http://www.shamela.ws تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
الكتاب :إظهار الحق
المؤلف :محمد رحمت ال بن خليل الرحمن الكيرانوي العثماني الهندي
الحنفي )المتوفى 1308 :هـ(
دراسة وتحقيق وتعليق :الدكتور محمد أحمد محمد عبد القادر خليل ملكاوي ،الستاذ المساعد بكلية التربية جامعة الملك سعود -الرياض
الناشر :الرئاسة العامة لدارات البحوث العلمية والفتاء والدعوة والرشاد - السعودية
الطبعة :الولى 1410 ،هـ 1989 -م )أول طبعة تصدر مقابلة على نسختي المؤلف الذهبيتين المخطوطة والمقروءة(
عدد الجزاء 4 :أجزاء في ترقيم مسلسل واحد ]ترقيم الكتاب موافق للمطبوع[
وهكذا حال كتب أخر أيض ا فلو كانت شهادة المسيح والحواريين مثبتة لصدق كل جزء جزء من
كتب العهد العتيق لما كان لمثال هذه الختلفات الفاحشة الواقعة بين العلماء المسيحية سلف ا ل ،فالنصاف أن ما قال بيلي هو غاية السعي في هذا الباب من جانبهم ،وبدون وخلفا ممساغغ أص ا العتراف بما قال ل يوجد لهم المفر ،كيف ل وقد عرفت في الشاهد
السادس عشر من المقصد الول أن علماء اليهود والمسيحيين متفقون على أن عزرا غلط في السفر الول من أخبار اليام ،وهذا السفر أيض ا داخل في الكتب التي شهد المسيح حقيتها على
زعمهم ،فإذا لم يسلموا تحقيق بيلي فماذا يقولون في تصديق هذا الغلط؟ ،ثم أقول :رابعا لو سلمنا على فرض التقدير والمحال أن شهادة المسيح والحواريين تصديق لكل جزء جزء ولكل قول قول
من هذه الكتب فل يضرنا أيض ا لنه قد ثبت أن مذهب جمهور العلماء المسيحيين وجستن
واكستاين وكريزاستم من القدماء ومذهب كافة الكاثلك وسلبر جيس ودكتر كريب ووائي يتكر وآي
كلرك وهمفري وواتسن من علماء البروتستنت أن اليهود حررفوا الكتب بعد المسيح والحواريين،
كما عرفت في الهداية الثالثة مفصلاً.ا وكافة علماء البروتستنت أيض ا يضطرون في أكثر المواضع ،ويقولون :إن اليهود حررفوا كما عرفت في المقاصد الثلثة فالن نسألهم :إن المواضع التي يقرون بالتحريف فيها أكانت محرفة زمان
المسيح عليه السلم والحواريين ومع ذلك شهدوا بصدق كل جزء جزء وقول قول من هذه الكتب أو لم تكن كذلك بل حرفت بعدهم؟ ،والول أمر ل يجترئ عليه من له ديانة ،والثاني ل ينافي الشهادة ،وهو المقصود فل تضر الشهادة للتحريف الذي وقع بعدها وما قالوا لو ثبت التحريف من اليهود للزمهم المسيح على هذا
) (2/594
الفعل )أقول( على مذاق جمهور القدماء من المسيحيين ل مساغ لهذا الكلم ،بل وقع التحريف في عهدهم وكانوا يلزمونهم ويوبخونهم ،ولو قطعنا النظر عن مذاقهم فأقول :إن اللزام ليس بضروري على مذهبهم ،أل ترون أن النسخة العبرانية والسامرية مختلفتان في كثير من المواضع اختلفا موجبا لكون أحدهما غلطا محرفا ألبتة ،ومن هذه المواضع موضع مر ذكره في الشاهد الثالث من المقصد الول ،وبين الفريقين نزاع سلفا وخلفا يدعي كل منهما أن المحرف الفريق
الخر ،ودكتر كني كات ومتبعوه على أن الحق مع السامريين ،وجمهور علماء البروتستنت على أن
الحق مع اليهود ،ويزعمون أن السامرية حرفوا هذا الموضع بعد موت موسى عليه السلم بخمسمائة سنة ،فهذا التحريف على زعمهم صدر عن السامرية قبل ميلد المسيح بتسعمائة وإحدى وخمسين سنة ،وما ألزم المسيح ول الحواريون السامريين ول اليهود ،بل سألت امرأة سامرية عن المسيح في هذا الباب خاصة فما ألزم قومها بل سكت وسكوته في هذا الوقت مؤيد للسامريين ،ولذلك استدل دكتر كني كات بهذا السكوت وقال :إن السامريين ما حررفوا بل اليهودد هم المحررفون كما عرفت في الشاهد الثاني والثالث من المقصد الول ،وكذا من المواضع المذكورة هذا الموضع إنه يوجد حكم واحد زائد على
) (2/595
الحكام العشرة في السامرية بالنسبة إلى العبرانية ،وفيه نزاع أيضا سلفا وخلفاا ،وما ألزم المسيح ول
الحواريون أحد الفريقينً.ا
)المغالطة الثالثة( إن اليهود والمسيحيين أيض ا كانوا من أهل الديانة كما تدعون في حقكم فيبعد أن يتجاسر أهل الديانة على مثل هذا المر القبيح )أقول( :جوابها ظاهر على من طالع المقاصد
الثلثة وجواب المغالطة الولى ،وإذا وقع التحريف بالفعل يقيناا ،وأقرر به علماؤهم سلفا وخلفا فما بقي لقول المغالط ،فيبعد أن يتجاسر إلى آخر محل بل كان هذا المر في القدماء من اليهود
والمسيحيين بمنزلة المستحبات الدينية بحسب المقولة المشهورة التي مر نقلها في القول السادس من الهداية الثالثة من جواب المغالطة الولىً.ا )المغالطة الرابعة( إن نسخ الكتب المقدسة كانت منتشرة شرقا وغربا فل يمكن التحريف لحد كما
ل يمكن في كتابكم )أقول( :جوابها ظاهر على من طالع المقاصد الثلثة وجواب المغالطة الولى، فإذا وقع التحريف بالفعل بإقرارهم فأي محل لعدم إمكانه ،وقياس هذه الكتب على القرآن المجيد
قياس مع الفارق لن هذه الكتب قبل إيجاد صنعة
) (2/596
الطبع كانت قابلة للتحريف ،وما كان اشتهارها بحيث يكون مانعا عن التحريف ،أل ترى كيف
حرف اليهود وملحدو المشرق على ما أقرت به فرقة البروتستنت وفرقة الكاثلك الترجمة اليونانية،
مع أن اشتهارها شرق ا وغرب ا كان أزيد من اشتهار النسخة العبرانية ،وكيف أثر تحريفهم كما علمت
في القول التاسع عشر من الهداية الثالثة من جواب المغالطة الولى بخلف القرآن المجيد فإن اشتهاره وتواتره كانا في كل قرن من القرون ماننمعيين عن التحريف ،والقرآن في كل طبقة كما كان محفوظ ا في الصحائف فكذا كان محفوظ ا في صدور أكثر المسلمين ،ومن كان شاك ا في هذا
الباب فليجرب في هذا الزمان أيض ا لنه لو رأى المجرب في الجامع الزهر فقط من جوامع مصر وجد في كل وقت أكثر من ألف شخص يكونون حافظين للقرآن كله على سبيل التجويد التام،
ووجد كل قرية صغيرة من قرى السلم من مصر ل تخلو عن الحفاظ ،ول يوجد في جميع ديار أوربا في هذه الطبقة من المسيحيين مع فراغ بالهم وتوجههم التام إلى العلوم والصنائع وكونهم أكثر من المسلمين عددا عدد حفاظ النجيل بحيث يساوي عدد الحفاظ الموجودين في الجامع الزهر
فقط ،بل ل يكون عددهم في جميع ديار أوربا يبلغ عشرة ،ونحن ما سمعنا أحدا أيضا يكون حافظا لجميع النجيل فقط في هذه الطبقة فضلا أن يكون حافظا للتوراة وغيره أيضاا ،فجميع ديار أوربا
) (2/597
من المسيحيين في هذا الباب ليسوا في مقابلة قرية صغيرة من قرى مصر ،وليس الكبار من القسيسين في هذا المر خاصة في مقابلة الحمارين والبغالين من أهل مصر ،وكان عدمزييز النبي عليه السلم يديممددح بحفظ التوراة في أهل الكتاب ،ويوجد في المة
المحمدية في هذه الطبقة أيض ا مع ضعف السلم في أكثر القطار أزيد من مائة ألف من حفاظ القرآن في جميع ديار السلم ،وهذا هو الفضل البديهي لمة محمد صلى ال عليه وسلم
ولكتابهم ،وهذا المر أيضا معجزة لنبيهم ترى في كل طبقة من الطبقاتً.ا
)حكاية( جاء يوم ا أمير من أمراء النكليز في مكتب في بلدة سهار تفور من بلد الهند ورأى
الصبيان مشتغلين بتعلم القرآن وحفظه ،فسأل المعلم :أي كتاب هذاً.ا فقال :القرآن المجيد ،فقال المير :أحفظ أحد منهم القرآن كله؟ ،فقال المعلم :نعم ،وأشار إلى عدة منهم فلما سمع استبعد
فقال :اطلب واحدا منهم وأعطني القرآن أمتحن ،فقال المعلم :اطلب أيهم شئت فطلب واحدا منهم كان ابن ثلثة عشرة أو أربعة عشر وامتحنه في مواضع فلما تيقن أنه حافظ لجميع القرآن تعجب ،وقال :أشهد أنه ما ثبت تواتر لكتاب من الكتب كما ثبت للقرآن ،يمكن كتابته من صدر صبي من الصبيان مع غاية صحة اللفاظ ،وضبط العرابً.ا وأنا أورد عليك ذكر أمورا يزول بها استبعاد وقوع التحريف في كتبهم
)المر الول( كان موسى عليه السلم كتب نسخة التوراة وسلمها إلى الحبار وسائر كبراء بني إسرائيل وأوصاهم بمحافظتها ووضعها في جنب صندوق
) (2/598
الشهادة وإخراجها إلى الناس بعد كل سبعة سبعة من السنين في يوم العيد لجل سماع بني إسرائيل ،فكانت هذه النسخة موضوعة في جنب الصندوق وكانت الطبقة الولى على وصية موسى
عليه السلم ،فلما انقرضت هذه الطبقة تغير حال بني إسرائيل فكانوا يرتدون تارة ويديسلمون أخرى،
صيدمر وهكذا كان حالهم إلى أول سلطنة داود عليه السلم ،وحسنت حالهم في تلك السلطنة و م سلطنة سليمان عليه السلم وكانوا مؤمنين ،لكن لجل النقلبات المذكورة ضاعت تلك النسخة الموضوعة في جنب الصندوق ،ول يدـيعلم جزم ا متى ضاعت ولما فتح
) (2/599
سليمان الصندوق في عهده ما وجد فيه غير ال ليوحين اللذين كانت الحكام العشرة فقط مكتوبة
فيهما كما هو مصرح في الية التاسعة من الباب الثامن من سفر الملوك الول وهي هكذا" :ولم
يكن في التابوت إل اللوحان الحجريان اللذان وضعهما موسى بحوريت حيث عاهد الرب بني إسرائيل وأخرجهم من أرض مصر" ثم وقع النقلب العظيم في آخر سلطنة سليمان عليه السلم على ما تشهد به كتبهم المقدسة بأن ارتد سليمان والعياذ بال تعالى في آخر عمره بترغيب الزواج ومعمبد الصنام وبنى المعابد لها ،فإذا صار مرتد أو وثني ا ما بقي له غرض بالتوراة ،وبعد موته وقع
انقلب أعظم وأشد من الول بأن تفرق أسباط بني إسرائيل وصارت السلطنة الواحدة سلطنتين،
فصارت عشرة أسباط في جانب والسبطان في جانب ،وصار يوربعام سلطانا على عشرة أسباط
وسميت تلك السلطنة السرائيلية ،وصار رحبعام بن سليمان
) (2/600
سلطان ا على السبطين وسميت تلك السلطنة سلطنة يهودا ،وشاع الكفر والرتداد بين
السلطنتين لن يوربعام بعد ما جلس على سرير السلطنة ارتد ،وارتدت السباط العشرة معه ،وعبدوا
الصنام ،ومن بقي منهم على ملة التوراة من الكهنة هاجر إلى مملكة يهودا ،فهذه السباط من هذا العهد إلى مائتين وخمسين سنة كانوا كافرين عابدين الصنام ثم أبادهم ال بأن سلط السوريين عليهم فأسروهم وفرقوهم في الممالك ،وما أبقوا في تلك المملكة إل شرذمة قليلة ،وعمروا تلك المملكة من الوثنيين فاختلطت هذه الشرذمة
) (2/601
القليلة بالوثنيين اختلطا شديداا ،فتزاوجوا وتناكحوا وتوالدوا وسميت أولدهم السامريين فمن عهد يوربعام إلى آخر السلطنة السرائيلية ما كان لهذه السباط غرض بالتوراة ،وكان وجود نسخ التوراة
في تلك المملكة كوجود العنقاءً.ا هذا حال السباط العشرة والسلطنة السرائيليةً.ا وجلس على سرير سلطنة يهودا من بعد موت سليمان عليه السلم إلى ثلثمائة واثنتين وسبعين سنة عشرون سلطاناا ،وكان المرتدون من هؤلء السلطين أكثر من المؤمنين ،وشاع عبادة الصنام في
عهد رحبعام ،ووضعت تحت كل شجرة ودعبدت ،وفي عهد آخذ بنيت المذابح للبعل في كل جانب وناحية من بلدة أورشليم ،وسدت أبواب بيت المقدس وكان قبل عهده نهب أورشليم وبيت
المقدس مرتين ففي المرة الولى تسلط سلطان مصر ونهب جميع أثاث بيت ال وبيت السلطان، وفي المرة الثانية تسلط سلطان إسرائيل المرتد ونهب بيت ال وبيت السلطان نهبا شديدثم اشتد
الكفر في عهد
) (2/602
منسا حتى صار أكثر أهل تلك المملكة وثنيين وبنى مذبح الصنام في فناء بيت المقدس ،ووضع الوثن الذي كان يعبده في بيت المقدس ،وهكذا كان حال الكفر في عهد آمون ابنه ،ولما جلس يوشيا بن آمون على سرير السلطنة تاب إلى ال توبة نصوحاا ،وكان هو وأراكينه متوجهين لترويج
الملة الموسوية ،وهدم رسوم الكفر والشرك في غاية الجد والجتهاد ،ولكنه مع ذلك ما رأى أحد
ول سمع وجود نسخة التوراة إلى سبع عشرة سنة من سني سلطنته ،ثم ادعى حلقيا الكاهن في العام الثامن عشر من سلطنته أنه وجد نسخة التوراة في بيت المقدس وأعطاها
) (2/603
شافان الكاتب ،فقرأ على يوشيا فلما سمع يوشيا مضمونه شق ثيابه لجل الحزن على عصيان بني إسرائيل ،كما هو مصرح في الباب الثاني والعشرين من سفر الملوك الثاني ،والباب الرابع والثلثين والسفر الثاني من أخبار اليام ،لكن ل يعتمد على هذه النسخة ،ول على قول حلقيا لن البيت نهب مرتين قبل عهد آخذ ،ثم جعل بيت الصنام وسدنة الصنام كانوا يدخلون البيت كل يوم ،وما
سمع أحد إلى سبعة عشرة عاما من سلطنة يوشيا أيضا اسم التوراة ،ول رآه ،مع أن السلطان والمراء والرعايا كانوا في غاية الجتهاد لتباع
الملة الموسوية ،وكانت الكهنة يدخلون كل يوم إلى هذه المدة ،فالعجب كل العجب أن تكون النسخة في البيت ول يراها أحد ،فهذه النسخة ما كانت إل من مخترعات حلقيا فإنه لما رأى توجه السلطان والراكين إلى اتباع
) (2/604
الملة الموسوية ،جمعها من الروايات اللسانية التي وصلت إليه من أفواه الناس سواء كانت صادقة أو غير صادقة ،وكان إلى هذه المدة في جمعها وتأليفها ،فبعد ما جمع نسب إلى موسى عليه السلم ،ومثل هذا الفتراء والكذب لترويج الملة وإشاعة الحق كان من المستحبات الدينية عند متأخري اليهود وقدماء المسيحيين كما عرفت ،لكني أقطع النظر ههنا عن هذا وأقول إنه وجدت نسخة التوراة في العام الثامن عشر من سلطنة يوشيا وبقيت معمولة إلى ثلث عشرة سنة مدة حياته ،ولما مات وجلس ياهوحاز على سرير السلطنة ارتد وأشاع الكفر وتسلط عليه سلطان مصر وأسره وأجلس أخاه على سرير السلطنة ،وهو كان مرتدا أيضا كأخيه ولما مات جلس ابنه على
صر مع جم السرير وكان مرتدا كأبيه وعمه ،وأسره بختن ل
) (2/605
غفير من بني إسرائيل ونهب بيت المقدس ،وكنز بيت الملك ،وأجلس عمه على سرير السلطنة، وكان مرتدا أيض ا مثل ابن أخيه -فإذا علمت هذا فأقول :إن تواتر التوراة في اليهود عندي منقطع
قبل زمان يوشيا والنسخة التي وجدت في عهده ل اعتماد عليها ول يثبت بها التواتر ،ومع ذلك ما
كانت معمولة إل إلى ثلث عشرة سنة ،وبعدها لم يعلم حالهاً.ا والظاهر أنه لما رجع الرتداد والكفر بين أولد يوشيا زالت قبل حادثة بختنصر وكان وجودها بين أزمنة الرتداد كالطهر المتخلل صر وهذه الحادثة هي بين الدمين ،ولو فرض بقاؤها أو بقاء نقلها فالمظنون زوالها في حادثة بختن ل
الولىً.ا
) (2/606
)المر الثاني( لما بغى هذا السلطان الذي أجلسه بختنصر عليه فأسره وذبح أولده قدام عينيه أوال ،ثم قلع عينيه وربطه بالسلسل وأرسله إلى بابل وأحرق بيت ال وبيت الملك وجميع بيوت أورشليم وكل منزل جليل وجميع بيوت الكبراء أحرقها بالنار ،وهدم سور أورشليم وأسر سائر
شعوب بني إسرائيل وسباهم ،وعمر تلك المملكة من مساكين الرض وضعفائها كررامين وفلحين، وهذه هي الحادثة الثانية لبختنصر ،وفي هذه الحادثة انعدم التوراة وكذا جميع كتب العهد العتيق
التي كانت مصنفة قبل هذه الحادثة عن صفحة العالم رأساا ،وهذا المر مسلم عند أهل الكتاب
أيضا كما عرفت مفصلا في الشاهد السادس عشر من المقصد الولً.ا
)المر الثالث( لما كتب عزرا عليه السلم كتب العهد العتيق مرة أخرى على زعمهم ووقعت حادثة أخرى جاء ذكرها في الباب الول من الكتاب الول للمقابيين هكذا" :لما فتح انتيوكس ملك ملوك الفرنج أورشليم أحرق جميع نسخ كتب العهد العتيق التي حصلت له من أي مكان بعد ما قطعها وأمر أن من يوجد عنده نسخة من نسخ كتب العهد العتيق أو يؤدي رسم الشريعة يقتل، وكان تحقيق هذا المر في كل شهر فكان يقتل من وجد عنده نسخة من كتب العهد العتيق ،أو ثبت أنه أدى رسم ا من رسوم الشريعة وتعدم تلك النسخة" انتهى ملخص اً.،ا
) (2/607
وكانت هذه الحادثة قبل ميلد المسيح بمائة وإحدى وستين سنة ،وكانت ممتدة إلى ثلث سنين ونصف كما فصلت في تواريخهم وتاريخ يوسيفس ،فانعدمت في هذه الحادثة جميع النسخ التي كتبها عزرا كما عرفت في الشاهد السادس عشر من المقصد الول من كلم جان ملنر كاثلك "لما ظهرت نقولها الصحيحة بواسطة عزرا ضاعت تلك النقول أيضا في حادثة أنتيوكس" انتهى ثم قال جان ملنر" :فلم تكن شهادة لصداقة هذه الكتب ما لم يشهد المسيح والحواريون" )أقول( قد
عرفت حال هذه الشهادة في جواب المغالطة الثانيةً.ا )المر الرابع( وقعت على اليهود بعد هذه الحادثة المذكورة حوادث أخرى أيض ا من أيدي ملوك
الفرنج انعدمت فيها نقول عزرا ونسخ ل تحصى ،ومنها حادثة طيطوس الرومي وهي حادثة عظيمة
وقعت بعد عروج المسيح بسبع وثلثين سنة ،وهذه الحادثة مكتوبة بالتفصيل التام في تاريخ يوسيفس وتواريخ أخرى ،وهلك في هذه الحادثة من اليهود في أورشليم ونواحيه ألف ألف ومائة ألف بالجوع والنار والسيف والصلب ،وأسر سبعة وتسعون ألف ا وبيعوا في القاليم المختلفة ،وهلك
جموع كثيرة في أقطار أرض اليهودية أيض اً.ا
) (2/608
)المر الخامس( أن القدماء المسيحيين ما كانوا ملتفتين إلى النسخة العبرانية من العهد العتيق بل جمهورهم كانوا يعتقدون تحريفها وكانت الترجمة اليونانية معتبرة عندهم سيما إلى آخر القرن الثاني من القرون المسيحية فإنه لم يلتفت أحد منهم إلى النسخة العبرانية ،وكانت هذه الترجمة مستعملة في جميع معابد اليهود أيضا إلى آخر القرن الول فكانت نسخ العبرانية لهذا الوجه أيضا قليلة، ومع كونها قليلة كانت عند اليهود كما ظهر لك في الهداية الثالثة من جواب المغالطة الولىً.ا
)المر السادس( إن اليهود أعدموا نسخ ا كتبت في المائة السابعة والثامنة لنها كانت تخالف
مخالفة كثيرة للنسخ التي كانت معتمدة عندهم ،ولذلك ما وصلت إلى مصححي العهد العتيق النسخة المكتوبة في هاتين المائتين فبعد ما أعدموا بقيت النسخ التي كانوا يرضون بها فكان لهم
مجال واسع للتحريف كما عرفت في القول العشرين من الهداية المذكورةً.ا )المر السابع( كان في المسيحيين أيض ا في الطبقات الول أمر موجب لقلة النسخ وإمكان
تحريف المحرفين ،لن تواريخهم تشهد بأنهم إلى ثلثمائة سنة كانوا مبتلين بأنواع المحن والبليا
ووقع عليهم عشر قتلت عظيمة )الول( في عهد السلطان نيرون في سنة 64واستشهد فيه بطرس
) (2/609
الحواري وزوجته ،وقتل بولس أيضاا ،وكان هذا القتل في دار السلطنة وإيالته ،وبقي الحال هكذا إلى حياة هذا السلطان وكان القرار بالمسيحية يدـمعدد جرما عظيما في حق المسيحيين )والثاني( في عهد السلطان دومشيان وكان هذا السلطان مثل نيرون عدوا للملة المسيحية فأمر بالقتل فظهر
القتل العام الذي حصل منه خوف استئصال هذه الملة وأجلى يوحنا الحواري وقتل فليوبس كليمنس )والثالث( في عهد السلطان ترجان وكان ابتداؤه سنة 101وبقي
) (2/610
الحال هكذا إلى ثماني عشرة سنة ،وقتل فيه إكناسش أسقف كورنتيه ،وكليمنت أسقف الروم، وشمعون أسقف أورشليم )والرابع( في عهد السلطان مرقس أنتونيس وكان ابتداؤه سنة 161وبقي الحال هكذا إلى أزيد من عشر سنين ،وبلغ القتل شرقا وغربا وكان هذا السلطان فلسفيا مشهورا متعصب ا في الوثنية )والخامس( في عهد السلطان سويرس وكان ابتداؤه سنة 202
) (2/611
وقتل ألوف في مصر وكذا في ديار فرانس وكارتهيج ،وكان القتل في غاية الشدة بحيث ظن المسيحيون أن هذا الزمان زمان الدجال )والسادس( في عهد السلطان مكسيمن وكان ابتداؤه سنة 237وصدر أمره وقتل فيه أكثر العلماء لنه ظن أنه إذا قتل أهل العلم جعل العوام مطيعين في غاية السهولة ،وقتل فيه البابا بونتيانوس والبابا انتيروس )والسابع( في عهد السلطان دي شس سنة 253وأراد هذا السلطان استئصال الملة المسيحية ،فصدر أوامره إلى حكام اليالت وارتد
) (2/612
في هذه الحادثة بعض المسيحيين ،وكان مصر وأفريكا وإتالي والمشرق مواضع تفرج ظلمه )والثامن( في عهد السلطان ولريان سنة 257وقتل فيه ألوف ،ثم صدر أمره في غاية الشدة بأن يقتل الساقفة وخدام الدين ،ويذل العزة وتؤخذ أموالهم ،فلو بقوا بعد هذا أيضا مسيحيين يقتلون، وتسلب أموال النساء الشرائف ويجلين من الوطان ،ويؤخذ المسيحيون الباقون عبيدا ويحبسون ويلقى في أرجلهم سلسل ويستعملون في أمور الدولة )التاسع( في عهد السلطان أريلين وكان
ابتداؤه سنة 274وصدر أمره لكن ما قتل فيه كثير لن السلطان قد قتل )والعاشر( في سنة 302
وامتلت الرض شرقا وغربا في هذا القتل وأحرقت بلدة فريجيا كلها دفعة واحدة بحيث لم يبق فيها أحد من المسيحيينً.ا
) (2/613
فهذه الوقائع لو كانت صادقة كما يدعون ل يتصور فيها كثرة النسخ ول محافظة الكتب كما ينبغي ول تصحيحها ول تحقيقها ،ويكون للمحرفين في أمثال هذه الوقات مجال كثير للتحريف ،وقد عرفت في جواب المغالطة الولى أن الفرق الكثيرة المبتدعة من المسيحيين قد كانوا في القرن الول وكانوا يحرفونً.ا )المر الثامن( أراد يوكليشين أن يمحو وجود الكتب المقدسة لهم عن صفحة العالم واجتهد في هذا الباب وأمر في سنة 303بهدم الكنائس وإحراق الكتب وعدم اجتماع المسيحيين للعبادة فهدمت الكنائس وأحرق كل كتاب حصل له بالجد التام ،ومن أبى أو دظن أنه أخفى كتابا عدرذب
) (2/614
عذاب ا شديدا وامتنعوا عن الجتماع للعبادة كما هو مصرح به في تواريخهمً.ا
وقال لردن في الصفحة 522من المجلد السابع من تفسيره" :صدر أمر يوكليشين في شهر مارج من السنة التاسعة عشرة من جلوسه أن يهدم الكنائس ويحرق الكتب المقدسة" ثم قال" :يقول يوسى بيس بالحزن التام إنه رأى بعينيه أن الكنائس هدمت والكتب المقدسة أحرقت في السواق" ول أقول إن النسخ كلها بإعدامه انعدمت عن صفحة العالم ،لكن ل شك أنها قلت جدا وضاعت من النسخ الغير المحصورة النفيسة الصحيحة ،لن كثرة المسيحيين وكثرة كتبهم كما كانت في
مملكته ودياره ما كانت بمنزلة عشرها في غيرها ،وانفتح باب التحريف ول عجب أن انعدم بعض الكتب رأس ا أيضاا ،ويكون الموجود باسمه بعده جعلي ا مختلقاا ،لن هذا المر قبل إيجاد صنعة
الطبع كان أمرا ممكن ا كما علمت في القول العشرين من الهداية الثالثة من جواب المغالطة الولى أن النسخ المخالفة لنسخة اليهود
) (2/615
انعدمت رأس ا بإعدامهم بعد المائة الثامنة ،وقال آدم كلرك في مقدمة تفسيره" :إن أصل التفسير
المنسوب إلى تي شن انعدم ،والمنسوب إليه الن مشكوك عند العلماء وشكهم حق" وقال واتسن
في المجلد الثالث من كتابه" :كان التفسير المنسوب إلى تي شن موجودا في عهد تهيودورت، وكان يقرأ في كل كنيسة ،لكن تهيودورت أعدم جميع نسخه ليقيم النجيل مقامه" انظروا كيف
انعدم هذا التفسير عن صفحة العالم بإعدام تهيودورت وكيف اخترع واختلق المسيحيون بدله ،ول شك أن اقتدار ديوكليشين الذي ملك ملوك الفرنج أزيد من اقتدار اليهود ،وكذا زمان إعدامه كان أقرب من زمان إعدامهم ،وكذا اقتداره أزيد من اقتدار تهيودورت ،فل استبعاد أن ينعدم بعض كتب العهد الجديد بحادثة ديوكليشين والحوادث التي ظهرت في عهد السلطين المذكورين الذين كانوا ملوك الملوك في عهدهم ،ثم يكون الموجود باسمه مختلقا كما سمعت في تفسير تي شن،
والهتمام إلى
اختلق بعض كتب العهد الجديد كان أهم عندهم من اختلق التفسير المذكور ،وكانت المقولة المقبولة عندهم التي مر ذكرها في القول السادس من الهداية الثالثة من جواب المغالطة الولى حاكمة باستحسان هذا الختلق واستحبابه ،ولجل الحوادث المذكورة في هذه المور الثمانية المسطورة فقدت السانيد المتصلة بكتبهم ول يوجد عندهم سند متصل لكتاب من كتب العهد العتيق والجديد ل عند اليهود ول عند المسيحيين ،كما عرفت نبذا منه ،وطلبنا مرارا من القسيسين
العظام السند المتصل فما قدروا عليه واعتذر بعض القسيسين
) (2/616
في محفل المناظرة التي كانت بيني وبينهم ،فقال إن سبب فقدان السناد عندنا وقوع المصائب والفتن على المسيحيين إلى مدة ثلثمائة وثلث عشرة سنة ،ونحن تصفحنا كتب السناد لهم فما رأينا فيها غير الظن والتخمين ،وبهذا القدر ل يثبت السندً.ا )المغالطة الخامسة( إن بعض نسخ الكتب المقدسة التي كتبت قبل زمان محمد صلى ال عليه وسلم موجودة إلى الن عند المسيحيين وهذه النسخ موافقة لنسخنا أقول :أولا إن في هذه
المغالطة دعوتين الولى أن هذه النسخ الموجودة كتبت قبل محمد صلى ال عليه وسلم ،والثانية أنها موافقة لنسخنا وكلتاهما غير صحيحتينً.ا
أما الولى فلنك قد عرفت في القول العشرين من الهداية الثالثة من جواب المغالطة الولى أنه لم يصل إلى مصححي العهد العتيق نسخة عبرانية كتبت في المائة السابعة والثامنة ،بل لم تصل إليهم نسخة عبرانية كاملة تكون مكتوبة قبل المائة العاشرة ،لن النسخة القديمة التي حصلت لكني كات هي نسخة تسمى بكودكس لديانوس وقال إنها كتبت في المائة العاشرة ،وقال موشيودي روسي إنها كتبت في المائة الحادية عشرة ،ولما طبع واندرهوت النسخة العبرانية بادعاء التصحيح الكامل خالف هذه النسخة في أربعة عشر ألف موضع ،منها أزيد من ألفي موضع في التوراة فقط فانظر إلى كثرة غلطها،
) (2/617
وأما نسخ الترجمة اليونانية فثلث منها قديمة عندهم جدا الولى كودكس اسكندر يانوس ،والثانية كودكس واطيكانوس ،والثالثة كودكس أفريمي والولى موجودة في لندن ،وكانت هذه النسخة عند المصححين في المرتبة الولى من النسخ معلمة بعلمة الول ،والثانية موجودة في بلدة روما من إقليم إطالية ،وكانت عند المصححين في المرتبة الثانية ومعلمة بعلمة الثاني ،والثالثة موجودة في بلدة بارس ،وفيها كتب العهد الجديد فقط ،وليس
) (2/618
فيها كتاب من كتب العهد العتيق ،ول بد من بيان حال هذه النسخ الثلث فأقول :قال هورن في المجلد الثاني من تفسيره في بيان كودكس اسكندر يانوس" :هذه النسخة في أربعة مجلدات ،ففي المجلدات الثلثة الولى الكتب الصادقة والكاذبة من كتب العهد العتيق ،ويوجد في المجلد الرابع العهد الجديد ،والرسالة الولى لكليمنت إلى أهل قورنثيوس والزبور الكاذب المنسوب إلى سليمان عليه السلم" ثم قال" :وتوجد قبل الزبور رسالة انهاني سيش ،وبعده فهرست ما يقرأ في صلة كل ساعة ساعة من الليل والنهار ،وأربعة عشرة زبورا إيماني ا الحادي عشر منها في نعت مريم رضي ال
عنها ،وبعضها كاذبة وبعضها
مأخوذة من النجيل ،ودلئل يوسي بيس مكتوبة على الزبورات وقوانينه على الناجيل ،وبالغ البعض في مدح هذه النسخة والبعض الخرون في ذمها ،ورئيس أعدائها وتستين وفي قدامتها كلم فظن
كريب وشلز هكذا :لعل هذه النسخة كتبت في آخر المائة الرابعة ،وقال ميكايلس هو محدد قدامتها ،ول يمكن أن يفرض أقدم منه ،لن رسالة انهاني سيش توجد فيها ،وفهم أودن
) (2/619
أنها كتبت في القرن العاشر ،وقال وتستين إنها كتبت في القرن الخامس وظن هكذا لعل هذه نسخة من النسخ التي جمعت في اسكندرية سنة 615لجل الترجمة السريانية ،وفهم داكتر سملر أنها كتبت في القرن السابع ،وقال مونت فاكن ل يمكن أن يقال جزما في حق نسخة من نسخ
اسكندر يانوس كانت أو غيرها إنها كتبت قبل القرن السادس ،وقال ميكايلس إنها كتبت في زمان
صار لسان أهل مصر فيه لسان ا عربياا ،يعني بعد مائة أو مائتين من تسلط المسلمين على اسكندرية،
لن كاتبه بردل في كثير من المواضع الميم من الباء وبالعكس ،كما تبدل في اللسان العربي فاستدل بهذا أنها ل يمكن أن تكون مكتوبة قبل القرن الثامن ،وفهم وايد أنها كتبت في وسط القرن الرابع
أو في آخره ،ول يمكن أن يكون أقدم من هذا لنها ل توجد فيها البواب والفصول ،ويوجد فيها س ،واعتراض إسباين على دلئل وايد ،وأدلة كونها مكتوبة في القرن الرابع نقل قانون يوسي بمـيم ي
والخامس هذا الول ل يوجد التقسيم بالبواب في رسائل بولس وقد كان هذا التقسيم في سنة
، 396والثاني يوجد فيها رسائل كليمنت التي منع قراءتها محفل لوديسيا وكارتهيج ،فاستدل شلز بهذا أن هذه النسخة كتبت قبل سنة ،364والثالث استدل شلز بدليل جديد آخر وهو أنه يوجد في الزبور الرابع عشر اليماني فقرة كانت توجد سنة 444وسنة ،446فهذه
) (2/620
النسخة كتبت قبل هذه السنين ،وظن وتستين أنها كتبت قبل زمان جيروم لنه ب لدل فيها المتن اليوناني بترجمة إتالك القديم ،وكاتبه ل يعلم أنهم كانوا يقولون للعرب هكارين لنه كتب أكوراو بدل أكاراو ،وأجابه الخرون بأن هذا غلط كاتب فقط لنه جاء لفظ أكاراوون في الية الخيرة ،وقال ميكايلس ل يثبت بهذه الدلئل شيء لن هذه النسخة منقولة عن نسخة أخرى بالضرورة فعلى تقدير كونها منقولة بالهتمام تتعلق هذه الدلئل بالنسخة التي هي منقولة عنها ل بهذه النسخة ،نعم يمكن تصفية المر شيئ ا بالخط وأشكال الحروف وعدم
العراب ،ودليل عدم كونها مكتوبة في القرن الرابع هذا ظن داكتر نسيملر أن رسالة اتهاني سيش في ل ،فاستدل أيوندن بهذا أنها كتبت في القرن حسن الزبورات يوجد فيها وإدخالها في حياته كان محا ا العاشر ،لن هذه الرسالة كاذبة ول يمكن جعلها في حياته ،وكان الجعل في القرن العاشر في غاية القوة" ،ثم قال هورن في المجلد المذكور في بيان كودكس واطيكانوس" :كتب في مقدمة الترجمة اليونانية التي طبعت في سنة :1590دكنتبت هذه النسخة قبل سنة 388يعني في القرن الرابع
وقال موت فاكن وبلين جيني :كتبت في القرن الخامس أو السادس ،وقال ديوين في القرن السابع،
وقال هك في ابتداء القرن الرابع، وقال مارش في آخر القرن الخامس ول يوجد الختلف بين نسختين من نسخ العهد العتيق والجديد
) (2/621
مثل الختلف الذي يوجد بين كودكس اسكندر يانوس وهذه النسخة" ،ثم قال" :استدل كني كات بأن هذه النسخة وكذا نسخة اسكندر يانوس ليستا بمنقولتين عن نسخة أرجن ول عن نقولها التي كانت نقلت في قرب زمانه ،بل هما منقولتان عن النسخ التي ما كانت علمات أرجن فيها يعني في زمان تركت علماته في النقول" ثم قال في المجلد المذكور في بيان كودكس افريمي" :ظن نوتميستين
أن هذه النسخة من النسخ التي جمعت في اسكندرية لتصحيح الترجمة السريانية لكن ل دليل على
هذا المر ،واستدل بالحاشية التي على الية السابعة من الباب الثامن من الرسالة العبرانية أن هذه النسخة كتبت قبل سنة ،542لكن ميكايلس ل يفهم استدلله قويا ويقول بهذا القدر فقط أنها قديمة ،وقال مارش :كتبت في القرن السابع" انتهىً.ا
فظهر لك أنه لم يوجد دليل قطعي على أن هذه النسخ كتبت في القرن الفلني وليس مكتوب ا في
آخر كتاب من كتبها أيض ا أن كاتبه فرغ في السنة الفلنية كما يكون هذا مكتوب ا في آخر الكتب
السلمية غالباا ،وعلماؤهم يقولون رجما بالغيب بالظن الذي نشأ لهم عن بعض القرائن لعلها كتبت
في قرن كذا أو قرن كذا ،ومجرد الظن والتخمين ل يتم دليلا على المخالف ،وقد عرفت أن أدلة القائلين بأن نسخة اسكندر يانوس كتبت في القرن الرابع أو الخامس ضعيفةغ منقوضة ،وظدن نسيملر أيض ا بعي غد لن تغير لسان إقليم بلسان إقليم آخر في مدة قليلة خلف العادة ،وقد تسلط العرب
على
) (2/622
السكندرية في القرن السابع من القرون المسيحية لنهم تسلطوا في السنة العشرين من الهجرة على الصح ،إل أن يكون مراده آخر هذا القرن ،ودليل ميكايلس سالم عن العتراض ،فل بد أن يسلم ،فهذه النسخة ل يمكن أن تكون مكتوبة قبل القرن الثامن ،والغلب كما قال أودن أنها كتبت في القرن العاشر الذي كان بحدر التحريف فيه مرواجاا ،ويؤيده أن هذه النسخة تشتمل على
الكتب الكاذبة أيضاا ،فالظاهر أن كاتبها كان في زمان كان فيه تمييز الكاذب عن الصادق متعسراا، وهذا كان على وجه الكمال في القرن العاشر ،وأن بقاء القرطاس والحروف إلى ألف وأربعمائة سنة أو أزيد مستبعد عادة سيما إذا لحظنا أن طريقة المحافظة ،وكذا طريقة الكتابة في الطبقات الول ما كانتا
) (2/623
جيدتين ،ورد ميكايلس استدلل وتستين في حق كودكس افريمي ،وعرفت قول مونت فاكن وكني كات أيضاا ،وعرفت قول ديوين في حق كودكس واطيكانوس ،وقول مارش في حق كودكس افريمي
أنهما كتبتا في القرن السابع ،فظهر أن الدعوى الولى ليست بثابتة لن ظهور محمد صلى ال عليه وسلم على آخر القرن السادس من القرون المسيحية ،وإذا ثبت أن كودكس اسكندر يانوس تشتمل
على كتب كاذبة أيضاا ،وأن البعض ذرمها ذما بليغا وأن وتستين رئيس أعدائه الرذارمين ،ول يوجد
الختلف بين نسختين من نسخ العهد العتيق والجديد مثل الختلف الذي يوجد بين كودكس
واطيكانوس -ظهر أن الدعوى الثانية أيض ا ليست بصحيحة ،وأقول ثانياا :لو قطعنا النظر عما قلنا وفرضنا أن هذه النسخ الثلث كتبت قبل محمد صلى ال عليه وسلم فل يضرنا لنا ل ندعي أن
الكتب المقدسة لهم كانت غير محرفة إلى زمان ظهور محمد صلى ال عليه وسلم وبعد ذلك حرفت ،بل ندعي أن هذه الكتب كانت قبل ظهور محمد صلى ال عليه وسلم لكنها بل إسناد متصل وأن التحريف كان فيها قبله يقين ا ووقع في بعض المواضع بعده أيضاا ،فل ينافي هذه
الدعوى وجود النسخ الكثيرة فضلا عن ثلث نسخ ،بل لو وجدت ألف نسخة مثل اسكندر يانوس
ل يضرنا بل كان نافعا لنا باعتبار أن اشتمال هذه النسخ على الكتب الجعلية
) (2/624
يقين ا واختلفها بينها اختلف ا شديدا كما في كودكس اسكندر يانوس وكودكس واطيكانوس من أعظم الدلة الدالة على تحريف أسلفهم ،ول يلزم من المقمدامة الصحة أل ترى إلى بعض الكتب الكاذبة
المندرجة في اسكندر يانوسً.ا
]اللحاق :في الرسالة الثانية من كتاب الثلث عشرة رسالة المطبوع سنة 1849م في بيروت -وأرلفه إسحاق بردكان -في الصفحة " :95ثم تتذكرون قول ايرونيموس كأنه قال :أنا الذي ليس
يتبع غير بطرس أرتفق مشتركا مع طوباويتك ،والحال أرنه قال ليس يتبع غير المسيح كما ترون ذلك في الرسالة اللتينية ،فهذا تحريف عظيم ولكن ل نظرن أرنه منكم بل من سلفائكم الذين أرادوا
إضللكم" انتهى كلمه بلفظهً.ا
ولعمري إرنه صادق فيما قال راردا على الكاثوليك) :إرن هذا التحريف من أسلفكم( ؛ لرن مثل هذا التحريف من أسلف اليهود والنصارى وقع كثيراً.ا وقال صاحب الرسالة الحدى عشرية" :إرن في النجيل الموجود في اللغة اللتينية يذكر على أرن
المسيح رسم اثنين وسبعين تلميذاا ،وأرما النجيل الموجود في اللغة اليونانية يذكر بأرن المسيح رسم
سبعين" انتهى كلمه بلفظهً.ا
فعند البروتستانت إقرار تحريف الرول ،وعند الكاثوليك إقرار تحريف الثاني لزم البرتة[ ً.ا
) (2/625
الباب الثالث :في إثبات النسخً.ا
) (3/641
الن يسخ في اللغة الزالة ،وفي اصطلح أهل السلم بيان مدة انتهاء الحكم العملي الجامع للشروط لن النسخ ل يطرأ عندنا على القصص ول على المور القطعية العقلية مثل أن صانع العالم موجود، ول على المور الحسية مثل ضوء النهار وظلمة الليل ،ول على الدعية ،ول على الحكام التي تكون واجبة نظرا إلى ذاتها مثل آمنوا ول تشركوا ،ول على الحكام المؤلبدة مثل }ول تقبلوا لهم
شهادة أبداا{ً ول على الحكام المؤقتة قبل وقتها المعين مثل }فاعفوا واصفحوا حتى يأتي ال بأمره{ً ً.ا
) (3/643
بل يطرأ على الحكام التي تكون عملية محتملة للوجود والعدم غير مؤبدة وغير مؤقتة ،وتسمى الحكام المطلقة ،ويشترط فيها أن ل يكون الوقت والمكلف والوجه متحدة ،بل ل بد من الختلف في الكل أو البعض من هذه الثلثة ،وليس معنى النسخ المصطلح أن ال أمر أو نهى أولا وما كان يعلم عاقبته ثم بدا له رأغي فنسخ الحكم الول ليلزم الجهل ،أو أمر أو نهى ثم نسخ مع التحاد في المور المسطورة ليلزم الشناعة عقلاً.ا وإن قلنا إنه كان عالما بالعاقبة فإن هذا النسخ ل يجوز عندنا ،تعالى ال عن ذلك عددلوا كبيراا ،بل
معناه أن ال كان يعلم أن هذا الحكم يكون باقيا على المكلفين إلى الوقت الفلني ثم دينسدخ فلما
جاء الوقت أرسل حكم ا آخر ظهر منه الزيادة والنقصان أو الرفع مطلقاا ،ففي الحقيقة هذا بيان انتهاء الحكم الول ،لكن لما لم يكن الوقت مذكورا في الحكم الول فعند ورود الثاني يتخيل
لقصور علمنا في الظاهر أنه تغير ،ونظيره بل تشبيه أن تأمر خادمك الذي تعلم حاله لخدمة من
ل ،وبعد السنة يكون على خدمة الخدمات ويكون في نيتك أنه يكون على هذه الخدمة إلى سنة مث ا
أخرى لكن ما أظهرت عزمك ونيتك عليه ،فإذا مضت المدة وعينته على خدمة أخرى فهذا بحسب الظاهر عند الخادم ،وكذا عند غيره الذي ما أخبرته عن نيتك تغييره وأما في الحقيقة وعندك فليس
بتغيير ،ول استحالة في هذا المعنى ل بالنسبة إلى ذات ال ول إلى صفاته ،فكما
) (3/644
أن في تبديل المواسم مثل الربيع والصيف والخريف والشتاء ،وكذا في تبديل الليل والنهار وتبديل حالت الناس مثل الفقر والغنى والصحة والمرض وغيرها نحمكماا ،ومصالح ل تعالى سواء ظهرت لنا
أو لم تظهر فكذلك في نسخ الحكام حكم ومصالح له نظرا إلى حال المكلفين والزمان والمكان، أل ترى أن الطبيب الحاذق يبدل الدوية والغذية بملحظة حالت المريض وغيرها على حسب المصلحة التي يراها ،ول يحمل أحد فعله على العبث والسفاهة والجهل ،فكيف يظن عاقل هذه المور في الحكيم المطلق العالم بالشياء بالعلم القديم الزلي البدي ،وإذا علمت هذا فأقول ليست قصة من القصص المندرجة في العهد العتيق والجديد منسوخة عندناً.ا نعم بعضها كاذب مثل أن لوط ا عليه السلم زنى بابنتيه وحملتا بالزنا من الب كما هو مصرح به في الباب التاسع عشر من سفر التكوين ،أو أن يهود بن يعقوب عليه السلم زنى بثامار زوجة ابنه
وحملت بالزنا منه وولدت توأمين فارض وزارح كما هو مصرح به في الباب الثامن والثلثين من السفر المذكور ،وداود وسليمان وعيسى عليهم السلم كلهم من أولد فارض المذكور كما هو مصرح به في الباب الول من إنجيل متىً.،ا
) (3/645
أو أن داود عليه السلم زنى بامرأة أوريا ،وحملت بالزنا منه فأهلك زوجها بالمكر وأخذها زوجة له كما هو مصرح به في الباب الحادي عشر من سفر صموئيل الثاني ،أو أن سليمان عليه السلم ارتد في آخر عمره وكان يعبد الصنام بعد الرتداد وبنى المعابد لها كما هو مصرح به في الباب الحادي عشر من سفر الملوك الول ،أو أن هارون عليه السلم بنى معبدا للعجل وعبده ،وأمر بني إسرائيل بعبادته كما هو مصرح به في الباب الثاني والثلثين من سفر الخروج ،فنقول :إن هذه
القصص وأمثالها كاذبة باطلة عندنا ول نقول إنها منسوخة والمور القطعية العقلية والحسية والحكام الواجبة والحكام المؤبدة والحكام الوقتية قبل أوقاتها والحكام المطلقة التي يفرض فيها الوقت والمكلف والوجه متحدة ل تكون هذه الشياء كلها منسوخة ليلزم الشناعة ،وكذا ل تكون الدعية منسوخة فل يكون الزبور الذي هو أدعية منسوخا بالمعنى المصطلح عندنا ،ول نقول
ب ميزان قطع ا إنه ناسخ للتوراة ومنسوخ من النجيل كما افترى هذا المر على أهل السلم صاح د
الحق وقال إن هذا مصرح به في القرآن والتفاسير ،وإنما منعنا عن استعمال الزبور والكتب الخرى
من العهد العتيق والجديد لنها مشكوكة يقينا بسبب عدم أسانيدها المتصلة وثبوت وقوع التحريف اللفظي فيها بجميع أقسامه كما عرفت في الباب الثانيً.،ا
) (3/646
ويجوز النسخ في غير المذكورات من الحكام المطلقة الصالحة للنسخ فنعترف بأن بعض أحكام التوراة والنجيل من الحكام التي هي من جنس الصالحة للنسخ منسوخة في الشريعة المحمدية ول نقول إن كل حكم من أحكامهما منسوخة ،كيف وإن بعض أحكام التوراة لم تنسخ يقين ا مثل :حرمة
اليمين الكاذبة والقتل والزنا واللواطة والسرقة وشهادة الزور والخيانة في مال الجار وعرضه ووجوب
إكرام البوين ،وحرمة نكاح الباء والبناء والمهات والبنات والعمام والعمات والخوال والخالت ،وجمع الختين وغيرها من الحكام الكثيرة وكذا بعض أحكام النجيل لم تنسخ يقيناا، مثلا وقع في الباب الثاني عشر من إنجيل مرقس هكذا" 29 :فقال له عيسى وهو يحاوره :إن أول الحكام قوله اسمع يا إسرائيل فإن الرب إلهنا رب واحد" " 30وأن تحب الرب إلهك بقلبك كله
وروحك كله وإدراكك كله وقواك كلها هذا هو الحكم الول" " 31والثاني مثله وهو أن تحب جارك كنفسك وليس حكم آخر أكبر من هذين" فهذان الحكمان باقيان في شريعتنا على أوكد وجه ،وليسا بمنسوخين والنسخ ليس بمختص بشريعتنا بل وجد في الشرائع السابقة أيض ا بالكثرة
بكل قسميه أعني النسخ الذي يكون في شريعة نبي لحق لحكم كان في شريعة نبي سابق ،والنسخ الذي يكون في شريعة نبي لحكم آخر من شريعة
) (3/647
هذا النبي ،وأمثلة القسمين في العهد العتيق والجديد غير محصورة لكن أكتفي ههنا ببعضها فأقول: أمثلة القسم الول هذه )الول( تزوجت الخوة بالخوات في عهد آدم عليه السلم ،وسارة زوجة إبراهيم عليه السلم أيض ا كانت أخت ا علنية له كما يفهم من قوله في حقها المندرج في الية الثانية عشرة من الباب
العشرين من سفر التكوين ترجمة عربية سنة 1625وسنة " 1648إنها أختي بالحقيقة ابنة أبي وليست ابنة أمي وقد تزوجت بها" والنكاح بالخت حرام مطلقا في الشريعة الموسوية عينية كانت الخت أو علنية أو خفية ومساوو للزنا ،والناكح ملعون وقتل الزوجين واجبً.،ا
) (3/648
الية التاسعة من الباب الثامن عشر من سفر الخبار هكذا" :ل تكشف عورة أختك من أبيك كانت أو من أمك التي ولدت في البيت أو خارج ا من البيت" ،وفي تفسير دوالي ورجردمينت في ذيل شرح هذه الية" :مثل هذا النكاح مساوو للزنا" ،والية السابعة عشرة من الباب العشرين من السفر المذكور هكذا" :أي رجل تزوج أخته ابنة أبيه أو أخته ابنة أمه ورأى عورتها ورأت عورته فهذا عار شديد فيقتلن أمام شعبهما ،وذلك لنه كشف عورة أخته فيكون إثمهما في رأسهما" والية الثانية والعشرون من الباب السابع والعشرين من كتاب الستثناء هكذا" :يكون ملعون ا من يضاجع
أخته من أبيه أو أمه" فلو لم يكن هذا النكاح جائزا في شريعة آدم وإبراهيم عليهما السلم يلزم أن يكون الناس كلهم أولد الزنا والناكحون زانين وواجبي القتل وملعونين ،فكيف يظن هذا في حق
النبياء عليهم السلم ،فل بد من العتراف بأنه كان جائزا في شريعتهما ثم نسخً.ا
)فائدة( ترجم صاحب الترجمة العربية المطبوعة سنة 1811الية الثانية عشرة من الباب العشرين من سفر التكوين هكذا" :هي قريبتي من أبي ل من أمي" فالظاهر أنه حرف قصدا لئل يلزم النسخ بالنسبة إلى نكاح سارة لن قريبة الب تشمل بنت العم والعمة وغيرهماً.ا
) (3/649
)الثاني( قول ال في خطاب نوح وأولده في الية الثالثة من الباب التاسع من سفر التكوين هكذا ترجمة عربية سنة 1625وسنة " 1648وكلما يتحرك على الرض وهو حي يكون لكم مأكولا كالبقل الخضر" فكان جميع الحيوانات حللا في شريعة نوح كالبقولت ،وحرمت في الشريعة
الموسوية الحيوانات الكثيرة منها الخنزير أيضا كما هو مصرح به في الباب الحادي عشر من سفر الخبار والباب الرابع عشر من سفر الستثناءً.ا
)فائدة( حرف هنا أيضا صاحب الترجمة العربية المطبوعة سنة 1811وترجم الية الثالثة المذكورة هكذا" :كل دبيب طاهر حي يكون لكم مأكلا كخضر العشب" فزاد لفظ الطاهر من جانبه لئل تشمل الحيوانات المحرمة في شريعة موسى لنه قيل في حقها في التوراة أنها نجسةً.ا
)الثالث( جمع يعقوب بين الختين ليا وراحيل ابنتي خاله كما هو مصرح به في الباب التاسع والعشرين من سفر التكوين ،وهذا الجمع حرام في الشريعة الموسوية الية الثامنة عشرة من الباب الثامن عشر من سفر الخبار هكذا :ول تتزروج أخت امرأتك في حياتها فتحزنها ،ول تكشف
عورتهما جميع ا فتحزنهما" فلو لم يكن الجمع بين الختين جائزا في شريعة يعقوب يلزم أن يكون أولدهما أولد الزنا والعياذ بال وأكثر النبياء السرائيلية في أولدهماً.ا
)الرابع( قد عرفت في الشاهد الول من المقصد الثالث أن يوخابذ زوجة عمران كانت عمته ،وقد حرف المترجمون للترجمة العربية المطبوعة سنة 1635وسنة 1648تحريفا قصديا لخفاء العيب
فكان أبو موسى تزروج عمته ،وهذا النكاح حرام في الشريعة الموسوية ،الية الثانية عشرة من الباب الثامن عشر من سفر الخبار هكذا:
) (3/650
"ل تكشف عورة عمتك لنها قرابة أبيك" وكذا في الية التاسعة عشرة من الباب العشرين من السفر المذكور ،فلو لم يكن هذا النكاح جائزا قبل شريعة موسى لزم أن يكون موسى وهارون ومريم أختهما من أولد الزنا والعياذ بال ،ولزم أن ل يدخلوا جماعة الرب إلى عشرة أحقاب كما هو
مصرح به في الية الثالثة من الباب الثالث والعشرين من سفر الستثناء ،ولو كانوا هم قابلين للخراج عن جماعة الرب فمن يكون صالحا لدخولهاً.ا
) (3/651
)الخامس( في الباب الحادي والثلثين من كتاب أرمياء هكذا" 31 :ها ستأتي أيام -يقول الرب وأعاهد بيت إسرائيل وبيت يهودا عهدا جديداا" " 32ليس مثل العهد الذي عاهدت آباءهم فياليوم الذي أخذت بأيديهم لخرجهم من أرض مصر عهدا نقضوه وأنا تسلطت عليهم بقول الرب"
والمراد من العهد الجديد الشريعة الجديدة ،فيفهم أن هذه الشريعة الجديدة تكون ناسخة للشريعة
الموسوية ،وادعى مق لدسهم بولس في الباب الثامن من رسالته إلى العبرانيين أن هذه الشريعة شريعة عيسى ،فعلى اعترافه شريعة عيسى عليه السلم ناسخة لشريعة موسى عليه السلم ،وهذه المثلة الخمسة للزام اليهود والمسيحيين جميع ا وللزام المسيحيين أمثلة أخرىً.ا
)السادس( يجوز في الشريعة الموسوية أن يطلق الرجل امرأته بكل علة وأن يتزوج رجل آخر بتلك المطلقة بعد ما خرجت من بيت الول كما هو مصرح به في الباب الرابع والعشرين من كتاب الستثناء ،ول يجوز الطلق في الشريعة العيسوية إل بعلة الزنا ،هكذا ل يجوز لرجل آخر نكاح المطلقة ،بل هو بمنزلة الزنا كما صرح به في الباب الخامس والتاسع عشر من إنجيل متى ،ولما اعترض الفريسيون على عيسى عليه السلم في هذه المسألة قال في جوابهم إن موسى ما مجلوز لكم
طلق نسائكم إل لقساوة قلوبكم وأما من قبل فإنه لم
) (3/652
يكن كذلك ،وأنا أقول لكم إن كل من طلق زوجته لغير علة الزنا وتزروج بأخرى فقد زنى ومن يتزوج
بتلك المطلقة يزني" فعلم من جوابه أنه ثبت النسخ في هذا الحكم مرتين مرة في الشريعة الموسوية
ومرة في شريعته وأنه قد ينزل الحكم تارة موافقا لحال المكلفين وإن لم يكن حسنا في نفس المرً.ا
)السابع( كان الحيوانات الكثيرة محرمة في الشريعة الموسوية ونسخت حرمتها في الشريعة
العيسوية وثبتت الباحة العامة بفتوى بولس ،الية الرابعة عشرة من الباب الرابع عشر من رسالة بولس إلى أهل رومية هكذا" :فإني أعلم وأعتقد بالرب عيسى أن ل شيء نجس العين بل إن كل شيء نجس لمن يحسبه نجساا" والية الخامسة عشرة من الباب الول من رسالته إلى طيطوس هكذا" :فإن جميع الشياء طاهرة للطاهرين وليس شئ بطاهر للنجسين والمنافقين لنهم كلهم
نجسون حتى عقلهم وضميرهم"ً.ا
) (3/653
وهاتان الكليتان :إن كل شيء نجس لمن يحسبه نجساا ،وجميع الشياء طاهرة للطاهرين عجيبتان في الظاهر ،لعل بني إسرائيل لم يكونوا طاهرين فلم تحصل لهم هذه الباحة العامة ،ولما كان
المسيحيون طاهرين حصل لهم الباحة العامة وصار كل شيء طاهرا لهم ،وكان مقدسهم جاهدا في
إشاعة حكم الباحة العامة ولذلك كتب إلى تيموتاس في الباب الرابع من رسالته الولى ]" [4لن كل ما خلق ال حسن ول يجوز أن يرفض منه شيء إذا أكلناه ونحن شاكرون ] [5لنه يتقدس بكلمة ال وبالتضرع ] [6فإن ذكرت الخوة بهذا فقد صرت للمسيح خادم ا جيدا متربي ا في كلم اليمان والتعليم الصحيح الذي اتبعت أثره"ً.ا
)الثامن( أحكام العياد التي فصلت في الباب الثالث والعشرين من كتاب الخبار كانت واجبة أبدية في الشريعة الموسوية ووقعت في حقها في الية 14و 21و 31و 41من الباب المذكور ألفاظ تدل على كونها أبديةً.ا )التاسع( كان تعظيم السبت حكم ا أبدي ا في الشريعة الموسوية،
) (3/654
وما كان لحد أن يعمل فيه أدنى عمل ،وكان من عمل فيه عملا ومن لم يحافظه واجبي القتل ،وقد تكرر بيان هذا الحكم والتأكيد في كتب العهد العتيق في مواضع كثيرة مثلا في الية الثالثة من
الباب الثاني من سفر التكوين ،وفي الباب العشرين من سفر الخروج من الية الثامنة إلى الحادية
عشرة ،وفي الية الثانية عشرة من الباب الثالث والعشرين من سفر الخروج ،وفي الية الحادية والعشرين من الباب الرابع والثلثين من سفر الخروج ،وفي الية الثالثة من الباب التاسع عشر وكذا من الباب الثالث والعشرين من سفر الخبار ،وفي الباب الخامس من كتاب الستثناء من الية الثانية عشرة إلى الخامسة عشرة ،وفي الباب السابع عشر من كتاب أرميا ،وفي الباب السادس والخمسين والثامن والخمسين من كتاب أشعياء ،وفي الباب التاسع من كتاب نحميا ،وفي الباب العشرين من كتاب حزقيال ووقع في الباب الحادي والثلثين من سفر الخروج هكذا" [13] :كرلم بني إسرائيل وقل لهم أن يحفظوا يومي يوم السبت من أجل أنه علمة بيني وبينكم في أجيالكم لتعلموا أنني أنا الرب الذي أطهركم ] [14فاحفظوا يومي يوم السبت فإنه طهر لكم ،ومن ل ل ،من عمل فيه فتهلك تلك يحفظه فليقتل قت ا
) (3/655
النفس من شعبها ) (15اعملوا عملكم ستة أيام واليوم السابع هو يوم سبت راحة طهر للرب ،وكل من عمل عملا في هذا اليوم فليقتل ] [16وليحفظ بنو إسرائيل السبت وليتخذوه عيدا بأجيالهم
ميثاق ا إلى الدهر ] [17بيني وبين بني إسرائيل علمة إلى البد لن الرب خلق السماء والرض في ستة أيام وفي اليوم السابع استراح من عمله" ووقع في الباب الخامس والثلثين من سفر الخروج
هكذا" [2] :ستة أيام تعملون عملكم واليوم السابع يكون لكم مقدسا سبت وراحة الرب ممين معنمل فيه
عملا فليقتل ] [3ل تشعلوا النار في جميع مساكنكم يوم السبت" ووقع في الباب الخامس عشر
من سفر العدد هكذا" [32] :ولما كان بنو إسرائيل في البرية وجدوا رجلا يلقط حطب ا يوم السبت
] [33فأقبلوا به إلى موسى وهارون والجماعة كلها ] [34فألقوه في السجن لنهم لم يكونوا
يعرفون ما يجب أن يفعلوا به ] [35فقال الرب لموسى فليقتل هذا النسان ويرجمه كل الشعب بالحجارة خارج ا من المحلة ] [36فأخرجوه ورجموه بالحجارة ومات كما أمر الربً.ا وكان اليهود
المعاصرون للمسيح عليه السلم يؤذونه ويريدون قتله لجل عدم تعظيم السبت ،وكان هذا أيض ا من أدلة إنكارهم" الية السادسة عشرة من الباب الخامس من إنجيل يوحنا هكذا" :ومن أجل ذلك طرد اليهود عيسى وطلبوا قتله لنه كان قد فعل تلك الشياء يوم السبت" الية السادسة عشرة من الباب التاسع من إنجيل يوحنا هكذا" :فقال بعض الفريسين إن هذا الرجل ليس من عند ال لنه ل
يحافظ على السبت" الخً.ا
) (3/656
وإذا علمت هذا أقول :إن مقدسهم بولس نسخ هذه الحكام التي مر ذكرها في المثال السابع ل ،في الباب الثامن من رسالته إلى أهل والثامن والتاسع ،وبين أن هذه الشياء كلها كانت إضل ا
قول سايس " 16فل يدينكم أحد بالمأكول أو المشروب أو بالنظر إلى العياد أو الهلة أو
السبوت 17فإن هذه الشياء ظلل للمور المزمعة باليتان وأما الجسد فإنه للمسيح" في تفسير دوالي ورجرد مينت ذيل شرح الية السادسة عشرة هكذا :قال بركت وداكتروت بي "كانت أي العياد في اليهود على ثلثة أقسام في كل سنة سنة وفي كل شهر شهر وفي كل أسبوع أسبوع ب هارسلي ذيل فنسخت هذه كلها بل يوم السبت أيض ا وأقيم سبت المسيحيين مقامه" وقال بن د ش ي
شرح الية المذكورة" :زال سبت كنيسة اليهود وما مشى المسيحيون في عمل سبتهم على رسوم طفولية الفريسين"ً.ا
) (3/657
وفي تفسير هنري واسكات" :إذ نسخ عيسى شريعة الرسومات ،ليس لحد أن يلزم القوال الجنبية بسبب عدم لحاظها ،قال ياسوبر وليا :فإنه لو كانت محافظة يوم السبت واجبة على جميع الناس، وعلى جميع أقوام الدنيا لما أمكن نسخها قط ،كما نسخت الن حقيقة ،ولكان يلزم على المسيحيين أن يحافظوه طبقة بعد طبقة كما فعلوا في البتداء لجل تعظيم اليهود ورضاهم" وما ادعى مقدسهم بولس من كون الشياء المذكورة إضللا ل يناسب عبارة التوراة لن ال بين علة
حرمة الحيوانات بأنها "نجسة فل بد أن تكونوا مقدسين لني قدوس" كما هو مصرح به في الباب الحادي عشر من نسيفر الخبار ،وبرين نعلة عيد الفطير "بأني أخرج جيوشكم من أرض مصر فاحفظوا هذا اليوم إلى أجيالكم دسلنة إلى الدهر" كما هو مصرح به في الباب الثاني عشر من سفر الخروج ،وبين علة عيد الخيام هكذا" :لتعلم أجيالكم أني أجلست بني إسرائيل في الخيام إذ
أخرجتهم من أرض مصر" كما هو مصرح به في الباب الثالث والعشرين من سفر الخبار ،وبين في مواضع متعددة علة تعظيم السبت" :بأن الرب خلق السماء والرض في ستة أيام واستراح في اليوم السابع من عمله"ً.ا
) (3/658
)العاشر( حكم الختان كان أبديا في شريعة إبراهيم عليه السلم كما هو مصرح به في الباب السابع عشر من سفر التكوين ،ولذلك بقي هذا الحكم في أولد إسماعيل وإسحاق عليهما السلم ،وبقي
في شريعة موسى عليه السلم أيضاا ،الية الثالثة من الباب الثاني عشر من سفر الخبار هكذا:
"وفي اليوم الثامن يختن الصبي" وختن عيسى عليه السلم أيض ا كما هو مصرح به في الية الحادية والعشرين من الباب الثاني من إنجيل لوقا ،وفي المسيحيين إلى هذا الحين صلة معينة يؤدونها في
يوم ختان عيسى عليه السلم تذكرة لهذا اليوم ،وكان هذا الحكم باقيا إلى عروج عيسى عليه
السلم ،وما نسخ بل نسخه الحواريون في عهدهم كما هو مشروح في الباب الخامس عشر من
أعمال الحواريين ،وستعرف في المثال الثالث عشر أيضاا ،ويشدد مقدسهم بولس في نسخ هذا
الحكم تشديدا بليغا في الباب الخامس من رسالته إلى أهل غلطية هكذا" :وها أنا بولس أقول لكم إنكم إن اختتنتم لن ينفعكم المسيح بشيء 3لني أشهد أن كل مختون ملزم بإقامة جميع
أعمال الناموس 4إنكم إن تزكيتم بالناموس فل فائدة لكم من المسيح وسقطتم عن نيل النعمة 6 فإن الختانة ل منفعة لها في المسيح ول للقلفة بل
) (3/659
اليمان الذي يعمل بالمحبة" والية الخامسة عشرة من الباب السادس من الرسالة المذكورة هكذا: "ل منفعة للختان في المسيح عيسى ول للقلفة بل الخلق الجديد"ً.ا )الحادي عشر( أحكام الذبائح كانت كثيرة وأبدية في شريعة موسى وقد نسخت كلها في الشريعة العيسويةً.ا )الثاني عشر( الحكام الكثيرة المختصة بآل هارون من الكهانة واللباس وقت الحضور للخدمة وغيرها كانت أبدية وقد نسخت كلها في الشريعة العيسويةً.ا )الثالث عشر( نسخ الحواريون بعد المشاورة التامة جميع الحكام العملية للتوراة إل أربعة :ذبيحة الصنم ،والدم ،والمخنوق ،والزنا فأبمقيوا حرمتها وأرسلوا كتابا إلى الكنائس ،وهو منقول في الباب الخامس عشر من أعمال الحواريين وبعض آياته هكذا " 24 :ثم إنا قد سمعنا أن نفرا من الذين خرجوا من عندنا يضطربونكم بكلمهم ويزعجون أنفسكم ويقولون إنه يجب عليكم أن تختتنوا
وتحافظوا على الناموس ،ونحن لم نأمرهم بذلك 28لنه قد حسن للروح القدس ولنا أن ل نحملكم غير هذه الشياء الضرورية 29وهي أن تجتنبوا من قرابين الوثان والدم والمخنوق والزنا التي إن تجنبتم عنها فقد
) (3/660
أحسنتم والسلم" وإنما أبقوا حرمة هذه الربعة لئل يتنفر اليهود الذين دخلوا في الملة المسيحية عن قريب ،وكانوا يحبون أحكام التوراة ورسومها تنفرا تاماا ،ثم لما رأى مقدسهم بولس بعد هذا
الزمان أن هذه الرعاية ليست بضرورية نسخ حرمة الثلثة الولى بفتوى الباحة العامة التي مر نقلها
في المثال السابع ،وعليه اتفاق جمهور البروتستنت ،فما بقي من أحكام التوراة العملية إل الزنا ولما لم يكن فيه حد في الشريعة العيسوية ،فهو منسوخ من هذا الوجه أيضا فقد حصل الفراغ في
هذه الشريعة من نسخ جميع الحكام العملية التي كانت في الشريعة الموسوية أبدية كانت أو غير
أبديةً.ا )الرابع عشر( في الباب الثاني من رسالة بولس إلى أهل غلطية " 30وصلبت مع المسيح وأنا الن حي لكني أنا لست بحي بل إن المسيح هو الحي فلي ،وما نلت الن من الحياة الجسمانية فهو
متعلق باليمان بابن ال الذي أحبني وجعل نفسه فدية لجلي" " 21وأنا ل أبطل نعمة ال لنه إن كانت العدالة بالناموس فقد مات المسيح عبثاا" قال داكتر همند في ذيل شرح الية العشرين:
"خلصني ببذل روحه لجلي عن شريعة موسى" ،وقال في شرح الية الحادية والعشرين" :استعمل
هذا العتق لجل ذلك ول أعتمد في النجاة على شريعة موسى ول أفهم أن أحكام موسى ضرورية لنه يجعل إنجيل المسيح كأنه بل فائدة"ً.ا
) (3/661
وقال داكتر وت بي في ذيل شرح الية الحادية والعشرين" :ولو كان كذا فاشترى النجاة بموته ما كان ضروريا وما كان في موته حس رما" وقال يايل "لو كان شريعة اليهود تعصمنا وتنجينا فأية ضرورة كانت لموت المسيح ،ولو كانت الشريعة جزءا لنجاتنا فل يكون موت المسيح لها كافياا" فهذه القوال كلها ناطقة بحصول الفراغ من شريعة موسى ونسخهاً.ا
)الخامس عشر( في الباب الثالث من الرسالة المذكورة هكذا" :جميع ذوي أعمال الشريعة ملعونون ل يتزكى أحغد عند ال بالناس فإن الناموس ل يتعلق باليمان وإن المسيح قد افتدانا من لعنة
الناموس لما صار لجلنا لعنة" انتهى ملخصاا ،قال لرد في الصفحة 478من المجلد التاسع من تفسيره بعد نقل هذه اليات" :الظن أن مراد الحواري ههنا المعنى الذي يعلمه كثير يعني نسخت
الشريعة أو صارت بل فائدة بموت المسيح وصلبه" ثم قال في الصفحة 487من المجلد المذكور" :بين الحواري صراحة في هذه المواضع أن منسوخية أحكام الشريعة الرسومية نتيجة موت عيسى"ً.ا )السادس عشر( في الباب الثالث المذكور هكذا " :23وقد حصرنا قبل إتيان اليمان بالناموس
وقيدنا في انتظار اليمان المزمع بالظهور" " 24فكان الناموس مؤدبنا الذي يهدينا إلى المسيح لنتزكى باليمان" " 25ولما جاء اليمان لم
) (3/662
نبق تحت المؤدب" فصرح مقدسهم "أنه ل طاعة لحكام التوراة بعد اليمان بعيسى عليه السلم"ً.ا في تفسير دوالي ورجرد مينت قول دين استان هوب هكذا" :نسخ رسومات الشريعة بموت عيسى وشيوع إنجيله"ً.ا )السابع عشر( في الية الخامسة عشرة من الباب الثاني من رسالة بولس إلى أهل افسس هكذا: "وأبطل بجسده العداوة أعني ناموس أحكام السنن"ً.ا )الثامن عشر( الية الثانية عشرة من الباب السابع من الرسالة العبرانية هكذا" :لن الكهانة لما بدلت بدل الناموس أيضا بالضرورة" ففي هذه الية إثبات التلزم بين تبدل المامة وتبدل الشريعة فإن قال المسلمون أيض ا نظرا إلى هذا التلزم بنسخ الشريعة العيسوية فهم مصيبون في قولهم ل
مخطئون ،في تفسير دوالي ورجرد مينت ذيل شرح هذه الية قول داكتر سيكنائت هكذا" :بدلت
الشريعة قطعا بالنسبة إلى أحكام الذبائح والطهارة وغيرها" يعني رفعتً.ا
)التاسع عشر( الية الثامنة عشرة من الباب السابع المذكور هكذا" :لن نسخما تقدم من الحكم قد عرض لما فيه من الضعف وعدم الفائدة"ً.ا
) (3/663
ففي هذه الية تصريح بأن نسخ أحكام التوراة لجل أنها كانت ضعيفة بل فائدة في تفسير هنري واسكات" :رفعت الشريعة والكهانة اللتان ل يحصل منهما التكميل ،وقام كاهن وعفو جديد يكمل منهما المصدقون الصادقون"ً.ا )العشرون( في الباب الثامن من العبرانية" :فلو كان العهد الول غير معترض عليه لم يوجد للثاني موضع 13فبقوله عهدا جديدا صرير الول عتيقا والشيء العتيق والبالي قريب من الفناء" ففي هذا القول تصريح بأن أحكام التوراة كانت معيبة وقابلة للنسخ لكونها عتيقة بالية ،في تفسير دوالي
ورجرد مينت في ذيل شرح الية الثالثة عشرة قول يايل هكذا" :هذا ظاهر جدا أن ال تعالى يريد
أن ينسخ العتيق النقص بالرسالة الجديدة الحسنى ،فلذلك يرفع المذهب الرسومي اليهودي ويقوم المذهب المسيحي مقامه"ً.ا )الحادي والعشرون( في الية التاسعة من الباب العاشر من العبرانية "فينسخ الول حق يثبت الثاني" في تفسير دوالي ورجرد مينت في شرح الية الثامنة والتاسعة قول يايل هكذا" :استدل الحواري في هاتين اليتين وفيهما إشعار بكون ذبائح اليهود غير كافية ولذا تحمل المسيح على نفسه الموت ليجبر نقصانها ،ونسخ بفعل أحدهما استعمال الخر"ً.ا
) (3/664
فظهر على اللبيب من المثلة المذكورة أمور )الول( نسخ بعض الحكام في الشريعة اللحقة ليس بمختص بشريعتنا بل وجد في الشرائع السابقة أيضا )والثاني( أن الحكام العملية للتوراة كلها أبدية كانت أو غير أبدية نسخت في الشريعة العيسوية )والثالث( أن لفظ النسخ أيضا موجود في كلم
مقدسهم بالنسبة إلى التوراة وأحكامها )والرابع( أن مقدسهم أثبت الملزمة بين تبدل المامة وتبدل الشريعة )والخامس( أن مقدسهم يدعي أن الشيء العتيق البالي قريب من الفناء ،فأقول لما كانت الشريعة العيسوية بالنسبة إلى الشريعة المحمدية عتيقة فل استبعاد في نسخها بل هو ضروري على وفق المر الرابع ،وقد عرفت في المثال الثامن عشر والسادس أن مقدسهم ومفسريهم استعملوا
ألفاظ ا غير ملئمة بالنسبة إلى التوراة وأحكامها مع أنهم معترفون أنها كلم ال )السابع( أنه ل
إشكال في نسخ أحكام التوراة بالمعنى المصطلح عندنا إل في الحكام التي صرح فيها أنها أبدية
أو يجب رعايتها دائما طبقة بعد طبقة ،لكن هذا الشكال ل يرد علينا لنا ل نسلم أولا أن هذه التوراة هي التوراة المنزلة أو تصنيف موسى كما علم في الباب الول ،ول نسلم ثانيا أنها غير
مصونة عن التحريف كما عرفت مبرهن ا في الباب الثانيً.،ا
) (3/665
ونقول ثالثا إلزام ا بأن ال قد يظهر له بدأ وندامة عما أمر أو فعل فيرجع عنه وكذلك يعد مويعدا دائميا ثم يخلف وعده ،وهذا المر الثالث أقوله إلزاما فقط لنه يفهم من كتب العهد العتيق هكذا
من مواضع كما ستعرف عن قريب ،وإني وجميع علماء أهل السنة بريئون ومتبرؤن عن هذه العقيدة
الفاسدة ،نعم يرد هذا الشكال عن المسيحيين الذين يعترفون بأن هذه التوراة كلم ال ومن تصنيف موسى ولم تحرف ،والندامة والبدء محالن في حق ال والتأويل الذي يذكرونه في اللفاظ المذكورة بعيد عن النصاف وركيك جدا بهذه اللفاظ في كل شيء يكون بالمعنى الذي يناسبه ،مثلا إذا قيل لشخص معين إنه دائما يكون كذا فل يكون المراد بالدوام ههنا إل المدة الممتدة إلى آخر عمره
لنا نعلم بديهة أنه ل يبقى إلى فناء العالم ،وقيام القيامة ،وإذا قيل لقوم عظيم يبقى إلى فناء العالم
ولو تبدلت أشخاصه في كل طبقة بعد طبقة أنهم ل بد أن يفعلوا كذا دائم ا طبقة بعد طبقة أو إلى البد أو إلى آخر الدهر فيفهم منه الدوام إلى فناء العالم بل شبهة ،وقياس أحدهما على الخر
مستبعد جداا ،ولذلك علماء اليهود يستبعدون تأويلهم سلفا وخلفا وينسبون العتساف والغواية إليهمً.ا
) (3/666
)و أمثلة القسم الثاني( هذه: )الول( أن ال أمر إبراهيم عليه السلم بذبح إسحاق عليه السلم ثم نسخ هذا الحكم قبل العمل كما هو مصرح به في الباب الثاني والعشرين من سفر التكوين )الثاني( أنه نقل قول نبي من النبياء في حق عالي الكاهن في الباب الثاني من سفر صموئيل الول هكذا" 30 :فال إله إسرائيل يقول :إني قلت إن بيتك وبيت أبيك يخدمون بين يدي دائما لكن يقول ال الن حاشا لي ل يكون المر كذلك بل أكرم من يكرمني ومن يحقرني يصير ذليلا 34
وأنا أقيم لنفسي كاهن ا متدين ا الخ" فكان وعد ال أن منصب الكهانة يبقى في بيت عالي الكاهن وبيت ابنه ،ثم أخلف وعده ونسخه وأقام كاهن ا آخر ،في تفسير دوالي ورجردمينت قول الفاضل
باترك هكذا" :ينسخ ال ههنا حكما كان وعده وأقرر به بأن رئيس الكهنة يكون منكم إلى البد،
أعطى
) (3/667
هذا المنصب لعازار الولد الكبر لهارون ،ثم اعطى تامار الولد الصغر لهارون ثم انتقل الن بسبب ذنب أولد عالي الكاهن إلى أولد العازار" فوقع الخلف في وعد ال مرتين إلى زمان بقاء الشريعة الموسوية ،وأما الخلف الذي وقع في هذا الباب عند ظهور الشريعة العيسوية مرة ثالثة فهذا لم يبق ح به في أثر ما لهذا المنصب ل في أولد العازار ،ول في أولد تامارا ،الوعد الذي كان للعازار دمصلر غ
الباب الخامس والعشرين من سفر العدد هكذا" :إني قد وهبت له ميثاقي بالسلم فيكون له ميثاق
الحبورة والخلفة من بعده إلى الدهر" ول يتحير الناظر من دخلف وعد ال على مذاق أهل الكتاب،
لن كتب العهد العتيق ناطقة به ،وبأن ال يفعل أمرا ثم يندم ،نقل في الية التاسعة والثلثين من
الزبور الثامن والثمانين أو التاسع والثمانين على اختلف التراجم قول داود عليه السلم في خطاب
ال عز وجل هكذا" :نقضت عهد عبدك
) (3/668
وبخست في الرض مقدسه" فيقول داود عليه السلم "نقضت عهد عبدك" وفي الباب السادس من سفر التكوين هكذا" 6 :فندم على عمله النسان على الرض فتأسف بقلبه داخلا 7وقال امحوا البشر الذي خلقته عن وجه الرض من البشر حتى الحيوانات من الدبيب حتى طير السماء لني نادم أني
عملتهم" فالية السادسة كلها ،وهذا القول -لني نادم أني عملتهم -يدلن على أن ال ندم وتأسف على خلقه النسان ،وفي الزبور الخامس بعد المائة هكذا" 44 :فنظر الرب في أحزانهم إذ سمع صوت تضرعهم 45وذكر ميثاقهم وندم لكثرة رحمته" ،في الية الحادية عشرة من الباب الخامس عشر من سفر صموئيل الول قول ال هكذا" :ندمت على أني صيرت شاول ملكا أنه
رجع من ورائي ولم يعمل بما أمرته" ،ثم في الية الخامسة والثلثين من الباب المذكور هكذا" :أن
صموئيل حزن على شاول لن الرب أسف على أنه مرلك شاول على إسرائيل"ً.ا
) (3/669
وههنا خدشة يجوز لنا أن نوردها إلزاما فقطً.ا وهي أنه لما ثبتت الندامة في حق ال وثبت أنه ندم
على خلق النسان وعلى جعل شاول ملك ا فيجوز أن يكون قد ندم على إرسال المسيح عليه
السلم ،بعد ما أظهر دعوى اللوهية على ما هو زعم أهل التثليث ،لن هذه الدعوى من البشر الحادث أعظدم جرما من عدم إطاعة شاول أمر الرب ،وكما لم يكن ال واقفا على أن شاول يعصي
أمره فكذا يجوز أن يكون واقف ا على أن المسيح عليه السلم يدعي اللوهية ،وإنما قلت هذا إلزام ا فقط لنا ل نعتقد بفضل ال ندامة ال ول ادعاء المسيح عليه السلم اللوهية ،بل عندنا ساحة اللوهية وكذا ساحة نبوة المسيح عليه السلم صافيتان عن قمامة هذه الكدورات والمنكراتً.ا
)الثالث( في الباب الرابع من كتاب حزقيال هكذا ترجمة عربية سنة ] 1844الية[ :10 "وطعامك الذي تأكله يكون بالوزن عشرين مثقالا في كل يوم من وقت إلى وقت تأكله 12وكخبز
من شعير تأكلهد وتلطخه بزبل يخرج من النسان في عيونهم 14فقلت آه آه آه يا رب الله ها هو ذا نفسي لم تتنجس ،والميت والفريسة من السبع لم آكل منه منذ صباي حتى الن ولم يدخل في
فمي كل لحم نجس 15فقال لي ها أعطيك زبل البقر عوض رجيع الناس وتصنع خبزك فيه" أمر ال أولا بأن "تلطخه بزبل يخرج من النسان" ثم لما استغاث حزقيال عليه السلم نسخ هذا الحكم قبل العمل فقال" :أعطيك زبل البقر عوض رجيع الناس"ً.ا
) (3/670
)الرابع( في الباب السابع عشر من سفر الخبار هكذا" 3 :أيما رجل من بني إسرائيل ذبح ثورا أو
خروف ا أو عنزا في المحلة أو خارج ا عن المحلة 4ول يأتي بقربانه إلى باب قبة الزمان ليقربه قربان ا للرب فلديحسب على ذلك الرجل سيفك مدم من أنه أراق دم ا ويهلك ذلك الرجل من شعبه" وفي الباب الثاني عشر من كتاب الستثناء هكذا" 15 :فأما إن شئت أن تأكل وتستلذ بأكل اللحم
فاذبح وكل بالبركة التي أعطاك الرب إلهك في قراك الخ 20وإذا أوسع الرب إلهك تخومك مثل ما قال لك وأردت أن تأكل اللحم ما تشتهيه نفسك 21وكان بعيد المكان الذي اصطفاه الرب إلهك ليكون اسمه هناك فاذبح من البقر والغنم الذي لك كما أمرتك وكل في قراك كما تريد 22 كما يؤكل من الظبي والبل هكذا فتأكلون منها جميعا طاهرا كان أو غير طاهر" فنسخ حكم سفر
الخبار بحكم سفر التثنية،
) (3/671
قال هورن في الصفحة 619من المجلد الول من تفسيره بعد نقل هذه اليات هكذا" :في هذين الموضعين تناقض في الظاهر لكن إذا لوحظ أن الشريعة الموسوية كانت تزاد وتنقص على موفق حال بني إسرائيل وما كانت بحيث ل يمكن تبديلها فالتوجيه في غاية السهولة" ،ثم قال" :نسخ موسى في السنة الربعين من هجرتهم قبل دخول فلسطين ذلك الحكم" أي حكم سفر الخبار "بحكم سفر الستثناء نسخا صريحاا ،وأمر أنه يجوز لهم بعد دخول فلسطين أن يذبحوا البقر والغنم في أي موضع شاؤوا ويأكلوا" انتهى ملخصاا ،فاعترف بنسخ الحكم المذكور وأن الشريعة الموسوية
كانت تزاد وتنقص على وفق حال بني إسرائيل ،فالعجب من أهل الكتاب أنهم يعترضون على مثل
هذه الزيادة والنقصان في شريعة أخرى ويقولون إنه مستلزم لجهل الً.ا )الخامس( في الية 3و 23و 30و 35و 39و 43و 46من الباب الرابع من سفر العدد أن خدام قبة العهد ل بد أن ل يكونوا أنقص من ثلثين وأزيد من خمسين ،وفي الية 24و 25من الباب الثامن من السفر المذكور أن ل يكونوا أنقص
) (3/672
من خمس وعشرين وأزيد من خمسينً.ا )السادس( في الباب الرابع من سفر الخبار أن فداء خطأ الجماعة ثوغر واحد ،وفي الباب الخامس عشر من سفر العدد أنه ل بد أن يكون ثورا مع لوازمه مومجيدي ا فنسخ الولً.ا
)السابع( يعلم أمر ال من الباب السادس من سفر التكوين أن يدخل في الدفلك اثنان اثنان من كل جنس الحيوانات طيرا كان أو بهيمة مع نوح عليه السلم ،ويعلم من الباب السابع من السفر
المذكور أن يدخل سبع سبع ذكر وأنثى من البهائم الطاهرة ،ومن الطيور مطلقا ومن البهائم الغير الطاهرة اثنان اثنان ،ثم يعلم من الباب المذكور أنه دخل من كل جنس اثنان اثنان ،فنسخ هذا
الحكم مرتينً.ا
) (3/673
)الثامن( في الباب العشرين من سفر الملوك هكذا" :وفي تلك اليام مرض حزقيا وأشرف على الموت ،وأتاه أشعياء النبي ابن عاموص ،وقال له هكذا يقول الرب الله أوص على بيتك لنك
ميت وغير حي 2فأقبل حزقيا بوجهه إلى الحائط وصلى أمام الرب وقال 3يا رب اذكر أني سرت بين يديك بالعدل والقلب السليم وعملت الحسنات أمامك وبكى حزقيا بكاء" شديدا " 4فلما
خرج أشعياء أوحى إليه الرب قبل أن يصل إلى وسط الدار وقال 5ارجع إلى حزقيا مدبر شعبي، وقل له هكذا يقول الرب إله داود أبيك :قد سمعت صلتك ورأيت دموعك ،وها أنا أشفيك سريع ا حتى إذا كان في اليوم الثالث تصعد إلى بيت الرب 6وأزيد على عمرك خمس عشرة سنة" الخ فأمر ال حزقيا على لسان أشعياء بأن أوص على بيتك لنك ميت ،ثم نسخ هذا الحكم قبل أن يصل أشعياء إلى وسط الدار بعد تبليغ الحكم ،وزاد على عمره خمس عشرة سنةً.ا )التاسع( في الباب العاشر من إنجيل متى هكذا" :هؤلء الثني عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلا إلى طريق أمم ل تمضوا ،وإلى مدينة للسامريين ل تدخلوا ،6ولكن انطلقوا خاصة إلى الخراف التي هلكت من بني إسرائيل" وفي الباب الخامس عشر من إنجيل متى قول المسيح عليه السلم
في حقه هكذا" :لم أديرسل إل إلى خراف بيت إسرائيل الضالة"
) (3/674
فعلى وفق هذه اليات كان عيسى عليه السلم يخصص رسالته إلى بني إسرائيل ،ونقل قوله في الية الخامسة عشرة من الباب السادس عشر من إنجيل مرقس هكذا" :اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالنجيل للخليقة كلها" فالحكم الول منسوخً.ا )العاشر( في الباب الثالث والعشرين من إنجيل متى هكذا" 1 :حينئذ خاطب يسوع الجموع وتلميذه 2قائلا جلس الكتبة والفريسيون على كرسي موسى 3فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه" فحكم بأن كل ما قالوا لكم فافعلوه ،ول شك أنهم يقولون بحفظ جميع
الحكام العملية للتوراة سيما البدية على زعمهم وكلها منسوخة في الشريعة العيسوية كما علمت مفصلة في أمثلة القسم الول ،فهذا الحكم منسوخ ألبتة ،والعجب من علماء البروتستنت أنهم يوردون في رسائلهم هذه اليات تغليطا لعوام أهل السلم مستدلين بها على بطلن النسخ في
التوراة ،فيلزم أن يكونوا واجبي القتل لنهم ل يعظمون السبت ،وناقض تعظيمه على حكم التوراة
واجب القتل ،كما عرفت في المثال التاسع من أمثلة القسم الولً.ا )الحادي عشر( قد عرفت في المثال الثالث عشر أن الحواريين بعد المشاورة نسخوا جميع أحكام التوراة العملية غير الربعة ثم نسخ بولس حرمة الثلثة منهاً.ا
) (3/675
)الثاني عشر( في الية السادسة والخمسين من الباب التاسع من إنجيل لوقا قول المسيح عليه السلم هكذا" :إن ابن النسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليخلص" ومثله في إنجيل يوحنا في الية السابعة عشرة من الباب الثالث ،وفي الية السابعة والربعين من الباب الثاني عشر ،ووقع في الية الثامنة من الباب الثاني من الرسالة الثانية إلى أهل تسالو نبقي هكذا" :وحينئذ سيستعلن الثيم الذي الرب يبيده بنفخة فمه ويبطله بظهوره" فالقول الثاني ناسخ للول ،وقد علم من هذه المثلة الربعة الخيرة أعني من التاسع إلى الثني عشر أن نسخ أحكام النجيل واقع بالفعل فضلا عن
المكان حيث نسخ عيسى عليه السلم بعض حكمه بحكمه الخر ،ونسخ الحواريون بعض أحكامه بأحكامهم ،ونسخ بولس بعض أحكام الحواريون ،بل بعض قول عيسى عليه السلم
بأحكامه وقوله ،وظهر لك أن ما نقل عن المسيح عليه السلم في الية الخامسة والثلثين من الباب الرابع والعشرين من إنجيل متى ،والية الثالثة والثلثين من الباب الحادي والعشرين من إنجيل لوقا ليس المراد به أن قولا من أقوالي وحكما
) (3/676
من أحكامي ل ينسخ وأل يلزم تكذيب إنجيلهم ،بل المراد بقوله كلمي هو الكلم المعهود الذي أخبر به عن الحادثات التي تقع بعده ،وهي مذكورة قبل هذا القول في النجيلين ،فالضافة في قوله كلمي للعهد ل للستغراق ،وحمل مفسروهم أيضا هذا القول على ما قلت في تفسير دوالي ورجرد مينت في ذيل شرح عبارة إنجيل متى هكذا" :قال القسيس بيروس :مراده أنه تقع المور
التي أخبرت بها يقيناا ،دين استاين هوب :إن السماء والرض وإن كانتا غير قابلتين للتبديل بالنسبة إلى الشياء الخر لكنهما ليستا بمحكمتين مثل أحكام إخباري بالمور التي أخبرت بها ،فتلك
كلها تزول وإخباري بالمور التي أخبرت بها ل تزول ،بل القول الذي قلته الن ل يتجاوز شيء منه عن مطلبه" فالستدلل بهذا القول ضعيف جداا ،والقول
