مجلة انطلاقتي للتنمية العدد السادس عشر

Page 1

‫العدد ‪61 /‬‬

‫مجلة أسبوعية الكترونية‬ ‫تنموية علمية متنوعة‬ ‫تصدر كل اربعاء‬

‫األربعاء ‪ / 02‬شباط ‪0262 /‬‬ ‫الموافق ‪ / 61‬جمادي االخر ‪6442 /‬‬

‫العدد ‪61‬‬

‫الى متابعينا الكرام ‪ ..‬ومتصفحين مجلتنا ما عليكم سوى كتابة ( مجلة انطالقتي للتنمية ) في موقع البحث ‪google‬‬ ‫@ جميع حقوق النشر و الطباعة محفوظة‬ ‫‪1‬‬


‫مجلة انطالقتي للتنمية العدد السادس عشر‬

‫جملة انطالقتي للتنمية‬ ‫مجلة أسبوعية تنموية علمية متنوعة تصدر كل أربعاء‬ ‫دورية محكمة تصدر كل شهرين للبحوث العلمية والقانونية والتربوية‪-‬أعداد مخصصة‬

‫رؤية اجمللة‬

‫‪ -1‬أن تكون المجلة منارة علمية في البحوث والمقاالت التنموية والعلمية المتنوعة في اإلدارة والتنمية البشرية‬ ‫وتطوير الذات وكافة البحوث اإلسالمية والعربية والقانونية‬ ‫‪ -2‬التأسيس من أجل أن يكون للمجلة مكان بارز وتصنيف رفيع بين أشهر المجالت العلمية التنموية‬ ‫المتخصصة في نشر البحوث والمقاالت التنموية والعلمية المتنوعة‬

‫رسالة اجمللة‬

‫‪ -1‬نشر البحوث والمقاالت التنموية والعلمية المتنوعة في مجال اإلدارة والتنمية البشرية‬ ‫‪ -2‬نشر المقاالت في تطوير الذات‬ ‫‪ -3‬نشر البحوث والمقاالت اإلسالمية والعربية والقانونية‬

‫أهداف اجمللة‬

‫‪ -1‬نشر المعرفة العربية واإلسالمية والقانونية بتحقيق مرجعية علمية متخصصة في هذه المجاالت‬ ‫‪ -2‬نشر حوار بناء بين أبناء الشعوب والثقافات المختلفة عمالً على رقي وتحضير جميع بني اإلنسانية‬

‫‪ -3‬إقامة جسور من التواصل بين ثقافات العالم المختلفة على نحو يحدث تفاعالً إيجابياً تكون فيه علوم‬ ‫التنموية العربية واإلسالمية والقانونية أعظم الروافد لتحقيق ذلك‬

‫‪2‬‬


‫مجلة انطالقتي للتنمية العدد السادس عشر‬

‫مجلة انطالقتي للتنمية‬

‫مجلة أسبوعية تنموية علمية متنوعة تصدر كل أربعاء‬ ‫معتمدة من االتحاد العربي للتدريب التربوي‬

‫تصدر عن مركز انطالقتي للتنمية البشرية‬ ‫العدد السادس عشر‬

‫االربعاء ‪0262 / 0 / 02‬‬

‫اهليئة االستشارية وهيئة التحرير‬ ‫الوظيفة‬

‫االسم‬

‫رئيس جملس اإلدارة‬

‫األستاذ حيدر عبد األمري احلمداوي‬

‫رئيس التحرير‬

‫األستاذة الدكتورة منى كامل تركي‬

‫مدير التحرير‬

‫األستاذ الدكتور حممود عبدالفتاح العصافريي‬

‫حمرر مشارك‬

‫األستاذ الدكتور عمران صربه اجلازوي‬

‫حمرر مشارك‬

‫األستاذة يوكسل ترزي باشى‬

‫حمرر مشارك‬

‫األستاذ صَالِح الرِّميِي‬

‫حمرر مشارك‬

‫األستاذة هال سلوره‬

‫حمرر مشارك‬

‫األستاذ بسام أبو هليل‬

‫حمرر مشارك‬

‫األستاذة لقاء الياسري‬

‫م‬

‫االسم‬

‫‪ 1‬األستاذ ‪ /‬حيدر عبد األمير محيسن الحمداوي‬

‫مدير مركز انطالقتي للتنمية البشرية في العراق‬

‫‪ 2‬األستاذة الدكتورة ‪ /‬منى كامل تركي‬

‫محكم دولي ومستشار قانوني‬

‫‪ 3‬األستاذ الدكتور ‪ /‬محمود عبد الفتاح العصافيري‬

‫محكم دولي مستشار قانوني‬

‫‪ 4‬المستشار ‪ /‬محمد إسماعيل األنصاري‬

‫مستشار قانوني‬

‫‪ 5‬المستشار‪ /‬ناهد نصر الدين‬

‫جامعة القاهرة‬

‫‪ 6‬األستاذ الدكتور ‪ /‬جمال الشنتوري‬

‫جامعة عين شمس‬

‫‪ 7‬الدكتورة ‪ /‬بري حبيب سيف اهلل‬

‫جامعة بغداد‬

‫‪ 8‬االستاذة ‪ .‬م ‪ .‬نهى احمد شهاب التميمي‬

‫جامعة ديالى‬

‫‪ 9‬الدكتور ‪ /‬حسنين جابر الحلو‬

‫جامعة الكوفة‬

‫جلنة التحكيم الدويل‬ ‫‪3‬‬

‫الوظيفة‬


‫مجلة انطالقتي للتنمية العدد السادس عشر‬

‫مجلة انطالقتي للتنمية‬

‫حمتويات العدد‬ ‫اق أر في هذا العدد‬ ‫‪ )1‬مشاكل تنموية بقلم رئيس مجلس االدارة أ‪ .‬حيدر الحمداوي‬ ‫‪ )2‬التحديات التي تواجه إدارة الموارد البشرية بقلم د‪ .‬منى كامل تركي‬ ‫‪ )3‬نحو تعليم رصين وجودة حقيقية بقلم م‪.‬م‪ .‬نهى احمد التميمي‬ ‫‪ )4‬اإلصابة بعاهة العوق ليست نهاية الحياة بقلم يوكسل ترزى باشى‬ ‫‪ )5‬ما يفعله الشخص نفسيا ً بقلم لقاء منشد الياسري‬

‫مواقع اجمللة‬

‫‪https://anttf33.blogspot.com‬‬ ‫‪https://issuu.com/home/published‬‬

‫للتواصل واالتصال‪:‬‬

‫‪https://www.facebook.com/groups/421634981567433/‬‬

‫‪https://twitter.com/kg9RyPJ8rqhr00p‬‬ ‫‪https://sites.google.com/site/anttf565/home‬‬ ‫‪https://ar.scribd.com/document/392064459‬‬

‫‪4‬‬

‫‪+5300346064469‬‬ ‫‪https://plus.google.com/u/0/‬‬ ‫‪communities/104263113687867517061‬‬ ‫‪https://plus.google.com/u/0/?tab=wx‬‬ ‫‪https://www.instagram.com/alhamdoe_75/‬‬


‫مجلة انطالقتي للتنمية العدد السادس عشر‬

‫كتابنا االعزاء‬ ‫للنشر في مجلة انطالقتي‬

‫كلمة رئيس جملس‬ ‫اإلدارة‬

‫أ‪ .‬حيدر امحلداوي‬

‫مشاكل تنموية‬ ‫ يفضل أن تكون المادة مطبوعة‬‫و ترسل على البريد الخاص للمجلة‬ ‫ نعتذر عن نشر مواد سبق نشرها‬‫في دوريات أخرى‬ ‫ يرجى تثبيت المصادر والمراجع‬‫في نهاية المادة المرسلة حيثما كان‬ ‫ضرورياً‬ ‫ يرجى ارفاق صورة حديثة للكاتب‬‫و بريده االلكتروني او المراسلة‬ ‫على الواتساب‬ ‫ يرجى دعم المادة بالصور التي‬‫تخص الموضوع ‪.‬‬ ‫ ما ينشر بالمجلة يعبر عن رأي‬‫الكاتب و ليس بالضرورة رأي‬ ‫المجلة‬ ‫‪5‬‬

‫لقد خلق اهلل سبحانه و تعالى االنسان و فضله‬

‫على جميع المخلوقات و ارسل الرسل و االنبياء‬

‫منذرين و مبشرين ‪ ,‬واعطاءه العقل زينة وكماال‬ ‫ليسير به في طريق الصحيح ‪ .‬ويبتعد عن‬

‫الطريق السيء والباطل ولكن هناك من يصر‬ ‫على العناد و سلوك طريق الباطل و عدم‬

‫االكتراث لدعوات العقل اوال و الدين و العرف و‬ ‫المجتمع العارف لمفاهيمه في االصالح فتجد ان‬ ‫الجهل يكثر و ينتشر و يفتح االبواب بل فوق كل‬

‫هذا يتطاول على من علمه الحرف و مسك بيده‬ ‫عندما كانت ترتعش ال تعرف كيف ان تخط‬

‫الكلمة و علمه ان اهلل ربنا خالق كل شيء و‬

‫علمه ان يحترم الكبير و يوقر الصغير و علمه‬

‫ان يصافح ابيه ويطيع اخيه االكبر وعلمه كيف‬

‫يغسل وجهه بالماء و كيف يغسل اسنانه و علمه‬

‫كيف يسير في الشارع و كيف يعبر من منطقة‬

‫العبور و علمه حب الوطن و الدفاع عنه و‬

‫علمه الكثير ‪ ..‬لكنه نسى ان يعلمه انه ابوه‬ ‫الثاني فمن يتجاوز على ابيه فال اخالق له‬


