تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي
حماضرات
الفكر الاقتصادي التجاري
LES MERCANTILISTES )ق 61-61 :م( -6التطورات اجلديدة املمهدة لظهور املراكنتيلية: قبل ظهور املرياكنتيلية مكذهب اقتصادي و كس ياسات اقتصادية فامي بعد ,حدثت تطورات س ياس ية و اقتصادية و جغرافية و فلسفية سامهت يف ظهور ها و تطورها ومن تكل التطورات اجلديدة : -6اتساع العامل :ونقصد هبذا اتساع العامل ابلنس بة ل ألوربيني اذلين بد أأوا يف اكتشاف القارات ا ألخرى والطرق العاملية للتجارة ،والاحتاكك ابلشعوب ا ألخرى مما أأثر عىل تغيري الفكر و اذلهنيات عند ا ألوربيني ،ومن مظاهر هذا الاتساع : اتصال أأورواب ابلرشق الساليم املتقدم اقتصاداي عىل اثر احلروب الصليبية. اكتشاف طرق مواصالت حبرية دولية جديدة ) طريق ر أأس الرجاء الصاحل اىل الهند والرشق ا ألقىص(. -2 -1
-9 -5
اكتشاف كولومبس للطريق البحري اىل القارة ا ألمريكية س نة ،6941واكتشاف منامج اذلهب الغنية هناك. حترر العبيد والفالحني من سطوة النظام القطاعي يف أأورواب نتيجة لعوامل عديدة واجته معظم املتحررين خارج النشاط الزراعي ليعملوا ابلتجارة. الانفصام بني ادلين والفكر ،ويقصد به ظهور الالئكية وما يعرف ابلهنضة والتحرر الفكري اذلي ساد أأورواب. ويف هذه املرحةل مسح ابلتعامل ابلفائدة اليت اكنت ممنوعة من قبل و أأحدث هذا ثورة كبرية يف النشاط الاقتصادي يف أأورواب مع ظهور البنوك يف هولندا مث اجنلرتا ،حبيث أأصبحت هذه البنوك متول التجارة اخلارجية مما أأعطاها دفعا كبريا. ظهور ما يعرف ابلثورة التقنية اكخرتاع البوصةل وأةل النس يج اىل غري ذكل من الاخرتاعات البس يطة اليت أأحدثت تغيريا هاما يف النشاط الاقتصادي. ظهور ادلول احلديثة والابتعاد عن انشاء المرباطورايت والاهامتم ابنشاء ما يعرف ابدلوةل القومية Etat-Nationفظهرت ادلول ا ألوربية احلديثة وقد اندى العديد من املفكرين يف تكل الفرتة بتقوية ادلوةل ،مما أأعطى أأمهية كبرية لتدخل ادلوةل يف النشاط القتصادي.
-2ا ألفاكر و الس ياسات املراكنتيلية ظهرت املراكنتيلية يف أأورواب منذ بداية القرن اخلامس عرش وخالل تفسخ النظام القطاعي تيار جديد من ا ألفاكر الاقتصادية أأطلق عليه مؤرخو الفكر الاقتصادي أأمس ( مدرسة التجاريني ) ،حيث أأمسر هذا التيار سائدا من الناحية الفكرية ومن انحية توجهيه للس ياسة الاقتصادية يف أأورواب حىت منتصف القرن الثامن عرش .وقد متزي هذا النظام بأأن التجارة يه النشاط الرئييس ،و أأن الصناعة وبقية ا ألنشطة 1
حماضرات
تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي
الاقتصادية ا ألخرى اكنت اتبعه للتجارة ويف خدمهتا ،وذلكل مسيت ر أأساملية هذه الفرتة ابلر أأساملية التجارية .ومن ا ألفاكر اليت كونت فلسفهتم الاقتصادية و أأصبحت ظاهرة عامة يف بالد أأورواب أأن الرثوة احلقيقية يه امتالك اذلهب والفضة و أأن هذه الرثوة يه أأساس قوة ادلوةل ، وجعلوا احلصول عىل هذين املعدنني هو الغرض الرئييس اذلي جيب أأن تسعى الس ياسة الاقتصادية لتحقيقه ،وذلكل مسيت نظريهتم بنظرية ( اقتصاد القوة ) .غري أأنه اذا اكن ذكل هو املبد أأ العام اذلي وجه س ياسة ادلول ا ألوروبية يف تكل الفرتة ،فان لك دوةل قد طبقت س ياسة خمتلفة عام طبقته ادلول ا ألخرى يف سبيل حتقيق هذا املبد أأ .وميكن المتيزي بصفة عامة ،بني ثالثة أأنواع من الس ياسات اليت طبقت يف هذا الصدد طبقت ا ألوىل مهنا يف اس بانيا ،والثانية يف فرنسا ،والثالثة يف اجنلرتا .وهذه الس ياسات اكلتايل: أأول :املراكنتيلية املعدنية يف اس بانيا (La Politique Bullionisteيف ق 61م) : تتلخص س ياسة الس بان يف منع تصدير املعادن النفيسة اىل اخلارج واشرتاط استيفاء مثن البضائع املصدرة ابملعادن المثينة وهبذه الس ياسة بلغت أأس بانيا يف القرن السادس عرش ( عرصها اذلهيب ) فتاكثرت مكيات اذلهب والفضة الواردة علهيا من مس تعمراهتا ا ألمريكية ،وتأأسست صناعهتا الضخمة وانتعشت أأسواقها . لكن الاقتصادي جان بودان Jean Bodinيف النظرية المكية يف النقد لحظ أأن جتميع اذلهب و الفضة س يؤدي اىل ارتفاع ا ألسعار و أأن هذا التجميع لن يدوم ألن ارتفاع ا ألسعار س يؤدي اىل ختفيض الصادرات و ارتفاع الواردات و اختالل املزيان التجاري . اثنيا :املراكنتيلية الصناعية يف فرنسا ( La Politique Industrielleيف ق 61م) : وتقوم هذه الس ياسة عىل أأن فرنسا يف سبيل احلصول عىل اذلهب والفضة من اخلارج جيب أأن تتجه لزايدة الصادرات عىل الواردات عىل أأن تكون الصادرات من املنتجات الصناعية وليست من احملصولت الزراعية ،وذكل ألن الصناعة ل ختضع لتقلب العوامل الطبيعية غري املنتظمة مثل الزراعة ،ولتحقيق ذكل قامت ادلوةل خبلق صناعات حكومية بقصد حتسني أأنواع بعض املنتجات ،وكذكل معلت ادلوةل عىل تشجيع الصناعات الوطنية بفرض الرسوم امجلركية الثقيةل عىل السلع اخلارجية ،كام قامت خبلق رشاكت كبرية لترصيف الصناعة يف اخلارج وجشعت ا ألفراد عىل الاكتتاب يف رؤوس أأموال تكل الرشاكت . و يقرتح جان بودان من أأجل س ياسة وطنية صناعية ما ييل : فرض رضائب عىل املس توردات اجلاهزة . تقدمي ماكفأت عىل تصدير املواد املصنعة وطنيا . منع تصدير املواد ا ألولية الوطنية و العمل عىل العكس من ذكل عىل اس ترياد أأكرب مكية مهنا من اخلارج . أأضيف اىل تكل الس ياسات يف نفس الجتاه ما ييل : تطوير ا ألسطول التجاري الوطين احتاكر التصال بني الوطن و املس تعمرات . السعي اىل نظام أأحالف لربط املس تعمرات مع الوطن . يف فرنسا اكن كولبري ( Colbertوزير املالية) أأشد املتحمسني لس ياسة تطوير الصناعة و تسهيل زايدة الصادرات حيث قام مبا ييل : ختفيض أأسعار البضائع . اعفاء الصناعات املعدة للتصدير كأمقشة من الرضائب اعفاء املواد ا ألولية املس توردة من الرسوم امجلروكية. 2
حماضرات
تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي
منح مساعدات مالية للمنتجني. معد اىل تشجيع العلوم والفنون للتحسني من جودة النتاج. مراقبة نوعية البضاعة املباعة اىل اخلارج . ختفيض ا ألجور ما أأمكن . منع تصدير املواد الغذائية وسواها من املواد الرضورية للمعيشة. منع ارتفاع تاكليف احلياة . ابلرمغ من أأن س ياسة كولبري اكنت يف خدمة الربجوازية الصناعية أأصال فاهنا ساعدت يف تطوير الصناعة و النقل البحري الفرنيس ,ال أأهنا اكنت س ياسة جتريبية و قصرية النظر ,فمل تستند اىل أأي حتليل نظري جدي أأو حتليل للليات الاقتصادية . اثلثا :املراكنتيلية التجارية يف انلكرتا (يف القرن الثامن عرش) : وتقوم هذه الس ياسة عىل احلصول عىل املعادن من اخلارج عن طريق التجارة بني البالد اخملتلفة ،وقد ساعد اجنلرتا عىل ذكل أأسطولها التجاري الضخم اذلي متزيت به عىل ادلول ا ألخرى ،وليك تشجع ادلوةل التجارة الجنلزيية ،فرضت من القوانني ما حمي تكل التجارة مثل ( قانون املالحة ) واذلي اس تلزم أأن تكون السفن القامئة ابلتجارة بني اجنلرتا ومس تعمراهتا مملوكة ألشخاص اجنلزي ،و أأن يكون ثالثة أأرابع البحارة من الجنلزي وال تنقل البضائع الواردة من اخلارج لجنلرتا ال سفن اجنلزيية .
-1تقيمي ا ألفاكر و الس ياسات املراكنتيلية لتقيمي املراكنتيلية عىل صعيد الفكر و الس ياسات الاقتصادية نورد أأمه سلبيات واجيابيات املدرسة : 6-1سلبيات: .6جاءت أأفاكرمه مكجموعة متناثرة ل تريق اىل مس توى النظرايت الاقتصادية احلديثة وامنا جاءت كس ياسات اقتصادية. .2عىل صعيد الس ياسة الاقتصادية :أأدت الس ياسة اليت مت اتباعها للحصول عىل مزيان جتاري راحب اىل نتاجئ خطرية أأدت للتنافس و التناحر بني ادلول و اقامة احلواجز امجلركية و فرض رضائب عىل املس توردات الأجنبية. .1عىل صعيد املنافسة العاملية :الس ياسة اليت اتبعهتا فرنسا من أأجل ختفيض أأسعار املواد الغذائية و ختفيض أأجرة اليد العامةل من أأجل ختفيض تاكليف النتاج و ابلتايل زايدة الصادرات و الوصول اىل مزيان جتاري راحب ,أأدت اىل افقار الفالحني و اهامل الزراعة . .9ان تأأكيد املراكنتيليني عىل اعتبار النقد مس تودعا للقمية و سعهيم للحصول عىل أأكرب ما ميكن من املعادن المثينة أأدى اىل ارتفاع ا ألسعار يف ادلاخل . .5اهامتهمم بقوة ادلوةل واهامهلم لرفاهية الفرد. .1نظرهتم اىل الرثوة يف العامل عىل أأهنا اثبتة احلجم ) ل ميكن لدلوةل أأن ترثى ال عىل حساب دوةل أأخرى ( . اجيابيات: .6رواد هذه املدرسة قد خلصوا الاقتصاد من س يطرة الكنيسة ،وان اكن هؤلء الرواد مل يرتقوا جبهودمه اىل ارساء قواعد 3
حماضرات
تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي
عمل الاقتصاد ال أأنه ل ميكن اهامل دورمه. .2ساعدت أأراهئم عىل قيام ادلول احلديثة وتقويهتا واس تقرارها من الناحية الس ياس ية. .1ساعدت أأراء التجاريني وس ياس هتم عىل تمنية الصناعة والتجارة ،كام أأسهمت ابهامتهما ابلنقود يف خلق البنوك ا ألوربية. تطورت املراكنتيلية من ادلعوة اىل س يطرة ادلوةل و دورها املهم اىل ادلعوة اىل القانون الطبيعي اذلي حمك الفعاليات نتيجة تدفق اذلهب ,كام اجته التفكري يف هناية املرحةل املراكنتيلية اىل الاهامتم اب ألفراد و رضورة اعطاء احلرية لهؤلء ا ألفراد اذلين يعرفون مصلحهتم أأكرث مما تعرفها ادلوةل .