المذكور هكذا" :السماء والرض تزولن ولكن كلمي ل يزول"ً.ا
وإذا عرفت أمثلة القسمين ما بقي لك شك من وقوع النسخ بكل قسميه في الشريعة الموسوية
والعيسوية ،وظهر أن ما يدعيه أهل الكتاب من امتناع النسخ باطل ل ريب فيه ،كيف ل وإن المصالح قد تختلف باختلف الزمان والمكان
) (3/677
والمكلفين فبعض الحكام يكون مقدورا للمكلفين في بعض الوقات ول يكون مقدورا في بعض
آخر ،ويكون البعض مناسبا لبعض المكلفين دون بعض ،أل ترى أن المسيح عليه السلم قال
مخاطبا للحواريين" :إن لي أمورا كثيرة أيضا لقول لكم ل تستطيعون الن أن تحتملوا ،وأما متى
جاء ذاك ،روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق" كما هو مصرح به في الباب السادس عشر من
إنجيل يوحنا ،وقال للبرص الذي شفاه :ل تخبر عن هذه الحال أحداا ،كما هو مصرح به في
الباب الثامن من إنجيل متى ،وقال للعميين اللذين فتح أعينهما :ل تخبرا أحدا عن هذا الحال،
كما هو مصرح به في الباب التاسع من إنجيل متى ،وقال لبوي الصبية التي أحياها ل تخبرا أحدا عما كان ،كما هو مصرح به في الباب الثامن من إنجيل لوقا ،وأمر الذي أخرج الشياطين منه بأن
ارجع إلى بيتك وأخبر بما صنع ال بك ،كما هو مصرح به في الباب المذكور ،وقد علمت في المثال السادس والثالث عشر من أمثلة القسم الول ،وفي المثال الرابع من أمثلة القسم الثاني ما يناسب هذا المقام ،وكذلك ما أمر بنو إسرائيل بالجهاد على الكفار ما داموا في مصر وأمروا بعد ما خرجواً.ا ]وقال المعلم ميخائيل مشاقة في الفصل الثالث من القسم الثاني من كتابه
) (3/678
المسرمى بـ )أجوبة النجيلريين على أباطيل التقليدريين( المطبوع سنة 852م في بيروت في الصفحة 71و " :72إن الشريعة الموسوية ثلثة أقسام وهي :الشريعة الدبرية ،والشريعة الطقسرية ،والشريعة
السياسرية ،فالشريعة الدبرية ينحصر ملرخصها في وصايا ال العشر ،ول ديعفى أحد من حفظها ،وهي الناموس الذي أشار إليه السيد المسيح بقوله" :ما جئت لجل نيق ن ض الناموس بل لكرمل وإرن السماء والرض تزولن وحرف واحد من الناموس ل يتغرير حتى يكون كرله" ،والدليل على ذلك هو
أرن السيد المسيح بعد قوله هذا أخذ يفسر لهم الوصايا ويكرملها بقوله :قيل للولين :ل تقتل ،وأنا
أقول لكم :من غضب على أخيه فقد وجبت عليه الدينونة ،وقيل للرولين :لتزن ،وأنا أقول لكم: من نظر إلى امرأة إلى أن يشتهيها فقد زني بها في قلبه ،وإرنه قيل للولين :ل تحنث في يمينك،
وأنا أقول لكم ل تحلفوا البتة وليكن كلمكم )نعمً.ا نعم( و )لً.ا ل( ،وأما الشريعتان الخريان فلم
يعلم بهما بل حرلهما برتة بمنعه الطلق وعدم إجازته رجم الزانية ،مع أشياء كثيرة كتب الرسدل في
حرلها كالختانة وتمييز المطاعم إلى غير ذلك من المور الطقسرية والسياسرية ،فالشريعة الطقسرية صة تتعرلق بكيفرية إجراء الطقوس وتيقدمة القرابين في الهيكل ،وقد بطلت حين خرابه ،وهي خا ر باليهود إيذ كان الهيكل عامراا ،وأرما
) (3/679
الشريعة السياسرية فهي تتعرلق بالحكام الزمنرية -كتوزيع المواريث وبيع العقارات وقصاص
صة بدولة اليهود ،فعندما زال حكمهم لم يبقوا ملتزمين بحفظها ،وبالجملة: الجنايات -وكانت خا ر
صة باليهود مدة إرن أحكام الشريعتين الطقسرية والسياسية ل يلتزم بها المسيحيون؛ لرنها كانت خا ر حكمهم وعمارة الهيكل فزالتا بزوالهما" انتهى كلمه بعبارتهً.ا
وعلم من كلمه أمران: الرول :أرن المراد بالناموس في قول المسيح المنقول في الباب الخامس من إنجيل مرتى :الحكام العشرة فقط ،وهي عبارة عن الشريعة الدبية وهو الحقً.ا
والثاني :أرن المسيح أبقى الشريعة الدبية فقط وكرملها ،ونسخ وأبطل يقينا الشريعتيين الباقيتيين اللتيين هما عبارتان من غير الحكام العشرةً.ا وأقول :إرن حكم السبت من هذه الحكام العشرة أيضا منسوخ في الشريعة العيسوية ،فحصل لهم الفراغ عن جميع أحكام التوراة ما عدا الحكام التسعة ،وهذه الحكام التسعة باقية في الشريعة
سك بعض المحرمدية أيضاا ،فل يلزم علينا اعتراض رما بالنسبة إلى نسخ أحكام التوراة ،وظهر أرن تم ر القسيسين بقول المسيح المذكور على عدم نسخ أحكام التوراة فهو ناشيء عن جهله أو تغليطه
وعدم ديانته[ ً.ا
) (3/680
الباب الرابع في إبطال التثليث وهو مشتمل على مقدمة وثلثة فصولً.ا
) (3/681
مقدمة أما المقدمة ففي بيان اثني عشر أمرا تفيد الناظر بصيرة في الفصولً.ا
)المر الول( أن كتب العهد العتيق ناطقة بأن ال واحد أزلي أبدي ل يموت ،قادر يفعل ما يشاء ليس كمثله شيء ل في الذات ول في الصفات ،بريء عن الجسم والشكل ،وهذا المر لشهرته وكثرته في تلك الكتب غير محتاج إلى نقل الشواهدً.ا )المر الثاني( أن عبادة غير ال حرام ،وحرمتها مصرحة في مواضع شتى من التوراة مثل الباب العشرين والرابع والثلثين من سفر الخروج ،وقد صرح به في الباب الثالث عشر من سفر الستثناء أنه لو دعا نبي أو من يدعي اللهام في المنام إلى عبادة غير ال يقتل هذا الداعي ،وإن كان ذا معجزات عظيمة ،وكذا لو أغرى أحغد من القرباء أو الصدقاء إليها يدـيرمجم هذا الدميغري ول يرجم
عليه ،وفي الباب السابع عشر من السفر المسطور أنه لو ثبتت على أحد عبادة غير ال يدـيرمجم رجلا كان أو امرأةً.ا
)المر الثالث( في اليات الكثيرة الغير المحصورة من العهد العتيق إشعار بالجسمية والشكل والعضاء ل تعالى مثلا في الية 26و 27من الباب الول من سفر التكوين والية 6من الباب التاسع من السفر المذكور إثبات الشكل والصورة ل،
) (3/682
وفي الية 17من الباب التاسع والخمسين من كتاب أشعياء إثبات الرأس ،وفي الية 9من الباب السابع من كتاب دانيال إثبات الرأس والشعر ،وفي الية 3من الزبور الثالث والربعين إثبات الوجه واليد والعضد ،وفي الية 22و 23من الباب الثالث والثلثين من كتاب الخروج إثبات الوجه والقفا ،وفي الية 15من الباب الثالث والثلثين إثبات العين والذن ،وكذا في الية 18من الباب
التاسع من كتاب دانيال إثبات العين والذن ،وفي الية 29و 52من الباب الثامن من سفر الملوك الول وفي الية 17من الباب السادس عشر والية 19من الباب الثاني والثلثين من كتاب أرمياء والية 21من الباب الرابع والثلثين من كتاب أيوب ،والية 21
) (3/683
من الباب الخامس والية 3من الباب الخامس عشر من كتاب المثال إثبات العين ،وفي الية 4 من الزبور العاشر إثبات العين والجفان ،وفي الية 6و 8و 9و 15من الزبور السابع عشر إثبات الذن والرجل والنف والنفس والفم ،وفي الية 27من الباب الثلثين من كتاب أشعياء إثبات ال لشفة واللسان ،وفي الباب الثالث والثلثين من سفر الستثناء إثبات اليد والرجل ،وفي الية 18من الباب الحادي والثلثين من سفر الخروج إثبات الصابع ،وفي الية 19من الباب الرابع من كتاب أرمياء إثبات البطن والقلب ،وفي الية 3من الباب الحادي والعشرين من كتاب أشعياء إثبات الظهرً.،ا
) (3/684
وفي الية 7من الزبور الثاني إثبات الفرج ،وفي الية 28من الباب العشرين من أعمال الحواريين إثبات الدم ،وللتنزيه في التوراة آيتان وهما الية الثانية عشرة والية الخامسة عشرة من الباب الرابع من سفر الستثناء وهما هكذا12 : "فكلمكم الرب من جوف النار فسمعتم صوت كلمه ولم تروا الشبه ألبتة" " 15فاحفظوا أنفسكم بحرص فإنكم لم تروا شبيها يوما كلمكم الرب في حوريب من جوف النار" ولما كان مضمون هاتين
اليتين مطابقا للبرهان العقلي ،وجب تأويل اليات الغير المحصورة ل ]عدم[ تأويلهما ،وأهل
الكتاب ههنا أيض ا يوافقوننا ول يرجحون اليات الغير المحصورة على هاتين اليتين ،وكما يوجد الشعار بالجسمية ل تعالى فكذا يوجد بإثبات المكان ل تعالى في اليات الغير محصورة من
العهد العتيق والجديد مثل الية 8باب ،25والية 45و 46من باب 29من سفر الخروج ،وفي الية 3باب 5و 34باب 35من سفر العدد ،وفي الية 15من الباب السادس والعشرين من
سفر الستثناء ،وفي الية 5و 6من الباب السابع من سفر صموئيل الثاني ،وفي الية 30و 32 و 34و 36و 39و 45و 49من الباب الثامن من سفر الملوك الولً.،ا
) (3/685
وفي الية 11من الزبور التاسع ،وفي الية 4من الزبور العاشر ،وفي الية 8من الزبور الخامس والعشرين ،وفي الية 16من الزبور السابع والستين ،وفي الية 2من الزبور الثالث والسبعين وفي الية 2من الزبور الخامس والسبعين وفي الية 1من الزبور الثامن والتسعين وفي الية 21من الزبور المائة والرابع والثلثين ،وفي الية 17و 21من الباب الثالث من كتاب يوتيل ،وفي الية 2 من الباب الثامن من كتاب زكريا وفي الية 45و 48باب 5و 1و 9و 14و 26باب 6و 11و 21باب 7و 32و 33باب 10و 50باب 2و 13باب 15و 17باب 16و 10 و 14و 19و 35باب 18و 19و 22باب 23من إنجيل متى ،ول توجد في العهد العتيق والجديد اليات الدالة على تنزيه ال عن المكان إل قليلة مثل الية 1و 2من الباب السادس والستين من كتاب أشعياء ،والية 48من الباب السابع من أعمال الحواريين ،لكن لما كان مضمون هذه اليات القليلة موافقا للبراهين أولت اليات الكثيرة الغير
المحصورة المشعرة بالمكان ل تعالى ل هذه اليات القليلة ،وأهل الكتاب أيضا يوافقوننا في هذا
التأويلً.،ا
) (3/686
فقد ظهر من هذا المر الثالث أن الكثير إذا كان مخالفا للبرهان يجب إرجاعه إلى القليل الموافق له ،ول يعتد بكثرته فكيف إذا كان الكثير موافقا والقليل مخالفا فإن التأويل فيه ضروري ببداهة
العقلً.ا
)المر الرابع( قد علمت في المر الثالث أنه ليس ل شبه وصورة وقد صرح به في العهد الجديد أيض ا في مواضع عديدة أن رؤية ال في الدنيا غير واقعة ،في الية الثامنة عشرة من الباب الول من إنجيل يوحنا هكذا" :ال لم يره أحد قط" وفي الية السادسة عشرة من الباب السادس من الرسالة الولى إلى تيموثاوس" :لم يره أحد من الناس ول يقدر أن يراه" وفي الية الثانية عشرة من الباب
الرابع من رسالة يوحنا الولى" :ال لم ينظره أحد قط" فثبت من هذه اليات أن من كان مرئيا ل
يكون إله ا قط ،ولو أطلق عليه في كلم ال أو النبياء أو الحواريين لفظ ال ومثله فل يغتر أحغد بمجرد إطلق مثل لفظ ال ،ول يدعي أن التأويل مجاز فكيف يرتكب لن المصير إلى المجاز يجب عند القرينة المانعة عن إرادة الحقيقة سيما إذا دل البرهان القطعي على المنع ،نعم يكون لطلق مثل هذه اللفاظ على غير ال وجه مناسب لكل محل ،مثلا إن إطلقها في الكتب
الخمسة المنسوبة إلى موسى عليه السلم على بعض الملئكة لجل ظهور جلل ال فيه أزيد من
الغيرً.،ا
) (3/687
وفي الباب الثالث والعشرين من سفر الخروج قول ال سبحانه هكذا" 20 :أنا أرسل ملكي أمامك ليحفظك في الطريق ويدخلك إلى المكان الذي أن استعديت 21فاحتفظ به وأطع أمره ول تشارقه ،إنه ل يغفر إذا أخطأت ،إن اسمي معه 23وينطلق ملكي أمامك فيدخلك على الموريين والحيثانيين والفرزانيين والكنعانيين والحوايين واليانوسانيين الذين أنا أخرجهم"ً.ا
) (3/688
فقوله :أرسل ملكي أمامك ،وكذا قوله ينطلق ملكي ،نصان على أن الذي كان يسير مع بني إسرائيل في عمود سحاب في النهار وعمود نار في الليل كان ملك ا من الملئكة وقد أطلق عليه
مثل هذه اللفاظ كما سترطلع عليه لجل ما قلت ،كما يظهر من قوله إن اسمي معه ،وقد جاء إطلقها في
مواضع غير محصورة على الملك والنسان الكامل ،بل على آحاد الناس ،بل على الشيطان الرجيم ،بل على غير ذوي العقول أيضاا ،وقد علم من بعض المواضع تفسير بعض هذه اللفاظ، وفي بعض المواضع يدل سوق الكلم بحيث ل يشتبه على الناظر في بادئ الرأي ،وها أنا أورد
عليك شواهد هذا الباب وأنقل في هذا الباب عبارة كتب العهد العتيق عن الترجمة العربية التي طبعت في لندن سنة 1844من الميلد وعبارة العهد الجديد ،إما من الترجمة المذكورة وإما من الترجمة العربية التي طبعت في بيروت سنة 1860ول أنقل جميع عبارة الموضع المستشهد به بل
أنقل اليات التي يتعلق الغرض بها في هذا المقام وأترك اليات الغير المقصودة ،في الباب السابع عشر من سفر التكوين هكذا" 1 :ولما صار أبرام ابن تسعة وتسعين سنة تراءى له الرب وقال أنا ال ضابط الكل فسر أمامي وكن تاماا" " 4وقال له ال أنا هو وعهدي معك وستكون أب ا لمم
كثيرة" " 7وأقيم
) (3/689
ميثاقي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك بأجيالهم ميثاقا أبديا لكون إلها لك ولنسلك من بعدك" " 8وسأعطي لك ولنسلك أرض غدربتك جميع أرض كنعان نميلك ا إلى الدهر ،وأكون لهم إلهاا" 9 "فقال ال لبراهيم ثانية الخ" 15وقال "ال أيض ا لبراهيم الخ" " 18وقال ال الخ" " 22ولما
فرغ ال من خطابه صعد عن إبراهيم" وكان هذا المتكلم المرئي ملكا لما علمت ،ولقوله صعد عن إبراهيم ،ففي هذه العبارة أطلق عليه لفظ ال والرب والله ،وأطلق هو على نفسه "أنا ال ضابط
الكل لكون إلهك ولنسلك من بعدك وأكون إله ا لهم" وكذا أطلق أمثال هذه اللفاظ في الباب الثامن عشر من سفر التكوين على الملك الذي ظهر على إبراهيم عليه السلم مع الملكين
الخرين ،وبشره بولدة إسحاق وأخبر بأن قرى لوط ستخرب
) (3/690
في أزيد من أربعة عشر موضعاا ،وفي الباب
الثامن والعشرين من السفر المذكور في حال يعقوب عليه السلم إذ سافر إلى بلد حاله هكذا10 :
"وخرج يعقوب من بير سبع ماضيا إلى حرران" " 11وأتى إلى موضع وبات هناك فأخذ حجرا من
حجارة ذلك الموضع ووضعه تحت رأسه ونام هناك" " 12فنظر في الحلم سلما قائما على الرض ورأسه يصل إلى السماء وملئكة ال يصعدون ويهبطون فيه" " 13والرب كان ثابت ا على رأس
السلم ،وقال أنا هو ال إله إبراهيم أبيك وإله إسحاق فالرض التي أنت عليها راقد أعطيكها لك
ولنسلك" " 14ويكون نسلك مثل رمل الرض ،ويتسع إلى المغرب والمشرق ،ويتيمن ويتبارك بك وبزرعك جميع قبائل الرض" " 15وأحفظك حيثما انطلقت ،وأعيدك إلى هذه الرض ول أخليك حتى أعمل ما قلته لك" " 16فاستيقظ يعقوب من نومه وقال حق ا إن الرب في هذا المكان وأنا لم
أكن أعلم" " 17وخاف وقال ما أخوف هذا الموضع ما هذا إل بيت ال وباب السماء" " 18وقام يعقوب بالغداة وأخذ الحجر الذي كان توسد به وأقامه نصبة وسكب عليه دهناا" " 19ودعا اسم
المدينة بين إيل التي كانت أولا لوزاا" " 20ونذر نذرا
) (3/691
قائ لا إن كان ال يكون معي ويحفظني في الطريق الذي أنا سائر به ويرزقني خبزا آكل وكسوة
ألبس" " 21ورجعت بسلم إلى بيت أبي فالرب يكون لي إلهاا" " 22وهذا الحجر الذي أقمته نصبة يدعى بيت ال وكل ما أعطيتني أديت إليك عشوره"ً.ا
وفي الباب الحادي والثلثين من السفر المذكور قول يعقوب عليه السلم في خطاب زوجته لنميا وراحيل هكذا" 11 :فقال لي ملك ال في الحلم يا يعقوب فقلت هو ذا أنا" " 12فقال لي الخ" " 13أنا إله بيت إيل حيث مسحت قائمة الحجر ونذرت لي نذرا والن قم فاخرج من هذه الرض وارجع إلى أرض ميلدك" وفي الباب الثاني والثلثين من السفر المذكور هكذا" 9 :وقال يعقوب يا إله أبي إبراهيم وإله أبي إسحاق أيها الرب الذي قلت لي ارجع إلى أرضك وإلى مكان ميلدك وأباركك" " 12فأنت تكلمت وقلت إنك تحسن إلي وتوسع نسلي مثل رمل البحر الذي ل يحصى لكثرته" وفي الباب الخامس والثلثين من السفر المذكور هكذا" :وقال ال ليعقوب قم فاصعد إلى بيت إيل واسكن هناك ،وانصب هناك مذبح ا ل الذي ظهر لك وأنت هارب من وجه عيصو أخيك"
" 2وقال يعقوب لهله الخ" " 3نصعد إلى بيت إيل لنصنع هناك مذبح ا ل الذي استجاب لي في
ضيقتي وكان معي في طريقي" " 6فجاء يعقوب إلى لوزا التي في أرض كنعان هذه بيت إيل الخ" 7
"وبنى هناك مذبحا ودعا اسم المكان بيت ال لن هناك ظهر له ال الخ"ً.ا
) (3/692
وفي الباب الثامن والربعين من السفر المذكور هكذا" 3 :إن ال الضابط الكل استعلن علري في
لوزا بأرض كنعان وباركني" " 4وقال لي أني منميك وجاعلك بجماعة الشعوب وأعطيك هذه الرض ولنسلك من بعدك ميراث ا إلى الدهر" فظهر من الية الحادية عشرة والثالثة عشرة من الباب الحادي والثلثين أن الذي ظهر على يعقوب عليه السلم ،ووعده وعهد ونذر يعقوب عليه السلم معه كان
ملك اا ،وجاء إطلق لفظ مثل ال عليه في العبارات المذكورة في أزيد من ثمانية عشر موضعا وقال
هذا الملك" :أنا هو الرب إله إبراهيم أبيك وإله إسحاق ،وقال يعقوب عليه السلم في حقه "يا إله
أبي إبراهيم وإله أبي إسحاق أيها الرب وإن ال ضابط الكل استعلن علري" وفي الباب الثاني والثلثين من السفر المذكور هكذا" 24 :وتخلف هو وحده وهو ذا رجل فكان يصارعه إلى الفجر" " 25وحين نظر أنه ل يقوى به فجس عرق وركه
ولساعته ذبل" " 26وقال له أطلقني لنه قد أسفر الصبح وقال له ل أطلقك أو تباركني" 27 "فقال له ما اسمك فقال يعقوب" " 28قال ل يدعي اسمك يعقوب بل إسرائيل من أجل أنك إن كنت قويت مع ال فكم بالحري لك قوة في الناس" " 19فسأله يعقوب عرفني ما اسمك فقال له لم تسأل عن اسمي وباركه فيذلك المكان" " 30فدعا يعقوب اسم ذلك المكان فنوائل قائلا رأيت
ال وجها لوجه وتخلصت نفسي"ً.ا
) (3/693
وهذا المصارع كان ملك ا لما عرفت ولنه يلزم أن يكون إله بني إسرائيل في غاية العجز والضعف
حيث صارع يعقوب عليه السلم إلى الفجر ،ولم يغلب عليه بدون الحيلة ،ولن كلم هوشع نص
في هذا الباب في الباب الثاني عشر من كتابه هكذا" 3 :في البطن عقب أخاه وفي جبروته أفلح معه الملك" " 4وغلب الملك وتقروى وبكى وسأله ووجده في بيت إيل وهناك كلمنا" فأطلق عليه لفظ ال في الموضعين وفي الباب الخامس والثلثين من سفر التكوين هكذا" 9 :فظهر ال
ليعقوب أيضا من بعد ما رجع من بين نهري سورية وباركه" " 10قائلا ل يدعي اسمك بعدها يعقوب بل يكون اسمك إسرائيل ودعا اسمه إسرائيل" " 11وقال له أنا ال الضابط الكل أتم وأكثر المم ومجامع الشعوب تكون منك والملوك من صلبك يخرجون 12والرض التي أعطيت إبراهيم وإسحاق فلك أعطيها وأعطي نسلك هذه الرض من بعدك 13وارتفع ال عنه 14ونصب يعقوب حجرا في الموضع الذي كلمه فيه ال قائمة حجرية ودفق عليه مدفوقا وصب عليه دهنا 15ودعا
اسم الموضع الذي كلمه ال هناك بيت إيل" وهذا الذي ظهر هو الملك المذكور فأطلق عليه لفظ
ال في خمسة مواضع وقال هو "أنا ال الضابط الكل" وفي الباب الثالث من سفر الخروج " 2وتراءى له الرب بلهيب النار من وسط العليقة فنظر إلى العليقة تتوقد فيها النار ،وهي لم تحترق 4ورأى ال
) (3/694
أنه جاء الخ ،6وقال له إني أنا ال إله آبائك إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب ،فغطى موسى وجهه من أجل أنه خشي أن ينظر نحو ال 7فقال له الرب الخ 11فقال موسى ل الخ 12فقال له ال أنا أكون معك وهذه علمة لك أني أنا أرسلتك إذا أخرجت شعبي من مصر يعملون ذبيحة قردام ال على هذا الجبل 13فقال موسى ل هو ذا أنا أذهب إلى بني إسرائيل ،وأقول لهم إله
آبائكم أرسلني إليكم ،فإن قالوا لي ما اسمه ماذا أقول لهم؟ 14فقال ال لموسى اهية اشراهيه، وقال له :هكذا تقول لبني إسرائيل اهية أرسلني إليكم 15وقال ال أيضا لموسى هكذا تقول لبني إسرائيل الرب إله آبائكم إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب أرسلني إليكم هكذا اسمي إلى
الدهر ،وهذا هو ذكري إلى جيل الجيال 16فاذهب اجمع شيوخ بني إسرائيل وقل لهم الرب إله آبائكم استعلن علري إله إبراهيم وإله يعقوب الخ"ً.ا
فالذي ظهر على موسى وكلمه قال في حقه "إني أنا ال إله آبائك إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب" ثم قال "اهية اشراهية" ثم أمر موسى عليه السلم أن يقول لبني إسرائيل "اهية أرسلني
والرب إله آبائكم إله
) (3/695
إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب أرسلني إليكم" وقال "هذا اسمي إلى الدهر وهذا هو ذكري إلى جيل الجيال" وأطلق عليه في هذه العبارة لفظ ال والرب وأمثالهما في أزيد من خمسة وعشرين موضعاا ،وأطلق عليه المسيح عليه السلم أيض ا لفظ ال كما نقل مرقس في الباب الثاني عشر،
ومتى في الباب الثاني والعشرين ،ولوقا في الباب العشرين قول المسيح عليه السلم في خطاب
الصدوقيين هكذا" :أفما قرأتم في كتاب موسى في أمر العليقة كيف كلمه ال قائلا أنا إله إبراهيم
وإله إسحاق وإله يعقوب" انتهى بعبارة مرقس ،وهذا كان مملكا لما عرفت ،ولذلك في أكثر التراجم الهندية والفارسية بدل لفظ ال لفظ فرشته الذي هو ترجمة الملك ،والية الولى من الباب السابع
من سفر الخروج هكذا" :فقال الرب لموسى انظر فإني قد جعلتك إله ا لفرعون وهارون أخوك
يكون لك نبي اا" والية السادسة عشرة من الباب الرابع من سفر الخروج هكذا" :هو يتكلم مع
الشعب عوضك ،وهو يكون لك وأنت تكون له في أمور ال" فوقع لفظ الله وال في حق موسى عليه السلم ،ومن ههنا يظهر ترجيح اليهود على المسيحيين في هذه العقيدة لنهم مع ادعاء محبتهم لموسى وترجيحه على سائر النبياء ما أوصلوه إلى رتبة اللوهية متمسكين بمثل هذه القوالً.،ا
) (3/696
وفي الباب الثالث عشر من سفر الخروج هكذا" 21 :وكان الرب يسير أمامهم ليريهم الطريق في النهار بعمود سحاب وفي الليل بعمود نار ليهديهم الطريق نهارا وليلا 22لم يزل قط عمود
السحاب نهارا ول عمود النار ليلا من قدام الشعب" ثم في الباب الرابع عشر من السفر
المذكور هكذا" 19 :فانطلق ملك ال الذي كان يسير قردام عسكر إسرائيل ،ومشى خلفهم وعمود
الغمام أيضا معه فتحرول من قدام وجوههم إلى ورائهم 24فلما كان عند محرس السحر نظر الرب
إلى محلة المصريين بعمود النار والغمامة وقتل عسكرهم" ،وهذا السائر كان ملك ا كما صرح به في
الية 19وأطلق عليه لفظ الرب على وفق الترجمة العربية ولفظ يمـدهواه على وفق الهندية الموجودة عندي ،وفي الباب الول من سفر الستثناء هكذا" 30 :فإن الرب الله الذي يسير أمامكم فهو
يقاتل عنكم كما عمل في مصر ،والكل ينظرون 31وفي البرية أنت رأيت بعينيك ،حملك الرب إلهك كما أنه يحمل الرجل ولده الخ" " 32ولم تؤمنوا في ذلك بالرب إلهكم 33الذي سار أمامكم في الطريق ،وحدد لكم المكان الذي كان فيه يجب أن تنصبوا الخيام ،في الليل يريكم الطريق بالنار ،وفي النهار بعمود الغمام ،فجاء إطلق لفظ الرب الله في ثلثة مواضع على الملك المذكور ،لنه كان سائرا أمامهم وقاتلا لعسكر المصريينً.ا
وفي الباب الحادي والثلثين من السفر المذكور هكذا" 3 :فالرب إلهك هو يعبر قدامك الخ" 4
"فيصنع الرب الخ" " 5فإذا
) (3/697
أمكنكم الرب الخ" 6فاجترءوا عليهم وتقووا ول تخافوا ول ترهبوا إذا نظرتموهم "إن الرب إلهك فهو يسير أمامك الخ 8والرب الذي هو السائر أمامكم فهو يكون معك الخ" ففي هذه العبارة
أيضا إطلق لفظ الرب إلهك والرب على الملك المذكور :والية 22من الباب الثالث عشر من
كتاب القضاة في حق الذي تكلم مع نوح وامرأته وبشرهما بالولد هكذا" :فقال منوح لمرأته بموت
نموت لننا عاينا ال" وصرح به في الية 3و 9و 13و 15و 16و 18و 21من هذا الباب أنه كان ملك ا فأطلق عليه لفظ ال ،وكذا جاء هذا الطلق على الملك في الباب السادس من
كتاب أشعياء ،والباب الثالث من سفر صموئيل الول ،والباب الرابع والتاسع من كتاب حزقيال،
والباب السابع من كتاب عاموص والية السادسة من الزبور الحادي والثمانين على وفق الترجمة العربية ،ومن الزبور الثاني والثمانين على وفق التراجم الخر هكذا" :أنا قلت إنكم آلهة وبنو العلى كلكم" فجاء ههنا إطلق اللهة وأبناء ال على العوام فضلا عن الخواصً.،ا
) (3/698
وفي الباب الرابع من الرسالة الثانية إلى أهل قورنيثوس هكذا" 3 :ولكن إن كان إنجيلنا مكتوما فإنما هو مكتوم في الهالكين 4الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان الغير المؤمنين لئل تضيء لهم نارة إنجيل مجد المسيح" والمراد بإله الدهر الشيطان على ما زعم علماء البروتستنت، فجاء مثل هذا الطلق على الشيطان الرجيم على زعمهم فضلا عن النسان ،وإنما قلت على
زعمهم لنهم يريدونه ههنا لئل يلزم نسبة العماء إلى ال تعالى ،فيلزم كون ال خالق الشر ،وهذا
هو هوس من هوساتهم لن خالق الشر على وفق كتبهم المقدسة يقين ا هو ال تعالى ،وأنقل ههنا
شاهدين وستطلع على شواهد أخر أيض ا في موضعهً.ا
الية السابعة من الباب الخامس والربعين من كتاب أشعياء هكذا" :المصور النور والخالق الظلمة
الصانع السلم والخالق الشر أنا الرب الصانع هذه جميعاا" وقال مقدسهم بولس في الباب الثاني
من الرسالة الثانية إلى أهل تسالو نيقي" :سيرسل إليهم ال عمل الضلل حتى يصدقوا الكذب لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سروا بالثم" ولما كان زعمهم كما ذكرنا والمقصود النقل على سبيل اللزام فالمقصود حاصل ،وهو أن إطلق إله الدهر جاء على الشيطان والية 16من الباب الثالث من رسالة بولس إلى أهل فيلبس هكذا" :الذين نهايتهم الهلك الذين إلههم بطنهم
ومجدهم في خزيهم" فأطلق مقدسهم على البطن لفظ اللهً.،ا
) (3/699
وفي الباب الرابع من الرسالة الولى ليوحنا هكذا" 8 :ومن ل يحب لم يعرف ال لن ال محبة ، 16ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التي ل فينا ال محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في ال وال فيه" فيوحنا أثبت اتحاد المحبة بال ،وقال في الموضعين ال محبة ثم أثبت التلزم هكذا من يثبت في المحبة يثبت في ال وال فيه ،وإطلق اللهة على الصنام كثير جدا في الكتب السماوية ،فل
حاجة إلى نقل شواهدً.ا وكذا إطلق الرب بمعنى المخدوم والمعلم كثير جدا يعني عن نقل
شواهدهً.ا التفسير الواقع في الية 38من الباب الول من إنجيل يوحنا هكذا" :فقال ربي تفسيره يا معلم" إذا علمت ما ذكرت فقد حصلت لك البصيرة التامة أنه ل يجوز لعاقل أن يستدل بإطلق بعض هذه اللفاظ على بعض الحوادث التي حدوثها وتغيرها وعجزها من الحسيات أنه إله أو ابن ال ،وينبذ جميع البراهين العقلية القطعية ،وكذا البراهين النقلية وراءهً.ا )المر الخامس( إن وقوع المجاز في غير المواضع التي مرر ذكرها في المر الثالث والرابع كثير:
مث لا وعد ال إبراهيم عليه السلم في تكثير أولده هكذا الية السادسة عشرة من الباب الثالث
عشر من سفر التكوين" :وأجعل نسلك مثل تراب الرض فإن استطاع أحد من الناس أن يحصي
تراب الرض فإنه يستطيع أن يحصي نسلك"ً.ا
) (3/700
والية السابعة عشرة من الباب الثاني والعشرين من السفر المذكور" :أباركك وأكثر نسلك كنجوم السماء ومثل الرمل الذي على شاطئ البحر الخ" وهكذا وعد يعقوب عليه السلم بأن نسلك يكون مثل رمل الرض كما عرفت في المر الرابع ،وأولدهما لم يبلغ مقدارهم عدد رطل رمل في الدنيا في وقت من الوقات فضلا عن مقدار رمل شاطئ البحر أو رمل الرض ،ووقع في مدح
الرض التي كان وعد ال إعطاءها في الية الثامنة من الباب الثالث من سفر الخروج وغيرها من اليات بأنه يسيل فيها اللبن والعسل ول أرض في الدنيا كذلك ،ووقع في الباب الول من سفر
صنة إلى السماء" ووقع في الباب التاسع من السفر المذكور الستثناء هكذا" :والقرى عظيمة مح ر
هكذا" :وأشد منك مدنا كبيرة حصينة مشيدة إلى السماء" وفي الزبور السابع والسبعين هكذا:
" :65واستيقظ الرب كالنائم مثل الجبار المفيق من الخمر 66فضرب أعداءه في الوراء وجعلهم
عارا إلى الدهر" ،والية الثالثة من الزبور المائة والثالث في وصف ال هكذا" :والمسقف بالمياه علليه الذي جعل السحاب مركبه الماشي على أجنحة الرياح"ً.ا
) (3/701
وكلم يوحنا مملوء من المجاز قلما تخلو فقرة ل يحتاج فيها إلى تأويل كما ل يخفى على ناظر إنجيله ورسائله ومشاهداته ،وأكتفي ههنا على نقل عبارة واحدة من عبارته قال في الباب الثاني عشر من المشاهدات هكذا" 1 :وظهرت آية عظيمة في السماء :امرأة متسربلة بالشمس ،والقمر تحت رجليها ،وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكب ا 2وهي حبلى تصرخ متمخضة ومتوجعة لتلده 3وظهرت آية أخرى في السماء هو ذا تنين عظيم أحمر له سبعة رؤوس وعشرة قرون ،وعلى رؤوسه سبعة تيجان 4وذنبه
يجر ثلث نجوم السماء ،فطرحها إلى الرض ،والتنين وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت 5فولدت ابن ا ذكرا أن يرعى جميع المم بعصى من حديد واختطف ولدها إلى ال وإلى عرشه 6والمرأة هربت إلى البرية حيث لها موضع معد من ال لكي يعولوها هناك ألف ا ومائتين وستين يوما 7وحدثت حرب في السماء ميخائيل وملئكته حاربوا التنين وحارب التنين
وملئكته" إلى آخر كلمه وهذا الكلم في الظاهر كلم المجاذيب فلو لم يؤول فمستحيل قطعاا، وتأويله أيض ا يكون بعيدا ل سهلا وأهل الكتاب يؤرولون اليات المذكورة وأمثالها يقين ا ويعترفون
بكثرة وقوع المجاز في الكتب السماوية قال صاحب )مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين( في الفصل الثالث عشر من كتابه" :وأما اصطلح الكتاب المقدس فإنه ذو استعارات وافرة غامضة
وخاصة العهد العتيق" ثم قال" :واصطلح العهد الجديد أيضا هو استعاري جدا وخاصة مسامرات
مخلصنا وقد اشتهرت آراء كثيرة فاسدة لكون بعض معلمي
) (3/702
النصارى شرحوها شرحا حرفياا ،ولجل ذلك نقدم بعض أمثال لنرى بها أن تأويل الستعارات حرفيا ليس صواباا ،وذلك كقول المسيح عن هيرودس اذهبوا وقولوا لذلك الثعلب ،فمن المعلوم أن المراد بلفظة الثعلب في هذه العبارة جبار ظالم لن ذلك الحيوان المدعو هكذا معروف بالحيلة والغدر
أيض اا ،قال ربنا لليهود :أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء فكل من أكل من هذا الخبز يحيا إلى البد ،والخبز الذي أنا أعطيه هو جسدي سوف أعطيه لحياة العالم ،يوحنا ص 6عدد ،15
فاليهود الشهوانيون فهموا هذه العبارة بالمعنى الحرفي وقالوا كيف يقدر هذا الرجل أن يعطينا جسده لنأكله؟ آية 52ولم يلحظوا أنه عني بذلك ذبيحته التي وهبها كفارة لخطايا العالم ،وقد قال مخلصنا أيضا عن الخبز عند تعيينه العشاء السري :هذا
هو جسدي ،وعن الخمر هذا هو دمي ،مرتى ص 26عدد ،26فمنذ الدهر الثاني عشر جعلت
الرومانيون الكاثوليكيون لهذا القول معنى آخر معكوس ا ومغايرا لشواهد أخرى في الكتب المقدسة
وللدليل الصحيح ،وحتموا أن ينتجوا من ذلك تعليمهم عن الستحالة أي تحويل الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه الجوهريين عندما يلفظ الكاهن بكلمات التقديس الموهوم ،مع أنه قد يظهر
لكل الحواس الخمسة أن الخبز والخمر باقيان على جوهرهما ولم يتغيراً.،ا
) (3/703
فأما التأويل الصحيح لقول ربنا فهو أن الخبز بمثل جسده والخمر بمثل دمه" انتهى كلمه بلفظهً.ا فاعترافه بين ل خفاء فيه لكن ل بد من النظر في قوله فمنذ الدهر الثاني عشر إلى آخره فإنه رد على الرومانيين في اعتقاد استحالة الخبز والخمر إلى جسد المسيح عليه السلم ودمه بشهادة الحس ،وأرومل قول المسيح عليه السلم بحذف المضاف وإن كان ظاهر القول كما فهموا لنه
هكذا" 26 :وفيم هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلميذ قال خذوا كلوا هذا هو جسدي 27وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلا اشربوا منها كلكم 28لن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا" ،فقالوا :إن لفظ هذا يدل على جوهر
الشيء الحاضر كله ،ولو كان جوهر الخبز باقي ا لما صح هذا الطلق ،وإنهم كانوا قبل ظهور فرقة
) (3/704
البروتستنت أكثر المسيحيين في العالم وأنهم كثيرون من هذه الفرقة إلى هذا الحين أيضاً.ا فكما أن هذه العقيدة غلط بشهادة الحس عند هذه الفرقة فكذلك عقيدة التثليث غلط ،ولو فرضنا دللة بعض القوال المتشابهة بحسب الظاهر عليها بل محال بالدلة القطعية ،فإن قالوا
ل؟ قلنا أليس الرومانيون من ذوي العقول ألسنا من ذوي العقول فكيف نعترف بها لو كانت محا ا
مثلكم ،وفي المقدار أكثر منكم إلى هذا الحين فضلا عن سالف الزمان ،فكيف اعترفوا وأجمعوا
على ما هو غير صحيح عندكم ويشهد ببطلنه الحس أيضاا؟ وهو باطل في نفس المر أيض ا بوجوه:
)الول( أن الكنيسة الرومانية تزعم أن الخبز وحده يستحيل جسد المسيح ودمه ويصير مسيح ا ل ،فأقول إذا استحال مسيحا كاملا حيا بلهوته وناسوته الذي أخذه من مريم عليهما السلم، كام ا
فل بد أن يشاهد فيه عوارض الجسم النساني ويوجد فيه الجلد والعظام والدم وغيرها من العضاء لكنها ل توجد فيه بل جميع عوارض الخبز باقية الن كما كانت فإذا نظره أحد أو لمسه أو ذاقه ل
يحس شيئ ا غير الخبز ،وإذا حفظه يطرأ عليه الفساد الذي يطرأ على الخبز ل الفساد الذي يطرأ
على الجسم النساني ،فلو ثبتت الستحالة تكون استحالة المسيح خبزا ل استحالة الخبز مسيحاا، فلو قالوا إن المسيح استحال خبزا لكان أقل بعدا من هذا ،وإن كان هو أيضا باطلا ومصادما
للبداهةً.ا
) (3/705
)الثاني( إن حضور المسيح بلهوته في أمكنة متعددة في آن واحد وإن كان ممكنا في زعمهم لكنه باعتبار ناسوته غير ممكن لنه بهذا العتبار كان مثلنا حتى كان يجوع ويأكل ويشرب وينام ويخاف
من اليهود ويفر وهلم جررا ،فكيف يمكن تعدده بهذا العتبار بالجسم الواحد في أمكنة غير
محصورة في آن واحد حقيقة؟ والعجب أنه ما دوجد قبل عروجه إلى السماء بهذا العتبار في
مكانين أيضا فضلا عن المكنة الغير المتناهية وكذا بعد عروجه إلى السماء فكيف يوجد بعد
القرون بعد اختراع هذا العتقاد الفاسد بالعتبار المذكور في أمكنة غير محصورة في آن واحدً.ا )الثالث( إذا فرضنا أن مليونات من الكهنة في العالم قدسوا في آن واحد واستحالت تقدمة كل إلى
المسيح الذي تولد من العذراء ،فل يخلو إرما أن يكون كل من هؤلء المسيحيين الحادثين عين الخر أو غيره ،والثاني باطل على زعمهم والول باطل في نفس المر لن مادة كل غيدر مادة
الخرً.ا
)الرابع( إذا استحال الخبز مسيح ا كاملا تحت يد الكاهن فكسر هذا الكاهن هذا الخبز كسرات
كثيرة وأجزاء صغيرة فل يخلوا إرما أن يتقطع المسيح قطعة قطعة على عدد الكسرات والجزاء أو
يستحيل كل كسرة وجزء مسيحا كاملا أيضا فعلى الول ل يكون المتناول متناول مسيح كامل،
وعلى الثاني من أين جاءت هؤلء المسحاء لنه ما حصل بالتقدمة إل المسيح الواحد؟ً.ا )الخامس( لو كان العشاء الرباني الذي كان قبل صلبه بيسير نفس الذبيحة التي حصلت على الصليب لزم أن يكون كافي ا لخلص العالمً.،ا
) (3/706
فل حاجة إلى أن يصلب على الخشبة من أيدي اليهود مرة أخرى لن المسيح ما جاء إلى العالم في زعمهم إل ليخلص الناس بذبيحة مرة واحدة ،وما أنى لكي يتألم مرارا كما يدل عليه عبارة آخر
الباب التاسع من الرسالة العبرانية صراحةً.ا
)السادس( لو صح ما ادعوه لزم أن يكون المسيحيون أخبث من اليهود لن اليهود ما آلموه إل مرة واحدة فتركوا وما أكلوا لحمه ،وهؤلء يؤلمونه ويذبحونه كل يوم في أمكنة غير محصورة ،فإن كان القاتل مرة واحدة كافرا وملعونا فما بال الذين يذبحونه مرات غير محصورة ويأكلون لحمه ويشربون دمه؟ نعوذ بال من الذين يأكلون إلههم ويشربون دمه حقيقة فإذا لم ينج من أيدي هؤلء إلههم
الضعيف المسكين فمن ينجو ،برعدنا ال من ساحتهم ،ولنعم ما قيل "دوستي نادان سرامسر ددشمني ست " )توضع على الهامش (:يتضمن معنى المثل العربي :عدو عاقل خير من صديق جاهل والترجمة الحرفية :الصديق الجاهل مثل العدوً.ا ً.ا )السابع( وقع في الباب الثاني والعشرين من لوقا قول المسيح في العشاء الرباني هكذا" :اصنعوا هذا لذكري" فلو كان هذا العشاء هو نفس الذبيحة لما صح أن يكون تذكرة لن الشيء ل يكون تذكرة لنفسه ،فالعقلء الذين عقولهم السليمة تحكم بأمثال هذه الوهام في الحسيات لو وهموا في ذات ال أو في العقليات فأي استبعاد منهم؟ لكني أقطع النظر عن هذا وأقول في مقابلة علماء البروتستنت :إنه كما اجتمع هؤلء العقلء عندكم على هذه العقيدة المخالفة للحس والعقل تقليدا للباء أو لغرض آخر
) (3/707
فكذلك اجتماعهم واجتماعكم في عقيدة التثليث المخالفة للحس والبراهين ،والناس الكثيرون الذين تسمونهم ملحدة ومقدارهم في هذا الزمان أزيد من مقدار فرقتكم بل من فرقة الرومانيين
أيضا وهم عقلء مثلكم ومن أبناء أصنافكم ومن أهل دياركم وكانوا مسيحيين مثلكم فتركوا هذا المذهب لشتماله على أمثال هذه المور يستهزؤون بها استهزاء بليغا ل يستهزؤون بشيء آخر مثلها ،كما ل يخفى على من طالع كتبهم ،وفرقة يوني نيرين من فرق المسيحيين أيض ا ينكرونها
والمسلمون واليهود سلف ا وخلف ا يفهمونها من جنس أضغاث الحلمً.ا
)المر السادس( كان الجمال يوجد كثيرا في أقوال المسيح عليه السلم بحيث ل يفهمها
معاصروه وتلميذه في كثير من الحيان ما لم يفسرها بنفسه ،فالقوال التي فسرها من هذه القوال المجملة فهموها ،وما لم يفسره منها فهموا بعضها بعد مدة مديدة وبقي البعض عليهم مبهم ا إلى
آخر الحياة ،ونظائره كثيرة أكتفي هنا على بعضهاً.ا
وقع في الباب الثاني من إنجيل يوحنا مكالمة المسيح عليه السلم مع اليهود الذين كانوا يطلبون المعجزة هكذا" 19 :أجاب يسوع وقال لهم انقضوا هذا الهيكل وفي ثلثة أيام أقيمه" " 20فقال اليهود في ست وأربعين سنة بني هذا الهيكل أفأنت في ثلثة أيام تقيمه؟ " " 21وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده" " 22فلما قام من الموات تذكر تلميذه أنه قال هذا فآمنوا بالكتاب والكلم الذي قاله يسوع" فهنا لم يفهم التلميذ فضلا عن اليهود ،لكن فهم التلميذ بعد ما قام من
الموات،
) (3/708
وقال المسيح لينقود بموس من علماء اليهود :إن كان أحد ل يولد من فوق ل يقدر أن يرى ملكوت ال ،فلم يفهم ينقود بموس مقصوده ،وقال كيف يمكن أن يولد النسان وهو شيخ أيقدر أن يدخل في بطن أمه ثانية ويولد ففهمه المسيح مرة أخرى فلم يفهم مقصوده في هذه المرة أيضاا، وقال كيف يمكن هذا فقال المسيح أل تفهم وأنت معلم إسرائيل؟ ،وهذه القصة مفصلة في الباب الثالث من إنجيل يوحنا ،وقال المسيح في مخاطبة اليهود" :أنا خبز الحياة إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى البد ،والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي" ،فخاصم اليهود بعضهم بعضا قائلين
كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكل ،فقال لهم المسيح" :إن لم تأكلوا جسد ابن النسان ولم تشربوا دمه فليس لكم حياة ،فيكم من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية لن جسدي
مأكل حق ودمي مشرب حق ،من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه كما أرسلني الب الحي وأنا حي بالب ،فمن يأكلني فهو يحيا بي" فقال كثيرون من تلميذه إن هذا الكلم ممين يقدر
أن يسمعه؟ فرجع كثير منهم عن صحبته ،وهذه القصة مفصلة في الباب السادس من إنجيل يوحنا، فهنا لم يفهم اليهود كلم المسيح والتلميذ استصعبوه ،وارتد كثير منهمً.ا وفي الباب الثامن من إنجيل يوحنا هكذا" 21 :قال لهم يسوع أيض ا أنا أمضي وستطلبونني وتموتون
في خطبتكم حيث أمضي أنا ل تقدرون أنتم أن
) (3/709
تأتوا 22فقال اليهود :لعله يقتل نفسه حتى يقول حيث أمضي أنا ل تقدرون أنتم أن تأتوا 51 الحق الحق أقول لكم إن كان أحد يحفظ كلمي فلن يرى الموت إلى البد 52فقال له اليهود الن علمنا أن بك شيطاناا ،قد مات إبراهيم والنبياء وأنت تقول إن كان أحد يحفظ كلمي فلن
يذوق الموت إلى البد" وههنا أيضا لم يفهم اليهود مقصوده في الموضعين بل نسبوه في الموضع
الثاني إلى الجنونً.ا
وفي الباب الحادي عشر من إنجيل يوحنا هكذا" 11 :قال لهم لعاذر حبيبنا قد نام لكني أذهب لوقظه 12فقال تلميذه يا سيد إن كان قد نام فهو ديشفى 13وكان يسوع يقول عن موته وهم
ظنوا أنه يقول عن رقاد النوم 14فقال لهم يسوع حينئذ علنية لعاذر مات" وههنا لم يفهم تلميذ المسيح عليه السلم كلمه حتى صرح به ،وفي الباب السادس عشر من إنجيل متى هكذا6 : "وقال لهم يسوع انظروا وتحررزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين ففكروا في أنفسهم أننا لم نأخذ
خبزا 8فعلم يسوع وقال لهم لماذا تفكرون في أنفسكم يا قليلي اليمان إنكم لم تأخذوا خبزا 11 كيف ل تفهمون أني ما قلت لكم عن الخبز أن تتحرزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين" 12
"حينئذ فهموا أنه لم يقل أن يتحرزوا من خمير الخبز بل من تعليم الفريسيين والصدوقيين" وههنا أيض ا لم يفهم تلميذ المسيح عليه السلم مقصوده قبل التنبيهً.،ا
) (3/710
وفي الباب الثامن من إنجيل لوقا في حال الصبية التي أحياها المسيح عليه السلم بإذن ال هكذا: " 52وكان الجميع يبكون عليها ويلطمون فقال ل تبكوا لم تمت لكنها نائمة" " 53فضحكوا عليه عارفين أنها ماتت" وههنا لم يفهم الجميع مقصود المسيح عليه السلم ،ولذلك ضحكوا عليه،
وفي الباب التاسع من إنجيل لوقا قول المسيح في مخاطبة الحواريين هكذا" 44 :ضعوا أنتم هذا الكلم في آذانكم إن ابن النسان سوف يسلم إلى أيدي الناس" " 25وأما هم فلم يفهموا هذا القول وكان مخفي عنهم لكيل يفهموه وخافوا أن يسألوه عن هذا القول" وههنا لم يفهم الحواريون ولم يسألوه خوف ا منه ،وفي الباب الثامن عشر من إنجيل لوقا هكذا" 31 :وأخذ الثني عشر وقال لهم ها نحن صاعدون إلى أورشليم وسيتم كل ما هو مكتوب بالنبياء عن ابن النسان" " 32لنه
يسلم إلى المم ويستهزؤ به ويشتم ويد يـتـمفل عليه" 33
"ويجلدونه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم" " 34وأما هم فلم يفهموا من ذلك شيئ ا وكان هذا المر
مخفي ا عنهم ،ولم يعلموا ما قيل" وههنا أيض ا لم يفهم الحواريون مع أن هذا التفهيم كان في المرة الثانية ولم يكن في الكلم إجمال أيضا بحسب الظاهر ،لعل سبب عدم الفهم هو أنهم كانوا
سمعوا من اليهود أن المسيح يكون سلطانا عظيم الشأن فلما آمنوا بعيسى عليه السلم وصدقوه
) (3/711
بالمسيحية فكانوا يظنون أنه سيجلس على سرير السلطنة ،ونحن أيض ا نجلس على أسرة السلطنة،
لن عيسى عليه السلم كان وعدهم أنهم يجلسون على اثني عشر سريرا ويحكم كل منهم على
فرقة من فرق بني إسرائيل ،وكانوا حملوا هذه السلطنة الدنياوية كما هو الظاهر ،وكان هذا الخبز
مخالف ا لما ظنوه ،ولما يرجونه ،فلذا لم يفهموا ،وستعرف عن قريب أنهم كانوا يرجون هكذا ،وأيض ا قد دشربه على تلميذ عيسى عليه السلم من بعض القوال المسيحية أمران ولم يزل هذا الشتباه من أكثرهم أو كلهم إلى الموت )الول( أنهم كانوا يعتقدون أن يوحنا ل يموت إلى القيامة )الثاني(
أنهم كانوا يعتقدون أن القيامة تقوم في عهدهم كما عرفت مفصلا في الباب الول ،وهذا المر يقيني أن ألفاظ عيسى عليه السلم بعينها ليست بمحفوظة في إنجيل من الناجيل ،بل في كل
توجد ترجمتها باليوناني على ما فهم الرواة ،وقد عرفت مفصلا في الشاهد الثامن عشر من المقصد
الثالث من الباب الثاني أن إنجيل متى لم يبق بل الباقي ترجمته ،ولم يعلم أيضا اسم مترجمه بالجزم إلى الن ،ول يثبت بالسند المتصل أن الكتب الباقية من الشخاص المنسوبة إليهم ،وقد ثبت أن
التحريف وقع في هذه الكتب يقين ا وثبت أن أهل الدين والديانة كانوا يحرفون قصد التأييد مسألة مقبولة أو لدفع اعتراض ،وقد عرفت في الشاهد الحادي والثلثين من المقصد الثاني بالدلة
القوية أنه ثبت
) (3/712
تحريفهم في هذه المسألة فزادوا في الباب الخامس من الرسالة الولى ليوحنا هذه العبارة" :في السماء وهم ثلثة الب والكلمة والروح القدس ،وهؤلء الثلثة هم واحد ،والذين يشهدون في الرض" ،وزادوا بعض اللفاظ في الباب الول من إنجيل لوقا وأسقطوا بعض اللفاظ من الباب الول من إنجيل مرتى ،وأسقطوا الية الثامنة من الباب الثاني والعشرين من إنجيل لوقا ،ففي هذه الصورة لو وجد بعض القوال المسيحية المتشابهة الدالة على التثليث ل اعتماد عليها مع أنها
ليست صريحة كما ستعرف في المر الثاني عشر من المقدمةً.ا )المر السابع( قد ل يدرك العقل ماهية بعض الشياء وكنهها كما هي لكن مع ذلك يحكم بإمكانها ول يلزم من وجودها عنده استحالة ما ولذا تعد هذه الشياء من الممكنات ،وقد يحكم بداهة أو بدليل قطعي بامتناع بعض
) (3/713
الشياء ،ويلزم من وجودها عنده محال ما ،ولذا تعد هذه الشياء من الممتنعات ،وبين الصورتين فرق جل ري ،ومن القسم الثاني اجتماع النقيضين الحقيقيين وارتفاعهما ،وكذا اجتماع الوحدة والكثرة الحقيقيتين في زمان واحد من جهة واحدة ،وكذا اجتماع الزوجية والفردية وكذا اجتماع الفراد
المختلفة ،وكذا اجتماع الضداد مثل النور والظلمة والسواد والبياض والحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة ،والعمى والبصر ،والسكون والحركة في المادة الشخصية مع اتحاد الزمان والجهة، واستحالةد هذه الشياء بديهية يحكم بها عقل كل عاقل ،وكذا من القسم الثاني لزوم الدور والتسلسل وأمثالهما يحكم العقل ببطلنها بأدلة قطعيةً.ا
)المر الثامن( إذا تعارض القولن فل بد من إسقاطهما إن لم يمكن التأويل ،أو من تأويلهما إن أمكن ،ول بد أن يكون التأويل بحيث ل يستلزم المحال أو الكذب ،مثلا اليات الدالة على
الجسمية والشكل تعارضت ببعض اليات الدالة على التنزيه فيجب تأويلها كما عرفت في المر الثالث ،لكن ل بد أن ل يكون التأويل بأن ال متصف بصفتين أعني الجسمية والتنزيه ،وإن لم
تدرك عقولنا هذا المر فإن هذا التأويل باطل محض واجب الرد ل يرفع التناقضً.ا
) (3/714 )المر التاسع( العددد لما كان قنسم ا من المكم ل يكون قائم ا بنفسه بل بالغير ،وكل موجود ل بد أن
يكون معروضا للوحدة أو الكثرةً.ا والذوات الموجودة بالمتياز الحقيقي المتشخصة بالتشخص
تكون معروضة للكثرة الحقيقية ،فإذا صارت معروضة لها ل تكون معروضة للوحدة الحقيقية وإل
يلزم اجتماع الضدين الحقيقيين كما عرفت في المر السابع ،نعم يجوز أن تكون معروضة للوحدة العتبارية بأن يكون المجموع كثيرا حقيقي ا وواحدا اعتباري اً.ا )المر العاشر( المنازعة بيننا وبين أهل التثليث والتوحيد كليهما حقيقيان وإن قالوا التثليث حقيقي والتوحيد اعتباري فل نزاع بيننا وبينهم لكنهم يقولون إن كلا منهما حقيقي كما هو مصرح به في كتب علماء البروتستنت ،قال صاحب ميزان الحق في الباب الول من كتابه المسمى بحل
الشكال هكذا" :إن المسيحيين يحملون التوحيد والتثليث كليهما على المعنى الحقيقي"ً.ا )المر الحادي عشر( قال العلمة المقريزي في كتابه المسمى بالخطط في بيان الفرق المسيحية التي كانت في عصره" :النصارى فرق كثيرة الملكانية والنسطورية واليعقوبية والبوذعانية والمرقولية وهم الرهاويون الذين كانوا بنواحي حران وغير هؤلء" ثم قال "والملكانية واليعقوبية والنسطورية كلهم متفقون على
) (3/715
أن معبودهم ثلثة أقانيم ،وهذه القانيم الثلثة هي واحد وهو جوهر قديم ومعناه أب وابن وروح القدس إله واحد" ثم قال "قالوا البن اتحد بإنسان مخلوق فصار هو وما اتحد به مسيح ا واحداا، وإن المسيح هو إله العباد وربهم ،ثم اختلفوا في صفة التحاد فزعم بعضهم أنه وقع بين جوهر لهوتي وجوهر ناسوتي اتحاد ،ولم يخرج التحاد كل واحد منهما عن جوهريته وعنصره ،وإن المسيح إله معبود وإنه ابن مريم الذي حملته وولدته ،وإنه قتل وصلب ،وزعم قوم أن المسيح بعد التحاد جوهران أحدهما لهوتي والخر ناسوتي ،وأن القتل والصلب وقعا من جهة ناسوته ل من جهة لهوته ،وأن مريم حملت بالمسيح وولدته من جهة ناسوته ،وهذا قول النسطورية ،ثم يقولون إن المسيح بكماله إله معبود وإنه ابن ال تعالى ال عن قولهمً.،ا
) (3/716
وزعم قوم أن التحاد وقع بين جوهرين لهوتي وناسوتي فالجوهر اللهوتي بسيط غير منقسم ول متجزئ ،وزعم قوم أن التحاد على جهة حلول البن في الجسد ومخالطته إياه ،ومنهم من زعم أن التحاد على جهة الظهور كظهور كتابة الخاتم والنقش ،إذا وقع على طين أو شمع وكظهور صورة النسان في المرآة إلى غير ذلك من الختلف الذي ل يوجد مثله في غيرهم ،والملكانية تنسب إلى ملك الروم وهم يقولون إن ال اسم لثلثة معان فهو واحد ثلثة وثلثة واحد ،واليعقوبية يقولون إنه واحد قديم ،وإنه كان ل جسم ول إنسان ثم تجسم وتأنس ،والمرقولية قالوا ال واحد علمه غيره قديم معه والمسيح ابنه على جهة الرحمة ،كما يقال إبراهيم خليل ال" انتهى كلمه بلفظهً.،ا
) (3/717
فظهر لك أن آراءهم في بيان علمة التحاد بين أقنوم البن وجسم المسيح كانت مختلفة في غاية الختلف ،ولذا ترى البراهين المومردة في الكتب القديمة السلمية مختلفة ،ول نزاع لنا في هذه العقيدة مع المرقولية إل باعتبار إطلق اللفظ الموهم ،وفرقة البروتستنت لما رأوا أن بيان علقة
التحاد ل يخلو عن الفساد البين تركوا آراء السلف ،وعجزوا أنفسهم واختاروا السكوت عن بيانها وعن بيان العلقة بين القانيم الثلثةً.ا )المر الثاني عشر( عقيدة التثليث ما كانت في أمة من المم السابقة من عهد آدم إلى عهد موسى عليه السلم ،ومهيوسات أهل التثليث بتمسكهم ببعض آيات سفر التكوين ل تتم علينا لنها في
الحقيقة تحريف لمعانيها ،ويكون المعنى على تمسكهم من قبيل كون المعنى في بطن الشاعر ،ول
أدعي أنهم
) (3/718
ل يتمسكون بزعمهم بآية من آيات السفر المذكور بل أدعي أنه لم يثبت بالنص كون هذه العقيدة لمة من المم السالفة ،وأما أنها ليست بثابتة في الشريعة الموسوية وأمته فغير محتاج إلى البيان لنه من طالع هذه التوراة المستعملة ل يخفى عليه هذا المر ،ويميحيى عليه السلم كان إلى آخر
عمره
) (3/719
شاك ا في المسيح عليه السلم بأنه المسيح الموعود به أم ل ،كما صرح به في الباب الحادي عشر من إنجيل متى أنه أرسل اثنين من تلميذه وقال له أنت هو التي أم ننتظر آخر؟ ،فلو كان عيسى
عليه السلم إله ا يلزم كفره إذ الشك في الله كفر ،وكيف يتصرور أنه ل يعرف إلهه وهو نبيه ،بل هو أفضل النبياء بشهادة المسيح كما هي مصرحة في هذا الباب ،وإذا لم يعرف الفضل مع كونه
معاصرا فعدم معرفة النبياء الخرين السابقين على عيسى أحق بالعتبار ،وعلماء اليهود من لدن
موسى عليه السلم إلى هذا الزمان ل يعترفون بها ،وظاهر أن ذات ال وصفاته الكمالية قديمة غير
متغيرة موجودة أزلا وأبداا ،فلو كان التثليث حتم ا لكان الواجب على موسى عليه السلم وأنبياء بني إسرائيل أن يبينوه حق التبيين ،فالعجب كل العجب أن تكون الشريعة الموسوية التي كانت واجبة
الطاعة لجميع النبياء إلى عهد عيسى عليه السلم خالية عن بيان هذه العقيدة التي هي مدار النجاة على زعم أهل التثليث ،ول يمكن نجاة أحد بدونها نبي ا كان أو غير نبي ،ول يبين موسى ول
نبي من النبياء السرائيلية هذه العقيدة ببيان واضح،
بحيث تفهم منه هذه العقيدة صراحة ول يبقى شك ما ،ويبين موسى عليه السلم الحكام التي هي عند مقدس أهل التثليث ضعيفة ناقصة جدا بالتشريح التام ويكررها مرة بعد أولى وكرة بعد أخرى،
ويؤكد على
) (3/720
ب منه أن عيسى عليه السلم أيضا محافظتها تأكيدا بليغاا ،ويوجب القتل على تارك بعضها ،وأعج د ما بين هذه العقيدة إلى عروجه ببيان واضح مثلا بأن يقول إن ال ثلثة أقانيم الب والبن وروح
القدس ،وأقنوم البن تعلق بجسمي بعلقة فلنية أو بعلقة فهمها خارج عن إدراك عقولكم فاعلموا
أني أنا ال ل غير ،لجل العلقة المذكورة أو يقول كلما آخر مثله في إفادة هذا المعنى صراحة،
وليس في أيدي أهل التثليث من أقواله إل بعض القوال المتشابهة :قال صاحب ميزان الحق في كتابه المسمى بمفتاح السرار" :إن قلت لنمم لميم يبين المسيح ألوهيته ببيان أوضح مما ذكره ،ولنمم لميم يقل واضح ا ومختصرا أني أنا ال ل غير؟ " فأجاب أولا بجواب غير مقبول ل يتعلق غرضنا بنقله في هذا المحل ،ثم أجاب ثانيا "بأنه ما كان أحد يقدر على فهم هذه العلقة والوحدانية قبل قيامه" يعني من الموات "وعروجه فلو قال صراحة لفهموا أنه إله بحسب الجسم النساني وهذا المر
كان باطلا جزم ا فدرك هذا المطلب أيض ا من المطالب التي قال في حقها لتلميذه إن لي أمورا كثيرة أيض ا
) (3/721
لقول لكم ،ولكن ل تستطيعون أن تحتملوا الن ،وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لنه ل يتكلم من نفسه بل كان ما يسمع يتكلم ويخبركم بأمور آتية" ثم قال "إن كبار ملة اليهود أرادوا مرارا أن يأخذوه ويرجموه ،والحال أنه ما كان بمـلين ألوهيته بين أيديهم إل على طريق اللغاز" فعلم من كلمه عذران) :الول( عدم قدرة فهم أحد قبل العروج )والثاني( خوف
اليهود وكلهما ضعيفان في غاية الضعف ،أما الول فإنه كان هذا القدر يكفي لدفع الشبهة :أن علقة التحاد التي بين جسمي وبين أقنوم البن فهمها خارج عن وسعكم فاتركوا تفتيشها واعتقدوا بأني لست إله ا باعتبار الجسم
بل بعلقة التحاد المذكور ،وأما نفس عدم القدرة على فهمها فباقية بعد العروج أيضا حتى لم يعلم
عالم من علمائهم إلى هذا الحين كيفية هذه العلقة والوحدانية ،ومن قال ما قال فقوله مريجم بالغيب
ل يخلو عن مميفمسدة عظيمة ،ولذا ترك علماء فرقة البروتستنت بيانها رأساا ،وهذا القسيس يعترف
في مواضع من تصانيفه بأن هذا المر من السرار خارج عن درك العقل ،وأما الثاني فلن المسيح
عليه السلم ما جاء عندهم إل لجل أن يكون كفارة لذنوب الخلق ويصلبه اليهود ،وكان يعلم يقينا أنهم يصلبونه ومتى يصلبونه فأي محل للخوف من اليهود في بيان العقيدة؟ ،والعجب أن خالق
) (3/722
الرض والسماء والقادر على ما يشاء يخاف من عباده الذين هم من أذل أقوام الدنيا ،ول يبين لجل خوفهم العقيدة التي هي مدار النجاةً.ا وعباده من النبياء مثل أرمياء وأشعياء ويحيى عليهم السلم ل يخافون منهم في بيان الحق ويؤمذيون إيذاء شديدا ويقتل بعضهم ،وأعجب منه أن المسيح عليه السلم يخاف منهم في بيان هذه المسألة العظيمة ،ويشدد عليهم في المر بالمعروف والنهي عن المنكر غاية التشديد حتى تصل النوبة إلى السب ،ويخاطب الكتبة والفريسيين مشافهة بهذه اللفاظ :ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراءون ،وويل لكم أيها القادة العميان وأيها الجهال العميان ،وأيها الفريسي العمى، وأيها الحيات والفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم ،ويظهر قبائحهم على رؤوس الشهاد ،حتى شكا بعضهم بأنك تشتمنا كما هو مصرح به في الباب الثالث والعشرين من إنجيل مرتى والحادي
) (3/723
عشر من إنجيل لوقا ،وأمثال هذا مذكورة في المواضع الخر من النجيل أيضاا ،فكيف يظن
بالمسيح عليه السلم أن يترك بيان العقيدة التي هي مدار النجاة لجل خوفهم؟ً.ا حاشا ثم حاشا أن
يكون جنابه هكذا ،وعلم من كلمه أن المسيح عليه السلم ما بين هذه المسألة عند اليهود قط إل بطريق اللغاز وأنهم كانوا ينكرون هذه العقيدة أشد النكار حتى أرادوا رجمه مرارا على البيان
اللغازيً.ا
) (3/724
الفصل الول :في إبطال التثليث بالبراهين العقلية )البرهان الول( لما كان التثليث والتوحيد حقيقيين عند المسيحيين بحكم المر العاشر من المقدمة فإذا وجد التثليث الحقيقي ل بد من أن توجد الكثرة الحقيقية أيض ا بحكم المر التاسع
من المقدمة ول يمكن بعد ثبوتها التوحيد الحقيقي وإل يلزم اجتماع الضدين الحقيقيين بحكم المر
السابع من المقدمة وهو محال ،فلزم تعدد الوجباء وفات التوحيد يقيناً.ا فقائل التثليث ل يمكن أن
يكون موحد ا ل تعالى بالتوحيد الحقيقي ،والقول بأن التثليث الحقيقي والتوحيد الحقيقي وإن كانا ضدين حقيقين في غير الواجب لكنهما ما ليسا كذلك ،فيه سفسطة محضة لنه إذا ثبت أن
الشيئين بالنظر إلى ذاتيهما ضدان حقيقيان أو نقيضان في نفس المر فل يمكن اجتماعهما في أمر واحد شخصي في زمان واحد من جهة واحدة واجبا كان ذلك المر أو غير واجب ،كيف وإن
الواحد الحقيقي ليس له ثلث صحيح والثلثة لها ثلث صحيح ،وهو واحد وأن الثلثة مجموع
آحاد ثلثة ،والواحد الحقيقي ليس مجموع آحاد رأس اً.،ا
) (3/725
وإن الواحد الحقيقي جزء الثلثة فلو اجتمعا في محل واحد يلزم كون الجزء كلا والكل جزءا وأن
هذا الجتماع يستلزم كومن ال مرركب ا من أجزاء غير متناهية بالفعل لتحاد حقيقة الكل والجزء على هذا التقدير ،والكل مركب ،فكل جزء من أجزائه أيض ا مركب من الجزاء التي تكون عين هذا
الجزء وهلم جررا ،وكون الشيء مرركبا من أجزاء غير متناهية بالفعل باطل قطعاا ،وأن هذا الجتماع
يستلزم كون الواحد دثلث نفسه وكون الثلثة ثلثة أمثال نفسها ،والواحد ثلثة أمثال الثلثةً.ا )البرهان الثاني( لو دونجد في ذات ال ثلثة أقانيم ممتازة بامتياز حقيقي كما قالوا فمع قطع النظر صلة بل مركب ا اعتباري ا فإن التركيب الحقيقي ل بد عن تعدد الوجباء يلزم أن ل يكون ال حقيقة مح ل فيه من الفتقار بين الجزاء ،فإن الحجر الموضوع يجنب النسان ل يحصل منهما أحدية ،ول
افتقار بين الواجبات ،لنه من خواص الممكنات ،فالواجب ل يفتقر إلى الغير وكل جزء منفصل عن الخر وغيدره وإن كان داخلا في المجموع ،فإذا لم يفتقر بعض الجزاء إلى بعض آخر لم تتألف منها الذات الحدية ،على أنه يكون ال في الصورة المذكورة مركباا ،وكل مركب يفتقر في تحققه
إلى تحقق كل واحد من أجزائه ،والجزء غير الكل بالبداهة ،فكل مركب مفتقر إلى غيره ،وكل مفتقر
إلى غيره ممكن لذاته فيلزم أن يكون ال ممكنا لذاته وهذا باطلً.ا
) (3/726
)البرهان الثالث( إذا ثبت المتياز الحقيقي بين القانيم فالمرالذي حصل به هذا المتياز إما أن يكون من صفات الكمال أو ل يكون ،فعلى الرشق الول لم يكن جميع صفات الكمال مشتركا فيه بينهم ،وهو خلف ما تقرر عندهم أن كل أقنوم من هذه القانيم متصف بجميع صفات الكمال،
وعلى الشق الثاني فالموصوف به يكون موصوف ا بصفة ليست من صفات الكمال ،وهذا نقصان
يجب تنزيه ال عنهً.ا )البرهان الرابع( التحاد بين الجوهر اللهوتي والناسوتي إذا كان حقيقيا لكان أقنوم البن محدودا متناهي ا وكل ما كان كذلك كان قبوله للزيادة والنقصان ممكناا ،وكل ما كان كذلك كان اختصاصه
بالمقدار المعين لتخصيص مخصص وتقدير مقردر ،وكل ما كان كذلك فهو محدث فيلزم أن يكون
أقنوم البن محدثا ويستلزم حدوثه حدوث الً.ا
)البرهان الخامس( لو كان القانيم الثلثة ممتازة بامتياز حقيقي وجب أن يكون الممريز غير الوجوب الذاتي ،لنه مشترك بينهم ،وما به الشتراك غير ما به المتياز فيكون كل واحد منهم مركب ا من
جزأين وكل مركب ممكن لذاته ،فيلزم أن يكون كل واحد منهم ممكن ا لذاتهً.ا
)البرهان السادس( مذهب اليعقوبية باطل صريح لنه يستلزم انقلب القديم بالحادث والمجرد بالمادي ،وأما مذهب غيرهم فيقال في إبطاله :إن هذا التحاد إما بالحلول أو بغيره فإن كان الول فهو باطل من وجوه ثلثة على موفق عدد التثليثً.ا
) (3/727
أما أولا فلن ذلك الحلول ل يخلو إما أن يكون كحلول ماء الورد في الورد والدهن في السمسم
والنار في الفحم ،وهذا باطل لنه إنما يصح لو كان أقنوم البن جسماا ،وهم وافقونا على أنه ليس
بجسم ،وإما أن يكون كحصول اللون في الجسم وهذا أيض ا باطل لن المعقول من هذه التبعية
صور في الجسام ،وإما حصول اللون في الحريز لحصول محله في هذا الحيز ،وهذا أيض ا إنما يدـتم ر أن يكون كحصول الصفات الضافية للذوات ،وهذا أيضا باطل لن المعقول من هذه التبعية
الحتياج ،فلو ثبت حلول أقنوم البن بهذا المعنى في شيء كان محتاجا فكان ممكنا مفتقرا إلى المؤثر وذلك محال ،وإذا ثبت بطلن جميع التقارير امتنع إثباتهً.ا
وأما ثاني ا فلنا لو قطعنا النظر عن معنى الحلول نقول :إن أقنوم البن لو حرل في الجسم فذلك
الحلول إما أن يكون على سبيل الوجوب أو على سبيل الجواز ،ول سبيل إلى الول لن ذاته إما
أن تكون كافية في اقتضاء هذا الحلول أو ل تكون كافية في ذلك ،فإن كان الول استحال توقف ذلك القتضاء على حصول شرط فيلزم إما حدوث ال أو قدم المحل ،وكلهما باطلن وإن كان الثاني كان كونه مقتضي ا لذلك الحلول أمرا زائدا على ذاته حادث ا فيه ،فيلزم من حدوث الحلول
حدوث شيء فيه فيكون قابلا للحوادث ،وذلك محال لنه لو كان كذلك لكانت تلك القابلية من
لوازم
) (3/728
ذاته ،وكانت حاصلة أزال ،وذلك محال لن وجود الحوادث في الزل محال ،ول سبيل إلى الثاني على هذا التقدير يكون ذلك الحلول زائدا على ذات القنوم فإذا حل في الجسم وجب أن يحل فيه صفة محدثة ،وحلولها يستلزم كونه قابلا للحوادث ،وهو باطل كما عرفتً.ا
وأما ثالث ا فلن أقنوم البن إذا حل في جسم عيسى عليه السلم فل يخلو إما أن يكون باقي ا في
ذات ال أيض ا أو ل فإن كان الول لزم أن يوجد الحال الشخصي في محلين ،وإن كان الثاني لزم أن يكون ذات ال خالية عنه فينتفي لن انتفاء الجزء يستلزم انتفاء الكل ،وإن كان ذلك التحاد
بدون الحلول فنقول إرن أقنوم البن إذا اتحد بالمسيح عليه السلم فهما في حال التحاد إن كانا
موجودين فهما اثنان ل واحد فل اتحاد ،وإن عدما وحصل ثالث فهو أيض ا ل يكون اتحادا بل عدم الشيئين وحصول شيء ثالث ،وإن بقي أحدهما وعدم الخر فالمعدوم يستحيل أن يتحد بالموجود لنه يستحيل أن يقال المعدوم بعينه هو الموجود ،فظهر أن التحاد محال ،ومن قال إن التحاد على جهة الظهور كظهور كتابة الخاتم إذا وقع على طين أو شمع أو كظهور صورة النسان في المرآة فقوله ل يثبت التحاد الحقيقي بل يثبت التغاير ،لنه كما أن كتابة الخاتم الظاهرة على طين أو شمع غير الخاتم وصورة النسان في المرآة غير النسان ،فكذلك يكون أقنوم البن غير المسيح عليه السلم ،بل غاية ما يلزم أن يكون ظهور أثر صفة القنوم فيه أكثر
) (3/729
من ظهوره في غيره ،كما أن ظهور تأثير شعاع الشمس في بدخشان في بعض الحجار التي تتولد منها الجواهر المعروفة أزيد من تأثيره في الحجار التي هي غير تلك الحجار ،ولنعم ما قيل: محال ل يساويه محال * وقول في الحقيقة ل يقال وفكر كاذب وحديث زور * بدا منهم ومنشؤه الخيال تعالى ال ما قالوه كفر * وذنب في العواقب ل يقالً.ا
)البرهان السابع( فرقة البروتستنت ترد على فرقة الكاثلك في استحالة الخبز إلى المسيح في العشاء الرباني بشهادة الحس وتستهزئ بها ،فهذا الرد والهزء يرجعان إليهما أيضا لن الذي رأى
المسيح ما رأى منه إل شخص ا واحدا إنساناا ،وتكذيب أصدق الحواس الذي هو البصر يفتح باب
السفسطة في الضروريات ،فيكون القول به باطلا كالقول بالستحالة ،والجهلء من المسيحيين من أية فرقة من فرق أهل التثليث كانوا قد ضلوا في هذه العقيدة ضللا بيناا ،ول يميزون بين الجوهر اللهوتي والناسوتي كما يميز بحسب الظاهر علماؤهم ،بل يعتقدون ألوهية المسيح عليه السلم
باعتبار الجوهر الناسوتي ويخبطون خبط ا عظيم اً.،ا
) (3/730
نقل أنه تنصر ثلثة أشخاص وعلمهم بعض القسيسين العقائد الضرورية سيما عقيدة التثليث أيضاا، وكانوا في خدمته فجاء محب من أحلباء هذا القسيس وسأله عمن تنصر؟ فقال :ثلثة أشخاص
تنصروا ،فسأل هذا المحب :هل تعلموا شيئ ا من العقائد الضرورية ،فقال :نعم ،وطلب واحدا منهم ليرى محبه فسأله عن عقيدة التثليث ،فقال :إنك علمتني أن اللهة ثلثة أحدهم الذي هو في
السماء والثاني تولد من بطن مريم العذراء والثالث الذي نزل في صورة الحمام على الله الثاني بعد ما صار ابن ثلثين سنة ،فغضب القسيس وطرده ،وقال :هذا مجهول ،ثم طلب الخر منهم وسأله فقال :إنك علمتني أن اللهة كانوا ثلثة
) (3/731
وصلب واحد منهم فالباقي إلهان ،فغضب عليه القسيس أيضا وطرده ،ثم طلب الثالث وكان ذكيا بالنسبة إلى الولين وحريصا في حفظ العقائد فسأله فقال :يا مولي حفظت ما علمتني حفظا جيدا
وفهمت فهم ا كاملا بفضل الرب المسيح أن الواحد ثلثة والثلثة واحد وصلب واحد منهم ومات فمات الكل لجل التحاد ،ول إله الن وإل يلزم نفي التحاد )أقول( ل تقصير للمسؤولين فإن
هذه العقيدة يخبط فيها الجهلء هكذا ويتحير علماؤهم ،ويعترفون بأنا نعتقد ول نفهم ،ويعجزون عن تصويرها وبيانها، ولذا قال الفخر الرازي في تفسيره ذيل تفسير سورة النساء" :واعلم أن مذهب النصارى مجهول
جداا" ثم قال" :ل نرى مذهبا في الدنيا أشرد ركاكة وبعدا من العقل من مذهب النصارى" وقال في تفسير سورة المائدة" :ول نرى في الدنيا مقالة أشد فسادا وأظهر بطلنا من مقالة النصارى" فإذا
علمت بالبراهين العقلية القطعية أن التثليث الحقيقي ممتنع في ذات ال فلو وجد قول من القوال
المسيحية دالا بحسب الظاهر على التثليث يجب تأويله ،لنه ل يخلو إما أن نعمل بكل واحد من دللة البراهين ودللة القولً.ا
وإما أن نتركهما ،وإما أن نرجح النقل على العقل ،وإما أن نرجح العقل على النقل،
) (3/732
والول باطل قطع ا ول يلزم كون الشيء الواحد ممتنع ا وغير ممتنع في نفس المر ،والثاني أيض ا محال وإل يلزم ارتفاع النقيضين ،والثالث أيضا ل يجوز لن العقل أصل النقل فإن ثبوت النقل
موقوف على وجود الصانع وعلمه وقدرته وكونه مرسلا للرسل ،وثبوتها بالدلئل العقلية ،فالقدح في
العقل قدح في العقل والنقل معاا ،فلم يبق إل أن نقطع بصحة العقل ونشتغل بتأويل النقل ،والتأويل عند أهل الكتاب ليس بنادر ول قليل لما عرفت في المر الثالث من المقدمة أنهم يؤولون اليات
الغير المحصورة الدالة على جسمية ال وشكله لجل اليتين اللتين مضمونهما مطابق للبرهان العقلي ،وكذلك يؤولون اليات الكثيرة الغير المحصورة الدالة على المكان ل تعالى لجل اليات القليلة الموافقة للبرهان ،وعرفت في المر الرابع والخامس أيض ا مثله مشروح ا لكن العجب من
عقلء الكاثلك وممين تبعهم أنهم تاراة يبطلون حكم الحس والعقل معاا ،ويحكمون أن الخبز والخمر اللذين حدثا بين أعيننا بعد مدة أزيد من ألف وثمانمائة سنة من عروج المسيح عليه السلم
يتحولن في العشاء الرباني إلى لحمه ودمه حقيقة فيعبدونهما ويسجدون لهما ،وتاراة يبطلون حكم
العقل والبداهة وينبذون البراهين العقلية وراء ظهورهم ،ويقولون:
) (3/733
التثليث الحقيقي والتوحيد الحقيقي يمكن اجتماعهما في أمر واحد شخصي في زمان واحد من جهة واحدة ،والعجب من فرقة البروتستنت أنهم خالفوهم في الولى دون الثانية ،فلو كان العمل على ظاهر النقل ضروري ا وإن كان مخالف ا للحس والعقل فالنصاف أن فرقة الكاثلك خير من
فرقتهم لنها بالغت في إطاعة ظاهر قول المسيح عليه السلم حتى اعترفت بمعبودية ما يصادمه الحس والبداهة ،وكما أن أهل التثليث يغالون في شأن المسيح عليه السلم ويوصلونه إلى رتبة اللوهية فكذلك يفرطون في شأنه وشأن آبائه فيعتقدون أنه لعن وبعد ما مات نزل جهنم وأقام فيها ثلثة أياوم كما ستعرف ،وأن داود وسليمان عليهما السلم وكذا الباء الخرون للمسيح عليه السلم في أولد فارض الذي ولدته تامارا بالزنا من يهوذا ،وأن داود عليه السلم زنى بامرأة أوريا وأن سليمان عليه السلم ارتد في آخر عمره كما عرفتً.ا وكان سيل من العلماء المسيحية ،وكان قد حصل بعض العلوم السلمية أيضاا ،وكان ترجم القرآن
صى قومه في بعض المور ،وأنقل وصيته عن المجيد بلسانه وترجمته مقبولة عند المسيحيين و ل
ترجمته المطبوعة سنة 1836من الميلد :الول" :ل يقع الجبر منكم على المسلمين ،والثاني :ل تعلموهم المسائل التي هي مخالفة للعقل ،لنهم ليسوا حمقاء نغلب عليهم في هذه المسائل كعبادة الصنم والعشاء الرباني ،لنهم يعثرون كثيرا من هذه
) (3/734
المسائل ،وكل كنيسة فيها هذه المسائل ل تقدر أن تجذبهم إلى نفسها" فانظر كيف وصى وأظهر أن مثل عبادة الصنم ومسألة العشاء الرباني مخالفة للعقل النصاف ،إن أهل هذه المسائل مشركون يقين ا هداهم ال إلى الصراط المستقيمً.ا
) (3/735
الفصل الثاني :في إبطال التثليث بأقوال المسيح عليه السلمً.ا بسم ال الرحمن الرحيم )القول الول( :في الية الثالثة من الباب السابع عشر من إنجيل يوحنا قول عيسى عليه السلم في خطاب ال هكذا) :وهذه هي الحياة البدية أن يعرفوك أنت الله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته( فبين عيسى عليه السلم أن الحياة البدية ،عبارة عن أن يعرف الناس أن ال واحد حقيقي وأن عيسى عليه السلم رسولهً.ا وما قال إن الحياة البدية
) (3/736
أن يعرفوا أن ذاتك ثلثة أقانيم ممتازة بامتياز حقيقي وأن عيسى إنسان وإله ،أو أن عيسى إله مجسم ولما كان هذا القول في خطاب ال في الدعاء فل احتمال ههنا للخوف من اليهود فلو كان اعتقاد التثليث مدار النجاة لبينه ،وإذ ثبت أن الحياة البدية اعتقاد التوحيد الحقيقي ل واعتقاد الرسالة للمسيح فضدهما يكون موت ا أبدي ا وضللا بين ا ألبتة ،والتوحيد الحقيقي ضد للتثليث
الحقيقي كما عرفت مفصلا في الفصل الول ،وكون المسيح رسولا ضد لكونه إلهاا ،لن التغاير بين المرنسل والمرمسل ضروري ،وهذه الحياة البدية توجد في أهل السلم بفضل الً.ا وأما غيرهم فالمجوس ومشركو الهند والصين محرومون منها لنتفاء العتقادين فيهم ،وأهل التثليث من المسيحيين محرومون منها لنتفاء العتقاد الول ،واليهود كافة محرومون منها لنتفاء العتقاد الثانيً.ا )القول الثاني( :في الباب الثاني عشر من إنجيل مرقس هكذا ) :28فجاء واحد من الكتبة وسمعهم يتحاورون ،فلما رأى أنه أجابهم حسنا سأله :أية وصية هي أول الكل( ) :29فأجابه يسوع أن أول كل الوصايا اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحدً.ا ] : [30وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك هذه هي الوصية الولى ][31
) (3/737
وثانية مثلها هي أن تحب قريبك كنفسك ليس وصية أخرى أعظم من هاتين ] [32فقال له الكاتب جيدا يا معلم بالحق قلت لنه( أي ال )واحد وليس آخر سواه( ) 33ومحبته من كل القلب ومن كل الفهم ومن كل النفس ومن كل القدرة ومحبة القريب كالنفس هي أفضل من جميع المحرقات
والذبائح( ) 34فلما رآه يسوع أنه أجاب بعقل قال له لست بعيدا عن ملكوت ال( ً.ا وفي الباب
الثاني والعشرين من إنجيل متى في قوله عليه السلم بعد بيان الحكمين المذكورين هكذا) :بهاتين
الوصيتين يتعلق الناموس والنبياء( ً.ا فعلم أن أول الوصايا الذي هو مصرح به في التوراة وفي جميع كتب النبياء وهو الحق وهو سبب قرب الملكوت ،أن يعتقد أن ال واحد ول إله غيره ولو كان اعتقاد التثليث مدار النجاة لكان مبينا في التوراة وجميع كتب النبياء لنه أول الوصايا ،ولقال
عيسى عليه السلم :أول الوصايا الرب واحد ذو أقانيم ثلثة ممتازة بامتياز حقيقي ،لكنه لم يبين في كتاب من كتب النبياء صراحة ولم يقل عيسى عليه السلم هكذا فلم يكن مدار النجاةً.ا فثبت أن مدارها هو اعتقاد التوحيد الحقيقي ل اعتقاد التثليث ،وهوسات التثليثيين باستنباطه من بعض كتب النبياء ل يتم على المخالف لن هذا الستنباط خفي جدا مردود بمقابلة النص،
وغرض المخالف هذا أن اعتقاد التثليث لو كان له دخل ما في النجاة لبينه النبياء السرائيلية بيانا
) (3/738
واضحاا ،كما بينوا التوحيد في الباب الرابع من كتاب الستثناء ) 35 -لتعلم أن الرب هو ال وليس غيره( ) 39فاعلم اليوم واقبل بقلبك أن الرب هو الله في السماء من فوق وعلى الرض من تحت وليس غيره( ً.ا وفي الباب السادس من السفر المذكور ) 4اسمع يا إسرائيل إن الرب إلهنا فإنه رب واحد( ) 5نحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك( وفي الباب الخامس والربعين من كتاب أشعياء ) 5أنا هو الرب وليس غيري وليس دوني إله شددتك ولم تعرفني( 6 )ليعلم الذين هم من مشرق الشمس والذين هم من المغرب أنه ليس غيري أنا الرب وليس آخر( ً.ا فالواجب على أهل المشرق والمغرب أن يعلموا أن ل إله إل ال وحده ل أن يعلموا أن ال ثالث ثلثةً.ا وفي الية التاسعة من الباب السادس والربعين من كتاب أشعياء ) 2إني أنا ال وليس غيري إله ا وليس لي شبه( ً.ا
)تنبيه( حررف صاحب الترجمة العربية المطبوعة سنة 1811م قول المسيح عليه السلم بتبديل ضمير المتكلم بضمير الخطاب ،وترجم هكذا) :الرب إلهك إله واحد( وضيع بهذا التحريف
المقصود العظم لن ضمير المتكلم ههنا دال على أن عيسى ليس برب بل عبد مربوب بخلف ضمير الخطاب والظاهر أن هذا التحريف قصديً.ا
) (3/739
)القول الثالث( في الية الثانية والثلثين من الباب الثالث عشر من إنجيل مرقس قول المسيح عليه السلم هكذا) :وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فل يعلم بهما أحد ول الملئكة الذين في السماء ول البن إل الب( وهذا القول ينادي على بطلن التثليث لن المسيح عليه السلم
خصص علم القيامة بال ونفى عن نفسه كما نفى عن عباد ال الخرين وسوى بينه وبينهم في هذا، ول يمكن هذا في صورة كونه إلها سيما إذا لحظنا أن الكلمة وأقنوم البن عبارتان عن علم ال وفرضنا اتحادهما بالمسيح وأخذنا هذا التحاد على مذهب القائلين بالحلول أو على مذهب
اليعقوبية القائلين بالنقلب فإنه يقتضي أن يكون المر بالعكس ول أقل من أن يعلم البن كما يعلم الب ،ولما لم يكن العلم من صفات الجسد فل يجري فيه عذرهم المشهور أنه نفى عن نفسه باعتبار جسميته فظهر أنه ليس إلها ل باعتبار الجسمية ول باعتبار غيرهاً.ا )القول الرابع( :في الباب العشرين من إنجيل متى هكذا) 20 :تقدمت إليه أم ابني زيدي مع ابنيها وسجدت وطلبت منه شيئاا( ) 21فقال لها ماذا تريدين قالت له قل أن يجلس ابناي هذان واحد عن يمينك والخر عن اليسار في ملكوتك( ) 22فأجاب يسوع( إلخ ) 23الجلوس عن يميني
