3
2
3
خ�ضي يف بغداد العام � .1983ساهم مع �آخرين يف ت�أ�سي�س «نادي ولد علي حممود رّ ال�شعر يف الب�صرة» العام .2007وهذا الديوان هو الأول له.
ت�صميم الغالف :مايا �سامل لوحة الغالف� :صدّام اجلميلي
الطبعة الأوىل2010 ،
من�شورات «الغاوون» جميع احلقوق حمفوظة
5626 - 113
لبنان� ،ص .ب :بريوت -احلمرا ت+ 961 71 573886 :
U.S.A: 17953 Hanna St. Melvindale MI 48122 - Tel:0013134299194 zeinab@alghaoon.com www.alghaoon.com
2
3
2
ك� ْأن ال ليل قبله كان ي�شع ُر بالوح�شة، وح�ش ِة َمن ميوت الليلة. ك�أنَّ جماع ًة من املوتى �أو املالئك ِة ينتظرونه كي ي�أخذوه معهم حيثُ ال رجعة �أبد ًا النوم منهَّ ، وظل قل ُب ُه يحوم ب�أرجا ِء البيت ّات ع َّد ًة � َ مر ٍ أفلت ُ كع�صفو ٍر �أ�ضا َع �سبي َله ،ليدخل غرف ًة بال�صدفة. ال ِف ُ أ�شواك بارد ٍةُ ،م ِّه َد ْت بعناية. �سجاد ُة � ٍ را�ش َّ ّات ت�ستعجل ُه ل ُي�سر َع �أكرث ك ُّل خطو ٍة مي�شيها يف املمر ِ إ�سكات فحيحه؟ � ّأي م�سافة تكفي لردم هذا الوح�ش و� ِ ِ كان ي�شع ُر بوح�ش ِة َمن ميوتُ الليلة، وكان ُ الليل ثقي ًال ك�س ٍّر قدمي جواب عليها، ُي ِّل ُح ب�أ�سئل ٍة ال َ أهوال جماع ٍة ينتظرون وال يتك ّلمون ب� ِ أقدام �أو �صفات. ال ُي ِ �صدرون َّ �ضج ًة ك�أنهم بال � ٍ 37
ك�أن َ الليل ُم ْل ُك مزاجهم امللتب�س، َ ليل الوح�شة. ومن يدري �أنَّ لرعب ِه �أبواب ًا ال ُتفتَح وم�صابيح َّ مه�شمة َ و�سكاك َني حا ّد ًة وغ َري مرئية؟ من يدري �أنَّ لأمل ِه لغ ًة بال ل�سان �أو ل�سان ًا منعقد ًا �أو م�شلو ًال؟ من يدري �أنَّ وح�شتَه تتك َّرر ومتت ُّد وتعلو ّ وتتمطى، ومت�شي َ داخل ر�أ�سه وبني قم�صانه امل�ش َّربة بال ِّرعدة؛ ُ تختلط عليه امل�سافات �أنَّ �ألوا َنه تتب َّدل و�أنَّ ِ �أنَّ الأ�س َّرة ُّ أ�شواك جا ّفة، تق�ضه ب� ٍ �أنَّ َ ُ النازف والنها َر رها ُن ُه الأق ّل �أمان ًا. الليل �س ُّر ُه ... ال �أحد. كانت الوح�ش ُة م�ستم َّر ًة وغ َري نهائية بثقوب مت� ِّأجج ٍة تفتح يف ج�سد ِه ثقوب ًا تت� َّأجج ٍ كانت ُ ُ َ َ مقا�صل رطبة وال�شبابيك ألواح َ�ص ْل ٍب وحتيل اجلدرانَ � َ 28
لي ٌل عاط ٌل ك�أنْ ال َ ليل قبل ُه ال�ساعات ال تنتهي �إال يف اجلحيم ك�أنَّ �ساعا ِته مو�صول ٌة ب�سل�سل ٍة من ِ اجلحيم ا�ست�ضافت ُه هذه الليلة باكر ًا؛ ك�أنَّ َ مّربا ال�سماء َنز َل ْت �ساحق ًة �أو ال ُ دت تنتف�ض. أر�ض َ�ص َع ْ وكان الفج ُر حلم ًا ي�صد�أ، ُ أيامه القادمة ا�شتعال كان احلا�ضر ِ وثقاب � ِ بزيت ما�ضيه ِ ِ كان اخلرق َة التي ي�س ُّد بها َف َم الربكان آيات يف الأز ّقة ال�ض ّيقة ومن يدري �أن لربكانه � ٍ والبيوت الواطئة، ِ آيات ال ُمر ِّتل َني لها وال ُمن�صتني � ٍ كاذب وغ�شّ ا�ش من يدري �أنَّ �سكو َنه ٌ أمارات ُملغزة: و�أنه يغلي ب� ٍ الليل �أو النهار �أمارت ُه الفج ُر يدف ُع عنه تهم َة ِ هم املظلمة؛ أ�شباح الغائب َني ِ وم�صابيح ُ �أمارت ُه �أ�سما ٌل معتَّق ٌة ب� ِ ُ ترجف احلقيق َة وتتن�صّ ل منها؛ ي ٌد كوابي�سها دفع ًة واحدة. ت�سكب ع ٌ ني ُ َ ... 3 9
ال �أحد. بعد ِّ كل ذلك ومن ل ُه َ للم�ستوح ِ�ش يف ليلته الأخرية من ِ غري مالئك ٍة �أو موتى ينتظرون...