الفكر الاقتصادي للمدرسة الطبيعية
Les physiocrates لقد ر أأينا أأن الفكر التجاري اكن يسعى لبناء اقتصاد وطين ،وكرس هذا الفكر مفهوم ادلوةل ومراقبة ادلوةل للك النشاط الاقتصادي ،ومع هناية القرن 61بد أأ الفالسفة واملفكرون يثورون حول هذا النظام املقيد وينادون بنظام أأكرث حرية وهذا النظام احلر هو املعرب عنه ابلنظام الليربايل .واملدرسة الطبيعية )الفزييوقراطية( أأول مدرسة ليربالية اعمتدت عىل مفهوم هام هو العودة اىل النظام الطبيعي ،وقبل التطرق اىل أأفاكر هذه املدرسة لبد من الرجوع اىل اجلو العام يف تكل الفرتة وحنرصه يف نقطتان : أأول :النظام الطبيعي :دعى العديد من الفالسفة واملفكرين اىل العودة اىل النظام الطبيعي كثورة عىل القيود اليت اكنت مفروضة عىل اجملمتع ا ألورويب )،ل داعي لوضع قوانني وامنا جيب ترك حرية الترصف ويف حاةل وجود خطأأ فانه يصحح تلقائيا(. اثنيا :انتصار اذلاتية :يمتثل انتصار اذلاتية يف أأن النسان مل يعد مقيد يف اجلانب الفكري وامنا بد أأ يفكر يف لك يشء ،فاحلقيقة تتجىل يف حرية اختيار النسان حيث يقول دياكرت ) :أأنأأ أأفكر اذن أأان موجود(. وهذه الليربالية الفكرية والفلسفية يه اليت أأدت اىل الليربالية الس ياس ية والاقتصادية ،واكمتداد لهذه الليربالية الفكرية تغريت العديد من املفاهمي الاقتصادية. -6مبادئ املدرسة الطبيعية ) physiocratieأأنصار حكومة الطبيعة( يرجع ظهور املدرسة الطبيعية اىل الطبيب الفرنيس فرنسوا كينيه ، (6119-6149) François Quesnayاذلي عرض أأرائه يف 6111 Le Tableau Economiqueاذلي بني فيه فرنسوا كينيه كيفية تداول الرثوة عدة حبوث أأمهها اجلدول الاقتصادي يف الهيئة الاجامتعية مش هبا ذكل ابدلورة ادلموية يف اجلسم النساين .ويعمتد الفكر الطبيعي عىل مفهومني أأساس يني: أأول :النظام الطبيعي :واكن يعتقد الطبيعيون أأن النظام الطبيعي نظام الهيي واذلي يس توجب عىل البرش الامتثال هل من أأجل بلوغ السعادة ، و أأن هذا النظام من الفطرة ،و أأن القوانني الطبيعية أأمسى من القوانني البرشية وتكون صاحلة للك زمان وماكن ومن هذه القوانني حق امللكية واحلرية. أأ -حق امللكية :ألنه من القوانني اليت اكنت سارية املفعول سابقا يف املرحةل التجارية قانون ميكن املكل أأخذ جزء هام من الرثوة اليت يرتكها الشخص املتوىف. 4
حماضرات
تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي
ب -احلرية :ويقصد هبا تأأمني احلرية ل ألفراد واملشاريع وعدم التدخل للحد من هذه احلرية ،ومن هنا جاءت العبارة الشهرية )دعه يعمل اتركه مير( ،ويرى أأحصاب املذهب الطبيعي أأن دور ادلوةل جيب أأن يقترص عىل فرض احرتام امللكية واحلرية فهيي بذكل تكون حارسة للنظام الطبيعي ،ومن هنا يظهر مفهوم ادلوةل احلارسة عند الطبيعيني و اليت من هماهما نرش ا ألمن والتعلمي والعداةل وحراسة النظام الطبيعي أأي حامية امللكية واحلرية والوطن .وبذكل اكنت هذه ا ألفاكر ابلنس بة للفرنس يني يف تكل املرحةل مبثابة اخلالص من ا ألفاكر التجارية املقيدة . اثنيا :مفهوم الناجت الصايف Le Produit Net : ان الرثوة احلقيقة عند الطبيعيني لبد أأن يتوفر لها صفتان أأساسيتان :ا ألوىل ارتباطها ابملتعة واش باع احلاجات والثانية أأن يكون ابلماكن الترصف فهيا أأي اس هتالكها دون املساس بقدرة البدل عىل خلق مثلها أأو أأكرث مهنا .ومن هنا اكن قياس الطبيعيني للرثوة ابلناجت الصايف حيث أأنه ميثل القمية الفائضة اليت ميكن اس هتالكها مع بقاء قدرة ادلوةل النتاجية عىل ما يه عليه ،لكن حسب مفهوم الطبيعيني للناجت الصايف فانه خيتلف عن الناجت القويم املتعارف عليه حاليا ،ألهنم يعتربون أأن الناجت الصايف ليس من خصائص النشاط الاقتصادي بصفة عامة ولكنه قارص عىل الزراعة دون غريها .ألهنا يه فقط اليت متكن النسان من أأن ينتج ما يزيد عىل ما أأس تخدم يف النتاج الزراعي أأي متكنه من انتاج )انجت صايف ( يمتثل يف الفرق بني الناجت اللكي وما يس تخدم يف النتاج الزراعي من أأدوات انتاج ومواد أأولية ومواد زراعية لس هتالك العاملني يف الزراعة. ولعل احلجة اليت يرتكز علهيا الطبيعيني يف هذا الشأأن أأنه يف ميدان الزراعة تتعاون قوى الطبيعة مع قوى النسان عىل نطاق ل وجود هل يف النشاطات ا ألخرى. ويعترب المثن اجملزي le bon prixرشط رضوري لتحقيق الناجت الصايف ألنه :اذا اخنفض سعر املواد الزراعية مفن املتوقع أأن يتالىش الناجت الصايف وابلتايل الزراعة غري منتجة ،واذا ارتفع هذا السعر ارتفاعا كبريا فانه من املتوقع أأن يتغري الناجت الصايف يف الصناعة وابلتايل فان الصناعة ليست عقمية. وليك يصل الطبيعيون اىل المثن اجملزي فاهنم جشعوا من اس هتالك املواد الغذائية والرضورية وا ألولية واندوا برضورة حصول الطبقة العامةل عىل أأجور مرتفعة . من هذا املنطلق قام كينيه ببناء جدوهل الاقتصادي يف صورة منوذج لعملية اقتصادية جتدد انتاج نفسها من فرتة ألخرى )من س نة اىل س نة( . -2اجلدول القتصاديLe Tableau économique: بناء عىل التحليل السابق يقسم فرنسوا كينيه اجملمتع اىل طبقات ثالث: الطبقة املنتجة ،والطبقة العقمية وطبقة مالك ا ألرايض. أأ -فالطبقة املنتجة :يراد هبا الزراع اذلين يقومون فعال بزراعة ا ألرض حيث يعترب هؤلء مس ئولني عن انتاج الناجت الصايف ) يدخل فهيا فقط أأرابب العمل ألن العامل املزارعني يدخلون يف العقمية ابلنظر اىل أأن القمية اليت ينتجها العامل تساوي القمية اليت يس هتلكها( . ب -الطبقة العقمية :تضم لك املش تغلني ابلصناعة والتجارة سواء اكنوا من الر أأسامليني أأو عامل ،وهؤلء يعترب نشاطهم الاقتصادي نشاط متوييل فقط ول يضيفون قمية مضافة من معلهم. ج -طبقة املالك :تعترب هذه الطبقة أأساس النظام الطبيعي ،حيث يقترص دورها عىل تلقي الناجت الصايف ،ومن مت فاهنا تعترب صاحبة الرثوة احلقيقة ،وابلتايل فهيي مسؤوةل حبمك انفاقها لهذا الناجت الصايف عن دخل سائر الطبقات. 5
تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي
حماضرات
انطالق من تقس مي كينيه لهذه الطبقات يرشع يف وضع جدوهل الاقتصادي اذلي يلخص فيه انتقال الناجت الصايف بني طبقات اجملمتع، ويفرتض كينيه يف حتليهل: يفرتض كينيه اقتصاد مغلق ل يؤثر ول يتأأثر ابخلارج . ينصب حتليهل عىل املبادلت اليت تمت بني الوحدات الاجامتعية الثالث فقط فهو ل يأأخذ يف عني الاعتبار املبادلت اليت تمت بني أأفراد لك وحدة من الوحدات الكبرية . يفرتض أأن مجيع املبادلت اليت تأأخذ ماكان بني الطبقات يف خالل الفرتة حمل الاعتبار تمت يف هناية الفرتة وليس خاللها عىل حنو جيعل من لك السلع اليت أأنتجت خالل الفرتة حتت الترصف التام للطبقات املتبادةل ،ويضع الناجت الاجامتعي يف حاةل اس تعداد لبدء معلية جديدة لالنتاج يف الفرتة التالية. يفرتض كينيه أأن النظام يعمل يف ظل املنافسة احلرة ،فهو جيرد من أاثر ا ألشاكل ا ألخرى للسوق. أأخريا يفرتض كينيه يف حتليهل أأن ا ُلمثان تبقى كام يه يف أأثناء الفرتة حمل ادلراسة كام أأهنا ل تتغري يف فرتة أأخرى يبد أأ كينه يف جدوهل الاقتصادي من افرتاض أأويل مؤداه أأن قمية انتاج ا ألرض هو 55مليار فرنك فرنيس حتفظ املنتجون ب 52مليار لتجديد قوة العمل )للوفاء ابحلاجيات الزراعية ومواهجة نفقات الصيانة والاس هتالك ( ،وتبقى 51مليارات 56 ،مليار مهنا يوجه لس هتالك بعض السلع الصناعية واخلدمات اخملتلفة من الطبقة العقمية ،والبايق 52مليار ميثل الناجت الصايف اذلي يتلقاه مالك ا ألرايض ،طبقة املالك تس تعمل 56مليار لرشاء املواد الزراعية ويذهب للطبقة املنتجة وتس تعمل 56مليار أخر لرشاء املواد غري الزراعية فتذهب للطبقة العقمية ،هذه ا ألخرية اليت تكون قد تلقت 52مليار ) 56مليار من الطبقة املنتجة و 56مليار من الطبقة املالكة ( تقوم هذه الطبقة ابنفاق املليارين عىل ما يلزهما من طبقة الزراع من املواد الغذائية بواقع مليار واملواد ا ألولية مليار أخر.
الطبقة المنتجة
02 01
الطبقة العقيمة
03
02 01
الطبقة المالكة 01
وهبذا تكمتل دورة الناجت ،حيث حتصلت الطبقة املنتجة عىل مخسة مليارات من جديد ،ونرجع اىل الوضع اذلي ابتد أأان منه وهكذا تبد أأ دورة جديدة وابلتايل فان الطبقة املنتجة مبثابة القلب يف اجلسم يضخ ادلم ل ألعضاء ويرجع اليه.
من هذا التحليل نس تخلص النتاجئ التالية: دخل الطبقة العقمية ليس ال نتيجة ملا تنفقه الطبقة املنتجة والطبقة املالكة وابلتايل فان دخلها مس متد غري أأصيل ،ولول الزراعة اليت تنتج الناجت الصايف ملا اكن هناك بتايل ما ينفق عىل الصناعة والتجارة. 6
حماضرات
تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي
اذا زاد الناجت الصايف زاد دخل املالك وابلتايل يزيد دخل الطبقات ا ألخرى والعكس حصيح . ان انفاق لك طبقة دلخلها رشط أأسايس لالبقاء عىل دخل الطبقات ا ألخرى. -1الس ياسات الرضيبية: الرضائب بر أأهيم جيب أأن تؤخذ من الطبقة اليت يعود الهيا املنتج الصايف ,ويه طبقة املالك العقاريني ,ألن ادلخل اذلي تأأخذه الطبقتان ا ُلخراين املنتجة و العقمية يذهب لالس هتالك و لتجديد النتاج ,كام أأن طبقة املالك العقاريني حتصل عىل دخل دون أأن تقدم معال ابملقابل .اضافة اىل أأن الرضيبة اليت تدفعها هذه الطبقة لن تشعر هبا ألهنا سوف تؤخذ من قمية ا ألرض و ليس من الرحب اذلي حصلت عليه هذه ا ألرض ,و تكل الرضيبة لن تؤثر يف ر أأي الفزيوقراطيني عىل النتاج الزراعي ألهنا ل تؤخذ من املزارعني . و هكذا فقد اكنت الرضيبة اليت فرضوها رضيبة وحيدة مبارشة ,اضافة اىل أأهنا فُرضت عىل ادلخول الناجتة دون معل ومل تُفرض عىل الطبقة املنتجة أأو العقمية . -9تقيمي املدرسة الطبيعية: بدى لنا من خالل دراسة املذهب الطبيعي بعض املالحظات نذكرها اكليت: خلّص الطبيعيني ادلراسات الاقتصادية من صفة التبعية للفلسفة وادلين و أأدركوا بأأن الرثوة والنتاج وتوزيع الناجت اللكي وتداوهل بني الطبقات تدرس بطريقة علمية بقصد الوصول اىل قوانني عامة بشأأهنا. احالهلم لالنتاج دلى النظر يف مفهوم الرثوة ماكن النقود. مه أأول من روج ملفهوم احلرية الاقتصادية واملذهب احلر. اكن الطبيعيون أأول من أأسهم يف القاء الضوء عىل كيفية سري النظام الاقتصادي ودورة الناجت اللكي بداخهل وكيفية توزيعه بني الطبقات اخملتلفة ،و أأبرزوا فكرة جديدة يه العالقة بني النفاق وادلخل.فهم بذكل أأول من حاول حتليل التوازن الاقتصادي العام. اعتقدوا أأن النشاط النتايج الوحيد هو الزراعة ،لكن النتاج يف وقتنا احلارض هو لك خلق ملنفعة جديدة وزايدة ملنفعة اكنت موجودة من قبل . اقتصارمه عىل فرض رضيبة وحيدة عىل الزراعة ابعتبارها النشاط النتايج الوحيد لكن الواقع يثبت أأن الصناعة والتجارة يه أأيضا نشاطات منتجة.هذا اضافة مل يف فرض رضيبة وحيدة من جمافاة لفكرة العداةل يف توزيع ا ألعباء الرضيبية عىل سائر املواطنني وخمتلف فروع النشاط الاقتصادي.