وعن يساري فليس لي أن أعطيه إل للذين أعدلهم من أبي( انتهى ملخص ا فنفى عيسى عليه السلم
ههنا عن نفسه القدرة وخصصها بال كما نفى عن نفسه علم الساعة وخصصه بال ولو كان إله ا لما
صح هذاً.ا
) (3/740
)القول الخامس( :في الباب التاسع عشر من إنجيل متى هكذا) 16 :وإذا واحد تقدم وقال له أيها المعلم الصالح أي صلح أعمل لتكون لي الحياة البدية( ) 17فقال له لماذا تدعوني صالح ا ليس أحد صالحا إل واحد وهو ال( فهذا القول يقلع أصل التثليث وما رضي تواضعا أن يطلق عليه
لفظ الصالح أيضا ولو كان إلها لما كان لقوله معنى ولكان عليه أن يبين ل صالح إل الب وأنا
وروح القدس ،ولم يؤخر البيان عن وقت الحاجة ،وإذا لم يرض بقوله الصالح فكيف يرضى بأقوال
أهل التثليث التي يتفوهون بها في أوقات صلتهم )يا ربنا وإلهنا يسوع ل تضيع من خلقت بيدك( حاشا جنابه أن يرضى بهاً.ا )القول السادس( :في الباب السابع والعشرين من إنجيل متى هكذا) 46 :ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا إيلي إيلي لما شبقتني أي إلهي إلهي لماذا تركتني( ) 50فصرخ
يسوع أيض ا بصوت عظيم وأسلم الروح( ً.ا وفي الية السادسة والربعين من الباب الثالث والعشرين من إنجيل لوقا هكذا) :ونادى يسوع بصوت عظيم وقال يا أبتاه في يديك أستودع روحي( وهذا
]ص [7القول ينفي ألوهية المسيح رأسا سيما على مذهب القائلين بالحلول أو النقلب لنه لو كان إلها لما استغاث بإله آخر بأن قال إلهي إلهي لماذا تركتني ،ولما
) (3/741
قال يا أبتاه في يدك أستودع روحي ولمتنع العجز والموت عليهً.اً.ا الية الثامنة والعشرون من الباب الربعين من كتاب أشعيا هكذا) :أما عرفت أو ما سمعت إله سرمدي الرب الذي خلق أطراف الرض لن يضعف ولن يتعب وليس فحصا عن حكمته( ً.ا والية السادسة من الباب الرابع والربعين من الكتاب المذكور هكذا) :هكذا يقول الرب ملك إسرائيل وفاديه رب الجنود أنا الول وأنا
الخر وليس إله غيري( ً.ا والية العاشرة من الباب العاشر من كتاب أرسياء هكذا) :أما الرب هو إله حق هو إله حي وملك سرمدي( إلخً.ا وفي الية الثانية عشرة من الباب الول من كتاب حقوق هكذا) :يا رب إله قدوسي ول تموت( ً.ا وفي الية السابعة عشرة من الباب الول من الرسالة الولى إلى تيموثاوس هكذا) :وملك الدهور الذي ل يفنى ل يرى الله الحكيم وحده( ً.ا فكيف يعجز ويموت الذي هو إله سرمدي بريء من الضعف والتعب حي قدوس ل يموت ول إله غيره أيكون الفاني العاجز إلها حاشا وكل بل الله الحقيقي هو الذي كان عيسى عليه السلم يستغيث
به هذا الوقت على زعمهمً.ا والعجب أنهم ل يكتفون بموت الله بل يعتقدون أنه بعد ما مات دخل
جهنم أيض اً.ا
) (3/742
نقل جواد ابن ساباط هذه العقيدة من كتاب الصلة المطبوع سنة 1506هكذا) :كما أن المسيح مات لجلنا ودفن فكذا ل بد أن نعتقد أنه دخل جهنم( انتهىً.ا )وفيلبس كوادنولس( الراهب كتب في رد رسالة أحمد الشريف ابن زين العابدين الصفهاني كتاب ا بلسان العرب سماه بخيالت فيلبس وطبع هذا الكتاب سنة 1669في الرومية الكبرى في بسلوقيت وحصلت لي بطريق العارية نسخة قديمة من هذا الكتاب من كتبخانة إنكليز في بلدة دهلي فكتب الراهب المستور في كتابه المذكور هكذا) :الذي تألم لخلصنا وهبط إلى الجحيم ثم
في اليوم الثالث قام من بين الموات( انتهىً.ا وفي بريئربوك في بيان عقيدة أتهانييش التي تؤمن بها المسيحيون لفظ
) (3/743
)هل( موجود ومعناه الجحيم وقال جواد بن ساباط إن القسيس مارطيروس قال لي في توجيه هذه العقيدة إن المسيح لما قبل الجسم النساني فل بد عليه أن يتحمل جميع العوارض النسانية فدخل جهنم ودعذب أيضا ولما خرج من جهنم أخرج منها كل من كان معذبا فيها قبل دخولهً.ا
فسألته هل لهذه العقيدة دليل نقلي قال إنها غير محتاجة إلى الدليل ،فقال رجل مسيحي من أهل
ذلك المحفل على وجه الطرافة إن الب كان قاسي القلب وإل لما ترك البن في الجحيم فغضب القسيس وطرده من المحفل فجاء هذا الرجل عندي وأسلم لكن أخذ العهد مني أل أظهر حال إسلمه ما دام حيا ودخل يوسف ولف بلدة لكهنو سنة 1248من الهجرة وسنة 1833من
الميلد وكان من القسيسين المشهورين وكان يدعي اللهام لنفسه وكان يدعي أن نزول المسيح
يكون في سنة 1847من الميلد ووقعت المناظرة فيما بينه وبين مجتهد الشيعة تحريرا وتقريرا في هذا الباب فسأله مجتهد الشيعة عن هذه العقيدة أيضا فقال نعم دخل المسيح الجحيم وعذب
لكن
) (3/744
ل بأس فيه لن هذا الدخول كان لنجاة أمته ،وبعض فرقهم يعتقدونها بأشنع حالة ،قال بل في تاريخه في بيان فرقة مارسيونيً.ا هذه الفرقة كانت تعتقد أن عيسى عليه السلم بعد ما مات دخل جهنم ونجى أرواح قابيل وأهل سدوم لنهم حضروا عنده وكانوا غير مطيعين لله خالق الشر وأبقى أرواح هابيل ونوح وإبراهيم والصلحاء الخرين من القدماء في جهنم لنهم خالفوا الفرقة الولىً.ا )وهذه الفرقة كانت تعتقد أن خالق العالم ليس منحصرا في الله الذي أرسل عيسى ولذلك ما كانت تسلم كون كتب العهد العتيق إلهامية( انتهىً.ا
فكانت عقيدة هذه الفرقة مشتملة على أمور: -1جميع الرواح سواء كانت أرواح النبياء والصلحاء أو الشقياء كانت معذبة في جهنم قبل
دخول عيسى عليه السلمً.ا -2أن عيسى عليه السلم دخل جهنمً.ا -3أن عيسى عليه السلم نجى أرواح الشقياء من العذاب وأبقى أرواح النبياء والصلحاء فيهً.ا -4أن هؤلء الصلحاء مخالفون لعيسى والشقياء موافقون لهً.ا -5أن خالق العالم إلهان خالق الخير وخالق الشر وعيسى عليه السلم رسول الول والنبياء الخرون المشهورون رسل الثانيً.ا
) (3/745
-6كتب العهد العتيق ليست إلهاميةً.ا وقال صاحب ميزان الحق في كتابه المسمى بحل الشكال في جواب كشف الستار هكذا) :الحق أنه توجد في العقيدة المسيحية أن المسيح دخل جهنم وقام في اليوم الثالث وعرج إلى السماء لكن المراد ههنا من جهنم هاوس وهو موضع ما بين جهنم والفلك الصلي والمعنى أنه دخل هاوس ليرى أهله جلله وينبههم على أني مالك الحياة وأني أعطيت كفارة الذنب بالموت الصليبي وجعلت الشيطان وجهنم مغلوبين وللمؤمنين كالمعدومين( انتهى ملخصاً.ا )أقول( أوال :ثبت من ظاهر كتاب الصلة وكلم فيلبس كوادلونس وثبت صراحة من إقرار
مارطيروس ويوسف ولف ومن عقيدة اتهاني سيش أن جهنم على معناه ،واعترف هو أيض ا أنه يوجد
هذا في العقيدة ثم أول ،فتأويله بدون الدليل ل يقبل ول بد عليه أن يثبت من كتبه أن ما بين جهنم
والفلك الصلي مكان يسمى بهاوس ثم يثبت من هذه الكتب أن دخول المسيح في جهنم كان لجل الراءة والتنبيه المذكورين على أنه ل وجود للفلك عند حكماء أوروبا ،وعلماء بروتستنت من المتأخرين يتابعونهم في هذا الرأي فكيف يصح هذا التوجيه على زعمهمً.ا )ثم أقول( ثانياا :إن هذا الهاوس محل السرور والثواب أو محل المحن والعقاب ،فإن كان الول
فل حاجة إلى تنبيه أهله لنهم كانوا قبل هذا في سرور وعيشة راضية ،وإن كان الثاني فل فائدة في
التأويل لن جهنم الرواح ل يكون إل محل عذابهاً.ا
) (3/746
)ثم أقول( ثالثاا :إن كون الموت الصليبي كفارة الذنب غير معقول يقينا لن المراد بهذا الذنب على زعمهم الذنب الصلي الذي صدر عن آدم عليه السلم ل الذنب الذي يصدر عن أولده ،ول
يجوز أن يعاقب أولده على هذا الذنب الصلي لن البناء ل يؤاخذون بذنوب الباء ول بالعكس بل هو خلف العدلً.اً.ا الية العشرون من الباب الثامن عشر من كتاب حزقيال هكذا) :النفس التي تخطئ فهي تموت والبن ل يحمل إثم الب والب ل يحمل إثم البن وعدل العادل يكون عليه ونفاق المنافق يكون عليه( ً.ا )ثم أقول( رابعاا :ما معنى جعل الشيطان مغلوب ا بالموت لنه على حكم إنجيلهم مقيد بقيود أبدية
قبل ميلد عيسى عليه السلمً.ا الية السادسة من رسالة يهودا هكذا) :والملئكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم إلى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلم( ً.ا ثم العجب
أنهم ل يكتفون بموت إلههم المزعوم ودخوله جهنم بل يزيدون عليهما أنه صار ملعونا أيضا والعياذ
بال وملعونيته مسلمة عند المسيحيين ويسلمها صاحب ميزان الحق أيض ا بكمال رضا الخاطر
ويصرح بها في كتبه وصرح بها مقدسهم بولس أيض اً.ا الية الثالثة عشرة من الباب الثالث من
رسالته إلى أهل غلطية هكذا) :المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لجلنا لنه مكتوب
ملعون كل من علق على خشبة( وعندنا إطلق مثل هذا اللفظ شنيع جدا بل لعن ال واجب الرجم بحكم التوراة ورجم واحد على هذا الخطأ في عهد موسى عليه السلم كما
) (3/747
هو مصرح به في الباب الرابع والعشرين من سفر الخبار ،بل لعن البوين أيضا واجب القتل
فضلا عن لعن ال كما هو مصرح في الباب العشرين من السفر المذكورً.ا
)القول السابع( :في الية السابعة عشرة من الباب العشرين من إنجيل يوحنا قول المسيح عليه السلم في خطاب مريم المجدلية هكذا) :ل تلمسيني لني لم أصعد بعد إلى أبي ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم( فسوى بينه وبين الناس في هذا القول )أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم( لكيل يتقولوا عليه الباطل فيقولوا إنه إله أو ابن إله فكما أن تلميذه عباد ال وليسوا بأبناء ال حقيقة بل بالمعنى المجازي فكذلك هو عبد ال وليس بإبن ال حقيقة ولما كان هذا القول بعد ما قام عيسى عليه السلم من الموات على زعمهم قبل العروج بقليل ثبت
أنه كان يصرح بأني عبد ال إلى زمان العروج وهذا القول يطابق ما حكى ال عنه في القرآن المجيد} :ما قلت لهم إل ما أمرتني به أن اعبدوا ال ربي وربكم{ً ً.ا )القول الثامن( :في الية الثامنة والعشرين من الباب الرابع عشر من إنجيل يوحنا قول المسيح عليه السلم هكذا) :إن أبي أعظم مني( ففيه أيضا نفي للوهيته لن ال ليس كمثله شيء فضلا عن
أن يكون أعظم منهً.ا
) (3/748
)القول التاسع( :في الية الرابعة والعشرين من الباب الرابع عشر من إنجيل يوحنا قول المسيح عليه السلم هكذا) :الكلم الذي تسمعونه ليس لي بل للب الذي أرسلني( ففيه أيضا تصريح
بالرسالة وبأن الكلم الذي تسمعونه وحي من جانب الً.ا
)القول العاشر( :في الباب الثالث والعشرين من إنجيل متى قول المسيح عليه السلم في خطاب تلميذه هكذا) 9 :ول تدعوا لكم أب ا على الرض لن أباكم واحد الذي في السماوات( ) 10ول تدعوا معلمين لن معلمكم واحد المسيح( فهنا أيضا صرح )بأن ال واحد وإني معلم لكم( ً.ا
)القول الحادي عشر( :في الباب السادس والعشرين من إنجيل متى هكذا) 36 :حينئذ جاء معهم يسوع إلى ضيعة يقال لها جشيماني فقال للتلميذ اجلسوا ههنا حتى أمضي وأصلي هناك( ) 37ثم أخذ معه بطرس وابني زيدي وابتدأ يحزن ويكتئب( ) 38فقال لهم نفسي حزينة جدا حتى الموت
امكثوا ههنا واسهروا معي( ) 39ثم تقدم قليلا وخر على وجهه وكان يصلي قائلا يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس ليس كما أريد بل كما تريد أنت( ) 40ثم جاء إلى التلميذ الخ( 42
)فمضى أيض ا ثانية وصلى قائلا يا أبتاه إن لم يكن أن تعبر عني هذه الكأس أل أشربها فلتكن
مشيئتك( ) 43ثم جاء الخ( ) 44فتركهم ومضى أيض ا وصلى ثالثة قائلا ذلك الكلم بعينه( فأقواله وأحواله المندرجة في هذه العبارات تدل على عبوديته ونفى ألوهيتهً.ا أيحزن ويكتئب الله ويموت
ويصلي لله آخر ويدعو بغاية التضرع
) (3/749
ل والً.ا ولما جاء جنابه الشريف إلى العالم وتجسد ليخلص العالم بدمه الكريم من عذاب الجحيم فما معنى الحزن والكتئاب وما معنى الدعاء :بأن أمكن فلتعبر عني هذه الكأسً.ا )القول الثاني عشر( :كان من عادته الشريفة أنه إذا عبر عن نفسه كان يعبر بابن النسان غالب ا كما ل يخفى على ناظر هذا النجيل المروج أيضاا :مثلا في الية 20باب 8و 6باب 9و 13و
27باب 16و 9و 12و 22باب 17و 11باب 18و 28باب 19و 18و 28باب 20و 27باب 24و 24و 45و 64باب 26من إنجيل متى وهكذا في غيره وظاهر أن ابن النسان ل يكون إل إنسان اً.ا
) (3/750
الفصل الثالث :في إبطال الدلة النقلية على ألوهية المسيح قد عرفت في المر الخامس من المقدمة أن كلم يوحنا مملوء من المجاز قلما تجد فقرة ل تحتاج إلى التأويل وقد عرفت في المر السادس أن الجمال يوجد كثيرا في أقوال المسيح عليه السلم بحيث لم يفهمها معاصروه ول تلميذه في كثير من الحيان ما لم يفسرها بنفسه وقد عرفت في
المر الثاني عشر أن عيسى عليه السلم ما بين ألوهيته إلى العروج ببيان ل يبقى فيه شبهة ويفهم منه صراحة هذا المعنى ،فالقوال الذي يتمسك بها المسيحيون غالبا مجملة منقولة من إنجيل
يوحنا وعلى ثلثة أقسام
بعضها ل يدل بحسب معانيها الحقيقية على مقصودهم فاستنباط اللوهية منها مجرد زعمهم،وهذا الستنباط والزعم ليسا بمعتردين ول جائزين في مقابلة البراهين العقلية القطعية والنصوص
العيسوية كما عرفت في الفصلين المذكورين،
وبعضها أقوال يفهم تفسيرها من القوال المسيحية الخرى ومن بعض مواضع النجيل ففيهاأيض ا ل اعتبار لرأيهم
وبعضها أقوال يجب تأويلها عندهم أيضا فإذا وجب التأويل فنقول ل بد أن يكون هذا التأويلبحيث ل يخالف البراهين والنصوص ،وأنى لهم
) (3/751
ذلك؟! فل حاجة إلى نقل الكل بل أنقل الكثر ليتضح منه للناظر حال استدللهم ويقيس الباقي عليهً.ا الدليل )الول( :من إطلق لفظ ابن ال على المسيح عليه السلم :أقول هذا الدليل في غاية الضعف بوجهين: أما أولا فلن هذا الطلق معارض بإطلق ابن النسان كما عرفت وبإطلق ابن داود فل بد من التطبيق بحيث ل يثبت المخالفة للبراهين العقلية ول يلزم منه محال ،وأما ثانيا فلنه ل يصح أن
يكون لفظ البن بمعناه الحقيقي لن معناه الحقيقي باتفاق لغة أهل العالم من تولد من نطفة البوين
وهذا محال ههنا ،فل بد من الحمل على المعنى المجازي المناسب لشأن المسيح وقد علم من النجيل أن هذا اللفظ في حقه بمعنى الصالحً.ا الية التاسعة والثلثون من الباب الخامس عشر من إنجيل مرقس هكذا) :ولما رأى قائد المائة الواقف مقابله أنه صرح هكذا وأسلم الروح قال حقا كان هذا النسان ابن ال( ونقل لوقا قول القائد في الية السابعة والربعين
) (3/752
من الباب الثالث والعشرين من إنجيله هكذا) :بالحقيقة كان هذا النسان باراا( ففي إنجيل مرقس
لفظ ابن ال وفي إنجيل لوقا بدله لفظ البار واستعمل مثل هذااللفظ في حق الصالح غير المسيح
أيض اا ،كما استعمل مثل ابن إبليس في حق الصالح في الباب الخامس من إنجيل متى هكذا) :و( )طوبى لصانعي السلم لنهم أبناء ال يدعون( ) 44وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعدائكم باركوا
لعينكم أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لجل الذين يسبونكم( ) 54لكي تكون أبناء أبيكم الذي في السماوات( فأطلق عيسى عليه السلم على صانعي السلم والصلح على العاملين بالعمال المذكورة لفظ أبناء ال وعلى ال لفظ الب بالنسبة إليهمً.ا وفي الباب الثامن من إنجيل يوحنا في المكالمة التي وقعت بين اليهود والمسيح هكذا) 41 :أنتم تعملون أعمال أبيكم فقالوا له إننا لم نولد من زنا لنا أب واحد وهو ال( ) 42فقال لهم يسوع لو كان ال أباكم لكنتم تحبونني( الخ ) 44أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا ذاك كان قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لنه ليس فيه حق متى تكلم بالكذب فإنما
يتكلم مما له لنه كذب وأبو الكذب( فاليهود ادعوا أن لنا أب ا واحدا وهو ال وقال المسيح عليه السلم ل بل أبوكم الشيطان وظاهر أن ال والشيطان ليس أبا لهم بالمعنى الحقيقي فل بد من
الحمل على المعنى المجازي فغرض اليهود نحن صالحون ومطيعون لمر ال ،وغرض المسيح عليه السلم إنكم لستم كذلك بل أنتم طالحون مطيعون للشيطانً.ا
) (3/753
وفي الباب الثالث من الرسالة الولى ليوحنا هكذا) 9 :كل من هو مولود من ال ل يفعل خطيئة لن زرعه يثبت فيه ول يستطيع أن يخطئ لنه مولود من ال( ) 10بهذا أولد ال ظاهرون وأولد إبليس( الخ وفي الية السابعة من الباب الرابع من الرسالة المذكورة) :وكل من يحب فقد ولد من ال( وفي الباب الخامس من الرسالة المذكورة) :كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح فقد ولد من ال وكل من يحب الوالد يحب المولود منه أيضاا( ) 2بهذا نعرف أننا نحب أولد ال إذا أحببنا ال وحفظنا وصاياه( والية الرابعة عشرة من الباب الثامن من الرسالة الرومية هكذا) :لن كل الذين
ينقادون بروح ال فأولئك هم أبناء ال( وفي الباب الثاني من رسالة بولس إلى أهل فيلبس هكذا: ) 14افعلوا كل شيء بل دمدمة ول مجادلة( ) 15لكي تكونوا بل لوم وبسطاء أولد ال بل عيب( ودللة هذه القوال على ما قلت غير خفية ،وإذا لم يفهم من إطلق لفظ ال ومثله اللوهية كما عرفت في المر الرابع من المقدمة فكيف يفهم من لفظ ابن ال ومثله سيما إذا لحظنا كثرة وقوع المجاز في كتب العهد العتيق والجديد ،كما عرفت في المقدمة وسيما إذا لحظنا أن استعمال الب والبن في كتب العهدين جاء في المواضع الغير المحصورة وأنقل بعضها بطريق النموذج: ] [1قال لوقا في الباب الثالث من إنجيله في بيان نسب المسيح عليه السلم أنه ابن يوسفوآدم ابن ال وظاهر أن آدم عليه السلم ليس
) (3/754
ابن ا ل بالمعنى الحقيقي ول إله ا لكن لما ولد بل أبوين نسبه إلى الً.ا ول در لوقا لقد أجاد ههنا
لنه لما كان المسيح عليه السلم مولودا بل أب فقط نسبه إلى يوسف النجار ولما كان آدم عليه
السلم مولودا بل أبوين نسبه إلى الً.ا
] [2في الباب الرابع من سفر الخروج قول ال هكذا) 22 :وتقول له هذا ما يقول الرب ابنيبكري إسرائيل( ) 33فقلت له أطلق ابني ليعبدني وإن أبيت أن تطلقه هو ذا أنا سأقتل ابنك بكرك( فأطلق على إسرائيل لفظ ابن ال في الموضعين بل أطلق عليه لفظ البن البكرً.ا ] [3في الزبور الثامن والثمانين قول داود عليه السلم في خطاب ال هكذا) 19 :حينئذ كلمتنبيك بالوحي وقلت إني وضعت عونا على القوي ورفعت منتخبا من شعبي( ) 20وجدت داود
عبدي فمسحته بدهن قدسي( ) 26هو يدعونني أنت أبي وإلهي وناصر خلصي( ) 27وأنا أيض ا أجعله بكرا أعلى من كل ملوك الرض( فأطلق على ال لفظ الب وعلى داود لفظ القوي
) (3/755
والمنتخب والمسيح وابن ال البكر وأعلى من كل ملوك الرضً.ا ] [4الية التاسعة من الباب الحادي والثلثين من كتاب أرساء قول ال هكذا) :إني صرت أب السرائيل وأفرام هو بكري( فأطلق على أفرام لفظ ابن ال البكر فلو كان إطلق مثل هذه اللفاظ موجب ا لللوهية لكان إسرائيل وداود وأفرام أحقاء باللوهية لن البن البكر أحق بالكرام من غيره
بحسب الشرائع السابقة وبحسب الزواج العام أيضا وإن قالوا جاء في حق عيسى عليه السلم لفظ البن الوحيد قلنا إن الوحيد ل يمكن أن يكون بمعناه لن ال أثبت له أخوة كثيرين وقال في حق
الثلثة منهم لفظ البن البكر بل ل بد أن يكون بالمعنى المجازي مثل البنً.ا ] [5في الباب السابع من سفر صموئيل الثاني قول ال تعالى في حق سليمان هكذا) :وأنا أكونله أب ا وهو يكون لي ابناا( فلو كان إطلق هذا اللفظ سبب ا لللوهية لكان سليمان عليه السلم أحق من المسيح عليه السلم لسبقه وكونه من آباء المسيح عليه السلمً.ا
] [6في الية الولى من الباب الرابع عشر والية التاسعة عشرة من الباب الثاني والثلثين منكتاب الستثناء ،والية الثانية من الباب الول والية الولى
) (3/756
من الباب الثلثين ،والية الثامنة من الباب الثالث والستين من كتاب أشعيا ،والية العاشرة من الباب الول من كتاب هوشع ،جاء إطلق أبناء ال على جميع بني إسرائيلً.ا ] [7في الية السادسة عشرة من الباب الثالث والستين من كتاب أشعيا ،قول أشعيا في خطابال هكذا) :فإنك أنت أبونا وإبراهيم لم يعرفنا وإسرائيل جهلنا أنت يا رب أبونا فخلصنا من الدهر اسمك( ً.ا الية الثامنة من الباب الرابع والستين من الكتاب المذكور هكذا) :والن يا رب أنت أبونا( الخ ،فصرح أشعيا عليه السلم في حقه وحق غيره من بني إسرائيل :بأن ال أبوناً.ا ] [8الية السابعة من الباب الثامن والثلثين من كتاب أيوب هكذا) :إذا كان تسبح لي نجومالصبح جميعا ويفرحون جميع بني ال( ً.ا ] [9قد عرفت في صدر الجواب أنه جاء إطلق أبناء ال على الصالحين وعلى المؤمنينبالمسيح وعلى المحبين وعلى المطيعين لمر ال ،وعلى العاملين بالعمال الحسنةً.ا ] [ 10الية الخامسة من الزبور السابع والستين هكذا) :أبو اليتامى وحاكم الرامل ال في موضعقدسه( ً.ا فأطلق على ال لفظ أبي اليتامىً.ا ] [11في الباب السادس من سفر الخليقة هكذا ) :2فرأى بنو ال بنات الناس أنهن حسنات،واتخذوا لهم نساء من كل ما اختاروا( ) :4فأما الجبابرة كانوا في تلك اليام على الرض لن من بعد ما دخل أبناء ال على بنات الناس وولدن ،فهؤلء هم أقوياء منذ الدهر مشهورون( ً.ا
) (3/757
والمراد بأبناء ال بنو الشراف وببنات الناس بنات العامة ،ولذا ترجم مترجم الترجمة العربية المطبوعة سنة 1811م الية الولى هكذا) :رأى بنو الشراف بنات العامة حسانا فاتخذوا لهم
نساء( فجاء إطلق أبناء ال على أبناء الشراف مطلقاا ،وفهم منه صحة إطلق ال على الشريف
أيض اً.ا
] [12جاء في المواضع الكثيرة من النجيل ،إطلق لفظ أبيكم على ال في خطاب التلميذوغيرهمً.ا ] [13قد يضاف لفظ البن والب إلى شيء له مناسبة ما ،بمعناها الحقيقي كإطلق أبي الكذبعلى الشيطان كما عرفت ،وكإطلق أبناء جهنم وأولد أورشليم على اليهود في كلم المسيح عليه السلم في الباب الثالث والعشرين من إنجيل متى ،وجاء إطلق أبناء الدهر على أهل الدنيا ،وجاء إطلق أبناء ال وأبناء القيامة على أهل الجنة ،في قول المسيح عليه السلم في الباب العشرين من لوقاً.ا وفي الية الخامسة من الباب الخامس من الرسالة الولى إلى أهل تسالونيقي جاء إطلق أبناء النور وأبناء النهار
) (3/758
على أهل تسالونيقيً.ا الدليل الثاني في الية الثالثة والعشرين من الباب الثامن من إنجيل يوحنا هكذا) :فقال لهم أنتم من أسفل أما أنا فمن فوق ،أنتم من هذا العالم أما أنا فلست من هذا العالم( يعني أني إله نزلت من السماء وتجسمتً.ا )أقول( :لما كان هذا القول مخالف ا للظاهر لن عيسى عليه السلم كان من هذا العالم فأولوا بهذا
التأويل وهو غير صحيح بوجهين) :الول( :أنه مخالف للبراهين العقلية والنصوصً.ا )والثاني( :أن
عيسى عليه السلم قال مثل هذا القول في حق تلميذه أيضا في الية التاسعة عشرة من الباب
الخامس عشر من إنجيل يوحنا هكذا) :لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته ،ولكن إنكم
لستم من العالم بل أنا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم( ً.ا وفي الباب السابع من إنجيل يوحنا هكذا ) :14لنهم ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم( ]) [16ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم( فقال في حق تلميذه :إنهم ليسوا من العالم ،وسروى بينه وبينهم في
عدم الكون من هذا العالم ،فلو كان هذا مستلزما لللوهية كما زعموا ،لزم أن يكونوا كلهم آلهة والعياذ بال ،بل التأويل الصحيح :أنتم طالبو الدنيا الدنية وأنا لست كذلك ،بل طالب الخرة
ورضاء ال ،وهذا المجاز شائع في اللسنة يقال للزهاد والصلحاء إنهم ليسوا من الدنياً.ا
) (3/759
الدليل الثالث :في الية الثلثين من الباب العاشر من إنجيل يوحنا هكذا) :أنا والب واحد( فهذا يدل على اتحاد المسيح بالً.ا أقول هذا الستدلل غير صحيح بوجهين) :الول( :أن المسيح عليه السلم عندهم أيض ا إنسان ذو نفس ناطقة ،وليس بمتحد بهذا العتبارً.ا فيحتاجون إلى
التأويل فيقولون :كما أنه إنسان كامل فكذلك إله كامل ،فبالعتبار الول مغاير ،وبالعتبار الثاني
متحدً.ا وقد عرفت أن هذا التأويل باطلً.ا )والثاني( :إن مثل هذا وقع في حق الحواريين في الباب السابع عشر من إنجيل يوحنا هكذا ) :21ليكون الجميع واحدا كما أنك أنت أيها الب فري وأنا
فيك ليكونوا هم أيض ا واحدا فينا ليؤمن العالم أنك أرسلتني( ) 22وأنا قد أعطيتهم المجد الذي
أعطيتني ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد( ) 33أنا فيهم وأنت فري ليكونوا مكملين إلى واحد( ً.ا فقوله ليكون الجميع واحدا وقوله ]ص [20ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحدً.ا وقوله يكونوا
مكملين إلى واحد ،تدل على اتحادهمً.ا وسروى في القول الثاني بين اتحاده بال وبين اتحاده فيما
بينهمً.ا وظاهر أن اتحاده فيما بينهم ليس حقيقياا ،فكذا اتحاده بال ،بل الحق أن التحادبال عبارة عن إطاعة أحكامه والعمل بالعمال الصالحة ،وفي نفس هذا التحاد المسيح والحواريون وجميع
أهل اليمان متساوية القدام ،وإنما الفرق باعتبار القوة والضعف ،فاتحاد المسيح بهذا المعنى أشد وأقوى من اتحاد غيرهً.ا والدليل على كون التحاد عبارة عن هذا المعنى قول يوحنا في الباب الول من رسالته الولى وهو هكذا ) :5وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به أن ال نور
) (3/760
وليس فيه ظلمة ألبتة 6إن قلنا إن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق 7 ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض( ً.ا والية السادسة والسابعة في التراجم الفارسية هكذا) 6 :اكر كونييم كه باوى متحديم ودرظلمت رفتا رنماييم در وغكوييم ودر راستي عمل نتماييم( ً.ا 7وأكردر رو شنائى رفتا رنماييم جنا نجه أودر روشنائي مى باشد بايكد يكر متحد هستيم( فوقع فيها بدل لفظ الشركة لفظ التحاد فعلم أن التحاد بال أو الشركة بال عبارة عما قلناً.ا الدليل الرابع :في الباب الرابع عشر من إنجيل يوحنا هكذا) 9 :الذي رآني فقد رأى الب فكيف تقول أنت أرنا الب 10ألست تؤمن أني أنا في الب والب فري الكلم الذي أكلمكم به لست
أتكلم به من نفسي لكن الب الحارل فري هو يعمل العمال( فقوله :الذي رآني فقد رأى الب،
وقوله أنا في الب والب فري ،وقوله الب الحارل فري دالة على اتحاد المسيح بال ،وهذا
الستدلل أيض ا ضعيف بوجهين) :أما الول( :فلن رؤية ال في الدنيا ممتنعة عندهم كما عرفت في المر الرابع من المقدمة فيؤلونها بالمعرفة ،ومعرفة المسيح باعتبار الجسمية أيض ا ل تفيد
التحاد ،فيقولون إن المراد بالمعرفة باعتبار اللوهية ،والحلول الذي وقع في القول الثاني والثالث
واجب التأويل عند جمهور أهل التثليث ،فيقولون إن المراد به التحاد الباطنيً.ا فبعد هذه التأويلت
) (3/761
ل ،وإلها عاملاً.ا صح أقواله الثلثة بالعتبار الثاني ،وقد عرفت مرارا يقولون إنه لما كان إنسانا كام ا أنه باطل لن التأويل يجب أن ل يخالف البراهين والنصوصً.ا )وأما الثاني( :فلن الية العشرين من الباب المذكور هكذا) :في ذلك اليوم تعلمون أني أنا في أبي وأنتم فري وأني فيكم( وقد عرفت في جواب الدليل الثالث أن المسيح قال في حق الحواريين) :أنا فيهم وأنت فري( وبديهي أن حال الحال ،حال في محل الحالً.ا والية التاسعة عشرة من الباب السادس من الرسالة الولى إلى أهل
قورنيثوس هكذا) :أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم ،الذي لكم من ال وأنكم لستم لنفسكم( ً.ا والية السادسة عشرة من الباب السادس من الرسالة الثانية إلى قورنيثوس هكذا) :وآية موافقة لهيكل ال مع الوثان فإنكم أنتم هيكل ال الحي( الخً.ا والية السادسة من الباب الرابع من الرسالة إلى أهل أفسس هكذا) :إله وأب واحد للكل الذي على الكل وبالكل وفي كلكم( ً.ا
) (3/762
فلو كان الحلول مشعرا بالتحاد ومثبت ا لللوهية لزم أن يكون الحواريون بل جميع أهل قورنيثوس وكذا جميع أهل أفسس آلهة بل الحق أن الدنى إذا كان من اتباع العلى كأن يكون رسوله أو
عبده أو تلميذه أو قريبا من أقربائهً.ا فالمر المنسوب إلى الدنى من التعظيم والتحقير والمحبة
وغيرها ،ينسب إلى العلى مجازا ولذلك قال المسيح عليه السلم في حق الحواريين) :من يقبلكم
يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني( ً.ا كما وقع في الية الربعين من الباب العاشر من إنجيل متى وقال في حق الولد الصغير) :من قبل هذا الولد باسمي يقبلني ومن قبلني يقبل الذي أرسلني( كما هو مصرح في الية في الية الثامنة والربعين من الباب التاسع من إنجيل لوقاً.ا وقال في حق السبعين الذين أرسلهم اثنين اثنين إلى البلد )الذي يسمع منكم يسمع مني والذي يرذلكم يرذلني والذي يرذلني يرذل الذي أرسلني( كما هو مصرح في الية السادسة عشرة في الباب العاشر من إنجيل لوقاً.اً.ا وهكذا وقع في حق أصحاب اليمين وأصحاب الشمال في الباب الخامس والعشرين من إنجيل متى ولذلك قال ال على لسان أرمياء) :أكلني ابتلعني يختنصر ملك بابل جعلني كإناء فارغ مل بطنه من رخصتي وطردني( كما هو مصرح في الباب الحادي والخمسين من كتاب أرمياء
) (3/763
ومثل هذا وقع في القرآن المجيد أيضاا} :إن الذين يبايعونك إنما يبايعون ال يد ال فوق أيديهم{ً ً.ا
وقال مولنا المعنوي قدس سره في مثنويه:
كرتو خواهي همنشيتي باخدا * رونشين تودر حضور اوليا فمعرفة المسيح بهذا العتبار بمنزلة معرفة ال وأما حلول الغير في ال أو حلول ال فيه ،وكذا حلول الغير في المسيح أو حلول المسيح فيه ،فعبارة عن إطاعة أمرهماً.ا في الباب الثالث من الرسالة الولى ليوحنا هكذا) :من يحفظ وصاياه يثبت فيه وهو فيهً.ا وبهذا نعرف أنه يثبت فينا من الروح الذي أعطانا( ً.ا
) (3/764
وقد يتمسكون على ألوهيته ببعض حالته فيستدلون تارة أنه ولد بل أب وهذا الستدلل ضعيف جداا ،لن العالم حادث بأسره وما مضى على حدوثه إلى هذا الزمان ستة آلف سنة على زعمهمً.ا وكل مخلوق من السماء والرض والجماد والنبات والحيوان وآدم ،خلق عندهم في أسبوع واحد
فجميع الحيوانات مخلوقة بل أب وأم فكل من هذه يشارك المسيح في كونه مخلوقا بل أب،
ويفوق عليه في كونه بل أم ،وتتولد أصناف من الحشرات في كل سنة في موسم نزول المطر بل
أب وأم فكيف يكون هذا المر سببا لللوهيةً.ا )ولو نظرنا إلى نوع النسان فآدم عليه السلم يفوق عليه ،وكذلك ملكي صادوق الكاهن الذي هو معاصر إبراهيم عليه السلم( ً.ا في الية الثالثة من الباب السابع من الرسالة العبرانية حاله هكذا) :بل أب بل أم بل نسب ل بداية أيام له ول نهاية حياة( فيفوق المسيح في كونه بل أم وفي كونه ل بداية له ويستدلون تارة بمعجزاته ،وهذا أيض ا ضعيف لن من أعظم معجزاته إحياء الموتى مع قطع النظر عن ثبوته ،وعن أنه يفهم من هذا النجيل المتعارف تكذيبهً.ا
) (3/765
أقول إن عيسى عليه السلم بحسب هذا النجيل ما أحيا إلى زمان الصلب إل ثلثة أشخاص كما عرفت في الباب الول ،وأحيا حزقيال عليه السلم ألوفا كما هو مصرح في الباب السابع والثلثين
من كتابه ،فهو أولى بأن يكون إلهاا ،وأحيا إيليا عليه السلم ميتا كما هو مصرح في الباب السابع
عشر من سفر الملوك الول ،وأحيا اليسع عليه السلم أيض ا ميت ا كما هو مصرح في الباب الرابع من سفر الملوك الثاني ،وصدرت هذه المعجزة عن اليسع بعد موته ،أن ميت ا ألقي في قبره فحيي
بإذن ال كما هو مصرح في الباب الثالث عشر من السفر المذكور ،وأبرأ البرص من برصه ،كما
هو مصرح في الباب الخامس من السفر المذكورً.ا وقد يتمسكون ببعض آيات كتب العهد العتيق وببعض أقوال
) (3/766
الحواريينً.ا وإني قد نقلت هذه التمسكات مع أجوبتها في كتاب إزالة الوهام ،فمن أراد الطلع عليها فليرجع إليه ،وتركت ذكرها في هذا الكتاب لن التمسكات الولية ضعيفة جدا ومع قطع النظر عن
الضعف ل يثبت منها اللوهية على زعمهم أيض ا ما لم يعترف أن المسيح إنسان كامل وإله كامل،
وهذا التأويل باطل ،كما عرفت مراراا ،والتمسكات الثانوية حالها كحال التمسكات بالحوال
المسيحية غالبا فيعامل بها معاملة أقوال المسيح من الحالت الثلث كما عرفت في صدر هذا
الفصلً.ا ولو فرضنا أن بعض القول منهم نص على هذا المر ،فيحمل على أنه بحسب اجتهادهمً.ا
وقد عرفت في الباب الول أن جميع تحريراتهم ليست باللهام ،وأنه قد وقع منهم الغلط والختلفات والتناقض يقيناا ،وقول مقدسهم بولس غير مسلم عندنا لنه ليس بحواري ول واجب التسليم عندنا ،بل ل نسلم وثاقتهً.ا واعلم أرشك ال تعالى إنما نقلت القوال المسيحية وأولتها
لجل إتمام اللزام وإثبات أن تمسكهم بها ضعيف ،وكذا ما قلت من أقوال الحواريين إنما هو على تقدير تسليم أنها أقوالهم ،ول يثبت عندنا أنها أقوال المسيح عليه السلم والحواريين لجل فقدان إسناد هذه الكتب كما عرفت في الباب الول ،ولجل وقوع التحريف فيها عموما وفي هذه
المسألة خصوص ا أيض ا كما عرفت في الباب الثاني أن عادتهم في مثل هذه المور كانت كذلك
وعقيدتي أن المسيح والحواريين كانوا برآء من هذه العقيدة الكفرية يقيناا ،وأشهد أن ل إله إل ال
وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد ال ورسوله وأن الحواريين رسل رسول الً.ا
) (3/767
ووقعت بين المام الهمام الفخر الرازي عليه الرحمة وبين بعض القسيسين مناظرة بخوارزم ولما كان نقلها ل يخلو عن فائدة فأنقلها :قال قدس سره في المجلد الثاني من تفسيره في سورة آل عمران تحت تفسير قوله تعالى} :فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم{ً اليةً.ا اتفق أني حين كنت بخوارزم أخبرت أنه جاء نصراني يدعي التحقيق والتعمق في مذهبهم فذهبت إليه وشرعنا في الحديث ،فقال لي ما الدليل على نبوة محمد صلى ال عليه وسلمً.ا فقلت له :كما نقل إلينا ظهور الخوارق على يد موسى وعيسى وغيرهما من النبياء عليهم السلم ،نقل إلينا ظهور الخوارق على يد محمد صلى ال عليه وسلم فإن رددنا التواتر أو قبلناه لكن قلنا إن المعجزة ل تدل على الصدق فحينئذ بطلت نبوة سائر النبياء عليهم السلم ،وإن اعترفنا بصحة التواتر واعترفنا بدللة
) (3/768
المعجزة على الصدق ثم إنهما حاصلن في حق محمد صلى ال عليه وسلم ،وجب العتراف قطعا بنبوة محمد عليه السلم ضرورةً.ا إذ عند الستواء في الدليل ل بد من الستواء في حصول
المدلولً.اً.ا فقال النصراني ل أقول في عيسى عليه السلم إنه كان نبياا ،بل أقول إنه كان إلهاً.ا فقلت
له الكلم في النبوة ل بد وأن يكون مسبوق ا بمعرفة الله ،وهذا الكلم الذي تقوله باطل ويدل عليه
أن الله عبارة عن موجود واجب الوجود لذاته ،يجب أل يكون جسما ول متحيزا ول عرضااً, وعيسى عبارة عن هذا الشخص البشري الجسماني الذي وجد بعد أن كان معدوماا ،وقتل بعد أن كان حي ا على قولكم ،وكان طفلا أولا ثم صار مترعرعاا ،ثم صار شاب اً.ا وكان يأكل ويشرب مويديحندث وينام ويستيقظً.ا وقد تقرر في بداهة العقول أن المحدث ل يكون قديم اً.ا والمحتاج ل يكون غني ا والممكن ل يكون واجبا والمتغير ل يكون دائماً.ا )والوجه الثاني( في إبطال هذه المقالة أنكم تعترفون بأن اليهود أخذوه وصلبوه وتركوه حيا على
الخشبة ،وقد مزقوا ضلعه وأنه كان يحتال في الهرب منهم وفي الختفاء عنهم ،وحين عاملوه بتلك
المعاملت أظهر الجزع الشديدً.ا فإن كان إله ا أو كان الله حالا فيه أو كان جزء من الله حالا فيه فملنمم لميم يدفعهم عن نفسه ولنمم لميم يهلكهم بالكلية ،وأية حاجة به إلى إظهار الجزع منهم والحتيال في الفرار منهمً.ا وبال إنني لتعجب جدا أن العاقل كيف يليق به أن يقول هذا القول ،ويعتقد صحتهً.ا فتكاد أن تكون بداهة العقل شاهدة بفسادهً.ا
) (3/769
)الوجه الثالث( وهو أنه إما أن يقال بأن الله هو هذا الشخص الجسماني المشاهد ،أو يقال حل الله بكليتهً.ا أو حل بعض الله وجزأ منه فيه والقسام الثلثة باطلة :أما الول ،فلن إله العالم لو كان هو ذلك الجسم فحين قتله اليهود كان ذلك قولا بأن اليهود قتلوا إله العالم فكيف بقي العالم
بعد ذلك من غير إلهً.ا ثم إن أشد الناس ذلا ودناءة اليهود فالله الذي تقتله اليهود إله في غاية
العجزً.ا وأما الثاني وهو أن الله بكليته حل في هذا الجسم فهو أيضا فاسد لن الله إن لم يكن
جسما ول عرضا امتنع حلوله في الجسم ،وإن كان جسما فحينئذ يكون حلوله في جسم آخر
عبارة عن اختلط أجزائه بأجزاء ذلك الجسم ،وذلك يوجب وقوع التفرق في أجزاء ذلك اللهً.ا
وإن كان عرض ا كان محتاج ا إلى المحل وكان الله محتاج ا إلى غيرهً.ا وكل ذلك سخيفً.ا وأما
الثالث وهو أنه حل فيه بعض من أبعاض الله وجزء من أجزائه فذلك أيضا محال ،لن ذلك الجزء
إن كان معتبرا في اللهية فعند انفصاله عن الله وجب أن ل يبقى الله إلها وإن لم يكن معتبرا في
تحقيق اللهية لم يكن جزءا من اللهً.ا فثبت فساد هذه القسام فكان قول النصارى باطلاً.ا )الوجه الرابع( في بطلن قول النصارى ما ثبت بالتواتر من أن عيسى عليه السلم كان عظيم الرغبة في العبادة والطاعة ولو كان إلها لستحال ذلك لن الله ل يعبد نفسهً.ا فهذه وجوه في غاية
الجلء والظهور دالة على فساد قولهمً.ا ثم قلت للنصراني وما الذي دلك على كونه إلها
) (3/770
فقال الذي دل عليه ظهور العجائب عليه من إحياء الموتى وإبراء الكمه والبرص ،وذلك ل يمكن حصوله إل بقدرة الله تعالىً.ا فقلت له هل تسلم أنه ل يلزم من عدم الدليل عدم المدلول أم لً.ا فإن لم تسلم لزمك من نفي العالم في الزل نفي الصانع ،وإن سلمت أنه ل يلزم من عدم الدليل عدم المدلول فأقول لما جوزت حلول الله في بدن عيسى عليه السلم فكيف عرفت أن الله ما حل بدني وبدنك ومن بدن كل حيوان ونبات وجمادً.ا فقال الفرق ظاهر وذلك لني إنما حكمت بذلك الحلول لنه ظهرت تلك الفعال العجيبة عليه ،والفعال العجيبة ما ظهرت على يدي ول على يدك فعلمنا أن ذلك الحلول مفقود ههناً.ا فقلت له تبين الن أنك ما عرفت معنى قولي إنه ل يلزم من عدم الدليل عدم المدلول ،وذلك لن ظهور تلك الخوارق دالة على حلول الله في بدن عيسى عليه السلم ،فعدم ظهور تلك الخوارق مني ومنك ليس فيه إل أنه لم يوجد ذلك الدليل، فإذا ثبت أنه ل يلزم من عدم الدليل عدم المدلول ل يلزم من عدم ظهور تلك الخوارق مني ومنك عدم الحلول في حقي وفي حقك بل وفي حق الكلب والسنور والفأر ،ثم قلت إن مذهبا يؤدي القول به إلى تجويز حلول ذات ال في بدن الكلب والذباب لفي غاية الخسة والركاكةً.ا ثم إن
قلب العصا حية أبعد في العقل من إعادة الميت
) (3/771
حي اا ،لن المشاكلة بين بدن الحي وبدن الميت أكثر من المشاكلة بين الخشبة وبين بدن الثعبان، فإذا لم يوجب قلب العصا حية كون موسى عليه السلم إله ا وابن ا للله فبأن ل يدل إحياء الموتى على اللهية كان ذلك أولى وعند هذا انقطع النصراني ولم يبق له كلم وال أعلمً.ا انتهى كلمه
بعبارته الشريفةً.ا
) (3/772
الباب الخامس :في إثبات كون القرآن كلم ال ومعجزا ورفع شبهات القسيسين وضممت إلى مبحث القرآن مبحث إثبات صحة الحاديث النبوية المروية في كتب الصحاح من كتب :أهل
السنة والجماعةً.ا وجعلت هذا الباب مشتملا على أربعة فصول:
) (3/773
الفصل الول :المور التي تدل على أن القرآن كلم ال في اثبات أن القرآن كلم ال المور التي تدل على أن القرآن كلم ال كثيرة ،أكتفي منها على اثني عشر أمرا على عدد حواري
المسيح وأترك الباقي ،مثل أن يقال إن الخائب المخالف وقت بيان أمر من المور الدنيوية والدينية
أيض ا يكون ملحوظ ا في القرآن ،وأن بيان كل شيء ترغيب ا كان أو ترهيب ا رأفة كان أو عتاب ا يكون على
درجة العتدال ل بالفراط ول بالتفريط ،وهذان المران ل يوجدان في كلم النسان لنه يتكلم في
بيان كل حال بما يناسب ذلك الحال ،فل يلحظ في العتاب حال الذين هم قابلون للرأفة وبالعكس ،ول يلحظ عند ذكر الدنيا حال الخرة وبالعكسً.ا ويقول في الغضب زائدا على الخطأ
وهكذا أمور أخرً.ا
)المر الول( :كونه في الدرجة العالية من البلغة التي لم يعهد مثلها في تراكيبهم وتقاصرت عنها درجات بلغتهم ،وهي عبارة عن التعبير باللفظ المعجب عن المعنى المناسب للمقام الذي أورد فيه الكلم ،بل زيادة ول نقصان في البيان ،والدللة عليه ،وعلى هذا كلما ازداد شرف اللفاظ ورونق المعاني ومطابقة الدللة كان الكلم أبلغ وتدل على كونه في هذه الدرجة وجوه: )أولها( أن فصاحة العرب أكثرها في وصف المشاهدات مثل وصف بعير أو فرس أو جارية أو ملك أو ضربة أو طعنة أو وصف حرب أو وصف غارةً.ا وكذا فصاحة العجم سواء كانوا شاعرين أو كاتبين أكثرها في أمثال هذه
) (3/775
الشياءً.ا ودائرة الفصاحة والبلغة فيها متسعة جدا لن طبائع أكثر الناس تكون مائلة إليهاً.ا وظهر من الزمان القديم في كل وقت وفي كل إقليم من شاعر أو كاتب مضمون جديد ونكتة لطيفة في
بيان لشيء من هذه الشياء المذكورة ويكون المتأخر المتتبع واقفاد على تدقيقات المتقدم غالباً.ا فلو كان الرجل سليم الذهن وتوجه إلى تحصيل ملكة في وصفها يحصل له بعد الممارسة والشتغال ملكة البيان في وصف شيء من هذه الشياء على قدر سلمة فكره وجودة ذهنه ،وليس القرآن في بيان خصوص هذه الشياء فكان يجب أن ل تحصل فيه اللفاظ الفصيحة التي اتفقت عليها العرب في كلمهمً.ا )ثانيها( أنه تعالى راعى فيه طريقة الصدق وتنزه عن الكذب في جميعه ،وكل شاعر ترك الكذب والتزم الصدق نزل شعره ولم يكن جيداا ،ولذلك قيل أحسن الشعر أكذبهً.ا وترى أن لبيد بن ربيعة وحسان بن ثابت رضي ال عنهما لما أسلما نزل شعرهما ولم يكن شعرهما السلمي كشعرهما
الجاهلي ،والقرآن جاء فصيح ا مع التنزه عن الكذب والمجازفةً.ا )ثالثها( أن الكلم الفصيح إنما يتفق في القصيدة في البيت والبيتين والباقي ل يكون كذلك، بخلف القرآن فإنه مع طوله فصيح كله،
) (3/776
بحيث يعجز الخلق عنهً.ا ومن تأمل في قصة يوسف عليه السلم عرف أنها مع طولها وقعت على الدرجة العالية من البلغةً.ا )رابعها( أن الشاعر أو الكاتب إذا كرر مضمونا أو قصة ل يكون كلمه الثاني مثل الول ،وقد
تكررت قصص النبياء وأحوال المبدأ والمعاد والحكام والصفات اللهية ،واختلفت العبارات
إيجازا وإطناب ا وتفنن ا في بيانها غيبة وخطاباا ،ومع ذلك كل واحد منها في نهاية الفصاحة ولم يظهر التفاوت أصلاً.ا
)خامسها( أنه اقتصر على إيجاب العبادات وتحريم القبائح والحث على مكارم الخلق وترك الدنيا واختيار الخرة ،وأمثال هذه المور توجب تقليل الفصاحةً.ا ولذلك إذا قيل لشاعر فصيح أو كاتب بليغ أن يكتب تسع أو عشر من مسائل الفقه أو العقائد في عبارة فصيحة مشتملة على التشبيهات البليغة والستعارات الدقيقة يعجزً.ا )سادسها( أن كل شاعر يحسن كلمه في فن فإنه يضعف كلمه في غير ذلك الفن ،كما قالوا في شعراء العرب :إن شعر امرئ القيس يحسن
) (3/777
عند الطرب وذكر النساء وصفة الخيل ،وشعر النابغة عند الخوف وشعر العشى عند الطلب ووصف الخمر وشعر زهير عند الرغبة والرجاءً.ا وقالوا في شعراء فارس إن النظامي والفردوسي وحيدان في بيان
) (3/778
الحرب ،والسعدي فريد في الغزل ،والنوري في القصائدً.اً.ا والقرآن جاء فصيحا على غاية الفصاحة
في كل فن ترغيبا كان أو ترهيباا ،زجرا كان أو وعظا أو غيرهماً.ا )وأورد ههنا بطريق النموذج من كل فن آية آية( ففي الترغيب قوله }فل تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين{ً وفي الترهيب قوله
}وخاب كل جبار عنيدً.ا من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديدً.ا يتجرعه ول يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميتً.ا ومن ورائه عذاب غليظ{ً ً.ا
) (3/779
وفي الزجر والتوبيخ قوله }فكل أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصب اً.ا ومنهم من أخذته
الصيحةً.ا ومنهم من خسفنا به الرضً.ا ومنهم من أغرقناً.ا وما كان ال ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم
يظلمون{ً وفي الوعظ قوله }أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغني عنهم ما كانوا يمتعون{ً وفي اللهيات قوله }ال يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدارً.ا عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال{ً ً.ا )سابعها( الغلب أنه إذا انتقل الكلم من مضمون إلى مضمون آخر ،واشتمل على بيان أشياء مختلفة ل يبقى حسن ربط الكلم ويسقط عن الدرجة العالية للبلغةً.ا والقرآن يوجد فيه النتقال من قصة إلى قصة إلى قصة أخرى ،والخروج من باب إلى باب ،والشتمال على أمر ونهي ،وخبر واستخبار ،ووعد وعيد ،وإثبات النبوة ،وتوحيد الذات ،وتفريد الصفات ،وترغيب وترهيب ،وضرب مثال ،وبيان حالً.ا ومع ذلك يوجد فيه كمال الربط والدرجة العالية للبلغة الخارجة عن العادة فتحير فيها عقول بلغاء العربً.ا )ثامنها( أن القرآن في أغلب المواضع يأتي بلفظ يسير متضمن لمعنى كثير ويكون اللفظ أعذب، ومن تأمل في سورة )ص( علم ما قلت كيف صدرها وجمع فيها من أخبار الكفار وخلفهم وتقريعهم بإهلك القرون من قبلهم ومن تكذيبهم لمحمد صلى ال عليه وسلم ،وتعجبهم مما أتى به ،والخبر
) (3/780
عن إجماع ملئهم على الكفر ،وظهور الحسد في كلمهم ،وتعجيزهم وتحقيرهم ووعيدهم بخزي الدنيا والخرة ،وتكذيب المم قبلهم وإهلك ال لهم ،ووعيد قريش وأمثالهم مثل مصابهمً.ا وحمل النبي على الصبر على أذاهم وتسليته في قصص النبياء مثل داود وسليمان وأيوب وإبراهيم ويعقوب وغيرهم عليهم السلمً.ا وكل هذا الذي ذكر من أولها إلى آخرها في ألفاظ يسيرة متضمنة لمعان كثيرة ،وكذلك قوله تعالى }ولكم في القصاص حياة{ً فإن هذا القول لفظه يسير ومعناه كثيرً.ا ومع كونه بليغ ا مشتملا على المطابقة بين المعنيين المتقابلين وهما القصاص والحياةً.ا وعلى الغرابة، بجعل القتل الذي هو مفوت للحياة ظرفا لها وأولى من جميع القوال المشهورة عند العرب في
هذا الباب ،لنهم عبروا عن هذا المعنى بقولهم) :قتل البعض إحياء الجميع( وقولهم) :أكثروا القتل ليقل القتل( وقولهم) :القتل أنفى للقتل( ً.ا وأجود القوال المنقولة عن القول الخير ولفظ القرآن أفصح منه بستة أوجه) :أحدها( :أنه أخصر من الكل لن قوله }ولكم{ً ل يدخل في هذا الباب لنه ل بد من تقدير ذلك في الكل لن قول القائل قتل البعض إحياء للجميع ل بد فيه من تقدير
مثله وكذلك في قولهم القتل أنفى للقتلً.ا )وثانيها( :أن قولهم القتل أنفى للقتل ظاهرة يقتضي كون الشيء سببا
) (3/781
لنتفاء نفسه بخلف لفظ القرآن فإنه يقتضي أن نوع ا من القتل وهو القصاص سبب لنوع من أنواع الحياةً.ا )وثالثها( :أن قولهم الجود تكرير لفظ القتل بخلف لفظ القرآنً.ا
)ورابعها( :أن قولهم الجود ل يفيد إل الردع عن القتل ،بخلف لفظ القرآن فإنه يفيد الردع عن القتل والجرح فهو أفيدً.ا )وخامسها( :أن قولهم الجود دال على ما هو المطلوب بالتبع بخلف لفظ القرآن فإنه دال على ما هو مقصود أصلي ،لن نفي القتل مطلوب تبعا من حيث إنه يتضمن حصول الحياة الذي هو
مطلوب أصالةً.ا )وسادسها( :أن القتل ظلما أيضا قتل مع أنه ليس بناف للقتل بخلف القصاص
فظاهر قولهم باطل وأما لفظ القرآن فصحيح ظاهرا وباطن اً.ا وكذلك قوله تعالى} :مع يطع ال{ً في
فرائضه }ورسوله{ً في سننه أو في جميع ما يأمرانه وينهيانه }ويخشى ال{ً أي يخف خلفه وعقابه
وحسابه }ويتقه{ً فيما بقي من عمره في جميع أمره }فأولئك هم الفائزون{ً بالمراد في المبدأ والمعاد ،فإن هذا القول مع وجازة لفظه جامع لجميع الضروريات )حكي( أن عمر بن الخطاب رضي ال عنه كان يوم ا نائم ا في المسجد فإذا
) (3/782
هو بقائم على رأسه يتشهد شهادة الحق فأعلمه أنه من بطارقة الروم ومن جملة من يحسن فهم اللسن من العرب وغيرها ،وأنه سمع رجلا من أسراء المسلمين يقرأ آية من كتابكم فتأملها فإذا هي جامعة لكل ما أنزل ال على عيسى بن مريم من أحوال الدنيا والخرة ،وهي قوله }ومن يطع ال
ورسوله{ً اليةً.ا وحكي أن طبيب ا نصراني ا حاذق ا سأل الحسين بن علي الواقدي :لماذا لم
) (3/783
ينقل شيء في كتابكم عن علم الطبً.اً.ا والعلم علمان علم البدان وعلم الديانً.ا فقال الحسين: إن ال بين علم الطب كله في نصف آية ،فسأل الطبيب النصراني عن هذه اليةً.ا فقال :هي قوله: }كلوا واشربوا{ً ما أحل ال لكم من المطعومات والمشروبات }ول تسرفوا{ً أي ل تتعدوا إلى الحرام ول تكثروا النفاق المستقبح ،ول تناولوا مقدارا كثيرا يضركم ول تحتاجون إليهً.ا
ثم سأل الطبيب أقال نبيكم أيضا شيئا في هذا المر ،فقال الحسين :إن نبينا أيضا جمع الطب في ألفاظ يسيرة ،فسأل الطبيب عنها ،فقال الحسين :هي هذه" :المعدة بيت الداء والحمية رأس كل
دواء وأعط كل بدن ما عودته" فقال الطبيب :النصاف أن كتابكم ونبيكم ما تركا حاجة إلى جالينوس،
) (3/784
يعني بينا المر الذي هو رأس حفظ الصحة وإزالة المرض وأصلهما ومضارهماً.ا )تاسعها( :أن الجزالة والعذوبة بمنزلة الصفتين المتضادتين ،واجتماعهما على ما هو ينبغي في كل جزء من الكلم الطويل خلف العادة المعتادة للبلغاء ،فاجتماعهما في كل موضع من مواضع القرآن كله دليل على كمال بلغته وفصاحته الخارجتين عن العادةً.ا )عاشرها( :أنه مشتمل على جميع فنون البلغة من ضروب التأكيد وأنواع التشبيه والتمثيل، وأصناف الستعارة وحسن المطالع والمقاطع ،وحسن الفواصل ،والتقديم والتأخير والفصل والوصل اللئق بالمقام ،وخلوه عن اللفظ الركيك والشاذ الخارج عن القياس النافر عن الستعمال ،وغير ذلك من أنواع البلغاتً.ا ول يقدر أحد من البلغاء والكملء من العرب العرباء إل على نوع أو نوعين من النواع المذكورة ،ولو رام غيره في كلمه لم يتأت له ،وكان مقصراً.ا والقرآن محتو عليها كلها فتلك عشرة كاملة ،وهذه الوجوه العشرة تدل على أن القرآن في الدرجة العالية من البلغة
الخارجة عن العادة ،يعرفه فصحاء العرب بسليقتهم ،وعلماء الفرق بمهارتهم في فن البيان وإحاطتهم بأساليب الكلم ،ومن كان أعرف بلغة العرب وفنون بلغتها كان أعرف بإعجاز القرآنً.ا )المر الثاني( :تأليفه العجيب وأسلوبه الغريب في المطالع والمقاطع والفواصل ،مع اشتماله على دقائق البيان وحقائق العرفان ،وحسن العبارة ،ولطف الشارة ،وسلمة التركيب ،وسلمة الترتيب، فتحيرت فيه عقول
) (3/785
العرب العرباء ،وفهوم الفصحاءً.ا والحكمة في هذه المخالفة أن ل يبقى لمتعسف عنيد مظنة السرقة ،ويمتاز هذا الكلم عن كلمهم ويظهر تفوقه ،لن البليغ ناظما كان أو ناثرا يجتهد في هذه
ل ،ويمدح ويعاب عليه غالبا في هذه المواضع كما عيب على مطلع امرئ المواضع اجتهادا كام ا
القيس:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزلً.اً.ا بسقط اللوى بين الدخول فحومل بأن صدر البيت جمع بين عذوبة اللفظ وسهولة السبك وكثرة المعاني فإنه وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والمنزل ،وأن الشطر الثاني ل يوجد فيه شيء من ذلك ً.اً.اً.ا وعيب على مطلع أبي النجم الشاعر المشهور فإنه دخل على هشام بن عبد الملك ،فأنشده:
) (3/786
صفراء قد كادت ولما تفعلً.اً.ا كأنها في الفق عين الحوال وكان هشام أحول فأخرجه وأمر بحبسهً.ا وعيب على مطلع جرير ،فإنه دخل على عبد الملك وقد مدحه بقصيدة حائيةً.ا أولها: أتصحو أم فؤداك غير صاح فقال له عبد الملك :بل فؤادك يا ابن الفاعلةً.ا
) (3/787
وعيب على مطلع البحتري فإنه أنشد يوسف بن محمد قصيدته التي مطلعها: لك الويل من ليل تقاصر آخره فقال :بل لك الويل والخزي ً.اً.اً.ا وعيب على مطلع إسحاق الموصلي الديب الحاذق ،فإنه دخل على المعتصم وقد فرغ من بناء قصره بالميدان وأنشده قصيدته التي
) (3/788
مطلعها: يا دار غيرك البلى ومحاك * يا ليت شعري ما الذي أبلك!! فتطير المعتصم من هذا المطلع وأمر بهدم القصر على الفورً.ا وهكذا قد خطئ أكثر الشعراء المشهورين في المواضع المذكورةً.ا وأشراف العرب ،مع كمال حذاقتهم في أسرار الكلم وشدة عداوتهم للسلم ،لم يجدوا في بلغة القرآن وحسن نظمه وأسلوبه مجالا لم يوردوا في القدح
مقا ال ،بل اعترفوا أنه ليس من جنس خطب الخطباء وشعر الشعراء ،ونسبوه تاراة إلى
) (3/789
السحر تعجب ا من فصاحته وحسن نظمه ،وقالوا تاراة إنه إفك افتراه وأساطير الولين ،وقالوا تاراة لصحابهم وأحبابهم ل تسمعوا لهذا القرآن وألغوا فيه لعلكم تغلبونً.ا وهذه كلها دأب المحجوج المبهوتً.ا فثبت أن القرآن معجز ببلغته وفصاحته وحسن نظمهً.ا وكيف يتصور أن يكون الفصحاء والبلغاء من العرب العرباء كثيرين كثرة رمال الدهناء وحصى البطحاء ،ومشهورين بغاية العصبية والحمية الجاهلية ،وتهالكهم على المباراة والمباهاة ،والدفاع عن الحسابً.ا فيتركون المر السهل الذي هو اليتان بمقدار أقصر سورة ويختارون الشد الصعب مثل الجلء وبذل المهج والرواح، ويبتلون بسبي الذراري ونهب الموال ،ومخالفهم المتحدي يقرعهم إلى مدة على رؤوس المل بأمثال هذه القوال} :فأتوا بسورة من مثله وادعوا من استطعتم من دون ال إن كنتم صادقين{ً ً.ا
) (3/790
}وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون ال إن كنتم صادقينً.ا فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة{ً ً.ا }قل لئن اجتمعت النس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ل يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراا{ً ً.ا
ولو كانوا يظنون أن محمدا صلى ال عليه وسلم استعان بغيره ،لمكنهم أيض ا أن يستعينوا بغيرهم لنه كأولئك المنكرين في معرفة اللغة وفي المكنة من الستعانة ،فلما لم يفعلوا ذلك وآثروا
المقارعة على المعارضة والمقاتلة على المقاولة ،ثبت أن بلغة القرآن كانت مسلمة عندهم وكانوا عاجزين عن المعارضة ،غاية المر أنهم صاروا مفترقين بين مصدق به وبمن أنزل عليه ،وبين متحير في بديع بلغتهً.ا روي أنه سمع الوليد بن المغيرة من النبي صلى ال عليه وسلم }إن ال يأمر بالعدل والحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون{ً فقال :وال إن له لحلوة وإن عليه لطلوة وإن أسفله
) (3/791
لمغدق وإن أعله لمثمر ما يقول هذا بشرً.اً.ا وروي أيض ا أنه لما سمع القرآن رق قلبه ،فجاءه أبو
جهل وكان ابن أخيه منكرا عليه قال :وال ما منكم أحد أعلم بالشعار مني ،وال ما يشبه الذي
يقول شيئا من هذاً.ا وروي أيضا أنه جمع قريشا عند حضور الموسم وقال :إن وفود العرب ترد العرب فاجمعوا فيه رأيا ل يكذب بعضكم بعضاا ،قالوا :نقول كاهن ،قال :وال ما هو بكاهن
بزمزمته ول سجعتهً.ا قالوا :مجنون ،قال :ما هو بمجنون ول بحنقه ول وسوسته ،قالوا :فنقول
شاعر ،قال :ما هو بشاعر
) (3/792
قد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه ،وقريضه ومبسوطه ومقبوضهً.ا قالوا :فنقول ساحر ،قال :ما هو بساحر ول نفثه ول عقده ،قالوا :فما نقولً.ا قال :ما أنتم بقائلين شيئ ا من هذا إل وأنا أعرف أنه
باطل وأن أقرب القول إنه ساحرً.ا ثم قال :فإنه سحر يفرق به بين المرء وابنه ،والمرء وأخيه ،والمرء وزوجه ،والمرء وعشيرته ،فتفرقوا وجلسوا على السبل يحذرون الناس عن متابعة النبي صلى ال عليه وسلم ،فأنزل ال تعالى في الوليد} :ذروني ومن خلقت وحيداا{ً ً.اً.االياتً.ا
وروي أن عتبة كلم النبي صلى ال عليه وسلم فيما جاء به من خلف قومه ،فتل عليه:
) (3/793
}حمً.ا تنزيل من الرحمن الرحيمً.ا كتاب فصلتً.اً.ا{ً إلى قوله} :أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود{ً ً.ا فأمسك عتبة بيده على فيه وناشده الرحم أن يكف ،وفي رواية فجعل النبي صلى ال عليه وسلم يقرأ وعتبة مصغ ملق بيديه خلف ظهره معتمد عليهما حتى انتهى إلى السجدة فسجد النبي صلى ال عليه وسلم ،وقام عتبة ل يدري بما يراجعه ،ورجع إلى أهله ولم يخرج إلى قومه حتى أتوه ،فاعتذر لهم وقال وال لقد كلمني بكلم ما سمعت أذناي بمثله قط فما دريت ما أقول له ً.اً.اً.ا وذكر أبو عبيدة أن أعرابي ا سمع رجلا يقرأ
) (3/794
}فاصدع بما تؤمر{ً فسجد وقال سجدت لفصاحته ،وسمع رجل آخر من المشركين رجلا من
المسلمين يقرأ} :فما استيأسوا منه خلصوا نجياا{ً فقال :أشهد أن مخلوقا ل يقدر على مثل هذا الكلمً.اً.ا وحكى الصمعي أنه سمع جارية تتكلم بعبارة فصيحة وإشارة بليغة وهي خماسية أو
سداسية ،وهي تقول أستغفر ال من ذنوبي كلها ،فقال :مم تستغفرين ولم يجر عليك قلم؟ فقالت: أستغفر ال لذنبي كله *
) (3/795
قتلت إنسان ا بغير حله
مثل غزال ناعم في دله * انتصف الليل ولم أصله
فقال لها :قاتلك ال ما أفصحك ،فقالت :أو بعد هذا فصاحة بعد قوله تعالى} :وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ول تخافي ول تحزنيً.ا إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين{ً فجمع في آية واحدة بين أمرين ونهيين وخبرين وبشارتينً.اً.ا وفي حديث إسلم أبي ذر ووصف أخاه أنيس ا فقال :وال ما سمعت بأشعر من أخي أنيس لقد ناقض اثني عشر شاعرا في
الجاهلية أنا أحدهم ،وأنه انطلق إلى مكة وجاءني ،قلت :فما يقول الناس ،قال :يقولون شاعر كاهن ساحر ثم قال :لقد سمعت ما قال الكهنة فما هو قولهم ولقد وضعته على إقراء الشعر فلم يلتئم
وما يلتئم على لسان أحد بعدي إنه
) (3/796
شعر وإنه لصادق وإنهم لكاذبونً.ا وروي في الصحيحين عن جبير بن مطعم رضي ال عنه قال: سمعت النبي صلى ال عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور ،فلما بلغ هذه الية} :أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والرض بل ل يوقنون ،أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون{ً ً.ا كاد قلبي أن يطير للسلمً.ا
) (3/797
وقد حكي أن ابن المقفع طلب معارضة القرآن وشرع فيه فمر بصبي يقرأ} :وقيل يا أرض ابلعي ماءك{ً فرجع فمحا ما عمل وقال :أشهد أن هذا ل يعارض وما هو من كلم البشرً.ا وكان يحيى بن حكم الغزالي بليغ الندلس في زمنه فحكى أنه رام شيئ ا من هذا فنظر في سورة الخلص ليأتي
على أسلوبها وينظم الكلم على منوالها ،قال :فاعترتني منه خشية ورقة حملتني على التوبة والنابةً.ا
وقال النظام من المعتزلة :إعجاز القرآن بالصرف ،على معنى أن العرب
) (3/798
كانت قادرة على كلم مثل القرآن قبل مبعث النبي صلى ال عليه وسلم ،لكن ال صرفهم عن معارضته بسبب الدواعي بعد المبعث فهذا الصرف خارق للعادة فيكون معجزاا ،فهو أيضا يسلم أن القرآن معجز لجل الصرف ومثله غير مقدور لهم بعد المبعث ،وإنما نزاعه في كونه مقدور قبل
المبعث وقوله غير صحيح بوجوه) :الول( :أنه لو كان كذا لعارضوا القرآن بالكلم الذي صدر عنهم قبل المبعث ويكون مثل القرآنً.ا )والثاني( :أن فصحاء العرب إنما كانوا يتعجبون من حسن نظمه وبلغته وسللته في جزالته ،ل لعدم تأتي المعارضة مع سهولتها في نفسهاً.ا )والثالث( :أنه لو قصد العجاز بالصرف لكان النسب ترك العتناء ببلغته وعلو طبقته ،لن القرآن على هذا التقدير كلما كان أنزل في البلغة ،وأدخل في الركاكة ،كان عدم تيسر المعارضة أبلغ في خرق العادةً.ا )والرابع( :يأباه قوله تعالى} :قل لئن اجتمعت النس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ل يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا{ً ً.اً.ا فإن قيل :إن فصحاء العرب لما كانوا قادرين على التكلم بمثل مفردات السورة ومركباتها القصيرة، كانوا قادرين على التيان بمثلها )قلت( هذه الملزمة ممنوعة لن حكم الجملة قد يخالف حكم الجزاء ،أل ترى أن كل شعرة شعرة ل يصلح أن يربط بها الفيل أو السفينة ،وإذا سوى
) (3/799
من الشعرات حبل متين يصلح أن يربط بهذا الحبل الفيل أو السفينة ،ولنها لو صحت لزم أن يكون كل آحاد العرب قادر على التيان بمثل قصائد فصحائهم كامرئ القيس وأضرابهً.ا )المر الثالث( :كون القرآن منطوي ا على الخبار عن الحوادث التية ،فوجدت في اليام اللحقة على الوجه الذي أخبرً.ا
-1كقوله تعالى} :لتدخلن المسجد الحرام إن شاء ال آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين ل تخافون{ً ً.افوقع كما أخبر ،ودخل الصحابة المسجد الحرام آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين غير خائفينً.ا -2وكقوله تعالى} :وعد ال الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمن ا يعبدونني ل يشركون بي شيئاا{ً ً.ا فكان ال وعد المؤمنين بجعل الخلفاء منهم وتمكين الدين
المرضي لهم ،وتبديل خوفهم بالمن ،فوفى وعده في مدة قليلة بأن ظهر في حياة الرسول صلى ال عليه وسلم أن أهل السلم تسلطوا على مكة ،وخيبر والبحرين ،ومملكة اليمن ،وأكثر ديار
) (3/800
العرب ،وأن إقليم الحبش صار دار السلم بإيمان النجاشي الملك ،وأن أناس ا من هجر وبعض
المسيحيين من نواحي الشام قبلوا الطاعة وأداء الجزية ،وأن هذا التسلط زاد في خلفة الصديق
الكبر رضي ال عنه بأن تسلط أهل السلم على بعض ديار فارس وعلى بصرى ودمشق ،وبعض الديار الخرى من الشام أيضاا ،ثم زاد هذا التسلط في خلفة الفاروق رضي ال عنه بأن تسلطوا
على سائر ديار الشام وجميع مملكة مصر ،وعلى أكثر ديار فارس أيضاا ،ثم زاد هذا التسلط في
خلفة ذي النورين رضي ال عنه ،بأن تسلطوا
) (3/801
في جانب الغرب إلى أقصى الندلس والقيروان ،وفي جانب الشرق إلى حد الصين ،ففي مدة ثلثين سنة تسلط أهل السلم على هذه الممالك تسلط ا تاماا ،وغلب دين ال المرضي على سائر
الديان في هذه المماليك فكانوا يعبدون ال آمنين غير خائفينً.ا وفي خلفة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم ال وجهه وإن لم يتسلط أهل السلم على الممالك الجديدة لكنه ل شبهة في
ترقي الملة السلمية في عهده الشريف أيض اً.ا -4وكقوله تعالى} :ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون{ً ً.ا ووقع كما أخبر لن المراد بقوم أولي بأس على أظهر الوجوه وأشهرها ،بنو حنيفة قوم مسيلمة الكذاب والداعي الصديق الكبر رضي ال
) (3/802
عنهً.ا -5وكقوله تعالى} :هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله{ً ً.ا وحال هذا القول كحال القول الثاني وسيظهر الوفاء الكامل لهذا الوعد عن قريب على ما هو المرجو إن شاء الً.ا وهو على كل شيء قديرً.ا -5وكقوله تعالى} :لقد رضي ال عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتح ا قريب اً.ا ومغانم كثيرة
يأخذونها وكان ال عزيزا حكيماً.ا وعدكم ال مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي
الناس عنكمً.ا ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيماً.ا وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط ال
بها وكان ال على كل شيء
) (3/803
قديراا{ً ً.ا والمراد بالفتح القريب فتح خيبر ،وبالمغانم الكثيرة في الموضع الول مغانم خيبر أو
هجر وبالمغانم الكثيرة في الموضع الثاني المغانم التي تحصل للمسلمين من يوم الوعد إلى يوم القيامة ،وبأخرى مغانم هوازن أو فارس أو الروم وقد وقع كما أخبرً.ا -6وكقوله تعالى} :وأخرى تحبونها نصر من ال وفتح قريب{ً ً.ا فقوله أخرى أي يعطيكم خصلة أخرى ،وقوله نصر من ال مفسر للخرى وقوله فتح قريب ،أي عاجل وهو فتح مكةً.ا وقال الحسن :هو فتح فارس والروم
وقد وقع كما أخبرً.ا -7وكقوله تعالى} :إذا جاء نصر ال والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين ال أفواجاا{ً ً.ا
والمراد بالفتح فتح مكة ،لن الصح أن هذه السورة نزلت قبل فتح مكة لن }إذا{ً يقتضي
الستقبال ول يقال فيما وقع إذا جاء وإذا وقع ،فحصل فتح مكة ودخل الناس في السلم فوجا بعد فوج من أهل مكة والطائف
) (3/804
وغيرها في حياته صلى ال عليه وسلمً.ا -8وكقوله تعالى} :قل للذين كفروا ستغلبون{ً ً.ا وقد وقع كما أخبر فصاروا مغلوبينً.ا -9وكقوله تعالى} :وإذ يعدكم{ً أي اذكروا إذ يعدكم }ال إحدى الطائفتين{ً القافلة الراجعة من الشام والقافلة التية من بيت ال الحرام }أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة{ً أي القافلة الراجعة }تكون لكم ويريد ال أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر
الكافرين{ً فوقع كما أخبرً.ا -10وكقوله تعالى} :إنا كفيناك المستهزئين{ً ً.ا
) (3/805
لما نزلت هذه الية بشر النبي صلى ال عليه وسلم أصحابه بأن ال كفاه شرهم وأذاهم وكان المستهزئون نفرا بمكة ينفرون الناس عنه ويؤذونه فهلكوا بضروب البلء وفنون العناء فتم نوره وكمل
ظهورهً.ا -11وكقوله تعالى} :وال يعصمك من الناس{ً ً.ا وقد وقع كما أخبر مع كثرة من قصد
ضره فعصمه ال تعالى ،حتى انتقل من الدار الدنيا إلى منازل الحسنى في العقبىً.ا -12وكقوله تعالى} :الم غلبت الروم في أدنى الرض{ً أي أرض العرب }وهم{ً أي الروم }من بعد غلبهم سيغلبون{ً أي الفرس }في بضع سنين{ً أي ما بين الثلث والعشر }ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر ال ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيمً.ا وعد
) (3/806
ال ل يخلف ال وعده ولكن أكثر الناس ل يعلمونً.ا يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن
الخرة غافلون{ً ً.ا الفرس كانوا مجوسا والروم نصارى ،فورد خبر غلبة الفرس إياهم مكة ففرح
المشركون وقالوا أنتم والنصارى أهل الكتاب ونحن وفارس أميون ل كتاب لنا ،وقد ظهر إخواننا على إخوانكم ،ولنظهرن عليكمً.ا فنزلت هذه الياتً.ا فقال أبو بكر رضي ال عنه :ل يقرن ال
أعينكم فو ال لتظهرن الروم على فارس في بضع سنين فقال أدبمري بن خلف :كذبت اجعل بيننا
وبينك أجلا فراهنه على عشر قلئص من كل واحد منهما وجعل الجل ثلث سنين فأخبر أبو بكر رضي ال عنه رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :البضع ما بين الثلث إلى التسع فزايده في البل وماده في الجل ،فجعلها مائة قلوص إلى تسع سنين ،ومات أبي بعد ما رجع من أحد وظهرت الروم على فارس في السنة السابعة من مغلوبيتهم فأخذ
) (3/807
أبو بكر القلئص من ورثة أبي ،فقال النبي صلى ال عليه وسلم :تصدق بهاً.ا قال صاحب ميزان الحق في الفصل الرابع من الباب الثالث) :لو فرضنا صدق ادعاء المفسرين أن هذه الية نزلت قبل غلبة الروم الفرس فنقول إن محمدا صلى ال عليه وسلم قال بظنه أو بصائب
فكره لتسكين قلوب أصحابه ،وقد سمع مثل هذه القوال من أصحاب العقل والرأي في كل زمان( انتهىً.ا فقوله لو فرضنا صدق ادعاء المفسرين ،يشير إلى أن هذا المر ليس بمسلم عنده ،وهذا
عجيب لن قوله تعالى }سيغلبون في بضع سنين{ً ،نص في أن هذا المر يحصل في الزمان المستقبل القريب في زمان أقل من عشر سنين كما هو مقتضى لفظ السنين والبضع ،وكذا قوله }ويومئذ يفرح المؤمنون{ً ،وقوله }وعد ال ل يخلف ال وعده{ً ،لنهما يدلن على حصول فرح في الزمان التي وحصول هذا المر فيه ،ول معنى للوعد وعدم الخلف في المر بعد وقوعه وقوله إن محمد ا صلى ال عليه وسلم قال بظنه أو بصائب فكره مردود بوجهين) :الول( :أن محمدا صلى ال عليه وسلم كان من العقلء عند المسيحيين أيض ا ويعترف بهذا القسيس النبيل ههنا وفي المواضع الخر من تصانيفه ،وليس من شأن العاقل المدعي للنبوة أن يدعي ادعاء قطعي ا أن المر الفلني يكون في المدة القليلة هكذا ألبتة ويأمر معتقديه بالرهان على هذا ،سيما في مقابلة
المنكرين الطالبين
) (3/808
لمذلته ،المتفحصين لمزلة أقدامه في أمر ل يكون وقوعه مفيدا فائدة يعتد بها ،ويكون عدم وقوعه
سببا لمذلته وكذبه عندهم ،ويحصل لهم سند عظيم لتكذيبهً.ا
)والثاني( :أن العقلء وإن كانوا يقولون في بعض المور بعقولهم ويكون ظنهم صحيحا تاراة وخطأ
أخرى لكن جرت العادة اللهية بأن القائل لو كان مدعي النبوة كذب ا ويخبر عن الحادثة التية،
ويفتري على ال بنسبة هذا الخبر إلى ال ،ل يكون هذا الخبر صحيح ا بل يخرج خطأ وغلط ا ألبتة
كما ستعرف في آخر هذا المبحث إن شاء الً.ا -13وكقوله تعالى} :أم يقولون نحن جميع
منتصر سيهزم الجمع ويولون الدبر{ً ً.ا عن عمر رضي ال تعالى عنه أنه قال لما نزلت :لم أعلم ما هو حتى كان يوم بدر سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يلبس درعه ويقول} :سيهزم الجمع{ً ً.ا فعلمتهً.ا
-14وكقوله تعالى} :قاتلوهم يعذبهم ال بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين{ً ً.ا
) (3/809
وقد وقعت هذه الحوال كما أخبرً.ا -15وكقوله تعالى} :لن يضروكم إل أذى{ً إما بالطعن في محمد وعيسى عليهما السلم ،وإما بتخويف الضعفة من المسلمين }وإن يقاتلوكم يولوكم الدبار ثم ل ينصرون{ً فأخبر فيه عن ثلث مغيبات) :الول( :أن المؤمنين يكونون آمنين من ضرر اليهودً.ا )والثاني( :لو قاتلوا المؤمنين ينهزمونً.ا )والثالث( :أنه ل يحصل لهم قوة وشوكة بعد النهزام وكلها وقعً.ا -16وكقوله تعالى} :ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إل بحبل من ال وحبل من الناس وباءوا بغضب من ال وضربت عليهم المسكنة{ً ً.ا وقد وقع كما أخبر وليس لليهود حكومة في موضع من المواضع وفي كل إقليم يوجدون رعايا مضروبا عليهم الذلة
) (3/810
-17وكقوله تعالى} :سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب{ً وقد وقع يوم أحد بوجهين كما أخبرً.ا )الول( :أن المشركين لما استولوا يوم أحد على المسلمين وهزموهم أوقع ال الرعب في قلوبهم فتركوهم وفروا منهم من غير سببً.ا )والثاني( :أنهم لما ذهبوا إلى مكة ،فلما كانوا في بعض الطريق ندموا فقالوا بئس ما صنعتم إنكم قتلتموهم حتى إذا لم يبق إل الشريد تركتموهم ارجعوا فاستأصلوهم قبل أن يجدوا قوة وشوكة ،فقذف ال في قلوبهم الرعب فذهبوا إلى مكةً.ا - 18وكقوله تعالى} :إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون{ً أي من التحريف والزيادة والنقصان مما تواتر عند علماء العيان من قراء الزمان ،وقد وقع كما أخبر فما قدر أحد من الملحدة والمعطلة والقرامطة أن
) (3/811
يحرف شيئا منه ،ل حرفا من حروف مبانيه ول من حروف معانيه ول إعرابا من إعراباته إلى هذه
المدة التي نحن فيها ،أعني ألفا ومائتين وثمانين من الهجرة بخلف التوراة والنجيل وغيرهما كما عرفت في الباب الول والثاني ،والحمد ل على إتمام هذه النعمةً.ا
- 19وكقوله تعالى} :ل يأتيه الباطل{ً أي التحريف بالزيادة والنقصان }من بين يديه ول من خلفه تنزيل من حكيم حميد{ً ،وحال هذا القول كالقول السابقً.ا -20وكقوله تعالى} :إن الذي فرض عليك القرآن{ً أي أحكامه وفرائضه }لرادك إلى معاد{ً ً.ا وروي أنه عليه السلم لما خرج من الغار وسار في غير الطريق مخافة الطلب فلما أمن رجع إلى الطريق ،ونزل بالجحفة بين مكة والمدينة، وعرف الطريق إلى مكة واشتاق إليها ،وذكر مولده ومولد أبيه ،فنزل جبريل عليه السلم وقال: تشتاق إلى بلدك ومولدك؟ فقال عليه السلم :نعم،
) (3/812
فقال جبريل عليه السلم :فإن ال تعالى يقول} :إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد{ً يعني إلى مكة ظاهرا عليهمً.ا -21وكقوله تعالى} :قل إن كانت لكم{ً أيها اليهود }الدار الخرة
عند ال خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولن يتمنوه أبداا{ً أي ما عاشوا }بما قدمت أيديهم وال عليم بالظالمين{ً ً.ا والمراد بالتمني التمني بالقول ،ول شك أنه عليه الصلة والسلم مع تقدمه في الرأي والحزم وحسن النظر في العاقبة كما هو المسلم به عند المخالف والموافق والوصول إلى المنزل الذي وصل إليه في الدارين ،والوصول إلى الرياسة العظيمة ،ل يجوز له -وهو غير واثق من جهة الرب بالوحي -أن يتحدى أعدى العداء بأمر ل يأمن عاقبة الحال فيه ،ول يأمن من خصمه أن يقهره بالدليل والحجة ،لن العاقل الذي لم يجرب المور ل يكاد يرضى بذلك ،فكيف الحال في أعقل العقلءً.ا فثبت أنه ما أقدم على هذا التحدي إل بعد الوحي
واعتماده التامً.ا وكذا
) (3/813
ل شك أنهم كانوا من أشد أعدائه ،وكانوا أحرص الناس في تكذيبه ،وكانوا متفكرين في المور التي بها ينمحي السلم أو تحصل الذلة لهله ،وكان المطلوب منهم أمرا سهلا ل صعباا ،فلو لم يكن
النبي صلى ال عليه وسلم صادق ا في دعواه عندهم لبادروا إلى القول به لتكذيبه ،بل أعلنوا هذا
التمني بالقول مرارا وشهروا أنه كاذب يفتري على ال أنه قال كذا ،ويدعي من جانب نفسه ادعاء
ويقول تاراة :والذي نفسي بيده ل يقولها رجل منهم إل غص بريقه ،يعني مات مكانه ،ويقول تاراة: لو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا ونحن تمنينا مرارا وما متنا مكاننا فظهرت بصرفهم عن تمنيهم مع كونهم على تكذيبه أحرص الناس معجزته وبانت حجته ،وفي هذه الية إخباران عن الغيب:
)الول( أن قوله }لن يتمنوه{ً يدل دللة بينة على أن ذلك ل يقع في المستقبل من أحد منهم فيفيد عموم الشخاصً.ا )والثاني( أن قوله أبدا يدل على أنه ل يوجد في شيء من الزمنة التية في المستقبل يفيد عموم
الوقات فبالنظر إلى العمومين هما غيبان -22وكقوله تعالى} :وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون ال إن كنتم صادقين ،فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين{ً فأخبر بأنهم ل يفعلون ألبتة،
