصلــة» البــن بشــكوال‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬مكتبــة الثقافــة‬ ‫الدينيــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫ابــن الصابــوين‪ ،‬مجــال الديــن أبــو حامــد حممــد املحمــودي‪.‬‬ ‫حتقيــق‪ :‬جــواد‪ ،‬مصطفــى‪1957 .‬م‪ .‬تكملــة إكــال‬ ‫اإلكــال يف األنســاب واألســاء واأللقــاب‪ .‬الطبعــة‬ ‫األوىل‪ ،‬املجمــع العلمــي العراقــي‪ ،‬العــراق‪.‬‬ ‫ابــن العديــم‪ ،‬كــال الديــن عمر‪ ‬بــن أمحد‪ ‬بــن هبــة اهلل‪ ‬بــن‬ ‫أيب جــرادة العقيــي‪ .‬حتقيــق‪ :‬زكار‪ ،‬ســهيل‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬بغيــة‬ ‫الطلــب يف تاريــخ حلــب‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار‬ ‫الفكــر‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫ابــن تغــري بــردي‪ ،‬أبــو املحاســن مجــال الديــن يوســف‪ ‬بن‬ ‫عبــد اهلل الظاهــري احلنفــي‪ .‬حتقيــق‪ :‬أمني‪ ،‬حممــد حممد‪.‬‬ ‫تقديــم‪ :‬عاشــور‪ ،‬ســعيد عبــد الفتــاح‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬املنهــل‬ ‫الصــايف واملســتوىف بعــد الــوايف‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪،‬‬ ‫اهليئــة املرصيــة العامــة للكتــاب‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬ ‫ابــن تغــري بــردي‪ ،‬أبــو املحاســن مجــال الديــن يوســف‪ ‬بن‬ ‫عبــد اهلل الظاهــري احلنفــي‪ .‬حتقيــق‪ :‬شــلتوت‪ ،‬فهيــم‬ ‫حممــد‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬الدليــل الشــايف عــى املنهــل الصــايف‪.‬‬ ‫الطبعــة األوىل‪ ،‬مــن الــراث اإلســامي‪ ،‬الكتــاب‬ ‫احلــادي والعــرون‪ ،‬مركــز البحــث العلمــي وإحيــاء‬ ‫الــراث اإلســامي‪ ،‬كليــة الرشيعــة والدراســات‬ ‫اإلســامية‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬مكــة املكرمــة‪.‬‬ ‫ابــن عبــد امللــك‪ ،‬أبــو عبــد اهلل حممد‪ ‬بــن حممــد األنصــاري‬ ‫األويس املراكــي‪ .‬حتقيــق‪ :‬عبــاس‪ ،‬إحســان‪ ،‬وابــن‬ ‫رشيفــة‪ ،‬حممــد‪ ،‬ومعــروف‪ ،‬بشــار عــواد‪2012 .‬م‪.‬‬ ‫الذيــل والتكملــة لكتــايب املوصــول والصلــة‪ .‬الطبعــة‬ ‫األوىل‪ ،‬دار الغــرب اإلســامي‪ ،‬تونــس‪.‬‬

‫ابــن عقيــل‪ ،‬عبــد اهلل‪ ‬بــن عبــد الرمحــن املــري‪ .‬حتقيــق‪:‬‬ ‫عبــد احلميــد‪ ،‬حممــد حميــي الديــن‪1980 .‬م‪ .‬رشح ابــن‬ ‫عقيــل عــى ألفيــة ابــن مالــك‪ .‬الطبعــة العــرون‪ ،‬دار‬ ‫الــراث‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫ابــن فــارس‪ ،‬أبــو احلســن أمحد‪ ‬بــن زكريــاء القزوينــي‬ ‫الــرازي‪1997 .‬م‪ .‬الصاحبــي يف فقــه اللغــة العربيــة‬ ‫ومســائلها وســنن العــرب يف كالمهــا‪ .‬الطبعــة األوىل‪،‬‬ ‫دار الكتــب العلميــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫ابــن قاســم املــرادي‪ ،‬أبــو حممــد بــدر الديــن املــري‬ ‫املالكــي‪ .‬حتقيــق‪ :‬قبــاوة‪ ،‬فخــر الديــن‪ ،‬وفاضــل‪ ،‬حممــد‬ ‫نديــم‪1413 .‬هـــ‪1992/‬م‪ .‬اجلنــى الــداين يف حــروف‬ ‫املعــاين‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دار الكتــب العلميــة‪ ،‬بــروت‪،‬‬ ‫لبنــان‪.‬‬ ‫ابــن كثــر‪ ،‬أبــو الفــداء إســاعيل‪ ‬بن عمــر القــريش‬ ‫البــري ثــم الدمشــقي‪ .‬حتقيــق‪ :‬الرتكــي‪ ،‬عبــد اهلل‪ ‬بــن‬ ‫عبــد املحســن‪1418 .‬هـــ‪1997/‬م‪ .‬البدايــة والنهايــة‪.‬‬ ‫الطبعــة األوىل‪ ،‬دار هجــر للطباعــة والنــر والتوزيــع‬ ‫واإلعــان‪ ،‬اجليــزة‪ ،‬مــر‪.‬‬ ‫ابــن مالــك‪ ،‬مجــال الديــن أبــو عبــد اهلل حممــد بــن عبــد‬ ‫اهلل الطائــي اجليــاين‪ .‬حتقيــق‪ :‬الســيد‪ ،‬عبد‪ ‬الرمحــن‪،‬‬ ‫واملختــون‪ ،‬حممــد بــدوي‪1410 .‬هـــ‪1990/‬م‪ .‬رشح‬ ‫التســهيل «تســهيل الفوائــد وتكميــل املقاصــد»‪.‬‬ ‫الطبعــة األوىل‪ ،‬دار هجــر للطباعــة والنــر‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬ ‫مــر‪.‬‬ ‫ابــن منظــور‪ ،‬حممــد بــن مكــرم األفريقــي املــري‪ .‬حتقيــق‪:‬‬ ‫الكبــر‪ ،‬عبــد اهلل عــي؛ وحســب اهلل‪ ،‬حممــد أمحــد؛‬ ‫والشــاذيل‪ ،‬هاشــم حممــد‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬لســان العــرب‪ .‬دون‬ ‫رقــم الطبعــة‪ ،‬دار املعــارف‪ ،‬القاهــرة‪.‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫أبــو حيــان األندلــي‪ .‬حتقيــق‪ :‬حممــد‪ ،‬رجــب عثــان‪.‬‬ ‫‪1418‬هـــ‪1998/‬م‪ .‬ارتشــاف الــرب مــن كالم‬ ‫العــرب‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬مكتبــة اخلانجــي‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬ ‫مــر‪.‬‬

‫أبــو حيــان األندلــي‪ .‬حتقيــق‪ :‬هنــداوي‪ ،‬حســن‪ .‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫التذييــل والتكميــل يف رشح كتــاب التســهيل‪ .‬بــدون‬ ‫رقــم الطبعــة‪ ،‬دار القلــم‪ ،‬دمشــق‪ ،‬ســوريا‪.‬‬ ‫األدفــوي‪ ،‬كــال الديــن أبــو الفضــل جعفر‪ ‬بــن تغلب‪ ‬بــن‬ ‫جعفــر الشــافعي‪ .‬حتقيــق‪ :‬حســن‪ ،‬ســعد حممــد‪،‬‬ ‫واحلاجــري‪ ،‬طــه‪1961 .‬م‪ .‬الطالــع الســعيد اجلامــع‬ ‫أســاء نجبــاء الصعيــد‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬الــدار‬ ‫املرصيــة للتأليــف والرتمجــة‪ ،‬اهليئــة املرصيــة العامــة‬ ‫للكتــاب‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫األدفــوي‪ ،‬كــال الديــن أبــو الفضــل جعفر‪ ‬بــن تغلب‪ ‬بــن‬ ‫جعفــر الشــافعي‪ .‬حتقيــق‪ :‬الســامرائي‪ ،‬قاســم‪،‬‬ ‫وطاطمــي‪ ،‬طــارق‪2015 .‬م‪ .‬البــدر الســافر عــن أنــس‬ ‫املســافر‪.‬الطبعــةاألوىل‪،‬دارابــنحــزم‪،‬بــروت‪،‬لبنــان‪.‬‬

‫البغــدادي‪ ،‬عبــد القادر‪ ‬بــن عمــر‪ .‬حتقيــق‪ :‬هــارون‪ ،‬عبــد‬ ‫الســام حممــد‪1418 .‬هـــ‪1997/‬م‪ .‬خزانــة األدب‬ ‫ولــب لبــاب لســان العــرب‪ .‬الطبعــة الرابعــة‪ ،‬مكتبــة‬ ‫اخلانجــي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫ابــن نــارص الديــن‪ ،‬شــمس الديــن حممد‪ ‬بــن أيب بكــر عبــد‬ ‫اهلل‪ ‬بــن حممد‪ ‬بــن أمحد‪ ‬بــن جماهــد القيــي الدمشــقي‬ ‫الشــافعي‪ .‬حتقيــق‪ :‬العرقســويس‪ ،‬حممــد نعيــم‪1993 .‬م‪.‬‬ ‫توضيــح املشــتبه يف ضبــط أســاء الــرواة وأنســاهبم‬ ‫وألقاهبــم وكناهــم‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬مؤسســة الرســالة‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫بلحــاف‪ ،‬عامــر فائــل حممــد‪1434 .‬هـــ‪2013/‬م‪ .‬اســم‬ ‫الفعــل إشــكال املفهــوم واملصطلــح‪ .‬جملــة احتــاد‬ ‫اجلامعــات العربيــة لــآداب‪ ،‬احتــاد اجلامعــات العربيــة‪،‬‬ ‫اجلمعيــة العلميــة لكليــات اآلداب‪ ،‬املجلــد (‪،)10‬‬ ‫العــدد (‪1‬ب)‪ ،‬ص ص ‪.429 – 405‬‬

‫ابــن هشــام‪ ،‬مجــال الديــن أبــو حممــد عبــد اهلل‪ ‬بــن يوســف‬ ‫األنصــاري‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬رشح شــذور الذهــب‪ .‬بــدون رقــم‬ ‫الطبعــة‪ ،‬بــدون بيانــات النــارش وبلــد النــر‪.‬‬

‫حســان‪ ،‬متــام‪1427 .‬هـــ‪2006/‬م‪ .‬اللغــة العربيــة معناهــا‬ ‫ومبناهــا‪ .‬الطبعــة اخلامســة‪ ،‬عــامل الكتــب‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬ ‫مــر‪.‬‬

‫ابــن نقطــة‪ ،‬أبــو بكــر معــن الديــن حممد‪ ‬بــن عبــد‬ ‫الغني‪ ‬بــن أيب بكر‪ ‬بــن شــجاع احلنبــي البغــدادي‪.‬‬ ‫حتقيــق‪ :‬احلــوت‪ ،‬كــال يوســف‪1408 .‬هـــ‪1988/‬م‪.‬‬ ‫التقييــد ملعرفــة رواة الســنن واملســانيد‪ .‬الطبعــة األوىل‪،‬‬ ‫دار الكتــب العلميــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫مجــال الديــن‪ ،‬مصطفــى‪1407 .‬هـــ‪ .‬رأي يف تقســيم الكلمــة‪.‬‬ ‫جملــة تراثنــا‪ ،‬مؤسســة آل البيــت إلحيــاء الــراث‪ ،‬العدد‬ ‫األول‪ ،‬الســنة الثانيــة‪ ،‬املحــرم‪ ،‬ص ص ‪.127 – 106‬‬ ‫تاريــخ االســرجاع ‪2016-12-04‬م‪ ،‬عــى الرابــط‬ ‫اإللكــروين‪http://bit.ly/2kYy4QL :‬‬

‫ابــن هشــام‪ ،‬مجــال الديــن أبــو حممــد عبــد اهلل‪ ‬بــن يوســف‬ ‫األنصــاري‪ .‬حتقيــق‪ :‬اخلطيــب‪ ،‬عبــد اللطيــف حممــد‪.‬‬ ‫‪1421‬هـــ‪2000/‬م‪ .‬مغنــي اللبيب عن كتــب األعاريب‪.‬‬ ‫الطبعــة األوىل‪ ،‬السلســلة الرتاثيــة (‪ ،)21‬املجلــس‬ ‫الوطنــي للثقافــة والفنــون واآلداب‪ ،‬الكويــت‪.‬‬

‫حســن‪ ،‬عبــاس‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬النحــو الــوايف‪ .‬الطبعــة اخلامســة‬ ‫عــرة‪ ،‬دار املعــارف‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫اخلــري‪ ،‬حممد‪ ‬بــن مصطفــى الشــافعي‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬حاشــية‬ ‫اخلــري عــى رشح ابــن عقيــل عــى ألفيــة ابــن مالــك‪.‬‬ ‫بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬بــدون بيانــات النــارش وبلــد النــر‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫ابن صابرالقائل بـ‪« ‬الخالفة» في النحو العربي علي خليفة عطوة عبد‪ ‬اللطيف‬

‫الذهبــي‪ ،‬أبــو عبــد اهلل شــمس الديــن حممد‪ ‬بــن أمحد‪ ‬بــن‬ ‫عثــان‪ .‬حتقيــق‪ :‬األرنــاؤوط‪ ،‬شــعيب‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬ســر‬ ‫أعــام النبــاء‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬مؤسســة الرســالة‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫الذهبــي‪ ،‬أبــو عبــد اهلل شــمس الديــن حممد‪ ‬بــن أمحد‪ ‬بــن‬ ‫عثــان‪ .‬حتقيــق‪ :‬املعلمــي‪ ،‬عبــد الرمحن‪ ‬بــن حييــى‪.‬‬ ‫‪1374‬هـــ‪ .‬تذكــرة احلفــاظ‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دائــرة‬ ‫املعــارف العثامنيــة‪ ،‬تصويــر دار الكتــب العلميــة‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫الذهبــي‪ ،‬أبــو عبــد اهلل شــمس الديــن حممد‪ ‬بــن أمحد‪ ‬بــن‬ ‫عثــان‪ .‬حتقيــق‪ :‬تدمــري‪ ،‬عمــر عبــد الســام‪.‬‬ ‫‪1410‬هـــ‪1990/‬م‪ .‬تاريــخ اإلســام‪ .‬الطبعــة الثانيــة‪،‬‬ ‫دار الكتــاب العــريب‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫الرمــاين‪ ،‬أبــو احلســن عيل‪ ‬بــن عيســى‪ .‬حتقيــق‪ :‬شــلبي‪ ،‬عبــد‬ ‫الفتــاح إســاعيل‪1401 .‬هـــ‪1981/‬م‪ .‬معــاين احلــروف‪.‬‬ ‫الطبعــة الثانيــة‪ ،‬دار الــروق‪ ،‬جــدة‪ ،‬اململكــة العربيــة‬ ‫السعودية‪.‬‬ ‫الزجاجــي‪ ،‬أبــو القاســم‪ .‬حتقيــق‪ :‬املبــارك‪ ،‬مــازن‪ .‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫اإليضــاح يف علــل النحــو‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار‬ ‫النفائــس‪ ،‬بــدون بلــد النــر‪.‬‬ ‫الــزركيل‪ ،‬خــر الدين‪ ‬بــن حممود‪ ‬بــن حممد‪ ‬بــن عيل‪ ‬بــن‬ ‫فــارس الدمشــقي‪2002 .‬م‪ .‬األعــام‪ .‬الطبعــة اخلامســة‬ ‫عــرة‪ ،‬دار العلــم للماليــن‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫الســاقي‪ ،‬فاضــل مصطفــى‪ .‬تقديــم‪ :‬حســان‪ ،‬متــام‪.‬‬ ‫‪1397‬هـــ‪1977/‬م‪ .‬أقســام الــكالم العــريب مــن حيــث‬ ‫الشــكل والوظيفــة‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬مكتبــة اخلانجــي‪،‬‬ ‫القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬ ‫الســبكي‪ ،‬تقــي الديــن أبــو احلســن عيل‪ ‬بــن عبــد الكايف‪ ‬بــن‬ ‫عيل‪ ‬بــن متــام‪ ،‬وابــن الســبكي‪ ،‬تــاج الديــن أبــو نــر‬ ‫عبــد الوهاب‪ ‬بــن تقــي الديــن أيب احلســن عيل‪ ‬بــن عبــد‬ ‫الكايف‪ ‬بــن عيل‪ ‬بــن متــام‪1995 .‬م‪ .‬اإلهبــاج يف رشح‬ ‫املنهــاج‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار الكتــب العلميــة‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫ســيبويه‪ ،‬أبــو بــر عمرو‪ ‬بــن عثامن‪ ‬بــن قنــر‪ .‬حتقيــق‪:‬‬ ‫هــارون‪ ،‬عبــد الســام حممــد‪1982 .‬م‪ .‬الكتــاب‬ ‫«كتــاب ســيبويه»‪ .‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬مكتبــة اخلانجــي‬ ‫بالقاهــرة‪ ،‬دار الرفاعــي بالريــاض‪.‬‬ ‫الســيوطي‪ ،‬جــال الديــن عبــد الرمحــن‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬األشــباه‬ ‫والنظائــر يف النحــو‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار الكتــب‬

‫‪34‬‬

‫العلميــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫الســيوطي‪ ،‬جــال الديــن عبــد الرمحــن‪ .‬حتقيــق‪ :‬إبراهيــم‪،‬‬ ‫حممــد أبــو الفضــل‪1399 .‬هـــ‪1979/‬م‪ .‬بغيــة الوعــاة‬ ‫يف طبقــات اللغويــن والنحــاة‪ .‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬دار‬ ‫الفكــر‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫الســيوطي‪ ،‬جــال الديــن عبــد الرمحــن‪ .‬حتقيــق‪ :‬هنــداوي‪،‬‬ ‫عبــد احلميــد‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬مهــع اهلوامــع يف رشح مجــع‬ ‫اجلوامــع‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬املكتبــة التوفيقيــة‪،‬‬ ‫القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫الشــاطبي‪ ،‬أبــو إســحاق إبراهيم‪ ‬بــن موســى‪ .‬حتقيــق‪:‬‬ ‫العثيمــن‪ ،‬عبــد الرمحن‪ ‬بن ســليامن‪1428 .‬هـــ‪2007/‬م‪.‬‬ ‫املقاصــد الشــافية يف رشح اخلالصــة الكافيــة «رشح‬ ‫ألفيــة ابــن مالــك» (اجلــزء األول)‪ .‬الطبعــة األوىل‪،‬‬ ‫مركــز البحــث العلمــي وإحيــاء الــراث اإلســامي‪،‬‬ ‫كليــة الرشيعــة والدراســات اإلســامية‪ ،‬جامعــة أم‬ ‫القــرى‪ ،‬مكــة املكرمــة‪.‬‬ ‫الصبــان‪ .‬حتقيــق‪ :‬ســعد‪ ،‬طــه عبد الــرؤوف‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬حاشــية‬ ‫الصبــان مــع رشح األشــموين عــى ألفيــة ابــن مالــك‬ ‫ومعــه رشح الشــواهد للعينــي‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪،‬‬ ‫املكتبــة التوفيقيــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫الصفــدي‪ ،‬صــاح الديــن خليل‪ ‬بــن أيبك‪ ‬بــن عبــد‬ ‫اهلل‪ .‬حتقيــق‪ :‬األرنــاؤوط‪ ،‬أمحــد‪ ،‬ومصطفــى‪ ،‬تركــي‪.‬‬ ‫‪1420‬هـــ‪2000/‬م‪ .‬الــوايف بالوفيــات‪ .‬بــدون رقــم‬ ‫الطبعــة‪ ،‬دار إحيــاء الــراث‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫الطويــل‪ ،‬حممــد عبــد املجيــد‪1998 .‬م‪ .‬جامــع العلــوم‬ ‫الباقــويل نظــرة يف تراثــه وحتقيــق لبعــض القضايــا‪.‬‬ ‫جملــة معهــد املخطوطــات العربيــة‪ ،‬مــر‪ ،‬مــج (‪،)42‬‬ ‫ج (‪ ،)1‬مايو‪ ،‬ص ص ‪.213-187‬‬ ‫الطيــب الفــايس‪ ،‬أبــو عبــد اهلل حممــد‪ .‬حتقيــق‪ :‬فجــال‪،‬‬ ‫حممــود يوســف‪1423 .‬هـــ‪2002/‬م‪ .‬فيــض نــر‬ ‫االنــراح مــن روض طــي االقــراح ومعــه االقــراح‬ ‫يف أصــول النحــو وجدلــه للســيوطي‪ .‬الطبعــة الثانيــة‪،‬‬ ‫سلســلة الدراســات العربيــة‪ ،‬دار البحــوث للدراســات‬ ‫اإلســامية وإحيــاء الــراث‪ ،‬ديب‪ ،‬دولــة اإلمــارات‬ ‫العربيــة املتحــدة‪.‬‬

‫عــز الديــن احلســيني‪ ،‬الرشيــف أمحد‪ ‬بــن حممد‪ ‬بــن‬ ‫عبــد الرمحــن‪ .‬حتقيــق‪ :‬معــروف‪ ،‬بشــار عــواد‪.‬‬ ‫‪1428‬هـــ‪2007/‬م‪ .‬صلــة التكملــة لوفيــات النَّق َلــة‪.‬‬ ‫الطبعــة األوىل‪ ،‬دار الغــرب اإلســامي‪ ،‬تونــس‪.‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫عــزون‪ ،‬مجــال‪1428 .‬هـــ‪2007/‬م‪ .‬مــن حديــث احلافــظ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫األب ِريــن‪ .‬تاريــخ‬ ‫الســ َل ِف ِّي عــن‬ ‫َأ ِب‬ ‫بعــض ْ‬ ‫طاهــر ِّ‬ ‫االســرجاع ‪2016-12-04‬م‪ ،‬عــى الرابط اإللكرتوين‪:‬‬ ‫‪/http://www.alukah.net/culture/0/1232‬‬ ‫العســقالين‪ ،‬شــهاب الديــن أبــو الفضــل أمحد‪ ‬بــن عيل‪ ‬بــن‬ ‫حممد‪ ‬بــن حجــر‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬لســان امليــزان‪ .‬بــدون رقــم‬ ‫الطبعــة‪ ،‬بــدون بيانــات النــارش وبلــد النــر‪.‬‬ ‫العســقالين‪ ،‬شــهاب الديــن أبــو الفضــل أمحد‪ ‬بــن عيل‪ ‬بــن‬ ‫حممد‪ ‬بــن حجــر‪1349 .‬هـــ‪ .‬الــدرر الكامنــة يف أعيــان‬ ‫املائــة الثامنــة‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دائــرة املعــارف‬ ‫العثامنيــة‪ ،‬حيــدر آبــاد‪ ،‬اهلنــد‪ ،‬تصويــر إحيــاء الــراث‬ ‫العــريب‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫العســقالين‪ ،‬شــهاب الديــن أبــو الفضــل أمحد‪ ‬بــن عيل‪ ‬بــن‬ ‫حممد‪ ‬بــن حجــر‪ .‬حتقيــق‪ :‬احلــوت‪ ،‬كــال يوســف‪.‬‬ ‫‪1990‬م‪ .‬نظــم الــآيل باملائــة العــوايل‪ .‬الطبعــة األوىل‪،‬‬ ‫دار الكتــب العلميــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫عويــش‪ ،‬أمحــد حممــد أمحــد‪1402 .‬هـــ‪1982/‬م‪ .‬أســاء‬ ‫األفعــال يف اللغــة والنحــو‪ .‬رســالة ماجســتري يف فــرع‬ ‫اللغــة‪ ،‬كليــة اللغــة العربيــة‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬اململكــة‬ ‫العربيــة الســعودية‪.‬‬ ‫الفريوزأبــادي‪ ،‬حممد‪ ‬بــن يعقــوب‪ .‬حتقيــق‪ :‬املــري‪،‬‬ ‫حممــد‪1407 .‬هـــ‪ .‬البلغــة يف تراجــم أئمة النحــو واللغة‪.‬‬ ‫الطبعــة األوىل‪ ،‬مجعيــة إحيــاء الــراث اإلســامي‪،‬‬ ‫الكويــت‪.‬‬

‫ُك َثـ ِّـر‪ .‬مجــع ورشح‪ :‬عباس‪ ،‬إحســان‪1931 .‬هـــ‪1791/‬م‪.‬‬ ‫ــر عــزة‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار الثقافــة‪،‬‬ ‫ديــوان ُك َث ِّ‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫املــرد‪ ،‬أبــو العبــاس حممد‪ ‬بــن يزيــد‪ .‬حتقيــق‪ :‬عضيمــة‪،‬‬ ‫حممــد عبــد اخلالــق‪1415 .‬هـــ‪1994/‬م‪ .‬املقتضــب‪.‬‬ ‫بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬جلنــة إحيــاء الــراث اإلســامي‪،‬‬ ‫املجلــس األعــى للشــؤون اإلســامية‪ ،‬وزارة األوقاف‪،‬‬ ‫القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫جممــع اللغــة العربيــة بالقاهــرة‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬إبراهيــم أنيــس‬ ‫والــدرس اللغــوي‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬جممــع اللغــة‬ ‫العربيــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫املحبــي‪ ،‬حممــد أمني‪ ‬بــن فضــل اهلل‪ ‬بــن حمــب الدين‪ ‬بــن‬ ‫حممــد‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬نفحــة الرحيانــة ورشــحة طــاء احلانــة‪.‬‬ ‫بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬بــدون بيانــات النــارش وبلــد‬ ‫النــر‪.‬‬

‫املــرادي‪ ،‬أبــو الفضــل حممــد خليل‪ ‬بــن عيل‪ ‬احلســيني‪.‬‬ ‫‪1988‬م‪ .‬ســلك الــدرر يف أعيــان القــرن الثــاين عــر‪.‬‬ ‫الطبعــة الثالثــة‪ ،‬دار البشــائر اإلســامية‪ ،‬دار ابــن حزم‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫املقــري‪ ،‬أمحد‪ ‬بــن حممــد التلمســاين‪ .‬حتقيــق‪ :‬عبــاس‪،‬‬ ‫إحســان‪1388 .‬هـــ‪1968/‬م‪ .‬نفــح الطيــب مــن غصــن‬ ‫األندلــس الرطيــب‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار صــادر‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫املقريــزي‪ ،‬تقــي الديــن‪ .‬حتقيــق‪ :‬اليعــاوي‪ ،‬حممــد‪.‬‬ ‫‪1411‬هـــ‪ .‬املقفــى الكبــر‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دار الغــرب‬ ‫اإلســامي‪ ،‬تونــس‪.‬‬

‫نــر‪ ،‬مجــال حممــد حممــد‪2003 .‬م‪ .‬احلــروف املختلــف‬ ‫يف إفادهتــا للعطــف دراســة وحتليــل‪ .‬جملــة الثقافــة‬ ‫والتنميــة‪ ،‬مــر‪ ،‬س (‪ ،)3‬ع (‪ ،)6‬ينايــر‪ ،‬ص ص ‪126‬‬ ‫– ‪.192‬‬

‫يامــي‪ ،‬مجــال‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬ابــن الزبــر الغرناطــي‪ .‬تاريــخ‬ ‫االســرجاع ‪2016-12-04‬م‪ ،‬عــى الرابــط‬ ‫‪http://bit.ly/2kXpe64‬‬ ‫اإللكــروين‪:‬‬

‫اليونينــي‪ ،‬قطــب الديــن أبــو الفتــح موســى‪1992 .‬م‪.‬‬ ‫ذيــل مــرآة الزمــان‪ .‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬وزارة التحقيقــات‬ ‫احلكميــة واألمــور الثقافيــة للحكومــة اهلنديــة‪ ،‬دار‬ ‫الكتــاب اإلســامي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫اللطيف‬ ‫«الخالفة» في النحو العربي علي خليفة عطوة عبد‬ ‫ابن صابرالقائل بـ‬

Ibn Saber Who Initiated Non-Designated Words “AlKhalifah” in Arabic Syntax Ali khalifa A. Abdul Latif King Faisal University, Saudi Arabia https://doi.org/10.37575/h/lng/1941

ABSTRACT

Syntax scholars adopted three components of speech; nouns, verbs, and prepositions according to Sībawayh. The words that are not part of his classification initiated a debate among scholars. It was until Ibn Saber initiated the term “Alkhalifah” to describe such type of speech as the fourth component. This term became popular among modern scholars. Despite the popularity and importance of this term, modern syntactic studies and vita books did not present adequate information about Ibn Saber. Thus, it is essential to collect the dispersed information about him in an analytical study that introduces his life, opinions, and era properly. This study came in two parts: the first “identifying Ibn Saber” which included his name, surname, title, birthplace, ancestry, work, doctrine, his trips, education, teachers, peers, students, troubles, illness, and passing away. The second part covers his syntactic opinions, books, and poetry The main findings of this work is that the available vita of Ibn Saber had too many typographical mistakes. Ibn Saber was born in Malaga, Andalusia in 625H/1227G, and died in Egypt on 662H/1263G. He received his education from, Hamid Alnahawy, Abou Mouhamed Bin Attia the student of Alsohaily, Ibn Alsabouny, Ibn Soraqa Alansary Alshateby, Alsharif Ezzeldien Alhussainy, and several others. His main peer was Abou Jafar bin Alzubier, the teacher of Abou Hayan Alandalusi. Ibn Saber followed the deoctrine of Kufies in his reported syntactic openions. Finally, His initiation of “Akhalifah” was a specific transition twords releafing the burden of concept and terminology of speech classification. Key Words: Scholar agreement, Speech classification, Syntactic terminology.

36


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫النّ�ص ّ‬ ‫ال�شعري بني موقف انفعايل وواقع معي�ش‬ ‫أمنوذجا‬ ‫بائية ب�شار بن برد يف مدح الفر�س وهجاء العرب �‬ ‫ً‬ ‫زياد حممود مقدادي‬

‫قسم ال ّلغة العرب ّية‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة امللك خالد‬ ‫أهبا‪ ،‬اململكة العربية السعودية‬ ‫‪https://doi.org/10.37575/h/lng/1814‬‬

‫امللخص‬

‫ـص الشــعري وحيــاة‬ ‫انعكاســا‬ ‫ـص الشــعري‬ ‫واضحــا للمؤثــرات النفسـ ّية التــي يمــر هبــا الشــاعر‪ ،‬فثمــة عالقــة وثيقــة بــن النـ ّ‬ ‫ً‬ ‫جيــد النّاظــر يف النّـ ّ‬ ‫ً‬ ‫صاحبــه التــي تتأثــر بالبيئــة واملجتمــع الــذي يعيــش فيــه الشــاعر؛ مــا ينعكــس بصــورة شــعورية أو ال شــعورية عــى قولــه‪.‬‬ ‫وتربز أمهية هذا البحث من خالل عنايته برصد عالقة الشاعر باملجتمع وأثر ذلك عىل شخصيته وانفعاالته ومنظومه‪.‬‬ ‫وهيــدف البحــث إىل إعطــاء قــراءة واضحــة تبـ ّـن كيــف تفاعــل الشــاعر مــع مؤثــرات املجتمــع‪ ،‬فعـ ّـر عــن ذلــك بإبداعــه مــن خــال جتربــة فن ّيــة‬ ‫حتمــل جوانــب عديــدة مــن أمههــا املؤثــرات النّفسـ ّية املتو ّلــدة عــن ازدراء املجتمــع واضطهــاده للمبــدع‪.‬‬ ‫ـم حتليــل اجلوانــب التّارخي ّيــة التــي كان هلــا‬ ‫واعتمــدت الدراســة عــى املنهــج التحليــي مــن خــال الرتكيــز عــى ســلوك نفــي هــو االنفعــال‪ ،‬ثـ ّ‬ ‫الســلوك‪.‬‬ ‫أثرهــا يف إبــراز هــذا ّ‬ ‫وتوصلــت الدراســة إىل ّ‬ ‫أن بشــار بــن بــرد تفاعــل مــع املجتمــع العــريب الــذي يعيــش فيــه والــذي ينظــر إليــه نظــر ًة دونيــة‪ ،‬مــا جعلــه يــرد عليهــم‬ ‫ـص شــعري‪ ،‬أظهــر فيــه انفعاالتــه ومكبوتاتــه‪.‬‬ ‫احتقارهــم لــه مــن خــال نـ ّ‬

‫الكلامت املفتاحية‪ :‬االزدراء‪ ،‬االنفعال‪ ،‬بشار بن برد‪ ،‬املجتمع‪.‬‬

‫املقدمة‬ ‫كبــرا يف جمــال‬ ‫حيــزا‬ ‫حتتــل الدّ راســات التطبيق ّيــة ً‬ ‫ً‬ ‫الــدرس األديب؛ إذ ّإنــا تســاعد الدّ ارســن والنّقــاد‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫نقــدي مــن جانــب يســهم يف‬ ‫نتــاج‬ ‫يف الوصــول إىل‬ ‫التأصيــل للنظريــات النقد ّيــة فيــا بعــد‪ ،‬وتطبــق مــا‬ ‫توصــل إليــه الدارســون مــن أحــكا ٍم نقديــة سـ ٍ‬ ‫ـابقة مــن‬ ‫جانــب آخــر‪.‬‬ ‫وتتعــدد رؤى الدارســن يف تلقــي النّصــوص‬ ‫وقراءهتــا تب ًعــا ملنطلقاهتــم‪ ،‬وتبقــى الدراســات‬ ‫ـص املــدروس نفســه‪ ،‬فليســت‬ ‫خاضعــة لتجــاوب النـ ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫منهــج مــا يف حتليلهــا‬ ‫كل النصــوص صاحلــ ًة لتطبيــق‬ ‫وتفســرها‪.‬‬ ‫ـص األديب‬ ‫وير ّكــز املنهــج النّفــي عنــد دراســة النـ ّ‬ ‫عــى شــخصية املبــدع‪ ،‬والعوامــل املؤثــرة فيهــا‪ .‬ومــن‬ ‫هنــا جــاءت هــذه الدراســة بقصــد الكشــف عــن‬ ‫العوامــل اخلارجيــة املؤثــرة عــى شــخص ّية املبــدع‪.‬‬ ‫وانطال ًقــا مــن أمهيــة التحليــل النّفــي يف قــراءة‬ ‫األدب فقــد أقبــل عــدَ ٌد مــن الباحثــن عــى تطبيقــه‪،‬‬ ‫وثمــ َة عــد ٌد غــر قليــل مــن الدّ ارســن ط ّبــق منهــج‬ ‫التحليــل عــى شــعر ّ‬ ‫بشــار بــن بــرد‪ ،‬ومــن هــؤالء‬ ‫الدّ ارســن الدكتــور حممــد النوهيــي يف كتابــه «شــخصية‬ ‫ّ‬ ‫بشــار»‪ ،‬والدكتــور يوســف بــكّار يف كتابــه «قضايــا‬ ‫فــر فيــه ّ‬ ‫يف النّقــد ّ‬ ‫أن الفــ ّن عنــد‬ ‫والشــعر»‪ ،‬الــذي ّ‬ ‫ّ‬ ‫بشــار بــن بــرد تعويــض‪ ،‬ودراســة تــورج ســهرايب‬

‫«تأثــر عقــد النّقــص يف هجــو ّ‬ ‫بشــار بــن بــرد نشــأة‬ ‫«الســخرية‬ ‫وجتل ّيــات»‪ ،‬ودراســة خــر الدّ يــن العبــادي ّ‬ ‫يف شــعر ّ‬ ‫بشــار بــن بــرد»‪ ،‬ودراســة معتــز قــي ياســن‬ ‫«البواعــث النّفس ـ ّية يف هجــاء ّ‬ ‫بشــار بــن بــرد»‪ ،‬وغــر‬ ‫ذلــك مــن الدّ راســات احلديثــة‪.‬‬ ‫نصــا لبشــار بــن بــرد‬ ‫وتناولــت هــذه الدّ راســة ًّ‬ ‫تو ّلــد لديــه نتيجــة عوامــل خارجيــة‪ ،‬فبــدأت الدّ راســة‬ ‫بتقســيم القصيــدة‪ ،‬وحتليلهــا‪ ،‬والوقــوف عــى‬ ‫األســباب الرئيســة لنظمهــا‪ ،‬وقــد ربطــت الدّ راســ ُة‬ ‫ـص وبعــض جوانــب علــم النّفــس يف حــدود‬ ‫بــن النـ ّ‬ ‫مــا خيدمهــا‪ ،‬حتقي ًقــا هلدفهــا يف إبــراز أثــر االنفعــال عــى‬ ‫شــخصية املبــدع‪.‬‬ ‫الدراسة‬ ‫ّ‬ ‫ـص‬ ‫ـم املؤثــرات يف النّـ ّ‬ ‫إن العوامــل النّفســية مــن أهـ ّ‬ ‫ـارا ب ّينـ ًة يف نفــس‬ ‫الشـ ّ‬ ‫ـعري‪ ،‬ال سـ ّيام تلــك التــي تــرك آثـ ً‬ ‫الشــاعر‪ ،‬فتنعكــس عــى مــا ينظمــه‪ ،‬وقــد يكــون هــذا‬ ‫االنعــكاس شــام ً‬ ‫ال يؤثــر يف معظــم شــعر الشــاعر‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مــر هبــا فتظهــر آثارهــا‬ ‫أو جزئ ًيــا كموقــف أو حالــة ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عديــدة؛ تب ًعــا لتلــك املواقــف‬ ‫نصــوص‬ ‫نــص أو‬ ‫يف‬ ‫وأثرهــا عــى األديــب‪.‬‬ ‫والعوامــل النّفســ ّية التــي تنعكــس عــى األديــب‬ ‫ُ‬ ‫ترتبــط بواقعــه الــذي يعيشــه‪ ،‬كــا أشــار مصطفــى‬ ‫ســويف إىل ّ‬ ‫ـي مــن حيــث هــو عمليــة‬ ‫«أن النّشــاط الفنّـ ّ‬

‫‪37‬‬


‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫أنموذجا‬ ‫النص الشعري بين موقف انفعالي وو اقع معيش بائية بشاربن برد في مدح الفرس وهجاء العرب‬

‫متتــدُّ جــذوره يف أعــاق احليــاة»(‪.)1‬‬ ‫ومــن املؤ ّكــد ّ‬ ‫أن واقــع الشــاعر يؤثــر عــى إبداعــه‪،‬‬ ‫فينعكــس ذلــك عــى مــا ينظمــه مــن قصائــد‪ ،‬وال‬ ‫ينفصــل هــذا الواقــع عــن الدوافــع النّفســ ّية لنظــم‬ ‫ّــص الشــعري‪.‬‬ ‫الن ّ‬ ‫وقــد عــدّ الدّ ارســون ّ‬ ‫أن االنفعــال مــن هــذه‬ ‫حمــركًا‬ ‫الدّ وافــع؛ حيــث ُيعــدّ يف كثــر مــن األحيــان ّ‬ ‫أساس ـ ًّيا لشــاعر ّية املبــدع‪« ،‬واالنفعــال حال ـ ٌة شــعور ّية‬ ‫مركّبــة يصحبهــا نشــاط جســمي وفســيولوجي‬ ‫مميــز»(‪ .)2‬وهــذا يعنــي أنّــه اضطــراب ينتــج بفعــل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مثــر لــه‪ ،‬وعــاد ًة مــا يرتبــط هــذا املثــر‬ ‫مســبب أو‬ ‫بالواقــع الــذي يعيشــه املــرء‪.‬‬ ‫وهنــاك عالقــ ٌة قو ّيــة بــن األدب وعلــم النفــس؛‬ ‫َ‬ ‫حيــث ّ‬ ‫ُ‬ ‫األعــال األدب ّيــة بالتفســر‬ ‫إن األخــر خيــدم‬ ‫والتقويــم‪« ،‬فهــو ينــر جوانــب عمل ّيــة اإلبــداع»(‪.)3‬‬ ‫يب والدراســات‬ ‫لــذا ال يمكــن الفصــل بــن النّــص األد ّ‬ ‫خاصــة تلــك النّصــوص التــي كان للدوافــع‬ ‫النفس ـ ّية‪ّ ،‬‬ ‫النفســ ّية أثــر يف نظمهــا‪.‬‬ ‫ومــن هنــا تقــوم هــذه الدّ راســة بالوقــوف عــى‬ ‫العوامــل النفســ ّية التــي تو ّلــدت بســبب البيئــة التــي‬ ‫يعيشــها بشــار بــن بــرد‪ ،‬فأ ّثــرت فيــه فنظــم هــذه‬ ‫القصيــدة‪ ،‬التــي يفتخـ ُـر فيهــا بالفــرس‪ ،‬ويــذ ُّم العــرب‬ ‫ويســخر منهــم‪ ،‬وال بــد يف هــذه الدراســة مــن تقســيم‬ ‫القصيــدة إىل مقاطــع أو لوحــات؛ حتــى يتّضــح‬ ‫ٍ‬ ‫التشــكيل الفنّــي يف ّ‬ ‫لوحــة منهــا(‪:)4‬‬ ‫كل‬ ‫املطلع‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ــر ِ‬ ‫رســول‬ ‫هــل مــن‬ ‫ب‬ ‫خمــر عنِّــي مج َ‬ ‫يــع ا ْل َع َ‬ ‫ِ‬ ‫ــم ومــن ثــوى يف الــربِ‬ ‫مــ ْن كان ح ًّيــا من ُْه ُ‬ ‫الفخر‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫وساســان ِأب‬ ‫ــرى‪،‬‬ ‫أس ُ‬ ‫جــدِّ ي ا َّلــذي ْ‬ ‫ــمو بِــه ك ْ َ‬ ‫وقيــر خــايل إذا َعــد ْد ُت ْيو ًمــا ن َ​َســبِي‬ ‫تاج ِ‬ ‫أب بِ ِ‬ ‫ُم ْعت َِص ِ‬ ‫كــم يل وكــم يل مــن ٍ‬ ‫ــب‬ ‫ــه‬ ‫ْأشــوس ِف جم ْ ِل ِس ِ‬ ‫ــه جيثــى لــه بالركــب‬ ‫َ َ‬ ‫ال ْو ِ‬ ‫هــر ا ُْل ْل ِتهــبِ‬ ‫يغــدو إىل جملســه ِف ْ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫احلجــب‬ ‫وقائــم يف‬ ‫مســتفضل يف فنــك‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ (‪)5‬‬ ‫َّ‬ ‫الذهــب‬ ‫يــق لــ ُه بِآنيــات‬ ‫َي ْســ َعى ْالبان ُ‬ ‫(‪ )1‬ســويف‪ ،‬األســس النّفســية لإلبــداع الفنّــي فــي ّ‬ ‫الشــعر خاصــة‪،‬‬ ‫ص ‪.54‬‬ ‫الص ّحة النّفس ّية والعالج النّفسي‪ ،‬ص‪.420‬‬ ‫(‪ )2‬زهران‪ّ ،‬‬ ‫(‪ )3‬ويليك و أوستن‪ ،‬نظرية األدب‪ ،‬ص‪.93‬‬ ‫(‪ )4‬ابن برد‪ ،‬ديوان ّ‬ ‫بشار بن برد‪.391-389/1 ،‬‬ ‫(‪ )5‬اهلبانيق‪ :‬مجع ِهبنق‪ :‬الوصيف‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫زياد محمود مقدادي‬

‫هجاء العرب‬ ‫ِ‬ ‫طــاب ســ ًقى‬ ‫ــق أ ْق‬ ‫َل ْ ُي ْس َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫قــط ِأب‬ ‫والَ حــدا‬ ‫والَ أتــى حنْظلــ ًة‬ ‫ُع ْر ُف َطــ ًة‬ ‫والَ أتــى‬ ‫وال شــوينا ورالً‬ ‫ــت والَ‬ ‫والَ‬ ‫تقص ْع ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫قــط أيب‬ ‫وال اصطــى‬ ‫نســيا‬ ‫بايــد‬ ‫ومل‬ ‫ك َّ‬ ‫ال وال كان أيب‬

‫ش ُبــا ِف ا ْل ُع َل ِ‬ ‫ــب‬ ‫َي ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ــف بعــر َجــرب‬ ‫َخ ْل َ‬ ‫(‪)6‬‬ ‫يثقبهــا مــن ســغب‬ ‫ِ (‪)7‬‬ ‫بِ ْ‬ ‫الشــب‬ ‫خيْبِ ُطهــا‬ ‫الذن ِ‬ ‫بِ َّ‬ ‫َــب‬ ‫نضنِ ًضــا‬ ‫ُم ْ‬ ‫ِ‬ ‫ــز ِ‬ ‫ب‬ ‫أكلــت‬ ‫ُ‬ ‫ضــب احل َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ (‪)8‬‬ ‫للهــب‬ ‫مفحجــا‬ ‫ً‬ ‫(‪)9‬‬ ‫وال هــوى للنصــب‬ ‫ِ (‪)10‬‬ ‫جــي َقتَــب‬ ‫ْير ُ‬ ‫رش ْ‬ ‫كــب ْ‬ ‫االفتخار بنرصة الفرس للعباسيني‬ ‫إِنَّــا ُم ُل ٌ‬ ‫ْ‬ ‫نــزل يف ســالفات احلقــب‬ ‫ــوك مل‬ ‫ْ‬ ‫غــر ا ْل ِ‬ ‫ــخ بِ ْ ِ‬ ‫نحــن جلبنــا اخليــل مــن ب ْل ٍ‬ ‫كــذب‬ ‫ــر ْي َح َل ِ‬ ‫ــب‬ ‫حتَّــى َســ َق ْيناها ومــا ن ْبــد ُه َنْ َ‬ ‫خــت بالشــام أرض الصلــب‬ ‫دو ْ‬ ‫حتَّــى إِذا مــا َّ‬ ‫ٍ‬ ‫جحفــل ذي جلــب‬ ‫رسنــا إىل مــر هبــا يف‬ ‫ِ‬ ‫ا ُْل ْســ َت َلبِ‬ ‫حتــى اســتلبنا ملكهــا بِ ُم ْلكنــا‬ ‫ات ا ْل َع َج ِ‬ ‫الَ ْي ُ‬ ‫وجــادت ْ‬ ‫ــب‬ ‫ــل بِنــا َطن َْجــة َ َذ َ‬ ‫النبــي العــريب‬ ‫حتــى رددنــا امللــك يف أهــل‬ ‫ِّ‬ ‫(‪)11‬‬ ‫ٍ‬ ‫ــز أبــا ال َف ْضــل ِ َبــا أوىل قريــش بالنبــي‬ ‫َ ْي َ‬ ‫مــن ذا الذي عادى اهلدى والديــن مل يســتلب‬ ‫ِ‬ ‫ينتهــب‬ ‫ومــن ومــن عانــده أو جــار مل‬ ‫ــب للَّ ولِ ْلـــ ـــإسالم أرسى الغضــب‬ ‫ن ْغ َض ُ‬ ‫تأكيد دوره يف الدفاع عن املوايل‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫العصــب‬ ‫فــارس عنهــا املحامــي‬ ‫أنــا ابــ ُن فرعــي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ (‪)12‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫شم األ ْغلب‬ ‫نحــ ُن ُ‬ ‫ْ‬ ‫ذوو التِّيجــان وا ْلـــ ــ ُـم ْلك األ ِّ‬ ‫تشـكّل هــذه القصيــدة باســتهالهلا ومقاطعهــا التــي‬ ‫ُبنيــت عليهــا بنــا ًء فنّ ًّيــا خــدم بشــار بــن بــرد‪ ،‬فجــاء كــا‬ ‫أراده وعمــد إليــه‪ ،‬وأ ّثــرت احليــاة اجلديــدة عــى هــذا‬ ‫البنــاء‪« ،‬فالشــعر أيــام العباســيني قــد ســلك طري ًقــا‬ ‫جديــدً ا؛ ّ‬ ‫ألن احليــاة العباســ ّية كانــت جديــدة مــن‬

‫(‪َ )6‬سغَب‪ :‬اجلوع‪.‬‬ ‫(‪ )7‬عُر ُفطة‪ :‬شجر الغضاة وهو شجر مفترش على األرض‪.‬‬ ‫الساقين‪.‬‬ ‫(‪ )8‬‬ ‫ً‬ ‫مفحجا‪ :‬التفحيج هو المباعدة بين أوساط ّ‬ ‫(‪ )9‬علــق محقــق الديوان‪-‬رحمــه اللــه ‪ -‬علــى المصــراع األول مــن‬ ‫هــذا البيــت بأنــه‪ :‬لــم يظهــر مــراده‪.‬‬ ‫(‪َ )10‬قتَب‪ :‬إكاف البعير‪.‬‬ ‫(‪ )11‬علــق محقــق الديــوان ‪-‬رحمــه اللــه‪ -‬علــى الكلمــة األولــى‬ ‫مــن هــذا البيــت بأنــه‪ :‬لــم يتضــح المــراد منهــا‪.‬‬ ‫(‪ )12‬األشم‪ :‬الذي يرفع رأسه‪.‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫ّ‬ ‫كل وجــه»(‪ ،)1‬ويتحلــل هــذا البنــاء مــن الوقــوف عــى‬ ‫األطــال ويدعهــا؛ ّ‬ ‫حســه‬ ‫ألن الشــاعر يقصــد أن يعلـ َـو ّ‬ ‫يب يف هــذا النّــص‪ ،‬فــرك التقليــد‬ ‫عــى اإلنســان العــر ّ‬ ‫الســائد لــدى الشــعراء وهــو الوقــوف عــى األطــال‪،‬‬ ‫وكان مناســ ًبا أن ينظــم القصيــدة بأســلوب جديــد‪،‬‬ ‫موجــه ملــن حيمــل رســالته‬ ‫يب ّ‬ ‫فاســتهلها بمطل ـ ٍع خطــا ّ‬ ‫وينقلهــا إىل العــرب‪ ،‬وأكــد بعــض الدارســن «أنّــه‬ ‫منــذ بشــار حدثــت يف الشــعر العــريب هــزة جديــدة»(‪.)2‬‬ ‫ويكشــف هــذا البنــاء افتخــار بشــار بــن بــرد مــن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫«وأول مــا‬ ‫جانــب وذ ّمــه للعــرب مــن‬ ‫جانــب آخــر‪ّ ،‬‬ ‫يلمســه املتل ّقــي يف هــذا النّــص هــو الفخــر‪ ،‬ويقابــل‬ ‫احلــس بالفخــر الــذ ُّم الــذي يبــدو باختيــار َمــن‬ ‫هــذا‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫يكــون واســط ًة ‪ -‬رســول ‪ -‬بــن املفتخــر ّ‬ ‫(الشــاعر)‪،‬‬ ‫َ‬ ‫فألنــم دونــه مل يواجههــم‬ ‫واملفتخــر عليهــم (العــرب)‪ّ ،‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫مبــارشةً» ‪ ،‬وإنّــا بحــث عــن رســول ينقــل خطابــه‬ ‫إليهــم‪.‬‬ ‫ويــأيت هــذا الربــط بــن مهمــة الرســول التــي تتمثــل‬ ‫بنقــل اخلــر عــن الشــاعر وأمهيتــه‪ ،‬وبــن رضورة‬ ‫تعميمــه عــى العــرب؛ ّ‬ ‫ألن ثمـ َة عوامــل دفعتــه إىل هذا‪،‬‬ ‫منهــا أصلــه األعجمــي‪ ،‬وأكــد حممــد النوهيــي ذلــك‬ ‫ـرا مــن أجــل أصلــه‬ ‫بقولــه‪« :‬إ ّنــه كان مــوىل اضطهــد كثـ ً‬ ‫(‪)4‬‬ ‫األعجمــي‪ ،‬وتعـ ّـذب صنو ًفــا مــن العــذاب بســببه» ‪.‬‬ ‫ويعيــش بشــار بــن بــرد واق ًعــا فيــه الســيد وفيــه‬ ‫املــوىل‪ ،‬الســيد صاحــب الســلطة‪ ،‬وفيــه املــوىل الــذي‬ ‫أثــرا يف نفســية بشــار؛‬ ‫يعــاين االضطهــاد؛ مــا يــرك ً‬ ‫يتمــرد‬ ‫جيعلــه يضجــر مــن ذلــك الواقــع‪ ،‬حتــى أنّــه‬ ‫ّ‬ ‫عليــه؛ طل ًبــا للكرامــة‪ ،‬فيقــوم بأفعـ ٍ‬ ‫ـال أو يقــول أقــواالً‬ ‫قــد تثــر ســخط اآلخريــن عليــه‪.‬‬ ‫وتعكــس أقــوال بشــار مــا يف داخلــه جتــاه املجتمــع‬ ‫املحيــط بــه‪ ،‬وهــي متثــل جــز ًءا مــن حياتــه لكوهنــا‬ ‫تصــدر عنــه كأي فعــل مــن أفعالــه‪ ،‬وهــي مناســبة‬ ‫يعــر عنهــا‪ ،‬فــكان رضور ًيــا أن يقوهلــا‪ ،‬فنظمهــا‬ ‫ألن ّ‬ ‫ٍ‬ ‫يف قالــب شــعري‪« ،‬ولــكل زمــان أنــاط مــن الفعــل‬ ‫ورضوب مــن الســلوك متناســبة مــع رشوط احليــاة»(‪.)5‬‬ ‫فــكان نظمــه هلــذه القصيــدة ســلوكًا مناس ـ ًبا يــرد فيــه‬ ‫عــى اآلخريــن‪ ،‬وال بــدّ مــن اإلشــارة إىل ّ‬ ‫أن مصطفــى‬ ‫(‪ )1‬حسين‪ ،‬حديث األربعاء‪.20/2 ،‬‬ ‫(‪ )2‬عبدالله‪ ،‬التقليد والتجديد في الشعر العباسي‪ ،‬ص‪.27‬‬ ‫(‪ )3‬مقــدادي‪ ،‬تلقــي شــعر التــراث فــي النقــد العربــي الحديــث مــن‬ ‫أنموذجــا‪ ،‬ص‪.78‬‬ ‫بشــار إلــى المتنبــي‬ ‫ً‬ ‫(‪ )4‬النويهي‪ ،‬شخص ّية بشار‪ ،‬ص‪.24‬‬ ‫(‪ )5‬صليبا‪ ،‬علم النفس‪ ،‬ص‪.102‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫ســويف حــدّ د رشو ًطــا لقيــام ّ‬ ‫الشــاعر جعــل ّأوهلــا‬ ‫ظهــور عالقــة معينــة بــن ّ‬ ‫الشــاعر وجمتمعــه(‪.)6‬‬ ‫ُيظهـ ُـر اســتهالل بشــار يف قصيدتــه أ ّنــه جيــب عــى‬ ‫املجتمــع معرفــة حقائــق األمــور‪ ،‬ثــم يقــوم بتوضيــح‬ ‫هــذه احلقائــق يف باقــي أجــزاء القصيــدة‪.‬‬ ‫ويعــاين بشــار مــن اإلعاقــة البرص ّيــة‪ ،‬ونُظمــت‬ ‫هــذه القصيــدة نتيجــة إحساســه بقهــر ذايت‪ ،‬مصــدره‬ ‫هــذه اإلعاقــة إىل جانــب قهــر الواقــع الــذي ينعكــس‬ ‫عليــه لكونــه ً‬ ‫الــر ّق والفقــر‪« ،‬حتــى أنّــه‬ ‫مــول يعــاين ّ‬ ‫(‪)7‬‬ ‫انتســب إىل بنــي عقيــل الذيــن نشــأ فيهــم» ‪ .‬فانعكــس‬ ‫ذلــك ك ّلــه عليــه‪.‬‬ ‫ومل تكــن هــذه العوامــل وحدهــا لتؤثــر عــى‬ ‫شــخصية بشــار لــوال تداعــي عوامــل أخــرى‪ ،‬مــن‬ ‫أشــدّ ها ازدراء اآلخريــن لــه مــن العــرب‪ ،‬فأججــت‬ ‫مشــاعره؛ مــا جعلــه يشــعر باحلقــد عليهــم‪ ،‬فبــدأ يــر ّد‬ ‫عليهــم‪ ،‬فتو ّلــد لديــه مــا يســمى هبجــاء العــرب‪« ،‬وقــد‬ ‫كان هــذا النــوع مــن منطلــق املــرارة التــي أخــذت‬ ‫تنمــو يف صــدره وتشــتدّ وطأهتــا يف نفســه يو ًمــا بعــد‬ ‫آخــر‪ ،‬حــن كان يــرى نظــرة العــرب إليــه تقتحمــه يف‬ ‫غــر قليــل مــن االزدراء واالحتقــار‪ ،‬وحــن كان يــراه‬ ‫النــاس مــن طبقــة املــوايل»(‪ .)8‬فــأ ّدى ذلــك إىل غضبــة‪،‬‬ ‫«والغضــب هــو املظهــر اإلجيــايب لغريــزة الدفــاع عــن‬ ‫النفــس»(‪.)9‬‬ ‫وتتــاءم هــذه احلقائــق لتؤكــد ّ‬ ‫أن نظــم بشــار‬ ‫هلــذه القصيــدة جــاء نتيجــة الالشــعور‪ ،‬فاإلحســاس‬ ‫باالضطهــاد مل يكــن وليــد تلــك اللحظــة‪ ،‬وإنــا‬ ‫قــادرا‬ ‫إحســاس ُوجــد ونــا يف داخلــه‪ ،‬حتــى مل يعــد‬ ‫ً‬ ‫ـرا عــن حقده‬ ‫عــى إخفائــه‪ ،‬فجــاء نظمــه للقصيــدة تعبـ ً‬ ‫عــى العــرب‪ ،‬وهــذا يم ّثــل الشــعور األصغــر الــذي‬ ‫يتو ّلــد مــن الالشــعور‪ ،‬وأكــد عــامل النفــس فرويــد‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫«أن الالشــعور هــو املجــال األكــر الــذي يضــم بــن‬ ‫جوانبــه املجــال الشــعوري األصغــر»(‪.)10‬‬ ‫وهكــذا‪ ،‬يبــدو لنــا ّ‬ ‫أن الشــاعر نقــل لنــا يف هــذا‬ ‫االســتهالل حاجتــه ملخاطبــة العــرب مجي ًعــا مــن‬ ‫ٍ‬ ‫تبــن هلــم واقــع‬ ‫خــال رســول حيمــل رســالته التــي ّ‬ ‫آبائــه وأجــداده‪ ،‬وهــو واقــع يدعــو للفخــر يف حــن ّ‬ ‫أن‬ ‫(‪ )6‬انظــر‪ :‬ســويف‪ ،‬األســس النّفســية لإلبــداع الفنّــي فــي ّ‬ ‫الشــعر‬ ‫خاصــة‪ ،‬ص‪.119‬‬ ‫(‪ )7‬انظر‪ :‬الجاحظ‪ ،‬البيان والتبيين‪.51/1 ،‬‬ ‫(‪ )8‬العشــماوي‪ ،‬موقــف الشــعر مــن الفــ ّن والحيــاة فــي العصــر‬ ‫العباســي‪ ،‬ص‪.139‬‬ ‫(‪ )9‬صليبا‪ ،‬علم النفس‪ ،‬ص‪.257‬‬ ‫(‪ )10‬فرويد‪ ،‬تفسير األحالم‪ ،‬ص‪.679‬‬

‫‪39‬‬


‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫أنموذجا‬ ‫النص الشعري بين موقف انفعالي وو اقع معيش بائية بشاربن برد في مدح الفرس وهجاء العرب‬

‫واقــع العــرب يــراه مدعــاة لــازدراء‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ونلحــظ ّ‬ ‫ّــص ابتــدأ بجملــة اســتفهام ّية‪:‬‬ ‫أن الن ّ‬ ‫ٍ‬ ‫«هــل مــن رســول خمــر عنّــي مجيــع العــرب»‪ ،‬قصــد‬ ‫فيهــا ّ‬ ‫الشــاعر لفــت املتل ّقــي وشــد انتباهــه إىل مــا‬ ‫يريــد احلديــث عنــه؛ ّ‬ ‫ألن االســتفهام يم ّثــل ثــرا ًء فنّ ًّيــا‬ ‫للســياق الــذي يــرد فيــه‪ ،‬ثــم انتقــل بعــد ذلــك إىل‬ ‫املوضــوع األســاس وهــو كالمــه الــذي يريــد إيصالــه‬ ‫مــع الرســول إىل اآلخريــن‪ ،‬فدخــل لوحــة الفخــر‬ ‫بآبائــه وأجــداده‪ ،‬فقــال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫وساســان ِأب‬ ‫ــرى‪،‬‬ ‫جــــدِّ ي ا َّلــذي ْ‬ ‫أسـ ُـمو بِــه ك ْ َ‬ ‫وقيصـــــر خــايل إذا َعــد ْد ُت ْيومـــــًــا ن َ​َســبِي‬ ‫ِ‬ ‫أب بِ ِ‬ ‫ُم ْعت َِص ِ‬ ‫كــم يل وكــم يل مــن ٍ‬ ‫ــب‬ ‫ــــــــه‬ ‫تاج‬

‫تبــن هــذه ال ّلوحــة نســب الشــاعر‪ ،‬فيعــود نســبه‬ ‫مــن جهــة أبيــه إىل الفــرس‪ ،‬ومــن جهــة أ ّمــه إىل الــروم‪،‬‬ ‫واعتمــد بعــض الدارســن عــى هــذه األبيــات حينــا‬ ‫حتدثــوا عــن نســبه(‪.)1‬‬ ‫ويعتــز الشــاعر هبــذا النســب‪ ،‬ويؤكــد أ ّنــه مصــدر‬ ‫فخــر‪ ،‬فجــذوره تعــود إىل أصــول هلــا مكانتهــا بــن‬ ‫أن يق ّل َ‬ ‫حيــق ألحــد ْ‬ ‫ــل مــن شــأنه أو مــن‬ ‫األمــم‪ ،‬وال ُّ‬ ‫شــأن بنــي جنســه ومكانتهــم‪ّ ،‬‬ ‫ألن الفــرس ُعرفــوا‬ ‫بحكمهــم وريادهتــم للسياســة‪ ،‬واســتخدم (كــم)‬ ‫اخلربيــة التــي تــدل عــى التكثــر‪ ،‬وبالوقــوف عــى‬ ‫قولــه‪( :‬كــم يل وكــم يل مــن ٍ‬ ‫أب) يتّضــح أ ّنــه يشــر إىل‬ ‫ِ‬ ‫الزمــن‪ ،‬فكثــرة اآلبــاء تؤكــد قــدم األمــر‬ ‫اإلغــراق يف ّ‬ ‫املشــار إليــه‪ ،‬وهــو حكــم الفــرس وامتــداد ســلطاهنم‪.‬‬ ‫فالنّــص خيــدم الواقــع التارخيــي يف اإلشــارة إىل حقيقــة‬ ‫ـار إظهارهــا للعــرب‪ ،‬وتظهــر هــذه‬ ‫تعمــد بشـ ٌ‬ ‫تارخييــة ّ‬ ‫العالقــة مــن خــال ســاع اخلــر أو قــراءة القصيــدة‪،‬‬ ‫وأشــار يــاوس إىل ّ‬ ‫أن «العالقــة بــن العمــل والقــارئ‬ ‫تكشــف بالفعــل جانبــن‪ :‬مجــايل‪ ،‬وتارخيــي»(‪.)2‬‬ ‫ويرســم الشــاعر صــورة الفــرس كيــف حيــرون‬ ‫وأنــم يلبســون أرقــى الثيــاب‬ ‫جمالســهم بعـ ّـز ووقــار‪ّ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وحقائــق‬ ‫وأغالهــا ثمنًــا‪ ،‬قاصــدً ا كشــف دالالت‬ ‫َ‬ ‫يواجــه هبــا العــرب‪ ،‬حيــث يقــول‪:‬‬ ‫ْأشــوس ِف جم ْ ِل ِس ِ‬ ‫ــه جيثــى لــه بالركــب‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ال ْو ِ‬ ‫هــر ا ُْل ْل ِتهــبِ‬ ‫يغــدو إىل جملســه ف ْ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫احلجــب‬ ‫وقائــم يف‬ ‫مســتفضل يف فنــك‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الذ ِ‬ ‫َّ‬ ‫هــب‬ ‫يــق لــ ُه بِآنيــات‬ ‫َي ْســ َعى ْالبان ُ‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬ضيف‪ ،‬العصر العباسي األول‪ ،‬ص‪.201‬‬ ‫(‪ )2‬يــاوس‪ ،‬جماليــة التل ّقــي مــن أجــل تأويــل جديــد للنــص األدبــي‪،‬‬ ‫ص‪.40‬‬

‫‪40‬‬

‫زياد محمود مقدادي‬

‫ّ‬ ‫يــدل هــذا الرســم عــى الثــراء الــذي كان يعيشــه‬ ‫الفــرس يف جمالــس رشهبــم‪ ،‬فرســم هلــم صــورة الزهــو‬ ‫والفخــر بالنّفــس‪ ،‬يف حــن ّ‬ ‫أن الوصيفــن يقومــون‬ ‫ٍ‬ ‫عــى خدمتهــم وتقديــم الــراب هلــم بــأوان مــن‬ ‫ذهــب‪ ،‬وهــذا وصــف خارجــي ُيــراد بــه إظهــار حــال‬ ‫املوصوفــن أثنــاء هلوهــم‪.‬‬ ‫تبــن تلــك الصــورة طبيعــة حيــاة الفــرس الذيــن‬ ‫ُّ‬ ‫ينتســب إليهــم الشــاعر‪ ،‬ولعلــه قصــد اإلشــارة إىل‬ ‫قضيــة العــرق (اجلنــس)‪ ،‬فالعــرب ينظــرون نظــرة‬ ‫اســتعالء للمــوايل‪ ،‬يف حــن ّ‬ ‫أن املــوايل ‪ -‬يف نظــر‬ ‫الشــاعر ‪ -‬ينحــدرون مــن أصــول تدعــو للفخــر‪،‬‬ ‫الســابقة‪.‬‬ ‫وهــذا األمــر تؤكــده الصــورة ّ‬ ‫وكــا متــت اإلشــارة مــن قبـ ُـل فـ ّ‬ ‫ـإن الشــاعر يعــاين‬ ‫قهــر العــرب وازدراءهــم املــوايل‪ ،‬والعامــل الــذي‬ ‫أ ّثــر عليــه أكثــر هــو مهامجتــه يف نســبه‪ ،‬فدفعــه ذلــك‬ ‫إىل الفخــر بالفــرس؛ ألنّــه «إذا هوجــم يف نســبه راح‬ ‫يبحــث عــن مصــدر للفخــر بمجــده التالد‪ ،‬ونســبته إىل‬ ‫الفــرس‪ ،‬وأخــذ يفيــض عــى نفســه مــن الصفــات مــا‬ ‫يعـ ّـوض شــعوره بالنقــص أو العيــب أو القصــور»(‪.)3‬‬ ‫ومت ّثــل هــذه القصيــدة حال ـ ًة مــن حــاالت التعبــر‬ ‫عــن االنفعــال‪ ،‬وهــي حالــة تــأيت نتيجــة الغضــب‪ ،‬وقد‬ ‫أكّدهــا علــم النفــس‪« ،‬فاالنفعــال يشـكّل حمــركًا فاعـ ً‬ ‫ا‬ ‫ للفــن عمو ًمــا ‪ -‬وللشــعر عــى وجــه اخلصــوص‪ ،‬إذ‬‫ـابق وحمـ ٍ‬ ‫ال جترب ـ َة فنّ ّيــة وال شــعر ّية دون انفعــال سـ ٍ‬ ‫ـرك‬ ‫هلــا»(‪.)4‬‬ ‫ويســيطر عــى الشــاعر شــعور اإلحســاس بالقهــر‪،‬‬ ‫لكـ ّن هــذا اإلحســاس نــا وازدا َد حتــى انفجــر يف ذاتــه‬ ‫فخــرج حيمــل معــاين يــرى ّأنــا خت ّفــف مــن حــدة ذلــك‬ ‫القهــر‪ ،‬والتعبــر الفنّــي الــذي ظهــرت فيــه القصيــدة‬ ‫يؤكــد هــذا األمــر‪.‬‬ ‫وتــرى الدراســة ّ‬ ‫بشــارا وا ٍع خللفيــة مــن ينقــل‬ ‫أن‬ ‫ً‬ ‫إليهــم رســالته‪ ،‬وهــم العــرب الذيــن يعيشــون يف‬ ‫ٍ‬ ‫بشــكل عــام‪ ،‬فــا‬ ‫عــره بشــكل خــاص‪ ،‬واملتل ّقــي‬ ‫أحــد ينكــر جمــد الفــرس وعراقــة حكمهــم‪ ،‬فالشــاعر‬ ‫يربــط بــن فنّــه ومتلقيــه إيام ًنــا منــه بتكامليــة فهــم النّص‬ ‫لدهيــم‪ ،‬وجــاءت نظريــة التلقــي احلديثــة وأكــدت هــذه‬ ‫النظــرة‪ ،‬فقــال روبــرت هولــب‪« :‬لــن يكــون مــن‬ ‫اجلدليــة يف يشء تعليــق وظيفــة الفــن‪ ،‬بحيــث يقتــر‬ ‫(‪ )3‬العشــماوي‪ ،‬موقــف الشــعر مــن الفــ ّن والحيــاة فــي العصــر‬ ‫العباســي‪ ،‬ص‪.109‬‬ ‫(‪ )4‬باقازي‪ ،‬الشعر والموقف االنفعالي‪ ،‬ص‪.9‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫دوره عــى حتقيــق الســام األيديولوجــي والنفــي»(‪.)1‬‬ ‫ّ‬ ‫إن اعتــاد الشــاعر عــى تشــكيل هــذه الصــورة ذات‬ ‫الطابــع الفخــري ونقلهــا إىل العــرب يســاعده عــى‬ ‫االنتقــال إىل لوحــة أخــرى متكنــه مــن تفريــغ مكبوتاتــه‬ ‫جتــاه مــن خياطبهــم مــن العــرب‪ ،‬فيبــدأ برســم مالمــح‬ ‫اإلنســان العــريب‪ ،‬فريســمه بصــورة هجائ ّيــة قاســية‪.‬‬ ‫وال خيفــى ّ‬ ‫بشــارا ســيعمد بعــدَ لوحــة الفخــر‬ ‫أن‬ ‫ً‬ ‫نصــه‬ ‫الســابقة إىل تســخري إمكانياتــه التــي جتعــل ّ‬ ‫ناجحــا مــن جانــب‪ ،‬وتعـ ّـر عــا يف ذاتــه مــن جانـ ٍ‬ ‫ـب‬ ‫ً‬ ‫آخــر‪ ،‬فيبــدأ برســم صــورة تقــوم عــى الســخرية‬ ‫واالزدراء ‪-‬كــا يــرى‪ -‬ومــن املمكــن عــدّ هــذه‬ ‫ال ّلوحــة عــا َد القصيــدة؛ أل ّنــه يقــارن فيهــا بــن صــورة‬ ‫الفــرس وجمدهــم‪ ،‬وصــورة العــرب الذيــن يقومــون‬ ‫ببعــض التّرصفــات التــي تســتدعي الســخرية يف نظــره‪.‬‬ ‫وتعتمــد مقارنــة الشــاعر عــى نفــي الصفــة عــن‬ ‫الفــرس‪ ،‬ثــم إثباهتــا للعــرب؛ أل ّنــه يريــد أن يــر ّد عــى‬ ‫ّ‬ ‫كل مــن يضطهــد املــوايل؛ بســبب معاناتــه مــن املجتمــع‬ ‫الــذي و ّلــد يف نفســه الشــعور باالضطهــاد والظلــم‪،‬‬ ‫حتــى ضجــر مــن نفســه‪ ،‬وأكــد صاحــب األغــاين‬ ‫ذلــك حــن ذكــر ّ‬ ‫ـم إين قــد‬ ‫ـارا كان يقــول‪« :‬اللهـ ّ‬ ‫أن بشـ ً‬ ‫تربمــت بنفــي وبالنــاس مجي ًعــا فأرحنــي منهــم‪ ،‬وكان‬ ‫يقــول‪ :‬احلمــد هلل الــذي ذهــب ببــري لئــا أرى مــن‬ ‫أبغــض»(‪.)2‬‬ ‫ّ‬ ‫إن إحســاس بشــار باالضطهــاد والضجــر يؤكــد‬ ‫تالحــم العوامــل التــي أدت إىل ذلــك لكونــه مــن‬ ‫املــوايل‪ ،‬ولفقــر أرستــه‪ ،‬إىل جانــب إعاقتــه البرصيــة‪،‬‬ ‫«ولقــد اســتغلت هــذه العوامــل مجي ًعــا أســوأ اســتغالل‬ ‫وأبشــعه يف حيــاة بشــار وشــخصيته»(‪ .)3‬فقــاده هــذا‬ ‫األمــر إىل مــا يعــرف بالتعويــض فعـ ّـوض عــن شــعوره‬ ‫بالفخــر واالســتهزاء مــن اآلخريــن‪ ،‬وأكــد ســامي‬ ‫الــدّ رويب ّ‬ ‫أن الف ـ َّن يــأيت نتيجــة تعويــض‪ ،‬حيــث قــال‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫«إن الفـ ّن تعويــض تصعيــدي عــن غريــزة مكبوتــة»(‪.)4‬‬ ‫وعنــد احلديــث عــن ســخرية بشــار مــن اآلخريــن‬ ‫تكــون هــذه القصيــدة مثــاالً عــى حــدّ ة ســخريته‬ ‫وبشــاعتها‪ ،‬وهــذا مــا يتّضــح يف هــذه ال ّلوحــة‪ ،‬وال بــدّ‬ ‫مــن اإلشــارة إىل أ ّنــه كان قو ًيــا يف اهلجــاء‪ ،‬فحكــم لــه‬ ‫أبــو عمــرو بــن العــاء فقــال فيــه‪« :‬إ ّنــه أبــرع النــاس‬ ‫(‪ )1‬هولب‪ ،‬نظرية التلقي مقدمة نقدية‪ ،‬ص‪.91-90‬‬ ‫(‪ )2‬أبو الفرج األصفهاني‪ ،‬األغاني ‪.243/3‬‬ ‫(‪ )3‬بكّار‪ ،‬قضايا في النقد والشعر‪ ،‬ص‪.109‬‬ ‫(‪ )4‬الدروبــي‪ ،‬علــم النّفــس واألدب معرفــة اإلنســان بيــن بحــوث‬ ‫علــم النفــس وبصيــرة األديــب والفنــان‪ ،‬ص‪.277‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫شــعرا»(‪ .)5‬وكان‬ ‫نظــا‪ ،‬وأهجاهــم‬ ‫ً‬ ‫بيتًــا‪ ،‬وأمدحهــم ً‬ ‫إلســاءة اآلخريــن مــن العــرب لــه واحلـ ّ‬ ‫ـط مــن كرامتــه‬ ‫دور «أ ّدى إىل إثــارة حافظتــه عليهــم»(‪ .)6‬فصـ ّـور كيــف‬ ‫كانــوا يرشبــون الــراب بالعلــب البســيطة التــي ال‬ ‫قيمــة هلــا‪ ،‬و ُيلحــظ أنّــه ركّــز عــى جوانــب يكشــف‬ ‫بعضــا مــن أفعاهلــم؛ قاصــدً ا أن يعكــس بســاطتهم‬ ‫فيهــا ً‬ ‫ّ‬ ‫يف طلــب اللهــو واملتعــة‪ ،‬فقــال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ش ُبــا ِف ا ْل ُع َل ِ‬ ‫ــب‬ ‫ــق أ ْق‬ ‫َل ْ ُي ْس َ‬ ‫َ‬ ‫طــاب ســ ًقى َي ْ َ‬ ‫واختــار الــراب ملــا لــه مــن قيمــة يف حياة اإلنســان‬ ‫العــريب يف فــرة مـــن الفــرات‪ ،‬فمجلــس الــراب‬ ‫يمثــل للشــارب أمجــل ســاعات اللهــو‪ ،‬التــي تعــو ُد عىل‬ ‫ـرب مل حيســنوا اســتغالهلا‪،‬‬ ‫صاحبهــا باملتعــة‪ ،‬لك ـ ّن العـ ّ‬ ‫ومقـــابل ذلــك نفــى صفــة الشـــرب بالعلــــب عــن‬ ‫الفــرس الذيــن يفتخــر هبــم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وألن الشــاعر يريــد نقــل رســالة (معنــى) إىل‬ ‫اآلخريــن فإنّــه حريــص عــى إبــراز صفــات حقيق ّيــة‬ ‫تعينــه عــى ذلــك‪ ،‬وهــذا يدعــم فكرتــه التــي يتحــدّ ث‬ ‫عنهــا‪ ،‬وإذا نظرنــا يف تراكيبــه نجــد ّأنــا تعكــس فكرتــه‬ ‫التــي يريدهــا؛ ّ‬ ‫«ألن معــاين األلفــاظ هــي املقصــود‬ ‫األســايس الــذي مــن أجلــه يتبــادل النــاس تلــك‬ ‫عــا يف نفوســهم»(‪ .)7‬وهلــذا‬ ‫األلفــاظ؛‬ ‫ليعــروا هبــا ّ‬ ‫ّ‬ ‫قــام بشــار برســم حيــاة العــرب يف الصحــراء‪ ،‬مبينًــا‬ ‫كيــف يســرون خلــف اإلبــل أثنــاء ترحاهلــم وتنقلهــم‪،‬‬ ‫فقــال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ــف بع ٍ‬ ‫ــر َج ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ــرب‬ ‫والَ حــدا‬ ‫قــط ِأب َخ ْل َ‬ ‫والَ أتــى حنْظلــ ًة يثقبهــا مــن ســغب‬ ‫ال ِ‬ ‫بِ ْ‬ ‫شــب‬ ‫ُع ْر ُف َطــ ًة خيْبِ ُطهــا‬ ‫والَ أتــى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الذنَــبِ‬ ‫ب َّ‬ ‫نضن ًضــا‬ ‫وال شــوينا ورالً ُم ْ‬ ‫وكأن اإلبــل تقودهــم بــن الفيــايف؛ طل ًبــا للــاء‬ ‫فإنــم يأكلــون مــا‬ ‫والــكالء‪ ،‬وإذا شــعروا باجلــوع ّ‬ ‫ترفضــه النفــس‪ ،‬فيأكلــون احلنظــل‪ ،‬والعرفــط‪،‬‬ ‫والضــب‪ .‬واختــار هذيــن النباتــن وهــذا احليــوان؛‬ ‫ليصــور حالــة املــرء عنــد تناوهلــا ومــا يتولــد يف النفــس‬ ‫جيــرد الفــرس مــن هــذه‬ ‫مــن اشــمئزاز‪ .‬ومل َ‬ ‫ينــس أن ّ‬ ‫الترصفــات‪ ،‬وتر ّفعهــم عــن تنــاول تلــك النباتــات‬ ‫مهــا بلــغ هبــم اجلــوع‪.‬‬ ‫ومت ّثــل البــداوة ســمة ســلبية يف نظــر بشــار‪ ،‬إذ‬ ‫(‪ )5‬أبو الفرج األصفهاني‪ ،‬األغاني‪.243/3 ،‬‬ ‫(‪ )6‬العشــماوي‪ ،‬موقــف الشــعر مــن الفــ ّن والحيــاة فــي العصــر‬ ‫العباســي‪ ،‬ص‪.140‬‬ ‫(‪ )7‬الحاوي‪ ،‬علم الداللة تأصي ً‬ ‫ال ودراس ًة وتطبي ًقا‪ ،‬ص‪.21‬‬

‫‪41‬‬


‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫أنموذجا‬ ‫النص الشعري بين موقف انفعالي وو اقع معيش بائية بشاربن برد في مدح الفرس وهجاء العرب‬

‫يعدهــا عي ًبــا عــى العــرب بــا خلفتــه هلــم مــن أعــال‬ ‫غــر الئقــة‪ ،‬فبعــد أن رســم حــال اإلنســان العــريب‬ ‫وتنقلــه يف الصحــراء بـ ّـن كيــف يعتمــد هــذا اإلنســان‬ ‫عــى النــار التــي يوقدهــا وســط الصحــراء‪ ،‬فقــال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫للهــب‬ ‫مفحجــا‬ ‫قــط أيب‬ ‫وال اصطــى‬ ‫ً‬

‫ّ‬ ‫إن حالــة التفحيــج التــي يقــوم هبــا اإلنســان كــي‬ ‫جيلــس أمــام النــار تعــد عي ًبــا يف نظــر الشــاعر‪ ،‬وهــذا‬ ‫التصويــر يبــن براعتــه يف نقــل أمــور دقيقــة‪ ،‬ينتقيهــا‬ ‫بأســلوب يـ ّ‬ ‫ـدل عــى وعيــه بــا يــدور حولــه عــى الرغــم‬ ‫مــن إعاقتــه البرصيــة‪ ،‬وال ّلفـ ُ‬ ‫ـظ نفســه يعكــس يف نُطقــه‬ ‫داللــة عــى تــرف غــر حممــود‪ ،‬لكـ ّن قيمتــه عكســت‬ ‫براعــة ّ‬ ‫الشــاعر مــن جانــب وتأثــر املنطــوق أو املقــروء‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫جانــب ثــان‪ ،‬وأشــار عبدالقاهــر‬ ‫عــى املتل ّقــي مــن‬ ‫اجلرجــاين إىل ّ‬ ‫واملرصفــة‬ ‫«أن األلفــاظ خــدم املعــاين‬ ‫ّ‬ ‫يف حكمهــا‪ ،‬وكانــت املعــاين هــي املالكــة سياســتها‬ ‫املســتحقة طاعتهــا»(‪.)1‬‬ ‫ومــن املمكــن ْ‬ ‫أن تقودنــا صــورة النــار التي يشــعلها‬ ‫العــريب وجيلــس أمامهــا إىل أمهيتهــا‪ ،‬ولعــل الشــاعر ال‬ ‫يقصــد أمهيتهــا املادية احلسـ ّية وهــي (االشــتعال)‪ ،‬وإنام‬ ‫يــود لــو ّ‬ ‫أن املتل ّقــي التفــت إىل قيمتهــا املعنويــة‪ ،‬لكوهنــا‬ ‫معبــود الفــرس مــن قبــل جمــيء اإلســام‪ ،‬فعــى الرغــم‬ ‫مــن موقــف اإلســام العقــدي منهــا ّ‬ ‫فــإن اإلنســان‬ ‫العــريب حيتاجهــا وجيلــس أمامهــا وكأنّــه يمجدهــا‪.‬‬ ‫ويعــرض مقابــل ذلــك عبــادة العــرب لألصنــام‪ ،‬عــى‬ ‫الرغــم مــن عــدم وجــود فائــدة هلــم مــن هــذه العبــادة‪،‬‬ ‫حيــث قــال‪:‬‬ ‫نســيا وال هــوى للنصــب‬ ‫بايــد‬ ‫ومل‬ ‫ـورا‬ ‫اســتطاع الشــاعر يف هــذا الرســم أن ينقــل صـ ً‬ ‫رســا خيــدم‬ ‫يقــوم هبــا اإلنســان العــريب‪ ،‬فرســمها‬ ‫ً‬ ‫غرضــه اهلجائــي‪ ،‬وهــو رســم يســاعد عــى كشــف‬ ‫بعــض مالمــح املجتمــع‪ ،‬فيخــدم القــارئ يف تلقــي‬ ‫النــص مــن الناحيــة االجتامعيــة؛ ألنــه يســاعده عــى‬ ‫اســتلهام الواقــع‪.‬‬ ‫وجيــب االنتبــاه إىل مبالغــة بشــار يف هجــاء العــرب‬ ‫وذمهــم يف هــذه ال ّلوحــة‪ ،‬وهــو هجــاء مقصــود‪،‬‬ ‫وأشــار معتــز ياســن إىل ّ‬ ‫أن هــذا النّــوع مــن اهلجــاء‬ ‫عنــده يســ ّبب األمل‪ ،‬فقــال‪« :‬وهجــاؤه املوجــع هــو‬ ‫مهجــوه‬ ‫جيــرد‬ ‫ّ‬ ‫الــذي قصــد بــه اإليــام‪ ،‬وذلــك بــأن ّ‬ ‫الصفــات النّبيلــة‪ ،‬وجيعــل منــه جمــاالً للتصويــر‬ ‫مــن ّ‬ ‫(‪ )1‬الجرجاني‪ ،‬أسرار البالغة‪ ،‬ص‪.8‬‬

‫‪42‬‬

‫زياد محمود مقدادي‬

‫الســخرية واالســتهزاء»(‪ .)2‬فتن ّقــل‬ ‫الباعــث عــى ّ‬ ‫اإلنســان العــريب يف الصحــراء كان مصــدر فخــر‬ ‫ودليــل شــجاعة يف حيــاة العــرب‪ ،‬إىل جانــب إغفــال‬ ‫بشــار ملــا ُعــرف عــن العــرب مــن خصــال وصفــات‬ ‫محيــدة تغنّــوا هبــا يف حياهتــم‪ ،‬فكانــت مآثــر هلــم أشــار‬ ‫إليهــا كثــر مــن الشــعراء العــرب‪.‬‬ ‫ت ِ‬ ‫الســابقة كفــاءة الشــاعر يف عقــد‬ ‫ُظهــر ال ّلوحــة ّ‬ ‫املقارنــة بــن الفــرس والعــرب بأســلوب مجــايل‪ ،‬يــدل‬ ‫عــى براعتــه وقدرتــه الفنّ ّيــة‪ ،‬فاعتمــد عــى تقنيــة النفــي‬ ‫ثــم اإلثبــات‪ ،‬فجــاء بنفــي مــا يــراه عي ًبــا عــن الفــرس؛‬ ‫ّ‬ ‫ألن هــذه ال ّلوحــة جــاءت بعــد فخــره هبــم‪ ،‬وممّــا‬ ‫يعكــس براعتــه حسـ ُن انتقائــه للصفــات التــي و ّظفهــا‬ ‫يف مقارنتــه بــن أجــداده والعــرب‪ ،‬فعنــد احلديــث عــن‬ ‫أجــداده اســتخدم ألقــاب امللــوك (كــرى‪ ،‬وقيــر)‪،‬‬ ‫ـم ذكــر مــا يـ ّ‬ ‫ـدل عــى ال ّثــراء يف جمالــس هلوهــم‪ ،‬ومــن‬ ‫ثـ ّ‬ ‫ذلــك‪( :‬اجلوهــر‪ ،‬والتــاج‪ ،‬وآنيــات الذهــب)‪ ،‬يف حــن‬ ‫أنّــه اســتخدم ألفا ًظــا حيمــل بعضهــا معــاين ســلبية‪،‬‬ ‫مفحجــا‪،‬‬ ‫منضنضــا‪،‬‬ ‫كقولــه‪( :‬بعــر أجــرب‪ ،‬ورالً‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رشجــي قتــب) وذلــك عنــد حديثــه عــن العــرب أثنــاء‬ ‫الصحــراء؛ قاصــدً ا بذلــك اإلشــارة إىل‬ ‫ترحلهــم يف ّ‬ ‫تر ّفعــه عــا يقومــون بــه‪.‬‬ ‫وتــرى الدّ راســة نجــاح بشــار يف تعبــره عـ ّـا يريــد‪،‬‬ ‫وأكــد املــازين قدرتــه عــى ذلــك‪ ،‬حيــث قــال‪« :‬مل تكــن‬ ‫مزيــة ّ‬ ‫وقــوة اخليــال‪ ،‬أو صــدق‬ ‫بشــار ســمو املعنــى‪ّ ،‬‬ ‫العاطفــة‪ ،‬أو إخــاص الرسيــرة‪ ،‬أو نفــاذ البصــرة‪،‬‬ ‫وإنــا كانــت قدرتــه عــى األداء اجل ّيــد املوافــق للمعنــى‬ ‫الــذي يعاجلــه‪ ،‬والغــرض الــذي يقــول فيــه»(‪.)3‬‬ ‫تعمــد التعبــر‬ ‫ويتّضــح مــن ال ّلوحــة الســابقة أنّــه ّ‬ ‫بقــوة عــن فكرتــه‪ ،‬ووقــف حممــد النوهيــي عــى هــذه‬ ‫«إنــا قصيــدة واضحــة‬ ‫القصيــدة ووصفهــا‪ ،‬فقــال‪ّ :‬‬ ‫الصــدق الفنّــي»(‪.)4‬‬ ‫وظهــرت براعــة الشــاعر يف اختيــاره أنام ًطــا مــن‬ ‫ترصفــات اإلنســان العــريب الــذي كان يعامــل املــوايل‬ ‫ـرا يليــق‬ ‫باســتعالء‪ ،‬وعـ ّـر عــن تلــك الترصفــات تعبـ ً‬ ‫أثــرا يف نفــس القــارئ‬ ‫بموضــوع اهلجــاء ويــرك ً‬ ‫ّــص فيــا بعــد‪ ،‬وهــذه‬ ‫أو املتل ّقــي الــذي ســيتل ّقى الن ّ‬ ‫ـاح للشــاعر متكّنــه مــن الدخــول إىل ذات‬ ‫الرباعــة نجـ ٌ‬ ‫املتل ّقــي والتأثــر فيــه‪.‬‬ ‫وال يســتطيع القــارئ إغفــال الصــورة التــي‬ ‫(‪ )2‬ياسين‪ ،‬البواعث النّفس ّية في هجاء ّ‬ ‫بشار بن برد‪ ،‬ص‪.154‬‬ ‫(‪ )3‬المازني‪ّ ،‬‬ ‫بشار بن برد‪ ،‬ص‪.111‬‬ ‫(‪ )4‬النويهي‪ ،‬شخص ّية بشار‪ ،‬ص‪.52‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫ـرورا‬ ‫رســمها بشــار يف هــذه ال ّلوحــة‪ ،‬واملــرور عليهــا مـ ً‬ ‫عابــرا‪ ،‬فهــي صــور ٌة تتطلــب ربــط الواقــع الــذي‬ ‫ً‬ ‫نُظمــت فيــه القصيــدة بنفســية الشــاعر؛ ّ‬ ‫ًــص‬ ‫ألن الن ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشــعري بشــكل عــام «يم ّثــل بطريقــة أو بأخــرى‬ ‫(‪)1‬‬ ‫رؤيــة منظوريــة للعــامل يركبهــا املؤلــف» ويظهــر‬ ‫تأثــر هــذه الرؤيــة مــع القــراءة األوىل أحيانًــا‪ ،‬وقــد‬ ‫يتالشــى تأثريهــا مــن نفــس املتل ّقــي بعــد إعــادة القــراءة‬ ‫مــرات عديــدة‪« ،‬فعنــد تــذوق قصيــدة مــا ألول مـ ٍ‬ ‫ـرة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فـ ّ‬ ‫ـإن بعــض األجــزاء يتالشــى تأثريهــا يف النّفــس بعــد‬ ‫ِ‬ ‫االنتهــاء منهــا مبــارشةً‪ ،‬يف حــن ّ‬ ‫أن أجــزا ًء أخــرى‬ ‫ـن ال ُيقــاو ُم‪ ،‬ويتدخـ ُـل يف هــذا االنتخــاب‬ ‫يبقــى هلــا رنـ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫والتّنظيـ ِم عوامــل متعــدّ دةٌ‪ ،‬منهــا مــا هــو موضوعــي يف‬ ‫بنــاء القصيـ ِ‬ ‫ـدة‪ ،‬ومنهــا مــا هــو ذايت يف تكويـ ِ‬ ‫ـن شــخص ّي ِة‬ ‫ِ‬ ‫املتــذوق»(‪ .)2‬ويســتوقف القــارئ كــون هــذا النّــص‬ ‫موج ًهــا للعــرب كــا ظهــر يف مطلــع القصيــدة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويمكــن القــول‪ :‬إن الشــاعر عكس يف هــذه اللوحة‬ ‫التــي حتمــل طاب ًعــا هجائ ًيــا غضبــه بســبب الواقــع‪،‬‬ ‫وكان اهلجــاء مجع ًيــا ال فرد ًيــا‪ ،‬ظهــر مــن خــال عقــد‬ ‫مقارنــة بــن العــرب والفــرس الذيــن ينتســب إليهــم؛‬ ‫ّ‬ ‫ألن العــرب كانــوا يزدروهنــم يف ذلــك الوقــت‪.‬‬ ‫وبعــد اســتطراد بشــار يف الســخرية مــن العــرب‬ ‫عــز الفــرس وجمدهــم‬ ‫وحياهتــم واحلديــث عــن ّ‬ ‫مــر ًة أخــرى إىل توظيــف بعــض احلقائــق‬ ‫فإنّــه يعــود ّ‬ ‫نصــه وتكشــف أمهيــة الفــرس يف‬ ‫التارخييــة التــي ختــدم ّ‬ ‫تاريــخ الدولــة اإلســامية‪ ،‬وتتمثــل هــذه احلقائــق يف‬ ‫نــرة اخلراســانيني للعباســيني‪ ،‬ووقوفهــم إىل جانبهــم‬ ‫حتــى قويــت الدعــوة العباســ ّية عــى أيدهيــم‪ ،‬ثــم‬ ‫يصــور كيــف تتبــع اجليــش العبــايس آخــر خلفــاء بنــي‬ ‫أميــة (مــروان بــن حممــد)؟ وكيــف ســاروا وراءه حتــى‬ ‫مــر بجيــش كبــر؟ فاســتولوا عليهــا‪ ،‬فهــم بذلــك‬ ‫ث ّبتــوا ُســلطة العباســيني يف احلكــم‪.‬‬ ‫ويــرى بعــض الدارســن ّ‬ ‫أن مســاندة الفــرس‬ ‫للعباســيني ودعمهــم هلــم فيــه مصلحــة تعــود عــى‬ ‫شــك ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن الفــرس كانــوا ينظــرون إىل‬ ‫أنفســهم‪« ،‬فــا‬ ‫إقامتهــم للدولــة العباســ ّية نظــرة مزدوجــ ًة ال يــرون‬ ‫تنافــرا‪ ،‬فهــي مــن ناحيــة انتقــام مــن العــرب‬ ‫فيهــا‬ ‫ً‬ ‫الذيــن هدمــوا ملكهــم‪ ،‬ومــن األمويــن بخاصــة‪،‬‬ ‫الذيــن أرسفــوا يف حتقريهــم واضطهادهــم‪ ،‬وهــي مــن‬ ‫ناحيــة أخــرى إعــادة ا ُمللــك إىل اجلديريــن بــه مــن بنــي‬

‫هاشــم بعــد أن اغتصبــه األمويــون منهــم»(‪.)3‬‬ ‫ويؤكــد هــذا الــرأي بحــث الفــرس عــن جمدهــم‬ ‫الــذي أفقدهــم العــرب إيــاه‪ ،‬وذلــك بتثبيــت احلكــم‬ ‫لبنــي العبــاس الذيــن ينتســبون إىل العبــاس بــن‬ ‫ـم النبــي صــى اهلل عليــه وســلم‪ ،‬ويع ّلــل‬ ‫عبداملطلــب عـ ّ‬ ‫الشــاعر ّ‬ ‫أن قيــام الفــرس مــع العباســيني مل يكــن إال‬ ‫نــرة للديــن وآلل هاشــم غض ًبــا حل ّقهــم املســتلب‪،‬‬ ‫ويشــر إىل ّ‬ ‫أن هــذا الغضــب مــن الفــرس جــاء نتيجــة‬ ‫ظلــم واضطهــاد مــن األمويــن جتــاه بنــي العبــاس‪،‬‬ ‫وهنــا يظهــر إحيــاء الشــاعر إىل غضبــه الــذايت املتولــد‬ ‫نتيجــة الشــعور باالضطهــاد واالزدراء لــه وللمــوايل‬ ‫مــن أبنــاء جنســه مــن املجتمــع الــذي يعيــش فيــه‪.‬‬ ‫وعلينــا أال ننســى ّ‬ ‫ـارا فــر ٌد عانــى االضطهــاد‬ ‫أن بشـ ً‬ ‫ٍ‬ ‫مــع اآلخريــن‪ ،‬فهــو ال يتحــدّ ث بلســان فــردي وإنــا‬ ‫يعــر عــن شــعور مجاعــي لفئــة كانــت هلــا أمهيتهــا‬ ‫ّ‬ ‫«شــخص تنتظــم عالقتــه‬ ‫يف املجتمــع‪ ،‬والشــاعر‬ ‫ٌ‬ ‫بمجالــه االجتامعــي بحيــث تــرز لديــه احلاجــة إىل‬ ‫نــص بشــار‬ ‫الـ»نحــن»(‪ ،)4‬وانعكــس هــذا األمــر عــى ّ‬ ‫فأســند األفعــال إىل اجلامعــة‪ ،‬حيــث قــال‪( :‬إنــا ملــوك‪،‬‬ ‫نحــن جلبنــا‪ ،‬مل نــزل‪ ،‬حتــى ســقيناها‪ ،‬رسنــا إىل مــر‪،‬‬ ‫حتــى اســتلبنا‪ .)..‬وهــذا جيعلنــا نخلــص إىل نتيجــة‬ ‫تتمثــل يف أ ّنــه يتحــدث باســم مجاعــة حتــى يرفــع عنهــا‬ ‫االضطهــاد والقهــر الســائدين يف ذلــك العــر‪ ،‬وأكــد‬ ‫ذلــك قولــه يف آخــر النّــص‪:‬‬ ‫فــارس عنهــا املحامــي العصـ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ـب‬ ‫أنــا ابــ ُن فرعــي‬

‫(‪ )1‬أيــزر‪ ،‬فعــل القــراءة نظريــة جماليــة التجــاوب فــي األدب‪،‬‬ ‫ص ‪.3 0‬‬ ‫(‪ )2‬سويف‪ ،‬دراسات نفس ّية في اإلبداع والتّلقي‪ ،‬ص‪.162‬‬

‫(‪ )3‬النويهي‪ ،‬شخص ّية بشار‪ ،‬ص‪.52-51‬‬ ‫(‪ )4‬ســويف‪ ،‬األســس النّفســية لإلبــداع الفنّــي فــي ّ‬ ‫الشــعر خاصــة‪،‬‬ ‫ص ‪.337‬‬

‫ُيالحــظ ّ‬ ‫أن الشــاعر حينــا افتخــر بالفــرس فإنّــه‬ ‫أ ّكــد أســبقيتهم بالســلطة واحلكــم‪ ،‬وبـ ّـن ّأنــم ملــوك‬ ‫عرفهــم التاريــخ‪ ،‬وأشــار إىل ذلــك إشــارات عديــدة‪،‬‬ ‫منهــا‪( :‬إنــا ملــوك‪ ،‬نحــن ذوو التيجــان) ويــأيت هــذا‬ ‫التكثيــف يف مثــل هــذا النّــص حتــى يعــرف املتل ّقــي‬ ‫العــريب ّ‬ ‫أن املــوايل مــن الفــرس مــن أصــول كريمــة‪،‬‬ ‫فيجــب احرتامهــم‪ ،‬ويقــود هــذا األمــر إىل تأكيــد‬ ‫غضــب الشــاعر الــذي جعلــه ينظــم هــذه القصيــدة‪،‬‬ ‫قاصــدً ا كشــف احلقائــق ووضــع األمــور يف نصاهبــا‬ ‫الســليم‪.‬‬ ‫ومــع الرباعــة ال ّلفظيــة التــي ظهــرت يف هــذه‬ ‫الصفــة أو نفيهــا ‪-‬كــا‬ ‫القصيــدة‪ ،‬كالتنويــع بــن إثبــات ّ‬ ‫متــت اإلشــارة ســاب ًقا‪ -‬واشــتقاق بعــض الصفــات‬

‫‪43‬‬


‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫أنموذجا‬ ‫النص الشعري بين موقف انفعالي وو اقع معيش بائية بشاربن برد في مدح الفرس وهجاء العرب‬

‫منضنضــا)‪ ،‬لكنّهــا كانــت إحــدى القصائــد‬ ‫(مفحجــا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫التــي اختــذت ضــدّ ّ‬ ‫بشــار حتــى ُاتــم بالشــعوبية‬ ‫عنــد بعــض الدراســن‪ ،‬فقــال فيــه شــوقي ضيــف‪:‬‬ ‫«فنحــن نــزدري فيــه فجــره وهتتكــه وفســقه وزندقتــه‬ ‫وشــعوبيته»(‪.)1‬‬ ‫ّ‬ ‫ولعــل انتســاب بشــار إىل مجاعتــه جعــل بعــض‬ ‫الدّ ارســن يرمونــه بالزندقــة؛ ألنّــه كان «ضمــن‬ ‫جمموعتــه يســر عــى خــط واحــد سـ ّيام إذا عرفنــا ّ‬ ‫أي‬ ‫أن َّ‬ ‫معارضــا للدولــة‬ ‫شــاعر ينتمــي جلامعــة تقــف موق ًفــا‬ ‫ً‬ ‫(‪)2‬‬ ‫العباســ ّية‪ ،‬فإنّــه يتّهــم بالزندقــة» ‪ .‬ومــع وجــود‬ ‫اهتامــات لــه بالزندقــة والشــعوبية فقــد عــدّ بعــض‬ ‫الدراســن ّ‬ ‫أن مثــل هــذا النظــم جــاء بســبب الشــعور‬ ‫ّ‬ ‫يعــر عــا‬ ‫باالضطهــاد؛‬ ‫«ألن الشــاعر هــو الــذي ّ‬ ‫هــو موجــو ٌد حينــا يتحــد هــذا املوجــود عــن طريــق‬ ‫التجربــة بوجــود الشــاعر»(‪ .)3‬ورأى طــه احلاجــري‬ ‫ّ‬ ‫أن اهلجــاء لــدى بشــار كان طب ًعــا قو ًيــا‪ ،‬وع ّلــل قوتــه‬ ‫بقولــه‪« :‬واهلجــاء يقــوم عــى اإلصغــار مــن النــاس‬ ‫واحلـ ّ‬ ‫ـط مــن شــأهنم‪ ،‬فــا بــد للشــاعر املوهــوب يف فــن‬ ‫اهلجــاء أن يمــأ نفســه الشــعور بضآلة من حولــه‪ ..‬وال‬ ‫بــدّ ْ‬ ‫أن يكــون معــه اإلحســاس بتناقــض هــذا الشــعور‬ ‫مــع الواقــع الــذي جعــل هــؤالء أرفــع منزلــة وأعــى‬ ‫مكانــة‪ ..‬ومــن هذيــن الشــعورين يتولــد يف نفســه‬ ‫اإلحســاس بكراهيتهــم واحلقــد عليهــم‪ ،‬فيأخــذ يف‬ ‫تلمــس عيوهبــم ونقائصهــم‪ ،‬ثــم إبرازهــا وتصويرهــا‬ ‫يف صــورة تســتدعي النفــور أو توجــب املقــت أو‬ ‫تبعــث عــى الســخرية»(‪.)4‬‬ ‫وع ّلــل بعــض الدارســن غضــب بشــار يف هــذه‬ ‫القصيــدة بأنّــه بســبب االزدراء الــذي لقيــه وأبنــاء‬ ‫جنســه مــن العــرب‪ ،‬فقــال عبدالفتــاح نافــع‪« :‬فــإذا‬ ‫كانــت الشــعوبية تعنــي مهامجــة العــرب وحتقريهــم‬ ‫فيبــدو أنّــه يف صميمــه مل حيقــد عليهــم»(‪.)5‬‬ ‫وترجــح الدّ راســة هــذا الــرأي؛ ّ‬ ‫ـص يم ّثــل‬ ‫ألن النّـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ر ّد َة فعــل تُعـ ّـر عــن غضــب صاحبــه بســبب االضطهاد‬ ‫واالزدراء اللذيــن عانــى منهــا‪.‬‬ ‫وتكشــف هــذه القصيــدة ثــورة بشــار عــى املجتمــع‬ ‫يعــر هبــا عــن‬ ‫بلســانه؛ ألنّــه أداتــه التــي يســتطيع أن ّ‬ ‫(‪ )1‬ضيف‪ ،‬الفن ومذاهبه في الشعر العربي‪ ،‬ص‪.52‬‬ ‫(‪ )2‬ياسين‪ ،‬البواعث النّفس ّية في هجاء ّ‬ ‫بشار بن برد‪ ،‬ص‪.157‬‬ ‫(‪ )3‬العشــماوي‪ ،‬موقــف الشــعر مــن الفــ ّن والحيــاة فــي العصــر‬ ‫العباســي‪ ،‬ص‪.99‬‬ ‫(‪ )4‬الحاجري‪ ،‬بشار بن برد‪ ،‬ص‪.34-33‬‬ ‫(‪ )5‬نافع‪ ،‬الصورة في شعر بشار بن برد‪ ،‬ص‪.28-27‬‬

‫‪44‬‬

‫زياد محمود مقدادي‬

‫ذاتــه‪ ،‬ولع ّلــه يريــد ْ‬ ‫أن خي ّفــف عــا يف نفســه مــن آالم‬ ‫االضطهــاد التــي لقيهــا؛ ّ‬ ‫ألن اطــاع القــارئ أو املتل ّقي‬ ‫ والعــرب الذيــن ينقــل هلــم اخلــر بوســاطة رســول‬‫هــم متلقــون ‪ -‬جيعــل القــارئ أو املتلقــي يعيــد النظــر‬ ‫يف األمــور‪« ،‬وإعــادة تشــكّل أفــق توقــع اجلمهــور‪..‬‬ ‫كفيلــة بتخليــص التجربــة األدبيــة للقــارئ مــن النزعــة‬ ‫النفســانية التــي هتــدّ ده»(‪.)6‬‬ ‫وجــه الشــاعر خطابــه يف هــذا القصيــدة ‪ -‬كــا تبــن‬ ‫مــن قبــل ‪ -‬إىل العــرب‪ ،‬وهــم يف هــذا الســياق متلقون‪،‬‬ ‫ومــن املمكــن ْ‬ ‫أن يكــون فيهــم مــن ينصــف الشــاعر‬ ‫وينصــف اآلخريــن مــن املــوايل‪.‬‬ ‫ـرا َّ‬ ‫أن هــذه القصيــدة نتــاج أديب نظمهــا‬ ‫نســتنتج أخـ ً‬ ‫الشــاعر ليخ ّفــف عــا يف نفســه نتيجــة شــعوره بــاألمل‬ ‫واالضطهــاد مــن املجتمــع الــذي يعيــش فيــه‪.‬‬ ‫اخلامتة‬ ‫يمكــن القــول‪ّ :‬‬ ‫يعــر عــا يف ذاتــه‪،‬‬ ‫إن الشــاعر ّ‬ ‫ويسـ ّ‬ ‫ـخر طاقاتــه الفن ّيــة وإمكانياتــه التعبري ّيــة؛ لتشــكيل‬ ‫ـص األديب الــذي يعكــس أحاسيســه‪ ،‬وقــد ال يكــون‬ ‫النـ ّ‬ ‫نصــه خاض ًعــا لعمليــة‬ ‫الشــاعر واع ًيــا لذلــك؛ فيــأيت ّ‬ ‫الالشــعور‪.‬‬ ‫وحيــرص الشــاعر يف أدبــه عــى الربــط بــن‬ ‫أحاسيســه واملؤثــرات التــي تؤثــر عليــه‪ ،‬فريبــط بــن‬ ‫مــا يف ذاتــه وبــن املجتمــع والبيئــة التــي يعيــش فيهــا‪،‬‬ ‫وانطال ًقــا ممّــا ســبق ّ‬ ‫فــإن الدراســة توصلــت إىل مــا‬ ‫يــأيت‪:‬‬ ‫نــص ّ‬ ‫بشــار بــن بــرد جــاء نتيجــة االضطهــاد‬ ‫ • ّ‬ ‫واالزدراء الــذي لقيــه مــن العــرب‪.‬‬ ‫ •تو ّلــد يف نفــس بشــار بــن بــرد انفعــال وشــعور‬ ‫ســلبيجتــاهمــنيضطهــدهأويزدريــهمــنالعــرب‪.‬‬ ‫ •حتركــت شــاعرية بشــار بــن بــرد اســتجابة‬ ‫النفعاالتــه؛ فنظــم هــذه القصيــدة التــي محلــت‬ ‫موجهــا إىل العــرب يف ذلــك‬ ‫ر ًّدا عــى لســان املــوايل‬ ‫ً‬ ‫العــر‪ ،‬بـ ّـن فيهــا أ ّنــه جيــب عــى مــن يزدريــه مــن‬ ‫العــرب أن ينظــر إىل الواقــع احلقيقــي حليــاة الفــرس‬ ‫احلضاريــة‪ ،‬وإىل حياهتــم التــي تســتحق االزدراء –‬ ‫حســب رؤيتــه ‪ -‬بــا فيهــا مــن ترصفــات‪.‬‬ ‫ّــص األديب أال‬ ‫وجيــدر باملتل ّقــي عنــد قراءتــه الن ّ‬ ‫يغفــل املؤثــرات اخلارجيــة عــى النّــص؛ انطال ًقــا مــن‬ ‫أمهيتهــا يف نظمــه‪ ،‬وجيــب ْ‬ ‫ـم القــراءة بتتبــع تلــك‬ ‫أن تتـ ّ‬ ‫املؤثــرات عــى نفســية الشــاعر‪.‬‬ ‫(‪ )6‬يــاوس‪ ،‬جماليــة التل ّقــي مــن أجــل تأويــل جديــد للنــص األدبــي‪،‬‬ ‫ص‪.44‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫املراجع‬

‫ابــن بــرد‪ّ ،‬‬ ‫بشــار‪ .‬حتقيــق‪ :‬ابــن عاشــور‪ ،‬حممــد الطاهــر‪.‬‬ ‫‪2008‬م‪ .‬ديــوان ّ‬ ‫بشــار بــن بــرد‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪،‬‬ ‫الســام‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬ ‫دار ّ‬ ‫أبــو الفــرج األصفهــاين‪ ،‬عــي بــن احلســن‪ .‬حتقيــق‪ :‬جابــر‪،‬‬ ‫ســمري‪1992 .‬م‪ .‬األغــاين‪ .‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬دار الكتــب‬ ‫العلم ّيــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫إيــزر‪ ،‬فولفغانــغ‪ .‬ترمجــة‪ :‬حلمــداين‪ ،‬محيــد؛ والكديــة‪،‬‬ ‫اجلــايل‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬فعــل القــراءة نظريــة مجاليــة التجــاوب‬ ‫يف األدب‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬منشــورات مكتبــة‬ ‫املناهــل‪ ،‬فــاس‪ ،‬املغــرب‪.‬‬

‫باقــازي‪ ،‬عبــداهلل‪1991 .‬م‪ .‬الشــعر واملوقــف االنفعــايل‪.‬‬ ‫بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار الفيصــل‪ ،‬اململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية‪.‬‬ ‫بـكّار‪ ،‬يوســف‪1984 .‬م‪ .‬قضايــا يف النقــد والشــعر‪ .‬الطبعــة‬ ‫األوىل‪ ،‬دار األندلــس‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫اجلاحــظ‪ ،‬أبــو عمــرو عثــان بــن بحــر‪ .‬حتقيــق‪ :‬هــارون‪،‬‬ ‫عبدالســام‪1968 .‬م‪ .‬البيــان والتبيــن‪ .‬الطبعــة‬ ‫الرابعــة‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫اجلرجــاين‪ ،‬عبدالقاهــر‪ .‬حتقيــق‪ :‬شــاكر‪ ،‬حممــود حممــد‪.‬‬ ‫‪1991‬م‪ .‬أرسار البالغــة‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دار املــدين‪،‬‬ ‫جــدة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬ ‫احلاجــري‪ ،‬طــه‪1963 .‬م‪ .‬بشــار بــن بــرد‪ .‬الطبعــة اخلامســة‪،‬‬ ‫دار املعــارف‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫احلــاوي‪ ،‬عثــان‪2006 .‬م‪ .‬علــم الداللــة تأصي ـ ً‬ ‫ا ودراس ـ ًة‬ ‫وتطبي ًقــا‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬مكتبــة املتنبــي‪ ،‬اململكــة‬ ‫العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫حســن‪ ،‬طــه‪1982 .‬م‪ .‬حديــث األربعــاء‪ .‬ط‪ ،13‬دار‬ ‫املعــارف‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫الــدرويب‪ ،‬ســامي‪1981 .‬م‪ .‬علــم النّفــس واألدب معرفــة‬ ‫اإلنســان بــن بحــوث علــم النفــس وبصــرة األديــب‬ ‫والفنــان‪ .‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬دار املعــارف‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬ ‫مــر‪.‬‬ ‫رينيــه‪ ،‬ويليــك؛ وأوســتن‪ ،‬واريــن‪ .‬ترمجــة‪ :‬العجــان‪ ،‬حميــي‬ ‫الديــن صبحــي؛ واخلطيــب‪ ،‬حســام‪1985 .‬م‪ .‬نظريــة‬ ‫األدب‪ .‬الطبعــة الثالثــة‪ ،‬املؤسســة العربيــة‪ ،‬بــروت‪،‬‬ ‫لبنــان‪.‬‬

‫الص ّحــة النّفســ ّية‬ ‫زهــران‪ ،‬حامــد‬ ‫عبدالســام‪2005 .‬م‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫والعــاج النّفــي‪ .‬الطبعــة الرابعــة‪ ،‬عــامل الكتــب‪،‬‬ ‫القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫ســهرايب‪ ،‬تــورج‪2015 .‬م‪ .‬تأثــر عقــدة النقــص يف هجــو‬ ‫بشــار بــن بــرد نشــأة وجتليــات‪ .‬دراســة منشــورة عــى‬ ‫موقــع ديــوان العــرب منــر حــر للثقافــة والفكــر‬ ‫واألدب‪ ،‬بتاريــخ ‪ 22‬يوليــو‪ .‬تاريــخ االســرجاع‬ ‫‪2015/1/1‬م‪ .‬عــى الرابــط اإللكــروين‪-:‬‬

‫‪https://bit.ly/2ReQPfN‬‬

‫ســويف‪ ،‬مصطفــى‪1981 .‬م‪ .‬األســس النّفســية لإلبــداع‬ ‫الفنّــي يف ّ‬ ‫الشــعر خاصــة‪ .‬الطبعــة الرابعــة‪ ،‬دار‬ ‫املعــارف‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬ ‫ســويف‪ ،‬مصطفــى‪2000 .‬م‪ .‬دراســات نفس ـ ّية يف اإلبــداع‬ ‫والتّلقــي‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬الــدار املرصيــة اللبنانيــة‪،‬‬ ‫القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬ ‫صليبــا‪ ،‬مجيــل‪1981 .‬م‪ .‬علــم النفــس‪ .‬الطبعــة الثالثــة‪ ،‬دار‬ ‫الكتــاب اللبنــاين‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫ضيــف‪ ،‬شــوقي‪1978 .‬م‪ .‬الفــن ومذاهبــه يف الشــعر‬ ‫العــريب‪ .‬ط‪ ،10‬دار املعــارف‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬ ‫ضيــف‪ ،‬شــوقي‪2007 .‬م‪ .‬العــر العبــايس األول‪ .‬ط‪،17‬‬ ‫دار املعــارف‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫العبــادي‪ ،‬خــر الديــن قاســم حممــد‪2005 .‬م‪ .‬الســخرية يف‬ ‫شــعر بشــار بــن بــرد‪ .‬رســالة ماجســتري‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪،‬‬ ‫جامعــة املوصــل‪ ،‬العــراق‪.‬‬ ‫عبــداهلل‪ ،‬صــاح مصيلحــي عــي‪1991 .‬م‪ .‬التقليــد‬ ‫والتجديــد يف الشــعر العبــايس‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪،‬‬ ‫دار املعرفــة اجلامعيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،‬مــر‪.‬‬ ‫العشــاوي‪ ،‬حممــد زكــي‪1981 .‬م‪ .‬موقــف الشــعر مــن‬ ‫الفـ ّن واحليــاة يف العــر العبــايس‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪،‬‬ ‫دار النهضــة العرب ّيــة للطباعــة والنــر‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫فرويــد‪ ،‬ســيجموند‪ .‬ترمجــة‪ :‬حفنــي‪ ،‬عبداملنعــم‪1996 .‬م‪.‬‬ ‫تفســر األحــام‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬مكتبــة مدبــويل‪،‬‬ ‫القاهــرة‪ ،‬مرص‪.‬‬

‫املــازين‪ ،‬إبراهيــم‪1944 .‬م‪ّ .‬‬ ‫بشــار بــن بــرد‪ .‬بــدون رقــم‬ ‫الطبعــة‪ ،‬دار إحيــاء الكتــب العربيــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬ ‫مقــدادي‪ ،‬زيــاد حممــود‪2012 .‬م‪ .‬تلقــي شــعر الــراث يف‬ ‫أنموذجــا‪.‬‬ ‫النقــد العــريب احلديــث مــن بشــار إىل املتنبــي‬ ‫ً‬ ‫بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬عــامل الكتــب احلديــث‪ ،‬إربــد‪،‬‬ ‫األردن‪.‬‬

‫نافــع‪ ،‬عبدالفتــاح صالــح‪1983 .‬م‪ .‬الصــورة يف شــعر‬ ‫بشــار بــن بــرد‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار الفكــر للنــر‬ ‫والتوزيــع‪ ،‬عــان‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫أنموذجا‬ ‫النص الشعري بين موقف انفعالي وو اقع معيش بائية بشاربن برد في مدح الفرس وهجاء العرب‬

‫النوهيــي‪ ،‬حممــد الدســوقي‪1971 .‬م‪ .‬شــخص ّية بشــار‪.‬‬ ‫الطبعــة الثانيــة‪ ،‬دار الفكــر العــريب‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫هولــب‪ ،‬روبــرت‪ .‬ترمجــة‪ :‬إســاعيل‪ ،‬عــز الديــن‪2000 .‬م‪.‬‬ ‫نظريــة التلقــي مقدمــة نقديــة‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬املكتبــة‬ ‫األكاديميــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫زياد محمود مقدادي‬

‫ياســن‪ ،‬معتــز قــي‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬البواعــث النّفســ ّية يف هجــاء‬ ‫ّ‬ ‫بشــار بــن بــرد‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬مركــز دراســات‬ ‫البــرة واخلليــج العــريب‪ ،‬جامعــة البــرة‪ ،‬العــراق‪.‬‬ ‫يــاوس‪ ،‬هانــس روبريت‪ .‬ترمجــة‪ :‬بنحدو‪ ،‬رشــيد‪2004 .‬م‪.‬‬ ‫مجاليــة التل ّقــي مــن أجــل تأويــل جديــد للنــص األديب‪.‬‬ ‫الطبعــة األوىل‪ ،‬املجلــس األعــى للثقافــة‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬ ‫مرص‪.‬‬


(‫هـ‬1441( ‫م‬2020 - 1 ‫ العدد‬- 21 ‫املجلد‬

)‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية‬

Poetry in Response to Sentiment and Living Environment Bashar ibn Burd Persian Praise and Arab Satire “B” Poet as a Model Zead Mahmoud Megdadi Department of Arabic Language, Faculty of Arts, King Khalid University ِAbha, Saudi Arabia https://doi.org/10.37575/h/lng/1814

ABSTRACT

Psychological context of the poet are observed in his own poetry. There is strong relationship between the poetic context and the poet’s life that is affected mainly by the surrounding society and environment. This relationship, consciously or subconsciously, is reflected on his words. The significance of this research is clear as it examines the poet/society relationship, which affected his personality, responses, and his poetry. The aim of this work is to offer a clear view of how the poet interacted with the society variables and expressed it in his poetry throughout an artistic experience covering his psychological responses to the humiliation and ignorance of his society. The study adopted an analytical approach through emotional psychological behavior concentricity. This was followed by analyzing the historical events that led to signifying such behavior. The study revealed that Bashar ibn Burd interacted with the Arab community whom he lived with, who degraded and contempt him. This humiliation forced him to respond throughout poetry. In his poetic contexts, he reveals his inner and suppressed feelings. Key Words: Bashar ibn Burd, Emotion, Humiliation, Society.

47



‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫مكة املكرمة يف عيون الرحالة واجلغرافيني امل�سلمني‬ ‫مهند نايف الدعجه‬

‫قسم الدراسات االجتامعية‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة امللك فيصل‬ ‫األحساء‪ ،‬اململكة العربية السعودية‬ ‫‪https://doi.org/10.37575/h/his/1638‬‬

‫امللخص‬

‫هدف��ت الدراس��ة إىل عــرض الرحل��ة إىل مكــة املكرمــة وأمهيتهــا وإظهــار مــدى ثــراء الفكــر اجلغــرايف والتارخيــي لــدى الرحالــة خاصــة جتــاه‬ ‫مكــة املكرمــة‪.‬‬ ‫وقــد ركــزت الدراســة يف عــدة نقــاط مهمــة‪ ،‬ســامهت يف توضيــح أهــداف البحــث وهــي‪ :‬إظهــار أهــم العوامــل التــي جعلــت مكــة يف بــؤرة‬ ‫الفكــر عنــد الرحالــة العــرب واملســلمني عــى وجــه اخلصــوص‪ ،‬ثــم إيضــاح أهــم الطــرق التــي توصــل إىل مكــة مــن األرجــاء املختلفــة كالطريــق‬ ‫العراقــي‪ ،‬والطريــق املــري‪ ،‬والطريــق اليمنــي‪ ،‬والطريــق الشــامي‪ ،‬باإلضافــة إىل الطــرق األخــرى املائيــة والربيــة املوصلــة بــن مكــة وأرجــاء العــامل‬ ‫القديــم‪ ،‬وكان مــن املهــم الكتــال الفكــرة أن يشــار إىل النظــرة اجلغرافيــة والتارخييــة‪ ،‬واالقتصاديــة (كالتجــارة والصناعــة والســلع)‪ ،‬واالجتامعيــة‬ ‫(كالعــادات والتقاليــد والــزي واألطعمــة)‪ ،‬والعلميــة (كحلقــات العلــم واملعرفــة)‪ ،‬والفنيــة املعامريــة‪ ،‬مــن خــال مــا جــاء عــن مكــة املكرمــة يف‬ ‫كتــب الرحــات املتنوعــة‪.‬‬ ‫ومــن أبــرز نتائــج البحــث‪ ،‬أن هــذه الدراســة قــد عرضــت نــاذج مــن كتــب الرحالــة الذيــن زاروا مكــة‪ ،‬ملــا وصفــوا بــه مــن أهنــم بمنزلــة شــهود‬ ‫عيــان (وســائل إعــام)‪ ،‬وقدمــت الدراســة ملكــة وص ًفــا عين ًّيــا غايــة يف الدقــة‪.‬‬ ‫الكلامت املفتاحية‪ :‬ابن بطوطة‪ ،‬ابن جبري‪ ،‬املقديس‪.‬‬

‫املقدمة‬ ‫تعــدّ كتــب الرحــات مــن مصــادر التاريــخ‬ ‫واآلثــار التــي تزودنــا بالكثــر مــن املعلومــات‬ ‫واألحــداث‪ ،‬وتقــدم وصفــا لألماكــن والشــخص ّيات‪،‬‬ ‫وهــي انطباعــات شــخص ّية وواقع ّيــة عــن اجلوانــب‬ ‫االجتامع ّيــة واحلضار ّيــة للمناطــق التــي تشــملها‪.‬‬ ‫فثمــة دوافــع متعــدّ دة للرحــات منهــا مــا هــو‬ ‫مهيتــه‪ ،‬أو بدافــع التجــارة‪ ،‬ومنهــا‬ ‫بدافــع الســفر وأ ّ‬ ‫مــا هــو لطلــب العلــم واللقــاء باملشــايخ‪ ،‬كــا ّ‬ ‫أن مــن‬ ‫الرحالــة مــن ّاتــذ أدب الرحلــة لكتابــة ســرة حياتــه‬ ‫وحيــاة مشــاخيه وعــره‪.‬‬ ‫أ ّمــا الدافــع الدينــي فــكان مــن الدوافــع املهمــة‬ ‫التــي دفعــت الكثــر مــن املســلمني لتســجيل رحالهتــم‬ ‫املكرمــة)‪،‬‬ ‫إىل األماكــن املقدّ ســة‪ ،‬وعــى رأســها (م ّكــة ّ‬ ‫احلــج إىل مكّــة عامــ ً‬ ‫ا مســاعدا لكثــر مــن‬ ‫فقــد كان‬ ‫ّ‬ ‫هــؤالء احلجــاج املســلمني ليقومــوا بوصــف طريقهــم‬ ‫إىل األماكــن املقدّ ســة ّ‬ ‫وكل مــا شــاهدوه‪.‬‬ ‫نظرا إىل‬ ‫وكان احلـ ّ‬ ‫ـج مــن أعظم بواعث الرحــات‪ً ،‬‬ ‫أن آالف املســلمني يتجهــون ّ‬ ‫كل عــام صــوب احلجــاز‬ ‫ـج وزيــارة قرب‬ ‫واحلرمــن الرشيفــن‪ ،‬لتأديــة فريضــة احلـ ّ‬ ‫احلجــاج‬ ‫ىا ‏‬ ‫النبــي صــ ‏‬ ‫هلل عليــه‏وســلم‪ ،‬وكان بعــض ّ‬ ‫يكتبــون عــن الطــرق التــي ســلكوها واملــدن واملنــازل‬ ‫التــي نزلــوا فيهــا‪ ،‬أو األحــداث التــي شــاهدوها لكــي‬ ‫ينتفــع هبــا اآلخــرون وهيتــدوا‪.‬‬

‫وتضــم كتــب الرحــات كثــرا مــن املعلومــات‬ ‫ّ‬ ‫واملعــارف اجلغراف ّيــة واالجتامع ّيــة والتارخي ّيــة‬ ‫واالقتصاد ّيــة يف أزمنــة خمتلفــة‪ ،‬وهــي ‪-‬مــن هنــا‪-‬‬ ‫تش ـكّل مــا ّدة غن ّيــة للجغرافيــن واملؤرخــن‪ ،‬وكذلــك‬ ‫علــاء االجتــاع واالقتصاد ّيــن وداريس األدب‬ ‫وغريهــم‪.‬‬ ‫وقــد مثلــت مكــة ومتثــل قبلــة اإلســام واملســلمني‬ ‫يف كاف��ة أنحاــء العــامل‪ ،‬ومثلـ�ت ومتثــل الرحلـ�ة إليهــا‬ ‫مقصــدً ا وركنًــا مــن أركان اإلســام‪ ،‬وهتــوي إىل بيــت‬ ‫اهلل احلــرام أفئــدة املســلمني يف كل زمــان ومــكان‪ ،‬كــا‬ ‫كان النتشــار اإلســام الفضــل يف ازدهــار الفكــر‬ ‫اجلغرــايف بصف�ةـ عام��ة وازدهاــر الرحلـ�ة وأدهبــا بصفــة‬ ‫خاص��ة‪ ،‬خاص��ة الرحل��ة إىل مكــة‪ ،‬فهــي مطلــب كل‬ ‫املســلمني‪.‬‬ ‫فقــد تــوىل اإلســام اســتنفار احلاســة اجلغرافيــة يف‬ ‫املســلمني‪ ،‬وهــم يواجهــون التحــدي مــن قبــل كفــار‬ ‫اجلزيــرة العربيــة وخارجهــا‪ ،‬أو جيوبــون األرض‬ ‫يف أنحــاء الدولــة اإلســامية‪ ،‬أو ينــرون الدعــوة‬ ‫إىل اهلل عــى الصعيــد العاملــي‪ ،‬فيــا وراء األرض‬ ‫اإلســامية‪ ،‬وكان املطلــوب مــن إثــارة أو اســتنفار‬ ‫احلاســة اجلغرافيــة أن جينــي املســلمون ثمــرات نافعــة‪،‬‬ ‫مــن خــال االنفتــاح عــى األرض وعــى النــاس يف‬ ‫أيضــا أن تظهــر الصفــوة‬ ‫كل مــكان‪ ،‬وكان املطلــوب ً‬ ‫املمتــازة مــن بــن صفــوف الرحالــة واجلغرافيــن‬

‫‪49‬‬


‫مكة املكرمة في عيون الرحالة والجغر افيين املسلمين‬

‫املســلمني‪ ،‬وأن تنكــب هــذه الصفــوة عــى إحيــاء‬ ‫الفكــر اجلغــرايف‪.‬‬ ‫وقــد ركــزت الدراســة يف عــدة نقــاط مهمــة‪،‬‬ ‫ســامهت يف توضيــح أهــداف البحــث وهــي‪ :‬إظهــار‬ ‫أهــم العوامــل التــي جعلــت مكــة يف بــؤرة الفكــر عنــد‬ ‫الرحالـ�ة العـ�رب واملســلمني عــى وجــه اخلصــوص‬ ‫ومجلــة الرحالــن عــى وجــه العمــوم‪ ،‬ثــم إيضــاح أهــم‬ ‫الطــرق التــي توصــل إىل مكــة مــن األرجــاء املختلفــة‬ ‫كالطريــق العراقــي‪ ،‬والطريــق املــري‪ ،‬والطريــق‬ ‫اليمنــي‪ ،‬والطريــق الشــامي‪ ،‬باإلضافــة إىل الطــرق‬ ‫األخــرى املائيــة والربيــة‪ ،‬وكان مــن املهــم الكتــال‬ ‫الفكــرة وحتســينها أن يشــار إىل اجلوانــب اجلغرافيــة‬ ‫والتارخييــة واالقتصاديــة واالجتامعيــة والعلميــة‬ ‫والفنيــة املعامريــة ملكــة املكرمــة يف كتــب الرحــات‬ ‫املتنوعــة‪ ،‬ومنهــا رحلــة ابــن جبــر كنمــوذج للرحلــة‬ ‫إىل مكــة؛ إذ إنــه عــى الرغــم مــن أن ابــن جبــر قــد‬ ‫قصــد مكــة مــن بــاد األندلــس‪ ،‬إال أنــه أكثــر الرحالــة‬ ‫إقامــة يف مكــة‪ ،‬وقــد أمعــن فيهــا النظــر واملالحظــة‪ ،‬بــل‬ ‫مــن أكثــر الرحالــن كتابــة عنهــا يف دقــة واضحــة‪.‬‬ ‫وال يقــل أثــر الرحالــة اآلخريــن عــن ابــن جبــر‪،‬‬ ‫ولذلــك حاولــت يف هــذه الدراســة أن أقــارن بــن مــا‬ ‫وصفــه هــؤالء الرحالــة وإن كان يف فــرات متباعــدة‬ ‫أحيانــا إال أنــه يعطينــا تصــورا واضحــا عــن أبــرز‬ ‫املالمــح املتنوعــة للمدينــة‪ ،‬وســكاهنا‪ ،‬واقتصادهــا‪،‬‬ ‫وجتارهتــا‪ ،‬ومظاهــر العبــادة فيهــا‪ ،‬مــع مــا وصفتــه‬ ‫تلــك الرحــات مــن تفنــن واضــح يف إخــراج الرســم‬ ‫والتصويــر ملختلــف اجلوانــب‪ ،‬وإن كان دافــع حبهــم‬ ‫الدينــي قــد رســم مالمــح خمتلــف نواحــي احليــاة التــي‬ ‫ربــا ال نجــد هلــا وصفــا يف كتــب التاريــخ األخــرى‪.‬‬ ‫موقع مكة‬ ‫املكرمــة يف اجلانــب الغــريب مــن جزيــرة‬ ‫تقــع م َّكــة َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫العــرب‪ ،‬يف بطــن واد ض ِّيــق طويــل‪ ،‬مــن أود َيــة جبــال‬ ‫زرع‪ ،‬يسـ ِّـميه املك ُّيــون وادي إبراهيم‪،‬‬ ‫ـراة‪ ،‬غــر ذي ْ‬ ‫الـ َّ‬ ‫ِ‬ ‫وعمراهنــا وبيوهتــا منتــرة عــى امتــداد هــذا الــوادي‬ ‫ـال َي ِميــل إىل االســتِطالة ‪-‬حيــث يت ِ‬ ‫عــى شــكل هـ ٍ‬ ‫َّجــه‬ ‫جانبــاه نحــو ســفوح جبــل قعيقعــان غر ًبــا وجبــل‬ ‫أيب قبيــس رش ًقــا ومــن حم َّلــة املعابــدة طــوالً إىل حم َّلــة‬ ‫املســفلة جنوبــا‪ِ ُ -‬‬ ‫تيــط بــه اجلبــال والتــال اجلــرداء‬ ‫ً‬ ‫والصخــور الصلبــة مــن ِّ‬ ‫كل جانــب؛ لتشــكِّل حــول‬ ‫مكَّــة وكعبتهــا دائــرة‪ ،‬ومــن أضخــم جبــال مكــة‬ ‫الشق َّيــة منهــا‪،‬‬ ‫وأعظمهــا أبــو قبيــس‪ ،‬ويقــع إىل اجلهــة َّ‬

‫‪50‬‬

‫مهند نايف الدعجه‬

‫ُّ‬ ‫ويطــل عــى املســجد احلــرام‪ ،‬ومــن جباهلــا املعروفــة‬ ‫قعيقعــان‪ ،‬وفاضــح‪ ،‬واملحصــب‪ ،‬وثــور‪ ،‬واحلجــون‪،‬‬ ‫وحــراء‪ ،‬وتفاحــة‪ ،‬والفلــق‪.‬‬ ‫وكانــت املناطــق املنخفضــة نســب ًّيا مــن ســاحة‬ ‫مكَّــة تســمى البطحــاء‪ُّ ،‬‬ ‫نــزل عــن احلــرم‬ ‫وكل مــا َ‬ ‫املكــي يسـ ُّـمونه «املســفلة»‪ ،‬ومــا ار َت َفــع عنــه يسـ ُّـمونه‬ ‫«املعــاة»‪ ،‬ومكَّــة تقــع عنــد خــط تقاطــع درجتــي‪:‬‬ ‫عــرض ‪ َ 25 ْ 21‬شــاالً‪ ،‬وطــول ‪ َ 49 ْ 39‬رش ًقــا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫را‪ ،‬هــذا‬ ‫وترتَفــع عــن ســطح البحــر بنحــو ‪ 280‬مــ ً‬ ‫الســاحيل الــذي‬ ‫يعنــي َّأنــا تقــع ضمــن ســهل هتامــة َّ‬ ‫األحــر مــن أقــى‬ ‫يمتــدُّ عــى طــول ســاحل البحــر ْ‬ ‫شــاله عنــد خليــج العقبــة إىل هنايتــه اجلنوب َّيــة عنــد باب‬ ‫املنــدب‪ِ ،‬‬ ‫أضــف إىل ذلــك َّأنــا مت ِّثــل نقط ـ َة التِقــاء بــن‬ ‫هتامــة وجبــال الــروات(‪.)1‬‬ ‫وقــد أســهبت كتــب الرحلــة يف حتديــد موقــع مكــة‬ ‫عــى وجــه التعميــم باعتبارهــا ضمــن إقليــم العــرب‬ ‫أو احلجــاز أو عــى وجــه التخصيــص بذكــر مكــة ومــا‬ ‫حييــط هبــا مــن قــرى ومــدن‪.‬‬ ‫وممــا روي يف ذلــك‪« :‬فأمــا احلجــاز فقصبتــه مكــة‬ ‫ومــن مدهنــا‪ :‬يثــرب وينبــع وقــرح وخيــر واملــروة‬ ‫واحلــوراء وجــدة والطائــف واجلــار والســقيا والعونيــد‬ ‫واجلحفــة والعشــرة هــذه أمهــات‪ ،‬ودوهنــن‪ :‬بــدر‪،‬‬ ‫خليــص‪ ،‬أمــج‪ ،‬احلجــر‪ ،‬بــدا يعقــوب‪ ،‬الســوارقية‪،‬‬ ‫الفــرع‪ ،‬الســرة‪ ،‬جبلــة‪ ،‬مهــاج‪ ،‬حــاذة»(‪ .)2‬إذ غلــب‬ ‫عــى الرحالــة أن يتحدثــوا عــن املدينــة وكورهــا ومــا‬ ‫يتبعهــا مــن قــرى‪.‬‬ ‫ومــن ناحيــة شــكل ســطح مكــة وتضاريســها فقــد‬ ‫وصفــت بأهنــا تقــع بــن جبــال عظام وهــي أوديــة ذات‬ ‫شــعاب‪« :‬ومكــة مدينــة فيــا بــن شــعاب وجبــال»(‪.)3‬‬ ‫ولذلــك فهــي تقــع بــن جبــال عاليــة وال تــرى مــن‬ ‫بعيــد(‪ ،)4‬باعتبــار أهنــا منخفــض بــن تلكــم اجلبــال‬ ‫الســالفة الذكــر‪ ،‬فهــي مدينــة يف واد واجلبــال مرشفــة‬ ‫عليهــا مــن مجيــع النواحــي حميطــة حــول الكعبــة(‪،)5‬‬ ‫وهــذه خاصيــة حباهــا اهلل عــز وجــل هلــذه املدينــة‪،‬‬ ‫والتــي تعطــي انطبا ًعــا واضحــا عــن احلصانــة فيهــا‪.‬‬ ‫(‪ )1‬مقبــل‪« ،‬أول مــا خلــق اللــه مــن األرض مكــة ومنهــا دحيــت‬ ‫األرض» تاريــخ مكــة المكرمــة عبــر العصــور‪ ،‬ص ‪.3‬‬ ‫)‪ ( 2‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم في معرفة األقاليم‪ ،‬ص ‪.36‬‬ ‫)‪ ( 3‬ابن حوقل‪ ،‬صورة األرض‪ ،‬ص ‪.35‬‬ ‫)‪ )4‬ناصر خسرو‪ ،‬سفرنامه‪ ،‬ص ‪.137‬‬ ‫)‪ (5‬الحموي‪ ،‬معجم البلدان‪.217/5 ،‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫تسمية مكة‬ ‫مســاها‬ ‫عرفــت مكــة ‪-‬وللدَّ اللــة عــى رشف‬ ‫َّ‬ ‫وســمو مكانتهــا‪ -‬بأســاء كثــرة‪ِ ،‬‬ ‫فمــن أســائها التــي‬ ‫ِّ‬ ‫(‪)1‬‬ ‫دت يف القــرآن الكريــم‪ :‬مكــة وبكــة ‪ .‬وقيــل‪:‬‬ ‫ور ْ‬ ‫َ‬ ‫مكــة البلــد وبكــة موضــع البيــت‪ .‬وقيــل‪ :‬بكــة البيــت‬ ‫واملســجد‪ ،‬ومكــة احلــرم كلــه(‪ .)2‬والبلــد والقريــة وأم‬ ‫القــرى(‪.)3‬‬ ‫أمــا اســم مكــة فقــد ذكــر يف كثــر مــن املواضــع؛‬ ‫ومنهــا قولــه تعــاىل‪{ :‬وهــو ا َّلـ ِـذي َكـ َّ ِ‬ ‫ـم‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ـم َعن ُكـ ْ‬ ‫ـف َأ ْيد َ ُيـ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ـم َعن ُْهــم بِ َب ْطـ ِ‬ ‫ـن َم َّك ـ َة}(‪ ،)4‬وقــد اتفــق العلــاء‬ ‫َو َأ ْيد َي ُكـ ْ‬ ‫عــى اســم مكــة جلميــع البلــدة‪ ،‬وأمــا تســميتها بالبلــد‬ ‫ــذا ا ْلب َل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ــد}(‪ ،)5‬وأمــا‬ ‫ــم ِ َب َ َ‬ ‫فقــد قــال تعــاىل‪{ :‬الَ ُأ ْقس ُ‬ ‫لل َم َثـ ً‬ ‫ا َق ْر َي ًة‬ ‫ض َب ا َُّ‬ ‫التســمية بالقريــة فقــال تعــاىل‪َ { :‬و َ َ‬ ‫ـت ِآمنَ ـ ًة ُّم ْط َم ِئنَّ ـ ًة}(‪ ،)6‬وأمــا التســمية بــأم القــرى‬ ‫كَا َنـ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪)7‬‬ ‫ُ‬ ‫لقولــه تعــاىل‪َ { :‬ولتُنــذ َر أ َّم القــرى َو َم ـ ْن َح ْو َلَــا} ‪.‬‬ ‫أيضــا «بكــة»‪ ،‬وهنــاك أقــوال يف‬ ‫ومــن أســائها ً‬ ‫هــذه التســمية‪ :‬القــول األول أهنــا كانــت تبــك أعنــاق‬ ‫اجلبابــرة إذا أحلــدوا فيهــا‪ .‬والثــاين أهنــا ســميت هبــذا‬ ‫بعضــا(‪.)8‬‬ ‫االســم ألن األقــدام تبــك بعضهــا ً‬ ‫وقــد دعــا هلــا إبراهيــم عليــه الســام‪ ،‬و ُذكــرت يف‬ ‫اج َع ْ‬ ‫ــل َه َ‬ ‫ــذا‬ ‫القــرآن الكريــم‪ ،‬قــال اهلل تعــاىل‪َ { :‬ر ِّب ْ‬ ‫ب َلــدً ا ِآمنًــا وار ُز ْق َأه َلـه ِمـن ال َّثمــر ِ‬ ‫ات}(‪ .)9‬فاســتجاب‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫اهلل عــز وجــل وآمــن مــن نــزل فيهــا‪ ،‬ورزق أهلهــا مــن‬ ‫الثمــرات التــي جتلــب إليهــا مــن اآلفــاق(‪)10‬؛ أي مــن‬ ‫خمتلــف املناطــق‪.‬‬ ‫والنساســة‪ ،‬وأم‬ ‫ومــن أســائها‪ :‬مكــة‪ ،‬وبكــة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫زحــم‪ ،‬وأم القــرى‪ ،‬ومعــاذ‪ ،‬واحلاطمــة ألهنــا حتطــم‬ ‫مــن اســتخف هبــا‪ ،‬وســمي البيــت «العتيــق» ألنــه عتــق‬ ‫مــن اجلبابــرة‪ ،‬و«الــرأس» ألهنــا مثــل رأس اإلنســان‪،‬‬ ‫واحلــرم وصــاح والبلد األمــن والعــرش و«القادس»‬ ‫)‪ )1‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.14‬‬ ‫)‪ (2‬العمري‪ ،‬مسالك األبصار في ممالك األمصار‪.93/1 ،‬‬ ‫ ابـن المجـاور‪ ،‬صفـة بلاد اليمن ومكـة وبعض الحجـاز «تاريخ‬ ‫المسـتبصر»‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫)‪ ( 4‬سورة الفتح‪ ،‬آية (‪.)24‬‬ ‫)‪ ( 5‬سورة البلد‪ ،‬آية (‪.)1‬‬ ‫)‪ (6‬سورة النحل‪ ،‬آية (‪.)112‬‬

‫)‪ (7‬سورة األنعام‪ ،‬آية (‪.)92‬‬ ‫)‪ ( 8‬ابــن الفقيــه‪ ،‬مختصــر كتــاب البلــدان‪ ،‬ص ‪ ،20‬وابــن المجــاور‪،‬‬ ‫صفــة بــاد اليمــن ومكــة وبعــض الحجــاز «تاريــخ المســتبصر»‪،‬‬ ‫ص ‪.15 ،11‬‬ ‫)‪ (9‬سورة البقرة‪ ،‬آية ‪.126‬‬ ‫)‪ (10‬ابن الفقيه‪ ،‬مختصر كتاب البلدان‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫والناســة‬ ‫ألهنــا تقــدس الذنــوب أي تطهــر‪ ،‬واملقدســة‬ ‫ّ‬ ‫و«الباســة» ألهنــا تبــس أي حتطــم امللحديــن وقيــل‬ ‫ّ‬ ‫خترجهــم‪ ،‬و«كوثــى» باســم بقعــة كانــت منــزل بنــي‬ ‫عبدالــدار(‪.)11‬‬ ‫وقيــل‪ :‬مكــة بيــت اهلل احلــرام‪ ،‬أمــا اشــتقاقها ففيــه‬ ‫أقــوال‪« :‬فقيــل ســميت «مكــة» ألهنــا متــك اجلباريــن‬ ‫أي تذهــب نخوهتــم‪ ،‬ويقــال ســميت «مكــة» الزدحــام‬ ‫النــاس هبــا مــن قوهلــم‪ :‬قــد امتــك الفصيــل رضع أمــه‪،‬‬ ‫مصــا شــديدً ا‪ ،‬ويقــال «مكــة» اســم املدينــة‪،‬‬ ‫إذا مصــه ًّ‬ ‫وبكــة اســم البيــت‪ ،‬وقيــل إنــا ســميت «مكــة» ألن‬ ‫العــرب يف اجلاهليــة كانــت تقــول‪ :‬ال يتــم حجنــا حتــى‬ ‫نــأيت مكــة الكعبــة فنمــك فيــه؛ أي نصفــر صفــر املــكاء‬ ‫حــول الكعبــة‪ ،‬وكانــوا يصفــرون ويصفقــون بأيدهيــم‬ ‫إذا طافــوا هبــا ‪-‬واملـكّاء بتشــديد الــكاف طائــر‪ -‬وقيــل‬ ‫ســميت «مكــة» ألهنــا بــن جبلــن مرتفعــن عليهــا‬ ‫وهــي يف هبطــة بمنزلــة املكــوك‪ ،‬وقيــل ســميت «مكــة»‬ ‫ألهنــا ال يفجــر هبــا أحــد إال بكــت عنقــه فــكان يصبــح‬ ‫وقــد التــوت عنقــه‪ ،‬وقيــل «بكــة» موضــع البيــت ومــا‬ ‫حــول البيــت‪ :‬مكــة»(‪.)12‬‬ ‫و«مكــة» مأخــوذ مــن قوهلــم‪ :‬متككــت املــخ مــن‬ ‫العظــم متــككًا‪ :‬إذا اســتخرجته عنــه ألهنــا متــك الفاجــر‬ ‫عنهــا وخترجــه منهــا‪ .‬وقيــل ســميت «بكــة» ألن النــاس‬ ‫بعضــا فيهــا أي يدفــع‪ ،‬واختلــف النــاس‬ ‫يبــك بعضهــم ً‬ ‫يف هذيــن االســميني فقــال قــوم‪« :‬مهــا لغتــان واملســمى‬ ‫هبــا واحــد؛ ألن العــرب تبــدل امليــم بالبــاء‪ .‬وقــال‬ ‫آخــرون‪ :‬بــل مهــا اســان واملســمى هبــا شــيئان‪ ،‬ألن‬ ‫اختــاف األســاء موضــوع الختــاف املســمى‪ ،‬ومــن‬ ‫قــال هبــذا اختلــف يف املســمى هبــا عــى قولــن‪:‬‬ ‫ أحدمهــا أن «مكــة» اســم البلــد كلــه‪ ،‬و»بكــة» اســم‬‫البيــت‪ ،‬وهــذا قــول إبراهيــم النخعــي وحييــى بــن‬ ‫أيب أيــوب‪.‬‬ ‫ والثــاين أن «مكــة» احلــرم كلــه‪ ،‬و«بكــة» املســجد‪،‬‬‫وهــذا قــول الزهــري وزيــد بــن أســلم‪.‬‬ ‫وحكــى مصعــب بــن عبــداهلل الزبــري قــال‪ :‬كانــت‬ ‫صالحــا ألمنهــا‪ ،‬وقيــل‬ ‫مكــة يف اجلاهليــة تســمى‬ ‫ً‬ ‫إن مــن أســاء مكــة «أم زحــم» و«الباســة»‪ ،‬فأمــا «أم‬ ‫زحــم» فــأن النــاس يتزامحــون هبــا ويتنازعــون‪ ،‬وأمــا‬ ‫«الباســة» فألهنــا تبــس مــن أحلــد فيهــا؛ أي حتطمــه‬ ‫وهتلكــه‪ ،‬ويــروى «الناســة» بالنــون ومعنــاه أهنــا تنــس‬ ‫)‪ (11‬الحموي‪ ،‬معجم البلدان‪.212-211/5 ،‬‬ ‫)‪ (12‬الحموي‪ ،‬معجم البلدان‪.211-210/5 ،‬‬

‫‪51‬‬


‫مكة املكرمة في عيون الرحالة والجغر افيين املسلمين‬

‫مــن أحلــد فيهــا أي تطــرده وتنفيــه‪ .‬وأصــل مكــة‬ ‫وحرمتهــا مــا عظمــه اهلل ســبحانه مــن حرمــة بيتــه‪ ،‬حتى‬ ‫جعلهــا ألجــل البيــت الــذي أمــر برفــع قواعــده وجعله‬ ‫قبلــة عبــاده أم القــرى(‪ .)1‬فألمهيــة وقداســة مكــة حباهــا‬ ‫اهلل بأســاء كثــرة متييـ ًـزا هلــا عــن باقــي املــدن‪.‬‬ ‫مناخ مكة‬ ‫إن موقــع مكــة الســالف قــد فــرض عليهــا ً‬ ‫مناخــا‬ ‫نظــرا‬ ‫أشــد حــرارة مــن اإلقليــم الصحــراوي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫النخفاضهــا مــن جهــة‪ ،‬وإلحاطتهــا باجلبــال مــن جهــة‬ ‫أخــرى‪ ،‬ولذلــك قيــل يف مناخهــا‪« :‬وجــو مكــة حــار‬ ‫جــدا يف الصيــف إال أن ليلهــا طيــب‪ ،‬قد رفــع اهلل عنهم‬ ‫مؤونــة الــدفء وأراحهــم مــن كلــف االصطــاء»(‪.)2‬‬ ‫ولذلــك أشــار بعــض الرحالــة إىل أن أهــل مكــة‬ ‫كانــوا يبحثــون عــن حلــول لتفــادي ارتفــاع درجــة‬ ‫احلــرارة‪ ،‬فــإذا تــأذى أهــل مكــة باحلــر خرجــوا إىل‬ ‫الطائــف(‪)3‬؛ ألهنــا أكثــر ارتفا ًعــا وبالتــايل أقــل حــرارة‪.‬‬ ‫ولذلــك قيــل‪« :‬كانــوا يشــتون بمكــة ويصيفــون‬ ‫بالطائــف أثنــاء رحلــة الشــتاء والصيــف»(‪.)4‬‬ ‫يف حــن وصفهــا ابــن جبــر بغرابــة منــه بطيــب‬ ‫هوائهــا‪ ،‬وفتــور محــارة قيظهــا املعهــود فيهــا‪ ،‬وانكســار‬ ‫حــدة ســمومها‪ ،‬ويقــول‪« :‬كنــا نبيــت يف ســطح املوضــع‬ ‫الــذي كنــا نســكنه‪ ،‬فربــا يصيبنــا مــن بــرد هــواء الليــل‬ ‫مــا نحتــاج معــه إىل دثــار يقينــا منــه»(‪ .)5‬ويؤكــد اعتــدال‬ ‫مناخهــا ليــا مــا قيــل‪« :‬والليــل بمكــة يف الصيــف‬ ‫طيــب»(‪ .)6‬إال أن األمطــار بمكــة املكرمــة ال تــزال‬ ‫شــحيحة‪ ،‬وال تســقط إال عــى فــرات متباعــدة‪ ،‬وهــذه‬ ‫مــن أهــم أســباب اجلفــاف واجلــدب والقحــط الــذي‬ ‫يصيبهــا‪.‬‬ ‫الطرق‬ ‫مثلــت مكــة ملتقــى الصــادر والــوارد ممــن بلغتــه‬ ‫الدعــوة املباركــة(‪ .)7‬وأمــا املســافات فمــن الكوفــة إىل‬ ‫مكــة ســبع وعــرون مرحلــة‪ ،‬وكذلــك مــن البــرة‬ ‫)‪ ( 1‬الماوردي‪ ،‬األحكام السلطانية‪ ،‬ص ‪.95‬‬ ‫)‪ (2‬ناصــر خســرو‪ ،‬ســفرنامه‪ ،‬ص ‪ ،141‬والمقدســي‪ ،‬أحســن‬ ‫التقاســيم‪ ،‬ص ‪ ،37‬والحمــوي‪ ،‬معجــم البلــدان‪.217/5 ،‬‬ ‫)‪ (3‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.40‬‬ ‫)‪ (4‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.47‬‬ ‫)‪ ( 5‬ابــن جبيــر‪ ،‬رحلــة ابــن جبيــر المسـ ّـماة «اعتبــار الناســك فــي ذكــر‬ ‫اآلثــار الكريمــة والمناســك»‪ ،‬ص ‪.100‬‬ ‫)‪ (6‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.47‬‬ ‫)‪ (7‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.97‬‬

‫‪52‬‬

‫مهند نايف الدعجه‬

‫إليهــا ونقصــان يومــن‪ ،‬ومــن دمشــق إىل مكــة شــهر‪،‬‬ ‫ومــن عــدن إىل مكــة شــهر‪ ،‬ولــه طريقــان أحدمهــا‬ ‫ســاحل البحــر وهــو األبعــد واآلخــر يأخــذ عــى‬ ‫طريــق صنعــاء وصعــدة ونجــران والطائــف حتــى‬ ‫ينتهــي إىل مكــة‪ ،‬وهلــا طريــق آخــر عــى البــوادي‬ ‫وهتامــة وهــو أقــرب مــن الطريقــن املذكوريــن أوال‬ ‫عــى أهنــا أحيــاء العــرب يف بوادهيــا وخمالفهــا وال‬ ‫يســلكها إال اخلــواص منهــم‪ ،‬وأمــا أهــل حرضمــوت‬ ‫ومهــرة فإهنــم يقطعــون عــرض بالدهــم حتــى يتصلــوا‬ ‫باجلــادة التــي بــن عــدن ومكــة‪ ،‬واملســافة بينهــم إىل‬ ‫األمصــار هبــذه اجلــادة بنحــو الشــهر إىل اخلمســن‬ ‫يومــا‪ ،‬وأمــا طريــق ُعــان إىل مكــة فهــو مثــل طريــق‬ ‫دمشــق صعــب الســلوك مــن البــوادي والــراري القفــر‬ ‫القليلــة الســكان وإنــا طريقهــم يف البحــر إىل جــدة‬ ‫فــإن ســلكوا عــى الســواحل مــن مهــرة وحرضمــوت‬ ‫إىل عــدن بعــد عليهــم وقـ ّـل مــا يســلكونه‪ ،‬وكذلــك مــا‬ ‫بــن ُعــان والبحريــن فطريــق شــاق يصعــب ســلوكه‬ ‫لتامنــع العــرب فيــا بينهــم فيــه(‪.)8‬‬ ‫وهــذا الطريــق هــو الــذي عليــه األميــال وهــو‬ ‫طريــق العوامــل والعــال وإن رحــل مــن يريــد مكــة إىل‬ ‫بئــر احلــذا منــزل ليــس فيــه إالّ بئـ ٌـر واحــدة‪ ،‬ومــن بئــر‬ ‫احلــذا إىل قريــة عظيمــة عامــرة‪ ،‬وهــي التــي ُيــرم منهــا‬ ‫أهــل اليمــن‪ ،‬وماؤهــا ٍ‬ ‫واد جـ ّـرار‪ ،‬وهــي قرشــية تســمى‬ ‫َقــرن(‪.)9‬‬ ‫فأمــا مــن البــرة إىل مكــة فمــن البــرة إىل احلفري‪،‬‬ ‫ثــم إىل ماو ّيــة ثــم إىل ذات العــر‪ ،‬ثــم إىل الينســوعة‪،‬‬ ‫ثــم إىل الســمينة‪ ،‬ثــم إىل النبــاج‪ ،‬ثــم إىل العوســجة‪ ،‬ثــم‬ ‫إىل القريتــن‪ ،‬ثــم إىل رامــة‪ ،‬ومــن النبــاج طريــق إىل‬ ‫النقــرة‪ ،‬ومــن رامــة إىل أمــرة‪ ،‬ثــم إىل رضيــة‪ ،‬ثــم إىل‬ ‫جديلــة‪ ،‬ثــم إىل فلجــة‪ ،‬ثــم إىل الدفينــة‪ ،‬ثــم إىل قبــا‪ ،‬ثــم‬ ‫إىل مــران‪ ،‬ثــم إىل وجــرة‪ ،‬ثــم إىل أوطــاس‪ ،‬ثــم إىل ذات‬ ‫عــرق‪ ،‬ثــم إىل بســتان ابــن عامــر‪ ،‬ثــم إىل مكــة(‪.)10‬‬ ‫فأمــا مــن مــر إىل مكــة‪ ،‬فمنازهلــا عــى التــوايل عىل‬ ‫مــا نصفــه‪ :‬الفســطاط‪ ،‬اجلــب‪ ،‬البويــب‪ ،‬بيدمــة منــزل‬ ‫الر َبيبــة‪ ،‬الكــريس‪ ،‬احلصــن‪ ،‬منزل‬ ‫ابــن مــرو‪ ،‬عجــرود‪ُّ ،‬‬ ‫إيلــة رشف البعــل‪ ،‬مديــن‪ ،‬األغــراء‪ ،‬منــزل الكالّبــة‪،‬‬ ‫شــغب‪ ،‬بــدا‪ ،‬الرسحتــن‪ ،‬البيضــاء‪ ،‬وادي القــرى‪،‬‬ ‫الرحيبــة‪ ،‬ذو املــروة‪ ،‬الســويداء‪ ،‬خشــب‪ ،‬املدينــة‪ .‬فأمــا‬ ‫مــن أخــذ عــى طريــق الســاحل فــإذا صــار إىل رشف‬ ‫)‪ (8‬الحموي‪ ،‬معجم البلدان‪.217/5 ،‬‬ ‫)‪ (9‬الحموي‪ ،‬معجم البلدان‪.217/5 ،‬‬ ‫الحموي‪ ،‬معجم البلدان‪.217/5 ،‬‬ ‫)‪( 10‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫البعــل صــار إىل الصــا‪ ،‬ثــم إىل النبــك‪ ،‬ثــم إىل ُظبــة‪،‬‬ ‫ثــم إىل عونيــد‪ ،‬ثــم إىل الوجــه‪ ،‬ثــم إىل منحــوس‪ ،‬ثــم‬ ‫إىل اجلــرة‪ ،‬ثــم إىل ينبــع‪ ،‬ثــم إىل مســؤوالن‪ ،‬ثــم إىل‬ ‫اجلــار‪ ،‬ومــن اجلــار إىل املدينــة مســرة يومــن(‪.)1‬‬ ‫فأمــا مــن دمشــق إىل مكــة‪ ،‬فاملنــازل منهــا إىل ذات‬ ‫املنــازل‪ ،‬ثــم رسغ‪ ،‬ثــم تبــوك‪ ،‬ثــم املحدثــة‪ ،‬ثــم األقرع‪،‬‬ ‫ثــم اجلنينــة‪ ،‬ثــم احلجــر‪ ،‬ثــم وادي القــرى‪ ،‬ثــم املدينــة‪.‬‬ ‫وأمــا الطريــق مــن الياممــة إىل مكــة فمنهــا إىل‬ ‫العــرض‪ ،‬وإىل حديقــة‪ ،‬وإىل الســيح‪ ،‬وإىل الثن ّيــة‬ ‫الســد‪ ،‬وإىل مــرارة‪ ،‬وإىل‬ ‫الع ّقــاء‪ ،‬وإىل َســقرياء‪ ،‬وإىل ّ‬ ‫ســويقة‪ ،‬وإىل القريتــن مــن طريــق البــرة‪.‬‬ ‫وأمــا مــن صنعــاء إىل مكــة عــى املنــازل فمنهــا إىل‬ ‫الرحابــة‪ ،‬ثــم إىل قريــة رافــدة‪ ،‬ثــم إىل خيــوان‪ ،‬ثــم إىل‬ ‫صعــدة‪ ،‬ثــم إىل النضــح‪ ،‬ثــم القصبــة‪ ،‬ثــم الثجــة‪ ،‬ثــم‬ ‫كثبــة‪ ،‬ثــم بنــات حــرم‪ ،‬ثــم جســداء‪ ،‬ثــم بيشــة‪ ،‬ثــم‬ ‫تبالــة‪ ،‬ثــم رنيــة‪ ،‬ثــم الزعــراء‪ ،‬ثــم صفــر‪ ،‬ثــم الفتــق‪،‬‬ ‫ثــم بســتان ابــن عامــر ثــم مكــة‪.‬‬ ‫وأمــا مــن خمــاف خــوالن إىل مكــة‪ ،‬فمنــه إىل‬ ‫ذي ســحيم‪ ،‬ثــم العــرش‪ ،‬ثــم بيشــة‪ ،‬ثــم ضنــكان‪،‬‬ ‫ثــم حــى‪ ،‬ثــم يبــة‪ ،‬ثــم ابــن جــاوان‪ ،‬ثــم عليــب‪ ،‬ثــم‬ ‫الليــث‪ ،‬ثــم منــزل‪ ،‬ثــم يلملــم‪ ،‬ثــم ملــكان‪ ،‬ثــم مكــة‪.‬‬ ‫وأمــا مــن عــان إىل مكــة فعــى طريــق الســاحل‬ ‫املنــازل فــرق عــوكالن‪ ،‬ســاحل منــاه‪ ،‬بــاد الشــحر‪،‬‬ ‫خماليــف كنــدة‪ ،‬خماليــف عبــداهلل بــن مذحــج‪ ،‬خمــاف‬ ‫حلــج‪ ،‬أبــن‪ ،‬عــدن‪ ،‬مغــاص اللؤلــؤ‪ ،‬خمــاف بنــي‬ ‫جميــد‪ ،‬املنجلــة‪ ،‬خمــاف الركــب‪ ،‬املنــدب‪ ،‬خمــاف‬ ‫رمــع‪ ،‬زبيــد‪ ،‬خمــاف عــك‪ ،‬احلــردة‪ ،‬خمــاف احلكــم‪،‬‬ ‫عثــر‪ .‬فمــن أراد طريــق اجلــادة أخــذ مــن عثــر إىل‬ ‫العــرش‪ ،‬ثــم جــاز عــى طريــق اجلــادة املخاليــف‪ .‬ومــن‬ ‫أراد الســاحل أخــذ مــن عثــر إىل مرســى ضنــكان‪ ،‬ثــم‬ ‫الرسيــن‪ ،‬ثــم أغيــار‪ ،‬ثــم اهلرجــاب‪،‬‬ ‫مرســى حــى‪ ،‬ثــم ّ‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ثــم الشــعيبة‪ ،‬ثــم منــزل‪ ،‬ثــم جــدة‪ ،‬ثــم مكــة ‪.‬‬ ‫الغطاء النبايت‬ ‫أثــرت طبيعــة املنــاخ‪ ،‬وبشــكل واضــح‪ ،‬عــى‬ ‫نــدرة الغطــاء النبــايت واقتصــار ذلــك عــى الشــجر‬ ‫الصحــراوي‪ ،‬فقــد وصــف نــارص خــرو بقولــه‪:‬‬ ‫«وليــس بمكــة شــجر أبــدً ا إال عنــد البــاب الغــريب‬ ‫للمســجد احلــرام املســمى بــاب إبراهيــم؛ حيــث‬ ‫)‪ (1‬الحموي‪ ،‬معجم البلدان‪.217/5 ،‬‬ ‫)‪ ( 2‬ابــن خرداذبــه‪ ،‬المســالك والممالــك يليــه كتــاب الخــراج‬ ‫وصناعــة الكتابــة‪ ،‬ص ‪.49‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫يوجــد كثــر مــن الشــجر الكبــر الــذي يرتفــع عــى‬ ‫حافــة بئــر»(‪ .)3‬وتــم حتديــد نــوع ذلــك الشــجر بقــول‬ ‫ابــن حوقــل «وليــس بجميــع مكــة شــجر مثمــر غــر‬ ‫شــجر الباديــة»(‪ ،)4‬وهــذا الرتبــاط املنــاخ بنوعيــة‬ ‫الرتبــة املالئمــة للنبــات الصحــراوي فقــط‪ ،‬وهــي مــن‬ ‫اإلشــارات التــي أوردهتــا بعــض كتــب الرحالــة‪.‬‬ ‫الطيور واحلامم‬ ‫ومــن األشــياء امللفتــة للنظــر مــا وصفتــه كتــب‬ ‫الرحــات عــن بعــض أشــكال الطيــور وتفســرهم‬ ‫لوجودهــا؛ فحــام احلــرم كثــر ال حيــى فــرى احلــام‬ ‫يتجــى عــى احلــرم كلــه‪ ،‬فــإذا قربــت مــن البيــت‬ ‫عرجــت عنــه يمينــا أو شــاالً‪ ،‬والطيــور ســواها‬ ‫كذلــك‪ ،‬وقيــل إنــه ال ينــزل عليــه طائــر إال عنــد مــرض‬ ‫يصيبــه‪ ،‬فإمــا أن يمــوت حلينــه أو يــرأ(‪ .)5‬فســبحان اهلل‬ ‫عــى هــذه النعمــة العظيمــة‪.‬‬ ‫كــا مل ختــل بعــض كتــب الرحلــة مــن احلديــث‬ ‫عــن اســتئناس احليوانــات األخــرى‪ ،‬ســواء للنقــل أو‬ ‫التجــارة أو البيــع فذكــر منهــا عــى ســبيل املثــال‪ :‬دواب‬ ‫أيضــا وفــرة حيوانــات‬ ‫ومجــال(‪ .)6‬ومــن الطبيعــي ً‬ ‫أخــرى كاألغنــام مثــاً‪ ،‬وإن الرحالــة مل حيصــوا كل‬ ‫احليوانــات األخــرى‪.‬‬ ‫املياه واآلبار والعيون بمكة‬ ‫عانــت مكــة عــى مــر العصــور مــن نــدرة مياههــا‪،‬‬ ‫باســتثناء مــاء زمــزم الــذي ال ينقطــع‪ ،‬ولذلــك وردت‬ ‫إشــارات كثــرة عــن هــذه املعانــاة‪ ،‬ومــن ذلــك‪ ،‬مــا‬ ‫قيــل‪« :‬وليــس بمكــة مــاء جـ ٍ‬ ‫ـار إال يشء أجــري إليهــا‬ ‫مــن عــن‪ ،‬وكانــت أكثــر مياههــم مــن الســاء»(‪.)7‬‬ ‫«ومياههــا مــن الســاء‪ ،‬وليــس هلــم آبــار يرشبــون منها‪،‬‬ ‫وأطيبهــا زمــزم وال يمكــن اإلدمــان عــى رشهبــا»(‪.)8‬‬ ‫«وميــاه مكــة زعــاق ال تســوغ لشــارب وأطيبهــا مــاء‬ ‫بئــر زمــزم ومــاؤه رشوب غــر أنــه ال يمكــن إدمــان‬ ‫رشبــه»(‪« .)9‬ورشب أهــل مكــة مــن آبــار ملحــة»(‪.)10‬‬ ‫)‪ (3‬ناصر خسرو‪ ،‬سفرنامه‪ ،‬ص ‪137‬‬ ‫)‪ ( 4‬ابــن حوقــل‪ ،‬صــورة األرض‪ ،‬ص ‪ ،37‬واإلدريســي‪ ،‬نزهــة‬ ‫المشــتاق فــي اختــراق اآلفــاق‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫)‪ (5‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.76‬‬ ‫)‪ ( 6‬اإلدريسي‪ ،‬نزهة المشتاق‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫)‪ ( 7‬ابن حوقل‪ ،‬صورة األرض‪ ،‬ص ‪.37‬‬ ‫)‪ (8‬الحموي‪ ،‬معجم البلدان‪.217/5 ،‬‬

‫)‪ (9‬اإلدريسي‪ ،‬نزهة المشتاق‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫)‪ (10‬اليعقوبي‪ ،‬البلدان‪ ،‬ص ‪.101‬‬

‫‪53‬‬


‫مكة املكرمة في عيون الرحالة والجغر افيين املسلمين‬

‫ولتفــادي مشــكلة امليــاه وملوحتهــا أو ندرهتــا‪ ،‬كان‬ ‫مــن اإلصالحــات املائيــة مــا روي أثنــاء زيــارة إحــدى‬ ‫األمــرات إىل احلــج فقيــل‪« :‬ومــن القنــوات التــي‬ ‫حفرهتــا أم جعفــر بنــت جعفــر ابــن أمــر املؤمنــن‬ ‫املنصــور يف خالفــة الرشــيد أمــر املؤمنــن‪ ،‬وأجرهتــا‬ ‫مــن املوضــع الــذي يقــال لــه املشــاش يف قنــوات‬ ‫رصــاص‪ ،‬فــرب أهــل مكــة واحلــاج مــن بركــة أم‬ ‫جعفــر»(‪.)1‬‬ ‫وقــد أشــار املقــديس يف رحلتــه إىل ذلــك‪ ،‬ويف‬ ‫حــدود مــا ذكــر يف إقليــم بــاد العــرب‪ ،‬بقولــه‪ :‬إهنــا‬ ‫مــر هــذا اإلقليــم‪ ،‬وذكــر أن بمكــة ثــاث بــرك‪،‬‬ ‫ُتــأ مــن قنــاة شــقتها زبيــدة(‪ ،)2‬وذكــر أن بمنــى آبــار‬ ‫ومصانــع(‪ ،)3‬وقيــارس وحوانيــت(‪ ،)4‬ويف مزدلفــة‬ ‫مصــى وســقاية وبــرك عــدة(‪ .)5‬وذكــر اإلصطخــري‪:‬‬ ‫«أن الــرك والعيــون والســواري(‪ )6‬كثــرة جــدًّ ا يف ديــار‬ ‫العــرب»(‪ .)7‬وهــذا يشــمل ضمنًــا مكــة ومــا حوهلــا‪.‬‬ ‫وبمكــة ثــاث بــرك متــأ مــن قنــاة شــقتها زبيــدة مــن‬ ‫بســتان بنــي عامــر(‪.)8‬‬ ‫وقــد جــاء ذلــك يف ســنة ‪193‬هـــ عندمــا حجــت‬ ‫زبيــدة‪ ،‬زوج اخلليفــة هــارون الرشــيد‪ ،‬وشــعرت بــا‬ ‫يعانيــه احلجــاج مــن قلــة ونــدرة امليــاه‪ ،‬فحاولــت إجيــاد‬ ‫وســيلة دائمــة إلمــداد احلجــاج باملــاء‪ ،‬فرصــدت مــن‬ ‫ماهلــا مبالــغ هلــذا األمــر‪ ،‬وأرســلت املهندســن إىل‬ ‫اجلبــال التــي بــن الطائــف وعرفــات‪ ،‬فكشــفوا ينبو ًعــا‬ ‫وحفــر وجعلــوه مركـ ًـزا ومنب ًعــا‬ ‫بالقــرب مــن حنــن‪ُ ،‬‬ ‫للنهــر‪ ،‬والــذي كانــت تتغــذى منــه مجيــع الينابيــع‪،‬‬ ‫واســتمر يمــد احلــرم باملــاء أكثــر مــن ‪ 1150‬ســنة‪ ،‬ويف‬ ‫احلقيقــة أنــه مل يقــم أحــد يف مكــة بعمـ ٍ‬ ‫ـل يضــارع هــذا‬ ‫العمــل(‪.)9‬‬ ‫)‪ (1‬اليعقوبي‪ ،‬البلدان‪ ،‬ص ‪.101‬‬ ‫)‪ ( 2‬زبيــدة‪ :‬هــي أم جعفــر‪ ،‬وتزوجهــا الخليفــة الرشــيد‪ ،‬فأنجبــت‬ ‫لــه محمــد (األميــن)‪ .‬انظــر‪ :‬البــاذري‪ ،‬أنســاب األشــراف‪،‬‬ ‫‪.312 /3‬‬ ‫)‪ ( 3‬المصانــع‪ :‬محابــس تتخــذ للمــاء‪ ،‬ومفردهــا مصنــع‪ .‬الحمــوي‪،‬‬ ‫معجــم البلــدان‪.159/5 ،‬‬ ‫)‪ (4‬حوانيــت‪ :‬مفردهــا حانــوت‪ ،‬و ُيقصــد بهــا الدكاكيــن‪.‬‬ ‫الفيروزآبــادي‪ ،‬القامــوس المحيــط‪ ،‬ص ‪.150‬‬ ‫)‪ (5‬المقدســي‪ ،‬أحســن التقاســيم فــي معــرف األقاليــم‪ ،‬ص ‪،35 ،33‬‬ ‫‪.36‬‬ ‫)‪ ( 6‬الســواري‪ :‬مفردهــا ســارية‪ ،‬وهــي الســحابة الليليــة الممطــرة‪.‬‬ ‫أبــو حاقــه‪ ،‬معجــم النفائــس الوســيط‪ ،‬ص ‪.556‬‬ ‫)‪ ( 7‬اإلصطخري‪ ،‬مسالك الممالك‪ ،‬ص ‪.15 ،14‬‬ ‫)‪ (8‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.38‬‬ ‫)‪ (9‬مهر‪ ،‬يوميات رحلة في الحجاز‪ ،‬ص ‪.86‬‬

‫‪54‬‬

‫مهند نايف الدعجه‬

‫وقــد أشــار اليعقــويب‪ ،‬عــن عمــل زبيــدة هــذا‪،‬‬ ‫وأشــاد بــه وأظهــر إعجابــه بعملهــا هــذا حيــث قــال‪:‬‬ ‫«رشب أهــل مكــة مــن آبــار ماحلــة‪ ،‬ومــن القنــوات‬ ‫التــي شــقتها زبيــدة‪ ،‬ولقــد أجرهتــا مــن موضــع يقــال‬ ‫لــه املشــاش‪ ،‬فــرب أهــل مكــة واحلــاج مــن بركــة أم‬ ‫جعفــر»‪ ،‬فهــذه داللــة عظمــى عــى فائــدة هــذه البئــر‬ ‫التــي أجرهتــا هــذه املــرأة الصاحلــة(‪.)10‬‬ ‫وأشــار إىل العــن التــي قــام األمــر العــدين‬ ‫بحفرهــا‪ ،‬والتــي مل يصــل ملكــة منهــا إال اجلــزء اليســر‪،‬‬ ‫أحواضــا تتجمــع فيهــا امليــاه‪ ،‬وينقلهــا‬ ‫فبنــوا حوهلــا‬ ‫ً‬ ‫الســقاؤون إىل مكــة ويقومــون ببيعهــا‪ .‬كــا أشــار‬ ‫أيضــا لوفــرة العيــون يف مكــة دون أن حيــدد‬ ‫اليعقــويب ً‬ ‫( ‪)11‬‬ ‫موضعهــا ‪.‬‬ ‫وحتــدث املقــديس عــن اختــاط وامتــزاج امليــاه‪،‬‬ ‫وأثــر ذلــك عــى الصحــة اجلســدية وبــن أســباب‬ ‫التيقــن مــن صالحيــة امليــاه‪ ،‬مــن خــال معرفــة أنواعها‬ ‫التــي تبــن صالحيتهــا مــن عدمهــا؛ فقــال واص ًفــا ميــاه‬ ‫إقليــم العــرب‪« :‬وميــاه هــذا اإلقليــم خمتلفــة‪ ،‬مــاء‬ ‫عــدن وقنــاة مكــة‪ ،‬ومــاء زبيــد ويثــرب خفيــف‪ ،‬ومــاء‬ ‫غالفقــة قاتــل‪ ،‬ومــاء قــرح وينبــع رديء‪ ،‬وســائر امليــاه‬ ‫متقاربــة‪ ،‬وأكثــر ميــاه الســواحل عذيبيــات‪ .‬فــإن قــال‬ ‫قائــل‪ :‬ومــن أيــن علمــت خفــة امليــاه وثقلهــا؟ قيــل‬ ‫لــه بأربعــة أشــياء؛ إحداهــن‪ :‬أن كل مــاء يــرد رسي ًعــا‬ ‫فهــو خفيــف‪ ،‬ومــا رأيــت أرسع بــرودة مــن مــاء‬ ‫تيــاء وأرحيــا‪ ،‬ومهــا أخــف ميــاه اإلســام‪ ،‬فمــن هــذا‬ ‫اســتنبطت هــذا الوجــه‪ ،‬ثــم صــح يل بكثــرة التجــارب‪.‬‬ ‫والثانيــة أن املــاء اخلفيــف يبطــؤ حتليــه‪ ،‬ومــن رشب‬ ‫مــا ًء ثقي ـ ً‬ ‫ا أرسع بولــه‪ .‬والثالثــة املــاء اخلفيــف يشــهي‬ ‫الطعــام وهيضمــه‪ ،‬والرابعــة إذا أردت أن تعــرف مــاء‬ ‫بلــد فاذهــب إىل البزازيــن والعطاريــن‪ ،‬فتصفــح‬ ‫وجوههــم فــإن رأيــت فيهــا املــاء؛ فاعلــم خفتــه عــى‬ ‫قــدر مــا تــرى مــن نضارهتــم‪ ،‬وأن رأيتهــا كوجــوه‬ ‫املوتــى ورأيتهــم مطمئنــي الــرؤوس فعجــل اخلــروج‬ ‫منه»)‪.(12‬‬ ‫وعــى ذلــك يمكــن تصنيــف ميــاه مكــة باخلفــة‪،‬‬ ‫فهــي تــرد برسعــة‪ ،‬وهــذه اخلفــة تبطــئ التبــول‪ ،‬وهــي‬ ‫مــن األشــياء الرضوريــة للحــاج أو املعتمــر‪ ،‬كــا أنــه‬ ‫يفتــح الشــهية للطعــام‪ ،‬ويســاعد يف عمليــة تنشــيط‬ ‫اجلهــاز اهلضمــي‪ ،‬وعــى ذلــك فــإن أهــل مكــة وصفــوا‬ ‫)‪ (10‬‬ ‫)‪ (11‬‬ ‫)‪ (12‬‬

‫اليعقوبي‪ ،‬البلدان‪ ،‬ص ‪.63‬‬ ‫اليعقوبي‪ ،‬البلدان‪ ،‬ص ‪.103‬‬ ‫المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.51‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫بالنضــارة يف أشــكاهلم‪.‬‬ ‫وذكــر نــارص خــرو‪« :‬أن امليــاه بمكــة املكرمــة‬ ‫شــديدة امللوحــة‪ ،‬ظاهــرة املــرارة‪ ،‬حتــى ال يمكــن‬ ‫استســاغتها‪ ،‬ولكــن يوجــد بمكــة كثــر مــن املصانــع‪،‬‬ ‫واألحــواض العظيمــة‪ ،‬والتــي بلغــت تكاليــف إنشــاء‬ ‫بعضهــا عــرة آالف دينــار‪ ،‬ومتــأ هــذه األحــواض‬ ‫مــن الســنني اخلصــب التــي جتــود هبــا الســاء من املــاء»‪.‬‬ ‫أيضــا أن أحــد أمــراء عــدن واســمه (ابــن شــاه‬ ‫وذكــر ً‬ ‫دل)‪ ،‬كشــف عــن عــن ماء غزيــرة حتــت األرض‪ ،‬فأمر‬ ‫بإجــراء مائهــا ملكــة‪ ،‬ولقــد أنفــق أمــواالً طائلــة إلجــراء‬ ‫هــذه العــن‪ ،‬ويقــول إنــه‪« :‬رأى خــارج مكــة بئـ ًـرا يقــال‬ ‫هلــا (بئــر الزاهــر)‪ ،‬وبجانبهــا بئــر عذبــة‪ ،‬يســتقون منهــا‬ ‫الســاقون وجيلــب مــن مائهــا إىل مكــة»(‪.)1‬‬ ‫ـارا عذبــة عــى طريــق‬ ‫وذكــر ابــن جبــر أن بمكــة آبـ ً‬ ‫التنعيــم تســمى الشــبيكة(‪ ،)2‬وذكــر أن عندهــا خد ًمــا‬ ‫يملــؤون أواين الــرب‪ ،‬وأن قعرهــا بعيــد جــدًّ ا‪،‬‬ ‫وأن بئــر ذي طــوى يتصــل بالزاهــر(‪ .)3‬وهبــا بعــض‬ ‫اآلبــار التــي تســقى منهــا النخــل واملــزارع(‪ ،)4‬جترهــا‬ ‫النواضــح(‪ ،(5‬كــا أنــه مــن املعــروف أن مكــة واد غــر‬ ‫ذي زرع‪ ،‬فعــى مــا وصلــت إليــه الدولــة اإلســامية‬ ‫مــن تطــور‪ ،‬ودانــت هلــم البلــدان املختلفــة‪ ،‬مل يمــدوا‬ ‫مكــة باملــاء(‪ .)6‬ربــا ملــا حتويــه مــن مــاء زمــزم عصــب‬ ‫احليــاة‪ .‬ففــي عهــد بنــي أميــة تــم حفــر عــدد مــن‬ ‫األهنــار‪ ،‬التــي جــرت مــن الينابيــع القريبــة مــن مكــة‬ ‫املكرمــة‪ ،‬فقــد ذكــر األزرقــي‪ :‬أن مــن عيــون معاويــة‬ ‫بــن أيب ســفيان عــرة عيــون بمكــة(‪ ،)7‬وبعــد ســقوط‬ ‫الدولــة األمويــة‪ ،‬خربــت بعــض هــذه األهنــار‪،‬‬ ‫وأصبحــت دون فائــدة‪ ،‬وقاســى احلجــاج جــدًّ ا مــن‬ ‫قلــة امليــاه‪ ،‬وحــاول العباســيون إصــاح تلــك العيــون‬ ‫)‪ (1‬ناصر خسرو‪ ،‬سفرنامه‪ ،‬ص ‪.151 ،140‬‬ ‫)‪ ( 2‬الشــبيكة‪ :‬بيــن مكــة والطائــف‪ ،‬علــى طريــق التنعيــم‪ .‬معجــم‬ ‫البلــدان‪ ،‬ص ‪ .367‬وابــن جبيــر‪ ،‬رحلــة ابــن جبيــر‪ ،‬ص ‪.88‬‬ ‫)‪ ( 3‬بئــر ذي طــوى‪ :‬بئــر حفرهــا عبــد شــمس بــن منــاف‪ ،‬موقعهــا دار‬ ‫ابــن يوســف بالبطحــاء‪ .‬األزرقــي‪ ،‬أخبــار مكــة ومــا جــاء فيهــا من‬ ‫اآلثــار‪.840/2 ،‬‬ ‫ وبئــر الزاهــر‪ :‬علــى طريــق التنعيــم‪ ،‬نحــو ميليــن مــن مكــة‪.‬‬ ‫ابــن بطوطــة‪ ،‬رحلــة ابــن بطوطــة المسـ ّـماة «تحفــة النّظــار فــي‬ ‫غرائــب األمصــار وعجائــب األســفار»‪ ،‬ص ‪.144‬‬ ‫)‪ (4‬اليعقوبي‪ ،‬البلدان‪ ،‬ص ‪.98‬‬ ‫)‪ ( 5‬النواضــح‪ :‬اإلبــل التــي تقــوم علــى ســحب المــاء‪ .‬اليعقوبــي‪،‬‬ ‫البلــدان‪ ،‬ص ‪.98‬‬ ‫)‪ (6‬مهر‪ ،‬يوميات رحلة في الحجاز‪ ،‬ص ‪.85‬‬ ‫)‪ ( 7‬األزرقي‪ ،‬أخبار مكة‪.153/2 ،‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫واآلبــار‪ ،‬فلــم تتكلــل جهودهــم بالنجــاح(‪ )8‬بشــكل‬ ‫ٍ‬ ‫واف‪ .‬فليــس بمكــة مــاء جــار‪ ،‬إال يشء أجــري‬ ‫إليهــا مــن عــن قــد كان عمــل فيهــا بعــض الــوالة‪،‬‬ ‫فاســتتم يف أيــام املقتــدر العبــايس‪ ،‬ويصــل إىل مســيل‬ ‫قــد جعــل لــه إىل بــاب بنــي شــيبة يف قنــاة قــد عملــت‬ ‫هنــاك‪ ،‬وكان أكثــر مياههــم مــن الســاء إىل بــرك كانــت‬ ‫هبــا عامــرة‪ ،‬فخربــت باســتيالء املتولــن عــى أمــوال‬ ‫أوقافهــا واســتئثارهم هبــا‪ ،‬وليســت هلــم آبــار ُيــرب‬ ‫منهــا‪ ،‬وأطيبهــا زمــزم وال يمكــن اإلدمــان عــى رشب‬ ‫مائهــا(‪.)9‬‬ ‫ولذلــك وممــا ال شــك فيــه أن ســكان مكــة كانــوا‬ ‫يعتمــدون عــى املناطــق املجــاورة يف جلــب امليــاه‪،‬‬ ‫ونســتدل عــى ذلــك ممــا قيــل‪« :‬وإذا جــزت احلــرم‬ ‫فهنــاك عيــون وآبــار وحوائــط كثــرة‪ ،‬وأوديــة ذات‬ ‫خــر ومــزارع ونخيــل»(‪.)10‬‬ ‫وصف مكة‬ ‫لقــد تغنــى الرحالــة يف وصــف مكــة‪ ،‬مظهريــن‬ ‫عظــم املــكان وقداســته‪ ،‬مقدمــن شــهادة عيــان ملــا رأوا‬ ‫ومــا عاينــوا بصــورة مستســاغة للقــارئ‪ ،‬حتــى ليــكاد‬ ‫القــارئ يعيــش ذلــك الوصــف؛ وكأنــه أمــام احلــرم‬ ‫مبــارشة وســأعرض نــاذج مــن وصــف الرحالــة‪.‬‬ ‫فيصفهــا اإلدريــي قائ ـاً‪« :‬ومدينــة مكــة قديمــة‬ ‫أزليــة البنــاء‪ ،‬مشــهورة الثنــاء‪ ،‬معمــورة مقصــودة مــن‬ ‫مجيــع األرض اإلســامية‪ ،‬وإليهــا حجهــم املعــروف‪،‬‬ ‫وهــي مدينــة بــن شــعاب اجلبــال‪ ،‬وطوهلــا مــن املعــاة‬ ‫إىل املســفلة نحــو ميلــن‪ ،‬وهــو مــن حــد اجلنــوب إىل‬ ‫جهــة الشــال‪ ،‬ومــن أســفل جبــل أجيــاد إىل ظهــر جبل‬ ‫قعيقعــان ميــل‪ ،‬واملدينــة مبنيــة يف وســط هــذا الفضــاء‪،‬‬ ‫وبنياهنــا حجــارة وطــن‪ ،‬وحجــارة بنياهنــا مــن جباهلــا‪،‬‬ ‫وأســواقها قليلــة‪ ،‬ويف وســط مكــة مســجدها اجلامــع‬ ‫املســمى باحلــرم‪ ،‬وليــس هلــذا اجلامــع ســقف‪ ،‬وإنــا‬ ‫هــو دائــر كاحلظــرة‪ ،‬والكعبــة وهــو البيــت املســقف‬ ‫يف وســط احلــرم‪ ،‬وطــول هــذا البيــت مــن خارجــه‬ ‫مــن ناحيــة الــرق أربعــة وعــرون ذرا ًعــا‪ ،‬وكذلــك‬ ‫طــول الشــقة التــي تقابلهــا يف جهــة الغــرب‪ ،‬وبرشقــي‬ ‫هــذا الوجــه بــاب الكعبــة‪ ،‬وارتفاعــه عــن األرض‬ ‫نحــو قامــة‪ ،‬وســطح الكعبــة مــن الداخــل مســاو‬ ‫ألســفل البــاب‪ ،‬ويف ركنــه احلجــر األســود‪ ،‬وطــول‬ ‫)‪ (8‬مهر‪ ،‬يوميات رحلة في الحجاز‪ ،‬ص ‪.86‬‬ ‫)‪ )9‬ابن حوقل‪ ،‬صورة األرض‪ ،‬ص ‪.37‬‬ ‫ابن حوقل‪ ،‬صورة األرض‪ ،‬ص ‪.37‬‬ ‫)‪( 10‬‬

‫‪55‬‬


‫مكة املكرمة في عيون الرحالة والجغر افيين املسلمين‬

‫احلائــط الثــاين الــذي مــن جهــة الشــال وهــو الشــامي‬ ‫ثالثــة وعــرون ذرا ًعــا‪ ،‬وكذلــك الشــقة األخــرى‬ ‫التــي تقابلهــا يف جهــة اليمــن‪ ،‬ومــع أصــل هــذه الشــقة‬ ‫موضــع حمجــوز يف دائــر وطولــه مخســون ذرا ًعــا‪ ،‬وفيــه‬ ‫حجــر أبيــض؛ يقــال إنــه قــر إســاعيل بــن إبراهيــم‬ ‫عليهــا الســام‪ ،‬ويف اجلهــة الرشقيــة مــن احلــرم قبــة‬ ‫العبــاس وبئــر زمــزم وقبــة اليهوديــة‪ ،‬ومــا اســتدار‬ ‫بالكعبــة كلــه حطيــم؛ يوقــد فيــه بالليــل مصابيــح‬ ‫ومشــاعل‪ ،‬وللكعبــة ســقفان؛ ومــاء الســقف األعــى‬ ‫خيــرج عنــه إىل خــارج البيــت يف ميــزاب مــن خشــب‪،‬‬ ‫وذلــك املــاء يقــع عــى احلجــر الــذي قلنــا إنــه قــر‬ ‫إســاعيل‪ ،‬والبيــت كلــه مــن خــارج عــى اســتدارته‬ ‫مكســو بثيــاب احلريــر العراقيــة‪ ،‬ال يظهــر منــه يشء‪،‬‬ ‫وارتفــاع ســمك البيــت املذكــور ســبعة وعــرون‬ ‫ذرا ًعــا‪ ،‬وهــذه الكســوة معلقــة فيــه بــأزرار وعــرى‪،‬‬ ‫وصاحــب بغــداد اخلليفــة يرســل يف كل ســنة إليهــا‪،‬‬ ‫فتكســى هبــا وتــزال األخــرى عنهــا‪ ،‬وال يقــدر أحــد‬ ‫يكســوها غــره‪ ،‬وفيــا يذكــر أهــل اخلــر أن الكعبــة‬ ‫كانــت خيمــة آدم عليــه الســام‪ ،‬وكانــت مبنيــة بالطــن‬ ‫واحلجــارة‪ ،‬فهدمهــا الطوفــان وبقيــت مهدمــة إىل مــدة‬ ‫إبراهيــم وإســاعيل عليهــا الســام‪ ،‬فيقــال إن اهلل‬ ‫أمرمهــا ببنياهنــا‪ ،‬فنهــض إبراهيــم ‪-‬عليــه الســام‪ -‬إىل‬ ‫ابنــه إســاعيل وتعاونــا يف بنياهنــا باحلجــر والطــن‪،‬‬ ‫وليــس بمكــة مــاء جــار إال يشء أجــري إليهــا مــن‬ ‫عــن عــى بعــد مــن البلــد‪ ،‬ومل يســتتم فلــا كانــت أيــام‬ ‫املقتــدر مــن بنــي العبــاس اســتتم بنــاؤه»(‪.)1‬‬ ‫وقيــل يف وصفهــا‪« :‬ومكــة فيهــا أم القــرى وبلــد‬ ‫العــرب وأوطاهنــم التــي مل يرشكهــم يف ســكاهنا‬ ‫غربهــم»(‪ .)2‬ووصفهــا املقــديس فقــال‪« :‬هــي مــر‬ ‫هــذا اإلقليــم‪ ،‬قــد خطــت حــول الكعبــة يف شــعب‬ ‫ٍ‬ ‫واد‪ ،‬رأيــت هلــا ثالثــة نظائــر عــان بالشــام‪ ،‬وإصطخــر‬ ‫بفــارس‪ ،‬وقريــة احلمــراء بخراســان‪ ،‬بناؤهــا حجــارة‬ ‫أيضــا‪ ،‬وعلوهــا اآلجــر‪ ،‬كثــرة‬ ‫ســود ملــس وبيــض ً‬ ‫األجنحــة مــن خشــب الســاج‪ ،‬وهــي طبقــات مبيضــة‬ ‫نظيفــة»(‪.)3‬‬ ‫وقيــل‪« :‬مكــة رشفهــا اهلل‪ ،‬كلهــا مشــهد كريــم‪،‬‬ ‫كفاهــا رش ًفــا مــا خصهــا بــه مــن مثابــة بيتــه العظيــم‪،‬‬ ‫ومــا ســبق هلــا مــن دعــوة اخلليــل إبراهيــم‪ ،‬وأهنــا حــرم‬ ‫اهلل وأمنــه‪ ،‬وكفاهــا أهنــا منشــأ النبــي ‪-‬صــى اهلل عليــه‬ ‫)‪ ( 1‬اإلدريسي‪ ،‬نزهة المشتاق‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫)‪ ( 2‬ابن حوقل‪ ،‬صورة األرض‪ ،‬ص ‪.27‬‬ ‫)‪ (3‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.37‬‬

‫‪56‬‬

‫مهند نايف الدعجه‬

‫وســلم‪ -‬الــذي آثــره اهلل بالترشيــف والتكريــم‪ ،‬وابتعثه‬ ‫باآليــات والذكــر احلكيــم‪ ،‬فهــي مبــدأ نــزول الوحــي‬ ‫والتنزيــل‪ ،‬وأول مهبــط الــروح األمــن جربيــل‪،‬‬ ‫وكانــت مثابــة أنبيــاء اهلل ورســله األكرمــن»(‪.)4‬‬ ‫ووصفهــا ابــن جبــر فقــال‪« :‬ودخلنــا مكــة‬ ‫حرســها اهلل‪ -‬والبــدر قــد ألقــى عــى البســيطة‬‫شــعاعه‪ ،‬والليــل قــد كشــف عنــا قناعــه‪ ،‬واألصــوات‬ ‫تصــك اآلذان بالتلبيــة مــن كل مــكان‪ ،‬واأللســنة تضج‬ ‫بالدعــاء وتبتهــل إىل اهلل بالثنــاء‪ ،‬فتــارة تشــدو بالتلبيــة‪،‬‬ ‫وآونــة تتــرع باألدعيــة‪ ،‬فيــا هلــا مــن ليلــة كانــت يف‬ ‫احلســن بيضــة العقــر (ال مثيــل هلــا) فهــي عــروس ليــايل‬ ‫العمــر‪ ،‬وبكــر بنيــات الدهــر‪ ..‬فألفينــا الكعبــة احلــرام‬ ‫عروســا جملــوة مزفوفــة إىل جنــة الرضــوان‪ ،‬حمفوفــة‬ ‫ً‬ ‫بوفــود الرمحــن»(‪.)5‬‬ ‫وقيــل‪« :‬وهــي بلــدة قــد وضعهــا اهلل عــز وجــل‬ ‫بــن جبــال حمدقــة هبــا‪ ،‬وهــي بطــن ٍ‬ ‫واد مقــدس كبــرة‬ ‫مســتطيلة‪ ،‬تســع مــن اخلالئــق مــا ال حيصيــه إال اهلل عــز‬ ‫وجــل»(‪.)6‬‬ ‫أبواب احلرم املكي‬ ‫وللحــرم املكــي تســعة عــر با ًبــا‪« :‬بــاب بنــي‬ ‫شــيبة‪ ،‬بــاب النبــي‪ ،‬بــاب بنــي هاشــم‪ ،‬بــاب الزياتــن‪،‬‬ ‫بــاب البزازيــن‪ ،‬بــاب الدقاقــن‪ ،‬بــاب بنــي خمــزوم‪،‬‬ ‫بــاب الصفــا‪ ،‬بــاب زقــاق الشــطوي‪ ،‬بــاب التامريــن‪،‬‬ ‫بــاب دار الوزيــر‪ ،‬بــاب جيــاد‪ ،‬بــاب احلــزورة‪ ،‬بــاب‬ ‫إبراهيــم‪ ،‬بــاب بنــي ســهم‪ ،‬بــاب بنــي مجــح‪ ،‬بــاب‬ ‫العجلــة‪ ،‬بــاب النــدوة‪ ،‬بــاب البشــارة»(‪.)7‬‬ ‫العامرة والزخرفة‬ ‫لقــد أســهب الرحالــة يف وصف فــن العــارة والبناء‬ ‫والزخرفــة والكســوة ومقاييــس ذلــك بدقــة متناهية(‪،)8‬‬ ‫ومــن ذلــك مــا وصفــه نــارص خــرو وشــاهده؛ حيــث‬ ‫بــن أن هنــاك نوعــن مــن امللكيــة العقاريــة؛ فمنهــا‬ ‫خــاص للدولــة‪ ،‬وآخــر خــاص باألفــراد قائــا‪« :‬وقــد‬ ‫)‪ (4‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.91‬‬ ‫)‪ (5‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.58‬‬ ‫)‪ (6‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.87‬‬ ‫)‪ ( 7‬المقدســي‪ ،‬أحســن التقاســيم‪ ،‬ص ‪ ،37‬وابــن جبيــر‪ ،‬رحلــة ابــن‬ ‫جبيــر‪ ،‬ص ‪.58‬‬ ‫)‪ ( 8‬ســأعرض هنــا نمــاذج بســيطة عــن فــن العمــارة والبنــاء فــي مكــة‬ ‫ممــا ورد فــي كتــب الرحــات إذ إننــي أجــد فــي الحديــث عــن‬ ‫فــن العمــارة والبنــاء والزخرفــة الشــيء الكثيــر والــذي يحتــاج‬ ‫إلــى بحــث مســتقل‪.‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫بنــى (بمكــة) خلفــاء بغــداد عــارات كثــرة وأبنيــة‬ ‫مجيلــة‪ ،‬وقــد كان بعضهــا وأنــا هنــاك خربــا‪ ،‬والبعــض‬ ‫اآلخــر اشــراه النــاس‪« ،‬أصبــح ملــكا خاصــا»(‪.)1‬‬ ‫وربــا جتــاوزت تلــك اخلصوصيــة أهــل مكــة‬ ‫ليصبــح لــكل حجــاج دولــة مــكان خــاص هبــم‪ ،‬وهــذا‬ ‫مــا ورد عنــد ابــن حوقــل عندمــا حتــدث عــن العــارة‬ ‫فذكــر‪« :‬أن بمنــى أبنيــة كثــرة كالقصــور‪ ،‬ألهــل كل‬ ‫بلــد مــن بلــدان اإلســام»(‪ .)2‬كــا حتــدث الرحالــة‬ ‫بعنايــة تامــة عــن فــن البنــاء والزخرفــة واملقاييــس‬ ‫املســتخدمة يف البنــاء‪ ،‬وتكفــي اإلشــارة هنــا إىل‬ ‫إعجاهبــم باملعــادن املســتخدمة يف البنــاء‪ ،‬فقــد وصــف‬ ‫بــاب الكعبــة أنــه مــن فضــة مذهبــة مستحســنة(‪.)3‬‬ ‫ووصــف ســقف البيــت بأنــه جملــل بكســاء مــن‬ ‫احلريــر امللــون(‪ ،)4‬وظاهــر الكعبــة مكســو بســتور مــن‬ ‫احلريــر األخــر‪ ،‬وســداها قطــن‪ ،‬ويف أعالهــا رســم‬ ‫باحلريــر األمحــر(‪ ،)5‬وهلــا مضــاوئ لإلنــارة(‪.)6‬‬ ‫ووصــف املقــديس فــن عــارة احلــرم املكــي بشــكل‬ ‫دقيــق ومفصــل‪« :‬وكل مــا نــزل عــن املســجد احلــرام‬ ‫يســمونه املســفلة‪ ،‬ومــا ارتفــع عنــه املعــاة‪ ،‬وعرضهــا‬ ‫ســعة الــوادي‪ ،‬واملســجد يف ثلثــي البلــد إىل املســفلة‪،‬‬ ‫والكعبــة يف وســطه‪ ،‬وفيــه طــول بــاب الكعبــة مرتفــع‬ ‫عــن األرض نحــو قامــة‪ ،‬عليــه مرصاعــان ملبســان‬ ‫بصفائــح الفضــة قــد طليــت بالذهــب قبــال املــرق‪،‬‬ ‫طــول املســجد ثالثامئة ذراع وســبعون ذرا ًعــا‪ ،‬وعرضه‬ ‫ثالثامئــة ومخســة عــر ذرا ًعــا‪ ،‬وطــول الكعبــة أربعــة‬ ‫وعــرون ذرا ًعــا وشــر يف ثالثــة وعرشيــن ذرا ًعــا‬ ‫وشــر‪ ،‬وذرع دور احلجــر مخســة وعــرون ذرا ًعــا‪،‬‬ ‫وذرع الطــواف مائــة ذراع وســبعة أذرع‪ ،‬وســمكها‬ ‫يف الســاء ســبعة وعــرون ذرا ًعــا‪ ،‬واحلجــر مــن قبــل‬ ‫الشــام فيــه يقلــب امليزاب قــد ألبســت حيطانــه بالرخام‬ ‫مــع أرضــه‪ ،‬ارتفاعهــا حقــو ويســمونه احلطيــم‪،‬‬ ‫والطــواف مــن ورائــه وال جيــوز الصــاة إليــه‪ .‬فــإن‬ ‫قــال قائــل‪ :‬إذا مل جيــز الطــواف إال عليــه فأجــز الصــاة‬ ‫إليــه‪ ،‬قيــل لــه هــذا كالم غــر فهيــم ألنــه مشــكوك‬ ‫فيــه فوجــب أن حيتــاط فيــه مــن الوجهــن‪ .‬واحلجــر‬ ‫األســود عــى الركــن الرشقــي عنــد البــاب عــى لســان‬ ‫الزاويــة مثــل رأس اإلنســان‪ ،‬ينحنــي إليــه مــن قبلــه‬ ‫(‪ )1‬ناصر خسرو‪ ،‬سفرنامه‪ ،‬ص ‪.140‬‬ ‫)‪ ( 2‬ابن حوقل‪ ،‬صورة األرض‪ ،‬ص ‪.36‬‬ ‫)‪ (3‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.60‬‬ ‫)‪ (4‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.60‬‬ ‫)‪ (5‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.60‬‬ ‫)‪ (6‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.61‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫يســرا‪ .‬وقبــة زمــزم تقابــل البــاب والطــواف بينهــا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ومــن ورائهــا قبــة الــراب‪ ،‬فيهــا حــوض كان يســقى‬ ‫فيــه الســويق والســكر يف القديــم‪ .‬واملقــام بــإزاء وســط‬ ‫البيــت الــذي فيــه البــاب وهــو أقــرب إىل البيــت مــن‬ ‫زمــزم‪ ،‬يدخــل يف الطــواف أيــام املوســم ويكــب عليــه‬ ‫صنــدوق حديــد عظيــم راســخ يف األرض‪ ،‬طولــه أكثــر‬ ‫مــن قامــة‪ ،‬ولــه كســوة ويرفــع املقــام يف كل موســم إىل‬ ‫البيــت‪ ،‬فــإذا رد جعــل عليــه صنــدوق خشــب لــه بــاب‬ ‫يفتــح أوقــات الصــاة‪ ،‬فــإذا ســلم اإلمــام اســتلمه ثــم‬ ‫أغلــق البــاب‪ .‬وقــد فــرش الطــواف بالرمــل‪ ،‬واملســجد‬ ‫باحلــى‪ ،‬وأديــر عــى صحنــه أروقــة ثالثــة عــى أعمــدة‬ ‫رخــام‪ ،‬محلهــا املهــدي مــن اإلســكندرية يف البحــر إىل‬ ‫جــدة‪ ،‬واملســجد مــن بنائــه‪ .‬قــد ألبســت حيطــان‬ ‫األروقــة مــن الظاهــر بالفسيفســاء محــل إليهــا صنــاع‬ ‫الشــام ومــر»(‪.)7‬‬ ‫الفنادق والنزل‬ ‫أشــار ابــن جبــر إىل إقامتــه بــدار تعــرف بالنســبة‬ ‫إىل احلــال قري ًبــا مــن احلــرم‪ ،‬ومــن بــاب الســدة أحــد‬ ‫أبوبتــه يف حجــرة كثــرة املرافــق الســكنية‪ ،‬مرشفــة عــى‬ ‫احلــرم وعــى الكعبــة املقدســة(‪.)8‬‬ ‫وبــإزاء احلــرم الرشيــف ديــار كثــرة هلــا أبــواب‬ ‫خيــرج منهــا إليــه؛ كــدار زبيــدة ودار القــايض ودار‬ ‫أيضــا ديــار كثــرة تطيــف‬ ‫العجلــة‪ ،‬وحــول احلــرم ً‬ ‫بــه‪ ،‬هلــا مناظــر وســطوح خيــرج منهــا إىل ســطح احلــرم‬ ‫فيبيــت أهلهــا فيــه‪ ،‬ويــردون ماءهــم يف أعــايل رشفاتــه‪،‬‬ ‫فهــم مــن النظــر إىل البيــت العتيــق دائــا يف عبــادة‬ ‫متصلــة(‪ .)9‬وهنــاك دار الزاهــر الــذي حيتــوي عــى دار‬ ‫وبســاتني‪ ،‬وبــه مطاهــر وســقاية للمعتمريــن‪ ،‬وعــى‬ ‫جانبــه دكان مســتطيل فيــه أباريــق امليــاه ومراكــن مملــؤة‬ ‫للوضــوء(‪ .)10‬ومــن مشــاهد مكــة قبــة الوحــي؛ وهــي‬ ‫دار خدجيــة أم املؤمنــن‪ ،‬ودار اخليــزران ودار أيب بكــر‬ ‫الصديق(‪.)11‬‬ ‫كــا يذكــر ابــن جبــر أن هنــاك رجــا صاحلــا يدعى‬ ‫مجــال الديــن وزيــر صاحــب املوصــل‪ ،‬كان قــد اهتــم‬ ‫بعــارة مكــة‪ ،‬واســتنبط امليــاه‪ ،‬واختــط املنــازل‪ ،‬وأمــر‬ ‫بعامرهتــا مــأوى ألبنــاء الســبيل ومجيــع املســافرين‪،‬‬ ‫)‪ (7‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.37‬‬ ‫)‪ (8‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.58‬‬ ‫)‪ (9‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.81‬‬ ‫ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.89‬‬ ‫)‪ (10‬‬ ‫ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.93‬‬ ‫)‪ (11‬‬

‫‪57‬‬


‫مكة املكرمة في عيون الرحالة والجغر افيين املسلمين‬

‫وابتنــى يف املــدن املتصلــة مــن العــراق إىل الشــام فنــادق‬ ‫عينهــا لنــزول الفقــراء وأبنــاء الســبيل الذيــن يضعــف‬ ‫أحدهــم عــن تأديــة مــا عليــه‪ ،‬وأجــرى عــى قومــة‬ ‫الفنــادق واملنــازل مــا يقــوم بعيشــتهم(‪.)1‬‬

‫مهند نايف الدعجه‬

‫حيــث كانــت التجــارة اخلارجيــة يف يــد اليمــن(‪ .)3‬وبعد‬ ‫القــرن الســادس اهلجــري مارســوا التجــارة اخلارجيــة‪،‬‬ ‫فارتفــع بذلــك أفقهــم االقتصــادي بســبب اتصاهلــم‬ ‫باألمــم والشــعوب مــن حوهلــم‪ ،‬فقــد عرفــوا عــن‬ ‫النبــط وأهــل احلــرة الكتابــة‪ ،‬وعرفــوا عــن األحبــاش‬ ‫أيضــا قديمــة‬ ‫بعــض األدويــة‪ ،‬وعالقاهتــم مــع مــر ً‬ ‫جــدًّ ا؛ حيــث ذكــر أهنــم نقلــوا هلــا حاصــات اجلنــوب‬ ‫مــن املــر والبخــور الــذي كان الز ًمــا ملعابدهــا‪ ،‬وذكــر‬ ‫أيضــا أهنــم وصلــوا إىل مــر وشــاهدوا أهنارهــا‬ ‫ً‬ ‫وأهراماهتــا‪.‬‬ ‫فيتضــح أن أهــل مكة كانــوا يســتوردون ويصدرون‬ ‫البضائــع‪ ،‬كــا كانــت هلــم عالقات جيــدة مع الشــعوب‬ ‫املجــاورة وغــر املجــاورة؛ ففــي املواســم جيتمــع أهــل‬ ‫املــرق واملغــرب‪ ،‬فيبــاع فيهــا الــيء الكثــر‪ ،‬فض ـ ً‬ ‫ا‬ ‫عــا جينــى مــن الذخائــر النفيســة كاجلواهــر والياقــوت‬ ‫وســائر األحجــار‪ ،‬ومــن أنــواع الطيــب واملســك‬ ‫والكافــور والعنــر والعــود‪ ،‬والعقاقــر اهلنديــة‪ ،‬إىل‬ ‫غــر ذلــك ممــا جيلــب مــن اهلنــد واحلبشــة‪ ،‬واألمتعــة‬ ‫العراقيــة واليامنيــة‪ ،‬والســلع والبضائــع املغربيــة‪ ،‬كل‬ ‫هــذا يف ثامنيــة أيــام بعــد املوســم فــا يوجــد عــى‬ ‫األرض كلهــا ســلعة مــن الســلع إال توجــد فيهــا ممــا‬ ‫يفــد مــع قوافــل احلجــاج(‪ .)4‬كام يكثــر يف هذه األســواق‬ ‫التحــف‪ ،‬واألدوات النحاســية والفضيــة والذهبيــة‪،‬‬ ‫ويكثــر فيهــا الســجاد واهلدايــا الكثــرة واملتنوعــة التــي‬ ‫حيــرص احلــاج عــى اقتنائهــا‪ ،‬وهــي تضــم يف وقتهــا‬ ‫الكثــر مــن املنتجــات مــن مجيــع البلــدان‪ ،‬مــن مــر‬ ‫والشــام وتركيــا وإيــران وباكســتان وأفغانســتان واهلنــد‬ ‫أيضــا عــى جلــب‬ ‫أيضــا‪ ،‬وحيــرص احلجــاج ً‬ ‫والصــن ً‬ ‫(‪)5‬‬ ‫التمــر‪ ،‬وميــاه زمــزم املباركــة لبلداهنــم ‪.‬‬

‫األنشطة التجارية يف مكة‬ ‫كانــت مكــة املكرمــة منطقــة جــدب وقحــط‪،‬‬ ‫شــديدة احلــرارة‪ ،‬ولذلــك فهــي تعتــر منطقــة طــرد‬ ‫ســكاين‪ ،‬ولكــن اهلل جــل جاللــه امتــن عــى أهلهــا‬ ‫بعــد دعــوة إبراهيــم عليــه الســام‪ ،‬فــكان احلجــاج‬ ‫يأتوهنــا مــن مجيــع األقطــار‪ ،‬وكذلــك الرحالــة بعضهــم‬ ‫يقصدهــا للحــج‪ ،‬و ُيــدون مــا يعرفه ومــا يشــاهده فيها‪،‬‬ ‫مــن مــرق األرض ومغرهبــا‪ ،‬وبقــاء بعــض هــؤالء‬ ‫الرحالــة والقاصديــن ملكــة ألشــهر بــل لســنوات‪،‬‬ ‫جيعلهــم يتخــذون أحيانًــا أعــاال حرفيــة ويدويــة‪،‬‬ ‫وهــذا يعــد مــن العوامــل املســاعدة عــى ازدهــار‬ ‫االقتصــاد بمكــة املكرمــة ملــا حيملونــه مــن خــرات‬ ‫ومعــارف مــن أقاليــم أخــرى متنوعــة‪.‬‬ ‫ومــن جانــب آخــر ذكــر القــرآن الكريــم رحلــة‬ ‫الشــتاء والصيــف التــي كانــت تقــوم هبــا قريــش‪،‬‬ ‫والتــي تــدرس اآلن يف جامعــات أوروبــا حتــت مســمى‬ ‫التاريــخ االقتصــادي‪.‬‬ ‫فيتضــح أن مكــة املكرمــة‪ ،‬مدينــة جتاريــة مــن‬ ‫الدرجــة األوىل‪ ،‬ألهنــا عــى طريــق الشــال واجلنــوب‪،‬‬ ‫وطريــق تبــادل الســلع التــي تــأيت إليهــا مــن مجيــع‬ ‫األقطــار‪ ،‬ويف موســم احلــج حتديــدً ا(‪ .)2‬فتجــارة مكــة‬ ‫املكرمــة‪ ،‬يف كل مــا تنتجــه اجلزيــرة العربيــة ‪-‬إذا صــح‬ ‫القــول‪ -‬يعــود إىل املوقــع اجلغــرايف الــذي كانــت مكــة‬ ‫املكرمــة تنعــم بــه‪ ،‬واملكانــة التــي كانــت تشــهدها مكــة‬ ‫املكرمــة يف نفــوس األمــة اإلســامية فهــي ذات طابــع‬ ‫جــذب مــن الدرجــة األوىل مــن جانــب‪ ،‬ومــن جانــب‬ ‫آخــر فهــي جممــع لألمــة‪ ،‬تقــام فيهــا شــعائر اإلســام‪،‬‬ ‫وجيتمعــون فيهــا يف املواســم ويتبادلــون الســلع بالبيــع‬ ‫والــراء‪.‬‬ ‫وملــا كانــت مكــة املكرمــة بلــدً ا غــر ذي زرع‪ ،‬فقــد‬ ‫اعتمــدت عــى التجــارة اخلارجيــة‪ ،‬ومــا جيلــب إليهــا‬ ‫مــن اخلــارج‪ ،‬وقــد كانــت مكــة املكرمــة‪ ،‬قبــل القــرن‬ ‫الســادس اهلجــري‪ ،‬تعتمــد عــى التجــارة الداخليــة؛‬

‫أسواق مكة‬ ‫كان للعــرب منــذ مــا قبــل اإلســام أســواق عامــة‬ ‫جيتمعــون فيهــا للبيــع والــراء وتبــادل املنافــع‪ ،‬وكان‬ ‫أمههــا وأقرهبــا إىل مكــة ســوق عــكاظ(‪.)6‬‬ ‫وتعــددت مناطــق اجلــذب االقتصــادي ألســواق‬ ‫مكــة فبــاب البشــارة يف احلــرم كانــت إليــه األســواق‬ ‫مــن املــرق واجلنــوب‪ ،‬ودور املرصيــن ومنازهلــم‬ ‫مــن جهــة الغــرب‪ ،‬ويقــع الســعي بــن الصفــا واملــروة‬

‫)‪ (1‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.102‬‬ ‫)‪ ( 2‬الحليســي‪ ،‬رحلــة الشــتاء والصيــف «قريــش ومنهجهــا التجــاري‬ ‫واالقتصــادي»‪ ،‬ص ‪.130‬‬

‫)‪ (3‬الحليسي‪ ،‬رحلة الشتاء والصيف‪ ،‬ص ‪.130‬‬ ‫)‪ (4‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.97‬‬ ‫)‪ (5‬حالق‪ ،‬مكة المكرمة‪ ،‬ص ‪.12‬‬ ‫)‪ (6‬عوض الله‪ ،‬مكة في عصر ما قبل اإلسالم‪ ،‬ص ‪.182‬‬

‫‪58‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫يف الســوق الرشقــي‪ ،‬والعــدو مــن قرنــة املســجد إىل‬ ‫بــاب بنــي هاشــم وثــم أميــال خــر‪ ،‬وخلــف هذيــن‬ ‫الســوقني آخــران إىل آخــر املعــاة بينهــا منافــذ‪ .‬فمــن‬ ‫دخــل مــن العــراق وأراد بــاب بنــي شــيبة فليتيامــن‪،‬‬ ‫وليســلك ســوق رأس الــردم وال يســلك ســوق الليــل‪.‬‬ ‫ومــن أراده مــن املرصيــن فــإذا بلــغ اجلراحيــة خــارج‬ ‫البلــد عطــف عــى اليســار إىل الثنيــة‪ ،‬ثــم انحــدر عــى‬ ‫املقابــر إىل مدخــل العراقيــن‪ .‬ويدخــل إليهــا مــن ثالثــة‬ ‫وجــوه‪ ،‬أبــواب منــى نحــو العــراق دربــان ثــم درب‬ ‫العمــرة ثــم درب اليمــن باملســفلة‪ ،‬اجلميــع مصفحــة‬ ‫باحلديــد والبلــد حمصــن‪ .‬وأبــو قبيــس مطــل عــى‬ ‫املســجد يصعــد إليــه مــن الصفــا يف درج‪ .‬وقــد أحــاط‬ ‫بالطــواف أميــال مــن الصفــر وخشــبات فيهــا قناديــل‬ ‫معلقــة‪ ،‬وجيعــل فوقهــا الشــمع مللــوك مــر واليمــن‬ ‫وغريهــم(‪.(1‬‬ ‫إن أكــر األســواق يــأيت مــن منــى وهــو يزدهــر كل‬ ‫ســنة يف أيــام املوســم (احلــج)‪ ،‬وجيتمــع فيــه التجــار مــن‬ ‫الشــام واليمــن وغريهــا مــن املناطــق جالبــن معهــم‬ ‫ســلعهم ومنتجاهتــم(‪.)2‬‬ ‫كــا أن التجــارات يف هــذا اإلقليــم (إقليــم العــرب)‬ ‫مفيــدة جــدًّ ا ألن هبــا فرضتــي الدنيــا وســوق منــى‬ ‫والبحــر(‪ .)3‬وتنصــب هبــا القبــاب ليلــة عيــد الفطــر‪،‬‬ ‫أيضــا‬ ‫ويزيــن الســوق بــن الصفــا واملــروة(‪ .)4‬وهنــاك ً‬ ‫مصــدر دخــل قــوي يتمثــل يف اســتثامر املبــاين‪ ،‬فقــد‬ ‫قــدم العمــري نبــذة عــا كان جيــول يف مكــة من اســتثامر‬ ‫عقــاري حــن قــال‪« :‬وبمنــي بيــوت هــي كالقريــة؛‬ ‫منهــا مــا هــو مســكون‪ ،‬ومنهــا مــا هــو برســم البضائــع‪،‬‬ ‫تكــرى بأجــور طائلــة»(‪)5‬؛ أي بنظــام األجــور‪.‬‬ ‫ويذكــر نــارص خــرو‪ ،‬مــن خــال مشــاهدته ونقله‬ ‫بعــض املعلومــات عــن األســواق بمكــة املكرمــة‪ ،‬أنــه‬ ‫رأى مــن خــال زيارتــه ملكــة يف أســواقها الكثــر مــن‬ ‫الفواكــه‪ ،‬فقــد رأى عن ًبــا جــيء بــه مــن ريــف احلجــاز‪،‬‬ ‫ورأى البطيــخ وكثرتــه يف هــذه البــاد‪ ،‬ويذكــر‪« :‬أن‬ ‫الفواكــه ال تــكاد تنقطــع‪ ،‬يف هــذا الــواد املقــدس غــر‬ ‫ذي زرع»(‪ .)6‬كــا ظهــرت دهشــة هــذا الرحالــة حينــا‬ ‫أتــى مكــة ورأى هــذه الفواكــه واملزروعــات ال تــكاد‬ ‫تنقطــع مــن هــذا البلــد‪ ،‬فبعضهــا مــزروع يف باديتهــا‪،‬‬ ‫)‪ (1‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.37‬‬ ‫)‪ ( 2‬العمري‪ ،‬مسالك األبصار‪ ،‬ص ‪.115‬‬ ‫)‪ (3‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.45‬‬ ‫)‪ (4‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.47‬‬ ‫)‪ ( 5‬العمري‪ ،‬مسالك األبصار‪ ،‬ص ‪.115‬‬ ‫)‪ (6‬ناصر خسرو‪ ،‬سفرنامه‪ ،‬ص ‪.141‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫والبعــض اآلخــر جملــوب مــن خــارج هــذا اإلقليــم‪.‬‬ ‫وال زرع هبــا وال حنطــة إال مــا جلــب إليهــا مــن ســائر‬ ‫كثــرا ممــا حوهلــا والعنــب‬ ‫البــاد والتمــر يــأيت إليهــا‬ ‫ً‬ ‫(‪)7‬‬ ‫جيلــب إليهــا مــن الطائــف وهــو هبــا قليــل جــدًّ ا ‪.‬‬ ‫كــا أشــار بعضهــم لألســواق‪ :‬وبــن الصفــا واملروة‬ ‫مســيل‪ ،‬فيــه ســوق عظيمــة‪ ،‬يبــاع فيهــا احلبــوب‬ ‫واللحــم والتمــر والســمن‪ ،‬وســواها مــن الفواكــه‪،‬‬ ‫ويذكــر أن الســاعني بــن الصفــا واملــروة ال يــكادون‬ ‫يفرغــون مــن زمحــة هــؤالء الباعــة‪ ،‬التــي ليــس بمكــة‬ ‫ســوق منتظمــة ســواها إال البزازيــن والعطاريــن‪ ،‬عنــد‬ ‫بــاب بنــي شــيبة حتــت الســوق املذكــورة وبمقربــة‬ ‫تــكاد تتصــل هبــا‪ ،‬فهــي ســوق حفيلــة بجميــع الفواكــه‬ ‫وغريهــا مــن احلبــوب وســائر املبيعــات الطعاميــة(‪.)8‬‬ ‫ومــن أســواق احلــرم ســوق العطاريــن وهــي ســوق‬ ‫مجيلــة البنايــات وهلــا عطــارون(‪ .)9‬ويعــد هــذا املســعى‬ ‫مــن أكــر أســواق مكــة املكرمــة‪ ،‬يف هــذا الوقــت‪،‬‬ ‫واجلــزء األكــر منــه حمــاط بالدكاكــن مــن اجلانبــن(‪.)10‬‬ ‫ويذكــر العيــايش‪ ،‬أنــه عنــد زيارتــه ملكــة املكرمــة‪،‬‬ ‫دخــل ســوق منــى فــرأى أصنــاف البضائــع‪ ،‬ذوات‬ ‫األثــان‪ ،‬وصنــوف التجــارات‪ ،‬وتزاحــم النــاس عــى‬ ‫رشاء هــذه البضائــع رجــاء بركــة الــراء مــن بركــة‬ ‫هــذا املــكان‪ ،‬وكان التجــار يــرددون‪ :‬مــن رشى شــي ًئا‬ ‫مــن هــذا املــكان‪ ،‬وجــد فيــه الربكــة‪ ،‬وهــذا املوقــع‬ ‫رشيــف وحمــل مبــارك‪ ،‬يأتونــه النــاس مــن كل فــج‬ ‫عميــق ليشــهدوا منافــع هلــم(‪.)11‬‬ ‫وهنــاك أنــواع مــن األســواق بمكــة املكرمــة‬ ‫يقــال هلــا األســواق الشــامية‪ ،‬يف شــال احلــرم وهــي‬ ‫أشــبه باألســواق الرتكيــة‪ ،‬هلــا أســقف مــن خشــب‪،‬‬ ‫خصوصــا عنــد‬ ‫وشــوارعها ضيقــة فتضيــق باملاريــن‬ ‫ً‬ ‫أيضــا الســوق الصغــر‪ ،‬جــل‬ ‫مــرور اجلــال‪ ،‬وهنــاك ً‬ ‫مــا فيــه هــو الغــذاء كاخلبــز واللحــوم والبقــول اجلافــة‬ ‫واخلــر التــي يؤتــى هبــا مــن األوديــة املحيطــة بمكــة‬ ‫املكرمــة كــوادي فاطمــة شــاالً‪ ،‬ووادي الليمــون‬ ‫رش ًقــا‪ ،‬ووادي العبيديــة واحلســينية جنو ًبــا‪ ،‬ومنهــا مــا‬ ‫يؤتــى بــه مــن الفاكهــة مــن جهــة الطائــف‪ ،‬وتــرى يف‬ ‫هــذا الســوق دكاكــن كثــرة‪ ،‬يبيعــون فيهــا الســمك‬ ‫)‪ ( 7‬اإلدريسي‪ ،‬نزهة المشتاق‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫)‪ ( 8‬ابــن بطوطــة‪ ،‬رحلــة ابــن بطوطــة‪ ،‬ص ‪ .141‬وابــن جبيــر‪ ،‬رحلــة‬ ‫ابــن جبيــر‪ ،‬ص ‪.85‬‬ ‫)‪ (9‬ناصر خسرو‪ ،‬سفرنامه‪ ،‬ص ‪.140‬‬ ‫)‪ (10‬مهر‪ ،‬يوميات رحلة في الحجاز‪ ،‬ص ‪.73‬‬ ‫)‪ (11‬الجاســر‪ ،‬مقتطفــات مــن رحلــة العياشــي «مــاء الموائــد»‪ ،‬ص‬ ‫‪.67‬‬

‫‪59‬‬


‫مكة املكرمة في عيون الرحالة والجغر افيين املسلمين‬

‫املقــي‪ ،‬ويف رشق املســجد ســوق الليــل؛ وهــو ســوق‬ ‫كبــر خمتلــط فيــه مجيــع احتياجــات احلــاج‪ ،‬ويف مجيــع‬ ‫هــذه األســواق املذكــورة حركــة عجيبــة ال تنقطــع‪،‬‬ ‫جينــى مــن ورائهــا أربــاح طائلــة(‪ .)1‬فهــذه األســواق‬ ‫يســتفيد منهــا البائعــون؛ حيــث يبيعــون الســلع‬ ‫أيضــا أهــل األشــغال مــن‬ ‫التــي جيلبوهنــا‪ ،‬ويســتفيد ً‬ ‫العبيــد واحلاملــون واحلطابــون واحلــارون واجلاملــون‬ ‫والســقاؤون واخلدامــون(‪.)2‬‬ ‫إن كل مــا يرصفونــه احلجــاج يف موســم احلــج فقــط‬ ‫يكفــي لكــي يأيت بأربــاح طائلــة‪ ،‬فهو يشــري األدوات‬ ‫الالزمــة لإلحــرام يف احلــج‪ ،‬وكذلــك يشــري القــوت‬ ‫اليومــي الــذي يعيشــه‪ ،‬وكذلــك الســكن‪ ،‬وكذلــك مــا‬ ‫يشــريه مــن املقتنيــات التــي يعــود هبــا ألهلــه حينــا‬ ‫يرجــع‪ ،‬فــكل ذلــك لــه عوائــد ربحيــة كبــرة جــدًّ ا‪،‬‬ ‫يرجــع بالنفــع عــى مكــة وأهلهــا(‪.)3‬‬ ‫التجارة‬ ‫وللتجــارة دور بــارز يف مكــة‪ ،‬فهــي رائجــة طــوال‬ ‫العــام‪ ،‬رغــم أن بعــض كتــب الرحالــة قــد حددهتــا‬ ‫بأوقــات معينــة‪ ،‬وربــا كان القصــد مــن ذلــك أن‬ ‫ازدهــار التجــارة وبلــوغ أوجهــا يكون يف أعــى درجاته‬ ‫يف موســم احلــج‪ .‬فقيــل‪ :‬وملكة موســان ينفــق فيهام كل‬ ‫مــا جلــب إليهــا أحدمهــا يف أول رجــب والثــاين موســم‬ ‫احلــج(‪ .)4‬والثمــرات جتبــى إليهــا مــن كل مــكان فهــي‬ ‫ونعــا وفواكــه ومنافــع ومرافــق‬ ‫أكثــر البــاد منافــع‬ ‫ً‬ ‫ومتاجــر(‪« .)5‬ولــو مل يكــن هلــا مــن املتاجــر إال أوان‬ ‫املوســم ففيــه جمتمــع أهــل املــرق واملغــرب‪ ،‬فيبــاع‬ ‫فيهــا يف يــوم واحــد‪ ،‬فضــا عــا يتبعــه مــن الذخائــر‬ ‫النفيســة كاجلواهــر‪ ،‬والياقــوت‪ ،‬وســائر األحجــار‪،‬‬ ‫ومــن أنــواع الطيــب‪ :‬كاملســك‪ ،‬والكافــور‪ ،‬والعنــر‪،‬‬ ‫والعــود‪ ،‬والعقاقــر اهلنديــة إىل غــر ذلــك ممــا جيلــب‬ ‫مــن اهلنــد واحلبشــة‪ ،‬إىل األمتعــة العراقيــة واليامنيــة‪،‬‬ ‫إىل غــر ذلــك مــن الســلع اخلراســانية‪ ،‬والبضائــع‬ ‫املغربيــة‪ ،‬إىل مــا ال ينحــر وال ينضبــط‪ ،‬مــا لــو تفــرق‬ ‫عــى البــاد كلهــا ألقــام هلــا األســواق النافقــة‪ ،‬ولعــم‬ ‫مجيعهــا باملنفعــة التجاريــة‪ ،‬كل ذلــك يف ثامنيــة أيــام‬ ‫بعــد املوســم حاشــا مــا يطــرأ هبــا مــع طــول األيــام مــن‬ ‫)‪ ( 1‬البتنونــي‪ ،‬الرحلــة الحجازيــة لولــي النعــم الحــاج عبــاس حلمي‬ ‫باشــا الثانــي خديــو مصــر‪ ،‬ص ‪.135‬‬ ‫)‪ (2‬البتنوني‪ ،‬الرحالة الحجازية‪ ،‬ص ‪.136‬‬ ‫)‪ (3‬البتنوني‪ ،‬الرحلة الحجازية‪ ،‬ص ‪.136‬‬ ‫)‪ ( 4‬اإلدريسي‪ ،‬نزهة المشتاق‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫)‪ (5‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.97‬‬

‫‪60‬‬

‫مهند نايف الدعجه‬

‫اليمــن وســواها‪ ،‬فــا عــى األرض ســلعة مــن الســلع‬ ‫وال ذخــرة مــن الذخائــر إال وهــي موجــودة فيهــا‬ ‫مــدة املوســم‪ ،‬فهــذه بركــة ال خفــاء هبــا‪( ،‬فهــي بركــة‬ ‫واضحــة للقــايص والــداين)‪ ،‬وآيــة مــن آياهتــا خصهــا‬ ‫اهلل هبــا»(‪.)6‬‬ ‫ومــن الطائــف أكثــر فواكــه مكــة؛ منهــا الرمــان‬ ‫والزبيــب والعنــب اجليــد والفواكــه احلســنة(‪ .)7‬كــا‬ ‫أشــار البعــض إىل مدينــة جــدة ووصفهــا بخزانــة‬ ‫مكــة(‪ .)8‬ومــن األماكــن التــي جتلــب التجــارة ملكــة‬ ‫مــر «واملــرة حتمــل إليهــا مــن مــر إىل ســاحلها‬ ‫وهــو جــدة»(‪.)9‬‬ ‫األسعار‬ ‫امتــازت مكــة أثنــاء زيــارة ابــن جبــر برخــص‬ ‫أســعارها «لــن أســعارها»(‪ ،)10‬ولــوال الــرو اليمنيــون‬ ‫لــكان مــن اتصــال اجلــدب وغــاء الســعر يف جهــد‬ ‫ومشقة( ‪.)11‬‬ ‫العملة املتداولة يف مكة‬ ‫ومــن النقــود املتداولــة يف مكــة الدينــار ‪ ،‬والنقود‬ ‫األخــرى املختلفــة‪ ،‬وألهلهــا أمــوال صامتــة وأحــوال‬ ‫فاشــية(‪ ،)13‬فألهــل مكــة املطوقــة وهــي العثريــة ثلثــا‬ ‫املثقــال‪ ،‬تؤخــذ كدراهــم اليمــن عــد ًدا‪ ،‬وتفصــل‬ ‫العثريــة حتــى ربــا كان بينهــا درهيــم‪ ،‬ودينــار عــدن‬ ‫قيمتــه ســبعة دراهــم‪ ،‬وهــو ثلثــا البغــوي تــوزن وال‬ ‫تعــد‪ ،‬ودينــار عــان ثالثــون غــر أنــه يــوزن‪ .‬والدراهــم‬ ‫املســتعملة يف اإلقليــم تســمى بمكــة املحمديــة(‪.(14‬‬ ‫(‪)12‬‬

‫أنواع السلع يف مكة‬ ‫تعــددت أنــواع الســلع املجلوبــة ملكــة‪ ،‬يقــول ابــن‬ ‫بطوطــة‪« :‬كل طرفــة جتلــب هلــا‪ ،‬وثمــرات كل يشء‬ ‫جتبــى هلــا‪ ،‬ولقــد أكلــت هبــا مــن الفواكــه العنــب‬ ‫والتــن واخلــوخ والرطــب ومــا ال نظــر لــه يف الدنيــا‪،‬‬ ‫وكذلــك البطيــخ املجلــوب إليهــا‪ ،‬والرمــان لذيــذ‬ ‫)‪ )6‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.97‬‬ ‫)‪ (7‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.40‬‬ ‫)‪ (8‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.40‬‬ ‫)‪ (9‬اليعقوبي‪ ،‬البلدان‪ ،‬ص ‪.103‬‬ ‫)‪ (10‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.100‬‬ ‫)‪ (11‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.142‬‬ ‫)‪ (12‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.145‬‬ ‫)‪ (13‬اإلدريسي‪ ،‬نزهة المشتاق‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫)‪ (14‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.50‬‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫الطعــم‪ ،‬وكل مــا يتفــرق مــن البــاد مــن الســلع فيهــا‬ ‫اجتامعــه‪ .‬هــذا لطــف اهلل بســكان حرمــه األمــن‬ ‫وجمــاوري بيتــه العتيــق»(‪ .)1‬ومــن الســلع املجلوبــة‬ ‫أيضــا اخلشــب‪ ،‬فعــى قلــة األشــجار التــي تســتخدم‬ ‫ً‬ ‫يف بنــاء البيــوت يف مكــة‪ ،‬فــإن أكثــر بيــوت مكــة تبنــى‬ ‫ســقوفها مــن األخشــاب‪ ،‬فذكــر غــام يف رحلتــه‬ ‫«ورغــم أن اخلشــب نــادر جــدًّ ا يف احلجــاز‪ ،‬فــإن‬ ‫ـرا يف بنــاء بيوهتــم‪،‬‬ ‫أهــل مكــة يســتعملون اخلشــب كثـ ً‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ويقــال إن معظــم اخلشــب يــأيت مــن جــاوة» ‪ .‬وفواكــه‬ ‫مكــة وبقوهلــا مــن الطائــف(‪.)3‬‬ ‫وقــد أبــدى ابــن جبــر تعجبــه مــن وفــرة بعــض‬ ‫الســلع كالفواكــه‪ ،‬ظانــا أهنــا غــر متوفــرة يف مكــة‪،‬‬ ‫وأهنــا ال توجــد إال يف األندلــس فيذكــر‪« :‬وأمــا‬ ‫األرزاق والفواكــه وســائر الطيبــات‪ ،‬فكنــا نظــن أن‬ ‫األندلــس اختصــت مــن ذلــك بحــظ لــه املز ّيــة عــى‬ ‫ســائر حظــوظ البــاد‪ ،‬حتــى حللنــا هبــذه البــاد‬ ‫ـص بالنعــم والفواكــه»(‪ ،)4‬فهــذا‬ ‫املباركــة فألفيناهــا تغـ ّ‬ ‫دليــل عــى نقــل الفواكــه والســلع‪ ،‬ووجدهــا قــد‬ ‫اختصــت بالنعــم والفواكــه‪ ،‬فوجــد التــن والعنــب‬ ‫والرمــان والســفرجل واخلــوخ واجلــوز والبطيــخ‬ ‫واألتــرج والقثــاء واخليــار واجلــزر والكرنــب‪،‬‬ ‫باإلضافــة إىل مجيــع البقــول كالباذنجــان واليقطــن‬ ‫والســلجم (اللفــت) واجلــزر والكرنــب إىل ســائرها‪،‬‬ ‫وأكثــر هــذه البقــول كالباذنجــان والقثــاء‪ ،‬ال يــكاد‬ ‫ينقطــع مــع طــول العــام‪ ،‬إىل غــر ذلــك مــن الرياحــن‬ ‫العبقــة واملشــمومات العطــرة‪ ،‬وذلــك مــن عجيــب‬ ‫مــا شــاهدناه ممــا يطــول تعــداده وذكــره‪ ،‬ولــكل نــوع‬ ‫مــن هــذه األنــواع فضيلــة موجــودة يف حاســة الــذوق‬ ‫يفضــل هبــا نوعهــا املوجــود يف ســائر البــاد‪ ،‬فالعجــب‬ ‫مــن ذلــك يطــول(‪.)5‬‬ ‫ومــن أعجــب مــا اختــره ابــن جبــر البطيــخ املتوفر‬ ‫طــوال العــام‪ ،‬وذلــك ألن رائحتــه مــن أعطــر الروائــح‬ ‫وأطيبهــا‪ ،‬يدخــل بــه الداخــل عليــك فتجــد رائحتــه‬ ‫العبقــة قــد ســبقت إليــك‪ ،‬فيــكاد يشــغلك االســتمتاع‬ ‫بطيــب ريــاه عــن أكلــك إيــاه‪ ،‬حتــى إذا ذقتــه خيــل‬ ‫إليــك أنــه شــيب بســكر مــذاب أو بجنــي النحــل‬ ‫اللبــاب(‪ ،)6‬وقــد دافــع ابــن جبــر عــن عــدم املبالغــة يف‬ ‫)‪ ( 1‬ابن بطوطة‪ ،‬رحلة ابن بطوطة‪ ،‬ص ‪.132‬‬ ‫)‪ (2‬مهر‪ ،‬يوميات رحلة في الحجاز‪ ،‬ص ‪.72‬‬ ‫)‪ ( 3‬ابن حوقل‪ ،‬صورة األرض‪ ،‬ص ‪.39‬‬ ‫)‪ (4‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.97‬‬ ‫)‪ (5‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.97‬‬ ‫)‪ (6‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.98‬‬

‫رأيــه بقولــه‪« :‬ولعــل متصفــح هــذه األحــرف يظــن أن‬ ‫يف الوصــف بعــض غلــو‪ ،‬كال لعمــرك! إنــه ألكثــر ممــا‬ ‫وصفــت وفــوق مــا قلــت»(‪.)7‬‬ ‫كــا شــاهد بعــض الرحالــة بأعينهــم بعــض تلــك‬ ‫املنتجــات‪« :‬رأيــت هبــا اخليــار واألتــرج والباذنجــان‪،‬‬ ‫وكانــت كلهــا طازجــة‪ ،‬وقــد أثمــر هبــا العنــب وبيــع‬ ‫كثــرا‪ ،‬وكانــت الفاكهــة‬ ‫باألســواق‪ ،‬وكان البطيــخ‬ ‫ً‬ ‫(‪)8‬‬ ‫متوفــرة طــول الشــتاء فلــم تنقطــع أبــدا» ‪.‬‬ ‫وهبــا عســل أطيــب مــن املــاذي (العســل األبيــض)‬ ‫املــروب بــه املثــل واملعــروف باملســعودي(‪ .)9‬وأنــواع‬ ‫اللبــن هبــا يف هنايــة الطيــب‪ ،‬وكل مــا يصنــع منــه مــن‬ ‫الســمن‪ ،‬فإنــك ال تــكاد متيــزه مــن العســل طي ًبــا‬ ‫ولذاذة(‪.)10‬‬ ‫وجيلــب هلــا جتــار اليمــن ‪-‬يقــال هلــم الــرو نســبة‬ ‫إىل جبــال الــراة يف اليمــن‪ -‬الزبيــب األســود واألمحــر‬ ‫واللــوز‪ ،‬واحلنطــة وســائر احلبــوب؛ مثــل اللوبيــا إىل مــا‬ ‫دوهنــا‪ ،‬وجيلبــون الســمن والعســل والزبيــب واللــوز‪،‬‬ ‫فتجمــع مريهتــم بــن الطعــام واإلدام والفاكهــة‪،‬‬ ‫ويصلــون يف آالف مــن العــدد رجــاال ومجــاال موقــرة‬ ‫بجميــع مــا ذكــر‪ ،‬فريغــدون معــاش أهــل البلــد‬ ‫واملجاوريــن فيــه‪ ،‬يتقوتــون ويدخــرون‪ ،‬فيعــد منهــا‬ ‫النــاس مــا يكفيهــم لعامهــم إىل مــرة أخــرى(‪.)11‬‬ ‫أيضــا مــن حيــث جتلــب‬ ‫وقصــب الســكر جيلــب ً‬ ‫البقــول‪ ،‬ومــن العجــب أن هــؤالء الــرو ال يبيعــون‬ ‫كل مــا جيلبونــه ملكــة ال بدينــار وال درهــم‪ ،‬إنــا‬ ‫يســتبدلونه باخلــرق والعبــاءات والشــمل‪ ،‬وأهــل مكــة‬ ‫يعــدون هلــم األمتعــة مــن األقنعــة واملالحــف املتــان‬ ‫ومــا أشــبه ذلــك ممــا يلبســه األعــراب ويبايعوهنــم بــه‬ ‫ويشــاروهنم(‪ ،)12‬وهــذا مــا عــرف بمقايضــة الســلع يف‬ ‫التجــارة‪.‬‬ ‫وقــد شــاهد ابــن جبــر وصــول قوافــل الــرو ملكــة‬ ‫كبــرا‬ ‫استبشــارا‬ ‫قائــا‪« :‬فاســتبرش النــاس بقدومهــم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫(‪)13‬‬ ‫حتــى إهنــم أقامــوه عــوض نــزول املطــر» ‪.‬‬ ‫وكان جــل الفواكــه التــي جتلــب إليهــا مــن الطائــف‬ ‫)‪ (7‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.98‬‬

‫)‪ (8‬ناصر خسرو‪ ،‬سفرنامه‪ ،‬ص ‪.141‬‬

‫)‪ (9‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.98‬‬

‫)‪ (10‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.98‬‬

‫)‪ (11‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.110‬‬ ‫)‪ (12‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫)(‪1 3‬‬

‫ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.140‬‬

‫‪61‬‬


‫مكة املكرمة في عيون الرحالة والجغر افيين املسلمين‬

‫مهند نايف الدعجه‬

‫ومــن قــرى حوهلــا‪ ،‬ومســرة الطائــف عــى ثالثــة‬ ‫أيــام مــن مكــة املكرمــة(‪ ،)1‬وهــي مــا يعــادل يف وقتنــا‬ ‫را تقري ًبــا‪ ،‬وأقــرب هــذه املواضــع‬ ‫احلــارض ‪ 88‬كيلــو م ـ ً‬ ‫يعــرف بــأدم‪ ،‬وهــو مــن مكــة عــى مســرة يــوم أو أزيد‪،‬‬ ‫ومــن بطــن مــر عــى مســرة يــوم أو أقــل‪ ،‬ومــن نخلــة‪،‬‬ ‫ومــن أوديــة بقــرب البلــد كعــن ســليامن التــي ســكنها‬ ‫فالحــون مــن املغاربــة أصحــاب اخلــرة بالفالحــة‬ ‫والزراعــة فأحدثــوا فيهــا البســاتني واملــزارع(‪.)2‬‬

‫«ومــن أغــرب مــا ألفينــاه فاســتمتعنا بأكلــه‪ ،‬وأجرينــا‬ ‫احلديــث باســتطابته‪ ،‬الرطــب‪ ،‬وهــو عندهــم بمنزلــة‬ ‫التــن األخــر يف شــجره جينــى ويــؤكل‪ ،‬خيــرج‬ ‫النــاس إليــه كخروجهــم إىل الضيعــة أو كخــروج أهــل‬ ‫املغــرب لقراهــم أيــام نضــج التــن والعنــب‪ ،‬وعنــد‬ ‫انتهــاء نضجــه يبســط عــى األرض قــدر مــا جيــف‬ ‫قليــا‪ ،‬ثــم يوضــع بعضــه عــى بعــض يف الســال‬ ‫والظــروف ويرفــع»(‪.)7‬‬

‫الصناعة‬ ‫أشــارت بعــض كتــب الرحــات إشــارة عابــرة‬ ‫لبعــض الصناعــات؛ فمــن مشــاهد مكــة قبــة بــن‬ ‫الصفــا واملــروة وهــي حفيلــة الصنعــة(‪ .)3‬ومســجد‬ ‫الكبــش بقــرب العقبــة التــي هبــا آبــار ومصانــع وقيــارس‬ ‫وحوانيــت حســنة البنــاء باحلجــر وخشــب الســاج‪،‬‬ ‫وهــي بــن جبلــن يطــان عليــه(‪.(4‬‬

‫املكاييل يف مكة‬ ‫املكاييــل يف مكــة‪ ،‬الصــاع واملــد واملكــوك ‪،‬‬ ‫فاملــد ربــع الصــاع والصاع ثلــث املكوك‪ ،‬هــذا باحلجاز‬ ‫وهــي خمتلفــة‪ ،‬وأرطاهلــم بمكــة املــن(‪ ،)11‬املعــروف يف‬ ‫(‪)12‬‬ ‫ً‬ ‫رطــا(‪.)13‬‬ ‫مجيــع بــاد اإلســام إال أهنــم يســمونه‬ ‫املســتعمل منهــا يــزن مخســة أرطــال وثل ًثــا‪ .‬وأمــا الصاع‬ ‫الــذي قــدره عمــر بمشــهد الصحابــة وكان يكفــر بــه‬ ‫أيامنــه فهــو ثامنيــة أرطــال‪ ،‬إال أن ســعيد بــن العــايص‬ ‫رده إىل مخســة وثلــث‪ ،‬وهلــم باملراكــب صاعــان يعطــون‬ ‫بأحدمهــا جرايــات املالحــن ويتعاملــون بالكبــر‪،‬‬ ‫ورطــل يثــرب إىل قــرح مائتــا درهــم‪ ،‬ورطــل اليمــن‬ ‫بغــدادي‪ ،‬ولعــان املــن‪ ،‬وبقيــة اإلقليــم بغــدادي‪ ،‬وهلــم‬ ‫البهــار وهــو ثالثامئــة رطــل(‪.(14‬‬

‫احللوى‬ ‫يصنــع مــن احللــوى أنــواع غريبــة مــن العســل‬ ‫والســكر املعقــود عــى صفــات شــتى‪ ،‬إهنــم يصنعــون‬ ‫هبــا حكايــات مجيــع الفواكــه الرطبــة واليابســة‪ ،‬ويف‬ ‫األشــهر الثالثــة‪ :‬رجــب وشــعبان ورمضــان‪ ،‬يتصــل‬ ‫منهــا موائــد بــن الصفــا واملــروة‪ ،‬وقــد صــورت منهــا‬ ‫تصاويــر إنســانية وفاكهيــة‪ ،‬وجليــت يف منصــات كأهنــا‬ ‫العرائــس‪ ،‬ونضــدت بســائر أنواعهــا املنضــدة امللونــة‪،‬‬ ‫فتلــوح كأهنــا األزهــر حسـنًا‪ ،‬فتقيــد األبصــار وتســتزل‬ ‫الدرهــم والدينــار(‪.)5‬‬ ‫اللحوم‬ ‫وأمــا حلــوم ضأهنــا فهنــاك العجــب العجيــب «إهنــا‬ ‫أطيــب حلــم رضب يف الدنيــا‪ ،‬لربكــة مراعيهــا‪ ،‬فتجــده‬ ‫هنيئــا رخيصــا يــذوب يف الفــم قبــل أن يــاك مض ًغــا‪،‬‬ ‫ويــرع خلفتــه عــن املعــدة اهنضا ًمــا»(‪.)6‬‬ ‫الرطب‬ ‫ومــن أغــرب مــا شــاهده الرحالــة قــول بعضهــم‪:‬‬ ‫)‪ (1‬ابــن جبيــر‪ ،‬رحلــة ابــن جبيــر‪ ،‬ص ‪ ،99‬ومهــر‪ ،‬يوميــات رحلــة‬ ‫فــي الحجــاز‪ ،‬ص ‪.99-98‬‬ ‫)‪ (2‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.99‬‬ ‫)‪ (3‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.93‬‬ ‫)‪ (4‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.38‬‬ ‫)‪ (5‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.98‬‬ ‫)‪ (6‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.98‬‬

‫‪62‬‬

‫(‪)8‬‬

‫(‪)9‬‬

‫(‪)10‬‬

‫والة مكة‬ ‫مل تتضــح املعــامل السياســية للرحالــة؛ إذ نطالــع‬ ‫أخبــار قليلــة ومتفرقــة ومــن ذلــك‪ :‬أن الطائــف مــن‬ ‫أعــال مكــة مضمومــة إىل عامــل الطائــف(‪ ،)15‬وبذلــك‬ ‫فــإن وايل الطائــف هــو وايل مكــة‪.‬‬ ‫وقــد حــدد نــارص خــرو مــكان إقامــة وايل مكــة‪:‬‬ ‫«وعــى مســافة أربعــة فراســخ شــال مكــة‪ ،‬ناحيــة‬ ‫تســمى برقــة يقيــم هبــا أمــر مكــة مــع جيــش خــاص‬ ‫بــه‪ ،‬وهنــاك مــاء جــار وأشــجار‪ ،‬ومســاحتها فرســخان‬ ‫)‪ (7‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.100‬‬ ‫)‪ (8‬الصــاع= ‪ 2.04‬غــرام‪ .‬أبــو حاقــه‪ ،‬معجــم النفائــس الوســيط‪ ،‬ص‬ ‫‪.1406‬‬ ‫)‪ (9‬المد= ‪ 5.10‬غرام‪ .‬معجم النفائس‪ ،‬ص ‪.1407‬‬ ‫)‪ (10‬المكوك= ‪ 3.06‬غرام‪ .‬معجم النفائس‪ ،‬ص ‪.1407‬‬ ‫)‪ (11‬المن= ‪ 773.5‬غرام‪ .‬معجم النفائس‪ ،‬ص ‪.1407‬‬ ‫)‪ (12‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.46‬‬ ‫)‪ (13‬الرطــل‪ :‬الرطــل العراقــي= ‪ 382.5‬غــرام الرطــل الشــامي=‬ ‫‪ 1785‬غــرام الرطــل= ‪ 449.28‬غــرام‪ .‬أبــو حاقــه‪ ،‬معجــم‬ ‫النفائــس‪ ،‬ص ‪.1406‬‬ ‫)‪ (14‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.50-49‬‬ ‫)‪ (15‬اليعقوبي‪ ،‬البلدان‪ ،‬ص ‪.101‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫طــوال يف مثلهــا عرضــا»(‪.)1‬‬ ‫كــا أشــار ابــن جبــر إىل عــدد مــن أســاء والة‬ ‫مكــة‪ ،‬عندمــا حتــدث عــن صاحــب مكــة مكثــر بــن‬ ‫عيســى بــن فليتــة بــن حممــد بــن جعفــر بــن أيب هاشــم‪،‬‬ ‫مــن ذريــة احلســن بــن عــي‪ ،‬وأنــه كان يطلــب مــن‬ ‫قائــد جــدة عــي بــن موفــق أن يثبــت أســاء احلجــاج‬ ‫القادمــن يف زمــام (ســجالت)(‪.)2‬‬ ‫وربــا كان ذلــك هبــدف إحصائهــم وإجــراء مــا‬ ‫يمكــن مــن ترتيبــات للســكن والطعــام وغريهــا ممــا‬ ‫حيتــاج احلــاج‪ ،‬وهــو ممــا كان معمــوال بــه يف الدواويــن‪.‬‬ ‫البســا ثــوب بيــاض‬ ‫وقــد وصــف ابــن جبــر زي مكثــر ً‬ ‫متقلــدً ا ســيفه خمتــرا متعمـ ًـا بعاممــة صــوف بيضــاء‬ ‫رقيقــة ( ‪.)3‬‬ ‫أداء العمرة‬ ‫وصــف ابــن جبــر أداءه للعمــرة قائــا‪« :‬فطفنــا‬ ‫طــواف القــدوم‪ ،‬ثــم صلينــا باملقــام الكريــم‪ ،‬وتعلقنــا‬ ‫بأســتار الكعبــة عنــد امللتــزم‪ ،‬وهــو بــن احلجر األســود‬ ‫والبــاب‪ ،‬وهــو موضــع اســتجابة للدعــاء‪ ،‬ودخلنــا قبــة‬ ‫زمــزم‪ ،‬ورشبنــا مــن مائهــا‪ ،‬ثــم ســعينا بــن الصفــا‬ ‫واملــروة‪ ،‬ثــم حلقنــا وأحللنــا»(‪.)4‬‬ ‫وكان بعــض الرحالــة قــد أشــار إىل أماكــن‬ ‫اإلحــرام؛ فمــن أماكــن اإلحــرام للقادمــن مــن جــدة‬ ‫وأيضــا‬ ‫مــكان يعــرف بالقريــن‪ ،‬ففيــه بئــر عذبــة‪ً ،‬‬ ‫املغــادرون مــن احلجــاج ينزلــون ويســرون منــه إىل‬ ‫جــدة(‪ ،)5‬ومســجد عائشــة وإليــه يصــل املالكيــون ومنــه‬ ‫حيرمون(‪.)6‬‬ ‫العلوم‬ ‫واحلــرم حمــدق بحلقــات املدرســن وأهــل العلــم‪.‬‬ ‫وفيــه النســاخون واملقرئــون‪ ،‬وبعــض أهــل صنعــة‬ ‫اخلياطــة(‪ .)7‬وفيــه أربعــة أئمــة ســنية هــم الشــافعية‬ ‫واملالكية واحلنفية واحلنبلية(‪.)8‬‬ ‫ويشــار إىل بــاب إبراهيــم عليــه الســام‪ ،‬وهــو‬ ‫زاويــة كبــرة متســعة‪ ،‬فيهــا دار املكنــايس الفقيــه الــذي‬ ‫)‪ (1‬ناصر خسرو‪ ،‬سفرنامه‪ ،‬ص ‪.150‬‬ ‫)‪ (2‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.57‬‬ ‫)‪ (3‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.74‬‬ ‫)‪ (4‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.58‬‬ ‫)‪ (5‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.58‬‬ ‫)‪ (6‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.90‬‬ ‫)‪ (7‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.68‬‬ ‫)‪ (8‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.79‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫أيضــا غرفــة هــي‬ ‫كان إمــام املالكيــة يف احلــرم‪ ،‬وفيهــا ً‬ ‫(‪)9‬‬ ‫خزانــة للكتــب املحبســة عــى املالكيــة يف احلــرم ‪.‬‬ ‫والقــراءات بمكــة‪ ،‬عــى حــرف ابــن كثــر‪ ،‬وســمع‬ ‫املقــديس بعــض صــدور القــراء بمكــة يقــول‪« :‬مــا رأينا‬ ‫وال ســمعنا أن أحــدً ا أم خلــف هــذا املقــام بغــر قــراءة‬ ‫ابــن كثــر إال يف هــذا الزمــان»(‪.)10‬‬ ‫احلياة االجتامعية يف مكة‬ ‫وصــف أهــل مكــة بالفصاحــة «وبمكــة‬ ‫فصاحــة»(‪ ،)11‬وذمــوا بالطمــع «وال أطمــع مــن‬ ‫أهــل مكــة»(‪ ،)12‬ويف أخــاق أهــل مكــة جفــاء(‪.)13‬‬ ‫وبخصــوص أعــداد احلجــاج فقــد أدهــش الرحالــة‬ ‫عددهــم لكثرهتــم‪ ..‬فــا حيــى عددهــا إال حمــي‬ ‫آجاهلــا وأرزاقهــا(‪.)14‬‬ ‫وبخصــوص بعــض عاداهتــم وتقاليدهــم‪ ،‬فلدهيــم‬ ‫طقــوس ترتبــط ارتباطــا مبــارشا باألثــر الدينــي عــى‬ ‫العــادات‪ ،‬فتنصــب القبــاب ليلــة الفطــر ويزيــن‬ ‫الســوق بــن الصفــا واملــروة‪ ،‬وإذا صلــوا الغــداة أقبلــن‬ ‫الوالئــد مزينــات بيدهــن املــراوح يطفــن بالبيــت‪،‬‬ ‫ويرتبــون مخســة أئمــة يف الرتاويــح يصلــون تروحيــة‬ ‫ويطوفــون أســبو ًعا‪ ،‬واملؤذنــون يكــرون وهيللــون‪،‬‬ ‫ثــم يــرب الفرقاعيــات كــا تــرب عنــد الصلــوات‪،‬‬ ‫فيتقــدم اإلمــام اآلخــر‪ ،‬يصلــون العشــاء إذا مــى مــن‬ ‫الليــل الثلــث ويفرغــون إذا بقــي الثلــث‪ ،‬ثــم ينــادى‬ ‫بالســحور عــى أيب قبيــس‪ ،‬وال يــرى أحســن مــن زي‬ ‫أهــل مكــة يف خروجهــم إىل احلــج يف أن أحدهــم ينوبــه‬ ‫يف ذلــك مــا ينــوب العراقــي(‪.)15‬‬ ‫وليــس بعــد مكــة مدينــة مــن مدائــن احلجــاز أكثــر‬ ‫مــن أهلهــا مــاالً وال أحســن منهــم حــاالً‪ ،‬وهبــا وال‬ ‫مــن ناحيــة اهلاشــمي صاحــب مكــة يقبــض صدقاهتــا‬ ‫ولوازمهــا ومكوســها وحيــرس عاملتهــا‪ ،‬وهلــا مراكــب‬ ‫كثــرة تتــرف إىل جهــات كثــرة‪ ،‬وهبــا مصائــد‬ ‫للســمك الكثــر‪ ،‬والبقــول هبــا ممكنــة‪ ،‬وهبــذه املدينــة‬ ‫فيــا يذكــر أنزلــت حــواء مــن اجلنــة‪ ،‬وهبــا قربهــا(‪.)16‬‬ ‫)‪ (9‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.83‬‬ ‫)‪ (10‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.48‬‬ ‫)‪ (11‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.16‬‬ ‫)‪ (12‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.16‬‬ ‫)‪ (13‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.51‬‬ ‫)‪ (14‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.148‬‬ ‫)‪ (15‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.50‬‬ ‫)‪ (16‬اإلدريسي‪ ،‬نزهة المشتاق‪ ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪63‬‬


‫مكة املكرمة في عيون الرحالة والجغر افيين املسلمين‬

‫اللباس‬ ‫والرســوم يف هــذا اإلقليــم لبــس الــوزر واألزر بــا‬ ‫قميــص إال القليــل‪ ،‬وبمكــة يعيبــون عــى مــن يتــزر إنــا‬ ‫هــو إزار واحــد يلتــف فيــه(‪ .)1‬ويســكن صاحــب مكــة‬ ‫يف قــر لــه باجلهــة الغربيــة بموضــع يعــرف باملربعــة‬ ‫عــى ثالثــة أميــال مــن مكــة‪ ،‬وهــو قــر مبنــي مــن‬ ‫احلجــارة وجتــاوره حديقــة فيهــا نخيــات‪ ،‬وهبــا مجلــة‬ ‫شــجر منقولــة إليهــا‪ ،‬وليــس للهاشــمي صاحــب مكــة‬ ‫معســكر خيــل‪ ،‬وإنــا معســكره رجالــة ال خيــل هلــم‪،‬‬ ‫وتســمى رجالتــه احلرابــة‪ ،‬ولباســه البيــاض والعامئــم‬ ‫البيــض‪ ،‬ويركــب اخليــل‪ ،‬وسياســته حســنة‪ ،‬وحكمــه‬ ‫عــدل‪ ،‬وإنصافــه ظاهــر‪ ،‬وإحســانه غــدق عــى قــدر‬ ‫إمكانــه(‪.)2‬‬ ‫وعامــة حجــاج اليمــن يشــبهون اهلنــود؛ فــكل منهم‬ ‫يتشــح بفوطــة‪ ،‬وشــعورهم متدليــة‪ ،‬وحلاهــم مظفــرة‪،‬‬ ‫ويف وســط كل منهــم حربــة قطيفيــة كالتــي يتمنطــق هبــا‬ ‫اهلنــود‪ ،‬ويقــال إن أصــل اهلنــود مــن اليمــن‪ ،‬وإن قتالــة‬ ‫أصلهــا كتــارة (احلربــة) ثــم عربــت(‪.)3‬‬ ‫املهن املتوفرة يف مكة‬ ‫ومــن املهــن التــي أشــار إليهــا الرحالــة احلجامــون‪،‬‬ ‫فعندمــا ينــزل احلــاج مــن جبــل املــروة جيــد ســو ًقا هبــا‬ ‫عــرون دكانًــا متقابلــة‪ ،‬يشــغلها مجيعــا حجامــون‬ ‫حللــق شــعر الــرأس(‪.)4‬‬ ‫املشاكل التي تواجه احلجاج‬ ‫لعــل توفــر األمــان والســامة هــو أهــم مــا يشــغل‬ ‫بــال املســافر وأغــى مــا يتمنــاه‪ ،‬ســواء كان يف رحلــة‬ ‫ألداء فريضــة احلــج أو كان بقصــد الســياحة والرتويــح‬ ‫عــن النفــس أو رغبــة يف حتصيــل العلــم واالطــاع أو‬ ‫ســعيا وراء جتــارة أو ســفارة‪.‬‬ ‫وإذا كان اإلنســان قــادرا عــى احتــال شــدائد‬ ‫اجلــوع والعطــش والتعــب‪ ،‬يف حــدود طاقتــه‪ ،‬فــإن‬ ‫أخطــار املــوت بمــرض أو حــادث طــارئ أو التعــرض‬ ‫هلــاك مدبــر عــى أيــدي األعــداء واللصــوص وقطــاع‬ ‫الطــرق‪ ..‬إن هــذه األخطــار متوقعــة وقــد تكــون‬ ‫مرتبصــة يف كل منعطــف قــادم مــن منعطفــات الطريــق‬ ‫ومفاجآتــه‪ ..‬كــوارث الطبيعــة ال يــد لإلنســان يف ردها‪،‬‬ ‫(‪ )1‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.50‬‬ ‫(‪ )2‬اإلدريسي‪ ،‬نزهة المشتاق‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫)‪ (3‬ناصر خسرو‪ ،‬سفرنامه‪ ،‬ص ‪.151‬‬ ‫)‪ (4‬ناصر خسرو‪ ،‬سفرنامه‪ ،‬ص ‪.140‬‬

‫‪64‬‬

‫مهند نايف الدعجه‬

‫إنــا خيفــف تأثريهــا بالصــر والتســليم والدعــاء‪ ،‬لكــن‬ ‫األذى الــذي يســببه األرشار مــن النــاس يبــدو أدهــى‬ ‫وأمــر‪.‬‬ ‫وربــا كانــت املخاطــر التــي يتعــرض هلــا احلــاج‬ ‫أكثــر احتــاال ألن اللصــوص واألعــداء‪ ،‬عــى حــد‬ ‫ســواء‪ ،‬يعرفــون أن هــذا احلــاج مــزود بــا يكفيــه مــن‬ ‫النقــود ألداء الفريضــة والرجــوع إىل بلــده وأهلــه‪.‬‬ ‫وهــذا يعنــي أن الطمــع يف احلصــول عــى مالــه‬ ‫بالتهديــد أو القتــل أشــد مــا يكــون‪ ،‬فالتاجــر حيمــل‬ ‫بضاعــة ويرجــع ببضاعــة أخــرى‪ ،‬وإذا كانــت هــذه‬ ‫البضائــع تثــر شــهية بعــض العصابــات‪ ،‬فــإن هنــب‬ ‫املــال النقــدي مــن ذهــب وفضــة كان أيــر وأرسع‪.‬‬ ‫لقــد عانــى احلجــاج جمموعــة مــن املشــاكل أثنــاء‬ ‫تأديتهــم للحــج؛ منهــا مــا يتعلــق بطــرق املواصــات‬ ‫الربيــة أو البحريــة‪ ،‬ومنهــا مــا يتعلــق باســتغالل بعــض‬ ‫التجــار ورســوم النقــل‪ ،‬ومنهــا مــا هــو طبيعــي بدوافــع‬ ‫األمــراض وتناقــل العــدوى‪ ،‬ورغــم ذلــك فقــد‬ ‫حتملــوا مشــقة الســفر يف ســبيل زيــارة البيــت احلــرام‬ ‫وأداء فريضــة احلــج‪.‬‬ ‫ومــن هــذه املشــاكل‪ :‬الســفر والرتحــال واالنتقــال‬ ‫مــن أفريقيــا إىل مكــة‪ ،‬ففي أعىل هــذه الصحراء يف ضفة‬ ‫البحــر امللــح مدينة عيــذاب‪ ،‬وأهلها ســود ورشهبم من‬ ‫آبــار‪ ،‬وليســت بالكبــرة القطــر‪ ،‬وال باآلهلــة العامــرة‬ ‫باخللــق‪ ،‬ومنهــا املجــاز إىل جــدة‪ ،‬ومدينــة عيــذاب‬ ‫ينزهلــا عامــل مــن قبــل رئيــس البجــة‪ ،‬وعامــل مــن‬ ‫قبــل ملــك مــر‪ ،‬يقتســمون جبايتهــا بنصفــن‪ ،‬وعــى‬ ‫عامــل صاحــب مــر القيام بجلــب األرزاق واملعيشــة‬ ‫إىل عيــذاب‪ ،‬وعــى رئيــس البجــة القيــام بحاميتهــا مــن‬ ‫احلبشــة‪ ،‬والرئيــس املقيــم بعيــذاب مــن قبــل ملــك‬ ‫البجــة ينــزل الصحــارى وال يدخــل املدينــة إال فجــأة‪،‬‬ ‫وأهــل عيــذاب يتجولــون يف كل النواحــي مــن أرض‬ ‫البجــة‪ ،‬يشــرون ويبيعــون‪ ،‬وجيلبــون مــا هنالــك مــن‬ ‫الســمن والعســل واللبــن‪ ،‬وباملدينــة زوارق يصــاد هبــا‬ ‫الســمك الكثــر‪ ،‬اللذيــذ الطعــم‪ ،‬الشــهي املــأكل‪ ،‬وهبــا‬ ‫يؤخــذ املكــس (الرضيبــة) يف وقتنــا هــذا مــن حــاج‬ ‫اإلســام القاصديــن مــن بــاد املغــرب‪ ،‬وهــذا املكــس‬ ‫مبلغــه عــى كل رأس ثامنيــة دنانــر مــن أي ذهــب كان‬ ‫ـورا أو مســكوكًا‪ ،‬وال يعــر أحــد مــن‬ ‫مســبوكًا أو مكسـ ً‬ ‫حــاج املغــرب إىل جــدة إال بــأن يظهــر مكســه‪ ،‬ومتــى‬ ‫جــوزه ربــاين بحــر القلــزم ومل يكــن عنــده مكــس غرمــه‬ ‫الربــاين‪ ،‬فلذلــك ال جيــوز أحــد مــن عيــذاب إىل جــدة‬ ‫حتــى يظهــر الربــاين الــراءة ممــا يلزمــه‪ ،‬فــإذا جــاز‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫املركــب البحــر وســهل اهلل عليــه الوصــول إىل جــدة‪،‬‬ ‫أرســى عــى بعــد ودخــل الثقــات مــن ناحيــة وايل‬ ‫جــدة فحــرزوا مــا هنالــك مــن املوجــودات املمكســة‬ ‫الالزمــة‪ ،‬وأثبتوهــا يف دواوينهــم ثــم نزلــوا ونــزل‬ ‫النــاس بجملتهــم‪ ،‬فتقتــى منهــم املكــوس الالزمــة‬ ‫هلــم الواجبــة عليهــم‪ ،‬فــإن عثــروا عــى رجــل منهــم‬ ‫ال مكــس معــه لــزم حقــه عــى الربــاين الــذي جــوزه‪،‬‬ ‫وربــا ســجن الرجــل احلــاج حتــى يفوتــه احلــج‪ ،‬وربــا‬ ‫قيــض اهلل لــه مــن يفــرج عنــه بــا لزمــه مــن املكــس‪،‬‬ ‫وهــذا املكــس يأخــذه اهلاشــمي صاحــب مكــة فينفقــه‬ ‫يف أرزاق أجنــاده‪ ،‬إذ منافعــه قليلــة وجباياتــه ال تفــي‬ ‫بلوازمــه ورزق مــن معــه(‪.)1‬‬ ‫وقــد أشــار ابــن جبــر بــأمل ملــا يعانيــه احلجــاج‬ ‫القادمــون مــن أفريقيــا عــر البحــر األمحــر مــن‬ ‫مصاعــب‪ ،‬فتحــدث عــن عوامــل طبيعيــة كالريــاح‬ ‫التــي قــد تفقــد الســفن وجهتهــا فتضــل الطريــق‪ ،‬وتقع‬ ‫بــن أيــدي ســكان اجلبــال البجــاة‪ ،‬فيســلكون هبــم غــر‬ ‫طريــق املــاء‪ ،‬فيهلــك بعضهــم ً‬ ‫عطشــا وجو ًعــا ويــرى‬ ‫أن القليــل ممــن يســلم منهــم‪ ،‬ويصــف الناجــون كأهنــم‬ ‫«منــر مــن كفــن» لســوء حاهلــم(‪.)2‬‬ ‫كــا أشــار ابــن جبــر إىل ســوء معاملــة أهــل‬ ‫عيــذاب للحجــاج واســتغالهلم هلــم بوضعهــم يف‬ ‫ســفن اجلــاب‪ ،‬بطريقــة تــدل عــى االســتغالل التــام؛‬ ‫فيضعوهنــم فــوق بعضهــم (كأهنــم أقفــاص الدجــاج)‪،‬‬ ‫وقــد بــرر ابــن جبــر هــذا االســتغالل برغبــة أصحــاب‬ ‫الســفن يف احلصــول عــى املــال لقــاء ذلــك العــدد‬ ‫الكبــر(‪ ،)3‬عــاوة عــى هنــب احلجــاج «فاحلــاج معهــم‬ ‫ال يــزال يف غرامــة ومؤونــة إىل أن ييــر اهلل رجوعــه إىل‬ ‫وطنــه»‪ ،‬وقــد حلــت تلــك املشــكلة عندمــا أمــر صــاح‬ ‫الديــن األيــويب برفــع رضائــب املكــوس عــن احلجــاج‪،‬‬ ‫وجعــل عــوض ذلــك مــاال وطعامــا يأمــر بتوصيلهــا‬ ‫إىل مكــة(‪ ،)4‬وتأكيــد مربهتــم وتأنيســهم ورفــع أيــدي‬ ‫االعتــداء عنهــم‪ ،‬واإليعــاز يف ذلــك للخــدام واألتبــاع‬ ‫واألوزاع(‪.)5‬‬ ‫وكذلــك احلــال حلجــاج رشق اجلزيــرة العربيــة‬ ‫)‪ ( 1‬اإلدريسي‪ ،‬نزهة المشتاق‪ ،‬ص ‪.41‬‬ ‫)‪ ( 2‬كمــا أشــار ابــن جبيــر إلــى أحــد أنــواع الســفن المســتخدمة فــي‬ ‫البحــر األحمــر وهــي الجــاب التــي تســتعمل المســامير فــي‬ ‫بنائهــا والتــي قــد تكــون ســببا فــي هــاك الحجــاج أحيانــا‪ .‬ابــن‬ ‫جبيــر‪ ،‬رحلــة ابــن جبيــر‪ ،‬ص ‪.47-46‬‬ ‫)‪ (3‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.48‬‬ ‫)‪ (4‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.54‬‬ ‫)‪ (5‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.74‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫فقيــل‪« :‬وطريــق ُعــان يف الربيــة إىل مكــة أو غريهــا‬ ‫صعبــة جــدًّ ا لكثــرة القفــار وقلــة الســكان‪ ،‬وإنــا‬ ‫يســافرون يف املراكــب عــى البحــر إىل مدينــة عــدن‪،‬‬ ‫ومــن عدن يســافرون إن شــاؤوا بـ ًّـرا أو بحـ ًـرا‪ ،‬وكذلك‬ ‫مــن صحــار التــي مــن أرض عــان إىل البحريــن يف‬ ‫جهــة الشــال طــرق متعــذرة الســلوك‪ ،‬لتنــازع العــرب‬ ‫هبــا وحماربتهــم وغاراهتــم بعضهــم عــى بعــض فليــس‬ ‫ملســافر معهــم أمــان يف نفســه وال يف يشء مــن مالــه»(‪.)6‬‬ ‫وممــا عانــه احلجــاج ارتفــاع األســعار؛ ففــي أثنــاء‬ ‫زيــارة نــارص خــرو ملكــة قــال‪« :‬ويف ذلــك الوقــت‬ ‫كان بمكــة قحــط‪ ،‬فــكان الســتة عــر منًّــا مــن القمــح‬ ‫يقــدر بدينــار مغــريب‪ ،‬وقــد هاجــر منهــا كثــرون»(‪.)7‬‬ ‫كــا أن البيئــة اجلافــة كانــت تشــكل عائقــا أمــام‬ ‫الســكان أحيانــا‪ ،‬فالغالــب عــى ضعفــاء أهلهــا اجلــوع‬ ‫وســوء احلــال‪ ،‬وإذا خــرج أحــد عــن مكــة يف كل جهــة‬ ‫تلقــاه أوديــة جاريــة وعيــون مطــردة وآبــار غدقــة‬ ‫وحوائــط كثــرة ومــزارع متصلــة(‪.)8‬‬ ‫ومــن الصعــاب التــي كانــت تواجــه احلجــاج داخل‬ ‫احلــرم‪ ،‬مــا روي أن ســيل املــاء كان يــأيت عــى املســيل‬ ‫بــن الصفــا واملــروة‪ ،‬ويدخــل احلــرم فــكان يف مــدة مده‬ ‫ســبحا‪ ،‬فأمــر اخلليفــة العبــايس‬ ‫يطــاف حــول احلــرم‬ ‫ً‬ ‫املهــدي برفــع موضــع يف أعــى البلــد يســمى رأس‬ ‫الــردم‪ ،‬فمتــى جــاء الســيل عــرج عــن ذلــك الــردم إىل‬ ‫جمــراه‪ ،‬واســتمر عــى بــاب إبراهيــم إىل املوضــع الــذي‬ ‫يســمى املســفلة وخيــرج عــن البلــد(‪.)9‬‬ ‫وهــو ملفــت للنظــر‪ ..‬ويظهــر نوعــا مــن الطرافــة‬ ‫يف الطــواف مــا روي‪« :‬وألفيــت منقوشــا عــى ســارية‬ ‫خــارج بــاب الصفــا تقابــل الســارية الواحــدة مــن‬ ‫اللتــن أقيمتــا علــا لطريــق النبــي ‪-‬صــى اهلل عليــه‬ ‫وســلم‪ -‬إىل الصفــا داخــل احلــرم‪( :‬أمــر عبــداهلل حممــد‬ ‫املهــدي أمــر املؤمنــن ‪-‬أصلحــه اهلل تعــاىل‪ -‬بتوســعة‬ ‫املســجد احلــرام ممــا يــي بــاب الصفــا‪ ،‬لتكــون الكعبــة‬ ‫يف وســط املســجد‪ ،‬يف ســنة ســبع وســتني ومائــة)‬ ‫أيضــا‪( :‬أمــر‬ ‫ويف أعــى الســارية التــي تليهــا منقــوش ً‬ ‫عبــداهلل املهــدي حممــد أمــر املؤمنــن ‪-‬أصلحــه اهلل‪-‬‬ ‫بــرف الــوادي إىل جمــراه عــى عهــد إبراهيــم ‪-‬صــى‬ ‫اهلل عليــه وســلم‪ -‬وتوســعته بالرحــاب التــي حــول‬ ‫املســجد احلــرام حلــاج بيــت اهلل و ُعــاره)‪.‬‬ ‫)‪ ( 6‬اإلدريسي‪ ،‬نزهة المشتاق‪ ،‬ص ‪.49‬‬ ‫)‪ (7‬ناصر خسرو‪ ،‬سفرنامه‪ ،‬ص ‪.140‬‬ ‫)‪ ( 8‬اإلدريسي‪ ،‬نزهة المشتاق‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫)‪ (9‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.86‬‬

‫‪65‬‬


‫مكة املكرمة في عيون الرحالة والجغر افيين املسلمين‬

‫والــوادي املذكــور هــو الــوادي املنســوب إلبراهيــم‬ ‫صــى اهلل عليــه وســلم‪ -‬وجمــراه عــى بــاب الصفــا‪،‬‬‫وكان الســيل قــد خالــف جمــراه‪ ،‬فــكان يــأيت عــى‬ ‫املســيل بــن الصفــا واملــروة ويدخــل احلــرم‪ ،‬فــكان‬ ‫ســبحا‪،‬‬ ‫ُمــدة مــده باألمطــار ُيطــاف حــول الكعبــة‬ ‫ً‬ ‫فأمــر املهــدي ‪-‬رمحــه اهلل‪ -‬برفــع موضــع يف أعــى البلــد‬ ‫يســمى رأس الــردم‪ ،‬فمتــى جــاء الســيل عــرج عــن‬ ‫ذلــك الــردم إىل جمــراه واســتمر عــى بــاب إبراهيــم إىل‬ ‫املوضــع الــذي يســمى املســفلة وخيــرج عــن البلــد‪ ،‬وال‬ ‫جيــري املــاء فيــه إال عنــد نــزول ديــم املطــر الكثــر»(‪،)1‬‬ ‫{ر َّبنَــا إِ ِّن‬ ‫وهــو الــوادي املذكــور يف قولــه تعــاىل‪َ :‬‬ ‫َنت ِمــن ُذريتِــي بِــو ٍ‬ ‫(‪)2‬‬ ‫اد َغ ْ ِ‬ ‫ــر ِذي َز ْر ٍع} ‪.‬‬ ‫َأ ْســك ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ َّ‬ ‫ثــم عــم األمــن‪ ،‬فقــد ذكــر ابــن جبــر‪« :‬ومــن صنــع‬ ‫اهلل اجلميــل لنــا‪ ،‬وفضلــه العميــم علينــا‪ ،‬أنّــا وصلنــا‬ ‫هــذه البلــدة املباركــة‪ ،‬فألفينــا كل مــن هبــا مــن احلجــاج‬ ‫املجاوريــن ممــن قــدم عهــده فيهــا‪ ،‬وطــال مقامــه هبــا‪،‬‬ ‫يتحــدث عــى جهــة العجــب بأمنهــا مــن احلرابــة‬ ‫(حــرس أمــر البــاد) املتلصصــن فيهــا عــى احلــاج‬ ‫املختلســن مــا بأيدهيــم والذيــن كانــوا آفــة احلــرم‬ ‫الرشيــف‪ ،‬ال يغفــل أحــد عــن متاعــه طرفــة عــن‬ ‫إال اختلــس مــن يديــه أو مــن وســطه بحيــل عجيبــة‬ ‫ولطافــة غريبــة‪ ،‬فكفــى اهلل رشهــم إال القليــل(‪.)3‬‬ ‫وقــد وقــع أثنــاء رحلــة ابــن جبــر بــن ســودان أهل‬ ‫مكــة وبــن األتــراك العراقيــن جولــة وهوشــة‪ ،‬وقعــت‬ ‫فيهــا جراحــات وســلت الســيوف وفوقــت القــي‬ ‫ورميــت الســهام وانتهــب بعــض أمتعــة التجــار‪ ،‬ألن‬ ‫منــى يف تلــك األيــام الثالثــة بعــد يــوم النحــر ســوق‬ ‫مــن أعظــم األســواق‪ ،‬يبــاع فيهــا مــن اجلوهــر النفيــس‬ ‫إىل أدنــى اخلــرز‪ ،‬فوقــى اهلل رش تلــك الفتنــة بتســكينها‬ ‫رسيعــا وكمــل النــاس حجهــم(‪.)4‬‬ ‫وروي‪« :‬وســمعت بعــض مشــايخ القــروان‬ ‫يقــول‪ :‬حــج املنصــور فــرأى صغــر املســجد احلــرام‬ ‫وشــعثه وقلــة معرفتهــم بحرمتــه‪ ،‬ورأى األعــرايب‬ ‫يطــوف بالبيــت عــى بعــره‪ ،‬فســاءه ذلــك وعــزم عــى‬ ‫رشاء مــا حولــه مــن الــدور وزيادهتــا فيــه‪ ،‬وتفخيمــه‬ ‫وجتصيصــه‪ ،‬فجمــع أصحاهبــا ورغبهــم يف األمــوال‬ ‫اجلمــة فتأبــوا عــن بيعهــا وضنــوا بجــوار بيــت اهلل‬ ‫احلــرام‪ ،‬فاهتــم لذلــك ومل جيــز أن يغصبهــا عليهــم‪ ،‬ومل‬ ‫)‪ )1‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪86‬‬ ‫)‪ (2‬سورة إبراهيم‪ ،‬اآلية ‪.37‬‬ ‫)‪ (3‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.100‬‬ ‫)‪ (4‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.157‬‬

‫‪66‬‬

‫مهند نايف الدعجه‬

‫يظهــر للنــاس ثالثــة أيــام‪ ،‬وحتــدث النــاس بذلــك وأبو‬ ‫حنيفــة يف تلــك الســنة حــاج‪ ،‬ليــس لــه بعــد ذكــر وال‬ ‫ظهــر النــاس عــى فقهــه‪ ،‬وصائــب رأيــه‪ ،‬قــال‪ :‬فقصــد‬ ‫خيامــه وكانــت باألبطــح‪ ،‬فســأل عــن أمــر املؤمنــن‬ ‫ومــا الــذي غيــب شــخصه‪ ،‬فذكــرت القصــة‪ ،‬فقــال‪:‬‬ ‫هــذا بــاب هــن لــو قــد لقيتــه عرضتــه عليــه‪ ،‬فأهنــي‬ ‫ذلــك إليــه‪ ،‬فأمــر بإحضــاره‪ ،‬فلــا ســأله عــن ذلــك‬ ‫قــال أبــو حنيفــة‪ :‬حيرضهــم أمــر املؤمنــن فيســأهلم‬ ‫أهــذه الكعبــة نزلــت عليكــم أم أنتــم نزلتــم عليهــا؟‬ ‫فــإن قالــوا‪ :‬نزلــت علينــا! كذبــوا‪ ،‬ألن منهــا دحيــت‬ ‫األرض‪ .‬وإن قالــوا‪ :‬نحــن نزلنــا عليهــا‪ ،‬فجواهبــم‬ ‫أنــه قــد كثــر زوارهــا وضاقــت ســاحتها‪ ،‬فهــي أحــق‬ ‫بفنائهــا‪ ،‬ففرغــوه هلــا‪ .‬فلــا مجعهــم وســأهلم قــال‬ ‫ســفريهم وكان رجــا هاشــم ًّيا‪ ،‬نحــن نزلنــا عليهــا‪.‬‬ ‫قــال‪ :‬ردوا فناءهــا فقــد كثــر زوارهــا واحتاجــت إليــه‪،‬‬ ‫فبهتــوا ورضــوا بالبيــع‪ .‬وهــذه احلكايــة تقــوي إحــدى‬ ‫الروايتــن عــن أيب حنيفــة كراهيــة بيــع دور مكــة وأخــذ‬ ‫أجورهــا إال عــى تأويــل(‪.)5‬‬ ‫كــا أشــار ابــن جبــر إىل مــا يمــس الطائــف مــن‬ ‫اإلعيــاء وفتــور األعضــاء‪ ،‬مــن عمــرة يعتمرهــا عــى‬ ‫قدميــه‪ ،‬أو مــن غــر ذلــك مــن األســباب املؤديــة إىل‬ ‫تعــب البــدن‪ ،‬وحتــدث عــن عــاج ذلــك‪ ،‬واص ًفــا‬ ‫جتربتــه مــع مــاء زمــزم قائــا‪« :‬ومــن األمــور املجربــة‬ ‫يف هــذا املــاء املبــارك أن يصــب مــن ذلــك املــاء عــى‬ ‫البــدن فيجــد الراحــة والنشــاط حلينــه ويذهــب عنــه مــا‬ ‫كان أصابــه»(‪.)6‬‬ ‫ومــن املضــار الصحيــة مــا قيــل‪ :‬أن تنــاول‬ ‫الباذنجــان مــر بالصحــة «واملضــار بمكــة باذنجــان‬ ‫يمــرض»(‪ ،)7‬ولعــل املقصــود هنــا طريقــة طهــي‬ ‫الباذنجــان وقليــه بالزيــت‪ ،‬ثــم تركــه‪ ،‬ثــم بيعــه‪ ،‬األمــر‬ ‫الــذي قــد يســبب تلبــكًا معو ًّيــا‪.‬‬ ‫اخلامتة‬ ‫عرضــت هــذه الدراســة لنــاذج مــن كتــب الرحالــة‬ ‫الذيــن زاروا مكــة وقدمــت هلــا وصفــا عينيــا غايــة يف‬ ‫الدقــة ملــا وصــف بــه هــؤالء مــن أهنــم بمنزلــة شــهود‬ ‫ـرا يف‬ ‫عيــان (وســائل إعــام)‪ ،‬ولذلــك أفدنــا منهــم كثـ ً‬ ‫حقــل احليــاة االقتصاديــة مــن خــال تزويدنــا بأشــهر‬ ‫الســلع التجاريــة الصــادرة والــواردة وأماكــن جلبهــا‪،‬‬ ‫)‪ (5‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.38‬‬ ‫)‪ (6‬ابن جبير‪ ،‬رحلة ابن جبير‪ ،‬ص ‪.101‬‬ ‫)‪ (7‬المقدسي‪ ،‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.51‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫ورغــم شــدة الطقــس وحرارتــه يف مكــة إال أن كثــرا‬ ‫مــن الصعــاب تــم التغلــب عليهــا بتوفــر امليــاه ســواء‬ ‫مــن العيــون أو القنــوات أو املناطــق املجــاورة‪.‬‬ ‫كــا أظهــرت كتــب الرحــات جوانــب كثــرة‬ ‫حتدثــت عــن العــادات والتقاليــد‪ ،‬والــزي‪ ،‬واملهــن‪،‬‬ ‫واألســواق والعاملــن فيهــا وكأهنــا ســوق جتاريــة‬ ‫حــرة‪.‬‬ ‫كــا أن كتــب الرحــات قــد ســلطت الضــوء عــى‬ ‫جانــب معانــاة احلجــاج وآليــة تذليــل تلــك الصعــاب‪.‬‬ ‫كــا حــوت كتــب الرحــات وصفــا معامر ًّيــا‬ ‫وهندسـ ًّيا غايــة يف الدقــة واإلتقــان‪ ،‬وهــذا البحــث قــد‬ ‫ولــد بح ًثــا جديــدا فدفعنــي جلعــل عنــوان بحــث قــادم‬ ‫عــن اهلندســة املعامريــة ملكــة عــر العصــور‪.‬‬ ‫املراجع‬

‫القرآن الكريم‪.‬‬

‫ابــن الفقيــه‪ ،‬أمحــد بــن حممــد اهلمــذاين‪1408 .‬هـــ‪1988/‬م‪.‬‬ ‫خمتــر كتــاب البلــدان‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دار إحيــاء‬ ‫الــراث العــريب‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫اإلدريــي‪ ،‬حممــد بــن حممــد بــن عبــداهلل بــن إدريــس‬ ‫احلمــودي الرشيــف‪2002 .‬م‪ .‬نزهــة املشــتاق يف‬ ‫اخــراق اآلفــاق‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬مكتبــة الثقافــة‬ ‫الدينيــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫األزرقــي‪ ،‬أبــو الوليــد حممــد بــن عبــداهلل بــن أمحــد‪ .‬حتقيــق‪:‬‬ ‫ابــن دهيــش‪ ،‬عبدامللــك بــن عبــداهلل‪2003 .‬م‪ .‬أخبــار‬ ‫مكــة ومــا جــاء فيهــا مــن اآلثــار‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬مكتبــة‬ ‫األســدي‪ ،‬مكــة املكرمــة‪.‬‬

‫اإلصطخــري‪ ،‬إبراهيــم بــن حممــد الفــاريس‪.‬‬ ‫‪1431‬هـــ‪2011/‬م‪ .‬مســالك املاملــك‪ .‬الطبعــة األوىل‪،‬‬ ‫نوابــغ الفكــر‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬ ‫البتنــوين‪ ،‬حممــد لبيــب‪1329 .‬هـــ‪ .‬الرحلــة احلجازيــة لــويل‬ ‫النعــم احلــاج عبــاس حلمــي باشــا الثــاين خديــو مــر‪.‬‬ ‫الطبعــة الثانيــة‪ ،‬مطبعــة اجلامليــة‪ ،‬بورســعيد‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫البــاذري‪ ،‬أمحــد بــن حييــى‪ .‬حتقيــق‪ :‬العظــم‪ ،‬حممــد‬ ‫الفــردوس‪1998 .‬م‪ .‬أنســاب األرشاف‪ .‬بــدون رقــم‬ ‫الطبعــة‪ ،‬دار اليقظــة العربيــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬ ‫اجلــارس‪ ،‬محــد‪1404 .‬هـــ‪1984/‬م‪ .‬مقتطفــات مــن رحلــة‬ ‫العيــايش «مــاء املوائــد»‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دار الرفاعــي‪،‬‬ ‫الريــاض‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫ابــن املجــاور‪ ،‬مجــال الديــن أبــو الفتــح يوســف بــن يعقــوب‬ ‫بــن حممــد الشــيباين الدمشــقي‪ .‬راجعــه‪ :‬حممــد‪ ،‬ممــدوح‬ ‫حســن‪1996 .‬م‪ .‬صفــة بــاد اليمــن ومكــة وبعــض‬ ‫املســاة «تاريــخ املســتبرص»‪ .‬بــدون رقــم‬ ‫احلجــاز‬ ‫ّ‬ ‫الطبعــة‪ ،‬مكتبــة الثقافــة الدينيــة‪ ،‬بورســعيد‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫حــاق‪ ،‬حســان‪1996 .‬م‪ .‬مكــة املكرمــة مــن خــال‬ ‫رحلتــي ابــن جبــر وابــن بطوطــة‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دار‬ ‫النهضــة العربيــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫ابــن جبــر‪ ،‬حممــد بــن أمحــد‪1986 .‬م‪ .‬رحلــة ابــن جبــر‬ ‫املســاة «اعتبــار الناســك يف ذكــر اآلثــار الكريمــة‬ ‫ّ‬ ‫واملناســك»‪ .‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬دار ومكتبــة اهلــال‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫احلمــوي‪ ،‬ياقــوت بــن عبــداهلل الرومــي البغــدادي‪ .‬حتقيــق‪:‬‬ ‫اجلنــدي‪ ،‬فريــد عبدالعزيــز‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬معجــم البلــدان‪.‬‬ ‫بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار الكتــب العلميــة‪ ،‬بــروت‪،‬‬ ‫لبنــان‪.‬‬

‫ابــن بطوطــة‪ ،‬حممــد بــن إبراهيــم اللــوايت‪1322 .‬هـــ‪ .‬رحلــة‬ ‫ابــن بطوطــة املسـ ّـاة «حتفــة النّظــار يف غرائــب األمصــار‬ ‫وعجائــب األســفار»‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬املطبعــة اخلرييــة‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫ابــن حوقــل‪ ،‬أبــو القاســم حممــد النصيبــي‪1992 .‬م‪ .‬صــورة‬ ‫األرض‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬مكتبــة دار احليــاة‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫ابــن خرداذبــه‪ ،‬أبــو القاســم عبيــد اهلل بــن عبــداهلل‪1884 .‬م‪.‬‬ ‫املســالك واملاملــك يليــه كتــاب «اخلــراج وصناعــة‬ ‫الكتابــة»‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬مطبعــة ليــدن‪ ،‬هولنــدا‪.‬‬

‫أبــو حاقــه‪ ،‬أمحــد‪1428 .‬هـــ‪2007/‬م‪ .‬معجــم النفائــس‬ ‫الوســيط‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دار النفائــس‪ ،‬بــروت‪،‬‬ ‫لبنــان‪.‬‬

‫احلليــي‪ ،‬نــواف بــن صالــح‪1414 .‬هـــ‪1993/‬م‪ .‬رحلــة‬ ‫الشــتاء والصيــف «قريــش ومنهجهــا التجــاري‬ ‫واالقتصــادي»‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬مطابــع التقنيــة‬ ‫لألوفســت‪ ،‬الريــاض‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫العمــري‪ ،‬شــهاب الديــن بــن فضــل اهلل‪ .‬حتقيــق‪ :‬أمحــد‬ ‫زكــي باشــا‪1342 .‬هـــ‪1924/‬م‪ .‬مســالك األبصــار يف‬ ‫ممالــك األمصــار‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار الكتــب‬ ‫املرصيــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫عــوض اهلل‪ ،‬الســيد أمحــد أبــو الفضــل‪1401 .‬هـــ‪1981/‬م‪.‬‬ ‫مكــة يف عــر مــا قبــل اإلســام‪ .‬الطبعــة الثانيــة‪،‬‬ ‫مطبوعــات دارة امللــك عبدالعزيــز‪ ،‬الريــاض‪ ،‬اململكــة‬ ‫العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫‪67‬‬


‫مكة املكرمة في عيون الرحالة والجغر افيين املسلمين‬

‫الفريوزآبــادي‪ ،‬أبــو طاهــر جمــد الديــن حممــد بــن يعقــوب‬ ‫الشــرازي‪1419 .‬هـــ‪1998/‬م‪ .‬القامــوس املحيــط‪.‬‬ ‫الطبعــة السادســة‪ ،‬بــدون بيانــات النــارش وبلــد النــر‪.‬‬

‫املــاوردي‪ ،‬أبــو احلســن عــي بــن حممــد بــن حبيــب البــري‬ ‫الشــافعي البغــدادي‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬األحــكام الســلطانية‬ ‫والواليــات الدينيــة‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار احلديث‪،‬‬ ‫القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬ ‫مقبــل‪ ،‬فهمــي توفيــق حممــد‪1429 ،‬هـــ‪2008/‬م‪« .‬أول مــا‬ ‫خلــق اهلل مــن األرض مكــة ومنهــا دحيــت األرض»‬ ‫تاريــخ مكــة املكرمــة عــر العصــور‪ .‬جملــة الدرعيــة‪،‬‬ ‫اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬الســنة احلاديــة عــرة‪،‬‬ ‫العــددان (‪ )42‬و (‪ ،)43‬مجــادى اآلخرة‪/‬رمضــان‪،‬‬ ‫يونيو‪/‬ســبتمرب‪ ،‬ص ص ‪.434-397‬‬

‫املقــديس‪ ،‬شــمس الديــن أبــو عبــداهلل حممــد بــن أمحــد بــن‬ ‫أيب بكــر البنــاء الشــامي البشــاري‪1877 .‬م‪ .‬أحســن‬ ‫التقاســيم يف معرفــة األقاليــم‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪،‬‬ ‫مطبعــة ليــدن‪ ،‬هولنــدا‪.‬‬

‫‪68‬‬

‫مهند نايف الدعجه‬

‫مهــر‪ ،‬غــام رســول‪ .‬ترمجــة‪ :‬إبراهيــم‪ ،‬ســمري عبداحلميــد‪.‬‬ ‫يوميــات رحلــة يف احلجــاز ‪1348‬هـــ‪1930/‬م‪ .‬بــدون‬ ‫رقــم الطبعــة‪ ،‬مطبوعــات دارة امللــك عبدالعزيــز‪،‬‬ ‫الريــاض‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫نــارص خــرو‪ ،‬أبــو معــن الديــن نــارص خــرو احلكيــم‬ ‫القباديــاين املــروزي‪ .‬ترمجــة‪ :‬اخلشــاب‪ ،‬حييــى‪ .‬تصدير‪:‬‬ ‫عــزام‪ ،‬عبدالوهــاب‪1993 .‬م‪ .‬ســفرنامه‪ .‬الطبعــة‬ ‫الثانيــة‪ ،‬اهليئــة املرصيــة العامــة للكتــاب‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬ ‫مــر‪.‬‬

‫اليعقــويب‪ ،‬أمحــد بــن أيب يعقــوب إســحاق بــن جعفــر‪.‬‬ ‫‪1890‬م‪ .‬البلــدان‪ ،‬مطبعــة بريــل‪ ،‬ليــدن‪ ،‬هولنــدا‪.‬‬


(‫هـ‬1441( ‫م‬2020 - 1 ‫ العدد‬- 21 ‫املجلد‬

)‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية‬

Makkah in the Eyes of Muslim Travelers and Geographers Muhannad Nayef aldajah Department of Social Studies, College of Arts King Faisal University, Saudi Arabia https://doi.org/10.37575/h/his/1638

ABSTRACT

This study aims to highlight the journey to Makkah and its importance in addition to showing the richness of geographical and historical vision of travelers regarding Makkah. To achieve the research objectives, the study focused on showing the most important factors that made Makkah at the center of Arab and Muslim travelers' interest in particular. Light was then shed on the most important roads leading to Makkah, including the Iraqi road, the Egyptian road, the Yemen road, and the Shami (i. e. Syrian) road in addition to other roads and sea-lanes used by people to reach Makkah from the old world countries. To fulfil the view, other geographical, historical, economical aspects (trade, industry, and commodities), social aspects (traditions, uniforms, and food), educational aspects (scientific study programs), and arechtectual arts in that city as discussed in earlier travelers' books. The results of this work presented samples of previous travelers who visited Makkah as eyewitnesses and media reports. It also presented a detailed description of Makkah.visiual Key Words: Al- Makdessy, Ibn Batotah, Ibn Jubair.

