بحث تاريخ التربية الاسلامية

Page 1

‫عنوان البحث‬

‫إن بعض الظن ‪ ..‬أمث!‬

‫حفظه اهلل ورعاه‬ ‫األستاذ المشارك بقسم التربية بكلية الدعوة بالجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة‬

‫‪1‬‬


‫احلمد هلل وحده والصالة والسالم على من ال نيب بعده‪ ,‬وعلى آله وصحبه ومن تبعه وبعد‪:‬‬ ‫ال يسعين بعد اكتمال هذا البحث املعنون له بـ ـ (إن بعض الظن ‪ ..‬اثم! ) إال أن أمحد اهلل سبحانه وتعاىل وأشكره على‬ ‫عظيم نعمته‪ ,‬وجليل منته‪ ,‬وأسأله تعاىل أن يبارك لي فيها‪ ,‬وأن جيعلها عونًا لي على طاعته‪ ,‬وحمبته ومرضاته‪ ,‬وإنين ألشكر‬ ‫بعد شكر اهلل تعاىل أستاذي القدير سعادة الدكتور عيد حجيج الفائدي اجلهين األستاذ يف قسم الرتبية بكلية الدعوة‬ ‫وأصول الدين الذي مل يدخر وسعاً يف تقديم املادة بأسلوب شيق وعرض جيد ‪ ,‬ويوزع اهتمامه على مجيع زمالئي الدارسني ‪,‬‬ ‫ويعطي كل جليس نصيبه من الكالم واالحرتام والتقدير ‪ ,‬ويف اغلب أوقات احملاضرة يكون مبتسما مع الدارسني ‪ ,‬ولقد‬ ‫استفدت من خلقه وعلمه الكثري فكان ِن ْعمَ األستاذ و ِن ْعمَ املربي‪ ,‬ولقد كان ألرائه القيمة‪ ,‬ولرحابة صدره‪ ,‬وطيب معاملته‪,‬‬ ‫أكرب مُشَجِّع لي على إمتام هذا البحث‪ ,‬فله مين جزيل الشكر ومن اهلل املثوبة واألجر‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫فهرس المحتويات‬

‫الفصل االول‬

‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثالث عالج ظن السوء‬

‫‪3‬‬


‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬ ‫‪:‬‬ ‫إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده اهلل فال‬ ‫مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن محمد عبده ورسوله‬ ‫فهذا بحث موجز حول مسألة خطيررة‪ ،‬أال وهر إسرا ة ال رن وقرد شراعه هرذه المسرألة إلر حرد دبيرر جردا برين‬ ‫الناس ‪ ،‬فأصبح الحديث ف األعراض والحرمات والمعتقدات حديث يؤنس به ف المجالس والعياذ باهلل‬ ‫فالحرمات أصبحه عند الكثير أمرا هينا سهال‪ ،‬فكل من خطر ببالره خرا‪،‬ر‪ ،‬أو جالره بهلرده فكررة‪ ،‬أو رأ‪ ،‬لرة‪،‬‬ ‫أو وجد له مهالف‪ ،‬ظرن بره ال نرون الزا‪،‬فرة‪ ،‬كرم حكرم علر أساسرها أحكامرا جر ود با‪،‬لرة واهلل المسرتعان وهرذا‬ ‫األمر هو أهم األمور الت جعلتن أدتر فر هرذا المو روّ عر ول اهلل أن ينفعنر بره أوال ‪،‬وينفر بره مرن قررأه أو‬ ‫أ‪،‬ل عليه ؛ واهلل ول ذلك والقادر عليه‬ ‫أهمية البحث(الدراسة) ‪:‬‬ ‫‪-1‬تكمن ف تربية الفرد واالسرة والمجتم فيما نتناوله من اقسام ال ن ف صورة تطبيقية بالواق الذي نحياه‬ ‫‪-2‬تغير الواق والسلوك من سلوك غير سوي ال سلوك سوي ف التعامل م افراد المجتم‬ ‫أهداف الدراسة ‪:‬‬ ‫‪/1‬التعرف عل ن رة االسالم لمفهوم ال ن بأنواعه‬ ‫‪ /2‬ربط حياة المسلم بكل سكناته بمنهج مصدره دتاب اهلل وسنة نبيه ليحصل عل سعادة الدارين‬ ‫وقد سعه الدراسة إل اإلجابة عن األسئلة التالية ‪:‬‬ ‫‪ /1‬ما تعريف ال ن وحاالته وأقسامه ؟‬ ‫‪/2‬ماذا تعرف عن ظن ف‬

‫و القران الكريك والسنة المطهرة ؟‬

‫‪ /3‬ماه اكار ال ن عل الفرد والمجتم ؟‬ ‫‪ /4‬ماه ديفية عالج ظن السو‬ ‫منهج البحث ‪:‬‬ ‫اتهذت ف هذا البحث منهجا علميا استقرا‪ ،‬وصف تحليل لآليات القرآنية واألحاديث النبوية ومرا وقرف عليره علمرا‬ ‫السلف الصالح ‪.‬‬

‫وقد دانه خطت فيه عل النحو اآلت ‪:‬‬

‫‪4‬‬


‫اوال‪-‬التمهيد ‪ :‬ويشمل كالكة محاور‪:‬‬ ‫المبحث األول‪:‬تعريف ال ن‬ ‫المبحث الثان ‪:‬حاالت ال ن‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬أقسام ال ن ‪،‬والمراد منه ف البحث‬ ‫كانيا‪-‬المو وّ ‪:‬‬

‫إن بعض ال ن‬

‫أكم!‬

‫ويشمل كالث فصول ‪:‬‬ ‫الفصل األول‪:‬المبحث االول‪ /‬ظن السو ف‬ ‫المبحث الثان ‪ /‬ظن السو ف‬

‫القرآن الكريم‬

‫و‬

‫و السنة النبوية‬

‫المبحث الثالث ‪ /‬ظن السو و موقف السلف الصالح منه‬ ‫الفصل الثان ‪ :‬آكار ظن السو‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬عالج ظن السو ‪:‬المبحث االول‪ /‬إل الته من األمة‬ ‫المبحث الثان ‪/‬عالج المبتل‬ ‫وذلك فيما يتعلق بالمتهم نفسه أي المضنون بره‪ ،‬والشرك فر أن موقرف المضرنون بره ممرا أصرابه يعرين‬ ‫عل إ الته بشكل عام‪ ،‬وبشكل خاص أيضا‬ ‫قد يجعل المضنون به فيما لو دان‬

‫عيفا جزعا؛ يحيد عن الطريق‬

‫ الهاتمة ‪:‬نتا‪،‬ج البحث‬‫– المراج والمصادر‬

‫‪5‬‬


‫التمهيد‪:‬‬ ‫اوال‪ :‬تعريف ال ن‬ ‫تعريف ال ن ‪ :‬هو التردد الراجح بين ‪،‬رف اإلعتقاد الغير جا م (‪) 1‬‬ ‫وقال ابن من ور ‪ :‬هو شك ويقين إال أنه ليس بيقين عيانا‪ ،‬إنما هو يقين تدبر‪ ،‬فأما يقين العيان فال يقال فيه إال علم‬ ‫(‪) 2‬‬ ‫ال ِّنة ‪ :‬بالكسرة التهمة‬ ‫وال نن ‪ :‬المتهم الذي ت ن به التهمة‬ ‫وال َّنون‪ :‬الرجل السيئُ ال نِّ وقيل‪ :‬السيئ ال ن بكل أحد‬ ‫وأظنه‪ :‬أتهمه‬ ‫وال وت ن ‪ :‬إعمال ال ن وأصله ال وت َ ُننُ‬ ‫وأظننته‪ :‬عر ته للتهمة (‪) 3‬‬ ‫أما تعريف األصوليين‪:‬‬ ‫قال اآلمدي‪ :‬هو ترجح أحد االحتمالين ف النفس من اآلخر من غير قط (‪) 4‬‬ ‫وقيل‪ :‬ما عنه ذدرٌ حكم ‪ ،‬يحتمل متعلقُةُ النقيض بتقديره (أي لو قدور الذادر النقيض لكان محتمال عنده) م دونه‬ ‫راجحا (‪) 5‬‬ ‫وعرفه ابن عثيمين ‪-‬رحمه اهلل‪ : -‬إدارك الش‬

‫م احتمال‬

‫د مرجوح (‪) 6‬‬

‫‪:‬‬

‫‪ -1‬حالة تعرف وتقو‪ ،‬بوجه من وجوه األدلة فيجو الحكم بها وأدثر أحكام الشريعة مبنية عل غلبة ال ن‬ ‫وغير ذلك من قيم المتلفات وأروش الجنايات‬ ‫دالقياس‬ ‫‪ -2‬أن يق ف النفس ش‬ ‫‪)7‬‬ ‫المنه عنه(‬

‫من غير داللة فال يكون ذلك أول من‬

‫‪ -1‬محمود‪ :‬هو ما سلم معه دين ال ان من الم نون به عند بلوغه‬ ‫‪ -2‬مذموم‪:‬‬

‫ده‬

‫‪6‬‬

‫ده فهذا هو الشك فال يجو الحكم بره وهرو‬


‫‪ -3‬بداللة قوله تعال ‪( :‬إن بعض ال ن إكم) [الحجرات‪ ]12 :‬وقوله تعرال ‪( :‬ولروال إذ سرمعتموه ظرن المؤمنرون‬ ‫والمؤمنات بأنفسهم خيرا) [النور‪ ]12 :‬وقوله تعال (وظننتم ظن السو ودنتم قوما بورا) [الفرتح‪ ]12 :‬وقرال‬ ‫‪)8‬‬ ‫النب صل اهلل عليه وسلم‪ (( :‬إذا دان أحددم مادحا فليقل أحس دذا وال أ د عل اهلل أحدا))‬ ‫وأدثر العلما عل أن ال ن القبيح بمن ظاهره الهير ال يجو وأنه ال حرج ف ال رن القبريح بمرن ظراهره القربح‬ ‫(‪)9‬‬ ‫قاله المهدوي وبعضهم من قسمه إل كالكة أقسام فقط‪:‬‬ ‫‪-1‬مباح‪ :‬دال ن ف األمور المعاشية‬ ‫‪-2‬واج ‪ :‬دال ن حيث ال قا‪ ،‬فيه من العمليات الواجبة الثابتة بغير دليل قطع وحسن ال ن باهلل‬ ‫‪ -3‬محرم‪ :‬دال ن ف اإللهيات والنبوات وحيث يهالفه قا‪ ،‬وظن السو بالمؤمنين‬

‫(‪)1‬‬

‫وجمي هذه التقسيمات متقاربة إال أن أو حها وأشملها األول واهلل أعلم‬ ‫والمقصود بالبحث إن بعض ال ن‬

‫أكم‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪)1‬‬

‫( ‪)2‬‬ ‫( ‪)3‬‬ ‫( ‪)4‬‬ ‫( ‪)5‬‬ ‫( ‪)6‬‬

‫القاموس المحيط الفيرو ابادي ص ‪1213 :‬‬ ‫لسان العرب إلبن من ور ص ‪2762-2712 :‬‬ ‫القاموس المحيط ص‪1213 :‬‬ ‫اإلحكام ف أصول األحكام لآلمدي ص‪15 :‬‬ ‫شرح الكود المنير ج‪ 1‬ص‪ 76 :‬أي مفهوم الكالم الهبري‬ ‫االصول من علم األصول البن عثيمين ص‪13 :‬‬

‫(‪)7‬تفسير القر‪،‬ب ‪333/16‬‬ ‫(‪)8‬أخرجره البهرراري فر دترراب الشررهادات براب إذا در رجررل رجررال دفرراه ‪ 158/3‬دتراب األدب برراب مررايكره مررن التمررادح ‪87/7‬‬ ‫مسلم‪ :‬دتاب الزهد باب النه عن المدح إذا دان فيه افراط وخيف منه فتنة علر الممردوح ‪ 125/18‬أبرو داوود دتراب‬ ‫االدب‪ ،‬باب ف دراهية التمادح ‪ ،255/4‬وابن ماجة ابواب االدب‪ ،‬باب المدح ص‪ ،323/2 3789 :‬مسند األمرام أحمرد‬ ‫‪ 47 ،46 ،45 ،41/5‬عن أب بكرة‬ ‫(‪)7‬تفسير القر‪،‬ب ‪331/16‬‬ ‫(‪)9‬تفسير اب السعود ‪،122/8‬روح المعان لأللوس ‪176/26‬‬