7
حماضرات
تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي
املدرسة الالكس يكية
L'ÉCOLE CLASSIQUE ر أأينا فامي س بق كيف تطور الاقتصاد ا ألورويب من اقتصاد اقطاعي اىل الر أأساملية التجارية .ولكن الر أأساملية مل جتمد عند هذه احلاةل ،بل تطورت حىت وصلت يف القرن الثامن عرش ،اىل الر أأساملية الصناعية .وامه حدث ارتبط به هذا التطور هو ( الثورة الصناعية ) ويه تكل احلركة الضخمة من الاخرتاعات اليت ظهرت يف منتصف القرن الثامن عرش واليت أأدت اىل تغيري الفن النتايج ابحالل اللت حمل ا ألدوات اليت اكنت مس تعمةل من قبل يف النتاج وقد ترتب عىل هذه الاخرتاعات أأن زادت القوة النتاجية للمصانع زايدة كبرية ،حبيث أأصبحت تنتج مكيات خضمة من السلع ،و أأصبحت هذه املصانع مركزا مغراي لالستامثرات ،جفذبت الكثري من رؤوس ا ألموال الهيا من هنا مسيت هذه املرحةل يف التارخي الاقتصادي ابمس مرحةل الر أأساملية الصناعية .وحيث اكنت التجارة يه مركز النشاط الاقتصادي يف مرحةل الر أأساملية التجارية واكنت الصناعة يف خدمة التجارة أنذاك ال أأنه يف الر أأساملية الصناعية حدث العكس فقد أأصبحت الصناعة حتتل املركز الرئييس و أأصبحت التجارة يف خدمة الصناعة كام أأنه يف النطاق الاجامتعي أأصبح رجل الصناعة هو الشخصية الرئيس ية يف النظام بعد أأن اكنت هذه ا ألمهية للتاجر .ويف وسط هذا التطور الاقتصادي والفكري ظهرت أأمه مدرسة يف الفكر الاقتصادي حىت ذكل احلني ،ويه املدرسة الالكس يكية ،وضع الكثري من أأسسها ( أدم مسيث ) (1723-1790) Adam Smithاذلي تأأثري كثريا بأراء الطبيعيني وهدم تعالمي التجاريني )6121-6112) Ricardo Davidاذلي تنسب اليه أأغلب أراء وقد اكتسبت املدرسة قوة كبرية عىل يد ( دافيد رياكردو ) املدرسة .كام أأسهم يف ارساء بعض مبادئ املدرسة ( مالتوس ) (1766-1834)Thomas Robert Malthusاذلي أأخذت منه نظريهتا عن الساكن ،وكذكل من أأشهر مفكرهيا يف اجنلرتا املفكر الواسع الثقافة ( جون ستيوارت ميل ) (1806 - 1873) John Stuart Millأأما يف فرنسا فقد عرض ووحض ا ألفاكر الالكس يكية ( جان ابتيست ساى ). (6112 -6111) Jean Baptiste Say. وقد اختلف الالكس يكيون فامي يتعلق بنظرهتم اىل املس تقبل فاكنت كتاابت البعض متفائةل أأمثال أأدم مسيث و ساي ،ويف اعتقادمه أأن القوانني الطبيعية اليت حتمك النشاط الاقتصادي ل ميكن أأن حتدث ألما للبرشية ،بيامن البعض ا ألخر كتاابهتم متشامئة أأمثال رياكردو ومالتوس ،ومه يرون أأن القوانني الطبيعية يف انطباقها احلمتي تسبب بعض اللم واملتاعب اليت جيرب الناس عىل حتملها .ولكن لك الالكس يكيني يلتقون يف بعض النقاط املشرتكة اليت تكون فلسفهتم ،ميكن اجاملها فامي ييل : أأ .الفرد هو الوحدة الرئيس ية للنشاط الاقتصادي وهو خيضع دلافع املصلحة اخلاصة يف قيامة ابلنشاط الاقتصادي. ب .يسعى الفرد عىل أأكرب نفع خشيص ممكن ،فاملُنتج عندما ينتج ل يفعل ذكل لرغبته اخلرية لش باع حاجات الناس ولكن لرغبته يف بيع منتجاته واحلصول عىل اكرب رحب ممكن ،ولكن ل يوجد أأي تعارض بني املصاحل اخلاصة واملصلحة العامة وذكل ألن املصلحة العامة ليست سوى مجموع املصاحل اخلاصة . ت .النتاج يف ر أأهيم هو خلق املنافع أأو زايدهتا ،وعنارص النتاج دلهيم يه الطبيعة والعمل ور أأس املال ،والعمل هو العنرص الرئييس بني تكل العنارص . -Iأدم مسيث و ظهور املدرسة الالكس يكية يعترب أدم مسيث مؤسس املدرسة الالكس يكية و مذهب احلرية الاقتصادية وهل الفضل يف ترس يخ الاقتصاد كعمل ذلا عرف بـ ( أأب الاقتصاد الس يايس ) . لقد تضمن كتاب أدم مسيث "البحث عن طبيعة وأأس باب ثروة ا ألمم"
8
حماضرات
تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي
6111 Recherche sur la nature et les causes de la richesse des nationsمجمل أأفاكره حيث تضمن الكتاب ا ألول نظريته العامة يف الانتاج و القمية و التوزيع ,بيامن مشل الثاين رشوط و نتاجئ التقدم الاقتصادي ,واكن الثالث حول فكر و س ياسة املراكنتيليني و الفزيوقراطيني أأما ا ألخري فاحتوى بعض املبادئ يف العلوم املالية . ميكن اجامل أأمه أأفاكره فامي ييل: 1-Iالقانون الطبيعي و املصلحة الفردية: عىل الرمغ أأن مسيث مثل الفزيوقراطيني يعتقد ابلقانون الطبيعي ,و ابلرمغ من أأنه مثلهم متفاءل ابملس تقبل اذلي سيسود فيه النظام الطبيعي ال أأنه خيتلف عهنم يف طريق حتقيق النظام الطبيعي .فهو يتحقق بر أأيه من تلقاء نفسه بفعل الزنعة النسانية رشيطة أأل تضع السلطة العامة العقبات يف طريقه . يرتبط الناس بر أأيه فامي بيهنم بروابط التضامن العضوي أأو الالارادي و أأن أأاي مهنم عندما يبحث عن منفعته الشخصية فانه ينفع اجملمتع بشلك عام .و ان النسان عندما يسعى من أأجل نفسه خيدم اجملمتع بشلك أأفضل مما لو أأراد خدمة اجملمتع مبارشة .أأي أأن هناك تناغام بني املنفعة الشخصية و املنفعة العامة . ان النظام العفوي قادر عىل حل املشلكة رشيطة أأن تؤمن املنافسة بني الناس ,فاذا حدث خلل بني النتاج و احلاجات فان قوى العرض و الطلب كفيةل ابعادة التوازن من جديد .ذلكل ل داعي لوجود قوانني و ترشيعات و تدخل من قبل ادلوةل يف احلياة الاقتصادية و تبقى هممهتا حمصورة يف تأأمني املنافسة الاكمةل بني املنتجني و املس هتلكني و ازاةل العقبات اليت تقف يف وجه النظام الطبيعي . 2-Iالعمل سبب الرثوة: ركز كتاب "ثروة ا ألمم" عىل العوامل و ا ألس باب اليت تؤدي و تساعد عىل زايدة الرثوة ,حيث نبني مسيث أأن العمل هو العنرص ا ألسايس و احلامس يف معلية النتاج و ابلتايل يف الرثوة . و خيتلف مسيث مع املراكنتيليني بأأن ترامك اذلهب و الفضة ل يزيد الرثوة ,لهذا فهو يدعو اىل تنش يط النقد الوريق و اعامتده يف التداول . ل يعتقد مسيث خالفا للفزيوقراطيني بأأن مصدر الرثوة هو ا ألرض مؤكدا أأن العمل الوطين هو مصدر الرثوة برمغ عدم اناكره دلور الطبيعة كعامل مساعد يف انتاج الرثوة . يؤكد مسيث أأن الزراعة يه أأكرث انتاجية من الصناعة و التجارة .أأي أأنه خيتلف مع الفزيوقراطيني ابعتبار أأن العمل الصناعي و التجاري منتجا أأيضا و ان اكن أأقل انتاجية من العمل الزراعي . ويف متيزي مسيث للعمل املنتج و العمل الغري منتج يشري ألعامل منتجة اكلعمل الزراعي و الصناعي و أأعامل غري منتجة كأعامل املوظفني و العسكريني و ا ألطباء و احملامني و رجال ادلين و العاملني يف اخلدمات . أأفضل ما ميزي حتليل مسيث ادخاهل ملفهوم انتاجية العمل ,حيث نبني أأن النتاجية تزداد بتقس مي العمل ,و يُرجع زايدة النتاجية عند تقس مي العمل للأس باب التالية : .6زايدة حذاقة و همارة العامل نتيجة ختصصهم يف مرحةل من مراحل النتاج . .2التوفري يف الوقت اذلي ميكن حتقيقه عند لك عامل نتيجة عدم انتقاهل من نوعية معل اىل نوعية ُأخرى . .1اس تخدام اللت بشلك مس متر نتيجة التخصص و الزايدة يف مكية النتاج. ان تقس مي العمل حتاج اىل مانيفكتورات تضم عددا كبريا من العامل وهذا بدوره حتاج اىل ر أأس مال كبري . 9
حماضرات
تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي
ان ادلور الرئييس لر أأس املال عند مسيث يزيد من انتاجية العمل وذكل عن طريق مسامهته يف تقس مي العمل و تزويد العامل بأأدوات أأكرث تقدما . خالصة القول ان مسيث عندما اعترب أأن العمل مصدر مجيع الرثوات مل هيمل دور لك من الطبيعة ممثةل يف ا ألرض و دور ر أأس املال يف العملية النتاجية . 3-Iنظرية القمية و ا ألسعار: يعترب مسيث العمل مقياس القمية خالفا للمراكنتيليني اذلين يقيسون القمية يف املعادن المثينة . ميزي مسيث بني قمية اس تعامليه وقمية تبادلية ,وهذا ليس جديدا يف الفكر الاقتصادي ,ولكن مسيث يضيف أأن ا ألش ياء اليت تكون قميهتا الاس تعاملية كبرية تكون قميهتا التبادلية قليةل ,و العكس ا ألش ياء اليت قميهتا التبادلية كبرية تكون قميهتا الاس تعاملية قليةل .و يعطي مثال عىل ذكل املاء و املاس . يركز مسيث اهامتمه عىل القمية التبادلية ,و يرى أأهنا املنفعة الاجامتعية لسلعة ما ,و ذلا فاهنا يه اليت جيب أأن حتدد قمية السلعة ,ويف ر أأيه فان هذه القمية تعادل مكية العمل الرضوري من أأجل انتاج السلعة . ميزي مسيث بني سعرين للبضاعة : .6سعر السوق أأي السعر اذلي تأأخذه البضاعة يف السوق .و يتحدد بر أأيه عن طريق العرض و الطلب . .2السعر احلقيقي و هو يعادل تلكفة انتاج البضاعة . و يقول أأنه قد خيتلف سعر السوق عن السعر احلقيقي عىل املدى القصري ,و لكن هذين السعرين سوف يتعادلن بعد ذكل . ال أأن مسيث يف اعتباره العمل مقياس القمية يصطدم بصعوبتني اثنتني : صعوبة قياس العمل املبذول يف انتاج سلعة ما لختالف نوعية العمل . ان العمل لوحده ل خيلق ا ألش ياء و امنا هو حباجة اىل اس تعامل ل ألرض و لر أأس املال و هذا الاس تعامل يدخل تاكليف ُأخرى يف القمية و يه تاكليف اس تعامل ا ألرض و اس تعامل ر أأس املال . 4-Iنظرية ادلخل (التوزيع) يقسم مسيث ادلخول اىل ثالثة أأنواع : أجـــور العمال