69



‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫الإ�سالم كمرجعية ململكة �سنغاي يف غرب �أفريقيا خالل القرن ‪10‬هـ‪16/‬م‬ ‫(مقال ا�ستعرا�ضي)‬ ‫عبداهلل عيسى‬

‫قسم التاريخ واحلضارة‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬بنمسيك‪،‬جامعة احلسن الثاين‬ ‫الدار البيضاء‪ ،‬اململكة املغربية‬ ‫‪https://doi.org/10.37575/h/rel/1698‬‬

‫امللخص‬

‫اشــتملت هــذه الدراســة عــى ثالثــة مباحــث‪ُ :‬خصــص األول لدراســة نشــأة مملكــة ســنغاي‪ ،‬والثــاين للتعريــف بأهــم الوســائل التــي‬ ‫ســاعدت عــى انتشــار اإلســام بــن أهــايل مملكــة ســنغاي‪ ،‬والثالــث ‪-‬وهــو جوهــر البحــث‪ -‬تركــزت الدراســة فيــه عــى أهــم مظاهــر‬ ‫تفاعــل أهــايل ســنغاي مــع الديــن اإلســامي‪ ،‬والــذي حتــول مــع مــرور الزمــن إىل مرجعيــة رســمية لشــعوب وســاطني هــذه اململكــة‪،‬‬ ‫ثــم تــا ذلــك اخلامتــة التــي تشـ ُ‬ ‫ـمل النتائــج والتوصيــات‪ ،‬وخلــص البحــث إىل َّ‬ ‫ـرا نوع ًّيــا يف املجتمــع‪ ،‬حتــى‬ ‫أن اإلســام قــد أحــدث تغـ ً‬ ‫أصبــح ال خيتلــف عــن غــره مــن املجتمعــات اإلســامية األخــرى‪.‬‬

‫الكلامت املفتاحية‪ :‬اإلسالم‪ ،‬أفريقيا‪ ،‬التغري املجتمعي‪ ،‬مملكة سنغاي‪.‬‬

‫املقدمة‬ ‫احلمــد هلل رب العاملــن‪ ،‬والصــاة والســام عــى‬ ‫أرشف األنبيــاء واملرســلني‪ ..‬وبعــد‪:‬‬ ‫إذا كان مــن الســهل احلديــث عــن تاريــخ بدايــة‬ ‫نشــأة اإلســام يف أفريقيــا‪ ،‬فإ َّنــه مــن الصعــب القــول‬ ‫بـ َّ‬ ‫ـأن تلــك النشــأة قــد انتهــت ورســت خــال مرحلــة‬ ‫تارخييــة معينــة‪ ،‬أو َّ‬ ‫أن حركــة الدعــوة إىل هــذا الديــن قــد‬ ‫أكملــت دورهــا؛ ذلــك َّ‬ ‫أن اإلســام ال زال –وســيظل‪-‬‬ ‫ـر يو ًمــا بعــد يــوم‪ ،‬وســنة بعــد ســنة‪ ،‬وقر ًنــا بعــد‬ ‫ينتـ ُ‬ ‫قــرن‪ ،‬وهكــذا إىل ْ‬ ‫أن تقــوم الســاعة‪.‬‬ ‫أيضــا هلــذا الديــن احلنيــف ْ‬ ‫يســتمر‬ ‫أن‬ ‫ومــا كان ً‬ ‫َّ‬ ‫ويتجـ َّـذر طيلـ َة القــرون املاضيــة‪،‬‬ ‫ويصمــدَ ‪ ،‬بــل يتو َّطــد َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫أنفســهم‪ ،‬عــى اختــاف أعراقهــم‬ ‫األفارقــة‬ ‫أن‬ ‫لــوال‬ ‫َ‬ ‫وقومياهتــم‪ ،‬قــد أقبلــوا عليــه بمحــض إرادهتــم‬ ‫َــروه بســيوفهم‪،‬‬ ‫ورغبتهــم‪ ،‬وأحاطــوه بح ِّبهــم ون َ‬ ‫وأسـ َكنُوه يف أعــاق قلوهبــم وجوارحهــم‪ ،‬حتى أصبح‬ ‫مرجعيــة وقــدوة هلــم يف مجيــع أعامهلــم وســلوكهم‪.‬‬ ‫الدراسات السابقة‬ ‫مل أجــد مرج ًعــا جيمــع شــتات املوضــوع‪ ،‬وقــد تناول‬ ‫هــذا املوضــوع اجلغرافيــون والرحالــة القدمــاء‪ ،‬ولكــن‬ ‫بشــكل ُمبعثــر حيتــاج إىل جتميــع وعنونــة ومناقشــة‪.‬‬ ‫وقــد تنــاول بعــض الباحثــن املعارصيــن موضــوع‬ ‫اإلســام يف مملكــة ســنغاي‪ ،‬ولكــن ال ختلــو هــذه‬ ‫الدراســات مــن مالحظــات‪ ،‬ومــن أهــم هــذه‬ ‫الدراســات‪-:‬‬

‫ ‪« -‬مملكــة ســنغاي اإلســامية يف عهــد األســكيا حممــد‬ ‫الكبــر ‪ ،»1528-1493‬وهــي باألصــل رســالة‬ ‫ماجســتري للباحثــة مجيلــة التكيتــك‪ ،‬ونــرت مــن‬ ‫قبــل مركــز جهــاد الليبيــن للدراســات التارخييــة‪،‬‬ ‫طرابلــس‪ .1998 ،‬قدمــت خالهلــا الباحثــة دراســة‬ ‫مقتضبــة جــدا عــن اإلســام يف عهــد مملكــة‬ ‫ســنغاي‪ ،‬ومل تتطــرق ملوضوعنــا إال عرضــا‪ ،‬حيــث‬ ‫ركــزت عــى اجلانــب الســيايس أكثــر مــن اجلانــب‬ ‫الدينــي‪.‬‬ ‫ ‪« -‬انتشــار اإلســام يف القــارة اإلفريقيــة»‪ ،‬للمــؤرخ‬ ‫حســن إبراهيــم حســن (‪ ،)1963‬ويعتــر هــذا‬ ‫املصنــف مــن املراجــع املهمــة للباحــث يف التاريــخ‬ ‫اإلفريقــي عمومــا‪ ،‬وذلــك نظـ ًـرا لشــموليته‪ .‬ولكــن‬ ‫هــذا املرجــع ‪-‬شــأنه شــأن أغلــب الدراســات‪-‬‬ ‫أعطــى اجلانــب الســيايس أكثــر مــن اجلانــب‬ ‫الدينــي‪ ،‬وهــذا مــا جيعــل إفادتنــا منــه حمــدودة‪.‬‬ ‫ ‪« )A History of Islam in West Africa( -‬تاريــخ‬ ‫اإلســام يف غــرب أفريقيــا»‪ ،‬للمســترشق (‪)1962‬‬ ‫‪ ،Trimingham‬وهــذا العمــل عمــل وصفــي‬ ‫يتضمــن معلومــات مهمــة حــول مظاهــر احليــاة‬ ‫االجتامعيــة والدينيــة ملنطقــة الدراســة‪ ،‬ولكــن تبقــى‬ ‫النظــرة االســتعالئية متجــذرة عنــد صاحبــه‪.‬‬ ‫أهداف الدراسة‬ ‫هتــدف هــذه الدراســة إىل بيــان األثــر الــذي تركــه‬ ‫اإلســام يف جمتمــع ســنغاي خــال القرن ‪10‬هـــ‪16/‬م‪،‬‬

‫‪71‬‬


‫اإلسالم كمرجعية ململكة سنغاي في غرب أفريقيا خالل القرن ‪10‬هـ‪16/‬م (مقال استعرا�ضي)‬

‫وقــد يتســاءل القــارئ‪ ،‬ملــاذا هذا القــرن بالــذات؟ أقول‬ ‫لــه وبــكل فخــر‪ :‬يف القــرن ‪10‬هـــ‪16/‬م حدثــت مجلــة‬ ‫مــن املتغــرات املهمــة يف مظاهــر احليــاة االجتامعيــة‬ ‫املختلفــة‪ ،‬فأخــذت ختتفــي تدرجي ًّيــا املظاهــر الوثنيــة‬ ‫يف ترصفــات الفــرد اليوميــة‪ ،‬وبمــرور الزمــن أصبــح‬ ‫ً‬ ‫تعطشــا لإلســام‪ ،‬فأخــذ يدافــع عنــه‬ ‫هــذا الفــرد أكثــر‬ ‫وينــره‪ ،‬إىل درجــة ْ‬ ‫أن أصبــح مرجعيــة أساســية لــه‪.‬‬ ‫أيضــا‪ ،‬إىل تعريــف‬ ‫كــا هتــدف هــذه الدراســة ً‬ ‫القــارئ بأهــم مراحــل تاريــخ مملكــة ســنغاي‪ ،‬وكيــف‬ ‫حتولــت مــن مملكــة صغــرة إىل دولــة واســعة األرجــاء‪،‬‬ ‫خيشــاها األعــداء وحيســبون هلــا ألــف حســاب‪ ،‬إضافــة‬ ‫إىل معرفــة أهــم الوســائل والقنــوات التــي ســاعدت‬ ‫عــى انتشــار اإلســام يف بلــد الدراســة‪ ،‬والتــي أدت‬ ‫يف هنايــة املطــاف إىل تفتــق براعــم اإلســام‪ ،‬وانتشــار‬ ‫عطــره يف مجيــع أرجــاء املنطقــة‪.‬‬ ‫أمهية الدراسة‬ ‫تكمــن أمهيــة هــذه الدراســة يف الــرد عــى بعــض‬ ‫الدراســات األجنبيــة(‪ )1‬املتحاملــة ‪-‬أصــاً‪ -‬عــى‬ ‫اإلســام يف أفريقيــا‪ ،‬والتــي حتــاول دائـ ًـا قلــب احلقائق‬ ‫التارخييــة‪ ،‬حيــث جــاءت بعــض اســتنتاجاهتا جمانبــة‬ ‫للواقــع التارخيــي‪ ،‬ومــن هــذه االســتنتاجات‪:‬‬ ‫ حتميــل اإلســام مســؤولية انمحــاء فنــون‬‫أفريقيــا‪.‬‬ ‫ اعتبــار اندمــاج أفريقيــا الغربيــة يف دار اإلســام‬‫شــبيها باالســتعامر األوريب ألمريــكا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ تأكيــد أن اإلســام مل ينتــر بــن النــاس إال عــن‬‫طريــق العنــف والغــزوات‪ ،‬ومل يشــمل بشــكل‬ ‫جــدي إال عليــة القــوم مــن موظفــن وأمــراء‪.‬‬ ‫أمــام هــذه األحــكام القيميــة‪ ،‬وجــدت نفــي‬ ‫وبدافــع علمــي‪ -‬أبحــث يف متــون الكتب عــن حقيقة‬‫ـت إىل خالصــة مفادهــا َّ‬ ‫كثريا‬ ‫وواقــع األمــر‪ ،‬فتوصلـ ُ‬ ‫أن ً‬ ‫التكــر‬ ‫مــن الدراســات الغربيــة غلــب عليهــا طابــع‬ ‫ُّ‬ ‫والنظــرة الفوقيــة لإلنســان اإلفريقــي‪ ،‬وصورتــه عــى‬ ‫أنــه إنســان متخلــف ال تاريــخ لــه‪ ،‬وربطــت تاريــخ‬ ‫الشــعوب اإلفريقيــة بوصــول األوربيــن إليهــا عــن‬ ‫طريــق الكشــوف اجلغرافيــة‪ ،‬متناســن تاريــخ وهويــة‬ ‫هــذه الشــعوب‪ .‬لــذا أرى َّ‬ ‫تصــب يف‬ ‫أن كل دراســة‬ ‫ُ‬ ‫اجتــاه الدفــاع عــن اإلســام يف هــذه القــارة‪ ،‬هــو إنجــاز‬ ‫بحــد ذاتــه‪ ،‬عــى الرغــم مــن الصعوبــات التــي تواجــه‬ ‫(‪ )1‬ومنها على سبيل المثال‪:‬‬

‫‪72‬‬

‫‪Delafosse, Les noirs de l’Afrique Payot, P. 48.‬‬

‫عبدهللا عي�سى‬

‫الباحــث مــن قلــة الوثائــق والدراســات‪.‬‬ ‫إشكالية الدراسة‪:‬‬ ‫حتــاول هــذه الدراســة اإلجابــة عــن األســئلة‬ ‫التاليــة‪:‬‬ ‫ كيف نشأت وتطورت مملكة سنغاي؟‬‫ مــا أهــم الوســائل التــي ســاعدت عــى انتشــار‬‫اإلســام يف هــذه اململكــة؟‬ ‫ مــا أهــم مظاهــر تفاعــل أهــايل ســنغاي مــع‬‫الديــن اإلســامي؟‬ ‫ أيــن تكمــن مواقــع القــوة والضعــف يف هــذا‬‫التفاعــل؟‬ ‫ هــل تق ّبــل أهــايل هــذه اململكــة التغيــر اجلديــد‪،‬‬‫أم عارضــوه؟ وهــل ختلــوا عــن معتقداهتــم الدينيــة‬ ‫القديمــة؟‬ ‫هــذه إ ًذا جممــل األســئلة التــي ســنعمل عــى‬ ‫مناقشــتها يف هــذه الدراســة‪ ،‬وهــي بطبيعــة احلــال‪ ،‬مل‬ ‫ُ‬ ‫ختــل كغريهــا مــن الدراســات مــن بعــض النواقــص‬ ‫والعيــوب‪َّ ،‬‬ ‫ألن بلــوغ الكــال هلل وحــده‪.‬‬ ‫وأخــرا‪ ،‬أرجــو ْ‬ ‫أن تكــون هــذه الدراســة بمثابــة‬ ‫ً‬ ‫لبنــة جديــدة يف حقــل التاريــخ اإلفريقــي‪ ،‬ومســامهة‬ ‫متواضعــة يف إعــادة كتابــة تاريــخ مملكــة ســنغاي‪.‬‬ ‫املبحث األول‬ ‫(مراحل نشأة وتطور مملكة سنغاي)‬ ‫يتبــن مــن خــال اســتقراء املصــادر التارخييــة َّ‬ ‫أن‬ ‫مملكــة ســنغاي تُشــكل املرتبــة الثالثــة مــن حيــث كــر‬ ‫التنظيــم الســيايس الــذي عرفتــه املنطقــة إىل حــدود‬ ‫القــرن العــارش اهلجــري (‪16‬م)؛ حيــث كانــت يف بدايــة‬ ‫حلكــم مملكــة مــايل(‪،)2‬‬ ‫أمرهــا مملكــة صغــرة تابعــة ُ‬ ‫قبــل ْ‬ ‫أن تســتقل عنهــا عــى يــد أحــد زعامئهــا املدعــو‬ ‫(‪)3‬‬ ‫«ســني عــي» (‪870‬هـ‪1464/‬م‪899-‬هـــ‪)1493/‬‬ ‫(‪ )2‬مملكــة مالــي‪ :‬أسســها شــعب زنجــي أصيــل هــو شــعب‬ ‫المانــدي أو الماندينــغ (‪ ،)Manding‬وكلمــة «مالــي» تحريــف‬ ‫لكلمــة ماندنجــو‪ ،‬ومعناهــا الذيــن يتحدثــون لغــة المانــدي‪.‬‬ ‫وقــد اعتنــق هــذا الشــعب اإلســام فــي النصــف األول مــن‬ ‫القــرن الخامــس الهجــري (‪11‬م)‪ ،‬حيــث اعتنــق أول ملــك‬ ‫منهــم اإلســام حينئــذ و ُيعــرف بالمســلماني‪ .‬ويرجــع تأســيس‬ ‫هــذه المملكــة إلــى القــرن ‪7‬هـــ‪13/‬م‪ ،‬ووصلــت أوج توســعها‬ ‫فــي مســتهل القــرن ‪8‬هـــ‪14/‬م‪ ،‬خاصــة في عهد الســلطان منســي‬ ‫موســى وأخيه منســي ســليمان‪ ،‬واســتمرت هــذه المملكــة قائمة‬ ‫حتــى قضــى عليهــا أهــل ســنغاي عــام ‪1488‬م‪ .‬راجــع‪ :‬عيســى‪،‬‬ ‫اإلســام مرجعيــة لمملكــة مالــي‪ ،‬ص‪.79-78‬‬ ‫(‪ )3‬ســني علــي‪ُ :‬يعــرف أيضــا فــي بعــض المصــادر التاريخيــة باســم‬ ‫ســني بيــر (‪ ،)Sonni Ber‬وهــو المؤســس الحقيقــي لمملكــة‬ ‫ســنغاي‪ ،‬خلــف والــده ســني مادوجــو الــذي كان عســكريا‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫(‪ ،)1‬ووصلــت ســنغاي يف عهــده إىل أوجهــا‪،‬‬ ‫فتحولــت يف وقــت قصــر مــن مملكــة صغــرة إىل‬ ‫دولــة مرتاميــة األطــراف(‪( ،)2‬انظــر الشــكل رقــم ‪.)1‬‬

‫الشكل رقم (‪ )1‬سنغاي واملاملك التابعة هلا يف عام ‪1520‬م‬ ‫املصدر‪ :‬ويكيبيديا‪ ،‬خريطة مملكة سنغاي‪.‬‬

‫وبــا َّ‬ ‫أن املجــال ال يســمح باإلســهاب يف توســعات‬ ‫ســني عــي احلربيــة‪ ،‬فإ َّنــه يتعــن علينــا إبــراز املشــاكل‬ ‫التــي واجهتــه خــال فــرة حكمــه‪ ،‬وعــى الرغــم مــن‬ ‫الــدور الكبــر الــذي بذلــه يف تأســيس مملكــة ســنغاي‪،‬‬ ‫فـ َّ‬ ‫مكروهــا من قبــل شــعوب اململكة‬ ‫ـإن ســني عــي كان‬ ‫ً‬ ‫(‪)3‬‬ ‫لقســوته ورشاســته‪ ،‬وال ســيام مــع علــاء تنبكــت ‪،‬‬ ‫وهلــذا مــا يــرره؛ إذ َّ‬ ‫إن الســعدي يصــف اســتيالءه عــى‬ ‫تنبكــت بأنــه‪..« :‬عمــل فيهــا فســا ًدا عظيـ ًـا‪ ،‬فحرقهــا‪،‬‬ ‫ـرا»(‪ ،)4‬أمــا حممــود كعــت فيشــبهه‬ ‫وقتــل فيهــا خل ًقــا كثـ ً‬ ‫باحلجــاج بــن يوســف الثقفــي حاكــم العــراق األمــوي‬ ‫(ت‪95:‬هـــ‪714/‬م) ســ ّيئ الســمعة(‪ ،)5‬كــا ال يــردد‬ ‫املغيــي يف احلكــم عليــه بأ ّنــه وثنــي(‪.)6‬‬ ‫مقتــدرا والــذي أورثــه خبــرات واســعة فــي هــذا المجــال‪.‬‬ ‫راجــع‪ :‬التكيتــك‪ ،‬مملكــة ســنغاي اإلســامية فــي عهد األســكيا‬ ‫محمــد الكبيــر‪ ،‬ص‪.43‬‬ ‫(‪ )1‬ال نعــرف الشــيء الكثيــر عــن فتــرة حكــم آل ســني إال الئحتيــن‬ ‫لملوكهــا‪ ،‬األولــى مطولــة جــاءت عنــد المــؤرخ عبدالرحمــن‬ ‫الســعدي (تضــم ‪ 19‬ملـكًا)‪ ،‬والثانيــة مختصــرة أتــت عنــد كعــت‬ ‫(‪ 7‬ملــوك)‪.‬‬ ‫(‪ )2‬السعدي‪ ،‬تاريخ السودان‪ ،‬ص‪.64‬‬ ‫(‪ )3‬تنبكــت‪ :‬تأسســت علــى نهــر النيجــر األعلــى‪ ،‬كان لهــا دور‬ ‫كبيــر فــي الحركــة الثقافيــة والتجاريــة فــي المنطقــة‪ .‬تأسســت‬ ‫فــي القــرن ‪5‬هـــ‪11/‬م علــى أيــدي الطــوارق‪ ،‬وأصبحــت تنبكــت‬ ‫فــي القــرن ‪10‬هـــ‪16/‬م منــار ًة للعلــوم والثقافــة اإلســامية فــي‬ ‫أفريقيــا‪ .‬راجــع‪ :‬الســعدي‪ ،‬تاريــخ الســودان‪ ،‬ص‪.21‬‬ ‫(‪ )4‬السعدي‪ ،‬تاريخ السودان‪ ،‬ص‪.65‬‬ ‫(‪ )5‬كعــت‪ ،‬تاريــخ الفتــاش فــي أخبــار البلــدان والجيــوش وأكابــر‬ ‫النــاس‪ ،‬ص‪.43‬‬ ‫(‪ )6‬المغيلي‪ ،‬أسئلة األسقيا وأجوبة المغيلي‪ ،‬ص‪.39‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫وليــس لنــا يف هــذا اجلانــب‪ ،‬إال ْ‬ ‫أن نتســاءل بدورنــا‬ ‫عــن األســباب التــي جعلــت ك ًّ‬ ‫ال مــن الســعدي وغــره‬ ‫يتحاملــون عــى ســني عــي‪ ،‬وينعتونــه بنعــوت ذميمــة؟‬ ‫هــل يمكننــا ْ‬ ‫أن نأخــذ هبــذه األقــوال‪ ،‬ونعتــر ســني‬ ‫عــي كافـ ًـرا يعبــد األصنــام‪ ،‬وال يعــرف الصــاة‪ ،‬وال‬ ‫رشع اإلســام؟ أم نبحــث عــن األســباب التــي دفعــت‬ ‫هــؤالء املؤرخــن إىل نعتــه بتلــك الصفــات؟‬ ‫يف احلقيقــة‪َّ ،‬‬ ‫إن ســني عــي كان يغلــب عليــه طابــع‬ ‫متفقهــا بالديــن‪ ،‬كــا هــو احلــال‬ ‫البــداوة‪ ،‬ومل يكــن‬ ‫ً‬ ‫(‪)7‬‬ ‫بالنســبة لألســكيا حممــد ‪ ،‬ومل يعــرف االســتقرار‪،‬‬ ‫بــل كان دائـ ًـا غاز ًيــا متنق ـ ً‬ ‫ا بجيوشــه مــن معركــة إىل‬ ‫أخــرى؛ حيــث كان مهــه األكــر أال ينازعــه أحــد يف‬ ‫الســلطة‪ ،‬وأال يكــون ثمــة والء لشــخص آخــر ســواه‪،‬‬ ‫ولذلــك خــي مــن علــاء تنبكــت‪ ،‬ومــن طــوارق‬ ‫مســوفة(‪ْ )8‬‬ ‫أن هيــددوا نفــوذه باســم الديــن‪ ،‬األمــر‬ ‫الــذي جعلــه يتعــرض هلــم ويعاملهــم بقســوة(‪.)9‬‬ ‫ومهــا قيــل عــن ترصفــات ســني عــي املتشــددة‬ ‫َّ‬ ‫فــإن مــا ذكــر حــول التشــكيك يف‬ ‫والصارمــة‪،‬‬ ‫إســامه حيتــاج إىل إعــادة النظــر؛ ذلــك ألنــه مل يعــطِ‬ ‫أحــد الدليــل القاطــع‪ ،‬وعــى العكــس‪َّ ،‬‬ ‫فــإن املــؤرخ‬ ‫عبدالرمحــن الســعدي أفــاد بميــل ســني عــي لبعــض‬ ‫(‪ )7‬األســكيا محمــد (‪935-899‬هـــ‪1528-1493/‬م)‪ :‬هــو أول‬ ‫ملــوك آل أســكيا ومؤســس ُحكــم دولتهــم‪ ،‬تولــى الســلطة ســنة‬ ‫‪899‬هـــ‪1493/‬م‪ ،‬بعــد اإلطاحــة بســني بــارو‪ ،‬آخــر ملــوك أســرة‬ ‫ســني‪ .‬أشــار المــؤرخ محمــود كعــت إلــى َّ‬ ‫أن هــذا الســلطان كان‬ ‫جليــل القــدر بيــن أهلــه‪ ،‬كمــا كانــت لــه مــن المناقــب وحســن‬ ‫السياســة والرفــق بالرعيــة والتلطــف بالمســاكين مــا ال يحصــى‪،‬‬ ‫وال يوجــد لــه مثيــل ال مــن قبــل وال مــن بعــد‪ .‬أجمعــت أغلــب‬ ‫المصــادر علــى حنكتــه وقدرتــه علــى إقامــة تنظيمــات إداريــة‬ ‫جيــدة‪ ،‬إلــى أن أصيــب بالعمــى وعزلــه ابنــه أســكيا موســى‪،‬‬ ‫الحكــم محلــه‪ ،‬وبعــد اإلطاحــة بــه دخلــت مملكــة‬ ‫وتولــى ُ‬ ‫ســنغاي منعط ًفــا جديــدً ا‪ ،‬تميــزت بالصــراع المريــر بيــن األمــراء‬ ‫الحكــم‪ ،‬لهــذا انتشــرت فــي صفوفهــم الحــرب والفتــن‪،‬‬ ‫حــول ُ‬ ‫وهــو مــا أدى إلــى انهيــار كل مــا بنــاه هــذا الســلطان‪ .‬راجــع‪:‬‬ ‫كعــت‪ ،‬تاريــخ الفتــاش‪ ،‬ص‪.59‬‬ ‫(‪ )8‬الطــوارق‪ :‬هــم قبائــل مــن أصــول أمازيغيــة ولغتهــم الرئيســية‬ ‫هــي األمازيغيــة‪ ،‬وبذلــك فإنهــم ينتمــون إلــى مجــال لغــوي‬ ‫يمتــد مــن المغــرب إلــى مصــر‪ ،‬ومــن تونــس والجزائــر شــماال‬ ‫إلــى النيجــر وتشــاد وبوركينــا فاســو‪ .‬يغلــب الظــن أن تســمية‬ ‫الطــوارق مشــتقة مــن اللغــة العربيــة وإن وجــد تضــارب حــول‬ ‫معناهــا‪ .‬ويعــرف الطــوارق أصــول تســميتهم علــى أســاس أنهــا‬ ‫مشــتقة مــن كلمــة «كل تماشــق» ومعناهــا «كل مــن يتحــدث لغــة‬ ‫الطــوارق»‪ .‬راجــع‪ :‬الســعدي‪ ،‬تاريــخ الســودان‪ ،‬ص‪.67‬‬ ‫(‪ )9‬انظر‪:‬‬

‫‪Trimingham, A History of Islam in West Africa, p. 93.‬‬

‫‪73‬‬


‫اإلسالم كمرجعية ململكة سنغاي في غرب أفريقيا خالل القرن ‪10‬هـ‪16/‬م (مقال استعرا�ضي)‬

‫العلــاء(‪ )1‬وباإلضافــة إىل ذلــك‪ ،‬كان ســني عــي‬ ‫خيصــص ســاحات ألداء الصــاة يف شــهر رمضــان‬ ‫املبــارك(‪ )2‬كــا أكــد لنــا صاحــب الفتــاش َّ‬ ‫أن ســني‬ ‫عــي كان ينطــق الشــهادتني(‪ )3‬وهــذا يكفــي لدحــض‬ ‫تلــك املزاعــم التــي ُأشــيعت حــول شــخصية ســني‬ ‫عــي‪ .‬وربــا يؤخــذ عليــه التناقــض الــذي أظهــره‬ ‫عنــد إدارتــه لدفــة حكمــه‪ ،‬حيــث حــاول التوفيــق بــن‬ ‫األنــاط اإلفريقيــة املرتكــزة عــى الســحر والشــعوذة‪،‬‬ ‫وبــن مــا جــاءت بــه الرشيعــة اإلســامية‪ ،‬وقــد كان‬ ‫يف هــذا التناقــض زعزعــة لســلطته‪ ،‬وال ســيام َّ‬ ‫أن املــد‬ ‫اإلســامي يف هــذه احلقبــة تغلغــل بصــورة فعالــة بــن‬ ‫أهــايل ســنغاي‪.‬‬ ‫تــويف ســني عــي يف ظــروف غامضــة عــام‬ ‫‪899‬هـــ‪1493/‬م أثنــاء عودتــه مــن محلتــه ضــد بــاد‬ ‫كــرم (‪ ،)4( )Kourma‬واجلديــر بالذكــر َّ‬ ‫أن ســني عــي‬ ‫بقــي يف احلكــم حــوايل ســبعة وعرشيــن ســنة وأربعــة‬ ‫أشــهر ومخســة وعرشيــن يو ًمــا‪ ،‬حســب روايــة صاحب‬ ‫الفتــاش(‪ .)5‬وبعــد وفاتــه خلفــه ابنــه ســني بــار‪ ،‬الذي مل‬ ‫يتجــاوز ســنة واحــدة عــى العــرش‪ ،‬ورسعــان مــا قــام‬ ‫عليــه أحــد القــواد العســكريني الكبــار‪ ،‬وأزاحــه عــن‬ ‫ِ‬ ‫ـب بـ»أســكيا»(‪ ،)6‬وهــو‬ ‫احلُكــم‪ ،‬واســتحوذ عليــه‪ ،‬و ُلقـ َ‬ ‫حممــد تــوري الــذي أعلــن عــن تأســيس أرسة جديــدة‬ ‫ُعرفــت بــأرسة أســكيا‪ ،‬ودام عهدهــا قرابــة قــرن مــن‬ ‫الزمــن (انظــر جــدول رقــم ‪ ،)2‬شــهدت خالهلــا مملكــة‬ ‫ســنغاي فــرة مــن الرخــاء واالزدهار قــل نظريمها‪ ،‬غري‬ ‫أ ّنــه مبــارشة بعــد وفــاة الســلطان أســكيا داوود(‪ )7‬عــام‬ ‫‪990‬هـــ‪1582/‬م‪ ،‬دخلــت البــاد يف مرحلــة اتســمت‬ ‫(‪)8‬‬ ‫بالضعــف والوهــن بســبب هجومــات الفوالنيــن‬ ‫(‪ )1‬السعدي‪ ،‬تاريخ السودان‪ ،‬ص‪.66‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪:‬‬

‫‪Elias, History of Timbuktu: the Role of Muslim scholors‬‬ ‫‪and notables 1400-1900, p. 11.‬‬

‫(‪ )3‬كعت‪ ،‬تاريخ الفتاش‪ ،‬ص‪.43‬‬ ‫(‪ )4‬الســعدي‪ ،‬تاريــخ الســودان‪ ،‬ص‪ .71‬تقــع بــاد كــرم أو كــروم‬ ‫عنــد منعطــف ثنيــة نهــر النيجــر‪.‬‬ ‫(‪ )5‬كعت‪ ،‬تاريخ الفتاش‪ ،‬ص‪.52‬‬ ‫(‪ )6‬أسكيا‪ :‬تعني الملك أو السلطان‪.‬‬ ‫(‪ )7‬حكــم أســكيا داوود مملكــة ســنغاي مــدة طويلــة بالمقارنــة مــع‬ ‫باقــي الســاطين مــن أســرته؛ حيــث دامــت فتــرة حكمــه قرابــة‬ ‫ثالثــة وثالثيــن عا ًمــا‪ ،‬ويصنــف عهــده مــن أزهــى فتــرات ُحكــم‬ ‫األســكيين‪ .‬راجــع‪ :‬عمــر موســى‪ ،‬دراســات إســامية غــرب‬ ‫إفريقيــة‪ ،‬ص‪.89‬‬ ‫(‪ )8‬تنتشــر هــذه القبائــل حال ًيــا فــي كل مــن‪ :‬الســنغال‪ ،‬وموريتانيــا‪،‬‬ ‫ومالــي‪ ،‬وبوركينــا فاســو‪ ،‬والنيجــر‪ ،‬ونيجيريــا‪ ،‬وتشــاد‪ .‬راجــع‪:‬‬ ‫أحمــد‪ ،‬الثقافــة العربيــة اإلســامية وأثرهــا فــي مجتمــع‬

‫‪74‬‬

‫عبدهللا عي�سى‬

‫والبمبــارا(‪ )9‬والطــوارق عليهــا‪ ،‬ممــا ســاعد بعــض‬ ‫األقاليــم عــى االســتقالل عــن احلكــم املركــزي(‪ )10‬يف‬ ‫غــاو (‪.)11()Cao‬‬ ‫جدول رقم (‪ :)2‬شجرة ملوك أرسة أسكيا‬

‫(‪)12‬‬

‫‪1‬‬

‫أسكيا احلاج حممد بن أيب بكر‬

‫‪2‬‬

‫أسكيا موسى‬

‫‪3‬‬

‫حممد ُبنْكَن‬

‫‪4‬‬

‫إسامعيل‬

‫‪5‬‬

‫إسحاق األول‬

‫‪6‬‬

‫داود‬

‫‪7‬‬

‫احلاج حممد الثاين‬

‫‪8‬‬

‫حممد باين‬

‫‪9‬‬

‫إسحاق الثاين‬

‫‪10‬‬

‫حممد غاو‬

‫‪899-935‬هـ‪/‬‬ ‫‪ 1493-1528‬م‬ ‫‪935-937‬هـ‪/‬‬ ‫‪1528-1531‬م‬ ‫‪938-944‬هـ ‪/‬‬ ‫‪1531-1537‬م‬ ‫‪944-946‬هـ‪/‬‬ ‫‪1537-1539‬م‬ ‫‪946-956‬هـ‪/‬‬ ‫‪1539-1549‬م‬ ‫‪956-990‬هـ‪/‬‬ ‫‪1549-1582‬م‬ ‫‪991-995‬هـ‪/‬‬ ‫‪1582-1586‬م‬ ‫‪995-997‬هـ‪/‬‬ ‫‪1586-1588‬م‬ ‫‪997-999‬هـ‪/‬‬ ‫‪1588-1591‬م‬

‫‪999‬هـ ‪1591/‬م‬

‫ويف ظــل هــذه األوضــاع املتدهــورة وصلــت‬ ‫طالئــع احلملــة الســعدية التــي أرســلها أمحــد املنصــور‬ ‫الســعدي عــام ‪999‬هـــ‪1591/‬م‪ ،‬فاهنــارت عــى أثــر‬ ‫ذلــك مملكــة ســنغاي‪ ،‬ونــزح مــا تبقــى مــن أمــراء‬ ‫األســكيني إىل مدينــة دنــدي(‪ )13‬يف أقــى جنــوب رشق‬ ‫اململكــة املتهاويــة(‪.)14‬‬ ‫السودان الغربي‪ ،‬هامش ص‪.37‬‬ ‫(‪ )9‬البمبــارا‪ :‬هــي قبيلــة عرقيــة وثنيــة ســوداء‪ ،‬تقطــن ببــاد كارطــا‬ ‫(‪ )Karta‬فــي شــمال شــرق نهــر الســنغال‪ .‬راجــع‪ :‬عيســى‪،‬‬ ‫االســتراتيجية العســكرية لالســتعمار الفرنســي فــي الســنغال‪،‬‬ ‫هامــش صفحــة ‪.29‬‬ ‫(‪ )10‬الشــكري‪ ،‬التأثيــرات الثقافيــة المتبادلــة مــا بيــن المغــرب‬ ‫ودول أفريقيــا جنوبــي الصحــراء‪ ،‬ص‪.272‬‬ ‫(‪ )11‬غــاو‪ :‬تقــع مدينــة غــاو ضمــن الحــدود السياســية لدولــة مالــي‬ ‫الحاليــة‪ .‬راجــع‪ :‬عمــر موســى‪ ،‬دراســات إســامية غــرب‬ ‫إفريقيــة‪ ،‬ص‪.76‬‬ ‫(‪ )12‬نقـ ًـا عــن‪ :‬الســعدي‪ ،‬تاريــخ الســودان‪ ،‬ص‪ .133-125‬كعــت‪،‬‬ ‫تاريــخ الفتــاش‪ ،‬ص‪.141-124‬‬ ‫(‪ )13‬مدينــة تنــدي‪ :‬تُعــرف أيضــا فــي المصــادر التاريخيــة باســم َدنـ ِـد‬ ‫(‪ ،)Dendi‬وهــي تقــع علــى نهــر النيجــر‪ .‬راجــع‪ :‬عمــر موســى‪،‬‬ ‫دراســات إســامية غــرب إفريقيــة‪ ،‬ص‪.81‬‬ ‫(‪ )14‬يمكــن القــول َّ‬ ‫إن العالقــات بيــن المغــرب ومملكــة ســنغاي‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫املبحث الثاين‬ ‫(أهــم الوســائل التــي ســاعدت عــى انتشــار اإلســام‬ ‫يف مملكــة ســنغاي)‬ ‫لقــد انتــر اإلســام يف مملكــة ســنغاي بشــهادة‬ ‫كثــر مــن مصادرنــا التارخييــة(‪ ،)1‬بفضــل ثــاث‬ ‫وســائل رئيســية‪ ،‬وهــي‪:‬‬ ‫ طرق القوافل التجارية‪.‬‬‫ التجار العرب املنتمون لشامل أفريقيا ومرص‪.‬‬‫ الدعاة األفارقة‪.‬‬‫غــر َّ‬ ‫أن العامــل األهــم ‪-‬يف نظرنــا‪ -‬والــذي ســاعد‬ ‫يف انتشــار اإلســام يف تلــك املنطقــة يعــود إىل الديــن‬ ‫اإلســامي نفســه؛ فهــو ذو نظــام اجتامعــي راق يدعــو‬ ‫إىل املســاواة بــن النــاس‪ ،‬ال ُيقيــم وز ًنــا لفــوارق اللــون‬ ‫أو الطبقــة‪ ،‬وإنــا ينظــر إىل مــا يفعلــه العبــد مــن أعــال‬ ‫صاحلــة‪ ،‬لذلــك َّ‬ ‫كثــرا مــا‬ ‫فــإن الديــن اإلســامي‬ ‫ً‬ ‫يوصــف بأ ّنــه أكثــر األديــان عــدالً‪.‬‬ ‫ومنــذ اكتــال مراحــل التعريــب وســيادة الديــن‬ ‫اإلســامي يف مناطــق املغــرب العــريب يف القــرن الثــاين‬ ‫اهلجــري (‪8‬م)‪ ،‬بــدأت القبائــل العربيــة تتوغــل نحــو‬ ‫اجلنــوب حتــى وصلــت إىل الســودان الغــريب(‪،)2‬‬ ‫ومل تقــف الصحــراء عائ ًقــا دون تواصــل الروابــط‬ ‫والصــات املتعــددة‪ ،‬فقــد كانــت طــرق مــا وراء‬ ‫الصحــراء ومســالكها ومنافذهــا مــن العوامــل املهمــة‬ ‫التــي ســاعدت يف تدفــق املؤثــرات العربيــة اإلســامية‬ ‫إىل مملكــة ســنغاي‪.‬‬ ‫وبــدأت رقعــة اإلســام يف حالــة انتشــار مســتمر‪،‬‬ ‫حتــى شــبهها بعــض املؤرخــن‪ ،‬كبقعــة الزيــت‪ ،‬وال‬ ‫اســتمرت علــى الوتيــرة نفســها التــي كانــت بيــن مالــي وبنــي‬ ‫مريــن حتــى القــرن الثامــن الهجــري (‪14‬م)‪ ،‬ومــع تغيــر الحاكــم‬ ‫السياســي لــكال المنطقتيــن‪ ،‬إذ ســيتولى الســعديون حكــم‬ ‫المغــرب‪ ،‬وســيحكم ملــوك ســنغاي منطقــة الســودان‪ ،‬ســتتغير‬ ‫هــذه العالقــات مــع ميــل ميــزان القــوى لصالــح الســعديين‬ ‫الذيــن سيســعون إلــى االســتيالء علــى مملكــة ســنغاي‬ ‫وثرواتهــا‪ .‬ويعتبــر كثيــر مــن الباحثيــن َّ‬ ‫أن هــذه الحادثــة أي»‬ ‫اســتيالء المغــرب علــى مملكــة ســنغاي» أول وآخــر اصطــدام‬ ‫عســكري بيــن الجانبيــن‪ .‬راجــع‪ :‬الصادقــي‪ ،‬أضــواء علــى‬ ‫الثقافــة العربيــة فــي أفريقيــا‪ ،‬ص‪.22‬‬ ‫(‪ )1‬انظــر علــى ســبيل المثــال‪ :‬المســعودي‪ ،‬مــروج الذهــب ومعــادن‬ ‫الجوهر‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.339‬‬ ‫(‪ )2‬الســودان الغربــي‪ :‬وهــو مصطلــح يطلقــه معظــم المؤرخيــن‬ ‫علــى مــا يعــرف اليــوم بأفريقيــا الغربيــة‪ ،‬ويمتــد نظر ًّيــا مــن‬ ‫المحيــط األطلســي غر ًبــا وبحيــرة تشــاد شــر ًقا‪ ،‬إلــى نطــاق‬ ‫الغابــات االســتوائية وجنــوب الصحــراء الكبــرى شــماالً‪.‬‬ ‫راجــع‪ :‬عيســى‪ ،‬االســتراتيجية العســكرية لالســتعمار الفرنســي‬ ‫فــي الســنغال‪ ،‬ص‪.46‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫ســيام بعد ســقوط غانــة الوثنيــة(‪ )3‬عام ‪496‬هـــ‪1076/‬م‬ ‫عــى أيــدي املرابطــن(‪ .)4‬ونجــم عــن هــذا املــد القــادم‬ ‫مــن الشــال قيــام ممالــك إفريقيــة إســامية بلغــت‬ ‫تقد ًمــا حضار ًّيــا ملحو ًظــا نتيجــة اعتناقهــا اإلســام‪.‬‬ ‫ومثلــا كانــت طــرق القوافــل التجاريــة رشيانًــا‬ ‫للمعامــات االقتصاديــة بــن مراكــز الشــال اإلفريقــي‬ ‫وبــن الغــرب اإلفريقــي‪ ،‬فقــد ظلــت ‪-‬يف الوقــت‬ ‫نفســه‪ -‬إشــعا ًعا للمؤثــرات الثقافيــة؛ حيــث أصبحــت‬ ‫املحطــات املنتــرة عــى طــول طــرق القوافــل التجارية‬ ‫عــر الصحــراء الكــرى أماكــن الحتــكاك األفــكار‬ ‫ـرا وتأثـ ًـرا‪ ،‬وذلــك بفضــل مــا تقدمــه للمســافرين‬ ‫تأثـ ً‬ ‫مــن مــأوى وســبل الراحــة واالســتجامم‪ .‬كــا ازدهــرت‬ ‫املراكــز التجاريــة املهمــة يف مملكــة ســنغاي مــن‬ ‫(‪ )3‬مملكــة غانــة‪ :‬ارتبــط اســم غانــة عنــد معظــم الجغرافييــن‬ ‫المســلمين بالذهــب‪ ،‬فمنهــم مــن جعلهــا بذاتهــا مــوردا مهمــا‬ ‫لهــذه المــادة‪ ،‬وأغلبهــم اعتبرهــا بوابــة بــاد التبــر‪ .‬وصفهــا‬ ‫البكــري واإلدريســي ‪-‬فــي أوج عظمتهــا‪ -‬وقــاال إنهــا مدينتــان‪:‬‬ ‫واحــدة للملــك‪ ،‬وأخــرى يســكنها المســلمون‪ .‬وقــد كان حــدود‬ ‫مملكــة غانــة فــي ذلــك العصــر القــرن (‪ 5‬و‪6‬هـــ‪ 11/‬و‪12‬م)‬ ‫تشــمل جنــوب موريتانيــا وشــرقي الســنغال وجــزءا مــن مالــي‬ ‫وغينيــا الحاليــة‪ ،‬وال يربطهــا مــع غانــا الحاليــة ســوى االســم‪.‬‬ ‫راجــع‪ :‬اإلدريســي‪ ،‬أنــس المهــج وروض الفــرج‪ :‬قســم شــمال‬ ‫أفريقيــا وبــاد الســودان‪ ،‬ص‪.253‬‬ ‫(‪ )4‬الدولــة المرابطيــة‪ :‬تعــود جــذور الدولــة المرابطيــة األولــى إلــى‬ ‫حجــة «يحيــى بــن إبراهيــم الكدالــي» أو «اللمتونــي» الــذي‬ ‫التقــى فــي عودتــه مــن الحــج ســنة ‪427‬هـــ بشــيخ المالكيــة أبــي‬ ‫عمــران الفاســي الــذي طلــب منــه أن يرســل معــه أحــد تالمذتــه‬ ‫ليعلــم النــاس أمــور دينهــم‪ ،‬فبعثــه بــدوره إلــى أحــد تالميــذه‬ ‫ببــاد ســوس وهــو وكاك بــن زلــو اللمطــي الــذي انتــدب‬ ‫للمهمــة تلميــذه عبداللــه بــن ياســين فتحمــس للفكــرة‪ ،‬وســافر‬ ‫نحــو الصحــراء‪.‬‬ ‫بــدأت الحركــة كدعــوة إصالحيــة لكنهــا ســرعان مــا تحولــت‬ ‫إلــى حركــة جهاديــة أطلــق عليهــا فيمــا بعــد «الحركــة المرابطية»‬ ‫نســبة إلــى الربــاط الــذي ترجــح الدراســات الحديثــة أنــه مشــتق‬ ‫مــن المرابطــة فــي الجهــاد خالفــا لمــا كان شــائعا مــن أنــه نســبة‬ ‫إلــى مــكان كان يرابــط فيــه عبداللــه بــن ياســين يقــع علــى النهــر‬ ‫أو فــي البحــر‪ .‬وقــد توســعت الحركــة فــي موريتانيــا وســيطرت‬ ‫علــى قبائــل صنهاجــة (اكدالــة‪ ،‬لمتونــة‪ ،‬مســوفة) قبــل أن تولــي‬ ‫وجههــا شــطر المغــرب‪ ،‬وتقاتــل فــي جنوبــه‪ ،‬حيــث توفــي‬ ‫عبداللــه بــن ياســين ‪451‬هـــ‪1059/‬م‪ ،‬لتبقــى الســلطة فــي يــد‬ ‫أبــي بكــر بــن عمــر‪ ،‬الــذي واصــل ضــم بــاد المغــرب‪ ،‬إال أن‬ ‫شــجارا وقــع فــي الصحــراء اضطــره إلــى العــودة هنــاك‪ ،‬وبعدمــا‬ ‫أصلــح بينهــم‪ ،‬عــاد إلــى المغــرب ليتنــازل عــن الســلطة ليوســف‬ ‫بــن تاشــفين فــي واقعــة ترجعهــا بعــض الروايــات إلــى مشــورة‬ ‫زينــب النفزاويــة التــي أشــارت علــى يوســف بذلــك‪ ،‬وبتنازلــه‬ ‫ينتهــي عصــر الحركــة المرابطيــة فــي الصحــراء‪ ،‬ويبــدأ عهدهــا‬ ‫الجديــد فــي المغــرب‪ .‬راجــع‪ :‬عبداللــه ولــد المصطفــى‪،‬‬ ‫التدخــل الفرنســي فــي موريتانيــا‪ ،‬ص‪.7‬‬

‫‪75‬‬


‫اإلسالم كمرجعية ململكة سنغاي في غرب أفريقيا خالل القرن ‪10‬هـ‪16/‬م (مقال استعرا�ضي)‬

‫الناحيتــن االقتصاديــة والثقافيــة وأشــهرها‪ ،‬كاو(‪،)1‬‬ ‫وجنــي(‪ ،)2‬وتنبكــت‪.‬‬ ‫وإىل جانــب إنعــاش املجــاالت االقتصاديــة‪ ،‬أدت‬ ‫بعــض املراكــز يف الشــال اإلفريقــي مثــل طرابلــس‬ ‫بــارزا يف نــر‬ ‫دورا‬ ‫ً‬ ‫وتلمســان ومراكــش والقاهــرة ً‬ ‫اإلســام والثقافــة العربيــة اإلســامية يف تلــك‬ ‫املناطــق(‪.)3‬‬ ‫وممــا ال شــك فيــه‪َّ ،‬‬ ‫أن مملكتــي مــايل وســنغاي مل‬ ‫تصــا إىل مــا وصلتــا إليــه مــن عظمــة وقــوة إال بعــد ْ‬ ‫أن‬ ‫أضحــى اإلســام عصــب قوهتــا الروحيــة واملاديــة‪،‬‬ ‫وصــارت اللغــة العربيــة لغــة الكتابــة الرســمية‪.‬‬ ‫وقــد كان التاجــر املســلم داعيــة لدينــه جيمــع بــن‬ ‫نــر الدعــوة اإلســامية وبيــع ســلعته‪ ،‬فالتجــارة مــن‬ ‫طبيعتهــا ْ‬ ‫أن تصــل التاجــر بصلــة وثيقــة بمــن يتعامــل‬ ‫معهــم‪ ،‬خاصــة وأنّــه كان يتحــى بالصــدق واألمانــة‬ ‫واخللــق احلســن‪ ،‬وهــذه ا ُملثــل األخالقيــة الســامية‬ ‫ـرا مــا تتوافــر لــدى التاجــر املســلم الــذي رسعــان‬ ‫كثـ ً‬ ‫مــا يلفــت إليــه األنظــار عنــد دخولــه لقريــة وثنيــة‪،‬‬ ‫نظــرا لكثــرة وضوئــه‪ ،‬ونظافتــه‪ ،‬وانتظــام‬ ‫وذلــك‬ ‫ً‬ ‫أوقــات صالتــه وعبادتــه‪ .‬وقــد جعلتــه هــذه الصفــات‬ ‫احلميــدة باإلضافــة إىل نظافــة البــدن وامللبــس أهــ ً‬ ‫ا‬ ‫لثقــة األهــايل الوثنيــن‪ ،‬وقــدوة حســنة لالقتــداء بــه‬ ‫وتقليــده‪.‬‬ ‫ومــن اجلديــر بالذكــر َّ‬ ‫أن دور التجــار العــرب مل‬ ‫يقتــر عــى جمــاالت التجــارة واألنشــطة االقتصاديــة‬ ‫فحســب‪ ،‬بــل تعداهــا إىل الدعــوة إىل الديــن‬ ‫اإلســامي‪ ،‬وتعميــق الصــات الثقافيــة بنــر اللغــة‬ ‫العربيــة‪ ،‬وبنــاء املســاجد واملــدارس لتعليــم القــرآن‪.‬‬ ‫وهكــذا‪ ،‬أضحــى التجــار العــرب يقومــون بمهمــة‬ ‫الدعــاة املســلمني‪ ،‬إىل جانــب نشــاطهم التجــاري‪،‬‬ ‫فحملــوا معهــم العقيــدة اإلســامية واحلضــارة‬ ‫العربيــة‪ .‬وكان مــن نتائــج احتكاكهــم واختالطهــم‬ ‫بأفارقــة ْ‬ ‫أن حــدث التــزاوج واملصاهــرة‪ ،‬وانتشــار‬ ‫اإلســام تدرجي ًّيــا وســلم ًّيا يف تلــك البقــاع‪ .‬فالدعــاة‪،‬‬ ‫ســواء أكانــوا مــن العــرب أم مــن الوطنيــن األفارقــة‪،‬‬ ‫(‪ )1‬تقــع كاو (‪ )Gao‬علــى شــاطئ نهــر النيجــر‪ ،‬وقــد كانــت عاصمــة‬ ‫لمملكــة ســنغاي‪ .‬راجــع‪ :‬اإلدريســي‪ ،‬أنــس المهــج وروض‬ ‫الفــرج‪ ،‬ص‪.278‬‬ ‫(‪ )2‬جنــي‪ :‬تقــع حال ًيــا فــي دولــة مالــي إلــى الجنــوب مــن مدينــة‬ ‫تنبكــت‪ .‬راجــع‪ :‬أحمــد‪ ،‬الثقافــة العربيــة اإلســامية وأثرهــا فــي‬ ‫مجتمــع الســودان الغربــي‪ ،‬ص‪.35‬‬ ‫(‪ )3‬التكيتــك‪ ،‬مملكــة ســنغاي اإلســامية فــي عهــد األســكيا محمــد‬ ‫الكبيــر‪ ،‬ص‪.157‬‬

‫‪76‬‬

‫عبدهللا عي�سى‬

‫يعتــرون وســيلة مــن الوســائل التــي ســاعدت عــى‬ ‫ازدهــار احلضــارة العربيــة اإلســامية‪ ،‬وقــد كانــوا‬ ‫يدعــون النــاس إىل اإلســام‪ ،‬ويفقهوهنــم يف أمــور‬ ‫دينهــم‪ ،‬وذلــك إلملامهــم بأصــول الديــن والرشيعــة‬ ‫اإلســامية ومبادئهــا الســامية‪ .‬لــذا حظــي هــؤالء‬ ‫الدعــاة بتقديــر األهــايل هلــم‪ ،‬إذ أصبحــت كثــر مــن‬ ‫قــرى ســنغاي يف أيــام األســكيا احلــاج حممــد تضــم كل‬ ‫دارا الســتقبال هــؤالء املعلمــن الفقهــاء الذيــن‬ ‫منهــا ً‬ ‫(‪)4‬‬ ‫كانــوا يعاملــون بأعظــم مظاهــر االحــرام ‪.‬‬ ‫ويالحــظ َّ‬ ‫أن معظــم أولئــك املعلمــن قد درســوا يف‬ ‫املراكــز الثقافيــة يف الشــال اإلفريقــي ومــر‪ ،‬وتأهلــوا‬ ‫للدعــوة اإلســامية بــن األهــايل والتأثــر فيهــم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫بــأن الســلطان‬ ‫وتُطالعنــا املصــادر التارخييــة‬ ‫حريصــا عــى االقتــداء‬ ‫األســكيا احلــاج حممــد كان‬ ‫ً‬ ‫بالدعــاة املســلمني‪ ،‬وعــى إرســال طــاب العلــم‬ ‫إىل تلــك املنــارات العربيــة اإلســامية يف الشــال‬ ‫اإلفريقــي ‪-‬مثــل فــاس والقاهــرة وطرابلــس‪ -‬لينهلــوا‬ ‫مــن منابعهــا ويعــودوا إىل أوطاهنــم ليســامهوا بشــكل‬ ‫أو بآخــر يف نــر اإلســام بــن ربوعهــا‪ .‬وقــد وجــد‬ ‫كبــرا مــن األســكيا ومــن جهاتــه‬ ‫الدعــاة تشــجي ًعا‬ ‫ً‬ ‫الرســمية‪ ،‬ويف ظــل هــذا التشــجيع‪ ،‬بــدأ الدعــاة‬ ‫والفقهــاء واملحســنون يف تأســيس املــدارس التي كانت‬ ‫ِقبلــة ألبنــاء املســلمني والوثنيــن عــى حــد ســواء دون‬ ‫متييــز‪ ،‬األمــر الــذي أدى إىل انتشــار اإلســام والثقافــة‬ ‫العربيــة اإلســامية بنجــاح باهــر بــن أهــايل ســنغاي‪.‬‬ ‫وأصبحــت هــذه املــدارس تتكاثــر وتزدهــر حتــى َّ‬ ‫إن‬ ‫بعضهــا أضحــى مركــز إشــعاع حضــاري يســتقطب‬ ‫أبنــاء مملكــة ســنغاي بصفــة خاصــة‪ ،‬وأبنــاء أفريقيــا‬ ‫الغربيــة بصفــة عامــة‪ ،‬دون اعتبــار لفــارق الديــن أو‬ ‫اللــون(‪.)5‬‬ ‫وجتلــت مظاهــر احلضــارة العربيــة اإلســامية يف‬ ‫ســنغاي يف عهــد األســكيا حممــد وخلفائــه‪ ،‬وترتــب‬ ‫عليهــا تكويــن حكومــة ونظــم إداريــة متقدمــة‪ ،‬بحيــث‬ ‫انتقلــت منهــا حيــاة املجتمعــات القبليــة املتفككــة إىل‬ ‫جمتمــع الدولــة املركزيــة‪ ،‬وحــدث االمتــزاج الكامــل‬ ‫بــن النظــم العربيــة اإلســامية وبــن األنــاط اإلفريقية‬ ‫املحليــة‪ ،‬وتكــون عنــر جديــد يوائــم بــن مــا غرســه‬ ‫اإلســام مــن ثقافــة عربيــة‪ ،‬وبــن بعــض املــوروث مــن‬ ‫التقاليــد واألنــاط اإلفريقيــة؛ أي بــرزت الشــخصية‬ ‫(‪ )4‬حسن‪ ،‬انتشار اإلسالم في القارة اإلفريقية‪ ،‬ص‪.213‬‬ ‫(‪ )5‬التكيتــك‪ ،‬مملكــة ســنغاي اإلســامية فــي عهــد األســكيا محمــد‬ ‫الكبيــر‪ ،‬ص‪.159‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫اإلفريقيــة يف إطــار إســامي‪.‬‬ ‫واملعــروف َّ‬ ‫أن ســاطني املاملــك اإلفريقيــة قــد‬ ‫درجــوا عــى اخلــروج إىل احلــج يف مواكــب حافلــة‬ ‫تضــم أعــدا ًدا كبــرة مــن األفارقــة‪ ،‬وقــد أســهمت هذه‬ ‫الرحــات احلجيــة يف توطيــد العالقــات التجاريــة‬ ‫والثقافيــة بــن املاملــك اإلفريقيــة وبــن أقطــار املغــرب‬ ‫العــريب ومــر واحلجــاز‪ ،‬كــا ســاعدت يف التعريــف‬ ‫بتلــك املاملــك‪ ،‬ونتيج ـ ًة لذلــك‪ ،‬توافــد إليهــا التجــار‬ ‫والعلــاء والفقهــاء‪ ،‬مــن شــتى أرجــاء العــامل العــريب‬ ‫واإلســامي‪.‬‬ ‫املبحث الثالث‬ ‫(مــن مظاهــر تفاعــل أهــل ســنغاي مــع الديــن‬ ‫ا إل ســا مي )‬ ‫تتفــق أغلــب املصــادر التارخييــة عــى َّ‬ ‫أن اإلســام‬ ‫ازدهــارا ملحو ًظــا خــال فــرة حكــم‬ ‫عــرف‬ ‫ً‬ ‫األســكيني‪ .‬ويمكننــا تلخيــص أهــم مظاهــر هــذا‬ ‫االزدهــار باجلوانــب التاليــة‪:‬‬ ‫‪ .1‬التقرب من العلامء (إطار التحالف)‪:‬‬ ‫نجمــع حتــت كلمــة علــاء كل الفعاليــات التــي‬ ‫ُ‬ ‫ســامهت إىل جانــب األســكيني يف التســيري الدينــي‬ ‫واالجتامعــي لبــاد الســودان‪ ،‬والتــي تولــت اخلطــط‬ ‫الدينيــة والتعليميــة؛ مثــل القضــاء واإلمامــة والتدريس‬ ‫(‪)1‬‬ ‫وغريه��ا‪ ،‬والت�يـ كان�تـ توف��ر الس�نـد األيديولوجــي‬ ‫هلــم‪ ،‬وحكمــوا البــاد وفــق توجيهاهتــا الدينيــة‬ ‫والسياســية‪.‬‬ ‫كانــت عالقــة الطرفــن تتميــز بالتحالــف واملصالح‬ ‫املشــركة‪ ،‬ويبــدو َّ‬ ‫أن الســياق العــام الــذي ُيفــر هــذا‬ ‫التحالــف والــذي وصــل إىل درجــة الــوالء هــو‬ ‫العــداوة املشــركة للفــرة الســابقة حلكــم األســكيني‬ ‫للســودان؛ أي فــرة ســني عــي الكبــر‪ ،‬هــذا األخــر‬ ‫الــذي تســلط عــى العلــاء بالقتــل واإلهانــة واإلذالل‬ ‫حســب شــهادة مؤرخــي تنبكــت(‪.)2‬‬ ‫ونظــرا لــدور هــذه الفئــة يف املجتمــع‪ ،‬حــرص‬ ‫ً‬ ‫ســاطني آل أســكيا عــى التقــرب منهــا بكل الوســائل؛‬ ‫إذ أغدقــوا عليهــا أشــكاال خمتلفــة مــن العطــاءات‪،‬‬ ‫تشــمل ضيعــات شاســعة وأفواجــا مــن العبيــد‪ ،‬هــذا‬ ‫باإلضافــة إىل مصاحبتهــم يف احلــج واجلهــاد ويف أمــور‬ ‫(‪ )1‬أي السند والمرجعية الفكرية‪.‬‬ ‫(‪ )2‬السعدي‪ ،‬تاريخ السودان‪ ،‬ص‪.64‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫شــتى(‪.)3‬‬ ‫لقــد كان أســكيا احلــاج حممــد صاحــب الريــادة يف‬ ‫هــذه السياســة‪ ،‬يقــول كعــت‪..« :‬ال يقــوم ألحــد إال‬ ‫للعــامل أو احلجــاج إذا قدمــوا مــن مكــة»(‪.)4‬‬ ‫كــا كان آل أســكيا جيــزون هلــم العطــاء‪ ،‬وكان أمهها‬ ‫وأكربهــا مــا أعطــاه أســكيا احلــاج حممــد للعـ ِ‬ ‫ـال أمحــد‬ ‫الصقــي(‪ )5‬بعــد وصولــه إىل كل مــن تنبكــت وكاغ(‪ )6‬؛‬ ‫حيــث أغــدق عليــه العطايــا الكثــرة منهــا‪« :‬مائــة ألــف‬ ‫دينــار ومخســائة مــن اخلــدم ومائــة إبــل ضيافــة لــه»(‪.)7‬‬ ‫ومنهــا أيضــا مــا حــدث مــع الفقيــه حممــد تــل(‪ ،)8‬الــذي‬ ‫أعطــاه هــذا الســلطان مزرعــة واســعة يفــوق طوهلــا‬ ‫مرحلتــن مــن الســر(‪.)9‬‬ ‫وتتجــى املكانــة املعتــرة للقــوى الدينيــة عنــد آل‬ ‫أيضــا مــن خــال التقديــر واالحــرام الــذي‬ ‫أســكيا ً‬ ‫حظيــت بــه داخــل بالطهــم‪ ،‬ويف حكمهــم لســنغاي‬ ‫وفــق توجيهاهتــا‪ .‬ومــن األمثلــة عــن العلــاء الذيــن‬ ‫كانــت مكانتهــم كبــرة وكلمتهــم مســموعة لــدى‬ ‫ِ‬ ‫العــال صالــح جــور‪ ،‬الــذي أمــر أســكيا‬ ‫األســكيني‪،‬‬ ‫احلــاج حممــد بجعــل غزواتــه يف بــاد الســودان جهــا ًدا‬ ‫يف ســبيل اهلل‪ ،‬ثــم العـ ِ‬ ‫ـال الفــع كعــت الذي أرغم أســكيا‬ ‫داوود عــى تقبيــل يــد أحــد عبيــده ر ًّدا عــى احتقــاره‬ ‫لــه بعــد عودتــه مــن احلــج‪ .‬والعـ ِ‬ ‫ـال حممــود بــن عمــر‬ ‫أقيــت الصنهاجــي التنبكتــي(‪868( )10‬هـــ‪-1463/‬‬ ‫(‪ )3‬كعت‪ ،‬تاريخ الفتاش‪ ،‬ص‪.39‬‬ ‫(‪ )4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫(‪ )5‬كان قاضــي القضــاة بمملكــة ســنغاي‪ ،‬بــرع فــي علــم الحديــث‬ ‫والفقــه والتاريــخ‪ .‬راجــع‪ :‬التنبكتــي‪ ،‬كفايــة المحتــاج فــي معرفة‬ ‫مــن ليــس فــي الديبــاج‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.375‬‬ ‫(‪ )6‬كاغ‪ :‬وتعــرف فــي بعــض المصــادر باســم‪ :‬ك َْو َكـ ْـو‪ ،‬وتقــع علــى‬ ‫شــاطئ نهــر النيجــر‪ .‬راجــع‪ :‬اإلدريســي‪ ،‬أنــس المهــج وروض‬ ‫الفــرج‪ ،‬ص‪.278‬‬ ‫(‪ )7‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.18‬‬ ‫فقيهــا فاض ـ ً‬ ‫صالحــا‪ .‬ارتحــل‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫عالمــا ً‬ ‫(‪ )8‬كان رحمــه اللــه تعالــى ً‬ ‫مــن جنــج إلــى تنبكــت وتوطــن فيهــا‪ ،‬توفــي رحمــه اللــه فــي‬ ‫صــدر واليــة القاضــي العاقــب ابــن القاضــي محمــود بــن عمــر‪،‬‬ ‫ســنة ‪973‬هـــ‪ .‬راجــع‪ :‬كعــت‪ ،‬تاريــخ الفتــاش‪ ،‬ص‪.32‬‬ ‫(‪ )9‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.35‬‬ ‫(‪ )10‬هــو الفقيــه والقاضــي محمــود بــن عمــر بــن محمــد‪ ،‬ســليل‬ ‫أســرة أقيــت صاحبــة الشــهرة والصيــت الكبيــر والمكانــة‬ ‫الثقافيــة والعلميــة العاليــة فــي بــاد الســودان منــذ القــرن التاســع‬ ‫الهجــري (‪15‬م)‪ .‬ولــد فــي تنبكــت عــام ‪868‬هـــ‪1463/‬م‪ ،‬وكان‬ ‫يكنــى بأبــي المحاســن‪ ،‬وتصفــه بعــض المصــادر التاريخيــة‬ ‫ببركــة عصــره‪ ،‬أو ســيدي ولــي اللــه تعالــى‪ ،‬دليــا علــى‬ ‫المكانــة العاليــة التــي كان يحوزهــا مــن جهــة‪ ،‬واالعتقــاد بأنــه‬ ‫مــن األوليــاء والصالحيــن مــن جهــة أخــرى‪ .‬راجــع‪ :‬التنبكتــي‪،‬‬ ‫كفايــة المحتــاج‪ ،‬ص‪.245‬‬

‫‪77‬‬


‫اإلسالم كمرجعية ململكة سنغاي في غرب أفريقيا خالل القرن ‪10‬هـ‪16/‬م (مقال استعرا�ضي)‬

‫‪955‬هـــ‪1550/‬م)‪ ،‬الــذي وصفــه حممــود كعــت بأنــه‪:‬‬ ‫«‪ ..‬مــن خيــار عبــاد اهلل الصاحلــن‪ ،‬ذو تشــبث عظيــم‬ ‫وهــدى تــام وســكون ووقــار وجاللــة‬ ‫يف األمــور ُ‬ ‫ال خيــاف يف اهلل لومــة الئــم‪ ،‬هابــه اخللــق كلهــم‪،‬‬ ‫الســلطان فمــن دونــه‪ ،‬فصــاروا حتــت أمــره يزورونــه‬ ‫يف داره متربكــن بــه»(‪.)1‬‬ ‫خالصــة القــول‪ ،‬لقــد أفــى اجلهــد الــذي بذلــه‬ ‫الســلطان أســكيا احلــاج حممــد يف تقريــب العلــاء إىل‬ ‫نتائــج مهمــة؛ إذ كتــب علــاء عــره يف خمتلــف العلــوم‬ ‫اإلســامية النقليــة والعقليــة كــا هــو احلــال يف العــامل‬ ‫اإلســامي وقتئــذ‪ ،‬إضافــة إلنتاجــات ذات طابــع‬ ‫تارخيــي‪.‬‬ ‫‪ .2‬حركــة اجلهــاد اإلســامي ودوره يف اتســاع رقعــة‬ ‫الدولــة‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫إن اإلســام كــا هــو معــروف قــد شــق طريقــه‬ ‫يف أفريقيــا بجهــود بســيطة وســهلة‪ ،‬اعتمــدت عــى‬ ‫التجــار املســلمني الذيــن أحوجتهــم ظــروف العيــش‬ ‫إىل دخــول هــذه البــاد‪ .‬وإىل جانــب هــؤالء التجــار‬ ‫كان هنــاك الدعــاة الذيــن أســهموا بــدور ف َّعــال يف نــر‬ ‫الديــن اإلســامي‪ .‬وقــد رأى اإلفريقــي يف ترصفــات‬ ‫هــؤالء التجــار والدعــاة وســلوكهم الشــخيص القــدوة‬ ‫احلســنة التــي اقنعتــه بصــدق هــذه الرســالة‪ ،‬التــي‬ ‫ال تُقيــم وزنًــا للــون أو جنــس أو جــاه‪ ،‬بقــدر مــا‬ ‫وحســن معاملــة‬ ‫تُقيــم وزنًــا لطاعــة اهلل وتوحيــده‪ُ ،‬‬ ‫ـاس إِ َّنــا‬ ‫اآلخريــن‪ ،‬امتثــاالً لقولــه تعــاىل‪َ { :‬يــا َأ ُّ َيــا النَّـ ُ‬ ‫َخ َل ْقنَا ُكـ ِ‬ ‫ـم ُشـ ُعو ًبا َو َق َب ِائـ َـل‬ ‫ـم مـ ْن َذ َكـ ٍـر َو ُأ ْن َثــى َو َج َع ْلنَا ُكـ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يــم‬ ‫ُــم إ َّن اللََّ َعل ٌ‬ ‫ُــم عنْــدَ اللَِّ َأ ْت َقاك ْ‬ ‫ل َت َع َار ُفــوا إ َّن َأك َْر َمك ْ‬ ‫ـر}(‪ .)2‬ولذلــك تقبــل األفارقــة اإلســام وقامــوا‬ ‫َخبِـ ٌ‬ ‫بنــره بــن ظهرانيهــم‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫َّ‬ ‫إن فتوحــات أســكيا احلــاج حممــد يف بــاد اهلوســا‬ ‫تعتــر مــن أهــم وأعظــم فتوحاتــه‪ ،‬وذلــك ملــا حققــه‬ ‫مــن إخضــاع ألهــم مــدن هــذه املنطقــة احلصينــة‪،‬‬ ‫(‪ )1‬كعت‪ ،‬تاريخ الفتاش‪ ،‬ص‪.34‬‬ ‫(‪ )2‬سورة الحجرات‪ ،‬اآلية ‪.13‬‬ ‫(‪ )3‬بــاد الهوســا‪ :‬هكــذا تــرد فــي النصــوص العربيــة القديمــة‪،‬‬ ‫وال ُكتَّــاب المحدثــون ال يتقيــدون بهــذا الرســم‪ ،‬فبعضهــم‬ ‫يكتبهــا هكــذا‪« :‬الحــوص» وبعضهــم يكتبهــا «الهوســا»‪.‬‬ ‫وتشــغل شــمال نيجيريــا‪ .‬راجــع‪ :‬عيســى‪ ،‬اإلســام مرجعيــة‬ ‫لمملكــة مالــي‪ ،‬ص‪.82‬‬

‫‪78‬‬

‫عبدهللا عي�سى‬

‫الواحــدة تلــو األخــرى‪ :‬جويــر(‪ ،)4‬وكانــو(‪ ،)5‬وزاريا(‪،)6‬‬ ‫وكاتســينا(‪ .)7‬وبذلــك أصبحــت مســاحة هــذه البــاد‬ ‫شاســعة‪ ،‬متتــد مــن رشقــي النيجــر حتــى بحــرة تشــاد‪.‬‬ ‫ولكــن يبقــى الســؤال املطــروح هنــا‪ :‬هــل مــا قــام بــه‬ ‫األســكيا احلــاج حممــد يأخــذ طاب ًعــا جهاد ًّيــا؟ أم َّ‬ ‫أن لــه‬ ‫أغراضــا أخــرى‪ ،‬وتســر باســم اجلهــاد والديــن لكــي‬ ‫ً‬ ‫حيققهــا؟‬ ‫َّ‬ ‫إن بعــض املؤرخــن وال ســيام املســترشقني‬ ‫األوربيــن اعتــروا َّ‬ ‫أن هــدف األفارقــة املســلمني‬ ‫(‪)8‬‬ ‫مــن حروهبــم ضــد املجتمعــات األرواحيــة هــو‬ ‫االســتعباد واالســرقاق‪ .‬وقــد حــاول هــؤالء ال ُك ّتــاب‬ ‫النيــل مــن حركــة اجلهــاد اإلســامي والتقليــل مــن‬ ‫شــأن العالقــات احلضاريــة التــي كانــت تربــط العــرب‬ ‫واألفارقــة‪ ،‬ومــن هــؤالء املســترشقني جــي‪ .‬ســبنرس‬ ‫ترمنجهــام الــذي ألــف ســت كتــب عــن اإلســام‬ ‫يف أفريقيــا‪ ،‬واملــؤرخ أي‪.‬م‪ .‬لويــس صاحــب كتــاب‬ ‫«أفريقيــا جنــوب الصحــراء» وغريهــم‪.‬‬ ‫يف احلقيقــة‪ ،‬أغفــل هــؤالء املســترشقون حقيقــة‬ ‫مهمــة مفادهــا َّ‬ ‫أن حركــة اجلهــاد التــي تبناهــا األســكيا‬ ‫احلــاج حممــد جــاءت مــن منطلــق الغلبــة السياســية‬ ‫للمســلمني يف بــاد الســودان ويف نطــاق الدفــاع‬ ‫عــن النفــس‪ .‬وممــا يؤكــد ذلــك مشــاركة األرواحيــن‬ ‫اجلامعــات اإلســامية الوطــن الواحــد وق ًتــا طويـاً‪ ،‬يف‬ ‫روح مــن التســامح الدينــي(‪.)9‬‬ ‫ويف املقابــل‪ ،‬يمكننــا القــول َّ‬ ‫إن حركــة التوســع التــي‬ ‫اختذهــا األســكيا حتــت ســتار الديــن مل يكــن الديــن‬ ‫النقطــة الرئيســية فيهــا‪ ،‬بــل كان املخطــط الســيايس‬ ‫األهــم يف هــذه العمليــة‪ .‬وعــى الرغــم مــن هــذا وذاك‪،‬‬ ‫فإنــه ال يمكــن إنــكار حتمس األســكيا لإلســام‪ ،‬وبذله‬ ‫يف ســبيل نــره الكثــر‪ ،‬واألهــم مــن ذلــك أ َّنــه مل ُيكــره‬ ‫أحــدً ا عــى اإلســام بــل كان متســاحمًا مــع رعايــاه‬ ‫(‪ )4‬تقــع هــذه المدينــة فــي نيجيريــا‪ ،‬وهــي مقاطعــة مــن مقاطعــات‬ ‫مملكــة الهوســا‪ .‬المرجــع نفســه‪ ،‬ص‪.7‬‬ ‫(‪ )5‬تقــع بــاد كانــو أقصــى نيجيريــا‪ .‬راجــع‪ :‬عيســى‪ ،‬اإلســام‬ ‫مرجعيــة لمملكــة مالــي‪ ،‬ص‪.83‬‬ ‫(‪ )6‬هــي مقاطعــة مــن مقاطعــات مملكــة الهوســا‪ .‬المرجــع نفســه‪،‬‬ ‫ص ‪.7‬‬ ‫(‪ )7‬تقــع شــرقي مدينــة دنــدي‪ ،‬علــى نهــر النيجــر‪ .‬المرجــع نفســه‪،‬‬ ‫ص ‪.7‬‬ ‫(‪ )8‬األرواحيــة‪ :‬مصطلــح حديــث يســتعمله الباحثــون فــي‬ ‫الدراســات اإلفريقيــة للداللــة علــى المعتقــدات الوثنيــة‬ ‫القديمــة فــي أفريقيــا جنوبــي الصحــراء‪.‬‬ ‫(‪ )9‬التكيتــك‪ ،‬مملكــة ســنغاي اإلســامية فــي عهــد األســكيا محمــد‬ ‫الكبيــر‪ ،‬ص‪.64‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫األرواحيــن‪ .‬ومهــا تعــددت األســباب مــن وراء‬ ‫هــذه الفتوحــات‪َّ ،‬‬ ‫فــإن الغــرض األســايس هــو نــر‬ ‫اإلســام دون إكــراه والدفــاع عنــه‪ .‬ومــن خــال تتبــع‬ ‫حركــة الفتوحــات يف بــاد الســودان ُيالحــظ َّ‬ ‫أن معظــم‬ ‫األقاليــم تفتــح أكثــر مــن مــرة وذلــك بســبب متردهــا؛‬ ‫وجــب فتحهــا مــن جديــد وإخضاعهــا بقــوة‬ ‫لذلــك‬ ‫َ‬ ‫(‪)1‬‬ ‫الســيف ‪.‬‬ ‫ـرا‪ ،‬يمكــن القــول َّ‬ ‫إن حركة اجلهاد اإلســامي‬ ‫وأخـ ً‬ ‫أســهمت يف اتســاع رقعــة الدولــة؛ ففــي حــن كانــت‬ ‫مملكــة ســنغاي مل تتجــاوز يف احلقــب الســابقة املناطــق‬ ‫فإنــا قــد‬ ‫املحيطــة بالنيجــر األوســط ومنحنــاه األعــى‪ّ ،‬‬ ‫بلغــت يف عهــد األســكيا احلــاج حممــد أوج اتســاعها‬ ‫بحيــث جتــاوزت حــدود مملكــة مــايل التــي ســبقتها‪،‬‬ ‫وضمــت مناجــم امللــح يف تغــازة(‪ ،)2‬وشــملت رش ًقــا‬ ‫بعــض إمــارات اهلوســا‪ ،‬حتــى تامخــت بورنــو(‪،)3‬‬ ‫وامتــدت شــاالً إىل حــدود املغــرب األقــى‪.‬‬ ‫‪ .3‬ازدهار احلركة الثقافية‪:‬‬ ‫شــهدت مملكــة ســنغاي خــال القــرن العــارش‬ ‫اهلجــري (‪16‬م) حركــة فكريــة عربيــة إســامية عظيمــة‬ ‫االزدهــار‪ ،‬وســادت فيهــا نزعــة إنســانية ســودانية‬ ‫ارتكــزت عــى اإلســام بوصفــه دينًــا عامل ًّيــا‪.‬‬ ‫وشــكلت املــدن مراكــز هلــذه احلركــة الفكريــة‪،‬‬ ‫فبعــد ْ‬ ‫أن تلقــت صفــوة مــن أبنــاء الســودان علومهــا يف‬ ‫جامــع القرويــن يف املغــرب‪ ،‬أو يف جامــع األزهــر يف‬ ‫مــر‪ ،‬وحتــررت فكر ًّيــا‪ ،‬اجتهــدت حتــى بلغــت القمة‬ ‫يف العلــوم الدينيــة واإلنســانية‪ ،‬وانكبــت عــى خدمــة‬ ‫الديــن والعلــم يف بــاد الســودان‪ .‬واجتــذب الرخــاء‬ ‫العــام إىل مــدن النيجــر؛ مثــل تنبكــت وجنــي وغــاو‪،‬‬ ‫ووفــد إىل تنبكــت علــاء مــن شــتى أقاليــم الســودان‬ ‫ـارا علميــة‬ ‫وشــال أفريقيــا واألندلــس‪ ،‬الذيــن تركــوا آثـ ً‬ ‫(‪ )1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.65‬‬ ‫(‪ )2‬تغــازة‪ :‬يــرد هــذا االســم فــي المصــادر بصيــغ مختلفــة‪:‬‬ ‫(أمجــارة‪ ،‬ونكارتــا‪ ،‬ونــكارة‪ ،)..‬وكلهــا تعنــي منطقــة الذهــب‬ ‫(بــاد التبــر) المحصــورة بيــن نهــر الفاليمــي والنيجــر األعلــى‪.‬‬ ‫راجــع‪ :‬اإلدريســي‪ ،‬أنــس المهــج وروض الفــرج‪ ،‬ص‪.260‬‬ ‫(‪ )3‬بورنــو‪ :‬قامــت هــذه المملكــة حــول بحيــرة تشــاد‪ ،‬فــي المنطقــة‬ ‫التــي تشــكل النهايــة الجنوبيــة لطريــق القوافــل الكبيــر المــار‬ ‫بفــزان ووحــدات الكــوار‪ .‬وتعــد مــن أكبــر ممالــك الســودان‬ ‫األوســط‪ ،‬ويعــد إدريــس علومــة (‪ )1526-1405‬مــن أشــهر‬ ‫ملوكهــا وأقواهــم‪ .‬فــذاع صيــت هــذه المملكــة فــي أوربــا‬ ‫حيــث ورد اســم ملكهــا «دونامــا» فــي الخرائــط القشــتالية فــي‬ ‫القــرن التاســع الهجــري (‪15‬م)‪ .‬راجــع‪ :‬عيســى‪ ،‬االســتراتيجية‬ ‫العســكرية لالســتعمار الفرنســي فــي الســنغال‪ ،‬ص‪.42‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫واضحــة يف احليــاة الفكريــة والثقافيــة والسياســية‪ ،‬وقد‬ ‫كان الفقيــه حممــد بــن عبدالكريــم املغيــي مــن املثقفــن‬ ‫يف عــر األســكيا احلــاج حممــد‪ ،‬وهــو الــذي اســتطاع‬ ‫بفكــره ْ‬ ‫أن يؤثــر عــى النــاس يف بــاد الســودان(‪.)4‬‬ ‫ومــع مــرور الزمــن‪ ،‬أصبحــت مدينــة تنبكــت‬ ‫مهــا مــن مراكــز التحصيــل العلمــي‪ ،‬ونــر‬ ‫ً‬ ‫مركــزا ًّ‬ ‫املعرفــة يف العــامل اإلفريقــي‪ .‬فقــد كانــت تضــم عــد ًدا‬ ‫حلــرة‪ ،‬وال ســيام جامعــة ســنكري‬ ‫ـرا مــن املــدارس ا ُ‬ ‫كبـ ً‬ ‫التــي أصبحــت مركـ ًـزا مــن مراكــز التعليــم العــايل يف‬ ‫العــامل اإلســامي(‪.)5‬‬ ‫ففــي القــرن العــارش اهلجــري (‪16‬م)‪ ،‬ازداد عــدد‬ ‫املــدارس القرآنيــة‪ ،‬التــي كانــت فيهــا الدراســة عــى‬ ‫مســتويني(‪:)6‬‬ ‫التعليــم األويل‪ :‬وتتــواله املــدارس القرآنيــة التــي تقــوم‬ ‫بتعليــم القــرآن وحتفيظــه‪.‬‬ ‫والتعليــم العــايل‪ :‬ويتلقــى فيهــا طــاب العلــم العلــوم‬ ‫اإلســامية‪.‬‬ ‫وكانــت جامعة تنبكــت‪ ،‬مثل اجلامعات اإلســامية‬ ‫األخــرى املعــارصة هلــا‪ ،‬تُــدرس العلــوم اإلســامية‬ ‫التقليديــة؛ أي علــوم التوحيــد والتفســر واحلديــث‪،‬‬ ‫والفقــه املالكــي‪ ،‬إضافــة إىل البالغة واملنطق واحلســاب‬ ‫وعلــم الفلــك(‪.)7‬‬ ‫اعتبـارا ملـا تقـدم‪ ،‬يمكن القـول َّ‬ ‫إن تنبكـت هي أهم‬ ‫ً‬ ‫مدينـة حضاريـة وعلميـة وثقافيـة يف منعطـف النيجـر‪،‬‬ ‫وقـد اسـتمر مركزهـا بالتعاظـم طـوال القـرن العـارش‬ ‫اهلجـري (‪16‬م) وذلـك حينما أصبحـت حـارضة‬ ‫العلماء املسـلمني يف فنـون العلـوم اإلسلامية خاصـ ًة‪،‬‬ ‫وعلـوم الرياضيات واحلسـاب والفلك‪ .‬وأسـهمت مع‬ ‫شـقيقتيها جني وغاو يف إثراء احلركـة الفكرية والعلمية‬ ‫يف أفريقيـا والعـامل اإلسلامي‪ .‬ولكـن يف الوقت نفسـه‪،‬‬ ‫هـذه الطفـرة الفكريـة مل تسـتطع ْ‬ ‫أن تقضي بشـكل كُيل‬ ‫على التقاليـد األرواحيـة املوروثـة‪ ،‬فنجـد َّ‬ ‫أن بعـض‬ ‫النـاس يمزجـون مـا بين التعاليـم اإلسلامية والتقاليد‬ ‫األرواحيـة يف حياهتـم اليوميـة‪.‬‬ ‫‪ .4‬إخضاع املعامالت االقتصادية للرشع اإلسالمي‪:‬‬ ‫ســعى الســلطان أســكيا احلــاج حممــد إىل إخضــاع‬ ‫املعامــات التجاريــة للــرع اإلســامي؛ حيــث‬ ‫(‪ )4‬المغيلي‪ ،‬أسئلة األسقيا وأجوبة المغيلي‪ ،‬ص‪.9‬‬ ‫(‪ )5‬السعدي‪ ،‬تاريخ السودان‪ ،‬ص‪.19‬‬ ‫(‪ )6‬كعدان‪ ،‬تاريخ إفريقية الحديث والمعاصر‪ ،‬ص‪.27‬‬ ‫(‪ )7‬الموضع السابق نفسه‪.‬‬

‫‪79‬‬


‫اإلسالم كمرجعية ململكة سنغاي في غرب أفريقيا خالل القرن ‪10‬هـ‪16/‬م (مقال استعرا�ضي)‬

‫قــام باختيــار أمنــاء نزهــاء جلمــع الــزكاة‪ ،‬وحتصيــل‬ ‫الرضائــب وتوزيعهــا عــى مســتحقيها‪ ،‬كام أمــر بمعاقبة‬ ‫كل رافــض لتأديتهــا‪ ،‬وأخضــع حتصيلهــا إلرشاف‬ ‫القــايض الــذي اكتفــى بفــرض الرضائــب الرشعيــة‬ ‫دون غريهــا‪ ،‬كــا عـ ّـن حماســبني يف األســواق لضبــط‬ ‫املعامــات التجاريــة يف املــدن‪ ،‬واختــار مرتمجــن‬ ‫جيلســون مــع الســارسة يف األســواق لتســهيل التعامــل‬ ‫بــن التجــار‪.‬‬ ‫باإلضافــة إىل ذلــك‪ ،‬قــام األســكيا بتوحيــد‬ ‫املكاييــل واملوازيــن‪ ،‬وحــارب الغــش والتدليــس يف‬ ‫البيــوع‪ ،‬وأصــدر أمــره بطــرد التجــار الذيــن يطففــون‬ ‫يف املكيــال وامليــزان‪ ،‬والذيــن يغشــون يف جتــارة‬ ‫الذهــب والفضــة والنحــاس‪ ،‬أو خيلطــون اللبــن باملــاء‪،‬‬ ‫أو ال يــؤدون ثمــن الســلع ألصحاهبــا(‪.)1‬‬ ‫إىل جانــب املعامــات التجاريــة‪ ،‬تزخــر املصــادر‬ ‫املحليــة بإشــارات كثــرة حــول مــا كان يعطيــه هــذا‬ ‫الســلطان مــن الــزكاة واألعشــار ملــن يســتحقها؛‬ ‫وحســب الســعدي فقــد تصــدق أســكيا احلــاج حممــد‬ ‫بألــف مثقــال ذه ًبــا عــى يــد الشــيخ الفقيــه أيب عبــداهلل‬ ‫القــايض مــؤدب حممــد‬ ‫الكابــري(‪ ،)2‬وفرقــه عــى‬ ‫ّ‬ ‫املســاكني يف بــاب مســجد ســنكري‪ ،‬وحــذا حــذوه‬ ‫كثــر مــن العلــاء مثــل عبــداهلل بــن حممــد‪ ،‬فــكان‬ ‫مــن عبــاد اهلل الصاحلــن زاهــدً ا ســخ ًّيا‪ ،‬أخــرج مــن‬ ‫مالــه كلــه صدقــة هلل‪ ،‬وكانــت تأتيــه النــذور وأمــوال‬ ‫الفتوحــات‪ ،‬فــا يمســك منهــا شــي ًئا بــل يتصــدق‬ ‫كثــرا مــن العبيــد‬ ‫هبــا للفقــراء واملســاكني‪ ،‬واشــرى‬ ‫ً‬ ‫(‪)3‬‬ ‫وأعتقهــم لوجــه اهلل تعــاىل وابتغــاء الــدار اآلخــرة ‪.‬‬ ‫‪ .5‬حماربة البدع واملنكرات والظواهر املنافية للرشع‪:‬‬ ‫كان أســكيا احلــاج حممــد شــديد التمســك بمحاربة‬ ‫البــدع املخالفــة للــرع داخــل بــاده‪ ،‬مثــل اختــاط‬ ‫الرجــال بالنســاء يف األســواق‪ ،‬وظاهــرة التعــري؛‬ ‫حيــث طالــب األهــايل بارتــداء مالبــس تســر عورهتم‪،‬‬ ‫بعــد ْ‬ ‫أن كانــت هــذه الظاهــرة شــائعة يف املجتمعــات‬ ‫اإلفريقيــة حتــى املســلمة منهــا‪ ،‬كــا أخضــع اإلرث‬ ‫للنظــام اإلســامي؛ أي الكتــاب والســنة‪ ،‬وتتضــح‬ ‫(‪ )1‬عــدي‪ ،‬حملــة أحمــد المنصــور الذهبــي إلــى بــاد الســودان‪،‬‬ ‫ص ‪.106‬‬ ‫كثيــرا مــن‬ ‫(‪ )2‬كان رحمــه اللــه متوطنــا بتنبكــت‪ ،‬عاصــر فيهــا‬ ‫ً‬ ‫األشــياخ‪ ،‬كالفقيــه اندغمحمــد الكبيــر جــد القاضــي محمــود‬ ‫بــن عمــر‪ ،‬والفقيــه عمــر بــن محمــد أقيــت‪ ،‬وســيدي يحيــى‪.‬‬ ‫راجــع‪ :‬الســعدي‪ ،‬تاريــخ الســودان‪ ،‬ص‪.37‬‬ ‫(‪ )3‬السعدي‪ ،‬تاريخ السودان‪ ،‬ص‪.47‬‬

‫‪80‬‬

‫عبدهللا عي�سى‬

‫هــذه التحــوالت التــي شــهدها نظــام اإلرث‪،‬‬ ‫واملعامــات اليوميــة يف عهــده مــن خــال األســئلة‬ ‫التــي وجههــا للعــامل املغيــي(‪.)4‬‬ ‫إىل جانــب املظاهــر ســالفة الذكــر‪ ،‬كثــرت‬ ‫مــؤرشات ازدهــار اإلســام يف عهــد هــذا الســلطان‪،‬‬ ‫وهــي تتجــى يف تعــدد األرس العلميــة‪ ،‬خاصــة يف‬ ‫تنبكــت كــا هــو األمــر بالنســبة ألرسة أقيــت‪ ،‬وأنــدغ‪،‬‬ ‫وبغيــغ؛ حيــث الحــظ الرحالــة احلســن الــوزان َّ‬ ‫أن‬ ‫تنبكــت يوجــد هبــا عــدد كبــر مــن القضــاة والفقهــاء‬ ‫واألئمــة‪ ،‬يدفــع الســلطان إليهــم مجي ًعــا مرت ًبا حسـنًا(‪.)5‬‬ ‫مفــاد القــول‪ :‬تبــن لنــا يف الصفحــات الســابقة‬ ‫َّ‬ ‫ـرا مــن أجــل‬ ‫أن أســكيا احلــاج حممــد بــذل جهــدً ا كبـ ً‬ ‫ازدهــار اإلســام يف عهــده‪ ،‬حيــث قــدَّ ر العلــاء‪،‬‬ ‫واحرتمهــم‪ ،‬وزارهــم يف بيوهتــم‪ ،‬واستشــارهم‬ ‫يف أمــور الــرع‪ ،‬كــا حــارب البــدع واخلرافــات‪،‬‬ ‫وأخضــع احليــاة االقتصاديــة واالجتامعيــة للرشيعــة‬ ‫اإلســامية‪.‬‬ ‫اخلامتة‬ ‫يتضــح جل ًّيــا مــن النــاذج التــي اســتعرضناها َّ‬ ‫أن‬ ‫وضعيــة اإلســام والثقافــة العربيــة اإلســامية‪ ،‬عــى‬ ‫عهــد مملكــة ســنغاي‪ ،‬تُبــر بآفــاق رحبــة‪ ،‬وبمســتقبل‬ ‫أفضــل‪ ،‬فأصبــح اإلســام مرجعيــة دينيــة هلــذه اململكة‬ ‫ســوا ًء عــى املســتوى الرســمي أو الشــعبي‪ ،‬فأحــدث‬ ‫ـرا مهـ ًّـا يف حيــاة الفــرد اإلفريقــي‪ ،‬وهــذا‬ ‫اإلســام تغـ ً‬ ‫التحــول‪ ،‬مل يكــن ليحــدث والثقافــة األرواحيــة ال‬ ‫كبــرا‪ ،‬فقــد ختلــت شــعوب‬ ‫انتشــارا‬ ‫زالــت منتــرة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إفريقيــة كثــرة عــن دياناهتــا القديمــة منــذ منتصــف‬ ‫القــرن اخلامــس اهلجــري (‪11‬م)‪ ،‬وأصبحــت تقاليدهــا‬ ‫تتفــكك بمــرور الســنوات حتــى مل تعــد تقتــر إال عىل‬ ‫بعــض العــادات القليلــة‪.‬‬ ‫وعليــه يمكننــا القــول وبــكل اطمئنان‪ّ :‬‬ ‫إن اإلســام‬ ‫قــد أدخــل إىل حوزتــه الثقافيــة جمــاالً جغراف ًّيــا جديــدً ا‬ ‫متثــل يف مملكــة ســنغاي‪ ،‬التــي أصبحــت جــز ًءا مــن‬ ‫وأنــا‬ ‫الدولــة اإلســامية الوســيطية القويــة‪ ،‬وال ســيام ّ‬ ‫قــد أمدهتــا ببعــض مصــادر القــوى االقتصاديــة‪،‬‬ ‫وبذلــك مل تنعــزل ســنغاي عــن تطــورات العــامل‬ ‫اإلســامي يف العــر الوســيط ومطلــع احلديــث‪،‬‬ ‫بــل ســامهت فيــه وتأثــرت بأحداثــه‪ ،‬فعاشــت مرحلــة‬ ‫قوتــه وتأثــرت بضعفــه‪ ،‬ممــا يعنــي بـ َّ‬ ‫ـأن تشــكيل تاريــخ‬ ‫(‪ )4‬المغيلي‪ ،‬أسئلة األسقيا وأجوبة المغيلي‪ ،‬ص‪.57‬‬ ‫(‪ )5‬الوزان‪ ،‬وصف أفريقيا‪ ،‬ص‪.167‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫ســنغاي مل يتــم خــارج التاريــخ اإلســامي أو عــى‬ ‫هامشــه‪.‬‬ ‫فانتظــم املجتمــع فكر ًّيــا ودين ًّيــا وسياســ ًّيا‬ ‫عــوض‬ ‫واقتصاد ًّيــا وفــق التصــور اإلســامي الــذي ّ‬ ‫بالتدريــج املنظــور األرواحــي الــذي كان ســائدً ا‬ ‫باملنطقــة‪ ،‬فأصبــح جمتم ًعــا إســام ًّيا ال خيتلــف عــن‬ ‫باقــي جمتمعــات العــامل اإلســامي‪ ،‬بــل ربــا فاقــه يف‬ ‫كثــر مــن األحيــان‪ ،‬وذلــك بالنظــر إىل الصعوبــات‬ ‫اجلمــة التــي واجهــت مســرة اإلســام‬ ‫والعراقيــل ّ‬ ‫(‪)1‬‬ ‫بأفريقيــا الغربيــة ‪.‬‬ ‫املراجع‬

‫أمحــد‪ ،‬مطــر ســعد‪ .2004 .‬الثقافــة العربيــة اإلســامية‬ ‫وأثرهــا يف جمتمــع الســودان الغــريب‪ .‬بــدون رقــم‬ ‫الطبعــة‪ ،‬دار املــدار اإلســامي‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫اإلدريــي‪ ،‬الرشيــف‪ .‬حتقيــق‪ :‬نوحــي‪ ،‬الواحــي‪.2007 .‬‬ ‫أنــس املهــج وروض الفــرج‪ :‬قســم شــال أفريقيــا‬ ‫وبــاد الســودان‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬منشــورات‬ ‫وزارة األوقــاف والشــؤون اإلســامية‪ ،‬الربــاط‪،‬‬ ‫املغــرب‪.‬‬

‫التكيتــك‪ ،‬مجيلــة حممــد‪ .1998 .‬مملكــة ســنغاي اإلســامية‬ ‫يف عهــد األســكيا حممــد الكبــر ‪ .1528-1493‬الطبعــة‬ ‫األوىل‪ ،‬منشــورات مركــز جهــاد الليبيــن للدراســات‬ ‫التارخييــة‪ ،‬طرابلــس‪ ،‬ليبيــا‪.‬‬ ‫التنبكتــي‪ ،‬أمحــد بــاب‪ .2000 .‬كفايــة املحتــاج يف معرفة من‬ ‫ليــس يف الديبــاج «اجلــزء األول»‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪،‬‬ ‫منشــورات وزارة األوقــاف والشــؤون اإلســامية‪،‬‬ ‫الربــاط‪ ،‬املغــرب‪.‬‬

‫حســن‪ ،‬حســن إبراهيــم‪ .1963 .‬انتشــار اإلســام يف القــارة‬ ‫اإلفريقيــة‪ .‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬مكتبــة النهضــة املرصيــة‪،‬‬ ‫القاهــرة‪ ،‬مرص‪.‬‬

‫الســعدي‪ ،‬عبدالرمحــن‪ .‬ترمجــة‪ :‬هــوداس‪ ،‬أوكتــاف‪،‬‬ ‫وبنــوة‪ ،‬الســيد‪ .1981 .‬تاريــخ الســودان‪ .‬بــدون رقــم‬ ‫الطبعــة‪ ،‬ميزونــوف‪ ،‬باريــس‪ ،‬فرنســا‪.‬‬

‫الشــكري‪ ،‬أمحــد‪ .1999 .‬اإلســام واملجتمــع الســوداين‪.‬‬ ‫الطبعــة األوىل‪ ،‬املجمــع الثقــايف‪ ،‬أبــو ظبــي‪ ،‬اإلمــارات‬ ‫العربيــة املتحــدة‪.‬‬ ‫الشــكري‪ ،‬أمحــد‪ .2004 .‬التأثــرات الثقافيــة املتبادلــة‬ ‫مــا بــن املغــرب ودول أفريقيــا جنــويب الصحــراء‬ ‫(اإلســام واللغــة العربيــة)‪ ،‬ضمــن نــدوة «التواصــل‬

‫(‪ )1‬الشكري‪ ،‬اإلسالم والمجتمع السوداني‪ ،‬ص‪.211‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫الثقــايف بــن ضفتــي الصحــراء الكــرى يف أفريقيــا»‪.‬‬ ‫الطبعــة األوىل‪ ،‬دار الوليــد للنــر والتوزيــع‪ ،‬ليبيــا‪.‬‬

‫الصادقــي‪ ،‬حســن‪ .2012 .‬أضــواء عــى الثقافــة العربيــة‬ ‫يف أفريقيــا‪ .‬منشــورات معهــد الدراســات اإلفريقيــة‪،‬‬ ‫الربــاط‪ ،‬املغــرب‪.‬‬ ‫عبــداهلل ولــد املصطفــى‪ ،‬حممــد‪ .2009 .‬التدخــل الفرنــي‬ ‫يف موريتانيــا (‪ )1905-1854‬اكــزايف كوبــاين‬ ‫نموذجــا‪ .‬رســالة ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬قســم‬ ‫ً‬ ‫التاريــخ‪ ،‬جامعــة احلســن الثــاين‪ ،‬الــدار البيضــاء‪،‬‬ ‫املغــرب‪.‬‬ ‫عــدي‪ ،‬مبــارك‪ .2002 .‬محلــة أمحــد املنصــور الذهبــي‬ ‫إىل بــاد الســودان‪ .‬رســالة دكتــوراه‪ ،‬كليــة اآلداب‬ ‫والعلــوم اإلنســانية‪ ،‬جامعــة حممــد اخلامــس‪ ،‬الربــاط‪،‬‬ ‫املغــرب‪.‬‬

‫عمــر موســى‪ ،‬عــز الديــن‪ .2003 .‬دراســات إســامية‬ ‫غــرب إفريقيــة‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار الغــرب‬ ‫اإلســامي‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫عيســى‪ ،‬عبــداهلل‪1435 .‬هـــ‪2014/‬م‪ .‬اإلســام مرجعيــة‬ ‫ململكــة مــايل خــال القــرن ‪8‬هـــ‪14/‬م‪ .‬جملــة البيــان‪،‬‬ ‫املنتــدى اإلســامي‪ ،‬بريطانيــا‪ ،‬أبريــل‪ ،‬مجــادى اآلخرة‪،‬‬ ‫العــدد ‪ ،322‬ص ص ‪.83-78‬‬

‫عيســى‪ ،‬عبــداهلل‪ .2008 .‬االســراتيجية العســكرية‬ ‫لالســتعامر الفرنــي يف الســنغال‪ .‬رســالة ماجســتري‬ ‫غــر منشــورة‪ ،‬قســم التاريــخ‪ ،‬جامعــة احلســن الثــاين‪،‬‬ ‫الــدار البيضــاء‪ ،‬املغــرب‪.‬‬

‫كعــت‪ ،‬حممــود‪ .1981 .‬تاريــخ الفتــاش يف أخبــار البلــدان‬ ‫واجليــوش وأكابــر النــاس‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬ميزونــوف‪،‬‬ ‫باريــس‪ ،‬فرنســا‪.‬‬ ‫كعــدان‪ ،‬صبــاح‪ .2004 .‬تاريــخ أفريقيــا احلديــث‬ ‫واملعــارص‪ .‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬منشــورات جامعــة دمشــق‪،‬‬ ‫ســوريا‪.‬‬ ‫املســعودي‪ ،‬أبــو احلســن عــي‪ .1982 .‬مــروج الذهــب‬ ‫ومعــادن اجلوهــر «اجلــزء األول»‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪،‬‬ ‫دار الكتــاب اللبنــاين‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫املغيــي‪ ،‬حممــد بــن عبدالكريــم‪ .‬حتقيــق‪ :‬زبايديــة‪،‬‬ ‫عبدالقــادر‪ .1974 .‬أســئلة األســقيا وأجوبــة املغيــي‪.‬‬ ‫الطبعــة األوىل‪ ،‬الرشكــة الوطنيــة للنــر والتوزيــع‪،‬‬ ‫اجلزائــر‪.‬‬

‫الــوزان‪ ،‬احلســن‪ .‬ترمجــة‪ :‬األخــر‪ ،‬حممــد حجــي‪.‬‬ ‫‪1983‬م‪ .‬وصــف أفريقيــا‪ .‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬دار الغــرب‬ ‫اإلســامي‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫‪81‬‬


‫عبدهللا عي�سى‬

)‫م (مقال استعرا�ضي‬16/‫هـ‬10 ‫اإلسالم كمرجعية ململكة سنغاي في غرب أفريقيا خالل القرن‬

Elias, N. 1983. History of Timbuktu: the Role of Muslim Scholars and Notables 1400-1900, Cambridge University Press, Cambridge. Trimingham, J.S. 1962. A History of Islam in West Africa, Oxford University Press, Oxford.

‫ عــى الرابــط‬.‫ خريطــة مملكــة ســنغاي‬.2014 .‫ويكيبيديــا‬ -:)‫م‬2014/07/22 ‫اإللكــروين (اســرجاع‬ https://bit.ly/2Ct6lxJ

Delafosse, M. 1941. Les Noirs de l’Afrique Payot, Parkstone, Paris.

82


(‫هـ‬1441( ‫م‬2020 - 1 ‫ العدد‬- 21 ‫املجلد‬

)‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية‬

Islam as Reference of the Kingdom of Songay in West Africa during the16th Century Abdullah Issa Department of History and Civilization, Faculty of Arts and Humanities, Ben msik Casablanca, the Kingdom of Morocco. https://doi.org/10.37575/h/rel/1698

ABSTRACT

This study is comprised of three parts. The first part tackles the question of the establishment of the Kingdom of Songay; the second examines the means that contributed to the dispersal of Islam within the population of the Kingdom of Songay while the third part focuses on the interaction of the people of Songay with Islam. Indeed, Islam became, with time, an official “reference” for the people and the kings of this Kingdom. In conclusion, this study showed that Islam deeply transformed this society to be a typical Islamic society. Key Words: Africa, Islam, Social change, Songay Kingdom.

83



‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫ق�ضاة الب�صرة (‪ 334 -247‬هـ ‪ 945-861 /‬م)‬ ‫آمنة حممود الذيابات البطوش‬

‫قسم العلوم االجتامعية‪ ،‬كلية اآلداب والفنون‪ ،‬جامعة حائل‬ ‫حائل‪ ،‬اململكة العربية السعودية‬ ‫‪https://doi.org/10.37575/h/art/1736‬‬

‫امللخص‬

‫شــغل القضــاة مركــزا مهــا يف كل املجتمعــات حيــث أنيــط هبــم مهمــة الفصــل يف املنازعــات بــن النــاس‪ ،‬ونبعــت أمهيتهــم مــن ســمو مركزهــم‪ .‬وقــد‬ ‫عرفــت املجتمعــات العربيــة قبــل اإلســام نظامــا للتقــايض‪ ،‬كــا شــهد منصــب القــايض تطــورا كبــرا خــال العصــور اإلســامية‪.‬‬ ‫إن اهلــدف الرئيــس مــن هــذا البحــث هــو تعــرف ‪ -‬بشــكل أكثــر دقــة ‪ -‬أحــوال القضــاة يف مدينــة البــرة مــن (‪334-247‬هـــ‪945-861/‬م) وتأتــى‬ ‫أمهيــة املوضــوع مــن أمهيــة مدينــة البــرة خــال العــر العبــايس‪ ،‬فضــا عــن ذلــك فــإن املــدن البعيــدة عــن مركــز اخلالفــة مل تنــل االهتــام الــكايف‬ ‫يف الدراســات احلديثــة‪.‬‬ ‫والبحــث هيــدف إىل معاجلــة بعــض النقــاط املهمــة التــي تتعلــق بأوضــاع القضــاة خــال هــذه احلقبــة‪ ،‬لذلــك ركــزت الدراســة عــى تنــاول‬ ‫املوضوعــات التــي تتصــل هبــذا الشــأن مثــل صفــات ومؤهــات القضــاة‪ ،‬وطريقــة تعيينهــم وعزهلــم‪ .‬كذلــك يعالــج البحــث اختصاصــات القــايض‪،‬‬ ‫واملوظفــن الذيــن يعملــون حتــت إدارتــه‪ .‬وكان القــايض يعمــل حتــت إرشاف اخلليفــة‪ ،‬كــا كانــت لــه عالقــات عمــل بكثــر مــن رجــال الدولــة‬ ‫والــوزراء واألمــراء وحاشــية القــر‪.‬‬ ‫ويف اخلامتــة انتهــى البحــث إىل عــدد مــن النتائــج أمههــا‪ :‬أن القضــاة يتــم تعيينهــم مــن قبــل اخلليفــة وأحيانــا أخــرى يتــم تقليدهــم مــن قبــل األمــراء‬ ‫والــوزراء‪ ،‬وكان أكثرهــم مــن الفقهــاء واملحدثــن وعــى معرفــة بعلــوم اللغــة العربيــة وآداهبــا ولكــن وجــدت حــاالت قليلــة لقضــاة ال يملكــون‬ ‫مثــل هــذه املؤهــات العلميــة‪ ،‬كان هنــاك قضــاة مــن أصــول عربيــة وغــر عربيــة‪ .‬وقــد كان طبيعيـ ًا أن يتأثــر القضــاة باألحــوال السياســية الســائدة‬ ‫يف حقبــة الدراســة‪.‬‬ ‫الكلامت املفتاحية‪ :‬احلاجب‪ ،‬خليفة القايض‪ ،‬الشهود‪ ،‬الكاتب‪.‬‬

‫املقدمة‬ ‫القضــاء منصــب مهــم‪ ،‬كان متبعــا عنــد العــرب‬ ‫قبــل اإلســام يقــوم عــى أســاس محايــة حقــوق‬ ‫النــاس والفصــل يف املنازعــات‪ .‬وملــا قامــت الدولــة‬ ‫اإلســامية‪ ،‬كان الرســول ‪ ‬يفصــل يف اخلصومــات‬ ‫بيـن النــاس يف املدينةــ‪ ،‬وكان يرســل قضــاة إىل املناطــق‬ ‫التــي دخلهــا الديــن اإلســامي‪ ،‬فقلــد عيل‪ ‬بــن أيب‬ ‫طالــب ‪ ‬قضــاء اليمــن‪ ،‬وبعــث معــاذ ًا إىل ناحيــة‬ ‫مــن اليمــن واختــره‪ ،‬وســأله بــم حتكــم؟ فقــد جــاء‬ ‫يف احلديــث النبــوي الرشيــف قــول رســول اهلل ‪‬‬ ‫ملعــاذ ‪( :‬إن عــرض لــك قضــاء فبــم حتكــم؟ قــال‬ ‫أحكــم بكتــاب اهلل قــال‪ :‬فــإن مل جتــد؟ قــال‪ :‬فســنة‬ ‫رســول اهلل ‪ ،‬قــال‪ :‬فــإن مل جتــد قــال‪ :‬أجتهــد رأي‬ ‫وال آلــو‪ ،‬فرضبــه ‪ ‬يف صــدره وقــال‪ :‬احلمــد هلل الــذي‬ ‫وفــق رســول رســول اهلل ملــا يــريض رســول اهلل)(‪.)1‬‬ ‫وملــا تــوىل أبــو بكــر ‪ ‬أســند القضــاء إىل عمر‪ ‬بــن‬ ‫اخلطــاب ‪ ،‬أمــا يف خالفــة عمر‪ ‬بــن اخلطــاب ‪‬‬ ‫فقــد اتســعت الدولــة اإلســامية واقتــى األمــر تعيــن‬ ‫قضــاة ينوبــون عــن اخلليفــة يف حــل اخلالفــات طبقــا‬ ‫للقــرآن الكريــم والســنة النبويــة الرشيفــة فــكان عمــر‬ ‫أول مــن دفــع القضــاء إىل غــره‪ ،‬وفوضهــم فيــه‪ ،‬فــوىل‬ ‫(‪ )1‬رواه اإلمــام أحمــد وجماعــة بإســناد حســن‪ .‬ابــن بــاز‪ ،‬الموقــع‬ ‫الرســمي لســماحة الشــيخ عبدالعزيز‪ ‬بــن بــاز‪.‬‬

‫أبــا الــدرداء معــه املدينــة‪ ،‬ووىل رشحيــا بالكوفــة ووىل‬ ‫أبــا موســى األشــعري البــرة(‪ )2‬وســن هلــؤالء القضــاة‬ ‫منهجــ ًا يســرون عــى هديــه يف األحــكام(‪.)3‬‬ ‫وشــهد العــر األمــوي اهتــام خلفــاء بنــي‬ ‫أميــة بالقضــاء خاصــة يف عهــد اخلليفــة عمر‪ ‬بــن‬ ‫عبدالعزيــز‪ ،‬وامتنعــوا عــن مبــارشة القضــاء بأنفســهم‬ ‫وعينــوا قضــاة ينوبــون عنهــم‪ ،‬فقــد آثــروا القيــام‬ ‫بشــؤون السياســة العامــة ومــا تتضمنــه من مســؤوليات‬ ‫اجلهــاد والفتــوح واملرابطــة عــى الثغــور‪ ،‬وشــهد أيضــا‬ ‫ظهــور أهــل الــرأي الذيــن قالــوا بقيمــة الــرأي وأمهيتــه‬ ‫يف األحــكام إىل جانــب الكتــاب والســنة وهــم أهــل‬ ‫العــراق‪ ،‬وأهــل احلديــث الذيــن عارضــوا هــذا االجتــاه‪،‬‬ ‫وقالــوا بــرورة االعتــاد عــى الكتــاب والســنة وهــم‬ ‫أهــل احلجــاز(‪ .)4‬وكانــت األحــكام تســجل منــذ‬ ‫العــر األمــوي‪ ،‬وأصبــح للقــايض أعــوان يســاعدونه‬ ‫يف أداء مهامــه وهــم الكاتــب واحلاجــب‪ ،‬والرشطــة‪،‬‬ ‫واخلــازن والرتمجــان‪.‬‬ ‫وتطــور القضــاء يف العــر العبــايس‪ ،‬فقــد شــهد‬ ‫نشــأة املذاهــب األربعــة‪ ،‬وأصبــح عــى القــايض أن‬

‫(‪ )2‬الماوردي‪ ،‬األحكام السلطانية‪ ،‬ص‪.86‬‬ ‫(‪ )3‬الجاحــظ‪ ،‬البيــان والتبييــن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ص‪ .24-23‬المــاوردي‪،‬‬ ‫األحــكام الســلطانية‪ ،‬ص‪.86‬‬ ‫(‪ )4‬ابــن خلــدون‪ ،‬تاريــخ ابــن خلــدون‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .446‬محاســنة‪،‬‬ ‫تاريــخ الحضــارة والنظــم اإلســامية‪ ،‬ص‪.110‬‬

‫‪85‬‬


‫قضاة البصرة (‪ 334 247-‬هـ ‪ 945-861 /‬م)‬

‫يصــدر أحكامــا وفقــا ألحــد هــذه املذاهــب‪ ،‬وتأثــر‬ ‫القضــاء بالسياســة فقــد تدخــل بعــض اخللفــاء يف‬ ‫أعــال القضــاة‪ ،‬ممــا أدى إىل اعتــذار بعــض القضــاة‬ ‫قبــول هــذا املنصــب ومنهــم اإلمــام أبــو حنيفــة الــذي‬ ‫رفــض تــوىل القضــاء يف عهــد اخلليفــة املنصــور(‪.)1‬‬ ‫كــا اختــذ العباســيون نظامــا جديــدا يف القضــاء‬ ‫حيــث ظهــر منصــب قــايض القضــاة يف عهــد اخلليفــة‬ ‫هــارون الرشــيد وأول مــن تــوىل هــذا املنصــب أبــو‬ ‫يوســف صاحــب كتــاب اخلــراج(‪ ،)2‬وكان مركــزه‬ ‫بغــداد ولــه تعيــن القضــاة يف الواليــات واألقاليــم‬ ‫اإلســامية التابعــة لدولــة اخلالفــة‪ ،‬وعــى القــايض‬ ‫أن يلتــزم بــآداب خاصــة بــأال يقــي وهــو غضبــان أو‬ ‫جائــع أو عطشــان وغريهــا ألهنــا ختــل بحكــم القضــاء‪.‬‬ ‫وســنوضح تطــور منصــب القضــاء مــن خــال دراســة‬ ‫الشــخصيات التــي تولــت هــذا املنصــب مــن خــال‬ ‫حمــاور البحــث‪.‬‬ ‫وهيتــم هــذا البحــث املوســوم بـ»قضــاة البــرة‬ ‫(‪334 -247‬هـــ‪945-861/‬م)» بدراســة القضــاة‬ ‫الذيــن تولــوا منصــب القضــاء يف مدينــة البــرة وهــي‬ ‫مــن املــدن املهمــة يف الدولــة العباســية‪ ،‬ومــن هنــا كان‬ ‫هــدف الدراســة تعــرف قضــاة البــرة خــال فــرة‬ ‫مــن العــر العبــايس الثــاين ســميت بفــرة الفــوىض‬ ‫العســكرية والتــي امتــدت مــن (‪334 -247‬هـــ‪/‬‬ ‫‪945 -861‬م) وامتــازت باســتفحال االســتبداد‬ ‫الرتكــي‪ ،‬كــا شــهدت البــرة قيــام حركــة الزنــج‬ ‫(‪270-255‬هـــ‪883-868/‬م)(‪ )3‬كــا أن دراســة املــدن‬ ‫البعيــدة عــن مركــز اخلالفــة مل ينــل عنايــة كبــرة يف‬ ‫الدراســات احلديثــة‪ ،‬كــا أن الدراســات تناولــت‬ ‫منصــب القضــاء بشــكل عــام دون االلتفــات لدراســة‬ ‫الشــخصيات التــي تقلــدت هــذا املنصــب ومــن هنــا‬ ‫كان اختيــاري هلــذا املوضــوع‪ ،‬وهلــذه املدينــة خاصــة‪.‬‬ ‫حيتــوي البحــث عــى أربعــة حمــاور تنــاول‬ ‫املحــور األول صفــات القضــاة والــروط الواجــب‬ ‫توافرهــا فيمــن يتقلــد منصــب القضــاء ومؤهــات‬ ‫القضــاة العلميــة‪ ،‬وكيفيــة تعيينهــم وآليــة عزهلــم‬ ‫وأســباب ذلــك ومــا تعــرض لــه بعضهــم مــن نكبــات‬ ‫ومؤامــرات يف حقبــة الدراســة‪ .‬أمــا املحــور الثــاين فقــد‬ ‫تنــاول اختصاصــات القضــاة وواجباهتــم ومهامهــم‬ ‫العامــة واخلاصــة‪ ،‬وكذلــك دراســة موظفــو القــايض‬ ‫(‪ )1‬ابن خلكان‪ ،‬وفيات األعيان‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.406‬‬ ‫(‪ )2‬الطبري‪ ،‬تاريخ األمم والملوك‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.150‬‬ ‫(‪ )3‬فوزي‪ ،‬الخالفة العباسية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ص‪.44-33 ،30-25‬‬

‫‪86‬‬

‫آمنة محمود الذيابات البطوش‬

‫مثــل خليفــة القــايض والشــهود والكاتــب واحلاجــب‪.‬‬ ‫واهتــم املحــور الثالــث بدراســة أصــول القضــاة‬ ‫وهــم‪ :‬أوال القضــاة مــن أصــول عربيــة وثانيــا القضــاة‬ ‫مــن غــر العــرب ثــم تنــاول مذاهــب القضــاة وفــق‬ ‫املذاهــب الفقهيــة األربعــة املعروفــة‪ .‬وتضمــن املحــور‬ ‫الرابــع واألخــر عالقــة القــايض مــع اخلليفــة ومــع‬ ‫األمــراء وكبــار رجــال الدولــة مــن الــوزراء وحاشــية‬ ‫القــر‪.‬‬ ‫اعتمــد البحــث عــى عــدد مــن املصــادر التارخييــة‬ ‫مــن حوليــات وتراجــم لبعــض قضــاة البــرة‪ .‬حيــث‬ ‫أشــارت إىل مؤهالهتــم وتعيينهــم وعزهلــم وعالقتهــم‬ ‫باخلليفــة ومــن حولــه ومنهــا أخبــار القضــاة ملؤلفــه‬ ‫(وكيــع ت ‪306‬هـــ‪918/‬م) والعيــون واحلدائــق يف‬ ‫أخبــار احلقائــق وهــو ملؤلــف جمهــول (مــن القــرن‬ ‫الثالــث اهلجــري)‪ .‬ولألخــر أمهيــة كبــرة يف البحث ملا‬ ‫احتــواه مــن معلومــات عــن القضــاة‪ ،‬وكذلــك تاريــخ‬ ‫بغــداد للخطيــب البغــدادي ت(‪463‬هـــ‪1070/‬م)‬ ‫وابــن اجلــوزي (ت‪596‬هـــ‪1199/‬م) يف كتابــه املنتظــم‬ ‫والقــايض عيــاض (ت‪544‬هـــ‪1149/‬م)يف كتابــه‬ ‫ترتيــب املــدارك وتقريــب املســالك ملعرفــة أعــام‬ ‫مذهــب مالــك‪ ،‬ومــن كتــب األنســاب املهمــة يف‬ ‫البحــث‪ :‬اللبــاب يف هتذيــب األنســاب البــن األثــر‬ ‫وغريهــا مــن املصــادر واملراجــع احلديثــة‪.‬‬ ‫املحــور األول‪ :‬صفــات ومؤهــات القضــاة‪ ،‬وتعيينهــم‬ ‫وعزهلم‬ ‫أوال‪ :‬صفات القضاة‪:‬‬ ‫أشــارت بعــض مصــادر أدب القضــاء إىل صفــات‬ ‫القضــاة العامــة‪ .‬فيذكــر ابــن أيب الــدم يف صفــات‬ ‫القضــاة عــرة رشوط هــي‪« :‬اإلســام واحلريــة‬ ‫والذكــورة والتكليــف والعدالــة والبــر والســمع‬ ‫والنطــق والكتابــة والعلــم باألحــكام الرشعيــة»(‪.)4‬‬ ‫اتصــف قضــاة البــرة (‪334-247‬هـــ‪-861/‬‬ ‫‪945‬م) باإلســام واحلريــة والذكــورة والتكليــف‬ ‫والبــر والســمع والنطــق والعدالــة‪ ،‬أمــا العلــم‬ ‫باألحــكام الرشعيــة فقــد تفاوتــت عنــد قضــاة البــرة‬ ‫مــن قــاض آلخــر‪.‬‬ ‫كان قــايض البــرة حممد‪ ‬بــن محــاد‬ ‫(ت‪276‬هـــ‪889/‬م) شــابا عفيفــا رسيــا(‪ .)5‬أمــا القــايض‬ ‫حممد‪ ‬بــن جعفر‪ ‬بــن أمحد‪ ‬بــن العبــاس (ت‪292‬هـــ‪/‬‬ ‫(‪ )4‬ابن أبي الدم‪ ،‬أدب القضاء‪ ،‬ص‪.33‬‬ ‫(‪ )5‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ ،182‬ج‪ ،4‬ص‪.295‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫‪904‬م)(‪ )1‬فقــد (عف وحســن أثره)(‪ .)2‬واشــتهر القايض‬ ‫يوســف‪ ‬بن يعقــوب األزدي (ت‪297‬هـــ‪909/‬م)‬ ‫هبــذه الصفــة إذ كان رجــا صاحلــا عفيفــا‪ ،‬خــرا(‪.)3‬‬ ‫كــا اتصــف بذلــك القــايض األحوص‪ ‬بــن املفضــل‬ ‫(ت‪300‬هـــ‪912/‬م)(‪« ،)4‬إال أن عفتــه وتصونــه غطيــا‬ ‫نقصــه»(‪ )5‬أمــا القــايض أمحد‪ ‬بــن عبداهلل‪ ‬بــن إســحاق‬ ‫أبــو احلســن اخلرقــي (ت بعــد ‪333‬هـــ‪944/‬م) فقــد‬ ‫«بــان مــن عفتــه وتنــزه نفســه وارتفاعهــا عــن الدنــس ما‬ ‫متكنــت حالــه مــن نفــوس النــاس وريض مكانــه أهــل‬ ‫اجلاللــة واخلطــر‪ ،‬ومل يتعلــق عليــه بــيء‪ ،‬وارتفعــت‬ ‫عنــه الكلفــة‪ ،‬ومل يلحقــه عتــب يف أيامــه»(‪.)6‬‬ ‫وكانــت الكفــاءة يف القضــاء مــن الصفــات التــي‬ ‫الزمــت بعــض قضــاة البــرة‪ .‬ومنهــم القــايض‬ ‫حممد‪ ‬بــن محــاد األزدي الــذي الزم األمــر املوفــق‬ ‫أبــا أمحــد طلحــة (ت‪278‬هـــ‪891 /‬م) حيــث كان(‪،)7‬‬ ‫ممــا يــدل عــى كفــاءة هــذا القــايض وقــال اخلطيــب‬ ‫البغــدادي عــن القــايض يوســف‪ ‬بن يعقــوب‬ ‫بأنــه‪« :‬حســن حكمــه‪ ،‬واســتقامت طريقتــه‪ ،‬وكثــر‬ ‫الشــاكر لــه‪ ،‬حســن العلــم‪ ،‬بصناعــة القضــاء‪ ،‬شــديدا‬ ‫يف احلكــم‪ ،‬ال يراقــب فيــه أحــدا‪ ،‬وكانــت لــه هيبــة‬ ‫ورياســة» وعندمــا تقلــد القــايض أمحد‪ ‬بــن عبــداهلل‪،‬‬ ‫أبــو احلســن اخلرقــي القضــاء يف البــرة ظهــر «منــه‬ ‫رجلــة وكفايــة‪ ،‬وجــدت أحكامــه وقضايــاه عــى‬ ‫طريــق صاحلــة»(‪ .)8‬واتصــف بعــض قضــاة البــرة‬ ‫بالــورع وســعة األخــاق وكثــرة اإلحســان‪ ،‬ومنهــم‬ ‫القــايض إبراهيــم التيمــي (ت‪250‬هـــ‪864/‬م) الــذي‬ ‫اتصــف بالــورع(‪ .)9‬والقــايض حممد‪ ‬بــن عبداهلل‪ ‬بــن‬ ‫أيب الشــوارب (ت‪301‬هـــ‪913/‬م) الــذي كان رسيــا‬ ‫مجيــا واســع األخــاق كثــر اإلحســان قريبــا مــن‬ ‫النــاس(‪ .)10‬ومتتــع بعــض قضــاة البــرة بالفصاحــة‬ ‫ومنهــم القــايض الفضل‪ ‬بــن احلبــاب الــذي كان‬

‫فصيحــا مفوهــا(‪ .)11‬والقــايض حممد‪ ‬بــن أمحــد الذهــي‬ ‫وكان مفوهــا حســن البدهيــة‪ ،‬حــارض احلجــة ال يملــه‬ ‫جليســه(‪ .)12‬وحلســن ســرة بعــض قضــاة البــرة نالــوا‬ ‫تقديــر وشــكر النــاس هلــم ومنهــم القــايض يوســف‪ ‬بن‬ ‫يعقــوب الــذي كثــر شــاكروه(‪ ،)13‬والقــايض حممد‪ ‬بــن‬ ‫عبداهلل‪ ‬بــن حممد‪ ‬بــن أيب الشــوارب الــذي يعــرف‬ ‫باألحنــف (ت‪301‬هـــ‪913 /‬م) فقــد كان «قريبــا مــن‬ ‫النــاس»(‪ )14‬والقــايض أمحد‪ ‬بــن عبــداهلل أبــو احلســن‬ ‫اخلرقــي الــذي «متكنــت حالــه مــن نفــوس النــاس»(‪.)15‬‬ ‫ونــال ثقــة اخلليفــة املتقــي(‪.)16‬‬ ‫تــوىل قضــاء البــرة الكثــر مــن القضــاة الذيــن‬ ‫هــم مــن أصحــاب العلــم واملعرفــة والفضــل‪ .‬وتشــر‬ ‫املصــادر إىل أن بعــض قضــاة البــرة كانــوا مــن‬ ‫املحدثــن وبعضهــم اآلخــر كانــوا فقهــاء‪ ،‬ومنهــم‬ ‫مــن عــرف بــاألدب‪ ،‬والشــعر‪ ،‬والتاريــخ‪ ،‬كــا تــوىل‬ ‫القضــاء يف البــرة بعــض القضــاة الذيــن ليســوا مــن‬ ‫أهــل العلــم‪ .‬وقــد اجتمــع لبعــض القضــاة عــدة علــوم‬ ‫كالفقــه واحلديــث وروايــة األخبــار واألشــعار ومنهــم‬ ‫القــايض حممد‪ ‬بــن محــاد الــذي كتــب علــا كثــرا(‪.)17‬‬ ‫والقــايض يوســف‪ ‬بن يعقــوب الــذي ســمع احلديــث‬ ‫(‪)18‬‬ ‫ودرس الفقــه وكتــب عنــه النــاس علــا كثــرا‬ ‫والقــايض الفضل‪ ‬بــن احلبــاب (ت‪292‬هـــ‪904/‬م)‬ ‫الــذي كان حمدثــا مكثــرا لروايــة األخبــار واألدب(‪.)19‬‬ ‫ومــن خالل دراســة ثقافــة ومؤهالت القضــاة‪ ،‬تبني‬ ‫أن غالبيتهــم مــن أهــل احلديــث والفقــه‪ ،‬فقــد بلــغ عــدد‬ ‫القضــاة املحدثــن يف البــرة مخســة عــر قاضيــا وهم‪:‬‬ ‫القــايض إبراهيم‪ ‬بــن حممــد التيمي (ت‪250‬هـــ‪864/‬م)‬ ‫كان حمدثــا يف رس مــن رأى‪ ،‬ثقــة‪ ،‬روى احلديــث‬ ‫عــن ســفيان‪ ‬بن عيينــة‪ ،‬وحييى‪ ‬بــن ســعيد القطــان‪،‬‬ ‫وأيب عامــر العقــدي وروح‪ ‬بــن عبــادة‪ ،‬وأيب عاصــم‬ ‫النبيــل‪ ،‬وعثامن‪ ‬بــن عمر‪ ‬بــن فــارس(‪ .)20‬والقــايض‬

‫(‪ )1‬وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ص‪.181-180‬‬ ‫(‪ )2‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.296‬‬ ‫(‪ )3‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪ .310‬القاضــي‬ ‫عيــاض‪ ،‬ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.183‬‬ ‫(‪ )4‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ .51‬ابــن الجوزي‪،‬‬ ‫المنتظم‪ ،‬ج‪ ،12‬ص‪ ،300‬ج‪ ،13‬ص‪.134‬‬ ‫(‪ )5‬الخطيب البغدادي‪ ،‬تاريخ بغداد‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.51‬‬ ‫(‪ )6‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ص‪.232-231‬‬ ‫(‪ )7‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.272‬‬ ‫(‪ )8‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،14‬ص ص‪.311-310 ،232‬‬ ‫(‪ )9‬وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.180‬‬ ‫(‪ )10‬ابن طولون‪ ،‬قضاة دمشق‪ ،‬ص‪.33‬‬

‫(‪ )11‬التنوخــي‪ ،‬نشــوار المحاضــرة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .27‬الذهبــي‪ ،‬تاريــخ‬ ‫اإلســام (حــوادث ‪ ،)310-301‬ص‪.166‬‬ ‫(‪ )12‬الصفدي‪ ،‬الوافي بالوفيات‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.345‬‬ ‫(‪ )13‬الخطيب البغدادي‪ ،‬تاريخ بغداد‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.310‬‬ ‫(‪ )14‬الصفدي‪ ،‬الوافي بالوفيات‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.345‬‬ ‫(‪ )15‬الخطيب البغدادي‪ ،‬تاريخ بغداد‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.310‬‬ ‫(‪ )16‬مؤلف مجهول‪ ،‬العيون والحدائق‪ ،‬ج‪ ،4‬ق‪ ،2‬ص‪.405‬‬ ‫(‪ )17‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.273-272‬‬ ‫القاضــي عيــاض‪ ،‬ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.183‬‬ ‫(‪ )18‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.295‬‬ ‫(‪ )19‬الذهبــي‪ ،‬تاريــخ اإلســام (حــوادث ســنوات ‪ ،)310-301‬ص‬ ‫ص‪.167-166‬‬ ‫‪ )(20‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،6‬ص ص‪.151-150‬‬

‫‪87‬‬


‫قضاة البصرة (‪ 334 247-‬هـ ‪ 945-861 /‬م)‬

‫حممد‪ ‬بــن محــاد (ت‪276‬هـــ‪889/‬م) وقــد حــدث عــن‬ ‫ســليامن‪ ‬بن عبــد العزيز‪ ‬بــن أيب ثابــت املدينــي وروى‬ ‫عنــه أخــوه إبراهيم‪ ‬بــن محــاد(‪ )1‬ومنهــم القــايض‬ ‫أمحد‪ ‬بــن حممد‪ ‬بــن ســهل الــرازي (ت‪292‬هـــ‪/‬‬ ‫‪904‬م) الــذي كان حافظــا(‪ )2‬والقــايض احلســن‪ ‬بن‬ ‫عــي أبوعــي املعمــري (ت‪295‬هـــ‪907/‬م) الــذي‬ ‫كان حمدثــا(‪ ،)3‬فقــد طلــب العلــم يف البــرة والكوفــة‬ ‫والشــام ومــر‪ ،‬وكان مــن أوعيــة العلــم حفظــا وفهــا‪،‬‬ ‫وصفــه الدارقطنــي بأنــه‪ :‬صــدوق وحافــظ وكان إمامــا‬ ‫ربانيــا يف معرفــة احلديــث وتصنيفــه ســمع مــن هدبــة‬ ‫وابــن املدينــي(‪ )4‬وكان القــايض يوســف‪ ‬بن يعقــوب‬ ‫(ت‪297‬هـــ‪909/‬م) حمدثــا ســمع احلديــث مــن‬ ‫شــيوخه مســلم‪ ‬بن إبراهيــم‪ ،‬وســليامن‪ ‬بن حــرب‪،‬‬ ‫وحممد‪ ‬بــن كثــر وعمرو‪ ‬بــن مــرزوق‪ ،‬وحممد‪ ‬بــن‬ ‫أيب بكــر املقدمــي‪ ،‬ومســدد‪ ،‬وهدبة‪ ‬بــن خالــد وأبــو‬ ‫الربيــع الزهــراين‪ ،‬وشــيبان‪ ‬بن فــروخ‪ ،‬وكان الغالــب‬ ‫عليــه احلديــث وكان مســند ًا فاضــا وقــد ســمع منــه‬ ‫النــاس ببغــداد قــراءة وإمــاء وأخــذ عنــه‪ :‬ابنــه القــايض‬ ‫أبــو عمــر‪ ،‬وأبــو عمرو‪ ‬بــن الســاك وابــن قانــع‪،‬‬ ‫وأبــو بكــر الشــافعي‪ ،‬وأبــو حممد‪ ‬بــن مــايس(‪ )5‬وثقــه‬ ‫ابــن اخلطيــب(‪ )6‬وذكــره ابــن كامــل القــايض يف كتابــه‬ ‫وقــال عنــه‪( :‬إنــه كان غــر مطعــون عليــه يف احلديــث)‬ ‫(‪ .)7‬ومــن مصنفــات القــايض يوســف‪ ‬بن يعقــوب‪:‬‬ ‫(فضائــل أزواج النبــي ‪ )‬و(مســند شــعبة)‬ ‫وكتــاب (الصيــام والدعــاء والــزكاة)(‪ .)8‬أمــا القــايض‬ ‫أمحد‪ ‬بــن الوزير‪ ‬بــن بســام أبــو عــي فــكان حمدثــا‪،‬‬ ‫وحــدث عــن جعفر‪ ‬بــن عــون‪ ،‬وأيب عامــر‪ ،‬وأيب‬ ‫داود(‪ )9‬وروى القــايض أبــو أميــة األحوص‪ ‬بــن‬ ‫املفضــل (ت‪300‬هـــ‪912/‬م) احلديــث عــن حممــد‬ ‫بن‪ ‬عبدامللــك بــن‪ ‬أيب الشــوارب‪ ،‬وكتــب عنــه شــيئا‬ ‫مــن احلديــث وقــال عنــه الدارقطنــي «ليــس بــه بــأس»‬ ‫وكان يســأل القــايض أمحد‪ ‬بــن كامــل يف معــاين‬ ‫ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج‪ ،12‬ص‪.37‬‬ ‫‪ )(1‬الخطيب البغدادي‪ ،‬تاريخ بغداد‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.272‬‬ ‫‪ )(2‬وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.181‬‬ ‫‪ )(3‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص ص‪.76-75‬‬ ‫‪ )(4‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،13‬ص ص‪.76-75‬‬ ‫‪ )(5‬القاضــي عيــاض‪ ،‬ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ص‪.296-295‬‬ ‫ابــن الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪.103‬‬ ‫‪ )(6‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.296‬‬ ‫‪ )(7‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.296‬‬ ‫‪ )(8‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.296‬‬ ‫‪ )(9‬أبو نعيم األصبهاني‪ ،‬تاريخ أصبهان‪ ،‬ص‪ ،114‬ترجمة ‪.32‬‬

‫‪88‬‬

‫آمنة محمود الذيابات البطوش‬

‫بعــض األحاديــث(‪.)10‬‬ ‫أمــا القــايض الفضل‪ ‬بــن احلبــاب (ت‪305‬هـــ‪/‬‬ ‫‪917‬م) فهــو حمــدث ثقــة(‪ ،)11‬ومــن شــيوخه‪ :‬أبــو داود‪،‬‬ ‫وأبــو زرعــة ومهــا مــن كبــار الشــيوخ وســمع مــن‬ ‫مســلم بن‪ ‬إبراهيــم‪ ،‬والوليد‪ ‬بــن هشــام القحذمــي‪،‬‬ ‫وســليامن‪ ‬بن حــرب وحفص‪ ‬بــن عمــر احلــويض‪،‬‬ ‫وأيب الوليــد الطيالــي‪ ،‬ومســدد‪ ،‬وعمرو‪ ‬بــن‬ ‫مــرزوق‪ ،‬وعثامن‪ ‬بــن اهليثــم املــؤذن(‪ )12‬وروى عنــه‬ ‫أبــو عوانــة يف صحيحــه‪ ،‬وأبــو بكــر الصــويل‪ ،‬الــذي قرأ‬ ‫عليــه كتــاب طبقــات الشــعراء(‪ .)13‬ومــن قضــاة البــرة‬ ‫املحدثــن شــيخ القضــاة ومتقدميهــم القــايض أمحد‪ ‬بــن‬ ‫عبــداهلل اهلــذيل (ت‪322‬هـــ‪933 /‬م) فــكان ثقــة حــدث‬ ‫عــن يعقــوب بن‪ ‬إبراهيــم الورقــي وحممد‪ ‬بــن‬ ‫عبــداهلل املخرمــي وحممود‪ ‬بــن خــداش وحممد‪ ‬بــن‬ ‫محــاد الفهــراين وعمران‪ ‬بــن بــكار وروى األخــر عــن‬ ‫أيب احلســن الدارقطنــي(‪ .)14‬وكان القــايض أمحد‪ ‬بــن‬ ‫موســى‪ ‬بن إســحاق‪ ‬بن موســى األنصــاري‬ ‫(ت‪322‬هـــ‪933/‬م) ثقــة(‪ .)15‬روى عــن أبيه وســهل‪ ‬بن‬ ‫بحــر‪ ،‬وأيب يوســف القلــويس ووصــف القــايض أبــو‬ ‫عبــد اهلل التســري (ت‪345‬هـــ‪956/‬م) بأنــه واســع‬ ‫الروايــة واحلديــث مالزمــا للســنة نافــرا مــن البدعــة‪ ،‬له‬ ‫أحاديــث يف املعتزلــة‪ .‬ومــن مصنفاتــه (فضائــل املدينــة‬ ‫واحلجــة فيهــا)(‪ )16‬ومــن قضــاة البــرة املحدثــن أبــو‬ ‫احلســن حممد‪ ‬بــن عبدالواحــد اهلاشــمي(‪ .)17‬والقــايض‬ ‫أبــو حممــد احلســن‪ ‬بن عمــر بــن حممد‪ ‬بــن يوســف‬ ‫الــذي روى عــن البغــوي وابــن صاعــد(‪.)18‬‬ ‫وكان حممد‪ ‬بــن أمحــد الذهــي أبــو طاهــر‬ ‫(ت‪367‬هـــ‪977/‬م) كثــر احلديــث واألخبــار‪،‬‬ ‫واســع املذاكــرة حــدث ببغــداد‪ ،‬روى احلديــث عــن‬ ‫‪ )(10‬وكيــع‪ ،‬أخبــار القضــاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .182‬الخطيــب البغــدادي‪،‬‬ ‫تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.51-50‬‬ ‫‪ )(11‬الذهبي‪ ،‬سير أعالم النبالء‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.8‬‬ ‫‪ )(12‬الذهبــي‪ ،‬تاريــخ اإلســام (حــوادث ‪ ،)310-301‬ص‬ ‫ص ‪.1 6 7 -1 6 6‬‬ ‫‪ )(13‬الذهبي‪ ،‬سير أعالم النبالء‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.9-7‬‬ ‫‪ )(14‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .229‬الذهبــي‪،‬‬ ‫تاريــخ اإلســام (حــوادث ‪ ،)330-321‬ص‪.100‬‬ ‫‪ )(15‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .144‬الذهبــي‪،‬‬ ‫تاريــخ اإلســام (حــوادث ‪ ،)330-321‬ص‪.103‬‬ ‫‪ )(16‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.269‬‬ ‫‪ )(17‬التنوخــي‪ ،‬نشــوار المحاضــرة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 313 ،92 ،22‬ج‪،2‬‬ ‫ص‪.157 ،83 ،72‬‬ ‫‪ )(18‬أبــو نعيــم األصبهانــي‪ ،‬تاريــخ أصبهــان‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 336‬ترجمــة‬ ‫‪.613‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫أيب غالــب‪ ،‬عــن ابــن أمحد‪ ‬بــن النــر إســحاق‪ ‬بن‬ ‫خالويــه‪ ،‬واحلســن‪ ‬بن الكميــت‪ ،‬وأيب مســلم الكجــي‬ ‫وأيب خليفــة الفضل‪ ‬بــن احلبــاب‪ ،‬ويوســف‪ ‬بن‬ ‫يعقــوب وغــره مــن األعيــان(‪ .)1‬وكان حممد‪ ‬بــن أمحــد‬ ‫الذهــي ثبتــا كثــر الســاع‪ ،‬فاضــا مــن بيــت عــرف‬ ‫بالعلــم والقضــاء وهــو مــن أهــل القــرآن واألدب‬ ‫متفننــا بالعلــوم(‪ )2‬دخــل مــر ســنة ‪340‬هـــ‪951/‬م‬ ‫وحــدث هبــا وتــوىل قضاءهــا ســنة ‪348‬هـــ‪959/‬م(‪ )3‬ثم‬ ‫القــايض أبــو عــي حممد‪ ‬بــن ســليامن‪ ‬بن عــي املالكــي‬ ‫املــري‪ ،‬روى احلديــث عــن زيد‪ ‬بــن أخــزم‪ ،‬وأيب‬ ‫حفــص والنرض‪ ‬بــن طاهــر وحممد‪ ‬بــن عبدامللــك‪،‬‬ ‫وحــدث عنــه الدارقطنــي(‪.)4‬‬ ‫أمــا قضــاة البــرة الفقهــاء فكانــت أعدادهــم أقــل‬ ‫مقارنــة مــع القضــاة املحدثــن فقــد بلــغ عــدد مــن اهتم‬ ‫هبــم بالفقــه اثنــن فقــط مهــا‪ :‬القــايض الفقيــه حممد‪ ‬بــن‬ ‫جعفر‪ ‬بــن أمحد‪ ‬بــن العبــاس‪ ،‬والقــايض أبــو عبــداهلل‬ ‫التســري الــذي كان فقيهــا يف املدينــة الرشيفــة ومــن‬ ‫شــيوخه إبراهيم‪ ‬بــن محــاد‪ ،‬وحممد‪ ‬بــن خشــنان‪،‬‬ ‫والربكــاين(‪.)5‬‬ ‫أمــا القضــاة الفقهــاء الذيــن درســوا الفقــه‬ ‫وجــاء اهتاممهــم بــه يف املرتبــة الثانيــة بعــد احلديــث‬ ‫فهــم‪ :‬القــايض يوســف‪ ‬بن يعقــوب الــذي درس‬ ‫الفقــه وكان أكثــر تفقهــه مــع ابــن عمــه إســاعيل‪،‬‬ ‫وألــف القــايض حممد‪ ‬بــن أمحــد الذهــي أبــو طاهــر‬ ‫(ت‪367‬هـــ‪977/‬م) كتابــا يف الفقــه أجــاب فيــه عــن‬ ‫مســائل خمتــر املــزين عــى قــول مالــك بن‪ ‬أنــس‪ ،‬كــا‬ ‫اختــر تفاســر كل مــن اجليــاين‪ ،‬والبلخــي(‪ )6‬قــال‬ ‫عنــه الفرغــاين‪« :‬كان أبــو طاهــر مســندا يف احلديــث‪،‬‬ ‫فقيهــا‪ ،‬ثقــة‪ ،‬أديبــا‪ ،‬كامــا»(‪.)7‬‬ ‫مل تقتــر معــارف وثقــة قضــاة البــرة عــى‬ ‫(‪ )1‬القاضــي عيــاض‪ ،‬ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .266‬الــداوودي‪،‬‬ ‫طبقــات المفســرين‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.73-72‬‬ ‫(‪ )2‬التنوخــي‪ ،‬نشــوار المحاضــرة‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .178-177‬ابــن‬ ‫الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ .90‬الــداوودي‪ ،‬طبقــات‬ ‫المفســرين ج‪ ،2‬ص‪.73‬‬ ‫(‪ )3‬الداوودي‪ ،‬طبقات المفسرين‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ص‪.73-72‬‬ ‫(‪ )4‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.272‬‬ ‫(‪ )5‬وكيــع‪ ،‬أخبــار القضــاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .182‬القاضــي عيــاض‪ ،‬ترتيــب‬ ‫المــدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ ،296‬ج‪ ،5‬ص ص‪.269-268‬‬ ‫(‪ )6‬القاضــي عيــاض‪ ،‬المصــدر نفســه‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ ،183‬ج‪ ،4‬ص‪.295‬‬ ‫الــداوودي‪ ،‬طبقــات المفســرين‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ص‪ .73-72‬ابــن‬ ‫فرحــون‪ ،‬الديبــاج المذهــب‪ ،‬ص‪ .314‬ابــن الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪،‬‬ ‫ج‪ ،7‬ص‪.90‬‬ ‫(‪ )7‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.267‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫العلــوم الدينيــة‪ ،‬بــل اهتــم بعــض القضــاة بعلــوم‬ ‫اللغــة العربيــة وآداهبــا والتاريــخ واألنســاب‪ :‬ومنهــم‬ ‫القــايض الفضل‪ ‬بــن احلبــاب‪ ،‬ويكنــى أبــا خليفــة وكان‬ ‫مــن رواة األخبــار واألشــعار واآلداب واألنســاب‪،‬‬ ‫يكثــر مــن اســتعامل الســجع يف كالمــه(‪ .)8‬قــال عنــه ابــن‬ ‫العــاد احلنبــي أنــه كان إخباريــا عاملــا(‪ .)9‬أمــا القــايض‬ ‫أبــو عبــداهلل التســري فــكان لــه حــظ مــن علــم‬ ‫العربيــة‪ ،‬وكان القــايض حممد‪ ‬بــن أمحــد الذهــي أبــو‬ ‫طاهــر مــن أهــل األدب‪ ،‬متفننــا يف العلــوم(‪ )10‬ولبعــض‬ ‫القضــاة اهتــام بالشــعر ومنهــم القــايض أبــو احلســن‬ ‫حممد‪ ‬بــن عبدالواحــد اهلاشــمي‪ ,‬واهتــم القــايض أبــو‬ ‫أميــة األحوص‪ ‬بــن املفضــل بالتاريــخ(‪.)11‬‬ ‫ويتبــن ممــا ســبق أن عــدد القضــاة الذيــن اهتمــوا‬ ‫بعلــوم اللغــة العربيــة وآداهبــا واألخبــار واألنســاب‬ ‫مخســة قضــاة اهتــم ثالثــة منهــم بــاآلداب واألخبــار‬ ‫وهــم القــايض‪ :‬الفضل‪ ‬بــن احلبــاب وحممد‪ ‬بــن أمحــد‬ ‫الذهــي واألحــوص وللقــايض أبــو عبــداهلل التســري‬ ‫اهتــام بالعربيــة‪ ،‬واثنــان آخــران اهتــا بالشــعر ومهــا‬ ‫القاضيــان‪ :‬الفضل‪ ‬بــن احلبــاب‪ ،‬وأبــو احلســن‬ ‫حممد‪ ‬بــن عبدالواحــد‪.‬‬ ‫ووجــد يف قضــاة البــرة مــن مل تتوافــر فيهــم‬ ‫املؤهــات العلميــة والثقافيــة ومنهــم القــايض‬ ‫األحوص‪ ‬بــن املفضــل الــذي كان قليــل العلــم خيطــئ‬ ‫ووصــف بأنــه «بليــدا ال حيســن الفقــه»(‪ )12‬وأيضــا‬ ‫القــايض أمحد‪ ‬بــن عبــدا هلل‪ ‬بــن إســحاق اخلرقــي‬ ‫(ت‪333‬هـــ‪944/‬م)‪ .‬الــذي كان «ال خدمــة لــه للعلــم‪،‬‬ ‫وال جمالســة ألهلــه»(‪ .)13‬أمــا قضــاة البــرة اآلخريــن‬ ‫فلــم تســعفنا املصــادر بتعــرف مؤهالهتــم وعددهــم‬ ‫يصــل إىل عــرة قضــاة هــم‪ :‬القــايض أمحد‪ ‬بــن‬ ‫عبدالكريــم احلــوراين التيمــي (ت‪250‬هـــ‪864/‬م)‬ ‫(‪ )14‬والقــايض أمحد‪ ‬بــن حممــد أبــو ســهل الــرازي‬ ‫(‪ )8‬الصفدي‪ ،‬نكت الهميان‪ ،‬ص‪.266‬‬ ‫(‪ )9‬ابن العماد الحنبلي‪ ،‬شذرات الذهب‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.246‬‬ ‫(‪ )10‬الــداوودي‪ ،‬طبقــات المفســرين ج‪ ،2‬ص ص‪.73-72‬‬ ‫القاضــي عيــاض‪ ،‬ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.268‬‬ ‫(‪ )11‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ ،50‬ج‪ ،8‬ص‬ ‫ص‪ .52-50‬ابــن الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪.134‬‬ ‫(‪ )12‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ .50‬ابــن‬ ‫الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪.134‬‬ ‫(‪ )13‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ .4‬مؤلــف مجهــول‪،‬‬ ‫العيــون والحدائــق‪ ،‬ج‪ ،4‬ق‪ ،2‬ص ص‪،405 ،242 ،379 ،358‬‬ ‫‪.411 ،409‬‬ ‫(‪ )14‬ابن األثير‪ ،‬الكامل في التاريخ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.161‬‬

‫‪89‬‬


‫قضاة البصرة (‪ 334 247-‬هـ ‪ 945-861 /‬م)‬

‫(ت‪281‬هـــ‪894/‬م)(‪ )1‬والقــايض عبدالرمحن‪ ‬بــن‬ ‫حممــد امللقــب بنــرج(‪ )2‬والقــايض إبراهيــم بن‪ ‬املنــذر‬ ‫(‪)4‬‬ ‫اجلــارودي(‪ )3‬والقــايض ســعيد‪ ‬بن حممــد الصفــار‬ ‫(‪)5‬‬ ‫وحممد‪ ‬بــن عبــداهلل بن‪ ‬عــي بــن‪ ‬أيب الشــوارب‬ ‫(‪)7‬‬ ‫والقــايض قانــع(‪ )6‬والقــايض عمر‪ ‬بــن زاذان‬ ‫وحممد‪ ‬بــن أســيد(‪.)8‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تعيني القضاة‪:‬‬ ‫احتــل منصــب القضــاء يف العــر العبــايس مكانــة‬ ‫واحرتامــا‪ ،‬ويبــدو ذلــك مــن قــول اخلليفــة املعتضــد‬ ‫(‪289-279‬هـــ‪901-892/‬م) قــال «القضــاء عمــود‬ ‫الســلطان وقــوام األديــان»(‪.)9‬‬ ‫كان يتــم تعيــن القضــاة يف العــر العبــايس األول‬ ‫مــن قبــل اخللفــاء ونــادرا مــن قبل الــوالة‪ ،‬حيــث كانت‬ ‫السياســة الدينيــة العباســية تتجه نحــو اإلدارة املركزية‪،‬‬ ‫فربــط اخللفــاء دائــرة القضــاء هبــم وكان عــى القــايض‬ ‫أن يتبــع أوامــر اخلليفــة‪ ،‬ال أوامــر وتعليــات الــوايل‪،‬‬ ‫وأصبــح منصــب القضــاء وظيفــة دينيــة‪ .‬واخلليفــة‬ ‫هــو املخــول بإعطــاء القــايض عهــدا ليكــون تعيينــه‬ ‫مقبــوال‪ ،‬وبــدون ســلطة اخلليفــة تعــد ســلطة القــايض‬ ‫غــر رشعيــة حســب رأي الفقهــاء(‪ )10‬ويف العــر‬ ‫العبــايس الثــاين خــال الفــرة (‪289-247‬هـــ‪-861/‬‬ ‫‪901‬م) طــرأ تغيــرا عــى منصــب القضــاء بخاصــة‬ ‫مــن حيــث تعيــن القــايض‪ ،‬حيــث أشــارت النصــوص‬ ‫إىل أن بعــض القضــاة تــم تعيينهــم مــن قبــل اخلليفــة‬ ‫(‪ )1‬وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.181‬‬ ‫(‪ )2‬المصــدر نفســه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .181‬ابــن األثيــر‪ ،‬الكامــل‪ ،‬ج‪،6‬‬ ‫ص ‪.344‬‬ ‫(‪ )3‬وكيــع‪ ،‬أخبــار القضــاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .182‬القاضــي عيــاض‪ ،‬ترتيــب‬ ‫المــدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .296‬الذهبــي‪ ،‬ســير أعــام النبــاء‪ ،‬ج‪،13‬‬ ‫ص‪.542-541‬‬ ‫(‪ )4‬وكيــع‪ ،‬أخبــار القضــاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .182‬التنوخــي‪ ،‬نشــوار‬ ‫المحاضــرة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.235‬‬ ‫(‪ )5‬وكيــع‪ ،‬أخبــار القضــاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .183‬الصفــدي‪ ،‬الوافــي‬ ‫بالوفيــات‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.345‬‬ ‫(‪ )6‬وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.183‬‬ ‫(‪ )7‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.183‬‬ ‫(‪ )8‬وكيــع‪ ،‬أخبــار القضــاة‪ ،‬ص‪ .180‬القاضــي عيــاض‪ ،‬ترتيــب‬ ‫المــدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.295‬‬ ‫(‪ )9‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪ .310‬القاضــي‬ ‫عيــاض‪ ،‬ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ص‪ .297-296‬ابــن‬ ‫الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪ .104‬ابــن كثيــر‪ ،‬البدايــة‬ ‫والنهايــة‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪.119‬‬ ‫(‪ )10‬الكساسبة‪ ،‬السلطة القضائية‪ ،‬ص ص‪.150-148‬‬

‫‪90‬‬

‫آمنة محمود الذيابات البطوش‬

‫أو الوزيــر(‪ )11‬أو الــوايل‪ .‬بــل يعــن قــايض البــرة‬ ‫الــذي يســكن بغــداد مــن ينــوب عنــه يف البــرة(‪ )12‬ممــا‬ ‫نســتدل منــه عــى تأثــر منصــب القضــاء يف تلــك احلقبــة‬ ‫بالظــروف املحيطــة واألوضــاع السياســية القائمــة‪.‬‬ ‫وعــادة يتــم تعيــن القــايض وفــق بعــض األلفــاظ‬ ‫التــي أشــارت إليهــا بعــض مصــادر أدب القضــاء‪،‬‬ ‫ومــن هــذه األلفــاظ الرصحيــة «قلدتــك القضــاء أو‬ ‫وليتــك القضــاء أو اســتخلفتك أو اســتنبتك» ومــن‬ ‫ألفــاظ الكتابــة‪ :‬اعتمــدت عليــك يف القضــاء أو عولت‬ ‫عليــك‪ ،‬أو عهــدت إليــك‪ ،‬أو وكلــت إليــك(‪ ،)13‬وهــذه‬ ‫األلفــاظ إمــا أن تكــون شــفهية أو مكتوبــة أو يســتدعي‬ ‫القــايض إىل بــاط اخلليفــة ليتــم استشــارته ثــم تعيينــه‬ ‫يف منصــب القضــاء‪ ،‬كــا يعــن القضــاة بنــاء عــى‬ ‫رغبتهــم‪ ،‬وال يرغــم أحــد ًا عــى قبــول هــذا املنصــب‪،‬‬ ‫ويتــم توليــة القــايض واخللــع عليــه فــور قبولــه توليــة‬ ‫املنصــب(‪.)14‬‬ ‫تقلــد منصــب القضــاء يف البــرة خــال العــر‬ ‫العبــايس الثــاين (‪334-247‬هـــ‪945-861/‬م) ســبعة‬ ‫وعــرون قاضيــا تــم تعيينهــم يف ظــروف خمتلفــة مــن‬ ‫قبــل اخللفــاء أو األمــراء والــوزراء وقضــاة بغــداد‪.‬‬ ‫كان إبراهيــم التيمــي قاضيــا للبــرة عنــد وفــاة‬ ‫اخلليفــة املتــوكل (‪247-232‬هـــ‪861-846/‬م) ثــم‬ ‫عزلــه اخلليفــة املنتــر (‪248-247‬هـــ‪862-861/‬م)‬ ‫وأعــاد تعيينــه اخلليفــة املســتعني (‪252-248‬هـــ‪-862/‬‬ ‫‪866‬م) قاضيــا للبــرة ثانيــة وبقــي فيهــا حتــى‬ ‫وفاتــه ســنة (‪250‬هـــ‪864/‬م)(‪ )15‬ثــم قلــد اخلليفــة‬ ‫املعتــز (‪255-252‬هـــ‪868-866/‬م) قضــاء البــرة‬ ‫للعباس‪ ‬بــن حممد‪ ‬بــن عبدامللك‪ ‬بــن أيب الشــوارب‬ ‫(‪252‬هـــ‪866/‬م) ويف عهــد اخلليفــة املهتــدي‬ ‫(‪256-255‬هـــ‪869-868/‬م) قلــد قضــاء البــرة‬ ‫للقــايض أمحد‪ ‬بــن وزيــر‪ .‬ويف ســنة‪256‬هـ‪869/‬م‬ ‫قلــد اخلليفــة املعتمــد (‪279-256‬هـــ‪892-869/‬م)‬ ‫قضــاء البــرة للقــايض أمحد‪ ‬بــن حممــد أبــو ســهل‬ ‫الــرازي (ت‪281‬هـــ‪894/‬م) ويف عهــد اخلليفــة املعتمد‬ ‫عــن ويل عهــده املوفــق بــاهلل (ت‪278‬هـــ‪891/‬م) عــى‬ ‫(‪ )11‬‬ ‫(‪ )12‬‬ ‫(‪) 13‬‬ ‫(‪ )14‬‬ ‫(‪ )15‬‬

‫وكيــع‪ ،‬أخبــار القضــاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .179‬الصفــدي‪ ،‬الوافــي‬ ‫بالوفيــات‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.345‬‬ ‫وكيــع‪ ،‬أخبــار القضــاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .180‬القاضــي عيــاض‪،‬‬ ‫ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ص‪.297-296‬‬ ‫ابن أبي الدم‪ ،‬أدب القضاء‪ ،‬ص‪.50‬‬ ‫ابــن أبــي الــدم‪ ،‬أدب القضــاء‪ ،‬ص‪ .50‬الكساســبة‪ ،‬الســلطة‬ ‫القضائيــة‪ ،‬ص‪.150‬‬ ‫وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ص‪.182-181‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫قضــاء البــرة عبدالرمحن‪ ‬بــن حممــد امللقــب بنــرج‬ ‫(ت‪271‬هـــ‪884/‬م)(‪ )1‬ثــم وىل املوفــق حممد‪ ‬بــن‬ ‫محاد‪ ‬بــن إســحاق (ت‪276‬هـــ‪889/‬م) قضــاء‬ ‫البــرة(‪ )2‬وضــم إليــه عــدة أقضيــة فقــد واله املوفــق‬ ‫عنــد خروجــه إىل حماربــة الزنــج بالبــرة قضــاء مــا‬ ‫رجــع مــن النــاس‪ ،‬وقضــاء عســكره‪ ،‬وقضــاء واســط‬ ‫وكــور دجلــة‪ ,‬ويف حالــة مرافقتــه لألمــر املوفــق‬ ‫يســتخلف عــى البــرة القــايض حممد‪ ‬بــن أســيد‬ ‫وهــو مــن أهــل البــرة(‪.)3‬‬ ‫وبعــد وفــاة القــايض حممد‪ ‬بــن محــاد (ت‪276‬هـــ‪/‬‬ ‫‪889‬م) تقلــد مكانــه ابــن عمــه يوســف‪ ‬بن يعقــوب‬ ‫قضــاء البــرة مــن قبــل اخلليفــة املعتمــد(‪ )4‬ثــم أقــر عــى‬ ‫ذلــك يف عهــد اخلليفــة املعتضــد (‪289-279‬هـــ‪-892/‬‬ ‫‪901‬م) ثــم اســتمر دور اخللفــاء يف تعيــن القضــاة يف‬ ‫عهــد اخلليفــة املقتــدر بــاهلل(‪320 -295‬هـــ‪-907/‬‬ ‫‪932‬م) واملتقــي بــاهلل ‪333-329‬هـــ‪944-940/‬م)‬ ‫حيــث تــم تعيــن القــايض أمحد‪ ‬بــن عبــداهلل اخلرقــي‬ ‫(ت بعــد ‪333‬هـــ‪944/‬م) يف عهــد اخلليفــة املتقــي‬ ‫بــاهلل(‪ )5‬والقــايض حممد‪ ‬بــن عبداهلل‪ ‬بــن أيب الشــوارب‬ ‫يف عهــد املقتــدر بــاهلل(‪ )6‬وعــن اخلليفــة الــرايض‬ ‫(‪329-322‬هـــ‪940-933/‬م) أبــا حممــد احلســن‪ ‬بن‬ ‫عمــر قاضيــا للبــرة(‪.)7‬‬ ‫وممــا يالحــظ يف تعيــن قضــاة خــال حقبــة‬ ‫الدراســة عــدم وجــود ألفــاظ رصحيــة يف تقليــد القضاء‬ ‫وبخاصــة اخلطيــة أو املكتوبــة ســواء مــن قــام اخلليفــة‬ ‫بتعيينهــم أو الــوالة أو الــوزراء أو القضــاة‪.‬‬ ‫ســاهم القضــاة الذيــن أقامــوا يف بغــداد يف تعيــن‬ ‫مــن خيلفهــم يف البــرة ومنهــم القــايض يوســف‪ ‬بن‬ ‫يعقــوب (ت‪909/297‬م) الــذي اســتخلف عــى‬ ‫البــرة حممد‪ ‬بــن جعفر‪ ‬بــن أمحد‪ ‬بــن العباس‪ ‬بــن‬ ‫عبــداهلل‪ .‬وبعــد وفاته ســنة (‪292‬هـــ‪904/‬م) اســتخلف‬ ‫‪ )(1‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.181‬‬ ‫(‪ )2‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.181‬‬ ‫(‪ )3‬وكيــع‪ ،‬أخبــار القضــاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .182-181‬الخطيــب‬ ‫البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ص‪ .273-272‬القاضــي‬ ‫عيــاض‪ ،‬ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .295‬ابــن الجــوزي‪،‬‬ ‫المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.320‬‬ ‫(‪ )4‬الخطيب البغدادي‪ ،‬تاريخ بغداد‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.310‬‬ ‫(‪ )5‬الصولــي‪ ،‬أخبــار الراضــي والمتقــي‪ ،‬ص‪ .160‬الخطيــب‬ ‫البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.231‬‬ ‫(‪ )6‬ابــن الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،12‬ص‪ .300‬ابــن طولــون‪ ،‬قضــاة‬ ‫دمشــق‪ ،‬ص‪.33‬‬ ‫(‪ )7‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.262‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫مكانــه إبراهيم‪ ‬بــن املنــذر اجلــارودي(‪ .)8‬ثــم اســتخلف‬ ‫مكانــه الفضل‪ ‬بــن احلبــاب (ت‪305‬هـــ‪917/‬م) ثــم‬ ‫أمحد‪ ‬بــن عبــداهلل الذهــي (ت‪322‬هـــ‪933 /‬م) حتــى‬ ‫عــزل القــايض يوســف‪ ‬بن يعقــوب عــن القضــاء‬ ‫عامــة ســنة ‪296‬هـــ‪908/‬م(‪ .)9‬مــن قبــل اخلليفــة‬ ‫املقتــدر (‪320-295‬هـــ‪932-907/‬م)(‪ )10‬واســتخلف‬ ‫القــايض حممد‪ ‬بــن عبــد اهلل عــى قضــاء البــرة‬ ‫رجــل يقــال لــه قانــع‪ ،‬ثــم عمر‪ ‬بــن زاذان‪ ،‬وذلــك‬ ‫يف عهــد اخلليفــة املقتــدر(‪ .)11‬وعــن قــايض قضــاة أيب‬ ‫احلســن عمر‪ ‬بــن حممد‪ ‬بــن يوســف حممد‪ ‬بــن أمحــد‬ ‫الذهــي (ت‪267‬هـــ‪880/‬م) قاضيــا للبــرة ومناطــق‬ ‫أخــرى(‪.)12‬‬ ‫ولعــل التقــرب مــن الــوزراء قــد أدى إىل وصــول‬ ‫بعــض القضــاة إىل هــذا املنصــب بغــض النظــر عن عدم‬ ‫توافــر رشوط القضــاء فيهــم‪ .‬ومــن هــؤالء القــايض‬ ‫أبــو أميــة األحوص‪ ‬بــن املفضــل (ت‪300‬هـــ‪912/‬م)‬ ‫الــذي طلــب مــن صديقــه الوزيــر ابــن الفــرات ‪ -‬يف‬ ‫عهــد اخلليفــة املقتــدر‪ -‬أن يقلــده منصــب مــا فقــال لــه‬ ‫ابــن الفــرات» وحيــك ال جيــيء منــك عامــل‪ ،‬وال قائــد‪،‬‬ ‫وال كاتــب‪ ،‬وال صاحــب رشطــة‪ ،‬فــأي يشء أقلــدك؟‬ ‫قــال‪ :‬ال أدري‪ .‬قــال ابــن الفــرات‪ :‬أقلــدك القضــاء‪.‬‬ ‫قــال‪ :‬قــد رضيــت»(‪.)13‬‬ ‫وعــن الوزيــر ابــن خاقــان القــايض حممد‪ ‬بــن‬ ‫عبداهلل‪ ‬بــن أيب الشــوارب (‪301‬هـــ‪913/‬م) قاضيــا‬ ‫للبــرة(‪ )14‬وعندمــا أعيــد الوزيــر ابــن الفــرات للوزارة‬ ‫ســعى لتعيــن ابــن القــايض أبــو أميــة األحوص‪ ‬بــن‬ ‫املفضــل قاضيــا للــوزارة وملــا وجــده ال يصلــح للقضاء‬ ‫أعطــاه ماال ورصفــه(‪.)15‬‬ ‫وعين بعـض القضـاة البصرة تقديـرا مـن اخلليفـة‬ ‫جلهـود آبائهـم يف هـذا املجـال‪ ،‬فقـد قلد اخلليفـة املقتدر‬ ‫(‪ )8‬وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.182‬‬ ‫(‪ )9‬المصــدر نفســه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .182‬الذهبــي‪ ،‬تاريــخ اإلســام‬ ‫(حــوادث‪ ،)310-301‬وســير أعــام النبــاء‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪-9‬‬ ‫‪ .10‬ابــن العمــاد الحنبلــي‪ ،‬شــذرات الذهــب‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.246‬‬ ‫(‪ )10‬الخطيب البغدادي‪ ،‬تاريخ بغداد‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.229‬‬ ‫(‪ )11‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ص‪.187-186‬‬ ‫(‪ )12‬وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.183‬‬ ‫(‪ )13‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ .51‬ابــن‬ ‫الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪ .134‬انظــر‪ :‬التنوخــي‪،‬‬ ‫نشــوار المحاضــرة‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ص‪ .178-177‬ابــن الجــوزي‪،‬‬ ‫المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.9‬‬ ‫(‪ )14‬وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ص‪.183-182‬‬ ‫(‪ )15‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .229‬ابــن‬ ‫الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪.143‬‬

‫‪91‬‬


‫قضاة البصرة (‪ 334 247-‬هـ ‪ 945-861 /‬م)‬

‫أبـا احلسين‪ ‬بن عمر‪ ‬بـن يوسـف‪ ‬بن يعقـوب سـنة‬ ‫ن وقلد الرايض‬ ‫‪328‬هــ‪939/‬م‪ ،‬قضاء البصرة إىل املدائ ‪,‬‬ ‫أيضـا ابنـه اآلخـر أبـا نصر قضـاء بغـداد إىل املدائـن‬ ‫«وخلـع عليهما فمـرا يف الشـارع األعظم فـكان مما كلم‬ ‫بـه أبـو نرص أمير املؤمنني الرايض حني واله قد اسـتوىف‬ ‫سـيدنا األنعـام وكلمـه وشـد بآخـره أولـه‪ ،‬فثبـت اهلل‬ ‫وطأتـه وأدام دولتـه»(‪ )1‬وعني املقتـدر حممد األحنف‪ ‬بن‬ ‫أيب الشـوارب خلفـا لوالـده على بغـداد والبصرة(‪.)2‬‬ ‫وقلـد كل مـن الـرايض ثـم املتقـي قضـاء البصرة إىل‬ ‫أمحـد اخلرقـي تنوهيـا باسـمه(‪ )3‬وانفـرد صاحـب العيون‬ ‫واحلدائـق بالقـول أنـه عين قاضيـا للخليفـة املسـتكفي‬ ‫سـنة ‪334‬هــ‪945/‬م(‪ .)4‬وعين قضاة آخريـن يف البرصة‬ ‫يف عهـد املقتـدر منهـم‪ :‬القـايض احلسـن‪ ‬بن علي‬ ‫املعمـري (ت‪295‬هــ‪907/‬م)(‪ )5‬والفضل‪ ‬بـن احلبـاب‬ ‫(ت‪305‬هــ‪917 /‬م)(‪ )6‬والقـايض أمحد‪ ‬بـن موسـى‪ ‬بن‬ ‫إسـحاق األنصـاري (ت‪322‬هــ‪933/‬م)(‪ )7‬والقـايض‬ ‫أبـو عبـد اهلل التستري (ت‪345‬هــ‪956/‬م)(‪.)8‬‬ ‫وقــد تــوىل بعــض قضــاة البــرة القضــاء عــى عــدة‬ ‫مناطــق إضافــة إىل البــرة‪ ،‬فقــد تــوىل القــايض إبراهيــم‬ ‫التيمــي قضــاء البــرة وبغــداد(‪ .)9‬وتقلــد القــايض‬ ‫حممد‪ ‬بــن محــاد قضــاء البــرة واســط وكــور دجلــة‬ ‫وعســكر املوفــق(‪ )10‬وويل القــايض يوســف‪ ‬بن يعقــوب‬ ‫بغــداد بعــد أن تــم إعفــاء إســاعيل بن‪ ‬إســحاق أيــام‬ ‫اخلليفــة املعتضــد ثــم ويل قضــاء البــرة بعــد وفــاة‬ ‫القــايض حممد‪ ‬بــن محــاد ســنة (‪276‬هـــ‪889/‬م)‬ ‫وأضيــف إليــه قضــاء واســط وكــور دجلــة(‪ )11‬واجلانــب‬ ‫(‪ )1‬القاضــي عيــاض‪ ،‬ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ص‪.263-262‬‬ ‫انظــر‪ :‬أبــو نعيــم األصبهانــي‪ ،‬تاريــخ أصبهــان‪ ،‬ج‪ 1‬ترجمــة ‪.613‬‬ ‫(‪ )2‬وكيــع‪ ،‬أخبــار القضــاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .183‬ابــن الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪،‬‬ ‫ج‪ ،12‬ص‪.300‬‬ ‫(‪ )3‬الصولــي‪ ،‬أخبــار الراضــي والمتقــي‪ ،‬ص‪ .160‬الخطيــب‬ ‫البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ص‪.232-231‬‬ ‫(‪ )4‬مؤلف مجهول‪ ،‬العيون والحدائق‪ ،‬ج‪ ،4‬ق‪ ،2‬ص‪.422‬‬ ‫(‪ )5‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪.76-75‬‬ ‫(‪ )6‬الذهبــي‪ ،‬تاريــخ اإلســام (حــوادث ســنوات ‪ )310-301‬ص‪،‬‬ ‫ص‪.167-166‬‬ ‫(‪ )7‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .144‬الذهبــي‪،‬‬ ‫تاريــخ اإلســام (حــوادث ســنوات ‪ ،)330-321‬ص‪.103‬‬ ‫(‪ )8‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ص‪.270-269‬‬ ‫(‪ )9‬وكيــع‪ ،‬أخبــار القضــاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .181‬ابــن الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪،‬‬ ‫ج‪ ،12‬ص‪.37‬‬ ‫(‪ )10‬القاضــي عيــاض‪ ،‬ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .295‬ابــن‬ ‫الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،14‬ص ص‪.321-320‬‬ ‫(‪ )11‬القاضــي عيــاض‪ ،‬ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .183‬ابــن العمــاد‬ ‫الحنبلــي‪ ،‬شــذرات الذهــب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.227‬‬

‫‪92‬‬

‫آمنة محمود الذيابات البطوش‬

‫الرشقــي مــن بغــداد(‪ )12‬وهــو الــذي كان عليــه القــايض‬ ‫إســاعيل‪ ‬بن إســحاق(‪ .)13‬ويف عهــد اخلليفــة املقتــدر‬ ‫بــاهلل (‪320-295‬هـــ‪932 -907/‬م) تــوىل أبــو أميــة‬ ‫األحوص‪ ‬بــن املفضــل قضــاء البــرة‪ ،‬وواســط‪،‬‬ ‫واألهــواز «وانحــدر أبــو أميــة إىل أعاملــه وأقــام‬ ‫بالبــرة»(‪ )14‬واتســعت أعــال القــايض حممد‪ ‬بــن‬ ‫عبــد اهلل‪ ‬بــن أيب الشــوارب (ت‪301‬هـــ‪913/‬م) فــويل‬ ‫قضــاء البــرة وواســط وكــور دجلــة وطريــق الفــرات‬ ‫إىل الرقــة ومكــة واملدينــة قبــل ذلــك‪ ،‬واألهــواز‬ ‫وبادرايــا وباكســايا‪ ،‬وكان خيلــف زيــاد عــى قضــاء‬ ‫بغــداد وســامراء‪ ،‬وطريــق املوصــل وطريــق خراســان‪،‬‬ ‫والرافديــن ســنة ‪299‬هـــ‪911/‬م ثــم عزل عنها واســتمر‬ ‫قضــاءه عــى ســامراء‪ ،‬وطريــق املوصــل وعكــرا‪،‬‬ ‫وطريــق خراســان(‪ .)15‬وتقلــد أمحد‪ ‬بــن عبــداهلل الذهــي‬ ‫(ت‪322‬هـــ‪933/‬م) قضــاء البــرة وواســط‪ ،‬ودمشــق‬ ‫ومــر(‪ .)16‬وقلــد القــايض أمحد‪ ‬بــن عبــد اهلل اخلرقــي‬ ‫(ت بعــد ‪333‬هـــ‪944/‬م) قضــاء واســط والبــرة‬ ‫ومــر واملغــرب ثــم قضــاء بغــداد أيــام اخلليفــة املتقــي‬ ‫بــاهلل (‪333-329‬هـــ‪944-940/‬م) اجلانــب الرشقــي‬ ‫منهــا ومدينــة املنصــور والكــرخ والرملــة وكــور دجلــة‬ ‫وقطعــة مــن الســواد وخلــع عليــه(‪ .)17‬وبعــد عــودة‬ ‫الفقيــه أبــو عبــد اهلل التســري مــن املدينــة عــن قاضيــا‬ ‫للبــرة فــرة طويلــة(‪ )18‬وتــوىل القــايض أبــو الطاهــر‬ ‫حممد‪ ‬بــن أمحــد الذهــي ‪ -‬الــذي ولــد ســنة ‪279‬هـــ‪/‬‬ ‫‪892‬م‪ ،‬وت‪367‬هـــ‪977/‬م‪ -‬قضــاء البــرة ألول‬ ‫مــرة ســنة ‪310‬هـــ‪922/‬م‪ .‬وقــد كان ويل البــرة عــدة‬ ‫مــرات منهــا ســنة ‪334‬هـــ‪945/‬م ثــم عــزل عنهــا(‪،)19‬‬ ‫مــات وقــد قــارب التســعني مــن العمــر(‪ .)20‬وويل‬ ‫(‪ )12‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪ .310‬ابــن كثيــر‪،‬‬ ‫البدايــة والنهايــة‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪.111‬‬ ‫(‪ )13‬القاضــي عيــاض‪ ،‬ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .297-296‬ابــن‬ ‫الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص ص‪.104-103‬‬ ‫(‪ )14‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ .51‬ابــن‬ ‫الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪.134‬‬ ‫(‪ )15‬وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.183‬‬ ‫(‪ )16‬الــداوودي‪ ،‬طبقــات المفســرين‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .72‬الذهبــي‪ ،‬العبــر‬ ‫فــي خبــر مــن غبــر‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ص‪ .127-126‬وكيــع‪ ،‬أخبــار‬ ‫القضــاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .181‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪،‬‬ ‫ج‪ ،4‬ص‪.229‬‬ ‫(‪ )17‬الخطيب البغدادي‪ ،‬تاريخ بغداد‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.231‬‬ ‫(‪ )18‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.270-269‬‬ ‫(‪ )19‬الــداوودي‪ ،‬طبقــات المفســرين‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .73-72‬وكيــع‪،‬‬ ‫أخبــار القضــاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .181‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ‬ ‫بغــداد‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.229‬‬ ‫(‪ )20‬الــداوودي‪ ،‬طبقــات المفســرين‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ص‪.73-72‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫القــايض احلســن‪ ‬بن عــي املــري البــرة وأعامهلــا(‪.)1‬‬ ‫وانفــرد بعــض القضــاة يف قضــاء البــرة فقــط‬ ‫ومنهــم القضــاة الذيــن تــم اســتخالفهم عــى البــرة‬ ‫(‪)2‬‬ ‫مــن قبــل قضــاة بغــداد مثــل‪ :‬عبــد الرمحن‪ ‬بــن حممــد‬ ‫وأمحد‪ ‬بــن وزيــر (ت‪258‬هـــ‪871/‬م) وكان األخــر قــد‬ ‫قــدم أصبهــان وتــوىل القضــاء فيهــا(‪ .)3‬والعباس‪ ‬بــن‬ ‫حممد‪ ‬بــن عبدامللك‪ ‬بــن أيب الشــوارب(‪ .)4‬وأمحد‪ ‬بــن‬ ‫حممــد الــرازي(‪ )5‬وحممد‪ ‬بــن جعفر‪ ‬بــن أمحــد‬ ‫(ت‪292‬هـــ‪904/‬م)(‪ )6‬وحممد‪ ‬بــن أمحــد‪ ،‬وأبــو‬ ‫عبــداهلل التســري(‪.)7‬‬ ‫وحــددت لبعــض القضــاة مناطــق معينــة للقضــاء‬ ‫فيهــا ومنهــم القــايض أبــو حممــد احلســن ابــن قــايض‬ ‫القضــاة عمر‪ ‬بــن يوســف‪ ‬بن يعقــوب الــذي قلــده‬ ‫الــرايض املنطقــة املمتــدة بــن املدائــن والبــرة‪ ،‬ويف‬ ‫(‪)8‬‬ ‫ســنة ‪329‬هـــ‪940/‬م قلــده مدينــة املنصــور أي بغــداد‬ ‫وقلــد أخــاه أبــا نــر يوســف قضــاء مــا بــن املدائــن إىل‬ ‫بغــداد( ‪.)9‬‬ ‫وبحكــم العالقــة الوثيقــة التــي ربطــت القضــاة‬ ‫بكبــار رجــال الدولــة‪ ،‬وصــل بعــض القضــاة إىل‬ ‫منصــب القضــاء بــل تــوىل بعضهــم عــدة مناطــق يف‬ ‫الدولــة‪ ،‬وكان البعــض يعمــل يف مهــن دنيــا مثــل مهنــة‬ ‫البزازيــن منهــم القاضيــان‪ :‬أبــو أميــة األحوص‪ ‬بــن‬ ‫املفضــل(‪ )10‬والقــايض أمحد‪ ‬بــن عبــد اهلل اخلرقــي(‪.)11‬‬ ‫وانتقــل بعــض قضــاة البــرة املتميزيــن إىل منصــب‬ ‫قــايض القضــاة يف بغــداد حيــث يتــم تعيينهــم يف‬ ‫املنصــب مــن قبــل اخلليفــة ومنهــم القــايض أمحــد‬ ‫اخلرقــي ( ‪.)12‬‬ ‫الصفــدي‪ ،‬الوافــي بالوفيــات‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .45‬الذهبــي‪ ،‬العبــر‪،‬‬ ‫ج‪ ،2‬ص ص‪.127-126‬‬ ‫(‪ )1‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص ص‪.76-75‬‬ ‫(‪ )2‬وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.181‬‬ ‫(‪ )3‬أبو نعيم األصبهاني‪ ،‬تاريخ أصبهان‪ ،‬ج‪ 1‬ترجمة ‪.325‬‬ ‫(‪ )4‬وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.182‬‬ ‫(‪ )5‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.182‬‬ ‫(‪ )6‬المصــدر نفســه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .182‬القاضــي عيــاض‪ ،‬ترتيــب‬ ‫المــدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.296‬‬ ‫(‪ )7‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ص‪.270-269‬‬ ‫(‪ )8‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.263‬‬ ‫(‪ )9‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.263‬‬ ‫(‪ )10‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،7‬ص ص‪ .52-51‬ابــن‬ ‫الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪.134‬‬ ‫(‪ )11‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .231‬الذهبــي‪،‬‬ ‫العبــر‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.47‬‬ ‫(‪ )12‬الذهبي‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.47‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫رابعا‪ :‬عزل القضاة ونكبتهم‬ ‫تأثــر منصــب القضــاء يف العــر العبــايس الثــاين‬ ‫باحلالــة السياســية التــي كانــت قائمــة‪ ،‬فقــد أدت‬ ‫املؤامــرات والــراع عــى الســلطة إىل تأثــر منصــب‬ ‫القضــاء هبــا‪ ،‬خاصــة عندمــا يتعــرض اخلليفــة أو‬ ‫الوزيــر إىل العــزل ويعــن مــن خيلفهــا حيــث يقومــا‬ ‫بعــزل القــايض‪ ،‬وقــد يقــوم بعــض القضــاة يف‬ ‫االشــراك باملؤامــرات عــى اخلليفــة ويف حــال فشــل‬ ‫املؤامــرة يتعــرض القــايض ألقســى العقوبــات مــن‬ ‫الظلــم والســجن والعــزل‪ ،‬وأحيانــا القتــل ويذكــر‬ ‫أبــو نعيــم األصبهــاين أن القــايض أمحد‪ ‬بــن الوزيــر‬ ‫(ت‪258‬هـــ‪871/‬م) عــزل بالعباس‪ ‬بــن حممد‪ ‬بــن أيب‬ ‫الشــوارب وكانــت أهانتــه لكاتبــه ســبب عزلــه(‪.)13‬‬ ‫ويف العــر العبــايس الثــاين اهتــم القــايض يوســف‬ ‫بن‪ ‬يعقــوب وابنــه القــايض أبــو عمــر حممد‪ ‬بــن‬ ‫يوســف‪ ‬بن يعقــوب بالتآمــر عــى اخلليفــة املقتــدر‬ ‫(‪320-295‬هـــ‪932-907/‬م) وخلعــه ومبايعــة‬ ‫عبداهلل‪ ‬بــن املعتــز(‪ )14‬وعندمــا فشــلت املؤامــرة‬ ‫وانكشــفت خيوطهــا قبــض عــى القاضيــن أيب املثنــى‬ ‫أمحد‪ ‬بــن يعقــوب‪ ،‬وأيب عمــر حممد‪ ‬بــن يوســف‪،‬‬ ‫وقــد أرص القــايض األول عــى فعلتــه بعــدم صالحيــة‬ ‫اخلليفــة املقتــدر لإلمامــة‪ ،‬فقبــض عليــه وذبــح وقطــع‬ ‫رأســه وطرحــت جثتــه يف البئــر(‪ ،)15‬أمــا القــايض أبــو‬ ‫عمــر حممــد بن‪ ‬يوســف فقــد اعــرف بســوء ذنبــه‬ ‫وفــر ترصفــه املعــادي للخليفــة عــى أنــه «اخلطــأ‬ ‫وشــقوة اجلــد وأنــا تائــب إىل اهلل عــز وجــل مــن هــذا‬ ‫الذنــب»(‪ )16‬فنجــا مــن القتــل وقــال ابــن العــاد احلنبــي‬ ‫عــن القــايض أبــو املثنــى «إنــه أحــد مــن قــام يف خلــع‬ ‫املقتــدر تدينــا وذبــح صــرا وهــو أول قــاض قتــل صــرا‬ ‫يف اإلســام»(‪.)17‬‬ ‫وانعكســت هــذه املؤامــرة عــى القــايض‬ ‫يوســف‪ ‬بن يعقــوب الــذي تــوىل منصــب القضــاء‬ ‫مــدة طويلــة (‪296 -276‬هـــ‪908-889/‬م) حينــا‬ ‫عزلــه اخلليفــة هــو وابنــه أبــو عمــر عــن منصــب‬ ‫القضــاء (ورصفــه بــرف ابنــه أيضــا)(‪ )18‬ســنة‬ ‫‪296‬هـــ‪908/‬م فلــزم القــايض يوســف بيتــه إىل أن تويف‬ ‫اثــر ذلــك ســنة (‪297‬هـــ‪909/‬م) وكان عمــره ‪ 95‬ســنة‬ ‫(‪ )13‬أبو نعيم األصبهاني‪ ،‬تاريخ أصبهان‪ ،‬ج‪ 1‬ترجمة ‪.32‬‬ ‫(‪ )14‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ص‪.187-186‬‬ ‫(‪ )15‬التنوخي‪ ،‬الفرج بعد الشدة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ص‪.133-131‬‬ ‫(‪ )16‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.134‬‬ ‫(‪ )17‬ابن العماد‪ ،‬شذرات الذهب‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.224‬‬ ‫(‪ )18‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.186‬‬

‫‪93‬‬


‫قضاة البصرة (‪ 334 247-‬هـ ‪ 945-861 /‬م)‬

‫آمنة محمود الذيابات البطوش‬

‫وقيــل تســع وثامنــون ســنة(‪ .)1‬وتعــرض القــايض أبــو‬ ‫أميــة األحوص‪ ‬بــن املفضــل إىل العــزل عــن قضــاء‬ ‫البــرة(‪ )2‬بســبب عــدم صالحيتــه ملنصــب القضــاء‬ ‫كــا صــودرت أموالــه وحبــس ومــات يف ســجنه حتــت‬ ‫التعذيــب يقــول التنوخــي‪« :‬مل أســمع بقــاض أدخــل‬ ‫الســجن مــن حتــت اخلشــبة غــره‪ ،‬وال بقــاض مــات يف‬ ‫الســجن ســواه»(‪.)3‬‬ ‫وعــزل القــايض حممد‪ ‬بــن عبــد اهلل‪ ‬بــن أيب‬ ‫الشــوارب عــن املناطــق إىل أن عــن قاضيــا عليهــا‬ ‫باســتثناء املناطــق التــي نــاب عــن والــده هبــا وهــي‪:‬‬ ‫ســامراء وطريــق املوصــل وعكــرا وخراســان(‪ )4‬ومل‬ ‫تعــرف أســباب عزلــه عــن املناطــق األخــرى وقــد‬ ‫يعــود ذلــك إىل اضطــراب األوضــاع يف عهــده ومل‬ ‫يتمكــن مــن ضبــط األحــوال(‪ )5‬وقــد عــزل عــى يــد‬ ‫الوزيــر ابــن اجلــراح(‪.)6‬‬ ‫وعــزل القــايض حممد‪ ‬بــن أمحــد أبــو عبــداهلل‬ ‫التســري (ت‪345‬هـــ‪956 /‬م)عــن منصبــه لوحشــة‬ ‫بينــه وبــن أحــد كبــار الشــخصيات(‪ ،)7‬وعــزل اخلليفــة‬ ‫الــرايض (‪329-322‬هـــ‪940-933/‬م) كل مــن أيب‬ ‫نــر يوســف عــن قضــاء بغــداد وأخيــه قــايض‬ ‫البــرة أبــا حممــد احلســن يف الســنة نفســها التــي عــن‬ ‫فيهــا ‪328‬هـــ‪939/‬م وقيــل أن اخلليفــة «صادرمهــا بعــد‬ ‫مــوت أبيهــا عــى عرشيــن ألــف دينــار‪ ،‬وباعــا فيهــا‬ ‫مــن كســوة أبيهــا خاصــة بأربعــة آالف دينار ومخســائة‬ ‫دينــار» ثــم أعيــد توليهــا القضــاء ليعــزال مــرة أخــرى‬ ‫ويعــود ســبب العــزل املتكــرر إىل النــزاع الــذي احتــدم‬ ‫بــن القــايض أبــو نــر يوســف والشــاهد يف البــرة‬ ‫أيب عبداهلل‪ ‬بــن أيب موســى اهلاشــمي‪ ،‬واهتــام القــايض‬ ‫للشــاهد بالســعي يف عزلــه وتقليــد القضــاء أليب حممــد‬ ‫احلســن ونجــح الشــاهد يف حتقيــق هدفــه(‪.)8‬‬ ‫وهكــذا يتبــن أن القضــاة كانــوا ضحيــة الــراع‬ ‫الــذي كان بــن اخللفــاء والطامعــن يف احلكــم وبــن‬ ‫الــوزراء بعضهــم البعــض‪ ،‬وبــن األمــراء والــوزراء‬

‫املحور الثاين‪ :‬اختصاصات القضاة واملوظفني‬ ‫أوال‪ :‬اختصاصات القضاة‪:‬‬ ‫بــن الفقهــاء واجبــات القضــاة‪ ،‬ومهامهــم‪،‬‬ ‫وقســموها إىل اختصاصــات عامــة واختصاصــات‬ ‫خاصــة شــملت األوىل عــرة أحــكام‪ ،‬واقتــرت‬ ‫اخلاصــة عــى مواضيــع حمــددة كالديــون‪ ،‬وجيــب يف‬ ‫مثــل هــذه القضايــا أال يتعــدى القــايض حــدود ســلطته‬ ‫املرســومة لــه(‪.)12‬‬ ‫وقــد تــوىل بعــض قضــاة البــرة اختصاصــات‬ ‫وأعــال يف الدولــة قبــل توليهم القضــاء ومنهم القايض‬ ‫يوســف‪ ‬بن يعقــوب‪ ،‬الــذي كان واليــا عــى احلســبة‬ ‫ســنة‪271‬هـ‪884/‬م وأرشف عــى نفقــات املوفــق ويل‬ ‫عهــد اخلليفــة املعتمــد عــى اهلل (‪279-256‬هـــ‪-869/‬‬ ‫‪892‬م) وكان يتوالهــا دون رأي وزيــر أو غــره(‪.)13‬‬ ‫وكان بعــض القضــاة يعينــون أبنائهــم يف القضــاء‬ ‫نيابــة عنهــم يف حالــة غياهبــم‪ ،‬أو مرضهــم‪ ،‬فقــد تــوىل‬ ‫حممد‪ ‬بــن عبــد اهلل‪ ‬بــن أيب الشــوارب القيــام بمهــام‬ ‫والــده القــايض عبــد اهلل‪ ‬بــن أيب الشــوارب عندمــا‬ ‫أصيــب باملــرض ســنة ‪298‬هـــ‪910/‬م)(‪.)14‬‬ ‫كــا أرشك القــايض يوســف‪ ‬بن أيب يعقــوب ابنــه‬ ‫حممــد أيب عمــر يف القضــاء إىل جانبــه(‪ )15‬وجلــس‬ ‫القــايض أبــو نــر خلفــا ألبيــه القــايض أيب احلســن‬ ‫عمــر(‪ )16‬وعــن الكثــر مــن العلــاء املحدثــن والفقهــاء‬ ‫واألدبــاء قضــاة للبــرة يف العــر العبــايس الثــاين‪،‬‬

‫(‪ )1‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ص‪.187-186‬‬ ‫(‪ )2‬وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.182‬‬ ‫(‪ )3‬التنوخــي‪ ،‬نشــوار المحاضــرة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .236‬وانظــر‪ :‬ابــن‬ ‫الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪.134‬‬ ‫(‪ )4‬وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.183‬‬ ‫(‪ )5‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص ص‪.106-105‬‬ ‫(‪ )6‬وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.183‬‬ ‫(‪ )7‬القاضــي عيــاض‪ ،‬ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،431‬ج‪ ،5‬ص‬ ‫ص ‪.270 -269‬‬ ‫(‪ )8‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.262‬‬

‫(‪ )9‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ ،117‬ج‪ ،12‬ص‪.35‬‬ ‫(‪ )10‬الخطيب البغدادي‪ ،‬تاريخ بغداد‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.119‬‬ ‫(‪ )11‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج‪ ،12‬ص‪.38‬‬ ‫(‪ )12‬الكساسبة‪ ،‬السلطة القضائية‪ ،‬ص‪.273‬‬ ‫(‪ )13‬القاضــي عيــاض‪ ،‬ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .29‬ابــن‬ ‫الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص ص‪.297 ،104-103‬‬ ‫(‪ )14‬ابــن الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪ .106-105‬ابــن طولــون‪،‬‬ ‫قضــاة دمشــق‪ ،‬ص‪.33‬‬ ‫(‪ )15‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.299‬‬ ‫(‪ )16‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.262‬‬

‫‪94‬‬

‫وكان لبعــض القضــاة دور يف مثــل هــذه الرصاعــات‬ ‫ويبــدو أن عــزل القضــاة مــن قبــل األمــراء ال يتــم دون‬ ‫إرادة هــؤالء األمــراء وقراراهتــم الشــخصية(‪.)9‬‬ ‫كــا رفــض بعــض القضــاة تــويل منصــب القضــاء‪،‬‬ ‫بحجــة كــر ســنه وعــدم صالحيتــه للقضــاء مثــل‬ ‫القــايض حممد‪ ‬بــن عبــد امللك‪ ‬بــن أيب الشــوارب(‪.)10‬‬ ‫وزهــد قضــاة آخريــن يف منصــب القضــاء مثــل القايض‬ ‫نرص‪ ‬بــن عــي اجلهضمــي (ت‪250‬هـــ‪864 /‬م)(‪.)11‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫وســيتم ذكرهــم أثنــاء احلديــث عــن مؤهــات‬ ‫القضــاة‪ ،‬وكذلــك ويل القضــاء يف البــرة بعــض‬ ‫التجــار والصناعــة ومنهــم‪ :‬القــايض أيب أميــة‬ ‫األحوص‪ ‬بــن املفضــل‪ ،‬والقــايض أمحــد اخلرقــي(‪.)1‬‬ ‫وكانــت اختصاصــات معظــم قضــاة البــرة عامــة مــع‬ ‫بعــض االختــاف بــن القضــاة يف املكانــة واألمهيــة‬ ‫والســلطة ومــن مهــام القضــاة مــا يــي‪:‬‬ ‫فصــل املنازعــات وحــل اخلالفــات واخلصومــات‪،‬‬ ‫والنظــر يف األحــكام دون متييــز يف املعاملــة بــن النــاس‪،‬‬ ‫فقــد أمــر القــايض يوســف‪ ‬بن يعقــوب أحــد غلــان‬ ‫املعتضــد باحلضــور إىل جلســة احلكــم إىل جانــب‬ ‫اخلصــم‪ ،‬وهــدده إذا مل يمتثــل لــرأي القــايض ببيــع‬ ‫الغــام يف ســوق النخاســة‪ ،‬فشــكا الغــام القــايض إىل‬ ‫اخلليفــة املعتضــد الــذي قــال لــه‪« :‬لــو باعــك ألجــزت‬ ‫بيعــه ومــا رددتــك إىل ملكــي أبــدا‪ )2( »..‬ونظــر القــايض‬ ‫الفضل‪ ‬بــن احلبــاب يف شــكاوي العامــة حيــث أصــدر‬ ‫حكــا المــرأة ضــد زوجهــا الــذي يعــرف بــأيب الرطــل‪،‬‬ ‫فأقــر هلــا القــايض صداقهــا وعندمــا هتكــم الــزوج يف‬ ‫الــرد عــى القــايض أمــر القــايض بصفعــه(‪.)3‬‬ ‫ويبــدو أن لقــايض البــرة الــذي يتخــذ مــن‬ ‫بغــداد مقــرا لــه صالحيــة تعيــن مــن خيلفــه يف قضــاء‬ ‫البــرة‪ ،‬فقــد اســتخلف القــايض يوســف‪ ‬بن‬ ‫يعقــوب املقيــم يف بغــداد القــايض حممد‪ ‬بــن جعفــر‪،‬‬ ‫وبعــد وفــاة األخــر اســتخلف إبراهيم‪ ‬بــن املنــذر‬ ‫اجلــارودي‪ ،‬ثــم الفضل‪ ‬بــن احلبــاب(‪ .)4‬واســتخلف‬ ‫القــايض حممد‪ ‬بــن عبــد اهلل عــى البــرة القــايض‬ ‫قانــع‪ ،‬ثــم عزلــه بعمر‪ ‬بــن زاذان(‪ .)5‬وكان القــايض‬ ‫حممد‪ ‬بــن عبــد اهلل‪ ‬بــن أيب الشــوارب خيلــف أبــاه‬ ‫عــى قضــاء بغــداد(‪ .)6‬وكلــف قــايض البــرة ببعــض‬ ‫االختصاصــات الرفيعــة املســتوى‪ ،‬فقــد كلــف اخلليفــة‬ ‫املعتضــد القــايض يوســف‪ ‬بن يعقــوب مهمــة إعــام‬ ‫النــاس بتأجيــل االحتفــال بعيــد النــروز املعتضــدي‪.‬‬ ‫وكان القــايض يمثــل مدينــة البــرة يف بعــض املهــام‬ ‫حيــث يــرأس وفــدا ملقابلــة الوزيــر يف بغــداد وأمــر‬ ‫البــرة(‪ )7‬وكل مــن يقــوم بزيــارة مدينــة البــرة‬ ‫(‪ )1‬الخطيب البغدادي‪ ،‬تاريخ بغداد‪ ،51 ،‬ج‪ ،4‬ص‪.231‬‬ ‫(‪ )2‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪.104‬‬ ‫(‪ )3‬الصفدي‪ ،‬نكت الهميان‪ ،‬ص‪.226‬‬ ‫(‪ )4‬القاضــي عيــاض‪ ،‬ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ص‪.297-296‬‬ ‫ابــن الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص ص‪.104-103‬‬ ‫(‪ )5‬وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.183‬‬ ‫(‪ )6‬ابن طولون‪ ،‬قضاة دمشق‪ ،‬ص‪.33‬‬ ‫(‪ )7‬الذهبي‪ ،‬تاريخ اإلسالم (حوادث‪ ،)310-301‬ص‪.167‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫فقــد قابــل القــايض الفضل‪ ‬بــن احلبــاب وايل املدينــة‬ ‫خليــل(‪ )8‬وأحــد الــوزراء يف بغــداد(‪.)9‬‬ ‫وكلــف اخلليفــة املتقــي (‪333-329‬هـــ‪-940/‬‬ ‫‪944‬م) القــايض أمحد‪ ‬بــن عبــداهلل اخلرقــي يف مهمــة‬ ‫وســاطة بينــه وبــن األمــر أيب الوفــاء املظفــر‪ ،‬وأرســله‬ ‫اخلليفــة ملقابلــة تــوزون ووســطه الربيــدي يف مهمــة مــع‬ ‫اخلليفــة(‪.)10‬‬ ‫وتــوىل بعــض القضــاة النظــر يف املظــامل ومنهــم‬ ‫القــايض يوســف‪ ‬بن يعقــوب فقــد نظــر يف القضايــا‬ ‫املقدمــة مــن عامــة النــاس‪ ،‬ومــن هلــم مظــامل عنــد‬ ‫األمــراء‪ ،‬والنظــر يف قضايــا املحبوســن‪ ،‬فقــد أعطــى‬ ‫أمــرا لصاحــب الرشطــة إال يطلــق أحــدا مــن الســجن‬ ‫إال بعــد أن تعــرض عليــه قصصهــم ممــا يــدل عــى‬ ‫توســع صالحيــات القايض يف إطالق رساح املســاجني‬ ‫خاصــة مــن ال حتتــاج جنايتــه االســتمرار يف الســجن‪.‬‬ ‫وكان القــايض أبــو ســام جعفر‪ ‬بــن عبــد الواحــد‬ ‫ينظــر يف الرقــاع الــذي تعــرض عليــه وتتضمــن حوائج‬ ‫النــاس(‪.)11‬‬ ‫ومــن اختصاصــات القضــاة القيــام ببعــض‬ ‫األعــال العســكرية‪ ،‬فقــد كان القــايض حممد‪ ‬بــن محــاد‬ ‫مرافقــا لــويل العهــد املوفــق يف عهــد اخلليفــة املعتمــد‬ ‫(‪279-256‬هـــ‪892-869/‬م) يف حماربــة الزنــج وعينــه‬ ‫املوفــق قاضيــ ُا عــى عســكر الزنــج ومــن يعــود مــن‬ ‫النــاس(‪ ،)12‬وجلــس القــايض أبــو نــر يوســف خلفــا‬ ‫(‪)13‬‬ ‫ألبيــه الــذي خــرج إىل املوصــل ملحاربــة ابــن محــدان‬ ‫وينظــر القضــاة عــادة يف حكــم توريــث األرحــام‪،‬‬ ‫ورؤيــة اهلــال ولكــن مل نعثــر يف هــذا البحــث عــى‬ ‫مــا يثبــت قيــام قضــاة البــرة هبــذه املهمــة(‪ )14‬ويقــوم‬ ‫القــايض بمهامــه املوكولــة إليــه يف املســجد فقــد جلــس‬ ‫القــايض يوســف‪ ‬بن يعقــوب يف مســجد اجلامــع ســنة‬ ‫(‪ )8‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.167‬‬ ‫(‪ )9‬التنوخــي‪ ،‬نشــوار المحاضــرة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ص‪ ،28-27‬ج‪،3‬‬ ‫ص‪ 291‬ج‪ ،4‬ص‪ .153‬الحمــوي‪ ،‬معجــم األدبــاء‪ ،‬ج‪،6‬‬ ‫ص‪.136 ،33‬‬ ‫(‪ )10‬الصولي‪ ،‬أخبار الراضي والمتقى‪ ،‬ص ص‪.279-278‬‬ ‫(‪ )11‬التنوخي‪ ،‬نشوار المحاضرة‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ص‪.127-125‬‬ ‫(‪ )12‬وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ص‪.181-180‬‬ ‫(‪ )13‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ص‪.265-264‬‬ ‫(‪ )14‬ورد أن القاضــي أحمد‪ ‬بــن إبراهيم‪ ‬بــن حماد‪ ‬بــن‬ ‫إســحاق‪ ‬بن إســماعيل الــذي تولــى القضــاء فــي مصــر‬ ‫(‪316-314‬هـــ‪932-930/‬م) نظــر فــي حكم توريــث األرحام‬ ‫وورد إليــه كتــاب بذلــك مــن بغــداد كمــا انــه أول مــن خــرج‬ ‫مــن القضــاة بمصــر إلــى مســجد محمــود لرؤيــة هــال رجــب‬ ‫احتيا ًطــا لرمضــان‪ ،‬المصــدر نفســه‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ص‪.265-264‬‬

‫‪95‬‬


‫قضاة البصرة (‪ 334 247-‬هـ ‪ 945-861 /‬م)‬

‫‪283‬هـــ‪896/‬م وحســنت ســرته لعدلــه(‪ )1‬وجلــس‬ ‫القــايض أبــو خليفــة الفضل‪ ‬بــن احلبــاب للنظــر يف‬ ‫أحكامــه باملســجد(‪ .)2‬كــا اختــص القضــاة بعقــود‬ ‫الــزواج ففــي ســنة ‪331‬هـــ‪942/‬م أرشف القــايض أمحد‬ ‫اخلرقــي عــى عقــد زواج ابنــة نــارص الدولــة مــن األمــر‬ ‫أيب منصــور ابــن املتقــي(‪.)3‬‬ ‫ثانيا‪ :‬موظفو جملس القايض‬ ‫اعتمــد القــايض يف تســيري واجباتــه القضائيــة عــى‬ ‫عــدد مــن معاونيــه ومســاعديه فمنهــم مــن حيــر‬ ‫القضايــا ويكتــب األحــكام‪ ،‬والبعــض منهــم ينظــم‬ ‫ويرتــب إجــراءات املحاكمــة ومــن هــذه الوظائــف‪:‬‬ ‫‪ .1‬خليفــة القــايض‪ :‬يعــن خليفــة القــايض غالبــا مــن‬ ‫قبــل القــايض الــذي يتخــذ مــن بغــداد مركــزا لــه فيقــوم‬ ‫بتعيــن خليفــة لــه يف البــرة لينظــر يف مجيــع أمــور‬ ‫القضــاء وقــد تــوىل هــؤالء القضــاة مــدة طويلــة حيــث‬ ‫مل تذكــر املصــادر إنابتــه عــن القــايض ملــدة حمــددة‪ ،‬وقــد‬ ‫يعــود ذلــك إىل اتســاع املناطــق التــي يتــوىل قــايض‬ ‫البــرة األصــي القضــاء فيهــا‪ ،‬فيعــن نائــب لــه عــن‬ ‫البــرة‪ ،‬ليتــوىل القضــاء هبــا ومــن األمثلــة الــواردة‬ ‫عــى ذلــك‪ :‬قيــام ويل العهــد املوفــق بتعيــن خليفــة‬ ‫للقــايض حممد‪ ‬بــن محــاد الــذي كان يتنقــل مــع املوفــق‬ ‫خاصــة أثنــاء ثــورة الزنــج وكان خليفــة القــايض‬ ‫يدعــى حممد‪ ‬بــن أســيد وهــو مــن أهــل البــرة‪،‬‬ ‫كــا اســتخلف القــايض يوســف‪ ‬بن يعقــوب‪ ،‬الــذي‬ ‫ســكن بغــداد حممد‪ ‬بــن جعفــر‪ ،‬ثــم إبراهيم‪ ‬بــن‬ ‫املنــذر اجلــارودي‪ ،‬ثــم الفضل‪ ‬بــن احلبــاب‪ ،‬وســعيد‬ ‫الصفــار(‪ )4‬واســتخلف القــايض حممد‪ ‬بــن عبــد اهلل‪ ‬بــن‬ ‫أيب الشــوارب مواليــه ومنهــم‪ :‬قانــع‪ ،‬وعمر‪ ‬بــن‬ ‫زاذان وعــن القــايض حممد‪ ‬بــن عبــداهلل نيابــة عــن‬ ‫والــده الــذي أصيــب باملــرض ســنة ‪298‬هـــ‪910/‬م(‪.)5‬‬ ‫واســتخلف القــايض يوســف‪ ‬بن يعقــوب ابنــه أبــو‬ ‫عمــر حممــد يف بغــداد(‪ ،)6‬وأيضــا القــايض أمحــد اهلــذيل‬ ‫الــذي اســتخلف ابنــه حممــد أبــو الطاهــر(‪.)7‬‬ ‫‪ .2‬الشــهود‪ :‬للقــايض أعــوان مؤقتــن هــم الشــهود‪،‬‬ ‫(‪ )1‬الخطيب البغدادي‪ ،‬تاريخ بغداد‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.310‬‬ ‫(‪ )2‬التنوخي‪ ،‬نشوار المحاضرة ج‪ ،4‬ص‪.153‬‬ ‫(‪ )3‬مســكويه‪ ،‬تجــارب األمــم‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .253‬مؤلــف مجهــول‪،‬‬ ‫العيــون والحدائــق‪ ،‬ج‪ ،4‬ق‪ ،2‬ص‪.379‬‬ ‫(‪ )4‬وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.183-183‬‬ ‫(‪ )5‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪.105‬‬ ‫(‪ )6‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.299‬‬ ‫(‪ )7‬الداوودي‪ ،‬طبقات المفسرين‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.72‬‬

‫‪96‬‬

‫آمنة محمود الذيابات البطوش‬

‫ويشــرط يف الشــاهد أن يكــون بالغــا عاقــا مســل ًام‬ ‫عــدالً عاملــ ًا مــن أهــل الثقــة‪ ،‬واألمانــة‪ ،‬والعفــة‪،‬‬ ‫ورعــا‪ ،‬حــذرا(‪ .)8‬يقــول شــبارو‪ :‬كان القضــاة عــى‬ ‫املذهــب احلنفــي وغــره مــن الفقهــاء (يعــد النــاس‬ ‫كلهــم عــدوال) وكان القــايض التيمــي يقبــل بشــهادة‬ ‫مجيــع النــاس فــإذا ســمع شــهاداهتم ســأل عنهــم‬ ‫فيزكــون فيقبلهــم وكان النــاس يشــهد بعضهــم لبعــض‬ ‫مــن اجلــران وأهــل األســواق‪ .‬وقــد بلــغ عــدد الشــهود‬ ‫الذيــن قبلهــم التيمــي ســتة وثالثــن ألــف شــاهد‬ ‫منهــم عــرون ألفــا مل يشــهدوا عنــده إال لشــهادة‬ ‫واحــدة‪ .‬وعندمــا ويل أبــو إســحاق إســاعيل‪ ‬بن‬ ‫إســحاق األزدي القضــاء أصبــح لــدى القضــاء أنــاس‬ ‫خمصصــون يقبلهــم القــايض كشــهود عــدول‪ ،‬فلــم‬ ‫يعــد يقبــل شــهادة أي شــخص كشــاهد عــدل(‪ .)9‬ومــن‬ ‫شــهود البــرة أبــو اخلطــاب حممد‪ ‬بــن أمحد‪ ‬بــن زكريــا‬ ‫األنصــاري(‪ ،)10‬وأبــو احلســن عيل‪ ‬بــن القاســم‪ ‬بن‬ ‫احلســن الشــاهد(‪ ،)11‬وجعفر‪ ‬بــن عبــد الواحــد قبــل‬ ‫توليــه قضــاء بغــداد(‪ )12‬وعــد أمحــد اخلرقــي وأبــوه‬ ‫وأهلــه مــن كبــار العــدول(‪ .)13‬وقــد اهتــم القــايض أبــو‬ ‫نــر يوســف الشــاهد أبــا عبداهلل‪ ‬بــن أيب موســى‬ ‫اهلاشــمي بامليــل إىل أخيــه قــايض البــرة أبــو حممــد‬ ‫احلســن‪ ،‬وأنــه يســعى لألخــر يف واليــة بغــداد‪ ،‬فأخــذ‬ ‫القــايض عــن أيب موســى خطــوط العــدول لتعديلــه‬ ‫وأحــر أبــا نــر العــدول وأخــذ خطوطهــم بــأن أبــا‬ ‫موســى غري موضــع للشــهادة وأســقطه(‪ )14‬وكان قايض‬ ‫البــرة أبــو القاســم جعفر‪ ‬بــن عبــد الواحــد ال يقبــل‬ ‫شــهادة النخاســن الذيــن يتاجــرون باجلــواري(‪.)15‬‬ ‫‪ .3‬الكاتــب‪ :‬يشــرط يف كاتــب القــايض مؤهــات‬ ‫ورشوط خاصــة يف مقدمتهــا االســتقامة والعــدل‪،‬‬ ‫فهــو املؤمتــن عــى إثبــات القــرارات والبينــات وتنفيــذ‬ ‫األحــكام ومــا يــرد مــن كتــب وخزهنــا‪ ،‬وحفظهــا‪،‬‬ ‫وإخراجهــا‪ ،‬وقــت احلاجــة‪ .‬كــا يشــرط فيــه ســامة‬ ‫العقــل وجزالــة الــرأي والفطنــة حتــى ال خيــدع‪،‬‬ ‫(‪ )8‬الكساسبة‪ ،‬السلطة القضائية‪ ،‬ص‪.258‬‬ ‫(‪ )9‬شبارو‪ ،‬القضاء والقضاة‪ ،‬ص‪.46‬‬ ‫(‪ )10‬التنوخي‪ ،‬نشوار المحاضرة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.321‬‬ ‫(‪ )11‬الخطيب البغدادي‪ ،‬تاريخ بغداد‪ ،‬ج‪ ،6‬ص ص‪.151-150‬‬ ‫(‪ )12‬التنوخــي‪ ،‬نشــوار المحاضــرة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .305‬التنوخــي‪ ،‬الفرج‬ ‫بعــد الشــدة ج‪ ،2‬ص ص‪.170 ،91-90‬‬ ‫(‪ )13‬الذهبي‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.47‬‬ ‫(‪ )14‬الصولي‪ ،‬أخبار الراضي والمتقي‪ ،‬ص‪.145‬‬ ‫(‪ )15‬التنوخــي‪ ،‬نشــوار المحاضــرة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،307‬ج‪،2‬‬ ‫ص‪157‬ج‪3‬ص‪ ،‬ص‪ .127-125‬شــبارو‪ ،‬القضــاء والقضــاة‪،‬‬ ‫ص‪ ،92‬حاشــية ‪.6‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫واضــح اخلــط‪ ،‬فصيــح اللســان‪ ،‬نزهيــا‪ ،‬حــرا‪ ،‬مســلام‪،‬‬ ‫ورعــا(‪ .)1‬ومــن واجبــات الكاتــب إعــداد الســجالت‬ ‫املكتوبــة بإفــادات األطــراف املشــاركني يف القضايــا‬ ‫ومنهــا ادعــاء املجنــي عليــه ودفــاع املتهــم والبينــات‬ ‫وشــهادات الشــهود(‪ .)2‬فقــد كان الكاتــب أبــو القاســم‬ ‫احلســن‪ ‬بن بــر اآلمــدي يكتــب حلــرة اخلليفــة‬ ‫املقتــدر ويف البــرة كتــب للقــايض أيب احلســن حممــد‬ ‫بن‪ ‬عبــد الواحــد اهلاشــمي ويف البــرة أيضــا كتــب‬ ‫لقــايض البلــد أيب القاســم جعفر‪ ‬بــن عبــد الواحــد‬ ‫اهلاشــمي عــى الوقــوف‪ ،‬ووصفــه بأنــه كثــر الشــعر‬ ‫حســن الطبــع‪ ،‬ومــن مؤلفاتــه (املوازنــة بــن الطائيــن)‬ ‫وكتــاب (أيب متــام والبحــري) يف عــرة أجــزاء(‪.)3‬‬ ‫‪ .4‬احلاجــب‪ :‬يقــف احلاجــب عــى بــاب جملــس‬ ‫القــايض حلفــظ النظــام بــن املتخاصمــن‪ ،‬ويتــوىل‬ ‫تنظيــم دخــول النــاس جملــس القــايض حتــى ال يدخلــه‬ ‫الغربــاء أو مــن ال يســمح هلــم القــايض بدخوهلــم دون‬ ‫إذن مســبق‪ .‬إذ حيــدد لــكل خصــم دوره أمــام القضــاء‪،‬‬ ‫ويشــرط يف احلاجــب أن يكــون ســديدا‪ ،‬رشــيدا‪ ،‬أديبــا‬ ‫لبيبــا‪ ،‬ال يقبــل الرشــوة(‪.)4‬‬ ‫املحور الثالث‪ :‬أصول القضاة ومذاهبهم‬ ‫أوال‪ :‬أصول القضاة‬ ‫تــواىل عــى قضــاء البــرة قضــاة مــن أنســاب‬ ‫وأصــول خمتلفــة عربيــة وأعجميــة‪ ،‬يتبعــون بيوتــات‬ ‫توارثــت القضــاء يف البــرة وغريهــا مــن املــدن‬ ‫العباســية وأقاليمهــا‪ ،‬ويف هــذا الســياق ســيتم احلديــث‬ ‫عــن أصــول القضــاة وأنســاهبم العربيــة واألعجميــة‬ ‫وأســاء هــؤالء القضــاة‪.‬‬ ‫أ‪ .‬القضاة من أصول عربية‪:‬‬ ‫ينســب الكثــر مــن قضــاة البــرة إىل أصــول عربيــة‬ ‫ومنهــا أرسة التيمــي ‪ -‬بفتــح التــاء ‪ -‬وتنســب إىل قبائــل‬ ‫تيــم الكثــرة ومنهــا‪ :‬قبيلــة تيــم قريــش والتــي ينســب‬ ‫إليهــا كثــر مــن الصحابــة والتابعــن ومنهــم اخلليفــة‬ ‫أبــو بكــر الصديــق ‪ ‬وحممد‪ ‬بــن املنكدر‪ ‬بــن عبــد‬ ‫اهلل‪ ‬بــن اهلديــر ت‪130‬هـــ‪747/‬م(‪ )5‬وينســب إىل قبيلــة‬ ‫(‪ )1‬الكساسبة‪ ،‬السلطة القضائية‪ ،‬ص ص‪.247-246‬‬ ‫(‪ )2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.245‬‬ ‫(‪ )3‬التنوخــي‪ ،‬نشــوار المحاضــرة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،89‬ج‪ ،2‬ص‪ ،157‬ج‪،4‬‬ ‫ص ص‪ .48-47‬التنوخــي‪ ،‬الفــرج بعــد الشــدة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪318‬‬ ‫حاشــية (‪ .)1‬الحمــوي‪ ،‬معجــم األدبــاء ج‪ ،4‬ص ص‪.58-54‬‬ ‫(‪ )4‬ابن أبي الدم‪ ،‬أدب القضاء‪ ،‬ص‪.81‬‬ ‫(‪ )5‬ابن األثير‪ ،‬اللباب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.233‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫تيــم القرشــية قــايض البــرة إبراهيم‪ ‬بــن حممــد‬ ‫التيمــي ‪250‬هـــ‪864/‬م(‪ )6‬والقــايض أمحد‪ ‬بــن عبــد‬ ‫الكريــم احلــوراين التيمــي ت‪250‬هـــ‪864/‬م(‪ .)7‬وشــغل‬ ‫أبنــاء أرسة أيب الشــوارب دورا مهــا يف القضــاء‪ ،‬وتعــود‬ ‫أصــول هــذه األرسة إىل األعيــاص مــن بنــي أميــة(‪.)8‬‬ ‫ويتبــن ذلــك النســب مــن قــول اخلليفــة العبــايس‬ ‫املتــوكل (‪247-232‬هـــ ‪861-846 /‬م) للقــايض‬ ‫حممد‪ ‬بــن عبــد امللك‪ ‬بــن أيب الشــوارب عندمــا رفــض‬ ‫قبــول منصــب القضــاء قائــا لــه «تأبــون يــا بنــي أميــة‬ ‫إال كــرا‪.)9( »..‬‬ ‫وألمهيــة هــذه األرسة ســنلقي مزيــدا مــن الضــوء‬ ‫عــى دورهــا يف القضــاء فقــد امتهــن أفرادهــا مهنــة‬ ‫القضــاء‪ ،‬بــل منهــم مــن وصــل إىل تقلــد منصــب‬ ‫قــايض القضــاة ومــن قضاهتــا‪ :‬حممد‪ ‬بــن عبــد‬ ‫امللك‪ ‬بــن أيب الشــوارب(‪ ،)10‬والعبــاس بن‪ ‬حممد‪ ‬بــن‬ ‫عبــد امللــك(‪ ،)11‬وإخوتــه احلســن وعــي ثــم أبنــاء‬ ‫عــي‪ ،‬وتــوىل احلســن قضــاء ســامراء يف عهــد اخلليفــة‬ ‫املعتــز(‪ ،)12‬واخلليفــة املهتــدي‪ ،‬وبعــد وفــاة احلســن‪ ‬بن‬ ‫حممــد ســنة ‪261‬هـــ‪874/‬م أرســل اخلليفــة املعتمــد‬ ‫وزيــره عبيــد اهلل‪ ‬بــن حييى‪ ‬بــن خاقــان إىل عيل‪ ‬بــن‬ ‫حممــد فعــزاه بأخيــه‪ ،‬وهنــأه بتوليــه القضــاء‪ ،‬ثــم عينــه‬ ‫فيــا بعــد قــايض قضــاة ســنة ‪283‬هـــ‪896/‬م وفيهــا‬ ‫كانــت وفاتــه(‪ .)13‬وبعــد مــرور تســع ســنوات تقلــد‬ ‫ابنــه عبــد اهلل‪ ‬بــن عــي قضــاء مدينــة املنصــور ســنة‬ ‫‪292‬هـــ‪904 /‬م يف عهــد اخلليفــة املكتفــي بــاهلل‪ .‬ثــم‬ ‫قلــده اخلليفــة املقتــدر القضــاء يف اجلانــب الرشقــي‬ ‫مــن بغــداد والكــرخ ســنة ‪296‬هـــ‪908/‬م حتــى أصيب‬ ‫باملــرض ســنة ‪298‬هـــ‪910/‬م أي أنــه بقــي يــزاول‬ ‫عملــه القضائــي حتــى وفاتــه ســنة ‪301‬هـــ‪913/‬م(‪.)14‬‬ ‫(‪ )6‬وكيــع‪ ،‬أخبــار القضــاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .180-179‬الخطيــب‬ ‫البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.150‬‬ ‫(‪ )7‬ابن األثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.161‬‬ ‫(‪ )8‬أبنــاء أمية‪ ‬بــن عبــد شــمس هــم‪ :‬حــرب وأبــو حــرب وســفيان‬ ‫وعمــرو وابــن عمــرو‪ ،‬ويطلــق علــى هــؤالء اســم العنابــس‬ ‫وشــبهوا باألســد‪ ،‬ثــم ابنــه اآلخــر العــاص وأبــو العــاص‬ ‫والعيــص وأبــو العيــص وهــؤالء األعيــاص وهــم جميعــا مــن‬ ‫نســل بنــي أميــة‪ .‬ابــن قتيبــة‪ ،‬المعــارف‪ ،‬ص‪.43‬‬ ‫(‪ )9‬الخطيب البغدادي‪ ،‬تاريخ بغداد‪ ،‬ص‪.179‬‬ ‫(‪ )10‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج‪ ،12‬ص‪.37‬‬ ‫(‪ )11‬وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.181‬‬ ‫(‪ )12‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.27‬‬ ‫(‪ )13‬التنوخــي‪ ،‬نشــوار المحاضــرة‪ ،‬ج‪4‬ص‪ ،‬ص‪ .134-133‬ابــن‬ ‫الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .164‬شــبارو‪ ،‬القضــاء والقضــاة‪،‬‬ ‫ص ص‪.84-83‬‬ ‫(‪ )14‬ابــن الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،6‬ص ص‪ .125 ،98‬ابــن طولــون‪،‬‬

‫‪97‬‬


‫قضاة البصرة (‪ 334 247-‬هـ ‪ 945-861 /‬م)‬

‫آمنة محمود الذيابات البطوش‬

‫كــا تقلــد قضــاء مدينــة املنصــور ابنــه احلســن‪ ‬بن‬ ‫عبــداهلل (ت‪325‬هـــ‪936/‬م) مــن ســنة ‪320 -316‬هـــ‪/‬‬ ‫‪ 932-928‬م يف عهــد اخلليفــة املقتــدر(‪ .)1‬ثــم تــوىل ابنــه‬ ‫حممد‪ ‬بــن احلســن قضــاء مدينــة املنصــور والرشقيــة‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ســنة ‪333‬هـــ‪944 /‬م يف عهــد اخلليفــة املســتكفي‬ ‫ثــم عــزل ســنة ‪335‬هـــ‪946/‬م وتقلــد أخــوه عبــد‬ ‫اهلل‪ ‬بــن احلســن ثــم ويل منصــب قــايض القضــاة ســنة‬ ‫‪350‬هـــ‪961/‬م وهــو آخــر مــن تــوىل القضــاء مــن هــذه‬ ‫األرسة ( ‪.)3‬‬ ‫ويبــدو ممــا ســبق أن عــدد القضــاة الذيــن تقلــدوا‬ ‫القضــاء يف أنحــاء العــراق كافــة مــن أرسة آل أيب‬ ‫الشــوارب بلــغ تســعة قضــاة‪ ،‬وقــد تداولــوا عــى‬ ‫القضــاء مــن ســنة (‪335 -252‬هـــ‪946-866 /‬م)‬ ‫أمــا قضــاة البــرة مــن هــذه األرسة فهــم اثنــان‬ ‫فقــط مهــا‪ :‬القــايض العباس‪ ‬بــن حممد‪ ‬بــن‬ ‫عبدامللــك يف عهــد اخلليفــة املعتــز (‪255 - 252‬هـــ‪/‬‬ ‫‪868 - 866‬م)(‪ .)4‬والقــايض حممد‪ ‬بــن عبــد اهلل‪ ‬بــن‬ ‫عيل‪ ‬بــن أيب الشــوارب (ت‪301‬هـــ‪913/‬م) يف عهــد‬ ‫اخلليفــة املقتــدر(‪320 - 295‬هـــ‪932 - 907/‬م)(‪.)5‬‬ ‫ومــن األرس العربيــة التــي تولــت قضــاء البــرة‪:‬‬ ‫أرسة بنــو هاشــم وهــي مــن أرشف القبائــل العربيــة‪،‬‬ ‫وتنســب إىل هاشــم‪ ‬بن عبــد منــاف‪ ،‬ومــن أوالده‪:‬‬ ‫أســد الــذي مل خيلــف ولــدا وعبــد املطلــب وكل مــن‬ ‫هــو هاشــمي ينســب إىل نســل عبــد املطلب‪ ‬بــن‬ ‫هاشــم‪ ،‬وبنــو هاشــم مــن قريــش(‪ )6‬تــوىل قضــاء‬ ‫البــرة مــن هــذه األرسة اهلاشــمية قاضيــان مهــا‪ :‬أبــو‬ ‫القاســم جعفر‪ ‬بــن عبدالواحــد اهلاشــمي‪ ،‬وشــقيقه‬ ‫أبــو احلســن حممد‪ ‬بــن عبدالواحــد اهلاشــمي وقــد‬ ‫توليــا قضــاء البــرة عــى التــوايل‪ ،‬ويذكــر التنوخــي‬

‫أهنــا «القضــاة مــن بنــي عبدالواحــد بالبــرة»(‪.)7‬‬ ‫ولعــل لقبيلــة الذهــي العربيــة مكانــة يف القضــاء‪:‬‬ ‫وهــي تنســب إىل قبيلــة نــزار العربيــة وينحدر مــن قبيلة‬ ‫الذهــي املعروفــة ذهل‪ ‬بــن ثعلبة‪ ‬بــن عكابة‪ ‬بــن‬ ‫(‪)9‬‬ ‫رحــب‪ ،‬وذهل(‪ )8‬بــن شــيبان بــن ثعلبة‪ ‬بــن عكابــة‬ ‫ويتفــرع عنهــم فــروع كثــرة أشــهرهم‪ :‬ســدوس‪ ‬بن‬ ‫شــيبان‪ ‬بن ذهــل‪ ،‬وهــو أكثرهــم عــددا ونســبا وقبيلــة‬ ‫ذهل‪ ‬بــن شــيبان(‪.)10‬‬ ‫وقضــاة البــرة مــن هــذه القبيلــة يعــودون‬ ‫بأصوهلــم إىل ســدوس‪ ‬بن شــيبان‪ ‬بن ذهــل ومــن‬ ‫هــؤالء القضــاة‪ :‬القــايض أمحد‪ ‬بــن عبــد اهلل الذهــي‬ ‫(ت‪322‬هـــ‪933/‬م)(‪ )11‬وهــو مــن شــيوخ القضــاة ثــم‬ ‫ابنــه القــايض حممد‪ ‬بــن أمحد‪ ‬بــن عبــداهلل الســدويس‬ ‫البــري الذهــي الــذي كان خيلــف والــده يف القضــاء‬ ‫وويل قضــاء واســط ودمشــق ومــر حيــث دخــل‬ ‫مــر ســنة ‪340‬هـــ‪951/‬م وتــوىل القضــاء هبــا ســنة‬ ‫‪348‬هـــ‪959/‬م(‪ .)12‬وقــد وصــف بيــت آل الذهــي‬ ‫بأنــه «‪..‬بيــت جليــل يف احلديــث والقضــاء» وهــم‬ ‫مــن «أهــل البيوتــات ببغــداد»(‪ .)13‬وقلــد القضــاء‬ ‫يف البــرة قضــاة مــن أصــول عربيــة أخــرى مثــل‪:‬‬ ‫أرسة غــاب الــذي ينتســب إليهــا القــايض أبــو أميــة‬ ‫األحوص‪ ‬بــن املفضــل (ت‪300‬هـــ‪916/‬م)(‪.)14‬‬ ‫ومــن قبيلــة أســد العربيــة‪ :‬تــوىل قضــاء البــرة القايض‬ ‫حممد‪ ‬بــن أســيد(‪ .)15‬وشــارك األنصــار يف تــويل قضــاء‬ ‫البــرة‪ ،‬ولفضــل األنصــار كان الرســول ‪ ‬يقــول‬ ‫"القضــاء يف األنصــار" وقــد أدى هــؤالء دورا كبــرا‬ ‫يف العــر العبــايس األول يف املدينــة املنــورة ثــم عــن‬ ‫يف بغــداد أول قــايض أنصــاري‪ ،‬وكذلــك تولــوا قضــاء‬ ‫البــرة ومــر‪ ،‬ومــن قضــاة البــرة مــن األنصــار‬

‫قضاة دمشق‪ ،‬ص‪.33‬‬ ‫(‪ )1‬التنوخــي‪ ،‬نشــوار المحاضــرة‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ ،200‬ج‪ ،6‬ص‪.56 ،29‬‬ ‫الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ .34‬ابــن الجــوزي‬ ‫المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .290‬شــبارو‪ ،‬القضــاء والقضــاة‪ ،‬ص‪.85‬‬ ‫(‪ )2‬التنوخــي‪ ،‬نشــوار المحاضــرة‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ص‪ .142-140‬ابــن‬ ‫الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .389‬شــبارو‪ ،‬القضــاء والقضــاة‪،‬‬ ‫ص ص‪ 86-85‬حاشــية ‪.5‬‬ ‫(‪ )3‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،12‬ص‪ .82‬ابــن‬ ‫الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.16‬‬ ‫(‪ )4‬وكيــع‪ ،‬أخبــار القضــاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .181‬أبــو نعيــم األصبهانــي‪،‬‬ ‫تاريــخ أصبهــان‪ ،‬ج‪ 1‬ترجمــة ‪ .32‬العبــادي‪ ،‬آل أبــي الشــوارب‪،‬‬ ‫ص‪.52‬‬ ‫(‪ )5‬وكيــع‪ ،‬أخبــار القضــاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .183-182‬ابــن طولــون‪ ،‬قضــاة‬ ‫دمشق‪ ،‬ص‪.33‬‬ ‫(‪ )6‬ابن قتيبة‪ ،‬المعارف‪ ،‬ص ص‪.43-42‬‬