‫‪7‬‬


‫ظن السو ف‬

‫و القرآن الكريم‬

‫قررال تعررال ‪( :‬يررا أيهررا الررذين امنرروا اجتنبرروا دثيرررا مررن ال ررن إن بعررض ال ررن إكررم وال تجسسرروا وال يغتر‬ ‫بعضكم بعضا أيح أحددم أن يأدل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا اهلل إن اهلل تواب رحيم)) (‪( )1‬يرا أيهرا‬ ‫الذين امنوا)‪ :‬ندا من اهلل عز وجل لعباده المؤمنين وتصدير الحكم بهذا الندا يدل عل ‪ :‬أهميته‬ ‫‪-2‬إن ندا المؤمنين باسم اإليمان يدل أن هذا العمل من اإليمان‪ ،‬وأن مهالفته مما ينقص اإليمان‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪-3‬اإلغرا ‪ :‬يعن الحث عل التزام الحكم‬

‫فيقول اهلل تعال ناهيا عباده المؤمنين عن دثير من ال ن‪ ،‬وهو التهمة والتهون لألهل واألقارب والنراس‬ ‫(‪)3‬‬ ‫ف غير محله ‪،‬ألن بعض ذلك يكون إكما محضا فليتجن دثيرا منه احتيا‪،‬ا‬ ‫(اجتنبوا)‪ :‬أي تباعدوا عنه‪ ،‬وأصله اجتنبه‪ ،‬أي دان عل جان منه كم شاّ ف التباعد الال م له‬

‫(‪)4‬‬

‫يقال جنبه الشر‪ :‬إذا أبعده عنه ‪،‬وحقيقته جعله ف جان ‪ ،‬فيعد‪ ،‬إل مفعولين‬ ‫قال تعال ‪(( :‬واجنبن وبن أن نعبد االصنام)) ومطاوعه اجتن الشر فنقص مفعوال والمرأمور باجتنابره‬ ‫(‪)5‬‬ ‫بعض ال ن‬ ‫وقوله (دثيرا) جا ت نكرة ليحتاط ف درل ظرن ‪،‬ويتأمرل ح تر يعلرم أنره مرن أي القبيرل فران مرن ال رن مرا‬ ‫يباح اتباعه دال ن فر األمرور المعاشرية‪ ،‬ومنره مرا يجر دحسرن ال رن براهلل‪ ،‬ومنره مرا يحررم درال ن فر‬ ‫االلهيات والنبوات‪ ،‬وحيث يهالفه قا‪ ، ،‬وظن السو بالمؤمنين وف الحديث ما يردل علر أن اهلل حررم‬ ‫من المسلم دمره وعر ره وأن ي رن بره إال خيررا (‪ )6‬وعرن عا‪،‬شرة ر ر اهلل عنهرا مرفوعرا (مرن أسرا‬ ‫(‪)7‬‬ ‫ال ن بأخيه فقد أسا بربه ال ن ‪ ،‬إن اهلل تعال يقول (اجتنبوا دثيرا من ال ن)‬ ‫(من ال ن)‪ :‬ال ن هنا مجرد التهمة الت ال سب لها يوجبها دمن يرتهم بشر‬ ‫(‪)7‬‬ ‫عليه ما ينف ذلك‬

‫)‪(1‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫)‪(5‬‬ ‫)‪(6‬‬

‫)‪(7‬‬

‫مرن الفرواحم ولرم ي هرر‬

‫سورة الحجرات‪.11 :‬‬ ‫تفسير سورة النور البن عثيمين‪.‬‬ ‫تفسير ابن كثير ج‪.393/6‬‬ ‫روح المعاني ج ‪.176/16‬‬ ‫تفسير القرآن الجليل ج‪.393/3‬‬ ‫يدل عليه حديث رواه ابن ماجه ف دتاب الفرتن براب حرمرة دم المرؤمن ومالره ‪ ،364/2‬حرد‪ 398/‬فعرن عبد ا بدن عمدرو‬ ‫رضي ا عنه أنه راى رسول ا صلى ا عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول (مدا أييبد‪ ،‬و وأييدي ريحد‪ ،‬ومدا أع مد‪،‬‬ ‫وما أع م حرمت‪ ،‬و والذي نفس محم بي ه لحرمة المؤمن أع م عن ا حرمةً من‪ ،‬مالده وممدهو وأن نُ َّدنه بده يال ًيدراً ‪.‬‬ ‫وذكره مسلم في كتاب البرو وابو ماووم في كتداب ادمبو والترمدذي فدي البدر وأحمد بدن حنبدل بخلفداي أًدرى لديس في دا‬ ‫وأن ن ن به يال ًيراً ‪.‬‬ ‫ذكره السيويي في ال ر المنثور وقال أًرجه ابن مرمويه وابن النجار‪.566-565/6‬‬

‫‪8‬‬


‫ودليل دون ال ن هنا بمعن التهمة قوله تعال ‪( :‬وال تجسسوا) وذلك أنه يق له خا‪،‬ر التهمة ابتدا ‪،‬‬ ‫ويريد أن يتجسس خبر ذلك ويبحث عنه‪ ،‬ليتحقق له ما وق له من تلك التهمة‬ ‫والذي يميز ال ن الذي يج اجتنابه عما سواه‪ ،‬أن دل ما لم تعرف له إمارة صحيحة وسب ظاهر دان‬ ‫حراما‪ ،‬وهذا يكون فيما لو دان الم نون به ممن شوهد منه التستر والصالح ‪،‬وأونسه منه األمانة ف‬ ‫ال اهر‪ ،‬ف ن الفساد به والهيانة محرم‬ ‫بهالف من اشتهر بين الناس بالفساد والمجاهرة بالهبا‪،‬ث‬

‫(‪)8‬‬ ‫(‪)9‬‬

‫(إن بعض ال ن إكم)‪ :‬تعليل لما قبلها من األمر باجتناب دثير من ال ن‪ ،‬وهذا هو ظن السو بأهل الهير‬

‫والمعيار ف ذلك هو عرض هذا ال ن عل ما بينته الشريعة ف أ حكامها من الكتاب والسنة‪ ،‬وما‬ ‫أجمعه عليه علما األمة‪ ،‬وما دل عليه االجتهاد الصحيح‪ ،‬ومقاصد الشريعة ‪ ،‬فيمكن من خالل ذلك‬ ‫(‪)13‬‬ ‫معرفة من هو أهل لسو ال ن ممن سواه‬ ‫وقد أمرنا اهلل بذلك لعلمه –سبحانه‪-‬ما يترت عل ذلك األمر من شرور ع يمة‪ ،‬وأخطار جسيمة قد‬ ‫تسري إل األمة بأسرها‬ ‫وذلك أن سو ال ن الذي ف القل ال يزال بصاحبه حت يقول ما ال ينبغ ‪ ،‬ويفعل ما ال ينبغ‬ ‫(إكم)‪ :‬هو ما يستحقه ال ان من العقوبة‪ ،‬وهو إكم دبير لما قد يترت عليه من قول با‪،‬ل أو فعل سو أو تعطيل‬ ‫(‪)11‬‬ ‫معروف‬

‫ونحن مسئولون أمام اهلل –تعال ‪ -‬عن دل ما نقول أو نفعل‬ ‫فال ينبغ أن يكون قولنا السيئ مبن عل جهل وظن ووهم‪ ،‬قال تعال ‪(( :‬وال تقف ما ليس لك به علم‬ ‫إن السم والبصر والفؤاد دل أولئك دان عنه مسئوال)) [االسرا ‪]36 :‬‬ ‫فذم اآلخرين بما ليس للمر به علم ‪ ،‬وتتب الحدس وال نون والقذف بالبا‪،‬ل‪ ،‬دل ذلك داخل ف هذا‬ ‫(‪)12‬‬ ‫النه‬ ‫والمر يوم القيامة يسأل عن أفعال جوارحه‪ ،‬فيقال له ‪ :‬لم سمعه ما ال يحل لك سماعه!؟ ولم ن رت‬ ‫إل ما ال يحل لك الن ر إليه!؟ ولم عزمه عل ما لم يحل لك العزم عليه!؟‬ ‫ويدل عل هذا المعن آيات دثيرة ف دتاب اهلل –تعال ‪ -‬منها قوله عز وجل (( ولتسألن عما دنتم‬ ‫(‪)13‬‬ ‫تعملون)) [النحل‪ ]93 :‬ونحو ذلك من اآليات‬ ‫ومما سبق يتبين لنا أن موقف الكتاب من سو ال ن بالمسلمين دان موقفا بار ا‬ ‫وا حا جليا ال ينبغ اإلستهانة أو التساهل به‬ ‫)‪(3‬‬ ‫)‪(9‬‬ ‫)‪(13‬‬ ‫)‪(11‬‬ ‫)‪(11‬‬ ‫)‪(13‬‬

‫تفسير القريبي ‪ .313/16‬وتفسير الشوكاني‪64/5 :‬‬ ‫تفسير الشوكاني‪.64/5 :‬‬ ‫تفسير التحرير والتنوير‪.151/16 :‬‬ ‫تفسير الشوكاني‪64/5 :‬و تفسير الجزائري‪.195/4 :‬‬ ‫تفسير القريبي‪.153-157/1 :‬‬ ‫تفسير الشنقيطي‪.593-539/3 :‬‬

‫‪9‬‬


‫المبحث الثان‬

‫إن السنة المطهرة دذلك دان لها موقفا حاسما م ظرن السرو فهرا هرو رسرول اهلل صرل اهلل عليره وسرلم‬ ‫(‪)14‬‬ ‫يقول‪( :‬إيَّادم وال ن فان ال ن أدذب الحديث)‬ ‫فف هذا الحديث نه صريح عن ظن السو بالمسلم السالم ف دينه وعر ه‬

‫(‪)15‬‬

‫ومعن الحديث‪ :‬أن ظن السو غالبا يكرون خرالف الواقر فيكرون أدرذب الحرديث‪ ،‬أي مرن أحاديرث الرنفس‬ ‫(‪)16‬‬ ‫الت تق ف القل بال مستند لها يجو اتباعها‬ ‫ومعن دونه أدذب الحديث ‪،‬م أن الكذب خالف الواق ‪ ،‬فال يقبل النقص و ده‪ ،‬أي أن ال ن ادثر درذبا ‪،‬‬ ‫أو أن إكررم هررذا ال ررن أ يررد مررن إكررم الحررديث الكرراذب‪ ،‬أو أن الم نونررات الت ر يق ر الكررذب فيهررا أدثررر مررن‬ ‫(‪)17‬‬ ‫المجزومات‬ ‫وقد خاف رسول اهلل صل اهلل عليه وسلم عل أصحابه ر ر اهلل عرنهم مرن سرو ال رن بره ووسوسرة‬ ‫الشيطان مما قد يفض إل هالدهم‪ ،‬فقال عندما لقيه صحابيان وقد دان خررج مرن معتكفره يوصرل صرفية‬ ‫اهلل عنها‪(-‬إنها صفية) فقاال‪ :‬يا رسرول اهلل –سربحان اهلل‪-‬قرال‪( :‬إن الشريطان يجرري مرن ابرن آدم‬ ‫–ر‬ ‫(‪)18‬‬ ‫مجر‪ ،‬الدم‪ ،‬وإن خشيه أن يقذف ف قلوبكما شيئا فتهلكا)‬ ‫وإذا دان هذا الحال بالنسبة للصحابة –ر وان اهلل عليهم‪ -‬وهرم خيرر هرذه األمرة‪ ،‬فينبغر لنرا نحرن الحرذر‬ ‫أدثر من مغبة هذا األمر‪،‬ومراعراة حرمرة المرؤمن‪ ،‬فهر حرمرة ع يمرة قرال عنهرا رسرول اهلل –صرل اهلل‬ ‫عليره وسرلم‪(( : -‬إن دمرا دم وأمروالكم وأعرا ركم علريكم حرررام دحرمرة يرومكم هرذا فر شرهردم هرذا فر‬ ‫(‪)19‬‬ ‫بلددم هذا))‬

‫)‪(14‬‬ ‫)‪(15‬‬ ‫)‪(16‬‬ ‫)‪(17‬‬ ‫)‪(13‬‬ ‫)‪(19‬‬

‫البخاريو كتاب ادمبو باب ما ين ى من التحاس والت ابر (يا أي دا الدذين اامندوا اجتنبدوا كثيدراً مدن ال دن ‪434/13‬وحد ‪:‬‬ ‫‪6366-6364‬ـ‬ ‫فتح الباري ‪431/13‬و ‪434‬وح ‪6364‬و ‪.6366‬‬ ‫بذل المج وم في حل أبي ماووم ‪.153/19 :‬‬ ‫تحفة االحوذي‪.136/6 :‬‬ ‫فدتح البدداري‪434/13 :‬و تخددريح حد يب البخداري كتدداب ادمب بدداب التكبيددر والتسدبيح عند العجددي ‪953/13‬و ‪6119‬و مسددلم كتدداب‬ ‫السالم و باب من رؤي ًالياً بامرأة كانت زوجه ‪156/4‬وح ‪.15-14‬‬ ‫البخاري‪ :‬كتاب التوحيد ‪ .‬بداب قدول ا تعدالى (وجدوه يومضدذ ناضدرة يلدى رب دا ندا رة ‪ 414/13‬و ‪7447‬و مسدلم ‪ :‬كتداب‬ ‫القسامة‪ .‬باب تغليظ تحريم ال ماا وادعراض وادموال ‪173/11‬و ‪.33‬‬