‫مجلة انطالقتي للتنمية العدد السادس عشر‬

‫البرمجة اللغوية العصبية‬ ‫بقمل ‪....‬‬ ‫املدرب احملرتف‬ ‫أ‪ .‬حيدر امحلداوي‬

‫العقل الباطن‬

‫ن‬ ‫يَعت ِقد الكثير من النّاس أ ّ‬ ‫لِإلنسان عقالن‪ ،‬هما‪ :‬العقل‬ ‫الالواعي أو ما‬ ‫الواعي‪ ،‬والعقل ّ‬ ‫طن‪ ،‬وهذا‬ ‫مى العقل البا ِ‬ ‫ُيس ّ‬ ‫االعتقاد خاطئ؛ فك ّ‬ ‫ل شخصٍ‬ ‫يم ِلك عقال ً واحداً لكنّه يَقوم‬ ‫بِ َوظيف َتين ُمختلف َتين‪ ،‬وللتّمييز‬ ‫بين هاتين الوظيف َتين‬ ‫استخ ِدمت تسميتان‪ ،‬وهما‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫طن‪.‬‬ ‫البا‬ ‫والعقل‬ ‫الواعي‪،‬‬ ‫العقل‬ ‫ِ‬ ‫م التعريف في هذا المقال‬ ‫سيت ّ‬ ‫طن وطريقة عمله‪،‬‬ ‫بالعقل البا ِ‬ ‫وكيف ُيؤث ّر على شخصيّة‬ ‫اإلنسان‬

‫أيضاً على الوصول إلى أهدافه‬ ‫حسب قوّة تلك األهداف‬ ‫حها‪ ،‬فهو ُيطلق طاق ًة‬ ‫ووضو ِ‬ ‫كافي ًة تُساعد اإلنسان على‬ ‫الوصول إلى هدفه؛ وذلك عن‬ ‫طريق إزالة ال َعقَبات التي‬ ‫السلوك يت ّغير‬ ‫ُتواجهه‪ ،‬ويجعل‬ ‫ّ‬ ‫ليتناسب مع األهداف‪ ،‬فإذا لم‬ ‫َ‬ ‫يكن هناك هدف واضح فلن‬ ‫عد العقل الباطن على‬ ‫ُيسا ِ‬ ‫الوصول إليه‪ ،‬وكثيراً ما يجد‬ ‫الشخص نفسه قد غيّر من‬ ‫ّ‬ ‫أسلوبه وطريقة كالمه؛ بهدف‬ ‫الوصول لغايته‪ ،‬وهذا كل ّه‬ ‫طن‬ ‫مساعدة العقل البا ِ‬ ‫يحصل بِ ُ‬

‫ل‬ ‫مى العقل البا ِ‬ ‫طن العق َ‬ ‫ُيس ّ‬ ‫الالواعي‪ ،‬وهو العقل المسؤول‬ ‫ّ‬ ‫عن الخواطر واألحالم‪ ،‬وعن‬ ‫مزاج اإلنسان‪ ،‬إضاف ًة إلى أنّه‬ ‫سمات‬ ‫المسؤول عن تحديد ال ّ ِ‬ ‫للشخصيّة‪ ،‬وهو‬ ‫الحقيقيّة‬ ‫ّ‬ ‫ُمطيع لِإلنسان؛ حيث يستطيع‬ ‫اإلنسان توجي َهه باستخدام‬ ‫أسلوب التّكرار‪ ]2[،‬إذاً فالعقل‬ ‫طن هو الذي يتحكّم بعادات‬ ‫البا ِ‬ ‫الشخص وسلوكيّاته‪ ،‬وهو‬ ‫ّ‬ ‫أساس تص ُّرفاته‬

‫كيفيّة عمل العقل‬ ‫طن‬ ‫البا ِ‬

‫طن‬ ‫وظيفة العقل البا ِ‬

‫ن العقل‬ ‫دراسات أ ّ‬ ‫وقد أثبتت ال ّ‬ ‫طن لإلنسان يَعمل على‬ ‫البا ِ‬ ‫مدار اليوم كامال ً حتّى أثناء فترة‬ ‫النّوم‪ ،‬وهو ُيؤث ّر على وصول‬ ‫الشخص إلى غاياته وأهدافه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وذلك بنا ًء على طريقة تفكيره؛‬ ‫سوا ًء أكانت إيجابي ّ ًة أم سلبي ّ ًة‪،‬‬ ‫الشخص‬ ‫عد العقل الباطن‬ ‫ويسا ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫‪6‬‬

‫طن‬ ‫ن آليّة عمل العقل البا ِ‬ ‫إ ّ‬ ‫د ما آليّة‬ ‫لإلنسان تُشبِه إلى ح ٍّ‬ ‫عمل برامج الكُمبيوتر‪ ،‬وإذا أراد‬ ‫الشخص أن ُيعطيَه البرنامج‬ ‫ّ‬ ‫ُمخ َرجاتٍ ُمعيّن ًة فيجب أن يضبط‬ ‫المبر ِمج البرنا َمج ضبطاً صحيحاً‬ ‫ُ‬ ‫حصل على النّتائج‬ ‫حتّى يَ ُ‬ ‫خالت‬ ‫رجوّة‪ .‬هناك ُمد ِ‬ ‫ال َ‬ ‫م ُ‬ ‫المبر ِمج عن‬ ‫للكمبيوتر ُيدخل ُ‬ ‫ت الالزمةَ‪،‬‬ ‫طريقها البيانا ِ‬ ‫خالت الكُمبيوتر‪ :‬هي‪:‬‬ ‫ومد ِ‬ ‫ُ‬ ‫الفأرة‪ ،‬ولوحة المفاتيح‪،‬‬ ‫ما النّتائج‬ ‫ي‪ ،‬أ ّ‬ ‫والماسح الضوئ ّ‬ ‫م الحصول عليها عن طريق‬ ‫فيت ّ‬ ‫الشاشة‪،‬‬ ‫خرجات‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الم ِ‬ ‫المبر ِمج‬ ‫والط ّابِعة‪ ،‬فإذا ارتكب ُ‬ ‫ً‬ ‫خطأ ما أثناء عمليّة البرمجة‬ ‫فسيحدث خلل حينها‪ ،‬ويتمثّل‬ ‫ُ‬

‫ذلك بظهور رموز غريبة وكلمات‬ ‫ت‬ ‫غير مفهومة‪ ،‬أو سماع صو ٍ‬ ‫شا ٍذّ عند تنفيذ البرنامج‪،‬‬ ‫المبر ِمج‬ ‫وعندها‬ ‫سيحاول ُ‬ ‫ُ‬ ‫اكتشاف الخطأ لتصحيحه‪.‬‬ ‫وبقياس ذلك على العقل‬ ‫المبر ِمج هو العقل‬ ‫البا ِ‬ ‫طن فإ ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫خالت اإلنسان‬ ‫ومد ِ‬ ‫الواعي‪ُ ،‬‬ ‫الحواس الخمس‪ ،‬أ ّما‬ ‫هي‬ ‫ّ‬ ‫خرجات فتتمثّل في سلوك‬ ‫ُ‬ ‫الم ِ‬ ‫اإلنسان ونظراته وتص ُّرفاته‪،‬‬ ‫ويعطي العقل الواعي األوامر‬ ‫ُ‬ ‫جد خلل‬ ‫طن‪ ،‬ولو ُو ِ‬ ‫للعقل البا ِ‬ ‫في تص ُّرفات اإلنسان مع َمن‬ ‫حظت أمور أخرى‬ ‫حوله‪ ،‬أو لو ِ‬ ‫عليه‪ ،‬مثل‪ :‬القلق‪ ،‬والتوتّر‪ ،‬أو‬ ‫العصبيّة الزائدة‪ ،‬فيجب على‬ ‫العقل الواعي أن ُيغيّر‬ ‫االعتقاداتِ التي سبّبت مثل‬ ‫هذه التص ُّرفات‬ ‫ُيخفي اإلنسان منذ طفولته‬ ‫األفكار والمشاعر التي يَص ُعب‬ ‫من حوله‪،‬‬ ‫عليه التّصريح بها لِ َ‬ ‫مى ال َ‬ ‫كبت‪ ،‬وهو‬ ‫وهذا ما ُيس ّ‬ ‫عبارة عن مجموعة من ال ُقوى‬ ‫التي تمنع المشاعر المكبوتة‬ ‫من الوصول إلى العقل الواعي‪،‬‬ ‫فتجمعها وتُخزّنها في العقل‬ ‫طن‪ ،‬وقد تكون هذه‬ ‫البا ِ‬ ‫المشاعر المكبوتة عدواني ّ ًة‪ ،‬أو‬ ‫ة تجاه أشخاص‬ ‫مشاعر كراهي ٍ‬ ‫خجل أو‬ ‫ُمعيَّنين‪ ،‬أو مشاعر‬ ‫ٍ‬ ‫خوف‪ ،‬وقد تكون دوافع جنسي ّ ًة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫قد ُيؤدّي كبتها إلى توليد‬ ‫مشاكل يص ُعب عالجها‬ ‫ُمستقبالً‪ ،‬مثل‪:‬‬


‫مجلة انطالقتي للتنمية العدد السادس عشر‬

‫االكتئاب‪ ،‬أو القلق والتوتّر‬ ‫الممكن أنْ ُيصبِح‬ ‫الزّائ َدين‪ ،‬ومن ُ‬ ‫الشخص صعب التكيُّف مع‬ ‫ّ‬ ‫ل ذلك يؤث ّر‬ ‫المحيطة‪ ،‬وك ّ‬ ‫بيئته ُ‬ ‫سلباً على شخصيّة اإلنسان‬ ‫ولِتالفي حدوث مثل تلك‬ ‫د من فهم‬ ‫المشاكل كان ال ُب ّ‬ ‫طن‪،‬‬ ‫آليّة عمل العقل البا ِ‬ ‫واالهتمام به وبما يدور داخلَه‪،‬‬ ‫تفاعل العقل‬ ‫ويجب فهم طريقة‬ ‫ُ‬ ‫طن مع المدخالت واألوامر‬ ‫البا ِ‬ ‫التي تأتي من العقل الواعي‪،‬‬ ‫وذلك عن طريق أداء تمارين‬ ‫معيّنة‪ ،‬وانتقاء المعلومات التي‬ ‫طن‪ ،‬فمثال‪ :‬لو‬ ‫ُتعطى للعقل البا ِ‬ ‫ن الوظيفة‬ ‫س ِ‬ ‫مع طفل صغير أ ّ‬ ‫َ‬ ‫م شي ٍء يجب الوصول‬ ‫أه‬ ‫هي‬ ‫ّ‬ ‫الممكن أنْ يفهم‬ ‫إليه‪ ،‬فمن ُ‬ ‫طن هذه المعلومة‬ ‫العقل البا ِ‬ ‫خاطئ‪ ،‬وبهذا لن‬ ‫نحو‬ ‫على‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُيفكّر هذا الط ّفل بالعمل بشكل‬ ‫ل ُمستقبالً‪ ،‬أو إذا سمع‬ ‫ُمستق ّ‬ ‫شخص ما عن أضرار نوع ُمعيّن‬ ‫ل‬ ‫من الطعام وأنّه سبب لك ّ‬ ‫األمراض فسوف يَمتنِع عنه‪،‬‬ ‫المعتقَد‬ ‫حتّى لو كان هذا ُ‬ ‫طئاً‪ ،‬وتُقاس على ذلك أغلب‬ ‫خا ِ‬ ‫د من‬ ‫مواقف الحياة؛ إذ ال ُب ّ‬ ‫المعتقَدات‬ ‫إعطاء العقل البا ِ‬ ‫طن ُ‬ ‫الصّحيحة؛ لتحقيق النّتائج‬ ‫المطلوبة‪.‬‬