ووقع كما أخبر،
) (3/814
وهذه الية دالة على العجاز من وجوه أربعة) :أولها( أنا نعلم بالتواتر أن العرب كانوا في غاية العداوة لرسول ال صلى ال عليه وسلم وفي غاية الحرص على إبطال أمره ،لن مفارقة الوطان والعشيرة وبذل النفوس والمهج من أقوى الدلة على ذلك ،فإذا انضاف إليه مثل هذا التقريع وهو قوله} :فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا{ً صار حرصهم أشد ،فلو كانوا قادرين على التيان بمثل القرآن أو بمثل سورة منه لتوا به ،فحيث ما أتوا به ظهر العجازً.ا )وثانيها( أن النبي صلى ال عليه وسلم وإن كان متهما عندهم في أمر النبوة ،لكنه كان معلوم الحال في وفور العقل والفضل والمعرفة
بالعواقب ،فلو كان كاذبا لما تحداهم بالغا في التحدي إلى النهاية ،بل كان عليه أن يخاف مما
يتوقعه من فضيحة يعود وبالها على جميع أموره ،فلو لم يعلم بالوحي عجزهم عن المعارضة لما جاز
أن يحملهم عليها بهذا التقريعً.ا )وثالثها( أنه لو لم يكن قاطعا في أمره لما قطع في أنهم ل يأتون بمثله لن المزور ل يجزم
بالكلم ،فجزمه يدل على كونه جازما في أمرهً.ا
)ورابعها( أنه وجد مخبر هذا الخبر على ذلك الوجه ،لنه من عهده عليه السلم إلى عصرنا هذا لم يحل وقت من الوقات من يعادي الدين والسلم ،وتشددوا عليه في الوقيعة فيه ،ثم إنه مع هذا
الحرص الشديد لم توجد المعارضة قطً.ا فهذه الوجوه الربعة في الدللة على العجاز مما تشتمل عليه هذه اليةً.،ا
) (3/815
فهذه الخبار وأمثالها تدل على كون القرآن كلم ال ،لن عادة ال جارية على أن مدعي النبوة لو أخبر عن شيء ونسب إلى ال كذب ا ل يخرج خبره صحيح اً.ا في الباب الثامن عشر من كتاب
الستثناء هكذا) :فإن أحببت وقلت في قلبك كيف أستطيع أن أميز الكلم الذي لم يتكلم به
الرب( ً.ا -22فهذه تكون لك آية أن ما قاله ذلك النبي باسم الرب ولم يحدث فهذا الرب لم يكن تكلم به ،بل ذلك النبي صوره في تعظيم نفسه ولذلك ل تخشاه( ً.ا )المر الرابع( ما أخبر من أخبار القرون السالفة والمم الهالكة ،وقد علم أنه كان أميا ما قرأ ول كتب ول اشتغل بمدارسة مع العلماء ول مجالسة مع الفضلء ،بل تربى بين قوم كانوا يعبدون
الصنام ول يعرفون الكتاب ،وكانوا عارين عن العلوم العقلية أيضاا ،ولم يغب عن قومه غيبة يمكن
له التعلم فيها من غيرهم ،والمواضع التي خالف القرآن فيها في بيان القصص والحالت المذكورة
]في[ كتب أهل الكتاب كقصة صلب المسيح عليه السلم وغيرها فهذه لمخالفة قصدية :إما لعدم كون بعض هذه الكتب أصلية كالتوراة والنجيل المشهورين ،وإما لعدم كونها إلهامية ،ويدل على ما ذكرت قوله تعالى} :إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون{ً ً.ا
) (3/816
)المر الخامس( ما فيه من كشف أسرار المنافقين حيث كانوا يتواطئون في السر على أنواع كثيرة ل ،ويخبره عنها على سبيل من المكر والكيد ،وكان ال يطلع رسوله على تلك الحوال حالا فحا ا التفصيل ،فما كانوا يجدون في كل ذلك إل الصدق ،وكذا ما فيه من كشف حال اليهود
وضمائرهمً.ا )المر السادس( جمعه لمعارف جزئية وعلوم كلية لم تعهد العرب عامة ول محمد صلى ال عليه وسلم خاصة من علم الشرائع والتنبيه على طرق الحجج العقلية والسير والمواعظ والحكم ،وأخبار الدار الخرة ومحاسن الداب والشيمً.ا وتحقيق الكلم في هذا الباب أن العلوم إما دينية أو غيرها ول شك أن الولى أعظمها شأنا وأرفعها مكاناا ،فهي إما علم العقائد والديان ،وإما علم العمالً.ا
أما علم العقائد والديان فهو عبارة عن معرفة ال وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر ،أما معرفة ال تعالى فهي عبارة عن معرفة ذاته ومعرفة صفات جلله ومعرفة صفات إكرامه وأفعاله ومعرفة أحكامه
ومعرفة أسمائه ،والقرآن مشتمل على دلئل هذه المسائل وتفاريعها وتفاصيلها على وجه ل يساويه شيء من الكتب ،بل ل يقرب منه ،وأما علم العمال فهو إما أن يكون عبارة عن علم التكاليف المتعلقة بالظواهر ،وهو علم الفقهً.ا ومعلوم أن جميع الفقهاء إنما استنبطوا مباحثهم من
) (3/817
القرآن ،وإما أن يكون علم التصوف المتعلق بتصفية الباطن ورياضة القلوب ،وقد حصل في القرآن من مباحث هذا العلم ما ل يوجد في غيره ،كقوله} :خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين{ً وقوله} :إن ال يأمر بالعدل والحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي{ً وقوله} :ول تستوي الحسنة ول السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم{ً فقوله} :ادفع بالتي هي أحسن{ً يعني ارفع سفاهتهم وجهالتهم بالخصلة التي هي أحسن وهي الصبر ومقابلة السيئة بالحسنةً.ا وقوله }فإذا الذي{ً إلخ يعني إذا قابلت إساءتهم بالحسان وأفعالهم القبيحة بالفعال الحسنة تركوا أفعالهم القبيحة وانقلبوا من العداوة إلى المحبة ،ومن البغضة إلى المودة
) (3/818
ونحو هذه القوال كثيرة فيهً.ا فثبت أنه جامع لجميع العلوم النقلية أصولها وفروعها ،ويوجد فيه التنبيه على أنواع الدللت العقلية والرد على أرباب الضلل ببراهين قاهرة وأدلة باهرة سهلة المباني مختصرة المعاني ،كقوله
تعالى} :أوليس الذي خلق السماوات والرض بقادر على أن يخلق مثلهم{ً وكقوله تعالى} :يحيها الذي أنشأها أول مرة{ً وكقوله تعالى} :لو كان فيهما آلهة إل ال لفسدتا{ً ولنعم ما قيل :جميع العلم في القرآن ،لكن تقاصرت عنه أفهام الرجالً.ا )المر السابع( كونه بريئا عن الختلف والتفاوت مع أنه كتاب كبير مشتمل على أنواع كثيرة من العلوم ،فلو كان ذلك من عند غير ال لوقعت فيه أنواع من الكلمات المتناقضة ،لن الكتاب
الكبير الطويل ل ينفك عن ذلكً.ا ولما لم يوجد فيه ذلك علمنا أنه ليس من عند غير ال كما قال ال تعالى} :أفل يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير ال لوجدوا فيه اختلف ا كثيراا{ً وإلى هذه
المور السبعة المذكورة أشار ال تعالى بقوله} :أنزله الذي يعلم السر في السماوات والرض{ً لن
مثل هذه البلغة والسلوب العجيب والخبار
) (3/819
عن الغيوب والشتمال على أنواع العلوم والبراءة من الختلف والتفاوت ،مع كون الكتاب كبيرا مشتملا على أنواع العلوم ل يأتي إل من العالم الذي ل يغيب عن علمه مثقال ذرة مما في السماوات والرضً.ا
)المر الثامن( كونه معجزة باقية متلروة في كل مكان مع تكفل ال بحفظه ،بخلف معجزات النبياء فإنها انقضت بانقضاء أوقاتها ،وهذه المعجزة باقية على ما كانت عليه من وقت النزول إلى زماننا
هذا ،وقد مضت مدة ألف ومائتين وثمانين وحجتها قاهرة ،ومعارضته ممتنعة وفي الزمان كلها القرى والمصار مملوءة بأهل اللسان وأئمة البلغة ،والملحد فيهم كثير والمخالف العنيد حاضر ومهيأ ،وتبقى إن شاء ال هكذا ما بقيت الدنيا وأهلها في خير وعافيةً.ا ولما كان المعجز منه بمقدار أقصر سورة فكل جزء منه بهذا المقدار معجزة ،فعلى هذا يكون القرآن مشتملا على أكثر من ألفي
معجزةً.ا
)المر التاسع( أن قارئه ل يسأمه وسامعه ل يمجه ،بل تكراره يوجب زيادة محبته كما قيل: وخير جليس ل يمل حديثه * وترداده يزداد فيه تجمل
وغيره من الكلم ،ولو كان بليغا في الغاية يمل مع الترديد في السمع ويكره في الطبع ،ولكن هذا المر بالنسبة إلى من له قلب سليم ل إلى من له طبع سقيمً.ا
)المر العاشر( كونه جامعا بين الدليل ومدلوله فالتالي له إذا كان ممن يدرك معانيه يفهم مواضع الحجة والتكليف معا في كلم واحد باعتبار منطوقه
) (3/820
ومفهومه ،لنه ببلغة الكلم يستدل على العجاز ،وبالمعاني يقف على أمر ال ونهيه ووعده ووعيدهً.ا )المر الحادي عشر( حفظه لمتعلميه بالسهولة ،كما قال ال تعالى} :ولقد يسرنا القرآن للذكر{ً فحفظه ميسر على الولد الصغار في أقرب مدة ويوجد في هذه المة في هذا الزمان أيض ا مع
ضعف السلم في أكثر القطار أزيد من مائة ألف من حفاظ القرآن بحيث يمكن أن يكتب القرآن من حفظ كل منهم من الول إلى الخر ،بحيث ل يقع الغلط في العراب فضلا عن اللفاظ ول
يخرج في جميع ديار أوربا عدد حفاظ النجيل بحيث يساوي الحفاظ في قرية من قرى مصر مع فراغ بال المسيحيين وتوجههم إلى العلوم والصنائع منذ ثلثمائة سنة ،وهذا هو الفضل البديهي لمة
محمد صلى ال عليه وسلم ولكتابهمً.ا )المر الثاني عشر( الخشية التي تلحق قلوب سامعيه وأسماعهم عند سماع القرآن ،والهيبة التي تعتري تاليه ،وهذه الخشية قد تعتري من ل يفهم معانيه ول يعلم تفسيره ،فمنهم من أسلم لها لول وهلة ومنهم من استمر على كفره ،ومنهم من كفر حينئذ ثم رجع بعده إلى ربهً.ا
) (3/821
روي أن نصرانيا مر بقارئ فوقف يبكي فسئل عن سبب البكاء فقال الخشية التي حصلت له من أثر كلم الرب ،وأن جعفر الطيار رضي ال عنه لما قرأ القرآن على النجاشي وأصحابه ما زالوا
يبكون حتى فرغ جعفر رضي ال عنه من القراءة ،وأن النجاشي أرسل سبعين عالما من العلماء
المسيحية إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقرأ عليهم سورة )يس( فبكوا وآمنوا فنزل في حق الفريقين أو أحدهما قوله تعالى} :وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما
عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين{ً وقد عرفت حال جبير بن مطعم رضي ال عنه ،وعتبة ،وابن المقفع ،ويحيى بن حكم الغزاليً.ا
) (3/822
وقال نور ال الشوستري في تفسيره :إن العلمة علي القوشجي لما راح من وراء النهر إلى الروم جاء إليه حبر من أحبار اليهود لتحقيق السلم وناظره إلى شهر وما سلم دليلا من أدلة العلمة إلى
هذا الحين فجاء يوما وقت الصبح وكان العلمة مشتغلا بتلوة القرآن على سطح الدار ،وكان كريه الصوت في الغاية ،فلما دخل الباب وسمع القرآن أثر القرآن في قلبه تأثيرا بليغاا ،فلما وصل إلى العلمة قال :إني أدخل في السلم فأدخله العلمة في السلم ثم سئل عن السبب فقال :ما
سمعت مدة عمري كريه الصوت مثلك ،فلما وصلت إلى الباب سمعت منك القرآن وقد حصل تأثيره البليغ فلي فعلمت أنه وحيً.ا فثبت من المور المذكورة أن القرآن معجز وكلم ال ،كيف ل
وحسن الكلم يكون لجل ثلثة أشياء :أن تكون ألفاظه فصيحة وأن يكون نظمه مرغوباا ،وأن يكون
مضمونه حسن اً.ا وهذه المور الثلثة متحققة في القرآن بل ريب ونختم هذا الفصل ببيان ثلث فوائد:
) (3/823
)الفائدة الولى( سبب كون معجزة نبينا من جنس البلغة أيضا أن بعض المعجزات تظهر في كل
زمان من جنس ما يغلب على أهله أيضاا ،لنهم يبلغون فيه الدرجة العليا فيقفون فيه على الحد
الذي يمكن للبشر الوصول إليه ،فإذا شاهدوا ما هو خارج عن الحد المذكور علموا أنه من عند
ال ،وذلك كالسحر في زمن موسى عليه السلم فإنه كان غالبا على أهله وكاملين فيه ،ولما علم السحرة الكملة أن حد السحر تخييل لما ل ثبوت له حقيقة ثم رأوا عصاه انقلبت ثعبانا يتلقف
سحرهم الذي كانوا يقلبونه من الحق الثابت إلى المتخيل الباطل من غير أن يزداد حجمها ،علموا
أنه خارج عن السحر ومعجزة من عند ال فآمنوا بهً.ا وأما فرعون فلما كان قاصرا في هذه الصناعة
ظن أنه سحر أيضاا ،وإن كان أعظم من سحر سحرتهً.ا وكذا الطب لما كان غالبا على أهل زمن
عيسى عليه السلم ،وكانوا كاملين فيه ،فلما رأوا إحياء الميت وإبراء الكمه علموا بعلمهم الكامل أنهما ليسا من حد الصناعة الطبية ،بل هو من عند الً.ا والبلغة قد بلغت في عهد الرسول عليه السلم إلى الدرجة العليا وكان بها فخارهم حتى علقوا القصائد السبع بباب الكعبة تحديا لمعارضتها كما تشهد به كتب السير ،فلما أتى النبي صلى ال عليه وسلم بما عجز عن مثله جميع
البلغاء دعلم أن ذلك من عند ال قطع اً.ا
) (3/824
)الفائدة الثانية( نزول القرآن منجما ومفرقا ولم ينزل دفعة واحدة بوجوه) :أحدها( أن النبي صلى ال عليه وسلم لم يكن من أهل القراءة ،فلو نزل عليه ذلك جملة واحدة كان ل يضبطه ،ولجاز
عليه السهوً.ا )وثانياا( أنه لو أنزل عليه الكتاب دفعة فربما اعتمد على الكتاب وتساهل في الحفظ،
فلما أنزل ال منجم ا حفظه وبقي سنة الحفظ في أمتهً.ا )وثالثها( في صورة نزول الكتاب دفعة لو
كان نزول جميع الحكام دفعة واحدة على الخلق لكان يثقل عليهم ذلك ،ولما نزل مفرقا ل جرم
ل ،فكان تحملها أسهل ،كما روي عن بعض الصحابة أنه قال :لقد أحسن نزلت التكاليف قليلا قلي ا ال إلينا كل الحسان ،كنا مشركين فلو جاءنا رسول ال بهذا الدين جملة وبالقرآن دفعة لثقلت
هذه التكاليف علينا فما كنا ندخل في السلم ولكنه دعانا إلى كلمة واحدة فلما قبلناها وذقنا حلوة اليمان قبلنا ما وراءها كلمة بعد كلمة إلى أن تم الدين وكملت الشريعةً.ا )ورابعها( أنه إذا شاهد جبريل حالا بعد حال يقوى قلبه بمشاهدته
) (3/825
فكان أقوى على أداء ما حمل ،وعلى الصبر على عوارض النبوة ،وعلى احتمال أذية القومً.ا )وخامسها( أنه لما تم شرط العجاز فيه مع كونه منجما ثبت كونه معجز ،فإنهم لو قدروا لوجب
أن يأتوا بمثله منجما مفرقاً.ا )وسادسها( كان القرآن ينزل بحسب أسئلتهم والوقائع الواقعة لهم،
فكانوا يزدادون بصيرة ،لن الخبار عن العيوب كان ينضم بسبب ذلك إلى الفصاحةً.ا )وسابعها(
أن القرآن لما نزل منجما مفرقا وتحداهم النبي صلى ال عليه وسلم من أول المر فكأنه تحداهم بكل واحد من نجوم القرآن ،فلما عجزوا عنه كان عجزهم عن معارضة الكل أولى فثبت بهذا
الطريق أن القوم عاجزون عن المعارضة ل محالةً.ا )وثامنها( أن السفارة بين ال وبين أنبيائه وتبليغ كلمه إليهم منصب عظيم ،فلو نزل القرآن دفعة واحدة كان زوال هذا المنصب عن جبريل عليه السلم محتملاً.ا فلما نزل مفرقا منجما بقي ذلك
المنصب العظيم عليهً.ا
)الفائدة الثالثة( سبب تكرار بيان التوحيد وحال القيامة وقصص النبياء في مواضع أن العرب كانوا مشركين وثنيين ينكرون هذه الشياء ،وغير العرب
) (3/826
بعضهم مثل أهل الهند والصين والمجوس كانوا مثل العرب في النكار ،وبعضهم كأهل التثليث كانوا في الفراط والتفريط في اعتقاد هذه الشياء ،فلجل التقرير والتأكيد كرر بيان هذه الشياءً.ا ولتكرار القصص أسباب أخر أيضاا ،منها :أن إعجاز القرآن لما كان باعتبار البلغة أيض ا وكان التحدي بهذا العتبار فكررت القصص بعبارات مختلفة إيجازا وإطنابا مع حفظ الدرجة العليا
للبلغة في كل مرتبة ليعلم أن القرآن ليس كلم البشر ،لن هذا المر عند البلغاء خارج عن القدرة
البشريةً.ا ومنها أنه كان لهم أن يقولوا إن اللفاظ الفصيحة التي كانت مناسبة لهذه القصص استعملتها وما بقيت اللفاظ الخرى مناسبة لها ،وأن يقولوا إن طريق كل بليغ يخالف طريق الخر، فبعضهم يقدر على الطريق المطنب ،وبعضهم يقدر على الموجز فل يلزم من عدم القدرة على نوع عدم القدرة مطلقاً.ا أو أن يقولوا إن دائرة البلغة ضيقة في بيان القصص وما صدر عنك بيانها مرة محمول على البخت والتفاق فلما كررت القصص إيجازا وإطناب ا لم يبق عذر من هذه العذار
الثلثةً.ا
) (3/827
ومنها أنه صلى ال عليه وسلم كان يضيق صدره بإيذاء القوم وشرهم كما أخبر ال تعالى} :ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون{ً فيقص ال قصة من قصص النبياء مناسبة لحاله في ذلك
الوقت لتثبيت قلبه ،كما أخبر ال تعالى} :وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين{ً ً.ا
ومنها أن المسلمين كان يحصل لهم اليذاء من أيدي الكفار ،أو أن قوم ا كانوا يسلمون ،أو أن
الكفار كان المقصود تنبيههم فكان ال ينزل في كل موضع من هذه القصص ما يناسبه ،لن حال السلف تكون عبرة للخلفً.ا ومنها أن القصة الواحدة قد تشتمل على أمور كثيرة فتذكر تاراة وتقصد
بها بعض المور قصداا ،وبعضها تبعا وتعكس مرة أخرى )ً. (1ا
__________ ) (1قال دمنعدد الكتاب للشاملة :في بعض النسخ هنا زيادة ليست في المطبوعة ،وهي: والحق أنها ل تملك من مقومات الدولة أي شيء فما زالت تعيش على إعانات بعض الدول الجنبية في فزع ورعب دائمً.اً.ا وعن قريب سيطردها العرب من أرضهم شر طردة ولن يلتئم لهم شمل ،ولن يتنصر لهم جيش وسيهزم الجمع ويولون الدبر }وعد ال ل يخلف ال وعده{ً ً.ا
) (3/828
الفصل الثاني :في رفع شبهات القسيسين على القرآنً.ا )الشبهة الولى( ل نسلم بأن عبارة القرآن في الدرجة القصوى من البلغة الخارجة عن العادة ،ولو سلمنا بذلك فهو يكون دليلا ناقص ا على العجاز ،لنه ل يظهر إل لمن كانت له معرفة تامة بلسان العرب ،ويلزم أن تكون جميع الكتب التي توجد في اللسن الخرى مثل اليوناني واللطيني وغيرهما في الدرجة العالية من بلغة كلم ال ،على أنه يمكن أن تؤدي المطالب الباطلة والمضامين القبيحة بألفاظ فصيحة وعبارات بليغة في الدرجة القصوىً.ا )والجواب( عدم تسليم كون عبارة القرآن في الدرجة العليا -مكابرة محضة ،لما عرفت في المر الول والثاني من الفصل الول ،وقولهم لنه ل يظهر إل لمن كانت له معرفة تامة حقة بلسان العرب ،لكن التقريب غير تام لن هذه المعجزة لما كانت لتعجيز البلغاء والفصحاء وقد ثبت عجزهم ولم يعارضوا واعترفوا بها وعرفها أهل اللسان بسليقتهم وغيرهم من العلماء بمهارتهم في فن البيان وإحاطتهم بأساليب الكلم وعرفها العوام من الفرق بشهادة ألوف ألوف من أهل اللسان
والعلماء ،فظهر أنها معجزة يقيناا ،ودليل كامل ل ناقص كما زعموا ،وصارت سببا من السباب
الكثيرة التي يعلم بها أن القرآن كلم ال
) (3/829
ول يدعي أهل السلم أن سبب كون القرآن كلم ال منحصر في كونه بليغ ا فقط وكذا ل يدعون أن معجزة النبي صلى ال عليه وسلم منحصرة في بلغة القرآن فقط بل يدعون إن هذه البلغة
سبب من السباب الكثيرة لكون القرآن كلم ال ،وأن القرآن بهذا العتبار أيضا معجزة من
المعجزات الكثيرة للنبي صلى ال عليه وسلم كما عرفت في الفصل الول ،وستعرف في الباب
السادس إن شاء ال تعالىً.ا وهذه المعجزة ظاهرة في هذا الزمان أيضا للوف ألوف من أهل اللسان وماهري علم البيان ،وعجز المخالفين ثابت من ظهورها إلى هذا الحين وقد مضت مدة ألف ومائتين وثمانين من الهجرة ،وقد عرفت في المر الثاني من الفصل الول أن قول النظام مردود وما قال أبو موسى الملقب بمزدار راهب المعتزلة من أن الناس قادرون على مثل هذا القرآن فصاحة ونظم ا وبلغة فهو مردود أيض ا كقول النظام ،على أن مزدار هذا كان رجلا مجنونا استولت على دماغه اليبوسة بسبب كثرة الرياضة
فهذى بأمثال هذه الهذيات كثيرا فكان يقول مثلا إن ال قادر على أن يكذب ويظلم ولو فعل لكان
إله ا كاذب ا ظالم ا وإن من لبس السلطان
) (3/830
كافر ل يرث ول يورث ،وقوله يلزم أن يكون جميع الكتب إلخ غير مسلم ،لن هذه الكتب لم تثبت بلغتها في الدرجة القصوى باعتبار الوجوه التي مر ذكرها في المر الول والثاني من الفصل الول ،ولم يثبت ادعاء مصنفيها بالعجاز ،ول عجز فصحاء هذه اللسن عن معارضتهاً.ا فإن ادعى أحد هذه المور بالنسبة إلى هذه الكتب فعليه الثباتً.ا وإل فل بد أن يمتنع عن مثل هذا الدعاء الباطلً.ا على أن شهادة بعض المسيحيين في حق الكتب المذكورة بأنها في هذه اللسن مثل القرآن في اللسان العربي في الدرجة العليا من البلغة غير مقبولة ،لنهم إذا لم يكونوا من أهل اللسان فل
يميزون غالب ا في لسان الغير بين المذكر والمؤنث ،ول بين المفرد والتثنية والجمع ول بين المرفوع والمنصوب والمجرور ،فضلا عن أن يميزوا البلغ عن البليغ وعدم تميزهم هذا ل يختص بالعربي، بل فيه وفي العبراني واليوناني واللطيني على طريقة واحدة ،ومنشأ عدم التمييز سذاجة كلمهم
سيما إذا كان هذا البعض من أهل إنكلترة فإنهم يشاركون في هذه السذاجة غيرهم من المسيحيين ويمتازون عنهم بعادة أخرى أيضاا ،وهي أنهم إذا عرفوا ألفاظا معدودة من لسان الغير يظنون أنهم تبحروا في المعرفة ،وإذا تعلموا مسائل معدودة من علم يعدون أنفسهم من علماء هذا العلم،
والفرنساويون واليونانيون طاعنون عليهم في هذه العادةً.ا ويشهد على الدعوى الولى أن الب سركيس الهاروني مطران الشام جمع بإذن البابا أربانوس الثامن كثيرا من القسيسين والرهبان والعلماء ومعلمي
) (3/831
اللسان العبراني والعربي واليوناني وغيرها ليصلحوا الترجمة العربية التي كانت مملوءة بالغلط الكثيرة والنقصانات الغزيرة فاجتهدوا في هذا الباب اجتهادا تام ا في سنة ألف وستمائة وخمس
وعشرين من الميلد فأصلحوا ،لكنه لما بقيت بعد الصلح التام في تراجمهم النقصانات التي هي
لزمة لسجية المسيحيين اعتذروا عنه في المقدمة التي كتبوها في أول تلك الترجمة ،وإني أنقل عذرهم عن المقدمة المذكورة بعبارتهم وألفاظهم وهي هذه) :ثم إنك في هذا النقل تجد شيئ ا من الكلم غير موافق قوانين اللغة بل مضاد لها كالجنس المذكر بدل المؤنث ،والعدد المفرد بدل الجمع ،والجمع بدل المثنى والرفع مكان الجر والنصب في السم والجزم في الفعل وزيادة الحروف عوض الحركات وما يشابه ذلك ،فكان سببا لهذا كله سذاجة كلم المسيحيين فصار لهم
نوع تلك اللغة مخصوص اا ،ولكن ليس في اللسان العربي فقط ،بل في اللطيني واليوناني والعبراني تغافلت النبياء والرسل والباء الولون عن قياس الكلم ،لنه لم يرد روح القدس أن نقيد اتساع الكلمة اللهية بالحدود الضيقة التي حددتها الفرائض فقدم لنا السرار السماوية بغير فصاحة وبلغة( انتهى كلمهمً.ا ويشهد على الدعوى الثانية أن أبا طالب خان السياح ألف كتاب ا باللسان الفارسي سماه بـ )المسير
الطالبي( وهو مشتمل على أحوال سياحته ،وكتب فيه من حالت كل إقليم ساح فيه ما رأى فيه من
المحاسن والذمائم ،فكتب محاسن أهل إنكلترة وذمائمهم ،وإني أترجم الذميمة الثامنة من كتابه لتعلق الحاجة
) (3/832
بها في هذا المقامً.ا قال) :الثامنة( خطؤهم في معرفة حد العلوم ولسان الغير ،لنهم يحسبون أنفسهم عارفي كل لسان ومن أهل كل علم إذا عرفوا ألفاظا معدودة من ذلك اللسان أو مسائل
معدودة من ذلك العلم ويؤلفون الكتب فيهما وينشرون هذه المزخرفات بعد الطبع ،ووقفت على هذا المعنى بشهادة الفرنساويين واليونانيين لن تحصيل ألسنتهم رائج في أهل إنكلترة ،وحصل لي اليقين بمشاهدة تصرفاتهم في اللسان الفارسي( انتهى ،ثم قال) :اجتمع في لندن الكتب الكثيرة من هذا النوع بحيث كادت تبقى الكتب الحقة بعد برهة من الزمان غير مميزة( ،انتهى كلمهً.ا وقولهم على أنه يمكن أن تؤدي المطالب الباطلة إلخ -ل ورود له في حق القرآن ،لنه مملوء من أوله إلى آخره بذكر هذه المور السبعة والعشرين ،ول تجد آية طويلة فيه تكون خالية من ذكر أمر
من هذه المور: )الول( الصفات الكاملة اللهية مثل كونه واحدا وقديما وأزليا وأبديا وقادرا وعالما وسميعا وبصيرا ومتكلما وحكيما وخبيرا وخالق السماوات والرض ورحيما ورحمانا وصبورا وعادلا وقدوسا ومحييا ومميت ا وغيرهاً.ا )الثاني( تنزيه ال عن المعايب والنقائص مثل الحدوث والعجز والجهل
) (3/833
والظلم وغيرهاً.ا )الثالث( الدعوة إلى التوحيد الخالص والمنع عن الشرك مطلقا وعن التثليث الذي
هو شعبة الشرك يقينا كما علمت في الباب الرابعً.ا )الرابع( ذكر النبياء عليهم السلمً.ا )الخامس( تنزيههم عن عبادة الوثان والكفر وغيرهاً.ا )السادس( مدح المؤمنين بالنبياءً.ا )السابع( ذم
منكريهمً.ا )الثامن( تأكيد اليمان بالنبياء عموم ا وبالمسيح خصوص اً.ا )التاسع( الوعد بأن المؤمنين يغلبون المنكرين عاقبة المرً.ا )العاشر( حقيقة القيامة وجزاء العمال في يومهاً.ا )الحادي عشر(
ذكر الجنة والنارً.ا )الثاني عشر( ذم الدنيا وبيان عدم ثباتهاً.ا )الثالث عشر( مدح العقبى وبيان ثباتهاً.ا )الرابع عشر( بيان حل الشياء وحرمتهاً.ا )الخامس عشر( بيان أحكام تدبير المنزلً.ا
)السادس عشر( بيان أحكام سياسات المدنً.ا )السابع عشر( التحريض على محبة ال وأهل الً.ا )الثامن عشر( بيان الشياء التي هي ذريعة الوصول إلى الً.ا )التاسع عشر( الزجر عن مصاحبة الفجار والفساقً.ا
) (3/834
)العشرون( تأكيد خلوص النية في العبادات البدنية والماليةً.ا )الحادي والعشرون( التهديد على الرياء والسمعةً.ا )الثاني والعشرون( التأكيد على تهذيب الخلق بالجمال والتفصيلً.ا )الثالث والعشرون( التهديد على الخلق الذميمة بالجمالً.ا )الرابع والعشرون( مدح الخلق الحسنة، مثل الحلم والتواضع والكرم والشجاعة والعفة وغيرهاً.ا )الخامس والعشرون( ذم الخلق القبيحة مثل الغضب والتكبر والبخل والجبن والظلم وغيرهاً.ا )السادس والعشرون( وعظ التقوىً.ا )السابع والعشرون( الترغيب إلى ذكر ال وعبادته ،ول شك أن ل ،وجاء ذكر هذه المور في القرآن مرارا للتأكيد ،والتقرير ،ولو هذه المور محمودة عقلا ونق ا كانت هذه المضامين قبيحة فأي مضمون يكون حسن اً.ا نعم ل يوجد في القرآن [1]- :أن النبي الفلني زنى بابنتهً.ا [2]-أو زنى بزوجة الغير وقتله
بالحيلةً.ا [3]-أوعبد العجلً.ا
) (3/835
] [4أو ارتد في آخر عمره وعبد الصنام وبنى المعابد لهاً.ا [5]-أو افترى على ال الكذب،وكذب في التبليغ وخدع بكذبه نبيا آخر مسكينا وألقاه في غضب الربً.ا [6]-أو أن داود وسليمان وعيسى عليهم السلم كلهم من أولد ولد الزنا وهو فارض بن يهوداً.ا [7]-أو أن
الرسول العظم ابن ال البكر أبا النبياء زنى ابنه الكبر بزوجة أبيهً.ا [8]-وابنه الثاني بزوجة ابنه، وسمع هذا النبي العظيم الشأن ما صدر عن ابنيه المحبوبين وما أجرى عليهما الحد ،غير أنه دعا على الكبر وقت موته لجل هذه الحركة الشنيعة ولم ينقل في حق الخر الغضب أيضاا ،بل دعا له
بالبركة التامة عند الموتً.ا [9]-أو أن الرسول العظيم الخر البكر الثاني أيضا الزاني بزوجة الغير
زنى ابنه الحبيب ببنته الحبيبة وسمع ،وما أجرى عليهما الحد لعله امتنع عن الحد لنه كان مبتلى بالزنا أيضا في زعمهم ،فكيف يجري على الغير سيما على
) (3/836
أولده وهذا القدر مسلم بين اليهود والنصارى ومصرح به في كتب العهد العتيق المسلمة عند الفريقينً.ا [10]-أو أن يحيى عليه السلم الرسول الذي هو أعظم النبياء السرائيلية بشهادة عيسى عليه السلم وإن كان الصغر في ملكوت السماوات أعظم منه بشهادة عيسى عليه السلم أيض ا لم يعرف إلهه الثاني ومرسله الذي هو عيسى باعتبار العلقة المجهولة معرفة جيدة إلى ثلثين سنة ما لم يصر هذا الله مريدا لعبده هذا وما لم يحصل الصطباغ منه وما لم ينزل على هذا الله الثاني الله الثالث في شكل الحمامة ،وبعد ما رأى نزول الثالث على الثاني في الشكل المذكور تذكر أمر الله الول الب أن الله الثاني هو ربه ومالكه وخالق الرض والسماواتً.ا ] [11أو أن الرسول الخر السارق الذي كان عنده الكيس للسرقة أعني يهود السخريوطيالذي هو صاحب الكرامات والمعجزات وأحد الحواريين الذين هم أعلى منزلة من موسى بن عمران وسائر النبياء السرائيلية على زعمهم باع دينه بدنياه بثلثين درهماا ،ورضي بتسليم إلهه بأيدي
اليهود على هذه المنفعة القليلة حتى أخذوا إلهه وصلبوه لعل هذه المنفعة كانت عظيمة عنده ،لنه
كان صيادا مفلوك ا لصاا ،وإن كان رسولا صاحب معجزات أيض ا على زعمهم فثلثون درهم ا عنده كانت أحب وأعظم رتبة من هذا الله
) (3/837
المصلوبً.ا [12]-أو أن قيافا رئيس الكهنة الذي ثبتت نبوته بشهادة يوحنا النجيلي أفتى بقتل إلهه وكذبه وكفره وأهانه ووقع في حق هذا الله المصلوب ثلثة أمور عجيبة من ثلثة أنبياء عدد التثليث أن اعظم أنبيائه السرائيلية لم يعرفه معرفة جيدة إلى ثلثين سنة ما لم يصر هذا الله مريدا له ولم ينزل عليه الله الثالث في شكل الحمامة ،وأن نبيه الثاني رضي بتسليمه ورجح منفعة ثلثين درهم ا منزلة ألوهيته ووعده ،وأن رسوله الثالث أفتى بقتله وكذبه وكفره أعاذنا ال من أمثال هذه
العتقادات السوء في حق النبياء عليهم السلمً.ا ول يؤاخذني على ما نقلت هذه المزخرفات على
سبيل اللزام وال ثم بال ل أعتقد في حق النبياء هذه الكذبات وهم بريئون منها ،وأقول القدر الذي نقلت من حال يحيى عليه السلم إلى حال قيافا مصرح به في العهد الجديدً.ا وكذا ل يوجد في القرآن هذه المسائل الفخيمة التي عجزت في أكثرها عقولنا ،بل عقول العالم ويعتقدها الفرقة القديمة العظيمة الشأن ،أعني فرقة كاثلك التي عددها بحسب ادعاء بعض آبائها في هذا الزمان أيضا بقدر مائتي مليونً.ا
) (3/838
] [1إن مريم عليها السلم قد حبلت بها أمها بل قرب الزوج كما انكشفت هذه الحقيقة علىالبابويين من مدة قريبةً.ا ومثل ] [2أن مريم والدة ال حقيقةً.ا ومثل ] [3أن كل خبز من الخبزات وإن كانت بمقدار مليونات غير متعددة يستحيل في العشاء الرباني في آن واحد في أمكنة مختلفة إلى المسيح الكامل بلهوته وناسوته الذي تولد من العذراء إذا فرض أن مليونات من الكهنة في أطراف العالم شرق ا وغرب ا وشمالا وجنوب ا قدسوا في آن واحدً.ا ومثل ] [4أن خبزا واحدا إذا كسره الكاهن ولو إلى مائة ألف كسرة يصير كل كسرة منه أيض ا مسيح ا كاملا وإن كان وجود الحبوب ثم الطحن ثم العجن ثم وجود الخبز ثم الكسرة كلها من الحوادث بمشاهدة فتعطل حكم الحبس
عندهم في هذه المور كلهاً.ا ومثل ] [5أنه ل بد أن يصطنع الصورة والتماثيل ويسجد قدامهنً.ا
) (3/839
ومثل ] [6أنه ل خلص بدون اليمان بالبابا وإن كان غير صالح في نفس المرً.ا ومثل ] [7أن أسقف رومية هو البابا دون غيره وهو رأس الكنيسة ومعصوم من الغلط ،وأن ][8 كنيسة رومية هي أم الكنائس كلها ومعلمتهاً.ا ومثل ] [9أن للبابا ولمتعلقيه خزانة من قدر جزيل من استحقاقات القديسين أن يمنحوا الغفرانات سيما إذا استوفوا ثمن ا وافي ا لجلها كما هو المروج
عندهمً.ا ومثل ] [10أن البابا له منصب تحليل الحرام وتحريم الحللً.ا قال المعلم ميخائيل
مشاقة من علماء بروتستنت في الصفحة 66من كتابه المسمى بأجوبة النجيليين على أباطيل التقليديين المطبوع سنة 1852في بيروت هذا) :والن تراهم يزوجون العم بابنة أخيه ،والخال
بابنة أخته ،والرجل بامرأة أخيه ذات الولد خلفا لتعليم الكتب المقدسة ولمجامعهم المعصومةً.ا
وقد أضحت هذه المحرمات حللا عند أخذهم
) (3/840
الدراهم عليها ،وكم من التحديدات وضعوها على الكليريكيين بتحريم الزيجة الناموسية المأمور بها من رب الشريعة( انتهى كلمه بلفظهً.ا ثم قال) :وكم حرموا أصناف الطعمة ثم أباحوا ما حرموه، وفي عصرنا أباحوا أكل اللحوم في صومهم الكبير الذي طالما شددوا بتحريهما فيه( انتهى كلمه بلفظهً.ا وفي الرسالة الثانية من كتاب الثلث عشرة رسالة في الصفحة :88 )فرنسيس ذابادل الكردينال يقول :إن البابا مأذون أن يعمل ما يريد حتى
) (3/841
ما ل يحل أيضاا ،وهو أكبر من ال سبحان ال عما يصفون( انتهى كلمه بلفظهً.ا
ومثل ] [11أن أنفس الصديقين تتوجه إلى العذاب في المطهر وتتقلب في نيرانه حتى يمنحها البابا الغفران أو يخلصها القسوس بقداساتهم بعد استيلئهم على أثمانها ،وهو غير جهنمً.ا وأهل هذه يحصلون السندات من نواب البابا وخلفائه لتحصيل النجاة من عذابهً.ا لكن العجب من هؤلء العقلء أنهم إذا اشتروا سندات من خليفة ال النافذ أمره في الرض والسماء فلم ل يطلبون منه وصولت ممضية بختم الذين أعتقهم من العذاب ،ولما كانت قدرة الباباوات تزيد يوم ا فيوم ا بفيض
روح القدس اخترع البابا لون العاشر للمغفرة تذاكر تعطى منه أو من وكيله للمشتري بمغفرة خطاياه
الماضية والمستقبلة أيضاا ،وكان مكتوبا فيها هكذا) :ربنا يسوع المسيح يرحمك ويعفو عنك
باستحقاقات آلمه المقدسةً.ا وبعد فقد وهب لي بقدرة سلطان رسله بطرس وبولس والبابا الجليل
في هذه النواحي أن أغفر لك أولا عيوبك الكليروسية مهما كانت ثم خطاياك ونقائصك مهما
كانت تفوت الحصاء ،بل أيض ا الخطايا المحفوظ حلها للبابا ،وبقدر امتداد مفاتيح الكنيسة الرومانية أغفر لك كل العذابات التي سوف تستحقها في المطهر وأردك إلى أسرار الكنيسة
المقدسة وإلى اتحادها وإلى ما كنت حاصلا عليه عند
) (3/842
عمادك من العفة والطهارة حتى أنك متى مت تغلق في وجهك أبواب العذابات وتفتح لك أبواب الفردوس وإن لم تمت الن فهي باقية لك بفاعلية تامة إلى آخر ساعة موتك باسم الب والبن والروح القدس آمين( كتب بيد الخ يوحنا تنزل الوكيل الثانيً.ا ومثل ] [12أن مسافة جهنم فراغ مكعب في قلب الرض كل من أضلعه مائتا ميلً.ا ومثل ] [13أن البابا يرسم الصليب على نعليه وغيره على وجهه لعل نعلي البابا ليسا أدون من الصليب ومن وجوه الساقفة الخرينً.ا ومثل ][14 أن بعض القديسين وجهه كوجه الكلب وجسده كجسد النسان ،وهو يشفع لهم عند الً.ا
) (3/843
قال المعلم المذكور في الصفحة 114من كتابه المذكور طاعن ا على تلك الفرقة أو الكتابة) :وربما صوروا بعض قديسين على صورة لم يخلق ال مثلها ،كتصويرهم رأس كلب على جسم إنسان
يسمونه القديس خريسطفورس ويقدمون له أنواع العبادة إذ يلقبونه ويسجدون أمامه ويشعلون له الشموع ويطلقون البخور ويلتمسون شفاعته ،فهل يليق بالمسيحيين العتقاد بوجود العقل النطقي والقداسة في أدمغة الكلب؟ أي هي من عصمة كنائسهم من الغلط؟ انتهى كلمه بلفظهً.ا وهذا القول هل يليق بالمسيحيين الخ صادق يقيناا ،وهذا القديس مشابه لبعض قديسي مشركي
الهند ،ولعل محبة المسيحيين من أهل أوربا للكلب لجل كونها على صورة هذا القديس المكرمً.ا
ومثل ] [15أن خشبة الصليب وتصاوير الب الزلي والبن والروح القدس يسجد لها بالسجود الحقيقي العبادي وأن صور القديسين يسجد لها بالسجود الكرامي ،وإني متحير ما معنى استحقاق الشياء الولية للسجود العبادي ،لن تعظيمهم لخشبة الصليب ل يخلو إما أن يكون مثلها قد مس جسد المسيح ،وهو ارتفع عليه بحسب
) (3/844
زعمهم ،وإما لجل أنها واسطة فداء ،وإما لجل أن دمه سال عليهً.ا فإن كان الول يلزم أن يكون نوع الحمير معبودا لهم أعلى من الصليب عندهم ،لن المسيح عليه السلم ركب على التان
والجحش ومساجد المسيح وكانا موضوعي راحته ودخوله ممجدا إلى أورشليم ،والحمار يشارك
النسان في الجنس القريب والحيوانية ،فهو جسم نام حساس متحرك بالرداة بخلف الخشب الذي ليست له قدرة الحس والحركةً.ا وإن كان الثاني فيهودا السخريوطي الدافع أحق بالتعظيم لنه
الواسطة الولى والذريعة الكبرى للفداء ،فإنه لول تسليمه لما أمكن لليهود مسك المسيح وصلبه، ولنه مسا و للمسيح عليه السلم في النسانية وعلى صورة النسان الذي هو صورة ال ،وكان ممتلئ ا بروح القدس صاحب الكرامات والمعجزات فالعجب أن هذه الواسطة الولى عندهم ملعونة والصغرى مباركة معظمةً.ا
وأما الثالث فلن الشوك المضفور إكليلا على رأس المسيح عليه السلم قد فاز أيضا بالمنصب
العلى ،وهو سيلن الدم عليه فما باله ل يعظم ول يعبد ويشعل بالنار ،وهذا الخشب يعبد إل أن يقولوا إن هذا سر مثل سر التثليث والستحالة خارج عن إدراك العقول البشرية وأفحش منه تعظيم
صورة أقنوم الب ،لنك قد عرفت في المر الثالث والرابع من مقدمة الباب الرابع أن ال بريء من الشبه وما رآه أحد ول يقدر أن يراه أحد في
) (3/845
الدنيا فإذا كان كذلك فأي أب من آبائهم رآه فصوره؟ ومن أين علموا أن هذه الصورة مطابقة لصورته تعالى وليست مطابقة لصورة شيطان من الشياطين ،أو لصورة كافر من الكفار؟ ولم ل تعبدون كل إنسان سواء أكان مسلما أم كافرا لن النسان على صورة ال بحسب نص التوراةً.ا
والعجب أن البابا يسجد لهذه الصورة الوهمية الجمادية التي ل حس ول حركة لها ويحقر صورة
ال التي هي النسان ويمد رجله لذلك النسان لكي يقبل حذاءه وما ظهر لي فرق بين هؤلء أهل الكتاب ومشركي الهند وجدت عوامهم كعوامهم وخواصهم كخواصهم في هذه العبادة وعلماء مشركي الهند يقولون مثل قول علمائهم في العتذارً.ا ومثل ] [16أن البابا هو القاضي العلى في الحكم على تفسير معاني الكتب واخترعت هذه العقيدة في الجيال المتأخرة وإل لما قدر اكستاين وفم الذهب وغيرهما من القدماء الذين لم يكونوا باباوات ولم يستأذنوهم أن يفسروا
جميع الكتب المقدسة من تلقاء أنفسهم ،وتفاسيرهم قبلت عند جميع كنائس عصرهم لعل الباباوات حصل لهم هذا القضاء العلى بمطالعة تفاسيرهم بعد ما صنفوهاً.ا
) (3/846
ومثل ] [17أن الساقفة والشمامسة ممنوعون من الزواج ،ولذلك يفعلون ما ل يفعله المتزوجون، وقاوم في كثير من الحيان بعض معلميهم اجتهاد الباباوات فأنقل بعض أقوالهم عن كتاب الثلث عشرة رسالة في الرسالة الثالثة في الصفحة 144و :145 القديس برنردوس يقول -وعظ عدد 66في نشيد النشاد :نزعوا من الكنيسة الزواج المكرم والمضجع الذي هو بل دنس فملؤها بالزنا في المضاجع مع الذكور والمهات والخوات وبكل أنواع الدناسً.ا والفاروس بيلجيوس أسقف
) (3/847
سلف ا في بلد البورتكال سنة 1300يقول :يا ليت إن الكليروسيين لم يكونوا نذروا العفة ول
سيما أكليروس سبانيا لن أبناء الرعية هناك أكثر عددا بيسير من أبناء الكهنوت ،ويوحنا أسقف
سالتزبرج في الجيل الخامس عشر كتب أنه وجد قسوسا قلئل غير معتادين على نجاسة متكاثرة
مع النساء ،وأن أديرة الراهبات متدنسة مثل البيوت المخصوصة للزناً.ا انتهى كلمه بلفظه ملخصاً.ا وكيف يعتقد العصمة في حقهم إذا كانوا شابين شاربي الخمر وما نجا
) (3/848
روبيل ابن يعقوب عليه السلم فزنى ببلهاء سرية أبيه ،ول يهوذا بن يعقوب عليه السلم فزنى بزوجة ابنه ،ول داود عليه السلم فزنى بزوجة أوريا مع كونه ذا زوجات كثيرة ول لوط عليه السلم فزنى في حالة خمار الخمر بابنتيه ،وهكذاً.ا فإذا كان حال النبياء وأبنائهم على عقائدهم هكذا فكيف يرجى منهم العصمة ،بل الحق أن الفاروس بيلجيوس ويوحنا صادقان في أن أبناء الرعية هناك أكثر
عددا بيسير من أبناء الكهنوت ،وأن أديرة الراهبات متدنسة مثل البيوت المخصوصة للزناً.ا وأمثال هذه المسائل كثيرة أطوي الكشح عن بيانها خوف ا من التطويلً.ا فأقول:
لعل هذه المضامين العالية التي نقلتها وأمثالها لو وجدوها في القرآن لعترفوا بأنه كلم ال وقبلوه،
لكنهم لما وجدوه خاليا منها ومن أمثالها فكيف يعترفون ويقبلون لن المضامين الحسنة المألوفة
عندهم هي هذه المضامين وأمثالها ،ل المضامين التي ذكرت في القرآنً.ا وأما بعض المضامين التي توجد في القرآن في ذكر الجنة والنار وغيرهما ويزعمون أنها قبيحة فأذكرها إن شاء ال تعالى في
الشبهة الثالثة بأجوبتها فانتظرً.ا
) (3/849
)الشبهة الثانية( أن القرآن مخالف لكتب العهد العتيق والجديد في مواضع ،فل يكون كلم الً.ا والجواب :أولا -أن هذه الكتب لما لم تثبت أسانيدها المتصلة إلى مصنفيها وكذا لم يثبت أن كل كتاب منها إلهامي قد ثبت أنها مختلفة اختلفا معنويا في مواضع كثيرة ومملوءة بالغلط الكثيرة
يقينا -كما عرفت هذه المور في الباب الول -وقد ثبت التحريف فيها أيضا كما عرفت في
الباب الثاني فل تضر مخالفتها القرآن في المواضع المذكورة ،بل تكون دليلا على كون المواضع
المذكورة غلط ا أو محرفة في الكتب المذكورة كسائر الغلط والتحريفات التي عرفتها في البابين الولين ،وقد عرفت في المر الرابع من الفصل الول من هذا الباب أن هذه المخالفة قصدية لجل التنبيه على أن ما خالف القرآن غلط أو محرف ل أنها سهويةً.ا )والجواب الثاني( أن المخالفة التي بين القرآن وبين كتب العهدين في ذم القسيسين على ثلثة أنواع) :الول( باعتبار الحكام المنسوخةً.ا )والثاني( باعتبار بعض الحالت التي جاء ذكرها في القرآن ل يوجد ذكرها في العهدينً.ا )والثالث( باعتبار أن بيان بعض الحالت في القرآن يخالف بيان هذه الكتب ،ول مجال لهم أن يطعنوا على القرآن باعتبار هذه النواعً.ا )أما الول( فلنك قد عرفت في الباب السادس بما ل مزيد عليه أن النسخ ل يختص بالقرآن ،بل وجد في الشرائع السابقة بالكثرة ،وأنه ل استحالة
) (3/850
فيه ،وأن الشريعة العيسوية نسخت جميع أحكام التوراة إل تسعة أحكام من الحكام العشرة المشهورة ،وقد وقع فيها التكميل أيضا على زعمهم ،والتكميل أيضا نوع من أنواع النسخ ،فصارت
هذه الحكام أيض ا منسوخة بهذا الوجه فبعد ذلك ليس من شأن المسيحي العاقل أن يطعن على القرآن باعتبار هذا النوعً.ا
)وأما الثاني( فهو كالول أيضاا ،وشواهده كثيرة أكتفي منها على ثلثة عشر شاهداا: )الشاهد الول( الية التاسعة من رسالة يهودا هكذا) :وأما ميخائيل رئيس الملئكة فلما خاصم إبليس محاج ا عن جسد موسى لم يجسر أن يورد حكم افتراء ،بل قال لينتهرك الرب( فمخاصمة
ميخائيل إبليس عن جسد موسى لم تذكر في كتاب من كتب العهد العتيقً.ا )الشاهد الثاني( ثم في
ل :هو ذا قد جاء الرب تلك الرسالة هكذا ) :14وتنبأ عن هؤلء أيضا أخنوخ السابع من آدم قائ ا في ربوات قديسية( 15
) (3/851
)ليصنع دينونة على الجميع ويعاقب جميع فجارهم على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها، وعلى جميع الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليه خطاط فجار( ول أثر لهذا الخبر أيضا في كتاب من كتب العهد العتيقً.ا )الشاهد الثالث( الية الحادية والعشرون من الباب الثاني عشر من الرسالة
العبرانية هكذا) :وكان المنظر هكذا مخيف ا حتى قال موسى أنا مرتعب ومرتعد( ،وهذا الحال
مذكور في الباب التاسع عشر من سفر الخروج ،لكن ل توجد فيه ول في كتاب من كتب العهد العتيق هذه الفقرة) :حتى قال موسى أنا مرتعب ومرتعد( ً.ا( الشاهد الرابع( الية الثامنة من الباب الثالث من الرسالة الثانية إلى تيموثاوس هكذا) :وكما قاوم ينيس ويمبريس موسى( إلخ ،وهذا الحال مذكور في الباب السابع من سفر الخروج ول أثر لهذين السمين في هذا الباب ول في باب آخر ول في كتاب آخر من كتب العهد العتيقً.ا )الشاهد الخامس( الية السادسة من الباب الخامس عشر من الرسالة الولى إلى أهل قورنيثوس هكذا) :وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لكثر من
خمسمائة أخ أكثرهم باق إلى الن ولكن بعضهم قد رقدوا(
) (3/852
ول يوجد لهذا أثر في إنجيل من الناجيل الربعة ،ول في كتاب أعمال الحواريين مع أن لوقا أحرص الناس على تحرير أمثال هذه الحوالً.ا )الشاهد السادس( في الية الخامسة والثلثين من الباب العشرين من كتاب العمال هكذا: )متذكرين كلمات الرب يسوع أنه قال مغبوط هو العطاء أكثر من الخذ( ،وهذا القول ل يوجد له أثر في إنجيل من الناجيل الربعةً.ا )الشاهد السابع( السماء التي ذكرت في الباب الول من إنجيل متى بعد زربابل ل توجد في كتاب من كتب العهد العتيقً.ا )الشاهد الثامن( في الباب السابع من كتاب العمال هكذا) 23 :ولما كملت له مدة أربعين سنة خطر على باله أن يفتقد إخوته بني إسرائيل( ً.ا ) :24وإذا رأى واحدا مظلوما حامى عنه وأنصف المغلوب إذ قتل المصري( ً.ا ) :25فظن أن إخوته يفهمون أن ال على
يده يعطيهم نجاة وأما هم فلم يفهموا( ً.ا ) :26وفي اليوم الثاني ظهر لهم وهم يتخاصمون فساقهم
ل :أيها الرجال أنتم أخوة لماذا تظلمون بعضكم بعضاا( ) :27فالذي كان يظلم إلى السلمة قائ ا ل :من أقامك رئيس ا وقاضي ا علينا( ) :28أتريد أن تقتلني كما قتلت أمس قريبه دفعه قائ ا
المصري( ً.،ا
) (3/853
وهذا الحال مذكور في الباب الثاني من كتاب الخروج ،لكن بعض الشياء ذكرت في كتاب العمال وما جاء ذكرها في كتاب الخروج ،وعبارة الخروج هكذا -11 :وفي تلك اليام لما شب موسى خرج إلى إخوته وأبصر تعبدهم ورأى رجلا من أهل مصر يضرب رجلا من إخوته العبرانيين( ً.ا
) :12فالتفت إلى الجانبين فلم ير أحداً.ا فقتل المصري ودفنه في الرمل( ) :13وأنه خرج من
اليوم الثاني ونظر إلى رجلين عبرانيين يختصمان فقال للظالم منهما :لم تضرب صاحبك؟( ً.ا :14
)فقال له ذلك الرجل :من جعلك سلطان ا علينا أو قاضي ا لعلك تريد قتلي كما بالمس قتلت
المصري( ً.ا )الشاهد التاسع( الية السادسة من رسالة يهودا هكذا) :والملئكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم إلى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلم( ً.ا )الشاهد العاشر( في الية الرابعة من الباب الثاني من الرسالة الثانية لبطرس) :ال لم يشفق على
ملئكة قد أخطئوا ،بل في سلسل الظلم طرحهم في جهنم وسلمهم محروسين للقضاء( وهذا
الحال الذي نقله بطرس ويهودا الحواريان ل يوجد في كتاب من كتب العهد العتيق ،بل الظاهر أنه كاذب لن المراد بهؤلء الملئكة المحبوسين الشياطين ،والشياطين ليسوا بمحبوسين بقيود أبدية كما يشهد عليه الباب الول من كتاب أيوب والية الثانية عشرة من الباب الول من إنجيل
) (3/854
مرقس ،والية الثامنة من الباب الخامس من الرسالة الولى لبطرس وغيرها من الياتً.ا )الشاهد الحادي عشر( الية الثامنة عشرة من الزبور المائة والرابع على وفق الترجمة العربية ،ومن الزبور المائة والخامس على وفق التراجم الخر هكذا) :وذلت بالقيود رجله وبالحديد عبرت نفسه( وحال كون يوسف مسجوننا مذكور في الباب التاسع والثلثين من سفر التكوين وليس ذلت رجليه بالقيود وعبرت نفسه بالحديد مذكورين فيه ،ول يلزم هذان المران للمسجون وإن كانا غالبينً.ا )الشاهد الثاني عشر( في الية الرابعة من الباب الثاني عشر من كتاب هوشع هكذا) :وغلب الملك وتقوى وبكى وسأله( إلخ وحال مصارعة الملك يعقوب مذكور في الباب الثاني والثلثين من سفر التكوين ول يوجد فيه بكاء يعقوبً.ا )الشاهد الثالث عشر( يوجد في النجيل ذكر الجنة والجحيم والقيامة وجزاء العمال فيها وإن كان بالجمال ،ول أثر لهذا في الكتب الخمسة لموسى ،بل ل يوجد فيها سوى المواعيد الدنيوية للمطيعين والتهديدات الدنيوية للعاصينً.ا
) (3/855
وهكذا توجد مواضع كثيرةً.ا فظهر مما ذكرنا أنه إذا ذكر بعض الحوال في كتاب ول يوجد ذكره في الكتاب المتقدم ل يلزم منه تكذيب الكتاب المتأخر وإل يلزم أن يكون النجيل كاذبا لشتماله
على الحالت التي لم تذكر في التوراة ول في كتاب آخر من كتب العهد العتيقً.ا فالحق أن الكتاب المتقدم ل يلزم أن يكون مشتملا على الحالت كلهاً.ا أل ترى أن أسماء جميع أولد آدم وشيث
وأنوس وغيرهم وكذا أحوالهم ليست مذكورة في التوراة؟ وفي تفسير دوالي ورجردمييت ذيل شرح
الية الخامسة والعشرين من الباب الرابع عشر من سفر الملوك الثاني هكذا) :ل يوجد ذكر هذا الرسول يونس إل في هذه الية( ً.ا وفي البلغ المشهور الذي كان إلى أهل نينوى) :ول يوجد في كتاب من الكتب إخباراته عن الحوادث التية التي جرأ بها يوربعام السلطان على محاربة سلطين
السريا وسببه ليس منحصرا في أن الكتب الكثيرة للنبياء ل توجد عندنا ،بل سببه هذا أيضا أن
النبياء لم يكتبوا كثيرا من أخبارهم عن الحوادث التية( انتهىً.ا فهذا القول يدل صراحة على ما
قلت،
) (3/856
والية الثلثون من الباب العشرين من إنجيل يوحنا هكذا) :وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلميذه لم تكتب في هذا الكتاب( والية الخامسة والعشرون من الباب الحادي والعشرين من إنجيل يوحنا هكذا) :وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع إن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة( ً.ا وهذا الكلم وإن لم يخل من المبالغة الشاعرية ،لكنه ل شك يفيد أن جميع حالت عيسى عليه السلم ما كتبت ،فالطاعن باعتبار النوع الثاني على القرآن حاله كحال الطاعن باعتبار النوع الول بل تفاوتً.ا )وأما النوع الثالث( فلن مثل هذه الختلفات توجد بين كتب العهد العتيق بعضها مع بعض وبين الناجيل بعضها مع بعض وبين النجيل والعهد العتيق ،كما عرفت في الفصل الثالث من الباب الولً.ا وتوجد في النسخ الثلث للتوراة ،أعني العبرانية واليونانية والسامرية ،وقد حصل لك الطلع على بعض الختلفات أيضا في الباب الثاني ،لكن القسيسين من عادتهم أنهم يغلطون عوام المسلمين في كثير من الوقات بهذه الشبهة فالنسب أن أذكر بعض هذه الختلفات ول
أخاف من التطويل اليسير لنه ل يخلو من الفائدة المهمةً.ا
) (3/857
)الختلف الول( أن الزمان من خلق آدم إلى زمن الطوفان باعتبار العبرانية ألف وستمائة وست وخمسون سنة ] [1656وباعتبار اليونانية ألفان ومائتان واثنتان وستون سنة ] [2262وعلى وفق السامرية ألف وثلثمائة وسبع سنين ]ً. [1307ا )الختلف الثاني( أن الزمان من الطوفان إلى ولدة إبراهيم عليه السلم باعتبار العبرانية مائتان واثنتان وتسعون سنة ] [292وباعتبار اليونانية ألف واثنتان وسبعون سنة ] [1072وباعتبار السامرية تسعمائة واثنتان وأربعون سنة ]ً. [942ا )الختلف الثالث( يوجد في النسخة اليونانية بين أرفخشد وشالح بطن واحد ،هو قينان ،ول يوجد
في العبرانية والسامرية ول في السفر الول من أخبار اليام ،وفي تاريخ يوسيفس ،لكن لوقا النجيلي اعتمد على اليونانية فزاد قينان في بيان نسب المسيح فيجب على المسيحيين أن يعتقدوا صحة اليونانية وكون غيرها غلط ا لئل يلزم كذب إنجيلهمً.ا
)الختلف الرابع( أن موضع بناء الهيكل أعني المسجد باعتبار العبرانية جبل عيبال ،وباعتبار
السامرية جبل جرزيم ،وقد عرفت حال هذه الختلفات في الباب الثاني فل أطول الكلم في توضيحهاً.ا )الختلف الخامس( إن الزمان من خلق آدم إلى ميلد المسيح باعتبار العبرانية ] [4004وباعتبار اليونانية ] [5872وباعتبار السامرية ] [4700وفي المجلد الول من تفسير هنري واسكات )أن اهليز
) (3/858
أخذ التاريخ بعد تصحيح أغلط يوسيفس واليونانية وعلى تحقيقه من خلق العالم إلى ميلد المسيح ] [5411ومن الطوفان إلى الميلد ] [3155انتهىً.ا وجارلس روجر في كتابه الذي قابل فيه التراجم النجليزية نقل خمسة وعشرين قولا من أقوال المؤرخين في بيان المدة التي من خلق العالم
إلى ميلد المسيح وإلى سنة ألف وثمانمائة وسبع وأربعين ،ثم اعترف أنه ل يطابق قولن منها أو أن
تمييز الصحيح عن الغلط محال ،وأنا أنقل ترجمة كلمه وأكتفي ببيانها إلى ميلد المسيح لن المدة التي بعدها ل اختلف فيها للمؤرخين فل حاجة إلى نقل الغاية الخرىً.ا
) (3/859
أسماء المؤرخين ً.اً.اً.ا المدة التي من خلق آدم إلى ميلد المسيح ] [1ماريانوس سكونوس ً.اً.اً.ا 4192 ] [2لرنت يوس كودومانوس ً.اً.اً.ا 4141 ] [3توماليديت ً.اً.اً.ا 4103
] [4ميكائيل مستلي نوس ً.اً.اً.ا 4079 ] [5جي بابتست رك كيولس ً.اً.اً.ا 4062 ] [6جيكب سليانوس ً.اً.اً.ا ً.اً.اً.ا ً.اً.اً.ا 4053 ] [7هنري كوس بوندانوس ً.اً.اً.ا 4051 ] [7وليم لينك ً.اً.اً.ا 4041 ] [9ارازمس ربن هولت ً.اً.اً.ا ً.اً.اً.ا 4021 ] [10جيكوبوس كيبالوس ً.اً.اً.ا ً.اً.اً.ا 4005 ] [11أرج بشب أشر ً.اً.اً.ا 4003 ] [12ديوني سيوس بتاويوس ً.اً.اً.ا 4983 ] [13بشب بك ً.اً.اً.ا 3973 ] [14كرن زيم ً.اً.اً.ا 3971 ] [15ايلي اس ريوس نيروس ً.اً.اً.ا 3970 ] [16جوهانيس كلوريوس ً.اً.اً.ا 3968 ] [17كرستيانوس لونكرمونتانوس ً.اً.اً.ا 3966
] [18فلب ملتختون ً.اً.اً.ا 3964 ] [19جيكب هين لي نوس ً.اً.اً.ا 3963 ] [20الفون سوس سال مرون ً.اً.اً.ا 3958 ] [21إسكي ليكر ً.اً.اً.ا 3949 ] [22ميتهيوس برول ديوس ً.اً.اً.ا 3927 ] [23اندرياس هل وي كيوس ً.اً.اً.ا 2836 ] [24الرواج العام لليهود ً.اً.اً.ا 3760 ] [25الرواج العام للمسيحيين
) (3/860
)ول يطابق قولن من هذه القوال ،ومن لم يتأمل في هذا المر في حين من الحيان يفهم أن هذا المر العجيب في غاية الشكال ،لكن الظاهر أن المؤرخين المقدسين لم يريدوا في حين من الحيان أن يكتبوا التاريخ بالنظم ول يمكن الن لحد أن يعلم العدد الصحيح( انتهى كلم جارلس روجرً.ا فظهر من كلمه أن معرفة الصحيح الن محال جداا ،وأن المؤرخين من أهل العهد العتيق
أيضا كتبوا ما كتبوا رجم ا بالغيب ،وأن الرائج العام في اليهود يخالف الرائج العام في المسيحيين،
فأنصف أيها اللبيب ،إنه لو فهمت مخالفة القرآن المجيد لتاريخ من تواريخهم المقدسة التي حالها
كما عرفت ،ل تشك لجل هذه المخالفة في القرآن ،ل وال بل نقول إن مقدسيهم غلطوا وكتبوا ما كتبوا سيما إذا لحظنا تواريخ العالم جزمنا أن تحرير مقدسيهم في أمثال هذه المور ليس له إل رتبة الظن والتخمين ،ولذلك ل نعتمد على هذه القوال الضعيفةً.ا
قال العلمة تقي الدين أحمد بن علي المقريزي في المجلد الول من تاريخه ،ناقلا عن الفقيه
الحافظ أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم: )وأما
) (3/861
نحن -يعني أهل السلم -فل نقطع على علم عدد معروف عندنا ومن ادعى في ذلك سبعة آلف سنة أو أكثر أو أقل ،فقد قال ما لم يأت قط عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فيه لفظة تصح عنه عليه السلم خلفه ،بل نقطع على أن للدنيا أمدا ل يعلمه إل ال تعالى قال ال تعالى: }ما أشهدتهم خلق السماوات والرض ول خلق أنفسهم{ً وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم:
)ما أنتم في المم قبلكم إل كالشعرة البيضاء في الثور السود أو الشعرة السوداء في الثور البيض( ،وهذه نسبة من تدبرها وعرف مقدار عدد أهل السلم ونسبة ما بأيديهم من معمور الرض وأنه الكثر علم أن للدنيا أمدا ل يعلمه إل ال تعالى( انتهى كلمه بلفظه ،وهو مختار الفقير أيض ا والعلم التام عند ال وهو أعلمً.ا )الختلف السادس( أن الحكم الحادي عشر الزائد على الحكام العشرة المشهورة يوجد في السامرية ول يوجد في العبرانيةً.ا
) (3/862
)الختلف السابع( الية الربعون من الباب الثاني عشر من سفر الخروج في العبرانية هكذا: )فكان جميع ما سكن بنو إسرائيل في أرض مصر أربعمائة وثلثين سنة( وفي السامرية واليونانية هكذا) :فكان جميع ما سكن بنو إسرائيل وآباؤهم وأجدادهم في أرض كنعان وأرض مصر أربعمائة وثلثين سنة( والصحيح ما فيهما وما في العبرانية غلط يقين اً.ا )الختلف الثامن( في الية الثامنة من الباب الرابع من سفر التكوين في العبرانية هكذا) :وقال قائين لهابيل أخيه ولما صار في
الحقل( وفي السامرية واليونانية هكذا) :وقال قائين لهابيل أخيه تعال نخرج إلى الحقل ولما صارا في الحقل( والصحيح ما فيهما عند محققيهمً.ا )الختلف التاسع( في الية السابعة عشرة من
الباب السابع من سفر التكوين في العبرانية هكذا) :وصار الطوفان أربعين يوما على الرض( ً.ا وفي
اليونانية هكذا) :وصار الطوفان أربعين يوما وليلة على الرض( والصحيح ما في اليونانيةً.ا
)الختلف العاشر( في الية الثامنة من الباب التاسع والعشرين من سفر التكوين في العبرانية
هكذا) :حتى تجتمع الماشية( ً.ا
) (3/863
وفي السامرية واليونانية وكني كات والترجمة العربية لهيوبي كينت هكذا) :حتى تجتمع الرعاة( ً.ا والصحيح ما في هذه الكتب ل ما في العبرانيةً.ا )الختلف الحادي عشر( في الية الثانية والعشرين من الباب الخامس والثلثين من سفر التكوين في العبرانية هكذا) :وضاجع بلها سرية أبيه فسمع إسرائيل( وفي اليونانية هكذا) :وضاجع بلها سرية أبيه فسمع إسرائيل وكان قبيحا في نظره(
والصحيح ما في اليونانيةً.ا
)الختلف الثاني عشر( في أول الية الخامسة من الباب الرابع والربعين من سفر التكوين توجد في اليونانية هذه الجملة) :لما سرقتم صواعي( ول توجد في العبرانية والصحيح ما في اليونانيةً.ا )الختلف الثالث عشر( في الية الخامسة والعشرين من الباب الخمسين من سفر التكوين في العبرانية هكذا) :فاذهبوا بعظامي من ههنا( وفي اليونانية والسامرية هكذا) :فاذهبوا بعظامي من ههنا معكم( ً.ا )الختلف الرابع عشر( في آخر الية الثانية والعشرين من الباب الثاني من سفر الخروج في اليونانية هذه العبارة) :وولدت أيض ا غلم ا ثاني ا ودعا اسمه
) (3/864
العازار فقال من أجل أن إله أبي أعانني وخلصني من سيف فرعون( ول توجد في العبرانية، والصحيح ما في اليونانية وأدخلها مترجمو العربية في تراجمهمً.ا )الختلف الخامس عشر( في الية العشرين من الباب السادس من سفر الخروج في العبرانية هكذا) :فولدت له هارون وموسى( وفي السامرية واليونانية هكذا) :فولدت له هارون وموسى ومريم أختهما( والصحيح ما فيهماً.ا )الختلف السادس عشر( توجد في آخر الية السادسة من الباب العاشر من سفر العدد في الترجمة اليونانية هذه العبارة) :وإذا نفخوا مرة ثالثة ترفع الخيام الغربية للرتحال ،وإذا نفخوا مرة
رابعة ترفع الخيام الشمالية للرتحال( ول توجد في العبرانية والصحيح ما في اليونانيةً.ا )الختلف السابع عشر( توجد في النسخة السامرية في الباب العاشر من سفر العدد ما بين الية العاشرة والحادية عشرة هذه العبارة) :قال الرب مخاطب ا لموسى :إنكم جلستم في هذا الجبل كثيرا فارجعوا وهلموا إلى جبل المورانيين وما يليه إلى العرباء وإلى أماكن الطور والسفل قبالة التيمن وإلى شط
) (3/865
البحر أرض الكنعانيين ولبنان وإلى النهر الكبر نهر الفرات هو ذا أعطيتكم الرض فادخلوا ورثوا الرض التي خلف الرب لبائكم إبراهيم وإسحاق ويعقوب أنه سيعطيكم إياها ولخلفكم من بعدكم( انتهتً.ا ول توجد هذه العبارة في العبرانيةً.ا قال المفسر هارسلي في الصفحة 161من المجلد الول من تفسيره) :توجد في النسخة السامرية ما بين الية العاشرة والحادية عشرة من الباب العاشر من سفر العدد العبارة التي توجد في الية السادسة والسابعة والثامنة من الباب الول من سفر الستثناء ،وظهر هذا المر في عهد بروكوبيس( ً.ا )الختلف الثامن عشر( في الباب العاشر من الستثناء في العبرانية هكذا) :6 :ثم ارتحل بنو إسرائيل من بيروت بني يعقن إلى موشرا ومات هناك هارون وقبر هناك ثم حبر بعده العازار ابنه( :7 )ومن ثم أتوا إلى غدغادوا وارتحلوا من هناك وحلوا في يطبشا أرض المياه والسواقي( ) :8في ذلك الزمان اعتزل سبط لوى ليحمل التابوت الذي فيه ميثاق الرب ويقوم قدامه في الخدمة
) (3/866
ويبارك باسمه حتى إلى هذا اليوم( ً.ا وهذه العبارة تخالف عبارة الباب الثالث والثلثين من سفر العدد في تفصيل المراحلً.ا وتوجد في السامرية في كتاب الستثناء أيض ا العبارة التي في سفر العدد وعبارة سفر العدد هكذا:30 :
)وارتحلوا من حشمونا وأتوا مشروت( ) :31ومن مشروت نزلوا في بني عقان( ) :32وارتحلوا من
بني عقان وأتوا جبل جد جاد( ) :33وارتحلوا من ثم ونزلوا في يطبث( ) :34ومن يطبث أتوا عفرونا( ) :35وارتحلوا من عفرونا ونزلوا في عصينجير( ) :36وارتحلوا من ثم وأتوا برية سين،
فهذه هي قادس( ) :37وارتحلوا من قادس في هور الطور الذي في أقصى أرض أدوم( ) :38ثم صعد هارون الحبر إلى هور الجبل عن أمر الرب فمات هناك في سنة أربعين من خروج بني إسرائيل من مصر في الشهر الخامس في اليوم الول من الشهر( ) :39وهارون يومئذ ابن مائة وثلث وعشرون سنة( ) :40وسمع الكنعاني ملك غارد الذي كان يسكن التيمن
) (3/867
في أرض كنعان أن جاء بنو إسرائيل( ) :41ثم ارتحلوا من هور الطور ونزلوا في صلمونا( :42 )وارتحلوا من ثم وأتوا فينون( الخً.ا ونقل آدم كلرك في الصفحة 779و 780من المجلد الول من تفسيره في شرح الباب العاشر من كتاب الستثناء تقرير كني كات في غاية الطناب وخلصته: )أن عبارة المتن السامري صحيحة ،وعبارة العبري غلط وأربع آيات ما بين الية الخامسة والعاشرة أعني الية السادسة إلى التاسعة ههنا أجنبية محضة لو أسقطت ارتبط جميع العبارة ارتباطا حسناا، فهذه اليات الربع كتبت من غلط الكاتب ههنا وكانت من الباب الثاني من كتاب الستثناء( انتهىً.ا وبعد نقل هذا التقرير أظهر رضاه عليه وقال) :ل يعجل في إنكار هذا التقرير( ً.ا أقول يدل على إلحاقية اليات الربع في الجملة الخيرة التي توجد في آخر الية الثامنةً.ا )الختلف التاسع عشر( الية الخامسة من الباب الثاني والثلثين من كتاب الستثناء في العبرانية هكذا) :هم أخرجوا نفوسهمً.ا عيبهم ليس عيب ا يكون على أبنائه هم الجيل العوج المتعسف( وفي اليونانية والسامرية هكذا) :أخربوهم ليسوا له هم أبناء الغلط والعيب( وفي تفسير هنري واسكات
)هذه العبارة أقرب إلى الصل( انتهىً.ا
) (3/868
وقال المفسر هارسلي في الصفحة 215من المجلد الول هكذا) :فلتقرأ هذه الية على وفق السامرية واليونانية وهينولي كينت وكني كات والمتن العبري محرف ههنا( انتهى ،وهذه الية في الترجمة العربية المطبوعة سنة 1831وسنة 1844وسنة 1848هكذا) :أخطوا إليه ،وهو بريء من أبناء القبائح أيها الجيل العوج المتلوي( ً.ا
)الختلف العشرون( الية الثانية من الباب العشرين من سفر التكوين في العبرانية هكذا) :قال عن سارة امرأته إنها أختي ووجه أبي ملك جرارا وأخذها( ً.ا وفي تفسير هنري واسكات أن هذه الية في اليونانية هكذا) :وقال عن سارة امرأته أنها أختي لنه كان خائف ا من أن يقول إنها امرأته ظان ا أن أهل
البلدة يقتلونه بسببها فوجه أبي ملك سلطان فلسطين أناس ا وأخذها( انتهىً.ا فهذه العبارة) :لنه كان
خائفا من أن يقول إنها امرأته ظانا أن أهل البلدة يقتلونه بسببها( ً.ا ل توجد في العبرانيةً.ا
)الختلف الحادي والعشرون( توجد في الباب الثلثين من سفر التكوين بعد الية السادسة والثلثين هذه العبارة في السامرية) :وقال ملك الرب ليعقوب :يا يعقوب ،فقال لبيكً.ا قال الملك ارفع طرفك وانظر إلى التيوس والفحول التي تضرب النعاج والمعز فإنهم بلقاء ومثمرة ومنقطة فقد
رأيت ما فعل
) (3/869
بك لبان ،أنا إله بيت ايل حيث مسحت قائمة الحجر ونذرت لي نذرا والن قم فاخرج من هذه الرض إلى أرض ميلدك( ول توجد في العبرانيةً.ا
)الختلف الثاني والعشرون( توجد بعد الجملة الولى من الية الثالثة من الباب الحادي عشر من سفر الخروج هذه العبارة في النسخة السامرية) :وقال موسى لفرعون الرب يقول إسرائيل ابني ،بل بكري ،فقلت لك أطلق ابني ليعبدني وأنت أبيت أن تطلقه ،ها أنا ذا سأقتل ابنك بكرك( ول توجد في العبرانيةً.ا )الختلف الثالث والعشرون( الية السابعة من الباب الرابع والعشرين من سفر العدد في العبرانية هكذا) :يجري الماء من دلوه وذريته بماء كثير فيتعالى من أجاج ملكه وترفع مملكته( وفي اليونانية: )ويظهر منه إنسان وهو يحكم على القوام الكثيرة وتكون
) (3/870
مملكته أعظم من مملكة أجاج وترتفع مملكته( ً.ا
)الختلف الرابع والعشرون( توجد في الية الحادية والعشرين من الباب التاسع من سفر الحبار في العبرانية هذه الجملة) :كما أمر موسى( وتوجد بدلها في اليونانية والسامرية هذه الجملة) :كما أمر الرب موسى( ً.ا )الختلف الخامس والعشرون( الية العاشرة من الباب السادس والعشرين من سفر العدد في العبرانية هكذا) :ففتحت الرض فاها وابتلعت قورح في موت الجماعة مع المائتين والخمسين الذين أحرقتهم النار وكانت آية عظيمة( ،وفي السامرية هكذا) :وابتلعتهم الرض ولما ماتت الجماعة وأحرقت النار قورح مع المائتين والخمسين فصار عبرة( وفي تفسير هنري واسكات) :إن هذه العبارة مناسبة للسياق والية السابعة عشرة من الزبور المائة والسادس( انتهىً.ا
) (3/871
)الختلف السادس والعشرون( استخرج محققهم المشهور ليكلرك اختلفات بين السامرية والعبرانية وقسمها إلى ستة أقسام: )القسم الول( الختلفات التي فيها السامرية أصح من العبرانية وهي أحد عشر اختلف اً.ا
) (3/872
)والقسم الثاني( الختلفات التي تقتضي القرينة والسياق فيها صحة ما في السامرية وهي سبعة اختلفاتً.ا )والقسم الثالث( الختلفات التي توجد فيها زيادة في السامرية وهي ثلثة عشر اختلف اً.ا )والقسم الرابع( الختلفات التي فيها حرفت السامرية والمحرف محقق فطن ،وهي سبعة عشر اختلفاً.ا )والقسم الخامس( الختلفات التي فيها السامرية ألطف مضمون ا وهي عشرة اختلفاتً.ا
)والقسم السادس( الختلفات التي فيها السامرية ناقصة ،وهما اختلفانً.ا وتفصيل الختلفات
المذكورة هكذا: القسم الول :أحد عشر اختلفا ً.اً.اً.ا القسم الثاني :سبعة اختلفات
في سفر التكوين 9درس 4باب 2و 3باب 7و 19باب 19و 2باب 20و 16باب 23 و 14باب 34و 10و 11باب 49باب ً. 50اً.اً.ا في سفر الخروج 2 2باب 1و 2باب ً. 4اً.اً.ا في سفر التكوين 49 6باب 31و 26باب 35و 17باب 37و 34و 43باب 41 و 3باب ً. 47اً.اً.ا في سفر الستثناء 5 1باب 32 القسم الثالث :ثلثة عشر اختلفا
) (3/873
ً.اً.ا القسم الرابع :سبعة عشر اختلفا في سفر التكوين 15 3باب 29و 36باب 30و 16باب ً. 41اً.اً.ا في سفر الخروج 18 7 باب 7و 23باب 8و 5باب 9و 20باب 21و 5باب 22و 10باب 32و 9باب ً. 32اً.اً.ا في سفر التكوين 2 13باب 2و 10باب 4و 5باب 9و 19باب 10و 21باب 11و 3باب 18و 12باب 19و 16باب 20و 38و 55باب 24و 7باب 35و 6 باب 36و 50باب ً. 31اً.اً.ا في سفر الخروج 3باب 5و 6باب 13و 5باب 15 في سفر الحبار 10 2باب 1و 4باب ً. 17اً.اً.ا في سفر الستثناء 21 1باب 5 في سفر العدد 32 1باب 22
) (3/874
القسم الخامس :عشرة اختلفات ً.اً.اً.ا القسم السادس :اختلفان في سفر التكوين 8 6باب 5و 31باب 11و 9باب 19و 34باب 27و 3باب 39و 25باب ً. 43اً.اً.ا في سفر الخروج 40 2باب 12و 17باب ً. 40اً.اً.ا في سفر التكوين 16 2 باب 20و 13باب 25
في سفر العدد 14 1باب 4 في سفر الستثناء 16 1باب 20
) (3/875
قال محققهم المشهور هورن في المجلد الثاني من تفسيره المطبوع سنة ) :1822إن المحقق المشهور ليكلرك قابل العبرانية بالسامرية بالجد والتدقيق واستخراج هذه المواضع ،وفي هذه المواضع للسامرية بالنسبة إلى العبرانية نوع صحة( انتهىً.ا ول يظن أحد انحصار مواضع المخالفة بين العبرانية والسامرية في الستين على ما حقق ليكلرك، لن الختلف الرابع والثامن والعاشر والخامس عشر والسابع عشر والثامن عشر والثاني والعشرين والرابع والعشرين والخامس والعشرين ليست بداخلة في هذه الستين ،بل مقصود ليكلرك ضبط المواضع التي فيها مخالفة كثيرة بين النسختين عنده ،ولم يدخل في هذه الستين مما ذكرت إل أربعة اختلفات ،فإذا أخذنا جميع الختلفات المذكورة في الشواهد الستة والعشرين بعد إسقاط المشترك صار اثنين وثمانين شاهدا من الختلفات التي بين النسخ الثلث للتوراة ،فأكتفي عليها
ول أذكر الختلفات التي بين العبرانية واليونانية بالنسبة إلى الكتب الخرى من العهد العتيق خوفا من التطويل ،وهذا القدر يكفي اللبيبً.ا وظهر أن قول الطاعن باعتبار النوع
) (3/876
الثالث أيضا ساقط عن العتبار بمثل سقوطه باعتبار النوعين الولينً.ا
)الشبهة الثالثة( يوجد في القرآن أن الهداية والضلل من جانب ال تعالى ،وأن الجنة مشتملة على النهار والحور والقصور ،وأن الجهاد على الكفار مأمور به وهذه المضامين قبيحة تدل على أن القرآن ليس كلم ال ،وهذه الشبهة أيض ا من أقوى شبههم قلما تخلو رسالة من رسائلهم تكون في رد أهل السلم ول توجد فيها هذه الشبهة ،ولهم في بيانها على قدر اختلف أذهانهم تقريرات
عجيبة يتحير الناظر من تعصباتهم بعد ملحظة هذه التقريراتً.ا )أقول( في الجواب عن المر الول أنه قد وقع في مواضع من كتبهم المقدسة أمثال هذا
المضمون فيلزم عليهم أن يقولوا إن كتبهم المقدسة ليست من جانب ال يقيناا ،وأنا أنقل بعض اليات عنها ليظهر الحال للناظر -الية الحادية والعشرون من الباب الرابع من سفر الخروج
هكذا) :وقال له الرب وهو راجع إلى مصر انظر جميع العجائب التي وضعتها بيدك أعملها قدام فرعون فأنا أقسي قلبه فل يطلق الشعب( ً.ا
) (3/877
ثم قول ال في الية الثالثة من الباب السابع من سفر الخروج هكذا) :إني أقسي قلب فرعون وأكثر آياتي وعجائبي في أرض مصر( وفي الباب العاشر من سفر الخروج هكذا) :1 :وقال الرب لموسى ادخل عند فرعون لني قسيت قلبه وقلوب عبيده لكي أصنع به آياتي هذه( ) :20وقسى الرب قلب فرعون ولم يطلق بني إسرائيل( ) :27فقسى الرب قلب فرعون ولم يشأ أن يرسلهم( وفي الية العاشرة من الباب الحادي عشر من سفر الخروج هكذا) :وقسى الرب قلب فرعون فلم يرسل بني إسرائيل من أرضه( فظهر من هذه اليات أن ال كان قد قسى قلوب فرعون وعبيده لتكثير معجزات موسى عليه السلم في أرض مصرً.ا والية الرابعة من الباب التاسع والعشرين من كتاب الستثناء هكذا) :ولم يعطيكم الرب قلبا فهيما ول عيونا تنظرون بها ول آذانا تسمعون بها حتى اليوم( ً.ا والية العاشرة من الباب السادس من
كتاب أشعيا هكذا) :أعم قلب هذا الشعب وثقل آذانه وغمض عيونه لئل يبصر بعينه ويسمع بأذنه ويفهم بقلبه ويتوب فأشفيه( ً.ا والية الثامنة من الباب الحادي عشر من الرسالة الرومية هكذا:
)كما هو مكتوب أعطاهم ال روح سبات وعيونا ل يبصرون بها وآذانا ل يسمعون بها حتى اليوم( ً.ا وفي الباب الثاني عشر من إنجيل يوحنا هكذا) :لم يقدروا أن يؤمنوا لن
) (3/878
أشعيا قال أيض ا قد عمى عيونهم وأغلظ قلوبهم لئل يبصروا بعيونهم ويشعروا بقلوبهم ويرجعوا
فأشفيهم( فعلم من التوراة وكتاب أشعيا والنجيل أن ال أعمى عيون بني إسرائيل وأغلظ قلوبهم وأثقل آذانهم لئل يتوبوا فيشفيهم فلذلك ل يبصرون الحق ول يتفكرون فيه ول يسمعونه ،ول يزيد
معنى ختم ال على القلوب والسمع على هذاً.ا والية السابعة عشرة من الباب الثالث والستين من
كتاب أشعيا في الترجمة العربية المطبوعة سنة 1671وسنة 1831وسنة 1844هكذا) :لماذا أضللتنا يا رب عن طرقك أقسيت قلوبنا أن ل نخشاك فالتفت بسبب عبيدك سبط ميراثك( ً.ا والية التاسعة من الباب الرابع عشر من كتاب حزقيال في التراجم المسطورة هكذا) :والنبي إذا ضل وتكلم بكلم فأنا الرب أضللت ذلك النبي وأمد يدي عليه وأهلكه من بين شعبي إسرائيل( فوقع في كلم أشعيا صراحة) :أضللتنا يا رب وأقسيت قلوبنا( وفي كلم حزقيال) :أنا الرب أضللت ذلك النبي( ً.ا وفي الباب الثاني والعشرين من سفر الملوك الول هكذا) :19 :ثم قال ميخا أيض ا من أجل هذا
فاسمع قول الرب :رأيت الرب جالسا على كرسيه وجميع أجناد السماء قياما حوله عن يمينه وعن
شماله( ) :20فقال الرب من يخدع أخاب ملك إسرائيل فيصعد ليسقط تراموث جلعاد وقال بعضهم قولا
) (3/879
وقال بعضهم قويل أخر( ) :21فخرج روح وقام قدام الرب وقال أنا أخدعه فقال له الرب بماذا( ) : 22فقال أنا أخرج فأكون روح ضللة في أفواه جميع أنبيائه ،فقال له الرب تخدع وتقدر على ذلك اخرج وافعل وكذلك( ) :23والن قد جعل الرب روح ضللة في أفواه جميع أنبيائك( وكانوا نحو أربعمائة )هؤلء والرب قال عليك بالشر( وهذه الرواية صريحة في أن ال تعالى يجلس على كرسيه وينعقد عنده محفل المشاورة للغواء والخدع )كما ينعقد محفل بارلمنت في لندن لجل بعض أمور السلطنة( فيحضر جميع أجناد السماء ،فبعد المشاورة يرسل روح الضللة فيقع هذا الروح في الفواه ويضل الناسً.ا فانظر أيها اللبيب إذا كان ال وأجناد السماء يريدون إغواء النسان فكيف ينجو النسان الضعيف ،وههنا عجب آخر وهو أن ال شاور وأرسل روح الضللة بعد المشاورة ليخدع أخاب فكيف أظهر ميخا الرسول سر محفل الشورى ونبه أخاب عليهً.ا وفي الباب الثاني من الرسالة الثانية إلى أهل تسالونيقي هكذا) :11 :ولجل هذا( أي لعدم قبولهم محبة الحق )سيرسل إليهم عمل الضلل حتى يصدقوا
) (3/880
الكذب( ) :34لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سروا بالثم( ً.ا فمقدسهم ينادي أن ال يرسل إلى الهالكين عمل الضلل أولا فيصدقون الكذب فيدينهم ،وإذا فرغ المسيح عليه السلم من توبيخ المدن التي لم يتب أهلها فقال) :أحمدك أيها الب رب السماء والرض لنك أخفيت
هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للطفال ،نعم أيها الب لن هكذا صارت المسرة أمامك( كما هو مصرح في الباب الحادي عشر من إنجيل متى ،فالمسيح عليه السلم يصرح بأن ال أخفى الحق عن الحكماء فأظهره للطفال ويحمد على هذا المر ويقول وكان رضا ال هكذا ،والية السابعة من الباب الخامس والربعين من كتاب أشعيا في الترجمة العربية المطبوعة سنة 1671 وسنة 1831هكذا) :المصور النور والخالق الظلمة الصانع السلم والخالق الشر أنا الرب الصانع هذه جميعها( ً.ا وفي الترجمة الفارسية المطبوعة سنة 1838هكذا) :سازنده نور وافر يننده تاريكي منم صلح دهنده وظاهر كننده شر منكه خداوندم ابن همه أشيار بوجود مي آرام( وفي الية الثامنة والثلثين من الباب الثالث من مراثي أرمياء هكذا) :أمن فم الرب ل يخرج الشر والخير( وفي الترجمة الفارسية المطبوعة سنة ) :1838آياخير وشرازدهان خداصادر نمي شود( والستفهام إنكاري والمراد أن الخير والشر كلهما يصدران عن ال تعالىً.ا وفي الية الثانية عشرة من الباب الول من كتاب ميخا في التراجم المذكورة هكذا :فإن الشر نزل من قبل الرب إلى باب أورشليم( ً.ا وفي الترجمة الفارسية المطبوعة سنة ) :1838أما هربدي بردر وازه أورشليم أزخد أوندنازل شد( فظهر أن خالق الشر هو ال تعالى كما هو خالق الخيرً.ا
) (3/881
وفي الباب الثامن من الرسالة الرومية هكذا) :29 :لن الذين عرفهم بسبق علم قصدهم أن يكونوا شركاء لشبه ابنه ليكون هو بكر الخوة كثيرين( ) :30والذين سبق فعينهم فهؤلء دعاهم أيضاا( الخ
وفي الباب التاسع من الرسالة المذكورة ) :11وهما لم يولدا بعد ول فعلا خيرا وشرا لكي يثبت
قصد ال حسب الختيار ليس من العمال بل من الذي يدعو( ) :12قيل لها إن الكبير يستعبد