‫‪11‬‬


‫المبحث الثالث‬

‫لقررد درران السررلف الصررالح –ر رروان اهلل علرريهم‪ -‬عرراملين بمررا ف ر الكترراب والسررنة مررن النه ر عررن ظررن‬ ‫السو ‪،‬مانعين منه أنفسهم‪ ،‬محذرين منه غيرهم‬ ‫فهاهم –ر وان اهلل عليهم‪-‬تُنقل عنهم جملة من األقوال واألفعال الدالة عل ذلك‬ ‫فمن أقوالهم الدالة عل التحرذير مرن ظرن السرو ‪ ،‬قرول عمرر برن الهطراب(‪– )23‬ر ر اهلل عنره‪( :-‬مرن‬ ‫تعرض للتهمة فال يلومن من أسا به ال رن‪ ،‬ومرن درتم سرره دران الهيرار إليره‪ ،‬ومرن أفشراه دران الهيرار‬ ‫أمر أخيك عل أحسنه‪ ،‬حت يأتيك منه ما يغلبك‪ ،‬وال ت نن بكلمرة خرجره مرن أخيرك المرؤمن‬ ‫عليه‪،‬و‬ ‫(‪)21‬‬ ‫إال خيرا ‪،‬وأنه تجد لها ف الهير محمال )‬ ‫ودذا قال بن عباس(‪– )22‬ر‬

‫اهلل عنه وعن أبيه‪( :-‬نه اهلل تعال المؤمن أن ي ن بالمؤمن شرا)‬

‫(‪)23‬‬

‫وقال سعيد بن جبير(‪– )24‬رحمره اهلل‪ -‬فر تفسريره آليرة الحجررات‪( :‬هرو الرجرل يسرم مرن أخيره دالمرا ال‬ ‫(‪)25‬‬ ‫يريد به سو ‪ ،‬أو يدخل مدخال ال يريد به سو فيراه أخوه المسلم في ن به سو )‬

‫)‪(13‬‬ ‫)‪(11‬‬ ‫)‪(11‬‬ ‫)‪(13‬‬ ‫)‪(14‬‬ ‫)‪(15‬‬

‫عمددر بددن الخطدداب‪ :‬ددو عمددر بددن الخطدداب بددن نفيددل بددن عبد العددزى بددن ربدداح بددن كعددي بددن لددؤي أول ًليفددة مَّعددي بددخمير‬ ‫المؤمنينو وأول من كتي التاريخ للمسلمينو وأول من جمع الناس على التراويح‪ ...‬توفي ‪ 13‬ـ (صفة الصفوة‪. 746/1 :‬‬ ‫ال ر المنثور‪.566/7 :‬‬ ‫ابن عباس و عب ا بدن عبداس ابدن عدم رسدول ا × ولد قبدل ال جدرة بدثالي سدنين وتدوفي النبدي –×‪-‬و دو ابدن ثدالي‬ ‫عشرة سنة وكان حبر ادمة توفي ‪ 63‬ـ (صفة الصفوة‪. 746/1 :‬‬ ‫تفسير ابن كثير‪.379/6 :‬‬ ‫سددعي بددن جبيددر‪ :‬ددو سددعي بددن جبيددر بددن شددام ادسد ي أحد أعددالم التددابعينو أًد العلددم عددن ابددن عبدداس وابددن عمددرو قتلدده‬ ‫الحجاجو قال أحم بن حنبل عنه‪ :‬قتل الحجاج سعي بن جبير وما علدى وجده ادرض أحد يال و دو مفتقدر يلدى علمده تدوفي‬ ‫سنة ‪95‬و وقيل ‪94‬و (وفيات ادعيان ‪371/1‬و صفة الصفوة ‪. 77/4‬‬ ‫زام المسير‪.469/7 :‬‬

‫‪11‬‬


‫الفصل الثان ‪:‬‬ ‫ظن السو له آكار خطيرة وجسيمة عل الفرد والمجتم واألمة‪ ،‬ومن هذه اآلكار‪:‬‬ ‫‪-1‬العداوة والبغضا ‪ :‬وهو أمر ع يم وخطير‪ ،‬حيث أن إسا ة ال ن توج بغرض الم نرون بره وعداوتره‬ ‫والمر مأمور بهالفها‬ ‫وف هذا يقول الشيخ عبد الرحمن ناصر السعدي(‪–)26‬رحمه اهلل‪(( :-‬نه اهلل عن دثير مرن ال رن السريئ‬ ‫بالمؤمنين حيث قال تعال ‪( :‬إن بعض ال ن إكم) وذلك دال ن الهال من الحقيقة والقرينة‪ ،‬ود ن السو‬ ‫الذي يقترن به دثير من األقوال واألفعال المحرمة‪ ،‬فان بقرا ظرن السرو بالقلر ال يقتصرر صراحبه علر‬ ‫مجرد ذلك‪ ،‬بل ال يزال به حت يقول ما ال ينبغ ويفعل مرا ال ينبغر وفر ذلرك أيضرا إسرا ة ظرن بالمسرلم‬ ‫(‪)27‬‬ ‫وبغضه وعداوته المأمور بهالفها منه))‬ ‫نعم المأمور هو الوالية والمحبة فيما بين المؤمنين‪ ،‬فالمؤمن ول المؤمن دل واحرد منهمرا يحر اآلخرر‪،‬‬ ‫(‪)28‬‬ ‫وينصره‪ ،‬ويتعاون معه‪ ،‬وال يدع عليه دعو‪ ،‬با‪،‬لة‪ ،‬هكذا المؤمنون والمؤمنات أوليا‬ ‫وال يجو تحكيم الهو‪ ،‬المجرد‪ ،‬وال نون البا‪،‬لة الناتجة عن وهم وحدس ف هذا المبدأ أال وهرو الروال‬ ‫و البرا ‪ ،‬بل يج تحكيم دين اهلل ف دل ش‬ ‫يقول الشيخ ابرن برا (‪–)29‬رحمره اهلل‪( : -‬يجر علر المسرلم أن يتمسرك باإلسرالم دلره‪ ،‬وأن يحرذر أسرباب‬ ‫الفرقة واإلختالف ف جمي األحوال‪ ،‬فعليك أن تحكم شرّ اهلل م العدو والصديق ‪ ،‬ديرن اهلل يجر أن‬ ‫يحكم ف دل ش ‪ ،‬وإياك أن تروال أخراك ‪،‬ألنره وافقرك فر درذا‪ ،‬وتعرادي اآلخرر ألنره خالفرك فر رأي أو‬ ‫اهلل عنهم‪-‬اختلفوا ف مسا‪،‬ل‪ ،‬ومر ذلرك لرم يرؤكر ذلرك‬ ‫مسألة‪ ،‬فليس هذا من اإلنصاف فالصحابة –ر‬ ‫ف ر الصررفا بيررنهم والمررواالة والمحبررة‪ ،‬فررالمؤمن يعمررل بشرررّ اهلل ويرردين بررالحق ويقدمرره عل ر دررل أحررد‬ ‫بالدليل‪ ،‬ولكن ال يحمله ذلك عل ظلم أخيه‪ ،‬وعدم إنصافه إذا خالفه ف الررأي فر مسرا‪،‬ل االجتهراد التر‬ ‫(‪)33‬‬ ‫قد يهف دليلها)‬ ‫‪ -2‬تفويه المنفعة‪ :‬فمن ظن بأحد سو ودان اآلخر ذا علم وفضرل تررك االسرتفادة منره‪ ،‬ممرا يفروت عليره‬ ‫منفعته‪،‬فيهسر االنتفاّ بمن ظنه ارا ‪ ،‬أو االهتردا بمرن ظنره راال‪ ،‬أو تحصريل علرم ممرن ظنره جراهال‬ ‫(‪)31‬‬ ‫ونحو ذلك‬

‫)‪(16‬‬

‫)‪(17‬‬ ‫)‪(13‬‬ ‫)‪(19‬‬ ‫)‪(33‬‬ ‫)‪(31‬‬

‫عب الرحمن نا صر السع ي‪ :‬و ابو عب ا عب الرحمن بدن ناصدر بدن عبد ا آل سدع ي مدن قبيلدة تمديم ولد فدي عنيدزة‬ ‫عام ‪ 1337‬ـ‪ .‬من مصنفاته‪ :‬تسير الكريم الرحمن في تفسدير كدالم المندانو ار دام أولدي البصدائر وادلبداب لمعرفدة الفقده‬ ‫بددخقرب الطددري وأيسددر ادسددبابو الد رة المختصددرة فددي محاسددن ا س دالم وفاتدده ‪ 1376‬ددـ و(تفسدديره‪ 5/1 :‬معجددم المددؤلفين‬ ‫‪. 396/13‬‬ ‫تيسير الكريم الرحمن‪.137/7 :‬‬ ‫اًالي المؤمنين و المؤمنات ريط البن باز‪.‬‬ ‫عب العزيز بن باز‪ :‬و أبو عب ا عب العزيز بن باز ول في الرياض ‪ 1333‬ـ من مشايخه‪ :‬محم بن عب اللطيد آل‬ ‫ال شدديخو سددع بددن محمد العتيد و ددو رئدديس اللجنددة ال ائمددة للبحددوي العلميددة وا فتدداا اليددوم مددن مؤلفاتدده‪ :‬الفوائد الجليددة فددي‬ ‫المباحب الفرضيةو التحذير من الب عوو العقي ة الصحيحة وما يضام ا (المم الشيخ عائض القرني ‪.‬‬ ‫مجموع فتاوى ومقاالت ‪ 347 – 346‬بإًتصار ‪.‬‬ ‫تفسير التحرير والتنوير‪.151/16 .‬‬

‫‪12‬‬


‫‪-3‬الضيق والحزن‪ :‬ف ن السو يؤدي إل الضيق والحزن فاإلنسان الذي يس‬ ‫ويحزن‬

‫ال ن هو الذي يتضرايق‬

‫وذلك قد يمثل فيما لو مثال ن ر أحدهم لآلخر ن رة غريبة أو لم يبال حين سلم عليه‪ ،‬أو لم يأت منزله أو‬ ‫نحو ذلك‪ ،‬في ن اآلخر أنه داره له أو نحو ذلك من ال نون فيضيق ويحرزن ‪ ،‬فحسرن ال رن يرؤدي إلر‬ ‫(‪)32‬‬ ‫‪،‬مأنينة القل بعكس سو ال ن‬ ‫‪-4‬القطيعة‪ :‬ف ن السو يؤدي إل الشقاق والهالف والقطيعة ف صفوف المسلمين‪ ،‬وقد حذرنا اهلل مرن‬ ‫ذلك فقال تعال ‪(( :‬واعتصموا بحبل اهلل جميعا وال تفرقوا))[آل عمران‪]1:‬‬ ‫فال ينبغ أن يجعل لسو ال ن سبيال للتفرقة بين أفراد األمة‬ ‫وقررد حررذرنا مررن ذلررك رسررول اهلل –صررل اهلل عليرره وسررلم‪-‬فقررال‪( :‬تفررتح أبررواب الجنررة يرروم االكنررين ويرروم‬ ‫(‪)33‬‬ ‫الهميس فيغفر لكل عبد ال يشرك باهلل شيئا إال رجال دانه بينه وبين أخيه شحنا )‬ ‫وهذا األمر له خطورته فيما لو دان الم نون به امر مسلما فحس ‪ ،‬ولكن يزداد األمرر خطرورة فيمرا لرو‬ ‫دان الم نون به من ذوي األرحام واألقارب‪ ،‬وقد أمرنا اهلل بصلة األرحام فقال تعال ‪(( :‬واتقروا اهلل الرذي‬ ‫تسا لون به واألرحام))[النسرا ‪ ]1 :‬وحذرنا مرن قطيعتهرا فقرال تعرال ‪(( :‬فهرل عسريتم إن تروليتم أن تفسردوا‬ ‫ف األرض وتقطعوا أرحامكم‪[ ،‬محمد‪ ]23 ،22 :‬وقال الرسول –صل اهلل عليه وسلم‪(-‬ال يدخل الجنرة قرا‪ ،‬رحرم)‬ ‫(‪)34‬‬