‫صفات العقل الباطن‬ ‫ِ‬ ‫ُيمكِن تلخيص صفات العقل‬ ‫طن كما يأتي‪:‬‬ ‫البا ِ‬ ‫ويخزّنها‬ ‫ُينظ ّم ال ّ‬ ‫ذكريات‪ُ ،‬‬ ‫جميعها‪ُ .‬يحرّك عواطف المرء‬ ‫ك‬ ‫محرّ ٍ‬ ‫ومشاعره‪ .‬يعمل َك ُ‬ ‫للجسم بِأكمله‪ ،‬ويحافظ عليه‪.‬‬ ‫يحتاج خطواتٍ واضح ًة يتّبعها؛‬ ‫الشخص‪ُ .‬يعطي طاق ًة‬ ‫ليخدم‬ ‫ّ‬ ‫للشخص‪ ،‬تكفي للوصول إلى‬ ‫ّ‬ ‫رجوّ‪ .‬يصنع العاداتِ؛‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫الهدف‬ ‫َ ُ‬ ‫الشخص العبارة من ‪-6‬‬ ‫فتكرار‬ ‫ّ‬ ‫‪ 21‬مرّ ًة يجعلها عاد ًة له‪ .‬يعمل‬ ‫ن هناك أشياء‬ ‫على أساس أ ّ‬ ‫‪7‬‬

‫للشخص أن‬ ‫كثير ًة ُيمكِن‬ ‫ّ‬ ‫يكتشفها ويتعل ّمها‪ .‬يعمل على‬ ‫ي‬ ‫ويتابع أ ّ‬ ‫مدار ‪ 24‬ساع ًة‪ُ ،‬‬ ‫معلومة تأتي من العقل‬ ‫الواعي‪ .‬يعرف ما ُيمكِن أن‬ ‫ينجح وما ال ُيمكِن نجاحه‬ ‫ي؛ بسبب تخزينه‬ ‫بشكل عفو ّ ٍ‬ ‫والمواقف‪ .‬يعمل‬ ‫ت‬ ‫ذكريا ِ‬ ‫ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ل جهداً؛‬ ‫باستخدام قاعدة األق ّ‬ ‫أال ُيجبِر عقله‬ ‫فعلى‬ ‫الشخص ّ‬ ‫ّ‬ ‫على اإلبداع‪ ،‬بل ُيحاول أنْ‬ ‫خياً‪ .‬يزيد‬ ‫يبقى ها ِدئاً ومستر ِ‬ ‫ل‬ ‫يح ّ‬ ‫نشاطُه بزيادة استخدامه‪ُ .‬‬ ‫الشخص‬ ‫جه‬ ‫ال َعقَبات التي توا ِ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ي‪ ،‬وذلك بإعطاء الح ّ‬ ‫بشكل آل ّ‬ ‫األمثل؛ لتحقيق األهداف‪ .‬يم ُّد‬ ‫الشخص بالصّبر الالزم للتعلُّم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫السلوكيّات‬ ‫وبلوغ الهدف‪ .‬يجعل‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫تتناسب مع األهداف؛ شرط أن‬ ‫تكون األهداف واضح ًة‪ .‬يكون‬ ‫طن على‬ ‫عمل العقل البا ِ‬ ‫أحسن وجه في حال َتين‪:‬‬ ‫الحالة األولى عندما ُيفكّر‬ ‫الشخص كثيراً في أمر ُمعيَّن‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والحالة الثّانية حينما ال ُيفكّر‬ ‫باألمر أبداً‪.‬‬

‫صل العقلَ ْين الواعي‬ ‫توا ُ‬ ‫طن‬ ‫والبا ِ‬ ‫طن بمثابة بنك‬ ‫د العقل البا ِ‬ ‫ُيع ّ‬ ‫ذكريات والمعلومات والعادات؛‬ ‫ال ّ‬ ‫إذ يحتفظ بحوالي ‪ %09‬منها‪،‬‬ ‫وهو قادر على تسجيل ما‬ ‫ُيقارب ‪ 59‬لقط ًة في الوقت‬ ‫ما العقل الواعي فهو‬ ‫نفسه‪ ،‬أ ّ‬ ‫جل لقط َتين فقط في الوقت‬ ‫ُيس ّ‬ ‫ذاته‪ ،‬فمثالً‪ :‬عندما يتحدث‬ ‫ن‬ ‫شخص إلى شخص آخر‪ ،‬فإ ّ‬ ‫تركيز العقل الواعي يكون على‬ ‫الكالم‪ ،‬ويمكن أن تكون اللقطة‬ ‫األخرى رؤية العي َنين‪ ،‬أ ّما العقل‬ ‫طن فإنّه يخزّن في ذلك‬ ‫البا ِ‬ ‫الشخص‬ ‫الوقت لون مالبس‬ ‫ّ‬ ‫اآلخر‪ ،‬وإضاءة الغرفة‪ ،‬ودرجة‬ ‫ي شيء آخر‬ ‫حرارتها‪ ،‬وأ ّ‬ ‫مسموع خارج الغرفة‪ ،‬وما إلى‬ ‫طن غير‬ ‫ذلك‪ .‬والعقل البا ِ‬ ‫ل شيء‪،‬‬ ‫ي فهو يقبَل ك ّ‬ ‫انتقائ ّ‬ ‫وال ُيميّز بين المعلومات القادمة‬ ‫من العقل الواعي‪ ،‬وبذلك يمكن‬ ‫للشخص أن يتحكّم بعقله‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫البا ِ‬ ‫ويس ِ ّ‬ ‫خره لِخدمته ولك ّ‬ ‫طن ُ‬ ‫ب في مصلحته؛ عن‬ ‫ص ّ‬ ‫ما يَ ُ‬ ‫طريق إرساله الرّسائل‬ ‫اإليجابيّه له‬


‫مجلة انطالقتي للتنمية العدد السادس عشر‬

‫التحديات التي تواجه إدارة املوارد البشرية‬

‫بقلم دكتورة‪ :‬منى كامل تركي‬ ‫تعتبر إدارة الموارد البشرية أحد‬ ‫أهم عناصر عملية التنمية‬ ‫االقتصادية واالجتماعية وتواجه‬ ‫إدارة الموارد البشرية ‪-‬شأنها شأن‬ ‫عناصر العملية التنموية األخرى ‪-‬‬ ‫تحديات كثيرة مع دخول األلفية‬ ‫الثالثة واالتجاه السريع نحو آفاق‬ ‫العولمة الرحبة‪ ،‬فالعنصر البشرى‬ ‫المتمثل في األفراد والجماعات‬ ‫المتعاملين مع المنظمة المعنية‬ ‫والذين يتخذون من القرارات ما قد‬ ‫يهيئ لها فرصا ً لالنطالق والنجاح‬ ‫أو يسبب مشكالت ونقاط اختناق‬ ‫تنتج عنها خسائر أو احتماالت‬ ‫للفشل واالنهيار‬ ‫فتتسارع عملية التغيير في ادارة‬ ‫الموارد البشرية مثل الرياح‬ ‫العظيمة حيث ان العديد من األفراد‬ ‫او المنظمات قد تصدى لهذه الرياح‬ ‫فكان ضحية لها والبعض االخر‬ ‫استطاع ان يطير ويركب هذه‬ ‫الرياح بالتقنيات واالدوات الحديثة‬ ‫ويسخر القوي البشرية المتمثلة في‬ ‫العنصر البشري لمصلحته فاستفاد‬ ‫منها كثيرا واستفاد من عملية‬ ‫التغير‪ ،‬فقد تغيرت النظرة‬ ‫المعاصرة الى عناصر االنتاج‬ ‫التقليدية المكونة للثروة والتي‬ ‫تشمل العمل ‪ ،‬المواد االولية ‪،‬‬ ‫رأس المال إلضافة عنصر جديد‬ ‫وهو المعرفة او ما يسمى بالعولمة‬ ‫االقتصادية واالجتماعية‬ ‫والتكنولوجية مما عزز االهتمام‬ ‫بإدارة التغيير ودفع الكثير من‬ ‫المنظمات الى اعتماد ادارة التغيير‬ ‫االستراتيجية لتحقيق الميزة‬ ‫‪8‬‬

‫التنافسية وضمان النمو واالزدهار‬ ‫والتطور واالستمرار‪.‬‬ ‫وقد تعرضت ادارة التغيير الى‬ ‫الكثير من المشكالت والتحديات‬ ‫في كيفية االستجابة والتعامل مع‬ ‫هذه التغييرات وهذا ما يعرف‬ ‫بمهارات التفوق في التعامل مع‬ ‫التغيير‪ ،‬وقد يختلف االفراد في‬ ‫درجة تأثير المتغيرات عليهم‪،‬‬ ‫حيث يواجه الكثير من األفراد‬ ‫بعض الصعاب في مواجهة التغيير‬ ‫بينما نجد البعض االخر من االفراد‬ ‫قد اتقن مهارات ادارة التغيير‬ ‫فأصبح لديهم القدرة على الحد من‬ ‫واالزمات‬ ‫الضغوط‬ ‫تأثير‬ ‫واصبحت لديهم قدرات للتعامل‬ ‫البناء مع التغيير‪.‬‬ ‫مما سبق يعني ان نجاح مبادرة‬ ‫ادارة التغيير في اية منظمة مبني‬ ‫على القيادة في ادارة الموارد‬ ‫البشرية واالفراد لنجاح هذا‬ ‫المشروع إن منظمة المستقبل‬ ‫ستشهد المزيد من التركيز على‬ ‫نوعية جديدة من العاملين الذين‬ ‫تتوافر فيهم قدرات ومهارات عالية‬ ‫فى األداء باإلضافة إلى القدرات‬