‫(‪ )7‬التنوخي‪ ،‬نشوار المحاضرة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،89‬ج‪ ،2‬ص‪.127‬‬ ‫(‪ )8‬ابن قتيبة‪ ،‬المعارف‪ ،‬ص ص‪.46-45‬‬ ‫(‪ )9‬المصــدر نفســه‪ ،‬ص ص‪ .46-45‬ابــن األثيــر‪ ،‬اللبــاب‪ ،‬ج‪،1‬‬ ‫ص ‪.535‬‬ ‫(‪ )10‬ابــن قتيبــة‪ ،‬المعــارف‪ ،‬ص‪ .47‬ابــن األثيــر‪ ،‬اللبــاب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‬ ‫ص‪.536-535‬‬ ‫(‪ )11‬وكيــع‪ ،‬أخبــار القضــاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .181‬الخطيــب البغــدادي‪،‬‬ ‫تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.229‬‬ ‫(‪ )12‬القاضــي عيــاض‪ ،‬ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .297‬الــداوودي‪،‬‬ ‫طبقــات المفســرين‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.72‬‬ ‫(‪ )13‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.295-287‬‬ ‫(‪ )14‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ .50‬ابــن‬ ‫الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪ .134‬ابــن األثيــر‪ ،‬اللبــاب‪ ،‬ج‪،2‬‬ ‫ص ‪.395‬‬ ‫(‪ )15‬أبو نعيم األصبهاني‪ ،‬تاريخ أصبهان‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ص‪.53-52‬‬

‫‪98‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫القــايض أمحد‪ ‬بــن موســى‪ ‬بن إســحاق األنصــاري‬ ‫(ت‪322‬هـــ‪933/‬م)‪ .‬ومــن أرسة املعمــري تــوىل قضــاء‬ ‫البــرة القــايض احلســن‪ ‬بن عىل‪ ‬بــن شــبيب‪ ،‬أبــو‬ ‫عــي املعمــري (ت‪295‬هـــ‪907/‬م)(‪.)1‬‬ ‫ويبــدو واضحــا تقلــد القضــاء يف البــرة مــن‬ ‫قبــل أرس عربيــة مشــهورة مثــل‪ :‬آل أيب الشــوارب‪،‬‬ ‫وبنــو هاشــم‪ ،‬والذهــي‪ ،‬والتيمــي‪ ،‬وغــاب وأســد‬ ‫واألنصــار واملعمــري وغريهــم وقــد بلــغ عــدد قضــاة‬ ‫البــرة مــن أصــول عربيــة تقريبــا اثنــي عــر قاضيــا‬ ‫توزعــوا عــى ثــاين قبائــل‪.‬‬ ‫ب‪ .‬القضاة من أصول غري عربية‪:‬‬ ‫آل محاد األزدي‪:‬‬ ‫مــن أشــهر األرس غــر العربيــة التــي تولــت القضــاء‬ ‫يف بغــداد والبــرة‪ .‬وآل محــاد مــوايل جرير‪ ‬بــن هذيــم‬ ‫اجلعــدي األزدي كانــت تســتظل بحاميتــه‪ ،‬ومــن هنــا‬ ‫(‪)2‬‬ ‫جــاءت تســميتها بحــاد األزدي وموطنهــم البــرة‬ ‫وهــم ينتســبون إىل محاد‪ ‬بــن زيــد(‪ .)3‬وقــال عنهــم‬ ‫عيــاض «كانــت هــذه القبيلــة عــى كثــرة رجاهلــا‪،‬‬ ‫وشــهرة أعالمهــا مــن أجــل بيــوت العلــم بالعــراق‬ ‫وأرفــع مراتــب الســؤدد يف الديــن والدنيــا ومنهــم أئمــة‬ ‫الفقــه ومشــيخة احلديــث والســنن عــدة كلهــم أجلــة‬ ‫ورجــال ســنة وانتــر ذكرهــم يف املــرق واملغــرب‬ ‫نحــو ثالثامئــة عــام مــن زمــن جدهــم اإلمــام محاد‪ ‬بــن‬ ‫زيــد وأخيــه ســعيد ومولدمهــا نحــو املائــة»(‪ .)4‬وبلــغ آل‬ ‫محــاد مكانــة علميــة واجتامعيــة يف البــرة والعــراق‬ ‫كلهــا يف القضــاء والعلــم واحليــاة قــال عنهــم الفرغــاين‬ ‫«ال نعلــم أحــدا مــن أهــل الدنيــا بلــغ مــا بلــغ آل‬ ‫محاد‪ ‬بــن زيــد ومل يبلــغ أحــد ممــن تقــدم مــن القضــاة‬ ‫مــا بلغــوه مــن اختــاذ املنــازل والضيــاع والكســوة‬ ‫واآللــة‪ ،‬ونفــاذ األمــر يف مجيــع اآلفــاق»(‪ .)5‬ورفــع ابــن‬ ‫الطيــب مــؤدب اخلليفــة املعتضــد مــن شــأهنم حينــا‬ ‫قــال «حســبك أن هلــم بتادرايــا ســتامئة بســتان‪ ،‬غــر مــا‬ ‫هلــم بالبــرة وســائر النواحــي وكان فيهــم عــى اتســاع‬ ‫الدنيــا رجــال صــدق وأئمــة ورع وعلــم وفضــل»(‪.)6‬‬ ‫(‪ )1‬ابــن الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪ .76-75‬ابــن األثيــر‪،‬‬ ‫اللبــاب‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .184‬انظــر‪ :‬الســويدي‪ ،‬ســبائك الذهــب‪،‬‬ ‫ص ‪.218‬‬ ‫(‪ )2‬شبارو‪ ،‬القضاء والقضاة‪ ،‬ص‪.86‬‬ ‫(‪ )3‬ابن األثير‪ ،‬اللباب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ص‪.384-383‬‬ ‫(‪ )4‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ص‪.277-276‬‬ ‫(‪ )5‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.277‬‬ ‫(‪ )6‬النباهي‪ ،‬تاريخ قضاة األندلس‪ ،‬ص‪.33‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫وتــوىل القضــاء يف العــراق مــن آل محــاد‪ :‬محاد‪ ‬بــن‬ ‫إســحاق وإســاعيل‪ ‬بن إســحاق(‪ )7‬كــا تقلــد عمهــا‬ ‫يعقوب‪ ‬بــن إســاعيل‪ ‬بن محــاد األزدي وأبنــاؤه مــن‬ ‫بعــده ومنهــم‪ :‬محاد‪ ‬بــن إســحاق مــن ســنة ‪- 216‬‬ ‫‪255‬هـــ‪868 -831/‬م ثــم عــزل عنــه وتــوىل شــقيقه‬ ‫إســاعيل‪ ‬بن إســحاق قضــاء بغــداد الغربيــة ســنة‬ ‫‪246‬هـــ‪860/‬م ثــم أصبــح قــايض قضــاة وأيضــا‬ ‫تــوىل القضــاء ابنــه احلســن‪ ‬بن إســاعيل(‪ )8‬وكان‬ ‫منادمــا للخليفــة املعتضــد(‪ ،)9‬وتــويف احلســن ســنة‬ ‫( ‪309‬هـــ‪921 /‬م)(‪.)10‬‬ ‫وكان اجلــد الثــاين يعقوب‪ ‬بــن إســاعيل‪ ‬بن‬ ‫محــاد األزدي قاضيــ ًا عــى املدينــة املنــورة ثــم بــاد‬ ‫فــارس وتــويف (ســنة ‪246‬هـــ‪860/‬م)(‪ )11‬وتقلــد مــن‬ ‫أحفــاد اجلــد قضــاة وصلــوا إىل منصــب قــايض القضــاة‬ ‫أبــو عمــر حممد‪ ‬بــن يوســف‪ ‬بن يعقــوب(‪ )12‬وابنــه أبــو‬ ‫احلســن عمــر وحفيــده أبــو نــر يوســف‪ ‬بن عمــر‬ ‫وكان منصــب قــايض القضــاة حكــرا عــى عائلــة‬ ‫أو إرثــا مــن حــق العائلــة يــورث أبــا عــن جــد لكــن‬ ‫املكانــة التــي وصــل إليهــا هــؤالء القضــاة أســهمت‬ ‫يف وصوهلــم إىل منصــب القضــاء وقــايض القضــاة‪،‬‬ ‫ويتبــن ممــا ســبق أن آل محــاد مــن أشــهر قضــاة العــراق‬ ‫مــن املــوايل‪ .‬ومــن هنــا يتبــن دورهــم يف العــراق‬ ‫بشــكل عــام‪.‬‬ ‫أمــا قضــاة البــرة مــن آل محــاد فقــد تقلــد ثالثــة‬ ‫منهــم القضــاء يف البرصة (‪334-247‬هـــ‪945-861/‬م)‬ ‫وهــم‪ :‬القــايض حممد‪ ‬بــن محاد‪ ‬بــن إســحاق‪ ‬بن‬ ‫إســاعيل (ت‪276‬هـ‪889 /‬م)(‪ )13‬والقايض يوسف‪ ‬بن‬ ‫يعقوب‪ ‬بــن محــاد (ت‪297‬هـــ‪909/‬م) الــذي تــوىل‬ ‫القضــاء مــدة عرشيــن عامــا ‪296-276‬هـــ‪-889/‬‬ ‫‪908‬م(‪ )14‬ثــم حفيــده أبــو حممــد احلســن‪ ‬بن عمــر‪ ،‬وقد‬ ‫(‪ )7‬التنوخــي‪ ،‬نشــوار المحاضــرة‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .21‬الخطيــب‬ ‫البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ ،287‬ج‪ ،8‬ص‪.158‬‬ ‫(‪ )8‬القاضــي عيــاض‪ ،‬ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ص‪.182-181‬‬ ‫ابــن الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.151‬‬ ‫(‪ )9‬التنوخي‪ ،‬نشوار المحاضرة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.326‬‬ ‫(‪ )10‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.181‬‬ ‫(‪ )11‬شبارو‪ ،‬القضاء والقضاة‪ ،‬ص‪.88‬‬ ‫(‪ )12‬التنوخــي‪ ،‬نشــوار المحاضــرة ج‪ ،5‬ص‪ .209‬النباهــي‪ ،‬قضــاة‬ ‫األندلــس‪ ،‬ص‪.36‬‬ ‫(‪ )13‬وكيــع‪ ،‬أخبــار القضــاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .182‬الخطيــب البغــدادي‪،‬‬ ‫تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ص‪ .273-272‬القاضــي عيــاض‪،‬‬ ‫ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.181‬‬ ‫(‪ )14‬القاضــي عيــاض‪ ،‬ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .183-182‬ابــن‬ ‫العمــاد الحنبلــي‪ ،‬شــذرات الذهــب‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.223‬‬

‫‪99‬‬


‫قضاة البصرة (‪ 334 247-‬هـ ‪ 945-861 /‬م)‬

‫أقــره اخلليفــة الــرايض عــى القضــاء وهــو أصغــر ســن ًا‬ ‫مــن أخيــه أيب نــر يوســف وكان احلســن مقرب ـ ًا مــن‬ ‫النــاس حســن الســرة وبعــد وفــاة اخلليفــة الــرايض‬ ‫(‪329-322‬هـــ‪940-933/‬م) قلــده اخلليفــة املتقــي‬ ‫قضــاء مدينــة املنصــور إىل ســنة ‪329‬هـــ‪940/‬م(‪.)1‬‬ ‫وخالصــة القــول أن قضــاة البــرة مــن مــوايل محــاد‬ ‫األزدي بلــغ عددهــم ثالثــة فقــط هــم‪ :‬حممد‪ ‬بــن محــاد‬ ‫ويوســف‪ ‬بن يعقــوب‪ ،‬واحلســن‪ ‬بن عمــر‪.‬‬ ‫ويبــدو أن للمــوايل حظــا يف تــويل قضــاء البــرة‬ ‫ومــن هــؤالء األعاجــم‪ :‬الفضل‪ ‬بــن احلبــاب‬ ‫عمرو‪ ‬بــن حممد‪ ‬بــن شــعيب‪ ‬بن صخــر ويكنــى أبــو‬ ‫خليفــة(‪ )2‬وتنســبه بعــض املصــادر إىل قبيلــة اجلمحــي‬ ‫العربيــة وهــي بطــن مــن قريــش(‪ ،)3‬أمــا الصلــة بــن‬ ‫القــايض الفضل‪ ‬بــن احلبــاب وقبيلــة اجلمحــي العربيــة‬ ‫فهــي أن القــايض أبــو خليفــة الفضل‪ ‬بــن احلبــاب هــو‬ ‫ابــن أخــت حممد‪ ‬بــن ســام‪ ‬بن عبيداهلل‪ ‬بــن ســامل‬ ‫اجلمحــي البــري أبــو عبــداهلل الــذي هــو مــوىل‬ ‫لقدامة‪ ‬بــن مظعــون اجلمحــي وأخــوه عبدالرمحن‪ ‬بــن‬ ‫ســام مــن أهــل البــرة‪ ،‬وقــدم حممد‪ ‬بــن ســام‬ ‫بغــداد ســنة ‪222‬هـــ‪836/‬م وكان قدريــا تــويف ســنة‬ ‫(‪232‬هـــ‪846 /‬م)(‪.)4‬‬ ‫وألرسة اجلــارودي ينتمــي القــايض إبراهيم‪ ‬بــن‬ ‫املنــذر اجلــارودي وأصوهلــا مــن نيســابور‪ ،‬واجلــارود‬ ‫جــد جدهــم وكان عددهــم كثــرا بالبــرة‪ ،‬ويقــال أن‬ ‫اجلاروديــة فرقــة زيديــة تنســب إىل أيب اجلــارود(‪.)5‬‬ ‫وينســب القــايض ســعيد الصفــار إىل مجاعــة يف‬ ‫أصبهــان ونيســابور اشــتهرت ببيــع األواين الصفاريــة‬ ‫ومــن هنــا جــاءت تســميتها(‪ .)6‬ومــن األعاجــم‪:‬‬ ‫القــايض أمحد‪ ‬بــن حممد‪ ‬بــن ســهل الــرازي‬ ‫وتنســب أرسة الــرازي إىل الفــرس وموطنهــم الــري‬ ‫مــن مــدن بــاد الديلــم(‪ .)7‬ومــن املــرق اإلســامي‬ ‫أيضــا القــايض أمحد‪ ‬بــن الوزير‪ ‬بــن بســام أبــو عــي‬ ‫(ت‪258‬هـــ‪871/‬م) وهــو أول قــايض ويل القضــاء يف‬

‫(‪ )1‬التنوخــي‪ ،‬نشــوار المحاضــرة‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ص‪ ،204-203‬ج‪،5‬‬ ‫ص‪ .74‬القاضــي عيــاض‪ ،‬ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.263‬‬ ‫(‪ )2‬الذهبــي‪ ،‬تاريــخ اإلســام‪ ،‬ص‪ .166‬الصفــدي‪ ،‬نكــت الهميــان‪،‬‬ ‫ص‪.226‬‬ ‫(‪ )3‬ابــن األثيــر‪ ،‬اللبــاب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .291‬ابــن حــزم‪ ،‬جمهــرة أنســاب‬ ‫العــرب‪ ،‬ص ص‪.159-158‬‬ ‫(‪ )4‬الســمعاني‪ ،‬األنســاب‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .85‬ابــن األثيــر‪ ،‬اللبــاب‪ ،‬ج‪،1‬‬ ‫ص‪.291‬‬ ‫(‪ )5‬ابن األثير‪ ،‬اللباب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ص‪.250-249‬‬ ‫(‪ )6‬ابن األثير‪ ،‬اللباب‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.144‬‬ ‫(‪ )7‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.181‬‬

‫‪100‬‬

‫آمنة محمود الذيابات البطوش‬

‫أصبهــان يف أيــام املتــوكل‪ ،‬ووىل قضــاء البــرة بعــد‬ ‫عــزل العباس‪ ‬بــن أيب الشــوارب (ت‪278‬هـــ‪891/‬م)‬ ‫(‪ .)8‬أمــا ابــن الوزيــر فتقلــد القضــاء يف ســامراء يف عهــد‬ ‫اخلليفــة املســتعني ســنة ‪250‬هـــ‪864/‬م‪ ،‬ثــم قضــاء‬ ‫البــرة ســنة ‪255‬هـــ‪868/‬م يف عهــد اخلليفــة املهتــدي‬ ‫(‪256-255‬هـــ‪869-868 /‬م)(‪.)9‬‬ ‫ومــن بــاد تســر مــن كــور األهــواز بخوزســتان‬ ‫ينســب القــايض حممد‪ ‬بــن أمحد‪ ‬بــن حممــد‪ ،‬أبوعبــداهلل‬ ‫التســري(‪ )10‬وكان الوزيــر عيل‪ ‬بــن عيســى‪ ‬بن‬ ‫اجلــراح(‪ )11‬قــد أرســله إىل املدينــة لتفقيــه أهلهــا وبعــد‬ ‫عــودة التســري لبغــداد تــوىل قضــاء البــرة مــدة‬ ‫طويلــة وكانــت وفاتــه ســنة ‪345‬هـــ‪956/‬م(‪.)12‬‬ ‫وارتفــع شــأن أرسة اخلرقــي (بكــر اخلــاء‬ ‫وفتــح الــراء) عندمــا قلــد اخلليفــة املتقــي هلل‬ ‫(‪333-329‬هـــ‪944-940/‬م) أمحد‪ ‬بــن عبــداهلل‬ ‫اخلرقــي قضــاء البــرة‪ ،‬وتنســب أرسة اخلرقــي إىل‬ ‫مجاعــة مــن التجــار‪ ،‬تقــوم ببيــع اخلــرق‪ ،‬والثيــاب‬ ‫يف مــدن بغــداد‪ ،‬وأصفهــان‪ ،‬وقــد اســتمرت يف‬ ‫جتارهتــا هــذه ومنهــم القــايض أمحــد اخلرقــي (ت بعــد‬ ‫‪333‬هـــ‪944/‬م) ووالــده وعمومتــه وهــم مــن وجــوه‬ ‫التجــار البزازيــن يف بغــداد ومــن كبــار العــدول(‪،)13‬‬ ‫وأصبــح القــايض اخلرقــي يســمى قــايض املتقــي هلل(‪.)14‬‬ ‫ومــن قضــاة األعاجــم يف البــرة‪ :‬القــايض‬ ‫قانع(‪ )15‬بــن مرزوق‪ ‬بــن واثــق األمــوي موالهــم‪،‬‬ ‫والقــايض عمر‪ ‬بــن زاذان مــن بــاد قزويــن وينســب‬ ‫إىل أيب حفــص عمر‪ ‬بــن عبداهلل‪ ‬بــن زاذان القــايض‬ ‫الــزاذاين القزوينــي الكنــدي(‪ )16‬وربــا يكــون قــايض‬ ‫البــرة لتشــابه اســمني معــا وهــذان القاضيــان قانــع‬ ‫وعمــرو مــن مــوايل القــايض األمــوي حممد‪ ‬بــن‬ ‫(‪ )8‬أبو نعيم األصبهاني‪ ،‬تاريخ أصبهان ج‪ 1‬ترجمة ‪.32‬‬ ‫(‪ )9‬وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.181‬‬ ‫(‪ )10‬القاضــي عيــاض‪ ،‬ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .269‬ابــن األثيــر‪،‬‬ ‫اللباب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.216‬‬ ‫(‪ )11‬الطبري‪ ،‬تاريخ األمم والملوك‪ ،‬ج‪ ،10‬ص ص‪.74-73‬‬ ‫(‪ )12‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.269‬‬ ‫(‪ )13‬الســمعاني‪ ،‬األنســاب‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .349‬ابــن األثيــر‪ ،‬اللبــاب‪،‬‬ ‫ج‪ ،1‬ص‪ .345‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪،4‬‬ ‫ص ‪.231‬‬ ‫(‪ )14‬التنوخي‪ ،‬نشوار المحاضرة‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.183‬‬ ‫(‪ )15‬لــم نعثــر علــى ترجمــة للقاضــي قانــع‪ ،‬لكــن وجــدت ترجمــة‬ ‫البــن قانــع وهــو أبــو الحســين عبــد الباقي‪ ‬بــن قانع‪ ‬بــن‬ ‫مــرزوق بن‪ ‬واثــق األمــوي موالهــم‪ ،‬صاحــب معجــم‬ ‫الصحابــة ولــد (ســنة ‪265‬هـــ‪878/‬م) و (ت ســنة ‪351‬هـــ‪/‬‬ ‫‪962‬م)‪ .‬انظــر‪ :‬الذهبــي‪ ،‬ســير أعــام النبــاء‪ ،‬ج‪ ،15‬ص‪.526‬‬ ‫(‪ )16‬ابن األثير‪ ،‬اللباب‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.51‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫عبداهلل‪ ‬بــن عيل‪ ‬بــن حممد‪ ‬بــن عبدامللك‪ ‬بــن أيب‬ ‫الشــوارب وكان قــد اســتخلفهام الواحــد تلــو اآلخــر‬ ‫يف البــرة(‪.)1‬‬ ‫وهكــذا يتبــن أن عــدد القضــاة مــن غــر العــرب‬ ‫يف البــرة بلــغ اثنــي عــر قاضيــا تقريبــا يتوزعــون‬ ‫عــى عــرة أصــول‪ ،‬وهنــاك ثالثــة قضــاة مل نعثــر‬ ‫عــى تراجــم وأنســاب واضحــة هلــم‪ :‬القــايض‬ ‫عبدالرمحن‪ ‬بــن حممــد امللقــب بنــرج(‪ )2‬وقــد ذكــر عنــه‬ ‫ابــن األثــر أن وفاتــه كانــت ســنة(‪271‬هـ‪884/‬م)(‪.)3‬‬ ‫والقــايض حممد‪ ‬بــن جعفر‪ ‬بــن أمحــد والقــايض أبــو‬ ‫عــى حممد‪ ‬بــن ســليامن‪ ‬بن عــي البــري(‪.)4‬‬ ‫ونســتخلص القــول‪ :‬أن عــدد القضــاة يف البــرة‬ ‫مــن أصــول عربيــة بلــغ اثنــي عــر قاضيــا ينتمــون‬ ‫إىل ثامنيــة قبائــل عربيــة أمــا القضــاة األعاجــم فــكان‬ ‫عددهــم مســاويا للقضــاة العــرب اثنــي عــر قاضيــا‪،‬‬ ‫لكنهــم توزعــوا عــى عــرة أصــول ثامنيــة منهــا أرس‬ ‫أعجميــة هــي‪ :‬الــرازي واحلــاد وانتمــى اثنــان مــن‬ ‫القضــاة املــوايل إىل قبائــل عربيــة ومهــا‪ :‬القــايض‬ ‫الفضل‪ ‬بــن احلبــاب اجلمحــي‪ ،‬والقــايض قانــع‬ ‫مــوىل آلل أيب الشــوارب‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مذاهب القضاة‪:‬‬ ‫انتــرت املذاهــب الفقهيــة يف األمصــار بانتشــار‬ ‫أتباعهــا وكانــت البــرة مــن املــدن التــي دخلتهــا‬ ‫املذاهــب الفقهيــة‪ .‬ولعــل أهــم وســيلة لنــر املذاهــب‬ ‫يف البــرة كانــت عــن طريــق القضــاة الذيــن تولــوا‬ ‫القضــاء فيهــا‪ ،‬فيقضــون بمذهبهــم وبــه يفتــون للنــاس‬ ‫وقــد جيلســون لتدريــس الفقــه وأخــذ النــاس عنهــم‬ ‫ومــن هــذه املذاهــب‪ :‬املذهــب احلنفــي والشــافعي‬ ‫واملالكــي‪ ،‬أمــا املذهــب احلنبــي فــكان قليــل االنتشــار‬ ‫يف البــرة بســبب تأخــره عــن بقيــة املذاهــب األخرى‪،‬‬ ‫كــا أنــه مل يكــن لــه أتبــاع مــن القضــاة لنــره‪ ،‬ثــم شــدة‬ ‫احلنابلــة وتعصبهــم وكثــرة خالفاهتــم مــع العامــة‪.‬‬ ‫أشــارت مصــادر طبقــات املالكيــة إىل أســاء‬ ‫القضــاة يف البــرة مــن أتبــاع هــذا املذهــب‪ ،‬حيــث‬ ‫اهتــم القــايض عيــاض بحديثــه عــن أرسة آل محــاد‬ ‫وقضاهتــا يف بغــداد والبــرة ممــا يــدل عــى أهنــم مــن‬ ‫(‪ )1‬وكيــع‪ ،‬أخبــار القضــاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .183‬الصفــدي‪ ،‬الوافــي‬ ‫بالوفيــات‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.345‬‬ ‫(‪ )2‬وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.181‬‬ ‫(‪ )3‬ابن األثير‪ ،‬الكامل‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.344‬‬ ‫(‪ )4‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ص‪.297-296‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫أتبــاع املذهــب املالكــي ومنهــم القــايض يف بغــداد أبــو‬ ‫احلســن عمــر الــذي ألــف كتابــا يف الــرد عــى مــن أنكــر‬ ‫إمجــاع أهــل املدينــة‪ ،‬وهــو نقــض لكتــاب الصــريف‬ ‫ولــه كتــاب آخــر ســاه (الفــرج بعــد الشــدة) وقــد‬ ‫بلــغ هــذا القــايض مكانــة علميــة يف احلديــث واللغــة‬ ‫والنحــو‪ ،‬ومــن أتبــاع هــذا املذهــب قــايض البــرة‬ ‫حممــد(‪ )5‬والقــايض يوســف‪ ‬بن يعقــوب الــذي محــدت‬ ‫مذاهبــه(‪ .)6‬وكان القــايض إســاعيل‪ ‬بن محــاد مــن‬ ‫أئمــة الفقــه عــى املذهــب املالكــي ومشــيخة احلديــث‬ ‫وأعــام القضــاة(‪ )7‬وقــد أوىص بــه اخلليفــة املعتضــد‬ ‫قائــا‪« :‬اســتوص بالشــيخني اخلرييــن الفاضلــن‬ ‫إســاعيل‪ ‬بن إســحاق األزدي وموســى‪ ‬بن إســحاق‬ ‫خــرا فإهنــا ممــن إذا أراد اهلل بأهــل األرض ســوءا دفــع‬ ‫عنهــم بدعائهــا»(‪.)8‬‬ ‫وكان قــايض البــرة أمحد‪ ‬بــن عبــد اهلل الذهــي‬ ‫(ت‪322‬هـــ‪933/‬م) مــن أتبــاع املذهــب املالكــي‪،‬‬ ‫ثــم ابنــه أبــو الطاهــر الذهــي حممد‪ ‬بــن أمحــد‬ ‫(ت‪367‬هـــ‪977/‬م) وكان فقيهــا بمذهــب مالــك(‪.)9‬‬ ‫أمــا القــايض أبــو عبــد اهلل التســري(ت‪345‬هـ‪956/‬م)‬ ‫فــكان عاملــا باملذهــب املالكــي‪ ،‬وشــديد التعصــب‬ ‫لــه يقــول القــايض عيــاض أن التســري‪ :‬وضــع يف‬ ‫مناقــب املذهــب املالكــي عرشيــن جــزءا اطلــع عيــاض‬ ‫عليهــا وانتقــى منهــا أخبــار اإلمــام مالــك (وقــد أدخــل‬ ‫مجيــع مــا لــه فيهــا مــن كالم صاحــب االســتيعاب يف‬ ‫جامعــه)‪ .‬كــا ألــف التســري كتابــا يف فضائــل املدينــة‬ ‫واحلجــة هبــا وكان قبــل توليــه قضــاء البــرة فقيهــا يف‬ ‫املدينــة ومنهــم القــايض املالكــي أبــو عــي حممد‪ ‬بــن‬ ‫ســليامن‪ ‬بن عــي البــري(‪ .)10‬وبذلــك يتبــن أن عــدد‬ ‫القضــاة املالكيــة يف البــرة ســتة قضــاة‪ .‬وكان املذهــب‬ ‫احلنفــي هــو املذهــب الرســمي يف الدولــة ومــن أتباعــه‬ ‫مــن قضــاة البــرة حممد‪ ‬بــن عبداهلل‪ ‬بــن أيب‬ ‫الشــوارب (ت‪301‬هـــ‪913/‬م) الــذي كان يعــرف‬ ‫باألحنــف(‪ )11‬واالقــايض أمحد‪ ‬بــن حممــد الــرازي‬ ‫(‪ )5‬القاضــي عيــاض‪ ،‬ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ص‪،185-182‬‬ ‫ج‪ ،5‬ص‪.263‬‬ ‫(‪ )6‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ص‪.187-182‬‬ ‫(‪ )7‬النباهي‪ ،‬قضاة األندلس‪ ،‬ص‪.32‬‬ ‫(‪ )8‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.33‬‬ ‫(‪ )9‬القاضــي عيــاض‪ ،‬ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ص‪.268 ،266‬‬ ‫ابــن الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ .90‬الــداوودي‪ ،‬طبقــات‬ ‫المفســرين ج‪ ،2‬ص‪.73-72‬‬ ‫(‪ )10‬القاضــي عيــاض‪ ،‬ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ص‪،269-268‬‬ ‫ص‪.272‬‬ ‫(‪ )11‬مؤلــف مجهــول‪ ،‬العيــون والحدائــق‪ ،‬ج‪ ،4‬ق‪ ،1‬ص‪.153‬‬

‫‪101‬‬


‫قضاة البصرة (‪ 334 247-‬هـ ‪ 945-861 /‬م)‬

‫(ت ‪293‬هـــ‪907 /‬م)(‪.)1‬‬ ‫ومل يقتــر القضــاة يف البــرة عــى أتبــاع املذهــب‬ ‫الســني‪ ،‬بــل عــن قضــاة مــن الوســط الشــيعي‬ ‫ومنهــم القــايض الفضل‪ ‬بــن احلبــاب اجلمحــي‬ ‫(ت‪305‬هـــ‪917/‬م) الــذي كان دائــم القــراءة لديــوان‬ ‫واتــم الفضل‪ ‬بــن احلبــاب يف‬ ‫عمران‪ ‬بــن حطــان(‪ُّ )2‬‬ ‫البــرة بالقــول يف خلــق القــرآن‪ ،‬فســأله أبــو عوانــة‬ ‫عــن ذلــك‪ ،‬فقــال القــايض الفضــل‪« :‬القــرآن كالم‬ ‫اهلل غــر خملــوق‪ ،‬ومــن قــال خملــوق فهــو كافــر‪ ،‬وأنــا‬ ‫تائــب إىل اهلل مــن كل ذنــب إال الكــذب فــإين مل أكــذب‬ ‫قــط» فقبــل أبــو عوانــة كنفــه(‪ .)3‬وجــرى للقــايض‬ ‫أبــو عبــد اهلل التســري مواقــف مــع املعتزلــة أهــن‬ ‫بســببها‪ .‬ومــات عــى أثرهــا (ســنة ‪345‬هـــ‪956/‬م)‬ ‫(‪ )4‬وكان اخلليفــة املتــوكل قــد هنــى عــن الــكالم يف‬ ‫القــرآن وأرســل الفقهــاء واملحدثــن إىل ســامراء‬ ‫ليحدثــوا النــاس ومنهــم حممد‪ ‬بــن عبــد امللك‪ ‬بــن أيب‬ ‫الشــوارب وابنــا أيب شــيبة ومصعــب الزبــري وذلــك‬ ‫ســنة ‪234‬هـــ‪848/‬م(‪.)5‬‬ ‫وممــا ســبق يتبــن أنــه تــوىل قضــاء البــرة قضــاة من‬ ‫مذاهــب خمتلفــة حنفيــة ومالكيــة ومل يقتــر عــى أهــل‬ ‫الســنة بــل تــواله بعــض القضــاة الشــيعة وقــد عملــت‬ ‫الدولــة عــى حماربــة الزندقــة والقــول بخلــق القــرآن‬ ‫ويبــدو ذلــك مــن موقــف اخلليفــة املتــوكل منهــم‬ ‫وموقــف اخلليفــة املعتضــد (‪289-279‬هـــ‪-892/‬‬ ‫‪901‬م) الــذي أمــر بإخــراج كتــاب اخلليفــة املأمــون‬ ‫ثــم عــدل عــن ذلــك خوفــا مــن إثــارة عامــة النــاس(‪.)6‬‬ ‫وقــد بلــغ عــدد القضــاة ســبعة وعرشيــن قاضيــا ســتة‬ ‫وعــرون قاضيــا ســنيا وقــاض واحــد شــيعي‪.‬‬ ‫املحــور الرابــع‪ :‬عالقــة القــايض باخلليفــة وكبــار رجــال‬ ‫الصولــي‪ ،‬أخبــار الراضــي والمتقــي‪ ،‬ص‪ .72‬الصفــدي‪ ،‬الوافــي‬ ‫بالوفيــات‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .345‬ابــن طولــون‪ ،‬قضــاة دمشــق‪ ،‬ص‪.33‬‬ ‫‪ )(1‬وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.181‬‬ ‫‪ )(2‬عمران‪ ‬بــن حطان‪ ‬بــن ظبيــان السدوســي الشــيباني الوائلــي‪،‬‬ ‫شــاعر عربــي مــن شــعراء‪ ،‬صــدر اإلســام‪ ،‬نشــأ بالبصــرة‪،‬‬ ‫وطلــب العلــم والحديــث‪ ،‬ثــم اعتنــق المذهــب الخارجــي‪،‬‬ ‫حتــى أصبــح رأس الصفاريــة ورأس القعــدة ‪-‬الذيــن يجيزون‬ ‫القعــود فــي الحــرب‪ -‬وخطيبهــم وشــاعرهم‪ ،‬ظــل مشــردا‬ ‫حتــى مــات ســنة ‪84‬هـــ‪702/‬م‪ .‬انظــر‪ :‬الزركلــي‪ ،‬األعــام‬ ‫قامــوس وتراجــم‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.233‬‬ ‫‪ )(3‬الذهبــي‪ ،‬ســير أعــام النبــاء ج‪ ،14‬ص‪ .10‬الذهبــي‪ ،‬تاريــخ‬ ‫اإلســام‪ ،‬ص‪.167‬‬ ‫‪ )(4‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ص‪.270-269‬‬ ‫‪ )(5‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪.207‬‬ ‫‪ )(6‬مؤلــف مجهــول‪ ،‬العيــون والحدائــق‪ ،‬ج‪ ،4‬ق‪ ،1‬ص‪ .88‬القاضي‬ ‫عيــاض‪ ،‬ترتيب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ ،185‬ج‪ ،4‬ص‪.298‬‬

‫‪102‬‬

‫آمنة محمود الذيابات البطوش‬

‫الدولة‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬عالقة القايض باخلليفة‪:‬‬ ‫ارتبــط القضــاة بعالقــات مــع بعــض اخللفــاء‬ ‫خاصــة وأن اخلليفــة غالبــا مــا يقــوم بتعيــن القــايض‬ ‫حيــث يقابلــه ويستشــره لتعيينــه قاضيــ ًا وقــد أقــام‬ ‫بعــض القضــاة يف بغــداد وهــذا مكنهــم مــن توثيــق‬ ‫العالقــات مــع اخلليفــة وحاشــيته‪ ،‬فعندمــا وافــق‬ ‫القــايض إبراهيــم التيمــي عــى تــويل قضــاء البــرة‬ ‫للخليفــة املتــوكل قــال لألخــر‪ :‬أوافــق مقابــل رشط‬ ‫وهــو أن يدعــو لــه اخلليفة ألن دعــوة اإلمام مســتجابة‪،‬‬ ‫وكان القــايض التيمــي يعــد اخلليفــة املتــوكل أحــد‬ ‫اخللفــاء الذيــن ردوا إىل النــاس الســنة(‪ .)7‬وحــرص‬ ‫القــايض حممد‪ ‬بــن محــاد عــى مالزمــة األمــر املوفــق‬ ‫ويل العهــد للخليفــة املعتمــد أثنــاء حروبــه مــع الزنــج‬ ‫ويكلفــه بمهــام قضائيــة خمتلفــة(‪ .)8‬ويبــدو أن عالقــات‬ ‫آل محــاد كانــت وثيقــة باخللفــاء ووالة العهــد فهــذا‬ ‫يوســف‪ ‬بن يعقــوب يتــوىل عــدة وظائــف قبــل‬ ‫القضــاء يف البــرة منهــا احلســبة ونفقــات حــروب‬ ‫املوفــق مــع الزنــج ثــم بعــد وفــاة عمــه حممد‪ ‬بــن محــاد‬ ‫يتــوىل األقضيــة التــي كان عليهــا حممد‪ ‬بــن محــاد‬ ‫بــل تضــاف إليــه مناطــق ابــن عمــه إســاعيل‪ ‬بن‬ ‫إســحاق ( ‪. )9‬‬ ‫وعــرف عــن القــايض يوســف صالبــة حكمــه‪،‬‬ ‫فقــد زجــر أحــد غلــان اخلليفــة املعتضــد الــذي رفــض‬ ‫االنصيــاع حلاجــب القــايض وااللتــزام يف جملس احلكم‬ ‫حتــى يتــم إصــدار القــرار بقضيــة ضــده «وقــال لــه‬ ‫ائتــوين بــدالل النخــس حتــى أبيــع هــذا العبــد وأبعــث‬ ‫بثمنــه إىل اخلليفــة» وعندمــا أخــر الغــام اخلليفــة‬ ‫بقــول القــايض لــه‪ :‬قــال اخلليفــة «واهلل لــو باعــك‬ ‫ألجــزت بيعــه ومــا اســرجعتك أبــدا»(‪ .)10‬وكان هلــذا‬ ‫القــايض دور يف عــدم إثــارة الفتــن املذهبيــة(‪.)11‬‬ ‫واعتــر حســن تــرف القــايض يوســف مــن مآثــر‬ ‫آل محــاد ونــال شــكر الســنة عــى مــا قــام بــه(‪ )12‬وكان‬ ‫اخلليفــة يكلــف القــايض ببعــض األعــال وقــد أمــر‬ ‫اخلليفــة املعتضــد وهــو يف املوصــل قاضيــه يوســف‬ ‫‪ )(7‬وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.180‬‬ ‫‪ )(8‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ص‪.181-180‬‬ ‫‪ )(9‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ص‪.300-296‬‬ ‫‪ )(10‬ابن كثير‪ ،‬البداية والنهاية‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪.119‬‬ ‫‪ )(11‬الطبــري‪ ،‬تاريــخ األمــم‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪ .298‬مؤلــف مجهــول‪،‬‬ ‫العيــون والحدائــق‪ ،‬ج‪ ،4‬ق‪ ،1‬ص‪ .88‬القاضــي عيــاض‪،‬‬ ‫ترتيــب المــدارك‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ص‪.186-185‬‬ ‫‪ )(12‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.299‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫أن يعلــم النــاس بتأجيــل االحتفــال بعيــد النــروز‬ ‫املعتضــدي للرتفيــه عــى النــاس والرفــق هبــم وأمــره‬ ‫أن يقــرأ كتابــه عــى النــاس(‪ )1‬وملــا مــات املعتضــد ســنة‬ ‫‪289‬هـــ‪901/‬م تــوىل غســله القــايض أبــو عمــر‪ ،‬وصــى‬ ‫عليــه أبــوه يوســف‪ ‬بن يعقــوب(‪.)2‬‬ ‫وقــد تعــرض القــايض يوســف لنكبــة اخلليفــة‬ ‫املقتــدر (‪320-295‬هـــ‪932-907/‬م) بســبب مــا‬ ‫قيــل أن القــايض تآمــر عــى خلــع اخلليفــة واملبايعــة‬ ‫لعبداهلل‪ ‬بــن املقتــدر فقبــض عليــه وعــى ابنــه أبــو عمــر‬ ‫الــذي كان مــن املدبريــن هلــذه املؤامــرة فعــزال عــن‬ ‫القضــاء وذلــك ســنة ‪296‬هـــ‪908/‬م وكانــت وفاتــه‬ ‫ســنة (‪297‬هـــ‪909 /‬م)(‪ )3‬ويف عهــد اخلليفــة الــرايض‬ ‫تقلــد حفيــد القــايض يوســف أبــو حممــد احلســن قضاء‬ ‫البــرة واســتمر يف منصبــه يف عهــد اخلليفــة املتقــي(‪.)4‬‬ ‫وارتبــط القضــاة مــن أرسة آل أيب الشــوارب‬ ‫بعالقــات تعرضــت يف بعــض أوقاهتــا إىل االصطــدام‬ ‫حينــا واالهتــام هبــم مــن قبــل اخللفــاء حينـ ًا آخــر‪ ،‬فقــد‬ ‫رشــح اخلليفــة املتــوكل حممد‪ ‬بــن عبــد امللــك بــن‪ ‬أيب‬ ‫الشــوارب مــع قــايض آخــر لتــويل قضــاء البــرة حيث‬ ‫اعتــذر ابــن عبدامللــك بحجــة عــدم صالحيتــه لكــر‬ ‫ســنه وفــره اخلليفــة املتــوكل عــى أنــه كربيــاء بنــي‬ ‫أميــة‪ ،‬ومــن قضــاة هــذه األرسة العباس‪ ‬بــن حممــد‬ ‫الــذي عــزل عــن القضــاء الهتامــه بالزندقــة وكانــت‬ ‫وفاتــه ســنة (‪278‬هـــ‪891/‬م) وعــن مكانــه أمحد‪ ‬بــن‬ ‫الوزيــر (ت‪258‬هـــ‪871 /‬م)(‪ )5‬ثــم تعرضــت هــذه‬ ‫األرسة وقضاهتــا إىل إســقاط مراتبهــم عندمــا أمــر‬ ‫اخلليفــة املســتعني بذلــك ســنة ‪250‬هـــ‪864/‬م(‪.)6‬‬ ‫ويف أواخــر القــرن الثالــث اهلجري‪/‬التاســع‬ ‫امليــادي تعرضــت ســمعة القــايض ابــن أيب الشــوارب‬ ‫وابنــه حممــد للفســاد‪ ،‬فقــد تقبــل النــاس بارتيــاح خــر‬ ‫إصابــة القــايض عبــد اهلل‪ ‬بــن أيب الشــوارب باملــرض‬ ‫ألن حاشــية هــذا القــايض تقــوم بأعــال ســيئة‪ .‬وكان‬ ‫دور مهــم يف تقويــة مركــزه يف‬ ‫ألم اخلليفــة املقتــدر ٌ‬ ‫القضــاء‪ ،‬ثــم يف تقليــد ابنــه حممــد القضــاء خلفــا لوالــده‬ ‫املريــض‪ ،‬واهتــم القــايض حممــد بأعــال ســيئة كأخــذ‬ ‫أمــوال األيتــام‪ ،‬وقيــل لالنتقــام مــن بنــي العبــاس‪ ،‬ألن‬ ‫(‪ )1‬الطبري‪ ،‬تاريخ األمم‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪.39‬‬ ‫(‪ )2‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.186‬‬ ‫(‪ )3‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ ،186‬ج‪.299 4‬‬ ‫(‪ )4‬المصــدر نفســه‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ص‪ .262-261‬مؤلــف مجهــول‪،‬‬ ‫العيــون والحدائــق‪ ،‬ج‪ ،4‬ق‪ ،2‬ص‪.411‬‬ ‫(‪ )5‬أبو نعيم األصبهاني‪ ،‬تاريخ أصبهان‪ ،‬ج‪ 1‬ترجمة ‪.32‬‬ ‫(‪ )6‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج‪ ،12‬ص‪.35‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫آل أيب الشــوارب مــن البيــت األمــوي(‪.)7‬‬ ‫وكان للقــايض أمحد‪ ‬بــن عبــد اهلل اخلرقــي عالقــة‬ ‫وثيقــة مــع حاشــية اخلليفــة املقتــدر والقهرمانــة زيــدان‬ ‫وويل العهــد املتقــي هلل حيــث نــوه األخــر باســمه وعينه‬ ‫عندمــا تــوىل اخلالفــة قاضيــا لــه يف البــرة وغريهــا‬ ‫مــن املــدن ســنة ‪329‬هـــ‪ /‬وحتــى ســنة ‪333‬هـــ‪940-/‬‬ ‫‪944‬م(‪ )8‬لثقتــه التامــة بــه(‪ )9‬وقــد قــام بمهمــة وســاطة‬ ‫بــن اخلليفــة املتقــي هلل مــن جهــة والوزيــر أيب عبــداهلل‬ ‫الربيــدي‪ ،‬وقــال األخــر للقــايض (انصحــه وقــل لــه‬ ‫أمــا ســمعت جنــد املعتــز واملهتــدي واملتــوكل) وطلــب‬ ‫منــه أن يرســل لــه اخلليفــة مبلــغ مخســائة ألــف دينــار‪،‬‬ ‫ومنــح القــايض اخلرقــي هبــة بمقــدار مخســة آالف‬ ‫دينــار وكان ذلــك ســنة ‪333‬هـــ‪944 /‬م(‪.)10‬‬ ‫ويف ســنة ‪331‬هـــ‪942/‬م كان القــايض اخلرقــي‬ ‫اخلاطــب لعلويــة ابنــة نــارص الدولــة مــن ابــن اخلليفــة‬ ‫املتقــي هلل واســمه أبــو منصــور إســحاق(‪ )11‬ويف‬ ‫ســنة ‪333‬هـــ‪944/‬م كان القــايض اخلرقــي الوســيط‬ ‫واملرســل بــن حممد‪ ‬بــن طغــج األخشــيدي بالرقــة‬ ‫وحلــب‪ ،‬كــا أرســله ملهمــة أخــرى وهــي تتبــع تــوزون‬ ‫أبــو الوفــاء إىل بغــداد‪ ،‬حيــث كشــف هلــم األخــر‬ ‫صــورة حســن الرتحيــب واالســتقبال‪ ،‬ثــم ذهــب إىل‬ ‫دار اخلليفــة حيــث أمــر تــوزون بتبييــض بعــض نواحي‬ ‫القــر وأمــر بإصالحــات يف داره إال أن تــوزون عــاد‬ ‫وأمــر شــرازاد باخلــروج إىل األنبــار ملحاربــة اخلليفــة‬ ‫املتقــي(‪ )12‬وقبــض عليــه ووزيــره ابــن مقلــة وقاضيــه‬ ‫اخلرقــي‪ ،‬ثــم عــن اخلرقــي قاضيــا فيــا بعــد للخليفــة‬ ‫املســتكفي ســنة ‪334‬هـــ‪945/‬م(‪.)13‬‬ ‫ثانيا‪ :‬عالقة القايض باألمري‬ ‫تعــرض بعــض قضــاة البــرة إىل الظلــم عــى‬ ‫يــد بعــض األمــراء ومــن هــؤالء القــايض أبــو أميــة‬ ‫(‪ )7‬مؤلــف مجهــول‪ ،‬العيــون والحدائــق‪ ،‬ج‪ ،4‬ق‪ ،1‬ص ص‪-153‬‬ ‫‪.154‬‬ ‫(‪ )8‬المصــدر نفســه‪ ،‬ج‪ ،4‬ق‪ ،1‬ص‪ .411‬مســكويه‪ ،‬تجــارب األمــم‪،‬‬ ‫ج‪ ،2‬ص‪.16‬‬ ‫(‪ )9‬مؤلــف مجهــول‪ ،‬العيــون والحدائــق‪ ،‬ج‪ ،4‬ق‪ ،1‬ص ص‪،411‬‬ ‫‪.442‬‬ ‫(‪ )10‬المصــدر نفســه‪ ،‬ج‪ ،4‬ق‪ ،1‬ص‪ .358‬مســكويه‪ ،‬تجــارب األمم‪،‬‬ ‫ج‪ ،2‬ص‪.16‬‬ ‫(‪ )11‬مؤلــف مجهــول‪ ،‬العيــون والحدائــق‪ ،‬ج‪ ،4‬ق‪ ،1‬ص‪.379‬‬ ‫مســكويه‪ ،‬تجــارب األمــم‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.16‬‬ ‫(‪ )12‬مؤلــف مجهــول‪ ،‬العيــون والحدائــق‪ ،‬ج‪ ،4‬ق‪ ،1‬ص ص‪-399‬‬ ‫‪.405‬‬ ‫(‪ )13‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،4‬ق‪ ،1‬ص ص‪ ،411-409‬ص‪.442‬‬

‫‪103‬‬


‫قضاة البصرة (‪ 334 247-‬هـ ‪ 945-861 /‬م)‬

‫األحوص‪ ‬بــن املفضــل (ت‪300‬هـــ‪912/‬م) الــذي‬ ‫كان عــى خــاف مــع أمــر البــرة إســحاق‪ ‬بن‬ ‫كنداج)(‪)1‬حيــث كان القــايض يــردد يف زيــارة األمــر‬ ‫بــل ال يقــوم بزيارتــه إال بعــد أن يقــوم هبــا األمــر أوال‬ ‫فضجــر منــه األمــر وشــكاه إىل الوزيــر ابــن الفــرات‬ ‫الــذي كان عــى صلــة وثيقــة بالقــايض األحــوص‬ ‫فطلــب منــه الوزيــر مــداراة القــايض‪ ،‬وعندمــا تعــرض‬ ‫الوزيــر ابــن الفــرات إىل النكبــة انتقــم األمــر مــن‬ ‫القــايض‪ ،‬فأرســل للقــايض مــن يقبــض عليــه ثــم‬ ‫ســجنه وصــودرت أمالكــه‪ ،‬وهــو القــايض الوحيــد‬ ‫الــذي مــات يف الســجن حتــت التعذيــب‪ ،‬وذلــك يف‬ ‫عهــد اخلليفــة املقتــدر (‪320-295‬هـــ‪932-907/‬م)(‪.)2‬‬ ‫ويبــدو أن العالقــة بــن القــايض وأمــر املدينــة‬ ‫غالبــا مــا تكــون رضوريــة لــكل منهــا بســبب ارتبــاط‬ ‫مصالــح عامــة النــاس هبــا‪ ،‬وكان حيصــل بينهــا‬ ‫نقاشــات وحــوارات إلنجــاز بعــض املهــام‪ ،‬فقد حرض‬ ‫القــايض الفضل‪ ‬بــن احلبــاب (ت‪305‬هـــ‪917/‬م)‬ ‫جملــس األمــر خليــل يف البــرة وجــرى بينهــا حــوار‬ ‫ووعــد األمــر بالــردد عــى زيارتــه دومــا(‪.)3‬‬ ‫وكان القــايض أمحــد اخلرقــي مقربــا للخليفــة‬ ‫املتقــي هلل وحاشــية القــر ويثــق بــه اخلليفــة ثقــة‬ ‫تامــة فقــد خطــب القــايض ابنــة نــارص الدولــة البنــة‬ ‫اخلليفــة املتقــي بــاهلل‪ .‬وبعــد انتهــاء عقــد الــزواج ركــب‬ ‫كبــار احلضــور عــى رأســهم األمــر أبــو املنصــور‬ ‫إســحاق ومعــه القراريطــي وعيل‪ ‬بــن عيســى‪ ،‬وعبــد‬ ‫الرمحن‪ ‬بــن عيســى وســليامن‪ ‬بن حســن‪ ،‬وعبيــد‬ ‫اهلل‪ ‬بــن حممــد الكلــوذاين‪ ،‬وأبــو جعفــر الكرخــي إىل‬ ‫دار والــد الزوجــة األمــر نــارص الدولــة فاســتقبلهم‬ ‫فهنــأوه ودعــوا لــه(‪ .)4‬وقــد بلــغ هــذا القــايض مــن‬ ‫النفــوذ بمــكان فهــو رســول اخلليفــة املتقــي إىل األمــر‬ ‫حممد‪ ‬بــن طغــج األخشــيدي «وكان املرتســل بينهــا‬ ‫(‪ )1‬محمد‪ ‬بــن إســحاق‪ ‬بن كنــداج كان متقلــدا أعمــال البصــرة‬ ‫وفــي عهــده تعرضــت البصــرة لهجــوم القرامطــة ســنة‬ ‫‪299‬هـــ‪915/‬م وكانــت وفاتــه فــي الدينــور الــذي كان متقلدهــا‬ ‫ســنة ‪304‬هـــ‪916/‬م انظــر‪ :‬مســكويه‪ ،‬تجــارب األمــم‪ ،‬ج‪،1‬‬ ‫ص ‪.33‬‬ ‫(‪ )2‬التنوخــي‪ ،‬نشــوار المحاضــرة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .236 ،231‬الخطيــب‬ ‫البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ .51‬ابــن الجــوزي‪،‬‬ ‫المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪.134‬‬ ‫(‪ )3‬للمزيــد عــن الموضــوع انظــر‪ :‬الذهبــي‪ ،‬تاريــخ اإلســام‬ ‫(حــوادث ‪ ،)310-301‬ص‪.67‬‬ ‫(‪ )4‬مؤلــف مجهــول‪ ،‬العيــون والحدائــق‪ ،‬ج‪ ،4‬ق‪ ،2‬ص‪ .379‬انظــر‬ ‫مــا ورد عنــد مســكويه‪ ،‬تجــارب األمــم‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.37‬‬

‫‪104‬‬

‫آمنة محمود الذيابات البطوش‬

‫القــايض ابــن اخلرقــي‪.)5( »..‬‬ ‫ثالثا‪ :‬عالقة القايض بالوزير‬ ‫ســبق ذكــر أن أرسة آل محــاد نالــت مكانــة يف الدولة‬ ‫إال أن هــذه املكانــة مل تــرق لبعــض الــوزراء فحــاول‬ ‫بعضهــم جاهــد ًا احلــد مــن نفوذهــم لــدى اخلليفــة‬ ‫العبــايس فقــد تــوىل الــوزارة للخليفــة املعتضــد بــاهلل‬ ‫أبــو العبــاس (‪289-279‬هـــ‪901-892/‬م) الوزيــر‬ ‫عبــد اهلل‪ ‬بــن ســليامن فحــاول الوزيــر اإليقــاع بــآل محــاد‬ ‫عنــد اخلليفــة لكنــه مل ينجــح يف حتقيــق هدفــه بســبب‬ ‫املكانــة العاليــة التــي حظــي هبــا القــايض إســاعيل‪ ‬بن‬ ‫إســحاق(‪ .)6‬وبعــد وفــاة هــذا القــايض قــال الوزيــر‬ ‫للخليفــة املعتضــد‪« :‬يــا أمــر املؤمنــن‪ :‬بنــو محــاد‬ ‫مشــاغيل بخدمــة الســلطان وأســباب النفقــات‬ ‫واملظــامل عــن احلكــم»(‪ .)7‬ورغــم أن هــذا مل يغــر مــن‬ ‫نظــرة اخلليفــة املعتضــد هلــذه األرسة إال أنــه اقتــر‬ ‫بــآل محــاد عــى عســكر املهــدي ثــم عــادوا بنفوذهــم‬ ‫كــا كانــوا مــن قبــل‪ .‬وقــد تصــل العــداوة بــن القــايض‬ ‫والوزيــر عنــد اخلليفــة فعندمــا قبــض اخلليفــة املعتضــد‬ ‫عــى وزيــره إســاعيل‪ ‬بن بلبــل أحــر القاضيــن‬ ‫إســاعيل‪ ‬بن إســحاق ويوســف‪ ‬بن يعقــوب‬ ‫األزديــن فدافــع القــايض األول عــن الوزيــر بينــا‬ ‫شــهد الثــاين ضــده‪ ،‬بأنــه ال يــؤدي فريضــة الصــاة‬ ‫فأمــر اخلليفــة املعتضــد بوضــع الوزيــر يف برميــل مملــوء‬ ‫بالكلــس ثــم مجــد الكلــس حتــى مــات الوزيــر(‪.)8‬‬ ‫وكان الوزيــر ابــن الفــرات(‪ )9‬عــى معرفــة بالقــايض‬

‫(‪ )5‬مؤلــف مجهــول‪ ،‬العيــون والحدائــق‪ ،‬ج‪ ،5‬ق‪ ،2‬ص ص‪-399‬‬ ‫‪ .400‬انظــر‪ :‬الصولــي‪ ،‬أخبــار الراضــي والمتقــي‪ ،‬ص‪.231‬‬ ‫(‪ )6‬أبــو إســحاق إســماعيل‪ ‬بن إســحاق‪ ‬بن حمــاد األزدي (‪-200‬‬ ‫‪282‬هـــ) مــن أهــل البصــرة تولــى القضــاء للخليفــة المتــوكل‬ ‫ســنة ‪ 860/246‬م) ثــم عزلــه المهتــدي باللــه مــع أخيــه‬ ‫حماد‪ ‬بــن إســحاق ‪868/255‬م وبعــد مقتــل الخليفــة المهتــدي‬ ‫(‪256-255‬هـــ‪869-868/‬م) عينــه الخليفــة المعتمــد علــى اللــه‬ ‫‪279-256‬هـــ قاضيــا علــى الجانــب الشــرقي مــن بغــداد ثــم‬ ‫زادت‪ ،‬صلــة األميــر الموفــق بــه فنقلــه إلــى الجانــب الغربــي‬ ‫حتــى ســنة ‪262‬هـــ‪875/‬م وكان القاضــي حماد‪ ‬بــن إســحاق‬ ‫وآل حمــاد مالكيــي المذهــب لــه مؤلفــات منهــا أحــكام القــرآن‬ ‫والقــراءات ومعانــي القــرآن وكان محدثــا مقرئــا فقيهــا‪ .‬انظــر‪:‬‬ ‫التنوخــي‪ ،‬نشــوار المحاضــرة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،82‬ج‪ ،3‬ص‪ ،120‬ج‪،4‬‬ ‫ص‪ ،133‬ص‪ ،229‬ج‪ ،5‬ص‪ .196‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ‬ ‫بغــداد‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .285‬ابــن الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.51‬‬ ‫(‪ )7‬النباهي‪ ،‬قضاة األندلس‪ ،‬ص ص‪.33-32‬‬ ‫(‪ )8‬التنوخي‪ ،‬نشوار المحاضرة‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ص‪ ،98-97‬ص‪.105‬‬ ‫(‪ )9‬ابــن الفــرات علي‪ ‬بــن محمــد وزيــر الخليفــة المقتــدر‬ ‫(‪320-295‬هـــ‪932-907/‬م)‪ .‬ابــن كثيــر‪ ،‬البدايــة والنهايــة‪،‬‬ ‫ج‪ ،11‬ص‪.263‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫األحوص‪ ‬بــن املفضــل قبــل توليــه القضــاء حيــث‬ ‫يــزوره الوزيــر يف مــكان عملــه‪ ،‬حــن كان بــزازا يســترت‬ ‫عنــد القــايض عندمــا يتعــرض للمحــن‪ ،‬فطلــب منــه‬ ‫األحــوص أن يقلــده وظيفــة مــا بعــد عودتــه للــوزارة‬ ‫فقــال لــه الوزيــر‪ :‬إنــك ال تصلــح ألي عمــل ولكــن‬ ‫أقلــدك القضــاء‪ .‬فوافــق األحــوص وبعــد تــوىل الوزيــر‬ ‫ابــن الفــرات للــوزارة نفــذ وعــده لألحــوص فقلــده‬ ‫قضــاء البــرة(‪ .)1‬وكان الوزيــر ابــن الفــرات يعــادي‬ ‫آل أيب الشــوارب يف بغــداد وعندمــا عــزل اخلليفــة‬ ‫املقتــدر وزيــره ابــن الفــرات وقلــد حممد‪ ‬بــن أيب عبــد‬ ‫اهلل‪ ‬بــن حييى‪ ‬بــن خاقــان الــوزارة مكانــه قــام األخــر‬ ‫بعــزل القــايض أيب أميــة األحوص‪ ‬بــن املفضــل قــايض‬ ‫البــرة‪ ،‬ووىل مكانــه حممد‪ ‬بــن عبــد اهلل‪ ‬بــن عبــد‬ ‫امللك‪ ‬بــن أيب الشــوارب وكان ابــن خاقــان الوزيــر‬ ‫يميــل إىل أرسة آل أيب الشــوارب‪ ،‬ثــم أمــر بمصــادرة‬ ‫أمــوال القــايض وحبســه حتــى مــات يف حبســه(‪ .)2‬وملــا‬ ‫عــاد ابــن الفــرات ثانيــة‪ ،‬وعلــم بــا حصــل للقــايض‬ ‫األحــوص اغتــم ألمــره(‪.)3‬‬ ‫ويبــدو ممــا ســبق أن القضــاة يف البــرة ارتبــط‬ ‫تعيينهــم وعزهلــم برغبــات الــوزراء فحــن يتــوىل‬ ‫أحدهــم الــوزارة يقــوم بخلع حاشــية وموظفــي الوزير‬ ‫الســابق يف بعــض احلــاالت‪ ،‬وتعــرض القــايض أبــو‬ ‫عبــد اهلل التســري لإلســاءة مــن األمــر بجكــم الرتكــي‬ ‫فشــكا القــايض أمــره للوزيــر املهلبــي يف األهــواز الــذي‬ ‫أعــاده إىل البــرة ولكنــه مل يتــول القضــاء ثانيــة فيهــا‬ ‫حيــث تغــر عليــه الوزيــر املهلبــي(‪ .)4‬وكان الوزيــر‬ ‫املهلبــي عــى صداقــة وثيقــة مــع القــايض جعفر‪ ‬بــن‬ ‫حممد‪ ‬بــن عبــد الواحــد اهلاشــمي ثــم تغــر عليــه‬ ‫الوزيــر أيضــا كــا فعــل مــع القــايض التســري‪ ،‬فأمــر‬ ‫بالقبــض عــى القــايض جعفــر وســجنه بســبب عــداوة‬ ‫كانــت قائمــة بــن القــايض وصهــر الوزيــر أيب متــام‬ ‫الزينبــي ثــم تراجــع الوزيــر عــن عداوتــه للقــايض‬ ‫وأطلــق رساحــه(‪ ،)5‬ويبــدو أن القــايض جعفــر وأخــاه‬ ‫أبــا احلســن حممــدا كانــوا مــن قضــاة اخلليفــة الــرايض‬ ‫‪322 -320‬هـــ‪933 -932 /‬م(‪.)6‬‬ ‫(‪ )1‬الخطيــب البغــدادي تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،7‬ص ص‪ .51-50‬ابــن‬ ‫الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،12‬ص ص‪ .134-133‬ابــن كثيــر‪،‬‬ ‫البدايــة والنهايــة‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.50‬‬ ‫(‪ )2‬وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.182‬‬ ‫(‪ )3‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪.134‬‬ ‫(‪ )4‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ص‪.270-269‬‬ ‫(‪ )5‬التنوخي‪ ،‬نشوار المحاضرة ج‪ ،3‬ص ص‪.127-125‬‬ ‫(‪ )6‬المصــدر نفســه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،326 ،312 ،92 ،22‬ج‪ ،2‬ص‪،83 ،72‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫يقــوم القــايض بمقابلــة الــوزراء يف بغــداد فقــد‬ ‫ســافر القــايض الفضل‪ ‬بــن احلبــاب عــى رأس وفــد‬ ‫مــن البــرة ملقابلــة أحــد الــوزراء فأعجــب الوزيــر‬ ‫بفصاحتــه وبالغتــه فســأله الوزيــر إن كان القــايض‬ ‫مؤدبــا فقــال لــه القــايض‪« :‬املؤدبــون أجلســوك هــذا‬ ‫املجلــس»(‪.)7‬‬ ‫وملــا دخــل الربيديــون بغــداد يف عهــد اخلليفــة‬ ‫املتقــي هلل كان النــاس خياطبــون أبــا عبــد اهلل الربيــدي‬ ‫بالــوزارة وكذلــك ابــن ميمــون وأبــو احلســن‪ ‬بن‬ ‫ميمــون الــذي حيــر حامــا ســيفا ومنطقــة وخياطــب‬ ‫كل واحــد منهــا صاحبــه بالــوزارة فقــام أبــو عبــد اهلل‬ ‫الربيــدي بالقبــض عــى وزيــر املتقــي أيب احلســن‪ ‬بن‬ ‫ميمــون وكانــت مــدة وزارتــه ثالثــة وثالثــن يومــا‬ ‫وتفــرد الربيــدي بالــوزارة ومل يلتــق الوزيــر الربيــدي‬ ‫اخلليفــة املتقــي هلل ببغــداد رغــم طــول إقامتــه‪ ،‬بــل كان‬ ‫يقابــل ابنــه أبــا املنصــور ويرســل إىل املتقــي القــايض‬ ‫أمحــد اخلرقــي(‪ .)8‬لطلــب املــال مــن اخلليفــة فأرســل‬ ‫إليــه اخلليفــة عــن طريــق القــايض اخلرقــي مئة ومخســن‬ ‫ألــف دينــار‪ ،‬فأخذهــا الوزيــر الربيــدي وطلــب املزيــد‬ ‫مــن األمــوال وهــو مبلــغ قــدر بخمســائة ألــف دينــار‬ ‫وعــاوة عــى ذلــك هــدد اخلليفــة عــى لســان القــايض‬ ‫حيــث قــال للقــايض‪« :‬انصحــه وقــل لــه أمــا ســمعت‬ ‫خــر املعتــز واملهتــدي واملتــوكل ونفســك واهلل لئــن‬ ‫خليتــك واألجنــاد لتطلبــن نفســك فــا جتدهــا وأنــت‬ ‫أبــر والديلــم إنــا جــاؤوا إىل بغــداد ألجــل املــال‬ ‫الــذي أخذتــه وعندهــم أهنــم أحــق بــه منــك وال‬ ‫يعرفــون البيعــة وال منــن لــك يف رقاهبــم»(‪.)9‬‬ ‫ومل تقتــر عالقــات القضــاة عــى اخللفــاء واألمراء‬ ‫والــوزراء بــل شــملت كل حاشــية القــر مــن األتــراك‬ ‫وأمهــات اخللفــاء والقهرمانــات فقــد دخــل عــى‬ ‫القــايض يوســف‪ ‬بن يعقــوب صاحــب الرشطــة يف‬ ‫بغــداد وكان جبــارا غاشــا ومــن كبــار خــدم اخلليفــة‬ ‫املعتضــد واملكتفــي وعندمــا دخــل مل يقــم إليــه القــايض‬ ‫يوســف فلــم يــزل قائــا متكئــا عــى ســيفه إىل أن قــى‬ ‫حديثــه مــع يوســف ثــم انــرف(‪.)10‬‬ ‫ورافــق احلاجــب أبــو القاســم ســامة القــايض‬ ‫‪.157‬‬ ‫(‪ )7‬الذهبي‪ ،‬سير أعالم النبالء‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.11-7‬‬ ‫(‪ )8‬مؤلــف مجهــول‪ ،‬العيــون والحدائــق‪ ،‬ج‪ ،4‬ق‪ ،2‬ص ص‪-357‬‬ ‫‪.358‬‬ ‫(‪ )9‬المصــدر نفســه‪ ،‬ج‪ ،4‬ق‪ ،2‬ص‪ .358‬مســكويه‪ ،‬تجــارب األمــم‪،‬‬ ‫ج‪ ،2‬ص‪.16‬‬ ‫(‪ )10‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.298‬‬

‫‪105‬‬


‫قضاة البصرة (‪ 334 247-‬هـ ‪ 945-861 /‬م)‬

‫أمحــد اخلرقــي عندمــا أمــر اخلليفــة القــايض بمقابلــة‬ ‫تــوزون الربيــدي(‪ )1‬وبحكــم وظيفــة هــذا القــايض‬ ‫قبــل توليــه القضــاء يف عهــد اخلليفــة املتقــي كان عــى‬ ‫عالقــات حســنة مــع حاشــية قــر اخلليفــة املقتــدر ثــم‬ ‫اســتمرت يف عهــد اخلليفــة املتقــي الــذي نــوه باســمه‬ ‫ورفــع شــأنه وواله القضــاء عــى عــدة مناطــق يف‬ ‫العــراق ومنهــا البــرة‪ ،‬ثــم واله قــايض القضــاة حتــى‬ ‫أصبــح يعــرف بقــايض املتقــي هلل فكانــت عالقاتــه مــع‬ ‫قهرمانــة القــر زيــدان(‪ .)2‬وكانــت أم اخلليفــة املقتــدر‬ ‫متيــل إىل القضــاة مــن أرسة آل أيب الشــوارب ووزيرهــا‬ ‫عيل‪ ‬بــن عيســى(‪.)3‬‬ ‫املناقشة والنتائج‬ ‫أوالً‪ :‬أن كثــرا مــن القضــاة كانــوا عــى مســتوى مــن‬ ‫الكفــاءة‪ ،‬وهــم مــن العلــاء املحدثني والفقهــاء فقد بلغ‬ ‫عــدد القضــاة املحدثــن يف البــرة مخســة عــر قاضيــا‬ ‫مــع وجــود قضــاة مــن غــر العلــاء ويتــم تعيينهــم‬ ‫مــن قبــل اخلليفــة أو الوزيــر أو األمــراء أو القــايض‬ ‫يف بغــداد ومنهــم‪ :‬القــايض إبراهيم‪ ‬بــن حممــد التيمــي‬ ‫(ت‪250‬هـــ‪864/‬م) كان حمدثــا يف رس مــن رأى(‪.)4‬‬ ‫والقــايض حممد‪ ‬بــن محــاد (ت‪276‬هـــ‪889/‬م) وقــد‬ ‫حــدث عــن ســليامن‪ ‬بن عبــد العزيز‪ ‬بــن أيب ثابــت‬ ‫املدينــي وروى عنــه أخــوه إبراهيم‪ ‬بــن محــاد(‪.)5‬‬ ‫ومنهــم القــايض أمحد‪ ‬بــن حممد‪ ‬بــن ســهل الــرازي‬ ‫(‪292‬هـــ‪904/‬م) الــذي كان حافظــا(‪ )6‬والقــايض‬ ‫احلســن‪ ‬بن عــي أبــو عــي املعمــري (‪295‬هـــ‪907/‬م)‬ ‫الــذي كان حمدثــا(‪ )7‬فقــد طلــب العلــم يف البــرة‬ ‫والكوفــة والشــام ومــر‪ ,‬وكان مــن أوعيــة العلــم‬ ‫حفظــا وفهــا(‪ .)8‬وكان القــايض يوســف‪ ‬بن يعقــوب‬ ‫(ت‪297‬هـــ‪909/‬م) حمدثــا ومســندا فاضــا وقــد‬ ‫ســمع منــه النــاس ببغــداد قــراءة وإمــاء وثقــه ابــن‬ ‫اخلطيــب(‪ ،)9‬وذكــره ابــن كامــل القــايض يف كتابــه وقال‬ ‫عنــه‪« :‬إنــه كان غــر مطعــون عليــه يف احلديــث»(‪.)10‬‬ ‫(‪ )1‬مؤلف مجهول‪ ،‬العيون والحدائق‪ ،‬ج‪ ،4‬ق‪ ،2‬ص‪.405‬‬ ‫(‪ )2‬الخطيب البغدادي‪ ،‬تاريخ بغداد‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.231‬‬ ‫(‪ )3‬العبادي‪ ،‬آل أبي الشوارب‪ ،‬ص‪.5‬‬ ‫(‪ )4‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .151-150‬ابــن‬ ‫الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،12‬ص‪.37‬‬ ‫(‪ )5‬الخطيب البغدادي‪ ،‬تاريخ بغداد‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.272‬‬ ‫(‪ )6‬وكيع‪ ،‬أخبار القضاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.181‬‬ ‫(‪ )7‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪.76-75‬‬ ‫(‪ )8‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،13‬ص ص‪.76-75‬‬ ‫(‪ )9‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.296‬‬ ‫(‪ )10‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.296‬‬

‫‪106‬‬

‫آمنة محمود الذيابات البطوش‬

‫ثانيــ ًا‪ :‬تبــن أن عــدد القضــاة الذيــن اهتمــوا بعلــوم‬ ‫اللغــة العربيــة وآداهبــا واألخبــار واألنســاب مخســة‬ ‫قضــاة اهتــم ثالثــة منهــم بــاآلداب واألخبــار وهــم‬ ‫القــايض‪ :‬الفضل‪ ‬بــن احلبــاب وحممد‪ ‬بــن أمحــد‬ ‫الذهــي واألحــوص وللقــايض أبــو عبــداهلل التســري‬ ‫اهتــام بالعربيــة‪ ،‬واثنــان اهتــا بالشــعر ومهــا القاضيان‪:‬‬ ‫الفضل‪ ‬بــن احلبــاب‪ ،‬وأبــو احلســن حممد‪ ‬بــن‬ ‫عبدالواحــد‪.‬‬ ‫ثالثــ ًا‪ :‬وجــد يف قضــاة البــرة مــن مل تتوافــر فيهــم‬ ‫املؤهــات العلميــة والثقافيــة ومنهــم القــايض‬ ‫األحوص‪ ‬بــن املفضــل الــذي كان قليــل العلــم خيطــئ‬ ‫ووصــف بأنــه «بليــدا ال حيســن الفقــه»(‪ )11‬وأيضــا‬ ‫القــايض أمحد‪ ‬بــن عبداهلل‪ ‬بــن إســحاق اخلرقــي (ت‬ ‫بعــد ‪333‬هـــ‪944/‬م)‪ .‬الــذي كان «ال خدمة لــه للعلم‪،‬‬ ‫وال جمالســة ألهلــه»(‪.)12‬‬ ‫رابع ـ ًا‪ :‬أن اخلليفــة هــو الــذي يعــن القضــاة بنــاء عــى‬ ‫رغبتــه‪ ،‬كــا يتــم تولية القــايض واخللــع عليه فــور قبوله‬ ‫توليــة املنصــب وخــال حقبــة (‪287-247‬هـــ‪-861/‬‬ ‫‪900‬م) طــرأ تغيــر عــى منصــب القضــاء‪ ،‬حيــث تبــن‬ ‫أن بعــض القضــاة تــم تعيينهــم مــن قبــل اخلليفــة أو‬ ‫الوزيــر(‪ )13‬أو الــوايل بــل يعــن قــايض البــرة الــذي‬ ‫يســكن بغــداد مــن ينــوب عنــه يف البــرة(‪ .)14‬ممــا‬ ‫نســتدل منــه عــى تأثــر منصــب القضــاء يف تلــك احلقبــة‬ ‫بالظــروف املحيطــة واألوضــاع السياســية القائمــة‪.‬‬ ‫ويالحــظ عــدم وجــود ألفــاظ رصحيــة يف تقليــد القضاء‬ ‫وبخاصــة اخلطيــة أو املكتوبــة ســواء مــن قــام اخلليفــة‬ ‫بتعيينهــم أو الــوالة أو الــوزراء أو القضــاة‪ .‬ويقــوم‬ ‫قــايض البــرة بمهامــه دون الرجــوع للقــايض الــذي‬ ‫عينــه يف بغــداد‪.‬‬ ‫خامســ ًا‪ :‬أن القضــاة كانــوا ضحيــة الــراع الــذي‬ ‫كان بــن اخللفــاء والطامعــن يف احلكــم وبــن الــوزراء‬ ‫بعضهــم البعــض‪ ،‬وبــن األمــراء والــوزراء وكان‬ ‫لبعــض القضــاة دور يف مثــل هــذه الرصاعــات ويبــدو‬ ‫أن عــزل القضــاة مــن قبــل األمــراء ال يتــم دون إرادة‬ ‫(‪ )11‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ .50‬ابــن‬ ‫الجــوزي‪ ،‬المنتظــم‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪.134‬‬ ‫(‪ )12‬الخطيــب البغــدادي‪ ،‬تاريــخ بغــداد‪ ،‬ج‪ .4‬مؤلــف مجهــول‪،‬‬ ‫العيــون والحدائــق‪ ،‬ج‪ ،4‬ق‪ ،2‬ص ص‪،379 4, 05 ،242 ،358‬‬ ‫‪.409 ،411‬‬ ‫(‪ )13‬وكيــع‪ ،‬أخبــار القضــاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .179‬الصفــدي‪ ،‬الوافــي‬ ‫بالوفيــات‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.345‬‬ ‫(‪ )14‬وكيــع‪ ،‬أخبــار القضــاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .180‬عيــاض‪ ،‬ترتيــب‬ ‫المــدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ص‪.297-296‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫هــؤالء األمــراء وقراراهتــم الشــخصية‪.‬‬ ‫سادسـ ًا‪ :‬تقلــد القضــاء يف البــرة أرس عربيــة مشــهورة‬ ‫مثــل‪ :‬آل أيب الشــوارب‪ ،‬وبنــو هاشــم‪ ،‬والذهــي‪،‬‬ ‫والتيمــي وغــاب وأســد واألنصــار واملعمــري‬ ‫وغريهــم وقــد بلــغ عــدد قضــاة البــرة مــن أصــول‬ ‫عربيــة تقريبــا اثنــي عــر قاضيــا توزعــوا عــى ثــاين‬ ‫قبائــل‪ .‬أمــا القضــاة غــر العــرب فــكان عددهــم‬ ‫مســاويا للقضــاة العــرب اثنــي عــر قاضيــا‪ ،‬لكنهــم‬ ‫توزعــوا عــى عــرة أصــول ثامنيــة منهــا أرس أعجميــة‬ ‫هــي‪ :‬الــرازي واحلــاد وانتمــى اثنــان مــن القضــاة‬ ‫املــواىل إىل قبائــل عربيــة ومهــا‪ :‬القــايض الفضل‪ ‬بــن‬ ‫احلبــاب اجلمحــي‪ ،‬والقــايض قانــع مــوىل آلل أيب‬ ‫الشــوارب‪.‬‬ ‫ســابع ًا‪ :‬مل تقتــر عالقــات القضــاة عــى اخللفــاء‬ ‫واألمــراء والــوزراء بــل شــملت كل حاشــية القــر‬ ‫مــن األتــراك وأمهــات اخللفــاء والقهرمانــات و‬ ‫صاحــب الرشطــة يف بغــداد(‪.)1‬‬ ‫املراجع‬

‫ابــن أيب الــدم‪ ،‬شــهاب الديــن إبراهيــم بــن عبــداهلل‪ .‬حتقيــق‪:‬‬ ‫عطــا‪ ،‬حممــد عبدالقــادر‪1987 .‬م‪ .‬أدب القضــاء أو‬ ‫الــدر املنثــور يف األقضيــة واحلكومــات‪ .‬الطبعــة األوىل‪،‬‬ ‫دار الكتــب العلميــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫ابــن األثــر‪ ،‬عــز الديــن عــي بــن حممــد‪ .1980 .‬اللبــاب يف‬ ‫هتذيــب األنســاب‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار صــادر‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫ابــن األثــر‪ ،‬عــز الديــن عــي بــن حممــد‪ .‬راجعــه وصححــه‪:‬‬ ‫الدقــاق‪ ،‬حممــد يوســف‪ .1998 .‬الكامــل يف التاريــخ‪.‬‬ ‫الطبعــة الثالثــة‪ ،‬دار الكتــب العلميــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫ابــن اجلــوزي‪ ،‬عبدالرمحــن بــن عــي‪ .‬دراســة وحتقيــق‪:‬‬ ‫عطــا‪ ،‬حممــد عبدالقــادر‪ .‬و عطــا‪ ،‬مصطفــى عبدالقادر‪.‬‬ ‫‪1992‬م‪ .‬املنتظــم يف تاريــخ امللــوك واألمــم‪ .‬الطبعــة‬ ‫األوىل‪ ،‬دار الكتــب العلميــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫ابــن العــاد احلنبــي‪ ،‬أبــو الفــاح عبداحلــي‪1991 .‬م‪.‬‬ ‫شــذرات الذهــب يف أخبــار مــن ذهــب‪ .‬بــدون رقــم‬ ‫الطبعــة‪ ،‬دار إحيــاء الــراث العــريب‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫ابــن بــاز‪ ،‬عبــد العزيــز‪2014 .‬م‪ .‬املوقــع الرســمي لســاحة‬ ‫الشــيخ عبدالعزيــز بــن عبــداهلل بــن بــاز رمحــه اهلل‬ ‫(فتــاوى ج‪ )6‬تاريــخ االســرجاع ‪2014/11/9‬م‪.‬‬ ‫عــى الرابــط‪-:‬‬

‫(‪ )1‬القاضي عياض‪ ،‬ترتيب المدارك‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.298‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫‪http://www.binbaz.org.sa/ma‬‬ ‫ابــن حــزم‪ ،‬عــي بــن أمحــد األندلــي‪1983 .‬م‪ .‬مجهــرة‬ ‫أنســاب العــرب‪ .‬الطبعــة الثالثــة‪ ،‬دار الكتــب العلميــة‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫ابــن خلــدون‪ ،‬عبدالرمحــن بــن حممــد‪1971 .‬م‪ .‬تاريــخ‬ ‫ابــن خلــدون املســمى العــر وديــوان املبتــدأ واخلــر يف‬ ‫أخبــار العــرب والعجــم والرببــر ومــن عارصهــم مــن‬ ‫ذوي الســلطان األكــر‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬مؤسســة‬ ‫األعلمــي للمطبوعــات‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫ابــن خلــكان‪ ،‬أمحــد بــن حممــد‪ .‬حتقيــق‪ :‬عبــاس‪ ،‬إحســان‪.‬‬ ‫‪1970‬م‪ .‬وفيــات األعيــان وأنبــاء أبنــاء الزمــان‪ .‬بــدون‬ ‫رقــم الطبعــة‪ ،‬دار الثقافــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫ابــن طولــون‪ ،‬شــمس الديــن‪ .‬حتقيــق‪ :‬املنجــد‪ ،‬صــاح‬ ‫الديــن‪1956 .‬م‪ .‬قضــاة دمشــق‪ ،‬الثغــر البســام يف ذكــر‬ ‫مــن ويل قضــاء الشــام‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬املجمــع‬ ‫العلمــي العــريب‪ ،‬دمشــق‪.‬‬ ‫ابــن فرحــون‪ ،‬برهــان الديــن إبراهيــم‪1995 .‬م‪ .‬الديبــاج‬ ‫املذهــب يف معرفــة أعيــان علــاء املذهــب‪ .‬بــدون رقــم‬ ‫الطبعــة‪ ،‬دار الكتــب العلميــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫ابــن قتيبــة‪ ،‬أبــو حممــد عبــداهلل بــن مســلم الدينــوري‪.‬‬ ‫‪2001‬م‪ .‬املعــارف‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار الكتــب‬ ‫العلميــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫ابــن كثــر‪ ،‬أبــو الفــداء إســاعيل بــن عمــر‪ .‬دقــق أصولــه‬ ‫وحققــه‪ :‬عطــوي‪ ،‬أمحــد أبــو ملحــم نجيــب‪ .‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫البدايــة والنهايــة‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار الكتــب‬ ‫العلميــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫أبــو نعيــم األصبهــاين‪ ،‬أمحــد بــن عبــداهلل املهــراين‪ .‬حتقيــق‪:‬‬ ‫حســن‪ ،‬ســيد كــروي‪ .‬د‪ .‬ت‪ .‬تاريــخ أصبهــان (ذكــر‬ ‫أخبــار أصبهــان)‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار الكتــب‬ ‫العلميــة بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫التنوخــي‪ ،‬أبــو عــي احلســن بــن عــي بــن حممــد‪1978 .‬م‪.‬‬ ‫الفــرج بعــد الشــدة‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار صــادر‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫التنوخــي‪ ،‬أبــو عــي احلســن بــن عــي بــن حممــد‪ .‬حتقيــق‪:‬‬ ‫الشــانجي‪ ،‬عبــود‪1973/1971 .‬م‪ .‬نشــوار املحــارضة‬ ‫وأخبــار املذاكــرة‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار صــادر‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫اجلاحــظ‪ ،‬أبــو عثــان عمــرو بــن بحــر‪1988 .‬م‪ .‬البيــان‬ ‫والتبيــن‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار مكتبــة اهلــال‪،‬‬ ‫مــر‪.‬‬

‫‪107‬‬


‫قضاة البصرة (‪ 334 247-‬هـ ‪ 945-861 /‬م)‬

‫احلمــوي‪ ،‬ياقــوت‪ ،‬معجــم األدبــاء‪1991 .‬م‪ .‬الطبعــة‬ ‫األوىل‪ ،‬دار الكتــب العلميــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫اخلطيــب البغــدادي‪ ،‬أبــو بكــر أمحــد بــن عــي‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬تاريــخ‬ ‫بغــداد أو (مدينــة الســام منــذ تأسيســها حتــى ســنة‬ ‫‪463‬هـــ)‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار الكتــب العلميــة‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫الــداوودي‪ ،‬حممــد بــن عــي بــن أمحــد‪1983 .‬م‪ .‬طبقــات‬ ‫املفرسيــن‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دار الكتــب العلميــة‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫الذهبــي‪ ،‬شــمس الديــن حممــد‪ .‬أرشف عــى حتقيقــه‪:‬‬ ‫األرنــاؤوط‪ ،‬شــعيب‪ .‬حققــه‪ :‬البويش‪ ،‬أكــرم‪1983 .‬م‪.‬‬ ‫ســر أعــام النبــاء‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬مؤسســة الرســالة‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫الذهبــي‪ ،‬شــمس الديــن حممــد‪ .‬حتقيــق‪ :‬تدمــري‪ ،‬عمــر‬ ‫عبدالســام‪1983 .‬م‪ .‬تاريــخ اإلســام ووفيــات‬ ‫املشــاهري واألعــام‪ ،‬حــوادث (‪ )310 -301‬دون رقــم‬ ‫الطبعــة‪ ،‬دار الكتــاب العــريب‪ ،‬دون بلــد النــر‪.‬‬ ‫الذهبــي‪ ،‬شــمس الديــن حممــد‪ .‬حتقيــق‪ :‬حممــد‪ ،‬أبــو هاجــر‪.‬‬ ‫‪1985‬م‪ .‬العــر يف خــر مــن غــر‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دار‬ ‫الكتــب العلميــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫الــزركيل‪ ،‬خــر الديــن‪1989 .‬م‪ .‬األعــام قامــوس‬ ‫وتراجــم‪ .‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬دار العلــم للماليــن‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫الســمعاين‪ ،‬عبدالكريــم بــن حممــد بــن منصــور التميمــي‪.‬‬ ‫تقديــم وتعليــق‪ :‬البــارودي‪ ،‬عبــداهلل عمــر‪1989 .‬م‪.‬‬ ‫األنســاب‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬مركــز اخلدمــات‬ ‫واألبحــاث الثقافيــة‪ ،‬دار اجلنــان‪ ،‬دون بلــد النــر‪.‬‬ ‫الســويدي‪ ،‬حممــد أمــن البغــدادي‪1986 .‬م‪ .‬ســبائك‬ ‫الذهــب يف معرفــة قبائــل العــرب‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دار‬ ‫الكتــب العلميــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫شــبارو‪ ،‬عصــام حممــد‪1982 .‬م‪ .‬القضــاء والقضــاة يف‬ ‫اإلســام (العــر العبــايس)‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار‬ ‫النهضــة العربيــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫الصفــدي‪ ،‬صــاح الديــن بــن أيبــك‪ .‬باعتنــاء‪ :‬رينــغ‪ ،‬س‬ ‫ديــد‪1394 .‬هـــ‪1974/‬م‪ .‬الــوايف بالوفيــات‪ .‬الطبعــة‬ ‫الثانيــة‪ ،‬فرانــز شــتاينر بفيســبادن‪ ،‬أملانيــا‪.‬‬ ‫الصفــدي‪ ،‬صــاح الديــن بــن أيبــك‪ .‬وقــف عــى طبعــه‪:‬‬ ‫أمحــد زكــي بــك‪1329 .‬هـــ‪1911 /‬م‪ .‬نكــت اهلميــان يف‬ ‫نكــت العميــان‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬املطبعــة اجلامليــة‪،‬‬ ‫القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫‪108‬‬

‫آمنة محمود الذيابات البطوش‬

‫الصــويل‪ ،‬أبــو بكــر حممــد بــن حييــى بــن عبــداهلل‪ .‬عنــي‬ ‫بنــره‪ :‬دن‪ ،‬هيــورث‪1983 .‬م‪ .‬أخبــار الــرايض‬ ‫واملتقــي (‪333-322‬هـــ) الطبعــة الثالثــة‪ ،‬دار امليــرة‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫الطــري‪ ،‬حممــد بــن جريــر‪ .‬حتقيــق‪ :‬إبراهيــم‪ ،‬حممــد أبــو‬ ‫الفضــل‪1967 .‬م‪ .‬تاريــخ الطــري املعــروف بـ(تاريــخ‬ ‫األمــم وامللــوك) دون رقــم الطبعــة‪ ،‬روائــع الــراث‬ ‫العــريب‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫العبــادي‪ ،‬عــي‪1998 .‬م‪ .‬آل أيب الشــوارب ودورهــم يف‬ ‫القضــاء‪ ،‬جملــة مؤتــة للبحــوث والدراســات‪ ،‬جامعــة‬ ‫مؤتــة‪ ،‬مــج ‪ 13‬العــدد الســابع‪ .‬ص‪.53‬‬ ‫فــوزي‪ ،‬فــاروق عمــر‪2003 .‬م‪ .‬اخلالفــة العباســية‪ .‬بــدون‬ ‫رقــم الطبعــة‪ ،‬دار الــروق للنــر التوزيــع‪ ،‬عــان‪،‬‬ ‫األردن‪.‬‬

‫القــايض عيــاض‪ ،‬أبــو الفضــل بــن موســى اليحصبــي‬ ‫الســبتي‪ .‬حتقيــق‪ :‬الصحــراوي‪ ،‬عبدالقــادر‪1970 .‬م‪.‬‬ ‫ترتيــب املــدارك وتقريــب املســالك ملعرفــة أعــام‬ ‫مذهــب مالــك‪ ،‬اجلــزء الرابــع‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪،‬‬ ‫دار الفكــر‪ ،‬طرابلــس‪ ،‬ليبيــا‪.‬‬

‫القــايض عيــاض‪ ،‬أبــو الفضــل بــن موســى اليحصبــي‬ ‫الســبتي‪ .‬حتقيــق‪ :‬برشيفــة‪ ،‬حممــد‪1983 .‬م‪ .‬ترتيــب‬ ‫املــدارك وتقريــب املســالك ملعرفــة أعــام مذهــب‬ ‫مالــك‪ ،‬اجلــزء اخلامــس‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬مطبعــة‬ ‫فضالــة‪ ،‬املحمديــة‪ ،‬املغــرب‪.‬‬ ‫القــايض عيــاض‪ ،‬أبــو الفضــل بــن موســى اليحصبــي‬ ‫الســبتي‪ .‬حتقيــق‪ :‬حممــود‪ ،‬أمحــد بكــر‪1965 .‬م‪ .‬ترتيــب‬ ‫املــدارك وتقريــب املســالك ملعرفــة أعــام مذهــب‬ ‫مالــك‪ ،‬اجلــزء الثالــث‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار مكتبــة‬ ‫احليــاة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫الكساســبة‪ ،‬حســن فــاح‪2000 .‬م‪ .‬الســلطة القضائيــة يف‬ ‫العــر العبــايس األول‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬مركــز زايــد‬ ‫للــراث والتاريــخ‪ ،‬دولــة اإلمــارات العربيــة املتحــدة‪،‬‬ ‫العــن‪.‬‬ ‫املــاوردي‪ ،‬عــي بــن حممــد‪1960 .‬م‪ .‬األحــكام الســلطانية‬ ‫والواليــات الدينيــة‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬مكتبــة‬ ‫مصطفــى بــايب احللبــي‪ ،‬القاهــرة‪.‬‬

‫حماســنة‪ ،‬حممــد‪2001 .‬م‪ .‬تاريــخ احلضــارة والنظــم‬ ‫اإلســامية‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دون بيانــات النــارش‪،‬‬ ‫عــان‪ ،‬األردن‪.‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫مســكويه‪ ،‬أبــو عــي أمحــد بــن حممــد‪2003 .‬م‪ .‬جتــارب‬ ‫األمــم‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار الكتــب العلميــة‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫املوســوعة احلــرة ويكيبيديــا‪.‬‬ ‫‪2014‬م‪ .‬عمــران بــن حطــان‪ .‬تاريــخ االســرجاع‬ ‫(‪2014/11/10‬م)‪ .‬عــى الرابــط‪-:‬‬ ‫‪wikipedia.org.‬‬

‫‪https://bit.ly/39G2JYx‬‬

‫مؤلــف جمهــول‪ .‬عنــي بنــره وحتقيقــه ووضــع فهارســه‪:‬‬ ‫الســعيدي‪ ،‬عمــر‪1973 .‬م‪ .‬العيــون واحلدائــق يف أخبــار‬ ‫احلقائــق‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دون بيانــات النــارش‪،‬‬ ‫دمشــق‪.‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫النباهــي‪ ،‬أبــو احلســن عــي بــن عبــداهلل بــن احلســن‬ ‫األندلــي‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬تاريــخ قضــاة األندلــس وســاه‬ ‫كتــاب املرقبــة العليــا فيمــن يســتحق القضــاء والفتيــا‪.‬‬ ‫بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬املكتــب التجــاري للطباعــة‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬ ‫وكيــع‪ ،‬حممــد بــن خلــف‪ .‬د‪ .‬ت‪ .‬أخبــار القضــاة‪ .‬بــدون‬ ‫رقــم الطبعــة‪ ،‬عــامل الكتــب‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫‪109‬‬


‫آمنة محمود الذيابات البطوش‬

)‫ م‬945-861 / ‫ هـ‬334 247-( ‫قضاة البصرة‬

The judges of Al-Basrah 247334-AH/861945- AD Amneh Mahmoud A. AL-Btoush Department of Social Science, college of Arts and fine Arts, University of Hail Hail, Saudi Arabia https://doi.org/10.37575/h/art/1736

ABSTRACT

Judges occupied an important position in all communities, where they were assigned the task of adjudicating disputes between people. Their importance arose from their Highness status as judiciary is ranked after the prophecy. Arab societies in the Pre-Islamic era knew Judiciary system that was developed further during the Islamic era. The paper’s main purpose is to precisely identify the status of Al-Basrah’s judges from 247 to 334 AH /861945 AD. The importance of the topic comes from the importance of the city of Al-Basrah during the Abbasid era. This paper investigates many points of interest concerning the Judges in the light of some historical sources and references. It assessed the qualities and qualifications of the judges, their appointing and deposition, the main duties of the judge, and his relation with his assistances. The work also examines the judge›s working relations with public officials, ministers, princes, and courtiers. The paper shed light on some important results. Most important that the judges were appointed by the Khalifa. However, in some cases they were appointed by princes or ministers. Moreover, most judges were jurists and Narrators of Hadith with wide knowledge of Arabic language and literature. Exceptionally, some cases were reported for judges who did not acquire such qualifications. Judges also were from Arab or non- Arab origin. It was natural that the judiciary system was affected by political circumstances that dominated the era of the study. Key Words: Al Katieb, Al Hageb, Vice-judge, Witnesses.

110


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫العالقة بني الذكاء االنفعايل وال�سمات القيادية لدى مديري املدار�س‬ ‫يف حمافظة الأح�ساء باململكة العربية ال�سعودية‬ ‫حممد أمحد الشورى(‪ ،)1‬بسام حممود السعيدين‬

‫(‪)2‬‬

‫(‪ )1‬كلية الرتبية‪ ،‬جامعة امللك فيصل‪ ،‬اململكة العربية السعودية‬ ‫(‪ )2‬مركز اللغة اإلنجليزية‪ ،‬جامعة امللك فيصل‪ ،‬اململكة العربية السعودية‬ ‫‪https://doi.org/10.37575/h/edu/1641‬‬

‫امللخص‬

‫هدفــت هــذه الدراســة إىل اســتقصاء العالقــة بــن الــذكاء االنفعــايل والســات القياديــة لــدى مديــري مــدارس حمافظــة األحســاء‬ ‫يف اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬وقــد تكونــت عينــة الدراســة مــن (‪ )42‬مديـ ًـرا تــم اختيارهــم بالطريقــة العشــوائية البســيطة‪ .‬ولتحقيــق‬ ‫أهــداف الدراســة تــم تطبيــق اســتبانة لتقديــر الــذكاء االنفعــايل‪ ،‬واســتبانة لتقديــر الســات القياديــة‪ .‬وقــد أشــارت النتائــج إىل وجــود‬ ‫عالقــة إجيابيــة دالــة إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى (‪ )α=0.05‬بــن تقديــرات أفــراد الدراســة عــى جمــاالت الــذكاء االنفعــايل والــذكاء االنفعــايل‬ ‫ككل‪ ،‬وجمــاالت الســات القياديــة والســات القياديــة ككل‪ ،‬كــا تبــن مــن املتوســطات احلســابية أن مســتويات الــذكاء االنفعــايل كانــت‬ ‫كبــرة لــدى املديريــن‪ ،‬بمتوســط حســايب (‪ )4.06‬وانحــراف معيــاري (‪ ،)0.55‬وأن مســتويات الســات القياديــة لــدى املديريــن كانــت‬ ‫كبــرة أيضــا‪ ،‬بمتوســط حســايب (‪ )4.11‬وانحــراف معيــاري (‪ .)0.53‬كــا تبــن مــن املتوســطات احلســابية ملســتويات الــذكاء االنفعــايل‬ ‫لــدى املديريــن تب ًعــا ملتغــري الدرجــة العلميــة واخلــرة‪ ،‬ومــن اختبــار حتليــل التبايــن‪ ،‬واختبــار (شــيفيه) وجــود فــروق دالــة إحصائ ًّيا بني‬ ‫املتوســطات احلســابية لتقديــرات أفــراد الدراســة عــى أبعــاد الــذكاء االنفعــايل ككل تُعــزى ملتغــري الدرجــة العلميــة واخلــرة اإلداريــة‪،‬‬ ‫أيضــا مــن حســاب املتوســطات احلســابية ملســتويات الســات القياديــة لــدى املديريــن تب ًعــا ملتغــري الدرجــة العلميــة واخلــرة‪،‬‬ ‫وقــد تبــن ً‬ ‫ـرا أوصت الدراســة‬ ‫ومــن اختبــار حتليــل التبايــن‪ ،‬وجــود فــروق دالــة إحصائ ًّيــا تُعــزى ملتغــري الدرجــة العلميــة واخلــرة اإلداريــة‪ .‬وأخـ ً‬ ‫بــرورة توفــر بيئــة آمنــة وجاذبــة لــكل العاملــن يف املدرســة؛ نظـ ًـرا ألمهيتهــا يف تنميــة ورعايــة الســات القياديــة والــذكاء االنفعــايل‪.‬‬

‫الكلامت املفتاحية‪ :‬الذكاء االنفعايل‪ ،‬السامت القيادية‪.‬‬

‫املقدمة‬ ‫تســعى املنظــات بــكل جهدهــا لتكــون فاعلــة‬ ‫وناجحــة يف حتقيــق أهدافهــا‪ ،‬ومواكبــة لتحديــات‬ ‫العــر وهتديداتــه النامجــة عــن التنافــس الشــديد‬ ‫عــى املــوارد البرشيــة واملاديــة يف عــر االنفجــار‬ ‫املعــريف والتطــور العلمــي والتكنولوجــي‪ ،‬ويعتمــد‬ ‫هــذا النجــاح والفاعليــة بشــكل كبــر عــى قــدرات‬ ‫وطاقــات األفــراد العاملــن يف اإلدارة‪ ،‬ويف املنظــات‬ ‫بشــكل عــام‪ ،‬ومــن هــذه القــدرات التــي قــد يتميــز‬ ‫هبــا بعــض العاملــن مــا ُيعــرف بالــذكاء االنفعــايل‪،‬‬ ‫الــذي بــدأ يف الوقــت احلــايل جيــذب انتبــاه الباحثــن‬ ‫وأصحــاب املنظــات واملؤسســات ومموليهــا؛ ملــا‬ ‫ســوف يعــود عــى تلــك املنظــات مــن زيــادة وتطويــر‬ ‫يف األداء بــن العاملــن‪.‬‬ ‫وتعــد املدرســة اليــوم املؤسســة الرتبويــة األكثــر‬ ‫ارتبا ًطــا وأثـ ًـرا يف البيئــة املجتمعيــة واملؤسســية املحيطــة‬ ‫هبــا‪ ،‬وأصبحــت مدخالهتــا وعملياهتــا وخمرجاهتــا تتأثر‬ ‫إىل درجــة كبــرة بالنظريــات اإلداريــة‪ ،‬وممارســات‬ ‫القــادة الرتبويــن (الدغيــم‪.)1 ،2008 ،‬‬ ‫ومــن هنــا جــاءت أمهية القيــادة كعمليــة تتألف من‬ ‫اإلرشــاد واإلدارة ملجموعــة مــن األفــراد يف املؤسســة‬

‫ليتحركــوا باجتــاه األهــداف املرســومة‪ .‬وتتطلــب‬ ‫عمليــة القيــادة ثالثــة عنــارص أساســية‪ ،‬هــي‪ :‬القــدرة‬ ‫عــى التأثــر‪ ،‬واســتخدام النفــوذ‪ ،‬وممارســة الســلطة‬ ‫القانونيــة‪ .‬فالقيــادة يف أيــة مؤسســة مــن املؤسســات‬ ‫بالغــة األمهيــة؛ ألهنــا بمثابــة حلقــة الوصــل بــن‬ ‫العاملــن‪ ،‬وبــن خطــط املؤسســة‪ ،‬وتصوراهتــا‬ ‫املســتقبلية‪ ،‬وألهنــا البوتقــة التــي تنصهــر بداخلهــا‬ ‫مجيــع املفاهيــم‪ ،‬والسياســات‪ ،‬واإلســراتيجيات‪،‬‬ ‫وهــي رضورة لتدعيــم القــوى اإلجيابيــة يف املؤسســة‪،‬‬ ‫وتقليــص اجلوانــب الســلبية قــدر اإلمــكان‪ ،‬وهــي‬ ‫القــادرة عــى الســيطرة عــى املشــكالت التــي تواجــه‬ ‫العمــل‪ ،‬وتضــع احللــول الالزمــة لعالجهــا‪ ،‬ومــن ثــم‬ ‫فــإن القيــادة هــي املســؤولة عــن تنميــة‪ ،‬وتدريــب‪،‬‬ ‫ورعايــة األفــراد‪ ،‬ومواكبــة التغــرات‪ ،‬واملســتجدات‬ ‫التــي حتيــط باملؤسســة‪ ،‬وتعمــل عــى توظيفهــا‬ ‫ملصلحتهــا (العدلــوين‪.)43 ،2002 ،‬‬ ‫إن القائــد الناجــح الــذي يتعامــل مــع عواطــف‬ ‫ومشــاعر املوظفــن يمكنــه التعامــل مــع احتياجاهتــم‪،‬‬ ‫ويســتطيع حتفيزهــم بفاعليــة‪.‬‬ ‫ويعتقــد )‪ Abraham (2000‬أن القائــد الــذي‬ ‫يتمتــع بــذكاء انفعــايل أكثــر وال ًء والتزا ًمــا للمنظمــة‬

‫‪111‬‬


‫العالقة بين الذكاء االنفعالي والسمات القيادية لدى مديري املدارس في محافظة األحساء ‪...‬‬

‫التــي يعمــل هبــا‪ ،‬وأكثــر ســعادة يف عملــه‪ ،‬وأنــه ذو‬ ‫أداء أفضــل يف العمــل‪ ،‬ولديــه القــدرة عــى اســتخدام‬ ‫الــذكاء الــذي يتمتــع بــه لتحســن ورفــع مســتوى اختــاذ‬ ‫القــرار لديــه‪ .‬وقــادر عــى إدخــال الســعادة والبهجــة‬ ‫والثقــة والتعــاون بــن موظفيــه مــن خــال عالقتــه‬ ‫الشــخصية )‪.)George, 2000‬‬ ‫ويتكــون الــذكاء االنفعــايل مــن الــذكاء الشــخيص‬ ‫والــذكاء بــن األشــخاص (الــذكاء االجتامعــي)‪،‬‬ ‫فالــذكاء الشــخيص جيعلنــا نستشــعر العالقــات‬ ‫الداخليــة بــن أفكارنــا واألحــداث التــي تواجهنــا‪ ،‬أمــا‬ ‫الــذكاء بــن األشــخاص فيجعلنــا نتعامــل مــع اآلخرين‬ ‫ونتواصــل معهــم بســهولة ويــر )‪.)Foote, 2001‬‬ ‫والســلوك القيــادي هــو مجلــة االنفعــاالت‬ ‫التــي تظهــر يف هيئــة ســلوك هتــدف إىل التأثــر عــى‬ ‫اآلخريــن‪ ،‬أي قــدرة الفــرد عــى أخــذ املبــادرة يف‬ ‫املوقــف االجتامعــي‪ ،‬والتخطيــط وتنظيــم العمــل‬ ‫واســتثارة التعــاون‪ .‬والقائــد هــو الشــخص الــذي‬ ‫يقــود مجاعــة مــن األفــراد ويؤثــر يف ســلوكهم ويوجــه‬ ‫عملهــم‪ ،‬وهــو هبــذا يشــكل بــؤرة لســلوك أعضــاء‬ ‫اجلامعــة ويكــون الشــخص املركــزي يف اجلامعــة‬ ‫(جوملــان وآخــرون‪.)124 ،2004 ،‬‬ ‫ويتوقــف نجــاح مديــر املدرســة عــى الســات‬ ‫القياديــة التــي يمتلكهــا؛ وذلــك ألن القائــد الرتبــوي‬ ‫دورا مهـ ًّـا يف حتديــد األهــداف ورســم الطريق‪،‬‬ ‫يــؤدي ً‬ ‫والتأثــر يف مرؤوســيه وحثهــم عــى العمــل‪ .‬بيــد أن‬ ‫القيــادة عمليــة نســبية؛ ذلــك أن الفــرد قــد يكــون‬ ‫قائــدً ا يف موقــف مــا‪ ،‬وتاب ًعــا يف آخــر‪ ،‬ومــن هنــا‬ ‫يرتبــط مفهــوم القيــادة بمفهــوم الــدور واملســؤولية‪،‬‬ ‫وترتبــط القيــادة بشــكل كبــر بنمــط الشــخصية‬ ‫(مغــاري‪.)53 ،2009 ،‬‬ ‫واعتقــد العــامل ‪ Thorndike‬عــام (‪ )1920‬أن‬ ‫القــدرة عــى فهــم اآلخريــن والســلوك احلكيــم‬ ‫الــذي يســلكه الفــرد يف العالقــات اإلنســانية مظهــر‬ ‫مــن مظاهــر الــذكاء‪ ،‬وســاه الــذكاء االجتامعــي‪.‬‬ ‫(‪ )Par-On and Parker, 2000, 70‬ويف عــام (‪)1950‬‬ ‫ظهــرت دراســات عــن الــذكاء االنفعــايل كانــت‬ ‫معتمــدة عــى فكــرة العــامل ويكســلر عــن النواحــي‬ ‫الالمعرفيــة للــذكاء التــي يمكــن أن تســهل الســلوك‬ ‫العقــي مثــل‪( :‬املثابــرة‪ ،‬والفضــول‪ ،‬واملناضلــة‪ ،‬لبلــوغ‬ ‫اهلــدف‪ ،‬واإلرادة والضمــر) أو تكبحــه (كالقلــق‪،‬‬ ‫وعــدم األمــان العاطفــي‪ ،‬واالندفــاع) كــا أشــار كل‬ ‫مــن (‪ .)Kuffman and Kuffman, 2001‬وقــد عــرف‬

‫‪112‬‬

‫محمد أحمد الشورى‪ ،‬بسام محمود السعيدين‬

‫ويكســلر الــذكاء عــى أنــه قــدرة الفــرد اإلمجاليــة للقيــام‬ ‫بترصفــات هادفــة والتفكــر بصــورة عقليــة‪ ،‬والتعامــل‬ ‫مــع البيئــة تعام ـ ً‬ ‫ا يتصــف بالكفــاءة (شــلبي‪،2001 ،‬‬ ‫‪.)28‬‬ ‫يتضــح أن الــذكاء االنفعــايل هــو قــدرة عقليــة‬ ‫تســر جن ًبــا إىل جنــب مــع القــدرات املعرفيــة‪ ،‬وهــي‬ ‫قــدرة عــى فهــم وتنظيــم وتوظيــف الفــرد النفعاالتــه‪،‬‬ ‫والنفعــاالت اآلخريــن مــن أجــل حتقيــق التواصــل‬ ‫االجتامعــي معهــم وحتقيــق األهــداف املرجــوة مــن‬ ‫هــذا التواصــل‪.‬‬ ‫وحتــدث )‪ (Goleman‬عــن مخســة أبعــاد للــذكاء‬ ‫االنفعــايل‪ ،‬هــي‪:‬‬ ‫الوعي بالذات )‪:(Self – awareness‬‬ ‫الوعــي بالــذات هــو أســاس الثقــة بالنفس وحســن‬ ‫إدارهتــا؛ فنحــن يف حاجــة دائـ ًـا ملعرفــة مواطــن القــوة‬ ‫ومواطــن الضعــف لدينــا بشــكل موضوعــي‪ ،‬ونتخــذ‬ ‫أساســا لقدراتنــا‪ .‬كــا أننــا بحاجــة‬ ‫مــن هــذه املعرفــة ً‬ ‫ألن نتعلــم منــذ الصغــر تعــرف مشــاعرنا وتســميتها‬ ‫التســمية الصحيحــة‪ ،‬فــا نخلــط بــن القلــق‬ ‫واالكتئــاب والغضــب والشــعور بالوحــدة والشــعور‬ ‫باجلــوع‪ ...‬فهــذا الوعــي املوضوعــي بالــذات جيعلنــا‬ ‫أكثــر كفــاءة يف إدارهتــا وجيعــل قراراتنــا أقــرب‬ ‫للصــواب (حســن‪.)64 ،2007 ،‬‬ ‫التعاطي مع اجلوانب الوجدانية بشكل عام‪:‬‬ ‫(‪)Handling Emotions Generally‬‬ ‫نحــن نحتــاج أن نعــرف كيــف نعالــج ونتنــاول‬ ‫املشــاعر التــي تؤذينــا وتزعجنــا‪ ،‬وتلــك التــي تســعدنا‪،‬‬ ‫وهــذا املــران املســتمر يف املعرفــة واملعاجلــة والتنــاول‬ ‫يزيدنــا خــرة يو ًمــا بعــد يــوم يف إدارة جهازنــا الوجداين‬ ‫لنســتفيد مــن مميزاتــه اهلائلــة ونتجنــب خماطــره الضــارة‬ ‫(حســن‪.)54 ،2006 ،‬‬ ‫الدافعيــة )‪ :(Motivation‬وهــي تلــك الدوافــع‬ ‫واألشــياء التــي حتثنــا عــى التقــدم والســعي نحــو‬ ‫أهدافنــا‪ ،‬وهــي العنــر الثالــث للــذكاء الوجــداين‪،‬‬ ‫ويعــد األمــل‪ ،‬وأن يكــون لدينــا هــدف‪ ،‬وأن نعــرف‬ ‫خطواتنــا خطــوة خطــوة نحــو حتقيقــه‪ ،‬وأن يكــون‬ ‫لدينــا احلــاس واملثابــرة‪ ،‬كلهــا مكونــات أساســية يف‬ ‫الدافعيــة (حســن‪.)65 ،2007 ،‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫التعاطــف العقــي (التفهــم) (‪Understanding and‬‬ ‫‪ :)Sympathy‬أمــا املكــون الرابــع للــذكاء االنفعــايل‪،‬‬ ‫فهو‪ ‬التعاطــف العقــي (التفهــم) ويعنــي إدراك مشــاعر‬

‫اآلخريــن مــن خــال أصواهتــم أو تعبــرات وجوههــم‬ ‫وليــس فقــط مــا يقولــون‪ ،‬إن إدراك مشــاعر اآلخريــن‬ ‫قــدرة إنســانية أساســية تظهــر حتــى لــدى األطفــال‬ ‫(حســن‪.)56 ،2006 ،‬‬ ‫املهــارات االجتامعيــة (‪ :)Social Skills‬كلــا كان‬ ‫اإلنســان مــزو ًدا بمهــارات اجتامعيــة مناســبة وكافيــة‬ ‫كانــت قدرتــه عــى التعامــل مــع املواقــف واألزمــات‬ ‫أفضــل‪ .‬أمــا أولئــك الذيــن يفتقــرون للمهــارات‬ ‫االجتامعيــة‪ ،‬فإهنــم يتخبطــون ويعانــون مــن‬ ‫اضطرابــات ســوء التوافــق (حســن‪.)67 ،2007 ،‬‬ ‫وهبــذا أصبــح الــذكاء االنفعــايل أمـ ًـرا مهـ ًّـا وجــز ًءا‬ ‫مــن فلســفة املؤسســات الناجحــة يف اختيــار وتدريــب‬ ‫أفرادهــا؛ ملــا للــذكاء االنفعــايل مــن دور مهــم يف‬ ‫تعليمهــم كيفيــة العمــل م ًعــا لتحقيــق أهــداف هــذه‬ ‫املؤسســة‪ .‬ويف ظــل التغيــرات املتســارعة يف شــتى‬ ‫املجــاالت تــرز أمهيــة القيــادة يف خمتلــف املؤسســات‬ ‫وال ســيام التعليميــة منهــا‪ ،‬وال يمكــن عــزل هــذا‬ ‫املفهــوم عــن املفاهيــم اإلداريــة احلديثــة (حممــد‪،‬‬ ‫‪.)32 ،2011‬‬

‫مشكلة الدراسة‬ ‫يتوقــف نجــاح مديــر املدرســة عــى الســات‬ ‫القياديــة التــي يمتلكهــا‪ ،‬وذلــك ألن القائــد الرتبــوي‬ ‫دورا مهـ ًّـا يف حتديــد األهــداف ورســم الطريــق‬ ‫يــؤدي ً‬ ‫والتأثــر يف مرؤوســيه وحثهــم عــى العمــل‪ ،‬بيــد أن‬ ‫القيــادة عمليــة نســبية؛ ذلــك أن الفــرد قــد يكــون‬ ‫قائــدً ا يف موقــف مــا‪ ،‬وتاب ًعــا يف آخــر‪ .‬وقــد أشــارت‬ ‫دراســة )‪ Dulewicz and Higgs (1999‬إىل ارتبــاط‬ ‫الــذكاء العاطفــي بــأداء العمــل والتقــدم الوظيفــي‪،‬‬ ‫كــا أشــارت دراســة (‪ Abraham (2000‬إىل العالقــة‬ ‫بــن الــذكاء العاطفــي والضبــط املهنــي‪ .‬وأشــارت‬ ‫نتائــج دراســة (حممــود وحممــد‪ )2004 ،‬إىل أن الــذكاء‬ ‫الوجــداين لــه دور مهــم يف تشــكيل احلالــة املزاجيــة‬ ‫العامــة‪ ،‬والقــدرة عــى إقامــة عالقــات خارجيــة‪،‬‬ ‫والقــدرة عــى التكيــف مــع الواقــع‪ ،‬عــاوة عــى ذلــك‬ ‫فــإن نتائــج دراســة الرشيــدة (‪ )2004‬قــد ربطــت بــن‬ ‫األنــاط القياديــة للمــدراء والــذكاء االنفعــايل‪.‬‬ ‫وأضــاف عــاوي (‪ )62 ،1998‬أن مــن أهــم‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫الســات الشــخصية للقائــد هــي الثبــات االنفعــايل‬ ‫والتناغــم الوجــداين والتعاطــف والقــدرة عــى اختــاذ‬ ‫القــرار والثقــة بالنفــس واإلبــداع واملرونــة‪ ،‬ممــا و ّلــد‬ ‫رغبــة لــدى الباحثــن يف استكشــاف العالقــة بــن‬ ‫الــذكاء االنفعــايل والســات القياديــة لــدى مديــري‬ ‫املــدارس‪.‬‬ ‫ولقــد نشــأت مشــكلة البحــث مــن مالحظــة‬ ‫وجــود تبايــن يف أداء مديــري املــدارس‪ ،‬وقــد و ّلــد‬ ‫هــذا التبايــن رغبــة لــدى الباحــث يف الكشــف عــن‬ ‫مــدى امتالكهــم لســات الــذكاء االنفعــايل والســات‬ ‫القياديــة‪ ،‬وهــل هنــاك ارتبــاط بــن الــذكاء االنفعــايل‬ ‫والســات القياديــة؟‬ ‫أسئلة الدراسة‬ ‫ ‪1.‬هــل توجــد عالقــة ارتباطيــة دالــة إحصائ ًّيــا عنــد‬ ‫مســتوى داللــة (‪ )0.05 ≤α‬بــن الــذكاء االنفعــايل‬ ‫والســات القياديــة لــدى مديــري مــدارس‬ ‫األحســاء يف اململكــة العربيــة الســعودية؟‬ ‫ ‪2.‬هــل توجــد فــروق دالــة إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى‬ ‫داللــة (‪ )0.05 ≤α‬يف الــذكاء االنفعــايل لــدى‬ ‫مديــري مــدارس األحســاء يف اململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية تعــزى لســنوات اخلــرة؟‬ ‫ ‪3.‬هــل توجــد فــروق دالــة إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى‬ ‫داللــة (‪ )0.05 ≤α‬يف الــذكاء االنفعــايل لــدى‬ ‫مديــري مــدارس األحســاء يف اململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية تعــزى للدرجــة العلميــة؟‬ ‫ ‪4.‬هــل توجــد فــروق دالــة إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى‬ ‫داللــة (‪ )0.05 ≤α‬يف الســات القياديــة لــدى‬ ‫مديــري مــدارس األحســاء يف اململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية تعــزى لســنوات اخلــرة؟‬ ‫ ‪5.‬هــل توجــد فــروق دالــة إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى‬ ‫داللــة (‪ )0.05 ≤α‬يف الســات القياديــة لــدى‬ ‫مديــري مــدارس األحســاء يف اململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية تعــزى للدرجــة العلميــة؟‬ ‫أهداف الدراسة‬ ‫ ‪1.‬تعــرف العالقــة بــن الــذكاء االنفعــايل والســات‬ ‫القياديــةلــدىمديــريمــدارسحمافظــةاألحســاء‪.‬‬ ‫ ‪2.‬الكشــف عــن الفــروق يف درجــة امتــاك الــذكاء‬ ‫االنفعــايل والســات القياديــة التــي تعــزى لســنوات‬ ‫اخلــرة والدرجــة العلميــة لــدى مديــري مــدارس‬ ‫حمافظــة األحســاء‪.‬‬

‫‪113‬‬


‫العالقة بين الذكاء االنفعالي والسمات القيادية لدى مديري املدارس في محافظة األحساء ‪...‬‬

‫أمهية الدراسة‬ ‫ ‪1.‬تعــرف اخلصائــص الشــخصية للمديريــن يف‬ ‫مــدارس حمافظــة األحســاء يف اململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية؛ ألن ذلــك ســيعود بالنفــع والفائــدة‬ ‫عــى مديــري تلــك املــدارس وعــى أدائهــم بشــكل‬ ‫عــام‪.‬‬ ‫ ‪2.‬اســتفادة مديــري املــدارس مــن نتائــج الدراســة‬ ‫يف النمــو املهنــي وتطويــر املامرســات القياديــة‬ ‫وتوظيــف الــذكاء االنفعــايل‪.‬‬ ‫ ‪3.‬توظيــف نتائــج الدراســة يف العمــل عــى توليــد بيئــة‬ ‫آمنــة وحافــزة مــن قبــل مديــري املــدارس‪.‬‬ ‫التعريفات اإلجرائية‬ ‫الذكاء االنفعايل‬ ‫هــو القــدرة عــى االنتبــاه واإلدراك اجليــد‬ ‫لالنفعــاالت واملشــاعر الذاتيــة وفهمهــا بوضــوح‬ ‫وتنظيمهــا وف ًقــا ملراقبــة وإدراك دقيــق النفعــاالت‬ ‫اآلخريــن ومشــاعرهم للدخــول معهــم يف عالقــات‬ ‫انفعاليــة واجتامعيــة إجيابيــة تســاعد الفــرد عــى الرقــي‬ ‫العقــي واملهنــي وتعلــم املزيــد مــن املهــارات اإلجيابيــة‬ ‫للحيــاة (عثــان ورزق‪.)2001،‬‬ ‫ويعــرف إجرائ ًّيــا بقــدرة املديــر عــى تنظيــم‬ ‫ّ‬ ‫انفعاالتــه‪ ،‬وضبطهــا أثنــاء ضغــط العمــل‪ ،‬وقدرتــه‬ ‫عــى تفهــم اآلخريــن وتيســر التواصــل الفعــال‬ ‫بــا ينعكــس إجيا ًبــا عــى البيئــة املدرســية‪ ،‬ويقــاس‬ ‫بالدرجــة التــي حيصــل عليهــا مديــر املدرســة عــى‬ ‫مقيــاس الــذكاء االنفعــايل‪.‬‬ ‫السامت القيادية‬ ‫القيــادة حســب رأي (‪Northouse (2007, 13‬‬ ‫هــي تلــك العمليــة التــي يؤثــر خالهلــا فــرد معــن يف‬ ‫اآلخريــن‪ ،‬وذلــك إلنجــاز هــدف مــا‪ .‬وهــي عمليــة‬ ‫يقــدم فيهــا الفــرد أفضــل مــا لديــه لتحقيــق النتائــج‬ ‫املرجــوة مــن خــال توجيــه اآلخريــن للتحــرك يف‬ ‫ّ‬ ‫االجتــاه الســليم‪ ،‬واحلصــول عــى التزامهــم‪ ،‬وحتفيزهم‬ ‫عــى حتقيــق األهــداف املخطــط هلــا‪ ،‬معتمــدً ا عــى‬ ‫ســاته الشــخصية وقدراتــه عــى اإلهلــام والتحفيــز‪،‬‬ ‫وعــى اهلالــة املحيطــة بــه‪ ،‬وقدرتــه عــى حتمــل املخاطــر‬ ‫املحســوبة‪ ،‬والقــدرات العاليــة يف فنــون االتصــال‪.‬‬ ‫وتعــرف إجرائ ًّيــا بأهنــا جمموعــة مــن الســلوكات‬ ‫ّ‬ ‫التــي متثــل الســات القياديــة يف املدرســة؛ كالتخطيــط‪،‬‬ ‫والتنظيــم‪ ،‬والتأثــر يف العاملــن‪ ،‬وكســب ثقتهــم‬

‫‪114‬‬

‫محمد أحمد الشورى‪ ،‬بسام محمود السعيدين‬

‫وتوجيههــم وحتفيزهــم لتحقيــق أهــداف املدرســة‪،‬‬ ‫والقــدرة عــى إحــداث التغيــر املطلــوب‪ ،‬وتقــاس‬ ‫بالدرجــة التــي حيصــل عليهــا املديــر عــى مقيــاس‬ ‫الســات القياديــة‪.‬‬ ‫مديــرو مــدارس األحســاء‪ :‬هــم مديــرو املــدارس‬ ‫املتوســطة والثانويــة الذيــن يعملــون يف مــدارس‬ ‫منطقــة األحســاء يف اململكــة العربيــة الســعودية للعــام‬ ‫الــدرايس ‪2013/2012‬م‪.‬‬ ‫حدود الدراسة‬ ‫ ‪1.‬أفــراد الدراســة‪ ،‬الذيــن متثلــوا يف مديــري املــدارس‬ ‫املتوســطة والثانويــة يف حمافظــة األحســاء يف اململكة‬ ‫العربيــة الســعودية‪ ،‬الذيــن هــم عــى رأس عملهــم‬ ‫للعــام الــدرايس ‪2013 - 2012‬م‪.‬‬ ‫ ‪2.‬تقتــر الدراســة عــى مخســة أبعــاد مــن أبعــاد‬ ‫الــذكاء االنفعــايل‪ ،‬هــي‪ :‬الوعــي الــذايت‪ ،‬وإدارة‬ ‫االنفعــاالت‪ ،‬وحتفيــز الــذات‪ ،‬والتعاطــف‬ ‫والتفهــم‪ ،‬ومعاجلــة العالقــات‪.‬‬ ‫ ‪3.‬تقتــر الدراســة عــى مخســة عنــارص مــن عنــارص‬ ‫الســات القياديــة‪ ،‬وهــي‪ :‬صنــع القــرار‪ ،‬وتوجيــه‬ ‫املرؤوســن‪ ،‬وروح املبــادرة يف أداء املهــام‪ ،‬وحــل‬ ‫الــراع‪ ،‬واحلصــول عــى املعلومــات‪.‬‬ ‫ ‪4.‬أدوات الدراسة‪.‬‬ ‫ ‪5.‬جمتمــع الدراســة‪ ،‬واملتمثــل يف مديــري مــدارس‬ ‫حمافظــة األحســاء؛ حيــث تــراوح أعامرهــم بــن‬ ‫(‪ )56 – 36‬عا ًمــا‪ ،‬وكانــت مؤهالهتــم العلميــة إمــا‬ ‫بكالوريــوس أو دراســات عليــا‪.‬‬ ‫الدراسات ذات الصلة‬ ‫تناولــت الدراســة العديــد مــن الدراســات‬ ‫واألبحــاث ذات الصلــة لــكل مــن الــذكاء االنفعــايل‬ ‫والســات القياديــة وعالقتهــا م ًعــا‪ ،‬حيــث قــام‬ ‫)‪ )Dulewicz and Higgs, 1999‬بدراســة‬ ‫اســتهدفت تعــرف مســامهة الــذكاء االنفعــايل يف أداء‬ ‫العمــل والتقــدم الوظيفــي‪ ،‬وقــد بلغــت عينــة الدراســة‬ ‫مديــرا يف إيرلنــدا‪ ،‬وتــم تقييــم ثالثــة نطاقــات‬ ‫(‪)58‬‬ ‫ً‬ ‫للقابليــات‪ ،‬هــي‪ :‬املعــارف االنفعاليــة واجلــدارة‬ ‫الفكريــة والقــدرة اإلداريــة‪ ،‬وبتطبيــق أدوات القيــاس‬ ‫هلــذه املجــاالت الثالثــة‪ ،‬توصلــت الدراســة إىل أن‬ ‫مقيــاس الــذكاء االنفعــايل يشــكل (‪ )% 36‬مــن جمــال‬ ‫التقــدم الوظيفــي و(‪ )% 27‬مــن مقيــاس اجلــدارة‬ ‫الفكريــة و(‪ )% 16‬مــن مقيــاس القــدرة اإلداريــة‪،‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫وهــذا يعنــي أن الــذكاء االنفعــايل يســهم بنســبة أعــى‬ ‫مــن غــره فيــا يتعلــق بالتقــدم الوظيفــي‪.‬‬ ‫ويف دراســة قــام هبــا (‪)Abraham, 2000‬‬ ‫اســتهدفت الكشــف عــن دور الضبــط املهنــي كمتغــر‬ ‫وســيط يف العالقــة بــن التنافــر الوجــداين والــذكاء‬ ‫الوجــداين‪ ،‬وتكونــت عينــة الدراســة مــن (‪)121‬‬ ‫عامــ ً‬ ‫ا مــن الذكــور واإلنــاث العاملــن يف جمــاالت‬ ‫االتصــاالت‪ ،‬وكان متوســط ســنوات اخلــرة يف‬ ‫الوظيفــة مــن (‪ )6 – 3‬ســنوات‪ ،‬وتوصلت الدراســة يف‬ ‫نتائجهــا إىل أن ارتفــاع فعاليــة الــذات يــؤدي إىل ارتفاع‬ ‫الضبــط املهنــي‪ ،‬وأن ارتفــاع الضبــط املهنــي يــؤدي‬ ‫إىل ارتفــاع الشــعور بالرضــا املهنــي‪ ،‬وأن املهــارات‬ ‫االجتامعيــة كمكــون مــن مكونــات الــذكاء الوجــداين‬ ‫هلــا دور فعــال يف بنــاء شــبكة قويــة مــن العالقــات‬ ‫داخــل جمموعــة العمــل‪.‬‬ ‫كــا قــام حممــود وحممــد (‪ )2004‬بدارســة هدفــت‬ ‫إىل بحــث العالقــة بــن الــذكاء الوجــداين وبعــض‬ ‫متغــرات الشــخصية املعرفيــة "الــذكاء العقــي‬ ‫التقليــدي"‪ ،‬والالمعرفيــة "ســات الشــخصية"‪،‬‬ ‫وتكونــت عينــة الدراســة مــن (‪ )285‬طال ًبــا وطالبــة‬ ‫ينتمــون إىل مســتويني خمتلفــن يف املرحلــة التعليميــة‪،‬‬ ‫مهــا مرحلــة البكالوريــوس‪ ،‬تكونــت مــن (‪ )196‬طال ًبا‬ ‫وطالبــة‪ ،‬ومســتوى الدراســات العليــا تكونــت مــن‬ ‫(‪ )89‬طال ًبــا وطالبــة‪ ،‬و ُطبــق عليهــم اختبــار الــذكاء‬ ‫الوجــداين مــن إعــداد الباحثــن‪ ،‬وتوصلــت الدراســة‬ ‫إىل أن الــذكاء الوجــداين يعــد بمثابــة قــدرات عقليــة‬ ‫غــر معرفيــة‪ ،‬هــي‪ :‬احلالــة املزاجيــة العامــة‪ ،‬والقــدرة‬ ‫عــى إقامــة عالقــات خارجيــة‪ ،‬وقــدرة الفــرد عــى‬ ‫التكيــف مــع الواقــع‪ ،‬والقــدرة عــى إقامــة عالقــات‬ ‫داخليــة مــع الــذات‪ .‬ومل ترش نتائــج الدراســة إىل وجود‬ ‫ارتبــاط ذي داللــة إحصائيــة بــن الــذكاء الوجــداين‬ ‫والــذكاء العقــي التقليــدي‪ ،‬وأشــارت النتائــج كذلــك‬ ‫إىل أن مســتوى التعليــم لــه تأثــر دال إحصائ ًّيــا عــى‬ ‫الــذكاء الوجــداين‪ ،‬فكلــا ارتفــع مســتوى التعليــم‬ ‫ارتفــع معــدل الــذكاء الوجــداين للفــرد‪.‬‬ ‫أمــا دراســة اخلــر والفضــل (‪ )2007‬فقــد هدفــت‬ ‫إىل معرفــة طبيعــة العالقــة املحتملــة بــن الــذكاء‬ ‫العاطفــي والســعادة‪ ،‬واســتخدم يف تقديــر درجــة‬ ‫الســعادة قائمــة أكســفورد للســعادة‪ ،‬واســتخدم يف‬ ‫قيــاس الــذكاء العاطفــي مقياســان‪ :‬مقيــاس الــذكاء‬ ‫االنفعــايل لرشــا الديــدي‪ ،‬ومقيــاس الــذكاء العاطفــي‬ ‫لفاتــن موســى‪ ،‬وتكونــت عينــة الدراســة مــن‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫(‪ )153‬طال ًبــا و(‪ )144‬طالبة‪ ،‬مــن جامعــة الكويــت‪،‬‬ ‫متوســط أعامرهــم (‪ )20‬ســنة‪ .‬أظهــرت نتائج الدراســة‬ ‫ارتباطــات إجيابيــة دالــة إحصائ ًّيــا بــن الســعادة ومجيــع‬ ‫درجــات الــذكاء العاطفــي الكليــة والفرعية‪ ،‬ومل تســفر‬ ‫النتائــج عــن فــروق جوهريــة بــن اجلنســن يف مقيــايس‬ ‫الســعادة والدرجــة الكليــة ملقيــاس الــذكاء العاطفــي‪،‬‬ ‫لكنهــا كشــفت فرو ًقــا جوهريــة بينهــا يف كل مــن­‬ ‫الدرجــة الكليــة ملقيــاس الــذكاء العاطفــي‪ ،‬ومجيــع‬ ‫املقاييــس الفرعيــة‪.‬‬ ‫كــا هدفــت دراســة الرشيــدة (‪ )2004‬إىل تعــرف‬ ‫األنــاط القياديــة ملديــري اإلدارة املتعلقــة بــاألداء يف‬ ‫العمــل والســلطة االعتباريــة‪ ،‬وتأثرياهتــا يف التغيــر‬ ‫الرتبــوي مــن منظــور رؤســاء األقســام يف وزارة الرتبيــة‬ ‫والتعليــم‪ ،‬باإلضافــة إىل تعــرف بعــض املتغــرات‬ ‫الذاتيــة لرؤســاء األقســام (كاجلنــس‪ ،‬واملؤهــل‬ ‫العلمــي‪ ،‬واخلــرة) التــي يمكــن أن يكــون هلــا أثــر يف‬ ‫اختــاف آرائهــم‪ .‬وتوصلــت الدراســة إىل نتائــج‪ ،‬كان‬ ‫أبرزهــا أن أداء ثلثــي مديــري اإلدارة يف األبعــاد الثالثة‬ ‫(العمــل‪ ،‬والســلطة‪ ،‬واالعتباريــة) مقبــول مــن منظــور‬ ‫رؤســاء األقســام العاملــن معهــم بشــكل عــام‪ ،‬وأن‬ ‫بقيــة مديــري اإلدارة ضعيفــو األداء يف بعــد أو أكثــر‪،‬‬ ‫كــا بينــت نتائــج الدراســة عــدم وجــود فــروق ذات‬ ‫داللــة إحصائيــة بــن آراء رؤســاء األقســام تعــزى إىل‬ ‫متغــري اجلنــس واملؤهــل العلمــي‪ ،‬يف حــن كشــفت‬ ‫عــن وجــود فــروق ذات داللــة إحصائيــة بــن آرائهــم‬ ‫تعــزى للخــرة‪.‬‬ ‫كــا هدفــت دراســة (‪ Marlette (2004‬إىل حتديــد‬ ‫خصائــص مديــري الرتبيــة والتعليــم الذيــن يعــدون‬ ‫قــادة ناجحــن يف واليــة كاليفورنيــا‪ ،‬وقــد تكونت عينة‬ ‫الدراســة مــن مخســة مديــري تعليــم‪ ،‬وقــد اســتخدمت‬ ‫الباحثــة املقابلــة كأداة جلمــع البيانــات‪ ،‬وتوصلــت‬ ‫الدراســة إىل أن نجــاح مديــري التعليــم ُيعــزى لعــدة‬ ‫خصائــص؛ كالبحــث عــن مشــكالت الطلبــة وحلهــا‪،‬‬ ‫والتواصــل‪ ،‬والعمــل اجلامعــي‪ ،‬والتدقيــق املســتمر‪.‬‬ ‫وقــد هدفــت دراســة البطــي (‪ )2004‬إىل حتديــد‬ ‫أهــم الكفايــات الالزمــة ملديــري التعليــم يف اململكــة‬ ‫العربيــة الســعودية‪ ،‬وحتديــد أســاليب تنميتهــا‪،‬‬ ‫وذلــك مــن خــال تعــرف مــدى امتــاك مديــري‬ ‫التعليــم للكفايــات الالزمــة‪ ،‬يف ضــوء املتغــرات‬ ‫التاليــة‪( :‬املؤهــل‪ ،‬واخلــرة يف إدارة التعليــم‪ ،‬ونــوع‬ ‫القطــاع التعليمــي (بنــن‪ /‬بنــات))‪ ،‬وقــد تــم توظيــف‬ ‫االســتبانة كأداة جلمــع املعلومــات‪ ،‬ومــن أهــم النتائــج‬

‫‪115‬‬


‫العالقة بين الذكاء االنفعالي والسمات القيادية لدى مديري املدارس في محافظة األحساء ‪...‬‬

‫التــي توصلــت إليهــا الدراســة‪ :‬بنــاء قائمــة بالكفايــات‬ ‫الالزمــة ملديــري التعليــم‪ ،‬وأن مجيــع الكفايــات‬ ‫وأســاليب تنميتهــا كانــت مهمــة جــدا‪ .‬كــا توصلــت‬ ‫إىل أن درجــة توافــر الكفايــات وممارســتها مــن قبــل‬ ‫مديــري التعليــم أقــل مــن متوســط درجــة أمهيتهــا‪،‬‬ ‫ووجــود عالقــة بــن توافــر الكفايــات لــدى مديــري‬ ‫الرتبيــة والتعليــم واملؤهــل العلمــي لصالــح املؤهــل‬ ‫األعــى‪.‬‬ ‫وهدفــت دراســة عيــارصة (‪ )2004‬إىل معرفــة‬ ‫األنــاط القياديــة ملديــري املــدارس الثانويــة العامــة‬ ‫وعالقتهــا بدافعيــة املعلمــن نحــو مهنتهــم كمعلمــن‬ ‫يف وزارة الرتبيــة والتعليــم يف األردن‪ ،‬وتكونــت‬ ‫عينــة الدراســة مــن (‪ )1041‬معلـ ًـا ومعلمــة‪ ،‬كــا تــم‬ ‫توظيــف اســتبانة وصــف األنــاط القياديــة ملديــري‬ ‫ومديــرات املــدارس مــن وجهــة نظــر املعلمــن‬ ‫التــي اشــتملت عــى ثالثــة جمــاالت‪ :‬األوتوقراطــي‬ ‫والديمقراطــي والتســيبي‪ ،‬واســتبانة قيــاس دافعيــة‬ ‫املعلمــن نحــو مهنتهــم‪ .‬وتوصلــت الدراســة إىل أن‬ ‫النمــط الديمقراطــي هــو النمــط الســائد لــدى مديــري‬ ‫ومديــرات املــدارس الثانويــة العامــة يف األردن‪ ،‬يليــه‬ ‫النمــط األوتوقراطــي‪ ،‬ثــم النمــط التســيبي‪ ،‬كــا تبــن‬ ‫أن النمــط الســائد لــدى مســتوى املؤهــل العلمــي هــو‬ ‫النمــط الديمقراطــي‪ ،‬يليــه النمــط األوتوقراطــي‪ ،‬ثــم‬ ‫النمــط التســيبي‪ ،‬وتبــن أن هنــاك فرو ًقــا ذات داللــة‬ ‫إحصائيــة يف النمــط القيــادي تعــزى ملتغــر املنطقــة‬ ‫اجلغرافيــة‪.‬‬ ‫وقــد هدفــت دراســة حــرز اهلل (‪ )2007‬إىل تعــرف‬ ‫مــدى مشــاركة معلمــي املــدارس الثانويــة يف اختــاذ‬ ‫القــرارات وعالقتــه برضاهــم الوظيفــي يف حمافظــات‬ ‫غــزة‪ ،‬وقــد تكونــت عينــة الدراســة مــن (‪ )306‬معلـ ًـا‬ ‫ومعلمــة‪ .‬وقــد قــام الباحــث ببنــاء اســتبانتني لتحقيــق‬ ‫أهــداف الدراســة؛ إحدامهــا‪ :‬لقيــاس مــدى مشــاركة‬ ‫معلمــي املــدارس الثانويــة يف اختــاذ القــرارات‪،‬‬ ‫واألخــرى‪ :‬لقيــاس رضاهــم الوظيفــي‪ ،‬وأشــارت‬ ‫نتائــج الدراســة إىل أن معلمــي املــدارس الثانويــة‬ ‫يشــاركون بدرجــة متوســطة يف اختــاذ القــرارات‪ ،‬وأن‬ ‫درجــة الرضــا الوظيفــي ملعلمــي املــدارس الثانويــة‬ ‫كانــت متوســطة‪ ،‬ووجــود عالقــة إجيابيــة متوســطة‬ ‫بــن مــدى مشــاركة املعلمــن يف اختــاذ القــرارات‬ ‫املدرســية والرضــا الوظيفــي لدهيــم‪ ،‬كــا أشــارت لعدم‬ ‫وجــود فــروق ذات داللــة إحصائيــة يف درجــة تقديــر‬ ‫املعلمــن ملشــاركتهم يف اختــاذ القــرارات ملتغــر اجلنــس‬

‫‪116‬‬

‫محمد أحمد الشورى‪ ،‬بسام محمود السعيدين‬

‫أو املؤهــل العلمــي أو املنطقــة التعليميــة‪ ،‬بينــا وجــدت‬ ‫فــروق ذات داللــة إحصائيــة يف درجــة تقديــر املعلمــن‬ ‫ملشــاركتهم يف اختــاذ القــرارات تعــزى ملتغــر ســنوات‬ ‫اخلدم��ة لصال��ح اخلدم��ة األط��ول‪.‬‬ ‫وعنــد مراجعــة الدراســات ذات الصلــة بموضــوع‬ ‫الــذكاء االنفعــايل اتضــح أن معظمهــا كان مســح ًّيا‪،‬‬ ‫وهدفــت الســتقصاء العالقــة بــن الــذكاء االنفعــايل‬ ‫ومتغــرات أخــرى كــا يف دراســة (‪Dulewicz and‬‬ ‫‪ Higgs (1999‬التــي كشــفت أن الــذكاء االنفعــايل‬ ‫يســهم بنســبة أعــى مــن غــره فيــا يتعلــق بالتقــدم‬ ‫الوظيفــي‪ ،‬ودراســة )‪ Abraham (2000‬التــي كشــفت‬ ‫عــن دور إجيــايب للــذكاء الوجــداين يف الضبــط املهنــي‪،‬‬ ‫ودراســة حممــود وحممــد (‪ )2004‬التــي كشــفت عــن‬ ‫العالقــة اإلجيابيــة بــن الــذكاء الوجــداين وبعــض‬ ‫متغــرات الشــخصية املعرفيــة‪ ،‬كالــذكاء العقــي‬ ‫التقليــدي‪ ،‬وبعــض ســات الشــخصية‪ ،‬ودراســة‬ ‫اخلــر والفضــل (‪ )2007‬التــي بينــت أن األذكيــاء‬ ‫وجدان ًّيــا أكثــر ســعادة‪ ،‬ويتضــح مــن الدراســات‬ ‫الســابقة األثــر اإلجيــايب للــذكاء االنفعــايل عــى كل‬ ‫مــن التقــدم الوظيفــي والضبــط املهنــي والســات‬ ‫الشــخصية والســعادة‪ .‬كــا تناولــت معظــم الدراســات‬ ‫فئــات عمريــة كبــرة نســب ًّيا (موظفــن وإداريــن وطلبــة‬ ‫جامعــات)‪.‬‬ ‫كــا اتضــح مــن دراســة الســات القياديــة أن‬ ‫معظمهــا كان مســح ًّيا‪ ،‬وهدفــت إىل دراســة األنــاط‬ ‫القياديــة كــا يف دراســة الرشيــدة (‪ ،)2004‬ودراســة‬ ‫)‪ ،Marlette (2004‬ودراســة عيــارصة (‪ ،)2004‬أو‬ ‫دراســة الكفايــات الالزمــة للمديريــن كدراســة البطــي‬ ‫(‪ )2004‬واملشــاركة يف صنــع القــرار كدراســة حــرز‬ ‫اهلل (‪ )2007‬وقــد تناولــت مجيــع الدراســات الســابقة‬ ‫عيناهتــا مــن فئــات عمريــة كبــرة نســبيا مــن املديريــن‬ ‫واملديــرات واملعلمــن واملعلــات‪ ،‬وقــد تناولــت‬ ‫هــذه الدراســات متغــرات عــدة‪ ،‬كالنــوع االجتامعــي‬ ‫والتوزيــع اجلغــرايف‪ ،‬واخلــرة‪ ،‬واملؤهــل العلمــي‪ ،‬وقــد‬ ‫أمجعــت هــذه الدراســات عــى األثــر اإلجيــايب لنمــط‬ ‫القيــادة تبعــا ملتغــر اخلــرة يف (العمــل‪ ،‬والســلطة‪،‬‬ ‫واالعتباريــة)‪ ،‬وعــى عــدم وجــود أثــر لنمــط القيــادة‬ ‫عــى متغــر اجلنــس واملؤهــل العلمــي يف (العمــل‪،‬‬ ‫والســلطة‪ ،‬واالعتباريــة) كــا يف دراســة الرشيــدة‬ ‫(‪ ،)2004‬كــا أن نجــاح املديريــن املميزيــن يعتمــد عــى‬ ‫عــدة خصائــص؛ كالبحــث عــن مشــكالت الطلبــة‬ ‫وحله�اـ‪ ،‬والتواص��ل‪ ،‬والعمــل اجلامعــي‪ ،‬والتدقيــق‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫املســتمر كــا أشــارت دراســة (‪، Marlette (2004‬‬ ‫ووجــود عالقــة بــن توافــر الكفايــات لــدى مديــري‬ ‫الرتبيــة والتعليــم واملؤهــل العلمــي‪ ،‬لصالــح املؤهــل‬ ‫األعــى‪ ،‬كــا يف دراســة البطــي (‪ ،)2004‬ووجــود أثــر‬ ‫إجيــايب لنمــط القيــادة الديمقراطــي ودافعيــة املعلمــن‬ ‫وارتبــاط النمــط القيــادي الديمقراطــي باملســتوى‬ ‫العلمــي والتوزيــع اجلغــرايف كــا يف دراســة عيــارصة‬ ‫(‪ ،)2004‬ووجــود عالقــة إجيابيــة بــن الرضــا‬ ‫الوظيفــي ودرجــة املشــاركة يف صنــع القــرار كــا يف‬ ‫دراســة حــرز اهلل (‪ )2007‬التــي أشــارت أيضــا لعــدم‬ ‫وجــود فــروق ذات داللــة إحصائيــة يف درجــة تقديــر‬ ‫املعلمــن ملشــاركتهم يف اختــاذ القــرارات ملتغــر اجلنــس‬ ‫أو املؤهــل العلمــي أو املنطقــة التعليميــة‪ ،‬بينــا وجــدت‬ ‫فــروق ذات داللــة إحصائيــة يف درجــة تقديــر املعلمــن‬ ‫ملشــاركتهم يف اختــاذ القــرارات تعــزى ملتغــر ســنوات‬ ‫اخلدمــة لصالــح اخلدمــة األطــول‪.‬‬ ‫الطريقة واإلجراءات‬ ‫فيــا ي��أيت نق��دم وص ًفــا للطريقــة واإلجــراءات‬ ‫التــي اتُبعــت يف حتقيــق أهــداف الدراســة‪ ،‬ووصــف‬ ‫جمتمــع الدراســة وعينتهــا‪ ،‬وأداة الدراســة وطــرق‬ ‫التحقــق مــن صدقهــا وثباهتــا‪ ،‬ومتغــرات الدراســة‪،‬‬ ‫واملعاجلــات اإلحصائيــة التــي اس ـتُخدمت يف اإلجابــة‬ ‫عــن أســئلتها‪.‬‬ ‫جمتمع الدراسة‬ ‫تكــون جمتمــع الدراســة من مجيــع مديــري املدارس‬ ‫املتوســطة والثانويــة يف منطقــة األحســاء يف اململكــة‬ ‫مديــرا‬ ‫العربيــة الســعودية‪ ،‬والبالــغ عددهــم (‪)58‬‬ ‫ً‬ ‫خــال العــام الــدرايس (‪2012 /2013‬م)‪ ،‬حيــث‬ ‫تتفــاوت خرباهتــم ودرجاهتــم العلميــة‪ ،‬وجــدول (‪)1‬‬ ‫يبــن توزيــع جمتمــع الدراســة حســب اخلــرة والدرجــة‬ ‫العلميــة‪.‬‬ ‫جدول (‪ :)1‬توزيع جمتمع الدراسة حسب اخلربة‬ ‫والدرجة العلمية‬

‫الدرجة العلمية‬

‫العدد‬

‫اخلربة‬

‫دراسات عليا‬

‫‪22‬‬

‫‪ 10 - 6‬سنوات‬

‫بكالوريوس‬ ‫املجموع‬

‫‪36‬‬

‫‪58‬‬

‫املجموع‬

‫‪ 5 -1‬سنوات‬

‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬

‫العدد‬ ‫‪24‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪58‬‬

‫عينة الدراسة‬ ‫قــام الباحثــان باختيــار عينــة مــن جمتمــع الدراســة‬ ‫تكونــت مــن (‪ )42‬مديــر مدرســة‪ ،‬حيــث تــم‬ ‫اختيارهــم باســتخدام املعاينــة العشــوائية البســيطة‪،‬‬ ‫وهــم يشــكلون نســبة (‪ )% 72.4‬مــن جمتمع الدراســة‪.‬‬ ‫واجلــدول (‪ )2‬يبــن توزيــع أفــراد العينــة‪ ،‬حســب‬ ‫اخلــرة والدرجــة العلميــة‪.‬‬ ‫اجلدول (‪ :)2‬توزيع عينة الدراسة حسب متغريات اخلربة‬ ‫والدرجة العلمية‬ ‫الدرجة العلمية‬

‫العدد‬

‫اخلربة‬

‫دراسات عليا‬

‫‪16‬‬

‫‪ 10 - 6‬سنوات‬

‫بكالوريوس‬ ‫املجموع‬

‫‪26‬‬

‫‪42‬‬

‫املجموع‬

‫‪ 5 -1‬سنوات‬

‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬

‫العدد‬ ‫‪16‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪42‬‬

‫أداتا الدراسة‬ ‫قــام الباحثــان بإعــداد وبنــاء أداتــن هلــذه الدراســة‪،‬‬ ‫مهــا‪ :‬مقيــاس الــذكاء االنفعــايل‪ ،‬ومقيــاس الســات‬ ‫القياديــة‪ ،‬عــى النحــو التــايل‪:‬‬ ‫إعداد مقياس الذكاء االنفعايل من خالل (ملحق ‪:)1‬‬ ‫ الرجــوع لــأدب الرتبــوي املتعلــق بالــذكاء‬‫االنفعــايل ومقاييســه اخلاصــة‪ ،‬ومــا كتــب فيــه مــن‬ ‫دراســاتونظريــات‪،‬كدراســةالســبيعي(‪.)2009‬‬ ‫ اعتــاد تعريــف )‪Mayer and Salovey (1997‬‬‫كإطــار نظــري للمقيــاس‪ .‬وقــد اشــتق الباحثــان‬ ‫منــه مخســة أبعــاد‪ ،‬حيــث تكــون املقيــاس مــن (‪)32‬‬ ‫فقــرة موزعــة عــى هــذه األبعــاد‪ ،‬وهــي‪:‬‬ ‫(أ) الوعــي الــذايت‪ :‬وتضمــن (‪ )6‬فقــرات‪ ،‬هــي‬ ‫الفقــرات ذات األرقــام (‪،26 ،18 ،9 ،7 ،5‬‬ ‫‪.)31‬‬ ‫(ب) إدارة االنفعــاالت‪ :‬وتضمــن (‪ )8‬فقــرات‪،‬‬ ‫هــي الفقــرات ذات األرقــام (‪،15 ،13 ،11 ،3‬‬ ‫‪.)30 ،27 ،25 ،22‬‬ ‫(ج) حتفيــز الــذات‪ :‬وتضمــن (‪ )6‬فقــرات‪ ،‬هــي‬ ‫الفقــرات ذات األرقــام (‪،24 ،20 ،16 ،12 ،6‬‬ ‫‪.)28‬‬ ‫(د) التعاطــف والتفهــم‪ :‬وتضمــن (‪ )6‬فقــرات‪،‬‬ ‫هــي الفقــرات ذات األرقــام (‪،21 ،19 ،2 ،1‬‬ ‫‪.)29 ،23‬‬

‫‪117‬‬


‫العالقة بين الذكاء االنفعالي والسمات القيادية لدى مديري املدارس في محافظة األحساء ‪...‬‬

‫(هـــ) معاجلــة العالقــات‪ :‬وتضمــن (‪ )6‬فقــرات‪،‬‬ ‫هــي الفقــرات ذات األرقــام (‪،14 ،10 ،8 ،4‬‬ ‫‪.)32 ،17‬‬ ‫وللتحقــق مــن صــدق مقيــاس الــذكاء االنفعــايل‪،‬‬ ‫قــام الباحثــان بعرضــه عــى جلنــة مــن املحكمــن‬ ‫وعـــددهم (‪ )9‬حمكمــن مــن ذوي االختصــاص‬ ‫واخلــرة مــن أعضــاء هيئــة التدريــس يف جامعــة‬ ‫امللــك فيصــل‪ ،‬حيــث تــم األخــذ بمالحظاهتــم‬ ‫واقرتاحاهتــم‪ ،‬وقــد اقتــرت تلــك التعديــات عــى‬ ‫بعــض الصياغــات اللغويــة‪ ،‬وتغيــر بعــض املفــردات‬ ‫املســتخدمة يف نــص الفقــرات‪.‬‬ ‫ك�ما ت��م التحقــق مــن ثبــات مقيــاس الــذكاء‬ ‫االنفعــايل‪ ،‬مــن خــال حســاب معامــات الثبــات لــه‬

‫محمد أحمد الشورى‪ ،‬بسام محمود السعيدين‬

‫بطريقتــن‪ :‬األوىل طريقــة إعــادة التطبيــق عــى عينــة‬ ‫مكونــة مــن (‪ )9‬مديريــن‪ ،‬مــن خــارج عينــة الدراســة‪،‬‬ ‫بفــارق زمنــي قــدِّ ر بأســبوعني بــن التطبيقــن األول‬ ‫والثــاين‪ ،‬وتــم حســاب معامــات ارتبــاط بريســون‬ ‫بــن نتائــج التطبيقــن‪ ،‬حيــث تراوحــت قيــم معامالت‬ ‫الثبــات بــن (‪ )0.90 - 0.85‬للمجــاالت‪ ،‬و(‪)0.91‬‬ ‫لــأداة الكليــة‪ .‬أمــا الطريقــة الثانيــة‪ ،‬فقــد اســتخدم‬ ‫فيهــا كرونبــاخ ألفــا لتعــرف اتســاق الفقــرات‪،‬‬ ‫وتراوحــت قيــم معامــات الثبــات للمجــاالت بــن‬ ‫(‪ ،)0.91- 0.82‬و(‪ )0.89‬لــأداة الكليــة‪ .‬واجلــدول‬ ‫(‪ )3‬يوضــح قيــم معامــات الثبــات للمجــاالت‬ ‫بطريقــة اإلعــادة‪ ،‬وبطريقــة كرونبــاخ ألفــا لالتســاق‬ ‫الداخــي‪.‬‬

‫اجلدول (‪ :)3‬قيم معامالت ثبات اإلعادة واالتساق الداخيل لكل جمال من جماالت مقياس الذكاء االنفعايل‬ ‫قيم معامالت الثبات‬

‫الرقم‬

‫أبعاد الذكاء االنفعايل‬

‫عدد الفقرات‬

‫‪1‬‬

‫الوعي الذايت‬

‫‪6‬‬

‫‪0.89‬‬

‫‪8‬‬

‫‪0.85‬‬

‫‪0.82‬‬

‫‪6‬‬

‫‪0.87‬‬

‫‪0.88‬‬

‫‪6‬‬

‫‪0.86‬‬

‫‪0.85‬‬

‫‪6‬‬

‫‪0.90‬‬

‫‪0.91‬‬

‫‪32‬‬

‫‪0.91‬‬

‫‪0.89‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬

‫إدارة االنفعاالت‬ ‫حتفيز الذات‬

‫التعاطف والتفهم‬ ‫معاجلة العالقات‬

‫مقياس الذكاء االنفعايل الكيل‬

‫بريسون‬

‫كرونباخ ألفا‬ ‫‪0.86‬‬

‫* عند مستوى داللة (‪.)α =0.01‬‬

‫وتــم إعــداد األداة بحيــث يتمكــن مديــر املدرســة‬ ‫مــن حتديــد درجــة انطبــاق ســمة الــذكاء االنفعــايل‬ ‫لديــه‪ ،‬وذلــك عــى مقيــاس ليكــرت (‪ )Likert‬املكــون‬ ‫مــن مخــس درجــات للموافقــة مرتبــة تنازل ًّيــا عــى‬ ‫النحــو اآليت‪ :‬درجــة انطبــاق دائــا (‪ )5‬درجــات‪،‬‬ ‫ودرجــة انطبــاق غالبــا (‪ )4‬درجــات‪ ،‬ودرجــة انطبــاق‬ ‫أحيانــا (‪ )3‬درجــات‪ ،‬ودرجــة انطبــاق نــادرا (‪)2‬‬ ‫درجتــان‪ ،‬ودرجــة ال تنطبــق أبــدا (‪ )1‬درجــة واحــدة‪.‬‬ ‫إعــداد مقيــاس الســات القياديــة مــن قبــل الباحثــن‬ ‫وفــق اخلطــوات التاليــة (ملحــق ‪:)2‬‬ ‫ ‪1.‬الرجــوع لــأدب الرتبــوي املتعلــق بالســات‬ ‫القيادي��ة‪،‬وم��اكتــبفيــهمــندراســاتونظريــات‪.‬‬ ‫ ‪2.‬الرجــوع إىل مقاييــس خاصــة بالســات القياديــة‪،‬‬ ‫كدراســة قشــطة (‪ )2009‬حيــث تكــون املقيــاس‬

‫‪118‬‬

‫مــن (‪ )36‬فقــرة موزعــة عــى مخســة أبعــاد‪ ،‬هــي‪:‬‬ ‫ ‪-‬صنــع القــرار‪ :‬وتضمــن (‪ )7‬فقــرات‪ ،‬هــي‬ ‫الفقــرات ذات األرقــام (‪،26 ،13 ،12 ،11 ،10‬‬ ‫‪.)34 ،27‬‬ ‫ ‪-‬توجيــه املرؤوســن‪ :‬وتضمــن (‪ )7‬فقــرات‪ ،‬هــي‬ ‫الفقــرات ذات األرقــام (‪،19 ،14 ،6 ،5 ،2 ،1‬‬ ‫‪.)20‬‬ ‫ ‪-‬روح املبــادرة‪ :‬وتضمــن (‪ )10‬فقــرات‪ ،‬هــي‬ ‫الفقــرات ذات األرقــام (‪،25 ،24 ،23 ،21 ،18‬‬ ‫‪.)36 ،35 ،33 ،31 ،29‬‬ ‫ ‪-‬حــل الــراع‪ :‬وتضمــن (‪ )7‬فقــرات‪ ،‬هــي‬ ‫الفقــرات ذات األرقــام (‪،22 ،17 ،16 ،9 ،3‬‬ ‫‪.)32 ،30‬‬ ‫ ‪-‬احلصـول عىل املعلومـات‪ :‬وتضمن (‪ )5‬فقرات‪،‬‬ ‫هـي الفقـرات ذات األرقام (‪.)28 ،15 ،8 ،7 ،4‬‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫وللتحقــق مــن صــدق مقيــاس الســات القياديــة‪،‬‬ ‫قــام الباحثــان بعرضــه عــى جلنــة مــن املحكمــن‬ ‫وعـــددهم (‪ )9‬حمكمــن مــن ذوي االختصــاص‬ ‫واخلــرة مــن أعضــاء هيئــة التدريــس يف جامعــة‬ ‫امللــك فيصــل‪ ،‬حيــث تــم األخــذ بمالحظاهتــم‬ ‫واقرتاحاهتــم‪ ،‬وقــد اقتــرت تلــك التعديــات عــى‬ ‫بعــض الصياغــات اللغويــة‪ ،‬وتغيــر بعــض املفــردات‬ ‫املســتخدمة يف نــص الفقــرات‪.‬‬ ‫كــا تــم التحقــق مــن ثبــات مقيــاس الســات‬ ‫القياديــة‪ ،‬مــن خــال حســاب معامــات الثبــات لــه‬ ‫بطريقتــن‪ ،‬األوىل طريقــة إعــادة التطبيــق عــى عينــة‬ ‫مكونــة مــن (‪ )9‬مديريــن مــن خــارج عينــة الدراســة‪،‬‬

‫وبفــارق زمنــي قــدِّ ر بأســبوعني بــن التطبيقــن األول‬ ‫والثــاين‪ ،‬وتــم حســاب معامــات ارتبــاط بريســون‬ ‫بــن نتائــج التطبيقــن‪ ،‬حيــث تراوحــت قيــم معامالت‬ ‫الثبــات بــن (‪ )0.87 - 0.83‬للمجــاالت‪ ،‬و(‪)0.89‬‬ ‫لــأداة الكليــة‪ .‬أمــا الطريقــة الثانيــة‪ ،‬فقــد اســتخدم‬ ‫فيهــا كرونبــاخ ألفــا لتعــرف اتســاق الفقــرات‪،‬‬ ‫وتراوحــت قيــم معامــات الثبــات للمجــاالت بــن‬ ‫(‪ ،)0.86 - 0.81‬و(‪ )0.83‬لــأداة الكليــة‪ .‬واجلــدول‬ ‫(‪ )4‬يوضــح قيــم معامــات الثبــات للمجــاالت‬ ‫بطريقــة اإلعــادة‪ ،‬وبطريقــة كرونبــاخ ألفــا لالتســاق‬ ‫الداخــي‪.‬‬

‫اجلدول (‪ :)4‬قيم معامالت ثبات اإلعادة واالتساق الداخيل لكل جمال من جماالت مقياس السامت القيادية‬ ‫الرقم‬

‫املجاالت‬

‫عدد الفقرات‬

‫‪1‬‬

‫صنع القرار‬

‫‪3‬‬

‫روح املبادرة‬

‫‪5‬‬

‫احلصول عىل املعلومات‬

‫‪2‬‬

‫توجيه املرؤوسني‬

‫‪4‬‬

‫حل الرصاع‬

‫مقياس السامت القيادية الكيل‬

‫قيم معامالت الثبات‬

‫بريسون‬

‫كرونباخ ألفا‬

‫‪7‬‬

‫‪0.81‬‬

‫‪0.82‬‬

‫‪7‬‬

‫‪0.87‬‬

‫‪0.86‬‬

‫‪10‬‬

‫‪0.86‬‬

‫‪0.81‬‬

‫‪7‬‬

‫‪0.83‬‬

‫‪0.82‬‬

‫‪5‬‬

‫‪0.85‬‬

‫‪0.84‬‬

‫‪36‬‬

‫‪0.89‬‬

‫‪0.83‬‬

‫* عند مستوى داللة (‪.)α =0.01‬‬

‫تــم إعــداد األداة بحيــث يتمكــن مديــر املدرســة‬ ‫مــن حتديــد درجــة انطبــاق الســات القياديــة لديــه‪،‬‬ ‫وذلــك عــى مقيــاس ليكــرت (‪ )Likert‬املكــون مــن‬ ‫مخــس درجــات للموافقــة مرتبــة تنازليــا عــى النحــو‬ ‫اآليت‪ :‬درجــة انطبــاق دائــا (‪ )5‬درجــات‪ ،‬ودرجــة‬ ‫انطبــاق غالبــا (‪ )4‬درجــات‪ ،‬ودرجــة انطبــاق أحيانــا‬ ‫(‪ )3‬درجــات‪ ،‬ودرجــة انطبــاق نــادرا (‪ )2‬درجتــان‪،‬‬ ‫ودرجــة ال تنطبــق أبــدا (‪ )1‬درجــة واحــدة‪.‬‬ ‫تصحيح أدايت الدراسة‬ ‫تــم اســتخدام مقيــاس مخــايس التدريــج عىل شــاكلة‬ ‫مقيــاس ليكــرت اخلــايس‪ ،‬وتــم إعطــاء التقديــرات‬ ‫الرقميــة التاليــة (‪ )1 ،2 ،3 ،4 ،5‬عــى الرتتيــب لتقديــر‬ ‫درجــة انطبــاق مــؤرشات الــذكاء االنفعــايل‪ ،‬والســات‬ ‫القياديــة لــدى مديــري املــدارس‪ ،‬وقــد تــم اســتخدام‬

‫التدريــج اإلحصائــي التــايل لتوزيــع املتوســطات‬ ‫احلســابية‪:‬‬ ‫أوالً‪ )2.32 -1.00( :‬درجة انطباق بدرجة قليلة‪.‬‬ ‫ثان ًيا‪ )3.65 - 2.33( :‬درجة انطباق بدرجة متوسطة‪.‬‬ ‫ثال ًثا‪ )5.00 - 3.66( :‬درجة انطباق بدرجة كبرية‪.‬‬ ‫إجراءات الدراسة‬ ‫ ‪-‬تــم حتديــد أفــراد جمتمــع الدراســة‪ ،‬ثــم تــم حتديــد‬ ‫أفــراد العينــة‪.‬‬ ‫ ‪-‬تــم تصميــم أدايت الدراســة‪ ،‬والتحقــق مــن صدقهام‬ ‫وثباهتام‪.‬‬ ‫ ‪-‬قــام الباحثــان بتوزيــع االســتبانة عــى أفــراد العينــة‬ ‫بالطريقــة الشــخصية‪ ،‬حيــث وجــد الباحثــان‬ ‫تعاونًــا تا ًّمــا مــن أفــراد العينــة‪.‬‬ ‫ ‪-‬تم توزيع (‪ )42‬استبانة‪ ،‬وتم اسرتدادها كاملة‪.‬‬ ‫ ‪-‬اســتغرقت عمليــة توزيــع االســتبانة واســردادها‬

‫‪119‬‬


‫العالقة بين الذكاء االنفعالي والسمات القيادية لدى مديري املدارس في محافظة األحساء ‪...‬‬

‫محمد أحمد الشورى‪ ،‬بسام محمود السعيدين‬

‫من أفراد العينة أسبوعني كاملني‪.‬‬ ‫ ‪-‬تــم تفريــغ اســتجابات أفــراد العينــة عىل االســتبانة‪،‬‬ ‫يف ذاكــرة احلاســوب‪ ،‬وتــم إجــراء التحليــات‬ ‫اإلحصائيــة باســتخدام الربنامــج اإلحصائــي‬ ‫( ‪.)SPSS‬‬

‫يســتخدم هــذا االختبــار للمقارنــات املركبــة (أكثــر‬ ‫مــن متوســطني)‪ ،‬وحلجــوم العينــات املتســاوية‬ ‫وغــر املتســاوية‪.‬‬ ‫ ‪5.‬اختبــار (‪ )T-Test‬الختبــار الفــروق بــن جمموعتني‬ ‫مستقلتني ‪.‬‬

‫متغريات الدراسة‪:‬‬ ‫اشتملت الدراسة عىل املتغريات اآلتية‪:‬‬

‫النتائج‬ ‫فيما يـأيت عـرض للنتائـج التـي تـم التوصـل إليهـا‪،‬‬ ‫بعـد أن ُجعـت البيانـات الالزمـة بواسـطة أدايت‬ ‫الدراسـة‪ :‬مقيـاس الـذكاء االنفعـايل لـدى مديـري‬ ‫مدارس منطقة األحسـاء يف اململكة العربية السـعودية‪،‬‬ ‫ومقيـاس السمات القياديـة لـدى مديـري مـدارس‬ ‫منطقـة األحسـاء يف اململكة العربية السـعودية‪ ،‬وقد تم‬ ‫عرضهـا وفقـا ألسـئلة الدراسـة‪.‬‬

‫املتغريات املستقلة‪:‬‬ ‫ ‪-‬اخلــرة وهلــا ثالثــة مســتويات‪ 1( :‬إىل ‪ 5‬ســنوات‪،‬‬ ‫مــن ‪ 6‬ســنوات إىل عــرة ســنوات‪ ،‬أكثــر مــن ‪10‬‬ ‫ســنوات)‪.‬‬ ‫ ‪-‬الدرجــة العلميــة‪ ،‬وهلــا مســتويان‪( :‬بكالوريــوس‪،‬‬ ‫دراســات عليــا)‪.‬‬

‫الســؤال األول‪" :‬هــل توجــد عالقــة ارتباطيــة دالــة‬ ‫إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى داللــة (‪ )0.05 ≤α‬بــن الــذكاء‬ ‫االنفعــايل والســات القياديــة لــدى مديــري مــدارس‬ ‫األحســاء يف اململكــة العربيــة الســعودية"؟‬ ‫لإلجابــة عــن هــذا الســؤال‪ ،‬تــم حســاب معامالت‬ ‫ارتبــاط بريســون بــن تقديــرات أفــراد الدراســة‪ ،‬عــى‬ ‫أبعــاد الــذكاء االنفعــايل وجمــاالت الســات القياديــة‪،‬‬ ‫حيــث كانــت كــا هــي موضحــة يف اجلــدول (‪.)5‬‬

‫املتغريات التابعة‪ :‬الذكاء االنفعايل ‪ -‬السامت القيادية‬ ‫التحليــات اإلحصائيــة‪ :‬قــام الباحثــان باســتخدام‬ ‫التحليــات اإلحصائيــة التاليــة‪:‬‬ ‫ ‪1.‬املتوســطات احلســابية واالنحرافــات املعياريــة‬ ‫لــكل فقــرة مــن فقــرات أدايت الدراســة‪.‬‬ ‫ ‪2.‬معامل ارتباط بريسون‪.‬‬ ‫ ‪ 3.‬اختبار حتليل التباين (‪.)One-Way ANOVA‬‬ ‫ ‪ 4.‬اختبــار شــيفيه للمقارنــات البعديــة‪ :‬حيــث‬

‫جدول (‪ :)5‬معامالت ارتباط بريسون بني تقديرات أفراد الدراسة عىل جماالت الذكاء االنفعايل وجماالت السامت القيادية‬ ‫السامت القيادية‬ ‫صنع القرار‬ ‫توجيه‬ ‫املرؤوسني‬ ‫روح املبادرة‬ ‫حل الرصاع‬

‫‪120‬‬

‫الذكاء االنفعايل‬ ‫معامل ارتباط بريسون‬ ‫الداللة اإلحصائية‬ ‫العدد‬

‫معامل ارتباط بريسون‬ ‫الداللة اإلحصائية‬ ‫العدد‬

‫معامل ارتباط بريسون‬ ‫الداللة اإلحصائية‬ ‫العدد‬

‫معامل ارتباط بريسون‬ ‫الداللة اإلحصائية‬ ‫العدد‬

‫معاجلة‬ ‫العالقات‬

‫الذكاء االنفعايل‬ ‫الكيل‬

‫الوعي‬ ‫الذايت‬

‫التعاطف‬ ‫إدارة‬ ‫حتفيز الذات‬ ‫والتفهم‬ ‫االنفعاالت‬

‫‪0.80‬‬

‫‪0.84‬‬

‫‪0.83‬‬

‫‪0.86‬‬

‫‪0.87‬‬

‫‪0.90‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪0.74‬‬

‫‪0.79‬‬

‫‪0.76‬‬

‫‪0.80‬‬

‫‪0.73‬‬

‫‪0.82‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪0.70‬‬

‫‪0.73‬‬

‫‪0.66‬‬

‫‪0.77‬‬

‫‪0.72‬‬

‫‪0.76‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪0.83‬‬

‫‪0.75‬‬

‫‪0.75‬‬

‫‪0.80‬‬

‫‪0.65‬‬

‫‪0.81‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫تابع جدول رقم (‪:)5‬‬ ‫الذكاء االنفعايل‬

‫السامت القيادية‬ ‫احلصول عىل‬ ‫املعلومات‬ ‫السامت‬ ‫القيادية الكلية‬

‫معامل ارتباط بريسون‬ ‫الداللة اإلحصائية‬

‫معاجلة‬ ‫العالقات‬

‫الذكاء االنفعايل‬ ‫الكيل‬

‫الوعي‬ ‫الذايت‬ ‫‪0.85‬‬

‫‪0.74‬‬

‫‪0.77‬‬

‫‪0.79‬‬

‫‪0.74‬‬

‫‪0.83‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪0.84‬‬

‫‪0.82‬‬

‫‪0.81‬‬

‫‪0.86‬‬

‫‪0.80‬‬

‫‪0.88‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫*‪0.000‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫‪42‬‬

‫العدد‬

‫معامل ارتباط بريسون‬ ‫الداللة اإلحصائية‬ ‫العدد‬

‫التعاطف‬ ‫إدارة‬ ‫حتفيز الذات‬ ‫والتفهم‬ ‫االنفعاالت‬

‫* ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪.)0.01 ≤µ‬‬

‫يبــن جــدول (‪ )5‬أن هنــاك عالقــة إجيابيــة ذات‬ ‫داللــة إحصائيــة عنــد مســتوى الداللــة (‪)0.01 ≤µ‬‬ ‫بــن تقديــرات أفــراد الدراســة عــى جمــاالت الــذكاء‬ ‫االنفعــايل والــذكاء االنفعــايل ككل‪ ،‬وجمــاالت الســات‬ ‫القياديــة والســات القياديــة ككل‪ ،‬وقد بلغــت (‪)0.88‬‬

‫بــن الســات االنفعاليــة ككل والســات القيادية ككل‪.‬‬ ‫كــا تــم حســاب املتوســطات احلســابية واالنحرافــات‬ ‫املعياريــة لتقديــرات أفــراد الدراســة‪ ،‬عــى جمــاالت‬ ‫الــذكاء االنفعــايل‪ ،‬حيــث كانــت كــا هــي موضحــة يف‬ ‫اجلــدول (‪.)6‬‬

‫جدول (‪ :)6‬املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لتقديرات أفراد الدراسة عىل جماالت الذكاء االنفعايل مرتبة تنازليا‬ ‫حسب املتوسطات احلسابية‬ ‫الرتبة‬

‫الرقم‬

‫املجاالت‬

‫املتوسط احلسايب*‬

‫االنحراف املعياري‬

‫مستويات الذكاء االنفعايل‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫الوعي الذايت‬

‫‪4.11‬‬

‫‪0.57‬‬

‫كبرية‬

‫‪2‬‬

‫‪5‬‬

‫معاجلة العالقات‬

‫‪4.11‬‬

‫‪0.57‬‬

‫كبرية‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫التعاطف والتفهم‬

‫‪4.08‬‬

‫‪0.54‬‬

‫كبرية‬

‫‪4‬‬

‫‪3‬‬

‫حتفيز الذات‬

‫‪4.01‬‬

‫‪0.65‬‬

‫كبرية‬

‫‪5‬‬

‫‪2‬‬

‫إدارة االنفعاالت‬

‫‪3.97‬‬

‫‪0.61‬‬

‫كبرية‬

‫‪4.06‬‬

‫‪0.55‬‬

‫الذكاء االنفعايل ككل‬

‫* الدرجة العظمى (‪.)5‬‬

‫يبــن اجلــدول (‪ )6‬أن املجالــن األول واخلامــس‬ ‫الوعــي بالــذات ومعاجلــة العالقــات‪ ،‬قــد احتــا‬ ‫املرتبــة األوىل بمتوســط حســايب (‪ )4.11‬وانحــراف‬ ‫معيــاري (‪ ،)0.57‬وجــاء املجــال الرابــع «التعاطــف‬ ‫والتفهــم» يف املرتبــة الثانيــة بمتوســط حســايب (‪)4.08‬‬ ‫وانحــراف معيــاري (‪ ،)0.54‬بينــا جــاء املجــال الثالث‬ ‫«حتفيــز الــذات» يف املرتبــة الثالثــة بمتوســط حســايب‬ ‫(‪ )4.01‬وانحــراف معيــاري (‪ ،)0.65‬أمــا جمــال «إدارة‬ ‫االنفعــاالت» فقــد جــاء يف املرتبــة األخــرة‪ ،‬وقــد بلــغ‬

‫كبرية‬

‫املتوســط احلســايب لتقديــرات أفــراد الدراســة عــى‬ ‫جمــاالت الــذكاء االنفعــايل ككل (‪ )4.06‬بانحــراف‬ ‫معيــاري (‪ ،)0.55‬وهــو يقابــل تقديــر (درجــة كبــرة)‪.‬‬ ‫كــا تــم حســاب املتوســطات احلســابية واالنحرافــات‬ ‫املعياريــة لتقديــرات أفــراد الدراســة عــى جمــاالت‬ ‫الســات القياديــة‪ ،‬حيــث كانــت كــا هــي موضحــة يف‬ ‫اجلــدول (‪.)7‬‬

‫‪121‬‬


‫العالقة بين الذكاء االنفعالي والسمات القيادية لدى مديري املدارس في محافظة األحساء ‪...‬‬

‫محمد أحمد الشورى‪ ،‬بسام محمود السعيدين‬

‫جدول (‪ :)7‬املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لتقديرات أفراد الدراسة عىل جماالت السامت القيادية مرتبة تنازليا‬ ‫حسب املتوسطات احلسابية‬ ‫الرتبة‬

‫الرقم‬

‫املجاالت‬

‫املتوسط احلسايب*‬

‫االنحراف املعياري‬

‫مستويات السامت القيادية‬

‫‪1‬‬

‫‪4‬‬

‫حل الرصاع‬

‫‪4.18‬‬

‫‪0.54‬‬

‫كبرية‬

‫‪2‬‬

‫‪5‬‬

‫احلصول عىل املعلومات‬

‫‪4.18‬‬

‫‪0.54‬‬

‫كبرية‬

‫‪3‬‬

‫‪3‬‬

‫روح املبادرة‬

‫‪4.13‬‬

‫‪0.53‬‬

‫كبرية‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫توجيه املرؤوسني‬

‫‪4.08‬‬

‫‪0.54‬‬

‫كبرية‬

‫‪5‬‬

‫‪1‬‬

‫صنع القرار‬

‫‪3.97‬‬

‫‪0.64‬‬

‫كبرية‬

‫‪4.11‬‬

‫‪0.52‬‬

‫الذكاء االنفعايل ككل‬

‫* الدرجة العظمى (‪.)5‬‬

‫يبــن اجلــدول (‪ )7‬أن املجالــن الرابــع واخلامــس‬ ‫«حــل الــراع واحلصــول عــى املعلومــات» قــد احتــا‬ ‫املرتبــة األوىل بمتوســط حســايب (‪ )4.18‬وانحــراف‬ ‫معيــاري (‪ ،)0.54‬وجــاء املجــال الثالــث «روح‬ ‫املبــادرة» يف املرتبــة الثانيــة بمتوســط حســايب (‪)4.13‬‬ ‫وانحــراف معيــاري (‪ ،)0.53‬بينــا جــاء املجــال الثــاين‬ ‫«توجيــه املرؤوســن» يف املرتبــة الثالثــة‪ ،‬وجــاء جمــال‬ ‫«صنــع القــرار» يف املرتبــة األخــرة بمتوســط حســايب‬ ‫(‪ )3.97‬وانحــراف معيــاري (‪ ،)0.64‬وقــد بلــغ‬ ‫املتوســط احلســايب لتقديــرات أفــراد الدراســة عــى‬ ‫جمــاالت الســات القياديــة ككل (‪ )4.11‬بانحــراف‬ ‫معيــاري (‪ ،)0.52‬وهــو يقابــل تقديــر (درجــة كبــرة)‪.‬‬

‫كبرية‬

‫الســؤال الثــاين‪" :‬هــل توجــد فــروق دالــة إحصائ ًّيــا‬ ‫عنــد مســتوى داللــة (‪ )0.05 ≤α‬يف الــذكاء االنفعــايل‬ ‫لــدى مديــري مــدارس األحســاء يف اململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية تعــزى لســنوات اخلــرة؟"‬ ‫لإلجابــة عــن هذا الســؤال تم حســاب املتوســطات‬ ‫احلســابية واالنحرافــات املعياريــة لتقديــرات أفــراد‬ ‫الدراســة عــى جمــاالت الــذكاء االنفعــايل‪ ،‬حســب‬ ‫متغــر اخلــرة (‪ 5-1‬ســنوات‪ ،‬ومــن ‪ 6‬إىل ‪ 10‬ســنوات‪،‬‬ ‫وأكثــر مــن ‪ 10‬ســنوات)‪ ،‬حيــث كانــت كــا هــي‬ ‫موضحــة يف اجلــدول (‪.)8‬‬

‫جدول رقم (‪ :)8‬املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لتقديرات أفراد الدراسة ملستويات الذكاء االنفعايل‬ ‫لدهيم تبعا ملتغري اخلربة‬ ‫املجال‬

‫سنوات اخلربة‬

‫الوعي الذايت‬

‫من ‪ 6‬إىل ‪ 10‬سنوات‬

‫إدارة االنفعاالت‬

‫حتفيز الذات‬

‫‪122‬‬

‫‪ 5 -1‬سنوات‬

‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬ ‫‪ 5 -1‬سنوات‬

‫من ‪ 6‬إىل ‪ 10‬سنوات‬ ‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬ ‫‪ 5 -1‬سنوات‬

‫من ‪ 6‬إىل ‪ 10‬سنوات‬ ‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬

‫العدد‬

‫املتوسط احلسايب‬

‫االنحراف املعياري‬

‫‪16‬‬

‫‪3.82‬‬

‫‪0.63‬‬

‫‪11‬‬

‫‪4.12‬‬

‫‪0.24‬‬

‫‪15‬‬

‫‪4.42‬‬

‫‪0.57‬‬

‫‪16‬‬

‫‪3.71‬‬

‫‪0.62‬‬

‫‪11‬‬

‫‪3.76‬‬

‫‪0.25‬‬

‫‪15‬‬

‫‪4.40‬‬

‫‪0.57‬‬

‫‪16‬‬

‫‪3.71‬‬

‫‪0.69‬‬

‫‪11‬‬

‫‪3.99‬‬

‫‪0.45‬‬

‫‪15‬‬

‫‪4.36‬‬

‫‪0.60‬‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫تابع جدول رقم (‪:)8‬‬ ‫املجال‬

‫سنوات اخلربة‬

‫العدد‬

‫املتوسط احلسايب‬

‫االنحراف املعياري‬

‫من ‪ 6‬إىل ‪ 10‬سنوات‬

‫‪11‬‬

‫‪4.02‬‬

‫‪0.22‬‬

‫‪15‬‬

‫‪4.41‬‬

‫‪0.56‬‬

‫‪16‬‬

‫‪3.83‬‬

‫‪0.59‬‬

‫‪11‬‬

‫‪4017‬‬

‫‪0.31‬‬

‫‪15‬‬

‫‪4.37‬‬

‫‪0.59‬‬

‫‪16‬‬

‫‪3.78‬‬

‫‪0.56‬‬

‫‪11‬‬

‫‪4.01‬‬

‫‪0.19‬‬

‫‪15‬‬

‫‪4.39‬‬

‫‪0.57‬‬

‫‪ 5 -1‬سنوات‬

‫التعاطف‬

‫‪16‬‬

‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬ ‫‪ 5 -1‬سنوات‬

‫من ‪ 6‬إىل ‪ 10‬سنوات‬

‫معاجلة العالقات‬

‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬

‫الذكاء االنفعايل ككل‬

‫‪ 5 -1‬سنوات‬

‫من ‪ 6‬إىل ‪ 10‬سنوات‬ ‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬

‫يبين اجلـدول (‪ )8‬أن هنـاك فرو ًقـا ظاهريـة بين‬ ‫املتوسـطات احلسـابية لتقديرات أفراد العينة ملسـتويات‬ ‫الـذكاء االنفعـايل لدهيـم تبعـا الختلاف متغير اخلبرة‬ ‫(‪ 5-1‬سـنوات‪ ،‬ومـن ‪ 6‬اىل ‪ 10‬سـنوات‪ ،‬وأكثـر مـن‬

‫‪3.82‬‬

‫‪0.55‬‬

‫‪ 10‬سـنوات)‪ ،‬ولتحديد مسـتويات الداللـة اإلحصائية‬ ‫لتلـك الفـروق‪ ،‬تـم اسـتخدام اختبـار حتليـل التبايـن‬ ‫األحـادي (‪ ،)One - way ANOVA‬حيـث كانـت‬ ‫النتائـج كما هـي موضحـة يف اجلـدول (‪.)9‬‬

‫جدول (‪ :)9‬نتائج اختبار حتليل التباين األحادي للفروق بني متوسطات تقديرات أفراد الدراسة عىل جماالت الذكاء‬ ‫االنفعايل حسب متغري اخلربة اإلدارية‬

‫املجاالت‬

‫مصدر التباين‬

‫الوعي الذايت‬

‫داخل املجموعات‬

‫إدارة‬ ‫االنفعاالت‬

‫حتفيز الذات‬

‫التعاطف‬

‫معاجلة‬ ‫العالقات‬ ‫الذكاء االنفعايل‬ ‫ككل‬

‫بني املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫جمموع املربعات‬

‫درجة احلرية‬

‫متوسط املربعات‬

‫‪11.145‬‬

‫‪39‬‬

‫‪0.286‬‬

‫‪13.916‬‬

‫‪41‬‬

‫‪4.365‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2.182‬‬

‫‪11.018‬‬

‫‪39‬‬

‫‪0.283‬‬

‫‪15.383‬‬

‫‪41‬‬

‫‪3.247‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1.624‬‬

‫‪14.208‬‬

‫‪39‬‬

‫‪0.364‬‬

‫‪17.455‬‬

‫‪41‬‬

‫‪2.743‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1.371‬‬

‫‪9.420‬‬

‫‪39‬‬

‫‪0.242‬‬

‫‪12.163‬‬

‫‪41‬‬

‫‪2.245‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1.122‬‬

‫‪11.163‬‬

‫‪39‬‬

‫‪0.286‬‬

‫‪13.408‬‬

‫‪41‬‬

‫‪2.938‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1.469‬‬

‫‪9.665‬‬

‫‪39‬‬

‫‪0.248‬‬

‫‪12.603‬‬

‫‪41‬‬

‫‪2.771‬‬

‫* ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪.)0.05 ≤µ‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1.386‬‬

‫قيمة ف‬

‫مستوى الداللة‬

‫‪4.849‬‬

‫‪0.013‬‬

‫‪7.725‬‬

‫‪4.457‬‬

‫‪5.677‬‬

‫‪3.921‬‬

‫‪5.927‬‬

‫‪0.001‬‬

‫‪0.018‬‬

‫‪0.007‬‬

‫‪0.028‬‬

‫‪0.006‬‬

‫‪123‬‬


‫العالقة بين الذكاء االنفعالي والسمات القيادية لدى مديري املدارس في محافظة األحساء ‪...‬‬

‫يبــن اجلــدول (‪ )9‬وجــود فــروق دالــة إحصائ ًّيــا‬ ‫عنــد مســتوى الداللــة اإلحصائيــة (‪ ،)0.05 ≤µ‬بــن‬ ‫املتوســطات احلســابية لتقديــرات أفــراد الدراســة عــى‬ ‫أبعــاد الــذكاء االنفعــايل مجيعهــا تعــزى ملتغــر اخلــرة‬

‫محمد أحمد الشورى‪ ،‬بسام محمود السعيدين‬

‫اإلداريــة‪ ،‬والــذكاء االنفعــايل ككل‪ ،‬ولتحديــد مصــادر‬ ‫تلــك الفــروق تــم اســتخدام اختبــار شــيفيه كــا هــو‬ ‫موضــح يف جــدول (‪.)10‬‬

‫جدول (‪ :)10‬نتائج اختبار شيفيه للفروق بني تقديرات أفراد الدراسة عىل مجيع املجاالت حسب متغري اخلربة اإلدارية‬ ‫اخلربة اإلدارية‬

‫الوعي الذايت‬

‫إدارة االنفعاالت‬

‫حتفيز الذات‬

‫التعاطف‬

‫معاجلة العالقات‬

‫الذكاء االنفعايل ككل‬

‫‪ 5 -1‬سنوات‬

‫بني املجموعات‬

‫‪0.013‬‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫‪0.013‬‬

‫بني املجموعات‬

‫‪0.003‬‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫‪0.17‬‬ ‫‪0.003‬‬

‫بني املجموعات‬

‫‪0.017‬‬ ‫‪0.018‬‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫‪0.018‬‬

‫بني املجموعات‬

‫‪0.008‬‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫‪0.008‬‬

‫بني املجموعات‬

‫‪0.030‬‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫‪0.030‬‬

‫بني املجموعات‬

‫‪0.006‬‬

‫داخل املجموعات‬

‫الكيل‬ ‫* ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪.)0.05 ≤µ‬‬

‫يبــن اجلــدول (‪ )10‬أن هنــاك فروقــا ذات داللــة‬ ‫إحصائيــة بــن متوســط تقديــرات ذوي اخلــرة‬ ‫اإلداريــة (مــن ‪ 10 - 6‬ســنوات مــع أكثــر مــن ‪10‬‬ ‫ســنوات) يف جمــال إدارة االنفعــاالت مــن جهــة‪ ،‬أمــا‬ ‫يف بقيــة املجــاالت فإنــه توجــد فــروق تعــزى ملتغــر‬ ‫اخلــرة اإلداريــة وذلــك لصالــح تقديــرات ذوي اخلربة‬ ‫اإلداريــة (أكثــر مــن ‪ 10‬ســنوات)‪.‬‬ ‫الســؤال الثالــث‪« :‬هــل توجــد فــروق دالــة إحصائ ًّيــا‬

‫‪124‬‬

‫من ‪ 6‬إىل ‪ 10‬سنوات‬

‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬

‫‪0.006‬‬

‫عنــد مســتوى داللــة (‪ )0.05 ≤α‬يف الــذكاء االنفعــايل‬ ‫لــدى مديــري مــدارس األحســاء يف اململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية تعــزى للدرجــة العلميــة؟‬ ‫لإلجابــة عــن هــذا الســؤال‪ ،‬تــم حســاب‬ ‫املتوســطات احلســابية واالنحرافــات املعياريــة‬ ‫لتقديــرات أفــراد الدراســة ألبعــاد الــذكاء االنفعــايل‬ ‫لدهيــم تبعــا الختــاف متغــر الدرجــة العلميــة‪،‬‬ ‫(بكالوريــوس‪ ،‬دراســات عليــا) كــا هــي موضحــة يف‬ ‫اجلــدول (‪.)11‬‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫جدول (‪:)11‬املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لتقديرات أفراد العينة ملستويات الذكاء االنفعايل لدهيم تبعا‬ ‫الختالف متغري الدرجة العلمية‬ ‫الدرجة العلمية‬

‫املجال‬

‫بكالوريوس‬

‫الوعي الذايت‬

‫دراسات عليا‬

‫إدارة االنفعاالت‬

‫بكالوريوس‬

‫دراسات عليا‬ ‫بكالوريوس‬

‫حتفيز الذات‬

‫دراسات عليا‬ ‫بكالوريوس‬

‫التعاطف‬

‫دراسات عليا‬

‫معاجلة العالقات‬ ‫الذكاء االنفعايل ككل‬

‫بكالوريوس‬

‫دراسات عليا‬ ‫بكالوريوس‬

‫دراسات عليا‬

‫العدد‬

‫املتوسط احلسايب‬

‫االنحراف املعياري‬

‫‪26‬‬

‫‪3.89‬‬

‫‪0.51‬‬

‫‪16‬‬

‫‪4.48‬‬

‫‪0.52‬‬

‫‪26‬‬

‫‪3.76‬‬

‫‪0.42‬‬

‫‪16‬‬

‫‪4.31‬‬

‫‪0.73‬‬

‫‪26‬‬

‫‪3.81‬‬

‫‪0.52‬‬

‫‪16‬‬

‫‪4.34‬‬

‫‪0.72‬‬

‫‪26‬‬

‫‪3.94‬‬

‫‪0.36‬‬

‫‪16‬‬

‫‪4.32‬‬

‫‪0.71‬‬

‫‪26‬‬

‫‪3.92‬‬

‫‪0.46‬‬

‫‪16‬‬

‫‪4.42‬‬

‫‪0.62‬‬

‫‪26‬‬

‫‪3.86‬‬

‫‪0.39‬‬

‫‪16‬‬

‫‪4.38‬‬

‫‪0.64‬‬

‫يبــن اجلــدول (‪ )11‬أن هنــاك فروقــا ظاهريــة‬ ‫بــن املتوســطات احلســابية لتقديــرات أفــراد الدراســة‬ ‫ألبعــاد الــذكاء االنفعــايل لدهيــم تبعــا الختــاف‬ ‫متغــر الدرجــة العلميــة (بكالوريــوس‪ ،‬دراســات‬

‫عليــا)‪ ،‬ولتحديــد مســتويات الداللــة اإلحصائيــة‬ ‫لتلــك الفــروق‪ ،‬تــم اســتخدام اختبــار (ت) للعينــات‬ ‫املســتقلة (‪ ،)steT T selpmaS tnednepednI‬حيــث‬ ‫كانــت النتائــج كــا هــي موضحــة يف اجلــدول (‪.)12‬‬

‫جدول (‪ :)12‬نتائج اختبار (ت) للعينات املستقلة للفروق بني متوسطات تقديرات أفراد العينة عىل أبعاد الذكاء االنفعايل‬ ‫حسب متغري الدرجة العلمية‬ ‫املجال‬ ‫الوعي الذايت‬ ‫إدارة‬ ‫االنفعاالت‬ ‫حتفيز الذات‬ ‫التعاطف‬ ‫معاجلة‬ ‫العالقات‬ ‫الذكاء‬ ‫االنفعايل ككل‬

‫الدرجة العلمية التعليمية املتوسط احلسايب االنحراف املعياري درجات احلرية قيمة ت‬ ‫بكالوريوس‬

‫دراسات عليا‬ ‫بكالوريوس‬

‫دراسات عليا‬ ‫بكالوريوس‬

‫دراسات عليا‬ ‫بكالوريوس‬

‫دراسات عليا‬ ‫بكالوريوس‬

‫دراسات عليا‬ ‫بكالوريوس‬

‫دراسات عليا‬

‫‪3.89‬‬

‫‪0.51‬‬

‫‪4.48‬‬

‫‪0.52‬‬

‫‪3.76‬‬

‫‪0.42‬‬

‫‪4.31‬‬

‫‪0.73‬‬

‫‪3.81‬‬

‫‪0.52‬‬

‫‪4.34‬‬

‫‪0.72‬‬

‫‪3.94‬‬

‫‪0.36‬‬

‫‪4.32‬‬

‫‪0.71‬‬

‫‪3.92‬‬

‫‪0.46‬‬

‫‪4.42‬‬

‫‪0.62‬‬

‫‪3.86‬‬

‫‪0.39‬‬

‫‪4.38‬‬

‫‪0.64‬‬

‫* ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪.)0.05 ≤µ‬‬

‫مستوى الداللة‬

‫‪40‬‬

‫‪3.618‬‬

‫‪0.001‬‬

‫‪40‬‬

‫‪3.156‬‬

‫‪0.003‬‬

‫‪40‬‬

‫‪2.594‬‬

‫‪0.016‬‬

‫‪40‬‬

‫‪2.354‬‬

‫‪0.024‬‬

‫‪40‬‬

‫‪2.970‬‬

‫‪0.005‬‬

‫‪40‬‬

‫‪3.223‬‬

‫‪0.003‬‬

‫‪125‬‬


‫العالقة بين الذكاء االنفعالي والسمات القيادية لدى مديري املدارس في محافظة األحساء ‪...‬‬

‫يبــن اجلــدول (‪ )12‬وجــود فــروق دالــة إحصائ ًّيــا‬ ‫عنــد مســتوى الداللــة اإلحصائيــة (‪ )µ≤ 0.05‬بــن‬ ‫املتوســطات احلســابية لتقديــرات أفــراد الدراســة عــى‬ ‫أبعــاد الــذكاء االنفعــايل تعــزى ملتغــر الدرجــة العلمية‪.‬‬ ‫الســؤال الرابــع‪" :‬هــل توجــد فــروق دالــة إحصائ ًّيــا‬ ‫عنــد مســتوى داللــة (‪ )α≤ 0.05‬يف الســات القياديــة‬ ‫لــدى مديــري مــدارس األحســاء يف اململكــة العربيــة‬

‫املجال‬

‫توجيه املرؤوسني‬

‫روح املبادرة‬

‫حل الرصاع‬

‫احلصــول عــى‬ ‫املعلومــات‬

‫القيادية الكلية‬

‫سنوات اخلربة‬ ‫‪ 5 -1‬سنوات‬

‫من ‪ 6‬إىل ‪ 10‬سنوات‬ ‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬ ‫‪ 5 -1‬سنوات‬

‫من ‪ 6‬إىل ‪ 10‬سنوات‬ ‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬ ‫‪ 5 -1‬سنوات‬

‫من ‪ 6‬إىل ‪ 10‬سنوات‬ ‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬ ‫‪ 5 -1‬سنوات‬

‫من ‪ 6‬إىل ‪ 10‬سنوات‬ ‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬ ‫‪ 5 -1‬سنوات‬

‫من ‪ 6‬إىل ‪ 10‬سنوات‬ ‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬ ‫‪ 5 -1‬سنوات‬

‫من ‪ 6‬إىل ‪ 10‬سنوات‬ ‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬

‫العدد‬

‫املتوسط احلسايب‬

‫االنحراف املعياري‬

‫‪16‬‬

‫‪3.58‬‬

‫‪0.60‬‬

‫‪11‬‬

‫‪3.96‬‬

‫‪0.34‬‬

‫‪15‬‬

‫‪4.39‬‬

‫‪0.60‬‬

‫‪16‬‬

‫‪3.73‬‬

‫‪0.43‬‬

‫‪11‬‬

‫‪4.10‬‬

‫‪0.39‬‬

‫‪15‬‬

‫‪4.45‬‬

‫‪0.52‬‬

‫‪16‬‬

‫‪3.84‬‬

‫‪0.46‬‬

‫‪11‬‬

‫‪4.12‬‬

‫‪0.37‬‬

‫‪15‬‬

‫‪4.47‬‬

‫‪0.53‬‬

‫‪16‬‬

‫‪3.92‬‬

‫‪0.58‬‬

‫‪11‬‬

‫‪4.19‬‬

‫‪0.30‬‬

‫‪15‬‬

‫‪4.46‬‬

‫‪0.53‬‬

‫‪16‬‬

‫‪3.90‬‬

‫‪0.59‬‬

‫‪11‬‬

‫‪4.24‬‬

‫‪0.33‬‬

‫‪15‬‬

‫‪4.45‬‬

‫‪0.53‬‬

‫‪16‬‬

‫‪3.79‬‬

‫‪0.47‬‬

‫‪11‬‬

‫‪4.12‬‬

‫‪0.28‬‬

‫‪15‬‬

‫‪4.44‬‬

‫‪0.54‬‬

‫يبــن اجلــدول (‪ )13‬أن هنــاك فروقــا ظاهريــة بــن‬ ‫املتوســطات احلســابية لتقديــرات أفــراد الدراســة‬ ‫للســات القياديــة‪ ،‬تبعــا الختــاف متغــر اخلــرة‬ ‫اإلداريــة (مــن ‪ 5 -1‬ســنوات‪ ،‬مــن ‪ 10 -6‬ســنوات‪،‬‬ ‫أكثــر مــن ‪ 10‬ســنوات)‪ ،‬ولتحديــد مســتويات الداللــة‬

‫‪126‬‬

‫الســعودية تعــزى لســنوات اخلــرة؟"‬ ‫لإلجابــة عن هذا الســؤال‪ ،‬تم حســاب املتوســطات‬ ‫احلســابية واالنحرافــات املعياريــة لتقديــرات أفــراد‬ ‫الدراســة ملســتويات الســات القياديــة لدهيــم تبعــا‬ ‫الختــاف متغــر اخلــرة اإلداريــة (مــن ‪ -15‬ســنوات‪،‬‬ ‫مــن ‪ 10 - 6‬ســنوات‪ ،‬أكثــر مــن ‪ 10‬ســنوات) حيــث‬ ‫كانــت كــا هــي موضحــة يف اجلــدول (‪.)13‬‬

‫جدول (‪ :)13‬املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لتقديرات أفراد الدراسة‬ ‫للسامت القيادية تبعا الختالف متغري اخلربة‬

‫صنع القرار‬

‫السامت‬

‫محمد أحمد الشورى‪ ،‬بسام محمود السعيدين‬

‫اإلحصائيــة لتلــك الفــروق‪ ،‬تــم اســتخدام اختبــار‬ ‫حتليــل التبايــن األحــادي (‪،)One- Way ANOVA‬‬ ‫حيــث كانــت النتائــج كــا هــي موضحــة يف اجلــدول‬ ‫( ‪.)14‬‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫جدول (‪ :)14‬نتائج اختبار حتليل التباين األحادي للفروق بني متوسطات تقديرات أفراد الدراسة عىل جماالت السامت‬ ‫القيادية حسب متغري اخلربة اإلدارية‬ ‫مصدر التباين‬

‫املجاالت‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬

‫صنع القرار‬

‫الكيل‬

‫توجيه املرؤوسني‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬

‫روح املبادرة‬

‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬

‫حل الرصاع‬

‫الكيل‬

‫احلصول عىل‬ ‫املعلومات‬ ‫املقياس الكيل‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫جمموع‬ ‫املربعات‬

‫درجة‬ ‫احلرية‬

‫‪11.582‬‬

‫‪39‬‬

‫‪16.663‬‬

‫‪41‬‬

‫‪3.989‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1.995‬‬

‫‪8.080‬‬

‫‪39‬‬

‫‪0.207‬‬

‫‪12.069‬‬

‫‪41‬‬

‫‪3.069‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1.535‬‬

‫‪8.427‬‬

‫‪39‬‬

‫‪0.216‬‬

‫‪11.496‬‬

‫‪41‬‬

‫‪2.242‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1.121‬‬

‫‪9.894‬‬

‫‪39‬‬

‫‪0.256‬‬

‫‪12.137‬‬

‫‪41‬‬

‫‪2.409‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1.204‬‬

‫‪10.263‬‬

‫‪39‬‬

‫‪0.263‬‬

‫‪12.671‬‬

‫‪41‬‬

‫‪3.262‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1.631‬‬

‫‪8.057‬‬

‫‪39‬‬

‫‪0.207‬‬

‫‪11.319‬‬

‫‪41‬‬

‫‪5.181‬‬

‫‪2‬‬

‫متوسط املربعات قيمة ف‬ ‫‪2.541‬‬ ‫‪0.297‬‬

‫‪8.555‬‬

‫‪9.628‬‬

‫‪7.102‬‬

‫‪4.419‬‬

‫‪4.577‬‬

‫‪7.894‬‬

‫مستوى الداللة‬ ‫‪0.001‬‬

‫‪0.00‬‬

‫‪0.002‬‬

‫‪0.019‬‬

‫‪0.016‬‬

‫‪0.001‬‬

‫* ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪.)0.05 ≤µ‬‬

‫يبــن اجلــدول (‪ )14‬وجــود فــروق دالــة إحصائ ًّيــا‬ ‫عنــد مســتوى الداللــة اإلحصائيــة (‪ ،)0.05 ≤µ‬بــن‬ ‫املتوســطات احلســابية لتقديــرات أفــراد الدراســة عــى‬ ‫جمــاالت الســات القياديــة‪ ،‬والســات القياديــة ككل‬

‫تعــزى ملتغــر اخلــرة اإلداريــة‪ ،‬ولتحديــد مصــادر‬ ‫تلــك الفــروق تــم اســتخدام اختبــار شــيفيه كــا هــو‬ ‫موضــح يف جــدول (‪.)15‬‬

‫جدول (‪ :)15‬نتائج اختبار شيفيه للفروق بني تقديرات أفراد الدراسة عىل مجيع املجاالت حسب متغري اخلربة اإلدارية‬ ‫اخلربة اإلدارية‬

‫صنع القرار‬

‫توجيه‬ ‫املرؤوسني‬

‫‪ 5 -1‬سنوات‬

‫أقل من ‪ 5‬سنوات‬

‫من ‪ 6‬إىل ‪ 10‬سنوات‬

‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬ ‫‪0.001‬‬

‫من ‪ 6‬إىل ‪ 10‬سنوات‬ ‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬

‫‪0.001‬‬

‫‪ 5 -1‬سنوات‬

‫‪0.00‬‬

‫من ‪ 6‬إىل ‪ 10‬سنوات‬ ‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬

‫‪0.00‬‬

‫‪127‬‬


‫العالقة بين الذكاء االنفعالي والسمات القيادية لدى مديري املدارس في محافظة األحساء ‪...‬‬

‫تابع جدول رقم (‪:)15‬‬

‫اخلربة اإلدارية‬

‫روح املبادرة‬

‫حل الرصاع‬

‫احلصول عىل‬ ‫املعلومات‬

‫املقياس الكيل‬

‫‪ 5 -1‬سنوات‬

‫أقل من ‪ 5‬سنوات‬

‫من ‪ 6‬إىل ‪ 10‬سنوات‬ ‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬

‫محمد أحمد الشورى‪ ،‬بسام محمود السعيدين‬

‫من ‪ 6‬إىل ‪ 10‬سنوات‬

‫‪0.002‬‬

‫‪0.002‬‬

‫‪ 5 -1‬سنوات‬

‫من ‪ 6‬إىل ‪ 10‬سنوات‬ ‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬

‫‪0.019‬‬

‫‪0.019‬‬

‫‪ 5 -1‬سنوات‬

‫من ‪ 6‬إىل ‪ 10‬سنوات‬ ‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬

‫‪0.017‬‬

‫‪0.017‬‬

‫‪ 5 -1‬سنوات‬

‫من ‪ 6‬إىل ‪ 10‬سنوات‬ ‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬

‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬

‫‪0.001‬‬

‫‪0.001‬‬

‫* ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪.)0.05 ≤µ‬‬

‫يبــن اجلــدول (‪ )15‬أن هنــاك فروقــا ذات داللــة‬ ‫إحصائيــة بــن متوســط تقديــرات ذوي اخلــرة اإلدارية‬ ‫(مــن ‪ 10 - 6‬ســنوات مــع أكثــر مــن ‪ 10‬ســنوات) يف‬ ‫مجيــع جمــاالت القيــادة‪ ،‬وجمــال القيــادة ككل‪ ،‬تعــزى‬ ‫ملتغــر اخلــرة اإلداريــة‪ ،‬وذلــك لصالــح تقديــرات‬ ‫ذوي اخلــرة اإلداريــة (أكثــر مــن ‪ 10‬ســنوات)‪.‬‬ ‫الســؤال اخلامــس‪ :‬هــل توجــد فــروق دالــة إحصائ ًّيــا‬ ‫عنــد مســتوى داللــة (‪ )0.05 ≤α‬يف الســات القياديــة‬

‫لــدى مديــري مــدارس األحســاء يف اململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية تعــزى للدرجــة العلميــة؟‬ ‫لإلجابــة عــن هــذا الســؤال قــام الباحثــان بحســاب‬ ‫املتوســطات احلســابية واالنحرافــات املعياريــة‬ ‫لتقديــرات أفــراد الدراســة للســات القياديــة‪ ،‬تب ًعــا‬ ‫الختــاف متغــر الدرجــة العلميــة (بكالوريــوس‬ ‫ودراســات عليــا)‪ ،‬حيــث كانــت كــا هــي موضحــة يف‬ ‫اجلــدول (‪.)16‬‬

‫جدول (‪ :)16‬املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لتقديرات أفراد الدراسة للسامت القيادية‬ ‫تب ًعا الختالف الدرجة العلمية‬

‫املجال‬

‫صنع القرار‬ ‫توجيه املرؤوسني‬ ‫روح املبادرة‬ ‫حل الرصاع‬

‫‪128‬‬

‫الدرجة العلمية‬ ‫بكالوريوس‬

‫دراسات عليا‬ ‫بكالوريوس‬

‫دراسات عليا‬ ‫بكالوريوس‬

‫دراسات عليا‬ ‫بكالوريوس‬

‫دراسات عليا‬

‫العدد‬

‫املتوسط احلسايب‬

‫االنحراف املعياري‬

‫‪26‬‬

‫‪3.8‬‬

‫‪0.50‬‬

‫‪16‬‬

‫‪4.23‬‬

‫‪0.76‬‬

‫‪26‬‬

‫‪3.95‬‬

‫‪0.43‬‬

‫‪16‬‬

‫‪4.30‬‬

‫‪0.65‬‬

‫‪26‬‬

‫‪3.97‬‬

‫‪0.44‬‬

‫‪16‬‬

‫‪4.41‬‬

‫‪0.57‬‬

‫‪26‬‬

‫‪4.04‬‬

‫‪0.50‬‬

‫‪16‬‬

‫‪4.41‬‬

‫‪0.55‬‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫تابع جدول رقم (‪:)16‬‬ ‫املجال‬

‫احلصول عىل املعلومات‬ ‫السامت القيادية ككل‬

‫الدرجة العلمية‬ ‫بكالوريوس‬

‫العدد‬

‫املتوسط احلسايب‬

‫االنحراف املعياري‬

‫‪26‬‬

‫‪4.02‬‬

‫‪0.54‬‬

‫دراسات عليا‬

‫‪16‬‬

‫‪4.45‬‬

‫‪0.49‬‬

‫بكالوريوس‬

‫‪26‬‬

‫‪3.96‬‬

‫‪0.43‬‬

‫دراسات عليا‬

‫‪16‬‬

‫‪4.36‬‬

‫‪0.58‬‬

‫يبــن اجلــدول (‪ )16‬أن هنــاك فرو ًقــا ظاهريــة‬ ‫بــن املتوســطات احلســابية لتقديــرات أفــراد الدراســة‬ ‫ملســتويات الســات القياديــة لدهيــم‪ ،‬تبعــا الختــاف‬ ‫متغــر الدرجــة العلميــة (بكالوريــوس‪ ،‬ودراســات‬

‫عليــا)‪ .‬ولتحديــد مســتويات الداللــة اإلحصائيــة‬ ‫لتلــك الفــروق‪ ،‬تــم اســتخدام اختبــار (ت) للعينــات‬ ‫املســتقلة (‪ ،)Independent Samples T Test‬حيــث‬ ‫كانــت النتائــج كــا هــي موضحــة يف اجلــدول (‪.)17‬‬

‫جدول رقم (‪ :)17‬نتائج اختبار (ت) للعينات املستقلة للفروق بني متوسطات تقديرات أفراد الدراسة عىل جماالت السامت‬ ‫القيادية حسب متغري الدرجة العلمية‬ ‫املجال‬ ‫صنع القرار‬ ‫توجيه املرؤوسني‬ ‫روح املبادرة‬ ‫حل الرصاع‬ ‫احلصول عىل‬ ‫املعلومات‬ ‫السامت القيادية ككل‬

‫الدرجة العلمية‬ ‫بكالوريوس‬

‫دراسات عليا‬ ‫بكالوريوس‬

‫دراسات عليا‬ ‫بكالوريوس‬

‫دراسات عليا‬ ‫بكالوريوس‬

‫دراسات عليا‬ ‫بكالوريوس‬

‫دراسات عليا‬ ‫بكالوريوس‬

‫دراسات عليا‬

‫املتوسط‬ ‫احلسايب‬

‫االنحراف‬ ‫املعياري‬

‫‪3.8‬‬

‫‪0.50‬‬

‫‪4.23‬‬

‫‪0.76‬‬

‫‪3.95‬‬

‫‪0.43‬‬

‫‪4.30‬‬

‫‪0.65‬‬

‫‪3.97‬‬

‫‪0.44‬‬

‫‪4.41‬‬

‫‪0.57‬‬

‫‪4.04‬‬

‫‪0.50‬‬

‫‪4.41‬‬

‫‪0.55‬‬

‫‪4.02‬‬

‫‪0.54‬‬

‫‪4.45‬‬

‫‪0.49‬‬

‫‪3.96‬‬

‫‪0.43‬‬

‫‪4.36‬‬

‫‪0.58‬‬

‫درجات‬ ‫احلرية‬

‫قيمة ت‬

‫مستوى الداللة‬

‫‪40‬‬

‫‪2.195‬‬

‫‪0.034‬‬

‫‪40‬‬

‫‪2.131‬‬

‫‪0.039‬‬

‫‪40‬‬

‫‪2.807‬‬

‫‪0.008‬‬

‫‪40‬‬

‫‪2.157‬‬

‫‪0.039‬‬

‫‪40‬‬

‫‪2.633‬‬

‫‪0.013‬‬

‫‪40‬‬

‫‪2.568‬‬

‫‪0.014‬‬

‫* ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪.)0.05 ≤µ‬‬

‫يبــن اجلــدول (‪ )17‬عــدم وجــود فــروق دالــة‬ ‫إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى الداللــة (‪ ،)0.05 ≤µ‬بــن‬ ‫املتوســطات احلســابية لتقديــرات أفــراد الدراســة عــى‬ ‫جمــاالت الســات القياديــة تعــزى ملتغــر الدرجــة‬ ‫العلميــة‪.‬‬

‫املناقشة‬ ‫هدفــت هــذه الدراســة إىل الكشــف عــن مســتوى‬ ‫امتــاك مديــري املــدارس املتوســطة والثانويــة يف‬ ‫منطقــة األحســاء يف اململكــة العربيــة الســعودية للــذكاء‬ ‫االنفعــايل والســات القياديــة‪ ،‬والكشــف عــن داللــة‬ ‫العالقــة بــن الــذكاء االنفعــايل والســات القياديــة‬

‫‪129‬‬


‫العالقة بين الذكاء االنفعالي والسمات القيادية لدى مديري املدارس في محافظة األحساء ‪...‬‬

‫لدهيــم‪ ،‬وهــل للتفاعــل أثــر عىل متغــر اخلــرة والدرجة‬ ‫العلميــة يف هــذه العالقــة‪ .‬وقــد حــددت هلــذه الدراســة‬ ‫مخســة أســئلة حاولنــا اإلجابــة عنهــا مــن خــال تطبيــق‬ ‫مقيــاس الــذكاء االنفعــايل ومقيــاس الســات القياديــة‪،‬‬ ‫وســتتم مناقشــة النتائــج التــي توصلــت إليها الدراســة‪،‬‬ ‫مرتبــة وفقــا لتسلســل أســئلتها‪.‬‬ ‫أوالً‪ :‬مناقشــة النتائــج اخلاصــة بالعالقــة بــن الــذكاء‬ ‫االنفعــايل والســات القياديــة لــدى مديــري مــدارس‬ ‫منطقــة األحســاء يف اململكــة العربيــة الســعودية‪:‬‬ ‫أشــارت النتائــج اخلاصــة بالســؤال األول إىل‬ ‫أن هنــاك عالقــة إجيابيــة ذات داللــة إحصائيــة‬ ‫عنــد مســتوى الداللــة (‪ )0.05 ≤µ‬بــن متوســطات‬ ‫أفــراد عينــة الدراســة عــى جمــاالت الــذكاء االنفعــايل‬ ‫والــذكاء االنفعــايل ككل‪ ،‬وجمــاالت الســات القياديــة‬ ‫والســات القياديــة ككل‪ ،‬وأن هــذه العالقــة كانــت‬ ‫كبــرة‪ .‬ويمكــن أن تــرد هــذه النتيجــة إىل جمموعــة مــن‬ ‫العوامــل‪ ،‬وخاصــة فيــا يتعلــق بالتدريــب والــدورات‬ ‫التــي يتلقاهــا املديــرون عــى برامــج التدريــب اإلداري‬ ‫نفســها أثنــاء اخلدمــة‪ ،‬حيــث يتــم دعــم املديريــن‬ ‫وحفــز طاقاهتــم وتقديرهــا‪ ،‬كــا يتــم تزويــد املديريــن‬ ‫بكــم كبــر مــن االجتاهــات واملعلومــات اإلداريــة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ورفــع مســتويات التواصــل الفعــال‪ ،‬إضافــة إىل بعــض‬ ‫املامرســات املتبعــة يف مــدارس حمافظــة األحســاء والتــي‬ ‫تدعــم التأمــل واإلبــداع‪ ،‬والقــدرة عــى االســتفادة مــن‬ ‫اإلمكانــات املتوفــرة لتطويــر عمليــة التعليــم والتعلــم‪.‬‬ ‫ومــن ناحيــة أخــرى فــإن مديــري املــدارس هــم‬ ‫معلمــون يف األصــل دفــع هبــم التميــز والعمــل اجلــاد‬ ‫إضافــة إىل اخلصائــص النفســية املميــزة‪ -‬إىل االرتقــاء‬‫يف الســلم الوظيفــي‪ ،‬كــا أن مديــر املدرســة يتفاعــل‬ ‫ويتواصــل مــع عــدد كبــر مــن العاملــن يف املدرســة‬ ‫وهــذا جيعــل مــن الصعــب بقــاء مــن ال يتوفــر لديــه‬ ‫ذكاء انفعــايل بدرجــة كبــرة يف هــذا املوقــع اإلداري‪.‬‬ ‫وجــاءت هــذه النتائــج متشــاهبة مع دراســة ‪Dulewicz‬‬ ‫)‪ and Higgs (1999‬التــي كشــفت عــن أثــر الــذكاء‬ ‫االنفعــايل يف التقــدم الوظيفــي‪ ،‬ودراســة ‪Abraham‬‬ ‫)‪ (2000‬التــي أظهــرت أن هنــاك عالقــة إجيابيــة بــن‬ ‫الــذكاء االنفعــايل والضبــط املهنــي‪ ،‬ودراســة كل مــن‬ ‫حممــود وحممــد (‪ )2004‬التــي كشــفت عــن وجــود‬ ‫عالقــة بــن الــذكاء االنفعــايل والقــدرة عــى التكيــف‬ ‫والســات الشــخصية‪ ،‬ودراســة اخلــر والفضــل‬ ‫(‪ )2007‬التــي بينــت أن هنــاك عالقــة بــن الــذكاء‬

‫‪130‬‬

‫محمد أحمد الشورى‪ ،‬بسام محمود السعيدين‬

‫االنفعــايل والســعادة‪.‬‬ ‫ثان ًيــا‪ :‬مناقشــة النتائــج اخلاصــة بالفــروق بني مســتويات‬ ‫الــذكاء االنفعــايل لــدى مديــري مــدارس منطقــة‬ ‫األحســاء تبعــا ملتغــر اخلــرة اإلداريــة‪:‬‬ ‫تبــن مــن خــال املعاجلــات اإلحصائيــة ملســتويات‬ ‫الــذكاء االنفعــايل لــدى املديريــن تبعــا ملتغــر‬ ‫اخلــرة اإلداريــة‪ ،‬وجــود فــروق دالــة إحصائ ًّيــا بــن‬ ‫املتوســطات احلســابية ألفــراد العينــة عــى جمــاالت‬ ‫الــذكاء االنفعــايل ككل‪ ،‬تعــزى ملتغــر اخلــرة اإلداريــة‪.‬‬ ‫وقــد اجتهــت هــذه الفــروق لصالــح مــن لدهيــم خــرة‬ ‫أكثــر مــن عــر ســنوات‪ ،‬ويمكــن أن تــرد هــذه النتيجة‬ ‫إىل جمموعــة مــن العوامــل‪ ،‬وخاصــة فيــا يتعلــق بكــم‬ ‫التدريــب الــذي تلقــاه املديــرون األكثــر خــرة‪ .‬كــا‬ ‫أن لســنوات اخلــرة الكبــرة أثــر يف صقــل قــدرات‬ ‫املديريــن؛ حيــث يتعرضــون يف هــذه الســنوات لتنــوع‬ ‫كبــر يف شــخصيات املعلمــن‪ ،‬ممــا يعطيهــم خــرة يف‬ ‫التعامــل معهــم‪.‬‬ ‫وختالــف هــذه النتائــج دراســة )‪Abraham (2000‬‬ ‫ودراســة اخلــر والفضــل (‪ )2007‬التــي مل تظهــر‬ ‫وجــود اختــاف مســتوى الــذكاء االنفعــايل يعــزى‬ ‫للخــرة اإلداريــة‪.‬‬ ‫ثال ًثــا‪ :‬مناقشــة النتائــج اخلاصــة بالفــروق بني مســتويات‬ ‫الــذكاء االنفعــايل لــدى مديــري مــدارس منطقــة‬ ‫األحســاء تبعــا ملتغــر الدرجــة العلميــة‪:‬‬ ‫تبــن مــن خــال املعاجلــات اإلحصائيــة ملســتويات‬ ‫الــذكاء االنفعــايل لــدى املديريــن تبعــا ملتغــر الدرجــة‬ ‫العلميــة وجــود فــروق دالــة إحصائ ًّيــا بــن املتوســطات‬ ‫احلســابية ألفــراد العينــة عــى جمــاالت الــذكاء‬ ‫االنفعــايل‪ ،‬والــذكاء االنفعــايل ككل‪ ،‬تعــزى ملتغــر‬ ‫الدرجــة العلميــة‪ ،‬ويمكــن أن تــرد هــذه النتيجــة إىل‬ ‫جمموعــة مــن العوامــل‪ ،‬منهــا أثــر املــواد واملقــررات‬ ‫الرتبويــة التــي يتلقاهــا املديــرون ذوو الدرجــة العلميــة‬ ‫األعــى‪ ،‬وملــا هلــذه املقــررات مــن أثــر يف حتســن‬ ‫التواصــل‪ .‬وقــد تشــاهبت نتائــج هــذا الســؤال مــع‬ ‫نتائــج دراســة حممــود وحممــد (‪.)2004‬‬ ‫راب ًعــا‪ :‬مناقشــة النتائــج اخلاصــة بالفــروق بــن‬ ‫مســتويات الســات القياديــة لــدى مديــري مــدارس‬ ‫منطقــة األحســاء تب ًعــا ملتغــر اخلــرة اإلداريــة‪:‬‬ ‫تبــن مــن خــال املعاجلــات اإلحصائيــة ملســتويات‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫الســات القياديــة لــدى املديريــن تبعــا ملتغــر اخلــرة‬ ‫اإلداريــة وجــود فــروق دالــة إحصائ ًّيــا بني املتوســطات‬ ‫احلســابية ألفــراد العينــة عــى جمــاالت الســات القياديــة‬ ‫ككل تعــزى ملتغــر اخلــرة اإلداريــة‪ ،‬ويمكــن أن تــرد‬ ‫هــذه النتائــج إىل مديــري املــدارس‪ ،‬فهــم معلمــون يف‬ ‫األصــل دفعــت هبــم ســاهتم القياديــة للتصــدي هلــذا‬ ‫ويوجــه‬ ‫املنصــب‪ ،‬كــا أن مديــر املدرســة يتفاعــل‬ ‫ّ‬ ‫ـرا مــن العاملــن يف املدرســة‪ ،‬وهــذا‬ ‫ويقــود عــد ًدا كبـ ً‬ ‫جيعــل مــن الصعــب بقــاء مــن مل تتوافــر لديــه ســات‬ ‫قياديــة بدرجــة كبــرة يف هــذا املوقــع القيــادي‪.‬‬ ‫وقــد شــاهبت نتائــج هــذا الســؤال نتائــج دراســة‬ ‫الرشيــدة (‪ ،)2004‬بينــا خالفــت نتائــج هــذا الســؤال‬ ‫دراســة حــرز اهلل (‪.)2007‬‬ ‫خامســا‪ :‬مناقشــة النتائــج اخلاصــة بالفــروق بــن‬ ‫ً‬ ‫مســتويات الســات القياديــة لــدى مديــري مــدارس‬ ‫منطقــة األحســاء تبعــا ملتغــر الدرجــة العلميــة‪:‬‬ ‫تبــن مــن خــال املعاجلــات اإلحصائيــة ملســتويات‬ ‫الســات القياديــة لــدى املديريــن تبعــا ملتغــر الدرجــة‬ ‫العلمي��ة وجــود فــروق دالــة إحصائ ًّيــا بــن املتوســطات‬ ‫احلســابية ألفــراد العينــة عــى جمــاالت الســات‬ ‫القياديــة‪ ،‬وعــى جمــال الســات القياديــة ككل تعــزى‬ ‫ملتغــر الدرجــة العلميــة‪ .‬ويمكــن أن تــرد هــذه النتائــج‬ ‫إىل تلقــي املديريــن ذوي الدرجــة العلميــة األعــى مــواد‬ ‫تربويــة تســهم يف وضــوح الرؤيــة لدهيــم‪ ،‬والقــدرة‬ ‫عــى حتديــد األهــداف وقيــاس حتققهــا‪ ،‬وقيــادة الفريــق‬ ‫نحــو التحســن والتطــور املســتمر‪ ،‬وقــد تشــاهبت‬ ‫النتائــج اخلاصــة هبــذا الســؤال مــع نتائــج دراســة كل‬ ‫مــن البطــي (‪ ،)2004‬والعيــارصة (‪ ،)2004‬بينــا‬ ‫خالفــت نتائــج دراســتي كل مــن الرشيــدة (‪،)2004‬‬ ‫وحــرز اهلل (‪.)2007‬‬ ‫التوصيات‬ ‫بنــا ًء عــى نتائــج الدراســة واســتنتاجاهتا‪ ،‬نــورد فيــا‬ ‫يــي بعــض التوصيــات ذات العالقــة‪:‬‬ ‫ ‪1.‬حــث إدارة الرتبيــة والتعليــم واملراكــز التابعــة هلــا‬ ‫ التــي تؤهــل املديريــن ‪ -‬عــى تكثيــف الربامــج‬‫واملــواد التدريبيــة اخلاصــة بتنميــة املهــارات‬ ‫الشــخصية؛ كالقيــادة وتقبــل اآلخريــن والتواصــل‬ ‫الفعــال‪ ،‬وإعطــاء قــدر ٍ‬ ‫كاف مــن احلريــة يســمح‬ ‫هلــم باختــاذ القــرارات‪.‬‬ ‫ ‪2.‬حــث اإلداريــن والرتبويــن عــى إجيــاد بيئــة‬

‫تعليميــة تعلميــة يف املــدارس حافــزة وجاذبــة‪،‬‬ ‫هتــدف جلعــل الــذكاء االنفعــايل والســات القياديــة‬ ‫ســمة عامــة متتــد مــن مديــر املدرســة إىل الطلبــة‪ ،‬كام‬ ‫أن قنــوات االتصــال يف هــذه املؤسســات الرتبويــة‬ ‫جيــب أن تكــون آمنــة تســمح جلميــع العاملــن‬ ‫بالتواصــل أفقيــا وعمود ًّيــا‪.‬‬ ‫ ‪3.‬االهتــام بتنميــة اجلانــب االنفعــايل يف املؤسســات‬ ‫الرتبويــة ملــا لــه مــن أثــر يف إضفــاء جــو وبيئــة‬ ‫حاضنــة وميــرة للمعلمــن ولتعلــم الطلبــة‪.‬‬ ‫ ‪4.‬إجــراء دراســات أخــرى حــول عالقــة الــذكاء‬ ‫االنفعــايل بمتغــرات أخــرى‪ ،‬كضبــط النفــس‬ ‫وقب��ول اآلخ��رين‪.‬‬ ‫املراجع‬

‫البطــي‪ ،‬عبــد اهلل‪ .2004 .‬الكفايــات الالزمــة ملديــري‬ ‫التعليــم يف اململكــة العربيــة الســعودية وأســاليب‬ ‫تنميتهــا‪ .‬رســالة دكتــوراة غــر منشــورة‪ ،‬كليــة‬ ‫الرتبيــة‪ ،‬جامعــة امللــك ســعود‪ ،‬الريــاض‪ ،‬اململكــة‬ ‫العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫جوملــان‪ ،‬دانييــل‪ ،‬وبوياتزيــس‪ ،‬ريتشــارد‪ ،‬وماكــي‪ ،‬آين‪.‬‬ ‫ترمجــة‪ :‬اجلبــايل‪ ،‬عثــان‪ .2004 .‬القــادة اجلــدد «حتويــل‬ ‫فــن القيــادة اإلداريــة إىل علــم النتائــج»‪ .‬بــدون رقــم‬ ‫الطبعــة‪ ،‬دار املريــخ‪ ،‬الريــاض‪ ،‬اململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية‪.‬‬

‫حــرز اهلل‪ ،‬أرشف‪ .2007 .‬مــدى مشــاركة معلمــي‬ ‫املــدارس الثانويــة يف اختــاذ القــرارات وعالقتــه‬ ‫برضاهــم الوظيفــي يف حمافظــات غــزة‪ .‬رســالة‬ ‫ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬اجلامعــة اإلســامية‪ ،‬غــزة‪،‬‬ ‫فلســطني ‪.‬‬ ‫حســن‪ ،‬حممــد‪ .2007 .‬الــذكاء العاطفــي وديناميــات قــوة‬ ‫التعلــم االجتامعــي‪ .‬بــدو رقــم الطبعــة‪ ،‬دار الكتــاب‬ ‫اجلامعــي‪ ،‬العــن‪ ،‬اإلمــارات العربيــة املتحــدة‪.‬‬ ‫اخلــر‪ ،‬عثــان‪ ،‬والفضــل‪ ،‬هــدى‪ .2007 .‬هــل األذكيــاء‬ ‫وجدانيــا أكثــر ســعادة؟ جملــة العلــوم االجتامعيــة‪،‬‬ ‫جملــس النــر العلمــي‪ ،‬جامعــة الكويــت‪ ،‬املجلــد‬ ‫(‪ )35‬العــدد (‪ ،)2‬ص ص‪.38-13‬‬

‫الدغيــم أمحــد‪ .2008 .‬فاعليــة برنامــج تدريبــي قائــم عــى‬ ‫املعلوماتيــة وتكنولوجيــا االتصــال لتنميــة الكفايــات‬ ‫اإلداريــة للقــادة الرتبويــن يف وزارة الرتبيــة والتعليــم‬ ‫فـــي دولـــة اإلمــارات العربيــة املتحــدة‪ .‬رســالة دكتوراه‬ ‫غــر منشــورة‪ ،‬كليــة الدراســات العليــا‪ ،‬جامعــة عــان‬ ‫العربيــة‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫‪131‬‬


‫العالقة بين الذكاء االنفعالي والسمات القيادية لدى مديري املدارس في محافظة األحساء ‪...‬‬

‫عثــان‪ ،‬فــاروق الســيد‪ ،‬ورزق‪ ،‬حممــد عبــد الســميع‪.‬‬ ‫‪ .2001‬الــذكاء االنفعــايل مفهومــه وقياســه‪ .‬جملــة علــم‬ ‫النفــس‪ ،‬اهليئــة املرصيــة العامــة للكتــاب‪ ،‬مــر‪ ،‬الســنة‬ ‫(‪ ،)15‬العــدد (‪ ،)58‬ص ص ‪.51-32‬‬

‫الســبيعي‪ ،‬عبــد اهلل‪ .9200 .‬األدوار القياديــة ملديــري‬ ‫الرتبيــة والتعليــم يف ضــوء متطلبــات إدارة التغيــر‪.‬‬ ‫رســالة دكتــوراه‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪،‬‬ ‫مكــة املكرمــة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫الرشيــدة‪ ،‬هيــام‪ .2004 .‬األنــاط القياديــة ملديــري اإلدارة‬ ‫يف وزارة الرتبيــة والتعليــم وتأثرياهتــا يف التغــر‬ ‫الرتبــوي مــن منظــور رؤســاء األقســام‪ .‬جملــة احتــاد‬ ‫اجلامعــات العربيــة‪ ،‬األمانــة العامــة الحتــاد اجلامعــات‬ ‫العربيــة‪ ،‬األردن‪ ،‬عــدد (‪ ،)43‬ص ص ‪.270 – 227‬‬

‫شــلبي‪ ،‬حممــد‪ .2001 .‬مقدمــة يف علــم النفــس املعــريف‪.‬‬ ‫بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار غريــب للطباعــة والنــر‬ ‫والتوزيــع‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬ ‫حســن‪ ،‬حممــد عبــد اهلــادي‪ .2006 .‬تنميــة الــذكاء‬ ‫العاطفــي «مشــاغل تدريبيــة»‪ .‬دار الكتــاب اجلامعــي‪،‬‬ ‫العــن‪ ،‬اإلمــارات العربيــة املتحــدة‪.‬‬

‫العدلــوين‪ ،‬حممــد‪ .2002 .‬إدارة الوقــت‪ .‬بــدون رقــم‬ ‫الطبعــة‪ ،‬دار بــن حــزم للنــر‪ ،‬الريــاض‪ ،‬اململكــة‬ ‫العربيــة الســعودية‪.‬‬ ‫عــاوي‪ ،‬حممــد حســن‪ .1998 .‬ســيكولوجية القيــادة‬ ‫الرياضيــة‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬مركــز الكتــاب للنــر‪،‬‬ ‫القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫عيــارصة‪ ،‬عــي‪ .2004 .‬األنــاط القياديــة ملديــري املــدارس‬ ‫الثانويــة وعالقتهــا بدافعيــة املعلمــن نحــو مهنتهــم يف‬ ‫وزارة الرتبيــة والتعليــم يف األردن‪ ،‬رســالة دكتــوراه‬ ‫غــر منشــورة‪ ،‬جامعــة عــان العربيــة‪ ،‬عــان‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫قشــطة‪ ،‬منــى‪ .2009 .‬درجــة ممارســة مديــري املــدارس‬ ‫الثانويــة لنمــط القيــادة الرتبويــة يف ضــوء املعايــر‬ ‫اإلســامية مــن وجهــة نظــر املعلمــن وســبل تفعيلهــا‬ ‫«دراســة تقويميــة»‪ .‬رســالة ماجســتري غــر منشــورة‪،‬‬ ‫كليــة الرتبيــة‪ ،‬اجلامعــة اإلســامية‪ ،‬غــزة‪ ،‬فلســطني‪.‬‬ ‫حممــد‪ ،‬إهيــاب‪ .2011 .‬الــذكاء العاطفــي‪ .‬بــدون رقــم‬ ‫الطبعــة‪ ،‬دار الــراث للنــر‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫حممــود‪ ،‬عبــد احلــي‪ ،‬وحممــد‪ ،‬مصطفــى‪ .2004 .‬الــذكاء‬ ‫الوجــداين وعالقتــه ببعــض املتغــرات املعرفيــة‬ ‫والالمعرفيــة للشــخصية‪ .‬املجلــة املرصيــة للدراســات‬ ‫النفســية‪ ،‬جامعــة عــن شــمس‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪،‬‬ ‫املجلــد (‪ ،)14‬العــدد (‪ ،)43‬ص ص ‪.96-55‬‬

‫‪132‬‬

‫محمد أحمد الشورى‪ ،‬بسام محمود السعيدين‬

‫مغــاري‪ ،‬تيســر‪ .2009 .‬نمــط القيادة الســائد يف مديريات‬ ‫الرتبيــة والتعليــم بمحافظــات غــزة وعالقتــه بصنــع‬ ‫القــرار الرتبــوي مــن وجهــة نظــر العاملــن هبــا‪.‬‬ ‫رســالة ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة‬ ‫األزهــر‪ ،‬غــزة‪ ،‬فلســطني‪.‬‬

‫‪Abraham, R. 2000. The Role of job control‬‬ ‫‪as moderator of emotional dissonance‬‬ ‫‪and emotional intelligence - outcome‬‬ ‫‪relationships. J of Psychology. 134)2(: 169‬‬‫‪186.‬‬ ‫‪Bar-On, R. and Parker, D.A. 2000. The‬‬ ‫‪Handbook of Emotional Intelligence: Theory,‬‬ ‫‪Development, Assessment, and Application‬‬ ‫‪at Home, School and in the Workplace.‬‬ ‫‪Jossey-Bass, San Francisco.‬‬ ‫‪Dulewicz, V. and Higgs, M. 1999. Emotional‬‬ ‫‪Intelligence Questionnaire. User Guide.‬‬ ‫‪Nelson Publishing Company. Neer, UK.‬‬ ‫‪Foote, M. 2001. Inferring temporal patterns‬‬ ‫‪of‬‬ ‫‪preservation,‬‬ ‫‪origination,‬‬ ‫‪and‬‬ ‫‪extinction from taxonomic survivorship‬‬ ‫‪analysis. ‬‬ ‫‪Paleobiology. ‬‬ ‫‪27: 602 - 630.‬‬ ‫‪George, J .M. 2000. Emotions and leadership.‬‬ ‫‪The role of emotional intelligence. Human‬‬ ‫‪Relations. 53(8): 1027 –1055.‬‬ ‫‪Kuffman, A., and Kuffman, J. 2001. Emotional‬‬ ‫‪intelligence as an aspect of general‬‬ ‫‪intelligence: What would David Wechsler‬‬ ‫‪say? Journal of Emotion. 1(3): 258-264.‬‬ ‫‪Marlette, S. 2004. Characteristics of managers of‬‬ ‫‪education who are leader educational: Actors‬‬ ‫‪in the State of California. Journal of School‬‬ ‫‪Management and Leadership. 24(1): 99 -121. ‬‬ ‫‪Mayer, j., and Salovey, P. 1997. What is‬‬ ‫‪emotional intelligence? In: Salovey, P., and‬‬ ‫‪Sluyter, D. (Eds.). Emotional Development‬‬ ‫‪and Emotional Intelligence: Implications for‬‬ ‫‪Educators. Basic Books, New York.‬‬ ‫‪Northouse, P. G. 2007. Leadership Theory and‬‬ ‫‪Practice. (3rd ed.) Thousand Oak, Sage‬‬ ‫‪Publications, Inc, New Delhi.‬‬


(‫هـ‬1441( ‫م‬2020 - 1 ‫ العدد‬- 21 ‫املجلد‬

)‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية‬

Relationship between Emotional Intelligence and Leadership Criteria of School Principals in AL-Ahsaa Governorate in Kingdom of Saudi Arabia Mohammad Ahmad Al Shoura(1), Bassam Mahmoud Al Saideen(2) (1) Faculty of Education, King Faisal University (2) English Language Centre, King Faisal University https://doi.org/10.37575/h/edu/1641

ABSTRACT

This study aimed to investigate the relationship between emotional intelligence and leadership criteria of school principals in Al-Ahsaa Governorate, Kingdom of Saudi Arabia. The sample of the study consisted of (42) randomly picked school principals. To achieve the objectives of the study, two questionnaires were carried out to assess the emotional intelligence and leadership criteria. The results of the study indicated that there is statistically significant positive relationship (α= 0.05) between the components of emotional intelligence and emotional intelligence as a whole as well as the components of leadership criteria and leadership as a whole. The averages of emotional intelligence values among the principals were high, with a mean of (4.06) and standard deviation of (0.55). The averages of leadership traits values among principals were great, with a mean of (4.11) and standard deviation of (0.53). Examining the averages of emotional intelligence levels among principals, based on degree and experience variables using Scheffe test and analyses of variance showed statistically significant differences between the averages of the sample components of emotional intelligence as a whole due to the examined variables. Testing the average calculations of leadership traits levels according to the degree and experience variables using analysis of variance also showed statistically significant differences due to both variables. Finally, the study recommended that a safe and attractive environment must be provided for all school staff, due to its importance in the development and auspices of leadership criteria and emotional intelligence. Key Words: Emotional Intelligence, Leadership Traits

133


‫العالقة بين الذكاء االنفعالي والسمات القيادية لدى مديري املدارس في محافظة األحساء ‪...‬‬

‫محمد أحمد الشورى‪ ،‬بسام محمود السعيدين‬

‫ملحق (‪:)1‬‬ ‫مقياس الذكاء االنفعايل‬ ‫الرقم‬

‫الفقرات‬

‫‪ 1‬أجيد فهم مشاعر اآلخرين‪.‬‬ ‫‪ 2‬أستمع ملشاكل اآلخرين‪.‬‬

‫‪ 3‬أحافظ عىل هدوئي حتى عندما يضايقني الناس‪.‬‬ ‫‪ 4‬أحتسس احتياجات اآلخرين العاطفية‪.‬‬

‫‪ 5‬أستخدم انفعااليت اإلجيابية والسلبية يف توجيه حيايت‪.‬‬ ‫‪ 6‬تساعدين مشاعري الصادقة عىل النجاح‪.‬‬ ‫‪ 7‬أصرب عندما ال أحقق نتائج رسيعة‪.‬‬

‫‪ 8‬أنتبه اىل اإلشارات االجتامعية التي تصدر عن اآلخرين‪.‬‬ ‫‪ 9‬أستمتع باألعامل التي أقوم هبا‪.‬‬

‫‪ 10‬أستطيع التواصل مع الغرباء بسهولة‪.‬‬

‫‪ 11‬أستطيع التحكم بانفعااليت اإلجيابية والسلبية‪.‬‬

‫‪ 12‬أتصف باهلدوء عند إنجاز أي عمل أقوم به‪.‬‬ ‫‪ 13‬أدرك أن لدي مشاعر رقيقة‪.‬‬ ‫‪ 14‬أؤثر يف اآلخرين‪.‬‬

‫‪ 15‬أستطيع التحكم يف ترصفايت‪.‬‬

‫‪ 16‬أستطيع احتواء مشاعر اإلجهاد التي تعوق أدائي ألعاميل‪.‬‬ ‫‪ 17‬أعي املشاعر بصدق‪.‬‬

‫‪ 18‬أعترب نفيس موضع ثقة اآلخرين‪.‬‬

‫‪ 19‬ترشدين مشاعري السلبية يف التعامل مع اآلخرين‪.‬‬ ‫‪ 20‬أحافظ عىل هدوئي يف الظروف الصعبة‪.‬‬

‫‪ 21‬أشعر باالنفعاالت واملشاعر التي ال يضطر اآلخرون إىل اإلفصاح عنها‪.‬‬ ‫‪ 22‬أعرب عن مشاعري بسهولة‪.‬‬

‫‪ 23‬أتقبل مشاعر اآلخرين وانفعاالهتم‪.‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪134‬‬

‫أواجه رصاعات احلياة ومشاعر القلق واإلحباط بسهولة‪.‬‬ ‫أتغلب عىل مشاعري السلبية بسهولة‪.‬‬ ‫أحتفظ بدرجة جيدة من األمل والتفاؤل أمام مواقف الفشل‪.‬‬ ‫أنحي عواطفي جانبا عندما أختذ قرارا‪.‬‬ ‫أستطيع استدعاء االنفعاالت اإلجيابية كاملرح والفكاهة بيرس‪.‬‬ ‫أظهر اهلدوء عند التعامل مع اآلخرين‪.‬‬ ‫أستطيع التحول من مشاعري السلبية إىل اإلجيابية عند الرضورة‪.‬‬ ‫أعترب نفيس مسؤوال عن مشاعري‪.‬‬ ‫أضع نفيس مكان اآلخرين يف املواقف السلبية واإلجيابية‪.‬‬

‫أبد ًا‬

‫درجة االنطباق‬

‫نادر ًا أحيان ًا غالب ًا‬

‫دائ ًام‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫ملحق (‪:)2‬‬ ‫مقياس السامت القيادية‬ ‫الرقم‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬

‫الفقرات‬ ‫أسمح للمرؤوسني بإبداء الرأي‪.‬‬

‫أبد ًا‬

‫درجة االنطباق‬

‫نادر ًا أحيان ًا غالب ًا‬

‫دائ ًام‬

‫أستمع آلراء املرؤوسني وأفيد منها حتى لو كانت خمالفة رأيي‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫أعطي فرصة للمرؤوسني لالعتامد عىل أنفسهم يف حل املشكالت‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫أعتقد أن مشاركة املرؤوسني مهمة يف صنع القرار السليم‪.‬‬

‫‪ 10‬أحافظ عىل هدوئي يف الظروف الصعبة‪.‬‬

‫‪ 12‬أعتقد أن اختاذ القرار اخلاطئ أفضل من الرتدد يف اختاذ القرار‪.‬‬ ‫‪ 13‬أسمح بقدر من املخاطرة املحسوبة يف اختاذ القرار‪.‬‬ ‫‪ 14‬أؤثر يف اآلخرين‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫أوضح تعلياميت بشكل دقيق‪.‬‬

‫‪ 16‬أعترب نفيس موضع ثقة عند اآلخرين‪.‬‬ ‫‪ 17‬أقود االجتامعات بشكل سلس‪.‬‬

‫‪ 18‬أعرب عن أفكاري للمرؤوسني ملناقشتها‪.‬‬ ‫‪ 19‬أهتم بميول املرؤوسني واجتاهاهتم‪.‬‬

‫‪ 20‬أعطي مكافآت وحوافز حسب جودة األداء‪.‬‬ ‫‪ 21‬أدرك مدى احلاجة للتغيري نحو األفضل‪.‬‬ ‫‪ 22‬أثق بقدرات املرؤوسني بشكل كبري‪.‬‬ ‫‪ 23‬أعترب األخطاء جتارب عملية مفيدة‪.‬‬ ‫‪ 24‬أؤمن بالتعلم الذايت املستمر‪.‬‬

‫‪ 25‬أعرتف باألخطاء التي أرتكبها‪.‬‬

‫‪ 26‬أتعامل مع املواقف الغامضة واملعقدة بفاعلية‪.‬‬ ‫‪ 27‬أمتلك رؤية واضحة للمستقبل‪.‬‬

‫‪ 28‬أتنبأ بمشكالت العمل قبل حدوثها‪.‬‬ ‫‪ 29‬أستطيع حتويل الرؤى إىل واقع‪.‬‬ ‫‪ 30‬ألتزم بالقيم املثىل يف سلوكي‪.‬‬

‫‪ 31‬أسعى إىل حتقيق أعىل إنتاجية ممكنة يام يتناسب وقدرات املرؤوسني‪.‬‬ ‫‪ 32‬أعترب نفيس مصدرا للتفاؤل باملستقبل‪.‬‬

‫‪ 33‬أبتعد عن استغالل نفوذي لتحقيق مكاسب شخصية‪.‬‬ ‫‪ 34‬أغري رأيي عندما أقتنع بعدم صحته‪.‬‬

‫‪ 35‬أغري من طريقة أدائي للعمل بني فرتة وأخرى‪.‬‬

‫‪135‬‬



‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫�أثر ت�صميم برجمية عن الو�سائط املتعددة على التح�صيل املعريف‬ ‫لف�صل الويب ‪ 2.0‬لدى طالب كلية الرتبية بجامعة امللك في�صل‬ ‫عبد اإلله بن حسني العرفج و زياد عيل إبراهيم خليل‬

‫(*)‬

‫كلية الرتبية‪ ،‬جامعة امللك فيصل‪ ،‬األحساء‪ ،‬اململكة العربية السعودية‬

‫(*) قسم نظم املعلومات‪ ،‬معهد العبور العايل لإلدارة واحلاسبات ونظم املعلومات‪ ،‬مرص‬ ‫‪https://doi.org/10.37575/h/edu/1643‬‬

‫امللخص‬

‫هدفــت هــذه الدراســة إىل تعــرف فاعليــة اســتخدام برجميــة تعليميــة متعــددة الوســائط للمحتــوى التعليمــي ألحــد فصــول مقــرر‬ ‫"تقنيــات التعليــم"‪ ،‬وهــو فصــل "الويــب ‪ ،"2‬يف الفصــل الــدرايس الثــاين مــن العــام اجلامعــي ‪1432/1433‬هـــ‪ ،‬مســبوقة باســتخدام‬ ‫برجميــة تعليميــة لعــرض مفاهيــم الوســائط املتعــددة أوالً‪.‬‬ ‫تــم تقســيم عينــة الدراســة إىل ثــاث جمموعــات‪ :‬جمموعــة ضابطــة درســت فصــل "الويــب ‪ "2‬بالطريقــة التقليديــة‪ ،‬وجمموعــة‬ ‫جتريبيــة أوىل درســت فصــل "الويــب ‪ "2‬مــن خــال برجميــة تعليميــة متعــددة الوســائط‪ ،‬وجمموعــة جتريبيــة ثانيــة درســت برجميــة لعــرض‬ ‫مفاهيــم الوســائط املتعــددة أوالً‪ ،‬ثــم درســت فصــل "الويــب ‪ "2‬مــن خــال برجميــة تعليميــة متعــددة الوســائط‪.‬‬ ‫جــاءت نتائــج طــاب املجموعــة التجريبيــة األوىل مؤكــدة أن اســتخدام برجميــة تعليميــة متعــددة الوســائط لتدريــس املحتــوى‬ ‫التعليمــي لفصــل "الويــب ‪ "2‬يرفــع مســتوى التحصيــل الــدرايس للطــاب بشــكل فعــال جــدًّ ا‪ ،‬وجــاءت نتائــج طــاب املجموعــة‬ ‫التجريبيــة الثانيــة مؤكــدة أن اســتخدام برجميــة تعليميــة تعــرض مفاهيــم الوســائط املتعــددة أوالً قبــل اســتخدام برجميــة تعليميــة متعــددة‬ ‫الوســائط لتدريــس املحتــوى التعليمــي لفصــل "الويــب ‪ "2‬يرفــع مســتوى التحصيــل الــدرايس للطــاب بشــكل فعــال جــدًّ ا وأكــر مــن‬ ‫املجموعــة التجريبيــة األوىل‪ ،‬إال أنــه مل يوجــد فــرق ذو داللــة إحصائيــة بينهــا يف رسعــة التعلــم‪.‬‬ ‫أوصــت الدراســة باالهتــام بإنتــاج مــواد تعليميــة إلكرتونيــة متعــددة الوســائط تراعــي الفــروق الفرديــة بــن الطــاب‪ ،‬وتســهل‬ ‫عمليــة التعلــم وتصلــح لالســتخدام يف نظــم التعليــم املفــرد‪ ،‬كــا أوصــت بأمهيــة تصميــم برجميــات تعليميــة تعــرض مفاهيــم الوســائط‬ ‫املتعــددة واســتخدامها قبــل اســتخدام الربجميــات التعليميــة متعــددة الوســائط التــي تعــرض املحتــوى التعليمــي‪ ،‬واإلفادة مــن الربجميات‬ ‫التعليميــة التــي أنتجتهــا هــذه الدراســة؛ ســواء برجميــة املحتــوى التعليمــي أو برجميــة مفاهيــم الوســائط املتعــددة‪ ،‬واتبــاع الطــرق العلميــة‬ ‫يف تصميــم الربجميــات التعليميــة مــن خــال اســتخدام نــاذج التصميــم التعليمــي واجراءاهتــا العلميــة‪.‬‬ ‫الكلامت املفتاحية‪ :‬الربجميات التعليمية‪ ،‬التحصيل الدرايس‪ ،‬الوسائط املتعددة‪ ،‬الويب ‪.2.0‬‬

‫املقدمة‬ ‫نظــرا لســهولة احلصــول عــى املعلومــات ورسعــة‬ ‫الوصــول إليهــا يف اآلونــة األخــرة فقــد أصبــح‬ ‫توظيفهــا يف العمليــة التعليميــة لالرتقــاء هبــا أســهل‬ ‫مــن ذي قبــل‪ ،‬ولكــن توفــر هــذا الكــم الكبــر مــن‬ ‫املعلومــات جعــل إجيــاد الطــرق والتقنيــات املناســبة‬ ‫أمــرا‬ ‫لتوصيــل املعلومــات بشــكل رسيــع ومفهــوم ً‬ ‫رضوريــا‪ .‬وتعــد برجميــات الوســائط املتعــددة مــن‬ ‫أهــم التقنيــات التــي يمكــن اســتخدامها يف صياغــة‬ ‫املعلومــات وإيصاهلــا للمتعلمــن ورفــع مســتواهم‬ ‫العلمــي واملهــاري ;‪(Baturay and Bay, 2010‬‬ ‫)‪Vebrianto and Osman, 2011; Shieh, 2012‬‬ ‫وترجــع أمهيــة برجميــات الوســائط املتعــددة إىل زيــادة‬ ‫اهتــام الرتبويــن يف الفــرة األخــرة هبــا؛ ألهنــا‬ ‫تتصــف بالتكامــل والتفاعــل؛ حيــث يشــر التكامــل‬ ‫‪ Integration‬إىل املــزج بــن عــدة وســائط خلدمــة‬ ‫فكــرة أو مبــدأ عنــد العــرض‪ ،‬بينــا يشــر التفاعــل‬

‫‪ Interaction‬إىل الفعــل ورد الفعــل بــن املتعلــم وبــن‬ ‫مــا يعرضــه عليــه احلاســب اآليل (العرفــج وآخــرون‪،‬‬ ‫‪.)2012‬‬ ‫ولقــد أثبتــت برجميــات الوســائط املتعــددة أهنــا‬ ‫تســاعد املتعلــم عــى إعطائــه درجــة كبــرة مــن احلريــة‬ ‫يف التعامــل مــع املحتــوى التعليمــي‪ ،‬وبالتــايل يتحقــق‬ ‫التفاعــل بينهــا عــى الصــورة التــي تتيــح للمتعلــم‬ ‫قــدرا كبــرا مــن املرونــة والراحــة واملتعــة‪ ،‬األمــر الــذي‬ ‫حيقــق تعلــا أفضــل وأعمــق للمتعلــم‪ ،‬هــذا باإلضافــة‬ ‫إىل تقديــم املحتــوى التعليمــي بصــورة جذابــة وحمفــزة‬ ‫(‪.)Ferreras-Mendez et al. 2012‬‬ ‫ويمكــن باســتخدام برجميــات الوســائط املتعــددة‬ ‫التعبــر عــن أيــة معلومــة بأكثــر مــن وســيلة؛‬ ‫كالصــوت والصــورة واحلركــة وغريهــا‪ ،‬وبالتــايل‬ ‫يتــم توصيــل املعلومــات بالشــكل املناســب هلــا؛ إذ إن‬ ‫املعلومــات إذا قدمــت عــن طريــق أكثــر مــن وســيلة‬ ‫فإهنــا ختاطــب أكثــر مــن حاســة مــن حــواس املتعلــم‬

‫‪137‬‬


‫أثرتصميم برمجية عن الوسائط املتعددة على التحصيل املعرفي لفصل الويب ‪ 2.0‬لدى طالب كلي ‪...‬‬

‫املختلفــة‪ ،‬وبالتــايل تكــون أكثــر كفــاءة وفاعليــة ممــا لــو‬ ‫قدمــت بوســيلة واحــدة فقــط‪ ،‬وقــد بينــت الدراســات‬ ‫املختلفــة أن اإلنســان يســتطيع أن يتذكــر ‪ % 20‬ممــا‬ ‫يســمعه‪ ،‬ويتذكــر ‪ % 40‬ممــا يســمعه ويــراه‪ ،‬فــإذا‬ ‫ســمع ورأى وعمــل فــإن هــذه النســبة ترتفــع إىل نحــو‬ ‫‪ ،% 70‬وتــزداد هــذه النســبة يف حالــة تفاعــل اإلنســان‬ ‫مــع مــا يتعلمــه (‪.)Hukill, 2012‬‬ ‫وقــد أثبتــت العديــد مــن الدراســات‬ ‫(العرييش‪1431،‬هـــ؛ ‪Ahmad et al. 2010‬؛‪Baturay‬‬ ‫‪and Bay, 2010‬؛ الصواحلــة‪2011 ،‬؛ ‪Vebrianto‬‬ ‫‪and Osman, 2011‬؛ العبــوش‪2012 ،‬؛ ‪Shieh,‬‬ ‫‪2012‬؛ أبــو طلــق‪2013 ،‬؛‪(2013، Dikshit et al.‬‬ ‫فاعليــة برجميــات الوســائط املتعــددة يف تدريــس‬ ‫وتعليــم املقــررات الدراســية املختلفــة‪.‬‬ ‫إن معظــم تلــك الدراســات الســابقة اهتــم باملقارنــة‬ ‫بــن برجميــات الوســائط املتعــددة والطــرق التقليديــة‬ ‫للتعليــم مــن حيــث زيــادة التحصيــل الــدرايس‬ ‫ورفــع مســتوى املهــارات العمليــة‪ ،‬وتوصلــت إىل‬ ‫إثبــات فاعليــة برجميــات الوســائط املتعــددة عــى‬ ‫الطريقــة التقليديــة للتعليــم يف هــذا اإلطــار‪ ،‬ومنهــا‬ ‫دراســات هدفــت إىل تعــرف مواصفــات تصميــم‬ ‫برجميــات الوســائط املتعــددة‪ ،‬والتــي يمكــن أن تزيــد‬ ‫مــن فاعليتهــا عــى التحصيــل الــدرايس واملهــارات‬ ‫العمليــة‪.‬‬ ‫إال أن تلــك الدراســات مل يتنــاول أي منهــا جتربــة‬ ‫تدريــس برجميــة تعــرض مفاهيــم الوســائط املتعــددة‬ ‫قبــل البــدء يف عــرض برجميــة الوســائط املتعــددة‬ ‫للمحتــوى املطلــوب تعليمــه‪ ،‬وقيــاس مــدى فاعليــة‬ ‫الربجميــة التــي تعــرض مفاهيــم الوســائط املتعــددة عــى‬ ‫مــدى اســتيعاب املتعلــم لكيفيــة التعامــل مــع الربجميــة‬ ‫املتعلقــة باملحتــوى املطلــوب تعليمــه‪.‬‬ ‫مشكلة الدراسة‬ ‫نبعت مشكلة البحث احلايل من خالل‪:‬‬ ‫ قيــام الباحثــن بتدريــس مقــرر تقنيــات التعليــم‬‫بكليــة الرتبيــة‪ ،‬حيــث الحــظ الباحثــان ‪ -‬مــن‬ ‫قصــورا‬ ‫خــال درجــات الطــاب ‪ -‬أن هنــاك‬ ‫ً‬ ‫يف التحصيــل املعــريف لــدى الطــاب يف مقــرر‬ ‫«تقنيــات التعليــم»‪ ،‬وهــو أحــد املقــررات التــي‬ ‫يقدمهــا قســم تقنيــات التعليــم بكليــة الرتبيــة‬ ‫بجامعــة امللــك فيصــل‪.‬‬ ‫‪ -‬االطــاع عــى نتائــج البحــوث وتوصياهتا‪،‬مثــل‪:‬‬

‫‪138‬‬

‫عبد اإلله العرفج و زياد علي ابراهيم‬

‫اهلبــاد‪2013; 2011; ،‬‬ ‫‪ Rusanganwa, 2013‬حيــث اتضــح مــن خالهلــا‬ ‫‪al.‬‬

‫‪et‬‬

‫‪Dikshit‬‬

‫أن االجتاهــات التعليميــة احلديثــة تتجــه الســتخدام‬ ‫برجميــات الوســائط املتعــددة يف تدريــس املقــررات‬ ‫الدراســية‪ ،‬وأن هــذه الربجميــات توفــر فرصــة‬ ‫قــدرا مــن التفاعــل بــن‬ ‫التعلــم الفــردي‪ ،‬وتوفــر ً‬ ‫الربجميــة واملتعلــم (العرييش‪1431،‬هـــ؛ ‪Maree et‬‬ ‫‪ ،)al. 2013‬وأهنــا تؤثــر بشــكل إجيــايب عىل حتصيل‬ ‫الطــاب (حممــود‪2012 ،‬؛ ‪(Milovanovic 2013‬‬ ‫‪ et al.‬األمــر الــذي ينتــج تعلـ ًـا أفضــل وأبقــى أثـ ًـرا‬ ‫(عيــاد‪.)2008 ،‬‬ ‫ قلــة معرفــة الطــاب بمفاهيــم الوســائط املتعــددة‬‫وكيفيــة التعامــل معهــا‪ ،‬وقــد تبــن ذلــك مــن‬ ‫خــال التجربــة االســتطالعية التــي قــام الباحثــان‬ ‫بإجرائهــا‪ ،‬حيــث عرضــا بعــض برامــج الوســائط‬ ‫املتعــددة اجلاهــزة عــى عينــة مــن الطــاب‪ ،‬ومتــت‬ ‫مالحظــة كيفيــة تعامــل الطــاب معهــا والوقــت‬ ‫املســتغرق يف دراســتها‪.‬‬ ‫يف ضــوء مــا ســبق فــإن مشــكلة البحــث احلــايل‬ ‫تتحــدد يف‪:‬‬ ‫ •تعــرف أثــر اســتخدام برجميــة تعليميــة تعــرض‬ ‫مفاهيــم الوســائط املتعــددة أوالً قبــل اســتخدام‬ ‫برجميــة تعليميــة متعــددة الوســائط للمحتــوى‬ ‫التعليمــي املــراد تعليمــه‪ ،‬وهــو فصل «الويــب ‪،»2‬‬ ‫عــى التحصيــل املعــريف‪.‬‬ ‫أسئلة الدراسة‬ ‫التساؤل الرئيس‪:‬‬ ‫ •مــا أثــر تصميــم برجميــة عــن مفاهيــم الوســائط‬ ‫املتعــددة عــى التحصيــل الــدرايس لفصــل الويــب‬ ‫‪ 2.0‬لــدى طــاب كليــة الرتبيــة بجامعــة امللــك‬ ‫فيصــل؟‬ ‫ويتفرع عن هذا السؤال التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬ ‫ ‪1.‬مــا أثــر اســتخدام برجميــة تعليميــة متعــددة‬ ‫الوســائط لتدريــس فصــل «الويــب ‪ »2‬عــى‬ ‫التحصيــل الــدرايس لطــاب كليــة الرتبيــة بجامعــة‬ ‫امللــك فيصــل الدارســن ملقــرر «تقنيــات التعليــم»‬ ‫خــال الفصــل الــدرايس الثــاين مــن العــام اجلامعي‬ ‫‪1433/1432‬هـــ؟‬ ‫ ‪2.‬مــا أثــر اســتخدام برجميــة تعــرض مفاهيم الوســائط‬ ‫املتعــددة أوالً قبــل اســتخدام برجميــة تعليميــة‬ ‫متعــددة الوســائط لتدريــس فصــل «الويــب ‪»2‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫عــى التحصيــل الــدرايس لطــاب كليــة الرتبيــة‬ ‫بجامعــة امللــك فيصــل الدارســن ملقــرر «تقنيــات‬ ‫التعليــم» خــال الفصــل الــدرايس الثــاين مــن‬ ‫العــام اجلامعــي ‪1433/1432‬هـــ؟‬ ‫ ‪3.‬مــا أثــر اختــاف طريقــة تدريــس فصــل «الويــب‬ ‫‪( »2‬التقليديــة ‪ -‬برجميــة الويــب ‪ - 2‬برجميــة مفاهيم‬ ‫الوســائط ثــم برجميــة الويــب ‪ )2‬عــى التحصيــل‬ ‫الــدرايس للطــاب؟‬ ‫فروض الدراسة‬ ‫تتلخــص فــروض الدراســة يف الفــروض الثالثــة‬ ‫التاليــة‪:‬‬ ‫ ‪1.‬توجــد فــروق ذات داللــة إحصائيــة عنــد مســتوى‬ ‫‪ 0.05‬بــن املتوســطات احلســابية لدرجــات طــاب‬ ‫املجموعــة التجريبيــة األوىل يف االختبــار القبــي‬ ‫واالختبــار البعــدي الــذي يقيــس التحصيــل‬ ‫الــدرايس‪ ،‬ترجــع إىل األثــر األســايس الســتخدام‬ ‫برجميــة تعليميــة لعــرض فصــل «الويــب ‪.»2‬‬ ‫ ‪2.‬توجــد فــروق ذات داللــة إحصائيــة عنــد مســتوى‬ ‫‪ 0.05‬بــن املتوســطات احلســابية لدرجــات طــاب‬ ‫املجموعــة التجريبيــة الثانيــة يف االختبــار القبــي‬ ‫واالختبــار البعــدي الــذي يقيــس التحصيــل‬ ‫الــدرايس ترجــع إىل األثــر األســايس الســتخدام‬ ‫برجميــة يف مفاهيــم الوســائط املتعــددة أوالً ثــم‬ ‫برجميــة تعليميــة لعــرض فصــل «الويــب ‪.»2‬‬ ‫ ‪3.‬توجــد فــروق ذات داللــة إحصائيــة عنــد مســتوى‬ ‫‪ 0.05‬بــن املتوســطات احلســابية لدرجــات‬ ‫الطــاب يف املجموعــات الثــاث يف االختبــار‬ ‫البعــدي ترجــع إىل األثــر األســايس الســتخدام‬ ‫الربجميتــن التعليميتــن‪.‬‬ ‫أهداف الدراسة‬ ‫تتحدد أهداف الدراسة فيام ييل‪:‬‬ ‫ ‪1.‬تعــرف أثــر اســتخدام برجميــة تعليميــة متعــددة‬ ‫الوســائط لتدريــس املحتــوى التعليمــي ألحــد‬ ‫فصــول مقــرر «تقنيــات التعليــم»‪ ،‬وهــو فصــل‬ ‫«الويــب ‪ ،»2‬عــى التحصيــل الــدرايس لطــاب‬ ‫كليــة الرتبيــة بجامعــة امللــك فيصــل الدارســن‬ ‫ملقــرر «تقنيــات التعليــم» خــال الفصــل الدرايس‬ ‫الثــاين مــن العــام اجلامعــي ‪1433/1432‬هـــ‪.‬‬ ‫ ‪2.‬تعــرف أثــر اســتخدام برجميــة تعــرض مفاهيــم‬ ‫الوســائط املتعــددة أوالً قبــل اســتخدام برجميــة‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫تعليميــة متعــددة الوســائط لتدريــس املحتــوى‬ ‫التعليمــي ألحــد فصــول مقــرر «تقنيــات‬ ‫التعليــم»‪ ،‬وهــو فصــل «الويــب ‪ ،»2‬عــى‬ ‫التحصيــل الــدرايس لطــاب كليــة الرتبيــة‬ ‫بجامعــة امللــك فيصــل‪ ،‬الدارســن ملقــرر «تقنيــات‬ ‫التعليــم» خــال الفصــل الــدرايس الثــاين مــن‬ ‫العــام اجلامعــي ‪1433/1432‬هـــ‪.‬‬ ‫ ‪3.‬تعــرف أثــر اختــاف طريقــة تدريــس فصــل‬ ‫«الويــب ‪( »2‬التقليديــة ‪ -‬برجميــة الويــب ‪- 2‬‬ ‫برجميــة مفاهيــم الوســائط ثــم برجميــة الويــب ‪)2‬‬ ‫عــى التحصيــل الــدرايس للطــاب؟‬ ‫أمهية الدراسة‬ ‫تكمن أمهية الدراسة احلالية فيام ييل‪:‬‬ ‫ ‪1.‬تقــدم الدراســة نتائــج توضــح مــدى فاعليــة‬ ‫اســتخدام برجميــة تعــرض مفاهيــم الوســائط‬ ‫املتعــددة قبــل اســتخدام برجميــات تعليميــة متعــددة‬ ‫الوســائط تعــرض املحتــوى التعليمــي‪.‬‬ ‫ ‪2.‬تســهم نتائــج الدراســة يف تقليــل صعوبــات‬ ‫تدريــس فصــل «الويــب ‪ ،»2‬أحــد فصــول مقــرر‬ ‫تقنيــات التعليــم لــدى طــاب املســتوى الثــاين‬ ‫يف كليــة الرتبيــة بجامعــة امللــك فيصــل‪ ،‬وذلــك‬ ‫بتقديــم برنامــج وســائط متعــددة لتدريــس هــذا‬ ‫الفصــل بطريقــة فعالــة وإجيابيــة‪.‬‬ ‫ ‪3.‬تنتــج الدراســة احلاليــة برجميــة تعــرض مفاهيــم‬ ‫وأساســيات الوســائط املتعــددة‪ ،‬ويمكــن‬ ‫اســتخدامها قبــل تدريــس الربجميــات التعليميــة‬ ‫متعــددة الوســائط التــي تعنــى بعــرض حمتــوى‬ ‫درايس‪.‬‬ ‫ ‪4.‬تنتــج الدراســة نمــوذج لربجميــة وســائط متعــددة‬ ‫لفصــل الويــب ‪ ،2‬ويمكــن أن يسرتشــد هبــا يف‬ ‫إعــداد برجميــات أخــرى مماثلــة لزيــادة التحصيــل‬ ‫املعــريف لفصــول ومقــررات أخــرى‪.‬‬ ‫حدود الدراسة‬ ‫تقترص حدود الدراسة عىل‪:‬‬ ‫ ‪1.‬احلــدود املوضوعيــة‪ :‬فصــل «الويــب ‪ »2‬يف مقــرر‬ ‫«تقنيــات التعليــم»‪.‬‬ ‫ ‪2.‬احلــدود املكانيــة‪ :‬كليــة الرتبيــة بجامعــة امللــك‬ ‫فيصــل يف حمافظــة األحســاء‪.‬‬ ‫ ‪3.‬احلــدود الزمانيــة‪ :‬الفصــل الــدرايس الثــاين مــن‬ ‫العــام اجلامعــي ‪1433/1432‬هـــ‪.‬‬