للصغير( ) :13كما هو مكتوب أحببت يعقوب وأبغضت عيسو( ) :14فإذا نقول ألعل عند ال ظلم ا حاشا( ) :15لنه يقول لموسى ارحم من أرحم وترأف على من أترأف( ) :16فإذن ليس لمن
يشأ ول لمن يسعى بل ال الذي يرحم( ) :17لنه يقول الكتاب لفرعون إني لهذا بعينه أقمتك لكي أظهر فيك قوتي ولكي ينادي
) (3/882
باسمي في كل الرض( ) :18فإذن هو يرحم من يشاء ويقسي من يشاء( ) :19فستقول لي :لماذا يلوم بعد لن من يقاوم مشيئته( ) :20بل من أنت أيها النسان الذي تجاوب ال ألعل الجبلة تقول لجابلها لماذا صنعتني هكذا؟( ) :21أم ليس للخزاف سلطان على الطين أن يصنع من كتلة واحدة إناء للكرامة وآخر للهوان( فهذه العبارة من مقدسهم كافية لثبات القدر ،وكون الهداية والضلل من جانبهً.ا ولنعم ما قال أشعيا عليه السلم في الية التاسعة من الباب الخامس والربعين من كتابه) :الويل لمن يخالف جابلة خزف من خزاف الرض هل يقول الطين لجابله ماذا تصنع هل يقول عملك ليس اليدان لك( وبالنظر إلى هذه اليات لعل مقتدى فرقة بروتستنت لو طرمال إلى الجبر كما يدل عليه ظاهر كلمه ذكر في الصفحة 277من المجلد التاسع من كاثلك هرلد أقوال المقتدى الممدوح فأنقل عنها قولين) 1 :طبع النسان كالفرس إن ركبه ال يمشي كما يريد وإن ركبه الشيطان يمشي كما يمشي الشيطان ،وهو ل يختار راكبا من نفسه بل يجتهد الركبان أن أيا منهم
يحصله ويتسلط عليه( ) 2إذا وجد أمر في الكتب المقدسة بأن افعلوا هذا المر فافهموا أن هذه الكتب تأمر عدم فعل هذا المر الحسن لنك ل تقدر على فعله( انتهىً.ا فالظاهر من كلمه أنه يعتقد الجبرً.ا
) (3/883
وقال القسيس طامس أنكلس كاتلك في الصفحة 33من كتابه المسمى بمرآة الصدق المطبوع سنة 1851طاعن ا على فرقة بروتستنت هكذا) :وعاظهم القدماء علموهم هذه القوال المكروهة( ) 1أن ال موجد العصيان( ) 2وأن النسان ليس مختارا على أن يجتنب عن الثم( ) 3وأن العمل على الحكام العشرة غير ممكن( ) 4وأن الكبائر وإن كانت عظيمة ل توصل النسان إلى النقص
في نظر ال( ) 5وأن اليمان فقط ينجي النسان لننا ندان باليمان فقط وهذا التعليم أنفع وتعليم
مملوء بالطمأنينة( ) 6وأن أب إصلح الدين يعني لوطر قال آمنوا فقط واعلموا يقينا أنه يحصل
لكم النجاة بل مشقة الصوم وبل مؤنة التقوى وبل مشقة العتراف وبل مشقة المور الحسنة ولكم نجاة نفيسة بل شبهة كما للمسيح نفسه أذنبوا بالجرأة التامة أذنبوا وآمنوا فقط وينجيكم باليمان وإن ابتليتم في يوم واحد ألف مرة بالزنا أو القتل آمنوا فقط أنا أقول إن إيمانكم ينجيكم( انتهىً.،ا
) (3/884
فظهر أن ما قال علماء بروتستنت في المر الول في حق القرآن مردود بل شبهة مخالف لكتبهم المقدسة ،ولقول مقتداهم :ول يلزم من خلق الشر أن يكون ال شريرا كما ل يلزم من خلق السواد
والبياض وغيرهما من العراض أن يكون أسود أو أبيض ،والحكمة في خلق الشر كما هي في خلق
الشيطان الذي هو أصل الشرور ورأس المفاسد مع علم ال الزلي بأن الشيطان يصدر عنه كذا وكذا ،وكما هي في خلق الشهوة والحرص في طبع النسان مع علمه الزلي بما يترتب عليهما في كل فرد من أفراد النسان وكما كان ال قادرا على أن ل يخلق الشيطان أو يخلقه ول يعطيه القدرة على الغراء ويمنعه عن الشر ،ومع ذلك خلق ولم يمنعه عن الشر لحكمة ما ،فكذلك قادر على
أن ل يخلق الشر ولكنه في خلقه له حكمة ماً.ا )وأما الجواب عن المر الثاني( فهو أنه ل قبح في كون الجنة مشتملة على الحور والقصور وسائر النعيم عند العقل ،ول يقول أهل السلم إن لذات الجنة مقصورة على اللذات الجسمانية فقط كما يقول علماء بروتستنت غلط ا أو تغليط ا للعوام ،بل يعتقدون بنص القرآن أن الجنة تشتمل على
اللذات الروحانية والجسمانية ،والولى أفضل من الثانية ويحصل كل النوعين للمؤمنينً.ا قال ال في
سورة التوبة} :وعد ال المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها النهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من ال أكبر ذلك هو الفوز العظيم{ً فقوله ورضوان من ال -الية -معناه أن رضوان ا من ال أكبر
) (3/885
منزلة من كل ما سلف ذكره من الجنات والنهار والمساكن الطيبة وهذا القول يدل على أن أفضل ما يعطي ال في الجنة هي اللذات الروحانية وإن كان يعطي اللذات الجسمانية أيض اً.ا ولذلك قال
ذلك هو الفوز العظيم ،لن النسان مخلوق من جوهرين لطيف علوي وكثيف سفلي جسماني، وانضم إليهما حصول سعادة وشقاوة ،فإذا حصلت الخيرات الجسمانية وانضم إليها حصول السعادات الروحانية ،كان الروح فائزا بالسعادات اللئقة به والجسد واصلا إلى السعادات اللئقة به ،ول شك أن ذلك هو الفوز العظيم ،وإن قال علماء بروتستنت إن اجتماعهما أيض ا في الجنة قبيح في عقولناً.ا أقول لهم ل تضطربوا فإنه ل يحصل لكم إن شاء ال ،وقد عرفت في الباب
الول أن النجيل عندنا عبارة عما أنزل على عيسى عليه السلم فقط ،فلو وجد في قول من القوال المسيحية ما يخالف ظاهره حكم القرآن ،فمع قطع النظر عن أنه مروي برواية الحاد، وعن أن مخالفة كتبهم المقدسة ل تضر القرآن ،كما عرفت في جواب الشبهة الثانيةً.ا أقول إن ذلك القول يكون مئولا ألبتة ،وكون أهل الجنة كالملئكة في زعمهم ل ينافي الكل
والشرب على حكم كتبهم ،أل يرون أن الملئكة الثلثة الذين ظهروا لبراهيم وأحضر لهم إبراهيم
عليه السلم عجلا حنيذا وسمن ا ولبن ا أكلوا هذه الشياء كما صرح به في الباب الثامن عشر من سفر التكوين ،وأن
) (3/886
الملكين اللذين جاءا إلى لوط عليه السلم وصنع لهما وليمة وخبزا فطيرا أكل كما صرح به في
الباب التاسع عشر من سفر التكوين ،والعجب أنهم لما اعترفوا بالحشر الجسماني فأي استبعاد
في اللذات الجسمانية ،نعم لو كانوا منكرين للحشر مطلق ا كمشركي العرب ،أو كانوا منكرين للحشر الجسماني ومعترفين بالحشر الروحاني كاتباع أرسطو لكان لستبعادهم وجه بحسب
الظاهرً.ا وعندهم تجسد ال وما انفك عنه الكل والشرب وسائر اللوازم الجسدانية باعتبار أنه إنسان ،ولما لم يكن عيسى عليه السلم مرتاض ا مثل يحيى في الجتناب عن الطعمة النفسية
وشرب الخمر كان المنكرون يطعنون عليه بأنه أكول وشريب كما هو مصرح به في الباب الحادي
عشر من إنجيل متىً.ا
) (3/887
وعندنا هذا الطعن مردود لكنا نقول إنه ل شك أن عيسى عليه السلم باعتبار الجسمية كان إنسانا فقط ،فكما أن الطعمة النفيسة وشرب الخمر ما كانا مانعين في حقه عليه السلم عن اللذات الروحانية مع كونه في هذه الدار الدنيا بل كان على حضرته غلبة الحكام الروحانية ،فكذلك اللذات الجسمانية ل تكون مانعة عن اللذات الروحانية لهل الجنة مع كونهم في النشأة الخرىً.ا )وأما الجواب عن المر الثالث( فيجيء في الباب السادس إن شاء ال لن الجهاد في مطاعن النبي صلى ال عليه وسلم عندهم من أعظم المطاعن فأذكره في المطاعن هناكً.ا )الشبهة الرابعة( أن القرآن ل يوجد فيه ما يقتضيه الروح ويتمناهً.ا )والجواب( أن ما يقتضيه الروح ويمتناه أمران :العتقادات الكاملة والعمال الصالحة ،والقرآن مشتمل على بيان كل النوعين على أكمل وجه كما عرفت في جواب الشبهة الولى ،ول يلزم من عدم بعض المور التي هي مقتضيات الروح على زعم علماء بروتستنت نقصان القرآن كما ل يلزم نقصان التوراة والنجيل والقرآن من عدم المر الذي هو مقتضى الروح على زعم علماء مشركي الهند من البراهمة ،كما سمعت منهم أنهم يقولون إن ذبح الحيوان لجل الكل والتلذذ خلف مقتضى الروح وغير مستحسن عند العقل جداا ،ول يتصور أن يحصل له الجازة فيه من جانب ال ،فالكتاب المشتمل عليه ل يكون من جانب الً.ا
)الشبهة الخامسة(
) (3/888
ل ،قوله} :ل إكراه في الدين{ً وقوله في سورة الغاشية: يوجد في القرآن الختلفات المعنوية مث ا }فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر{ً وقوله في سورة النور} :قل أطيعوا ال وأطيعوا
الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما دحرمل وعليكم ما دحرملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إل البلغ المبين{ً ً.ا وهذه اليات تخالف اليات التي فيها أمر الجهادً.ا ووقع في أكثر اليات أن
المسيح إنسان ورسول فقط ،ووقع في موضع بضدها أنه ليس من جنس البشر بل منزلته أعلى منهً.ا الول قوله في سورة النساء} :إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول ال وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه{ً والثاني قوله في سورة التحريم} :ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا{ً وهذان الختلفان من أعظم الختلفات في زعم القسيسين ولذا اكتفى عليهما صاحب ميزان الحق في الفصل الثالث من الباب الثالث منهً.ا )وأقول( في الجواب عن الختلف الول أن هذا
ليس باختلف ،بل هذا الحكم كان قبل الجهاد فلما نزل حكم الجهاد نسخ هذا الحكم ،والنسخ ليس باختلف معنوي وإل يلزم أن يكون بين النجيل والتوراة في جميع الحكام المنسوخة اختلف معنوي ،وكذا في نفس أحكام التوراة وكذا في نفس أحكام النجيل كما عرفت في الباب الثالث بما ل مزيد عليه ،على أن
) (3/889
قوله تعالى} :ل إكراه في الدين{ً ليس بمنسوخ وقد عرفت الجواب عن الختلف الثاني في المر السابع من مقدمة الكتاب وظهر لك هناك أن القولين المذكورين ل يدلن على أن عيسى بن مريم ليس من جنس البشر وفهم هذا المعنى وهم صرف وظن فاسد ،والعجب من هؤلء العقلء أنهم ل يرون الختلفات والغلط التي وقعت في كتبهم كما علمت بعضا منها في الفصل الثالث من
الباب الولً.ا
) (3/890
الفصل الثالث :في إثبات صحة الحاديث النبوية في كتب الصحاح من كتب أهل السنة والجماعةً.ا وهذا الفصل مشتمل على ثلث فوائد: )الفائدة الولى( جمهور أهل الكتاب من اليهود والمسيحيين كانوا يعتبرون سلفا وخلفا الروايات اللسانية كالمكتوب ،بل جمهور اليهود يعتبرونها اعتبارا أزيد من المكتوب ،وفرقة كتلك تعتبرها
مساوية له وتعتقد أن كليهما واجبا التسليم وأصلن لليمان وجمهور بروتستنت من المسيحيين أنكروها كما أنكرها الصادوقيون من فرقة اليهود ،وهؤلء المنكرون من بروتستنت كانوا مضطرين في إنكارها ،لنهم لو لم ينكروها لما أمكن لهم بيان أصول ملتهم وعقائدهم الجديدة ،لكنهم مع ذلك يحتاجون إليها في مواضع كثيرة ويوجد سند اعتبارها من كتبهم المقدسة ،كما سيظهر لك
جميع هذه المور إن شاء ال تعالىً.ا قال آدم كلرك في شرح ديباجة كتاب عزرا في المجلد الثاني من تفسيره المطبوع سنة :1751 )قانون اليهود كان منقسما على نوعين ،مكتوب ويقولون له التوراة ،وغير مكتوب ويقولون له الروايات اللسانية التي وصلت إليهم بوساطة المشايخ ،ويدعون أن ال كان أعطى موسى كل
) (3/891
النوعين على جبل الطور فوصل إلينا أحدهما بواسطة الكتابة وثانيهما بواسطة المشايخ بأن نقلوها جي لا بعد جيل ،ولهذا يعتقدون أن كليهما مساويان في المرتبة ومن جانب ال وواجبا التسليم ،بل يرجحون الثاني ويقولون إن القانون المكتوب ناقص مغلق في كثير من المواضع ،ول يمكن أن
يكون أصل اليمان على الوجه الكامل بدون اعتبار الرواية اللسانية ،وهذه الرواية واضحة وأكمل، وتشرح القانون المكتوب وتكمله ،ولهذا يردون معاني القانون المكتوب إذا كانت مخالفة للروايات اللسانية ،واشتهر فيما بينهم أن العهد المأخوذ من بني إسرائيل ما كان لجل القانون المكتوب ،بل كان لجل هذه الروايات اللسانية ،فكأنهم بهذه الحيلة نبذوا القانون المكتوب وجعلوا الروايات اللسانية مبنى دينهم وإيمانهم ،كما أن الرومانيين الكاتوليكيين في ملتهم اختاروا هذه الطريقة ويفسرون كلم ال على حسب هذه الروايات ،وإن كان هذا المعنى الروايتي مخالف ا لمواضع كثيرة، ووصلت حالتهم في زمان ربنا إلى مرتبة ألزمهم الرب في هذا المر بأنهم يبطلون كلم ال لجل
سنتهم ،ومن عهد الرب أفرطوا فيه جدا حتى عظموا هذه الروايات أزيد من المكتوبً.ا وفي كتبهم أن ألفاظ المشايخ أحب من ألفاظ التوراة وألفاظ التوراة بعضها جيدة وبعضها غير جيدة ،وألفاظ
المشايخ كلها جيدة ،وألفاظهم أجود جدا من ألفاظ النبياءً.ا
ومرادهم بألفاظ المشايخ هذه الروايات اللسانية التي وصلت إليهم بواسطة المشايخً.ا
) (3/892
وأيض ا في كتبهم أن المكتوب كالماء ومسنا وطالموت الذين رواياتهم مضبوطة فيهما مثل الخمر
ذات الباريز ،وأيض ا في كتبهم أن القانون المكتوب كالملح ومسنا وطالموت مثل الفلفل والبازير العذبة ومثلها أقوال أخر يعلم منها أنهم يعظمون الروايات اللسانية أزيد من القانون المكتوب
ويفهمون كلم ال على ما يفهم شرحه من هذه الروايات فكان القانون المكتوب عندهم بمنزلة الجسد الميت والروايات اللسانية بمنزلة الروح الذي به الحياة ،ويقولون في كون هذه الروايات أصلا أن ال لما أعطى موسى التوراة فأعطاه معاني التوراة أيض ا وأمر أن يكتب الول ويحفظ الثاني ويبلغه بالرواية اللسانية فقط ،وهكذا تنقل جيل بعد جيل ،ولذلك يطلقون على الول لفظ القانون
المكتوب وعلى الثاني لفظ القانون اللساني ،والفتاوى التي تكون مطابقة لهذه الروايات يسمونها قوانين موسى التي حصلت على جبل سيناء ويدعون كما أن موسى حصل له التوراة في الربعين يوم ا التي كانت المكالمة بينه وبين ال على جبل سيناء ،فكذلك حصلت له هذه الروايات اللسانية
أيض ا وجاء بهما موسى من الجبل وبلغهما إلى بني إسرائيل بأن طلب هارون في الخيمة بعد ما راجع عن الجبل فعلمه القانون المكتوب أولا ثم الروايات اللسانية التي هي معاني القانون
المكتوب كما وجدهما من ال وقام هارون بعد ما تعلم وجلس على يمين موسى ودخل العازار وأيتامار ابنا هارون وتعلما كما تعلم أبوهما ،وقال فجلس أحدهما على يسار موسى والخر على يمين هارون فدخل المشايخ السبعون وتعلموا القانونين وجلسوا في الخيمة ،ثم تعلم الناس الذين كانوا مشتاقين للتعلم ،ثم قام موسى وقرأ هارون ما تعلم وقام ،ثم قرأ العازار وايتامار وقام ثم قرأ
المشايخ السبعون ما تعلموا على الناس فسمع كل من هؤلء الناس هذا القانون أربع مرات وحفظوا حفظ ا جيدا ثم أخبر هؤلء بعد ما خرجوا سائر بني إسرائيل فبلغوا
) (3/893
القانون المكتوب بواساطة الكتابة وبلغوا معانيها بالرواية إلى الجيل الثاني ،وكانت الحكام في المتن المكتوب ستمائة وثلثة عشر فقسموا القانون بحسبها ويقولون إن موسى جمع بني إسرائيل كلهم في أول الشهر الحادي عشر من السنة الربعين من خروج مصر وأخبرهم بموته ،وأمر بأن أحدا إن نسي قولا من القانون اللهي الذي وصل بواسطتي إليه يجيء إلي ويسألني وكذلك إن كان لحد اعتراض على قول من أقوال القانون يجيء إلي لرفع ذلك العتراض وكان مشتغلا بالتعليم إلى حياته الباقية يعني من أول الشهر الحادي عشر إلى السادس من الشهر الثاني عشر وعن
القانون المكتوب وغير المكتوب وأعطى بني إسرائيل من القانون المكتوب ثلث عشرة نسخة مكتوبة بيده بأن أعطى كل فرقة فرقة نسخة نسخة لتبقى محفوظة فيما بينهم جيلا بعد جيل،
وأعطى بني لوى نسخة أخرى أيضا لتبقى محفوظة أيضا في الهيكل وقرأ القانون الغير المكتوب أعني الروايات اللسانية على يوشعً.ا
وصعد على جبل نبو في اليوم السابع من الشهر ومات هناك وفوض يوشع بعد موت موسى هذه الروايات إلى المشايخ وهم فوضوا إلى النبياء فكان نبي يوصلها إلى نبي آخر إلى أن أوصل أرمياء
إلى باروخ وباروخ إلى عذرا وعذرا إلى مجمع العلماء الذين كان شمعون صادق آخرهم وهو أوصل إلى اينيتي كونوس وهو إلى يوثي بن يختان وهو إلى يوسي بن يوسير وهو إلى نتهان الريلي ويوشع بن برخيا وهما إلى يهودا بن
) (3/894
يحيى وشمعون بن شطاه ،وهما إلى شمايا وأبي طليون وهما إلى هلل وهو إلى ابنه شمعون، والمظنون أن شمعون هذا هو شمعون الذي أخذ ربنا المنجي على اليدين إذ جاءت مريم به إلى الهيكل بعد ما تمت أيام تطهيرها وهو أوصل إلى كملئيل ابنه وكملئيل هذا هو الذي تعلم منه بولس وهو أوصل إلى شمعون ابنه وهو إلى كملئيل ابنه وهو إلى شمعون ابنه وهو إلى رب يهودا حق دوش ابنه ،وجمع يهودا هذا هذه الروايات في كتاب سماه مسنا انتهىً.ا )ثم قال إن اليهود يعظمون هذا الكتاب تعظيما بليغا ويعتقدون أن ما فيه هو كله من جانب ال
أوحى إلى موسى على جبل سيناء مثل القانون المكتوب ولهذا هو واجب التسليم مثله ومنذ صنف
هذا الكتاب صار رائج ا بينهم رواج ا تام ا بالدرس والتدريس ،وكتب عليه علماؤهم الكبار شرحين
أحدهما في القرن الثالث في أورشليم والثاني في ابتداء القرن السادس في بابل واسم كل من هذين
الشرحين كمرالن ،معنى كمرا في اللغة الكمال ،وقد حصل التوضيح التام للمتن في هذين الشرحين في ظنهم وإذا جمع الشرح والمتن يقال لهذا المجموع طالموت ويقال للتمييز طالموت أورشليم وطالموت بابل ،وكان مذهبهم
) (3/895
الرائج الن كله مندرجا في هذين الطالموتين اللذين كتب النبياء خارجة عنهما ولما كان طالموت
أورشليم مغلق ا فلذلك الن اعتبار طالموت بابل عندهم زائد( انتهى وقال هورن في الباب السابع
من الحصة الولى من المجلد الثاني من تفسيره المطبوع سنة ) :1822مسنا كتاب مشتمل على روايات اليهود المختلفة وشروح متون الكتب المقدسة ،وظنهم في حقه ان ال لما أعطى موسى
التورات على جبل طور سيناء أعطاه هذه الروايات أيضا في ذلك الحين ووصلت من موسى إلى
هارون والعازار ويوشع ومنهم إلى النبياء الخرين ومن هؤلء النبياء إلى المشايخ الخرين وهكذا
وصلت من جيل إلى جيل إلى أن وصلت إلى شمعون وهذا شمعون هو شمعون الذي أخذ ربنا المنجي على يديه ووصلت منه إلى كملئيل ومنه إلى يهودا حق دوش أي المقدس وهو جمعها في آخر القرن الثاني بمشقة في أربعين سنة في كتاب ،وهذا الكتاب من هذا الوقت بطن ا بعد بطن
مستعمل في اليهود وكثيرا ما يكون عزة هذا الكتاب زائدا على القانون المكتوب( انتهىً.ا
)ثم قال على مسنا شرحان يسمى كل منهما كمرا أحدهما كمر أورشليم الذي كتب في أورشليم على رأي بعض المحققين في القرن الثالث وعلى رأي فادرمون في القرن الخامس والثاني كمرا بابل الذي كتب في القرن السادس في بابل ،وكمرا هذا مملوء بالحكايات الواهية لكنه عند اليهود معتبر عظيم ودرسه وتدريسه رائجان فيهم ،ويرجعون إليه في كل مشكل مذعنين بأنه مرشد لهم ،ويقال كمرا لن معنى كمرا الكمال ،وظنهم أن هذا الشرح كمال التوراة ول يمكن أن يكون شرح أفضل
منه ،ول حاجة إلى شرح آخر ،وإذا انضم بالمتن كمرا أورشليم يقال للمجموع طالموت أورشليم وإذا انضم به كمرا بابل يقال للمجموع طالموت بابل(
) (3/896
انتهى ،فظهر من تحرير هذين المفسرين أربعة أشياء: )الول( أن اليهود يعتبرون الرواية اللسانية كالتوراة بل كثيرا ما يعظمونها تعظيما زائدا عليه ويفهمون أنها بمنزلة الروح والتوراة بمنزلة الجسد وإذا كان حال التوراة هكذا فكيف حال الكتب الخرً.ا
)والثاني( أن هذه الروايات جمعها يهودا حق دوش في آخر القرن الثاني وكانت محفوظة بالحفظ اللساني إلى ألف وسبعمائة سنة ،ووقع على اليهود في أثناء هذه المدة آفات عظيمة ودواهي جسيمة مثل حادثة بخت نصر
) (3/897
وانيتوكس وطيطوس وغيرها بحيث انقطع التواتر في هذه الحوادث وضاعت الكتب كما عرفت في الباب الثاني ،ومع ذلك عندهم اعتبارها أزيد من التوراةً.ا )والثالث( أن هذه الروايات في أكثر الطبقات مروية برواية واحد واحد مثل كلمئيل الول والثاني شمعون الثاني والثالث ،وهؤلء ما كانوا من النبياء عند اليهود وكانوا عند المسيحيين من أشد
الكفار المنكرين للمسيح ومع ذلك هذه الروايات عند اليهود مبنى اليمان وأصل العقائد وعندنا الحديث الصحيح المروي برواية الحاد ل يكون مبنى العقائدً.ا
) (3/898
)والرابع( أن كمرا بابل لما كتب في القرن السادس فحكاياته الواهية على قول هورن كانت محفوظة بالرواية اللسانية فقط إلى مدة هي أزيد من ألفين ،فإذا عرفت حال اليهود باعتراف محققي فرقة بروتستنت فاعلم الن حال جمهور القدماء المسيحيةً.ا قال يوسي بيس الذي تاريخه معتبر عند علماء كاتلك وبروتستنت في الباب التاسع من الكتاب الثاني من تاريخه المطبوع سنة 1848في الصفحة 87في بيان حال يعقوب الحواري )أن كليمنس نقل حكاية قابلة للحفظ في كتابه السابع في بيان حال يعقوب ،هذا والظاهر أن كليمنس نقل هذه الحكاية عن الروايات اللسانية التي وصلت إليه من الباء والجداد( ً.ا ثم نقل 2في الباب الثالث والعشرين من الكتاب الثالث قول أرينيوس في الصفحة ) :123كنيسة أفسس التي بناها بولس وأقام فيها يوحنا الحواري إلى عهد سلطنة ترجان شاهد ذو إيمان لحاديث الحواريين( ً.ا
) (3/899
ثم نقل 3في تلك الصفحة قول كلمينس) :اسمعوا في حق يوحنا الحواري حكاية ليست بكاذبة بل هي صادقة محققة بقيت في الصدور محفوظة( ثم قال 4في الباب الرابع والعشرين من الكتاب الثالث في الصفحة ) :126تلميذ المسيح مثل الحواريين الثني عشر والسبعين رسولا وكثير من أناس آخرين لم يكونوا غير واقفين على الحالت المذكورة( ً.ا أي الحالت التي كتبها النجيليون
)لكن كتبها منهم متى ويوحنا فقط وعلم من الرواية اللسانية أن تحريرهما أيض ا كان لجل
الضرورة( ً.ا ثم قال 5في الباب الثامن والعشرين من الكتاب الثالث في الصفحة ) :132كتب أرينيوس في كتابه الثالث حالا هو حري بأن يكتب ،ووصل إليه هذا الحال من يوليكارب بالرواية
اللسانية( ً.ا ثم قال 6في الباب الخامس من الكتاب الرابع في الصفحة ) :147لم أر حال أساقفة أورشليم بالترتيب في كتاب لكنه ثبت بالرواية اللسانية أنهم بقوا مدة قليلة( ً.ا ثم قال 7في الباب
السادس والثلثين من الكتاب الثالث في الصفحة ) :138وصل إلينا بالرواية اللسانية أنهم لما أذهبوا اكناثيوث إلى الروم
) (3/900
ليقتلوه بإلقائه بين أيدي السباع لجل كونه مسيحي ا ومريابشيا في حفاظة العسكريين فقوى الكنائس المختلفة في أثناء الطريق بنصائحه وأقواله وأخبرهم عن البدعات التي كانت منتشرة في تلك اليام
أو كانت حدثت ،ووصاهم باللصوق بالروايات اللسانية لصوقا قويا واستحسن أيضا لجل زيادة الحفظ أن كتب هذه الروايات وأثبت شهادته عليها( ً.ا
ثم قال 8في الباب التاسع والثلثين من الكتاب الثالث في الصفحة ) :142قال بي ببس في ديباجة كتابه اكتب لنتفاعكم جميع الشياء التي وصلت من المشايخ إلي وحفظتها بعد التحقيق التام ليثبت زيادة تحقيقها بشهادتي عليها لني ما رضيت من قديم الزمان بسماع الحاديث من الذين يلغون كثيرا ويعلمون نصائح أخرى أيضاا ،بل سمعت الحاديث من الذين ل يعلمون إل
النصائح الحقة التي هي مروية من ربنا الصادق ،ومن لقيته من متبعي المشايخ سألته عن هذا أن اندراوس أو بطرس أو فيلبس أو ثوما أو يعقوب أو متى أو شخص آخر من تلميذ ربنا أو أرستيون
أو القسيس يوحنا مريد ربنا ماذا قال ،لن الفائدة التي حصلتها من ألسنة الحباء ما حصلتها من الكتب( ً.ا ثم قال 9في الباب الثامن من الكتاب الرابع في الصفحة ) :151هجيسي بوس من مؤرخي الكنيسة مشهور ونقلت عن تأليفاته أشياء كثيرة
) (3/901
نقلها عن الحواريين بالروايات اللسانية وكتب هذا المصنف مسائل الحواريين التي وصلت إليه بالرواية اللسانية بعبارة سهلة في خمس كتب( ً.ا ثم نقل 10في الباب الرابع عشر من الكتاب الرابع قول أرينيوس في بيان حال بوليكارت في الصفحة ) :158علم بوليكارت دائما ما تعلمه من الحواريين وبلغته الكنيسة بالرواية وكانت مسألة صادقة( ً.ا ثم نقل 11في الباب السادس من الكتاب الخامس عن قول أرينوس فهرست أساقفة
الروم وقال في الصفحة ) :201الن إلى تهيروس أسقفها الثاني عشر من السلسلة التي وصل إلينا
بواسطتها الصدق والروايات اللسانية من الحواريين( ً.ا ثم نقل 12في الباب الحادي عشر من الكتاب الخامس قول كليمنس في الصفحة ) :206ما كتبت هذه الكتب لطلب الرفعة بل لظن كبرسني ولن تكون ترياقات لنسياني جمعتها على طريق التفسير كأنها شروح للمسائل اللهامية التي صرت بها معظم ا بعد ما تعلمتها من الصادقين المباركين ،ومنهم بوني كوس الذي كان في
يونان والثاني الذي كان يقيم في ميكنيا كريشيا كان أحدهما سريانيا والخر مصريا وكان الباقون من
سكان المشرق كان واحد منهم أشوريا وواحد منهم عبرانيا من أهل فلسطين والشيخ الذي
) (3/902
وصلت آخر إلى خدمته كان مختفي ا في مصر وكان أفضل من المشايخ كلهم ،وما طلبت شيخ ا آخر بعده لن أحدا ما كان أفضل منه وهؤلء المشايخ حفظوا الروايات الصادقة التي هي منقولة من بطرس ويعقوب ويوحنا وبولس جيلا بعد جيل( ً.ا
ثم نقل 13في الباب العشرين من الكتاب الخامس قول أرينيوس في الصفحة ) :219سمعت بفضل ال هذه الحاديث بالمعان التام وكتبتها في صدري ل في القرطاس وعادتي من قديم اليام أني أكررها بالديانة( ً.ا ثم قال 14في الباب الرابع والعشرين من الكتاب الخامس في الصفحة ) : 222كتب بولي كراتيس السقف رواية وصلت إليه بالرواية اللسانية في كتابه الذي أرسله إلى وكتر وكنيسة الروم( ً.ا ثم قال 15في الباب الخامس والعشرين من الكتاب الخامس في الصفحة ) :226ناركثوس وتهيوفلوس وكاسيوس من أساقفة فلسطين وأسقف كنيسة اسور وأسقف تولمائي كلروس والشخاص الخرون الذين جاؤوا مع هؤلء الساقفة قدموا أمورا كثيرة في حق الرواية التي وصلت إليهم في باب عيد الفصح من الحواريين منقولة بالرواية اللسانية جيلا بعد جيل وكتبوا في
آخر الكتاب أن أرسلوا نقوله إلى الكنائس لئل يبقى للذين يضلون عن الصراط المستقيم سريع ا موضع الفرار( ً.ا ثم قال 16في الباب الثالث عشر من الكتاب السادس في بيان حال كليمنس
اسكندريانوس الذي كان من أتباع تابعي الحواريين في الصفحة ) :246أنه قال في كتابه الذي ألف في بيان عيد الفصح أن الحباء طلبوا مني أن أكتب لنفع الجيال التية ،الروايات التي سمعتها من الساقفة( ً.ا
) (3/903
ثم قال 17في الباب الحادي والثلثين من الكتاب السادس في الصفحة ) :263ايفريكاتوس في رسالته التي هي موجودة إلى هذا الحين وكان أرسلها إلى ارستيديس يبين التطبيق بين بياني متى ولوقا في نسب المسيح باعتبار الرواية التي وصلت إليه من الباء والجداد( انتهى كلمهً.ا وعلم من أقواله السبعة عشر أن القدماء المسيحية كانوا يعتبرون الرواية اعتبارا عظيم ا وقال جان
ملتر كاتلك في كتابه الذي طبع في بلد دربي سنة 1843في رسالته العاشرة التي أرسلها إلى
جيمس برون) :إني كتبت فيما قبل أيضا أن مبنى إيمان كاتلك ليس كلم ال الذي هو مكتوب
فقط بل أعم مكتوب ا كان أو غير مكتوب ،يعني الكتب المقدسة والروايات اللسانية على ما
شرحتهما كنيسة كاتلك به( ً.ا ثم قال في تلك الرسالة ) 2أن أرينيوس قال في الباب الخامس من المجلد الثالث من كتابه إنه ل يوجد لطالبي الحق أمر سهل من أن يتفحصوا في كل كنيسة عن الروايات اللسانية التي هي منقولة عن الحواريين وأظهروها في العالم كله( ً.ا ثم قال في تلك الرسالة
) :3أن أرينيوس قال في الباب الثالث من المجلد الول من كتابه أن ألسنة القوام وإن كانت مختلفة ،لكن حقيقة الرواية اللسانية في كل موضع متحدة ،كنائس الجرمن ليست مخالفة في التعليم والعقائد لكنائس فرانس وأسبانيا والمشرق ومصر وليبيا( ً.ا
) (3/904
ثم قال في تلك الرسالة ) :4إن أرينيوس قال في الباب الثاني من المجلد الثالث ولما كان تحرير سلسل الكنائس كلها يفضي إلى التطويل فلذلك نرجع إلى رواية وعقيدة كنيسة الروم التي هي قديمة وعظيمة ومشهورة جدا وبناها بطرس وبولس والكنائس كلها موافقة لها لن الروايات اللسانية المنقولة عن الحواريين جيلا بعد جيل كلها محفوظة فيها( ً.ا
ثم قال في تلك الرسالة ) :5أن أرينيوس قال في الباب الرابع والستين من الكتاب الرابع ولو فرضنا أن الحواريين لم يتركوا الكتب لنا فنقول إنه أما كان لزم ا علينا أن نطيع الحكام التي ثبتت بالرواية اللسانية التي هي منقولة عن الحواريين وكانوا سلموها للناس الذين سلموها للكنيسة وهذه
الروايات هي التي يعمل بحسبها الوحشيون الذين آمنوا بالمسيح بل استعمال الحروف والمداد( ً.ا ثم قال في تلك الرسالة ) :6إن ترتولين قال في كتابه الذي ألفه لرد أهل البدعة وطبع في بلد رهنان في الصفحة 36و :37إن عادة أهل البدعة أنهم يتمسكون بالكتب المقدسة ويستدلون
ويقولون إنه ليس غير الكتب المقدسة المكتوبة شيئا قابلا لن يجعل مبنى اليمان ،ويقال بحسبه،
ويعجزون بهذه الحيلة القوياء ويلقون الضعفاء في شبكاتهم ،ويوقعون المتوسطين في الشك ،ولذا
نقول ل تجيزوا هؤلء أبدا أن يناظروا مستدلين بالكتب المقدسة لنه ل تترتب على المباحثة التي تكون بالكتب المقدسة فائدة ما غير أن يصير الدماغ والبطن خاليين فلذلك طريقة الرجوع إلى
الكتب المقدسة غلط ،لنه ل يحصل انفصال أمر من هذه الكتب ،وإن حصل شيء يكون على الوجه الناقص ،ولو لم يكن هذا المر أيضا كانت طريقة المباحثة في تلك الصورة أيضا أن يحقق
أولا أن الكتب المقدسة علقتها من أي الناس
) (3/905
وبلغ أي شخص إلى أي شخص في أي وقت الرواية التي صرنا بسببها مسيحيين ،لن الموضع الذي يوجد فيه أحكام الدين المسيحي وعقائده يوجد فيه صدق النجيل ومعانيه وجميع روايات الدين المسيحي التي هي لسانيةً.ا ثم قال في تلك الرسالة ) :7إن أرجن قال إنه ل يليق بنا أن نعتبر الناس الذين ينقلون عن الكتب المقدسة ثم يقولون إن الكلم في بيتكم فانظروا فيه لنه ل يليق بنا أن نترك الرواية الولى التي في الكنيسة أو نعتقد غير ما بلغ إلينا كنائس ال برواية مسلسلة( ً.ا ثم قال في تلك الرسالة :8كتب باسليوس أن المسائل الكثيرة محفوظة في الكنيسة يوعظ بها أخذت بعضها من الكتب المقدسة وبعضها من الروايات اللسانية وقوتهما في الدين مساوية ،ومن كان له وقوف ما على الشريعة العيسوية ل يعترض على هذا( ً.ا ثم قال في تلك الرسالة :قال أبي فانيس في كتابه الذي ألفه في مقابلة المبتدعين ولنستعمل الرواية اللسانية لن جميع الشياء ل توجد في الكتب المقدسة( ً.ا ثم قال في تلك الرسالة ) :19إن كريزاستم صرح في شرح الية 3الرابعة عشر من الباب الثاني من الرسالة الثانية إلى أهل تسالونيقي ظهر من هذا صراحة أن الحواريين لم يبلغوا الشياء كلها إلينا بواسطة التحرير ،بل بلغوا أشياء كثيرة بدون التحرير أيضا وكلتاهما متساويتان في العتبار ولذلك
) (3/906
فلنلحظ أن رواية الكنيسة منشأ اليمان ،وإذا ثبت شيء بالرواية اللسانية فل نطلب زائدا عليه( ً.ا
ثم قال في تلك الرسالة ) :11إن اكستائن كتب في حق الشخص الذي حصل له الصطباغ من
المبتدعين أنه وإن لم يوجد السند التحريري في هذا الباب لكنه فليلحظ أن هذا الرسم أخذ من الرواية اللسانية لن الشياء الكثيرة تسلم الكنيسة العامة أن الحواريين قرروها وهي ليست بمكتوبة( ً.ا ثم قال في تلك الرسالة ) :12إن السقف وان سنت قال :فليفسر المبتدعون الكتب المقدسة على وفق رواية الكنيسة العامة( انتهى كلمهً.ا وعلم من أقواله الثني عشر أن الروايات اللسانية مبنى إيمان فرقة كاتلك وكانت معتبرة عند القدماءً.ا وفي الصفحة 64من المجلد الثالث من كاتلك هرلد) :أورد رب موسى قدسي شواهد كثيرة على أن متن الكلم المقدس ل يفهم بدون معونة الحديث والرواية اللسانية ،واقتدى مشايخ كاتلك بهذه القاعدة في كل وقت( ً.ا ]) [2وقال ترتولين فليرجع لدراك الشيء الذي علم المسيح الحواريين إلى الكنائس التي بناها الحواريون وعلموها بتحريراتهم ورواياتهم اللسانية انتهىً.ا فعلم من هذه العبارات المذكورة أن اليهود عندهم تعظيم الروايات والحاديث أزيد من تعظيم التوراة ،وأن جمهور القدماء المسيحية مثل كليمنس وأرينيوس وهجيسي بوس وبوليكارب وبولي كراتيس وتاركثوس وتهيوفلوس وكاسيوس وكلروس وكليمنس اسكندريانوس وايفريكانوس
) (3/907
وترتولين وأرجن وباسلنوس وأبي فانيس وكريزاستم واكستاين وون سنت السقف وغيرهم ،كانوا يعظمون الروايات اللسانية ويعتبرونها ،واكناثيوس كان من وصاياه في آخر عمره التشبث بالروايات اللسانية تشبثا قوياا ،وكليمنس قال في وصف مشايخه إنهم حفظوا الروايات الصادقة المروية عن بطرس ويعقوب ويوحنا وبولس جيلا بعد جيل ،وأبي فانيس قال الفائدة التي حصلتها من ألسنة
الحياء ما حصلتها من الكتب ،وأرينوس قال سمعت الحاديث بفضل ال بالمعان التام وكتبتها في
صدري ل في القرطاس ،وعادتي من قديم اليام أني أكررها دائما بالديانة ،وقال أيضا أنه ل يوجد لطالبي الحق أمر أسهل من أن يتفحصوا في كل كنيسة عن الروايات اللسانية التي هي منقولة عن
الحواريين وأظهروها في العالم كله ،وقال أيض ا لو فرضنا أن الحواريين لم يتركوا الكتب لنا فنقول
إنه أما كان لزم ا علينا أن نطيع الحكام التي ثبتت بالروايات اللسانية التي هي منقولة عن
الحواريين ،وارجن وترتولين يلومان على منكري الحاديث ،وباسليوس قال المسائل المأخوذة من
الكتب المقدسة والمأخوذة من الحاديث كلتاهما متساويتان في القوة ،وكريزاستم قال كلتاهما متساويتان في العتبار ورواية الكنيسة منشأ اليمان ،وإذا ثبت شيء بالرواية اللسانية فل نطلب زائدا عليه،
) (3/908
واكستائن صرح أن الشياء الكثيرة تسلم الكنيسة العامة أن الحواريين قرروها وإنها ليست بمكتوبة ،فالنصاف أن رد الجميع ل يخلو عن تعصب وجهل ،ويكذب هذا المر إنجيلهم أيض ا في اليةً.ا
] [ 1الرابعة والثلثين من الباب الرابع من إنجيل مرقس هكذا) :وبدون مثل لم يكن يكلمهم وإما على انفراد ،فكان يفسر لتلميذه كل شيء( ويبعد أن ل يكون هذه التفسيرات كلها أو بعضها مروية ،وأن يكون الحواريون محتاجين إلى التفسير ومعاصرونا ل يكونون كذلكً.ا ] [ 2والية الخامسة والعشرون من الباب الحادي والعشرين من إنجيل يوحنا هكذا) :وأشياء أخرى كثيرة صنعها يسوع إن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة، وكلم النجيل وإن لم يخل عن المبالغة والغلو لكنه ل شك أن قوله وأشياء أخرى كثيرة يشمل جميع أفعال المسيح معجزات كانت أو غيرها ،ويبعد أن ل يكون شيء منها مرويا بالرواية اللسانية(
ً.ا
] [3والية الخامسة عشر من الباب الثاني من الرسالة الثانية إلى أهل تسالونيقي هكذا) :فاثبتوا إذن أيها الخوة وتمسكوا بالتعاليم التي تعلمتموها سواء كان بالكلم أم برسالتنا( ً.ا وقوله سواء كان بالكلم أم برسالتنا ،يدل صراحة على أن بعض الشياء وصلت إليهم بواسطة التحرير وبعضها بالكلم مشافهة ،فل بد أن يكون كلهما معتبرين عند المسيحيين كما صرح كريزاستم في شرح هذا الموضع على ما عرفتً.ا ] [4وفي الية الرابعة والثلثين من الباب الحادي عشر من الرسالة الولى
) (3/909
إلى أهل فورنيثوس في الترجمة العربية المطبوعة سنة 1844هكذا: )فأما سائر الشياء فسأوصيكم بها إذا قدمت إليكم( ومن البين أن هذه الشياء الباقية أوصاهم بها شفاه ا عندما جاء إليهم وهذه لم تكتب ويبعد أن ل يكون شيء منها مروي اً.ا ] [5والية الثالثة عشر من الباب الول من الرسالة الثانية إلى تيموثاوس هكذا) :تمسك بصورة الكلم الصحيح الذي سمعته مني في اليمان والمحبة التي في المسيح يسوع( ً.ا فقوله الذي سمعته مني يدل على أنه سمع بعض الشياء شفاهاً.ا ] [6والية الثانية من الباب الثاني من الرسالة المذكورة هكذا :وما سمعته مني بشهود كثيرين أودعه أناس ا أمناء يكونون كفؤا أن يعلموا آخرين أيضاا( فهنا مقدسهم يأمر تيموثاوس أن يعلم الناس المناء الحاديث التي سمعها منه ،وأن يعلم المناء أناسا آخرين فل بد أن تكون هذه الروايات
مرويةً.ا
) (7وفي آخر الرسالة الثانية ليوحنا هكذا) :إذ كان لي كثير لكتب إليكم لم أرد أن يكون بورق ل( ً.ا وحبر لني أرجو أن آتي إليكم وأتكلم بالفم لكي يكون فرحنا كام ا
] [ 8وفي آخر الرسالة الثالثة هكذا) :وكان لي كثير لكتبه لكنني لست أريد أن أكتب إليك بحبر وقلم ولكنني أرجو أن أراك عن قريب فنتكلم بالفم( ،فهاتان اليتان تدلن على أن يوحنا قال في المشافهة أشياء كثيرة على
) (3/910
ما وعد ويبعد أن ل تكون هذه الشياء كلها أو بعضها مروية بروايةً.ا فظهر مما ذكرنا أن من أنكر من فرقة بروتستنت اعتبار الحاديث مطلقا في الملة المسيحية فهو إما جاهل أو متعسف عنيد، وقوله مخالف لكتبه المقدسة ولجمهور علمائه من القدماء ،وهو داخل في زمرة المبتدعين على
قول بعض القدماء ،ومع ذلك ل بد له من اعتبارها في كثير من هوسات فرقته مثل أن البن مساوو للب في الجوهر ،وأن الروح القدس منشق من الب والبن ،وأن المسيح ذو طبيعتين وأقنوم واحد ،وأنه ذو إرادتين إلهية وإنسانية ،وأنه بعد ما مات نزل الجحيم ،وغيرها من هوساتهم ،مع أن
هذه الكلمات ل توجد بعينها في العهد الجديد ،وما اعتقدوا هذه المور إل من الحاديث والتقليدات ،وأيض ا يلزم عليه أن ينكر كثير من أجزاء كتبه المقدسة مثل أن ينكر إنجيل مرقص
ولوقا وتسعة عشر بابا من كتاب أعمال الحواريين ،لنها كتبت بالروايات اللسانية ل بالمشاهدة ول
بالوحي كما عرفت في الباب الول ،ومثل أن ينكر خمسة أبواب من الخامس والعشرين إلى التاسع والعشرين من سفر المثال لنها جمعت في عهد حزقيا من الروايات اللسانية التي كانت جارية بينهم ،وما بين زمان الجمع وموت سليمان عليه السلم مدة مائتين وسبعين سنةً.ا
) (3/911
الية الولى من الباب الخامس والعشرين من السفر المذكور هكذا :هذه أيضا أمثال سليمان التي
استكتبتها أصدقاء حزقيا ملك يهوذا( قال آدم كلرك المفسر في تفسيره المطبوع سنة 1851ذيل
شرح هذه الية) :يعلم أن في آخر هذا السفر أمثالا جمعت بأمر حزقيا السلطان من الروايات
اللسانية التي كانت جارية من عهد سليمان فجمعوا هذه المثال منها وجعلوها ضميمة هذا السفر،
ويمكن أن يكون المراد بأحباء حزقيا أشعيا وشنيا وغيرهما من النبياء الذين كانوا في ذلك العهدً.ا فتكون تلك الضميمة مثل السفر الباقي سندا وإل كيف ضموها بالكتاب المقدس( انتهى ،فقوله
جمعت بأمر حزقيا السلطان من الروايات اللسانية صريح فيما قلت ،وقوله ويمكن أن يكون المراد إلخ ،مردود لنه مجرد احتمال ل يتم على المخالف بدون السند الكامل وليس عنده سند بل يقول
احتمالا ورجما بالغيب ،وقوله كيف ضموها بالكتاب المقدس مردود ،لن اليهود كان عندهم اعتبار الروايات أزيد من اعتبار التوراة ،فإذا صارت التوراة سندا عندهم معتبرا مع أنها جمعت من روايات
المشايخ بعد ألف وسبعمائة سنة تقريباا ،وكذا صارت قصص كمرا بابل معتبرة مع أنها جمعت بعد
ألفي سنة ،فأي مانع من اعتبار البواب الخمسة التي جمعت بعد مائتين وسبعين سنة ،ولقد أنصف
بعض المحققين من علماء بروتستنت واعترف أن الروايات اللسانية أيضا معتبرة مثل المكتوب في
الصفحة 63من المجلد الثاني من كاتلك هرلد هكذا) :إن داكتر
) (3/912
بريت الذي هو من فضلء بروتستنت قال في الصفحة 73من كتابه إن هذا المر ظاهر من الكتب المقدسة أن الدين العيسوي صار مفوضا إلى الساقفة الولين وتابعي الحواريين بالرواية اللسانية
وكانوا مأمورين بأن يحافظوا عليه ،ويفوضوه إلى الجيل المتأخر ،ول يثبت من كتاب مقدس سواء كان كتاب بولس أو غيره من الحواريين أنهم كتبوا متفقين أو منفردين جميع الشياء التي لها دخل
في النجاة ،وجعلوا قانونا يفهم منه أنه ل يوجد فيه شيء ضروري له دخل في النجاة غير المكتوب،
وقال في الصفحة 32و 33من الكتاب المذكور ترى بولس وغيره من الحواريين أنهم كما بلغوا إلينا الحاديث بواسطة التحرير كذلك بلغوا بواسطة الرواية اللسانية أيض ا والويل للذين ل
يحفظونهما ،والحاديث العيسوية في أمر اليمان سند كالمكتوب ،انتهى كلم داكتربريتً.ا وقال أسقف مون نيك) :إن أحاديث الحواريين سند كمكتوباتهم ول ينكر أحد من بروتستنت أن تقرير الحواريين اللساني أزيد من تحريرهم( وقال جلنك ورتهه) :إن هذا النزاع أن أي إنجيل قانوني وأي إنجيل ليس بقانوني يزول بالرواية اللسانية التي هي قاعدة النصاف لكل نزاع( انتهى كلم
كاتلك هرلدً.ا وقال القسيس طامس أنكلس كاتلك في الصفحة 180و 181من كتابه المسمى بمرآة الصدق المطبوع سنة ) :1851يشهد أسقف ماني سيك من علماء بروتستنت أن ستمائة أمر قررها ال في الدين وتؤمر الكنيسة بها ويقبل في حقها أن الكتاب المقدس ما بينها في موضع وما عملها( انتهىً.ا فعلى اعتراف هذا الفاضل ستمائة أمر ثبتت بالرواية اللسانية وواجبه التسليم عند فرقة بروتستنتً.ا
) (3/913
)الفائدة الثانية( :هذا المر ظاهر بالتجربة الصحيحة أن المر العجيب أو المهتم بشأنه يكون محفوظ ا لكثر الناس ،وخلفه ل يبقى محفوظ ا غالب ا لعدم الهتمام ،ولذلك إذا سألت الناس الذين ل يكونون متعودين على أكل طعام واحد مخصوص أو أطعمة مخصوصة ماذا أكلتم أمس أو قبل
أمس ل يكون محفوظا لكثرهم غالبا لعدم الهتمام بهذا المر وعدم كونه عجيبا أو عظيما وهكذا الحال في أكثر الفعال العامة ،والقوال العامة وإذا سألت عن حال الكوكب الذي كان من ذوات
الذناب وظهر في شهر صفر سنة 1259من الهجرة وشهر مارس سنة 1843من الميلد وكان ظاهرا في الجو إلى شهر وكان في غاية الطول يكون محفوظ ا للكثيرين من ناظريه وإن لم يكن شهر ظهوره ،وعامه محفوظين لهم وقد مضت عليه مدة أزيد من إحدى وعشرين سنة وكذلك حال
الزلزل العظيمة والمحاربات الشديدة والمور النادرة ،ولما كان اهتمام المسلمين بحفظ القرآن في كل قرن ،يوجد فيهم من حفاظ القرآن في هذا العصر أيض ا أزيد من مائة ألف في الديار السلمية كلها وإن زالت سلطنة أهل السلم من أكثر أقطار الممالك ووقع الفتور في المور الدينية في
أكبر أقطارهم ومن كان شاكا في هذا المر من المسيحيين فليجرب وليدخل في الجامع الزهر
فقط فيجد في كل وقت أكثر من ألف حافظ من حفاظ القرآن الذين حفظوه بالتجويد التام ،ولو تتبع قرى مصر ل يجد قرية من قرى أهل السلم تكون خالية عن حفاظ القرآن ووجد كثيرا من
البغالين والحمارين من أهل مصر أيض ا حافظين للقرآن ،فإن أنصف اعترف البتة أن هؤلء الحمارين والبغالين فائقون في هذا الباب على البابا والساقفة والقسوس الذين يوجدون شرق ا وغرب ا في هذا
الزمان الذي هو زمان شيوع العلم في المسيحيين ،فضلا عن القرون السالفة المسيحية من الجيل
السابع إلى
) (3/914
الجيل الخامس عشر التي كان الجهل فيها بمنزلة شعار العلماء في تلك القرون على اعتراف علماء بروتستنت، وظني أنه ل يوجد في جميع ديار أوربا كلها عشرة من حفاظ النجيل أو التوراة أو كليهما بحيث يساوي حفظهم لحدهما أو لكليهما حفظ هؤلء البغالين والحمارين للقرآن ،وقد عرفت في الفائدة الولى قول أرينيوس أنه قال) :سمعت بفضل ال هذه الحاديث بالمعان التام وكتبتها في صدري ل في قرطاس وعادتي من قديم اليام أني أكررها بالديانة( ً.ا وقال أيضاا) :ألسنة القوام وإن
كانت مختلفة لكن حقيقة الرواية اللسانية متحدة في كل موضع ،فإن كنائس الجرمن ليست مخالفة
في التعليم والعقائد لكنائس فرانس وأسبانيا والمشرق ومصر وليبيا( ً.ا وقال وليم ميور في الباب الثالث من تاريخ كليسيا المطبوع سنة ) :1848القدماء المسيحية ما كان عندهم عقيدة مكتوبة من عقائد اليمان التي اعتقادها ضروري للنجاة وكانت تعلم للطفال وللذين كانوا يدخلون في الملة المسيحية تعليما لسانياا ،وهذه العقائد كانت متحدة قربا وبعداا ،ثم لما ضبطوها بالكتابة وقابلوها وجدوها مطابقة وما وجدوا فيها غير الختلف القليل اللفظي وما
كان فرق في أصل المطلب( انتهى كلمه ،فعلم أن المر الذي يكون مهتم ا بشأنه يكون محفوظ ا ول يتطرق فيه خلل بمرور مدة طويلة ،وهذا المر ظاهر في القرآن وقد مضت مدة ألف ومائتين
) (3/915
وثمانين سنة وهو كما أنه محفوظ بواسطة الكتابة في كل قرن فكذلك محفوظ في كل قرن أيضا بواسطة صدور ألوف من الرجال ،وأكثر فرق المسيحيين في هذا الزمان أيضا بحيث لو لحظنا
حال كبار علمائهم وخواصهم فضلا عن عوامهم ،وجدناهم أنه ل يحصل لهم تلوة كتبهم
المقدسة ،قال المعلم ميخائيل مشاقة من علماء بروتستنت في خاتمة كتابه المسمى بالدليل إلى
طاعة النجيل المطبوع سنة 1849في الصفحة ) :316أنني ذات يوم سألت كاهناا( من كهنة
كاتلك )أن يجيبني بالصدق عن مطالعة الكتاب المقدس وكم مرة قرأه في مدة حياته فقال إنه كان
يقرأ أحيان ا وربما جملة أسفار لم يقرأها ولكن منذ اثنتي عشرة سنة لجل انهماكه في خدمة الرعية لم يبق له فرصة المطالعة فيه ،ول يخلو أن كثيرين من الشعب يعرفون جهالة هؤلء الكليرس
ولكنهم مع ذلك ينقادون إلى إرشادهم في المنع عن مطالعة الكتب المفيدة التي ترشدهم إليها( انتهى كلمه بلفظهً.ا )الفائدة الثالثة( الحديث الصحيح أيض ا معتبر عند أهل السلم على الوجه الذي سنفصله ولما كان قول رسول ال صلى ال عليه وسلم )اتقوا الحديث عني إل ما علمتم فمن كذب عللي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار( متواتر رواه
) (3/916
اثنان وستون صحابي ا منهم العشرة المبشرةً.ا كان أهل السلم مهتمين بالحاديث النبوية من القرن
الول ،وكان اهتمامهم في حفظ الحاديث أزيد من اهتمام المسيحيين كما أن اهتمامهم في حفظ القرآن في كل قرن أشد من اهتمام المسيحيين في حفظ كتبهم المقدسة ،لكن الصحابة لم يدونوها في الكتب في عهدهم لبعض العذار منها الحتياط التام لجل أن ل يختلط كلم الرسول بكلم ال ،وتابعو الصحابة كالزهري والربيع بن صبيح وسعيد وغيرهم رحمهم ال شرعوا في تدوينها لكنهم
ما كتبوها مرتبة على ترتيب أبواب الفقه ،ولما كان هذا الترتيب حسن ا ضبط تبع التابعين على هذا
) (3/917
الترتيب ،فالمام مالك رحمه ال الذي ولد سنة خمس وتسعين من الهجرة صنف الموطأ في المدينة ،وصنف أبو محمد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج في مكة ،وعبد الرحمن بن الوزاعي في الشام ،وسفيان الثوري
) (3/918
في الكوفة ،وحماد بن سلمة في البصرة ،ثم صنف البخاري ومسلم صحيحيهما واقتصرا فيهما على ذكر الحاديث الصحيحة وترك غيرها من الضعاف ،واجتهد الئمة المحدثون في أمر الحاديث اجتهادا عظيم ا وقد صنف فن عظيم الشأن في أسماء الرجال يعلم به حال كل راو من رواة
الحديث بأنه كيف كان حاله في الديانة والحفظ ،وروى كل من أصحاب الصحاح الحاديث بالسناد منهم إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وبعض أحاديث البخاري ثلثيات تصل بثلث
وسائط إلى رسول ال صلى ال عليه وسلمً.ا
) (3/919
وينقسم الحديث الصحيح إلى ثلثة أقسام متواتر ] [1ومشهور ] [2وخبر الواحد ] [3فالمتواتر ما نقله جماعة عن جماعة ل يجوز العقل توافقهم على الكذب ،مثاله كنقل أعداد ركعات الصلة ومقادير الزكاة ونحوهماً.ا والمشهور ما كان في عصر الصحابة كأخبار الحاد ثم اشتهر في عصر التابعين أو عصر تبع التابعين وتلقته المة بالقبول في أحد العصرين الخيرين فصار كالمتواتر، كالرجم في باب الزناً.ا وخبر الواحد ما نقله واحد عن واحد أو واحد عن جماعة أو جماعة عن واحد ،والمتواتر منها يوجب العلم القطعي ويكون إنكاره كفراا ،والمشهور يوجب علم الطمأنينة
ويكون إنكاره بدعة وفسقاا ،وخبر الواحد ل يوجب أحد العلمين المذكورين ويعتبر في العمل ل في إثبات العقائد وأصول الدينً.ا وإذا خالف الدليل القطعي عقلي ا كان أو نقلي ا يؤول إن أمكن التأويل، وإل يترك ول يعمل بالدليل العقليً.ا والفرق بين الحديث الصحيح والقرآن بثلثة أوجه :الول أن
القرآن كله منقول بالتواتر كما نزل على رسول ال صلى ال عليه وسلم وما بدل
) (3/920
ناقلوه لفظا بلفظ آخر مرادف له ،بخلف الحديث الصحيح لن نقله بالمعنى أيضا كان جائزا للناقل الثقة الماهر بلغة العرب وأسلوب كلمهم ،والثاني أن القرآن لما كان كله متواترا يلزم الكفر بإنكار جملة منه أيض ا بخلف الحديث الصحيح فإنه ل يلزم الكفر إل بإنكار قسم منه وهو
المتواتر دون المشهور وخبر الواحد ،والثالث أن الحكام تتعلق بألفاظ القرآن ونظمه أيض ا كصحة
الصلة وكون عبارته معجزة ،بخلف الحديث فإنه ل تتعلق الحكام بألفاظهً.ا وإذا عرفت ما ذكرت
في الفوائد الثلثة تحقق لك أنه ل يلزم من اعتبارنا الحديث الصحيح بالطريق المذكور شيء من القبائح والستبعاداتً.ا
) (3/921
الفصل الرابع :في دفع شبهات القسيسين الواردة على الحاديثً.ا وهي خمس شبهات: )الشبهة الولى( أن رواة الحديث أزواج محمد صلى ال عليه وسلم وأقرباؤه وأصحابه ول اعتبار لشهادتهم في حقهً.ا )والجواب( أن هذه الشبهة ترد عليهم بأدنى تغير بأن يقال إن رواة الحالت المسيحية وأقواله المندرجة في هذه الناجيل أم عيسى عليهما السلم وأبوه الجعلي يوسف النجاري وتلميذه ول اعتبار لشهادتهم في حقه ،وإن قالوا إنه يحتمل أن إيمان أقارب محمد صلى ال عليه وسلم وأصحابه كان لجل الرياسة الدنيوية ،قلت إن هذا الحتمال ساقط لنه صلى ال عليه وسلم إلى ثلث عشرة سنة كان في غاية اللم من إيذاء الكفار وأصحابه رضي ال عنهم كانوا أيضا مبتلين بغاية إيذائهم إلى المدة المذكورة حتى تركوا الوطان وهاجروا إلى الحبشة والمدينة، ول يتصور أن يتخيل أحد منهم إلى هذه المدة طمع الدنيا ،على أن هذا الحتمال قائم في
الحواريين أيض ا لنهم كانوا مساكين صيادين ،وكانوا سمعوا من اليهود أن المسيح يكون سلطان ا عظيم الشأن ،فلما ادعى عيسى بن مريم عليهما السلم أنه هو المسيح الموعود آمنوا به وفهموا أنه يحصل لهم باتباعه المناصب الجليلة ،وينجون عن مشقة الشبكة والصطياد ولما وعدهم
) (3/922
عيسى عليه السلم) :بأني إذا جلست على السرير تجلسون أنتم أيضا على اثني عشر سريرا تدينون أسباط إسرائيل الثني عشر( كما هو مصرح به في الباب التاسع عشر من إنجيل متىً.ا وكذا وعدهم) :أن من ترك لجلي ولجل النجيل شيئ ا يجد مائة ضعف الن في هذا الزمان ويجد الحياة البدية في الدهر التي( ،كما هو مصرح به في الباب العاشر من إنجيل مرقس ،وكذا وعد
بأشياء أخر ،فتيقنوا أنهم يصيرون سلطين يحكم كل منهم على سبط من أسباط إسرائيل وإن فات منهم شيء لجل اتباعه يحصل لهم في هذه الدنيا بدله مائة ضعف هذا الشيء ،ورسخ في أذهانهم هذا المر حتى طلب يعقوب ويوحنا ابن ا زيدي ،أو طلبت أمهما -على اختلف رواية النجيلين - منصب الوزارة العظمى بأن يجلس أحدهما على يمين عيسى عليه السلم والخر على يساره في ملكوته كما هو مصرح به في الباب العشرين من إنجيل متى ،والباب العاشر من إنجيل مرقس، لكنهم لما رأوا أنه لم تحصل لهم السلطنة الخيالية ول مائة ضعف في هذه الدنيا بل لم يحصل له أيض ا شيء من الدولة الدنياوية وهو مسكين كما كان يخاف من اليهود ويفر من موضع إلى موضع،
ورأوا أن اليهود في صدد أن يأخذوه ويقتلوه تنبهوا أن فهمهم كان خطأ والمواعيد المذكورة كسراب يحسبه الظمآن ماء ،فرضي واحد منهم بدل هذه السلطنة الخيالية وهذه الضعاف الموهومة
بثلثين درهما أخذها من اليهود على شرط تسليمه لهم ،وتركه سائرهم حين ما أخذه اليهود وفروا وأنكروه ثلث مرات ،ولعنه أرشد الحواريين وأعظمهم الذي كان مبنى كنيسة
) (3/923
وراعي خرافه وخليفته أعني حضرة بطرس ،وحلف أني ل أعرفه ،وصاروا آيسين مطلقا من
متخيلتهم بعد ما صلب على زعمهم ثم لما رأوه مرة أخرى بعد القيام رجع رجاؤهم مرة أخرى وظنوا أنهم يصيرون سلطين في هذه المرة فسألوه مجتمعين في وقت صعوده قائلين :هل في هذا الوقت ترد الملك إلى إسرائيل) ،كما هو مصرح به في الباب الول من كتاب العمال( وبعد الصعود وقعوا في خيال آخر هو أعظم من السلطنة الدنياوية التي لم تحصل لهم إلى زمان الصعود ،وهو أن المسيح ينزل في عهدهم من السماء ،وأن القيامة قريبة كما عرفت مفصلا من الفصل الثالث والرابع من الباب الول ،وأنه بعد نزوله يقتل الدجال ويحبس الشيطان إلى ألف سنة ،وأنهم يجلسون على السرة بعد نزوله ويعيشون عيشة مرضية إلى المدة المذكورة في هذه الدنيا ،كما يفهم من الباب التاسع عشر والعشرين من كتاب المشاهدات ،والية الثانية من الباب
السادس من الرسالة الولى إلى أهل قورنيثوس ثم يحصل لهم السرور الدائمي في الجنة إلى البد عند القيامة الثانية ،فلجل هذه المور بالغوا في مدحه وتقرير حالته كما قال النجيلي الرابع في آخر إنجيله) ،إن أشياء أخر كثيرة صنعها يسوع إن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب( ول شك أنه كذب محض ومبالغة شاعرية قبيحة فكانوا يبالغون بأمثال
) (3/924
هذه القوال ليوقعوا السفهاء في شبكاتهم حتى ماتوا غير واصلين إلى مرادهم ،فل اعتبار لشهادتهم في حقه ،وهذا التقرير على سبيل اللزام ل العتقاد كما صرحت به مراراً.ا فكما أن هذا
الحتمال في حق عيسى وحواريه الحقة عليهم السلم ساقط فكذلك احتمالهم في حق أصحاب
محمد صلى ال عليه وسلم ساقطً.ا وقد يشير القسيسون لجل تغليط العوام إلى ما يتفوه به الفرقة المامية الثني عشرية في حق الصحابة رضي ال عنهم أجمعين ،والجواب عنه إلزاما وتحقيقا هكذا
إما إلزام ا فلن موشيم المؤرخ قال في المجلد الول من تاريخه) :إن الفرقة البيونية التي كانت في القرن الول كانت تعتقد أن عيسى عليه السلم إنسان فقط تولد من مريم ويوسف النجار مثل
الناس الخرين وطاعة الشريعة الموسوية ليست منحصرة في حق اليهود فقط ،بل تجب على غيرهم أيضا والعمل على أحكامه ضروري للنجاةً.ا ولما كان بولس ينكر وجوب هذا العمل
) (3/925
ويخاصمهم في هذا الباب مخاصمة شديدة كانوا يذمونه ذما شديدا ويحقرون تحريراته تحقيرا بليغا انتهىً.ا وقال لردنر في الصفحة 376من المجلد الثاني من تفسيره) :إن القدماء أخبرونا أن هذه الفرقة كانت ترد بولس ورسائله( انتهىً.ا وقال بل في تاريخه في بيان هذه الفرقة) :هذه الفرقة كانت تسلم من كتب العهد العتيق التوراة فقط وكانت تنفر من اسم داود وسليمان وأرمياء وحزقيال عليهم السلم ،وكان من العهد الجديد عندها إنجيل متى فقط لكنها كانت حرفته في كثير من المواضع وأخرجت البابين الولين منه( انتهى ،وقال في تاريخه في بيان الفرقة المارسيونية) :إن هذه الفرقة كانت تعتقد أن الله إلهان أحدهما خالق الخير وثانيهما خالق الشر وكانت تقول التوراة وسائر
كتب العهد العتيق من جانب الله الثاني وكلها مخالف للعهد الجديد ثم قال إن هذه الفرقة كانت تعتقد أن عيسى نزل الجحيم بعد موته وأنجى أرواح قابيل وأهل سدوم من عذابها لنهم حضروا عنده وما أطاعوا الله خالق الشر وأبقى أرواح هابيل ونوح وإبراهيم والصالحين الخرين في
) (3/926
الجحيم ،لنهم كانوا خالفوا الفريق الولً.ا وكانت تعتقد أن خالق العالم ليس منحصرا في الله
الذي أرسل عيسى ،ولذلك ما كانت تسلم أن كتب العهد العتيق إلهامية وكانت تسلم من العهد
الجديد إنجيل لوقا فقط لكنها ما كانت تسلم البابين الولين منه وكانت تسلم من رسائل بولس عشرة رسائل لكنها كانت ترد ما كان مخالف ا لخيالها( انتهىً.ا
ونقل لردنر في المجلد الثالث من تفسيره قول اكستائن في بيان فرقة ماني كبز هكذا) :هذه الفرقة
تقول أن الله الذي أعطى موسى التوراة وكلم النبياء السرائيلية ليس بإله بل شيطان من الشياطين، وتسلم بكتب العهد الجديد ،لكنها تقر بوقوع اللحاق فيها وتأخذ ما رضيت به وتترك الباقي وترجح بعض الكتب الكاذبة عليها وتقول إنها صادقة البتة( ثم قال لردنر في المجلد المذكور: )اتفق المؤرخون أن هذه الفرقة كلها ما كانت تسلم الكتب المقدسة للعهد العتيق في كل وقت( ً.ا وكتب في أعمال اركلس عقيدة هذه الفرقة هكذا) :خدع الشيطان أنبياء اليهود ،والشيطان كلم موسى وأنبياء اليهود وكانت تتمسك بالية الثامنة من الباب العاشر من إنجيل يوحنا بأن المسيح قال لهم سراق ولصوص وكانت أخرجت العهد الجديد( انتهى ،وهكذا حال الفرق الخرى ،لكني اكتفيت في نقل مذاهب الفرق الثلثة المذكورة على عدد التثليث وأقول هل تتم أقوال هذه الفرق على علماء بروتستنت أم ل فإن تمت فيلزم عليهم العتقاد بهذه المور العشرة: ] [1أن عيسى عليه السلم إنسان فقط تولد من يوسف النجارً.ا
) (3/927
] [2وأن العمل على أحكام التوراة ضروري للنجاةً.ا ] [3وأن بولس شرير ورسائله واجبة الردً.ا ] [4وأن الله إلهان خالق الخير وخالق الشرً.ا
] [5وأن أرواح قابيل وأهل سدوم حصل لها النجاة من عذاب جهنم بموت عيسى عليه السلم وأرواح هابيل ونوح وإبراهيم والصلحاء القدماء معذبة في جهنم بعد موته أيضاً.ا ] [6وأن هؤلء كانوا مطيعين للشيطانً.ا ] [7وأن التوراة وسائر كتب العهد العتيق من جانب الشيطانً.ا ] [8وأن الذي كلم موسى والنبياء السرائيلية ليس بإله بل شيطانً.ا ] [9وأن كتب العهد الجديد وقع فيها التحريف بالزيادةً.ا ] [10وأن بعض الكتب الكاذبة صادقة البتة وإن لم تتم أقوال هذه الفرق عليهم فل يتم قول بعض الفرق السلمية على جمهور أهل السلم سيما إذا كان هذا القول مخالف ا للقرآن ولقوال
الئمة الطاهرين رضي ال عنهم أيضا كما ستعرفً.ا )(1
وإذا عرفت هذا فأقول إن القرآن ناطق بأن الصحابة الكبار رضي ال عنهم لم يصدر عنهم شيء
يوجب الكفر ويخرجهم عن اليمانً.ا -1قال ال تعالى في سورة التوبة} :والسابقون الولون من المهاجرين والنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي ال عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها النهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم{ً فقال ال في حق السابقين الولين من المهاجرين والنصار أربعة أمور) :الول( رضوانه عنهم )والثاني( رضوانهم عنه __________ ) (1قال دمنعدد الكتاب للشاملة :في بعض النسخ هنا زيادة ليست في المطبوعة ،وهي:
وأما الجواب عنه تحقيقا فلن القرآن المجيد عند جمهور علماء الشيعة المامية الثني عشرية
محفوظ عن التغير والتبديل ،ومن قال منهم بوقوع النقصان فيه فقوله مردود غير مقبول عندهمً.ا
] [1قال الشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه الذي هو من أعظم علماء المامية الثني عشرية في رسالته العتقادية) :اعتقادنا في القرآن أن القرآن الذي أنزل ال تعالى على نبيه هو ما بين الدفتين وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة وعندنا الضحى وألم نشرح سورة واحدة وليلف وألم تر كيف سورة واحدة ومن نسب إلينا أنا نقول أنه أكثر من ذلك فهو كاذب( انتهىً.ا ] [ 2وفي تفسير مجمع البيان الذي هو تفسير معتبر عند الشيعة) :ذكر السيد الجل المرتضى علم الهدى ذو المجد أبو القاسم علي بن الحسين الموسوي أن القرآن كان على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم مجموع ا مؤلف ا على ما هو الن واستدل على ذلك بأن القرآن كان يدرس
ويحفظ جميعه في ذلك الزمان حتى عين على جماعة من الصحابة في حفظهم وأنه كان يعرض
على النبي صلى ال عليه وسلم ويتلى عليه وأن جماعة من الصحابة كعبد ال بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي صلى ال عليه وسلم عدة ختمات ،وكل ذلك بأدنى تأمل يدل على أنه كان مجموع ا مرتب ا غير منشور ول مبثوث ،وذكر أن من خالف من المامية والحشوية ل يعتد بخلفهم فإن الخلف مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث نقلوا أخبارا ضعيفة ظنوا
صحتها ل يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته( انتهىً.ا
] [3وقال السيد المرتضى أيضاا) :إن العلم بصحة القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار
والوقائع العظام المشهورة وأشعار العرب المسطورة ،فإن العناية اشتدت والدواعي توفرت على نقله
وبلغت حدا لم تبلغ إليه فيما ذكرناه لن القرآن معجزة النبوة ومأخذ العلوم الشرعية والحكام
الدينية ،وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وعنايته الغاية حتى عرفوا كل شيء فيه من إعرابه
وقراءته وحروفه وآياته فكيف يجوز أن يكون مغيرا أو منقوصا مع العناية الصادقة والضبط الشديد(
انتهىً.ا
] [4وقال القاضي نور ال الشوستري الذي هو من علمائهم المشهورين في كتابه المسمى بمصائب النواصب" :ما نسب إليه الشيعة المامية بوقوع التغير في القرآن ليس مما قال به جمهور المامية إنما قال به شرذمة قليلة منهم ل اعتداد بهم فيما بينهم" انتهىً.ا ] [5وقال المل صادق في شرح الكليني) :يظهر القرآن بهذا الترتيب عند ظهور المام الثاني عشر ويشهر به( انتهىً.ا ] [6وقال محمد بن الحسن الحر العاملي الذي هو من كبار المحدثين في الفرقة المامية في رسالة كتبها في رد بعض معاصريه" :هركسيكه تتبع أخبار وتفحص تواريخ وآثار نموده بعلم يقيني ميداندكه قرآن درغايه وأعلى درجة تواتر بوده وآلف صحابة حفظ ونقل ميكردندآن راودر عهد رسول خدا صلى ال عليه وسلم مجموع ومؤلف بود( انتهىً.ا فظهر أن المذهب المحقق عند علماء الفرقة المامية الثني عشرية أن القرآن الذي أنزله ال على نبيه هو ما بين الدفتين وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك ،وأنه كان مجموعا مؤلفا في عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم،
وحفظه ونقله ألوف من الصحابة وجماعة من الصحابة كعبد ال بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما
ختموا القرآن على النبي عدة ختمات ويظهر القرآن ويشهر بهذا الترتيب عند ظهور المام الثاني عشر رضي ال عنه والشرذمة القليلة التي قالت بوقوع التغيرً.ا فقولهم مردود ول اعتداد بهم فيما بينهم ،وبعض الخبار الضعيفة التي رويت في مذهبهم ل يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته وهو حق لن خبر الواحد إذا اقتضى علم ا ولم يوجد في الدلة القاطعة ما يدل عليه وجب
رده ،على ما صرح ابن المطهر الحلي في كتابه المسمى )بمبادئ الوصول إلى علم الصول( ،وقد
قال ال تعالى} :إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون{ً ً.ا في تفسير الصراط المستقيم الذي هو تفسير معتبر عند علماء الشيعة )أي إنا لحافظون له من التحريف والتبديل والزيادة والنقصان( ً.ا انتهىً.ا
) (3/928
)والثالث( تبشيرهم بالجنة )والرابع( وعد خلودهم فيها ،ول شك أن أبا بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذا النورين رضي ال عنهم من السابقين الولين من المهاجرين ،كما أن أمير المؤمنين عليا رضي ال عنه منهم فثبت لهم هذه المور الربعة وثبت صحة خلفتهم ،فقول الطاعن في الثلثة رضي ال عنهم مردود ،كما أن قول الطاعن في حق الرابع رضي ال عنه مردودً.ا -2وقال ال تعالى في سورة التوبة أيضاا} :الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل ال بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند ال وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم
فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبدا إن ال عنده أجر عظيم{ً فقال ال في حق المؤمنين المهاجرين المجاهدين في سبيل ال بأموالهم وأنفسهم أربعة أمور) :الول( كون درجتهم أعظم عند ال )والثاني( كونهم فائزين بمرادهم )والثالث( كونهم مبشرين بالرحمة والرضوان والجنات
) (3/929
)والرابع( خلودهم في الجنات أبداا ،وأكد المر الرابع غاية التأكيد بثلث عبارات أعني قوله مقيم،
وقوله خالدين فيها أبداا ،وقوله ]أجر عظيم[ ،ول شك أن الخلفاء الثلثة رضي ال عنهم من
المؤمنين المهاجرين المجاهدين في سبيل ال بأموالهم وأنفسهم ،كما أن عليا رضي ال عنه منهم
فثبت لهم المور الربعةً.ا
-3وقال ال تعالى في سورة التوبة أيضاا} :لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم
وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون ،أعد ال لهم جنات تجري من تحتها النهار
خالدين فيها ذلك الفوز العظيم{ً فقال ال في حق المؤمنين المجاهدين أربعة أمور) :الول( كون الخيرات لهم )والثاني( كونهم مفلحين
) (3/930
)والثالث( وعد الجنات )والرابع( خلودهم فيهاً.ا ول شك أن الثلثة رضي ال عنهم من المؤمنين المجاهدين فثبت هذه المور الربعة لهمً.ا -4وقال ال تعالى في سورة التوبة أيضاا} :إن ال اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم
الجنة يقاتلون في سبيل ال فميقتلون وديقتلون وعدا عليه حق ا في التوراة والنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من ال فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيمً.ا التائبون العابدون
الحامدون السائحون الراكعون الساجدون المرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود ال وبشر المؤمنين{ً فوعد ال الجنة للمؤمنين المجاهدين وعدا موثق ا وذكر تسعة أوصاف
لهم فثبت أنهم كانوا كذلك ويفوزون بالجنةً.ا
-5وقال ال في سورة الحج} :الذين إن مكلناهم في الرض أقاموا الصلة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وللله عاقبة المور{ً فقوله الذين إن مكناهم صفة لمن تقدم وهو قوله الذين أخرجوا ،فيكون المراد به المهاجرين ل النصار لنهم ما أخرجوا من ديارهم فوصف ال المهاجرين بأنه إن مكنهم في الرض وأعطاهم السلطنة أتوا بالمور الربعة وهي إقامة الصلة وإيتاء الزكاة والمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،لكن قد ثبت أن ال مكن الخلفاء الربعة رضي ال عنهم في الرض ،فوجب كونهم آتين بالمور الربعة ،وإذا كانوا كذلك ثبت كونهم
) (3/931
على الحق ،وفي قوله ل عاقبة المور دللة على أن الذي تقدم ذكره من تمكينهم في الرض كائن ل محالة ،ثم إن المور ترجع إلى ال تعالى بالعاقبة فإنه هو الذي ل يزول ملكهً.ا -6وقال ال تعالى في سورة الحج} :وجاهدوا في ال حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس ،فأقيموا الصلة وآتوا الزكاة واعتصموا بال هو مولكم فنعم
المولى ونعم النصير{ً فسمى ال في هذه الية الصحابة بالمسلمينً.ا -7وقال ال تعالى في سورة النور} :وعد ال الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمن ا يعبدونني ل يشركون بي شيئ ا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون{ً ولفظ "من" في قوله منكم للتبعيض وكم ضمير الخطاب فيدلن على أن المراد بهذا الخطاب بعض المؤمنين
الموجودين في زمان نزول هذه السورة ل الكل ،ولفظ الستخلف يدل على أن حصول ذلك الوعد يكون بعد الرسول صلى ال عليه وسلم ومعلوم أنه ل نبي بعده لنه خاتم النبياء ،فالمراد بهذا الستخلف طريقة المامة ،والضمائر الراجعة إليهم في قوله ليستخلفنهم إلى قوله ل يشركون وقعت كلها على صيغة الجمع ،والجمع حقيقة ل يكون
) (3/932
محمولا على أقل من ثلثة ،فتدل على أن هؤلء الئمة الموعود لهم ل يكونون أقل من ثلثة وقوله ليمكنن لهم إلى آخره وعد لهم بحصول القوة والشوكة والنفاذ في العالم فيدل على أنهم يكونون
أقوياء ذوي شوكة ،نافذ أمرهم في العالم ،وقوله دينهم الذي ارتضى لهم يدل على أن الدين الذي يظهر في عهدهم هو الدين المرضي ل وقوله ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يدل على أنهم في عهد
خلفتهم يكونون آمنين غير خائفين ،ول يكونون في الخوف والتقية ،وقوله يعبدونني ل يشركون بي
شيئ ا يدل على أنهم في عهد خلفتهم أيض ا يكونون مؤمنين ل مشركينً.ا
فدلت الية على صحة إمامة الئمة الربعة رضي ال عنهم سيما الخلفاء الثلثة أعني أبا بكر
الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذا النورين رضي ال عنهم ،لن الفتوحات العظيمة والتمكين التام وظهور الدين والمن الذي كان في عهدهم لم يكن في عهد أمير المؤمنين علي رضي ال عنه لشتغاله بمحاربة أهل الصلة في عهده الشريف ،فثبت أن ما يتفوه به الشيعة في حق الثلثة رضي ال عنهم أو الخوارج في حق عثمان وعلي رضي ال عنهما قول غير قابل لللتفاتً.ا
) (3/933
-8وقال ال تعالى في سورة الفتح في حق المهاجرين والنصار الذين كانوا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم في صلح الحديبية} :إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل ال سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان ال بكل شيء عليماا{ً فقال في حقهم أربعة أمور:
)الول( إنهم شركاء للرسول في نزول السكينةً.ا )والثاني( إنهم مؤمنونً.ا )والثالث( إن كلمة التقوى لزمة غير منفكة عنهمً.ا )والرابع( إنهم كانوا أحق بكلمة التقوى وأهلها ،ول شك أن أبا بكر وعمر
رضي ال عنهما في هؤلء المهاجرين فثبت لهما ولسائرهم هذه المور الربعة ،ومن اعتقد في حقهم غير هذه فعقيدته باطلة مخالفة للقرآنً.ا -9وقال ال تعالى أيضا في سورة الفتح} :محمد رسول ال والذين معه أشداء على الكفار رحماء
بينهم تراهم ركع ا سجدا يبتغون فضلا من ال ورضواناا ،سيماهم في وجوههم من أثر السجود{ً ً.ا
) (3/934
فمدح الصحابة بكونهم أشداء على الكفار رحماء فيما بينهم وكونهم راكعين ،وساجدين ،ومبتغين فضل ال ورضوانه ،فمن اعتقد من مدعي السلم في حقهم غير هذا فهو مخطئً.ا -10وقال ال تعالى في سورة الحجرات} :ولكن ال حبب إليكم اليمان وزينه في قلوبكم ،وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون{ً ً.ا فعلم أن الصحابة كانوا محبي اليمان كارهي الكفر والفسق والعصيان وكانوا راشدين ،فاعتقاد ضد هذه الشياء في حقهم خطأً.ا -11وقال ال تعالى في سورة الحشر} :للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من ال ورضواناا ،وينصرون ال ورسوله أولئك هم الصادقون ،والذين تبوؤوا الدار
واليمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ول يجدون في صدورهم حاجة مما أتوا ويؤثرون على
أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون{ً ً.ا فمدح ال المهاجرين والنصار بستة أوصاف) :الول( أن هجرة هؤلء المهاجرين ما كانت لجل الدنيا بل كانت لجل ابتغاء مرضات الً.ا )والثاني( أنهم كانوا ناصرين لدين ال ورسولهً.ا )والثالث(
أنهم كانوا صادقين قولا وفع لاً.ا )والرابع( أن النصار كانوا يحبون من هاجر إليهمً.ا )والخامس( إنهم كانوا يسرون إذا حصل شيء للمهاجرينً.ا
) (3/935
)والسادس( أنهم كانوا يقدمونهم على أنفسهم مع احتياجهم ،وهذه الوصاف الستة تدل على كمال اليمان ومن اعتقد في حقهم غير هذا فهو مخطئ وهؤلء الفقراء من المهاجرين كانوا يقولون لبي بكر رضي ال عنه يا خليفة رسول ال وال يشهد على كونهم صادقين فوجب أن يكونوا صادقين في هذا القول أيض ا ومتى كان المر كذلك وجب الجزم بصحة إمامتهً.ا
-12وقال ال تعالى في سورة آل عمران} :كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بال{ً ً.ا
) (3/936
فمدح ال الصحابة بثلثة أوصاف) :الول( أنهم خير أمةً.ا )والثاني( أنهم كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكرً.ا )والثالث( أنهم كانوا مؤمنين بال ،وهكذا اليات الخر لكني لخوف التطويل أكتفي على اثني عشر موضعاد على عدد الحواريين لعيسى عليه السلم وعدد الئمة الطاهرين الثني عشر رضي ال عنهم أجمعينً.ا
وأنقل خمسة أقوال من أقوال أهل البيت عليهم السلم على عدد الخمسة الطاهرين عليهم السلمً.ا [1]-في نهج البلغة الذي هو كتاب معتبر عند الشيعة قول علي رضي
) (3/937
ال عنه هكذا) :للله در فلن فلقد :1قوم الود :2 ،وداوي العمد :3 ،وأقام السنة :4 ،وخلف البدعة :5 ،ذهب نقي الثوب :6 ،قليل العيب :7 ،أصاب خيرها :8 ،وسبق شرها :9 ،أدى إلى
ال طاعته :10 ،واتقاه بحقه رحل وتركهم في طرق متشعبة ل يهتدي فيه الضال ويستيقن المهتدي( انتهىً.ا والمراد بفلن على مختار أكثر الشارحين منهم البحراني ،أبو بكر الصديق رضي ال عنه وعلى مختار بعض الشارحين عمر الفاروق رضي ال عنه ،فذكر علي رضي ال عنه عشرة أوصاف من أوصاف أبي بكر أو عمر رضي ال عنه فل بد من وجودها ،ولما ثبتت هذه الوصاف له بعد مماته بإقرار علي رضي ال عنه فما بقي في صحة خلفته شكً.ا [2]-وفي كشف الغمة الذي هو تصنيف علي بن عيسى الردبيلي الثني
) (3/938
عشري الذي هو من الفضلء المعتمدين عند المامية )سئل المام جعفر عليه السلم عن حلية السيف هل يجوز ،فقال :نعم قد حلى أبو بكر الصديق سيفه ،فقال الراوي :أتقول هكذا ،فوثب المام عن مكانه فقال :نعم الصديق نعم الصديق نعم الصديق -فمن لم يقل له الصديق فل صدق ال قوله في الدنيا والخرة( ً.ا فثبت بإقرار المام الهمام أن أبا بكر الصديق رضي ال عنه صديق حق ،منكره كاذب في الدنيا والخرةً.ا ] [3ووقع في بعض مكاتيب علي رضي ال عنه على ما نقل شارحو نهج البلغة في حق أبيبكر وعمر رضي ال عنهما هكذا) :لعمري إن مكانهما من السلم لعظيم وإن المصاب بهما لحرج في السلم شديد ،رحمهما ال وجزاهما ال بأحسن ما عمل( ً.ا ] [4ونقل صاحب الفصول الذي هو من كبار علماء المامية الثني عشرية عن المام الهماممحمد الباقر رضي ال عنه هكذا) :إنه قال لجماعة خاضوا في أبي بكر وعمر وعثمان أل تخبروني أنتم من المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من ال ورضوان ا
) (3/939