210
خيار ٌ خا�رس ح َّدثت َُك م َّر ًة: ت�صلح �أن تكونَ الأخري َة وك ُّل نها ٍر ُ يحمل بقلبه بذر َة العدم ك ُّل ليل ٍة ُ ُ أح�سب �أنَّ يف ر�أ�سي ّات التي �أدرتُ يتجادل َم َل ِ كان ،ال مي َّال ِن ح�ساب املر ِ � ُ الليل والنهار ظهري فيها لر�سائل ِ ِ أح�سب �أنهما تعبا كث ً دروب ال ت�ستحي. ريا معي فرتكاين هائم ًا يف ٍ � ُ أح�سب �أنَّ نهاراتي القادم َة �أق ُّل ّ حظ ًا. � ُ و�أين خ�سرتُ بيا�ضي بانتظا ِر �سوا ِدك. و�أنَّ ذنوبي ال تغف ُرها رحمتُك. بعدها عن �أجنحتي التي ال تخفق؟ كم ح َّدثت َُك َ إ�شاعات �صادقة عن حقائقَ خذ َلتنا و� ٍ َ ذكريات تُطلقُ وحو�شها على �أيامنا العارية. عن ٍ مللت حديثي َ أح�سب َ�أ َ تكتم: نك َ لكنك ُ � ُ مللت احلكايا � ُ أفر�شها خماف َة �أن ُتن�سى َ أنفا�سها لئال ت�صد�أ و�أُطلق � َ ال�س ُب َل ُ نبذل فيها �أعما َرنا املح َّدبة ،وال تَعر ُفنا َ مللت ُّ 3 11
مللت ال�صوائح َ بل�سانها الألثغ و�صوتها الرديء مللتَ ، لكنك تكتم. َ قلت: من يعب�أُ لأجنح ٍة م�سحوق ٍة ال تخفق؟ ح�صى تغرق بطرقات مل�ؤُها ن�شو ٌة مبتور ٌة من يبادل ً أ�سنان �أبدي ٍة ت�ضحك من يعاند ك َّل هذه اجلماجم ب� ٍ ِ ي�ضارب ب�أقدا ِرنا امل�صقول ِة بعناي ٍة فائقة من ُ ي�ستدرجها، ينادم الطم�أنينة، من ُ ُ متج ِّرع ًا وخزَ فظاظ ِتها ودناءته؟ يعاقب � َ َ ب�شواطئ ال متر�ض؟ إحباطنا من ُ ح َّدثت َُك ،ذاتَ َغ ْور: بحبل العا�صفة ال مالذ ملن ر�أى ال�شم�س تخفقُ م�شنوق ًة ِ َ ال�ص ُه برمي ِة زهر ال مالذ ملن �أرج�أ َخ َ بهتان خلوده ال مالذ ملن ب َّد َد ب� َأ�س ُه يف ِ هم اخلا�سرة! ال مالذ يل و�أنا �أُعدِّ د مالذا ِت ُ
22 1
قلت: املنعطف القادم، كنت خائف ًا من «�إنْ َ ِ ف� ْ أغم�ض عي َنيك و� ْ أقبل عليه ،دونَ اكرتاث ُ الريح ب�سخري ٍة ب�سيطة هكذا �ستغي�ض َ وقليل من ال�شجاع ِة املمكنة». ٍ وقلت �أي�ض ًا: َ قمي�صك �أيها القدر؟ كم ثعبان ًا يف كم �س ّكين ًا َ خلف ظهرك �أيها الغد؟ كم قرب ًا خمبوء ًا َ فيك �أيها امليت؟ �أقوا ٌل كثري ٌة و�أحاديث �أحاديثُ ما كانَ لها �أن تنتهي الليل والنها ِر التي �أدرتُ لها طاملا ع ّذبت ا َمل َل َكينْ ِ وهما يعدّان ر�سائل ِ ظهري تَـ ِعـ َبا، دروب ال ت�ستحي وتركاين هائم ًا يف ٍ ُ �سرتحل �أنت �أي�ض ًا؟ فهل ...133
و�سوا�س... الياب�س والأخ�ضر من �شجر ِة احرتاق الو�سوا�س غ ُري ال معنى لهذا ِ ِ ِ العمر. بيوت مت�شابه ٍة فتتداخ ُل َ وروائح �ساكنيها عليك �أبوا ُبها كما ُتق ِب ُل على ٍ ُ َ أنت ُّ ت�صك الختال�سك حلظ َة ا�سرتخاءٍ بني معنى �ساعات طوال و� َ ٍ و� ُّأي ً أ�سنانك ور� َ على � َ أ�سك. قادم ال حمالة. معنى من انتظا ِر ٍ � ُّأي ً موت ٍ يدك ال ُت َ اكت�شاف �أن َ واحد. من �سطر ٍ ِ عينك على كتاب ِة ٍ ا�شتياق ال ُيف�ضي �إال لوخز ٍة بارد ٍة �أي�س َر �صد ِر َك. �أو ،من ٍ كتب ب�أغلف ٍة خ�ضرا َء ،ويرمتي و ُمذ كان املوتُ دينا�صور ًا ال يطل ُع �إال من ٍ كنت يومها طف ًال َ تابوت على كامل اجلهال ِة وكانَ ر�صيف �ض ّيقَ ، ٍ بهيئ ِة ٍ ذهب يف �ص َّر ِة بخيل. ُرع ُب َك دينار ٍ الغد و� َ أنت ،عب ُد ِ أم�س ن�سا ُء ال ِ َّ كاف ُر اللحظ ِة َ لتفر�ش بهم لي َل َك .وجت ُّر واحد أ�شباح َك واحد ًا َ بعد ٍ يا من ت�ستدعي � َ أم�س َك .قدمي ٌة ُندُو ُب َك و�ساخن ٌة. َغ َد َك بو�سوا�س � ِ ِ 1 24
ُ زال ي�شر ُب َك على عجال ٍة ُ الطفل ال َ منذ ع�شرينَ �أو �أق ّل، فكابو�س َك ُ ي�شر ُب َك ثم ُيعيد َُك �إىل الك� ِأ�س نف�سها وهو َي�ضحك. ليفتح وخيبت َُك ع ُ ني �أعمى َ�ص َّد َق ِب ِ وعد ظلم ٍة �أ�س َّرت ُه بفرا ِرها ف�أَ ِمنَ ، عي َن ُه على ظلم ٍة. طفل يلهو بط ٍني لن ي�صري متثا ًال مهما َد َعك ُه ومت َّنى. كخيب ِة ٍ قدمي ٌة ُندُو ُب َك و�ساخن ٌة. أنت ،ق َّفا ُء �آثا ِر الغائبني و� َ الراحلون �إىل الهناك قوادم � َ أيامك ال فـيء فـي ِ فال تهد ْر منَ الهنا الكثري و َت َو َّق. �أما رع ُب َك فحيا ُت َك. حزن لن يفرتقا حتى يعربا املم َّر الأخ َري. تو�أما ٍ بيوت مت�شابه ٍة، و�أ ّما � َ أمام ٍ أنت فحري ُة ٍ طفل � َ ُ الياب�س والأخ�ضر يحرتق فيها �شجر ٌة ك�سالن ٌة ُ وتعبثُ الريح بثقوبها دون معنى. ُ