‫‪139‬‬


‫أثرتصميم برمجية عن الوسائط املتعددة على التحصيل املعرفي لفصل الويب ‪ 2.0‬لدى طالب كلي ‪...‬‬

‫ ‪4.‬احلــدود البرشيــة‪ :‬طــاب املســتوى الثــاين بكليــة‬ ‫الرتبيــة بجامعــة امللــك فيصــل‪.‬‬ ‫مصطلحات الدراسة‬ ‫ ‪1.‬برجميات الوسائط املتعددة ‪:Multimedia‬‬ ‫ ‪-‬التعريــف العلمــي‪ :‬هــي برامــج حاســوبية‪ ،‬حتتــوي‬ ‫عــى مزيــج مــن النــص املكتــوب‪ ،‬والرســوم‬ ‫الثابتــة واملتحركــة‪ ،‬والصــوت والصــور الثابتــة‬ ‫واملتحركــة‪ ،‬لعــرض حمتــوى تعليمــي‪ ،‬يتفاعــل معــه‬ ‫املتعلــم (عزمــي‪.)132 ،2014 ،‬‬ ‫ ‪-‬التعريــف اإلجرائــي‪ :‬هــي برامــج حاســوبية‪ ،‬تــم‬ ‫تصميمهــا بواســطة الباحــث املســاعد‪ ،‬أحدمهــا ‪-‬‬ ‫برجميــة مفاهيــم الوســائط املتعــددة ‪ -‬تــم تصميمهــا‬ ‫باســتخدام برنامــج ‪ ،Power Point‬وثانيهــا‬ ‫ برجميــة الويــب ‪ - 2‬تــم تصميمهــا باســتخدام‬‫برنامــج الفــاش ‪.Flash‬‬ ‫ ‪:Web 2.02.‬‬ ‫هــو أحــد تطبيقــات اإلنرتنــت‪ ،‬ويقــوم عــى‬ ‫نظــام مكــون مــن جمموعــة صفحــات النــص الفائــق‬ ‫(‪ )HTML‬مرتبطــة م ًعــا‪ ،‬ومدعومــة بتطبيقــات وصفية‬ ‫حديثــة تعمــل داخــل اإلنرتنــت‪ ،‬حيــث يســتطيع‬ ‫املتعلــم تص ّفــح هــذه الصفحــات باســتخدام متص ّفــح‬ ‫ويــب‪ ،‬والتفاعــل معهــا باإلضافــة أو التعديــل؛‬ ‫حيــث يملــك مقــدارا كبــرا مــن صالحيــات املديــر‪،‬‬ ‫كــا هــو احلــال يف صفحــات التواصــل االجتامعــي‪،‬‬ ‫اليوتيــوب‪ ...‬وغريهــا (مصطفــى‪.)2013 ،‬‬ ‫ ‪3.‬مقرر تقنيات التعليم‪:‬‬ ‫هــو مقــرر إجبــاري عىل طــاب وطالبات املســتوى‬ ‫الثــاين يف كليــة الرتبيــة بجامعــة امللــك فيصــل يف حمافظة‬ ‫األحســاء‪ ،‬ويتــم تدريــس هــذا املقــرر ســنويا خــال‬ ‫الفصــل الــدرايس الثــاين مــن كل عــام جامعــي‪.‬‬ ‫اإلطار النظري والدراسات السابقة للبحث‪:‬‬ ‫تعــد برجميــات الوســائط املتعــددة وســيلة تعليميــة‬ ‫مناســبة للتعلــم الفــردي؛ فهــي تقــدم املعلومــة بشــكل‬ ‫منظومــي ســلس‪ ،‬ومتنــح املتعلــم فرصــة للتفاعــل مــع‬ ‫املــادة العلميــة املعروضــة‪ ،‬وحتقــق مــردودا تعليميــا‬ ‫جيــدا إذا تــم إعدادهــا بشــكل متقــن يتواكــب مــع‬ ‫األهــداف التعليميــة التــي يســعى املنهــج التعليمــي‬ ‫لتحقيقهــا (العرييش‪1431،‬هـــ‪.)2 ،‬‬ ‫كــا توفــر برجميــات الوســائط املتعــددة للمتعلــم‬ ‫وســائط خمتلفــة للعــرض وتقديــم املحتــوى‪ ،‬خيتــار‬

‫‪140‬‬

‫عبد اإلله العرفج و زياد علي ابراهيم‬

‫منهــا مــا يتناســب مــع تفضيلــه هلــذه النوعيــة أو‬ ‫تلــك مــن الوســائط (عزمــي‪ ،)132 ،2014 ،‬وتعــدد‬ ‫الوســائط يشــر إىل تعــدد احلــواس اخلاصــة باســتقبال‬ ‫املعلومــات يف أشــكال التقديــم املختلفــة‪ ،‬كــا يشــر إىل‬ ‫تبايــن خصائــص املتعلمــن وحاجاهتــم؛ بحيــث يلبــي‬ ‫هــذا التعــدد خمتلــف اخلصائــص واحلاجــات (أمحــد‪،‬‬ ‫‪ ،)107-99 ،2007‬هلــذا فإنــه جيــب عنــد إنتــاج برجميــة‬ ‫متعــددة الوســائط أن تتوفــر جمموعــة مــن الوســائط ال‬ ‫تقــل عــن ثالثــة وســائط حتــى تنطبــق عــى الربجميــة‬ ‫صفــة التعدديــة (الفــار‪.)233 ،2002 ،‬‬ ‫إن اســتخدام الوســائط املتعــددة يف التعليــم‬ ‫يعتمــد عــى توظيــف مدخــل احلــواس املتعــددة‬ ‫‪ ،Multisensory‬واملدخــل التفاعــي ‪Interactive‬‬ ‫‪ ،Approach‬معــا يف عمليتــي التعليــم والتعلــم‪ ،‬كــا‬ ‫أن التعلــم الــذي يتــم عــن طريــق هــذه الوســائط يتــم‬ ‫مــن خــال تكامــل وتآلــف معلومــات متعــددة يف‬ ‫الوقــت ذاتــه يف ذهــن املتعلــم (زيتــون‪.)457 ،2001 ،‬‬ ‫مفهوم الوسائط املتعددة‬ ‫توجــد تعريفــات عديــدة ملفهــوم برامــج الوســائط‬ ‫املتعــددة تُظهــر اخلصائــص املميــزة للمفهــوم‬ ‫ومكوناتــه‪ ،‬وفيــا يــي عــرض لبعــض هــذه التعريفات‪:‬‬ ‫عرفهــا (‪ Provenzo (2005, 15‬بأهنــا تكامــل‬ ‫بــن الصــوت والصــورة والرســوم والفيديــو‪ ،‬وإجيــاد‬ ‫عالقــات تبادليــة بينهــم مجيعــا يف برنامــج كمبيوتــري‬ ‫واحــد أو نظــام واحــد‪.‬‬ ‫وعرفتهــا حممــد (‪ )12 ،2010‬بأهنــا نــوع مــن‬ ‫الربجميــات التعليميــة احلاســوبية تشــتمل عــى عــدة‬ ‫وســائط (نــص‪ ،‬صــوت‪ ،‬صــورة‪ )...،‬تعمــل عــى‬ ‫تقديــم املحتــوى التعليمــي للــادة يف صورة مســموعة‪،‬‬ ‫ومرئيــة‪ ،‬األســاس فيهــا التكامــل والتفاعــل‪.‬‬ ‫كــا عرفهــا العرفــج وآخــرون (‪ )133 ،2012‬بأهنــا‬ ‫برامــج حاســوبية تتكامــل فيهــا عــدة وســائط مــن‬ ‫النصــوص املكتوبــة والصــور الثابتة والرســوم املتحركة‬ ‫والفيديــو والصــوت‪ ...‬لعــرض حمتــوى تعليمــي‪،‬‬ ‫وتتيــح للمتعلــم أن يســر فيهــا وفــق قدراتــه ويتفاعــل‬ ‫معهــا‪.‬‬ ‫تتفــق التعريفــات الســابقة عــى عنــارص ثابتــة‬ ‫لربجميــات الوســائط املتعــددة تشــتمل عــى الصــور‬ ‫الثابتــة واملتحركــة‪ ،‬الرســوم اخلطيــة واملتحركــة‪،‬‬ ‫النــص املكتــوب‪ ،‬الصــوت‪ ،‬كــا أهنــا تتفــق عــى‬ ‫خصائــص حمــددة لربنامــج الوســائط املتعــددة مثــل‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫رضورة وجــود تكامــل بــن عنــارص الربجميــة ورضورة‬ ‫التفاعــل بــن املتعلــم والربجميــة‪.‬‬ ‫األدوار التعليميــة لربجميــات الوســائط املتعــددة (قاســم‬ ‫وآخــرون‪:)200-199 ،2013 ،‬‬ ‫تعتمــد برجميــات الوســائط املتعــددة عــى الصــور‬ ‫الثابتــة واملتحركــة‪ ،‬والرســوم الثابتــة واملتحركــة‪،‬‬ ‫والنصــوص‪ ،‬ممزوجــة بتعليقــات ومؤثــرات صوتيــة‪،‬‬ ‫وخلفيــات موســيقية شــيقة؛ بحيــث يربمــج ذلــك‬ ‫كلــه وفــق تتابــع منظــم متســق‪ ،‬يســاعد الطالــب عــى‬ ‫التفاعــل مــع اخلــرة‪ ،‬واكتســاب املفاهيــم واملهــارات‬ ‫الالزمــة‪ ،‬وحتقيــق أهــداف املنهــج املحــددة عنــد‬ ‫دراســتها باســتخدام الكمبيوتــر‪ ،‬ومــن األدوار‬ ‫التعليميــة لتلــك الربجميــات‪:‬‬ ‫ ‪-‬تنميــة املعــارف واملفاهيــم واملهــارات التــي يصعب‬ ‫إكســاهبا للمتعلمــن بالطــرق التقليديــة‪ ،‬باإلضافــة‬ ‫إىل تنميــة مهــارات التفكــر الناقــد‪ ،‬والقــدرة عــى‬ ‫التأمــل‪ ،‬واملالحظــة‪ ،‬والتفســر‪ ،‬واالســتنتاج‪.‬‬ ‫ ‪-‬تنميــة املهــارات األساســية للتعلــم‪ ،‬مثــل‪ :‬القــراءة‬ ‫الفعالــة‪ ،‬والكتابــة املعــرة‪ ،‬والتنظيــم‪.‬‬ ‫ ‪-‬تســتخدم يف دراســة التاريــخ‪ ،‬وأحــداث املــايض‪ ،‬أو‬ ‫مشــاهدة البيئــات البرشيــة والطبيعيــة التــي يصعــب‬ ‫زيارهتــا ميدان ًّيــا‪ ،‬مثــل‪ :‬االنفجــارات الربكانيــة‪،‬‬ ‫والــزالزل‪ ،‬أو االهنيــارات األرضيــة‪ ،‬وتســهم‬ ‫بذلــك يف التغلــب عــى مشــكالت البعــد املــكاين‪،‬‬ ‫أو الزمــاين‪ ،‬أو خطــورة اخلــرة املبــارشة‪.‬‬ ‫تكنولوجيا الوسائط املتعددة من املدخل البنائي‪:‬‬ ‫اتفــق العديــد مــن الرتبويــن عــى أن التدريــس‬ ‫باســتخدام برجميــات الوســائط املتعــددة حيقــق‬ ‫التفاعــل النشــط اإلجيــايب واملتبــادل بــن املتعلــم‬ ‫والربجميــة التعليميــة )‪ (Stresbel, 1998, 297‬وذلــك‬ ‫ألن التدريــس باســتخدام تكنولوجيــا الوســائط‬ ‫املتعــددة يدعــم مفهــوم البنائيــة ‪Constructivism‬‬ ‫(‪(Hannum, 2001, 25‬؛ فالتعلــم حيــدث عندمــا‬ ‫يكــون املتعلــم أكثــر نشــا ًطا وقــدرة عــى بنــاء هيكلــه‬ ‫املعــريف بنفســه‪.‬‬ ‫إن املعرفــة البنائيــة تــدور حــول عمليــات البنــاء‬ ‫العقــي للمعلومــات؛ حيــث يقــوم املتعلــم ببنــاء تعلمــه‬ ‫اخلــاص عــن طريــق اســتقبال املثــرات اخلارجيــة‬ ‫ومتثيلهــا ومواءمتهــا يف بنيتــه املعرفيــة‪ ،‬لتكويــن‬ ‫ُبنــى وعمليــات معرفيــة جديــدة وبنــاء املعنــي لديــه‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫(مخيــس‪ ،)48-36 ،2003 ،‬وتتوافــق اخلصائــص‬ ‫الفنيــة هلــذا املدخــل مــع اخلصائــص الفنيــة لتصميــم‬ ‫برجميــات الوســائط املتعــددة‪ ،‬وذلــك مــن خــال‬ ‫املشــاهدة اهلادفــة والتفاعــل مــع (الفيديــو والنصــوص‬ ‫واألصــوات والصــور‪ )... ،‬داخــل الربجميــة التعليمية‪.‬‬ ‫وهكــذا حيقــق التدريــس بالوســائط املتعــددة‬ ‫املبــادئ التــي تقــوم عليهــا البنائيــة مثــل االنتقــال مــن‬ ‫التدريــس إىل البنــاء أو مــن الطاعــة إىل االســتقاللية‬ ‫ومــن اإللزاميــة إىل التعاونيــة ‪.(Kahn and‬‬ ‫)‪Friedman, 1993, 163‬‬ ‫ويف هــذا الصــدد أكــد (‪Aggrawal (1997, 356‬‬ ‫أن التدريــس بتكنولوجيــا الوســائط املتعــددة يســهم‬ ‫يف حتقيــق الفرديــة ‪ individualization‬يف التعلــم‬ ‫ويشــجع عــى التعلــم الــذايت؛ حيــث يراعــي الفــروق‬ ‫الفرديــة بــن املتعلمــن‪ ،‬وإعطــاء البدائــل للبــدء‬ ‫الســليم يف الربنامــج‪.‬‬ ‫واتفــق أيضــا عــدد مــن الباحثــن مثــل (ســيد‪،‬‬ ‫‪36 ،1995‬؛ البغــدادي‪266 ،1998 ،‬؛ ‪Milheim,‬‬ ‫‪1995‬؛ ‪ Nelson, 1998, 7‬؛‪Shellnit et al. 1999,‬‬ ‫‪250‬؛ ‪ )Mc- Connel, 2000, 2‬عــى فاعليــة‬ ‫التدريــس باســتخدام تكنولوجيــا الوســائط املتعــددة‬ ‫ودورهــا يف اســتثارة الدافعيــة لــدى املتعلــم وجــذب‬ ‫انتباهــه ومتكينــه مــن التعلــم الصحيــح وتتابعــه يف‬ ‫املحتــوى التعليمــي‪ ،‬وكذلــك فهــم اهليــكل البنائــي‬ ‫ألنــواع املعــارف‪ ،‬بمعنــي تكويــن معرفــة متكاملة ذات‬ ‫معنــى وليــس معرفــة جمــزأة‪ ،‬وتعلمهــا يف زمــن تعلــم‬ ‫خمتــر (الفــار‪.)59 ،1998 ،‬‬ ‫وعــى هــذا يمكــن القــول بــأن برجميــات الوســائط‬ ‫املتعــددة هــي طريقــة لتنظيــم العــرض التعليمــي مــن‬ ‫خــال احلاســب اآليل‪ ،‬تلــك الطريقــة (برجميــات‬ ‫الوســائط املتعــدد) اســتندت إىل مبــادئ وأســس‬ ‫كثــر مــن نظريــات التعليــم والتعلــم ونظريــات علــم‬ ‫النفــس ونظريــات االتصــال ونظريــة النظــم وكثــر من‬ ‫النظريــات العلميــة؛ إذ تقــدم هــذه املبادئ اإلرشــادات‬ ‫املتطلبــة لتصميــم عــروض برامــج الوســائط املتعــددة‪.‬‬ ‫ومــن األمثلــة عــى تلــك املبــادئ النظريــة وتأثريهــا‬ ‫عــى تصميــم برامــج الوســائط املتعــددة نظريــة األبنيــة‬ ‫املعرفيــة لربونــر (الشــيخ‪:)2007 ،‬‬

‫‪141‬‬


‫أثرتصميم برمجية عن الوسائط املتعددة على التحصيل املعرفي لفصل الويب ‪ 2.0‬لدى طالب كلي ‪...‬‬

‫نظرية األبنية املعرفية لربونر‪ .‬املصدر‪( :‬جابر‪:)206 ،1991،‬‬ ‫املبــــدأ‬

‫عبد اإلله العرفج و زياد علي ابراهيم‬

‫التأثيــــر‬

‫ )‪(1‬جيــب أن ينظــم املنهــج بحيــث يســهل تكويــن أبنيــة معرفية تقديــم برنامــج الوســائط املتعــددة بشــكل منظــم لفصولــه وألجزائه‬ ‫وللمعلومــات املقدمة يف كل شاشــة‪.‬‬ ‫(نظــم تصنيــف) ليســهل تعلمــه وتذكره‪.‬‬ ‫ )‪(2‬التــدرج يف بنــاء البنــاء املعــريف للمنهــج بشــكل يســهل ع��رض الحمتــوى العلمــي للربنامــج مــن الســهل إىل الصعــب‪ ،‬ومن‬ ‫البســيط إىل املركب‪.‬‬ ‫انتقالــه وتذكــره واكتشــافه‪.‬‬ ‫ )‪(3‬اســتخدام أبســط طــرق متثيــل املعرفــة ملقابلــه الفــروق اســتخدام عنــارص الوســائط املتعــددة لعــرض املحتــوى بشــكل‬ ‫مالئــم مــع مســتويات املتعلمــن‪.‬‬ ‫الفرديــة‪.‬‬ ‫ )‪ (4‬توفــر فــرص تدريــب املتعلــم لنفســه‪ .‬وذلــك مــا يشــجع تقديــم االختبــارات التكوينيــة ملعرفــة مــدى تقــدم املتعلــم يف‬ ‫دراســته‪.‬‬ ‫املتعلــم ويدفعــه لالكتشــاف‪.‬‬

‫مــن العــرض الســابق أدرك الباحثــان أمهيــة‬ ‫ودور الوســائط املتعــددة يف العمليــة التعليميــة‪ ،‬وأن‬ ‫اســتخدامها يف التدريــس قــد حيقــق الكثــر مــن النتائــج‬ ‫التعليميــة املرغوبــة‪ ،‬باإلضافــة إىل أن التدريــس‬ ‫بالوســائط املتعــددة حيقــق املبــادئ التــي تقــوم عليهــا‬ ‫البنائيــة كــا ســبق توضيحــه‪ ،‬األمــر الــذي حيقــق التعلم‬ ‫الفعــال‪ ،‬كذلــك قــد تكــون هنــاك عالقــة ارتباطيــة بــن‬ ‫زيــادة التحصيــل الــدرايس لــدى املتعلــم واســتخدام‬ ‫الوســائط املتعــددة يف التدريــس كــا أشــار البعــض‪،‬‬ ‫وال شــك أن مــا حيــدث مــن إجــراءات تعليميــة‬ ‫وتفاعــل مثمــر يف البيئــة التعليميــة التــي تســتخدم‬ ‫فيهــا الوســائط املتعــددة قــد يســهم يف تنميــة مفاهيــم‬ ‫«الويــب ‪ »2‬لــدى طــاب كليــة الرتبيــة‪ ،‬األمــر الــذي‬ ‫حتــاول الدراســة احلاليــة بحثــه‪.‬‬ ‫وقــد تعــددت الدراســات التــي أثبتــت فاعليــة‬ ‫الربجميــات احلاســوبية متعــددة الوســائط يف تدريــس‬ ‫املقــررات الدراســية املختلفــة‪ ،‬ويف املراحــل التعليميــة‬ ‫املتنوعــة‪ ،‬يف تنميــة التحصيــل الــدرايس‪ ،‬ومــن‬ ‫هــذه الدرســات‪( :‬خليــل‪2001 ،‬؛ غــام‪2008 ،‬؛‬ ‫أبــو شــقري وحســن‪2008 ،‬؛‪Baturay and Bay,‬‬ ‫‪2010‬؛‪Ahmad et al., 2010‬؛ العريــي‪1431 ،‬هـــ؛‬ ‫الصواحلــة‪2011 ،‬؛ اهلبــاد‪2011 ،‬؛‪Vebrianto and‬‬ ‫‪Osman, 2011‬؛ حممــود‪2012 ،‬؛ العبــوش‪2012 ،‬؛‬ ‫‪Ferreras-Mendez et al., 2012‬؛ يوســف‪2012 ،‬؛‬ ‫أبــو طلــق‪2013 ،‬؛ ‪Shieh, 2012‬؛‪Milovanovic et‬‬ ‫‪)al., 2013‬‬ ‫ومــن خــال مراجعــة تلــك الدراســات الســابقة‬ ‫اتضــح أهنــا اســتهدفت معرفــة تأثــر التعليــم املعتمــد‬ ‫عــى الربجميــات التعليميــة متعــددة الوســائط يف حتصيل‬ ‫الطــاب يف مــواد دراســية متعــددة ويف مراحل دراســية‬

‫‪142‬‬

‫خمتلفــة‪ ،‬وقــد توصلــت إىل فاعليــة اســتخدام الوســائط‬ ‫املتعــددة مقارنــة بالطــرق التقليديــة يف التدريــس‪.‬‬ ‫ويالحــظ أن هــذه الدراســات تشــرك مــع البحــث‬ ‫احلــايل يف اســتخدام الربجميــات التعليميــة متعــددة‬ ‫الوســائط ويف قياســها للتحصيــل لــدى الطــاب‬ ‫وختتلــف عنهــا يف جمــال الدراســة (فصــل الويــب ‪2‬‬ ‫مــن مقــرر تقنيــات التعليــم) وعينــة البحــث (طــاب‬ ‫املســتوى الثــاين يف كليــة الرتبيــة بجامعــة امللــك‬ ‫فيصــل)‪.‬‬ ‫منهج البحث وإجراءاته‬ ‫ •منهج البحث‪:‬‬ ‫يف ضوء طبيعة هذا البحث استخدم الباحثان‪:‬‬ ‫املنهــج الوصفــي‪ :‬لوصــف وحتليــل األدبيــات‬ ‫والبحــوث والدراســات الســابقة‪.‬‬ ‫املنهــج التجريبــي‪ :‬لدراســة أثــر برجميــة يف مفاهيــم‬ ‫الوســائط املتعــددة عــى التحصيــل املعــريف لفصــل‬ ‫الويــب ‪.2‬‬ ‫ •متغريات البحث‪:‬‬ ‫اشتمل البحث احلايل عىل املتغريات التالية‪:‬‬ ‫املتغــر املســتقل‪ :‬برنامــج وســائط متعــددة يعــرض‬ ‫مفاهيــم الوســائط املتعــددة‪ ،‬وبرنامــج وســائط‬ ‫متعــددة يعــرض فصــل الويــب ‪.2‬‬ ‫املتغــر التابــع‪ :‬التحصيــل املعــريف للمعلومــات‬ ‫املرتبطــة بفصــل (الويــب ‪.)2‬‬ ‫ •التصميم التجريبي‪:‬‬ ‫فيــا يــي جــدول (‪ )1‬الــذي يوضــح التصميــم‬ ‫التجريبــي املســتخدم يف هــذا البحــث‪:‬‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫جدول (‪ :)1‬التصميم التجريبي املستخدم يف هذا البحث‬ ‫طريقة تقليدية‬

‫برجمية تعليمية لفصل الويب ‪2‬‬

‫مج‪ :1‬املجموعة الضابطة‬

‫مج‪ :2‬املجموعة التجريبية األوىل‬

‫ويتضــح مــن التصميــم التجريبــي أنــه توجــد‬ ‫جمموعــة ضابطــة وجمموعتــان جتريبيتــان عــى النحــو‬ ‫التــايل‪:‬‬ ‫ ‪-‬جمموعــة (‪ ،)1‬وهــي املجموعــة الضابطــة‪ ،‬وتــدرس‬ ‫فصــل (الويــب ‪ )2‬بالطريقــة التقليديــة‪.‬‬ ‫ ‪-‬جمموعــة (‪ ،)2‬وهــي املجموعــة التجريبيــة األوىل‪،‬‬ ‫وتــدرس فصــل (الويــب ‪ )2‬مــن خــال برجميــة‬ ‫تعليميــة متعــددة الوســائط‪.‬‬ ‫ ‪-‬جمموعــة (‪ ،)3‬وهــي املجموعــة التجريبيــة الثانيــة‪،‬‬ ‫تــدرس برجميــة مفاهيــم الوســائط املتعــددة أوالً‪،‬‬ ‫ثــم تــدرس فصــل (الويــب ‪ )2‬مــن خــال برجميــة‬ ‫تعليميــة متعــددة الوســائط‪.‬‬

‫برجمية مفاهيم الوسائط املتعددة‬ ‫برجمية تعليمية لفصل الويب ‪2‬‬

‫مج‪ :3‬املجموعة التجريبية الثانية‬

‫بجامعــة امللــك فيصــل يف حمافظة األحســاء‪ ،‬الدارســن‬ ‫ملقــرر «تقنيــات التعليــم» خــال الفصــل الــدرايس‬ ‫الثــاين مــن العــام اجلامعــي ‪1433/1432‬هـــ‪ ،‬ويبلــغ‬ ‫عددهــم اإلمجــايل ‪ 319‬طال ًبــا‪ ،‬موزعــن عــى ‪ 9‬شــعب‬ ‫دراســية‪ ،‬بمتوســط ‪ 35‬طال ًبــا للشــعبة الواحــدة‪.‬‬ ‫ •عينة الدراسة‬ ‫تــم اختيــار ‪ 3‬شــعب مــن الشــعب الدارســة‬ ‫للمقــرر بطريقــة عشــوائية‪ ،‬وقــد بلغــت العينــة ‪115‬‬ ‫طال ًبــا‪ ،‬مشــكلني نســبة ‪ % 36‬مــن جمتمــع الدراســة‪،‬‬ ‫ويتوزعــون عــى ‪ 3‬شــعب دراســية حســب اجلــدول‬ ‫رقــم ‪.2‬‬

‫ •جمتمع الدراسة‬ ‫تكــون جمتمــع الدراســة مــن طــاب كليــة الرتبيــة‬ ‫رقم املجموعة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫جدول (‪ :)2‬توزيع عينة الدراسة عىل الشعب الدراسية حسب طريقة التدريس‬

‫وصف املجموعة‬ ‫الضابطة‪ :‬درست فصل «الويب ‪ "2‬بالطريقة التقليدية‬

‫التجريبية األوىل‪ :‬درست فصل «الويب ‪ "2‬من خالل برجمية وسائط متعددة‬

‫التجريبيــة الثانيــة‪ :‬درســت برجميــة لعــرض مفاهيــم الوســائط املتعــددة أوالً‪ ،‬ثــم‬ ‫درســت فصــل «الويــب ‪ "2‬مــن خــال برجميــة وســائط متعــددة‬ ‫املجموع‬

‫ •مواد املعاجلة التجريبية‬ ‫تطلــب البحــث احلــايل إعــداد مــواد املعاجلــة‬ ‫التجريبيــة التاليــة‪:‬‬ ‫ ‪-‬برنامـج وسـائط متعددة خـاص بمفاهيم الوسـائط‬ ‫املتعددة‪.‬‬ ‫ ‪-‬برنامـج وسـائط متعـددة خـاص بفصـل (الويـب‬ ‫‪.)2.0‬‬ ‫تصميــم وإنتــاج مــواد املعاجلــة التجريبيــة وأدوات‬ ‫البحــث‬ ‫أوالً‪ :‬بنــاء مــواد املعاجلــة التجريبيــة (برجميــة مفاهيــم‬ ‫الوســائط املتعــددة‪ ،‬وبرجميــة الويــب ‪)2‬‬

‫العدد‬

‫النسبة ‪%‬‬

‫‪35‬‬

‫‪% 30‬‬

‫‪39‬‬

‫‪% 34‬‬

‫‪115‬‬

‫‪% 100‬‬

‫‪41‬‬

‫‪% 36‬‬

‫بعــد االطــاع عــى العديــد مــن نــاذج التصميــم‬ ‫التعليمــي املســتخدمة يف تصميــم برامــج الوســائط‬ ‫املتعــددة‪ ،‬ومنهــا نمــوذج منصــور (‪)99 ،1991‬‬ ‫ونمــوذج )‪ Vaughan (1994, 362‬ونمــوذج‬ ‫)‪ ،Villamil and Molina (1996, 8‬ونمــوذج‬ ‫اجلــزار (‪ ،)111-107 ،2000‬ونمــوذج عبــد املنعــم‬ ‫وحســن (‪ ،)21 ،2000‬ونمــوذج ‪Stephen and‬‬ ‫)‪ Stanley (2001, 46‬الحــظ الباحثــان مــن خــال‬ ‫دراســة تلــك النــاذج الســابقة أهنــا تتفــق م ًعــا عــى‬ ‫املراحــل األساســية لعمليــة التصميــم واإلنتــاج‬ ‫للربامــج التعليميــة وإن اختلفــت يف عــرض تفاصيــل‬ ‫هــذه العمليــة‪.‬‬

‫‪143‬‬


‫أثرتصميم برمجية عن الوسائط املتعددة على التحصيل املعرفي لفصل الويب ‪ 2.0‬لدى طالب كلي ‪...‬‬

‫ويف ضــوء دراســة النــاذج الســابقة يتبنــى البحــت‬ ‫احلــايل نمــوذج عبــد املنعــم وحســن (‪ )21 ،2000‬عــى‬ ‫خصيصــا لتصميــم وإنتــاج‬ ‫أســاس أنــه نمــوذج أعــد‬ ‫ً‬ ‫برامــج الكمبيوتــر التعليميــة متعــددة الوســائط‪ ،‬كــا‬ ‫أنــه يتمشــى مــع طبيعــة البحــث احلــايل‪ ،‬كــا يتميــز‬ ‫باملرونــة والتأثــر املتبــادل بــن عنــارصه‪ ،‬ويتوافــق هــذا‬ ‫ﻣﺮﺣﻠﺔ‬

‫اﻟﺪراﺳﺔ‬

‫واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ‬

‫عبد اإلله العرفج و زياد علي ابراهيم‬

‫النمــوذج مــع اخلطــوات املنطقيــة للتخطيــط واإلعــداد‬ ‫والتصميــم لربامــج احلاســب متعــددة الوســائط‪،‬‬ ‫ويوضــح شــكل رقــم (‪ )1‬النمــوذج املشــار إليــه‪ ،‬مــع‬ ‫إجــراء بعــض التعديــات البســيطة التــي تتناســب مــع‬ ‫طبيعــة مــواد املعاجلــة التجريبيــة‪:‬‬

‫‪ -‬ﲢﺪﻳﺪ اﳌﺸﻜﻠﺔ ﳎﺎل اﻻﻫﺘﲈم‪.‬‬

‫‪ -‬ﲢﺪﻳﺪ اﳍﺪف اﻟﻌﺎم ﻟﻠﱪﻧﺎﻣﺞ‪.‬‬

‫ ﺟﺪو￯ ﺗﻮﻇﻴﻒ اﻟﻮﺳﺎﺋﻂ اﳌﺘﻌﺪدة‪.‬‬‫‪ -‬ﲢﺪﻳﺪ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﳌﺘﻌﻠﻤﲔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﺧﺘﻴﺎر وﲢﺪﻳﺪ اﳌﺤﺘﻮ￯ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ‪.‬‬

‫ﻣﺮﺣﻠﺔ‬

‫اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ‬

‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ‬

‫‪ -‬ﺻﻴﺎﻏﺔ اﻷﻫﺪاف اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ اﻹﺟﺮاﺋﻴﺔ‪.‬‬

‫ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﳌﺤﺘﻮ￯ ﻷﺟﺰاء‪.‬‬‫‪ -‬ﲢﻠﻴﻞ ﳏﺘﻮ￯ ﻛﻞ ﺟﺰء‪.‬‬

‫ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻮﺳﺎﺋﻂ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪.‬‬‫‪ -‬وﺻﻒ ﺑﻴﺌﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ‪.‬‬

‫ﺗﺼﻤﻴﻢ‬

‫اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ‬

‫ ﲢﺪﻳﺪ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ‪.‬‬‫‪ -‬ﲢﺪﻳﺪ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ‪.‬‬

‫‪ -‬ﲢﺪﻳﺪ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻹﺑﺤﺎر‪.‬‬

‫اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﳌﺮﲡﻌﺔ‬

‫ﻣﺮﺣﻠﺔ‬

‫‪ -‬ﲢﺪﻳﺪ أﻧﲈط ﺗﻔﺎﻋﻞ اﳌﺘﻌﻠﻢ ﻣﻊ اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﺼﻤﻴﻢ واﺟﻬﺎت اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ‪.‬‬

‫ ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﻋﲆ ورق )اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮ(‪.‬‬‫ﻣﺮﺣﻠﺔ‬

‫اﻹﻧﺘﺎج‬

‫‪ -‬ﲡﻤﻴﻊ ﻣﺼﺎدر اﻟﻮﺳﺎﺋﻂ‪.‬‬

‫‪ -‬إﻧﺘﺎج ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻄﻠﻮب ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻂ‪.‬‬

‫ اﺧﺘﻴﺎر ﻧﻈﺎم اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ واﻟﱪاﻣﺞ اﳌﺴﺎﻋﺪة‪.‬‬‫‪ -‬دﻣﺞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻂ وإﻧﺘﺎج اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ‪.‬‬

‫ﻣﺮﺣﻠﺔ‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬

‫‪ -‬إﺟﺎزة اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺘﺠﺮﻳﺐ اﳌﻴﺪاﲏ ﻟﻠﱪﻧﺎﻣﺞ‪.‬‬

‫وفيــا يــي رشح خلطــوات بنــاء برجميــة مفاهيــم‬ ‫الوســائط املتعــددة وبرجميــة الويــب ‪ 2‬التــي احتواهــا‬ ‫البحــث احلــايل‪:‬‬

‫خطــوات بنــاء برجميــة مفاهيــم الوســائط املتعــددة‬ ‫وبرجميــة الويــب ‪:2‬‬

‫ •مرحلة الدراسة والتحليل‬ ‫تضمنت هذه املرحلة اخلطوات التالية‪:‬‬ ‫ ‪-‬حتديد املشكلة جمال االهتامم‪:‬‬ ‫الحــظ الباحثــان قلــة معرفــة الطــاب بمفاهيــم‬ ‫الوســائط املتعــددة‪ ،‬كذلــك الوقــت الطويــل‬

‫‪144‬‬

‫املســتغرق يف معرفــة كيفيــة التعامــل مــع برجميــات‬ ‫الوســائط املتعــددة التعليميــة (مــن خــال التجربــة‬ ‫االســتطالعية)‪ ،‬باإلضافــة هلــدف البحــث‬ ‫األســايس مــن إعــداد الربنامــج وهــو قيــاس أثــره‬ ‫عــى زيــادة التحصيــل املعــريف لربنامــج وســائط‬ ‫متعــددة يعــرض فصــل تعليمــي عــن الويــب ‪.2‬‬ ‫ ‪-‬حتديد اهلدف العام للربنامج‪:‬‬ ‫تــم حتديــد األهــداف التعليميــة املطلــوب حتقيقهــا‬ ‫لــكل مــن برجميــة مفاهيــم الوســائط املتعــددة وبرجميــة‬ ‫فصــل «الويــب ‪.»2‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫ ‪-‬جدوى توظيف الوسائط املتعددة‪:‬‬ ‫تعــد الصــور والرســوم الثابتــة واملتحركــة واللغــة‬ ‫اللفظيــة ســواء املســموعة أو املقــروءة مــن عنــارص‬ ‫تصميــم برامــج الوســائط املتعــددة وإنتاجهــا‪ ،‬كــا‬ ‫تعــد هــذه العنــارص مــن أنســب الوســائل لتقديــم‬ ‫برنامــج حــول مفاهيــم الوســائط املتعــددة والويــب‬ ‫‪ ،2.0‬وبالتــايل فربامــج الوســائط املتعــددة تعــد مــن‬ ‫أفضــل الوســائل لتقديــم هــذا املحتــوى‪ ،‬حيــث تتيــح‬ ‫تلــك الربامــج التفاعــل مــع الطــاب والتناســب مــع‬ ‫خصائصهــم‪.‬‬ ‫ ‪-‬حتديد خصائص املتعلمني‪:‬‬ ‫تــم حتديــد ووصــف خصائــص املتعلمــن مــن‬ ‫حيــث املســتوى التعليمــي واالجتامعــي‪ ،‬وخرباهتــم‬ ‫الســابقة املرتبطــة بموضــوع التعلــم‪.‬‬ ‫ ‪-‬اختيار وحتديد املحتوى التعليمي‪:‬‬ ‫تــم اختيــار حمتــوى يــدور حــول مفاهيــم الوســائط‬ ‫املتعــددة‪ ،‬وذلــك مــن خــال االطــاع عــى بعــض‬ ‫الدراســات واملراجــع‪ ،‬وكذلــك فصــل «الويــب ‪»2‬‬ ‫مــن مقــرر تقنيــات التعليــم‪.‬‬ ‫ •مرحلة التصميم التعليمي‬ ‫تضمنت هذه املرحلة اخلطوات التالية‪:‬‬ ‫ ‪-‬صياغة األهداف التعليمية اإلجرائية‪:‬‬ ‫عــى ضــوء األهــداف العامــة للربجميتــن متــت‬ ‫صياغــة األهــداف التعليميــة اإلجرائيــة يف عبــارات‬ ‫ســلوكية حتــدد بدقــة التغيــر املطلــوب إحداثــه يف‬ ‫ســلوك املتعلــم‪ ،‬بحيــث تكــون قابلــة للمالحظــة‬ ‫والقيــاس بموضوعيــة‪.‬‬ ‫ ‪-‬تقسيم املحتوى ألجزاء‪:‬‬ ‫تــم تقســيم موضوعــات برجميــة مفاهيــم الوســائط‬ ‫املتعــددة ألجــزاء كــا يــي‪:‬‬ ‫(مفاهيــم عامــة ‪ -‬عنــارص برامــج الوســائط املتعددة‬ ‫وخصائصهــا ‪ -‬شاشــات برامــج الوســائط املتعــددة‬ ‫ومكوناهتــا وكيفيــة التعلــم منهــا ‪ -‬تدريبــات)‪.‬‬ ‫كــا تــم تقســيم موضوعــات برجميــة الويــب ‪2‬‬ ‫ألجــزاء كــا يــي‪:‬‬ ‫(مفهــوم الويــب ‪ 2‬وخصائصــه وأوجــه االختــاف‬ ‫بــن الويــب ‪ 1‬والويــب ‪ - 2‬تقنيــات الويــب ‪- 2‬‬ ‫خدمــات الويــب ‪ - 2‬تدريبــات)‪.‬‬ ‫ ‪-‬حتليل حمتوى كل جزء‪:‬‬ ‫مــن خــال حتديــد األهــداف التعليميــة العامــة‬ ‫واإلجرائيــة يف صورهتــا النهائيــة لــكل برجميــة‪ ،‬ومــن‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫خــال تقســيم املحتــوى ألجــزاء‪ ،‬تــم حتليــل املحتــوى‬ ‫املعــريف لــكل جــزء عــى حــدة إىل جمموعــة مــن املبــادئ‬ ‫واملفاهيــم واحلقائــق التــي تعمــل عــى توضيــح وحتقيق‬ ‫أهــداف الربجميتــن‪.‬‬ ‫ ‪-‬اختيار الوسائط التعليمية‪:‬‬ ‫يف هــذه اخلطــوة تــم حتديــد واختيــار الوســائط‬ ‫األكثــر مناســبة لتقديــم املحتــوى التعليمــي للربجميتني‪،‬‬ ‫وذلــك يف ضــوء أســس ومعايــر اختيــار الوســائط‬ ‫التعليميــة‪ ،‬وهــذه الوســائط إمــا أن تكــون جاهــزة‬ ‫ومتوفــرة أو يتــم إنتاجهــا‪ ،‬ويف مجيــع األحــوال يتــم‬ ‫تصميمهــا بــا يتــاءم مــع برامــج الوســائط املتعــددة‪.‬‬ ‫وقــد اســتعان الباحثــان بمجموعــة مــن الوســائط‬ ‫لتقديــم املحتــوى التعليمــي للربجميتــن وهــي‪:‬‬ ‫النصــوص املكتوبــة‪ ،‬الرســومات التوضيحيــة‪ ،‬الصــور‬ ‫الفوتوغرافيــة‪ ،‬مقاطــع الفيديــو‪ ،‬الصــوت (ســواء‬ ‫كانــت مؤثــرات موســيقية يف حالــة تعزيــز إجابــات‬ ‫املتعلــم أو صــوت مقــدم الربنامــج لقــراءة النصــوص‬ ‫املكتوبــة)‪.‬‬ ‫ ‪-‬وصف بيئة التعلم‪:‬‬ ‫يف هــذه اخلطــوة كان ال بــد مــن حتديــد بيئــة التعلــم‬ ‫املناســبة ومتطلباهتــا ووصــف املرحلــة التــي يعــد هلــا‬ ‫الربنامــج وطــرق التدريــس املتبعــة‪ ،‬ومــن املعــروف‬ ‫أن بيئــة التعلــم املناســبة لتوظيــف هــذه الربامــج هــي‬ ‫بيئــة التعلــم املفــرد وفــق أســلوب التعلــم الــذايت‪،‬‬ ‫حيــت يعتمــد البحــث احلــايل عــى تقديــم برجميــة‬ ‫مفاهيــم الوســائط املتعــددة للطــاب (عينــة البحــث)‬ ‫قبــل دراســتهم لربجميــة الويــب ‪ ،2.0‬وذلــك وفــق‬ ‫التصميــم التجريبــي للبحــث‪ ،‬كــا تــم اختيــار نمــط‬ ‫التعلــم اخلصــويص ‪ Tutorial‬كأحــد أنــاط اســتخدام‬ ‫الكمبيوتــر يف التعليــم ‪ C.A.I.‬وذلــك لعــرض‬ ‫املحتــوى التعليمــي للربجميتــن‪.‬‬ ‫ •مرحلة تصميم التفاعل‬ ‫وتضمنت هذه املرحلة اخلطوات التالية‪:‬‬ ‫ ‪-‬حتديد أنامط تفاعل املتعلم مع الربجميتني‪:‬‬ ‫يوجــد العديــد مــن أنــاط تفاعــل املتعلــم مــع‬ ‫الربجميتــن‪ ،‬وقــد تــم اختيــار مــا يســمى بنمــط التفاعــل‬ ‫الرجعــي ‪ Reactive Interaction‬وفيــه يعــرض‬ ‫الكمبيوتــر عــى املتعلــم العديــد مــن املحفــزات‬ ‫واملثــرات أثنــاء ســره يف الربجميــة‪ ،‬وعــى املتعلــم‬ ‫أن يســتجيب هلــذه املثــرات باســتجابات صحيحــة‬ ‫والكمبيوتــر يقــدم لــه املزيــد مــن املثــرات‪ ،‬ويســتطيع‬

‫‪145‬‬


‫أثرتصميم برمجية عن الوسائط املتعددة على التحصيل املعرفي لفصل الويب ‪ 2.0‬لدى طالب كلي ‪...‬‬

‫املتعلــم أن يســتجيب للمثــرات املختلفــة باســتخدام‬ ‫الفــأرة؛ حيــث يســتطيع اإلجابــة عــن أســئلة معينــة‬ ‫عــن طريــق النقــر بالفــأرة عــى االختيــار الصحيــح‬ ‫بــن عــدة بدائــل‪ ،‬أو ينقــر بالفــأرة عــى أيقونــات معينــة‬ ‫أو روابــط معينــة تتقــدم بــه إىل األمــام أو تعــود بــه إىل‬ ‫اخللــف‪ ،‬أو بالضغــط عــى أحــد أزرار لوحــة املفاتيــح‬ ‫أو الضغــط عــى زر معــن أو النقــر عــى أي جــزء مــن‬ ‫الشاشــة أو االختيــار مــن إحــدى القوائــم يف الربجميــة‪.‬‬ ‫ ‪-‬حتديد أساليب التفاعل‪:‬‬ ‫تــم اختيــار ما يســمى بأســلوب التفاعل احلــر ‪Free‬‬ ‫‪ Interaction‬وفيــه يعــرض الكمبيوتــر عــى املتعلــم‬ ‫العديــد مــن البدائــل بعــد انتهــاء عــرض إطــار شاشــة‬ ‫الربنامــج ليختــار منهــا املتعلــم مــا يناســبه ويتــاءم مــع‬ ‫موقــف التعلــم؛ فهــو أمــا أن يتقــدم لألمــام أو يرتاجــع‬ ‫للخلــف أو ُيعيــد مشــاهدة اإلطــار أو يعيــد مشــاهدة‬ ‫الصــور والرســوم داخــل اإلطــار نفســه أو يذهــب إىل‬ ‫القائمــة الفرعيــة أو الرئيســة أو خيــرج مــن الربنامــج‪،‬‬ ‫وذلــك دون قيــد أو رشط متعلــق بالزمــن أو بتقدمــه‬ ‫داخــل الربنامــج‪.‬‬ ‫ ‪-‬حتديد خريطة املفاهيم‪.‬‬ ‫هــذه اخلريطــة تعمــل عــى توضيــح كل املفاهيــم‬ ‫واحلقائــق واملعــارف التــي يقدمهــا الربنامــج‪ ،‬وتوضــح‬ ‫تسلســل هــذه املفاهيــم بالنســبة لبعضهــا البعــض‬ ‫وكيفيــة ربطهــا م ًعــا يف شــبكة واحــدة‪ .‬ومعظــم‬ ‫الربامــج التــي تعتمــد عــى نظــم الوســائط املتعــددة قــد‬ ‫ال هتتــم بوضــع خرائــط للمفاهيــم؛ حيــث ال يعتمــد‬ ‫هــذا النــوع مــن الربامــج الكمبيوتريــة عــى التفريعــات‬ ‫املتشــعبة والروابــط‪ ،‬لــذا تــم االســتغناء عــن تصميــم‬ ‫تلــك اخلريطــة يف الربنامــج احلــايل‪.‬‬ ‫ ‪-‬حتديد خريطة اإلبحار‪:‬‬ ‫تــم الدمــج بني األســلوبني اخلطــي واملتفــرع؛ حيث‬ ‫يعطــي هــذا الدمــج للمتعلــم مزيــدً ا مــن احلريــة يف‬ ‫اختيــار الرتتيــب املناســب لــه لدراســة أجــزاء املحتــوى‬ ‫داخــل الربنامــج‪ ،‬مــع فــرض خــط ســر حمــدد لــه‪،‬‬ ‫جيــب أن يمــر بخطواتــه أو إجراءاتــه داخــل كل جــزء‪.‬‬ ‫ ‪-‬تصميم واجهات التفاعل‪:‬‬ ‫املقصــود بتصميــم واجهــة التفاعــل هــو تصميــم‬ ‫إطــارات الربنامــج (شاشــات العــرض) التــي‬ ‫يتعامــل معهــا املتعلــم مــن حيــث صياغتهــا وأنواعهــا‬ ‫ومكوناهتــا‪ ،‬باإلضافــة إىل تصميــم مجيــع الوســائط‬ ‫التعليميــة املســتخدمة يف تقديــم املحتــوى التعليمــي‬

‫‪146‬‬

‫عبد اإلله العرفج و زياد علي ابراهيم‬

‫للربنامــج مــن صــور ثابتــة‪ ،‬ونصــوص مكتوبــة‪،‬‬ ‫ولقطــات فيديــو‪ ،‬وتعليــق صــويت‪ ،‬وموســيقى‬ ‫تصويريــة‪ ،‬ومؤثــرات صوتيــة وغريهــا مــن الوســائل‬ ‫التــي تــم اســتخدامها داخــل الربجميتــن‪.‬‬ ‫ ‪-‬تصميم الربنامج عىل ورق (السيناريو)‪:‬‬ ‫تــم تصميــم الوصــف التفصيــي لشاشــات‬ ‫الربجميتــن‪ ،‬حيــث قــام الباحــث املســاعد بإعــداد‬ ‫ســيناريو لــكل برجميــة (برجميــة مفاهيــم الوســائط‬ ‫املتعــددة ‪ -‬برجميــة الويــب ‪ ،)2‬كــا يف امللحــق (‪،)1‬‬ ‫وامللحــق (‪ ،)2‬ثــم تــم عــرض الربجميتــن عــى جمموعــة‬ ‫مــن أعضــاء هيئــة التدريــس املختصــن يف جمــال‬ ‫تقنيــات التعليــم واحلاســب التعليمــي والوســائط‬ ‫املتعــددة؛ القــراح التعديــات املناســبة عليهــا‪ ،‬وتــم‬ ‫األخــذ بعــدد مــن االقرتاحــات وإجــراء عــدد مــن‬ ‫التعديــات‪.‬‬ ‫ •مرحلة اإلنتاج‬ ‫تضمنت هذه املرحلة اخلطوات التالية‪:‬‬ ‫ ‪-‬جتميع مصادر الوسائط‪:‬‬ ‫تــم حتديــد وجتميــع الوســائط التعليميــة املختلفــة‬ ‫ســواء كانــت لفظيــة أو غــر لفظيــة (كالنصــوص‬ ‫املكتوبــة‪ ،‬والصــوت‪ ،‬والرســومات التوضيحيــة‪،‬‬ ‫الصــور الفوتوغرافيــة‪ ،‬مقاطــع الفيديــو) الالزمــة‬ ‫إلنتــاج الربجميتــن‪ ،‬وذلــك مــن خــال الرجــوع إىل‬ ‫املصــادر املتاحــة مثــل األقــراص الضوئيــة املدجمــة‬ ‫‪ ،CDs‬أو مــن الشــبكات العامليــة أو مــن املوســوعات‬ ‫التعليميــة والعلميــة املختلفــة‪.‬‬ ‫ ‪-‬إنتاج ما هو مطلوب من وسائط‪:‬‬ ‫يف هــذه املرحلــة تــم اإلنتــاج الفعــي للوســائط‬ ‫التعليميــة املتعــددة املســتخدمة يف تقديــم املحتــوى‬ ‫التعليمــي للربجميتــن‪ ،‬ســواء كانــت صو ًتــا متمث ـ ً‬ ‫ا يف‬ ‫اللغــة اللفظيــة املســموعة أو املوســيقى‪ ،‬كــا تــم إنتــاج‬ ‫بعــض مــن الرســومات والصــور التوضيحيــة‪.‬‬ ‫ ‪-‬اختيار نظام التأليف والربامج املساعدة‪:‬‬ ‫قــام الباحثــان باختيــار برنامــج التأليــف‬ ‫‪ PowerPoint‬الســتخدامه يف إنتــاج برجميــة مفاهيــم‬ ‫الوســائط املتعــددة‪ ،‬وبرنامــج التأليــف ‪ Flash‬يف إنتــاج‬ ‫برجميــة الويــب ‪.2‬‬ ‫ ‪-‬دمج الوسائط وإنتاج الربنامج‪:‬‬ ‫وهــذه هــي مرحلــة اإلنتاج الفعــي للربجميتــن‪ ،‬وقد‬ ‫جــاءت بعــد إدخــال مجيــع الوســائط التــي ســتعرض‬ ‫عــى شاشــات الربنامــج أو تُســمع مــن خالل ســاعات‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫الكمبيوتــر‪ ،‬وقــد روعــي عنــد بنــاء الربنامــج مبــادئ‬ ‫التصميــم التــي أســفرت عنهــا البحــوث‪.‬‬ ‫ولقــد احتــوت برجميــة الوســائط املتعــددة عــى ‪51‬‬ ‫ـارا‪ ،‬يشــتمل كل منهــا عــى وســائط متعــددة خمتلفــة‬ ‫إطـ ً‬ ‫مــن نصــوص وأصــوات وصــور (ثابتــة ومتحركــة)‬ ‫ورســوم (خطيــة ومتحركــة) والتحكــم يف التنقــل بــن‬ ‫اإلطــارات‪.‬‬ ‫ـارا‪،‬‬ ‫أمــا برجميــة الويــب ‪ 2‬فقــد احتــوت عــى ‪ 79‬إطـ ً‬ ‫يشــتمل كل منهــا عــى وســائط متعــددة خمتلفــة مــن‬ ‫نصــوص وأصــوات وصــور (ثابتــة ومتحركــة)‬ ‫ورســوم (خطيــة ومتحركــة) والتحكــم يف التنقــل بــن‬ ‫اإلطــارات‪.‬‬ ‫ •مرحلة التقويم‬ ‫ ‪-‬إجازة الربنامج‪:‬‬ ‫وقــد تضمنــت هــذه املرحلــة إجــراء التجريــب‬ ‫املصغــر لعمــل تقويم للربجميتــن‪ ،‬قبل إجــراء التجريب‬ ‫امليــداين (التجربــة األساســية)‪ ،‬مــن خــال عــرض‬ ‫الربجميتــن عــى جمموعــة مــن املحكمــن‪ ،‬وجتريــب‬ ‫الربجميتــن عــى عينــة اســتطالعية مــن طــاب املســتوى‬ ‫الثــاين بكليــة الرتبيــة بجامعــة امللــك فيصــل‪ ،‬ووصــل‬ ‫عــدد الطــاب يف العينــة العشــوائية االســتطالعية‬ ‫إىل (‪ )20‬طال ًبــا‪ ،‬والذيــن يدرســون مقــرر تقنيــات‬ ‫التعليــم (‪ )10‬طــاب لــكل برجميــة‪ ،‬هبــدف التأكــد مــن‬ ‫عــدم وجــود أيــة مشــكالت تتعلــق برسعــة العــرض‬ ‫وزمنــه‪ ،‬أو التتابــع وتسلســل عــرض الشاشــات يف‬ ‫كال الربجميتــن‪ .‬وتــم جتميــع مجيــع املالحظــات عــى‬ ‫الربجميتــن ومتــت مراعــاة هــذه املالحظــات وتعديلهــا‪.‬‬ ‫ ‪-‬التجريب امليداين للربنامج‪:‬‬ ‫تــم تطبيــق أدوات القيــاس اخلاصــة بالبحــث‪،‬‬

‫وبعدهــا بــدأ الطــاب يف دراســة برجميتــي مفاهيــم‬ ‫الوســائط والويــب ‪ 2‬عــى املجموعــة التجريبيــة الثانيــة‪،‬‬ ‫وبرجميــة الويــب ‪ 2‬عــى املجموعــة التجريبيــة األوىل‪،‬‬ ‫ثــم بعــد ذلــك قــام الباحثــان بتطبيــق أدوات القيــاس‬ ‫اخلاصــة بالبحــث بصــورة بعديــة بعــد االنتهــاء مــن‬ ‫التجربــة‪.‬‬ ‫ثان ًيا‪ :‬أداة البحث‬ ‫ملــا كان البحــث احلــايل هيــدف إىل قيــاس أثــر برجميــة‬ ‫يف مفاهيــم الوســائط املتعــددة عــى التحصيــل الدرايس‬ ‫لفصــل الويــب ‪ ،2‬فقــد تــم إعــداد األداة التاليــة‪:‬‬ ‫االختبــار التحصيــي‪ :‬عــى ضــوء األهــداف‬ ‫اإلجرائيــة واملحتــوى التعليمــي للربجميــة‪ ،‬تــم بنــاء‬ ‫اختبــار حتصيــي (قبيل‪/‬بعــدي) للجانــب املعــريف‬ ‫املرتبــط بفصــل «الويــب ‪ »2‬مــن النــوع املوضوعــي‪،‬‬ ‫وفيــا يــي عــرض مفصــل لإلجــراءات التــي اتبعــت يف‬ ‫بنــاء هــذا االختبــار وتتلخــص فيــا يــي‪:‬‬ ‫ ‪-‬هدف االختبار‪:‬‬ ‫هــدف االختبــار التحصيــي إىل تعــرف مــدى‬ ‫اكتســاب طــاب املســتوى الثــاين بكليــة الرتبيــة جامعــة‬ ‫امللــك فيصــل (عينــة البحــث) للجوانــب املعرفيــة‬ ‫املرتبطــة بفصــل «الويــب ‪ »2‬يف مقرر تقنيــات التعليم‪.‬‬ ‫ ‪-‬إعداد جدول املواصفات‪:‬‬ ‫تــم إعــداد جــدول مواصفــات االختبــار (جــدول‬ ‫‪ )3‬مــن خــال حتليــل املحتــوى التعليمــي عــى ضــوء‬ ‫مســتوى األهــداف املعرفيــة‪ ،‬وحتديــد عــدد األســئلة‬ ‫التــي يقــاس هبــا كل مســتوى يف كل عنــر مــن عنــارص‬ ‫املحتــوى‪ ،‬مــع حتديــد الــوزن النســبي لــكل مســتوى‪،‬‬ ‫وكل عنــر مــن عنــارص املحتــوى‪.‬‬

‫جدول (‪ : )3‬جدول مواصفات االختبار التحصييل‬ ‫تذكر‬

‫فهم‬

‫تطبيق‬

‫مفهوم الويب ‪ 2‬وخصائصه وأوجه االختالف بينه وبني الويب ‪1‬‬

‫الوزن النسبي‬ ‫لفصول الربنامج‬

‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪-‬‬

‫‪% 24‬‬

‫تقنيات الويب ‪2‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪% 26‬‬

‫خدمات الويب ‪2‬‬

‫‪9‬‬

‫‪6‬‬

‫‪2‬‬

‫‪% 50‬‬

‫‪% 53‬‬

‫‪% 34‬‬

‫‪% 13‬‬

‫‪% 100‬‬

‫املحتوى‬

‫األهداف‬

‫الوزن النسبي لألهداف‬

‫ ‪-‬بناء االختبار يف صورته األولية‪:‬‬ ‫تــم بنــاء االختبــار يف صورتــه األوليــة حســب‬

‫األهــداف الســلوكية للربنامــج ومســتوياهتا املعرفيــة‬ ‫وذلــك حســب جــدول املواصفــات‪ ،‬وقــد روعــي يف‬

‫‪147‬‬


‫أثرتصميم برمجية عن الوسائط املتعددة على التحصيل املعرفي لفصل الويب ‪ 2.0‬لدى طالب كلي ‪...‬‬

‫صياغــة مفــردات االختبــار أن تغطــي مجيــع األهــداف‬ ‫اإلجرائيــة‪ ،‬ووصــل عــدد مفــردات االختبــار يف‬ ‫صورتــه األوليــة إىل (‪ )35‬مفــردة‪ ،‬منهــم (‪ )22‬مفــردة‬ ‫مــن نــوع الصــواب واخلطــأ‪ ،‬و(‪ )13‬مفــردة مــن نــوع‬ ‫أســئلة الربــط بــن الفقــرات املرتابطــة يف العموديــن (أ)‬ ‫و (ب)‪.‬‬ ‫ ‪-‬تعليامت االختبار‪:‬‬ ‫روعــي يف التعليــات أن تكــون ســهلة وواضحــة‬ ‫ودقيقــة ومبــارشة‪ ،‬وتوضــح رضورة اإلجابــة عــن كل‬ ‫األســئلة‪.‬‬ ‫ ‪-‬تقدير الدرجات‪:‬‬ ‫روعــي عنــد تصحيــح االختبــار أن تعطــى درجــة‬ ‫واحــدة لــكل إجابــة صحيحــة وصفــر لــكل إجابــة‬ ‫خطــأ‪ ،‬وبالتــايل تكــون الدرجــة الكليــة لالختبــار ‪30‬‬ ‫درجــة‪.‬‬ ‫ ‪-‬ضبط االختبار‪:‬‬ ‫تشــتمل عمليــة ضبــط االختبــار عــى اخلطــوات‬ ‫التاليــة‪:‬‬ ‫ ‪-‬التأكد من صدق االختبار‪:‬‬ ‫للتأكــد مــن صــدق االختبــار تــم عرضــه بعــد‬ ‫تصميمــه وبنائــه عــى جمموعــة مــن املحكمــن وأعضــاء‬ ‫هيئــة التدريــس املختصــن يف جمــال تقنيــات التعليــم يف‬ ‫جامعــة امللــك فيصــل‪ ،‬وذلــك بغــرض حتكيمــه مــن‬ ‫حيــث‪ :‬وضوحــه وســامته اللغويــة ومــدى مالءمــة‬ ‫حمتــواه ملــا يــراد قياســه وإضافــة وحــذف وتغيــر‬ ‫بعــض أســئلته‪ ،‬وقــد تــم تعديلــه بنــاء عــى اقرتاحــات‬ ‫املحكمــن‪.‬‬ ‫ ‪-‬التأكد من ثبات االختبار‪:‬‬ ‫املقصــود بثبــات االختبــار هــو إعطــاء النتائــج‬ ‫نفســها إذا مــا أعيــد تطبيقــه عــى األفــراد أنفســهم ويف‬ ‫الظــروف نفســها‪ ،‬وقــد تــم تطبيــق االختبــار عــى عينــة‬ ‫مكونــة مــن ‪ 20‬طال ًبــا مــن طــاب املســتوى الثــاين‪،‬‬ ‫وبعــد مــرور مخســة عــر يومــا متــت إعــادة االختبــار‬ ‫نفســه للمــرة الثانيــة عــى املجموعــة نفســها‪ ،‬وتــم‬ ‫حســاب ثبــات االختبــار باســتخدام معادلــة بريســون‪،‬‬ ‫وكان معامــل الثبــات هــو ‪ 0.91‬وهــذه النســبة مرتفعــة‬ ‫ومقبولــة وتعــر عــن ثبــات االختبــار‪.‬‬ ‫ ‪-‬زمن االختبار‪:‬‬ ‫تــم رصــد زمــن اإلجابــات لــكل طالــب مــن أفــراد‬ ‫العينــة التــي أجريــت عليهــا التجربــة االســتطالعية‬ ‫لالختبــار‪ ،‬ويف هنايــة التجربــة تــم حســاب متوســط‬ ‫زمــن االختبــار فــكان (‪ 44‬دقيقــة)‪.‬‬

‫‪148‬‬

‫عبد اإلله العرفج و زياد علي ابراهيم‬

‫ ‪-‬الصورة النهائية لالختبار التحصييل‪:‬‬ ‫بعــد انتهــاء خطــوات إعــداد االختبــار التحصيــي‪،‬‬ ‫والتأكــد مــن صدقــه وثباتــه‪ ،‬أصبــح االختبــار يف‬ ‫صورتــه النهائيــة مكو ًنــا مــن (‪ )30‬مفــردة‪ ،‬منهــا (‪)20‬‬ ‫مفــردة مــن نــوع الصــواب واخلطــأ‪ ،‬و(‪ )10‬مفــردات‬ ‫مــن نــوع الربــط بــن الفقــرات املرتابطــة يف العموديــن‬ ‫(أ) و (ب)‪( .‬ملحــق ‪)3‬‬ ‫تطبيق التجربة األساسية للبحث‪:‬‬ ‫أجريــت التجربــة األساســية للبحــث‪ ،‬وتضمنــت‬ ‫تطبيــق أدوات البحــث‪ ،‬ومــواد املعاجلــة التجريبيــة‪،‬‬ ‫وقــد مــرت عمليــة التجريــب باملراحــل التاليــة‪:‬‬ ‫ •تطبيق أداة القياس قبليا‪:‬‬ ‫تــم تطبيــق االختبــار (القبــي‪ /‬البعــدي) التحصيــي‬ ‫عــى املجموعــات الثــاث‪ :‬الضابطــة والتجريبيــة‬ ‫األوىل والتجريبيــة الثانيــة‪ ،‬وذلــك حلســاب درجاهتــم‬ ‫القبليــة‪ ،‬وتــم التصحيــح والرصــد يف كشــوف خاصــة‬ ‫متهيــدا ملعاجلتهــا إحصائيــا‪.‬‬ ‫ •االستعداد للتجريب‪:‬‬ ‫تــم اتبــاع عــدد مــن اإلجــراءات قبــل تنفيــذ التجربة‬ ‫األساســية للبحــث‪ ،‬تتلخــص فيــا ييل‪:‬‬ ‫ ‪-‬تــم نســخ برجميــة مفاهيــم الوســائط املتعــددة‬ ‫وبرجميــة الويــب ‪ 2‬عــى أجهــزة معمــل احلاســب‪.‬‬ ‫ ‪-‬التنبيــه عــى الطــاب بااللتــزام باحلضــور طــول‬ ‫فــرة تطبيــق التجربــة‪ ،‬وحتفيزهــم عــى ذلــك‪.‬‬ ‫ ‪-‬توفــر جهــاز لــكل طالــب وبــه ســاعات للــرأس‬ ‫لعــدم التشــويش الصــويت عــى اآلخريــن‪.‬‬ ‫ •إجراءات التطبيق‬ ‫ ‪-‬بشــأن املجموعــة الضابطــة‪ :‬درس الطــاب حمتــوى‬ ‫فصــل «الويــب ‪ »2‬بالطريقــة التقليديــة‪.‬‬ ‫ ‪-‬بشــأن املجموعــة التجريبيــة األويل‪ :‬درس الطــاب‬ ‫حمتــوى فصــل «الويــب ‪ »2‬مــن خــال برجميــة‬ ‫تعليميــة متعــددة الوســائط‪ ،‬مــع تســجيل زمــن‬ ‫تعلــم كل طالــب مــن برجميــة الويــب ‪.2‬‬ ‫ ‪-‬بشــأن املجموعــة التجريبيــة الثانيــة‪ :‬درس الطــاب‬ ‫حمتــوى فصــل «الويــب ‪ »2‬مــن خــال برجميــة‬ ‫تعليميــة لعــرض مفاهيــم الوســائط املتعــددة أوال‪،‬‬ ‫ثــم درســوا فصــل «الويــب ‪ »2‬مــن خــال برجميــة‬ ‫تعليميــة متعــددة الوســائط‪ ،‬مــع تســجيل زمــن‬ ‫تعلــم كل طالــب مــن برجميــة الويــب ‪.2‬‬ ‫ •تطبيق أداة القياس بعد ًّيا‪:‬‬ ‫تــم تطبيــق االختبــار القبيل‪/‬البعــدي التحصيــي‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫عــى املجموعــات الثــاث‪ :‬الضابطــة والتجريبيــة‬ ‫األوىل والتجريبيــة الثانيــة‪ ،‬وذلــك حلســاب درجاهتــم‬ ‫بعــد دراســة الربجميــة‪ ،‬وتــم التصحيــح والرصــد يف‬ ‫كشــوف خاصــة متهيــدا ملعاجلتهــا إحصائ ًّيــا‪.‬‬ ‫األساليب اإلحصائية املستخدمة‬ ‫لإلجابــة عــن الســؤالني األولــن املتعلقــن بفاعليــة‬ ‫اســتخدام برجميــة تعليميــة متعــددة الوســائط لتدريــس‬ ‫املحتــوى التعليمــي لفصــل «الويــب ‪ ،»2‬وفاعليــة‬ ‫اســتخدام برجميــة تعــرض مفاهيــم الوســائط املتعــددة‬ ‫أوالً قبــل اســتخدام برجميــة تعليميــة متعــددة الوســائط‬ ‫لتدريــس املحتــوى التعليمــي لفصــل «الويــب ‪ »2‬عــى‬ ‫التحصيــل املعــريف للطــاب؛ قــد تــم حتليــل البيانــات‬ ‫مــن خــال املتوســطات احلســابية واالنحرافــات‬ ‫املعياريــة‪ ،‬وإجــراء اختبــار ت ‪One-Sample T Test‬‬ ‫لقيــاس الفــرق بــن متوســطي االختباريــن القبــي‬ ‫والبعــدي لــكل مــن املجموعتــن التجريبيــة األوىل‬ ‫والتجريبيــة الثانيــة عــى حــدة‪.‬‬ ‫وإلجابــة الســؤال الثالــث املتعلــق بقيــاس الفــروق‬ ‫ذات الداللــة اإلحصائيــة يف التحصيــل املعــريف يف‬ ‫فصــل «الويــب ‪ »2‬بــن الطــاب بنــاء عــى طريقــة‬ ‫تدريســهم تــم إجــراء التحليــل التباينــي أحــادي االجتــاه‬ ‫‪ One-Way Anova‬لقيــاس الفــرق بــن متوســطات‬ ‫االختبــارات البعديــة للمجموعــات الثــاث‪.‬‬

‫نتائج الدراسة‬ ‫الســؤال األول‪ :‬مــا أثــر اســتخدام برجميــة تعليميــة‬ ‫متعــددة الوســائط لتدريــس املحتــوى التعليمــي‬ ‫ألحــد فصــول مقــرر «تقنيــات التعليــم» وهــو‬ ‫فصــل «الويــب ‪ »2‬عــى التحصيــل املعــريف لطــاب‬ ‫كليــة الرتبيــة بجامعــة امللــك فيصــل الدارســن ملقــرر‬ ‫«تقنيــات التعليــم» خــال الفصــل الــدرايس الثــاين من‬ ‫العــام اجلامعــي ‪1433/1432‬هـــ؟‬ ‫ملعرفــة أثــر اســتخدام برجميــة تعليميــة متعــددة‬ ‫الوســائط لتدريــس املحتــوى التعليمــي لفصــل‬ ‫«الويــب ‪ »2‬عــى التحصيــل املعــريف لطــاب‬ ‫املجموعــة التجريبيــة األوىل‪ ،‬فقــد تــم إجــراء اختبــار‬ ‫قبــي واختبــار بعــدي لطــاب املجموعــة‪ ،‬وقــد بلــغ‬ ‫الفــرق بــن متوســطي االختباريــن ‪ 4.17‬لصالــح‬ ‫االختبــار البعــدي‪ ،‬وبانحــراف معيــاري مقــداره‬ ‫‪ ،4.687‬وملعرفــة مــا إذا كان هــذا الفــرق ذا داللــة‬ ‫إحصائيــة عنــد مســتوى ‪ 0.05‬فقــد تــم إجــراء اختبــار‬ ‫«ت»‪ ،‬وكانــت نتيجتــه دالــة إحصائيــا‪ ،‬األمــر الــذي‬ ‫يؤكــد فاعليــة الربجميــة التعليميــة متعــددة الوســائط‬ ‫لتدريــس املحتــوى التعليمــي لفصــل «الويــب ‪ »2‬كــا‬ ‫يتضــح يف اجلــدول رقــم (‪.)4‬‬

‫جدول رقم (‪ :)4‬اختبار «ت» لقياس فاعلية استخدام برجمية تعليمية متعددة الوسائط لتدريس فصل «الويب ‪.»2‬‬

‫متوسط الفرق بني االختبارين القبيل والبعدي للمجموعة التجريبية األوىل‬

‫درجة احلرية‬

‫قيمة ‪T‬‬

‫قيمة ‪p‬‬

‫‪4.171‬‬

‫‪34‬‬

‫‪5.265‬‬

‫‪0.000‬‬

‫الســؤال الثــاين‪ :‬مــا أثــر اســتخدام برجميــة تعــرض‬ ‫مفاهيــم الوســائط املتعــددة أوال قبــل اســتخدام برجميــة‬ ‫تعليميــة متعــددة الوســائط لتدريــس املحتــوى التعليمي‬ ‫ألحــد فصــول مقــرر «تقنيــات التعليــم» وهــو فصــل‬ ‫«الويــب ‪ »2‬عــى التحصيــل املعــريف لطــاب كليــة‬ ‫الرتبيــة بجامعــة امللــك فيصــل‪ ،‬الدارســن ملقــرر‬ ‫«تقنيــات التعليــم» خــال الفصــل الــدرايس الثــاين‬ ‫مــن العــام اجلامعــي ‪1433/1432‬هـــ؟‬ ‫ملعرفــة مــدى فاعليــة اســتخدام برجميــة تعليميــة‬ ‫تعــرض مفاهيــم الوســائط املتعــددة أوال قبل اســتخدام‬ ‫برجميــة تعليميــة متعــددة الوســائط لتدريــس املحتــوى‬ ‫التعليمــي لفصــل «الويــب ‪ »2‬عــى التحصيــل املعــريف‬

‫لطــاب املجموعــة التجريبيــة الثانيــة‪ ،‬فقــد تــم إجــراء‬ ‫اختبــار قبــي واختبــار بعــدي لطــاب املجموعــة‪ ،‬وقــد‬ ‫بلــغ الفــرق بــن متوســطي االختباريــن ‪ 6.57‬لصالــح‬ ‫االختبــار البعــدي‪ ،‬وبانحــراف معيــاري مقــداره‬ ‫‪ ،4.435‬وملعرفــة مــا إذا كان هــذا الفــرق ذا داللــة‬ ‫إحصائيــة عنــد مســتوى ‪ 0.05‬فقــد تــم إجــراء اختبــار‬ ‫«ت»‪ ،‬وكانــت نتيجتــه دالــة إحصائيــا‪ ،‬األمــر الــذي‬ ‫يؤكــد فاعليــة الربجميــة التعليميــة التــي تعــرض مفاهيــم‬ ‫الوســائط املتعــددة أوال قبــل اســتخدام برجميــة تعليميــة‬ ‫متعــددة الوســائط لتدريــس املحتــوى التعليمــي لفصل‬ ‫«الويــب ‪ »2‬كــا يتضــح يف اجلــدول رقــم (‪.)5‬‬

‫‪149‬‬


‫عبد اإلله العرفج و زياد علي ابراهيم‬

‫أثرتصميم برمجية عن الوسائط املتعددة على التحصيل املعرفي لفصل الويب ‪ 2.0‬لدى طالب كلي ‪...‬‬

‫جدول (‪ :)5‬اختبار «ت» لقياس فاعلية برجمية تعرض مفاهيم الوسائط املتعددة أوال قبل استخدام برجمية تعليمية متعددة‬ ‫الوسائط لتدريس فصل «الويب ‪.»2‬‬ ‫متوسط الفرق بني االختبارين القبيل والبعدي للمجموعة التجريبية الثانية‬ ‫‪6.564‬‬

‫ومــن اجلديــر بالذكــر أن نتائــج املجموعــة‬ ‫الضابطــة التــي درســت فصــل «الويــب ‪ »2‬بالطريقــة‬ ‫التقليديــة قــد أثبتــت نتائــج إجيابيــة‪ ،‬إال أهنــا أقــل مــن‬ ‫نتائــج املجموعتــن األخريــن‪ ،‬فقــد بلــغ الفــرق بــن‬ ‫متوســطي االختباريــن القبــي والبعــدي للمجموعــة‬ ‫الضابطــة ‪ 2.36‬لصالــح االختبــار البعــدي‪ ،‬وبانحراف‬ ‫معيــاري مقــداره ‪ ،4.085‬وملعرفــة مــا إذا كان هــذا‬

‫درجة احلرية‬ ‫‪38‬‬

‫قيمة ‪T‬‬ ‫‪9.242‬‬

‫متوسط الفرق بني االختبارين القبيل والبعدي للمجموعة الضابطة‬

‫الســؤال الثالــث‪ :‬مــا أثــر اختــاف طريقــة تدريــس‬ ‫فصــل «الويــب ‪( »2‬التقليديــة ‪ -‬برجميــة الويــب ‪- 2‬‬ ‫برجميــة مفاهيــم الوســائط ثــم برجميــة الويــب ‪ )2‬عــى‬ ‫التحصيــل املعــريف للطــاب؟‬ ‫تــم تقســيم عينــة الدراســة إىل ثــاث جمموعــات‪:‬‬ ‫جمموعــة ضابطــة درســت فصــل «الويــب ‪»2‬‬ ‫بالطريقــة التقليديــة‪ ،‬وجمموعــة جتريبيــة أوىل درســت‬ ‫فصــل «الويــب ‪ »2‬مــن خــال برجميــة وســائط‬ ‫متعــددة‪ ،‬وجمموعــة جتريبيــة ثانيــة درســت برجميــة‬ ‫لعــرض مفاهيــم الوســائط املتعــددة أوال‪ ،‬ثــم درســت‬

‫درجة احلرية‬ ‫‪40‬‬

‫قيمة ‪T‬‬ ‫‪3.708‬‬

‫قيمة ‪p‬‬

‫‪0.001‬‬

‫فصــل «الويــب ‪ »2‬مــن خــال برجميــة تعليميــة‬ ‫متعــددة الوســائط‪.‬‬ ‫وملعرفــة مــدى فاعليــة التدريــس بالطــرق الثــاث‬ ‫عــى التحصيــل املعــريف للمحتــوى التعليمــي لفصــل‬ ‫«الويــب ‪ ،»2‬فقــد تــم إجــراء اختبــار قبــي واختبــار‬ ‫بعــدي لطــاب املجموعــات الثــاث‪ ،‬ويوضــح‬ ‫اجلــدول رقــم ‪ 7‬املتوســطات احلســابية لالختبــارات‬ ‫القبليــة والبعديــة والفــرق بينهــا للمجموعــات‬ ‫الثــاث‪.‬‬

‫جدول (‪ :)7‬املتوسطات احلسابية لالختبارات القبلية والبعدية والفرق بينهام للمجموعات الثالث‬ ‫املجموعة‬

‫العدد‬

‫الضابطة‬

‫‪41‬‬

‫متوسط‬ ‫القبيل‬ ‫‪20.44‬‬

‫انحراف‬ ‫القبيل‬

‫متوسط‬ ‫البعدي‬

‫انحراف‬ ‫البعدي‬

‫الفرق‬ ‫بينهام‬

‫‪35‬‬

‫‪21.17‬‬

‫‪4.829‬‬

‫‪25.34‬‬

‫‪2.999‬‬

‫‪4.17‬‬

‫‪4.687‬‬

‫‪39‬‬

‫‪17.56‬‬

‫‪4.587‬‬

‫‪24.13‬‬

‫‪4.324‬‬

‫‪6.57‬‬

‫‪4.435‬‬

‫‪115‬‬

‫‪19.69‬‬

‫‪4.950‬‬

‫‪24.03‬‬

‫‪4.212‬‬

‫‪4.34‬‬

‫‪4.698‬‬

‫التجريبية األوىل‬ ‫التجريبية الثانية‬ ‫العام‬

‫‪4.806‬‬

‫وقبــل إجــراء التحليــل التباينــي أحــادي االجتــاه‬ ‫‪ Anova‬لقيــاس الفــرق بــن متوســطات االختبــارات‬ ‫البعديــة للمجموعــات الثــاث بنــاء عــى طريقــة‬ ‫تدريســها‪ ،‬فقــد تــم إجــراء حتليــل ‪ Anova‬بــن‬ ‫متوســطات االختبــارات القبليــة لطــاب املجموعــات‬

‫‪150‬‬

‫‪0.000‬‬

‫الفــرق ذا داللــة إحصائيــة عنــد مســتوى ‪ 0.05‬فقــد‬ ‫تــم إجــراء اختبــار ت‪ ،‬وكانــت نتيجتــه دالــة إحصائيــا‪،‬‬ ‫األمــر الــذي يؤكــد أن الطريقــة التقليديــة يف التدريــس‬ ‫هلــا فاعليتهــا إال أهنــا دون مســتوى فاعليــة اســتخدام‬ ‫الربجميــات التعليميــة متعــددة الوســائط‪ ،‬ويوضــح‬ ‫اجلــدول رقــم ‪ 6‬نتائــج اختبــار ت للمجموعــة‬ ‫الضابطــة‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)6‬اختبار «ت» لقياس فاعلية الطريقة التقليدية لتدريس فصل «الويب ‪.»2‬‬ ‫‪2.366‬‬

‫قيمة ‪p‬‬

‫‪22.80‬‬

‫‪4.702‬‬

‫‪2.36‬‬

‫انحراف‬ ‫الفرق‬ ‫‪4.085‬‬

‫الثــاث للتأكــد مــن تســاوي املجموعــات وجتانســها‪،‬‬ ‫وقــد كانــت قيمــة ‪ F‬تســاوي ‪ ،6.143‬وقيمــة الداللــة ‪p‬‬ ‫تســاوي ‪ ،0.003‬ممــا يعنــي وجــود فــروق ذات داللــة‬ ‫إحصائيــة بــن متوســطات املجموعــات الثــاث يف‬ ‫االختبــار القبــي كــا يوضــح اجلــدول رقــم ‪.8‬‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫جدول رقم (‪ :)8‬نتيجة اختبار ‪ Anova‬لقياس الفرق بني متوسطات االختبارات القبلية للمجموعات الثالث‬

‫مصدر التباين‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬ ‫املجموع‬

‫جمموع املربعات‬

‫درجة احلرية‬

‫متوسط املربعات‬

‫قيمة ‪F‬‬

‫مستوى الداللة‬

‫‪276.072‬‬

‫‪2‬‬

‫‪138.036‬‬

‫‪6.143‬‬

‫‪0.003‬‬

‫‪2516.659‬‬

‫‪112‬‬

‫‪22.470‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪2792.730‬‬

‫‪114‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫وإذا كان اختبــار ‪ Anova‬أثبــت وجــود فروقــات‬ ‫بــن متوســطات االختبــارات القبليــة لطــاب‬ ‫املجموعــات الثــاث‪ ،‬فإنــه مل حيــدد أيــن توجــد هــذه‬ ‫الفروقــات نظــرا لوجــود ثــاث جمموعــات‪ ،‬وبنــاء‬

‫عــى ذلــك تــم إجــراء اختبــار ‪ Scheffe‬البعــدي‬ ‫لتحديــد املجموعــات التــي توجــد بينهــا الفروقــات‬ ‫ذات الداللــة اإلحصائيــة بــن املجموعــات كــا يتضــح‬ ‫مــن اجلــدول رقــم ‪.9‬‬

‫جدول رقم (‪ :)9‬اختبار ‪ Scheffe‬لتحديد مواضع الفروقات بني املجموعات الثالث يف االختبار القبيل‪.‬‬ ‫املجموعة أ‬ ‫الضابطة‬ ‫التجريبية األوىل‬ ‫التجريبية الثانية‬

‫املجموعة ب‬

‫التجريبية األوىل‬ ‫التجريبية الثانية‬ ‫الضابطة‬

‫التجريبية الثانية‬ ‫الضابطة‬

‫التجريبية األوىل‬

‫إن نتائــج هــذا االختبــار ‪ -‬إضافــة إىل قيــم‬ ‫املتوســطات احلســابية لالختبــار القبــي للمجموعــات‬ ‫الثــاث ‪ -‬تشــر إىل وجــود فــروق ذات داللــة‬ ‫إحصائيــة بــن متوســطات االختبــار القبــي‬ ‫للمجموعــات الثــاث لصالــح كل مــن املجموعــة‬ ‫الضابطــة واملجموعــة التجريبيــة األوىل عــى املجموعة‬ ‫التجريبيــة الثانيــة‪ ،‬حيــث إن املتوســط احلســايب‬ ‫للمجموعــة الضابطــة واملجموعــة التجريبيــة األوىل‬ ‫هــو ‪ 20.44‬و‪ 21.17‬بالرتتيــب‪ ،‬أمــا املتوســط احلســايب‬ ‫للمجموعــة التجريبيــة الثانيــة فهــو ‪ ،17.56‬األمــر‬ ‫الــذي يعنــي أن أقــل املجموعــات مــن حيــث املتوســط‬ ‫يف االختبــار القبــي هــي املجموعــة التجريبيــة الثانيــة‬

‫الفرق بني املتوسطات‬

‫الداللة‬

‫‪- 0.73‬‬

‫‪0.799‬‬

‫‪2.88‬‬

‫‪0.028‬‬

‫‪0.73‬‬

‫‪0.799‬‬

‫‪3.61‬‬

‫‪0.006‬‬

‫‪- 2.88‬‬

‫‪0.028‬‬

‫‪- 3.61‬‬

‫‪0.006‬‬

‫التــي درســت فصــل «الويــب ‪ »2‬باســتخدام برجميــة‬ ‫تعليميــة تعــرض مفاهيــم الوســائط املتعــددة أوال قبــل‬ ‫اســتخدام برجميــة تعليميــة متعــددة الوســائط لتدريــس‬ ‫املحتــوى التعليمــي‪.‬‬ ‫وبعــد هــذا االختبــار تــم إجــراء التحليــل‬ ‫التباينــي أحــادي االجتــاه ‪ Anova‬لقيــاس الفــرق‬ ‫بــن متوســطات االختبــارات البعديــة للمجموعــات‬ ‫الثــاث بنــاء عــى طريقــة تدريســها‪ ،‬وقــد كانــت قيمــة‬ ‫‪ F‬تســاوي ‪ ،3.602‬وقيمــة الداللــة ‪ p‬تســاوي ‪،0.030‬‬ ‫ممــا يعنــي وجــود فــروق ذات داللــة إحصائيــة بــن‬ ‫متوســطات املجموعــات الثــاث يف االختبــار البعــدي‬ ‫كــا يوضــح اجلــدول رقــم ‪.10‬‬

‫جدول رقم (‪ :)10‬نتيجة اختبار ‪ Anova‬لقياس الفرق بني متوسطات االختبارات البعدية للمجموعات الثالث‬

‫مصدر التباين‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬ ‫املجموع‬

‫جمموع املربعات‬

‫درجة احلرية‬

‫متوسط املربعات‬

‫قيمة ‪F‬‬

‫مستوى الداللة‬

‫‪122.238‬‬

‫‪2‬‬

‫‪61.119‬‬

‫‪3.602‬‬

‫‪0.030‬‬

‫‪1900.684‬‬

‫‪112‬‬

‫‪16.970‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪2022.922‬‬

‫‪114‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪151‬‬


‫أثرتصميم برمجية عن الوسائط املتعددة على التحصيل املعرفي لفصل الويب ‪ 2.0‬لدى طالب كلي ‪...‬‬

‫وإذا كان اختبــار ‪ Anova‬أثبــت وجــود فروقــات‬ ‫بــن متوســطات االختبــارات البعديــة لطــاب‬ ‫املجموعــات الثــاث فإنــه مل حيــدد أيــن توجــد هــذه‬ ‫الفروقــات نظــرا لوجــود ثــاث جمموعــات‪ ،‬وبنــاء‬

‫عبد اإلله العرفج و زياد علي ابراهيم‬

‫عــى ذلــك تــم إجــراء اختبــار ‪ Scheffe‬البعــدي‬ ‫لتحديــد املجموعــات التــي توجــد بينهــا الفروقــات‬ ‫ذات الداللــة اإلحصائيــة بــن املجموعــات كــا يتضــح‬ ‫مــن اجلــدول رقــم ‪.11‬‬

‫جدول رقم (‪ :)11‬اختبار ‪ Scheffe‬لتحديد مواضع الفروقات بني املجموعات الثالث يف االختبار البعدي‬ ‫املجموعة أ‬ ‫الضابطة‬ ‫التجريبية األوىل‬ ‫التجريبية الثانية‬

‫املجموعة ب‬

‫التجريبية األوىل‬ ‫التجريبية الثانية‬ ‫الضابطة‬

‫التجريبية الثانية‬ ‫الضابطة‬

‫التجريبية األوىل‬

‫إن نتائــج هــذا االختبار ‪-‬إضافة إىل قيم املتوســطات‬ ‫احلســابية لالختبــار البعــدي للمجموعــات الثــاث‪-‬‬ ‫تشــر إىل وجــود فــروق ذات داللــة إحصائيــة بــن‬ ‫متوســطات االختبــار البعــدي للمجموعــات الثــاث‬ ‫لصالــح املجموعــة التجريبيــة األوىل عــى املجموعــة‬ ‫الضابطــة‪ ،‬حيــث إن املتوســط احلســايب للمجموعــة‬ ‫التجريبيــة األوىل هــو ‪ ،25.34‬أمــا املتوســط احلســايب‬ ‫للمجموعــة الضابطــة فهــو ‪.22.80‬‬ ‫ويالحــظ مــن نتائــج هــذا االختبــار أنــه ال توجــد‬ ‫فروقــات ذات داللــة إحصائيــة بــن متوســط االختبــار‬ ‫البعــدي لصالــح املجموعــة التجريبيــة الثانيــة مقارنــة‬ ‫بــكل مــن املجموعتــن الضابطــة والتجريبيــة األوىل‪،‬‬ ‫وليــس الســبب عائــدا إىل كــون الطريقــة التــي درســت‬ ‫هبــا املجموعــة التجريبيــة الثانيــة غــر فاعلــة‪ ،‬ولكــن‬ ‫الســبب يعــود إىل كــون املجموعــات الثــاث مل تكــن‬ ‫متســاوية أو متجانســة يف متوســط االختبــار القبــي؛‬ ‫فقــد كان متوســط االختبــار القبــي للمجموعــة‬ ‫التجريبيــة الثانيــة أقــل مــن متوســط االختبــار القبــي‬ ‫للمجموعتــن الضابطــة والتجريبيــة األوىل‪.‬‬ ‫والــذي يــدل عــى كــون الطريقــة التــي درســت هبــا‬ ‫املجموعــة التجريبيــة الثانيــة أكثــر فاعليــة مــن الطريقــة‬ ‫التــي درســت هبــا كل مــن املجموعتــن الضابطــة‬ ‫والتجريبيــة األوىل أن أكــر فــرق يف املتوســطات‬ ‫احلســابية بــن االختباريــن القبــي والبعــدي‬ ‫للمجموعــات الثــاث كان لصالــح املجموعــة‬

‫‪152‬‬

‫الفرق بني املتوسطات‬

‫الداللة‬

‫‪- 2.538‬‬

‫‪0.031‬‬

‫‪- 1.323‬‬

‫‪0.360‬‬

‫‪2.538‬‬

‫‪0.031‬‬

‫‪1.215‬‬

‫‪0.451‬‬

‫‪1.323‬‬

‫‪0.360‬‬

‫‪- 1.215‬‬

‫‪0.451‬‬

‫التجريبيــة الثانيــة كــا هــو موضــح يف اجلــدول رقــم ‪.7‬‬ ‫نتائج جانبية‪:‬‬ ‫هــل توجــد فــروق ذات داللــة إحصائيــة عنــد مســتوى‬ ‫‪ 0.05‬يف رسعــة تعلــم فصــل «الويــب ‪ »2‬بــن الطــاب‬ ‫بنــاء عــى طريقــة تدريســهم؟‬ ‫تــم تقســيم عينــة الدراســة إىل ثــاث جمموعــات‪:‬‬ ‫جمموعــة ضابطــة درســت فصــل «الويــب ‪ »2‬بالطريقة‬ ‫التقليديــة‪ ،‬وجمموعــة جتريبيــة أوىل درســت فصــل‬ ‫«الويــب ‪ »2‬مــن خــال برجميــة وســائط متعــددة‪،‬‬ ‫وجمموعــة جتريبيــة ثانيــة درســت برجميــة لعــرض‬ ‫مفاهيــم الوســائط املتعــددة أوال‪ ،‬ثــم درســت فصــل‬ ‫«الويــب ‪ »2‬مــن خــال برجميــة تعليميــة متعــددة‬ ‫الوســائط‪.‬‬ ‫وإضافــة إىل تركيــز الدراســة عــى معرفــة مــدى‬ ‫فاعليــة التدريــس بالطــرق الثــاث عــى التحصيــل‬ ‫املعــريف للمحتــوى التعليمــي لفصــل «الويــب ‪،»2‬‬ ‫فقــد أولــت اهتاممــا ملعرفــة مــدى فاعليــة التدريــس‬ ‫بالطــرق الثــاث عــى رسعــة التعلــم‪ ،‬ويوضــح‬ ‫اجلــدول رقــم ‪ 12‬املتوســط احلســايب للزمــن الــذي‬ ‫أهنــت فيــه املجموعتــان التجريبيــة األوىل والتجريبيــة‬ ‫الثانيــة اســتعراض الربجميــة التعليميــة متعددة الوســائط‬ ‫لفصــل «الويــب ‪ ،»2‬حيــث يتضــح أن الفــرق بــن‬ ‫املجموعتــن يف زمــن التعلــم يســاوي ‪ 1.63‬دقيقــة‬ ‫لصالــح املجموعــة التجريبيــة األوىل‪.‬‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫جدول رقم (‪ :)12‬املتوسط احلسايب لزمن التعلم للمجموعتني التجريبية األوىل والتجريبية الثانية‬

‫املجموعة‬

‫التجريبية األوىل‬ ‫التجريبية الثانية‬

‫العدد‬

‫متوسط الزمن بالدقائق‬

‫االنحراف املعياري‬

‫‪39‬‬

‫‪25.49‬‬

‫‪6.916‬‬

‫‪35‬‬

‫وقــد تــم إجــراء اختبــار «ت» املســتقل‬ ‫‪ Independent Sample Test‬ملعرفــة ما إذا كان الفرق‬ ‫بــن املجموعتــن يف زمــن التعلــم داال إحصائيــا‪ ،‬وقــد‬ ‫كانــت قيمــة «ت» تســاوي ‪ ،1.210‬وقيمــة الداللــة ‪p‬‬ ‫تســاوي ‪ ،0.230‬ممــا يعنــي عــدم وجــود فــروق ذات‬ ‫داللــة إحصائيــة بــن املجموعتــن يف رسعــة التعلــم‪.‬‬ ‫مناقشة النتائج‬ ‫أثبتــت كثــر مــن الدراســات البحثيــة التــي‬ ‫اســتهدفت قيــاس فاعليــة الربجميــات التعليميــة‬ ‫متعــددة الوســائط أهنــا تــؤدي إىل ارتفــاع مســتوى‬ ‫التحصيــل الــدرايس للمقــررات الدراســية املختلفــة‬ ‫ولعــدد مــن الفئــات العمريــة املتفاوتــة ويف عــدد مــن‬ ‫الــدول العربيــة واألجنبيــة‪.‬‬ ‫وقــد جــاءت نتائــج هــذه الدراســة متفقــة مــع نتائج‬ ‫تلــك الدراســات الســابقة مثــل (حممــود‪2012 ،‬؛ أبــو‬ ‫طلــق‪2013 ،‬؛ ‪Milovanovic et al. 2013‬؛ ‪(Shieh,‬‬ ‫‪ 2012‬التــي وجــدت أن اســتخدام برجميــة تعليميــة‬ ‫متعــددة الوســائط لتدريــس املحتــوى التعليمــي‬ ‫ألحــد فصــول مقــرر «تقنيــات التعليــم»‪ ،‬وهــو فصــل‬ ‫«الويــب ‪ ،»2‬يرفــع مســتوى التحصيــل الــدرايس‬ ‫للطــاب بشــكل فعــال جــدًّ ا‪ ،‬فقــد أوضحــت النتائــج‬ ‫أن الفــرق بــن االختباريــن القبــي والبعــدي الذيــن‬ ‫أجريــا عــى املجموعــة التجريبيــة األوىل املتبعــة هلــذه‬ ‫الطريقــة دال مــن الناحيــة اإلحصائيــة‪.‬‬ ‫ويرجــع الســبب إىل وجــود تلــك الفاعليــة إىل‬ ‫مــا تتميــز بــه الوســائط املتعــددة بشــكل عــام مــن‬ ‫قدرهتــا عــى صياغــة املعلومــة والتعبــر عنهــا بأكثــر‬ ‫مــن وســيل؛ كالنــص والصــوت والصــورة واحلركــة‬ ‫وغريهــا‪ ،‬وبالتــايل فــإن هلــا القــدرة عــى خماطبــة‬ ‫احلــواس املختلفــة ومراعــاة الفــروق الفرديــة‪ ،‬األمــر‬ ‫الــذي يــؤدي إىل كفاءهتــا وفاعليتهــا وبقــاء أثرهــا‪.‬‬ ‫ومــن األســباب اخلاصــة بالربجميــة التعليميــة‬ ‫املســتخدمة لتحقيــق أهــداف هــذه الدراســة أهنــا‬ ‫اتبعــت الطــرق العلميــة لتصميــم الربجميــات‬ ‫التعليميــة؛ فقــد تــم اتبــاع أحــد نــاذج التصميــم‬

‫‪23.86‬‬

‫‪4.174‬‬

‫التعليمــي يف بنــاء تصميــم الربجميــة‪ ،‬وقبــل أن تُقــدم‬ ‫لعينــة الدراســة تــم عرضهــا عــى جمموعــة مــن أعضــاء‬ ‫هيئــة التدريــس املختصــن يف جمــال تقنيــات التعليــم‬ ‫واحلاســب التعليمــي والوســائط املتعــددة؛ القــراح‬ ‫التعديــات املناســبة عليهــا‪ ،‬وقــد تــم األخــذ بعــدد‬ ‫مــن االقرتاحــات وإجــراء عــدد مــن التعديــات‪.‬‬ ‫وقــد قدمــت هــذه الدراســة إضافــة علميــة عــى‬ ‫غريهــا مــن الدراســات الســابقة‪ ،‬وهــي أهنــا تناولــت‬ ‫جتربــة تدريــس برجميــة تعليميــة تعــرض َّأوال مفاهيــم‬ ‫الوســائط املتعــددة قبــل البــدء يف عــرض الربجميــة‬ ‫التعليميــة متعــددة الوســائط للمحتــوى املطلــوب‬ ‫تعليمــه‪ ،‬وهتــدف هــذه اإلضافــة إىل قيــاس مــدى‬ ‫فاعليــة اجتــاع برجميتــن تعليميتــن‪ ،‬تعــرض أوالمهــا‬ ‫مفاهيــم الوســائط املتعــددة‪ ،‬ثــم تعــرض ثانيهــا‬ ‫املحتــوى التعليمــي‪ ،‬عــى زيــادة التحصيــل الــدرايس‬ ‫واالســتيعاب املعــريف للفصــل املقــرر تدريســه‪.‬‬ ‫وقــد وجــدت الدراســة أن اســتخدام هــذه الطريقــة‬ ‫املعتمــدة عــى اســتخدام برجميــة تعليميــة تعــرض‬ ‫مفاهيــم الوســائط املتعــددة أوال قبــل اســتخدام‬ ‫برجميــة تعليميــة متعــددة الوســائط لتدريــس املحتــوى‬ ‫التعليمــي لفصــل «الويــب ‪ ،»2‬يرفــع مســتوى‬ ‫التحصيــل الــدرايس للطــاب بشــكل فعــال جــدا؛‬ ‫فقــد أوضحــت النتائــج أن الفــرق بــن االختباريــن‬ ‫القبــي والبعــدي الذيــن أجريــا عــى املجموعــة‬ ‫التجريبيــة الثانيــة املتبعــة هلــذه الطريقــة دال مــن‬ ‫الناحيــة اإلحصائيــة‪.‬‬ ‫وبمقارنــة نتائــج املجموعتــن التجريبيــة األوىل‬ ‫والتجريبيــة الثانيــة وجــدت الدراســة أن الطريقــة‬ ‫التــي أجريــت عــى املجموعــة التجريبيــة الثانيــة أكثــر‬ ‫فاعليــة مــن الطريقــة التــي أجريــت عــى املجموعــة‬ ‫التجريبيــة األوىل‪ ،‬وأن املجموعــة التجريبيــة الثانيــة‬ ‫ارتفــع مســتوى حتصيلهــا الــدرايس بصــورة أكــر‬ ‫مــن املجموعــة التجريبيــة األوىل‪ ،‬فقــد أوضحــت‬ ‫النتائــج أن الفــرق بــن االختباريــن القبــي والبعــدي‬ ‫للمجموعــة التجريبيــة الثانيــة أكــر مــن الفــرق يف‬ ‫االختباريــن القبــي والبعــدي للمجموعــة التجريبيــة‬

‫‪153‬‬


‫أثرتصميم برمجية عن الوسائط املتعددة على التحصيل املعرفي لفصل الويب ‪ 2.0‬لدى طالب كلي ‪...‬‬

‫األوىل‪.‬‬ ‫ويكمــن الســبب يف ارتفــاع نتائــج املجموعــة‬ ‫التجريبيــة الثانيــة بصــورة أكــر مــن نتائــج املجموعــة‬ ‫التجريبيــة األوىل يف كــون أن املجموعــة التجريبيــة‬ ‫الثانيــة درســت برجميتــن تعليميتــن متعــدديت‬ ‫الوســائط‪ ،‬إحدامهــا تعــرض مفاهيــم الوســائط‬ ‫املتعــددة‪ ،‬وقــد روعــي يف تصميمهــا مــا متــت مراعاتــه‬ ‫يف تصميــم الربجميــة التعليميــة متعــددة الوســائط‬ ‫لتدريــس فصــل «الويــب ‪ ،»2‬األمــر الــذي يعنــي‬ ‫أن الطالــب اســتوعب مفاهيــم الوســائط املتعــددة‪،‬‬ ‫واكتســب خــرة يف التعامــل مــع الربجميــات التعليميــة‪،‬‬ ‫وبالتــايل فــإن اســتخدامه للربجميــة التعليميــة الثانيــة‬ ‫التــي تقــدم لــه فصــل «الويــب ‪ »2‬ســيكون بمهــارة‬ ‫واقتــدار‪ ،‬ممــا ســيؤدي إىل ارتفــاع مســتوى حتصيلــه‬ ‫الــدرايس‪.‬‬ ‫وقــد وجــدت الدراســة أن للطريقــة التقليديــة يف‬ ‫التدريــس أثــرا يف ارتفــاع مســتوى التحصيــل الــدرايس‬ ‫بشــكل فعــال‪ ،‬وأوضحــت أن الفــرق بــن االختباريــن‬ ‫القبــي والبعــدي اللذيــن أجريــا عــى املجموعــة‬ ‫الضابطــة املتبعــة للطريقــة التقليديــة يف التدريــس‬ ‫دال مــن الناحيــة اإلحصائيــة‪ ،‬إال أنــه دون مســتوى‬ ‫املجموعتــن التجريبيــة األوىل والتجريبيــة الثانيــة‬ ‫اللتــن درســتا باســتخدام الربجميــات التعليميــة متعــددة‬ ‫الوســائط عــى مــا ســبق وصفــه‪.‬‬ ‫وقــد جــاءت هــذه النتائــج متوافقــة مــع نتائــج‬ ‫الدراســات التــي اســتهدفت املقارنــة بــن املجموعتــن‬ ‫الضابطــة والتجريبيــة‪ ،‬مثــل دراســات‪Siegle and( :‬‬ ‫‪Foster, 2000‬؛ خليــل‪2001 ،‬؛ ‪Hakem 2007‬؛ أبــو‬ ‫شــقري وحســن‪2008 ،‬؛ ‪Baturay and Bay, 2010‬؛‬ ‫‪Ahmad et al. 2010‬؛ اهلبــاد‪2011 ،2011 ،‬؛‬ ‫‪Vebrianto and Osman‬؛ حممــود‪2011 ،‬؛ العبــوش‪،‬‬ ‫‪2012‬؛ يوســف‪2012 ،‬؛ أبــو طلــق‪ ،)2013 ،‬وممــا‬ ‫ينبغــي التنبيــه إليــه أن نتائــج الدراســة أوضحــت أنــه‬ ‫ال توجــد فروقــات ذات داللــة إحصائيــة بــن متوســط‬ ‫االختبــار البعــدي لصالــح املجموعــة التجريبيــة الثانيــة‬ ‫مقارنــة بــكل مــن املجموعتــن الضابطــة والتجريبيــة‬ ‫األوىل‪ ،‬ورغــم أن هــذه النتيجــة تبــدو متناقضــة مــع‬ ‫مــا ذكــر ســابقا مــن كــون الطريقــة التــي أجريــت عــى‬ ‫املجموعــة التجريبيــة الثانيــة أكثــر فاعليــة مــن الطريقــة‬ ‫التــي أجريــت عــى املجموعــة التجريبيــة األوىل‪ ،‬ومــن‬ ‫الطريقــة التقليديــة التــي أجريــت عــى املجموعــة‬ ‫الضابطــة‪ ،‬إال أن الســبب يف عــدم وجــود الفــروق ذات‬

‫‪154‬‬

‫عبد اإلله العرفج و زياد علي ابراهيم‬

‫الداللــة اإلحصائيــة بينهــا يعــود إىل كــون املجموعــات‬ ‫الثــاث مل تكــن متســاوية أو متجانســة يف متوســط‬ ‫االختبــار القبــي؛ فقــد كان متوســط االختبــار القبــي‬ ‫للمجموعــة التجريبيــة الثانيــة أقــل مــن متوســط‬ ‫االختبــار القبــي للمجموعتــن الضابطــة والتجريبيــة‬ ‫األوىل‪.‬‬ ‫ورغــم أن الدراســة وجــدت أن مســتوى التحصيــل‬ ‫الــدرايس لطــاب املجموعــة التجريبيــة الثانيــة أعــى‬ ‫منــه لطــاب املجموعــة التجريبيــة األوىل‪ ،‬إال أهنــا‬ ‫مل تالحــظ فرقــا ذا داللــة إحصائيــة بينهــا يف رسعــة‬ ‫التعلــم‪ ،‬ولعــل الســبب يف ذلــك يعــود إىل صغــر حجــم‬ ‫املحتــوى املعــريف لفصــل «الويــب ‪ ،»2‬حيــث إنــه مل‬ ‫يتعــدَّ حمــارضة واحــدة فقــط‪.‬‬ ‫التوصيات‬ ‫اســتنادا إىل نتائــج الدراســة‪ ،‬فقــد اســتخلص‬ ‫الباحثــان التوصيــات التاليــة‪:‬‬ ‫ ‪1.‬االهتــام بإنتــاج مــواد تعليميــة إلكرتونيــة متعــددة‬ ‫الوســائط تراعــي الفــروق الفرديــة بــن الطــاب‬ ‫وتســهل عمليــة التعلــم وتصلــح لالســتخدام يف‬ ‫نظــم التعليــم املفــرد‪.‬‬ ‫ ‪2.‬نظـ ًـرا ملــا تتميــز بــه تكنولوجيــا الوســائط املتعــددة‬ ‫مــن ميــزات عديــدة يف املجــال الرتبــوي فيفضــل‬ ‫تقديــم برجميــات تعليميــة تعــرض مفاهيم الوســائط‬ ‫املتعــددة‪ ،‬واســتخدامها قبــل اســتخدام الربجميــات‬ ‫التعليميــة متعــددة الوســائط التــي تعــرض املحتوى‬ ‫التعليمــي‪ ،‬كــا قدمــت الدراســة احلاليــة‪.‬‬ ‫ ‪3.‬االســتفادة مــن النظريــات والبحــوث التــي أجريت‬ ‫يف جمــال برامــج الوســائط املتعــددة‪ ،‬وذلــك ملعرفــة‬ ‫أفضــل الطــرق لتصميــم الربامــج التعليميــة‪.‬‬ ‫ ‪4.‬االســتفادة مــن الربجميــات التعليميــة التــي أنتجتهــا‬ ‫هــذه الدراســة‪ ،‬ســواء برجميــة املحتــوى التعليمــي‬ ‫لفصــل «الويــب ‪ »2‬أو برجميــة مفاهيــم الوســائط‬ ‫املتعــددة‪.‬‬ ‫ ‪5.‬انتهــاج الطــرق العلميــة يف تصميــم الربجميــات‬ ‫التعليميــة‪ ،‬وذلــك باتبــاع نــاذج التصميــم التعليمي‬ ‫وإجراءاهتــا‪.‬‬ ‫شكر وتقدير‬ ‫يتقــدم الباحثــان بالشــكر اجلزيــل لعــادة البحــث‬ ‫العلمــي بجامعــة امللــك فيصــل عــى دعمهــا املــادي‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫واملعنــوي يف متويــل هــذا املــروع البحثــي رقــم‬ ‫‪.130125‬‬ ‫املراجع‬

‫أبــو شــقري‪ ،‬حممــد ســليامن‪ ،‬وحســن‪ ،‬منــر ســلامن‪.2008 .‬‬ ‫فاعليــة برنامــج بالوســائط املتعــددة عــى مســتوى‬ ‫التحصيــل يف مــادة التكنولوجيــا لــدى طلبــة الصــف‬ ‫التاســع األســايس‪ .‬جملــة اجلامعــة اإلســامية (سلســلة‬ ‫الدراســات اإلنســانية)‪ ،‬شــؤون البحــث العلمــي‬ ‫والدراســات العليــا‪ ،‬اجلامعــة اإلســامية‪ ،‬غــزة‪،‬‬ ‫فلســطني‪ ،‬املجلــد (‪ ،)16‬العــدد (‪ ،)1‬ص ص ‪– 446‬‬ ‫‪.471‬‬ ‫أبــو طلــق‪ ،‬مــروة إســاعيل حممــد‪ .2013 .‬فاعليــة برنامــج‬ ‫بالوســائط املتعــددة يف تنميــة مفاهيــم العبــادات‬ ‫للصــف الســابع األســايس‪ .‬رســالة ماجســتري غــر‬ ‫منشــورة‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬اجلامعــة اإلســامية‪ ،‬غــزة‪،‬‬ ‫فلســطني‪.‬‬ ‫أمحــد‪ ،‬حممــد عبــد احلميــد‪ .2007 .‬االتصــال واإلعــام‬ ‫عــى شــبكة اإلنرتنــت‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬عــامل‪ ،‬الكتــب‪،‬‬ ‫القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬ ‫البغــدادي‪ ،‬حممــد رضــا‪ .1998 .‬تكنولوجيــا التعليــم‬ ‫والتعلــم‪ .‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬دار الفكــر العــريب‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬ ‫مــر‪.‬‬

‫يوســف‪ ،‬بلــه يوســف حممــد زيــن‪ .2012 .‬أثــر اســتخدام‬ ‫الوســائط التعليميــة يف التحصيــل األكاديمــي لطــاب‬ ‫الصــف األول الثانــوي يف مــادة الكيميــاء‪ .‬رســالة‬ ‫ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة‬ ‫الســودان للعلــوم التكنولوجيــا‪ ،‬الســودان‪.‬‬ ‫جابــر‪ ،‬عبــد احلميــد جابــر‪ .1991 .‬ســيكولوجية التعلــم‬ ‫ونظريــات التعليــم‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دار الكتــاب‬ ‫احلديــث‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬ ‫اجلــزار‪ ،‬عبــد اللطيــف صفي‪ .2000 .‬مقدمــة يف تكنولوجيا‬ ‫التعليــم النظريــة والعمليــة (كتــاب درايس)‪ .‬الطبعــة‬ ‫الثانيــة‪ ،‬مطبعــة املســلة الذهبيــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬ ‫خليــل‪ ،‬زيــاد عــي‪ .2001 .‬أثــر اختــاف أســلوب عــرض‬ ‫وتنظيــم املــادة العلميــة يف برامــج الوســائط املتعــددة‬ ‫عــى التحصيــل املعــريف لوحــدة اللوحــة الرئيســية لــدى‬ ‫طــاب الدبلــوم العــام يف الكمبيوتــر التعليمــي‪ .‬رســالة‬ ‫ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬معهــد الدراســات الرتبويــة‪،‬‬ ‫جامعــة القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫مخيــس‪ ،‬حممــد عطيــة‪ .2003 .‬عمليــات تكنولوجيــا‬ ‫التعليــم‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬مكتبــة دار احلكمــة‪،‬‬

‫القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫زيتــون‪ ،‬حســن حســن‪ .2001 .‬تصميــم التدريــس‪ :‬رؤيــة‬ ‫منظوميــة‪ .‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬عــامل الكتــب‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬ ‫مــر‪.‬‬

‫ســيد‪ ،‬فتــح البــاب عبــد احلليــم‪ .1995 .‬الكمبيوتــر يف‬ ‫التعليــم‪.‬الطبعــةاألوىل‪،‬عــاملالكتــب‪،‬القاهــرة‪،‬مــر‪.‬‬

‫الشــيخ‪ ،‬هــاين حممــد عبــده‪ .2007 .‬أثــر برنامــج وســائط‬ ‫متعــددة لتنميــة مهــارات قــراءة البرصيــات عــى بعــض‬ ‫نواتــج التعلــم‪ .‬رســالة دكتــوراه غــر منشــورة‪ ،‬معهــد‬ ‫الدراســات الرتبويــة‪ ،‬جامعــة القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫الصواحلــة‪ ،‬عــي ســليامن مفلــح‪ .2011 .‬تصميــم برنامــج‬ ‫تعليمي حموســب مســتند إىل الوســائط املتعــددة وقياس‬ ‫أثــره يف حتصيــل طلبــة الصــف العــارش األســايس يف‬ ‫الرتبيــة الوطنيــة واملدنيــة واجتاهاهتــم نحــو الربنامــج يف‬ ‫املــدارس االستكشــافية يف عــان‪ .‬رســالة دكتــوراه غــر‬ ‫منشــورة‪ ،‬كليــة الدراســات العليــا‪ ،‬اجلامعــة األردنيــة‪،‬‬ ‫عــان‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫عبــد املنعــم‪ ،‬عــي‪ ،‬وحســن‪ ،‬عرفــة أمحــد‪ .2000 .‬توظيــف‬ ‫تكنولوجيــا الوســائط املتعــددة يف تعليــم العلــوم‬ ‫الطبيعيــة بمرحلــة التعليــم األســايس‪ .‬ورقــة عمــل‬ ‫مقدمــة إىل املنظمــة العربيــة للرتبيــة والثقافــة والعلــوم‬ ‫(أليكســو ‪ ،)ALECSO‬نــدوة تطويــر أســاليب‬ ‫تدريــس العلــوم يف مرحلــة التعليــم األســايس‬ ‫باســتخدام تكنولوجيــا التعليــم‪ ،‬ســلطنة عــان‪.‬‬ ‫العبــوش‪ ،‬هنــد عبــد اهلل‪ .2012 .‬أثــر اســتخدام الوســائط‬ ‫املتعــددة يف حتصيــل طالبــات الصــف األول الثانــوي‬ ‫يف مــادة األحيــاء بمحافظــة القريــات باململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية واجتاهاهتــن نحوهــا‪ .‬رســالة ماجســتري غــر‬ ‫منشــورة‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة الريمــوك‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫العرفــج‪ ،‬عبــد اإللــه حســن‪ ،‬وخليــل‪ ،‬زيــاد عــي‪،‬‬ ‫والشــورى‪ ،‬حممــد أمحــد‪ ،‬واخلصاونــة‪ ،‬منيــب‬ ‫وصفــي‪ .2012 .‬تقنيــات التعليــم‪ .‬الطبعــة الثالثــة‪،‬‬ ‫دار اخلوارزمــي للنــر والتوزيــع‪ ،‬الدمــام‪ ،‬اململكــة‬ ‫العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫العريــي‪ ،‬أيمــن عــي‪1431 .‬هـــ‪ .‬أثــر توظيــف الوســائط‬ ‫املتعــددة يف تدريــس مــادة العلــوم عــى حتصيــل تالميــذ‬ ‫الصــف الســادس االبتدائــي يف مدينــة جــازان‪ .‬رســالة‬ ‫ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة أم‬ ‫القــرى‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫عزمــي‪ ،‬نبيــل جــاد‪ .2014 .‬بيئــات التعلــم التفاعليــة‪.‬‬ ‫الطبعــة األوىل‪ ،‬دار الفكــر العــريب‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫‪155‬‬


‫أثرتصميم برمجية عن الوسائط املتعددة على التحصيل املعرفي لفصل الويب ‪ 2.0‬لدى طالب كلي ‪...‬‬

‫عيــاد‪ ،‬منــى خالــد حممــود‪ .2008 .‬أثــر برنامــج بالوســائط‬ ‫املتعــددة يف ضــوء نظريــة الــذكاءات املتعــددة عــى‬ ‫اكتســاب املفاهيــم التكنولوجيــة وبقــاء أثــر التعلــم‬ ‫لــدى طالبــات الصــف الســابع بغــزة‪ .‬رســالة ماجســتري‬ ‫غــر منشــورة‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬اجلامعــة اإلســامية‪ ،‬غــزة‪،‬‬ ‫فلســطني‪.‬‬

‫غــام‪ ،‬خدجيــة ناجــي حممــد‪ .2008 .‬فاعليــة الربجميــات‬ ‫التعليميــة ذات الوســائط املتعــددة يف تدريــس اجلغرافيــا‬ ‫وأثرهــا يف تنميــة مهــارات التفكــر العلمــي والتحصيــل‬ ‫واالحتفــاظ لــدى طالبــات الصــف األول املتوســط‬ ‫باملدينــة املنــورة‪ .‬رســالة ماجســتري غري منشــورة‪ ،‬جامعة‬ ‫طيبــة‪ ،‬املدينــة املنــورة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬ ‫الفــار‪ ،‬إبراهيــم عبــد الوكيــل‪ .1998 .‬تربويــات احلاســوب‬ ‫وحتديــات مطلــع القــرن احلــادي والعرشيــن‪ .‬الطبعــة‬ ‫األوىل‪ ،‬دار الفكــر العــريب‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫الفــار‪ ،‬إبراهيــم عبــد الوكيل‪ .2002 .‬اســتخدام احلاســوب‬ ‫يف التعليــم‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬عامن‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫قاســم‪ ،‬جمــدي عبــد الوهــاب‪ ،‬شــحاتة‪ ،‬صفــاء أمحــد‪،‬‬ ‫وخفاجــي‪ ،‬رشــا حممــود‪ .2013 .‬حتســن فاعليــة‬ ‫مؤسســات التعليــم العــايل باســتخدام التكنولوجيــا‬ ‫«رؤيــة مســتقبلية»‪ .‬الطبعــة األوىل‪ ،‬دار الفكــر العــريب‪،‬‬ ‫القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬ ‫حممــد‪ ،‬رؤى فــؤاد‪ .2010 .‬الكفايــات التكنولوجيــة‬ ‫التعليميــة الالزمــة لعــرض وإنتــاج الوســائط املتعــددة‬ ‫لــدى معلــات األحيــاء باملرحلــة الثانويــة بمدينــة مكــة‬ ‫املكرمــة‪ .‬رســالة ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪،‬‬ ‫جامعــة أم القــرى‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫حممــود‪ ،‬هنــى حممــود أمحــد‪ .2012 .‬فاعليــة برنامــج متعــدد‬ ‫الوســائط يف تنميــة التحصيــل واالجتــاه نحــو مــادة‬ ‫العلــوم لــدى تالميــذ مــدارس الفصــل الواحــد‪ .‬رســالة‬ ‫ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬معهــد الدراســات الرتبويــة‪،‬‬ ‫جامعــة القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫مصطفــى‪ ،‬مصطفــى أبــو النــور‪ .2013 .‬فاعليــة موقــع‬ ‫إلكــروين لتنميــة املوهبــة العلميــة لــدى تالميــذ احللقــة‬ ‫الثانيــة مــن التعليــم األســايس يف ضــوء معايــر جــودة‬ ‫التعليــم اإللكــروين‪ .‬رســالة دكتــوراه غــر منشــورة‪،‬‬ ‫معهــد الدراســات الرتبويــة‪ ،‬جامعــة القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫منصــور‪ ،‬أمحــد حامــد‪ .1991 .‬تكنولوجيــا التعليــم‬ ‫ومنظومــة الوســائط املتعــددة‪ .‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬دار‬ ‫الوفــاء للطباعــة والنــر‪ ،‬املنصــورة‪ ،‬مــر‪.‬‬ ‫اهلبــاد‪ ،‬فهــد فالــح عقيــل‪ .2011 .‬فعاليــة الوســائط املتعــددة‬ ‫يف تدريــس التاريــخ يف تنميــة التحصيــل والتفكــر‬

‫‪156‬‬

‫عبد اإلله العرفج و زياد علي ابراهيم‬

‫اإلبداعــي لــدى تالميــذ الصــف اخلامــس االبتدائــي‪.‬‬ ‫جملــة دراســات تربويــة ونفســية‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة‬ ‫الزقازيــق‪ ،‬العــدد (‪ ،)73‬ص ص ‪.100 – 55‬‬

‫‪Aggrawal, J. 1997. Essentials of Educational‬‬ ‫‪Technology: Teaching Learning – Innovations‬‬ ‫‪in Education. Vika Publishing House, PVT,‬‬ ‫‪LTD: New Delhi.‬‬ ‫‪Ahmad, A., Yin, T., Fang, L., Yen, Y., and How,‬‬ ‫‪K. 2010. Incorporating multimedia as a tool‬‬ ‫‪into mathematics education: A case study on‬‬ ‫‪Diploma students in Multimedia University.‬‬ ‫‪Procedia - Social and Behavioral Sciences. 8:‬‬ ‫‪594-599.‬‬ ‫‪Baturay, M. and Bay, O. 2010. The effects of‬‬ ‫‪problem-based learning on the classroom‬‬ ‫‪community perceptions and achievement of‬‬ ‫& ‪Web-Based education students. Computers‬‬ ‫‪Education. 55: 43-52.‬‬ ‫‪Dikshit, J., Garg, S., and Panda, S. 2013.‬‬ ‫‪Pedagogic effectiveness of print, interactive‬‬ ‫‪multimedia, and online resources: A case‬‬ ‫‪study of IGNOU. International Journal‬‬ ‫‪of Instruction. 6(2): 193-210. ERIC‬‬ ‫‪No: ED544083.‬‬ ‫‪Ferreras-Mendez, J., Fernandez-Mesa, A.,‬‬ ‫‪Alegre, J., and Sevilla-Pavon, A. 2012. A‬‬ ‫‪Study into the integration of ICT into a‬‬ ‫‪business management course: Challenges‬‬ ‫‪and achievements. Procedia - Social and‬‬ ‫‪Behavioral Sciences. 46: 1375-1379H.‬‬ ‫‪Hake, R. 2007. Six lessons from the physics‬‬ ‫‪education reform effort. Latin-American‬‬ ‫‪Journal of Physics Education. 1(1): 24-31.‬‬ ‫‪Hannum, W. 2001. The physics of roller coaster:‬‬ ‫‪Learning physics through simulation.‬‬ ‫‪Educational Technology. 41(1): 25-35.‬‬ ‫‪Hukill, T. 2012. Why corporations are using‬‬ ‫‪interactive multimedia for sales, marketing,‬‬ ‫‪and training: A look at the emerging‬‬ ‫‪technology that's changing the way we‬‬ ‫‪communicate. Retrieved December 29, 2012,‬‬ ‫‪from‬‬ ‫‪http://www.etimes.com/feature.htm.‬‬ ‫‪Kahn, P. and Fridman, B. 1993. Control and‬‬ ‫‪power in educational computing. In Beyrol,‬‬ ‫‪L.& Applem (EDS): The Annual Meeting‬‬ ‫‪of the American Educational Research‬‬ ‫‪Association, Atlanta, GA. April 1993. 157‬‬‫‪178. ERIC: ED360947.‬‬


(‫هـ‬1441( ‫م‬2020 - 1 ‫ العدد‬- 21 ‫املجلد‬ Shieh, R. 2012. The impact of technology-enabled active learning (TEAL) implementation on student learning and teachers' teaching in a high school context. Computers & Education. 59: 206-214. Siegle, D. and Foster, T. 2000. Effects of computers with multimedia and presentation software on student achievement. Paper Presented at the Annual Meeting of the American Educational Research Association, New Orleans, LA. April 2000. ERIC: ED442465. Stephen, A. and Stanley, T. 2001. Multimedia for Learning-Methods and Development. Person Education Company: U.S.A. Stresbel, M. 1998. A Critical Analysis of Three Approaches to the Use of Computers in Education. In: Beyer, L. R. (ED.), Educational Technology power. 289-313. University Press: NY. Vaughan, T. 1994. Multimedia Making It Works. Mc-Grow Hill, Inc: New York, U.S.A. Vebrianto, R. and Osman, K. 2011. The effect of multiple media instruction in improving students’ science process skill and achievement. Procedia - Social and Behavioral Sciences. 15: 346-350. Villamil, J. and Molina, L. 1996. An Interactive Guide to Multimedia. Que-Education & Training: Indiana, U.S.A.

)‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية‬ Maree, T. J., Van, B., Jan, M., Jochems, and Wim, M. G. 2013. Effective self-regulated science learning through multimediaenriched skeleton concept maps. Research in Science & Technological Education. 31(1): 16-30. ERIC No.: EJ1001411. Mc-Connel, D. 2000. Implementing Computer Supported Cooperative Learning. 2nd.ed. Kagan Page Limited: London. Milheim, W. 1995. The effects of pacing and sequence control in an interactive video. Pressnon, ETR&D. 27(1): 6-20. Milovanovic, M., Obradovic, J., and Milajic, A. 2013. Application of interactive multimedia tools in teaching mathematics-examples of lessons from geometry. Turkish Online Journal of Educational Technology. 12(1). 19-31. ERIC No: EJ1008863. Nelson, M. 1998. Children and Social StudiesCreative Teaching in the Elementary Classroom. 3rd.ed. Harcourt Brace College Publishers: New York. Provenzo, F. 2005. Computer Curriculum & Cultural Change: An Introduction for Teachers. Lawrence Erlbaum Associates, Publishers, Mahwah: New Jersey. Rusanganwa, J. 2013. Multimedia as a mean to enhance teaching technical vocabulary to physics undergraduates in Rwanda. English for Specific Purposes. 32(1): 36-44. ERIC No: EJ995522. Shellnit, B., Knowiton, A., and Sovage, T. 1999. Applying the arcs model to the design and development & computer based for manufacturing engineering courses. ETRZD. 47(2): 100-110.

157


‫عبد اإلله العرفج و زياد علي ابراهيم‬

... ‫ لدى طالب كلي‬2.0 ‫أثرتصميم برمجية عن الوسائط املتعددة على التحصيل املعرفي لفصل الويب‬

The Effect of a Multimedia Educational Software on the Academic Achievement of the Chapter of Web 2.0 to the Students of the College of Education at King Faisal University Abdulelah H. Al-Arfaj and Zeyad Ali Ibraheem Khalil(*)

College of Education, King Faisal University, Kingdom of Saudi Arabia (*) ‫بحاجة الى ترجمة العنوان من الملخص العربي‬ https://doi.org/10.37575/h/edu/1643

ABSTRACT

This study aimed to identify the effectiveness of a multimedia educational software presenting the content of “Web 2”, a chapter of the "Instructional Technology" course, in the second semester of the academic year 2011/2012, preceded by an introductory educational software about multimedia concepts. The sample of the study was divided into three groups. A control group studied the "Web 2" chapter traditionally, an experimental group studied the "Web 2" chapter through multimedia educational software, and an experimental group studied multimedia concepts of educational software before using multimedia educational software of the "Web 2" chapter. The students' results of the first experimental group affirmed that the use of a multimedia educational software to teach the content of "Web 2" raised the level of the academic achievement of the students effectively. The students' results of the 2nd experimental group confirmed that the use of educational software about multimedia concepts before using the multimedia educational software for the content of the "Web 2" raised the level of the academic achievement of the students effectively larger than the 1st experimental group. However, the results did not show any significant statistical difference between the two groups in the speed of learning. The study reached some recommendations. First, the production of electronic multimedia subjects should be considered, taking into account individual differences among students. It should facilitate the learning process and be suitable for use in the singular educational systems. Second, the importance of designing educational software displaying multimedia concepts, and using it before utilizing multimedia educational software to present the educational content. Third, the possibility of using the educational software produced by this study, both for the educational content and for the multimedia concepts. Fourth, the importance of following the scientific methods in designing educational software by following the models of instructional design and its procedures. Key Words: Educational achievement, Educational software, Multimedia, Web 2.0.

158


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫ملحق رقم (‪)1‬‬ ‫بعض إطارات سيناريو برجمية الوسائط املتعددة‬ ‫رقم‬ ‫اإلطار‬

‫النص‬

‫‪1‬‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫‪2‬‬

‫‪18‬‬

‫جامعة امللك فيصل‬ ‫كلية الرتبية‬ ‫قسم تقنيات التعليم‬ ‫أسئلة (‪)2/1‬‬ ‫اخرت اإلجابة الصحيحة‬ ‫جيب توفر جمموعة من‬ ‫الوسائط ال تقل عن ‪4‬‬ ‫وسائط يف برامج الوسائط‬ ‫املتعددة‪.‬‬ ‫صح‬

‫‪19‬‬

‫خطأ‬

‫احسنت إجابة صحيحة‬ ‫تايل‬

‫‪20‬‬

‫عذرا لقد أخطأت‬ ‫تايل‬

‫مؤثرات‬

‫الصوت‬

‫تعليق‬ ‫صوت‬ ‫البسملة‬

‫الرسوم‬ ‫حركية‬ ‫خطية‬

‫الصورة‬ ‫متحركة‬ ‫ثابتة‬

‫اآلية تظهر يف‬ ‫إطار زخريف‬ ‫صوت‬ ‫للجامعة‬ ‫كخلفية‬

‫مؤثرات‬ ‫صوتية‬

‫مؤثرات‬ ‫صوتية‬

‫تثبيت الشاشة‬ ‫حتى يتم اختيار‬ ‫اإلجابة‬ ‫(خطأ)‬

‫خلفية‬ ‫مناسبة‬

‫مؤثرات تدل‬ ‫عىل االستجابة‬ ‫الصحيحة‬

‫رسوم خطية‬ ‫تدل عىل‬ ‫اإلجابة‬ ‫الصحيحة‬

‫مؤثرات تدل‬ ‫عىل االستجابة‬ ‫اخلاطئة‬

‫رسوم خطية‬ ‫تدل عىل‬ ‫اإلجابة‬ ‫اخلاطئة‬

‫ثبات ملدة ‪ 3‬ثواين ثم‬ ‫تنتقل تلقائيا لإلطار‬ ‫التايل‬ ‫ثبات ملدة ‪ 5‬ثواين ثم‬ ‫تنتقل تلقائيا لإلطار‬ ‫التايل‬

‫تثبيت الشاشة حتى‬ ‫الضغط عىل زر التايل‬ ‫مع مالحظة أن زر‬ ‫التايل حييل الطالب إىل‬ ‫اإلطار ‪21‬‬ ‫تثبيت الشاشة حتى‬ ‫الضغط عىل زر التايل‬

‫ملحق رقم (‪)2‬‬

‫بعض إطارات سيناريو برجمية الويب ‪2‬‬ ‫رقم‬ ‫اإلطار‬

‫النص‬

‫‪1‬‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫‪2‬‬

‫أسئلة (‪)3/1‬‬ ‫اخرت اإلجابة الصحيحة‬ ‫من أمثلة الواقع التي تدعم‬ ‫تقنية أجاكس‪ ،‬مواقع‬ ‫البورصة‬ ‫صح‬

‫‪18‬‬

‫خطأ‬

‫احسنت إجابة صحيحة‬ ‫تايل‬

‫‪19‬‬

‫عذرا لقد أخطأت‬

‫‪20‬‬

‫إىل اللقاء عزيزي “اسم‬ ‫الطالب”‬ ‫لقد أهنيت هذا الربنامج يف‬ ‫عدد الدقائق املستغرقة يف‬ ‫التعلم من الربنامج”‬

‫تايل‬

‫مؤثرات‬

‫الصوت‬

‫تعليق‬ ‫صوت‬ ‫البسملة‬

‫الرسوم‬ ‫خطية‬

‫حركية‬

‫الصورة‬ ‫ثابتة‬

‫اآلية تظهر يف‬ ‫إطار زخريف‬

‫متحركة‬

‫ثبات ملدة ‪ 3‬ثواين ثم‬ ‫تنتقل تلقائيا لإلطار‬ ‫التايل‬

‫مؤثرات‬ ‫صوتية‬

‫خلفية مناسبة‬

‫ثبات الشاشة حتى‬ ‫الضغط عىل اإلجابة‬ ‫الصحيحية‬ ‫(صح)‬

‫مؤثرات تدل‬ ‫عىل االستجابة‬ ‫الصحيحة‬

‫رسوم خطية‬ ‫تدل عىل‬ ‫اإلجابة‬ ‫الصحيحية‬

‫مؤثرات تدل‬ ‫عىل االستجابة‬ ‫اخلاطئة‬

‫رسوم خطية‬ ‫تدل عىل‬ ‫اإلجابة‬ ‫اخلاطئة‬

‫تثبيت الشاشة حتى‬ ‫الضغط عىل زر التايل‬ ‫مع مالحظة أن زر‬ ‫التايل حييل الطالب إىل‬ ‫اإلطار ‪21‬‬

‫مؤثرات‬ ‫صوتية‬

‫تثبيت الشاشة حتى‬ ‫الضغط عىل زر التايل‬

‫خلفية مناسبة‬

‫تثبيت الشاشة حتى‬ ‫الضغط عىل زر التايل‬

‫‪159‬‬


‫أثرتصميم برمجية عن الوسائط املتعددة على التحصيل املعرفي لفصل الويب ‪ 2.0‬لدى طالب كلي ‪...‬‬

‫ملحق رقم (‪)3‬‬ ‫االختبار التحصييل للجانب املعريف املرتبط بفصل «الويب ‪»2‬‬ ‫االسم‪:‬‬

‫عبد اإلله العرفج و زياد علي ابراهيم‬

‫الرقم‪:‬‬

‫السؤال األول‪ :‬حدد العبارات الصحيحة والعبارات اخلاطئة فيام ييل‪ 20( :‬درجة)‬ ‫ تقوم الويب ‪ 2‬عىل مبدأ رفع مستوى املشاركة والتفاعل مع املستخدم‪ .‬‬‫ ‬ ‫ من خصائص الويب ‪ 2‬عدم إمكانية فرز وترتيب حمتوياهتا‪.‬‬‫ ‬ ‫ يمكن اإلضافة والتعديل عىل حمتويات مواقع الويب ‪.2‬‬‫ ‬ ‫ تفاعل املستخدم مع الويب ‪ 2‬حمدود وضعيف‪.‬‬‫ ‬ ‫ الويب ‪ 1‬هو موقع إنرتنت واحد لعدد كبري من املستخدمني‪.‬‬‫ ‬ ‫ الويب ‪ 2‬مصممة للقراءة بصورة رئيسة‪.‬‬‫ ‬ ‫ تصنيف املحتويات يف الويب ‪ 1‬هو مسؤولية جمموعة من اخلرباء‪.‬‬‫ ‬ ‫ تقنية التدوين الصويت هي مواقع عىل اإلنرتنت يتم فيها ختزين ملفات فيديو شخصية‪.‬‬‫ ‬ ‫ يمكن استخدام تقنية التدوين الصويت لتسجيل املحارضات وبثها‪.‬‬‫ إذا تم إيقاف تدفق الصوت يف تقنية التدوين الصويت فإنه ال يمكن إعادة االستامع إليه الح ًقا‪ .‬‬‫ ‬ ‫ من أمثلة املواقع التي تدعم تقنية أجاكس مواقع البورصة‪.‬‬‫ تعمل تقنية أجاكس عىل تبطئة التعامل مع متصفح اإلنرتنت‪ .‬‬‫ ‬ ‫كثريا عىل صفحات املواقع اإلخبارية واملدونات‪.‬‬ ‫ تتوفر تقنية ‪ً RSS‬‬‫ ‬ ‫ يف املدونات تكون املشاركات األقدم هي األعىل يف الرتتيب مثل املنتديات‪.‬‬‫ ‬ ‫ يشرتط توافر قارئ ‪ RSS Feeds‬لتفعيل تقنية خالصات املواقع‪.‬‬‫ ‬ ‫ من مزايا مواقع الويكي املصداقية والدقة يف املعلومات‪.‬‬‫ ‬ ‫ من مميزات مواقع الويكي القدرة عىل اسرتجاع أية صفحة إىل حالتها السابقة‪.‬‬‫ ‬ ‫ ال يمكن للمستخدم فتح املفضلة االجتامعية إال من خالل حاسبه الشخيص‪.‬‬‫ ‬ ‫ يمكن عرض ملفات الوورد يف بريد جوجل بدون حتميل امللف‪.‬‬‫‪ -‬يؤدي تعطل متصفح الويب أثناء كتابة رسالة عىل بريد جوجل إىل إعادة كتابتها مرة أخرى‪ .‬‬

‫(‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫(‬

‫)‬ ‫)‬ ‫)‬ ‫)‬ ‫)‬ ‫)‬ ‫)‬ ‫)‬ ‫)‬ ‫)‬ ‫)‬ ‫)‬ ‫)‬ ‫)‬ ‫)‬ ‫)‬ ‫)‬ ‫)‬ ‫)‬ ‫)‬

‫السؤال الثاين‪ :‬اربط بني العمودين بوضع الرقم يف العمود األول بني القوسني يف العمود الثاين‪ 10( :‬درجات)‬ ‫ ‪1.‬تقنية أجاكس‬

‫(‬

‫)‬

‫مواقع تقوم بتخزين عناوين مواقع اإلنرتنت‪.‬‬

‫ ‪3.‬تقنية التدوين الصويت‬

‫(‬

‫)‬

‫صفحة شخصية عىل اإلنرتنت تتميز بالديناميكية والتفاعل‪.‬‬

‫ ‪You Tube5.‬‬

‫(‬

‫ ‪7.‬الفلكر‬

‫(‬

‫ ‪2.‬تقنية ‪RSS‬‬

‫ ‪4.‬الويب ‪2‬‬

‫(‬ ‫(‬

‫ ‪6.‬الفيس بوك‬

‫(‬

‫ ‪8.‬املدونات‬

‫(‬

‫ ‪10.‬املفضلة االجتامعية‬

‫(‬

‫ ‪9.‬الويكي‬

‫شكرا لتعاونكم‬

‫‪160‬‬

‫(‬

‫)‬ ‫)‬ ‫)‬ ‫)‬ ‫)‬ ‫)‬ ‫)‬ ‫)‬

‫برنامج يسمح باملشاركة يف إضافة وحذف وتعديل حمتوى املوقع‪.‬‬

‫معرض صور شخيص لك عىل اإلنرتنت‪.‬‬

‫مواقع تكوين الصداقات وتبادل املعلومات والصور والفيديو‪.‬‬

‫موقع عىل اإلنرتنت يسمح للمستخدمني برفع ومشاهدة مقاطع الفيديو‪.‬‬ ‫البِنْية العالئقية متعدد ‪ -‬متعدد‪.‬‬

‫تسجيل ملفات صوتية ثم حتميلها واالستامع هلا الحقا‪.‬‬

‫جلب حمتويات املواقع إىل جهازك دون تصفح تلك املواقع‪.‬‬

‫عرض البيانات احلديثة دون احلاجة لتحديث كامل الصفحة‪.‬‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫�أثر برنامج تدريبي �أثناء اخلدمة على تنمية مهارات التفكري العليا‬ ‫لدى معلمات املرحلة االبتدائية مبملكة البحرين‬ ‫نجاة سليامن احلمدان و فاطمة أمحد اجلاسم‬ ‫قسم تربية املوهوبني‪ ،‬كلية الدراسات العليا‬ ‫جامعة اخلليج العريب‪ ،‬مملكـة البحرين‬

‫‪https://doi.org/10.37575/h/edu/1704‬‬

‫امللخص‬

‫هدفــت الدراســة احلاليــة إىل معرفــة أثــر برنامــج تدريبــي أثنــاء اخلدمــة يف تنميــة مهــارات التفكــر العليــا‪( :‬التحليــل‪ ،‬الرتكيــب‪،‬‬ ‫التقويــم) لــدى معلــات املرحلــة االبتدائيــة بمملكــة البحريــن‪ ،‬حيــث تــم تطبيــق برنامــج تدريبــي لتنميــة مهــارات التفكــر لــدى‬ ‫معلــات إحــدى املــدارس االبتدائيــة احلكوميــة يف مملكــة البحريــن خــال الفصــل الــدرايس الثــاين مــن العــام ‪ .2011/2010‬احتــوى‬ ‫الربنامــج عــى تدريــب نظــري وعمــي لتطبيــق مهــارات التفكــر العليــا ضمــن املنهــج املــدريس‪ ،‬وبلغــت عينــة الدراســة (‪ )35‬معلمــة‪،‬‬ ‫كــا اعتمــدت الدراســة عــى املنهــج شــبه التجريبــي‪ ،‬وتــم اســتخدام اختبــار البحــر (‪ )SEA‬لقيــاس مهــارات التفكــر العليــا‪ .‬أظهــرت‬ ‫النتائــج وجــود أثــر إجيــايب دال إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى (‪ )0.001‬للربنامــج التدريبــي يف تنميــة مهــارات التفكــر العليــا لــدى عينــة‬ ‫الدراســة‪ .‬أوصــت الدراســة بوضــع خطــة متكاملــة إلدخــال مهــارات التفكــر ضمــن املنهــاج املــدريس‪ ،‬ودراســة أثــر تعليــم مهــارات‬ ‫التفكــر ضمــن املنهــاج عــى طالبــات املدرســة‪.‬‬

‫الكلامت املفتاحية‪ :‬برنامج تدريبي‪ ،‬معلامت املرحلة االبتدائية‪ ،‬مهارات التفكري العليا‪.‬‬

‫املقدمة‬ ‫تؤكــد جتــارب الــدول ونتائــج الكثــر مــن‬ ‫الدراســات أن مهنــة التعليــم جيــب أن تكــون ذات‬ ‫مواصفــات عاليــة لتأمــن أفضــل املخرجــات التعليمية‬ ‫وضــان اجلــودة يف التعليــم‪ .‬وبــدون هــذه املواصفــات‬ ‫العاليــة مــن الصعــب حتقيــق أهــداف التطويــر الرتبــوي‬ ‫النوعــي املنشــودة يف التعليــم‪ ،‬فمهنــة التعليــم مل تعــد‬ ‫مهنــة عاديــة يعيــش منهــا املوظــف‪ ،‬وإنــا أصبحــت‬ ‫مهنــة عاليــة املواصفــات يف مجيــع أنحــاء العــامل‪.‬‬ ‫يشــكل املعلــم اللبنــة األساســية للعمليــة التعليميــة‬ ‫وتطويرهــا‪ ،‬ومــن هــذا املنطلــق فإنــه عنــد احلديــث عن‬ ‫التعليــم يــأيت يف ســلم األولويــات املعلــم ومســتوى‬ ‫تعليمــه وحتصيلــه األكاديمــي والــدورات التــي التحــق‬ ‫هبــا واملهــارات التــي يتمتــع هبــا‪ ،‬قبــل االلتفــات إىل‬ ‫الطالــب واملنهــاج واملدرســة واألدوات التــي بتنــا‬ ‫نعلــق عليهــا تــدين مســتوى طلبتنــا‪ .‬كــا أن املعلــم‬ ‫هــو مفتــاح نجــاح العمليــة الرتبويــة يف أي برنامــج‬ ‫ســواء كان ألطفــال عاديــن أو مــن ذوي االحتياجــات‬ ‫اخلاصــة أو موهوبــن أو غريهــم (جــروان‪.)2008 ،‬‬ ‫مــن هنــا تــأيت أمهيــة الــدورات والربامــج التدريبيــة‬ ‫التــي يتلقاهــا املعلمــون كــي يتمكنــوا مــن ممارســة‬ ‫مســؤولياهتم يف إحــداث قفــزات إجيابيــة كميــة‬ ‫ونوعيــة‪ ،‬ممــا يمكــن املؤسســات التعليميــة مــن أداء‬ ‫دورهــا التنمــوي لتطويــر املجتمــع‪.‬‬

‫وأي تطويــر للنظــام الرتبــوي يتطلــب رفع مســتوى‬ ‫املعلمــن وجعــل مهنــة التدريــس ذات مواصفــات‬ ‫عاليــة‪ ،‬وهــذا لــن يتــم إال مــن خــال توفــر التدريــب‬ ‫املســتمر والتمهــن املتواصــل‪ ،‬ممــا يمكــن املعلمــن‬ ‫مــن أداء مهمتهــم التــي تقــع عــى كواهلهــم يف حتقيــق‬ ‫الكفايــات الدراســية املطلــوب حتقيقهــا لــدى الطلبــة‪،‬‬ ‫وحتقيــق أهــداف التعليــم بشــكل عــام (‪Clark,‬‬ ‫‪.)2011‬‬ ‫يتمكــن املعلــم الــذي خيضــع للتدريــب مــن‬ ‫مســاعدة الطلبــة يف تعلــم كيــف يتعلمــون‪ ،‬ويطــرح‬ ‫أســئلة حتــث عــى التفكــر‪ ،‬كــا أنــه يبتعــد عــن إصــدار‬ ‫األحــكام‪ ،‬وييــر لطلبتــه عمليــة التعمــق يف األنشــطة‬ ‫املقدمــة‪ ،‬ويســتخدم حمتــوى معرف ًّيــا أكثــر اتســاع ًا‪،‬‬ ‫ويراعــي الفــروق الفرديــة بــن املتعلمــن‪ ،‬ويوســع مــن‬ ‫اهتاممــات الطلبــة خــارج حــدود املنهــاج العــادي‪.‬‬ ‫وبشــكل عــام فــإن تدريــب املعلــم جيعلــه أكثــر‬ ‫اقتــدار ًا عــى تطويــر منــاخ صفــي إجيــايب وتوظيــف‬ ‫نطــاق أوســع مــن املهــارات التعليميــة (جــروان‪،‬‬ ‫‪ .)2008‬بمعنــى آخــر فــإن تدريــب املعلــم جيعلــه‬ ‫يميــل إىل عقــد املقارنــات بــن األفــكار املختلفــة‪،‬‬ ‫ويطلــب مــن طلبتــه البحــث يف نواحــي التشــابه‬ ‫ونواحــي االختــاف‪ ،‬ويقــدم هلــم جمموعــة مــن‬ ‫البيانــات األساســية يف موضــوع معــن‪ ،‬ويشــجعهم‬ ‫عــى تصنيفهــا وتفســرها‪ .‬ويتــم حتقيــق ذلــك عــن‬

‫‪161‬‬


‫أثربرنامج تدريبي أثناء الخدمة على تنمية مهارات التفكيرالعليا لدى معلمات املرحلة االبتدائية‪...‬‬

‫طريــق توفــر منــاخ مالئــم لالندمــاج يف أنشــطة صفيــة‬ ‫وال صفيــة تتطلــب إعــال التفكــر بمســتوياته العليــا‬ ‫(قطامــي‪.)2001 ،‬‬ ‫كــا تشــر الــرور (‪ )2005‬إىل أن االهتــام العاملــي‬ ‫بتوجيــه التعليــم العــام نحــو تنميــة التفكري دفــع العديد‬ ‫مــن األنظمــة التعليميــة يف املنطقــة العربيــة نحــو هــذا‬ ‫االجتــاه‪ ،‬حيــث تشــر الدراســات احلديثــة اىل ارتفــاع‬ ‫التحصيــل األكاديمــي للطلبــة عندمــا تكــون مهــارات‬ ‫التفكــر جــزء ًا مدعــ ًا للمناهــج الدراســية‪ .‬لذلــك‬ ‫تعمــل املــدارس عــى حتفيــز عقــول طلبتهــا وتدريبهــم‬ ‫عــى مهــارات التفكــر املختلفــة مــن أجــل تطويــر‬ ‫قدراهتــم العقليــة وحتصيلهــم األكاديمــي‪.‬‬ ‫أضحــى تعليــم التفكــر يف هــذا العــر هدفــ ًا‬ ‫أساس ـ ًّيا مــن أهــداف الرتبيــة يف كثــر مــن دول العــامل‬ ‫املتقدمــة‪ ،‬كــا أن هنــاك قناعــة لــدى املســؤولني‬ ‫الرتبويــن يف كثــر مــن الــدول املتقدمــة بــرورة تعليم‬ ‫التفكــر‪ ،‬وعــدم االقتصــار يف تعليمــه عــى فئــة دون‬ ‫أخــرى‪ .‬هلــذا يضــع الكثــر مــن علــاء الرتبيــة أمهيــة‬ ‫كبــرة عــى دور املعلــم يف العمليــة التعليميــة‪ ،‬فهــو‬ ‫بيــده هتيئــة املنــاخ الــذي يعــزز مــن ثقــة الطالــب بنفســه‬ ‫أو يزعزعهــا (الطاهــر‪.)1991 ،‬‬ ‫يقــدم )‪ Assaf (2009‬يف دراســتني متقاربتــن‬ ‫لتحليــل األبحــاث املتعلقــة بتعليــم مهــارات التدريــس‬ ‫مراجعــة لــأدب الرتبــوي لدراســة أهــم األبحــاث‬ ‫املتعلقــة بتدريــس مهــارات التفكــر لإلجابــة عــن‬ ‫ســؤالني‪ :‬ملــاذا نــدرس مهــارات التفكــر؟ وكيــف‬ ‫يمكننــا تدريــس مهــارات التفكــر؟ كــا يقــدم ‪Beyer‬‬ ‫)‪ (2008‬كذلــك خالصــة ألبحــاث تدريــس مهــارات‬ ‫التفكــر‪ .‬ويف كلتــا الدراســتني خلــص الباحثــان إىل‬ ‫أن أغلــب الدراســات وضحــت أمهيــة التدريــب عــى‬ ‫مهــارات التفكــر؛ حيــث إن حتصيــل الطلبــة ونوعيــة‬ ‫تفكريهــم يمكــن تطويرهــا باســتخدام إســراتيجيات‬ ‫وأســاليب خمتلفــة ضمــن املنهــاج‪ .‬فمهــارات التفكــر‬ ‫يمكــن تعلمهــا‪ ،‬بــل مــن الــروري تدريســها يف‬ ‫املــدارس‪ .‬وهلــذا حيتــاج املعلمــون إىل تطويــر قدراهتــم‬ ‫يف تدريــس الطلبــة ليصبحــوا مفكريــن بارعــن‪ .‬حيــث‬ ‫إن تدريــب املعلمــن ومتكينهــم مــن مهــارات التفكــر‬ ‫يــؤدي إىل حتســن مســتويات طلبتهــم بشــكل عــام‪.‬‬ ‫وبالرغــم مــن إدراك أمهيــة مهــارات التفكــر‬ ‫العليــا وتزايــد التوجهــات واملبــادرات املختلفــة لتنميــة‬ ‫مهــارات التفكــر لــدى الطلبــة خــال الســنوات‬ ‫العرشيــن املاضيــة فــإن أداء بعــض الطلبــة يف مهــارات‬

‫‪162‬‬

‫نجاة سليمان الحمدان و فاطمة أحمد الجاسم‬

‫التفكــر ال يبــدو مشــجع ًا‪ .‬كــا أن هنــاك قصــور ًا يف‬ ‫مســتوى مهــارات التفكــر لــدى الطلبــة (بشــارة‪،‬‬ ‫‪ .)2003‬كــا بينــت نتائــج دراســة اجلاســم واحلمــدان‬ ‫(‪ )2011‬التــي تناولــت مهــارات التفكــر الناقــد لــدى‬ ‫طلبــة الصــف األول الثانــوي يف مملكــة البحريــن‪،‬‬ ‫ودرســت تعــرف العالقــة بــن مهــارات التفكــر الناقد‬ ‫ومســتوى التحصيــل الــدرايس والنــوع االجتامعــي‪،‬‬ ‫أن مســتوى مهــارات التفكــر لــدى الطلبــة أقــل مــن‬ ‫مســتوى التمكــن املطلــوب‪.‬‬ ‫جــاءت نتائــج هــذه الدراســات متوافقــة مــع نتائــج‬ ‫الدراســات امليدانيــة ملــروع التقويــم الشــامل جلــودة‬ ‫التعليــم يف مملكــة البحريــن حيــث تــم تقويــم طرائــق‬ ‫التدريــس وتدريــب املعلمــن ومــدراء املــدارس‬ ‫واملناهــج والقيــاس والتقويــم يف التعليــم األســايس‬ ‫والثانــوي‪ .‬كشــف التقريــر عــن اجلوانــب اإلجيابيــة‬ ‫واجلوانــب التــي حتتــاج إىل حتســن يف النظــام التعليمــي‬ ‫بمملكــة البحريــن‪ .‬وتنــاول التقريــر عوائــق تنفيــذ‬ ‫بعــض املهــام مثــل مســتوى تدريــب املعلــم وتطويــره‬ ‫الــذي ال يــزال دون املطلــوب يف أكثــر مــن نصــف‬ ‫املؤسســات التعليميــة‪.‬‬ ‫ومــن ضمــن التوجهــات الرئيســة لتحســن جــودة‬ ‫التعليــم االرتقــاء مــن الرتكيز عىل املهــارات والكفايات‬ ‫الدنيــا التــي ال تتجــاوز التذكــر واالســرجاع والفهــم‬ ‫يف أســئلة االمتحانــات إىل املســتويات العليــا مثــل‬ ‫التحليــل والتأليــف واالســتنباط واالســتقراء‪ ،‬لضــان‬ ‫اكتســاب الــدارس مســتويات عليــا مــن مهــارات‬ ‫التفكــر‪ ،‬وكذلــك تدريــب املعلمــن عــى التعامــل‬ ‫مــع املســتويات املعرفيــة املختلفــة وتوظيفهــا يف تقويــم‬ ‫الدارســن‪ ،‬واســتخدام مســتويات التفكــر العليــا يف‬ ‫التعليــم والتعلــم قبــل تقديــم موضوعــات امتحــان‬ ‫تتعلــق هبــذه املســتويات (الصالــح‪2005 ،‬؛ بــن فاطمــة‪،‬‬ ‫‪.)2005‬‬ ‫وعنــد احلديــث عــن مهــارات التفكــر‪ ،‬يــأيت ســلم‬ ‫بلــوم لألهــداف التعليميــة يف املقدمــة‪ ،‬مــن حيــث‬ ‫تقســيمه للمســتويات األوليــة مــن املعــارف األكاديميــة‬ ‫التــي تــدرس يف املــدارس‪ ،‬ومهــارات التفكــر العليــا‬ ‫التــي تتضمــن التحليــل‪ ،‬والرتكيــب‪ ،‬والتقويــم مــن‬ ‫أجــل الرتكيــز عليهــا ضمــن األهــداف التعليميــة‬ ‫(‪.)Davis et al., 2011‬‬ ‫تعــد مهــارات التفكــر العليــا يف تصنيــف بلــوم‬ ‫مكونــات أساســية للتفكــر الناقــد ويمكــن القــول إن‬ ‫التفكــر الناقــد هــو التفكــر الــذي يتطلــب اســتخدام‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫املســتويات املعرفيــة العليــا الثــاث يف تصنيــف بلــوم‪،‬‬ ‫وهــي التحليــل والرتكيــب والتقويــم (غانــم‪.)2009 ،‬‬ ‫وبينــا تعــد هــذه املهــارات فطريــة‪ ،‬فــإن تطويرهــا‬ ‫وحتســينها مــن أجــل تطبيقهــا يتطلــب تعليمهــا بشــكل‬ ‫مبــارش )‪.(Beyer, 2001‬‬ ‫وقــد تناولــت أغلــب الدراســات اخلاصــة بتنميــة‬ ‫مهــارات التفكــر تأثــر التدريــب عــى رفــع مســتوى‬ ‫مهــارات التفكــر لــدى الطلبــة‪ ،‬وتنــاول بعضهــا‬ ‫تأثــر التدريــب عــى تطويــر مهــارات التفكــر لــدى‬ ‫املعلــم نفســه‪ ،‬بنــا ًء عــى أن تطويــر مهــارات التفكــر‬ ‫لــدى املعلــم ســيؤدي إىل تطويرهــا لــدى الطلبــة؛‬ ‫ففــي دراســة حممــد (‪ )2001‬توصــل الباحــث إىل أن‬ ‫تدريــب معلــات العلــوم عــى تقديــم مهــاريت املقارنــة‬ ‫والتصنيــف ضمــن املنهــج املــدريس أدى إىل رفــع‬ ‫مســتوى أدائهــن الصفــي‪.‬‬ ‫ويتميــز املعلــم الــذي خيضــع للتدريــب العمــي‬ ‫بقدرتــه عــى توجيــه الطلبــة إىل تعلــم كيــف يتعلمــون‪،‬‬ ‫مــن خــال طــرح األســئلة املثــرة للتفكــر‪ ،‬ويظهــر‬ ‫ميــ ً‬ ‫ا أقــل إلصــدار األحــكام‪ ،‬كــا يســهل عمليــة‬ ‫التعمــق يف النشــاطات املقدمــة‪ ،‬ويســتخدم قواعــد‬ ‫نظريــة أكثــر اتســاع ًا‪ ،‬ويركــز عــى تفريــد التعليــم‪،‬‬ ‫ويوســع اهتاممــات الطلبــة العامــة‪ ،‬كــا أن املعلــم‬ ‫املتــدرب عمل ًّيــا أكثــر قــدرة عــى تطويــر منــاخ صفــي‬ ‫إجيــايب وإظهــار قــدر كبــر مــن املهــارات التعليميــة‬ ‫(جــروان‪.)2008 ،‬‬ ‫واخلالصــة‪ ،‬أن أغلــب الدراســات التــي تناولــت‬ ‫مهــارات التفكــر العليــا وتدريــب املعلمــن تطرقــت‬ ‫إىل أثــر التدريــب عــى توجهــات املعلمــن‪ ،‬وآرائهــم‪،‬‬ ‫وأدائهــم‪ ،‬وأداء طلبتهــم؛ حيــث أظهــرت غالبيــة‬ ‫األبحــاث وجــود عالقــة إجيابيــة قويــة بــن مســتوى‬ ‫مهــارات التفكــر لــدى املعلمــن وحتصيــل طلبتهــم‬ ‫ومســتوى أدائهــم يف مهــارات التفكــر العليــا بشــكل‬ ‫عــام‪ .‬ذلــك ممــا يؤكــد أمهيــة تدريــب املعلمــن للرفــع‬ ‫مــن أهليتهــم يف حتقيــق اجلــودة يف التعليــم‪ ،‬وهــذا‬ ‫مــا هتــدف إليــه الدراســة احلاليــة مــن تعــرف أثــر‬ ‫برنامــج تدريبــي يف تطويــر مهــارات التفكــر العليــا‬ ‫لــدى معلــات إحــدى املــدارس االبتدائيــة بمملكــة‬ ‫البحريــن‪.‬‬ ‫مشكلة الدراسة‬ ‫تضمنــت الرؤيــة التطويريــة للتعليــم والتــي قدمتها‬ ‫وزارة الرتبيــة والتعليــم يف مملكــة البحرين عــام ‪،2003‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫يف مقدمتهــا تأكيــد ًا واضحــ ًا عــى أن تطويــر وضــع‬ ‫املعلــم املــادي واملهنــي هــو أســاس تطويــر العمليــة‬ ‫التعليميــة برمتهــا‪ .‬كل ذلــك يف ســبيل تعزيــز جــودة‬ ‫املخرجــات التعليميــة‪ ،‬وتعزيــز عمــل املؤسســات‬ ‫الرتبويــة مــن حيــث تلبيتهــا ألحــدث املســتجدات‬ ‫(الصالــح‪.)2005 ،‬‬ ‫ومــن ضمــن أهــداف هيئــة ضــان جــودة التعليــم‬ ‫والتدريــب يف البحريــن قيــاس مســتويات أداء خمتلــف‬ ‫مؤسســات التعليــم والتدريــب وضــان جودهتــا‬ ‫بإصــدار تقاريــر تســلط الضــوء عــى نقــاط القــوة يف‬ ‫أداء تلــك املؤسســات للعم��ل علـى تعزيزه��ا وتعــرف‬ ‫اجلوانــب التــي حتتــاج إىل تطويــر مــن أجــل وضــع‬ ‫اخلطــط الالزمــة لتحســينها مــن قبــل املؤسســة (هيئــة‬ ‫ضــان جــودة التعليــم والتدريــب‪.)2010 ،‬‬ ‫وتشــمل فــرص التطويــر حتســن املناهــج‬ ‫وتعزيزهــا وتطويــر طــرق التدريــس املتبعــة وزيــادة‬ ‫كفــاءة املدرســن‪ ،‬وهــي كلهــا تــؤدي دور ًا مهــ ًا يف‬ ‫حتقيــق الكفايــات الدراســية املطلــوب إتقاهنــا مــن قبــل‬ ‫الطلبــة يف مجيــع املراحــل الدراســية‪.‬‬ ‫وحســب مــا ذكــر يف تقريــر هيئــة ضــان جــودة‬ ‫التعليــم والتدريــب يف مملكــة البحريــن (‪ )2010‬فقــد‬ ‫حصلــت ‪ % 2‬مــن املــدارس التــي متــت مراجعتهــا‬ ‫عــى تقديــر ممتــاز فيــا يتعلــق بتقييــم عمليتــي التعليــم‬ ‫والتعلــم‪ ،‬فيــا ظهــرت عمليتــا التعليــم والتعلــم يف‬ ‫‪ % 21‬مــن املــدارس بمســتوى غــر مالئــم‪ .‬كذلــك‬ ‫يف العــام ‪ ،2010 - 2009‬ظهــرت عمليتــا التعليــم‬ ‫والتعلــم يف ‪ % 25‬مــن املــدارس بشــكل غــر مالئــم‪،‬‬ ‫فيــا حــازت ثــاث مــدارس عــى تقديــر ممتــاز يف‬ ‫جانــب عمليــة التعليــم والتعلــم (هيئــة ضــان جــودة‬ ‫التعليــم والتدريــب‪ .)2010 ،‬كــا أشــار تقريــر هيئــة‬ ‫ضــان جــودة التعليــم والتدريــب إىل تدنــى مهــارات‬ ‫التحليــل وحــل املشــكالت لــدى الطلبــة مقارنــ ًة‬ ‫بمهــارات التذكــر واســرجاع املعلومــات‪.‬‬ ‫ومــن الدواعــي التــي حتتــم التدريــب أثنــاء اخلدمــة‬ ‫للمعلمــن تنامــي املعــارف وتطورهــا يف جمتمــع‬ ‫املعرفــة واحلاجــة لتعريــض املعلمــن بــن احلــن‬ ‫واآلخــر لربامــج تنمــي قدراهتــم ومهاراهتــم‪ .‬وتعــد‬ ‫الــدورات التدريبيــة إحــدى الوســائل املهمــة لتنميــة‬ ‫وتطويــر مهــارات املعلمــن ورفــع كفاءهتــم وبالتــايل‬ ‫رفــع مســتوى الطلبــة التعليمــي (نــارص‪.)2001 ،‬‬ ‫تشــر أغلــب الدراســات حــول فاعليــة املعلمــن‬ ‫إىل وجــود عالقــة إجيابيــة قويــة بــن فاعليــة املعلمــن‬

‫‪163‬‬


‫أثربرنامج تدريبي أثناء الخدمة على تنمية مهارات التفكيرالعليا لدى معلمات املرحلة االبتدائية‪...‬‬

‫وحتصيــل الطلبــة‪ .‬وتتطــرق دراســة (‪Tebbs )2000‬‬

‫االســتطالعية ملســتوى فاعليــة املعلمــن يف مجيــع‬ ‫املراحــل الدراســية يف إنجلــرا يف تدريــس مهــارات‬ ‫التفكــر؛ أظهــرت نتائــج الدراســة أن فاعليــة املعلمــن‬ ‫قليلــة يف تدريــس مهــارات التفكــر‪ ،‬وختتلــف الفعاليــة‬ ‫حســب املــادة التــي يدرســها املعلمــون والتدريــب‬ ‫الــذي تلقــوه‪ ،‬وكذلــك مســتواهم يف مهــارات التفكري‪،‬‬ ‫كل ذلــك ممــا يؤكــد أمهيــة التدريــب املســتمر قبــل‬ ‫اخلدمــة وأثنائهــا‪.‬‬ ‫ويف دراســة اســتطالعية أخــرى هدفــت إىل‬ ‫التحقــق مــن آراء معلمــي املرحلــة الثانويــة واجلامعيــة‬ ‫وتوجهاهتــم بخصــوص أمهيــة تدريــس مهــارات‬ ‫التفكــر الناقــد‪ ،‬وجــدت (‪ Thurman )2009‬أن‬ ‫هــؤالء املعلمــن كانــت لدهيــم ثقــة عاليــة بقدراهتــم‬ ‫عــى تدريــس مهــارات التفكــر الناقــد وبالتــايل‬ ‫يســتخدموهنا يف تدريســهم‪ .‬وكان مــن العوامــل‬ ‫الرئيســة يف رفــع كفاءهتــم أهنــم شــاركوا يف دورات‬ ‫تدريبيــة تتعلــق بمهــارات التفكــر خــال الســنتني‬ ‫املاضيتــن مــن عملهــم‪ ،‬ممــا ســاعد عــى تطويــر‬ ‫قدراهتــم يف تدريــس مهــارات التفكــر الناقــد‪.‬‬ ‫لــذا‪ ،‬تــأيت الدراســة احلاليــة لتنميــة مهــارات‬ ‫التفكــر العليــا لــدى معلــات املرحلــة االبتدائيــة‬ ‫بمملكــة البحريــن حتقيقــ ًا حلاجــة ملموســة لتطويــر‬ ‫التعليــم‪.‬‬ ‫تتمثــل مشــكلة الدراســة يف اإلجابــة عــن الســؤال‬ ‫الرئيــس التــايل‪:‬‬ ‫مــا أثــر برنامــج تدريبــي أثنــاء اخلدمــة عــى تنميــة‬ ‫مهــارات التفكــر العليــا لــدى معلــات املرحلــة‬ ‫االبتدائيــة بمملكــة البحريــن؟‬ ‫هدف الدراسة‬ ‫تعــرف أثــر برنامــج تدريبــي أثنــاء اخلدمــة عــى‬ ‫تنميــة مهــارات التفكــر العليــا (التحليــل‪ ،‬الرتكيــب‪،‬‬ ‫التقويــم) لــدى معلــات املرحلــة االبتدائيــة بمملكــة‬ ‫البحريــن‪.‬‬ ‫أمهية الدراسة‬ ‫تتضح أمهية الدراسة احلالية فيام ييل‪:‬‬ ‫ ‪1.‬تتنــاول الدراســة مشــكلة ميدانيــة تعانيهــا إحــدى‬ ‫املــدارس احلكوميــة‪ ،‬وتعمــل عــى إجيــاد حــل‬ ‫عمــي يتــاءم مــع أهــداف التعليــم العامــة‬ ‫واخلاصــة‪ ،‬وحيقــق متطلبــات اجلــودة يف التعليــم‬

‫‪164‬‬

‫نجاة سليمان الحمدان و فاطمة أحمد الجاسم‬

‫عــر توفــر خــرات عمليــة تســاعد يف اســتيفاء‬ ‫العمليــة التعليميــة الرتبويــة للمعايــر واملواصفــات‬ ‫املوضوعــة هلــا‪.‬‬ ‫ ‪2.‬اإلســهام يف رفــع مســتوى العمــل الرتبــوي داخــل‬ ‫املدرســة عــن طريــق اســتخدام أســلوب التطويــر‬ ‫املســتمر للكفــاءات التعليميــة بــكل ختصصاهتــا‪.‬‬ ‫ ‪3.‬رفــع كفــاءة املعلــات يف جمــال التعامــل مــع املناهــج‬ ‫املدرســية مــن حيــث حتليــل حمتــوى املناهــج‬ ‫لتعــرف أوجــه القصــور يف املنهــج املــدريس فيــا‬ ‫يتعلــق بمهــارات التفكــر وتعــرف الطــرق املناســبة‬ ‫لدمــج تلــك املهــارات ضمــن املنهــاج املــدريس‪.‬‬ ‫ ‪4.‬خلــق أجــواء مدرســية علميــة تنافســية بتســخري‬ ‫كل اإلمكانــات البرشيــة يف املدرســة والعمــل‬ ‫كفريــق واحــد ضمــن هــدف حمــدد لتحقيــق دمــج‬ ‫املهــارات ضمــن املنهــج املــدريس‪.‬‬ ‫ ‪5.‬اإلســهام يف تنميــة مهــارات التفكــر العليــا لــدى‬ ‫طالبــات املدرســة‪ ،‬عــن طريــق التطبيــق املبــارش‬ ‫إلدخــال مهــارات التفكــر ضمــن املنهــج‪.‬‬ ‫حدود الدراسة‬ ‫تتحدد الدراسة باملحددات التالية‪:‬‬ ‫ ‪1.‬احلــدود الزمنيــة‪ :‬اســتغرقت الدراســة نحــو ســتة‬ ‫أشــهر مــن العــام الــدرايس ‪ ،2011/2010‬مــن‬ ‫شــهر ينايــر إىل شــهر يونيــو ‪.2011‬‬ ‫ ‪2.‬احلــدود املكانيــة‪ :‬اقتــرت هــذه الدراســة عــى‬ ‫معلــات مدرســة املســتقبل االبتدائيــة للبنــات يف‬ ‫املحافظــة الوســطى بمملكــة البحريــن‪.‬‬ ‫ ‪3.‬احلــدود البرشيــة‪ :‬اقتــرت هــذه الدراســة عــى ‪35‬‬ ‫معلمــة مــن معلــات مدرســة املســتقبل االبتدائيــة‬ ‫للبنــات‪.‬‬ ‫ ‪4.‬حــدود الربنامــج التدريبــي‪ :‬يقتــر تعميــم نتائــج‬ ‫هــذه الدراســة عــى طبيعــة الربنامــج التدريبــي‬ ‫املقــدم‪.‬‬ ‫التعريفات اإلجرائية ملصطلحات الدراسة‪:‬‬ ‫التدريب أثناء اخلدمة‬ ‫تزويــد املعلمــن باملعلومــات واخلــرات التــي‬ ‫تزيــد مــن طاقاهتــم اإلنتاجيــة وتعمــل عــى جتديــد‬ ‫معلوماهتــم وحتديثهــا وحتقــق هلــم طموحهــم‬ ‫ورضاهــم عــن مهنتهــم هبــدف االرتقــاء باملعلمــن‬ ‫علميــا ومهنيــا وثقافيــا وحتســن مســتوى األداء لدهيــم‬ ‫(نــارص‪.)2001 ،‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫مهارات التفكري العليا‬ ‫جمموعــة مــن املهــارات املعرفيــة املتقدمــة التــي‬ ‫تتحكــم يف العمليــات العقليــة للفــرد‪ ،‬وقــد اقتــرت‬ ‫الدراســة عــى معاجلــة مهــارات‪ :‬التحليــل‪ ،‬والرتكيــب‬ ‫والتقويــم‪.‬‬ ‫التحليــل‪ :‬القــدرة عــى حتليــل العنــارص والعالقــات‬ ‫واملبــادئ إىل عنارصهــا األساســية‪.‬‬ ‫الرتكيــب‪ :‬القــدرة عــى تركيــب عــدد مــن الوحــدات‬ ‫واألجــزاء لتشــكل بنيــة كليــة جديــدة ذات معنــى‪.‬‬ ‫التقويــم‪ :‬القــدرة عــى تقديــر قيمــة األشــياء وإعطــاء‬ ‫أحــكام وفــق معايــر حمــددة (‪Baska and Little,‬‬ ‫‪.)2003‬‬ ‫التعريف اإلجرائي ملهارات التفكري العليا‬ ‫هــي الدرجــة التــي يقيســها اختبــار البحــر ملهــارات‬ ‫التفكــر العليــا الثــاث‪( :‬التحليــل‪ ،‬الرتكيــب‪،‬‬ ‫التقويــم) جمتمعــة‪.‬‬ ‫اإلطار النظري‬ ‫يركــز اإلطــار النظــري للدراســة عــى مفهــوم‬ ‫التفكــر ومهاراتــه وتعليمــه ودور املعلــم يف تنميــة‬ ‫التفكــر داخــل الفصــل الــدرايس‪.‬‬ ‫التفكري‬ ‫التفكــر هــو حالــة ذهنيــة تشــمل متثيــل ومعاجلــة‬ ‫املعلومــات يف العقــل‪ ،‬وهــو نشــاط غــر مبــارش‪ ،‬ال‬ ‫يعتمــد عــى اإلدراكات املبــارشة فقــط‪ ،‬بــل يعتمــد‬ ‫أيضــا عــى مــا يتخــزن يف الذاكــرة مــن تصــورات عــن‬ ‫األحــداث الســابقة‪.‬‬ ‫وينطلــق التفكــر مــن اخلــرة احلســية احليــة‪ ،‬ولكنــه‬ ‫ال ينحــر فيهــا وال يقتــر عليهــا؛ ألن عمليــة‬ ‫التفكــر تعكــس العالقــات والروابــط بــن الظواهــر‪،‬‬ ‫فإننــا نتجــه دائــا إىل التفكــر يف هــذه العالقــات‬ ‫والروابــط يف شــكلها التجريــدي واملعمــم‪ .‬ويرتبــط‬ ‫التفكــر ارتباطــا وثيقــا بالنشــاط العمــي لإلنســان؛‬ ‫إذ إنــه بحكــم جوهــره يعتمــد عــى النشــاط العمــي‬ ‫االجتامعــي‪ ،‬وهــو يمثــل انعكاســ ًا للعــامل اخلارجــي‬ ‫(إبراهيــم‪.)2007 ،‬‬ ‫ومتثــل احلاجــة لتعليــم التفكــر مــن تأثــره الواضح‬ ‫عــى تطــور املجتمعــات بشــكل عــام واألفــراد بشــكل‬ ‫خــاص‪ ،‬ففــي عــامل مــيء بالتحديــات واملشــكالت‬ ‫والتعقيــدات عــى مجيــع املســتويات هنــاك حاجــة‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫قويــة للتعامــل معهــا بفهــم ورؤيــة جديــدة‪ ،‬وذلــك‬ ‫بتخريــج متعلمــن قادريــن عــى التعلــم باســتقاللية‬ ‫وتنظيــم معلوماهتــم وشــؤوهنم الذاتيــة ليكونــوا‬ ‫قادريــن عــى اختــاذ القــرارات وحــل املشــكالت‬ ‫بشــكل إبداعــي (احلارثــي‪ .)1999 ،‬وينعكــس هــذا‬ ‫التأثــر عــى املدرســة بتوفــر أجــواء تســاعد عــى خلــق‬ ‫ظــروف تنمــي الطاقــات العقليــة واإلنســانية‪ ،‬وتعزيــز‬ ‫الكفايــات التعليميــة الداعمــة لتنميــة التفكــر‪،‬‬ ‫وتشــكيل أفــكار الطلبــة بشــكل إجيــايب نحــو جمتمعهم‪،‬‬ ‫وخلــق بيئــة مدرســية تســودها الثقــة (ســعادة‪.)2009 ،‬‬ ‫وخيــدم التفكــر املتعلــم يف النظــر لعــدد أكــر مــن‬ ‫االحتــاالت للمواقــف التــي تصادفــه يف حياتــه‪،‬‬ ‫باكتشــاف العالقــات والروابــط بشــكل أرسع‬ ‫وأوســع‪ ،‬وممارســة عمليــة التقويــم بشــكل أدق‪،‬‬ ‫وتصنيــف األشــياء بطــرق متعــددة وخمتلفــة‪ ،‬وحتــدى‬ ‫االفرتاضــات املقيــدة للتفكــر‪ ،‬وحتــرى الدقــة يف‬ ‫احلكــم عــى املعلومــات والبحــث عــن اخلطــأ وتدقيــق‬ ‫النظــر فيــه والعمــل عــى طــرح األفــكار بموضوعيــة‬ ‫واتــزان واحــرام االختالفــات ووجهــات نظــر‬ ‫اآلخريــن‪ ،‬واالســتعداد للحيــاة بــا تشــمله مــن‬ ‫حتديــات ومواقــف ( ‪.)Swartz and Perkins, 1990‬‬ ‫وتبعــا لتعقــد عمليــة التفكــر وأمهيتهــا يف حياتنــا‪،‬‬ ‫تتعــدد التعريفــات واألبعــاد التــي تتنــاول التفكــر؛‬ ‫فمــن التعريفــات التــي ركــزت عــى اهلــدف مــن‬ ‫عمليــة التفكــر‪ ،‬تعريــف ‪ De Bono 2003‬الــذي يرى‬ ‫أنــه النشــاط العقــي الــذي يتــم هبــدف الوصــول إىل‬ ‫هــدف مــا يتمثــل يف فهــم الــيء أو اختــاذ قــرار أو حــل‬ ‫ملشــكلة أو حكــم عــى يشء أو القيــام بعمــل مــا (ورد‬ ‫يف‪ :‬أبــو جــادو ونوفــل‪ .)2007 ،‬ويدعــم هــذا التوجــه‬ ‫تعريــف ‪ Beyer 2001‬بـــأن التفكــر عمليــة عقليــة عن‬ ‫طريقهــا يتــم عمــل يشء ذي معنــى مــن خــال اخلــرة‬ ‫التــي يمــر هبــا الفــرد‪.‬‬ ‫ويطــرح كل مــن (‪Costa and Kallick )2000‬‬ ‫رؤيــة للتفكــر تتنــاول عمليــة التفكــر بــدء ًا مــن‬ ‫مدخالتــه وانتهــا ًء بمخرجاتــه؛ فالتفكــر هــو املعاجلــة‬ ‫العقليــة للمدخــات احلســية حيــث يتــم يف هــذه‬ ‫املعاجلــة إدراك املثــرات احلســية واحلكــم عليهــا‪.‬‬ ‫وحيــدد جــروان (‪ )2007‬رؤيتــه للتفكري بأنــه عملية‬ ‫كليــة تتــم فيهــا معاجلــة املدخــات احلســية واملعلومات‬ ‫املســرجعة لتكويــن األفــكار أو االســتدالل هبــا‬ ‫واحلكــم عليهــا‪ ،‬وتتضمــن اإلدراك والتأمــل واخلــرة‬ ‫الســابقة واملعاجلــة الواعيــة واالحتضــان واحلــدس‪،‬‬

‫‪165‬‬


‫أثربرنامج تدريبي أثناء الخدمة على تنمية مهارات التفكيرالعليا لدى معلمات املرحلة االبتدائية‪...‬‬

‫ومــن خالهلــا يتــم اكتســاب اخلــرة‪ .‬ويوســع جمــدي‬ ‫حبيــب يف تعريفــه للتفكــر مــن العمليــات العقليــة‬ ‫التــي يتضمنهــا التفكــر؛ بحيــث تتضمــن عمليــات‬ ‫عقليــة معرفيــة وجدانيــة تقــوم عــى حمصلــة جمموعــة‬ ‫مــن العمليــات؛ حيــث يشــر إىل اإلدراك واإلحســاس‬ ‫والتخيــل والتذكــر والتجريــد والتعميــم والتمييــز‬ ‫واملقارنــة واالســتدالل مــن العمليــات (ورد يف‪ :‬غانــم‪،‬‬ ‫‪.)2009‬‬ ‫ويلخــص عبــد احلميــد وآخــرون (‪)17 ،2005‬‬ ‫تعريــف التفكــر بأنــه "جمموعــة مــن العمليــات العقلية‬ ‫الداخليــة التــي هتــدف حلــل مشــكلة أو اختــاذ قــرار أو‬ ‫البحــث عــن معنــى أو الوصــول إىل هــدف معــن‪،‬‬ ‫وغالبــا مــا يســبق هــذه العمليــات القيــام بفعــل معــن‪،‬‬ ‫أو النطــق بقــول معــن"‪.‬‬ ‫يالحــظ أن أغلــب التعريفــات التــي تناولــت‬ ‫التفكــر رغــم إشــارهتا لعمليــة املدخــات بأهنــا القــدرة‬ ‫عــى التقــاط مهمــة أو مشــكلة‪ ،‬وكذلــك للعمليــات‬ ‫العقليــة املعرفيــة والوجدانيــة التــي هلــا دور مهــم يف‬ ‫الوصــول إىل املطلــوب بطريقــة ذكيــة‪ ،‬وإىل خمرجــات‬ ‫التفكــر املتمثــل يف الوصــول إىل هــدف مــا أو اختــاذ‬ ‫قــرار أو حــل ملشــكلة أو حكــم عــى يشء أو القيــام‬ ‫بعمــل مــا؛ إال أهنــا ال تشــر بشــكل مبــارش لعمليــة‬ ‫وعــي الفــرد أثنــاء عمليــة التفكــر نفســها بحيــث يكون‬ ‫الفــرد واعيــ ًا بالعمليــات التــي قــام هبــا واملعلومــات‬ ‫التــي اســتخدمها وهــو مــا يشــار لــه بالتفكــر يف‬ ‫التفكــر‪.‬‬ ‫مهارات التفكري‬ ‫يعــرف ســعادة (‪ )2009‬املهــارة بأهنــا القــدرة عــى‬ ‫القيــام بعمــل بشــكل حيــدده مقيــاس مطــور‪ .‬ومــن‬ ‫املمكــن حتديــد املهــارة بأهنــا سلســلة متتابعــة مــن‬ ‫اإلجــراءات يقــوم هبــا املتعلــم هبــدف أداء مهمــة مــا‬ ‫يمكــن مالحظتهــا بصــورة مبــارشة أو بصــورة غــر‬ ‫مبــارشة (قطامــي وعرنكــي‪.)2007 ،‬‬ ‫ويعــرف ‪ Holdstock‬املهــارة بأهنــا القــدرة املكتســبة‬ ‫عــر بعــض عمليــات التعليــم والتعلــم للوصــول إىل‬ ‫مســتوى معــن مــن اإلتقــان تتيــح اســتخدامها بتمكــن‬ ‫(ورد يف‪ :‬الســويدي وآخــرون‪.)2002 ،‬‬ ‫ويمكــن حتديــد مهــارات التفكــر يف أهنــا العمليات‬ ‫العقليــة املحــددة التــي متــارس وتســتخدم عــن قصــد‬ ‫ملعاجلــة املعلومــات؛ كمهــارات حتديــد املشــكلة وإجيــاد‬ ‫االفرتاضــات‪ ،‬ويمكــن أن نقــارن بــن مهــارات التفكري‬

‫‪166‬‬

‫نجاة سليمان الحمدان و فاطمة أحمد الجاسم‬

‫ومهــارة لعبــة كــرة القــدم التــي تتطلــب مهــارات حمــددة‬ ‫مثــل مهــارة رمــي الكــرة ومهــارة اســتقبال الكــرة‬ ‫ومهــارة املنــاورة (معــار‪.)2006 ،‬‬ ‫فمهــارات التفكــر هــي‪ :‬عمليــات عقليــة حمــددة‬ ‫نامرســها ونســتخدمها عــن قصــد ملعاجلــة املعلومــات‬ ‫والبيانــات لتحقيــق أهــداف تربويــة متنوعــة تــراوح‬ ‫بــن تذكــر املعلومــات ووصــف األشــياء وتدويــن‬ ‫املالحظــات‪ ،‬وبــن التنبــؤ باألمــور وتصنيــف األشــياء‬ ‫وتقييــم الدليــل وحــل املشــكالت والوصــول إىل‬ ‫اســتنتاجات‪.‬‬ ‫تطــرح الــرور (‪ 58 )2002‬مهــارة يمكــن‬ ‫تعلمهــا يف املنهــاج املــدريس؛ وهــي‪ :‬االتصــال‪،‬‬ ‫الســببية‪ ،‬االســتنتاج‪ ،‬العالقــات املتبادلــة‪ ،‬التناظــر‪،‬‬ ‫االســتقرار‪ ،‬التنبــؤ‪ ،‬التنظيــم‪ ،‬السالســة واالنســياب‪،‬‬ ‫التلخيــص‪ ،‬التحليــل‪ ،‬التقييــم‪ ،‬التصنيــف‪ ،‬التسلســل‪،‬‬ ‫االفرتاضــات‪ ،‬التصميــم‪ ،‬التعميــم‪ ،‬اختــاذ القــرار‪،‬‬ ‫التفســر‪ ،‬املقارنــة‪ ،‬األســئلة‪ ،‬االســتبصار‪ ،‬االحتفــاظ‬ ‫باألفــكار‪ ،‬تقييــم األفــكار‪ ،‬الربــط باملعرفــة الســابقة‪،‬‬ ‫ترتيــب األفــكار‪ ،‬وصــف املشــكلة‪ ،‬طــرق حــل‬ ‫املشــكالت اإلبداعيــة‪ ،‬تعــرف املغالطــات‪ ،‬تعــرف‬ ‫األفــكار اخلطــأ‪ ،‬الفهــم‪ ،‬التطويــر‪ ،‬اســتخدام املفاهيــم‪،‬‬ ‫التمييــز بــن احلقيقــة والــرأي‪ ،‬تنظيــم املعلومــات مــن‬ ‫املهــم إىل األقــل أمهيــة‪ ،‬الرتمجــة‪ ،‬املرونــة‪ ،‬الطالقــة‪،‬‬ ‫التفاصيــل‪ ،‬األصالــة‪ ،‬دمــج األفــكار‪ ،‬التجميــع‪،‬‬ ‫التشــابه واالختــاف‪ ،‬املالحظــة‪ ،‬رؤيــة عالقــات‬ ‫النــاذج‪ ،‬األولويــات‪ ،‬الربــط‪ ،‬النتائــج‪ ،‬العالقــات‪،‬‬ ‫املشــاركة‪ ،‬التكيــف‪ ،‬التوظيــف‪ ،‬اســتخدام املــواد‪،‬‬ ‫املناقشــة‪ ،‬كيفيــة الوصــول إىل مصــادر املعلومــات‪،‬‬ ‫التمييــز بــن املعلومــات الواقعيــة واخلياليــة‪ ،‬كيفيــة‬ ‫طــرح الســؤال‪ ،‬مهــارات عــرض وتنظيــم األفــكار‪،‬‬ ‫تنظيــم اإلجابــة‪ ،‬البــدء بالتفكــر‪.‬‬ ‫تصنيف مهارات التفكري‬ ‫حــدد الباحثــون يف عمليــة التفكــر تصنيفــن‬ ‫للتفكــر‪ ،‬مهــا‪ :‬التفكــر األســايس ويتضمــن مســتويات‬ ‫األنشــطة العقليــة غــر املعقــدة‪ ،‬والتفكــر املركــب‬ ‫ويتضمــن العمليــات العقليــة املعقــدة (قطامــي‬ ‫وعرنكــي‪ ،)2007 ،‬ولدواعــي التبســيط عمــل بعــض‬ ‫الباحثــن عــى تصنيــف التفكــر إىل ثالثــة مســتويات‪:‬‬ ‫مســتويات التفكــر الدنيــا‪ ،‬ومســتويات التفكــر‬ ‫الوســطى ومســتويات التفكــر العليــا (زيتــون‪،‬‬ ‫‪ .)2003‬ينــدرج حتــت كل تصنيــف جمموعــة مــن‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫العمليــات العقليــة أو مهــارات التفكــر املوجــه‬ ‫إلنجــاز املهمــة املطلوبــة‪ ،‬فيقــع حتــت تصنيــف مســتوى‬ ‫التفكــر األســايس‪ :‬بعــض مهــارات تصنيــف بلــوم‬ ‫(املعرفــة والتفســر والتطبيــق)‪ ،‬ومهارات االســتدالل‪،‬‬ ‫ومهــارات التفكــر الناقــد‪ ،‬ومهــارات التفكــر فــوق‬ ‫املعرفيــة‪ .‬ويقــع حتــت تصنيــف مســتوى التفكــر‬ ‫املركــب‪ :‬اختــاذ القــرار‪ ،‬والتفكــر الناقــد‪ ،‬وحــل‬ ‫املشــكالت‪ ،‬والتفكــر اإلبداعــي والتفكــر فــوق‬ ‫املعــريف (أمحــد وحممــد‪.)2007 ،‬‬ ‫وتعــددت التصنيفــات التــي تناولــت مهــارات‬ ‫التفكــر‪ ،‬فيقــرح برنــز ‪ 1988‬مهــارات التفكــر التالية‪:‬‬ ‫املهــارات التحليليــة‪ ،‬واملهــارات التنظيميــة‪ ،‬ومهــارات‬ ‫التفكــر الناقــد‪ ،‬واملهــارات اإلبداعيــة‪ ،‬واملهــارات‬ ‫اإلدراكيــة‪ ،‬ومهــارات التعليــل العقــي (الــرور‪،‬‬ ‫‪ .)2002‬بينــا يصنــف ‪ Fisher‬مهــارات التفكــر إىل‪:‬‬ ‫تنظيــم املعلومــات‪ ،‬واالســتقصاء‪ ،‬والعالقــة باملــررات‬ ‫واألســباب‪ ،‬والتفكــر اإلبداعــي‪ ،‬والتقييــم‪ .‬أمــا‬ ‫‪ Sternberg‬فيصنــف مهــارات التفكــر إىل‪ :‬مهــارات‬ ‫التفكــر فــوق املعرفيــة‪ ،‬وهــي املهــارات التــي تســيطر‬ ‫عــى مجيــع األنشــطة املوجهــة حلــل املشــكالت‬ ‫املختلفــة‪ ،‬وتشــمل‪ :‬التخطيــط واملراقبــة والتقييــم‪،‬‬ ‫ومهــارات التفكــر املعرفيــة‪ ،‬وتشــمل‪ :‬الرتكيــز‪،‬‬ ‫ومجــع املعلومــات‪ ،‬والتذكــر‪ ،‬والتنظيــم‪ ،‬والتحليــل‪،‬‬ ‫والتعميــم‪ ،‬والدمــج‪ ،‬والتقييــم (ورد يف‪ :‬ســعادة‪،‬‬ ‫‪.)2009‬‬ ‫ويطـرح نمـوذج مارزانـو كنمـوذج معـريف للتفكير‬ ‫مخسـة أبعـاد متداخلـة وحتتـوي على عالقـات متنوعـة‪،‬‬ ‫وهـي‪ :‬البعـد األول‪ ،‬ومتثـل يف مهارات مـا وراء املعرفة‬ ‫(فـوق املعـريف) أو التفكير اإلستراتيجي وتتضمـن‬ ‫التخطيـط واملراقبـة والتقييـم‪ ،‬ومتثـل البعـد الثـاين يف‬ ‫مهـارات التفكير الناقـد واإلبداعـي‪ ،‬حيـث يقـوم‬ ‫التفكير الناقـد على أسـاس التقويـم بينما يقـوم التفكري‬ ‫اإلبداعـي على اجلانـب التوليـدي لألفـكار‪ ،‬أمـا البعـد‬ ‫الثالـث فهـي عمليـات التفكير التـي تتضمـن تطويـر‬ ‫املعرفـة واكتسـاهبا وتطويرهـا وتتضمـن جمموعـة مـن‬ ‫مهـارات التفكري‪ .‬وخيتص إنتاج املعرفة بإستراتيجيات‬ ‫حل املشـكالت واختاذ القرارات والتعبري واالسـتقصاء‬ ‫(البحـث)‪ ،‬والبعـد الرابـع خيتـص بمهـارات التفكير‬ ‫األساسـية والتـي تشـمل مهـارات مثـل‪ :‬املالحظـة‬ ‫واالسـتدالل واملقارنـة‪ ،‬ويتنـاول البعـد اخلامس عالقة‬ ‫معرفـة املحتوى بالعمليات العقليـة (قطامي وعرنكي‪،‬‬ ‫‪.)2007‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫ويضع ‪ Costa‬تصنيفا ملسـتويات مهـارات التفكري‪،‬‬ ‫يتمثـل يف ثالثـة مسـتويات‪ :‬املسـتوى األول‪ :‬وتنـدرج‬ ‫حتتـه مهـارات‪ :‬التعريـف‪ ،‬الوصـف‪ ،‬التحديـد‪ ،‬وضـع‬ ‫قوائـم‪ ،‬العنونـة‪ ،‬املالحظة‪ ،‬التمعن‪ ،‬املسـح‪ .‬واملسـتوى‬ ‫الثـاين‪ ،‬تقـع حتتـه املهـارات التاليـة‪ :‬التحليـل‪ ،‬املقارنـة‪،‬‬ ‫التبايـن‪ ،‬التجميـع‪ ،‬التسلسـل‪ ،‬الرتكيـب‪ .‬واملسـتوى‬ ‫الثالـث‪ ،‬وتنـدرج حتته املهارات التاليـة‪ :‬التطبيق‪ ،‬وضع‬ ‫مبـادئ‪ ،‬التقويـم‪ ،‬وضـع فرضيـات‪ ،‬اخليـال‪ ،‬التقويـم‪،‬‬ ‫التنبـؤ‪ ،‬املضاربـة (‪.)Costa, 2001‬‬ ‫حيــدد )‪ Presseisen (2001‬مســتوى االنتقــال مــن‬ ‫مهــارات التفكــر األساســية إىل املهــارات املعقــدة؛‬ ‫حيــث صنــف مهــارات التفكــر األساســية إىل‪:‬‬ ‫التصفيــة (إجيــاد اخلصائــص املتميــزة أو الفريــدة)‪،‬‬ ‫وتشــمل املهارات التاليــة‪ :‬إدراك الوحدات األساســية‪،‬‬ ‫التعريــف‪ ،‬جتميــع احلقائــق‪ ،‬إدراك املهمــة أو املشــكلة‪.‬‬ ‫التصنيــف (حتديــد الصفــات املشــركة)‪ ،‬ويشــمل‬ ‫املهــارات التاليــة‪ :‬إدراك التشــاهبات واالختالفــات‪،‬‬ ‫التجميــع والتسلســل‪ ،‬املقارنــة‪ ،‬التمييــز‪ .‬إجيــاد‬ ‫العالقــات (حتديــد العمليــات االعتياديــة)‪ :‬العالقــة‬ ‫بــن اجلزء والــكل‪ ،‬رؤيــة النــاذج‪ ،‬التحليــل‪ ،‬الرتكيب‪،‬‬ ‫إدراك التسلســل والرتتيــب‪ ،‬االســتنباط‪ .‬التحويــل‬ ‫(العالقــة بــن املعــروف وغــر املعــروف)‪ :‬عمــل‬ ‫التناظــرات‪ ،‬عمــل التمثيــات‪ ،‬االســتقراء‪ .‬وضــع‬ ‫النتائــج (التقييــم)‪ :‬حتديــد األســباب والتأثــرات‪،‬‬ ‫التمييــز‪ ،‬االســتنتاج‪ ،‬التقويــم‪ .‬أمــا مهــارات التفكــر‬ ‫املعقــد فتتمثــل يف حــل املشــكالت واختــاذ القــرارات‬ ‫والتفكــر الناقــد والتفكــر اإلبداعــي‪.‬‬ ‫ومــن التصنيفــات األكثــر تــداوال يف احلقــل‬ ‫الرتبــوي تصنيــف بلــوم لألهــداف التعليميــة الــذي‬ ‫وضــع كدليــل للمعلمــن يف ختطيــط األهــداف‬ ‫واخلــرات التعليميــة‪ ،‬ويعــد أحــد املحــكات املتداولــة‬ ‫يف املجــال الرتبــوي يف تطبيــق مهــارات التفكــر ضمــن‬ ‫املنهــج املــدريس يف املــواد املختلفــة‪ ،‬وتشــمل املهــارات‬ ‫يف املجــاالت املعرفيــة مــن العمليــات العقلية البســيطة‪،‬‬ ‫التذكــر‪ ،‬والفهــم‪ ،‬والتطبيــق‪ ،‬إىل العمليــات العقليــة‬ ‫املتقدمــة‪ ،‬التحليــل‪ ،‬والرتكيــب‪ ،‬والتقويــم (غبايــن‪،‬‬ ‫‪.)2003‬‬ ‫تعليم التفكري‬ ‫أدت املدرســة منــذ تكوينهــا كمؤسســة تعليميــة‬ ‫دور ًا مهـ ًا يف املســاعدة عــى نقــل احلقائــق واملعلومــات‬ ‫للطلبــة وإكســاهبم مهــارات التعلــم األساســية مــن‬

‫‪167‬‬


‫أثربرنامج تدريبي أثناء الخدمة على تنمية مهارات التفكيرالعليا لدى معلمات املرحلة االبتدائية‪...‬‬

‫تذكــر وفهــم‪ .‬لكــن التحــدي الــذي ال يــزال قائــ ًا‬ ‫لــدى هــذه املؤسســة هــو إكســاب املتعلمــن مهــارات‬ ‫التعلــم ومهــارات التفكــر العليــا‪ ،‬لــذا مــن املهــم‬ ‫تعــرف الطريقــة التــي يتفاعــل هبــا الطلبــة مــع املعلــم‬ ‫يف الفصــل الــدرايس‪ ،‬ومعرفــة نوعيــة املتعلــم الــذي‬ ‫نحتــاج لــه يف املســتقبل؛ فتعليــم املســتقبل قائــم عــى‬ ‫أن يكــون املتعلــم قــادر ًا عــى تفســر مــا يتعلمــه وقــادر ًا‬ ‫عــى حــل املشــكالت واختــاذ القــرارات (بريــور‪،‬‬ ‫‪.)2000‬‬ ‫يعطــى منحــى تعليــم التفكــر أمهيــة لــدور الطالــب‬ ‫يف العمليــة التعليميــة؛ فهــو حيــرم أفــكاره ويقدرهــا‪،‬‬ ‫ويعــزز دوره كفــرد لــه آرائــه ومشــاعره؛ لــذا يركــز عــى‬ ‫تدريــب الطالــب لتحســن مهــارات التفكــر العليــا‬ ‫لديــه‪ ،‬وعــى أن يكــون لــه خصوصيــة عــر تفاعلــه‬ ‫ونشــاطه يف العمليــة التعليميــة‪ ،‬ويربــط بــن املعرفــة‬ ‫والعمــل والتفكــر‪ ،‬ويســعى لتطويــر أفــكار الطالــب‬ ‫بتنميتهــا وتطويرهــا وحتســينها (احلارثــي‪.)1999 ،‬‬ ‫وال خيتلــف التعلــم والتفكــر كثــرا مــن ناحيــة‬ ‫املفهــوم؛ فكالمهــا يعمــل عــى تراكــم اخلــرات‬ ‫وتنظيمهــا؛ فالتفكــر تشــكيل لألفــكار وتوليدهــا‬ ‫برؤيــة جديــدة ويف ضــوء معرفــة ســابقة‪ ،‬والتعلــم‬ ‫هــو االســتفادة مــن األفــكار الســابقة لفهــم األفــكار‬ ‫وتكويــن املعــاين (القحــف وشــيب‪.)2008 ،‬‬ ‫ويتفــق أغلــب الرتبويــن عــى أمهيــة تعليــم التفكــر‬ ‫يف املــدارس بشــكل مقصــود ومنظــم وخمطــط‪ .‬لكــن‬ ‫تتبايــن الــرؤى حــول أســلوب تعليــم التفكــر‪،‬‬ ‫ويمكــن حتديدهــا يف التــايل‪:‬‬ ‫ ‪1.‬تعليــم التفكــر بشــكل مســتقل‪ :‬يتــم تعليــم‬ ‫التفكــر بشــكل منفصــل عــن املــواد الدراســية‪ ،‬وال‬ ‫يتــم توظيــف حمتــوى الــدروس يف هــذا التعلــم‪،‬‬ ‫حتــت تربيــر تقديــم دروس التفكــر بشــكل أقــوى‬ ‫وممنهــج يســهل تطبيقــه‪ ،‬وبــدون تعقيــدات قــد‬ ‫تتداخــل مــع املهــارة‪.‬‬ ‫ ‪2.‬تعليــم التفكــر ضمــن املنهــاج‪ :‬يتــم تعليــم التفكــر‬ ‫ضمــن املــواد الدراســية؛ فيتــم دمــج مهــارات‬ ‫التفكــر أثنــاء تدريــس املنهــاج املــدريس‪ ،‬وقــوة‬ ‫هــذا النمــوذج تتمثــل يف الربــط بــن مهــارات‬ ‫التفكــر ومــا تقدمــه املدرســة مــن معــارف وعلــوم‬ ‫وإمكانيــة الربــط بــن عــدد مــن عمليــات التفكــر‬ ‫معــ ًا (أمحــد وحممــد‪.)2007 ،‬‬ ‫ ‪3.‬تعليــم التفكــر بشــكل مســتقل وبشــكل تكامــي‬ ‫مــع املنهــاج املــدريس‪ :‬يتــم املــزج بــن مضمــون‬

‫‪168‬‬

‫نجاة سليمان الحمدان و فاطمة أحمد الجاسم‬

‫الرؤيتــن الســابقيتن يف تعليــم التفكــر بشــكل‬ ‫مســتقل وتدريــس التفكــر ضمــن حمتــوى املــواد‬ ‫الدراســية املقــررة؛ بحيــث تتوافــر برامــج مســتقلة‬ ‫متكــن الطلبــة مــن اســتبصار خطــوات عمليــة‬ ‫التفكــر‪ ،‬ويكــون للمعلــم دور بتعليــم املهــارة‬ ‫داخــل حمتــوى املــواد الدراســية (أبــو جــادو‬ ‫ونوفــل‪.)2007 ،‬‬ ‫وتتنــاول رؤيــة تعليــم التفكــر ضمــن املنهــاج املــدريس‬ ‫عــدة مداخــل‪ ،‬منهــا‪:‬‬ ‫ ‪1.‬الربامــج األحاديــة يف تدريــس التفكــر‪ :‬تتضمــن‬ ‫التدريــس يف مقــرر درايس واحــد‪ ،‬ويركــز عــادة‬ ‫يف هــذا املقــرر عــى املهــارات التــي متكــن الطلبــة‬ ‫مــن حــل املشــكالت‪ ،‬ومنهــا مهــارات اكتســاب‬ ‫املعرفــة‪ ،‬والتــي تســاعد يف حــل املشــكالت‬ ‫البســيطة مثــل التصنيــف واالســتنباط‪.‬‬ ‫ ‪2.‬الربامــج الثنائيــة يف تدريــس التفكــر‪ :‬تــدرس‬ ‫العمليــات املعرفيــة (املهــارات العمليــة) املرتبطــة‬ ‫ارتباطــا وثيقــا بمجــال حمتــوى معــن مثــل‬ ‫الرياضيــات والعلــوم‪ ،‬مثــل تدريس إســراتيجيات‬ ‫اكتشــاف حــل املشــكالت‪.‬‬ ‫ ‪3.‬املداخــل املوقفيــة لتدريــس التفكــر‪ :‬يتــم‬ ‫االســتفادة مــن الكتــاب املــدريس بتوفــر جمموعــة‬ ‫مــن املواقــف الواقعيــة التــي تتطلــب تفكــرا عاليــا‬ ‫ومعاجلــة عــر مهــام معرفيــة‪ ،‬ويتــم عــرض مشــكلة‬ ‫واقعيــة متعلقــة باملحتــوى‪ ،‬عــى أن تكــون املشــكلة‬ ‫مبنيــة عــى أســاس ميــول الطلبــة واهتامماهتــم‪.‬‬ ‫ ‪4.‬نمــوذج التعليــم اإلســراتيجي‪ :‬يركــز هــذا املدخــل‬ ‫عــى الفهــم‪ ،‬وكيــف يتعلــم الطالــب‪ ،‬كهدفــن‬ ‫مــن أهــداف التدريــس املعــريف‪ .‬فمــن إجــراءات‬ ‫التخطيــط التدريــي اإلســراتيجي أن يفكــر‬ ‫املعلــم يف مســاعدة الطلبــة عــى التفكــر يف املــادة‬ ‫املقدمــة‪ ،‬وهنــا دور املعلــم يف اختيــار مهــارات‬ ‫التفكــر املســاعدة بشــكل متــدرج‪.‬‬ ‫ ‪5.‬التعلــم مــن خــال التخيــل‪ :‬تقــوم فكــرة‬ ‫هــذه الرؤيــة عــى االســتفادة مــن اإلمكانــات‬ ‫اهلائلــة للعقــل البــري يف التخيــل والتبــر يف‬ ‫املوضوعــات املختلفــة‪ ،‬ويمكــن اســتخدام أنــواع‬ ‫التخيــات املختلفــة الســمعية‪ ،‬البرصيــة‪ ،‬احلركيــة‬ ‫(غانــم‪.)2009 ،‬‬ ‫ويطــرح ‪ Beyer‬طريقتــه يف تعليــم مهــارات‬ ‫التفكــر ضمــن املنهــاج املــدريس؛ حيــث تنســجم مــع‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫رؤيــة تعليــم التفكــر ضمــن املــواد الدراســية‪ ،‬وتقــوم‬ ‫هــذه اإلســراتيجية عــى عــدة خطــوات‪ ،‬هــي‪:‬‬ ‫ ‪1.‬عــرض املهــارة‪ :‬يعــرض املعلــم املهــارة املقــررة؛‬ ‫وذلــك بكتابــة اســم املهــارة عــى الســبورة‪ ،‬ويعطــي‬ ‫مرتادفــات ملعنــى املهــارة‪ ،‬ويعــرف املهــارة شــفاهة‬ ‫بشــكل دقيــق ومبســط‪ ،‬ثــم يســتعرض جمــاالت‬ ‫اســتخدام املهــارة وأمهيــة تعلمهــا‪.‬‬ ‫ ‪2.‬رشح املهــارة‪ :‬يقــدم املعلــم رشحــا تفصيليــا‬ ‫للخطــوات الرئيســة لتطبيــق املهــارة ويوضــح املواقــف‬ ‫والقواعــد الســتخدامها‪.‬‬ ‫ ‪3.‬تقديــم مثــال عــام‪ :‬يقــدم املعلــم مثــاال واحــد أو‬ ‫أكثــر لتطبيــق املهــارة يف موضــوع خــارج املقــرر مــع‬ ‫توضيــح اخلطــوات والقواعــد التــي يتــم اتباعهــا أثنــاء‬ ‫التطبيــق‪ ،‬والتأكــد مــن فهــم الطلبــة لطريقــة تنفيــذ‬ ‫املهــارة‪.‬‬ ‫ ‪4.‬تطبيــق املهــارة عــى تدريــب عــام‪ :‬يقــدم املعلــم‬ ‫تدريبــا عــى املهــارة حيــاول فيــه ربــط املهــارة ببيئــة‬ ‫الطالــب وخرباتــه‪ .‬وبعــد االنتهــاء مــن احلــل يناقــش‬ ‫الطلبــة يف خطــوات وقواعــد تطبيــق املهــارة‪.‬‬ ‫ ‪5.‬تطبيــق املهــارة يف حمتــوى املــادة‪ :‬بعــد رشح‬ ‫حمتــوى الــدرس‪ ،‬يقــدم املعلــم تدريبــا عــى املهــارة مــن‬ ‫املنهــج‪ ،‬وبعــد االنتهــاء مــن التدريــب يقــوم بمناقشــة‬ ‫اإلجابــات والتأكــد مــن إتقــان املهــارة عــر تقييــم فهــم‬ ‫الطلبــة‪.‬‬ ‫ ‪6.‬املراجعــة‪ :‬إجــراء نقــاش عــام حــول املهــارة‬ ‫مــن حيــث تعريفهــا وخطــوات تنفيذهــا‪ ،‬وجمــاالت‬ ‫اســتخدامها (ورد يف‪ :‬طافــش‪.)2004 ،‬‬ ‫ويدمــج منهــاج التفكــر كــا هــو واضح بــن حمتوى‬ ‫املقــرر والعمليــات التعليميــة التــي حيتاجهــا الطالــب‬ ‫يف حياتــه داخــل املدرســة وخارجهــا‪ ،‬والرتكيــز عــى‬ ‫املواقــف احلياتيــة واملهــارات املســاعدة مثــل‪ :‬املقارنــة‪،‬‬ ‫والتقييــم‪ ،‬واختــاذ القــرار‪ ،‬وحــل املشــكالت‪.‬‬ ‫واملنهــاج املثــر للتفكــر يركــز عــى أن يكــون‬ ‫منهاجــا ممتــدا ومدروســا‪ ،‬ويركــز عــى عمليــات‬ ‫التفكــر العليــا‪ ،‬ويتضمــن نشــاطات ومرشوعــات‬ ‫توســع دائــرة اهتاممــات الطالــب وتكســبه املهــارات‬ ‫البحثيــة‪ ،‬مــع توفــر خــرات تتناســب مــع احتياجــات‬ ‫الطلبــة (أمحــد وحممــد‪.)2007 ،‬‬ ‫دور املعلم يف تنمية التفكري‬ ‫تتجــه املدرســة احلديثــة يف تدريــب املعلــم عــى‬ ‫إتقــان عنــارص ومكونــات العمليــات املعرفيــة‪،‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫وهــي‪ :‬اإلحســاس‪ ،‬واالنتبــاه‪ ،‬واإلدراك‪ ،‬والتذكــر‪،‬‬ ‫والتفكــر‪ .‬ويــؤدي املعلــم دورا مهــا يف هتيئــة األجــواء‬ ‫داخــل الصــف املــدريس خللــق بيئــة حمفــزة للطلبــة‬ ‫للتفكــر (شــحاتة‪ .)2006 ،‬ويتمثــل دور املعلــم‬ ‫يف خلــق ديناميــات املنــاخ الصفــي اإلجيــايب املثــر‬ ‫للتفكــر‪ ،‬والــذي يتمثــل بالتفاعــل الصفــي وأســئلة‬ ‫املعلــم واســتجابات املتعلــم؛ فريتكــز التفاعــل الصفــي‬ ‫املثــر للتفكــر عــى أن املتعلــم هــو حمــور العمليــة‬ ‫الرتبويــة‪ ،‬ويقــاس ذلــك بالفــرة الزمنيــة التــي يقضيهــا‬ ‫املتعلــم يف التفاعــل داخــل غرفــة الصــف وطبيعــة‬ ‫تفاعلــه‪.‬‬ ‫كــا تقــاس األجــواء املثــرة للتفكــر عــر طبيعــة‬ ‫األســئلة التــي يوجههــا املعلــم‪ ،‬ومــا إذا كانــت ذات‬ ‫طبيعــة مغلقــة أو أســئلة مفتوحــة تثــر التفكــر لــدى‬ ‫الطالــب؛ فنتاجــات التعلــم تعتمــد عىل طبيعة األســئلة‬ ‫املوجهــة‪ ،‬فعــر اســتخدام نوعيــة مناســبة مــن األســئلة‬ ‫مــن املمكــن إثــراء عمليــة التفكــر وتوجيــه الطالــب‬ ‫نحــو اســتخدام مهــارات التفكــر العليــا‪ .‬كــا تــؤدي‬ ‫طبيعــة ردود املعلــم واســتجاباته دورا مهــا يف حتفيــز‬ ‫التفكــر داخــل الصــف الــدرايس؛ فاالســتجابات‬ ‫التــي تفتــح آفــاق التفكــر‪ ،‬تتمثــل يف الصمــت وانتظــار‬ ‫اإلجابــة‪ ،‬وتقبــل كل اآلراء وخلــق جــو آمــن ومريــح‪،‬‬ ‫وطلــب إيضــاح اســتجابات الطلبــة‪ ،‬وإرشــاد الطالــب‬ ‫ملصــدر املعلومــات ليــارس الطالــب عمليــة البحــث‬ ‫بنفســه (جــروان‪.)2010 ،‬‬ ‫ويلخــص تايــه (‪ )2002‬اإلســراتيجيات التــي‬ ‫يتبعهــا املعلمــون إلثــارة التفكــر يف النقــاط التاليــة‪:‬‬ ‫االســتامع للطلبــة واحــرام أفكارهــم‪ ،‬تقديــر الفــروق‬ ‫الفرديــة بــن الطلبــة واحــرام آراء مجيــع الطلبــة مهــا‬ ‫بلغــت القــدرات العقليــة هلــم‪ ،‬وتشــجيع النقــاش‬ ‫املفتــوح‪ ،‬وتشــجيع التعلــم الفعــال بإبــداء الطالــب‬ ‫ملالحظاتــه وتســجيل آرائــه‪ ،‬وتقبــل أفــكار الطلبــة‪،‬‬ ‫وإعطــاء وقــت للتفكــر وجتريــب اآلراء‪ ،‬وتعزيــز‬ ‫الثقــة يف نفــوس الطلبــة‪ ،‬وإعطــاء تغذيــة راجعــة‬ ‫مســهلة‪ ،‬وتقديــر أفــكار الطلبــة‪ ،‬وإعطــاء فســحة مــن‬ ‫احلركــة يف الفصــل‪ ،‬وتنميــة مســتويات التفكــر العليــا‬ ‫والرتكيــز عــى األســئلة املفتوحــة‪.‬‬ ‫ومــن ســلوكيات املعلــم املؤثــرة يف إثــراء البيئــة‬ ‫التعليميــة املثــرة للتفكــر‪ ،‬التــايل‪ :‬توجيــه أســئلة‬ ‫للطلبــة اســتجاباهتا تركــز عــى "ملــاذا؟ وكيــف؟"‪،‬‬ ‫حتديــد إســراتيجيات حمــددة للطلبــة حلــل املشــكالت‬ ‫(تدريبهــم عــى إســراتيجيات فــوق املعرفــة)‪ ،‬تذكــر‬

‫‪169‬‬


‫أثربرنامج تدريبي أثناء الخدمة على تنمية مهارات التفكيرالعليا لدى معلمات املرحلة االبتدائية‪...‬‬

‫الطلبــة باإلســراتيجيات املعرفيــة املطلــوب تطبيقهــا‬ ‫عنــد حــل أيــة مشــكلة مــن املشــكالت املطروحــة‪،‬‬ ‫خلــق أجــواء تقــدر قيمــة التفكــر‪ ،‬نمذجــة التفكــر‬ ‫داخــل الفصــل عــر تقديــم املعلــم اســتجابات‬ ‫تعكــس األنــواع املطلوبــة مــن مهــارات التفكــر‬ ‫وتطويــر تقنيــات للتقويــم تتســق مــع أســاليب التفكــر‬ ‫املســتخدمة داخــل الفصــل (‪Martin and Michelli,‬‬ ‫‪.)2001‬‬ ‫والــدور الــذي يامرســه املعلــم لتعليــم التفكــر‬ ‫يتطلــب منــه معرفــة عمليــة بأســاليب إثــراء املــادة‬ ‫العلميــة بمهــارات التفكــر؛ ليصبــح قــادر ًا عــى القيــام‬ ‫بالــدور املمنهــج للتفكــر داخــل الفصــل الــدرايس؛‬ ‫فعــدم معرفــة املعلــم بالطــرق واألســاليب حتــول‬ ‫دون تقديــم املعلــم لتلــك املهــارات بصــورة عمليــة‬ ‫(‪ .)Martin and Michelli, 2001‬ويف هــذا الصــدد‪،‬‬ ‫اهتمــت دراســة (‪ )Behar et al., 2009‬بدراســة أثــر‬ ‫تطويــر مهــارات أعضــاء هيئــة التدريــس يف املســتوى‬ ‫اجلامعــي عــى اســتخدامهم ملهــارات التفكــر يف‬ ‫دروســهم؛ حيــث تــم تدريــب ثامنيــة مــن أعضــاء هيئــة‬ ‫التدريــس يف كليــة طــب األســنان والعلــوم الصحيــة‬ ‫عــى إدخــال مهــارات التفكــر يف موادهــم‪ .‬نتيجــة‬ ‫هلــذا التدريــب أدخــل مخســة ممــن تعرضــوا للتدريــب‬ ‫مهــارات التفكــر الناقــد يف حمارضاهتــم‪ ،‬ومنــه‬ ‫اســتخلص الباحثــون أن التدريــب عــى مهــارات‬ ‫التفكــر الناقــد يــؤدي إىل تطويــر أســلوب التدريــس‬ ‫املســتخدم مــن قبــل املتدربــن وذلــك باســتخدام‬ ‫مهــارات التفكــر‪.‬‬ ‫ويشــكل تدريــب املعلــم أثنــاء اخلدمــة أحــد‬ ‫املجــاالت املهمــة‪ ،‬ليتعــرف ويتقــن املعلــم سلســلة‬ ‫مــن اخلــرات والنشــاطات اخلاصــة بتعليــم التفكــر‬ ‫بغــرض حتســن قــدرات وأداء املعلــم يف عملــه‪.‬‬ ‫ويمكــن أن تشــمل طــرق التدريــب أســاليب مجاعيــة‬ ‫تنفــذ عــى مجاعــة مــن املتدربــن‪ ،‬ويتــم االســتفادة‬ ‫مــن دينامكيــة اجلامعــة وعالقــات التعــاون التــي تنشــأ‬ ‫لتعزيــز مهــارات العمــل اجلامعــي‪ ،‬وطريقــة التدريــب‬ ‫الفرديــة التــي تنمــي مهــارات حمــددة وذات طبيعــة‬ ‫خاصــة (عبيــدات‪.)2007 ،‬‬ ‫فعمليــة تكويــن املعلــم بقــدر مــا فيهــا مــن مكونات‬ ‫منهجيــة تدخــل يف بنــاء شــخصية املعلــم‪ ،‬فإهنــا تشــمل‬ ‫مكونــات ضمنيــة وأساســية تــؤدي دورا مهــا‪ ،‬وجيــب‬ ‫أن تشــملها عمليــة التدريــب بطريقــة مبــارشة وغــر‬ ‫مبــارشة‪ .‬هــذه املكونــات تتعلــق بمســاعدة املعلــم يف‬

‫‪170‬‬

‫نجاة سليمان الحمدان و فاطمة أحمد الجاسم‬

‫التعامــل مــع الطلبــة ليكونــوا باحثــن بــدال مــن أن‬ ‫يكونــوا مردديــن للمعــارف والعلــوم‪ .‬ويتطلــب هــذا‬ ‫النهــج نوعــ ًا مــن التــوازن بــن احتياجــات املتعلــم‬ ‫واملجتمــع‪.‬‬ ‫ويعتمــد مــا ســبق عــى قــدرة املعلــم عــى مالحظــة‬ ‫قــدرات الطالــب بشــكل فاحــص داخــل الفصــل‪،‬‬ ‫وتطــورات وحاجــات املجتمــع عــى مجيــع األصعــدة‪،‬‬ ‫ويتطلــب أن تشــتمل عملية التدريــب الضمني للمعلم‬ ‫عــى التــايل‪ :‬تشــجيع الطلبــة وقبــول أحكامهــم الذاتيــة‬ ‫ومبادراهتــم‪ ،‬اســتخدام البيانــات اخلــام واملصــادر‬ ‫األوليــة جنبــا إىل جنــب مــع املــواد التفاعليــة واملاديــة‪،‬‬ ‫التدريــب عــى وضــع صياغــات ملهــارات التفكــر‪،‬‬ ‫تقبــل اســتجابات الطلبــة واالســتفادة منهــا يف بنــاء‬ ‫حمتــوى الــدرس وتغيــر اإلســراتيجيات التعليميــة‬ ‫املســتخدمة‪ ،‬توجيــه الســؤال للطلبــة بشــكل مســتمر‬ ‫عــن مــدى فهمهــم للمفاهيــم األساســية قبــل الدخــول‬ ‫يف نقاشــات حــول املفاهيــم‪ ،‬تشــجيع الطلبــة عــى‬ ‫الدخــول يف حــوارات بــن املعلــم واألقــران‪ ،‬تشــجيع‬ ‫الطلبــة عــى طــرح األســئلة املدروســة والعميقــة‬ ‫واملفتوحــة‪ ،‬وتشــجيعهم عــى تبــادل األســئلة بــن‬ ‫بعضهــم البعــض‪ ،‬وضــع األولويــة الســتجابات‬ ‫الطلبــة‪ ،‬إرشاك الطلبــة يف التجــارب التــي ختتلــف‬ ‫نتائجهــا عــن الفرضيــات املوضوعــة لتشــجيع الطلبــة‬ ‫عــى املناقشــة‪ ،‬إعطــاء الطلبة وقــت للتفكري يف الســؤال‬ ‫قبــل البــدء باإلجابــة‪ ،‬إعطــاء الطلبــة وقــت للتفكــر يف‬ ‫بنــاء العالقــات بــن األحــداث وخلــق االســتعارات‬ ‫املناســبة‪ ،‬تشــجيع وتغذيــة فضــول الطلبــة (‪Brooks‬‬ ‫‪.)and Brooks, 2001‬‬ ‫ويف ســياق تكويــن املعلمــن أثنــاء اخلدمــة‪،‬‬ ‫تناولــت دراســة )‪ Woodcock (2011‬تعــرف مــدى‬ ‫تأثــر التدريــب قبــل اخلدمــة عــى مــدى فاعليــة أداء‬ ‫املعلمــن‪ ،‬ووجــد أن آراء املعلمــن وقدرهتــم عــى‬ ‫تشــجيع الطلبــة وحتفيزهــم عــى التعلــم تــؤدي دور ًا‬ ‫مهـ ًّـا يف حتديــد أداء الطلبــة‪ .‬وأظهــرت النتائــج كذلــك‬ ‫أن برامــج التدريــب ملعلمــي املرحلــة االبتدائيــة مل يكــن‬ ‫هلــا تأثــر عــى مســتوى فاعليــة املعلمــن يف املرحلــة‬ ‫االبتدائيــة‪ .‬أمــا بشــأن معلمــي املرحلــة املتوســطة‪،‬‬ ‫فأظهــرت النتائــج أن التدريــب قبــل اخلدمــة رفــع مــن‬ ‫مســتوى فاعليتهــم بشــكل عــام؛ وقــد يعــود ذلــك‬ ‫ألن معلمــي املرحلــة االبتدائيــة يكــون تركيزهــم أكثــر‬ ‫عــى تطويــر املهــارات األساســية‪ ،‬بينــا يركــز معلمــو‬ ‫املرحلــة املتوســطة عــى إدخــال مهــارات التفكــر‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫املختلفــة ضمــن املنهــج‪ ،‬وعــى اســتخدام أســاليب‬ ‫وإســراتيجيات حديثــة لتدريــس التفكــر‪ .‬وبشــكل‬ ‫عــام يؤثــر التدريــب قبــل اخلدمــة عــى مســتوى‬ ‫املعلمــن وفاعليتهــم‪ ،‬وبالتــايل يؤثــر عــى خــرات‬ ‫الطلبــة التعليميــة وحتصيلهــم‪.‬‬ ‫تناولــت دراســة الوهــر (‪ )2004‬أثــر برنامــج‬ ‫دبلــوم التأهيــل املهنــي يف التفكــر التدريــي ملعلمــي‬ ‫العلــوم‪ ،‬وقــد شــملت الدراســة (‪ )180‬معلــا ومعلمــة‬ ‫نصفهــم مــن محلــة الدبلــوم العــايل بعــد البكالوريــوس‬ ‫ونصفهــم اآلخــر مــن محلــة البكالوريــوس يف أحــد‬ ‫فــروع العلــوم الطبيعيــة البحتــة‪ .‬أظهــرت النتائــج‬ ‫فروق ـ ًا نوعيــة وكميــة بــن فئتــي املعلمــن يف التفكــر‬ ‫التدريــي لصالــح محلــة دبلــوم الرتبيــة‪.‬‬ ‫وممــا ال شــك فيــه أن تدريــب املعلــم أثنــاء اخلدمــة‬ ‫ســواء عــر التأهيــل الرتبــوي أو عــر الــدورات‬ ‫التدريبيــة التــي تُقــدَ م لــه يعمــل عــى تنميتــه مهن ًّيــا‬ ‫ويســهم يف تطويــر مهاراتــه داخــل الصــف الــدرايس‪.‬‬ ‫وتعمــل الــدورات التدريبيــة التــي تشــمل بعــد ًا معرف ًّيــا‬ ‫ومهار ًّيــا عــى متابعــة تطبيــق مــا تــم تعلمــه‪.‬‬ ‫ويشــر مــا ســبق إىل أمهيــة دور املعلــم يف تنميــة‬ ‫وتطويــر مهــارات التفكــر لــدى الطلبــة مــن خــال‬ ‫املنهــاج املــدريس كأحــد أدوات التعلــم املطلوبــة‬ ‫املهمــة يف عــر الثــورة املعرفيــة‪.‬‬ ‫فرض الدراسة‬ ‫يوجــد أثــر إجيــايب دال إحصائ ًّيــا لربنامــج تدريبــي‬ ‫أثنــاء اخلدمــة يف تنميــة مهــارات التفكــر العليــا لــدى‬ ‫معلــات املرحلــة االبتدائيــة‪.‬‬ ‫إجراءات الدراسة‬ ‫مـ ّـرت الدراســة احلاليــة بعــدّ ة مراحل أساســية‪ ،‬ويف‬ ‫ّ‬ ‫كل مرحلــة قامــت الباحثتــان بجملــة من اإلجــراءات‪،‬‬ ‫وهــي مب ّينــة عــى النحــو التايل‪:‬‬ ‫ ‪1.‬عقــد لقــاء مــع اهليئــة اإلداريــة للمدرســة لتعــرف‬ ‫املشــكالت التــي تواجــه املدرســة وحتتــاج لتعــاون‬ ‫مشــرك؛ وتــم االتفــاق عــى أن مشــكلة عــدم متكن‬ ‫معلــات املدرســة مــن تطبيــق مهــارات التفكــر‬ ‫ضمــن املنهــاج املــدريس تشــكل حتد ًّيــا يف ســبيل‬ ‫حتقيــق النتائــج املرجــوة ضمــن أهــداف التقويــم‬ ‫املؤســي للمدرســة مــن قبــل هيئــة ضــان اجلــودة‪.‬‬ ‫ ‪2.‬تــم االطــاع عــى األدب الرتبــوي هبــدف تعــرف‬ ‫أســاليب التدريــب عــى مهــارات التفكــر ال ُعليــا‪،‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫ووجهــات نظــر الباحثــن يف كيفيــة تطويرهــا‪،‬‬ ‫وتوظيفهــا يف املواقــف التعليميــة التع ّلميــة خــارج‬ ‫وداخــل املنهــاج الــدرايس‪.‬‬ ‫ ‪3.‬تــم وضــع تصــور للربنامــج التدريبــي لتنميــة قــدرة‬ ‫املعلــات عــى دمــج مهــارات التفكــر العليــا ضمن‬ ‫املنهــاج املــدريس بعــد التشــاور مــع اهليئــة اإلداريــة‬ ‫للمدرســة‪ .‬وقــد تــم االتفــاق عــى مشــاركة مجيــع‬ ‫أعضــاء الــكادر الرتبــوي يف املدرســة ويشــمل‬ ‫ذلــك املعلــات األوائــل لضــان اكتســاهبن لتجربــة‬ ‫التطبيــق ومتكنهــن مــن إدخــال مهــارات التفكــر‬ ‫العليــا يف املنهــاج ومتابعــة معلــات املــواد أثنــاء‬ ‫التطبيــق‪.‬‬ ‫ـم تطبيــق اختبــار البحــر لقيــاس مهــارات التفكــر‬ ‫ ‪4.‬تـ ّ‬ ‫ال ُعليــا (الصــورة س)‪ ،‬قبــل البــدء بالربنامــج‬ ‫التدريبــي يف شــهر ينايــر ‪.2011‬‬ ‫ـم تنفيــذ تطبيــق الربنامــج التدريبــي يف الفــرة مــن‬ ‫ ‪5.‬تـ ّ‬ ‫ينايــر إىل يونيــو ‪.2011‬‬ ‫ ‪6.‬تــم تطبيــق اختبــار البحــر لقيــاس مهــارات التفكــر‬ ‫ال ُعليــا (الصــورة ص)‪ ،‬بشـ ٍ‬ ‫ـكل بعــدي بعــد االنتهاء‬ ‫مــن تطبيــق الربنامــج التدريبي‪.‬‬ ‫تــم إجــراء التحليــات اإلحصائيــة املناســبة‪،‬‬ ‫ ‪ّ 7.‬‬ ‫وإعــداد الدراســة بشــكلها النهائــي‪.‬‬ ‫منهج الدراسة‬ ‫اعتمــدت الدراســة يف تصميمهــا عــى املنهــج‬ ‫شــبه التجريبــي لدراســة مشــكلة البحــث؛ حيــث‬ ‫تــم اختيــار املدرســة بشــكل قصــدي؛ إلبــداء إدارة‬ ‫املدرســة رغبــة يف تطبيــق هــذا الربنامــج؛ كــا أنــه‬ ‫املنهــج املالئــم ملالحظــة التغـ ّـرات الناجتــة عــن إدخــال‬ ‫املتغــر املســتقل‪ .‬واعتمــد التصميــم البحثــي عــى‬ ‫ّ‬ ‫وجــود جمموعــة جتريبيــة واحــدة مــع وجــود قيــاس‬ ‫قبــي‪ ،‬قبــل تطبيــق املعاجلــة (الربنامــج التدريبــي)‪،‬‬ ‫وبعــد فــرة مدهتــا مخســة أشــهر مــن تطبيــق املعاجلــة‬ ‫(الربنامــج التدريبــي) ُطبــق القيــاس البعــدي للتحقــق‬ ‫مــن فاعليــة الربنامــج (البطــش وأبــو زينــة‪.)2007 ،‬‬ ‫متغريات الدراسة‬ ‫املتغــر املســتقل‪ :‬يتمثــل يف الربنامــج التدريبــي ملعلامت‬ ‫املدرســة والــذي يشــتمل عــى جانــب نظــري (التفكــر‬ ‫وأمهيتــه ومهــارات التفكــر العليــا) وجانــب عمــي‬ ‫(طريقــة تطبيــق مهــارات التفكــر العليــا ضمــن املنهــج‬ ‫املــدريس) وجانــب تطبيقــي (تنفيــذ مهــارات التفكــر‬

‫‪171‬‬


‫أثربرنامج تدريبي أثناء الخدمة على تنمية مهارات التفكيرالعليا لدى معلمات املرحلة االبتدائية‪...‬‬

‫العليــا ضمــن املنهــج)‪.‬‬ ‫املتغــر التابــع‪ :‬مهــارات التفكــر العليــا (التحليــل‪،‬‬ ‫الرتكيــب‪ ،‬التقويــم)‪.‬‬ ‫املتغــرات الضابطــة‪ :‬النــوع االجتامعــي‪ :‬اقتــرت‬ ‫الدراســة عــى املعلــات دون املعلمــن‪.‬‬ ‫جمتمع الدراسة وعينتها‬ ‫جمتمع الدراسة‬ ‫يشــكل جمتمــع الدراســة معلــات احللقتــن األوىل‬ ‫والثانيــة يف مــدارس املرحلــة االبتدائيــة للبنــات‬ ‫بمملكــة البحريــن للعــام الــدرايس ‪.2011/2010‬‬ ‫عينة الدراسة‬ ‫شــملت الدراســة مجيــع معلــات مدرســة املســتقبل‬ ‫االبتدائيــة للبنــات يف مملكــة البحريــن البالــغ عددهــن‬ ‫‪ 60‬معلمــة‪ ،‬وتــم اســتبعاد ‪ 25‬معلمــة مــن عينــة‬ ‫الدراســة لعــدم اســتكامهلن تطبيــق إحــدى صــوريت‬ ‫اختبــار البحــر لقيــاس مهــارات التفكــر ال ُعليــا أو‬ ‫النتقــال البعــض مــن املدرســة أو لظــروف خاصــة‬ ‫دعــت لعــدم تواجدهــن أثنــاء التطبيــق‪ ،‬وبذلــك‬ ‫أصبــح عــدد أفــراد الدراســة احلاليــة ‪ 35‬معلمــة‪.‬‬ ‫أدوات الدراسة‬ ‫الربنامج التدريبي‪:‬‬ ‫تــم بنــاء الربنامــج التدريبــي بعــد عــدة زيــارات‬ ‫ملدرســة املســتقبل االبتدائيــة للبنــات‪ ،‬للتباحــث‬ ‫مــع إدارة املدرســة حــول مالحظــات جلــان التقييــم‬ ‫واجلــودة التابعــة لــوزارة الرتبيــة والتعليــم لتحديــد‬ ‫االحتياجــات التدريبيــة ملعلــات املدرســة‪ ،‬ورفــع‬ ‫كفــاءة اهليئــة التعليميــة يف املدرســة‪.‬‬ ‫تــم بنــاء الربنامــج اعتــاد ًا عــى نظريــة بــروس ف‪.‬‬ ‫ســكنر (التعلــم اإلجرائــي)؛ وهــي من نظريــات التعلم‬ ‫الســلوكية التــي تشــر إىل مجيــع االســتجابات اإلراديــة‬ ‫املتعلمــة‪ ،‬حيــث الســلوك هــو جمموعــة إجــراءات‬ ‫هادفــة يقــوم هبــا الفــرد بشــكل وا ٍع مــن أجــل حتقيــق‬ ‫أهــداف حمــددة‪ ،‬كذلــك فــإن االحتفــاظ بالســلوك‬ ‫وتكــراره يعتمــد عــى التعزيــز اإلجيــايب لذلــك الســلوك‬ ‫(الزغــول‪ .)2006 ،‬كذلــك اســتخدمت إســراتيجية‬ ‫بايــر لتعليــم مهــارات التفكــر بشــكل مبــارش داخــل‬ ‫املنهــاج املــدريس‪.‬‬ ‫وبنــاء عليــه تــم وضــع تصــور عــام للربنامــج‬ ‫التدريبــي‪ ،‬يتمثــل يف اآليت‪:‬‬

‫‪172‬‬

‫نجاة سليمان الحمدان و فاطمة أحمد الجاسم‬

‫اهلدف العام للربنامج‬ ‫رفــع كفــاءة معلــات مدرســة املســتقبل االبتدائيــة‬ ‫للبنــات يف دمــج مهــارات التفكــر العليــا (التحليــل‪،‬‬ ‫الرتكيــب‪ ،‬التقويــم) يف املنهــاج املــدريس؛ للتــدرب‬ ‫عــى طريقــة دمــج مهــارات التفكــر ضمــن املنهــاج‬ ‫باســتخدام إســراتيجية ‪ Beyer‬لتعليــم مهــارات‬ ‫التفكــر‪.‬‬ ‫فلسفة الربنامج‬ ‫ ‪1.‬مهــارات التفكــر مــن املهــارات األساســية التــي‬ ‫جيــب تعليمهــا ضمــن املنهــاج املــدريس‪ ،‬كــي‬ ‫تســاعد يف رفــع قــدرات الطلبــة التحصيليــة‪.‬‬ ‫ ‪2.‬تدريــس مهــارات التفكــر بشــكل مبــارش ضمــن‬ ‫املنهــاج املــدريس يســاعد الطلبــة يف اكتســاب‬ ‫مهــارات تفكــر ضمــن املنهــاج‪ ،‬متكنهــم مــن‬ ‫مواجهــة التحديــات واملشــكالت احلقيقيــة يف‬ ‫حياهتــم اليوميــة‪.‬‬ ‫ ‪3.‬إسرتاتيجية باير لتعليم التفكري من اإلسرتاتيجيات‬ ‫املبارشة واضحة اخلطوات وسهلة التطبيق‪.‬‬ ‫ ‪4.‬حيقــق تعليــم التفكــر االســتفادة املثــى مــن املعــارف‬ ‫واملعلومــات‪ ،‬ويســاعد يف التعامــل مــع شــؤون‬ ‫احليــاة بشــكل عــام‪.‬‬ ‫ ‪5.‬مجيــع الطلبــة لدهيــم القــدرة عــى تعلــم مهــارات‬ ‫التفكــر بمــن فيهــم طلبــة املرحلــة االبتدائيــة‪.‬‬ ‫ ‪6.‬يســتطيع الطالــب تعلــم التفكــر والتــدرب عليــه‬ ‫ضمــن مجيــع املــواد الدراســية بــدون اســتثناء‪.‬‬ ‫ ‪7.‬يــؤدي املعلــم دور ًا مهـ ًّـا يف نجــاح تعليــم التفكــر‬ ‫للطلبــة عــر إملامــه بطبيعــة التفكــر ومهاراتــه‬ ‫وقدرتــه عــى خلــق بيئــة تربويــة ثريــة وحمفــزة‬ ‫للتفكــر‪ ،‬وعملــه عــى تعزيــز ثقافــة التفكــر يف‬ ‫املجتمــع‪.‬‬ ‫ ‪8.‬يتطلـب إعـداد املعلـم ألداء مهمتـه الرتبويـة املنوطة‬ ‫بـه القـدرة على اسـتخدام كل اإلستراتيجيات‬ ‫الرتبويـة التـي ترفع من قـدرة املتعلم بما فيها طريقة‬ ‫إدمـاج مهـارات التفكير ضمـن املنهـاج املـدريس‪.‬‬ ‫والتدريـب أثنـاء اخلدمـة عىل هـذه اإلستراتيجيات‬ ‫يعـزز مـن قـدرات ومهـارات املعلـم‪.‬‬ ‫أهداف الربنامج التدريبي اخلاصة‬ ‫ســتتمكن املعلــات يف هنايــة الربنامــج التدريبــي‬ ‫مــن حتقيــق التــايل‪:‬‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫أوالً‪ .‬يف اجلانب النظري‪:‬‬ ‫ ‪1.‬تعرف البيئة الصفية املثرية للتفكري‪.‬‬ ‫ ‪2.‬تعرف مفهوم التفكري وأنواعه‪.‬‬ ‫ ‪3.‬تعرف مفهوم مهارات التفكري‪.‬‬ ‫ ‪4.‬تعــرف مهــارات التفكــر العليــا (التحليــل‪،‬‬ ‫الرتكيــب‪ ،‬التقويــم)‪.‬‬ ‫ ‪5.‬التمييز بني مهارات التفكري الدنيا والعليا‪.‬‬ ‫ ‪6.‬تعــرف طريقــة حتليــل املنهــاج املــدريس هبــدف‬ ‫دمــج مهــارات التفكــر العليــا ضمــن املنهــاج‪.‬‬ ‫ ‪7.‬تعــرف إســراتيجية بايــر يف دمــج مهــارات التفكــر‬ ‫العليــا ضمــن املنهــاج املــدريس‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ .‬يف اجلانب العميل‪:‬‬ ‫ ‪1.‬تنمية مهارات التفكري العليا لدى املعلامت‪.‬‬ ‫ ‪2.‬توظيــف مهــارات التفكــر العليــا (التحليــل‪،‬‬ ‫الرتكيــب‪ ،‬التقويــم) ضمــن أنشــطة الوحــدات‬ ‫التعليميــة‪.‬‬ ‫ ‪3.‬تطبيــق إســراتيجية بايــر يف دمــج مهــارات التفكــر‬ ‫العليــا ضمــن املنهــاج املــدريس داخــل الصــف‬ ‫الــدرايس‪.‬‬ ‫حمتوى الربنامج التدريبي‬ ‫ضــم الربنامــج التدريبــي جوانب معرفيــة وجوانب‬ ‫عمليــة‪ ،‬كالتايل‪:‬‬ ‫اجلانب النظري‬ ‫ ‪1.‬مفهوم التفكري وأنواعه‪ ،‬ومهارات التفكري‪.‬‬ ‫الشهر‬

‫اجللسة‬ ‫األوىل‬ ‫الثانية‬

‫يناير‬ ‫فرباير‬

‫الثالثة‬ ‫الرابعة‬

‫مارس وأبريل‬

‫اخلامسة‬

‫السادسة‬ ‫السابعة‬

‫أبريل‬ ‫مايو‬

‫يونيو‬

‫ ‪2.‬تصنيفات مهارات التفكري‪.‬‬ ‫ ‪3.‬تصنيف بلوم للتفكري (املهارات الدنيا والعليا)‪.‬‬ ‫ ‪4.‬مهــارة التحليــل (التصنيــف‪ ،‬املقارنــة)‪ ،‬والرتكيــب‬ ‫والتقويــم‪ :‬التعريــف‪ ،‬املرادفــات‪ ،‬تصنيــف‬ ‫املهــارة‪ ،‬متــى يتــم اســتخدامها؟ املتطلبــات القبليــة‬ ‫لتطبيقهــا‪ ،‬أمهيــة املهــارة يف التدريــس وأهدافهــا‪،‬‬ ‫أهــداف تدريــس املهــارة‪ ،‬اخلطــوات العمليــة‬ ‫للتطبيــق‪ ،‬أنشــطة تطبيقيــة‪ ،‬نــاذج ألســئلة تطبيقيــة‬ ‫(تــم توزيــع أوراق عمــل يف كل مهــارة مــن‬ ‫املهــارات تضــم اجلوانــب الســابقة)‪.‬‬ ‫ ‪5.‬التمييــز بــن مهــارات التفكــر العليــا (التحليــل‪،‬‬ ‫الرتكيــب‪ ،‬التقويــم)‪.‬‬ ‫اجلانب العميل‬ ‫ ‪1.‬إســراتيجية بايــر لدمــج مهــارات التفكــر ضمــن‬ ‫املنهــاج‪.‬‬ ‫ ‪2.‬طريقــة التحضــر حلصــص دراســية عــر دمــج‬ ‫مهــارات التفكــر العليــا ضمــن املنهــاج‪.‬‬ ‫ ‪3.‬تطبيــق اإلســراتيجية ضمــن املقــررات الدراســية‬ ‫املختلفــة‪.‬‬ ‫ ‪4.‬الزيارات العملية يف الفصول الدراسية‪.‬‬ ‫وصف تطبيق الربنامج التدريبي‬ ‫نفــذ الربنامــج من شــهر يناير إىل شــهر يونيــو‪،2011‬‬ ‫حســب جدول رقــم (‪.)1‬‬

‫جدول (‪ :)1‬حمتوى جلسات الربنامج التدريبي‬ ‫ ‪-‬التعريف بالربنامج‬ ‫ ‪-‬البيئة املثرية للتفكري‬ ‫ ‪-‬مفهوم التفكري‬ ‫ ‪-‬مهارات التفكري‬ ‫ ‪-‬مهارات التفكري العليا‬

‫املحتوى‬

‫ ‪-‬إسرتاتيجية باير يف دمج مهارات التفكري‬ ‫ ‪-‬مهارة التحليل‬ ‫ ‪-‬التطبيق العميل ملهارة التحليل‬

‫تطبيق مهارة التحليل يف الفصول الدراسية‬

‫مهارة الرتكيب‬

‫التطبيق العميل ملهارة الرتكيب‬

‫تطبيق مهارة الرتكيب يف الفصول الدراسية‬

‫مهارة التقويم‬

‫املدة الزمنية‬

‫مالحظات‬

‫ساعتان‬ ‫ساعتان‬ ‫‪ 3‬ساعات‬ ‫‪ 3‬ساعات‬ ‫ساعتان‬

‫‪ 3‬ساعات‬ ‫ساعتان‬

‫الزيارات امليدانية‬

‫الزيارات امليدانية‬

‫‪173‬‬


‫أثربرنامج تدريبي أثناء الخدمة على تنمية مهارات التفكيرالعليا لدى معلمات املرحلة االبتدائية‪...‬‬

‫مل يتــم تطبيــق مهــارة التقويــم داخــل الفصــول‬ ‫الدراســية بســبب ضيــق الوقــت‪.‬‬ ‫اختبار البحر لقياس مهارات التفكري ال ُعليا‪:‬‬ ‫أعــدّ ت هــذا االختبــار كارولــن كاالهــان أســتاذة‬ ‫التفــوق واملوهبــة بجامعــة فريجينيــا بالواليــات‬ ‫ّ‬ ‫املتّحــدة األمريكيــة‪ ،‬واهلــدف األســاس مــن وضــع‬ ‫هــذا االختبــار هــو قيــاس فاعليــة برامــج تعليــم‬ ‫التفكــر مــن خــال قيــاس مهــارات التفكــر العليــا‬ ‫واملتمثلــة يف التحليــل‪ ،‬الرتكيــب‪ ،‬والتقويــم‪ ،‬جمتمعــة‪.‬‬ ‫يوجــد لالختبــار صيغتــان (س‪ ،‬ص)؛ كــي تســتخدم‬ ‫إحدامهــا كاختبــار قبــي واألخــرى كاختبــار بعــدي‪،‬‬ ‫وحتتــوي كل صيغــة عــى ‪ 51‬ســؤاالً بعضهــا متعــدّ دة‬ ‫االختيــارات‪ ،‬والبعــض اآلخــر يتط ّلــب تســجيل‬ ‫إجابــات قصــرة‪ .‬وقــام برتمجــة املقيــاس إىل اللغــة‬ ‫العربيــة وتقنينــه عــى البيئــة البحرينيــة كل مــن فخــرو‬ ‫(‪ ،)1998‬و)‪ Lori (1999‬فقــد قــام كل منهــا برتمجــة‬ ‫املقيــاس‪ ،‬وعرضــه عــى جمموعــة متخصصــن يف‬ ‫الرتمجــة وعلــم اللغويــات التطبيقيــة للتأكــد مــن صحــة‬ ‫الرتمجــة‪ .‬أمــا بشــأن ثبــات املقيــاس فقــد قــام فخــرو‬ ‫(‪ )1998‬بتقديــر الثبــات بطريقــة إعــادة التطبيــق عــى‬ ‫طلبــة املرحلــة الثانويــة بمملكــة البحريــن‪ ،‬فــكان‬ ‫معامــا الثبــات كالتــايل‪ )0.79( :‬و (‪ )0.84‬للصورتني‬ ‫(س) و (ص) عــى الرتتيــب‪ .‬كــا تــم تقديــر الثبــات‬ ‫لصــوريت املقيــاس عــى عينــة مــن طلبــة الدراســات‬ ‫العليــا بالتخصصــات الرتبويــة‪ ،‬بفاصــل زمنــي ثالثــة‬ ‫أســابيع‪ ،‬فكانــت قيمتــا معامــل الثبــات لصــوريت‬ ‫املقيــاس (س) و (ص) كالتــايل‪ )0.771( :‬و (‪)0.791‬‬

‫نجاة سليمان الحمدان و فاطمة أحمد الجاسم‬

‫عــى الرتتيــب (اجلاســم واحلمــدان‪.)2011 ،‬‬ ‫نتائج الدراسة ومناقشتها‬ ‫للتحقــق مــن صحــة فــرض الدراســة‪ ،‬ولإلجابــة‬ ‫عــن ســؤاهلا‪ ،‬تــم إجــراء التحليــات اإلحصائيــة‬ ‫املناســبة الســتجابات املعلــات ‪-‬عينــة الدراســة‪-‬‬ ‫عــى صــوريت اختبــار البحــر ملهــارات التفكــر العليــا‬ ‫يف التطبيقــن القبــي والبعــدي؛ وذلــك باســتخدام‬ ‫برنامــج احلــزم اإلحصائيــة للعلــوم االجتامعيــة‬ ‫‪ .SPSS‬وحيــث إن أفــراد جمموعــة الدراســة تــم‬ ‫اختيارهــم بطريقــة مقصــودة‪ ،‬باإلضافــة لصغــر حجــم‬ ‫العينــة‪ ،‬فقــد اســتخدمت الباحثتــان كال مــن أســاليب‬ ‫اإلحصــاء البارامرتيــة والالبارامرتيــة؛ حيــث يفضــل‬ ‫اســتخدامهام معـ ًا للتأكــد مــن اتســاق النتائــج يف حالــة‬ ‫العينــات الصغــرة (مــراد‪ )2000 ،‬كــا يــي‪:‬‬ ‫فرض الدراسة‪ ،‬والذي ينص عىل‪:‬‬ ‫يوجــد أثــر إجيــايب دال إحصائ ًّيــا لربنامــج تدريبــي‬ ‫أثنــاء اخلدمــة يف تنميــة مهــارات التفكــر العليــا لــدى‬ ‫معلــات املرحلــة االبتدائيــة‪.‬‬ ‫الختبــار صحــة الفــرض الســابق‪ ،‬تــم حســاب قيــم‬ ‫املتوســط‪ ،‬واالنحرافــن املعياريــن للتطبيقــن القبــي‬ ‫والبعــدي الســتجابات املعلــات ‪ -‬عينــة الدراســة‪-‬‬ ‫ثــم تــم اســتخدام اختبــار «ت» للعينــات املرتبطــة‬ ‫‪ T-Test for Paired Samples‬للوقــوف عــى الداللة‬ ‫اإلحصائيــة ألثــر الربنامــج التدريبــي لدمــج مهــارات‬ ‫التفكــر ضمــن املنهــاج املــدريس عــى عينــة الدراســة‪،‬‬ ‫وكانــت النتائــج كــا يف اجلــدول (‪.)2‬‬

‫جدول (‪ :)2‬نتائج اختبار «ت» للعينات املرتبطة‬ ‫البيانات املتغري‬ ‫مهارات التفكري العليا‬

‫التطبيق القبيل‬

‫التطبيق البعدي‬

‫م‬

‫ع‬

‫م‬

‫ع‬

‫‪23.89‬‬

‫‪7.13‬‬

‫‪29.97‬‬

‫‪7.59‬‬

‫باإلضافــة إىل مــا ســبق فقــد تــم اســتخدام البديــل‬ ‫الالبارامــري الختبــار «ت» للمجموعــات املرتبطــة‪،‬‬ ‫وهــو اختبــار الرتــب ذات اإلشــارة لولكوكســون‬

‫‪174‬‬

‫درجة احلرية‬

‫قيمة “ت”‬

‫الداللة‬

‫‪34‬‬

‫‪19.813‬‬

‫‪0.000‬‬

‫‪ Wilcoxon Signed Ranks‬وكانــت النتائــج كــا يف‬ ‫اجلــدول (‪:)3‬‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫جدول (‪ :)3‬نتائج اختبار الرتب ذات اإلشارة ‪Wilcoxon Signed Ranks‬‬

‫البيانات املتغري‬ ‫مهارات التفكري العليا‬

‫* دالة عند مستوى (‪)0.001‬‬

‫الرتب السالبة‬ ‫م‬ ‫مج‬ ‫ن‬ ‫‪3‬‬

‫‪35.50‬‬

‫‪11.83‬‬

‫مــن اجلدولــن (‪ )3( ،)2‬يتضــح أن هنــاك فروقــا‬ ‫دالــة إحصائ ًّيــا عنــد ‪ 0.001‬بــن التطبيــق القبــي ‪-‬‬ ‫قبــل تعــرض املعلــات جمموعــة الدراســة‪ -‬والتطبيــق‬ ‫البعــدي ملهــارات التفكــر العليــا حســب اختبــار‬ ‫البحــر‪ ،‬لصالــح التطبيــق البعــدي؛ حيــث كان متوســط‬ ‫القيــاس البعــدي ‪ 29.97‬يف حــن كان متوســط التطبيق‬ ‫القبــي ‪.23.89‬‬ ‫تــم قيــاس حجــم األثــر حيــث بلغــت قيمتــه‬ ‫‪ 0.459‬وهــو حجــم تأثــر كبــر يشــر إىل داللــة عمليــة‬ ‫كبــرة جــدًّ ا وفقـ ًا ملــؤرشات كوهــن )‪(Cohen, 1977‬‬ ‫أي أن املتغــر املســتقل والــذي يتمثــل يف التدريــب عــى‬ ‫الربنامــج يفــر ‪ % 45.9‬مــن التبايــن الــكيل يف املتغــر‬ ‫التابــع وهــو مســتوي مهــارات التفكــر العليــا‪ .‬وهــذا‬ ‫يــدل عــى حتقــق فــرض الدراســة كل ًّيــا‪ ،‬والــذي يــدل‬ ‫عــى وجــود أثــر دال إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى ‪0.001‬‬ ‫لربنامــج التدريــب امليــداين اخلــاص بدمــج مهــارات‬ ‫التفكــر يف املنهــج املــدريس عــى تنميــة مهــارات‬ ‫التفكــر العليــا لــدى معلــات مدرســة املســتقبل‬ ‫االبتدائيــة للبنــات‪.‬‬ ‫ويمكــن تفســر هــذه النتيجــة يف ضــوء طبيعــة‬ ‫الربنامــج التدريبــي الــذي ركــز عــى اكتســاب املعلامت‬ ‫جلوانــب نظريــة عــن التفكــر ومهاراتــه وطبيعــة‬ ‫مهــارات التفكــر العليــا ومتطلباهتــا‪ ،‬وكذلــك تنفيــذ‬ ‫اجلانــب العمــي بالتدريــج؛ فبعــد االنتهــاء مــن التدرب‬ ‫عــى كل مهــارة تــم تطبيقهــا داخــل الفصــل الــدرايس‬ ‫مــن قبــل املعلــات‪ ،‬ومتابعــة املعلــات األوائــل‪،‬‬ ‫باإلضافــة إىل وجــود التغذيــة الراجعــة املســتمرة هلــن‬ ‫أثنــاء الــورش وخارجهــا‪ .‬كــا أن الزيــارات التقييميــة‬ ‫مــن قبــل املعلــات األوائــل ملعلــات املواد ســاعدت يف‬ ‫جديــة املتدربــات والتزامهــن بتطبيــق مــا تــم التدريــب‬ ‫عليــه داخــل جلســات التدريــب‪ .‬أســهم كل ذلــك يف‬ ‫تنميــة مهــارات التفكــر العليــا؛ حيــث كانــت الفــروق‬ ‫دالــة إحصائي ـ ًّا عنــد مســتوى ‪ 0.001‬لصالــح التطبيــق‬ ‫البعــدي‪.‬‬ ‫كــا يمكــن تفســر هــذه النتيجــة يف ضــوء‬

‫الرتب املوجبة‬ ‫م‬ ‫مج‬ ‫ن‬

‫‪31‬‬

‫‪559.5‬‬

‫‪18.05‬‬

‫عدد الرتب‬ ‫املتساوية‬ ‫‪1‬‬

‫قيمة ‪Z‬‬

‫‪*4.487‬‬

‫االحتياجــات التدريبيــة للمعلــات الــايت كــ َّن‬ ‫بحاجــة لتعــرف طريقــة دمــج مهــارات التفكــر ضمــن‬ ‫املنهــج‪ ،‬وكيفيــة تعليــم طالباهتــن مهــارات التفكــر‬ ‫واألســاليب الرتبويــة املســتخدمة إلثــارة التفكــر‬ ‫لدهيــن‪ ،‬باإلضافــة إىل طريقــة كتابــة األنشــطة الرتبويــة‬ ‫التــي تراعــي مهــارات التفكــر‪ ،‬وأســاليب التقويــم‬ ‫املناســبة ملهــارات التفكــر لــدى الطالبــات‪ .‬فاحلاجــة‬ ‫التدريبيــة زادت مــن دافعيتهــن لتعلــم إســراتيجية‬ ‫بايــر لدمــج مهــارات التفكــر ضمــن املنهــاج املدريس‪.‬‬ ‫وختتلــف نتائــج هــذه الدراســة مــع نتائــج دراســة‬ ‫)‪ Woodcock (2011‬التــي أظهــرت أن برامــج‬ ‫التدريــب ملعلمــي املرحلــة االبتدائيــة مل يكــن هلــا‬ ‫تأثــر عــى مســتوى فاعليــة املعلمــن يف التدريــس‪.‬‬ ‫كــا تتفــق مــع نتائــج دراســة )‪ Tebbs (2000‬يف أن‬ ‫فاعليــة املعلمــن يف تدريــس مهــارات التفكــر تعــود‬ ‫لنــوع التدريــب الــذي تلقــوه‪ ،‬وكذلــك ملســتواهم يف‬ ‫مهــارات التفكــر‪.‬‬ ‫ظه�رـ يف الدراسـ�ة احلاليــة م��ن خلـال التحليــل‬ ‫الالبارامــري الختبــار «ت» أن ثالثــة معلــات مل‬ ‫يرتفــع مســتوى أدائهــن يف مهــارات التفكــر العليــا‬ ‫عــى اختبــار البحــر‪ ،‬بينــا حقــق ‪ 31‬معلمــة تطــور ًا يف‬ ‫مهــارات التفكــر العليــا‪.‬‬ ‫تتفــق هــذه النتيجــة مــع نتائــج دراســة ‪Behar et‬‬ ‫)‪ al. (2009‬مــن حيــث إن التدريــب مل يــؤد إىل تطويــر‬ ‫أداء مجيــع أفــراد املجموعــة التــي تــم تدريبهــا‪.‬‬ ‫تتســق هــذه النتيجــة مــع نتائــج اســتطالع رأي‬ ‫املعلــات يف الربنامــج التدريبــي الــذي أجرتــه إدارة‬ ‫املدرســة مــن أن دافعهــن لاللتحــاق بالــدورة هــو‬ ‫اكتســاب مهــارات التفكــر العليــا؛ حيــث عــر (‪)32‬‬ ‫مــن جممــوع (‪ )36‬معلمــة بــأن اكتســاب مهــارة دمــج‬ ‫مهــارات التفكــر العليــا ضمــن املنهــاج املــدريس هــو‬ ‫الســبب الرئيــس اللتحاقهــن بالــدورة واســتمرارهن‬ ‫يف احلضــور‪ .‬كــا اتفقــت املعلــات عــى أن الربنامــج‬ ‫التدريبــي امتــاز بوضــوح األهــداف واملوضوعــات‬ ‫املطروحــة ممــا حقــق األهــداف املنشــودة‪ ،‬وأن‬

‫‪175‬‬


‫أثربرنامج تدريبي أثناء الخدمة على تنمية مهارات التفكيرالعليا لدى معلمات املرحلة االبتدائية‪...‬‬

‫الربنامــج التدريبــي ســاعد يف تلبيــة احتياجاهتــن‬ ‫التدريبيــة وختطــي العقبــات التــي واجهتهــن‪.‬‬ ‫توصيات الدراسة‬ ‫مــن خــال مــا توصلــت إليــة الدراســة مــن نتيجــة‪،‬‬ ‫ومــن منطلــق تفســرات ومناقشــة الباحثتــن هلــذه‬ ‫النتيجــة‪ ،‬يمكــن صياغــة التوصيــات التاليــة‪:‬‬ ‫ ‪1.‬وضــع خطــة متكاملــة ملهــارات التفكــر التــي جيــب‬ ‫أن تضمــن يف املقــررات الدراســية لــكل صــف‬ ‫درايس‪ ،‬وجــدول زمنــي لتدريســها‪ ،‬وأســاليب‬ ‫وإســراتيجيات التدريــس الفعالــة‪.‬‬ ‫ ‪2.‬إعطــاء دور رئيــس للمعلــات باالشــراك مــع إدارة‬ ‫املدرســة يف التخطيــط ملهــارات التفكــر وكيفيــة‬ ‫تدريســها للطالبــات‪.‬‬ ‫ ‪3.‬وضــع خطــة لتدريــب املعلــات أثنــاء اخلدمــة عــى‬ ‫إســراتيجيات وأســاليب تطويــر مهــارات التفكــر‪.‬‬ ‫ ‪4.‬قيــام املدرســة بدراســة أثــر تعليــم مهــارات التفكــر‬ ‫ضمــن املنهــاج املــدريس عــى طالبــات املدرســة‪.‬‬ ‫ ‪5.‬نــر ثقافــة التفكــر وتعليمــه لــدى أوليــاء أمــور‬ ‫الطالبــات عــر اللقــاءات املبــارشة والنــرات‬ ‫التوعويــة املســتمرة‪.‬‬ ‫ ‪6.‬إعــداد كادر مــن املعلــات األوائــل يف املدرســة‬ ‫قــادرات عــى نقــل جتربــة دمــج مهــارات التفكــر‬ ‫ضمــن املنهــاج املــدريس للمعلــات‪ ،‬لضــان‬ ‫اســتمرارية اهتــام معلــات املدرســة بتدريــس‬ ‫مهــارات التفكــر‪.‬‬ ‫ ‪7.‬مكافــأة املعلــات معنو ًّيــا عــر توجيــه الشــكر‬ ‫للمعلــات املســتمرات يف تطبيــق دمــج املهــارات‬ ‫ضمــن املنهــاج املــدريس‪.‬‬ ‫املراجع‬

‫إبراهيــم‪ ،‬جمــدي عزيــز‪2007 .‬م‪ .‬التفكــر لتطويــر اإلبــداع‬ ‫وتنميــة الــذكاء ســيناريوهات تربويــة مقرتحــة‪ .‬عــامل‬ ‫الكتــب للنــر والتوزيــع‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مجهوريــة مــر‬ ‫العربيــة‪.‬‬

‫أبــو جــادو‪ ،‬صالــح حممــد عــي‪ ،‬ونوفــل‪ ،‬حممــد بكــر‪.‬‬ ‫‪2007‬م‪ .‬تعليــم التفكــر‪ :‬النظريــة والتطبيــق‪ .‬دار‬ ‫عــان‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫املســرة للنــر والتوزيــع والطباعــة‪ّ ،‬‬ ‫أمحــد‪ ،‬إحســان آدم الطيــب‪ ،‬وحممــد‪ ،‬عبــد الرحيــم دفــع‬ ‫الســيد عبــد اهلل‪2007 .‬م‪ .‬تنميــة مهــارات التفكــر‪.‬‬ ‫مكتبــة الرشــد للنــر‪ ،‬الريــاض‪ ،‬اململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية‪.‬‬

‫‪176‬‬

‫نجاة سليمان الحمدان و فاطمة أحمد الجاسم‬

‫البطــش‪ ،‬حممــد وليــد‪ ،‬وأبــو زينــة‪ ،‬فريــد كامــل‪2007 .‬م‪.‬‬ ‫مناهــج البحــث العلمــي‪ .‬دار املســرة للنــر والتوزيــع‬ ‫والطباعــة‪ ،‬عــان‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫احلارثــي‪ ،‬إبراهيــم أمحــد مســلم‪1999 .‬م‪ .‬تعليــم التفكــر‪.‬‬ ‫مكتبــةالشــقريي‪،‬الريــاض‪،‬اململكــةالعربيــةالســعودية‪.‬‬

‫اجلاســم‪ ،‬فاطمــة أمحــد‪ ،‬واحلمــدان‪ ،‬نجــاة ســليامن‪2011 .‬م‪.‬‬ ‫مهــارات التفكــر الناقــد لــدى طلبــة املرحلــة الثانويــة‬ ‫بمملكــة البحريــن‪ .‬جملــة العلــوم الرتبويــة والنفســية‪،‬‬ ‫جامعــة البحريــن‪ ،‬املجلــد ‪ ،13‬العــدد ‪ ،4‬ص ص ‪-13‬‬ ‫‪.40‬‬

‫الزغــول‪ ،‬عــاد عبــد الرحيــم‪2006 .‬م‪ .‬نظريــات التعلــم‪.‬‬ ‫دار الــروق للنــر والتوزيــع‪ ،‬عــان‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫الــرور‪ ،‬ناديــا هايــل‪2002 .‬م‪ .‬مقدمــة يف اإلبــداع‪ .‬دار‬ ‫وائــل للنــر والتوزيــع‪ ،‬عــان‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫الــرور‪ ،‬ناديــا هايــل‪2005 .‬م‪ .‬تعليــم التفكــر ضمــن‬ ‫املنهــج املــدريس‪ .‬دار وائــل للنــر والتوزيــع‪ ،‬عــان‪،‬‬ ‫األردن‪.‬‬

‫الســويدي‪ ،‬خليفــة‪ ،‬وعبــد احلميــد‪ ،‬شــاكر‪ ،‬وأنــور‪،‬‬ ‫أمحــد‪2005 .‬م‪ .‬تنميــة مهــارات التفكــر‪ .‬دار الكتــاب‬ ‫اجلامعــي‪ ،‬العــن‪ ،‬اإلمــارات العربيــة املتحــدة‪.‬‬

‫الطاهــر‪ ،‬مهــدي أمحــد‪1991 .‬م‪ .‬االجتاه نحو مهنــة التدريس‬ ‫وعالقتــه ببعــض املتغــرات الدراســية األكاديميــة لــدى‬ ‫طــاب كليــة الرتبيــة‪ .‬رســالة ماجســتري‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪،‬‬ ‫جامعــة امللــك ســعود‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬ ‫الصالــح‪ ،‬فائقــة ســعيد‪2005 .‬م‪ .‬تقريــر حــول تقــدم العمــل‬ ‫يف مــروع التقويــم الشــامل جلــودة التعليــم يف مملكــة‬ ‫البحريــن يف الفــرة مــن ينايــر ‪ 2004‬إىل فربايــر ‪،2005‬‬ ‫مــروع التقويــم الشــامل جلــودة التعليــم‪ ،‬اســتخرج‬ ‫‪ 2011/10/5‬وزارة الرتبيــة والتعليــم بمملكــة‬ ‫البحريــن‪.‬‬

‫القحــف‪ ،‬فريــال وشــبيب‪ ،‬ناديــا‪2008 .‬م‪ .‬تعلــم كيــف‬ ‫تفكــر وعلــم أوالدك التفكــر‪ .‬دار العلــم للماليــن‪،‬‬ ‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬

‫الوهــر‪ ،‬حممــود طاهــر‪ .2004 .‬أثــر برنامج التأهيــل الرتبوي‬ ‫يف تنميــة التفكــر التدريــي ملعلمــي العلــوم يف حمافظــة‬ ‫الزرقــاء‪ .‬جملــة العلــوم الرتبويــة والنفســية‪ ،‬جامعــة‬ ‫البحريــن‪ ،‬املجلــد ‪ ،5‬العــدد ‪ ،2‬ص ص ‪.70-31‬‬

‫بريــور‪ ،‬جــون‪ .‬ترمجة‪ :‬األنصــاري‪ ،‬حممــد‪2000 .‬م‪ .‬مدارس‬ ‫تعليــم املســتقبل‪ .‬رشكة دار الــروق‪ ،‬الكويت‪.‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫بــن فاطمــة‪ ،‬حممــد‪ .‬يونيــو ‪2005‬م‪ .‬التقريــر العــام حــول‬ ‫التقويــم الشــامل جلــودة التعليــم بمملكــة البحريــن‪.‬‬ ‫وزارة الرتبيــة والتعليــم‪ ،‬البحريــن‪.‬‬

‫تايــه‪ ،‬عمــر أمحــد‪2002 .‬م‪ .‬إســراتيجيات املعلمــن املثــرة‬ ‫للتفكــر‪ .‬املؤمتــر األردين الثــاين للموهبــة واإلبــداع‪،‬‬ ‫عــان‪ ،‬بــدون بيانــات النــارش‪.‬‬ ‫جــروان‪ ،‬فتحــي عبــد الرمحــن‪2007 .‬م‪ .‬تعليــم التفكــر‬ ‫مفاهيــم وتطبيقــات‪ .‬دار الفكــر للطباعــة والنــر‪،‬‬ ‫عــان‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫جــروان‪ ،‬فتحــي عبــد الرمحــن‪2008 .‬م‪ .‬أســاليب الكشــف‬ ‫عــن املوهوبــن ورعايتهــم‪ .‬دار الفكــر للطباعــة والنرش‪،‬‬ ‫عــان‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫جامعــة اخلليــج العــريب‪ ،‬البحريــن‪.‬‬

‫قطامــي‪ ،‬نايفــة‪2001 .‬م‪ .‬تعليــم التفكــر للمرحلــة‬ ‫األساســية‪ .‬دار الفكــر للطباعــة والنــر والتوزيــع‪،‬‬ ‫عــان‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫قطامــي‪ ،‬يوســف وعرنكــي‪ ،‬رغــدة‪2007 .‬م‪ .‬نمــوذج‬ ‫مارزانــو لتعليــم التفكــر للطلبــة اجلامعيــن‪ .‬مركــز‬ ‫ديبونــو لتعليــم التفكــر‪ ،‬عــان‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫حممــد‪ ،‬نــادر يــار‪2001 .‬م‪ .‬أثــر برنامــج تدريبــي لرفــع‬ ‫مســتوى أداء معلــات العلــوم بالتعليــم االبتدائــي‬ ‫يف تنميــة مهــاريت املقارنــة والتصنيــف ضمــن حمتــوى‬ ‫املنهــج الــدرايس‪ .‬رســالة ماجســتري‪ .‬كليــة الدراســات‬ ‫العليــا‪ ،‬جامعــة اخلليــج العــريب‪ ،‬البحريــن‪.‬‬

‫جــروان‪ ،‬فتحــي عبــد الرمحــن‪2010 .‬م‪ .‬املوهبــة والتفــوق‬ ‫عــان‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫واإلبــداع‪ .‬دار الفكــر للطباعــة والنــر‪ّ ،‬‬

‫مــراد‪ ،‬صــاح أمحــد‪ .2000 .‬األســاليب اإلحصائيــة‬ ‫يف العلــوم النفســية والرتبويــة واالجتامعيــة‪ .‬مكتبــة‬ ‫األنجلــو املرصيــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مجهوريــة مــر العربيــة‪.‬‬

‫ســعادة‪ ،‬جــودت أمحــد‪2009 .‬م‪ .‬تدريس مهــارات التفكري‪.‬‬ ‫الطبعــة الرابعــة‪ ،‬دار الــروق للنــر والتوزيــع‪ ،‬عـ ّـان‪،‬‬ ‫األردن‪.‬‬

‫نــارص‪ ،‬يونــس‪2001 .‬م‪ .‬تدريــب املعلــم‪ .‬منشــورات‬ ‫جامعــة دمشــق‪ ،‬دمشــق‪ ،‬ســوريا‪.‬‬

‫زيتــون‪ ،‬حســن حســن‪2003 .‬م‪ .‬تعليــم التفكــر‪ :‬رؤيــة‬ ‫تطبيقيــة يف تنميــة العقــول املفكــرة‪ .‬عــامل الكتــب‪،‬‬ ‫القاهــرة‪ ،‬مجهوريــة مــر العربيــة‪.‬‬

‫شــحاتة‪ ،‬حســن‪2006 .‬م‪ .‬تعليمنــا يصنــع مســتقبلنا‪ .‬مؤمتــر‬ ‫الرتبيــة يف جمتمــع املعرفــة‪ ،‬املجلــس األعــى للثقافــة‪،‬‬ ‫القاهــرة‪ ،‬بــدون بيانــات النــارش‪.‬‬ ‫طافــش‪ ،‬حممــود‪2004 .‬م‪ .‬تعلــم التفكــر‪ ،‬مفهومــه‪،‬‬ ‫أســاليبه‪ ،‬مهاراتــه‪ .‬دار جهينــة للنــر والتوزيــع‪ ،‬عــان‪،‬‬ ‫األردن‪.‬‬ ‫عبــد احلميــد‪ ،‬شــاكر‪ ،‬والســويدي‪ ،‬خليفــة‪ ،‬وأنــور‪ ،‬أمحــد‪.‬‬ ‫‪2002‬م‪ .‬تربيــة التفكــر‪ :‬مقدمــة عربيــة يف مهــارات‬ ‫التفكــر‪ .‬دار القلــم للنــر والتوزيــع‪ ،‬ديب‪ ،‬اإلمــارات‬ ‫العربيــة املتحــدة‪.‬‬

‫عبيــدات‪ ،‬ســهيل أمحــد‪2007 .‬م‪ .‬إعداد املعلمــن وتنميتهم‪،‬‬ ‫جدار للكتــاب العريب‪ ،‬عـ ّـان‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫غانــم‪ ،‬حممــود حممــد‪2009 .‬م‪ .‬مقدمــة يف تدريــس التفكــر‪.‬‬ ‫دار الثقافــة للنــر والتوزيــع‪ ،‬عــان‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫غبايــن‪ ،‬عمــر‪2003 .‬م‪ .‬تطبيقــات مبتكــرة يف تعليم التفكري‪.‬‬ ‫دار جهينــة للنرش والتوزيع‪ ،‬عــان‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫فخــرو‪ ،‬عبــد النــارص‪1998 .‬م‪ .‬فاعليــة برنامــج األنشــطة‬ ‫املوجهــة يف تنميــة مهــارات التفكــر العليــا لــدى الطلبــة‬ ‫املتفوقــن وغــر املوهوبــن باملرحلــة اإلعداديــة بدولــة‬ ‫البحريــن‪ .‬رســالة ماجســتري‪ ،‬كليــة الدراســات العليــا‪،‬‬

‫معــار‪ ،‬صــاح صالــح‪2006 .‬م‪ .‬علــم التفكــر‪ .‬مركــز‬ ‫ديبونــو لتعليــم التفكــر‪ ،‬عــان‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫هيئــة ضــان جــودة التعليــم والتدريــب‪2010 .‬م‪ .‬التقريــر‬ ‫الســنوي هليئــة ضــان جــودة التعليــم والتدريــب‪،‬‬ ‫املنامــة‪ ،‬البحريــن‪.‬‬

‫‪Assaf, A. 2009. Teaching and thinking: A‬‬ ‫‪literature review of the teaching of thinking‬‬ ‫‪skills.‬‬ ‫‪https://eric.ed.gov/?id=ED505029.‬‬ ‫‪Accessed on 1 –10 - 2010‬‬ ‫‪Baska, J., and Little, C. 2003. Content –Based‬‬ ‫‪Curriculum for High-Ability Learners.‬‬ ‫‪Prufrock Press, Inc., Waco, Texas.‬‬ ‫‪Behar, L., Mitchell, G., and Graff, R. 2009.‬‬ ‫‪Promoting the teaching of critical thinking‬‬ ‫‪skills through faculty development. Journal of‬‬ ‫‪Dental Education. 73(6): 665-675.‬‬ ‫‪Beyer, B. 2001. What research suggests about‬‬ ‫‪teaching thinking skills. Pp: 275-282. In:‬‬ ‫‪Costa, A. (Ed.), Developing Minds: A‬‬ ‫‪Resource Book for Teaching Thinking, 3rd‬‬ ‫‪ed. Alexandria Association for Supervision‬‬ ‫‪and Curriculum Development. Virginia, USA.‬‬ ‫‪Beyer, B. 2008. What research tells us about‬‬ ‫‪teaching thinking skills. Social Studies. 99(5):‬‬ ‫‪223-232.‬‬

‫‪177‬‬


‫نجاة سليمان الحمدان و فاطمة أحمد الجاسم‬

...‫أثربرنامج تدريبي أثناء الخدمة على تنمية مهارات التفكيرالعليا لدى معلمات املرحلة االبتدائية‬

Martin, D., and Michelli, N. 2001. Preparing Teachers of Thinking. P: 158. In: Costa, A. (Ed.) Developing Minds: A Resource Book for Teaching Thinking, 3rd ed. Alexandria Association for Supervision and Curriculum Development. Virginia, USA.