‫‪-5‬الغيبررة والنميمررة‪ :‬والغيبررة أمررر يترت ر عل ر سررو ال ررن ف ر دثيررر مررن أحيانرره‪ ،‬وقررد ذدررر اهلل ف ر آيررة‬ ‫الحجرات إسا ة ال ن وأردف بالنه عن الغيبة‬ ‫فقال تعال ‪(( :‬وال يغت بعضكم بعضا أيح أحددم أن يأدل لحم أخيه ميتا فكرهتموه)) [الحجرات‪]12 :‬‬ ‫وفر هررذه اآليررة يقررول ابررن القرريم(‪– )35‬رحمرره اهلل‪( :-‬هررذا مررن أحسررن القيرراس التمثيلر فانرره شرربه تمزيررق‬ ‫عرض األخ بتمزيق لحمه‪،‬ولما دان المغتاب عاجزا عن دفعره عرن نفسره بكونره غا‪،‬برا عرن مجلرس ذمره‪،‬‬ ‫دان بمنزلة الميه الذي يقطر لحمره وال يسرتطي أن يردف عرن نفسره ولمرا دران مقتضر األخروة الترراحم‬ ‫والتواصل والتناصر‪ ،‬فعلق عليها المغتاب د مقتضاها من الذم والعي والطعن‪ :‬دران ذلرك ن يرر تقطير‬ ‫لحم أخيه‪ ،‬واألخوة تقتض حف ره وصريانته والرذب عنره ولما دران المغتراب متمتعرا بعررض أخيره متفكهرا‬ ‫(‪)36‬‬ ‫بغيبته وذمه‪ ،‬متحليا بذلك شبه بآدل لحم أخيه بعد تقطيعه )‬

‫)‪(31‬‬ ‫)‪(33‬‬ ‫)‪(34‬‬ ‫)‪(35‬‬ ‫)‪(36‬‬

‫ان ر الحزن واالكتضاب على ضوا الكتاب والسنة‪.41-4 :‬‬ ‫مسلم ‪ :‬كتاب البر والصلة واآلماب باب الن ي عن الشحناا ‪111/16‬و ‪.36-35‬‬ ‫البخاري‪ :‬كتاب ادمبو باب يثم القايع ‪414/13‬و ‪5934‬و مسلم‪ :‬كتداب البدر والصدلة واآلمابو بداب صدلة الدرحم وتحدريم‬ ‫قطيعت ا ‪114-113/16‬و ‪19-13‬و‬ ‫ابن القيم‪ :‬و محم بن أبي بكر بن أيوب ثم ال مشقي الحنبلي ول سنة ‪ 691‬وله مؤلفدات ع يد ة من دا زام المعدام فدي د ي‬ ‫ًير العبامو يغاثة الل فان من مكاي الشيطان أعالم الموقعين وغير ا (معجم المؤلفين ‪( 136/9‬الب اية والن اية ‪146/7‬‬ ‫أعالم الموقعين ‪173-169/1‬ـ‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫وقال الرسول اهلل –صل اهلل عليه وسلم‪( :-‬أتدرون ما الغيبة؟ قالوا‪ :‬اهلل ورسوله أعلم‪ ،‬قال‪ :‬ذدرك أخراك بمرا‬ ‫يكره‪ ،‬فقيل‪ :‬أرأيه إن دان ف أخ ما أقول؟ فقال‪ :‬إن دان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لرم يكرن فيره فقرد‬ ‫(‪)37‬‬ ‫بهته)‬ ‫ودذا سو ال ن يؤدي إل نشر النميمة‪ ،‬فهذا ي ن ظنا مشينا يسير به بين النراس وأمرر النميمرة خطيرر‬ ‫جدا وقد حذرنا اهلل منها فقال تعال ‪(( :‬وال تطر درل حرالف مهرين همرا مشرا بنمريم)) [القلرم‪]11-13 :‬‬ ‫(‪)38‬‬ ‫وقال الرسول صل اهلل عليه وسلم ((ال يدخل الجنة نمام))‬ ‫‪-6‬التحقيررر والسررهرية‪ :‬وهررو أكررر آخررر إلسررا ة ال ررن فيسر ال ررن كررم يحتقررر ويسررهر متناسرريا إكررم ذلررك‬ ‫ومغبته‪ ،‬قال تعال ‪(( :‬ال يسهر قوم من قوم عس أن يكونوا خيرا منهم )) [الحجرات‪]11 :‬‬ ‫وقال رسول اهلل –صل اهلل عليه وسلم‪(-‬بحس امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم))‬

‫(‪)39‬‬

‫‪-7‬التحسس والتجسس‪ :‬أمر قد يكون الحردة التالية لل ن‪ ،‬وقد يكون حردة ابتدا‪،‬يرة لمرن دانره هوايتره‬ ‫البحث عن االستار والكشف عن العورات –والعياذ باهلل‪-‬‬ ‫واهلل تعال نه عن هذا العمل الدن‬

‫فقال تعال ‪(( :‬وال تجسسوا)) [الحجرات‪]12 :‬‬

‫وقرال الرسرول –صرل اهلل عليرره وسرلم‪( :-‬يرا معشررر مرن أسرلم بلسررانه‪ ،‬ولرم يفرض اإليمرران إلر قلبره‪ ،‬ال تررؤذوا‬ ‫المسلمين وال تعيروهم‪ ،‬وال تتبعوا عوراتهم‪ ،‬فانره مرن تتبر عرورة أخيره المسرلم تتبر اهلل عورتره‪ ،‬ومرن‬ ‫يتب اهلل عورته يفضحه ولو فر جروف رحلره) (‪ )43‬وفر هرذا الحرديث وعيرد شرديد لمرن دران هرذا ديدنره‬ ‫وسلوده‬ ‫دما قد ورد عن السلف الصالح –ر وان اهلل عليهم‪ -‬ما يدل علر عنرايتهم باجتنراب هرذا األمرر ‪،‬فعرن ابرن‬ ‫اهلل عنه‪ -‬أنه أتر برجرل‪ ،‬فقيرل لره‪ :‬هرذا فرالن تقطرر لحيتره خمررا‪ ،‬فقرال عبرد اهلل‪( :‬قرد‬ ‫مسعود(‪– )41‬ر‬ ‫(‪)42‬‬ ‫نهينا عن التجسس ولكن إن ي هر لنا ش نأخذ به)‬ ‫‪-8‬شيوّ الفاحشة‪ :‬وذلك أن دثرة الحديث عن الفواحم والذنوب واآلكام‪ ،‬وإن دانه غير صحيحة وإنمرا‬ ‫مبناها عل ظنون وأوهام ه سب دبير ف تفش الفاحشة وشيوعها‬ ‫فال يزال يتكرر حديث الفحم حت يصبح أمرا مألوفا ال يستنكره أحد‪ ،‬بل قد يزيد حت يستمرئ الحديث‬ ‫ولذا دان موقف السنة حاسما من المجاهرة بالفواحم والذنوب فقرال الرسرول –صرل اهلل عليره وسرلم‪:-‬‬ ‫(دل أمت معاف إال المجاهرون) (‪ ، )43‬وما دان ذلك التوعد إال لع م خطره ‪ ،‬ودبير أكره‬ ‫)‪(37‬‬ ‫)‪(33‬‬ ‫)‪(39‬‬ ‫)‪(43‬‬ ‫)‪(41‬‬ ‫)‪(41‬‬ ‫)‪(43‬‬

‫مسلم كتاب البر والصلة واآلمابو باب تحريم الغيبة ‪141/16‬و ‪.73‬‬ ‫مسلم كتاب ا يمانو باب بيان غلظ تحريم النميمة ‪141/1‬و ‪.163‬‬ ‫مسلم كتاب البر والصلة واآلماب و باب تحريم لم المسلم وًذله واحتقاره وممه وعرضه وماله ‪.31-113/16‬‬ ‫صحيح الترمذي‪ :‬كتاب البرو باب ما جاا في تع يم المؤمن ‪133/1‬و ‪.1655‬‬ ‫ابن مسعوم‪ :‬و عب ا بن مسعوم يكنى أبا عب الرحمنو أسدلم قبدل مًدول الرسدول –×‪-‬مار ادرقدمو و داجر يلدى الحبشدة‬ ‫ب راً والمشا كل او وكان صاحي رسول ا –×‪-‬ووسامه وسواكه ونعليه وكان عالماًو مات سدنة ‪ 31‬دـ‬ ‫ال جرتينو و‬ ‫(صفة الصفوة ‪. 395/1‬‬ ‫تفسير ابن كثير ‪.379/63‬‬ ‫البخاري‪ :‬كتاب ادمبو باب ستر المؤمن عن نفسده ‪436/13‬و ‪ . 6369‬مسدلم كتداب الز د و بداب الن دي عدن تد‪ ،‬ا نسدان‬ ‫ستر نفسه ‪119/13‬و ‪.51‬‬

‫‪14‬‬


‫‪-9‬الطعررن فر األنسرراب وانتهرراك األعررراض‪ :‬وهكررذا فرران ال نررون الواهيررة قررد تصرربح سررببا فر الطعررن فر‬ ‫األنساب‪ ،‬وانتهاك األعراض فبين يوم وليلة؛ قد يصبح المر متهم ف عر ه‪ ،‬مقردوح فر نسربه ‪ ،‬ومرا‬ ‫ذاك إال ألنه ف اليوم األول قال فالن‪ :‬أظن فالنا انيا‪ ،‬أو خبيثا‪ ،‬وف اليوم التال ‪ :‬أصبح ذاك يقينا‬ ‫وهكذا يتناس الناس ويتغافلون عن هذه الجرا‪،‬م‪ ،‬تاردين المنهج السديد‪ ،‬قال الرسول –صل اهلل عليه وسلم‪( :-‬اكنتان‬ ‫همررا بالنرراس دفررر‪ :‬الطعررن ف ر النس ر ‪ ،‬والنياحررة عررل الميرره) (‪ )44‬وقررال عليرره الصررالة والسررالم‪(:‬إن دمررا دم وأمرروالكم‬ ‫(‪)45‬‬ ‫وأعرا كم حرام‪ ،‬دحرمة يومكم هذا ف شهردم هذا‪ ،‬ف بلددم هذا)‬

‫ومن دان هذا صنيعه فأين هو من هذا المنهج السديد واهلل المستعان‬ ‫‪-13‬التكفير والتفسيق‪ :‬هو أمر أخطر مما سبقه‪ ،‬ينبغ التنبره إليره‪ ،‬والحرذر منره‪ ،‬قرال الرسرول‬ ‫عليه وسلم‪(-‬ال يرم رجل رجال بالفسوق‪ ،‬وال يرميه بالكفر إال ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه دذلك)‬

‫–صرل اهلل‬

‫نعم هو أمر خطير ال ينبغ التساهل فيه‪ ،‬وترك العنان لره يسرير فر األمرة ديرف يشرا ؟ يسرير برال‬ ‫سليم‪ ،‬وال أساس صحيح؟ يسير وفق هو‪ ،‬مجرد‪ ،‬وظن موهم‬

‫(‪)46‬‬

‫رابط‬

‫فاذا رأ‪ ،‬أحدهم من يهالفه‪ ،‬ولو ف أمر هين يسير‪ ،‬دفره أو فسقه‬ ‫قال ابن تيمية–رحمه اهلل‪( :-‬وما ال السلف يتنا عون ف دثير من هذه المسرا‪،‬ل‪ ،‬ولرم يشرهد أحرد مرنهم‬ ‫عل أحد بكفر وال بفسق وال معصية ‪،‬دمسألة رؤية النب –صل اهلل عليه وسرلم‪-‬ربره‪ ،‬ومسرألة سرماّ‬ ‫الميه دالم الح ‪،‬وتعذي الميه ببكا أهله‪ ،‬وغير ذلك) (‪ )47‬وهذا فيما عردا الواجبرات والمحرمرات‪ ،‬ومرا‬ ‫(‪)48‬‬ ‫دان من شرا‪ ،‬اإلسالم ال اهرة‪ ،‬فهذا بال شك‪ ،‬يكفر الواحد بجحودها بل يقاتل‬ ‫وإذا دان األمر بهذا الهطورة دان لزاما التثبه فيه‪ ،‬والس ير عل مرنهج سرديد فيره‪ ،‬وهرذا الرنهج هرو دمرا‬ ‫يذدره لنا الشيخ محمد بن صرالح العثيمرين(‪– )49‬رحمره اهلل‪ -‬حيرث قرال‪( :‬الحكرم برالتكفير والتفسريق لريس‬ ‫إلينا بل هو إل اهلل –تعال ‪ -‬ورسوله –صل اهلل عليه وسلم‪-‬فهو من األحكام الشررعية التر مردهرا إلر‬ ‫الكتاب والسنة ‪ ،‬فيج التثبه فيه غاية التثبه‪ ،‬فال يكفر وال يفسق إال من دل الكتراب والسرنة علر دفرره‬ ‫أو فسقه‪ ،‬واألصرل فر المسرلم ال راهر العدالرة بقرا إسرالمه‪ ،‬وبقرا عدالتره حتر يتحقرق وال ذلرك عنره‬ ‫بمقتض الدليل الشرع ‪ ،‬وال يجو التساهل ف تكفيره أو تفسيقه‪ ،‬ألن ف ذلك محذورين ع يمين‪:‬‬ ‫األول‪ :‬افترا الكذب عل اهلل ف الحكم وعل المحكوم عليه ف الوصف الذي نبزه به‬ ‫والثان ‪ :‬الوقوّ فيما نبز به أخاه إن دان سالما منه وعل هذا فيج قبل الحكم علر المسرلم بكفرر أو‬ ‫فسررق أن ين ررر فر أمرررين‪ :‬أحرردهما‪ :‬داللررة الكترراب والسررنة عل ر هررذا القررول أو الفعررل الموج ر للكفررر أو‬ ‫الفسق‬ ‫)‪(44‬‬ ‫)‪(45‬‬ ‫)‪(46‬‬ ‫)‪(47‬‬ ‫)‪(43‬‬ ‫)‪(49‬‬