153
م�شقّ ة �أن تعرف �إىل زحل
البارحة خرجت من ج�سدي �سامل ًا ،ر�أيت ُِك ترك�ض َني برداءٍ �أ�سو َد ودمع ٍة حينما ُ �أخرية .كانَ ُ خلفك تنبح. الليل وقتَها على �أ ِّمت �سوا ِده والريح ِ ُ كنت ُتهدرين نبيل يبد�أِ ، جرح ٍ البارحة عند اكتمال الأ�سى .على حا ّفة ٍ َ الليل دمع ًة بعد دمعةُ .تبالغ َني َ�س َرت �أَ َّن ِت ِك حيث الأن ُني خا ٌ أ�صبع مت يف � ٍ مبتورة. بال�سهاد: ُ وكنت بي َن ِك ⁄حو َل ِك� ⁄أثنا َء ِك �أُ ِ �سندك ُّ �أ ٌمل كهذا جدي ٌر بتلك الدموع. َ ومن �أجل �أن َّ تركت ال�شبابيك مفتوح ًة .و�أَ َنرتُ أ�شباح الوح�ش ِة ُ تن�سل � ُ امل�صابيح. وا�ضح املعنىُ ، يطول مع بت وجهي على ابت�سام ٍة ُمقنعة ،و�ص ٍرب د َّر ُ ِ الليل. الليل الأخري. ِ ألتك: �س� ِ ونزفت عمر ًا مب�سرّا ِت ِه أ�سلمت ظه َر ِك ل�س ّك ٍني �صدئة بيد الريح، ِ كيف � ِ 26 1
زفر ًة زفرة. القلب كت ّفاحة أقوا�س ِك املل ّونة برما ِد االنتظار؟ كيف � ِ ِ و�شطرت َ أبدلت � َ زاملت الثواين الأخرية كيف ِ ب� ِّأي مباال ٍة در� ِأت مرارتها، اختناق كان؟ و� َّأي ٍ ألتك: �س� ِ الزفرات ال�صغري ِة املحرقة، عن ِ عن الدمو ِع التي ال ُترى، واملناديل التي ت�سحبينها �سر ًّا ُ املطعون ثوبك ِ وتخفينها �سر ًّا بني ط ّيات ِ ِ بالوح�شة. ابت�سامات زائف ٍة ُ فجر ي�أتي بالفاجع ِة عن ٍ تربق وتختفي ،بانتظا ِر ٍ نا�صع ًة وخاطفة. عن م�ش َّق ِة �أن تعريف ،وال ُ �سواك �أحد. يعرف ِ يك التماع ٌة. عن اجلمرات ،تقب�ضني عليها ومل ُء عي َن ِ ... ألتك كث ً ريا ،لكنك مل تجُ يبي. �س� ِ ... هكذا، �ساع ًة بعد �ساعة، كغ�صن ين�سحقُ مب�سام َري وا�صد ٍة. الليل �ساهم ًة � ِ أنفقت �سوا َد ِ ٍ 173
... ... عند الفجر، كان ُجرحي ُيجيد �أَلمَ َه. وغد ًا طريق املطار. لن ِ النا�س �إال �أخت ًا تَن�ش ُر �أختَها على ِ يراك ُ لكني �س�أرى جناحي ِه واهن ًا، �شبح ًا يج ُّر َ تر�سم خيط ًا يلم ُع بني �أ�ضالعه والرتاب. دم ُ بينما قطراتُ ٍ
218
تهذيب الأمل لي�س من �أجلي � ُ يتك�س ُر �صباح ٍ ب�صوت َّ أنه�ض ك َّل ٍ وحلم ي�صد�أُ. ٍ لي�س من �أجلي � ُ يوم الأر�صف َة ذاتها. أجول ك َّل ٍ برعب يومي. �ضاحك ًا من كتاب ِة ذكرى ،م� ِّؤج ًال غدي ِ خمل�ص لل�سهو متو ِّث ٌب للن�سيان. ٌ خماذل العي�ش �أ�سهو عن ِ عن الأ�صدقا ِء وهم يكذبون عن ج َّث ٍة -هي احلقيق ُة -تبل ُغها فتموتُ بني َيد َ يك اكرتاث �أحد عن ِرعد ٍة جتيء وتن�س ُّل دونَ ِ عن ٍّ آجال ورق ّية زائف ظل ٍ ٍ و�شعوب ب� ٍ عن اخليانات أطفال ميوتونَ َ قبل �أن ُيدركوا الرمق عن � ٍ وعن �شتل ِة ّ اط متوتُ يف الزاوي ِة رغم ًا ع ّني املط ِ ... لي�س من �أجلي � ُ أر�صف �أيامي لأن�ساها 193
بعد م ّرة لأ�ستقبل �أيام ًا قدمي ًة ،كي �أن�ساها م ّر ًة َ طفل �أنا الذي �أُريق عمري باحث ًا عن ع ٍني نظيف ٍة ٍ وقلب ٍ أج�ساد من ال�ضوء ومالئك ٍة ممكنني عن � ٍ الفتات ورفق ٍة ال ي�ضعون �أقنع ًة. جدران بال عن ٍ ٍ من �أجلهم، ال�ساهون عن احليا ِة باحليا ِة ناكثو العهود ،خ َّبازو الأفئدة أنه�ض َّ � ُ وحلم ي�صد�أ �صباح ٍ ب�صوت َّ كل ٍ يتك�سر ٍ وا�ضع ًا رهاين كي �أخ�س َره الروح وه�شا�ش ِة ال�شكوى �أ�ضع ُه و� ُ أعلم بت�صدِّ ِع ِ باللذات التي خ�سرناها وتلك التي تنتظر ِ أرباحنا املختنق ِة ،ب�أ�صاب ِع القدر ب� ِ ... لي�س من �أجلهم وال من �أجلي أجل�س َّ كل م�ساء � ُ دموعهم وخذالناتهم املُ َّر َة ال ُتعري �أف ِّكر كيف �أنَّ �أحزانَ الآخرينَ ، اكرتاث ًا لأحد. تر ُق ُد من�سي ًة و ُمهمل ًة ،ك�إطا ٍر على الطريق ال�سريع. 220