أرباح الرأسماليين
ريع المالك العقاريين
أأول أأجور العامل : تبىن مسيث وهجة نظر متشامئة ابلنس بة ملصري العامل ,كام هو احلال يف عرصه وذكل لوجود عدد من أأحصاب العمل اذلين سوف حاولون دفع أأقل ما ميكن من ا ألجر مقابل اخلدمة اليت سوف حصلون علهيا من العامل .و لكن هذا احلد ا ألدىن ل ميكن أأن هيبط عن
10
حماضرات
تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي
مس توى معني حمدد يف احلد ا ألدىن الالزم لبقاء العامل و اعادة انتاج من س يحل حمهل .أأي تأأمني بقاء العامل عىل قيد احلياة و تأأمني تاكثره) حد الكفاف(. ان أأجر العامل قد يرتفع نتيجة لزايدة الرثوة الوطنية لكن ذكل لن يكون ذا شأأن كبري ألن ارتفاع ا ألجور سزييد من عدد العامل بفعل زايدة العامل أأولده نتيجة زايدة أأجره . و يش به مسيث العامل ابلبضاعة و أأن الطلب عليه مرتبط بسعره . اثنيا ا ألرابح : يه قمية خماطرة رؤوس ا ألموال يف العملية النتاجية أأو يه أأرابح املس تحدث اذلي خياطر بأأمواهل من أأجل سلعة معينة . ذلكل فالقمية اليت يضيفها العامل ملادة ما تقسم اىل قسمني : ا ألول يدفع كأجور الثاين يدفع كأرابح للمس تحدثني . و يرى مسيث أأن نس بة الرحب اىل ر أأس املال يه نفسها عند مجيع الر أأسامليني ألهنم يسعون اىل توظيف أأمواهلم حيث الرحب الأكرب .و ان اكنت احلقيقة تبني أأن نس بة الرحب ختتلف من مرشوع اىل أخر بسبب طبيعة العمل و درجة اخملاطرة . أأما ابلنس بة للفائدة فهيي جزء من أأرابح املس تحدثني تعطى اىل املقرض ,و ان نس بة الفائدة تكون أأقل من نس بة الرحب .و ابلتايل ميزي مسيث بني ماكل النقد (ماكل ر أأس املال) و املستمثر لهذا النقد ,و مل يالحظ احامتل ملكية املس تحدث نفسه للنقد. اثلثا الريع : يقصد ابلريع أأجرة ا ألرض يف الزراعة .و يعتقد مسيث أأن الريع هو الفرق بني سعر احملصول من انحية و مجموع ا ألجور و ا ألرابح اليت تدفع من أأجل انتاج هذا احملصول من انحية ُأخرى . و يعترب مسيث الريع كسعر احتاكر ,أأي أأن الريع عنده ل بسبب مردود ا ألرض و امنا بسبب حاةل الاحتاكر اليت يس يطر علهيا املالك العقاريون . 5-Iأراء مسيث يف التجارة اخلارجية دعا مسيث اىل تقس مي العمل ادلويل ,مبينا أأن التجارة اخلارجية مثل التجارة ادلاخلية تعطي فائدة لالك الطرفني املتبادلني ,وتأأيت فائدة التجارة اخلارجية نتيجة الاختالف يف التاكليف املطلقة لالنتاج .اذ أأنه يعتقد أأن أأية دوةل تس تطيع انتاج بعض البضائع بتلكفة أأقل من انتاهجا يف ادلول ا ُلخرى . يعتقد بوجود قانون طبيعي حمك حركة املعادن المثنية و ابلتايل املزيان التجاري .و هذا يعين أأن يرفض تدخل ادلوةل ألن هناك قانون طبيعي ل ميكن الوقوف أأمامه ,كام أأنه ليس من املفيد دلوةل أأن تبحث بشلك دامئ عن مزيان جتاري راحب لصاحلها . ان مسيث يرفض امحلاية امجلركية ألهنا توجه ر أأس املال بشلك يسء ,و امحلاية يف احلقيقة تعين أأن رؤوس ا ألموال استمثرت يف فعاليات اقتصادية ذات انتاجية ضعيفة مما يس تدعي حاميهتا ,كام حصل يف بعض الصناعات اليت حتمهيا دولها من منافسات الصناعات ا ُلخرى . - IIتشاؤمية روبرت مالتوس 6119-6111 روبرت توماس مالتوس ( )Robert Thomas Malthusابحث ساكين واقتصادي س يايس اجنلزيي. 11
حماضرات
تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي
ودل مالتوس من أأرسة اجنلزيية مثقفة ،درس ا ألفاكر الفلسفية والاقتصادية اجلديدة اليت اكنت منترشة يف أأورواب ،مث ختص يف عمل الالهوت يف جامعة اكمربدج و أأصبح مدرسا فهيا ،واكن هميئا ليك يصبح قسا يف الكنيسة ولكنه اصطدم مع نفسه ببعض الراء اليت اعتقد أأهنا ل تتوافق مع هممته ادلينية فقرر أأن يتخىل عن العمل اذلي أأعد هل ،واكن صديقا محامي دلافيد رياكردو رمغ أأهنام مل يكوان متفقني يف الكثري من املسائل الفكرية. ان مالتوس اذلي شهد تفجر املصانع حتت زمخ الثورة الصناعية قد ر أأى كيف اضطر العامل اىل ترك القطاعات الاقتصادية التقليدية حبثا عن العمل يف معامل املدن ،وقد رافق ذكل ارتفاع يف معدلت املواليد يف اجنلرتا .ر أأى مالتوس حاةل البؤس والشقاء للعامل اذلين ل يتقاضون ال أأجورا ل تزيد عن حد الكفاف ،فربط بيهنا وبني زايدة عدد الساكن معتقدا بأأن الزايدة يف الساكن س يصاحهبا هبوط يف مس توى املعيشة. ومن أأمه أأفاكره نظريته يف الساكن ونظرية الطلب الفعيل. -6نظرية الساكن عند مالتوس: صاغ مالتوس هذه النظرية يف كتاب نرشه عام 6141بعنوان(حبث يف مبد أأ الساكن) ESSAI SUR LE PRINCIPE DE POPULATIONحيث أأظهر فيه التشاؤم يف عمل الاقتصاد ووضع الفكرة القائةل بأأن العامل يعيش حتت رمحة ا ألرزاق ،حتت رمحة طبيعة ل رحمية ول خرية ،بل يه قاس ية وخبيةل ،و أأعلن بأأن الزايدة يف المنو الساكين سوف تريس دعامئها عىل البؤس ،و أأن تاكثر الساكن جيب أأن يكون حمدودا ابلرضورة بزتايد ا ألرزاق ،حيث يقول مالتوس( :ان قدرة النسان عىل التناسل بناء عىل وجود الغريزة اجلنس ية أأعظم بكثري من قدرة ا ألرض عىل انتاج مقومات العيش للساكن ،ذكل ألن الساكن يزيدون مبتوالية هندس ية بيامن ل تزيد مقومات العيش ال عىل أأساس املتوالية العددية ،ومبا أأن الساكن ل يس تطيعون أأن يعيشوا عيشة كرمية ال اذا ازدادوا فوق احلد ا ألدىن لمكية الطعام الالزمة هلم ،فاهنم ان مل يتوقفوا عن الزايدة س يحل هبم البؤس والفقر). لقد بىن مالتوس هذه النظرية عىل أأساس قانون اقتصادي معروف ابمس (قانون تناقص الغةل)اذلي يعين أأنه ل ميكن زايدة الناجت يف الزراعة بنس بة أأكرب أأو معادةل للزايدة يف وحدات النتاج مع عدم الزايدة يف مساحة ا ألرض ،بل نالحظ أأنه بعد حد معني تقل نس بة الزايدة يف الناجت عن نس بة الزايدة يف عنارص النتاج ا ألخرى غري ا ألرض اكلعامل ور أأس املال أأي أأن زايدة يف ر أأس املال و يف العمل املبذول يف زراعة أأرض ما تؤدي حامت اىل زايدة مقابةل يف غةل ا ألرض لكن نس بة زايدة الغةل ل تعادل نس بة زايدة ر أأس املال بل تكون حامت أأقل مهنا . وقياسا عىل هذا القانون فانه طاملا أأن املوارد الاقتصادية بطبيعهتا اندرة وحمدودة ،فانه سوف يأأيت يوم ل جتد فيه ا ألعداد املزتايدة كفايهتا احلدية من انتاج املوارد الاقتصادية طاملا تعدت نس بة المنو الساكين نس بة المنو يف الناجت احمليل الس نوي. انطالقا من نظريته يف الساكن فان مالتوس بىن مجموعة من ا ألفاكر اليت لقت ترحاب كبري من البعض و أأاثرت جضة كبرية من البعض الخر . مهنا انهتاكه حلقوق الفقراء عندما يقول ( :ان الرجل اذلي ليس هل من يعيهل واذلي ل يس تطيع أأن جيد هل معال يف اجملمتع سوف جيد أأن ليس هل نصيبا من الغذاء عىل أأرضه فهو عضو زائد يف ولمية الطبيعة حيث ل حصن هل بني الصحون فان الطبيعة تأأمره مبغادرة الزمن). كام أأنه انتقد الربانمج اذلي وضعته احلكومة الجنلزيية لعانة الفقراء بقوهل ( :ان قوانني اعانة الفقراء يف اجنلرتا تؤدي اىل تفامق حاةل الفقراء عامة من انحيتني :ا ألوىل يه أأهنا تعمل عىل زايدة الساكن دون زايدة غةل ا ألرض ألعالهتم ،والثانية أأن مكيات احلاجيات اليت تس هتكل يف مالجئ الفقراء –ومه طبقة غري منتجة -تقلل من ا ألنصبة اليت اكن جيب أأن تعطى اكمةل للطبقة العامةل). ويقول كذكل ( :ان عىل اجملمتع أأن يرفض تقدمي الحسان والعاانت اىل ا ألرس اليت تعجز عن تدبري وسائل معيش هتا).