‫مسلم‪ :‬كتاب ا يمانو باب ييالي اسم الكفر على الطعن في النسي والنياحة ‪57/1‬و ‪.111‬‬ ‫سب تخريجه ص‪:‬‬ ‫البخاري‪ :‬كتاب ادمبو باب الن ي عن السباب والفسوي ‪464/13‬و ‪.6345‬‬ ‫مجموع الفتاوى‪ .131-119/3 :‬بتصرف يسير واًتصار‪.‬‬ ‫محض ب ات على التوحي من سوا الف م لثالثة أحاميب‪.55-53 :‬‬ ‫محم بن صالح العثيمين‪ :‬و محم بن صالح بن محم بن عثمين الدو يبيو ولد فدي عنيدزة عدام ‪ 1347‬دـ مدن مشدايخهو‬ ‫عب الرحمن السع يو وابن بازو من مؤلفاته تلخيص الجزريةو تفسير آيدات ادحكدام درح عمد ة ادحكدامو نيدل ادرب فدي‬ ‫قواع ابن رجي (علماؤنا ف البورابيو ف البراك‬

‫‪15‬‬


‫والخر‪ :‬انطباق هذا الحكم عل القا‪،‬ل المعين ‪ ،‬أو الفاعل المعين بحيث تتم شروط التكفير و التفسيق فر‬ ‫(‪)53‬‬ ‫حقه وتنتف الموان )‬ ‫‪-11‬إ هاق األنفس وإهدار األموال‪ :‬فكم نفس أ هقه‪ ،‬وأموال أهدرت بكلمة ور وبهتران خرجره –واهلل‬ ‫المستعان‪ -‬وقتل الرنفس مرن أبشر الجررا‪،‬م قرال تعرال ‪(( :‬مرن قترل نفسرا بغيرر نفرس أو فسراد فر األرض‬ ‫فكأنما قتل الناس جميعا)) [الما‪،‬دة‪]32 :‬‬ ‫وقال الرسول –صل اهلل عليه وسلم‪( :-‬ال يزال المر ف فسحة من دينه ما لم يص دما حراما)‬

‫(‪)51‬‬

‫ودذا غرم الناس أمواال ‪،‬ا‪،‬لة ب نون خا‪،‬ئة‪ ،‬والمال له حرمة ال تهف ‪ ،‬قال تعرال ‪(( :‬وال ترأدلوا أمروالكم‬ ‫بينكم بالبا‪،‬ل))[النسا ‪]29 :‬‬ ‫وقال الرسول –صل اهلل عليه وسلم‪( :-‬من ظلم قيد شبر من األرض ‪،‬وقه من سب أر ين)‬

‫(‪)52‬‬

‫‪-12‬استغالل األعدا لهذا األمر واالستفادة منه‪:‬‬ ‫قد يستغل األعدا هذا األمر ف التفرقة برين المسرلمين وإكرارة الشركوك برين الصرفوف‪ ،‬ومرن كرم اجترذاب‬ ‫عاف النفوس إل جانبهم‪ ،‬والتغل عليهم‬ ‫وهذا يتضح جليا من حادكة االفك‪ ،‬فمن آكارها ما أراد سو‪ ،‬التفرقة بين المسلمين والنيل منهم‬ ‫ودذا يتضح من محنة ابن تيمية(‪– )53‬رحمه اهلل‪ -‬حيرث حسرد بعرض العلمرا ذلرك العرالم الجليرل وقرد وجرد‬ ‫الحسد الحط الذي ينفث فيه النار وتحرق بها المحسود‬ ‫فقول الحق الذي دان يجري عل لسانه‪ ،‬الطوا‪،‬ف الكثيرة أغضبها ذلك وأغضبها محاربته ألهرل البا‪،‬رل‬ ‫دالشيعة والصوفية فكان هؤال ممن كاروا وأوغروا الصدور‪ ،‬وأ عجوا األمررا بالشركو‪ ،‬منره المررة‬ ‫(‪)54‬‬ ‫بعد المرة‪ ،‬وأكاروا الغبار حوله لينالوا ما يريدون‬ ‫ودرذا الحررال بالنسرربة للشرريخ –محمرد بررن عبررد لوهرراب(‪-)55‬رحمرره اهلل‪ -‬فلمرا اشررتهر الشرريخ ودتر الكتابررات‬ ‫الكثيرة‪ ،‬وألرف المؤلفرات القيمرة ونشررها برين النراس ظهرر جماعرة دبيررة مرن حسراده ومهالفيره‪ ،‬وظهرر‬ ‫أيضا أعدا آخرون وصار أعداؤه وخصومه قسمين‪ :‬قسم عادوه باسم العلم واإليمان وقسم عادوه باسم‬ ‫السياسررة‪ ،‬ولكررن تسررتروا باسررم العلررم والرردين ؛ فتررارة يقولررون عنرره أنرره مررن الهرروارج‪ ،‬وتررارة يهرررق‬ ‫(‪)56‬‬ ‫اإلجماّ وهكذا‬

‫القواع المثلي في صفات ا وأسمائه الحسنى‪. 39-73 :‬‬ ‫)‪(53‬‬ ‫البخاري‪ :‬كتاب ال ياتو باب قوله ا تعالى‪(( :‬ومن يقتل مؤمناً متعم اً فجزاؤه ج نم ‪1371/11‬و ‪.6361‬‬ ‫)‪(51‬‬ ‫البخاري‪ :‬كتاب الم المو باب يثم من لم يضاً من ادرض ‪13/5‬و ‪1453‬و مسلم ‪ :‬كتاب المساقاة ‪53/11‬و ‪.141‬‬ ‫)‪(51‬‬ ‫ان ر‪ :‬ابن تيمية حياته وعصره وآراؤه وفق ه‪.51-53 :‬‬ ‫)‪53‬‬ ‫محم بن عب الو اب‪ :‬و محم بن عب الو اب بن سليمان التميمي النج ي زعيم الن ضة ال ينيدة ا صدالحية الح يثدة فدي‬ ‫(‪54‬‬ ‫جزيرة العرب ول ‪ 1115‬ـ ونشخ في العيينة بنج وله مصنفات أكثر ا رسائل من ا‪ :‬كتاب التوحي ورسالة كش الشدب ات وتفسدير‬ ‫الفاتحة وتفسير امة أن ال يله يال ا و توفي ‪ 1136‬ـ (ادعالم للزركلي ‪. 137/7‬‬ ‫(‪ )55‬مجموع فتاوى ومقاالت البن باز‪.369-363/1 :‬‬

‫‪16‬‬


‫(معرفة ع م هذا األمر)‬ ‫فمعرفة ع م هذا األمر‪ ،‬ومد‪ ،‬خطورته وأكره‪ ،‬وحكم الشرّ قبل ذلك فيه‪ ،‬بال شك سب ع يم ف تردره‬ ‫واجتنابه‬ ‫فال بد دوما من معرفة الدا حت يعرف الدوا‬ ‫فاذا علم هذا األمر‪ ،‬وما موقف الكتاب والسنة‪ ،‬وما دان من نهرج السرلف الصرالح فيره‪ ،‬ومرا مرد‪ ،‬ترأكيره‬ ‫البالغ وأذاه الجسيم؟ أمكن تسطير العالج وذدره ومن كم العمل به –بأذن اهلل‪-‬‬ ‫(التقو‪ ،‬والورّ والمراقبة)‬ ‫فالتقو‪ ،‬والورّ والمراقبة‪ ،‬دل هذه أساسيات ف عمل دل ‪،‬اعة‪ ،‬وترك دل معصية‬ ‫فمت اتق اهلل المر هذب أقواله وأفعاله‪ ،‬وحرص أن يكون دل ما يصنعه ف مر اة اهلل –تعال –‬ ‫ولو أحس دل فرد أن اهلل معه يحص حرداته‪ ،‬ويسجل أعماله فالبد أن ينضربط سرلوده وفكرره‪ ،‬وينضربط‬ ‫شعوره وقلبه‪ ،‬ال ألن الناس معه‪ ،‬وهو مضطر إ ا هم أن يكون تقيا ومنضربطا‪ ،‬وإنمرا ألن اهلل معره ((إال‬ ‫هو معهم أينما دانوا)) [المجادلة‪]7 :‬‬ ‫والتاريخ اإلسالم حافل بنماذج من الرجال والنسا الذين صفه أنفسرهم‪ ،‬و‪،‬هررت سررا‪،‬رهم‪ ،‬ولرم يكرن‬ ‫ف مقدور الفرد منهم أن ينال من غيره ف غيبته‪ ،‬وهو يعلم أن دالمه يكت ‪ ،‬وحديثه يسجل ((مرا يلفر‬ ‫من قرول إال لديره رقير عتيرد)) [ق‪ ] 18 :‬رقير مسرجل درل حردرة درل همسرة‪ ،‬درل دلمرة ((إن السرم‬ ‫(‪)57‬‬ ‫والبصر والفؤاد دل أولئك دان عنه مسئوال)) [اإلسرا ‪]36 :‬‬ ‫فهو موقن بأنه سيسأل يوم القيامة عن أفعال جوارحه دلها‬ ‫(عدم استدعاؤه)‪:‬‬ ‫(‪)58‬‬

‫فال ن يبدأ غالبا دها‪،‬رة؛ فهو يحصل ف خا‪،‬ر اإلنسان ا طرارا عن غير اختيار‬

‫وقررد قررال ابررن القرريم –رحمرره اهلل‪(-‬واعلررم أن ورود الهرروا‪،‬ر ال يضررر‪ ،‬وإنمررا يضررر اسررتدعاؤه ومحادكترره‪،‬‬ ‫فالها‪،‬ر دالمار عل الطريق‪ ،‬فان لم تستدعه وتردته مر وانصرف عنك‪ ،‬وإن استدعيته سحرك بحديثه‪،‬‬

‫)‪(57‬‬ ‫)‪(53‬‬

‫ان ر االجت ام في الشريعة ا سالميةو وبحوي أًرى من البحو ي المق مدة لمدؤتمر الفقده ا سدالمي الدذي عق تده جامعدة ا مدام‬ ‫محم بن سعوم‪.191-193 /‬‬ ‫تفسير التحرير والتنوير ‪.151/163‬‬

‫‪17‬‬


‫وخدعه‪ ،‬وغره‪ ،‬وهو أخف ش‬ ‫(‪)59‬‬ ‫السماوية المطمئنة)‬

‫عل النفس الفارغة البا‪،‬لة‪ ،‬وأكقل ش‬

‫عل القل والرنفس الشرريفة‬

‫وحيث دان األمر دذلك‪ ،‬لزم مراعاة الهوا‪،‬ر‪ ،‬وعدم تردها دما تشا تلهو بعقل المر وقلبره‪ ،‬فريحكم بهرا‬ ‫عل ماال سند له وال استدالل عليه‬ ‫(صون األذن عن استماّ الغمز)‬ ‫وال شك أن استماّ الغمز واللمز‪ ،‬مما يورث مساوئ ال نون‪ ،‬وما من جارحة ه أشد‬ ‫بعد لسانه من سمعه‬