َ خلوتك الدافئة... ح ّتى جت َد لن يه َّم َك... �ستم�شي يف ال�شار ِع ِّ وقت الغروب املكتظ َ وحتتدم باحل�شو ِد املربكة ُ الوجو ِه العجول ِة والوجو ِه احلائرة �ستن�سى � َ �سيت أنك ُن َ َ دموعك قلي ًال، وتو ِّفر جتد خلوت ََك الدافئة قلي ًال حتى َ ُ �ستقول :ملاذا؟ أ�سباب التي ُ جتعل ال�سكاك َني ت ُ َخرق �صدرك ت�س� ُأل عن ال ِ وتحَ ُّز ر� َأ�س ال�صرب ... ... لن يه َّم َك... تبكي قلي ًال الآن، �أن َ فقد ه َّد امل�سا ُء انتظا َرك وخلوت ََك ال�سراب. 213
ال يه ُّم َك... َ الهاتف املحمول تفتح �أن َ َّ كل هنيهة روح َك الهائمة ،وتكتم. ثقب ِ تطال ُع َ ال يه ُّم َك... يراك ف�ضو ٌّ �أن َ يل عابر، �أن ي�ضحك. بعلب الكوال الفارغة، �أو �أن تع َرث ِ تع َرث بال�صوت. الآن... بعد البكا ِء القليل ،الف�ضو ّ يل العابر بعد ن�سيا ِن َكَ ، والعرثات ال�صغرية. ِ من�سي �أو حا�ضر؟ هل يه ُّم َك �أن تَعرف �أنك ٌّ هل يه ُّم َك �أن ُت َ درك فداح َة �أن تبكي، تدرك امل�ساف َة بني ا ُ َ حللم واليقظة، ُت َ درك اخل�سارة.
222
الوقت ثقي ًال �أو �سريع ًا �سيم ُّر ُ ُ و�ستعرف � َ وحد َك� ،صديقُ االنتظا ِر امل ِّر. أنكَ ،
233
الوحيد بغرفته الوا�سعة لي ٌل هانئ مي ُّر على الوحيد، بغرفت ِه ال�شتوي ِة العري�ضة مو�سيقى هادئ ٌة تن�ش ُر هوا ًء َ�أخ�ض َر يف الهواء، ومدف�أ ٌة يف الزاوية... ... ... لي ٌل ٌ هانئ مي ُّر ُيعدِّ ُد الوحي ُد خطايا ُه ،ين�ساها احلديث مع �صديقة. يتذ َّك ُر دف َء ِ مواعيد دوائ ِه ين�سى َ يتذ َّكر �ساع َت ُه العاطلة لن َ الوقت به يطول ُ دوي طائرة. قبل �أن ميخ َر ال�سما َء ُّ 24 2
قنوات الأخبار ين�سى ِ يتذ َّكر فيلم ًا عاطفي ًا خفيف ًا يفتح نافذتَه على ُ�س ُب ٍل تتهتَّك ُ يتذ َّكر قطا َر الطفول ِة اخلاطف ،ين�سى �إخفا َقه يف احلب َ رجال الدِّ ين يتذ ّكر مواعظ ِ ين�سى �أنه مل ُي َ�ص ِّل يتذ ّكر م�ش ّردينَ على ر�صيف ،عرا ًة ومتّ�سخني الن�صفي ين�سى �صدا َع ُ�أ ِّم ِه ّ . . . الوحي ُد مبالب�س ِه القطن ّية الوا�سعة ال يتذ ّكر وال ين�سى َ ُ الفرا�ش اخل�ضل يلتحف ينام بال �أحالم. ُ 253
ُمث َق ٌ ل بالغائبني املدن التي مل �أ َرها ُ أمد منذ � ٍ يف ِ كليل مغ ٍّرب ِ املدن املوح�ش ِة ٍ امل�ؤمل ِة ،كجمر ٍة يف ِّ كف طفل الطفل يف داخلي ال �أرى وال �أ�سمع �إال �صوت ِ ناق�ص امل�سرّاتَ ، كامل اخل�سارة. َ الطفل الذي َن�سي كيف يبكي ِ وال َ فرق يف بكائه لدى الآخرين. ندوب املم َّرات لن �أتل َّم َ�س َ املم َّرات الدافئة التي جمعتني حد �سواء؛ أحب ومن �أكر ُه على ٍّ مبن � ُّ الندوب التي �أخذها املا�ضي وطواها حتت � َ إبطيه. َ لن �أرى ال�شقرا َء عالي َة النظرة ،خفيف َة املرور لن �أرى �صوتَها اجلدران �شقو َقها الداكنة. ي�س ُّد على ِ
226
ال�صبي ُة الذين افرت�شوا طفولتي ِّ �أخذوا َّ الفرح يف قلبي� ،أقفلوه كل ِ مهارات ِ وتناهبوا املفتاح. �أ ّمهاتي الكثرياتُ ُف ِّرقنَ يف الأم�صار باعد ُ الرمل بينهنَّ والعتاب ُي ِ الغياب ب�صورهنَّ يف ر�أ�سي ويحتف ُل ُ النحاتُ على وجوههنَّ �سح َر ُه قد �ألقى ّ ف�شحبت �شعو ُرهنّ ْ وعاثت بغ�ضارتِهنَّ الأيام. ْ الطف ُل الذي يف داخلي ترك ُتهُ� ،آخ َر م َّر ٍةُ ، يرك�ض على ٍّتل بيوت الآمنني باهلل يف�ص ُل دجل َة عن ِ �شم�س �صافي ُة ال�ضوء بينما ٌ ات َع َر ٍق كامل َة املعنى ُتر ِّبي على جبين ِه ح َّب ِ ... ال زال يرك�ض احللم �أخ�ض َر. وال زال ُ 273
جوائز اخلذالن I