12
حماضرات
تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي
لقد قوبلت أأراء مالتوس برتحاب كبري من طرف الطبقة الر أأساملية الرثية يف زمانه فرددوا وراءه القول بأأن الفاقة الاجامتعية وغريها من املساوئ الاجامتعية يصح ارجاعها الن اىل أأس باب الزواج املبكر وكرثة النسل ،وليس لسوء توزيع الرثوة يف البالد شأأن يف ذكل ،وابلتايل ل يقع اللوم علهيم. لقد ر أأى مالتوس أأن هناك موانع اجيابية و أأخرى سلبية ووجود هذه املوانع من شأأنه أأن حدث التوازن بني الساكن واملوارد وتؤجل الهناية املؤملة للبرشية،ولكنه مل يعتقد جبدوى املوانع السلبية ويه العوامل اليت تؤدي اىل حتديد النسل كتأأجيل الزواج والامتناع عنه واليت يراها منافية ل ألخالق وادلين ،أأما املوانع الجيابية ويه اليت تنتج عن احلروب واجملاعات وا ألوبئة فان هذه لها القدرة عىل احلد من تزايد الساكن . ودمع املوانع الجيابية بفكرته اليت متنع الرب والحسان للفقراء ،فا ألوبئة يف نظره يه رمحة للبرش تنقص من عددمه ،أأما املساعدات اليت يقصد هبا التخفيف من بؤس الفقراء فاهنا تؤدي اىل زايدة عددمه. رمغ فضل مالتوس يف كونه وضع نظرية متاكمةل يف الساكن ،وقد فرضها عىل عمل الاقتصاد عندما أأشار اىل وجود عامل جيب دراس ته اىل جانب النتاج والتوزيع والتبادل ،ذكل ألن العالقة وطيدة بني تطور عدد الساكن وتطور مكية النتاج ،ويكون مالتوس قد أأدخل من خالل ذكل عنرصي الزمن واحلركة يف دراسة الفعاليات الاقتصادية يف وقت اكنت فيه هذه الفعاليات ما تزال تدرس وحتلل يف أأسس سكونية راكدة.ورمغ اعتبار بعض الاقتصاديني أأن نظرية مالتوس قابةل للتطبيق ول تتصف ابلعمومية أأي أأهنا صاحلة يف ظروف معية وغري صاحلة يف ظروف أأخرى يف زمان وماكن معني ال أأهنا تعرضت اىل الكثري من املأخذ والنتقادت مهنا: اكنت نظريته مفرطة يف التشاؤم للجنس البرشي حىت أأن أأحد املعلقني وصف عمل الاقتصاد ابلعمل القامت بعد قراءته لكتاب مالتوس. ان العالقة اليت حددها مالتوس القامئة عىل حركة منو اجملمتع الرسيعة وتناقص غةل النتاج وهذه العالقة غري حقيقية ،فانتاج الغةل قامئ عىل عدة عنارص متحركة وليست اثبتة ،اضافة اىل أأن للتطور العلمي يف وسائل النتاج دور يف حتسني الغةل النتاجية. افرتاضه أأن المنو الساكين داةل ملس توى املعيشة ،فاذا ارتفع مس توى ا ألجور عن مس توى الكفاف ازدادت املواليد والعكس حصيح. هذا الافرتاض مل يرض اطالقا العديد من اخملتصني يف العلوم الاجامتعية حيث يربطون الزايدة يف املواليد بعوامل أأخرى مهنا أأن الفقراء أأكرث قدرة وميل لالجناب من ا ألغنياء ،اضافة اىل أأن اذلي حدث يف أأورواب و أأمرياك يف النصف ا ألول من القرن العرشين مل يؤيد هذه النظرة اطالقا ،مفع الارتفاع املس متر يف أأجور العامل لوحظ امتناع العائالت عن اجناب الكثري من ا ألطفال. اكن مذهب مالتوس خيدم مصاحل أأولئك اذلين ابلرمغ من ا ألرابح الطائةل اليت جنوها بفضل منو الر أأساملية تعرضوا لهجوم بسبب سوء احلال اذلي اكن عليه فريق كبري من العامل ا ألجراء بسبب سوء توزيع ادلخل.
-2نظرية الطلب الفعيل: اذا اكن ل ميكن اهامل دور كيزن يف صياغة نظرية الطلب الفعيل Demande Effectiveعىل حنو مامتسك وشامل فانه ينبغي أأن ل ننىس أأن نشري هنا اىل أأن مالتوس اكن من أأس بق املفكرين اىل ااثرة الفكرة ا ألولية لهذه النظرية يف كتابه( :مبادئ الاقتصاد الس يايس) LES 6125 PRINCIPES DE L’ECONOMIE POLITIQUEوذكل أأن التقليديني بصفة عامة اكنوا يعتقدون بصحة قانون املنافذ اذلي قال به ساي ،ويقتيض هذا القانون بأأن العرض خيلق الطلب املقابل واملساوي هل ،فالعرض يأأيت من النتاج ،ويمت توزيع ادلخول عىل عنارص النتاج بنفس القمية وهذه ادلخول تتحول اىل طلب عىل السلع املنتجة ومن مث فانه ل يتصور أأن يكون العرض أأكرب من الطلب .
13
حماضرات
تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي
وقد اس مترت هذه الفكرة كأحد ا ألسس اليت تقوم علهيا ا ألفاكر التقليدية حىت اهزتت متاما مع أأفاكر كيزن .لكننا جند أأن مالتوس شكك يف سالمة هذا القانون فقد لحظ أأنه ليس من الرضوري أأن يكون الطلب اللكي مساواي للعرض اللكي اذا اكن هناك نقص يف الاس هتالك وزايدة يف الادخار مل يعوضه طلب عىل السلع الاستامثرية (اكتناز) ،وابلتايل يكون الادخار قد أأضعف ادلافع لالنتاج ابضعافه الطلب عىل السلع مما يؤدي اىل تكديسها ،ومن هنا يكون الطلب اللكي أأقل من العرض اللكي ،وهذا ما يساعد عىل قيام ظاهرة البطاةل ،ومن هذا املنطلق يرى مالتوس أأن الطلب الفعيل هو اذلي حدد العرض من أأجل ذكل جند أأن مالتوس يدافع عن مالك ا ألرايض ألن المنط أألنفايق لهذه الطبقة يتجه لالس هتالك وابلتايل فاهنا تزيد يف الطلب الفعيل. وقد متكن مالتوس هبذه الفكرة أأن يكشف الالمساواة بني الادخار والاستامثر خالفا للالكس يك الخرين ،وينال بذكل تقدير واحرتام كيزن. - IIIتفاؤلية جان ابتيست ساي )(6112 -6111 جون ابتيست ساي ( ) Jean Baptiste Sayرائد املدرسة الالكس يكية الفرنس ية و يعترب أأمه مروج ألفاكر أأدم مسيث يف فرنسا ،اكن ساي أأول من شغل كريس أأس تاذ الاقتصاد الس يايس يف فرنسا ويعود هل الفضل ابدخال هذا الفرع يف املهناج ادلرايس ،اش هتر بكتابه(حبث يف الاقتصاد الس يايس) Traite D’economie Politiqueعام 6151اذلي لكفه عزهل من منصبه من قبل انبليون اذلي طلب منه أنذاك أأن يدمع س ياس ته الاقتصادية املناهضة للحرية ،لكنه رفض وترك الكتابة مدة طويةل من الزمن متجها للصناعة حيث أأقام مصنعا مياكنيكيا للغزل وبعد سقوط انبليون عاد من جديد اكقتصادي شهري. عرف ساي بقاونه املهم املعروف (بقانون املنافذ) LA LOI DES DEBOUCHESاذلي يؤكد فيه أأن(لك عرض خيلق طلب) أأي أأن لك انتاج خيلق لنفسه بنفسه منفذا رضوراي واكفيا (بسبب حاجات النسان الالمتناهية) و أأن النتاج يبادل ابلنتاج حبيث أأن البائع هو املشرتي يف نفس الوقت مفن أأجل انتاج أأي سلعة لبد من اس تعامل عنارص النتاج (معل ،ر أأس مال ،أأرض) ومقابل هذه العنارص اليت متثل تاكليف النتاج حصل أأحصاهبا عىل مداخيل ( أأجور ،أأرابح،ريوع) مفقابل انتاج منتوج أأو أأي سلعة هناك دخل هذا ادلخل سيتحول اىل الطلب ويكون منفذا للمنتوج ،وابلتايل فان العرض هو اذلي خيلق الطلب ،وهبذه احلاةل فان قانون املنافذ ل ساي ( Sayاملتفائل جدا) ل يقودان اىل ا ألزمات الاقتصادية. انطالقا من هذا القانون نالحظ أأن ساي يعترب أأن السلع تتبادل ابلسلع مبعىن أأن النقود جمرد وس يط للتبادل وليست مس تودع للقمية أأي أأن دورها حيادي ،ويعترب كذكل أأن العجز يف املزيان التجاري لبدل ما يكون مؤقت مفا مييض وقت حىت تأأيت الصادرات نتيجة انتاج البدل املصاب ابلعجز فتعادل الواردات وقد تفيض عهنا. هكذا اكن ساي متفائال جدا مبقدار ما اكن مالتوس ورياكردو متشامئني ،فاضافة اىل الاعتبارات املتعلقة ابلرثوة (النتاج) وابلنقد اذلي هو جحاب يغطي حقيقة التبادل ،فان ساي يريد بقانونه الربهنة بأأن ا ألزمات العامة الناش ئة عن فيض النتاج ل ميكن أأن حتصل اذا أأتيح لالنتاج حرية املرور ،من هجة أأخرى لقي هذا القانون انتقادا من هجات متعددة ،فقد حاربه مالتوس و أأاثر يف وهجه (مبد أأ الطلب الفعيل) اذلي س يأأخذه كيزن KEYNESفامي بعد ويبين عليه (نظريته العامة) حيث أأن نقطة الانطالق يف احلياة الاقتصادية دلى ساي يه النتاج أأي (املنتجون)يف حني جند نقطة انطالق مالتوس يه الاس هتالك ،و أأمهل ساي كذكل ظاهرة امليل لالكتناز اليت أأعطى لها كيزن أأمهية اضافية واليت تعين أأن الفرد أأو املنتج حىت و أأن اكن يبحث عن التخلص وبأأرسع ما ميكن من البضاعة اليت بني يديه ،فانه من غري املؤكد سعيه التخلص وبنفس الرسعة من النقد اذلي أأصبح بني يديه بل أأنه يسعى يف بعض ا ألحيان اىل ختزين النقد اذلي بني يديه ابنتظار فرصة جديدة أأفضل لس تخدام ذكل النقد وخصوص يف تكل ا ألموال املدخرة اليت تنتظر قرار الاستامثر ،وقد بينت ا ألزمة الاقتصادية الكربى لعام 6424 خطأأ قانون ساي يف املنافذ. 14
حماضرات
تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي
ويف ا ألخري يبقى ساي من أأمه الاقتصاديني اذلين أأثرروا الفكر الاقتصادي الر أأساميل رمغ أأن نظريته ظلت لفرتة طويةل هممةل من اجلانب التطبيقي ال أأنه يف عهد الرئيس ا ألمرييك ريغن ظهر ما يعرف بـ (اقتصاد العرض) Economie De L’offreواذلي يبىن عىل قانون املنافذ لساي. -VIاسهامات دافيد رياكردو 6121-6112 يعد دافيد رياكردو David Ricardoمن أأقطاب الفكر الالكس ييك الجنلزيي ويعتربه الكثري من الاقتصاديني بأأنه الامس الثاين اذلي ميثل املدرسة الالكس يكية بعد مسيث ،ودل دافيد رياكردو يف أأرسة هيودية هولندية اس توطنت اجنلرتا وقرر يف مرحةل مبكرة من حياته أأن خيرج من ادلاينة الهيودية وينخرط يف احلياة العامة للمجمتع الجنلزيي ،واش تغل مسسارا يف بورصة لندن ل ألوراق املالية مثلام فعل أأبوه من قبل ،ا ألمر اذلي جعهل يكسب من املال الكثري ليصبح بذكل من أأرابب املصانع يف اجنلرتا. عندما بد أأ رياكردو كتاابته اكنت الثورة الصناعية يف تقدم ملحوظ وشاهدت تطور املدن وزايدة الساكن فاكن يتعني اذا متوين هؤلء الساكن ابملواد الزراعية ولحظ رياكردو أأن النتاج الزراعي ل يتطور حسب الطلب الاس هتاليك ويف هذه الفرتة شهدت س يطرت مالك ا ألرايض عىل الربملان الربيطاين حبجة زايدة النتاج الزراعي ،من هجة أأخرى فان حرب انبليون اليت انهتت عام 6165أأدت اىل ارتفاع أأسعار احلبوب مما أأرض كثريا من العامل والر أأسامليني أأرابب العمل ،فوقعت مشادات وجدل بني هؤلء فكتب رياكردوا كتاب بعنوان ( أأسس القتصاد الس يايس والرضائب) LES PRINCIPES DE L’ECONOMIE POLITIQUE ET L’IMPOT 6161حيث هامج فيه مالك ا ألرايض دفاعا عن الر أأسامليني. ومن أأمه أأفاكر رياكردو: -6قانون ا ألجر الطبيعي: أأسس دافيد رياكردو نظريته ل ألجر الطبيعي( )salaire naturelأأو ما يعرف بأأجر الكفاف اذلي يتحدد حسب ر أأيه بقانون العرض والطلب ،لكام اكن العرض أأكرب من الطلب لكام تدنت ا ألجور والعكس حصيح ،ومبا أأن العرض دامئا يكرب من الطلب فان العامل مه املس ئولون عن اخنفاض ا ألجور. -2نظريته يف التوزيع: مل هيمت دافيد رياكردو بنظرية النتاج كام فعل أأدم س ميث وامنا اهمت بنظرية التوزيع واعتربها موضوع عمل الاقتصاد. من هذا املنطلق صاغ نظريته يف الريع كأحد عوائد عوامل النتاج حبيث يتوصل فهيا اىل أأن مالك ا ألرايض حصلون عىل أأموال بدون هجد بسبب خصوبة ا ألرض وابلتايل هذا الريع سوف يؤدي يف ا ألخري اىل سوء توزيع ادلخل وس يؤثر عىل تدين النشاط الاقتصادي واخنفاض معدلت المنو يف املس تقبل. يرى رياكردو بأأن سعر املنتوج سوف يزداد بفضل ارتفاع عدد الساكن مما جيعل مالك ا ألرايض يطلبون أأجور كربى مقابل أأراضهيم اخلصبة النادرة مما يضطر املنتجني اىل زايدة الطلب عىل ا ألرايض ا ألقل خصوبة اليت تكون فهيا نفقة النتاج مرتفعة ابملقارنة مع ا ألرايض اخلصبة وبتايل ينشأأ ما يسمى (ابلريع الفريق) نتيجة دخول ا ألرايض ا ألقل خصوبة يف النتاج. ومبا أأن أأسعار (عوائد) املنتجات تذهب يف شلك( أأجور و أأرابح وريوع) فان رياكردو يرى نتيجة لفكرة السابقة أأن الريع يف جوهره عدوان عىل الرحب،ومتيل ا ألرابح يف املدى القصري اىل الهبوط حىت تصل درجة الصفر ،بيامن يس تويل مالك ا ألرايض عىل الفائض الاقتصادي وابلتايل يقل ترامك ر أأس املال اذلي مصدره أأرابح الر أأسامليني ومن مث الوصول ابلقتصاد اىل حاةل الركود .هذا من هجة ومن هجة أأخرى فان ارتفاع ا ألسعار الناجت عن تزايد الساكن يؤدي اىل الرفع من أأجر الكفاف وهذا بدوره يؤثر عىل الرحب وابلتايل ترمك ر أأس املال. رفض رياكردو ادخال الريع مضن عنارص النتاج و عىل هذا ا ألساس يفرس الريع بـأأنه نتيجة لرتفاع أأسعار املنتجات الغذائية الناجت عن زايدة 15