‫ررا عل العبرد‬

‫وقد صدق القا‪،‬ل‪:‬‬ ‫فانك عند استماّ القبيح‬

‫(‪)63‬‬

‫شريك لقا‪،‬له فانتبه‬

‫وقد قال ابن حجر(‪– )61‬رحمه اهلل‪ -‬من ما ذدره من فوا‪،‬د حادكرة اإلفرك‪( :‬وفيره ذم الغيبرة‪ ،‬وذم‬ ‫(‪)62‬‬ ‫سماعها‪ ،‬و جر من يتعا‪،‬اها السيما إن تضمنه تهمة المؤمن بما لم يق منه)‬ ‫‪(:‬االشررتغال بعررالج عيرروب الررنفس وااللتفررات إليهررا دون عيرروب اآلخرررين) فااللتفررات إلر‬ ‫عيوب اآلخرين وتفصيلها بال داّ‪ ،‬أو مبرر‪ ،‬أنما هو هو‪ ،‬داف إلسا ة ال نون‬ ‫وقد قال ابن القيم –رحمه اهلل‪( :-‬من عرف نفسه اشتغل باصالحها عرن عيروب النراس‪ ،‬ومرن عررف ربره‬ ‫(‪)63‬‬ ‫اشتغل به عن هو‪ ،‬نفسه)‬ ‫نعم من عرف نفسره اشرتغل باصرالحها وتهرذيبها وتقويمهرا عرن تتبر أخطرا النراس و التهرم‪ ،‬ولمرا دران‬ ‫اهلل عنه‪(-‬يبصر أحددم القذاة ف عين أخيه وينس الجذّ فر عرين‬ ‫حاله دما ذدر أبو هريرة(‪– )64‬ر‬ ‫(‪)65‬‬ ‫نفسه)‬ ‫وقررال أبررو حرراتم(‪( :)66‬وإذا درران مررن السررالمة ترررك التجسررس عل ر عيرروب النرراس‪ ،‬مر االشررتغال باصررالح‬ ‫عيوب نفسه‪ ،‬فران اشرتغل بعيوبره عرن عيروب غيرره‪ ،‬أراح بدنره ولرم يتعر قلبره‪ ،‬فكلمرا ا‪،‬لر علر عير‬ ‫لنفسه هان عليه ما ير‪ ،‬مثله من أخيه‪ ،‬ومن اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسره‪ ،‬عمر قلبره‪ ،‬وتعر‬ ‫(‪)67‬‬ ‫بدنه‪ ،‬وتعذر عليه ترك عيوب نفسه)‬ ‫)‪ (59‬الجواب الكافي‪.133 :‬‬ ‫)‪ (6163‬أمب ال نيا وال ين‪.174 :‬‬ ‫) ( ابن حجر‪ :‬و أحم بدن علدي بدن محمد الكنداني العسدقالني الشدافعي ومحد ي مدؤرع أميدي داعر ولد عدام ‪ 773‬وتدوفي ‪351‬‬ ‫زامت تصددانيفه التددي مع م ددا فددي الحد يب والتددريخ وادمب والفقدده علددى مائددة وًمسددين مصددنفا من ددا ‪:‬فددتح البدداري والد رر‬ ‫الكامنة في أعيان المائة الثامنة(تذكرة الحفاي ‪316/5‬‬ ‫)‪ (6163‬فتح الباري‪.431/3 :‬‬ ‫الفوائ ‪.134 :‬‬ ‫) (‬ ‫أبو ريرة‪ :‬اًتلفوا في اس مه واسم أبيه على ثمانية عشر قوالًو وأ ر ا عب مس بن عامر فسمي في ا سدالم عبد ا و‬ ‫)‪(64‬‬ ‫وكان له رة صغيرة فكنى ب او و و من أكثر المح ثين توفي سنة ‪ 57‬ـ وقيل تسع وًمسين (صفة الصفوة ‪. 635/1‬‬ ‫ادمب المفرم للبخاري‪.13 :‬‬ ‫)‪(65‬‬ ‫أبو حاتم‪ :‬محم بن حبان بن أحم السبتي مح ي حافظ مؤرع فقيه لغوي واعظ من تصدانيفه الثقداتو المسدن الصدحيح فدي‬ ‫)‪(66‬‬ ‫الح يبو معرفة القبلة توفي ‪ 354‬ـ (تذكرة الحفاي ‪913/3‬و سير أعالم النبالا ‪. 166/1‬‬ ‫روضة العقالا ونز ة الفضالا‪.115 :‬‬ ‫)‪(67‬‬

‫‪18‬‬


‫(ستر عيوب الناس)‬ ‫فاذا ظهر ألحد عي ف أخيه فعليره سرتره‪ ،‬وعردم إشراعته وإذاعتره ‪،‬أو الرتكلم بره فر درل حرين وفر درل‬ ‫مجلس‬ ‫ودل ذلك منه عنه قال تعال ‪(( :‬إن الذين يحبون أن تشي الفاحشة ف الذين امنوا لهم عذاب أليم فر‬ ‫الدنيا واآلخرة واهلل يعلم وأنتم ال تعلمون)) [النور‪]19 :‬‬ ‫وهذا تأدي لمن سم شيئا من الكالم السيئ‪ ،‬فقام بذهنه ش‬ ‫وال يذيعه‬

‫منه ‪،‬وتكلم به‪ ،‬فال يكثر منره‪ ،‬وال يشريعه‬

‫وتوعد اهلل من فعل ذلك بالعذاب األليم ف الدنيا واآلخرة‪ ،‬وأمرهم برد األمور دلها إليه ليرشدوا‬

‫(‪)68‬‬

‫وقال ابن تيمية–رحمه اهلل‪(-‬وف اآلية نه عن تلق مثل هذا باللسران ‪،‬ونهر عرن أن يقرول اإلنسران مرا‬ ‫لرريس لرره برره علررم ‪،‬لقولرره تعررال ‪(( :‬وال تقررف مررا لرريس لررك برره علم))[اإلسرررا ‪ ]36 :‬واهلل جعررل ف ر فعررل‬ ‫(‪)69‬‬ ‫الفاحشة والقذف من العقوبة ما لم يجعله ف ش من المعاص )‬ ‫(تقديم ال ن الحسن)‬ ‫وهذا امتثاال لقوله تعال ‪(( :‬لوال إذ سرمعتموه ظرن المؤمنرون والمؤمنرات بأنفسرهم خيررا وقرالوا هرذا أفرك‬ ‫مبين))[النور‪]12:‬‬ ‫فيج عل المؤمنين إذا سمعوا سو عن إخروانهم أن يقردموا ال رن الحسرن والهيرر بهرم‪ ،‬ويقولرون هرذا‬ ‫أفك مبين‬ ‫(التثبه والتمحيص والتشكك ف صدقه إل أن يتبين موجبه)‬ ‫(أن يعر ه عل ما بينته الشريعة)‬ ‫وهو أمر تاب لمرا سربقه‪ ،‬فران المرر إذا وجرد شريئا قادحرا دمرا يرراه‪ ،‬ال يكتفر برؤيتره هرو‪ ،‬برل عليره أن‬ ‫يعر ه عل ما بينته الشريعة ‪،‬قبل أن يقرر القرار النها‪،‬‬ ‫وف هذا يقول الشيخ ابن عثيمين–رحمه اهلل ‪(-‬يج قبل الحكم عل المسلم بكفر أو فسق‪ ،‬أن ين ر ف أمرين‪:‬‬

‫أحدهما‪ :‬داللة الكتاب أو السنة عل أن هذا القول أو الفعل موج للكفر أو الفسق‬ ‫الثان ‪ :‬انطباق هذا الحكم عل القا‪،‬ل المعين أو الفاعل المعين )‬ ‫(عدم التحقق والتجسس)‬

‫)‪(63‬‬ ‫)‪(69‬‬ ‫)‪(73‬‬

‫تفسير ابن كثير ‪.73/5‬‬ ‫الفتاوى‪.331/15 :‬‬ ‫القواع المثلى في صفات ا وأسمائه الحسنى‪.39-37 :‬‬

‫‪19‬‬

‫(‪)73‬‬


‫وقد ي ن أن هذا يهالف ما سبق من ح ث عل التثبه والتمحريص‪ ،‬ولكرن األمرر لريس درذلك‪ ،‬فالتثبره والتمحريص يكرون‬ ‫بعد ظهور أمر يوجبه‪ ،‬أما التجسس المقصود هنا فهو البحث عن الهبايا واألستار‪ ،‬دون أن يكون هناك مرا يوجبره‪ ،‬برل‬ ‫دل ما ف األمر أوهام وخوا‪،‬ر وظنون ‪،‬ال أساس لها بل با‪،‬لة‬ ‫وهذا السلوك وهو التحسس والتجسس دثيرا ما يلجأ إليه من يتهم غيره بسو ‪ ،‬فيقرول‪ :‬سرأحاول أن أتحقرق فيتجسرس‬ ‫عل غيره بغير حق‪ ،‬وبرذلك يرتكر ذنبرا آخرر‪ ،‬وأحيانرا بعرد التجسرس ‪،‬يصرل إلر نتيجرة تحقرق لره ظنره‪ ،‬فيغتراب أخراه‬ ‫المسلم‪ ،‬ويذدره بسو ‪ ،‬فيرتك كالث آكام‪ ،‬وهكذا يجر ظن السو إل آكام عديدة ‪،‬إن لم يبتره المر ‪ ،‬ويقط مادته من‬ ‫جذورها ولذلك نه اهلل عن التجسس والغيبة ‪،‬بعد النه عن سو ال ن ‪،‬تنبيها للمسلم‪ ،‬وتحذيرا لره مرن الترورط فيمرا‬ ‫(‪)71‬‬ ‫يجره سو ال ن بالمسلم ال اهر العدالة المستور‬

‫(عدم العمل بموجبه والتحدث به)‬ ‫وف هذا األمر يقول اهلل تعال ‪(( :‬ولوال إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نرتكلم بهرذا سربحانك هرذا بهتران‬ ‫ع يم))[النررور‪ ]16 :‬فهررذا تأديرر مررن اهلل للمررر إن علررق بنفسرره شرر مررن ظررن السررو علرر أخيرره‪،‬‬ ‫(‪)72‬‬ ‫وسوسة‪ ،‬أو خياال‪ ،‬فال ينبغ أن يتكلم به‬ ‫ويستهين دثير من الناس ف هذا األمر‪ ،‬فكل من وسوس له الشريطان بشر ‪ ،‬أو خطرر ببالره خرا‪،‬ر أخرذ‬ ‫يحدث به‪ ،‬ويذيعه بين الناس بغير تحف أو احترا أو اعتبار‪ ،‬وهذا من األمور العجيبة‪ ،‬إذ أنه قرد يسرهل‬ ‫عل هؤال ‪ ،‬ويهون عليهم التحف من أدل الحرام وال لم والزن والسرقة وشرب الهمرر وغيرر ذلرك‪،‬‬ ‫ويصع عليهم التحف من حردة اللسان حت أننا نر‪ ،‬الواحد منهم يشار إليه بالردين والزهرد والعبرادة‪،‬‬ ‫وهررو يررتكلم بالكلمررة مررن سررهط اهلل ال يلق ر لهررا برراال‪ ،‬يررزل بالكلمررة الواحرردة منهررا أبعررد مررا بررين المشرررق‬ ‫والمغرررب‪ ،‬ودررم نررر‪ ،‬مررن متررورّ عررن الفررواحم وال لررم ؛ولسررانه يفررري ف ر أعررراض النرراس األحي را‬ ‫واألموات ‪،‬وال يبال ما يقول ومما يدل عل ذلك قوله –صل اهلل عليه وسلم‪( :-‬قال رجل‪ :‬واهلل ال يغفر اهلل لفالن‪،‬‬ ‫فقال اهلل –عز وجل‪-‬من ذا الذي يتأل عل أن ال أغفر لفالن؟ قد غفرت له وأحبطه عملك)‬

‫(‪)73‬‬

‫فهذا العابد الذي عبد اهلل ما شا أن يعبده‪ ،‬أحبطه هذه الكلمة الواحدة عمله دله؟‬ ‫فمن سم قا‪،‬ال يقول سو ف أحد فال يهبر به‪ ،‬ويحدث السيما إذا دان القا‪،‬ل عيابة وقاعرا فر النراس ‪،‬سرليط اللسران‪،‬‬ ‫(‪)74‬‬ ‫أو داف معرة عن نفسه ‪ ،‬يريد أن يكثر أمثاله ف الناس وهذا دثير جدا‬ ‫وبالجملة فال يحدث اإلنسان إال بالحق‬

‫(‪)75‬‬

‫(عالج أهم األسباب الدافعة إل إسا ة ال ن)‬ ‫من أهم األسباب الدافعة إل إسا ة ال ن أمور أربعة‪:‬‬

