الكتاب األول
كل هذا باعتبار ما يعنونه بلفظة قياس دون االعتناء بالفعل "قاس" و تجد لفظة "قياس" في علوم وفنون أخرى بمعنى آخر -كالقياس العلمي والمنطقي أن القياس العلمي له أهمية عندنا فنحن نقيس الشيء بأثره نوعا وكما نأتي بمتأثر يزداد تأثره بمقدار تأثره فيزداده أثره فينا أو في ما يؤثر فينا نقيس حرارة الجو بارتفاع الزئبق وسرعة السيارة بمدى حركة المؤشر وقد نقيس تعب الناس بمقدار الشخير وقوة الماء بارتفاعه وكذلك اهتزاز الشجرة واحمرار الجمر ،به نستطيع قياس تقديريا أو بدقة قوة الريح ال أعد ما ذكرته عن القياس ردا عليه فإن لي عودة إليه في كتاب آخر وقد اكتفيت هنا بعرضه مع بعض التبيهات وأقول هذا خشية إن يقول واحد من مناصري القياس من يدعي أني لم أحسن نقل رأيهم فإنا – وهلل الحمد – أعلم كيف يلجأ البعض للتشغيب والتملص والتلبيس ولنا لقاء معه المدافعين عن كل ما أراه خطأ ،متاوليهم و معانديهم ،بحول هللا أما االستحسان فيكفينا القول :ما يحسن عند البعض يقبح عند آخرين ولن نفصل اما المصالح فنخشى أنها دنيوية صرفة والعرف وهو وغيره مع القياس واإلجماع سيكون له بإذن هللا موضع آخر كل أولئك بعض ما يستشهد به أو يستدل به المتكلم ولكن بعضا آخرين قد يستدلون أو يستشهدون باألمثال الشعبية أو الفصحى وهو ما سنأتيه
األمثال األمثال جمل خبرية وأحيانا إنشائية (اإلنشاء حسب التصنيف االصطالحي االكاديمي هو سؤال أو أمر ) والناس أثناء الحديث إذا أرادت اإلقناع أو إظهار استنكار تلجأ أحيانا إلى األمثال. ولربما لكل مثل قصة وربما هو بيت أو أقل ويمكن إدراج "الحكم" تحت األمثال
- 78 -