Brooks, J., and Brooks, M. 2001. Becoming a constructivist teacher. Pp 150-157. In: Costa, A. (Ed.), Developing Minds: A Resource Book for Teaching Thinking, 3rd ed. Alexandria Association for Supervision and Curriculum Development. Virginia, USA.

Presseisen, B. 2001. Thinking skills: Meanings and models revisited. Pp 47-53. In: Costa, A. (Ed.) Developing Minds: A Resource Book for Teaching Thinking, 3rd ed. Alexandria Association for Supervision and Curriculum Development. Virginia, USA.

Clark, B. 2011. Growing up Gifted. Pearson Education, Inc., Upper Saddle River, New Jersey.

Swartz, R. J., and Perkins, D. N. 1990. Teaching Thinking Issues and Approaches. Midwest Publications, USA. Tebbs, T. J. 2000. Assessing teachers’ selfefficacy towards teaching thinking skills. PhD Thesis. The University of Connecticut, USA. Thurman, B. A. 2009. Teaching of critical thinking skills in the English content area in South Dakota public school. Ed D. University of south Dakota. Woodcock, S.2011 . A Cross sectional study of pre-service teacher efficacy throughout the training years. Australian Journal of Teacher Education. 36(10): 23-43.

Cohen, Jacob. 1977. Statistical Power Analysis for the Behavioral Sciences. Academic Press, New York. Costa, A. 2001. Developing Minds: A Resource Book for Teaching Thinking, 3rd ed. Association for Supervision and Curriculum Development. Virginia, USA. Costa, A., and Kallick, R. 2000. Discovering and Exploring Habits of Mind. Association for Supervision and Curriculum Development, Alexandria, VA. Davis, G., Rimm, S., and Siegle, D. 2011. Education of the Gifted and Talented, 6th ed. Pearson Education, Inc, USA. Lori, A. 1999. The effects of Taba’s questioning strategies on the higher cognitive process of Bahraini academically gifted students. Doctoral dissertation. Available from ProQuest Dissertations 7 Theses database, (UMI No. 9923156). Accessed on 1 – 10 2010

178


(‫هـ‬1441( ‫م‬2020 - 1 ‫ العدد‬- 21 ‫املجلد‬

)‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية‬

The Effect of an In-service Training Program on Developing High-Order Thinking Skills of Elementary School Teachers in the Kingdom of Bahrain Najat S. Alhamdan and Fatima A. Aljasim Gifted Education Programme, College of Graduate Studies Arabian Gulf University, Kingdom of Bahrin https://doi.org/10.37575/h/edu/1704

ABSTRACT

The purpose of this study was to explore the effect of an in-service training program in developing highorder thinking skills (analysis, syntheses, evaluation) of elementary school teachers in the kingdom of Bahrain. A training program was designed and applied to develop high-order thinking skills of elementary school teachers in a public school in the kingdom of Bahrain. The program was applied during the second semester of the academic year 2010-2011 on a study sample consisted of (35) female teachers. The program was based on the Procedural Learning Theory. It consisted of theoretical and practical training on implementing the use of high-order thinking Skills within the curriculum using Beyer’s Strategy. Quazi experimental method was implemented and the “SEA Test” was used to measure high order thinking skills. The results revealed that there was a statistically significant positive effect of the training program on developing high-order thinking skills of the study sample. The study recommended executing a complete plan for implementing thinking skills in school curriculum in addition to studying the effect of teaching thinking skills within the curriculum to the students. Key Words: Elementary school teachers, High-order thinking skills, Training programs.

179



‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫تقومي كتاب الريا�ضيات املط ّور لل�صف اخلام�س االبتدائي من وجهة نظر‬ ‫معلمي الريا�ضيات يف حائل باململكة العربية ال�سعودية‬ ‫عثامن نارص حممود منصور‬

‫قسم املناهج وطرق التدريس‪ ،‬كلية الرتبية‪ ،‬جامعة حائل‬ ‫حائل‪ ،‬اململكة العربية السعودية‬ ‫‪https://doi.org/10.37575/h/edu/1753‬‬

‫امللخص‬

‫جــاءت الدعــوات املطالبــة بإصــاح املناهــج املدرســية نتيجــة القصــور والضعــف يف املناهــج الســابقة‪ ،‬والتــي أصبحــت عاجــزة‬ ‫عــن مواكبــة التطــورات يف مجيــع جمــاالت احليــاة؛ األمــر الــذي ظهــر جل ًّيــا يف ضعــف املســتوى التحصيــي خلرجيــي املدرســة‪ ،‬وعــدم‬ ‫مالءمتــه للتقــدم العلمــي والتكنولوجــي؛ ممــا اســتدعى القيــام بعمليــة تطويــر املناهــج املدرســية‪.‬‬ ‫وتكمــن أمهيــة الدراســة احلاليــة يف تقديــم صــورة حقيقيــة لواقــع كتــاب الرياضيــات املطـ ّـور‪ ،‬ومســاعدة املســؤولني عــن ختطيــط‬ ‫املناهــج يف الوقــوف عــى جوانــب القصــور والضعــف فيــه‪ ،‬والعمــل عــى معاجلتهــا وتالفيهــا يف املســتقبل؛ ولــذا جــاءت الدراســة‬ ‫احلاليــة هبــدف تقويــم كتــاب الرياضيــات املطـ ّـور للصــف اخلامــس االبتدائــي مــن وجهــة نظــر املعلمــن‪ .‬ولتحقيــق هــذا اهلــدف قــام‬ ‫الباحــث بتصميــم اســتبانة مكونــة مــن (‪ )94‬فقــرة‪ ،‬تــم التحقــق مــن صدقهــا وثباهتــا‪ ،‬وطبقــت عــى عينــة مكونــة مــن (‪ )63‬معلـ ًا مــن‬ ‫مدينــة حائــل تــم اختيارهــم عشــوائ ًّيا‪.‬‬ ‫وقــد أظهــرت نتائــج الدراســة أن درجــة تقديــر املعلمــن لكتــاب الرياضيــات املطـ ّـور كانــت «متوســطة» جلميــع حمــاور االســتبانة‪،‬‬ ‫وبمتوســط حســايب مقــداره (‪ )3.52‬جلميــع فقراهتــا‪ ،‬حيــث جــاءت املحــاور مرتبــة تنازل ًّيــا كاآليت‪ :‬اإلخــراج والشــكل الفنــي‪،‬‬ ‫األهــداف‪ ،‬أســاليب التقويــم‪ ،‬املحتــوى‪ ،‬األنشــطة والوســائل التعليميــة‪ .‬كــا أظهــرت النتائــج عــدم وجــود فــروق ذات داللــة إحصائيــة‬ ‫يف تقديــرات املعلمــن للكتــاب املطــور تعــزى إىل ســنوات اخلــرة‪ ،‬أو لعــدد الــدورات التدريبيــة حــول املناهــج املطـ ّـورة أو إىل املؤهــل‬ ‫العلمــي‪ ،‬يف املحــاور كافــة‪ ،‬باســتثناء حمــور «أســاليب التقويــم»‪ ،‬ولصالــح مؤهــل البكالوريــوس‪.‬‬ ‫وأوصــت الدراســة بإجــراء املزيــد مــن الدراســات حــول كتــاب الرياضيــات املطـ ّـور للصــف اخلامــس االبتدائــي مــن وجهــة نظــر‬ ‫الطلبــة‪ ،‬وأوليــاء األمــور‪ ،‬واملرشفــن الرتبويــن‪ ،‬وأخــذ متغــرات أخــرى كاجلنــس‪ ،‬ومعرفــة أثــره يف التقويــم‪.‬‬

‫املطور‪ ،‬معلمو الرياضيات‪.‬‬ ‫الكلامت املفتاحية‪ :‬التقويم‪ ،‬الصف اخلامس االبتدائي‪ ،‬كتاب الرياضيات ّ‬

‫املقدمة‬ ‫جــاءت عمليــة تطويــر املناهــج املدرســية نتيجــة‬ ‫القصــور والضعــف يف املناهــج الســابقة‪ ،‬إذ أصبحــت‬ ‫املناهــج القديمــة قــارصة يف عــر تكنولوجيــا‬ ‫املعلومــات واالتصــاالت احلديثــة‪ ،‬وأصبحــت‬ ‫عاجــزة عــن مواكبــة التطــورات‪ ،‬والتغــرات يف مجيــع‬ ‫جمــاالت احليــاة‪ ،‬وظهــر القصــور جل ًّيــا يف ضعــف‬ ‫مســتوى اخلرجيــن يف املدرســة‪ ،‬وعــدم مالءمــة هــذا‬ ‫املســتوى للتقــدم العلمــي والتكنولوجــي‪ ،‬ولــذا كان‬ ‫ال بــد مــن األخــذ بزمــام املبــادرة‪ ،‬والبــدء بمرحلــة‬ ‫إصــاح املناهــج املدرســية وتطويرهــا يف مجيــع املراحل‬ ‫التعليميــة‪.‬‬ ‫ويعــد مــروع تطويــر مناهــج الرياضيــات‪،‬‬ ‫والعلــوم الطبيعيــة يف اململكــة العربيــة الســعودية مــن‬ ‫املرشوعــات الرتبويــة الرائــدة يف املنطقــة‪ ،‬وهيــدف إىل‬ ‫التطويــر الشــامل لتعليــم الرياضيــات والعلــوم مــن‬ ‫خــال تطويــر املناهــج واملــواد التعليميــة‪ ،‬والتقويــم‬ ‫والتعلــم اإللكــروين‪ ،‬والتطويــر املهنــي؛ وذلــك‬

‫باالعتــاد عــى ترمجــة‪ ،‬ومواءمــة مــواد تعليميــة عامليــة‬ ‫أثبتــت فاعليتهــا يف حتســن التعليــم‪ ،‬ويقــوم هــذا‬ ‫املــروع عــى مواءمــة سالســل عامليــة متميــزة ملناهــج‬ ‫الرياضيــات والعلــوم الطبيعيــة (سالســل ‪Mcgraw-‬‬ ‫‪ )hill‬جلميــع املراحــل التعلــم العــام يف اململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية‪ ،‬ولإلفــادة مــن اخلــرات العامليــة املتميــزة يف‬ ‫هــذا املجــال بــا يواكــب الــدول املتقدمــة لبنــاء جيــل‬ ‫إجيــايب قــادر عــى حــل مشــكالته ومشــكالت جمتمعــه‬ ‫ووطنــه‪ ،‬ويســهم بشــكل فعــال يف بنائهــا ورقيهــا‬ ‫ومنعتهــا‪ .‬وتتمثــل رؤيــة هــذا املــروع يف تطويــر‬ ‫قــدرات وإبداعــات ومهــارات طــاب التعليــم العــام‬ ‫يف اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬للوصــول إىل فهــم‬ ‫عميــق للــادة العلميــة وبنــاء مفاهيــم جديــدة وحــل‬ ‫املشــكالت وابتــكار املنتجــات وتطويرهــا‪ ،‬واالتصــال‬ ‫واســتخدام التقنيــة وفــق أحــدث املعايــر العلميــة؛‬ ‫لتلبيــة احتياجــات ســوق العمــل املتطــور‪ ،‬وقيــم‬ ‫املجتمــع‪ ،‬ومتطلبــات الريــادة يف ســباق التنافســية‬ ‫العاملــي (الشــايع وعبــد احلميــد‪2011 ،‬م)‪.‬‬

‫‪181‬‬


‫ّ‬ ‫املطورللصف الخامس االبتدائي من وجهة نظرمعلمي الرياضيات في حائل‬ ‫تقويم كتاب الرياضيات‬

‫ولقــد جــاء مــن أهــداف مــروع تطويــر مناهــج‬ ‫الرياضيــات والعلــوم الطبيعيــة يف اململكــة‪ :‬بنــاء‬ ‫الكتــب املدرســية اخلاصــة بالرياضيــات‪ ،‬وأدلــة‬ ‫املعلمــن واملعلــات‪ ،‬وكراســات النشــاطات‪،‬‬ ‫واألقــراص التعليميــة املدجمــة؛ بــا يضاهــي أحــدث مــا‬ ‫توصلــت إليــه الــدول املتقدمــة يف هــذا املجــال (وزارة‬ ‫الرتبيــة والتعليــم‪2006 ،‬م)‪.‬‬ ‫ويــأيت الكتــاب املــدريس ليعــر تعبــر ًا صادقـ ًا عــن‬ ‫املنهــاج‪ ،‬باعتبــاره املرجــع األول للمعلــم واملتعلــم‪،‬‬ ‫ولــه دور أســاس يف عمليــة التعلــم والتعليــم؛ إذ‬ ‫يعــد أحــد العنــارص التــي متثــل مدخــ ً‬ ‫ا رئيســ ًا مــن‬ ‫مدخــات النظــام الرتبــوي‪ ،‬واألداة التــي تســهم‬ ‫بشــكل فاعــل ‪ -‬إذا مــا أحســن بناؤهــا واســتخدامها ‪-‬‬ ‫يف حتقيــق أهــداف املنهــج (الــري‪2012 ،‬م)‪.‬‬ ‫ويعــد الكتــاب املــدريس أداة رئيســة يف عمليــة‬ ‫التعليــم والتعلــم؛ إذ يســتخدمه املعلــم يف ختطيــط‬ ‫دروســه اليوميــة قبــل الــروع بتنفيذهــا‪ ،‬ويف أثنــاء‬ ‫عمليــة التنفيــذ؛ ليثــر انتبــاه طالبــه ويمكنهــم مــن‬ ‫الفهــم واالســتيعاب‪ ،‬ويف املراحــل األخــرة مــن‬ ‫درســه لتعزيــز تعلمهــم‪ ،‬وتثبيــت املعلومــات لدهيــم‪،‬‬ ‫وهــو هبــذا يمثــل عنــر ًا جوهر ًّيــا يف العمليــة‬ ‫التعليميــة ال يمكــن االســتغناء عنــه‪ ،‬كــا يعــد مصــدر ًا‬ ‫أساسـ ًّيا يعتمــد عليــه الطالــب ويســتقي منــه معلوماتــه‬ ‫(القضــاة‪2012 ،‬م)‪.‬‬ ‫كــا يعــد الكتــاب املــدريس الوعــاء الــذي ينهــل منه‬ ‫املتعلــم مــا حيتــاج إليــه يف الدراســة‪ ،‬فــإذا بنــي الكتــاب‬ ‫املــدريس عــى أســس تربويــة ســليمة‪ ،‬واحتــوى‬ ‫عــى مــادة مفيــدة‪ ،‬وظهــر بإخــراج جــذاب‪ ،‬وصيــغ‬ ‫بأســلوب ســلس مقــروء‪ ،‬ســاعد يف حتقيــق أهــداف‬ ‫املنهــج (أبــو عمــرة‪1996 ،‬م)‪.‬‬ ‫وكذلــك يمثــل الكتــاب املــدريس ركن ـ ًا مهـ ًّـا مــن‬ ‫أركان العمليــة التعليميــة‪ ،‬ولــه أمهيــة كبــرة؛ ألنــه‬ ‫أداة مــن أدوات املصنــع الرتبــوي الــذي تعــد فيــه‬ ‫أجيــال املســتقبل‪ ،‬فهــو يفتــح أمــام املتعلمــن ســب ً‬ ‫ال‬ ‫متعــددة تســاعد عــى اكتســاب االجتاهــات اإلجيابيــة‪،‬‬ ‫وأنــاط الســلوك اجليــدة‪ ،‬والقيــم التقدميــة‪ ،‬فضـ ً‬ ‫ا عن‬ ‫املعــارف واملهــارات (نصــرة‪2011 ،‬م)‪.‬‬ ‫والكتــاب املــدريس املقــرر هــو أوســع الوســائل‬ ‫املعينــة للتعليــم والتعلــم انتشــار ًا يف العــامل؛ فهــو‬ ‫الــذي حيمــل إىل غرفــة الصــف أقــوال املربــن والعلــاء‬ ‫واالختصاصيــن‪ .‬كــا حيمــل أفكارهــم يف كل فــروع‬ ‫املعرفــة منــذ اخــراع الطباعــة إىل وقتنــا احلــارض‬

‫‪182‬‬

‫عثمان ناصرمحمود منصور‬

‫(حســن‪2010 ،‬م)‪.‬‬ ‫ومــن أجــل أن حيقــق الكتــاب املــدريس وظائفــه‪،‬‬ ‫وحيافــظ عــى مكانتــه يف منظومــة عنــارص العمليــة‬ ‫التعليميــة ينبغــي أن يكــون أداة تعليميــة فعالــة؛‬ ‫وذلــك باالهتــام باختيــار حمتــواه وأنشــطته وخرباتــه‪،‬‬ ‫واالرتقــاء بجودتــه بتحديــث مادتــه‪ ،‬وطريقــة‬ ‫عرضهــا‪ ،‬وأســلوب لغتــه‪ ،‬ومعينــات التدريــس التــي‬ ‫حيتوهيــا‪ ،‬وبنــاء املواقــف التعليميــة التعلميــة اهلادفــة‬ ‫إىل تكويــن املفاهيــم يف ذهــن الطلبــة‪ ،‬واختيــار‬ ‫التامريــن واملشــكالت التــي تشــجع الطلبــة عــى الفهــم‬ ‫والتفكــر (ابــن ســلمة واحلارثــي‪2005 ،‬م)‪.‬‬ ‫وبالرغــم مــن التقــدم العلمــي الــذي شــمل مجيــع‬ ‫جمــاالت احليــاة بــا فيهــا العمليــة التعليميــة؛ حيــث تــم‬ ‫تصميــم واخــراع الكثــر مــن الوســائل املعينــة عــى‬ ‫التعليــم والتعلــم‪ ،‬إال أن الكتــاب املــدريس ال يــزال‬ ‫هــو األســاس الــذي يعتمــد عليــه املعلــم والطالــب‬ ‫(اخلضــري‪1425 ،‬هـــ)‪.‬‬ ‫كــا أن للكتــاب املــدريس أمهيــة كبــرة تكمــن يف‬ ‫معاجلتــه للمعلومــات بصــورة موجــزة‪ ،‬واشــتامله عــى‬ ‫مترينــات تســهم يف فهــم الطالــب للموضوع‪ ،‬وتســهيل‬ ‫عمليــة تعلمــه‪ ،‬ويوفــر الكتــاب قاعــدة مشــركة بــن‬ ‫املعلــم والطالــب تســاعد عــى إثــارة احلــوار واملناقشــة‪،‬‬ ‫وتنميــة االجتاهــات اإلجيابيــة لــدى الطالــب نحــو‬ ‫املوضــوع (ســعادة وإبراهيــم‪2008 ،‬م)‪ .‬وتــزداد قيمــة‬ ‫الكتــاب بمقــدار مــا يبــذل فيــه مــن جهــد يف التأليــف‬ ‫واإلخــراج (‪ )Voogt, 1993‬وبالتــايل يقتــي األمــر‬ ‫أن يكــون الكتــاب معــد ًا إعــداد ًا جيــد ًا خاليــ ًا مــن‬ ‫العيــوب واألخطــاء‪.‬‬ ‫ممــا تقــدم يبــدو واضحــ ًا مــا للكتــاب املــدريس‬ ‫مــن أمهيــة بالغــة‪ ،‬وترجــع هــذه األمهيــة كــا يــرى‬ ‫الرحاحلــة واملالكــي (‪2001‬م) إىل أنــه‪:‬‬ ‫ ‪1.‬يقــدم معلومــات ومعــارف وأفــكار ًا يف تنظيــم‬ ‫منطقــي‪.‬‬ ‫ ‪2.‬يســاعد املعلــم يف االنتقــال مــن موضــوع إىل آخــر‪،‬‬ ‫أو مــن فكــرة إىل أخــرى‪ ،‬كــا يســاعد املتعلــم يف‬ ‫االســتيعاب واحلفــظ والتذكــر‪.‬‬ ‫ ‪3.‬يســاعد املعلــم ويرحيــه مــن بــذل جهــد كبــر‬ ‫للوقــوف عــى املعلومــات التــي يقدمهــا لتالميــذه؛‬ ‫أي يوفــر عليــه عنــاء البحــث والدراســة‪.‬‬ ‫ ‪4.‬يطمئــن املعلــم إىل مــا فيــه مــن معلومــات وأفــكار‪،‬‬ ‫مــن حيــث صحتهــا ودقتهــا‪.‬‬ ‫ ‪5.‬مــن تأليــف خمتصــن هلم قيمتهــم العلميــة‪ ،‬وقدرهم‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫الواضــح بني املشــتغلني بالعمليــة الرتبوية‪.‬‬ ‫أمــا بشــأن الكتــاب املــدريس يف الرياضيــات فإنــه‬ ‫يــؤدي دور ًا أساسـ ًّيا يف حتديــد املوضوعات الدراســية‪،‬‬ ‫وكيفيــة تدريســها‪ ،‬باإلضافــة إىل أن لكتــب الرياضيات‬ ‫املدرســية أمهيــة خاصــة‪ ،‬باعتبــار الرياضيــات‬ ‫موضوعــ ًا رئيســ ًا يف املناهــج املدرســية‪ ،‬وحلاجــة‬ ‫املجتمــع املســتمرة هلــا يف تنظيــم حياتــه ومعامالتــه‬ ‫وأمــوره اخلاصــة (رحيــان وآخــرون‪2006 ،‬م)‪.‬‬ ‫ولكــي يــؤدي كتــاب الرياضيــات املــدريس هدفــه‬ ‫األســاس‪ ،‬فــإن مــن الــروري أن يكــون حمتــواه‬ ‫قــد اختــر وفقــ ًا لظــروف املجتمــع‪ ،‬واحتياجاتــه‪،‬‬ ‫وأوضاعــه‪ ،‬وأهدافــه الرتبويــة‪ ،‬وكذلــك يف ضــوء‬ ‫طبيعــة العلــم وخصائــص املتعلمــن‪ ،‬وأن تتوافــر فيــه‬ ‫عــدة رشوط تتعلــق بامدتــه العلميــة‪ ،‬وطريقــة عرضــه‬ ‫وتنظيمــه وإخراجــه‪ .‬وللتأكــد مــن حتقيقــه ألهدافــه‬ ‫يكــون مــن الــروري تقويمــه لتعــرف نواحــي القــوة‬ ‫والضعــف فيــه؛ بغيــة حتديــد مــدى التوافــق بــن‬ ‫النتاجــات التعليميــة واألهــداف؛ أي مــدى بلــوغ‬ ‫الطالــب لألهــداف التــي ينشــدها املنهــاج (أبــو زينــة‪،‬‬ ‫‪2003‬م)‪.‬‬ ‫ويعــد املجلــس القومــي ملعلمــي الرياضيــات‬ ‫(‪ )NCTM‬رائــد ًا يف جمــال تطويــر املناهــج اخلاصــة‬ ‫بــادة الرياضيــات مــن خــال املعايــر التــي أصدرهــا‪،‬‬ ‫وانبثــق عنــه جمموعــة مــن املعايــر مــن الواجــب‬ ‫توافرهــا يف مناهــج الرياضيــات املدرســية وجلميــع‬ ‫املراحــل الدراســية‪ ،‬وأصــدر وثيقــة تــدور حــول كيفيــة‬ ‫تقويــم مناهــج الرياضيــات تضمنــت جمموعــة مــن‬ ‫املعايــر صيغــت ألربــع جمموعــات صفيــة منفصلــة‬ ‫هــي‪ :‬معايــر (‪ ،)k-2‬ومعايــر (‪ ،)3-5‬ومعايــر (‪6-‬‬ ‫‪ ،)8‬ومعايــر (‪ ،)9-12‬وكل جمموعــة منهــا تتكــون‬ ‫مــن عــرة معايــر فرعيــة‪ ،‬وتشــمل‪ :‬معايــر املحتــوى‬ ‫(األعــداد والعمليــات‪ ،‬اجلــر‪ ،‬اهلندســة‪ ،‬القيــاس‪،‬‬ ‫حتليــل البيانــات واالحتــاالت)‪ ،‬ومعايــر العمليــات‬ ‫الرياضيــة (حــل املشــكالت‪ ،‬التربيــر والربهــان‬ ‫الريــايض‪ ،‬االتصــال‪ ،‬الرتابــط‪ ،‬التمثيــل) (‪Koenig,‬‬ ‫‪.)2007‬‬ ‫ويعــد التقويــم أحــد أركان العمليــة الرتبويــة‬ ‫والتعليميــة‪ ،‬وهــو مــن أهــم مقوماهتــا؛ حيــث يــؤدي‬ ‫مهــا ويتغلغــل يف كل جوانــب عمليــة التعلــم‬ ‫دور ًا ًّ‬ ‫وتفاصيلهــا؛ فهــو العمليــة التــي نحكــم هبــا عــى‬ ‫مــدى حتقيــق األهــداف املنشــودة‪ ،‬وعليهــا يرتتــب‬ ‫أخــذ القــرارات اهلادفــة إىل تطويــر العمليــة التعليميــة‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫بــا فيهــا املناهــج‪ ،‬والكتــب املدرســية‪ ،‬إضافــة إىل أن‬ ‫عمليــة التقويــم تشــخص نقــاط القــوة‪ ،‬وجوانــب‬ ‫الضعــف يف الكتــب املدرســية‪ ،‬فتعمــل عــى معاجلــة‬ ‫جوانــب الضعــف‪ ،‬وتشــجع وتعــزز نقــاط القــوة‬ ‫بقصــد حتســن عمليــة التعلــم‪.‬‬ ‫األمــر الــذي يعنــي أن تقويــم الكتــاب املــدريس‬ ‫يعــد أمــر ًا مرغوبـ ًا ورضور ًّيــا يف وقتنــا احلــارض؛ كونــه‬ ‫يعــد الوســيلة التــي تُكشــف مــن خالهلــا جوانــب القوة‬ ‫لتعزيزهــا‪ ،‬ومواطــن الضعــف لتعديلهــا وتطويرهــا‪،‬‬ ‫وبالتــايل فهــو عمليــة تشــخيصية عالجيــة يقصــد هبــا‬ ‫اإلصــاح والتطويــر للوقايــة مــن تكــرار األخطــاء‬ ‫التــي تعــوق تعلــم الطلبــة (ســامة‪2003 ،‬م)‪ ،‬وكذلك‬ ‫تســاعد عمليــة التقويــم عــى مواكبــة املســتجدات‬ ‫والتجديــدات يف حقــول املعرفــة؛ لــذا ال بــد أن تشــمل‬ ‫هــذه العمليــة مجيــع عنــارص الكتــاب‪ :‬اإلخــراج‬ ‫والشــكل العــام‪ ،‬والنتاجــات التعليميــة‪ ،‬واملحتــوى‪،‬‬ ‫والوســائل واألنشــطة التعليميــة‪ ،‬وأســاليب التقويــم‬ ‫ووســائله (الوكيــل واملفتــي‪2005 ،‬م)‪.‬‬ ‫ونظــر ًا ملــا للكتــب املدرســية يف خمتلــف املــواد مــن‬ ‫أمهيــة واضحــة بشــكل عــام‪ ،‬وملــا لكتــب الرياضيــات‬ ‫مــن دور فاعــل يف حتديــد املوضوعــات الرياضيــة‬ ‫واختيارهــا‪ ،‬وكيفيــة تدريســها بشــكل خــاص؛ فقــد‬ ‫ظهــرت الدعــوات املتتاليــة لتقويــم هــذه الكتــب‬ ‫واالســتمرارية يف تقويمهــا للوقــوف عــى مناســبتها‬ ‫للطلبــة الذيــن صممــت ووضعــت مــن أجلهــم‪،‬‬ ‫ومــدى قدرهتــا عــى حتقيــق األهــداف التــي وضعــت‬ ‫مــن أجلهــا؛ وذلــك للعمــل عــى حتســن هــذه الكتــب‬ ‫وتطويــر حمتواهــا ألهنــا تعــد مــن أهــم أدوات التعلــم‬ ‫والتعليــم عــى مــر العصــور‪.‬‬ ‫إن مــن أهــم اجلوانــب التــي جيــب أن تؤخــذ بعــن‬ ‫االعتبــار عنــد تقويــم املنهــاج والكتــاب املــدريس هــي‬ ‫(صيــام‪1990 ،‬م)‪:‬‬ ‫ ‪1.‬حتصيــل الطلبــة‪ ،‬الــذي يعــد املصــدر الرئيــس الذي‬ ‫يمكــن مــن خاللــه احلكــم عــى صالحيــة املنهــاج‪،‬‬ ‫وذلــك مــن خــال التأكــد مــن مــدى حتقيــق الطلبــة‬ ‫ألهــداف املنهاج‪.‬‬ ‫ ‪2.‬آراء الذيــن يتعاملــون مــع الكتــاب املــدريس مثــل‪:‬‬ ‫املعلمــن‪ ،‬والطــاب‪ ،‬وأوليــاء أمورهــم واملرشفــن‬ ‫الرتبويــن‪.‬‬ ‫وقــد اقــرح رحيــان وآخــرون (‪ )2006‬قائمــة‬ ‫لتقويــم كتــب الرياضيــات حتــت العناويــن التاليــة‪:‬‬ ‫مقدمــة الكتــاب‪ ،‬أهــداف الكتــاب‪ ،‬حمتــوى الكتــاب‪،‬‬

‫‪183‬‬


‫ّ‬ ‫املطورللصف الخامس االبتدائي من وجهة نظرمعلمي الرياضيات في حائل‬ ‫تقويم كتاب الرياضيات‬

‫األنشــطة والوســائل‪ ،‬وســائل التقويــم‪ ،‬اإلخــراج‬ ‫الفنــي والشــكل العــام‪.‬‬ ‫أمــا الــرع (‪ )2010‬فقــد اســتخدم املعايــر‬ ‫التاليــة‪ :‬نتاجــات التعلــم‪ ،‬حمتــوى الكتــاب‪ ،‬الوســائل‬ ‫واألنشــطة التعليميــة‪ ،‬أســاليب وأنشــطة التقويــم‪،‬‬ ‫اإلخــراج والشــكل العــام‪.‬‬ ‫أمــا الدراســة احلاليــة فقــد توصلــت إىل عــدد مــن‬ ‫املحــاور يف تقويــم كتــاب الرياضيــات املطـ ّـور للصــف‬ ‫اخلامــس االبتدائــي‪ ،‬هــي‪ :‬األهــداف‪ ،‬املحتــوى‪،‬‬ ‫األنشــطة والوســائل التعليميــة‪ ،‬أســاليب التقويــم‪،‬‬ ‫اإلخــراج الفنــي والشــكل العــام‪.‬‬ ‫وقــد أجريــت الدراســات واألبحــاث التــي‬ ‫تدعــم أمهيــة دور التقويــم يف بنــاء كتــب الرياضيــات‬ ‫وتطويرهــا مــن وجهــة نظــر املعلمــن‪ ،‬واملرشفــن‬ ‫الرتبويــن‪ ،‬والطلبــة‪ .‬ومنهــا دراســة املركــز العــريب‬ ‫للبحــوث الرتبويــة لــدول اخلليــج العــريب (‪2000‬م)‬ ‫التــي أكــدت أمهيــة إعــادة النظــر يف حمتــوى املناهــج‬ ‫لتجنــب مــا يوجــد هبــا مــن تكــرار لبعــض املفــردات‪،‬‬ ‫وتطويــر أهــداف املنهــج‪ ،‬وبخاصــة املجــال الوجــداين‪،‬‬ ‫ورضورة تدعيــم الكتــاب بقــدر مناســب مــن األنشــطة‬ ‫املصاحبــة املرتبطــة بحيــاة املعلــم‪.‬‬ ‫كــا أكــدت دراســة بايونــس (‪1433‬هـــ) أمهيــة‬ ‫إثــراء برامــج إعــداد املعلمــن بالــدورات التدريبيــة‬ ‫التخصصيــة وورش العمــل الالزمــة لزيــادة خــرة‬ ‫املعلمــن وتنميــة مهاراهتــم ورفــع كفاءهتــم حــول‬ ‫اإلســراتيجيات التدريســية املســتخدمة يف الكتــاب‬ ‫املــدريس‪ ،‬وتعديــل األخطــاء العلميــة فيــه‪.‬‬ ‫كــا دعــت دراســة الثبيتــي (‪1435‬هـــ) إىل حتســن‬ ‫املواصفــات الفنيــة للكتــاب املــدريس‪ ،‬مــن حيــث‬ ‫الغــاف ونوعيــة الــورق املســتخدم‪ ،‬ومراجعــة كتــب‬ ‫الرياضيــات لتــايف مــا هبــا مــن أخطــاء مطبعيــة‬ ‫أو علميــة‪ ،‬وكذلــك أكــدت رضورة تطويــر كتــب‬ ‫الرياضيــات باملرحلــة الثانويــة لتتيــح للطالــب واملعلــم‬ ‫تطبيــق مبــدأ التعلــم املتمركــز حــول الطالــب‪.‬‬ ‫املطــور للصــف‬ ‫وحيــث إن كتــاب الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫اخلامــس االبتدائــي يطبــق للمــرة األوىل يف اململكــة‬ ‫العربيــة الســعودية اعتبــار ًا مــن العــام الــدرايس‬ ‫‪2009/2008‬م‪ ،‬فــا بــد مــن القيــام بتقويمــه للتأكــد‬ ‫مــن التزامــه بمواصفــات الكتــاب اجليــد؛ نظــر ًا ألمهيــة‬ ‫التقويــم‪ ،‬مــع تأكــدي رضورة إرشاك مــن هلــم عالقــة‬ ‫بعمليــة التعلــم والتعليــم يف بنــاء املنهــاج‪ ،‬وهلــذا‬ ‫رأى الباحــث أن يكــون للمعلمــن دور يف تقويــم‬

‫‪184‬‬

‫عثمان ناصرمحمود منصور‬

‫الكتــاب؛ فاملعلمــون هــم املنفــذون للمنهــاج والكتــاب‬ ‫املــدريس‪ ،‬ومــن أجــل ذلــك قــام الباحــث بتوجيــه ٍ‬ ‫عدد‬ ‫املطــور تتنــاول حمــاوره‬ ‫مــن األســئلة حــول الكتــاب‬ ‫ّ‬ ‫املختلفــة وهــي‪ :‬األهــداف‪ ،‬املحتــوى‪ ،‬األنشــطة‬ ‫والوســائل التعليميــة‪ ،‬أســاليب التقويــم‪ ،‬اإلخــراج‬ ‫الفنــي‪ ،‬والشــكل العــام‪ ،‬للكشــف عــن مــدى مالءمــة‬ ‫الكتــاب لعمليــة التعلــم والتعليــم مــن وجهــة نظــر‬ ‫املعلمــن‪ ،‬ومعرفــة أثــر بعــض املتغــرات يف ذلــك‪،‬‬ ‫وهــذا مــا تســعى الدراســة احلاليــة إىل حتقيقــه‪.‬‬ ‫مشكلة الدراسة وأسئلتها‬ ‫تأليــف املناهــج والكتــب املدرســية ليــس عمــ ً‬ ‫ا‬ ‫هنائ ًّيــا؛ فهــو مرتبــط بالبحــث املســتمر ومــا يســفر عنــه‬ ‫مــن نتائــج تثــري املجــال وتعــدل املســار؛ فالكتــاب‬ ‫املــدريس يبقــى بحاجــة إىل تطويــر وحتســن مــن‬ ‫خــال اســتمرار عمليــة التقويــم‪ ،‬نظــر ًا لوجــود بعــض‬ ‫األخطــاء العلميــة‪ ،‬واللغويــة‪ ،‬وأخطــاء الطباعــة‪،‬‬ ‫وكذلــك مواكبــة التطــورات واملســتجدات العلميــة‬ ‫والرتبويــة‪.‬‬ ‫ولقــد أوصــت العديــد مــن املؤمتــرات والنــدوات‬ ‫الرتبويــة يف بعــض اهليئــات التعليميــة مثــل‪ :‬وزارة‬ ‫الرتبيــة يف اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬وجامعــة امللــك‬ ‫ســعود‪ ،‬واجلامعــات املرصيــة واألردنيــة‪ ،‬بــرورة‬ ‫إعــادة بنــاء املناهــج والكتــب املدرســية‪ ،‬واالهتــام‬ ‫بصــورة أكــر بحاجــات املتعلمــن‪ ،‬وقدراهتــم يف‬ ‫املناهــج اجلديــدة؛ وذلــك ملواكبــة التطــور املعــريف‪،‬‬ ‫والتكنولوجــي‪ ،‬واللحــاق بركــب التســارع يف‬ ‫التعليــم‪ .‬ويف ضــوء ذلــك تشــكلت جلــان متخصصــة‬ ‫مــن الرتبويــن‪ ،‬واملختصــن بتأليــف الكتــب املطـ ّـورة‬ ‫يف مجيــع املراحــل التعليميــة‪( .‬وزارة الرتبيــة يف اململكــة‬ ‫العربيــة الســعودية‪2006 ،‬م؛ العليــات والســويلمني‪،‬‬ ‫‪2009‬م؛ الشــايع وعبــد احلميــد‪2011 ،‬م)‪.‬‬ ‫ونتيجــة للصعوبــات املســتمرة التــي تواجــه‬ ‫املعلمــن يف امليــدان الرتبــوي مــن حيــث تطبيــق كتــب‬ ‫الرياضيــات املطـ ّـورة‪ ،‬وتبايــن وجهــات نظرهــم حــول‬ ‫طبيعــة وحمتــوى هــذه الكتــب‪ ،‬وكذلــك مالحظــات‬ ‫الطلبــة عــن مســتوى صعوبــة املــادة املعروضــة؛ فــإن‬ ‫املطــورة يمكــن أن تشــخص‬ ‫عمليــة تقويــم الكتــب‬ ‫ّ‬ ‫جوانــب القــوة لتعزيزهــا‪ ،‬وحتــدد جوانــب الضعــف‬ ‫لوضــع مقرتحــات حللهــا‪ ،‬ومعاجلتهــا مــن قبــل‬ ‫املعلمــن واملرشفــن والرتبويــن يف ضــوء الــروط‬ ‫واملعايــر الواجــب توافرهــا يف الكتــاب املــدريس اجليد‪.‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫ولــذا جــاءت هــذه الدراســة حماولــة اإلجابــة عــن‬ ‫املطورة‪-‬ومنهــا كتــاب‬ ‫التســاؤل‪ :‬هــل حتقــق الكتــب ّ‬ ‫الصــف اخلامــس االبتدائي‪-‬مواصفــات الكتــاب‬ ‫اجليــد؟ ولإلجابــة عــن هــذا الســؤال كان ال بــد مــن‬ ‫املطــور للصــف اخلامــس‬ ‫تقويــم كتــاب الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫االبتدائــي مــن خــال اســتطالع آراء املعلمــن حــول‬ ‫هــذا الكتــاب‪ ،‬ملعرفــة جوانــب القــوة وتعزيزهــا‪،‬‬ ‫والكشــف عــن جوانــب القصــور ملعاجلتهــا وتالفيهــا‪،‬‬ ‫لتحســن الكتــاب وإخراجــه بالصــورة األفضــل‪.‬‬ ‫وحتديــد ًا حاولــت هــذه الدراســة اإلجابــة عــن‬ ‫األســئلة اآلتيــة‪:‬‬ ‫ ‪1.‬مــا تقديــرات املعلمــن التقويميــة لكتــاب‬ ‫املطــور للصــف اخلامــس االبتدائــي‬ ‫الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫يف املحــاور (األهــداف‪ ،‬املحتــوى‪ ،‬األنشــطة‪،‬‬ ‫الوســائل التعليميــة‪ ،‬أســاليب التقويــم‪ ،‬اإلخــراج‬ ‫الفنــي والشــكل العــام)‪ ،‬واملحــور الــكيل؟‬ ‫ ‪2.‬هــل ختتلــف تقديــرات املعلمــن التقويميــة لكتــاب‬ ‫املطــور للصــف اخلامــس االبتدائــي‬ ‫الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫باختــاف ســنوات اخلــرة؟‬ ‫ ‪3.‬هــل ختتلــف تقديــرات املعلمــن التقويميــة لكتــاب‬ ‫املطــور للصــف اخلامــس االبتدائــي‬ ‫الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫باختــاف املؤهــل العلمــي؟‬ ‫ ‪4.‬هــل ختتلــف تقديــرات املعلمــن التقويميــة لكتــاب‬ ‫املطــور للصــف اخلامــس االبتدائــي‬ ‫الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫باختــاف عــدد الــدورات التدريبيــة حــول كتــب‬ ‫املطــورة؟‬ ‫الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫أهداف الدراسة‬ ‫هتدف الدراسة احلالية إىل‪:‬‬ ‫ ‪1.‬تعــرف مواطــن القــوة وتعزيزهــا‪ ،‬وجوانــب‬ ‫الضعــف ملعاجلتهــا‪ ،‬واالرتقــاء بمســتوى الكتــاب‬ ‫املطـ ّـور والنهــوض بــه ليواكــب متطلبــات العــر‬ ‫احلديــث‪.‬‬ ‫ ‪2.‬معرفــة أثــر املتغــرات (ســنوات اخلــرة‪ ،‬املؤهــل‬ ‫العلمــي‪ ،‬عــدد الــدورات التدريبيــة حــول الكتــب‬ ‫املطـ ّـورة) يف تقديــرات املعلمــن التقويميــة لكتــاب‬ ‫الرياضيــات املطـ ّـور للصــف اخلامــس االبتدائــي‪.‬‬ ‫أمهية الدراسة‬ ‫تكمن أمهية الدراسة احلالية يف كوهنا‪:‬‬ ‫ ‪1.‬قــد تســهم يف تقديــم صــورة حقيقيــة‪ ،‬وصادقــة‬ ‫املطــور كــا يراهــا‬ ‫لواقــع كتــاب الرياضيــات‬ ‫ّ‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املعلمــون يف امليــدان الرتبــوي‪.‬‬ ‫املطــور‬ ‫ ‪2.‬تعــد اســتبانة تقويــم كتــاب الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫للصــف اخلامــس االبتدائــي مرجعـ ًا يمكــن اإلفــادة‬ ‫منــه يف بنــاء اســتبانات خاصــة بالصفــوف األخرى‪،‬‬ ‫وكذلــك املــواد املختلفــة‪ ،‬بعــد إجــراء بعــض‬ ‫التعديــات واإلضافــات اخلاصــة باملــادة املــراد‬ ‫تقويــم كتاهبــا‪.‬‬ ‫ ‪3.‬قــد تســهم الدراســة يف توجيــه املســؤولني عــن‬ ‫ختطيــط املناهــج ألمهيــة الكتــاب املــدريس ودوره‬ ‫يف العمليــة التعليميــة‪ ،‬والتعلــم الــذايت‪ ،‬وتفريــد‬ ‫التعلــم‪ ،‬بحيــث يكــون الكتــاب املــدريس بعــد ًا‬ ‫أساس ـ ًّيا يف مواجهــة الفــروق الفرديــة بــن الطلبــة‬ ‫وتشــجعيهم عــى التعلــم الــذايت‪.‬‬ ‫ ‪4.‬قــد تســاعد خمططــي مناهــج الرياضيــات يف‬ ‫الوقــوف عــى أهــم الــروط الواجــب توافرهــا يف‬ ‫املطــورة‪ ،‬وذلــك عنــد صياغــة‬ ‫كتــب الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫أهــداف املنهــج واختيــار موضوعاتــه وصياغــة‬ ‫أســئلة النشــاط التقويمــي يف الكتــاب املــدريس‪.‬‬ ‫ ‪5.‬تعــد اســتجابة موضوعيــة ملــا ينــادي بــه الرتبويــون‬ ‫مــن رضورة إجــراء دراســات تقويميــة للكتــب‬ ‫املطــورة يف ضــوء الــروط الواجــب‬ ‫املدرســية‬ ‫ّ‬ ‫توافرهــا يف هــذه الكتــب؛ للكشــف عــن نواحــي‬ ‫القــوة وجوانــب القصــور فيهــا؛ والعمــل عــى‬ ‫حتســينها ملــا هلــذه الكتــب مــن أمهيــة بالغــة يف‬ ‫العمليــة التعليميــة‪.‬‬ ‫حدود الدراسة‬ ‫هنــاك جمموعــة مــن احلــدود التــي قــد حتــد مــن‬ ‫تعميــم نتائــج هــذه الدراســة وهــي‪:‬‬ ‫ ‪1.‬تقتــر عينــة الدراســة عــى معلمــي الرياضيــات‬ ‫باملرحلــة االبتدائيــة يف مدينــة حائــل‪.‬‬ ‫ ‪2.‬يقتــر التقويــم عــى وجهــة نظــر معلمــي‬ ‫املطــور‬ ‫الرياضيــات نحــو كتــاب الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫للصــف اخلامــس االبتدائــي‪.‬‬ ‫ ‪3.‬تقتــر الدراســة عــى كتــاب الرياضيــات املطـ ّـور‬ ‫للصــف اخلامــس االبتدائــي‪ ،‬واملقــرر عــى طلبــة‬ ‫املرحلــةاالبتدائيــةللعــامالــدرايس‪2014/2013‬م‪.‬‬ ‫مصطلحات الدراسة‬ ‫املطــور للصــف اخلامــس‪:‬‬ ‫كتــاب الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫املطــور للصــف اخلامــس‬ ‫هــو كتــاب الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫االبتدائــي‪ ،‬والــذي بــدأ تدريســه يف مــدارس اململكــة‬

‫‪185‬‬


‫ّ‬ ‫املطورللصف الخامس االبتدائي من وجهة نظرمعلمي الرياضيات في حائل‬ ‫تقويم كتاب الرياضيات‬

‫العربيــة الســعودية اعتبــار مــن العــام الــدرايس‬ ‫‪2009 /2008‬م‪.‬‬ ‫تقويــم كتــاب الرياضيــات‪ :‬ويقصــد بــه الكشــف‬ ‫عــن مــدى مراعاة كتــاب الرياضيــات املطـ ّـور ملجموعة‬ ‫مــن املعايــر‪ ،‬واملواصفــات اجليــدة‪ ،‬مــن خــال حتديــد‬ ‫جوانــب القــوة‪ ،‬ونقــاط الضعــف يف ذلــك الكتــاب‪.‬‬ ‫تقديــرات املعلمــن التقويميــة‪ :‬ويقصــد هبــا‬ ‫متوســط تقديــرات املعلمــن املشــاركني يف عمليــة‬ ‫تقويــم كتــاب الرياضيــات املطـ ّـور‪ ،‬ويمثلهــا املتوســط‬ ‫العــام الســتجابات عينــة الدراســة عــى املقيــاس املعــد‬ ‫ألغــراض هــذه الدراســة‪.‬‬ ‫الدراسات السابقة‬ ‫يســتعرض الباحــث فيــا يــي عــدد ًا مــن الدراســات‬ ‫الســابقة ذات العالقــة بموضــوع الدراســة‪:‬‬ ‫أجــرى )‪ Li (2000‬دراســة هدفــت إىل حتليــل‬ ‫املحتــوى املتعلــق بحــل املســألة لــدروس عمليــات‬ ‫اجلمــع والطــرح يف كتــب الرياضيــات يف الواليــات‬ ‫املتحــدة األمريكيــة والصــن‪ .‬تكونــت عينــة الدراســة‬ ‫مــن أربعــة كتــب مــن كتــب الرياضيــات‪ ،‬واملعــدة‬ ‫للصــف التاســع األســايس يف الصــن‪ ،‬والتــي اختــرت‬ ‫بشــكل عشــوائي‪ ،‬ومخســة مــن كتــب الرياضيــات يف‬ ‫الواليــات املتحــدة األمريكيــة‪ ،‬كــا هدفــت الدراســة‬ ‫إىل املقارنــة بــن مســائل تلــك الكتــب‪ .‬وقــد اســتخدم‬ ‫الباحــث أســلوب التحليــل النوعــي للمحتــوى‪ ،‬وذلك‬ ‫عــن طريــق وصــف الوضــع القائــم يف تلــك الكتــب‬ ‫فيــا يتعلــق بحــل املســألة مــن حيــث طبيعــة املســألة‪،‬‬ ‫وحمتواهــا ومتطلبــات األداء‪ .‬وتوصلــت النتائــج إىل أن‬ ‫نســبة الفــرق صغــرة جــدًّ ا يف أبعــاد املســألة‪ ،‬مــن حيــث‬ ‫طبيعــة حمتــوى املســألة الرياضيــة مقارنــة بالفــرق بــن‬ ‫متطلبــات األداء يف تلــك املســائل – ســواء يف الكتــب‬ ‫الصينيــة أو يف الكتــب األمريكيــة‪ -‬باإلضافــة إىل أن‬ ‫الكتــب األمريكيــة كانــت حتتــوي عــى تنــوع أكــر يف‬ ‫متطلبــات األداء مــن الكتــب الصينيــة‪.‬‬ ‫ويف دراســة الــراري (‪2001‬م) والتــي هدفــت إىل‬ ‫تقويــم كتــاب الرياضيــات للصــف األول متوســط مــن‬ ‫وجهــة نظــر املعلمــن يف اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬ ‫تكونــت عينــة الدراســة مــن مجيــع أفــراد املجتمــع‪،‬‬ ‫وهــم (‪ )74‬معلـ ًا ومعلمــة وقــد اســتجاب (‪ )66‬منهــم‬ ‫بتعبئــة االســتبانة‪ .‬وأظهــرت نتائــج الدراســة أن قيمــة‬ ‫التقديــر التقويمــي للكتــاب بصورتــه اإلمجاليــة كان‬ ‫إجياب ًّيــا‪ ،‬حيــث إن (‪ )% 59‬مــن فقــرات االســتبانة‬

‫‪186‬‬

‫عثمان ناصرمحمود منصور‬

‫قومت باملســتوى‬ ‫كانــت يف املســتوى املرتفــع و(‪ّ )% 38‬‬ ‫قومــت باملســتوى املتــدين‪ .‬أمــا‬ ‫املتوســط‪ ،‬و(‪ّ )% 3‬‬ ‫جمــاالت الكتــاب فجــاءت تقديــرات التقويــم هلــا‬ ‫يف املســتوى املرتفــع باســتثناء جمــال املحتــوى الــذي‬ ‫جــاء تقديــره متوســط ًا‪ .‬كــا بينــت الدراســة أن غالبيــة‬ ‫املعلمــن يفضلــون وجــود دليــل للمعلــم مصاحــب‬ ‫للكتــاب املقــرر‪ ،‬ووجــود قائمــة باملراجــع واملصــادر‪،‬‬ ‫بنســب (‪ )% 65.2‬و(‪ )% 78.8‬عــى الرتتيــب‪ .‬وأن‬ ‫الغالبيــة العظمــى مــن املعلمــن ال تــرى رضورة‬ ‫إلضافــة وســائل تعليميــة مســاعدة‪ ،‬أو حــذف‪ ،‬أو‬ ‫إضافــة مواضيــع مــن الكتــاب‪ ،‬بنســب (‪،)% 72.1‬‬ ‫(‪ )% 83.3( ،)% 95.5‬عــى الرتتيــب‪ .‬كــا أظهــرت‬ ‫النتائــج أن مســتوى التقديــر التقويمــي للمعلمــن‬ ‫ذوي اخلــرة األعــى (أكثــر مــن ‪ 10‬ســنوات) كان أعــى‬ ‫عــن تقديــرات املعلمــن ذوي اخلــرات األقــل (أقــل‬ ‫مــن مخــس ســنوات)‪.‬‬ ‫وهدفــت الدراســة التــي قــام هبــا جيــت (‪2004‬م)‬ ‫إىل تقويــم كتــاب الصــف األول الثانــوي األديب يف‬ ‫األردن‪ ،‬وتكونــت عينــة الدراســة مــن (‪ 79‬معلــ ًا‬ ‫ومعلمــة‪ ،‬و‪ 424‬طالبـ ًا وطالبة)‪ .‬واســتخدمت اســتبانة‬ ‫مكونــة مــن (‪ )48‬فقــرة للمعلمــن واســتبانة أخــرى‬ ‫مــن (‪ )37‬فقــرة للطلبــة‪ .‬وذلــك لتحقيــق أهــداف‬ ‫الدراســة‪ .‬وقــد بلــغ متوســط تقديــرات املعلمــن‬ ‫التقويميــة (‪ )3.47‬نقطــة مــن أصــل ‪ 5‬نقــاط‪ ،‬بينــا بلــغ‬ ‫متوســط تقديــرات الطلبــة التقويميــة (‪ )3.37‬نقطــة‪.‬‬ ‫وقــد بينــت النتائــج عــدم وجــود فــرق دال إحصائ ًّيــا‬ ‫بــن متوســط تقديــرات املعلمــن تبعــا للجنــس‪ ،‬أو‬ ‫املؤهــل العلمــي‪ ،‬أو اخلــرة‪ ،‬كــا بينــت النتائــج عــدم‬ ‫وجــود فــرق دال إحصائ ًّيــا يف تقديــرات الطلبــة تبع ـ ًا‬ ‫ملتغــر اجلنــس إال يف جمــال األســئلة التقويميــة‪.‬‬ ‫ويف دراســة قــام هبــا )‪ Mai (2004‬هدفــت إىل‬ ‫تقويــم ثالثــة كتــب مــن كتــب الرياضيــات يف املرحلــة‬ ‫اإلعداديــة يف الصــن‪ ،‬وتكونــت عينــة الدراســة مــن‬ ‫(‪ )300‬معلــم ومعلمــة‪ ،‬حيــث تــم بنــاء قائمــة معايــر‬ ‫لتقويــم كتــب الرياضيــات‪ .‬وقــد أظهــرت نتائــج‬ ‫الدراســة أن العينــات الثــاث للكتب حتقــق (‪)% 100‬‬ ‫مــن األهــداف التعليميــة‪ ،‬كــا بينــت النتائــج أن هنــاك‬ ‫اختالف ـ ًا يف متوســطات الرضــا عــن الكتــب الثالثــة‪،‬‬ ‫وأن املعلمــن أعطــوا درجــة عاليــة لتصميــم الكتــاب‪،‬‬ ‫بينــا أعطــوا درجــة منخفضــة لصفــات الكتــاب‪ ،‬كــا‬ ‫توصلــت الدراســة إىل أن هنــاك ارتباط ـ ًا بــن كل مــن‬ ‫املنهــاج القديــم واحلديــث‪.‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫وهدفــت دراســة رحيــان وآخــرون (‪2006‬م)‬ ‫إىل تقويــم كتــاب الرياضيــات للصــف العــارش‬ ‫األســايس يف األردن مــن وجهــة نظــر معلمــي ومــريف‬ ‫الرياضيــات‪ ،‬وقــد بلغــت عينــة الدراســة (‪)100‬‬ ‫معلــم ومــرف يف مــادة الرياضيــات‪ .‬واســتخدام‬ ‫الباحثــون اســتبانة مكونــة مــن (‪ )62‬فقــرة لتحقيــق‬ ‫أهــداف الدراســة‪ .‬وتوصلــت الدراســة إىل أن‬ ‫تقديــرات املعلمــن واملرشفــن كانــت قويــة ومرتفعــة‬ ‫يف مجيــع املجــاالت وبمتوســط حســايب مقــداره‬ ‫(‪ ،)3.85‬باســتثناء جمــال األنشــطة والوســائل فكانــت‬ ‫التقديــرات متوســطة‪.‬‬ ‫وهدفــت الدراســة التــي أجراهــا ســامة‬ ‫(‪2006‬م) إىل تقويــم كتــب الرياضيــات للصــف‬ ‫اخلامــس االبتدائــي يف ضــوء ثقافــة وفلســفة املعايــر‬ ‫يف مجهوريــة مــر العربيــة‪ ،‬كــا هدفــت إىل معرفــة‬ ‫املــؤرشات املعياريــة التــي ينبغــي توافرهــا بكتــب‬ ‫الرياضيــات املدرســية‪ ،‬كــا هدفــت أيضــ ًا إىل معرفــة‬ ‫مــدى توافــر هــذه املــؤرشات يف كتــب الرياضيــات‬ ‫للصــف اخلامــس االبتدائــي‪ ،‬وكانــت عينــة الدراســة‬ ‫هــي كتــب الرياضيــات املدرســية للصــف اخلامــس‬ ‫االبتدائــي بــا فيهــا كراســات التدريــب واألنشــطة‪.‬‬ ‫وقــد اســتخدم الباحــث املنهــج الوصفــي التحليــي‬ ‫هبــدف التوصــل إىل قائمــة مــؤرشات معياريــة لتقييــم‬ ‫كتــب الرياضيــات املدرســية‪ ،‬كــا اســتخدم منهــج‬ ‫حتليــل املحتــوى لتحديــد مــدى توافــر املــؤرشات‬ ‫بكتــب الرياضيــات للصــف اخلامــس االبتدائــي‪ .‬وقــد‬ ‫توصلــت الدراســة إىل وجــود مخســة توجهــات فكريــة‬ ‫(معايــر عامــة) تتعلــق بتطــور املناهــج املدرســية‬ ‫وخاصــة الرياضيــات‪ ،‬ومتثلــت تلــك املعايــر يف‪:‬‬ ‫ ‪-‬إتاحــة الفرصــة للطــاب الســتنتاج املعرفــة‬ ‫بأ نفســهم ‪.‬‬ ‫ ‪-‬حتقيــق التكامــل بــن الرياضيــات واملــواد الدراســية‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫ ‪-‬حتقيق التكامل بني الرياضيات واحلياة العملية‪.‬‬ ‫ ‪-‬االهتامم بتنمية اإلبداع‪.‬‬ ‫وهدفــت الدراســة التــي قامــت هبــا نــور (‪2006‬م)‬ ‫إىل تقويــم كتــاب الرياضيات للصف الســادس العلمي‬ ‫وفــق معايــر حمــددة يف اجلمهوريــة العراقيــة لتعــرف‬ ‫نقــاط القــوة وجوانــب الضعــف يف الكتــاب‪ .‬تكونــت‬ ‫عينــة الدراســة مــن (‪ )108‬معلمــن ومعلــات‪ ،‬و(‪)13‬‬ ‫اختصاص ًّيــا تربو ًّيــا ملــادة الرياضيــات‪ .‬وأظهــرت نتائج‬ ‫الدراســة أن مقدمــة الكتــاب مل تكــن تتضمــن أهــداف‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫تدريــس الرياضيــات ومل تنبــه الطالــب لتتبــع املفاهيــم‬ ‫واملبــادئ العامــة‪ ،‬ولكنهــا تضمنــت فكــرة عــن حمتــواه‬ ‫وتنظيمــه‪ ،‬وأن مــادة الكتــاب قــد حققــت بعــض‬ ‫األهــداف املعرفيــة واألهــداف الوجدانيــة‪ ،‬وكذلــك‬ ‫قــد حققــت األهــداف املهاريــة بشــكل جيــد‪ ،‬وأن مادة‬ ‫الكتــاب راعــت الدقــة العلميــة‪ ،‬وهي مناســبة ملســتوى‬ ‫النمــو والنضــج العقــي للطلبــة‪ ،‬وأن الصــور والرســوم‬ ‫التوضيحيــة كانــت كافيــة مــن حيــث العــدد ومناســبة‬ ‫مســتوى الطلبــة‪ ،‬وأســئلة الكتــاب كانــت واضحــة ال‬ ‫غمــوض فيهــا بالنســبة للطلبــة إال أن معظمهــا مــن‬ ‫النــوع املقــايل‪ ،‬وأن إخــراج الكتــاب جيــد مــن حيــث‬ ‫مراعــاة الدقــة يف تصميــم الغــاف‪ ،‬ولكــن الكتــاب مل‬ ‫حيتـ ِـو عــى قائمــة مــن املراجــع واملصــادر املســاندة‪.‬‬ ‫وهدفــت دراســة مهنــا (‪2007‬م) التــي تــم تطبيقهــا‬ ‫عــى عينــة مكونــة مــن (‪ )719‬طالب ـ ًا ومعل ـ ًا ومرشف ـ ًا‬ ‫(‪ 269‬طالبــ ًا وطالبــة‪ ،‬و‪ 429‬معلــ ًا ومعلمــة‪ ،‬و‪21‬‬ ‫مرشفــ ًا تربو ًّيــا) إىل تقويــم منهــاج الرياضيــات‬ ‫املحوســب عــى الشــبكة يف األردن‪ .‬بينــت النتائــج‬ ‫أن التقديــر التقويمــي ملحــور األهــداف جــاء بدرجــة‬ ‫كبــرة‪ ،‬بينــا جــاء التقديــر التقويمــي للمحــاور‪:‬‬ ‫املحتــوى والتقويــم والتصميــم بدرجــة متوســطة‪ .‬كــا‬ ‫بينــت النتائــج وجــود فــرق ذي داللــة إحصائيــة يف‬ ‫الدرجــة التقويميــة تبع ـ ًا للصفــة الوظيفيــة عــى مجيــع‬ ‫املحــاور باســتثناء حمــور التقويــم‪.‬‬ ‫وهدفــت دراســة العليــات والســويلمني (‪2009‬م)‬ ‫إىل تقييــم كتــاب الرياضيــات للصــف الســادس‪،‬‬ ‫ومــدى مراعاتــه للمعايــر العامليــة للكتــب املدرســية‬ ‫يف األردن‪ ،‬كــا هدفــت إىل بنــاء نمــوذج لتطويــره يف‬ ‫ضــوء هــذه املعايــر‪ .‬تكونــت عينــة الدراســة مــن (‪)50‬‬ ‫معل ـ ًا ومعلمــة‪ ،‬ومــن حيــث الكتــب اختــار الباحثــان‬ ‫كتــاب الرياضيــات للصــف الســادس االبتدائــي‪ .‬وقــد‬ ‫أظهــرت نتائــج الدراســة يف ضــوء حتليــل املحتــوى‬ ‫تدنيــ ًا يف مــدى مراعــاة كتــاب الرياضيــات للمعايــر‬ ‫العامليــة للكتــب املدرســية‪ ،‬وخاصــة يف جمــايل املقدمــة‬ ‫واألهــداف‪ .‬كــا بينــت نتائــج حتليــل آراء املعلمــن‬ ‫مراعــاة كتــاب الرياضيــات للمعايــر العامليــة للكتــب‬ ‫املدرســية بدرجــة عاليــة‪ ،‬وخاصــة يف جمــايل عــرض‬ ‫املحتــوى والوســائل التعليميــة‪.‬‬ ‫ويف دراســة قــام هبــا حســن (‪2010‬م) هدفــت إىل‬ ‫حتليــل حمتــوى كتــب الرياضيــات للحلقــة الثالثــة مــن‬ ‫مرحلــة التعليــم األســايس وتقويمهــا وفق ـ ًا للمعايــر‬ ‫التــي جيــب توافرهــا يف الكتــاب املــدريس اجليــد‬

‫‪187‬‬


‫ّ‬ ‫املطورللصف الخامس االبتدائي من وجهة نظرمعلمي الرياضيات في حائل‬ ‫تقويم كتاب الرياضيات‬

‫يف الســودان‪ .‬وتكونــت عينــة الدراســة مــن (‪)120‬‬ ‫يدرســون كتــاب الرياضيــات للصــف‬ ‫معل ـ ًا ومعلمــة ِّ‬ ‫يدرســون كتــاب‬ ‫الســابع‪ ،‬و(‪ )120‬معلــ ًا ومعلمــة ِّ‬ ‫الرياضيــات للصــف الثامــن‪ ،‬مــن حمليــات واليــة النيــل‬ ‫األبيــض املختلفــة‪ ،‬ولتحقيــق هــدف الدراســة فقــد‬ ‫أعــد الباحــث اســتبانة مكونــة مــن ســتة حمــاور هــي‪:‬‬ ‫األهــداف‪ ،‬واملحتــوى‪ ،‬وطــرق وأســاليب التدريــس‪،‬‬ ‫والوســائل التعليميــة‪ ،‬والتقويــم واخلصائــص العامــة‬ ‫للكتــاب‪ .‬وقــد توصلــت الدراســة إىل‪ :‬أن أهــداف‬ ‫تدريــس الرياضيــات يف احللقــة الثالثــة مــن مرحلــة‬ ‫التعليــم األســايس واضحــة‪ ،‬ومصوغــة صياغــة حمــددة‬ ‫ومشــتقة مــن فلســفة الرتبيــة والتعليــم يف الســودان‪.‬‬ ‫وأن حمتــوى كتــب الرياضيــات يف احللقــة الثالثــة مــن‬ ‫مرحلــة التعليــم األســايس مناســبة‪ ،‬ويلبــي حاجــات‬ ‫التالميــذ ويرتبــط بخرباهتــم الســابقة‪ .‬كــا بينــت النتائج‬ ‫أن طــرق التدريــس املســتخدمة يف كتــب رياضيــات‬ ‫احللقــة الثالثــة متنوعــة‪ .‬وأن الوســائل التعليميــة يف‬ ‫كتــب رياضيــات احللقــة الثالثــة مــن مرحلــة التعليــم‬ ‫األســايس حتتــوي عــى أشــكال واضحــة وكافيــة‬ ‫ومالئمــة خلــرات التالميــذ‪ .‬وأخــرا تبــن أن التقويــم‬ ‫يف كتــب رياضيــات احللقــة الثالثــة مــن مرحلــة التعليــم‬ ‫األســايس مرتبــط بأهــداف التدريــس‪ ،‬ومناســب‬ ‫للتالميــذ‪ .‬وأن اخلصائــص العامــة لكتــب رياضيــات‬ ‫احللقــة الثالثــة مــن مرحلــة التعليــم األســايس جيــدة‬ ‫التصميــم والطباعــة واإلخــراج‪.‬‬ ‫وهدفــت دراســة الــرع (‪2010‬م) إىل تقويــم‬ ‫كتــاب الرياضيــات للصــف الثامــن األســايس اجلديــد‬ ‫يف األردن مــن وجهــة نظــر املعلمــن واملعلــات‪.‬‬ ‫وطبقــت الدراســة عــى عينــة مكونــة مــن (‪ )78‬معل ـ ًا‬ ‫ومعلمــة‪ .‬وقــد أظهــرت نتائــج الدراســة أن التقديــر‬ ‫التقويمــي العــام للكتــاب بدرجــة متوســطة‪ ،‬وكذلــك‬ ‫جــاء التقديــر التقويمــي ملجــاالت اإلخــراج‪ ،‬والشــكل‬ ‫العــام‪ ،‬والنتاجــات التعلميــة‪ ،‬والوســائل واألســاليب‬ ‫واألنشــطة‪ ،‬واملحتــوى بدرجــة متوســطة‪ .‬يف حــن كان‬ ‫التقديــر التقويمــي ملجال التقويم‪ ،‬ووســائله‪ ،‬وأســاليبه‬ ‫مرتفعـ ًا‪ .‬كــا بينــت النتائــج وجــود فــرق دال إحصائ ًّيــا‬ ‫يف التقديــرات التقويميــة لكتــاب الرياضيــات‪ ،‬تعــزى‬ ‫إىل املؤهــل العلمــي‪ ،‬لصالــح مؤهــي الدبلــوم‬ ‫والبكالوريــوس‪ ،‬يف حــن مل تظهــر النتائــج فرقــ ًا ذا‬ ‫داللــة إحصائيــة يف التقديــرات التقويميــة تعــزى إىل‬ ‫ســنوات اخلــرة‪.‬‬ ‫وســعت دراســة فرج اهلل (‪2011‬م) إىل تقويم كتاب‬

‫‪188‬‬

‫عثمان ناصرمحمود منصور‬

‫الرياضيــات للصــف الثــاين عــر للعلــوم اإلنســانية‬ ‫بمحافظــات غــزة مــن وجهــة نظــر املعلمــن يف ضــوء‬ ‫معايــر اجلــودة‪ ،‬واعتمــدت الدراســة املنهــج الوصفــي‬ ‫التحليــي‪ ،‬كــا اســتخدم الباحــث اســتبانة مكونــة مــن‬ ‫(‪ )48‬فقــرة‪ ،‬موزعــة عــى مخســة معايــر‪ ،‬عــى النحــو‬ ‫التــايل‪( :‬اإلخــراج الفنــي للكتــاب‪ ،‬واألهــداف‪،‬‬ ‫واملحتــوى‪ ،‬والوســائل اإليضاحية واألنشــطة‪ ،‬وتقويم‬ ‫أنشــطة التقويــم الــواردة يف الكتــاب)‪ .‬وتكونــت عينــة‬ ‫الدراســة مــن (‪ )80‬معلــ ًا ومعلمــة‪ .‬وقــد أظهــرت‬ ‫نتائــج الدراســة أن قيمــة التقديــر التقويمــي لكتــاب‬ ‫الرياضيــات بمعايــره املختلفــة كانــت كبــرة حيــث‬ ‫حصــل عــى (‪ )% 70.89‬كــا مل تظهــر الدراســة أي‬ ‫فــرق ذي داللــة إحصائيــة يف اســتجابات أفــراد العينــة‬ ‫وفقــ ًا للبحــث‪ ،‬كــا أظهــرت النتائــج أن هنــاك فرقــ ًا‬ ‫داالً إحصائ ًّيــا يف اســتجابات أفــراد العينــة وفق ـ ًا ملتغــر‬ ‫ســنوات اخلــرة‪ ،‬لصالــح ذوي ســنوات اخلدمــة (عــر‬ ‫ســنوات فأكثــر)‪.‬‬ ‫وهدفــت دراســة القضــاة (‪2012‬م) إىل تقويــم‬ ‫فاعليــة كتــاب الرياضيــات املقــرر للصــف الثــاين‬ ‫الثانــوي العلمــي يف األردن‪ ،‬وذلــك مــن خــال معرفــة‬ ‫درجــة حتقيــق الكتــاب ألهــداف املنهــاج‪ .‬وتكونــت‬ ‫عينــة الدراســة مــن (‪ )809‬طــاب وطالبــات (‪)35‬‬ ‫معلـ ًا ومعلمــة اختــروا بالطريقــة العشــوائية الطبقيــة‪.‬‬ ‫وقــد أظهــرت النتائــج املتعلقــة باملعلمــن مالءمــة‬ ‫الكتــاب يف معظــم جمــاالت تقويمــه (أهــداف الكتــاب‪،‬‬ ‫ولغتــه‪ ،‬واملحتــوى الريــايض‪ ،‬أســلوبه‪ ،‬وأنشــطته‪،‬‬ ‫ورســوماته‪ ،‬وأشــكاله‪ ،‬وتقويمــه) باســتثناء مقدمــة‬ ‫الكتــاب والغــاف‪ .‬كــا أظهــرت النتائــج املتعلقــة‬ ‫بالطلبــة مالءمــة الكتــاب يف معظــم جمــاالت تقويمــه‬ ‫(مقدمــة الكتــاب‪ ،‬ولغتــه‪ ،‬وأســلوبه‪ ،‬ورســوماته‪،‬‬ ‫وأشــكاله‪ ،‬وتقويمــه)‪ ،‬باســتثناء األنشــطة الــواردة‬ ‫يف الكتــاب‪ .‬وأشــارت النتائــج إىل تفضيــل املعلمــن‬ ‫للكتــاب عــى الطبعــة القديمــة؛ حيــث يــرى املعلمــون‬ ‫أن الكتــاب صالــح للتدريــس إذا مــا أجريــت عليــه‬ ‫بعــض التعديــات البســيطة‪.‬‬ ‫وهدفــت الدراســة التــي قامــت هبــا حســن‬ ‫(‪2014‬م) إىل تقويــم كتــاب الرياضيــات للصــف األول‬ ‫الثانــوي يف اململكــة العربيــة الســعودية مــن وجهــة نظــر‬ ‫املعلمــن واملعلــات الذيــن قامــوا بتدريــس الكتــاب‪،‬‬ ‫وتكونــت عينــة الدراســة مــن (‪ )22‬معلــ ًا و(‪)29‬‬ ‫معلمــة‪ .‬وقــد اســتخدمت الباحثــة اســتبانة مكونــة مــن‬ ‫املجــاالت التاليــة‪( :‬املظهــر العــام للكتــاب‪ ،‬مقدمــة‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫الكتــاب‪ ،‬حمتــوى الكتــاب‪ ،‬الوســائل واألنشــطة‪،‬‬ ‫تنميــة اجتاهــات الطلبــة نحــو العلــم والعلــاء‪ ،‬وســائل‬ ‫التقويــم‪ ،‬مالءمــة عــدد احلصــص للمحتــوى‪ ،‬وتوفــر‬ ‫املــواد الالزمــة لتنفيــذ األنشــطة‪ ،‬مناســبة لغــة الكتاب)‪.‬‬ ‫وقــد أظهــرت النتائــج أن الدرجــة الكليــة لتقويــم‬ ‫املعلمــن لكتــاب الرياضيــات كانــت مرتفعــة؛ حيــث‬ ‫كانــت النســبة املئويــة (‪ .)% 72.08‬كذلــك أظهــرت‬ ‫النتائــج أن مســتوى تقديــر املعلمــن ملجــاالت الكتــاب‬ ‫املختلفــة كانــت‪ :‬املظهــر العــام للكتــاب (‪75.15‬‬ ‫‪ ،)%‬مقدمــة الكتــاب (‪ ،)% 70.19‬حمتــوى الكتــاب‬ ‫(‪ ،)% 74‬الوســائل واألنشــطة (‪ ،)% 68.24‬تنميــة‬ ‫اجتاهــات الطلبــة نحــو العلــم والعلــاء (‪،)% 72.25‬‬ ‫وســائل التقويــم (‪ ،)% 72.85‬مالءمــة عــدد احلصــص‬ ‫للمحتــوى (‪ ،)% 64.61‬توافــر املــواد الالزمــة لتنفيــذ‬ ‫األنشــطة (‪ ،)% 60‬مناســبة لغــة الكتــاب (‪73.05‬‬ ‫‪ .)%‬كــا بينــت النتائــج عــدم وجــود فــرق ذي داللــة‬ ‫إحصائيــة تبع ـ ًا ملتغــرات اجلنــس‪ ،‬واملؤهــل العلمــي‪،‬‬ ‫وســنوات اخلــرة عــى مســتوى تقديــرات املعلمــن‬ ‫واملعلــات لكتــاب الرياضيــات الــذي قامــوا بتدريســه‪.‬‬ ‫تعقيب عىل الدراسات السابقة‬ ‫جــاءت الدراســة احلاليــة مكملــة ملــا بدأتــه‬ ‫الدراســات الســابقة يف هدفهــا العــام‪ :‬تقويــم كتــاب‬ ‫املطــور‪ ،‬وذلــك بالكشــف عــن مــدى‬ ‫الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫توافــر املعايــر اجليــدة يف كتــاب الصــف اخلامــس‪ ،‬وقــد‬ ‫تناولــت متغــرات عــدّ ة يف ذلــك التقويــم‪.‬‬ ‫فقــد تناولــت هــذه الدراســة املنهــج الوصفــي‬ ‫املســحي يف حتليــل نتائجهــا واتفقــت يف ذلــك مــع‬ ‫دراســات الــراري (‪2001‬م)‪ ،‬وجيــت (‪2004‬م)‪،‬‬ ‫ورحيــان وآخــرون (‪2006‬م)‪ ،‬ونــور (‪2006‬م)‪ ،‬ومهنــا‬ ‫(‪2007‬م)‪ ،‬وحســن (‪2010‬م)‪ ،‬والــرع (‪2010‬م)‪،‬‬ ‫والقضــاة (‪2012‬م)‪ ،‬وبايونــس (‪1433‬هـــ)‪ ،‬والثبيتــي‬ ‫(‪1435‬هـــ)‪ ،‬وحســن (‪2014‬م)‪ ،‬حيــث اســتخدمت‬ ‫مجيعهــا االســتبانة كأداة رئيســة يف مجــع البيانــات‪.‬‬ ‫واختلفــت هذه الدراســة مــع دراســات )‪Li (2000‬‬ ‫و)‪ mai (2004‬وســامة (‪2006‬م)‪ ،‬والعليــات‬ ‫والســويلمني (‪2009‬م) وفــرج اهلل (‪2011‬م) والتــي‬ ‫اتبعــت املنهــج الوصفــي التحليــي يف مجــع البيانــات‪.‬‬ ‫كــا اتفقــت الدراســة احلاليــة مــع مجيــع الدراســات‬ ‫الســابقة يف تطبيقهــا عــى عينــة املعلمــن واملعلــات‬ ‫باســتثناء دراســة جيــت (‪2004‬م) التــي أخــذت وجهــة‬ ‫نظــر الطــاب والطالبــات بعــن االعتبــار‪ ،‬ودراســة‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫نــور (‪2006‬م) والتــي شــملت عينتهــا االختصــايص‬ ‫الرتبــوي‪ ،‬ودراســة مهنــا (‪2007‬م) والتــي طبقــت عــى‬ ‫املرشفــن والطــاب والطالبــات‪ ،‬ودراســة القضــاة‬ ‫(‪2012‬م) التــي تناولــت الطــاب والطالبــات أيضــ ًا‪.‬‬ ‫واختلفــت الدراســة احلاليــة مــع مجيــع الدراســات‬ ‫الســابقة يف املحتــوى العلمــي ا ُملختــار وهــو كتــاب‬ ‫املطــور للصــف اخلامــس االبتدائــي؛‬ ‫الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫حيــث طبقــت الدراســات الســابقة عــى كتــب‬ ‫الرياضيــات يف مجيــع املراحــل الدراســية‪ ،‬ويف معظــم‬ ‫الصفــوف‪ ،‬ومل تتفــق الدراســة احلاليــة إال مــع دراســة‬ ‫العليــات والســويلمني (‪2009‬م) يف التطبيــق عــى‬ ‫املرحلــة االبتدائيــة‪.‬‬ ‫واتفقــت نتائــج الدراســة احلاليــة مــع دراســات‬ ‫جيــت (‪2004‬م) يف تقديــرات املعلمــن التقويميــة‬ ‫بمســتوى متوســط يف مجيــع املحــاور‪ ،‬ودراســة الــرع‬ ‫(‪2010‬م) يف مجيــع املحــاور باســتثناء حمــور التقويــم‬ ‫الــذي جــاء مســتوى تقديــره مرتفعــ ًا‪ ،‬بينــا اختلفــت‬ ‫نتائــج الدراســة احلاليــة مــع مجيــع الدراســات الســابقة‬ ‫والتــي حققــت مســتوى تقديــر مرتفــع وكبــر يف تقويــم‬ ‫الكتــاب وعــى مجيــع حمــاور الكتــب‪.‬‬ ‫واتفقــت الدراســة احلاليــة مــع دراســات الــراري‬ ‫(‪2001‬م)‪ ،‬وجيــت (‪2004‬م)‪ ،‬والــرع (‪2010‬م)‪،‬‬ ‫وبايونــس (‪1433‬هـــ)‪ ،‬والثبيتــي (‪1435‬هـــ)‪ ،‬وحســن‬ ‫(‪2014‬م)‪ ،‬والتــي أظهــرت مجيعهــا عــدم وجــود فــرق‬ ‫دال إحصائ ًّيــا يف ســنوات اخلــرة‪ ،‬واملؤهــل العلمــي‪،‬‬ ‫والــدورات التدريبيــة باســتثناء الــرع (‪2010‬م)‬ ‫التــي أظهــرت وجــود فــرق يعــود للمؤهــل العلمــي‪.‬‬ ‫واختلفــت الدراســة احلاليــة والتــي مل تظهــر فــروق يف‬ ‫ســنوات اخلــرة مــع دراســات الــراري (‪2001‬م)‪،‬‬ ‫وفــرج اهلل (‪2011‬م) التــي أظهــرت وجــود فــروق يف‬ ‫ســنوات اخلــرة‪.‬‬ ‫جمتمع الدراسة وعينتها‬ ‫تكــون جمتمــع الدراســة مــن مجيــع معلمــي‬ ‫الرياضيــات يف املــدارس احلكوميــة باملرحلــة االبتدائيــة‬ ‫يف مدينــة حائــل‪ ،‬يف الفصــل الــدرايس الثــاين للعــام‬ ‫(‪2014 – 2013‬م) والبالــغ عددهــم (‪ )179‬معلـ ًا‪ ،‬وقد‬ ‫حـ ِ‬ ‫ـر جمتمــع الدراســة مــن خــال إدارة التخطيــط يف‬ ‫ُ‬ ‫إدارة الرتبيــة والتعليــم يف مدينــة حائــل‪.‬‬ ‫أمــا عينــة الدراســة فقــد بلغــت (‪ )63‬معلـ ًا‪ ،‬بنســبة‬ ‫(‪ )% 35‬مــن جمتمــع الدراســة‪ .‬اختــروا بالطريقــة‬ ‫العشــوائية البســيطة مــن معلمي الرياضيــات يف املرحلة‬

‫‪189‬‬


‫ّ‬ ‫املطورللصف الخامس االبتدائي من وجهة نظرمعلمي الرياضيات في حائل‬ ‫تقويم كتاب الرياضيات‬

‫يدرســون كتــاب الرياضيــات املطـ ّـور‬ ‫االبتدائيــة‪ ،‬وممــن ِّ‬ ‫للصــف اخلامــس االبتدائــي‪ .‬واجلــدول رقــم (‪)1‬‬

‫عثمان ناصرمحمود منصور‬

‫يوضــح توزيــع أفــراد عينــة الدراســة وفــق عــدد مــن‬ ‫املتغــرات‪.‬‬

‫اجلدول (‪ :)1‬أفراد عينة الدراسة حسب متغريات‪:‬‬ ‫املطورة)‬ ‫(سنوات اخلربة واملؤهل العلمي والدورات التدريبية حول كتب الرياضيات ّ‬

‫املتغريات‬

‫الفئة‬

‫سنوا ت اخلربة‬

‫‪ 5‬سنوات ‪ -‬أقل من ‪ 10‬سنوات‬

‫أقل من ‪ 5‬سنوات‬ ‫‪ 10‬سنوات فأكثر‬

‫أقل من بكالوريوس‬

‫املؤهل العلمي‬

‫بكالوريوس فأعىل‬ ‫مل أشارك مطلق ًا‬

‫عدد الدورات التدريبية‬ ‫حول كتب الرياضيات‬ ‫املطورة‬ ‫ّ‬

‫دورة تدريبية واحدة‬

‫املجموع‬

‫أكثر من دورة تدريبية‬

‫العدد‬

‫النسبة املئوية‬

‫‪19‬‬

‫‪% 30.2‬‬

‫‪34‬‬

‫‪% 54.0‬‬

‫‪19‬‬

‫‪% 30.2‬‬

‫‪44‬‬

‫‪% 69.8‬‬

‫‪14‬‬

‫‪% 22.2‬‬

‫‪16‬‬

‫‪% 25.4‬‬

‫‪33‬‬

‫‪% 52.4‬‬

‫‪% 15.9‬‬

‫‪10‬‬

‫‪63‬‬

‫جمموع‬ ‫‪% 100‬‬

‫‪% 100‬‬

‫‪% 100‬‬

‫‪% 100‬‬

‫أداة الدراسة‬ ‫يف ضــوء مراجعــة األدب الرتبــوي والدراســات‬ ‫الســابقة ذات الصلــة بموضــوع الدراســة‪ ،‬بنــى الباحث‬ ‫االســتبانة كأداة جلمــع املعلومــات عــن آراء املعلمــن يف‬ ‫مدينــة حائــل حــول كتــاب الرياضيــات املطـ ّـور للصــف‬ ‫اخلامــس االبتدائــي‪ ،‬حيــث وضــع اســتبانة مكونــة مــن‬ ‫مخســة حمــاور هــي‪ :‬األهــداف ‪ -‬املحتــوى ‪ -‬األنشــطة‬ ‫والوســائل التعليميــة ‪ -‬أســاليب التقويــم ‪ -‬اإلخــراج‬ ‫الفنــي والشــكل العــام‪ .‬وقــد خصــص لــكل حمــور‬ ‫جمموعــة مــن الفقــرات‪ ،‬وتدرجــت كل فقــرة مــن‬ ‫فقــرات االســتبانة حســب مقيــاس ليكــرت اخلــايس‬ ‫يف مخســة مســتويات‪ :‬كبــرة جــدا‪ -‬كبــرة – متوســطة‬ ‫ قليلــة ‪ -‬قليلــة جــدا‪ .‬وتكونــت االســتبانة يف صورهتــا‬‫األوليــة مــن (‪ )102‬فقــرة‪.‬‬

‫ ‪3.‬مدى مناسبة االستبانة للتطبيق‬ ‫ ‪4.‬كفاية الفقرات يف كل حمور من حماور االستبانة‪.‬‬ ‫ ‪5.‬مــدى مطابقــة الفقــرات لــكل حمــور مــن املحــاور‬ ‫املحــددة‪.‬‬ ‫وبعــد األخــذ بــآراء املحكمــن واقرتاحاهتــم تــم‬ ‫حــذف (‪ )8‬فقــرات مــن املحــاور املختلفــة لالســتبانة مل‬ ‫ُيمــع عليهــا املحكمــون‪ ،‬كــا نُقلــت بعــض الفقــرات‬ ‫مــن مــكان آلخــر‪ ،‬و ُعدلــت بعــض الفقــرات املركبــة‪،‬‬ ‫فأصبحــت االســتبانة يف صورهتــا النهائيــة مكونــة مــن‬ ‫(‪ )94‬فقــرة تشــمل مخســة حمــاور يشــتمل كل حمــور‬ ‫عــى عــدد مــن الفقــرات كــا يوضــح اجلــدول رقــم‬ ‫(‪ .)2‬وقــد مجعــت (‪ )63‬اســتبانة مــن املعلمــن الذيــن‬ ‫يدرســون كتــاب الرياضيــات املطـ ّـور للصــف اخلامــس‬ ‫االبتدائــي‪.‬‬

‫صدق األداة‬ ‫للتحقــق مــن صــدق حمتــوى أداة الدراســة‬ ‫ُع ِرضــت االســتبانة بصورهتــا األوليــة عــى جمموعــة‬ ‫مــن املحكمــن املختصــن يف قســمي املناهــج وطــرق‬ ‫التدريــس وعلــم النفــس يف جامعــة حائــل وعددهــم‬ ‫ِ‬ ‫ــب منهــم إبــداء آرائهــم يف االســتبانة‬ ‫(‪ ،)5‬حيــث ُطل َ‬ ‫مــن حيــث‪:‬‬ ‫ ‪1.‬سالمة ودقة فقرات االستبانة‪.‬‬ ‫ ‪2.‬سالمة اللغة ووضوح املعاين‪.‬‬

‫اجلدول (‪ :)2‬حماور االستبانة وعدد الفقرات‬ ‫يف كل حمور منها‬

‫‪190‬‬

‫املحور‬

‫األهداف‬ ‫املحتوى‬

‫األنشطة والوسائل التعليمية‬ ‫أساليب التقويم‬

‫اإلخراج الفني والشكل العام‬

‫عدد الفقرات‬ ‫‪16‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫ثبات األداة‬ ‫اختــار الباحــث طريقــة االتســاق الداخــي حلســاب‬ ‫معامــل الثبــات ألداة الدراســة‪ ،‬وذلــك باســتخدام‬ ‫معادلــة كرونبــاخ ألفــا (‪ )Cronbach Alpha‬حلســاب‬ ‫معامــات االتســاق الداخــي لالســتبانة ككل ولــكل‬ ‫حمــور مــن حماورهــا‪ .‬واجلــدول رقــم (‪ )3‬يوضــح‬ ‫معامــات الثبــات املحســوبة‪.‬‬ ‫اجلدول (‪ :)3‬معامالت الثبات لكل حمور من حماور‬ ‫االستبانة ولالستبانة ككل‬

‫معامل الثبات‬

‫املحور‬

‫األهداف‬

‫‪0.94‬‬

‫املحتوى‬

‫‪0.90‬‬

‫األنشطة والوسائل التعليمية‬

‫أساليب التقويم‬

‫اإلخراج الفني والشكل العام‬

‫االستبانة ككل‬

‫‪0.94‬‬ ‫‪0.96‬‬ ‫‪0.92‬‬ ‫‪0.98‬‬

‫يالحــظ مــن اجلــدول (‪ )3‬أن معامــل الثبــات‬ ‫الــكيل لالســتبانة (‪ ،)0.98‬وهــو معامــل ثبــات مرتفــع‬ ‫وجيــد ألغــراض الدراســة‪ ،‬كــا يتبــن مــن اجلــدول‬ ‫أن معامــات الثبــات ملحــاور االســتبانة تــراوح بــن‬ ‫(‪ )0.96 – 0.90‬وهــي قيــم مرتفعــة وتعطــي الدقــة يف‬ ‫اســتخدام االســتبانة ملعرفــة آراء املعلمــن حــول كتــاب‬ ‫املطــور للصــف اخلامــس االبتدائــي‪.‬‬ ‫الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫املعاجلة اإلحصائية‬ ‫للحكــم عــى تقديــرات املعلمــن التقويميــة عــى‬ ‫فقــرات األداة وحماورهــا مــن حيــث قوهتــا وضعفهــا‪،‬‬ ‫وللوصــول إىل معيــار حكــم حمــدد يتــم مــن خاللــه‬ ‫تصنيــف فقــرات األداة‪ ،‬متــت مراجعــة األدب الرتبوي‬ ‫والدراســات الســابقة ذات الصلــة بموضــوع الدراســة‬

‫مثــل دراســة رحيــان وآخــرون (‪2006‬م)‪ ،‬والــرع‬ ‫(‪2010‬م)‪ ،‬وقــد اتفقــت هــذه الدراســات عــى توزيــع‬ ‫املتوســطات إىل فئــات متســاوية‪ ،‬وقــد أخــذ الباحــث‬ ‫هبــذا الــرأي‪ ،‬ثــم عرضــه عــى جمموعــة مــن أعضــاء‬ ‫هيئــة التدريــس‪ ،‬حيــث أبــدى غالبيتهــم موافقتــه عــى‬ ‫هــذا التوزيــع‪ ،‬وبنــا ًء عليــه تــم تصنيــف تقديــرات‬ ‫املعلمــن إىل ثالثــة مســتويات عــى النحــو اآليت‪:‬‬ ‫ •إذا تــراوح املتوســط بــن (‪ )5.00 -3.7‬فإن مســتوى‬ ‫تقديــر الفقــرة قوي‪.‬‬ ‫ •إذا تــراوح املتوســط بــن (‪ )3.69 -2.4‬فإن مســتوى‬ ‫تقديــر الفقرة متوســط‪.‬‬ ‫ •إذا تــراوح املتوســط بــن (‪ )2.39 -1.1‬فــإن‬ ‫مســتوى تقديــر الفقــرة ضعيــف‪.‬‬ ‫كــا تــم اســتخدام األســاليب اإلحصائيــة اآلتيــة‬ ‫لإلجابــة عــن أســئلة الدراســة‪:‬‬ ‫ ‪1.‬معامــل كرونبــاخ ألفــا (‪)Cronbach Alpha‬‬ ‫حلســاب معامــات الثبــات‪.‬‬ ‫ ‪2.‬حســاب املتوســطات احلســابية واالنحرافــات‬ ‫املعياريــة والرتبــة لــكل فقــرات االســتبانة‬ ‫وحماورهــا‪.‬‬ ‫ ‪3.‬اختبار (‪.)T-test‬‬ ‫ ‪4.‬حتليل التباين األحادي (‪.)ANOVA‬‬ ‫نتائج الدراسة ومناقشتها‬ ‫الســؤال األول‪ :‬مــا تقديــرات املعلمــن التقويميــة‬ ‫املطــور للصــف اخلامــس‬ ‫لكتــاب الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫االبتدائــي يف املحــاور‪( :‬األهــداف‪ ،‬املحتــوى‪،‬‬ ‫األنشــطة والوســائل التعليميــة‪ ،‬أســاليب التقويــم‪،‬‬ ‫اإلخــراج الفنــي والشــكل العــام)‪ ،‬واملحــور الــكيل؟‬ ‫لإلجابــة عــن هــذا الســؤال تــم اســتخراج‬ ‫املتوســطات احلســابية‪ ،‬واالنحرافــات املعياريــة‪،‬‬ ‫ومســتوى التقدير جلميــع فقرات االســتبانة وملحاورها‬ ‫الفرعيــة‪ ،‬كــا هــو موضــح يف اجلــدول رقــم (‪.)4‬‬

‫اجلدول (‪ :)4‬املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية ومستوى التقدير ملحاور االستبانة‬ ‫املحور‬

‫اإلخراج الفني والشكل العام‬ ‫األهداف‬

‫أساليب التقويم‬ ‫املحتوى‬

‫األنشطة والوسائل التعليمية‬ ‫املتوسط الكيل لألداة‬

‫املتوسط احلسايب‬

‫االنحراف املعياري‬

‫الرتتيب‬

‫‪3.69‬‬

‫‪0.23‬‬

‫‪1‬‬

‫‪3.60‬‬

‫‪0.18‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3.55‬‬

‫‪0.12‬‬

‫‪3‬‬

‫‪3.42‬‬

‫‪0.33‬‬

‫‪4‬‬

‫‪3.32‬‬

‫‪0.13‬‬

‫‪5‬‬

‫‪3.52‬‬

‫متوسط‬

‫مستوى التقدير‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬

‫‪191‬‬


‫ّ‬ ‫املطورللصف الخامس االبتدائي من وجهة نظرمعلمي الرياضيات في حائل‬ ‫تقويم كتاب الرياضيات‬

‫يتبــن مــن اجلــدول (‪ )4‬أن تقديــرات املعلمــن‬ ‫املطــور للصــف‬ ‫التقويميــة لكتــاب الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫اخلامــس االبتدائــي بشــكل عــام جــاءت بمســتوى‬ ‫"متوســط" جلميــع حمــاور الكتــاب وللكتــاب ككل؛‬ ‫حيــث تراوحــت متوســطات التقديــر بــن (‪– 3.69‬‬ ‫‪ ،)3.32‬وجــاء حمــور اإلخــراج الفنــي والشــكل العــام‬ ‫أوالً بمتوســط حســايب مقــداره (‪ ،)3.69‬وجــاء حمــور‬ ‫األهــداف ثانيــ ًا بمتوســط حســايب مقــداره (‪،)3.60‬‬ ‫ويف املرتبــة الثالثــة جــاء حمــور أســاليب التقويــم‬ ‫بمتوســط حســايب مقــداره (‪ ،)3.55‬وجــاء حمــور‬ ‫املحتــوى رابعــ ًا بمتوســط حســايب مقــداره (‪،)3.42‬‬ ‫وأخــر ًا جــاء حمــور األنشــطة والوســائل التعليميــة‬ ‫بمتوســط حســايب مقــداره (‪ ،)3.32‬وربــا ُيفـ َـر ذلــك‬ ‫بوجــود حتفظــات لــدى املعلمــن عــى حمــاور كتــاب‬ ‫ترتيب‬ ‫الفقرة‬ ‫‪1‬‬

‫الرياضيــات املطـ ّـور تعــزى إىل وجــود بعــض النقــاط‬ ‫املبهمــة بالنســبة للمعلمــن تتعلــق بأهــداف وحمتــوى‬ ‫املطــور‪،‬‬ ‫وأنشــطة وأســاليب التقويــم يف الكتــاب‬ ‫ّ‬ ‫ومردهــا أيضـ ًا إىل قلــة اخلــرة وعــدم إخضــاع املعلمــن‬ ‫املطــورة قبــل‬ ‫لــدورات تدريبيــة يف تدريــس الكتــب‬ ‫ّ‬ ‫تطبيقهــا يف امليــدان‪ .‬وتبــن اجلــداول (‪)9 ،8 ،7 ،6 ،5‬‬ ‫تفصيــل املحــاور الفرعيــة لالســتبانة‪:‬‬ ‫املحور األول‪ :‬األهداف‬ ‫تــم حســاب املتوســطات احلســابية واالنحرافــات‬ ‫املعياريــة ومســتوى التقديــر جلميــع فقــرات املحــور‬ ‫األول‪ :‬األهــداف‪ ،‬وتــم ترتيبهــا تنازل ًّيــا حســب‬ ‫املتوســط احلســايب‪ ،‬واجلــدول رقــم (‪ )5‬يوضــح ذلــك‪.‬‬

‫اجلدول (‪ :)5‬املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية ومستوى التقدير لفقرات حمور األهداف‬ ‫الفقرة‬ ‫يوضح دليل املعلم األهداف بصورة جيدة‬

‫‪2‬‬

‫‪4‬‬

‫تنسجم األهداف مع حمتوى الكتاب‬

‫‪6‬‬

‫تتناسب األهداف مع اخلصائص النامئية للطالب‬

‫‪8‬‬

‫تراعي األهداف بجميع مستوياهتا الفروق الفردية بني الطالب‬

‫‪10‬‬

‫تسهم األهداف يف تنمية اجتاهات إجيابية لدى الطالب نحو الرياضيات‬

‫‪12‬‬

‫تراعي األهداف حاجات ومتطلبات املجتمع‬

‫‪14‬‬

‫تشتمل األهداف عىل اجلوانب االنفعالية‬

‫‪16‬‬

‫املطـور مـع األهـداف يف املـواد الدراسـية‬ ‫تتكامـل األهـداف يف الكتـاب‬ ‫ّ‬ ‫األخـرى يف الصـف نفسـه‬

‫‪3‬‬

‫تتصف األهداف بأهنا واضحة وحمددة‬

‫‪5‬‬

‫تشتمل األهداف عىل اجلوانب املهارية‬

‫‪7‬‬

‫يمكن قياس األهداف وتقويمها بسهولة‬

‫‪9‬‬

‫تتوافق األهداف مع فلسفة الرتبية والتعليم يف اململكة العربية السعودية‬

‫‪11‬‬

‫تلبي األهداف حاجات الطالب‬

‫‪13‬‬

‫املطورة صياغة سلوكية سليمة‬ ‫صياغة األهداف التدريسية يف الكتب ّ‬

‫‪15‬‬

‫املطور للتحقيق‬ ‫قابلية أهداف الكتاب ّ‬

‫املجموع‬

‫يبــن اجلــدول (‪ )5‬أن تقديــرات املعلمــن‬ ‫التقويميــة جــاءت بمســتوى تقديــر «متوســط» بشــكل‬

‫رقم‬ ‫الفقرة‬

‫املتوسط‬ ‫احلسايب‬

‫االنحراف‬ ‫املعياري‬

‫‪3‬‬

‫‪3.89‬‬

‫‪0.86‬‬

‫‪8‬‬

‫‪3.78‬‬

‫‪0.99‬‬

‫قوي‬

‫‪13‬‬

‫‪3.75‬‬

‫‪0.93‬‬

‫قوي‬

‫‪16‬‬

‫‪3.71‬‬

‫‪0.91‬‬

‫قوي‬

‫‪1‬‬

‫‪3.67‬‬

‫‪0.78‬‬

‫قوي‬

‫‪11‬‬

‫‪3.60‬‬

‫‪1.02‬‬

‫متوسط‬

‫‪4‬‬

‫‪3.52‬‬

‫‪1.03‬‬

‫متوسط‬

‫‪2‬‬

‫‪3.49‬‬

‫‪0.86‬‬

‫متوسط‬

‫‪10‬‬

‫‪3.49‬‬

‫‪0.88‬‬

‫متوسط‬

‫‪6‬‬

‫‪3.49‬‬

‫‪0.88‬‬

‫متوسط‬

‫‪12‬‬

‫‪3.49‬‬

‫‪1.01‬‬

‫متوسط‬

‫‪15‬‬

‫‪3.46‬‬

‫‪1.10‬‬

‫متوسط‬

‫‪14‬‬

‫‪3.43‬‬

‫‪0.95‬‬

‫متوسط‬

‫‪9‬‬

‫‪3.43‬‬

‫‪0.96‬‬

‫متوسط‬ ‫متوسط‬

‫‪5‬‬

‫‪3.37‬‬

‫‪0.99‬‬

‫متوسط‬

‫‪3.60‬‬

‫‪0.18‬‬

‫متوسط‬

‫‪7‬‬

‫تشتمل األهداف عىل اجلوانب املعرفية‬

‫‪192‬‬

‫عثمان ناصرمحمود منصور‬

‫‪3.98‬‬

‫‪1.04‬‬

‫مستوى‬ ‫التقدير‬ ‫قوي‬

‫عــام‪ ،‬وبمتوســط حســايب مقــداره (‪ .)3.60‬وختتلــف‬ ‫هــذه النتيجــة مــع دراســة كل مــن (الــراري ‪2001‬م؛‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫ورحيــان وآخــرون‪2006 ،‬؛ ومهنــا‪2007 ،‬م؛ وفــرج‬ ‫اهلل‪2011 ،‬م) والتــي بينــت أن تقديــرات املعلمــن‬ ‫يف جمــال األهــداف جــاءت مرتفعــة وبدرجــة كبــرة‪.‬‬ ‫وقــد تراوحــت متوســطات التقديــرات لفقــرات هــذا‬ ‫املحــور بــن (‪ .)3.98 - 3.37‬وجــاءت مخــس فقــرات‬ ‫بمســتوى تقديــر «قــوي» حيــث حصلــت الفقــرة‬ ‫«يوضــح دليــل املعلــم األهــداف بصــورة جيــدة»‬ ‫عــى أعــى متوســط مقــداره (‪ )3.98‬وجــاءت بقيــة‬ ‫الفقــرات «القويــة» مرتبــة تنازل ًّيــا عــى النحــو اآليت‪:‬‬ ‫تشــمل األهــداف عــى اجلوانــب املعرفيــة‪ ،‬بمتوســط‬ ‫مقــداره (‪ ،)3.89‬تتصــف األهــداف بأهنــا واضحــة‬ ‫وحمــددة‪ ،‬بمتوســط حســايب مقــداره (‪ ،)3.78‬تنســجم‬ ‫األهــداف مــع حمتــوى الكتــاب‪ ،‬بمتوســط حســايب‬ ‫مقــداره (‪ ،)3.75‬تشــتمل األهــداف عــى اجلوانــب‬ ‫املهاريــة‪ ،‬بمتوســط حســايب مقــداره (‪ .)3.71‬وقــد‬ ‫يعــزى ذلــك إىل اهتــام مؤلفــي الكتــاب املطـ ّـور بــأن‬ ‫يكــون دليــل املعلــم مســاعد ًا ومرشــد ًا للمعلــم داخــل‬ ‫قاعــة الــدرس‪ ،‬وحرصهــم الشــديد عــى تزويــد‬ ‫املعلــم بــكل مــا يثــري العمليــة التعليميــة‪ ،‬ويســهم يف‬ ‫نجاحهــا‪ .‬كــا قــد يعــزى ذلــك إىل اهتــام املؤلفــن بــأن‬ ‫يغطــي الكتــاب املطـ ّـور األهــداف بجميــع مســتوياهتا‬ ‫ترتيب‬ ‫الفقرة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫بحيــث تعكــس املحتــوى بشــكل جيــد‪ ،‬كوهنــا تعــد‬ ‫أهــم عنــارص املنهــاج الرتبــوي‪.‬‬ ‫وقــد جــاءت (‪ )11‬فقــرة ضمــن حمــور األهــداف‬ ‫بتقديــرات «متوســطة» تراوحــت متوســطاهتا بــن‬ ‫(‪ ،)3.31 -3.67‬حيــث جــاءت الفقــرة «تتكامــل‬ ‫األهــداف يف الكتــاب املطـ ّـور مــع األهــداف يف املــواد‬ ‫الدراســية» باملرتبــة األخــرة وبمتوســط حســايب‬ ‫مقــدراه (‪ .)3.37‬وربــا يشــر ذلــك إىل أن املناهــج‬ ‫املطـ ّـورة مــا زالــت حلقــة مســتمرة للمناهــج القديمــة‬ ‫والتــي هــي مناهــج دراســية منفصلــة بطبيعــة احلــال‪.‬‬ ‫كــا قــد يعــزى ذلــك إىل عــدم معرفــة معلمــي‬ ‫الرياضيــات بأهــداف املــواد الدراســية األخــرى‪ ،‬وهذا‬ ‫يســتوجب رضورة اهتــام الرتبويــن والرياضيــن بــأن‬ ‫تتكامــل األهــداف يف كتــب الرياضيــات املطـ ّـورة مــع‬ ‫بقيــة املــواد الدراســية يف املســتقبل‪.‬‬ ‫املحور الثاين‪ :‬املحتوى‬ ‫تــم حســاب املتوســطات احلســابية واالنحرافــات‬ ‫املعياريــة ومســتوى التقديــر جلميــع فقــرات املحــور‬ ‫الثــاين‪ :‬املحتــوى‪ ،‬وتــم ترتيبهــا تنازل ًّيــا حســب‬ ‫املتوســط احلســايب‪ ،‬واجلــدول رقــم (‪ )6‬يوضــح ذلــك‪.‬‬

‫اجلدول (‪ :)6‬املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية ومستوى التقدير لفقرات حمور املحتوى‬ ‫الفقرة‬

‫األمثلة املطروحة يف املحتوى كافية ويمكن فهمها‬

‫يسهم املحتوى يف إكساب الطالب مهارات التفكري العليا‬

‫‪3‬‬

‫املطور احلداثة العلمية يف جمال الرياضيات‬ ‫يراعي حمتوى الكتاب ّ‬

‫‪5‬‬

‫املطور عىل موضوعات إثرائية‪.‬‬ ‫يشتمل حمتوى الكتاب ّ‬

‫‪4‬‬

‫املطور بخربات الطالب السابقة‬ ‫يرتبط املحتوى يف الكتاب ّ‬

‫‪6‬‬

‫يراعي املحتوى التنوع يف أساليب التعلم أثناء عرض املوضوعات‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫املطور أفق ًّيا‪.‬‬ ‫ترتابط موضوعات الكتاب ّ‬

‫‪7‬‬

‫متتاز الوحدات الدراسية يف املحتوى بالرتابط والتكامل‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫املفاهيم الرياضية املتضمنة يف املحتوى واضحة وسهلة الفهم‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫يساعد حمتوى الكتاب املطور عىل التعلم الذايت‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫املطور وما سبق دراسته‪.‬‬ ‫املحتوى متسلسل ومرتابط مع أفكار الكتاب ّ‬

‫‪14‬‬

‫ينمي املحتوى لدى الطالب ميوالً إجيابية نحو الرياضيات‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫املطور التقدم العلمي والتطور التكنولوجي‪.‬‬ ‫يراعي حمتوى الكتاب ّ‬

‫‪13‬‬

‫ُيعرض املحتوى بأسلوب مشوق للطالب‪.‬‬

‫رقم املتوسط االنحراف مستوى‬ ‫الفقرة احلسايب املعياري التقدير‬ ‫‪9‬‬

‫‪3.92‬‬

‫‪0.94‬‬

‫‪8‬‬

‫‪3.78‬‬

‫‪0.96‬‬

‫قوي‬

‫‪5‬‬

‫‪3.71‬‬

‫‪0.94‬‬

‫قوي‬

‫‪10‬‬

‫‪3.71‬‬

‫‪0.97‬‬

‫قوي‬

‫‪12‬‬

‫‪3.67‬‬

‫‪0.90‬‬

‫قوي‬

‫‪14‬‬

‫‪3.65‬‬

‫‪0.83‬‬

‫متوسط‬

‫‪7‬‬

‫‪3.63‬‬

‫‪0.87‬‬

‫متوسط‬

‫‪13‬‬

‫‪3.57‬‬

‫‪0.89‬‬

‫متوسط‬

‫‪6‬‬

‫‪3.56‬‬

‫‪0.78‬‬

‫متوسط‬

‫‪18‬‬

‫‪3.52‬‬

‫‪0.93‬‬

‫متوسط‬

‫‪17‬‬

‫‪3.51‬‬

‫‪0.84‬‬

‫متوسط‬

‫‪21‬‬

‫‪3.49‬‬

‫‪0.88‬‬

‫متوسط‬

‫‪15‬‬

‫‪3.38‬‬

‫‪0.94‬‬

‫متوسط‬

‫‪11‬‬

‫‪3.37‬‬

‫‪0.89‬‬

‫متوسط‬ ‫متوسط‬

‫‪193‬‬


‫ّ‬ ‫املطورللصف الخامس االبتدائي من وجهة نظرمعلمي الرياضيات في حائل‬ ‫تقويم كتاب الرياضيات‬

‫تابع جدول رقم (‪:)6‬‬ ‫ترتيب‬ ‫الفقرة‬ ‫‪15‬‬

‫رقم املتوسط االنحراف مستوى‬ ‫الفقرة احلسايب املعياري التقدير‬

‫الفقرة‬ ‫يراعي املحتوى مستويات الطالب والفروق الفردية بينهم‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫املطور الطالب ببيئتهم وجمتمعهم‪.‬‬ ‫يربط حمتوى الكتاب ّ‬

‫‪18‬‬

‫املطور مع املواد الدراسية األخرى للصف نفسه‪.‬‬ ‫يتكامل حمتوى الكتاب ّ‬

‫‪20‬‬

‫خيلو املحتوى من احلشو والتكرار‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫يربز حمتوى الكتاب املطور أمهية اخليال والتذوق يف الرياضيات‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫يبني املحتوى إسهامات العلامء العرب واملسلمني يف جمال الرياضيات‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫يتناسب املحتوى مع عدد احلصص املقررة له‪.‬‬ ‫المجموع‬

‫يبــن اجلــدول (‪ )6‬أن تقديــرات املعلمــن التقويمية‬ ‫ملحــور املحتــوى جــاءت بمســتوى تقديــر «متوســط»‬ ‫بشــكل عــام وبمتوســط حســايب مقــداره (‪،)3.42‬‬ ‫وهــذا يتفــق مــع دراســات (الــراري ‪2001‬م؛‬ ‫وجيــت‪2004 ،‬؛ ومهنــا‪2007 ،‬م) التــي أظهــرت‬ ‫أن تقديــرات املعلمــن ملحتــوى الكتــاب املــدريس‬ ‫جــاءت بدرجــة متوســطة‪ ،‬بينــا ختتلــف نتائــج هــذه‬ ‫الدراســة مــع دراســتي (رحيــان وآخــرون‪2006 ،‬؛‬ ‫وحســن‪2014 ،‬م) واللتــان أظهرتــا أن تقديــرات‬ ‫املعلمــن ملحتــوى الكتــاب املــدريس جــاءت بدرجــة‬ ‫قويــة ومرتفعــة‪ .‬وقــد ظهــرت تقديــرات بمســتوى‬ ‫«قــوي» للفقــرات األربــع األُول؛ حيــث تراوحــت‬ ‫متوســطاهتا بــن (‪ )3.92 - 3.71‬وهــي مرتبــة تنازل ًّيــا‬ ‫كــا يــي‪ :‬األمثلــة املطروحــة يف املحتــوى كافيــة‪،‬‬ ‫ويمكــن فهمهــا‪ ،‬يســهم املحتــوى يف إكســاب الطــاب‬ ‫مهــارات التفكــر العليــا‪ ،‬يراعــي حمتــوى الكتــاب‬ ‫املطـ ّـور احلداثــة العلميــة يف جمــال الرياضيــات‪ ،‬يرتبــط‬ ‫املطــور بخــرات الطــاب‬ ‫املحتــوى يف الكتــاب‬ ‫ّ‬ ‫الســابقة‪.‬‬ ‫ويفــر الباحــث هــذه النتائــج بوجــود مســتوى‬ ‫عـ ٍ‬ ‫ـال مــن الرضــا مــن وجهــة نظــر املعلمــن يف حمتــوى‬ ‫الكتــاب امل ّطــور ومراعاتــه لتنويــع األمثلــة وكفاياهتــا‬ ‫وتركيــزه عــى إكســاب الطلبــة مهــارات التفكــر‪،‬‬ ‫وكذلــك تزويــد الطلبــة بــكل مــا هــو جديــد يف جمــال‬ ‫الرياضيــات وربطــه بحياهتــم اليوميــة‪ ،‬وهــذا مــا‬ ‫دعــا إليــه كل مــن ســعادة وإبراهيــم (‪2003‬م)‪ .‬كــا‬ ‫يؤكــد ذلــك أن املعلمــن مهتمــون بمحتــوى الكتــاب‬ ‫املطــور؛ كوهنــم اجلهــة املخولــة بتنفيــذه يف امليــدان‪،‬‬ ‫ّ‬

‫‪194‬‬

‫عثمان ناصرمحمود منصور‬

‫‪2‬‬

‫‪3.32‬‬

‫‪0.86‬‬

‫‪4‬‬

‫‪3.30‬‬

‫‪0.85‬‬

‫متوسط‬

‫‪20‬‬

‫‪3.27‬‬

‫‪1.07‬‬

‫متوسط‬

‫‪3‬‬

‫‪3.17‬‬

‫‪0.83‬‬

‫متوسط‬

‫‪16‬‬

‫‪2.94‬‬

‫‪1.11‬‬

‫متوسط‬

‫‪19‬‬

‫‪2.90‬‬

‫‪1.17‬‬

‫متوسط‬

‫‪1‬‬

‫‪2.54‬‬

‫‪1.20‬‬

‫متوسط‬

‫‪3.42‬‬

‫‪0.33‬‬

‫متوسط‬ ‫متوسط‬

‫وهــم األكثــر اطالعــ ًا عــى جوانــب القــوة املوجــودة‬ ‫فيــه‪ ،‬ممــا يؤكــد أمهيــة مشــاركتهم واالســتامع إليهــم‬ ‫املطــورة وتأليفهــا‪.‬‬ ‫عنــد ختطيــط الكتــب‬ ‫ّ‬ ‫بينــا جــاء مســتوى تقديــر املعلمــن لبقيــة فقــرات‬ ‫املحــور وعددهــا (‪ )17‬فقــرة بمســتوى «متوســط»‪،‬‬ ‫حيــث تراوحــت متوســطاهتا بــن (‪)3.67- 2.54‬؛‬ ‫املطــور‬ ‫إذ جــاءت الفقــرة «يشــتمل حمتــوى الكتــاب‬ ‫ّ‬ ‫عــى موضوعــات رياضيــة إثرائيــة» بمتوســط‬ ‫حســايب مقــداره (‪ ،)3.67‬يليهــا الفقــرة «يراعــي‬ ‫املحتــوى التنــوع يف أســاليب التعليــم أثنــاء عــرض‬ ‫املوضوعــات»‪ ،‬بمتوســط حســايب مقــداره (‪،)3.65‬‬ ‫ثــم يليهــا الفقــرة «متتــاز الوحــدات الدراســية بالرتابــط‬ ‫والتكامــل»‪ ،‬بمتوســط حســايب مقــداره (‪،)3.63‬‬ ‫وجــاءت يف املرتبــة األخــرة الفقــرة «يتناســب‬ ‫املحتــوى مــع عــدد احلصــص املقــرر لــه» بمتوســط‬ ‫حســايب مقــداره (‪.)2.54‬‬ ‫وربــا يفــر ذلــك بوجــود اختــاف يف وجهــة‬ ‫نظــر املعلمــن نحــو بعــض اجلوانــب يف حمتــوى‬ ‫املطــور مثــل عــدم تناســب املحتــوى مــع‬ ‫الكتــاب‬ ‫ّ‬ ‫عــدد احلصــص املقــرر لــه‪ ،‬وكذلــك مل يتنــاول الكتــاب‬ ‫إســهامات العلــاء العــرب واملســلمني يف جمــال‬ ‫الرياضيــات‪ ،‬وأن هنــاك حشــو ًا وتكــرار ًا يف بعــض‬ ‫املوضوعــات‪ ،‬وال يربــط الطلبــة بمجتمعهــم وبيئتهــم‪،‬‬ ‫وال يراعــي الفــروق الفرديــة فيــا بينهــم‪ ،‬ممــا يؤثــر يف‬ ‫عمليــة التعلــم لــدى الطلبــة‪ ،‬ويعــوق عمليــة تقدمهــم‬ ‫وحتقيــق األهــداف املقصــودة‪.‬‬ ‫املطــور بحاجــة‬ ‫وهــذا يعنــي أن حمتــوى الكتــاب‬ ‫ّ‬ ‫إىل مراجعــة يف اجلوانــب التــي مل تلــق إمجاعـ ًا ومســتوى‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫ٍ‬ ‫عــال مــن املعلمــن مــن أجــل تعديلهــا‬ ‫تقديــر‬ ‫وتطويرهــا‪ ،‬بحيــث يراعي ميــول التالميــذ واهتامماهتم‬ ‫ويراعــي الفــروق الفرديــة مــن خــال التنويــع يف‬ ‫مســتويات األمثلــة‪ ،‬واألســئلة والتدريبــات‪ ،‬وكذلــك‬ ‫ربــط األمثلــة بالواقــع احليــايت للطلبــة‪ ،‬واالبتعــاد عــن‬ ‫املطــور‪.‬‬ ‫التكــرار ضمــن حمتــوى الكتــاب‬ ‫ّ‬

‫املحور الثالث‪ :‬األنشطة والوسائل التعليمية‬ ‫تــم حســاب املتوســطات احلســابية واالنحرافــات‬ ‫املعياريــة ومســتوى التقديــر جلميــع فقــرات املحــور‬ ‫الثالــث‪ :‬األنشــطة والوســائل التعليميــة‪ ،‬وتــم ترتيبهــا‬ ‫تنازل ًّيــا حســب املتوســط احلســايب‪ ،‬واجلــدول رقــم (‪)7‬‬ ‫يوضــح ذلــك‪.‬‬

‫اجلدول رقم (‪ :)7‬املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية ومستوى التقدير لفقرات حمور األنشطة والوسائل التعليمية‬ ‫ترتيب‬ ‫الفقرة‬ ‫‪1‬‬

‫رقم املتوسط االنحراف مستوى‬ ‫الفقرة احلسايب املعياري التقدير‬

‫الفقرة‬ ‫تسهم األنشطة يف توضيح املحتوى وفهمه‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫تنمي األنشطة القدرة عىل التعاون والعمل اجلامعي التعاوين‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫تناسب األنشطة املقرتحة موضوع الدرس‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫تساعد األنشطة التعليمية عىل تنمية التفكري لدى الطالب‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫املطور الطالب نحو التعلم الذايت‪.‬‬ ‫حتفز األنشطة التعليمية املتضمنة يف الكتاب ّ‬

‫‪10‬‬

‫املطور مالئمة ملستويات الطالب وخرباهتم‪.‬‬ ‫الوسائل التعليمية يف الكتاب ّ‬

‫‪12‬‬

‫يستخدم الكتاب وسائل إيضاح كافية تغطي املادة التعليمية‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫املطور بعض األنشطة الالصفية‪.‬‬ ‫يقدم الكتاب ّ‬

‫‪16‬‬

‫تراعي األنشطة التعليمية حاجات الطالب وميوهلم وقدراهتم‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫املطور بالدقة وسهولة االستخدام‪.‬‬ ‫تتسم الوسائل التعليمية يف الكتاب ّ‬

‫‪20‬‬

‫تراعي الوسائل التعليمية حاجات الطالب وميوهلم وقدراهتم‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫تتوافر أنشطة إثرائية للطالب املبدعني واملتفوقني‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫تساعد األنشطة املتضمنة يف الكتاب عىل اكتساب املهارات املختلفة‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫تتسم األنشطة التعليمية بالتشويق وجذب االنتباه‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫تتوافر أنشطة عالجية للطالب الضعاف‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫تشجع األنشطة التعليمية الطالب عىل التجريب واالكتشاف‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫املطورة من قبل املعلم‪.‬‬ ‫يمكن تصميم الوسائل التعليمية الواردة يف الكتب ّ‬

‫‪15‬‬

‫املطور مهارة حل املشكالت‪.‬‬ ‫تنمي األنشطة يف الكتاب ّ‬

‫‪17‬‬

‫يوظف املحتوى األنشطة التعليمية لتبسيط املادة التي ستتم دراستها‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫قابلية األنشطة التعليمية للتنفيذ يف إطار إمكانيات البيئة التعليمية‪.‬‬ ‫املجموع‬

‫يبــن اجلــدول (‪ )7‬أن تقديــرات املعلمــن التقويمية‬ ‫لألنشــطة والوســائل التعليميــة يف كتــاب الرياضيــات‬ ‫املطــور جــاءت بمســتوى تقديــر «متوســط» جلميــع‬ ‫ّ‬ ‫الفقــرات وبمتوســط حســايب مقــداره (‪ ،)3.32‬وربــا‬ ‫املطــور مليــول‬ ‫يعــزى ذلــك إىل عــدم تغطيــة الكتــاب‬ ‫ّ‬

‫‪5‬‬

‫‪3.52‬‬

‫‪0.80‬‬

‫‪12‬‬

‫‪3.51‬‬

‫‪0.84‬‬

‫‪9‬‬

‫‪3.48‬‬

‫‪0.88‬‬

‫‪15‬‬

‫‪3.46‬‬

‫‪0.88‬‬

‫‪10‬‬

‫‪3.41‬‬

‫‪0.82‬‬

‫‪4‬‬

‫‪3.41‬‬

‫‪0.98‬‬

‫‪6‬‬

‫‪3.40‬‬

‫‪0.94‬‬

‫‪1‬‬

‫‪3.37‬‬

‫‪0.92‬‬

‫‪11‬‬

‫‪3.35‬‬

‫‪0.92‬‬

‫‪14‬‬

‫‪3.32‬‬

‫‪0.84‬‬

‫‪7‬‬

‫‪3.30‬‬

‫‪0.91‬‬

‫‪17‬‬

‫‪3.30‬‬

‫‪0.94‬‬

‫‪18‬‬

‫‪3.27‬‬

‫‪1.25‬‬

‫‪13‬‬

‫‪3.24‬‬

‫‪0.73‬‬

‫‪16‬‬

‫‪3.21‬‬

‫‪0.90‬‬

‫‪8‬‬

‫‪3.21‬‬

‫‪0.92‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3.19‬‬

‫‪0.80‬‬

‫‪19‬‬

‫‪3.19‬‬

‫‪1.03‬‬

‫‪3‬‬

‫‪3.16‬‬

‫‪0.97‬‬

‫‪20‬‬

‫‪3.02‬‬

‫‪0.85‬‬

‫‪3.32‬‬

‫‪0.13‬‬

‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬

‫الطلبــة واهتامماهتــم ومســتوياهتم املختلفــة بشــكل‬ ‫ٍ‬ ‫كاف‪ ،‬وكذلــك عــدم تضمينــه األنشــطة والوســائل‬ ‫التعليميــة الكافيــة لتغطيــة املــادة العلميــة واملناســبة‬ ‫للطلبــة‪ .‬ويشــر ذلــك إىل عــدم رىض املعلمــن عــن‬ ‫طبيعــة األنشــطة والوســائل التعليميــة يف الكتــاب‬

‫‪195‬‬


‫ّ‬ ‫املطورللصف الخامس االبتدائي من وجهة نظرمعلمي الرياضيات في حائل‬ ‫تقويم كتاب الرياضيات‬

‫املطــور‪ ،‬وهــذا يؤكــد احلاجــة إىل إعــادة النظــر يف‬ ‫ّ‬ ‫األنشــطة املعروضــة ومراجعتهــا وكذلــك الوســائل‬ ‫التعليميــة املســتخدمة بحيــث تتناســب ومســتويات‬ ‫الطلبــة املختلفــة‪ ،‬وتأخــذ قدراهتــم ورغباهتــم بعــن‬ ‫االعتبــار‪ .‬وتتفــق نتيجــة هــذه الدراســة مــع دراســات‬ ‫(رحيــان وآخــرون‪2006 ،‬م؛ والــرع‪2010 ،‬م؛‬ ‫وحســن‪2014 ،‬م) والتــي أظهــرت أن تقديــرات‬ ‫املعلمــن ملحــور األنشــطة والوســائل التعليميــة‬ ‫جــاءت بدرجــة متوســطة‪ ،‬بينــا ختتلــف نتيجــة‬ ‫الدراســة احلاليــة مــع دراســتي (الــراري‪2001 ،‬م؛‬ ‫وبايونــس‪1433 ،‬هـــ) واللتــان أظهرتــا أن تقديــرات‬ ‫املعلمــن ملحــور األنشــطة والوســائل التعليميــة‬ ‫جــاءت بدرجــة عاليــة‪.‬‬ ‫وقــد تراوحــت متوســطات تقديــرات املعلمــن‬ ‫التقويميــة جلميــع الفقــرات بــن (‪،)3.52 - 3.02‬‬ ‫حيــث جــاءت الفقــرة «تســهم األنشــطة يف توضيــح‬ ‫املحتــوى وفهمــه» أوالً بمتوســط حســايب مقــداره‬ ‫(‪ ،)3.52‬تليهــا الفقــرة «تنمــي األنشــطة القــدرة عــى‬ ‫التعــاون والعمــل اجلامعــي» بمتوســط حســايب مقــداره‬ ‫(‪ ،)3.51‬ثــم تليهــا الفقــرة «تتوافــر أنشــطة إثرائيــة‬ ‫ترتيب‬ ‫الفقرة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫للطــاب املبدعــن واملتفوقــن» بمتوســط حســايب‬ ‫مقــداره (‪ .)3.48‬وجــاء يف املرتبــة قبــل األخــرة‬ ‫الفقــرة «قابليــة األنشــطة التعليميــة للتنفيــذ يف إطــار‬ ‫إمكانيــات البيئــة التعليميــة» بمتوســط حســايب مقــداره‬ ‫(‪ ،)3.16‬ويف املرتبــة األخــرة جــاءت الفقــرة «تراعــي‬ ‫الوســائل التعليميــة حاجــات الطــاب وميوهلــم‬ ‫ورغباهتــم» بمتوســط حســايب مقــداره (‪.)3.02‬‬ ‫ويشــر ذلــك إىل أن األنشــطة والوســائل التعليميــة‬ ‫حتتــاج بيئــة صفيــة مناســبة تتوافــر فيهــا األدوات‬ ‫والتجهيــزات واملعــدات الرياضيــة‪ ،‬ويف الوقــت نفســه‬ ‫تأخــذ اهتاممــات املتعلمــن‪ ،‬ورغباهتــم‪ ،‬وقدراهتــم‪،‬‬ ‫وميوهلــم بعــن االعتبــار‪ ،‬وتكــون نابعــة مــن بيئتهــم‬ ‫اليوميــة واســتخداماهتم احلياتيــة‪.‬‬ ‫املحور الرابع‪ :‬أساليب التقويم‬ ‫تــم حســاب املتوســطات احلســابية واالنحرافــات‬ ‫املعياريــة ومســتوى التقديــر جلميــع فقــرات املحــور‬ ‫الرابــع‪ :‬أســاليب التقويــم‪ ،‬وتــم ترتيبهــا تنازل ًّيا حســب‬ ‫املتوســط احلســايب‪ ،‬واجلــدول رقــم (‪ )8‬يوضــح ذلــك‪.‬‬

‫اجلدول (‪ :)8‬املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية ومستوى التقدير لفقرات حمور أساليب التقويم‬ ‫الفقرة‬ ‫تتدرج املسائل والتامرين يف الكتاب من السهل إىل الصعب‪.‬‬ ‫تغطي املسائل والتامرين يف الكتاب اجلوانب املعرفية‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫تقيــس أســاليب التقويــم املســتخدمة املســتويات العقليــة الدنيــا (التذكــر‪،‬‬ ‫الفهــم‪ ،‬التطبيــق)‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫تراعي املسائل والتامرين يف هناية الدرس الفروق الفردية بني املتعلمني‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫املطور كافية ومفهومة‪.‬‬ ‫األمثلة املحلولة يف الكتاب ّ‬

‫‪9‬‬

‫تقيــس أســاليب التقويــم املســتخدمة املســتويات العقليــة العليــا (التحليــل‪،‬‬ ‫الرتكيــب‪ ،‬التقويــم)‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫تقيس التامرين العامة يف هناية كل وحده دراسية أهداف تلك الوحدة‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫املطور‪.‬‬ ‫ترتبط أساليب التقويم بأهداف الكتاب ّ‬

‫‪8‬‬

‫تغطي املسائل والتامرين يف الكتاب اجلوانب املهارية‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫تثري بعض املسائل والتامرين يف هناية الدرس التفكري‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫املطـور عـن مـدى اسـتيعاب الطلاب‬ ‫تكشـف املسـائل والتامريـن يف الكتـاب‬ ‫ّ‬ ‫للمحتـوى‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫‪13‬‬

‫‪196‬‬

‫عثمان ناصرمحمود منصور‬

‫تتنوع املسائل والتامرين يف هناية الوحدة لتشمل املقالية واملوضوعية‪.‬‬ ‫تتسم املسائل والتامرين يف هناية الدرس بالدقة والوضوح‪.‬‬

‫رقم املتوسط االنحراف مستوى‬ ‫الفقرة احلسايب املعياري التقدير‬ ‫قوي‬

‫‪6‬‬

‫‪3.78‬‬

‫‪0.96‬‬

‫‪7‬‬

‫‪3.73‬‬

‫‪1.00‬‬

‫قوي‬

‫‪11‬‬

‫‪3.70‬‬

‫‪0.87‬‬

‫قوي‬

‫‪9‬‬

‫‪3.67‬‬

‫‪0.86‬‬

‫متوسط‬

‫‪10‬‬

‫‪3.65‬‬

‫‪1.00‬‬

‫‪1‬‬

‫‪3.63‬‬

‫‪0.75‬‬

‫‪17‬‬

‫‪3.56‬‬

‫‪0.91‬‬

‫‪19‬‬

‫‪3.54‬‬

‫‪0.95‬‬

‫متوسط‬

‫‪14‬‬

‫‪3.52‬‬

‫‪0.93‬‬

‫متوسط‬

‫‪18‬‬

‫‪3.52‬‬

‫‪1.01‬‬

‫متوسط‬

‫‪12‬‬

‫‪3.52‬‬

‫‪1.08‬‬

‫متوسط‬

‫‪8‬‬

‫‪3.51‬‬

‫‪0.91‬‬

‫متوسط‬

‫‪3‬‬

‫‪3.51‬‬

‫‪1.08‬‬

‫متوسط‬

‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫تابع جدول رقم (‪:)8‬‬ ‫ترتيب‬ ‫الفقرة‬ ‫‪14‬‬

‫الفقرة‬ ‫يشتمل الكتاب عىل مسائل إثرائية متنوعة‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫تتضمن التامرين العامة يف هناية الوحدة مسائل حياتية‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫املطور أساليب التقويم الذايت‪.‬‬ ‫يتضمن الكتاب ّ‬

‫‪19‬‬

‫تغطي املسائل والتامرين يف الكتاب اجلوانب الوجدانية‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫‪18‬‬

‫رقم‬ ‫الفقرة‬

‫‪3.49‬‬

‫‪0.97‬‬

‫‪16‬‬

‫‪3.48‬‬

‫‪0.95‬‬

‫‪5‬‬

‫‪3.48‬‬

‫‪1.00‬‬

‫‪4‬‬

‫‪3.46‬‬

‫‪0.82‬‬

‫‪3‬‬

‫‪3.43‬‬

‫‪0.96‬‬

‫‪13‬‬

‫‪3.27‬‬

‫‪0.97‬‬

‫‪3.55‬‬

‫‪0.12‬‬

‫‪15‬‬

‫تشجع أساليب التقويم املتبعة الطالب عىل البحث والتفكري‪.‬‬ ‫تتناسب التامرين واملسائل يف الكتاب مع مستوى النضج العقيل عند الطالب‪.‬‬ ‫المجموع‬

‫يبــن اجلــدول (‪ )8‬أن تقديــرات املعلمــن‬ ‫املطــور‬ ‫التقويميــة ألســاليب التقويــم يف الكتــاب‬ ‫ّ‬ ‫جــاءت بمســتوى تقديــر «قــوي» عــى (‪ )3‬فقــرات‬ ‫مــن أصــل (‪ )19‬وبنســبة (‪ .)% 16‬وهــي الفقــرات‬ ‫ذوات الرتــب (‪ ،)3-1‬حيــث تراوحــت متوســطاهتا‬ ‫بــن (‪ )3.78‬للفقــرة (‪« )1‬تتــدرج املســائل والتامريــن‬ ‫يف الكتــاب مــن الســهل إىل الصعــب»‪ ،‬و (‪)3.70‬‬ ‫للفقــرة (‪« )3‬تقيــس أســاليب التقويــم املســتخدمة‬ ‫املســتويات العقليــة الدنيــا (التذكــر‪ ،‬الفهــم‪،‬‬ ‫التطبيــق)»‪ .‬بينــا جــاءت (‪ )16‬فقــرة بمســتوى تقديــر‬ ‫«متوســط» وبنســبة (‪ )% 84‬وهــي الفقــرات ذوات‬ ‫الرتــب (‪ ،)19 -4‬حيــث تراوحــت متوســطاهتا بــن‬ ‫(‪ )3.67‬للفقــرة (‪« )4‬تقيــس التامريــن العامــة يف هنايــة‬ ‫كل وحــدة دراســية أهــداف تلــك الوحــدة» و(‪)3.27‬‬ ‫للفقــرة (‪« )19‬تغطــي املســائل والتامريــن يف الكتــاب‬ ‫اجلوانــب الوجدانيــة»‪.‬‬ ‫ويــرى الباحــث يف هــذه النتائــج أن املســائل‬ ‫املطــور تقيــس األهــداف‬ ‫والتدريبــات يف الكتــاب‬ ‫ّ‬ ‫يف اجلانــب املعــريف دون أخــذ اجلوانــب الوجدانيــة‬ ‫واملهاريــة بعــن االعتبــار‪ ،‬كــا أن املســائل والتدريبــات‬

‫املتوسط االنحراف مستوى‬ ‫احلسايب املعياري التقدير‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬ ‫متوسط‬

‫تغطــي املســتويات الدنيــا للقــدرات العقليــة‪ ،‬وال‬ ‫تشــتمل عــى مســائل وتدريبــات يف مســتوى القــدرات‬ ‫العليــا التــي تنمــي التفكــر والبحــث عنــد الطلبــة‪،‬‬ ‫األمــر الــذي يفــر مســتوى التقديــر «املتوســط» مــن‬ ‫قبــل املعلمــن ألســاليب التقويــم‪ .‬وتتفــق نتائــج هــذه‬ ‫الدراســة مــع دراســة جيــت (‪2004‬م) التــي أظهــرت‬ ‫أن تقديــرات املعلمــن ملحــور التقويــم جــاءت بدرجــة‬ ‫متوســطة‪ .‬بينــا ختتلــف نتائــج الدراســة احلاليــة مــع‬ ‫دراســات (الــراري‪2001 ،‬م؛ ورحيــان وآخــرون‪،‬‬ ‫‪2006‬م؛ ومهنــا‪2007 ،‬م؛ والــرع‪2010 ،‬م؛ وفــرج‬ ‫اهلل‪2011 ،‬م؛ وحســن‪2014 ،‬م) والتــي نــال فيهــا‬ ‫حمــور التقويــم تقديــر ًا «قو ًّيــا» مــن قبــل املعلمــن‪.‬‬ ‫املحور اخلامس‪ :‬اإلخراج الفني والشكل العام‬ ‫تــم حســاب املتوســطات احلســابية واالنحرافــات‬ ‫املعياريــة ومســتوى التقديــر جلميــع فقــرات املحــور‬ ‫اخلامــس‪ :‬اإلخــراج الفنــي والشــكل العــام‪ ،‬وتــم‬ ‫ترتيبهــا تنازل ًّيــا حســب املتوســط احلســايب‪ ،‬واجلــدول‬ ‫رقــم (‪ )9‬يوضــح ذلــك‪.‬‬

‫اجلدول (‪ :)9‬املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية ومستوى التقدير لفقرات حمور اإلخراج الفني والشكل العام‬

‫ترتيب‬ ‫الفقرة‬ ‫‪1‬‬

‫الفقرة‬ ‫املطور مميزة وبارزة‪.‬‬ ‫العناوين الرئيسة والفرعية يف الكتاب ّ‬

‫‪2‬‬

‫وضوح األشكال اهلندسية والرموز واجلداول والرسومات‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫مناسبة حجم اخلط املستخدم يف الطباعة للطالب‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫يتضمن الكتاب مقدمة إرشادية للمعلم والطالب بكيفية استخدامه‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫املطور واضحة ومقروءة للطالب‪.‬‬ ‫لغة الكتاب ّ‬

‫رقم‬ ‫الفقرة‬

‫املتوسط‬ ‫احلسايب‬

‫االنحراف‬ ‫املعياري‬

‫‪9‬‬

‫‪3.94‬‬

‫‪0.86‬‬

‫‪6‬‬

‫‪3.94‬‬

‫‪0.97‬‬

‫مستوى‬ ‫التقدير‬ ‫قوي‬

‫‪2‬‬

‫‪3.94‬‬

‫‪0.98‬‬

‫قوي‬

‫‪7‬‬

‫‪3.89‬‬

‫‪1.12‬‬

‫قوي‬

‫‪1‬‬

‫‪3.86‬‬

‫‪1.08‬‬

‫قوي‬ ‫قوي‬

‫‪197‬‬


‫ّ‬ ‫املطورللصف الخامس االبتدائي من وجهة نظرمعلمي الرياضيات في حائل‬ ‫تقويم كتاب الرياضيات‬

‫تابع جدول رقم (‪:)9‬‬ ‫ترتيب‬ ‫الفقرة‬ ‫‪6‬‬

‫رقم املتوسط االنحراف مستوى‬ ‫الفقرة احلسايب املعياري التقدير‬

‫الفقرة‬ ‫تبني مقدمة الكتاب تنظيم الوحدات الدراسية‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫كتابة الصفحات بطريقة جذابة واأللوان املستخدمة مرحية للعني‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫ُيظهر الكتاب القواعد والقوانني والنظريات بلون وخط خمالفني‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫املطور ودقتها‪.‬‬ ‫سالمة الرموز املستخدمة يف الكتاب ّ‬

‫‪10‬‬

‫املطور الطالب‪.‬‬ ‫جيذب الشكل اخلارجي للكتاب ّ‬

‫‪12‬‬

‫حيتوي الكتاب عىل قائمة باملراجع املستخدمة يف التأليف‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫كفاية الصور والرسومات يف الكتاب‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫املطور ببيئة الطالب‪.‬‬ ‫ارتباط الصور والرسومات يف الكتاب ّ‬

‫‪18‬‬

‫غالف الكتاب مصمم بشكل مميز وجوده عالية‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫تراعي لغة الكتاب عالمات الرتقيم‪ :‬مثل النقطة‪ ،‬الفاصلة‪....‬‬

‫‪13‬‬

‫مناسبة حجم الكتاب ملستوى أعامر الطالب‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫يتميز نوع الورق املستخدم يف الكتاب باجلودة العالية‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫خيلو الكتاب من األخطاء اللغوية والطباعية‪.‬‬ ‫املجموع‬

‫يبــن اجلــدول (‪ )9‬أن تقديــرات املعلمــن التقويمية‬ ‫ملحــور اإلخــراج الفنــي والشــكل العــام جــاءت‬ ‫بمســتوى تقديــر «متوســط» وبمتوســط حســايب‬ ‫مقــداره (‪ .)3.69‬حيــث جــاءت (‪ )11‬فقــرة مــن أصــل‬ ‫(‪ )18‬فقــرة بمســتوى تقديــر «قــوي» وبنســبة (‪.)% 61‬‬ ‫وقــد يعــزى ذلــك إىل وجــود فريــق مــن املختصــن يف‬ ‫تصميــم الــدروس واملوضوعــات يتعاونــون مــع‬ ‫اخلــراء الرتبويــن يف تصميــم الكتــاب وإخراجــه‬ ‫ليكــون جذابــ ًا ومشــوق ًا للطلبــة‪ ،‬وذلــك مــن خــال‬ ‫التــزام املصممــن باملعايــر الفنيــة لإلخــراج الفنــي‪،‬‬ ‫ومراعــاة اجلوانــب االنفعاليــة للطلبــة‪ .‬كــا يعــزى‬ ‫املطور‬ ‫ذلــك أيضـ ًا إىل إحســاس املعلمــن بــأن الكتــاب ّ‬ ‫مناســب ومالئــم‪ ،‬وطريقــة إخراجــه جيــدة إذا مــا متــت‬ ‫مقارنتــه بالكتــاب الســابق للصــف نفســه‪ .‬وتتفــق‬ ‫هــذه النتيجــة مــع دراســة رحيــان وآخــرون (‪2006‬م)‪.‬‬ ‫ودراســة مهنــا (‪2007‬م)‪ ،‬التــي بينــت أن درجــة تقديــر‬ ‫املعلمــن «قويــة»‪ ،‬بينــا ختتلــف مــع دراســة القضــاة‬ ‫(‪2012‬م) التــي أشــارت إىل أن درجــة تقديــر املعلمــن‬ ‫لإلخــراج الفنــي والشــكل العــام كانــت «متوســطة»‪.‬‬ ‫وجــاءت الفقــرات مــن (‪ )11 -1‬بمســتوى تقديــر‬ ‫«قــوي» حيــث كانت متوســطاهتا (‪ )3.94‬للفقرات (‪،1‬‬

‫‪198‬‬

‫عثمان ناصرمحمود منصور‬

‫‪14‬‬

‫‪3.86‬‬

‫‪1.08‬‬

‫‪18‬‬

‫‪3.78‬‬

‫‪1.10‬‬

‫قوي‬

‫‪11‬‬

‫‪3.76‬‬

‫‪0.82‬‬

‫قوي‬

‫‪15‬‬

‫‪3.76‬‬

‫‪1.00‬‬

‫قوي‬

‫‪10‬‬

‫‪3.75‬‬

‫‪0.80‬‬

‫قوي‬

‫‪12‬‬

‫‪3.71‬‬

‫‪0.99‬‬

‫قوي‬

‫‪13‬‬

‫‪3.65‬‬

‫‪1.02‬‬

‫قوي‬

‫‪8‬‬

‫‪3.60‬‬

‫‪1.04‬‬

‫متوسط‬

‫‪16‬‬

‫‪3.59‬‬

‫‪1.06‬‬

‫متوسط‬

‫‪4‬‬

‫‪3.40‬‬

‫‪1.04‬‬

‫متوسط‬

‫‪17‬‬

‫‪3.40‬‬

‫‪1.14‬‬

‫متوسط‬

‫‪5‬‬

‫‪3.33‬‬

‫‪1.09‬‬

‫متوسط‬

‫‪3‬‬

‫‪3.17‬‬

‫‪1.13‬‬

‫متوسط‬

‫‪3.69‬‬

‫‪0.23‬‬

‫متوسط‬ ‫متوسط‬

‫‪ )3 ،2‬وهــي مرتبــة كــا يــي‪« :‬يتضمــن الكتــاب مقدمــة‬ ‫إرشــادية للمعلــم والطالــب بكيفيــة اســتخدامه»‪،‬‬ ‫«وضــوح األشــكال اهلندســية والرمــوز واجلــداول‬ ‫والرســومات»‪« ،‬العناويــن الرئيســة والفرعيــة يف‬ ‫الكتــاب املطـ ّـور مميــزة وبــارزة»‪ .‬وربــا يشــر هــذا إىل‬ ‫اجلهــد املبــذول مــن القائمــن عــى الكتــاب ليكــون‬ ‫تصميمــه وإخراجــه مميــز ًا ومنظـ ًا‪ ،‬ومناســب ًا ملســتويات‬ ‫الطلبــة‪ ،‬ليحقــق أهدافــه املخطــط هلــا‪.‬‬ ‫وجــاءت الفقــرات مــن (‪ )18 -12‬بمســتوى تقديــر‬ ‫«متوســط» بــد ًءا بالفقــرة «حيتــوي الكتــاب عــى قائمــة‬ ‫باملراجــع املســتخدمة يف التأليــف» وبمتوســط حســايب‬ ‫مقــداره (‪ ،)3.65‬وانتهــا ًء بالفقــرة «غــاف الكتــاب‬ ‫مصمــم بشــكل مميــز وجــودة عاليــة» وبمتوســط‬ ‫حســايب مقــداره (‪ .)3.17‬وهــذا يســتدعي االهتــام‬ ‫بغــاف الكتــاب ليكــون متناســب ًا مــع املحتــوى‬ ‫الريــايض ويعــر عنــه‪ ،‬وكذلــك أن يكــون ذا جــودة‬ ‫عاليــة مــن حيــث نوعيــة الــورق املســتخدم‪ ،‬وخلــوه‬ ‫مــن األخطــاء اللغويــة والطباعيــة‪ ،‬وربــط الصــور‬ ‫والرســومات بحيــاة الطالــب اليوميــة‪ ،‬وهــذا يتفــق‬ ‫مــع مــا توصلــت إليــه دراســة الــرع (‪2010‬م)‪.‬‬ ‫الســؤال الثــاين‪ :‬هــل ختتلــف تقديــرات املعلمــن‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫املطــور للصــف‬ ‫التقويميــة لكتــاب الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫اخلامــس االبتدائــي باختــاف ســنوات اخلــرة؟‬ ‫لإلجابــة عــن هــذا الســؤال‪ ،‬تــم اســتخدام حتليــل‬ ‫التبايــن األحــادي (‪ )One Way Anova‬لدراســة‬ ‫أثــر ســنوات اخلــرة يف تقديــرات املعلمــن التقويميــة‬

‫املطــور للصــف اخلامــس‬ ‫لكتــاب الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫االبتدائــي‪ .‬ويبــن اجلــدول (‪ )10‬نتائــج التحليــل‬ ‫لــكل حمــور مــن حمــاور الكتــاب‪ ،‬وللكتــاب ككل عنــد‬ ‫مســتوى الداللــة (‪.)0.05=α‬‬

‫املطور للصف اخلامس‬ ‫جدول (‪ :)10‬نتائج حتليل التباين األحادي لتقديرات املعلمني التقويمية لكتاب الرياضيات ّ‬ ‫االبتدائي وفقا لسنوات اخلربة لكل املحاور والكتاب ككل‬ ‫املحور‬

‫املحور األول‪:‬‬ ‫األهداف‬ ‫املحور الثاين‪ :‬املحتوى‬ ‫املحور الثالث‪:‬‬ ‫األنشطة والوسائل‬ ‫التعليمية‬ ‫املحور الرابع‪ :‬أساليب‬ ‫التقويم‬ ‫املحور اخلامس‪:‬‬ ‫اإلخراج الفني‬ ‫والشكل العام‬ ‫االستبانة ككل‬

‫مصدر التباين‬

‫بني املجموعات‬ ‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬ ‫بني املجموعات‬ ‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬ ‫بني املجموعات‬ ‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬ ‫بني املجموعات‬ ‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬ ‫بني املجموعات‬ ‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬ ‫بني املجموعات‬ ‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫جمموع املربعات‬

‫درجات احلرية‬

‫التباين‬

‫‪88.25‬‬

‫‪2‬‬

‫‪44.12‬‬

‫‪7439.31‬‬

‫‪60‬‬

‫‪123.99‬‬

‫‪7527.56‬‬

‫‪62‬‬

‫‪5.83‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2.92‬‬

‫‪8258.77‬‬

‫‪60‬‬

‫‪137.65‬‬

‫‪8264.60‬‬

‫‪62‬‬

‫‪122.41‬‬

‫‪2‬‬

‫‪61.20‬‬

‫‪9182.86‬‬

‫‪60‬‬

‫‪153.05‬‬

‫‪9305.27‬‬

‫‪62‬‬

‫‪18.12‬‬

‫‪2‬‬

‫‪9.06‬‬

‫‪11535.44‬‬

‫‪60‬‬

‫‪192.26‬‬

‫‪11553.56‬‬

‫‪62‬‬

‫‪101.56‬‬

‫‪2‬‬

‫‪50.78‬‬

‫‪8806.09‬‬

‫‪60‬‬

‫‪146.77‬‬

‫‪8907.65‬‬

‫‪62‬‬

‫‪1039.74‬‬

‫‪2‬‬

‫‪519.87‬‬

‫‪174871.91‬‬

‫‪60‬‬

‫‪2914.53‬‬

‫‪175911.65‬‬

‫‪62‬‬

‫يبــن جــدول (‪ )10‬أنــه ال يوجــد فــرق بــن‬ ‫متوســطات تقديــرات املعلمــن التقويميــة لكتــاب‬ ‫الرياضيــات املطـ ّـور للصــف اخلامــس االبتدائــي يعزى‬ ‫إىل ســنوات اخلــرة يف التدريــس ملحــاور الكتــاب‬ ‫منفصلــة‪ ،‬وللكتــاب ككل‪ .‬وقــد يرجــع ذلــك إىل أن‬ ‫املطــور جديــد يف امليــدان‬ ‫كتــاب الصــف اخلامــس‬ ‫ّ‬ ‫الرتبــوي‪ ،‬ممــا جعــل تقديــرات املعلمــن التقويميــة‬ ‫نحــوه متقاربــة جــدًّ ا‪ ،‬بغــض النظــر عــن خرباهتــم‬ ‫التدريســية‪ ،‬وهــذا يعنــي أنــه ال يوجــد أثــر لســنوات‬ ‫اخلــرة التدريســية يف تقديــرات معلمــي الرياضيــات‬ ‫التقويميــة ملحــاور التقويــم وللكتــاب ككل‪.‬‬ ‫وتتفــق النتيجــة التــي توصلــت هلــا هــذه الدراســة‬ ‫مــع مــا توصلــت إليــه دراســات (جيــت‪2004 ،‬م؛‬

‫قيمة ف‬

‫مستوى الداللة‬

‫‪0.356‬‬

‫‪0.70‬‬

‫‪0.021‬‬

‫‪0.400‬‬

‫‪0.05‬‬

‫‪0.35‬‬

‫‪0.18‬‬

‫‪0.98‬‬

‫‪0.67‬‬

‫‪0.95‬‬

‫‪0.71‬‬

‫‪0.84‬‬

‫وبايونــس‪1433 ،‬هـــ؛ والــرع‪2010 ،‬م؛ وحســن‪،‬‬ ‫‪2014‬م؛ والثبيتــي‪1435 ،‬هـــ) التــي أظهــرت عــدم‬ ‫وجــود فــروق ذات داللــة إحصائيــة يف درجــة تقديــر‬ ‫املعلمــن التقويميــة تعــزى إىل خرباهتــم التدريســية‪.‬‬ ‫بينــا ختتلــف نتيجــة الدراســة احلاليــة مــع نتائــج دراســة‬ ‫الــراري (‪2001‬م) التــي أظهــرت وجــود فــرق يف‬ ‫درجــة تقديــر املعلمــن التقويميــة تعــزى إىل خربهتــم‬ ‫التدريســية‪ ،‬لصالــح املعلمــن ذوي اخلــرة األعــى (‪10‬‬ ‫ســنوات فأكثــر)‪.‬‬ ‫الســؤال الثالــث‪ :‬هــل ختتلــف تقديــرات املعلمــن‬ ‫املطــور للصــف‬ ‫التقويميــة لكتــاب الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫اخلامــس االبتدائــي باختــاف املؤهــل العلمــي؟‬ ‫لإلجابــة عــن هــذا الســؤال‪ ،‬تــم حســاب‬

‫‪199‬‬


‫ّ‬ ‫املطورللصف الخامس االبتدائي من وجهة نظرمعلمي الرياضيات في حائل‬ ‫تقويم كتاب الرياضيات‬

‫املتوســطات احلســابية واالنحرافــات املعياريــة‬ ‫لتقديــرات املعلمــن التقويميــة لكتــاب الرياضيــات‬ ‫املطـ ّـور للصــف اخلامــس االبتدائــي‪ ،‬ثــم طبــق اختبــار‬ ‫(‪ )T- test‬الختبــار داللــة الفــروق بــن املتوســطني‬ ‫احلســابيني لدرجــة تقديــر املعلمــن مــن محلــة شــهادة‬

‫عثمان ناصرمحمود منصور‬

‫أقــل مــن بكالوريــوس‪ ،‬وللمعلمــن مــن محلــة‬ ‫املطــور‬ ‫(بكالوريــوس فأعــى) لكتــاب الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫للصــف اخلامــس االبتدائــي‪ .‬ويبــن اجلــدول رقــم‬ ‫(‪ )11‬نتائــج اختبــار (‪ )T-test‬ملحــاور الكتــاب‪،‬‬ ‫وللكتــاب ككل‪.‬‬

‫جدول (‪ :)11‬نتائج اختبار (‪ )T-test‬الختبار داللة الفروق بني املتوسطات احلسابية لتقديرات املعلمني التقويمية ملحاور‬ ‫الكتاب وللكتاب ككل حسب املؤهل العلمي‬ ‫املحور‬

‫املحور األول‪ :‬األهداف‬ ‫املحور الثاين‪ :‬املحتوى‬

‫املستويات‬

‫العدد‬

‫أقل من بكالوريوس‬

‫املتوسط‬ ‫احلسايب‬

‫االنحراف‬ ‫املعياري‬

‫‪19‬‬

‫‪63.95‬‬

‫‪13.33‬‬

‫‪44‬‬

‫‪59.11‬‬

‫‪9.61‬‬

‫‪19‬‬

‫‪67.82‬‬

‫‪13.02‬‬

‫‪44‬‬

‫‪72.68‬‬

‫‪10.92‬‬

‫‪19‬‬

‫‪62.79‬‬

‫‪15.96‬‬

‫‪44‬‬

‫‪67.82‬‬

‫‪10.10‬‬

‫‪19‬‬

‫‪61.89‬‬

‫‪17.01‬‬

‫‪44‬‬

‫‪69.84‬‬

‫‪11.32‬‬

‫‪19‬‬

‫‪62.53‬‬

‫‪14.25‬‬

‫‪44‬‬

‫‪67.95‬‬

‫‪10.63‬‬

‫‪19‬‬

‫‪311.32‬‬

‫‪66.36‬‬

‫‪44‬‬

‫‪337.41‬‬

‫‪45.14‬‬

‫بكالوريوس فأعىل‬

‫أقل من بكالوريوس‬ ‫بكالوريوس فأعىل‬

‫املحور الثالث‪ :‬األنشطة‬ ‫والوسائل التعليمية‬

‫أقل من بكالوريوس‬ ‫بكالوريوس فأعىل‬

‫املحور الرابع‪ :‬أساليب‬ ‫التقويم‬

‫أقل من بكالوريوس‬ ‫بكالوريوس فأعىل‬

‫املحور اخلامس‪ :‬اإلخراج‬ ‫الفني والشكل العام‬

‫أقل من بكالوريوس‬ ‫بكالوريوس فأعىل‬

‫االستبانة ككل‬

‫أقل من بكالوريوس‬ ‫بكالوريوس فأعىل‬

‫يبــن جــدول (‪ )11‬وجــود فــرق بــن متوســطات‬ ‫إجابــات عينــة الدراســة يف مجيــع املحــاور يعــزى إىل‬ ‫املؤهــل العلمــي‪ ،‬وللتأكــد مــن أن هــذا الفــرق ذو‬ ‫داللــة إحصائيــة تــم إجــراء اختبــار (‪ ،)T-test‬حيــث‬ ‫تبــن عــدم وجــود فــرق ذي داللــة إحصائيــة يف‬ ‫تقديــرات املعلمــن التقويميــة مــن محلــة درجــة أقــل‬ ‫مــن بكالوريــوس‪ ،‬وللمعلمــن مــن محلــة شــهادة‬ ‫املطــور‬ ‫بكالوريــوس فأعــى لكتــاب الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫للصــف اخلامــس االبتدائــي‪ ،‬يعــزى للمؤهــل العلمــي‬ ‫يف مجيــع حمــاور الكتــاب‪ ،‬والكتــاب ككل‪ .‬باســتثناء‬ ‫وجــود فــروق ذي داللــة إحصائيــة يف درجــة تقديــر‬ ‫املعلمــن يعــزى للمؤهــل العلمــي عــى املحــور‬ ‫اخلامــس وهــو‪ :‬أســاليب التقويــم‪ ،‬لصالــح املعلمــن‬ ‫مــن محلــة درجــة البكالوريــوس فأعــى‪.‬‬ ‫وقــد يرجــع الســبب يف عــدم وجــود فــرق دال‬ ‫إحصائ ًّيــا يف تقديــرات املعلمــن التقويميــة تعــزى‬ ‫للمؤهــل العلمــي إىل اهتــام وزارة الرتبيــة والتعليــم‬

‫‪200‬‬

‫قيمة ف‬

‫درجة‬ ‫احلرية‬

‫قيمة ت‬

‫الداللة‬ ‫االحصائية‬

‫‪3.64‬‬

‫‪61‬‬

‫‪-1.74‬‬

‫‪0.09‬‬

‫‪0.83‬‬

‫‪61‬‬

‫‪-0.79‬‬

‫‪0.43‬‬

‫‪9.78‬‬

‫‪61‬‬

‫‪-1.51‬‬

‫‪0.14‬‬

‫‪6.90‬‬

‫‪61‬‬

‫‪-2.18‬‬

‫‪*0.03‬‬

‫‪0.62‬‬

‫‪61‬‬

‫‪-1.67‬‬

‫‪0.10‬‬

‫‪4.47‬‬

‫‪61‬‬

‫‪-1.82‬‬

‫‪0.07‬‬

‫برفــد املعلمــن باملهــارات الرضوريــة والالزمــة‬ ‫واملســاعدة هلــم يف تدريــس الكتــب املطـ ّـورة‪ .‬كــا توفــر‬ ‫هلــم البيئــة الصفيــة الفعالــة‪ ،‬وتزودهــم باألدلــة العمليــة‬ ‫للكتــاب‪ ،‬بغــض النظــر عــن مؤهالهتــم العلميــة‪ ،‬األمــر‬ ‫الــذي مل يظهــر أثــر ًا للمؤهــل العلمــي يف درجــة تقديــر‬ ‫املعلمــن لكتــاب الرياضيــات املطـ ّـور للصــف اخلامــس‬ ‫االبتدائــي‪ .‬وتتفــق هــذه النتيجــة مــع مــا ذهبــت إليــه‬ ‫دراســات‪( :‬جيــت ‪2004‬م؛ وبايونــس‪1433 ،‬هـــ؛‬ ‫وحســن‪2014 ،‬م) التــي أشــارت نتائجهــا إىل عــدم‬ ‫وجــود فــرق ذي داللــة إحصائيــة يف تقديــرات املعلمني‬ ‫لكتــاب الصــف األول الثانــوي األديب يف األردن يمكن‬ ‫أن يعــزى للمؤهــل العلمــي‪ .‬كــا تتفــق نتيجــة هــذه‬ ‫الدراســة مــع دراســة الثبيتــي (‪1435‬هـــ) التــي بينــت‬ ‫عــدم وجــود فــرق ذي داللــة إحصائيــة يعــزى إىل‬ ‫املؤهــل العلمــي‪ ،‬فيــا عــدا حمــور املواصفــات الفنيــة‪،‬‬ ‫لصالــح املؤهــل األعــى مــن بكالوريــوس‪ .‬وختتلــف‬ ‫نتيجــة هــذه الدراســة إىل حــد مــا مــع نتيجــة دراســة‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫الــرع (‪2010‬م) التــي بينــت أن املؤهــل العلمــي لــه أثر‬ ‫يف تقديــرات املعلمــن عــى املحــور الــكيل‪ ،‬واملحــاور‬ ‫الفرعيــة لكتــاب الصــف الثامــن األســايس اجلديــد‪.‬‬ ‫أمــا االختــاف يف تقديــرات املعلمــن التقويميــة‬ ‫عــى حمــور أســاليب التقويــم فربــا يرجــع الســبب‬ ‫فيــه إىل أن املعلمــن مــن محلــة درجــة بكالوريــوس‬ ‫فأعــى لدهيــم معرفــة وخــرة تراكميــة بإســراتيجيات‬ ‫وأدوات التقويــم املختلفــة واملتنوعــة‪ ،‬ويســتخدموهنا‬ ‫يف تقويــم الطلبــة داخــل غرفــة الصــف‪ ،‬وقــد‬ ‫اكتســبوها خــال دراســتهم مــن املقــررات الدراســية‬ ‫ذات العالقــة بالتقويــم يف املرحلــة اجلامعيــة‪.‬‬

‫الســؤال الرابــع‪ :‬هــل ختتلــف تقديــرات املعلمــن‬ ‫املطــور للصــف‬ ‫التقويميــة لكتــاب الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫اخلامــس االبتدائــي باختــاف عــدد الــدورات‬ ‫املطــورة؟‬ ‫التدريبيــة حــول كتــب الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫لإلجابــة عــن هــذا الســؤال تــم اســتخدام حتليــل‬ ‫التبايــن األحــادي (‪ )One Way Anova‬لتقديــرات‬ ‫املعلمــن التقويميــة لكتــاب الرياضيــات املطــور‬ ‫للصــف اخلامــس االبتدائــي وفقــ ًا لعــدد الــدورات‬ ‫املطــورة‪ .‬واجلــدول رقــم‬ ‫التدريبيــة حــول املناهــج‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )12‬يبــن حتليــل التبايــن األحــادي لــكل حمــور مــن‬ ‫حمــاور الكتــاب‪ ،‬وللكتــاب ككل عنــد (‪)0.05 =α‬‬

‫املطور للصف اخلامس‬ ‫جدول (‪ :)12‬نتائج حتليل التباين األحادي لتقديرات املعلمني التقويمية لكتاب الرياضيات ّ‬ ‫االبتدائي وفق ًا لعدد الدورات التدريبية لكل املحاور وللكتاب ككل‬ ‫املحور‬

‫مصدر التباين‬

‫املحور األول‪:‬‬ ‫األهداف‬

‫داخل املجموعات‬

‫املحور الثاين‪:‬‬ ‫املحتوى‬ ‫املحور الثالث‪:‬‬ ‫األنشطة والوسائل‬ ‫التعليمية‬ ‫املحور الرابع‪:‬‬ ‫أساليب التقويم‬

‫بني املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬

‫املحور اخلامس‪:‬‬ ‫اإلخراج الفني‬ ‫والشكل العام‬

‫الكيل‬

‫االستبانة ككل‬

‫داخل املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬ ‫بني املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫جمموع املربعات‬

‫درجات احلرية‬

‫التباين‬

‫‪97.52‬‬

‫‪2‬‬

‫‪48.76‬‬

‫‪7430.04‬‬

‫‪60‬‬

‫‪123.83‬‬

‫‪7527.56‬‬

‫‪62‬‬

‫‪216.96‬‬

‫‪2‬‬

‫‪108.48‬‬

‫‪8047.65‬‬

‫‪60‬‬

‫‪134.13‬‬

‫‪8264.60‬‬

‫‪62‬‬

‫‪113.86‬‬

‫‪2‬‬

‫‪56.93‬‬

‫‪9191.41‬‬

‫‪60‬‬

‫‪153.19‬‬

‫‪9305.27‬‬

‫‪62‬‬

‫‪165.35‬‬

‫‪2‬‬

‫‪82.68‬‬

‫‪11388.20‬‬

‫‪60‬‬

‫‪189.80‬‬

‫‪11553.56‬‬

‫‪62‬‬

‫‪263.70‬‬

‫‪2‬‬

‫‪131.85‬‬

‫‪8643.95‬‬

‫‪60‬‬

‫‪144.07‬‬

‫‪8907.65‬‬

‫‪62‬‬

‫‪31.25‬‬

‫‪2‬‬

‫‪15.62‬‬

‫‪175880.40‬‬

‫‪60‬‬

‫‪2931.34‬‬

‫‪175911.65‬‬

‫‪62‬‬

‫يتبــن مــن جــدول (‪ )12‬أنــه ال يوجــد فــرق ذو‬ ‫داللــة إحصائيــة بــن متوســطات تقديــرات املعلمــن‬ ‫املطــور للصــف اخلامــس‬ ‫لكتــاب الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫االبتدائــي يعــزى إىل عــدد الــدورات التدريبيــة حــول‬

‫قيمة ف‬ ‫‪0.39‬‬

‫‪0.81‬‬

‫‪0.37‬‬

‫‪0.44‬‬

‫‪0.92‬‬

‫‪0.01‬‬

‫مستوى الداللة‬ ‫‪0.68‬‬

‫‪0.45‬‬

‫‪0.69‬‬

‫‪0.65‬‬

‫‪0.41‬‬

‫‪1.00‬‬

‫املناهــج املطـ ّـورة ملحــاور الكتــاب منفصلــة‪ ،‬وللكتــاب‬ ‫ككل‪ .‬وتتفــق هــذه النتيجــة مــع مــا توصلــت إليــه‬ ‫دراســة بايونــس (‪1433‬هـــ)‪ .‬بينــا ختتلــف النتيجــة‬ ‫التــي توصلــت إليهــا هــذه الدراســة مــع دراســة الثبيتي‬

‫‪201‬‬


‫ّ‬ ‫املطورللصف الخامس االبتدائي من وجهة نظرمعلمي الرياضيات في حائل‬ ‫تقويم كتاب الرياضيات‬

‫(‪1435‬هـــ) التــي أظهــرت نتائجهــا وجــود فــرق ذي‬ ‫داللــة إحصائيــة يعــزى إىل عــدد الــدورات التدريبيــة‬ ‫يف اجتــاه املجموعــة التــي تلقــت أكثــر مــن (‪ )5‬دورات‪.‬‬ ‫وقــد يرجــع ذلــك إىل الدافعيــة واحلامســة التــي‬ ‫املطــور؛ حيــث‬ ‫يبدهيــا املعلمــون يف تدريــس املنهــاج‬ ‫ّ‬ ‫شــعر الباحــث ‪-‬مــن خــال زياراتــه امليدانيــة لعــدد‬ ‫مــن املدارس‪-‬بوجــود ارتيــاح عــام مــن قبــل قطــاع‬ ‫املطــورة مــن حيــث‪:‬‬ ‫كبــر مــن املعلمــن للمناهــج‬ ‫ّ‬ ‫مادهتــا العلميــة وشــكل الكتــاب وتصميمــه‪ ،‬وكذلــك‬ ‫ســهولة التعامــل معــه مــن قبــل الطلبــة أنفســهم‪ .‬ولعل‬ ‫هــذا مــا يفــر عــدم ظهــور أثــر للــدورات التدريبيــة يف‬ ‫املطــور‬ ‫درجــة تقديــر املعلمــن لكتــاب الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫للصــف اخلامــس االبتدائــي‪.‬‬ ‫التوصيات‬ ‫يف ضــوء النتائــج التــي توصلــت إليهــا الدراســة‪،‬‬ ‫تــويص بــا يــي‪:‬‬ ‫ ‪1.‬الرتكيــز عــى األهــداف مــن خــال التنويــع‬ ‫ومراعــاة مســتوياهتا املختلفــة يف كتــاب الرياضيات‬ ‫املطــور للصــف اخلامــس االبتدائــي وتطويرهــا‬ ‫ّ‬ ‫لتكــون مناســبة ومتوافقــة مــع الطالــب‪.‬‬ ‫ ‪2.‬االهتــام بشــكل الكتــاب الفنــي وإخراجــه بحيــث‬ ‫يكــون جذابـ ًا ومشــوق ًا للطلبــة‪.‬‬ ‫ ‪3.‬تعزيــز وزيــادة االهتــام باجلانــب الوجــداين يف‬ ‫صياغــة األهــداف ذات الطابــع الوجــداين‪ ،‬كوهنــا‬ ‫هتتــم برغبــات وحاجــات واجتاهــات وقــدرات‬ ‫الطلبــة أنفســهم‪.‬‬ ‫ ‪4.‬مراعــاة الــوزن النســبي ملحتــوى كتــاب الرياضيات‬ ‫املطـ ّـور للصــف اخلامــس االبتدائــي ليتناســب مــع‬ ‫عــدد احلصــص الــكيل املخصــص لــه‪.‬‬ ‫ ‪5.‬مراعــاة الفــروق الفرديــة يف التامريــن واملســائل‬ ‫والتدريبــات بحيــث تراعــي وتأخــذ مســتويات‬ ‫الطــاب وقدراهتــم املختلفــة بعــن االعتبــار‪.‬‬ ‫ ‪6.‬الرتكيــز عــى الصــور والرســومات والوســائل‬ ‫املطــور بحيــث تكــون‬ ‫التعليميــة يف الكتــاب‬ ‫ّ‬ ‫مســتمدة مــن بيئــة الطالــب ومالئمــة لقدراتــه‬ ‫واهتامماتــه‪.‬‬ ‫املطــورة‬ ‫ ‪7.‬إرشاك املعلمــن يف ختطيــط املناهــج‬ ‫ّ‬ ‫وتأليفهــا واختيــار املوضوعــات واملحتــوى‪،‬‬ ‫كوهنــم يمثلــون احللقــة األهــم واألبــرز يف تنفيــذ‬ ‫املناهــج وتطبيقهــا يف امليــدان‪.‬‬ ‫ ‪8.‬اهتــام القائمــن عــى الكتــب املطـ ّـورة مــن تربويــن‬

‫‪202‬‬

‫عثمان ناصرمحمود منصور‬

‫ورياضيــن بتنويــع أســاليب التقويــم املســتخدمة‪،‬‬ ‫وعقــد الــدورات التخصصيــة للمعلمــن يف‬ ‫إســراتيجيات التقويــم احلديثــة‪ ،‬وتدريبهــم عــى‬ ‫اســتخدام أدوات التقويــم املناســبة‪ ،‬والتنويــع‬ ‫يف اســتخدامها بــا يناســب مســتويات الطلبــة‬ ‫وقدراهتــم‪.‬‬ ‫املقرتحات‬ ‫املطور‬ ‫ ‪1.‬إجــراء دراســة تقويميــة لكتــاب الرياضيــات ّ‬ ‫للصــف اخلامــس االبتدائــي مــن وجهــة نظــر‬ ‫الطلبــة‪ ،‬وأوليــاء األمــور‪ ،‬واملرشفــن الرتبويــن‬ ‫واملهتمــن بالرياضيــات‪.‬‬ ‫ ‪2.‬إجــراء دراســات تقويميــة مشــاهبه للدراســة احلالية‬ ‫املطــورة يف املرحلتــن املتوســطة‬ ‫تأخــذ املناهــج‬ ‫َ‬ ‫والثانويــة‪ ،‬ودراســة متغــرات أخــرى‪.‬‬ ‫ ‪3.‬القيــام بدراســة تقيــس مســتوى مقروئيــة كتــاب‬ ‫املطــور للصــف اخلامــس االبتدائــي‬ ‫الرياضيــات‬ ‫ّ‬ ‫ومــدى مناســبته ملســتويات الطلبــة‪.‬‬ ‫ ‪4.‬إجــراء دراســة حتليليــة لتقويــم كتــاب الرياضيــات‬ ‫املطــور للصــف اخلامــس االبتدائــي يف ضــوء‬ ‫ّ‬ ‫معايــر (‪ )NCTM‬العامليــة‪.‬‬ ‫املراجع‬

‫ابــن ســلمة‪ ،‬منصــور‪ ،‬واحلارثــي‪ ،‬إبراهيــم‪2005 .‬م‪.‬‬ ‫املرشــد يف تأليــف الكتــاب املــدريس ومواصفاتــه‪.‬‬ ‫بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬مكتــب الرتبيــة العــريب لــدول‬ ‫اخلليــج‪ ،‬الريــاض‪.‬‬

‫أبــو زينــة‪ ،‬فريــد‪2003 .‬م‪ .‬مناهــج الرياضيــات املدرســية‬ ‫وتدريســها‪ ،‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬مكتبــة الفــاح‪ ،‬الكويــت‪.‬‬

‫أبــو عمــرة‪ ،‬حمبــات‪1996 .‬م‪ .‬الرياضيــات الرتبويــة‪.‬‬ ‫الطبعــة الثانيــة‪ ،‬مكتبــة الــدار العربيــة للكتــاب‪،‬‬ ‫القاهــرة‪.‬‬ ‫بايونــس‪ ،‬أمــل‪1433 .‬هـــ‪ .‬تقويــم كتــاب الرياضيــات‬ ‫املطــور للصــف األول املتوســط‪ ،‬رســالة ماجســتري‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬اململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية‪.‬‬ ‫الــري‪ ،‬قاســم نــواف‪2012 .‬م‪ .‬درجــة تضمــن كتــاب‬ ‫لغتنــا العربيــة للصــف الســادس األســايس يف األردن‬ ‫ملهــارات التفكــر الناقــد‪ :‬دراســة حتليليــة‪ .‬جملــة العلــوم‬ ‫الرتبويــة والنفســية‪ ،‬جامعــة البحريــن‪ ،‬املجلــد الرابــع‬ ‫عــر‪ ،‬العــدد الرابــع‪ ،‬ص ص ‪.516 - 491‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫الثبيتــي‪ ،‬عــي‪1435 .‬هـــ‪ .‬تقويــم كتــب الرياضيــات‬ ‫املطـ ّـورة للمرحلــة الثانويــة مــن وجهــة نظــر املعلمــن‬ ‫واملرشفــن‪ .‬رســالة ماجســتري‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة أم‬ ‫القــرى‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫جيــت‪ ،‬قاســم‪2004 .‬م‪ .‬دراســة تقويميــة لكتــاب‬ ‫الرياضيــات املقــرر لطلبــة الصــف األول الثانــوي‬ ‫األديب يف األردن مــن وجهــة نظــر طلبــة ومعلمــي‬ ‫الرياضيــات يف حمافظــة إربــد‪ .‬رســالة ماجســتري‪ ،‬كليــة‬ ‫الدراســات العليــا‪ ،‬جامعــة عــان العربيــة‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫حســن‪ ،‬عبــد اهلل حممــود‪2010 .‬م‪ .‬تقويــم كتــب رياضيــات‬ ‫احللقــة الثالثــة بمرحلــة التعليــم األســايس‪ .‬املركــز‬ ‫القومــي للمناهــج والبحــث الرتبــوي‪ ،‬الســودان‪،‬‬ ‫املجلــد احلــادي عــر‪ ،‬العــدد احلــادي والعــرون‪،‬‬ ‫ص ص ‪.135 – 108‬‬ ‫حســن‪ ،‬عبــر ســليامن‪2014 .‬م‪ .‬تقويــم كتــاب الرياضيــات‬ ‫للصــف األول الثانــوي مــن وجهــة نظــر املعلمــن‬ ‫واملعلــات يف املــدارس الثانويــة بمنطقــة املدينــة‬ ‫املنــورة‪ .‬املجلــة الرتبويــة‪ ،‬جملــس النــر العلمــي‪،‬‬ ‫جامعــة الكويــت‪ ،‬املجلــد الثامــن والعــرون‪ ،‬العــدد‬ ‫مائــة وعــرة‪ ،‬ص ص ‪.453 -399‬‬ ‫اخلضــري‪ ،‬إبراهيــم‪1425 .‬هـــ‪ .‬دراســة تقويميــة ومقارنــة‬ ‫ألســئلة اختبــارات العلــوم للصــف الثــاين املتوســط‬ ‫وأســئلة الكتــاب املقــرر يف ضــوء تصنيــف بلــوم‬ ‫لألهــداف املعرفيــة يف منطقــة القصيــم التعليميــة‪.‬‬ ‫رســالة ماجســتري‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪،‬‬ ‫اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫الرحاحلــة‪ ،‬حممــد يوســف‪ ،‬واملالكــي‪ ،‬حوريــة عــي‪.‬‬ ‫‪2001‬م‪ .‬تصميــم أداة لتقويــم الكتــاب املــدريس‬ ‫(دراســة تقويميــة)‪ .‬جملــة آفــاق تربويــة‪ ،‬اجلمعيــة‬ ‫الســعودية للعلــوم الرتبويــة والنفســية (جســتن)‪،‬‬ ‫جامعــة امللــك ســعود‪ ،‬الريــاض‪ ،‬العــدد الثامــن عــر‪،‬‬ ‫ص ص ‪.33 -12‬‬

‫رحيــان‪ ،‬ســامح أمحــد‪ ،‬والقرارعــة‪ ،‬أمحــد عــودة‪ ،‬والقيــي‪،‬‬ ‫تيســر خليــل‪ ،‬والرفــوع‪ ،‬حممــد أمحــد‪2006 .‬م‪.‬‬ ‫دراســة تقويميــة لكتــاب الرياضيــات للصــف العــارش‬ ‫األســايس يف األردن‪ .‬دراســات تربويــة واجتامعيــة‪،‬‬ ‫كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة حلــوان‪ ،‬مــر‪ ،‬املجلــد الثــاين‬ ‫عــر‪ ،‬العــدد الرابــع‪ ،‬ص ص ‪.156 -131‬‬

‫ســعادة‪ ،‬جــودت‪ ،‬وإبراهيــم‪ ،‬عبــد اهلل‪2008 .‬م‪ .‬املنهــج‬ ‫املــدريس املعــارص‪ .‬الطبعــة اخلامســة‪ ،‬دار الفكــر‪،‬‬ ‫عــان‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫سلامة‪ ،‬أمحـد حممـد‪2006 .‬م‪ .‬تقويـم كتـب الرياضيـات‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫للصـف اخلامـس االبتدائـي يف ضـوء ثقافـة وفلسـفة‬ ‫املعايير‪ .‬جملـة دراسـات يف املناهـج وطـرق التدريـس‪،‬‬ ‫اجلمعيـة املرصيـة للمناهـج وطـرق التدريـس‪ ،‬جامعـة‬ ‫عين شـمس‪ ،‬العـدد مائـة وثالثـة عشر‪ ،‬ص ص ‪– 30‬‬ ‫‪.57‬‬

‫الشــايع‪ ،‬فهــد‪ ،‬وعبــد احلميــد‪ ،‬عبــد النــارص‪2011 .‬م‪.‬‬ ‫مــروع تطويــر مناهــج الرياضيــات والعلــوم الطبيعيــة‬ ‫يف اململكــة العربيــة الســعودية (آمــال وحتديــات)‪ .‬ورقــة‬ ‫مقدمــة إىل املؤمتــر العلمــي اخلامــس عــر «الرتبيــة‬ ‫العلميــة فكــر جديــد لواقــع جديــد»‪ ،‬اجلمعيــة املرصيــة‬ ‫للرتبيــة العلميــة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫الــراري‪ ،‬عامــر‪2001 .‬م‪ .‬تقويــم كتــب الرياضيــات‬ ‫للمرحلــة املتوســطة يف اململكــة العربيــة الســعودية مــن‬ ‫وجهــة نظــر املعلمــن‪ .‬رســالة ماجســتري‪ ،‬كليــة العلــوم‬ ‫الرتبويــة‪ ،‬اجلامعــة األردنيــة‪.‬‬

‫الــرع‪ ،‬إبراهيــم أمحــد‪2010 .‬م‪ .‬تقويــم كتــاب الرياضيــات‬ ‫للصــف الثامــن األســايس اجلديــد مــن وجهــة نظــر‬ ‫املعلمــن واملعلــات‪ .‬جملــة كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة‬ ‫املنصــورة‪ ،‬العــدد الثــاين والســبعون‪ ،‬ص ص ‪– 214‬‬ ‫‪.247‬‬

‫صيــام‪ ،‬عقيــل‪1990 .‬م‪ .‬قيــاس مــدى حتقيــق طلبــة الصــف‬ ‫الثــاين الثانــوي العلمــي لألهــداف التدريســية ملنهــاج‬ ‫علــم األحيــاء يف املرحلــة الثانويــة‪ .‬رســالة ماجســتري‪،‬‬ ‫كليــة العلــوم الرتبويــة‪ ،‬اجلامعــة األردنيــة‪.‬‬ ‫العليــات‪ ،‬عبــر راشــد‪ ،‬والســويلمني‪ ،‬منــذر‪2009 .‬م‪.‬‬ ‫التقييــم القائــم عــى املعايــر‪ :‬تقييــم كتــاب الرياضيــات‬ ‫للصــف الســادس األســايس وبنــاء نمــوذج لتطويــره يف‬ ‫ضــوء املعايــر العامليــة للكتــب املدرســية‪ .‬كليــة األمــرة‬ ‫رمحــة اجلامعيــة‪ ،‬جامعــة البلقــاء التطبيقيــة‪ ،‬أبحــاث‬ ‫مؤمتــر «الرتبيــة يف عــامل متغــر» الفــرة ‪ 8-7‬أبريــل‬ ‫‪ ،2010‬اجلامعــة اهلاشــمية‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫فـرج اهلل‪ ،‬عبـد الكريـم موسـى‪2011 .‬م‪ .‬تقويـم كتـاب‬ ‫الرياضيـات للصـف الثـاين عشر للعلـوم اإلنسـانية‬ ‫بمحافظـات قطـاع غـزة مـن وجهـة نظـر املعلمين يف‬ ‫ضـوء معايير اجلـودة‪ .‬جملـة اجلامعـة اإلسلامية‪ ،‬غـزة‪،‬‬ ‫املجلـد التاسـع عشر‪ ،‬العـدد الثـاين‪ ،‬ص ص ‪-733‬‬ ‫‪.766‬‬

‫القضــاة‪ ،‬أمحــد حســن‪2012 .‬م‪ .‬تقويــم فاعليــة كتــاب‬ ‫الرياضيــات للصــف الثــاين الثانــوي العلمــي‬ ‫(التوجيهــي) يف األردن مــن خــال مســتوى حتصيــل‬ ‫الطلبــة ألهــداف املنهــاج وآراء املعلمــن والطلبــة‬ ‫بالكتــاب‪ .‬جملــة جامعــة دمشــق‪ ،‬ســوريا‪ ،‬املجلــد الثامن‬ ‫والعــرون‪ ،‬العــدد الرابــع‪ ،‬ص ص ‪.313 – 279‬‬

‫‪203‬‬


‫ّ‬ ‫املطورللصف الخامس االبتدائي من وجهة نظرمعلمي الرياضيات في حائل‬ ‫تقويم كتاب الرياضيات‬

‫املركــز العــريب للبحــوث الرتبويــة لــدول اخلليــج‬ ‫(الكويــت)‪2000 .‬م‪ .‬دراســة تقويميــة ملناهــج‬ ‫الرياضيــات املوحــدة يف دول اخلليــج العــريب للمرحلــة‬ ‫الثانويــة «الصفــان العــارش واحلــادي عــر»‪ .‬املركــز‬ ‫العــريب للبحــوث الرتبويــة لــدول اخلليــج العربيــة‪،‬‬ ‫الكويــت‪.‬‬

‫مهنــا‪ ،‬وفــاء‪2007 .‬م‪ .‬تقويــم كتــاب الرياضيــات‬ ‫املحوســب عــى الشــبكة بــاألردن‪ .‬ورقــة مقدمــة إىل‬ ‫املؤمتــر الســادس «اإلنرتنــت يف التعليــم» املنعقــد يف‬ ‫القاهــرة يف ‪ 4 – 2‬ســبتمرب‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫نصــرة‪ ،‬بــن نــايب‪2011 .‬م‪ .‬تقويــم الكتــاب املــدريس‬ ‫ملــادة الرياضيــات وفــق املقاربــة بالكفايــات‪ :‬دراســة‬ ‫حتليليــة لكتــاب الســنة الثالثــة مــن التعليــم املتوســط‪.‬‬ ‫جملــة احتــاد اجلامعــات العربيــة للرتبيــة وعلــم النفــس‪،‬‬ ‫ســوريا‪ ،‬املجلــد التاســع‪ ،‬العــدد الرابــع‪ ،‬ص ص ‪101‬‬ ‫– ‪.124‬‬

‫نــور‪ ،‬أنــوار‪2006 .‬م‪ .‬تقويــم كتــاب الرياضيــات للصــف‬ ‫الســادس العلمــي وفــق معايــر حمــددة‪ .‬رســالة‬ ‫ماجســتري‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة بغــداد‪ ،‬العــراق‪.‬‬

‫‪204‬‬

‫عثمان ناصرمحمود منصور‬

‫وزارة الرتبيــة والتعليــم‪2006 .‬م‪ .‬مــروع تطويــر مناهــج‬ ‫الرياضيــات والعلــوم الطبيعيــة يف اململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية‪ .‬أمانــة مــروع تطويــر مناهــج الرياضيــات‬ ‫والعلــوم الطبيعيــة‪ ،‬مطابــع ركــن الطباعــة‪ ،‬الريــاض‪،‬‬ ‫اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫الوكيــل‪ ،‬حلمــي‪ ،‬واملفتــي‪ ،‬حممــد‪2005 .‬م‪ .‬أســس بنــاء‬ ‫املناهــجوتنظيامهتــا‪.‬الطبعــةاألوىل‪،‬داراملســرة‪،‬عــان‪.‬‬

‫‪Li, Y. 2000. A comparison of problems that follow‬‬ ‫‪selected content presentations in American‬‬ ‫‪and Chinese mathematics textbooks. Journal‬‬ ‫‪for Research in Mathematics Education.‬‬ ‫‪31(2): 234–41.‬‬ ‫‪Mai, c. j. 2004. Evaluation on mathematics‬‬ ‫‪textbook of elementary samples of grade 1-9‬‬ ‫‪Curriculum Second Learning Stages. MA.‬‬ ‫‪Thesis, Taiwan. https://cutt.us/ymqz4.‬‬ ‫‪Koenig, G. 2007. Orchard Software and the‬‬ ‫‪NCTM Principle and Standards for School‬‬ ‫‪Mathematics. https://cutt.us/0ZrCd.‬‬ ‫‪Voogt, J. M. 1993. Courseware for an inquiry‬‬‫‪based science curriculum: An implementation‬‬ ‫‪perspective. PhD Thesis. Universiteit Twente,‬‬ ‫‪the Netherlands. https://cutt.us/RnTuI.‬‬


(‫هـ‬1441( ‫م‬2020 - 1 ‫ العدد‬- 21 ‫املجلد‬

)‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية‬

The Evaluation of the Fifth Primary Grade Developed Improved Mathematics Book from the Viewpoint of Mathematics Teachers in Hail, Saudi Arabia Othman Naser Mansour Dept. of Curricula and Instruction, Faculty of education, Hail University Hail, Saudi Arabia https://doi.org/10.37575/h/edu/1753

ABSTRACT

The call for scholastic curricula reform was a reaction to shortcomings in previous curricula, which was unable to cope with the developments of different life aspects. This led to poor graduates' achievement and lack of preparedness for scientific technological advancements. The importance of the current study resides in the attempt to introduce a real-world view of the status of the developed math textbook in order to assist curriculum developers' identification of weaknesses and avoid shortcomings in future. The present study aimed to assess the elementary 5th developed math textbook from viewpoint of teachers. To achieve this goal, a 94-item questionnaire was designed and tested for validity and stability. The questionnaire was administered to a randomly selected sample of 63 teachers within Hail city. The results showed "moderate" estimate of the developed math textbook by teachers on all themes with an average value of all items equal to 3.52. The themes were in the following descendant order: Graphic design and format, goals, evaluation methods, contents, activities and instructional aids. Teachers' estimates were not significantly different due to experience years, number of attended training courses on the developed curricula, or teacher qualifications on all themes except for "evaluation methods" which was significantly different in favor of BA holders. The work recommends conducting further studies on the elementary 5th developed math textbook as perceived by students, parents, and educational supervisors taking into consideration other variables, such as gender, to identify their effects on evaluation. Key Words: Developed Mathematics Book, Evaluation, Fifth grade primary, Mathematics teachers.

205



‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫االجتاه نحو القراءة لدى طالب وطالبات املرحلة الثانوية يف �ضوء بع�ض املتغريات‬ ‫إبراهيم سامل الصباطي‬

‫قسم علم النفس‪ ،‬كلية الرتبية‪ ،‬جامعة امللك فيصل‬ ‫‪https://doi.org/10.37575/h/edu/1795‬‬

‫امللخص‬

‫تعــد القــراءة مــن أهــم العوامــل املؤثــرة يف النمــو العقــي واالنفعــايل واالجتامعــي للمتعلــم‪ .‬وتــؤدي دور ًا كبــر ًا للنهــوض بالتعليــم‬ ‫والثقافــة واملجتمــع‪ .‬هــدف البحــث احلــايل إىل الكشــف عــن اجتــاه املراهــق الســعودي نحــو القــراءة يف ضــوء عــدد مــن املتغــرات‬ ‫الديموغرافيــة (اجلنــس ‪ -‬الصــف الــدرايس ‪ -‬اخللفيــة الثقافيــة) والتحصيــل يف مــادة اللغــة العربيــة‪ .‬ولتحقيــق هــذا‪ ،‬تــم تصميــم‬ ‫مقيــاس االجتــاه نحــو القــراءة وحســاب خصائصــه الســيكومرتية‪ .‬وتكونــت عينــة الدراســة مــن (‪ )320‬طالب ـ ًا وطالبــة مــن الصفــن‬ ‫األول والثالــث الثانــوي مــن خلفيــات ثقافيــة ريفيــة وحرضيــة خمتلفــة‪ ،‬والبالــغ عددهــم الــكيل (‪ )9‬آالف‪ ،‬ممــن بلــغ املتوســط احلســايب‬ ‫إحصائيــا يف االجتــاه نحــو القــراءة وفقـ ًا ملتغــرات‪ :‬اجلنــس‪ ،‬لصالــح‬ ‫ألعامرهــم (‪ )9.16‬ســنة‪ .‬توصلــت النتائــج إىل وجــود فــروق دالــة‬ ‫ًّ‬ ‫الذكــور‪ ،‬والصــف الــدرايس‪ ،‬لصالــح الصــف الثالــث‪ ،‬واخللفيــة الثقافيــة‪ ،‬لصالــح احلــر‪ ،‬وتفاعــل اجلنــس مــع الصــف الــدرايس‪،‬‬ ‫لصالــح ذكــور الصــف الثالــث‪ ،‬وتفاعــل اجلنــس مــع اخللفيــة الثقافيــة‪ ،‬لصالــح ذكــور املناطــق احلرضيــة‪ ،‬وتفاعــل الصــف الــدرايس‬ ‫مــع اخللفيــة الثقافيــة‪ ،‬لصالــح الصــف الثالــث باملناطــق احلرضيــة‪ ،‬وتفاعــل اجلنــس مــع الصــف الــدرايس مــع اخللفيــة الثقافيــة‪ ،‬لصالــح‬ ‫الذكــور يف الصــف الثالــث الثانــوي مــن خلفيــة ثقافيــة حرضيــة‪ ،‬كــا أشــارت النتائــج إىل وجــود ارتبــاط موجــب بــن االجتــاه نحــو‬ ‫القــراءة والتحصيــل يف مــادة اللغــة العربيــة‪ .‬وقــد تــم تفســر النتائــج يف ضــوء مــا جــاء يف اإلطــار النظــري ونتائــج البحــوث اإلمربيقيــة‪.‬‬ ‫وأوصــت الدراســة بأمهيــة تنميــة امليــول واالجتاهــات اإلجيابيــة نحــو هــذه املهــارة‪ ،‬إىل جانــب املامرســة واملــران‪.‬‬

‫الكلامت املفتاحية‪ :‬االجتاه نحو القراءة‪ ،‬املتغريات الديموغرافية‪ ،‬املرحلة الثانوية‪.‬‬

‫املقدمة‬ ‫تشــكل القــراءة أحــد أهــم املهــارات التــي دفعــت‬ ‫اإلنســان للتطــور والرقــي‪ ،‬وهــي مــا ميزتــه ‪-‬بــا حتققــه‬ ‫مــن أهــداف ‪-‬عــن بقيــة املخلوقــات؛ فهــي مفتــاح‬ ‫العلــم وعــاده‪ ،‬ووســيلة اإلنســان يف مواكبــة التطــور‬ ‫يف جماالتــه املختلفــة‪ ،‬وهــي نافذتــه عــى العــامل ماضيــه‬ ‫وحــارضه ومســتقبله‪.‬‬ ‫فبوابــة احلــارض واملســتقبل ال يمكــن دخوهلــا إال‬ ‫بالقــراءة‪ ،‬ولعــل مــا يؤكــد ذلــك تلــك الســات التــي‬ ‫متيــز هبــا العــر احلــايل‪ ،‬وأمههــا التدفــق املعــريف‪،‬‬ ‫والعوملــة‪ ،‬والتغــرات الرسيعة‪ ،‬والعلــم والتكنولوجيا‪،‬‬ ‫واحلداثــة‪ ،‬والغــزو الثقــايف‪ ،‬واملعلوماتيــة‪ ،‬وهــذ‬ ‫كلــه يؤكــد أن االهتــام بالقــراءة والتفكــر غــدا‬ ‫رضورة عرصيــة‪ ،‬ينبغــي أن يضعهــا الرتبويــون‬ ‫يف صــدارة أهدافهــم وعــى أولويــات مهامهــم‬ ‫)‪.(Sani and Zain, 2011; Hickerson, 2012‬‬ ‫وقــد أدت الثــورة املعرفيــة والتكنولوجيــة التــي‬ ‫بلغــت أوجهــا يف العقــد األول مــن القــرن احلــادي‬ ‫والعرشيــن إىل زيــادة الوعي بأمهية القراءة‪ ،‬وبأســاليب‬ ‫تع ّلمهــا وتعليمهــا بــا يتــواءم وروح العــر‪ ،‬وبــا يتفق‬ ‫ودورهــا يف مســاعدة اإلنســان املعــارص عــى مالحقــة‬ ‫العلــوم واملعــارف اجلديــدة‪ ،‬والتواصــل معهــا بوعــي‬

‫وبعقــل مفتــوح؛ فالقــراءة كانــت وال تــزال وســتبقى‬ ‫أداة التعلــم ومفتــاح الدخــول إىل عــامل املعرفــة‪.‬‬ ‫وبالرغــم مــن تعــدد مصــادر املعرفــة املتمثلــة يف‬ ‫وســائل االتصــال احلديثــة والوســائل التكنولوجيــة؛‬ ‫كالشــبكة العنكبوتيــة‪ ،‬إال أن القــراءة مل تفقــد مكانتهــا‪،‬‬ ‫ومل يرتاجــع دورهــا يف عمليــة التعليــم والتعلــم‪ ،‬بــل‬ ‫وعلــت أمهيتهــا‪ ،‬وبقيــت أداة اإلنســان‬ ‫ازداد دورهــا‬ ‫ْ‬ ‫األوىل يف حصولــه عــى املعرفــة وتفاعلــه مــع مــا يــدور‬ ‫حولــه (عاشــور واحلوامــدة‪.)2007 ،‬‬ ‫وتــؤدي القــراءة دور ًا كبــر ًا للنهــوض بالتعليــم‪،‬‬ ‫والثقافــة‪ ،‬واملجتمــع‪ .‬وحتتــل القــراءة األولويــة بــن‬ ‫مصــادر املعلومــات التــي يتلقاهــا املتعلــم‪ ،‬حيــث‬ ‫يشــر يونــس (‪ )2001‬إىل أن الدراســات أظهــرت أن‬ ‫نحــو ‪ % 70‬مــن املعلومــات التــي يتعلمهــا اإلنســان‬ ‫تــرد إليــه عــن طريــق القــراءة‪.‬‬ ‫ويشــر )‪ Daisey (2012‬إىل أن األصــل يف القــراءة‬ ‫ال يتوقــف عنــد مرحلــة تعــرف الكلــات‪ ،‬والنطــق هبــا‪،‬‬ ‫بــل يتجــاوز ذلــك وصــوالً إىل مرحلــة فهــم الفــرد مــا‬ ‫يقــرأ‪ ،‬فاألصــل يف القــراءة هــو الفهــم‪ ،‬وهــو الغايــة‬ ‫األساســية مــن عمليــة القــراءة؛ ألن امتــاك القــارئ‬ ‫ملهاراهتــا يســاعده عــى التفاعــل مــع النــص‪ ،‬والتأثــر به‪،‬‬ ‫والتأثــر فيــه‪ .‬ويذكــر جــاد (‪ )2003‬أن اهلدف األســمى‬

‫‪207‬‬


‫االتجاه نحو القراءة لدى طالب وطالبات املرحلة الثانوية في ضوء بعض املتغيرات‬

‫مــن تدريــس القــراءة هــو اهلــدف الــذي يســعى املعلــم‬ ‫إىل حتقيقــه‪ ،‬وهتــدف العمليــة التعليميــة إليــه‪ ،‬فقــراءة‬ ‫بــا فهــم ال تعــد قــراءة بمفهومهــا الصحيــح‪.‬‬ ‫ويف اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬ونظــر ًا ألمهيــة‬ ‫القــراءة وال ســيام يف الصفــوف األوليــة‪ ،‬فقــد حظيــت‬ ‫باهتــام وزارة الرتبيــة والتعليــم‪ ،‬ويظهــر ذلــك واضح ًا‬ ‫يف تركيــز وثيقــة منهــج اللغــة العربيــة يف التعليــم العــام‬ ‫عــى القــراءة؛ إذ شــغلت مــا نســبته (‪ )% 40‬مــن‬ ‫األهــداف العامــة لتعليــم اللغــة العربيــة يف الصفــوف‬ ‫األوليــة مــن املرحلــة االبتدائيــة (وزارة الرتبيــة‬ ‫والتعليــم‪.)1423 ،‬‬ ‫ونظــر ًا ألمهيــة القــراءة وانطالقــ ًا مــن شــعور‬ ‫املســؤولني وحتملهــم للمســؤولية جتــاه أبنــاء الوطــن‬ ‫مــن أجــل إعــداد جيــل يتســلح بالعلــم واملعرفــة‬ ‫والثقافــة‪ ،‬فقــد صــدرت املوافقــة الســامية الكريمــة‬ ‫عــى تصميــم مــروع وطنــي ثقــايف للكتــاب‪ ،‬وأن‬ ‫تكــون مكتبــة امللــك عبــد العزيــز العامــة بالريــاض‬ ‫مقــر ًا لألمانــة العامــة الدائمــة هلــذا املــروع وتابعــة هلــا‬ ‫(وزارة الرتبيــة والتعليــم‪.)1423 ،‬‬ ‫وهيــدف املــروع إىل تقويــة الصلــة بالكتــاب‬ ‫مــن خــال تنميــة مهــارة القــراءة لــدى مجيــع رشائــح‬ ‫املجتمــع وفئاتــه‪ ،‬خصوصــ ًا أن اململكــة الســعودية‬ ‫عملــت منــذ نشــأهتا عــى هتيئــة املجتمــع ملواجهــة‬ ‫حتديــات املســتقبل ومــن أجــل إعــداد جيــل يتســلح‬ ‫بالعلــم واملعرفــة والثقافــة‪ .‬كــا هيــدف املــروع إىل‬ ‫نــر الوعــي بأمهيــة القــراءة والتعريــف بفوائدهــا عــى‬ ‫مجيــع املســتويات‪ ،‬وتكويــن االجتاهــات اإلجيابيــة لــدى‬ ‫الناشــئة جتــاه القــراءة‪ ،‬ونــر ثقافــة القــراءة بــن مجيــع‬ ‫رشائــح املجتمــع‪ ،‬وتنميــة مهــارة القــراءة الســليمة‬ ‫بينهــم‪ ،‬وبــث روح التنافــس يف القــراءة بــن الطــاب‬ ‫والطالبــات‪ ،‬وتوفــر الكتــب املناســبة يف املكتبــات‬ ‫العامــة‪ ،‬وأماكــن االنتظــار‪ ،‬باإلضافــة إىل دعــم برامــج‬ ‫املؤسســات االجتامعيــة والثقافيــة والتعليميــة يف جمــال‬ ‫القــراءة والكتابــة‪ .‬وجــاء هــذا املــروع بعدمــا أثبتــت‬ ‫الدراســات أن هنــاك بعــض العــزوف عــن القــراءة‬ ‫وضعفــ ًا يف اكتســاب مهاراهتــا يف اململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية‪.‬‬ ‫وعــى الرغــم مــن أمهيــة القــراءة‪ ،‬فقــد أكــد عــدد‬ ‫مــن الدراســات والبحــوث مثــل‪( :‬اهلاشــمي‪2002 ،‬؛‬ ‫إســاعيل‪2008 ،‬؛ العقيــي‪2012 ،‬؛ ;‪Lin, 2001‬‬ ‫‪ )Roberts and Wilson, 2006‬وجــود ضعــف لــدى‬ ‫طــاب املراحــل الدراســية املختلفــة يف مهــارات فهــم‬

‫‪208‬‬

‫إبراهيم سالم الصباطي‬

‫املقــروء؛ حيــث إن مســتوى هــذه املهــارات يــراوح‬ ‫بــن ‪ % 37‬و‪ % 73‬لــدى الطــاب بمرحلــة التعليــم‬ ‫األســايس‪ .‬ويشــر عــدد مــن الدراســات إىل وجــود‬ ‫عالقــة موجبــة بــن اجتاهــات الطــاب نحــو القــراءة‬ ‫وبــن مســتواهم التحصيــي فيهــا‪ ،‬بــل إن بعضهــم‬ ‫رأى أن االجتــاه نحــو القــراءة أهــم متطلــب أســايس‬ ‫لتعلــم القــراءة‪ ،‬واملؤثــر األســاس يف األداء القرائــي‬ ‫(‪.)Dean and Trent, 2002‬‬ ‫وأكــدت بعــض الدراســات والبحــوث مثــل‪:‬‬ ‫(عــوض‪2003 ،‬؛ ‪ )McDowell, 2011‬أمهيــة تنميــة‬ ‫امليــول واالجتاهــات اإلجيابيــة نحــو هــذه املهــارة‪ ،‬إىل‬ ‫جانــب املامرســة واملــران بــا يدفــع صاحبهــا إىل تلبيــة‬ ‫رغباتــه‪ ،‬وتزيــد مــن تقديــره لذاتــه‪ ،‬وتشــبع فضولــه‬ ‫وحتقــق رغبتــه يف التفــوق‪.‬‬ ‫ويتأثــر االجتــاه نحــو القــراءة بعوامــل ومتغــرات‬ ‫متعــددة بقــدر تعــدد عنــارص البيئــة املحيطــة بالتالميــذ‪.‬‬ ‫لــذا أصبحــت هنــاك رضورة علميــة مــن أجــل تعــرف‬ ‫اجتــاه الطــاب املراهقــن باململكــة العربيــة الســعودية‬ ‫نحــو القــراءة يف ضــوء بعــض املتغــرات الديموغرافيــة‬ ‫مثــل‪ :‬اجلنــس‪ ،‬واملســتوى الــدرايس‪ ،‬واخللفيــة‬ ‫الثقافيــة‪ ،‬والتحصيــل يف مــادة اللغــة العربيــة‪ ،‬مــن‬ ‫أجــل الوصــول إىل نتائــج تكشــف للباحثــن طبيعــة‬ ‫اجتــاه املراهــق الســعودي نحــو القــراءة‪.‬‬ ‫مشكلة البحث‬ ‫تعــد القــراءة مــن أهــم العوامــل املؤثــرة يف النمــو‬ ‫العقــي‪ ،‬واالنفعــايل‪ ،‬واالجتامعــي للمتعلــم‪ ،‬كــا أهنــا‬ ‫مــن أهــم املعايــر التــي يقــاس هبــا تطــور املجتمعــات‬ ‫يف وقتنــا احلــارض‪ .‬ولقــد ُعــزي ختلــف األمــة اليــوم إىل‬ ‫عــزوف أبنائهــا عــن القــراءة‪ ،‬فلقــد أكــدت دراســات‬ ‫كل مــن‪ :‬النصــار (‪ )1424‬والعقيــي (‪ )2012‬أن أمــة‬ ‫القــراءة متــر بأزمــة قــراءة؛ فمتوســط الكتــب الصــادرة‬ ‫يف العــامل العــريب واحــد إىل ربــع مليــون فــرد‪ ،‬مقابــل‬ ‫واحــد إىل مخســة عــر ألــف فــرد يف الــدول الغربيــة‪.‬‬ ‫وعــى الرغــم مــن األمهيــة البالغــة للقــراءة‬ ‫ومســتوياهتا املتقدمــة‪ ،‬كالفهــم القرائــي والقــراءة‬ ‫الناقــدة والتــي جيــب متكــن الطــاب يف املرحلتــن‬ ‫املتوســطة والثانويــة منهــا‪ ،‬إال أن مســتوى الطــاب يف‬ ‫الفهــم القرائــي بشــكل عــام يتســم بالضعــف الشــديد‪،‬‬ ‫وفقــ ًا لنتائــج العديــد مــن الدراســات مثــل‪( :‬ســامل‪،‬‬ ‫‪2000‬؛ احلــريب‪ ،2007 ،‬حافــظ‪2008 ،‬؛ األســمري‪،‬‬ ‫‪.)2010‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫ويرتبــط فهــم الطــاب القرائــي باجتاهاهتــم نحــو‬ ‫القــراءة؛ حيــث تشــر دراســات كل مــن ‪(Sani and‬‬ ‫)‪ Zain, 2011; Hickerson, 2012‬إىل أن ضعــف‬ ‫االجتاهــات يمثــل أحــد املعوقــات املهمــة التــي تقــف‬ ‫أمــام اكتســاب مهــارات الفهــم القرائــي‪ ،‬وتعلــم‬ ‫القــراءة‪.‬‬ ‫وعــى صعيــد البحــث العلمــي‪ ،‬تباينــت وتضاربت‬ ‫البحــوث التــي تناولــت االجتــاه نحــو القــراءة وكل مــن‬ ‫الفــروق اجلنســية (بــركات ‪2003‬؛ ‪Gudakovska,‬‬ ‫‪ ،)1996‬والفــروق العمريــة (موســى ومصيلحــي‪،‬‬ ‫‪2002‬؛ إســاعيل‪ ،)2008 ،‬والفــروق الثقافيــة‬ ‫(بــركات‪2003 ،‬؛ العقيــي‪ ،)2012 ،‬والتحصيــل‬ ‫القرائــي (موســى ومصيلحــي‪2002 ،‬؛ العقيــي‪،‬‬ ‫‪ .)2012‬باإلضافــة إىل قلــة البحــوث التــي تناولــت‬ ‫االجتــاه نحــو القــراءة يف البيئــة الســعودية بشــكل عــام‬ ‫واالجتــاه نحــو القــراءة لــدى املراهــق الســعودي بوجــه‬ ‫خــاص‪.‬‬ ‫لــذا تكمــن مشــكلة البحــث الراهــن يف حماولــة‬ ‫الكشــف عــن االجتــاه نحــو القــراءة لــدى املراهــق‬ ‫الســعودي يف ضــوء عــدد مــن املتغــرات الديموغرافية‬ ‫(اجلنــس‪ ،‬والصــف الــدرايس‪ ،‬واخللفيــة الثقافيــة)‪،‬‬ ‫والتحصيــل يف مــادة اللغــة العربيــة‪ .‬ويمكــن صياغــة‬ ‫مشــكلة البحــث يف التســاؤالت التاليــة‪:‬‬ ‫ ‪1.‬هــل توجــد فــروق يف االجتــاه نحــو القــراءة لــدى‬ ‫عينــة الدراســة يف ضــوء متغــرات اجلنــس (ذكــور‬ ‫إنــاث)‪ ،‬والصــف الــدرايس (األول ‪-‬الثالــث)‪،‬‬‫واخللفيــة الثقافيــة (ريــف ‪-‬حــر)؟‬ ‫ ‪2.‬هــل توجــد عالقــة بــن االجتــاه نحــو القــراءة‬ ‫والتحصيــل يف مــادة اللغــة العربيــة لــدى املراهــق‬ ‫الســعودي؟‬ ‫هدف البحث‬ ‫هيــدف البحــث احلــايل إىل تعــرف طبيعــة اجتــاه‬ ‫املراهــق باململكــة العربيــة الســعودية نحــو القــراءة يف‬ ‫ضــوء عــدد مــن املتغــرات الديموغرافيــة‪( :‬اجلنــس‪،‬‬ ‫والصــف الــدرايس‪ ،‬واخللفيــة الثقافيــة)‪ .‬كــا هيــدف‬ ‫البحــث إىل دراســة العالقــة بــن االجتــاه نحــو القــراءة‬ ‫والتحصيــل يف مــادة اللغــة العربيــة‪.‬‬ ‫أمهية البحث‬ ‫تتمثل أمهية البحث يف النقاط التالية‪:‬‬ ‫ ‪1.‬التوصــل إىل طبيعــة االجتــاه نحــو القــراءة لــدى‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫الطــاب املراهقــن يف اململكــة العربيــة الســعودية‬ ‫واختالفهــا باختــاف متغــرات اجلنــس‪ ،‬والصــف‬ ‫الــدرايس‪ ،‬واخللفيــة الثقافيــة‪.‬‬ ‫ ‪2.‬تزويــد املســؤولني ومتخــذي القــرار بمعلومــات‬ ‫حــول طبيعــة اجتاهــات الطــاب نحــو القــراءة‪،‬‬ ‫والتــي مــن شــأهنا مســاعدهتم عــى تطويــر املناهــج‬ ‫والتدريــس والتشــخيص والتقويــم‪.‬‬ ‫ ‪3.‬تزويــد املعلمــن بمعلومــات حــول طبيعــة‬ ‫اجتاهــات الطــاب نحــو القــراءة‪ ،‬والتــي مــن‬ ‫شــأهنا مســاعدهتم عــى تطويــر إســراتيجيات‬ ‫وأســاليب تدريســهم‪.‬‬ ‫ ‪4.‬قــد تفتــح هــذه الدراســة املجــال لدراســات أخــرى‬ ‫لكشــف عالقــة االجتــاه نحــو القــراءة لــدى الفئــات‬ ‫العمريــة املختلفــة باململكــة العربيــة الســعودية‬ ‫ودراســة عالقتهــا بمتغــرات أخــرى‪.‬‬ ‫حدود البحث‬ ‫تتمثل حدود البحث فيام ييل‪:‬‬ ‫ •طــاب وطالبــات الصفــن األول والثالــث الثانوي‬ ‫مــن خلفيــات ثقافيــة ريفيــة وأخــرى حرضيــة‬ ‫بمحافظــة األحســاء‪.‬‬ ‫ •مقيــاس االجتــاه نحــو القراءة املســتخدم يف الدراســة‬ ‫احلالية‪.‬‬ ‫ •تــم تطبيــق البحــث يف الفصــل الــدرايس الثــاين‬ ‫لعــام ‪1434 /1433‬هـــ‪.‬‬ ‫مصطلحات البحث‬ ‫االجتاه نحو القراءة‪:‬‬ ‫يشــر االجتــاه نحــو القــراءة إىل مــدى تقديــر الفــرد‬ ‫ألمهيــة القــراءة‪ ،‬ومــدى نزوعــه ملامرســتها‪ ،‬ومــدى‬ ‫اســتمتاعه هبــا (اللبــودي‪ .)71 ،2003 ،‬ويعــرف‬ ‫إجرائ ًّيــا بالدرجــة التــي حيصــل عليهــا الطالــب عــى‬ ‫مقيــاس االجتــاه نحــو القــراءة املســتخدم يف الدراســة‬ ‫احلاليــة‪.‬‬ ‫أدبيات البحث والدراسات السابقة‪:‬‬ ‫ال خيفــي عــى أحــد أن حاجــة الفــرد واملجتمــع‬ ‫للقــراءة تــزداد كلــا ازدهــرت احلضــارة وتشــعبت‬ ‫أطرافهــا‪ ،‬وتعــددت مناحيهــا‪ ،‬وكثــرت وجوههــا‪.‬‬ ‫فهــا نحــن أحــوج مــا نكــون إىل القــراءة يف هــذه الفــرة‬ ‫مــن الزمــن الــذي تنمــو فيــه حضــارة القــرن احلــادي‬ ‫والعرشيــن وتزدهــر وتــزداد تشــابك ًا وتعقيــد ًا يومــ ًا‬

‫‪209‬‬


‫االتجاه نحو القراءة لدى طالب وطالبات املرحلة الثانوية في ضوء بعض املتغيرات‬

‫بعــد يــوم (مدكــور‪ .)2007 ،‬وال ينكــر أحــد مــن‬ ‫املهتمــن برتبيــة األجيــال وتعليمهــا دور القــراءة‬ ‫بوصفهــا مــن أهــم وســائل اســتثارة قدراهتــم وإثــراء‬ ‫خرباهتــم وبالتــايل معلوماهتــم ومعارفهــم‪ ،‬األمــر الذي‬ ‫ســيقود بالــرورة إىل تطويــر مهاراهتــم التعليميــة بــا‬ ‫قــد يــؤدي وبطريقــة موجبــة إىل التفــوق يف حتصيلهــم‬ ‫الــدرايس‪.‬‬ ‫فلــم تعــد القــراءة عمليــة بســيطة تقتــر عــى‬ ‫فــك الرمــوز‪ ،‬والتلفــظ بالوحــدات اللغويــة املكتوبــة‪،‬‬ ‫بــل تطــور مفهومهــا نتيجــة البحــوث والدراســات‬ ‫العديــدة يف هــذا املجــال‪ ،‬فأصبــح ينظــر إليهــا عــى أهنــا‬ ‫عمليــة ذهنيــة أدائيــة مركبــة مــن عــدد مــن العمليــات‬ ‫املتداخلــة‪ .‬ومل يعــد اســتيعاب املضامــن يف صورهتــا‬ ‫الســطحية هــي الناتــج الــذي تســعى إليــه املناهــج‬ ‫املعــارصة مــن تعليــم القــراءة‪ ،‬بــل أصبــح ينظــر إىل‬ ‫القــراءة اجلهريــة أو الصامتــة عــى أهنــا عمليــات‬ ‫تفكرييــة بــكل مــا تعنيــه الكلمــة مــن معنــى‪ ،‬وأن‬ ‫مهمــة القــارئ األساســية بنــاء املعنــى مــن النــص‬ ‫املقــروء‪ ،‬والتفــاوض مــع الكاتــب‪ ،‬وتقييــم مــا يف‬ ‫النــص مــن مضامــن‪ ،‬ويف ذلــك مــا يســهم يف تطويــر‬ ‫البنيــة الذهنيــة لــدى القــارئ عــر فــرص التدريــب‬ ‫املتاحــة التــي تنمــي لديــه التفكــر الناقــد‪ ،‬والتحليــي‬ ‫والبنائــي‪ ،‬ويف ذلــك مــا يشــر إىل أن الرتبيــة القرائيــة‬ ‫هــي الطريــق الرئيــس إىل الرتبيــة الذهنيــة (‪Chen,‬‬ ‫‪.)2009‬‬ ‫ويؤكــد كل مــن )‪ Dean and Trent (2002‬أن‬ ‫التحــدي الــذي يواجــه املعلمــن وخمططــي املناهــج‬ ‫يكمــن يف القــدرة عــى الكشــف عــا يشــعر بــه‬ ‫التالميــذ نحــو القــراءة وموقفهــم منهــا يف خمتلــف‬ ‫نواحــي احليــاة‪ ،‬وأن لتلــك املشــاعر واملواقــف املكونــة‬ ‫الجتاههــم نحــو القــراءة أثــر ًا بالغــ ًا يف نجــاح أي‬ ‫برنامــج تعليمــي لتنميــة مهاراهتــا‪.‬‬ ‫لــذا قــام عــدد مــن الباحثــن عــى الصعيديــن‬ ‫املحــي والعاملــي بدراســة االجتاهــات نحــو القــراءة‬ ‫والعوامــل املؤثــرة فيهــا‪ .‬ويعــد مســتوى التحصيــل‬ ‫مــن أبــرز تلــك املؤثــرات التــي القــت مزيــد ًا مــن‬ ‫البحــث والدراســة؛ فقــد أشــارت عــدة دراســات إىل‬ ‫طبيعــة العالقــة اإلجيابيــة بــن التحصيــل واالجتــاه نحــو‬ ‫القــراءة‪ ،‬منهــا دراســة )‪ Worrell et al. (2007‬التــي‬ ‫كشــفت عالقــة وثيقــة بــن اجتاهــات التلميــذ نحــو‬ ‫القــراءة ومســتوى حتصيلــه‪.‬‬ ‫وقــد تباينــت نتائــج الدراســات يف حتديــد طبيعــة‬

‫‪210‬‬

‫إبراهيم سالم الصباطي‬

‫العالقــة بــن مســتوى االجتــاه نحــو القــراءة وحــاالت‬ ‫املتعلمــن يف املرحلــة االبتدائيــة‪ ،‬فقــد أبــدى الطــاب‬ ‫املتفوقــون دراسـ ًّيا اجتاهـ ًا إجياب ًّيــا نحــو القــراءة مقارنــة‬ ‫بنظرائهــم ذوي التحصيــل املنخفــض (‪Worrell et‬‬ ‫‪.)al., 2007‬‬ ‫وكشــفت دراســة أجريــت عــى تالميــذ الصفــن‬ ‫الثالــث والســادس مــن املرحلــة االبتدائيــة أن هنــاك‬ ‫فروقــ ًا ذات داللــة بــن التالميــذ العاديــن وذوي‬ ‫صعوبــات التعلــم لصالــح التالميــذ العاديــن يف‬ ‫االجتــاه نحــو القــراءة‪ ،‬إال أن دراســة أخــرى توصلــت‬ ‫إىل نتيجــة متباينــة عــن تلــك الدراســة؛ حيــث وجــدت‬ ‫أن التالميــذ ذوي صعوبــات التعلــم املنتظمــن يف‬ ‫برنامــج الرتبيــة اخلاصــة قــد ســجلوا اجتاهــ ًا إجياب ًّيــا‬ ‫أفضــل مــن نظرائهــم التالميــذ العاديــن (‪Roberts‬‬ ‫‪.)and Wilson, 2006‬‬ ‫وأضافــت دراســتا كل مــن‪( :‬عطيــة‪2006 ،‬؛‬ ‫العيســوي والظنحــاين‪ )2006 ،‬أن الطــاب يعانــون‬ ‫مــن ضعــف ظاهــر يف فهــم مــا يقرؤونــه‪ ،‬وأن مظاهــر‬ ‫الضعــف تتجــى يف الفهــم الســطحي غــر املتعمــق‬ ‫للرتاكيــب اللغويــة‪ .‬وتــرى دراســات كل مــن‪:‬‬ ‫(العيســوي‪2004 ،‬؛ عبــد اخلالــق‪2006 ،‬؛ حممــود‪،‬‬ ‫‪2008‬؛ حافــظ‪ )2008 ،‬أن مــن أســباب ضعــف‬ ‫الطــاب يف فهــم املقــروء وافتقادهــم مهاراتــه عجــز‬ ‫طــرق التدريــس املتبعــة يف تنميــة مســتوياته‪ ،‬التصافهــا‬ ‫بالنمطيــة التــي ال تراعــي ميــول الطــاب واجتاهاهتــم‪،‬‬ ‫أو تثــر اهتاممهــم وتفكريهــم أو تفــي بمتطلباهتــم‬ ‫اللغويــة‪ .‬كــا أن أســاليب تدريــس القــراءة لــدى بعــض‬ ‫املعلمــن أســاليب تقليديــة تقــوم عــى قيــاس مهــارات‬ ‫التذكــر‪ ،‬واحلفــظ‪ ،‬ومعرفــة املعلومــات اخلاصــة‬ ‫باملوضــوع القرائــي أكثــر مــن تركيزهــا عــى قيــاس‬ ‫قــدرات الطالــب عــى الفهــم‪.‬‬ ‫وبينــت دراســة كل مــن ‪Sainsbury and‬‬ ‫)‪ Schagen (2004‬أن االجتــاه نحــو القــراءة يرتقــي إىل‬ ‫األعــى كلــا تــم التقــدم املرحلــة التعليميــة‪ ،‬يف إشــارة‬ ‫إىل ارتبــاط االجتاهــات باملســتوى التعليمــي واملرحلــة‬ ‫العمريــة‪.‬‬ ‫كــا أشــارت دراســات ذات عالقــة باملوضــوع إىل‬ ‫وجــود أثــر ملتغــر جنــس التالميــذ يف اجتاهاهتــم نحــو‬ ‫القــراءة‪ .‬فقــد أكــدت دراســة ‪Roberts and Wilson‬‬ ‫)‪ (2006‬تفــوق اإلنــاث عــى الذكــور يف مســتوى‬ ‫االجتــاه نحــو القــراءة‪ ،‬وتوصلــت دراســة ‪Sainsbury‬‬ ‫)‪ and Schagen (2004‬إىل النتيجــة نفســها حــول‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫مــدى تطــور االجتــاه نحــو القــراءة لــدى الصفــن الرابع‬ ‫والســادس‪ ،‬وعــى النقيــض مــن ذلــك‪ ،‬ويف دراســة عىل‬ ‫هذيــن الصفــن أيضــ ًا مل جيــد كل مــن ‪Kazelskis et‬‬ ‫)‪ al. (2004‬يف دراســتهم تلــك الفــروق بــن اجلنســن‬ ‫يف اجتاهاهتــم نحــو القــراءة‪.‬‬ ‫وتتفــق تلــك الدراســات مــع مــا توصلــت إليــه‬ ‫دراســة (‪ Durto (2002‬التــي هدفــت إىل الكشــف‬ ‫عــن أثــر اجلنــس يف االجتاهــات نحــو القــراءة‪ ،‬حيــث‬ ‫قــام بالكشــف عــن اجتاهــات عينــة مــن طلبــة املرحلــة‬ ‫اجلامعيــة‪ ،‬وأظهــرت النتائــج أن اجلنــس عامــل‬ ‫مهــم يف تنميــة امليــول واالجتاهــات نحــو القــراءة؛‬ ‫إذ يرفــض الطلبــة الذكــور قــراءة القصــص التــي‬ ‫تتضمــن موضوعــات أو مواقــف أنثويــة مثــل اخلــوف‬ ‫والبــكاء والعواطــف‪ ،‬أمــا الطالبــات فيملــن إىل قــراءة‬ ‫املوضوعــات األنثويــة املتصلــة بــاألرسة وحيــاة املــرأة‪،‬‬ ‫ولكــن يف الوقــت ذاتــه ال يعارضــن قــراءة املوضوعات‬ ‫املتعلقــة بالذكــور كالرياضــة واملغامــرات‪.‬‬ ‫وعــن أثــر البيئــة األرسيــة يف االجتــاه نحــو القــراءة‬ ‫هدفــت دراســة )‪ Lin (2001‬إىل الكشــف عــن أثــر‬ ‫البيئــة األرسيــة يف اجتاهــات الطلبــة نحــو القــراءة؛‬ ‫حيــث اختــارت الباحثــة عينــة مــن الطلبــة مــن‬ ‫بيئــات أرسيــة متباينــة مــن حيــث الثقافــة واملســتوى‬ ‫التعليمــي واالهتــام بمامرســة مهــارة القــراءة يف‬ ‫املنــزل وتوفــر البيئــة املناســبة والتشــجيع للقــراءة‪،‬‬ ‫وأشــارت النتائــج إىل أن األرسة ومســتواها التعليمــي‬ ‫واالقتصــادي تــؤدي دور ًا كبــر ًا يف تنميــة اجتاهــات‬ ‫الطلبــة نحــو القــراءة‪ ،‬وأن لتشــجيع األرسة وتوفريهــا‬ ‫املــواد القرائيــة املناســبة دور ًا كبــر ًا يف عــادات الطلبــة‬ ‫واجتاهاهتــم نحــو القــراءة‪ ،‬يف حــن كانــت اجتاهــات‬ ‫الطلبــة الذيــن يعيشــون يف كنــف األرس التــي ال هتتــم‬ ‫بالقــراءة دون املســتوى املطلــوب‪.‬‬ ‫وهدفــت الدراســة التــي قــام هبــا كل موســى‬ ‫ومصيلحــي (‪ )2002‬إىل الكشــف عــن التنبــؤ باالجتــاه‬ ‫النفــي نحــو القــراءة وفقــا لبعــض املتغــرات األرسيــة‬ ‫والنفســية لــدى املراهــق األزهــري يف ضــوء بعــض‬ ‫الفــروض‪ ،‬وتــم تطبيــق بعــض األدوات النفســية‬ ‫مثــل‪ :‬مقيــاس االجتــاه النفــي نحــو القــراءة‪ ،‬مقيــاس‬ ‫دافعيــة اإلنجــاز‪ ،‬مقيــاس مفهــوم الــذات‪ ،‬عــى عينــة‬ ‫مكونــة مــن (‪ 90‬تلميــذ ًا و‪ 90‬تلميــذة) مــن تالميــذ‬ ‫وتلميــذات املعاهــد الثانويــة األزهريــة‪ .‬وقــد اختــر‬ ‫أفــراد العينــة مــن الصفــوف الدراســية الثالثــة اختيــار ًا‬ ‫عشــوائ ًّيا‪ ،‬وانتهــت النتائــج إىل أن اجتــاه التالميــذ‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫الذكــور يف الصــف الــدرايس الثالــث أكثــر إجيابيــة‬ ‫نحــو القــراءة‪ ،‬ويوجــد ارتبــاط موجــب دال إحصائ ًّيــا‬ ‫بــن االجتــاه النفــي نحــو القــراءة والتحصيــل يف مــادة‬ ‫اللغــة العربيــة‪ .‬كــا توصلــت النتائــج إىل أنــه يمكــن‬ ‫التنبــؤ باالجتــاه النفــي نحــو القــراءة مــن خــال‬ ‫بعــض األســاليب الوالديــة الســوية املدركــة‪ ،‬ومفهــوم‬ ‫الــذات‪ ،‬والتحصيــل يف مــادة اللغــة العربيــة‪ ،‬ودافعيــة‬ ‫االنجــاز‪.‬‬ ‫وهدفــت الدراســة التــي قامــت هبــا بــركات‬ ‫(‪ )2003‬إىل الكشــف عــن االجتــاه نحــو القــراءة احلــرة‬ ‫وعالقتــه ببعــض املتغــرات النفســية والديموغرافيــة‬ ‫لــدى األطفــال مــن الريــف واحلــر‪ .‬وتــم تطبيــق‬ ‫األدوات النفســية عــى عينــة مكونــة مــن (‪ )500‬تلميــذ‬ ‫وتلميــذة (‪ 250‬مــن الذكــور‪ 250 ،‬مــن اإلنــاث) مــن‬ ‫الريــف واحلــر‪ ،‬ممــن تراوحــت أعامرهــم مــن ‪ 9‬إىل‬ ‫‪ 12‬ســنة‪ .‬وقــد أظهــرت النتائــج أن اجتــاه الذكــور نحــو‬ ‫القــراءة العلميــة والسياســية أكثــر إجيابيــة مــن اإلنــاث‪،‬‬ ‫بينــا كان اجتــاه الذكــور نحــو القــراءة الفكاهيــة أقــل‬ ‫إجيابيــة‪ .‬وإىل جانــب هــذا أوضحــت النتائــج أن اجتــاه‬ ‫األطفــال آلبــاء وأمهــات ذوي وظائــف مرتفعــة أكثــر‬ ‫إجيابيــة مــن اجتــاه األطفــال آلبــاء ذوي وظائــف متدنيــة‬ ‫ومتوســطة نحــو القــراءة‪ .‬كــا تبني أن اجتــاه أبناء احلرض‬ ‫نحــو القــراءة أكثــر إجيابيــة مــن اجتــاه أبنــاء الريــف‪.‬‬ ‫إضافــة إىل هــذا أوضحــت النتائــج وجــود ارتبــاط دال‬ ‫إحصائيــا بــن القــراءة احلــرة والطمــوح‪ .‬كــا أشــارت‬ ‫النتائــج إىل أن اجتــاه التالميــذ والتلميــذات األكثــر ذكاء‬ ‫أكثــر إجيابيــة نحــو القــراءة احلــرة والقــراءة األدبيــة‬ ‫والدرجــة الكليــة ملقيــاس االجتــاه نحــو القــراءة احلــرة‬ ‫مــن اجتــاه التالميــذ العاديــن يف مســتوى الــذكاء‪ ،‬كــا‬ ‫تبــن عــدم وجــود أثــر دال إحصائيــا ملتغــر الــذكاء عىل‬ ‫االجتــاه نحــو القــراءة الدينيــة‪ ،‬والعلميــة‪ ،‬والفكاهيــة‪،‬‬ ‫والسياســية‪.‬‬ ‫وقــام إســاعيل (‪ )2008‬بدراســة هدفــت إىل‬ ‫تعــرف االجتاهــات نحــو القــراءة لــدى طــاب احللقــة‬ ‫الثانيــة مــن املرحلــة االبتدائيــة بمملكــة البحريــن‬ ‫وعالقتهــا بمتغــرات اجلنــس والصــف الــدرايس‬ ‫واحلالــة التعليميــة‪ ،‬حيــث كشــفت الدراســة عــن‬ ‫وجــود اجتاهــات إجيابيــة نحــو القــراءة‪ ،‬وكانــت‬ ‫اجتاهــات اإلنــاث أعــى مــن اجتاهــات الذكــور‪ ،‬كــا‬ ‫أن اجتاهــات الصفــن الرابــع واخلامــس كانــت أعــى‬ ‫مــن الصــف الســادس‪ ،‬يف حــن أشــارت الدراســة إىل‬ ‫عــدم وجــود فــروق ذات داللــة إحصائيــة يف اجتاهــات‬

‫‪211‬‬


‫االتجاه نحو القراءة لدى طالب وطالبات املرحلة الثانوية في ضوء بعض املتغيرات‬

‫الطــاب تبعــا الختــاف احلالــة التعليميــة‪.‬‬ ‫أمــا دراســة هزايمــة (‪ )2010‬فهدفــت إىل الكشــف‬ ‫عــن أثــر متغــرات اجلنــس والبيئــة اجلغرافيــة‬ ‫والتخصــص األكاديمــي واملســتوى اجلامعــي يف‬ ‫اجتاهــات طلبــة جامعــة آل البيــت يف األردن نحــو‬ ‫القــراءة‪ ،‬وأظهــرت النتائــج وجــود أثــر ملتغــر اجلنــس‬ ‫لصالــح اإلنــاث يف اجتاهــات الطلبــة نحــو القــراءة‪ ،‬كــا‬ ‫تبــن وجــود فــروق يف اجتاهاهتــم تعــزى ملتغــر البيئــة‬ ‫اجلغرافيــة لصالــح الطلبــة الذيــن يســكنون املدينــة‪،‬‬ ‫وكذلــك وجــود أثــر ملتغــر التخصــص لصالــح طلبــة‬ ‫الكليــات العلميــة‪ ،‬فيــا مل جتــد الدراســة أثــر ًا ملتغــر‬ ‫املســتوى اجلامعــي‪.‬‬ ‫يتضــح مــن الدراســات الســابقة أن هنــاك عــددا‬ ‫مــن املتغــرات التــي يعتقــد أن هلــا عالقــة باالجتاهــات‪،‬‬ ‫ونجــد أن لالجتــاه عالقــة بــكل مــن التحصيــل‪،‬‬ ‫واملســتوى االقتصــادي واالجتامعــي للوالديــن‬ ‫واملحيــط األرسي واملعلــم واملحيــط والرتبــوي‬ ‫التعليمــي ‪.‬‬ ‫وبالرغــم مــن تعــدد هــذه الدراســات إال أنــه مل يقــع‬ ‫يف يــد الباحــث دراســة تصــدت لتعــرف اجتــاه طــاب‬ ‫املرحلــة الثانويــة يف اململكــة العربيــة الســعودية نحــو‬ ‫القــراءة عــى الرغــم مــا ملثــل هــذا االجتــاه أو تلــك‬ ‫الدراســة مــن شــأن يعــود إىل أن أولئــك التالميــذ‬ ‫يتأثــر حتصيلهــم الــدرايس بحجــم قراءاهتــم‪ ،‬كــا أن‬ ‫إعدادهــم اجلامعــي يعتمــد بشــكل أكــر عــى قــدر‬ ‫اجتاهاهتــم نحــو القــراءة‪ ،‬وهــذا يعنــي أن مشــكلة‬ ‫البحــث مــا تــزال قائمــة خاصــة وأن نتائــج الدراســات‬ ‫التــي تناولــت العالقــة بــن االجتــاه نحــو القــراءة‬ ‫والتحصيــل الــدرايس جــاءت غــر متســقة ممــا حيتــم‬ ‫عــى الباحــث إعــادة دراســة هــذه العالقــة‪.‬‬ ‫ويف ضــوء مــا ســبق مــن معطيــات‪ ،‬يــرى الباحــث‬ ‫وفقــ ًا لنــدرة البحــوث النفســية التــي تناولــت‬‫االجتــاه نحــو القــراءة وعــدد مــن املتغــرات األخــرى‬ ‫يف املجتمــع الســعودي‪ -‬أنــه مــن الــرورة إجــراء‬ ‫بحــوث للكشــف عــن االجتــاه نحــو القــراءة يف ضــوء‬ ‫بعــض املتغــرات مثــل اجلنــس‪ ،‬والصــف الــدرايس‪،‬‬ ‫واخللفيــة الثقافيــة‪ ،‬والتحصيــل يف مــادة اللغــة العربيــة‬ ‫لــدى املراهــق الســعودي؛ نظــر ًا ألمهيــة القــراءة يف‬ ‫هنضــة املجتمعــات عامــة‪ ،‬واملجتمــع الســعودي‬ ‫خاصــة‪.‬‬ ‫يف ضــوء مــا تــم عرضــه مــن إطــار نظــري ونتائــج‬

‫‪212‬‬

‫إبراهيم سالم الصباطي‬

‫بحــوث ودراســات يف جمــال االجتــاه نحــو القــراءة‬ ‫يمكــن صياغــة فــروض البحــث عــى النحــو التــايل‪:‬‬ ‫ ‪1.‬ال توجــد فــروق يف االجتــاه نحــو القــراءة لــدى‬ ‫عينــة الدراســة يف ضــوء متغــرات اجلنــس (ذكــور‬ ‫إنــاث)‪ ،‬والصــف الــدرايس (األول ‪-‬الثالــث)‪،‬‬‫واخللفيــة الثقافيــة (ريــف ‪-‬حــر)‪.‬‬ ‫ ‪2.‬ال توجــد عالقــة بــن االجتــاه نحــو القــراءة‬ ‫والتحصيــل يف مــادة اللغــة العربيــة لــدى املراهــق‬ ‫الســعودي‪.‬‬ ‫منهجية البحث‬ ‫منهج البحث‬ ‫يف ضــوء طبيعــة البحــث‪ ،‬اســتخدم الباحــث‬ ‫املنهــج الوصفــي التحليــي الــذي يصــف الظاهــرة كــا‬ ‫هــي يف الواقــع‪ ،‬ويعــر عنهــا تعبــرا كم ًيــا وحتليلهــا‬ ‫كيف ًّيــا مــن أجــل الوصــول إىل فهــم موضــوع البحــث‪،‬‬ ‫والوصــول إىل اســتنتاجات مناســبة لتفســر الظاهــرة‬ ‫حمــل الدراســة‪ .‬وقــد تــم تطبيــق أدوات البحــث عــى‬ ‫الطــاب والطالبــات باملرحلــة الثانويــة‪.‬‬ ‫جمتمع البحث‬ ‫يتكــون جمتمــع البحــث مــن مجيــع طــاب وطالبات‬ ‫الصفــن األول والثالــث الثانــوي باملناطــق احلرضيــة‬ ‫والريفيــة بمحافظــة األحســاء خــال الفصــل الدرايس‬ ‫الثــاين لعــام ‪1434 /1433‬هـــ‪( .‬والبالــغ عددهم تســعة‬ ‫آالف)‪.‬‬ ‫عينة البحث‬ ‫تكونــت عينــة البحــث مــن (‪ )320‬طالب ـ ًا وطالبــة‬ ‫مــن الصفــن األول والثالــث الثانــوي‪ ،‬توزيعهــم وفقـ ًا‬ ‫للجنــس‪ 185( :‬طالبـ ًا‪ ،‬و‪ 135‬طالبــة)‪ ،‬ووفقـ ًا للصــف‬ ‫الــدرايس‪ 173( :‬للصــف األول‪ ،‬و‪ 147‬للصــف‬ ‫الثالــث) تــم اختيارهــم بطريقــة عشــوائية بســيطة‬ ‫مــن مدينــة اهلفــوف واملــرز وبعــض القــرى املجــاورة‬ ‫بمنطقــة األحســاء‪ ،‬وتراوحــت أعــار العينــة مــن (‪15‬‬ ‫‪ )19‬ســنة‪ ،‬بمتوســط حســايب قــدرة (‪ )9.16‬ســنة‪.‬‬‫أداة البحث‬ ‫مقياس االجتاه نحو القراءة‪:‬‬ ‫مقيــاس االجتــاه نحــو القــراءة هــو اســتبانة تقريــر‬ ‫ذايت أعدهــا الباحــث هبــدف قيــاس اجتــاه الطــاب‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫نحــو القــراءة مــن خــال االســتعانة ببعــض املقاييــس‬ ‫التــي تناولــت قيــاس االجتاهــات نحــو القــراءة‬ ‫كــا يف دراســات كل مــن‪( :‬موســى ومصيلحــي‬ ‫‪2002‬؛ بــركات‪2003 ،‬؛ ;‪Sani and Zain, 2011‬‬ ‫‪ .)Hickerson, 2012‬وقــد تكــون املقيــاس يف صورته‬ ‫املبدئيــة مــن (‪ )28‬مفــردة‪ ،‬وتتــم االســتجابة عنهــا مــن‬ ‫خــال ميــزان تقديــر مكــون مــن مخســة أوزان هــي‪:‬‬ ‫موافــق جــدًّ ا (‪ 5‬درجــات)‪ ،‬وموافــق (‪ 4‬درجــات)‪،‬‬ ‫وإىل حــد مــا (‪ 3‬درجــات)‪ ،‬وغــر موافــق (درجتــان)‪،‬‬ ‫وغــر موافــق عــى االطــاق (درجــة واحــدة)‪،‬‬ ‫ومتــت صياغــة بعــض املفــردات صياغــة إجيابيــة‪،‬‬ ‫وبعضهــا اآلخــر صياغــة ســلبية‪ .‬ومتتــد الدرجــات‬ ‫عــى مفــردات املقيــاس مــن (‪ )20‬إىل (‪ )100‬درجــة‪،‬‬ ‫حيــث تــدل الدرجــة الصغــرى عــى االجتــاه الســالب‬ ‫نحــو القــراءة‪ ،‬بينــا تــدل الدرجــة الكــرى عــى االجتــاه‬ ‫املوجــب نحــو القــراءة‪.‬‬ ‫صدق املقياس‬ ‫صدق املحكمني‬ ‫تــم عــرض املفــردات يف صيغتهــا األوليــة عــى‬ ‫ثالثــة أســاتذة مــن املتخصصــن يف القيــاس النفــي‬ ‫واملناهــج وطــرق التدريــس مــن املركــز الوطنــي‬ ‫ألبحــاث املوهبــة واإلبــداع وجامعــة امللــك ســعود‬ ‫للحكــم عــى صالحيــة املفــردات لقيــاس االجتــاه‬ ‫نحــو القــراءة وإبــداء آرائهــم ومالحظاهتــم حوهلــا‪.‬‬ ‫وقــد أســفر التحكيــم عــن حــذف (‪ )8‬مفــردات رأى‬ ‫املحكمــون أهنــا ال تصلــح لقيــاس االجتــاه نحــو‬ ‫القــراءة‪ .‬ومــن ثــم تكـ ّـون مقيــاس االجتــاه نحــو القــراءة‬ ‫يف صورتــه النهائيــة مــن (‪ )20‬مفــردة‪.‬‬ ‫صدق االتساق الداخيل‬ ‫تــم حســاب صــدق مقيــاس االجتــاه نحــو القــراءة‬ ‫باســتخدام االتســاق الداخــي‪ ،‬وذلــك مــن خــال‬ ‫حســاب معامــل االرتبــاط بــن درجــة كل مفــردة‬ ‫واملجمــوع الــكيل لدرجــات املقيــاس‪ ،‬لعينــة مكونــة‬ ‫مــن (‪ )140‬طالبــا وطالبــة مــن الصفــن األول‬ ‫والثالــث الثانــوي‪ ،‬تــم اختيارهــم بطريقــة عشــوائية‬ ‫مــن خلفيــات ثقافيــة خمتلفــة‪ .‬ويبــن جــدول (‪)1‬‬ ‫معامــات االتســاق الداخــي وداللتهــا اإلحصائيــة‬ ‫بــن درجــة كل مفــردة واملجمــوع الــكيل لدرجــات‬ ‫مقيــاس االجتــاه نحــو القــراءة‪.‬‬

‫جدول (‪ :)1‬معامالت االتساق الداخيل وداللتها‬ ‫اإلحصائية‬ ‫رقم املفردة‬ ‫‪1‬‬

‫معامل‬ ‫االرتباط‬ ‫‪**61.0‬‬

‫‪2‬‬

‫‪**67.0‬‬

‫‪12‬‬

‫‪3‬‬

‫‪**65.0‬‬

‫‪13‬‬

‫‪**69.0‬‬

‫‪4‬‬

‫‪**45.0‬‬

‫‪14‬‬

‫‪**70.0‬‬

‫‪5‬‬

‫‪**55.0‬‬

‫‪15‬‬

‫‪**69.0‬‬

‫‪6‬‬

‫‪**49.0‬‬

‫‪16‬‬

‫‪**51.0‬‬

‫‪7‬‬

‫‪**47,0‬‬

‫‪17‬‬

‫‪**57.0‬‬

‫‪8‬‬

‫‪**62.0‬‬

‫‪18‬‬

‫‪**56.0‬‬

‫‪9‬‬

‫‪**57.0‬‬

‫‪19‬‬

‫‪**69.0‬‬

‫‪10‬‬

‫‪**63.0‬‬

‫‪20‬‬

‫‪**74.0‬‬

‫** دالة عند مستوى ‪01.0‬‬

‫رقم املفردة‬ ‫‪11‬‬

‫معامل‬ ‫االرتباط‬ ‫‪**72.0‬‬ ‫‪**71.0‬‬

‫أوضحــت النتائــج أن معامــات االتســاق الداخيل‬ ‫ملفــردات مقيــاس االجتــاه نحــو القــراءة تراوحــت بــن‬ ‫(‪ ،)74.0- 47.0‬وكلهــا معامــات دالــة إحصائ ًّيــا عنــد‬ ‫مســتوى (‪.)01.0‬‬ ‫ثبات املقياس‬ ‫تــم حســاب ثبــات مقيــاس االجتــاه نحــو القــراءة‬ ‫باســتخدام معامــل كرونبــاخ ألفــا‪ ،‬فبلــغ معامــل‬ ‫الثبــات (‪ .)70.0‬ومــن ثــم تؤكــد نتائــج صــدق وثبــات‬ ‫مقيــاس االجتــاه نحــو القــراءة خصائــص ســيكومرتية‬ ‫جيــدة‪.‬‬ ‫املعاجلات اإلحصائية‬ ‫اســتخدم الباحــث لإلجابــة عــن أســئلة البحــث‬ ‫والتحقــق مــن فروضــه معامــل ارتبــاط بريســون‬ ‫حلســاب االتســاق الداخــي‪ ،‬ودراســة العالقــة بــن‬ ‫االجتــاه نحــو القــراءة والتحصيــل يف مــادة اللغــة‬ ‫العربيــة‪ ،‬واســتخدم معامــل كرونبــاخ ألفــا حلســاب‬ ‫ثبــات املقيــاس‪ ،‬كــا اســتخدم الباحــث حتليــل التبايــن‬ ‫املتعــدد ‪Multivariate Analysis of Variance‬‬ ‫)‪ (MANOVA‬للتحقــق مــن الفــرض األول‪.‬‬ ‫نتائج البحث ومناقشتها‬ ‫نتائج الفرض األول‪:‬‬ ‫للتحقــق مــن الفــرض األول والــذي يشــر إىل‪ :‬ال‬ ‫يتبايــن االجتــاه نحــو القــراءة لــدى الطــاب املراهقــن‬

‫‪213‬‬


‫االتجاه نحو القراءة لدى طالب وطالبات املرحلة الثانوية في ضوء بعض املتغيرات‬

‫يف اململكــة العربيــة الســعودية باختــاف متغــرات‬ ‫اجلنــس (ذكــور ‪ -‬إنــاث)‪ ،‬والصــف الــدرايس (األول‬ ‫ الثالــث)‪ ،‬واخللفيــة الثقافيــة (ريــف ‪ -‬حــر)‪،‬‬‫اســتخدم الباحــث حتليل التباين املتعــدد ‪Multivariate‬‬ ‫)‪.Analysis of Variance (MANOVA‬‬

‫إبراهيم سالم الصباطي‬

‫ويوضــح جــدول (‪ )2‬نتائــج حتليــل التبايــن املتعــدد‬ ‫ألثــر متغــرات كل مــن اجلنــس والصــف الــدرايس‬ ‫واخللفيــة الثقافيــة يف االجتــاه نحــو القــراءة لــدى املراهق‬ ‫الســعودي‪.‬‬

‫جدول (‪ :)2‬نتائج حتليل التباين املتعدد ألثر متغريات كل من اجلنس والصف الدرايس‬ ‫واخللفية الثقافية يف االجتاه نحو القراءة‬

‫اجلنس‬

‫مصادر التباين‬

‫الصف الدرايس‬ ‫اخللفية الثقافية‬

‫اجلنس × الصف الدرايس‬ ‫اجلنس × اخللفية الثقافية‬

‫الصف الدرايس × اخللفية الثقافية‬

‫اجلنس× الصف الدرايس× اخللفية الثقافية‬

‫اخلطأ‬

‫املجموع الكيل‬

‫جمموع املربعات درجات احلرية متوسط املربعات قيمة ف الداللة اإلحصائية‬ ‫‪17.101‬‬

‫‪1‬‬

‫‪17.101‬‬

‫‪13.31‬‬

‫‪01.0‬‬

‫‪30.27‬‬

‫‪1‬‬

‫‪30.27‬‬

‫‪40.8‬‬

‫‪01.0‬‬

‫‪73.48‬‬

‫‪1‬‬

‫‪73.48‬‬

‫‪99.14‬‬

‫‪01.0‬‬

‫‪50.90‬‬

‫‪1‬‬

‫‪50.90‬‬

‫‪85.27‬‬

‫‪01.0‬‬

‫‪138‬‬

‫‪1‬‬

‫‪13.8‬‬

‫‪50.2‬‬

‫غير دال‬

‫‪87.16‬‬

‫‪1‬‬

‫‪87.16‬‬

‫‪5.19‬‬

‫‪01.0‬‬

‫‪53.31‬‬

‫‪1‬‬

‫‪53.31‬‬

‫‪9.70‬‬

‫‪01.0‬‬

‫‪1013‬‬

‫‪312‬‬

‫‪25.3‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪4713‬‬

‫‪319‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫أشارت النتائج يف جدول (‪ )2‬إىل ما ييل‪:‬‬ ‫ ●متغــر اجلنــس‪ :‬وجــود أثــر دال إحصائ ًّيــا ملتغــر‬ ‫اجلنــس (ذكور‪-‬إنــاث) يف االجتــاه نحــو القــراءة‪،‬‬ ‫حيــث بلغــت قيمــة ف (‪ )13.31‬وهــي قيمــة دالــة‬ ‫إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى (‪ .)01.0‬وللكشــف عــن‬ ‫اجتــاه الفــروق تــم حســاب املتوســطات احلســابية‬ ‫بــن املجموعتــن‪ ،‬فأظهــرت النتائــج أن اجتــاه‬ ‫الذكــور (م = ‪ )6.78‬أكثــر إجيابيــة مــن اجتــاه‬ ‫اإلنــاث (م= ‪ )7.58‬نحــو القــراءة‪.‬‬ ‫ ●متغــر الصــف الــدرايس‪ :‬وجــود أثــر دال إحصائ ًّيــا‬ ‫ملتغــر الصــف الــدرايس (أول ‪-‬ثالــث) يف االجتــاه‬ ‫نحــو القــراءة‪ ،‬حيــث بلغــت قيمــة ف (‪)40.8‬‬ ‫وهــي قيمــة دالــة إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى (‪.)01.0‬‬ ‫وللكشــف عــن اجتــاه الفــروق تــم حســاب‬ ‫املتوســطات احلســابية بــن املجموعتــن‪ ،‬فأظهــرت‬ ‫النتائــج أن اجتــاه طــاب وطالبــات الصــف الثالــث‬ ‫الثانــوي (م = ‪ )9.71‬أكثــر إجيابيــة مــن اجتــاه‬ ‫طــاب وطالبــات الصــف األول الثانــوي (م=‬ ‫‪ )7.63‬نحــو القــراءة‪.‬‬ ‫ ●متغــر اخللفيــة الثقافيــة‪ :‬وجــود أثــر دال إحصائ ًّيــا‬ ‫ملتغــر اخللفيــة الثقافيــة (ريــف ‪-‬حــر) يف االجتــاه‬

‫‪214‬‬

‫نحــو القــراءة‪ ،‬حيــث بلغــت قيمــة ف (‪)99.14‬‬ ‫وهــي قيمــة دالــة إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى (‪.)01.0‬‬ ‫وللكشــف عــن اجتــاه الفــروق‪ ،‬تــم حســاب‬ ‫املتوســطات احلســابية بــن املجموعتــن‪ ،‬فأظهــرت‬ ‫النتائــج أن اجتــاه طــاب وطالبــات اخللفيــة الثقافيــة‬ ‫احلرضيــة (م = ‪ )7.73‬أكثــر إجيابيــة مــن اجتــاه‬ ‫طــاب وطالبــات اخللفيــة الثقافيــة الريفيــة (م=‬ ‫‪ )3.65‬نحــو القــراءة‪.‬‬ ‫ ●تفاعــل اجلنــس مــع الصــف الــدرايس‪ :‬وجــود أثــر‬ ‫دال إحصائ ًّيــا لتفاعــل متغــري اجلنــس والصــف‬ ‫الــدرايس يف االجتــاه نحــو القــراءة‪ ،‬حيــث بلغــت‬ ‫قيمــة ف (‪ )85.27‬وهــي قيمــة دالــة إحصائ ًّيــا‬ ‫عنــد مســتوى (‪ ،)01.0‬وتشــر إىل أن اجتــاه عينــة‬ ‫الذكــور يف الصــف الــدرايس الثالــث أكثــر إجيابيــة‬ ‫نحــو القــراءة مــن بقيــة املجموعــات‪.‬‬ ‫ ●تفاعــل اجلنــس مــع اخللفيــة الثقافيــة‪ :‬عــدم وجــود‬ ‫أثــر دال إحصائ ًّيــا لتفاعــل متغــري اجلنــس‬ ‫واخللفيــة الثقافيــة يف االجتــاه نحــو القــراءة‪ ،‬حيــث‬ ‫بلغــت قيمــة ف (‪ )50.2‬وهــي قيمــة غــر دالــة‬ ‫إحصائ ًّيــا‪.‬‬ ‫ ●تفاعــل الصــف الــدرايس مــع اخللفيــة الثقافيــة‪:‬‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫وجــود أثــر دال إحصائ ًّيــا لتفاعــل متغــري الصــف‬ ‫الــدرايس واخللفيــة الثقافيــة يف االجتــاه نحــو‬ ‫القــراءة‪ ،‬حيــث بلغــت قيمــة ف (‪ )19.5‬وهــي‬ ‫قيمــة دالــة إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى (‪ ،)01.0‬وتشــر‬ ‫إىل أن اجتــاه عينــة الطــاب والطالبــات يف الصــف‬ ‫الــدرايس الثالــث أكثــر إجيابيــة نحــو القــراءة مــن‬ ‫بقيــة املجموعــات‪.‬‬ ‫ ●تفاعــل متغــرات اجلنــس والصــف الــدرايس‬ ‫واخللفيــة الثقافيــة‪ :‬وجــود أثــر دال إحصائ ًّيــا‬ ‫لتفاعــل متغــرات اجلنــس والصــف الــدرايس‬ ‫واخللفيــة الثقافيــة يف االجتــاه نحــو القــراءة‪ ،‬حيــث‬ ‫بلغــت قيمــة ف (‪ )70.9‬وهــي قيمــة دالــة إحصائ ًّيــا‬ ‫عنــد مســتوى (‪ ،)01.0‬وتشــر إىل أن اجتــاه عينــة‬

‫الطــاب الذكــور يف الصــف الــدرايس الثالــث مــن‬ ‫خلفيــة ثقافيــة حرضيــة أكثــر إجيابيــة نحــو القــراءة‬ ‫مــن بقيــة املجموعــات‪.‬‬ ‫نتائج الفرض الثاين‬ ‫للتحقــق مــن الفــرض الثــاين والــذي ينــص عــى‪:‬‬ ‫«ال توجــد عالقــة بــن االجتاه نحــو القــراءة والتحصيل‬ ‫يف مــادة اللغــة العربيــة لــدى املراهــق الســعودي»‪،‬‬ ‫اســتخدم الباحــث معامــل ارتبــاط بريســون‪ .‬ويوضــح‬ ‫جــدول (‪ )3‬نتائــج معامــات االرتبــاط بــن االجتــاه‬ ‫نحــو القــراءة والتحصيــل الــدرايس يف مــادة اللغــة‬ ‫العربيــة لــدى الطــاب املراهقــن باململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية‪.‬‬

‫جدول (‪ :)3‬نتائج معامالت االرتباط بني االجتاه نحو القراءة والتحصيل الدرايس يف مادة اللغة العربية‬ ‫جمموعات البحث‬

‫ذكور صف أول ريف‬

‫ذكور صف ثالث ريف‬ ‫إناث صف أول ريف‬

‫إناث صف ثالث ريف‬ ‫إناث ريف‬

‫إناث حرض‬

‫ذكور صف أول‬

‫ذكور صف ثالث‬ ‫عينة الذكور‬

‫معامل االرتباط‬ ‫‪**47.0‬‬ ‫‪**51.0‬‬ ‫‪**53.0‬‬ ‫‪**46.0‬‬ ‫‪**57.0‬‬ ‫‪**49.0‬‬ ‫‪**61.0‬‬ ‫‪**72.0‬‬ ‫‪**48.0‬‬

‫العينة الكلية (ن=‪)320‬‬ ‫** دالة عند مستوى ‪01.0‬‬

‫أوضحــت النتائــج وجــود عالقــة ارتباطيــة موجبــة‬ ‫دالــة إحصائ ًّيــا بــن االجتــاه نحــو القــراءة والتحصيــل‬ ‫الــدرايس يف مــادة اللغــة العربيــة للمجموعــات التالية‪:‬‬ ‫(‪ )47.0‬لذكــور الصــف األول مــن خلفيــة ثقافيــة‬ ‫ريفيــة‪ ،‬و(‪ )59.0‬لذكــور الصــف األول مــن خلفيــة‬ ‫ثقافيــة حرضيــة‪ ،‬و(‪ )51.0‬لذكــور الصــف الثالــث مــن‬ ‫خلفيــة ثقافيــة ريفيــة‪ ،‬و(‪ )63.0‬لذكــور الصــف الثالث‬ ‫مــن خلفيــة ثقافيــة حرضيــة‪ ،‬و(‪ )53.0‬إلنــاث الصــف‬ ‫األول مــن خلفيــة ثقافيــة ريفيــة‪ ،‬و(‪ )69.0‬إلنــاث‬ ‫الصــف األول مــن خلفيــة ثقافيــة حرصيــة‪ ،‬و(‪)46.0‬‬ ‫إلنــاث الصــف الثالــث مــن خلفيــة ثقافيــة ريفيــة‪،‬‬

‫جمموعات البحث‬

‫ذكور صف أول حرض‬

‫ذكور صف ثالث حرض‬ ‫إناث صف أول حرض‬

‫إناث صف ثالث حرض‬ ‫ذكور ريف‬

‫ذكور حرض‬

‫إناث صف أول‬

‫إناث صف ثالث‬ ‫عينة اإلناث‬

‫معدل االرتباط‬ ‫‪**59.0‬‬ ‫‪**63.0‬‬ ‫‪**69.0‬‬ ‫‪**72.0‬‬ ‫‪**65.0‬‬ ‫‪**66.0‬‬ ‫‪**60.0‬‬ ‫‪**67.0‬‬ ‫‪**64.0‬‬

‫‪**50.0‬‬

‫و(‪ )72.0‬إلنــاث الصــف الثالــث مــن خلفيــة ثقافيــه‬ ‫حرضيــه‪ ،‬و(‪ )57.0‬لإلنــاث مــن خلفيــة ثقافيــة ريفيــة‪،‬‬ ‫و(‪ )56.0‬للذكــور مــن خلفيــة ثقافيــة ريفيــة‪ ،‬و(‪)49.0‬‬ ‫لإلنــاث مــن خلفيــة ثقافيــة حرضيــة‪ ،‬و(‪)66.0‬‬ ‫للذكــور مــن خلفيــة ثقافيــة حرضيــة‪ ،‬و(‪)61.0‬‬ ‫للذكــور يف الصــف األول‪ ،‬و(‪ )60.0‬لإلنــاث يف‬ ‫الصــف األول‪ ،‬و(‪ )72.0‬للذكــور يف الصــف الثالــث‪،‬‬ ‫و(‪ )67.0‬لإلنــاث يف الصــف الثالــث‪ ،‬و(‪ )48.0‬لعينــة‬ ‫الذكــور‪ ،‬و(‪ )64.0‬لعينــة اإلنــاث‪ ،‬و(‪ )50.0‬للعينــة‬ ‫الكليــة للبحــث‪ .‬وكلهــا معامــات دالــة إحصائ ًّيــا‬ ‫عنــد مســتوى (‪.)01.0‬‬

‫‪215‬‬


‫االتجاه نحو القراءة لدى طالب وطالبات املرحلة الثانوية في ضوء بعض املتغيرات‬

‫مناقشة النتائج‬ ‫مناقشة نتائج الفرض األول‪:‬‬ ‫أشــارت النتائــج الســابقة أن اجتــاه الذكــور يف‬ ‫الصــف الثالــث الثانــوي مــن خلفيــة ثقافيــة حرضيــة‬ ‫أكثــر إجيابيــة‪ .‬وتتفــق إىل حــد مــا مــع مــا أســفرت عنــه‬ ‫دراســة )‪ ،Gudakovska (1996‬ودراســة موســى‬ ‫ومصيلحــي (‪ ،)2002‬ودراســة بــركات (‪،)2003‬‬ ‫ودراســة العقيــي (‪.)2012‬‬ ‫ويــرى الباحــث أن هــذا إنــا يعــزى إىل أن الذكــور‬ ‫أكثــر حريــة يف احلركــة والتنقــل‪ ،‬وهــذا حيتــاج إىل مزيــد‬ ‫مــن الثقافــة واملعرفــة‪ .‬ولــن يتــم الوصــول إىل ذلــك إال‬ ‫مــن خــال القــراءة‪ ،‬ومــن ثــم فــإن اجتاهاهتــم موجبــة‬ ‫نحــو القــراءة ألهنــا تزودهــم بكثــر مــن املعلومــات‬ ‫واخلــرات‪.‬‬ ‫كــا تبــن أن اجتــاه الطــاب األكــر عمــرا نحــو‬ ‫القــراءة أكثــر إجيابيــة‪ ،‬وهــذا إنــا يــدل عــى أهنــم يف‬ ‫حاجــة إىل مزيــد مــن املعرفــة تســاعدهم عــى التوافــق‬ ‫مــع املحيــط االجتامعــي وتفهــم أبعــاده وفلســفته‪.‬‬ ‫وإىل جانــب مــا ســبق بينــت النتائــج أن اجتــاه مــن‬ ‫ينتمــي إىل خلفيــة ثقافيــة حرضيــه نحــو القــراءة أكثــر‬ ‫إجيابيــة‪ ،‬وهــذا يوضــح أن املــدن ال تــزال حتــى اآلن‬ ‫برغــم دخــول وســائل االتصــاالت والتكنولوجيــا يف‬ ‫بعــض القــرى يف اململكــة العربيــة الســعودية تســتأثر‬ ‫بوســائل الثقافــة املختلفــة‪ ،‬ممــا يســاعد الشــباب عــى‬ ‫التــزود منهــا مــن خــال القــراءة‪.‬‬ ‫مناقشة نتائج الفرض الثاين‬ ‫أظهــرت النتائــج الســابقة وجــود عالقــة بــن‬ ‫اجتــاه املراهــق الســعودي نحــو القــراءة والتحصيــل‬ ‫يف مــادة اللغــة العربيــة‪ .‬وتتفــق تلــك النتائــج مــع مــا‬ ‫توصلــت إليــه نتائــج دراســات كل مــن ‪(Sainsbury‬‬ ‫)‪and Schagen, 2004‬؛ عطيــة‪2006 ،‬؛ عبــد اخلالــق‪،‬‬ ‫‪2006‬؛ ‪Roberts and Wilson, 2006‬؛ حافــظ‪،‬‬ ‫‪2008‬؛ هزايمــة‪2010 ،‬؛ العقيــي‪ .)2012 ،‬ويــرى‬ ‫الباحــث أن العالقــة املوجبــة بــن االجتــاه نحــو القــراءة‬ ‫والتحصيــل يف مــادة اللغــة العربيــة كــا أشــارت إليــه‬ ‫نتائــج الفــرض الثــاين نتيجــة منطقيــة؛ ألن مــن حيــب‬ ‫القــراءة وهيتــم هبــا وينــوع قراءاتــه يف مــواد قرائيــة‬ ‫متنوعــة أجــدر بــأن يتفــوق يف مــادة اللغــة العربيــة‪.‬‬ ‫إضافــة إىل هــذا فــإن القــراءة تســاعد عــى كشــف‬ ‫أرسار اللغــة العربيــة وتعــرف آداهبــا‪ ،‬ومــن ثــم يصبــح‬

‫‪216‬‬

‫إبراهيم سالم الصباطي‬

‫الطالــب بالــرورة متفوقــ ًا يف مــادة اللغــة العربيــة‪.‬‬ ‫مناقشة عامة‬ ‫يــرى الباحــث يف ضــوء مــا تقــدم أن نتائــج البحــث‬ ‫الراهــن قــد دعمــت مــن فــروض البحــث‪ ،‬ومــن ثــم‬ ‫جيــب عــى كل مــن‪ :‬األرسة‪ ،‬واملؤسســات التعليميــة‬ ‫املختلفــة (مــدارس‪ ،‬ومعاهــد‪ ،‬وجامعــات)‪ ،‬ووســائل‬ ‫اإلعــام املختلفــة‪ ،‬ودور العبــادة‪ ،‬حــث أفــراد املجتمع‬ ‫الســعودي أطفــاال أو شــبابا أو كبــارا عــى القــراءة‪،‬‬ ‫ألهنــا النافــذة التــي يمكــن مــن خالهلــا تعــرف مفاتيــح‬ ‫املعرفــة املختلفــة‪ ،‬ووســيلة للتقــدم العلمــي ليــس فقــط‬ ‫عــى مســتوى الفــرد بــل أيضــا عــى مســتوى املجتمــع‪.‬‬ ‫وإىل جانــب هــذا‪ ،‬فــإن املجتمــع الســعودي يف الوقــت‬ ‫الراهــن يف أشــد احلاجــة إىل مــن يقــرأ ويســتوعب‬ ‫العلــوم املختلفــة؛ ألن هبــا ســوف يتقــدم املجتمــع‬ ‫ويصبــح عــى قــدم املســاواة مــع الــدول املتقدمــة‬ ‫فكر ًّيــا‪.‬‬ ‫التوصيات‬ ‫يف ضــوء مــا أســفرت عنــه نتائــج الدراســة يــويص‬ ‫الباحــث بــا يــي‪:‬‬ ‫ ●توجيــه نظــر القائمــن عــى العمليــة التعليميــة‬ ‫والرتبويــة وأوليــاء األمــور إىل رضورة معرفــة‬ ‫مســتوى االجتــاه نحــو القــراءة لــدى الطــاب‪،‬‬ ‫والعمــل عــى تنميتــه؛ ملــا للقــراءة مــن تأثــر مبــارش‬ ‫عــى مجيــع األنشــطة‪.‬‬ ‫ ●رضورة توفــر الكتــب واملجــات العلميــة يف‬ ‫املجــاالت املختلفــة‪ ،‬وتعويــد الطــاب عــى زيــارة‬ ‫املكتبــة املدرســية واالطــاع واملناقشــة واحلــوار‬ ‫وآداب االســتامع‪ ،‬وكذلــك االشــراك يف األنشــطة‬ ‫القرائيــة واملســابقات املختلفــة‪.‬‬ ‫ ●عــى الولديــن مســاعدة أبنائهــم يف القــراءة وحثهــم‬ ‫عليهــا وإثــارة احلــاس واملنافســة بينهــم‪ ،‬ملــا لذلــك‬ ‫مــن دور يف تكويــن االجتــاه اإلجيــايب نحــو القــراءة‪،‬‬ ‫ســواء لالســتمتاع أو القــراءة لزيــادة املســتوى‬ ‫التحصيــي‪ ،‬فهــذا يؤثــر عــى مســتوى حتصيلهــم‬ ‫الــدرايس بوجــه عــام‪ ،‬والتحصيــل القرائــي‬ ‫بخاصــة‪.‬‬ ‫ ●عــى خمتلــف املؤسســات الرتبويــة‪ ،‬العمــل عــى‬ ‫تنميــة امليــول واالجتاهــات وتوفــر خــرات‬ ‫وأنشــطة ومنــاخ للتعلــم ينمــي اجتــاه الطــاب نحــو‬ ‫القــراءة احلــرة يف املناطــق الريفيــة‪.‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫بحوث مقرتحة‬ ‫ ●املتغــرات األرسيــة وأثرهــا عــى االجتــاه نحــو‬ ‫القــراءة‪.‬‬ ‫ ●فعاليــة برنامــج مقــرح لتحســن االجتــاه نحــو‬ ‫القــراءة لــدى الطــاب‪.‬‬ ‫ ●االجتاه نحو القراءة‪ :‬دراسة تتبعية‪.‬‬ ‫املراجع‬

‫إســاعيل‪ ،‬عــى إبراهيــم‪ .2008 .‬االجتــاه نحــو القــراءة‬ ‫لــدى تالميــذ احللقــة الثانيــة يف املرحلــة االبتدائيــة‬ ‫بمملكــة البحريــن‪ .‬جملــة العلــوم الرتبويــة والنفســية‪،‬‬ ‫جملــس النــر العلمــي‪ ،‬جامعــة البحريــن‪ ،‬املجلــد ‪،9‬‬ ‫العــدد ‪ ،4‬ص ص ‪.29 -13‬‬ ‫األســمري‪ ،‬عــى موســى‪ .2010 .‬فعاليــة اســتخدام‬ ‫إســراتيجية العصــف الذهنــي يف تنميــة مهــارات‬ ‫القــراءة الناقــدة لــدى طــاب الصــف الثــاين املتوســط‪.‬‬ ‫رســالة ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة‬ ‫امللــك خالــد‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫بــركات‪ ،‬فاطمــة ســعيد‪ .2003 .‬االجتــاه نحو القــراءة احلرة‬ ‫وعالقتــه ببعــض املتغــرات النفســية والديموغرافيــة‬ ‫لــدى األطفــال‪ :‬دراســة مقارنــه بــن الريــف واحلــر‪.‬‬ ‫رســالة ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬كليــة الدراســات‬ ‫اإلنســانية‪ ،‬جامعــة األزهــر‪ ،‬مــر‪.‬‬ ‫جــاد‪ ،‬حممــد عبــد املطلــب‪ .2003 .‬صعوبــات تعلــم‬ ‫اللغــة العربيــة‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬عــان‪ :‬دار الفكــر‬ ‫للطباعــة والنــر والتوزيــع‪.‬‬ ‫حافـظ‪ ،‬وحيـد إسماعيل‪ .2008 .‬فاعليـة إستراتيجية‬ ‫اخلريطـة الدالليـة يف تنميـة مهـارات القـراءة الناقـدة‬ ‫لـدى طالب املرحلـة الثانوية‪ .‬جملة دراسـات يف املناهج‬ ‫وطـرق التدريـس‪ ،‬اجلمعيـة املرصيـة للمناهـج وطـرق‬ ‫التدريـس‪ ،‬مصر‪ ،‬العـدد ‪ ،121‬ص ص ‪.145- 24‬‬

‫احلــريب‪ ،‬جابــر حممــد‪ .2007 .‬تقويــم مهــارات القــراءة‬ ‫الناقــدة لــدى طــاب الصــف األول الثانــوي بمنطقــة‬ ‫عســر‪ .‬رســالة ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪،‬‬ ‫جامعــة امللــك خالــد‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫ســامل‪ ،‬حممــد حممــد‪ .2000 .‬مــدى فعاليــة التعليــم اجلامعــي‬ ‫يف مســاعدة اخلرجيــن عــى اكتســاب بعــض مهــارات‬ ‫القــراءة الناقــدة‪ .‬جملــة دراســات يف املناهــج وطــرق‬ ‫التدريــس‪ ،‬اجلمعيــة املرصيــة للمناهــج وطــرق‬ ‫التدريــس‪ ،‬مــر‪ ،‬العــدد ‪ ،62‬ص ص ‪.231- 205‬‬

‫عاشــور‪ ،‬راتــب؛ واحلوامــدة‪ ،‬حممــد‪ .2007 .‬أســاليب‬ ‫تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬ط‪ ،2‬عــان‪ :‬دار املســرة‪.‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫عبــد اخلالــق‪ ،‬خمتــار‪ .2006 .‬فعاليــة برنامــج مقــرح‬ ‫لتطويــر تدريــس القــراءة يف ضــوء قضايــا العوملــة يف‬ ‫تنميــة مهــارات القــراءة والوعــي بتلــك القضايــا لــدى‬ ‫طــاب الصــف األول الثانــوي‪ .‬رســالة دكتــوراه غــر‬ ‫منشــورة‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة املنيــا‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫عطيــة‪ ،‬مجــال ســليامن‪ .2006 .‬فعاليــة إســراتيجيات مــا‬ ‫وراء املعرفــة يف تنميــة مهــارات الفهــم القرائــي لــدى‬ ‫التالميــذ ذوي صعوبــات التعلــم باملرحلــة اإلعداديــة‪.‬‬ ‫جملــة كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة بنهــا‪ ،‬مــر‪ ،‬املجلــد ‪،16‬‬ ‫العــدد ‪ ،67‬ص ص ‪.182 – 139‬‬ ‫العقيــي‪ ،‬عبــد املحســن ســامل‪ .2012 .‬فاعليــة برنامــج‬ ‫تدريبــي قائــم عــى إســراتيجية التصــور الذهنــي‬ ‫يف تنميــة مســتويات فهــم املقــروء لطــاب الصــف‬ ‫الســادس االبتدائــي‪ .‬جملــة القــراءة واملعرفــة‪ ،‬اجلمعيــة‬ ‫املرصيــة للقــراءة واملعرفــة‪ ،‬مــر‪ ،‬العــدد ‪ ،133‬ص‬ ‫ص ‪.284 – 240‬‬ ‫عــوض‪ ،‬فايــز الســيد‪ .2003 .‬االجتاهــات احلديثــة يف‬ ‫تعليــم القــراءة وتنميــة ميوهلــا‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪،‬‬ ‫القاهــرة‪ :‬إيــراك للنــر والتوزيــع‪.‬‬

‫العيســوي‪ ،‬مجــال مصطفــى‪ .2004 .‬فاعليــة تدريــس‬ ‫القــراءة باســتخدام برنامــج البوربوينــت يف حتســن‬ ‫الرسعــة والفهــم القرائــي لــدى تلميــذات الصــف‬ ‫الرابــع االبتدائــي بدولــة اإلمــارات العربيــة املتحــدة‪.‬‬ ‫جملــة القــراءة واملعرفــة‪ ،‬اجلمعيــة املرصيــة للقــراءة‬ ‫واملعرفــة‪ ،‬مــر‪ ،‬العــدد ‪ ،30‬ص ص ‪.123- 72‬‬

‫العيســوي‪ ،‬مجــال مصطفــى؛ والظنحــاين‪ ،‬حممــد عبيــد‪.‬‬ ‫‪ .2006‬تنميــة مســتويات الفهــم القرائــي لــدى‬ ‫تلميــذات الصــف الســابع بمرحلــة التعليــم األســايس‬ ‫بدولــة اإلمــارات العربيــة املتحــدة‪ .‬جملــة دراســات يف‬ ‫املناهــج وطــرق التدريــس‪ ،‬اجلمعيــة املرصيــة للمناهــج‬ ‫وطــرق التدريــس‪ ،‬مــر‪ ،‬العــدد ‪ ،114‬ص ص ‪107‬‬ ‫ ‪.147‬‬‫اللبــودي‪ ،‬منــى إبراهيــم‪ .2003 .‬فاعليــة اســتخدام مدخــل‬ ‫الطرائــف يف تنميــة مهــارات القراءة اإلبداعيــة واالجتاه‬ ‫نحــو القــراءة لــدى تالميــذ املرحلــة اإلعداديــة‪ .‬جملــة‬ ‫القــراءة واملعرفــة‪ ،‬اجلمعيــة املرصيــة للقــراءة واملعرفــة‪،‬‬ ‫مــر‪ ،‬العــدد ‪ ،26‬ص ص ‪.112-76‬‬ ‫حممــود‪ ،‬حســني عبــد احلافــظ‪ .2008 .‬أثــر املراقبــة الذاتيــة‬ ‫يف الفهــم القرائــي واالجتــاه نحــو القــراءة لــدى تالميــذ‬ ‫الصــف األول مــن املرحلــة اإلعداديــة‪ .‬رســالة‬ ‫ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة قنــاة‬ ‫الســويس‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫‪217‬‬


‫إبراهيم سالم الصباطي‬

‫االتجاه نحو القراءة لدى طالب وطالبات املرحلة الثانوية في ضوء بعض املتغيرات‬

Durto, J. 2002. Attitudes to reading in England. Journal of Research in Reading. 27(4): 387 - 400. Gudakovska, I. 1996. Students' reading habits in Latvia. Journal of Adolescent and Adult Literacy. 40(1): 20-53. Hickerson, D. 2012. The impact of differentiated reading homework assignments on students' attitude toward homework, motivation to read, interest in reading, and reading achievement. Ed. D. Dissertation, Walden University. Kazelskis, R., Thames, D., and Reeves, C. 2004. The elementary reading attitude survey: Factor invariance across gender and race. Reading Psychology: An International Quarterly. 25(2): 111-120. Lin, J. 2001. A factor analytic study of reading attitudes in secondary agricultural instruction. Research in Education. 62(1): 201-228. McDowell, F. 2011. Help me read: Student characteristics, reading attitudes, and perceptions within a developmental reading course. Ph.D. Dissertation, Texas University. Roberts, M. S., and Wilson, J. D. 2006. Reading attitudes and instructional methodology: How might achievement become affected? Reading Improvement. 43(2): 64-73. Sainsbury, M., and Schagen, J. 2004. Attitudes to reading at ages nine and eleven. Journal of Research in Reading. 27(4): 373-386. Sani, A., and Zain, Z. 2011. Relating adolescents' second language reading attitude, selfefficacy for reading, and reading ability in a non-supportive ESL setting. Reading Matrix: An International Online Journal. 11(3): 243254. Retrieved on11-12-2013 from: https:// cutt.us/NcOfh Worrell, F. C., Roth, D. A., and Gabelko, N. H. 2007. Elementary reading attitude, survey scores in academically talented students. Roeper Review. 29(2): 119-124.