وينصرون ال ورسولهً.ا قالوا :ل -قال :فأنتم من الذين تبوؤوا الدار واليمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهمً.ا قالوا :ل -قال :أما أنتم فقد برئتم أن تكونوا أحد هذين الفريقين وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال ال تعالى} :والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولخواننا الذين
سبقونا باليمان ول تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم{ً ً.ا
فالخائض في الصديق والفاروق وذي النورين رضي ال عنهم خارج عن الفرق الثلث الذين مدحهم ال بشهادة المام الهمام رضي ال عنهً.ا وفي التفسير المنسوب إلى المام الهمام الحسن العسكري رضي ال عنه وعن آبائه الكرام) :إن ال أوحى إلى آدم ليفيض على كل واحد من محبي
محمد وآل محمد وأصحاب محمد ما لو قسمت على كل عدد ما خلق ال من طول الدهر إلى آخره وكانوا كفارا لداهم إلى عاقبة محمودة وإيمان بال حتى يستحقوا به الجنةً.ا وإن من يبغض آل محمد وأصحابه أو واحدا منهم يعذبه ال عذاب ا لو قسم على مثل خلق ال لهلكهم أجمعين( ً.ا
فعلم أن المحبة ما يكون بالنسبة إلى الل والصحاب رضي ال عنهم ل بالنسبة إلى أحدهما وإن بغض واحد من الل والصحاب كاف
) (3/940
للهلكً.ا نجانا ال من سوء العتقاد في حق الصحابة والل رضوان ال عليهم أجمعين وأماتنا على حبهم ،ونظرا إلى اليات الكثيرة والحاديث الصحيحة اتفق أهل الحق على وجوب تعظيم الصحابة رضي ال عنهمً.ا
)الشبهة الثانية( أن مؤلفي كتب الحديث ما رأوا الحالت المحمدية والمعجزات الحمدية بأعينهم وما سمعوا أقوال محمد صلى ال عليه وسلم منه بل واسطة بل سمعوها بالتواتر بعد مائة سنة أو مائتي سنة من وفاة محمد صلى ال عليه وسلم وجمعوها وأسقطوا مقدار نصفها لعدم العتبارً.ا )والجواب( قد عرفت في الفصل الثالث أن الرواية اللسانية معتبرة عند جمهور أهل الكتاب واعتبارها ثابت من هذا النجيل المتداول ،وأن فرقة بروتستنت تحتاج إلى اعتبارها في أمور كثيرة هي على إقرار )ماني سيك( السقف بمقدار ستمائة ،وأن خمسة أبواب من سفر المثال جمعت من الروايات اللسانية ،في عهد حزقيا بعد مدة مائتين وسبعين سنة من موت سليمان عليه السلم، وأن إنجيل مرقس ولوقا وتسعة عشر بابا من كتاب العمال كتبت بالرواية اللسانية وأن المر المهتم
بشأنه يكون محفوظ ا ول يتطرق فيه خلل بمرور مدة ،وأن التابعين كانوا شرعوا في تدوين الحاديث في الكتب لكنهم دونوها على غير ترتيب أبواب الفقه ،وأن طبقة تبع التابعين دونوها على ترتيبها،
ثم إن البخاري وباقي مؤلفي الكتب الصحاح اقتصروا على ذكر الحاديث
) (3/941
الصحيحة وتركوا الضعاف وروى كل من أصحاب الصحاح الحاديث بالسناد منهم إلى رسول ال صنف في أسماء الرجال فن عظيم الشأن يعلم به حال كل راوو من رواة صلى ال عليه وسلمً.ا وقد د الحديث ،وكذا قد عرفت أن أهل السلم كيف يعتبرون الحديث الصحيح فل يرد عليهم شيء،
وقولهم سمعوها بالتواتر وأسقطوا مقدار النصف لعدم العتبار غلط لنهم ما أسقطوا لعدم العتبار حديث ا من الحاديث التي سمعوها بالتواتر لن الحديث المتواتر عندهم واجب العتبار ،نعم تركوا الضعاف التي لم تكن أسانيدها كاملة وتركها ل يضر كما قد عرفتً.ا
في الباب الثاني من قول آدم كلرك) :إن هذا المر محقق أن الناجيل الكثيرة الكاذبة كانت رائجة في أول القرون المسيحية وكثرة هذه الحوال الكاذبة الغير الصحيحة هيجت لوقا على تحرير النجيل ،ويوجد ذكر أكثر من سبعين من هذه الناجيل الكاذبة والجزاء الكثيرة من هذه الناجيل باقية وكان )ثابري سيوس جمع( هذه الناجيل الكاذبة وطبعها في ثلث مجلدات( انتهىً.ا )الشبهة الثالثة( إن كل عاقل إذا ترك التعصب علم أن أكثر الحاديث ل يمكن أن يكون معانيها صادقة مطابقة لما في نفس المرً.ا )والجواب( ل يوجد في الحاديث الصحيحة شيء يكون مضمونه ممتنع ا عند العقل ،وأما بعض
المعجزات التي هي خلف العادة ،وبعض أحوال الجنة
) (3/942
والجحيم والملئكة التي ل يوجد لها نظائر في هذه الدنيا فإن كان استبعادهم لها لجل أنها ممتنعة بالبرهان فعليهم ذكر هذا البرهان وعلينا جوابه ،وإن كان لجل أنها خلف العادة أو ل يوجد لها نظائر في هذا العالم فل يضرنا لن المعجزة لو كانت على مجرى العادة ل تكون معجزة ،أليس صيرورة العصا ثعبانا وابتلعها جميع تنانين السحرة ثم صيرورتها كما كانت بل زيادة حجم ،وهكذا
جميع معجزات موسى عليه السلم على خلف مجرى العادة ،وقياس العالم الخر على هذا العالم
قياس مع الفارق ،نعم لو قام البرهان القطعي على امتناع شيء يقطع بامتناعه في العالم الخر أيضاا، وبدون قيام البرهان ،ل يتجاسر على إنكاره في العالم الخر ،أل يرون إلى اختلف أحوال القاليم
فإن بعض الشياء توجد في بعض دون بعض ،فمن كان من إقليم وسمع حال بعض الشياء العجيبة المختصة بإقليم آخر يستبعد ،بل كثيرا ما ينكر بشرط أن ل يكون سماعه بالتواترً.ا
وقد يكون بعض المور مستبعدة في بعض الحيان دون بعض كما أن قطع هذه المسافة البحرية بهذه السرعة التي تقطع بالمراكب الدخانية ،أو البرية التي تقطع بالعربيات الدخانية كان من المستبعدات عند الناس قبل إيجاد المراكب الدخانية ،والعربيات الدخانية وكذا وصول الخبر في دقيقة أو دقيقتين إلى مسافة بعيدة بواسطة السلك المعروف كان من المستبعدات قبل إيجاده وما
بقيت مستبعدة بعد اختراع هذه الشياء وامتحانهاً.ا لكن النصاف أن عادة المنكرين أنهم يغمضون عين النصاف ويحكمون على كل شيء يرى مستبعد ا في آرائهم أنه محال ،وتعلم علماء بروتستنت هذه العادة من أبناء صنفهم الذين يسمونهم الملحدة ،لكن العجيب من هؤلء العلماء أنهم ل يرون أن كتبهم مملوءة بالغلط الصريحة كما
نقلت بعضها على سبيل النموذج في الفصل الثالث من الباب الول وأنهم ما تنبهوا باستبعادات أبناء صنفهم وعاملوا المسلمين بما
) (3/943
عاملتهم أبناء صنفهم وقد كانت استبعادات أبناء صنفهم غالبا أقوى من استبعاداتهم الناقصة ،وأنا ل: أنقل بعض المواضع من المواضع التي يستهزؤون بها ويستبعدونهاً.اً.ا مث ا
] [1وقع في الباب الثاني والعشرين من كتاب العدد هكذا) :28 :ففتح الرب فم التانة وقالت لبلعام :ما الذي فعلت بك هذه ثلث مرات قد ضربتني( ) :29فقال بلعام للتان :لنك استأهلت ذلك مني إلخ( ) :30فقالت التانة لبلعام :لست أنا أتانك التي تركب منذ كنت غلم ا إلى يومك هذا فهل فعلت بك مثل هذا فقال :ل( ً.ا
قال هورن في الصفحة 636من المجلد الثاني من تفسيره المطبوع سنة ) :1822إن الكفار من زمان قليل يستهزؤون بتكلم أتان بلعام( انتهىً.ا ] [2ووقع في الباب السابع عشر من سفر الملوك الول أن الغربان 2كانت
) (3/944
تجيب اللحم والخبز للياء الرسول إلى مدة وهذا المر ضحكة عند أبناء صنفهم حتى مال محققهم المشهور هورن إلى رأيهم وسفه مفسريهم ومترجميهم بوجوه ثلثة كما عرفتها في الفصل الثالث من الباب الولً.ا ] [ 3ووقع في الباب الرابع من كتاب حزقيال هكذا وأنقل عبارته عن الترجمة العربية المطبوعة سنة ) : [4] :1844وأنت تنام على جانبك اليسر وتجعل آثام بيت إسرائيل عليها على عدد أيام ترقد عليها وتتخذ إثمهم ] [5أما أنا أعطيتك سني آثامهم على عدد أيام ثلثمائة وتسعين يوما وتحمل إثم آل إسرائيل( ) :6ثم إذا كملت هذا تنام على جانبك اليمين ثانية وتتخذ إثم آل يهوذا أربعين يوم ا إن يوم ا عوض سنة جعلته لك( ) :7وتقبل بوجهك إلى محاصرة أورشليم وذراعك تكون مشدودة وتبني عليها( ) :8هوذ شددتك بوثاق ول تلتفت من جانبك إلى الجانب الخر حتى تتم
أيام محاصراتك( ) :9وأنت خذ لك حنطة وشعيرا وفولا وعدسا ودخنا وجاروس وتجعلهن في إناء
واحد وتخبز لك خبزا على عدد اليام التي ترقد فيها على جانبك ثلثمائة وتسعين يوم ا تأكله( :10 )وطعامك الذي تأكله يكون بالوزن عشرين مثقالا في كل يوم من وقت إلى وقت تأكله( :11
)وتشرب ماء بمقدار السدس من القسط من وقت إلى وقت تشربه( ) :12وكخبز ملة من شعير
تأكله وتلطخه بزبل يخرج من النسان في عيونهم( ً.ا فأمر ال حزقيال عليه السلم بثلثة أحكام: )الول( أن يرقد على جانبه اليسر ثلثمائة وتسعين يوم ا ويحمل إثم آل إسرائيل ثم يرقد على جانبه
اليمن أربعين يوما ويحمل إثم آل يهوذاً.ا
) (3/945
)والثاني( أن يقبل بوجهه إلى محاصرة أورشليم ويكون ذراعه مشدودة ول يلتفت من جانب إلى جانب آخر حتى تتم أيام المحاصرةً.ا )والثالث( أن يأكل إلى ثلثمائة وتسعين يوما خبزا ملطخا ببراز النسان وأبناء صنفهم يستهزئون
بهذه الحكام ويستبعدون أن تكون من جانب ال ،ويقولون إنها واهية بعيدة عن العقل ول يأمر ال
أن يأكل نبيه المقدس إلى مدة ثلثمائة وتسعين يوم ا خبزا ملطخ ا ببراز النسان ،أما كان الدام غير
هذا ،إل أن يقال إن البراز في حق الطاهرين يكون طاهرا كما يفهم من ظاهر كلم مقدسهم بولس
في الية الخامسة عشرة من الباب الول من رسالته إلى تيطس ،على أن ال قد أخبر بواسطته )إن النفس التي تخطئ فهي تموت والبن ل يحمل إثم الب والب ل يحمل إثم البن ،وعدل العادل يكون عليه ونفاق المنافق يكون عليه( كما هو مصرح به في الية العشرين من الباب الثامن عشر من كتابه ،فكيف أمره أن يحمل آثام إسرائيل ويهوذا إلى أربعمائة وثلثين يوم اً.ا ] [4ووقع في الباب العشرين من كتاب أشعيا أن ال أمره ان يكون عريانا حافيا إلى ثلث سنين
ويمشي على هذه الحالة وأبناء صنفهم يستهزئون بهذا الحكم ويقولون استهزااء ،يأمر ال نبيه الذي
يكون في قيد العقل
) (3/946
ول يكون مجنونا أن يمشي مكشوف العورة الغليظة بين النساء والرجال إلى ثلث سنينً.ا
] [5ووقع في الباب الول من كتاب هوشع أن ال أمره أن يأخذ لنفسه زوجة زانية وأولد الزنا ،ثم وقع في الباب الثالث من الكتاب المذكور أن يتعشق بامرأة فاسقة محبوبة لزوجها ،وقد وقع في الية الثالثة عشرة من الباب الحادي والعشرين من سفر الحبار هكذا) :ول يتزوج الكاهن إل امرأة عذراء ول يتزوج أرملة ول مطلقة ول منجسة بالزنا فل يتزوج من هؤلء البتة بل يتزوج عذراء من قومه( ً.ا وفي الباب الخامس من إنجيل متى هكذا) :كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه( فكيف أمر ال نبيه بما ذكر ،وهكذا استبعادات أخر فمن شاء فليرجع إلى كتب أبناء صنفهمً.ا )الشبهة الرابعة( الحاديث الكثيرة مخالفة للقرآن لنه وقع في القرآن أن محمدا صلى ال عليه وسلم ما ظهر منه معجزة وفي الحاديث أنه صدر منه معجزات كثيرة وأنه وقع في القرآن أن
محمدا صلى ال عليه وسلم كان مذنباا ،وفي أكثر الحاديث أنه كان معصوماا ،وأنه وقع في القرآن أن محمدا صلى ال عليه وسلم كان في البتداء في الجهل والضللة كقوله في سورة الضحى:
}ووجدك ضالا فهدى{ً
) (3/947
وكقوله في سورة الشورى} :ما كنت تدري ما الكتاب ول اليمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من
نشاء من عبادنا{ً وفي الحاديث أنه تولد في اليمان ولذلك ظهرت منه معجزات كثيرةً.ا هذا غاية
جهدهم في إثبات المخالفة بين القرآن والحاديثً.ا )والجواب( أن المرين الولين لما كانا من أعظم مطاعن النبي صلى ال عليه وسلم أردت أن أتعرض لهما في الباب السادس في المطاعن وأجيب عنهما هناك فانتظرً.ا )والجواب عن الثالث( أن الضال في الية الولى ليس المراد به الضال عن اليمان ليكون بمعنى الكافر فيرد اعتراضهم بل في تفسير هذه الية وجوه: )الول( ما روي مرفوع ا أنه عليه الصلة والسلم قال ضللت عن جدي عبد المطلب وأنا صبي ضائع وكاد الجوع يقتلني فهداني الً.ا
) (3/948
)والثاني( أن معناها وجدك ضالا عن شريعتك أي ل تعرفها إل بإلهام أو وحي فهداك إليها تارة
بالوحي الجلي وأخرى بالخفي وهو مختار البيضاوي والكشاف والجللينً.ا في البيضاوي ووجدك
ضالا عن علم الحكم والحكام فهدى ،فعلمك بالوحي واللهام والتوفيق للنظر وجاء بهذا المعنى في حق موسى عليه السلم أيضا في قوله تعالى} :فعلتها إذا وأنا من الضالين{ً ً.ا
)والثالث( أنه يقال ضل الماء في اللبن إذ صار مغموراا ،فمعنى الية كنت مغمورا بين الكفار بمكة فقواك ال تعالى حتى أظهرت دينهً.ا وجاء بهذا المعنى في قوله تعالى} :أئذا ضللنا في الرض أئنا
لفي خلق جديد{ً ً.ا )والرابع( أن معناها كنت ضالا عن النبوة ما كنت تطمع ول خطر شيء في قلبك منها ،فإن اليهود
والنصارى كانوا يزعمون أن النبوة في بني إسرائيل فهديتك إلى النبوة التي ما كنت تطمع فيها البتةً.ا
)والخامس( أن معناها وجدك ضالا عن الهجرة لعدم نزول الذن فهداك بالذنً.ا
) (3/949
)والسادس( أن العرب تسمي الشجرة في الفلة ضالة كأنه تعالى يقول كانت تلك البلد كالمفازة ليس فيها شجرة تحمل ثمر اليمان إل أنت فأنت شجرة فريدة في مفازة الجهل فوجدتك ضالا
فهديت بك الخلق ونظيره قوله عليه السلم الحكمة ضالة المؤمنً.ا )والسابع( أن معناها وجدك ضالا عن القبلة فإنه كان يتمنى أن تجعل الكعبة قبلة له وما كان يعرف أن ذلك يحصل له أم ل فهدى ال بقوله} :فلنولينك قبلة ترضاها{ً فكأنه سمى ذلك التحير
بالضللً.ا )والثامن( الضلل بمعنى المحبة كما في قوله تعالى} :إنك لفي ضللك القديم{ً أي محبتك ومعناه أنك محب فهديتك إلى الشرائع التي بها تتقرب إلى خدمة محبوبكً.ا )والتاسع( أن معناها وجدك ضالا أي ضائع ا في قومك كانوا يؤذونك ول يرضون بك رعية فقوى أمرك وهداك إلى أن صرت والي ا عليهمً.اً.ا
)والعاشر( أن معناها ما كنت تهتدي على طريق السماوات فهديتك إذ عرجت بك إليها ليلة
المعراجً.ا
) (3/950
)والحادي عشر( أن معناها وجدك ضالا أي ناسي ا فهدى أي ذكرك وذلك أنه ليلة المعراج نسي ما يجب أن يقال بسبب الهيبة فهداه ال تعالى إلى كيفية الثناء حتى قال ل أحصي ثناء عليك وجاء
الضلل بهذا المعنى في قوله تعالى} :أن تضل إحداهما{ً ً.ا )والثاني عشر( قال الجنيد قدس سره :وجدك متحيرا في بيان ما أنزل عليك فهداك لبيانه لقوله تعالى} :وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم{ً ويؤيده قوله تعالى} :ل تحرك به لسانك
لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه{ً وقوله عز وجل} :ول تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علماا{ً ً.ا
) (3/951
وعلى كل تقدير ل تمسك لهم بهذه الية ويجب تفسير الية بالوجوه التي ذكرتها وبأمثالها التي ذكرها المفسرون لقوله تعالى} :ما ضل صاحبكم وما غوى{ً إذ المراد به نفي الضللة والغواية في أمور الدين بل شبهة ومعناه ما كفر ول أقل من ذلك فما فسقً.ا والمراد في الية الثانية بالكتاب القرآن وباليمان تفاصيل شرائع السلمً.ا ومعنى الية ما كنت
تدري قبل الوحي أن تقرأ القرآن ول الفرائض والحكام ،وهذا حق لن النبي صلى ال عليه وسلم كان قبل الوحي مؤمنا بتوحيد الرب إجمالا وما كان عارفا بتفاصيل السلم بل صار عارفا بعد
الوحي أو المراد باليمان الصلة كما في قوله تعالى} :وما كان ال ليضيع إيمانكم{ً أي صلتكم
فمعنى الية ما كنت تدري ما الكتاب أي القرآن ول اليمان أي الصلة وما كان رسول ال صلى ال عليه وسلم عالما بكيفية هذه الصلة المشروعة في ملته قبل النبوة أو المراد باليمان أهل
اليمان على حذف المضاف أي ما كنت تدري ما الكتاب ومن أهل اليمان يعني من الذي يؤمن
بكً.ا وحذف المضاف كثير في كتبهم المقدسة أيضاا ،الية الثانية والعشرون من الزبور الثامن والسبعين
هكذا) :من أجل ذلك
) (3/952
سمع الرب فغضب واشتعلت النار في يعقوب وطلع السخط على إسرائيل( ً.ا وفي الية الرابعة من الباب السابع عشر من كتاب أشعيا هكذا) :يضعف مجد يعقوب ويهزل سمن جسمه( ً.ا وفي الباب الثالث والربعين من كتاب أشعيا هكذا) :22 :ل دعوتني يعقوب ولن تتعب لجلي إسرائيل( ) :28فنجست الرؤساء القديسين وجعلت يعقوب قتلا وإسرائيل تجديفاا( ً.ا
وفي الباب الثالث من كتاب أرمياء هكذا) :6 :وقال لي الرب في أيام يوسيا الملك هل رأيت ما فعلته معاصية إسرائيل انطلقت لنفسها إلى كل جبل رفيع وتحت كل شجرة مورقة وزنت هناك( :7 )فقلت بعد ما فعلت هذه جميعها ارجعي إلي ولم ترجع فرأت أختها يهوذا الفاجرة( ) :8لن من أجل أن زنت إسرائيل المعاصية فأنا طلقتها ودفعت إليه كتاب طلقها فلم تخف يهوذا أختها
الفاجرة بل ذهبت وزنت هي أيضاا( ) :11وقال لي الرب قد بررت نفسها إسرائيل المعاصية بمقابلة
يهوذا الفاجرة( ) :12ارجعي يا إسرائيل المعاصية( وفي الباب الرابع من كتاب هوشع هكذا:15 : )إن كنت يا إسرائيل أنت
) (3/953
تزني فل يأثم يهوذا( إلخ ) :16لن إسرائيل كبقرة شاغبة( إلخ ) :17صاحب الوثان إفرام( إلخ وفي الباب الثامن من كتاب هوشع هكذا) :3 :أرذل إسرائيل الخير( إلخ ) :8ابتلع إسرائيل الن صار في المم كإناء نجس إفرام أكثر مذابح للخطية( إلخ) ،ونسي إسرائيل خالقه( إلخً.ا ففي هذه العبارات يجب حذف المضاف وإل يلزم والعياذ بال أن يكون يعقوب عليه السلم مغضوبا عليه وضعيف المجد وغير داع ل وقتلا وتجديفا ومعاصية زانية تحت كل شجرة وغير راجع إلى ال وكبقرة شاغبة ومرذل الخير وكإناء نجس وناسيا لخالقهً.ا
)الشبهة الخامسة( الحاديث مختلفةً.ا
)والجواب( أن العتبار عندنا للحاديث الصحيحة المروية في كتب الصحاح والحاديث التي هي مروية في كتب غير معتبرة ل اعتبار لها عندنا ول تعارض الصحيحة كما أن الناجيل الكثيرة الزائدة على السبعين في القرون الولى ل تعارض عند المسيحيين هذه الناجيل الربعةً.ا والختلف الذي يوجد في الحاديث الصحيحة يرتفع غالب ا بأدنى تأويل وليس ذلك الختلف مثل الختلف الذي يوجد في روايات كتبهم المقدسة إلى الن كما عرفت مائة وأربعة وعشرين منها في
الباب الول ولو نقلنا عن كتبهم المقبولة الختلفات التي تكون مثل اختلف يثبتونه في بعض الحاديث
) (3/954
الصحيحة قلما يخرج باب يكون خالي ا عن مثل هذا الختلفً.ا
والذين تسميهم علماء بروتستنت ملحدة نقلوا كثيرا من هذه الختلفات في كتبهم واستهزؤوا بها،
فمن شاء فليرجع إلى كتبهمً.ا
]خمسون اختلف ا نقلوها في ذات ال وصفاته عن كتب العهدين[ وأنقل أيضا بطريق النموذج عن كتاب جان كلرك المطبوع سنة 1839في لندن وكتاب اكسيهومو
المطبوع سنة 1813في لندن وغيرهما خمسين اختلفا نقلوها في ذات ال وصفاته عن كتب
العهدين وأكتفي على نقل هذه الختلفاتً.ا لن المعترضين هداهم ال تعالى وإن جاوزوا فيها حد
الدب لكن هذه المجاوزة أقل من المجاوزة التي توجد في كلمهم عند التشنيع على النبياء عليهم السلم سيما وقت التشنيع على مريم وعيسى عليهما السلم كما ستعرفه في الختلف الرابع
والعشرين من القول الذي أنقله طردوا ،إنما نقلت هذه العتراضات لتحصل البصيرة للناظر أن اعتراضات علماء بروتستنت على الحاديث النبوية أضعف من اعتراضات أبناء صنفهم على مضامين كتبهم المقدسة وما نقلتها لجل أنها مستحسنة عندي بل أتبرأ من أكثر خرافات الفريقين ونقل الكفر ليس بكفرً.ا ) (1الية الثامنة من الزبور المائة والخامس والربعين هكذا) :الرب حنان رحوم بطيء عن الغضب وعظيم النعمة( والية التاسعة عشر من الباب السادس من سفر صموئيل الول هكذا) :وضرب الرب من أهل بيت شمس لنهم رأوا تابوت الرب وضرب من الشعب خمسين ألف رجل وسبعين( فانظروا إلى شدة رحمته وبطء غضبه أنه قتل خمسين ألف رجل وسبعين من قومه الخاص على خطأ خفيفً.ا ) (2الية العاشرة من الباب الثاني والثلثين من سفر الستثناء هكذا) :وجده
) (3/955
في الرض القفر في المكان المخيف والبرية المتسعة طاف به وعلمه وحفظه مثل حدقة عينه( وفي الباب الخامس والعشرين من سفر العدد ) 3وقال ال لموسى انطلق برؤساء الشعب كلهم وصلبهم قدام ال تلقاء الشمس فترتد شدة غضبي عن إسرائيل( ) 9وكان من مات أربعة وعشرون ألفا من البشر( فانظروا إلى حفظه الشعب مثل حدقة عينه أنه أمر موسى بصلب رؤساء الشعب كلهم
وأهلك منهم أربعة وعشرين ألف اً.ا ) (3الية الخامسة من الباب الثامن من سفر الستثناء هكذا) :أحسب في قلبك أنه كما أن الرجل يؤدب ابنه كذلك أدبك الرب إلهك( والية الثانية والثلثون من الباب الحادي عشر من سفر العدد هكذا) :واللحم إلى هذا الحين كان بين أسنانهم ولم يفرغوا من أكله فإذا غضب الرب اشتد على الشعب فضربه ضربة عظيمة جداا( فانظروا إلى تأديبه كتأديب الب ابنه أن هؤلء المفلوكين لما حصل لهم اللحم وشرعوا في الكل ضربهم ضربة عظيمةً.ا
) (4في الية الثامنة عشر من الباب السابع من كتاب ميخا في حق ال هكذا) :أنه مريد الرحمة( وفي الباب السابع من سفر الستثناء في حق سبعة شعوب عظيمة هكذا) 2 :يسلمهم الرب إلهك بيدك فاضربهم حتى أنك ل تبقي منهم بقية فل تواثقهم ميثاق ا ول ترحمهم( ) 16فتبتلعالشعوب
جميعهم الذين الرب إلهك يعطيك إياهم فل تعف عنهم عيناك( إلخً.ا
) (3/956
فانظروا إلى كونه مريد الرحمة أنه أمر بني إسرائيل بقتل سبعة شعوب عظيمة وعدم الرحمة عليهم وعدم العفو عنهمً.ا ) (5في الية الحادية عشر من الباب الخامس من رسالة يعقوب هكذا) :ورأيتم عاقبة الرب لن الرب كثير الرحمة ورؤوف( ً.ا والية السادسة عشر من الباب الثالث عشر من كتاب هوشع هكذا: )فلتهلك سامرة لنها بغت على إلهها فيبادون بالسيف وأطفالهم ينطرحون وحبالهم تشقق بطونهن( ً.ا فانظروا إلى كثرة رأفته في حق الطفال والحبالىً.ا ) ( 6في الية الثالثة والثلثين من الباب الثالث من مراثي أرمياء هكذا) :أنه من قلبه ل يؤذي بني آدم ول يحزنهم( ،لكن عدم إيذائه بني آدم وعدم تحزينهم بمرتبة أنه أهلك الشدوديين بالبواسير كما هو مصرح به في الباب الخامس من سفر صموئيل الول ،وأهلك ألوف ا من عساكر الملوك
الخمسة بإمطار الحجارة الكبيرة من السماء حتى
) (3/957
كان الذين ماتوا بالحجارة أكثر من الذين قتلهم بنو إسرائيل بالسيف كما هو مصرح به في الباب العاشر من كتاب يوشع ،وأهلك كثيرا من بني إسرائيل بإرسال الحيات كما هو مصرح به في الباب الحادي والعشرين من سفر العددً.ا
) ( 7في الية الحادية والربعين من الباب السادس عشر من سفر اليام الول هكذا) :أن فضله أبدي( والية التاسعة من زبور المائة والخامس والربعين هكذا) :الرب صالح للكل ورأفته على جميع خلقه( لكن أبدية فضله وعموم رأفته على جميع الخلق بمرتبة أنه أهلك جميع الحيوانات والنسان غير أهل السفينة في عهد نوح عليه السلم بإرسال الطوفان وأهلك أهل سادوم وعاموره ونواحيها بإمطار الكبريت والنار من السماء كما هو مصرح به في الباب السابع والتاسع عشر من سفر التكوينً.ا ) ( 8الية السادسة عشر من الباب الرابع والعشرين من سفر الستثناء هكذا) :ل تقتل الباء عوض البناء ول البناء بدل الباء ولكن كل واحد يموت بذنبه( ً.ا وفي الباب الحادي والعشرين من سفر
صموئيل الثاني أن داود عليه السلم سلم سبعة أشخاص من أولد شاول بأمر الرب بأيدي أهل جيعون ليقتلوهم بخطأ شاول فصلبوهم وقد كان داود عليه السلم عاهد شاول وحلف
) (3/958
أن ل يهلك ذريته بعد موته كما هو مصرح به في الباب الرابع والعشرين من سفر صموئيل الول فوجد نقض العهد أيضا بأمر الً.ا
) ( 9في الية السابعة من الباب الرابع والثلثين من سفر الخروج هكذا) :يجازى البناء وأبناؤهم بإثم آبائهم إلى ثلثة وأربعة أجيال( وفي الية العشرين من الباب الثامن عشر من كتاب حزقيال هكذا) :النفس التي تخطئ فهي تموت والبن ل يحمل إثم الب ،والب ل يحمل إثم البن وعدل العادل يكون عليه وشر الشرير يقع عليه( ً.ا فيعلم منه أن البناء ل يحملون إثم الباء إلى جيل واحد فضلا عن أربعة أجيال وهذا الحمل لو كان إلى أربعة أجيال فقط كان مغتنما لكن الله
الب نقض هذا الحكم أيض ا وأمر بحمل إثم الباء على البناء بعد أجيال كثيرة أيض اً.ا في الباب الخامس عشر من سفر صموئيل الول هكذا) :هكذا يقول الرب الصباووت إني ذكرت كل ما صنع عماليق بإسرائيل أنه قاومه في الطريق حيث صعدوا من مصر 3فالن اذهب فاضرب عماليق وأهلك جميع ما لهم ول ترحمهم ول ترغب من مالهم شيئا بل اقتل من الرجال والنساء
) (3/959
والغلمان حتى الطفال والبقر والغنم والحمير أيضاا( ً.ا فانظروا إنه ذكر بقوة حافظته بعد أربعمائة سنة ما صنع عماليق بإسرائيل فأمر بعد هذه المدة بالنتقام من أولدهم وقتل رجالهم ونسائهم
وأطفالهم الصغار جد ا ومواشيهم من البقر والغنم والحمير ولما لم يعمل شاول على أمره الشريف
ندم على جعله ملك ا وترقى ابنه الوحيد الله الثاني فأمر بحمل إثم الباء على البناء بعد أربعة
آلف سنةً.ا
في الباب الثالث والعشرين من إنجيل متى قول هذا الله الثاني في خطاب اليهود هكذا) :يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الرض من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح الحق أقول لكم أن هذا كله يأتي على هذا الجيل( ثم ترقى الب الله الول
وتخيل أن إثم آدم محمول على أولده إلى هذه المدة وقد مضت أزيد من أربعة آلف وثلثين سنة وقد مضى من آدم إلى يسوع خمس وسبعون جيلا على ما صرح به لوقا في الباب الثالث من
إنجيله ورأى أن أولد آدم كلهم مستحقون للنار لو لم تكن الكفارة كاملة جيدة وما رأى غير ابنه
الله الثاني حري ا بها بأن يصلب من أيدي أرذل أقوام الدنيا وهم اليهود ،وما ظهر له طريق النجاة غير هذا فأمره أن يصلب وتركه ولم يغثه في شدته حتى صرح لجل شدة العذاب ونادى الب
إلهي
) (3/960
إلهي لماذا تركتني ثم صرخ ثاني ا ومات وبعد موته صار ملعون ا ودخل الجحيم )والعياذ بال( ً.ا على
أنه لم يثبت من كتاب من كتب العهد العتيق أن زكريا بن برخيا قتل بين الهيكل والمذبحً.ا نعم صرح في الباب الرابع والعشرين من سفر اليام الثاني أن زكريا بن يهويا داع الحبر قتل في صحن بيت
الرب في عهد بواش الملك ثم عبيد الملك قتلوه بانتقام دم زكريا فحرف النجيل يهويا داع ببرخيا ولعل لوقا لجل ذلك اكتفى في الباب الحادي عشر من إنجيله على اسم زكريا ولم يذكر اسم أبيه
) (3/961
فانظروا إلى هذه المور التسعة كيف يثبت منها رحمة ال تعالىً.ا ) ( 10في الية الخامسة من الزبور الثلثين هكذا) :أن غضبه لحظة( وفي الية الثالثة عشر من الباب الثاني والثلثين من سفر العدد هكذا) :فاشتد غضب الرب على بني إسرائيل فأتاهم في القفار أربعين سنة حتى باد ذلك الخلف كله وهلك أولئك الذين أساؤوا قدامه( فانظروا إلى غضبه اللحظي أنه كيف عامل بني إسرائيلً.ا ) ( 11في الية الولى من الباب السابع عشر من سفر التكوين) :أنا ال القادر( وفي الية التاسعة عشر من الباب الول من كتاب القضاة هكذا) :وكان الرب مع يهوذا وورث الجبال ولم يستطع يستأصل أهل الوادي لن كانت لهم مراكب كثيرة من حديد( فانظروا إلى قدرته أنه لم يقدر على استئصال أهل الوادي لكونهم ذوي مراكب كثيرة من حديدً.ا
) (3/962
) (12في الية السابعة عشر من الباب العاشر من سفر الستثناء هكذا) :أن الرب إلهكم هو إله اللهة ورب الرباب إله عظيم جبار( ً.ا والية الثالثة عشر من الباب الثاني من كتاب عاموص هكذا ترجمة عربية سنة ) :1844ها أنا ذا أصر من تحتكم كما تصر العجلة المحملة حشيشاا( ترجمة
فارسية سنة ) :1838ابنك من درزير شما جسبيده شدم جنانجه أرابه برازاقد جسبيده مي شود( انظروا إلى عظمته وجباريته أنه صر تحت بني إسرائيل كما تصر العجلة المحملة حشيش اً.ا ) ( 13في الية الثامنة والعشرين من الباب الربعين من كتاب أشعيا هكذا) :الرب الذي خلق أطراف الرض ل يضعف ول يتعب( والية الثالثة والعشرون من الباب الخامس من كتاب القضاة هكذا) :العنوا أرض ما روض قال ملك الرب العنوا سكانها لنهم لم يأتوا إلى معونة الرب في مقابلة القوياء( ً.ا فانظروا إلى عدم ضعفه أنه كان محتاج ا إلى العانة في مقابلة القوياء ويلعن من
لم يجيء لعانته ،ووقع في الية التاسعة من الباب الثالث من كتاب ملخيا هكذا) :صرتم ملعونين
باللعنة لنكم نعم هذا القوم كلهم نهبوني( ً.ا وهذا أيضا يدل على أن بني إسرائيل نهبوه فيلعنهم
) (3/963
وظهر من هذه المثلة الربعة حال قدرتهً.ا ) (14الية الثالثة من الباب الخامس عشر من سفر المثال هكذا) :عينا الرب في كل مكان يترقبان الصالحين والطالحين( وفي الية التاسعة من الباب الثالث من سفر التكوين هكذا) :فدعا الرب الله آدم وقال له أين أنت( ً.ا فانظروا إلى ترقب عينه في كل مكان أنه احتاج إلى الستفهام من آدم حين اختفى في وسط شجرة الفردوسً.ا ) (15في الية التاسعة من الباب السادس عشر من سفر اليام الثاني هكذا) :عينا الرب محيطتان بكل الرض( والية الخامسة من الباب الحادي عشر من سفر التكوين هكذا) :فنزل الرب لينظر المدينة والبرج الذي كان يبنيه بنو آدم( ً.ا فانظروا إلى إحاطة عينيه بكل الرض أنه احتاج إلى النزول والنظر ليعلم حال المدينة والبرجً.ا ) (16الية الثانية من الزبور المائة والتاسع والثلثين هكذا) :وميزت سعيي وسكوني وأطلعت على
طرقي كلها( يعلم منه أن ال عالم طرق العباد كلها وأفعالهم وفي الباب الثامن عشر من سفر التكوين هكذا) 2 :فقال الرب أن صراخ سادوم وعاموره قد كثر وخطيتهم ثقلت جداا( ) 21أنزل أنظر أن فعلهم يشاكل الصراخ التي أم ل لعلم ذلك( ً.ا
) (3/964
فانظروا إلى كونه عالم طرق العباد وأفعالهم كلها أنه احتاج إلى النزول والنظر ليعلم أن فعل أهل سادوم وعاموره يشاكل الصراخ الواصل إليه أم لً.ا ) (17الية الخامسة من الزبور المذكور هكذا) :فما أعجب هذا العلم عندي فهو أرفع من أن أدركه( ،وفي الية الخامسة من الباب الثالث والثلثين من سفر الخروج هكذا) :أما الن فاعزلوا عنكم زينتكم فاعلم ما أفعله بكم( ً.ا فانظروا إلى علمه الخارج عن الدراك أنه لم يعلم ما يفعل بهم ما لم يعزلوا زينتهم والية الرابعة من الباب السادس عشر من سفر الخروج هكذا) :فقال الرب لموسى إني أمطر عليكم خبزا من السماء فليخرج الشعب ويلقطوا يوم ا بيوم طعامهم من أجل أني
أمتحنهم( والية الثانية من الباب الثاني من سفر الستثناء هكذا) :واذكر كل الطريق الذي ساسك به الرب إلهك أربعين سنة في القفار ليعذبك ويبتليك وبيان كل ما في قلبك أتحفظ وصاياه أم
ل( ً.ا فالرب محتاج إلى المتحان ليعلم ما في قلوبهم فامتحنهم بإمطار الخبز وبسياستهم أربعين سنة في القفار فعلم من هذه المثلة الستة حال كونه عالم الغيب( ً.ا ) (18في الية السادسة من الباب الثالث من كتاب ملخيا هكذا) :فإني أنا الرب ول أتغير( ً.ا
) (3/965
وفي الباب الثاني والعشرين من سفر العدد هكذا) 20 :فأتى ال بلعام في الليل وقال له إن كان هؤلء القوم إنما جاؤوا ليدعوك فانطلق معهم ولكن ل تفعل إل الذي أقوله لك 21فقام بلعام غدوة وركب أتانة وانطلق مع عظماء مواب 22فغضب ال عليه لما ذهب( الخً.ا فانظروا إلى عدم تغيره أنه أتى في الليل وأمر بلعام بالنطلق مع عظماء مواب ولما فعل بلعام ما أمر غضب عليهً.ا ) (19في الية السابعة عشر من الباب الول من رسالة يعقوب هكذا) :ليس عنده تغير ول ظل
دوران( وقد أمر بمحافظة السبت في أكثر المواضع من كتب العهد العتيق وصرح في كثير منها أنه أبدي والقسيسون بدلوا السبت بالحد فيلزم عليهم العتراف بأنه متغيرً.ا ) (20في الباب الول من سفر التكوين وقع في حق السماء والكواكب والحيوانات أنها حسنة وفي الية الخامسة عشر من الباب الخامس عشر من كتاب أيوب هكذا) :والسماء ليست بظاهرة قدامه( وفي الية الخامسة من الباب الخامس والعشرين هكذا) :والكواكب ل تزكو بين يديه( ووقع في الباب الحادي عشر من سفر الحبار في حق كثير من البهائم والطيور وحشرات الرض أنها قبيحة محرمةً.ا
) (3/966
) (21في الية الخامسة والعشرين من الباب الثامن عشر من كتاب حزقيال هكذا) :فاسمعوا يا بيت إسرائيل ،طريقي ليس بمستقيم أم ل ليس بالحري أن طرقكم خبيثة( ً.ا وفي الباب الول من كتاب ملخيا هكذا) 2 :أني أجبتكم قال الرب وقلتم في أي شيء أجبتنا أليس إنه عيسو أخ ليعقوب ،يقول الرب وأحببت يعقوب( ) 3وبغضت عيسو وجعلت جباله قفرا وميراثه لتنانين البرية( انظروا إلى استقامة طريقه أنه بغض عيسو بل سبب وجعل جباله قفرا وميراثه لتنانين البريةً.ا
) (22في الية الثالثة من الباب الخامس عشر من المشاهدات هكذا) :أيها الرب الله القادر على كل شيء طرفك عادلة وحق( ً.ا والية الخامسة والعشرون من الباب العشرين من كتاب حزقيال هكذا :إذا أعطيتهم أنا وصايا غير حسنة وأحكاما ل يعيشون بهاً.ا
) (23الية الثامنة والستون من الزبور المائة والتاسع عشر هكذا) :رب إنك صالح ومصلح فعلمني سننك( والية الثالثة والعشرون من الباب التاسع من كتاب القضاة هكذا) :وسلط الرب روح ا ردي ا بين أبي مالك وسكان شخيم وبدوا يبغضوه( ً.ا
) (3/967
فانظروا إلى إصلحه أنه سلط الروح الرديء لهيجان الفتنةً.ا ) ( 24يوجد في اليات الكثيرة حرمة الزنا ولو فرض أن القسيسين صادقون في قولهم يلزم أن
الرب نفسه زنى بزوجة يوسف النجار المسكين فحملت من هذا الزنا )والعياذ بال( ً.ا والملحدة في هذا الموضع يتجاوزون عن الحد ويستهزئون استهزاءا بليغا بحيث تقشعر منه جلود المؤمنين،
وأنا أنقل لتنبه الناظر ما قال صاحب اكسيهومو وأحذف استهزاءهً.ا قال هذا الملحد في الصفحة
44من كتابه المطبوع سنة ) :1813ذكر في إنجيل( اسمه تي تي وتي أف ميري ويعد في هذا الزمان من الناجيل الكاذبة أن مريم عليها السلم كانت محررة لخدمة بيت المقدس وكانت هناك إلى أن بلغت ست عشرة سنة واختار فادر جيروم زاوير هذا المذكور بعد ما اعتقد صحته فحينئذ يحتمل أن مريم حبلت من كاهن من كهنة البيت وهو علمها أن تقول أني حبلت من روح القدس( انتهىً.ا ثم استهزأ هذا الملحد بتحرير لوقا استهزاءا بليغ ا فقال :إن هذا الحال ثبت عند اليهود
هكذا) :أن ولد عسكري كان يحبها ومن حركته الشنيعة تولد
) (3/968
مسيح اليسوعيين فسخط عليها يوسف النجار لجل هذا المر وترك هذه الزوجة الخائنة وذهب إلى بابل وذهبت مريم مع يسوع إلى مصر وتعلم يسوع هناك النيرنجات وجاء بعد تعلمها إلى اليهودية ليريها الناس( انتهىً.ا ثم قال) :اشتهرت الحكايات الكذائية الواهية الكثيرة بين الوثنيين مثل أنهم يعتقدون أن إلههم منرو تولد من دماغ جوبتر وكان بي كس في فخذ جوبتر ،وإله أهل الصين فتولد من العذراء التي حبلت من شعاع الشمس( انتهى ملخص اً.ا ويناسب هذا المقام حكاية نقلها جان ملنر في كتابه المطبوع سنة ) :1838ادعت جؤانا سوأت كوت اللهام قبل هذا الزمان بمدة قليلة وقالت :إني أنا المرأة التي قال ال في حقها في الية الخامسة عشر من الباب الثالث من سفر التكوين) :هي تستحق رأسك( ً.ا ووقع في حقها في الباب الثاني عشر من المشاهدات هكذا [1] :وظهرت آية عظيمة في السماء امرأة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى رأسها أكليل من اثني عشر كوكب ا ] [2وهي حبلى تصرخ
متمخضة ومتوجعة لتلدً.ا وإني حبلت من عيسى عليه
) (3/969
السلم وتبعها كثير من المسيحيين وحصل لهم من هذا الحمل فرح كثير وصنعوا أظرف الذهب والفضة( انتهى كلمهً.ا لكنا ما سمعنا أنها ولدت من هذا الحمل ولدا مباركا أم ل وفي الصورة
الولى هل حصلت رتبة اللوهية لهذا الولد السعيد مثل أبيه أم ل ،وفي صورة الحصول هل بدل في معتقدية اعتقاد التثليث بالتربيع أم ل ،وكذا هل بدل لقب ال الب بالجد أم لً.ا
) ( 25في الية التاسعة عشر من الباب الثالث والعشرين من سفر العدد هكذا) :ليس ال برجل فيكذب ول ابن لنسان فيندم( ً.ا وفي الباب السادس من سفر التكوين هكذا 6 :فندم على عمله النسان على الرض فتأسف بقلبه داخلا 7وقال فامحوا البشر الذي خلقته عن وجه الرض من البشر حتى الحيوانات من الدبيب حتى طير السماء لني نادم أني عملتهمً.ا
) ( 26الية التاسعة والعشرون من الباب الخامس عشر من سفر صموئيل الول هكذا) :فإن عزيز إسرائيل ل يكذب ول يندم( لنه ليس بإنسان فيندمً.ا وفي الباب المذكور هكذا) :10 :وكان قول الرب على صموئيل قائلا 11ندمت على أني صيرت شاول ملكاا( الخ ،35الرب أسف على أنه
ملك شاولً.ا
) ( 27في الية الثانية والعشرين من الباب الثاني من سفر المثال هكذا) :من الشفة الكاذبة نفرة للرب( ً.ا وفي الباب الثالث من سفر الخروج هكذا) 17 :وقلت إني أصعدكم من استعباد أهل مصر إلى أرض الكنعانيين والحبشيين والموريين والفرزيين
) (3/970
ل( ) 18وهم يسمعون صوتك وتدخل أنت والحوريين واليابوسيين إلى الرض التي تجري لبنا وعس ا وشيوخ إسرائيل إلى ملك مصر وتقول له الرب إله العبرانيين دعانا فنمضي مسيرة ثلثة أيام في
البرية لكي نذبح ذبيحة للرب إلهنا( ً.ا والية الثالثة من الباب الخامس من السفر المذكور فقال: أي موسى وهارون له أي لفرعون) :إله العبرانيين دعانا لنذهب مسيرة ثلثة أيام في البرية ونذبح ذبائح للرب إلهنا لئل يصيبنا وباء أو حرب( ً.ا وفي الية الثانية من الباب الحادي عشر من السفر المذكور قول ال تعالى في خطاب موسى عليه السلم هكذا) :فتحدث في مسمع الشعب أن يسأل الرجل صاحبه والمرأة من صاحبتها أواني فضة وأواني ذهب( ً.ا والية الخامسة والثلثون من الباب الثاني عشر من سفر الخروج هكذا:
)وفعل بنو إسرائيل كما أمر موسى واستعاروا من المصريين أواني فضة وذهب وشيئا كثيرا من
الكسوة( ً.ا فانظروا إلى نفرته من الكذب أنه أمر موسى وهارون أن يكذبا عند فرعون فكذبا وكذلك كذب كل رجل وكل امرأة وأمر بالخداع وأخذ كل مال جاره بالخديعة وتصرف به ،وقد أمر في مواضع من التوراة بأداء حق الجار ،أيكون أداء حقه كما أمر وقت خروجهم وأيليق بال أن يعلمهم
الغدر والخيانةً.ا وفي الباب السادس عشر من سفر صموئيل الول )قال الرب
) (3/971
لصموئيل :امل قرنك دهن ا وتعال أبعثك إلى أيسي الذي من بيت لحم فإني قد رأيت لي في بنيه
ملكاا( قال صموئيل :كيف أذهب فيسمع شاول فيقتلنيً.ا فقال الرب :خذ بيدك عجلة من البقر وقل إني جئت لقرب ذبيحة للربً.ا فصنع صموئيل كما أمر الرب وأتى إلى بيت لحم( انتهى
ملخصاً.ا فأمر ال صموئيل أن يكذب لنه كان أرسله لمسح داود وجعله سلطانا ل للذبح ،وعرفت في جواب الشبهة الثالثة في الفصل الثاني من هذا الباب أن ال أرسل روح الضللة ليقع في أفواه
نحو أربعمائة نبي كذبة )ويضلهم فيكذبون( فمن هذه المثلة الربعة يظهر نفرته من الشفة الكاذبةً.ا ) (28الية السادسة والعشرون من الباب العشرين من سفر الخروج هكذا) :ل تصعد على مذبحي بدرج لئل تنكشف عليه عورتك( ً.ا فعلم منه أنه ل يجب انكشاف عورة الرجل فضلا عن عورة المرأةً.ا وفي الية السابعة عشر من الباب الثالث من كتاب أشعيا) :الرب يقلع عورات بنات صهيون( ً.ا
) (3/972
وفي الباب السابع والربعين من كتاب أشعيا هكذا) 2 :خذي الرحى واطحني دقيقا أعرى عارك اكشفي كتفك أظهري ساقيك جوزي النهار( ) 3ينكشف عيبك ويظهر عارك أنتقم ول يقاومني
بشر( ً.ا والية الثامنة عشر من الباب العشرين من سفر التكوين هكذا) :لن الرب أعقم جميع من في بيت أبي مالك من أجل سارة امرأة إبراهيم( ً.ا والية الحادية والثلثون من الباب التاسع والعشرين هكذا) :فلما رأى الرب أن ليا مبغوضة فتح رحمها وكانت راحيل عاقراا( ً.ا والية الثانية
والعشرون من الباب الثلثين من السفر المذكور هكذا) :فذكر الرب راحيل واستجاب لها وفتح
رحمها( ً.ا فانظروا إلى نفرته من كشف عورة الرجال ورغبته إلى قلع عورات النساء وأعرائهن وفتح أرحامهن وسدهاً.ا ) ( 29في الية الرابعة والعشرين من الباب التاسع من كتاب أرمياء هكذا) :أنا الرب الصانع الرحمة والقضاء والعدل في الرض( ً.ا وقد عرفت حال ارتضائه بالرحمة والصدق فاعرف حال عدله في الباب الحادي والعشرين من كتاب حزقيال هكذا) [3] :وتقول لرض إسرائيل هكذا) :يقول الرب الله ها أنا ذا إليك وأسل سيفي من غمده وأقتل فيك البار والمنافق( ] [4ومن أجل أني قتلت فيك بارا ومنافق ا فلهذا يخرج
) (3/973
سيفي من غمده إلى كل جسد من التيمن إلى الشمال( ً.ا فلو سلم أن أقتل المنافق عند علماء بروتستنت عدل لكن كيف يكون قتل البار عدلا عندهمً.ا وفي الباب الثالث عشر من كتاب أرمياء
هكذا) 13 :فنقول لهم هكذا يقول الرب ها أنا ذا أملي سكرا جميع سكان هذه الرض والملوك
الجالسين من ذرية داود على كرسيه والكهنة والنبياء وجميع سكان أورشليم 14وأبددهم رجلا عن أخيه ،والباء والبناء جميعاً.ا يقول الرب لست أرحم ول أعفي ول أتحنن حتى أهلكهم( فأمل
جميع سكان هذه الرض سكرا ثم قتلهم أي عدلً.ا
والية التاسعة والعشرون من الباب الثاني عشر من سفر الخروج هكذا) :ولما انتصف الليل قتل
الرب كل أبكار أهل مصر من بكر فرعون الجالس على كرسيه حتى إلى بكر المسبية التي في السجن وكل أبكار البهائم( ً.ا فقتل جميع أبكار أهل مصر وأبكار البهائم أي عدل ،لن الوفاء من أبكار أهل مصر كانوا أطفالا معصومين ،وكان أبكار البهائم أيضا غير مذنبينً.ا
) (30الية الثالثة والعشرون من الباب الثامن عشر من كتاب حزقيال هكذا) :العلى مرضاتي هو موت المنافق يقول الرب الله إل أن يتوب من طرقه فيعيش( ً.ا والية الحادية عشر من الباب الثالث والثلثين هكذا) :فقل لهم حتى أنا يقول الرب الله لست أريد موت المنافق بل أن يتوب المنافق من طريقه ويعيش( الخً.ا
) (3/974
فعلم من هاتين اليتين أن ال ل يحب موت الشرير بل يحب أن يتوب الشرير وينجوً.ا والية العشرون من الباب الحادي عشر من كتاب يوشع هكذا) :فقسى الرب قلوبهم وأهلكهم( ً.ا ) (31الية الرابعة من الباب الثاني من الرسالة الولى إلى تيموثاوس هكذا) :الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون( ً.ا وفي الباب الثاني من الرسالة الثانية إلى أهل تسالونيقي هكذا 11 :ولجل هذا سيرسل إليهم ال عمل الضلل حتى يصدقوا الكذب 12لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سروا بالثمً.ا ) (32الية الثامنة عشر من الباب الحادي والعشرين من سفر المثال هكذا) :عوض الصديق يسلم المنافق وعوض المستقيمين الثيم( ً.ا والية الثانية من الباب الثاني من الرسالة الولى ليوحنا هكذا) :وهو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاا( ً.ا
ففهم من الية الولى أن الشرار يكونون كفارات للصلحاء ومن الثانية أن المسيح عليه السلم
الذي هو معصوم عند المسيحيين صار كفارة للشرارً.ا )فائدة( ما ادعى بعض القسيسين من أن المسلمين ليس لهم كفارة جيدة غلط ،لنا لو تأملنا في حكم عبارة المثال ونظرنا إلى طوائف بني آدم وجدنا أن الكفارات المتعددة من المنكرين لمحمد صلى ال عليه وسلم موجودة لكل فرد من المسلمين ،على أن المسيح عليه السلم لما كان كفارة لخطايا كل العالم على ما اعترف يوحنا ،فكيف ل يكون كفارة للمسلمين الذين يعترفون بتوحيد ال
) (3/975
ونبوته وصدقه وكون أمه صادقة بريئة بل لو أنصف أحد عرف أن أهل الحياة البدية هؤلء المسلمون ل غيرهم كما عرفت في الباب الرابعً.ا ) ( 33وقع في الباب العشرين من سفر الخروج ل تقتل ول تزنً.ا والية الثانية من الباب الرابع عشر من كتاب زكريا هكذا) :وأجمع جميع المم إلى أورشليم للقتال وتؤخذ المدينة وتخرب البيوت وتفضح النساء( ً.ا فوعد الرب أن يجمع المم ليقتلوا قومه الخاص ويفضحوا نساءهم ويزنوا بهاً.ا ) (34في الية الثالثة عشر من الباب الول من كتاب حيقوق هكذا) :نقبت عيناك لئل ترى السوء ول تقدر أن تنظر إلى الثم( ً.ا والية السابعة من الباب الخامس والربعين من كتاب أشعيا) :المصور ]ص [165النور ،والخالق
الظلمة ،الصانع السلم ،والخالق الشر أنا الرب الصانع جميعها( ً.ا ) (35في الزبور الرابع والثلثين هكذا) 15 :فإن عيني الرب إلى البرار ومسامعه إلى صراخهم( ) 17أولئك الذين صرخوا فاستجاب لهم ونجاهم من جميع إضرارهم( ) 18فإن الرب قريب من منكسري القلب ومخلص متواضعي الروح( ً.ا وفي الزبور الثاني والعشرين هكذا) :1 :إلهي إلهي لماذا تركتني بعيدا عن خلصي وكلم صراخي( ) :2إلهي إلهي إني في النهار أدعو وأنت ل تستجيب وفي الليل ول سكوت لي( ً.ا
والية السادسة والربعون من الباب السابع والعشرين من إنجيل متى
) (3/976
هكذا) :ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا إيلي إيلي لما شبقتني أي إلهي إلهي
لماذا تركتني( أما كان داود وعيسى عليهما السلم من البرار ومنكسري القلوب ومتواضعي الروح فملنمم تركهما ولميم يسمع صراخهماً.ا ) (36الية الثالثة عشر من الباب التاسع والعشرين من كتاب أرمياء هكذا) :تطلبونني وتجدونني إذا طلبتموني بكل قلبكم( ً.ا والية الثالثة من الباب الثالث والعشرين من كتاب أيوب هكذا) :من يعطيني أن أعرف فأجده وأستطيع البلوغ إلى مجلسه( ً.ا وقد شهد ال في حق أيوب أنه صالح مستقيم ،خائف من ال ،بعيد من السوء كما هو مصرح به في الباب الول والثاني من كتابهً.ا فهذا المقدس لم يحصل له علم طريق وجدان ال فضلا عن
وجدانهً.ا
) ( 37في الية الرابعة من الباب العشرين من سفر الخروج هكذا) :ل نتخذ لك صورة ول تمثيل من كل ما في السماء وما في الرض وما في الماء من تحت الرض( ً.ا والية الثامنة عشر من الباب الخامس والعشرين من السفر المذكور هكذا) :وأصنع كار وبين من ذهب سبيك تجعل على كل جانبي الغشاء( ً.ا ) (38الية السادسة من رسالة يهوذا هكذا) :والملئكة الذين لم يحفظوا
) (3/977
رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم إلى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلم( ً.ا فعلم منها أن الشياطين مربوطة بقيود عظيمة إلى يوم القيامةً.ا ويعلم من الباب الول والثاني من كتاب أيوب أن الشيطان ليس بمقيد بل هو مطلق ويحضر عند الً.ا ) ( 39في الية الرابعة من الباب الثاني من الرسالة الثانية لبطرس هكذا) :أن ال لم يشفق على ملئكة قد أخطئوا بل في سلسل الظلم طرحهم في جهنم وسلمهم محروسين للقضاء( ً.ا وفي الباب الرابع من إنجيل متى أن الشيطان جرب عيسى عليه السلمً.ا ) ( 40الية الرابعة في الزبور التسعين هكذا) :فإن ألف سنة لديك كالمس الغابر وكهجيع من الليل( ً.ا والية الثامنة من الباب الثالث من الرسالة الثانية لبطرس هكذا) :أن يوم ا واحدا عند الرب كألف سنة ،وألف سنة كيوم واحد( ومع ذلك قال في الية السادسة عشر من الباب التاسع من
سفر التكوين هكذا) :ويكون القوس في الغمام وأراه وأذكر الميثاق البدي الذي قام بين ال وبين كل نفس حية من كل ذي جسد هو على الرض( ً.ا على أن كون القوس علمة العهد ل يحسن، لن القوس ل يكون في كل غمام بل في قليل من أوقات الغمام وهو وقت رقة الغمام غالباا ،وهذا
الوقت ل يكون موجبا لكثرة المطار التي يخاف منها الطوفان فل تحصل العلمة وقت الحاجة إليها بل وقت الستغناء عنهاً.ا
) (3/978
) (41في الية العشرين من الباب الثالث والثلثين من سفر الخروج قول ال في خطاب موسى عليه السلم هكذا) :إنك ل تقدر على النظر إلى وجهي لنه ل يراني بشر فيحيا( ً.ا وفي الية الثلثين من الباب الثاني والثلثين من سفر التكوين قول يعقوب عليه السلم هكذا) :رأيت ال وجه ا لوجه وتخلصت نفسي( ً.ا فرأى يعقوب عليه السلم ال وجه ا لوجه وبقي حياا ،وفي القصة
التي وقع فيها هذا القول أشياء أخرى أيض ا ل تليقً.ا الول :ذكر المصارعة بين ال وبين يعقوبً.ا والثاني :كونها ممتدة إلى طلوع الفجرً.ا والثالث :أنه لم يقو أحدهما بالخرً.ا والرابع :أن ال لم
يقدر أن ينطلق بذاته فقال أطلقنيً.ا والخامس :أن يعقوب لم يطلقه إل بعوض وهو أن يباركهً.ا والسادس :أن ال سأله عن اسمه فعلم أنه ما كان يعلم اسمهً.ا ) ( 42الية الثانية عشر من الباب الرابع من الرسالة الولى ليوحنا هكذا) :ال لم ينظره أحد قط( ً.ا
وفي الباب الرابع والعشرين من سفر الخروج هكذا) 9 :وصعد موسى وهارون وناد أب وأبيهو وسبعون رجلا من شيوخ إسرائيل 10ونظروا
) (3/979
إلى إله إسرائيل وتحت رجليه مثل الحجر السمانجوني وكمثل لون السماء ونور ظاهر( ) 11فلم يبسط يده على شيوخ إسرائيل وأبصروا ال وأكلوا وشربوا( فموسى ]ص [168وهارون والمشايخ ل :أن الجملة الخيرة بحسب السبعون عليهم السلم قد أبصروا ال وأكلوا وشربوا معه أقول أو ا
الظاهر تدل على أنهم أكلوا ال وشربوه ،لكن المقصود لعله ما فهمه المعترضونً.ا وثانياا :أن إله
بني إسرائيل )والعياذ بال( كان على صورة آلهة مشركي الهند مثل رامجند روكرشن لن ألوانهم على
ما صرح به في كتبهم على لون السماءً.ا ) (43في الية السادسة عشر من الباب السادس من الرسالة الولى إلى تيموثاوس هكذا) :الذي لم يره أحد من الناس ول يقدر أن يراه( ً.ا وفي الباب الرابع من المشاهدات أن يوحنا رآه جالس ا على العرش وكان
) (3/980
الجالس في المنظر شبه حجر اليشب والعقيقً.ا ) (44الية السابعة والثلثون من الباب الخامس من إنجيل يوحنا قول يسوع في خطاب اليهود هكذا) :لم تسمعوا صوته قط ول أبصرتم هيئته( ً.ا وقد علمت حال رؤية ال في المثال السابقً.ا بقي حال سماع صوتهً.ا في الية الرابعة والعشرين من الباب الخامس من سفر الستثناء هكذا) :قد أرانا الرب إلهنا مجده وعظمته وسمعنا صوته من وسط النهار( ً.ا ) ( 45في الية الرابعة والعشرين من الباب الرابع من إنجيل يوحنا هكذا) :ال روح( ً.ا وفي الية التاسعة والثلثين من الباب الرابع والعشرين من إنجيل لوقا هكذا) :أن الروح ليس له لحم وعظام( ويعلم من هاتين العبارتين أن ال ليس له لحم وعظام ،وقد ثبت له في كتبهم كل عضو من الرأس إلى الرجل ونقلوا أمثلة لثبات هذه العضاء وقد عرفتها في مقدمة الباب الرابعً.ا ثم قالوا استهزااء:
"لم يعلم إلى الن أنه بستاني أم بناء أو خزاف أو خياط أو جراح أو حلق أو قابلة أو جزار أو فلح
) (3/981
أو تاجر أو غيره لن أقوال كتبهم مضطربة"ً.ا في الية الثامنة من الباب الثامن من سفر التكوين هكذا) :وغرس الرب الله فردوس النعيم من البدي( فيعلم منه أنه بستانيً.ا وكذا يعلم من الية التاسعة عشر من الباب الحادي والربعين من كتاب أشعيا وفي الية الخامسة والثلثين من الباب الثاني من سفر صموئيل الول هكذا) :وبنى له بيت ا أميناا( وهكذا في الية 11
و 27من الباب السابع من سفر صموئيل الثاني والية 38من الباب الحادي عشر من سفر
الملوك الول والية 1من الزبور 127ويعلم من هذه اليات أنه بناءً.ا والية الثامنة من الباب الرابع والستين من كتاب أشعيا هكذا) :والن يا رب أنت أبونا ونحن الطين وأنت جابلنا ونحن جميعنا أعمال يديك( فيعلم منها أنه خزافً.ا والية الحادية والعشرون من الباب الثالث من سفر التكوين هكذا) :وصنع الرب الله لدم وزوجته ثيابا من جلود وألبسهما( فيعلم أنه خياطً.ا وفي
الية 17من الباب الثلثين من كتاب أشعيا هكذا) :أشفي جرحك( ً.ا
) (3/982
فيعلم أنه جراحً.ا والية العشرون من الباب السابع من كتاب أشعيا هكذا) :في ذلك اليوم يحلق الرب بموسى مستنكرا في أولئك الذين هم عبروا النهر بملك الثوريين الرأس وأوبار الرجلين
واللحية كلها( فيعلم أنه حلقً.ا ويعلم من الية 31من الباب التاسع والعشرين والية 22من الباب الثلثين من سفر التكوين أنه قابلةً.ا وقد مر نقلهما عن قريب في بيان الختلف الثامن والعشرينً.ا والية السادسة من الباب الرابع والثلثين من كتاب أشعيا هكذا) :سيف الرب امتل دم ا سمن من شحم من دم الخرفان والتيوس من دم الكباش المعلوفة( فيعلم أنه جزارً.ا والية الخامسة عشر من الباب الحادي والربعين من كتاب أشعيا هكذا) :ها جعلتك مثل البكرات الجدد التي للعجلة شبه المناشير التي تدوس فتدوس الجبال وتسحق الكام وتصنعهم مثل التراب( فيعلم أنه
فلحً.ا وفي الية الثامنة من الباب الثالث من كتاب يوئيل هكذا) :وأبيع بنيكم وبناتكم في أيدي بني يهوذا( فيعلم أنه تاجرً.ا
) (3/983
وفي الية الثالثة عشر من الباب الرابع والخمسين من كتاب أشعيا هكذا) :يتعلم جميع بنيك من الرب( فيعلم أنه معلمً.ا ويعلم من الباب الثاني والثلثين من سفر التكوين أنه مصارعً.ا ) (46الية التاسعة من الباب الثاني والعشرين من سفر صموئيل الثاني هكذا) :ارتفع دخان من أنفه ،والتهبت النار من فمه تأكل ،والجمر اشتعل منها( ً.ا والية العاشرة من الباب السابع والثلثين من كتاب أيوب هكذا) :يكون الثلج من نفس ال ويجمد الماء السائل( ً.ا ) (47الية الثانية عشر من الباب الخامس من كتاب هوشع هكذا) :وأنا مثل السوس لفرام ومثل الدودة لبيت يهوذا( ً.ا والية السابعة من الباب الثالث عشر من الكتاب المذكور هكذا) :وأنا أكون لهم مثل أسد ،مثل نمر ،في طريق الثوريين( فتارة مثل السوس والدودة وتارة مثل السد والنمرً.ا ) ( 48الية العاشرة من الباب الثالث من مراثي أرمياء هكذا) :دبارا صدا صار لي أسدا في الخفية( ً.ا والية الحادية عشر من الباب الربعين من كتاب أشعيا هكذا) :مثل الراعي هو يرعى قطيعه( الخ فتارة مثل الدب والسد وتارة كالراعيً.ا
) (3/984
) ( 49في الية الثالثة من الباب الخامس عشر من سفر الخروج هكذا) :الرب مثل الرجل المقاتل( ً.ا وفي الية العشرين من الباب الثالث عشر من الرسالة العبرانية هكذا) :وإله السلم( ً.ا ) ( 50في الية الثامنة من الباب الرابع ليوحنا هكذا) :ال محبة( ً.ا والية الخامسة من الباب الحادي والعشرين من كتاب أرمياء هكذا) :وأنا أغليكم بيد ممدودة وبذراع قوية وبزجر وبغضب وبسخط شديد( ً.ا ولما وصلت النوبة إلى الخمسين أكتفي في نقل هذه الختلفات على هذا القدر خوفا من التطويل فمن شاء أزيد منه فليتصفح كتب المعترضين المذكورين يجد فيها
اختلفات أخرىً.ا والية الخامسة عشر من الباب الحادي والعشرين من سفر الستثناء هكذا) :وإن
كانت لرجل امرأتان الواحدة محبوبة والخرى مبغوضة( الخً.ا والية السابعة والعشرون من الباب التاسع من كتاب يوشع هكذا) :وفرض عليهم( أي أهل جبعون اليوم أن يكونوا في خدمة الشعب بأسره وخدمة
) (3/985
مذبح الرب محطبين حطبا ومستقين ماء في الموضع الذي يختاره الربً.ا وفي الباب السادس
والخمسين من كتاب أشعيا هكذا) :يقول الرب للخصيين الذين يحفظون سبوتي ويختارون ما أنا
شئته ويمسكون بعهدي أعطيهم في بيتي وفي حيطاني موضع ا واسم ا أفضل من البنين والبنات،
أعطيهم اسم ا أبدي ا ل يبيد( يعلم من هذه اليات أن ال مجوز لتزوج زوجتين واحد القوم في
العبودية والرق وراض عن الخصيينً.ا )وهذه( الشياء كلها مذمومة عند النكليز شرعا أو عقلا والية الخامسة والعشرون من الباب الول من الرسالة الولى إلى أهل قورنثيوس هكذا) :لن جهالة ال أحكم من الناس وضعف ال أقوى من الناس( ً.ا والية التاسعة من الباب الرابع عشر من كتاب حزقيال هكذا) :والنبي إذا ضل وتكلم بكلم فأنا الرب أضللت ذلك النبي( الخً.ا ويعلم من هاتين اليتين جهل ال وإضلله لنبيائه )والعياذ بال( ً.ا وقال جان كلرك الملحد بعد ما نقل بعض
القاويل المنقولة فيما قبل) :أن إله بني إسرائيل هذا ليس قاتلا ظالما كاذبا أحمق مضلا فقط بل
هو نار محرقة أيضاا( ً.ا
كما قال بولس في الية التاسعة والعشرين من الباب الثاني عشر من الرسالة العبرانية إلهنا نار آكلة
والوقوع في يدي هذا الله مخيفً.ا كما قال بولس في الية الحادية والثلثين من الباب العاشر من الرسالة العبرانية )مخيف هو الوقوع في يدي ال الحي( ً.ا فتحصيل الحرية من رقية مثل هذا الله
) (3/986
بالعجلة المقدورة أحسن لنه إذا لم ينج ابنه الوحيد فمن يرجو منه الرحمة واللطف ،وهذا الله الذي تحكم هذه الكتب أنه إله ليس بقابل أن يعتمد عليه ،بل هو شيء غير محقق جامع للضداد والوهام مضل أنبيائه( انتهىً.ا فانظروا إلى أبناء صنف القسيسين إلى أين وصلت نوبتهم وليعلم أن
اعتراضاتهم على ما وقع في تراجمهم النكليزية وغيرها فإن وجد الناظر في بيان عدد الية أو في بعض المضامين ما يخالف الترجمة العربية ،فهو لجل اختلف التراجمً.ا
) (3/987
الباب السادس) :في إثبات نبوة محمد صلى ال عليه وسلم ودفع مطاعن القسيسين وهو مشتمل على فصلين(
) (4/999
صل الول) :في إثبات نبوة محمد صلى ال عليه وسلم الف ل وفيه ستة مسالك( ً.ا
]معجزات النبي صلى ال عليه وسلم[ )المسلك الول( أنه ظهرت معجزات كثيرة على يده صلى ال عليه وسلم وأذكر نبذا منها في هذا
المسلك من القرآن والحاديث الصحيحة بحذف السناد وأوردها في نوعينً.ا
وقد عرفت في الفصل الثالث من الباب الخامس على أتم تفصيل أنه ل شناعة عقلا ونقلا في اعتبار الروايات اللسانية المشتملة على شروط الرواية المعتبرة عند علمائنا رحمهم ال تعالىً.ا
) (4/1000
وفيه نوعان )أما النوع الول( ففي بيان أخباره عن المغيبات الماضية والمستقبلة ،أما الماضية فكقصص النبياء عليهم السلم وقصص المم البالية من غير سماع من أحد ول تلقن من كتاب كما عرفت في المر الرابع من الفصل الول من الباب الخامس وقد أشير إليه بقوله تعالى} :تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ول قومك من قبل هذا{ً ً.ا والمخالفة التي وقعت بين القرآن وكتب أهل الكتاب في بيان بعض هذه القصص فقد عرفت حالها
في الفصل الثاني من الباب الخامس في جواب الشبهة الثانية ،وأما المستقبلة فكثيرةً.ا عن حذيفة رضي ال عنه أنه قال) :قام فينا مقاما فما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إل حدثه
حفظه من حفظه ونسيه من نسيه قد علمه أصحابي هؤلء وإنه ليكون منه الشيء فأعرفه وأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم إذا رآه عرفه( رواه البخاري ومسلمً.ا
) (4/1001
وقد عرفت في المر الثالث من الفصل الول من الباب الخامس اثنين وعشرين خبرا من الخبار
المندرجة في القرآن وقال ال تعالى} :أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر ال أل إن نصر ال قريب{ً ً.ا فوعد ال المسلمين في هذا القول بأنهم يزلزلون حتى يستقيؤه ويستنصروهً.ا وقال النبي صلى ال عليه وسلم لصحابه) :سيشتد المر باجتماع الحزاب عليكم والعاقبة لكم عليهم( ً.ا وقال أيضاا: )أن الحزاب سائرون إليكم تسع ا أو عشراا( ً.ا فجاء الحزاب كما وعد ال ورسوله وكانوا عشرة
آلف وحاصروا المسلمين وحاربوهم محاربة شديدة إلى مدة شهر وكان المسلمون في غاية الضيق والشدة والرعب وقالوا هذا ما وعدنا ال ورسوله وأيقنوا بالجنة والنصرً.ا كما أخبر ال تعالى بقوله: }ولما رأى المؤمنون الحزاب قالوا هذا ما وعدنا ال ورسوله وصدق ال ورسوله وما زادهم إل
إيمان ا وتسليماا{ً ً.ا وقد خرج أئمة الحديث رضي ال عنهم:
-1أن النبي صلى ال عليه وسلم أخبر الصحابة بفتح مكة وبيت المقدس واليمن والشام والعراقً.ا -2وأن المن يظهر حتى ترحل المرأة من الحيرة إلى مكة ل تخاف
) (4/1002
إل الً.ا -3وأن خيبر تفتح على يد علي رضي ال عنه في غد يومهً.ا -4وأنهم يقسمون كنوز ملك فارس وملك الرومً.ا
-5وأن بنات فارس تخدمهمً.ا وهذه المور كلها وقعت في زمن الصحابة رضي ال عنهم كما أخبرً.ا
) (4/1003
-6وأن أمته ستفترق على ثلث وسبعين فرقةً.ا -7وأن فارس نطحة أو نطحتان ثم ل فارس بعد هذا أبداا ،والروم ذات قرون كلما هلك قرن خلف مكانه قرن أهل صخر وبحر هيهات آخر الدهرً.ا والمراد بالروم الفرنج والنصارى وكان كما أخبر ما
بقي من سلطنة الفرس أثر ما بخلف الروم ،فإن سلطنتهم وإن زالت عن الشام في عهد خلفة عمر رضي ال عنه وانهزم هرقل من الشام إلى أقصى بلده لكن لم تزل سلطنتهم بالكلية بل كلما هلك قرن خلفه قرن آخرً.ا -8وأن ال زوى لي الرض فرأيت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي
) (4/1004
ما زوى لي منها( ً.ا والمعنى جمع ال لي الرض مرة واحدة بتقريب بعيدها إلى قريبها حتى اطلعت على ما فيها ،وستفتحها أمتي جزءا فجزءا حتى تمتلك جميع أجزائها ،ولجل تقييدها بمشارقها
ومغاربها انتشرت ملته في المشارق والمغارب ما بين أرض الهند التي هي أقصى المشرق إلى بحر
طنجة الذي في أقصى المغرب ،ولم تنتشر في الجنوب والشمال مثل انتشارها في المشرق والمغرب ،ولعل في إتيانهما بلفظ الجمع ،وفي تقديم المشارق ،إيماء إلى ما هنالك وإلى ظهور كثرة العلماء منهما بالنسبة إلى غيرهما ،وأن علماء المشرق أكثر وأظهر من علماء المغربً.ا -9وأنه ل يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة( ً.ا وفي حديث آخر رواية أبي أمامة) :ل تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتيهم أمر ال وهم كذلك وقيل :يا رسول ال وأين هم قال :ببيت المقدس( والمراد عند جمهور العلماء بأهل الغرب أهل الشام لنه
) (4/1005
غرب الحجاز بدللة رواية وهم بالشامً.ا -10وأن الفتن ل تظهر ما دام عمر حيا وكان كما أخبر ،وكان عمر رضي ال عنه سد باب الفتنةً.ا -11وأن المهدي رضي ال عنه يظهرً.ا -12وأن عيسى عليه السلم ينزلً.ا -13وأن الدجال يخرجً.ا
) (4/1006
وهذه المور الثلثة ستظهر إن شاء ال تعالى وال أعلمً.ا -14أن عثمان يقتل وهو يقرأ في المصحفً.ا - 15وأن أشقى الخرين من يصبغ هذه من هذهً.ا يعني لحية علي من دم رأسه ،يعني يقتله وهما رضي ال عنهما استشهدا كما أخبرً.ا -16وأن عمارا تقتله الفئة الباغية فقتله أصحاب معاويةً.ا
) (4/1007
-17وأن الخلفة بعدي في أمتي ثلثون سنة ثم تصير ملكا عضوضا بعد ذلك( فكانت الخلفة الحقة كذلك بمضي مدة خلفة الحسن بن علي رضي ال عنهما ،لن خلفة أبي بكر رضي ال
عنه كانت سنتين وثلثة أشهر وعشرين يوماا ،وخلفة عمر رضي ال عنه عشر سنين وستة أشهر
وأربعة أيام ،وخلفة عثمان رضي ال عنه إحدى عشرة سنة وإحدى عشر شهرا وثمانية عشر يوماا، وخلفة علي رضي ال عنه أربع سنين وعشرة أشهر وتسعة أيام ،وبتمامها خلفة الحسن رضي ال
عنهً.ا -18وأن هلك أمتي على يدي أغيلمة من قريش والمراد يزيد وبنو
) (4/1008
مروانً.ا -19وأن النصار يقلون حتى يكونوا كالملح في الطعام ،فلم يزل أمرهم يتفرق حتى لم يبق لهم جماعةً.ا ووقع كما أخبرً.ا -20وأنه يكون في ثقيف كذاب ومبير أي مهلك ،فرأوهما
) (4/1009
المختار والحجاجً.ا -20وأن الموتتين أي الوباء والطاعون يكون بعد فتح بيت المقدس ،وكان هذا الوباء في خلفة عمر رضي ال عنه بعمواس من قرى بيت المقدس ،وبها كان عسكره ،وهو أول طاعون وقع في السلم مات به سبعون ألفا في
) (4/1010
ثلثة أيامً.ا -22وأنهم يغزون في البحر كالملوك على السرة ففي الصحيحين) :كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان من خالت النبي صلى ال عليه وسلم من الرضاع وكانت تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها يوما فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه فنام ،ثم استيقظ
يضحك فقالت :ملم تضحك؟ قال :ناس من أمتي عرضوا على غزاة في سبيل ال يركبون ثبج هذا
البحر 2ملوك ا على السرة أو كالملوك على السرةً.ا فقالت :ادع ال أن يجعلني منهم 3فقال: أنت من الولينً.ا فركبت البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها بعد خروجها منه فهلكت( ً.ا
) (4/1011
-23وأن اليمان لو كان منوطا بالثريا لناله رجال من أبناء فارس وفيه إشارة إلى المام العظم أبي حنيفة الكوفي رحمه ال تعالى أيضاً.ا -24وأن فاطمة أول أهله لحوق ا به فماتت رضي ال عنها بعد ستة
) (4/1012
أشهر من وفاته صلى ال عليه وسلمً.ا ) -25وأن ابني هذا( أي الحسن ابن علي رضي ال عنهما )سيد وسيصلح ال به بين فئتين عظيمتين( ووقع كما أخبر ،فأصلح ال به بين أتباعه وأهل الشامً.ا -26وأن أبا ذر يعيش وحيداا ،ويموتً.ا فكان كما أخبرً.ا
) -27وأن أسرع أزواجه لحوقا به أطولهن يداا( فكانت زينب بنت جحش رضي ال عنها أسرعهن
لحوقا به لطول يدها بالصدقةً.ا
) (4/1013
) -28وأن الحسين بن علي رضي ال عنهما يقتل بالطف( وهو بفتح الطاء وتشديد الفاء مكان بناحية الكوفة على شط نهر الفرات ،والن اشتهر بكربلء ،فاستشهد الحسين رضي ال عنه في الطف كما أخبرً.ا -29وقال لسراقة بن جعشم :كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟
) (4/1014
فلما أتى بهما عمر رضي ال عنه ألبسهما إياه وقال :الحمد ل الذي سلبهما كسرى وألبسهما سراقةً.ا -30وقال لخالد رضي ال عنه حين وجهه لكيدر :إنك تجده يصيد البقرً.ا فكان كما أخبرً.ا
) (4/1015
وفي حديث أبي هريرة رضي ال عنه عند الشيخين) :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :ل تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز يضيء لها أعناق البل ببصرى( ً.ا وقد خرجت نار عظيمة على قرب مرحلة من المدينة ،وكان ابتداؤها يوم الحد مستهل جمادى الخرة سنة أربع وخمسين وستمائة ،وكانت خفيفة إلى ليلة الثلثاء بيومها ،ثم ظهرت ظهورا اشترك
فيه الخاص والعام ،ولعدم ظهورها ظهورا معتدا إلى يوم الثلثاء خفي عن البعض وقال ابتداؤها كان ثالث الشهر ،وفي يوم الربعاء ظهرت ظهورا شديداا ،واشتدت حركتها واضطربت الرض بمن
عليها ،وارتفعت الصوات
) (4/1016
لخالقها ،ودامت آثار الحركة حتى أيقن أهل المدينة بوقوع الهلك وزلزلوا زلزالا شديدا فلما كان يوم الجمعة نصف النهار ثار في الجو دخان متراكم أمره متفاقم ثم شاع النار وعل حتى غشى
البصار ،فسكنت بقريظة عند قاع التنعيم بطرف الحرة ترى في صورة البلد العظيم عليها سور محيط عليه شراريف كشراريف الحصون وأبراج ومآذن ،ويرى رجال يقودونها ل تمر على جبل إل دكته وأذابته ،ويخرج من مجموع ذلك نهر أحمر ونهر أزرق له دوي كدوي الرعد يأخذ الصخور والجبال بين يديهً.ا وكان يأتي المدينة ببركة النبي صلى ال عليه وسلم نسيم باردً.ا وكان انطفاؤها في السابع والعشرين من شهر رجب ليلة السراء والمعراج وللشيخ قطب الدين القسطلني تأليف في بيان حال هذه النار سماه بحمل اليجاز في العجاز بنار الحجازً.ا فهذا الخبر من الخبار العظيمة أيضا لن
النبي صلى ال عليه وسلم أخبر بخروج هذه النار قبل ظهورها بمقدار ستمائة وخمسين سنة تقريباا، وكتب في البخاري قبل ظهورها بمقدار أربعمائة سنة تقريباا ،وصحيح البخاري في غاية درجة القبول
من زمان التأليف إلى هذا الحين حتى
) (4/1017
أخذ تسعون ألف رجل سنده من المام المرحوم بل واسطة في مدة حياته فل مجال لعناد معاند في تكذيب هذا الخبر الصريح الصادقً.ا وروى مسلم في كتاب الفتن من حديث ابن مسعود رضي ال عنه في أمر الدجال من طريق أبي قتادة عن يسير بن جابر قال :هاجت ريح حمراء بالكوفة فجاء رجل ليس له هجيري فقال :أل يا عبد ال بن مسعود جاءت الساعةً.ا قال :فقعد وكان متكئاا ،فقال :إن الساعة ل تقوم حتى ل يقسم ميراث ول يفرح بغنيمةً.ا ثم قال :بيده هكذا ونحاها نحو الشامً.ا
فقال :عدو يجتمعون لهل الشام ويجتمع لهم أهل الشامً.ا قلت :الروم يعنيً.ا قال :نعمً.ا ويكون عند ذلك القتال ردة شديدة أي هزيمة ،فيشترط المسلمون شرطة الموت ل ترجع إل غالبة فيقتتلون حتى
) (4/1018
يحجز بينهم الليل ،فيبقى هؤلء وهؤلء كل غير غالب وتفنى الشرطة ،ثم يشترط المسلمون شرطة الموت ل ترجع إل غالبة ،فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل ،فيبقى هؤلء وهؤلء كل غير غالب وتفنى الشرطة ،ثم يشترط المسلمون شرطة الموت ل ترجع إل غالبة ،فيقتتلون حتى يمسوا فيبقى هؤلء وهؤلء كل غير غالب وتفنى الشرطة ،فإذا كان اليوم الرابع نهد إليهم بقية السلم فيجعل ال الدبرة عليهم )أي الروم( فيقتتلون مقتلة ،أما قال :ل يرى مثلها ،وأما قال :لم ير مثلها حتى أن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميت ا فيتعاد بنو الب ،كانوا مائة فل يجدون بقي منهم إل الرجل الواحد ،فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقاسمً.ا فبينما هم كذلك إذ سمعوا بناس هم
أكثر من ذلك فجاءهم الصريخ أن الدجال قد خلفهم في ذراريهم ،فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون الحديثً.ا عصمنا ال من فتنة الدجالً.ا واعلم أن علماء بروتستنت على ما هو عادتهم يغلطون العوام باعتراضات مموهة على الخبارات المستقبلة المندرجة في القرآن والحديث ،فأنقل ههنا بعض الخبارات المنسوبة إلى النبياء السرائيلية عليهم السلم عن كتبهم المقدسة ليعلم المخاطب أن اعتراضاتهم ليست بشيء ،وليس غرضي سوء العتقاد في أقوال النبياء عليهم السلم لنها ليست بثابتة السناد إليهم ثبوت ا قطعياا، بل حكمها حكم الروايات الضعيفة المروية بروايات الحاد ،فالغلط منها ليس بقولهم يقين ا
والعتراض عليه حق فأقول: الول :الخبر المنقول في الباب السادس من سفر التكوينً.ا
) (4/1019
والثاني :الخبر المنقول في الية الثامنة من الباب السابع من كتاب أشعياً.ا والثالث :الخبر المنقول في الباب التاسع والعشرين من كتاب أرمياءً.ا والرابع :الخبر المندرج في الباب السادس والعشرين من كتاب حزقيالً.ا والخامس :الخبر المندرج في الباب الثامن من كتاب دانيالً.ا والسادس :الخبر المندرج في الباب التاسع من الكتاب المذكورً.ا والسابع :الخبر المندرج في الباب الثاني عشر من الكتاب المذكورً.ا والثامن :الخبر المندرج في الباب السابع من سفر صموئيل الثانيً.ا
) (4/1020
والتاسع :الخبر المندرج في الية 39و 40من الباب الثاني عشر من إنجيل متىً.ا والعاشر :الخبر المندرج في الية السابعة والعشرين والثامنة والعشرين من الباب السادس عشر من إنجيل متىً.ا والحادي عشر :الخبر المندرج في الباب الرابع والعشرين من إنجيل متىً.ا والثاني عشر :الخبر المندرج في الباب العاشر من إنجيل متىً.ا وكلها غلط كما عرفت هذه المور في الباب الول ،فإن أراد أحد منهم أن يعترض على أخباره من الخبارات المستقبلة المندرجة في القرآن والحديث فعليه أن يبين أولا صحة هذه الخبارات
المندرجة في كتبهم التي أشرت إليها الن ثم يعترضً.ا
) (4/1021
وأما النوع الثاني ففي الفعال التي ظهرت منه عليه السلم على خلف العادة وهي تزيد على ألف وأكتفي على ذكر أربعين: -1قال ال تعالى في سورة بني إسرائيل} :سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد القصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا{ً ً.ا
فهذه الية والحاديث الصحيحة تدل على أن المعراج كان في اليقظة بالجسد ،أما دللة الحاديث ففي غاية الظهور ،وأما دللة الية فلن لفظ العبد يطلق على مجموع الجسد والروحً.ا قال ال تعالى} :أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى( ،وقال أيض ا في سورة الجن} :وأنه لما قام عبد
ال يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا{ً ً.ا
ول شك أن المراد في الموضعين من العبد مجموع الروح والجسد ،فكذا المراد بالعبد ههناً.ا ولن الكفار استبعدوا هذا المعراج وأنكروه وارتد بسماعه ضعفاء المسلمين وافتتنوا به فلو لم يكن المعراج بالجسد وفي اليقظة لما كان سبب ا لستبعاد الكفار وإنكارهم وارتداد ضعفاء المسلمين
وافتتانهمً.ا إذ مثل هذا في المنامات ل يعد من المحال ول يستبعد ول ينكر أل ترى أن أحدا لو
ادعى أنه
) (4/1022
سار في نومه مرة في الشرق ومرة في الغرب وهو لم يتحول عن مكانه ولم تتبدل حاله الولى ،لم ينكره أحد ولم يستبعد ،ول استحالة فيه عقلا ونقلاً.ا أما عق لا فلن خالق العالم قادر على كل الممكنات ،وحصول الحركة البالغة في السرعة إلى هذا الحد في جسد محمد صلى ال عليه وسلم ممكن ،فوجب كونه تعالى قادرا عليه وغاية ما في
الباب أنه خلف العادة والمعجزات كلها تكون كذلكً.ا
وأما نقلا فلن صعود الجسم العنصري إلى الفلك ليس بممتنع عند أهل الكتابً.ا
- 1قال القسيس وليم اسمت في كتابه المسمى بطريق الولياء في بيان حال أخنوخ الرسول الذي كان قبل ميلد المسيح بثلث آلف سنة وثلثمائة واثنتين وثمانين سنة هكذا) :أن ال نقله حي ا إلى
السماء لئل يرى الموت كما هو مرقوم أنه لم يوجد لن ال نقله فترك الدنيا من غير أن يحمل المرض والوجع واللم والموت ودخل بجسده في ملكوت السماء( انتهىً.ا
وقوله كما هو مرقوم إشارة إلى الية الرابعة والعشرين من الباب الخامس من سفر التكوينً.ا وفي الباب الثاني من سفر الملوك الثاني هكذا) 1 :وكان لما أراد الرب أن يصعد ايليا بالعجاج إلى السماء انطلق ايليا واليسع من الجلجال
) (4/1023
11وبينما هما يسيران ويتكلمان إذ بعجلة من نار وخيل من نار فاقتربت فيما بينهما وصعد ايليا بالعجاج إلى السماء( ً.ا وقال آدم كلرك المفسر في شرح هذا المقام) :ل شك أن إيليا رفع إلى السماء حياا( انتهى كلمهً.ا والية التاسعة عشر من الباب السادس عشر من إنجيل مرقس هكذا) :ثم الرب بعد ما كلمهم
ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين ال( ً.ا وقال بولس في حال معراجه في الباب الثاني عشر من رسالته الثانية إلى أهل قورنيثوس هكذا2 : )أعرف إنسان ا في المسيح قبل أربع عشرة سنة أفي الجسد لست أعلم أم خارج الجسد لست
أعلم ال يعلم اختطف هذا إلى السماء الثالثة 3وأعرف هذا النسان أفي الجسد أم خارج الجسد لست أعلم ال يعلم أنه اختطف إلى الفردوس 4وسمع كلمات ل ينطق بها ول يسوغ لنسان أن
يتكلم بها(
) (4/1024
فادعى معراجه إلى السماء الثالثة وإلى الفردوس وبسماع كلمات ل ينطق بها ،وليس لنسان أن يتكلم بها 5وقال يوحنا في الباب الرابع من المكاشفات ) 1وبعد هذا نظرت وإذا باب مفتوح في السماء والصوت الول الذي سمعته كبوق يتكلم قائلا اصعد إلى ههنا فأريك ما ل بد أن يصير بعد