‫الخاصة بفهم طبيعة العنصر‬ ‫البشرى والنواحي اإلنسانية‬ ‫المرتبطة به واإلدراك والتحليل‬ ‫الجيد لمتغيرات البيئة المحيطة‬ ‫وقبول التغيير واالبتكار وابراز‬ ‫التحديات التي تواجه إدارة الموارد‬ ‫البشرية‬

‫ماهية التطوير والتغيير‬ ‫التنظيمي‬

‫يعد التطوير التنظيمي ظاهرة‬ ‫طبيعية في حياة المنظمات االدارية‬ ‫حيث يمثل أهمية كبيرة في زيادة‬ ‫كفاءة االداء الوظيفي وفعاليته‪،‬‬ ‫ويعتبر الجانب البشري والتنظيمي‬ ‫من اهم مقومات النهضة الناجحة‬ ‫في حياة االدارة عامة وادارة‬ ‫الموارد البشرية بصفه خاصة‬ ‫فنجاح اي تنظيم يقتضي زيادة‬ ‫االهتمام بتطوير االفراد والتنظيم‬ ‫بأبعاده المختلفة وتهيئة الجو‬ ‫المناسب وخلق روح المناخ‬ ‫التنظيمي الناجح الذي يؤدي الى‬ ‫زيادة في الرضا الوظيفي واالنتماء‬ ‫الوظيفي واالنتاجية‪.‬‬


‫مجلة انطالقتي للتنمية العدد السادس عشر‬

‫فالتطوير يمكن النظر اليه على انه‬ ‫المستمرة‬ ‫االدارية‬ ‫الوظيفة‬ ‫والمتكاملة مع كل ما تقوم به‬ ‫االدارات الهادفة الى التطوير‪ ،‬كما‬ ‫ان التطوير هو الجهود الشمولية‬ ‫المخططة الهادفة الى تغيير‬ ‫وتطوير االفراد من خالل التأثير‬ ‫في قيمهم ومهاراتهم وسلوكهم‬ ‫وذلك العمل على تغيير االعتقادات‬ ‫واالتجاهات بشكل يؤدي الى خلق‬ ‫مناخ تنظيمي سليم‬ ‫والتطوير يسعى الى تحسين االداء‬ ‫لكل من االفراد والمنظمات خالل‬ ‫االعتماد على المنهجية العملية‬ ‫والنظريات والمفاهيم السلوكية‬ ‫الرامية الى ايجاد الحلول‬ ‫للمشكالت التي يواجهها اي تنظيم‬ ‫من خالل الدراسة والتعاون مع‬ ‫المنظمة االدارية والبحث في‬ ‫ثقافتها وكذلك ثقافات االفراد‬ ‫العاملين فيها الن في مفهوم‬ ‫التطوير التنظيمي اشارة الى‬ ‫مختلف مداخل العلوم السلوكية‬ ‫الرامية الى توجيه عمليات االنفتاح‬ ‫مع البيئة الداخلية والخارجية بشكل‬ ‫ينعكس على اعضاء التنظيم‬ ‫بصورة تحمل في معانيها انفتاحا‬ ‫واخالصا وصدقا يسعى الى زيادة‬ ‫االنتاجية وتحسين فعالية المنظمة‬ ‫اإلدارية‪ ،‬فان جهود التطوير‬ ‫والتغيير التنظيمي سواء فيما يتعلق‬ ‫باألهداف التي يسعى لتحقيقها اما‬ ‫بالنسبة الستراتيجيات ووسائل‬ ‫التغيير فهي جميعا تنطلق من‬ ‫مجموعة مبادئ واقتراحات وقيم‬ ‫وبعض هذه المبادئ تتعلق باإلنسان‬ ‫كفرد وبعضها يتعلق في اطار‬ ‫الجماعات وبعضها يتعلق بالمنظمة‬

‫وعملي مؤازر وذي تحديات كما‬ ‫ان عدم استغالل امكانيات وطاقات‬ ‫معظم الناس على الرغم انهم‬ ‫قادرون على تحمل مسؤولية‬ ‫اعمالهم واالسهام بدور ايجابي في‬ ‫اداء المنظمة‬

‫فيما يتعلق بالجماعات‪ :‬فالجماعات‬ ‫هامة بالنسبة لألفراد لكونها‬ ‫تساعدهم على اشباع حاجات هامة‬ ‫لديهم كما ان الجماعات اساسا‬ ‫محايدة ويمكن ان تكون مساعدة او‬ ‫ضارة فيما يتعلق بدعم أهداف‬ ‫المنظمة ويمكن للناس من خالل‬ ‫العمل التعاوني زيادة فعالية‬ ‫فيما يتعلق بالفرد‪ :‬فان االنسان الجماعات في تلبية احتياجات‬ ‫لديه حاجة للنمو والتطوير ويمكن االفراد والمنظمة‬ ‫تلبية هذه الحاجة في مناخ تنظيمي‬ ‫‪0‬‬

‫فيما يتعلق بالمنظمة‪ :‬فأن اي‬ ‫تغيير في اي جزء من المنظمة‬ ‫يؤثر على باقي اجزائها حيث تؤثر‬ ‫ثقافة المنظمة على طبيعة مشاعر‬ ‫واتجاهات االفراد وكيفية التعبير‬ ‫عنها وغالبا ما تمنع ثقافة المنظمة‬ ‫االفراد من التعبير عن مشاعرهم‬ ‫واتجاهاتهم وهذا يؤثر سلبا على‬ ‫حل المشكالت ونمو االفراد‬ ‫والرضى في العمل‪ ،‬كما ان البناء‬ ‫التنظيمي واالعمال في المنظمة‬ ‫يمكن تصميمها وتعديلها بحيث‬ ‫تلبي حاجات االفراد والجماعات‬ ‫والمنظمة على السواء‪.‬‬


‫مجلة انطالقتي للتنمية العدد السادس عشر‬

‫نحو تعليم رصين وجودة حقيقية‬ ‫بقلم ‪ /‬م ‪ .‬م هنى امحد التميمي‬

‫ال ضير من نقل تجارب الدول‬ ‫األخرى السيما المتقدمة منها‬ ‫ولكن نقل التجربة يجب أن‬ ‫يكون مراعيا ألمور عدة منها‬ ‫تشابه واختالف مجتمع‬ ‫التجربة ووجود البنى التحتية‬ ‫الالزمة لتنفيذ هذه التجربة‬ ‫فضال عن رصد رأس المال‬ ‫الالزم لمواجهة أي طارئ‬ ‫أثناء التنفيذ وبعد توفر كل هذه‬ ‫الشروط يجب المحافظة على‬ ‫أركان وأهداف ومكونات هذه‬ ‫التجربة منعا لتشوهها وفقدان‬ ‫هويتها وفي الوقت ذاته البد‬ ‫من إجراء بعض التغييرات‬ ‫الطفيفة التي ال تمس جوهر‬ ‫التجربة وتعمل على تكييفها‬ ‫للمجتمع والبيئة الجديدة‪.‬‬ ‫إن تجربة جودة التعليم أو كما‬ ‫تسمى خطأ (الجودة الشاملة)‬ ‫هي تجربة فذة وفريدة وال‬ ‫غبار عليها ولكن المشكلة في‬ ‫القائمين على تنفيذ هذه التجربة‬ ‫في بلدنا إذ لم يعطوا‬ ‫للموضوع العناية والوقت الذي‬ ‫يحتاجه واختصروا الموضوع‬ ‫بكراس بسيط واعداد لمدراء‬ ‫المدارس ال تتجاوز مدته‬ ‫خمسة أيام واجه المدراء‬ ‫خاللها كم هائل من‬ ‫المصطلحات يسمعونها ألول‬ ‫مرة مما جعلهم يهيمون على‬ ‫وجوههم وال يعرفون ما العمل‬ ‫‪19‬‬

‫هذه األخطاء والتسرع‬ ‫والهفوات في تطبيق معايير‬ ‫جودة التعليم فضال عن إن‬ ‫السرعة ليست بأولوية إذا‬ ‫عرفنا إن جودة التعليم تعد هدفا‬ ‫استراتيجيا طويل األمد ال‬ ‫تحصد ثماره بيوم وليلة‪.‬‬ ‫وعودا على بدء ولكي تطبق‬ ‫المعايير بشكلها الصحيح ال بد‬ ‫من تحقيق جملة من الشروط‬ ‫واألولويات ومنها‪:‬‬ ‫‪ -1‬تأهيل البنى التحتية‬ ‫والمتمثلة بالمدارس وملحقاتها‬ ‫من مختبرات ومكتبات‪...‬الخ‬ ‫‪-2‬بناء مناهج مالئمة وفعالة‬ ‫( كالمنهج النشط أو التكاملي)‬ ‫أو غيرها من المناهج الفعالة‪.‬‬ ‫‪ -3‬إعداد وتأهيل المعلمين‬ ‫والمدرسين وفق المناهج المعدة‬ ‫و المعايير التي ستعتمد في‬

‫‪- 4‬استحداث شعب خاصة‬ ‫برصانة التعليم وضمان‬ ‫الجودة في كل مدرسة شريطة‬ ‫أن يكونوا من الموظفين‬ ‫المتخصصين في هذا المجال‪.‬‬ ‫‪ -5‬الوقوف سنويا على النتائج‬ ‫المستخلصة في نهاية العام‬ ‫الدراسي لغرض التقويم‬ ‫ووضع الحلول والمعالجات‪.‬‬ ‫وختاما فأن ما أود قوله ان‬ ‫النجاح في أي مشروع يجب‬ ‫ان يسبقه تخطيط علمي ويتبعه‬ ‫تقويم علمي وبدون التخطيط‬ ‫فال فائدة ترتجى من مشاريع‬ ‫وتجارب تبدو للناظر حتى من‬ ‫غير المتخصصين بأنها‬ ‫مشاريع ارتجالية اعتباطية‬ ‫تكون نتيجتها هدر كبير‬ ‫بالوقت والمال وهما العامالن‬ ‫األهم لمن اراد التفكير في اي‬ ‫عمل‪.‬‬