‫ بدون‬.‫ طــرق تدريــس اللغــة العربيــة‬.2007 .‫ عــي‬،‫مدكــور‬ .‫ دار املســرة للنــر والتوزيع‬:‫ عــان‬،‫رقــم الطبعــة‬

.2002 .‫ عبــد الرمحــن‬،‫ رشــاد عــى؛ ومصيلحــي‬،‫موســى‬ ‫التنبــؤ باالجتــاه النفــي نحــو القــراءة وفقــ ًا لبعــض‬ ،‫املتغــرات األرسيــة والنفســية لــدى املراهــق األزهري‬ ‫ ص‬،110 ‫ املجلــد‬،‫ جامعــة األزهــر‬،‫جملــة كليــة الرتبيــة‬ .57-1 ‫ص‬ ‫ تعليــم األطفــال‬.‫هـــ‬1424 .‫ صالــح عبــد العزيــز‬،‫النصــار‬ ،‫ بــدون رقــم الطبعــة‬.‫ دور األرسة واملدرســة‬:‫القــراءة‬ ‫ اململكــة العربيــة‬،‫ الريــاض‬،‫دار النــارش الــدويل‬ .‫الســعودية‬

‫ الضعــف القرائــي يف‬.2002 .‫ عبــد اهلل مســلم‬،‫اهلاشــمي‬ :‫احللقــة األوىل مــن التعليــم األســايس بســلطنة عــان‬ ‫ بــدون رقــم‬.‫ مقرتحــات عالجــه‬،‫ أســبابه‬،‫مظاهــره‬ .‫ ســلطنة عــان‬،‫ وزارة الرتبيــة‬،‫الطبعــة‬ ‫ أثــر بعــض املتغــرات يف‬.2010 .‫ ســامي حممــد‬،‫هزايمــة‬ ‫ جملــة اجلامعــة‬.‫اجتاهــات طلبــة اجلامعــة نحــو القــراءة‬ ‫ شــؤون البحــث‬،‫اإلســامية للبحــوث اإلنســانية‬ ،‫ اجلامعــة اإلســامية‬،‫العلمــي والدراســات العليــا‬ .647-627 ‫ ص ص‬،2 ‫ العــدد‬،18 ‫ املجلــد‬،‫غــزة‬

‫ وثيقــة منهــج اللغــة‬.‫هـــ‬1423 .‫وزارة الرتبيــة والتعليــم‬ ،‫ وزارة الرتبيــة والتعليــم‬.‫العربيــة بالتعليــم العــام‬ .‫الريــاض‬

‫ إســراتيجيات تعليــم اللغــة‬.2001 .‫ فتحــي‬،‫يونــس‬ ،‫ بــدون رقــم الطبعــة‬.‫العربيــة باملرحلــة الثانويــة‬ .‫مــر‬،‫جامعــةعــنشــمس‬،‫منشــوراتكليــةالرتبيــة‬

Chen, H. Y. 2009. Online reading comprehension strategies among general and special education elementary and middle school students. PhD Dissertation, Michigan State University. Daisey, P. 2012. Secondary preserve teachers' attitude towards and experiences with sharing their reading with students. Paper presented at the Association of Literacy Educators and Researchers Conference, 2-4 December, Grand Rapids, MI, 3(30). Dean, J., and Trent, J. 2002. Improving attitudes toward reading. (ERIC.) Document Reproduction Service, No. ED471784.

218


(‫هـ‬1441( ‫م‬2020 - 1 ‫ العدد‬- 21 ‫املجلد‬

)‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية‬

The Attitude of Secondary School Students toward Reading in the Light of some Variables Ibrahim S. Alsubaty Department of Psychology, Faculty of Education Al-Ahsa, King Faisal University https://doi.org/10.37575/h/edu/1795

ABSTRACT

Reading is one of the most important factors affecting the intellectual, emotional, and social growth of learner. It plays a great role in developing education, culture, and society. The current research aimed at identifying the attitude of Saudi teenager toward reading and achievement in Arabic language in the light of some demographic variables (gender, grade, and cultural background). To achieve this, a scale for attitude towards reading was designed and its psychometric properties were calculated. The study sample consisted of three hundred and twenty male and female students from the first and third secondary grades from different rural and urban cultural backgrounds with an arithmetic average age of 16.9 years. The results indicated that there are statistically significant differences in the attitude toward reading, according to the variables of gender in favor of male students. Differences also occurred for the studious year in favor of third secondary grade, and for cultural background in favor of urban background. Moreover, there is an interaction between gender with studious year and background in favor of third secondary male urban students. The results also revealed that there are a positive correlation between the attitude toward reading and achievement in the Arabic language. The results were interpreted according to the theoretical framework and practical research results. The study recommended the importance of orientation and positive attitudes towards the development of this skill in addition to practice and training. Key Words: Attitude towards reading, Demographic variables, Secondary stage.

219



‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫اﳌﺠﻠﺪ�‪-21‬اﻟﻌﺪد�‪2020-1‬م�)‪1441‬هـ(‬

‫النموذج ال�سببي للعالقة بني الإعزاءات ال�سببية والتفكري اخلرايف وجودة احلياة لدى طالب اجلامعة‬ ‫مصطفى عبداملحسن احلديبي وهنلة عبدالرزاق عبداملجيد‬

‫قسم علم النفس‪ ،‬كلية الرتبية‪ ،‬جامعة أسيوط‪ ،‬مجهورية مرص العربية‬ ‫‪https://doi.org/10.37575/h/edu/1965‬‬

‫امللخص‬

‫يؤثــر التفكــر اخلــرايف عــى املجتمــع بشــكل ســلبي‪ ،‬وقــد هدفــت الدراســة احلاليــة إىل الكشــف عــن الفــروق بــن متوســطات‬ ‫درجــات طــاب اجلامعــة طب ًقــا ملســتويات التفكــر اخلــرايف الثالثــة (منخفــض‪ ،‬متوســط‪ ،‬مرتفــع) يف اإلعــزاءات الســببية وجــودة‬ ‫احليــاة‪ ،‬والكشــف عــن الفــرق بــن متوســطي درجــات طــاب اجلامعــة يف التفكــر اخلــرايف طب ًقا للنــوع‪ ،‬والتخصــص الــدرايس‪ ،‬ومنطقة‬ ‫الســكن‪ ،‬والفرقــة الدراســية‪ ،‬والتحقــق مــن صحــة النمــوذج اإلحصائــي املقــرح بــن اإلعــزاءات الســببية والتفكــر اخلــرايف وجــودة‬ ‫احليــاة لــدى طــاب اجلامعــة؛ للتوصــل إىل نمــوذج حيــدد اآلثــار املبــارشة وغــر املبــارشة بــن التفكــر اخلــرايف وتلــك املتغــرات يف‬ ‫ضــوء مــا تعكســه بيانــات الدراســة‪ ،‬وبلــغ عــدد أفــراد الدراســة االســتطالعية (‪ )189‬طال ًبــا وطالبــة‪ ،‬يف حــن بلــغ عــدد أفــراد الدراســة‬ ‫األساســية (‪ )716‬طال ًبــا وطالبــة مــن كليــة الرتبيــة جامعــة أســيوط‪ُ ،‬طبــق عليهــم مقيــاس التفكــر اخلــرايف‪ ،‬ومقيــاس اإلعزاءات الســببية‬ ‫لطــاب اجلامعــة (إعــداد الباحثـ ْـن)‪ ،‬ومقيــاس جــودة احليــاة لطــاب اجلامعــة إعــداد منــي وكاظــم ســنة ‪.2010‬‬ ‫أســفرت نتائــج الدراســة عــن وجــود فــرق دال إحصائ ًّيــا بــن متوســطي درجــات مســتويات التفكــر اخلــرايف الثالثــة عــى مقيــايس‬ ‫اإلعــزاءات الســببية وجــودة احليــاة لطــاب اجلامعــة وأبعادمهــا الفرعيــة يف اجتــاه مرتفعــي التفكــر اخلــرايف‪ ،‬ووجــود فــروق يف التفكــر‬ ‫اخلــرايف ككل وأبعــاده الســت تعــزى لبعــض املتغــرات الديموجرافيــة املتمثلــة يف‪ :‬التخصــص الــدرايس‪ ،‬والفرقــة الدراســية وذلــك يف‬ ‫اجتــاه طــاب الشــعب األدبيــة‪ ،‬والفرقــة األوىل‪ ،‬يف حــن مل توجــد فــروق تعــزى للنــوع‪ ،‬ومنطقــة الســكن‪ ،‬كــا أظهــرت نتائــج حتليــل‬ ‫املســار مــؤرشات حســن مطابقــة للنمــوذج املقــرح؛ وبتحليــل التوســط لنمــوذج املعادلــة البنائيــة النهائــي بطريقــة توليــد العينــات املتتــايل‬ ‫اتضــح أن متغــر اإلعــزاءات الســببية يتوســط العالقــة بــن التفكــر اخلــرايف وجــودة احليــاة لــدى طــاب اجلامعــة‪.‬‬

‫الكلامت املفتاحية‪ :‬علم النفس اإلجيايب‪ ،‬املعتقدات اخلرافية‪ ،‬العزو السببي‪.‬‬

‫املقدم ة‬ ‫يعـد التفكير اخلـرايف ‪Superstitions Thinking‬‬ ‫)‪ (ST‬مـن أخطـر املشـكالت التـي يعـاين منهـا طلاب‬ ‫اجلامعـة بشـكل خـاص؛ لتأثرياته السـلبية على املجتمع‬ ‫ومؤسسـاته الرتبويـة التـي يتعلمـون هبـا مـن جهـة‪،‬‬ ‫ولكـون األفـكار واملعتقـدات اخلرافية مـن أكثر األنامط‬ ‫خطـرا على سـعادة اإلنسـان‬ ‫واالجتاهـات الفكريـة‬ ‫ً‬ ‫وحائ ً‬ ‫لا دون تقدمـه ونموه من جهة (عسـاف وزيدان‪،‬‬ ‫‪.)2007‬‬ ‫ويلجــأ الفــرد يف التفكــر اخلــرايف إىل تصــور‬ ‫أحــداث أو أشــياء أو التفكــر هبــا وربطهــا بروابــط‬ ‫غــر حقيقيــة‪ ،‬ويــرى بينهــا عالقــة ال تبــدو لآلخريــن‪،‬‬ ‫ويصطنــع أحداثــا أو أســبابا ال تبــدو ســببية أو حتــدث‬ ‫صدفــة أو بطريقــة عشــوائية ويقيــم بينهــا عالقــة‬ ‫ســببية تفتقــر إىل عالقــة ذهنيــة مفهومــة هلــا دور بــارز‬ ‫يف تفســر األحــداث وتعليلهــا‪ ،‬ويســعى إىل حتقيــق‬ ‫أهدافــه بأســاليب بعيــدة عــن العلــم والعقــل واملنطــق‬ ‫(غــويل ومحــدان‪ ،)2006 ،‬وعليــه؛ فالتفكــر اخلــرايف‬ ‫هــو تفســر األحــداث وتعليلهــا بأســاليب بعيــدة‬ ‫عــن العلــم واملنطــق‪ ،‬وهــو ال جيتمــع مــع العلــم‪ ،‬بــل‬ ‫إنــه يعــد عائ ًقــا أمــام التقــدم العلمــي والتكنولوجــي‪،‬‬ ‫خاصــة يف ظــل وجــود ميــل لــدى اإلنســان لقبــول‬

‫اخلرافــة‪ ،‬وحماولــة االستكشــاف‪ ،‬وتوضيــح الغامــض‪،‬‬ ‫أو حماولــة الدفــاع عــن النمــو النفــي واحلاميــة مــن‬ ‫األخطــار‪ ،‬ولعــاج مــا يعتقــد أنــه ال ســبيل للعلــم‬ ‫لعالجــه‪ ،‬فيفــر يف ضــوء معتقــدات خرافيــة‪،‬‬ ‫ويلجــأ إىل الشــعوذة وغريهــا مــن األفــكار اخلرافيــة‪،‬‬ ‫وربــا يعــود هــذا إىل تأثــر الثقافــة وأســاليب التنشــئة‬ ‫ـارشا‬ ‫ـرا ســلب ًّيا مبـ ً‬ ‫االجتامعيــة والرتبيــة‪ ،‬التــي تؤثــر تأثـ ً‬ ‫يف انتشــار اخلرافــة أو يف حماربتهــا (القضــاة‪.)2014 ،‬‬ ‫واملســتقرئ لنتائــج العديــد من الدراســات النفســية‬ ‫يتضــح لــه وجــود دور فعــال لبعــض املتغــرات‬ ‫النفســية كعوامــل وســيطة بــن التفكــر اخلــرايف‬ ‫وجــودة احليــاة‪ ،‬والتــي يمكــن مــن خالهلــا فهــم طبيعــة‬ ‫العالقــة التبادليــة بينهــا‪ ،‬ومــن أبــرز تلــك املتغــرات‬ ‫العــزو الســببي ‪Causal Attribution‬؛ كونــه أحــد‬ ‫املتغــرات املعرفيــة املهمــة للتنبــؤ بقــدرة الفــرد عــى‬ ‫التحكــم يف األحــداث الســالبة؛ فقــد أوضــح مقابلــة‬ ‫أساســا عــن نظريــة‬ ‫(‪ )1996‬أن مفهــوم العــزو املنبثــق ً‬ ‫التعلــم االجتامعــي لـــ ‪ Rotter‬كمتغــر مــن متغــرات‬ ‫الشــخصية هيتــم باملعتقــدات واالجتاهــات التــي‬ ‫حيملهــا الفــرد بخصــوص أي العوامــل هــو األكثــر‬ ‫حتكـ ًـا يف النتائــج املهمــة يف حياتــه‪ ،‬كــا أشــارت أعدييل‬ ‫والزغــول (‪ )2015‬إىل أن العــزو الســببي ‪Causal‬‬

‫‪221‬‬


‫النموذج السببي للعالقة بين اإلعزاءات السببية والتفكيرالخرافي وجودة الحياة لدى طالب الجامعة‬

‫‪ Attribution‬عمليــة معرفيــة وأحاســيس وجدانيــة‬ ‫قــد تؤثــر يف التوافــق‪ ،‬وتدفــع الفــرد إىل النجــاح‬ ‫والرضــا؛ فاألفــراد ‪-‬كــا أوضــح الفرحــايت (‪-)2005‬‬ ‫يميلــون لعــزو األحــداث إمــا لعوامــل داخليــة تتعلــق‬ ‫بحاجــات وانفعــاالت األفــراد أو لعوامــل خارجيــة‬ ‫مثــل احلــظ؛ فــكل فــرد لديــه ميــل لعــزو نجاحــه أو‬ ‫فشــله إىل أســباب متعــددة‪ ،‬وقــد قــدم (‪Sowa )2011‬‬ ‫نموذجــا إلعــادة البنــاء املعــريف للعــزو‪،‬‬ ‫‪and Burks‬‬ ‫ً‬ ‫ومــن أبــرز مراحلــه مرحلــة التعليــم‪ ،‬وتتضمــن تعليــم‬ ‫الطــاب العالقــة بــن األداء واألفــكار‪.‬‬ ‫ويــؤدي التفكــر اخلــرايف وظيفــة نفســية يلجــأ‬ ‫إليهــا الفــرد عنــد عجــزه عــن تفســر األحــداث‬ ‫ـرا يســتند إىل املنطــق والعلــم (القضــاة‪،‬‬ ‫احلياتيــة تفسـ ً‬ ‫‪)2014‬؛ كــون العــزو أو التعليــل الســببي ‪Causal‬‬ ‫‪ Attribution‬دراســة الســببية املدركــة؛ حيــث ُعرفــت‬ ‫نظريـ�ة العـ�زو بنظريـ�ة التنسـ�ي ب �‪Attribution Theo‬‬ ‫‪ ry‬ويقصــد بالتنســيب إدراك ‪ Perception‬األســباب‬ ‫أي نســب الســبب إىل مصــدر مــا‪ ،‬والفكــرة العامــة‬ ‫منــه هــي أن النــاس يفــرون الســلوك يف ضــوء أســبابه‬ ‫دورا مهـ ًّـا يف‬ ‫حســب اعتقادهــم‪ ،‬وأن هلــذه التفســرات ً‬ ‫حتديــد اســتجاباهتم للســلوك (أمحــد‪.)2015 ،‬‬ ‫وتبــدو ديناميــة العالقــة بــن متغــري التفكــر‬ ‫اخلــرايف والعــزو الســببي مــن خــال طبيعــة العــزو‬ ‫الســببي؛ حيــث أوضــح أمحــد (‪ )2015‬أن اجتــاه‬ ‫العــزو (الداخــي‪ ،‬اخلارجــي) يؤثــر يف تفكــر الفــرد‬ ‫واجتاهاتــه‪ ،‬وبالتــايل ســلوكه‪ ،‬فقــد خيطــئ اإلنســان‬ ‫يف عــزوه لألســباب‪ ،‬فيعــزو األحــداث لعوامــل‬ ‫ليســت ذات عالقــة‪ ،‬ولذلــك يتمثــل اهلــدف الرئيــس‬ ‫للنمــوذج العالجــي يف فهــم األســباب التــي يعــزو‬ ‫األفــراد ســلوكه هلــا‪ ،‬وقــد أشــار (‪Michaels )2002‬‬ ‫إىل أن األهــم يف معرفــة العــزو الســببي هــو الوقــوف‬ ‫عــى الســلوكيات والتربيــرات ملراجعــة األخطــاء‪ ،‬ال‬ ‫االكتفــاء بالعــزو الســببي‪ ،‬وأوضــح عطيــة (‪ )1999‬أن‬ ‫لــكل إنســان ميــا لعــزو كل نجــاح أو فشــل يف مهمــة‬ ‫مــا إىل أســباب خمتلفــة‪.‬‬ ‫هــذا اإلضافــة إىل أن هنــاك عــد ًدا مــن التصــورات‬ ‫لألبعــاد الفرعيــة الذاتيــة واملوضوعيــة جلــودة احليــاة؛‬ ‫حيــث قــدم (‪Steel and Ones )2002‬‬ ‫نموذجــا‬ ‫ً‬ ‫نظر ًّيــا للعالقــة بــن حمــددات البعــد الــذايت جلــودة‬ ‫احليــاة ومركــز التحكــم والوصــول يف هنايــة األمــر‬ ‫إىل مــا يعــرف بالوجــود الــذايت األفضــل‪ ،‬وهــذا مــا‬ ‫حــدا بالباحثــن يف الدراســة احلاليــة إىل اختبــار صحــة‬

‫‪222‬‬

‫مصطفى الحديبي و نهلة عبداملجيد‬

‫النمــوذج اإلحصائــي املقــرح لإلعــزاءات الســببية‬ ‫بــن متغــري التفكــر اخلــرايف وجــودة احليــاة لطــاب‬ ‫اجلامعــة‪ ،‬الــذي تــم اقرتاحــه يف ضــوء افرتاضــات‬ ‫نمــوذج (‪ Steel and Ones )2002‬حيــث تتضمــن‬ ‫حمــددات املدخــات الداخليــة اخلاصــة بالفــرد‪)1(:‬‬ ‫مركــز التحكــم (‪ )2‬تقديــر الــذات (‪ )3‬التفــاؤل يف‬ ‫مقابــل التشــاؤم‪ ،‬ونتائــج الدراســات ذات الصلــة‬ ‫التــي أكــدت وجــود عالقــة ارتباطيــة بــن هــذه‬ ‫املتغــرات‪ ،‬إال أن هــذه الدراســات مل تتنــاول هــذه‬ ‫املتغــرات بصــورة إمجاليــة يف نمــوذج واحــد كــا يف‬ ‫الدراســة احلاليــة‪ ،‬وهــذا مــا قــد يتضــح ويتبلــور يف‬ ‫مشــكلة الدراســة‪.‬‬ ‫مشكلة الدراسة‬ ‫بــرزت مشــكلة الدراســة ممــا الحظــه الباحثــان‬ ‫عــى الطــاب ‪-‬أثنــاء التدريــس هلــم‪ -‬مــن ســيطرة‬ ‫بعــض املعتقــدات واألفــكار اخلرافيــة التــي تعكــس‬ ‫الفولكلــور أو الــراث الفكــري للبيئــة االجتامعيــة‬ ‫هلــم‪ ،‬والتــي تظهــر يف ارتــداء «التامئــم‪ ،‬اخلــرزة الزرقاء‪،‬‬ ‫مخســة ومخيســة‪ ،‬حظاظــة‪ ،‬أســورة هبــا صــورة‪ ،‬أو‬ ‫تعليــق الودعــة‪ ،‬أو التنجيــم»؛ العتقادهــم بدفعهــا لرش‬ ‫متوقــع حصولــه مــن حســد أو مــرض أو رفــع رش وقــع‬ ‫بالفعــل أو لــدرء احلســد؛ ممــا ُيظهــر االستســام هلــذه‬ ‫املعتقــدات عنــد تفســر املواقــف احلياتيــة املختلفــة‪ ،‬ممــا‬ ‫يقــف حائـ ً‬ ‫ا دون العيــش بإجيابيــة وفاعليــة‪ ،‬وجتعلهــم‬ ‫يعجــزون عــن إجيــاد تفســرات منطقيــة للمواقــف‬ ‫والظــروف احلياتيــة اليوميــة‪ ،‬وعنــد ســؤاهلم عــن‬ ‫أســباب هــذه الســلوكيات تتمحــور اإلجابــة يف أن‬ ‫املعتقــدات أو طريقــة التفكــر ســبب وراء ذلــك‪،‬‬ ‫خاصــة يف ظــل التوقعــات املنخفضــة للمهــام التــي‬ ‫مــن الصعــب أن يتــم إنجازهــا إال يف ظــل االعتقــاد‬ ‫هبــذه الســلوكيات‪ ،‬وعــدم الثقــة يف قدراهتــم اخلاصــة‪.‬‬ ‫ويتســق ذلــك مــع مــا أشــارت إليــه األدبيــات‬ ‫البحثيــة مــن أنــه عــى الرغــم مــن التقــدم العلمــي‬ ‫والتكنولوجــي إال أن املعتقــدات اخلرافيــة مــا زالــت‬ ‫تُالحــظ يف مجيــع املســتويات االجتامعيــة واالقتصاديــة‪،‬‬ ‫ويف مجيــع مســتويات التعليــم يف العديد مــن املجتمعات‬ ‫(‪ ) Case et al., 2004‬بــا فيهــا املجتمعــات العربيــة‪،‬‬ ‫ويؤكــد الباحثــون والدارســون يف البيئــة العربيــة ارتفاع‬ ‫مســتوى األفــكار اخلرافيــة لــدى عينــة مــن طــاب‬ ‫اجلامعــة وذلــك مــن خــال مــا أشــارت إليــه نتائــج‬ ‫بعــض الدراســات ذات الصلــة مثــل (إســاعيل‪،‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫‪2003‬؛ غــويل ومحــدان‪2006 ،‬؛ عســاف وزيــدان‪،‬‬ ‫‪2007‬؛ أبــو عــام وآخــرون‪ ،)2015 ،‬وأن األفــكار‬ ‫ـارا بــن الطلبــة هــي تلــك املرتبطة‬ ‫اخلرافيــة األكثــر انتشـ ً‬ ‫باالمتحانــات (‪ ،)Saenko, 2005‬وأن جــودة احليــاة‬ ‫تعكــس شــعور الفــرد بالكفــاءة الذاتيــة وإجــادة‬ ‫التعامــل مــع التحديــات (‪.)Dodson, 1994‬‬ ‫واملســتقرئ ملــا ســبق يتضــح لــه أن التفكــر اخلــرايف‬ ‫ذو صلــة باإلعــزاءات الســببية وجــودة احليــاة لــدى‬ ‫طــاب اجلامعــة‪ ،‬ورغــم ذلــك مل تلــق العالقــة الســببية‬ ‫بينهــم االهتــام الــكايف بالبحــث والدراســات‪ ،‬فنــدرة‬ ‫مــن الدراســات ذات الصلــة تناولــت التفكــر اخلــرايف‬ ‫لــدى طــاب اجلامعــة وعالقتــه ببعــض املتغــرات‬ ‫النفســية والديموجرافيــة‪ ،‬ومل توجــد دراســة عربيــة‬ ‫– يف حــدود مــا تــم اطــاع الباحثـ ْـن عليــه– تناولــت‬ ‫املتغــرات الوســيطة بــن التفكــر اخلــرايف وجــودة‬ ‫احليــاة لــدى طــاب اجلامعــة‪ ،‬لــذا جــاءت الدراســة‬ ‫احلاليــة الختبــار نمــوذج بنائــي افــرايض للعالقــة بــن‬ ‫اإلعــزاءات الســببية والتفكــر اخلــرايف وجــودة احليــاة‬ ‫لــدى طــاب اجلامعــة‪ ،‬وتــم اقرتاحــه يف ضــوء نتائــج‬ ‫الدراســات ذات الصلــة التــي أكــدت وجــود عالقــة‬ ‫ارتباطيــة بــن هــذه املتغــرات‪ ،‬إال أن هــذه الدراســات‬ ‫مل تتنــاول هــذه املتغــرات بصــورة إمجاليــة يف نمــوذج‬ ‫واحــد كــا يوضحــه شــكل (‪ )2‬يف الدراســة احلاليــة‪.‬‬ ‫ويف ضــوء مــا أشــارت إليــه نتائــج الدراســات ذات‬ ‫الصلــة‪ ،‬ومــا أســفر عنــه اســتقراء اإلطــار النظــري‬ ‫واملفاهيــم األساســية للدراســة احلاليــة‪ ،‬فــإن مشــكلة‬ ‫الدراســة احلاليــة تتحــدد يف التســاؤالت التاليــة‪:‬‬ ‫ ‪1.‬مــا الفــرق بــن مرتفعــي ومنخفــي التفكــر‬ ‫اخلــرايف يف اإلعــزاءات الســببية وأبعادهــا‪ ،‬وجــودة‬ ‫احليــاة وأبعادهــا ؟‬ ‫ ‪2.‬مــا الفــرق يف مســتوى التفكــر اخلــرايف طب ًقــا للنــوع‬ ‫(ذكور‪ ،‬إنــاث)‪ ،‬والفرقة الدراســية (الفرقة األوىل‪،‬‬ ‫الفرقــة الرابعــة)‪ ،‬والتخصــص الــدرايس (علمــي‪،‬‬ ‫أديب)‪ ،‬ومنطقــة الســكن (ريــف‪ ،‬حــر)؟‬ ‫ ‪3.‬مــا التأثــر املبــارش وغــر املبــارش ملتغــرات التفكــر‬ ‫اخلــرايف واإلعــزاءات الســببية وجــودة احليــاة لــدى‬ ‫طــاب اجلامعــة؟‬ ‫أهداف الدراسة‬ ‫ ‪1.‬الكشــف عــن الفروق بني طــاب اجلامعــة مرتفعي‬ ‫ومنخفــي التفكــر اخلــرايف يف اإلعــزاءات الســببية‬ ‫وجــودة احلياة‪.‬‬

‫اﳌﺠﻠﺪ�‪-21‬اﻟﻌﺪد�‪2020-1‬م�)‪1441‬هـ(‬

‫ ‪2.‬الكشــف عــن الفــرق يف مســتوى التفكــر اخلــرايف‬ ‫طب ًقــا للنــوع (ذكــور‪ ،‬إنــاث)‪ ،‬والفرقــة الدراســية‬ ‫(الفرقــة األوىل‪ ،‬الفرقــة الرابعــة)‪ ،‬والتخصــص‬ ‫الــدرايس (علمــي‪ ،‬أديب)‪ ،‬ومنطقــة الســكن‬ ‫(ريــف‪ ،‬حــر)‪.‬‬ ‫ ‪3.‬التحقــق مــن صحــة النمــوذج اإلحصائــي املقــرح‬ ‫للعالقــة بــن متغــري التفكــر اخلــرايف وجــودة‬ ‫احليــاة مــن خــال متغــر اإلعــزاءات الســببية‬ ‫لطــاب اجلامعــة؛ للتوصــل إىل نمــوذج حيــدد‬ ‫اآلثــار املبــارشة وغــر املبــارشة بــن التفكــر‬ ‫اخلــرايف وتلــك املتغــرات يف ضــوء مــا تعكســه‬ ‫بيانــات الدراســة‪.‬‬ ‫أمهية الدراسة‬ ‫ترجع أمهية الدراسة احلالية إىل ما ييل‪:‬‬ ‫ ‪1.‬املتغــرات التي تتناوهلا الدراســة؛ حيــث إن االهتامم‬ ‫بمصطلــح التفكــر اخلــرايف كأحــد العوامــل املؤثــرة‬ ‫يف جــودة احليــاة يلقــي الضــوء عــى اآلثــار الســلبية‬ ‫للتفكــر اخلــرايف عــى أداء الطــاب اجلامعيــن‬ ‫وتفســرهم لألحــداث احلياتيــة األكاديميــة‬ ‫واالجتامعيــة‪ ،‬إضافــة إىل العالقــة االرتباطيــة بــن‬ ‫التفكــر اخلــرايف واإلعــزاءات الســببية‪ ،‬وأن حتديــد‬ ‫العالقــة الســببية بــن تلــك املتغــرات يســهم يف‬ ‫حتديــد العوامــل املهيئــة جلــودة احليــاة لــدى طــاب‬ ‫اجلامعــة‪ ،‬ممــا حيقــق التوافــق النفــي واالجتامعــي‬ ‫للطــاب‪ ،‬ممــا ينعكــس عــى جــودة العمليــة‬ ‫التعليميــة اجلامعيــة‪.‬‬ ‫ ‪2.‬تنبثــق أمهيــة الدراســة مــن أهنــا دراســة ميدانيــة‬ ‫تســتقيص مــدى انتشــار التفكــر اخلــرايف لــدى‬ ‫طــاب اجلامعــة؛ ألهنــم يمثلــون طليعــة املجتمــع‬ ‫الذيــن ُيعــول عليهــم أن يكونــوا إشــعاعا فكريــا‬ ‫للمجتمــع‪ ،‬كــا توضــح الدراســة آثــار األفــكار‬ ‫اخلرافيــة بغيــة وضــع الربامــج الرتبويــة واإلرشــادية‬ ‫مــن قبــل املســؤولني باجلامعــات واملؤسســات‬ ‫الرتبويــة ملعاجلــة هــذه املشــكلة‪ ،‬إضافــة إىل بنــاء أداة‬ ‫ســيكومرتية لتعــرف التفكــر اخلــرايف وأبعــاده لدى‬ ‫طــاب اجلامعــة‪ ،‬ممــا يثــري املكتبــة العربيــة بشــكل‬ ‫عــام والبيئــة املرصيــة بشــكل خــاص بــأداة يمكــن‬ ‫مــن خالهلــا حتيــد طبيعــة التفكــر اخلــرايف لــدى‬ ‫طــاب اجلامعــة‪.‬‬ ‫ ‪3.‬مــا قــد تســفر عنــه نتائــج الدراســة مــن متايــز‬ ‫أســاليب العــزو الســببي احليــايت لــذوي التفكــر‬

‫‪223‬‬


‫النموذج السببي للعالقة بين اإلعزاءات السببية والتفكيرالخرافي وجودة الحياة لدى طالب الجامعة‬

‫اخلــرايف لــدى طــاب اجلامعــة يســهم يف إعــداد‬ ‫برامــج إرشــادية وعالجيــة خلفــض وعــاج‬ ‫املعتقــدات اخلرافيــة ومــا يرتبــط هبــا مــن أســاليب‬ ‫عــزو غــر فعالــة لــدى املراهقــن بصفــة عامــة‬ ‫وطــاب اجلامعــة «مرحلــة املراهقــة املتأخــرة»‬ ‫بصفــة خاصــة؛ ممــا يســهم بشــكل إجيــايب يف حتســن‬ ‫جــودة حياهتــم وســهولة اندماجهــم يف املجتمــع‪،‬‬ ‫وينعكــس عــى تالميذهــم مســتقبال مــن خــال‬ ‫تعاملهــم بإســراتيجيات تفكــر منطقيــة قائمــة عىل‬ ‫أســس علميــة‪.‬‬ ‫أدبيات الدراسة واملفاهيم األساسية هلا‬ ‫‪ .1‬التفكري اخلرايف (‪Superstitions Thinking )ST‬‬ ‫يعــرف التفكــر اخلــرايف إجرائ ًّيــا يف الدراســة احلالية‬ ‫عــى أنــه‪ »:‬نمــط مــن التفكــر يتناقــض مــع التفكــر‬ ‫املنطقــي‪ ،‬ويعــر عــن االعتقــاد يف أمــور غــر معقولــة‬

‫أو غــر موضوعيــة وتتعــارض مــع الواقــع‪ ،‬ويؤمــن هبــا‬ ‫الفــرد إيام ًنــا شــديدً ا‪ ،‬ويعــزو أســباب نجاحــه أو فشــله‬ ‫وشــفائه أو مرضــه هلــا»‪ ،‬ويقــاس مــن خــال الدرجــة‬ ‫التــي حيصــل عليهــا الطالــب اجلامعــي عــى مقيــاس‬ ‫التفكــر اخلــرايف املســتخدم بالدراســة احلاليــة‪.‬‬ ‫‪ .2‬جودة احلياة ‪Quality of Life‬‬

‫تعــددت التصــورات التــي تفصــل األبعــاد الفرعيــة‬ ‫لــكل مــن البعــد الــذايت والبعــد املوضوعــي جلــودة‬ ‫احليــاة‪ ،‬حيــث قــدم (‪Steel and Ones )2002‬‬ ‫نموذجــا نظر ًّيــا يربــط بــن جــودة احليــاة مــن املنظــور‬ ‫ً‬ ‫الــذايت وفكــرة الســعادة والرضــا عــن احليــاة‪ ،‬والوصــل‬ ‫يف هنايــة األمــر إىل مــا يعــرف بالوجــود الــذايت األفضل‪،‬‬ ‫ويوضــح شــكل(‪ )1‬أبعــاد املنظــور الــذايت جلــودة‬ ‫احليــاة‪.‬‬

‫حمددات من الرتبة الثانية‬ ‫املرشحات الداخلية اخلاصة بالفرد‬

‫جودة احلياة الذاتية‬

‫حمددات من الرتبة األوىل‬ ‫طبيعة الشخصية‬ ‫ ●االنبساطية يف مقابل االنطوائية‬

‫ ●مركز التحكم‬ ‫ ●تقدير الذات‬ ‫ ●التفاؤل يف مقابل التشاؤم‬ ‫سالبة‬

‫‪-‬‬

‫‪+‬‬

‫مصطفى الحديبي و نهلة عبداملجيد‬

‫ ●العصابية يف مقابل األتزان األنفعايل‬ ‫موجبة‬

‫املدخالت اخلربية (البيئية)‬ ‫حمددات من الرتبة الثالثة‬ ‫العوامل البيئية‬ ‫شكل (‪ :)1‬أبعاد املنظور الذايت جلودة احلياة‪.‬‬

‫ويعــرف كل مــن منــي وكاظــم (‪ )2010‬جــودة‬ ‫احليــاة بأهنــا مــدى شــعور الفــرد بالرضــا والســعادة‬ ‫وقدرتــه عــى إشــباع حاجاتــه مــن خــال نوعيــة‬ ‫البيئــة التــي يعيــش فيهــا‪ ،‬واخلدمــات التــي تقــدم‬ ‫لــه يف املجــاالت الصحيــة واالجتامعيــة والتعليميــة‬ ‫والنفســية مــع حســن إدارتــه للوقــت واالســتفادة منــه‪،‬‬ ‫ونظـ ًـرا العتــاد الباحثــن عــى املقيــاس الــذي قــام كل‬ ‫مــن منــي وكاظــم ســنة (‪ )2010‬بتطويــره وتقنينــه‬ ‫عــى طــاب اجلامعــة‪ ،‬فإهنــا يتبنيــان تعريفهــا تعري ًفــا‬

‫‪224‬‬

‫إجرائ ًّيــا‪ ،‬وتقــاس جــودة احليــاة مــن خــال الدرجــة‬ ‫التــي حيصــل عليهــا الطالــب اجلامعــي عــى مقيــاس‬ ‫جــودة احليــاة للطالــب اجلامعــي املســتخدم بالدراســة‬ ‫احلاليــة‪.‬‬ ‫‪ .3‬اإلعزاءات السببية‬ ‫تعــرف اإلعــزاءات الســببية إجرائ ًّيــا يف الدراســة‬ ‫احلاليــة عــى أهنــا‪ :‬العمليــة التــي خيتــار فيهــا األفــراد‬ ‫بشــكل متسلســل أســبا ًبا لســلوك مــا‪ ،‬ســواء أكان هــذا‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫الســلوك صــادر مــن الفــرد ذاتــه أو مــن اآلخريــن؛‬ ‫ليصلــوا إىل تفســرات ســببية تؤثــر يف االختيــارات‬ ‫الســلوكية املســتقبلية بشــكل مبــارش‪ ،‬وحتــدد هلــم‬ ‫التوافــق النفــي اإلجيــايب مــع األحــداث احلياتيــة‪،‬‬ ‫وتقــاس مــن خــال الدرجــة التــي حيصــل عليهــا‬ ‫الطالــب اجلامعــي عــى مقيــاس اإلعــزاءات الســببية‬ ‫لطــاب اجلامعــة املســتخدم بالدراســة احلاليــة‪.‬‬ ‫الدراسات ذات الصلة‬ ‫نظــرا الفتقــار البيئــة العربيــة ونــدرة الدراســات‬ ‫ً‬ ‫ذات الصلــة للكشــف عــن العالقــة البنائيــة بــن‬ ‫متغــرات الدراســة احلاليــة مــع بعضهــا‪ ،‬وخاصــة‬ ‫نمذجــة العالقــات الســببية بــن اإلعــزاءات الســببية‬ ‫والتفكــر اخلــرايف وجــودة احليــاة لــدى طــاب‬ ‫اجلامعــة‪ ،‬فإنــه تــم االقتصــار عــى الدراســات التــي‬ ‫تناولــت أي مــن متغــرات الدراســة احلاليــة يف عالقتــه‬ ‫ببعــض أو أحــد املتغــرات النفســية ذات العالقــة‬ ‫االرتباطيــة بــه‪ .‬فقــد اســتقىص (‪Timothy )2001‬‬ ‫‪ and Jerry‬انتشــار األفــكار اخلرافيــة لــدى الطلبــة‬ ‫اجلامعيــن‪ ،‬وتــم تطبيــق مقيــاس األفــكار اخلرافيــة‬ ‫عــى (‪ )426‬طال ًبــا وطالبــة مســجلني يف مســاق مقدمــة‬ ‫إىل علــم االجتــاع‪ ،‬وأشــارت نتائــج الدراســة أن‬ ‫(‪ )% 70‬مــن الطــاب يؤمنــون باألفــكار اخلرافيــة‪،‬‬ ‫وعــدم وجــود ارتبــاط بــن األفــكار اخلرافيــة‬ ‫واملعتقــدات الدينيــة‪ ،‬وعــدم وجــود فــروق يف األفــكار‬ ‫اخلرافيــة تعــزى للنــوع االجتامعــي‪ ،‬والتحصيــل‬ ‫األكاديمــي‪ ،‬وضغــوط هنايــة الفصــل الــدرايس‪.‬‬ ‫يف حــن تناولــت دراســة (‪Sachs )2004‬‬ ‫العالقــة بــن اخلرافــة والكفــاءة الذاتيــة لــدى طــاب‬ ‫الدراســات العليــا الصينيــن‪ ،‬وتكونــت عينــة الدراســة‬ ‫مــن (‪ )43‬مشــاركا (‪ 16‬طالبــا‪ 27 ،‬طالبــة) بمتوســط‬ ‫عمــري (‪ )35.5‬ســنة‪ ،‬طبــق عليهــم مقيــاس األفــكار‬ ‫اخلرافيــة‪ ،‬ومقيــاس الكفــاءة الذاتيــة املدركــة‪،‬‬ ‫وأظهــرت نتائــج الدراســة وجــود عالقــة عكســية‬ ‫بــن األفــكار اخلرافيــة والكفــاءة الذاتيــة املدركــة‪،‬‬ ‫وأن مســتوى األفــكار اخلرافيــة بــن الذكــور واإلنــاث‬ ‫ٍ‬ ‫متســاو‪.‬‬ ‫وهدفــت دراســة الربيــع (‪ )2014‬إىل معرفــة‬ ‫مســتوى التفكــر اخلــرايف وعالقتــه بالكفــاءة الذاتيــة‬ ‫العامــة لــدى طلبــة جامعــة الريمــوك يف ضــوء بعــض‬ ‫املتغــرات‪ ،‬وتكونــت عينــة الدراســة مــن (‪ )218‬طال ًبــا‬

‫اﳌﺠﻠﺪ�‪-21‬اﻟﻌﺪد�‪2020-1‬م�)‪1441‬هـ(‬

‫وطالبــة (‪ 48‬طال ًبــا‪ 170 ،‬طالبــة) مــن طــاب ختصــص‬ ‫اإلرشــاد النفــي يف كليــة الرتبيــة جامعــة الريمــوك‪،‬‬ ‫واســتخدمت الدراســة أداتــن مهــا‪ :‬مقيــاس التفكــر‬ ‫اخلــرايف‪ ،‬ومقيــاس الكفــاءة الذاتيــة العامــة‪ ،‬وأظهــرت‬ ‫نتائــج الدراســة أن مســتوى التفكــر اخلــرايف لــدى‬ ‫منخفضــا‪ ،‬ومل تكــن هنــاك عالقــة دالــة‬ ‫الطــاب كان‬ ‫ً‬ ‫إحصائ ًّيــا بــن التفكــر اخلــرايف والكفــاءة الذاتيــة‬ ‫لدهيــم‪ ،‬كــا أظهــرت النتائــج أن مســتوى التفكــر‬ ‫اخلــرايف لــدى الذكــور أعــى منــه لــدى اإلنــاث‪ ،‬وأنــه‬ ‫كان لــدى الطــاب ذوي التحصيــل (جيــد جــدًّ ا)‬ ‫أعــى ممــا هــو لــدى ذوي التحصيــل (املقبــول)‪ ،‬ومل‬ ‫تكشــف النتائــج عــن وجــود فــروق دالــة إحصائـيًّا يف‬ ‫مســتوى التفكــر اخلــرايف تعــزى إىل مســتوى الدخــل‪.‬‬ ‫وهدفــت دراســة القضــاة (‪ )2014‬إىل الكشــف‬ ‫عــن درجــة التفكــر اخلــرايف لــدى طلبــة مؤتــة‬ ‫وعالقتهــا ببعــض املتغــرات‪ ،‬وتألفــت عينــة الدراســة‬ ‫مــن (‪ )1250‬طال ًبــا وطالبــة طبقــت عليهــم أداة‬ ‫التفكــر اخلــرايف‪ ،‬وأســفرت نتائــج الدراســة عــن أن‬ ‫أفــراد عينــة الدراســة غــر مقتنعــن باألفــكار اخلرافيــة‪،‬‬ ‫ووجــود فــروق دالــة إحصائ ًّيــا يف األفــكار اخلرافيــة‬ ‫تُعــزى ملتغــر الكليــة يف اجتــاه الكليــات اإلنســانية‪،‬‬ ‫وملتغــر مــكان الســكن يف اجتــاه مــكان القريــة‪ ،‬وملتغــر‬ ‫الســنة الدراســية بــن طــاب الســنة الدراســية األوىل‬ ‫والســنة الثانيــة يف اجتــاه طــاب الســنة الثانيــة‪ ،‬وبــن‬ ‫طــاب الســنة الدراســية األوىل والســنة الرابعــة يف‬ ‫اجتــاه طــاب الســنة الرابعــة‪ ،‬ومل تظهــر فــروق دالــة‬ ‫إحصائ ًّيــا تُعــزى ملتغــر النــوع‪.‬‬ ‫وهدفــت دراســة أبــو عــام وآخــرون (‪ )2015‬إىل‬ ‫تعــرف مســتوى أســاليب التفكــر اخلــرايف وأســاليب‬ ‫العــزو الســببي والعالقــة بينهــا وذلــك لــدى طــاب‬ ‫جامعــة الســليامنية بالعــراق؛ حيــث تــم تطبيــق أدوات‬ ‫الدراســة عــى (‪ )60‬طالبــا و طالبــة من طــاب املرحلة‬ ‫األوىل بكليــة الرتبيــة‪ ،‬واســتخدمت الدراســة مقيــاس‬ ‫أنــاط التفكــر اخلــرايف ومقيــاس أســاليب العــزو‪،‬‬ ‫وأشــارت النتائــج إىل ارتفــاع مســتوى التفكــر اخلــرايف‬ ‫لــدى أفــراد العينــة‪ ،‬وأن طلبــة اجلامعــة لدهيــم ميــل‬ ‫لعــزو خــرات النجــاح أو الفشــل إىل أســباب متعــددة‬ ‫وخارجيــة‪ ،‬وأن أســلوب العــزو اخلارجــي الرئيــس‬ ‫هــو األســلوب الوحيــد املرتبــط بالتفكــر اخلــرايف؛‬ ‫حيــث أظهــرت النتائــج أن طلبــة اجلامعــة يميلــون‬ ‫إىل عــزو خــرات النجــاح والفشــل إىل أســباب تقــع‬

‫‪225‬‬


‫النموذج السببي للعالقة بين اإلعزاءات السببية والتفكيرالخرافي وجودة الحياة لدى طالب الجامعة‬

‫خارجــا عنهــم وال يملكــون تغيريهــا‪.‬‬ ‫وهدفت دراســة ياســن (‪ )2016‬إىل تعرف الفروق‬ ‫يف التفكــر اخلــرايف وف ًقــا ملتغــرات االختصــاص‬ ‫والفرقــة الدراســية والنــوع لــدى عينــة مــن طلبــة كليتي‬ ‫الرتبيــة والعلــوم بدمشــق‪ ،‬وتألفــت العينــة مــن (‪)206‬‬ ‫مــن طــاب الفرقتــن األوىل والرابعــة (‪ 123‬طال ًبــا مــن‬ ‫قســم علــم النفــس بكليــة الرتبيــة‪ )83( ،‬طال ًبا من قســم‬ ‫الفيزيــاء بكليــة العلــوم)‪ ،‬واســتخدم مقيــاس التفكــر‬ ‫اخلــرايف مــن إعــداد الباحثــة‪ ،‬وأســفرت النتائــج عــن‬ ‫وجــود التفكــر اخلــرايف لــدى عينــة البحــث بدرجــة‬ ‫متوســطة‪ ،‬وأنــه يمكــن التنبــؤ بالتفكــر اخلــرايف اســتنا ًدا‬ ‫إىل التخصــص الــدرايس‪ ،‬ووجــود فــروق ذات داللــة‬ ‫إحصائيــة بــن متوســطات أداء الطــاب عــى مقيــاس‬ ‫التفكــر اخلــرايف تعــزى ملتغــر االختصــاص والفرقــة‬ ‫الدراســية والنــوع يف اجتــاه طــاب علــم النفــس‪،‬‬ ‫والفرقــة األوىل‪ ،‬واإلنــاث بالرتتيــب‪.‬‬ ‫تعقيب عىل الدراسات ذات الصلة‬ ‫أشــارت بعــض الدراســات إىل وجــود فــروق يف‬ ‫التفكــر اخلــرايف تُعــزى للنــوع االجتامعــي يف اجتــاه‬ ‫اإلنــاث يف نســبة انتشــار وشــيوع األفــكار اخلرافيــة؛‬ ‫حيــث إن اإلنــاث أكثــر تصدي ًقــا وميــ ً‬ ‫ا نحــو‬ ‫املعتقــدات اخلرافيــة مــن الذكــور (ياســن‪،)2016 ،‬‬ ‫يف حــن أشــارت نتائــج بعــض الدراســات ذات الصلة‬ ‫إىل ارتفــاع مســتوى التفكــر اخلــرايف لــدى الذكــور‬ ‫(الربيــع‪ ،)2014 ،‬بينــا أســفرت نتائــج عــدد مــن‬ ‫الدراســات ذات الصلــة عــن عــدم وجــود فــروق‬ ‫بــن الذكــور واإلنــاث يف مســتوى التفكــر اخلــرايف‬ ‫(‪Timothy and Jerry, 2001‬؛ ‪Sachs, 2004‬؛‬ ‫القضــاة‪.)2014 ،‬‬ ‫وعــى اجلانــب اآلخــر أشــارت نتائــج عــدد مــن‬ ‫الدراســات ذات الصلــة إىل وجــود فــروق ذات داللــة‬ ‫إحصائيــة يف جمــال االعتقــاد باخلرافــة تُعــزى ملتغــر‬ ‫التخصــص الــدرايس يف اجتــاه التخصــص اإلنســاين‬ ‫(القضــاة‪2014 ،‬؛ ياســن‪ ،)2016 ،‬يف حــن أســفرت‬ ‫نتائــج بعــض الدراســات عــن عــدم وجــود فــروق‬ ‫ذات داللــة إحصائيــة يف جمــال االعتقــاد باخلرافــة‬ ‫تُعــزى ملتغــر التخصــص الــدرايس‪ ،‬وقــد أشــارت‬ ‫نتائــج عــدد مــن الدراســات ذات الصلــة إىل وجــود‬ ‫فــروق دالــة إحصائ ًّيــا يف األفــكار اخلرافيــة تُعــزى‬ ‫ملتغــر املســتوى الــدرايس بــن طــاب الســنة الدراســية‬

‫‪226‬‬

‫مصطفى الحديبي و نهلة عبداملجيد‬

‫األوىل والســنة الرابعــة يف اجتــاه طــاب الســنة الرابعــة‬ ‫(القضــاة‪ ،)2014 ،‬ويف اجتــاه طــاب الســنة الدراســية‬ ‫األوىل (ياســن‪.)2016 ،‬‬ ‫كــا أن املســتقرئ للدراســات ذات الصلــة يتضــح‬ ‫لــه أنــه مل توجــد دراســة عربيــة –يف ضــوء مــا تــم‬ ‫اطــاع الباحثــن عليــه– تناولــت التفكــر اخلــرايف يف‬ ‫عالقتــه باإلعــزاءات الســببية وجــودة احليــاة بوجــه‬ ‫عــام‪ ،‬ونمذجــة العالقــات الســببية بــن اإلعــزاءات‬ ‫الســببية والتفكــر اخلــرايف وجــودة احليــاة لــدى‬ ‫طــاب اجلامعــة‪ ،‬وقــد أفــادت الدراســات ذات‬ ‫الصلــة يف صياغــة أهــداف الدراســة احلاليــة وبنــاء‬ ‫أدواهتــا وصياغــة فروضهــا وتفســر نتائجهــا‪.‬‬ ‫إجراءات الدراسة‬ ‫‪ .1‬منهج الدراسة‬ ‫اســتخدم الباحثــان يف الدراســة احلاليــة املنهــج‬ ‫الوصفــي االرتباطــي؛ ملالءمتــه لطبيعــة الدراســة‬ ‫وأهدافهــا يف إجيــاد العالقــات الســببية بــن متغــر‬ ‫اإلعــزاءات الســببية والتفكــر اخلــرايف وجــودة احليــاة‬ ‫لــدى طــاب اجلامعــة‪ ،‬والتوصــل إىل نمــوذج حيــدد‬ ‫اآلثــار املبــارشة وغــر املبــارشة بــن التفكــر اخلــرايف‬ ‫وأيضــا التحقــق مــن الفــروق يف‬ ‫وتلــك املتغــرات‪ً ،‬‬ ‫تلــك املتغــرات بــن مســتويات التفكــر اخلــرايف‬ ‫الثالثــة (املنخفــض‪ ،‬املتوســط‪ ،‬املرتفــع)‪ ،‬إضافــة إىل‬ ‫حتديــد الفــروق يف التفكــر اخلــرايف طب ًقــا للنــوع‪،‬‬ ‫والتخصــص الــدرايس‪ ،‬ومنطقــة الســكن‪ ،‬والفرقــة‬ ‫الدراســية‪.‬‬ ‫‪ .2‬املشاركون بالدراسة‬ ‫أ‪ .‬أفراد الدراسة االستطالعية‬ ‫اختــار الباحثــان عــد ًدا من طــاب اجلامعــة ليمثلوا‬ ‫أفــراد الدراســة االســتطالعية؛ هبــدف التحقــق مــن‬ ‫كفــاءة أدوات الدراســة الســيكومرتية‪ ،‬وقــد اشــتملت‬ ‫هــذه العينــة عــى (‪ )189‬طال ًبــا جامع ًّيــا مــن طــاب‬ ‫الفرقتــن األوىل والرابعــة بكليــة الرتبية–جامعــة‬ ‫أســيوط‪ُ ،‬شــعب علــم النفــس والرياضيــات والكيمياء‬ ‫والعلــوم البيولوجيــة؛ وذلــك لتمثــل بعــض املتغــرات‬ ‫الديموجرافيــة املطلوبــة «النــوع والتخصــص الــدرايس‬ ‫ومنطقــة الســكن والفرقــة الدراســية»‪ ،‬ويوضــح‬ ‫جــدول (‪ )1‬خصائــص أفــراد الدراســة االســتطالعية‬ ‫الديموجرافيــة‪.‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫اﳌﺠﻠﺪ�‪-21‬اﻟﻌﺪد�‪2020-1‬م�)‪1441‬هـ(‬

‫جدول (‪ :)1‬اخلصائص الديموجرافية ألفراد الدراسة االستطالعية (ن = ‪)189‬‬ ‫الفرقة األوىل (ن= ‪)92‬‬

‫م‬

‫الشعبة‬

‫احلرض‬

‫الفرقة الرابعة (ن=‪)97‬‬

‫احلرض‬

‫الريف‬

‫إمجايل‬ ‫املشاركني‬

‫الريف‬

‫ذكور‬

‫إناث‬

‫ذكور‬

‫إناث‬

‫ذكور‬

‫إناث‬

‫ذكور‬

‫إناث‬

‫‪1‬‬

‫الشعب العلمية‬

‫‪---‬‬

‫‪19‬‬

‫‪5‬‬

‫‪18‬‬

‫‪3‬‬

‫‪22‬‬

‫‪7‬‬

‫‪25‬‬

‫‪99‬‬

‫‪2‬‬

‫الشعب األدبية‬

‫‪5‬‬

‫‪22‬‬

‫‪8‬‬

‫‪15‬‬

‫‪6‬‬

‫‪15‬‬

‫‪5‬‬

‫‪14‬‬

‫‪90‬‬

‫‪5‬‬

‫‪41‬‬

‫‪13‬‬

‫‪33‬‬

‫‪9‬‬

‫‪37‬‬

‫‪12‬‬

‫‪39‬‬

‫‪189‬‬

‫إمجايل عدد املشاركني‬

‫ب‪ .‬أفراد الدراسة األساسية‬ ‫بعــد التحقــق مــن كفــاءة أدوات الدراســة‬ ‫الســيكومرتية‪ :‬مقيــاس التفكــر اخلــرايف ومقيــاس‬ ‫جــودة احليــاة ومقيــاس اإلعــزاءات الســببية‪ ،‬تــم‬ ‫تطبيقهــا عــى أفــراد الدراســة األساســية‪ ،‬التــي قوامهــا‬ ‫(‪ )716‬طال ًبــا وطالبــة مــن طــاب الفرقتــن األوىل‬

‫والرابعــة بكليــة الرتبية–جامعــة أســيوط للشــعب‬ ‫العلميــة واألدبيــة قاطنــي الريــف واحلــر؛ لتمثــل‬ ‫املتغــرات الديموجرافيــة بالبحــث‪ ،‬وهــي «النــوع‪،‬‬ ‫والتخصــص‪ ،‬والفرقــة‪ ،‬ومنطقــة الســكن»‪ ،‬ويوضــح‬ ‫جــدول (‪ )2‬خصائــص أفــراد الدراســة األساســية‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)2‬اخلصائص الديموجرافية ألفراد الدراسة األساسية (ن=‪)716‬‬ ‫م‬

‫التخصص‬

‫‪ 1‬العلوم اإلنسانية‬

‫‪ 2‬العلوم التطبيقية‬

‫الشعبة‬ ‫علم النفس‬

‫التاريخ واجلغرافيا‬ ‫اللغة العربية‬ ‫الرياضيات‬ ‫الكيمياء‬

‫العلوم البيولوجية‬

‫إمجايل عدد املشاركني بالدراسة األساسية‬

‫الفرقة األوىل (ن = ‪)345‬‬ ‫احلرض‬

‫الفرقة الرابعة (ن = ‪)370‬‬

‫الريف‬

‫احلرض‬

‫الريف‬

‫إمجايل‬ ‫املشاركني‬

‫ذكور‬

‫إناث‬

‫ذكور‬

‫إناث‬

‫ذكور‬

‫إناث‬

‫ذكور‬

‫إناث‬

‫‪---‬‬

‫‪17‬‬

‫‪17‬‬

‫‪29‬‬

‫‪6‬‬

‫‪23‬‬

‫‪2‬‬

‫‪41‬‬

‫‪135‬‬

‫‪5‬‬

‫‪25‬‬

‫‪11‬‬

‫‪36‬‬

‫‪4‬‬

‫‪29‬‬

‫‪5‬‬

‫‪17‬‬

‫‪132‬‬

‫‪6‬‬

‫‪31‬‬

‫‪14‬‬

‫‪29‬‬

‫‪9‬‬

‫‪35‬‬

‫‪12‬‬

‫‪44‬‬

‫‪180‬‬

‫‪6‬‬

‫‪23‬‬

‫‪10‬‬

‫‪41‬‬

‫‪13‬‬

‫‪54‬‬

‫‪8‬‬

‫‪40‬‬

‫‪195‬‬

‫‪---‬‬

‫‪4‬‬

‫‪6‬‬

‫‪9‬‬

‫‪---‬‬

‫‪6‬‬

‫‪2‬‬

‫‪8‬‬

‫‪35‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪8‬‬

‫‪12‬‬

‫‪1‬‬

‫‪5‬‬

‫‪3‬‬

‫‪3‬‬

‫‪39‬‬

‫‪20‬‬

‫‪104‬‬

‫‪66‬‬

‫‪156‬‬

‫‪33‬‬

‫‪152‬‬

‫‪32‬‬

‫‪153‬‬

‫‪716‬‬

‫‪ .3‬أدوات الدراسة‬ ‫أ ‪ .‬مقياس التفكري اخلرايف لطالب اجلامعة‬ ‫قـام الباحثـان بإعـداد مقيـاس التفكير اخلـرايف‬ ‫لطلاب اجلامعة؛ هبدف احلصول عىل أداة سـيكومرتية‬ ‫تتناسـب مع أفـراد العينة وأهداف الدراسـة وطبيعتها‪،‬‬ ‫وقـد مـر بنـاء املقيـاس باخلطـوات التاليـة‪:‬‬ ‫ االطــاع عــى بعض الكتابــات النظرية والدراســات‬‫العربيــة واإلنجليزيــة التــي اهتمــت بالتفكــر اخلــرايف‪،‬‬

‫خاصــة لــدى طــاب اجلامعــة‪ ،‬وكيفية قياســه‪ ،‬وعالقة‬ ‫التفكــر اخلــرايف باإلعــزاءات الســببية باملتغــرات‬ ‫النفســية واالجتامعيــة ويف مقدمتهــا جــودة احليــاة‪،‬‬ ‫وبعــض املقاييــس العربيــة واإلنجليزيــة‪ ،‬كمقيــاس‬ ‫التفكــر اخلــرايف لطــاب اجلامعــة ببغــداد (نــارص‪،‬‬ ‫‪ ،)1999‬ومقيــاس التفكــر اخلــرايف وفــق النظريــة‬ ‫املعرفيــة لطــاب اجلامعــة (عبــد احلســن‪،)2010 ،‬‬

‫‪227‬‬


‫النموذج السببي للعالقة بين اإلعزاءات السببية والتفكيرالخرافي وجودة الحياة لدى طالب الجامعة‬

‫ومقيــاس التفكــر اخلــرايف (غانــم وأبــو عــواد‪2010 ،‬؛‬ ‫ســليامن وماجــد‪ ،)2015 ،‬اســتبانة لألفــكار اخلرافيــة‬ ‫يف املجتمعــن العراقــي والليبــي (فرحــان‪،)2015 ،‬‬ ‫ومقيــاس التفكــر اخلــرايف لطــاب اجلامعــة بدمشــق‬ ‫(ياســن‪.)2016 ،‬‬ ‫ تــم ترمجــة مــا أســفر عنــه اســتقراء اإلطــار النظــري‬‫للدراســة احلاليــة يف متغــرات التفكــر اخلــرايف وجودة‬ ‫احليــاة واإلعــزاءات الســببية إىل أهــداف وعبــارات‬ ‫إجرائيــة قابلــة للقيــاس‪ ،‬حيــث متــت صياغــة فقــرات‬ ‫املقيــاس يف صورهتــا األوليــة بــا يتناســب وطبيعــة‬ ‫الدراســة احلاليــة وأهدافهــا؛ لتعــر عــن بعــض األفكار‬ ‫الشــائعة بــن طــاب اجلامعــة واســتجاباهتم حيــال‬ ‫املواقــف واألحــداث احلياتيــة‪ ،‬وتــرف طــاب‬ ‫اجلامعــة نحوهــا‪ ،‬حيــث متثــل عــدد عبــارات مقيــاس‬ ‫التفكــر اخلــرايف لطــاب اجلامعــة يف (‪ )91‬عبــارة هلــا‬ ‫دائــا‪ ،‬موافــق أحيانًــا‪ ،‬غــر‬ ‫مخســة بدائــل‪( :‬موافــق ً‬ ‫متأكــد‪ ،‬غــر موافــق أحيا ًنــا‪ ،‬غــر موافــق هنائ ًّيــا) علـــى‬ ‫أن تكــون درجــات الفقــرات عــى الرتتيــب (‪3 -4 -5‬‬ ‫–‪.)1– 2‬‬ ‫كفاءة مقياس التفكري اخلرايف لطالب اجلامعة‬ ‫الصدق ‪Validity‬‬ ‫اعتمــد الباحثــان يف حســاب صــدق املقيــاس عــى‬ ‫صــدق البنــاء ‪ Construct Validity‬وتــم التحقــق منــه‬ ‫باســتخدام التحليــل العامــي ‪Factorial Analysis‬‬ ‫وذلــك بعــد تطبيــق املقيــاس يف صورتــه األوليــة عــى‬ ‫عينــة الدراســة االســتطالعية‪ ،‬وتــم حســاب التحليــل‬ ‫العامـلي االستكشـ�ا يف �‪Exploratory Factor Anal‬‬ ‫‪ ysis‬للتحقــق مــن الصــدق البنائــي للمقيــاس عــن‬ ‫طريــق إخضــاع مصفوفــة االرتباطــات بــن عبــارات‬ ‫املقيــاس (‪ 91‬عبــارة) لــدى العينــة االســتطالعية‬ ‫(‪ 189‬طال ًبــا وطالبــة) بواســطة برنامــج ‪SPSS 16.0‬‬ ‫‪ For Windowss‬بطريقــة املكونــات األساســية �‪Prin‬‬ ‫‪ ،ciple Component‬وقــد أســفر التحليــل العامــي‬ ‫بعــد تدويــر املحــاور تدويــرا متعامــدا بطريقــة الـــ‬ ‫‪ Varimax‬عــن وجــود ســتة عوامــل قابلــة للتفســر‪،‬‬ ‫وهـ�ذه العوامـ�ل السـ�تة جذورهـ�ا الكامنـ�ة �‪Eigenval‬‬ ‫‪ ues‬أكــر مــن الواحــد الصحيــح وفــرت جمتمعــة‬ ‫(‪ )% 40.43‬مــن التبايــن الــكيل لعبــارات املقيــاس‪،‬‬ ‫بعــد حــذف التشــبعات األقــل مــن (‪ ،)0.3‬وتــم‬

‫‪228‬‬

‫مصطفى الحديبي و نهلة عبداملجيد‬

‫تســمية هــذه العوامــل بــا يتســق مــع طبيعــة ومعنــى‬ ‫التفكــر اخلــرايف باإلطــار النظــري والتعريــف‬ ‫اإلجرائــي املحــدد لــه بالدراســة احلاليــة‪ ،‬وهــي‪:‬‬ ‫املعتقــدات واألفــكار اخلاصــة باحلســد‪ ،‬واملعتقــدات‬ ‫واألفــكار املرتبطــة بالتفــاؤل والتشــاؤم‪ ،‬واملعتقــدات‬ ‫واألفــكار املتعلقــة بالغيبيــات‪ ،‬واملعتقــدات اخلاصــة‬ ‫باألمــور الشــخصية‪ ،‬واملعتقــدات واألفــكار املرتبطــة‬ ‫باجلوانــب االجتامعيــة‪ ،‬واملعتقــدات واألفــكار‬ ‫املتعلقــة بالصحــة واملــرض‪ ،‬التــي اســتوعبت‬ ‫(‪،% 5.17 ،% 5.33 ،% 5.44 ،% 9.66 ،% 11.16‬‬ ‫‪ )% 3.67‬مــن حجــم التبايــن عــى الرتتيــب‪.‬‬ ‫الثبات ‪Reliability‬‬

‫اســتخدم الباحثــان معادلــة ‪Alpha Cronbach‬‬ ‫‪ Method‬وكانــت قيــم معامــل الثبــات ألبعــاد املقيــاس‬

‫الســت كالتــايل‪ :‬املعتقــدات واألفــكار اخلاصــة باحلســد‬ ‫(‪ ،)0.73‬املعتقــدات واألفــكار املرتبطــة بالتفــاؤل‬ ‫والتشــاؤم (‪ ،)0.76‬املعتقــدات واألفــكار املتعلقــة‬ ‫بالغيبيــات (‪ ،)0.87‬املعتقــدات اخلاصــة باألمــور‬ ‫الشــخصية (‪ ،)0.77‬املعتقــدات واألفــكار املرتبطــة‬ ‫باجلوانــب االجتامعيــة (‪ ،)0.88‬املعتقــدات واألفــكار‬ ‫املتعلقــة بالصحــة واملــرض (‪ ،)0.91‬واملقيــاس ككل‬ ‫(‪ .)0.97‬كــا اســتخدمت طريقــة إعــادة تطبيــق‬ ‫االختبــار ‪ Test-Retest‬بعــد تطبيقــه عــى أفــراد‬ ‫الدراســة االســتطالعية (ن=‪ ،)189‬بفاصــل زمنــي‬ ‫أســبوعني بــن التطبيــق األول والتطبيــق الثــاين‪ ،‬وتــم‬ ‫حســاب معامــل االرتبــاط بــن درجــات أفــراد العينــة‬ ‫االســتطالعية يف التطبيــق األول‪ ،‬ودرجاهتم يف التطبيق‬ ‫الثــاين عــى املقيــاس ككل وأبعــاده‪ ،‬وكانت قيــم معامل‬ ‫ثبــات إعــادة تطبيــق االختبــار ألبعــاد املقيــاس الســت‪،‬‬ ‫هــي‪ :‬املعتقــدات واألفــكار اخلاصــة باحلســد (‪،)0.68‬‬ ‫املعتقــدات واألفــكار املرتبطــة بالتفــاؤل والتشــاؤم‬ ‫(‪ ،)0.71‬املعتقــدات واألفــكار املتعلقــة بالغيبيــات‬ ‫(‪ ،)0.77‬املعتقــدات اخلاصــة باألمــور الشــخصية‬ ‫(‪ ،)0.72‬املعتقــدات واألفــكار املرتبطــة باجلوانــب‬ ‫االجتامعيــة (‪ ،)0.81‬املعتقــدات واألفــكار املتعلقــة‬ ‫بالصحــة واملــرض (‪ ،)0.87‬واملقيــاس ككل (‪)0.92‬؛‬ ‫ممــا يعنــي ارتفــاع قيــم معامــل ثبــات مقيــاس التفكــر‬ ‫اخلــرايف لطــاب اجلامعــة وأبعــاده الفرعيــة بطريقتــي‬ ‫كرونبــاخ ألفــا وإعــادة تطبيــق االختبــار؛ ممــا يشــر إىل‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫متتــع املقيــاس ككل وأبعــاده بــدالالت ثبــات مناســبة‪.‬‬ ‫ب‪ .‬مقياس اإلعزاءات السببية لطالب اجلامعة‬ ‫قــام الباحثــان بإعــداد مقيــاس اإلعــزاءات‬ ‫الســببية لطــاب اجلامعــة؛ هبــدف احلصــول عــى‬ ‫أداة ســيكومرتية تتناســب مــع أفــراد العينــة وأهــداف‬ ‫الدراســة وطبيعتهــا‪ ،‬وقــد مــر بنــاء املقيــاس باخلطــوات‬ ‫التاليــة‪:‬‬ ‫ االطــاع عــى بعــض الكتابــات النظريــة‬‫والدراســات العربيــة واإلنجليزية–كــا جــاء‬ ‫باإلطــار النظــري واملفاهيــم األساســية للدراســة‪-‬‬ ‫التــي اهتمــت باإلعــزاءات الســببية للمراهقــن‪،‬‬ ‫خاصــة لــدى طــاب اجلامعــة‪ ،‬وكيفيــة قياســه‪،‬‬ ‫وعالقــة اإلعــزاءات الســببية باملتغــرات النفســية‬ ‫واالجتامعيــة ويف مقدمتهــا التفكــر اخلــرايف وجودة‬ ‫احليــاة‪ ،‬وبعــض املقاييــس العربيــة واإلنجليزيــة‬ ‫كمقيــاس أســلوب العــزو (‪،)Chan, 1996‬‬ ‫واســتبانة التفســر الــذايت للنجــاح والفشــل (طــه‪،‬‬ ‫‪ ،)1998‬مقيــاس عــزو النجــاح الــدرايس لطــاب‬ ‫اجلامعــة املتفوقــن واملتأخريــن دراس ـ ًّيا (الصــايف‪،‬‬ ‫‪ ،)2000‬واســتبانة اإلعــزاءات الســببية (عمــر‪،‬‬ ‫‪ ،)2007‬ومقيــاس العــزو الســببي (عبــد احلســن‪،‬‬ ‫‪.)2010‬‬ ‫ تــم ترمجــة مــا أســفر عنــه اســتقراء اإلطــار النظــري‬‫للدراســة احلاليــة يف متغــرات التفكــر اخلــرايف‪،‬‬ ‫وجــودة احليــاة‪ ،‬واإلعــزاءات الســببية إىل أهــداف‬ ‫وعبــارات إجرائيــة قابلــة للقيــاس؛ حيــث متــت‬ ‫صياغــة فقــرات املقيــاس يف صورهتــا األوليــة بــا‬ ‫يتناســب وطبيعــة الدراســة احلالية وأهدافهــا؛ لتعرب‬ ‫عــن بعــض األفــكار الشــائعة بــن طــاب اجلامعــة‬ ‫واســتجاباهتم حيــال املواقــف واألحــداث احلياتيــة‪،‬‬ ‫وتــرف طــاب اجلامعــة نحوهــا‪ ،‬حيــث متثــل‬ ‫عــدد عبــارات مقيــاس اإلعــزاءات الســببية لطالب‬ ‫اجلامعــة يف (‪ )46‬عبــارة هلــا مخســة بدائــل‪( :‬تنطبــق‬ ‫ـادرا مــا تنطبــق‬ ‫متا ًمــا‪ ،‬تنطبــق‪ ،‬تنطبــق إىل حــد مــا‪ ،‬نـ ً‬ ‫عــي‪ ،‬ال تنطبــق أبــدً ا) علـــى أن تكـــون درجـــات‬ ‫ّ‬ ‫الفقــرات علـــى الرتتيــب (‪.)1– 2– 3 -4 -5‬‬ ‫كفاءة مقياس اإلعزاءات السببية لطالب اجلامعة‬ ‫الصدق ‪Validity‬‬ ‫اعتمــد الباحثــان يف حســاب صــدق املقيــاس عــى‬

‫اﳌﺠﻠﺪ�‪-21‬اﻟﻌﺪد�‪2020-1‬م�)‪1441‬هـ(‬

‫صــدق البنــاء ‪ Construct Validity‬وتــم التحقــق منــه‬ ‫باســتخدام التحليــل العامــي ‪Factorial Analysis‬‬ ‫وذلــك بعــد تطبيــق املقيــاس يف صورتــه األوليــة عــى‬ ‫عينــة الدراســة االســتطالعية‪ ،‬وتــم حســاب التحليــل‬ ‫العامـلي االستكشـ�ا يف �‪Exploratory Factor Anal‬‬ ‫‪ ysis‬للتحقــق مــن الصــدق البنائــي للمقيــاس عــن‬ ‫طريــق إخضــاع مصفوفــة االرتباطــات بــن عبــارات‬ ‫املقيــاس (‪ 46‬عبــارة) لــدى العينــة االســتطالعية‬ ‫(‪ 189‬طال ًبــا وطالبــة) بواســطة برنامــج ‪SPSS 16.0‬‬ ‫‪ For Windows‬بطريقــة املكونــات األساســية‬ ‫‪ ،Principle Component‬وقــد أســفر التحليــل‬ ‫تدويــرا متعامــدً ا‬ ‫العامــي بعــد تدويــر املحــاور‬ ‫ً‬ ‫بطريقــة الـــ ‪ Varimax‬عــن وجــود مخســة عوامــل قابلــة‬ ‫للتفســر‪ ،‬وهــذه العوامــل اخلمســة جذورهــا الكامنــة‬ ‫‪ Eigenvalues‬أكــر مــن الواحــد الصحيــح وفــرت‬ ‫جمتمعــة (‪ )% 49.26‬مــن التبايــن الــكيل لعبــارات‬ ‫املقيــاس‪ ،‬بعــد حــذف التشــبعات األقــل مــن (‪،)0.3‬‬ ‫وتــم تســمية هــذه العوامــل بــا يتســق مــع طبيعــة‬ ‫ومعنــى اإلعــزاءات الســببية لطــاب اجلامعــة‬ ‫باإلطــار النظــري وأبعــاد التعريــف اإلجرائــي املحــدد‬ ‫لــه بالدراســة احلاليــة‪ ،‬وهــي‪ :‬القــدرة‪ ،‬واحلــظ‪،‬‬ ‫واملهمــة‪ ،‬واآلخــرون‪ ،‬واملعتقــدات‪ ،‬والتــي اســتوعبت‬ ‫(‪)% 6.43 ،% 8.40 ،% 10.73 ،% 11.46 ،% 12.24‬‬ ‫مــن حجــم التبايــن عــى الرتتيــب‪.‬‬ ‫الثبات ‪Reliability‬‬

‫اســتخدم الباحثــان معادلــة ‪Alpha Cronbach‬‬ ‫‪ Method‬وكانــت قيــم معامــل ثبــات كرونبــاخ ألفــا‬

‫ملقيــاس اإلعــزاءات الســببية لطــاب اجلامعــة وأبعــاده‬ ‫اخلمســة كــا يــي‪ :‬القــدرة (‪ ،)0.88‬احلــظ (‪،)0.71‬‬ ‫املهمــة (‪ ،)0.83‬اآلخــرون (‪ ،)0.80‬املعتقــدات‬ ‫(‪ ،)0.90‬املقيــاس ككل (‪)0.91‬؛ كــا اســتخدمت‬ ‫طريقــة إعــادة تطبيــق االختبــار ‪ Test- Retest‬بعــد‬ ‫تطبيقــه عــى أفــراد الدراســة االســتطالعية (ن=‪)189‬‬ ‫بفاصــل زمنــي أســبوعني بــن التطبيــق األول‬ ‫والتطبيــق الثــاين‪ ،‬وتــم حســاب معامــل االرتبــاط‬ ‫بــن درجــات أفــراد العينــة االســتطالعية يف التطبيــق‬ ‫األول‪ ،‬ودرجاهتــم يف التطبيــق الثــاين عــى املقيــاس‬ ‫ككل وأبعــاده‪ ،‬وكانــت قيــم معامــل ثبــات إعــادة‬ ‫تطبيــق االختبــار لألبعــاد اخلمســة‪ :‬القــدرة (‪،)0.82‬‬

‫‪229‬‬


‫النموذج السببي للعالقة بين اإلعزاءات السببية والتفكيرالخرافي وجودة الحياة لدى طالب الجامعة‬

‫احلــظ (‪ ،)0.67‬املهمــة (‪ ،)0.75‬اآلخــرون (‪،)0.72‬‬ ‫املعتقــدات (‪ ،)0.81‬واملقيــاس ككل (‪ )0.86‬ممــا‬ ‫يعنــي ارتفــاع قيــم معامــل ثبــات مقيــاس اإلعــزاءات‬ ‫الســببية لطــاب اجلامعــة وأبعــاده الفرعيــة بطريقتــي‬ ‫كرونبــاخ ألفــا وإعــادة تطبيــق االختبــار؛ ممــا يشــر إىل‬ ‫متتــع املقيــاس ككل وأبعــاده بــدالالت ثبــات مناســبة‪.‬‬ ‫ج‪ .‬مقيــاس جــودة احليــاة لطلبــة اجلامعــة إعــداد حممــود‬ ‫عبــد احلليــم منــي‪ ،‬عــي مهــدي كاظــم (‪)2010‬‬ ‫يتكــون املقيــاس مــن حمــاور ســتة‪ ،‬وقــد تــم‬ ‫صياغــة (‪ )10‬فقــرات لــكل حمــور (‪ 5‬فقــرات موجبــة‪،‬‬ ‫و‪ 5‬فقــرات ســالبة)‪ ،‬وأمــام كل فقــرة مقيــاس تقديــر‬ ‫مخــايس (أبــدً ا‪ ،‬قلي ـ ً‬ ‫ـرا‬ ‫ـرا‪ ،‬كثـ ً‬ ‫ا جــدًّ ا‪ ،‬إىل حــد مــا‪ ،‬كثـ ً‬ ‫جــدًّ ا)‪ ،‬وقــد أعطيــت الفقــرات املوجبــة الدرجــات‬ ‫(‪ )5 ،4 ،3 ،2 ،1‬يف حــن أعطــي عكــس امليــزان‬ ‫الســابق للفقــرات الســالبة‪.‬‬ ‫وقــد اعتمــدت الدراســة احلاليــة يف حتديــد صــدق‬ ‫املقيــاس عــى العديــد مــن الدراســات التــي قامــت‬ ‫بتطبيقــه‪ ،‬كدراســة أدم واجلاجــان (‪ ،)2014‬وتــم‬ ‫حســاب ثبــات املقيــاس يف الدراســة احلاليــة بعــد‬ ‫تطبيقــه عــى أفــراد الدراســة االســتطالعية باســتخدام‬ ‫طريقــة كرونبــاك ألفــا ‪Alpha Cronbach Method‬‬ ‫وكانــت قيــم معامــل أبعــاد املقيــاس الســتة‪ :‬جــودة‬ ‫الصحــة العامــة‪ ،‬جــودة احليــاة األرسيــة واالجتامعيــة‪،‬‬ ‫جــودة التعليــم والدراســة‪ ،‬جــودة العواطــف «اجلانــب‬ ‫الوجــداين»‪ ،‬جــودة الصحــة النفســية‪ ،‬جــودة شــغل‬ ‫الوقت وإدارتــه‪،)0.81( ،)0.86( ،)0.81( ،)0.83( ،‬‬ ‫(‪ )0.84( ،)0.92‬واملقيــاس ككل (‪ )0.95‬بالرتتيــب‪،‬‬

‫مصطفى الحديبي و نهلة عبداملجيد‬

‫وطريقــة إعــادة تطبيــق االختبــار ‪،Test-Retest‬‬ ‫وذلــك بعــد تطبيقــه عــى أفــراد الدراســة االســتطالعية‬ ‫(ن=‪ ،)189‬بفاصــل زمنــي أســبوعني بــن التطبيــق‬ ‫األول والتطبيــق الثــاين‪ ،‬وتــم حســاب معامــل االرتباط‬ ‫بــن درجــات أفــراد العينــة االســتطالعية يف التطبيــق‬ ‫األول‪ ،‬ودرجاهتــم يف التطبيــق الثــاين عــى املقيــاس‬ ‫ككل وأبعــاده‪ ،‬وكانــت قيــم معامــل أبعــاد املقيــاس‬ ‫الســتة‪،)0.84(،)0.75( ،)0.81( ،)0.76( ،)0.79( :‬‬ ‫(‪ ،)0.78‬واملقيــاس ككل (‪ )0.89‬بالرتتيــب؛ ممــا يعنــي‬ ‫ارتفــاع قيــم معامــل ثبــات مقيــاس جــودة احليــاة‬ ‫لطــاب اجلامعــة وأبعــاده الفرعيــة بطريقتــي كرونبــاخ‬ ‫ألفــا وإعــادة تطبيــق االختبــار؛ ممــا يشــر إىل متتــع‬ ‫املقيــاس ككل وأبعــاده بــدالالت ثبــات مناســبة‬ ‫نتائج الدراسة وتفسريها‬ ‫‪ .1‬نتائج الفرض األول وتفسريها‬ ‫ينــص الفــرض األول عــى أنــه‪« :‬توجــد فــروق‬ ‫ذات داللــة إحصائيــة بــن متوســطات درجــات‬ ‫طــاب اجلامعــة عــى مقيــايس اإلعــزاءات الســببية‬ ‫وجــودة احليــاة تُعــزى ملســتويات التفكــر اخلــرايف»‪.‬‬ ‫للتحقــق مــن صحــة هـــذا الفــرض قــام الباحثــان‬ ‫بتطبيــق مقيــاس التفكــر اخلــرايف لطــاب اجلامعــة عىل‬ ‫املشــاركني بالدراســة األساســية (‪ )716‬طال ًبــا وطالبــة‬ ‫بكليــة الرتبيــة جامعــة أســيوط؛ حلســاب اإلرباعيــات‬ ‫‪ Quartiles‬لتقســيم درجــات أفــراد العينــة األساســية‬ ‫إىل ثالثــة مســتويات للتفكــر اخلــرايف‪ ،‬ويوضــح‬ ‫جــدول (‪ )3‬اخلصائــص اإلحصائيــة طب ًقــا لإلرباعيات‬ ‫ملقيــاس التفكــر اخلــرايف‪.‬‬

‫جدول (‪ :)3‬اخلصائص اإلحصائية طبق ًا لإلرباعيات ملقياس التفكري اخلرايف (ن = ‪)716‬‬ ‫اخلصائص اإلحصائية الدرجة‬ ‫اإلرباعي األول ‪25‬‬ ‫اإلرباعي الثاين ‪50‬‬

‫اإلرباعي الثالث ‪75‬‬

‫‪263‬‬ ‫‪331‬‬ ‫‪393‬‬

‫مدى مستوى التفكري اخلرايف‬ ‫(ن)‬ ‫مستوى التفكري اخلرايف عدد املشاركني‬ ‫املدى اإلحصائي‬ ‫أقل من ‪263‬‬

‫من أكرب من ‪ 263‬حتى أقل من ‪393‬‬ ‫أكرب من ‪393‬‬

‫ولتحديــد الفــرق بــن مســتويات التفكــر اخلــرايف‬ ‫الثالثــة لطــاب اجلامعــة عــى مقيــايس اإلعــزاءات‬ ‫الســببية وجــودة احليــاة‪ ،‬قــام الباحثــان بحســاب حتليــل‬ ‫التبايــن األحــادي؛ ملعرفــة مــدى الفــرق يف اإلعــزاءات‬

‫‪230‬‬

‫منخفض‬ ‫متوسط‬ ‫مرتفع‬

‫النسبة املئوية‬ ‫‪%‬‬

‫‪180‬‬

‫‪25.1‬‬

‫‪361‬‬

‫‪50.4‬‬

‫‪175‬‬

‫‪24.4‬‬

‫الســببية وجــودة احليــاة طب ًقــا ملســتويات التفكــر‬ ‫اخلــرايف الثالثــة لطــاب اجلامعــة‪ ،‬ويوضــح جــدول‬ ‫(‪ )4‬نتائــج حتليــل التبايــن‪.‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫اﳌﺠﻠﺪ�‪-21‬اﻟﻌﺪد�‪2020-1‬م�)‪1441‬هـ(‬

‫جدول (‪ :)4‬حتليل التباين األحادي بني مستويات التفكري اخلرايف عىل اإلعزاءات السببية وجودة احلياة لطالب اجلامعة (ن=‪)716‬‬

‫املتغريات‬

‫اإلعزاءات السببية‬

‫م‬

‫األبعاد الفرعية‬

‫مصدر التباين‬

‫‪1‬‬

‫القدرة‬

‫داخل املجموعات‬

‫‪2‬‬

‫احلظ‬

‫‪3‬‬

‫املهمة‬

‫‪4‬‬

‫اآلخرون‬

‫‪5‬‬

‫املعتقدات‬

‫اإلعزاءات السببية لطالب‬ ‫اجلامعة‬

‫جودة احلياة‬

‫‪1‬‬

‫جودة الصحة العامة‬

‫‪2‬‬

‫جودة احلياة األرسية‬ ‫واالجتامعية‬

‫‪3‬‬

‫جودة التعليم‬ ‫والدراسة‬

‫‪4‬‬

‫جودة العواطف‬ ‫«اجلانب الوجداين»‬

‫‪ 5‬جودة الصحة النفسية‬

‫‪6‬‬

‫جودة شغل الوقت‬ ‫وإدارته‬

‫جودة احلياة لطالب اجلامعة‬ ‫** دال عند مستوى ‪0.01‬‬

‫بني املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬ ‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬ ‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬

‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬ ‫داخل املجموعات‬ ‫الكيل‬

‫جمموع املربعات‬

‫درجات احلرية‬

‫متوسط املربعات‬

‫‪52179.99‬‬

‫‪2‬‬

‫‪26089.60‬‬

‫‪13003.93‬‬

‫‪713‬‬

‫‪18.24‬‬

‫‪65183.13‬‬

‫‪715‬‬

‫‪---‬‬

‫‪20932.58‬‬

‫‪2‬‬

‫‪10466.29‬‬

‫‪9267.14‬‬

‫‪713‬‬

‫‪12.99‬‬

‫‪30199.73‬‬

‫‪715‬‬

‫‪---‬‬

‫‪16823.15‬‬

‫‪2‬‬

‫‪8411.58‬‬

‫‪3590.73‬‬

‫‪713‬‬

‫‪5.04‬‬

‫‪20413.88‬‬

‫‪715‬‬

‫‪---‬‬

‫‪19695.93‬‬

‫‪2‬‬

‫‪9847.96‬‬

‫‪6636.03‬‬

‫‪713‬‬

‫‪9.31‬‬

‫‪26331.96‬‬

‫‪715‬‬

‫‪---‬‬

‫‪59220.96‬‬

‫‪2‬‬

‫‪29610.48‬‬

‫‪14627.35‬‬

‫‪713‬‬

‫‪20.52‬‬

‫‪73848.31‬‬

‫‪715‬‬

‫‪---‬‬

‫‪791759.19‬‬

‫‪2‬‬

‫‪395879.59‬‬

‫‪201210.04‬‬

‫‪713‬‬

‫‪282.20‬‬

‫‪982969.24‬‬

‫‪715‬‬

‫‪---‬‬

‫‪21346.66‬‬

‫‪2‬‬

‫‪10673.33‬‬

‫‪5276.54‬‬

‫‪713‬‬

‫‪7.40‬‬

‫‪26623.19‬‬

‫‪715‬‬

‫‪---‬‬

‫‪12539.16‬‬

‫‪2‬‬

‫‪6269.58‬‬

‫‪5794.28‬‬

‫‪713‬‬

‫‪8.13‬‬

‫‪18333.44‬‬

‫‪715‬‬

‫‪---‬‬

‫‪21784.19‬‬

‫‪2‬‬

‫‪10892.09‬‬

‫‪7177.94‬‬

‫‪713‬‬

‫‪10.7‬‬

‫‪28962.14‬‬

‫‪715‬‬

‫‪---‬‬

‫‪17580.90‬‬

‫‪2‬‬

‫‪8790.45‬‬

‫‪10657.45‬‬

‫‪713‬‬

‫‪14.95‬‬

‫‪28238.35‬‬

‫‪715‬‬

‫‪---‬‬

‫‪15761.54‬‬

‫‪2‬‬

‫‪7880.77‬‬

‫‪49265.11‬‬

‫‪713‬‬

‫‪69.09‬‬

‫‪65026.64‬‬

‫‪715‬‬

‫‪---‬‬

‫‪21251.23‬‬

‫‪2‬‬

‫‪10625.61‬‬

‫‪6933.32‬‬

‫‪713‬‬

‫‪9.72‬‬

‫‪650340.05‬‬

‫‪715‬‬

‫‪---‬‬

‫‪650340.05‬‬

‫‪2‬‬

‫‪325170.02‬‬

‫‪323833.41‬‬

‫‪713‬‬

‫‪454.18‬‬

‫‪974173.46‬‬

‫‪715‬‬

‫‪---‬‬

‫قيمة (ف)‬

‫‪** 1430.48‬‬

‫‪** 805.21‬‬

‫‪** 1670.27‬‬

‫‪** 1058.11‬‬

‫‪** 1443.34‬‬

‫‪** 1385.11‬‬

‫‪** 1442.25‬‬

‫‪** 771.49‬‬

‫‪** 10891.94‬‬

‫‪** 588.09‬‬

‫‪** 114.06‬‬

‫‪** 1092.70‬‬

‫‪** 715.94‬‬

‫‪231‬‬


‫النموذج السببي للعالقة بين اإلعزاءات السببية والتفكيرالخرافي وجودة الحياة لدى طالب الجامعة‬

‫يتضــح مــن جــدول (‪ )4‬وجــود فــروق دالــة‬ ‫إحصائيــا بــن مســتويات التفكــر اخلــرايف الثالثــة‬ ‫(منخفــض‪ ،‬متوســط‪ ،‬مرتفــع) يف مقيــاس اإلعــزاءات‬ ‫الســببية‪ ،‬ومقيــاس جــودة احليــاة؛ ممــا يعنــي متايــز ذوي‬ ‫املســتويات الثالثــة للتفكــر اخلــرايف يف اإلعــزاءات‬ ‫الســببية وجــودة احليــاة‪ ،‬ولتحديــد اجتــاه الفــروق‬

‫مصطفى الحديبي و نهلة عبداملجيد‬

‫اســتخدم الباحثــان طريقــة املقارنــات البعديــة ‪Post‬‬ ‫‪ Hoc Test‬بأســلويب ‪ ،Scheffe‬و‪ LSD‬طبقــا ملســتوى‬

‫التفكــر اخلــرايف (منخفــض‪ ،‬متوســط‪ ،‬مرتفــع)‬ ‫ألبعــاد مقيــاس اإلعــزاءات الســببية وجــودة احليــاة‬ ‫كــا يوضــح جــدول (‪.)5‬‬

‫جدول (‪ :)5‬متوسط الفروق بني مستويات التفكري اخلرايف لطالب اجلامعة (منخفض‪ ،‬متوسط‪ ،‬مرتفع) عىل مقيايس‬ ‫اإلعزاءات السببية وجودة احلياة لطالب اجلامعة باستخدام أسلويب ‪ ،Scheffe‬و‪( LSD‬ن=‪)617‬‬ ‫املتغريات‬

‫األبعاد الفرعية‬

‫مستويات التفكري‬ ‫اخلرايف‬

‫القدرة‬ ‫احلظ‬ ‫اإلعزاءات السببية‬

‫املهمة‬ ‫اآلخرون‬ ‫املعتقدات‬ ‫اإلعزاءات السببية لطالب اجلامعة‬ ‫جودة الصحة العامة‬ ‫جودة احلياة األرسية واالجتامعية‬ ‫جودة التعليم والدراسة‬

‫جودة احلياة‬

‫جودة العواطف “اجلانب الوجداين”‬

‫جودة الصحة النفسية‬ ‫جودة شغل الوقت وإدارته‬ ‫جودة احلياة لطالب اجلامعة‬ ‫* وجود فروق دالة إحصائ ًّيا‬

‫يتضــح مــن جــدول (‪ )5‬أن هنــاك فرو ًقــا دالــة‬ ‫إحصائ ًّيــا بــن متوســطي درجــات مســتويات التفكــر‬

‫‪232‬‬

‫منخفض‬ ‫متوسط‬ ‫منخفض‬ ‫متوسط‬ ‫منخفض‬ ‫متوسط‬ ‫منخفض‬ ‫متوسط‬ ‫منخفض‬ ‫متوسط‬ ‫منخفض‬ ‫متوسط‬ ‫منخفض‬ ‫متوسط‬ ‫منخفض‬ ‫متوسط‬ ‫منخفض‬ ‫متوسط‬ ‫منخفض‬ ‫متوسط‬ ‫منخفض‬ ‫متوسط‬ ‫منخفض‬ ‫متوسط‬ ‫منخفض‬ ‫متوسط‬

‫مستويات التفكري اخلرايف لطالب اجلامعة‬ ‫متوسط‬

‫مرتفع‬

‫‪* 12.35 -‬‬

‫‪* 24.24 -‬‬

‫‪00000‬‬

‫‪* 11.89 -‬‬

‫‪* 8.31 -‬‬

‫‪* 15.32 -‬‬

‫‪00000‬‬

‫‪* 7.01-‬‬

‫‪* 7.41-‬‬

‫‪* 13.74-‬‬

‫‪00000‬‬

‫‪* 6.32-‬‬

‫‪* 7.54-‬‬

‫‪* 14.89-‬‬

‫‪00000‬‬

‫‪* 7.35-‬‬

‫‪* 16.07-‬‬

‫‪* 25.33-‬‬

‫‪00000‬‬

‫‪* 9.26-‬‬

‫‪* 51.69-‬‬

‫‪* 93.53-‬‬

‫‪00000‬‬

‫‪* 41.84-‬‬

‫‪* 8.55-‬‬

‫‪* 15.46-‬‬

‫‪00000‬‬

‫‪* 6.91-‬‬

‫‪* 6.09-‬‬

‫‪* 11.88-‬‬

‫‪00000‬‬

‫‪* 5.79-‬‬

‫‪* 7.96-‬‬

‫‪* 15.67-‬‬

‫‪00000‬‬

‫‪* 7.71-‬‬

‫‪* 5.97-‬‬

‫‪* 14.01-‬‬

‫‪00000‬‬

‫‪* 8.04-‬‬

‫‪* 4.73-‬‬

‫‪* 13.10-‬‬

‫‪00000‬‬

‫‪* 8.37-‬‬

‫‪* 7.11-‬‬

‫‪* 15.46-‬‬

‫‪00000‬‬

‫‪* 8.35-‬‬

‫‪* 40.42-‬‬

‫‪* 85.53-‬‬

‫‪00000‬‬

‫‪* 45.16-‬‬

‫اخلــرايف الثالثــة (منخفــض‪ ،‬متوســط‪ ،‬مرتفــع) عــى‬ ‫مقيــايس اإلعــزاءات الســببية وجــودة احليــاة لطــاب‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫اجلامعــة وأبعادمهــا الفرعيــة يف اجتــاه مرتفعــي التفكــر‬ ‫اخلــرايف؛ ممــا يعنــي أن مرتفعــي التفكــر اخلــرايف أكثــر‬ ‫مي ـ ً‬ ‫ا لعــزو أحــداث احليــاة للحــظ والقــدر أو القــوى‬ ‫اخلارجيــة‪ ،‬وأن للتفكــر اخلــرايف وظيفــة منــح طــاب‬ ‫اجلامعــة قــدرة عــى الســيطرة عــى أحــداث احليــاة‬ ‫الضاغطــة والتحكــم فيهــا؛ فســيطرهتا عــى الفــرد‬ ‫تشــغله عــن أمــور حياتــه الضاغطــة‪ ،‬ممــا ينعكــس عــى‬ ‫مســتوى طموحاتــه‪.‬‬ ‫ويمكـن تفسير الفـروق بني بني متوسـطي درجات‬ ‫مسـتويات التفكري اخلرايف الثالثة (منخفض‪ ،‬متوسـط‪،‬‬ ‫مرتفـع) على مقيـاس جـودة احليـاة لطلاب اجلامعـة‬ ‫وأبعـاده الفرعيـة يف اجتـاه مرتفعـي التفكير اخلـرايف‬ ‫اسـتنا ًدا إىل اإلطـار النظـري لطبيعة جـودة احلياة‪ ،‬حيث‬ ‫يشير (‪ Gilman et al. )2004‬إىل أن أبـرز مقومـات‬ ‫جـودة احليـاة يتمثل يف القدرة على التفكري والقدرة عىل‬ ‫التحكـم وإدارة الظـروف املحيطيـة وبخاصة معتقدات‬ ‫الفـرد عـن األحـداث واملواقـف احلياتية‪ ،‬ويتسـق ذلك‬ ‫مـع مـا أوضحتـه األدبيـات البحثيـة عـن طبيعـة جـودة‬ ‫احليـاة؛ حيـث أشـار فرحـان (‪ )2015‬إىل أنـه عىل الرغم‬ ‫مـن أن للتفكير اخلـرايف وظيفـة مهمـة يف منـح الفـرد‬ ‫الثقـة يف قدرتـه وسـيطرته على البيئـة والتحكـم هبـا‬ ‫بدرجـة مـا‪ ،‬إال أن لـه أرضارا نفسـية واجتامعيـة؛ حيث‬ ‫حيـول السـلوك اخلـرايف الفـر َد مـن الناحيـة النفسـية إىل‬ ‫إنسـان سـلبي يف مواجهتـه للحيـاة ومشـكالهتا؛ ألنـه‬ ‫جيد يف اخلرافة أسـهل وسـيلة إلشـباع حاجاته ودوافعه‬ ‫وحـل مشـكالته‪ ،‬وتسـيطر على عقلـه األوهام فتشـغله‬ ‫عـن أمـور حياتـه املهمـة‪ ،‬وجتعلـه يف حالـة قلـق دائـم‬

‫اﳌﺠﻠﺪ�‪-21‬اﻟﻌﺪد�‪2020-1‬م�)‪1441‬هـ(‬

‫تبعـده مـن الناحيـة االجتامعيـة عـن املجتمـع‪ ،‬ويشـعر‬ ‫بـأن املجتمـع يرفـض طريقة تفكريه وال يقـدم له حلوال‬ ‫ملشـكالته‪ ،‬كما أوضـح إسـكندر ومنصـور (‪ )2003‬أن‬ ‫الفـرد جيـد يف التفكير اخلـرايف هر ًبـا مـن مأسـاة قاسـية‪،‬‬ ‫ممـا خيفـض لديـه حـدة التوتـر والقلـق الناجـم عـن‬ ‫املشـكلة التـي تـدور حوهلـا اخلرافـة‪.‬‬ ‫‪ .2‬نتائج الفرض الثاين وتفسريها‬ ‫ينــص الفــرض الثــاين عــى أنــه‪« :‬ال توجــد فــروق‬ ‫ذات داللــة إحصائيــة بــن متوســطات درجــات‬ ‫طــاب اجلامعــة يف التفكــر اخلــرايف تعــزى للنــوع‪،‬‬ ‫والتخصــص الــدرايس‪ ،‬ومنطقــة الســكن‪ ،‬والفرقــة‬ ‫الدراســية»‪.‬‬ ‫للتحقــق مــن صحــة هـــذا الفــرض قــام الباحثــان‬ ‫بتطبيــق مقيــاس التفكــر اخلــرايف بأبعــاده الســتة‬ ‫عــى املشــاركني بالدراســة األساســية (‪ )716‬طال ًبــا‬ ‫وطالبــة بكليــة الرتبيــة جامعــة أســيوط؛ حلســاب قيمــة‬ ‫«‪ »T test‬بــن املتوســطات واالنحرافــات املعياريــة‬ ‫للمقيــاس وأبعــاده وف ًقــا للمتغــرات الديموجرافيــة‬ ‫األربعــة لطــاب اجلامعــة (النــوع‪ ،‬والتخصــص‬ ‫الــدرايس‪ ،‬ومنطقــة الســكن‪ ،‬والفرقــة الدراســية)؛‬ ‫ملعرفــة مــدى الفــروق بينهــم يف التفكــر اخلــرايف طب ًقــا‬ ‫هلــذه املتغــرات‪ ،‬وتوضــح جــداول (‪)9 ،8 ،7 ،6‬‬ ‫نتائــج اختبــار «‪ »T test‬لداللــة الفــرق بــن متوســطي‬ ‫درجــات أفــراد العينــة األساســية عــى مقيــاس التفكــر‬ ‫اخلــرايف وف ًقــا للمتغــرات الديموجرافيــة‪.‬‬

‫جدول (‪ :)6‬نتائج اختبار «ت» لداللة الفرق بني متوسطي درجات أفراد العينة األساسية (طالب الفرقة األوىل‪-‬طالب‬ ‫الفرقة الرابعة) عىل مقياس التفكري اخلرايف لطالب اجلامعة وأبعاده (ن=‪)716‬‬ ‫املقياس‬

‫أبعاده‬

‫التفكري اخلرايف لطالب اجلامعة‬

‫(‪ )1‬املعتقدات واألفكار اخلاصة باحلسد‬

‫(‪ )2‬املعتقدات واألفكار املرتبطة بالتفاؤل والتشاؤم‬ ‫(‪ )3‬املعتقدات واألفكار املتعلقة بالغيبيات‬

‫(‪ )4‬املعتقدات اخلاصة باألمور األرسية‬

‫(‪ )5‬املعتقدات واألفكار املرتبطة باجلوانب االجتامعية‬

‫(‪ )6‬املعتقدات واألفكار املتعلقة بالصحة واملرض‬ ‫التفكري اخلرايف لطالب اجلامعة‬ ‫**دال عند مستوى ‪0.01‬‬

‫الفرقة األوىل‬ ‫(ن=‪)345‬‬ ‫ع‬ ‫م‬

‫الفرقة الرابعة‬ ‫(ن=‪)371‬‬ ‫ع‬ ‫م‬

‫قيمة ت‬

‫‪56.99‬‬

‫‪14.58‬‬

‫‪50.69‬‬

‫‪14.04‬‬

‫‪** 5.88‬‬

‫‪61.48‬‬

‫‪15.39‬‬

‫‪54.13‬‬

‫‪13.86‬‬

‫‪** 6.69‬‬

‫‪71.63‬‬

‫‪15.25‬‬

‫‪64.13‬‬

‫‪13.63‬‬

‫‪** 6.92‬‬

‫‪43.67‬‬

‫‪8.82‬‬

‫‪39.26‬‬

‫‪8.33‬‬

‫‪** 6.89‬‬

‫‪65.49‬‬

‫‪17.25‬‬

‫‪56.92‬‬

‫‪15.81‬‬

‫‪** 6.92‬‬

‫‪47.80‬‬

‫‪13.78‬‬

‫‪40.79‬‬

‫‪12.33‬‬

‫‪** 7.15‬‬

‫‪347.06‬‬

‫‪84.08‬‬

‫‪305.92‬‬

‫‪77.34‬‬

‫‪** 6.79‬‬

‫‪233‬‬


‫النموذج السببي للعالقة بين اإلعزاءات السببية والتفكيرالخرافي وجودة الحياة لدى طالب الجامعة‬

‫يتضــح مــن جــدول (‪ )6‬وجــود فــروق ذات‬ ‫داللــة إحصائيــة يف التفكــر اخلــرايف وأبعــاده بــن‬ ‫طــاب اجلامعــة ُيعــزى للفرقــة الدراســية (األوىل‪،‬‬ ‫الرابعــة) يف اجتــاه الفرقــة األوىل؛ ممــا يعنــي أن التفكــر‬ ‫اخلــرايف يتناقــص كلــا ارتقينــا باملرحلــة الدراســية‪،‬‬ ‫وقــد جــاءت هــذه النتيجــة متفقــة مــع مــا توصلــت‬ ‫إليــه نتائــج دراســة ياســن (‪ )2016‬مــن وجــود‬ ‫فــروق ذات داللــة إحصائيــة يف التفكــر اخلــرايف بــن‬ ‫طلبــة اجلامعــة وفقــا ملتغــرات املرحلــة الدراســية يف‬ ‫اجتــاه طــاب الفرقــة األوىل‪ ،‬ويتســق ذلــك مــع مــا‬ ‫أوضحتــه غــويل‪ ،‬ومحــدان (‪ )340 ،2006‬بــأن التفكــر‬ ‫اخلــرايف يرتاجــع مــع زيــادة التعليــم والتقــدم العلمــي‪،‬‬ ‫ويتامشــى ذلــك مــع مــا توصلــت إليــه نتائــج دراســة‬ ‫(‪ Peltzer )2003‬بــأن الطــاب اجلامعيــن ال يؤمنــون‬ ‫باألفــكار الســحرية واملعتقــدات اخلرافيــة عــى عكــس‬ ‫طــاب املــدارس الثانويــة‪.‬‬ ‫و ُيعــزو الباحثــان وجــود فــروق ذات داللــة‬ ‫إحصائيــة يف مســتوى التفكــر اخلــرايف باختــاف‬

‫مصطفى الحديبي و نهلة عبداملجيد‬

‫الفرقــة الدراســية يف اجتــاه الفرقــة األوىل إىل تأثــر‬ ‫أســلوب التفكــر اخلــرايف باملســتوى التعليمــي‬ ‫للفــرد؛ فالطــاب الصغــر ســنا يمتلكــون أفــكارا‬ ‫غــر منطقيــة تعــر عــن كيفيــة تفســرهم لألحــداث‬ ‫احلياتيــة اليوميــة‪ ،‬ويلجــؤون إىل أســاليب ووســائل‬ ‫غــر منطقيــة يف فهــم البيئــة وتفســر مــا يعرتضهــم‬ ‫يف حياهتــم مــن مواقــف ضاغطــة جتعلهــم يفــرون‬ ‫األحــداث مــن حوهلــم تفســرات غــر صحيحــة‪ ،‬ممــا‬ ‫ينتهــي هبــم إىل فهــم البيئــة مــن حوهلــم عــى نحــو غــر‬ ‫متطابــق مــع املنطــق والواقــع‪.‬‬ ‫ويــأيت ذلــك يف إطــار مــا أوضحــه العفــري‬ ‫(‪ )2004‬بــأن األفــكار اخلرافيــة تبــدأ بالتــايش عنــد‬ ‫االلتحــاق بالدراســة اجلامعيــة بســبب عوامــل النضــج‬ ‫املعــريف واالجتامعــي والنفــي باإلضافــة إىل ازديــاد‬ ‫وعيهــم بالقضايــا ذات الصلــة باألفــكار اخلرافيــة‬ ‫جــراء مــا يالحظونــه مــن برامــج تلفزيونيــة أو مــا‬ ‫يقرؤونــه مــن حتليــات هلــذا الواقــع‪ ،‬أو مــا يشــاركون‬ ‫فيــه مــن برامــج ونــدوات خــال الدراســة اجلامعيــة‪.‬‬

‫جدول (‪ :)7‬نتائج اختبار «ت» لداللة الفرق بني متوسطي درجات أفراد العينة األساسية (طالب الشعب األدبية‪-‬طالب‬ ‫الشعب العلمية) عىل مقياس التفكري اخلرايف لطالب اجلامعة وأبعاده (ن=‪)716‬‬ ‫أبعاده‬

‫املقياس‬

‫الفرقة األوىل‬ ‫(ن=‪)511‬‬

‫الفرقة الرابعة‬ ‫(ن=‪)205‬‬

‫قيمة ت‬

‫التفكري اخلرايف لطالب اجلامعة‬

‫م‬

‫ع‬

‫م‬

‫ع‬

‫(‪ )1‬املعتقدات واألفكار اخلاصة باحلسد‬

‫‪56.97‬‬

‫‪13.67‬‬

‫‪52.69‬‬

‫‪14.95‬‬

‫‪** 3.56‬‬

‫(‪ )2‬املعتقدات واألفكار املرتبطة بالتفاؤل والتشاؤم‬

‫‪61.36‬‬

‫‪14.67‬‬

‫‪56.51‬‬

‫‪15.10‬‬

‫‪** 3.92‬‬

‫(‪ )3‬املعتقدات واألفكار املتعلقة بالغيبيات‬

‫‪71.59‬‬

‫‪15.02‬‬

‫‪66.52‬‬

‫‪14.72‬‬

‫‪** 4.14‬‬

‫(‪ )4‬املعتقدات اخلاصة باألمور األرسية‬

‫‪43.67‬‬

‫‪8.67‬‬

‫‪40.66‬‬

‫‪8.81‬‬

‫‪** 4.15‬‬

‫(‪ )5‬املعتقدات واألفكار املرتبطة باجلوانب االجتامعية‬

‫‪65.31‬‬

‫‪16.77‬‬

‫‪59.72‬‬

‫‪17.02‬‬

‫‪** 3.99‬‬

‫(‪ )6‬املعتقدات واألفكار املتعلقة بالصحة واملرض‬

‫‪47.79‬‬

‫‪13.63‬‬

‫‪43.02‬‬

‫ ‪13.11‬‬

‫‪** 4.31‬‬

‫‪346.70‬‬

‫‪81.55‬‬

‫‪319.11‬‬

‫‪83.07‬‬

‫‪** 4.31‬‬

‫التفكري اخلرايف لطالب اجلامعة‬

‫**دال عند مستوى ‪0.01‬‬

‫يتضــح مــن جــدول (‪ )7‬وجــود فــروق ذات داللــة‬ ‫إحصائيــة يف التفكــر اخلــرايف بــن طلبــة اجلامعــة وف ًقــا‬ ‫ملتغــر التخصــص الــدرايس يف اجتاه طــاب التخصص‬ ‫اإلنســاين؛ ممــا يعنــي أن طــاب التخصصــات العلميــة‬

‫‪234‬‬

‫أقــل ميــ ً‬ ‫ا للمعتقــدات اخلرافيــة مقارنــة بطــاب‬ ‫التخصصــات اإلنســانية‪ ،‬ممــا يدعــم أن للتعليــم عــى‬ ‫وجــه عــام وتدريــس العلــوم عــى وجــه خــاص أثــر‬ ‫قــوي يف تــايش التفكــر اخلــرايف‪ ،‬وقــد جــاءت هــذه‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫النتيجــة متفقــة مــع مــا أشــارت إليــه نتائــج عــدد مــن‬ ‫الدراســات ذات الصلــة مــن وجــود فــروق ذات داللــة‬ ‫إحصائيــة يف جمــال االعتقــاد باخلرافــة تُعــزى ملتغــر‬ ‫التخصــص الــدرايس يف اجتــاه التخصــص اإلنســاين‬ ‫(القضــاة‪2014 ،‬؛ ياســن‪.)2016 ،‬‬ ‫ويتســق ذلــك مــع مــا أشــار إليــه ســليامن وماجــد‬ ‫(‪ )2015‬مــن أن طــاب األقســام العلميــة يــرون أن‬ ‫التجريــب والربهــان العلمــي واملالحظــة املوضوعيــة‬ ‫أهــم أدوات احلصــول عــى املعرفــة املنطقيــة‪،‬‬ ‫وتنعكــس هــذه النظــرة عــى جوانــب حياهتــم اخلاصــة‬

‫اﳌﺠﻠﺪ�‪-21‬اﻟﻌﺪد�‪2020-1‬م�)‪1441‬هـ(‬

‫ومعتقداهتــم وطريقــة تفكريهــم وتقبلهــم لــآراء‬ ‫واألفــكار وتفســرهم للظواهــر واملشــكالت وحتليلهــا‬ ‫وتعليلهــا اســتنا ًدا إىل املنطــق العلمــي‪ ،‬أمــا طــاب‬ ‫األقســام اإلنســانية فإهنــم يتعاملــون مــع ظواهــر‬ ‫ومفاهيــم تتعــدد فيهــا اآلراء ويســهل فيهــا االختــاف‬ ‫واالجتهــاد‪ ،‬فالطــاب ينهجــون طر ًقــا للحصــول‬ ‫واضحــا عــن أقراهنــم‬ ‫عــى املعرفــة ختتلــف اختال ًفــا‬ ‫ً‬ ‫يف األقســام العلميــة‪ ،‬وهــي أقــرب إىل الطــرق العقليــة‬ ‫منهــا إىل الطــرق احلســية العيانيــة‪.‬‬

‫جدول (‪ :)8‬نتائج اختبار «ت» لداللة الفرق بني متوسطي درجات أفراد العينة األساسية (الذكور‪-‬اإلناث) عىل مقياس‬ ‫التفكري اخلرايف لطالب اجلامعة وأبعاده (ن=‪)716‬‬ ‫أبعاده‬

‫املقياس‬

‫الذكور (ن=‪)131‬‬

‫األناث (ن=‪)585‬‬

‫قيمة ت‬

‫التفكري اخلرايف لطالب اجلامعة‬

‫م‬

‫ع‬

‫م‬

‫ع‬

‫(‪ )1‬املعتقدات واألفكار اخلاصة باحلسد‬

‫‪55.31‬‬

‫‪13.83‬‬

‫‪53.61‬‬

‫‪14.85‬‬

‫‪NS 1.21‬‬

‫(‪ )2‬املعتقدات واألفكار املرتبطة بالتفاؤل والتشاؤم‬

‫‪59.80‬‬

‫‪14.72‬‬

‫‪57.47‬‬

‫‪15.19‬‬

‫‪NS 1.59‬‬

‫(‪ )3‬املعتقدات واألفكار املتعلقة بالغيبيات‬

‫‪70.21‬‬

‫‪15.36‬‬

‫‪67.48‬‬

‫‪14.85‬‬

‫‪NS 1.89‬‬

‫(‪ )4‬املعتقدات اخلاصة باألمور األرسية‬

‫‪42.79‬‬

‫‪9.14‬‬

‫‪41.24‬‬

‫‪8.79‬‬

‫‪NS 1.81‬‬

‫(‪ )5‬املعتقدات واألفكار املرتبطة باجلوانب االجتامعية‬

‫‪62.44‬‬

‫‪16.84‬‬

‫‪60.84‬‬

‫‪17.17‬‬

‫‪NS 1.57‬‬

‫(‪ )6‬املعتقدات واألفكار املتعلقة بالصحة واملرض‬

‫‪46.70‬‬

‫‪14.45‬‬

‫‪43.87‬‬

‫‪13.32‬‬

‫‪NS 1.96‬‬

‫‪238.24‬‬

‫‪83.73‬‬

‫‪324.50‬‬

‫‪83.33‬‬

‫‪NS 1.70‬‬

‫‪ NS‬غري دال‪.‬‬

‫التفكري اخلرايف لطالب اجلامعة‬

‫يتضــح مــن جــدول (‪ )8‬عــدم وجــود فــروق‬ ‫ذات داللــة إحصائيــة يف التفكــر اخلــرايف بــن طلبــة‬ ‫اجلامعــة وف ًقــا ملتغــر النــوع االجتامعــي‪ ،‬ولقــد جــاءت‬ ‫نتائــج هــذه الدراســة يف ســياق مــا أســفرت عنــه نتائــج‬ ‫بعــض الدراســات ذات الصلــة التــي تناولــت الفــروق‬ ‫يف التفكــر اخلــرايف وف ًقــا ملتغــر النــوع االجتامعــي مــن‬ ‫عــدم وجــود فــروق بــن الذكــور واإلنــاث يف مســتوى‬ ‫التفكــر اخلــرايف (‪Timothy and Jerry, 2001‬؛‬ ‫‪Sachs, 2004‬؛ القضــاة‪)2014 ،‬؛ فالذكــور واإلنــاث‬ ‫عــى قــدم املســاواة يف مســتوى األفــكار اخلرافيــة‬ ‫لطــاب اجلامعــة‪.‬‬ ‫ويعــزو الباحثــان عــدم وجــود فــروق ذات داللــة‬

‫إحصائيــة بــن طــاب اجلامعــة يف التفكــر اخلــرايف‬ ‫طب ًقــا للنــوع (ذكــور‪ ،‬إنــاث) إىل كوهنــم يعيشــون‬ ‫الظــروف نفســها‪ ،‬فالطــاب ذكــور أو إنــاث يعانــون‬ ‫مــن وجــود حتديــات يف مجيــع جوانــب احليــاة‪ ،‬ومــن‬ ‫بينهــا األكاديميــة‪ ،‬األمــر الــذي جيعلهــم ينتهجــون‬ ‫األســلوب نفســه مــن األفــكار التــي يفــرون هبــم‬ ‫نجاحهــم أو فشــلهم يف التعايــش مــع أحــداث احليــاة‬ ‫اليوميــة‪ ،‬ممــا جيعلهــم يمتلكــون الصــورة الذهنيــة‬ ‫نفســها نحــو تلــك املواقــف‪ ،‬وهــذه األحــداث‬ ‫احلياتيــة اليوميــة‪.‬‬

‫‪235‬‬


‫النموذج السببي للعالقة بين اإلعزاءات السببية والتفكيرالخرافي وجودة الحياة لدى طالب الجامعة‬

‫مصطفى الحديبي و نهلة عبداملجيد‬

‫جدول (‪ :)9‬نتائج اختبار «ت» لداللة الفرق بني متوسطي درجات أفراد العينة األساسية (طالب الريف‪-‬طالب احلرض)‬ ‫عىل مقياس التفكري اخلرايف لطالب اجلامعة وأبعاده (ن=‪)716‬‬ ‫أبعاده‬

‫املقياس‬

‫قيمة ت‬

‫التفكري اخلرايف لطالب اجلامعة‬

‫م‬

‫ع‬

‫م‬

‫ع‬

‫(‪ )1‬املعتقدات واألفكار اخلاصة باحلسد‬

‫‪53.98‬‬

‫‪15.07‬‬

‫‪53.81‬‬

‫‪14.03‬‬

‫‪NS 1.46‬‬

‫(‪ )2‬املعتقدات واألفكار املرتبطة بالتفاؤل والتشاؤم‬

‫‪57.92‬‬

‫‪15.53‬‬

‫‪57.86‬‬

‫‪14.45‬‬

‫‪NS 0.05‬‬

‫(‪ )3‬املعتقدات واألفكار املتعلقة بالغيبيات‬

‫‪67.94‬‬

‫‪15.17‬‬

‫‪68.04‬‬

‫‪14.66‬‬

‫‪NS 0.09‬‬

‫(‪ )4‬املعتقدات اخلاصة باألمور األرسية‬

‫‪41.43‬‬

‫‪8.83‬‬

‫‪41.67‬‬

‫‪8.95‬‬

‫‪NS 0.36‬‬

‫(‪ )5‬املعتقدات واألفكار املرتبطة باجلوانب االجتامعية‬

‫‪61.27‬‬

‫‪17.39‬‬

‫‪61.39‬‬

‫‪16.69‬‬

‫‪NS 0.09‬‬

‫(‪ )6‬املعتقدات واألفكار املتعلقة بالصحة واملرض‬

‫‪44.22‬‬

‫‪13.55‬‬

‫‪44.67‬‬

‫‪13.61‬‬

‫‪NS 0.44‬‬

‫‪326.75‬‬

‫‪84.57‬‬

‫‪327.46‬‬

‫‪81.88‬‬

‫‪NS 0.11‬‬

‫‪ NS‬غري دال‪.‬‬

‫التفكري اخلرايف لطالب اجلامعة‬

‫يتضــح مــن جــدول (‪ )9‬عــدم وجــود فــروق ذات‬ ‫داللــة إحصائيــة يف التفكــر اخلــرايف بــن طلبــة اجلامعــة‬ ‫وف ًقــا ملتغــر منطقــة الســكن (ريــف‪ ،‬حــر)؛ ممــا يعنــي‬ ‫أن طــاب اجلامعــة يمتلكــون املعتقــدات اخلرافيــة‬ ‫بغــض النظــر عــن منطقــة الســكن ســواء كان ريفــا‬ ‫أو حــرا‪ ،‬وقــد جــاءت هــذه النتيجــة متاشــيا مــع مــا‬ ‫أشــارت إليــه نتائــج دراســة عســاف وزيــدان (‪،)2007‬‬ ‫ودراســة طشــطوش (‪ )2011‬مــن عــدم وجــود فــروق‬ ‫ذات داللــة إحصائيــة يف مســتوى التفكــر اخلــرايف‬ ‫تعــزى إىل متغــر منطقــة الســكن‪.‬‬ ‫و ُيعــزو الباحثــان عــدم وجــود فــروق ذات داللــة‬ ‫إحصائيــة بــن متوســطات درجــات طــاب اجلامعــة‬ ‫يف التفكــر اخلــرايف ككل وأبعــاده الســتة ملتغــر‬ ‫منطقــة الســكن (ريــف‪ ،‬حــر) إىل انتــاء طــاب‬ ‫كليــة الرتبيــة إىل البيئــة الثقافيــة املشــركة نفســها؛‬ ‫كوهنــا إقليميــة‪ ،‬وإىل تقــارب أماكــن الســكن لــكل‬ ‫مــن الريــف واحلــر‪ ،‬وانتشــار وســائل االتصــاالت‬ ‫احلديثــة التــي جعلــت الطــاب يعيشــون يف التأثــرات‬ ‫نفســها‪ ،‬وهــذا مــا يلغــي دور متغــر مــكان الســكن يف‬ ‫املعتقــدات اخلرافيــة لــدى الطــاب‪.‬‬ ‫‪ .3‬نتائج الفرض الثالث وتفسريها‬ ‫ينــص الفــرض الثالــث عــى أنــه‪« :‬توجــد‬ ‫مســارات دالــة إحصائ ًّيــا للعالقــة بــن التفكــر اخلــرايف‬

‫‪236‬‬

‫الريف (ن=‪)448‬‬

‫احلرض (ن=‪)268‬‬

‫واإلعــزاءات الســببية وجــودة احليــاة لــدى طــاب‬ ‫اجلامعــة»‪.‬‬ ‫وللتحقــق مــن صحــة هــذا الفــرض قــام الباحثــان‬ ‫ببنــاء نمــوذج ســببي ‪ Causal Model‬بنــا ًء عــى‬ ‫أســاس نظــري مــن خــال مراجعــة واســتقراء النــاذج‬ ‫والدراســات ذات الصلــة‪ ،‬وحتديــد أهـــم املتغــرات‬ ‫ذات الصلــة هبــا‪ ،‬واختبــار وضـــعها يف النمــوذج‪،‬‬ ‫وهــي عــادة توضــح العالقــة بــن املتغــرات خارجيــة‬ ‫التأثــر يف النمــوذج (‪Pedhazurr and Schmelkin‬‬ ‫‪ ،),1991‬وذلــك كــا يف شــكل (‪ ،)2‬وتــم إجــراء حتليل‬ ‫نمــوذج املعادلــة البنائيــة؛ هبــدف التحقــق مــن مــدى‬ ‫مطابقــة النمــوذج املقــرح لبيانــات الدراســة احلاليــة‬ ‫باســتخدام أســلوب حتليــل املســار ‪Path Analysis‬‬ ‫بربنامــج ‪ ،IBM “SPSS” Amos v20‬وذلــك اعتــا ًدا‬ ‫عــى عــدد مــن املــؤرشات اإلحصائيــة‪.‬‬ ‫وقــد حظــي النمــوذج املقــرح عــى مــؤرشات‬ ‫حســن مطابقــة جيــدة مــع بيانــات الدراســة احلاليــة؛‬ ‫حيــث إن قيمــة كا‪ 2‬غــر دالــة إحصائ ًّيــا‪ ،‬وقيمــة مــؤرش‬ ‫الصــدق الزائــف املتوقــع للنمــوذج احلــايل أقــل مــن‬ ‫نظريهتــا للنمــوذج املشــبع‪ ،‬وأن قيــم بقيــة املــؤرشات‬ ‫وقعــت يف املــدى املثــايل لــكل مــؤرش؛ ممــا يــدل عــى‬ ‫مطابقــة النمــوذج اجليــدة للبيانــات موضــع االختبــار‪،‬‬ ‫ويوضــح جــدول (‪ )10‬مــؤرشات حســن املطابقــة‬ ‫للنمــوذج املقــرح مــع بيانــات الدراســة احلاليــة‪.‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫م‬

‫اﳌﺠﻠﺪ�‪-21‬اﻟﻌﺪد�‪2020-1‬م�)‪1441‬هـ(‬

‫جدول (‪ :)10‬مؤرشات حسن املطابقة للنموذج املقرتح مع بيانات الدراسة احلالية (ن=‪)716‬‬ ‫املؤرش‬

‫االختبار اإلحصائي ‪ Chi-Square‬كا‬

‫‪2‬‬

‫قيمة املؤرش‬

‫‪χ2‬‬

‫‪1‬‬

‫درجات احلرية ‪( df‬طب ًقا لعدد المتغيرات المشاهدة والكامنة)‬

‫‪2‬‬

‫اختبار كا‪ 2‬النسبي )‪Chi-Square ( χ 2 /df Relative‬‬

‫مستوى داللة ‪Chi-Square‬‬

‫‪69.63‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪0352‬‬

‫أن تكون قيمة كا‪ 2‬غري دالة إحصائ ًّيا‬ ‫صفر ‪-‬‬

‫‪0.60‬‬

‫‪5‬‬

‫‪0.666‬‬

‫صفر ‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0.559‬‬

‫صفر ‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪RMSEA‬‬

‫‪0.433‬‬

‫‪6‬‬

‫مؤرش جذر متوسط مربع خطأ االقرتاب‬

‫صفر –‬

‫‪0.1‬‬

‫‪0.433‬‬

‫صفر –‬

‫‪0.1‬‬

‫‪7‬‬

‫مؤرش الصدق الزائف املتوقع للنموذج احلايل‬ ‫مؤرش الصدق الزائف املتوقع للنموذج املشبع‬

‫‪9‬‬

‫مؤرش املطابقة امل ُقارن ‪(CFI) Comparative Fit Index‬‬

‫‪3‬‬

‫مؤرش حسن املطابقة‬

‫املدى املثايل للمؤرش‬

‫)‪Goodness of Fit Index (GFI‬‬

‫‪4‬‬

‫مؤرش حسن املطابقة املصحح‬

‫‪5‬‬

‫جذر متوسط مربعات البواقي‬

‫‪8‬‬

‫)‪Adjusted Goodness of Fit Index (AGFI‬‬

‫)‪Root Mean Square Error of Approximation (RMSEA‬‬ ‫(‪)ECVI‬‬

‫مؤرش املطابقة املعياري ‪(NFI) Incremental Fit Indexes‬‬

‫‪ 10‬مؤرش املطابقة النسبي‬

‫)‪Relative Fit Index (RFI‬‬

‫‪0.759‬‬ ‫‪0.447‬‬

‫أن تكون قيمة املؤرش للنموذج احلايل‬ ‫أقل من نظريهتا للنموذج املشبع‬

‫‪0.675‬‬

‫صفر ‪-‬‬

‫‪0.620‬‬

‫صفر ‪-‬‬

‫‪0.679‬‬

‫صفر ‪-‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫يتضــح مــن جــدول (‪ )10‬أن قيــم املــؤرشات اإلحصائيــة تقــع يف مــدى القيــم املقبولة‪ ،‬مما يشــر إىل تطابــق النموذج‬ ‫املقــرح مــع بيانــات الدراســة احلاليــة‪ ،‬ويظهــر شــكل (‪ )2‬قيم معامالت املســار وداللتهــا بالنمــوذج النهائي‪.‬‬

‫شكل (‪ :)2‬قيم معامالت املسار وداللتها بالنموذج النهائي‬

‫‪237‬‬


‫النموذج السببي للعالقة بين اإلعزاءات السببية والتفكيرالخرافي وجودة الحياة لدى طالب الجامعة‬

‫ويف ضــوء النمــوذج النهائــي (شــكل ‪ )2‬تــم إجــراء‬ ‫حتليــل التوســط للكشــف عــا إذا كانــت اإلعــزاءات‬ ‫الســببية تتوســط العالقــة بــن التفكــر اخلــرايف وجــودة‬ ‫احليــاة لــدى طــاب اجلامعــة؛ هبــدف تقديــر قيــم‬ ‫التأثــرات غــر املبــارشة بــن املتغــرات‪ ،‬وفحــص‬

‫مصطفى الحديبي و نهلة عبداملجيد‬

‫مســتوى داللتهــا اإلحصائيــة باســتخدام أســلوب‬ ‫توليــد العينــات املتتاليــة ‪ Bootstrapping‬ويوضــح‬ ‫جــدول (‪ )11‬نتائــج حتليــل التوســط لنمــوذج املعادلــة‬ ‫البنائيــة النهائــي بطريقــة توليــد العينــات املتتــايل‪.‬‬

‫جدول (‪ :)11‬نتائج حتليل التوسط لنموذج املعادلة البنائية النهائي بطريقة‬ ‫توليد العينات املتتايل (ن=‪)716‬‬ ‫املتغري املتغري‬ ‫املستقل الوسيط‬

‫املتغري التابع‬

‫التأثري غري‬ ‫املبارش‬

‫اخلطأ‬ ‫املعياري‬

‫قيمة (ز)‬

‫جودة الصحة العامة‬

‫التفكري اخلرايف‬

‫اإلعزاءات السببية‬

‫جودة احلياة األرسية واالجتامعية‬ ‫جودة التعليم والدراسة‬

‫جودة العواطف “اجلانب الوجداين”‬

‫جودة الصحة النفسية‬

‫جودة شغل الوقت وإدارته‬

‫يتضــح مــن جــدول (‪ )11‬أن التفكــر اخلــرايف‬ ‫يمكــن أن يؤثــر يف جــودة احليــاة لــدى طــاب اجلامعــة‬ ‫مــن خــال التأثــر عــى اإلعــزاءات الســببية؛ حيــث إن‬ ‫قيمــة (ز) دالــة عنــد مســتوى (‪ ،)0.01‬و(‪)0.05‬؛ ممــا‬ ‫يعنــي أن اإلعــزاءات الســببية تتوســط(‪ )1‬العالقــة بــن‬ ‫التفكــر اخلــرايف وجــودة لــدى طــاب اجلامعــة‪ ،‬وقــد‬ ‫توافقــت نتيجــة مــا توصلــت إليــه نتائــج النمــوذج‬ ‫النهائــي بالدراســة احلاليــة مــع مــا أوضحتــه نتائــج‬ ‫دراســة أبــو عــام وآخــرون (‪ )2015‬مــن حيــث‬ ‫وجــود عالقــة ارتباطيــة بــن العــزو الســببي والتفكــر‬ ‫اخلــرايف‪ ،‬حيــث يميــل طــاب اجلامعــة إىل عــزو‬ ‫خــرات النجــاح والفشــل إىل أســباب تقــع خارجــا‬ ‫عنهــم وال يملكــون تغيريهــا‪ ،‬ومــا أســفرت عنــه‬ ‫نتائــج دراســة عبــد احلســن (‪ )2010‬بــأن أســلوب‬ ‫العــزو اخلارجــي منبــئ بالتفكــر اخلــرايف‪.‬‬ ‫و ُيعــزو الباحثــان توســط اإلعــزاءات الســببية يف‬ ‫العالقــة بــن التفكــر اخلــرايف وجــودة احليــاة إىل أن‬ ‫لضغـ�وط أحـ�داث احليـ�اة اليوميـ�ة الضاغطـ�ة �‪Stress‬‬ ‫‪ ful Life Events‬أثــر يف تكويــن أســاليب عــزو‬ ‫(‪ )1‬يعــرف (‪ Preacher and Hayes )2008‬المتغيــر الوســيط بأنــه‬ ‫متغيــر يفســر العالقــة بيــن متغيريــن أحدهمــا مســتقل (منبــئ)‪،‬‬ ‫واآلخــر تابــع (ناتــج)‪.‬‬

‫‪238‬‬

‫حدود الثقة (‪)% 95‬‬ ‫حد أدنى‬

‫حد أعىل‬

‫‪0.022-‬‬

‫‪0.014‬‬

‫‪* 2.091‬‬

‫‪0.054-‬‬

‫‪0.015‬‬

‫‪0.090‬‬

‫‪0.021‬‬

‫‪** 3.87‬‬

‫‪0.028‬‬

‫‪0.111‬‬

‫‪0.062‬‬

‫‪0.016‬‬

‫‪** 3.29‬‬

‫‪0.029‬‬

‫‪0.101‬‬

‫‪0.008‬‬

‫‪0.003‬‬

‫‪** 4.014‬‬

‫‪0.026-‬‬

‫‪0.049‬‬

‫‪0.024‬‬

‫‪0.08‬‬

‫‪** 2.190‬‬

‫‪0.009-‬‬

‫‪0.060‬‬

‫‪0.232‬‬

‫‪0.027‬‬

‫‪** 7.475‬‬

‫‪0.165‬‬

‫‪0.289‬‬

‫بعينهــا لــدى طــاب اجلامعــة يف تفســر أســباب‬ ‫نجاحهــم أو فشــلهم يف التعايــش مــع أحــداث احليــاة‬ ‫اليوميــة بأمــور يعتقــدون هبــا‪ ،‬األمــر الــذي يــؤدي إىل‬ ‫أن تكــون بعــض تفســراهتم غــر منطقيــة وال تســتند‬ ‫إىل أســس علميــة صحيحــة‪ ،‬ممــا ينعكــس بالطبــع‬ ‫عــى جــودة احليــاة لدهيــم‪ .‬ويتســق ذلــك مــع مــا أشــار‬ ‫إليــه (‪ Carver and Sheier )2003‬مــن أن اســتخدام‬ ‫الفــرد أســلوب التفكــر الســلبي يــؤدي إىل االهنزاميــة‬ ‫واالستســام وبالتــايل اإلخفــاق عــن الفعــل واملبــادرة؛‬ ‫ممــا يفتــح املجــال أمــام ترســيخ العجــز عنــد الفــرد‪ ،‬ومــا‬ ‫أوضحــه فرحــان (‪ )2015‬بأنــه يمكــن عَــدّ الســلوك‬ ‫اخلــرايف بأنــه أحــد أســاليب التكيــف الالســوية‬ ‫لإلنســان يف حــل مشــكالته‪ ،‬وعــى العكــس مــن‬ ‫ذلــك فــإن جــودة احليــاة كــا أوضــح (‪Ryff )2006‬‬ ‫تتمثــل يف اإلحســاس بحســن احلــال‪ ،‬الــذي يمكــن‬ ‫حتديــده بالدالئــل الســلوكية التــي تــدل عــى ارتفــاع‬ ‫مســتوى رضــا الفــرد عــن ذاتــه وعــن حياتــه بشــكل‬ ‫عــام واســتقالليته ف حتديــد مســار حياتــه‪ ،‬والســعي‬ ‫إىل تكويــن عالقــات اجتامعيــة ناجحــة ومتبادلــة مــع‬ ‫اآلخريــن‪ ،‬كــا يرتبــط ذلــك بالشــعور العــام بالســعادة‬ ‫والطمأنينــة‪.‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫توصيات الدراسة ومقرتحاهتا‬ ‫بنــا ًء عــى مــا أســفرت الدراســة عنــه مــن نتائــج‪،‬‬ ‫صيغــت التوصيــات كــا يــي‪:‬‬ ‫ ‪1.‬إجـ�راء دراسـ�ات عـبر الصـ�د ق �‪Cross–Vali‬‬ ‫‪ dation Studies‬للتحقــق مــن إمكانيــة تعميــم‬ ‫النمــوذج النهائــي يف الدراســة احلاليــة عــر مراحــل‬ ‫تعليميــة خمتلفــة‪ ،‬مــع األخــذ يف االعتبــار املســتوى‬ ‫االجتامعــي الثقــايف واملســتوى االجتامعــي‬ ‫االقتصــادي لــأرسة؛ ملــا لــه مــن أثــر يف االعتقــاد‬ ‫يف اخلرافــات وعــزو الطــاب ملختلــف خــرات‬ ‫النجــاح والفشــل إىل األفــكار اخلرافيــة التــي‬ ‫يســتخدموهنا ملواجهــة مشــكالهتم‪.‬‬ ‫ ‪2.‬إعــادة النظــر يف ســجالت الرتبيــة النفســية‬ ‫بمــدارس التعليــم العــام واجلامعــات مــن حيــث‬ ‫بنــاء وتنفيــذ الربامــج اإلرشــادية والعالجيــة التــي‬ ‫تتضمــن برامــج خلفــض املعتقــدات اخلرافيــة‬ ‫والتفكــر اخلــرايف لــدى الطــاب؛ ومــا يرتبــط بــه‬ ‫مــن مشــكالت أكاديميــة ونفســية واجتامعيــة‪.‬‬ ‫املراجع‬

‫أبــو عــام‪ ،‬رجــاء حممــود‪ ،‬ونــادر‪ ،‬أيــوب خــرو‪،‬‬ ‫ومــروك‪ ،‬أســاء توفيــق‪ .2015 .‬التفكــر اخلــرايف‬ ‫وعالقتــه بأســلوب العــزو لــدى طلبــة اجلامعــة يف‬ ‫العــراق‪ .‬جملــة العلــوم الرتبويــة‪ ،‬معهــد البحــوث‬ ‫الرتبويــة‪ ،‬جامعــة القاهــرة‪ ،‬العــدد (‪ ،)2‬اجلــزء (‪،)2‬‬ ‫ص ص ‪.625 –601‬‬

‫أمحــد‪ ،‬عبــر طوســون‪ .2015 .‬العــزو الســببي بمســتوى‬ ‫الطمــوح لــدى الطالبــات ذوات التحصيــل املرتفــع‬ ‫والطالبــات ذوات التحصيــل املنخفــض بقســم الرتبيــة‬ ‫اخلاصــة جامعــة القصيــم‪ .‬جملــة العلــوم الرتبويــة‪ ،‬كليــة‬ ‫العلــوم واآلداب‪ ،‬جامعــة القصيــم بالســعودية‪ ،‬العــدد‬ ‫(‪ ،)2‬اجلــزء (‪.266-231 ،)1‬‬

‫أدم‪ ،‬بســاء‪ ،‬واجلاجــان‪ ،‬يــارس‪ .2014 .‬جــودة احليــاة‬ ‫وعالقتهــا بتقديــر الــذات دراســة ميدانيــة عــى عينــة‬ ‫مــن طلبــة قســمي علــم النفــس واإلرشــاد النفــي‬ ‫بكليــة الرتبيــة بجامعــة دمشــق‪ .‬جملــة جامعــة ترشيــن‬ ‫للبحــوث والدراســات العلميــة‪ ،‬سلســلة اآلداب‬ ‫والعلــوم اإلنســانية‪ ،‬املجلــد (‪ ،)36‬العــدد (‪ ،)5‬ص‬ ‫ص ‪.361–345‬‬

‫إســكندر‪ ،‬نجيــب‪ ،‬ومنصــور‪ ،‬رشــدي فــام‪.2003 .‬‬ ‫التفكــر اخلــرايف «بحــث جتريبــي»‪ .‬الطبعــة الثالثــة‪،‬‬ ‫مكتبــة األنجلــو املرصيــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫اﳌﺠﻠﺪ�‪-21‬اﻟﻌﺪد�‪2020-1‬م�)‪1441‬هـ(‬

‫إســاعيل‪ ،‬إيــان حممــد صــري‪ .2003 .‬بعــض املعتقــدات‬ ‫اخلرافيــة لــدى املراهقــن وعالقتهــا بقلــق املســتقبل‬ ‫والدافعيــة لإلنجــاز‪ .‬املجلــة املرصيــة للدراســات‬ ‫النفســية‪ ،‬مكتبــة األنجلــو املرصيــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪،‬‬ ‫املجلــد (‪ ،)13‬العــدد (‪ ،)38‬ص ص ‪.99 – 53‬‬

‫أعديــي‪ ،‬نــداء‪ ،‬والزغــول‪ ،‬رافــع‪ .2015 .‬نمــوذج ســببي‬ ‫للعالقــات بــن العــزو الســببي للســلوك والعجــز‬ ‫املتعلــم والتوافــق األكاديمــي‪ .‬املجلــة األردنيــة يف‬ ‫العلــوم الرتبويــة‪ ،‬جامعــة الريمــوك‪ ،‬األردن‪ ،‬املجلــد‬ ‫(‪ ،)11‬العــدد (‪ ،)3‬ص ص ‪.343–331‬‬

‫حســن‪ ،‬حيــدر فاضــل عــي‪ .2000 .‬ســات الشــخصية‬ ‫لــذوي التفكــر اخلــرايف‪ .‬رســالة ماجســتري‪ ،‬كليــة‬ ‫اآلداب‪ ،‬جامعــة بغــداد‪ ،‬العــراق‪.‬‬

‫الربيــع‪ ،‬فيصــل خليــل‪ .2014 .‬التفكــر اخلــرايف وعالقتــه‬ ‫بالكفــاءة الذاتيــة العامــة يف ضــوء بعــض املتغــرات‬ ‫لــدى طلبــة جامعــة الريمــوك بــاألردن‪ .‬جملــة جامعــة‬ ‫القــدس املفتوحــة لألبحــاث والدراســات‪ ،‬جامعــة‬ ‫القــدس املفتوحــة‪ ،‬فلســطني‪ ،‬املجلــد (‪ ،)1‬العــدد‬ ‫(‪ ،)33‬ص ص ‪.72 – 47‬‬

‫الزاغــة‪ ،‬وفــاء عبــد الكريــم‪ .2007 .‬العالقــة بــن التفكــر‬ ‫الناقــد واالعتقــاد باخلرافــة وقبــول املفاهيــم العلميــة‬ ‫اخلطــأ لــدى الطلبــة األردنيــن‪ .‬رســالة ماجســتري‪،‬‬ ‫كليــة الدراســات العليــا الرتبويــة‪ ،‬جامعــة عــان‬ ‫العربيــة للدراســات العليــا‪ ،‬عــان‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫ســليامن‪ ،‬حيــدر مهــدي‪ ،‬وماجــد‪ ،‬عبــد احلســن‪.2015 .‬‬ ‫الــردد النفــي وف ًقــا ملســتوى التفكــر اخلــرايف وأثره يف‬ ‫أداء مهــارات حصــان القفــز يف اجلمناســتك لــدى طلبة‬ ‫كليــة الرتبيــة الرياضيــة‪ .‬جملــة علــوم الرتبيــة الرياضيــة‪،‬‬ ‫جامعــة بابــل‪ ،‬العــراق‪ ،‬املجلــد (‪ ،)8‬العــدد (‪ ،)1‬ص‬ ‫ص ‪.270 – 251‬‬

‫الصــايف‪ ،‬عبــد اهلل بــن طــه‪ .2000 .‬عــزو النجــاح والفشــل‬ ‫الــدرايس وعالقتــه بدافعيــة اإلنجــاز «دراســة عــى‬ ‫عينــة مــن طــاب اجلامعــة املتفوقــن واملتأخريــن‬ ‫دراس ـ ًّيا بمدينــة أهبــا»‪ .‬جملــة جامعــة أم القــرى للعلــوم‬ ‫الرتبويــة واالجتامعيــة واإلنســانية‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪،‬‬ ‫اململكــة العربيــة الســعودي‪ ،‬املجلــد (‪ ،)12‬العــدد (‪،)2‬‬ ‫ص ص ‪.106 – 79‬‬

‫طشــطوش‪ ،‬رامــي عبــد اهلل يوســف‪ .2011 .‬مــدى انتشــار‬ ‫التفكــر اخلــرايف لــدى طلبــة معلــم صــف يف جامعــة‬ ‫جــرش األهليــة‪ .‬جملــة املنــارة للبحــوث والدراســات‪،‬‬ ‫العلــوم اإلنســانية‪ ،‬جامعــة آل البيــت‪ ،‬املجلــد (‪،)17‬‬ ‫العــدد (‪ ،)4‬ص ص ‪.179 –149‬‬

‫‪239‬‬


‫النموذج السببي للعالقة بين اإلعزاءات السببية والتفكيرالخرافي وجودة الحياة لدى طالب الجامعة‬

‫طــه‪ ،‬عــز الديــن مجيــل‪ .1998 .‬دراســة الفــروق بــن‬ ‫الطــاب ذوي الدافــع العــايل واملنخفــض لإلنجــاز‬ ‫يف تفســرهم للنجــاح والفشــل بمواقــف التحصيــل‬ ‫الــدرايس‪ ،‬جملــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة األزهر‪ ،‬املجلــد (‪،)71‬‬ ‫ص ص ‪.302 – 279‬‬

‫عبــد احلســن‪ ،‬زينــة عبــد األمــر‪ .2010 .‬التفكــر اخلــرايف‬ ‫وعالقتــه بأســاليب العــزو الســببي لــدى طلبــة اجلامعة‪.‬‬ ‫رســالة ماجســتري‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬اجلامعــة املســتنرصية‪،‬‬ ‫العــراق‪.‬‬

‫عســاف‪ ،‬عبــد حممــد‪ ،‬وزيــدان‪ ،‬عفيــف حافــظ‪.2007 .‬‬ ‫التفكــر اخلــرايف واقعــه ومصــادره لــدى طلبــة‬ ‫الدراســات العليــا (املاجســتري) يف جامعــة القــدس‬ ‫وبعــض العوامــل املؤثــرة فيــه‪ .‬جملــة احتــاد اجلامعــات‬ ‫العربيــة‪ ،‬األمانــة العامــة الحتــاد اجلامعــات العربيــة‪،‬‬ ‫عــان‪ ،‬األردن‪ ،‬العــدد (‪ ،)49‬ص ص ‪.400 – 369‬‬

‫عطيــة‪ ،‬عــز الديــن مجــال‪ .1999 .‬تفســر النــاس للســلوك‬ ‫واملواقــف مــن منظــور علــم النفــس العــام‪ .‬عــامل‬ ‫الكتــب‪ ،‬القاهــرة مــر‪.‬‬ ‫العفــري‪ ،‬خالــد حممــد حممــد‪ .2004 .‬التفكــر اخلــرايف‬ ‫وعالقتــه ببعــض املتغــرات يف املجتمــع اليمني‪ .‬رســالة‬ ‫ماجســتري‪ ،‬كليــة اآلداب‪ ،‬جامعــة صنعــاء‪ ،‬اليمــن‪.‬‬

‫مصطفى الحديبي و نهلة عبداملجيد‬

‫مركــز البحــوث الرتبويــة والنفســية‪ ،‬جامعــة بغــداد‪،‬‬ ‫العــدد (‪ ،)45‬ص ص ‪.288 –258‬‬

‫القضــاة‪ ،‬حممــد أمــن حامــد‪ .2014 .‬درجــة انتشــار األفكار‬ ‫الالعقالنيــة لــدى طلبــة جامعتــي مؤتــة واهلاشــمية‬ ‫يف اململكــة األردنيــة اهلاشــمية وعالقتهــا ببعــض‬ ‫املتغــرات‪ .‬جملــة جامعــة دمشــق للعلــوم الرتبويــة‬ ‫والنفســية‪ ،‬ســوريا‪ ،‬الســنة (‪ )10‬العــدد (‪ ،)1‬ص ص‬ ‫‪.551 – 517‬‬

‫كــر‪ ،‬عصــام أبــو الفتــوح ســعد‪ .1998 .‬التفكــر اخلــرايف‬ ‫وعالقتــه ببعــض متغــرات الشــخصية لــدى طلبــة‬ ‫املــدارس الثانويــة الفنيــة‪ ،‬رســالة ماجســتري‪ ،‬كليــة‬ ‫الرتبيــة‪ ،‬جامعــة طنطــا فــرع كفــر الشــيخ‪ ،‬مــر‪.‬‬ ‫مقابلــة‪ ،‬نــر يوســف‪ .1996 .‬العالقــة بــن مركــز الضبــط‬ ‫واالحــراق النفــي لــدى عينــة مــن املعلمــن‪ ،‬جملــة‬ ‫علــم النفــس‪ ،‬اهليئــة املرصيــة العامــة للكتــاب‪ ،‬مــر‪،‬‬ ‫الســنة (‪ ،)10‬العــدد (‪ ،)39‬ص ص ‪.119 –110‬‬

‫منــي‪ ،‬حممــود عبــد احلليــم‪ ،‬وكاظــم‪ ،‬عــي مهــدي‪.2010 .‬‬ ‫تطويــر وتقنــن مقيــاس جــودة احليــاة لــدى طلبــة‬ ‫اجلامعــة يف ســلطنة عــان‪ .‬جملــة أمارابــاك‪ ،‬األكاديميــة‬ ‫األمريكيــة العربيــة للعلــوم والتكنولوجيــا‪ ،‬الواليــات‬ ‫املتحــدة األمريكيــة‪ ،‬املجلــد (‪ ،)1‬العــدد (‪ ،)1‬ص ص‬ ‫‪.60 – 41‬‬

‫عمــر‪ ،‬منتــر صــاح‪ .2007 .‬فعاليــة التدريــب عــى العزو‬ ‫الســببي ومــا وراء الذاكــرة وأثــره يف حتســن الدافعيــة‬ ‫األكاديميــة والكفــاءة الذاتيــة والفهــم القرائــي لــدى‬ ‫التالميــذ ذوي صعوبــات التعلــم‪ .‬رســالة دكتــوراه‪،‬‬ ‫كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة أســيوط‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫نــارص‪ ،‬كريمــة كوكــز خــر‪ .1999.‬التفكــر اخلــرايف‬ ‫لــدى طلبــة اجلامعــة وعالقتهــم بجنســهم وســكنهم‬ ‫وختصصهــم الــدرايس‪ .‬رســالة ماجســتري‪ ،‬كليــة الرتبيــة‬ ‫(ابــن رشــد)‪ ،‬جامعــة بغــداد‪ ،‬العــراق‪.‬‬

‫غــويل‪ ،‬صبيحــة يــارس القــرة‪ ،‬ومحــدان‪ ،‬ســناء ســعدي‬ ‫شــيت‪ .2006 .‬أثــر برنامــج تعليمــي يف تعديــل التفكــر‬ ‫اخلــرايف لــدى طالبــات معهــد إعــداد املعلــات‪ .‬جملــة‬ ‫جامعــة تكريــت للعلــوم اإلنســانية‪ ،‬العــراق‪ ،‬املجلــد‬ ‫(‪ ،)13‬العــدد (‪ ،)9‬ص ص‪.348 –318‬‬

‫ياســن‪ ،‬فــداء‪ .2016 .‬الفــروق يف التفكــر اخلــرايف لــدى‬ ‫عينــة مــن طلبــة جامعــة دمشــق‪ .‬جملــة احتــاد اجلامعــات‬ ‫العربيــة للرتبيــة وعلــم النفــس‪ ،‬األمانــة العامــة الحتــاد‬ ‫اجلامعــات العربيــة‪ ،‬عــان‪ ،‬املجلــد (‪ ،)14‬العــدد (‪،)1‬‬ ‫ص ص ‪.247 - 243‬‬

‫غانــم‪ ،‬بســام‪ ،‬وأبــو عــواد‪ ،‬فريــال ‪ .2010.‬درجــة شــيوع‬ ‫األفــكار اخلرافيــة بــن طلبــة كليــات العلــوم الرتبويــة يف‬ ‫اجلامعــات األردنيــة‪ .‬جملــة جامعــة النجــاح لألبحــاث‪،‬‬ ‫العلــوم اإلنســانية‪ ،‬املجلــد (‪ ،)24‬العــدد (‪ ،)4‬ص ص‬ ‫‪.1084 –1043‬‬

‫الفرحــايت‪ ،‬الســيد‪ .2005.‬ســيكولوجية العجــز املتعلــم‬ ‫«مفاهيــم‪ ،‬نظريــات‪ ،‬تطبيقــات»‪ .‬سلســلة إرشاقــات‬ ‫تربويــة‪ ،‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬املركــز العــريب للتعليــم‬ ‫والتنميــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬ ‫فرحــان‪ ،‬عــي نــارص‪ .2015 .‬التفكــر اخلــرايف وعالقتــه‬ ‫ببعــض املتغــرات‪ .‬جملــة البحــوث الرتبويــة والنفســية‪،‬‬

‫‪240‬‬

‫وطفــة‪ ،‬عــى أســعد‪ .2002 .‬اجتاهــات التقليــد واحلداثــة يف‬ ‫العقليــة العربيــة الســائدة دراســة يف املضامــن اخلرافيــة‬ ‫للتفكــر لــدى عينــة مــن املجتمــع الكويتــي‪ .‬املجلــة‬ ‫الرتبويــة‪ ،‬جملــس النــر العلمــي‪ ،‬جامعــة الكويــت‪،‬‬ ‫املجلــد (‪ ،)17‬العــدد (‪ ،)65‬ص ص ‪.179 – 129‬‬

‫‪Carver, C., and Sheier, M. 2003. Three human‬‬ ‫�‪strengths. In: Aspinwall, L. G., and Stauding‬‬ ‫‪er, U. M. (Eds.). Amazon Kindle Psychology‬‬ ‫‪of Human Strengths: Fundamental Questions‬‬ ‫�‪and Future Directions for a Positive Psychol‬‬ ‫‪ogy. American Psychological Association‬‬ ‫‪(APA), USA.‬‬


(‫هـ‬1441)�‫م‬2020-1�‫اﻟﻌﺪد‬-21�‫اﳌﺠﻠﺪ‬ Peltzer, K. 2003. Magical thinking and paranor� mal beliefs among secondary and university students in South Africa. Personality and In� dividual Differences. 35(6): 1419 – 1426. Ryff, C., Dienberg, G., Urru, H., Muller, D., Rosenkranz, M., Freidman, E., Davidson, R., and Singer, B. 2006. Psychological well – being and ill being: Do they have distinct or mirrored biological correlates? Psychothera� py Psychosomatics. 75(2): 85 – 95. Sachs, J. 2004. Superstition and self–Efficacy in Chinese postgraduate students. Psychologi� cal Reports. 95(2): 485 – 486. Saenko, I. 2005. The superstitions of today's college students. Russian Education and Society. 47(12): 76 – 89. Sowa, C., and Burks, H. 2011. Comparison of cognitive restructuring and contingency based instructional models for alleviation of learned helplessness. Journal of Instructional Psychology. 10: 186 – 191. Steel, P., and Ones, D. 2002. Personality and happiness: a national-level analysis. Journal of Personality and Social Psychology. 83: 767-781. Timothy, J., and Jerry , M. 2001. Rationalists, fatalists, and the modern superstitious: Test taking in introductory sociology. Sociologi� cal Inquiry. 71(1): 1- 12.

241

)‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية‬ Case, T., Fitness, J., Cairns, D., and Stevenson, R. 2004. Coping with uncertainty: Supersti� tious strategies and secondary control. Jour� nal of Applied Social Psychology. 43(4): 848 – 871. Chan, L. 1996. Combined Strategy and attribu� tional training for seventh grade and poor reader. Journal of Research in Reading. 19(2): 111 – 127 . Dodson, W. 1994. Quality of life measurement in children with epilepsy. In: Trimble, M. R., and Dodson, W. E. (Eds.). Epilepsy and Quality of Life. (pp217 – 226). Raven Press Ltd., New York. Gilman, R., Easterbrook, S., and Frey, M. 2004. A preliminary study of multidimensional life satisfaction among deaf / hard of hearing youth across environmental settings. Social Indicators' Research. 66: 143 – 166. Michaels, R. 2002. The relationships among problem solving performance, gender, con� fidence, and attribution style in third grade mathematics. Thesis Master, University of San Francisco. Pedhazurr, E., and Schmelkin, L. 1991. Mea� surement design and analysis: An integrated approach. Lawrence Erlbaum Associates, Hills Dale, N J.


‫مصطفى الحديبي و نهلة عبداملجيد‬

‫النموذج السببي للعالقة بين اإلعزاءات السببية والتفكيرالخرافي وجودة الحياة لدى طالب الجامعة‬

Causal Model of the Relationship between Causal Attribution, Superstitious Thinking, and Quality of Life for University Students Mostafa A. Elhodiuby and Nahla A. Abd El Majeed Department of Psychology, Faculty of Education, Assuit University, Assuit, Egypt https://doi.org/10.37575/h/edu/1965

ABSTRACT

Superstitious thinking had negative effects on societies. This study aimed to investigate the university students' differences of superstitious thinking levels (low, medium, or high) for both causal attributions and life quality for with its three levels in addition to detect the differences due to gender, specialization , place of living and class of study. The work also aims to verify the validity of the proposed statistical model of causal attributions, supersti� tious thinking, and life quality of university students so that the model better determines direct and indirect effects between the superstitious thinking and those variables based on what the study data reflect. The sample of the pilot study included 189 students whereas the main study sample included 715 students enrolled in the college of Education, Assiut University. The study tools were Superstitious Thinking Scale (STS), Causal Attributions Scale (CAS), and Quality of Life Scale (QOLS) for university students. Results showed a statistically significant difference between the means of the three level scores of STS on both CAS and QOLS and their dimensions for university students in favor of students with high-level superstitious thinking. Results also revealed statistically significant differences in STS and its dimensions due to some demo� graphic variables including specialization and class of study in favor of students in literary-study sections and first year students. On the other hand, there were no differences in STS due to gender and neighborhood. Additionally, path analysis asserted the proposed model validity. Finally, through mediation analysis of the constructive equation model, it was concluded that causal attributions is a mediator variable between superstitious thinking and quality of life for university students. Key Words: Causal attributions, Positive psychology, Superstitious thoughts.

242


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫احلل الإبداعي للم�شكالت وعالقته بكفاءة الذاكرة العاملة لدى عينة من الطالب املوهوبني‬ ‫بجامعة امللك في�صل باململكة العربية ال�سعودية‬ ‫محدان ممدوح إبراهيم الشامي‬

‫عامدة شؤون الطالب‪ ،‬جامعة امللك فيصل‪ ،‬األحساء‬ ‫قسم علم النفس‪ ،‬كلية الرتبية‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬القاهرة‬ ‫‪https://doi.org/10.37575/h/edu/2048‬‬

‫امللخص‬

‫يمتلــك الطــاب املوهوبــون قــدرات ومواهــب متيزهــم عــن أقراهنــم مــن الطــاب العاديــن‪ ،‬وأصبــح االهتــام هبــم ورعايتهــم‬ ‫رئيســا ألي نظــام تعليمــي؛ لــذا هــدف البحــث احلــايل تعــرف طبيعــة العالقــة‬ ‫رضورة تفرضهــا املســتجدات والظــروف العامليــة ومطل ًبــا ً‬ ‫بــن احلــل اإلبداعــي للمشــكالت وكفــاءة الذاكــرة العاملــة لــدى هــذه الفئــة‪ .‬اســتخدم البحــث املنهــج الوصفــي يف الكشــف عــن‬ ‫طبيعــة هــذه العالقــة‪ ،‬وتكونــت العينــة مــن (‪ )69‬طال ًبــا موهو ًبــا بجامعــة امللــك فيصــل‪ ،‬و ُط ّبــق عليهــم اختبــار احلــل اإلبداعــي‬ ‫للمشــكالت‪ ،‬واختبــار كفــاءة الذاكــرة العاملــة‪ ،‬ومهــا مــن إعــداد الباحــث‪ ،‬ومقيــاس اخلصائــص الســلوكية للطــاب املوهوبــن مــن‬ ‫إعــداد عبــود واملصمــودي ســنة ‪ ،2014‬وملعاجلــة البيانــات إحصائ ًّيــا تــم حســاب قيمــة «ت»‪ ،‬ومعامــل ارتبــاط بريســون‪ ،‬واالنحــدار‬ ‫املتعــدد‪ .‬وأشــارت النتائــج إىل ارتفــاع كفــاءة الطــاب املوهوبــن بجامعــة امللــك فيصــل يف احلــل اإلبداعــي للمشــكالت‪ ،‬والذاكــرة‬ ‫العاملــة‪ ،‬ووجــود عالقــة ارتباطيــة موجبــة يمكــن التنبــؤ هبــا تنبـ ًـؤا داالً إحصائ ًّيــا بــن احلــل اإلبداعــي للمشــكالت وكفــاءة الذاكــرة‬ ‫العاملــة‪ .‬وأوىص البحــث باألخــذ بعــن االعتبــار دور كفــاءة الذاكــرة العاملــة يف احلــل اإلبداعــي للمشــكالت‪ ،‬وبنــاء برامــج تعليميــة‬ ‫لتنميــة كفــاءة الطــاب املوهوبــن يف الذاكــرة العاملــة واحلــل اإلبداعــي للمشــكالت‪.‬‬

‫الكلامت املفتاحية‪ :‬حل املشكالت‪ ،‬احلل اإلبداعي‪ ،‬الذاكرة‪ ،‬مكونات الذاكرة العاملة‪ ،‬فئة املوهوبني‪.‬‬

‫املقدمة‬ ‫يشــهد العــر احلديــث تقد ًمــا علم ًّيــا وتكنولوج ًّيــا‬ ‫وتطــورا رسي ًعــا يف شــتَّى املجــاالت؛ األمــر الــذي‬ ‫ً‬ ‫مهــا‬ ‫ا‬ ‫أمــر‬ ‫املوهوبــن‬ ‫الطــاب‬ ‫بفئــة‬ ‫االهتــام‬ ‫جعــل‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫رئيســا ألي نظــام تعليمــي‪ ،‬وذلــك لعظــم‬ ‫ومطل ًبــا ً‬ ‫التبعــات التــي تقــع عــى عاتقهــم يف املســتقبل‪ ،‬ومــا‬ ‫يعقــد عليهــم مــن آمــال يف حتقيــق التقــدم والرقــي يف‬ ‫أي جمتمــع‪ .‬لــذا وجهــت العديــد مــن النظــم التعليميــة‬ ‫أنظارهــا جتــاه هــؤالء الطــاب‪ ،‬ورعايتهــم وتقديــم‬ ‫مجيــع الســبل لتنميــة مهاراهتــم‪ ،‬وعــى وجــه اخلصوص‬ ‫رفــع كفــاءة ذاكرهتــم يف معاجلــة املعلومــات واحلــل‬ ‫اإلبداعــي للمشــكالت‪ ،‬ومهــا مــن املتغــرات املهمــة‬ ‫والرضوريــة التــي جيــب أن يكتســبها الطــاب يف طــرح‬ ‫األفــكار وتقديــم احللــول اإلبداعيــة للمشــكالت‬ ‫التــي تواجههــم‪ .‬وانســجا ًما مــع هــذا الطــرح يــرى‬ ‫كل مــن عنــر (‪ )2015‬؛ حســن (‪ )2017‬أن عمليــة‬ ‫توليــد األفــكار وتقديــم البدائــل واحللــول غــر املألوفــة‬ ‫التــي تتســم باجلــدة واألصالــة تتطلــب أن يكــون لــدى‬ ‫الطــاب القــدرة عــى احلــل اإلبداعــي للمشــكالت؛‬ ‫فــا يقتــر دورهــم عــى جمــرد تســجيل املعلومــات‬ ‫املتاحــة‪ ،‬بــل يتعــدى إىل تفعيــل الذاكــرة العاملــة‬ ‫وجتهيــز املعلومــات وتكويــن بنيــة معرفيــة متكنهــم مــن‬ ‫الوصــول إىل احلــل الصحيــح بطــرق خمتلفــة‪.‬‬ ‫ويعد منحى دراسـة الذاكـرة العاملة من االجتاهات‬

‫احلديثـة واملهمـة يف جمـال علـم النفـس املعـريف‪ ،‬الـذي‬ ‫هيـدف إىل فهـم أعمـق لكثير مـن العمليـات املعرفيـة‬ ‫التـي تكمـن خلـف األداء‪ ،‬وإىل كيفيـة تنـاول وجتهيـز‬ ‫املعلومـات أثنـاء احلـل اإلبداعـي املشـكالت‪ ،‬حيـث‬ ‫يـرى (‪ Richards (2003‬أن الذاكـرة العاملـة هلـا دور‬ ‫مهـم يف جتهيـز املعلومـات‪ ،‬وهـي املسـؤولة عـن عمليـة‬ ‫االسـتيعاب والفهـم وحـل املشـكالت؛ حيـث إن أداء‬ ‫الطلاب املوهوبين يف احلـل اإلبداعـي للمشـكالت‬ ‫قـد يرتبـط بكفـاءة العمليـات املعرفيـة التـي تقـوم‬ ‫هبـا الذاكـرة العاملـة‪ .‬ووف ًقـا لذلـك ُيرجـع كل مـن‬ ‫(‪Treffinger et al. (2006(; Siswono (2011‬‬ ‫االختلاف بني األفـراد يف احلل اإلبداعي للمشـكالت‬ ‫إىل كفـاءة الذاكـرة يف استرجاع املعلومـات وإجـراء‬ ‫املعاجلـات املناسـبة هلـا‪ ،‬بجانـب اخللفيـات الثقافيـة‬ ‫وأنماط التفكير‪ ،‬ويـأيت ذلـك متناسـ ًقا مـع ما أشـار إليه‬ ‫كل مـن )‪Zhang, et al. (2011); Zheng (2017‬‬ ‫كبيرا يف زيادة قدرة‬ ‫مـن أن الذاكـرة العاملة تؤدي ً‬ ‫دورا ً‬ ‫الطلاب على حـل املشـكالت إىل درجـة يمكـن مـن‬ ‫خالهلـا التنبـؤ بكفـاءة الطلاب يف حـل املشـكالت مـن‬ ‫خلال أداء الذاكـرة العاملـة‪.‬‬ ‫وانســجا ًما مــع هــذه التوجهــات‪ ،‬ووف ًقــا هلــذه‬ ‫الــرؤى‪ ،‬فإنــه يمكــن تفســر الكثــر مــن مظاهــر‬ ‫ســلوك الطــاب كاحلــل اإلبداعــي للمشــكالت‪،‬‬ ‫يف ضــوء تعــرف كفــاءة الذاكــرة العاملــة أثنــاء جتهيــز‬

‫‪243‬‬


‫الحل اإلبداعي للمشكالت وعالقته بكفاءة الذاكرة العاملة لدى عينة من الطالب املوهوبين بجامعة امللك فيصل‪ ...‬حمدان ممدوح إبراهيم الشامي‬

‫املعلومــات بشــكل دقيــق‪ .‬ويف ضــوء مــا ســبق يســعى‬ ‫البحــث احلــايل إىل تعــرف مســتوى احلــل اإلبداعــي‬ ‫للمشــكالت وكفــاءة الذاكــرة العاملــة ومعرفــة العالقة‬ ‫بينهــا لــدى الطــاب املوهوبــن‪.‬‬ ‫مشكلة البحث‬ ‫ يف الوقــت الــذي ينــا َدى فيــه بأمهيــة فئــة الطــاب‬ ‫املوهوبــن باملرحلــة اجلامعيــة‪ ،‬ومــا يعقــد عليهــم مــن‬ ‫آمــال يف املســتقبل والنهــوض باملجتمعــات وبنــاء‬ ‫احلضــارات‪ ،‬تكثــر الشــكوى مــن أن هــذه الفئــة ال جتــد‬ ‫الرعايــة الكافيــة‪ ،‬وال يتوفــر هلــا مــن املناهــج والربامــج‬ ‫التعليميــة مــا يتناســب مــع إمكاناهتــم وينمــي‬ ‫مواهبهــم‪ ،‬ويزيــد قدراهتــم يف حــل املشــكالت بطــرق‬ ‫إبداعيــة‪ ،‬فض ـ ً‬ ‫ا عــن عــدم اهتــام هــذه الفئــة بتفعيــل‬ ‫مكونــات الذاكــرة العاملــة يف عمليــة التعلــم‪ .‬يؤكــد‬ ‫ذلــك مــا أشــار إليــه كل مــن عنــر (‪)2015‬؛ الدعيــج‬ ‫(‪ )2018‬بأنــه يوجــد قصــور يف اســتثامر الطاقــات‬ ‫اإلبداعيــة التــي يمتلكهــا الطلبــة املوهوبــون‪ ،‬وال‬ ‫ســيام يف مهــارات حــل املشــكالت‪ ،‬ومــن الــروري‬ ‫اســتثامر هــذه القــدرات واإلمكانــات والوصــول هبــا‬ ‫إىل أقــى مــدى‪.‬‬ ‫ورغــم وجــود العديــد مــن الدراســات التــي‬ ‫اهتمــت بدراســة احلــل اإلبداعــي املشــكالت مثــل‪:‬‬ ‫أبــو املعاطــي (‪)2013‬؛ حجــاج وآخــرون (‪)2013‬؛‬ ‫جــروان والعبــادي (‪ )2014‬والتــي توصلــت‬ ‫نتائجهــا إىل وجــود عالقــة ارتباطيــة موجبــة بــن‬ ‫احلــل اإلبداعــي للمشــكالت والدافعيــة‪ ،‬وإمكانيــة‬ ‫التنبــؤ بالقــدرة عــى احلــل اإلبداعــي للمشــكالت‬ ‫مــن خــال رسعــة جتهيــز املعلومــات وإســراتيجيات‬ ‫حــل املشــكالت‪ ،‬فضــ ً‬ ‫ا عــن وجــود العديــد مــن‬ ‫الدراســات التــي اهتمــت بدراســة الذاكــرة العاملــة‬ ‫مثــل‪Zheng et al. (2011) :‬؛ إســاعيل (‪)2012‬؛‬ ‫عنــر (‪)2015‬؛ (‪ Zhang (2017‬والتــي توصلــت‬ ‫نتائجهــا إىل وجــود عالقــة ارتباطيــة موجبــة بــن‬ ‫كفــاءة وســعة الذاكــرة العاملــة بقــدرة الطلبــة عــى‬ ‫حــل املشــكالت‪ ،‬وتفــوق الطــاب املوهوبــن عــى‬ ‫املتفوقــن والعاديــن يف الذاكــرة العاملــة‪ ،‬وأن كفــاءة‬ ‫الذاكــرة العاملــة هلــا دور كبــر يف زيــادة قــدرة األفــراد‬ ‫عــى حــل املشــكالت وأن هــذه القــدرة تــزداد بزيــادة‬ ‫العمــر الزمنــي؛ إال أن هــذه الدراســات مل تتطــرق‬ ‫ملعرفــة احلــل اإلبداعــي للمشــكالت وكفــاءة الذاكــرة‬ ‫العاملــة لــدى الطــاب املوهوبــن بجامعــة امللــك‬

‫‪244‬‬

‫فيصــل‪ ،‬فضــا عــن حتديــد العالقــة بينهــا‪ ،‬رغــم مــا‬ ‫كشــفت عنــه دراســة عبــود واملصمــودي (‪ )2014‬مــن‬ ‫أن نســبة (‪ )% 15‬مــن الطلبــة بجامعــة امللــك فيصــل‬ ‫تتوافــر لدهيــم خصائــص ســلوكية تؤهلهــم ليكونــوا‬ ‫موهوبــن‪ ،‬ويف ضــوء مــا ســبق فمــن املمكــن أن تصــاغ‬ ‫مشــكلة البحــث يف األســئلة التاليــة‪:‬‬ ‫ ‪1.‬مــا مقــدار احلــل اإلبداعــي للمشــكالت لــدى‬ ‫الطــاب املوهوبــن بجامعــة امللــك فيصــل؟‬ ‫ ‪2.‬مــا مقــدار كفــاءة الذاكــرة العاملــة لــدى الطــاب‬ ‫املوهوبــن بجامعــة امللــك فيصــل؟‬ ‫ ‪3.‬هــل توجــد عالقــة ارتباطيــة دالــة بــن احلــل‬ ‫اإلبداعــيللمشــكالتوكفــاءةالذاكــرةالعاملــة؟‬ ‫ ‪4.‬هــل يمكــن التنبــؤ باحلــل اإلبداعــي للمشــكالت‬ ‫مــن خــال تعــرف كفــاءة الذاكــرة العاملــة؟‬ ‫أهداف البحث‬ ‫هــدف البحــث إىل تعــرف مقــدار احلــل اإلبداعــي‬ ‫للمشــكالت وكفــاءة الذاكــرة العاملــة لــدى الطــاب‬ ‫املوهوبــن بجامعــة امللــك فيصــل‪ ،‬وحتديــد طبيعــة‬ ‫العالقــة بينهــا‪ ،‬ومــا إمكانيــة التوصــل إىل صياغــة‬ ‫تنبؤيــة للحــل اإلبداعــي للمشــكالت بمعلوميــة‬ ‫كفــاءة الذاكــرة العاملــة؟‬ ‫أمهية البحث‬ ‫تتمثــل األمهيــة النظريــة للبحــث احلــايل يف كونــه‬ ‫يركــز عــى متغرييــن مهمــن يف علــم النفــس املعــريف؛‬ ‫ومهــا احلــل اإلبداعــي للمشــكالت وكفــاءة الذاكــرة‬ ‫العاملــة‪ ،‬وذلــك مــن خــال تعرفهــا‪ ،‬وحتديــد طبيعــة‬ ‫العالقــة بينهــا‪ ،‬باإلضافــة إىل أنــه يســلط الضــوء‬ ‫عــى فئــة مهمــة مــن الطــاب؛ وهــي فئــة الطــاب‬ ‫املوهوبــن باملرحلــة اجلامعيــة؛ حيــث يكثــر االهتــام‬ ‫هبــذه الفئــة يف املراحــل املبكــرة‪ ،‬وينــدر االهتــام هبــا‬ ‫وتعــرف خصائصهــا وتقديــم الربامــج املناســبة هلــا‬ ‫باملرحلــة اجلامعيــة‪.‬‬ ‫بينــا تتبلــور األمهيــة التطبيقيــة يف االســتفادة‬ ‫مــن النتائــج التــي خيــرج هبــا البحــث احلــايل يف بنــاء‬ ‫وتصميــم برامــج هتــدف لرفــع كفــاءة الطــاب‬ ‫املوهوبــن يف احلــل اإلبداعــي للمشــكالت وكفــاءة‬ ‫الذاكــرة العاملــة‪ ،‬باإلضافــة إىل تقديــم جمموعــة مــن‬ ‫التوصيــات يمكــن أن تســتفيد منهــا املؤسســات‬ ‫التعليميــة لتنميــة احلــل اإلبداعــي للمشــكالت‬ ‫وكفــاءة الذاكــرة العاملــة‪.‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫مصطلحات البحث‬ ‫‪ .1‬احلــل اإلبداعــي للمشــكالت ‪Creative‬‬ ‫‪ :problem solving‬يعرفــه الباحــث بأنــه «عمليــة‬ ‫عقليــة تتطلــب اســتخدام التفكــر التباعــدي والتقــاريب‬ ‫يف فهــم املشــكالت والتصــدي هلــا وتوليــد العديــد‬ ‫مــن األفــكار واحللــول غــر التقليديــة التــي تتصــف‬ ‫باجلــدة‪ ،‬وتقويمهــا وفــق خطــوات منطقيــة للوصــول‬ ‫إىل أفضــل احللــول»‪ ،‬ويعــرف إجرائ ًّيــا بالدرجــة التــي‬ ‫حيصــل عليهــا الطالــب عــى مقيــاس احلــل اإلبداعــي‬ ‫للمشــكالت مــن إعــداد الباحــث‪.‬‬ ‫‪ .2‬كفــاءة الذاكــرة العاملــة ‪Efficient working‬‬ ‫‪ :memory‬يعرفهــا الباحــث بأهنــا «قــدرة الطالــب‬ ‫املوهــوب عــى تفعيــل مكونــات الذاكــرة العاملــة يف‬ ‫االحتفــاظ باملعلومــات ومعاجلتهــا يف خمتلــف األنشــطة‬ ‫املعرفيــة إلصــدار اســتجابات جديــدة»‪ .‬وتعــرف‬ ‫إجرائ ًّيــا بالدرجــة التــي حيصــل عليهــا الطالــب عــى‬ ‫مقيــاس كفــاءة الذاكــرة العاملــة مــن إعــداد الباحــث‪.‬‬ ‫‪ .3‬الطــاب املوهوبــون ‪ :Gifted students‬يعــرف‬ ‫جــراون (‪ )329 ،2016‬الطالــب املوهــوب بأنــه «الــذي‬ ‫يمتلــك قــدرة اســتثنائية أو اســتعدا ًدا فطر ًّيــا غــر عادي‬ ‫يف جمــال أو أكثــر مــن املجــاالت العقليــة واإلبداعيــة‬ ‫واالجتامعيــة واالنفعاليــة والفنيــة‪ ،‬بحيــث يضــع أداءه‬ ‫ضمــن أعــى (‪ )% 5‬مــن جمتمــع املقارنــة الــذي ينتمــي‬ ‫إليــه‪ ".‬ويعــرف الطــاب املوهوبــون يف البحــث احلــايل‬ ‫بأهنــم الطــاب الذيــن حيصلــون عــى درجــة أعــى مــن‬ ‫(‪ )156‬ورتبــة مئينيــة أعــى مــن (‪ )90‬عــى مقيــاس‬ ‫اخلصائــص الســلوكية للطــاب املوهوبــن بجامعــة‬ ‫امللــك فيصــل‪ ،‬لعبــود واملصمــودي ‪2014‬م‪.‬‬ ‫اإلطار النظري‬ ‫يسري البحث وف ًقا للمحاور التالية‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬احلل اإلبداعي للمشكالت‬ ‫يعــد احلــل اإلبداعــي للمشــكالت أكثــر أشــكال‬ ‫الســلوك أمهيــة وتعقيــدً ا يف الوقــت نفســه؛ حيــث إنــه‬ ‫يضــع الفــرد يف حالــة مــن عــدم االتــزان املعــريف عنــد‬ ‫مواجهــة أي عائــق أو ٍ‬ ‫حتــد حيــول بينــه وبــن حتقيــق‬ ‫أهدافــه‪ ،‬وجيعلــه يبــذل كل مــا لديــه مــن معــارف‬ ‫وإمكانــات للتغلــب عــى هــذا العائــق والوصــول إىل‬ ‫حالــة االتــزان وحتقيــق األهــداف املنشــودة (جــروان‬ ‫والعبــادي‪ ،)2014 ،‬ويميــز العلــاء والباحثــون بــن‬ ‫نوعــن مــن املشــكالت‪ :‬األول مشــكالت حمكمــة‬ ‫البنــاء مغلقــة النهايــة‪ ،‬وهــي املشــكالت البســيطة التــي‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫توجــد هلــا طريقــة واحــدة وحــل واحــد صحيــح‪،‬‬ ‫أمــا النــوع الثــاين فهــي املشــكالت ضعيفــة البنــاء‬ ‫مفتوحــة النهايــة‪ ،‬وهــي مشــكالت معقــدة ومتداخلــة‬ ‫العنــارص‪ ،‬يوجــد هلــا طــرق وحلــول خمتلفــة‪ ،‬وغال ًبــا‬ ‫مــا تكــون حلــوال جديــدة وغــر متوقعــة‪ ،‬وحتتــاج‬ ‫مزيــدً ا مــن التأمــل واالستكشــاف‪ ،‬ويمثــل احلــل هلــذا‬ ‫النــوع مــن املشــكالت احلــل اإلبداعــي للمشــكالت‬ ‫(‪Van-Gundy, 2005‬؛ جروان والعبادي‪.)2014 ،‬‬ ‫وقــد اختلــف الباحثــون يف حتديــد مفهــوم‬ ‫احلــل اإلبداعــي للمشــكالت؛ حيــث يعرفــه‬ ‫)‪ Rohaeti (2010‬بأنــه «القــدرة عــى طــرح األفــكار‬ ‫وبنــاء عالقــات جديــدة والتوصــل إىل إجابــات غــر‬ ‫تقليديــة للمشــكالت»‪ ،‬كــا يعرفــه جــروان (‪،2016‬‬ ‫‪ )265‬بأنــه «عمليــة تفكــر مركبــة تتضمــن اســتخدام‬ ‫مهــارات التفكــر اإلبداعــي والناقــد وفــق خطــوات‬ ‫منطقيــة متعاقبــة هبــدف الوصــول إىل أفضــل احللــول»‬ ‫بينــا يعرفــه الدعيلــج (‪ )2018‬بأنــه «عمليــة منظمــة‬ ‫يقــوم هبــا الفــرد عنــد حــل مشــكلة جديــدة‪ ،‬يدمــج‬ ‫فيهــا مهاراتــه يف حــل املشــكالت بمهاراتــه يف التفكــر‬ ‫اإلبداعــي‪ ،‬إلنتــاج حلــول جديــدة وتقويمهــا وصــوال‬ ‫إىل احلــل األمثــل»‪.‬‬ ‫ويتضــح ممــا ســبق أن احلــل اإلبداعــي للمشــكالت‬ ‫يمثــل عمليــة عقليــة مركبــة تتطلــب اســتخدام‬ ‫مهــارات التفكــر اإلبداعــي والناقــد وفهــم املشــكالت‬ ‫والتصــدي هلــا لتوليــد العديــد مــن األفــكار واحللــول‬ ‫غــر التقليديــة التــي تتصــف باجلــدة‪ ،‬وتقويمهــا وفــق‬ ‫خطــوات منطقيــة للوصــول إىل أفضــل احللــول‪.‬‬ ‫وقــد ظهــر العديــد مــن النــاذج والنظريــات التــي‬ ‫تفــر احلــل اإلبداعــي للمشــكالت وحتــدد مكوناتــه‪،‬‬ ‫ومــن هــذه النظريــات نظريــة (‪ )TRIZ‬التــي بــدأت يف‬ ‫األربعينيــات عــى يــد (‪ )Altshuller‬وانتــرت بشــكل‬ ‫واســع يف التســعينيات مــن القــرن املــايض‪ ،‬وتقــوم‬ ‫عــى جمموعــة مــن االفرتاضــات تتمثــل يف أن اإلبــداع‬ ‫عمليــة منهجيــة منتظمــة تســر وفــق سلســلة حمــددة‬ ‫مــن اخلطــوات‪ ،‬وأن احلــل املثــايل هــو النتيجــة النهائيــة‬ ‫التــي جيــب الســعي والعمــل للوصــول إليــه‪ ،‬وأن‬ ‫التناقضــات تــؤدي دورا أساســ ًّيا يف حــل املشــكالت‬ ‫بطريقــة إبداعيــة‪ ،‬ويمكــن للفــرد إزالــة التناقــض‬ ‫واحلصــول عــى احلــل املثــايل مــن خــال االســتخدام‬ ‫املناســب للمصــادر (‪.)Fey and Rivin, 2010‬‬ ‫ومــن النــاذج األخــرى التــي قامــت بتفســر‬ ‫احلــل اإلبداعــي للمشــكالت نمــوذج (‪)Osborn‬‬

‫‪245‬‬


‫الحل اإلبداعي للمشكالت وعالقته بكفاءة الذاكرة العاملة لدى عينة من الطالب املوهوبين بجامعة امللك فيصل‪ ...‬حمدان ممدوح إبراهيم الشامي‬

‫الــذي وضــع أول لبناتــه يف كتابــه (‪Wake Up‬‬ ‫‪ )Your Mind‬عــام ‪1952‬م‪ ،‬ثــم قــام بتطويــره‬ ‫ووضــع التصــور النهائــي لــه عــام ‪1963‬م يف كتابــه‬ ‫(‪ ،)Applied Imagination‬ويعــد هــذا األنمــوذج‬

‫املنطلــق للعديــد مــن النــاذج األخــرى التــي تناولــت‬ ‫احلــل اإلبداعــي للمشــكالت‪ .‬ويــرى أن احلــل‬ ‫اإلبداعــي للمشــكالت يمــر بالعديــد مــن املراحــل‬ ‫تبــدأ بالبحــث عــن احلقائــق واكتشــاف املناســبة منهــا‪،‬‬ ‫ثــم حتديــد املشــكلة احلقيقيــة‪ ،‬ثــم طــرح األفــكار‬ ‫والبدائــل‪ ،‬ثــم تقديــم احللــول وتقييــم البدائــل‪ ،‬ثــم‬ ‫قبــول احلــل واإلعــداد لوضــع الفكــرة موضــع التنفيــذ‬ ‫‪Treffinger and Isaksen (2005(.‬‬ ‫ويف خضــم هــذا التطــور قــام ‪Treffinger‬‬ ‫عــام ‪1994‬م بوضــع أنمــوذج للحــل اإلبداعــي‬ ‫للمشــكالت‪ ،‬وهــو يعــد امتــدا ًدا ألنمــوذج ‪Osborn‬‬ ‫ويقــوم عــى افــراض أن التعليــم الــذي ُي ْبنــى عــى نــوع‬ ‫ناقصــا غــر متــوازن‪،‬‬ ‫واحــد مــن التفكــر يعــد تعليـ ًـا ً‬ ‫وبنــا ًء عليــه فــإن احلــل اإلبداعــي للمشــكالت ال‬ ‫يعتمــد فقــط عــى التفكــر التباعــدي الــذي يركــز عــى‬ ‫اكتشــاف حلــول جديــدة للمشــكالت‪ ،‬إنــا يتعــدى‬ ‫الســتخدام التفكــر التقــاريب للمقارنــة بــن احللــول‬ ‫املطروحــة واختيــار األفضــل منهــا‪ .‬وتوصــل إىل أن‬ ‫احلــل اإلبداعــي للمشــكالت يتكــون مــن‪:‬‬ ‫ ‪1.‬فهــم التحــدي أو املشــكلة‪ :‬ويغلــب عليهــا التفكــر‬ ‫التقــاريب‪ ،‬ويتضمــن ثــاث مراحــل هــي‪ :‬بنــاء‬ ‫الفــرص‪ ،‬واستكشــاف البيانــات‪ ،‬وتأطري املشــكلة‪،‬‬ ‫وفائدتــه أنــه يســاعد األفــراد عــى حتديــد املعلومات‬ ‫واحلقائــق التــي تســهم يف التغلــب عــى عوامــل‬ ‫التشــتيت عــن اهلــدف املتعلــق بفهــم املوقــف‬ ‫املشــكل‪.‬‬ ‫ ‪ 2.‬توليــد األفــكار‪ :‬ويغلــب عليهــا التفكــر التباعدي‪،‬‬ ‫ويتضمــن توليــد األفــكار والبدائــل التــي تعــر عــن‬ ‫طالقــة ومرونــة التفكــر‪ ،‬واألفــكار غــر التقليديــة‬ ‫أو اجلديــدة التــي تعــر عــن األصالــة‪.‬‬ ‫ ‪3.‬التنفيــذ والتقويــم‪ :‬ويتضمــن مرحلتــن‪ :‬األوىل‬ ‫بنــاء وتطويــر احللــول والبحــث عــن املعلومــات‬ ‫التــي تســاعد أو تعــوق عمليــة التنفيــذ‪ ،‬ووضــع‬ ‫خطــة لتنفيــذ احلــل املبتكــر‪ .‬والثانيــة تقييــم ســياق‬ ‫العمــل والطــرق والنتائــج واختيــار األنســب‬ ‫منهــا‪ ،‬وألمهيــة هــذه املرحلــة متــت إضافــة مكــون‬ ‫التقويــم بحيــث يســتطيع مــن يقــوم بحــل املشــكلة‬ ‫تتبــع تفكــره أثنــاء عمليــة التنفيــذ لتجنــب‬

‫‪246‬‬

‫االنحــراف عــن نقطــة الرتكيــز اخلاصــة باملوقــف‬ ‫(‪.)Treffinger et al., 2006‬‬ ‫وتــم االعتــاد عــى هــذا األنمــوذج يف البحــث‬ ‫احلــايل؛ حيــث أثبتــت فاعليتــه لــدى طــاب اجلامعــة‬ ‫والعديــد مــن املراحــل التعليميــة‪ ،‬فقــد أوضــح‬ ‫(‪ Treffinger and Isaksen (2005‬أن هــذا األنمــوذج‬ ‫يمكــن الطــاب املوهوبــن مــن حتســن قدرهتــم‬ ‫للتعامــل بشــكل إبداعــي مــع املشــكالت والتحديــات‬ ‫احلقيقيــة التــي تواجههــم يف احليــاة الواقعيــة‪ ،‬بــدالً‬ ‫مــن اخلــوض يف مشــكالت افرتاضيــة وتقديــم حلــول‬ ‫مفتعلــة هلــا‪ ،‬باإلضافــة إىل فاعليتــه يف تصميــم املناهــج‬ ‫التعليميــة لتكــون أكثــر مرونــة وإثــارة وحتد ًيــا إلتاحــة‬ ‫الفرصــة للطــاب املوهوبــن الســتخدام تطبيقــات‬ ‫احلــل اإلبداعــي للمشــكالت ملعاجلــة احلقائــق واملعايري‬ ‫املتضمنــة هبــذه املناهــج‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬الذاكرة العاملة‬ ‫كان أول إرهاصــات ظهــور مصطلــح الذاكــرة‬ ‫العاملــة يف تــراث علــم النفــس عــام ‪1960‬م عــى‬ ‫يــد كل مــن‪Miller, Galanter and Pribram :‬‬ ‫حيــث أوضحــوا كيــف أن الذاكــرة يمكــن أن تتجــزأ‬ ‫إىل وحــدات منفصلــة عــى عكــس مــا كان يعتقــد‬ ‫يف الســابق‪ ،‬ويف ضــوء ذلــك قــدم ‪Atkinson and‬‬ ‫أنموذجــا حيــدد خمــزن الذاكــرة‬ ‫‪ Shiffrin‬عــام ‪1968‬م‬ ‫ً‬ ‫قصــرة املــدى كأحــد املخــازن الثالثــة للذاكــرة‪ ،‬ثــم‬ ‫أنموذجــا‬ ‫قــدم ‪ Baddeley and Hitch‬عــام ‪1974‬م‬ ‫ً‬ ‫يقســم الذاكــرة قصــرة املــدى إىل ثالثــة أجــزاء مضي ًفــا‬ ‫هلــا وظيفــة معاجلــة املعلومــات بجانــب وظيفــة ختزيــن‬ ‫املعلومــات وأطلقــوا عليهــا اســم الذاكــرة العاملــة‪،‬‬ ‫ثــم قــام‪ Baddeley‬بتطويــر هــذا األنمــوذج عــام‬ ‫‪2012‬م ليوضــح طبيعــة العالقــة بــن الذاكــرة العاملــة‬ ‫والذاكــرة طويلــة املــدى‪ ،‬وكيفيــة تفســر حالــة الوعــي‬ ‫باملعلومــات املســتخدمة يف عمليــة جتهيــز املعلومــات‬ ‫(‪Baddeley, 2012‬؛ العــري‪.)2013 ،‬‬ ‫ومــع وجــود اجلــدل الدائــر بــن العلــاء لتحديــد‬ ‫طبيعــة الفــروق بــن الذاكــرة قصــرة املــدى والذاكــرة‬ ‫العاملــة‪ ،‬ظهــرت عــدة تعريفــات للذاكــرة العاملــة‪،‬‬ ‫منهــا تعريــف )‪ Lee and Park (2005‬الــذي يعرفهــا‬ ‫بأهنــا «نظــام يقوم بحفــظ املعلومــات ومتثيلهــا وتفعيلها‬ ‫ومعاجلتهــا»‪ ،‬كــا يعرفهــا )‪ Klingberg (2010‬بأهنــا‬ ‫«نظــام ذو مكونــات متعــددة يقــوم بتخزيــن املعلومــات‬ ‫ومعاجلتهــا الســتخدامها يف خمتلــف األنشــطة املعرفيــة‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫املعقــدة» يف حــن يعرفهــا )‪ Baddeley (2012‬بأهنــا‬ ‫«خمــزن مؤقــت لكميــة حمــدودة مــن املعلومــات يتــم‬ ‫حتويلهــا واســتخدامها يف إنتــاج أو إصــدار اســتجابات‬ ‫جديــدة مــن خــال وجــود مكونــات خمتلفــة تقــوم‬ ‫بوظيفيتــي التجهيــز واملعاجلــة»‪.‬‬ ‫يتضــح مــن هــذه التعريفــات أن الذاكــرة العاملــة‬ ‫متثــل نظا ًمــا حيتــوي العديــد مــن املكونــات التــي ال‬ ‫يقتــر دورهــا عــى عمليــة التخزيــن للمعلومــات‪،‬‬ ‫بــل يتعــدى إىل متثيلهــا ومعاجلتهــا عقل ًّيــا‪ ،‬وتعتمــد‬ ‫بشــكل أســايس عــى الذاكــرة طويلــة املــدى أثنــاء‬ ‫معاجلــة املعلومــات‪ .‬ويف خضــم هــذا التطــور وهــذه‬ ‫املســتجدات الطارئــة عــى الذاكــرة العاملــة خلــص‬ ‫)‪ Baddeley (2012‬إىل أربعــة مكونــات للذاكــرة‬ ‫العاملــة تتمثــل يف التــايل‪:‬‬ ‫‪ ) 1‬الســمعي‪/‬اللفظي‪ :‬يعــد هــذا املكــون األكثــر‬ ‫ارتبا ًطــا بالتعلــم اللغــوي ومهــارات اســتخدام اللغــة‪،‬‬ ‫ويتكــون مــن جزأيــن‪ :‬األول‪ :‬املخــزن اللفظــي ويطلــق‬ ‫عليــه (األذن الداخليــة)‪ .‬والثــاين‪ :‬املكــرر اللفظــي‬ ‫ويطلــق عليــه (الصــوت الداخــي)‪ ،‬وتتلخــص وظائفــه‬ ‫يف ضبــط الســلوك واألفعــال لفظ ًّيــا‪ ،‬وتقديــم املــادة‬ ‫املتعلمــة مــن خــال النطــق اجلزئــي‪ ،‬وحفــظ املــادة‬ ‫املتعلمــة داخــل املخــزون الصــويت عــن طريــق الــردد‬ ‫الصــويت اجلزئــي‪ ،‬وتعلــم الصوتيــات واكتســاب‬ ‫املفــردات اللغويــة‪ ،‬كــا أن لــه دورا مهــا يف عمليــة‬ ‫االســتدالل وفهــم اللغــة (‪.)Baddeley, 2002‬‬ ‫‪ ) 2‬البرصي‪/‬املــكاين‪ :‬ويتكــون مــن املخــزن املؤقــت‬ ‫للمعلومــات البرصيــة واملكانيــة‪ ،‬واملحــرر الداخــي‬ ‫الــذي يقــوم بعمليــة املعاجلة‪ ،‬ورغــم ارتبــاط املعلومات‬ ‫البرصيــة واملعلومــات املكانيــة إال أهنــا تعالــج داخــل‬ ‫الذاكــرة بشــكل منفصــل‪ ،‬والدمــج بينهــا حيتــاج إىل‬ ‫تدخــل نشــط للمنفــذ املركــزي‪ .‬وتتلخــص وظيفتــه يف‬ ‫االحتفــاظ املؤقــت للمعلومــات البرصيــة املكانيــة يف‬ ‫صــورة نشــطة‪ ،‬ومعاجلتهــا وحــل املشــكالت البرصيــة‬ ‫املكانيــة‪.)Baddeley, 2002( .‬‬ ‫‪ ) 3‬املركــزي‪ :‬وهــو املســؤول عــن الضبــط والتنظيــم‬ ‫واختــاذ القــرارات حــول أي نظام من أنظمــة ومكونات‬ ‫الذاكــرة العاملــة األخــرى‪ ،‬وإحــداث التكامــل‬ ‫والتنســيق بــن املعلومــات القديمــة واجلديــدة‪ ،‬ومتــى‬ ‫تنشــط أو تتوقــف أيــة جمموعــة مــن العمليــات املعرفية‪،‬‬ ‫باإلضافــة إىل قدرتــه عــى تركيــز االنتبــاه للمعلومــات‬ ‫اجلديــدة وتوفــر مســاحة لتخزينهــا ومعاجلتهــا‬ ‫(‪Baddeley, 2012‬؛ العرشي ‪.)2013‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫‪ ) 4‬احلاجــز العــريض‪ :‬أضــاف هــذا املكــون �‪Bad‬‬ ‫‪ deley‬عــام ‪2012‬م هبــدف تفســر العالقــة بــن‬

‫الذاكــرة العاملــة والذاكــرة طويلــة املــدى‪ ،‬ويمثــل هــذا‬ ‫املكــون الوصلــة بــن املكونــات الثالثــة الســابقة مــن‬ ‫جهــة والذاكــرة طويلــة املــدى مــن اجلهــة األخــرى‪.‬‬ ‫وتتلخــص وظائفــه يف كونــه املســؤول عــن جتميــع‬ ‫ودمــج املعلومــات القادمــة مــن املنفــذ اللفظــي واملكون‬ ‫البــري والذاكــرة طويلــة املــدى‪ ،‬باإلضافــة إىل تيســر‬ ‫عمليــة اســرجاع املعلومــات الرتباطهــا بمــكان وزمــن‬ ‫حدوثهــا (‪.)Baddeley, 2012‬‬ ‫وبإضافــة مكــون احلاجــز العــريض فــإن نمــوذج‬ ‫«بــاديل» يتحــول إىل نمــوذج رباعــي املكونــات؛ يوضــح‬ ‫الرتابطــات بــن مكونــات الذاكــرة العاملــة‪ ،‬ويفــر‬ ‫كيفيــة ربــط املعلومــات مــن الذاكــرة طويلــة املــدى مــع‬ ‫تلــك املعلومــات القادمــة مــن خمــازن الذاكــرة العاملــة‪،‬‬ ‫معتمــدً ا عــى املنفــذ املركــزي يف إدارة عمليــة التجهيــز‬ ‫واملعاجلــة يف الذاكــرة العاملــة‪.‬‬ ‫الدراسات السابقة‬ ‫قــام الباحــث بعــرض جمموعــة مــن الدراســات‬ ‫الســابقة ذات العالقــة بموضــوع البحــث ‪ ،‬وتــم ترتيبها‬ ‫زمن ًّيــا مــن األقــدم إىل األحــدث يف كل حمــور‪ ،‬وفيــا يــي‬ ‫وصــف هلــذه الدراســات‪:‬‬

‫املحـور األول‪ :‬الدراسـات التي تناولـت احلل اإلبداعي‬ ‫للمشكالت‬ ‫تعــددت الدراســات التــي تناولــت مفهــوم احلــل‬ ‫اإلبداعــي للمشــكالت لــدى الطــاب املوهوبــن‪،‬‬ ‫ومــن هــذه الدراســات دراســة ‪Cho and YI Lin‬‬ ‫)‪ (2011‬التــي اســتهدفت الكشــف عــن العالقــة بــن‬ ‫احلــل اإلبداعــي للمشــكالت وأســلوب املعاملــة‬ ‫الوالديــة‪ ،‬وشــملت العينــة (‪ )733‬طال ًبــا وطالبــة مــن‬ ‫الصــف الرابــع حتــى الصــف الثــاين عــر املوهوبــن‬ ‫باملــدارس الكوريــة‪ ،‬وبعــد تطبــق مقيــاس احلــل‬ ‫اإلبداعــي للمشــكالت‪ ،‬توصلــت النتائــج إىل إمكانيــة‬ ‫التنبــؤ باحلــل اإلبداعــي للمشــكالت بمعلوميــة‬ ‫األســلوب اإلجيــايب للمعاملــة الوالديــة لــدى الطــاب‬ ‫املوهوبــن‪.‬‬ ‫وهدفــت دراســة شــعبان (‪ )2013‬إىل اختبار فاعلية‬ ‫برنامــج قائــم عــى أنمــوذج ‪ Treffinger‬ملهــارات احلل‬ ‫اإلبداعــي للمشــكالت يف تنميــة مهــارات التفكــر‬ ‫اإلبداعــي للموهوبــن‪ ،‬تكونــت العينــة مــن (‪)60‬‬

‫‪247‬‬


‫الحل اإلبداعي للمشكالت وعالقته بكفاءة الذاكرة العاملة لدى عينة من الطالب املوهوبين بجامعة امللك فيصل‪ ...‬حمدان ممدوح إبراهيم الشامي‬

‫ً‬ ‫تلميــذا وتلميــذة بالصــف األول االبتدائــي بمدينــة‬ ‫جــدة‪ ،‬تــم توزيعهــم بالتســاوي إىل جمموعتــن ضابطــة‬ ‫وجتريبيــة‪ ،‬وأثبتــت النتائــج فاعليــة الربنامــج يف تنميــة‬ ‫التفكــر اإلبداعــي لــدى التالميــذ املوهوبــن‪.‬‬ ‫كــا هدفــت دراســة (‪ Cetinkaya )2014‬تعــرف‬ ‫أثــر برنامــج قائــم عــى احلــل اإلبداعــي للمشــكالت‬ ‫يف مهــارات التفكــر اإلبداعــي لــدى الطــاب‬ ‫املوهوبــن‪ ،‬وتكونــت عينــة الدراســة مــن جمموعتــن‬ ‫جتريبيــة وضابطــة‪ ،‬عــدد كل منهــا (‪ )47‬طال ًبــا موهو ًبــا‬ ‫بمــدارس التعليــم املتوســط بمدينــة إســطنبول‪ ،‬وبعــد‬ ‫التطبيــق‪ ،‬توصلــت نتائــج الدراســة إىل فاعليــة الربنامج‬ ‫يف تنميــة مهــارات التفكــر اإلبداعــي لــدى الطــاب‬ ‫املوهوبــن‪.‬‬ ‫وهدفــت دراســة عــي (‪ )2017‬تقــي فاعليــة‬ ‫برنامــج قائــم عــى إســراتيجية احلــل اإلبداعــي‬ ‫للمشــكالت يف ختفيــف حــدة القلــق وحتســن مســتوى‬ ‫الطمــوح األكاديمــي‪ ،‬وتكونــت العينــة مــن (‪)12‬‬ ‫تلميــذة مــن املوهوبــات ذوات صعوبــات التعلــم‬ ‫بالصــف اخلامــس االبتدائــي‪ ،‬وبعــد تطبيــق الربنامــج‪،‬‬ ‫أظهــرت النتائــج فاعليــة التدريــب عــى إســراتيجية‬ ‫احلــل اإلبداعــي للمشــكالت يف ختفيــف حــدة القلــق‬ ‫وحتســن مســتوى الطمــوح األكاديمــي‪.‬‬ ‫وهدفــت دراســة الدعيلــج (‪ )2018‬إىل تعــرف‬ ‫مســتوى الــذكاء الروحــي وعالقتــه باحلــل اإلبداعــي‬ ‫للمشــكالت‪ ،‬وتكونــت العينــة مــن (‪ )80‬طال ًبــا و(‪)70‬‬ ‫طالبــة مــن الطلبــة املوهوبــن بالصفــن األول املتوســط‬ ‫والثانــوي بمدينــة الريــاض‪ ،‬وبعــد تطبيــق مقيــاس‬ ‫احلــل اإلبداعــي للمشــكالت أظهــرت النتائــج وجــود‬ ‫عالقــة ارتباطيــة موجبــة بــن الــذكاء الروحــي واحلــل‬ ‫اإلبداعــي للمشــكالت‪ ،‬وعــدم وجــود فــروق دالــة‬ ‫إحصائ ًّيــا تعــزى ملتغــر اجلنــس‪.‬‬ ‫املحــور الثــاين‪ :‬الدراســات التــي تناولــت الذاكــرة‬ ‫العاملــة‪:‬‬ ‫ظهــر العديــد من الدراســات التــي تناولــت الذاكرة‬ ‫العاملــة كدراســة (‪ Zheng et al. (2011‬التــي هدفــت‬ ‫إىل الكشــف عــن العالقــة بــن كفــاءة الذاكــرة العاملــة‬ ‫وحــل املشــكالت الرياضيــة اللفظيــة‪ ،‬وتكونــت عينــة‬ ‫الدراســة مــن (‪ )310‬طال ًبــا‪ ،‬و ُط ْبــق عليهــم اختبــار‬ ‫كفــاءة الذاكــرة العاملــة واختبــار حــل املشــكالت‬ ‫الرياضيــة اللفظيــة‪ ،‬وقــد أظهــرت النتائــج إمكانيــة‬ ‫التنبــؤ بكفــاءة الطلبــة عــى حــل املشــكالت الرياضيــة‬

‫‪248‬‬

‫اللفظيــة مــن خــال كفــاءة الذاكــرة العاملــة‪.‬‬ ‫بينــا هدفــت دراســة (‪Karpicke and )2012‬‬ ‫‪ Pisoni‬تقــي دور كفــاءة الذاكــرة العاملــة يف حــل‬ ‫املشــكالت‪ ،‬وتكونــت العينــة من (‪ )30‬طال ًبــا تراوحت‬ ‫أعامرهــم بــن (‪ )16-12‬ســنة‪ ،‬و(‪ )30‬فــر ًدا تراوحــت‬ ‫أعامرهــم بــن (‪ )36-32‬ســنة‪ ،‬وبعــد تطبيــق مقيــاس‬ ‫كفــاءة الذاكــرة العاملــة ومقيــاس حــل املشــكالت‪،‬‬ ‫أظهــرت النتائــج أن الذاكــرة العاملــة هلــا دور كبــر يف‬ ‫زيــادة قــدرة األفــراد عــى حــل املشــكالت‪ ،‬وأن هــذه‬ ‫القــدرة تــزداد بزيــادة العمــر الزمنــي‪.‬‬ ‫وهدفــت دراســة إســاعيل (‪ )2012‬تعــرف‬ ‫مســتوى أداء الذاكــرة العاملــة لــدى التالميــذ املوهوبني‬ ‫واملتفوقــن والعاديــن ذوي صعوبــات التعلــم‪،‬‬ ‫وتكونــت عينــة الدراســة مــن تالميــذ الصــف الرابــع‬ ‫االبتدائــي ذوي صعوبــات التعلــم‪ )3( :‬موهوبــن‬ ‫و(‪ )3‬متفوقــن و(‪ )25‬عاديــن‪ ،‬و ُط ْبــق عليهــم اختبــار‬ ‫الذاكــرة العاملــة‪ ،‬وتوصلــت نتائــج الدراســة إىل تفــوق‬ ‫جمموعــة املوهوبــن عــى املتفوقــن والعاديــن يف اختبار‬ ‫الذاكــرة العاملــة‪.‬‬ ‫كــا هدفــت دراســة عنــر (‪ )2015‬إىل معرفــة‬ ‫مســتوى ســعة الذاكــرة العاملــة وعالقتهــا بفاعليــة‬ ‫حــل املشــكالت‪ ،‬وتكونــت العينــة مــن (‪ )919‬طال ًبــا‬ ‫وطالبــة مــن طلبــة جامعــة الريمــوك‪ ،‬و ُط ْبــق عليهــم‬ ‫مقيــاس ســعة الذاكــرة العاملــة ومقيــاس فاعليــة حــل‬ ‫املشــكالت‪ ،‬وأظهــرت النتائــج تفــوق الذكــور وطلبــة‬ ‫الكليــات العلميــة عــى اإلنــاث وطلبــة الكليــات‬ ‫اإلنســانية يف ســعة الذاكــرة العاملــة‪ ،‬ووجــود عالقــة‬ ‫ارتباطيــة موجبــة بــن ســعة الذاكــرة العاملــة وفاعليــة‬ ‫حــل املشــكالت‪.‬‬ ‫وهدفــت دراســة املوســوي وآخــرون (‪ )2017‬إىل‬ ‫التحقــق مــن فعاليــة اســتخدام األلعــاب اإللكرتونيــة‬ ‫يف تنميــة الذاكــرة العاملــة لــدى املتفوقــن عقل ًّيــا‪،‬‬ ‫وشــملت العينــة (‪ )27‬طالبــة مــن املرحلــة املتوســطة‪،‬‬ ‫تــم تقســيمهم إىل جمموعتــن‪ :‬األوىل جتريبيــة وعددهــا‬ ‫(‪ )13‬طالبــة والثانيــة ضابطــة وعددهــا (‪ )14‬طالبــة‪،‬‬ ‫وبعــد تطبيــق الربنامــج‪ ،‬أظهــرت نتائــج الدراســة‬ ‫فاعليــة اســتخدام األلعــاب اإللكرتونيــة يف تنميــة‬ ‫الذاكــرة العاملــة لــدى املتفوقــات عقل ًّيــا‪.‬‬ ‫يف حــن هدفــت دراســة )‪ Zhang (2017‬تقــي‬ ‫أثــر التدريــب عــى مهــام الذاكــرة العاملــة البرصيــة‬ ‫عــى حــل املشــكالت الرياضيــة‪ ،‬وتكونــت عينــة‬ ‫الدراســة مــن (‪ )4‬طــاب ذوي صعوبــات تعلــم يف‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫مــادة الرياضيــات باملرحلــة اجلامعيــة‪ ،‬و ُط ْبــق عليهــم‬ ‫مقيــاس حــل املشــكالت الرياضيــة ومقيــاس الذاكــرة‬ ‫العاملــة البرصيــة‪ ،‬وقــد توصلــت النتائــج إىل وجــود‬ ‫أثــر دال إحصائ ًّيــا للتدريــب عــى مهــام الذاكــرة العاملة‬ ‫البرصيــة يف حــل املشــكالت الرياضيــة‪.‬‬

‫إال أهنــا اقتــرت عنــد حتديــد الطــاب املوهوبــن عــى‬ ‫اإلجــراءات نفســها التــي قامــت هبــا املؤسســات التــي‬ ‫أجريــت عليهــا هــذه الدراســات‪ ،‬دون االعتــاد عــى‬ ‫أدوات علميــة مقننــة تضمــن أن عينــة هــذه الدراســات‬ ‫ضمــن فئــة الطــاب املوهوبــن‪.‬‬

‫تعليق عام عىل الدراسات السابقة‪:‬‬ ‫يتضــح مــن الدراســات الســابقة اختــاف أهدافهــا‬ ‫وبالتــايل منهجيتهــا عنــد تنــاول كفــاءة الذاكــرة العاملــة‬ ‫واحلــل اإلبداعــي للمشــكالت‪ ،‬ورغم هــذا االختالف‬ ‫إال أن معظمهــا اتفــق عــى أن كفــاءة وســعة الذاكــرة‬ ‫العاملــة هلــا دور كبــر يف زيــادة قــدرة الطــاب عــى‬ ‫حــل املشــكالت‪ ،‬وأن هــذه القــدرة تــزداد بزيــادة‬ ‫العمــر الزمنــي (عنــر‪2015 ،‬؛ ‪ ،)Zhang, 2017‬كــا‬ ‫أظهــرت نتائــج العديــد مــن الدراســات التــي طبقــت‬ ‫عــى الطــاب املوهوبــن وجــود عالقــة ارتباطيــة بــن‬ ‫احلــل اإلبداعــي للمشــكالت واألســلوب اإلجيــايب‬ ‫للمعاملــة الوالديــة والــذكاء الروحــي (‪Cho and YI‬‬ ‫‪Lin, 2011‬؛ الدعيلــج‪ ،)2018 ،‬ورغــم مــا توصلــت‬ ‫إليــه هــذه الدراســات مــن نتائــج‪ ،‬إال أهنــا مل تبــن طبيعة‬ ‫العالقــة بــن كفــاءة الذاكــرة العاملــة واحلــل اإلبداعــي‬ ‫للمشــكالت لــدى الطــاب املوهوبــن‪.‬‬ ‫وتبنــت معظــم الدراســات أنمــوذج ‪ Baddeley‬يف‬ ‫تفســر كفــاءة الذاكرة العاملة؛ كدراســة عنــر (‪،)2015‬‬ ‫كــا تبنــت بعــض الدراســات أنمــوذج ‪ Treffinger‬يف‬ ‫تفســر احلــل اإلبداعــي للمشــكالت كدراســة شــعبان‬ ‫(‪ ،)2013‬واتفقــت عــى بنــاء اختبــارات ومقاييــس‬ ‫علميــة قائمــة عــى هذيــن النموذجــن عنــد حتديــد‬ ‫مســتوى الطــاب املوهوبــن‪ ،‬وقــد تــم االعتــاد عــى‬ ‫هذيــن النموذجــن واالســتفادة مــن هــذه املقاييــس‬ ‫عنــد بنــاء وتقنــن األدوات يف البحــث احلــايل‪.‬‬ ‫واختلفــت الدراســات الســابقة يف طبيعــة ونوعيــة‬ ‫العينــة التــي أجريــت عليهــا‪ ،‬ورغــم هــذا االختــاف‬

‫فروض البحث‬ ‫ ‪1.‬ال يوجــد فــرق دال إحصائ ًّيــا بــن متوســط درجات‬ ‫العينــة واملتوســط الفــريض عــى اختبــار احلــل‬ ‫اإلبداعــي للمشــكالت‪.‬‬ ‫ ‪2.‬ال يوجــد فــرق دال إحصائ ًّيــا بــن متوســط درجات‬ ‫العينــة واملتوســط الفــريض عــى اختبــار كفــاءة‬ ‫الذاكــرة العاملــة‪.‬‬ ‫ ‪3.‬ال توجــد عالقــة ارتباطيــة دالــة إحصائ ًّيــا بــن كفاءة‬ ‫الذاكــرة العاملــة واحلــل اإلبداعي للمشــكالت‪.‬‬

‫الكلية‬

‫الطالب العاديون‬

‫الطالب املوهوبون‬

‫العينة االستطالعية‬

‫منهج البحث وإجراءاته‬ ‫أوالً‪ :‬املنهــج‪ :‬تــم االعتــاد عــى املنهــج الوصفــي‬ ‫االرتباطــي‪ ،‬باعتبــاره املنهــج املالئــم ملثــل هــذه‬ ‫الدراســات؛ هبــدف الكشــف عــن كفــاءة الذاكــرة‬ ‫العاملــة واحلــل اإلبداعــي للمشــكالت لــدى الطــاب‬ ‫املوهوبــن‪ ،‬وحتديــد طبيعــة العالقــة بينهــا‪.‬‬ ‫ثان ًيــا‪ :‬العينــة‪ :‬يتكــون جمتمــع البحــث مــن طــاب‬ ‫جامعــة امللــك فيصــل باململكــة العربيــة الســعودية‪،‬‬ ‫وتــم اختيــار العينــة مــن بــن الطــاب املوهوبــن‬ ‫باجلامعــة للعــام اجلامعــي (‪2018 /2017‬م)‪ ،‬وتتكــون‬ ‫العينــة األساســية مــن (‪ )69‬طال ًبــا موهو ًبــا تــم‬ ‫اختيارهــم بعــد تطبيــق مقيــاس اخلصائــص الســلوكية‬ ‫للطــاب املوهوبــن عــى عينــة مــن الطــاب العاديــن‬ ‫قوامهــا (‪ )700‬طال ًبــا‪ ،‬تــم اختيارهــم بطريقــة عشــوائية‬ ‫مــن بــن مخــس كليــات نظريــة وتطبيقيــة بجامعــة امللــك‬ ‫فيصــل‪ ،‬وجــدول (‪ )1‬يوضــح ذلــك‪.‬‬

‫جدول (‪ :)1‬متوسط العمر واالنحراف املعياري لعينة البحث‬

‫طب‬

‫صيدلة‬

‫إدارة‬

‫آداب‬

‫علوم‬

‫املجموع‬

‫متوسط السن‬

‫انحراف معياري‬

‫‪11‬‬

‫‪8‬‬

‫‪16‬‬

‫‪21‬‬

‫‪13‬‬

‫‪69‬‬

‫‪20.9‬‬

‫‪2.7‬‬

‫‪5‬‬

‫‪5‬‬

‫‪5‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪30‬‬

‫‪21.1‬‬

‫‪4.9‬‬

‫‪50‬‬

‫‪50‬‬

‫‪150‬‬

‫‪300‬‬

‫يتضـح من جدول (‪ )1‬أن عـدد املوهوبني بلغ (‪)69‬‬ ‫طال ًبـا‪ ،‬متوسـط أعامرهـم (‪ )20.9‬بانحـراف معيـاري‬

‫‪150‬‬

‫‪700‬‬

‫‪21.8‬‬

‫‪0.9‬‬

‫(‪ ،)2.7‬كما بلغـت العينـة االسـتطالعية (‪ )30‬طال ًبـا‬ ‫متوسـط أعامرهـم (‪ )21.1‬بانحـراف معيـاري (‪.)4.9‬‬

‫‪249‬‬


‫الحل اإلبداعي للمشكالت وعالقته بكفاءة الذاكرة العاملة لدى عينة من الطالب املوهوبين بجامعة امللك فيصل‪ ...‬حمدان ممدوح إبراهيم الشامي‬

‫ثال ًثا‪ :‬األدوات‬ ‫الختبــار صحــة فــروض البحــث تــم اســتخدام‬ ‫األدوات التاليــة‪:‬‬ ‫‪ .1‬اختبــار احلــل اإلبداعــي للمشــكالت (إعــداد‬ ‫الباحــث)‬ ‫هــدف االختبــار تعــرف درجــة الطــاب‬ ‫املوهوبــن بجامعــة امللــك فيصــل يف احلــل اإلبداعــي‬ ‫للمشــكالت‪ ،‬وقــد تــم بنــاؤه وفــق مبــادئ أنمــوذج‬ ‫‪ Treffinger‬ويتكــون مــن ثالثــة مكونــات هــي‪:‬‬ ‫فهــم التحــدي‪ ،‬وتوليــد األفــكار‪ ،‬والتنفيــذ والتقويــم‪،‬‬ ‫ووفــق هــذه املكونــات متــت صياغــة (‪ )5‬مشــكالت‬ ‫عامــة تثــر تفكــر الطــاب املوهوبــن‪ ،‬وهــي‬ ‫مشــكالت غــر حمكمــة البنــاء مفتوحــة النهايــة‪ ،‬ليــس‬ ‫هلــا طريــق وحــل واحــد صحيــح‪ ،‬بحيــث تتضمــن كل‬ ‫مشــكلة فقــرة تعــر عنهــا وتوضحهــا‪ ،‬يتبعهــا قائمــة‬ ‫حتتــوي عــى (‪ )10‬أســئلة تعكــس اإلجابــة عنهــا مــدى‬ ‫تقديــر أداء الطــاب عــى املكونــات الثالثــة‪ ،‬وهــذه‬ ‫األســئلة موزعــة كالتــايل‪ )3-3-4( :‬عــى مكونــات‬ ‫(فهــم التحدي‪-‬توليــد األفكار‪-‬والتنفيــذ والتقويــم)‬ ‫بالرتتيــب نفســه‪ ،‬بحيــث تعطــى الدرجــات (‪)2 ،1 ،0‬‬ ‫إذا كانــت إجابــة الطالــب عــى أســئلة املكونــن األول‬ ‫والثالــث (ال توجــد إجابــة‪ ،‬غــر مكتملــة‪ ،‬مكتملــة)‬ ‫عــى الرتتيــب‪ ،‬يف حــن تعطــى الدرجــات (‪،2 ،1 ،0‬‬ ‫‪ )4 ،3‬إذا كانــت إجابتــه ملكــون توليــد األفــكار‪ :‬إنتــاج‬ ‫عــدد (‪ ،3 ،2 ،1 ،0‬فأكثــر) مــن احللــول املقبولــة عــى‬ ‫الرتتيــب‪ ،‬وبنــاء عليــه فــإن الدرجــة العظمــى لالختبــار‬ ‫(‪ )130‬درجــة‪ ،‬ورغــم أن مشــكالت االختبــار‬ ‫مفتوحــة النهايــة وال يتطلــب اإلجابــة عنهــا زمــن‬ ‫حمــدد‪ ،‬إال أنــه قــد تبــن مــن خــال التطبيــق عــى العينــة‬ ‫االســتطالعية أن متوســط زمــن اإلجابــة عــن االختبــار‬ ‫بلــغ (‪ )86‬دقيقــة‪.‬‬ ‫الصــدق‪ :‬تــم حســاب الصــدق عــن طريــق صــدق‬ ‫املحتــوى‪ ،‬حيــث تــم عرضــه عــى (‪ )9‬مــن املحكمــن‬ ‫املتخصصــن يف الرتبيــة وعلــم النفــس‪ ،‬وطلــب منهــم‬ ‫إبــداء الــرأي يف مــدى متثيل كل مشــكلة من املشــكالت‬ ‫اخلمــس كمشــكلة ضعيفــة البنــاء مفتوحــة النهايــة‪،‬‬ ‫ومــدى مناســبة قائمــة األســئلة يف حتديــد وقيــاس‬ ‫مكونــات االختبــار ومالءمتهــا لعينــة الدراســة‪،‬‬ ‫وإضافــة أو حــذف أو تعديــل مــا يرونــه مناســ ًبا‪،‬‬ ‫وتــم إجــراء التعديــات واالســتفادة مــن املالحظــات‬ ‫التــي أبداهــا املحكمــون‪ ،‬وتراوحــت نســبة اتفاقهــم‬

‫‪250‬‬

‫عــى عنــارص التحكيــم بــن (‪ .)% 100 ،% 89‬كــا‬ ‫تــم حســاب صــدق االتســاق الداخــي‪ ،‬عــن طريــق‬ ‫حســاب معامــل االرتبــاط بــن درجــة اإلجابــة عن كل‬ ‫ســؤال واملكــون الــذي ينتمــي إليــه‪ ،‬وبــن درجــة كل‬ ‫مكــون والدرجــة الكليــة لالختبــار‪ ،‬وقــد تراوحــت‬ ‫معامــات االرتبــاط بــن (‪ )0.916 ،0.705‬ومجيعهــا‬ ‫دالــة إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى (‪ .)0.01‬كــا تــم حســاب‬ ‫صــدق املحــك عــن طريــق حســاب معامــل االرتبــاط‬ ‫بــن درجــات العينــة االســتطالعية عــى االختبــار‪،‬‬ ‫ودرجاهتــم عــى مقيــاس احلــل اإلبداعــي للمشــكالت‬ ‫الــذي أعــده الدعيلــج (‪ ،)2018‬وقــد بلغــت قيمــة‬ ‫معامــل االرتبــاط (‪ )0.867‬وهــي قيمــة دالــة إحصائ ًّيــا‬ ‫عنــد مســتوى (‪.)0.01‬‬ ‫الثبــات‪ :‬حلســاب الثبــات تــم اســتخدام‬ ‫طريقتــي كرونبــاخ ألفــا وإعــادة التطبيــق عــى العينــة‬ ‫االســتطالعية مرتــن بفاصــل زمنــي قــدره ثالثــة‬ ‫أســابيع‪ ،‬وقــد تراوحــت قيــم معامــات الثبــات بــن‬ ‫(‪ )0.883 ،0.587‬وهــي قيــم مرتفعــة نســب ًّيا ودالــة‬ ‫إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى (‪ ،)0.01‬وتشــر النتائــج‬ ‫الســابقة لطــرق حســاب الصــدق والثبــات إىل الثقــة‬ ‫يف النتائــج التــي يمكــن التوصــل إليهــا بعــد تطبيــق‬ ‫اختبــار احلــل اإلبداعــي للمشــكالت‪.‬‬ ‫‪ .2‬اختبار كفاءة الذاكرة العاملة (إعداد الباحث)‬ ‫هــدف االختبــار تعــرف مقــدار كفــاءة الذاكــرة‬ ‫العاملــة لــدى الطــاب املوهوبــن بجامعــة امللــك‬ ‫فيصــل‪ ،‬وقــد تــم بنــاء االختبــار وفــق مبــادئ أنمــوذج‬ ‫‪ ،Baddeley‬ويتكــون مــن أربعــة مكونــات هــي‬ ‫(الســمعي‪/‬اللفظي‪-‬البرصي‪ /‬املكاين‪-‬املركــزي‪-‬‬ ‫العــريض)‪ ،‬كل مكــون يتضمــن ثالثــة اختبــارات‬ ‫فرعيــة‪ ،‬بحيــث يشــتمل املكــون الســمعي‪ /‬اللفظــي‬ ‫عــى االختبــارات الفرعيــة التاليــة (االســرجاع‬ ‫الرقمــي واحلريف‪-‬آخــر اجلملة‪-‬الفئــات املتشــاهبة)‪،‬‬ ‫كــا يشــتمل املكــون البــري عــى االختبــارات‬ ‫الفرعيــة التاليــة (الشــكل املختلف‪-‬الوجــه املختلــف‪-‬‬ ‫موقــع الشــكل)‪ ،‬يف حــن يشــتمل املنفــذ املركــزي عــى‬ ‫االختبــارات الفرعيــة التاليــة (تعــارض األلــوان‪-‬‬ ‫الرتتيــب العكيس‪-‬احليــز املــكاين)‪ ،‬بينــا يشــتمل‬ ‫احلاجــز العــريض عــى االختبــارات الفرعيــة التاليــة‬ ‫(الكلمــة الناقصة‪-‬الكلمــة املناســبة‪-‬التزامن)‪ ،‬وقــد‬ ‫بلــغ عــدد املهــام (‪ )44‬مهمــة موزعــة عــى (‪)12‬‬ ‫اختبــارا فرع ًّيــا‪ ،‬والدرجــة املقــدرة لالســتجابة عــن‬ ‫ً‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫(‪ .)2014‬هــدف املقيــاس تعــرف الطــاب املوهوبــن‬ ‫بجامعــة امللــك فيصــل‪ ،‬ويتكــون مــن (‪ )46‬مفــردة‬ ‫تقيــس مخســة أبعــاد (املعــريف‪ ،‬الدافعــي‪ ،‬الوجــداين‪،‬‬ ‫جمــاالت األداء‪ ،‬الوســائط البيئيــة) تصــف اخلصائــص‬ ‫الســلوكية للطــاب املوهوبــن‪ ،‬أمــام كل مفــردة أربعــة‬ ‫بدائــل بحيــث تعطــى الدرجــات (‪ )1 ،2 ،3 ،4‬إذا كان‬ ‫ـادرا) عــى‬ ‫ـرا‪ ،‬أحيا ًنــا‪ ،‬نـ ً‬ ‫اختيــار الطالــب بـــ (دائـ ًـا‪ ،‬كثـ ً‬ ‫الرتتيــب‪ ،‬ويصنــف الطالــب كموهــوب إذا كانــت‬ ‫الرتبــة املئينيــة لــه تــراوح بــن (‪ )100-90‬درجــة‬ ‫مئينيــة‪.‬‬ ‫ويف البحــث احلــايل تــم تطبيــق املقيــاس عــى‬ ‫العينــة االســتطالعية‪ ،‬ثــم حســاب صــدق االتســاق‬ ‫الداخــي وقــد تراوحــت معامــات االرتبــاط بــن‬ ‫األبعــاد اخلمســة (املعــريف‪ ،‬الدافعــي‪ ،‬الوجــداين‪،‬‬ ‫جمــاالت األداء‪ ،‬الوســائط البيئيــة) والدرجــة الكليــة‬ ‫للمقيــاس بــن (‪،0.615 ،0.807 ،0.579 ،0.624‬‬ ‫‪ )0.733‬عــى الرتتيــب ومجيعهــا دالــة إحصائ ًّيــا عنــد‬ ‫مســتوى (‪ ،)0.01‬كــا تــم حســاب صــدق املقارنــة‬ ‫الطرفيــة بــن متوســطي درجــات فئتــي الربيــع األدنــى‬ ‫والربيــع األعــى‪ ،‬وقــد بلغــت قيمــة «ت» (‪)29.28‬‬ ‫وهــي دالــة إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى (‪ )0.01‬وتشــر‬ ‫إىل وجــود فــروق دالــة إحصائ ًّيــا لصالــح فئــة الربيــع‬ ‫األعــى‪ .‬وحلســاب الثبــات تــم اســتخدام طريقتــي‬ ‫كرونبــاخ ألفــا وإعــادة التطبيــق‪ ،‬وقــد تراوحــت قيــم‬ ‫معامــات الثبــات بــن (‪ )0.904 ،0.652‬ومجيعهــا‬ ‫مرتفعــة نســب ًّيا ودالــة إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى (‪،)0.01‬‬ ‫والنتائــج الســابقة تدعــو إىل الثقــة يف النتائــج التــي‬ ‫يمكــن التوصــل إليهــا بعــد تطبيــق املقيــاس‪.‬‬

‫كل اختبــار فرعــي (‪ )6‬درجــات‪ ،‬وعليــه بلغــت‬ ‫الدرجــة الكليــة لالختبــار (‪ )72‬درجــة‪ .‬وتفــر بأنــه‬ ‫إذا تراوحــت درجــة الطالــب بــن (‪ )25-0‬تشــر إىل‬ ‫مســتوى ضعيــف‪ ،‬يف حــن تشــر الدرجــة املحصــورة‬ ‫بــن (‪ )50-26‬إىل مســتوى متوســط‪ ،‬بينــا تشــر‬ ‫الدرجــة املحصــورة بــن (‪ )74-51‬إىل مســتوى مرتفــع‬ ‫يف كفــاءة الذاكــرة العاملــة‪ ،‬وبعــد تطبيــق االختبــار‬ ‫عــى العينــة االســتطالعية بلــغ متوســط مــدة التطبيــق‬ ‫(‪ )23‬دقيقــه‪ ،‬علـ ًـا بــأن الفاصــل الزمنــي بــن عــرض‬ ‫كل مهمــة واســرجاعها ثانيــة واحــدة فقــط‪.‬‬ ‫الصــدق‪ :‬تــم حســاب الصــدق عــن طريــق‪ :‬صــدق‬ ‫املحتــوى‪ ،‬وذلــك بعــد عــرض االختبــار عــى (‪ )9‬مــن‬ ‫املحكمــن‪ ،‬ثــم طلــب منهــم إبــداء الــرأي يف مــدى‬ ‫متثيــل كل مهمــة للمكــون الــذي تنتمــي إليــه‪ ،‬ومــدى‬ ‫مناســبتها للعينــة‪ ،‬وتعديــل أو إضافــة أو حــذف مــا‬ ‫يرونــه مناســ ًبا‪ ،‬ومتــت االســتفادة مــن مالحظــات‬ ‫ومقرتحــات املحكمــن‪ ،‬وإجــراء التعديــات الالزمــة‪،‬‬ ‫وتراوحــت نســبة االتفــاق عــى عنــارص التحكيــم بــن‬ ‫(‪ .)% 100 ،% 89‬كــا تــم حســاب صــدق االتســاق‬ ‫الداخــي‪ ،‬عــن طريــق حســاب معامــل االرتبــاط بــن‬ ‫درجــة كل اختبــار فرعــي واملكــون الــذي تنتمــي لــه‪،‬‬ ‫وبــن درجــة كل مكــون والدرجــة الكليــة لالختبــار‪،‬‬ ‫وقــد تراوحــت معامــات االرتبــاط بــن (‪،0.586‬‬ ‫‪ )0.884‬ومجيعهــا دالــة إحصائ ًّيا عند مســتوى (‪.)0.01‬‬ ‫كــا تــم حســاب صــدق املحــك عــن طريــق حســاب‬ ‫معامــل االرتبــاط بــن درجــات العينــة االســتطالعية‬ ‫عــى اختبــار كفــاءة الذاكــرة العاملــة‪ ،‬ودرجاهتــم عــى‬ ‫اختبــار الذاكــرة العاملــة الــذي أعــده حييــى (‪،)2015‬‬ ‫وقــد بلغــت قيمــة معامــل االرتبــاط (‪ )0.759‬وهــي‬ ‫قيمــة دالــة إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى (‪.)0.01‬‬ ‫الثبــات‪ :‬حلســاب الثبــات تــم اســتخدام طريقتــي‬ ‫معامــل كرونبــاخ ألفــا وإعــادة التطبيــق عــى العينــة‬ ‫االســتطالعية مرتــن بفاصــل زمنــي قــدره ثالثــة‬ ‫أســابيع‪ ،‬وقــد تراوحــت قيــم معامــات الثبــات بــن‬ ‫(‪ )0.911 ،0.579‬وهــي قيــم مرتفعــة نســب ًّيا ودالــة‬ ‫إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى (‪ ،)0.01‬وتشــر النتائــج‬ ‫الســابقة لطــرق حســاب الصــدق والثبــات إىل الثقــة‬ ‫يف النتائــج التــي يمكــن التوصــل إليهــا بعــد اســتخدام‬ ‫اختبــار كفــاءة الذاكــرة العاملــة‪.‬‬

‫النتائج واملناقشة‬ ‫ الختبــار صحــة فــروض البحــث‪ ،‬تــم‬ ‫التحقــق مــن أن درجــات العينــة عــى اختبــاري كفــاءة‬ ‫الذاكــرة العاملــة واحلــل اإلبداعــي للمشــكالت‪،‬‬ ‫ختضــع للتوزيــع الطبيعــي؛ وذلــك إلمكانيــة اســتخدام‬ ‫اختبــار «ت» ومعامــات ارتبــاط بريســون‪ ،‬حيــث‬ ‫تراوحــت قيــم اختبــاري ‪ Kolmogorov‬و ‪Shapiro‬‬ ‫بــن (‪ )0.88 ،0.076‬وكانــت مجيــع مســتويات الداللــة‬ ‫هلــا أكــر مــن (‪ ،)0.05‬وهــذا يشــر إىل أن درجــات‬ ‫العينــة عــى االختباريــن ختضــع للتوزيــع الطبيعــي‪.‬‬

‫‪ .3‬مقيــاس اخلصائــص الســلوكية للطــاب املوهوبــن‬ ‫بجامعــة امللــك فيصــل‪ :‬إعــداد عبــود واملصمــودي‬

‫نتائــج الفــرض األول‪ :‬ينــص عــى أنــه «ال يوجــد فــرق‬ ‫دال إحصائ ًّيــا بــن متوســط درجــات العينــة واملتوســط‬

‫‪251‬‬


‫الحل اإلبداعي للمشكالت وعالقته بكفاءة الذاكرة العاملة لدى عينة من الطالب املوهوبين بجامعة امللك فيصل‪ ...‬حمدان ممدوح إبراهيم الشامي‬

‫الفــريض عــى اختبــار احلــل اإلبداعــي للمشــكالت»‪،‬‬ ‫وللتحقــق مــن صحــة هــذا الفــرض تــم حســاب قيمــة‬

‫«ت» للعينــة الواحــدة وحتديــد حجــم األثــر هلــا‪،‬‬ ‫وجــدول (‪ )2‬يوضــح داللــة الفــروق‪:‬‬

‫جدول (‪ :)2‬داللة الفروق بني متوسطي العينة والفريض عىل اختبار احلل اإلبداعي للمشكالت‬

‫األبعاد‬ ‫فهم التحدي‬ ‫توليد األفكار‬ ‫التنفيذ والتقويم‬ ‫الدرجة الكلية‬

‫املتوسط‬

‫االنحراف املعياري‬

‫قيمة «ت»‬

‫قيمة «‪»d‬‬

‫‪46.80‬‬

‫‪6.08‬‬

‫‪**22.94‬‬

‫‪2.76‬‬

‫‪20.49‬‬

‫‪3.41‬‬

‫‪**13.38‬‬

‫‪1.61‬‬

‫‪97.09‬‬

‫‪12.79‬‬

‫‪**20.84‬‬

‫‪2.51‬‬

‫‪29.79‬‬

‫‪4.34‬‬

‫‪**18.76‬‬

‫‪2.26‬‬

‫**‪0.01> P‬‬

‫يتضــح مــن جــدول (‪ )2‬أن قيــم «ت» تراوحــت‬ ‫بــن (‪ )22.94 ،18.76‬وهــي قيــم دالــة إحصائ ًّيــا عنــد‬ ‫مســتوى (‪ ،)0.01‬وأن حجــم األثــر هلــا كبــر؛ حيــث‬ ‫تــراوح بــن (‪ ،)2.76 ،1.61‬وهــو أكــر مــن (‪،)0.8‬‬ ‫ممــا يدعــو إىل رفــض الفــرض األول وقبــول الفــرض‬ ‫البديــل‪ ،‬ونصــه‪« :‬يوجــد فــرق دال إحصائ ًّيــا بــن‬ ‫متوســط درجــات العينــة واملتوســط الفــريض عــى‬ ‫اختبــار احلــل اإلبداعــي للمشــكالت لصالــح متوســط‬ ‫العينــة»؛ حيــث تــدل عــى ارتفــاع قــدرة الطــاب‬ ‫املوهوبــن بجامعــة امللــك فيصــل يف الدرجــة الكليــة‬ ‫ومجيــع أبعــاد احلــل اإلبداعــي للمشــكالت‪.‬‬ ‫ومــن املمكــن أن يرجــع ذلــك إىل طبيعــة احليــاة‬ ‫اجلامعيــة والبيئــة التعليميــة التــي تتوفــر للطــاب‬ ‫املوهوبــن والتــي تتيــح هلــم الطالقــة واملرونــة‬ ‫واألصالــة عنــد طــرح األفــكار‪ ،‬وإبــداء آرائهــم بحرية‪،‬‬ ‫حتــى وإن كانــت غريبــة وغــر مألوفــة‪ ،‬يف جــو بعيــد‬ ‫عــن اســتخدام العنــف والنقــد والتقليــد األعمــى‪،‬‬ ‫األمــر الــذي قــد يزيــد مــن ثقــة الطــاب بأنفســهم‬ ‫وإثــارة تفكريهــم اإلبداعــي يف فهــم التحديــات‬ ‫وحتديــد واستكشــاف املعلومــات واحلقائــق التــي‬ ‫تســهم يف فهــم املوقــف املشــكل‪ ،‬باإلضافــة إىل توليــد‬ ‫األفــكار والبدائــل التــي تعــر عــن الطالقــة واملرونــة‬ ‫وطــرح األفــكار غــر التقليديــة أو اجلديــدة‪ ،‬وتطويــر‬ ‫احللــول وتقييمهــا واختيــار األفضــل منهــا والبحــث‬ ‫عــن املعلومــات التــي تســاعد أو تعــوق عمليــة التنفيــذ‪،‬‬ ‫كــا أن طبيعــة عمليــة احلــل اإلبداعــي للمشــكالت‬ ‫حتتــاج إىل نوعيــة مــن الطــاب تتوفــر فيهــم خصائــص‬ ‫الطــاب املوهوبــن للقيــام هبــذه العمليــات والوصــول‬ ‫إىل احللــول اإلبداعيــة بيــر وكفــاءة‪.‬‬ ‫يربهن ذلك ما أشار إليه (‪Lepper (2005‬؛ حجاج‬ ‫وآخـرون (‪ )2013‬مـن أن األفـراد املوهوبين لدهيـم‬

‫‪252‬‬

‫قـدرة عاليـة على امليـل إىل سـعة االطلاع والرغبـة يف‬ ‫املعرفـة ومجع املعلومـات وطرح احللول والبدائل وحل‬ ‫املشـكالت بطـرق إبداعيـة‪ ،‬كما أهنـم عـادة مـا يضعون‬ ‫ألنفسـهم أهدا ًفـا عاليـة ويفضلـون املهـام اجلديـدة‬ ‫التـي تتطلـب بـذل اجلهـد والـذي يغلـب عليهـا عنصر‬ ‫اإلرصار‪ ،‬وهـذا مـا جيعلهـم مرتفعين عـن غريهـم يف‬ ‫احلل اإلبداعي للمشـكالت‪ .‬يوكد ذلك ما توصل إليه‬ ‫)‪ Kandemir (2009‬مـن أن أهـم معوقـات احلـل‬ ‫اإلبداعـي للمشـكالت‪ :‬خصائـص املتعلـم‪ ،‬والطـرق‬ ‫التـي يتبعها‪ ،‬ونظـام التعليم القائم‪ .‬وتتفـق هذه النتيجة‬ ‫مع نتائج دراسات كل من‪Cho and YI Lin (2011) :‬؛‬ ‫(‪Cetinkaya (2014‬؛ حسين )‪(2017‬؛ عيل )‪(2017‬؛‬ ‫الدعيلـج (‪ )2018‬التـي أثبتـت ارتفـاع مسـتوى احلـل‬ ‫اإلبداعي للمشـكالت لدى الطلاب املوهوبني مقارنة‬ ‫بالطلاب العاديين‪ ،‬وأن هـذا االرتفاع ناتـج عن اهتامم‬ ‫املعلمين بالطلاب املوهوبين‪ ،‬باإلضافـة إىل املنـاخ‬ ‫والبيئـة التعليميـة التي تتيح هلم الفرصة للثقة بأنفسـهم‬ ‫يف الوصـول إىل حلـول غير نمطيـة للمشـكالت التـي‬ ‫يواجهوهنـا‪ ،‬كما أنـه يمكن تنميـة العديد مـن املتغريات‬ ‫لـدى الطلاب املوهوبين مـن خلال الربامـج القائمـة‬ ‫على احلـل اإلبداعـي للمشـكالت كاملهـارات القياديـة‬ ‫والتفكير اإلبداعـي ومسـتوى الطمـوح األكاديمـي‪.‬‬ ‫كما تتفـق نتائـج هـذه الدراسـة مـع نتائـج دراسـات‬ ‫كل مـن‪Treffinger and Isaksen (2005) :‬‬ ‫)‪Kandemir (2009‬؛ جـروان والعبادي (‪ )2014‬التي‬ ‫أكـدت فاعليـة أنمـوذج ‪ Treffinger‬للحـل اإلبداعـي‬ ‫للمشـكالت عنـد طلاب اجلامعـة والعديـد مـن‬ ‫املراحـل التعليمية‪ ،‬وأن الطلاب املوهوبني لدهيم قدرة‬ ‫عاليـة على حـل املشـكالت بطريقـة إبداعيـة‪ ،‬وفاعليـة‬ ‫التدريـب على احلـل اإلبداعـي للمشـكالت يف زيـادة‬ ‫قـدرة الطلاب على مهـارات إلقـاء األسـئلة والتفكير‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫التباعـدي واالجتـاه نحو احلـل اإلبداعي للمشـكالت‪،‬‬ ‫وتنميـة مهـارات التفكري اإلبداعي والتفكري املتشـعب‪.‬‬ ‫بعضـا‪ ،‬وتشير إىل‬ ‫والنتائـج السـابقة ُي َع ّضـد بعضهـا ً‬ ‫أن الطلاب املوهوبين باملرحلـة اجلامعيـة يمتلكـون‬ ‫العديـد مـن اخلصائـص التـي جتعلهـم قادريـن على‬ ‫ممارسـة أسـلوب احلـل اإلبداعـي للمشـكالت بكفـاءة‬

‫يف املشـكالت التـي تواجههـم بشـكل عـام‪.‬‬ ‫نتائــج الفــرض الثــاين‪ :‬ينــص عــى أنــه «ال يوجــد‬ ‫فــرق دال إحصائ ًّيــا بــن متوســط درجــات العينــة‬ ‫واملتوســط الفــريض عــى اختبــار كفــاءة الذاكــرة‬ ‫العاملــة»‪ ،‬وجــدول (‪ )3‬يوضــح داللــة هــذه الفــروق‪:‬‬

‫جدول (‪ :)3‬داللة الفروق بني متوسطي العينة والفريض عىل اختبار كفاءة الذاكرة العاملة‬

‫كفاءة الذاكرة العاملة‬

‫املتوسط‬

‫االنحراف املعياري‬

‫قيمة «ت»‬

‫البرصي‪/‬املكاين‬

‫‪14.74‬‬

‫‪1.88‬‬

‫‪**25.31‬‬

‫‪3.05‬‬

‫‪14.28‬‬

‫‪1.85‬‬

‫‪**23.74‬‬

‫‪2.85‬‬

‫‪14.81‬‬

‫‪1.93‬‬

‫‪**25.05‬‬

‫‪3.01‬‬

‫‪58.48‬‬

‫‪6.59‬‬

‫‪**28.32‬‬

‫‪3.41‬‬

‫السمعي‪/‬اللفظي‬ ‫املنفذ املركزي‬

‫احلاجز العريض‬ ‫الدرجة الكلية‬

‫‪14.62‬‬

‫‪1.96‬‬

‫‪**23.79‬‬

‫قيمة «‪»d‬‬ ‫‪2.86‬‬

‫**‪0.01> P‬‬

‫يتضــح مــن جــدول (‪ )3‬أن قيــم «ت» تراوحــت‬ ‫بــن (‪ )28.32 ،23.74‬وهــي قيــم دالــة إحصائ ًّيــا‬ ‫عنــد مســتوى (‪ ،)0.01‬وأن حجــم األثــر هلــا كبــر؛‬ ‫حيــث تــراوح بــن (‪ )3.41 ،2.85‬وهــو أكــر مــن‬ ‫(‪ ،)0.8‬وهــذا يدعــو إىل رفــض الفــرض الثــاين وقبــول‬ ‫الفــرض البديــل‪ ،‬ونصــه «يوجــد فــرق دال إحصائ ًّيــا‬ ‫بــن متوســط درجــات العينــة واملتوســط الفــريض‬ ‫عــى اختبــار كفــاءة الذاكــرة العاملــة لصالــح متوســط‬ ‫العينــة»‪ .‬وتظهــر النتيجــة الســابقة ارتفــاع كفــاءة‬ ‫الطــاب املوهوبــن بجامعــة امللــك فيصــل يف الدرجــة‬ ‫الكليــة للذاكــرة العاملــة ومجيــع مكوناهتــا‪.‬‬ ‫ويمكــن إرجــاع هــذه النتيجــة إىل اخلصائــص التــي‬ ‫يتمتــع هبــا الطــاب املوهوبــون ومــا يمتلكونــه مــن‬ ‫قــدرات عقليــة مرتفعــة مقارنــة بأقراهنــم‪ ،‬باإلضافــة إىل‬ ‫طبيعيــة احليــاة اجلامعيــة ومــا تتضمنــه مــن حمــارضات‬ ‫وورش عمــل وتطبيقــات عمليــة‪ ،‬ومــا توفــره مــن‬ ‫أنشــطة تعليميــة وبرامــج ال صفيــة‪ ،‬تتيــح للطــاب‬ ‫املوهوبــن إبــراز مــا لدهيــم مــن مواهــب وقــدرات‬ ‫تســهل هلــم االســتخدام اجليــد للمكــون الســمعي‪/‬‬ ‫اللفظــي والبرصي‪/‬املــكاين وتفعيــل املنفــذ املركــزي‪،‬‬ ‫واالســتدعاء اجليــد للخــرات واملعلومات مــن الذاكرة‬ ‫طويلــة املــدى؛ حيث أشــار كل مــن العــري (‪)2013‬؛‬ ‫عنــر (‪ )2015‬إىل إمكانيــة إرجــاع رفــع مســتوى أداء‬ ‫الطــاب يف مهــام الذاكــرة العاملــة لطبيعــة اخلصائــص‬ ‫التــي يتمتــع هبــا الطــاب الفائقون ومــا يتمتعــون به من‬ ‫صفــات شــخصية ابتكاريــة بدرجــة أكــر مــن غريهــم‪.‬‬

‫كــا أن كفــاءة الذاكــرة العاملــة يف معاجلــة املعلومــات‬ ‫تتحســن بفعــل التغــرات البيولوجيــة والفســيولوجية‬ ‫التــي تطــرأ عــى الدمــاغ أثنــاء النمــو‪ ،‬ومــا يكتســبه‬ ‫الفــرد مــن خــرات ومهــارات قــد تســاعد يف االحتفاظ‬ ‫باملعلومــات والقــدرة عــى معاجلتهــا‪ .‬وتتفــق هــذه‬ ‫النتيجــة مــع نتائــج دراســتي (‪Gilhooly (2002‬؛ عنــر‬ ‫(‪ )2015‬حيــث أشــارتا إىل أن الذاكــرة العاملــة تــزداد‬ ‫لــدى الطــاب ذوي القــدرات العقليــة املرتفعــة‪ ،‬ومــع‬ ‫مــا توصلــت إليــه نتائــج دراســات إســاعيل (‪)2012‬؛‬ ‫)‪Karpicke and Pisoni (2012‬؛ املوســوي وآخــرون‬ ‫(‪ )2017‬مــن تفــوق الطــاب املوهوبــن عــى املتفوقــن‬ ‫والعاديــن يف الذاكــرة العاملــة‪ ،‬وأن كفــاءة الذاكــرة‬ ‫العاملــة هلــا دور كبــر يف زيــادة قــدرة األفــراد عــى‬ ‫حــل املشــكالت وأن هــذه القــدرة تــزداد بزيــادة العمــر‬ ‫الزمنــي‪ .‬وتتســق نتائــج هــذه الدراســات مــع بعضهــا‬ ‫البعــض وتســر يف الســياق نفســه الــذي توصلــت إليــه‬ ‫نتيجــة الفــرض الثــاين يف البحــث احلــايل التــي تقــي‬ ‫بارتفــاع درجــة الطــاب املوهوبــن بجامعــة امللــك‬ ‫فيصــل يف كفــاءة الذاكــرة العاملــة‪.‬‬ ‫نتائــج الفــرض الثالــث‪ :‬ينــص عــى أنــه «ال توجــد‬ ‫عالقــة ارتباطيــة دالــة إحصائ ًّيــا بــن كفــاءة الذاكــرة‬ ‫العاملــة واحلــل اإلبداعــي للمشــكالت»‪ ،‬وجــدول‬ ‫(‪ )4‬يوضــح العالقــة االرتباطيــة بــن املتغرييــن‪.‬‬

‫‪253‬‬


‫الحل اإلبداعي للمشكالت وعالقته بكفاءة الذاكرة العاملة لدى عينة من الطالب املوهوبين بجامعة امللك فيصل‪ ...‬حمدان ممدوح إبراهيم الشامي‬

‫جدول (‪ :)4‬قيم معامالت االرتباط بني كفاءة الذاكرة العاملة واحلل اإلبداعي للمشكالت‬ ‫احلل اإلبداعي‬

‫كفاءة الذاكرة العاملة‬

‫السمعي ‪/‬اللفظي البرصي‪ /‬املكاين املنفذ املركزي احلاجز العريض الدرجة الكلية‬

‫فهم التحدي‬

‫توليد األفكار‬

‫التنفيذ والتقويم‬ ‫الدرجة الكلية‬

‫‪**0.464‬‬

‫‪**0.557‬‬

‫‪**0.547‬‬

‫‪**0.590‬‬

‫‪**0.627‬‬

‫‪**0.465‬‬

‫‪**0.478‬‬

‫‪**0.432‬‬

‫‪**0.593‬‬

‫‪**0.560‬‬

‫‪**0.419‬‬

‫‪**0.451‬‬

‫‪**0.462‬‬

‫‪**0.520‬‬

‫‪**0.534‬‬

‫‪**0.490‬‬

‫‪**0.536‬‬

‫‪**0.514‬‬

‫‪**0.620‬‬

‫‪**0.621‬‬

‫**‪0.01> P‬‬

‫يتضــح مــن جــدول (‪ )4‬أن قيــم معامــات‬ ‫االرتبــاط تراوحــت بــن (‪ )0.627 ،0.419‬وهــي‬ ‫دالــة إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى (‪ ،)0.01‬وهــذا يشــر‬ ‫إىل أنــه كلــا زادت درجــة العينــة عــى اختبــار كفــاءة‬ ‫الذاكــرة العاملــة زادت درجاهتــم عــى اختبــار احلــل‬ ‫اإلبداعــي للمشــكالت‪ .‬وملعرفــة إمكانيــة التنبــؤ باحلل‬ ‫املصدر‬

‫اإلبداعــي للمشــكالت بمعلوميــة كفــاءة الذاكــرة‬ ‫العاملــة‪ ،‬تــم اســتخدام االنحــدار املتعــدد املتــدرج بــن‬ ‫املتغــر التابــع‪ :‬احلــل اإلبداعــي للمشــكالت واملتغــر‬ ‫املســتقل‪ :‬كفــاءة الذاكــرة العاملــة‪ ،‬وجــدول (‪)5‬‬ ‫يوضــح ذلــك‪.‬‬

‫جدول (‪ :)5‬داللة التنبؤ باحلل اإلبداعي للمشكالت بمعلومية كفاءة الذاكرة العاملة‬

‫االنحدار‬

‫جمموع املربعات‬

‫درجات احلرية‬

‫متوسط املربعات‬

‫‪4296.096‬‬

‫‪1‬‬

‫‪4296.096‬‬

‫‪6829.382‬‬

‫‪67‬‬

‫‪101.931‬‬

‫‪11125.478‬‬

‫‪68‬‬

‫‪-‬‬

‫البواقي‬ ‫الكيل‬

‫قيمة (ف)‬ ‫‪**42.147‬‬

‫**‪0.01> P‬‬

‫يتضــح مــن جــدول (‪ )5‬أن قيمــة (ف) بلغــت (‪)42.147‬‬ ‫وهــي دالــة إحصائ ًّيــا عنــد مســتوى (‪ )0.01‬ممــا يثبــت‬ ‫فاعليــة كفــاءة الذاكــرة العاملــة يف التنبــؤ باحلــل اإلبداعــي‬

‫جدول (‪ :)6‬اإلسهام النسبي لكفاءة الذاكرة العاملة يف احلل اإلبداعي للمشكالت‬

‫الذاكرة العاملة‬

‫ر‬

‫ثابت االنحدار‬

‫الدرجة الكلية‬

‫للمشــكالت‪ .‬وجــدول (‪ )6‬يوضــح درجــة تأثــر كفــاءة‬ ‫الذاكــرة العاملــة يف احلــل اإلبداعــي للمشــكالت‪.‬‬

‫ر‬

‫‪2‬‬

‫ر‪2‬املعدلة‬

‫‪0.621‬‬

‫‪0.386‬‬

‫‪0.377‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪B‬‬

‫‪Beta‬‬

‫ت‬

‫اإلسهام النسبي‬

‫‪1.206‬‬

‫‪0.621‬‬

‫‪**6.492‬‬

‫‪%37.7‬‬

‫‪24.094‬‬

‫‪-‬‬

‫‪**2.432‬‬

‫‪-‬‬

‫**‪0.01> P‬‬

‫يتضــح مــن جــدول (‪ )6‬أن الدرجــة الكليــة‬ ‫ملكونــات كفــاءة الذاكــرة العاملــة تســهم بشــكل‬ ‫كبــر يف التنبــؤ باحلــل اإلبداعــي للمشــكالت؛ حيــث‬ ‫بلغــت قيمــة «ت» (‪ )6.492‬وهــي دالــة إحصائ ًّيــا‬ ‫عنــد مســتوى (‪ ،)0.01‬ودرجــة اإلســهام النســبي‬ ‫(‪ )% 37.7‬وهــي تشــر إىل قيمــة اإلســهام النســبي‬ ‫لكفــاءة الذاكــرة العاملــة يف تفســر التبايــن يف احلــل‬ ‫اإلبداعــي للمشــكالت‪ ،‬ويف ضــوء ذلــك يمكــن‬

‫‪254‬‬

‫صياغــة معادلــة االنحــدار عــى الشــكل التــايل‪:‬‬ ‫احلــل اإلبداعــي للمشــكالت = ‪+ 24.094‬‬ ‫(‪ )1.206‬كفــاءة الذاكــرة العاملــة‪.‬‬ ‫والنتائــج الســابقة تدعــو إىل رفــض الفــرض‬ ‫الثالــث وقبــول الفــرض البديــل‪ ،‬ونصــه «توجــد‬ ‫تنبــؤا‬ ‫عالقــة ارتباطيــة موجبــة يمكــن التنبــؤ هبــا‬ ‫ً‬ ‫داالً إحصائ ًّيــا بــن كفــاءة الذاكــرة العاملــة واحلــل‬ ‫اإلبداعــي للمشــكالت»‪ .‬وتظهــر هــذه النتيجــة أنــه‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫كلــا ارتفعــت درجــة الطــاب املوهوبــن ارتفعــت‬ ‫بنــا ًء عليهــا درجاهتــم يف احلــل اإلبداعــي للمشــكالت‪،‬‬ ‫إىل درجــة أنــه يمكــن التنبــؤ بدرجــة الطــاب يف احلــل‬ ‫اإلبداعــي للمشــكالت بمعلوميــة درجاهتــم يف كفــاءة‬ ‫الذاكــرة العاملــة‪.‬‬ ‫وتعــد هــذه النتيجــة منطقيــة؛ خاصــة يف ظــل نتائــج‬ ‫الفرضــن األول والثــاين اللذيــن يظهــران ارتفــاع‬ ‫درجــة الطــاب املوهوبــن يف كفــاءة الذاكــرة العاملــة‬ ‫واحلــل اإلبداعــي للمشــكالت‪ ،‬ويمكــن إرجــاع هــذه‬ ‫النتيجــة إىل أن أســلوب احلــل اإلبداعــي للمشــكالت‬ ‫يتطلــب العديــد مــن القــدرات واخلصائــص التــي‬ ‫جيــب أن تتوفــر يف الطــاب‪ ،‬وهــذا مــا قــد يتوفــر يف‬ ‫عينــة الدراســة‪ ،‬ومــا يظهــره نتائــج الفــرض األول‬ ‫مــن االرتفــاع امللحــوظ ملســتوى الطــاب املوهوبــن‬ ‫يف كفــاءة الذاكــرة العاملــة بمكوناهتــا‪ ،‬ظهــر هــذا‬ ‫االرتفــاع بشــكل واضــح مــن نتائــج حجــم األثــر‬ ‫(‪ )D‬الــذي تــراوح بــن (‪ )3.41 ،2.85‬وهــو أكــر‬ ‫مــن (‪ ،)0.8‬وهــذا مــا قــد ينعكــس باإلجيــاب ويربهــن‬ ‫عــى وجــود هــذه العالقــة املوجبــة التــي يمكــن التنبــؤ‬ ‫هبــا بــن كفــاءة الطــاب املوهوبــن يف الذاكــرة العاملــة‬ ‫واحلــل اإلبداعــي للمشــكالت‪ .‬يؤكــد ذلــك مــا‬ ‫أشــار إليــه كل مــن (‪Solaz and Sanjose (2007‬؛‬ ‫عنــر (‪ )2015‬مــن أن كفــاءة وســعة الذاكــرة العاملــة‬ ‫ترتبــط بعمليــة اإلدراك والفهــم‪ ،‬وهــي تعــد املتغــر‬ ‫األول املؤثــر يف عمليــة حــل املشــكالت‪ ،‬وهــذا مــا قــد‬ ‫جيعــل األفــراد ذوي القــدرة والســعة العقليــة املرتفعــة‬ ‫يف الذاكــرة العاملــة لدهيــم قــدرة عــى اســتدعاء‬ ‫املعلومــات وفهــم وإدراك العالقــات وإجيــاد الروابــط‬ ‫بينهــا‪ ،‬وهــي مــن األمــور املهمــة التــي تســاعدهم عــى‬ ‫احلــل اإلبداعــي للمشــكالت‪.‬‬ ‫وتتفــق نتائــج هــذا الفــرض مــع نتائــج دراســات‬ ‫أبــو املعاطــي (‪)2013‬؛ العــري (‪)2013‬؛ عنــر‬ ‫(‪ )2015‬التــي توصلــت إىل وجــود عالقــة ارتباطيــة‬ ‫موجبــة بــن ســعة الذاكــرة العاملــة وفاعليــة حــل‬ ‫املشــكالت‪ ،‬وإمكانيــة التنبــؤ بالقــدرة عــى احلــل‬ ‫اإلبداعــي للمشــكالت مــن خــال رسعــة جتهيــز‬ ‫املعلومــات‪ ،‬وأن كفــاءة الذاكــرة العاملــة ترتبــط‬ ‫بكفــاءة معاجلــة املعلومــات ودرجــة تعقيــد املهــام‪،‬‬ ‫وأن الطــاب الفائقــن واملوهوبــن يتمتعــون بصفــات‬ ‫شــخصية ابتكاريــة جتعلهــم يمتلكون الطالقــة واملرونة‬ ‫واألصالــة واحلساســية للمشــكالت التــي تســهم‬ ‫بدروهــا يف رفــع مســتوى أدائهــم عــى مهــام الذاكــرة‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫العاملــة‪ .‬كــا تتفــق مــع نتائــج دراســات كل مــن‬ ‫‪ Karpicke and Pisoni‬؛)‪Zheng et al. (2011‬‬ ‫)‪ (2011‬التــي توصلــت إىل أن كفــاءة الذاكــرة العاملــة‬ ‫هلــا دور كبــر يف زيــادة قــدرة األفــراد عــى حــل‬ ‫املشــكالت‪ ،‬وأن هــذه القــدرة تــزداد بزيــادة العمــر‬ ‫الزمنــي‪ ،‬وأنــه يمكــن التنبــؤ بكفــاءة الطلبــة عــى‬ ‫حــل املشــكالت الرياضيــة مــن خــال كفــاءة الذاكــرة‬ ‫العاملــة‪ .‬كــا تتفــق مــع نتائــج دراســة (‪Zhang (2017‬‬ ‫التــي توصلــت إىل وجــود أثــر دال للتدريــب عــى‬ ‫مهــام الذاكــرة العاملــة البرصيــة يف حــل املشــكالت‬ ‫الرياضيــة‪.‬‬ ‫ورغــم اختــاف نتائــج هــذه الدراســة مــع دراســة‬ ‫(‪ Bulu (2009‬التــي أظهــرت عــدم وجــود عالقــة‬ ‫بــن الوعــي بنســق الذاكــرة وكفــاءة حــل املشــكالت‬ ‫اإلبداعيــة‪ ،‬إال أن دراســة حســن (‪ )2011‬تزيــل هــذا‬ ‫اجلــدل واالختــاف بــن النتيجتــن؛ حيــث توصلــت‬ ‫نتائجهــا إىل عــدم وجــود معامــات ارتبــاط دالــة‬ ‫بــن الوعــي بنســق الذاكــرة ومــؤرشات كفــاءة حــل‬ ‫املشــكالت ضعيفــة البنــاء وذلــك لــدى األطفــال‪،‬‬ ‫بينــا توجــد معامــات ارتبــاط دالــة بــن الوعــي‬ ‫بنســق الذاكــرة وكفــاءة حــل املشــكالت ضعيفــة البنــاء‬ ‫وحمكمــة البنــاء لــدى املراهقــن‪ ،‬وهــذا مــا يــرر وجــود‬ ‫العالقــة االرتباطيــة املوجبــة بــن كفــاءة الذاكــرة‬ ‫العاملــة واحلــل اإلبداعــي للمشــكالت لــدى الطــاب‬ ‫املوهوبــن بجامعــة امللــك فيصــل‪.‬‬ ‫التوصيات‬ ‫بعــد هــذا العــرض ملحــاور البحــث ويف ضــوء مــا‬ ‫أســفرت عنــه نتائــج البحــث فإنــه يمكــن اخلــروج‬ ‫بالتوصيــات التاليــة‪:‬‬ ‫ ‪1.‬توجيــه نظــر القائمــن عــى عمليــة التعلــم باملرحلــة‬ ‫اجلامعيــة بــرورة االهتــام بفئــة الطــاب‬ ‫املوهوبــن‪ ،‬وتوفــر األدوات والوســائل املناســبة‬ ‫الكتشــافهم وتنميــة مهاراهتــم يف احلــل اإلبداعــي‬ ‫للمشــكالت‪.‬‬ ‫ ‪2.‬األخــذ بعــن االعتبــار دور كفــاءة الذاكــرة العاملــة‬ ‫يف احلــل اإلبداعــي للمشــكالت‪ ،‬والعمــل عــى‬ ‫بنــاء وإعــداد برامــج لتنميــة كفــاءة الطــاب‬ ‫املوهوبــن باملرحلــة اجلامعيــة يف الذاكــرة العاملــة‪.‬‬ ‫ ‪3.‬تدريــب أعضــاء هيئــة التدريــس عــى تطبيــق‬ ‫أســلوب احلــل اإلبداعــي للمشــكالت‪ ،‬وتفعيــل‬ ‫وتنشــيط مكونــات الذاكــرة العاملــة لــدى الطــاب‬

‫‪255‬‬


‫الحل اإلبداعي للمشكالت وعالقته بكفاءة الذاكرة العاملة لدى عينة من الطالب املوهوبين بجامعة امللك فيصل‪ ...‬حمدان ممدوح إبراهيم الشامي‬

‫املوهوبــن أثنــاء عمليــة التعلــم‪.‬‬ ‫ ‪4.‬حــث واضعــي املناهــج عنــد بنــاء املقــررات‬ ‫التعليميــة أن يزودوهــا بأنشــطة وموضوعــات تثــر‬ ‫تفكــر الطــاب وتتطلــب تفعيــل مكونــات الذاكرة‬ ‫العاملــة واســتخدام أســلوب احلــل اإلبداعــي‬ ‫للمشــكالت‪.‬‬ ‫ ‪5.‬إجــراء املزيــد مــن الدراســات والبحــوث التــي‬ ‫هتــدف إىل تنميــة قــدرات الطــاب املوهوبــن‬ ‫باملرحلــة اجلامعيــة يف احلــل اإلبداعــي للمشــكالت‬ ‫وكفــاءة الذاكــرة العاملــة‪.‬‬ ‫املراجع‬

‫أبــو املعاطــي‪ ،‬وليــد حممــد‪ .2013 .‬عالقــة إســراتيجيات‬ ‫حــل املشــكالت ورسعــة جتهيــز املعلومــات بالقــدرة‬ ‫عــى احلــل اإلبداعــي للمشــكالت الرياضيــة لــدى‬ ‫طــاب املرحلــة الثانويــة‪ .‬املجلــة الرتبويــة‪ ،‬جملــس‬ ‫النــر العلمــي‪ ،‬جامعــة الكويــت‪ ،‬الكويــت‪ ،‬املجلــد‬ ‫(‪ ،)28‬العــدد (‪ ،)108‬ص ص ‪.340-289‬‬ ‫إســاعيل‪ ،‬مــروة عبــد احلميــد‪ .2012 .‬دراســة مســتوى‬ ‫أداء الذاكــرة العاملــة لــدى ثــاث فئــات مــن ذوي‬ ‫صعوبــات التعلــم‪ :‬عاديني‪-‬متفوقني‪-‬موهوبــن‪ .‬جملــة‬ ‫البحــث العلمــي يف الرتبيــة‪ ،‬كليــة البنــات‪ ،‬جامعــة‬ ‫عــن شــمس‪ ،‬مــر‪ ،‬املجلــد (‪ ،)1‬العــدد (‪ ،)13‬ص‬ ‫ص ‪.246-237‬‬ ‫الدعيلــج‪ ،‬هيفــاء محــد عبــد العزيــز‪ .2018 .‬الــذكاء‬ ‫الروحــي وعالقتــه باحلــل اإلبداعــي للمشــكالت‬ ‫لــدى الطلبــة املوهوبــن يف اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬ ‫جملــة كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة أســيوط‪ ،‬مــر‪ ،‬املجلــد‬ ‫(‪ ،)3‬العــدد (‪ ،)34‬ص ص ‪.588-543‬‬

‫العــري‪ ،‬فتحــي رزق‪ .2013 .‬أداء مهــام الذاكــرة العاملــة‬ ‫لــدى التالميــذ الفائقــن دراســ ًّيا وذوي صعوبــات‬ ‫التعلــم‪ .‬جملــة دراســات عربيــة يف الرتبيــة وعلــم‬ ‫النفــس‪ ،‬رابطــة الرتبويــن العــرب‪ ،‬الســعودية‪ ،‬املجلــد‬ ‫(‪ ،)4‬العــدد (‪ ،)35‬ص ص ‪.347-309‬‬ ‫املوســوي‪ ،‬ســارة حممــود‪ ،‬والزعــول‪ ،‬عــاد عبــد الرحيــم‪،‬‬ ‫واهلنــدال‪ ،‬هــدى ســعود‪ .2017 .‬أثــر برنامــج‬ ‫تدريبــي لتنميــة الذاكــرة العاملــة باســتخدام األلعــاب‬ ‫اإللكرتونيــة لــدى املتفوقــات عقل ًّيــا‪ .‬جملــة الطفولــة‬ ‫العربيــة‪ ،‬مؤسســة الكويــت للتقــدم العلمــي‪ ،‬الكويت‪،‬‬ ‫املجلــد (‪ ،)18‬العــدد (‪ ،)71‬ص ص ‪.68-55‬‬

‫جــروان‪ ،‬فتحــي عبــد الرمحــن‪ .2016 .‬املوهبــة والتفــوق‪.‬‬ ‫الطبعــة التاســعة‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬عــان‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫‪256‬‬

‫جــروان‪ ،‬فتحــي عبــد الرمحــن‪ ،‬والعبــادي‪ ،‬زيــن حســن‪.‬‬ ‫‪ .2014‬أثــر برنامــج تعليمــي قائــم عــى إســراتيجية‬ ‫احلــل اإلبداعــي للمشــكالت يف تنميــة مهــارات‬ ‫التفكــر اإلبداعــي لــدى الطلبــة املوهوبــن ذوي‬ ‫صعوبــات التعلــم‪ .‬جملــة احتــاد اجلامعــات العربيــة‬ ‫للرتبيــة وعلــم النفــس‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة دمشــق‪،‬‬ ‫ســوريا‪ ،‬املجلــد (‪ ،)12‬العــدد (‪ ،)1‬ص ص ‪.43-11‬‬

‫حجــاج‪ ،‬أمحــد عبــد املنعــم‪ ،‬وعىل‪ ،‬مجــال حممــد‪ ،‬وطاحون‪،‬‬ ‫حســن حســن‪ ،‬وخليــل‪ ،‬هيــام الســيد (‪ .)2013‬عالقــة‬ ‫الدافعيــة باحلــل اإلبداعــي للمشــكالت عــى عينــة مــن‬ ‫طــاب املرحلــة الثانويــة املوهوبــن واملتفوقــن‪ .‬جملــة‬ ‫كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة عــن شــمس‪ ،‬مــر‪ ،‬املجلــد‬ ‫(‪ ،)1‬العــدد (‪ ،)37‬ص ص ‪.954-914‬‬ ‫حســن‪ ،‬ناجــي حممــد‪ .2011 .‬دور الوعــي بنســق الذاكــرة‬ ‫يف كفــاءة حــل املشــكالت ضعيفــة البنــاء وحمكمــة‬ ‫البنــاء لــدى كل مــن األطفــال واملراهقــن‪ .‬جملــة‬ ‫دراســات تربويــة واجتامعيــة‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة‬ ‫حلــون‪ ،‬مــر‪ ،‬املجلــد (‪ ،)17‬العــدد (‪ ،)1‬ص ص‬ ‫‪.192 -149‬‬

‫حســن‪ ،‬إبراهيــم حممــد‪ .2017 .‬فاعليــة برنامــج تدريبــي‬ ‫قائــم عــى املعايــر العامليــة ملعلمــي املوهوبــن يف‬ ‫تنميــة الكفــاءة الذاتيــة للمعلمــن واحلــل اإلبداعــي‬ ‫للمشــكالت الرياضيــة لــدى تالميذهــم املوهوبــن‪.‬‬ ‫جملــة كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة بنهــا‪ ،‬مــر‪ ،‬املجلــد (‪،)28‬‬ ‫العــدد (‪ ،)110‬ص ص ‪.154-103‬‬

‫شــعبان‪ ،‬منــال حممــد‪ .2013 .‬فاعليــة برنامــج قائــم عــى‬ ‫التخيــل البعيــد لرتيفنجــر يف تنميــة مهــارات التفكــر‬ ‫اإلبداعــي للموهوبــن مــن طلبــة املرحلــة االبتدائيــة‪.‬‬ ‫جملــة كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة بنهــا‪ ،‬مــر‪ ،‬املجلــد (‪،)24‬‬ ‫العــدد (‪ ،)93‬ص ص ‪.224-183‬‬ ‫عبــود‪ ،‬يــري زكــي‪ ،‬واملصمــودي‪ ،‬ســليم أمحــد‪.2014 .‬‬ ‫بنــاء وتقنــن مقيــاس اخلصائــص الســلوكية للتعــرف‬ ‫عــى الطــاب املوهوبــن بجامعــة امللــك فيصــل‪ .‬جملــة‬ ‫جامعــة طيبــة للعلــوم الرتبويــة‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة‬ ‫طيبــة‪ ،‬الســعودية‪ ،‬جملــد (‪ ،)9‬العــدد (‪ ،)1‬ص ص‬ ‫‪.89 -70‬‬

‫عــي‪ ،‬عبــر حســن‪ .2017 .‬فعاليــة برنامــج تدريبــي قائــم‬ ‫عــى إســراتيجية احلــل اإلبداعــي للمشــكالت يف‬ ‫ختفيــف حــدة قلــق الرياضيــات وحتســن مســتوى‬ ‫الطمــوح األكاديمــي لــدى التلميــذات املوهوبــات‬ ‫ذوات صعوبــات تعلــم الرياضيــات يف املرحلــة‬ ‫االبتدائيــة‪ .‬جملــة كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة أســيوط‪ ،‬مــر‪،‬‬ ‫املجلــد (‪ ،)33‬العــدد (‪ ،)6‬ص ص ‪.110-42‬‬


(‫هـ‬1441( ‫م‬2020 - 1 ‫ العدد‬- 21 ‫املجلد‬ Lee, J., and Park, S.2005. Working memory impairments in schizophrenia: A meta-analysis. Journal of Abnormal Psychology. 114(4): 599 – 794. Lepper, M. 2005. Intrinsic and extrinsic motivational orientations in the classroom: Age differences and academic correlates. Journal of Educational Psychology. 97(2):184196.  Richards, R. 2003. The Source for Learning and Memory Strategies. Lingui Systems, USA. Rohaeti, E. 2010.Critical and creative mathematical thinking of junior high school students. Educationist. IV(2): 99- 106. Siswono, T. 2011. Level of student’s creative thinking in classroom mathematics. Education research and review. 6(7): 548- 553. Solaz, J., and SanJose, V. 2007. Representations in problem solving in science: Directions for practice. Asia-Pacific Forum on Science Learning and Teaching. 8(2): 1-17. Treffinger, D., and Isaksen, S. 2005. Creative problem solving the history. Development and implications for gifted education and talent development. Gifted Child Quarterly. 49(4): 343-354. Treffinger, J., Donald, G., and Dorval, S. 2006. Creative problem solving: An introduction. Prufrock press, Inc., Texas. Van-Gundy, B. 2005. 101 Activities for teaching creativity and problem solving. Pfeiffer, San Francisco. Zhang, D. 2017. Effects of visual working memory training and direct instruction on geometry problem solving in students with geometry difficulties. Learning disabilities. 15(1): 117-138. Zheng, X., Swanson, H., and Macrolides, G. 2011. Working memory components as predictors of children’s mathematical word problem solving. Journal of Experimental Child Psychology. 110(4): 481-498.

)‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية‬

‫ ســعة الذاكــرة العاملــة‬.2015 .‫ أمــرة نمــر‬،‫عنــر‬ ‫والدافعيــة وعالقتهــا بفاعليــة حــل املشــكالت لــدى‬ .‫ رســالة دكتــوراه غــر منشــورة‬.‫الطلبــة اجلامعيــن‬ .‫ األردن‬،‫ جامعــة الريمــوك‬،‫كليــة الرتبيــة‬

‫ تصميــم وتقنــن اختبــار لتقييــم‬.2015 .‫ فــرج‬،‫حييــى‬ ،‫ جملــة العلــوم اإلنســانية‬.‫مســتوى الذاكــرة العاملــة‬ ،)‫ املجلــد (ب‬،‫ اجلزائــر‬،1‫جامعــة قســنطينة‬ .615-597 ‫ ص ص‬،)43(‫العــدد‬

Baddeley, A. 2002. Is Working memory still working? European Psychologic. 7(2): 58-97. Baddeley, A. 2012. Working memory: Theories, models, and controversies. Annual Review of Psychology. 63: 1 -29. Bulu, S. 2009. Scaffolding middle school student’s content knowledge and ill structured problem solving in a problem- based hypermedialearning environment. Humanities and social sciences. 69(7.A): 2599- 2615. Cetinkaya, C. 2014. The effect of gifted students’ creative problem solving program on creative thinking. Procedia-Social and Behavioral Sciences. (116): 3722 – 3726. Cho, S., and Yi Lin, C. 2011. Influence of family processes, motivation, and beliefs about intelligence on creative problem solving of scientifically talented individuals. Roeper Review. 33(1): 46-58. Fey, V., and Rivin, E. 2010. Innovation on demand. New product development using Triz. Cambridge University Press, New York. Gilhooly, K. 2002. Visuo-spatial and verbal working memory in the five-disc Tower of London task: An individual differences approach. Thinking and Reasoning. 8(3):165-178. Kandemir, M. 2009. Creativity training in problem solving. A model of creativity in mathematics teacher education. New Horizons in Education. 55(3): 107-122. Karpicke, J., and Pisoni, D. 2012. Memory span and sequence learning using multimodal stimulus patterns: preliminary findings in normal-hearing adults. Research on spoken language processing. Progress report (24). Indiana University, USA. Klingberg, T. 2010. Training and plasticity of working memory. Trends in Cognitive Sciences. 14(3): 317-324.

257


‫ حمدان ممدوح إبراهيم الشامي‬...‫الحل اإلبداعي للمشكالت وعالقته بكفاءة الذاكرة العاملة لدى عينة من الطالب املوهوبين بجامعة امللك فيصل‬

Relation of Creative Problem Solving with Efficient Working Memory in a Sample of Gifted Students at King Faisal University in Saudi Arabia Hemdan Mamdouh Ibrahim Al-Shamy Psychology, King Faisal University, Al-Ahsa Department of Psychology, Faculty of Education, Al-Azhar University, Cairo. https://doi.org/10.37575/h/edu/2048

ABSTRACT

Gifted students have abilities and talents that distinguish them from ordinary peer students. Attention and care became a necessity imposed by international development conditions, and a major requirement for any educational system. Therefore, the research aimed to investigate the relationship between creative problem solving and efficient working memory of this group of students. The descriptive approach was used. The research sample consisted of (69) gifted students in King Faisal University. The Creative Problem Solving Test, the Efficiency of Working Memory Test, and the Behavioral Characteristics Scale of gifted students were administered to participants. “T-test”, Pearson Correlation Coefficient, and Multiple Regression were utilized in the statistical analysis of data. Findings of the research revealed high efficiency of among gifted students in working memory and creative problem solving. There was a statistically significant and predictable positive correlation between efficiency of working memory and creative problem solving. The work recommended taking into account the role of efficient working memory in creative problem solving in addition to building programs to develop the efficiency of gifted Students in working memory and creative problem solving. Key Words: Creative Solution, Gifted Category, Memory, Problem Solving, Working Memory Components.

258


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫ا�ستخدام مقيا�س الفجوة بني الإدراكات والتوقعات لقيا�س جودة اخلدمة بالتطبيق على خدمة االت�صاالت‬ ‫الهاتفية باململكة العربية ال�سعودية‬ ‫(�شركة موبايلي لالت�صاالت)‬ ‫عادل حممود طريح‬

‫قسم التسويق‪ ،‬كلية األعامل‪ ،‬رابغ‬ ‫جامعة امللك عبد العزيز‪ ،‬اململكة العربية السعودية‬ ‫‪https://doi.org/10.37575/h/edu/1609‬‬

‫امللخص‬

‫قيــاس جــودة اخلدمــة أمــر حيــوي يف املنظــات اخلدميــة‪ ،‬وقــد متثــل اهلــدف العــام للبحــث يف قيــاس جــودة خدمــة االتصــاالت‬ ‫اهلاتفيــة باململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬بالتطبيــق عــى رشكــة موبايــي لالتصــاالت باســتخدام مقيــاس الفجــوة بــن اإلدراكات (اخلدمــة‬ ‫املدركــة) ‪ Perceived Quality‬التــي متثــل األداء الفعــي‪ ،‬والتوقعــات (اخلدمــة املتوقعــة) ‪ ،Expected Quality‬والكشــف عــن نــوع‬ ‫الفجــوة (إجيابيــة ‪ -‬سلــبية) أو درج�ةـ التطابــق ب�ين توقع��ات العم�لاء وإدراكات القائمــن عــى تقديمــ ه��ذه اخلدم��ة اهلاتفيـ�ة وذلــك مــن‬ ‫خــال اســتخدام نمــوذج ‪ SERVQUAL‬لقيــاس جــودة أداء اخلدمــة‪ ،‬وكذلــك حتديــد نــوع الفجــوة ســواء (إجيابيــة ‪ -‬ســلبية) أو درجــة‬ ‫التطابــق بــن إدراكات العمــاء وإدراكات القائمــن عــى تقديــم خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة هبــذه الرشكــة‪ ،‬هــذا باإلضافــة إىل الكشــف‬ ‫عــن نــوع الفجــوة ســواء (إجيابيــة ‪ -‬ســلبية) أو درجــة التطابــق بــن إدراكات العمــاء وتوقعاهتــم ألبعــاد وعنــارص اخلدمــة يف رشكــة‬ ‫موبايــي لالتصــاالت‪.‬‬ ‫قــام الباحــث بمراجعــة الدراســات الســابقة العربيــة واألجنبيــة ذات العالقــة‪ ،‬وصياغــة ثالثــة فــروض للدراســة‪ ،‬واســتخدم‬ ‫األســاليب اإلحصائيــة الالزمــة‪ ،‬بعــد أن قــام بســحب عينــة ممثلــة لــكل مــن مجهــور عمــاء الرشكــة‪ ،‬ومقدمــي اخلدمــة هبــا‪ ،‬وتــم‬ ‫اســتخدام االســتبانة كأداة للدراســة‪ ،‬وتــم حســاب صدقهــا وثباهتــا‪.‬‬ ‫توص��ل البح��ث إىل ع��دد مـ�ن النتائــج كان أمهه�اـ وج��ود فج��وات س��البة ب�ين توقع��ات العم�لاء وب�ين إدراك املسؤــولني يف أبعــاد‬ ‫جــودة اخلدمــة‪ ،‬ووجــود فجــوات ســالبة يف بعــض العنــارص املكونــة ألبعــاد اجلوانــب‪ :‬املاديــة‪ ،‬واالعتامديــة‪ ،‬واالســتجابة‪ ،‬واألمــان‪،‬‬ ‫والتعاطــف‪ .‬وأوىص البحــث بإدخــال التعديــات املناســبة عــى اخلدمــات املقدمــة للعمــاء يف ضــوء اســتطالع آرائهــم باســتمرار‪.‬‬

‫الكلامت املفتاحية‪ :‬رسعة االستجابة ملطالب العميل‪ ،‬عمالء رشكة موباييل‪ ،‬قطاع االتصاالت اهلاتفية‪.‬‬

‫املقدمة‬ ‫بــدأت احلكومــة الســعودية خدمــات االتصــاالت‬ ‫مــن خــال وزارة الــرق والربيــد واهلاتــف‪ ،‬ثــم منــذ‬ ‫عــام ‪1998‬م‪1419/‬هـــ تأسســت رشكــة االتصــاالت‬ ‫الســعودية‪ ،‬متشــ ًيا مــع التوجــه نحــو «اخلصخصــة»‬ ‫والــذي أدى إىل التحــول مــن اهلاتــف الســعودي إىل‬ ‫االتصــاالت الســعودية؛ حيــث عهــد هلــذه الرشكــة‬ ‫بتقديــم العديــد مــن اخلدمــات مثــل‪ :‬اهلاتــف (بنوعيــه‬ ‫الثابــت واجلــوال)‪ ،‬خدمــة النــداء اآليل (البيجــر)‪،‬‬ ‫خدمــة شــبكة اإلنرتنــت‪ .‬وبــارشت الرشكــة اســتكامل‬ ‫مشــاريع التوســعة وإبــرام العقــود للمشــاريع اجلديــدة‬ ‫والرفــع مــن مســتوى أداء الشــبكة بجميــع مناطــق‬ ‫اململكــة‪ ،‬إضافــة إىل حتديــث الشــبكة‪.‬‬ ‫مــن هــذا املنطلــق تــم التوســع يف مجيــع خدمــات‬ ‫االتصــاالت الرئيســة‪ ،‬وأدخلــت كذلــك خدمــات‬ ‫جديــدة‪ ،‬كان هلــا الــدور الفاعــل يف وضــع اململكــة‬ ‫عــى عتبــة التطــور يف جمــال االتصــاالت‪ ،‬مــع احلفــاظ‬ ‫عــى مســتوى ونوعيــة اخلدمــات املقدمــة للمشــركني‪،‬‬

‫وخاصــة أن اإلقبــال عــى خدمــات االتصــاالت‬ ‫باململكــة يف تزايــد مســتمر‪ ،‬ســواء مــن قبــل املواطنــن‬ ‫أواملقيمــن عــى الســواء‪ .‬ولكــن الوضــع االحتــكاري‬ ‫لالتصــاالت يف اململكــة العربيــة الســعودية والــذي‬ ‫اســتمر فــرة مــن الزمــن متمثـ ً‬ ‫ا يف رشكــة االتصــاالت‬ ‫الســعودية ترتــب عليــه بــطء تطويــر خدمــات الرشكــة‬ ‫املحتكــرة‪ ،‬وارتفــاع يف أســعار بعــض أنــواع اخلدمات‪،‬‬ ‫ثــم حــدث حتــول جوهــري بالســوق الســعودي‬ ‫لالتصــاالت‪ ،‬حيــث إنــه مــن عــام ‪ 2005‬مل تعــد رشكــة‬ ‫االتصــاالت الســعودية هــي املحتكــر جلميــع خدمــات‬ ‫االتصــاالت اجلوالــة ‪ -‬وإن اســتمرت باحتــكار‬ ‫االتصــاالت اهلاتفيــة الثابتــة ‪ -‬وذلــك بالســاح‬ ‫بالرتخيــص إلنشــاء رشكات أخــرى‪ ،‬وفتــح املجــال‬ ‫لــركات االتصــاالت اخلليجيــة للدخــول للســوق‬ ‫الســعودي لتقديــم اخلدمــات اهلاتفيــة وظهــور رشكــة‬ ‫«موبايــي» – التــي ُيطبــق عليهــا البحــث ‪ -‬ورشكــة‬ ‫«زيــن»‪ ،‬ويف ذلــك اسرتشــاد بــا حــدث يف دول جماورة‬ ‫مثــل دولــة الكويــت؛ حيــث تتنافــس هنــاك رشكتــا‬

‫‪259‬‬


‫استخدام مقياس الفجوة بين اإلدراكات والتوقعات لقياس جودة الخدمة بالتطبيق على خدمة االتصاالت ‪...‬‬

‫‪ Mtc‬فودافــون والوطنيــة لالتصــاالت‪ ،‬وكذلــك‬ ‫يف مجهوريــة مــر العربيــة توجــد رشكتــا موبينيــل‬ ‫وفودافــون‪ ،‬وفيــا بعــد وجــدت رشكــة اتصــاالت‪.‬‬ ‫وقــد أدى هــذا إىل وجــود العديــد مــن التحديــات‬ ‫بالســوق الســعودي مــن أبرزهــا‪:‬‬ ‫ ‪1.‬ازدياد حدة املنافسة بني الرشكات‪.‬‬ ‫ ‪2.‬حتســن وتطويــر اخلدمــات املقدمــة للعمــاء‬ ‫لضــان املحافظــة عليهــم‪.‬‬ ‫ ‪3.‬ازديــاد أعــداد املشــركني يف خدمــات هــذه‬ ‫الــركات مــن خــال اســتخدام التقنيــة احلديثــة‬ ‫يف تقديــم اخلدمــات‪ ،‬ممــا يدفــع هــذه الــركات إىل‬ ‫حماولــة حتســن اخلدمــات املقدمــة لعمالئهــا‪.‬‬ ‫ ‪4.‬الســعي لكســب حصــة ســوقية جديــدة بــا يعظــم‬ ‫ربحيتهــا‪.‬‬ ‫وتنفــرد خدمــات االتصــاالت اهلاتفيــة بمجموعــة‬ ‫خصائــص نابعــة أصــا مــن كوهنــا خدمــات‪ ،‬وهــي‪:‬‬ ‫الالملموســية ‪ ،Intangibility‬التنــوع أو تغايــر‬ ‫اخلصائــص ‪ ،Heterogeneity‬التالزميــة (التزامــن)‬ ‫‪ ،Inseparability‬والتــايش ‪.Perishability‬‬ ‫وقيــاس جــودة اخلدمــة أمــر حيــوي وجوهــري يف‬ ‫املنظــات اخلدميــة‪ ،‬وأصبــح مــن الــروري قيــاس‬ ‫إدراكات العميــل للجــودة قبــل وضــع إجــراءات‬ ‫حتســن جــودة اخلدمــة املقدمــة موضــع التنفيــذ وبعــده؛‬ ‫للتأكــد مــن حتقيــق النتائــج املســتهدفة‪ ،‬ومــن ثــم‬ ‫ال يمكــن إدخــال أيــة حتســينات فعالــة عــى جــودة‬ ‫اخلدمــة إال إذا تــم قياســها‪.‬‬ ‫ويــرى الباحــث أن حكــم العميــل بمفــرده عــى‬ ‫جــودة اخلدمــة قــد يكتنفــه بعــض الشــكوك؛ فالعميــل‬ ‫قــد يكــون قصــر النظــر أو غــر مــدرك لــرورة‬ ‫توافــر خصائــص معينــة يف اخلدمــة‪ ،‬فيــيء احلكــم‬ ‫عــى جــودة أداء هــذه اخلدمــة‪ ،‬كــا أن حكمــه عــى‬ ‫جــودة اخلدمــة قــد يتســم بعــدم الثبــات‪ ،‬باإلضافــة‬ ‫إىل أن خصائــص اخلدمــة وبصفــة خاصــة خاصيــة‬ ‫عــدم امللموســية تشــكل صعوبــة يف حكــم العميــل‬ ‫عــى جــودة اخلدمــة؛ ولذلــك ال ينبغــي إمهــال تقييــم‬ ‫اجلــودة مــن منظــور اخلــراء واملتخصصــن يف اجلــودة‬ ‫واإلدارة أيضــا‪.‬‬ ‫ومــن اجلديــر بالذكــر أن قيــاس جــودة اخلدمــة مــا‬ ‫زال حديــث العهــد باألدبيــات التســويقية العربيــة‪،‬‬ ‫وموضــع جــدل بــن الباحثــن‪ ،‬وغــر مســتخدم‬ ‫بطريقــة منهجيــة مــن جانــب اإلدارة يف مؤسســات‬ ‫األعــال اخلدميــة مــن ناحيــة أخــرى‪.‬‬

‫‪260‬‬

‫عادل محمود طريح‬

‫وتعــد الدراســة التــي قدمهــا ‪Parasuraman et‬‬ ‫)‪ al. (1985‬هــي أول حماولــة جــادة لقيــاس جــودة‬

‫اخلدمــة؛ حيــث متكــن هــؤالء الباحثــون مــن تصميــم‬ ‫مقيــاس جلــودة اخلدمــة‪ ،‬واملعــروف باســم مقيــاس‬ ‫اإلدراكات‪/‬التوقعــات أو مقيــاس الفجــوة‪ ،‬والــذي‬ ‫اشــتهر فيــا بعــد باســم مقيــاس ‪.SERVQUAL‬‬ ‫وحيكــم املقيــاس عــى جــودة اخلدمــة بقيــاس الفجــوة‬ ‫بــن إدراكات العمــاء ملســتوى اخلدمــة املقدمــة هلــم‬ ‫وتوقعاهتــم (‪ ،)Parasuraman et al., 1985‬وبمعنــى‬ ‫آخــر‪ ،‬متثــل جــودة اخلدمــة الفجــوة بــن إدراكات‬ ‫اخلدمــة الفعليــة وتوقعــات العمــاء‪ ،‬وبالتعبــر‬ ‫الريــاىض‪:‬‬ ‫فجوة جودة اخلدمة )‪= (G‬‬ ‫إدراك اخلدمة ‪ – Perception‬التوقع ‪Expectation‬‬ ‫ولقــد نــال هــذا املقيــاس القبــول والتأييــد مــن‬ ‫بعــض الباحثــن املهتمــن بقضيــة قيــاس اجلــودة‪،‬‬ ‫ولكــن حــاول عــدد آخــر مــن الباحثــن التشــكيك يف‬ ‫طريقــة القيــاس اخلاصــة بالوصــول إىل الفجــوة بــن‬ ‫توقعــات العمــاء وإدراكاهتــم للمســتوى الفعــي‬ ‫للخدمــة التــي حيصلــون عليهــا؛ األمــر الــذي دفــع‬ ‫الباحثــن إىل تقديــم مقيــاس آخــر جلــودة اخلدمــة‬ ‫هــو ‪ SERVPERF‬والــذي يعتمــد يف قيــاس جــودة‬ ‫اخلدمــة عــى اجتاهــات العمــاء نحــو األداء الفعــي‬ ‫للخدمــة (‪.)Cronin and Taylor, 1992‬‬ ‫هــذا وجتــب اإلشــارة إىل أن اجلــدل مــا زال‬ ‫مســتمرا حــول مقيــاس ‪ SERVQUAL‬ومقيــاس‬ ‫ً‬ ‫‪ SERVPERF‬يف قيــاس جــودة اخلدمــة‪ ،‬وانقســم‬ ‫الباحثــون إىل فريقــن بــن مؤيــد ومعــارض لــكل‬ ‫مقيــاس منهــا‪ ،‬األمــر الــذي يتطلــب القيــام بمزيــد مــن‬ ‫الدراســات التطبيقيــة لإلســهام يف حســم هــذا اخلالف‪.‬‬ ‫ولقــد توصــل )‪ Parasuraman et al. (1985‬إىل‬ ‫أن هنــاك عــرة أبعــاد جلــودة اخلدمــة‪ ،‬تتمثــل يف‪:‬‬ ‫إمكانيــة الوصــول‪ ،‬االتصــاالت الفعالــة مــع العمــاء‪،‬‬ ‫كفــاءة وقــدرة مقدمــي اخلدمــة‪ ،‬الــذوق واللياقــة‬ ‫يف التعامــل مــع العمــاء‪ ،‬املصداقيــة‪ ،‬االعتامديــة‪،‬‬ ‫رسعــة االســتجابة ملطالــب العميــل‪ ،‬األمــن‪ ،‬األشــياء‬ ‫امللموســة‪ ،‬تفهــم العميــل‪.‬‬ ‫ويف دراســة الحقــة متكــن ‪Parasuraman et al.‬‬ ‫)‪ (1988‬م��ن دم��ج هذــه األبعــاد العــرة يف مخســة‬ ‫فقــط هــي كــا يــي‪:‬‬ ‫اجلوانــب املاديــة (امللموســية)‪ ،‬االعتامدية‪ ،‬االســتجابة‪،‬‬ ‫األمــان والضــان (الســامة واألمــن)‪ ،‬التعاطــف مــع‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫العميــل (التعاطــف االجتامعــى)‪.‬‬ ‫وتعــرض هــذا املقيــاس للكثــر مــن االنتقــادات؛‬ ‫وتركــزت هــذه االنتقــادات حــول تعقــد العمليــات‬ ‫احلســابية التــي ينطــوي عليهــا‪ ،‬غمــوض هيــكل‬ ‫التوقعــات‪ ،‬ضعــف قدرتــه التنبؤيــة‪ ،‬تأسيســه عــى‬ ‫نمــوذج الرضــا وليــس االجتاهــات‪ ،‬باإلضافــة لضعف‬ ‫مقدرتــه عــى تفســر االختالفــات يف مكونــات اجلــودة‬ ‫مــن صناعــة ألخــرى (‪.)Cronin and Taylor, 1992‬‬ ‫وم��ا زال هــذا املقيــاس يعــد مــن أشــهر املقاييــس‬ ‫اســتخداما يف جمــال قيــاس اجلــودة املدركــة للخدمــة‪،‬‬ ‫ولقيــاس توقعــات العمــاء‪ ،‬ومــن خاللــه تتــم مقارنــة‬ ‫األداء بالتوقعــات‪ ،‬وأيــة فــروق يف املقارنــة معناهــا‬ ‫وجــود فجــوة إجيابيــة أو ســلبية يف جــودة اخلدمــة‪،‬‬ ‫ولذلــك ُســمي هــذا األســلوب يف قيــاس جــودة‬ ‫اخلدمــة بمقيــاس الفجــوة أو مقيــاس ‪.SERVQUAL‬‬ ‫إن املحــور األســاس يف قيــاس جــودة اخلدمــة عنــد‬ ‫‪ Parasuraman‬وزمالئــه هــي الفجــوة بــن إدراك‬ ‫العميــل ملســتوى األداء الفعــي للخدمــة وتوقعاتــه‬ ‫حــول جــودة هــذه اخلدمــة‪ ،‬ولكــن هــذه الفجــوة‬ ‫(وهــي اخلامســة) تعتمــد عــى طبيعــة الفجــوات‬ ‫املرتبطــة بتصميــم اخلدمــة وتســويقها وتقديمهــا؛‬ ‫أي باإلضافــة إىل فجــوة اإلدراكات‪/‬التوقعــات‬ ‫للعمــاء هنــاك أربــع فجــوات أخــرى تتمثــل فيــا يــي‬ ‫)‪:(Parasuraman et al., 1985‬‬ ‫ •الفجــوة رقــم (‪ :)2‬وتنتــج عــن االختــاف بــن‬ ‫توقعــات العمــاء ملســتوى اخلدمــة وبــن إدراك‬ ‫اإلدارة لتوقعــات العمــاء‪ ،‬أي عجــز اإلدارة عــن‬ ‫معرفــة احتياجــات العمــاء املتوقعــة ورغباهتــم‪.‬‬ ‫ •الفجــوة رقــم (‪ :)3‬وتنتــج عــن االختــاف بــن‬ ‫املواصفــات اخلاصــة باخلدمــة املقدمــة بالفعــل وبــن‬ ‫إدراكات اإلدارة لتوقعــات العمــاء‪ ،‬بمعنــى أنــه‬ ‫حتــى لــو كانــت حاجــات العمــاء املتوقعــة ورغباهتــم‬ ‫معروفــة لــإدارة‪ ،‬فإنــه لــن يتــم ترمجتهــا إىل مواصفات‬ ‫حمــددة يف اخلدمــة املقدمــة بســبب قيــود تتعلــق بمــوارد‬ ‫املنظمــة‪ ،‬وعــدم قــدرة اإلدارة عــى تبنــي فلســفة‬ ‫اجلــودة‪.‬‬ ‫ •الفجــوة رقــم (‪ :)4‬وتظهــر بســبب كــون‬ ‫مواصفــات اخلدمــة املقدمــة بالفعــل ال تتطابــق مــع‬ ‫مــا تدركــه اإلدارة بخصــوص هــذه املواصفــات‪،‬‬ ‫وقــد يرجــع ذلــك إىل تــدين مســتوى مهــارات مقدمــو‬ ‫اخلدمــة‪ ،‬والــذي قــد يرجــع بــدوره إىل ضعــف القــدرة‬ ‫والرغبــة لدهيــم‪.‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫ •الفجــوة رقــم (‪ :)5‬وتنتــج عــن اخللــل يف مصداقيــة‬ ‫منظمــة اخلدمــة‪ ،‬بمعنــى أن الوعــود التــي تقدمهــا‬ ‫املنظمــة حــول مســتوى اخلدمــة مــن خــال االتصــال‬ ‫بالعمــاء (البيــع الشــخيص واملجهــودات الرتوجييــة‬ ‫األخــرى والتــي يطلــق عليهــا االتصــاالت التســويقية)‬ ‫ختتلــف عــن مســتوى اخلدمــة املقدمــة ومواصفاهتــا‬ ‫بالفعــل‪.‬‬ ‫ولقــد حظيــت كل مــن الفجــوة األوىل واخلامســة‬ ‫باهتــام الباحثــن واملهتمــن بقيــاس جــودة اخلدمــة؛‬ ‫حيــث تــم تطبيقهــا عــى الكثــر مــن اخلدمــات‬ ‫مثــل اخلدمــة املرصفيــة‪ ،‬النقــل اجلــوي‪ ،‬التعليــم‪،‬‬ ‫الوجبــات الرسيعــة‪ ،‬اخلدمــة الصحيــة‪ ،‬اخلدمــة‬ ‫اهلندســية االستشــارية‪ ،‬خدمــة التنظيــف اجلــاف‪،‬‬ ‫خدمــة املعلومــات الفنيــة املقدمــة ملنــدويب البيــع يف‬ ‫الصناعــات املتقدمــة تقن ًّيــا‪ ،‬هــذا إىل جانــب املكتبــات‬ ‫ومراكــز املعلومــات‪.‬‬ ‫وقــام (‪ Zeithaml et al. (1988‬بتنميــة وتطويــر‬ ‫نمــوذج حتليــل الفجــوات األصــي؛ وذلــك هبــدف‬ ‫حتديــد قــوة واجتــاه هــذه الفجــوات‪ ،‬ويتضــح مــن هــذا‬ ‫النمــوذج مــا يــي‪:‬‬ ‫الفجــوة األوىل‪ :‬تتأثــر بمــدى التوجــه ببحــوث‬ ‫تأثــرا‬ ‫تأثــرا ســلب ًّيا‪ ،‬وجــودة االتصــاالت ً‬ ‫التســويق ً‬ ‫تأثــرا ســلب ًّيا‪.‬‬ ‫ســلب ًّيا‪ ،‬واملســتويات اإلداريــة‬ ‫ً‬ ‫تأثــرا‬ ‫الفجــوة الثانيــة‪ :‬تتأثــر بالتــزام اإلدارة باجلــودة ً‬ ‫ســلب ًّيا‪ ،‬ودرجــة حتديــد اهلــدف تأثـ ًـرا ســلب ًّيا‪ ،‬وتنميــط‬ ‫املهمــة تأثـ ًـرا ســلب ًّيا‪ ،‬وإدراك اجلــودة تأثـ ًـرا ســلب ًّيا‪.‬‬ ‫الفجــوة الثالثــة‪ :‬تتأثــر بدرجــة فهــم املوظفــن ملفهــوم‬ ‫فريــق العمــل تأثـ ًـرا ســلب ًّيا‪ ،‬ومالءمــة الفــرد للوظيفــة‬ ‫تأثــرا ســلب ًّيا‪ ،‬ومالءمــة التقنيــة املســتخدمة للوظيفــة‬ ‫ً‬ ‫تأثـ ًـرا ســلب ًّيا‪ ،‬والرقابــة املدركــة مــن جانــب املوظفــن‬ ‫تأثــرا إجياب ًّيــا‪،‬‬ ‫ذوي االتصــال املبــارش بالعمــاء‬ ‫ً‬ ‫تأثــرا إجياب ًّيــا‪ ،‬وتعــارض الــدور‬ ‫وغمــوض الــدور ً‬ ‫تأثـ ًـرا إجياب ًّيــا‪ ،‬وأنظمــة الرقابــة اإلرشافيــة تأثـ ًـرا ســلب ًّيا‪.‬‬ ‫تأثــرا‬ ‫الفجــوة الرابعــة‪ :‬تتأثــر باالتصــاالت األفقيــة ً‬ ‫تأثــرا إجياب ًّيــا‪.‬‬ ‫ســلب ًّيا‪ ،‬واملبالغــة يف الوعــود ً‬ ‫الفجــوة اخلامســة‪ :‬تتأثــر بوجــود بعــض أو كل‬ ‫الفجــوات الســابقة‪ ،‬وكذلــك أبعــاد اجلــودة اخلاصــة‬ ‫بشــكل مــن االعتامديــة‪ ،‬ورسعــة االســتجابة ملطالــب‬ ‫العميــل‪ ،‬والتأكيــد‪ ،‬والعطــف‪.‬‬ ‫الدراسة االستطالعية‬ ‫قــام الباحــث بإجــراء دراســة اســتطالعية؛ وذلــك‬

‫‪261‬‬


‫استخدام مقياس الفجوة بين اإلدراكات والتوقعات لقياس جودة الخدمة بالتطبيق على خدمة االتصاالت ‪...‬‬

‫لتحقيــق األهــداف التاليــة‪:‬‬ ‫ •اإلملام بموضوع الدراسة من الناحية التطبيقية‪.‬‬ ‫ •حتديد املشكلة وصياغتها‪.‬‬ ‫ •صياغة فروض البحث‪.‬‬ ‫ •حتديد متغريات الدراسة (املستقلة – التابعة)‪.‬‬ ‫واقتــرت الدراســة االســتطالعية عــى قيــام‬ ‫الباحــث بمقابلــة عينــة مــن عمــاء خدمــات رشكــة‬ ‫موبايــي لالتصــاالت مــن الطــاب الذكــور بجامعــة‬ ‫الطائــف (‪ 50‬طال ًبــا)‪ ،‬وعينــة مــن أعضــاء هيئــة‬ ‫التدريــس (‪ 25‬عضــوا)‪ ،‬حيــث كان الباحــث يعمــل‬ ‫أســتا ًذا مشــاركًا للتســويق بكليــة العلــوم اإلداريــة‬ ‫واملاليــة بجامعــة الطائــف عــام ‪2010‬م‪.‬‬ ‫وأظهرت النتائج ما ييل‪:‬‬ ‫ ‪-‬أن هنــاك انتقــادات مــن جانــب مفــردات العينــة‬ ‫ملســتوى جــودة خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة‬ ‫اجلوالــةالتــيحيصلــونعليهــامــنجانــبالرشكــة‪.‬‬ ‫ ‪-‬أن هــذه اخلدمــة ذاهتــا تعــد مــن اخلدمــات التــي‬ ‫يســتطيع املســتفيدون منهــا احلكــم عــى مســتوى‬ ‫أدائهــا وتقييــم جودهتــا مــن خــال معايــر‬ ‫متعــددة‪ ،‬منهــا معايــر خاصــة بالعميــل؛ مثــل‬ ‫التغطيــة اجلغرافيــة خلدمــات اهلاتــف اجلــوال‪.‬‬ ‫مشكلة البحث وأسئلته‬ ‫تســعى كثــر مــن رشكات االتصــاالت اهلاتفيــة‬ ‫اجلوالــة ‪-‬أ ًّيــا كان حجمهــا‪ -‬لالرتقــاء بمســتوى‬ ‫اخلدمــات‪ ،‬حتــى تصــل لدرجــة التميــز الــذي‬ ‫يعــد هد ًفــا يســعى إليــه كل مــن مقدمــي اخلدمــة‬ ‫واملســتفيدين منهــا عــى حــد ســواء؛ حيــث تقــوم تلــك‬ ‫الــركات بصياغــة اإلســراتيجيات مــن أجــل حتســن‬ ‫مســتوى أدائهــا‪ ،‬ومــن أهــم تلــك اإلســراتيجيات‬ ‫االهتــام باجلــودة بوصفهــا إســراتيجية مهمــة تســاعد‬ ‫الــركات عــى توفــر اخلدمــات التــي تشــبع الرغبــات‬ ‫الكاملــة للعمــاء‪ ،‬وتلبــي متطلباهتــم واحتياجاهتــم‬ ‫وتوقعاهتــم‪ .‬ويواجــه الباحثــون يف جمــال اخلدمــات‬ ‫بصفــة عامــة مشــكلة مهمــة تتعلــق بكيفيــة قيــاس‬ ‫جــودة اخلدمــة مــن ناحيــة‪ ،‬وتوافــر املقاييــس األكثــر‬ ‫مصداقيــة وقبــوال يف التطبيــق العمــي مــن ناحيــة‬ ‫أخــرى‪ .‬ولقــد أســهمت الدراســات البحثيــة مــن‬ ‫خــال مــا قدمــه مقيــاس فجــوة اإلدراكات‪/‬التوقعات‬ ‫‪ SERVQUAL‬يف قيــاس جــودة اخلدمــة يف التوصــل‬ ‫للعديــد مــن النتائــج بالقطاعــات املختلفــة‪ ،‬إال أن‬ ‫مســتمرا حــول االتفــاق عــى وجــود‬ ‫اجلــدل مــا زال‬ ‫ً‬

‫‪262‬‬

‫عادل محمود طريح‬

‫مقيــاس صالــح للتطبيــق عــى مجيــع أنــواع اخلدمــات‪.‬‬ ‫ويف ضــوء مــا تقــدم مل يعــد أمــام الباحثــن املهتمــن‬ ‫بقيــاس جــودة اخلدمــة ســوى إجــراء املزيــد مــن‬ ‫الدراســات التطبيقيــة يف جمــال اخلدمــات‪ ،‬وذلــك‬ ‫بغرــض التحق��ق م��ن ثباــت ومصداقيــة وصالحيــة‬ ‫مقيــاس ‪ SERVQUAL‬يف قيــاس جــودة اخلدمــة‬ ‫وخاصــة خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة وحتديــدً ا يف‬ ‫الســوق الســعودي‪ ،‬وهــو مــا مل يتــم يف دراســات‬ ‫ســابقة يف حــدود علــم الباحــث‪.‬‬ ‫بنــاء عــى مــا ســبق تتبلــور مشــكلة البحــث يف‬ ‫اإلجابــة عــن األســئلة التاليــة‪:‬‬ ‫ ‪1.‬هــل هنــاك اختــاف (فجــوة) بــن توقعــات‬ ‫العمــاء ملظاهــر جــودة خدمــة االتصــاالت‬ ‫اهلاتفيــة وبــن إدراكات املســؤولني القائمــن‬ ‫عــى تقديــم اخلدمــة لتوقعــات العمــاء يف رشكــة‬ ‫موبايــي لالتصــاالت يف منطقــة مكــة املكرمــة؟‬ ‫ ‪2.‬هــل هنــاك اختــاف (فجــوة) بــن إدراكات‬ ‫العمــاء ملظاهــر جــودة خدمــة االتصــاالت وبــن‬ ‫إدراكات املســؤولني القائمــن عــى تقديــم اخلدمــة‬ ‫لتوقعــات العمــاء يف رشكــة موبايــي لالتصــاالت‬ ‫يف منطقــة مكــة املكرمــة؟‬ ‫ ‪3.‬هــل هنــاك اختــاف (فجــوة) بــن توقعــات‬ ‫العمــاء ملظاهــر جــودة خدمــة االتصــاالت‬ ‫اهلاتفيــة التــي تقدمهــا رشكــة موبايــي لالتصــاالت‬ ‫يف منطقــة مكــة املكرمــة وبــن إدراكاهتــم ملســتوى‬ ‫هــذه اخلدمــة عنــد احلصــول عليهــا بالفعــل؟‬ ‫أمهية البحث‬ ‫ســعت الدراســة احلاليــة إىل إعــادة ميــاد‬ ‫«‪ “Rebirth‬ملقيــاس اجلــودة الــذي قــدم ألول مــرة عــام‬ ‫‪1985‬مــن خــال تبنــي مقيــاس اإلدراكات‪/‬التوقعات‬ ‫‪ SERVQUAL‬لقيــاس جــودة خدمــة االتصــاالت‬ ‫اهلاتفيــة يف رشكــة موبايــي لالتصــاالت يف منطقــة مكــة‬ ‫املكرمــة‪.‬‬ ‫وبالتحديــد فــإن املــررات الرئيســة هلــذا البحــث تتمثل‬ ‫يف اآليت‪:‬‬ ‫ ‪1.‬اجتــاه رشكات االتصــاالت باململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية‪ ،‬ورشكــة موبايــي لالتصــاالت يف املنطقة‬ ‫الغربيــة إىل تطويــر اخلدمــات اهلاتفيــة وكيفيــة‬ ‫قياســها؛ وذلــك بغــرض حتقيــق مزيــة تنافســية‬ ‫يف ظــل التطــورات احلاليــة التــي تشــهدها بيئــة‬ ‫األعــال باململكــة‪ ،‬ولذلــك جيــب عــى املســؤولني‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫يف مجيــع القطاعــات وقطــاع االتصــاالت بصفــة‬ ‫خاصــة أن يمتلكــوا وســائل وأدوات قيــاس جــودة‬ ‫اخلدمــة‪ ،‬ومــن ثــم يعــد هــذا البحــث حماولــة مــن‬ ‫أجــل قيــاس جــودة خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة‬ ‫يف رشكــة موبايــي لالتصــاالت يف املنطقــة الغربيــة‬ ‫وحتديــدً ا بمنطقــة مكــة املكرمــة‪.‬‬ ‫ ‪2.‬تعــد الدراســة احلاليــة امتــدادا للجهــود املبذولــة‬ ‫يف مناقشــة القضايــا اخلاصــة بقيــاس جــودة‬ ‫اخلدمــة‪ ،‬والتــي بــدأت بالدراســات األجنبيــة مثــل‬ ‫)‪ Parasuraman et al. (1985‬وبالدراســات‬ ‫العربيــة مثــل الصحــن (‪ ،)1994‬إدريــس‬ ‫(‪ ،)1996‬ومــن ثــم فــإن هــذه الدراســة متثــل إضافــة‬ ‫للكتابــات العلميــة التســويقية العربيــة وباألحــرى‬ ‫الســعودية؛ حيــث تتعــرض لكيفيــة قيــاس جــودة‬ ‫خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة يف رشكــة موبايــي‬ ‫لالتصــاالت يف منطقــة مكــة املكرمــة وذلــك مــن‬ ‫خــال اســتخدام مقيــاس ‪ ،SERVQUAL‬حيــث‬ ‫مل يتوافــر للباحــث دراســة ســابقة مماثلــة طبقــت‬ ‫عــى الســوق الســعودي‪.‬‬ ‫ ‪3.‬أمهيــة قضيــة جــودة اخلدمــة املقدمــة للعمــاء‬ ‫كقضيــة جوهريــة؛ حيــث تعــد هــذه القضيــة‬ ‫مــن أولويــات جمتمــع األعــال باململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية‪ ،‬ويبــدو ذلــك صحيحــا إذا مــا أدركنــا‬ ‫أننــا نعيــش اآلن بــا يعــرف بعــر «وعــي العميل»؛‬ ‫حيــث تواجــه مؤسســات األعــال باململكــة عميـ ً‬ ‫ا‬ ‫يتســم بالوعــي واملعرفــة كــا يصعــب إرضــاؤه‬ ‫بســهولة‪ .‬وتــدرك منظــات اخلدمــات الناجحــة‬ ‫مــدى احلاجــة إىل متييــز خدماهتــا عــن املنافســن‪،‬‬ ‫ومــن ثــم فــإن هــذه الدراســة تركــز عــى قيــاس‬ ‫جــودة اخلدمــة وحتديــدا خدمــة االتصــاالت‬ ‫اهلاتفيــة اجلوالــة‪.‬‬ ‫ ‪4.‬هنــاك حاجــة إىل توجيــه مزيــد مــن االهتــام بالعــامل‬ ‫العــريب‪ ،‬وباألحــرى باململكــة العربيــة الســعودية‬ ‫مــن الناحيتــن األكاديميــة والتطبيقية لقيــاس جودة‬ ‫اخلدمــة‪ ،‬ومنهــا خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة‪.‬‬ ‫ ‪5.‬تقــدم الدراســة حتليــا لتحديــد الفجــوة بــن‬ ‫إدراكات‪/‬توقعــات العمــاء ملظاهــر جــودة خدمــة‬ ‫االتصــاالت اهلاتفيــة مــن ناحيــة‪ ،‬وإدراكات‬ ‫القائمــن عــى تقديــم اخلدمــة مــن ناحيــة أخــرى‪،‬‬ ‫وكذلــك حتديــد الفجــوة بــن إدراكات‪/‬توقعــات‬ ‫العمــاء ملظاهــر جــودة خدمة االتصــاالت اهلاتفية‪،‬‬ ‫مــع التطبيــق عــى واحــدة مــن أكــر رشكات تقديــم‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة باململكــة‪ ،‬وهــي رشكة‬ ‫موبايــي لالتصــاالت‪.‬‬ ‫ ‪6.‬مــن الناحيــة العمليــة‪ ،‬فــإن نتائــج الدراســة يمكــن‬ ‫أن تســاعد املســؤولني يف حتديــد اجلوانــب الســلبية‬ ‫أمــام صانعــي القــرار مــن أجــل تالفيهــا‪ ،‬واجلوانب‬ ‫اإلجيابيــة مــن أجــل تعزيزهــا‪ ،‬وبالتــايل تعــد هــذه‬ ‫الدراســة بمثابــة إضافــة علميــة يف جمــال قيــاس‬ ‫جــودة خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة يف رشكات‬ ‫االتصــاالت العاملــة باململكــة العربيــة الســعودية‪،‬‬ ‫وحتديــدا رشكــة موبايــي لالتصــاالت‪.‬‬ ‫أهداف البحث‬ ‫نظـ ًـرا ألمهيــة قطــاع خدمــات االتصــاالت اهلاتفيــة‬ ‫اجلوالــة فــإن قيــاس أدائــه وتقويــم فعاليتــه واختبــار‬ ‫جــودة خدماتــه وتلمــس واكتشــاف جوانــب القصــور‬ ‫فيــه يعــد أحــد أهــم الســبل للرقــي بــه وتطويــره‪ .‬لــذا‬ ‫فــان هــذا البحــث ســعى لتطبيــق مقيــاس اجلــودة عــى‬ ‫قطــاع االتصــاالت اهلاتفيــة‪ ،‬وهــو مــا مل جيــده الباحــث‬ ‫مــن قبــل باألبحــاث العربيــة‪ ،‬وحتديــدا التــي طبقــت‬ ‫باململكــة العربيــة الســعودية لقيــاس جودة اخلدمــة التي‬ ‫تقدمهــا رشكــة موبايــي لالتصــاالت يف املنطقــة الغربيــة‬ ‫مــن اململكــة‪ ،‬وحتديــدا بمنطقــة مكــة املكرمــة‪ ،‬حتقيقــا‬ ‫لألهــداف الثالثــة التاليــة‪:‬‬ ‫ ‪1.‬الكشــف عــن درجــة التطابــق أو نــوع الفجــوة‬ ‫(إجيابيــة ‪ -‬ســلبية) بــن توقعــات العمــاء ملظاهــر‬ ‫جــودة خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة‪ ،‬وبــن إدراك‬ ‫املســؤولني القائمــن عــى تقديــم اخلدمــة لتوقعــات‬ ‫عمــاء رشكــة موبايــي لالتصــاالت‪.‬‬ ‫ ‪ 2.‬تعــرف نــوع الفجــوة (إجيابيــة ‪ -‬ســلبية) أو درجــة‬ ‫التطابــق بــن إدراك العمــاء ملظاهــر جــودة خدمــة‬ ‫االتصــاالت اهلاتفيــة‪ ،‬وبــن إدراك املســؤولني‬ ‫القائمــن عــى تقديــم اخلدمــة لتوقعــات العمــاء يف‬ ‫رشكــة موبايــي لالتصــاالت‪.‬‬ ‫ ‪ 3.‬الكشــف عــن درجــة التطابــق أو نــوع الفجــوة‬ ‫(إجيابيــة ‪ -‬ســلبية) بني توقعات العمــاء وإدراكاهتم‬ ‫لــأداء الفعــي ملظاهــر جــودة خدمــة االتصــاالت‬ ‫اهلاتفيــة يف رشكــة موبايــي لالتصــاالت‪.‬‬ ‫وسوف يرتتب عىل ذلك‪:‬‬ ‫ ‪ 1.‬قيــاس جــودة اخلدمــة مــن وجهــة نظــر العمــاء‬ ‫وحتديــد أبعــادها‪.‬‬ ‫ ‪ 2.‬معرفــة توجهــات العمــاء نحــو اخلدمــة املقدمــة‬ ‫هلــم‪.‬‬

‫‪263‬‬


‫استخدام مقياس الفجوة بين اإلدراكات والتوقعات لقياس جودة الخدمة بالتطبيق على خدمة االتصاالت ‪...‬‬

‫ ‪ 3.‬تطويــر وحتســن خدمــات الرشكــة بــا يســهم يف‬ ‫تطويــر أعامهلــا‪.‬‬ ‫فروض البحث‬ ‫توصــل الباحــث مــن مراجعــة الدراســات الســابقة‬ ‫ذات العالقــة املبــارشة وغــر املبــارشة بالبحــث يف‬ ‫ضــوء مشــكلته‪ ،‬وأمهيتــه‪ ،‬وحتقيقــا ألهدافــه إىل صياغة‬ ‫الفــروض التاليــة‪:‬‬ ‫الفــرض األول‪ :‬ال يوجــد اختــاف ذو داللــة إحصائيــة‬ ‫بــن مــا يتوقعــه العمــاء ملظاهــر جــودة خدمــة‬ ‫االتصــاالت اهلاتفيــة وإدراكات املســؤولني القائمــن‬ ‫عــى تقديــم اخلدمــة لتوقعــات العمــاء يف رشكــة‬ ‫موبايــي لالتصــاالت‪.‬‬ ‫الفــرض الثانــى‪ :‬ال يوجــد اختــاف ذو داللــة إحصائيــة‬ ‫بــن إدراكات العمــاء ملظاهــر جــودة خدمــة‬ ‫االتصــاالت اهلاتفيــة وبــن إدراكات املســؤولني‬ ‫القائمــن عــى تقديــم اخلدمــة لتوقعــات العمــاء يف‬ ‫رشكــة موبايــي لالتصــاالت‪.‬‬ ‫الفــرض الثالــث‪ :‬ال يوجــد اختــاف ذو داللــة‬ ‫إحصائيــة بــن توقعــات العمــاء وإدراكاهتــم ملظاهــر‬ ‫جــودة خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة املقدمــة بالفعــل‬ ‫مــن رشكــة موبايــي لالتصــاالت‪.‬‬ ‫مراجعة الدراسات السابقة‬ ‫قــام الباحــث بمراجعــة الدراســات الســابقة ذات‬ ‫االرتب��اط؛ وذل�كـ للإملــام بموضــوع الدراســة مــن‬ ‫الناحيــة النظريــة‪ ،‬وفيــا يــي عــرض هــذه الدراســات‪:‬‬ ‫تناولــت دراســة )‪Cronin and Taylor (1992‬‬ ‫حتديــد طبيعــة العالقــة بــن جــودة اخلدمــة ورضــا‬ ‫العميــل مــن ناحيــة‪ ،‬وبــن جــودة اخلدمــة والنوايــا‬ ‫الرشائيــة لــدى العميــل مــن ناحيــة أخــرى‪ .‬وأشــارت‬ ‫نتائــج هــذه الدراســة إىل أن قيــاس جــودة اخلدمــة عــى‬ ‫أســاس األداء ‪ SERVPERF‬يعــد وســيلة متطــورة‬ ‫وأكثــر كفــاءة مــن القيــاس عــى أســاس الفجــوة بــن‬ ‫اإلدراكات والتوقعــات ‪ .SERVQUAL‬كــا أشــارت‬ ‫النتائــج أيضــا إىل أن جــودة اخلدمــة تبــن رضــا العميــل‬ ‫الــذي لــه تأثــر معنــوي أكــر عــى النوايــا الرشائيــة‬ ‫مقارنــة بتأثــر جــودة اخلدمــة‪.‬‬ ‫وأجريــت دراســة (‪ Teas (1993‬هبــدف تقييــم‬ ‫نــاذج قيــاس جــودة اخلدمــة الشــائعة وهــي‪ :‬نمــوذج‬ ‫الفجــوة ‪ SERVQUAL‬ونمــوذج األداء الفعــي‬ ‫‪ SERVPERF‬ونــاذج أخــرى (مثــل نمــوذج تقييــم‬

‫‪264‬‬

‫عادل محمود طريح‬

‫األداء ‪ ،)EP‬ثــم دراســة تأثــر التوقعــات املثاليــة‬ ‫للعميــل عنــد قيــاس اجلــودة‪ .‬وأشــارت نتائــج هــذه‬ ‫الدراســة إىل مــا يــي‪:‬‬ ‫ •أن نمــوذج الفجــوة يصلــح فقــط لقيــاس جــودة‬ ‫اخلدمــة يف حــاالت التأكــد التــام – مــن قبــل‬ ‫مســتخدم اخلدمــة – بشــأن خصائــص اخلدمــة‪.‬‬ ‫ •أن زيــادة األداء املــدرك عــن التوقعــات ال يعكــس‬ ‫بالــرورة زيــادة مســتوى اخلدمــة‪.‬‬ ‫ •أن ظهــور الفجــوات الســلبية قــد حيــدث أحيانــا‬ ‫نتيجــة مثاليــة توقعــات العمــاء‪ ،‬األمــر الــذي‬ ‫يدعــو إىل التشــكك يف مصداقيــة مقيــاس الفجــوة‪.‬‬ ‫وأشــارت نتائــج دراســة ‪Cavaness and‬‬ ‫)‪ Manoochehri (1993‬إىل أن هنــاك مخســة‬ ‫مقومــات أساســية لتحســن جــودة اخلدمــة‪ ،‬هــى‪:‬‬ ‫فهــم احتياجــات وتوقعــات العمــاء‪ ،‬حتديــد أهــداف‬ ‫املنظمــة ومعايــر تقديــم اخلدمــة للعمــاء‪ ،‬إســناد مهام‬ ‫أكــر ومنــح تدريــب أكثــر للموظفــن‪ ،‬إتاحــة الفرصــة‬ ‫للعمــاء غــر الراضــن لتقديــم الشــكاوى‪ ،‬واالهتــام‬ ‫هبــا بنــاء عــى ثقافــة اجلــودة داخــل املنظمــة بــا يســمح‬ ‫بالتحســن املســتمر يف أداء اخلدمــة‪.‬‬ ‫ومــن أهــم مــا توصلــت إليــه دراســة الصحــن‬ ‫(‪ )1994‬وجــود اختالفــات يف األمهيــة النســبية ألبعاد‬ ‫جــودة اخلدمــة املرصفيــة؛ حيــث جــاء بعــد االعتامديــة‬ ‫يف املرتبــة األوىل‪ ،‬وبعــد االســتجابة يف املرتبــة الثانيــة‪،‬‬ ‫ثــم بعــد األمــان‪ ،‬يليــه بعــد التجســيد (امللموســية)‪،‬‬ ‫ـرا التعاطــف‪ .‬كــا وجــد اختــاف بــن مقيــاس‬ ‫وأخـ ً‬ ‫التوقعــات ومقيــاس األداء الفعــي يف تفســر التبايــن‬ ‫يف جــودة اخلدمــة املدركــة‪ ،‬وأوضحــت الدراســة‬ ‫وجــود عالقــة ارتبــاط بــن جــودة اخلدمــة ورضــا‬ ‫العمــاء عــن هــذه اخلدمــة‪.‬‬ ‫بينــا تعــد دراســة إدريــس (‪ )1996‬امتــدادا لغريهــا‬ ‫مــن الدراســات التــي اهتمــت بقيــاس جــودة اخلدمــة‬ ‫وذلــك بتطبيــق مقيــاس الفجــوة بــن اإلدراكات‬ ‫والتوقعــات (‪ (SERVQUAL‬يف جمــال اخلدمــة‬ ‫الصحيــة احلكوميــة يف دولــة الكويــت‪ .‬وقــد كشــفت‬ ‫نتائــج التحليــل اإلحصائــي عــن وجــود فجــوة‬ ‫ســلبية بــن توقعــات املــرىض لبعــض مظاهــر جــودة‬ ‫اخلدمــة الصحيــة‪ ،‬مثــل الشــعور باألمــان‪ ،‬التعاطــف‪،‬‬ ‫األجهــزة واملعــدات الطبيــة‪ ،‬وبــن إدراكات اإلدارة‬ ‫يف هــذه املؤسســات ملثــل هــذه التوقعــات‪ ،‬وذلــك‬ ‫بــا يعكــس عجــز اإلدارة عــن إدراك احتياجــات‬ ‫ورغبــات املــرىض‪ .‬ومــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬تبــن أن هناك‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫فجــوة ســلبية أكثــر وضوحــا بــن مــا يتوقعــه املــرىض‬ ‫ملظاهــر جــودة هــذه اخلدمــة كافــة وبــن إدراكاهتــم‬ ‫للخدمــة املقدمــة‪ ،‬وذلــك بــا يعكــس عــدم قــدرة هــذه‬ ‫املؤسســات عــى مقابلــة توقعــات املــرىض نحــو هــذه‬ ‫اخلدمــة‪ ،‬ومــن ثــم انخفــاض مســتوى جودهتــا‪ .‬كــا‬ ‫أظهــرت النتائــج أن مقيــاس الفجــوة يتمتــع بدرجــة‬ ‫عاليــة إىل حــد مــا بالثبــات واملصداقية يف تفســر التباين‬ ‫يف اجلــودة الكليــة املدركــة للخدمــة الصحيــة وحتديــد‬ ‫األمهيــة النســبية ألبعادهــا ومظاهرهــا املختلفــة‪.‬‬ ‫وخلصــت دراســة (‪ Yavas et al. (1997‬إىل أن‬ ‫أي نجــاح لربنامــج مطبــق مــن املصــارف حــول جــودة‬ ‫اخلدمــة يمكــن قياســه فقــط بواســطة إجيــاد عمــاء‬ ‫جــدد راضــن عــن اخلدمــة‪ ،‬واالحتفــاظ هبــم‪ ،‬كذلــك‬ ‫فــإن عــى املوظفــن املســؤولني عــن تقديــم اخلدمــة‬ ‫االهتــام برغبــات العمــاء‪ ،‬باإلضافــة إىل رغبــات‬ ‫املوظفــن الذيــن يقدمــون هــذه اخلدمــة‪.‬‬ ‫بينــا خلصــت دراســة (‪Bloemer et al. (1998‬‬ ‫إىل أن رؤيــة العمــاء عــن املــرف تؤثــر بشــكل‬ ‫غــر مبــارش عــى والئهــم لــه عــر إشــباع رغباهتــم‪،‬‬ ‫وكذلــك فــإن إشــباع رغبــة العمــاء يؤثــر عــى والئهم‬ ‫للمــرف‪ .‬كــا أن مصداقيــة املــرف ( ُبعــد اجلــودة)‬ ‫ووضعــه يف الســوق ( ُبعــد الرؤيــة أو الصــورة) تعــد‬ ‫ـؤرشا مهــا عــى االنتــاء للمــرف‪.‬‬ ‫مـ ً‬ ‫ومــن أهــم مــا توصلــت إليــه دراســة معــا (‪)1998‬‬ ‫أن مســتوى جــودة اخلدمــات املرصفيــة املقدمــة فعليــا‬ ‫مــن قبــل املصــارف التجاريــة كان منخفضــا باملقارنــة‬ ‫مــع مســتوى اجلــودة الــذي يتوقعــه هــؤالء العمــاء‬ ‫فيــا يقــدم هلــم مــن خدمــات مرصفيــة‪ .‬كذلــك‬ ‫أوضحــت نتائــج الدراســة أنــه ال يوجــد اختــاف بني‬ ‫نتائــج قيــاس جــودة اخلدمة باســتخدام )مقياس األداء‬ ‫الفعــي ‪ /‬اجلــودة املدركــة مــن قبــل العمــاء) ومقيــاس‬ ‫نظريــة الفجــوة املتمثــل يف الفــرق بــن اجلــودة املتوقعــة‬ ‫واجلــودة الفعليــة املدركــة‪ ،‬كــا أظهــرت الدراســة أنــه‬ ‫كان لــكل مــن متغــري عــدد ســنوات التعامــل مــع‬ ‫املــرف ومــدى تكــرار التعامــل معــه أثــر مبــارش عىل‬ ‫تقييــم العمــاء جلــودة اخلدمــات املرصفيــة‪ ،‬يف حــن مل‬ ‫يكــن لعــدد املصــارف التــي يتعامــل معهــا العميــل أي‬ ‫آثــار تذكــر عــى هــذا التقييــم‪ .‬وقــد أوصــت الدراســة‬ ‫بــرورة قيــام اإلدارة يف املصــارف التجاريــة العاملــة‬ ‫باململكــة األردنيــة اهلاشــمية بتبنــي برامــج لتطويــر‬ ‫وحتســن مســتوى جــودة مــا تقدمــه مــن خدمــات‬ ‫وخاصــة مــع زيــادة املنافســة يف الســوق املرصفيــة‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫وبــروز جــودة اخلدمــة كمزيــة تنافســية يف مثــل هــذه‬ ‫الســوق‪.‬‬ ‫وهدفــت دراســة العــاق (‪ )2000‬تعــرف تقييــم‬ ‫املســافرين ملســتوى جــودة اخلدمــات التــي تقدمهــا‬ ‫رشكات الطــران ســواء مــن ناحيــة توقعاهتــم‬ ‫بخصــوص ذلــك‪ ،‬أو إدراكهــم ملســتوى جــودة‬ ‫خدمــات الطــران املقدمــة هلــم فعليــا‪ ،‬واختبــار صحــة‬ ‫مقيــاس جــودة اخلدمــة الــذي اقرتحــه مقيــاس الفجــوة‬ ‫(‪.)Parasuraman et al., 1985‬‬ ‫واســتخدمت دراســة (‪Caruana et al. (2000‬‬ ‫مقيــاس الفجــوة ‪ SERVQUAL‬لقيــاس جــودة‬ ‫اخلدمــة يف جمــال الرعايــة الصحيــة‪ ،‬مــن منطلــق أنــه‬ ‫األكثــر انتشــارا دون ذكــر مــررات قويــة لســبب‬ ‫االختيــار ســوى أنــه األكثــر انتشــارا أو تطبيقــا يف‬ ‫الدراســات املتخصصــة‪ .‬ولعــل التربيــرات الضعيفــة‬ ‫الختيــار النمــوذج املســتخدم لقيــاس اجلــودة يف بعــض‬ ‫الدراســات وجتاهلهــا يف بعــض األحيــان كان هلــا أكــر‬ ‫األثــر يف ظهــور تيــار البحــوث املقارنــة للمقاييــس‬ ‫املســتخدمة لقيــاس اجلــودة‪.‬‬ ‫ومــن أهــم نتائــج دراســة (‪Othman and Owen‬‬ ‫‪ (2000‬التــي طبقــت عــى املصــارف اإلســامية‬ ‫بدولــة الكويــت أهنــا توصلــت إىل أن بعــد امللموســية‬ ‫واالعتامديــة مــن أهــم األبعــاد يف مقيــاس الفجــوة‪،‬‬ ‫وبعــد التعاطــف كان األقــل أمهيــة‪.‬‬ ‫بينــا أوصــت دراســة الشــميمري (‪ )2001‬التــي‬ ‫طبقــت عــى خدمــات الربيــد الســعودي بــرورة‬ ‫االســتعانة بمقيــاس لــأداء معتمــد وموثــوق‬ ‫يســتطيع حتديــد أبعــاد جــودة اخلدمــة وســبل‬ ‫تقويمهــا‪ ،‬واالهتــام بتحليــل األداء وتقويــم اخلدمــة‬ ‫مــن وجهــة نظــر املســتخدمني واعتبارهــم عمــاء‬ ‫حيــرص الربيــد عــى معرفــة حاجاهتــم ورغباهتــم‪،‬‬ ‫وزيــادة الصناديــق الربيديــة الشــخصية‪ ،‬والعمــل‬ ‫عــى ترسيــع اإلجــراءات يف معاجلــة الربيــد الصــادر‬ ‫والــوارد‪ ،‬وإعــداد الدراســات الســوقية ملعرفــة معــامل‬ ‫التطــور والنمــو يف الســوق وأثــر املنافســة الداخليــة‬ ‫واخلارجيــة يف مســتقبل اخلدمــة يف اململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية‪.‬‬ ‫وأظهــرت نتائــج دراســة املعيــوف (‪ )2001‬أن‬ ‫عمــاء املصــارف الوطنيــة الســعودية‪ ،‬وعمــاء‬ ‫املصــارف املشــركة خيتلفــون يف أمهيــة عوامــل‬ ‫اختيارهــم للمصــارف‪ ،‬وأن أهــم عوامــل اختيــار‬ ‫العمــاء الســعوديني للمصــارف تنحــر يف مخســة‬

‫‪265‬‬


‫استخدام مقياس الفجوة بين اإلدراكات والتوقعات لقياس جودة الخدمة بالتطبيق على خدمة االتصاالت ‪...‬‬

‫عوامــل‪ ،‬هــي‪ :‬الشــبكة الواســعة مــن الفــروع‪ ،‬الثقــة‬ ‫يف قــدرة املــرف عــى املنافســة‪ ،‬معاملــة موظفــي‬ ‫املــرف‪ ،‬انتشــار أجهــزة الــرف اآليل‪ ،‬وســمعة‬ ‫املــرف‪ .‬وأوصــت الدراســة بــأن تعطــي املصــارف‬ ‫الوطنيــة أمهيــة أكــر لتعامــل موظفيهــا مــع العمــاء؛‬ ‫وذلــك مــن خــال إحلاقهــم بربامــج تدريبيــة خاصــة‬ ‫إلكســاهبم املهــارات الالزمــة يف التعامــل مــع العمــاء‬ ‫قبــل مبارشهتــم ملهامهــم الوظيفيــة‪ ،‬وينبغــي عــى‬ ‫املصــارف الوطنيــة أن تعطــي أمهيــة خاصــة الختيــار‬ ‫املوظفــن الذيــن تــوكل إليهــم مهــام خدمــة العمــاء‪،‬‬ ‫وذلــك وفقــا ملعايــر علميــة وموضوعيــة‪ ،‬وأن تــويل‬ ‫املصــارف مزيــدا مــن االهتــام لســمعتها وقدراهتــا‬ ‫عــى املنافســة والبقــاء يف الســوق املــريف‪ ،‬وذلــك‬ ‫مــن خــال تصميــم برامــج تســويقية موجهــة إىل‬ ‫العمــاء هتــدف إىل إقناعهــم بقدرهتــا عــى البقــاء‬ ‫واالســتمرارية‪.‬‬ ‫وبحثــت دراســة بــركات (‪ )2001‬يف مــدى‬ ‫اســتخدام إدارة مــرو األنفــاق بالقاهــرة لألســلوب‬ ‫املناســب يف قيــاس رضــا الــركاب عــن جــودة اخلدمــة‬ ‫املقدمــة إليهــم‪ ،‬وتوصلــت إىل أن هنــاك عــرة أبعــاد‬ ‫أساســية جلــودة خدمــة مــرو األنفــاق مــن أمههــا‬ ‫امللموســية‪ ،‬االعتامديــة‪ ،‬األمــان والضــان‪.‬‬ ‫وركــزت دراســة طريــح (‪ )2001‬عــى مقدمــات‬ ‫اخلدمــات اهلاتفيــة باخلطــوط األماميــة مــن اإلنــاث‬ ‫بقطــاع االتصــاالت اهلاتفيــة بإمــارة أبــو ظبــي بدولــة‬ ‫اإلمــارات العربيــة املتحــدة‪ ،‬ومــدى توجههــن‬ ‫بالعمــاء واملبيعــات ‪Customer –Oriented‬‬ ‫‪ .Selling‬ومــن أهــم نتائجهــا أن مقدمــات اخلدمــات‬ ‫اهلاتفيــة يملــن إىل التوجــه بالعمــاء أكثــر مــن التوجــه‬ ‫باملبيعــات وفقــا ملقيــاس ‪SOCO‬؛ لذلــك كانــت مــن‬ ‫أهــم توصيــات الدراســة رضورة هتيئــة وتدريــب‬ ‫مقدمــات اخلدمــات عــى كل مــن االهتــام بالعمــاء‬ ‫واملبيعــات معــا‪.‬‬ ‫بينــا أوضحــت نتائــج دراســة معــا والطائــي‬ ‫(‪ )2002‬أن تقييــم الســياح العــرب جلــودة اخلدمــات‬ ‫الفندقيــة باململكــة األردنيــة اهلاشــمية كان ســلب ًّيا‪،‬‬ ‫كــا أكــدت النتائــج عــدم وجــود أي آثــار للعوامــل‬ ‫الديموجرافيــة عــى تقييــم الســياح العــرب للجــودة‬ ‫باســتثناء عامــل اجلنســية‪ ،‬الــذي كانــت لــه آثــار‬ ‫ذات داللــة إحصائيــة عــى تقييــم اجلــودة‪ .‬ومــن أهــم‬ ‫توصيــات الدراســة رضورة قيــام اإلدارات يف الفنادق‬ ‫العاملــة يف اململكــة األردنيــة اهلاشــمية بتحســن‬

‫‪266‬‬

‫عادل محمود طريح‬

‫وتطويــر مســتوى جــودة اخلدمــات الفندقيــة التــي‬ ‫تقدمهــا بــا يرقــى هبــا إىل مســتوى توقعــات الســياح‬ ‫العــرب؛ وذلــك عــن طريــق وضــع خطــة متكاملــة‬ ‫وشــاملة لتطويــر خمتلــف جوانــب اخلدمــة الفندقيــة‪،‬‬ ‫وأيضــا رضورة تبنــي اإلدارات يف الفنــادق العاملــة يف‬ ‫اململكــة األردنيــة اهلاشــمية برامــج تدريبيــة وتأهيليــة‬ ‫فعالــة مــن شــأهنا اإلســهام يف تطويــر مهــارات‬ ‫وســلوكيات التعامــل لــدى الكــوادر العاملــة فيهــا‪،‬‬ ‫وخاصــة العاملــة يف جمــاالت التســويق‪« :‬الرتويــج ‪/‬‬ ‫العالقــات العامــة»‪.‬‬ ‫وتناولــت دراســة (‪Johnson and Anuchit‬‬ ‫‪ (2002‬حتديــد مــا إذا كان مقيــاس الفجــوة‬ ‫‪ SERVQUAL‬يســتطيع قيــاس جــودة اخلدمــة‬ ‫املدرك��ة لعم�لاء خدم��ات االتص��االت اهلاتفي��ة؛‬ ‫حيــث أكــدت الدراســة أنــه مناســب يف جمــال هــذا‬ ‫النــوع مــن اخلدمــات‪ ،‬مــع مراعــاة إعــادة تقديــر جــودة‬ ‫اخلدمــة املدركــة بشــكل منتظــم لتفعيــل جمهــودات‬ ‫حتســن جــودة اخلدمــة‪.‬‬ ‫ومــن أهــم نتائــج دراســة (‪Jabnoun and Al-‬‬ ‫‪ Tamimi (2002‬التــي طبقــت عــى املصــارف‬ ‫التجاريــة بدولــة اإلمــارات العربيــة املتحــدة أن بعــد‬ ‫االعتامديــة مــن أهــم األبعــاد‪ ،‬يليــه األمــان‪ ،‬التعاطف‪،‬‬ ‫االســتجابة‪ ،‬اجلوانــب امللموســة‪.‬‬ ‫بينــا هدفــت دراســة اإلمــام (‪ )2003‬إىل قيــاس‬ ‫جــودة اخلدمــة الصحيــة يف املستشــفيات اجلامعيــة‬ ‫واخلاصــة باســتخدام أشـ َـهر مقياســن جلــودة اخلدمــة‪،‬‬ ‫مهــا‪ :‬مقيــاس مقارنــة اإلدراكات بالتوقعــات بــاألداء‬ ‫‪ ،SERVQUAL‬ومقياس األداء فقط ‪SERVPERF‬؛‬ ‫وذلــك لتحديــد أهيــا أكفــأ يف تفســر التبايــن يف جــودة‬ ‫اخلدمــة الصحيــة‪ ،‬باإلضافــة إىل تعــرف مــدى إدراك‬ ‫العوامــل املحــددة جلــودة اخلدمــة الصحيــة لــدى‬ ‫عمــاء املستشــفيات اجلامعيــة واخلاصــة وإدراكهــم‬ ‫للجــودة الكليــة للخدمــة الصحيــة‪ ،‬وأيضــا بيــان‬ ‫األمهيــة النســبية ملحــددات (أبعــاد) جــودة اخلدمــة‬ ‫الصحيــة لــدى العمــاء‪ ،‬وتعــرف درجــة تأثــر كل مــن‬ ‫أبعــاد جــودة اخلدمــة الصحيــة‪ ،‬واجلــودة الكليــة عــى‬ ‫الرضـ�ا العام لعمـلاء املستشـ�فيات اجلامعيـ�ة واخلاصة‪.‬‬ ‫وأوصــت الدراســة بــرورة وضــع خمصصــات ماليــة‬ ‫ختصــص ألغــراض تدريــب املوظفــن والعمــل عــى‬ ‫حتســن مهاراهتــم‪.‬‬ ‫وأظهــرت دراســة )‪ Chicui et al. (2003‬أن‬ ‫مقيــاس اجلــودة املدركــة ليــس أفضــل مــن مقيــاس‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫جــودة اخلدمــة عنــد اســتخدامه يف كوريــا اجلنوبيــة‪،‬‬ ‫كذلــك فإنــه مــن الناحيــة النظريــة والعمليــة ال يمكــن‬ ‫النظــر إىل مقيــاس جــودة اخلدمــة املدركــة عــى أنــه‬ ‫يعطــي نتائــج أفضــل مــن مقيــاس جــودة اخلدمــة‪.‬‬ ‫وأضافــت دراســة (‪ Zhou (2004‬أن االختالفــات‬ ‫الثقافيــة بــن املجتمعــات تؤثــر يف التوقعــات‪ ،‬وىف‬ ‫طريقــة تقييــم العميــل جلــودة اخلدمــة‪ ،‬األمــر الــذي‬ ‫يدفعــه لتفضيــل املقيــاس املبنــي عــى األداء الفعــي عند‬ ‫تقييــم جــودة اخلدمــات املرصفيــة‪ ،‬وهــو مــا دعمتــه‬ ‫النتائــج التــي أكــدت تفــوق مقيــاس ‪SERVPERF‬‬ ‫عــى مقيــاس ‪ SERVQUAL‬يف التنبــؤ برضــا العميــل‬ ‫يف جمــال اخلدمــات املرصفيــة‪.‬‬ ‫وأجريــت دراســة )‪ Kim et al. (2005‬هبــدف‬ ‫اختبــار نموذجــي قيــاس الفجــوة ‪(SERVQUAL‬‬ ‫)‪ and SERVPERF‬لتحديــد مــدى صالحيــة‬ ‫كل مقيــاس يف قيــاس اجلــودة يف جمــال خدمــات‬ ‫أنظمــة املعلومــات )‪ (IS‬والتــى تقــوم بخدمــة تقديــم‬ ‫املعلومــات للــركات املختلفــة‪ ،‬وبيــان مــدى قــدرة‬ ‫كل مقيــاس يف تفســر رضــا العميــل‪ .‬وأشــارت نتائــج‬ ‫هــذه الدراســة إىل أن نمــوذج ‪ SERVPERF‬يفــوق‬ ‫نمــوذج الفجــوة مــن حيــث قدرتــه التنبؤيــة للرضــا‪.‬‬ ‫وهدفــت دراســة وادي وعاشــور (‪ )2005‬إىل‬ ‫التوصــل إىل أهــم أبعــاد جــودة اخلدمــات املرصفيــة‬ ‫املقدمــة للعمــاء‪ .‬وأوضحــت نتائــج الدراســة أن‬ ‫هنــاك فجــوة يف مجيــع أبعــاد اجلــودة اخلمســة‪ :‬العنارص‬ ‫املاديــة امللموســة‪ ،‬األمــان‪ ،‬االعتامديــة‪ ،‬التعاطــف‪،‬‬ ‫االســتجابة‪ ،‬وأن توقــع العمــاء أعــى ممــا يدركونــه‬ ‫حقيقــة مــن اخلدمــات املرصفيــة املقدمــة‪ ،‬وأن أفضــل‬ ‫حمــددات اجلــودة هــو عنــر األمــان‪ ،‬وأســوأ حمددات‬ ‫اجلــودة هــو التعاطــف‪ .‬ومــن أهــم توصيــات الدراســة‬ ‫رضورة أخــد توقعــات العمــاء وتطلعاهتــم باالعتبــار‬ ‫عنــد تقديــم اخلدمــات‪.‬‬ ‫وهدفــت دراســة أبــو معمــر (‪ )2005‬إىل التوصــل‬ ‫إىل أهــم أبعــاد جــودة اخلدمــات املرصفيــة‪ ،‬وخلصــت‬ ‫إىل وجــود اختــاف يف األمهيــة النســبية ألبعــاد جــودة‬ ‫اخلدمــة؛ حيــث احتــل بعــد االعتامديــة أول قائمــة‬ ‫اهتــام العمــاء يليــه بعــد األمــان ثــم بعــد التجســيد‬ ‫(امللموســية) يليــه بعــد االســتجابة‪ ،‬بينــا احتــل بعــد‬ ‫التعاطــف الرتتيــب األخــر يف األمهيــة النســبية‪ .‬ومــن‬ ‫أهــم توصيــات الدراســة رضورة االهتــام بزيــادة الثقة‬ ‫بــن املــرف وعمالئــه‪ ،‬وتفهــم توقعــات العمــاء؛‬ ‫وذلــك لتطويــر وحتســن اخلدمــة املقدمــة هلــم‪.‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫وهدفــت دراســة شعشــاعة (‪ )2005‬إىل التوصــل‬ ‫إىل أهــم أبعــاد جــودة اخلدمــات املرصفيــة‪ ،‬وأشــارت‬ ‫نتائــج الدراســة إىل أن تقييــم العمالء جلــودة اخلدمات‬ ‫الفعليــة إجياب ًّيــا وجيــدً ا‪ ،‬إال أنــه ال يصــل إىل مســتوى‬ ‫توقعاهتــم‪ ،‬كــا أشــارت نتائــج الدراســة إىل أن‬ ‫العمــاء يعطــون أمهيــة نســبية أكــر لبعــد االعتامديــة‬ ‫عنــد تقييمهــم جلــودة اخلدمــات املقدمــة‪ ،‬وجــاء ُبعــد‬ ‫الثقــة (األمــان) يف املرتبــة الثانيــة َبعــد االســتجابة‪ ،‬ثــم‬ ‫بعــد التعاطــف وبعــد امللموســية‪.‬‬ ‫وهدفــت دراســة الطالــب (‪ )2006‬إىل التوصــل‬ ‫إىل أهــم أبعــاد جــودة اخلدمــة باملصــارف اإلســامية‪،‬‬ ‫وتوصلــت الدراســة إىل أن االنطبــاع اإلجيــايب عــن‬ ‫جــودة اخلدمــات املرصفيــة اإلســامية كان يف جمــال‬ ‫اجلوانــب املاديــة امللموســة‪ ،‬االســتجابة‪ ،‬التعاطــف‪،‬‬ ‫أمــا يف جمــال االعتامديــة واألمــان فلــم يكــن بالدرجــة‬ ‫التــي تــريض عمــاء عينــة جمتمــع البحــث‪.‬‬ ‫ومــن خــال مراجعــة الباحــث للدراســات‬ ‫العربيــة الســابقة‪ ،‬والتــى طبقــت غالبــا عــى اخلدمــات‬ ‫(املرصفيــة – الفندقيــة – الصحيــة – الطــران) ببلــدان‬ ‫عربيــة خمتلفــة‪ ،‬توصــل إىل أن ترتيــب أبعــاد جــودة‬ ‫اخلدمــة (امللموســية‪ ،‬االعتامديــة‪ ،‬االســتجابة‪ ،‬األمــان‪،‬‬ ‫والتعاطــف) اختلفــت مــن دراســة ألخــرى‪ ،‬كــا‬ ‫يتضــح أن قيــاس جــودة خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة‬ ‫مل تتناولــه أيــة دراســة علميــة‪ ،‬وباألحــرى التــي طبقــت‬ ‫عــى الســوق الســعودي‪.‬‬ ‫ومــن خــال مراجعــة الدراســات األجنبيــة اتضــح‬ ‫مــا يــي‪:‬‬ ‫ •عــدم وجــود تصنيــف موحــد ألبعــاد جــودة‬ ‫اخلدمــة حيظــى بقبــول مجيــع الباحثــن املهتمــن‬ ‫بقيــاس جــودة اخلدمــة‪.‬‬ ‫ •وجــود مقياســن متعــارف عليهــا لقيــاس جــودة‬ ‫اخلدمــة‪:‬‬ ‫ املقيــاس األول يســمى مقيــاس الفجــوة‬‫‪ SERVQUAL‬ويقــوم عــى حتديــد الفجــوة مــن‬ ‫خــال القيــام بقيــاس إدراكات وتوقعــات العمــاء‬ ‫وحتديــد الفجــوة‪.‬‬ ‫ املقيــاس الثــاين يســمى مقيــاس األداء الفعــي‬‫‪ SERVPERF‬الــذي يعتمــد عــى قيــاس األداء‬ ‫الفعــي للخدمــة املقدمــة فقــط (اجلــودة – األداء)‪.‬‬ ‫واالختــاف الوحيــد بينهــا ينحــر يف احتــواء‬ ‫مقيــاس الفجــوة عــى جمموعتــن مــن العبــارات‪:‬‬ ‫تقيــس املجموعــة األوىل توقعــات العمــاء بشــأن‬

‫‪267‬‬


‫استخدام مقياس الفجوة بين اإلدراكات والتوقعات لقياس جودة الخدمة بالتطبيق على خدمة االتصاالت ‪...‬‬

‫اخلدمــة املقدمــة‪ ،‬وتقيــس املجموعــة الثانيــة األداء‬ ‫الفعــي للخدمــة‪ ،‬يف حــن يقتــر مقيــاس األداء‬ ‫الفعــي عــى جمموعــة العبــارات التــي تقيــس األداء‬ ‫الفعــي للخدمــة فقــط‪.‬‬ ‫ •أن ترتيــب أبعــاد جــودة اخلدمــة يتوقــف عــى‬ ‫طبيعــة اخلدمــة نفســها ســواء تــم االســتعانة‬ ‫بمقيــاس الفجــوة أو بتصميــم مقيــاس جلــودة‬ ‫اخلدمــة املعنيــة مســتفيدا مــن الدراســات الســابقة‬ ‫يف هــذا املجــال‪.‬‬ ‫ •تأكيــد العديــد مــن الدراســات الســابقة ســواء‬ ‫العربيــة أو األجنبيــة عــى صالحيــة كل مــن‬ ‫مقيــايس الفجــوة واألداء الفعــي يف قيــاس اجلــودة‬ ‫يف أنــواع عديــدة مــن اخلدمــات‪.‬‬ ‫ •أن جهــود الباحثــن مــا زالــت مســتمرة يف حماولــة‬ ‫للتوصــل ملقاييــس جلــودة اخلدمــة يف القطاعــات‬ ‫املختلفــة تعكــس األبعــاد احلقيقيــة للجــودة يف كل‬ ‫قطــاع وتتســم‪ ،‬بالدقــة واملوضوعيــة‪.‬‬ ‫حدود البحث‬ ‫اقتــر هذا البحث عىل ما ييل‪:‬‬ ‫ ‪1.‬عمــاء رشكــة موبايــي لالتصــاالت ‪mobily.‬‬ ‫‪ com.sa.‬مــن الســعوديني واملقيمــن الناطقــن باللغــة‬ ‫العربيــة باململكــة‪ ،‬ومــن ثــم مل يأخــذ الباحــث يف‬ ‫االعتبــار الناطقــن بلغــات أخــرى غــر العربيــة‪،‬‬ ‫لصعوبــة توافــر مقابلــن غــر ناطقــن بالعربيــة‬ ‫يمكنهــم التعامــل مــع مفــردات جمتمــع بحــث ناطــق‬ ‫باللغــة العربيــة‪ .‬ومل تأخــذ الدراســة أيضــا عمــاء‬ ‫الرشكــة مــن احلجــاج واملعتمريــن‪ ،‬وهــم عمــاء‬ ‫مؤقتــون عابــرون‪ ،‬قــرار اختيارهــم خلدمــات رشكــة‬ ‫موبايــي لالتصــاالت دون غريهــا ال ينبــع مــن‬ ‫القناعــات نفســها للعمــاء مــن املواطنيــن واملقيمــن‪.‬‬ ‫ورشكــة موبايــي لالتصــاالت أنشــئت عــام ‪2004‬‬ ‫برأســال إمــارايت بالدرجــة األوىل‪ ،‬ورخصــت هلــا‬ ‫احلكومــة بالدخــول إىل ســوق االتصــاالت يف اململكــة‬ ‫بموجــب رخصــة مدفوعــة ملــدة ‪ 25‬عامــا‪ ،‬تســتحوذ‬ ‫حاليــا عــى ‪ % 40‬مــن ســوق خدمــات االتصــاالت‬ ‫اهلاتفيــة اجلوالــة باململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬وتغطــي‬ ‫‪ 35‬مدينــة داخــل اململكــة‪ .‬ولقــد اقتــرت دراســة‬ ‫الباحــث عــى رشكــة موبايــي لالتصــاالت دون رشكــة‬ ‫«‪ ،«STC‬ورشكــة «زيــن« النتشــار مكاتــب رشكــة‬ ‫موبايــي وخاصــة بمحافظــة الطائــف‪ .‬كــا أن عالقات‬ ‫الباحــث بالعديــد مــن مديــري فــروع الرشكــة الرئيســة‬

‫‪268‬‬

‫عادل محمود طريح‬

‫كان حمفــزا لــه عــى تفضيــل التعامــل معهــا‪ ،‬ويمكــن‬ ‫أن متثــل الرشكتــان األخريــان جمــال تطبيــق ألبحــاث‬ ‫مماثلــة أخــرى‪ .‬ولقــد تــم تطبيــق هــذه الدراســة عــى‬ ‫رشكــة موبايــي لالتصــاالت يف منطقــة مكــة املكرمــة‬ ‫بغــرب اململكــة‪ ،‬واقتــرت الدراســة عــى فــروع‬ ‫الرشكــة الرئيســة باملــدن الثــاث (مكــة املكرمــة ‪-‬‬ ‫جــدة ‪ -‬الطائــف)‪ ،‬دون منافــذ الــوكالء املنتــرة‬ ‫ببعــض األحيــاء؛ وذلــك ملــا توصــل إليــه الباحــث مــن‬ ‫ســهولة التعامــل مــع مديــري الفــروع الرئيســة‪ ،‬ومــن‬ ‫ثــم ســهولة التعامــل مــع العمــاء‪ ،‬وأيضــا مقدمــي‬ ‫خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة هبــذه الفــروع‪.‬‬ ‫ ‪2.‬منطقــة مكــة املكرمــة‪ ،‬وذلــك لعمــل الباحــث‬ ‫وأقامتــه هبــا‪ ،‬وحتديــدا بمحافظــة الطائــف‪ ،‬بســبب‬ ‫عملــه كعضــو هيئــة التدريــس بجامعــة الطائــف وقــت‬ ‫إجــراء الدراســة امليدانيــة‪ ،‬كــا أشــار الباحــث لذلــك‬ ‫مــن قبــل‪.‬‬ ‫ ‪3.‬مــن حيــث النــوع اقتــرت الدراســة عــى الذكــور‬ ‫مــن مقدمــي خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة؛ لعــدم‬ ‫الســاح للمــرأة باململكــة بالعمــل باملكاتــب األماميــة‬ ‫بمؤسســات األعــال إال بأقســام الســيدات‪ ،‬وهــو‬ ‫مــا مل ينطبــق عــى حالــة رشكــة موبايــي لالتصــاالت‬ ‫باملنطقــة اجلغرافيــة التــي شــملتها دراســة الباحــث‪.‬‬ ‫ ‪4.‬اقتــرت الدراســة مــن حيــث النــوع عــى‬ ‫«الذكــور مــن عمــاء الرشكــة» لصعوبــة توزيــع قوائــم‬ ‫االســتبانة عــى العمــاء مــن اإلنــاث؛ وذلــك اتباعــا‬ ‫للقواعــد العامــة باململكــة‪ ،‬وعــدم توافــر ســيدات‬ ‫يقمــن بجمــع البيانــات لغــرض إمتــام هــذا البحــث‪.‬‬ ‫ ‪5.‬قيــاس جــودة خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة‬ ‫بمقيــاس الفجــوة ‪ SERVQUAL‬مــن منطلــق أنــه‬ ‫انتشــارا وتطبيقــا يف الدراســات املتخصصــة‬ ‫األكثــر‬ ‫ً‬ ‫‪(Caruana et al., 2000; Johnson and Anuchit,‬‬ ‫)‪ ،2002‬كــا أن املكتبــة التســويقية الســعودية تفتقــد‬

‫إىل تطبيقــات هلــذا املقيــاس بمؤسســات األعــال‬ ‫الوطنيــة‪.‬‬

‫تصميم الدراسة (منهج البحث)‬ ‫يف ضــوء مشــكلة البحــث‪ ،‬وأمهيتــه‪ ،‬وأهدافــه‪،‬‬ ‫وفروضــه‪ ،‬فإنــه تــم اتبــاع املنهجــن الوصفــي‬ ‫والتحليــى‪ ،‬وذلــك للوصــول إىل حتقيــق أهــداف‬ ‫الدراســة‪ ،‬مــن خــال مجــع وتصنيــف وحتليــل‬ ‫البيانــات‪ ،‬والكشــف عــن العالقــات بــن املتغــرات‪.‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫جمتمع الدراسة وعينتها‬ ‫جمتمع الدراسة‬ ‫يتكون جمتمع هذه الدراسة من الفئتني التاليتن‪:‬‬ ‫الفئــة األوىل‪ :‬يتمثــل يف العمــاء احلاليــن برشكــة‬ ‫موبايــي لالتصــاالت يف اململكــة عمومــا‪ ،‬واملنطقــة‬ ‫الغربيــة التــي تشــمل مناطــق عــدة منهــا منطقــة مكــة‬ ‫املكرمــة واملطبــق هبــا البحــث‪.‬‬ ‫الفئــة الثانيــة‪ :‬يتمثــل يف مقدمــي اخلدمــة برشكــة‬ ‫موبايــي لالتصــاالت يف املنطقــة اجلغرافيــة املختــارة‬ ‫لتعــرف آرائهــم‪.‬‬ ‫عينة الدراسة‬ ‫نظــرا لضخامــة حجــم العمــاء املســتفيدين‬ ‫ً‬ ‫مــن اخلدمــة‪ ،‬ومقدمــي اخلدمــة برشكــة موبايــي‬ ‫لالتصــاالت بمنطقــة مكــة املكرمــة‪ ،‬ولقيــود الوقــت‬ ‫والتكلفــة فــإن الباحــث قــرر االعتــاد عــى أســلوب‬ ‫العينــات‪ .‬وتــم ســحب عينتــن مســتقلتني متامــا‪،‬‬ ‫كالتــايل‪:‬‬ ‫ ‪-‬بشــأن عينــة جمتمــع العمــاء‪ ،‬نظـ ًـرا لعــدم لتوافــر‬ ‫كشــف بيــان بعمــاء الرشكــة باملنطقــة اجلغرافيــة حمــل‬ ‫الدراســة حيتــوي عــى األســاء والعناويــن‪ ،‬فقــد اعتمد‬ ‫الباحــث عــى الطريقــة املنتظمــة (الدوريــة) لســحب‬ ‫مفــردات العينــة عــى أســاس اختيــار نقطــة البــدء‪،‬‬ ‫وطــول مســافة الســحب بــكل فــرع مــن فــروع الرشكــة‬ ‫باملنطقــة اجلغرافيــة املختــارة‪ ،‬وبلــغ حجــم عينــة‬ ‫العمــاء (‪ )384‬مفــردة مــن العمــاء احلاليــن عــى‬ ‫أســاس أن حجــم جمتمــع الدراســة (عمــاء الرشكــة)‬ ‫أكثــر مــن نصــف مليــون مشــرك‪ ،‬ونســبة عــدد األفراد‬ ‫الذيــن تتوافــر فيهــم اخلصائــص موضــوع البحــث هــي‬ ‫‪ ،% 50‬وحــدود اخلطــأ يف العينــة هــو ‪ % 5‬بدرجــة‬ ‫ثقــة ‪ ،% 95‬وبعــد اســتبعاد اإلجابــات غــر الصحيحة‬ ‫فــإن عــدد االســتبانات الصحيحــة بلــغ (‪ )221‬بنســبة‬ ‫اســتجابة ‪.% 58‬‬ ‫وتــم حتديــد حجــم العينــة باســتخدام جــداول‬ ‫حتديــد حجــم العينــة (بازرعــة‪)187 ،1996 ،‬‬ ‫واعتمــد الباحــث عــى تســليم «قائمــة االســتبانة»‬ ‫املوجهــة لعمــاء الرشكــة داخــل فــروع رشكــة‬ ‫موبايــي لالتصــاالت‪ ،‬وطلــب الباحــث مــن مفــردة‬ ‫الدراســة أن يقــوم باســتيفائها أثنــاء انتظــاره داخــل‬ ‫الفــرع للحصــول عــى خدمــات الرشكــة‪ ،‬واســتمرت‬ ‫الدراســة امليدانيــة ملفــردات عينــة الدراســة نحــو ‪3‬‬ ‫أســابيع‪.‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫ ‪-‬بشــأن عينــة مقدمــي اخلدمــات‪ ،‬فقــد بلــغ حجــم‬ ‫عينــة مقدمــي اخلدمــة (‪ )278‬مفــردة ممــن تتوافــر فيهــم‬ ‫نســبة اخلصائــص موضــوع البحــث ‪ ،% 50‬بحــدود‬ ‫خطــأ يف العينــة بمقــدار ‪ % 5‬وبدرجــة ثقــة ‪،% 95‬‬ ‫عــى أســاس أن حجــم جمتمــع الدراســة «مقدمــو‬ ‫اخلدمــة» نحــو ‪ 1000‬مفــردة‪( .‬إدارة رشكــة موبايــي‬ ‫لالتصــاالت)‪ ،‬وبلــغ عــدد مــن تعــاون مــع الباحــث‬ ‫(‪ 164‬مفــردة) بنســبة اســتجابة ‪ ،% 59‬وتــم توزيــع‬ ‫«قائمــة االســتبانة» اخلاصــة بمقدمــي اخلدمــات مــن‬ ‫خــال مديــر كل فــرع للرشكــة‪ ،‬وتركهــا‪ ،‬ثــم إعــادة‬ ‫مجعهــا يف وقــت الحــق‪ ،‬واســتغرق ذلــك نحــو شــهر‬ ‫تقريبــا‪.‬‬ ‫أنواع مصادرالبيانات وطريقة مجعها‬ ‫اعتمــد الباحــث عــى نوعــن مــن البيانــات الالزمــة‬ ‫لتحقيــق أهــداف البحــث‪ ،‬كــا يــي‪:‬‬ ‫ ‪1.‬البيانات الثانوية‬ ‫اعتمــد الباحــث يف احلصــول عــى هــذه البيانــات‬ ‫مــن مصادرهــا املختلفــة‪ ،‬وتتمثــل أهــم هــذه املصــادر‬ ‫يف املراجــع العربيــة واألجنبيــة‪ ،‬الدوريــات‪ ،‬البحــوث‬ ‫املنشــورة وغــر املنشــورة ذات االرتبــاط بمجــال‬ ‫البحــث‪ ،‬واإلحصائيــات والتقاريــر املنشــورة اخلاصــة‬ ‫بقطــاع االتصــاالت الســعودية‪ ،‬والــذي طبقــت‬ ‫الدراســة عــى إحــدى الــركات التــي تعمــل مــن‬ ‫خاللــه‪.‬‬ ‫ ‪2.‬البيانات األولية‬ ‫باإلضافــة إىل البيانــات الثانويــة التــي كانــت‬ ‫رضوري��ة لبل��ورة مشــكلة البح��ث وأس��ئلته‪ ،‬ولتحديــد‬ ‫املالمــح األساســية ملجتمــع البحــث‪ ،‬فقــد تــم االعتــاد‬ ‫عــى البيانــات األوليــة الالزمــة لتحقيــق أهــداف‬ ‫البحــث‪ .‬وتــم االعتــاد يف احلصــول عــى البيانــات‬ ‫األوليــة عــى قائمــة االســتبانة كأداة بحثيــة لقيــاس‬ ‫متغــرات الدراســة‪ ،‬ولتحقيــق ذلــك تــم تصميــم‬ ‫قائمتــن لالســتبانة‪:‬‬ ‫األوىل‪ :‬موجهــة للعمــاء املســتفيدين مــن خدمــة‬ ‫االتصــاالت اهلاتفيــة يف رشكــة موبايــي لالتصــاالت‪.‬‬ ‫والثانيــة‪ :‬موجهــة إىل مقدمــي اخلدمــة يف الرشكــة‪.‬‬ ‫وســرد تفاصيــل ذلــك حتــت عنــوان «أســلوب مجــع‬ ‫البيانــات األوليــة والقيــاس»‪.‬‬

‫‪269‬‬


‫استخدام مقياس الفجوة بين اإلدراكات والتوقعات لقياس جودة الخدمة بالتطبيق على خدمة االتصاالت ‪...‬‬

‫أساليب حتليل البيانات‬ ‫تــم اســتخدام بعــض األســاليب اإلحصائيــة‬ ‫املتوافــرة باحلزمــة اإلحصائيــة للعلــوم االجتامعيــة‬ ‫‪ SPSS‬لتحليــل بيانــات الدراســة امليدانيــة‪ ،‬والتــي‬ ‫وجــد أهنــا حتقــق أهــداف البحــث‪ ،‬وهــي‪:‬‬ ‫ ‪1.‬مقاييــس اإلحصــاء الوصفــي ‪Descriptive‬‬ ‫‪:Statistics Measures‬‬ ‫وذلــك لوصــف فئــات الدراســة اعتــادا عــى‬ ‫التكــرارات والنســب املئويــة‪ ،‬ولرتتيــب متغــرات‬ ‫الدراســة طبقــا ألمهيتهــا النســبية باالعتــاد عــى‬ ‫املتوســطات احلســابية واالنحرافــات املعياريــة‪.‬‬ ‫ ‪2.‬اختبــار الصدق‪/‬الثبــات ملقيــاس الفجــوة‬ ‫‪:S E R V Q U A L‬‬ ‫حيــث تــم اســتخدام طريقــة التجزئــة النصفيــة‬ ‫‪ Split–Half‬وذلــك بغــرض حســاب معامــات‬ ‫الثبــات والصــدق ألبعــاد مقيــاس جــودة خدمــات‬ ‫االتصــاالت اهلاتفيــة التــي تقدمهــا رشكــة موبايــي‬ ‫لالتصــاالت (اجلوانــب املاديــة‪ ،‬االعتامديــة‪،‬‬ ‫االســتجابة‪ ،‬األمــان‪ ،‬والتعاطــف)‪.‬‬ ‫ ‪3.‬حساب معاميل الصدق والثبات‪:‬‬ ‫باســتخدام معامــل ‪Reliability Coefficient‬‬ ‫)‪ (Cronbach’s Alpha‬وذلــك لبحــث مــدى االعتــاد‬ ‫عــى نتائــج الدراســة وتعميمهــا‪.‬‬ ‫ ‪4.‬معامل االرتباط ألفا‪:‬‬ ‫وذلــك بغــرض التحقــق مــن درجــة الثبــات يف‬ ‫مقيــاس اإلدراكات‪/‬التوقعــات ‪SERVQUAL‬‬ ‫جلــودة خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة الــذي يمتــاز‬ ‫برتكيــزه عــى اختبــار درجــة التناســق الداخــي بــن‬ ‫حمتويــات أو بنــود املقيــاس اخلاضــع لالختبــار‪.‬‬ ‫ ‪5.‬اختبار ويلكوكسن ‪:Wilcoxon Test‬‬ ‫ملقياســن متامثلــن يف حالــة عينــة واحــدة الختبــار‬ ‫الفــرض اخلــاص بالفجــوة بــن توقعــات العمــاء‬ ‫املســتفيدين مــن خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة‪،‬‬ ‫وإدراكاهتــم ملســتوى هــذه اخلدمــة‪.‬‬ ‫ ‪6.‬اختبار مان‪-‬وتيني ‪:Mann-Whitney Test‬‬

‫لعينتــن مســتقلتني الختبــار الفــرض اخلــاص‬ ‫بالفجــوة بــن توقعــات العمــاء وإدراكات مقدمــي‬

‫‪270‬‬

‫عادل محمود طريح‬

‫اخلدمــة هلــذه التوقعــات حــول مظاهــر جــودة خدمــة‬ ‫االتصــاالت اهلاتفيــة التــي تقدمهــا رشكــة موبايــي‬ ‫لالتصــاالت‪ ،‬وأيضــا الختبــار الفــرض اخلــاص‬ ‫بالفجــوة بــن إدراكات العمــاء وإدراكات مقدمــي‬ ‫اخلدمــة ملظاهــر جــودة خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة‬ ‫التــي تقدمهــا رشكــة موبايــي لالتصــاالت‪.‬‬ ‫ ‪7.‬حتليــل التبايــن (‪Analysis of )ANOVA‬‬ ‫‪:Va r i a n c e‬‬

‫الختبــار الفــروق بــن متوســطات آراء فئــات‬ ‫الدراســة حــول املتغــرات البحثيــة‪ ،‬والــذي يعتمــد‬ ‫عــى التوزيــع االحتــايل ‪ ،F‬عــى أســاس أن العينــات‬ ‫عشــوائية مســتقلة‪ ،‬ومســحوبة مــن جمتمعــات موزعــة‬ ‫توزيعــا طبيعيــا‪.‬‬ ‫ ‪8.‬اختبار (كا‪:Chi – Square )2‬‬ ‫لدراسة معنوية فروق آراء مفردات عينة الدراسة‪.‬‬

‫ ‪9.‬اســتخدام اختباركروســكال واليــس ‪Kruskal‬‬ ‫‪:Wallis test‬‬

‫لقيــاس معنويــة االختــاف بــن توقعــات العمــاء‬ ‫وإدراكات املســؤولني‪.‬‬

‫أسلوب مجع البيانات األولية والقياس‬ ‫مــن اجلديــر بالذكــر أن األبعــاد اخلمســة جلــودة‬ ‫اخلدمــة هــي األبعــاد األساســية جلــودة خدمــة‬ ‫االتصــاالت اهلاتفيــة التــي تقدمهــا رشكــة موبايــي‬ ‫لالتصــاالت باململكــة والتــي تــم اســتخدامها يف‬ ‫هــذا البحــث‪ ،‬وتتمثــل هــذه األبعــاد يف اجلوانــب‬ ‫املاديــة امللموســة‪ ،‬االعتامديــة‪ ،‬االســتجابة‪ ،‬األمــان‪،‬‬ ‫التعاطــف‪ ،‬وتعــرف هــذه األبعــاد بمقيــاس الفجــوة‬ ‫‪ SERVQUAL‬يف أدبيــات تســويق اخلدمــات‪ ،‬والذي‬ ‫يســتخدم الســتقراء إدراكات وتوقعــات املســتفيدين‬ ‫(العمــاء) مــن خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة مــن‬ ‫ناحيــة‪ ،‬وإدراكات القائمــن عــى تقديــم اخلدمــات‬ ‫(مقدمــو خدمــات رشكــة موبايــي لالتصــاالت) مــن‬ ‫ناحيــة أخــرى‪ .‬واعتمــدت الدراســة عــى مقيــاس‬ ‫فجــوة اإلدراكات‪/‬التوقعــات ‪ SERVQUAL‬يف‬ ‫قيــاس جــودة خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة يف رشكــة‬ ‫موبايــي بمنطقــة مكــة املكرمــة (مكــة املكرمــة‪ -‬جــدة‬ ‫ الطائــف)‪.‬‬‫وعـلى ذلــك تــم مجــع البيانــات األوليــة الالزمــة‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫للدراســة مــن خــال اســتخدام األداة البحثيــة «قائمــة‬ ‫االســتبانة»‪ -‬كــا ســبق إيضــاح ذلــك‪ ،-‬ولتحقيــق‬ ‫ذلــك تــم تصميــم قائمتــن لالســتبانة‪:‬‬ ‫ •القائمــة األوىل‪ :‬موجهــة لعمــاء رشكــة موبايــي‬ ‫لالتصــاالت يف منطقــة مكــة املكرمــة (احلاليــن)‪ ،‬وقــد‬ ‫تضمنــت ســؤالني (‪ 25‬عبــارة)‪:‬‬ ‫ ‪-‬متثــل عبــارات الســؤال األول توقعــات العمــاء‬ ‫(املســتقىص منهــم) ملظاهــر جــودة اخلدمــة‪.‬‬ ‫ ‪-‬بينــا ُتثــل عبــارات الســؤال الثــاين إدراكاهتــم‬ ‫ملســتوى األداء الفعــي للخدمــة املقدمــة هلــم‪.‬‬ ‫وقــد ســبق ذلــك طلــب تعــاون موجــه للعميــل حيثــه‬ ‫عــى التعــاون مــع جامــع البيانــات وذلــك باســتيفاء‬ ‫اإلجابــات املناســبة لوجهــة نظــره‪ .‬وتعكــس عبــارات‬ ‫كل ســؤال منهــا األبعــاد اخلمســة الرئيســة جلــودة‬ ‫اخلدمــة كــا حددهــا )‪ Parasuraman et al. (1985‬يف‬ ‫مقيــاس ‪ SERVQUAL‬بعــد تعديلــه عــام (‪،)1988‬‬ ‫وهــي اجلوانــب‪ :‬املاديــة «امللموســية»‪ ،‬االعتامديــة‪،‬‬ ‫االســتجابة‪ ،‬األمــان‪ ،‬التعاطــف‪.‬‬ ‫ •القائمــة الثانيــة‪ :‬املوجهــة إىل مقدمــي اخلدمــة يف‬ ‫رشكــة موبايــي لالتصــاالت‪ ،‬فقــد اشــتملت عــى‬ ‫ســؤال واحــد فقــط‪ ،‬وحيتــوي عــى العبــارات نفســها‬ ‫اخلاصــة بســؤال قيــاس التوقعــات ملظاهــر جــودة‬ ‫خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة يف قائمــة اســتبانة العمــاء‬ ‫املســتفيدين مــن اخلدمــة‪ ،‬وقــد تــم قيــاس إدراكات‬ ‫مقدمــي اخلدمــة يف رشكــة موبايــي لالتصــاالت‬ ‫ملحتويــات هــذا الســؤال بمقيــاس ليكــرت– ‪A Five‬‬ ‫‪ Point likert Scale‬حتــى يمكــن حتويــل املفاهيــم‬ ‫الوصفيــة املجــردة إىل قيــم كميــة يســهل إخضاعهــا‬ ‫للتحليــل اإلحصائــي واختبــار فــروض الدراســة‪،‬‬ ‫وذلــك عــى النحــو التــاىل‪ :‬ممتــازة (‪ ،)5‬جيــدة (‪،)4‬‬ ‫متوســطة (‪ ،)3‬أقــل مــن متوســطة (‪ ،)2‬مقبولــة (‪.)1‬‬ ‫ولقــد تــم تقســيم األســئلة إىل أجــزاء رئيســة‬ ‫تغطــي كل منهــا نقــاط معينــة بالشــكل الــذي يمكــن‬ ‫مــن حتقيــق مــن اختبــار الفــروض‪ ،‬ومــن ثــم حتقيــق‬ ‫أه��داف الدراسةــ‪ ،‬وذل��ك م��ن خلـال اإلجابــات التــي‬ ‫يتــم احلصــول عليهــا‪.‬‬ ‫ويــود الباحــث أن يشــر إىل أن قائمــة االســتبانة‬ ‫املســتخدمة اعتمــدت بشــكل رئيــس عــى مقيــاس‬ ‫اجلــودة (‪ 22‬عبــارة)‪ ،‬وقــام الباحــث بإدخــال‬ ‫تعديــات عليهــا بــا يتــاءم مــع اخلدمــة املقاســة‬ ‫«خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة»‪ ،‬وعرضــت قائمــة‬ ‫االســتبانة عــى عــرة مــن املحكمــن (أعضــاء هيئــة‬

‫التدريــس ببعــض اجلامعــات) وترتــب عــى ذلــك‬ ‫إحــكام صياغــة العبــارات وحــذف وإضافــة بعــض‬ ‫العبــارات حتــت األبعــاد اخلمســة التــي وردت‬ ‫بمقيــاس ‪.SERVQUAL‬‬ ‫اختبــار الصــدق‪ /‬الثبــات ملقيــاس الفجــوة‬

‫‪S E RV Q U A L‬‬

‫تــم اســتخدم طريقــة التجزئــة النصفيــة –‪Split‬‬ ‫‪ Half‬بغــرض حســاب معامــات الصدق‪/‬الثبــات‬

‫ألبعــاد مقيــاس جــودة اخلدمــة (اجلوانــب املاديــة‬ ‫«امللموســية»‪ ،‬االعتامديــة‪ ،‬االســتجابة‪ ،‬األمــان‪،‬‬ ‫التعاطــف) يف رشكــة موبايــي لالتصــاالت‪.‬‬ ‫ويوضــح اجلــدول رقــم (‪ )1‬نتائــج التحليــل‬ ‫ملعامــات االرتبــاط الصدق‪/‬الثبــات ألبعــاد مقيــاس‬ ‫الفجــوة‪:‬‬ ‫جدول رقم (‪ :)1‬معامالت الصدق‪/‬الثبات ألبعاد‬ ‫مقياس الفجوة‬ ‫أبعاد جودة اخلدمة‬ ‫‪ .1‬اجلوانب املادية (امللموسية)‬ ‫‪ .2‬االعتامدية‬

‫‪ .3‬االستجابة‬ ‫‪ .4‬األمان‬

‫‪ .5‬التعاطف‬

‫معامل ثبات كرونباخ ألفا العام‬

‫معامالت‬ ‫الثبات‬

‫معامالت‬ ‫الصدق‬

‫‪0.84‬‬

‫‪0.92‬‬

‫‪0.83‬‬

‫‪0.91‬‬

‫‪0.81‬‬

‫‪0.90‬‬

‫‪0.75‬‬

‫‪0.86‬‬

‫‪0.79‬‬

‫‪0.88‬‬

‫‪0.745‬‬

‫‪-‬‬

‫حيث يتضح من اجلدول رقم (‪ )1‬ما يىل‪:‬‬ ‫بلــغ معامــل ثبــات كرونبــاخ ألفــا ملتغــرات‬ ‫الدراســة «الرئيســية» ‪ ،0.745‬كــا تراوحــت معامالت‬ ‫الثبــات بــن أبعــاد مقيــاس جــودة اخلدمــة بــن ‪،0.75‬‬ ‫‪ 0.84‬كــا تراوحــت قيــم معامــات الصــدق بــن أبعاد‬ ‫مقيــاس جــودة اخلدمــة بــن ‪ 0.92 ،0.86‬وهــي كلهــا‬ ‫قيــم مرتفعــة ممــا يعنــي إمكانيــة االعتــاد بدرجــة ثقــة‬ ‫مرتفعــة عــى هــذا املقيــاس يف احلصــول عــى بيانــات‬ ‫تتصــف بالثبــات إىل حــد كبــر‪ ،‬فضــا عــن إمكانيــة‬ ‫االعتــاد عليــه يف املراحــل الالحقــة مــن التحليــل يف‬ ‫هــذه الدراســة‪.‬‬ ‫كــا قــام الباحــث بحســاب معامــات االرتبــاط‬ ‫بــن متغــرات الدراســة كــا يوضحهــا اجلــدول رقــم‬ ‫( ‪.)2‬‬

‫‪271‬‬


‫استخدام مقياس الفجوة بين اإلدراكات والتوقعات لقياس جودة الخدمة بالتطبيق على خدمة االتصاالت ‪...‬‬

‫متغريات الدراسة‬

‫اجلوانب املادية(امللموسية)‬

‫جدول رقم (‪ :)2‬معامالت االرتباط بني متغريات الدراسة‬

‫عادل محمود طريح‬

‫اجلوانب املادية (امللموسية)‬

‫االعتامدية‬

‫االستجابة‬

‫‪1‬‬

‫‪0.925‬‬

‫‪0.908‬‬

‫‪0.906‬‬

‫‪0.925‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0.894‬‬

‫‪0.937‬‬

‫‪0.869‬‬

‫‪0.908‬‬

‫‪0.894‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0.930‬‬

‫‪0.956‬‬

‫‪0.906‬‬

‫‪0.937‬‬

‫‪0.930‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0.937‬‬

‫‪0.957‬‬

‫‪0.869‬‬

‫‪0.956‬‬

‫‪0.937‬‬

‫‪1‬‬

‫االعتامدية‬

‫االستجابة‬ ‫األمان‬

‫التعاطف‬

‫حيث يتضح من اجلدول رقم (‪ )2‬ما ييل‪:‬‬ ‫قيــم معامــات االرتبــاط بــن كل جمموعــات‬ ‫الدراســة الرئيســة مجيعهــا باملوجــب أكــر مــن (‪)0.8‬‬ ‫ممــا يعنــي وجــود ارتبــاط طــردي قــوي بــن تلــك‬ ‫املجموعــات الرئيســة‪ ،‬كــا يتضــح أن أكــر معامــل‬ ‫ارتبــاط بــن متغرييــن مــن متغــرات الدراســة الرئيســة‬ ‫هــو معامــل االرتبــاط بــن متغــري امللموســية‬ ‫والتعاطــف (‪ ،)0.957‬بينــا بلــغ أقــل معامــل ارتبــاط‬ ‫بــن متغرييــن مــن متغــرات الدراســة الرئيســة هــو‬ ‫معامــل االرتبــاط بــن متغــري االعتامديــة والتعاطــف‬ ‫( ‪.)0 .869‬‬

‫األمان‬

‫التعاطف‬ ‫‪0.957‬‬

‫الدراســة‪ ،‬الــذي يتعلــق بالتحقــق مــن مــدى وجــود‬ ‫اختــاف (فجــوة) بــن توقعــات العمــاء ملظاهــر‬ ‫جــودة اخلدمــة وبــن إدراكات املســؤولني القائمــن‬ ‫عــى تقديــم خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة لتوقعــات‬ ‫العمــاء يف رشكــة موبايــي لالتصــاالت يف منطقــة‬ ‫مكــة املكرمــة‪ ،‬والفــرض هــو‪« :‬ال يوجــد اختــاف‬ ‫ذو داللــة إحصائيــة بــن مــا يتوقعــه العمــاء ملظاهــر‬ ‫جــودة خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة وإدراكات‬ ‫املســؤولني (القائمــن عــى تقديــم اخلدمــة) لتوقعــات‬ ‫العمــاء يف رشكــة موبايــي لالتصــاالت»‪.‬‬ ‫ولقــد اســتخدم الباحــث مقيــاس اجلــودة‬ ‫‪ SERVQUAL‬لتحديــد الفجــوة بــن توقعــات‬ ‫العمــاء وإدراكات املســؤولني عــن تقديــم اخلدمــات‬ ‫لتوقعــات عمــاء رشكــة موبايــي لالتصــاالت يف‬ ‫منطقــة مكــة املكرمــة‪.‬‬ ‫ويوضــح اجلــدول رقــم (‪ )3‬قيــاس الفجــوة بــن‬ ‫توقعــات العمــاء وإدراكات املســؤولني ملســتوى‬ ‫جــودة اخلدمــة يف رشكــة موبايــي لالتصــاالت يف‬ ‫منطقــة مكــة املكرمــة‪:‬‬

‫اختبارات فروض الدراسة‬ ‫أوال‪ :‬توقعــات العمالء وإدراكات املســؤولني ملســتوى‬ ‫جــودة خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة يف رشكــة موبايــي‬ ‫لالتصــاالت‪:‬‬ ‫يناقــش الباحــث يف هــذا اجلــزء نتائــج التحليــل‬ ‫اإلحصائــي اخلاصــة بإثبــات صحــة‪ /‬عــدم صحــة‬ ‫الفــرض األول‪ ،‬واإلجابــة عــن الســؤال األول هلــذه‬

‫جدول رقم (‪ :)3‬قياس الفجوة بني توقعات العمالء وإدراكات املسؤولني‬ ‫ملستوى جودة اخلدمة يف رشكة موباييل لالتصاالت‬ ‫أبعاد املقياس وعنارصه‬ ‫أوال‪ :‬اجلوانب املادية (امللموسية)‬

‫ ‪1.‬مالءمة مكان تقديم اخلدمة للعمالء‬

‫ ‪2.‬جاذبية املباين وأماكن احلصول عىل اخلدمة‬

‫ ‪3.‬التصميم والتنظيم الداخيل إلدارات تقديم اخلدمة‬ ‫ ‪4.‬استخدام املعدات احلديثة يف تقديم اخلدمة‬ ‫ ‪5.‬املظهر العام ملقدمي اخلدمة‬

‫‪272‬‬

‫املتوسط احلسايب‬

‫توقعات العمالء‬

‫إدراكات املسؤولني‬

‫الفجوة‬

‫لكل متغري‬

‫‪4.61‬‬

‫‪3.51‬‬

‫‪1.1‬‬

‫‪4.39‬‬

‫‪3.52‬‬

‫‪0.87‬‬

‫‪4.41‬‬

‫‪3.62‬‬

‫‪0.79‬‬

‫‪1.19‬‬

‫‪3.62‬‬

‫‪2.43-‬‬

‫‪4.31‬‬

‫‪3.62‬‬

‫‪0.69‬‬

‫لكل بعد‬

‫‪0.204‬‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫تابع جدول رقم (‪:)3‬‬ ‫أبعاد املقياس وعنارصه‬ ‫ثانيا‪ :‬االعتامدية‬

‫املتوسط احلسايب‬

‫الفجوة‬

‫توقعات العمالء‬

‫إدراكات املسؤولني‬

‫لكل متغري‬

‫‪1.36‬‬

‫‪3.66‬‬

‫‪2.3-‬‬

‫‪1.35‬‬

‫‪4.02‬‬

‫‪2.67-‬‬

‫‪4.68‬‬

‫‪3.56‬‬

‫‪1.12‬‬

‫‪4.41‬‬

‫‪3.99‬‬

‫‪0.42‬‬

‫‪4.47‬‬

‫‪4.21‬‬

‫‪0.26‬‬

‫ ‪1.‬الدقة وعدم اخلطأ يف تقديم اخلدمة‬

‫ ‪2.‬الوفاء بتقديم اخلدمة يف املواعيد املناسبة‬ ‫ ‪3.‬توافر العدد الكايف من مقدمي اخلدمة‬ ‫ ‪4.‬احلرص عىل حل مشكالت العمالء‬ ‫ ‪5.‬االحتفاظ بسجالت وملفات دقيقة‬

‫لكل بعد‬

‫‪0.634-‬‬

‫ثالثا‪ :‬االستجابة‬

‫ ‪1.‬الرسعة يف تقديم اخلدمة املطلوبة‬

‫ ‪2.‬الرد الفوري عىل استفسارات وشكاوى العمالء‬

‫ ‪3.‬االستجابة الرسيعة الحتياجات ورغبات العمالء‬ ‫ ‪4.‬إعالم العمالء باملواعيد املحددة لتقديم اخلدمة‬ ‫ ‪5.‬االستعداد الدائم للتعاون مع العمالء‬

‫‪4.45‬‬

‫‪3.47‬‬

‫‪0.98‬‬

‫‪4.44‬‬

‫‪3.43‬‬

‫‪0.99‬‬

‫‪4.14‬‬

‫‪3.89‬‬

‫‪0.25‬‬

‫‪3.21‬‬

‫‪3.07‬‬

‫‪0.14‬‬

‫‪3.21‬‬

‫‪3.45‬‬

‫‪0.24-‬‬

‫‪0.424‬‬

‫رابعا‪ :‬األمان‬

‫ ‪1.‬شعور العميل باألمان يف التعامل‬

‫ ‪2.‬إملام مقدمي اخلدمة باملعلومات الكافية‬

‫ ‪3.‬اللباقة وحسن اخلُلق يف التعامل مع العمالء‬ ‫ ‪4.‬رسية املعلومات اخلاصة بالعمالء‬

‫ ‪5.‬دعم وتأييد اإلدارة العليا ملقدمي اخلدمة‬

‫‪3.83‬‬

‫‪3.74‬‬

‫‪0.09‬‬

‫‪4.03‬‬

‫‪3.41‬‬

‫‪0.62‬‬

‫‪4.58‬‬

‫‪3.54‬‬

‫‪1.04‬‬

‫‪4.42‬‬

‫‪3.90‬‬

‫‪0.32‬‬

‫‪4.65‬‬

‫‪3.68‬‬

‫‪0.97‬‬

‫‪0.608‬‬

‫خامسا‪ :‬التعاطف‬

‫ ‪1.‬االهتامم بالعمالء من الناحية اإلنسانية‬ ‫ ‪2.‬تفهم احتياجات العمالء‬

‫ ‪3.‬إشعار العميل بأنه موضع االهتامم‬

‫ ‪4.‬تقدير ظروف العمالء والتعاطف معهم‬

‫ ‪5.‬الروح املرحة الصادقة يف التعامل مع العمالء‬

‫حيث يتضح من اجلدول رقم (‪ )3‬ما ييل‪:‬‬ ‫ ‪1.‬توجــد فجــوة ســالبة بــن توقعــات العمــاء وبــن‬ ‫إدراكات املســؤولني لبعــض أبعاد جــودة اخلدمات‬ ‫(اجلوانــب املاديــة‪ ،‬االعتامديــة‪ ،‬االســتجابة‪،‬‬ ‫والتعاطــف) يف رشكــة موبايــي لالتصــاالت‪،‬‬

‫‪4.01‬‬

‫‪3.89‬‬

‫‪0.12‬‬

‫‪4.41‬‬

‫‪3.58‬‬

‫‪0.83‬‬

‫‪4.01‬‬

‫‪4.32‬‬

‫‪0.31 -‬‬

‫‪4.17‬‬

‫‪3.33‬‬

‫‪0.84 -‬‬

‫‪3.36‬‬

‫‪3.17‬‬

‫‪0.19‬‬

‫‪0.002-‬‬

‫وكذلــك يف بعــض العنــارص اخلاصــة بــكل بعــد‬ ‫مــن أبعــاد جــودة اخلدمــة يف هــذه الرشكــة‪.‬‬ ‫ ‪2.‬جــاء متوســط الفجــوة بــن توقعــات العمــاء‬ ‫وبــن إدراكات املســؤولني للجوانــب املاديــة‬ ‫خلدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة (‪ ،)0.204‬االعتامديــة‬

‫‪273‬‬


‫استخدام مقياس الفجوة بين اإلدراكات والتوقعات لقياس جودة الخدمة بالتطبيق على خدمة االتصاالت ‪...‬‬

‫(‪ ،)0.634-‬االســتجابة (‪ ،)0.424‬األمــان‬ ‫(‪ ،)0.608‬التعاطــف (‪ )0.002-‬وهــي كلهــا‬ ‫موجبــة باســتثناء االعتامديــة والتعاطــف التــي‬ ‫اتســم كل منهــا بفجــوة ســالبة‪.‬‬ ‫ ‪3.‬تتمثــل أكثــر جمــاالت التبايــن بــن توقعــات‬ ‫العمــاء جلــودة اخلدمــة وإدراكات املســؤولني‬ ‫مقدمــي اخلدمــة هلــذه التوقعــات يف عــدة فجــوات‬ ‫أمههــا‪:‬‬ ‫الفجــوة املتعلقــة بتوافــر العــدد الــكايف مــن موظفي‬ ‫تقديــم اخلدمــة (‪ ،)1.12‬مالءمــة مــكان تقديــم‬ ‫اخلدمــة للعمــاء (‪ ،)1.1‬اللباقــة وحســن اخلُلــق يف‬ ‫التعامــل مــع العمــاء (‪ ،)1.04‬الــرد الفــوري عــى‬ ‫استفســارات وشــكاوى العمــاء (‪.)0.99‬‬ ‫ ‪4.‬توجــد فجــوة ســالبة يف بعــض العنــارص املكونــة‬ ‫لبعــد اجلوانــب املاديــة خلدمــات االتصــاالت‬ ‫اهلاتفيــة والتــي متثلــت يف اســتخدام املعــدات‬ ‫احلديثــة يف تقديــم اخلدمــات (‪.)2.43-‬‬ ‫ ‪5.‬توجــد فجــوة ســالبة يف بعــض العنــارص املكونــة‬ ‫لبعــد االعتامديــة متثلــت يف الوفــاء بتقديــم اخلدمــة‬ ‫يف املواعيــد املناســبة (‪ ،)2.67-‬والدقــة وعــدم‬ ‫اخلطــأ يف تقديــم اخلدمــة (‪.)2.3-‬‬ ‫ ‪6.‬توجــد فجــوة ســالبة يف بعــض العنــارص املكونــة‬ ‫لبعــد االســتجابة متثلــت يف االســتعداد الدائــم‬ ‫للتعــاون مــع العمــاء (‪.)0.24-‬‬ ‫ ‪7.‬توجــد فجــوة ســالبة يف بعــض العنــارص املكونــة‬ ‫لبعــد التعاطــف متثلــت يف تقديــر ظــروف العمــاء‬ ‫والتعاطــف معهــم (‪ ،)0.84-‬وإشــعار العميــل‬ ‫بأنــه موضــع االهتــام (‪.)0.31-‬‬ ‫كــا اســتخدم الباحــث اختبــار كا‪Chi-square 2‬‬ ‫لقيــاس معنويــة الفــروق بــن توقعــات العمــاء‬ ‫وإدراكات مقدمــي اخلدمــة‪ ،‬وباســتخدام الباحــث‬ ‫اختبــار كا‪ 2‬يف هــذا الصــدد‪ ،‬وجــد أن كا‪ 2‬املحســوبة‬ ‫قــد بلغــت ‪ 386.24‬بدرجــات حريــة قدرهــا ‪144‬عنــد‬ ‫مســتوى معنويــة ∞ = ‪ ،% 5‬ونظـ ًـرا ألن كا‪ 2‬املحســوبة‬ ‫> كا‪ 2‬اجلدوليــة فهــذا يعنــي رفــض الفــرض العدمــي‬ ‫وقبــول الفــرض البديــل بوجــود اختــاف يف آراء‬ ‫املســتقىص منهــم فيــا يتعلــق بتوقعــات العمــاء‬ ‫وإدراكات مقدمــي اخلدمــات‪ ،‬ممــا يــدل عــى وجــود‬ ‫فــروق معنويــة بــن آراء العمــاء ومقدمــي اخلدمــات‪.‬‬

‫‪274‬‬

‫عادل محمود طريح‬

‫وبالتحليــل العــام لنتائــج الفجــوة بــن توقعــات‬ ‫العمــاء وإدراكات املســؤولني عــن مســتوى جــودة‬ ‫اخلدمــات يف رشكــة موبايــي لالتصاالت‪ ،‬وباســتخدام‬ ‫مقيــاس الفجــوة ‪ SERVQUAL‬يتضــح أن‪:‬‬ ‫هنــاك بعــض االختالفــات اجلوهريــة بــن توقعــات‬ ‫العمــاء وإدراك املســؤولني عــن أبعــاد مســتوى جــودة‬ ‫خدمــات االتصــاالت اهلاتفيــة (اجلوانــب املاديــة‪،‬‬ ‫االعتامديــة‪ ،‬االســتجابة‪ ،‬األمــان‪ ،‬والتعاطــف) يف هــذه‬ ‫الرشكــة‪.‬‬ ‫ويف ضــوء مــا ســبق تــم رفــض فــرض العــدم‪،‬‬ ‫وقبــول الفــرض البديــل؛ حيــث توجــد اختالفــات‬ ‫ذات داللــة إحصائيــة بني توقعات العمــاء وإدراكات‬ ‫املســؤولني ملســتوى جــودة خدمــة االتصــاالت اهلاتفية‬ ‫يف رشكــة موبايــي لالتصــاالت‪.‬‬ ‫ثانيــا‪ :‬إدراكات العمــاء وإدراكات املســؤولني عــن‬ ‫مســتوى جــودة خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة يف رشكــة‬ ‫موبايــي االتصــاالت‪:‬‬ ‫يناقــش هــذا اجلــزء نتائــج التحليــل اإلحصائــي‬ ‫اخلاصــة بإثبــات صحة‪/‬عــدم صحــة الفــرض‬ ‫الثــاين باإلجابــة عــن الســؤال الثــاين هلــذه الدراســة‬ ‫والــذي يتعلــق بالتحقــق مــن مــدى وجــود اختــاف‬ ‫(فجــوة) بــن إدراكات العمــاء ملظاهــر جــودة خدمــة‬ ‫االتصــاالت اهلاتفيــة‪ ،‬وبــن إدراكات املســؤولني‬ ‫القائمــن عــى تقديــم اخلدمــة لتوقعــات العمــاء يف‬ ‫رشكــة موبايــي لالتصــاالت يف منطقــة مكــة املكرمــة‪.‬‬ ‫واختبــار صحــة الفــرض الثــاين مــن فــروض‬ ‫الدراســة الــذي ينــص عــى «ال يوجــد اختــاف ذو‬ ‫داللــة إحصائيــة بــن إدراكات العمــاء ملظاهــر جــودة‬ ‫خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة وبــن إدراكات املســؤولني‬ ‫القائمــن عــى تقديــم اخلدمــة لتوقعــات عمــاء رشكــة‬ ‫موبايــي لالتصــاالت»‪.‬‬ ‫وتــم اســتخدام مقيــاس الفجــوة ‪SERVQUAL‬‬ ‫لتحديــد الفجــوة بــن إدراكات العمــاء وإدراكات‬ ‫املســؤولني عــن تقديــم اخلدمــة لتوقعــات العمــاء‪.‬‬ ‫ويوضــح اجلــدول رقــم (‪ )4‬نتائــج قيــاس الفجــوة‬ ‫بــن إدراكات العمــاء – املســؤولني عــن مســتوى‬ ‫جــودة اخلدمــة يف رشكــة موبايــي لالتصــاالت‪.‬‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫جدول رقم (‪ :)4‬قياس الفجوة بني إدراكات العمالء وإدراكات املسؤولني‬ ‫عن مستوى جودة اخلدمة يف رشكة موباييل لالتصاالت‬ ‫أبعاد املقياس وعنارصه‬ ‫أوال‪ :‬اجلوانب املادية (امللموسية)‬

‫ ‪1.‬مالءمة مكان تقديم اخلدمة للعمالء‬

‫ ‪2.‬جاذبية املباين وأماكن احلصول عىل اخلدمة‬ ‫ ‪3.‬التصميــم والتنظيــم الداخــي إلدارات تقديــم‬ ‫اخلدمــة‬ ‫ ‪4.‬استخدام املعدات احلديثة يف تقديم اخلدمة‬ ‫ ‪5.‬املظهر العام ملقدمي اخلدمة‬

‫املتوسط احلسايب‬

‫الفجوة‬

‫إدراكات العمالء‬

‫إدراكات املسؤولني‬

‫لكل متغري‬

‫‪4.61‬‬

‫‪3.51‬‬

‫‪1.1‬‬

‫‪4.39‬‬

‫‪3.52‬‬

‫‪0.87‬‬

‫‪4.41‬‬

‫‪3.62‬‬

‫‪0.79‬‬

‫‪1.19‬‬

‫‪3.62‬‬

‫‪2.43-‬‬

‫‪4.31‬‬

‫‪3.62‬‬

‫‪0.69‬‬

‫لكل بعد‬

‫‪0.204‬‬

‫ثانيا‪ :‬االعتامدية‬

‫ ‪6.‬الدقة وعدم اخلطأ يف تقديم اخلدمة‬

‫ ‪7.‬الوفاء بتقديم اخلدمة يف املواعيد املناسبة‬ ‫ ‪8.‬توافر العدد الكايف من مقدمي اخلدمة‬ ‫ ‪9.‬احلرص عىل حل مشكالت العمالء‬

‫ ‪10.‬االحتفاظ بسجالت وملفات دقيقة‬

‫‪2.01‬‬

‫‪4.65‬‬

‫‪2.64-‬‬

‫‪2.34‬‬

‫‪3.01‬‬

‫‪0.67-‬‬

‫‪2.64‬‬

‫‪1.56‬‬

‫‪1.08‬‬

‫‪3.91‬‬

‫‪3.26‬‬

‫‪0.65‬‬

‫‪2.88‬‬

‫‪1.27‬‬

‫‪1.61‬‬

‫‪0.006‬‬

‫ثالثا‪ :‬االستجابة‬

‫ ‪6.‬الرسعة يف تقديم اخلدمة املطلوبة‬

‫ ‪7.‬الرد الفوري عىل استفسارات وشكاوى العمالء‬

‫ ‪8.‬االستجابة الرسيعة الحتياجات ورغبات العمالء‬ ‫ ‪9.‬إعالم العمالء باملواعيد املحددة لتقديم اخلدمة‬

‫ ‪10.‬االستعداد الدائم للتعاون مع العمالء‬

‫‪2.47‬‬

‫‪2.41‬‬

‫‪0.06‬‬

‫‪2.73‬‬

‫‪1.98‬‬

‫‪0.75‬‬

‫‪2.68‬‬

‫‪2.51‬‬

‫‪0.17‬‬

‫‪2.78‬‬

‫‪2.47‬‬

‫‪0.31‬‬

‫‪2.29‬‬

‫‪3.05‬‬

‫‪0.76-‬‬

‫‪0.106‬‬

‫رابعا‪ :‬األمان‬

‫ ‪6.‬شعور العميل باألمان يف التعامل‬

‫ ‪7.‬إملام مقدمي اخلدمة باملعلومات الكافية‬

‫ ‪8.‬اللباقة وحسن اخلُلق يف التعامل مع العمالء‬ ‫ ‪9.‬رسية املعلومات اخلاصة بالعمالء‬

‫ ‪10.‬دعم وتأييد اإلدارة العليا ملقدمي اخلدمة‬

‫‪2.68‬‬

‫‪3.71‬‬

‫‪1.03-‬‬

‫‪2.41‬‬

‫‪3.44‬‬

‫‪1.03-‬‬

‫‪2.47‬‬

‫‪3.51‬‬

‫‪1.04-‬‬

‫‪3.58‬‬

‫‪3.40‬‬

‫‪0.18‬‬

‫‪3.61‬‬

‫‪3.60‬‬

‫‪0.01‬‬

‫‪0.582‬‬

‫خامسا‪ :‬التعاطف‬

‫ ‪6.‬االهتامم بالعمالء من الناحية اإلنسانية‬ ‫ ‪7.‬تفهم احتياجات العمالء‬

‫ ‪8.‬إشعار العميل بأنه موضع االهتامم‬

‫ ‪9.‬تقدير ظروف العمالء والتعاطف معهم‬

‫ ‪10.‬الروح املرحة الصادقة يف التعامل مع العمالء‬

‫‪2.97‬‬

‫‪1.79‬‬

‫‪1.18‬‬

‫‪2.93‬‬

‫‪3.50‬‬

‫‪0.57-‬‬

‫‪1.18‬‬

‫‪2.30‬‬

‫‪1.12 -‬‬

‫‪2.29‬‬

‫‪3.37‬‬

‫‪1.08 -‬‬

‫‪3.37‬‬

‫‪3.15‬‬

‫‪0.22‬‬

‫‪0.274-‬‬

‫‪275‬‬


‫استخدام مقياس الفجوة بين اإلدراكات والتوقعات لقياس جودة الخدمة بالتطبيق على خدمة االتصاالت ‪...‬‬

‫حيث يتضح من اجلدول رقم (‪ )4‬ما ييل‪:‬‬ ‫ ‪1.‬توجــد فجــوة ســالبة بــن إدراكات (العمــاء ‪-‬‬ ‫املســؤولني) لبعــض أبعــاد مقيــاس جــودة اخلدمــة‬ ‫(اجلوانــب املاديــة‪ ،‬االعتامديــة‪ ،‬االســتجابة‪،‬‬ ‫األمــان‪ ،‬التعاطــف) يف رشكــة موبايــي‬ ‫لالتصــاالت‪ ،‬وكذلــك يف بعــض العنــارص‬ ‫اخلاصــة بــكل بعــد مــن أبعــاد جــودة اخلدمــة يف‬ ‫هــذه الرشكــة‪ ،‬متثلــت يف بعــد اجلوانــب املاديــة‬ ‫للخدمــة بمقــدار (‪ ،)0.306-‬وكذلــك فيــا يتعلــق‬ ‫ببعــد التعاطــف بمقــدار (‪.)0.274-‬‬ ‫ ‪2.‬توجــد فجــوة ســالبة بــن إدراك العمــاء لعنــارص‬ ‫جــودة اخلدمــة وإدراك املســؤولني يف أبعــاد‬ ‫اســتخدام املعــدات احلديثــة يف تقديــم اخلدمــة‬ ‫(‪ ،)1.08-‬ومالئمــة مــكان تقديــم اخلدمــة‬ ‫للعمــاء (‪ ،)0.88-‬وجاذبيــة املبــاين وأماكــن‬ ‫احلصــول عــى اخلدمــة (‪.)0.84 -‬‬ ‫ ‪3.‬توجــد فجــوات ســالبة يف بعــض العنــارص املكونــة‬ ‫لبعــد «االعتامديــة» والتــي تتمثــل يف الدقــة وعــدم‬ ‫اخلطــأ يف تقديــم اخلدمــة (‪ ،)2.64-‬الوفــاء بتقديــم‬ ‫اخلدمــة يف املواعيــد املناســبة (‪.)0.67-‬‬ ‫ ‪4.‬توجــد فجــوات ســالبة يف بعــض العنــارص املكونــة‬ ‫لبعــد «االســتجابة»‪ ،‬والتــي متثلــت يف االســتعداد‬ ‫الدائــم للتعــاون مــع العمــاء (‪.)0.76-‬‬ ‫ ‪5.‬توجــد فجــوة ســالبة يف بعــض العنــارص املكونــة‬ ‫لبعــد «األمــان» مثــل اللباقــة وحســن اخللــق يف‬ ‫التعامــل مــع العمــاء (‪ ،)1.04-‬شــعور العميــل‬ ‫باألمــان يف التعامــل (‪ ،)1.03-‬إملــام مقدمــي‬ ‫اخلدمــة باملعلومــات الكافيــة (‪.)1.03-‬‬ ‫ ‪6.‬توجــد فجــوة ســالبة يف أحــد العنــارص املكونــة‬ ‫لبعــد «التعاطــف» متثلــت يف إشــعار العميــل بأنــه‬ ‫موضــع االهتــام (‪ ،)1.12 -‬تقديــر ظــروف‬ ‫العمــاء والتعاطــف معهــم (‪ ،)1.08 -‬تفهــم‬ ‫احتياجــات العمــاء (‪.)0.57-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫واســتخدم الباحــث اختبــار كا ‪Chi-square‬‬ ‫لقيــاس معنويــة الفــروق بــن آراء العمــاء ومقدمــي‬ ‫اخلدمــة يف هــذا الصــدد؛ حيــث وجــد أن كا‪ 2‬املحســوبة‬

‫‪276‬‬

‫عادل محمود طريح‬

‫قــد بلغــت (‪ )1614.711‬وبدرجــات حريــة قدرهــا‬ ‫ونظــرا‬ ‫(‪ )720‬عنــد مســتوى معنويــة ∞ = ‪،% 5‬‬ ‫ً‬ ‫ألن كا‪ 2‬املحســوبة > كا‪ 2‬اجلدوليــة فهــذا يعنــي‬ ‫رفــض الفــرض العدمــي وقبــول الفــرض البديــل‬ ‫بوجــود اختــاف يف آراء املســتقىص منهــم فيــا يتعلــق‬ ‫بــإدراكات العمــاء ومقدمــي اخلدمــة؛ ممــا يــدل عــى‬ ‫وجــود فــروق معنويــة بــن (آراء العمــاء ومقدمــي‬ ‫اخلدمــة)‪.‬‬ ‫ويف ضــوء مــا ســبق‪ :‬تــم رفــض فــرض العــدم‪،‬‬ ‫وقبــول الفــرض البديــل؛ حيــث توجــد فــروق ذات‬ ‫داللــة إحصائيــة بــن إدراكات العمــاء وإدراكات‬ ‫مقدمــي خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة يف رشكــة موبايــي‬ ‫لالتصــاالت‪.‬‬ ‫ثالثــا‪ :‬إدراكات العمــاء وتوقعاهتــم جلــودة اخلدمــات‬ ‫يف رشكــة موبايــي لالتصــاالت‬ ‫يناقــش هــذا اجلــزء نتائــج التحليــل اإلحصائــي‬ ‫اخلاصــة بإثبــات صحة‪/‬عــدم صحــة الفــرض الثالــث‬ ‫باإلجابــة عــن الســؤال الثالــث مــن هــذه الدراســة‬ ‫والــذي يتعلــق بالتحقــق مــن مــدى وجــود اختــاف‬ ‫(فجــوة) بــن توقعــات العمــاء ملظاهــر جــودة اخلدمــة‬ ‫التــي تقدمهــا رشكــة موبايــي لالتصــاالت يف منطقــة‬ ‫مكــة املكرمــة وبــن إدراكاهتــم ملســتوى هــذه اخلدمــة‬ ‫عنــد احلصــول عليهــا بالفعــل‪.‬‬ ‫واختبــار صحــة الفــرض الثالــث مــن فــروض‬ ‫الدراســة الــذي ينــص عــى «ال يوجــد اختــاف ذو‬ ‫داللــة إحصائيــة بــن إدراكات العمــاء وتوقعاهتــم‬ ‫ملظاهــر جــودة خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة املقدمــة‬ ‫مــن رشكــة موبايــي لالتصــاالت»‪.‬‬ ‫حيــث تــم اســتخدام مقيــاس الفجــوة‬ ‫‪ SERVQUAL‬لتحديــد الفجــوة بــن (إدراكات‬ ‫العمــاء وتوقعاهتــم) جلــودة اخلدمــة‪.‬‬ ‫ويوضــح اجلــدول رقــم (‪ )5‬نتائــج قيــاس الفجــوة‬ ‫بــن إدراكات العمــاء وتوقعاهتــم عــن مســتوى جودة‬ ‫اخلدمة‪.‬‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫جدول رقم (‪ :)5‬قياس الفجوة بني إدراكات العمالء وتوقعاهتم‬ ‫جلودة اخلدمة يف رشكة موباييل لالتصاالت‬ ‫أبعاد املقياس وعنارصه‬ ‫أوال‪ :‬اجلوانب املادية (امللموسية)‬

‫ ‪1.‬مالءمة مكان تقديم اخلدمة للعمالء‬

‫ ‪2.‬جاذبية املباين وأماكن احلصول عىل اخلدمة‬

‫ ‪3.‬التصميم والتنظيم الداخيل إلدارات تقديم اخلدمة‬ ‫ ‪4.‬استخدام املعدات احلديثة يف تقديم اخلدمة‬ ‫ ‪5.‬املظهر العام ملقدمي اخلدمة‬

‫املتوسط احلسايب‬

‫الفجوة‬

‫لكل متغري لكل بعد‬

‫إدراكات العمالء‬

‫إدراكات املسؤولني‬

‫‪2.72‬‬

‫‪4.39‬‬

‫‪1.67-‬‬

‫‪2.21‬‬

‫‪4.19‬‬

‫‪1.98-‬‬

‫‪4.41‬‬

‫‪2.96‬‬

‫‪1.45‬‬

‫‪2.66‬‬

‫‪4.49‬‬

‫‪1.83-‬‬

‫‪3.94‬‬

‫‪3.01‬‬

‫ ‪0.931 -‬‬

‫‪0.62-‬‬

‫ثانيا‪ :‬االعتامدية‬

‫ ‪11.‬الدقة وعدم اخلطأ يف تقديم اخلدمة‬

‫ ‪12.‬الوفاء بتقديم اخلدمة يف املواعيد املناسبة‬ ‫ ‪13.‬توافر العدد الكايف من مقدمي اخلدمة‬ ‫ ‪14.‬احلرص عىل حل مشكالت العمالء‬ ‫ ‪15.‬االحتفاظ بسجالت وملفات دقيقة‬

‫‪1.17‬‬

‫‪4.38‬‬

‫‪3.21-‬‬

‫‪2.38‬‬

‫‪4.34‬‬

‫‪1.96 -‬‬

‫‪2.64‬‬

‫‪4.69‬‬

‫‪2.05-‬‬

‫‪2.01‬‬

‫‪4.48‬‬

‫‪2.47-‬‬

‫‪2.88‬‬

‫‪2.40‬‬

‫‪0.48‬‬

‫‪1.842-‬‬

‫ثالثا‪ :‬االستجابة‬

‫ ‪11.‬الرسعة يف تقديم اخلدمة املطلوبة‬

‫ ‪12.‬الرد الفوري عىل استفسارات وشكاوى العمالء‬

‫ ‪13.‬االستجابة الرسيعة الحتياجات ورغبات العمالء‬ ‫ ‪14.‬إعالم العمالء باملواعيد املحددة لتقديم اخلدمة‬ ‫ ‪15.‬االستعداد الدائم للتعاون مع العمالء‬

‫‪2.42‬‬

‫‪2.49‬‬

‫‪0.07-‬‬

‫‪2.12‬‬

‫‪1.94‬‬

‫‪0.18‬‬

‫‪2.86‬‬

‫‪3.17‬‬

‫‪0.31-‬‬

‫‪2.61‬‬

‫‪2.21‬‬

‫‪0.40‬‬

‫‪2.24‬‬

‫‪1.29‬‬

‫‪0.95‬‬

‫‪0.198‬‬

‫رابعا‪ :‬األمان‬

‫ ‪11.‬شعور العميل باألمان يف التعامل‬

‫ ‪12.‬إملام مقدمي اخلدمة باملعلومات الكافية‬

‫ ‪13.‬اللباقة وحسن اخلُلق يف التعامل مع العمالء‬ ‫ ‪14.‬رسية املعلومات اخلاصة بالعمالء‬

‫ ‪15.‬دعم وتأييد اإلدارة العليا ملقدمي اخلدمة‬

‫‪2.61‬‬

‫‪3.20‬‬

‫‪0.59-‬‬

‫‪2.46‬‬

‫‪3.40‬‬

‫‪0.94-‬‬

‫‪2.49‬‬

‫‪2.57‬‬

‫‪0.08-‬‬

‫‪3.59‬‬

‫‪3.41‬‬

‫‪0.18‬‬

‫‪2.68‬‬

‫‪2.64‬‬

‫‪0.04‬‬

‫‪0.278 -‬‬

‫خامسا‪ :‬التعاطف‬

‫ ‪11.‬االهتامم بالعمالء من الناحية اإلنسانية‬ ‫ ‪12.‬تفهم احتياجات العمالء‬

‫ ‪13.‬إشعار العميل بأنه موضع االهتامم‬

‫ ‪14.‬تقدير ظروف العمالء والتعاطف معهم‬

‫ ‪15.‬الروح املرحة الصادقة يف التعامل مع العمالء‬

‫‪2.05‬‬

‫‪3.09‬‬

‫‪1,04-‬‬

‫‪2.38‬‬

‫‪3.02‬‬

‫‪0.64-‬‬

‫‪2.69‬‬

‫‪3.35‬‬

‫‪0.66-‬‬

‫‪2.28‬‬

‫‪3.18‬‬

‫‪1.1 -‬‬

‫‪2.34‬‬

‫‪1.97‬‬

‫‪0.37‬‬

‫‪0.614 -‬‬

‫‪277‬‬


‫استخدام مقياس الفجوة بين اإلدراكات والتوقعات لقياس جودة الخدمة بالتطبيق على خدمة االتصاالت ‪...‬‬

‫حيث يتضح من اجلدول رقم (‪ )5‬ما ييل‪:‬‬ ‫ ‪1.‬توجــد فجــوة ســالبة بــن إدراكات العمــاء‬ ‫وتوقعاهتــم لبعــض أبعــاد جــودة اخلدمــة (اجلوانب‬ ‫املاديــة‪ ،‬االعتامديــة‪ ،‬االســتجابة‪ ،‬األمــان‪،‬‬ ‫التعاطــف) يف رشكــة موبايــي لالتصــاالت‪،‬‬ ‫وكذلــك لبعــض العنــارص اخلاصــة بــكل بعــد مــن‬ ‫هــذه األبعــاد‪ .‬وتوضــح هــذه النتيجــة أن توقعــات‬ ‫العمــاء ألبعــاد وعنــارص جــودة اخلدمــة املقدمــة‬ ‫هلــم تفــوق مــا حيصلــون عليــه بالفعــل‪ ،‬األمــر‬ ‫الــذي يوضــح وجــود قصــور مــن جانــب مقدمــي‬ ‫اخلدمــة ملقابلــة توقعــات العمــاء ملختلــف أبعــاد‬ ‫اخلدمــة املقدمــة بالفعــل‪ .‬وقــد متثلــت الفجــوات‬ ‫الســالبة يف أبعــاد كال مــن اجلوانــب املاديــة‬ ‫بمقــدار (‪ ،)0.62-‬ويف بعــد االعتامديــة بمقــــدار‬ ‫(‪ ،)1.842-‬وكذلــك يف بعــد األمــان بمقــدار‬ ‫ـرا وجــود فجــوة ســالبة أيضــا يف‬ ‫(‪ )0.278-‬وأخـ ً‬ ‫بعــد التعاطــف بمقــدار (‪.)0.614-‬‬ ‫ ‪2.‬توجــد فجــوة ســالبة يف بعــض العنــارص املكونــة‬ ‫لبعــد «اجلوانــب املاديــة» وهــي‪ :‬جاذبيــة املبــاين‬ ‫وأماكــن احلصــول عــى اخلدمــة (‪،)1.98-‬‬ ‫اســتخدام املعــــدات احلديثــة يف تقديــم اخلدمــة‬ ‫(‪ ،)1.83-‬مالءمــة مــكان تقديــــــم اخلدمــــة‬ ‫للعمــــاء (‪ ،)1.67-‬واملظهــر العــام ملقدمــي‬ ‫اخلدمــة (‪.)0.93-‬‬ ‫ ‪3.‬توجــد فجــوة ســالبة يف بعــض العنــارص املكونــة‬ ‫لبعــد «االعتامديــة» وهــي‪ :‬الدقــة وعــدم اخلطــأ‬ ‫يف تقديــم اخلدمــة (‪ ،)3.21-‬احلــرص عــى حــل‬ ‫مشــكالت العمــاء (‪ ،)2.47-‬توافــر العــدد‬ ‫الــكايف مــن مقدمــي اخلدمــة (‪ ،)2.05-‬والوفــاء‬ ‫بتقديــم اخلدمــة يف املواعيــد املناســبة (‪.)1.96 -‬‬ ‫ ‪4.‬توجــد فجــوة ســالبة يف بعــض العنــارص املكونــة‬ ‫لبعــد «االســتجابة» وهــي‪ :‬االســتجابة الرسيعــة‬ ‫الحتياجــات ورغبــات العمــاء (‪،)0.31-‬‬ ‫والرسعــة يف تقديــم اخلدمــة املطلوبــة (‪.)0.07-‬‬ ‫ ‪5.‬توجــد فجــوة ســالبة يف بعــض العنــارص املكونــة‬ ‫لبعــد «األمــان» وهــي‪ :‬إملــام مقدمــي اخلدمــة‬ ‫باملعلومــات الكافيــة (‪ ،)0.94-‬شــعور العميــل‬ ‫باألمــــان يف التعامــــل (‪ ،)0.59-‬اللباقــة وحســن‬ ‫اخللــق يف التعامــل مــع العمــاء (‪.)0.08-‬‬ ‫ ‪6.‬توجــد فجــوة ســالبة يف بعــض العنــارص املكونــة‬ ‫لبعــد «التعاطــف» وهــي‪ :‬تقديــر ظــروف العمــاء‬ ‫والتعاطــف معهــم (‪ ،)1.1-‬االهتــام بالعمــاء‬

‫‪278‬‬

‫عادل محمود طريح‬

‫مــن الناحيــة اإلنســانية (‪ ،)1.04-‬إشــعار العميــل‬ ‫بأنــه موضــع االهتــام (‪ ،)0.66-‬تفهــم احتياجــات‬ ‫العمــاء (‪ )0.64-‬ممــا يــدل عــى وجــود فــروق‬ ‫معنويــة بــن إدراك العمــاء وتوقعاهتــم‪.‬‬ ‫واســتخدم الباحــث اختبــار كا‪Chi-square 2‬‬ ‫لقيــاس معنويــة الفــروق بــن إدراكات العمــاء‬ ‫وتوقعاهتــم حيــث وجــد أن كا‪ 2‬املحســوبة بلغــت‬ ‫‪ 3456.362‬بدرجــات حريــة قدرهــا ‪ 1242‬وعنــد‬ ‫مســتوى معنويــة ∞ = ‪ ،% 5‬ونظـ ًـرا ألن كا‪ 2‬املحســوبة‬ ‫> كا‪ 2‬اجلدوليــة ممــا يعنــي رفــض الفــرض العدمــي‬ ‫وقبــول الفــرض البديــل بوجــود اختــاف يف آراء‬ ‫املســتقىص منهــم فيــا يتعلــق بــإدراكات العمــاء‬ ‫وتوقعاهتــم ممــا يــدل عــى وجــود فــروق معنويــة بــن‬ ‫إدراك العمــاء وتوقعاهتــم‪.‬‬ ‫وبالتحليــل العــام لنتائــج الفجــوة بــن إدراكات‬ ‫العمــاء وتوقعاهتــم للخدمــة يف رشكــة موبايــي‬ ‫لالتصــاالت‪ ،‬وباســتخدام مقيــاس الفجــوة‬ ‫‪ SERVQUAL‬يتضــح وجــود اختــاف واضــح يف‬ ‫مســتوى أداء اخلدمــة املقدمــة بالفعــل عــن مســتوى‬ ‫توقعــات العمــاء ألبعــاد جــودة اخلدمــة (اجلوانــب‬ ‫املاديــة‪ ،‬االعتامديــة‪ ،‬االســتجابة‪ ،‬األمــان‪ ،‬التعاطــف)‬ ‫يف رشكــة موبايــي لالتصــاالت‪.‬‬ ‫ويف ضــوء مــا ســبق تــم رفــض فــرض العــدم‪،‬‬ ‫وقبــول الفــرض البديــل حيــث توجــد اختالفــات ذات‬ ‫داللــة إحصائيــة بــن إدراكات العمــاء وتوقعاهتــم‬ ‫ملظاهــر جــودة خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة املقدمــة‬ ‫مــن رشكــة موبايــي لالتصــاالت‪.‬‬ ‫كــا اســتخدم الباحــث اختبــار «ويلكوكســن»‬ ‫لقيــاس معنويــة الفــروق بــن آراء العمــاء‬ ‫وتوقعاهتــم؛ حيــث بلغــت ‪ Z‬املحســوبة (‪)13.422-‬‬ ‫بداللــة (مســتوى معنويــة) (‪ )0.05‬ممــا يعنــي وجــود‬ ‫اختالفــات معنويــة ذات داللــة إحصائيــة بــن كال‬ ‫مــن إدراكات العمــاء وتوقعاهتــم ملســتوى خدمــة‬ ‫االتصــاالت اهلاتفيــة‪ ،‬وهــو مــا توصلــت إليــه‬ ‫األســاليب اإلحصائيــة الســالفة التــي اســتخدمها‬ ‫الباحــث‪ .‬ويف ضــوء مــا تقــدم تــم رفــض فــرض العــدم‬ ‫وقبــول الفــرض البديــل؛ حيــث توجــد اختالفــات‬ ‫ذات داللــة إحصائيــة بــن إدراكات العمــاء ألبعــاد‬ ‫جــودة اخلدمــة وتوقعاهتــم ملواصفــات اخلدمــة املقدمــة‬ ‫يف رشكــة موبايــي لالتصــاالت‪.‬‬ ‫وباســتخدام حتليــل التبايــن األحــادي ‪ANOVA‬‬ ‫ملتغــرات الدراســة وإلثبــات مــدى صحــة الفــروض‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫أيضــا‪ ،‬قــام الباحــث باختبــار معنويــة الفــروق بــن‬ ‫اآلراء‪ ،‬كــا هــو موضــح يف اجلــدول رقــم (‪ :)6‬نتائــج‬

‫حتليــل التبايــن للمجموعــات الثــاث للدراســة كــا‬ ‫يــي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)6‬نتائج حتليل التباين األحادي ‪ ANOVA‬ملتغريات الدراسة‬ ‫املجموعة‬

‫املجموعة‬ ‫األوىل‬

‫املجموعة‬ ‫الثانية‬

‫املجموعة‬ ‫الثالثة‬

‫املتغري‬ ‫آراء‬ ‫العمالء احلالية‬ ‫آراء‬ ‫العمالء املتوقعة‬ ‫آراء‬ ‫العمالء احلالية‬ ‫آراء‬ ‫مقدمي اخلدمة‬ ‫آراء‬ ‫العمالء املتوقعة‬ ‫آراء‬ ‫مقدمي اخلدمة‬

‫جمموع‬ ‫املربعات‬

‫درجات‬ ‫احلرية‬

‫متوسط‬ ‫جمموع املربعات‬

‫‪15007.55‬‬

‫‪36‬‬

‫‪416.87‬‬

‫‪202.167‬‬

‫‪112‬‬

‫‪1.805‬‬

‫‪105209.72‬‬

‫‪148‬‬

‫‪116.285‬‬

‫‪36‬‬

‫‪3.230‬‬

‫‪3.917‬‬

‫‪112‬‬

‫‪0.035‬‬

‫‪120.201‬‬

‫‪148‬‬

‫‪82732.2‬‬

‫‪27‬‬

‫‪3064.15‬‬

‫‪8122.79‬‬

‫‪272‬‬

‫‪29.863‬‬

‫‪90855‬‬

‫‪299‬‬

‫‪19990‬‬

‫‪4‬‬

‫‪4997.49‬‬

‫‪13298.79‬‬

‫‪144‬‬

‫‪92.353‬‬

‫‪33288.79‬‬

‫‪148‬‬

‫‪31606.73‬‬

‫‪46‬‬

‫‪687.103‬‬

‫‪173.45‬‬

‫‪253‬‬

‫‪0.686‬‬

‫‪31780.19‬‬

‫‪299‬‬

‫‪32848.83‬‬

‫‪20‬‬

‫‪1642.44‬‬

‫‪439.96‬‬

‫‪128‬‬

‫‪3.437‬‬

‫‪33288.79‬‬

‫‪148‬‬

‫بيان‬ ‫بني املجموعات‬ ‫البواقي‬ ‫الكىل‬

‫بني املجموعات‬ ‫البواقي‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬ ‫البواقي‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬ ‫البواقي‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬ ‫البواقي‬ ‫الكيل‬

‫بني املجموعات‬ ‫البواقي‬ ‫الكىل‬

‫حيث يتضح من اجلدول رقم (‪ )6‬ما ييل‪:‬‬ ‫ ‪1.‬تؤكــد نتائــج حتليــل التبايــن وجــود فــروق معنويــة‬ ‫ذات داللــة إحصائيــة بــن آراء العمــاء احلاليــة‬ ‫وآراء العمــاء املتوقعــة؛ حيــث بلغــت (ف)‬ ‫املحســوبة ‪ 230.949‬آلراء العمــاء احلاليــة‪،‬‬ ‫وبلغــت ‪ 92.368‬آلراء العمــاء املتوقعــة وهــي‬ ‫أكــر مــن (ف) اجلدوليــة عنــد مســتوى معنويــة‬ ‫‪ % 5‬وبدرجــات حريــة ‪ 1123, 6‬وحيــث إن (ف)‬ ‫املحســوبة أكــر مــن (ف) اجلدوليــة‪ُ ،‬يرفــض‬ ‫الفــرض العدمــي ويقبــل الفــرض البديــل؛ حيــث‬ ‫توجــد فــروق معنويــة ذات داللــة إحصائيــة بــن‬ ‫كل مــن آراء العمــاء احلاليــة وآراء العمــاء‬ ‫املتوقعــة‪ ،‬وهــو مــا يؤكــد النتائــج ذاهتــا التــي‬

‫ف‬ ‫املحسوبة‬ ‫‪230.949‬‬

‫‪92.36‬‬

‫‪102.606‬‬

‫‪54.113‬‬

‫‪1002.18‬‬

‫‪477.83‬‬

‫توصــل إليهــا الباحــث يف إثبــات صحــة الفــرض‬ ‫األول مــن فــروض هــذه الدراســة‪.‬‬ ‫ ‪2.‬وكذلــك تشــر نتائــج حتليــل التبايــن إىل وجــود‬ ‫فــروق معنويــة ذات داللــة إحصائيــة بــن آراء‬ ‫مقدمــي اخلدمــة‪ ،‬وآراء العمــاء احلاليــة؛ حيــث‬ ‫بلغــت (ف) املحســوبة ‪ 102.606 ،54.113‬وهــي‬ ‫أكــر مــن (ف) اجلدوليــة عنــد مســتوى معنويــة ‪5‬‬ ‫‪ %‬وبدرجــات حريــة ‪ 272.27‬وكذلــك ‪،144.4‬‬ ‫وحيــث إن (ف) املحســوبة أكرب مــن (ف) اجلدولية‬ ‫ُيرفــض الفــرض العدمــي و ُيقبــل الفــرض البديــل؛‬ ‫حيــث توجــد فــروق معنويــة ذات داللــة إحصائيــة‬ ‫بــن كل مــن آراء العمــاء احلاليــة وآراء مقدمــي‬ ‫اخلدمــة‪ ،‬وهــو مــا يؤكــد النتائــج ذاهتــا التــي توصــل‬

‫‪279‬‬


‫استخدام مقياس الفجوة بين اإلدراكات والتوقعات لقياس جودة الخدمة بالتطبيق على خدمة االتصاالت ‪...‬‬

‫إليهــا الباحــث يف إثبــات صحــة الفــرض الثــاين مــن‬ ‫فروض هــذه الدراســة‪.‬‬ ‫ ‪3.‬كــا توضــح نتائــج حتليــل التبايــن وجــود فــروق‬ ‫معنويــة ذات داللــة إحصائيــة بــن آراء العمــاء‬ ‫املتوقعــة وآراء مقدمــي اخلدمــة؛ حيــث بلغــت‬ ‫(ف) املحســوبة ‪ 477.83 ،1002.183‬وهــي أكــر‬ ‫مــن (ف) اجلدوليــة عنــد مســتوى معنويــة ‪% 5‬‬ ‫وبدرجــات حريــة ‪ 1282, 0 ،253.46‬وحيــث إن‬ ‫(ف) املحســوبة أكــر مــن (ف) اجلدوليــة ُيرفــض‬ ‫الفــرض العدمــي و ُيقبــل الفــرض البديــل؛ حيــث‬ ‫توجــد فــروق معنويــة ذات داللــة إحصائيــة بــن‬ ‫كل مــن آراء العمــاء املتوقعــة وآراء مقدمــي‬ ‫اخلدمــة‪ ،‬وهــو مــا يؤكــد النتائــج ذاهتــا التــي توصــل‬ ‫إليهــا الباحــث يف إثبــات صحــة الفــرض الثالــث‬ ‫مــن فــروض هــذه الدراســة‪.‬‬ ‫وباســتخدام اختبــار «كروســكال ‪ -‬وأليــس»‬ ‫لقيــاس معنويــة االختــاف بــن توقعــات العمــاء‬ ‫وإدراكات املســؤولني‪ ،‬بلغت كا‪ 2‬املحســوبة ‪691.953‬‬ ‫آلراء العمــاء احلاليــة‪ ،‬وبمقارنــة ذلــك بــكا‪ 2‬النظريــة‬ ‫(اجلدوليــة) عنــد درجــات حريــة ‪ 3‬بمســتوى معنويــة∞‬ ‫= ‪ ،% 5‬نجــد أن كا‪ 2‬املحســوبة > اجلدوليــة؛ ممــا يعنــي‬ ‫رفــض الفــرض العدمــي وقبــول الفــرض البديــل‬

‫عادل محمود طريح‬

‫بوجــود اختــاف بــن توقعــات العمــاء وإدراكات‬ ‫املســؤولني عــن مســتوى جــودة اخلدمــة يف رشكــة‬ ‫موبايــي لالتصــاالت‪ ،‬وهــو مــا توصــل إليــه التحليــل‬ ‫الســابق باســتخدام اختبــار «مــان ‪ -‬ويتنــي» الــذي‬ ‫ســبق اإلشــارة إليــه‪ ،‬وكذلــك‪ ،‬وممــا يؤكــد أيضــا‬ ‫النتائــج الســابقة اختــاف املتوســطات املتعلقــة‬ ‫بتوقعــات العمــاء وإدراكات املســؤولني عن مســتوى‬ ‫جــودة اخلدمــة يف رشكــة موبايــي لالتصــاالت‪ ،‬والتــي‬ ‫نتــج عنهــا وجــود الفجــوة الســلبية بــن توقعــات‬ ‫العمــاء وإدراكات املســؤولني بالرشكــة‪ ،‬والتــي ســبق‬ ‫توضيحهــا‪ ،‬وهــذا التفــاوت يف املتوســطات يؤكــد مــا‬ ‫ســبق بشــأن رفــض الفــرض العدمــي بوجــود اتفــاق‬ ‫بــن جمموعتــي الدراســة‪ ،‬وقبــول الفــرض البديــل‬ ‫لوجــود اختــاف بــن جمموعتــي عينــة جمتمــع الدراســة‬ ‫فيــا يتعلــق بتوقعــات العمــاء وإدراكات املســؤولني‬ ‫عــن مســتوى جــودة اخلدمــة‪ ،‬يف ضــوء املتوســطات‬ ‫احلســابية املرجحــة للفجــوة الســالبة التــي تــم احلصول‬ ‫عليهــا مــن تفريــغ البيانــات‪.‬‬ ‫واجلــدول رقــم (‪ )7‬يوضــح ترتيــب املتغــرات‬ ‫املؤثــرة يف الفجــوة الســلبية بــن إدراكات العمــاء‬ ‫وتوقعاهتــم طبقــا ألمهيتهــا النســبية يف التأثــر عــى‬ ‫ســلبية الفجــوة فيــا يــي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)7‬ترتيب املتغريات املؤثرة يف تدين الفجوة بني إدراكات العمالء وتوقعاهتم يف جودة اخلدمة‬ ‫الرتتيب‬

‫الفجوة‬

‫‪2‬‬

‫‪2.47-‬‬

‫‪3‬‬

‫‪2.05-‬‬

‫احلرص عىل حل مشكالت العمالء‬

‫‪4‬‬

‫‪1.96-‬‬

‫توافر العدد الكايف من مقدمي اخلدمة‬

‫‪5‬‬

‫‪1.1 -‬‬

‫الوفاء بتقديم اخلدمة يف املواعيد املناسبة‬

‫‪6‬‬

‫‪1.04-‬‬

‫بعد التعاطف‪ :‬تقدير ظروف العمالء والتعاطف معهم‬ ‫االهتامم بالعمالء من الناحية اإلنسانية‬

‫‪1‬‬

‫‪3.21-‬‬

‫املتغري‬

‫بعد االعتامدية‪ :‬الدقة وعدم اخلطأ يف تقديم اخلدمة‬

‫حيث يتضح من اجلدول رقم (‪ )7‬ما ييل‪:‬‬ ‫أن مكونــات بعــد «االعتامديــة» احتلــت املتغــرات‬ ‫مــن األوىل حتــى الرابعــة باجلــدول (‪ )7‬مــن حيــث‬ ‫ترتيــب املتغــرات املؤثــرة يف تــدين الفجــوة بــن آراء‬ ‫وتوقعــات العمــاء يف جــودة اخلدمــة‪ .‬بينــا احتلــت‬ ‫بعــض مكونــات بعــد «التعاطــف» املتغرييــن اخلامــس‪،‬‬ ‫الســادس يف ترتيــب املتغــرات املؤثــرة يف تــدين الفجوة‬ ‫بــن آراء وتوقعــات العمــاء يف جــودة اخلدمــة‪.‬‬

‫‪280‬‬

‫نتائج الدراسة‬ ‫هدفــت الدراســة احلاليــة إىل قيــاس جــودة‬ ‫خدمــة االتصــاالت اهلاتفيــة يف رشكــة موبايــي‬ ‫لالتصــاالت‪ ،‬مــن خــال اســتخدام مقيــاس الفجــوة‬ ‫«‪ »SERVQUAL‬هبــدف حتديــد الفجــوة ‪ -‬إن‬ ‫وجــدت ‪ -‬بــن توقعــات العمــاء وإدراك املســؤولني‬ ‫هلــذه التوقعــات‪ ،‬وأيضــا الفجــوة بــن إدراكات‬ ‫العمــاء وإدراكات املســؤولني لتوقعــات العمــاء‪،‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫وكذلــك الفجــوة بــن إدراكات وتوقعــات العمــاء‪.‬‬ ‫ويــود الباحــث أن يشــر إىل أنــه مل يكــن متاحــا لــه‬ ‫مقارنــة نتائــج دراســته بنتائــج دراســة ســابقة مماثلــة؛‬ ‫لعــدم توصلــه لذلــك يف ضــوء الدراســة الســابقة‬ ‫التــي ســبق أن عرضهــا‪ ،‬وبالتحديــد العربيــة منهــا‪،‬‬ ‫وعــى وجــه اخلصــوص التــي طبقــت عــى الســوق‬ ‫الســعودي‪.‬‬ ‫ويمكــن إجيــاز أهــم النتائــج التــي توصلــت إليهــا هــذه‬ ‫الدراســة يف ضــوء الدراســة امليدانيــة‪ ،‬ونتائــج التحليــل‬ ‫اإلحصائــي فيــا يــي‪:‬‬ ‫ ‪1.‬وجــود فجــوة ســالبة بــن توقعــات العمــاء وبــن‬ ‫إدراك املســؤولني يف أبعــاد جــودة اخلدمة (اجلوانب‬ ‫املاديــة للخدمــة‪ ،‬االعتامديــة‪ ،‬االســتجابة‪ ،‬األمــان‪،‬‬ ‫التعاطــف) يف رشكــة موبايــي لالتصــاالت‪،‬‬ ‫وكذلــك يف بعــض العنــارص اخلاصــة بــكل بعــد‬ ‫مــن أبعــاد جــودة اخلدمــة يف هــذه الرشكــة‪.‬‬ ‫ ‪2.‬وجــود فجــوة ســالبة يف بعــض العنــارص املكونــة‬ ‫لبعــد اجلوانــب «املاديــة» خلدمــة االتصــاالت‬ ‫اهلاتفيــة‪ ،‬ومتثلــت يف مالءمــة مــكان تقديــم اخلدمــة‬ ‫للعمــاء‪ ،‬وجاذبيــة املبــاين وأماكــن احلصــول عــى‬ ‫اخلدمــة‪ ،‬واســتخدام املعــدات احلديثــة يف تقديــم‬ ‫اخلدمــة‪.‬‬ ‫ ‪3.‬وجــود فجــوة ســالبة يف بعــض العنــارص املكونــة‬ ‫لبعــد «االعتامديــة» متثلــت يف الدقــة وعــدم اخلطــأ‬ ‫يف تقديــم اخلدمــة يف املواعيــد املناســبة‪ ،‬والوفــاء‬ ‫بتقديــم اخلدمــة يف املواعيــد املناســبة‪ ،‬وتوافــر‬ ‫العــدد الــكايف مــن مقدمــي اخلدمــة‪ ،‬واحلــرص‬ ‫عــى حــل مشــكالت العمــاء‪.‬‬ ‫ ‪4.‬وجــود فجــوة ســالبة يف بعــض العنــارص املكونــة‬ ‫لبعــد «االســتجابة» متثلــت يف الرسعــة يف‬ ‫تقديــم اخلدمــة املطلوبــة‪ ،‬واالســتجابة الرسيعــة‬ ‫الحتياجــات ورغبــات العمــاء‪ ،‬واالســتعداد‬ ‫الدائــم للتعــاون مــع العمــاء‪.‬‬ ‫ ‪5.‬وجــود فجــوة ســالبة يف بعــض العنــارص املكونــة‬ ‫لبعــد «األمــان» متثلــت يف شــعور العميــل باألمــان‬ ‫يف التعامــل‪ ،‬وإملــام مقدمــي اخلدمــة باملعلومــات‬ ‫الكافيــة‪ ،‬واللباقــة وحســن اخللــق يف التعامــل مــع‬ ‫العمــاء‪.‬‬ ‫ ‪6.‬وجــود فجــوة ســالبة يف بعــض العنــارص املكونــة‬ ‫لبعــد «التعاطــف» متثلــت يف تفهــم احتياجــات‬ ‫العمــاء‪ ،‬وإشــعار العميــل بأهنــم موضــع االهتامم‪،‬‬ ‫وتقديــر ظــروف العمــاء والتعاطــف معهــم‪.‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫ ‪7.‬يتضــح مــن النتائــج الســابقة أن التصميــم والتنظيــم‬ ‫الداخــي إلدارات تقديــم اخلدمــة‪ ،‬واملظهــر العــام‬ ‫ملقدمــي اخلدمــة كعنرصيــن لبعــد اجلوانــب املاديــة‬ ‫مل يســهام يف الفجــوة الســلبية‪ .‬وأيضــا االحتفــاظ‬ ‫بســجالت وملفــات دقيقــة كعنــر مــن عنــارص‬ ‫االعتامديــة مل يســهم يف الفجــوة الســلبية‪ .‬والــرد‬ ‫الفــوري عــى استفســارات وشــكاوى العمــاء‪،‬‬ ‫وإعــام العمــاء باملواعيــد املحــددة لتقديــم‬ ‫اخلدمــة كعنرصيــن مــن عنــارص بعــد االســتجابة‬ ‫مل يســهام يف الفجــوة الســلبية‪ .‬ورسيــة املعلومــات‬ ‫اخلاصــة بالعمــاء‪ ،‬ودعــم وتأييــد اإلدارة العليــا‬ ‫ملقدمــي اخلدمــة كعنرصيــن مــن عنــارص بعــد‬ ‫وأخــرا‬ ‫األمــان مل يســهام يف الفجــوة الســلبية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الــروح املرحــة الصادقــة يف التعامــل مــع العمــاء‬ ‫كعنــر مــن عنــارص بعــد التعاطــف مل يســهم يف‬ ‫الفجــوة الســلبية‪.‬‬ ‫التوصيات‬ ‫يمكــن للباحــث تقديــم عــدد مــن التوصيــات يف‬ ‫ضــوء نتائــج مراجعــة الدراســات الســابقة‪ ،‬والنتائــج‬ ‫التــي أســفرت عنهــا هــذه الدراســة‪ ،‬ويف هــذا يدعــو‬ ‫الباحــث إدارة رشكــة موبايــي لالتصــاالت إىل مــا يــي‪:‬‬ ‫ ‪1.‬نظـ ًـرا لوجــود فجــوة ســالبة بــن توقعــات العمــاء‬ ‫وبــن إدراك املســؤولني يف أبعــاد جــودة اخلدمــة‬ ‫املختلفــة كــا أظهــرت النتائــج‪ ،‬يدعــو الباحــث‬ ‫إىل رضورة اهتــام املســؤولني يف رشكــة موبايــي‬ ‫لالتصــاالت بالقيــام باســتطالعات الــرأي بشــكل‬ ‫مســتمر لتعــرف إدراكات العمــاء وتوقعاهتــم‪،‬‬ ‫وكذلــك إدراكات القائمــن عــى تقديــم اخلدمــة‬ ‫لتوقعــات العمــاء نحــو اخلدمــة التــي تقدمهــا‬ ‫رشكــة موبايــي لالتصــاالت‪ ،‬بــا يســاعد عــى‬ ‫إدخــال التعديــات املناســبة عــى حزمــة اخلدمــات‬ ‫املقدمــة للعمــاء‪ ،‬ومــن ثــم إحــداث نــوع مــن‬ ‫التطابــق بــن إدراكات العمــاء وتوقعاهتــم وبــن‬ ‫القائمــن عــى تقديــم اخلدمــة؛ وذلــك مــن خــال‬ ‫حتقيــق أبعــاد جــودة اخلدمــة يف رشكــة موبايــي‬ ‫لالتصــاالت؛ حيــث إذا تــم حتســينها فــإن ذلــك‬ ‫ينعكــس أثــره يف تغيــر إدراكات وتوقعــات‬ ‫العمــاء‪ ،‬مــع اللجــوء إىل القيــاس املقــارن‬ ‫املرجعــي ‪ Benchmarking‬اخلارجــي التنافــي‬ ‫مــع جــودة اخلدمــات املامثلــة للــركات املشــاهبة‬ ‫للرشكــة داخــل اململكــة وخارجهــا‪.‬‬

‫‪281‬‬


‫استخدام مقياس الفجوة بين اإلدراكات والتوقعات لقياس جودة الخدمة بالتطبيق على خدمة االتصاالت ‪...‬‬

‫ونظــرا للفجــوات الســالبة التــي أظهرهتــا نتائــج‬ ‫ ‪2.‬‬ ‫ً‬ ‫الدراســة يف كل بعــد عــى حــدة مــن أبعــاد جــودة‬ ‫اخلدمــة‪ ،‬يدعــو الباحــث إىل رضورة زيــادة‬ ‫االهتــام بمقدمــي اخلدمــات باملكاتــب األماميــة‬ ‫برشكــة موبايــي لالتصــاالت مــن خــال تصميــم‬ ‫وتنفيــذ جمموعــة مــن الربامــج التدريبيــة التــي‬ ‫تعمــل عــى حتســن جــودة تقديــم اخلدمــة يف‬ ‫الرشكــة‪ ،‬ويمكــن أن يتــم ذلــك مــن خــال توجيــه‬ ‫جمموعــة مــن الدراســات املتخصصــة نحــو تنميــة‬ ‫الشــعور لــدى العمــاء بالثقــة يف إدارة الرشكــة‬ ‫ومقدمــي اخلدمــة‪ ،‬والربامــج التــي تركــز عــى‬ ‫أنــاط وســلوكيات التعامــل مــع األنــاط املختلفــة‬ ‫مــع العمــاء‪ ،‬هــذا باإلضافــة إىل تنميــة املهــارات‬ ‫الســلوكية للعاملــن بالشــكل الــذي يســهم يف‬ ‫حتقيــق االســتجابة الرسيعــة الحتياجــات العمــاء‬ ‫ورغباهتــم‪ ،‬والــرد الفــوري عــى استفســارات‬ ‫وشــكاوى العمــاء‪ ،‬والرسعــة يف تقديــم اخلدمــة‪،‬‬ ‫واالســتعداد الدائــم للتعــاون مــع العمــاء وتقديــر‬ ‫ظروفهــم والتعاطــف معهــم‪.‬‬ ‫ ‪3.‬ويف ضــوء مــا ذكــر بالنتيجــة رقــم (‪ ،)7‬يدعــو‬ ‫الباحــث إىل توجيــه نظــر القائمــن عــى تقديــم‬ ‫اخلدمــة يف رشكــة موبايــي لالتصــاالت بــرورة‬ ‫حتســينها‪ ،‬وذلــك مــن خــال الرتكيــز عــى بعــض‬ ‫اجلوانــب‪ ،‬مــن أمههــا اختيــار مقدمــي اخلدمــة‬ ‫الذيــن يتعاملــون بصفــة مبــارشة مــع العمــاء؛‬ ‫بحيــث تتوافــر فيهــم الرغبــة يف املســاعدة والتعــاون‬ ‫والتعاطــف مــع العمــاء‪ ،‬واملظهــر العــام املالئــم‪،‬‬ ‫ورضورة االهتــام بمنافــذ تقديــم اخلدمــة؛‬ ‫وذلــك مــن حيــث موقعهــا وتعددهــا‪ ،‬بمعنــى‬ ‫مالءمــة تقديــم اخلدمــة للعمــاء وجاذبيــة أماكــن‬ ‫احلصــول عــى اخلدمــات‪ ،‬وكذلــك أيضــا االهتــام‬ ‫بالنواحــي اإلنســانية يف تقديــم اخلدمــة للعمــاء يف‬ ‫رشكــة موبايــي لالتصــاالت‪ .‬وهنــا فــإن االهتــام‬ ‫بموظفــي املكاتــب األماميــة (اخلطــوط األماميــة)‬ ‫مــن األمــور اجلديــرة باالهتــام‪ ،‬ومــن املهــم أن‬ ‫يتــم الرتكيــز عــى رضورة توجههــم بالعمــاء‬ ‫واملبيعــات‪.‬‬ ‫ ‪4.‬وإمجــاال‪ ،‬يدعــو الباحــث إىل رضورة اهتــام اإلدارة‬ ‫العليــا يف رشكــة موبايــي لالتصــاالت بقضيــة‬ ‫جــودة اخلدمــة – حتــت مظلــة إدارة اجلودة الشــاملة‬ ‫ ويف ذلــك يقــرح الباحــث تكويــن فريــق تطويــر‬‫اجلــودة مــن مجيــع األقســام بالرشكــة‪ ،‬ويكــون مــن‬

‫‪282‬‬

‫عادل محمود طريح‬

‫ضمــن مهامــه حتديــد مشــكالت اجلــودة احلاليــة‬ ‫واملســتقبلية‪ ،‬وتقييــم تكلفــة اجلــودة‪ ،‬وجعــل‬ ‫مجيــع العاملــن بالرشكــة عــى درايــة تامــة باجلــودة‬ ‫وأمهيتهــا‪ ،‬وتدريــب املرشفــن عــى القيــام بدورهــم‬ ‫يف حتســن اجلــودة‪ ،‬وتشــجيع االبتــكار الفــردي يف‬ ‫جــودة اخلدمــة املقدمــة داخــل الرشكــة‪ ،‬وتشــجيع‬ ‫العاملــن عــى االتصــال بــإدارة الرشكــة لوضــع‬ ‫حــد ملعوقــات حتســن اجلــودة وحتقيــق أهدافهــا‪،‬‬ ‫ومكافــأة وحتفيــز مــن يقــدم جهــود غــر عاديــة‬ ‫يف تطويــر وحتســن جــودة اخلدمــة‪ ،‬واالســتمرار‬ ‫يف عمليــة حتســن اجلــودة إلعطــاء انطبــاع بــأن‬ ‫برنامــج حتســن اجلــودة مل ينتـ ِـه بعــد‪.‬‬ ‫دراسات مستقبلية مقرتحة‬ ‫يف ضــوء مــا توصــل إليــه الباحــث مــن نتائــج‬ ‫ووفقــا ملــا قــام بــه مــن حتليــات إحصائيــة مناســبة‪،‬‬ ‫فإنــه يقــرح بعــض الدراســات املســتقبلية‪ ،‬عــى النحــو‬ ‫التــايل‪:‬‬ ‫نظــرا للتوجــه احلميــد للدولــة نحــو «ســعودة»‬ ‫ً‬ ‫الوظائــف‪ ،‬ومنهــا العاملــون باملكاتــب األماميــة‬ ‫بمؤسســات األعــال الســعودية اخلدميــة‪ ،‬ومــا يتطلــب‬ ‫ذلــك مــن رضورة إعــداد مقدمــي اخلدمــات (الذكــور‬ ‫– اإلنــاث) مــن املواطنــن ملقابلــة توقعــات العمــاء‪،‬‬ ‫لذلــك يقــرح الباحــث دراســة مســتقبلية بعنــوان‪:‬‬ ‫«قيــاس مــدى التوجــه بالعمــاء ملقدمــي اخلدمــات‬ ‫باملكاتــب األماميــة بمؤسســات األعــال الســعودية»‬ ‫يف ضــوء مــا أظهرتــه النتائــج مــن وجــود فجــوة‬ ‫ســالبة بــن توقعــات العمــاء وبــن إدراك املســؤولني‬ ‫القائمــن عــى تقديــم اخلدمــة‪ ،‬وأيضــا بــن إدراكات‬ ‫العمــاء وتوقعاهتــم يف أبعــاد جــودة اخلدمــة‪ ،‬ونظـ ًـرا‬ ‫للزيــادة املتســارعة يف صناعــة نقــل الــركاب مــن‬ ‫خــال رشكات الطــران الوطنيــة‪ ،‬فــإن الباحــث‬ ‫يقــرح دراســة مســتقبلية بعنــوان‪« :‬اســتخدام مقيــاس‬ ‫الفجــوة بــن اإلدراكات والتوقعــات لقيــاس جــودة‬ ‫خدمــة النقــل اجلــوي للــركاب باخلطــوط اجلويــة‬ ‫الســعودية»‬ ‫املراجع‬

‫أبــو معمــر‪ ،‬فــارس‪ .2005.‬قيــاس جــودة اخلدمــة املرصفيـ�ة‬ ‫يف البنــوك العاملــة يف قطــاع غــزة‪ .‬جملــة اجلامعـ�ة‬ ‫اإلســامية‪ ،‬غــزة‪ ،‬املجلــد الثالث عــر‪ ،‬العــدد األول‪،‬‬ ‫ص ص ‪.105-77‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫إدريــس‪ ،‬ثابــت عبــد الرمحــن‪ .1996 .‬قيــاس جــودة‬ ‫اخلدمــة باســتخدام مقيــاس الفجــوة بــن اإلدراكات‬ ‫والتوقعــات‪ :‬دراســة منهجيــة بالتطبيــق عــى‬ ‫اخلدمــة الصحيــة لدولــة الكويــت‪ .‬املجلــة العربيــة‬ ‫للعلــوم اإلداريــة‪ ،‬جملــس النــر العلمــي‪ ،‬جامعــة‬ ‫الكويــت‪ ،‬املجلــد الرابــع‪ ،‬العــدد األول‪ ،‬ص ص‬ ‫‪ .41-9‬‬

‫اإلمــام‪ ،‬وفقــي الســيد‪ .2003 .‬حمــددات جــودة اخلدمــة‬ ‫الصحيــة وأثرهــا عــى رضــا العمــاء يف املستشــفيات‬ ‫اجلامعيــة واخلاصــة بمحافظــة الدقهليــة‪ .‬املجلــة‬ ‫املرصيــة للدراســات التجاريــة‪ ،‬كليــة التجــارة‪ ،‬جامعــة‬ ‫املنصــورة‪ ،‬العــدد الرابــع‪ ،‬ص ص ‪.1-36‬‬

‫بازرعــة‪ ،‬حممــود صــادق‪ .1996 .‬بحــوث التســويق‬ ‫للتخطيــط والرقابــة واختــاذ القــرارات التســويقية‪.‬‬ ‫بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار النهضــة العربيــة‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬ ‫مــر‪.‬‬

‫بــركات‪ ،‬حممــد عــى‪ .2001 .‬قيــاس رضــاء العمــاء عــن‬ ‫جــودة اخلدمــة‪ :‬دراســة تطبيقيــة‪ .‬رســالة ماجســتري‪،‬‬ ‫كليــة التجــارة‪ ،‬جامعــة عــن شــمس‪.‬‬ ‫البكــرى‪ ،‬ثامــر يــارس‪ .2004 .‬إدارة املعرفــة التســويقية‬ ‫باعتــاد إســراتيجية العالقــة مــع الزبــون‪ .‬املؤمتــر‬ ‫العلمــي الــدَ وري الســنوي الرابــع‪ ،‬كليــة االقتصــاد‬ ‫والعلــوم اإلداريــة‪ ،‬جامعــة الزيتونــة األردنيــة‪ ،‬عــان‪،‬‬ ‫األردن‪ 28-26 ،‬أبريــل‪.‬‬ ‫احلــداد‪ ،‬عــوض بديــر‪ .1991 .‬خدمــة العمــاء يف‬ ‫املؤسســات الكويتيــة‪ :‬دراســة ميدانيــة‪ .‬جملــة املحاســبة‬ ‫واإلدارة والتأمــن‪ ،‬كليــة التجــارة‪ ،‬جامعــة القاهــرة‪،‬‬ ‫املجلــد (‪ ،)32‬العــدد (‪ ،)43‬ص ص ‪.290-381‬‬

‫حســان‪ ،‬حممــد عبــد اهلل‪ .2007 .‬العالقــة بــن جــودة‬ ‫اخلدمــة ورضــا العميــل يف بيئــة التجــارة اإللكرتونيــة‬ ‫إطــار مفاهيمــي مقــرح‪ .‬جملــة البحــوث التجاريــة‪.‬‬ ‫كليــة التجــارة‪ ،‬جامعــة الزقازيــق‪ ،‬املجلــد (‪،)29‬‬ ‫العــددان األول والثــاين‪ ،‬ص ص‪.63-17‬‬

‫شعشــاعة‪ ،‬حاتــم‪ .2005 .‬قيــاس جــودة اخلدمـ�ات‬ ‫املرصفيــة التــي يقدمهــا بنــك فلسـ�طني املحـ�دود مـ�ن‬ ‫وجهــة نظــر العمــاء‪ .‬رســالة ماجســتري غــر منشـ�ورة‪،‬‬ ‫اجلامعــة اإلســامية‪ ،‬غــز‪ ،‬فلســطني‪.‬‬ ‫الشــميمري‪ ،‬أمحــد‪ .2001.‬جــودة اخلدمــات الربيديــة‬ ‫يف اململكــة العربيــة الســعودية‪ .‬جملــة اإلدارة العامـ�ة‪،‬‬ ‫املجلــد (‪ )41‬العــدد (‪ ،)2‬ص ص ‪.302 – 265‬‬

‫الشــورة‪ ،‬حممــد‪ .2003 .‬قيــاس جــودة اخلدمــات يف‬ ‫الفنــادق ذات اخلمــس نجــوم يف عــان ‪ -‬األردن"‪،‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلــة األردنيــة للعلــوم التطبيقيــة‪ ،‬عــادة البحــث‬ ‫العلمــي والدراســات العليــا‪ ،‬جامعــة العلــوم التطبيقيــة‬ ‫اخلاصــة‪ ،‬عــان‪ ،‬األردن‪ ،‬املجلــد الســابع‪ ،‬العـ�دد‬ ‫األول‪ ،‬بــدون أرقــام الصفحــات‪.‬‬

‫الصحــن‪ ،‬حممــد فريــد‪ .1994 .‬اجلــودة املدركــة للخدمـ�ات‬ ‫املرصفيــة‪ :‬دراســة ميدانيــة الختبــار حمدداهتــا والنــاذج‬ ‫املســتخدمة يف قياســها‪ .‬جملــة كليــة التجــارة للبحــوث‬ ‫العلميــة‪ ،‬جامعــة اإلســكندرية‪ ،‬مــر‪ ،‬املجلــد ‪،31‬‬ ‫ملحــق العــدد الثــاين‪ ،‬بــدون أرقــام الصفحــات‪.‬‬

‫الطالــب‪ ،‬صــاح عبدالصمــد‪ .2006 .‬قيــاس جــودة‬ ‫اخلدمــات املرصفيــة اإلســامية يف اململكــة األردنيــة‬ ‫اهلاشــمية دراســة حتليليــة مرجعيــة‪ .‬جملــة االقتصــادي‪،‬‬ ‫كليــة االقتصــاد‪ ،‬جامعــة عــدن‪ ،‬اليمــن‪ ،‬الســنة (‪،)2‬‬ ‫العــدد (‪ ،)2‬ص ص ‪.112 – 95‬‬ ‫طريــح‪ ،‬عــادل حممــود‪ .2001 .‬التوجــه بالعمــاء ملقدمات‬ ‫خدمــات اخلطــوط األماميــة باملؤسســات اهلادفــة‬ ‫للربــح‪ :‬دراســة تطبيقيــة عــى قطــاع االتصــاالت‬ ‫اهلاتفيــة بدولــة اإلمــارات العربيــة املتحــدة‪ .‬املجلــة‬ ‫العلميــة لالقتصــاد والتجــارة‪ ،‬كليــة التجــارة‪ ،‬جامعــة‬ ‫عــن شــمس‪ ،‬العــدد األول‪ ،‬ص ص ‪.326-269‬‬

‫عبــد الرمحــن‪ ،‬أمحــد عبــد الكريــم‪ .1997 .‬أبعــاد رضــا‬ ‫العمــاء عــن مســتوى أداء اخلدمــات املرصفيــة التــي‬ ‫تقدمهــا البنــوك التجاريــة بقطــاع األعــال العــام يف‬ ‫مــر‪ :‬دراســة ميدانيــة‪ .‬جملــة البحــوث التجاريــة‬ ‫املعــارصة‪ ،‬كليــة التجــارة بســوهاج‪ ،‬جامعــة أســيوط‪،‬‬ ‫املجلــد (‪ ،)11‬العــدد (‪ ،)1‬ص ص ‪.205-149‬‬

‫العــاق‪ ،‬بشــر عبــاس‪ .2000 .‬قيــاس جــودة اخلدمــات‬ ‫التــي تقدمهــا رشكات الطــران للمســافرين‪ :‬دراســة‬ ‫ميدانيــة‪ .‬املجلــة العلميــة لالقتصــاد والتجــارة‪ ،‬العــدد‬ ‫الرابــع‪ ،‬كليــة التجــارة‪ ،‬جامعــة عــن شــمس‪ ،‬مــر‪،‬‬ ‫ص ص‪.86-55‬‬

‫معــا‪ ،‬ناجــي‪ ،‬والطائــي‪ ،‬محيــد‪ .2002 .‬تقييــم السـ�ياح‬ ‫العــرب جلــودة اخلدمــات الفندقيــة يف األردن‪ :‬دراســة‬ ‫ميدانيــة حتليليــة‪ .‬جملــة العلــوم اإلداريــة‪ ،‬عــادة البحث‬ ‫العلمــي‪ ،‬اجلامعــة األردنيــة‪ ،‬املجلــد (‪ ،)30‬العــدد (‪،)1‬‬ ‫ص ص ‪.144 – 128‬‬

‫معــا‪ ،‬ناجــي‪ .1998 .‬قيــاس جــودة اخلدمــات املرصفيــة‬ ‫التــي تقدمهــا البنــوك التجاريــة يف األردن‪ :‬دراســة‬ ‫ميدانيــة‪ .‬جملــة دراســات العلــوم التجاريــة‪ ،‬عــادة‬ ‫البحــث العلمــي‪ ،‬اجلامعــة األردنيــة‪ ،‬املجلــد ‪،25‬‬ ‫العــدد ‪ ،2‬ص ص ‪.375-357‬‬

‫‪283‬‬


‫عادل محمود طريح‬

... ‫استخدام مقياس الفجوة بين اإلدراكات والتوقعات لقياس جودة الخدمة بالتطبيق على خدمة االتصاالت‬

Johnson, A., and Anuchit, C. 2002. Service quality in Thai telecommunication industry: A tool for achieving a sustainable competitive advantage. Management Decision. 40(7): 693-761. Kim, Y. Jin., Eom, M., Ahn, J. H. 2005. Measuring service quality in the context of the service Quality-user satisfaction relationship. Information Technology Theory and Application. 7(2): 42-54. Othman, A., and Owen, L. 2000. Adopting and measuring customer service quality in Islamic banks: A case study in Kuwait finance house. International Journal of Islamic Financial Services. 3(1): 31-52. Parasuraman, A., Zeithaml, V.A., and Berry, L. 1985. A Conceptual model of service quality and its implications for future research. Journal of Markering. 49(4): 41 – 50. Parasuraman, A. 1988. SERVQUAL: A multi items scale for measuring consumer perceptions of service quality. Journal of Retailing. 64(1): 12-40. Teas, K.R. 1993. Expectations performance evaluation and consumers perceptions of quality. Journal of Marketing. 57(4): 18-34. Yavas, U., Bilgin, Z., and Shemwell, D.J. 1997. Service quality in the banking sector in an emerging economy: A consumer survey. International Journal of Bank Marketing. 15(6): 217-223. Zeithaml, V., Berry, L., and Parasuraman, A. 1999. The nature and determinant of customer expectation of service quality. Journal of the Academy of Marketing Science. 21(1): 1-12. Zhou, L. 2004. A dimension specific analysis of performance-Only measurement of service quality and satisfaction in China's retail banking. The Journal of Services Marketing. 18(6/7): 543-546.

‫ العوامــل املحــددة الختيــار‬.2001 .‫ صــاح‬،‫املعيــوف‬ ‫العمــاء الســعوديني للبنــوك يف مدينــة الريــاض‬ ،‫ جملــة اإلدارة العامـ�ة‬.‫باململكــة العربيــة الســعودية‬ ‫ ص ص‬، ٤‫ عــدد‬، ٤٠‫ جملــد‬،‫معهــد اإلدارة العامــة‬ .640 – 611 ‫ تقييــم جـ�ودة‬.2005.‫ يوســف‬،‫ وعاشــور‬،‫ رشــدي‬،‫وادي‬ ‫خدمــات املصــارف العاملــة يف قطــاع غــزة مــن وجهـ�ة‬ ،‫ غــزة‬،‫ جملــة اجلامعــة اإلســامية‬.‫نظــر العمــاء‬ ‫ بــدون‬،‫ العــدد األول‬،‫ املجلــد الثالــث عــر‬،‫فلســطني‬ .‫أرقــام الصفحــات‬

Bloemer, J., Ruyter, K.D., and Peters, P. 1998. Investigating drivers of bank loyalty: The complex relationship between image, service quality and satisfaction. International Journal of Bank Marketing. 167: 276 – 286. Caruana, A., Money, A., and Berthon, P. 2000. Service quality and satisfaction- The moderation role of value. European Journal of Marketing. 34(11/12): 1338-1352. Cavaness, J. P., and Manoochehri, G. H. 1993. Building quality into services. SAM Advanced Management Journal. 58(1): 4-8. Chi, C. C., Lewis, B.R., and Park, W. 2003. Service quality measurement in the banking sector in South Korea. International Journal of Bank Marketing. 21(4): 37-45. Cronin, J., and Taylor, S. 1992. Measuring Service Quality: A reexamination and extension, models. International Journal of Quality and Reliability Management. 11(9): 61-69. Jabnoun, N., and Al-Tamimi, A.H. 2002. Measuring perceived service quality at UAE commercial banks. International Journal of Quality and Reliability Management. Journal of Bank Marketing. 20(4): 276 – 286.

284


(‫هـ‬1441( ‫م‬2020 - 1 ‫ العدد‬- 21 ‫املجلد‬

)‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية‬

Measuring the Gap between Perceptions and Expectations Using SERVQUAL An Applied Study on Telecommunication Services in KSA (Mobily Telecommunication Company) Adel M.Torieh Department of Marketing, College of Bussiness, Rabigh branch, King Abdulaziz University, Saudi Arabia https://doi.org/10.37575/h/edu/1609

ABSTRACT

Measuring of service quality is vital in service organizations. The overall objective of the study is to measure the service quality in Mobily Telecommunication Company using gap measurement between perceived quality and expected quality in addition to detecting the gap type (negative or positive) throughout the matching of customers expectations' and perception of employees using SERVQAL model. In addition, the gap type between customers and employees perceptions is determined. Furthermore, the gap between customers' perception and expectation is also determined. The study reviewed previous work and formulated three hypothesis. Proper statistical methods was used. A representative sample of clients and staff members was dawn. A questionnaire was used as a tool after testing for stability and validity. The results indicated the presence of negative gaps between customers' expectations and employees in the dimensions of service quality in addition to negative gaps in some components of logistics, dependability, responsiveness, security, and compassion. The work recommended some modifications on the services based on continues customers' opinion surveys. Key Words: Mobily customers, Response speed, Telecommunication sector.