حماضرات
تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي
مقدار العمل الالزم لالنتاج . انطالقا من هذا التحليل صب رياكردو لك غضبه عىل طبقة مالك ا ألرايض وقال بأأهنم ل يش تغلون يف معل انتايج حقيقي ،وما يتلقونه من اجيار ليس ال نتاج العمل املبذول يف زراعة ا ألرض ور أأس املال املستمثر فهيا ووصل به احلد اىل القول بأأن العقاريني ليس هلم ماكن يف العرص الصناعي ،ألن هذا العرص هو عرص ر أأس املال والعمل فقط أأما ا ألرس تقراطية العقارية فليست ال بقااي القطاع . واكنت أأول أأرائه هو اقناع احلكومة الجنلزيية ابلغاء القوانني اليت سنهتا للغالل و أأفسحت اجملال لس ترياد الغالل من اخلارج فهبطت أأرابح املالك الزراعيني . ومن انحية أأخرى متادى رياكردو وطالب بتأأممي ا ألرايض وفرض رضائب الباهظة علهيا ،ومن هنا سقط يف خطأأ غري مقصود ،اذ أأنه نبه الاشرتاكيني ا ألوائل اىل هذه الفكرة مما جعل نتيجة تكون عكس رغبة الر أأسامليني. -1نظريته يف التجارة اخلارجية: يف ميدان التجارة اخلارجية لرياكردو نظرية هامة يه نظرية التاكليف النسبية (املزية النسبية) حيث يرى رياكردو أأن عىل لك بدل أأن خيتص يف انتاج ما هو أأنسب حسب املعطيات اجلغرافية واملناخية...اخل ألن تاكليف النتاج يف هذه احلاةل متكنه من املنافسة يف التجارة اخلارجية عىل عكس انتاجه للسلع اليت يكون غري مؤهل لنتاهجا . - IIتشاؤمية روبرت مالتوس 6119-6111 روبرت توماس مالتوس Robert Thomas Malthusابحث ساكين واقتصادي س يايس اجنلزيي. ودل مالتوس من أأرسة اجنلزيية مثقفة ،درس مالتوس ا ألفاكر الفلسفية والقتصادية اجلديدة اليت اكنت منترشة يف أأورواب ،مث ختص يف عمل الالهوت يف جامعة اكمربدج و أأصبح مدرسا فهيا ،واكن هميئا ليك يصبح قسا يف الكنيسة ولكنه اصطدم مع نفسه ببعض ا أل أأراء اليت اعتقد أأهنا ل تتوافق مع هممته ادلينية فقرر أأن يتخىل عن العمل اذلي أأعد هل ،واكن صديقا محامي دلافيد رياكردو رمغ أأهنام مل يكوان متفقني يف الكثري من املسائل الفكرية. ان مالتوس اذلي شهد تفجر املصانع حتت زمخ الثورة الصناعية قد ر أأى كيف اضطر العامل اى ترك القطاعات القتصادية التقليدية حبثا عن العمل يف معامل املدن ،وقد رافق ذكل ارتفاع يف معدلت املواليد يف اجنلرتا .ر أأى مالتوس حاةل البؤس والشقاء للعامل اذلين ل يتقاضون ال أأجورا ل تزيد عن حد الكفالف ،فربط بيهنا وبني زايدة عدد الساكن معتقدا بأأن الزايدة يف الساكن س يصاحهبا هبوط يف مس توى املعيشة. ومن أأمه أأفاكره نظريته يف الساكن ونظرية الطلب الفععيل. -6نظرية الساكن :صاغ مالتوس هذه النظرية يف كتاب نرشه عام 6141بعنوان حبث يف مبد أأ الساكن حيث أأظهر فيه التشامئ يف عمل القتصاد ووضع الفكرة القائةل بأأن العامل يعيش حتت رمحة ا ألرزاق ،حتت رمحة طبيعة ل رحمية ول خرية ،بل يه قاس ية وخبيةل ، و أأعلن بأأن الزايدة يف المنو الساكين سوف تريس دعامئها عىل البؤس ،و أأن تاكثر الساكن جيب أأن يكون حمدودا ابلرضوروة بزتايد ا ألرزاق ،حيث يقول مالوس :ان قدرة ا ألانسان عىل التناسل بناء عىل وجود الغريزة اجلنس ية أأعظم بكثري من قدرة ا أل أأرض عىل انتاج مقومات العيش للساكن ،ذكل ألن الساكن يزيدون مبتوالية هندس ية بيامن ل تزيد مقومات العيش ال عىل أأساس املتوالية العددية ،ومبا أأن الساكن ل يس تطيعون أأن يعيشو عيشة كرمية ال اذا ازدادو فوق احلد ا ألدىن لمكية الطعام الالزمة هلم ،فاهنم ان مل يتوقفو عن الزايدة س يحل هبم البؤس والفقر. 16
حماضرات
تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي
لقد صاغ مالتوس هذه النظرية عىل أأساس قانون اقتصادي معروف ابمس قانون تناقص الغةل اذلي يعين أأنه لميكن زايدة الناجت يف الزراعة بنس بة أأكرب أأو معادةل للزايدة يف وحدات ا ألانتاج مع عدم الزايدة يف مساحة ا ألرض اىل ما لهناية ،بل نالحظ أأنه بعد حد معني تقل نس بة الزايدة يف الناجت عن نس بة الزايدة يف عنارص النتاج ا ألخرى غري ا ألرض اكلعامل واملاء والبذور .وقياسا عىل هذا القانون فانه طاملا أأن املوارد القتصادية بطيعهتا اندرة وحمدودة ،فانه سوف يأأيت يوم ل جتد فيه ا أل أأعداد املزتايدة كفايهتا احلدية من انتاج املوارد القتصادية طاملا تعدت نس بة المنو الساكين نس بة المنو يف الناجت احمليل الس نوي. انطالق من نظريت يف الساكن فان مالتوس بىن مجموعة من ا أل أأفاكر اليت لقت ترحاب كبري من البعض و أأاثرة جضة كبرية من البعض الخر .مهنا انهتاكه حلقوق الفقراء عندما يقول :ان الرجل اذلي ليس هل من يعيهل واذلي ل يس تطيع أأن جيد هل معال يف اجملمتع سوف جيد أأ ،ليس هل نصيبا من الغذاء عىل أأرضه فهو عضو زائد يف ولمية الطبيعة حيث ل حصن هل بني الصحون فان الطبيعة تأأمره مبغادرة الزمن. كام أأنه انتقد الربانمج اذلي وضعته احلكومة الجنلزيية لعانة الفقراء بقوهل :ان قوانني اعانة الفقراء يف اجنلرتا تؤدي اىل تفامق حاةل الفقراء عامة من انحيتني :ا أل أأوىل يه أأهنا تعمل عىل زايدة الساكن دون زايدة غةل ا أل أأرض ألعالهتم ،والثانية أأن مكيات احلاجيات اليت تس هتكل يف مالجئ الفقراء –ومه طبقة غري منتجة -تقلل من ا أل أأنصبة اليت اكن جيب أأن تعطى اكمةل للطبقة العامةل. ويقول كذكل :ان عىل اجملمتع أأن يرفض تقدمي الحسان والعاانت اىل ا ألرس اليت تعجز عن تدبري وسائل معيش هتا. لقد قوبلت أأراء مالتوس برتحاب كبري من طرف الطبقة الر أأساملية الرثية يف زمانه فرددو وراءه القول بأأن الفاقة الجامتعية وغريها من املساوئ ا ألاجامتعية يصح ارجاعها الن ا ألى أأس باب اتلزواج املبكر وكرثة النسل ،وليس لسوء توزيع الرثوة يف البالد شأأن يف ذكل ، وابلتايل ل يقع اللوم علهيم. لقد ر أأى مالتوس أأ ،هناك موانع اجيابية وسلبية ووجود هذه املوانع من شأأنه أأن حدث التوازن بني الساكن واملوارد وتؤجل الهناية املؤملة للبرشية،ولكنه مل يعتقد جبدوى املوانع السلبية ويه العوامل اليت ت}دي ا ألى حتديد النسل كتأأجيل الزواج والمتناع عنه واليت يراها منافية ل ألخالق وادلين ،.أأما املوانع الجيابية ويه اليت تنتج عن احلروب واجملاعات وا ألوبئة فان هذه لها القدرة عىل احلد تزايد الساكن .ودمع املوانع الجيابية بفكرته اليت متنع الرب وا ألاحسامن للفقراء ،فا ألوبئة يف نظره يه رمحة للبرش تنقص من عددمه ،أأما املساعدات اليت يقصد هبا التخفيف من بؤس الفقراء فاهنا تؤدي ا ألى زايدة عددمه. رمغ فضل مالتوس يف كونه وضع نظرية متاكمةل يف الساكن ،وقد فرضها عىل عمل ا ألاقتصاد عندما أأشار اىل وجود عامل جيب دراس ته ا ألى جانب ا ألانتاج والتوزيع والتبادل ،ذكل ألن العالقة وطيدة بني تطور عدد الساكن وتطور مكية ا ألانتاج ويكون مالتوس قد أأدخل من خالل ذكل عنرصي الزمن واحلركةيف دراسة الفعاليات القتصادية يف وقت اكنت فيه هذه الفعاليات ما تزال تدرس وحتلل يف أأسس سكونية راكدة.ورمغ اعتبار بعض القتصاديني أأن نظرية مالتوس قابةل للتطبيق ول تتصف ابلعمومية أأهنأأ صاحلة يف ظروف معية وغري صاحلة يف ظروف أأخرى يف زمان وماكن معني ال هنا تعرضت اى الكثري من املأخذ والنتقادت مهنا: اكنت نظريته مفرطة يف التشامئ للجنس البرشي حىت أأن أأحد املعلقني وصف عمل القتصاد ابلعمل القامت بعد قرائته لكتاب مالتوس. أأن العالقة اليت حددها مالتوس قامئة عىل حركة منو اجملمتع الرسيعة وتناقص غةل النتاج وهذه العالقة غري حقيقية ،فانتاج الغةل قامئ عىل عدة عنارص متحركة وليست اثبتة ،اضافة اىل أأن للتطور العلمي يف وسائل النتاج دور يف حتسني الغةل النتاجية. 17
حماضرات
تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي
افرتاضه أأ ،المنو الساكين داةل ملس توى املعيشة ،فاذا ارتفع مس توى ا ألجور عن مس توى الكفاف ازدادت املواليد والعكس حصيح .هذا الفرتاض مل يرض اطالقا العديد من اخملتصني يف العلوم الجامتعية حيث يربطون ازايدة يف املواليد بعوامل أأخرى مهنا أأن الفقراء أأكرث قدرة وميل لالجناب من ا ألغنياء....اخل اضافة اىل أأن اذلي حدث يف أأورواب و أأمرياك يف النصف ا ألول من القرن العرشين مل يؤيد هذه النظرة اطالقا ،مفع الرتفاع املس متر يف أأجور العامل لوحظ امتناع العائالت عن اجناب الكثري من ا ألطفال. اكن مذهب مالتوس خيدم مصاحل أأولئك اذلين ابلرمغ من ا ألرابح الطائةل اليت جنوها بفضل منو الر أأساملية تعرضو لهجوم بسبب سوء احلال اذلي اكن عليه فريق كبري من العامل ا ألجراء بسبب سوء توزيع ادلخل. -2نظرية الطلب الفعيل :اذا اكن ل ميكن اهامل دور كيزن يف صياغة نظرية الطلب الفعيل عىل حنو مامتسك وشامل فانه ينبغي أأن ل ننىس أأن نشري هنا اىل أأ ،مالتوس اكن من أأس بق املفقكرين ا ألى ااثرة الفكرة ا أل أأولية لهذه النظرية يف كتابه :مبادئ ا ألاقتصاد الس يايس 6125 :وذكل أأن التقليديني بصفة عامة اكنو يعتقدون بصحة قانون املنافذ اذلي قال به ساي ،ويقتيض هذا القانون بأأن العرض خيلق الطلب املقابل واملساوي هل ،فالعرض يأأيت من النتاج ،ويمت توزيع ادلخول عىل عنارص النتاج بنفس القمية وهذه ادلخول تتحول اىل طلب عىل السلع املنتجة ومن مث فانه ل يتصور أأن يكون العرض أأكرب من الطلب . وقد اس مترت هذه الفكرة أأحد ا ألسس اليت تقوم علهيا ا ألفاكر التقليدية حىت اهزتت متاما مع أأفاكر كيزن .لكننا جند أأن مالتوس شكك يف سالمة هذا القانون فقد لحظ أأنه ليس من الرضوري أأن يكون الطلب اللكي مساواي للعرض اللكي اذا اكن هناك نقص يف الس هتالك وزايدة يف الدخار مل يعوضه طلب عىل السلع ا ألاستامثرية اكتناز ،وابلتايل يكون ا ألادخار قد أأضعف ادلافع لالنتاج ابضعافه الطلب عىل السلع مما يؤدي اىل تكديسها ،ومن هنا يكون الطلب اللكي أأقل من العرض اللكي ،وهذا ما يساعد عىل قيام ظاهرة البطاةل ،ومن هذا املنطلق يرى مالتوس أأن الطلب الفعيل هو اذلي حدد العرض من أأجل ذكل جند أأن مالتوس يدافع عن مالك ا ألرايض ألن المنط ا ألانفايق لهذه الطبقة يتجه لالس هتالك وابلتايل فاهنا تزيد يف الطلب الفعيل. وقد متكن مالتوس هبذه الفكرة أأن يكشف الالمساواة بني ا ألادخار والستامثر خالفا للالكس يك الخرين ،وينال بذكل تقدير واحرتام كيزن.