هذا 2وللوقت صرت في الروح وإذا عرش موضوع في السماء وعلى العرش جالس( ً.ا
فهذه المور مسلمة عند المسيحيين فل مجال للقسيسين أن يعترضوا على معراج النبي صلى ال عليه وسلم عقلا أو نقلاً.ا نعم يرد عليهم أنه ل وجود للسماوات على حكم علم الهيئة الجديد،
فكيف يصدق عندهم أن أخنوخ وإيليا والمسيح عليهم السلم رفعوا إلى السماء وجلس المسيح على يمين ال واختطف مقدسهم إلى السماء الثالثة وإلى الفردوسً.ا وقد عرفنا مطهر البابويين
وجهنمهم كما مر في الفصل الثاني من الباب الخامس لكنا ما عرفنا فردوس المسيحيين أهو على السماء الثالثة الموهومة كأنياب الغوال عندهم أو فوقها أو هو عبارة عن جهنم كما يفهم بملحظة النجيل وكتاب عقائدهم ،لن المسيح قال للسارق المصلوب معه وقت الصلب إنك اليوم تكون معي في الفردوسً.ا وهم يصرخون في
) (4/1025
العقيدة الثالثة من عقائدهم أنه نزل إلى جهنم ،فإذا لحظنا المرين يعلم أن الفردوس عندهم جهنمً.ا قال جواد بن ساباط في البرهان السادس عشر من المقالة الثانية من كتابه أن القسيس كياروس سألني في حضور المترجمين :ماذا يعتقد المسلمون في معراج محمد صلى ال عليه وسلم؟ قلت: إنهم يعتقدون أنه من مكة إلى أورشليم ومنه إلى السماءً.ا قال :ل يمكن صعود الجسم إلى السماءً.ا قلت :سألت بعض المسلمين عنه فأجاب أنه يمكن كما أمكن لجسم عيسى عليه السلمً.ا قال القسيس :لنمم لميم تستدل بامتناع الخرق واللتئام على الفلك؟ قلت :استدللت به لكنه أجاب أنهما ممكنان لمحمد صلى ال عليه وسلم كما كانا ممكنين لعيسى عليه السلمً.ا قال القسيس :لنمم لميم تقل أن عيسى إله له أن يتصرف ما يشاء في مخلوقاته؟ قلت :قد قلت ذلك لكنه قال أن ألوهية عيسى باطلة لنه يستحيل أن يطرأ على ال علمات العجز كالمضروبية والمصلوبية والموت والدفنً.ا انتهىً.ا ونقل بعض الحياء أن قسيس ا في بلد بنارس من بلد الهند كان يقول في
) (4/1026
بعض المجامع تغليطا لجهال المسلمين البدويين كيف تعتقدون المعراج وهو أمر مستبعد فأجابه
مجوسي من مجوس الهند أن المعراج ليس بأشد استبعادا من كون العذراء حاملة من غير زوج ،فلو
كان مطلق المر المستبعد كاذب ا فهذا أيض ا يكون كاذب ا فكيف تعتقدونه فبهت القسيسً.ا
- 2قال ال تعالى} :اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر{ً أخبر ال بوقوع النشقاق بلفظ الماضي فيجب تحققه ،وحمله على معنى سينشق بعيد لربعة أوجه: الول :أن قراءة حذيفة وقد انشق القمر وهي صريحة في الزمان الماضي والصل توافق القراءتينً.ا والثاني :أن ال أخبر بإعراضهم عن آياته والعراض الحقيقي عنها ل يتصور قبل وقوعهاً.ا والثالث :أن المفسرين المشهورين صرحوا بأن انشق بمعناه ،وردوا قول من قال بمعنى سينشقً.ا والرابع :أن الحاديث الصحيحة تدل على وقوعه قطعاً.ا ولذلك قال
) (4/1027
شارح المواقف) :وهذا متواتر قد رواه جمع كثير من الصحابة كابن مسعود وغيره( انتهى كلمهً.ا وقال العلمة أبو نصر عبد الوهاب ابن المام علي بن عبد الكافي بن تمام النصاري السبكي في شرحه لمختصر ابن الحاجب في الصول) :والصحيح عندي أن انشقاق القمر متواتر منصوص عليه في القرآن مروي في الصحيحين وغيرهما( انتهى كلمهً.ا وأقوى شبهات المنكرين أن الجرام العلوية ل يتأتى فيها الخرق واللتئام وأن هذا النشقاق لو وقع لم يخف على أهل الرض كلهم ونقله مؤرخو العالمً.ا )والجواب( أن هذه الشبهة ضعيفة جدا نقلا وعقلاً.ا أما نقلا فلسبعة أوجه:
) (4/1028
الوجه الول :أن حادثة طوفان نوح عليه السلم كانت ممتدة إلى سنة ،وفنى فيه كل ذي حياة من الطيور والبهائم والحشرات والنسان غير أهل السفينة ،وما نجا من النسان غير ثمانية أشخاص على ما هو مصرح به في الباب السابع والثامن من سفر التكوينً.ا وفي الية العشرين من الباب الثالث من الرسالة الولى لبطرس هكذا) :في أيام نوح إذ كان الفلك يبني الذي فيه خلص قليلون أي ثمانية أنفس بالماء( ً.ا والية الخامسة من الباب الثاني من رسالته الثانية هكذا) :ولم يشفق على العالم القديم بل إنما حفظ نوحا ثامنا كارزا للبر إذ جلب طوفانا على عالم الفجار( ً.ا وما مضت على هذه الحادثة مدة إلى هذا اليوم على زعم أهل الكتاب إل مقدار أربعة آلف ومائتين واثنتي عشرة سنة شمسية ول
يوجد هذا الحال في تواريخ مشركي الهند وكتبهمً.ا وهم ينكرون هذا المر إنكارا بليغا ويستهزئ به
علماؤهم كافة ويقولون :لو قطع النظر عن الزمان السالف ونظر إلى زمان كرشن الوتار ،الذي كان قبل هذا اليوم بمقدار أربعة آلف وتسعمائة وستين سنة على شهادة كتبهم ،ل مجال لصحة هذه الحادثة العامة لن المصار العظيمة الكثيرة من ذلك العهد إلى هذا الحين مغمورة وثبت بشهادة
تواريخهم أنه يوجد من ذلك العهد إلى هذا الحين في إقليم الهند
) (4/1029
مليونات كثيرة في كل زمان من الزمنة ،ويدعون أن حال زمان كرشن لوجود كثرة التواريخ كحال أمسً.ا وقال ابن خلدون في المجلد الثاني من تاريخه) :واعلم أن الفرس والهند ل يعرفون الطوفان وبعض الفرس يقولون كان ببابل فقط( انتهى كلمه بلفظهً.ا وقال العلمة تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد المعروف بالمقريزي في المجلد الول من كتابه المسمى بكتاب المواعظ والعتبار بذكر الخطط والثار) :الفرس وسائر المجوس والكلدانيون أهل بابل والهند وأهل الصين وأصناف المم المشرقية ينكرون الطوفان ،وأقر به بعض الفرس لكنهم قالوا لم يكن الطوفان بسوى الشام والمغرب ولم يعم العمران كله ول غرق إل بعض الناس ولم يجاوز عقبة حلوان ول بلغ إلى ممالك المشرق( انتهى كلمه بلفظهً.ا
) (4/1030
وأبناء صنف القسيسين ينكرون هذا الطوفان ويستهزئون بهً.ا وأنقل كلم جان كلرك الملحد عن رسالته الثالثة المندرجة في كتابه المطبوع سنة 1839في ليدس فقال في الصفحة ) :54هذا( يعني الطوفان ،غير صحيح على شهادة علم الفلسفة وأنا أتعجب! أمات الحيتان في ماء هذا الطوفان؟ً.ا ولما كان بحكم الية الخامسة من الباب السادس من سفر التكوين أفكار قلوب النسان ذميمة فلماذا أبقى ال ثمانية أشخاصً.ا لنمم لميم يخلق النسان مرة أخرى بعد إهلك الكل؟ ولماذا أبقى بضاعته القديمة التي بقيت الفكار الذميمة باقية بسببها؟ لن الشجرة الرديئة ل تثمر ثمرة جيدة
كما قال متى في الية السادسة عشر من الباب السابع ،هل يجتنبون من الشوك عنبا أو من
الحسك تينا؟ً.ا ونوح كان شارب الخمر وبهيمة وظالما )والعياذ بال( ً.ا كما يفهم من الية 21و 25من الباب التاسع من سفر التكوين فكيف يرجى منه أن يكون نسله صالح اً.ا وانظروا أنه لم يكن صالح ا كما يظهر من الية الثانية من الباب الثاني من رسالة بولس إلى أهل أفسيس والية الثالثة من الباب الثالث من
) (4/1031
رسالته إلى تيطس والية الثالثة من الباب الرابع من الرسالة الولى لبطرس والية ]ص [190 الخامسة من الزبور الحادي والخمسين( انتهى كلمهً.ا ثم استهزأ في هذه الصفحة 93استهزاءا بليغا جاوز الحد في إساءة الدب ،فل أرضى بنقل كلمه القبيحً.ا )الوجه الثاني( في الباب العاشر من كتاب يوشع ،على وفق الترجمة العربية المطبوعة سنة 1844 هكذا 12 :حينئذ تكلم يسوع أمام الرب في اليوم الذي دفع الموري في يدي بني إسرائيل ،وقال أمامهم أيتها الشمس مقابل جبعون ل تتحركي والقمر مقابل قاع ايلون ) 13فوقف الشمس والقمر حتى انتقم الشعب من أعدائهم ،أليس هذا مكتوبا في سفر البرار فوقفت الشمس في كبد السماء
ولم تكن تعجل إلى الغروب يوما تاماا( ً.ا
وفي الباب الرابع من الحصة الثالثة من كتاب تحقيق الدين الحق ،المطبوع سنة 1846في
الصفحة 362هكذا) :أما غربت الشمس بدعاء يوشع إلى أربع وعشرين ساعة( انتهى كلمهً.ا
) (4/1032
وهذه الحادثة عظيمة وكانت على زعم المسيحيين قبل ميلد المسيح بألف وأربعمائة وخمسين سنة فلو وقعت لظهرت على الكل ول يمنع السحاب الغليظ علمه أيضاا ،وهو ظاهر ول اختلف في
الفاق لنا لو فرضنا أن بعض المكنة كان فيها الليل في هذا الوقت لجل الختلف فل بد أن تظهر لمتداد ليلهم بقدر أربع وعشرين ساعةً.ا وهذه الحادثة العظيمة ليست مكتوبة في كتب تواريخ أهل الهند ول أهل الصين ول الفرسً.ا وأنا سمعت من علماء مشركي الهند تكذيبها ،وهم
يجزمون بأنها غلط يقيناا ،وأبناء صنف القسيسين يكذبونها ويستهزئون بها وأوردوا عليها
اعتراضات: العتراض الول :أن قول يوشع أيتها الشمس ل تتحركي ،وقوله فوقفت الشمس ،يدلن على أن الشمس متحركة والرض ساكنة ،وإل كان عليه أن يقول أيتها الرض ل تتحركي فوقفت الرض، وهذا المر باطل بحكم علم الهيئة الجديد الذي يعتمد عليه حكماء أوروبا كلهم الن ويعتقدون ببطلن القديم ،لعل يوشع ما كان يعلم هذه الحال ،أو هذه القصة كاذبةً.ا
) (4/1033
والعتراض الثاني :أن قوله فوقفت الشمس في كبد السماء يدل على أن هذا الوقت كان نصف النهار وهذا مخدوش أيض ا بوجوه :أما أو ا ل :فلن بني إسرائيل كانوا قتلوا من المخالفين ألوف ا وهزموهم ولما هربوا أمطر الرب عليهم حجارة كبارا من السماء ،وكان الذين ماتوا بالحجارة أكثرمن الذين قتلهم بنو إسرائيل ،وهذه المور حصلت قبل نصف النهار على ما هو مصرح به في الباب
فل وجه لضطراب يوشع عليه السلم في هذا الوقت لن المظفرين من بني إسرائيل كانوا كثيرين جدا والباقون من المخالفين قليلين جدا وكان الباقي من النهار مقدار النصف ،فقتلهم قبل الغروب كان في غاية السهولةً.ا وأما ثانياا :فلن الوقت لما كان نصف النهار فكيف رأوا القمر في هذا
الوقت على أن توقيفه لغو على قواعد الفلسفةً.ا وأما ثالثاا :فلن الوقت لما كان نصف النهار وكان بنو إسرائيل مشتغلين بالمحاربة والضطراب ،وما كان لهم شك في المقدار الباقي من النهار ،وما
كانت الساعات عندهم في ذلك الزمانً.ا فكيف علموا أن الشمس قامت على دائرة نصف النهار بمقدار اثنتي عشرة ساعة وما مالت إلى هذه المدة إلى جانب المغربً.ا والعتراض الثالث :قال جان كلرك) :إن ال كان وعد أن جميع أيام الرض زرع وحصاد ،برد وحر ،صيف وشتاء ،ليل ونهار ،ل تهدأ كما هو مصرح به في الية الثانية والعشرين من الباب الثامن من سفر التكوين فإذا
) (4/1034
لم تغرب الشمس إلى المدة المذكورة هدأ الليل في ذلك الوقت( ً.ا )الوجه الثالث( في الية الثامنة من الباب الثامن والثلثين في بيان رجوع الشمس بمعجزة أشعيا
هكذا) :فرجعت الشمس عشر درجات في المراقي التي كانت قد انحدرت( ً.ا وهذه الحادثة عظيمة ،ولما كانت في النهار فل بد أن تظهر لكثر أهل العالم ،وكانت قبل ميلد المسيح بسبعمائة وثلث عشرة سنة شمسية ،وهذه الحادثة ليست مكتوبة في تواريخ أهل الهند والصين والفرسً.ا وأيض ا يفهم منها حركة الشمس وسكون الرض ،وهذا أيض ا باطل على حكم علم
الهيئة الجديدً.ا
على أنا لو قطعنا النظر عن هذا ،فنقول أن ههنا ثلثة احتمالت أما أن رجع النهار فقط بمقدار عشر درجات ،أو الشمس رجعت في السماء بهذا المقدار كما هو الظاهر ،أو رجعت حركة الرض من المشرق إلى المغرب بهذا المقدارً.ا وهذه الحتمالت الثلثة باطلة بحكم الفلسفةً.ا وهذه الحوادث الثلثة مسلمة عند اليهود والنصارى والحوادث الباقية التي أذكرها تختص بالنصارىً.ا )الوجه الرابع( في الباب السابع والعشرين من إنجيل متى) 51 :وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل والرض تزلزلت ،والصخور تشققت 52والقبور تفتحت وقام كثير من أجسام القديسين الراقدين 53وخرجوا من القبور بعد قيامه ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين( ً.ا
) (4/1035
وهذه الحادثة كاذبة يقين ا كما عرفت في الفصل الثالث من الباب الول ،ول توجد في تواريخ
المخالفين القديمة من الرومانيين واليهود ،ولم يذكر مرقس ولوقا تشقق الصخور ،وتفتح القبور،
وخروج كثير من أجساد القديسين ودخولهم في المدينة المقدسة ،مع أن ذكرها كان أولى من ذكر صراخ عيسى عليه السلم عند الموت الذي اتفقا على ذكرهً.ا وتشقق الصخور من المور التي يبقى أثرها بعد الوقوع ،والعجب أن متى لم يذكر أمر هؤلء الموتى بعد انبعاثهم لي الناس ظهروا ،وكان اللئق ظهورهم على اليهود وبيلطس ليؤمنوا بعيسى عليه السلم كما كان اللئق على عيسى عليه السلم أن يظهر على هؤلء بعد قيامه من الموات ليزول الشتباه ول يبقى المجال لليهود أن تلميذه أتوا ليلا وسرقوا جثتهً.ا وكذا لم يذكر أن هؤلء الموتى بعد النبعاث رجعوا إلى أجسادهم أو بقوا في الحياةً.ا وقال بعض الظرفاء :لعل متى فقط رأى هذه المور في المنامً.ا على أنه يفهم من
عبارة لوقا أن انشقاق حجاب الهيكل كان قبل وفاة عيسى عليه السلم خلف ا لمتى ومرقسً.ا
)الوجه الخامس( كتب متى ومرقس ولوقا في بيان صلب المسيح ،أن الظلمة كانت على الرض
كلها من الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة ،وهذه الحادثة لما كانت في النهار على الرض كلها وممتدة إلى أربع ساعات ،فل بد أن ل تخفى على أكثر أهل العالم ،ول يوجد ذكرها في تواريخ أهل الهند والصين والفرسً.ا
) (4/1036
)الوجه السادس( أن متى كتب في الباب الثاني قصة قتل الطفال ،ولم يكتبها غيره من النجيليين والمؤرخينً.ا )الوجه السابع( في الباب الثالث من إنجيل متى ولوقا ،وفي الباب الول من إنجيل مرقس هكذا: )فساعة طلع من الماء رأى السماوات قد انشقت والروح مثل حمامة نازلا عليه ،وكان صوت من السماوات )أنت ابني الحبيب الذي به سررت( انتهى بعبارة مرقسً.ا
فانشقاق السماوات لما كان في النهار ،فل بد أن ل يخفى على أكثر أهل العالم ،وكذا رؤية الحمامة وسماع الصوت ل يختص بواحد دون واحد من الحاضرين ،ولم يكتب أحد هذه المور غير النجيليينً.ا وقال "جان كلرك" مستهزئا بهذه الحادثة) :إن متى أبقانا محرومين من الطلع العظيم ،وهو أنه
لم يصرح أن السماوات لما انفتحت هل انفتحت أبوابها الكبيرة؟ أم المتوسطة؟ أم الصغيرة؟ وهل
كانت هذه البواب في هذا الجانب من الشمس أو في ذلك الجانب؟ ولجل هذا السهو الذي صدر عن متى قسوسنا يضربون الرؤوس متحيرين في تعيين الجانب ،ثم قال :وما أخبرنا أيض ا أن هذه الحمامة هل أخذها أحد وحبسها في القفص ،أم رأوها راجعة إلى جانب السماءً.ا ولو رأوها
راجعة ففي هذه الصورة ل بد أن تبقى أبواب السماوات مفتوحة إلى هذه المدة ،فل بد أنهم رأوا باطن السماء بوجه حسن لنه ل يعلم أن بواب ا كان عليها قبل وصول بطرس هناك ،لعل هذه
الحمامة كانت جنية( انتهى كلمهً.ا
) (4/1037
ل( فلوجوه ثمانيةً.ا )وأما بطلنها عق ا
)الول( أن انشقاق القمر كان في الليل وهو وقت الغفلة والنوم والسكون عن المشي والتردد في
الطرق سيما في موسم البرد ،فإن الناس يكونون مستريحين في دواخل البيوت وزواياها مغلقين أبوابها ،فل يكاد يعرف من أمور السماء شيئا إل من انتظره واعتنى به ،أل ترى إلى خسوف القمر
فإنه يكون كثيراا ،وأكثر الناس ل يحصل لهم العلم به حتى يخبرهم أحد به في السحرً.ا
)والثاني( أن هذه الحادثة ما كانت ممتدة إلى زمان كثير ،فما كان للناظر أن يذهب إلى الغير الذي
هو بعيد عنه وينبهه ،أو يوقظ النائم ويريهً.ا )والثالث( أنها لم تكن متوقع الحصول لهل العلم لينظروها في وقتها ويروها كما أنهم يرون هلل رمضان والعيدين والكسوف والخسوف في أوقاتها غالب ا لجل كونها متوقع الحصول ،ول يكون
نظر كل واحد إلى السماء في كل جزء من أجزاء النهار أيض ا فضلا عن الليلً.ا فلذلك رأى الذين
كانوا طالبين
) (4/1038
لهذه المعجزة وكذلك من وقع نظره في هذا الوقت إلى السماء كما جاء في الحاديث الصحيحة أن الكفار لما رأوها قالوا :سحركم ابن أبي كبشة فقال أبو جهل :هذا سحر فابعثوا إلى أهل الفاق حتى تنظروا رأوا ذلك أم ل؟ فأخبر أهل آفاق مكة أنهم رأوه منشقاا ،وذلك لن العرب يسافرون في
الليل غالبا ويقيمون بالنهار فقالوا :هذا سحر مستمرً.ا
وفي المقالة الحادية عشر من تاريخ "فرشته" أن أهل مليبار من إقليم الهند رأوه أيضاا ،وأسلم والي
تلك الديار التي كانت من مجوس الهند بعد ما تحقق له هذا المرً.ا
) (4/1039
وقد نقل الحافظ المري عن ابن تيمية 6أن بعض المسافرين ذكر أنه وجد في بلد الهند بناءا قديم ا مكتوب ا عليه" :بني ليلة انشق القمر"ً.ا
)والرابع( أنه قد يحول في بعض المكنة وفي بعض الوقات بين الرائي والقمر ،سحاب غليظ أو
جبل ،ويوجد التفاوت الفاحش في بعض الوقات في الديار التي ينزل فيها المطر كثيراا ،بأنه يكون في بعض المكنة سحاب غليظ ونزول المطر بحيث ل يرى الناظر في النهار الشمس ول هذا
اللون الزرق إلى ساعات متعددة ،وكذا ل يرى في الليل القمر والكواكب ول اللون المذكورً.ا وفي
بعض أمكنة أخرى ل أثر للسحاب ول للمطر وتكون المسافة بين تلك المكنة والمكنة الولى قليلة ،وأهل البلد الشمالية كالروم والفرنج في موسم نزول الثلج والمطر ل يرون الشمس إلى أيام، فضلا عن القمرً.ا
)والخامس( أن القمر
) (4/1040
لختلف مطالعه ليس في حد واحد لجميع أهل الرض ،فقد يطلع على قوم قبل أن يطلع على آخرين ،فيظهر في بعض الفاق وبعض المنازل على أهل بعض البلد دون بعض ،ولذلك نجد الخسوف في بعض البلد دون بعض ،ونجده في بعض البلد باعتبار بعض أجزاء القمر ،وفي بعضها مستوفي ا أطرافه كلها ،وفي بعضها ل يعرفها إل الحادقون في علم النجوم ،وكثيرا ما يحدث
الثقات من العلماء بالهيئة الفلكية بعجائب يشاهدونها من أنوار ظاهرة ونجوم طالعة عظام تظهر في
بعض الوقات أو الساعات من الليل ،ول علم لحد بها من غيرهمً.ا )والسادس( أنه قلما يقع أن يبلغ عدد ناظري أمثال هذه الحوادث النادرة الوقوع إلى حد يفيد اليقين ،وأخبار بعض العوام ل يكون معتبرا عند المؤرخين في الوقائع العظيمة ،نعم يعتبر أخبارهم
أيض ا في الحوادث التي يبقى أثرها بعد وقوعها ،كالريح الشديد ،ونزول الثلج الكثير ،والبردً.ا فيجوز أن مؤرخي بعض الديار لم يعتبروا أخبار بعض العوام في هذه الحادثة ،وحملوه على تخطئة أبصار
المخبرين العوام ،وظنوا أنها تكون نحوا من الخسوفً.ا
)والسابع( أن المؤرخين كثيرا ما يكتبون الحوادث الرضية ول يتعرضون للحوادث السماوية إل
قلي لا سيما مؤرخي السلف ،وكان في زمان النبي صلى ال عليه وسلم في ديار إنكلترة وفرانس
شيوع الجهل ،واشتهارها بالصنائع والعلوم إنما هو بعد زمانه صلى ال عليه وسلم بمدة طويلةً.ا )والثامن( أن المنكر إذا علم أن المر الفلني معجزة أو كرامة للشخص الذي ينكره تصدى
لخفائها ،ول يرضى بذكرها وكتابتها غالباً.ا كما ل يخفى على من طالع الباب الحادي عشر من إنجيل يوحنا ،والباب الرابع والخامس
) (4/1041
من كتاب العمال ،فظهر أن ل اعتراض عقلا ونقلا على معجزة شق القمرً.ا
وقال صاحب ميزان الحق في النسخة المطبوعة سنة 1843في مر زابور) :معنى الية على قاعدة التفسير منسوب إلى يوم القيامة ،لن لفظ الساعة المعروف باللم ،قصد منه الساعة المعلومة والوقت المعلوم أعني القيامة ،كما أن هذا اللفظ جاء بهذا المعنى في اليات التي هي في آخر هذه السورة ،ولجل ذلك فسر بعض المفسرين منهم القاضي البيضاوي وغيره لفظ الساعة بمعنى القيامة وقالوا :أن من علمات يوم القيامة بحكم هذه الية هذه العلمة أيضاا ،أن القمر سينشق(
انتهى كلمهً.ا
فادعى أمرين الول :أن الصحيح على قاعدة التفسير أن يكون انشق بمعنى سينشقً.ا والثاني :أن بعض المفسرين منهم القاضي البيضاوي وغيره فسروه هكذاً.ا وكلهما غلطانً.ا أما )الول( فلن انشق صيغة ماض ،وحمله على معنى سينشق مجاز ول يصار إلى المجاز ما لم يتعذر الحمل على الحقيقة ،وههنا لم يتعذر بل يجب الحمل على معناه الحقيقي كما عرفت آنف اً.ا أما )الثاني( فلنه بهتان صرف على البيضاوي ،وهو ما فسر انشق بينشق بل فسر بمعناه الماضي، لكنه بعد ما فسر على مختاره ،نقل قول البعض بصيغة التمريض ،ثم رد قوله فهذا القول مردود عندهً.ا
) (4/1042
ولما اعترض صاحب الستفسار على مؤلف الميزان على العبارة المذكورة وقال) :أن القسيس إما غالط أو مغلط للعوام( ً.ا تنبه المؤلف المذكور وغير هذه العبارة في النسخة الجديدة الفارسية المطبوعة سنة ،1849ونسخة أردو المطبوعة سنة 1850وقال) :لفظ الساعة المعرف باللم في حالة الفراد جاء في كل موضع من القرآن بمعنى يوم القيامة ،وجملة انشق القمر بسبب واو العطف ألحقت بجملة اقتربت الساعة ،وتوجد في كل من الجملتين صيغة الماضي ،فكما أن الفعل الول اقتربت بمعنى المستقبل يعني سيجيء يوم القيامة ،فكذا الفعل الثاني انشق أيضا بمعنى
سينشق يعني إذا جاء يوم القيامة ينشق القمر ،وبعض العلماء المفسرين أيض ا فسروا هكذا مثل
الزمخشري والبيضاوي ،وإن اعتقدا في تفسيرهما أن هذه الية معجزة محمد صلى ال عليه وسلم،
لكنهما صرحا هكذا أيضاً.ا وعن بعض الناس أن معناه ينشق يوم القيامة ،وفي قراءة حذيفة وقد انشق القمر أي اقتربت الساعة ،وقد
) (4/1043
حصل من آيات اقترابها أن القمر قد انشق وقال البيضاوي :وقيل معناه سينشق يوم القيامة( انتهى كلمهً.ا فتنبه صاحب الميزان وغير العبارة ،لكنه أعجب في تلخيص عبارة الكشاف حيث أسقط بعض العبارة زاعم ا أنها غير مفيدة ونقل قوله :وفي قراءة حذيفة وقد انشق القمر الخً.ا وهذا القول ل
يناسب مقصوده لنه نص في ثبوت المعجزة المذكورة أن قيل :نقل هذا القول طردا قلت فحينئذ ل وجه لسقاط بعض العبارة ،وعبارة الكشاف هكذا) :وعن بعض الناس أن معناه ينشق يوم
القيامةً.ا وقوله :وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر يرده وكفى به ردا قراءة حذيفة قد انشق القمر أي اقتربت الساعة ،وقد حصل من آيات اقترابها إن القمر قد انشق كما تقول أقبل المير
وقد جاء البشير بقدومه وعن حذيفة أنه خطب بالمدائن ثم قال :أل إن الساعة قد اقتربت وأن القمر قد انشق على عهد نبيكم( انتهى كلمه بلفظهً.ا قوله :لفظ الساعة المعروف باللم الخً.ا وكذا قوله جملة :انشق القمر بسبب واو العطف الخً.ا ل يحصل منهما مقصوده ،لعله فهم أن لفظ الساعة لما كان بمعنى القيامة وانشقاق القمر من علماته ،فل بد أن
) (4/1044
يكون متصلا بها واقعا فيها ،وهذا غلط نشأ من عدم التأملً.ا قال ال تعالى في سورة محمد} :فهل ينظرون إل الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها{ً ً.ا فقوله :فقد جاء أشراطها يدل على أن
أشراطها قد تحققت ،لن لفظة قد إذا دخلت على الماضي تكون نص ا على وجود الفعل في الزمان
الماضي القريب من الحال ،فلذلك فسر المفسرون هذا القول هكذا في البيضاوي )لنه قد ظهرت
إماراتها كمبعث النبي وانشقاق القمر( ً.ا وفي التفسير الكبير )الشراط العلمات قال المفسرون :هي مثل انشقاق القمر ورسالة محمد عليه
السلم ،وفي الجللين أي علماتها منها مبعث النبي صلى ال عليه وسلم ،وانشقاق القمر والدخان( ً.ا
) (4/1045
وعبارة الحسيني كالبيضاوي قوله :فكما أن الفعل الول اقتربت بمعنى المستقبل غلط لنه بمعناه الماضي وترجمته بالفارسية يعني )رزو قيامت خواهد آمد( ليست بصحيحة ،وما روي عن بعض الناس مردود عند المفسرينً.ا ثم قال) :ولو سلمنا أن شق القمر وقع ،ل يكون معجزة محمد صلى ال عليه وسلم أيضاا ،لنه لم يصرح في هذه الية ول في آية أخرى أن هذه المعجزة ظهرت على يد محمد صلى ال عليه
وسلم( انتهىً.ا أقول :يدل على كونها معجزة الية الثانية والحاديث الصحيحة التي صحتها بحسب الضابطة العقلية زائدة على صحة هذه الناجيل المحرفة المملوءة بالغلط ،والختلفات المروية برواية الحاد المفقود أسانيدها المتصلة ،كما علمت في الباب الول والثانيً.ا ثم قال) :إن علقة الية الثانية بالية الولى أن المنكرين يرون في آخر الزمان علمات القيامة ول يؤمنون بها ،بل يقولون على عادة كفار السلف أنها سحر فاحش ل غير( انتهى كلمهً.ا وهذا أيض ا غلط بوجهين:
الول :أن المنكر ل ينكر عناداا ،والكافر ل ينسب المر الخارق للعادة إلى السحر إل إذا كان أحد ادعى أن هذا المر الخارق من معجزاتي أو كراماتيً.ا وإذا ظهرت علمات القيامة في آخر
الزمان من غير الدعاء فكيف ينكرها المنكرون ،وكيف يقولون :أنها سحر فاحش ل غيرً.ا
) (4/1046
والثاني :أن انشقاق القمر في المستقبل ل يكون إل في يوم القيامة ،خاصة وفي هذا اليوم ل يقول الكفار إنه سحر مستمر لظهور أمر القيامة في هذا اليوم على كل أحدً.ا إل أن يكون أحد منهم عاقلا معاند ا مثل هذا الموجه فلعله يقول بزعمه ،أو يتفوه بهذا القول هذا الموجه بنفسه أو أمثاله من علماء بروتستنت ،بعد انبعاثهم من أحداثهم لرسوخ عناد الدين المحمدي في قلوبهمً.ا
ثم قال) :لو ظهرت هذه المعجزة على يد محمد لخبر المعاندين الذين كانوا يطلبون منه معجزة بأني شققت القمر في الوقت الفلني فل تكفروا( وستطلع على جوابه في الفصل الثاني على أتم وجه إن شاء الً.ا وقال صاحب وجهة اليمان منكرا لهذه المعجزة) :عدة أشخاص من المفسرين مثل الزمخشري والبيضاوي فسروا هذا المقام بأن القمر ينشق يوم القيامة ،ولو وقع لشتهر في جميع العالم ول
معنى لشتهاره في إقليم واحد( انتهى كلمه ملخصاً.ا وقد ظهر لك مما ذكرنا أن كل المرين ليسا بصحيحين يقيناا ،وهذا القسيس فاق مؤلف الميزان، حيث أورد الدليل النقلي والعقلي ،وصرح باسم الكشاف ،أيض ا لعله رأى في النسخة القديمة
للميزان لفظ ا كالبيضاوي وغيره ،فظن أن المراد بالغير الكشاف ،لن البيضاوي له مناسبة كثيرة بالكشاف بالنسبة إلى التفاسير الخر ،فصرح باسم الكشاف ليحصل له الفضل على مؤلف
الميزانً.ا وصاحب الكشاف قال في مبدأ تفسير هذه
) (4/1047
السورة) :انشقاق القمر من آيات رسول ال صلى ال عليه وسلم ومن معجزاته النيرة( انتهى كلمهً.ا وقال صاحب الرسالة التي ألفها في جواب مكتوب الفاضل نعمت على الهند معترض ا على هذه
المعجزة) :ل يثبت من هذه الية أن هذه المعجزة صدرت عن محمد صلى ال عليه وسلم ،ول
يثبت هذا المر من التفاسير( انتهىً.ا وهذا الثالث بالخير المنبثق من الولين فاق كليهما حيث قال :ل يثبت هذا المر من التفاسير لعله اعتقد أن القسيس الول صادق في قوله كالبيضاوي وغيره ،والقسيس الثاني صادق في قوله مثل الزمخشري والبيضاوي ،ثم قاس حال سائر التفاسير على هذين التفسيرين فقال :ول يثبت هذا المر من التفاسير ،ليحصل له الفضل على القسيسين الولين ،ويظهر تبحره عند قومه بأنه طالع التفاسير كلها ،فظهر أن كل لحق من هؤلء الثلثة على سابقه ،وهذا ليس بعجيب لن مثل هذا المر قد شاع بين المسيحيين في القرن الول كما يظهر من رسائل الحواريين ،وصار من المستحسنات الدينية في القرن الثاني من القرون المسيحية كما قال المؤرخ موشيم في بيان حال علماء القرن الثاني من القرون المسيحية في الصفحة 65من المجلد الول من تاريخه المطبوع
سنة ) :1832كان بين متبعي رأي أفلطون وفيثاغورس مقولة مشهورة أن الكذب والخداع لجل أن يزداد الصدق وعبادة ال ليسا بجائزين فقط بل قابلن للتحسين ،وتعلم أولا منهم يهود مصر
هذه المقولة قبل المسيح ،كما يظهر هذا جزم ا من كثير من الكتب القديمة ،ثم أثر
) (4/1048
وباء هذا الغلط السوء في المسيحيين كما يظهر هذا المر من الكتب الكثيرة التي نسبت إلى الكبار كذباا( انتهى كلمهً.ا
وقال آدم كلرك في المجلد السادس من تفسيره في شرح الباب الول من رسالة بولس إلى أهل
غلطية: )هذا المر محقق أن الناجيل الكثيرة الكاذبة كانت رائجة في أول القرون المسيحية وكثرة هذه الحوال الكاذبة الغير الصحيحة هيجت لوقا على تحرير النجيل ،ويوجد ذكر أكثر من سبعين من هذه الناجيل الكاذبة ،والجزاء الكثيرة من هذه الناجيل باقية( انتهىً.ا وإذا نسب أسلفهم أكثر من سبعين إنجيلا إلى المسيح والحواريين ومريم عليهم السلم ،فأي
عجب لو نسب هؤلء القسوس لجل تغليط عوام أهل السلم بعض المور إلى تفاسير القرآنً.ا واعلم أن الرسالة الخيرة كانت مشتهرة في الهند ،وكان القسيسيون يقسمونها كثيرا في بلده ،لكن
لما كتب عدة من علماء السلم عليها ردا واشتهر ما كتبوا تركوها وطبع ثلثة كتب من كتب الرد
عليهاً.ا الول" :التحفة المسيحية" لسيد الدين الهاشميً.ا والثاني" :تأييد المسلمين" لبعض أقارب
مجتهد شيعة لكنهواً.ا والثالث" :خلصة سيف المسلمين" للفاضل حيدر علي القرشيً.ا -3في البيضاوي) :روى أنه لما طلعت قريش من العقنقل ،قال صلى ال عليه وسلم :هذه قريش جاءت بخيلئها وفخرها يكذبون رسولك ،اللهم إني أسألك ما وعدتنيً.ا فأتاه جبريل عليه السلم وقال له :خذ قبضة من تراب فارمهم بها ،فلما التقى الجمعان تناول كف ا من الحصباء فرمى بها في
وجوههمً.ا وقال:
) (4/1049
شاهت الوجوه فلم يبق مشرك إل شغل بعينه فانهزموا وردفهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم ،ثم لما انصرفوا أقبلوا على التفاخر فيقول الرجل قتلت وأسرت( انتهىً.ا وقال ال تعالى} :وما رميت إذ رميت ولكن ال رمى{ً يعني }وما رميت{ً يا محمد رمي ا توصلها إلى
أعينهم ولم تقدر عليه }إذ رميت{ً أي أتيت بصورة الرمي }ولكن ال رمى{ً أتى بما هو غاية الرمي،
فأوصلها إلى أعينهم جميعا حتى انهزموا ،وتمكنتم من قطع دابرهمً.ا
وقال الفخر الرازي عليه الرحمة) :والصح( أن هذه الية نزلت في يوم بدر ،وإل لدخل في أثناء
القصة كلم أجنبي عنها وذلك ل يليق بل ل يبعد أن يدخل تحته سائر الوقائع لن العبرة بعموم اللفظ ل بخصوص السبب( انتهى كلمهً.ا وقد عرفت في المقدمة حال ما تفوه به صاحب ميزان الحق على هذه المعجزة فل أعيدهً.ا
) (4/1050
-4نبع الماء من بين أصابع النبي صلى ال عليه وسلم في مواطن متعددة ،وهذه المعجزة أعظم من تفجر الماء من الحجر كما وقع لموسى عليه السلم ،فإن ذلك من عادة الحجر في الجملة، وأما من لحم ودم فلم يعهد من غيره صلى ال عليه وسلمً.ا عن أنس بن مالك رضي ال عنه أنه قال) :رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم وحانت صلة العصر ،فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه ،فأتى رسول ال صلى ال عليه وسلم بوضوء فوضع رسول ال صلى ال عليه وسلم في ذلك الناء يده وأمر الناس أن يتوضؤوا منه قال :فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه صلى ال عليه وسلم فتوضأ الناس حتى توضؤوا عن آخرهم( وهذه المعجزة صدرت بالزوراء عند سوق المدينةً.ا
) (4/1051
-5عن جابر رضي ال عنه) :عطش الناس يوم الحديبية ورسول ال صلى ال عليه وسلم بين يديه ركوة فتوضأ منها وأقبل الناس نحوه وقالوا :ليس عندنا ماء إل ما في ركوتك فوضع النبي صلى ال عليه وسلم يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون( وكان الناس ألفا وأربعمائةً.ا
-6عن جابر رضي ال عنه )قال :قال لي رسول ال صلى ال عليه وسلم :يا جابر ناد بالوضوء وذكر الحديث بطوله وأنه لم نجد إل قطرة في عزلء شجب
) (4/1052
فأتى به النبي صلى ال عليه وسلم فغمره وتكلم بشيء ل أدري ما هو وقال :ناد بجفنة الركب فأتيت بها فوضعتها بين يديه ،وذكر أن النبي صلى ال عليه وسلم بسط يده في الجفنة وفرق أصابعه وصب جابر عليه وقال :بسم الً.ا قال :فرأيت الماء يفور من بين أصابعه ثم فارت الجفنة واستدارت حتى امتلتً.ا وأمر الناس بالستقاء فاستقوا حتى روواً.ا فقلت :هل بقي أحد له حاجة؟ فرفع رسول ال صلى ال عليه وسلم يده من الجفنة وهي ملى( وهذه المعجزة صدرت في غزوة بواطً.ا -7عن معاذ بن جبل في قصة غزوة تبوك ،وأنهم وردوا العين وهي
) (4/1053
تبض بشيء من ماء مثل الشراك ،فغرفوا من العين بأيديهم حتى اجتمع في شيء ،ثم غسل رسول ال صلى ال عليه وسلم وجهه فيه ويديه ثم أعاده فيها ،فجرت بماء كثير فاستقى الناسً.ا قال في حديث ابن إسحاق :فانهرق من الماء ما له حس كحس الصواعق ،ثم قال :يوشك يا معاذ إن طالت بك الحياة أن ترى ما ههنا قد مليء جناناا( ً.ا
-8عن عمران بن الحصين رضي ال عنهما أنه قال) :حين أصاب النبي صلى ال عليه وسلم وأصحابه عطش في بعض أسفارهم ،فوجه رجلين من أصحابه
) (4/1054
وأعلمهما أنهما يجدان امرأة بمكان كذا معها بعير عليه مزادتان الحديث فوجداها وأتيا بها النبي صلى ال عليه وسلم فجعل في إناء من مزاديتها وقال فيه ما شاء ال ،ثم أعاد الماء في المزادتين
ثم فتحت عزليها وأمر الناس فملؤوا أسقيتهم حتى لم يدعوا شيئا إل ملؤهً.ا قال عمران :ويخيل لي أنهما لم تزدادا إل امتلء ،ثم أمر فجمع للمرأة من الزواد حتى ملؤوا ثوبها وقال :اذهبي فإنا لم
نأخذ من مائك شيئ ا ولكن ال سقانا( ً.ا
-9في حديث عمر رضي ال عنه في جيش العسرة وذكر ما أصابهم من العطش ،حتى أن الرجل ينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ،فرغب أبو بكر إلى النبي في الدعاء ،فرفع يديه فلم يرجعهما حتى
قالت 2السماء فانسكبت فملؤوا ما معهم من آنية ولم تجاوز العسكرً.ا
) (4/1055
-10عن جابر رضي ال عنه أن رجلا أتى النبي صلى ال عليه وسلم يستطعمه ،فاستطعمه شطر وسق شعير ،فما زال يأكل منه وامرأته وضيفه حتى كاله ،فأتى النبي صلى ال عليه وسلم فأخبرهً.ا
فقال :لو لم تكله لكلتم منه ولقام بكمً.ا -11عن أنس رضي ال عنه أن النبي صلى ال عليه وسلم أطعم ثمانين رجلا من أقراص من شعير ،جاء بها أنس تحت يده أي إبطهً.ا
-12عن جابر رضي ال عنه أن النبي صلى ال عليه وسلم أطعم يوم الخندق ألف رجل من صاع شعير وعناق 3قال جابر رضي ال عنه :فأقسم بال لكلوا حتى تركوه وانحرفوا وأن برمتنا لتغط كما هي وأن عجيننا ليخبز ،وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم بصق في العجين والبرمة وباركً.ا
) (4/1056
-13عن أبي أيوب رضي ال عنه أنه صنع لرسول ال صلى ال عليه وسلم ولبي بكر زهاء ما يكفيهما فقال له النبي صلى ال عليه وسلم :ادع ثلثين من أشراف النصار فدعاهم فأكلوا حتى تركوا ،ثم قال :ادع ستين فكان مثل ذلك ،ثم قال :ادع سبعين فأكلوا حتى تركوهً.ا وما خرج منهم أحد حتى أسلم وبايعً.ا قال أبو أيوب رضي ال عنه :فأكل من طعامي مائة وثمانون رجلاً.ا -14عن سمرة بن جندب أتى النبي صلى ال عليه وسلم بقصعة فيها لحم
) (4/1057
فتعاقبوها من غدوة حتى الليل ،يقوم قوم ويقعد آخرونً.ا -15عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي ال عنهما قال :كنا عند النبي صلى ال عليه وسلم ثلثين ومائةً.ا وذكر في الحديث أنه عجن صاع من طعام وصنعت شاة فشوى سواد بطنهاً.ا وقال :وأيم ال ما من الثلثين ومائة إل قد حز له حزة ،ثم جعل منها قصعتين فأكلنا أجمعون وفضل في القصعتين فحملته على البعيرً.ا -16عن سلمة بن الكوع وأبي هريرة وعمر بن الخطاب رضي ال
) (4/1058
عنهم فذكروا مخمصة أصابت الناس مع رسول ال صلى ال عليه وسلم في بعض مغازيه فدعا ببقية الزواد ،فجاء الرجل بالحثية 4من الطعام وفوق ذلك ،وأعلهم الذي يأتي بالصاع من التمر فجمع على نطع وقال سلمة :فحززته كربضة العنز ،ثم دعا الناس بأوعيتهم فما بقي في الجيش وعاء إل ملؤه وبقي منهً.ا -17عن أنس بن مالك أن النبي صلى ال عليه وسلم حين ابتنى بزينب ،أمره أن يدعو له قوم ا سماهم حتى امتل البيت والحجرة ،فقدم لهم تورا فيه قدر من تمر جعل
) (4/1059
حيس اا ،فوضعه وغمس ثلث أصابعه ،وجعل القوم يتغدون ويخرجون ،وبقي التور نحوا مما كانً.ا -18عن علي بن أبي طالب رضي ال عنه أن فاطمة طبخت قدرا لغدائهما ،ووجهت عليا إلى
النبي صلى ال عليه وسلم ليتغذى معهما ،فأمرها فغرفت لجميع نسائه صحفة صحفة ،ثم له عليه
السلم ،ثم لعلي ،ثم لها ،ثم رفعت القدر وأنها لتفيضً.ا قالت :فأكلنا منها ما شاء الً.ا -19عن جابر رضي ال عنه في دين أبيه بعد موته ،وقد كان بذل لغرماء أبيه أصل ماله فلم يقبلوه ،ولم يكن في ثمرها كفاف دينهم ،فجاءه النبي صلى ال عليه وسلم بعد أن أمره بجذها وجعلها بيادر في أصولها ،فمشى فيها ودعاً.ا فأوفى منه جابر غرماءه وفضل مثل ما كانوا يجدون كل سنةً.ا
) (4/1060
-20قال أبو هريرة رضي ال عنه :أصاب الناس مخمصة فقال لي رسول ال صلى ال عليه وسلم :هل من شيء؟ فقلت :نعم شيء من التمر في المزودً.ا قال :فآتى بهً.ا فأدخل يده فأخرج قبضة فبسطها ودعا بالبركةً.ا ثم قال :ادع عشرة فأكلوا حتى شبعوا ،ثم عشرة كذلك حتى أطعم الجيش كلهم وشبعواً.ا وقال :خذ ما جئت به وأدخل يدك واقبض منه ول تكبه ،فقبضت على أكثر ما جئت به فأكلت منه وأطعمت حياة رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبي بكر وعمر إلى أن قتل عثمان فانتهب مني فذهبً.ا ومعجزة تكثير الطعام ببركة دعائه مروية عن بضعة عشر صحابياا ،ورواه عنهم أضعافهم من التابعين،
ثم من ل يعد بعدهم ،وأكثرها وردت في قصص مشهورة ومجامع مشهورة ،ول يمكن التحدث
عنها إل على وفق الصدق حذرا من التكذيب ،وإنما حصل النبي صلى ال عليه وسلم أولا الماء القليل أو الطعام القليل ثم كثره ،ولم يخترع من بدء المر من العدم إلى الوجود الماء الكثير ،أو
الطعام الكثير ،مراعاة للدب بحسب الظاهر ليعلم أن الموجد هو الً.ا وإنما حصلت البركة بسبب النبي صلى ال عليه وسلمً.ا وإن كان التكثير أيض ا في الحقيقة من جانب ال كاليجادً.ا وهكذا فعله النبياء كما يظهر من معجزة ايلياء عليه السلم في تكثير الدقيق والزيت في بيت امرأة أرملة على
ما صرح به في الباب السابع عشر من سفر الملوك الول،
) (4/1061
ومن معجزة اليسع عليه السلم في تكثير عشرين خبزا من شعير وسنبل مفروك في منديل حتى أكل مائة رجل وفضل ،كما هو مصرح به في الباب الرابع من سفر الملوك الثاني ،ومن معجزة عيسى
عليه السلم في تكثير خمسة أرغفة وسمكتين على ما صرح به في الباب الرابع عشر من إنجيل متىً.ا -21عن ابن عمر رضي ال عنهما قال :كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم في سفر فدنا منه أعرابي ،فقال :يا أعرابي أين تريد؟ قال :أهلي ،قال :هل لك إلى خير؟ قال :وما هو؟ قال :أن تشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ،قال :من يشهد لك على ما
تقول ،قال :هذه الشجرة السمرة ،وهي بشاطئ الوادي ،فأقبلت تخد الرض حتى قامت بين يديه فاستشهدها ثلثاً.ا فشهدت أنه كما قال ثم رجعت إلى مكانهاً.ا
) (4/1062
-22عن جابر رضي ال عنه ذهب رسول ال صلى ال عليه وسلم يقضي حاجته فلم ير شيئ ا يستتر به ،فإذا بشجرتين بشاطئ الوادي ،فانطلق رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى إحداهما، فأخذ بغصن من أغصانها فقال :انقادي علي بإذن ال ،فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائدهً.ا وذكر جابر أنه فعل بالخرى كذلك حتى إذا كان بالمنصف بينهما قال :التئما علي بإذن ال فالتأمتا ،فجلس خلفهما فخرجت أخضرً.ا وجلست أحدث نفسي فالتفت فإذا رسول ال صلى ال عليه وسلم مقبلا والشجرتان قد افترقتا فقامت كل واحدة منهما على ساقً.ا -23عن ابن عباس رضي ال عنهما قال لعرابي :أرأيت
) (4/1063
إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتشهد أني رسول ال؟ قال :نعمً.ا فدعاه فجعل ينقد حتى أتاه فقال :ارجعً.ا فعاد إلى مكانهً.ا -24عن جابر رضي ال عنه كان المسجد مسقوفا على جذوع نخل ،وكان النبي صلى ال عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها ،فلما صنع له المنبر ،سمعنا لذلك الجذع صوت ا كصوت
العشار ،وفي رواية أنس :حتى ارتج المسجد لخواره ،وفي رواية سهل :وكثر بكاء الناس لما رأوا به،
وفي رواية المطلب :حتى تصدع وانشق حتى جاء النبي صلى ال عليه وسلم فوضع يده عليه فسكتً.ا
) (4/1064
والخبر بأنين الجذع وحنينه باعتبار مبناه مشهور عند السلف والخلف ،وباعتبار معناه متواتر يفيد
العلم القطعيً.ا رواه من الصحابة بضعة عشر منهم أدبمري بن كعب ،وأنس بن مالك ،وعبد ال بن عمر ،وعبد ال بن عباس ،وسهل بن سعد الساعدي ،وأبو سعيد الخدري ،وبريدة ،وأم سلمة،
) (4/1065
والمطلب بن أبي وداعة ،رضي ال عنهم كلهم يحدثون بمعنى هذا الحديث وإن كانت ألفاظهم مختلفة في باب التحديث ،فل شك في حصول التواتر المعنويً.ا -25عن ابن عباس رضي ال عنهما قال :كان حول البيت ستون وثلثمائة صنم مثبتة الرجل بالرصاص في الحجارة ،فلما دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم المسجد عام الفتح ،جعل يشير بقضيب في يده إليها ول يمسها ويقول :جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاا ،فما أشار إلى وجه صنم إل وقع لقفاه ول لقفاه إل وقع لوجهه حتى ما بقي منها صنمً.ا
) (4/1066
-26دعا النبي صلى ال عليه وسلم رجلا إلى السلم ،فقال :ل أؤمن بك حتى تحيي لي ابنتيً.ا
فقال صلى ال عليه وسلم :أرني قبرها فأراه إياه ،فقال صلى ال عليه وسلم :يا فلنةً.ا قالت :لبيك
وسعديكً.ا فقال النبي صلى ال عليه وسلم :أتحبين أن ترجعي إلى الدنيا؟ فقالت :ل وال يا رسول ال إني وجدت ال خيرا لي من أبوي ،ووجدت الخرة خيرا من الدنياً.ا
-27ذبح جابر رضي ال عنه شاة وطبخها وثرد في جفنةً.ا وأتى بها رسول ال صلى ال عليه وسلم فأكل القوم ،وكان عليه الصلة والسلم يقول لهم :كلوا ول تكسروا عظماً.ا ثم إنه صلى ال عليه وسلم جمع العظام ووضع يده عليها ثم تكلم بكلم فإذا الشاة قامت تنفض ذنبهاً.ا
-28عن سعد بن ابى وقاص رضي ال عنه قال :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ليناولني
) (4/1067
السهم لتصل به فيقول :ارم به ،وقد رمى رسول ال صلى ال عليه وسلم يومئذ عن قوسه ،حتى اندقت وأصيبت يومئذ عين قتادة يعني ابن النعمان حتى وقعت على وجنتيه ،فردها رسول ال صلى ال عليه وسلم فكانت أحسن عينيهً.ا -29عن عثمان بن حنيف أن أعمى قال لرسول ال :ادع ال أن يكشف لي عن بصريً.ا قال: فانطلق فتوضأ ثم ص نل ركعتين ،ثم قل :اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ،يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك أن يكشف لي عن بصري ،اللهم شفعه فيً.ا قال :فرجع وقد كشف ال عن بصرهً.ا
) (4/1068
-30ابن ملعب السنة أصابه استسقاء ،فبعث إلى النبي صلى ال عليه وسلم ،فأخذ بيده حثوة من الرض فتفل عليها فأعطاها رسوله ،فأخذها متعجبا يرى أن قد هزئ به فأتاه بها وهو على شفاء فشربها فشفاه ال تعالىً.ا
-31عن حبيب بن فديك ،أن أباه ابيضت عيناه فكان ل يبصر بهما شيئ ا فنفث رسول ال صلى ال عليه وسلم في عينيه فأبصر ،فرأيته يدخل البرة وهو ابن ثمانينً.ا
) (4/1069
-31تفل في عيني علي رضي ال عنه يوم خيبر وكان رمدا فأصبح بارئ اً.ا -33نفث على ضربة بساق سلمة بن الكوع يوم خيبر فبرأتً.ا -34أتته امرأة من خثعم معها صبي به بلء ل يتكلم فأتى بماء فمضمض فاه وغسل يديه ثم أعطاها إياه ،وأمرها بسقيه ومسه به ،فبرأ الغلم وعقل عقلا يفضل عقول الناسً.ا
- 25عن ابن عباس رضي ال عنهما :جاءت امرأة بابن لها به جنون ،فمسح صدره ،فثع ثعة، فخرج من جوفه مثل الجرو السود فشفيً.ا
) (4/1070
-36انكفأت القدر على ذراع محمد بن حاطب وهو طفل ،فمسح عليه ،ودعا له وتفل فيه ،فبرأ لحينهً.ا -37كانت في كف شرحبيل الجعفي سلعة تمنعه القبض على السيف وعنان الدابة ،فشكاها للنبي صلى ال عليه وسلم ،فما زال يطحنها حتى رفعها ولم يبق لها أثرً.ا -38عن أنس بن مالك رضي ال عنه قال :قالت أمي :يا رسول ال خادمك أنس ادع ال لهً.ا فقال :اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما آتيتهً.ا قال أنس :فوال إن مالي لكثير وإن ولدي وولد ولدي ليعادون اليوم على نحو المائةً.ا
) (4/1071
-39دعا على كسرى حين مزق كتابه أن يمزق ال ملكه ،فلم تبق له باقية ول بقيت لفارس رياسة في سائر أقطار الدنياً.ا -40عن أسماء بنت أبي بكر رضي ال عنهما أخرجت جبة طيانسة وقالت :إن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يلبسها ،فنحن تغسلها للمرضى يستشفى بهاً.ا وهذه المعجزات ،وإن لم يتواتر كل واحد منها ،فالقدر المشترك بينها متواتر بل شبهة ،كشجاعة علي ،وسخاوة حاتم ،وهذا القدر يكفي ،والحالت التي
) (4/1072
نقلها مرقس ولوقا كلها آحاد ليس اعتبارها مثل الحاديث الصحيحة المروية بروايات الحاد الثابتة أسانيدها المتصلة ،بل الحالت التي اتفق على نقلها النجيليون الربعة آحاد ل يزيد اعتبارها عندنا على رواية الحاد كما عرفت في الباب الولً.ا المسلك الثاني :أخلقه وأوصافه صلى ال عليه وسلم ]أخلق النبي صلى ال عليه وسلم[ أنه قد اجتمع فيه من الخلق العظيمة ،والوصاف الجزيلة ،والكمالت العلمية والعملية، والمحاسن الراجعة إلى النفس والبدن والنسب والوطن ،ما يجزم العقل بأنه ل يجتمع في غير نبي،
فإن كل واحد منها وإن كان يوجد في غير النبي أيضاا ،لكن مجموعها مما ل يحصل إل للنبياء،
فاجتماعها في ذاته صلى ال عليه وسلم من دلئل النبوة وقد أقر المخالفون أيضا بوجود أكثر هذه
المحاسن في ذاته صلى ال عليه وسلم ،مثلا "اسبان هميس المسيحي" من الذين هم أشد أعداء
النبي صلى ال عليه وسلم والطاعنين في حقه ،لكنه اضطر في القرار بوجود أكثر المور المذكورة في ذاته صلى ال عليه وسلمً.ا كما نقل سيل قوله في مقدمة ترجمة القرآن في الصفحة السادسة
من النسخة المطبوعة سنة 1850هكذا) :أنه كان حسن الوجه وزكايا وكانت طريقته مرضية ،وكان الحسان إلى المساكين شيمته ،وكان يعامل الكل بالخلق الحسن ،وكان شجاع ا على العداء،
وكان يعظم اسم ال تعظيم ا عظيماا ،وكان يشدد على المفترين ،والذين يرمون البرآء ،والزانين،
والقاتلين ،وأهل الفضول ،والطامعين ،وشهود الزور ،تشديدا بليغاا ،وكانت كثرة وعظه في الصبر
والجود والرحم والبر والحسان وتعظيم البوين والكبار وتوقيرهم وتكريمهم ،وكان عابدا مرتاضا في
الغاية( انتهى كلمهً.ا
) (4/1073
)المسلك الثالث( ممين نظر إلى ما اشتملت شريعته الغراء عليه مما يتعلق بالعتقادات والعبادات
والمعاملت والسياسات والداب والحكم ،علم قطعا أنها ليست إل من الوضع اللهي ،والوحي
السماوي ،وأن المبعوث بها ليس إل نبي اً.ا وقد عرفت في الباب الخامس ،أن اعتراضات القسيسين
عليها ضعيفة جداا ،منشؤها العناد الصرف والعتسافً.ا
)المسلك الرابع( ظهور دينه على سائر الديان في مدة قليلة أنه عليه السلم ادعى بين قوم ل كتاب لهم ول حكمة فيهم :أني بعثت من عند ال بالكتاب المنير والحكمة الباهرة لنور العالم باليمان والعمل الصالحً.ا وانتصب مع ضعفه وفقره وقلة أعوانه
وأنصاره ،مخالف ا لجميع أهل الرض آحادهم وأوساطهم وسلطينهم وجبابرتهم ،فضلل آراءهم
وسفه أحلمهم وأبطل مللهم وهدم دولهم ،وظهر دينه على الديان في مدة قليلة شرقا وغرباا ،وزاد
على مر العصار والزمان ،ولم يقدر العداء مع كثرة عددهم وعددهم وشدة شوكتهم وشكيمتهم، وفرط تعصبهم وحميتهم وبذل غاية جهدهم في إطفاء نور دينه وطمس آثار مذهبهً.ا فهل يكون ذلك إل بعون إلهي وتأييد سماوي ،ولنعم ما قال غمالئيل معلم اليهود لهم في حق الحواريين) :يا
أيها الرجال السرائيليون احترزوا لنفسكم من جهة هؤلء الناس فيما أنتم مزمعون أن تفعلوا( ً.ا 36 )لنه قبل هذه اليام قام ثوداس قائلا عن نفسه :أنه
) (4/1074
شيء الذي التصق به عدد من الرجال نحو أربعمائة ،الذي قتل وجميع الذين انقادوا إليه تبددوا وصاروا ل شيء( ً.ا ) 37بعد هذا قام يهودا الجليلي في أيام الكتتاب ،وأزاغ وراءه شعبا غفيراا، فذاك أيضا هلك وجميع الذين انقادوا إليه تشتتوا( ً.ا ) 38والن أقول لكم تنحوا عن هؤلء الناس واتركوهم لنه إن كان هذا الرأي وهذا العمل من الناس فسوف ينتقض( ) 39وإن كان من ال فل
تقدرون أن تنتقضوه لئل توجدوا محاربين ل أيضاا( كما هو مصرح به في الباب الخامس من كتاب
العمال ،والية السابعة من الزبور الول هكذا) :لن الرب يعرف طريق الصديقين وطريق المنافقين
تهلك( والية السادسة من الزبور الخامس هكذا) :وتهلك كل الذين يتكلمون بالكذب ،الرجل السافك الدماء والغاش يرذله الرب( ً.ا والية السادسة عشرة من الزبور الرابع والثلثين هكذا) :وجه الرب على الذين يعملون المساوئ ليبيد من الرض ذكرهم( وفي الزبور السابع والثلثين هكذا ) :17لن سواعد الخطاة تنكر ،والرب يعضد الصديقين( ) 20الخطاة فيهلكون ،وأعداء الرب جميعا إذ يمجدون ويرتفعون ،يبيدون، وكالدخان يفنون( ً.ا
) (4/1075
فلو لم يكن محمد صلى ال عليه وسلم من الصديقين لهلك الرب طريقه ورذله وأباد ذكره من الرض ،وكسر سواعده وأفناه كالدخانً.ا لكنه لم يفعل شيئا منها ،فكان محمد صلى ال عليه وسلم من الصديقين ،ولعمري أن علماء بروتستنت في تكذيب الدين المحمدي محاربون ال لكن الوقت قريب فسوف يعلمون }وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون{ً ول يقدرون على نقضه البتة كما وعد ال }يريدون ليطفئوا نور ال{ً أي دين السلم }بأفواههم{ً أي بأقوالهم الباطلة }وال متم نوره{ً أي مبلغه غايته }ولو كره الكافرون{ً أي اليهود والنصارى والمشركون ،ولنعم ما قيل: أل قل لمن ظل لي حاسدا * أتدري على من أسأت الدب
أسأت على ال في فعله * لنك لم ترض لي ما وهب )المسلك الخامس( أنه ظهر في وقت كان الناس محتاجين إلى من يهديهم إلى الطريق المستقيم، ويدعوهم إلى الدين القويم لن العرب كانوا على عبادة الوثان ،ووأد البناتً.ا والفرس على اعتقاد اللهين ووطء المهات والبناتً.ا
) (4/1076
والترك على تخريب البلد وتعذيب العبادً.ا والهند على عبادة البقر ،والسجود للشجر والحجرً.ا واليهود على الجحود ودين التشبيه ،وترويج الكاذيب المفترياتً.ا والنصارى على القول بالتثليث، وعبادة الصليب وصور القديسين والقديساتً.ا وهكذا سائر الفرق في أودية الضلل والنحراف عن الحق والشتغال بالمحال ،ول يليق بحكمة ال الملك المبين أن ل يرسل في هذا الوقت أحدا يكون رحمة للعالمين ،وما ظهر أحد يصلح لهذا الشأن العظيم ويؤسس هذا البنيان القويم غير محمد بن عبد ال صلى ال عليه وسلمً.ا فأزال الرسوم الزائغة والمقالت الفاسدة ،وأشرقت شموس التوحيد وأقمار التنزيه ،وزالت ظلمة الشرك والوثنية والتثليث والتشبيه ،عليه من الصلة أفضلها ومن التحيات أكملها ،وإليه أشار ال تعالى بقوله} :يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ول نذير فقد جاءكم بشير ونذير وال على كل شيء قدير{ً ً.ا قال الفخر الرازي قدس سره في
) (4/1077
تفسير هذه الية) :الفائدة في بعثة محمد صلى ال عليه وسلم عند فترة من الرسل هي أن التغير والتحريف قد تطرق إلى الشرائع المتقدمة لتقادم عهدها وطول زمانها ،وبسبب ذلك اختلط الحق بالباطل والصدق بالكذب وصار ذلك عذرا ظاهرا في إعراض الخلق عن العبادات ،لن لهم أن
يقولوا يا إلهنا عرفنا أنه ل بد من عبادتك ولكنا ما عرفنا كيف نعبد ،فبعث ال تعالى في هذا الوقت
محمدا صلى ال عليه وسلم إزالة لهذا العذر( انتهى كلمه بلفظهً.ا
)المسلك السادس( أخبار النبياء المتقدمين عليه ،عن نبوته عليه السلم ،ولما كان القسيسون
يغلطون العوام في هذا الباب تغليط ا عظيم ا استحسنت أن أقدم على نقل تلك الخبار أمورا ثمانية
تفيد للناظر بصيرة: وقدم فيه قبل تلك الخبار أمورا ثمانية:
)المر الول( أن النبياء السرائيلية مثل أشعيا وأرميا ودانيال وحزقيال وعيسى عليهم السلم، أخبروا عن الحوادث التية كحادثة بختنصر وقورش واسكندر وخلفائه وحوادث أرض أدوم ومصر ونينوى وبابل ،ويبعد كل البعد أن ل يخبر أحد منهم عن خروج محمد صلى ال عليه وسلم الذي كان وقت ظهوره كأصغر البقول ،ثم صار شجرة عظيمة تأوي طيور السماء في أغصانها ،فكسر الجبابرة والكاسرة وبلغ دينه شرق ا وبلغ دينه شرق ا وغرب ا وغلب الديان وامتد دهرا بحيث مضى
على ظهوره مدة ألف ومائتين وثمانين إلى هذا الحين ويمتد إن شاء ال إلى آخر بقاء الدنيا ،وظهر
في أمته ألوف ألوف من العلماء الربانيين
) (4/1078
والحكماء المتقنين والولياء ذوي الكرامات والمجاهدات والسلطين العظام ،وهذه الحادثة كانت أعظم الحوادث ،وما كانت أقل من حادثة أرض أدوم ونينوى وغيرهما فكيف يجوز العقل السليم أنهم أخبروا عن الحوادث الضعيفة وتركوا الخبار عن الحادثة العظيمةً.ا )المر الثاني( أن النبي المتقدم إذا أخبر عن النبي المتأخر ،ل يشترط في إخباره أن يخبر بالتفصيل التام بأنه يخرج من القبيلة الفلنية في السنة الفلنية في البلد الفلني ،وتكون صفته كيت وكيت، بل يكون هذا الخبار في غالب الوقات مجملا عند العوام ،وأما عند الخواص فقد يصير جلي ا بواسطة القرائن ،وقد يبقى خفيا عليهم أيضا ل يعرفون مصداقه إل بعد ادعاء النبي اللحق أن النبي المتقدم أخبر عني وظهور صدق ادعائه بالمعجزات وعلمات النبوة ،وبعد الدعاء وظهور صدقه
يصير جلي ا عندهم بل ريب ولذلك يعاتبون كما عاتب المسيح عليه السلم علماء اليهود بقوله:
)ويل لكم أيها الناموسيون لنكم أخذتم مفتاح المعرفة ما دخلتم أنتم والداخلون منعتموهم( كما
هو مصرح به في الباب الحادي عشر من إنجيل لوقا،
) (4/1079
وعلى مذاق المسيحيين قد يبقى خفيا على النبياء فضلا عن العلماء بل قد يبقى خفيا على النبي
المخبر عنه على زعمهم في الباب الول من إنجيل يوحنا هكذا) 19 :وهذه هي شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أورشليم كهنة ولويين ليسألوه من أنت( ) 20فاعترف ولم ينكروا قرأني لست أنا
المسيح( ) 21فسألوه ماذا إذا أنت ،إيلياء؟ فقال لست أنا إيلياء فسألوه أنت النبي فأجاب ل( ) 22فقالوا له من أنت لنعطي جوابا للذين أرسلونا ماذا تقول عن نفسك( ) 23قال أنا صوت
صارخ في البرية قروموا طريق الرب كما قال أشعيا النبي( ) 24وكان المرسلون من الفريسيين( 25 )فسألوه وقالوا له فما بالك تعمد إن كنت لست المسيح ول إيليا ول النبي( ً.ا
واللف واللم في لفظ النبي الواقع في الية 21و 25للعهد ،والمراد النبي المعهود الذي أخبر عنه موسى عليه السلم في الباب الثامن عشر من سفر الستثناء على ما صرح به العلماء المسيحية ،فالكهنة واللويون كانوا من علماء اليهود وواقفين على كتبهم وعرفوا أيضا أن يحيى
عليه السلم نبي ،لكنهم شكوا في أنه المسيح عليه السلم أو إيلياء عليه السلم أو النبي المعهود
الذي أخبر عنه موسى عليه السلم ،فظهر منه أن علمات هؤلء النبياء الثلثة لم تكن مصرحة في كتبهم بحيث ل يبقى الشتباه للخواص فضلا عن العوام فلذلك سألوا أولا أنت المسيح فبعد ما
أنكر يحيى عليه السلم عن كونه مسيحا سألوه أنت إيلياء فبعد ما أنكر عن كونه إيلياء أيضا سألوه
أنت النبي المعهودً.ا ولو كانت
) (4/1080
العلمات مصرحة لما كان للشك محل بل ظهر منه أن يحيى عليه السلم لم يعرف نفسه أنه إيلياء حتى أنكر ،فقال لست أنا وقد شهد عيسى أنه إيلياء في الباب الحادي عشر من إنجيل متىً.ا قول عيسى عليه السلم في حق يحيى عليه السلم هكذا) :وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيلياء المزمع أن يأتي( وفي الباب السابع عشر من إنجيل متى هكذا) 10 :وسأله تلميذه قائلين فلماذا يقول ل( ) 11فأجاب يسوع وقال لهم أن إيلياء يأتي أولا ويرد كل الكتبة أن إيلياء ينبغي أن يأتي أو ا
شيء( ) 12ولكني أقول لكم أن إيلياء قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كل ما أرادوا ،كذلك ابن النسان أيض ا سوف يتألم منهم( ) 13حينئذ فهم التلميذ أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان( ً.ا
وظهر من العبارة الخيرة أن علماء اليهود لم يعرفوه بأنه إيلياء وفعلوا به ما فعلوا وأن الحواريين
أيضا لم يعرفوه بأنه إيلياء مع أنهم كانوا أنبياء في زعم المسيحيين وأعظم رتبة من موسى عليه السلم وكانوا اعتمدوا من يحيى ورأوه مراراا ،وكان مجيئه ضروريا قبل إلههم ومسيحهمً.ا
وفي الية 33من الباب الول من إنجيل يوحنا قول يحيى هكذا) :وأنا لم أكن أعرفه لكن الذي أرسلني لعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلا ومستقرا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس( ومعنى قوله) :وأنا لم أكن أعرفه( على زعم القسيسين أنا لم أكن أعرفه معرفة جيدة بأنه
المسيح الموعود ،فعلم أن يحيى عليه السلم ما كان يعرف عيسى عليه السلم معرفة يقينية بأنه المسيح الموعود به إلى ثلثين سنة ما لم ينزل الروح القدس ،لعل كون ولدة المسيح من العذراء لم يكن من العلمات المختصة بالمسيح،
) (4/1081
وإل فكيف يصح هذا ،لكني أقطع النظر عن هذا وأقول أن يحيى أشرف النبياء السرائيلية بشهادة عيسى عليه السلم كما هو مصرح به في الباب الحادي عشر من إنجيل متى وأن عيسى عليه السلم إلهه وربه على زعم المسيحيين ،وكان مجيئه ضروري ا قبل المسيح ،وكان كونه إيلياء
يقيني اا ،فإذا لم يعرف هذا النبي الشرف نفسه إلى آخر العمر ،ولم يعرف إلهه وربه إلى المدة
المذكورة ،وكذا لم يعرف الحواريون الذين هم أفضل من موسى وسائر النبياء السرائيلية مدة حياة يحيى أنه إيلياء ،فماذا رتبة العلماء والعوام عندهم في معرفة النبي اللحق بخبر النبي المتقدم عنه
وترددهم فيه ،وقيافا رئيس الكهنة كان نبي ا على شهادة يوحنا ،كما هو مصرح به في الية الحادية والخمسين من الباب الحادي عشر من إنجيله وهو أفتى بقتل عيسى عليه السلم وكفره وأهانه،
كما هو مصرح به في الباب السابع والعشرين من إنجيل متى ،ولو كانت علمات المسيح في كتبهم مصرحة بحيث ل يبقى الشتباه على أحد ،ما كان لهذا النبي المفتي بقتل إلهه وبكفره أن يفتي بقتله وكفرهً.ا ونقل متى ولوقا في الباب الثالث ،ومرقس ويوحنا في الباب الول من أناجيلهم خبر أشعيا في حق يحيى عليهما السلم ،وأقر يحيى عليه السلم
) (4/1082
بأن هذا الخبر في حقه على ما صرح به يوحناً.ا وهذا الخبر في الية الثالثة من الباب الربعين من كتاب أشعيا هكذا) :صوت المنادي في البرية ،سهلوا طريق الرب ،أصلحوا في البوادي سبيلا للهنا( ولم يذكر فيه شيء من الحالت المختصة بيحيى عليه السلم ل من صفاته ول من زمان خروجه ،ول مكان خروجه ،بحيث ل يبقى الشتباه ،ولو لم يكن ادعاء يحيى عليه السلم بأن هذا الخبر في حقه ،وكذا ادعاء مؤلفي العهد الجديد ،لما ظهر هذا للعلماء المسيحية وخواصهم فضلا عن العوام ،لن وصف النداء في البرية يعم أكثر النبياء السرائيلية الذين جاؤوا من بعد أشعيا عليه السلم ،بل يصدق على عيسى عليه السلم أيض اً.ا لنه كان ينادي مثل نداء يحيى عليه السلم:
توبوا لنه قد اقترب ملكوت السماءً.ا
وسيظهر لك في المر السادس حال الخبارات التي نقلها النجيليون في حق عيسى عليه السلم عن النبياء المتقدمين عليهم السلم ،ول ندعي أن النبياء الذين أخبروا عن محمد صلى ال عليه وسلم كان إخبار كل منهم بصفته مفصلا بحيث ل يكون فيه مجال التأويل للمعاندً.ا
قال المام الفخر الرازي في ذيل تفسير قوله تعالى} :ول تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم
تعلمون{ً واعلم أن الظهر في الباء في
) (4/1083
قوله بالباطل أنها باء ]ص [220الستعانة كالتي في قولك كتبت بالقلمً.ا والمعنى ل تلبسوا الحق بسبب الشبهات التي توردونها على السامعين ،وذلك لن النصوص الواردة في التوراة والنجيل في أمر محمد عليه السلم نصوصا خفية تحتاج في معرفتها إلى الستدلل ،ثم إنهم كانوا يجادلون فيها ويشوشون وجه الدللة على المتأملين فيها بسبب إلقاء الشبهات( ً.ا انتهى كلمه بلفظهً.ا
قال المحقق عبد الحكيم السيالكوتي في حاشيته على البيضاوي) :هذا فصل يحتاج إلى مزيد شرح وهو يجب أن يتصور أن كل نبي أتى بلفظة معرضة وإشارة مدرجة ل يعرفها إل الراسخون في العلم وذلك لحكمة إلهية ،وقد قال العلماء :ما انفك كتاب منزل من السماء من تضمن ذكر النبي صلى ال عليه وسلم ،لكن بإشارات ،ولو كان منجليا للعوام لما عوتب علماؤهم في كتمانه ،ثم
ازداد ذلك غموض ا بنقله من لسان إلى لسان من العبراني إلى السرياني ومن السرياني إلى العربي، وقد ذكرت محصلة ألفاظ من التوراة والنجيل إذا اعتبرتها وجدتها دالة على صحة نبوته عليه
السلم بتعريض هو عند الراسخين في العلم جلي وعند العامة خفي( ً.ا انتهى كلمه بلفظهً.ا
) (4/1084
)المر الثالث( ادعاء أن أهل الكتاب ما كانوا ينتظرون نبي ا آخر غير المسيح وإيلياء ،ادعاء باطل ل أصل له بل كانوا منتظرين لغيرهما أيضاا ،لما علمت في المر الثاني أن علماء اليهود المعاصرين ل :أنت المسيح؟ ولما أنكر سألوه :أنت إيلياء؟ لعيسى عليه السلم سألوا يحيى عليه السلم أو ا ولما أنكر سألوه :أنت النبي؟ أي النبي المعهود الذي أخبر به موسى ،فعلم أن هذا النبي كان
منتظرا مثل المسيح وإيلياء وكان مشهورا بحيث ما كان محتاج ا إلى ذكر السم بل الشارة إليه كانت كافيةً.ا
وفي الباب السابع من إنجيل يوحنا بعد نقل قول عيسى عليه السلم هكذا) :40 :فكثيرون من الجمع لما سمعوا هذا الكلم قالوا هذا بالحقيقة هو النبي( ) :41وآخرون قالوا هذا هو المسيح( وظهر من هذا الكلم أيض ا أن النبي المعهود عندهم كان غير المسيح ولذلك قابلوا بالمسيحً.ا
)المر الرابع( ادعاء أن المسيح خاتم النبيين ول نبي بعده باطل ،لما عرفت في المر الثالث أنهم كانوا منتظرين للنبي المعهود الخر الذي يكون غير المسيح وإيلياء عليهم السلم ،ولما لم يثبت بالبرهان مجيئه قبل المسيح فهو بعده ولنهم يعترفون بنبوة الحواريين وبولس بل بنبوة غيرهم أيض اً.ا وفي الباب الحادي عشر من كتاب العمال هكذا) 27 :في تلك اليام انحدر النبياء من أورشليم إلى أنطاكية( ) 28وقام واحد معهم اسمه أغابوس وأشار بالروح أن جوعا عظيما كان عتيدا أن
يصير على جميع
) (4/1085
المسكونة الذي صار في أيام كلوديوس( )قيصر( فهؤلء كلهم كانوا أنبياء على تصريح إنجيلهم وأخبر واحد منهم اسمه أغابوس عن وقوع الجدب العظيمً.ا وفي الباب الحادي والعشرين من الكتاب المذكور هكذا) 10 :وبينما نحن مقيمون أياما كثيرة
انحدر من اليهودية نبي اسمه أغابوس( ) 11فجاء إلينا وأخذ منطقة بولس وربط يد نفسه ورجليه وقال هذا بقوله الروح القدس ،الرجل الذي له هذه المنطقة ،هكذا سيربطه اليهود في أورشليم ويسلمونه إلى أيدي المم( ً.ا
وفي هذه العبارة أيضا تصريح بكون أغابوس نبياا ،وقد يتمسكون لثبات هذا الدعاء بقول المسيح المنقول في الية الخامسة عشر من الباب السابع من إنجيل متى هكذا) :احترزوا من النبياء
الكذبة الذين يأتوكم بثبات الحملن ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة( ً.ا
) (4/1086
والتمسك به عجيب لن المسيح عليه السلم أمر بالحتراز من النبياء الكذبة ل النبياء الصدقة أيضا ولذلك قيد بالكذبة ،نعم لو قال احترزوا من كل نبي يجيء بعدي لكان بحسب الظاهر وجه للتمسك وإن كان واجب التأويل عندهم ،لثبوت نبوة الشخاص المذكورين ،وقد ظهر النبياء
الكذبة الكثيرون في الطبقة الولى بعد صعوده كما يظهر من الرسائل الموجودة في العهد الجديد في الباب الحادي عشر من الرسالة الثانية إلى أهل قورنثيوس هكذا) 12 :ولكن ما أفعله لقطع فرصة الذين يريدون فرصة كي يوجدوا كما نحن أيضا فيما يفتخرون به( ) 13لن مثل هؤلء رسل
كذبة فعله ماكرون مغيرون شكلهم إلى شبه رسل المسيح( فمقدسهم ينادي بأعلى نداء أن الرسل
الكذبة الغدارين ظهروا في عهده وقد تشبهوا برسل المسيحً.ا وقال آدم كلرك المفسر في شرح هذا المقام) :هؤلء الشخاص كانوا يدعون كذبا أنهم رسل
المسيح ،وما كانوا رسل المسيح في نفس المر وكانوا يعظون ويجتهدون ،لكن مقصودهم ما كان
إل جلب المنفعة( ً.ا وفي الباب الرابع من الرسالة الولى ليوحنا هكذا) :أيها الحياء ل تصدقوا كل روح ،بل امتحنوا الرواح هل هي من ال ،لن النبياء الكذبة كثيرون قد خرجوا إلى العالم( ً.ا فظهر من العبارتين أن النبياء الكذبة قد ظهروا في عهد الحواريينً.ا وفي الباب الثامن من كتاب العمال هكذا) 9 :وكان قبلا في المدينة
) (4/1087
رجل اسمه سيمون يستعمل السحر ،ويدهش شعب السامرة قائلا أنه شيء عظيم( ) 10وكان الجميع يتبعونه من الصغير إلى الكبير قائلين هذا هو قوة ال العظيمة( ً.ا
وفي الباب الثالث عشر من الكتاب المذكور هكذا) :ولما اجتازا الجزيرة إلى باقوس وجدا رجلا
ساحرا نبيا كذابا يهوديا اسمه باريشوع( وكذا سيظهر الدجالون الكذابون يدعي كل منهم أنه
المسيح كما أخبر عيسى عليه السلم وقال) :ل يضلكم أحد فإن كثيرين سيأتون باسمي قائلين أنا
هو ]ص [223المسيح ويضلون كثيرين( كما هو مصرح به في الباب الرابع والعشرين من إنجيل متى فمقصود المسيح عليه السلم التحذير من هؤلء النبياء الكذبة والمسحاء
) (4/1088
الكذبة ل من النبياء الصادقين أيضاا ،ولذلك قال بعد القول المذكور في الباب السابع )من ثمارهم تعرفونهم ،هل يجتنون من الشوك عنب ا أو من الحسك تيناا( ً.ا
ومحمد صلى ال عليه وسلم من النبياء الصادقين ،كما يدل عليه ثماره على ما عرفت في المسالك المتقدمة ،ول اعتبار لمطاعن المنكرين كما ستعرف في الفصل الثاني ،ولن كل شخص يعلم أن اليهود ينكرون عيسى بن مريم عليهما السلم ويكذبونه وليس عندهم رجل أشر منه ،من ابتداء العالم إلى زمان خروجه ،وكذا ألوف من الحكماء والعلماء الذين هم من أبناء صنف القسيسين وكانوا مسيحيين ثم خرجوا عن هذه الملة لستقباحهم إياها ،ينكرونه ويستهزؤون به وبملته وألفوا رسائل كثيرة لثبات آرائهم واشتهرت هذه الرسائل في أكناف العالم ،ويزيد متبعوهم كل يوم في ديار أوربا ،فكما أن إنكار اليهود وهؤلء الحكماء والعلماء في حق عيسى عليه السلم غير مقبول عندنا ،فكذا إنكار أهل التثليث في حق محمد صلى ال عليه وسلم غير مقبول عندناً.ا
)المر الخامس( الخبارات التي نقلها المسيحيون في حق عيسى عليه السلم ل تصدق عليه، على تفاسير اليهود وتأويلتهم ،ولذلك هم ينكرونه أشد
) (4/1089
النكار ،والعلماء المسيحية ل يلتفتون في هذا الباب إلى تفاسيرهم وتأويلتهم ويفسرونها ويؤولونها بحيث تصدق في زعمهم على عيسى عليه السلمً.ا قال صاحب ميزان الحق في الفصل الثالث من الباب الول في الصفحة 46من النسخة الفارسية المطبوعة سنة ) :1849المعلمون القدماء من الملة المسيحية ادعوا هذه الدعوى الصحيحة فقط أن اليهود أرولوا اليات التي كانت إشارة إلى يسوع المسيح بتأويلت غير صحيحة وغير لئقة وبينوها خلف الواقع( انتهىً.ا
وقوله اردعوا هذه الدعوى الصحيحة فقط غلط يقينا لن المعلمين القدماء كما ادعوا هذه الدعوى
ادعوا أن اليهود حرفوا الكتب تحريفا لفظيا كما عرفت في الباب الثاني ،لكني أقطع النظر عن هذا وأقول كما أن تأويلت اليهود في اليات المذكورة مردودة غير صحيحة وغير لئقة عند
المسيحيين ،كذلك تأويلت المسيحيين في الخبارات التي هي في حق محمد صلى ال عليه وسلم مردودة غير مقبولة عندنا ،وسترى أن الخبارات التي ننقلها في حق محمد صلى ال عليه وسلم أظهر صدقا من الخبارات التي نقلها النجيليون في حق عيسى عليه السلم ،فل بأس علينا إن لم نلتفت إلى تأويلتهم الفاسدة ،وكما أن اليهود ادعوا في حق بعض الخبارات التي هي في حق عيسى عليه السلم على زعم المسيحيين أنها في حق مسيحهم المنتظر أو في حق غيره أو ليست في حق أحد ،والمسيحيون يدعون أنها في حق عيسى عليه السلم ول يبالون بمخالفتهم، فكذا نحن ل نبالي بمخالفة المسيحيين في حق بعض الخبارات التي هي في حق محمد صلى ال عليه وسلم
) (4/1090
لو قالوا أنها في حق عيسى عليه السلم ،وسترى أيضا أن صدقها في حق محمد صلى ال عليه وسلم أليق من صدقها في حق عيسى عليه السلم ،فادعاؤنا أحق من ادعائهمً.ا
)المر السادس( مؤلفوا العهد الجديد باعتقاد المسيحيين ذوو إلهام وقد نقلوا الخبارات في حق عيسى عليه السلم فيكون هذا النقل على زعمهم باللهام ،فأذكر نبذا منها بطريق النموذج ليقيس المخاطب حال هذه الخبارات بالخبارات التي أنقلها في هذا المسلك في حق محمد صلى ال
عليه وسلم ،وإن سلك أحد من القسيسين مسلك العتساف وتصدى لتأويل الخبارات التي أنقلها في هذا المسلك يجب عليه أن يوجه أولا الخبارات التي نقلها مؤلفوا العهد الجديد في حق
عيسى عليه السلم ،ليظهر للمنصف اللبيب حال الخبارات التي نقلها الجانبان ،ويقابلهما باعتبار
القوة والضعف وإن غمض النظر عن توجيه الخبارات العيسوية التي نقلها المؤلفون المذكورونً.ا وأول الخبارات المحمدية التي أنقلها في هذا المسلك يكون محمولا على عجزه وتعصبه ،لنك
قد علمت في المر الثاني والخامس أن المعاند له مجال واسع للتأويل في أمثال هذه الخبارات،
وإنما اكتفيت على نبذ مما نقله مؤلفو العهد الجديد ،لنه إذا ظهر أن البعض منها غلط يقيناا، والبعض منها محرف ،والبعض منها ل يصدق على عيسى عليه السلم إل بالدعاء البحت
والتحكم الصرف ،ظهر أن حال الخبارات الخر التي نقلها المسيحيون الذين ليسوا ذوي إلهام ووحي ،يكون أسوأ ،فل حاجة إلى نقلهاً.ا
) (4/1091
)الخبر الول( ما هو المنقول في الباب الول من إنجيل متى ،وقد عرفت في بيان الغلط الخمسين في الفصل الثالث من الباب الول أنه غلط ،على أن كون مريم عذراء وقت الحبل غير مسلم عند اليهود والمنكرين ،ول يتم عليهم حجة ،لنها قبل ولدة عيسى عليه السلم ،كانت في نكاح يوسف النجار على تصريح النجيل واليهود المعاصرون لعيسى عليه السلم ،ويقولون أنه ولد يوسف النجار كما هو مصرح به في الية 55من الباب 13من إنجيل متى والية 45من الباب 1والية 42من الباب السادس من إنجيل يوحنا ،وإلى الن يقولون هكذا بل أشنع منه ،والعلمة الخرى المختصة بعيسى عليه السلم غير مذكورة في هذا الخبرً.ا )والخبر الثاني( ما هو المنقول في الية السادسة من الباب الثاني من إنجيل متى ،وهو إشارة إلى الية الثانية من الباب الخامس من كتاب ميخا ،ول تطابق عبارة متى عبارة ميخا ،وأحدهما محرفة، وقد عرفت في الشاهد
) (4/1092
الثالث والعشرين من المقصد الول من الباب الثاني ،أن محققيهم اختاروا تحريف عبارة ميخا، لكن ادعاؤهم هذا لجل محافظة النجيل فقط ،وعند المخالف باطلً.ا )والخبر الثالث( ما هو المنقول في الية الخامسة عشر ،من الباب المذكور من إنجيل متىً.ا )والخبر الرابع( ما هو منقول في الية 17و 18من الباب المذكورً.ا )والخبر الخامس( ما هو المنقول في الية الثالثة والعشرين من الباب المذكورً.ا وهذه الخبار الثلثة غلط كما عرفت في الفصل الثالث من الباب الولً.ا )والخبر السادس( الية التاسعة من الباب السابع والعشرين من إنجيل متى ،وقد عرفت في الشاهد التاسع والعشرين من المقصد الثاني من الباب الثاني أنه غلط ،على أن هذا الحال يوجد في الباب
الحادي عشر من كتاب زكريا ،ول مناسبة له بالقصة التي نقلها متى ،لن زكريا عليه السلم بعد ما ذكر اسمي
) (4/1093
عصوين ورعى قطيع يقول هكذا ترجمة عربية سنة ) 12 :1844وقلت لهم إن حسن في أعينكم فهاتوا أجري وإل فكفوا فوزنوا أجري ثلثين من الفضة( ) 13وقال لي الرب ألقها إلى صناع التماثيل ثمنا كريما أثموني به فأخذت الثلثين من الفضة وألقيتها في بيت الرب إلى صناع التماثيل( ً.ا فظاهر كلم زكريا أنه بيان حال ،ل إخبار عن الحادثة التية ،وأن يكون آخذ الدراهم من
الصالحين مثل زكريا عليه السلم ل من الكافرين مثل يهوداً.ا )والخبر السابع( ما نقله مقدسهم بولس في الية السادسة من الباب الول من الرسالة العبرانية، وقد عرفت حاله في الفصل الثالث أنه غلط ل يصدق على عيسى عليه السلمً.ا )والخبر الثامن( الية الخامسة والثلثون من الباب الثالث عشر من إنجيل متى هكذا) :لكي يتم ما قيل بالنبي القائل سأفتح بأمثال فمي وأنطق بمكتوبات منذ تأسيس العالم( وهو إشارة إلى الية الثانية من الزبور الثامن والسبعين ،لكنه ادعاء محض وتحكم بحت ،لن عبارة هذا الزبور هكذا2 : )أفتح بالمثال فمي وأنطق بالذي كان قديماا( ) 3كل ما سمعناه وعرفناه وآباؤنا أخبرونا( ) 4ولم
يخفوه عن
) (4/1094
أولدهم إلى الجيل الخر إذ يخبرون بتسابيح الرب وقواته وعجائبه التي صنع( ) 5إذ أقام الشهادة في يعقوب ،ووضع الناموس في إسرائيل كل الذي أوصى آباؤنا ليعرفوا به أبناءهم( ) 6لكيما يعلم الجيل الخر بينهم المولدين( ) 7فيقومون أيض ا ويخبرون به أبناؤهم( ) 8لكي يجعلوا اتكالهم على ال ول ينسوا أعمال ال ويلتمسوا وصايا( ) 9لئل يكونوا مثل آبائهم الجيل العرج المتمرد الذي لم يستقم قلبه ول آمنت بال روحه( ً.ا وهذه اليات صريحة في أن داود عليه السلم يريد نفسه، ولذا عبر عن نفسه بصيغة المتكلم ،ويروي الحالت التي سمعها من الباء ليبلغ إلى البناء على حسب عهد ال لتبقى الرواية محفوظة ،وبين من الية العاشرة إلى الخامسة والستين ،حال إنعامات
ال والمعجزات الموسوية ،وشرارة بني إسرائيل وما لحقهم بسببهاً.ا ثم قال) 65 :واستيقظ الرب كالنائم مثل الجبار المفيق من الخمر( ) 66فضرب أعداءه في الوراء وجعلهم عارا إلى الدهر( 67 )وأبعد محله يوسف ولم يختر سبط إفرام( ) 68بل اختار سبط يهوذا لجيل صهيون الذي أحب(