مزارات م�ض َّرج ٍة بالندى، من �أجل ٍ ُي�ش ِعلونَ قاما ِتهم. أح�ضان ت�شتهي الفجيعة ك� ٍ َ ك�سنابل ُتراودها �شهو ُة االحرتاق ... يتنا�س ُل يف جوفنا َع َفنُ غرب ٍة مو َك َل ٍة ُمبداور ِة �أباطيلنا ال�شاهق ِة وهي كمدين دينء تلوح ب�أيامنا ُ ٍ جروحنا بب�ساطريها املاحلة يخ�ض ُّر بدروبنا َو َج ُع ال ِ جت�س َ أمنيات �إذ ُّ لدفاترنا �سخري ُة البيا�ض جرم ال�سذاجة لقلوبنا ُ لأحذيتنا وفا ُء الثقوب! أر�سم على جدرانهم، � ُ ُ حترتق نخل ًة و�صياح بنادق مل َّثمة املزجنرات وحتّى �أتّقي هُ زْ َء ِ َ �أ�ص ُّم �أذين بجمر ٍة �سافرة. 228
... غائ ٌم وج ُه املاء للالفتات ال�سود ِ تاري ٌخ � ِآه ٌل بال�صمت وللتوابيت ٌ عط�ش ِ كتفي غبا ٌر على َّ ت�سفو ُه ري ٌح فقدت ذاكرتَها النخل اعرتا َف ُه وهي تل ُّم من ِ II
�سنواتُ الأ�سى ُ ترك�ض يف عروقنا على جلودنا حفائ ُر الغرباء ،يجتهدون لين�سوها ونعي�ش لنن�سى. على النوافذ دمو ٌع نبيلة وانتظاراتٌ ُم َّرة. ذاكر ٌة تثقبها �صو ُر الراحلني �ضفاف خيب ٍة �آ�سنة. تتم َّر ُغ على ِ 293
�أولئك... م�س َّرا ُت ُهم م� َّؤجل ٌة وجاحدة حدائ ُق ُهم خرب ٌة وما�ؤها حام�ض كليل �أخري عيونُ �أطفا ِلهم مطف�أ ٌة ٍ ك َّل ليل ٍة يعوون يف �صدري �سيت �أن تهد�أ كعا�صف ٍة َن ْ باب الأ�ساطري �صرعى على ِ ... لأحالمهم جوائ ُز اخلذالن
230
وهي تتح ّول �إىل مالك �إىل عبري
كما حت ُّل ال َع َت َم ُة فج�أ ًة َ هبط مط ُر �آذار ... يف اخلارج احلديق ُة ت�سه ُر ب�أ�شجا ِر ت ٍني راجفة. هل � ُ أجعل �أ�صابعي يف �أُذين، كي ال �أ�سم َع نحي َبها؟ َ كيف م َّرت البارحة؟ مباذا ف َّكر ُ رجال املارينز قبل �أن يقتحموا عليها الدار للرب؟ ماذا �سيقولون ِّ ... الباب موارب ًا؟ يكن ُ �أمل ِ
313
أخت منتظر ٍة ،و� ٍأب يتعثرَّ الرعب وماذا عن �أن ِني � ٍ ُ على ل�سانه وميوت؟ ماذا عن �سعال � ٍّأم َ النعا�س من ر�أ�سها �سقط ُ وظ َّل واقف ًا على الباب؟ يك الطفل َت ِني �إىل اخللف ماذا عن �أيديهم القوي ِة وهي تُوثقُ َيد ِ ليفعلوا ما يفعلون؟ ال�صبي ِة يف الغرف ِة املجاورة ماذا عن ِّ مك َّورينَ عند الزاوية؟ ماذا عن الـGC؟ بارد ٌة و�سريع ٌة �أكرث مما ينبغي. كم ع�صفور ًا �أطاحت به من ر�ؤو�سهم املغم�ضة كم من الأحالم؟ َ البيت وكيف َ�س َر ْت نريا ٌن كثيف ٌة ب�أ�ضال ِع ِ وتن َّف َ�س الفج ُر دخان ًا ثقي ًال يت�صاع ُد ببطءٍ من جلودكم؟ ...
232
طقو�س العط�شى لده�شتك �أن تبز َغ �أت�سمح َني ِ النوافذ امل� َّؤجلة؟ من ِ ... أ�صباح ويف � ِّأي � ٍ ُن�ص ّلي لها -تخرجني؟ فلم يزل جماني ُن ِك يقبلونَ �أجفا َنهم بال�صالة �شاطئ ا ُ َ بعدما �أودعوا حللم ِ قارور ًة حبلى بورق االعرتاف ِ ... دت �أحدا ُقهم جت َّم ْ وهم َير ُقبونَ َ�شتاتَها يف املدى ... 33 3
I
عنق الزجاجة ِ يف ِ دموعهم حت�شرج ُ ُ II
تن�ساهُ م مواعيد ُِك ُتهم ُل ُه ُم ُّ ال�شرفات كم نق�شوا � َ أر�ض ِك بعط�ش االنتظار؟ ِ III
غزي ٌر �سكو ُت ِك بينهم ... الواهبونَ العمر ،زهر َة الوجود خال�ص َة ِ م�صابيح ا ُ ُي�شعلون حللم ِ َ يتد َّف�ؤون بالن�سيان مبائك ُيب ِّللونَ �أ�صواتَهم ِ 234
فهل تذكرينَ �أ�سماءهم �أيتها الالئذ ُة بالهروب؟
353
ده�شتي كلُّها تعتمرينَ ق َّبع َة الفرح ال�شم�س �أ�ساو َرها ت�أخذينَ من ِ وقف ال�سطو َر وال َ على با ِب ِك� ،أُ ُ أزاميل َخ ِ�ض ٌل قل ُب ِك ،يا �س ِّيد َة النهارات لك... ِ لقوادم الأيام ِ ِ �أُ�شر ُع نافذ َة االنتظار. ... لأين غائ ٌر ب�سحن ِة اخلجل �صحت ب�أملي :ال تنك�سر، ُ �أجل�س ُت ُه على د َّك ِة املخذولني وقلت له :انتظ ْر، ُ ُّ فواخت الأفراح �ستحط على ُ�شرفا ِتنا ُ ... 236
عندك ده�شتي ك َّلها �س�أد ُع ِ و�أم�ضي... جلمالك ا�سم ًا خمرتع ًا ِ ِ لوقوفك جبال ً �أُع ِّلل ُه مباء لي�س من املع�صرات و� ِّ أ�سط ُرك ُحلم ًاُ ،حلم ًا أيام وال الليايل ال ُتخيفني ال ُ أنك �آخ ُر ِك َ�س ِر ال�صرب و�أراهنُ على � ِ أنك �ست�أتني. و� ِ مّربا �ست�أتني.