‫‪-1‬الهو‪-2 ،‬الجهل ‪-3‬العج بالنفس ‪-4‬الحسد‬

‫)‪(71‬‬ ‫)‪(71‬‬ ‫)‪(73‬‬ ‫)‪(74‬‬ ‫)‪(75‬‬

‫السلوك االجتماعي في ا سالم‪.91 :‬‬ ‫تفسير ابن كثير‪.73/5 :‬‬ ‫مسلم‪ :‬كتاب البر والصلة واآلمابو باب الن ي عن تقنيط ا نسان من رحمه ا تعالى‪137/16 :‬و‪.174‬‬ ‫الجواب الكافي‪.133 :‬‬ ‫م اواة النفوس وت ذيي ادًالي والز في الرذائل‪.39 :‬‬

‫‪21‬‬


‫أما الهو‪: ،‬فمرا خرالط شريئا إال أ فسرده‪ ،‬وإذا وقر فر األقروال واألخبرار دران دافعرا إلر الكرذب واالفتررا‬ ‫وسو ال ن ؛قال تعرال ((إذ تلقونره بألسرنتكم وتقولرون برأفوا هكم مرا لريس لكرم بره علرم وتحسربونه هينرا‬ ‫وهو عند اهلل ع يم))[النور‪]15:‬‬ ‫وأما الجهل والحسد‪ :‬فهما سببان لسرو ال رن درذلك‪ ،‬وقرد دران مرن أهرم األسرباب التر دفعره فر أسرا ة‬ ‫ال ن‪ ،‬وإكارة الشكوك حول الشيخ محمد بن عبد الوهاب–رحمه اهلل‪-‬حيث يقول الشيخ عبد العزيز بن با –‬ ‫رحمه اهلل‪-‬أكنرا ذدرره قصرته‪( :‬فأجراب دعوتره دثيررون مرن العلمرا فر نجرد‪ ،‬وعلمرا الحررمين وعلمرا الريمن وغيررهم ‪،‬‬ ‫ودتبوا إليه بالموافقة‪ ،‬وخالفه آخرون ‪،‬وعابوا ما دع إليه وذموه‪ ،‬ونفروا عنه وهم بين أمرين‪:‬‬

‫ما بين جاهل خراف ال يعرف دين اهلل‪ ،‬وال يعرف التوحيد‪ ،‬وإنما يعرف مرا هرو عليره آبراؤه وأجرداده مرن‬ ‫الجهل والضالل والشرك‪ ،‬والبدّ والهرافات ‪،‬دما قال اهلل –عز وجل‪-‬عن أمثال أولئك ((إنا وجردنا آبا نرا‬ ‫عل أمة وإنا عل آكارهم مقتدون))[الزخرف‪]23:‬‬ ‫و‪،‬ا‪،‬فة أخري ردوا عنادا وحسدا لئال يقول العامة‪ :‬ما بالكم لم تنكروا علينا هذا الشر ؟ لمراذا جرا ابرن‬ ‫عبررد الوهرراب وصررار عل ر الحررق وأنررتم علمررا ولررم تنكررروا هررذا البا‪،‬ررل؟! فحسرردوه وخجلرروا مررن العامررة‪،‬‬ ‫وأظهروا العناد للحق‪ ،‬إيثارا للعاجل عل اآلجل‪ ،‬واقتدا براليهود فر إيثرارهم الردنيا علر اآلخررة‪ ،‬نسرأل‬ ‫(‪)76‬‬ ‫اهلل العافية والسالمة)‬ ‫وهذا األمران وهما الجهل والحسد ‪،‬بال شك سببان ع يمان من أسباب إسا ة ال نون وإكارتها وإشاعتها‬

‫أما بالنسبة للعج بالنفس‪ :‬فذلك أن أدثر من يصاب بهذا المرض‪ ،‬ذوو المناص والوجاهات واألغنيا ؛‬ ‫(‪)77‬‬ ‫والمترفون والمشتردون ف عمل واحد‬ ‫وأما عالج هذه األمور األربعة باختصار شديد فكما يل ‪:‬‬ ‫فأمررا الهررو‪ ،‬والعجر بررالنفس فعالجرره‪ :‬أن يصررلح المررر با‪،‬نرره‪ ،‬ويحرررص علر اسررتقامة قلبرره و‪،‬هارترره‬ ‫‪،‬وعليه بهشية اهلل وخوفه ومراقبته‪ ،‬واإلخالص له واإليمان به‬ ‫وأما بالنسبة للجهل‪ :‬فعالجه هو ‪،‬ل العلم الناف‬ ‫وأما بالنسبة للحسد‪ :‬فعالجه دما يذدره شيخ اإلسالم ابن تيمية–رحمه اهلل‪( :-‬فمن وجد فر نفسره حسردا‬ ‫لغيره ‪،‬فعليه أن يستعمل معه التقو‪ ،‬والصبر‪ ،‬فيكره ذلك من نفسه‪ ،‬ودثير من الناس الذين عنردهم ديرن‬ ‫ال يعتدون عل المحسود‪ ،‬فال يعينون من ظلمه‪ ،‬ولكنهم أيضا ال يقومون بما يج مرن حقره‪ ،‬برل إذا ذمره‬ ‫أحد لم يوافقوه عل ذمه‪ ،‬ولم يذدروا محامده‪ ،‬ودذلك لرو مدحره أحرد لسركتوا‪ ،‬وهرؤال مردينون فر تررك‬ ‫المأمور ف حقه‪ ،‬مفر‪،‬ون ف ذلك ال معتدون عليه ‪،‬وجزاؤهم أنهم يبهسون حقوقهم فال ينصفون أيضا‬ ‫ف موا ‪ ،‬وال ينصرون عل من ظلمهم‪ ،‬دما لم ينصروا هذا المحسود ‪،‬وأما مرن اعترد‪ ،‬بقرول أو فعرل‬ ‫(‪)78‬‬ ‫فذلك يعاق )‬ ‫)‪(76‬‬ ‫)‪(77‬‬ ‫)‪(73‬‬

‫مجموع فتاوى ومقاالت‪ 363-361/1 :‬بتصري‬ ‫ان ر السلوك االجتماع في ا سالم‪.91 :‬‬ ‫مجموّ الفتاوى ‪.115/13‬‬

‫يسير‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫المبحث الثان‬

‫فمن اتق اهلل جعل له مهرجا من مضا‪،‬ق الدنيا ومضا‪،‬ق اآلخرة‪ ،‬فالتقو‪ ،‬باب لتفريج دل الكررب‪ ،‬ومنهرا دربرة‬ ‫ال لم والبهتان؛ قال تعال ‪(( :‬ومن يتق اهلل يجعل له مهرجا))[الطالق‪]2 :‬‬

‫الحيرراة الرردنيا دار ابررتال وفنررا ‪ ،‬واآلخرررة هر دار الجررزا والبقررا ‪ ،‬وقررد قررال تعررال ‪(( :‬أحسر النرراس أن‬ ‫يتردوا أن يقولوا امنا وهم ال يفتنون))[العنكبوت‪]2:‬‬ ‫وقد حثنا اهلل عل مقابلة هذا االبتال بالصبر والثبات واالحتساب‪ ،‬وعدم الجزّ أو السهط أو االنحراف‬ ‫وال بد من العلم الجا م بأن هلل تعال حكما ع يمة ف هذا االبتال ‪،‬وف هذا يقول ابن القريم–رحمره اهلل‪-‬‬ ‫‪( :‬وإذا تأمله حكمته –سبحانه‪ -‬فيما ابتل به عباده وصفوته ‪ ،‬بما سراقهم بره إلر أجرل الغايرات‪ ،‬وأدمرل‬ ‫النهايات الت لم يكونوا يعبرون إليها إال عل جسر من االبتال واالمتحان‬ ‫ودان ذلك االبتال واالمتحان عين المنهج ف حقهم والكرامة ‪،‬فصورته صورة ابرتال وامتحران‪ ،‬وبا‪،‬نره‬ ‫(‪)79‬‬ ‫فيه الرحمة والنعمة‪ ،‬فكم هلل من نعمة جسيمة ومنة ع يمة‪ ،‬تجن من قطوف االبتال والمتحان)‬ ‫فاالبتال للمؤمن دالدوا له ‪،‬يستهرج منه األدوا ‪ ،‬وت هر بره عبوديتره وذلره هلل وانكسراره لره وافتقراره‬ ‫(‪)83‬‬ ‫إليه‬

‫وهذا سب ع يم لحصرول المطالر والمقاصرد‪ ،‬يغفرل عنره دثيرر مرن الناس‪،‬فراهلل أمرنرا بالردعا وواعردنا‬ ‫باالستجابة فقال –عز من قا‪،‬ل‪((-‬أدعون استج لكم))[غافر‪]63 :‬‬

‫وف هذا األمر يقول الشيخ محمد األمين الشنقيط (‪– )81‬رحمره اهلل‪(( :-‬ولمرا دران المجتمر ال يسرلم فررد‬ ‫من أفراده دا‪،‬نا من دان من مناو‪ ،‬يناؤه ‪ ،‬ومعاد يعاديه‪ ،‬من مجتمعه اإلنس والجن ‪ ،‬لريس يهلرو مرن‬ ‫د ولو حاول العزلة ف رأس الجبل‪ ،‬ودان دل فرد محتاجا إل عالج هذا الدا الرذي عمره بره البلرو‪،،‬‬

‫)‪(79‬‬ ‫)‪(33‬‬ ‫)‪(31‬‬

‫يسير‬

‫مفتاح مار السعامة‪ 331-199/1 :‬بتصري‬ ‫يغاثة الل فان‪.149-143/1 :‬‬ ‫محم ادمين الشنقيطي‪ :‬اسمه محم ادمين ولقبه‪ :‬آباو واسم أبيه‪ :‬محم المختار بن عب القامر بن محمد بدن المختدارو ولد‬ ‫عام ‪ 1315‬ـ من القطر المسمى نقيط و دو مولدة موريتانيدا ا سدالمية اآلنو مرس فدي المسدج النبدويو وكدان أحد يضدة‬ ‫كبددار العلمددااو وكددان عضددو المجلددس التخسيسددي للرابطددةو مددن مؤلفددات‪ :‬مددذكرة ادصددول علددى روضددة النددا رو رفددع يي ددام‬ ‫االضطراب من آي الكتابو ومنع جواز المجاز في المنزل للتعب وا عجاز توفي ‪ 1393‬ـ (أضواا البيان الجزا ‪1‬‬

‫‪22‬‬


‫من دتابه بين فيها أن عالج منراوأة اإلنسر هرو‪ :‬اإلعرراض عرن‬ ‫أو ح –تعال ‪-‬عالجه ف كالكة موا‬ ‫إسا ته‪ ،‬ومقابلتها باإلحسان‪ ،‬وأن شيطان الجن ال عالج لدا‪،‬ه إال االستعاذة باهلل من شره‬ ‫األول‪ :‬قوله تعال ف أخريرات األعرراف فر اإلنسر ‪(( :‬خرذ العفرو وأمرر برالعرف وأعررض عرن‬ ‫المو‬ ‫الجاهلين))[األعراف‪]169 :‬‬ ‫الثان ‪ :‬ف سورة المؤمنين قال فيه ف اآلية ‪(( :‬ادفر برالت هر أحسرن السريئة نحرن أعلرم بمرا‬ ‫المو‬ ‫يصفون))[المؤمنون‪]96 :‬‬ ‫المو روّ الثالرث‪ :‬فر فصرله وقرد اد فيره تعرال التصرريح برأن ذلرك العرالج السرماوي يقطر ذلرك الردا‬ ‫الشيطان ‪ ،‬و اد فيه أيضا أن ذلك العالج السماوي ال يعط لكرل النراس برل ال يعطراه إال صراح النصري‬ ‫األوفر والح األدبر قال فيه ف اآلية‪(( :‬ادف بالت هر أحسرن فراذا الرذي بينرك وبينره عرداوة دأنره ولر‬ ‫(‪)82‬‬ ‫حميم))[فصله‪ ]34:‬ومن عمل ذلك حصل عل خير دثير))‬ ‫وقال الشيخ عبد الرحمن ناصر السعدي–رحمه اهلل‪( :-‬ولما دان ال بد للعبد من أذيرة الجراهلين لره برالقول‬ ‫أو الفعل‪ ،‬أمر اهلل باإلعراض عنهم ‪ ،‬وعدم مقابلة الجاهلين بجهلهم‪ ،‬فمن آذاك بقولره أو فعلره فرال ترؤذه‪،‬‬ ‫ومن حرمك فال تحرمه‪ ،‬ومن قطعك فصله‪ ،‬ومن ظلمك فاعدل معه‬ ‫فبرذالك يحصرل لررك مرن الثرواب مررن اهلل‪ ،‬ومرن راحرة القلر وسركونه‪ ،‬ومرن السررالمة مرن الجراهلين‪ ،‬ومررن‬ ‫(‪)83‬‬ ‫انقالب العدو صديقا‪ ،‬ومن التبو من مكارم األخالق أعالها أدبر ح ‪ ،‬وأوفر نصي )‬