) 69وبنى مثل وحيد القرن قدسه وأسسه في الرض إلى البد( ) 70واختار داود عبده وأخذه من مراعي الغنم( ) 71ومن خلف المرضعات ،أخذه ليرعى يعقوب عبده وإسرائيل ميراثه( ) 72فرعاهم بدعة قلبه وبفهم يديه أهداهم( ً.ا
) (4/1095
وهذه اليات الخيرة أيض ا دالة صراحة في أن هذا الزبور في حق داود عليه السلم فل علقة لهذا
بعيسى عليه السلمً.ا
)والخبر التاسع( في الباب الرابع من إنجيل متى هكذا) 14 :لكي يتم ما قيل بأشعيا النبي القائل( ) 15أرض زبولون وأرض نفتاليم طريق البحر عبر الردن جليل المم( ) 16الشعب الجالس في ظلمة ،أبصر نورا عظيم ا والجالسون في كورة الموت وظلله ،أشرق عليهم نور( وهو إشارة إلى الية الولى والثانية من الباب التاسع من كتاب أشعيا وعبارته هكذا) :في الزمان استخفت أرض زبلون
وأرض نفتالي وفي الخر تثقلت طريق البحر عبر الردن جليل المم( ) 2الشعب السالك في الظلمة رأى نورا عظيماا ،الساكنون في بلد ظلل الموت أشرق عليهم نور( ً.ا وفرق ما بين العبارتين فإحداهما محرفة ومع قطع النظر عن هذا ،ل دللة لكلم أشعيا على ظهور شخص ،بل الظاهر أن
أشعيا عليه السلم يخبر أن حال سكان أرض زبلون ونفتالي كان سقيما في سالف الزمان ثم صار
حسنا
) (4/1096
كما تدل عليه صيغ الماضي ،أعني استخفت وتثقلت ورأى وأشرق وإن عدلنا عن الظاهر وحملنا على المجاز بمعنى المستقبل وقلنا أن رؤية النور وإشراقه عليهم ،عبارة عن مرور الصلحاء بأرضهم، فادعاء أن مصداق هذا الخبر عيسى عليه السلم فقط تحكم صرف ،لن كثيرا من الولياء
والصلحاء مر بتلك الرض ،سيما أصحاب محمد صلى ال عليه وسلم وأولياء أمته أيض ا الذين
زالت ظلمة الكفر والتثليث من هذه الديار بسببهم ،وظهر نور التوحيد وتصديق المسيح كما ينبغيً.ا وأكتفي خوفا من التطويل على هذا القدر ونقلت الخبار الخر أيضا في إزالة الوهام وغيره من مؤلفاتي وبينت وجوه ضعفهاً.ا
)المر السابع( أن أهل الكتاب سلف ا وخلف ا عادتهم جارية بأنهم يترجمون غالب ا السماء في
تراجمهم ويوردون بدلها معانيها ،وهذا خبط عظيم ومنشأ للفساد وأنهم يزيدون تارة شيئا بطريق
التفسير في الكلم الذي هو كلم ال في زعمهم ،ول يشيرون إلى المتيازً.ا وهذان المران بمنزلة
المور العادية عندهم ،ومن تأمل في تراجمهم المتداولة بألسنة مختلفة وجد شواهد تلك المور كثيرة وأنا أورد أيض ا بطريق النموذج بعض ا منهاً.ا
- 1في الية الرابعة عشر من الباب السادس عشر من سفر التكوين في الترجمة العربية المطبوعة سنة 1625وسنة 1831وسنة 1844هكذا) :لذلك دعت اسم تلك البيرني بير الحي الناظر، فترجموا اسم البئر الذي كان في العبراني بالعربيً.ا
) (4/1097
- 2وفي الية الرابعة عشر من الباب الثاني والعشرين من سفر التكوين في الترجمة العربية المطبوعة سنة 1811هكذا) :سمى إبراهيم اسم الموضع مكان يرحم ال زائره( وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة ) :1844دعا اسم ذلك الرب يرى( فترجم المترجم الول السم العبراني بمكان يرحم ال زائره والمترجم الثاني بالرب يرىً.ا - 3وفي الية العشرين من الباب الحادي والثلثين من سفر التكوين في الترجمة العربية المطبوعة سنة 1625وسنة 1844هكذا) :فكتم يعقوب أمره عن حميه( وفي ترجمة أردو المطبوعة سنة 1825لفظ لبان موضع حميه فوضع مترجمو العربية لفظ الحمى موضع السمً.ا - 4وفي الية العاشرة من الباب التاسع والربعين من سفر التكوين في الترجمة العربية المطبوعة سنة 1625وسنة ) :1844فل يزول القضيب من يهودا والمدير من فخذه حتى يجيء الذي له الكل وإياه تنتظر المم( ً.ا فقوله )الذي له الكل( ترجمة لفظ شيلوه وهذه الترجمة موافقة الترجمة اليونانيةً.ا
) (4/1098
وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة ) :1811فل يزول القضيب من يهودا والرسم من تحت أمره إلى أن يجيء الذي هو له وإليه يجتمع الشعوب( ً.ا وهذا المترجم ترجم لفظ شيلوه )بالذي هو له( وهذه الترجمة موافقة للترجمة السريانية وترجم هذا اللفظ محققهم المشهور ليكلرك بعاقبته ،وفي ترجمة أردو المطبوعة سنة 1825وقع لفظ شيل ،وفي الترجمة اللتينية ولتكيت )الذي سيرسل( ً.ا فالمترجمون ترجموا لفظ شيلوه بما ظهر وترجح عندهم وهذا اللفظ كان بمنزلة السم للشخص المبشر بهً.ا - 5وفي الية الرابعة عشر من الباب الثالث من سفر الخروج في الترجمة العربية المطبوعة سنة 1625وسنة 1844فقال ال لموسى )أهيه أشراهيه( وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة :1811 )قال له الزلي الذي ل يزال( ً.ا فلفظ أهيه أشراهيه كان بمنزلة اسم الذات فترجمه المترجم الثاني بالزلي الذي ل يزالً.ا - 6وفي الية الحادية عشر من الباب الثامن من سفر الخروج في الترجمة العربية المطبوعة سنة 1625وسنة 1844هكذا) :تبقى في النهر فقط( ً.ا
) (4/1099
وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة 1811هكذا) :تبقى في النيل فقط( ً.ا - 7وفي الية الخامسة عشر من الباب السابع من سفر الخروج في الترجمة العربية المطبوعة سنة 1625وسنة 1844هكذا) :فابتنى موسى مذبح ا ودعا اسمه الرب عظمتي( ً.ا وفي الترجمة
العربية المطبوعة سنة ) :1811وبنى مذبحا وسماه ال علمي( ً.ا وترجمة أردو موافقة لهذه الخيرة، فأقول مع قطع النظر عن الختلف أن المترجمين ترجموا السم العبرانيً.ا
-8وفي الية الثالثة والعشرين من الباب الثلثين من سفر الخروج في الترجمتين المذكورتين هكذا) :من ميعة فائقة( ً.ا وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة ) :1811من المسك الخالص ،وبين الميعة والمسك فرق ما ،ففسروا السم العبراني بما ترجح عندهم( ً.ا - 9وفي الية الخامسة من الباب الرابع والثلثين من سفر الستثناء في الترجمتين المذكورتين هكذا) :فمات هناك موسى عبد الرب( ً.ا
) (4/1100
وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة 1811هكذا) :فمات هناك موسى رسول ال( ً.ا فهؤلء المترجمون لو بدلوا في البشارات المحمدية ،لفظ رسول ال بلفظ آخر فل استبعاد منهمً.ا -10وفي الية الثالثة عشر من الباب العاشر من كتاب يوشع ،في الترجمة المطبوعة سنة 1844 هكذا) :أليس هذا مكتوب ا في سفر البرار( ً.ا وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة ) :1811أليس هو
مكتوب ا في سفر المستقيم( ً.ا وفي الترجمة الفارسية المطبوعة سنة 1838لفظ )يا صار( موضع
البرار أو المستقيمً.ا وفي الترجمة الفارسية المطبوعة سنة 1845لفظ )ياشر( ً.ا وفي ترجمة أردو
المطبوعة سنة 1835لفظ )يا شا لعل يا صار( أو )يا شر أو يا شا( اسم مصنف الكتاب ،فترجم مترجمو العربية ،هذا السم على آرائهم بالبرار أو المستقيمً.ا -11وفي الباب الثامن من كتاب أشعيا ،في الترجمة الفارسية المطبوعة سنة 1839هكذا1 : )وخدا وندمر افرمودكه لوحي بزرك بكيرواز قلم كند كاردر باب مهر شالل جاشنر بنويس( 3 )أورامهر شالل جشنر نام ينه( ً.ا وترجمة أردو المطبوعة سنة 1825توافقهاً.ا
) (4/1101
وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة 1844هكذا) 1 :وقال لي الرب خذ لك مدرج ا عظيم ا واكتب
ل( ً.ا وفي فيه بكتابة إنسان انتهب مستعجلا أسلب سريعاا( ) 3ادع اسمه أغنم بسرعة وانهب عاج ا الترجمة العربية المطبوعة سنة 1811هكذا) :وقال لي الرب :خذ لك مدرجا صحيحا صحيفة
جديدة كبيرة ،واكتب فيها بكتابة إنسان حاد ليضع نهب الغنائم لنه حضر( ) 3ادع اسمه أغنم بسرعة وانهبوا نجده( ً.ا فكان اسم البن مهر شالل جاشنر ،فترجم مترجمو العربية هذا السم على آرائهم ،وخالفوا فيما بينهمً.ا ومع قطع النظر عن المخالفة ،زاد مترجم العربية المطبوعة سنة 1811
ألفاظا من قبل نفسه ،فأمثال هؤلء لو بدلوا في البشارات المحمدية أسماء من أسماء النبي صلى ال عليه وسلم أو زادوا شيئاا ،فل استبعاد منهم ،لن هذا المر يصدر عنهم بحسب عادتهمً.ا
- 12وفي الية الرابعة عشر من الباب الحادي عشر من إنجيل متى ،في الترجمة العربية المطبوعة سنة 1811وسنة 1844هكذا) :فإن أردتم أن تقبلوه فهو إيلياء المزمع أن يأتي( ،وفي الترجمة
العربية المطبوعة سنة ) :1816فإن أردتم أن تقبلوه فهذا هو المزمع بالتيان( ً.ا فالمترجم الخير بدل لفظ إيلياء بهذا ،فأمثال هؤلء لو بدلوا اسما من أسماءالنبي صلى ال عليه وسلم في البشارة،
فل عجبً.ا
) (4/1102
- 13وفي الية الولى من الباب الرابع من إنجيل يوحنا في الترجمة العربية المطبوعة سنة ،1811 وسنة ،1831وسنة 1844هكذا) :لما علم يسوع( ً.ا وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة ،1816وسنة ) :1860لما علم الرب( ً.ا فبدل المترجمان الخيران لفظ يسوع ،الذي كان علم عيسى عليه السلم بالرب الذي هو من اللفاظ التعظيمية ،فلو بدلوا اسم ا من أسماء النبي صلى ال عليه وسلم باللفاظ التحقيرية لجل عادتهم وعنادهم ،فل عجبً.ا وهذه الشواهد تدل على
ترجمة السماء ،وإيراد لفظ آخر بدلهاً.ا ] [1في الباب السابع والعشرين من إنجيل متى هكذا) :ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت ل :إيلي إيلي ،لما شبقتني ،أي إلهي إلهي لماذا تركتني( ً.ا وفي الباب الخامس عشر من عظيم قائ ا ل :الوى الوى لما إنجيل مرقس هكذا) :وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائ ا
شبقتني ،الذي تفسيره إلهي إلهي لماذا تركتني( ً.ا فلفظ أي إلهي إلهي لماذا تركتني في إنجيل متى،
وكذا لفظ الذي تفسيره إلهي إلهي لماذا تركتني في إنجيل مرقس ،ليسا من كلم الشخص المصلوب يقيناا ،بل ألحقا بكلمهً.ا
) (4/1103
] [ 2في الية السابعة عشر من الباب الثالث من إنجيل مرقس هكذا) :لقبهما ببوان رجس أي ابني الرعد( ً.ا فلفظ أي ابني الرعد ليس من كلم عيسى عليه السلم بل هو إلحاقيً.ا ] [3في الية الحادية والربعين من الباب الخامس من إنجيل مرقس هكذا) :وقال لها طليثا قومي الذي تفسيره يا صبية لك أقول قومي( ً.ا فهذا التفسير إلحاقي ليس من كلم عيسى عليه السلمً.ا ] [ 4في الية الرابعة والثلثين من الباب السابع من إنجيل مرقس في الترجمة المطبوعة سنة ) : 1816ونظر إلى السماء وتأوه وقال افثا يعني انفتح( ،وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة
) : 1811ونظر إلى السماء وتنهد وقال افاثا الذي هو انفتح( ً.ا وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة 1844هكذا) :ونظر إلى السماء وتنهد وقال له انفتح الذي هو انفتح( ً.ا وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة 1860هكذا) :ورفع نظره نحو السماء وأرن وقال له افثا أي
انفتح( ً.ا
) (4/1104
ومن هذه العبارة ،وإن لم يعلم صحة اللفظ العبراني أهو افثا أو افاثا ،لجل اختلف التراجم التي منشأ اختلفها عدم صحة ألفاظ أصولها ،لكنه يعلم يقين ا أن لفظ أي انفتح أو الذي هو انفتح،
إلحاقي ليس من كلم عيسى عليه السلمً.ا وهذه القوال المسيحية الربعة التي نقلتها من الشاهد
الول إلى ههنا ،تدل على أن المسيح عليه السلم كان يتكلم باللسان العبراني الذي كان لسان قومه ،وما كان يتكلم باليوناني وهو قريب القياس أيضاا ،لنه كان عبرانيا ابن عبرانية ،نشأ في قومه العبرانيينً.ا فنقل أقواله في هذه الناجيل في اليوناني نقل بالمعنى ،وهذا أمر آخر زائد على كون
أقواله مروية برواية الحادً.ا ] [ 5في الية الثامنة والثلثين من الباب الول ،من إنجيل يوحنا هكذا) :فقال له ربي الذي تفسيره يا معلم( ً.ا فقوله الذي تفسيره يا معلم إلحاقي ،ليس من كلمهماً.ا ] [6في الية الحادية والربعين من الباب المذكور في الترجمة العربية المطبوعة سنة 1811وسنة ) :1844قد وجدنا مسيا الذي تأويله المسيح( ً.ا وفي الترجمة الفارسية المطبوعة سنة :1816 )ما مسيح راكه ترجمة آن كرسطوس ميبا شديا فتيم( ً.ا وترجمة أردو المطبوعة سنة 1814توافق الفارسية ،فيعلم من الترجمتين العربيتين أن اللفظ الذي قاله أندراوس هو مسيا
) (4/1105
وأن المسيح ترجمته ،ومن الترجمة الفارسية وأردو أن اللفظ الصل هو المسيح وكرسطوس ترجمته، ويعلم من ترجمة أردو المطبوعة سنة 1839أن اللفظ الصل خرسته وأن المسيح ترجمته ،فل يعلم من كلمهم أن اللفظ الصل أي لفظ كان أمسيا أو المسيح أو خرسته ،وهذه اللفاظ وإن كان معناها واحدا لكن ل شك أن الذي قاله أندراوس هو واحد من هذه الثلثة يقيناا ،وإذا ذكر
اللفظ والتفسير فل بد من ذكر اللفظ الصل أولا ثم من ذكر تفسيرهً.ا لكني أقطع النظر عن هذا
وأقول أن التفسير المشكوك أيا ما كان إلحاقيا ليس من كلم أندراوسً.ا
] [7في الية الثانية والربعين من الباب الول من إنجيل يوحنا ،قول عيسى عليه السلم في حق بطرس الحواري في الترجمة العربية سنة 1811هكذا) :أنت تدعى ببطرس الذي تأويله الصخرة( ً.ا وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة ) :1816ستسمى أنت بالصفا المفسر ببطرس( ً.ا وفي الترجمة الفارسية المطبوعة سنة ) :1816ترابكيفاس كه ترجمة آن سنك است ندا خواهند كرد( أمطر ال حجارة على تحقيقهم وتصحيحهم ل يتميز من كلمهم المفسر عن المفسر ،لكني أقطع النظر عن هذا وأقول أن التفسير ليس من كلم المسيح عليه السلم بل هو إلحاقي ،وإذا كان حال تراجمهم وحال تحقيقهم في لقب إلههم ولقب خليفته كما علمت فكيف نرجو منهم صحة بقاء لفظ محمد أو أحمد أو لقب من ألقابه صلى ال عليه وسلمً.ا
) (4/1106
] [ 8في الية الثانية من الباب الخامس من إنجيل يوحنا في حق البركة في الترجمة العربية المطبوعة سنة ) :1844تسمى بالعبرانية بيت صيدا( ً.ا وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة :1860 )يقال لها بالعبرانية بيت حسدا( ً.ا وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة ) :1811تسمى بالعبرانية بيت حصدا أي بيت الرحمة( ً.ا فالختلف بين صيدا وحسدا وحصدا وإن كان ثمرة من ثمرات تصحيحهم الكتب السماوية ،لكني أقطع النظر عنه وأقول المترجم الخير زاد التفسير من جانب نفسه في الكلم الذي هو كلم ال في زعمه ،فلو زادوا شيئا بطريق التفسير من جانب أنفسهم في
البشارات المحمدية فل بعد منهمً.ا
] [9في الية السادسة والثلثين من الباب التاسع من كتاب العمال هكذا) :وكان في يافا تلميذة اسمها طابيثا الذي ترجمته غزالة( ً.ا
) (4/1107
] [10في الية الثامنة من الباب الثالث عشر من كتاب العمال ،في الترجمة العربية المطبوعة سنة ) :1844فناصبهما اليماس الساحر لن هكذا يترجم اسمه( ً.ا وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة
) :1860فقاومهما عليم الساحر لن هكذا يترجم( ً.ا وفي بعض تراجم أردو لفظ الماس ،وفي بعضها الماء ،فمع قطع النظر عن الختلف في أن اسمه اليماس أو عليم أو الماس أو الماء، أقول أن ترجمة اسمه إلحاقيةً.ا ] [11في آخر رسالة بولس الولى إلى أهل قورنثيوس ،في الترجمة العربية المطبوعة سنة :1816 )أل ومن ل يحب المسيح فليكن ملعونا مارن أتى( ً.ا وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة 1844
هكذا) :ومن ل يحب ربنا يسوع المسيح فليكن محروما ماران أتى( ً.ا وفي الترجمة العربية
المطبوعة سنة ) :1860إن كان أحد ل يحب الرب يسوع المسيح فليكن أنا ثيما ماران أثا( ً.ا
) (4/1108
وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة ) :1811من ل يحب الرب يسوع المسيح فليكن مفروزا مارن
أتى أي الرب قد جاء( ً.ا فمع قطع النظر عن صحة اللفظ الصل ،أقول أن المترجم الخير قد زاد
من جانب نفسه التفسير وقال أي الرب قد جاءً.ا وهذه شواهد التفسير فثبت مما ذكرنا أن ترجمة السماء أو تبديلها بألفاظ أخر ،وكذا إلحاق التفسيرات من جانب أنفسهم ،من عاداتهم الجبلية سلفا وخلفاا ،فل بعد في أن ترجموا اسما من
أسماء النبي صلى ال عليه وسلم أو بدلوه بلفظ آخر ،أو زادوا بطريق التفسير أو غير التفسير شيئا بحيث يخل الستدلل بحسب الظاهر ،ول شك أن اهتمامهم في هذا المر كان زائدا على الهتمام الذي كان لهم في مقابلة فرقهم ،وما قصروا في التحريف في مقابلتهم على ما عرفت في
الباب الثاني من قول هورن) :أن هذا المر أيضا محقق أن بعض التحريفات القصدية صدرت عن
الذين كانوا من أهل الديانة والدين ،وكانت هذه التحريفات ترجح بعدهم لتؤيد بها مسألة مقبولة أو
يدفع بها العتراض الوارد ،مثلا ترك قصدا الية الثالثة والربعين من الباب الثاني والعشرين من
إنجيل لوقا لن بعض أهل الديانة ظنوا أن تقوية الملك للرب مناف للوهيته ،وتركت قصدا في
الباب الول من إنجيل متى ،هذه اللفاظ قبل أن يجتمعا في الية الثامنة عشر ،وهذه اللفاظ ابنها
البكر في الية
) (4/1109
الخامسة والعشرين ،لئل يقع الشك في البكارة الدائمة لمريم عليها السلم ،وبدل لفظ اثنتي عشرة بأحد عشر في الية الخامسة من الباب الخامس عشر من الرسالة الولى إلى أهل قورنيثوس ،لئل يقع إلزام الكذب على بولس ،لن يهوذا السخريوطي كان قد مات قبل وترك بعض اللفاظ في الية الثانية والثلثين من الباب الثالث عشر من إنجيل مرقس ،ورد هذه اللفاظ بعض المرشدين أيض ا لنهم تخيلوا أنها مؤيدة لفرقة أيرين وزيد بعض اللفاظ في الية الخامسة والثلثين من الباب الول من إنجيل لوقا في الترجمة السريانية والفارسية والعربية واتهيوبك وغيرها من التراجم ،وفي
كثير من نقول المرشدين في مقابلة فرقة يؤتى كينس لنها كانت تنكر أن عيسى فيه صفتان( انتهى كلمهً.ا فإذا كانت خصلة أهل الدين والديانة ما عرفت ،فما ظنك بغير أهل الديانة بل الحق أن التحريف القصدي بالتبديل والزيادة والنقصان من خصالهم كلهم أجمعين ،فبعض الخبارات التي نقلها العلماء السلف من أهل السلم مثل المام
) (4/1110
القرطبي وغيره ،ول تجدها موافقة في بعض اللفاظ للتراجم المشهورة الن ،فسببه غالبا هذا
التغير ،لن هؤلء العلماء من أهل السلم نقلوا عن الترجمة العربية التي كانت رائجة في عهدهم، وبعد زمانهم وقع الصلح في تلك الترجمة ،ويحتمل أن يكون ذاك السبب ،اختلف التراجم،
لكن الول هو المعتمد لنا نرى أن هذه العادة جارية إلى الن في تراجمهم ورسائلهم أل ترى إلى ميزان الحق أن نسخه ثلث ،الولى النسخة القديمة ورد عليها صاحب الستفسار ،ولما رد عليها وتنبه مصنفها أصلح النسخة القديمة ،فزاد في بعض المواضع ونقص في البعض وبدل في البعض، ثم طبع هذه النسخة المصلحة وكتب جواب الستفسار وسماه بحل الشكال ،ثم كتبت الرد على تلك النسخة الثانية لميزان الحق ،ونبهت في كل موضع خالفت فيه هذه النسخة الجديدة للنسخة القديمة ،وسميته بمعدل اعوجاج الميزانً.ا لكن كتابي هذا لم يطبع في الهند لجل بعض الحوادث ،وكتب بعض أحبابي الرد على حل الشكال في جواب الستفسار وسماه بالستبشار ،وطبع هذا الرد واشتهر في الهند وفي زمان طبعه واشتهاره كان مؤلف الميزان في الهند ،ومضت مدةعشر سنين على طبعه وما كتب المؤلف المذكور في جوابه شيئاا،
) (4/1111
وسمعت من بعض الثقات أنه أصلح في المرة الثالثة الميزان الذي طبعه بالتركي وغير في المواضع التي رأى فيها التغير واجباا ،مثل التغير في ابتداء الفصل الثاني من الباب الول وغيره ،ومن رأى
الستفسار ولم تصل إليه النسخة القديمة للميزان ً,بل وصلت إليه النسخة الثانية أو الثالثة ،وأراد
أن يصحح نقل صاحب الستفسار كلم مؤلف الميزان بهاتين النسختين ،وجده غير مطابق لهما في بعض المواضع ،وكذا من رأى معدل اعوجاج الميزان ،ولم تصل إليه النسخة الولى ول الثانية بل وصلت إليه النسخة الثالثة التركية ،وأراد تصحيح النقل بهذه التركية ،وجد في بعض المواضع النقل مطابق لها ،فإن لم يكن واقفا على هذا التغير والصلح ،يظن أن الراد والناقل أخطأ في
النقل ،وليس كذلك بل حصل هذا المر من تغير المردود عليه وتحريفه والراد ]و[ الناقل مصيب،
فالحاصل أن أمثال هذا الصلح والتحريفات جارية في كتبهم وتراجمهم ورسائلهم إلى هذا الحينً.ا )المر الثامن( أن بولس وإن كان عند أهل التثليث في رتبة الحواريين ،لكنه غير مقبول عندنا ول نعده من المؤمنين الصادقين ،بل من المنافقين الكذابين ومعلمي الزور والرسل الخداعين ،الذين ظهروا بالكثرة بعد عروج المسيح ،كما عرفت في المر الرابع ،وهو خرق الدين المسيحي ،وأباح كل محرم لمعتقديه ،وكان في ابتداء المر مؤذي ا للطبقة الولى من المسيحيين ،جهراا ،لكنه لما
رأى أن هذا اليذاء الجهري ل ينفع نفعا معتدا به ،دخل على سبيل النفاق في هذه الملة وادعى
رسالة المسيح ،وأظهر الزهد الظاهريً.ا ففعل في هذا الحجاب ما فعل ،وقبله أهل التثليث لجل
زهده الظاهري ،ولجل فراغ ذمتهم عن جميع التكاليف الشرعيةً.ا كما قبل أناس كثيرون من المسيحيين في
) (4/1112
القرن الثاني منتش الذي كان زاهدا مرتاضا وادعى أنه هو الفارقليط الموعود به ،فقبلوه لجل زهده
ورياضته كما سيجيء ذكره في البشارة الثامنة عشر ،ورده المحققون من علماء السلم سلف ا وخلف اً.ا
قال المام القرطبي رحمه ال في كتابه في حق بولس هذا ،مجيبا لبعض القسيسين في بحث مسألة
الصوم هكذا) :قلنا ذلك( أي بولس )هو الذي أفسد عليكم أديانكم وأعمى بصائركم وأذهانكم، ذلك هو الذي غير دين المسيح الصحيح ،الذي لم تسمعوا له بخبر ول وقفتم منه على أثر ،هو الذي صرفكم عن القبلة وحلل لكم كل محرم كان في الملة ،ولذلك كثرت أحكامه عندكم وتداولتموها بينكم( انتهى كلمه بلفظهً.ا وقال صاحب تخجيل من حرف النجيل في الباب التاسع من كتابه ،في بيان فضائح النصارى في حق بولس هذا هكذا) :وقد سلبهم بولس هذا من الدين بلطيف خداعه إذ رأى عقولهم قابلة لكل ما يلقى إليها وقد طمس هذا الخبيث رسوم التوراة( انتهى كلمه بلفظهً.ا ]وفي المجلد الثاني من فتوح الشام قول مقوقس سلطان مصر في خطاب أركان دولته هكذا" :وقد أضرلكم بولس وأغواكم حين غرر بكم وبردل شرعكم
) (4/1113
وسرماكم باسم ل يليق بكم ،وكيف وقد عاد بكم من الطريق الواضح وأحرل لكم جميع ما دحررم عليكم من قبل ،وهذا هو عين المحال وداعية العمى أن تتعردوا ما قال نبيكم ،وكيف ينبغي لروح ال عيسى بن مريم أن يكلمكم بما لم يرسله ال إليكمً.ا ثم إرن بولس قال لكم إرنه أحرل لكم
الخنزير وشيرب الخمر وارتكاب المعاصي ما ظهر منها وما بطن ،فأطعتم أمره وصردقتم قوله ،وحاشا المسيح أن يفعل ذلك"ً.ا انتهى كلمهً.ا
وقال يوقرنا صاحب حلب -وقد كان أسلم -في خطاب بنته ناصح ا لها هكذا" :وإرنما غررر بالنصارى وحريدهم عن طريق الحق رجل يقال له بولس ،كان من اليهود ،أضرلهم عن الطريق المستقيم وشرع لهم الضلل
) (4/1114
القديم" انتهى كلمه[ ً.ا وهكذا أقوال علمائنا الخرين فكلمه عندنا مردود ورسائله المتضمنة بالعهد العتيق كلها واجبة الرد ول نشتري قوله بحبة خردل فل أنقل عن أقواله في هذا المسلك شيئا ول يكون قوله حجة علينا، وإذ عرفت هذه المور الثمانية أقول أن الخبارات الواقعة في حق محمد صلى ال عليه وسلم
توجد كثيرة إلى الن أيضا مع وقوع التحريفات في هذه الكتب ،ومن عرف أولا طريق أخبار النبي المتقدم عن النبي المتأخر على ما عرفت في المر الثاني ،ثم نظر ثانيا بنظر النصاف إلى هذه
الخبارات ،وقابلها بالخبارات التي نقلها النجيليون في حق عيسى عليه السلم ،وقد عرفت نبذا منها في المر السادس ،جزم بأن الخبارات المحمدية في غاية القوةً.ا وأنقل في هذا المسلك عن
الكتب المعتبرة عند علماء بروتستنت ثماني عشرة بشارةً.ا
) (4/1115
البشارات: )البشارة الولى( في الباب الثامن عشر من سفر الستثناء هكذا) 17 :فقال الرب لي نعم جميع ما قالوا( ) 18وسوف أقيم لهم نبيا مثلك من بين إخوتهم وأجعل كلمي في فمه ويكلمهم بكل شيء
آمره به( ) 19ومن لم يطع كلمه الذي يتكلم به باسمي فأنا أكون المنتقم من ذلك( ) 20فأما النبي الذي يجترئ بالكبرياء ويتكلم في اسمي ما لم آمره بأنه يقوله أم باسم إلهه غيري فليقتل( ) 21فإن أحببت وقلت في قلبك كيف أستطيع أن أميز الكلم الذي لم يتكلم به الرب( 22
)فهذه تكون لك آية أن ما قاله ذلك النبي في اسم الرب ولم يحدث فالرب لم يكن تكلم به ،بل ذلك النبي صورة في تعظيم نفسه ولذلك ل تخشاه( ً.ا وهذه البشارة ليست بشارة يوشع عليه السلم كما يزعم الن أحبار اليهود ،ول بشارة عيسى عليه السلم كما زعم علماء بروتستنت ،بل هي بشارة محمد صلى ال عليه وسلم لعشرة أوجه: )الوجه الول( قد عرفت في المر الثالث أن اليهود المعاصرين لعيسى عليه السلم كانوا ينتظرون نبيا آخر مبشرا به في هذا الباب ،وكان هذا المبشر به عندهم غير المسيح ،فل يكون هذا المبشر به يوشع ،ول عيسى عليهما السلمً.ا
)والوجه الثاني( أنه وقع في هذه البشارة لفظ مثلك ويوشع وعيسى عليهما السلم ل يصح أن يكونا مثل موسى عليه السلم،
) (4/1116
أما أوال :فلنهما من بني إسرائيل ،ول يجوز أن يقوم أحد من بني إسرائيل مثل موسى كما تدل عليه الية العاشرة من الباب الرابع والثلثين من سفر الستثناء وهي هكذا) 5 :ولم يقم بعد ذلك من
بني إسرائيل مثل موسى يوفه الرب وجه ا لوجه( فإن قام أحد مثل موسى بعده من بني إسرائيل ،يلزم
تكذيب هذا القولً.ا وأما ثانياا :فلنه ل مماثلة بين يوشع وبين موسى عليهما السلم لن موسى عليه السلم صاحب كتاب وشريعة جديدة مشتملة على أوامر ونواهي ،ويوشع ليس كذلك ،بل هو متبع لشريعته ،وكذا ل توجد المماثلة التامة بين موسى وعيسى عليهما السلم ،لن عيسى عليه السلم كان إله ا ورب ا على زعم النصارى وموسى عليه السلم كان عبدا له ،وأن عيسى عليه السلم على
زعمهم ،صار ملعون ا لشفاعة الخلق كما صرح به بولس في الباب الثالث من رسالته إلى أهل
غلطية ،وموسى عليه السلم ما صار ملعونا لشفاعتهم ،وأن عيسى عليه السلم دخل الجحيم بعد موته كما هو مصرح به في عقائد أهل التثليث ،وموسى عليه السلم ما دخل الجحيم ،وأن عيسى
عليه السلم صلب على زعم النصارى ليكون كفارة لمته ،وموسى عليه السلم ما صار كفارة لمته بالصلب،
) (4/1117
وأن شريعة موسى مشتملة على الحدود والتعزيزات وأحكام الغسل والطهارات والمحرمات من المأكولت والمشروبات ،بخلف شريعة عيسى عليه السلم ،فإنها فارغة عنها على ما يشهد به هذا النجيل المتداول بينهم ،وأن موسى عليه السلم كان رئيس ا مطاع ا في قومه نفاذا لوامره
ونواهيه ،وعيسى عليه السلم لم يكن كذلكً.ا
)الوجه الثالث( أنه وقع في هذه البشارة لفظ من بين إخوتهم ،ول شك أن السباط الثني عشر كانوا موجودين في ذاك الوقت مع موسى عليه السلم حاضرين عنده ،فلو كان المقصود كون النبي المبشر به منهم ،قال منهم ل من بين إخوتهمً.ا لن الستعمال الحقيقي لهذا اللفظ أن ل يكون المبشر به له علقة الصلبية والبطنية ببني إسرائيل كما جاء لفظ الخوة بهذا الستعمال الحقيقي في وعد ال هاجر في حق إسماعيل عليه السلم في الية الثانية عشر من الباب السادس
) (4/1118
عشر من سفر التكوين ،وعبارتها في الترجمة العربية المطبوعة سنة 1844هكذا) :وقبالة جميع إخوته ينصب المضارب( وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة 1811هكذا) :بحضرة جميع أخوته يسكن( ً.ا وجاء بهذا الستعمال أيضاا ،في الية الثامنة عشر من الباب الخامس والعشرين من سفر
التكوين في حق إسماعيل في الترجمة العربية المطبوعة سنة 1844هكذا) :منتهى إخوته جميعهم
سكن( ً.ا وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة 1811هكذا) :أقام بحضرة جميع أخوته( ً.ا والمراد بالخوة ههنا بنو عيسو وإسحاق وغيرهم من أبناء إبراهيم عليه السلمً.ا وفي الية الرابعة عشرة من الباب العشرين من سفر العدد هكذا) :ثم
) (4/1119
أرسل موسى رسلا من قادس إلى ملك الروم قائلا هكذا) :يقول أخوك إسرائيل أنك قد علمت كل البلء الذي أصابنا( وفي الباب الثاني من سفر الستثناء هكذا) 2 :وقال لي الرب 4ثم أوص
الشعب أنكم ستجوزون في تخوم أخوتكم بني عيسو الذين في ساعير وسيخشونكم 8فلما جزنا أخوتنا بني عيسو الذين يسكنون ساعير الخ( ً.ا والمراد بأخوة بني إسرائيل بنو عيسو ،ول شك أن استعمال لفظ أخوة بني إسرائيل في بعض منهم كما جاء في بعض المواضع من التوراة ،استعمال مجازي ول تترك الحقيقة ول يصار إلى المجاز ما لم يمنع عن الحمل على المعنى الحقيقي مانع قوي ،ويوشع وعيسى عليهما السلم كانا من بني إسرائيل ،فل تصدق هذه البشارة عليهماً.ا )الوجه الرابع( أنه وقع في هذه البشارة لفظ سوف أقيم ،ويوشع عليه السلم كان حاضرا عند
موسى عليه السلم ،داخلا في بني إسرائيل ،نبيا في هذا الوقت ،فكيف يصدق عليه هذا اللفظً.ا
)الوجه الخامس( أنه وقع في هذه البشارة لفظ أجعل كلمي في فمه ،وهو إشارة إلى أن ذلك النبي
ينزل عليه الكتاب ،وإلى أنه يكون أمي ا حافظ ا
) (4/1120
للكلم ،وهذا ل يصدق على يوشع عليه السلم لنتفاء كل المرين فيهً.ا )الوجه السادس( أنه وقع في هذه البشارة ،ومن لم يطع كلمه الذي يتكلم به ،فأنا أكون المنتقم
من ذلكً.ا فهذا المر لما ذكر لتعظيم هذا النبي المبشر به فل بد أن يمتاز ذلك المبشر به بهذا المر عن غيره من النبياء ،فل يجوز أن يراد بالنتقام من المنكر العذاب الخروي ،الكائن في جهنم ،أو المحن والعقوبات الدنيوية التي تلحق المنكرين من الغيب ،لن هذا النتقام ل يختص بإنكار نبي دون نبي ،بل يعم الجميع فحينئذ يراد بالنتقام ،النتقام التشريعي ،فظهر منه أن هذا النبي يكون مأمورا من جانب ال بالنتقام من منكرهً.ا فل يصدق على عيسى عليه السلم لن شريعته خالية عن أحكام الحدود ،والقصاص ،والتعزيز ،والجهادً.ا
)الوجه السابع( في الباب الثالث من كتاب العمال في الترجمة العربية المطبوعة سنة 1844 هكذا) :فتوبوا وارجعوا كي تمحى خطاياكم 20حتى إذا تأتي أزمنة الراحة من قدام وجه الرب، ويرسل المنادي به لكم وهو يسوع المسيح 21الذي إياه ينبغي للسماء أن تقبله إلى الزمان الذي يسترد فيه كل شيء تكلم به ال على أفواه أنبيائه القديسين منذ الدهر 22أن موسى قال إن الرب إلهكم يقيم لكم نبي ا من أخوتكم مثلي له تسمعون في كل ما يكلمكم به 23ويكون كل نفس ل تسمع ذلك النبي تهلك من الشعب( ً.ا
) (4/1121
وفي الترجمة الفارسية المطبوعة سنة ،1816وسنة ،1828وسنة ،1841وسنة ،1842هكذا: ) 19تونيه نما يدوباز كشت كند تاكه كناهان شمامحو شودتا كه زمان تازه كيراز حضور خداوند بيابيد( ) 20ويسوع مسيح راكه ندا بشمامي شودباز فرستد( ) 21زيراكه بايد كه آسمان أورنكا هدارد تاوقت ثبوت انجه خداوندبزبان بيغمبران مقدس خودازايام قديم فرموده است( ً.ا ) 22كه موسى بيدران ما كفت كه خداى شماخداوند بيغمبري رامثل من ازبراى شما ازميان برادران شما مبعوث خواهد ثمود وهرجه أوبشما كويد شمار است كه أطاعت نماييد( ) 23واينجنين خواهد بودكه هركس كه سخن آن بيغمبر رانشنودازقوم بريده خواهدشد( ً.ا فهذه العبارة سيما بحسب التراجم الفارسية تدل صراحة على أن هذا النبي غير المسيح عليه السلم ،وأن المسيح ل بد أن تقبله السماء إلى زمان ظهور هذا النبيً.ا ومن ترك التعصب الباطل من المسيحيين ،وتأمل في عبارة بطرس ظهر له هذا القول من بطرس يكفي لبطال ادعاء علماء بروتستنت أن هذه البشارة في حق عيسى عليه السلم ،وهذه الوجوه السبعة التي ذكرتها تصدق في حق محمد صلى ال عليه وسلم على أكمل صدق لنه غير المسيح
عليه السلم ويماثل موسى عليه السلم في أمور كثيرة: ] [1كونه عبد ال ،ورسولهً.ا ] [2كونه ذا الوالدينً.ا ] [3كونه ]ص [244ذا نكاح وأولدً.ا ][4 كون شريعته مشتملة على السياسات المدنيةً.ا
) (4/1122
] [5كونه مأمورا بالجهادً.ا ] [6اشتراط الطهارة وقت العبادة في شريعتهً.ا ] [7وجوب الغسل
للجنب والحائض والنفساء في شريعتهً.ا ] [8اشتراط طهارة الثوب من البول ،والبرازً.ا ] [9حرمة
غير المذبوح ،وقرابين الوثانً.ا ] [10كون شريعته مشتملة على العبادات البدنية ،والرياضات الجسمانيةً.ا ] [11أمره بحد الزناً.ا ] [12تعيين الحدود ،والتعزيرات ،والقصاصً.ا ] [13كونه قادرا على إجرائهاً.ا ] [14تحريم الرباً.ا ] [15أمره بإنكار من يدعو إلى غير الً.ا ] [16أمره
بالتوحيد الخاصً.ا ] [17أمره المة بأن يقولوا له عبد ال ورسوله ،ل ابن ال أو ال والعياذ بالً.ا ]
[18موته على الفراشً.ا ] [19كونه مدفون ا كموسىً.ا ] [20عدم كونه ملعون ا لجل أمتهً.ا
) (4/1123
وهكذا أمور أخر تظهر إذا تؤمل في شريعتهما ،ولذلك قال ال تعالى في كلمه المجيد} :إنا أرسلنا ل{ً ً.ا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسو ا
وكان من أخوة بني إسرائيل لنه من بني إسماعيل ،وأنزل عليه الكتاب وكان أمي ا جعل كلم ال في
فمه ،وكان ينطق بالوحي كما قال ال تعالى} :وما ينطق عن الهوى إن هو إل وحي يوحى{ً وكان
مأمورا بالجهاد ،وقد انتقم ال لجله من صناديد قريش والكاسرة والقياصرة وغيرهم ،وظهر قبل
نزول المسيح من السماء وكان للسماء أن تقبل المسيح عليه السلم إلى ظهوره ليرد كل شيء إلى أصله ،ويمحق الشرك والتثليث وعبادة الوثان ول يرتاب أحد من كثرة أهل التثليث في هذا الزمان
الخير ،لن هذا الصادق المصدوق قد أخبرنا على أتم تفصيل وأكمل وجه ،بحيث ل يبقى ريب ما بكثرتهم وقت قرب ظهور المهدي رضي ال عنه ،وهذا الوقت قريب إن شاء ال ،وسيظهر المام ويظهر الحق عن قريب ،ويكون الدين كله ل ،جعلنا ال من أنصاره وخدامه آمينً.ا )الوجه الثامن( أنه صرح في هذه البشارة بأن النبي الذي ينسب إلى ال ما لم يأمره يقتل ،فلو لم
يكن محمد صلى ال عليه وسلم نبيا حقا لكان يقتل ،وقد قال ال في القرآن المجيد أيضاا} :ولو تقول علينا بعض القاويل لخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين{ً وما قتل بل قال ال في حقه:
}وال يعصمك من
) (4/1124
الناس{ً وأوفى وعده ولم يقدر على قتله أحد حتى لقي الرفيق العلى صلى ال عليه وسلم ،وعيسى عليه السلم قتل وصلب على زعم أهل الكتابً.ا فلو كانت هذه البشارة في حقه لزم أن يكون نبيا كاذب ا كما يزعمه اليهود والعياذ بالً.ا )الوجه التاسع( أن ال بين علمة النبي الكاذب أن إخباره عن الغيب المستقبل ل يخرج صادق ا ومحمد صلى ال عليه وسلم أخبر عن المور الكثيرة المستقبلة كما علمت في المسلك الول،
وظهر صدقه فيها فيكون نبيا صادقا ل كاذباً.ا )الوجه العاشر( أن علماء اليهود سلموا كونه مبشرا به في التوراة لكن بعضهم أسلم وبعضهم بقي في الكفر ،كما أن قيافا وكان رئيس الكهنة ونبي ا على زعم يوحنا عرف أن عيسى هو المسيح
الموعود به ،ولم يؤمن بل أفتى بكفره وقتله ،كما صرح به يوحنا في الباب الحادي عشر والثامن
عشر من إنجيله من حديث مخيريق وكان حبرا عالما كثير المال من النخل ،وكان يعرف رسول ال صلى ال عليه وسلم بصفته ،وغلبت عليه ألفة دينه فلم يزل على ذلك حتى كان يوم
) (4/1125
أحد وكان يوم السبت ،فقال :يا معشر اليهود وال إنكم لتعلمون أن نصر محمد عليكم لحق، قالوا :فإن اليوم يوم السبت قال :ل سبت ثم أخذ سلحه وخرج حتى أتى إلى النبي صلى ال عليه وسلم بأحد وكان يوم السبت وعهد إلى من وراءه من قومه إن قتلت هذا اليوم فمالي لمحمد يصنع فيه ما أراه ال تعالى ،فقاتل حتى قتل فكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول :مخيريق خير يهودي ،وقبض رسول ال صلى ال عليه وسلم أمواله ،فعامة صدقات رسول ال صلى ال عليه وسلم بالمدينة منهاً.ا وعن أبي هريرة رضي ال عنه قال :أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم بيت المدراس فقال :أخرجوا إلي أعلمكم ،فقال :عبد ال بن صوريا ،فخل به رسول ال صلى ال عليه
وسلم فناشده بدينه وبما أنعم ال عليهم وأطعمهم من المن والسلوى وظللهم من الغمام ،أتعلم أني رسول ال قال :اللهم نعم ،وأن القوم يعرفون ما أعرف وأن صفتك ونعتك لمبين في التوراة ولكن حسدوك قال :فما يمنعك أنت ،قال :أكره خلف قومي عسى أن يتبعوك ويسلموا فأسلمً.ا وعن صفية بنت حيي رضي ال عنها ،لما قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم المدينة
) (4/1126
ونزل قباء ،غدا عليه أبي حيي بن أخطب وعمي أبو ياسر بن أخطب مفلسين فلم يرجعا حتى كان غروب الشمس فأتيا ،كالين ،كسلنين ،ساقطين ،يمشيان الهوينا ،فهششت إليهما فالتفت إلى أحد منهما مع ما بهما من الهم فسمعت عمى أبا ياسر يقول لبي :أهو هو )أي المبشر به في التوراة( قال :نعم وال ،قال :أتثبته وتعرفه قال :نعم ،قال :فما
) (4/1127
في نفسك منه قال :عداوته وال ما بقيت أبدا فتلك عشرة كاملة فإن قيل أن أخوة بني إسرائيل ل تنحصر في بني إسماعيل لن بني عيسو وبني أبناء قطورا زوجة إبراهيم عليهما السلم من أخوتهم
أيضاا ،قلت :نعم هؤلء أيضا من أخوة بني إسرائيل لكنهم لم يظهر أحد منهم يكون موصوفا بالمور المذكورة ،ولم يكن وعد ال في حقهم أيضا بخلف بني إسماعيل فإنهم كان وعد ال في حقهم لبراهيم ولهاجر عليهما السلم ،مع أنه ل يصلح أن يكون مصداق هذا الخبر بني عيسو على ما هو مقتضى دعاء إسحاق عليه السلم المصرح به في الباب السابع والعشرين من سفر التكوينً.ا ولعلماء بروتستنت اعتراضان ،نقلهما صاحب الميزان في كتابه المسمى بحل الشكال في جواب الستفسارً.ا الول :أنه وقع في الية الخامسة عشر من الباب الثامن عشر من سفر الستثناء هكذا) :فإن الرب إلهك يقيم من بينك من بين أخوتك( الخً.ا
) (4/1128
فلفظ من بينك يدل دللة ظاهرة على أن هذا النبي يكون من بني إسرائيل ل من بني إسماعيلً.ا والثاني :أن عيسى عليه السلم نسب هذه البشارة إلى نفسه فقال في الية السادسة والربعين من الباب الخامس من إنجيل يوحنا أن موسى كتب في حقي أقول آية الستثناء على وفق التراجم الفارسية وتراجم أردو هكذا) :فإن الرب إلهك يقيم من بينك من بين أخوتك نبي ا مثلي فاسمع منه(
والقسيس أيضا نقلها هكذا )والجواب( أن اللفظ المذكور ل ينافي مقصودنا لن محمدا عليه
السلم لما هاجر إلى المدينة وبها تكامل أمره ،وقد كان حول المدينة بلد اليهود كخيبر وبني قينقاع والنضير وغيرهم ،فقد قام من بينهم ولنه إذا كان من أخوتهم فقد قام من بينهم ،ولن قوله من بين أخوتك بدل من قوله من بينك ،بدل اشتمال على رأي ابن الحاجب ومتبعيه القائلين بكفاية علقة الملبسة غير الكلية والجزئية في تحقيق هذا البدل ،نحو جاءني زيد أخوه وجاءني زيد
غلمه ،وبدل إضراب على رأي ابن مالك ،وعلى كل التقديرين
) (4/1129
المبدل منه غير مقصود ويدل على كونه غير مقصود ،أن موسى عليه السلم لما أعاد هذا الوعد من كلم ال في الية الثامنة عشر ل يوجد فيه لفظ من بينك ،ونقل بطرس الحواري أيضا هذا
القول ول يوجد فيه هذا اللفظ كما علمت في الوجه السابع ،وكذا نقله استفانوس أيضا ول يوجد
في نقله أيض ا هذا اللفظ كما صرح به في الباب السابع من كتاب العمال وعبارته هكذا) :هذا هو موسى الذي قال لبني إسرائيل نبي ا مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من أخوتكم له تسمعون( فسقوطه
في هذه المواضع دليل على كونه غير مقصود فاحتمال البدل قوي جداً.ا وقال صاحب الستفسار:
)إن لفظ من بينك إلحاقي زيد تحريفا ويدل عليه ثلثة أمور:
)الول( أن المخاطبين في هذا الموضع كانوا بني إسرائيل كلهم ل البعض ،فقوله من بينك خطاب
إلى جميع القوم فصار لفظ من أخوتك لغوا محض ا ل معنى له ،لكن لفظ من أخوتك جاء في
الموضع الخر فيكون صحيحاا ،ولفظ من بينك إلحاقيا زيد تحريفاً.ا )والثاني( أن موسى عليه السلم لما نقل كلم ال لثبات قوله ،ل يوجد فيه هذا اللفظ ول يجوز أن يكون ما قال موسى مخالف ا لما قاله الً.ا
)والثالث( أن الحواريين كلما نقلوا هذا الكلم ل يوجد فيه لفظ من بينك،
) (4/1130 وإن قلتم :إن المحرف إذا حرف فملنمم لميم يحرف الكلم كله ،قلت :نحن نرى في محكمات العدالة
دائم ا أن القبالجات المحرفة يثبت تحريف اللفاظ المحرفة فيها من مواضع أخرى منها غالباا ،وأن شهود الزور يؤخذون ببعض بياناتهم ،فالوجه الوجيه على أن عادة ال جارية بأنه ل يهدي كيد
الخائنين ويظهر خيانة خائن الدين بمقتضى مرحمته ،فبمقتضى هذه العادة يصدر عن الخائن شيء ما تظهر به خيانته ،على أنه ل توجد ملة يكون أهلها كلهم خائنين ،فالخائنون الذين حرفوا كتب العهدين كان لهم لحاظ ما من جانب بعض المتدينين فلذلك ما بدلوا الكل ،انتهىً.ا أقول هذا الجواب بالنسبة إلى عادة أهل الكتاب النسيب كما عرفت في المر السابع وأقول في )الجواب( عن العتراض الثاني أن آية النجيل هكذا) :لنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لنه هو كتب عني( وليس فيها تصريح بأن موسى عليه السلم كتب في حقه في المواضع الفلني ،بل المفهوم منه أن موسى كتب في حقه ،وهذا يصدق إذا وجد في موضع من مواضع التوراة إشارة إليه ،ونحن نسلم هذا المر كما ستعرف في ذيل بيان البشارة الثالثة ،لكنا ننكر أن يكون قوله إشارة إلى هذه البشارة للوجوه التي عرفتها وقد ادعى هذا المعترض في الفصل الثالث من الباب الثالث من الباب الثاني من الميزان أن
) (4/1131
الية الخامسة عشر من الباب الثالث من سفر التكوين إشارة إليه ،فهذا القدر يكفي لتصحيح قول عيسى عليه السلم ،نعم لو قال عيسى عليه السلم أن موسى عليه السلم ما أشار في أسفاره الخمسة إلى نبي من النبياء إل إلري لكان لهذا التوهم مجال في ذلك الوقتً.ا
)البشارة الثانية( الية الحادية والعشرون من الباب الثاني والثلثين من سفر الستثناء هكذا) :هم أغاروني بغير إله وأغضبوني بمعبوداتهم الباطلة وأنا أيضا أغيرهم بغير شعب وبشعب جاهل
أغضبهم( والمراد بشعب جاهل العرب لنهم كانوا في غاية الجهل والضلل ،وما كان عندهم علم ل من العلوم الشرعية ول من العلوم العقلية ،وما كانوا يعرفون سوى عبادة الوثان والصنام ،وكانوا محقرين عند اليهود لكونهم من أولد هاجر الجاريةً.ا فمقصود الية أن بني إسرائيل أغاروني بعبادة
المعبودات الباطلة فأغيرهم باصطفاء الذين هم عندهم محقرون وجاهلون ،فأوفى بما وعد فبعث من العرب النبي صلى ال عليه وسلم فهداهم إلى الصراط المستقيم كما قال ال تعالى في سورة الجمعة} :هو الذي بعث في الميين رسولا منهم يتلو
) (4/1132
عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلل مبين{ً ً.ا وليس المرد بالشعب الجاهل اليونانيين كما يفهم من ظاهر كلم مقدسهم بولس في الباب العاشر من الرسالة الرومية ،لن اليونانيين قبل ظهور عيسى عليه السلم بأزيد من ثلثمائة سنة كانوا فائقين على أهل العالم كلهم في العلوم والفنون ،وكان جميع الحكماء المشهورين مثل سقراط وبقراط وفيساغورس وأفلطون وأرسطاطاليس وأرشميدس وبليناس وأقليدس وجالينوس وغيرهم الذين كانوا أئمة اللهيات والرياضيات
) (4/1133
والطبيعيات وفروعها قبل عيسى عليه السلم ،وكان اليونانيين في عهده على غاية درجة الكمال في فنونهم ،وكانوا واقفين على أحكام التوراة وقصصها وسائر كتب العهد العتيق أيضا بواسطة ترجمة
سبتوجنت التي ظهرت باللسان اليوناني قبل المسيح بمقدار مائتين وست وثمانين سنة ،لكنهم ما
كانوا معتقدين للملة الموسوية وكانوا متفحصين عن الشياء الحكمية الجديدة كما قال مقدسهم هذا في الباب الول من الرسالة الولى إلى أهل قورنيثوس هكذا) :لن اليهود يسألون آية واليونانيين يطلبون حكمة( ) 23ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة(
فل يجوز أن يكون المراد بالشعب الجاهل اليونانيين ،فكلم مقدسهم في الرسالة الرومية إما مؤرول أو مردود وقد عرفت في المر الثامن أن قوله ساقط عن العتبار عندناً.ا
)البشارة الثالثة( في الباب الثالث والثلثين من سفر الستثناء في الترجمة العربية المطبوعة سنة 1844هكذا) :وقال جاء الرب من سينا وأشرق لنا من ساعيرا ستعلن من جبل فاران ومعه ألوف الطهار في يمينه سنة من
) (4/1134
نار( ً.ا فمجيئه من سيناء وإعطاؤه التوراة لموسى عليه السلم وإشراقه من ساعير وإعطاؤه النجيل لعيسى عليه السلم ،واستعلنه من جبل فاران إنزاله القرآن لن فاران جبل من جبال مكة في الباب الحادي والعشرين من سفر التكوين في حال إسماعيل عليه السلم هكذا) 20 :وكان ال معه ونما وسكن في البرية وصار شاب ا يرمي بالسهام 21وسكن برية فاران وأخذت له أمه امرأة من أرض مصر( ً.ا ول شك أن إسماعيل عليه السلم كانت سكونته بمكة ،ول يصح أن يراد أن النار لما
ظهرت من طور سينا ظهرت من ساعير ومن فاران أيضا فانتشرت في هذه المواضع ،لن ال لو
خلق نارا في موضع ،ل يقال جاء ال من ذلك الموضع إل إذا أتبع تلك الواقعة وحي نزل في ذلك الموضع أو عقوبة أو ما أشبه ذلك ،وقد اعترفوا أن الوحي اتبع تلك في طور سيناء فكذا ل بد أن
يكون في ساعير وفارانً.ا
) (4/1135
)البشارة الرابعة( في الية العشرين من الباب السابع عشر من سفر التكوين ،وعد ال في حق إسماعيل عليه السلم لبراهيم عليه السلم في الترجمة العربية المطبوعة سنة 1844هكذا: )وعلى إسماعيل أستجيب لك هو ذا أباركه وأكبره وأكثره جدا فسيلد اثني عشر رئيسا وأجعله
لشعب كبير( ً.ا وقوله أجعله لشعب كبير يشير إلى محمد صلى ال عليه وسلم لنه لم يكن في ولد
إسماعيل من كان لشعب كبير غيره وقد قال ال تعالى ناقلا دعاء إبراهيم وإسماعيل في حقه عليهم
السلم في كلمه المجيد أيضاا} :ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم{ً ً.ا
وقال المام القرطبي في الفصل الول من القسم الثاني من كتابه وقد تفطن بعض النبهاء ممن نشأ على لسان اليهود وقرأ بعض كتبهم ،فقال يخرج مما ذكر من عبارة التوراة في موضعين اسم محمد صلى ال عليه وسلم بالعدد على ما يستعمله اليهود فيما بينهم الول :قوله جدا جدا بتلك اللغة
بمادماد وعدد هذه الحروف اثنان وتسعون لن الباء اثنان والميم أربعون واللف واحد والدال أربعة والميم الثانية أربعون واللف واحد والدال أربعة ،وكذلك
) (4/1136
الميم من محمد أربعون والحاء ثمانية والميم أربعون والدال أربعةً.ا والثاني :قوله لشعب كبير بتلك اللغة لغوي غدول ،فاللم عندهم ثلثون والغين ثلثة لنه عندهم في مقام الجيم إذ ليس في لغتهم جيم ول صاد والواو ستة والياء عشرة والغين أيضا ثلثة والدال أربعة والواو ستة واللم ثلثون،
فمجموع هذه أيض ا اثنان وتسعون انتهى كلمهً.ا
بتلخيص ما وعبد السلم كان من أحبار اليهود ثم أسلم في عهد السلطان المرحوم بايزيد خان، وصنف رسالة صغيرة سماها بالرسالة الهادية فقال فيها) :أن أكثر أدلة أحبار اليهود بحرف الجمل
الكبير وهو حرف أبجد ،فإن
) (4/1137
أحبار اليهود حين بنى سليمان النبي عليه السلم بيت المقدس ،اجتمعوا وقالوا يبقى هذا البناء أربعمائة وعشرة سنين ثم يعرض له الخراب ،لنهم حسبوا لفظة بزات( ثم قال) :واعترضوا ]ص [252على هذا الدليل بأن الباء في بمادماد ليست من نفس الكلمة بل هي أداة وحرف جيء به للصلة فلو أخرج منه اسم محمد لحتاج إلى باء ثانية ويقال ببمادماد ،قلنا من المشهور عندهم إذا اجتمع الباآن أحدهما أداة والخر من نفس الكلمة تحذف الداة وتبقى التي هي من نفس الكلمة، وهذا شائع عندهم في مواضع غير معدودة فل حاجة إلى إيرادها( انتهى كلمه بلفظهً.ا أقول قد صرح العلماء بأن أسمائه صلى ال عليه وسلم مادماد كما في شفاء القاضي عياضً.ا )البشارة الخامسة( الية العاشرة من الباب التاسع والربعين من سفر التكوين هكذا ترجمة عربية سنة 1722وسنة :1831
) (4/1138
)فل يزول القضيب من يهوذا والمدبر من فخذه حتى يجيء الذي له الكل وإياه تنتظر المم( وفي ترجمة عربية سنة ) 1811فل يزول القضيب من يهوذا والرسم من تحت أمره إلى أن يجيء الذي هو له وإليه تجتمع الشعوب( ً.ا ولفظ الذي له الكل أو الذي هو له ،ترجمة لفظ شيلوه ،وفي ترجمة هذا اللفظ اختلف كثير فيما بينهم وقد عرفت في المر السابع أيضاا ،وقال عبد السلم في
الرسالة الهادية هكذا) :ل يزول الحاكم من يهوذا ول راسم من بين رجليه حتى يجيء الذي له وإليه
تجتمع الشعوب( ً.ا وفي هذه الية دللة على أن يجيء سيدنا )محمد( صلى ال عليه وسلم بعد تمام حكم موسى وعيسى ،لن المراد من الحاكم هو موسى ،لنه بعد يعقوب ما جاء صاحب شريعة إلى زمان موسى إل موسى ،والمراد من الراسم هو عيسى ،لنه بعد موسى إلى زمان عيسى ما جاء صاحب شريعة إل عيسى وبعدهما ما جاء صاحب شريعة إل محمد ،فعلم أن المراد من قول يعقوب في آخر اليام هو نبينا محمد عليه السلم ،لنه في آخر الزمان بعد مضي حكم الحاكم والراسم ما جاء إل سيدنا محمد عليه السلم ،ويدل عليه أيض ا قوله حتى يجيء الذي له أي الحكم بدللة مساق الية
وسياقها،
) (4/1139
وأما قوله :وإليه تجتمع الشعوب فهي علمة صريحة ودللة واضحة على أن المراد منها هو سيدنا، لنه ما اجتمع الشعوب إل إليه وإنما لم يذكر الزبور لنه ل أحكام فيه ،وداود النبي تابع لموسى والمراد من خبر يعقوب هو صاحب الحكام( انتهى كلمه بلفظهً.ا أقول إنما أراد من الحاكم موسى عليه السلم ،لن شريعته جبرية انتقامية ،ومن الراسم عيسى عليه السلم ،لن شريعته ليست بجبرية ول انتقامية ،وأن أريد من القضيب السلطنة الدنيوية ومن المدبر الحاكم الدنيوي ،كما يفهم من رسائل القسيسين من فرقة بروتستنت ومن بعض تراجمهم ،فل يصح أن يراد بشيلوه مسيح اليهود كما هو مزعومهم ،ول عيسى عليه السلم كما هو مزعوم النصارىً.ا أما الول :فظاهر لن السلطنة الدنيوية والحاكم الدنيوي زال من آل يهوذا من مدة هي أزيد من ألفي سنة من عهد بختنصر ولم يسمع إلى الن حسيس مسيح اليهودً.ا وأما الثاني :فلنهما زالتا من آل يهوذا أيض ا قبل ظهور عيسى عليه السلم بمقدار ستمائة سنة من
عهد بختنصر وهو أجلى بني يهوذا إلى بابل وكانوا
) (4/1140
في الجلء ثلث ا وستين سنة ل سبعين كما يقول بعض علماء بروتستنت تغليط ا للعوام وقد عرفت في الفصل الثالث من الباب الول ،ثم وقع عليهم أنتيوكس ما وقع فإنه عزل أونياس حبر اليهود
وباع منصبه لخيه ياسون بثلثمائة وستين وزنة ذهب يقدمها له خراجا كل سنة ،ثم عزله وباع ذلك لخيه مينالوس بستمائة وستين وزنة ،ثم شاع خبر موته فطلب ياسون أن يسترد لنفسه الكهنوت
ودخل أورشليم بألوف من الجنود فقتل كل من كان يظنه عدوا له وهذا الخبر كان كاذب ا فهجم
أنتيوكس على أورشليم وامتلكها ثانية في سنة 170قبل ميلد المسيح وقتلمن أهلها أربعين ألفا وباع مثل ذلك عبيداا ،وفي الفصل العشرين من الجزء الثاني من مرشد الطالبين في بيان الجدول
التاريخي في الصفحة 481من النسخة المطبوعة سنة 1852من الميلد )أنه نهب أورشليم وقتل
ثمانين ألف اا( انتهىً.ا وسلب ما كان في الهيكل من المتعة النفيسة التي كانت قيمتها ثمانمائة وزنة ذهب وقرب خنزيرة وقودا على المذبح للهانة ،ثم رجع إلى إنطاكية وأقام فيلبس أحد الراذل
حاكم ا على اليهودية ،وفي رحلته الرابعة إلى مصر أرسل أبولوينوس بعشرين ألفا من جنوده وأمرهم أن يخربوا أورشليم ويقتلوا كل من بها من الرجال ويسبو النساء والصبيان فانطلقوا إلى هناكً.ا
وبينما كان الناس في المدينة مجتمعين للصلة يوم السبت هجموا عليهم على غفلة فقتلوا الكل، إل من أفلت إلى الجبال واختفى في المغاير ،ونهبوا أموال المدينة وأحرقوها وهدموا أسوارها وأخربوا منازلها ثم ابتنوا لهم من بسائط ذلك الهدم قلعة حصينة
) (4/1141
على جبل اكرا ،وكانت العساكر تشرف منها على جميع نواحي الهيكل ومن دنا منه يقتلونه ،ثم أرسل انتيوكس أثانيوس ليعلم اليهود طقوس عبادة الصنام اليونانية ويقتل كل من ل يمتثل ذلك المر ،فجاء أثانيوس إلى أورشليم وساعده على ذلك بعض اليهود الكافرين ،وأبطل الذبيحة اليومية ونسخ كل طاعة للدين اليهودي عموم ا وخصوصاا ،وأحرق كل ما وجده من نسخ كتب العهد العتيق
بالفحص التام ،وكرس الهيكل للمشتري ونصب صورة ذلك على مذبح اليهود وأهلك كل من وجده
مخالف أمر انتيوكس ،ونجا متاثياس الكاهن مع أبنائه الخمسة في هذه الداهية وفروا إلى وطنهم
مودين في سبط دان فانتقم من هؤلء الكفار انتقاما ما قدروا عليه على استطاعته كما هو مصرح به في التواريخ ،فكيف يصدق هذا الخبر على عيسى عليه السلم وإن قالوا أن المراد ببقاء السلطنة
والحكومة امتياز القوم كما يقول بعضهم الن ،قلنا هذا المر كان باقي ا إلى ظهور محمد صلى ال
عليه وسلم ،وكانوا في أقطار العرب ذوي حصون وأملك غير مطيعين لحد مثل يهود خيبر وغيرهم كما يشهد به التواريخ ،وبعد ظهور محمد صلى ال عليه وسلم ضربت عليهم الذلة والمسكنة وصاروا في كل إقليم مطيعين للغير ،فالليق أن يكون المراد بشيلوه النبي صلى ال عليه وسلم ل
مسيح
) (4/1142
اليهود ول عيسى عليه السلمً.ا )البشارة السادسة( الزبور الخامس والربعون هكذا) :فاض قلبي كلمة صالحة أنا أقول أعمالي للملك( ) 1لساني قلم كاتب سريع الكتابة( ) 2بهي في الحسن أفضل من بني البشر( 3 )انسكبت النعمة على شفتيك لذلك باركك ال إلى الدهر( ) 4تقلد سيفك على فخذك أيها القوي بحسنك وجمالك( ) 5أستله وأنجح وأملك من أجل الحق والدعة والصدق وتهديك بالعجب يمينك( ) 6نبلك مسنونة أيها القوي في قلب أعداء الملك الشعوب تحتك يسقطون( ) 7كرسيك يا ال إلى دهر الداهرين عصا الستقامة عصا ملكك( ) 8أحببت البر وأبغضت الثم لذلك مسحك ال إلهك بدهن الفرح أفضل من أصحابك( ) 9المر والميعة والسليخة من ثيابك من منازلك الشريفة العاج التي أبهجتك( ) 10بنات الملوك في كرامتك قامت الملكة من عن يمينك مشتملة بثوب مذهب موشى( ) 11اسمعي يا بنت وانظري وأنصتي بأذنيك وانسي شعبك وبنت أبيك( ) 12فيشتهي الملك حسنك لنه هو الرب إلهك وله تسجدين( ) 13بنات صور يأتينك بالهدايا لوجهك يصلي كل أغنياء الشعب( ) 14كل مجد ابنة الملك من داخل مشتملة بلباس الذهب
) (4/1143
الموشى( ) 15يبلغن إلى الملك عذارى في أثرها قريباتها إليك يقدمن( ) 16يبلغن بفرح وابتهاج يدخلن إلى هيكل الملك( ) 17ويكون بنوك عوضا من آبائك وتقيمهم رؤساء على سائر الرض(
) 18سأذكر اسمك في كل جيل وجيل من أجل ذلك تعترف لك الشعوب إلى الدهر والى دهر الداهرين( ً.ا وهذا المر مسلم عند أهل الكتاب أن داود عليه السلم يبشر في هذا الزبور بنبي يكون ظهوره بعد زمانه ،ولم يظهر إلى هذا الحين عند اليهود نبي يكون موصوفا بالصفات المذكورة في هذا
الزبور ،ويدعى علماء بروتستنت أن هذا النبي عيسى عليه السلم ،ويدعي أهل السلم سلف ا وخلف ا أن هذا النبي محمد صلى ال عليه وسلمً.ا فأقول أنه ذكر في هذا الزبور من صفات النبي المبشر
به هذه الصفات: ]ص [1] [256كونه حسناً.ا ] [2كونه أفضل البشرً.ا ] [3كون النعمة منسكبة على شفتيهً.ا ][4 كونه مبارك ا إلى الدهرً.ا ] [5كونه متقلدا بالسيفً.ا ] [6كونه قوي اً.ا
) (4/1144
] [7كونه ذا حق ودعة وصدقً.ا ] [8كونه هداية يمينه بالعجبً.ا ] [9كون نبله مسنونةً.ا ][10 سقوط الشعب تحتهً.ا ] [11كونه محبا للبر ومبغضا للثمً.ا ] [12خدمة بنات الملوك إياهً.ا ][13 إتيان الهدايا إليهً.ا ] [14انقياد كل أغنياء الشعب لهً.ا ] [15كون أبنائه رؤساء الرض بدل آبائهمً.ا
] [16كون اسمه مذكورا جيلا بعد جيلً.ا ] [17مدح الشعوب إياه إلى دهر الداهرينً.ا وهذه الوصاف كلها توجد في محمد صلى ال عليه وسلم على أكمل وجهً.ا
أما الول :فلن أبا هريرة رضي ال عنه قال) :ما رأيت شيئا أحسن من رسول ال صلى ال عليه وسلم ،كأن الشمس تجري في وجهه وإذا ضحك يتلل في الجدار( ً.ا
) (4/1145
وعن أم معبد رضي ال عنها قالت في بعض ما وصفته به) :أجمل الناس من بعيد وأحلهم وأحسنهم من قريب( ً.ا وأما الثاني :فلن ال تعالى قال في كلمه المحكم} :تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض( اليةً.ا
وقال أهل التفسير أراد بقوله }ورفع بعضهم درجات{ً محمدا صلى ال عليه وسلم أي رفعه على
سائر النبياء من وجوه متعددة ،وقد أشبع الكلم في تفسير هذه الية المام الهمام الفخر الرازي
في تفسيره الكبيرً.ا وقال صلى ال عليه وسلم) :أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ول فخر( أي ل أقول ذلك فخرا لنفسي بل تحدث ا بنعمة ربيً.ا
وأما الثالث :فغير محتاج إلى البيان حتى أقر بفصاحته الموافق والمخالف ،وقال الرواة في وصف
كلمه :إنه كان أصدق الناس لهجة فكان من
) (4/1146
الفصاحة بالمحل الفضل والموضع الكملً.ا وأما الرابع :فلن ال تعالى قال} :إن ال وملئكته يصلون على النبي{ً وألوف ألوف من الناس يصلون عليه في الصلوات الخمسً.ا وأما الخامس :فظاهر وقد قال هو بنفسه أنا رسول ال بالسيفً.ا وأما السادس :فكانت قوته الجسمانية على الكمال ،كما ثبت أن ركانة خل برسول ال صلى ال عليه وسلم في بعض شعاب مكة قبل أن يسلم فقال :يا ركانة أل تتقي ال وتقبل ما أدعوك إليهً.ا فقال :لو أعلم وال ما تقول حقا لتبعتكً.ا فقال :أرأيت إن صرعتك أتعلم أن ما أقول حق قال:
نعم ،فلما بطش به صلى ال تعالى عليه وسلم أضجعه ل يملك من أمره شيئاا ،ثم قال :يا محمد
عد فصرعه أيض ا فقال :يا محمد إن ذا لعجبً.ا فقال صلى ال عليه وسلم :وأعجب من ذلك إن شئت أن أريكه إن اتقيت ال وتبعت أمريً.ا قال :ما هو قال :أدعو لك هذه الشجرة فدعاها
فأقبلت حتى وقفت بين يديه صلى ال تعالى عليه وسلمً.ا فقال لها :ارجعي مكانكً.ا فرجع ركانة إلى قومه فقال :يا بني عبد مناف ما رأيت أسحر منه ثم أخبرهم بما رأىً.ا وركانة
) (4/1147
هذا كان من القوياء والمصارعين المشهورينً.ا وأما شجاعته فقد قال ابن عمر رضي ال عنهما) :ما رأيت أشجع ول أنجد ول أجود من رسول ال صلى ال عليه وسلم( وقال علي كرم ال وجهه) :وإنا كنا إذا حمى البأس واحمرت الحدق اتقينا برسول ال صلى ال عليه وسلم فما يكون أحد أقرب
إلى العدو منه ،ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ برسول ال صلى ال عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو وكان من أشد الناس يومئذ بأساا( ً.ا
وأما السابع :فلن المانة والصدق من الصفات الجليلة له صلى ال عليه وسلم ،كما قال النضر بن
الحارث لقريش) :قد كان محمد فيكم غلم ا حدث ا أرضاكم
) (4/1148
فيكم ،وأصدقكم حديثاا ،وأعظمكم أمانةً.ا حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب وجاءكم بما جاءكم
قلتم إنه ساحر ،ل وال ما هو بساحر( ً.ا وسأل هرقل عن حال النبي صلى ال عليه وسلم أبا سفيان
فقال :هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قالً.ا قال :لً.ا وأما الثامن :فلنه رمى يوم بدر وكذا يوم حنين وجوه الكفار بقبضة
) (4/1149
تراب فلم يبق مشرك إل شغل بعينه فانهزموا وتمكن المسلمون منهم قتلا وأسرا فأمثال هذه من
عجيب هداية يمينهً.ا
وأما التاسع :فلن كون أولد إسماعيل أصحاب النبل في سالف الزمان ،غير محتاج إلى البيان وكان هذا المر مرغوبا له وكان يقول) :ستفتح عليكم الروم ويكفيكم ال فل يعجز أحدكم أن يلهو
بأسهمه( ً.ا ويقول) :ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياا( ً.ا ويقول عليه السلم) :من تعلم الرمي
ثم تركه فليس منا( ً.ا
وأما العاشر :فلن الناس دخلوا أفواجا في دين ال في مدة حياتهً.ا
وأما الحادي عشر :فمشهور يعترف به المعاندون أيضاا ،كما عرفت في المسلك الثانيً.ا وأما الثاني عشر :فقد صارت بنات الملوك والمراء ،خادمة للمسلمين في
) (4/1150
الطبقة الولى ،ومنها شهربانو بنت يزدجرد ،كسرى فارس ،كانت تحت المام الهمام الحسين رضي ال عنهً.ا وأما الثالث عشر والرابع عشر :فلن النجاشي ملك الحبشة ومنذر بن ساوى ملك البحرين وملك عمان انقادوا وأسلموا ،وهرقل قيصر الروم أرسل إليه بهدية ،والمقوقس ملك القبط أرسل إليه ثلث جوار ،وغلما أسود وبغلة شهباء ،وحمار أشهب ،وفرسا وثيابا وغيرهاً.ا
وأما الخامس عشر :فقد وصل من أبناء المام الحسن رضي ال عنه إلى الخلفة ،وألوف في أقاليم
مختلفة من الحجاز واليمن ومصر والمغرب والشام
) (4/1151
وفارس والهند وغيرهاً.ا وفازوا بالسلطنة والمارة العلية ،وإلى الن أيضا في ديار الحجاز واليمن،
وفي غيرهما توجد المراء والحكام من نسله صلى ال عليه وسلم ،وسيظهر إن شاء ال المهدي
رضي ال عنه من نسله ،ويكون خليفة ال في الرض ،ويكون الدين كله ل في عهده الشريفً.ا وأما السادس عشر والسابع عشر :فلنه ينادي ألوف ألوف جيلا بعد جيل في الوقات الخمسة،
بصوت رفيع في أقاليم مختلفة) :أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن محمدا رسول ال( ً.ا ويصلي
عليه في الوقات المذكورة الغير المحصورين من المصلين ،والقراء يحفظون منشوره ،والمفسرين يفسرون معاني فرقانه ،والوعاظ يبلغون وعظه ،والعلماء والسلطين يصلون إلى خدمته ،ويسلمون
عليه من وراء الباب ،ويمسحون وجوههم بتراب روضته ويرجون شفاعتهً.ا ل ،لنهم ول يصدق هذا الخبر في حق عيسى عليه السلمً.ا كما يدعيه علماء بروتستنت ادعاء باط ا يدعون أن الخبر المندرج ،في الباب الثالث والخمسين من كتاب أشعيا ،في حق عيسى عليه السلم ،ووقع في هذا الخبر في حقه هكذا) :ليس له منظر وجمال ورأيناه ولم يكن له منظر واشتهيناه مهاناا ،وآخر الرجال رجل الوجاع مختبرا بالمراض ،وكان مكتوم ا وجهه ومزدولا ولم
نحسبه ،ونحن
) (4/1152
حسبناه كأبرص ومضروبا من ال ومخضوعاا ،والرب شاء أن يستحقه( ً.ا
وهذه الوصاف ضد الوصاف التي في الزبور المذكور ،فل يصدق عليه كونه حسناا ،ول كونه قوياً.ا وكذا ل يصدق عليه كونه متقلدا بالسيف ،ول كون نبله مسنونة ،ول انقياد الغنياء ،ول إرسالهم إليه الهدايا ،بل هو على زعم النصارى ،أخذوه وأهانوه واستهزؤوا به ،وضربوه بالسياط ،ثم صلبوهً.ا وما كان له زوجة ول ابن ،فل يصدق دخول البنات في بيته ،ول كون أبنائه بدل آبائه رؤساء
الرضً.ا )فائدة( ترجمة الية الثامنة التي نقلتها مطابقة للترجمة الفارسية للزبور كانت عندي ،ولتراجم أردو للزبور ،وموافقة لنقل مقدسهم بولس ،لنه نقل هذه الية في الباب الول من رسالته العبرانيةً.ا هكذا ترجمة عربية سنة ،1821وسنة ،1831وسنة ) :1844أحببت البر وأبغضت الثم ،لذلك مسحك ال إلهك بدهن الفرح أفضل من أصحابك( ً.ا والتراجم الفارسية المطبوعة سنة ،1816 وسنة ،1828وسنة ً.1841ا وتراجم أردو المطبوعة سنة ،1839وسنة ،1840وسنة ً.1841ا مطابقة للتراجم العربيةً.ا فالترجمة التي تكون مخالفة لما نقلت تكون غير صحيحةً.ا ويكفي لردها إلزاما كلم مقدسهمً.ا وقد عرفت في مقدمة الباب الرابع أن
) (4/1153
إطلق لفظ الله والرب وأمثالهما ،جاء على العوام فضلا عن الخواصً.ا والية السادسة من الزبور الثاني والثمانين هكذا) :أنا قلت إنكم آلهة وبنو العلى كلكم( ً.ا فل يرد ما قال صاحب مفتاح
السرار أنه وقع في الية المذكورة هكذا) :أحببت البر وأبغضت الشر ،من أجل ذلك يا ال مسح إلهك بدهن البهجة أفضل من رفقائك ،ول يقال لشخص غير المسيح يا ال مسح إلهك( الخ ،لنا ل نسلم أوال :صحة ترجمته لكونها مخالفة لكلم مقدسهمً.ا وثانياا :لو قطعنا النظر عن عدم
صحتها ،أقول ادعاؤه صريح البطلنً.ا لن لفظ ال ههنا بالمعنى المجازي ل الحقيقي ويدل عليه
قوله إلهك ،لن الله الحقيقي ل إله لهً.ا فإذا كان بالمعنى المجازي يصدق في حق محمد صلى ال عليه وسلم كما يصدق في حق عيسى عليه السلمً.ا )البشارة السابعة( في الزبور المائة والتاسع والربعين هكذا) 1 :سبحوا الرب تسبيح ا جديداا، سبحوه في مجمع البرار( ) 2فليفرح إسرائيل بخالقه ،وبنو صهيون يبتهجون بملكهم( 3 )فليسبحوا اسمه بالمصاف بالطبل والمزمار يرتلوا له( ) 4لن الرب يسر بشعبه ويشرف
المتواضعين بالخلص( ) 5تفتخر البرار بالمجد ،ويبتهجون على مضاجعهم( ) 6ترفيع ال في حلوقهم وسيوف ذات فمين في أياديهم( ) 7انتقاما في المم وتوبيخات في الشعوب( ) 8ليقيدوا ملوكهم بالقيود وأشرافهم بأغلل من حديد ليضعوا بهم حكم ا مكتوماا( ) 9هذا المجد يكون
لجميع أبراره( ً.ا
) (4/1154
ففي هذا الزبور عبر عن المبشر به بالملك وعن مطيعه بالبرار ،وذكر من أوصافهم افتخارهم بالمجد وترفيع ال في حلوقهم ،وكون سيوف ذات فمين في أياديهم ،وانتقامهم من المم وتوبيخاتهم للشعوب ،وأسرهم الملوك والشراف بالقيود والغلل من حديدً.ا فأقول المبشر به محمد صلى ال عليه وسلم وأصحابه رضي ال عنهم ويصدق جميع الوصاف المذكورة في هذا الزبور عليه وعلى أصحابه ،وليس المبشر به سليمان عليه السلم لنه ما وسع مملكته على مملكة أبيه على زعم أهل الكتاب ،ولنه صار مرتدا عابدا الصنام في آخر عمره على زعمهم ،ول عيسى ابن مريم عليهما السلم لنه بمراحل عن الوصاف المذكورة فيه لنه أسر ثم قتل على زعمهم،
وكذا أسر أكثر حواريه بالقيود والغلل ،ثم قتلوا بأيدي الملوك والشراف الكفارً.ا )البشارة الثامنة( في الباب الثاني والربعين من كتاب أشعيا هكذا) 9 :التي قد كانت أولها قد أتت وأنا مخبر أيض ا بأحداث قبل أن تحدث وأسمعكم إياها( ) 10سبحوا للرب تسبيحة جديدة
حمده من أقاصي الرض راكبين في البحر وملؤه الجزائر وسكانهن( ) 11يرتفع البرية ومدتها في
البيوت نحل قيدار سبحوا يا سكان الكهف من رؤوس الجبال يصيحون( ) 12يجعلون للرب كرامة وحمده يخبرون به في الجزائر( ) 13الرب كجبار ،يخرج مثل
) (4/1155
رجل مقاتل يهوش الغير يصوت ويصيح ،على أعدائه يتقوى( ) 14سكت دائم ا صمت صبرت
صبرا فأتكلم مثل الطائفة ما بدد وابتلع معاا( ) 15أخرب الجبال والكام وكل نباتهن أجفف واجعل النهار جزائر والبحيرات أجففهن( ) 16وأقيد العمى في طريف لم يعرفوها والسبل لم يعلموا
أسيرهم فيها أصير أمامهم الظلمة نورا والعقب سهلا هذا الكلم صنعته لهم ول أخذلهم( 17
)اندبروا إلى ورائهم والمتكلمون على المنحوتة القائلون للمسبوكة أنكم آلهتنا ليخزون خزياا( ً.ا
والية السابعة عشر في الترجمة الفارسية هكذا) :كسانيكة برشكل تراشيده توكل دارند هزيمت
وبشيماني تمام خواهند يافت( ً.ا وظهر من الية التاسعة أن أشعيا عليه السلم أخبر أولا عن بعض الشياء ،ثم يخبر عن الخبار الجديدة التية في المستقبل ،فالحال الذي يخبر عنه من هذه الية إلى آخر الباب غير الحال
الذي أخبر عنه قبلها ،ولذلك قال في الية الثالثة والعشرين هكذا) :من هو بينكم أن يسمع هذا يصغي ويسمع الية( ً.ا
) (4/1156
والتسبيحة الجديدة عبارة عن العبادة على النهج الجديد التي هي في الشريعة المحمدية ،وتعميمها على سكان أقاصي الرض وأهل الجزائر وأهل المدن والبراري ،إشارة إلى عموم نبوته صلى ال عليه وسلم ،ولفظ قيدار أقوى إشارة إليه لن محمدا صلى ال عليه وسلم في أولد قيدار بن
إسماعيل ،وقوله من رؤوس الجبال يصيحون إشارة إلى العبادة المخصوصة التي تؤدى في أيام الحج ،يصيح ألوف ألوف من الناس بلبيك اللهم لبيك ،وقوله حمده يخبرون به في الجزائر إشارة إلى الذان يخبر به ألوف ألوف في أقطار العالم في الوقات الخمسة بالجهر ،وقوله الرب كجبار يخرج مثل رجل مقاتل يهوش الغيرة يشير إلى مضمون الجهاد إشارة حسنة ،بأن جهاده وجهاد
تابعيه يكون ل وبأمره ،خالي ا عن حظوظ الهوى النفسانية ،ولذلك عبر ال عن خروج هذا النبي
وخروج تابعيه بخروجه ،وبين في الية الرابعة عشر سبب مشروعية الجهاد وأشار في الية السادسة
عشر إلى حال العرب لنهم كانوا غير واقفين على أحكام ال وكانوا يعبدون الصنام وكانوا مبتلين بأنواع الرسوم القبيحة الجاهلية ،كما قال ال تعالى في حقهم} :وإن كانوا من قبل لفي ضلل مبين{ً وقوله ل أخذلهم إشارة إلى كون أمته مرحومة }غير المغضوب عليهم ول الضالين{ً وإلى تأييد شريعته ،وقوله والمتوكلون على المنحوتة القائلون للمسبوكة أنكم آلهتنا ليخزون خزياا ،وعد
بأن عابدي الصنام والوثان كمشركي العرب وعابدي الصليب
) (4/1157
وصور القديسين يحصل لهم الخزي والهزيمة التامة ،ووفى بما وعدً.ا فإن مشركي العرب وهرقل عظيم الروم وكسرى فارس ما قصروا في إطفاء النور الحمدي لكنهم ما حصل لهم سوى الخزي التام وعاقبة المر ،لم يبق أثر الشرك في إقليم العرب ،وزالت دولة كسرى مطلق ا وزالت حكومة
أهل الصليب من الشام مطلق اً.ا وأما في القاليم الخر ،فمن بعضها انمحى أثره مطلقا كبخارى وكابل وغيرهما ،ومن بعضها قل
كالهند والسند وغيرهما وانتشر التوحيد شرقا وغرباً.ا )البشارة التاسعة( في الباب الرابع والخمسين من كتاب أشعيا هكذا) 1 :سبحي أيتها العاقر التي لست تلدين انشدي بالحمد وهللي التي لم تلدي
) (4/1158
من أجل أن الكثيرين من بني الوحشة أفضل من بني ذات رجل يقول الرب( ) 2أوسعي موضع خيمتك وسرادق مضاربك ابسطي ل تشفقي طول حبالك ثبتي أوتادك( ) 3لنك تنفذين يمنة ويسرة وزرعك يرث المم ويعمر المدن الخربة( ) 4ل تخافي لنك ل تخزين ول تخجلين فإنك ل تستحيين من أجل أنك خزي صبائك تنسين وعار ترملك ل تذكرين أيضاا( ) 5فإنه يتولى عليك الذي صنعك رب الجنود اسمه وفاديك قدوس إسرائيل إله جميع الرض يدعى( ) 6إنما الرب
دعاك مثل المرأة المطلقة والحزينة الروح وزوجة منذ الصبا مرذولة قال إلهك( ) 7الساعة في قليل تركتك وبرحمات عظيمة أجمعك( ) 8في ساعة الغضب أخفيت قليلا وجهي عنك وبالرحمة البدية
رحمتك قال فاديك الرب( ) 9مثلما في أيام نوح لي هذا الذي حلفت له أن ل أصب مياه نوح
على الرض ،هكذا حلفت أن ل أغضب عليك وأن ل أوبخك( ) 10فإن الجبال ترتجف والتلل تتزلزل ورحمتي ل تزول عنك ،وعهد سلمي ل يتحرك قال رحيمك الرب( ) 11فقيرة مستأصلة بعاصف بل تعزية ها أنا ذا أبلط بالرتبة حجارتك وأوئسسك بالسفير( ) 12وأجعل يسبا محاضك وأبوابك حجارة منقوشة وجميع حدودك الحجار مشتهية( ) 13جميع بنيك متعلمين من الرب وكثرة السلم لبنيك( ) 14وبالبر تؤسسين فابتعدي من الظلم لنك ل تخافين ومن الهيبة لنها ل تقرب منك( ) 15ها يأتي الجار الذي لم يكن معي والذي قد كان قريب ا يقترب إليك( ) 16ها أنا
ذا خلقت صائغ ا الذي ينفخ في النار جمرا ويخرج إناء لعمله وأنا خلقت
قتولا للهلك( ) 17كل إناء مجبول ضدك ل ينجح وكل لسان يخالفك في القضاء تحكمين عليه هذا هو ميراث عبيد الرب وعدلهم
) (4/1159
عندي يقول الرب( ً.ا فأقول :المراد بالعاقر في الية الولى مكة المعظمة ،لنها لم يظهر منها نبي بعد إسماعيل عليه السلم ولم ينزل فيها وحي ،بخلف أورشليم لنه ظهر فيها النبياء الكثيرون ،وكثر فيها نزول الوحيً.ا وبني الوحشة عبارة عن أولد هاجر لنها كانت بمنزلة المطلقة المخرجة عن البيت ساكنة في البر ،ولذلك وقع في حق إسماعيل في وعد ال هاجر )هذا سيكون إنسان ا وحشياا( كما هو
مصرح به في الباب السادس عشر من سفر التكوينً.ا
) (4/1160
وبنو ذات رجل عبارة عن أولد سارةً.ا فخاطب ال مكة آمرا لها بالتسبيح والتهليل وإنشاد الشكر ،لجل أن كثيرين من أولد هاجر
صاروا أفضل من أولد سارة ،فحصلت الفضيلة لها بسبب حصول الفضيلة لهلها ،ووفى بماوعد
بأن بعث محمدا صلى ال عليه وسلم رسولا أفضل البشر خاتم النبيين من أهلها في أولد هاجر،
وهو المراد بالصائغ الذي ينفخ في النار جمراا ،وهو القتول الذي خلق لهلك المشركين ،وحصل
لها السعة بواسطة هذا النبي وما حصل لغيرها من المعابد في الدنيا إذ ل يوجد معبد مثل الكعبة من
ظهور محمد صلى ال عليه وسلم إلى هذا الحين ،والتعظيم الذي يحصل لها من القرابين في كل سنة من مدة ألف ومائتين وثمانين ،لم يحصل لبيت المقدس إل مرتين ،مرة في عهد سليمان عليه السلم لما فرغ من بنائه ،ومرة في السنة الثامنة عشر من سلطنة يوشيا ،ويبقى هذا التعظيم لمكة إلى آخر الدهر إن شاء ال كما وعد ال بقوله) :ل تخافي لنك ل تخزين ول تخجلين لنك ل تستحين( وبقوله) :برحمات عظيمة أجمعك وبالرحمة البدية رحمتك( وبقوله) :حلفت أن ل أغضب عليك وأن ل أوبخك( ،وبقوله) :رحمتي ل تزول عنك وعهد سلمي ل يتحرك( ،وملك
زرعها شرقا وغربا وورثوا المم وعمروا المدن في مدة قليلة ل تتجاوز اثنين وعشرين سنة من الهجرة ،ومثل هذه الغلبة في مثل هذه
) (4/1161
المدة القليلة ،لم يسمع من عهد آدم عليه السلم إلى زمان محمد صلى ال عليه وسلم لمن يدعي الدين الجديدً.ا وهذا مفاد قول ال ،وزرعك يرث المم ،ويعمر المدن الخربة سلطين السلم سلفا وخلفا اجتهدوا
اجتهادا تام ا في بناء الكعبة والمسجد الحرام وتزيينهما ،وحفر البار والبرك والعيون في مكة
ونواحيها ،ومن المدة الممتدة هذه الخدمة الجليلة متعلقة بسلطين آل عثمان ،غفر ال لسلفهم ورضي ال عنهم وزاد ال إقبال أخلفهم ووسع مملكتهم في الجهات ،ووفقهم للعدل والحسنات،
فهم خدموا ويخدمون الحرمين المعظمين أدام ال شرفهما من هذه المدة إلى هذا الحين كما هي، حتى صار لقب خادم الحرمين الشريفين عندهم أشرف اللقاب وأعزها ،والغرباء يحبون مجاورتها من ظهور السلم إلى هذا الحين ،سيما في هذا الزمان ،وألوف من الناس يصلون إليها في كل سنة من أقاليم مختلفة وديار بعيدة ،ووفى بما وعد بقوله كل إناء مجبول بضدك ل ينجح ،لن كل شخص من المخالف قام بضدها أذله ال كما وقع بأصحاب الفيل ،روي أن أبرهة بن الصباح الشرم لما ملك اليمن من قبل أصحمة النجاشي ،بنى كنيسة بصنعاء
) (4/1162