373
فظلَّت املر�آةُ باردةً الغروب هنا كاجلمر هو ُ ِ منت�صف الطريق وقفت يف ُ ِ على �صدري بقايا زف ِري ِك قبل �أن ُتعرييني للأ�سى ويف يدي يك ،حنني. لبقايا َيد ِ ... طوي ٌل هو الليل �صورتك املب َّللة بف�ضّ تي مع ِ عيناي م َّر ًة ثاني ًة ها قد خانتني َ فظ َّلت املر�آ ُة بارد ًة لن �أُ َ أنت غائبة طيل �شكواي و� ِ عيناك الآن اقتن�صت فربا ِ ْ مّ حلم ًا � َ ومنت. أزرق ِ
28 3
�صورة فوتوغراف قارنت بينكما ذاتَ غربة؟ طت الندى حني ُ هل و َّر ُ بغريك ُ يلوذ َف ُ ربية؟ وهل ِ را�ش ال ّ وحيد ًة �أم�ضت ليلتَها �شجر ُة الآ�س و�أ�ص�ص الدفلى. مل ترتكي �شيئ ًا لع�صاف ِري ُّ ال�شرف ِة ال�صيفية. وكما ال �أ�شتهي ُي�شاركني فطوري الأ�سى. �أُت ِّو ُج ِك باحلنني فتت ِّوجينني بالغياب. أفتح قمي�صي ،ع َّل ُه يهرب � ُ الرنج�س الذي تزرعي َنه على �صدري ُ وحتّى �أُغيظ ا�شتياقي أبتدئ نهاري �إالّ ال � ُ ب�صورك الفوتغراف ِ 393
�أتذ َّك ُر الآن أنت ترقب َني ت� ُّأخري ك َّل م�ساء نظرا ِت ِك املرتبك ِة و� ِ يك ،م�ض َّرج َت ِني بالندى َيد ِ أنت حتتفني بي. يك الناع�س َت ِني و� ِ التماع َة عي َن ِ ألتك حينها: كم �س� ِ مبكانك؟ من و�شى للع�صاف ِري ِ قزح لريمتي �شريط ًا بني خ�صالتك؟ من ه َّر َب َ قو�س ٍ ومن �أين جاءت ك ُّل هذه الفرا�شات؟
240
ال�شم�س �أحمرَ �شفاهك... �إذ تعك�س ُ َ املروج فيما يذيعون عن ِف َر ٍق تتناح ُر وبيارق تهت ُّز ٍ بوعود مفزعة .تبدو ُ ممت ّدة كا َملدى ،وتبدين زاهر ًة هذا النهار. الق�صبات النحيف ِة ،اخلجول ِة لكن الط ّيبة. ل َن ْع ُد خلف �سعاداتنا ،بني ِ ال ب َّد لل�سما ِء �أن َ ألوان تفر�ش غيوم ًا حانية ،ومت َّد يد ًا ودود ًة ت�ضحك ب� ٍ جر ح َّد الإعياءَّ ، قلب ال�شجر ِة العجو ِز �أعلى ونخط ذكرى يف ِ �سبعة .ل َن ِ الت ّلة. ترق�ص يف ُترى كم من الع�صافري على �أ�صابعها الطويلة؟ وكم منها ُ النهر الذي عي َن ِ يك؟ �سنغم ُر قم�صا َننا بالع�شب ،نتي ُه عن الوقت ،عن ِ يف�ص ُل احتا َدنا ،جوهرة تلتمع يف تيه العدم. تنق�ضي ال�ساعاتُ �إال ونحن �ست�صافح الن�سماتُ جديلت َِك العابث َة ولن ُ َ واخلراف الط ّيبة. احلطبات منهكون بني ِ ِ ارك�ضي و�أنا خل َف ِك ،وحاذري �أن �أُ َ م�سك بك. ... لنذهب جه َة ال�شاطئ ،نح�ضن زرقتَه ب�أحداقنا ،نكرتي زورق ًا ينتهي ْ أمواج ت�صخب� .سنحيا كما ن�شاء اليوم. بقل َبينا املرجت َفني ل ٍ كيف ُ أهم�سُ ... ،تن�صتني. يقال احلب؟ � ُ كم َ منك ف َّـي؟ تهم�سني� ... ،أُن�صت. 413
إدمانك القهوة. �ستك ّلمينني عن � أقراطك الطويلة ،عن ال ِأب ال�صارم ،و� ِ ِ لروحك نهار ًا هانئ ًا، أطلب ِ �س� ُ نهار ًا دون َ ووعود. بيارق ٍ �س ُيجافينا ُ يك امللتب�س َت ِني كالفجر. امللل .ولن �أ�س� َأل عن َيد ِ
22 4
كما تدخل �شارعا ً باخلط�أ لي�ست يل هذه املكتنز ُة بامل�س َّر ِة �شفيف ُة الب�سم ِة حمتال ُة اللفتات لي�ست يل �إذ ًا، هذه ال�ضحك ُة َ الباب خلف ِ هم�س العناق ُ وغواي ُة اخلدر ... .... أفتح النافذة ح�سن ًا ل ِ ٌ خفيف يهبط فثم َة مط ٌر ثمة ري ٌح ت�سفو بقايا العابرين ... 433
ثمة يو ٌم جديد
4 24
ر�سالة �ست�ض ُّ ل عنوان َها �أي�ضاً... 1
علي فج�أة� ،أتذ َّك ُر وج َهها املتبت َّل �أتذ َّكر الآنَ بلحظ ٍة �شارد ٍة ْ هبطت َّ الدائم يف �إيفا ِء العهود، ورائح َة عنا ِقنا الأخري� ،ص َربها على ت� ُّأخري ِ ت�صب احليا َة مر َّكز ًة يف فمي ،بعد �أن ت�ص ِّفيها �شيئ ًا ف�شيئ ًا تلك التي ُّ املرتع�ش بحريته .را�سم ًة -مهما حدث -ابت�سام َة قدِّ ي�س. ع َرب قل ِبها ِ 2
�أتذ َّكر �أين �س�ألتُها م ّرة� ،إن ك ّنا �سن�صل! كان ال�س� ُؤال يتي ُه مرتبك ًا بني لفحات هواءٍ رطب يب ِّل ُل � َ أر�ض الغرف ِة واجلدرانَ ال�سميكة ،كان ال�س�ؤال ِ طفل ورائح ِة مالك، ثقي ًال بامل ّرة ،وكانت تتجاهله مبا لها من عي َني ٍ كانت الأ�شيا ُء ب�ستائر النافذ ِة م�شغول ًة أثاث القدميِ . وترتيب قط ِع ال ِ ِ ِ كوب حو َلنا تتماوج بني ح�ضو ٍر وغياب .رزم ُة الكتب� ،أ�شرط ُة الدواءُ ، ُ متنح الأ�شيا َء القهو ِة ُ البائت وب�ض ُع � ٍ أوراق نقدية تالفةَ . وحدها كانت ُ لو َنها ومعناها العتيق .و ُتبدِّ د عبثَ الوقت وباله ِته. ِ رغم ذلك ،مل َن َ حظ ب�إجابة قط.