‫من أنف األمور للمبتل بهذا األمر ‪،‬أو ما سواه من االبتال ات ‪،‬التأس بمن سبق وسلف‬ ‫وليعلم أنه ما من قرية أو مدينة‪ ،‬بل وال ف أي بيه مرن لرم يصر ‪ ،‬برل البرد أن يكرون هنراك مرن أصري ‪ ،‬فمرنهم‬ ‫من أصي مرة‪ ،‬ومنهم من أصي مرارا ؛وليس ذلك بمنقط حت يأت عل الجمي‬ ‫حت نفس المصاب‪ ،‬فيصاب أسوة بأمثاله ممن تقدمره‪ ،‬فانره إن ن رر يمنرة فرال يرر‪ ،‬إال محنرة‪ ،‬وإن ن رر‬ ‫يسرة فال ير‪ ،‬إال حسرة‪ ،‬فلو علم المصاب أنه لو فتم العالم لم يرر فريهم إال مبتلر ‪ ،‬أمرا بفروات محبروب‬ ‫أو حصول مكروه‪ ،‬فسرور الدنيا أحالم نوم‪ ،‬أو د ل ا‪،‬رل‪ ،‬إن أ رحكه قلريال أبكره دثيررا‪ ،‬إن علرم ذلرك‬ ‫(‪)84‬‬ ‫سله نفسه وتصبرت‬ ‫فان اهلل ابتل آدم ونوحرا وموسر وعيسر ومحمرد –صرلوات اهلل وسرالمه علريهم أجمعرين‪-‬فلمرا صربروا‬ ‫(‪)85‬‬ ‫مكنهم ‪،‬فال ي ن أحد أنه يهلص من األلم البتة وهذا أصل ع يم ينبغ معرفته‬ ‫وقد ابتل بهذا األمر خاصة دثير ممن هم من خير هذه األمة‪ ،‬مما يوج التسلية والصبر والتعزية‬ ‫وهذه كالث نماذج من أولئك‪:‬‬ ‫)‪(31‬‬ ‫)‪(33‬‬ ‫)‪(34‬‬ ‫)‪(35‬‬

‫ا سالم مين كامل‪.6 :‬‬ ‫تيسير اللطي المنان‪.43-41 :‬‬ ‫ان ر‪ :‬تسلية أ ل المصائي‪.11-13 :‬‬ ‫ان ر الفوائ ‪.155-154 :‬‬

‫‪23‬‬


‫اهلل عنها‪ :-‬فها هر أم المرؤمنين وج رسرول اهلل –صرل اهلل عليره وسرلم‪-‬بنره‬ ‫أوال‪ :‬عا‪،‬شة(‪– )86‬ر‬ ‫أبر بكررر الصررديق –ر ر اهلل عنرره‪-‬هرراه ذي ترمر فر أمانتهررا ووفا‪،‬هررا‪ ،‬ترمر وهر بريئررة غافلررة ال‬ ‫تحتاط لش وال تتوق شيئا‪ ،‬فال تجد ما يبرؤها مما رميه بره‪ ،‬والروح يتلبرث مردة لحكمرة يريردها اهلل‪،‬‬ ‫وه ف مثل هذا الموقف الهطير‪ ،‬وهذا االبتال الع يم‬ ‫ويا هلل لها ورسوله –صل اهلل عليه وسلم‪ -‬يقول لها‪ ( :‬أما بعد‪ :‬فانه قد بلغن عنك دذا ودرذا‪ ،‬فران دنره‬ ‫بريئررة فسرريبرؤك اهلل –تعررال ‪-‬وإن دنرره ألممرره بررذن فاسررتغفري اهلل وترروب إليرره‪ ،‬فرران العبررد إذا أعترررف‬ ‫(‪)87‬‬ ‫بذنبه كم تاب‪ ،‬تاب اهلل عليه)‬ ‫وها هو ذا أبو بكر الصديق –ر‬ ‫ف عر ه‪ ،‬ف ابنته‬

‫اهلل عنه‪-‬ف وقاره وحساسيته‪ ،‬و‪،‬ي نفسه يلزمه األلم‪ ،‬وهو يرم‬

‫وها هو ذا رسول اهلل – صل اهلل عليه وسلم ‪ -‬يرم ف‬ ‫أن نصور ذلك األمر لن نستط‬

‫وجه –بل أح‬

‫وجاته إليه(‪ )88‬ومهمرا أردنرا‬

‫كانيا‪ :‬ابن تيمية –رحمه اهلل‪ :-‬فها هو ذا شيخ اإلسرالم ابرن تيميرة –رحمره اهلل‪-‬ينسر ترارة إلر التجسرم‪،‬‬ ‫وتارة إل الزندقة‪ ،‬وتارة يقال عنه أن يسع لإلمامة الكبر‪ ،،‬وتارة يقال أنه مبتدّ وهو من ذلك دلره‬ ‫(‪)89‬‬ ‫بري‬ ‫كالثا‪ :‬محمد بن عبد الوهاب وهذا الشيخ الفا ل أيضا نس إليه بغض األوليرا واألنبيرا ‪ ،‬وقيرل فيره أنره‬ ‫ال مضل‪ ،‬جاهل ب معن ال إله إال اهلل‪ ،‬وأنره أتر األمرة مرن البراب الضريق وهرو تكفيرهرا‪ ،‬ولرم يأتهرا مرن‬ ‫(‪)93‬‬ ‫الباب الواس ؛إل غير ذلك من االفترا ات‬ ‫وهررذه كررالث نمرراذج ممررن افتررري علرريهم‪ ،‬وظررن بهررم ظررن السررو –والعيرراذ برراهلل‪-‬فلرريكن دررل مبتلر متأسرريا‬ ‫بهؤال ‪،‬ومن سواهم من األخيار ممن لم يذدروا –واهلل المستعان‪-‬‬

‫)‪(36‬‬ ‫)‪(37‬‬ ‫)‪(33‬‬ ‫)‪(39‬‬ ‫)‪(93‬‬

‫عائشة –رضي ا عن ا‪ -‬ي أم المؤمنين زوج رسول ا –صلى ا عليه وسلم‪-‬تزوج ا بمكدة قبدل ال جدرة بدثالي سدنينو‬ ‫وكان ل ا ست سنينو وقبض عن ا و ي بنت ثمان عشر سنة تكنى أم عب ا و وكانت عالمة فقيهو مفنت بالبقيعو في ًالفدة‬ ‫معاوية سنة ‪ 53‬ـ (صفة الصفوة ‪15/1‬و وفيات ادعيان‪.16/3 :‬‬ ‫البخاري كتاب التفسيرو باب قول ا تعالى‪(( :‬لوال يذ سمعتموه قلتم ما يكون ‪.451/3 ..‬‬ ‫في الل القرآن ‪.1499-1493/4‬‬ ‫حياة يخ ا سالم‪.47-43 :‬‬ ‫مجموع فتاوى مقاالت ‪369/1‬و الرسائل المفي ة ‪.193‬‬

‫‪24‬‬


‫اخلامتة‬ ‫الحمررد هلل رب العررالمين والصررالة والسررالم علر أفضررل المرسررلين نبينررا محمررد وعلر آلرره وصررحبه‬ ‫أجمعين‬ ‫أما بعد‪:‬‬ ‫فبعد استعرا نا ف هذا البحث الموجز ظن السو نستنتج أمور عدة منها‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫أن ظن السو بالمسلم ال اهر العدالة محرم‬

‫‪-2‬‬

‫أن ظرن السررو هرو مرا دران مبنيررا علر وهررم أو هرو‪ ،‬مجرد‪،‬ممررا ال أسراس لرره يعتمرد عليرره سررو‪،‬‬ ‫أبا‪،‬يل ا‪،‬فة‬

‫‪-3‬‬

‫أن للكتاب والسنة موقف حا م وحاسم من هذا األمرر‪ ،‬فقرد نهر اهلل عنره‪ ،‬وأدرد نهيره برأمور عردة‬ ‫‪،‬ونه عن ذلك نبينا محمد – صل اهلل عليره وسرلم ‪ -‬وبرين مرد‪ ،‬دذبره وبهتانره‪ ،‬وبعرض دوافعره‬ ‫ومن أهمها هو الشيطان الذي يجري من ابن آدم مجر‪ ،‬الدم‬

‫‪-4‬‬

‫أن السلف الصالح –ر وان اهلل عليهم‪-‬ممن التزموا بالمنهج السديد السليم‪ ،‬دان لهم دذلك موقفا‬ ‫صحيحاُ تجاه هذا األمر‪ ،‬فحذروا منه غيرهم‪ ،‬واجتنبوه هم بأنفسهم وو عوا مقاييس دقيقة تحدد‬ ‫لهم ظن السو من غيره‬

‫‪-5‬‬

‫آكاره‪ :‬وه دثيرة وخطيرة جداعل هذه األمة‬

‫‪-6‬‬

‫العررالج‪ :‬وهررو عررالج لألمررة لتجتررث جررذور هررذا الررذن مررن أصررولها‪ ،‬وتسررتطي التغل ر عل ر ذلررك‬ ‫‪،‬وعالج آخر للمجتم لك ال يضعف ويهور ويتغل عل البا‪،‬ل مهما دان‬ ‫والحمد هلل رب العالمين ‪،‬والصالة والسالم عل أفضل المرسلين نبينا محمد وعل آله وصحبه‬

‫‪25‬‬


‫املصادر واملراجع‬ ‫‪/1‬ابن دثير‪،‬تفسير القرآن الكريم‪1433،‬هـ‪،‬ط‪ ،4‬دار المعرفة ‪،‬لبنان‪،‬بيروت‬ ‫‪/2‬ابن سعدي ‪،‬عبدالرحمن بن ناصر ‪،‬تيسير الكريم الرحمن ف تفسير دالم المنان‪،‬المؤسسة السعدية‬ ‫‪،‬الرياض‬ ‫‪/3‬ابن عاشور‪،‬محمد الطاهر‪،‬تفسير التحرير والتنوير‪1988،‬م‪،‬ط‪،2‬الدار التونسية للنشر ‪،‬تونس‬ ‫‪/4‬اب داوود‪،‬سنن اب داوود‪،1438،‬ط‪،‬دار الريان‪،‬لبنان‪،‬بيروت‬ ‫‪/5‬الفيرو ابادي‪،‬مجدالدين محمد‪،‬القاموس المحيط‪1989،‬م‪،‬دار الكتاب العرب ‪،‬القاهرة ‪،‬مصر‬ ‫‪/6‬ابن عثيمين‪،‬محمد صالح‪،‬االصول ف علم االصول‪،‬ط‪،،1439،2‬دار ‪،‬يبة ‪،‬الرياض‬ ‫‪/7‬ابو الحسن الماوردي‪،‬عل بن محمدالبصري‪،‬أدب الدنيا والدين‪1398،‬م‪،‬ط‪،4‬دار الكت‬ ‫العلمية‪،‬بيروت‬ ‫‪/8‬ابوالحسن الآلمدي‪،‬عل محمد‪،‬االحكام ف اصول االحكام‪1978،‬م‪،‬ط‪،1‬دارالحديث‪،‬القاهرة‪،‬مصر‬ ‫‪/9‬ابوحاتمبن حبان البسنف ‪،‬رو ة العقال ونزهة الفضال ‪1337،‬هـ‪،‬دار الكت العلمية‪،‬بيروت ‪،‬لبنان‬ ‫‪/13‬ابن النجار‪،‬محمد بن احمد التنوح ‪،‬شرح الكود المنير‪1433،‬هـ‪،‬ط‪،‬جامعة ام القر‪ ،‬مكه‬ ‫المكرمة‬ ‫‪/11‬ابن القيم الجو ية‪،‬محمد بن اب بكر‪،‬الفوا‪،‬د‪،1987،‬ط‪،1‬دار الريان للتراث ‪،‬القاهرة ‪،‬مصر‬ ‫‪/12‬االجتهاد ف الشريعة االسالمية ‪،‬من البحوث المقدمة لموتمر الفقه االسالم ‪ ،‬جامعة االمام محمد‬ ‫بن سعود‬ ‫‪/13‬عبدا لعزيز بن با ‪،‬مجموعة فتاوي ومقاالت ‪1437،‬هـ‪،‬ط‪،2‬موسسة ابن با الهيرية ‪،‬الرياض‬ ‫‪/14‬ابن با ‪،‬أخالق المؤمنين والمؤمنات‪،‬درس علم مسجل ‪،‬الموق الرسم لشيح عبدالعزيز بن با‬ ‫رحمه اهلل‬ ‫‪/15‬ابن حميد‪،‬صالح عبداهلل بن حميد‪،‬سو ال ن‪،‬محا رة مسجلة‪،‬الموق الرسم لشيخ صالح بن حميد‬

‫‪26‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.