285



‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫معوقات تطبيق الإدارة الإلكرتونية والتطلعات امل�ستقبلية لتجاوزها‬ ‫كما يراها الإداريون يف جامعة البلقاء التطبيقية‬ ‫إيامن مجيل عبد الفتاح عبد الرمحن‪ ،‬وإبراهيم حريب هاشم تادرس‬ ‫بيانات الباحثني ‪-‬جامعة البلقاء التطبيقية‬ ‫عامن‪ ،‬األردن‬

‫‪https://doi.org/10.37575/h/mng/1653‬‬

‫امللخص‬

‫هدفــت الدراســة إىل الكشــف عــن معوقــات تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة‪ ،‬والتطلعــات املســتقبلية لتجاوزهــا‪ ،‬كــا يراهــا اإلداريــون‬ ‫يف جامع��ة البلق��اء التطبيقيــة‪ ،‬ولتحقيــق أهــداف الدراســة تــم إعــداد اســتبانة مكونــة مــن (‪ )55‬فقــرة موزعــة عــى (‪ )4‬جمــاالت؛ هــي‬ ‫املعوقــات البرشيــة‪ ،‬املعوقــات التنظيميــة‪ ،‬املعوقــات التقنيــة‪ ،‬املعوقــات املاليــة‪ ،‬كــا تــم وضــع ســؤال مفتــوح عــن التطلعــات املســتقبلية‬ ‫للتغلــب عــى املعوقــات التــي حتــول دون تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة يف جامعــة البلقــاء التطبيقيــة مــن وجهــة نظــر اإلداريــن‪ ،‬وبعــد‬ ‫التأكــد مــن صــدق األداة وثباهتــا‪ ،‬تــم تطبيقهــا عــى عينــة الدراســة البالغــة (‪ )522‬إدار ًّيــا تــم اختيارهــم بالطريقــة الطبقيــة العشــوائية‬ ‫البســيطة‪ .‬أظهــرت نتائــج الدراســة أن املعوقــات التــي حتــول دون تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة كــا يراهــا اإلداريــون كانــت بدرجــة‬ ‫(كبــرة ‪ -‬كبــرة جــدًّ ا)؛ حيــث جــاء جمــال املعوقــات البرشيــة يف املرتبــة األوىل‪ ،‬بدرجــة (كبــرة جــدًّ ا)‪ ،‬تــاه جمــال املعوقــات املاليــة‪،‬‬ ‫ثــم التقنيــة‪ ،‬ثــم التنظيميــة‪ ،‬وبدرجــة (كبــرة) لــكل منهــم‪ .‬كــا أشــارت النتائــج إىل أن أهــم التطلعــات املســتقبلية للتغلــب عــى هــذه‬ ‫املعوقــات هــو حتســن البنيــة التحتيــة املالئمــة لتطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة‪ .‬ويف ضــوء تلــك النتائــج توصلــت الدراســة للعديــد مــن‬ ‫التوصيــات أمههــا وضــع اإلســراتيجيات الالزمــة إلعــادة تأهيــل وتدريــب املوظفــن لغــرض تطويــر مهاراهتــم ومعارفهــم يف جمــال‬ ‫اإلدارة اإللكرتوني��ة‪ ،‬وإجــراء املزيــد مــن الدراســات يف هــذا املجــال مســتقبالً‪.‬‬

‫الكلامت املفتاحية‪ :‬اإلدارة اإللكرتونية‪ ،‬التطلعات املستقبلية‪ ،‬جامعة البلقاء التطبيقية‪.‬‬

‫املقدمة‬ ‫مــع بدايــات القــرن احلــادي والعرشيــن‪ ،‬وظهــور‬ ‫الثــورة املعلوماتيــة‪ ،‬وحــدوث الطفــرة التكنولوجيــة‬ ‫اهلائلــة يف التقنيــات املختلفــة‪ ،‬التــي حتمــت عــى‬ ‫مجيــع املنظــات املجتمعيــة اســتخدام أســاليب إداريــة‬ ‫حديثــة تواكــب هــذا العــر؛ يــزداد التنافــس عــى‬ ‫اإلفــادة القصــوى مــن هــذه التقنيــات يف خمتلــف‬ ‫املجــاالت‪ .‬وبعــض املنظــات أعــادت هيكلــة نفســها‬ ‫بطــرق مبتكــرة لتتامشــى مــع التطــورات يف العــر‬ ‫الرقمــي‪ ،‬ومــع ذلــك فــإن الغالبيــة العظمــى منهــا‬ ‫مــا زالــت تعتمــد عــى اهليــاكل اهلرميــة التقليديــة‬ ‫التــي تقــف عقبــة يف تطبيــق التقنيــات احلديثــة‬ ‫واالســتفادة مــن معطياهتــا يف تطويــر املنظــات‬ ‫(‪.(Turban et al., 2008, 187‬‬ ‫ويف إطــار هــذه التقنيــات أخــذت األنشــطة احلياتية‬ ‫تتحــول بالتدريــج مــن أنشــطة تقليديــة إىل أنشــطة‬ ‫إلكرتونيــة‪ ،‬لالســتفادة مــن مميــزات هــذه األنشــطة‬ ‫اجلديــدة يف جمــال تقديــم اخلدمــات اإلداريــة‪ ،‬وهــذا‬ ‫مــا يطلــق عليــه مصطلــح اإلدارة اإللكرتونيــة‪ ،‬وهــي‬ ‫منظومــة رقميــة متكاملــة هتــدف إىل حتويــل العمــل‬ ‫اإلداري العــادي مــن النمــط اليــدوي إىل النمــط‬

‫اإللكــروين‪ ،‬وذلــك باســتعامل تكنولوجيــا املعلومات‪،‬‬ ‫واالتصــاالت؛ مــن حواســيب‪ ،‬وشــبكات‪ ،‬وأجهــزة‬ ‫فاكــس‪ ،‬وأجهــزة إدخــال املعلومــات الســلكية‬ ‫والالســلكية‪ ،‬لتخــدم األمــور اإلداريــة‪ .‬وهــذا بطبيعــة‬ ‫احلــال ترتــب عليــه زيــادة كفــاءة عمــل اإلدارات مــن‬ ‫خــال تعاملهــا مــع األفــراد‪ ،‬واإلنجــاز الرسيــع يف‬ ‫العمــل‪ ،‬والتدقيــق للمهــام واملعامــات‪ ،‬واملســاعدة يف‬ ‫اختــاذ القــرار؛ بالتوفــر الدائــم للمعلومــات بــن يــدي‬ ‫متخــذي القــرار مــع خفــض تكاليــف العمــل اإلداري‬ ‫ورفــع أداء اإلنجــاز‪ ،‬وجتــاوز مشــكلة البعديــن‬ ‫اجلغــرايف والزمنــي‪ ،‬ومعاجلــة الروتــن والرشــوة؛ أي‬ ‫إحــداث إصالحــات يف اهليــكل اإلداري باملجتمــع‬ ‫وتطويــر آليــة العمــل ومواكبــة التطــورات‪ ،‬إضافــة‬ ‫لتجــاوز مشــاكل العمــل الروتينيــة اليومية مــع رضورة‬ ‫وجــود بنيــة حتتيــة معلوماتيــة آمنــة وفاعلــة ومتوافقــة‬ ‫فيــا بينهــا )‪Yogesh, 2004‬؛ اهلــواش‪.)2006 ،‬‬ ‫كــا أهنــا ‪ -‬أي اإلدارة اإللكرتونيــة‪ -‬حقــل جديــد‬ ‫انبثــق ليزيــد التفاعــل بــن تكنولوجيــا املعلومــات‬ ‫واإلنرتنــت وبــن تطبيقــات األعــال اإللكرتونيــة‪،‬‬ ‫وبــا أهنــا إدارة مثلهــا مثــل غريهــا مــن تطبيقــات‬ ‫اإلدارات املعــارصة تواجههــا حتديــات ومتطلبــات‬

‫‪287‬‬


‫معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية والتطلعات املستقبلية لتجاوزها كما يراها اإلداريون‪...‬‬

‫حتتاجهــا‪ ،‬فهــي متثــل تطبيقــات مــن نمــط غــر تقليدي‬ ‫ورؤيــة إســراتيجية للتغيــر اإلداري؛ حيــث يمكــن‬ ‫اجلــزم أن هــذا التحــول يف نمــط اإلدارة ليــس عمليــة‬ ‫ســهلة العتــاده عــى أســاليب علميــة وتقنيــات‬ ‫تتطلــب خــرات وختصصــات رائــدة‪ ،‬باإلضافــة إىل‬ ‫أن اإلدارة اإللكرتونيــة تســتغرق وقتــ ًا يف اإلعــداد‬ ‫والتخطيــط هلــا‪ .‬لــذا ينبغــي أن توفــر القيــادات‬ ‫اإلداريــة العليــا للقائمــن عليهــا اإلمكانــات املاديــة‬ ‫واملاليــة الالزمــة وفــق املقومــات املوضعيــة املقــررة‬ ‫يف تلــك املرشوعــات (‪Edwards and John, 2003‬؛‬ ‫الســاملي‪ .)2008 ،‬باإلضافــة إىل رضورة البحــث عــن‬ ‫املعوقــات التــي حتــول دون متكينهــم مــن تطبيــق‬ ‫اإلدارة اإللكرتونيــة واالســتفادة مــن تأثرياهتــا اهلائلــة‬ ‫وبــذل اجلهــود إلجيــاد أبــرز احللــول لتلــك املعوقــات‬ ‫مــن أجــل التخفيــف مــن آثارهــا أو إزالتهــا مــا أمكــن‬ ‫(املســعودي‪.)2010 ،‬‬ ‫مــن هنــا تــرز احلاجــة إىل إجــراء اإلصالحــات‬ ‫والتجديــدات يف جمــال التعليــم اجلامعــي‪ ،‬والســعي‬ ‫الــدؤوب إلجيــاد حلــول الســتخدام تقنيــات اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة هبــدف تذليلهــا وجتاوزهــا؛ حيــث تعــد‬ ‫اجلامعــات معقــل الفكــر اإلنســاين ومصــدر االســتثامر‬ ‫وتنميــة املــوارد البرشيــة يف املجتمــع كافــة‪ .‬لــذا جــاءت‬ ‫هــذه الدراســة ملحاولــة الكشــف عــن أبــرز معوقــات‬ ‫تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة والتطلعــات املســتقبلية‬ ‫لتجاوزهــا كــا يراهــا اإلداريــون العاملــون يف جامعــة‬ ‫البلقــاء التطبيقيــة‪.‬‬ ‫ماهية اإلدارة اإللكرتونية‬ ‫إن فكــرة اإلدارة اإللكرتونيــة تتعــدى بكثــر‬ ‫مفهــوم امليكنــة اخلاصــة بــإدارات العمــل داخــل‬ ‫املؤسســة‪ ،‬إىل مفهــوم تكامــل البيانــات واملعلومــات‬ ‫بــن اإلدارات املختلفــة واملتعــددة واســتخدام تلــك‬ ‫البيانــات واملعلومــات يف توجيــه سياســة وإجــراءات‬ ‫عمــل املؤسســة نحــو حتقيــق أهدافهــا وتوفــر املرونــة‬ ‫الالزمــة لالســتجابة للمتغــرات املتالحقــة ســواء‬ ‫الداخليــة أو اخلارجيــة‪.‬‬ ‫يــرى )‪- )Lam, 2004, 2‬يف تعريفــه لــإدارة‬ ‫اإللكرتونيــة‪ -‬أهنــا‪« :‬جمموعــة مــن شــبكات االتصــال‬ ‫اإللكرتونيــة التــي تنتقــل فيهــا البيانــات والوثائــق مــن‬ ‫املؤسســات االفرتاضيــة إىل املؤسســات الرتبويــة»‪.‬‬ ‫كــا تعــرف بأهنــا‪« :‬االنتقــال مــن إنجــاز املعامــات‬ ‫وتقديــم اخلدمــات العامــة مــن الطريقــة التقليديــة‬

‫‪288‬‬

‫إيمان جميل عبد الفتاح‪ ،‬وإبراهيم حربي هاشم تادرس‬

‫اليدويــة إىل الشــكل اإللكــروين‪ ،‬مــن أجــل اســتخدام‬ ‫أمثــل للوقــت واملــال واجلهــد» (باكــر‪.)24 ،2006 ،‬‬ ‫ويتفــق الباحثــان مــع آراء الباحثــن حــول‬ ‫حتديدهــم ملفهــوم اإلدارة اإللكرتونيــة‪ ،‬ويــرون أن‬ ‫اإلدارة اإللكرتونيــة هي«اســتخدام مجيــع التقنيــات‬ ‫احلديثــة وتوظيفهــا داخــل املؤسســات عــى اختالفهــا؛‬ ‫مــن أجــل تقديــم خدمــات أكثــر فاعليــة وبأقــل جهــد‬ ‫ووقــت ممكــن»‪.‬‬ ‫مراحل تطور اإلدارة اإللكرتونية‬ ‫يمكــن تتبــع تطــور اإلدارة اإللكرتونيــة عنــد نجــم‬ ‫(‪ )22 ،2008‬مــن خــال‪:‬‬ ‫ ‪1.‬االنتقال من إدارة األشياء إىل إدارة الرقميات‪.‬‬ ‫ ‪2.‬االنتقال من اإلدارة املبارشة إىل اإلدارة عن بعد‪.‬‬ ‫ ‪3.‬االنتقال من التنظيم اهلرمي إىل التنظيم الشبكي‪.‬‬ ‫ ‪4.‬االنتقال من قيادة اآلخر إىل قيادة الذات‪.‬‬ ‫دواعــي التحــول نحــو تبني نمــوذج اإلدارة اإللكرتونية‬ ‫يف اجلامعات‬ ‫هنــاك الكثــر مــن املــررات التــي جعلــت كثــر‬ ‫مــن الــدول واملنظــات تتســارع يف تطبيــق اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة يف إداراهتــا‪ ،‬منهــا مــا ذكــره العــاق‬ ‫(‪ )2006‬حــن بــن أهــم مســوغات تبنــي اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة وهــي كــا يــي‪:‬‬ ‫ ‪-‬زيــادة وعــي املواطنــن نتيجــة حتســن املســتويات‬ ‫التعليميــة واملعيشــية وزيــادة عــدد الســكان‪.‬‬ ‫ ‪-‬أن اســتخدام الكثــر مــن املؤسســات احلكوميــة‬ ‫أســاليب عمــل قديمــة وتقليديــة يرتتــب عليــه‬ ‫تعقيــد أداء األعــال وصعوبــة يف إنجازاهــا‪.‬‬ ‫ ‪-‬اعتــاد البريوقراطيــة أســلوب عمــل يف اجلامعــات‬ ‫احلكوميــة وكثــرة اإلجــراءات الواجــب املــرور هبــا‬ ‫إلنجــاز املعامــات‪.‬‬ ‫ ‪-‬معانــاة املؤسســات غــر الربحيــة مــن مشــكالت‬ ‫مشــركة مثــل‪ :‬تناقــص الدعــم املــادي وترهــل‬ ‫هياكلهــا التنظيميــة‪ ،‬وتكاليف )التشــغيلية( بســبب‬ ‫اتســاع الرقعــة اجلغرافيــة التــي تقــدم خدماهتــا‬ ‫إليهــا‪.‬‬ ‫باإلضافــة إىل ذلــك أوردت الكيــاين (‪،2006‬‬ ‫‪ )175‬أهــم عاملــن أســهام يف التحــول إىل اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة‪ ،‬ومهــا‪:‬‬ ‫ ‪-‬ظهور حركات اإلصالح والتطوير اإلداري‪.‬‬ ‫ ‪-‬انتشــار ثــورة املعلومــات واالتصــاالت التــي‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫ســاعدت عــى تغيــر شــكل املنظومــة مــن الشــكل‬ ‫اهلرمــي إىل الشــكل الشــبكي‪.‬‬ ‫إجيابيات وسلبيات اإلدارة اإللكرتونية‬ ‫ال يمكــن االســتغناء عــن اإلدارة اإللكرتونيــة‬ ‫يف أعــال اإلدارة‪ ،‬ومــع ذلــك فهــي كغريهــا مــن‬ ‫اإلدارات املعــارصة هلــا إجيابيــات وســلبيات‪ ،‬ويمكــن‬ ‫إجيازهــا عنــد (‪Germo and Adhair, 2001, 11‬؛‬ ‫‪Loudon and Loudon, 2006, 353‬؛ باكري‪)2006 ،‬‬ ‫عــى النحــو اآليت‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬إجيابيات اإلدارة اإللكرتونية‬ ‫ ‪-‬التخلص من البريوقراطية والروتني‪.‬‬ ‫ ‪-‬تقديم اخلدمات بأقل التكاليف واجلهد والوقت‪.‬‬ ‫ ‪-‬الرسعــة والدقــة يف ختزيــن املعلومــات ومعاجلتهــا‬ ‫واســرجاعها‪.‬‬ ‫ ‪-‬اخلصوصية واآلمان والرسية واملصداقية‪.‬‬ ‫ ‪-‬توفــر الشــفافية واملســاءلة يف أداء العمــل والتعامل‬ ‫مع املســتفيدين‪.‬‬ ‫ ‪-‬تبســيط اإلجــراءات داخــل املؤسســة وانعكاســها‬ ‫عــى مســتوى اخلدمــات‪.‬‬ ‫ ‪-‬احلصــول عــى اخلدمــات مــن خــال الشــبكة‬ ‫اإللكرتونيــة‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬السلبيات املحتملة يف تطبيق اإلدارة اإللكرتونية‬ ‫ ‪-‬زيــادة نســب البطالــة‪ :‬وذلــك باالســتغناء عــن‬ ‫بعــضاملوظفــنأحيانــ ًاأوتقليــلعــدداملوظفــن‪.‬‬ ‫ ‪-‬زيــادة التبعيــة‪ :‬باالعتــاد الــكيل عــى الــدول‬ ‫األجنبيــة بالتكنولوجيــا‪.‬‬ ‫ ‪-‬الكلفة الباهظة لبناء وتطبيق اإلدارة اإللكرتونية‪.‬‬ ‫ ‪-‬التجســس اإللكــروين وفقــدان األمــان‪ :‬هبــدف‬ ‫االطــاع عــى معلومــات مؤمنــة يف جهــاز‬ ‫حاســب آيل آخــر‪.‬‬ ‫ ‪-‬شــلل اإلدارة يف حــال أي خلــل‪ :‬وهــذا مــا ال‬ ‫جيــوز أن حيصــل يف أي تطبيــق إلســراتيجية اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة‪.‬‬ ‫ ‪-‬ضعــف التواصــل االجتامعــي‪ :‬مــن خــال‬ ‫التواصــلبــناملوظفــنعــرالشــبكةاإللكرتونيــة‪.‬‬ ‫الرؤى اإلسرتاتيجية لإلدارة اإللكرتونية يف اجلامعات‬ ‫يمكــن إجيــاز الــرؤى اإلســراتيجية لــإدارة‬ ‫اإللكرتونيــة يف اجلامعــات مــن خــال رؤيتــن مهــا‪:‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫رؤية دعاة شبكة اإلنرتنت‪:‬‬ ‫تقــوم هــذه الرؤيــة عــى أســاس أن التغــر يف‬ ‫زمــن اإلنرتنــت رسيــع وغــر قابــل للتنبــؤ‪ ،‬وهلــذا‬ ‫فــإن املطلــوب تعجيــل اإلســراتيجية عــى مســتوى‬ ‫اجلامعــة بشــكل عــام‪ .‬ويمكــن تطبيــق هــذه‬ ‫اإلســراتيجية باالســتناد إىل تأهيــل املديريــن للمركــز‬ ‫اجلديــد‪ ،‬واســتثامر املــوارد البرشيــة‪ ،‬وتركيــز االهتــام‬ ‫عــى القواعــد الواضحــة الالزمــة ملتابعــة مرونــة‬ ‫الفــرص ‪.‬‬ ‫رؤية دعاة اإلسرتاتيجية‬ ‫تقــوم عــى تأكيــد أمهيــة اإلســراتيجية لكيــا‬ ‫تقــع األعــال املنجــزة إلكرتون ًّيــا يف الفــوىض؛ إذ إن‬ ‫أمهيــة اإلســراتيجية تتأكــد مــن قدرهتــا عــى محايــة‬ ‫الفــرص واألعــال احلاليــة وبنيتهــا التحتيــة الكبــرة‪،‬‬ ‫واملحافظــة عــى امليــزة التنافســية طويلــة األمــد‬ ‫(احلســنات‪.)40 ،2011 ،‬‬ ‫مشكلة الدراسة وأسئلتها‬ ‫لقــد غــدت اإلدارة اإللكرتونيــة أنموذجــا‬ ‫مثال ًّيــا لــإدارة احلديثــة التــي تتفاعــل مــع التقنيــات‬ ‫اإللكرتونيــة احلديثــة وتســتخدمها‪ ،‬لــذا أخــذت‬ ‫الــدول واملؤسســات تتنافــس يف تطبيقهــا يف جماالهتــا‬ ‫اإلداريــة املختلفــة‪.‬‬ ‫وبالرغــم مــن االهتــام الــذي أولتــه اململكــة‬ ‫األردنيــة اهلاشــمية بقطــاع تقنيــة املعلومــات‪ ،‬إال أن‬ ‫اجلامعــات األردنيــة فيهــا مل تصــل بعــد إىل املســتويات‬ ‫املنشوــدة يف هذــا املجــال؛ لوجــود صعوبــات تعــرض‬ ‫تطبيقهــا واســتخدامها‪ .‬ويف ضــوء التقــدم والتطــور‬ ‫املتســارع يف تكنولوجيــا احلاســبات وصناعــة‬ ‫الربجميــات‪ ،‬والتعقيــدات يف بيئــة العمــل التــي أدت‬ ‫كذلــك إىل ظهــور املزيــد مــن هــذه الصعوبــات‪ ،‬ويف‬ ‫إطــار هــذه املعطيــات‪ ،‬فقــد الحــظ الباحثــان مــن‬ ‫خــال عملهــا يف إحــدى اجلامعــات األردنيــة‪ ،‬ومــن‬ ‫خــال عالقاهتــا املبــارشة وغــر املبــارشة باهليئــة‬ ‫اإلداريــة‪ ،‬أن اســتخدام اجلامعــات اإلدارة اإللكرتونيــة‬ ‫ينعكــس إجيابــ ًا عــى اهليئــة التدريســية واإلداريــة‬ ‫وبالتــايل عــى األداء والطلبــة‪ .‬لــذا تطــرح الدراســة‬ ‫الســؤالني التاليــن‪:‬‬ ‫ ‪1.‬مــا معوقــات تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة كــا يراهــا‬ ‫اإلداريــون العاملــون يف جامعــة البلقــاء التطبيقيــة؟‬ ‫ ‪2.‬مــا التطلعــات املســتقبلية للتغلــب عــى املعوقــات‬

‫‪289‬‬


‫معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية والتطلعات املستقبلية لتجاوزها كما يراها اإلداريون‪...‬‬

‫التــي حتــول دون تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة كــا‬ ‫يراهــا اإلداريــون العاملــون يف جامعــة البلقــاء‬ ‫التطبيقيــة؟‬ ‫هدف الدراسة‬ ‫هدفــت الدراســة إىل الكشــف عــن أهــم معوقــات‬ ‫تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة كــا يراهــا اإلداريــون‬ ‫العاملـ�ون يف جامع��ة البلقاــء التطبيقي��ة (املعوقــات‬ ‫البرشيــة‪ ،‬املعوقــات التنظيميــة‪ ،‬املعوقــات التقنيــة‪،‬‬ ‫املعوقــات املاليــة)‪ ،‬واقــراح أهــم التطلعات املســتقبلية‬ ‫لتجاوزهــا كــا يراهــا اإلداريــون العاملــون يف جامعــة‬ ‫البلقــاء التطبيقيــة‪.‬‬ ‫أمهية الدراسة‬ ‫تنبع أمهية الدراسة من خالل اآليت‪:‬‬ ‫ ●يتطلـع الباحثـان إىل نشر الوعـي بمفهـوم اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيـة لتطبيقهـا يف مجيـع املؤسسـات الرتبويـة‪.‬‬ ‫ ●قــد تســهم هــذه الدراســة أيضــ ًا يف تعــرف أهــم‬ ‫اآلليــات واإلســراتيجيات املقرتحــة مــن خــال‬ ‫نتائــج الدراســة‪ ،‬والتــي تســاعد يف تذليــل تلــك‬ ‫املعوقــات والتغلــب عليهــا‪ ،‬واملســامهة يف تطويــر‬ ‫إدارة اجلامعيــة‪.‬‬ ‫ ●قــد تفيــد هــذه الدراســة إدارة اجلامعــة عــى توظيف‬ ‫أفضــل الســبل يف تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة يف‬ ‫إداراهتــم‪.‬‬ ‫ ●تنبــع أمهيــة هــذه الدراســة مــن كوهنــا تتنــاول‬ ‫مؤسســات التعليــم العــايل الــذي يعــد مصــدر ًا‬ ‫للمهــارات والكفــاءات التــي ترفــد املجتمــع‬ ‫باحتياجاتــه ‪.‬‬ ‫ ●مواكبـة آخـر التطـورات العلميـة وتسـخريها بما‬ ‫خيـدم جمتمعنـا املحلي‪ ،‬وحماولـة تعميـم الوظائـف‬ ‫اإلدارية املختلفة املسـتخدمة بشـكل إلكرتوين عىل‬ ‫مجيـع مؤسسـات املجتمـع‪ ،‬يف حماولـة للوصـول إىل‬ ‫املفهوم األوسـع الذي حيـوي احلكومة اإللكرتونية‬ ‫واإلدارة اإللكرتونيـة‪.‬‬ ‫ ●اخلــروج بالتوصيــات حــول ســبل التغلــب‬ ‫عــى املعوقــات التــي حتــول دون تطبيــق اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة يف جامعــة البلقــاء التطبيقيــة‪.‬‬ ‫حدود الدراسة‬ ‫حــدود مكانيــة‪ :‬تقتــر هــذه الدراســة عــى جامعــة‬ ‫البلقــاء التطبيقيــة (املركــز)‪.‬‬

‫‪290‬‬

‫إيمان جميل عبد الفتاح‪ ،‬وإبراهيم حربي هاشم تادرس‬

‫حــدود برشيــة‪ :‬تقتــر هــذه الدراســة عــى اإلداريــن‬ ‫العاملــن يف جامعــة البلقــاء التطبيقيــة‪.‬‬ ‫حــدود زمانيــة‪ :‬تــم إجــراء هــذه الدراســة يف العــام‬ ‫الــدرايس ‪.2013/2012‬‬ ‫التعريفات االصطالحية واإلجرائية‬ ‫حتتــوي الدراســة عــى جمموعــة مــن املصطلحــات‬ ‫تــم تعريــف أمههــا اصطالح ًّيــا وإجرائ ًّيــا عــى النحــو‬ ‫اآليت‪:‬‬ ‫اإلدارة اإللكرتونيــة (‪:(Electronic Management‬‬ ‫هــي "االســتثامر اإلجيــايب لتكنولوجيــا املعلومــات‬ ‫واالتصــاالت يف مجيــع وظائــف العمليــة اإلداريــة‬ ‫القائمــة (التخطيــط والتنظيــم‪ ،‬والتنفيــذ‪ ،‬والرقابــة‪،‬‬ ‫واملتابعــة والتقويــم)‪ ،‬وذلــك هبــدف حتســن أدائهــا‬ ‫وتعزيــز مركزهــا التنافــي" (أبــو عاشــور والنمــري‪،‬‬ ‫‪.)2013 ،200‬‬ ‫وتعــرف إجرائ ًّيــا بأهنــا‪ :‬اســتخدام التقنيــات‬ ‫الرقميــة يف أجهــزة احلاســب اآليل مــن مكوناتــه املاديــة‬ ‫)‪ ،(Hardware‬وبرجمياتــه )‪ ،(Software‬وشــبكاته‬ ‫)‪ ،(Networks‬وشــبكة إدخــال وختزيــن ومعاجلــة‬ ‫واســرجاع البيانــات واملعلومــات وصيانتهــا‪،‬‬ ‫باإلضافــة لوســائل االتصــال احلديثــة يف جامعــة‬ ‫البلقــاء التطبيقيــة‪.‬‬ ‫املعوقــات )‪" :)Obstacles‬وضــع صعــب يكتنفــه‬ ‫يشء مــن الغمــوض حيــول دون حتقيــق األهــداف‬ ‫بكفايــة وفاعليــة‪ ،‬و ُيمكــن النظــر إليهــا عــى أهنــا‬ ‫املســبب للفجــوة بــن مســتوى اإلنجــاز املتوقــع‬ ‫واإلنجــاز الفعــي‪ ،‬أو عــى أهنــا االنحــراف يف األداء‬ ‫عــن معيــار حمــدد مســبق ًا» (درويــش‪.)26 ،2005 ،‬‬ ‫وتع��رف إجرائ ًّياــ بأهن�اـ‪ :‬داللــة درجــة الصعوبة عىل‬ ‫عبــارات االســتبانة املعــدة هلــذه الدراســة‪ ،‬وتقســم يف‬ ‫هــذه الدراســة إىل‪:‬‬ ‫املعوقــات البرشيــة )‪ :(Human Obstacles‬أي‬ ‫الصعوبــات املتعلقــة بالعاملــن يف جمــال اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة مــن إداريــن بمختلــف املســتويات‬ ‫اإلداريــة‪.‬‬ ‫املعوقــات التنظيميــة )‪:(Regulatory Obstacles‬‬ ‫أي الصعوبــات التــي تتعلــق بــاإلدارة وفــق مســتوياهتا‬ ‫املتعــددة‪ ،‬وأنظمتهــا ولوائحهــا ووظائفهــا املختلفــة‪.‬‬ ‫املعوقــات التقنيــة )‪:(Technical Obstacles‬‬ ‫أي الصعوبــات التــي تتعلــق باملكونــات املاديــة‬ ‫والربجميــات والشــبكات‪.‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫املعوقــات املاليــة )‪ :(Financial Obstacles‬أي‬ ‫الصعوبــات املتعلقــة باألمــور املاليــة؛ مــن حيــث‬ ‫املــوارد وطــرق الــرف عــى اإلدارة اإللكرتونيــة‬ ‫ســواء بالــراء أو بالصيانــة والتطويــر‪.‬‬ ‫اإلداريــون (‪« :)Administrators‬هــم األفــراد الذين‬ ‫يــؤدون املهــام اإلداريــة املرتبطــة بمختلــف األقســام‬ ‫املتعلقــة بــإدارة شــؤون املؤسســات عــى اختالفهــا»‬ ‫(أبــو عاشــور والنمــري‪ .)2013 ،‬ويقصــد هبــم يف هــذه‬ ‫الدراســة الــكادر اإلداري يف جامعــة البلقــاء التطبيقيــة‬ ‫بمختلــف أقســامه ومهامــه‪ ،‬وهــم العاملــون يف اإلدارة‬ ‫العليــا‪ ،‬واإلدارة الوســطى‪ ،‬واإلدارة الدنيــا) للعــام‬ ‫الــدرايس ‪2013/2012‬م‪.‬‬ ‫الدراسات السابقة‬ ‫تزخــر الســاحة العربيــة واألجنبيــة بالدراســات‬ ‫حــول موضــوع اإلدارة اإللكرتونيــة؛ وذلــك ألمهيتهــا‬ ‫يف تطويــر العمــل اإلداري واالرتقــاء باملؤسســات‬ ‫املختلفــة؛ فقــد أجريــت العديــد مــن الدراســات يف‬ ‫إطــار تعــرف مســتوى تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة‬ ‫يف املؤسســات عمومــ ًا واجلامعــات عــى وجــه‬ ‫اخلصــوص‪ ،‬ومــن أبــرز تلــك الدراســات‪:‬‬ ‫دراســة (‪ Anderson and Dexter (2005‬التــي‬ ‫هدفــت إىل تعــرف أنــاط التكنولوجيــا يف اإلدارة‬ ‫الرتبويــة وكيفيــة تطويرهــا يف مــدارس الواليــات‬ ‫املتحــدة‪ .‬تكونــت عينــة الدراســة مــن (‪)4100‬‬ ‫معلــم و(‪ )800‬مــرف تقنيــات و(‪ )867‬مديــر ًا‬ ‫و(‪ )1150‬مدرســة‪ ،‬اســتخدمت االســتبانة لتحقيــق‬ ‫أهــداف الدراســة‪ .‬وقــد بينــت النتائــج أن تكنولوجيــا‬ ‫احلاســوب تســتخدم بدرجــة كبــرة يف األعــال‬ ‫اإلداريــة مثــل قوائــم اجلــرد وكتابــة التقاريــر واجلداول‬ ‫املدرســية وغريهــا مــن األعــال اإلداريــة‪.‬‬ ‫ويف دراســة عبــد املعطــي (‪ )2006‬بعنــوان «تصــور‬ ‫مقــرح لــدور اإلدارة اإللكرتونيــة يف جتويــد العمــل‬ ‫اإلداري بكليــات الرتبيــة بمــر» هدفــت تعــرف‬ ‫دور اإلدارة اإللكرتونيــة يف جتويــد العمــل اإلداري‬ ‫بكليــات الرتبيــة بمــر وحتديــد املعوقــات التــي حتــول‬ ‫دون تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة‪ ،‬والتوصــل إىل تصور‬ ‫مقــرح لتفعيــل دور اإلدارة اإللكرتونيــة‪ .‬اســتخدمت‬ ‫االســتبانة لتحقيــق أهــداف الدراســة‪ .‬تكونــت عينــة‬ ‫الدراســة مــن (‪ )135‬إدار ًّيــا‪ .‬توصلــت الدراســة إىل أن‬ ‫وجــود اإلدارة اإللكرتونيــة كان لــه دور كبــر يف جتويــد‬ ‫العمــل اإلداري‪.‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫ويف دراســة بخــش (‪ )2007‬بعنــوان «اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة يف كليــات الرتبيــة للبنــات باململكــة‬ ‫العربيــة الســعودية يف ضــوء التحــوالت املعــارصة‬ ‫خطــة معــارصة»‪ ،‬هدفــت إىل معرفــة كيفيــة تطبيــق‬ ‫اإلدارة اإللكرتونيــة لتطويــر كليــات الرتبيــة للبنــات‬ ‫باململكــة يف ضــوء التحــوالت املعــارصة مــن خــال‬ ‫حمــاور الدراســة اخلمســة )املفهــوم‪ ،‬األمهيــة‪ ،‬الواقــع‪،‬‬ ‫املتطلبــات‪ ،‬املعوقــات(‪ .‬تكونــت عينــة الدراســة مــن‬ ‫(‪ )205‬أفــراد‪ .‬توصلــت الدراســة إىل أبــرز معوقــات‬ ‫تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة وهــي قلــة املخصصــات‬ ‫املاليــة للبنيــة التحتيــة‪ ،‬وضعــف الصيانــة الدوريــة‬ ‫للبنيــة التحتيــة‪.‬‬ ‫ويف دراســة الــدورسي (‪ )2007‬بعنــوان‪« :‬مــدى‬ ‫إمكانيــة تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة يف جامعــة امللــك‬ ‫فيصــل‪ ،‬مــن وجهــة نظــر أعضــاء هيئــة التدريــس ‪-‬‬ ‫دراســة ميدانيــة عــى كليتــي اآلداب والعلــوم للبنــات‬ ‫يف الدمــام»‪ .‬هدفــت لتعــرف مــدى إمكانيــة تطبيــق‬ ‫اإلدارة اإللكرتونيــة يف جامعــة امللــك فيصــل‪ ،‬مــن‬ ‫وجهــة نظــر أعضــاء هيئــة التدريــس عــى كليتــي‬ ‫اآلداب والعلــوم للبنــات يف الدمــام‪ .‬وشــملت العينــة‬ ‫(‪ )300‬عضــو هيئــة تدريــس‪ .‬وكان مــن أهــم نتائجهــا‬ ‫أن املتطلبــات اإلداريــة لــإدارة اإللكرتونيــة كانــت‬ ‫إجيابيــة بوجــه عــام‪ ،‬حيــث لوحــظ اإلحلــاح الشــديد‬ ‫لتطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة‪.‬‬ ‫وقــام )‪ Serhan (2007‬بدراســة عنواهنا‪" :‬اجتاهات‬ ‫مديــري املــدارس نحــو اســتخدام التكنولوجيــا‪ :‬ورشــة‬ ‫عمــل تكنولوجيــة يف اإلمــارات العربيــة املتحــدة"‬ ‫هدفــت إىل قيــاس فاعليــة دورة تدريبيــة عــى التقنيــات‬ ‫الرتبوي��ة‪ ،‬م��ن وجهــة نظرمديــري املــدارس املشــاركة‬ ‫يف ورشــة العمــل‪ .‬وطبقــت عــى (‪ )200‬فــرد‪ ،‬وقــد‬ ‫أشــارت نتائــج الدراســة إىل أن املديريــن حيملــون‬ ‫اجتاهــات إجيابيــة نحــو اســتخدام التكنولوجيــا يف‬ ‫املدرســة‪ ،‬وهــم عــى اســتعداد لدعمهــا يف املدرســة‪.‬‬ ‫وهدفــت دراســة )‪ Serest et al. (2008‬إىل معرفــة‬ ‫أبــرز املعوقــات والتحديــات التــي تواجــه اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة يف مؤسســات عامــة وخاصــة يف إيــران‪.‬‬ ‫تكونــت عينــة الدراســة مــن (‪ )200‬فــرد‪ .‬كشــفت‬ ‫أهــم النتائــج عــن وجــود معوقــات إداريــة وأمههــا‬ ‫عــدم الوعــي بأمهيــة التكنولوجيــا‪ ،‬ووجــود معوقــات‬ ‫برشيــة وأمههــا‪ :‬مقاومــة التغيــر‪ ،‬ووجــود معوقــات‬ ‫ثقافيــة‪ ،‬أمههــا جهــل املوظفــن بتطبيــق اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة‪.‬‬

‫‪291‬‬


‫معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية والتطلعات املستقبلية لتجاوزها كما يراها اإلداريون‪...‬‬

‫وهدفــت دراســة (‪ Felck (2010‬إىل الكشــف‬ ‫عــن درجــة اســتخدام اإلدارة اإللكرتونيــة وبراجمهــا‬ ‫يف األقســام اإلداريــة باجلامعــات األمريكيــة‪ ،‬تكونــت‬ ‫عينــة الدراســة مــن (‪ )36‬رئيــس قســم‪ ،‬وتــم تطبيــق‬ ‫اســتبانة لتحقيــق أهــداف الدراســة‪ .‬أظهــرت نتائــج‬ ‫الدراســة أن نســبة (‪ )% 67‬مــن رؤســاء األقســام‬ ‫يمتلكــون معرفــة مناســبة باحلاســوب‪ ،‬ويرغبــون يف‬ ‫تطبيقــه يف عملهــم اإلداري‪ ،‬كــا أظهــرت النتائــج أن‬ ‫اإلدارة اإللكرتونيــة ختفــف مــن أعبــاء األعــال‪ ،‬وعــى‬ ‫إنجــاز األعــال بشــكل أرسع‪ ،‬مــع تقليــل األخطــاء‪.‬‬ ‫وقامــت الكســبي (‪ )2010‬بدراســة بعنــوان‬ ‫«متطلبــات ومعوقــات تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة‬ ‫يف كليــات الرتبيــة للبنــات بجــدة»‪ .‬تكونــت عينــة‬ ‫الدراســة مــن (‪ )170‬إدار ًّيــا‪ ،‬وقــد توصلــت الباحثــة‬ ‫إىل وجــود قصــور يف اإلمكانــات املاديــة والبرشيــة‬ ‫الالزمــة لتطبيقهــا‪ ،‬ووجــود عــدد مــن املعوقــات‬ ‫التــي حتــول دون تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة بكليــات‬ ‫الرتبيــة بجــدة‪.‬‬ ‫يف حــن قــام احلســنات (‪ )2011‬بدراســة بعنــوان‬ ‫«معوقــات تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة يف اجلامعــات‬ ‫الفلســطينية»‪ .‬هدفــت الدراســة إىل الكشــف عــن‬ ‫معوقــات تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة يف اجلامعــات‬ ‫الفلســطينية‪ .‬كانــت العينــة عشــوائية طبقيــة قوامهــا‬ ‫(‪ )220‬فــرد ًا‪ .‬أظهــرت أهــم النتائــج أن املتوســطات‬ ‫احلســابية ملعوقــات تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة جــاءت‬ ‫بدرجــة كبــرة‪.‬‬ ‫التعقيب عىل الدراسات السابقة‬ ‫تشــاهبت نتائــج الدراســة احلاليــة مــع نتائــج‬ ‫الدراســات الســابقة بوجــود معوقــات عنــد تطبيــق‬ ‫اإلدارة اإللكرتونيــة يف املؤسســات الرتبويــة‪ .‬كــا‬ ‫تشــاهبت الدراســة احلاليــة مــع كل مــن دراســة‬ ‫(‪ ،Anderson and Dexter (2005‬ودراســة عبــد‬ ‫املعطــي (‪ )2006‬باســتخدامها االســتبانة كأداة‪.‬‬ ‫واختلفــت الدراســة احلاليــة عــن دراســة احلســنات‬ ‫(‪ )2011‬باختيارهــا عينــة عشــوائية طبقيــة‪ ،‬كــا‬ ‫اختلفــت الدراســة احلاليــة عــن غريهــا بصفــة عامــة يف‬ ‫أن هــذه الدراســة تبحــث عــن أهــم معوقــات تطبيــق‬ ‫اإلدارة اإللكرتونيــة كــا يراهــا اإلداريــون العاملــون‬ ‫يف جامعــة البلقــاء التطبيقيــة (املعوقــات البرشيــة‪،‬‬ ‫املعوقــات التنظيميــة‪ ،‬املعوقــات التقنيــة‪ ،‬املعوقــات‬ ‫املاليــة)‪ ،‬واقــراح أهــم التطلعــات املســتقبلية‬

‫‪292‬‬

‫إيمان جميل عبد الفتاح‪ ،‬وإبراهيم حربي هاشم تادرس‬

‫لتجاوزهــا كــا يراهــا اإلداريــون العاملــون يف جامعــة‬ ‫البلقــاء التطبيقيــة‪.‬‬ ‫وقــد أســهمت تلــك الدراســات يف إثــراء‬ ‫الدراســة احلاليــة وفتــح آفــاق وأبعــاد جديــدة؛ فقــد‬ ‫شــكلت تلــك العناويــن واملوضوعــات مصــدر ًا غني ـ ًّا‬ ‫للمعلومــات لــدى الباحثــن‪ ،‬وفهــم أعمــق ملوضــوع‬ ‫البحــث ومشــكلته‪ ،‬وصياغــة أهــداف الدراســة‪،‬‬ ‫وأســئلتها‪ ،‬واختيــار املنهجيــة‪ ،‬ووضــع تصــور‬ ‫ملجــاالت الدراســة التــي تــم بنــاء االســتبانة عليهــا‪،‬‬ ‫ومناقشــة نتائــج الدراســة‪ ،‬ويف وضــع التوصيــات‪.‬‬ ‫جمتمع الدراسة والعينة‬ ‫تكــون جمتمــع الدراســة مــن مجيــع اإلداريــن‬ ‫العاملــن يف جامعــة البلقــاء التطبيقيــة وعددهــم‬ ‫(‪ ،)2002‬تــم أخــذ عينــة عشــوائية بســيطة قوامهــا‬ ‫(‪ )600‬إداري‪ ،‬ومــن ثــم توزيــع االســتبانات‪ ،‬وقــد‬ ‫تــم اســرجاع مــا جمموعــه (‪ )522‬اســتبانة‪ ،‬أي بنســبة‬ ‫اســرجاع (‪ )% 92‬مــن االســتبانات التي تــم توزيعها‪.‬‬ ‫واجلــدول (‪ )1‬يبــن توزيــع أفــراد عينــة الدراســة‪.‬‬ ‫جدول رقم (‪ :)1‬التكرارات والنسب املئوية حسب‬ ‫متغريات الدراسة‬

‫املتغريات‬ ‫اجلنس‬ ‫سنوات‬ ‫اخلربة‬ ‫املؤهل‬ ‫العلمي‬ ‫املستوى‬ ‫اإلداري‬

‫الفئات‬

‫التكرار‬

‫النسبة ‪%‬‬

‫أنثى‬

‫‪131‬‬

‫‪25.1‬‬

‫‪41‬‬

‫‪7.8‬‬

‫‪134‬‬

‫‪25.7‬‬

‫‪347‬‬

‫‪66.5‬‬

‫‪61‬‬

‫‪11.7‬‬

‫‪276‬‬

‫‪52.9‬‬

‫‪43‬‬

‫‪8.2‬‬

‫‪142‬‬

‫‪27.2‬‬

‫‪138‬‬

‫‪26.4‬‬

‫‪283‬‬

‫‪54.2‬‬

‫‪101‬‬

‫‪19.4‬‬

‫‪522‬‬

‫‪100.0‬‬

‫ذكر‬

‫أقل من ‪ 5‬سنوات‬

‫من ‪ 5-10‬سنوات‬

‫أكثر من ‪ 10‬سنوات‬ ‫دبلوم‬

‫بكالوريوس‬ ‫ماجستري‬ ‫دكتوراه‬

‫إدارة دنيا‬

‫إدارة وسطى‬

‫إدارة عليا‬ ‫املجموع‬

‫‪391‬‬

‫‪74.9‬‬

‫منهج الدراسة‬ ‫اســتخدم الباحثــان املنهــج الوصفــي التحليــي‬ ‫بمدخلــه (الوثائقــي) و(املســحي االجتامعــي)‪ ،‬وذلــك‬ ‫باســتخدام االســتبانة كأداة جلمــع البيانــات‪ ،‬نظــر ًا ألنه‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫أكثــر وأنســب املناهــج البحثيــة لوصــف الظاهــرة‬ ‫موضــوع البحــث‪.‬‬ ‫أداة الدراسة‬ ‫تــم تطويــر أداة مكونــة مــن ثالثــة أجــزاء‪ ،‬اجلــزء‬ ‫األول‪ :‬يتضمــن بيانــات تعريفيــة شــملت‪ :‬اجلنــس‪،‬‬ ‫وســنوات اخلــرة‪ ،‬واملؤهــل العلمــي واملســتوى‬ ‫اإلداري‪ .‬وتكــون اجلــزء الثــاين مــن االســتبانة يف‬ ‫صورهتــا األوليــة (‪ 50‬فقــرة)‪ .‬خرجــت االســتبانة بعــد‬ ‫ذلــك بصورهتــا النهائيــة متضمنــة (‪ )55‬فقــرة موزعــة‬ ‫عــى (‪ )4‬جمــاالت هــي‪ :‬املعوقــات البرشيــة‪ ،‬املعوقــات‬ ‫التنظيميــة‪ ،‬املعوقــات التقنيــة‪ ،‬واملعوقــات املاليــة‪.‬‬ ‫أمــا اجلــزء الثالــث فاشــتمل عــى ســؤال مفتــوح عــن‬ ‫التطلعــات املســتقبلية للتغلــب عــى املعوقــات التــي‬ ‫حتــول دون تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة مــن وجهــة‬ ‫نظــر اإلداريــن العاملــن يف جامعــة البلقــاء التطبيقيــة‪،‬‬ ‫والــذي ينــص عــى «مــا التطلعــات املســتقبلية للتغلــب‬ ‫عــى املعوقــات التــي حتــول دون تطبيــق اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة يف جامعــة البلقــاء التطبيقيــة؟»‪ .‬وقــد‬ ‫اســتخدم مقيــاس مخــايس متــدرج (ليكــرت) (أوافــق‬ ‫بشــدة‪ ،‬أوافــق‪ ،‬أوافــق إىل حــد مــا‪ ،‬ال أوافــق‪ ،‬ال‬ ‫أوافــق مطل ًقــا) حســب الدرجــات (‪)1 ،2 ،3 ،4 ،5‬‬ ‫عــى التــوايل‪.‬‬ ‫صدق األداة‬ ‫للتحقــق مــن صــدق األداة‪ ،‬تــم عرضهــا عــى جلنــة‬ ‫مــن املحكمــن املتخصصــن يف اإلدارة الرتبويــة ونظــم‬ ‫املعلومــات احلاســوبية‪ ،‬والبالــغ عددهــم (‪ )7‬حمكمــن‬ ‫يف جامعــة البلقــاء التطبيقيــة‪ ،‬تــم األخــذ بمالحظاهتــم‬ ‫فيــا يتعلــق بالتعديــل واحلــذف واإلضافــة وإعــادة‬ ‫الصياغــة؛ كتعديــل الفقــرة‪« :‬اإلجــراءات اإلداريــة‬ ‫تتســم بالتعقيــد والروتــن نحــو التحــول لــإدارة‬ ‫اإللكرتونيــة»‪ ،‬إىل فقرتــن‪« :‬اإلجــراءات اإلداريــة‬ ‫تتســم بالتعقيــد نحــو التحــول لــإدارة اإللكرتونيــة»‪،‬‬ ‫و»اإلجــراءات اإلداريــة تتســم بالروتــن نحــو التحــول‬ ‫لــإدارة اإللكرتونيــة»‪.‬‬ ‫ثبات األداة‬ ‫للتأكــد مــن ثبــات أداة الدراســة تــم اســتخدام‬ ‫طريقــة االختبــار وإعــادة االختبــار؛ وذلــك بتطبيــق‬ ‫االختبــار (االســتبانة)‪ ،‬وإعــادة تطبيقــه بعــد أســبوعني‬ ‫مكونــة مــن‬ ‫عــى جمموعــة مــن خــارج عينــة الدراســة ّ‬

‫(‪ )11‬إدار ًّيــا‪ ،‬ومــن ثــم تــم حســاب معامــل ارتبــاط‬ ‫بريســون بــن تقديراهتــم يف املرتــن عــى أداة الدراســة‬ ‫ككل‪ ،‬حيــث تــراوح بــن (‪.)0.90-0.87‬‬ ‫وتــم أيضــ ًا حســاب معامــل الثبــات بطريقــة‬ ‫االتســاق الداخــي حســب معادلــة كرونبــاخ ألفــا؛ إذ‬ ‫تــراوح بــن (‪ .)0.93 - 0.84‬واجلــدول رقــم (‪ )2‬يبني‬ ‫معامــل االتســاق الداخــي وفــق معادلــة كرونبــاخ ألفــا‬ ‫وثبــات اإلعــادة للمجــاالت واألداة ككل واعتــرت‬ ‫هــذه القيــم مالئمــة لغايــات هــذه الدراســة‪.‬‬ ‫جدول رقم (‪ :)2‬معامل االتساق الداخيل كرونباخ ألفا‬ ‫وثبات اإلعادة للمجاالت واألداة ككل‬ ‫املجال‬

‫املعوقات البرشية‬

‫املعوقات التنظيمية‬ ‫املعوقات التقنية‬ ‫املعوقات املالية‬ ‫املعوقات ككل‬

‫ثبات اإلعادة‬

‫االتساق الداخيل‬

‫‪0.91‬‬

‫‪0.86‬‬

‫‪0.86‬‬

‫‪0.83‬‬

‫‪0.89‬‬

‫‪0.79‬‬

‫‪0.90‬‬

‫‪0.93‬‬

‫‪0.87‬‬

‫‪0.84‬‬

‫املعاجلات اإلحصائية‬ ‫تــم حســاب املتوســطات احلســابية واالنحرافــات‬ ‫املعياري��ة ملج��االت الدراس�ةـ وفقراهتــا‪ ،‬وقــد اعتمــدت‬ ‫الدراســة مخســة مســتويات تــم حتديدها وفقـ ًا للمعادلة‬ ‫التاليــة‪:‬‬ ‫(املــدى األعــى ‪ -‬املــدى األدنــى( بالقســمة عــى‬ ‫مخســة مســتويات (‪ )0.80 =5÷1-5‬واملســتويات هــي‪:‬‬ ‫مــن ‪(1-1.80‬قليلــة جــدًّ ا)‪ ،‬مــن ‪2.60-1.80‬‬ ‫(قليلــة)‪ ،‬أكثــر مــن ‪( 3.40 - 2.60‬متوســطة)‪ ،‬أكثــر‬ ‫مــن ‪( 4.20-3.40‬كبــرة)‪ ،‬أكثــر مــن ‪5.0 -4.20‬‬ ‫(كبــرة جــدًّ ا)‪.‬‬ ‫نتائج الدراسة‪ :‬عرضها ومناقشتها‬ ‫السـؤال األول‪ :‬مـا معوقات تطبيـق اإلدارة اإللكرتونية‬ ‫كما يراهـا اإلداريـون العاملـون يف جامعـة البلقـاء‬ ‫التطبيقيـة؟‬ ‫لإلجابــة عــن هــذا الســؤال تــم اســتخراج‬ ‫املتوســطات احلســابية واالنحرافــات املعياريــة‬ ‫للمعوقــات التي حتــول دون تطبيــق اإلدارة اإللكرتونية‬ ‫يف جامعــة البلقــاء التطبيقيــة كــا يراهــا اإلداريــون‪،‬‬ ‫واجلــداول (‪ )6 - 3‬توضــح ذلــك‪.‬‬

‫‪293‬‬


‫معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية والتطلعات املستقبلية لتجاوزها كما يراها اإلداريون‪...‬‬

‫املجال األول‪ :‬املعوقات البرشية‬ ‫تــم حســاب املتوســطات احلســابية واالنحرافــات‬

‫رقم‬ ‫الرتبة‬ ‫الفقرة‬

‫إيمان جميل عبد الفتاح‪ ،‬وإبراهيم حربي هاشم تادرس‬

‫املعياريــة لفقــرات جمــال املعوقــات البرشيــة‪ ،‬واجلــدول‬ ‫(‪ )3‬يوضــح ذلــك‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)3‬املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لفقرات املعوقات البرشية‬ ‫مرتبة تنازل ًّيا حسب املتوسطات احلسابية‬ ‫الفقرات‬ ‫ضعــف إعــداد وتدريــب املوظفــن لغــرض تطويــر مهاراهتــم ومعارفهــم يف جمــال‬ ‫اإلدارة اإللكرتونيــة‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪6‬‬

‫‪2‬‬

‫‪4‬‬

‫‪3‬‬

‫‪5‬‬

‫‪4‬‬

‫‪7‬‬

‫زيــادة أعبــاء العمــل مــع اســتخدام تقنيــات اإلدارة اإللكرتونيــة بــدون مميــزات‬ ‫لذلــك‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪8‬‬

‫عدم هتيئة اإلداريني نفسيا ومعنويا لتسهيل تطبيق اإلدارة اإللكرتونية‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫‪1‬‬

‫عدم توفر الثقة عند اإلداريني يف التعامالت اإللكرتونية‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫‪2‬‬

‫النظرة السلبية لتطبيق اإلدارة اإللكرتونية من حيث تقليصها للعنرص البرشي‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫قلة وجود خرباء خمتصني بآليات عمل اإلدارة اإللكرتونية يف اجلامعة‪.‬‬

‫عدم وعي اإلداريني بأمهية التحول لإلدارة اإللكرتونية‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫‪3‬‬

‫‪10‬‬

‫‪10‬‬

‫عــدم الرغبــة يف التعامــل مــع التقنيــات التكنولوجيــة خوف ـ ًا مــن اآلثــار الصحيــة‬ ‫التــي ترتكهــا مــن طــول اســتخدامها‪.‬‬

‫ندرة مصممي الربامج اإلدارية اجلامعية املتخصصة يف لغات الربجمة العاملية‪.‬‬

‫صعوبة إجياد الوقت الكايف للتعامل مع اإلدارة اإللكرتونية‪.‬‬ ‫املعوقات البرشية‬

‫يبــن اجلــدول (‪ )3‬أن العينــة أجابــت بشــكل‬ ‫متقــارب؛ فجــاءت اإلجابــات بــن درجــة (كبــرة‬ ‫ كبــرة جــدًّ ا) بمتوســطات حســابية تراوحــت بــن‬‫(‪ ،)4.46 - 4.19‬وبانحرافــات معياريــة تراوحــت‬ ‫بــن (‪ .)0.969-0.738‬جــاءت الفقــرة رقــم (‪)6‬‬ ‫التــي تنــص عــى «ضعــف إعــداد وتدريــب املوظفــن‬ ‫لغــرض تطويــر مهاراهتــم ومعارفهــم يف جمــال اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة» يف املرتبــة األوىل بمتوســط حســايب بلــغ‬ ‫(‪ ،)4.46‬وبانحــراف معيــاري (‪ .)0.738‬بينــا جــاءت‬ ‫الفقــرة رقــم (‪ )10‬ونصهــا «صعوبــة إجيــاد الوقــت‬ ‫الــكايف للتعامــل مــع اإلدارة اإللكرتونيــة «باملرتبــة‬ ‫األخــرة بمتوســط حســايب بلــغ (‪ ،)4.19‬وبانحــراف‬ ‫معيــاري (‪ .)0.969‬وفيــا يتعلــق بالدرجــة الكليــة‬ ‫جــاءت بمتوســط حســايب (‪ ،)4.26‬وبانحــراف‬ ‫معيــاري (‪ ،)0.577‬حيــث جــاءت بدرجــة (كبــرة‬ ‫جــدًّ ا)‪ ،‬ويف املرتبــة األوىل بــن املجــاالت يف املعوقــات‪.‬‬ ‫وربــا يعــود الســبب يف ذلــك إىل إدارة اجلامعــة‪،‬‬ ‫وذلــك لعــدم هتيئــة اإلداريــن نفســيا ومعنويــا عنــد‬ ‫تطبيــق مــروع اإلدارة اإللكرتونيــة؛ لقلــة الفــرص‬

‫‪294‬‬

‫املتوسط االنحراف‬ ‫احلسايب املعياري‬

‫الدرجة‬

‫‪4.46‬‬

‫‪0.738‬‬

‫كبرية جدًّ ا‬

‫‪4.30‬‬

‫‪0.881‬‬

‫كبرية جدًّ ا‬

‫‪4.29‬‬

‫‪0.866‬‬

‫كبرية جدًّ ا‬

‫‪4.29‬‬

‫‪0.868‬‬

‫‪4.24‬‬

‫‪0.917‬‬

‫كبرية جدًّ ا‬

‫‪4.23‬‬

‫‪0.914‬‬

‫كبرية جدًّ ا‬

‫‪4.21‬‬

‫‪0.959‬‬

‫كبرية جدًّ ا‬

‫‪4.20‬‬

‫‪0.886‬‬

‫كبرية جدًّ ا‬ ‫كبرية‬

‫‪4.20‬‬

‫‪0.935‬‬

‫كبرية‬

‫‪4.19‬‬

‫‪0.969‬‬

‫‪4.26‬‬

‫‪0.577‬‬

‫كبرية‬

‫كبرية جدًّ ا‬

‫املتاحــة حلضــور النــدوات واملؤمترات املتعلقــة باإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة‪ ،‬باإلضافــة إىل قلــة توفــر خــراء خمتصــن‬ ‫يف جمــال اإلدارة اإللكرتونيــة بشــكل ٍ‬ ‫كاف‪ .‬ويضــاف‬ ‫إىل ذلــك أنــه قــد يكــون الســبب يف ذلــك اإلداريــون‬ ‫أنفســهم؛ وذلــك لعــدم رغبتهــم يف اســتخدام اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة لعــدم ثقتهــم بالتعامــات اإللكرتونيــة‪،‬‬ ‫وعــدم تقديــم مميــزات هلــم عنــد اســتخدام تقنيــات‬ ‫اإلدارة اإللكرتونيــة‪.‬‬ ‫واتفقــت الدراســة احلاليــة مــع دراســة )‪2008‬‬ ‫‪ )Serest et al.,‬يف وجــود معوقــات إداريــة أمههــا‪:‬‬ ‫عــدم الوعــي بأمهيــة التكنولوجيــا‪ ،‬ووجــود معوقــات‬ ‫برشيــة وأمههــا‪ :‬مقاومــة التغيــر‪ ،‬ووجــود معوقــات‬ ‫ثقافيــة وأمههــا جهــل املوظفــن بتطبيــق اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة‪.‬‬ ‫كــا اتفقــت الدراســة احلاليــة مــع دراســة الكســبي‬ ‫(‪ )2010‬يف إظهــار القصــور يف اإلمكانــات املاديــة‬ ‫والبرشيــة الالزمــة لتطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة‪،‬‬ ‫ووجــود عــدد مــن املعوقــات التــي حتــول دون تطبيــق‬ ‫اإلدارة اإللكرتونيــة بكليــات الرتبيــة بجــدة‪.‬‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫املجال الثاين‪ :‬املعوقات التنظيمية‬ ‫تــم حســاب املتوســطات احلســابية واالنحرافــات‬

‫رقم‬ ‫الرتبة‬ ‫الفقرة‬

‫املعياريــة لفقــرات جمال املعوقــات التنظيميــة‪ ،‬واجلدول‬ ‫(‪ )4‬يوضــح ذلــك‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)4‬املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لفقرات املعوقات التنظيمية‬ ‫مرتبة تنازل ًّيا حسب املتوسطات احلسابية‬ ‫الفقرات‬ ‫عـدم مشـاركة املرؤوسين يف صنـع واختـاذ القـرارات اخلاصـة باسـتخدام اإلدارة‬ ‫اإللكرتونية‪.‬‬ ‫االفتقـار إلعـادة هندسـة العمليـات اإلداريـة بما يتلاءم مـع التحـول إىل اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيـة‪.‬‬ ‫ضعـف تعديـل اهليكلـة اإلداريـة بما جيعلهـا تتناسـب مـع التحـول إىل اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيـة‪.‬‬ ‫عـدم مناسـبة أوقـات النـدوات واملؤمتـرات املتعلقـة بـاإلدارة اإللكرتونيـة‬ ‫لإلداريين‪.‬‬ ‫عـدم مناسـبة الوصـف الوظيفـي احلـايل للوظائـف اجلامعيـة لتطبيـق اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيـة‪.‬‬ ‫ضعـف تطويـر القيـادات اإلداريـة التـي تتعامل بفاعليـة مع التغريات املتسـارعة‬ ‫يف تقنيـات اإلدارة اإللكرتونية‪.‬‬ ‫ضعـف التعـاون والتنسـيق بين موظفـي مركـز احلاسـوب وموظفـي الدوائـر‬ ‫األخـرى‪.‬‬ ‫انشغال اإلدارة اجلامعية باألولويات نظر ًا للظروف السائدة‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪12‬‬

‫‪2‬‬

‫‪14‬‬

‫‪3‬‬

‫‪13‬‬

‫‪4‬‬

‫‪17‬‬

‫‪5‬‬

‫‪11‬‬

‫‪6‬‬

‫‪15‬‬

‫‪7‬‬

‫‪18‬‬

‫‪8‬‬

‫‪22‬‬

‫‪9‬‬

‫‪21‬‬

‫‪10‬‬

‫‪19‬‬

‫غياب التخطيط اإلسرتاتيجي للتحول لإلدارة اإللكرتونية‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫‪20‬‬

‫اإلجراءات اإلدارية تتسم بالتعقيد نحو التحول لإلدارة اإللكرتونية‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫‪16‬‬

‫اإلجراءات اإلدارية تتسم بالروتني نحو التحول لإلدارة اإللكرتونية‪.‬‬ ‫عدم اقتناع وتأييد اإلدارة العليا باجلامعة ملرشوع اإلدارة اإللكرتونية‪.‬‬ ‫املعوقات التنظيمية‬

‫يبــن اجلــدول (‪ )4‬أن العينــة أجابــت بشــكل‬ ‫متقــارب؛ فجــاءت مجيــع اإلجابــات بدرجــة (كبــرة)‬ ‫جلميــع الفقــرات‪ ،‬بمتوســطات حســابية تراوحــت‬ ‫بــن (‪ ،)3.89 -3.48‬وبانحرافــات معياريــة تراوحــت‬ ‫بــن (‪ .)1.082 -1.320‬جــاءت الفقــرة رقــم (‪)12‬‬ ‫التــي تنــص عــى «عــدم مشــاركة املرؤوســن يف‬ ‫صنــع واختــاذ القــرارات اخلاصــة باســتخدام اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة» يف املرتبــة األوىل بمتوســط حســايب بلــغ‬ ‫(‪ ،)3.89‬وبانحــراف معيــاري (‪ .)1.320‬بينــا جــاءت‬ ‫الفقــرة رقــم (‪ )16‬ونصهــا «عــدم اقتنــاع وتأييــد‬ ‫اإلدارة العليــا باجلامعــة ملــروع اإلدارة اإللكرتونيــة»‬ ‫باملرتبــة األخــرة بمتوســط حســايب بلــغ (‪،)3.48‬‬ ‫وانحــراف معيــاري (‪ ،)1.082‬وفيــا يتعلــق بالدرجــة‬ ‫الكليــة جــاءت بمتوســط حســايب (‪ ،)3.73‬وانحــراف‬

‫املتوسط االنحراف‬ ‫احلسايب املعياري‬

‫الدرجة‬

‫‪3.89‬‬

‫‪1.082‬‬

‫كبرية‬

‫‪3.88‬‬

‫‪1.100‬‬

‫كبرية‬

‫‪3.84‬‬

‫‪1.038‬‬

‫كبرية‬

‫‪3.83‬‬

‫‪1.080‬‬

‫كبرية‬

‫‪3.80‬‬

‫‪1.059‬‬

‫كبرية‬

‫‪3.79‬‬

‫‪1.167‬‬

‫كبرية‬

‫‪3.68‬‬

‫‪1.173‬‬

‫كبرية‬

‫‪3.67‬‬

‫‪1.289‬‬

‫‪3.64‬‬

‫‪1.252‬‬

‫كبرية‬

‫‪3.63‬‬

‫‪1.188‬‬

‫كبرية‬

‫‪3.60‬‬

‫‪1.223‬‬

‫كبرية‬

‫‪3.48‬‬

‫‪1.320‬‬

‫كبرية‬

‫‪3.73‬‬

‫‪0.7450‬‬

‫كبرية‬ ‫كبرية‬

‫معيــاري (‪ ،)0.745‬حيــث جــاءت بدرجــة (كبــرة)‪،‬‬ ‫ويف املرتبــة الرابعــة بــن املجــاالت يف املعوقــات‪.‬‬ ‫يعلــل الباحثــان ذلــك بــأن عمليــة التحــول إىل‬ ‫اإلدارة اإللكرتونيــة عمليــة معقــدة ومتشــابكة تتأثــر هبا‬ ‫مجيــع مكونــات اجلامعــة؛ فتعديــل أي فــرع مــن فروعها‬ ‫ال بــد أن يؤثــر عــى اإلدارة ككل‪ ،‬وهــذا التعديــل قــد‬ ‫حيــدث بصــورة غــر رســمية (أي فعليــة) دون أن تتبعــه‬ ‫تعديــات يف النصــوص والقوانــن؛ فمث ـ ً‬ ‫ا قــد تتغــر‬ ‫املهــام واالختصاصــات بفعــل التطــور دون أن يتــم‬ ‫تعديــل اهليــكل رســميا‪ .‬وقــد يكــون الســبب يف ذلــك‬ ‫عــدم االســتفادة مــن جتــارب اجلامعــات األخــرى التــي‬ ‫ســبقت جامعــة البلقــاء التطبيقيــة يف عمليــة التحــول‬ ‫بشــكل كامــل ملــروع اإلدارة اإللكرتونيــة؛ أي‬ ‫عــدم وجــود اخلــرة الكافيــة لذلــك؛ حيــث يســتلزم‬

‫‪295‬‬


‫معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية والتطلعات املستقبلية لتجاوزها كما يراها اإلداريون‪...‬‬

‫ذلــك ختطيطــا إســراتيجيا بمشــاركة مجيــع الفئــات‬ ‫واملســتويات داخــل اجلامعــة‪ .‬يضــاف إىل ذلــك التغــر‬ ‫الدائــم لــإدارة العليــا داخــل اجلامعــة ومــا لــه لــه مــن‬ ‫تأثــر عــى اســتكامل مــروع اإلدارة اإللكرتونيــة؛ فقــد‬ ‫تــأيت قيــادات إداريــة هلــا أولويــات أخــرى غــر اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة عنــد اســتالم مناصبهــا‪.‬‬ ‫اتفقــت نتائــج الدراســة احلاليــة مــع دراســة )‪2008‬‬

‫رقم‬ ‫الرتبة‬ ‫الفقرة‬

‫إيمان جميل عبد الفتاح‪ ،‬وإبراهيم حربي هاشم تادرس‬

‫‪ )Serest et al.,‬يف وجــود معوقــات إداريــة وأمههــا‬ ‫عــدم الوعــي بأمهيــة التكنولوجيــا‪.‬‬ ‫املجال الثالث‪ :‬املعوقات التقنية‬ ‫تــم حســاب املتوســطات احلســابية واالنحرافــات‬ ‫املعياريــة لفقــرات جمــال املعوقــات التقنيــة‪ .‬واجلــدول‬ ‫(‪ )5‬يوضــح ذلــك‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)5‬املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لفقرات املعوقات التقنية‬ ‫مرتبة تنازل ًّيا حسب املتوسطات احلسابية‬

‫املتوسط االنحراف‬ ‫احلسايب املعياري‬

‫الفقرات‬ ‫قلة عدد أجهزة احلاسوب يف أقسام وإدارات اجلامعة‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪31‬‬

‫‪2‬‬

‫‪23‬‬

‫‪3‬‬

‫‪28‬‬

‫‪4‬‬

‫‪29‬‬

‫عــدم مواكبــة أجهــزة وتقنيــات العمــل يف اجلامعــة للتطــورات التقنيــة التــي تســهل‬ ‫مــن تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪25‬‬

‫البطء يف حتديث األجهزة والربامج املقدمة لتتوافق مع املستجدات يف امليدان‪.‬‬

‫ضعف فاعلية قاعدة املعلومات لتقديم اخلدمات اجلامعية بكفاءة عالية‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫‪24‬‬

‫‪7‬‬

‫‪30‬‬

‫االفتقــار إىل وجــود نظــام احتياطــي لتفــادي أعطــال األجهــزة املرتبطــة بتطبيــق‬ ‫اإلدارة اإللكرتونيــة‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫‪27‬‬

‫اخلربة املتدنية يف تشفري املعلومات اإللكرتونية وحفظها بخصوصية وأمان‪.‬‬

‫الصعوبة يف حتويل الوثائق وامللفات الورقية احلالية إىل وثائق إلكرتونية‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫‪26‬‬

‫‪10‬‬

‫‪32‬‬

‫صعوبــة الوصــول إىل وســيلة أكيــدة لضــان رسيــة املعلومــات عنــد اســتخدام‬ ‫اإلدارة اإللكرتونيــة‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫‪33‬‬

‫ندرة وجود صيانة لألجهزة والربامج املوجودة حاليا‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫‪34‬‬

‫قصور الربنامج احلايل عن تلبية مجيع االحتياجات اإلدارية‪.‬‬

‫ختيل بعض الرشكات املوردة لألجهزة عن الدعم الفني‪.‬‬

‫ضعــف البيئــة التحتيــة لتطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة يف األقســام التــي تســتوعب‬ ‫ضغــوط العمــل‪.‬‬

‫املعوقات التقنية‬

‫يبــن اجلــدول (‪ )5‬أن العينــة أجابــت بشــكل‬ ‫متقــارب؛ فجــاءت مجيــع اإلجابــات بدرجــة (كبــرة)‬ ‫جلميــع الفقــرات‪ ،‬بمتوســطات حســابية تراوحــت‬ ‫بــن (‪ ،)4.07 -3.91‬وبانحرافــات معياريــة تراوحــت‬ ‫بــن (‪ .)1.009 -1.032‬جــاءت الفقــرة رقــم (‪)31‬‬ ‫التــي تنــص عــى «قلــة عــدد أجهــزة احلاســوب يف‬ ‫أقســام وإدارات اجلامعــة» يف املرتبــة األوىل بمتوســط‬ ‫حســايب بلــغ (‪ ،)4.07‬وانحــراف معيــاري (‪،)1.009‬‬ ‫بينــا جــاءت الفقــرة رقــم (‪ )34‬ونصهــا «ختــي بعــض‬ ‫الــركات املــوردة لألجهــزة عــن الدعــم الفنــي»‬

‫‪296‬‬

‫الدرجة‬ ‫كبرية‬

‫‪4.07‬‬

‫‪1.009‬‬

‫‪4.05‬‬

‫‪0.953‬‬

‫كبرية‬

‫‪4.04‬‬

‫‪0.913‬‬

‫كبرية‬

‫‪4.04‬‬

‫‪0.981‬‬

‫‪4.04‬‬

‫‪1.019‬‬

‫كبرية‬ ‫كبرية‬

‫‪4.04‬‬

‫‪1.047‬‬

‫كبرية‬

‫‪4.03‬‬

‫‪1.039‬‬

‫‪4.02‬‬

‫‪0.991‬‬

‫كبرية‬ ‫كبرية‬

‫‪3.98‬‬

‫‪0.982‬‬

‫كبرية‬

‫‪3.96‬‬

‫‪0.960‬‬

‫‪3.93‬‬

‫‪1.064‬‬

‫كبرية‬

‫‪3.91‬‬

‫‪1.032‬‬

‫كبرية‬ ‫كبرية‬

‫‪4.01‬‬

‫‪0.590‬‬

‫كبرية‬

‫يف املرتبــة األخــرة بمتوســط حســايب بلــغ (‪،)3.91‬‬ ‫وانحــراف معيــاري (‪ .)1.032‬وفيــا يتعلــق بالدرجــة‬ ‫الكليــة جــاءت بمتوســط حســايب (‪ ،)4.01‬وانحــراف‬ ‫معيــاري (‪ ،)0.590‬حيــث جــاءت بدرجــة (كبــرة)‪،‬‬ ‫ويف املرتبــة الثالثــة بــن املجــاالت يف املعوقــات‪.‬‬ ‫ويفــر الســبب يف ذلــك إىل اتســاع الرقعــة‬ ‫اجلغرافيــة للجامعــة‪ ،‬حيــث تعــد مــن أكــر اجلامعــات‬ ‫احلكوميــة يف األردن مــن حيــث عــدد موظفيهــا‬ ‫وفروعهــا املنتــرة يف اململكــة‪ ،‬ممــا اســتوجب‬ ‫رضورة توســيع البنيــة التحتيــة للجامعــة وفروعهــا‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫لتتــم عمليــة التواصــل بينهــا‪ .‬لــذا قــد تنشــأ معوقــات‬ ‫تقنيــة مــن خــال هــذا التوســع لعــدم اكتــال األنظمــة‬ ‫بشــكل كامــل‪ ،‬ووجــود أنظمــة تقليديــة حتــى اآلن‪.‬‬ ‫إضافــة إىل ذلــك قلــة عــدد أجهــزة احلاســوب يف‬ ‫أقســام وإدارات اجلامعــة التــي ترتبــط بمحدوديــة‬ ‫املصــادر املاليــة‪ .‬باإلضافــة إىل أن اجلامعــة يوجــد‬ ‫لدهيــا نقــص يف تأســيس نظــام االتصــال بــن األجهــزة‬ ‫بســبب ضعــف البنيــة التحتيــة األساســية‪ ،‬وأخطــاء‬ ‫اإلجــراءات الربجميــة‪ ،‬وغيــاب املحافظــة عــى رسيــة‬ ‫املعلومــات أحيان ـ ًا‪ ،‬وقلــة أعــداد الكــوادر العاملــة يف‬ ‫جمــال املعلومــات والبيانــات وتنظيمهــا‪.‬‬ ‫اتفقــت نتائــج الدراســة احلاليــة مــع دراســة‬

‫رقم‬ ‫الرتبة‬ ‫الفقرة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬

‫(‪ (Anderson and Dexter, 2005‬يف أن تكنولوجيــا‬ ‫احلاســوب تســتخدم بدرجــة كبــرة يف األعــال‬ ‫اإلداريــة مثــل قوائــم اجلــرد وكتابــة التقاريــر واجلداول‬ ‫املدرســية وغريهــا مــن األعــال اإلداريــة‪.‬‬ ‫كــا اتفقــت نتائــج الدراســة احلاليــة مــع دراســة‬ ‫بخــش (‪ )2007‬يف وجــود معوقــات لتطبيــق اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة ضعــف الصيانــة الدورية للبنيــة التحتية‪.‬‬ ‫املجال الرابع‪ :‬املعوقات املالية‬ ‫تــم حســاب املتوســطات احلســابية واالنحرافــات‬ ‫املعياريــة لفقــرات جمــال املعوقــات املاليــة‪ .‬واجلــدول‬ ‫(‪ )6‬يوضــح ذلــك‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ : )6‬املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لفقرات املعوقات املالية‬ ‫مرتبة تنازل ًّيا حسب املتوسطات احلسابية‬ ‫الفقرات‬

‫‪ 35‬االفتقار إىل الدعم املايل الالزم لتقنيات وتصميم برامج اإلدارة اإللكرتونية‪.‬‬

‫‪ 36‬ضآلة املخصصات املالية املخصصة لتدريب اإلداريني عىل استخدام اإلدارة اإللكرتونية‪.‬‬ ‫‪ 38‬ضعف احلوافز املادية واملعنوية التي يتلقاها فنيو صيانة أجهزة احلواسيب‪.‬‬ ‫‪ 37‬ضآلة املخصصات املالية املخصصة املرتبطة بإنشاء املواقع اإللكرتونية‪.‬‬

‫‪ 39‬ضعف الدعم املايل املخصص للبحوث والدراسات يف جمال تقنيات املعلومات‪.‬‬

‫‪ 40‬حمدودية دور القطاع اخلاص يف املسامهة (املالية‪/‬العينية) لدعم تطبيق اإلدارة اإللكرتونية‪.‬‬ ‫‪ 41‬ضعف امليزانية املخصصة لتحديث األجهزة اإللكرتونية‪.‬‬ ‫‪ 42‬ضعف امليزانية املخصصة لتطوير برامج احلاسب اآليل‪.‬‬

‫‪ 43‬تكاليف االتصال بالشبكة العاملية (اإلنرتنت) يف اجلامعة مرتفعة‪.‬‬

‫املعوقات املالية‬

‫يتبــن مــن اجلــدول (‪ )6‬أن العينــة أجابــت بشــكل‬ ‫متقــارب؛ فجــاءت مجيــع اإلجابــات بدرجــة (كبــرة)‬ ‫جلميــع الفقــرات‪ ،‬بمتوســطات حســابية تراوحــت بــن‬ ‫(‪ ،)4.19 -4.13‬وانحرافــات معياريــة تراوحــت بــن‬ ‫(‪ .)0.977 ،1.003‬حيــث جــاءت الفقــرة رقــم (‪)35‬‬ ‫التــي تنــص عــى «االفتقــار إىل الدعــم املــايل الــازم‬ ‫لتقنيــات وتصميــم برامــج اإلدارة اإللكرتونيــة»‬ ‫يف املرتبــة األوىل بمتوســط حســايب بلــغ (‪،)4.19‬‬ ‫وانحــراف معيــاري (‪ .)0.977‬بينــا جــاءت الفقــرة‬ ‫رقــم (‪ )43‬ونصهــا «تكاليــف االتصــال بالشــبكة‬ ‫العامليــة (اإلنرتنــت) يف اجلامعــة مرتفعــة» يف املرتبــة‬ ‫األخــرة بمتوســط حســايب بلــغ (‪ ،)4.13‬وانحــراف‬

‫املتوسط االنحراف‬ ‫احلسايب املعياري‬

‫الدرجة‬

‫كبرية‬

‫‪4.19‬‬

‫‪0.977‬‬

‫‪4.17‬‬

‫‪0.861‬‬

‫‪4.16‬‬

‫‪0.904‬‬

‫كبرية‬

‫‪4.15‬‬

‫‪0.996‬‬

‫كبرية‬

‫‪4.15‬‬

‫‪0.962‬‬

‫كبرية‬

‫‪4.14‬‬

‫‪0.871‬‬

‫كبرية‬

‫‪4.14‬‬

‫‪0.944‬‬

‫كبرية‬

‫‪4.13‬‬

‫‪0.939‬‬

‫كبرية‬

‫‪4.13‬‬

‫‪1.003‬‬

‫كبرية‬

‫‪4.15‬‬

‫‪0.576‬‬

‫كبرية‬ ‫كبرية‬

‫معيــاري (‪ .)1.003‬وفيــا يتعلــق بالدرجــة الكليــة‬ ‫جــاءت بمتوســط حســايب (‪ ،)4.15‬وبانحــراف‬ ‫معيــاري (‪ .)0.576‬حيــث جــاءت بدرجــة (كبــرة)‪،‬‬ ‫ويف املرتبــة الثانيــة بــن املجــاالت يف املعوقــات‪.‬‬ ‫وقــد يعــزى الســبب يف ذلــك إىل حمدوديــة املــوارد‬ ‫املاليــة يف اجلامعــات األردنيــة احلكوميــة عامــة ويف‬ ‫جامعــة البلقــاء التطبيقيــة خاصــة؛ وذلــك ألهنــا ختتلــف‬ ‫عــن اجلامعــات األردنيــة اخلاصــة بأهنــا غــر ربحيــة‪،‬‬ ‫والرســوم التــي تدفــع مــن قبــل الطلبــة ال توفــر مجيــع‬ ‫مســتلزمات اجلامعــة‪ ،‬ممــا رتــب عــى ذلــك أعبــاء‬ ‫ماليــة‪ ،‬وبالتــايل صعوبــة تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة‪،‬‬ ‫التــي تتطلــب دعــا ماليــا كبــرا‪ ،‬خاصــة وأهنــا حتتــاج‬

‫‪297‬‬


‫معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية والتطلعات املستقبلية لتجاوزها كما يراها اإلداريون‪...‬‬

‫إىل تكلفــة عاليــة للنظــم اإللكرتونيــة املرتبطــة بنواحــي‬ ‫متعــددة؛ كتوفــر األنظمــة والصيانــة والتدريــب‬ ‫والشــبكات واملعــدات واحلوافــز املاديــة وغريهــا‪،‬‬ ‫وهــذا ال بــد لــه مــن ميزانية مســتقلة ال تســتطيع اجلامعة‬ ‫بميزانيتهــا احلاليــة القيــام بــه‪ ،‬كــا أن ضعــف التواصــل‬ ‫مــع مؤسســات القطــاع اخلــاص للحصــول عــى الدعم‬ ‫املــايل املناســب لتغطيــة املــروع جعــل توفــر الدعــم‬ ‫املــايل عائق ـ ًا مهـ ًّـا لتطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة‪ .‬إضافــة‬ ‫إىل نــدرة املشــاريع التــي تقــوم هبــا اجلامعــة للحصــول‬ ‫عــى مكاســب ماليــة تســاعد يف متويــل ميزانيــة اجلامعة‪،‬‬ ‫وقــد يكــون الســبب األهــم يف ذلــك أن معظــم ميزانيــة‬ ‫اجلامعــة ختصــص لدفــع رواتــب وأجــور العاملــن‬ ‫هبــا‪ .‬هــذا مــا أكدتــه دراســة بخــش (‪ )2007‬بوجــود‬ ‫معوقــات لتطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة منهــا قلــة‬ ‫املخصصــات املاليــة الالزمــة للبنيــة التحتيــة‪.‬‬ ‫اتفقــت نتائــج الدراســة احلاليــة مــع دراســة عبــد‬ ‫املعطــي (‪ )2006‬يف أن وجــود اإلدارة اإللكرتونيــة‬

‫إيمان جميل عبد الفتاح‪ ،‬وإبراهيم حربي هاشم تادرس‬

‫كان لــه دور كبــر يف جتويــد العمــل اإلداري‪.‬‬ ‫كــا اتفقــت نتائــج الدراســة مــع دراســة احلســنات‬ ‫(‪ )2011‬يف أن درجــة معوقــات تطبيــق اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة كانــت بدرجــة كبــرة‪.‬‬ ‫الســؤال الثــاين‪ :‬مــا التطلعــات املســتقبلية للتغلــب عــى‬ ‫املعوقــات التــي حتــول دون تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة‬ ‫كــا يراهــا اإلداريــون العاملــون يف جامعــة البلقــاء‬ ‫التطبيقيــة؟‬ ‫لإلجابــة عــن هــذا الســؤال تــم احتســاب‬ ‫التكــرارات والنســب املئويــة إلجابــات أفــراد عينــة‬ ‫الدراســة عــن التطلعــات املســتقبلية للتغلــب عــى‬ ‫املعوقــات التــي حتــول دون تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة‬ ‫يف جامعــة البلقــاء التطبيقيــة‪ ،‬والبالــغ عددهــم (‪)511‬‬ ‫مســتجيبا‪ ،‬حيــث تــم احتســاب التكــرارات والنســب‬ ‫املئويــة مــن خــال املعادلــة التاليــة‪ :‬التكــرار‪ /‬جممــوع‬ ‫التكــرار ×‪ .100‬واجلــدول (‪ )7‬يوضــح ذلــك‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)7‬التكرارات والنسب املئوية للتطلعات املستقبلية للتغلب عىل املعوقات التي حتول دون تطبيق اإلدارة‬ ‫اإللكرتونية كام يراها اإلداريون العاملون يف جامعة البلقاء التطبيقية مرتبة ترتيب ًا تنازل ًّيا‬ ‫الفقرة‬ ‫حتسني البنية التحتية املالئمة لتطبيق اإلدارة اإللكرتونية‪.‬‬

‫البحــث عــن مصــادر دعــم مســتقبلية مــن خــال مؤسســات القطــاع اخلــاص‬ ‫للحصــول عــى الدعــم املــايل والتقنــي‪.‬‬

‫التوســع يف اخلدمــات التدريبيــة املقدمــة لإلداريــن مــن خــال تبنــي النــدوات‬ ‫واملحــارضات واحللقــات وورش العمــل‪...‬‬ ‫تبني التخطيط اإلسرتاتيجي عند التخطيط ملرشوع اإلدارة اإللكرتونية‪.‬‬

‫االطالع عىل التجارب العربية والعاملية الناجحة يف جمال تقنيات اإلدارة اإللكرتونية‪.‬‬ ‫توفــر ميزانيــة خاصــة ملراكــز تكنولوجيــا املعلومــات يف اجلامعــة‪ ،‬خاصــة يف دعــم‬ ‫مــروع اإلدارة اإللكرتونيــة‪.‬‬ ‫تصميــم الغــرف اإلداريــة والتدريســية واملختــرات والقاعــات بــا يتناســب مــع‬ ‫التقنيــات والتكنولوجيــا احلديثــة لتجنــب عمليــة اهلــدر‪.‬‬

‫توحيد أجهزة اجلامعة والتعامل مع نظام واحد من األجهزة‪.‬‬

‫تفعيل دور الكوادر البرشية املؤهلة تأهي ً‬ ‫ال فن ًّيا عال ًّيا يف جمال الربجمة احلاسوبية‪.‬‬ ‫زيادة درجة الالمركزية وإتاحة قدر أكرب من مشاركة اإلداريني يف اجلامعة‪.‬‬

‫تبني اهلندرة بام يتالءم مع اإلدارة اإللكرتونية‪.‬‬

‫قيــام اإلدارة العليــا ببــث الثقــة والطمأنينــة يف نفــوس العاملــن؛ للتغلــب عــى‬ ‫املخــاوف التــي يبدهيــا البعــض مــن تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة‪.‬‬ ‫املجموع‬

‫‪298‬‬

‫التكرار‬

‫النسبة من جمموع‬ ‫اإلجابات‬

‫النسبة من‬ ‫العينة‬

‫‪456‬‬

‫‪12.0‬‬

‫‪87.4‬‬

‫‪411‬‬

‫‪10.9‬‬

‫‪78.7‬‬

‫‪399‬‬

‫‪10.5‬‬

‫‪76.4‬‬

‫‪376‬‬

‫‪9.9‬‬

‫‪72.0‬‬

‫‪333‬‬

‫‪8.5‬‬

‫‪63.8‬‬

‫‪321‬‬

‫‪8.5‬‬

‫‪61.5‬‬

‫‪311‬‬

‫‪8.2‬‬

‫‪59.6‬‬

‫‪289‬‬

‫‪7.9‬‬

‫‪55.4‬‬

‫‪244‬‬

‫‪6.4‬‬

‫‪46.7‬‬

‫‪225‬‬

‫‪5.9‬‬

‫‪43.1‬‬

‫‪213‬‬

‫‪5.6‬‬

‫‪40.8‬‬

‫‪211‬‬

‫‪5.6‬‬

‫‪40.4‬‬

‫‪3788‬‬

‫‪100.0‬‬

‫ـــ‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫يتبــن مــن اجلــدول (‪ )7‬أن عبــارة "حتســن البنيــة‬ ‫التحتيــة املالئمــة لتطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة"‬ ‫جــاءت يف املرتبــة األوىل بأعــى تكــرار بلــغ (‪،)456‬‬ ‫حيــث بلغــت النســبة املئويــة مــن جممــوع اإلجابــات‬ ‫(‪ ،)12.0‬بنســبة مئويــة مــن العينــة (‪ ،)87.4‬تالهــا يف‬ ‫املرتبــة الثانيــة "البحــث عــن مصــادر دعــم مســتقبلية‬ ‫مــن خــال مؤسســات القطــاع اخلــاص للحصــول‬ ‫عــى الدعــم املــايل والتقنــي" بتكــرار بلــغ (‪،)411‬‬ ‫حيــث بلغــت النســبة املئويــة مــن جممــوع اإلجابــات‬ ‫(‪ ،)10.9‬بنســبة مئويــة مــن العينــة (‪ ،)78.7‬تالهــا يف‬ ‫املرتبــة الثالثــة "التوســع يف اخلدمــات التدريبيــة املقدمــة‬ ‫لإلداريــن مــن خــال تبنــي النــدوات واملحــارضات‬ ‫واحللقــات وورش العمــل" بتكــرار بلــغ (‪ )399‬حيــث‬ ‫بلغــت النســبة املئويــة مــن جممــوع اإلجابــات (‪،)10.5‬‬ ‫بنســبة مئويــة مــن العينــة (‪ .)76.4‬بينــا جــاءت عبــارة‬ ‫"قيــام اإلدارة العليــا ببــث الثقــة والطمأنينــة يف نفــوس‬ ‫العاملــن للتغلــب عــى املخــاوف التــي يبدهيــا البعــض‬ ‫مــن تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة" يف املرتبــة األخــرة‬ ‫بتكــرار بلــغ (‪ )211‬حيــث بلغــت النســبة املئويــة مــن‬ ‫جممــوع اإلجابــات (‪ )5.6‬بنســبة مئويــة مــن العينــة‬ ‫( ‪.)40.4‬‬ ‫وربـما يك�وـن الس��بب يف ذل��ك ضعف تأســيس البنية‬ ‫التحتيــة لألنظمــة املعلوماتية‪ ‬واالتصاالتيــة والتــي‬ ‫مــن شــأهنا دعــم بنــاء منظومــة اإلدارة اإللكرتونيــة‬ ‫باجلامعــة؛ فقــد تعــاين اجلامعــة مــن ضعــف يف األنظمــة‬ ‫والتدريــب والشــبكات والصيانــة واملعــدات املتوفــرة‬ ‫بشــكل عــام‪ ،‬باإلضافــة إىل قلــة عــدد املختــرات‬ ‫املتوفــرة‪ ،‬وإن وجــدت فإهنــا ال تلبــي االحتياجــات‬ ‫املطلوبــة مــع األعــداد الكبــرة داخــل اجلامعــة‪ ،‬وقــد‬ ‫يكــون الســبب يف ذلــك عــدم االســتمرارية يف تقديــم‬ ‫بعــض اخلدمــات اإللكرتونيــة التــي ترتبــط ارتباطــ ًا‬ ‫مبــارش ًا بالبنيــة التحتيــة‪ .‬لــذا جــاءت فقــرة «حتســن‬ ‫البنيــة التحتيــة املالئمــة لتطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة»‬ ‫بأعــى التكــرارات املقرتحــة‪ .‬بينــا جــاءت الفقــرة‬ ‫«قيــام اإلدارة العليــا ببــث الثقــة والطمأنينــة يف نفــوس‬ ‫العاملــن؛ للتغلــب عــى املخــاوف التــي يبدهيــا البعــض‬ ‫مــن تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة» بأقــل التكــرارات‬ ‫املقرتحــة؛ فقــد تعمــل بعــض القيــادات اإلداريــة العليــا‬ ‫داخــل اجلامعــة عــى بــث الثقــة والطمأنينــة لــدى‬ ‫العاملــن فيــا يتعلــق بالتعامــات اإللكرتونيــة مــن‬ ‫خــال نــر الوعــي عنهــا‪ ،‬أو مــن خــال أســلوب‬ ‫القيــادة املتبــع الــذي تتعامــل مــن خاللــه القيــادة‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫اإلداريــة العليــا مــع اإلداريــن‪.‬‬ ‫بنــا ًء عــى مــا توصلــت إليــه الدراســة مــن نتائــج‪،‬‬ ‫يقــدم الباحثــان عــددا مــن املقرتحــات مــن أمههــا‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬الرؤية املستقبلية للتغلب عىل املعوقات البرشية‬ ‫ ●أن تعمــل اإلدارة العليــا يف اجلامعــة عــى تفعيــل‬ ‫دور الكــوادر البرشيــة املؤهلــة تأهيــ ً‬ ‫ا فن ًّيــا عال ًّيــا‬ ‫يف جمــال الربجمــة احلاســوبية‪ ،‬إلنتــاج الربامــج‬ ‫احلاســوبية املناســبة لألعــال اإلداريــة اجلامعيــة‬ ‫وتطويرهــا‪ ،‬ويمكــن حتقيــق ذلــك مســتقب ً‬ ‫ال مــن‬ ‫خــال تعيــن خرجيــي اجلامعــات املتميزيــن‬ ‫بمجــال تصميــم وتطويــر الربامــج اإللكرتونيــة‪،‬‬ ‫واســتقطاب الكفــاءات البرشيــة املتميــزة يف جمــال‬ ‫اإلدارة اإللكرتونيــة‪.‬‬ ‫ ●قيــام اإلدارة العليــا ببــث الثقــة والطمأنينــة يف‬ ‫نفــوس العاملــن؛ للتغلــب عــى املخــاوف التــي‬ ‫يبدهيــا البعــض مــن تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة‪،‬‬ ‫أو مقاومــة تطبيقهــا خوفـ ًا عــى مراكزهــم القياديــة‬ ‫نتيجــة التغــرات التــي تطــرأ نتيجــة تطبيــق‬ ‫اإلدارة اإللكرتونيــة؛ حيــث إن طبيعــة اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة هــو قتــل بريوقراطيــة األداء والتحــول‬ ‫إىل الشــفافية‪ ،‬مــع تقديــم احلوافــز املاديــة واملعنويــة‬ ‫التــي تشــجعهم عــى تطبيقهــا‪.‬‬ ‫ ●التوســع يف اخلدمــات التدريبيــة املقدمــة لإلداريني‪،‬‬ ‫مــن خــال تبنــي النــدوات واملحــارضات‬ ‫واحللقــات وورش العمــل المتــاك الكفايــات‬ ‫املعرفيــة واألدائيــة ملــروع اإلدارة اإللكرتونيــة‪،‬‬ ‫مــع رضورة تأكيــد تطويــر مهــارة اللغــة اإلنجليزيــة‬ ‫لــدى اإلداريــن يف هــذه الــدورات‪.‬‬ ‫ثانيــ ًا‪ :‬الرؤيــة املســتقبلية للتغلــب عــى املعوقــات‬ ‫ا لتنظيميــة‬ ‫ ●زيــادة درجــة الالمركزيــة وإتاحــة قــدر أكــر مــن‬ ‫مشــاركة اإلداريــن يف اجلامعــة يف ضــوء تصوراهتم‬ ‫وتقديــم مقرتحاهتــم حــول كيفيــة تطبيــق اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة للحصــول عــى دعمهــم ومحاســهم يف‬ ‫تطبيقهــا‪.‬‬ ‫ ●تبنــي اهلنــدرة بــا يتــاءم مــع اإلدارة اإللكرتونيــة‪،‬‬ ‫مــع توفــر هيــاكل تنظيميــة مرنــة تتيــح مســاحة‬ ‫واســعة مــن مشــاركة اإلداريــن يف اختــاذ القــرارات‬ ‫وإتاحــة الفرصــة يف تفويــض الســلطات‪.‬‬ ‫ ●تبنــي التخطيــط اإلســراتيجي عنــد التخطيــط‬

‫‪299‬‬


‫معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية والتطلعات املستقبلية لتجاوزها كما يراها اإلداريون‪...‬‬

‫ملــروع اإلدارة اإللكرتونيــة بــا يتــاءم مــع‬ ‫املتغيـرات املس��تقبلية والتنفيــذ وإصــدار البيانــات‬ ‫والتقاريــر الالزمــة ملتابعــة مراحــل التقــدم يف‬ ‫تطبيــق هــذه التقنيــة عــى أرض الواقــع‪.‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬الرؤية املستقبلية للتغلب عىل املعوقات الفنية‬ ‫ ●حتســن البنيــة التحتيــة املالئمــة لتطبيــق اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة مــن خــال توفــر مجيــع املســتلزمات‬ ‫الفنيــة والتقنيــة الالزمــة لدعــم اســتخدام تطبيقــات‬ ‫اإلدارة اإللكرتونيــة يف مجيــع األعــال اإلداريــة‬ ‫واخلدمــات التــي تقــدم يف اجلامعــة‪ ،‬مــع إنشــاء‬ ‫وحــدات ربــط خارجيــة بــن أجهــزة اجلامعــة‬ ‫للتغلــب عــى مشــكالت البنيــة التحتيــة‪.‬‬ ‫ ●توحيــد أجهــزة اجلامعــة والتعامــل مــع نظــام‬ ‫واحــد مــن األجهــزة‪ ،‬وإحالهلــا حمــل األجهــزة‬ ‫القديمــة‪ ،‬وذلــك مــن خــال مواكبــة التطــورات‬ ‫يف الربجميــات واألجهــزة اإللكرتونيــة املســتخدمة‬ ‫يف تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة‪ ،‬مــع مراعــاة تشــابه‬ ‫هــذه الربجميــات واألجهــزة يف مجيــع األقســام‬ ‫والوحــدات اإلداريــة لتفــادي التعــارض عنــد بنــاء‬ ‫الشــبكات‪.‬‬ ‫ ●اإلطــاع عىل التجــارب العربيــة والعامليــة الناجحة‬ ‫يف جمــال تقنيــات اإلدارة اإللكرتونيــة والعمــل عــى‬ ‫نقــل خرباهتــم الفنيــة يف هــذا املجــال بــا يدعــم‬ ‫مــروع اإلدارة اإللكرتونيــة‪ ،‬وذلــك مــن خــال‬ ‫عقــد وحضــور مؤمتــرات عربيــة وعامليــة‪.‬‬ ‫رابع ًا‪ :‬الرؤية املستقبلية للتغلب عىل املعوقات املالية‬ ‫ ●تصميـم الغـرف اإلداريـة والتدريسـية واملختبرات‬ ‫والقاعـات بام يتناسـب مع التقنيـات والتكنولوجيا‬ ‫احلديثـة؛ لتجنـب عمليـة اهلـدر وإعـادة الرتميـم‬ ‫والبنـاء‪ ،‬وهـذا يلزمـه ختطيط إستراتيجي مسـتقبيل‬ ‫مـن قبـل مشريف عمليـات البنيـة التحتيـة يف اجلامعـة‪.‬‬ ‫ ●البحــث عــن مصــادر دعــم مســتقبلية؛ مــن خــال‬ ‫مؤسســات القطــاع اخلــاص للحصــول عــى الدعم‬ ‫املــايل والتقنــي املناســب لتلبيــة االحتياجــات‬ ‫اإلداريــة اإللكرتونيــة‪ ،‬أو إعطــاء مــروع اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة للقطــاع اخلــاص لتنفيــذه وتغطيــة‬ ‫احتياجاتــه‪.‬‬ ‫ ●توفير ميزانية خاصـة ملراكز تكنولوجيـا املعلومات‬ ‫يف اجلامعـة‪ ،‬خاصـة يف دعـم مشروع اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيـة‪.‬‬

‫‪300‬‬

‫إيمان جميل عبد الفتاح‪ ،‬وإبراهيم حربي هاشم تادرس‬

‫التوصيات‬ ‫بنــا ًء عــى مــا توصلــت إليــه الدراســة مــن نتائــج‪،‬‬ ‫يــويص الباحثــان بعــدد مــن التوصيــات مــن أمههــا‪:‬‬ ‫ ‪-‬وضــع اإلســراجتيات الالزمــة إلعــادة تأهيـ�ل‬ ‫وتدريــب املوظفــن لغــرض تطويــر مهاراهتــم‬ ‫ومعارفهــم يف جمــال اإلدارة اإللكرتونيــة‪.‬‬ ‫ ‪-‬فتح ختصصات جديدة يف كليات العلوم باجلامعات‬ ‫األردنية‪ ،‬متخصصة يف تصميم الربامج بشكل‬ ‫معارص وخصوص ًا يف تصميم الربامج العاملية‪.‬‬ ‫ ‪-‬دعــم وتأييــد صانعــي القــرار يف اجلامعــة لعمليــة‬ ‫تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة واختــاذ اآلليــات‬ ‫واإلجــراءات التــي تكفــل جلميــع اهليــاكل اإلداريــة‬ ‫داخــل اجلامعــة العمــل معــ ًا بصــورة متكاملــة‬ ‫لتحقيــق متطلبــات اإلدارة اإللكرتونيــة واختــاذ‬ ‫قــرارات حكيمــة بشــأهنا‪ ،‬وإتاحــة فــرص واســعة‬ ‫لتفويــض الســلطات‪.‬‬ ‫ ‪-‬إعــادة بنــاء اهليــاكل التنظيميــة وتصميــم الوظائـ�ف‬ ‫بشــكل يلبــي متطلبــات التغيــر وإعـ�ادة ختطيـ�ط‬ ‫املــوارد البرشيــة العاملــة‪ ،‬مــن خــال إعــادة‬ ‫هندســة العمليــات‪.‬‬ ‫ ‪-‬رضورة توفــر البنيــة التحتيــة الالزمــة لتطبيــق‬ ‫اإلدارة اإللكرتونيــة يف أقســام وإدارات اجلامعــة‪،‬‬ ‫وذلــك مــن خــال توفــر خمصصــات ماليــة ســنوية‬ ‫لتحســينها وتطويرهــا وجتديدهــا‪.‬‬ ‫ ‪-‬التواصــل مــع مؤسســات القطــاع اخلــاص‬ ‫للحصــول عــى الدعــم املــايل والتقنــي املناســب‬ ‫لتلبيــة احتياجــات اإلدارة اإللكرتونيــة‪ ،‬وإعطــاء‬ ‫مشـروع تطبيـ�ق اإلدارة اإللكرتونيــة للقطــاع‬ ‫اخلــاص للقيــام بتنفيــذه وتغطيــة احتياجاتــه‪.‬‬ ‫املراجع‬

‫أبــو عاشــور‪ ،‬خليفــة والنمــري‪ ،‬ديانــا‪2013 .‬م‪ .‬مســتوى‬ ‫تطبيــق اإلدارة اإللكرتونيــة يف جامعــة الريمــوك يف‬ ‫وجهــة نظــر اهليئــة التدريســية واإلداريــن‪ .‬املجلــة‬ ‫األردنيــة يف العلــوم الرتبويــة‪ .‬عــادة البحــث العلمــي‪،‬‬ ‫جامعــة الريمــوك‪ ،‬املجلــد التاســع‪ ،‬العــدد الثــاين‪ ،‬ص‬ ‫ص ‪.220 -199‬‬

‫باكــر‪ ،‬عــي‪2006 .‬م‪ .‬املفهــوم الشــامل لتطبيــق اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة‪ .‬جملــة آراء حــول اخلليــج‪ ،‬مركــز اخلليــج‬ ‫لألبحــاث بمدينــة جــدة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪،‬‬ ‫املجلــد الثامــن‪ ،‬العــدد الثالــث والعــرون‪ ،‬ص ص‬ ‫‪.31 - 22‬‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫بخــش‪ ،‬فوزيــة‪2007 .‬م‪ .‬اإلدارة اإللكرتونيــة يف كليــات‬ ‫الرتبيــة للبنــات باململكــة العربيــة الســعودية يف ضــوء‬ ‫التحــوالت املعــارصة «خطــة مقرتحــة»‪ .‬أطروحــة‬ ‫دكتــوراه‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬اململكــة‬ ‫العربيــة الســعودية‪.‬‬ ‫احلســنات‪ ،‬ســاري‪2011 .‬م‪ .‬معوقــات تطبيــق اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة يف اجلامعــات الفلســطينية‪ .‬رســالة‬ ‫ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬معهــد البحــوث والدراســات‬ ‫العربيــة التابــع للمنظمــة العربيــة للرتبيــة والثقافــة‬ ‫والعلــوم‪ ،‬جامعــة الــدول العربيــة‪ ،‬القاهــرة‪.‬‬

‫درويــش‪ ،‬عــي‪2005 .‬م‪ .‬تطبيقــات احلكومــة اإللكرتونيــة‬ ‫«دراســة ميدانيــة عــى إدارة اجلنســية واإلقامــة بــديب»‪.‬‬ ‫رســالة ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬جامعــة نايــف العربيــة‬ ‫للعلــوم األمنيــة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫الــدورسي‪ ،‬عبــد اهلل‪ 2007.‬م‪ .‬مــدى إمكانيــة تطبيــق‬ ‫اإلدارة اإللكرتونيــة بجامعــة امللــك فيصــل مــن‬ ‫وجهــة نظــر أعضــاء هيئــة التدريــس «دراســة ميدانيــة‬ ‫عــى كليتــي اآلداب والعلــوم للبنــات بالدّ مــام»‪.‬‬ ‫رســالة ماجســتري‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة امللــك فيصل‪،‬‬ ‫اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫الســاملي‪ ،‬عــاء عبدالــرازق‪2008 .‬م‪ .‬اإلدارة اإللكرتونية‪.‬‬ ‫بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار وائــل للنرش‪ ،‬عــان‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫عبــد املعطــي‪ ،‬أمحــد‪2006 .‬م‪ .‬تصــور مقــرح لــدور اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة يف جتويــد العمــل اإلداري بكليــات الرتبية‬ ‫بمــر «دراســة تقويميــة»‪ .‬جملــة كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة‬ ‫أســيوط‪ ،‬مــر‪ ،‬املجلــد الثــاين عــر‪ ،‬العــدد الثــاين‪،‬‬ ‫ص ص ‪.62 - 49‬‬

‫العــاق‪ ،‬بشــر عبــاس‪2006 .‬م‪ .‬االتصــاالت التســويقية‬ ‫اإللكرتونيــة «مدخــل حتليــي تطبيقــي»‪ .‬بــدون رقــم‬ ‫الطبعــة‪ ،‬مؤسســة الــوراق للنــر‪ ،‬عــان‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫الكســبي‪ ،‬أمــال‪2010 .‬م‪ .‬متطلبــات ومعوقــات تطبيــق‬ ‫اإلدارة اإللكرتونيــة يف كليــات الرتبيــة للبنــات بجــدة‪.‬‬ ‫رســالة ماجســتري‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة امللــك عبــد‬ ‫العزيــز‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫الكيــاين‪ ،‬شــادية‪2006 .‬م‪ .‬نمــوذج مقــرح للخدمــات‬ ‫التــي تقدمهــا احلكومــة اإللكرتونيــة لطــاب كليــة‬ ‫الرتبيــة‪ .‬جملــة كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة املنصــورة‪ ،‬مــر‪،‬‬ ‫املجلــد األول‪ ،‬العــدد الســتون‪ ،‬ص ص ‪.187 - 172‬‬ ‫املســعودي‪ ،‬ســمرية‪2010 .‬م‪ .‬معوقــات تطبيــق اإلدارة‬ ‫اإللكرتونيــة يف إدارة املــوارد البرشيــة بالقطــاع‬ ‫الصحــي اخلــاص بمدينــة مكــة املكرمــة مــن وجهــة‬ ‫نظــر مديــري وموظفــي املــوارد البرشيــة‪ .‬رســالة‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬اجلامعــة االفرتاضيــة الدولية‪،‬‬ ‫اململكــة املتحــدة‪.‬‬

‫نجــم‪ ،‬نجــم‪2008 .‬م‪ .‬اإلدارة اإللكرتونيــة «اإلســراتيجية‬ ‫والوظائــف واملجــاالت»‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬دار‬ ‫اليــازوري العلميــة للنــر والتوزيــع‪ ،‬عــان‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫اهلــواش‪ ،‬أبــو بكــر‪2006 .‬م‪ .‬احلكومــة اإللكرتونيــة‬ ‫الواقــع واآلفــاق‪ .‬بــدون رقــم الطبعــة‪ ،‬جمموعــة النيــل‬ ‫العربيــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬

‫‪Anderson, R., and Dexter, S. 2005. School‬‬ ‫‪Technology Leadership: An Empirical‬‬ ‫‪Investigation of Prevalence and Effect‬‬ ‫‪Educational Administration Quarterly. 4th‬‬ ‫‪edition. Prentice Hall, New Jersey, pp. 49- 82.‬‬ ‫‪Edwards, C., and John, A. 2003. The Essence of‬‬ ‫‪Services Marketing. Second ed., Prentice Hall‬‬ ‫‪of India Private Limited. New Delhi.‬‬ ‫‪Felck, C. 2010. Using computers in Croatia‬‬ ‫‪national university divisions. Journal of‬‬ ‫ ‪Research in Higher Education. 2(1): 111‬‬‫‪169.‬‬ ‫‪Germo, T., and Adhair, A. 2001. The‬‬ ‫‪E-Government‬‬ ‫‪evolution.‬‬ ‫‪Symposium‬‬ ‫‪E-Government Experiences and applications.‬‬ ‫‪26-27/6/2001.‬‬ ‫‪Arab‬‬ ‫‪Administrative‬‬ ‫‪Development Organization, Qatar-Alddawha.‬‬ ‫‪Pp.4-18.‬‬ ‫‪Lam, C. 2004. The need to understand the‬‬ ‫‪boundary and focus before embarking.‬‬ ‫‪Accessed on July 19 2012, retrieved from:‬‬ ‫‪http://www.monstermarketplace.com/search‬‬ ‫‪Loudon, K., and Loudon, J. 2006. Management‬‬ ‫‪Information Systems Management the Digital‬‬ ‫‪Firm, 9th edition. Prentice Hall, New Jersey,‬‬ ‫‪pp. 346-361.‬‬ ‫‪Serest, H., Fayyazi, M, and Asi, N. 2008.‬‬ ‫‪E-management: Barriers and challenges‬‬ ‫‪In Iran. PhD Thesis. Allameh Tabatabai‬‬ ‫‪University. Iran.‬‬ ‫‪Serhan, D. 2007. School Principals' attitudes‬‬ ‫‪towards the use of technology. The Turkish‬‬ ‫‪Online Journal of Educational Technology.‬‬ ‫‪6(2): 42-48.‬‬ ‫‪Turban, E., Leidner, D., and Wetherb, J. 2008.‬‬ ‫‪Information Technology for management:‬‬ ‫‪Transforming organization in the digital‬‬ ‫‪economy. Efraim Turban, San Francisco.‬‬ ‫‪pp.187-198.‬‬

‫‪301‬‬


‫ وإبراهيم حربي هاشم تادرس‬،‫إيمان جميل عبد الفتاح‬

...‫معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية والتطلعات املستقبلية لتجاوزها كما يراها اإلداريون‬ Yogesh, M. 2004. Knowledge management for the new world of business. The Journal for Quality and Participation. 16(3): 1-12. accessed on August 24 2012, Retrieved from: http://www.brint.com/km/whatis.htm

302


(‫هـ‬1441( ‫م‬2020 - 1 ‫ العدد‬- 21 ‫املجلد‬

)‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية‬

Obstacles of E-Management and the Future Expectations to Overcome these Obstacles as perceived by Balqa Applied University Administrators Eman J. Abdulrahman and Ibrahem H. Tadros Al-Balqa Applied University, Amman, Jordan https://doi.org/10.37575/h/mng/1653 ABSTRACT

This study aims to identify the obstacles of applying e-management and the future expectations to overcome them as perceived by administrators at Balqa Applied University. To achieve the objectives of this study, a questionnaire of (55) paragraphs was conducted; it is formed of (4) areas; specifically, human, organizational, technical, and financial obstacles. In addition, an open question on the future expectations to overcome the obstacles from administrators’ point of view is set. After testing the reliability and stability of the tool, it was applied to the study sample comprised of (522) administrators selected using stratified simple random method. After applying the tool, the findings of the study revealed that the degree of obstacles of e-management application was ranked (high – very high). Human obstacles area occupied the first rank (very high degree), followed by financial obstacles (high degree), then came technical obstacles (high degree), while organizational obstacles was ranked last (high degree). Furthermore, the findings showed that the most important future expectation to overcome these obstacles is improving the infrastructure to be appropriate for applying e-management. In light of these findings, the study concludes a number of recommendations. Most important, the need to provide necessary infrastructure to apply e- management in the university departments; develop necessary strategies to rehabilitate and train the staff for the purpose of developing their skills and knowledge in the field of e- management, and conduct further studies in this field in the future. Key Words: Balqa Applied University, E-Management, Future expectations.

303



‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫اجتاهات �سوق العمل ال�سعودي لتوظيف خريجي اجلامعات‬ ‫بح�سب النوع وامل�سار الأكادميي خالل الفرتة ‪2016 - 2000‬م‬ ‫أسامة أمحد حممد عبد القادر‬

‫قسم التسويق‪ ،‬كلية الدراسات التطبيقية وخدمة املجتمع‪ ،‬جامعة اإلمام عبد الرمحن بن فيصل‬ ‫الدمام‪ ،‬اململكة العربية السعودية‬ ‫‪https://doi.org/10.37575/h/edu/1972‬‬

‫امللخص‬

‫تعمــل احلكومــة الســعودية مــن خــال رؤيــة اململكــة ‪ 2030‬عــى حــل مشــكلة البطالــة وحتســن معــدالت التوظيــف وتشــجيع‬ ‫الدراســات العلميــة نحــو هــذا االجتــاه‪ ،‬والســيام فيــا يتعلــق بخرجيــي اجلامعــات الســعودية‪ ،‬ومــن هــذا املنطلــق تســتهدف هــذه‬ ‫الدراســة تقديــم حتليــل الجتاهــات ســوق العمــل الســعودي‪ ،‬واســتنتاج جمموعــة دوال إحصائيــة للتنبــؤ العلمــي بحالتــي التوظــف‬ ‫وعــدم التوظــف خلرجيــي اجلامعــات‪.‬‬ ‫اعتمــدت الدراســة عــى حتليــل بيانــات الفــرة بــن عامــي ‪2016-2000‬م لعــدد ‪ 55734‬مــن خرجيــي جامعــة اإلمــام عبــد الرمحــن‬ ‫بــن فيصــل كأحــد أكــر اجلامعــات الســعودية‪ ،‬بــا يعــادل ‪ % 82‬مــن بيانــات اخلرجيــن خــال الفــرة مــن ‪ 1979‬حتــى ‪2016‬م الذيــن‬ ‫متكنــت اجلامعــة مــن تســجيلهم بقاعــدة البيانــات الرســمية هلــا‪ ،‬واعتمــدت الدراســة عــى مناقشــة جمموعتــن مــن فــروض البحــث‬ ‫بحســب فــروق النــوع‪( :‬ذكــر‪ ،‬أنثــى) واملســار األكاديمــي (الطبــي‪ ،‬اهلنــديس‪ ،‬العلمــي‪ ،‬األديب) للتوظــف وعــدم التوظــف‪ .‬وقــد تــم‬ ‫إجــراء التحليــات اإلحصائيــة عــى بيانــات اخلرجيــن الختبــار مــدى إمكانيــة قبــول فــروض البحــث؛ حيــث توصلــت الدراســة إىل‬ ‫جمموعــة مــن النتائــج املتمثلــة يف معــادالت للتنبــؤ ومــؤرشات دقيقــة يمكــن االعتــاد عليهــا يف التخطيــط للمســارات األكاديميــة‬ ‫األربعــة الرئيســة باجلامعــات الســعودية لتحديــد نســب القبــول والتســجيل بــكل منهــا‪.‬‬ ‫قدمــت الدراســة جمموعــة مــن التوصيــات التــي ختــص العديــد مــن القطاعــات احلكوميــة وعــى األخــص وزارات التعليــم والعمــل‬ ‫واخلدمــة املدنيــة‪ ،‬والقطاعــات اخلاصــة واجلامعيــة‪ ،‬إضافــة إىل توعيــة طــاب وخرجيــي املرحلــة الثانويــة باجتاهــات ســوق العمــل‬ ‫الســعودي‪.‬‬

‫الكلامت املفتاحية‪ :‬البطالة‪ ،‬التوظف‪ ،‬التنبؤ‪ ،‬خمرجات التعليم اجلامعي‪.‬‬

‫مقدمة‬ ‫يتلخــص دور اجلامعــات يف الوفــاء باملســئولية‬ ‫املجتمعيــة‪ ،‬ويتضمــن هــذا الــدور ثــاث مســئوليات‬ ‫رئيســة يف مقدمتهــا التعليــم باإلضافــة إىل البحــث‬ ‫العلمــي وخدمــة املجتمــع‪ ،‬والعمليــة التعليميــة هتــدف‬ ‫إىل تأهيــل أعــداد مــن اخلرجيــن تلبــي احتياجــات‬ ‫املجتمــع مــن التخصصــات األكاديميــة املتنوعــة‪،‬‬ ‫وبمســتوى تأهيــل متناســب مــع متطلبــات الســوق‪.‬‬ ‫ومتثــل بيانــات اخلرجيــن قيمــة جوهريــة ال غنــى‬ ‫عنهــا عــى املســتويني املؤســي والوطنــي‪ ،‬كــا أن‬ ‫العنايــة باخلرجيــن ال تقتــر عــى جمــرد حفــات‬ ‫التخــرج‪ ،‬وإنــا متتــد بعمــق لتت ُّبــع العالقــة املســتدامة‬ ‫مــع اخلرجيــن عــر قاعــدة بيانــات تضــم بيانــات دقيقــة‬ ‫لتوضيــح حالتهــم الوظيفيــة‪ ،‬وســنوات التخــرج‪،‬‬ ‫والنــوع‪ ،‬والتخصــص األكاديمي‪ ،‬وأماكــن تواجدهم‪.‬‬ ‫وحرصــا مــن جامعــة اإلمام عبــد الرمحن بــن فيصل‬ ‫متمثلــة يف وكالــة اجلامعــة للتطويــر واجلــودة وخدمــة‬ ‫املجتمــع فقــد تــم ختصيــص مركــز للعنايــة باخلرجيــن‬ ‫وفــق هــذا املفهــوم‪ ،‬باإلضافــة ملركــز دعــم واختــاذ‬ ‫القــرار‪ ،‬ويمكــن اعتبــار هــذه البيانــات بمثابــة مــادة‬

‫خــام حتتــاج للعديــد مــن التحليــات الفنيــة للخــروج‬ ‫بمجموعــة مــن النتائــج والتوصيــات لتحقيــق التــوازن‬ ‫بــن متطلبــات املجتمــع ورغبــات واجتاهــات الطــاب‬ ‫والطالبــات يف إطــار التوجهــات اإلســراتيجية للدولــة‬ ‫املتمثلــة يف رؤيــة اململكــة ‪ 2030‬التــي اســتهدفت‬ ‫ختفيــض معــدالت البطالــة مــن ‪ % 11.6‬إىل ‪،% 7‬‬ ‫واإلحصــاءات املتاحــة حتــى ‪ 9‬ينايــر ‪ 2018‬تضــم‬ ‫بيانــات نحــو ‪ 67949‬مــن خرجيــي اجلامعــة خــال‬ ‫الفــرة مــن عــام ‪ 1979‬حتــى هنايــة عــام ‪.2016‬‬ ‫أمهية البحث‬ ‫تتمثل أمهية هذا البحث يف املحاور التالية‪:‬‬ ‫ ‪1.‬تعــرف اجتاهــات ســوق العمــل الســعودي يف‬ ‫توظيــف خرجيــي اجلامعــات‪.‬‬ ‫ ‪2.‬توفــر املقارنــات الالزمــة لدعــم متخــذي القرارات‬ ‫األكاديميــة اإلســراتيجية باجلامعــات واجلهــات‬ ‫احلكوميــة‪.‬‬ ‫ ‪3.‬إتاحــة معلومــات إرشــادية خلرجيــي املرحلــة‬ ‫الثانويــة عــن اجتاهــات الفــرص الوظيفيــة‪.‬‬ ‫ ‪4.‬تقييــم حجــم إنجــاز جهــود ختفيــض البطالــة الوارد‬

‫‪305‬‬


‫اتجاهات سوق العمل السعودي لتوظيف خريجي الجامعات بحسب النوع واملساراألكاديمي خالل الفترة ‪2016 - 2000‬م أسامة أحمد عبد القادر‬

‫برؤية اململكــة ‪.2030‬‬ ‫ ‪5.‬اســتنتاج الــدوال اإلحصائيــة الالزمــة للتنبــؤ‬ ‫العلمــي باجتاهــات ســوق العمــل نحــو توظيــف‬ ‫خرجيــي اجلامعــات‪.‬‬ ‫أهداف البحث‬ ‫تســتهدف هــذه الدراســة جمموعــة مــن األهــداف‬ ‫الرئيســة التاليــة‪:‬‬ ‫ ‪1.‬دراســة مــدى اجتــاه عــاج مشــكلة البطالــة لــدى‬ ‫خرجيــي اجلامعــات الســعودية‪.‬‬ ‫ ‪2.‬التوصــل إىل نتائــج حــول مقارنــة الفــروق بــن‬ ‫الذكــور واإلنــاث مــن خرجيــي اجلامعــات يف‬ ‫ســوق العمــل الســعودي بحســب التوظــف وعــدم‬ ‫التوظــف وااللتحــاق بربامــج الدراســات العليــا‪.‬‬ ‫ ‪3.‬تعــرف اجتاهــات ســوق العمــل الســعودي‬ ‫باختــاف املســارات األكاديميــة الرئيســة‪ :‬الطبــي‬ ‫واهلنــديس والعلمــي واألديب‪.‬‬ ‫ ‪4.‬تقديــم دراســة أكاديميــة تتنــاول منهجيــة علميــة‬ ‫مقرتحــة للعنايــة باخلرجيــن مــن خالل االســتخدام‬ ‫الفعــال لقواعــد بيانــات تواجدهــم املهنــي بعــد‬ ‫التخــرج‪.‬‬ ‫ ‪5.‬اقــراح جمموعــة دوال إحصائيــة للتنبــؤ باجتاهــات‬ ‫ســوق العمــل الســعودي نحــو توظيــف خرجيــي‬ ‫اجلامعــات بحســب النــوع واملســار األكاديمــي‪.‬‬ ‫مشكلة البحث‬ ‫تناقــش هــذه الدراســة جمموعــة مــن التســاؤالت‬ ‫البحثيــة الرئيســة والثانويــة‪ ،‬وفيــا يــي جمموعــة‬ ‫التســاؤالت الرئيســة‪:‬‬ ‫ ‪1.‬هــل تتجــه معــدالت توظيــف خرجيــي اجلامعــات‬ ‫نحــو معاجلــة مشــكلة البطالــة لــدى اخلرجيــن؟‬ ‫ ‪2.‬هــل توجــد فــروق بــن الذكــور واإلنــاث مــن‬ ‫خرجيــي اجلامعــات فيــا يتعلــق بســوق العمــل؟‬ ‫ ‪3.‬مــا اجتاهــات ســوق العمــل الســعودي نحــو‬ ‫املســارات األكاديميــة املختلفــة؟‬ ‫أما التساؤالت الثانوية فهي كام ييل‪:‬‬ ‫ ‪1.‬كيــف يمكــن صياغــة منهجيــة علميــة للعنايــة‬ ‫باخلرجيــن مــن خــال متابعــة مســاراهتم املهنيــة؟‬ ‫ ‪2.‬هــل مــن املمكــن صياغــة دوال إحصائيــة للتنبــؤ‬ ‫باجتاهــات توظيــف خرجيــي اجلامعــات بســوق‬ ‫العمــل الســعودي؟‬

‫‪306‬‬

‫منهجية البحث‬ ‫اتبعــت الدراســة املنهــج االســتقرائي الــذي يذهــب‬ ‫إىل أبعــد مــن جمــرد قــراءة اجتــاه الظاهــرة باملجتمــع‪،‬‬ ‫وإنــا يمتــد ليشــمل حتليــل العالقــة بني املتغــرات‪ ،‬وقد‬ ‫اعتمــدت اجلامعــة عــى مخســة مصــادر رئيســة لرصــد‬ ‫بيانــات اخلرجيــن التــي تــم االعتــاد عليهــا‪ ،‬وهــذه‬ ‫املصــادر هــي‪ :‬وزارة اخلدمــة املدنيــة‪ ،‬وزارة العمــل‪،‬‬ ‫املؤسســة العامــة للتأمينــات االجتامعيــة‪ ،‬التواصــل‬ ‫املبــارش مــع اخلرجيــن‪ ،‬شــبكة ‪ LinkedIn‬االحرتافيــة‪،‬‬ ‫وجتنبــا لتأثــر فــروق الــوزن النســبي الراجعــة‬ ‫الختــاف النــوع أو املســار األكاديمــي باجلامعــة فقــد‬ ‫تــم احتســاب النســبة املئويــة لــكل ظاهــرة إىل جممــوع‬ ‫البيانــات املتاحــة عــن أعــداد اخلرجيــن مــن كل نــوع‬ ‫ســنويا‪ ،‬وبعبــارة أخــرى‪ ،‬فقــد تــم احتســاب النســب‬ ‫الســنوية للتوظــف وعــدم التوظــف‪ ،‬والدراســات‬ ‫العليــا لــكل مــن الذكــور واإلنــاث‪ ،‬ولــكل مســار مــن‬ ‫املســارات األكاديميــة‪ :‬الطبــي واهلنــديس والعلمــي‬ ‫واألديب‪.‬‬ ‫الدراسات السابقة‬ ‫يشــر مفهــوم البطالــة إىل احلالــة التــي يكــون‬ ‫فيهــا الشــخص قــادرا عــى العمــل وراغبــا فيــه‪،‬‬ ‫ويبحــث عنــه ويقبلــه عنــد مســتوى األجــر الســائد‬ ‫ولكــن ال جيــد العمــل واألجــر املناســبني (الطوالــة‬ ‫ومظلــوم‪ ،)2013 ،‬وتؤكــد عــدة دراســات عالقــة‬ ‫البطالــة بانتشــار اجلريمــة (حممــد‪2015 ،‬؛ العــويف‪،‬‬ ‫‪ )2017‬وخاصــة اجلرائــم املاليــة (الطوالــة ومظلــوم‪،‬‬ ‫‪ ،)2013‬ولعــل مــن أهــم أســباهبا التوســع يف التعليــم‬ ‫دون الربــط باحتياجــات الســوق (الطوالــة ومظلــوم‪،‬‬ ‫‪2013‬؛ دمنهــوري‪2013 ،‬؛ حممــد‪ ،)2015 ،‬وأوصــت‬ ‫عــدة دراســات باالهتــام بالتعليــم التقنــي (حممــد‪،‬‬ ‫‪2015‬؛ بــدري‪ ،)2017 ،‬والتخصصــات التطبيقيــة‬ ‫كنظــم املعلومــات اإللكرتونيــة (عبداحلميــد‬ ‫والعيــدان‪ ،)2011 ،‬والتوافــق مــع خمرجــات التعليــم‬ ‫(العــويف‪ ،)2017 ،‬ومواءمــة متطلبــات ســوق العمــل‬ ‫(إدريــس‪2015 ،‬؛ معتــوق وآخــرون‪.)2016 ،‬‬ ‫وتــويص دراســة شــاهني (‪ )2017‬بمزيــد مــن‬ ‫مشــاركة الطــاب بالعمليــة التعليميــة بــا يمكــن أن‬ ‫يســاعد عــى رفــع خمرجــات التعليــم اجلامعــي‪ ،‬وهــو‬ ‫مــا عــرت عنــه رؤيــة ‪ 2030‬باالنتقــال مــن التعليــم‬ ‫املعتمــد عــى املعلــم إىل التعليــم املعتمــد عــى مشــاركة‬


‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫الدارســن بحيــث يمثــل فيهــا الــدارس حمــور العمليــة‬ ‫التعليميــة (الغامــدي‪ .)2015 ،‬وقــد اقــرح كل مــن‬ ‫الطوالــة ومظلــوم (‪ )2013‬ريــادة األعــال كنمــوذج‬ ‫لزيــادة االســتثامرات وعــاج البطالــة (التميمــي‬ ‫ومصطفــى‪.)2016 ،‬‬ ‫إن النســبة األكــر بســوق العمــل يف الــدول الناميــة‬ ‫تكــون غالبيتهــا بالقطــاع احلكومــي‪ ،‬وتقــل مشــاركة‬ ‫املنشــآت الصغــرة واملتوســطة (املــري ومحــزاوي‪،‬‬ ‫‪ ،)2013‬ونســبة مســامهة املنشــآت املتوســطة والصغرية‬ ‫بالســوق الســعودي ال تزيــد عــن ‪ % 20‬بتمويــل أقــل‬ ‫مــن ‪ ،)SMEA, 2017( % 5‬وتســتهدف رؤيــة ‪2030‬‬ ‫رفــع نســبة مســامهة هــذا القطــاع إىل ‪.% 35‬‬ ‫ويمثــل قطــاع املنشــآت الصغــرة واملتوســطة أمهيــة‬ ‫حيويــة كــرى بالــدول املتقدمــة؛ فعــى ســبيل املثــال‬ ‫متثــل نســبة العاملــة باملنشــآت املتوســطة والصغــرة‬ ‫بالواليــات املتحــدة ‪ ،% 54‬واليابــان ‪ ،% 69‬وأملانيــا‬ ‫‪ ،% 60‬واململكــة املتحــدة ‪ ،% 53‬والصــن ‪،% 74‬‬ ‫وكوريــا ‪ ،% 71‬واهلنــد ‪( % 80‬املــري ومحــزاوي‪،‬‬ ‫‪.)2013‬‬ ‫وتشــر نتائــج العديــد مــن الدراســات إىل حصــول‬ ‫الرجــال عــى فــرص أكثــر مــن النســاء (‪Kairiza et‬‬ ‫‪ )al., 2017‬بمســتويات أجــور أعــى يف املتوســط‬ ‫العــام (ميــزات‪2012 ،‬؛ ‪ ،(Valentova, 2013‬كــا‬ ‫أن بانورامــا ســوق العمــل ال تتوقــف عنــد جمــرد‬ ‫قــراءة اإلحصــاءات واملــؤرشات‪ ،‬وإنــا بالذهــاب‬ ‫ملــا هــو أبعــد وأعمــق مــن ذلــك (العيســى‪،)2016 ،‬‬ ‫مــن خــال قــراءة مدلــوالت تلــك اإلحصــاءات‬ ‫(ميــزات‪ .)2012 ،‬وقــد وصلــت معــدالت البطالــة‬ ‫باململكــة العربيــة الســعودية حتــى ‪ 2016‬إىل نســبة‬ ‫‪% 12.1‬؛ حيــث بلغــت بــن النســاء نحــو ‪% 34.5‬‬ ‫بينــا كانــت لــدى الرجــال ‪( % 5.7‬العــويف‪،)2017 ،‬‬ ‫باإلضافــة إىل وصــول معــدل تزايــد البطالــة الســنوي‬ ‫إىل ‪( % 5.6‬بــدوي‪ ،)2017 ،‬وربــا يعــد ذلــك أفضــل‬ ‫حــاال مــن عــام ‪ 2013‬الــذي بلغــت فيــه ‪،% 12.4‬‬ ‫منهــا ‪ % 36.6‬بــن الرجــال باإلضافــة إىل ‪% 63.4‬‬ ‫بــن النســاء (العــويف‪ ،)2017 ،‬والفــروق النوعيــة يف‬ ‫معــدالت التوظيــف متثــل ظاهــرة عامليــة (‪Alryalat,‬‬ ‫‪ ،)2017; Babcock et al., 2017‬وتســتهدف‬ ‫رؤيــة اململكــة الوصــول بمعــدالت البطالــة باململكــة‬ ‫إىل ‪.% 7‬‬ ‫واســتعرضت الدراســات األدبيــة التــي قــام‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫هبــا بــدري (‪ )2017‬عــى ‪ 14‬دراســة عــى الســوق‬ ‫الســعودي لدراســة البطالــة وســوق العمــل مــا يــي‪:‬‬ ‫«ويالحــظ إقبــال أكــر عــى التخصصــات األدبيــة‬ ‫واالجتامعيــة عــى الرغــم مــن تزايــد البطالــة وقلــة‬ ‫اإلقبــال عــى العلــوم التقنيــة واإللكرتونية رغــم حاجة‬ ‫الســوق إليهــا‪ ،‬وربــا يعــزى ذلــك لضعــف اإلرشــاد‬ ‫األكاديمــي؛ أو ألن املســار األديب يمثــل ثالثــة أضعاف‬ ‫املســار العلمــي تقريبــا (بــدري‪ ،)2017 ،‬وعليــه تبــدأ‬ ‫احللقــة بالتخصصــات املتوافقــة مــع احتياجــات ســوق‬ ‫العمــل‪ ،‬ثــم مســتوى التأهيــل املطلــوب لســوق العمــل‬ ‫مــن تلــك التخصصــات‪ ،‬وكانــت النســب األكــر عــى‬ ‫الرتتيــب‪ :‬العلــوم التجاريــة‪ ،‬ثــم اإلســامية‪ ،‬كــا كان‬ ‫إقبــال اإلنــاث عــى املعلوماتيــة يتزايــد بصــورة أكثــر‬ ‫مــن الرجــال‪ .‬ويعــد هــدف عــاج االختــاالت‬ ‫اهليكليــة يف الفــروق النوعيــة للتوظيــف بــن الرجــال‬ ‫والنســاء مــن األهــداف الشــائعة بــن خمتلــف دول‬ ‫العــامل )‪.(Lin and Sarker, 2017‬‬ ‫من خالل الدراسات السابقة يتبني اآليت‪:‬‬ ‫ •توجــد مشــكلة بطالــة بســوق العمــل الســعودي‪،‬‬ ‫والســيام بــن خرجيــي اجلامعــات‪ ،‬ولكــن مل تقــدم‬ ‫الدراســات الســابقة معــادالت لالعتــاد عليهــا يف‬ ‫حتليــل اجتاهــات الســوق والتنبــؤ هبــا‪.‬‬ ‫ •أشــارت الدراســات الســابقة إىل وجــود تبايــن‬ ‫يف توظيــف اخلرجيــن بحســب النــوع‪ ،‬إال أهنــا مل‬ ‫تقــدم حتليــا شــامال هلــذا التبايــن يوضــح اجتاهــات‬ ‫التوظــف وعــدم التوظــف‪.‬‬ ‫ •اعتمــدت أغلــب الدراســات الســابقة عــى‬ ‫االســتبانة لــآراء ووجهــات النظــر‪ ،‬أو عــى‬ ‫اإلحصــاءات العامــة للتوظــف والبطالــة‪ ،‬وليــس‬ ‫عــىبيانــاتتفصيليــةخاصــةبخرجيــياجلامعــات‪.‬‬ ‫ •توجــد اختــاالت هيكليــة بتوظيــف خرجيــي‬ ‫اجلامعــات بحســب املســارات املختلفــة بصــورة‬ ‫تشــر لعــدم التوافــق بــن خمرجــات التعليــم‬ ‫اجلامعــي واحتياجــات ســوق العمــل الســعودي‪.‬‬ ‫واستهدفت هذه الدراسة إضافة ما ييل‪:‬‬ ‫ •اقــراح جمموعــة دوال إحصائيــة يمكــن االعتــاد‬ ‫عليهــا يف التنبــؤ باجتاهــات ســوق العمــل‬ ‫الســعودي لتوظيــف خرجيــي اجلامعــات باختــاف‬ ‫النــوع واملســار األكاديمــي‪.‬‬

‫‪307‬‬


‫اتجاهات سوق العمل السعودي لتوظيف خريجي الجامعات بحسب النوع واملساراألكاديمي خالل الفترة ‪2016 - 2000‬م أسامة أحمد عبد القادر‬

‫التحليل اإلحصائي‬ ‫برناجمـي ‪SPSSV22‬‬ ‫اعتمـدت الدراسـة على‬ ‫ّ‬ ‫و ‪ MS ExcelV2016‬يف التحليـل اإلحصائـي‪،‬‬ ‫ويسـتعرض اجلـدول رقـم (‪ )1‬وصـف عينـة الدراسـة‬ ‫مـن خرجيـي اجلامعـة‪ ،‬وهـو مـا يعـادل نسـبة ‪ % 82‬مـن‬ ‫جممـوع قاعـدة البيانـات املنشـورة؛ حيث اشـتملت عىل‬ ‫‪ % 71‬مـن اإلنـاث و‪ % 29‬مـن الذكـور‪ .‬كما تضمنـت‬ ‫‪ % 13‬مـن املسـار الطبـي‪ % 4 ،‬مـن املسـار اهلنـديس‪،‬‬ ‫‪ % 29‬مـن املسـار العلمـي‪ % 54 ،‬مـن املسـار األديب‪،‬‬ ‫ويتضـح مـن اجلـدول أن جممـوع نسـب التوظـف‬ ‫خلال فترة الدراسـة ‪ ،% 51‬بينما بلغـت نسـبة عـدم‬ ‫التوظـف ‪ ،% 14‬باإلضافـة إىل نسـبة ‪ % 35‬دراسـات‬ ‫عليـا؛ حيـث كانـت نسـب التوظـف متقاربـة باختالف‬ ‫املسـارات األكاديميـة األربعـة‪ :‬الطبـي ‪ ،% 53‬اهلنديس‬ ‫‪ ،% 52‬العلمـي ‪ ،% 51‬األديب ‪ ،% 51‬وجممـوع النسـب‬ ‫متوازنـة كذلـك بين الذكـور واإلنـاث؛ حيـث كانـت‬ ‫على الرتتيـب ‪ ،% 51 ،% 50‬مـع وجـود تفـاوت بينهما‬ ‫داخـل املسـار الواحـد باسـتثناء املسـار األديب‪ ،‬يف حين‬ ‫كانـت نسـب عـدم التوظـف‪ :‬الطبـي ‪ ،% 15‬اهلنـديس‬ ‫‪ ،% 5‬العلمـي ‪ ،% 18‬األديب ‪ ،% 13‬مشيرة لوجـود‬ ‫تبايـن بين املسـارات األربعـة‪ ،‬مـع وجـود تقـارب بين‬ ‫نسـب عـدم التوظـف بين الذكـور واإلنـاث باسـتثناء‬ ‫خرجيـي املسـار العلمـي التـي كانـت على الرتتيـب‬ ‫‪ .% 17 ،% 25‬وقد تم احتسـاب نسـب التوظف وعدم‬ ‫التوظـف باختلاف النـوع واملسـار األكاديمـي خلال‬ ‫فرتة الدراسة‪ ،‬وتم توضيح ذلك بملحقي الدراسة (‪)1‬‬ ‫و (‪ ،)2‬وقـد تـم االعتماد عليهما يف التحليلات‬ ‫اإلحصائيـة لتوظيـف خرجيـي املسـارات األكاديميـة‬ ‫األربعـة الرئيسـة مـن الذكـور واإلناث والتـي تتضمن‪:‬‬ ‫التمثيـل البيـاين لالجتـاه العـام‪ ،‬التمثيـل الريـايض‬ ‫ملعـادالت االجتـاه العـام والتنبـؤ‪ ،‬اختبـارات التبايـن‪.‬‬

‫ •حتليــل اجتاهــات ســوق العمــل الســعودي‬ ‫لتوظيــف خرجيــي اجلامعــات باختــاف النــوع‬ ‫واملســار األكاديمــي‪ ،‬مــن خــال حتليــل بيانــات‬ ‫السلســلة الزمنيــة‪ ،‬ومــن خــال دراســة تفصيليــة‬ ‫للتبايــن وعالقــات االرتبــاط‪.‬‬ ‫فروض البحث‬ ‫الفــرض األول‪ :‬توجــد فــروق ذات داللــة إحصائيــة‬ ‫بــن الذكــور واإلنــاث مــن خرجيــي اجلامعــة يف نســب‬ ‫التوظــف وعــدم التوظــف‪ ،‬خــال الفــرة بــن ‪-2000‬‬ ‫‪.2016‬‬ ‫الفــرض الثــاين‪ :‬توجــد فــروق ذات داللــة إحصائيــة‬ ‫بــن خرجيــي اجلامعــة يف نســب التوظــف وعــدم‬ ‫التوظــف‪ ،‬بحســب املســارات األكاديميــة املختلفــة‬ ‫(الطبــي‪ ،‬اهلنــديس‪ ،‬العلمــي‪ ،‬األديب) خــال الفــرة‬ ‫بــن ‪.2016-2000‬‬ ‫الفــرض الثالــث‪ :‬توجــد فــروق ذات داللــة إحصائيــة‬ ‫بــن خرجيــي اجلامعــة يف نســب التوظــف وعــدم‬ ‫التوظــف‪ ،‬باختــاف الســنوات خــال الفــرة مــن‬ ‫‪.2016 -2000‬‬ ‫حدود البحث‬ ‫تناولــت هــذه الدراســة مــا ورد بقاعــدة بيانــات‬ ‫اخلرجيــن جلامعــة اإلمــام عبدالرمحــن بــن فيصــل التــي‬ ‫تضــم ‪ 67949‬مــن خرجيــي اجلامعــة الذكــور واإلناث‪،‬‬ ‫وذلــك خــال الفــرة مــن ‪ 2016-2000‬والتــي تضــم‬ ‫‪ 55734‬مــن اخلرجيــن‪ ،‬منهــم ‪ 39274‬طالبــة بنســبة‬ ‫‪ ،% 71‬وعــدد ‪ 16460‬طالبــا بنســبة ‪ ،% 29‬وهــو مــا‬ ‫يعــادل ‪ % 82‬مــن قاعــدة البيانــات املنشــورة بحســب‬ ‫آخــر دخــول عــى قاعــدة البيانــات يف ينايــر ‪2018‬‬ ‫(‪.)IAU, 2018‬‬

‫جدول (‪ :)1‬أعداد اخلرجيني الذين شملتهم الدراسة خالل الفرتة ‪2016-2000‬‬

‫فئات اخلرجيني‬

‫النوع‬

‫املسار الطبي‬

‫إناث‬

‫ذكور‬ ‫جمموع‬ ‫ذكور‬

‫املسار اهلنديس‬

‫إناث‬

‫جمموع‬

‫‪308‬‬

‫التوظف‬

‫‪%‬‬

‫عدم التوظف‬

‫‪%‬‬

‫دراسات عليا‬

‫‪%‬‬

‫املجموع‬

‫‪1494‬‬

‫‪49‬‬

‫‪463‬‬

‫‪15‬‬

‫‪1099‬‬

‫‪36‬‬

‫‪3056‬‬

‫‪2249‬‬

‫‪57‬‬

‫‪588‬‬

‫‪15‬‬

‫‪1137‬‬

‫‪29‬‬

‫‪3974‬‬

‫‪3743‬‬

‫‪53‬‬

‫‪1051‬‬

‫‪15‬‬

‫‪2236‬‬

‫‪32‬‬

‫‪7030‬‬

‫‪624‬‬

‫‪47‬‬

‫‪59‬‬

‫‪4‬‬

‫‪634‬‬

‫‪48‬‬

‫‪1317‬‬

‫‪404‬‬

‫‪63‬‬

‫‪33‬‬

‫‪5‬‬

‫‪205‬‬

‫‪32‬‬

‫‪642‬‬

‫‪1028‬‬

‫‪52‬‬

‫‪92‬‬

‫‪5‬‬

‫‪839‬‬

‫‪43‬‬

‫‪1959‬‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫تابع جدول رقم (‪:)1‬‬ ‫فئات اخلرجيني‬

‫النوع‬

‫ذكور‬

‫التوظف‬

‫‪%‬‬

‫عدم التوظف‬

‫‪%‬‬

‫دراسات عليا‬

‫‪%‬‬

‫املجموع‬

‫‪621‬‬

‫‪59‬‬

‫‪265‬‬

‫‪25‬‬

‫‪172‬‬

‫‪16‬‬

‫‪1058‬‬

‫‪7784‬‬

‫‪51‬‬

‫‪2651‬‬

‫‪17‬‬

‫‪4944‬‬

‫‪32‬‬

‫‪15379‬‬

‫‪8405‬‬

‫‪51‬‬

‫‪2916‬‬

‫‪18‬‬

‫‪5116‬‬

‫‪31‬‬

‫‪16437‬‬

‫‪5464‬‬

‫‪50‬‬

‫‪1250‬‬

‫‪11‬‬

‫‪4315‬‬

‫‪39‬‬

‫‪9582‬‬

‫‪50‬‬

‫‪2541‬‬

‫‪13‬‬

‫‪7156‬‬

‫‪15046‬‬

‫‪50‬‬

‫‪3791‬‬

‫‪8203‬‬

‫‪50‬‬

‫‪2037‬‬

‫‪20019‬‬

‫‪51‬‬

‫‪5813‬‬

‫‪28222‬‬

‫‪51‬‬

‫‪7850‬‬

‫إناث‬

‫املسار العلمي‬

‫جمموع‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬

‫املسار األديب‬

‫جمموع‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬

‫املجموع‬

‫‪70%‬‬

‫‪37‬‬

‫‪Y = 0.0004x + 0.5065‬‬

‫‪40%‬‬

‫‪12‬‬

‫‪6220‬‬

‫‪38‬‬

‫‪16460‬‬

‫‪20%‬‬

‫‪15‬‬

‫‪0%‬‬

‫‪14‬‬

‫‪60%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪10%‬‬

‫‪13442‬‬

‫‪2016‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪20%‬‬ ‫‪20%‬‬

‫‪2016‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪2014‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪2013‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪2012‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪2011‬‬ ‫‪2011‬‬

‫‪2010‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪2009‬‬ ‫‪2009‬‬

‫‪2016‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪2005‬‬

‫‪2004‬‬

‫‪2003‬‬

‫‪2002‬‬

‫‪2001‬‬

‫‪2000‬‬

‫طالبات‬

‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪2016‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪2005‬‬

‫‪2004‬‬

‫‪2003‬‬

‫‪2002‬‬

‫‪2001‬‬

‫‪2000‬‬

‫طالبات‬

‫‪2009‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬

‫‪0%‬‬

‫‪2008‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪10%‬‬

‫‪2009‬‬ ‫‪2007‬‬

‫‪20%‬‬

‫‪2004‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2006‬‬

‫‪30%‬‬

‫‪2003‬‬ ‫‪2006‬‬

‫‪40%‬‬

‫خطي (عام)‬ ‫خطي (عام)‬

‫عام‬ ‫عام‬

‫طالب‬ ‫طالب‬

‫طالبات‬ ‫طالبات‬

‫شكل رقم (‪ :)3‬منحنى نسب التوظف لخريجي كليات المسار الطبي ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬

‫‪100%‬‬ ‫‪90%‬‬ ‫‪80%‬‬ ‫‪70%‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪0%‬‬

‫= ‪YY‬‬ ‫‪0.4596++0.4596‬‬ ‫‪0.0162x‬‬ ‫‪= 0.0162x‬‬

‫‪2016‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪2005‬‬

‫خطي (عام)‬

‫عام‬

‫طالب‬

‫‪2004‬‬

‫أمــا الشــكل رقــم (‪ )2‬فيظهــر التمثيــل البيــاين‬ ‫لنســب عــدم التوظــف خلرجيــي اجلامعــة بشــكل عــام‬ ‫مــن الذكــور واإلنــاث‪ ،‬والتــي توضــح اجتــاه املنحنــى‬ ‫العــام لالرتفــاع اعتبــارا مــن ‪ ،2014‬وبدايــة تباطــؤ‬ ‫معــدالت االرتفــاع‪ ،‬وبشــكل عــام تزيــد النســبة لــدى‬ ‫اإلنــاث بفــارق بســيط عــن الذكــور‪ ،‬وكانــت معادلــة‬ ‫‪.)Y = 0.2652‬‬ ‫االجتــاه العــام والتنبــؤ‪- 0.0136x( :‬‬ ‫شكل رقم (‪ :)3‬منحنى نسب التوظف لخريجي كليات المسار الطبي ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬

‫ويعــرض الشــكل رقــم (‪ )3‬التمثيــل البيــاين لنســب‬ ‫التوظــف خلرجيــي كليــات املســار الطبــي مــن الذكــور‬ ‫واإلنــاث‪ ،‬والتــي توضــح اجتــاه منحنــى االجتــاه العــام‬ ‫إىل االنخفــاض‪ ،‬مــع وجــود حتســن ملحــوظ اعتبــارا‬ ‫مــن ‪ ،2015‬وكانــت معادلــة االجتــاه العــام والتنبــؤ‪:‬‬ ‫(‪.)Y = 0.4596 + 0.0162x‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2002‬‬

‫‪Y = -0.0136x + 0.2652‬‬

‫‪Y = -0.0136x + 0.2652‬‬ ‫‪Y = 0.0162x + 0.4596‬‬

‫‪2000‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2001‬‬

‫شكل رقم (‪ :)1‬منحنى نسب التوظف خلرجيي اجلامعة‬ ‫لخريجي الجامعة ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬ ‫شكل رقم (‪ :)2‬منحنى نسب عدم التوظف‬ ‫ذكور‪/‬إناث‬

‫‪100%‬‬ ‫‪90%‬‬ ‫‪80%‬‬ ‫‪70%‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪0%‬‬

‫‪2008‬‬ ‫‪2008‬‬

‫‪0%‬‬

‫خطي (عام)‬

‫‪2007‬‬ ‫‪2007‬‬

‫‪10%‬‬

‫عام‬

‫‪2006‬‬ ‫‪2006‬‬

‫‪30%‬‬

‫طالب‬

‫‪2005‬‬ ‫‪2005‬‬

‫‪20%‬‬

‫‪80%‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪70%‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪0%‬‬ ‫‪0%‬‬

‫‪50%‬‬

‫‪2004‬‬ ‫‪2004‬‬

‫‪40%‬‬

‫‪60%‬‬

‫‪2003‬‬ ‫‪2003‬‬

‫‪50%‬‬

‫خطي (عام)‬

‫خطي (عام)‬ ‫خطي (عام)‬

‫عام‬ ‫عام‬

‫طالب‬ ‫طالب‬

‫طالبات‬ ‫طالبات‬

‫‪2002‬‬ ‫‪2002‬‬

‫‪10%‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪0%‬‬ ‫‪0%‬‬

‫‪100%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪90%‬‬

‫عام‬

‫‪2005‬‬

‫‪50%‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪30%‬‬

‫خلرجيي اجلامعة‬ ‫شكل رقم (‪ :)2‬منحنى نسب عدم التوظف‬ ‫شكل رقم (‪ :)2‬منحنى نسب عدم التوظف لخريجي الجامعة ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬ ‫شكل رقم (‪ :)3‬منحنى نسب التوظف لخريجي كليات المسار الطبي ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬ ‫ذكور‪/‬إناث‬ ‫‪60%‬‬

‫‪60%‬‬

‫طالب‬

‫‪2004‬‬

‫‪60%‬‬ ‫‪50%‬‬

‫‪2001‬‬ ‫‪2001‬‬

‫‪70%‬‬

‫‪Y = 0.0004x + 0.5065‬‬ ‫‪= -0.0136x- +0.0136x‬‬ ‫‪0.2652‬‬ ‫‪Y =Y 0.2652‬‬

‫‪2000‬‬ ‫‪2000‬‬

‫‪80%‬‬

‫طالبات‬

‫شكل رقم (‪ :)1‬منحنى نسب التوظف لخريجي الجامعة ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬ ‫شكل رقم (‪ :)2‬منحنى نسب عدم التوظف لخريجي الجامعة ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬

‫‪80%‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪70%‬‬

‫شكل رقم (‪ :)1‬منحنى نسب التوظف لخريجي الجامعة ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬

‫‪Y = 0.5065‬‬ ‫‪+ 0.0004x‬‬ ‫‪Y = 0.0004x‬‬ ‫‪+ 0.5065‬‬

‫عام‬

‫‪2003‬‬

‫خطي (عام)‬

‫طالب‬

‫‪55734‬‬ ‫‪2002‬‬

‫‪19662‬‬

‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪39274‬‬ ‫‪2001‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪13‬‬

‫‪11471‬‬

‫‪38‬‬

‫‪30308‬‬

‫املصدر‪ :‬الباحث‪ ،‬من خالل احتساب نسب التوظف وعدم التوظف للبيانات الرسمية املعلنة عىل موقع اجلامعة‪.‬‬

‫ويوضــح الشــكل رقــم (‪ )1‬التمثيــل البيــاين لنســب‬ ‫التوظــف خلرجيــي اجلامعــة بشــكل عــام مــن الذكــور‬ ‫واإلنــاث‪ ،‬والتــي توضــح الثبــات النســبي ملعــدالت‬ ‫التوظــف‪ ،‬غــر أن الفــرة بعــد ‪ 2012‬تفوقــت فيهــا‬ ‫نســب توظيــف الذكــور عــن اإلنــاث‪ ،‬ومعادلــة االجتاه‬ ‫العــام والتنبــؤ هــي‪.)Y = 0.5065 + 0.0004x( :‬‬

‫‪19279‬‬

‫‪2000‬‬

‫جمموع‬

‫‪80%‬‬

‫شكل رقم (‪ :)1‬منحنى نسب التوظف لخريجي الجامعة ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬

‫‪11029‬‬

‫طالبات‬

‫شكل رقم (‪ :)3‬منحنى نسب التوظف خلرجيي كليات املسار‬ ‫الطبي ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬

‫‪Y = 0.0162x + 0.4596‬‬

‫‪309‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪2005‬‬

‫‪2004‬‬

‫خطي (عام)‬

‫عام‬

‫طالب‬

‫طالبات‬


‫‪10%‬‬ ‫‪0%‬‬

‫‪2016‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2009‬‬

‫خطي (عام)‬

‫طالب‬

‫‪2008‬‬

‫عام‬

‫طالبات‬

‫اتجاهات سوق العمل السعودي لتوظيف خريجي الجامعات بحسب النوع واملساراألكاديمي خالل الفترة ‪2016 - 2000‬م أسامة أحمد عبد القادر‬

‫‪20%‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪0%‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2009‬‬

‫خطي (عام)‬

‫طالب‬

‫‪2008‬‬

‫عام‬

‫طالبات‬

‫اناث كليات‬ ‫خلرجيي‬ ‫التوظف‬ ‫منحنى‬ ‫رقم‬ ‫الطبي ‪ -‬ذكور‪/‬‬ ‫عدمكليات المسار‬ ‫نسبلخريجي‬ ‫عدم التوظف‬ ‫)‪:‬منحنى نسب‬ ‫‪:)4‬‬ ‫رقم((‪4‬‬ ‫شكل شكل‬ ‫شكل رقم (‪ :)5‬منحنى نسب التوظف لخريجي كليات المسار الهندسي ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬ ‫‪70%‬‬ ‫ذكور‪/‬إناث‬ ‫املسار الطبي ‪-‬‬ ‫‪Y = -0.0264x + 0.3201‬‬ ‫‪90%‬‬ ‫‪60%‬‬

‫‪Y = -0.0278x + 0.6659‬‬

‫‪80%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪70%‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪50%‬‬

‫‪80%‬‬ ‫‪70%‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪20%‬‬

‫‪20162016‬‬

‫‪20152015‬‬

‫‪20142014‬‬

‫‪20132013‬‬

‫‪20122012‬‬

‫‪2016‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪Y = -0.043x + 0.2837‬‬

‫‪2011‬‬

‫خطي (عام)‬

‫‪2010‬‬

‫‪20112011‬‬

‫‪0%‬‬

‫عام‬

‫‪2009‬‬

‫‪20102010‬‬

‫‪10%‬‬

‫طالبات‬

‫طالب‬

‫شكل رقم (‪ :)7‬منحنى نسب التوظف خلرجيي كليات املسار‬ ‫شكل رقم (‪ :)8‬منحنى نسب عدم التوظف لخريجي كليات المسار العلمي ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬ ‫العلمي‬ ‫ذكور‪/‬إناثالعلمي ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬ ‫ لخريجي كليات المسار‬‫التوظف‬ ‫شكل رقم (‪ :)7‬منحنى نسب‬ ‫‪Y = -0.0286x + 0.3466‬‬ ‫‪Y = -0.0007x + 0.5182‬‬

‫ويعــرض الشــكل رقــم (‪ )8‬التمثيــل البيــاين لنســب‬ ‫عــدم التوظــف خلرجيــي كليــات املســار العلمــي مــن‬ ‫الذكــور واإلنــاث‪ ،‬والتــي توضــح اجتــاه املنحنــى العــام‬ ‫لالرتفــاع‪ ،‬مــع تزايــد نســب اإلنــاث بعــد عــام ‪2013‬‬ ‫وتراجعهــا بعــد عــام ‪ 2015‬لنســب أقــل مــن الذكــور‪،‬‬ ‫وكانــت معادلــة االجتــاه العــام والتنبــؤ‪:‬‬ ‫التوظف‪.)Y‬‬ ‫‪= 0.3466‬‬ ‫(‬ ‫لخريجي كليات المسار األدبي ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬ ‫ (‪ :)9‬منحنى نسب‬‫‪0.0286x‬رقم‬ ‫شكل‬ ‫شكل رقم (‪ :)8‬منحنى نسب عدم التوظف لخريجي كليات المسار العلمي ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬ ‫‪70%‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪20%‬‬

‫‪2016‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪20132012‬‬

‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪2008‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪0%‬‬

‫‪40%‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪10%‬‬

‫‪2016‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪2012‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪2011‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪2009‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪2011‬‬ ‫‪2008‬‬

‫‪2006‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2007‬‬

‫‪2009‬‬ ‫‪2005‬‬

‫خطي (مجموع)‬ ‫خطي (عام)‬

‫مجموع‬ ‫عام‬

‫طالب‬ ‫طالب‬

‫‪2004‬‬

‫طالبات‬

‫‪2003‬‬ ‫‪2008‬‬

‫‪0%‬‬ ‫‪0%‬‬

‫‪2007‬‬ ‫‪2002‬‬

‫‪310‬‬

‫‪50%‬‬ ‫‪40%‬‬

‫‪2001‬‬

‫‪-10%‬‬

‫خطي (عام)‬

‫عام‬

‫طالب‬

‫‪2016‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪10%‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪20%‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪30%‬‬

‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪40%‬‬

‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪50%‬‬

‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬

‫‪60%‬‬

‫‪Y = -0.0004x + 0.4948‬‬ ‫‪YY‬‬ ‫‪= -0.0286x‬‬ ‫‪+ 0.3466‬‬ ‫‪= 0.3466‬‬ ‫‪- 0.0286x‬‬

‫‪2000‬‬ ‫‪2006‬‬

‫كــا يعــرض الشــكل رقــم (‪ )6‬التمثيــل البيــاين‬ ‫لنســب عــدم التوظــف خلرجيــي كليــات املســار‬ ‫اهلنــديس مــن الذكــور واإلنــاث‪ ،‬والتــي توضــح‬ ‫اجتــاه املنحنــى العــام لالرتفــاع‪ ،‬مــع تزايــد معــدالت‬ ‫االرتفــاع بــدءا مــن عــام ‪ ،2015‬وبشــكل عــام تزيــد‬ ‫النســبة لــدى اإلنــاث عــن الذكــور‪ ،‬وكانــت معادلــة‬ ‫االجتــاه العــام والتنبــؤ‪.)Y = 0.2837 - 0.043x( :‬‬

‫‪2009‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪70%‬‬

‫‪2008‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪80%‬‬

‫‪Y = -0.043x + 0.2837‬‬

‫‪80%‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪70%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪60%‬‬

‫‪2007‬‬ ‫‪2009‬‬

‫طالب‬

‫‪2008‬‬ ‫‪2006‬‬

‫خطي (عام)‬

‫عام‬

‫طالبات‬

‫شكل رقم (‪ :)5‬منحنى نسب التوظف خلرجيي كليات املسار‬ ‫شكل رقم (‪ :)6‬منحنى نسب عدم التوظف لخريجي كليات المسار الهندسي ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬ ‫اهلنديس ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬

‫خطي (عام)‬ ‫خطي (عام)‬

‫عام‬ ‫عام‬

‫طالب‬ ‫طالب‬

‫طالبات‬ ‫طالبات‬

‫‪2004‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2005‬‬

‫خطي (عام)‬

‫عام‬

‫طالب‬

‫طالبات‬

‫‪10%‬‬ ‫‪0%‬‬ ‫‪0%‬‬

‫‪2003‬‬ ‫‪2006‬‬

‫‪-10%‬‬

‫‪90%‬‬

‫‪- 0.0007x‬‬

‫‪Y = -0.0007x‬‬ ‫‪0.5182‬‬ ‫‪Y = +0.5182‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪= -0.0278x‬‬ ‫‪+ 0.6659‬‬ ‫‪Y = Y0.6659‬‬ ‫‪- 0.0278x‬‬

‫‪10%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪0%‬‬

‫أمــا الشــكل رقــم (‪ )7‬فيوضــح التمثيــل البيــاين‬ ‫لنســب التوظــف خلرجيــي كليــات املســار العلمــي‬ ‫مــن الذكــور واإلنــاث‪ ،‬والــذي يشــر لثبــات منحنــى‬ ‫االجتــاه العــام‪ ،‬وتزيــد النســب عمومــا للذكــور عــن‬ ‫اإلنــاث‪ ،‬وكانــت معادلــة االجتــاه العــام والتنبــؤ‪:‬‬ ‫(‪.)Y = 0.5182 - 0.0007x‬‬ ‫شكل رقم (‪ :)7‬منحنى نسب التوظف لخريجي كليات المسار العلمي ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬

‫‪60%‬‬ ‫‪90%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪80%‬‬

‫‪30%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪0%‬‬ ‫‪10%‬‬

‫شكل رقم (‪ :)6‬منحنى نسب عدم التوظف خلرجيي كليات‬ ‫املسار اهلنديس ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬

‫‪2007‬‬

‫شكل رقم (‪ :)6‬منحنى نسب عدم التوظف لخريجي كليات المسار الهندسي ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬

‫طالب‬

‫‪2006‬‬

‫‪90%‬‬

‫خطي (عام)‬

‫طالبات‬

‫شكل رقم (‪ :)5‬منحنى نسب التوظف لخريجي كليات المسار الهندسي ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬

‫‪80%‬‬ ‫‪80%‬‬ ‫‪70%‬‬ ‫‪70%‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪30%‬‬

‫‪-10%‬‬

‫عام‬

‫طالبات‬

‫‪2005‬‬

‫خطي (عام)‬

‫‪0%‬‬

‫‪2004‬‬

‫عام‬

‫طالب‬

‫‪20092009‬‬

‫‪0%‬‬

‫خطي (عام)‬

‫عام‬

‫طالب‬

‫طالبات‬

‫‪20082008‬‬

‫‪40%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪0%‬‬ ‫‪10%‬‬

‫‪10%‬‬

‫‪2003‬‬

‫ويوضــح الشــكل رقــم (‪ )5‬التمثيــل البيــاين لنســب‬ ‫التوظــف خلرجيــي كليــات املســار اهلنــديس مــن الذكور‬ ‫واإلنــاث‪ ،‬والتــي توضــح اجتــاه منحنــى االجتــاه العــام‬ ‫إىل االرتفــاع‪ ،‬مــع وجــود تراجــع لإلنــاث اعتبــارا‬ ‫مــن ‪ ،2015‬وكانــت معادلــة االجتــاه العــام والتنبــؤ‪:‬‬ ‫(‪.)Y = 0.6659 - 0.0278x‬‬

‫‪20%‬‬

‫‪2016‬‬

‫‪30%‬‬

‫‪30%‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪40%‬‬

‫‪40%‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪50%‬‬

‫‪50%‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪60%‬‬

‫‪60%‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪70%‬‬

‫‪YY== 0.3201‬‬ ‫‪0.0264x‬‬ ‫‪-0.0264x +- 0.3201‬‬

‫‪70%‬‬

‫‪2011‬‬

‫شكل رقم (‪ :)4‬منحنى نسب عدم التوظف لخريجي كليات المسار الطبي ‪ -‬ذكور‪/‬اناث‬

‫‪80%‬‬

‫‪YY== -0.043x‬‬ ‫‪0.2837+ 0.2837‬‬ ‫‪- 0.043x‬‬

‫‪2010‬‬

‫أمــا الشــكل رقــم (‪ )4‬فيوضــح التمثيــل البيــاين‬ ‫لنســب عــدم التوظــف خلرجيــي كليــات املســار الطبــي‬ ‫مــن الذكــور واإلنــاث‪ ،‬والتــي توضــح اجتــاه املنحنــى‬ ‫العــام لالرتفــاع‪ ،‬مــع مالحظــة حتســن اعتبــارا مــن عــام‬ ‫‪ ،2015‬وبشــكل عــام تزيــد النســبة لــدى اإلنــاث عــن‬ ‫الذكــور‪ ،‬وكانــت معادلــة االجتــاه العــام والتنبــؤ‪:‬‬ ‫(‪.)Y = 0.3201 - 0.0264x‬‬

‫شكل رقم (‪ :)6‬منحنى نسب عدم التوظف لخريجي كليات المسار الهندسي ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬

‫طالبات‬ ‫طالبات‬

‫شكل رقم (‪ :)8‬منحنى نسب عدم التوظف خلرجيي كليات‬ ‫ذكور‪/‬إناث‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬ ‫لخريجي كليات المسار األدبي‬ ‫املسارنسب التوظف‬ ‫شكل رقم (‪ :)9‬منحنى‬ ‫العلمي ‪-‬‬

‫‪80%‬‬ ‫‪70%‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪10%‬‬

‫‪Y = -0.0004x + 0.4948‬‬


‫شكل رقم (‪ :)8‬منحنى نسب عدم التوظف لخريجي كليات المسار العلمي ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬ ‫‪60%‬‬

‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫‪Y = -0.0286x‬‬ ‫‪+ 0.3466‬‬ ‫(العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬ ‫فيصل‬ ‫املجلة العلمية لجامعة امللك‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪40%‬‬

‫أمــا الشــكل رقــم (‪ )9‬فيوضــح التمثيــل البيــاين‬ ‫لنســب التوظــف خلرجيــي كليــات املســار األديب مــن‬ ‫الذكــور واإلنــاث‪ ،‬والــذي يشــر لثبــات منحنــى‬ ‫االجتــاه العــام‪ ،‬وتزيــد النســب عمومــا للذكــور عــن‬ ‫اإلنــاث‪ ،‬وكانــت معادلــة االجتــاه العــام والتنبــؤ‪:‬‬ ‫(‪.)Y = 0.4948 - 0.0004x‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪0%‬‬

‫‪2016‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪2007‬‬

‫خطي (عام)‬

‫طالب‬

‫‪2006‬‬

‫عام‬

‫طالبات‬

‫شكل رقم (‪ :)9‬منحنى نسب التوظف لخريجي كليات المسار األدبي ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬

‫الذكــور‪ ،‬وكانــت معادلــة االجتــاه العــام والتنبــؤ‪:‬‬ ‫(‪.)Y = 0.2641 - 0.0145x‬‬ ‫شكل رقم (‪ :)10‬منحنى نسب عدم التوظف لخريجي كليات المسار األدبي ‪ -‬ذكور‪/‬اناث‬

‫‪60%‬‬

‫‪YY== -0.0145x‬‬ ‫‪0.2641 +-0.2641‬‬ ‫‪0.0145x‬‬

‫‪50%‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪10%‬‬

‫‪80%‬‬

‫‪Y = -0.0004x‬‬ ‫‪+ 0.4948‬‬ ‫‪Y = 0.4948‬‬ ‫‪- 0.0004x‬‬

‫‪2016‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪2005‬‬

‫‪2004‬‬

‫‪2003‬‬

‫‪40%‬‬

‫‪2002‬‬

‫‪50%‬‬

‫‪2001‬‬

‫‪60%‬‬

‫خطي (عام)‬

‫عام‬

‫طالب‬

‫‪2000‬‬

‫‪70%‬‬

‫‪0%‬‬

‫طالبات‬

‫شكل رقم (‪ :)10‬منحنى نسب عدم التوظف خلرجيي كليات‬ ‫املسار األديب ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬

‫‪30%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪0%‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪2005‬‬

‫‪2004‬‬

‫‪2003‬‬

‫‪2002‬‬

‫‪2001‬‬

‫‪2000‬‬

‫خطي (مجموع)‬

‫مجموع‬

‫طالب‬

‫طالبات‬

‫شكل رقم (‪ :)9‬منحنى نسب التوظف خلرجيي كليات املسار‬ ‫األديب ‪ -‬ذكور‪/‬إناث‬

‫يف حــن يعــرض الشــكل رقــم (‪ )10‬التمثيــل البياين‬ ‫لنســب عــدم التوظــف خلرجيــي كليــات املســار األديب‬ ‫مــن الذكــور واإلنــاث‪ ،‬والتــي توضــح اجتــاه املنحنــى‬ ‫العــام لالرتفــاع وخاصــة بــدءا مــن عــام ‪ ،2014‬مــع‬ ‫بدايــة تزايــد نســب اإلنــاث بــدءا مــن ‪ 2015‬عــن‬

‫نتائج اختبارات الفروض‬ ‫يوضــح اجلــدول رقــم (‪ )2‬معــادالت االجتــاه العــام‬ ‫والتنبــؤ وســنوات األســاس التــي توصلــت إليهــا‬ ‫الدراســة مــن خــال التحليــل اإلحصائــي لتحليــل‬ ‫اجتاهــات الســوق بحســب املســارات األكاديميــة‬ ‫األربعــة لــكل مــن الذكــور واإلنــاث خــال الفــرة‬ ‫‪ ،2016-2000‬مــع توضيــح ســنة أســاس كل اجتــاه‬ ‫وف ًقــا لــروط التنبــؤ اإلحصائــي التــي ختلــو مــن القيــم‬ ‫الشــاذة أو السلســلة غــر املكتملــة‪.‬‬

‫جدول (‪ :)2‬معادالت التنبؤ حلالة التوظف وعدم التوظف خلرجيي اجلامعة‬

‫معيار التنبؤ‬ ‫التوظف العام خلرجيي اجلامعة‬

‫عدم التوظف العام خلرجيي اجلامعة‬

‫توظف خرجيي كليات املسار الطبي‬

‫عدم توظف خرجيي كليات املسار الطبي‬

‫النوع‬

‫ذكور‬ ‫إناث‬

‫جمموع‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬

‫جمموع‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬

‫جمموع‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬

‫جمموع‬

‫معادلة التنبؤ اخلطي‬

‫سنة األساس‬

‫‪y = 0.5233 - 0.0023x‬‬ ‫‪y = 0.5046 + 0.0011x‬‬

‫‪2017‬‬

‫‪y = 0.5065 + 0.0004x‬‬ ‫‪y = 0.2305 - 0.0117x‬‬ ‫‪y = 0.2712 - 0.014x‬‬

‫‪2017‬‬

‫‪y = 0.2652 - 0.0136x‬‬ ‫‪y = 0.5208 + 0.0003x‬‬ ‫‪y = 0.3970 + 0.0336x‬‬

‫‪2004‬‬

‫‪y = 0.4596 + 0.0162x‬‬ ‫‪y = 0.2669 - 0.0178x‬‬ ‫‪y = 0.3763 - 0.0353x‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪y = 0.3201 - 0.0264x‬‬

‫‪311‬‬


‫اتجاهات سوق العمل السعودي لتوظيف خريجي الجامعات بحسب النوع واملساراألكاديمي خالل الفترة ‪2016 - 2000‬م أسامة أحمد عبد القادر‬

‫تابع جدول رقم (‪:)2‬‬

‫معيار التنبؤ‬

‫توظف خرجيي كليات املسار اهلنديس‬

‫عدم توظف خرجيي كليات املسار اهلنديس‬

‫توظف خرجيي كليات املسار العلمي‬

‫عدم توظف خرجيي كليات املسار العلمي‬

‫توظف خرجيي كليات املسار األديب‬

‫عدم توظف خرجيي كليات املسار األديب‬

‫النوع‬

‫ذكور‬ ‫إناث‬

‫جمموع‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬

‫جمموع‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬

‫جمموع‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬

‫جمموع‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬

‫جمموع‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬

‫معادلة التنبؤ اخلطي‬

‫سنة األساس‬

‫‪y = 0.7407 - 0.0403x‬‬ ‫‪y = 0.5412 - 0.0052x‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪y = 0.6659 - 0.0278x‬‬ ‫‪y = 0.1869 - 0.0249x‬‬ ‫‪y = 0.4280 - 0.0675x‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪y = 0.2837 - 0.043x‬‬ ‫‪y = 0.5316 + 0.0168x‬‬ ‫‪y = 0.5181 - 0.0012x‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪y = 0.5182 - 0.0007x‬‬ ‫‪y = 0.3683 - 0.0258x‬‬ ‫‪y = 0.3440 - 0.0287x‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪y = 0.3466 - 0.0286x‬‬ ‫‪y = 0.4942 - 0.0004x‬‬ ‫‪y = 0.4942 - 0.0004x‬‬

‫‪2017‬‬

‫‪y = 0.4948 - 0.0004x‬‬ ‫‪y = 0.2230 - 0.011x‬‬ ‫‪y = 0.2790 - 0.016x‬‬

‫‪2017‬‬

‫جمموع‬ ‫املصــدر‪ :‬الباحــث مــن خــال معــادالت الربجمــة اخلطيــة للتنبــؤ لنســب التوظــف والبطالــة التــي تــم حســاهبا وفــق البيانــات الرســمية‬ ‫املعلنــة عــى موقــع اجلامعــة‪.‬‬

‫وتوصلــت الدراســة لنتائــج اختبــارات الفــروض‬ ‫مــن خــال حتليــل نتائــج جمموعــة إحصــاءات اختبــار‬ ‫مناســبة متمثلــة يف (‪ )T. test‬الختبــار تبايــن الفــروق‬ ‫بــن الذكــور واإلنــاث‪ ،‬باإلضافــة لتحليــل التبايــن‬ ‫‪ ANOVA‬الختبــار تبايــن الفــروق بحســب املســارات‬ ‫األكاديميــة األربعــة املختلفــة‪ ،‬والســنوات‪ ،‬وكانــت‬ ‫النتائــج كــا يــي‪:‬‬ ‫ •متوســط نســب التوظــف خلرجيــي اجلامعــة بشــكل‬ ‫عــام ‪ % 51‬بانحــراف معيــاري ‪ ،0.178‬ومتوســط‬ ‫نســب عــدم التوظــف ‪ % 14‬بانحــراف معيــاري‬ ‫‪0.135‬‬ ‫ •تــم رفــض الفــرض األول القائــل بوجــود فــروق‬ ‫ذات داللــة إحصائيــة بــن الذكــور واإلنــاث يف‬ ‫نســب التوظــف عنــد كل مســتويات املعنويــة؛‬ ‫حيــث قيمــة املعنويــة )‪ ،(Sig. = 0.443‬كــا تــم‬

‫‪312‬‬

‫‪y = 0.2641 - 0.0145x‬‬

‫رفــض الفــرض فيــا يتعلــق بنســب عــدم التوظــف‬ ‫عنــد كل مســتويات املعنويــة؛ حيــث قيمــة املعنويــة‬ ‫)‪.(Sig. = 0.758‬‬ ‫ •تــم قبــول الفــرض الثــاين القائــل بوجــود فــروق‬ ‫ذات داللــة إحصائيــة بنســب التوظــف باختــاف‬ ‫املســارات األكاديميــة عنــد مســتوى معنويــة‬ ‫‪% 5‬؛ حيــث قيمــة املعنويــة )‪،(Sig. = 0.033‬‬ ‫كــا تــم قبــول الفــرض فيــا يتعلــق بنســب عــدم‬ ‫التوظــف باختــاف املســارات األكاديميــة عنــد‬ ‫مســتوى معنويــة ‪% 5‬؛ حيــث قيمــة املعنويــة‬ ‫)‪.(Sig. = 0.029‬‬ ‫ •تــم رفــض الفــرض الثالــث القائــل بوجــود فــرق‬ ‫بــن نســب التوظــف باختــاف الســنوات بــن‬ ‫‪ 2016-2000‬عنــد مجيــع مســتويات املعنويــة؛‬ ‫حيــث قيمــة املعنويــة )‪ ،(Sig. = 0.229‬يف حــن‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫تــم قبــول الفــرض فيــا يتعلــق بنســب عــدم‬ ‫التوظــف بجميــع املســتويات؛ حيــث قيمــة املعنوية‬ ‫)‪.(Sig. = 0.000‬‬

‫ ‬

‫توصيات البحث‬ ‫ •توجيــه املزيــد مــن اجلهــود البحثيــة لرصــد مشــكلة‬ ‫البطالــة بــن خرجيــي اجلامعــات وســبل عالجهــا؛‬ ‫حيــث وصلــت نســب البطالــة بــن اخلرجيــن يف‬ ‫عامي ‪ 2015‬و‪ 2016‬إىل ‪ % 46‬و‪ ،% 48‬ومتوســط‬ ‫نســب عــدم التوظــف خــال فــرات الدراســة‬ ‫‪ ،% 14‬خاصــة أن النســبة العامــة كانــت ‪% 12‬‬ ‫بالســوق الســعودي بشــكل عــام‪ ،‬واســتهدفت‬ ‫رؤيــة اململكــة ‪ 2030‬توصيلهــا إىل ‪ % 7‬فقــط‪.‬‬ ‫نظــرا لرفــض الفــرض األول اخلــاص بالفــروق‬ ‫ • ً‬ ‫بــن الذكــور واإلنــاث يف نســب التوظــف وعــدم‬ ‫التوظــف؛ وحيــث إن الطــاب والطالبــات‬ ‫هــم خرجيــو املســتقبل‪ ،‬فيجــب التقــارب بــن‬ ‫توفــرا‬ ‫السياســات العامــة للطــاب والطالبــات‬ ‫ً‬ ‫للجهــود املبذولــة لتأهيــل كل منهــا‪.‬‬ ‫ •ختصيــص سياســات خمتلفــة لــكل مســار أكاديمــي‬ ‫مــن املســارات األربعــة نظـ ًـرا لقبــول الفــرض الثاين‬ ‫اخلــاص بالفــروق بــن الذكــور واإلنــاث يف نســب‬ ‫التوظــف وعــدم التوظــف‪.‬‬ ‫ •متابعــة املزيــد مــن دراســات الرصــد والتحليــل‬ ‫ملتابعــة مــدى حتقيــق هــدف ختفيــض نســب البطالــة‬ ‫وف ًقــا لرؤيــة ‪ 2030‬خــال فــرات دوريــة متتاليــة‪،‬‬ ‫وبالتطبيــق عــى القطاعــات املختلفــة وليــس فقــط‬ ‫نظــرا لرفــض الفــرض‬ ‫عــى خرجيــي اجلامعــات؛ ً‬ ‫الثالــث فيــا يتعلــق بنســب عــدم التوظــف‪.‬‬ ‫ •إنشــاء وحــدة لدعــم اختــاذ القــرارات األكاديميــة‬ ‫تابعــة لوكالــة الشــؤون األكاديميــة التابعــة لــكل‬ ‫كليــة؛ هبــدف حتليــل إحصــاءات اخلرجيــن‬ ‫ومتابعتهــا وإجــراء الدراســات الالزمــة لذلــك‪.‬‬ ‫ •عقــد ورش عمــل ألعضــاء هيئــة التدريــس‬ ‫باجلامعــة الســتعراض نتائــج الدراســة ورفــع‬ ‫توصياهتــم يف ســبيل رفــع معــدالت توظيــف‬ ‫اخلرجيــن‪.‬‬ ‫ •عقــد النــدوات التثقيفيــة لطالب وطالبــات املرحلة‬ ‫الثانويــة‪ ،‬وطــاب الســنة التحضرييــة باجلامعــة؛‬ ‫لتوعيتهــم باجتاهــات ســوق العمــل الســعودي مــن‬ ‫خــال اســتعراض نتائــج الدراســة ملعاونتهــم عــى‬ ‫اختيــار املســار األكاديمــي املناســب‪.‬‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫•توجيــه جمالــس أقســام الربامــج املتنوعــة وأعضــاء‬ ‫هيئــة التدريــس هبــا نحــو اإلســتفادة مــن نتائــج‬ ‫الدراســة بشــكل خــاص وإحصــاءات اخلرجيــن‬ ‫عــى موقــع اجلامعــة بصــورة عامــة‪.‬‬ ‫•االســتفادة مــن نتائــج الدراســة حــول جهــات‬ ‫التوظيــف احلاليــة املتواجــد هبــا خرجيــو الكليــات‬ ‫عنــد اختيــار احلــاالت الدراســية والتطبيقــات‬ ‫العمليــة‪ ،‬وعنــد حتديــد جهــات التدريــب العمــي‬ ‫امليــداين وبــا يتناســب مــع الــوزن النســبي لــكل‬ ‫جهــة مــن اجلهــات الــواردة يف قاعــدة البيانــات‪.‬‬ ‫•تشــكيل فريــق بحثــي إلجــراء دراســات مماثلــة عــى‬ ‫جامعــات ســعودية أخــرى لتعميــم نتائــج الدراســة‬ ‫عــى نطــاق أوســع‪ ،‬بالرغــم مــن حجــم عينــة‬ ‫الدراســة التــي تصــل إىل ‪ 56‬ألــف خريــج خــال‬ ‫‪ 16‬ســنة بشــكل عشــوائي كامــل ويغطــي كافــة‬ ‫مســارات الدراســة‪.‬‬ ‫•االهتــام بشــكل مؤســي دائــم بتســجيل بيانــات‬ ‫اخلرجيــن ومتابعتهــم والتواصــل املســتمر معهــم‪،‬‬ ‫واســتحداث فعاليــات مفيــدة للخرجيــن؛‬ ‫ليحرصــوا عــى مداومــة التواصــل‪ ،‬هبــدف تكويــن‬ ‫قاعــدة بيانــات شــاملة لــكل اخلرجيــن بالفــرات‬ ‫القادمــة وأغلــب اخلرجيــن الســابقني‪.‬‬ ‫•رفــع نتائــج الدراســة ملتخــذي القــرار باململكــة‬ ‫العربيــة الســعودية واملهتمــن مــن وزارات العمــل‪،‬‬ ‫واخلدمــة املدنيــة‪ ،‬والتعليــم‪.‬‬

‫املراجع‬ ‫إدريــس‪ ،‬جعفــر عبــد اهلل‪2015 .‬م‪ .‬أثــر اســتخدام‬ ‫فلســفة املعيــب الصفــري لكروســبي عــى تطويــر‬

‫وحتســن أداء أعضــاء هيئــة التدريــس وجــودة‬ ‫خمرجــات التعليــم العــايل باجلامعــات الســعودية‪ .‬جملــة‬ ‫األكاديميــة األمريكيــة العربيــة للعلــوم والتكنولوجيــا‪،‬‬ ‫املجلــد الســادس‪ ،‬العــدد ‪ ،17‬ص ص ‪.138-121‬‬

‫التميمــي‪ ،‬نــوف‪ ،‬ومصطفــى‪ ،‬نجــاء‪2016 .‬م‪ .‬تقييــم‬ ‫أصحــاب املصلحــة لنواتــج التعلــم يف ضــوء اإلطــار‬ ‫الوطنــي للمؤهــات‪ .‬جملــة الدراســات العربيــة يف‬ ‫التعليــم وعلــم النفــس‪ ،‬العــدد ‪ ،70‬ص ص ‪-455‬‬ ‫‪.503‬‏‬ ‫الغامــدي‪ ،‬عبــد الرمحــن عــي‪2015 .‬م‪ .‬تصــور إســراتيجي‬ ‫لتطويــر خمرجــات التعليــم األهــي يف اململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية‪ .‬رســالة ماجســتري‪ ،‬جامعــة نايــف العربيــة‬ ‫للعلــوم األمنيــة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫‪313‬‬


‫اتجاهات سوق العمل السعودي لتوظيف خريجي الجامعات بحسب النوع واملساراألكاديمي خالل الفترة ‪2016 - 2000‬م أسامة أحمد عبد القادر‬

‫العــويف‪ ،‬حممــد ســعيد‪2017 .‬م‪ .‬انعكاســات البطالــة عــى‬ ‫األمــن االجتامعــي‪ .‬رســالة دكتــوراه‪ ،‬جامعــة نايــف‬ ‫للعلــوم األمنيــة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫الطوالــة‪ ،‬عــاد‪ ،‬ومظلــوم‪ ،‬حممــد‪2013 .‬م‪ .‬تصــورات‬ ‫إســراتيجية ملعاجلــة البطالــة يف اململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية‪ :‬ريــادة األعــال أنموذجــا‪ .‬رســالة دكتــوراه‪،‬‬ ‫جامعــة نايــف العربيــة للعلــوم األمنيــة‪ ،‬اململكــة‬ ‫العربيــة الســعودية‪.‬‬ ‫املــري‪ ،‬يــارس‪ ،‬ومحــزاوي‪ ،‬حممــد‪2013 .‬م‪ .‬ريــادة األعــال‬ ‫الصغــرة واملتوســطة ودورهــا يف احلــد مــن البطالــة يف‬ ‫اململكــة العربيــة الســعودية‪ .‬رســالة دكتــوراه‪ ،‬جامعــة‬ ‫نايــف العربيــة للعلــوم األمنيــة‪ ،‬اململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية‪.‬‬

‫العيســى‪ ،‬ســليامن‪2016 .‬م‪ .‬دور اجلامعــات الســعودية يف‬ ‫احلــد مــن بطالــة خرجييهــا‪ .‬جملــة كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة‬ ‫بنهــا‪ ،‬املجلــد ‪ ،27‬العــدد ‪ ،106‬ص ص ‪.320-301‬‏‬

‫بــدري‪ ،‬أمــرة بابكــر‪2017 .‬م‪ .‬متطلبــات ســوق العمــل‬ ‫الســعودي مــن ختصصــات تقنيــة املعلومــات بــن‬ ‫الواقــع وحتديــات التعليــم العــايل دراســة حتليــل‬ ‫مضمــون‪ .‬جملــة جامعــة طيبــة للعلــوم اإلنســانية‪،‬‬ ‫الســنة السادســة‪ ،‬العــدد ‪ ،13‬ص ص ‪.768 - 735‬‬

‫بــدوي‪ ،‬احلســن‪2017 .‬م‪ .‬دراســة كفــاءة الســوق ومــا‬ ‫مــدى تأثــر بعــض املتغــرات االقتصاديــة عــى مــؤرش‬ ‫البورصــة؟ دراســة حالــة األســواق العربيــة‪ :‬األردن‪،‬‬ ‫الســعودية‪ ،‬الكويــت يف الفــرة ‪ .2016-2007‬رســالة‬ ‫دكتــوراه‪ ،‬كليـــة العلــوم االقتصاديــة والتجاريــة وعلوم‬ ‫التســيري‪ ،‬جامعــة قاصــدي مربــاح ورقلــة‪ ،‬اجلزائــر‪.‬‬

‫دمنهــوري‪ ،‬هنــد حممــد‪2013 .‬م‪ .‬أســباب عــدم مواءمــة‬ ‫خمرجــات التعليــم العــايل ملتطلبــات ســوق العمــل‬ ‫الســعودي‪ .‬جملــة جامعــة امللــك عبــد العزيــز لالقتصــاد‬ ‫واإلدارة‪ ،‬جــدة‪ ،‬املجلــد ‪ ،27‬العــدد ‪ ،1‬ص ص ‪-169‬‬ ‫‪.225‬‬

‫شــاهني‪ ،‬رجــاء يوســف‪2017 .‬م‪ .‬أثــر ضبــط مشــاركة‬ ‫الطــاب العلميــة يف العمليــة التعليميــة يف رفــع‬ ‫درجــة التحصيــل العلمــي وجــودة خمرجــات التعلــم‬ ‫مــن وجهــة نظــر أعضــاء هيئــة التدريــس يف جامعــة‬ ‫املجمعــة باململكــة العربيــة الســعودية‪ .‬جملــة جامعــة‬ ‫املدينــة العامليــة املحكمــة (جممــع)‪ ،‬العــدد ‪ 19‬ص ص‬ ‫‪.461 -410‬‬ ‫عبداحلميــد‪ ،‬حســام‪ ،‬والعيــدان‪ ،‬منــى‪2011 .‬م‪ .‬اإلدارة‬ ‫اإلســراتيجية كنمــوذج مقــرح للمواءمــة بــن‬ ‫خمرجــات التعليــم اجلامعــي للمــرأة ومتطلبــات ســوق‬

‫‪314‬‬

‫العمــل يف عــر املعلوماتيــة دراســة مقارنــة بــن مــر‬ ‫واململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬نــدوة التعلــم اجلامعــي‬ ‫يف عــر املعلوماتيــة التحديــات والتطلعــات‪ ،‬جامعــة‬ ‫طيبــة‪ ،‬املدينــة املنــورة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬

‫حممــد‪ ،‬حامــد‪2015 .‬م‪ .‬أســباب وآثــار البطالــة وخصائص‬ ‫العاطلــن عــن العمــل‪ .‬رســالة دكتــوراه‪ ،‬جامعــة‬ ‫اخلرطــوم‪ ،‬الســودان‪.‬‬

‫معتــوق‪ ،‬خالــد‪ ،‬والنجــار‪ ،‬حممــد‪ ،‬وعبيــد الصبحــي‪،‬‬ ‫محيــدة‪ ،‬وجماهــد‪ ،‬أمــاين مجــال‪2016 .‬م‪ .‬احتياجــات‬ ‫ســوق العمــل خلرجيــي قســم علــم املعلومــات بجامعــة‬ ‫أم القــرى‪ :‬دراســة مســحية‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬مكــة‬ ‫املكرمــة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪.‬‬ ‫ميــزات‪ ،‬حممــد ‪2012‬م‪ ،‬بانورامــا ســوق العمــل يف اجلزائر‪:‬‬ ‫اجتاهــات حديثــة وحتديــات جديــدة‪ .‬جملــة إنســانيات‪،‬‬ ‫تصــدر عــن املركــز الوطنــي للبحــث يف األنثروبولوجيا‬ ‫االجتامعيــة والثقافيــة‪ ،‬وزارة التعليــم العــايل‪ ،‬اجلزائــر‪،‬‬ ‫العــدد ‪ ،68‬ص ص ‪.50-31‬‬

‫‪Alryalat, S. A. 2017. Gender similarities and‬‬ ‫‪differences in brain activation strategies:‬‬ ‫‪Voxel-based meta-analysis on fMRI studies.‬‬ ‫‪Journal of Integrative Neuroscience. 16(2):‬‬ ‫‏‪227-240. Doi: 10.3233/JIN-170015.‬‬ ‫‪Babcock, L., Recalde, M. P., Vesterlund, L.,‬‬ ‫‪and Weingart, L. 2017. Gender differences‬‬ ‫‪in accepting and receiving requests for‬‬ ‫‪tasks with low promotability. The American‬‬ ‫‏‪Economic Review. 107(3): 714-747.‬‬ ‫‪IAU. 2018, Immam Abdulrahman Bin Faisal‬‬ ‫‪University. <http://cutt.us/KtoZ6>. retrieved‬‬ ‫‪on 1/2/2018.‬‬ ‫‪Kairiza, T., Kiprono, P., and Magadzire, V. 2017.‬‬ ‫‪Gender differences in financial inclusion‬‬ ‫‪amongst entrepreneurs in Zimbabwe. Small‬‬ ‫‏‪Business Economics. 48(1): 259-272.‬‬ ‫‪Lin, X., Featherman, M., and Sarker, S. 2017.‬‬ ‫‪Understanding factors affecting users’ social‬‬ ‫‪networking site continuance: A gender‬‬ ‫‪difference perspective. Information and‬‬ ‫‏‪Management. 54(3): 383-395.‬‬ ‫‪SMEA. 2017, Small and Medium Enterprises‬‬ ‫‪Association, >https://smea.gov.sa/ar/about>.‬‬ ‫‪retrieved on 1/2/2018.‬‬ ‫‪Valentova, M. 2013. Age and sex differences in‬‬ ‫‪gender role attitudes in Luxembourg between‬‬ ‫‪1999 and 2008. Work, employment, and‬‬ ‫‏‪society. 27(4): 639-657.‬‬


(‫هـ‬1441( ‫م‬2020 - 1 ‫ العدد‬- 21 ‫املجلد‬

)‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية‬

Saudi Labor Market Trends for Employing University Graduates According to Gender and Academic Track Osama Ahmed Abdelkader Marketing Dep., College of Applied Studies and Community Service Imam Abdulrahman Bin Faisal University, Saudi Arabia https://doi.org/10.37575/h/edu/1972

ABSTRACT

The Saudi government is working throughout the 2030 Kingdom vision to solve unemployment problem, improve employment rate, and encourage related scientific studies particularly for Saudi universities graduates. This study aims at analyzing Saudi labor market trends in addition to concluding some statistical functions to predict scientifically employment and non-employment status of university graduates. The study was based on analyzing data collected for 55734 graduated from Imam Abdulrahman Bin Faisal university from 2000 – 2016, as one of the biggest Saudi universities. Analyzed data represent 82 % of graduated students between 1979 -2016, which has been obtained from official database. The study mainly based on statistically analyzing and discussing two groups of hypotheses according to gender (male, female) and academic track (medical, engineering, scientific, or literature) according to employment and non-employment status. This study provide predication and indicators that can be used in planning of the major four academic tracks in the Saudi university to determine admission and registration rates in each university. In addition, the study presented some recommendations directed to governmental, in particular the ministries of education, labor, and civil service, in addition to private and educational sectors. Improving awareness of secondary schools’ students of labor market trends. Key Words: Employment, Forecasting, Outcomes of University Education, Unemployment.

315


‫اتجاهات سوق العمل السعودي لتوظيف خريجي الجامعات بحسب النوع واملساراألكاديمي خالل الفترة ‪2016 - 2000‬م أسامة أحمد عبد القادر‬

‫ملحقا الدراسة‬

‫ملحق (‪ :)1‬نسب توظف خرجيي اجلامعة بحسب السنوات واملسارات األكاديمية – ذكور‪/‬إناث‬

‫املسار‬

‫السنوات‬ ‫إناث‬

‫‪23‬‬

‫‪65‬‬

‫‪82‬‬

‫‪76‬‬

‫‪93‬‬

‫‪76‬‬

‫‪87‬‬

‫‪67‬‬

‫‪84‬‬

‫‪56‬‬

‫‪56‬‬

‫‪58‬‬

‫‪43‬‬

‫‪52‬‬

‫‪49‬‬

‫‪33‬‬

‫‪78‬‬

‫جمموع‬

‫‪23‬‬

‫‪65‬‬

‫‪82‬‬

‫‪78‬‬

‫‪92‬‬

‫‪58‬‬

‫‪54‬‬

‫‪58‬‬

‫‪63‬‬

‫‪61‬‬

‫‪48‬‬

‫‪55‬‬

‫‪46‬‬

‫‪43‬‬

‫‪50‬‬

‫‪39‬‬

‫‪77‬‬

‫ذكور‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪100‬‬

‫‪N‬‬

‫‪100‬‬

‫‪83‬‬

‫‪24‬‬

‫‪4‬‬

‫‪41‬‬

‫‪48‬‬

‫‪56‬‬

‫‪36‬‬

‫‪51‬‬

‫‪52‬‬

‫‪41‬‬

‫‪81‬‬

‫‪80‬‬

‫إناث‬

‫‪30‬‬

‫‪56‬‬

‫‪70‬‬

‫‪82‬‬

‫‪73‬‬

‫‪81‬‬

‫‪100 100‬‬

‫‪25‬‬

‫‪56‬‬

‫‪64‬‬

‫‪55‬‬

‫‪66‬‬

‫‪64‬‬

‫‪17‬‬

‫‪83‬‬

‫‪33‬‬

‫جمموع‬

‫‪30‬‬

‫‪56‬‬

‫‪70‬‬

‫‪82‬‬

‫‪83‬‬

‫‪83‬‬

‫‪50‬‬

‫‪20‬‬

‫‪38‬‬

‫‪50‬‬

‫‪57‬‬

‫‪41‬‬

‫‪55‬‬

‫‪54‬‬

‫‪36‬‬

‫‪82‬‬

‫‪63‬‬

‫ذكور‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪100‬‬

‫‪82‬‬

‫‪64‬‬

‫‪60‬‬

‫‪83‬‬

‫‪67‬‬

‫‪83‬‬

‫‪67‬‬

‫‪57‬‬

‫‪67‬‬

‫‪62‬‬

‫‪75‬‬

‫‪58‬‬

‫‪49‬‬

‫‪48‬‬

‫إناث‬

‫‪51‬‬

‫‪43‬‬

‫‪60‬‬

‫‪51‬‬

‫‪56‬‬

‫‪52‬‬

‫‪43‬‬

‫‪46‬‬

‫‪50‬‬

‫‪42‬‬

‫‪54‬‬

‫‪60‬‬

‫‪63‬‬

‫‪52‬‬

‫‪51‬‬

‫‪33‬‬

‫‪61‬‬

‫جمموع‬

‫‪51‬‬

‫‪43‬‬

‫‪61‬‬

‫‪52‬‬

‫‪56‬‬

‫‪52‬‬

‫‪44‬‬

‫‪48‬‬

‫‪50‬‬

‫‪42‬‬

‫‪54‬‬

‫‪60‬‬

‫‪63‬‬

‫‪53‬‬

‫‪52‬‬

‫‪36‬‬

‫‪58‬‬

‫ذكور‬

‫‪42‬‬

‫‪54‬‬

‫‪47‬‬

‫‪51‬‬

‫‪68‬‬

‫‪44‬‬

‫‪46‬‬

‫‪43‬‬

‫‪35‬‬

‫‪49‬‬

‫‪40‬‬

‫‪47‬‬

‫‪48‬‬

‫‪67‬‬

‫‪60‬‬

‫‪54‬‬

‫‪54‬‬

‫إناث‬

‫‪49‬‬

‫‪38‬‬

‫‪51‬‬

‫‪37‬‬

‫‪52‬‬

‫‪52‬‬

‫‪52‬‬

‫‪60‬‬

‫‪58‬‬

‫‪55‬‬

‫‪45‬‬

‫‪45‬‬

‫‪52‬‬

‫‪49‬‬

‫‪49‬‬

‫‪49‬‬

‫‪41‬‬

‫جمموع‬

‫‪47‬‬

‫‪44‬‬

‫‪50‬‬

‫‪45‬‬

‫‪65‬‬

‫‪55‬‬

‫‪46‬‬

‫‪48‬‬

‫‪48‬‬

‫‪52‬‬

‫‪43‬‬

‫‪46‬‬

‫‪51‬‬

‫‪55‬‬

‫‪52‬‬

‫‪51‬‬

‫‪44‬‬

‫ذكور‬

‫‪42‬‬

‫‪54‬‬

‫‪48‬‬

‫‪55‬‬

‫‪69‬‬

‫‪49‬‬

‫‪41‬‬

‫‪42‬‬

‫‪39‬‬

‫‪54‬‬

‫‪41‬‬

‫‪47‬‬

‫‪50‬‬

‫‪60‬‬

‫‪56‬‬

‫‪54‬‬

‫‪53‬‬

‫إناث‬

‫‪47‬‬

‫‪39‬‬

‫‪57‬‬

‫‪49‬‬

‫‪62‬‬

‫‪58‬‬

‫‪49‬‬

‫‪53‬‬

‫‪59‬‬

‫‪51‬‬

‫‪51‬‬

‫‪56‬‬

‫‪56‬‬

‫‪49‬‬

‫‪49‬‬

‫‪42‬‬

‫‪50‬‬

‫جمموع‬

‫‪46‬‬

‫‪41‬‬

‫‪56‬‬

‫‪50‬‬

‫‪63‬‬

‫‪57‬‬

‫‪47‬‬

‫‪505‬‬

‫‪53‬‬

‫‪52‬‬

‫‪49‬‬

‫‪54‬‬

‫‪55‬‬

‫‪51‬‬

‫‪40‬‬

‫‪40‬‬

‫‪51‬‬

‫النوع‬

‫‪2000‬‬

‫‪2001‬‬

‫‪2002‬‬

‫‪2003‬‬

‫‪2004‬‬

‫‪2005‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪2016‬‬

‫ذكور‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪100‬‬

‫‪88‬‬

‫‪41‬‬

‫‪29‬‬

‫‪53‬‬

‫‪50‬‬

‫‪65‬‬

‫‪38‬‬

‫‪51‬‬

‫‪52‬‬

‫‪43‬‬

‫‪51‬‬

‫‪45‬‬

‫‪75‬‬

‫املسار الطبي‬ ‫املسار اهلنديس‬ ‫املسار العلمي‬ ‫املسار األديب‬ ‫إمجايل اجلامعة‬

‫املصدر‪ :‬الباحث باالعتامد عىل قاعدة بيانات جامعة اإلمام عبد الرمحن بن فيصل ‪ -‬الرمز ‪ N‬يعني أن البيانات غري متاحة‪.‬‬

‫‪316‬‬


‫املجلد ‪ - 21‬العدد ‪2020 - 1‬م (‪1441‬هـ(‬

‫املجلة العلمية لجامعة امللك فيصل (العلوم اإلنسانية واإلدارية)‬

‫ملحق (‪ :)2‬نسب عدم التوظف باجلامعة بحسب السنوات واملسارات – ذكور‪/‬إناث‬ ‫املسار‬

‫السنوات‬ ‫إناث‬

‫‪13‬‬

‫‪12‬‬

‫‪3‬‬

‫‪23‬‬

‫‪2‬‬

‫‪N‬‬

‫‪2‬‬

‫‪N‬‬

‫‪15‬‬

‫‪9‬‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫‪16‬‬

‫‪19‬‬

‫‪10‬‬

‫‪65‬‬

‫‪22‬‬

‫جمموع‬

‫‪13‬‬

‫‪12‬‬

‫‪3‬‬

‫‪20‬‬

‫‪2‬‬

‫‪N‬‬

‫‪1‬‬

‫‪10‬‬

‫‪17‬‬

‫‪14‬‬

‫‪10‬‬

‫‪10‬‬

‫‪15‬‬

‫‪15‬‬

‫‪8‬‬

‫‪58‬‬

‫‪23‬‬

‫ذكور‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪1‬‬

‫‪6‬‬

‫‪6‬‬

‫‪10‬‬

‫‪4‬‬

‫‪13‬‬

‫‪20‬‬

‫إناث‬

‫‪2‬‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫‪N‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪9‬‬

‫‪5‬‬

‫‪2‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪12‬‬

‫‪67‬‬

‫جمموع‬

‫‪2‬‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫‪N‬‬

‫‪3‬‬

‫‪1‬‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪2‬‬

‫‪6‬‬

‫‪5‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪13‬‬

‫‪38‬‬

‫ذكور‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪6‬‬

‫‪21‬‬

‫‪6‬‬

‫‪21‬‬

‫‪21‬‬

‫‪33‬‬

‫‪15‬‬

‫‪12‬‬

‫‪6‬‬

‫‪42‬‬

‫‪50‬‬

‫إناث‬

‫‪9‬‬

‫‪17‬‬

‫‪14‬‬

‫‪17‬‬

‫‪12‬‬

‫‪12‬‬

‫‪9‬‬

‫‪10‬‬

‫‪14‬‬

‫‪12‬‬

‫‪8‬‬

‫‪12‬‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫‪13‬‬

‫‪55‬‬

‫‪38‬‬

‫جمموع‬

‫‪9‬‬

‫‪17‬‬

‫‪14‬‬

‫‪16‬‬

‫‪12‬‬

‫‪11‬‬

‫‪9‬‬

‫‪11‬‬

‫‪14‬‬

‫‪14‬‬

‫‪8‬‬

‫‪13‬‬

‫‪9‬‬

‫‪9‬‬

‫‪13‬‬

‫‪53‬‬

‫‪41‬‬

‫ذكور‬

‫‪14‬‬

‫‪7‬‬

‫‪16‬‬

‫‪8‬‬

‫‪4‬‬

‫‪6‬‬

‫‪5‬‬

‫‪9‬‬

‫‪8‬‬

‫‪13‬‬

‫‪9‬‬

‫‪11‬‬

‫‪11‬‬

‫‪4‬‬

‫‪4‬‬

‫‪39‬‬

‫‪45‬‬

‫إناث‬

‫‪12‬‬

‫‪6‬‬

‫‪6‬‬

‫‪9‬‬

‫‪11‬‬

‫‪3‬‬

‫‪8‬‬

‫‪8‬‬

‫‪8‬‬

‫‪7‬‬

‫‪12‬‬

‫‪13‬‬

‫‪10‬‬

‫‪11‬‬

‫‪11‬‬

‫‪40‬‬

‫‪54‬‬

‫جمموع‬

‫‪12‬‬

‫‪6‬‬

‫‪10‬‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫‪4‬‬

‫‪7‬‬

‫‪9‬‬

‫‪8‬‬

‫‪10‬‬

‫‪11‬‬

‫‪12‬‬

‫‪10‬‬

‫‪9‬‬

‫‪9‬‬

‫‪40‬‬

‫‪52‬‬

‫ذكور‬

‫‪14‬‬

‫‪6‬‬

‫‪15‬‬

‫‪7‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪3‬‬

‫‪10‬‬

‫‪10‬‬

‫‪14‬‬

‫‪9‬‬

‫‪11‬‬

‫‪11‬‬

‫‪6‬‬

‫‪5‬‬

‫‪39‬‬

‫‪46‬‬

‫إناث‬

‫‪10‬‬

‫‪12‬‬

‫‪9‬‬

‫‪13‬‬

‫‪11‬‬

‫‪6‬‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫‪10‬‬

‫‪9‬‬

‫‪10‬‬

‫‪12‬‬

‫‪10‬‬

‫‪11‬‬

‫‪11‬‬

‫‪47‬‬

‫‪48‬‬

‫جمموع‬

‫‪11‬‬

‫‪11‬‬

‫‪10‬‬

‫‪12‬‬

‫‪10‬‬

‫‪6‬‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫‪10‬‬

‫‪10‬‬

‫‪10‬‬

‫‪12‬‬

‫‪10‬‬

‫‪10‬‬

‫‪10‬‬

‫‪46‬‬

‫‪48‬‬

‫النوع‬

‫‪2000‬‬

‫‪2001‬‬

‫‪2002‬‬

‫‪2003‬‬

‫‪2004‬‬

‫‪2005‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪2016‬‬

‫ذكور‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪N‬‬

‫‪15‬‬

‫‪19‬‬

‫‪18‬‬

‫‪12‬‬

‫‪12‬‬

‫‪13‬‬

‫‪7‬‬

‫‪5‬‬

‫‪51‬‬

‫‪25‬‬

‫املسار الطبي‬ ‫املسار اهلنديس‬ ‫املسار العلمي‬ ‫املسار األديب‬ ‫إمجايل اجلامعة‬

‫املصدر‪ :‬الباحث باالعتامد عىل قاعدة بيانات جامعة اإلمام عبد الرمحن بن فيصل ‪ -‬الرمز ‪ N‬يعني أن البيانات غري متاحة‪.‬‬

‫‪317‬‬



English Section


‫القسم العريب‬



Scientific Journal of K F U (Humanities and Management Sciences) Vol.21 (1)

2020 (1441H)

 

https://doi.org/10.37575/h/edu/2047

279

347


Mediating Role of Customer Experience in Social Media Marketing and Purchase...

Singh, T., Jackson, L.V., and Cullinane, J. 2008. Blogging: A new play in your marketing game plan. Business Horizons. 51: 281-291. Verhoef, P., Lemon, K. N., Parasuraman, A., Roggeveen, A., Tsiros, M., and Schlesinger, L.A. 2009. Customer experience creation: Determinants, dynamics and management strategies. Journal of Retailing. 85: 31-41. Weinberg, T. 2009. The New Community Rules: Marketing on the Social Web. O’Reilly Media, Inc., Sebastopol, CA. Yaghoubi, N., Kord, B., and Shakeri, R. 2010. E-government services and user acceptance: the unified models’ perspective.European Journal of Economics Finance Administration Science. 24: 36-49.

346

Sufyan Habib

Yang, Zi-Ying, and He, Ling-Yun. 2011. Goal, customer experience and purchase intention in a retail context in China: An empirical study. African Journal of Business Management. 5(16): 6738-6746. Zarantonello, L. and Schmitt, B.H. 2010. Using the brand experience scale to profile consumers and predict consumer behavior. Journal of Brand Management. 17: 532-540. https://doi.org/10.1057/bm.2010.4 Zhu, F., and Zhang, X. 2010. Impact of online consumer reviews on sales: The moderating role of product and consumer characteristics. Journal of Marketing. 74(2): 133-148.


Scientific Journal of K F U (Humanities and Management Sciences) Vol.21 (1)

Hubspot. 2012. Accessed on October 27, 2019 from https://cutt.us/yG5nx. Hutter, K., Hautz, J., Dennhardt, S., and Fuller, J. 2013. The impact of user interactions in social media on brand awareness and purchase intention: The case of MINI on Facebook. Journal of Product and Brand Management. 22(5-6): 342-351. Islam, J.U., and Rahman, Z. 2016. Linking customer engagement to trust and wordof-mouth on facebook brand communities: an empirical study. Journal of Internet Commerce. 15(1): 40-58. Kala, D., and Chaubey, D.S. 2018a. Impact of product presentation on purchase intention: Moderating role of mood in online shopping of lifestyle products. In: Dasgupta, S., and Grover, P. (Eds.), Optimizing Millennial Consumer Engagement with Mood Analysis. IGI Global, India. pp: 1-18. Kala, D., and Chaubey, D.S. 2018b. The effect of eWOM communication on brand image and purchase intention towards lifestyle products in India. International Journal of Services, Economics and Management. 9(2): 143–157. Kandampully, J., Mok, C., and Sparks, B. 2001. Service Quality Management in Hospitality, Tourism and Leisure. The Haworth Hospitality Press, Binghamton, NY. ISBN 0-7890-1141-7. Kaplan, A. M., and Haenlein, M. 2010. Users of the world, unite! The challenges and opportunities of social media. Business Horizons. 53(1): 59-68. Khandekar, A. N., and Deshmukh, U. M. 2012. CRM (Customer relationship management). Golden Research Thoughts. 2(1): 1–9. Kim, A. J, and Ko, E. 2012. Do social media marketing activities enhance customer equity? An empirical study of luxury fashion brand. Journal of Business Research. 65: 1480-1486. Kim, A.J., and Ko, E. 2010. Impacts of luxury fashion brand’s social media marketing on customer relationship and purchase intention. Journal of Global Fashion Marketing. 1(3): 164-171 Lindstorm, M. 2005.Brand Sense: Build Powerful Brands through Touch, Taste, Smell, Slight and Sound. Free Press, New York.

2020 (1441H)

Meyer,C., and Schwager, A. 2007. Understanding customer experience.Harvard Business Review. 85: 116–26. Mossberg, L. 2007. A marketing approach to the tourist experience. Scandinavian Journal of Hospitality and Tourism. 7(1): 59-74. Osterwalder, A., and Pigneur, Y. 2002. An e-business model ontology for modeling e-business. 15th Bled Electronic Commerce Conference e-Reality: Constructing the e-Economy Bled, Slovenia, June 17 - 19, 2002 retrieved from : https://cutt.us/OT8DI on 26-12-2019 Park, D.H., Lee, J., and Han, I. 2007. The effect of on-line consumer reviews on consumer purchasing intention: The moderating role of involvement. International Journal of Electronic Commerce. 11(4): 125-148. Pine, B. J., and Gilmore, J. 1998. Welcome to the experience economy. Harvard Business Review. 76(4): 97-105. Prasad, S., Gupta, I. C., and Totala, N. K. 2017. Social media usage, electronic word of mouth and purchase decision involvement. AsiaPacific Journal of Business Administration. 9(2): 1-34. Sahaf, M.A., Qureshi, H., and Khan, R. 2011. The science and art of customer relationship Management. A blend of business Processes and Technology solutions. Africa Journal of Business Management. 5(13): 5057-5064. Shah, A.M., Zahoor, S. Z., and Qureshi, I. H. 2019. Social media and purchasing behavior: A study of the mediating effect of customer relationships. Journal of Global Marketing. DOI: 10.1080/08911762.2018.1497243 Shamim, A.,and Butt. M.M. 2013. A critical model of brand experience consequences. Asia Pacific Journal of Marketing and Logistics. 25(1): 102-117. Shankar,V., Jeffery. I., Murali, M., Eileen, K., and Ross, R. 2011. Innovations in shopper marketing: Current insights and future research issues. Journal of Retailing. 87(1): 29-42. Shaw, C., and Ivens, J. 2002. Building Great Customer Experiences. Macmillan, Palgrave.

345


Mediating Role of Customer Experience in Social Media Marketing and Purchase...

CONCLUSIONS To conclude, this study projects that social media is gaining importance among contemporary society. It is being used extensively for marketing products and to influence the user towards its market offerings. Finding of the research suggest that social media marketing should be used to strengthen customer experience so that it can bring better result in building purchase intention. Social media is no longer just about marketing gimmick, but it is all about the building and managing of customer experience. Strengthening consumer experience is a complex task. The innovative technology such as multiple touch-points across a number of devices and channels need to be incorporated, and marketers are required to understand all these touch-points in order to offer excellent customer experiences. In case of web 2.0 applications, identifying and improving these areas requires the potentially complex integration of technology, data, and behavioral aspects of customers. In order for organizations to take advantage of social media to manage customer experience, marketers should use social media to entice conversation with customers, to provide information of product applications, develop the relationship, reinforce their brand choice, create, and build brand visibility. In the Indian context, social media marketing and its innovative application offer great opportunities for marketers as well as brand managers to improve the brands’ performance. If customer experience and social media marketing were managed well, marketers would have a pool of satisfied customer share and an advantage over competitors in contemporary business environment. REFERENCES Accenture, A multinational professional services company 2015. Improving Customer Experience Is Top Business Priority for Companies Pursuing Digital Transformation, According to Accenture Study,” news release. Accessed on October 27, 2019, from https:// cutt.us/zlk1u

344

Sufyan Habib

Boyer, K.K., and Hult, G.T.M. 2006. Customer behavioral intentions for online purchases: An examination of fulfillment method and customer experience level. Journal of Operations Management. 24: 124-147. Chen, S.C., and Lin, C.P. 2019. Understanding the effect of social media marketing activities: The mediation of social identification, perceived value, and satisfaction. Technological Forecasting & Social Change. 140: 22–32. Elwalda, A., Lu, K., and Ali, M. 2016. Perceived derived attributes of online customer reviews. Computers in Human Behavior. 56: 306e319. Accessed on October 27, 2019 from http:// doi.org/10.1016/j. chb.2015.11.051. Erat, P., Desouza, K., Jugel, A., and Kurzawa, M. 2006. Business customer communities and knowledge sharing: exploratory study of critical issues. European Journal of Information Systems. 15: 511–524. Fishbein, M., and Ajzen, I. 1975. Belief, Attitude, Intention, and Behavior: An Introduction to Theory and Research. Addison-Wesley, Reading, MA. Forbes. 2018. How to use online reviews to drive business growth. Accessed on October 27, 2019 from https://cutt.us/rU2CV on November 10, 2019. Gentile, C., Spiller, N., and Noci, G. 2007. How to sustain the customer experience: An overview of experience components that cocreate value with the customer. European Management Journal. 25: 395-410. Gilmore, J. H., and Pine, B. 2002. Customer experience places: The new offering frontier. Strategy and Leadership. 30: 4-11. Gobe, M. 2001. Emotional Branding: The New Paradigm for Connecting Brands to People. Allworth, New York. Gupta, S., and Vajic, M. 2000. The contextual and dialectical nature of experiences. In: Fitzsimmons, J., and Fitzsimmons, M. (Eds.). New Service Development – Creating Memorable Experiences(pp. 33-51). Sage, Thousand Oaks, CA. Hair, J. F., Black, B., Babin, B., Anderson, R. E., and Tatham, R. L. 2010. Multivariate Data Analysis: A Global Perspective. Pearson Education Inc., New Jersey, NJ.


Scientific Journal of K F U (Humanities and Management Sciences) Vol.21 (1)

media platforms, and significance of past experiences may be the reasons for the poor relationship between social media marketing, customer experience, and purchase intention. It is believed that as the penetration of internet increases, definitely, and social media platforms will be the prime source of searching and evaluating the information, creating favorable customer experience and subsequent purchase of products. This research also brings several new insights for organizations to use the social media marketing as part of their marketing strategies to gain new consumers and creating favorable customer experience. Particularly, favorable customer experience is highly regarded as the driving factor of purchase intention. Therefore, marketers must identify the dimensions of customer experience in order to maximize brand awareness that consequently will influence consumers’ purchase decision. These findings is consistent with past research from Zhu and Zhang (2010) and Hutter et al. (2013). The favorable experiences of customers can also improve the effectiveness of social media marketing strategies and thus produce desirable results for organizations. In addition, managers can improve the customer experience with brand through improving product features and quality, developing price-value trade-off, attractive schemes, better customer services, efficient salespersons, and adequate after-sale services. These improvements directly increase the purchase intention of the products. Managerial Implication, Limitations, and Future Scope of Study The findings of this study provide new insights for the consequences of both science and management. First, customer experience is affected by social media marketing. This is in support of Kim and Ko (2010) and Hutter et al. (2013) previous studies. Social media allows communication between consumers and marketers. Consequently, its presence has a positive impact on the purchasing of a

2020 (1441H)

product (Zhu and Zhang, 2010). In addition, research showed that social media marketing actually affects the mindset of customers and the desire to buy. The management should concentrate on productive twoway communication using social media platforms, which are highly interactive, customized, and entertaining. There are certain limitations to this research. The sample in this analysis is Uttar Pradesh State’s social media users in Lucknow city. Because the sample size is small, generalizations are misleading for the entire population of social media users. Analyzing whether the results are the same when performing the analysis through countries or regions would be important. Also, the respondents were from different age groups and levels of education. Future studies may explore the model with a sample based on a specific level of education or age. To refine the model, it is possible to include other factors influenced by social media marketing activities. Moderating variables such as gender, age, and time spent on social media can be investigated further in the model. The study can be applied to specific industries and specific goods model. More work to analyze the relationship between these variables is needed. Social media has opened a window for advertisers to track consumers’ firsthand cognitions, perceptions, habits, and lifestyles. Rapid increase in business ability to collect and cross-reference usergenerated demographic, psychographic, geodemographic, physiological, and other personal information about its users is evident with the continued introduction of new digital technologies, such as smart watches, into the consumer market. While this scenario sounds like a marketing intelligence bonanza, more work is needed in the future on consumer confidence in social media. Future research on social media marketing should carefully consider corporate social responsibility and ethical implications on consumer welfare and public interest.

343


Mediating Role of Customer Experience in Social Media Marketing and Purchase...

Sufyan Habib

Table 7: Hypotheses Test Results Standardized Estimates

Results

Social Media Marketing has a significant impact on Customer Experience.

0.606

Not accepted

Social Media Marketing has a significant impact on purchase intention.

0.033

Not accepted

Customer Experience has a significant impact on purchase intention.

0.748

Accepted

Hypothesis

DISCUSSIONS Growing popularity of social media platforms is changing the way by which consumers search product information, evaluate possible alternatives, and make final choices of the product. The social media acts as a platform where consumers position themselves in today’s market. The motive of the research was to study how consumer behavior has changed in the digital age specifically through social media. With the substantial growth in social media usage in the Indian context, this study investigates the impact of social media marketing on customer experience and consequently creats purchase intention within the context of online communities. Social media in the present business environment has forced marketers to change their old philosophy of mass media marketing and bring new initiatives that enhance customer interactivity. It was found that consumers generally search for information about products online, and these online information and reviews are helpful in making more informed and confident purchase decision. The results of the study indicate that, although usage of social media marketing is growing among consumers, social media marketing does not lead to purchase intention. Present study also reflects that social media marketing does not have significant impact on customer experience. This relationship indicates that, despite the growth of internet users in India, social media marketing through web 2.0 tools are not enough to create unique understanding and familiarity among customers. The reasons may be the difference in the role of social media in building customer awareness and conviction

342

in favor of purchase intention. The customer experience is a mix of many elements capable of connecting with the customer emotionally, intellectually, and spiritually (Mossberg, 2007). The findings show that customers are searching information about products in social media platforms but don’t trust these platform while making final purchase decision. Therefore, market must focus on building trust in social media marketing strategies to strengthen customer purchase. Previous studies confirms that consumer like organizations to treat them uniquely, and to know their personal preferences and purchase history. Accenture (2015) confirmed that 75% of customers admitted that they are more likely to buy the product from a company that recognizes them, know their purchase history, and recommends products based on their past purchases. The consumer looks for relevant and reliable content on the web to build their intention and use it during the whole purchase process. Customers consider these sites only as a way to collect necessary information about products features and application. The study reveals the significant relationship between customer experience and purchase intention. Enhancing customer experience is more useful in building purchase intention as compared to social media marketing. As a result, consumer experience is having more decisive role in encouraging purchase decision. Growing but low penetration of internet, changing demographical characteristics, more importance of aesthetics of products, environment of purchase especially state-of-art infrastructure, low degree of trust on information available on social


Scientific Journal of K F U (Humanities and Management Sciences) Vol.21 (1)

0.927 implying that the model had a very good fit. Additionally, the root mean square error of approximation (RMSEA), with a value of .077, also indicated that the model had a good fit. Test statistics as summarized

2020 (1441H)

in table 5 from figure 2 did not support first and second hypothesis and support the third hypothesis i.e. Customer Experience has a significant impact on purchase intention.

Figure 2: Standardized Regression Coefficients – Proposed Model Table 5A: Influence of Mediating Variable using Sobel Test (A) .

Input

Test Statistics

Standard Error

P-Value

a

0.606

Sobel test

0.33584637

1.34968855

0.73698672

b

0.748

Aroian test

0.32151426

1.40985351

0.74782071

Sa

1.795

Goodman test

0.35228357

1.28671343

0.72462561

Sb

0.227

Table 5B: Influence of Mediating Variable using Sobel Test (B) Input ta

1.605

Sobel test

1.49007692

0.13620401

tb

4.010

Aroian test

1.45167854

0.14659101

Goodman test

1.53169294

0.12559823

Table 5 revealed the results of Sobel test, Aroian test, and Goodman test that were conducted to evaluate the effect of mediating variable (customer experience) of a given independent variable (social media marketing) on a given dependent variable (purchase intention). In general, mediation may occur if: (1) the IV significantly affects the mediator, (2) the IV significantly affects the DV in the absence of the mediator, (3)

the mediator has a major unique effect on the DV, and (4) the influence of the IV on the DV shrinks when the mediator is applied to the model. Such principles can be used to informally determine whether mediation is taking place or not. Sobel test indicated that p-values is more than 0.05 assuming a twotailed z-test is less than 1.96 and hence null hypothesis is accepted (table 7).

341


Mediating Role of Customer Experience in Social Media Marketing and Purchase...

from 0.497 to 0.797 at the alpha level of 0.05, indicating acceptable value of convergent validity of the measurement model. Discriminant validity was tested to assess the extent to which a construct is actually different from other constructs (Hair et al., 2010). The discriminant validity is confirmed as data presented in the table 2 shows that AVE of the particular constructs is more than the ASV. In conclusion, all data of measurement model were appropriate to

Sufyan Habib

proceed with the evaluation of the structural model. Structural model Table 3 presented the output of structural equation model. The model fit was assured by calculating some indices including CFI, GFI, NFI, TLI, RMSEA as suggested by Hair et al. (2010). All values presented in table 3 indicated that the structural model fit the data reasonably well.

Table 3: Goodness-of Fit Statistics Model fit Statistics

Structural Model 2.660

Cut-off Value 1.0 – 3.0

GFI (Goodness of Fit Index) NFI (Normed Fit Index) CFI (Comparative Fit Index)

0.924 0.904 0.927

> 0.90 > 0.90 > 0.90

TLI (Tucker Lewis Index) RMR

0.908 0.034

> 0.90 < 0.50

RMSEA (Root Mean Square of Error Approximation)

0.077

< 0.08 Good Fit

χ /df 2

Table 4 presens the values standardized estimates, standard error, t statistics and p value of the individual tests of the significance of the relationship between the variables. The impact of social media marketing on the customer experience (β= 0.606, t = 1.605, and p = 0.108) was found insignificant at 0.05 α level, indicating that social media marketing does not lead to creating favorable customer experience. For the relation of customer experience and purchase intention the critical ratio (t-statistic) is 4.010 > 1.96

which indicates that the link is significant at 5% level of significance. This shows that customer experience has a significantly positive impact on purchase intention and customer experience are important precursor of purchase intention. Result indicates that social media marketing have no significant impact on purchase intention (β= 0.033, t = 0.767, and p = 0.809) indicating no significant relationship between social media marketing purchase intention.

Table 4: Maximum Likelihood Estimates for Model (N = 279) Independent Variable

Dependent Variable

Standardized Estimate

Standard Error

t-statistic

p-value

Social Media Marketing

Customer Experience

0.606

1.759

1.605

0.108

Social Media Marketing

Purchase Intention

0.033

0.767

0.241

0.809

Customer Experience *** Highly significant link

Purchase Intention

0.748

0.227

4.010

***

To test the proposed relationships, a structural equation model was developed, as shown in Figure 2. Only the statistically significant relationships are described (P < .05). The numerical scores on all lines

340

indicate standardized regression coefficients (beta). The overall model fit was tested using several indices as presented in table 3 and table 5a and b. The model fit values were CMIN 2.666 and Comparative fit index (CFI)


Scientific Journal of K F U (Humanities and Management Sciences) Vol.21 (1)

2020 (1441H)

Figure 1: Measurement Model

The reliability of the measurement as presented in table 2 was tested using Cronbach’s α. The Cronbach’s (α) value

ranged from 0.659 to 0.792 and indicated acceptable internal consistency for each construct.

Table 2: Item Loading and Reliability Construct and Item

Standardized Loading

Mean

SD

α

Social Media Marketing (CR = 0.676, AVE = 0.285, ASV = 0.203) Affluence Consumer Engagement Ability

0.763 0.797

3.83 3.70

0.685 0.973

Aesthetic Values

0.656

3.86

0.746

Reliability Opinion Building

0.571 0.497

3.73 3.82

0.808 0.743

0.704

Customer Experience (CR = 0.640, AVE=0.512, ASV=0.407) Emotional Experience Social Experience

0.699 0.646

3.89 3.60

0.740 0.935

Sensory Experience

0.678

3.67

1.126

0.659

Purchase Intention (CR = 0.802, AVE=0.627, ASV=0.356) Strong Brand Preference Willingness to recommend others

0.735 0.698

3.49 3.71

0.873 0.791

Intention to purchase in future

0.615

3.78

0.805

The measurement model presented in figure 1 and table 2 indicated the Composite reliability (CR) which is the better method of judging overall reliability determining the consistency of the construct itself (Hair et al., 2010). The composite reliability of social media marketing was 0.701, customer experience ass 0.740, and purchase

0.792

intention was 0.802. These values indicate that all construct have good reliability in measurement model. Next outcome was the Convergent validity which is measured by standard regression weight (standard factor loading). The table depict that all the measurement items have standardized loading estimates of 0.5 or higher (ranging

339


Mediating Role of Customer Experience in Social Media Marketing and Purchase...

RESULTS Demographic Profile The information presented in table1 summarize the demographic characteristics of respondents. It was found that 13.6% of respondents were from the age group of up to 20 years, majority of the respondent(38.4%) were in the age group of 21-30 years. The table indicates that more than one fourth (29.4%) respondents were from age group ranging from 31-40 years. Remaining 18.6% respondent were in the age group of 41 to 50 years. The table also indicates that males

Sufyan Habib

dominate the sample with 64.9% of them included in the survey. As regards to education level, 13.3% respondents interviewed were under graduate, 38.4% were up to graduate, 48.4% were postgraduate. The sample income level distribution indicates that the majority of respondents receive a monthly income range of INR 20000- INR 40000 (38.7%), 28% were having up to INR 20000 and only 5.4% were earning more than INR 100000 per month. The majority (61.3%) of respondents were service class employees.

Table 1: Demographical Profile (N= 279) Demographical Characteristics

Frequency

%

Age

Up to 20 Years 21 – 30Years 31 – 40Years 41 – 50Years

38 107 82 52

13.6 38.4 29.4 18.6

Gender

Male Female

181 98

64.9 35.1

Educational Qualification

Under Graduation Up to Graduation Post Graduation

37 107 135

13.3 38.4 48.4

Income Level

Up to INR20,000 Per month INR20000 – INR40000 Per month INR40000 – INR60000 Per month INR60000 – INR100000 Per month More than Rs100000PM

78 108 55 23 15

28.0 38.7 19.7 8.2 5.4

Profession

Student Business Service Professionals

46 39 171 23

16.5 14.0 61.3 8.2

# INR stands for Indian National Rupees; 1 USD = INR70.12 as on December 26, 2018.

Structural Equation Modelling (SEM) The interrelatedness of various independent factors and their impact on dependent factor of the proposed model was tested with the help of Structural Equation Modeling by combining multiple regression with confirmatory factor analysis. There are two models in SEM. First, the measurement model and the second is the structural model. For ensuring the reliability and validity of the variables, the measurement model

338

is drawn where as the structural model is concerned with the relationship among the latent variable. Maximum likelihood (ML) method is used for estimations and overall fit index of the measurement model. To test the measurement model, a confirmatory factor analysis is conducted using AMOS. Figure 1 shows the measurement model which consists of three constructs -social media marketing, customer experience, and purchase intention.


Scientific Journal of K F U (Humanities and Management Sciences) Vol.21 (1)

(2011) found that experience did influence customers’ preferences, which subsequently affect their purchase decision. They empirically evaluated the direct impact of sensory experience, emotional experience, and social experience on purchase intention. Customer experience has a direct and positive impact on customer’s willingness to purchase a product, and customer willingness forms the basis for customer satisfaction, loyalty, and customer retention (Khandekar and Deshmukh, 2012). Shamim and Butt (2013) and Zarantonello and Schmitt (2010) indicated that customers are willing to prefer one brand to others for its experiential benefits. They further argued that a positive

2020 (1441H)

or negative evaluation of these experiences could affect their perceptions about the credibility of a brand and thus influence purchase intention. Hence, it can be argued that: H3: Customer Experience has a significant impact on purchase intention. To conclude the existing literature review related to study variables and hypothesize the relationship among social media marketing, purchase intention, and customer experience, a conceptual framework was drawn to illustrate the proposed relationships among the variables (Figure 1).

Figure 1: The conceptual framework

MATERIALS AND METHODS The present research work is descriptive is nature. The primary data for the study was collected from Indian consumers using a survey by visiting personally and contacting prospective respondents located at different places in Lucknow. As the population for the study is very high, non-probability convenience sampling technique was used for collecting data. Cross-sectional perspective of population and researchers’ judgment were employed to remove the biasness of the convenience sampling method. A structured questionnaire was designed covering the demographic characteristics of respondents, different dimension of customer experience, purchase intention, and social media marketing based on review of related literature. Consumer response was rated

on Likert scale ranging from 1 (strongly disagree) to 5 (strongly agree). Validity of the construct was tested with the help of a panel of experts. A pilot test of 30 respondents were carried out to check the reliability. The Cronbach’s alpha(α)was found to be 0.823. The value suggested a highly acceptable level of reliability of the questionnaire. The questionnaire was distributed to 320 consumers of Lucknow (Uttar Pradesh) in personal visits at different locations. Out of 320 questionnaires, 279 valid ones were received and used in this study. The excluded 41 response were unreliable or insincerely answered. The data thus received was systematically arranged, tabulated, and analyzed. SPSS software and AMOS was used to analyze the data and carry out structural equation modeling for model fitness.

337


Mediating Role of Customer Experience in Social Media Marketing and Purchase...

determining action in a definite route. They have defined behavior intention as the mental probability shaping a specific behavior. For example, the purchase intention for a specific product was recognized as a good predictor of real behavior in product purchasing. Customer purchase decisions are highly influenced by the information and opinions decisions of acquaintances. This form of information is more valid and reliable source of product information. As compare to traditional form of promotion, electronic word-of-mouth is considered more effective in influencing purchase intention. Prasad et al. (2017) found that social media usage and internet-mediated word of mouth communication have a favorable impact on customer purchasing behavior. Kala and Chaubey (2018b) also found that electronic word of mouth communication influences the purchase intention towards lifestyle products in India. Elwalda et al. (2016) examined the influence of online social media reviews on consumers’ purchase intentions, and confirmed quality, perceived usefulness, and credibility of reviews influence customer purchase intention. A recent study of Shah et al. (2019) also empathized that social media has become a preferred means of direct communication with young customers and the rapid proliferation of such form of information significantly influence their purchasing behavior. Chen and Lin (2019) examined the effects of social media marketing activities on continuance intention, participation intention, and purchase intention. Using an online survey on 502 social media users, their results indicated that social media marketing activities affect customer satisfaction and purchase intention. Thus, it can be hypothesized that: H2: Social Media Marketing has a significant impact on purchase intention. Customer Experience and Purchase Intentions In recent years, an understanding of different means of managing customers’ experiences has become critical to the

336

Sufyan Habib

success of any business organization. Customers’ cognitive, affective, emotional, social, and physical responses formulate the total customer experience that comes from a set of interactions between a company and its customers (Gentile et al., 2007). The customer experience derived from such sources play a basic role in shaping their preferences toward product or services offered, and manipulate their purchase decisions. The outcome of delightful shopping experience gives many positive outcome like repeat purchase, brand loyalty, word of mouth, recommend the product to other friends and families, and thus results in building relationship between customer experience and purchase intentions. Results of the study of Boyer and Hult (2006) indicated that behavioral intentions will differ based on customer experience level. They further explained that customer intentions to repurchase the products and services would be much stronger if the customers gain better shopping experience. Gupta and Vajic (2000) in their study argued that a consumer experience derived from sensation or knowledge acquisition from some level of interaction with different elements of a context created by the service provider. Gobe (2001) in his research work argued that objectives of customers’ sensory experience is to help individual to promote identification, creation, self-fulfillment, and self-image that makes the sensory experience in itself a service to customers. Lindstorm (2005) suggested that companies could use a sensory marketing technique to gain interaction among five senses for better sensory experience. Several authors worked on consumer behavior intention toward online purchasing. Boyer and Hult (2006) carried out research on customer behavioral intentions for online purchasing in a survey of 2100 customers and found that behavioral intention varies depending on customer experience level. As a result, if the customers increase their positive shopping experience, then their chances of intention to purchase the products and services would be higher. Yang and He


Scientific Journal of K F U (Humanities and Management Sciences) Vol.21 (1)

advantage, which is difficult to be imitated. Based on this background, understanding customer experiences, and their mediating role in social media marketing and influencing purchase intention, should to be analyzed. Literature Review and Hypotheses Development Social Media Marketing and Customer Experience Large number of research has been carried out to explore the relationship between customer experience towards social media and in influencing purchase intention. Shankar et al. (2011) examined social media and stated that it is a place for consumer learning about companies and product they sell. Exponential growth of search engine technologies, mobile devices, internet, as well as intranet devices and online social network has enabled marketers’ ability to reach target customer through new touch point. Experience is described as a particular incident, feeling, and similar other things that a person has undergone. Origin of customer experience was explained by Gentile et al. (2007). According to their opinion, customer experience is originated from a set of interactions between customer, product, manufacturing product companies, and other stakeholder inciting a reaction involving rational, emotional, sensorial, physical, and spiritual involvement of customer at different levels. Moreover, Meyer and Schwager (2007) had the opinion that customer experience is the internal feeling derived from subjective response that customers have to any direct or indirect contact with a company. Verhoef et al. (2009) define customer experience related to retail involve the customer’s cognitive, affective, emotional, social, and physical responses to the marketers. Social media has a significant impact on forming customer experience, which enhances the relationship with the company (Osterwalder and Pigneur, 2002). Singh et al. (2008) argued that new technologies such as social media have improved customer relationships. Erat et al. (2006) suggested

2020 (1441H)

that a company can enhance customers’ knowledge via social media in an effective way. Islam and Rahman (2016) explored the role of social media marketing activities such as customer engagement in enhancing customer trust, experience, and word-ofmouth. Their results reveal that all these social media marketing activities lead to customer trust, favorable experience, and word-of-mouth activities. Marketers believe that customers just do not visit the social media platforms and buy the product within few minutes. The most important is how the organization, brands, and information are available on social media, which shape the overall experience of the customers. Social media marketing, particularly those using advance technologies, is a powerful communication medium to enhance customer experience, develop the relationships, earn trust, and build brand awareness. Therefore, it is proposed that: H1: Social Media Marketing has a significant impact on Customer Experience. Social Media Marketing and Purchase Intention Social Media Marketing is the collective activities of using social media to make customer aware of the value of the products and services of the firm. Social media are practical program, platforms, and online media for the purpose of facilitating interaction, cooperation, and sharing content. Social media are a group of internetbased tools created based on ideological construction and technical construction of the web that act to create and exchange usergenerated content (Kaplan and Haenlein, 2010). Social media provide a chance to reduce misunderstanding and prejudice toward brands and to raise the brand equity intention indicates the severity of the willing and intention for the target behavior. The relation between behavioral intention and behavior indicates that individuals tend to be involved in behaviors to benefit from them (Yaghoubi et al., 2010.) Fishbein and Ajzen (1975) considered intention as a factor

335


Mediating Role of Customer Experience in Social Media Marketing and Purchase...

user communities and Web 2.0 technologies. Social Media Marketing is a marketing concept that utilize social media platforms as marketing tool. It is an innovative process for empowering individual users to promote their websites, products, and services through online social network. It also helps them interacting with, and tapping into a much larger community that may not have been available via traditional advertising channels (Weinberg, 2009). Social media marketing provides interactive communication between customers and organizations without any limitation in time and place. Apart from this, customers share their experiences about the products and services with organizations as well as their friends and relatives. As a result, organizations can establish long-term relationships with customers than before, which in turn gain customer’s loyalty (Kim and Ko, 2012). At the beginning of marketing phase, all marketing activities was initiated for the success of product in the market place by evaluating physical aspect of product and /or service like product quality, product quantity, marketing function, availability of product, and customer support. Recently, focus has been changed and marketing managers emphasize on creating value for their customer and create positive and unique experiences for the customers (Pine and Gilmore, 1998; Gilmore and Pine, 2002). In a study conducted by Shaw and Ivens (2002), they found that almost 85% of business leaders disapprove those traditional elements like price and delivery as an effective business strategy. Nowadays, customer experience is considered an important differentiator in creating value. This concept of customer experience is extensively used as an important strategy for online marketing and helps a lot in gaining competitive advantages. Therefore, this study intended to examine the impact of customer experience on social media marketing and encouraging purchase intention within the context of online communities.

334

Sufyan Habib

Rationale of the Study Social media emerged as an important online communication medium that facilitate multidimensional interaction among consumers, producers, and partners. It also helps in resolving many issues related to product/services. Today, a large number of consumer are communicating with brands via social media. Every communication are important for the success of business. Business cannot afford to ignore even a single consumer as this will cause negative effect on customer experience and it will adversely affect bottom-line. From the managerial perspective, customer experience is “the internal and subjective response that customers have to any direct or indirect contact with a company” (Meyer and Schwager, 2007). In the last few years, consumer experience gained significant importance among academic as well as marketer and become a topic of interest. Many researchers are showing interest in measuring customer experience. Customer experience is a psychological concept including objective as well as subjective response evolved from customer interaction. According to Forbes (2018), 71% customers share brand experience on social media and recommend product to others, and 45% customers share their bad service experiences via social media. Further, 93% of consumers acknowledge that product reviews influence their purchasing decisions, and 85% trust online reviews as much as they trust personal recommendations. It is significant to note that consumer spend 20 to 40% more when companies engage and respond to customer service requests over social media. According to a Hubspot report (2012), consumers are 71% more likely to make a purchase based on social media referrals. According to the study by Accenture (2015), improving customer experience received the most number one rankings when executives were asked about their top priorities for the next 12 months. Pine and Gilmore (1998) indicated that application of customer experience and opined that it is used to enhance competitive


Scientific Journal of K F U (Humanities and Management Sciences) Vol.21 (1)

2020 (1441H)

Mediating Role of Customer Experience in Social Media Marketing and Purchase Intention: A Case Study Sufyan Habib College of Administration and Finance, Saudi Electronic University Medina, Saudi Arabia https://doi.org/10.37575/h/edu/2047

ABSTRACT In today’s dynamic business environment, the idea of customer experience gained significant importance among practitioners as well as academics. Many managers and service researchers are interested in customer experience. However, research on customer experience about social media marketing role on building purchase intention appears to be scarce. This work investigates the mediating role of customer experience in social media marketing and customer purchase intention in lifestyle products. Data for the study were collected from 279 Indian consumers using a survey by personal visiting and contacting prospective respondents located at different places in Lucknow city, India. The study found that customer experience mediate social media marketing activities and purchase intention relationship. Customer experience and social media marketing are correlated, and both of them together affect purchase intention of customer. The current study model confirms that social media build up customer experience, which in turn affects purchase intention. It is surprising that the effect of social media on purchase intention was insignificant. This study recommends that marketers should use social media marketing to enhance customer engagement and relationships, provide valuable information, reinforce their brand choice, and subsequently strengthen customer experience. Key Words: Customer Experience, Purchase intention, Social media marketing.

INTRODUCTION The fast changing technology and its extensive use increased the competition and increased sophistication of consumer, resulting in more demanding customer and declining customer loyalty (Kandampully et al., 2001). The consumer has become more important asset for companies in this contemporary business scenario. Companies has to focus on its customer, as customer are the only determining factor for the success of firm. Consequently, every organization put emphasis on creating its market with the objective of creating product offering that meet customer need and expectation, and encouraging customer experience. Companies focus on delivering service that create value for the customer, enhance customer loyalty, and in turn contributing long-term profitability of the firm (Sahaf et. al, 2011; Kala and Chaubey, 2018a). In the present scenario, marketers facing with the ever increasing challenge of developing effective communication techniques that will effectively reach their targeted audience. In this Information and Communication Technology (ICT) era, various means of communications are available for

marketers to reach effectively current and potential customers. The rise and wide spread of Internet and computer-mediated communication has increased consumers’ opportunities to obtain information about products or services on a multitude of platforms and enhanced the possibilities to gather large amount of information promptly (Kala and Chaubey, 2018b). The Internet as an infrastructure and a user friendly multimedia space of information, transformed not only the way people and organizations pass information and communication, but also how they use information and interact in an infinite sort of their daily routine activities. The rapid development of the Internet, especially Web 2.0 tools (such as social network sites, online discussion forums, consumer review sites, weblogs, etc.) has considerably increased the degree and extent of online communication and has revolutionized the way users interact with other people, organizations, and information (Park et al., 2007; Kaplan and Haenlein, 2010). The term ‘social media’ is the platform that enable interaction on internet for customers who share and exchange information through

333


The Impact of Using Fereignization and Domestication on the Translation...

Mohamad Zaka Al Farisi



https://doi.org/10.37575/h/rel/1966

2016 2016

Al Quran dan Terjemahnya Al Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah domestication tendency

332


Scientific Journal of KFU (Humanities and Management Sciences)

Molina, L. and Albir, A.H. 2002. Translation techniques revisited: A dynamic and functionalist approach. Meta. 4(4): 498-512. Nababan, M., Nuraeni, A., and Sumardiono. 2012. Development of a translation quality assessment model (Pengembangan model penilaian kualitas terjemahan). Kajian Linguistik dan Sastra. 24(1): 39-57. Newmark, P. 1988. Approaches to Translation. Prentice Hall, Hertfordshire. Ni, Z. (n.d.). Domestication and Foreignization. [Online]. accessed from Tersedia di: http:// www.188mb.com/Newinfor/html/3584.htm. on 14 May 2017. Rebollar, B.E. 2015. A relevance-theoretic perspective on metonymy. Procedia - Social and Behavioral Sciences. 173: 191-198. Samadi, M., Shomossi, N., and Rasekh, A.E. 2011. Problem in the translation of legal terms from Persian into English. The International Journal, Language Society and Culture. 3:108-114. Schäffner, C. (Ed.). 1998. Translation and Quality. Multilingual Matters, Clevedon. Sherwani, A. 2016. Translatability of metonymy in the select verses of the holy Quran: a comparative study of some Urdu translations of Quran. International Journal of English Language, Literature and Translation Studies. 3(1): 417-423. Shoaei, A.A., and Lalehzari, M. 2016. The role of metonymy in respond to doubts Quran. Journal of Current Research in Science. 1: 647-665.

Vol. 21 (1) - 2020 (1441H)

Sudarno. 2008. Evaluation of the translation of text books in the field of engineering (Evaluasi terjemahan buku-buku teks di bidang rancang bangun). Ph.D Thesis. Universitas Sebelas Maret Surakarta, Indonesia. Sun, Y., and Li, K. 2016. A study of metaphor translation in the commentary of Shaanxi history museum from the perspective of CMT. Research Center for Linguistics and Applied Linguistics. 4(2): 69-90. Tao, D. 2015. A cognitive linguistics approach to metonymy in discourse. English Language Teaching. 2(2): 13-24. Thalib, M. 2016a. Corrections of the Quran translation the version of the Ministry of Religious Affairs of Republic of Indonesia: review of belief, sharia, social & economic (Koreksi tarjamah al-Quran Kemenag RI: tinjauan akidah, syari’ah, sosial & ekonomi). Solo, Qolam Mas. Thalib, M. 2016b. The Noble Quran: an interpretive translation (Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah). Solo, Qolam Mas. Toury, G. 1995. Descriptive Translation Studies and Beyond. John Benjamins, Amsterdam. Venuti, L. 1995. The Translator’s Invisibility: A History of Translation. Routledge, London. Yu, S.Y. 2006. A brief history of Bible translation into Chinese and its contemporary implications. Journal of Biblical Text Research. 19: 153-174. Zheng, H. 2014. On metonymy and its translation. World Journal of English Language. 4(4): 2834.

Silalahi, R. 2009. The impact of the translation techniques, methods, and ideologies on the quality of the translated text MedicalSurgical Nursing in Indonesian (Dampak teknik, metode, dan ideologi penerjemahan pada kualitas terjemahan teks medicalsurgical nursing dalam bahasa Indonesia). Ph.D Thesis. Universitas Sumatera Utara Medan, Indonesia.

331


The Impact of Using Fereignization and Domestication on the Translation...

Tafsiriyah is stronger than that of Al-Quran dan Terjemahnya. This domestication tendency makes the translations of kinayah verses in both of the translations of the Quran transparent and accurate. REFERENCES Al-Atsir, I. 2014. The Present Understanding of the Art of the Scribe and the Poet ( ). Darul Kutubil Ilmiyyah, Beirut. Al-Badani, N.A., Norsimah, Z.I., and Aladdin, A. 2016. Expansion strategy in the translation of iltifat in surat Al-Baqarah. Arab World English Journal. 5: 54-65. Al Farisi, M.Z. 2010. The translatability of kinayah expression in Arabic into Indonesian (Keterjemahan ungkapan kinayah dalam bahasa Arab ke dalam bahasa Indonesia). Bahasa & Sastra. 10(2): 188-200. Al Farisi, M.Z. 2013. Aspects of relevance in the translation of the Quranic kinayah speech acts (Aspek relevansi dalam terjemahan tindaktutur kinayah al-Quran). KARSA: Jurnal Sosial & Budaya Keislaman. 21(2): 156-169. Al Farisi, M.Z. 2014. Guidelines for ArabIndonesian Translation: Strategy, Methods, Procedures, Techniques (Pedoman penerjemahan Arab-Indonesia: strategi, metode, prosedur, teknik). Remaja Rosdakarya, Bandung. Al Farisi, M.Z. 2015. Speech act of iltifat and its Indonesian translation problems. Indonesian Journal of Applied Linguistics (IJAL). 4(2): 214-225. Al Farisi, M.Z. 2018. The impact of techniques and translation ideology on the clarity of pragmatic meanings translation of the Qur’anic imperative verses. Indonesian Journal of Applied Linguistics (IJAL). 7(3): 676-686. Al-Hasyimi, A. 2014. Jewels of rhetoric: the meanings, the statement, and the magnificent ( ). Darul Kutubil Ilmiyyah, Beirut. Al-Shawi, M.A. 2013. Translating euphemisms: theory and application. Journal of American Arabic Academy for Sciences and Technology. 4(8): 123-132.

330

Mohamad Zaka Al Farisi

Al-Zoubi, M.Q., Al-Ali, M.N., and AlHasnawi, A.R. 2006. Cogno-cultural issues in translating metaphors. Perspectives: Studies in Translatology. 14(3): 230-239. Awang, A.B., Mohamed, Z., and Abdullah, Md.N. 2016. Similarities between Arabic kinayah and Malay idioms by the theory of al-nazm: a comparison. Jurnal Intelek. 10(2): 56-62. Behnamfar, M., Giv, A.L., and Khosravi, M. 2013. Comparative analysis of metonymy in theosophical verses of Bustan and theosophical poems of Motanabbi. International Research Journal of Applied and Basic Sciences. 5(4): 522-529. Chironova, I.I. 2014. Literalism in translation: Evil to be avoided or unavoidable realitity?. SKASE Journal of Translation and Interpretation [online]. 7(1): 28-40. Available at: http://www.skase.sk/Volumes/JTI08/pdf_ doc/03.pdf. (accessed 5 May 2017). Dewan Penerjemah. 2016. The Quran and its translation (Al-Quran dan Terjemahnya). Bandung, Penerbit Diponegoro. Elhadary, T. 2013. Ideology and the language of translation. SKASE Journal of Translation and Interpretation [online]. 6 (1): 34-48. [cit. 2013-03-07]. Available at: [http://www.skase. sk/Volumes/JTI07/pdf_doc/03.pdf] (accessed 11 May 2016).Fawcett, P. (2000). Translation in the broadsheets. The Translator. 6 (2): 295307. House, J. 1997. Translation quality assessment: Linguistic description versus social evaluation. Jurnal Meta. 46 (2): 243-257. Kurniawati, T.N. 2006. Analysis of translation ideology and translation quality of cultural terms: the study of the text “The choise: Islam and Christianity” and the text “The choise: dialog Islam-Kristen” (Analisis ideologi penerjemahan dan mutu terjemahan ungkapan dan istilah budaya: kajian terhadap teks “The choise: Islam and Christianity” dan teks “The choise: dialog Islam-Kristen”). MA Thesis. Universitas Sebelas Maret Surakarta, Indonesia. Maier, C. 1998. Reviewing and criticism. In: Baker, M. (Ed), Routledge Encyclopedia of Translation Studies. Routledge, London.


Scientific Journal of KFU (Humanities and Management Sciences)

tidak akan dapat masuk surga. Kami telah menciptakan manusia dari setetes air mani yang hina yang telah mereka kenal (But the disbeliever cannot enter paradise at all. We have created human beings from a drop of despised semen they have known). This translation, as shown in Table 3, reaches the degree of accuracy 46.3% for the following several reasons. The phrase setetes air mani yang hina (a drop of despised semen) is not really a part of linguistic elements contained in the SL. Theoretically, the existence of such a linguistic element could be presented in the translation text by applying linguistic amplification technique. However, the use of the word mani (semen) in this translation shows the presence of the element of real taboo that is deliberately hidden by the Quran in a kinayah style. Al-Shawi (2013) states that translators need to have knowledge of SL culture to make this sort of taboo element not obviously presented in TL, considering its vulgar character to be avoided. In contrast to Al Farisi (2013) who states that, in AlQuran dan Terjemahnya, the kinayah verse containing taboo expression about sexual intercourse is still translated in the corridor of maxim of politeness. The realization of the kinayah verse translation contained in Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah is not the same as the translation of Al-Quran dan Terjemahnya that implements couplet procedure in the form of a blend of literal and amplification techniques i.e. Tidak mungkin! Sesungguhnya Kami menciptakan mereka dari apa yang mereka ketahui (Nay! We created them from what they know). The phrase dari apa yang mereka ketahui (from what they know) is presented in the translation because of the application of literal technique. Later on, by applying amplification technique, the translation is then elaborated in a footnote explaining that the disbelievers and believers are created from semen. The application of this couplet procedure does not only present a transparent translation but also presents the highest accuracy (83.5%).

Vol. 21 (1) - 2020 (1441H)

CONCLUSION Presenting “truth” is indispensable aspect to the translation of kinayah verses because it is really associated with the accuracy of the translations. Adjustment, in whatever form, must pay attention to the accuracy aspects of translation because the accuracy guarantees the presence of “truth” in translation. The accuracy of a translation text necessitates fidelity to its source text. Considering fidelity in translation process becomes a necessity, especially for those who believe that the Quran is the verbatim words of God. In practice, presenting fidelity in translation without sacrificing transparency can be done by applying the proper translation techniques and procedures. In practice, the application of translation techniques is not so simple that it can be done by applying only a single procedure. It varies according to the demands to convey “truth” a translation accurately. The implementation of couplet procedure that combines literal and amplification techniques can be a good option in translating kinayah verses. Thus, the application of literal technique ensures the presence of primary meaning of a kinayah verse accurately, while the application of amplification technique presents the secondary meaning of kinayah verse transparently. Translation techniques and procedures are applied in dealing with micro translation units, which in turn show the tendency of translation ideology. In translating kinayah verses, Al-Quran dan Terjemahnya and Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah apply some translation techniques oriented to the TL especially by using techniques of amplification, transposition, reduction, modulation, and linguistic amplification. The number of the TLoriented translation techniques proves that Al-Quran dan Terjemahnya and Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah tend to have domestication ideology in translating kinayah verses. In comparison, the domestication tendency of Al-Quranul Karim Tarjamah

329


The Impact of Using Fereignization and Domestication on the Translation...

the secondary meaning of this verse is detailed further in a footnote explaining that the verse describes the situation of people who are fleeing for fear of a riot during the great apocalypse. The implementation of couplet procedure combining literal and amplification techniques, according to the perceptions of 25 respondents, has brought to present the translation with 78.6% of accuracy. In general, transparency presents in the translated text of the kinayah verses because of the tendency of domestication ideology of Al-Quran dan Terjemahnya and Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah. The tendency conducts the strategy of target language approach in translating the kinayah verses, so that the translations become more fluent and lucid. In line with this, Kurniawati (2006) reports that the tendency of domestication, which reaches 80.7% gives the impact on the legibility of cultural expressions in the translation of the book The Choice: Islam and Christianity. The most important thing in a translation process is not related to the technical aspects of language, but to the message intended in SL. Besides, fidelity to SL should also not be neglected because the Quran is a source text in the form of divine words showing a certain miraculous language in which the translation process is deemed risky. The application of techniques and procedures of translation bring direct impact on the quality of kinayah verses translation. Presenting the translation of kinayah verses accurately without sacrificing transparency can be done by applying appropriate techniques and procedures of translation. According to Molina and Albir (2002), the application of translation techniques has the impact on the quality aspects of translation, including the accuracy and transparency aspects of translation. For example: (3) (Chapter 18: 42) Al-Quran dan Terjemahnya translated this

328

Mohamad Zaka Al Farisi

kinayah verse into Dan harta kekayaannya dibinasakan, lalu dia membolak-balikkan kedua tangannya [tanda menyesal]… (And his wealth was destroyed, then he frequently tosses his hands [sign of regret]). The translation is not only seen accurate but also transparent due to the application of couplet procedure that combines literal and amplification techniques. By applying literal technique, the accuracy of this translation achieves 78.2%, and due to the application of amplification technique, this translation becomes so transparent that its secondary meaning can be easily understood by the readers. This finding is in contrast with Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah that uses a single procedure by applying only modulation technique, so this verse is translated into Buah-buahan di kebunnya disambar petir hingga musnah. Jadilah dia termangu-mangu… (The fruits in his garden were struck by thunderbolt so that they were destroyed. He becames speechless…). Due to the application of modulation technique, the translation becomes so more transparent that the readers can easily understand it, yet it is not faithful to the SL because the basic meaning of this kinayah verse (i.e. he frequently tosses his hands) is not accomplished in the TL. The unfaithfulness to the SL makes the accuracy of this translation as shown in Table 3 only reaches 58.4%. According to Samadi et al. (2011), a similar thing happened in the translation of a legal language that prioritizes paraphrase strategies to present transparency of the meaning of legal terms in the TL. Another interesting finding revealed in this study is translation of the kinayah verse below. (4) (Chapter 70: 39) Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah translated this verse by using triplet procedure that combines the techniques of amplification, transposition, and linguistic amplification. Therefore, it is translated into Akan tetapi orang kafir sama sekali


Scientific Journal of KFU (Humanities and Management Sciences)

To reveal the degree of translation accuracy of the kinayah verses contained in Al-Quran dan Terjemahnya and AlQuranul Karim Tarjamah Tafsiriyah, this study asked responses from 25 expert respondents. These respondents are ArabicIndonesian translation practitioners who have produced at least three translations published by several Indonesian publishers. According to the responses of the respondents, the degree of translation accuracy of the kinayah verses contained in Al-Quran dan Terjemahnya is higher than that of Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah. In comparison, the mean of translation accuracy of the kinayah verses in Al-Quran dan Terjemahnya achieves 78.9%, whereas the version of Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah achieves only 67.1%. The high accuracy of the translation of the kinayah verses in Al-Quran dan Terjemahnya is presented by the application of couplet procedure that combines literal and amplification techniques. The example of the application of couplet procedure can be observed below. (1) (Chapter 5: 64) In the first place, Al-Quran dan Terjemahnya applies literal technique in translating this kinayah verse so that it is translated into, Dan orang-orang Yahudi berkata, “Tangan Allah terbelenggu.” (And the Jews say, “God’s hand is fettered.”). In the second place, by applying amplification technique, the translation is then elaborated further in a footnote, which explains clearly the intended meaning of this kinayah verse. The footnote presents the secondary meaning of this kinayah verse and elaborates that the meaning of Tangan Allah terbelenggu (God’s hand is fettered) in the verse, according to the Jews is that the God is miser. The existence of the footnote makes the meaning of the kinayah verse translation becomes more clear and transparent in the TL. In relation to this, Sun and Li (2016) state that the existence of footnote or annotation in translation can

Vol. 21 (1) - 2020 (1441H)

bridge the gap between cultural aspects of SL and TL. The fulfillment of transparency aspects of the kinayah verses translation often ignores and sacrifices fidelity of the target text to the source text. For example: (2) (Chapter 68: 42)

Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah translated this kinayah verse into, Pada hari kiamat, muncul suasana kacau balau yang mengerikan. Ketika itu kaum kafir diperintahkan untuk bersujud, ternyata mereka tidak sanggup (On the Day of Judgment will appear chaotic atmosphere that will be awful. At that time they will be summoned to prostration, but apparently they cannot afford). This translation is really not faithful to the SL because the secondary meaning of this verse is indeed translated in the TL but its primary meaning is not presented at all. Therefore, according to the perceptions of the respondents, the translation accuracy of the kinayah verse contained in Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah only achieves 57.7%. According to the respondents, the stylistic eloquence of this kinayah verse is not presented in the TL because of the application of modulation technique. The application of modulation technique makes the aspect of transparency fulfilled in the TL, although the translation is not faithful to the SL. Yet, it is undeniable that presenting a transparent translation and, at once, faithful translation to its source text sometimes cannot be done in the translation process. Al-Quran dan Terjemahnya is correct by applying couplet procedure in translating the verse (Chapter 68: 42). First, this verse is translated into Indonesian by using literal technique so that the translation is Ingatlah pada hari ketika betis disingkapkan dan mereka diseru untuk bersujud; maka mereka tidak mampu (Remember on the day when the calf will be uncovered and they are called to prostrate; then they cannot afford). Furthermore, with amplification technique,

327


The Impact of Using Fereignization and Domestication on the Translation...

accuracy aspect. In practice, Al-Quran dan Terjemahnya adjusts the SL elements in the TL notably by implementing the techniques of amplification, transposition, and reduction. The realization of the use of amplification technique includes explication of the secondary meaning of kinayah verses presented in the translation, especially in the form of a footnote or endnote. Conversely, the application of transposition technique covers some levels shifting from the phrases contained in the kinayah verses to be the TL clauses. Meanwhile, the use of reduction technique causes the deletion of kinayah linguistic elements in the translation, i.e. by omitting the subject in kinayah verses that have the shape of imperative form. Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah adjusts the elements of SL in the TL by applying these three techniques and added with the techniques of modulation and linguistic amplification. Realization of the application of modulation technique includes changes

Mohamad Zaka Al Farisi

in view point against linguistic elements of kinayah verses in the TL, whereas the application of linguistic amplification technique covers the presence of some more linguistic elements within the TL that are not contained in the kinayah verses. Translation accuracy presents a translated text to resemble the source text in the aspect of meaning without any addition or subtraction that might bring distortions of the meaning in the TL. Hence, a distortion of meaning in translation can make the meaning of kinayah verses incomplete. The incomplete meaning instigates the translation of kinayah verses to be unclear and inaccurate, which can also damage or blemish the equivalence relation of a translation text with its source text. In general, the translations of the kinayah verses, both in Al-Quran dan Terjemahnya and Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah, may have a degree of accuracy that is acceptable as shown in Table 3.

Table 3. Comparison of the translation accuracy of the kinayah verses Nr.

Translation

Accuracy (%) Al-Quran dan Terjemahnya

Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah

1

Chapter 5 al-Maidah: 64

78.2

50.2

2

Chapter 5 al-Maidah: 64

70.0

51.6

3

Chapter 9 at-Taubah: 67

76.5

57.2

4

Chapter 17 al-Isra’: 24

78.6

81.1

5

Chapter 18 al-Kahf: 42

78.2

58.4

6

Chapter 19 Maryam: 4

82.3

81.5

7

Chapter 25 al-Furqan: 27

81.9

75.3

8

Chapter 32 as-Sajdah: 16

75.3

49.4

9

Chapter 47 Muhammad: 25

81.1

77.4

10 Chapter 48 al-Fath: 22

77.0

75.3

11 Chapter 54 al-Qamar: 12

81.5

79.0

12 Chapter 68 al-Qalam: 42

78.6

57.7

13 Chapter 70 al-Ma’arij: 39

83.5

46.3

14 Chapter 75 al-Qiyamah: 26

81.5

81.1

15 Chapter 102 at-Takatsur: 2

79.8

85.2

78.9

67.1

Mean

326


Scientific Journal of KFU (Humanities and Management Sciences)

the iltifat verses compiled in Al-Quran dan Terjemahnya. However, the finding does not differ from that of Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah. Moreover, the

Vol. 21 (1) - 2020 (1441H)

domestication tendency of Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah is more significant than that of Al-Quran dan Terjemahnya as shown in Table 2.

Table 2. Translation ideology of Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah Nr. 1

Translation techniques SL Orientation 1.1 Literal

Total Percent (%)

2

TL Orientation 2.1 Ampli cation 2.2 Transposition 2.3 Reduction 2.4 Modulation 2.5 Linguistic ampli cation 2.6 Linguistic compression

Total Percent (%)

Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah mostly applies TL-oriented translation techniques as much as 71.0% mainly amplification, transposition, reduction, modulation, and linguistic amplification. This number is far greater than the number of SL-oriented translation techniques applied in translating the kinayah verses, which only reaches 29.0%. Thus, AlQuranul Karim Tarjamah Tafsiriyah has strong domestication tendency in translating the kinayah verses. This finding is in line with Al Farisi (2018) who reports that Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah also has strong domestication tendency in translating the Quranic imperative verses. For example, the kinayah speech (literal: they grasp their hands), which is contained in Chapter atTaubah verse 67, is translated into mereka berlaku kikir (they behave miserly). This translation is a realization of the use of couplet procedure that combines amplification and modulation techniques. By the use of amplification technique, the pronoun (them), which is contained in

Frequency 18 18 29.0% 15 8 8 6 6 1

Translation ideology

Foreignization

Domestication

44 71.0%

the verb implicitly, is presented so explicitly that the readers can understand it clearly. Meanwhile, the modulation technique used in translating the phrase causes the alteration of the point of view regarding the phrase. The kinayah speech, which is indirect and not literary, becomes direct and literal speech in the translation. Thus, the kinayah speech , which literally means mereka menggenggam tangantangan mereka (they grasp their hands), is translated into mereka berlaku kikir (they behave miserly). The meaning of the later contained in Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah is the secondary meaning intended by the kinayah speech. The domestication ideology conducts Al-Quran dan Terjemahnya and Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah to deal with the translations of kinayah verses according to their secondary meanings intended by the verses. As a result, the translations of kinayah verses in both of the translations do not only fulfill the transparency aspect but, more importantly, also fulfill the

325


The Impact of Using Fereignization and Domestication on the Translation...

readers using certain TL. As a dual-act of interlingual communication, translation must be intended to bring and convey the closest meanings of SL text into TL text. In relation to this, equivalence in translation refers to the accuracy aspects that determine the good-or-bad translation. The particular belief of a translator concerning the goodor-bad translation cannot be separated from translation ideology underlying the translation process. In translation, there are two main ideologies of translation, namely foreignization and domestication. On the one hand, foreignization ideology is manifested in the tendency of translation to bring the elements of SL into TL. The good-or-bad translation text depends upon the structures and cultures of SL manifested in TL. On the other hand,

Mohamad Zaka Al Farisi

domestication ideology is manifested in the tendency of a translator in adjusting the elements of SL adduced in TL. In relation to domestication, according to Ni (n.d.), the quality of translation is determined by how the translation presents the aspects of structure and culture of TL properly. Translation ideology of a translator directs his/her translation activities, not only at the macro level but also at the micro level. At the macro level, translation ideology determines the selection of source text to be translated into target language. At the micro level, it also influences the choice of translation techniques to be applied in dealing with translation units. Table 1 shows the tendency of translation ideology of Al-Quran dan Terjemahnya in handling the kinayah verses.

Table 1. Translation ideology of Al-Quran dan Terjemahnya Nr.

1

Translation techniques SL Orientation 1.1 Literal 1.2 Borrowing

Total

39 2

Foreignization

46.1% TL Orientation 2.1 Ampli cation 2.2 Transposition 2.3 Reduction 2.4 Modulation 2.5 Linguistic ampli cation 2.6 Linguistic compression

Total Percent (%)

Overall, the frequency of SL-oriented translation techniques used in Al-Quran dan Terjemahnya reaches 46.1%, including the application of literal and borrowing techniques. Meanwhile, the frequency of TL-oriented translation techniques is 53.9%, including the application of the techniques of amplification, reduction, transposition,

324

Translation ideology

41

Percent (%)

2

Frequency

19 15 6 4 3 1

Domestication

48 53.9%

linguistic amplification, modulation, generalization, and linguistic compression. The frequency of TL-oriented techniques attests that Al-Quran dan Terjemahnya tends to domestication ideology in translating the kinayah verses. This finding contrasts with Al Farisi (2015) who reveals the tendency of foreignization ideology in translating


Scientific Journal of KFU (Humanities and Management Sciences)

translation shows a fidelity to the source text. The literal technique is not only widely used in the translation of the sacred texts of Islam but also in the translation of sacred texts of Buddhist (Yu, 2006). The dominance of the use of this literal technique is understandable considering this technique is a basic technique of translation commonly used in translation process (Newmark, 1988). The literal technique is often unavoidable and is not to be avoided because the application of this technique presents equivalences of the text translation and the source text. This study proves that the translations of kinayah verses, both in Al-Quran dan Terjemahnya and Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah, have the equivalences with the source text due to, among other things, literal technique application. The number of literal technique in the translation of kinayah verses expresses that, according to Newmark (1988), “truth” must be seen as something that is the first and the foremost in translation because “truth” is material “facts” contained in a text, i.e. the presence of primary and secondary meaning in the case of translation of kinayah verses. In other words, “truth” is the mandate that must be conveyed in TL to the beneficiary, which is the target readers. Adjustments, either in the form of addition or subtraction, must show the “truth” so that the generated translation can meet the accuracy aspects properly. In practice, the application of translation techniques is not so simple that translator might apply literal or nonliteral technique because it varies from the use of single procedure, which only applies one translation technique, couplet procedure that employs two translation techniques, triplet procedure, which has three translation techniques, and quartet procedure that employs four techniques of translation. This finding is in line with Silalahi (2009) who identifies the application of four procedures in the translation of the book Medical-Surgical

Vol. 21 (1) - 2020 (1441H)

Nursing. Alongside applying single procedure as much as 41.7%, Al-Quran dan Terjemahnya also implemented couplet procedure for 37.5% of the six variations, five of which used literal technique as the basis. Meanwhile, Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah implemented single procedure as much as 63.2%, and only applied couplet procedure as much as 21.1% with the domination of literal technique as the basis. On the one hand, the application of couplet procedure in AlQuran dan Terjemahnya mostly combines literal technique with amplification technique (50.0%) or with transposition technique (22.2%). On the other hand, Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah contains many literal techniques combined with amplification technique (37.5%) or with modulation technique (25.0%). Accordingly, amplification technique, either in Al-Quran dan Terjemahnya or AlQuranul Karim Tarjamah Tafsiriyah, is used to clarify secondary meaning of the kinayah verses so that the translation becomes more explicit and transparent. Transposition technique is applied to change the grammatical category contained in kinayah verses. The use of transposition technique shows that Al-Quran dan Terjemahnya performed many shifts in translating the kinayah verses especially at the level of structure. Furthermore, modulation technique is employed to alter cognitive categories contained in the kinayah verses. The use of this modulation technique shows that the translation of kinayah verses in Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah is mostly done by changing the focus or point of view concerning the verses (see Molina and Albir, 2002). The impact of translation ideology on translation accuracy Generally speaking, translation can be seen as a dual-act interlingual of communication involving SL and TL. A translator acts as a mediator assigned to convey some messages to target

323


The Impact of Using Fereignization and Domestication on the Translation...

kinayah speech depends on two cognitive factors: contiguity and salience (see Tao, 2015). Kinayah in the Quran is not a useless substitution because it usually presents certain purpose and intention (Sherwani, 2016). That is why kinayah is valued with its rhetorical effect, cognitive nature, and pragmatic function (Zheng, 2014). THE METHODOLOGY AND INSTRUMENT This research is a descriptive research, which is oriented on translation as a cognitive product. The projection of the research is a comparative-evaluative study with the design of embedded case study research. The data sources and the translation units have been determined before the study. Hence, the conclusion of the research is rooted in research data that can be studied and cannot be generalized to other data. The translation units, to the possible extent, were at the level of words. If a translation unit cannot be done at the word level, then it should be moved on the levels of phrase, clause, or sentence. Translation units were examined to show the application of translation techniques and procedures as well. Hence, the frequency of the application of translation techniques determines the tendency of translation ideology. The research was then focused on the impact of the tendency of translation ideology on the translation accuracy of the Quranic kinayah verses. The research data consisted of words, phrases, clauses, and sentences contained in 15 kinayah verses of the Quran and their two translations enshrined in Al-Quran dan Terjemahnya (Dewan Penerjemah, 2016) and Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah (Thalib, 2016b). The data collection refers to some Arabic stylistic references such as Jawahirul Balaghah, al-Mutsuluts Tsair, and others. Supported by Maktabah Syamilah 3.36 program, the study sample was taken purposively based on single criteria that it has kinayah speech with certain secondary meaning.

322

Mohamad Zaka Al Farisi

The perceptions of 25 informants on the accuracy of the translations were extracted by the questionnaire used for knowing the degrees of translation accuracy. The sample The sample of this research encompasses 25 informants who were purposively chosen from the translation practitioners (15 male and 10 female translators) and produced at least three translations published by several Indonesian publishers. They are specialized in Indonesian-Arabic translation and vice versa, and work as in-house or freelance translators for several publishers in Indonesia. Data collection A questionnaire adapted from Nababan et al. (2012) was used to collect the perceptions of 25 informants on the accuracy of the translations of the Quranic kinayah verses. The format of the questionnaire that contained two sections was dispensed to the informants involved in this research. The first section covers demographic information such as name, age, gender, publisher they work for, etc. The second section of the questionnaire consisted of 15 Quranic kinayah verses and their translations enshrined both in Al-Quran dan Terjemahnya (Dewan Penerjemah, 2016) and Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah (Thalib, 2016b). The informants were requested to provide his/her responses concerning the degree of translation accuracy of both translations ranging from 1-9, i.e. from the least accurate to the most accurate. Besides, they were also asked to write down their argument of the responses given in the questionnaire. RESULTS AND DISCUSSION THE IMPLEMENTATION OF TRANSLATION TECHNIQUES AND PROCEDURES In general, literal technique dominates the translation of kinayah verses, both in Al-Quran dan Terjemahnya and AlQuranul Karim Tarjamah Tafsiriyah. The number of literal technique used in the


Scientific Journal of KFU (Humanities and Management Sciences)

the translator at the macro levels, among other things in determining the type of text to be translated, and at the micro level in determining the translation techniques used in handling translation units at the levels of word, phrase, clause, and sentence. In short, translation techniques are applied to deal with micro-units of a text (Molina and Albir, 2002). Accordingly, the application of translation techniques should be logical, relevant, and contextual to get positive impact on the translation accuracy at the micro-units of a text. In practice, as Newmark (1988) states, a translator should not always apply a single procedure but he can also carry out couplet, triplet, or quartet procedures to present the accuracy of translation. Translation accuracy Translation quality assessment has been a fast-growing area in translation studies. Undoubtedly, it is one of the most important areas in translation as well as in translation research. There are some different assessment models designed by experts (e.g. Toury, 1995; House, 1997; Schäffner, 1998; Maier, 1998; Fawcett, 2000; Nababan et al., 2012). Each model, of course, has advantages and disadvantages because of subjectivity of assessing translation process conducted by researchers. In accordance with translation quality assessment, translation accuracy is ordinarily related to equivalence of target text meaning with source text meaning. Moreover, accuracy is a top priority and foremost because translation accuracy is viewed as a basic principle, considering that a text is called a translation if, and only if, the text has equivalence relationship with the source text. Testing translation accuracy, according to Al Farisi (2014), can be carried out by experts who master SL, TL, and related disciplines. Accuracy ensures that the “truth” of a translation, to borrow Newmark’s term, is completely accountable. “Truth”, that is contents contained in a text, occupies a core place in translation (Newmark, 1988). Nevertheless, adjustments, whatever the

Vol. 21 (1) - 2020 (1441H)

form, can be done as long as they do not corrupt the “truth” of a translation. In the end, the “truth” must present in TL without any addition or subtraction of the linguistic elements in the TL, and without strengthening or weakening the elements of meaning in the TL as well. Metaphor (kinayah) speech The complexity of the Quran translation is associated, among other things, with kinayah stylistic that has certain characteristics. Kinayah is an indirect form of speech that the Quran uses to express something linked to certain cases. For example, the Quran does not use ‫( جامعتــم النســاء‬literal: you have sexual intercourse with women) to mention copulation but it uses indirect speech uttered in kinayah style i.e. ‫ﻻمســتم النســاء‬. Literally, the kinayah speech ‫ ﻻمســتم النســاء‬has a meaning to touch women, but it is intended to refer to sexual intercourse. Kinayah, according to AlHasyimi (2014), is a speech that aims to bring certain secondary meaning to the interlocutor. However, it might also be understood in the sense of the basic meaning of the speech. The definition implies that kinayah speech might be understood in terms of its secondary meaning or basic meaning. Therefore, in translating kinayah speech, a good translator should not only be a bilingual but also a bicultural (Al-Zoubi et al., 2006). A similar definition is stated by Al-Atsir (2014) that kinayah is a speech that indicates a specific meaning but it might be understood in terms of its original meaning. Both of the meanings are usually inseparable but have similar aspect related to the speech. The similar aspect, as stated by Awang et al., (2016), does not only simplify the understanding of a kinayah speech but also makes its meaning to be understood by interlocutor accurately, clearly, and comprehensively. Thus, Rebollar (2015) emphasizes that kinayah has been fully considered as an association process between adjacent items within the same cognitive domain or as an involvement of meaning transfer between properties and qualities in an utterance. Understanding a

321


The Impact of Using Fereignization and Domestication on the Translation...

might be influenced by misunderstanding and mistranslation of the translator. Such a mistranslation might be, among other things, in the form of reduction, addition, subtraction, and alteration in handling the translation units. The mistranslation may cause semantic distortion and even pragmatic loss in the TL. Literal tendency also occurs in the translations of Buddhism’s sacred texts. According to Yu (2006), the principle of literal translation has met expectations of the readers of religious texts translations in the mainland China. In connection with the translation of euphemism, AlShawi (2013) suggests that translators need to have cultural knowledge of source language (SL) and target language (TL) to translate indirect speech such as metaphor, metonymy, etc. accurately. Al Farisi (2013) examined the relevance aspect of the translation of kinayah verses containing taboo expression about sexual intercourse in Al-Quran dan Terjemahnya. The result shows that 93.3% of the readers do not need hard processing effort to understand the intended meaning of the translation of the verses. Kinayah is considered as an important Arab rhetoric (see Behnamfar et al.; Sherwani, 2016; Shoaei and Lalehzari, 2016). This explanation indicates that kinayah is the highest among the four figures of speech –followed by simile, metonymy, and figurative language– in theosophical verses of Bustan written by Saadi Shirazi. In the field of medicine, Silalahi (2009) identifies the SL-oriented translation techniques application covers 89.4% of the translation of the book Medical-Surgical Nursing. A different case occurs in Samadi et al. (2011) that the legal language translator prefers paraphrasing strategies to overcome the differences between SL and TL. Accordingly, paraphrasing is done to present the clarity of meaning of the legal terms in TL. Kurniawati (2006) demonstrates the tendency of domestication for more than 80.0%, which results in the readability of cultural

320

Mohamad Zaka Al Farisi

expressions in the translation of the book The Choice: Islam and Christianity. Moreover, a research on translation evaluation conducted by Sudarno (2008) focuses on translation of the terms of techniques and cultures in the field of engineering. The research states that 75.0% of the translation of technical and cultural terms can be considered as accurate. Al Farisi (2018) reports that Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah has a strong domestication tendency, which covers 61.0% in translating the Quranic imperative verses. So, some of the previously mentioned studies, especially in relation to the translations of the Quran, show the literal tendency of Al-Quran dan Terjemahnya, (2016) which is marked by many SLoriented translations. The tendency might be caused by consideration of the sensitivity of the Quran as a divine text. Apart from this tendency, there are limited number of researches on the translation of the Quran, especially in Indonesian language, which prove the impact of the tendency of translation ideology on the translation accuracy of Quranic verses with specific stylistics, such as kinayah (metonymy) and iltifat (reference switching). This study aims to investigate the impact of translation ideology (i.e. foreignization or domestication) on the translation accuracy of kinayah in the Quranic verses. Concepts and theoretical foundation Translation ideology A translator, in trying to reproduce the closest equivalence of SL and TL, must make correct decisions during the handling of translation units. Ordinarily, decision making in the translation process depends on translation ideology held by the translator. In relation to this, translation ideology is associated with the perspective of a translator in judging right and wrong, or good and bad translations. According to Venuti (1995), translation ideology consists of foreignization and domestication. The tendency of translation ideology either foreignization or domestication affects


Scientific Journal of KFU (Humanities and Management Sciences)

Vol. 21 (1) - 2020 (1441H)

The Impact of Using Foreignization and Domestication on the Translation Accuracy of the Quranic Metaphor (Kinayah) Verses Mohamad Zaka Al Farisi Department of Arabic Education, Universitas Pendidikan Indonesia West Java, Indonesia https://doi.org/10.37575/h/rel/1966

ABSTRACT It is known that speech act of kinayah often becomes a complicated problem in the translation process. The problem emerges during the translation process because of the existence of primary meaning and secondary meaning contained in kinayah speech. In this case, the translator must employ so appropriate procedures and techniques of translation that the translation of kinayah becomes accurate. This descriptive research with the design of embedded case study is oriented on translation as a cognitive product of the translators. This research aims at revealing the impact of translation ideology on the accuracy of the translations of kinayah verses in Al-Quran dan Terjemahnya and Al-Quranul Karim Tarjamah Tafsiriyah. The latter was made by Thalib as a reaction to the deficiencies of Al-Quran dan Terjemahnya in the accuracy and clarity aspects. The result shows that in general, both of the translations have domestication tendency because they used many target-language-oriented translation techniques. The domestication tendency presents the accuracy and transparency of kinayah verses in the translations. The application of translation techniques in both of the translations is not only done by using single procedure but also done by using couplet, triplet, and quartet procedures. The couplet procedure that combines literal and amplification techniques presents the good quality translation of the kinayah verses. The application of literal technique presents the primary meaning of the kinayah verses accurately, while the application of amplification technique presents the secondary meaning of them transparently. Key Words: Foreignization, Domestication, Metaphor, , Transposition.

INTRODUCTION Recently, the translation of religious texts in the world, especially in Indonesia, has been increasingly widespread. AlQuran dan Terjemahnya, which was first made by the Ministry of Religious Affairs of the Republic of Indonesia in 1965, is considered widely published translations of the Quran in Indonesia. Some studies reveal that Al-Quran dan Terjemahnya tends to be text-centered in translating the Quran’s verses. This tendency receives criticism from many scholars such as Thalib (2016a) who argues that the Quran should not be translated literally because it could potentially bring some meaning distortions in the translation. Consequently, the meaning distortions might cause Muslims’ misunderstanding of the verses. Furthermore, he asserts that in Al-Quran dan Terjemahnya, there are more than 3,000 translation errors espescially caused

by the use of literal translation. Al Farisi (2010) attests that 60.0% of the translation of iltifat verses in Al-Quran dan Terjemahnya uses literal techniques. According to Chironova (2014), the literal translation, as a strategy, should not be viewed negatively. In the view of Al Farisi (2015), the literal tendency in Al-Quran dan Terjemahnya is inseparable from the ideology of foreignization. It especially appears in translating the iltifat verses, which results in the textcentered translation tendencies of the verses. Nevertheless, this finding contrasts with the study of Al-Badani et al. (2016) which states that The Meaning of The Holy Quran uses explication and expansion strategies for translating the iltifat verses. Accordingly, this strategy is used to bridge the differences between English and Arabic grammars. Elhadary (2013) reports that translation of the Quran’s verses

319


- Causal Model of the Relationship between Causal Attribution,Superstitious Thinking, and Quality of Life for University Students Mostafa A. Elhodiuby and Nahla A. Abd El Majeed.................................................................................... 221 - Relation of Creative Problem Solving with Efficient Working Memory in a Sample of Gifted Students at King Faisal University in Saudi Arabia

Hemdan Mamdouh Ibrahim Al-Shamy.......................................................................................................... 243

 Management - Measuring the Gap between Perceptions and Expectations Using SERVQUAL An Applied Study on Telecommunication Services in KSA (Mobily Telecommunication Company) Adel M.Torieh................................................................................................................................................ 259 - Obstacles of E-Management and the Future Expectations to Overcome these Obstacles as perceived by Balqa Applied University Administrators

Eman J. Abdulrahman and Ibrahem H. Tadros.............................................................................................. 287

- Saudi Labor Market Trends for Employing University Graduates According to Gender and Academic Track

Osama Ahmed Abdelkader............................................................................................................................. 305

English  Linguistics - The Impact of Using Foreignization and Domestication on the Translation Accuracy of the Quranic Metaphor (Kinayah) Verses

Mohamad Zaka Al Farisi................................................................................................................................ 319

 Management - Mediating Role of Customer Experience in Social Media Marketing and Purchase Intention: A Case Study

Sufyan Habib.................................................................................................................................................. 333


Table of Contents Arabic  Religion - Legitimate Status of Unified Live Call for Prayer “Athan”

Ahmed Musa ................................................................................................................................................. 1

 Linguistics - Ibn Saber Who Initiated Non-Designated Words “AlKhalifah” in Arabic Syntax

Ali khalifa A. Abdul Latif ............................................................................................................................. 21

 Art - Poetry in Response to Sentiment and Living Environment Bashar ibn Burd Persian Praise and Arab Satire “B” Poet as a Model Zead Mahmoud Megdadi .............................................................................................................................. 37

 History - Makkah in the Eyes of Muslim Travelers and Geographers

Muhannad Nayef aldajah............................................................................................................................... 49

-

Islam as Reference of the Kingdom of Songay in West Africa during the16th Century

Abdullah Issa.................................................................................................................................................. 71

- The judges of Al-Basrah 247-334AH/861-945 A

Amneh Mahmoud A. AL-Btoush ................................................................................................................. 85

 Education - Relationship between Emotional Intelligence and Leadership Criteria of School Principals in AL-Ahsaa Governorate in Kingdom of Saudi Arabia

Mohammad Ahmad Al Shoura, Bassam Mahmoud Al Saideen.................................................................... 111

- The Effect of a Multimedia Educational Software on the Academic Achievement of the Chapter of Web 2.0 to the Students of the College of Education at King Faisal University

Abdulelah H. Al-Arfaj and Zeyad Ali Ibraheem Khalil................................................................................. 137

- The Effect of an In-service Training Program on Developing High-Order Thinking Skills of Elementary School Teachers in the Kingdom of Bahrain

Najat S. Alhamdan and Fatima A. Aljasim.................................................................................................... 161

- The Evaluation of the Fifth Primary Grade Developed Improved Mathematics Book from the Viewpoint of Mathematics Teachers in Hail, Saudi Arabia

Othman Naser Mansour................................................................................................................................. 181

- The Attitude of Secondary School Students toward Reading in the Light of some Variables

Ibrahim S. Alsubaty........................................................................................................................................ 207



Conferences and meetings abstracts: Campbell, B.K., Scaramuzzi, R.J., and Webb, R. 1993. IGF-1 stimulates oestradiol production in sheep, both in vitro and in vivo. J. Reprod. Fert., Abstr., series number 12. Abstr. No 23. Tables: Tables should be numbered and have a summarized self – explanatory title above it. Footnotes should be written below the table and must be brief. Tables should be typed and, organized vertically (if possible) so that they can be read without turning the page. Tables must be mentioned with it’s numbers within the text before it is presented. Allways refer to the tables using its numbers. Table location should be as close as possible to its first time citation in the text. Tables numbering should be sequential as they appear in the text. Figures: Figures should be numbered and have a summarized self – explanatory title below it. Figures include all types of drawings, photographs, graphical presentation of data, and curves. They should be organized vertically (if possible) so that they can be examined without turning the page. Images should be placed as close as possible to its first time citation in the text. Its numbering should be sequential as they appear in the text. Figures must be mentioned with it’s numbers within the text before it is presented. allways refer to the figures using it’s numbers. An additional copy of each image should be attached in jpeg format. In curves and graphical presentation of number, unless you requested color printing of the paper, it is preferred to use patterns for lines and bars that can be easily recognized in black and white printing. Avoid using close colors pattern as much as possible. Abbreviations: International conventional abbreviations; such as cm, mm, km, and %, should be used instead of their respective full words (centimeter, millimeter, kilometer and percentage, respectively). It is recommended to use the metric system. If other systems were used, metric equivalent should be put in parenthesis. Local measuring units should be avoided unless necessary. If such units were used, the equivalent value of international units should be given when it is first mentioned in the text. Footnotes: Footnotes are used to provide necessary or additional information if needed. Numbers of footnotes in the text should be consecutive within each page and written in superscripts (placed in parenthesis). References to cited works in the footnotes should follow the style of referencing in the text and should be included in the reference list. Footnotes should be set as footnotes on their respective pages using the specific command of thewordprocessor.

Offprint: Sole or principal author will receive twenty offprints of the published article free of charge. Subscription and correspondence: Subscription and all types of correspondence should be addressed to the Editor in Chief. Referral: Authors should consult the university by-laws for publication and translation guidelines not mentioned here. Manuscript submission 1. Manuscripts and all correspondence for Humanities and Management Sciences should be sent to the Journal e-mail: sjkfu-hm@kfu.edu.sa 2. Manuscripts and all correspondence for Basic and Applied Sciences should be sent to the Journal e-mail: scijkfu@kfu.edu.sa Manuscripts can also be sent to the journal address: Editor in Chief The Scientific Journal of King Faisal University King Faisal University P.O. Box 400 Al-Ahssa 31982 Kingdom of Saudi Arabia Fax: 966135801257


Key Words: A maximum of six words (arranged alphabetically in both languages) indicating the paper main fields of interest. Key words must not be used in the title. INTRODUCTION It should briefly review previous work ordered from the oldest to the newest. It should end by a statement indicating what the current work will add to knowledge of the subject. Scientific work extracted from thesis should be clearly indicated. Introduction must not be lengthy. Use name- year system throughout the whole text. For References within the text, if the citation has one or two authors, cite the author last name(s) and the date (king and mark, 2011). Citation of references that has more than two authors at the beginning of the sentence should be as e.g. “Al-Ghamdy et al. (2012) reported that…”. Those citations at the end of the sentence should be as e.g. (Al-Mansour et al., 2012). If multiple citations is used for one specific point, list them from the oldest to the newest.

manuscript language references followed by the other language. • Avoid using other journals formats, typographical errors where names or years does not match those in the text, and listing of incomplete publishing data. Do not use “et al.,” on the list. • Internet sources should include full web site address that leads to the specific reference in addition to its retrieval date, along with full detail of the reference (see references examples). • Compact disks (CD) should not be used unless it has an ISBN number. • Multiple references of the same first author should be arranged according to his last name, followed by the second author last name, and followed by older publishing year. • If multiple references of the same author(s) are published in the same year used in the text, mark them as a, then b and so on, according to their order of appearance within the manuscript.

MATERIALS AND METHODS It should contain detailed information about the methodology, data collection, statistical analysis (if applicable). This part should not reinstate details of referenced techniques unless the work actually modified the old ones (in this case, refer to the source method and explain only detail modifications of the old techniques).

Examples of references writing format (Must be followed literally):

RESULT AND DISCUSSION This section could be presented in two separate parts if needed. It must present the findings of the work in forms of tables, figures, and / or wording. Such data should be interpreted using scientific evidences to reach a conclusion. Rewriting the same data in several forms should be avoided to keep the manuscript size within limit. Referring to own findings as “in harmony with those of….” without explanations, is not advised. Sudden end of results and discussion text without conclusion or recommendations is not recommended. ACKNOWLEDGMENT(S) Acknowledgment is written when needed particularly when financial support is provided for the work or when someone who is not on the authors list offered special assistance.

Journals: Basiouni, G. F., Khalid, M., and Haresign, W. 1996. Effect of bovine follicular fluid treatment and progesterone priming on luteal function in GnRHtreated seasonally anoestrous ewes. Animal Science. 62(3): 443-450.

REFERENCES • References list of the journal follows the Harvard reference style. References must be ordered alphabetically without sequential numbering in one list regardless of the reference type (book, article bulletin, etc.). • Journal titles should follow ‘The World List of Scientific Periodicals’. • For Arabic reference listing, please refer to the Arabic version of this document. • If multilingual references are used start with

Internet document: Fonseco, M. 2013. Most common reason for Journal rejections. Accessed on 12- 12-2013 from: http:// www.editage.com/insights/most-commonreasons-for-journal-rejections.

Books: Haresign, W. 1983. Sheep Production. Butterworths, London. Chapters within books: Haresign, W., McLeod, B.J., and Webster, G.M. 1983. Endocrine control of reproduction in the ewe. pp. 353-379. In: Haresign, W. (Ed.) Sheep Production. Butterworths, London. Dissertation: Al-Shihry, S.S. 1993. Optically active photochromic fulgides. PhD Thesis. University of Wales, Cardiff, UK. Conferences, proceedings and workshops: Barano, J.L.S., and Hammond, J.M. 1985. Studies of action of FSH or progesterone secretion by immature granulosa cells maintained in serumfree conditions. pp. 345-350. In : Toft, D.O., and Ryan, R.J. (Eds.) Proceedings 5th Ovarian Workshop. Champaign, IL-USA.


Authors Basic Guidelines • Manuscripts can be submitted in Arabic or English. For English manuscripts, an Arabic translation of the title, authors’ names & affiliations, abstract and key words should be included and vice versa for Arabic manuscript. • Translation must be accurate. Unprofessional translation will not be accepted. • Manuscripts that contains products’ advertising, do not follow scientific methods, or legally offend others, are not accepted. • The views expressed in the manuscript reflect the views of the author(s) only. • Manuscripts will be published only after being refereed and accepted for publication. Manuscript handling • The author must fill the declaration form sent by the journal that states (his/her/their) responsibility regarding the scientific content, the originality of the work and that it is not previously published, nor submitted for publication anywhere else. • The manuscript is reviewed to make sure it matches the journal format. Improper format are marked. • Plagiarism is determined using Ithenticate® program. • The author is informed of any comments that requires modifications before resubmitting the manuscript for official acknowledgment of reception. • The editorial board primarily evaluates the manuscript to decide its validity for referral by two referees. The journal adopts double blind system of refereeing and no-conflict of interest policy. • The author is fully responsible for any scientific misconduct. The Editorial Board will not be responsible for any undetected plagiarism. • If opposite decisions were reported by the referees, the manuscript will be sent to a third referee for a conclusion. Publishing decision will be one of the following: 1. Accepting the manuscript as is. 2. Accepting after minor modifications. 3. Requesting major modifications and resubmitting to the referee. 4. Rejection. • For cases 2 and 3, after performing any needed modifications, the manuscript is returned to the journal with a list of performed modifications. Author(s) must give reasons for any unmodified comments. • The editorial board examines the manuscript after modification to decide its illegibility for publishing. The editorial board has the right to edit the manuscript with the consent of the author in addition to any proofreading modifications. • Upon fulfilling the above-mentioned steps, a draft of the final manuscript is sent to the author for his

approval before publishing. • After the author’s approval, the journal issues the acceptance letter. • Once the manuscript is approved for publishing, the same manuscript should not be published in any other form or language unless the chief editor grants a written permission. • The journal issues are posted on the journal web site: http://www.kfu.edu.sa/ar/departments/sjournal/ pages/home.aspx Preparation of Manuscripts: Pages: • The manuscript should not exceed 30 pages for humanities and management sciences or 20 pages for basic and applied sciences. Review articles (summarizing others work with no scientific addition made by the author) should not exceed 40 pages with a minimum of 50 references cited. • A4 pages must be used with 2.5cm Margins. English manuscripts must be typed at a 1.5 line spacing using Times New Romans font size 12. Arabic manuscripts must be typed at a 1.5 line spacing using Simplified Arabic font size 14. This is applied to all Arabic text including verses of Quran, Prophet Mohamed (peace be upon him) sayings, or similar quotes. The main parts of the text are: • Title, author (s) names and affiliation (s), abstract in manuscript language, key words in manuscript language, introduction, materials and methods, results and discussion, acknowledgement (if needed), references, second language title, second language author (s) names and affiliation (s), second language abstract, second language key words. • Font levels may not exceed three for the main title, sub, and sub-sub titles. Title • Title should be written in English and Arabic. • Title must be as short as possible and clearly indicates the core of the work. Twelve to fifteen words are suitable. Avoid using vague words that cannot give impression about the work context. • Names of author (s) should be in normal order (first, middle, and last name), followed by their affiliation, and communication address. • Corresponding author should be identified. ABSTRACT • Abstract should be written in both languages. It must be brief and clearly indicates the importance of the work, aim, the methodology used to conduct the work, main results, and recommendations. The abstract should not exceed 250 words. • If a questionaire is used in the work, a statement regarding its evaluation before application should be included.



Executive Editorial Board Editor in Chief Prof. Ghazi Faisal Basiouni Members Prof. Shar Saad Al-Shihry Associate Editorial Board Prof. Huda Dulaijan Aldulaijan Dr.Wasfi Raja Ibrahim Shoqairat Dr. Ahmed Abdelfattah El-Zeki Dr. Yahdih Mohammed Semlali Dr. Abdulelah Mohammad Al-Mulla Dr. Habib Kechida Derouiche Proofreading Prof. Adel Mostafa Abousalama Dr. Ali Khaleifa Abdullatif Dr. Abdelrahim Fathy Ismail Technical Editing Fadel Mohammad Al-Amer Ibrahim Jawad Al-Abdullah Khalid Ibrahim A Ů? lbraih Salah Abdulaziz Al-Mohameed Website administrator Abd Rab Alameer S. Al-Boali Secretary Husain Matouq Al-Hadlag The Scientific Journal of King Faisal University The scientific Journal of King Faisal University is a biannual refereed scientific journal issued under the guidance of the University Scientific Council. Its first issue was published on 1420H-2000G. The journal publishes two separate issues on Humanities and Management Sciences issue classified in the Arab Impact Factor Index, and Basic and Applied Sciences issue published in June and December.

The latter is indexed in (CABI) and (SCOPUS) international databases. Aims and Scope The objective of the ​journal is to provide researchers with opportunity to publish their original studies, review articles, book reviews, and letters to the editor in addition to selected topics by invitation in two separate publications in the field of Basic and Applied Sciences, and Human and management Sciences. Postal Address Editor in Chief Scientific Journal of King Faisal University P.O.Box 400 Al-Ahssa 31982 Kingdom of Saudi Arabia Tel. 966 (13) 5895236 , 5895237 & 5895238 Fax. 966 (13) 5896129 E.Mail : scijkfu@kfu.edu.sa I.D. NO: 2303/18 ISSN: 1319-6944 EISSN: 1441-198 King Faisal University Press - Al-Ahssa



All Scientific articles in this issue are refereed. All rights are reserved to Scientific Journal of King Faisal University. No part of the journal may be reproduced or transmitted in any form or by any means, electronic or mechanical, including photocopying, recording or via storage or retrieval systems without written permission from Editor in Chief. All articles published in the journal represent the opinion of the author (s) and do not necessarily reflect the views of the journal.



Scientific Journal of King Faisal University

(Humanities & Management Sciences) A Refereed Scientific Journal

Vol. 21 - Supplementary Issue 1 2020 (1441H)

The journal is available at the website www.kfu.edu.sa/en/departments/sjournal/pages/home.aspx



Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.