‫مجلة انطالقتي للتنمية العدد السادس عشر‬

‫"اإلصابة بعاهة العوق ليست نهاية الحياة"‬ ‫يوكسل ترزى باشى‬ ‫رئيسة مؤسسة خاتون‬ ‫يصادف ‪ 3‬كانون األول من كل عام اليوم‬ ‫العالمي لذوي االحتياجات الخاصة وهو‬ ‫يوم عالمي خصص من قبل األمم‬ ‫المتحدة منذ عام ‪ 1002‬لدعم ذوي‬ ‫االحتياجات الخاصة ويهدف هذا اليوم‬ ‫إلى زيادة الفهم لقضايا اإلعاقة لضمان‬ ‫حقوقهم‪ ،‬وقد شغلت قضية اإلعاقة‬ ‫اهتمام المنظمات والمؤسسات المدنية‬ ‫والهيئات الدولية‪.‬‬ ‫ظهر مصطلح االحتياجات الخاصة‬ ‫في تسعينات القرن العشرين ليحل‬ ‫محل كلمة (معاق) وهو الشخص الذي‬ ‫ال يستطيع القيام بممارسة بعض‬ ‫األنشطة باألساليب المتاحة للشخص‬ ‫العادي وقد يكون العجز كليا أو جزئياً في‬ ‫الجسم أو العقل وهم األشخاص الذين‬ ‫ال يستطيعون القيام بممارسة بعض‬ ‫األنشطة مثل اإلنسان العادي حيث‬ ‫أنهم بحاجة إلى إضافات تعينهم على‬ ‫العيش مثل خدمة األهل‪ ،‬خدمات‬ ‫تربوية‪ ،‬األجهزة‪ ،‬األدوات‪.‬‬ ‫إن اإلعاقة مهما كانت نوعها ال يكون‬ ‫مبرراً للتهميش و إنما حافزا على‬ ‫التحدي علينا مشاركة األشخاص لذوي‬ ‫اإلعاقة في التنمية وإزالة الحوافز التي‬ ‫تشعرهم بالشمولية في المجتمع‬ ‫وبذلك يكونون قادرين على تحقيق‬ ‫التقدم واالندماج في الحياة المجتمعية‬ ‫متساو ودون تمييز ونأمل أن‬ ‫بشكل‬ ‫ٍ‬ ‫يستشعر كل منا لتنفيذ التسهيالت‬ ‫الالزمة لدمجهم في المجتمع فعليهم‬ ‫أن يبذلوا جهوداً مضاعفة ليبدوا أقرب‬ ‫إلى أألسوياء‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫ركزت األمم المتحدة على تنمية‬ ‫المؤسسات التي تتعامل مع ذوي‬ ‫االحتياجات الخاصة وقد أوصت على عدة‬ ‫نقاط تخصهم منها ‪- :‬‬ ‫‪ -1‬ضرورة مشاركتهم في عمليات صنع‬ ‫القرار واالهتمام بمسائل عمالة األشخاص‬ ‫المحتاجين من ذوي االحتياجات الخاصة‪.‬‬ ‫‪ -2‬ضرورة تيسير وصولهم إلى البيئة‬ ‫الطبيعية وتوفير وسائل النقل واالتصاالت‬ ‫الخاصة بهم‪.‬‬ ‫‪ -3‬القضاء على أشكال التمييز الذي‬ ‫يواجههم مع تنمية قدراتهم وتطوير قابليتهم‬ ‫بإقامة الدورات التدريبية لهم‪.‬‬ ‫‪ -4‬اتخاذ التدابير الالزمة لنساء ذوي‬ ‫االحتياجات الخاصة والين يتعرضن إلشكال‬ ‫التميز لضمان تمتعهن كامال ً لجميع حقوق‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫‪ -5‬تمتع أطفال ذوي االحتياجات الخاصة‬ ‫تمتعاً كامال ً لجميع حقوق اإلنسان‬ ‫ومساواتهم مع األطفال اآلخرين‪.‬‬ ‫‪ -6‬تشجيع تدريب االختصاصين والعاملين‬ ‫مع االشحاص ذوي االحتياجات الخاصة‬ ‫لتحسين توفير المساعدة والخدمات لهم‪.‬‬ ‫وأخيراً اإلصابة بعاهة (العوق) ليست‬ ‫نهاية الحياة‪ ،‬اإلرادة القوية مع الهواية‬ ‫والمواهب واالعتماد على هللا أوال يجعل‬ ‫منه بطال ً عظيماً‪.‬‬


‫مجلة انطالقتي للتنمية العدد السادس عشر‬

‫ثقافة إدارية‬ ‫أنزل هللا عز وجل القرآن الكريم‬ ‫كتاب هللا عز وجل الخالد‪،‬‬ ‫ودستور المسلمين إلى قيام‬ ‫الساعة‪ ،‬والذي أنزله على رسوله‬ ‫األمين؛ لينظم حياة الناس ويضبط‬ ‫أمور معاشهم ويهديهم إلى ربهم‬ ‫ويردهم إلى الطريق الصواب‪،‬‬ ‫ولتستقيم حياتهم وليكون المرجعية‬ ‫األولى للمسلمين في كل أمور‬ ‫حياتهم وحين تعترضهم أي‬ ‫مشكلة‪ .‬هو الذي يربي النفوس‬ ‫على اإليمان ويشحذها بالهمم‬ ‫العالية لالرتقاء باإلنسان من الحياة‬ ‫البهيمية ‪-‬ويقصد بها االهتمام‬ ‫بالمأكل والمشرب والمتعة ‪-‬إلى‬ ‫الحياة اإلنسانية السامية‪ ،‬الحياة‬ ‫الروحية التي تربطه باهلل عز وجل‬ ‫لقد كان القرن العشرين حقبة‬ ‫انطالق شعلة العلم بشقيه اإلنساني‬ ‫والتطبيقي التي أوقدها الباحثون‪،‬‬ ‫والعلماء على مختلف اهتمامهم‪،‬‬ ‫فقد كان البحث دائما ً هو الرائد‬ ‫نحو فرضية أو نظرية جديدة وهو‬ ‫تلخيص لظاهرة واستمزاج لفكر‬ ‫ومن ثم فهو نافذة ذات آفاق نحو‬ ‫كون وخالصة جديدة وعلى امتداد‬ ‫هذا الفهم جاء بحثنا ليدرس‬ ‫ويستقرئ ويحلل ومن ثم ليصل‬ ‫إلى نتيجته المرجوة وليكون‬ ‫إضافة نوعية إن البحث في مسألة‬ ‫االرتقاء القيادي وما يترتب على‬ ‫ذلك من قرارات وآليات تنفيذية‬ ‫من ناحية القبول أو الرفض من‬ ‫قبل المرؤوسين ومن ثم ما يتأتى‬ ‫من نجاح أو فشل هي دائرة‬ ‫خصبة للبحث والتقصي والتي كان‬ ‫يؤمل في إثرائها في العقود‬ ‫‪12‬‬

‫القيم الرتبوية للقيادات اإلدارية يف التطوير‬ ‫والتنمية اإلدارية‬

‫بقلم‪ :‬أمجد دهمان‬

‫الماضية استجابة مباشرة لحاجة‬ ‫المواطن فالقيادة على اختالف‬ ‫ميادينها ومجال ممارستها هي في‬ ‫محصلتها فن إنساني بحاجة إلى‬ ‫مراجعة دائمة من أجل تقديمها في‬ ‫صورتها األكثر قبوالً وهو ما‬ ‫يستدعي ممارسة كثير من‬ ‫التدريب والذي يصبح بدوره‬ ‫شرطا ً موضوعيا ً إلنجاز مهمة‬ ‫قيادية ناجحة واتخاذ قرار إداري‬ ‫سليم ‪.‬‬ ‫فالقيادة عملية تتميز بفاعلية‬ ‫مستمرة وهي تعبر عن عالقة‬ ‫شخص بآخر فهي العالقة القائمة‬ ‫بين الرئيس والمرؤوسين والتي‬ ‫بواسطتها يمكن للرئيس أن يؤثر‬ ‫تأثيراً مباشراً على سلوك األفراد‬ ‫الذين يعملون معه وأن يعطي‬ ‫المعلومات الضرورية لقراراته‪،‬‬ ‫وديناميكية القيادة تعود إلى‬ ‫االستمرارية في تغير ظروف‬ ‫المشروع الذي يتطلب تغيير‬ ‫متواصل في خطط وسياسات‬ ‫المشروع كذلك اإلنسان نفسه في‬ ‫تغير مستمر فسلوك الفرد يتغير‬ ‫دائما ً خالل حياته وهذا‬

‫التغير يجعل من الضروري أن‬ ‫يكون هناك تعديل في العالقة بين‬ ‫الرؤساء والمرؤوسين‬ ‫تعود أهمية القيادة إلى العنصر‬ ‫البشري الذي أخذ يحتل المكانة‬ ‫األولى بين مختلف العناصر‬ ‫اإلنتاجية األخرى التي تساهم في‬ ‫تحقيق أهداف المشروع المنشود‬ ‫فسلوك الفرد من الصعب التنبؤ به‬ ‫نظراً للتغيرات المستمرة في‬ ‫مشاعره وعواطفه كذلك التغير في‬ ‫الظروف المحيطة بالمشروع من‬ ‫شأنها أن تؤدي إلى تغير مستمر‬ ‫في السياسات وذلك لكي تضمن‬ ‫المنشأة الحد األدنى المطلوب من‬ ‫الجهود البشرية الالزمة لتحقيق‬ ‫أهدافها وضمان استمرارها فيجب‬ ‫أن توفر للعاملين قيادة سليمة‬ ‫وحكيمة تستطيع حفظهم‬ ‫والحصول على تعاونهم من أجل‬ ‫بذل الجهود الالزمة إلنجاز المهام‬ ‫الموكلة لهم وقد دلت الدراسات‬ ‫المختلفة على قلة عدد القادرة‬ ‫نسبيا ً "فالقدرة على القيادة سلعة‬ ‫نادرة ال يتمتع بها إال القالئل من‬ ‫أفراد المجتمع‬