الثورة الصناعية تعريف الثورة الصناعية يقصد ابلثورة الصناعية التطورات الكبرية اليت عرفهتا الصناعة يف ارواب عامة و اجنلرتا خاصة ابتداءا من منتصف القرن الثامن عرش و اليت أأدت اىل حدوث حتول كيفي يف فنون النتاج الصناعي .حيث مت الانتقال من الصناعة اليدوية اليت تعمتد عىل معل النسان – أأدوات معل بس يطة – اىل الصناعة اللية اليت تعمتد عىل الةل اليت تدفعها قوة حمركة .حيث عرفت ارواب يف هده املرحةل موجة عارمة من الاخرتاعات و الاكتشافات سامه ادخالها يف خمتلف فروع الصناعة اىل تطويرها – صناعة احلديد و تعدين الفحم .و صناعة املنسوجات .و توليد الطاقة احملركة – الشئ اذلي سامه يف حدوث زايدة هائةل يف لك من النتاج و التكوين الر أأساميل و أأصبحت الصناعة عىل اثرها النشاط الرئييس يف الاقتصاد الوطين 1أأس باب قيام الثورة الصناعية يف ارواب:18
حماضرات
تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي
ميكن أأن جنمل ا ألس باب ا ألساس ية لقيام الثورة الصناعية يف ارواب فامي ييل: ا -العامل الساكين :عرف ساكن ارواب مند أأواخر القرن الثامن عرش زايدة كبرية و مس مترة و دكل لخنفاض معدلت الوفيات ( توفر الرعاية الصحية خاصة يف املدن) .فزايدة عدد الساكن تؤدي اىل توفر ا أليدي العامةل .و خاصة يف ظل متتع العامل حبرية اختيار ا ألعامل و الانتقال من معل اىل أخر .فال شك أأن دكل يساعد عىل هنضة و تقدم الصناعة . و معوما ميكن القول أأن زايدة عدد الساكن يؤدي اىل زايدة عرض العمل و بدكل جتد املرشوعات اجلديدة و القدمية حاجهتا من ا أليدي العامةل بأأجور معقوةل .كذكل فان زايدة عدد الساكن متثل زايدة يف الطلب عىل السلع و اخلدمات و هو ما يعمل عىل اتساع نطاق السوق و بدكل تمنو الصناعة و ل يعوقها التخلص من فائض النتاج. ب -اتساع جتارة ارواي ادلاخلية و اخلارجية ( اتساع ا ألسواق ادلاخلية و اخلارجية( عند التطرق اىل ادلور اذلي لعبته جتارة ارواب ادلاخلية و اخلارجية يف التطور الصناعي يف ارواب ,جيب الوقوف عىل امهية ادلور اذلي تلعبه وسائل النقل و املواصالت و دكل عىل اعتبار أأن تطورها يسامه يف ازدهار التجارة ادلاخلية و اخلارجية ,و جتدر الشارة هنا اىل الطفرة النوعية و التقدم احلاصل عىل مس توى وسائل النقل و املواصالت سواء اكنت مائية أأو برية ,حيث متكنت ادلول الاروبية من ربط أأجزاهئا اخملتلفة بوسائل نقل اقتصادية – قطارات و سفن و اكن النقل الهنري يلعب دور كبري يف ربط خمتلف أأجزاء أأورواب - ,و كدا الوصول اىل ا ألسواق اخلارجية بعد ظهور الناقالت احلديثة و خاصة السفن التجارية الضخمة و هو ما سامه يف اتساع ا ألسواق ادلاخلية و اخلارجية. فقد تطورت جتارة ارواب ادلاخلية و اخلارجية حىت مشلت العامل القدمي و اجلديد – و دكل بعد اكتشاف العامل اجلديد و الطريق املؤدي اىل الرشق عرب ر أأس الرجاء الصاحل – و هو ما سامه يف منو الصناعة يف القرنني 61و , 64اد متكنت ارواب من الوصول مبنتجاهتا اىل أأسواق ادلول اخملتلفة ,فلكام اكنت السوق قادرة عىل امتصاص قدر كبري من املنتجات لكام مال جحم املرشوعات اىل الكرب ,حيث سامه اتساع نطاق السوق نتيجة للطلب الكبري عىل السلع يف جعل النتاج منطي و أأمكن ابلتايل ادخال اللت تدرجييا يف العمليات النتاجية ملواهجة الطلب املزتايد -خاصة ادا علمنا أأن اخنفاض أأمثان السلع الصناعية نتيجة لالنتاج الكبري و اخنفاض تاكليف الشحن أأدى اىل توسع كبري يف الطلب عىل السلع الصناعية و رمبا بنس بة تفوق بس بة الاخنفاض يف ا ألمثان حيث أأن الطلب عىل تكل السلع اكن كبري املرونة .كام أأن الزايدة يف ادلخول اليت جنمت عن التوسع يف النتاج يف اكفة دول العامل الصناعية أأو الزراعية أأدت اىل التوسع يف الطلب عىل املنتجات الصناعية حيث أأن الطلب عىل هده ا ألخرية اكن يمتتع مبرونة دخلبة كبرية .-و بدكل يكون اتساع السوق قد ساعد عىل التصنيع و التوسع النتاج. ج -وفرة رؤوس ا ألموال و اماكنيات الرتامك الر أأساميل :اكن من أأمه النتاجئ اليت ترتبت عىل اتساع جتارة ارواب ادلاخلية و اخلارجية أأن ازدادت أأرابح و ثروات أأحصاب املصانع و رشاكت النقل و التجار و الوسطاء ,و بدكل جتمع دلى ارواب مبالغ طائةل و أأموال كبرية ملقابةل ما حتتاج اليه الصناعة من أأموال ,حيث توفرت رؤوس ا ألموال الالزمة لالستامثر يف انتاج سلع اس هتالكية ,وكدا انتاج العدد و اللت ( السلع النتاجية أأو الر أأساملية ),ابلضافة اىل رؤوس ا ألموال الالزمة لمتويل معليات البحث و التطوير ,هدا و قداكنت ندرة ر أأس املال دلى معظم ادلول الاروبية العائق ا ألسايس أأمام قيام الصناعة ,و جتدر الشارة اىل أأن الصناعة يف ارواب منت منوا كبريا عندما متكنت الصناعة القامئة من حتقيق أأرابح وفرية أأعيد استامثرها يف اقامة صناعات جديدة ,حيث اكنت أأرابح املنشات متثل املصدر الرئييس ملواهجة حاجات الصناعة الناش ئة. من ا ألمور ا ألخرى اليت سامهت يف متويل الصناعة قيام و ظهور رشاكت املسامهة اليت اس تطاعت أأن جتمع املدخرات من صغار و كبار املدخرين عىل حد سواء ,كام أأن نشأأت البنوك و قياهما بوظيفهتا التقليدية املمتثةل يف احلصول عىل الودائع من ا ألفراد و الهيات و اعادة اقراضها لمتويل الاقتصاد سامه مسامهة فعاةل يف ازدهار الصناعة يف ارواب. د -احلرية الاقتصادية و عدم التدخل احلكويم . ه -تطور علمي و كشافات علمية -اكتشاف ألت انتاج متطورة -وضعت موضع التطبيق يف الصناعة فادت اىل ازدهارها . 19
حماضرات
تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي
2أأمه مظاهر الثورة الصناعية :اكن من أأمه مظاهر الثورة الصناعية ماييل:ا -ظهور نظام املصانع اللية و كرب جحم املرشوعات :بقيام اخملرتعات العلمية العظمية يف القرن 61و اس تخدام الةل – اليت حتركها طاقة -اليت اكنت عىل درجة عالية من القوة النتاجية ,ظهر و ازدهر نظام املصانع اللية .فقد متكن أأحصاب املصانع و كبار احلرفيني من اقامة الصناعة اجلديدة و أأصبحوا ميثلون طبقة الر أأسامليني ,أأما صغار أأحصاب احلرف فاضطروا اىل العمل يف املصانع كعامل مأأجورين ,و حتولت وحدات النتاج يف ارواب اىل املصنع الكبري ,حيث اكن كرب جحم الوحدات النتاجية -املصانع – من أأمه مظاهر الثورة الصناعية .فبعد أأن اكن املرشوع يس تخدم عددا حمدودا من العامل .أأصبح يوظف املئات ,و مبرور الوقت أأصبح أألف العامل يعملون يف املصنع الواحد ,حيث تشري تقديرات عام 6115أأن عدد العامل يف مصانع القطن اكن يقدر حبوايل 615عامال,و 41عامال يف مصانع احلرير و 95عامال يف مصانع الصوف ,أأما مصانع احلديد فاكن يرتاوح عدد العامل هبا يف حدود 2555 -6555عامال. و عىل املس توى القطري فان السمة الغالبة عىل الصناعة ا ألملانية مثال يه كرب جحم املرشوعات فقد قام التوسع الصناعي فهيا نتيجة لمتصاص املصانع الكبرية فهيا للمصانع الصغرية – الاندماج و التاكمل و من ا ألمثةل عىل دكل رشكة kruppيف حوض الروهر - ,أأما الصناعة يف فرنسا فاكنت وحداهتا متيل نسبيا اىل الصغر .دلكل اكن عدد العامل فهيا حمدودا ,و لعل أأمه ا ألس باب الواقفة وراء دكل هو الندرة النسبية للفحم احلجري و تفضيل الفرنس يني التخصص يف انتاج السلع الكاملية اليت حتتاج اىل همارات و فنون انتاج عالية. أأن حتول الصناعة اىل الصورة اجلديدة أأدى اىل وجود طبقة اجامتعية جديدة يه طبقة املديرين و دكل بعد أأن تعقدت مشلكة ادارة املصانع الكبرية مما دفع ابملالكني و املسامهني ابن يعهدوا اىل أأحصاب اخلربة ابدارة مرشوعاهتم ب -ظهور الزنعات الاحتاكرية يف الصناعة :لقد أأدى تطور وسائل النقل و املواصالت اىل جعل العامل سوقا واحدة يتنافس فهيا الكثري من املنتجني من خمتلف دول العامل ,وقد أأدى التنافس بيهنم اىل تسابقهم حنو ختفيض ا ألسعار و هو ما أأدى بدوره اىل ختفيض ا ألرابح بل و حتقيق خسائر يف الكثري من احلالت ,و هو ما دفعهم اىل التكتل و الاحتاد و عقد التفاقيات اخملتلفة و ادلخول يف أأشاكل الرتست و الاكرتل بقصد القضاء عىل املنافسة و التحمك يف ا ألسعار و دكل لضامن حتقيق املس توى املنشود من ا ألرابح ,و الواقع أأن التكتالت الاحتاكرية انترشت بشلك كبريخاصة يف الربع ا ألخري من القرن التاسع عرش يف خمتلف نوايح احلياة الاقتصادية و بصورة كبرية خاصة يف لك من أأملانيا و الولايت املتحدة ا ألمريكية . ففي أأملانيا قامت و ازدهرت نقاابت انتاجية تعرف ابمس الاكرتل ,اكن غرضها منع املنافسة بني املنتجني عن طريق عقد اتفاقات خاصة بتوزيع ا ألسواق و ا ألسعار و تنظمي النتاج – حتافظ الرشاكت ادلاخةل يف الاكرتل عىل خشصيهتا القانونية و اس تقاللها املايل و الداري – حيث تقيد حرية و سلطات الرشاكت بعد انضواهئا حتث راية هدا التنظمي الاحتاكري وتوقيعها اتفاقيات ,و قد انترش ت هده الاحتاكرات بشلك كبري يف صناعة التعدين و احلديد والصناعات الكهرابئية و البنوك و أأدت هده الس ياسة اىل كرب بعض املرشوعات دلرجة تقرتب من الاحتاكر الاكمل. أأما يف الولايت املتحدة ا ألمريكية فقد ظهرت الاحتاكرات يف شلك تراست و هو تنظمي عكيس لنظام الاكرتل ,حيث تفقد املرشوعات ادلاخةل فيه خشصيهتا الاعتبارية و اس تقاللها املايل و الداري حبيث تندمج الرشاكت املتعاقدة و تصبح مرشوعا واحدا و حتت ادارة موحدة تقوم برمس س ياسات النتاج و التسعري....... ,و قد سارعت الولايت املتحدة انطالقا من مبد أأ رفض الاحتاكر اىل اصدار قوانني حملاربة الرتاست -قانون شومان 6145و قانون الكيتون . 6469 -6نتاجئ الثورة الصناعية :اكن للثورة الصناعية العديد من الاثر و الانعاكسات املبارشة و الغري املبارشة عىل النوايح الاقتصادية و الاجامتعية و الس ياس ية تقوم حبرصها فامي ييل : 20