453
3
وكورق ٍة خ�ضرا َء يف حديق ٍة ،قريب ٍة ،وبعيد ٍة ك�سحابة. ازدحمت بالآخرين. �صرتُ جمذاف ًا ك ّلما �صارت زورق ًا ،و�شارع ًا ك ّلما ْ ولي�س ك�أ ّية امر�أة ،كانت تجُ يد القول: عذاب الروح. الأمني ُةُ ...يح ِ�سن النطق. أخر�س وال ُ الأ ُمل � ُمالك ُي�صار ُع جحي َمه اخلا�صّ ة، كنت �أُد ِّون ما تهم�س ،...تدوينَ ُ ٍ ُ كنت �أرق ُبها تنو ُء بجرحها القدميُ ، خمفي ًة -ما مثق ًال بذنوب غفل ِتهُ ، ِ ا�ستطاعت -ح َّب ٍات من دمعها الأ�سودُ ، ينزل �سريع ًا ،فتخذ ُلها املناديل. مل �أخربها �أنها امل ّرة الأخرية التي �سرتاين فيها ،ما جت ّر�أتُ �أن �أطع َنها برحيلي �إال و�أنا حمتد ٌم فيه. 4
تركت عند بريدها االلكرتوين ر�سال ًة �أخرية: ُ «لك �أن تعي�شي كما ترغبني ِ ... ويل �أن �أحلم» كانت ر�سال ًة �ضائعة ،مثل التي �أكتبها الآن.
246
�أوزار املعنى وحدهم الآخرونَ ، من يجعلوننا نكرب هم �أي�ض ًا ،ب�إمكانهم �أن يدعونا �صغار ًا �إىل الأبد.
3 47
افرتا�ضات . يرت�س ُب ه ّمي َّ �ضباب ًا �أ�سو َد فيق ُّل يف رئتيُ ، بيا�ض الفرحة .. املط ُر يبكي... دم ال�ضحايا يغ�س ُل َ العالقَ يف هوائنا؟ ... اجلدار، ثقب فيه ال َ وال � َ ثقب يظهر! أمل ...يف ٍ ....
248
الفرح ج�س ٌد ُ واحلزنُ ...رو ٌح ..... الغيمة، كم ِّ تعذبني �إذ متن ُع عني زرق َة ال�سماء ...... النه ُر دمع ٌة جتري على خدِّ الأر�ض ........ احلرب ،اخلذالن... ، الفقدُ ،الأ ُمل، ُ الأ�شيا ُء ،موجود ٌة بقدر افرتا�ضنا لها
49 3
فاختات تطرد ُ النح�س بال ي� ٍأ�س ُت ِّ خطط الفاختاتُ ال�سما َء الكئيب َة ومت�ضي، الريح �أ�سرا َرها ُ متنح َ ُ وترتك َ الري�ش للنوافذ وللفجر هدي َلها املت�صل ِ من دون �أن تدري لل�صبي ذاكر ًة ت�صن ُع ِّ أع�شا�ش دف َئها لل ِ للبهج ِة� ...أن تكون. أ�سراب املتناثرة هذه ال ُ على ُ�ش َر ِف ال�صبايا النواع�س نوافذ امل�سعول َني على ِ أبواب الأوليا ِء و� ِ املذهب ِة العالية باب َّ وال ِق ِ أحالمنا امل�شروخة باخليبة مل تزل ُترتِّقُ � َ 250
وكما يرج ُع � ٌأب يف م�سائ ِه خائب ًا أحالمهم ب�أخطاء مبتورة كما يغاف ُل ِ�صبي ٌة � َ تغيب الفواخت يف العا�صفة ُ ت�شحب �أيا ُمنا �صبي ًة كادحني وعندما ُ ُ الزقاق بخف ِقها نعا�س ِ تفرك َ ُتبا ِر ُك الفج َر لهم والطعام. لها و ُّدنا نق�ص ُه دم ُع الراحل َني دون �سبب. ال ُي ُ
513
الروي�شد
(*)
يوم م�ضى؟ �أيكونُ النه ُر � َ أقرب من � ِّأي ٍ وتكونُ يل برود ُت ُه كلُّها أمنح ُه الرجف َة. و� ُ النه ُر الب ّني ُّ لمل اخل�شن أقدام الن�سو ِة املعت َّم ِ ات با َمل ِ ي�شف عند � ِ ُ حمارات هادئ َة اللون للجرف يرتك ٍ ِ أكدا�س ط ٍني ح ّري ّ يجف و� َ وبينما الزي ُز ي�شكو ويعتا�ش �شقوق امل�شاحيف. تغفو الطحالب اخلجول ُة بني ِ ُ ... ... خ�ضرا ُء خ�ضراء عيونُ الروي�شديات وطويل ٌة هي النهاراتُ هنا
252
لكال ِبهم ما�ؤها وما يكفيها من النباح وللط ِني ال�سياد ُة واخللو ُد الف ّال ُح ِّ املدخنُ يرمقُ �صغا َر ُه بالر�ضا �أولئك، �أخالء الطني ب�شعورهم ال�شقراء امل�ش َّعثة ِ وجلو ِدهم العارية. ... طويل ٌة النهارات خ�ضرا ُء عيونُ املا ّرة.