‫مجلة انطالقتي للتنمية العدد السادس عشر‬

‫فالحاجة إلى تصميم برامج تدريبية‬ ‫مختلفة من أجل رفع المستوى‬ ‫القيادي بين العاملين في هيئاتها‬ ‫اإلدارية ويمكن القول أن القائد‬ ‫الناجح هو الذي يخلق في دائرته‬ ‫العادات والتقاليد التي تتفق‬ ‫وأهداف المشروع الذي يعمل فيه‪،‬‬ ‫حيث إن الجانب السلوكي في‬ ‫عالقة الرئيس بمرؤوسيه‬ ‫وبزمالئه هو جوهر عمل القيادة‬ ‫ويتمثل في التأثير الذي يمارسه‬ ‫فرد ما على سلوك أفراد آخرين‬ ‫ودفعهم للعمل باتجاه معين وفاعلية‬ ‫هذا الدور القيادي يتطلب فهما ً‬ ‫عميقا ً للسلوك اإلنساني ويتضمن‬ ‫إدراكا ً للحقيقة القائلة بأنه ال يمكن‬ ‫معاملة األفراد كاآلالت وحتى‬ ‫يستطيع الشخص القيام بعملية‬ ‫التأثير يجب أن يتمتع بقوة أو‬ ‫سلطة معينة تميزه عن غيره من‬ ‫األفراد ‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫مصادر قوة القيادة وتأثيرها‪:‬‬ ‫حتى يتمكن الشخص من القيام‬ ‫بعملية التأثير على اآلخرين يجب‬ ‫أن يتمتع بقوة أو سلطة معينة‬ ‫تميزه عن اآلخرين ويمكن‬ ‫تصنيف مصادر القوة للقيادة من‬ ‫مظاهر السلطة الرسمية‬ ‫قوة المكافأة‪ :‬ومصدرها توقعات‬ ‫الفرد من أن قيامه بعمله على‬ ‫الوجه المطلوب سيعود عليه‬ ‫بمكافأة مادية أو معنوية من قبل‬ ‫رئيسه‪.‬‬ ‫قوة اإلكراه‪ :‬ومصدرها الخوف‬ ‫وهي متصلة بتوقعات الفرد من أن‬ ‫قصوره في تأدية واجباته سيترتب‬ ‫عليه نوع من العقاب المادي أو‬ ‫المعنوي من قبل رئيسه‪.‬‬ ‫أما السلطة القانونية‪ :‬ومصدرها‬ ‫المركز الرسمي الذي يحتله الفرد‬ ‫في التنظيم اإلداري وهذه القوة‬ ‫تنساب من أعلى إلى أسفل‪ .‬أما‬

‫قوة التأثير‪ :‬فهي مرتبطة بالشخص‬ ‫نفسه وليس بالمنصب ومن‬ ‫مظاهرها القوة الفنية التخصص‬ ‫ومصدرها الخبرة والمهارة‬ ‫والمعرفة التي يمتلكها الفرد‬ ‫ويتميز بها عن غيره من األفراد‬ ‫كالطبيب والمهندس‪.‬‬ ‫قوة اإلعجاب‪ :‬ويحصل عليها‬ ‫الفرد نتيجة إعجاب تابعيه‬ ‫ببعض صفاته الشخصية بحيث‬ ‫تربطهم وتشدهم إليه نتيجة‬ ‫توافر نوع من السحر أو‬ ‫الجاذبية في شخصية القائد‬ ‫الموقف‬ ‫حسب‬ ‫القيادة‬ ‫والشخصية‪ :‬حسب الموقف الذي‬ ‫يجد القائد نفسه فيه وقوة شخصيته‬ ‫الذاتية‪ .‬ويظهر هذا النوع من‬ ‫القيادة عادة في الشخص الذي‬ ‫يستطيع من خالل مقدرته‬ ‫الشخصية جمع أتباع يؤمنون‬ ‫بأفكاره وآرائه وصحة أهدافه‬


‫مجلة انطالقتي للتنمية العدد السادس عشر‬

‫*هل نحتاج عيداً للحب ؟‬ ‫أحبك ‪ -‬حبيبي ‪ -‬مشتاق لك ‪ -‬وحشتني ‪ -‬أنت‬ ‫حياتي ‪ -‬أنت عمري ‪ ..‬كلمات حب وجمال تقال لمن‬ ‫أحببناهم وأحبونا ‪ ..‬بدأت حديثي بهذه العبارات مع‬ ‫ثلة من الشباب الخيرين الطيبين حيث كنّا‬ ‫مجتمعين نتبادل أطراف الحديث‪ ،‬وبينما كنا نتحدث‬ ‫لبعضنا أردف أحدهم سائالً‪ :‬ما هو الحب؟؟‬ ‫فُتح النقاش عن الحب‪ ،‬بداي ًة سبقتهم بالسؤال‬ ‫كعادتي الخنفشارية‪ ..‬هل أحد آبائكم قال يوماً‬ ‫ألحدكم؟؟ حبيب ‪ُ ،،‬بني ‪ ،،‬عزيزي ‪ ،،‬هلم إلي ‪،،‬‬ ‫له بقبلة حانية‬ ‫ثم أحتضنه بين ذراعية‪ ،‬تالها َقب ّ ُ‬ ‫طبعها على جبينه‪ ،‬وربت على صدره بحنان وعطف‪.‬‬ ‫هل قيل ألحدكم يوماً من أحد افراد أسرتكم‪ :‬هل‬ ‫تعلم كم أحبك؟ حبيبي كيف حالك!! هل أنت بخير؟‬ ‫هل مرتاح في حياتك؟ حبيبي هل تشكو من‬ ‫شيء؟ كم أنا مشتاق لك! كم وحشتني!‬ ‫بصراحة أتت الدهشة على الحاضرين من‬ ‫تساؤالتي!! حتى كاتب المقال ليس بأحسن حاال ً‬ ‫من الجالسين‪ ،‬فكلنا يشكو الجفاف العاطفي في‬ ‫بيوتنا وفي مجمتع خالي من المشاعر الجميلة‬ ‫واألحاسيس الوجدانية‪.‬‬ ‫فلم أذكر يوماً أني وجدت هذه العبارات من أمي‬ ‫وابي أو أحد أفراد أسرتي‪ ،‬وكل من حضر تلك‬ ‫الجلسة لم يقال ألحدهم بين الفنية واآلخرى‬ ‫مشاعر الحب والعطف والحنان‪.‬‬ ‫هذا لم يحصل مع الشباب الفتيان‪ ،‬فمن باب أولى‬ ‫لم تقال لبناتنا وأخواتنا ونسائنا وهم أولى‪ ،‬فربما‬ ‫يرونه عيباً أن تقال لهن هذه العبارات‪ ،‬وهن أحوج‬ ‫للكالم الجميل والمشاعر الجميلة والعواطف‬ ‫الوجدانية أكثر من الرجال بمراحل‪ ،‬فهن فطرن على‬ ‫الرقة والحنان واللين واألمومة‪.‬‬ ‫والسؤال هنا لماذا كالماتنا وعباراتنا خلت من الكالم‬ ‫الجميل والعبارات اللطيفة؟؟ لماذا جففت مشاعرنا‬ ‫وأحاسيسنا الوجدانية تجاه بعضنا؟؟ فلم فقدنا‬ ‫الحب فيما بيننا جاءوا إلينا بعيد الحب من ‪ -‬بالد‬ ‫اإلفرنج ‪ -‬ليفرخ في قلوبنا ويتكاثر في مجتمعنا‬ ‫الفاقد للحب الحقيقي في يوم واحد‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫بقلم‬ ‫مي‬ ‫رّي ِ‬ ‫َ‬ ‫صالِح ال ِ‬

‫المفرح المضحك أننا نحتفل بعيد الحب في يوم‬ ‫واحد فقط‪ ،‬ونسينا أن ديننا يأمرنا بالحب على‬ ‫الدوام‪ ،‬وكمال تعاملنا ال يستقيم إال بالحب‪ ،‬ولغتنا‬ ‫العربية مليئة بالكلمات الجميلة وبالمشاعر‬ ‫واألحاسيس التي تعبر عن الحب الطاهر الحقيقي‬ ‫الخالي من المصالح الدنيوية‪.‬‬ ‫الحب اليوم يشتكي لنا طول العام من هجرانه‬ ‫ونكرانه حتى باتت قلوبنا جافة من المشاعر وخالية‬ ‫من األحاسيس الجميلة‪ ،‬وفي المقابل أصبحت‬ ‫ألستتا ال تنطق إال بغالظة في العبارات وسوء في‬ ‫الكلمات‪ ،‬وال نتذكر أحبابنا اإل في هذا اليوم ‪ -‬فقط‬ ‫نتبادل فيه الورد والهدايا لنعبر عن مكنون حبنا‬ ‫واحترامنا وتقديرنا‪.‬‬ ‫والعكس صحيح تجد طوال العام نعيش حياتنا كأننا‬ ‫آلة تعمل ليل نهار وصباح مساء‪ ،‬دون إظهار مشاعر‬ ‫الود والحب لبعضنا‪ ،‬ففقدنا أحاسيسنا الجميلة‬ ‫ومشاعرنا اللطيفة تجاه بعضنا‪ ،‬وأصبحنا ال نسمع‬ ‫من بعضنا غير السباب والشتائم والكلمات البذيئة‬ ‫عير اإلخالقية‪.‬‬ ‫المعضلة الكبرى عندما يمر على زوجين حبيبن‬ ‫األيام والشهور والسنوات وهما يعيشان تحت‬ ‫سقف واحد‪ ،‬لكن حياتهما خالية من كلمات الحب‬ ‫والود واللطف والعطف والغرام‪ ..‬هل يعقل أن تصل‬ ‫مشاعرنا إلى هذه الدرجة من الجفاف العاطفي؟؟‬ ‫يجب أن نعتني بالفاظنا وعبارتهما تجاه بعضنا‪ ،‬فلقد‬ ‫أصبح الواحد منا بالكاد يسمع في يومه كلمة‬ ‫جميلة‪ ،‬أو عبارة أنيقة‪ ،‬أو همسة حانية‪ ،‬أو نظرة‬ ‫إعجاب‪ ،‬أو قبلة مرهفة‪ ،‬أو إهتمام‪ ،‬أو سؤال عن‬ ‫الحال‪.‬‬ ‫*ترويقة‪*:‬‬ ‫يجب علينا أن نعيد ترتيب حساباتنا‪ ،‬ونراجع ثقافتنا‬ ‫في المعنى الحقيقي الحب‪ ،‬ونقرأ كتاب ربنا‪،‬‬ ‫ونتأمل في هدي رسولنا الكريم‪ ،‬فجمال لغتنا التي‬ ‫تحمل كل كلمات ومعاني الحب الحقيقي هي في‬ ‫ايدينا‪* ..‬وليكن شعارنا أن أيامنا كلها حب‪*.‬‬