حماضرات
تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي
ا -زايدة الرثوة القومية دلول ارواب و زايدة قوهتا احلربية :زادت ثروات بدلان ارواب نتيجة للثورة الصناعية و أأصبحت ادلوةل غنية مبصانعها و منامجها ممتتعة مبقدرة انتاجية عالية ,حيث مل يقترص الثراء عىل أأحصاب رؤوس ا ألموال فقط .بل حققت ادلوةل زايدة كبرية يف ايراداهتا من الرضائب املبارشة و غري املبارشة و نظرا ملا حققته هده ادلول من أأرابح وفرية و خاصة اجنلرتا و فرنسا فاهنا وظفت قدرا كبريا من هده ا ألموال يف زايدة قوهتا العسكرية و احلصول عىل مس تعمرات واسعة عادت عىل اقتصادايهتا مباكسب عديدة ب -ارتفاع مس توايت املعيشة :ابلرمغ من أأن الثورة الصناعية زادت من أأمهية اللت و نفود أأرابب العمل و اكن العامل يف الغالب حتت رمحة أأحصاب املصانع ,ال أأهنا همدت لتجمع العامل و توحدمه ,حيث أأصبحوا قادرين عىل احلصول عىل أأجور و رشوط معل أأحسن ما اكنوا ليحصلوا علهيا لو اكنوا متفرقني ,و عىل العموم ميكن القول أأن الثورة الصناعية حققت زايدة ملموسة يف مس توايت املعيشة احلقيقية و دكل عن طريق زايدة النتاج الزراعي و الصناعي اذلي اغرق ا ألسواق و جنم عنه اخنفاض يف ا ألسعار و ابلتايل زايدة املقدرة الرشائية احلقيقية للنقود. ج -شدة اخلالف بني العامل و أأحصاب ا ألعامل :يف الغالب ينشا اخلالف بني العامل و أأحصاب العامل من كون العامل ادلين جتمعوا حول املصنع و بداو يناقشون أأوضاعهم يطالبون بزايدة ا ألجور و حتسني رشوط العمل و من الناحية ا ألخرى حاول أأحصاب ا ألعامل الضغط عىل العامل حىت تزيد أأرابهحم و تمنو استامثراهتم ,دلكل ر أأى العامل رضورة التكتل يف النقاابت و الاحتادات العاملية اليت تدافع عن مصاحلهم. حيث تتعدى مطالبة النقابة أأرابب العمل برفع ا ألجور و حتسني أأوضاعهم اىل مطالبة ادلوةل و اقناعها بسن الترشيعات اليت تنظم عالقاهتم بأأرابب العمل كام تسعى يف الغالب النقاابت العاملية دلى السلطات من اجل حامية الصناعة أأو اعانهتا أأو رعايهتا بأأي صورة ,ليك تنشط الصناعة و تصبح قادرة عىل مقابةل مطالب العامل و هده الفكرة احلديثة أأمنت هبا بعض النقاابت و مؤداها أأن حتسن مس توامه املعييش ل يتأأى ال ادا تقدمت الصناعة د -تركز الساكن يف املدن :زاد عدد ساكن دول ارواب الصناعية بصورة واحضة خالل القرن , 64كام أأن نس بة كبرية من الساكن تركزت يف املدن فلقد زاد ساكن اجنلرتا و أأملانيا و بلجياك () 1801- 1901عىل التوايل من 65.5اىل 21مليون و من 25اىل 51مليون و من 1.5 اىل 1.5مليون ,كذكل فان ساكن املدن يف هناية القرن التاسع عرش اكنوا يشلكون ثليث ساكن أأملانيا و ثالثة أأرابع ساكن اجنلرتا و نصف ساكن فرنسا . ه -منو التجارة اخلارجية :و تعترب سبب و مظهرو نتيجة للثورة الصناعية ,فقد ازدهرت جتارة ارواب اخلارجية نتيجة لزدهار صناعهتا ,و حدث أأن أأصبحت السمة الغالبة علهيا أأهنا تصدر مواد و منتجات صناعية و تس تورد مواد أأولية لزمة لصناعهتا . و -زايدة نفود طبقة رجال العامل و عظم ادلور اذلي يلعبه ر أأس املال. 4تطور الزراعة الاروبية :أأن قيام ثورة صناعية يف ارواب أأدى اىل حدوث تطور كبري عىل مس توى وسائل و نظم الزراعة الاروبيةاس تحق أأن يطلق عليه ابلثورة الزراعية ,حيث حدث تطور كبري يف الزراعة الاروبية يف القرن التاسع عرش ,و دكل نتيجة لتباع الوسائل العلمية و تطبيق النظم اجلديدة اليت جتمعت عن الثورة الصناعية ,حيث أأدى اكتشاف ا ألمسدة الكاميئية و تطوير نظم رصف حديثة و ادخال الةل اىل العمل الزراعي اىل تقدم و ازدهار الزراعة . ففي اجنلرتا و اعتبارا من القرن 61حتقق الانتقال اىل نظام الزراعة الفردية أأو الر أأساملية و مت القضاء هنائيا عىل نظام الزراعة القطاعية و انترشت املزارع اليت تدار بطريقة ر أأساملية .و قد مالت امللكيات الزراعية يف بريطانيا اىل الكرب و انترشت املزارع الكبرية ( و دكل راجع لعدة أأس باب أأمهها يتعلق بنظام الرث السائد يف بريطانيا و التوسع يف حركة التسييج ابلضافة اىل اعتبارات أأخرى ) عىل عكس الزراعة يف ابيق البدلان الاروبية اليت مالت فهيا امللكيات الزراعية اىل الصغر – فرنسا مثال فقد مت الانتقال فهيا اىل نظام الزراعة الر أأساملية بعد الثورة الفرنس ية. 21
حماضرات
تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي
-5الاس تعامر و أأاثره الاقتصادية :لقد عرفت الفرتة التارخيية الالحقة للثورة الصناعية قيام موجة اس تعامرية كبرية ,و ميكن القول أأن الثورة الصناعية دفعت اىل انتشار الاس تعامر يف القرن 19يطلق عىل املوجة الاس تعامرية يف هده املرحةل ابلمربايلية اجلديدة ,و دكل ابلرمغ من أأن فكرة التوسع الاس تعامري اكنت قامئة من قبل ,فقد سادت حىت يف العهد املركنتييل و مسيت هده املوجة الاس تعامرية ابلمربايلية القدمية) حيث متكنت ادلول الاروبية الصناعية و خاصة فرنسا و بريطانيا من الس يطرة عىل مناطق عديدة من العامل و التحمك فهيا مبرونة كبرية و دكل لن: دول ارواب الصناعية اكنت يف حاجة ماسة اىل أأسواق واسعة لترصيف منتجاهتا الصناعية و دكل لتسلط فكرة حدوث افراط يف النتاج وعدم قدرة الاس هتالك احمليل عىل استيعاب مكيات النتاج الكبرية ( و قد خلص ج .فيريي الوضع يف س نة 6115بقوهل ابن املس تعمرة مركز ترصيف) -املس تعمرات اكنت مبثابة مصدر همم للحصول عىل املواد الغذائية و املواد ا ألولية الالزمة للصناعة. اكنت املس تعمرات مبثابة فضاء واسع لستامثر رؤوس ا ألموال الاروبية ,ابلضافة اىل كوهنا جمال همام لترصيف جزء من الفائض الساكينالارويب .و اكن من نتاجئ فتح أأبواب املس تعمرات عىل مرصاعهيا أأن هتدمت أأوضاع الصناعة احلرفية القدمية بداخلها و دكل حتت وطأأة منافسة املنتجات الصناعية الاروبية -و الهند املثال الواحض عىل دكل – و مل تقم يف هده ادلول صناعات حديثة بدل الصناعات القدمية يف مقابل ازدهار و تطور النشاط ا ألويل سواء يف الزراعة أأو اس تخراج اخلامات و املواد ا ألولية ,فقد تدفقت رؤوس ا ألموال من البدلان الاروبية الاس تعامرية – خاصة فرنسا و بريطانيا – ليك تستمثر يف انتاج و تصدير مواد أأولية يف املس تعمرات ,و اكنت هده التدفقات تمت بدافع الرحبية ,و حققت ابلفعل ماكسب وفرية لاكفة املرشوعات الاستامثرية اليت معلت ابجملالت املذكورة مما جعل ادلول الاس تعامرية حتاول تكريس تقس مي دويل للعمل تتخصص عىل اثره ادلول املس تعمرة يف انتاج و تصدير مواد أأولية,يف حني تتخصص ادلول الاس تعامرية يف انتاج و تصدير مواد صناعية. و قد كشفت ادلراسات الاقتصادية عن احلقائق التالية بشان التخصص يف انتاج السلع ا ألولية اذلي قام يف املس تعمرات اعتبارا من النصف ا ألخري من القرن التاسع عرش و ظل قامئا حىت حصلت هده ادلول عىل اس تقاللها بل و اىل الن يف غالبية ادلول : معظم املاكسب اليت حتققت نتيجة لالستامثر يف القطاع ا ألويل داخل املس تعمراتاكنت ترتكز يف أأيدي أأحصاب املرشوعات الغربية بيامن دهباجلزء ا ألصغر مهنا اىل ساكن املس تعمرات . -أأن أأحصاب املرشوعات الغربية قاموا سواء ابعادة استامثر ارابهحم يف نفس النشاطات ا ألولية أأو قاموا بتحويل ارابهحم اىل أأوطاهنم ا ألصلية.
22