(*) الروي�شد :قرية تقع على �ضفاف دجلة يف ق�ضاء علي الغربي. 533
َفرَ ٌ ا�ش ي�أتي ُ �سنوقظهم باللم�سات الندي ِة ِ ب�صوت ُتب ِّلله الرحمة ٍ ووجه تغا ُر منه املالئكة. ٍ �سن�شرتي لهم احللوى والكث َري من اللُّ َع ِب املده�شة. لن ي�ضط ّروا �إىل انتظار العيد كي يركبوا الهوا َء وي�صافحوا املدى ب�أراجيحهم و�ست�سع ُد بهم غرفتُنا الوحيدة وم�صباحها اخلافت. ُ �سنمنحهم �سهر ما �شا�ؤوا من ٍ ُ وما �شا�ؤوا من اخ�ضرا ِر ال�سنني. و�سائدهم الآ�س د�س يف ِ َ�س َن ُّ ا�ش املت َّوج كي يكربوا كال َف َر ِ َ معاطف لأكتافهم �سوى القبالت ال وال �أ�س َّر َة غري �أح�ضاننا املُجهدة
254
ُ �شمائل اجلنوب �ستكون لهم رائح ُة الطيب، وثوب العافية ُ كراري�سهم باليا�سمني �سيمل�ؤون َ هات بنادق ال مداف َع وال ف ّو ِ لن تط�أهم الفجيعة �شم�س اخل�سارات مت�سهم ُ ولن َّ لهم �أ�سما�ؤنا ولنا منهم ،معنى �أن نكون �آه كم �أح ّبهم، �أطفالنا الذين �سي�أتون...
553
كالكيت هكذا ،ومثل كل م ّرة، � ُّ أخط َك �صليب ًا �أُع ِّلقُ ب�أكتافه �أيامي امل�شنوقة.
5 26
ني ما يرتكه املارّةُ ،م�رسع َ �أت�أ َّمل �أ ّمي ت�صن ُع خبزَ ها بت ُّنو ِر فزعنا. �أت�أ َّمل �أبيُ ،ي�س ِن ُد بيتَنا لئال ي�شيخ. �أت�أ َّمل ابنتي تثقلني وترف ُع ع ّني ال�سقف �ساكن ًة منذ البارحة �أت�أ َّمل مروح َة ِ �أت�أ َّمل يومي وهو مي ّر �أت�أ َّمل اخلديع َة واخليان َة واخل�سارة �أت�أ َّمل ال�ساع َة قا�سي ًة ،ال تنتظر. �أت�أ َّمل نف�سي و�أنا �أت�أ َّمل.
573
�أمنية املوت، متنيت ،و�أنا �أُ�س ّلم نف�سي كل ليلة �إىل كم ُ مترين ِ ِ َ أ�ستيقظ ثانية. �أال �
5 28
�أوان تغ�ضب �أو تكتئب ال مت َّل �أو ْ وقت حتى لذلك، ال َ وانظ ْر �إىل ِّ كل ما ُيل َم�س حولك ،تَ�ش َّر ْب فيه ج ّيد ًا َ قبل �أن يتال�شى َ حم�ض ذكرى. قبل �أن يتح ّو َل/ تتحول �إىل ِ
593
الباكي الوحيد
البح ُر ،ما جا َء ِّ النابت يف الهواء اجلمر بكل ِ ِ أبواب للأحيا ِء واملوتى يفتح ال َ ومل ِ ر�صيف ال�ضو ِء ببطء ليم ّروا �إىل ِ
خطرت على با ِلك قبل هذا اليوم احلتوف التي ك ُّل ْ ِ كانت َ حم�ض ُلعبة ال ليل �س ُيفزعك �أكرث بعد الآن وال نهارات تهدِّ ئ من روعك ال �سالمل تو�صلك �أعلى مما و�صلت وال �شيطان �سي�ش ُّد َك �إىل قلب االر�ض أيقنت � َ أنك خا�س ُرنا الأك ُرث ربح ًا � ُ و�ضائ ُعنا الأ�ش ُّد و�صو ًال و�أ�س ُرينا الأن�ص ُع ح ّري ًة أيقنت � ُ �أن حيوانا ِت َك �أليفة جياع َك عبا ٌد ف�شل ٌة �أن َ 260
و�أنك الباكي الوحيد الباب على �أحياء وموتى تناهبهم اجلمرات. كلما � ُ أغلقت َ
61 3
املحتويات ك�أن ال ليل قبله خيار خا�سر و�سوا�س م�ش ّقة �أن تعرف تهذيب الأمل َ خلوتك الدافئة حتى جتد الوحيد بغرفته الوا�سعة ُم ثقل بالغائبني جوائز اخلذالن وهي تتح ّول �إىل مالك طقو�س العط�شى ده�شتي ك ّلها فظ ّلت املر�آ ُة بارد ًة �صورة فوتوغراف �إذ تعك�س ال�شم�س �أحم َر �شفاهك كما تدخل �شارع ًا باخلط�أ ر�سالة �ست�ض ّل عنوانها �أي�ض ًا �أوزار املعنى افرتا�ضات
7 11 14 16 19 21 24 26 28 31 33 36 38 39 41 43 45 47 48 262
فاختات تطر ُد النح�س الروي�شد َف َر ٌ ا�ش ي�أتي كالكيت ما يرتكه املا ّر ُة ،م�سرع َني �أمنية �أوان الباكي الوحيد
3 63
50 52 54 56 57 58 59 60
2