‫مجلة انطالقتي للتنمية العدد السادس عشر‬

‫العنف املرتكب ضد املرأة‬ ‫بقلم‪ :‬د‪ .‬منى كامل تركي‬

‫على الرغم من إقرار وتأكيد األديان‬

‫يكون فردا أو جماعة أو دولة‬

‫والرأفة والرفق بين بني اإلنسان‬

‫وموجه ضد اآلخر بهدف‬ ‫ّ‬ ‫إخضاعه واستغالله في إطار‬

‫والمذاهب اإلنسانية على الرحمة‬ ‫وعلى الرغم من حجم األضرار‬ ‫التي تكبدتها وتتكبدها اإلنسانية‬ ‫جراء اعتماد العنف أداة للتخاطب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وعلى الرغم من أن أي انجاز‬ ‫بشري يتوقف على ركائز االستقرار‬ ‫واأللفة والسالم‪ .‬إال أن اإلنسانية‬ ‫مازالت تدفع ضريبة باهظة من‬ ‫جراء اعتمادها‬ ‫أمنها واستقرارها ّ‬ ‫العنف وسيلة للحياة والتخاطب‪.‬‬ ‫إن رواسب المنهاج الهمجي‬ ‫والعدواني مازالت عالقة في أذهان‬ ‫وسلوكيات البعض في التعامل‬ ‫والحياة معتمدين أرضية منهج‬ ‫العنف المضاد لآلخر‪ ،‬فهي مشكلة‬ ‫قديمة جديدة ال تلبث أن تستقر في‬ ‫ساحتنا اإلنسانية كل حين لتصادر‬

‫عالقة قوة غير متكافئة مما يتسبب‬ ‫في إحداث أضرار مادية أو معنوية‬ ‫لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية‬ ‫أو دولة أخرى‬ ‫يعرف بأنه‬ ‫فأن العنف ضد المرأة ّ‬ ‫موجه إلى المرأة‬ ‫سلوك أو فعل ّ‬

‫الشدة واإلكراه‬ ‫يقوم على القوة و ّ‬ ‫ويتسم بدرجات متفاوتة من التمييز‬ ‫واالضطهاد والقهر والعدوانية ناجم‬ ‫عن عالقات القوة غير المتكافئة‬ ‫بين الرجل والمرأة في المجتمع‬ ‫واألسرة على السواء والذي يتخذ‬ ‫أشكاال نفسية وجسدية ومتنوعة في‬ ‫اإلضرار‪.‬‬ ‫أما اإلعالن العالمي للقضاء على‬ ‫العنف ضد المرأة والذي وقعته‬

‫أمننا اإلنساني وتقدمنا البشري من‬

‫األمم المتحدة سنة ‪ 1993‬فقد‬

‫القسري ضد األضعف‬

‫عرف العنف ضد المرأة بأنه (أي‬ ‫ّ‬ ‫فعل عنيف قائم على أساس‬

‫خالل ممارسة السيطرة والعنف‬ ‫ويعرف العنف بأنه سلوك أو فعل‬ ‫ّ‬ ‫إنساني يتسم بالقوة واإلكراه‬ ‫والعدوانية‪ ،‬صادر عن طرف قد‬ ‫‪15‬‬

‫الجنس ينجم عنه أو يحتمل أن‬ ‫ينجم عنه أذى أو معاناة جسمية‬ ‫أو جنسية أو نفسية للمرأة‪ ،‬بما في‬

‫ذلك التهديد باقتراف مثل هذا الفعل‬ ‫أو اإلكراه أو الحرمان التعسفي من‬ ‫الحريـة‪ ،‬سواء أوقع ذلك في الحياة‬ ‫العامة أو الخاصة)‪.‬‬ ‫ومهما كان نوع العنف الموجه ضد‬ ‫المرأة فأنه يشكل بحد ذاته جريمة‬ ‫وال يمكن أن يخرج عن كونه‬ ‫جريمة يجب توصيفها للوصول‬ ‫إلى الحد منها وعالجها‪ .‬فلكل‬ ‫جريمة أركانها األساسية وهي‬ ‫الركن المادي والركن المعنوي ولها‬ ‫جاني ولها ضحية وهذا كله متوافر‬ ‫في العنف ضد المرأة‪.‬‬ ‫فالركن المادي فيها يعني القيام‬ ‫بأفعال مادية يمارسها المجرم على‬ ‫الضحية وهو هنا يتمثل بشكل‬ ‫واضح في كل عمل عنيف يأتيه‬ ‫الجاني ضد الضحية المرأة‪ ،‬أما‬ ‫الركن المعنوي فيعني نية الجاني‬ ‫القيام بفعل عنيف موجه ضد‬ ‫الضحية وتوجيه إرادته نحو ذلك‪،‬‬ ‫وهو هنا واضح إذ أن الجاني‬ ‫يكون قاصدا – يعلم ويريد –‬ ‫ارتكاب فعل أو تصرف أو سلوك‬ ‫عنيف ضد الضحية‪.‬‬


‫مجلة انطالقتي للتنمية العدد السادس عشر‬

‫وفيما يتعلق بالجاني أو مرتكب‬ ‫هذه الجريمة‪ ،‬فهو هنا الرجل‬ ‫والذي قد يكون زوج الضحية أو‬ ‫شقيقها أو والدها أو أي قريب من‬ ‫أقارب الضحية من األصول أو‬ ‫الفروع أو األقارب اآلخرين وقد‬ ‫يكون غريبا عنها المهم هو الرجل‬ ‫في الغالب حتى وان كان العنف‬ ‫الممارس ضد المرأة هو عنف‬ ‫سياسي فأن من يوجهه هو الرجل‪.‬‬ ‫أما الضحية فهي هنا المرأة التي‬ ‫قد تكون زوجة الجاني أو شقيقته‬ ‫أو ابنته أو أمه أو أية قريبة من‬ ‫قريباته أو قد تكون غريبة عنه‪،‬‬ ‫وأداة الجريمة هي متنوعة فهي كل‬ ‫ما يمكن استخدامه في االعتداء‬ ‫على الضحية أو إيقاع العنف‬ ‫عليها كالضرب باليد أو بالعصا أو‬ ‫أية أداة مؤذية أو بالركل باألقدام‬ ‫أو الحبس أو محاوالت الخنق أو‬ ‫االهانات والشتائم أو بالتهديد‬ ‫باإليذاء أو القتل أو التحقير أو‬ ‫االهانات واإليذاء النفسي أو‬ ‫االغتصاب أو ممارسة الجنس‬ ‫بالقوة أو التحرشات الجنسية أو أية‬ ‫وسيلة أخرى تشكل عنفا ضد المرأة‬ ‫بحسب تعريف اإلعالن العالمي‬ ‫للقضاء على العنف ضد المرأة‪.‬‬ ‫ولكن البد من أن نشير إلى أن‬ ‫‪16‬‬

‫اشد األسلحة أو الوسائل عنفا ضد‬ ‫المرأة يعتمده الرجل عند ارتكابه‬ ‫للعنف ضد المرأة هو (القانون أو‬ ‫التشريع) فهناك عدد ال يستهان به‬ ‫من القوانين والتشريعات التي‬ ‫تشكل عنفا وتميي از ضد المرأة‬ ‫وتسمح للرجل بأن يمارس عنفه‬ ‫ضدها أو تبرره له فضال عن‬ ‫تجرم‬ ‫غياب نصوص تشريعية ّ‬

‫أفعاال يمارسها الرجل ضد المرأة‬

‫وتشكل عنفا وانتهاكا لحقوقها‬ ‫وآدميتها وكرامتها‬ ‫يرتبط العنف ضد المرأة ارتباطا‬ ‫وثيقا بعالقات القوى غير المتكافئة‬ ‫بين الرجال والنساء والتمييز القائم‬ ‫على النوع االجتماعي ويتفاعل‬ ‫معهما‪ .‬ويشكل الحق القائم في‬ ‫عدم التعرض للعنف والتمييز‬ ‫القائمين على العرق أو الجنس أو‬ ‫التعبير أو الهوية أو العمر أو‬ ‫النسب أو الدين وكذلك الكرامة‬ ‫المتأصلة والمتكافئة لكل امرأة‬ ‫ورجل وطفل‪ ،‬أساسا لحقوق‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫إن العنف ضد النساء هو نتيجة‬ ‫للتراكمات التاريخية غير المتساوية‬ ‫بين الرجال والنساء والتي أدت إلى‬ ‫الهيمنة والتمييز ضد النساء من‬ ‫قبل الرجال والى منع التقدم الكامل‬

‫للمرأة‪ ،‬وهذا العنف ضد النساء هو‬ ‫أحد اآلليات االجتماعية الحاسمة‬ ‫التي أجبرت بها المرأة على التنازل‬ ‫عن احتالل مواقع متساوية مع‬ ‫الرجل‪ .‬فاالعتراف بمسألة العنف‬ ‫ضد المرأة والتمييز القائم ضدها‬ ‫مر بتطورات تاريخية مهمة وما‬ ‫ّ‬ ‫االعتراف الدولي لهذه القضية إال‬ ‫نتيجة لسنوات من العمل على‬ ‫جميع األصعدة والتي من أهمها‬ ‫المؤتمرات الدولية ومواثيق األمم‬ ‫المتحدة‪ .‬فقد لقي العنف ضد‬ ‫المرأة اهتماما متناميا من األمم‬ ‫المتحدة كونه شكال من أشكال‬ ‫التمييز ضد المرأة وانتهاكا لحقوقها‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬وألزم المجتمع الدولي‬ ‫نفسه بحماية حقوق الفرد امرأة كان‬ ‫أو رجال‪ ،‬وكرامته بمعاهدات‬ ‫واعالنات متعددة هذا ويعد ميثاق‬ ‫األمم المتحدة الذي اعتمد في سان‬ ‫فرانسيسكو سنة ‪ 1991‬أول‬ ‫معاهدة دولية تشير في عبارات‬ ‫محددة إلى تساوي الرجال والنساء‬ ‫في الحقوق‪ ،‬إذ ورد في ديباجته‬ ‫( ‪ ....‬وان نؤكد من جديد إيماننا‬ ‫بالحقوق األساسية لإلنسان وبكرامة‬ ‫الفرد وقدره وبما للرجال والنساء‬ ‫واألمم كبيرها وصغيرها من حقوق‬ ‫متساوية ‪)....‬‬


‫مجلة انطالقتي للتنمية العدد السادس عشر‬

‫كما ورد في المادة األولى من‬ ‫الميثاق وفي الفقرة (‪ )3‬منها أن‬ ‫من ضمن مقاصد األمم المتحدة‬ ‫تعزيز احترام حقوق اإلنسان‬

‫سياق عقد األمم المتحدة للمرأة (‬ ‫‪ )1991 – 1991‬وعملت الجهود‬ ‫النسائية حاف از في توسيع نطاق‬ ‫فهم العنف ضد المرأة‪.‬‬

‫والحريات األساسية للناس جميعا‬

‫عدة‬ ‫يتخذ العنف ضد المرأة أشكاال ّ‬

‫تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو‬

‫ونفسيا واساءة معاملة اقتصادية‬

‫والتشجيع على ذلك إطالقا بال‬ ‫الدين وال تفريق بين الرجال‬

‫واستغالال في سلسلة من األوضاع‬

‫والنساء‪.‬‬

‫من القطاع الخاص إلى القطاع‬

‫وقد اتخذت مسألة العنف ضد‬ ‫المرأة مكانا بار از بسبب عمل‬ ‫المنظمات والحركات النسائية على‬ ‫مستوى القاعدة الشعبية في العالم‬ ‫اجمع وقد دعت النساء إلى اتخاذ‬ ‫تدابير لمعالجة هذه االنتهاكات‬ ‫على الصعيدين الوطني والدولي‬ ‫وكشفن عن دور العنف ضد المرأة‬ ‫كشكل من أشكال التمييز وآلية‬ ‫ألدامته‪ ،‬ونتيجة لذلك وضعت‬ ‫مسألة العنف ضد المرأة على‬ ‫جدول األعمال في سياق العمل‬ ‫على إحقاق حقوق المرأة في األمم‬ ‫المتحدة وكان للتفاعل بين الدفاع‬ ‫عن المرأة في مختلف أنحاء العالم‬ ‫ومبادرات األمم المتحدة على مدى‬ ‫بضعة‬

‫عقود‬

‫الماضية‬

‫عامال‬

‫محركا في تحقيق هذا االنتباه غير‬ ‫ّ‬ ‫إن زيادة االنتباه إلى العنف ضد‬ ‫المرأة برزت بالدرجة األولى في‬ ‫‪17‬‬

‫ويمكن أن تشمل عنفا بدنيا وجنسيا‬

‫العام‪ ،‬وفي عالم اليوم المتسم‬ ‫بالعولمة تتجاوز الحدود الوطنية‪،‬‬ ‫وتعد تسمية أشكال ومظاهر من‬ ‫العنف ضد المرأة خطوة هامة نحو‬ ‫االعتراف بها ومعالجتها‪ .‬وقد‬ ‫أظهر تقرير أصدرته األمم المتحدة‬ ‫في عام ‪ 2001‬إن واحدة من بين‬ ‫كل ثالث نساء في العالم تتعرض‬ ‫للضرب أو اإلكراه على ممارسة‬ ‫الجنس أو إلى إساءة المعاملة‬ ‫بصورة أو بأخرى‪ ،‬وغالبا ما تتم‬ ‫هذه االنتهاكات لحقوق المرأة‬ ‫بواسطة إنسان يعرفنه‪ ،‬وثمة سلسلة‬ ‫من العوامل أيضا تؤثر في أشكال‬ ‫العنف التي تعانيها النساء وربما‬ ‫تكون أشكال مختلفة من العنف‬ ‫ضد المرأة مرتبطة بعضها ببعض‬ ‫أو يعزز بعضها بعضا‪.‬‬ ‫‪-1‬فالعنف ضد المرأة داخل‬ ‫األسرة‪ :‬تمتد أشكاله عبر دورة‬ ‫حياتها من العنف قبل الوالدة إلى‬

‫مسنة‪.‬‬ ‫العنف ضدها كامرأة ّ‬

‫(أ)‪-‬فالعنف بين الشريكين في‬ ‫عالقات حميمة أو كما يشار له‬ ‫بعبارة العنف العائلي أو إساءة‬ ‫المعاملة بين الزوجين ثبت انه‬ ‫األوسع انتشا ار بين أشكال العنف‬ ‫ضد المرأة كافة‪ .‬ويشمل األشكال‬ ‫اآلتية (أعمال اإلكراه الجنسي‬ ‫والنفسي والبدني التي يمارسها ضد‬ ‫نساء بالغات أو مراهقات شركائهم‬ ‫دون رضاهن‪ .‬والعنف البدني الذي‬ ‫يشمل استخدام القوة البدنية أو القوة‬ ‫المادية أو السالح قصدا إليذاء أو‬ ‫جرح المرأة‪ .‬أما العنف الجنسي‬ ‫فيشمل االتصال الجنسي بصورة‬ ‫اعتداء دون رضاء المرأة – سواء‬ ‫المتزوجة أم غير المتزوجة‪ ،‬في‬ ‫حين يشمل العنف النفسي السيطرة‬ ‫على المرأة أو عزلها واذاللها أو‬ ‫إحراجها‪ ،‬ويشمل العنف‬ ‫االقتصادي حرمان المرأة من‬ ‫الحصول على الموارد األساسية‬ ‫والتحكم بها)‪.‬‬ ‫(ب)‪-‬أما في الممارسات التقليدية‬ ‫المؤذية فيشكل وأد البنات‪ ،‬واختيار‬ ‫جنس الجنين‪ ،‬والزواج المبكر‬ ‫والعنف المتصل بالمهر وختان‬ ‫اإلناث‪ ،‬والجرائم التي ترتكب باسم‬ ‫الشرف‪ ،‬واساءة معاملة األرامل بما‬ ‫في ذلك دفعهن لالنتحار‬


‫مجلة انطالقتي للتنمية العدد السادس عشر‬

‫ما يفعله الشخص نفسياً‬ ‫بقلم ‪ ..‬لقاء الياسري‬ ‫‪ )1‬نفسيا ً ‪:‬أن علماء األعصاب يقولون أنه في كل‬ ‫مرة تقاوم اإلنفعال والتصرف أثناء غضبك فأنت‬ ‫تقوم بأعادة برمجة دماغك ليصبح أكثر ذكاء وهدوء‬ ‫في المستقبل أي بمعنى اذا نجحت في مقاومة‬ ‫غضبك باستمرار من الممكن أن تتغير شخصيتك‬ ‫كليا لتصبح أكثر إتزانا وحكمة ‪.‬‬ ‫‪ )2‬نفسيا ً ‪ :‬أن الشخص الذي يضحك على أخطائه‬ ‫وأقواله وأفعاله واألشياء الغبية التي يقوم بها بنفسه‬ ‫هو أكثر شخص غير معرض لألكتئاب والقلق‬ ‫اإلجتماعي بحيث ال يستطيع أي أحد التأثير عليه ‪،‬‬ ‫فهذا الشخص يكون واثقا بنفسه وقويا نفسيا بما يكفى‬ ‫ليضحك على ذاته دون أي عقد ‪.‬‬ ‫‪ )3‬نفسيا ً ‪ :‬أن المرأة كلما ارتفع ذكاؤها ونضجها‬ ‫الفكري زاد احتمال أن تظل عازبة وبال شريك لمدة‬ ‫طويلة من حياتها مقارنة بغيرها ‪ ،‬السبب هو أن‬ ‫ذكاءها المرتفع يجعلها تجد صعوبة بالغة في تحديد‬ ‫نوع الشريك المناسب لها وبالتالي تختار العزوبة‬ ‫على ان تقع مع الشخص الخطأ ‪.‬‬ ‫‪ )4‬نفسيا ً ‪ :‬أن الكالم الجميل والثناء والمديح‬ ‫لألشخاص يقوي المناعة ضد األمراض النفسية‬ ‫لذلك من المهم جدا أن يكون في محيطك أشخاص‬ ‫ايجابيين يذكرون مميزاتك عوضا عن أشخاص‬ ‫سلبين كالمهم ملىء باإلنتقاد و العيوب واللوم طول‬ ‫الوقت ‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫‪ )5‬نفسيا ً ‪ :‬إذا وصفك شخص بما ليس فيك فاعلم أنه‬ ‫يصف نفسه‪ ..‬فإذا كان يكذب سيحاول جاهدا أن‬ ‫يثبت أنك كذاب كي ال يشعر بأنه أقل منك‪..‬‬ ‫‪ )6‬نفسيا ً ‪ :‬الرسائل الدماغية سواء اإليجابية أو‬ ‫السلبية تحدد نهج حياتنا التي نعيشها تقنع نفسك إنك‬ ‫مُرهق ستكون أكثر إرهاق وتعب حاول أن تعطي‬ ‫"عقلك" رسائل إيجابية إنك أقوى بالتحمل أو إنك‬ ‫نشيط أو إنك تستطيع أن تواصل يومك بقليل من‬ ‫الراحة العقل يستجيب لجميع الرسائل ‪.‬‬ ‫‪ )7‬نفسيا ً ‪ :‬أقوى حاسة مرتبطة بالذكريات هي‬ ‫حاسة الشم ‪ ،‬فلو قمت بشم رائحة ثم شممتها مرة‬ ‫أخرى بعد ‪ 22‬عام فتتمكن من إعادة ذكريات لم‬ ‫تكن تعتقد أنك ستتذكرها ‪.‬‬ ‫‪ ) 8‬نفسيا ً ‪ :‬يُكلّفك التردد ما ال ُتكلّفك الخطوة‬ ‫الخاطئة ‪.‬‬


‫مجلة انطالقتي للتنمية العدد السادس عشر‬

‫‪10‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.