Histoire des faits economiques تاريخ الوقائع الاقتصادية

Page 1

‫تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي‬

‫حماضرات‬

‫الفكر الاقتصادي التجاري‬

‫‪LES MERCANTILISTES‬‬ ‫)ق‪ 61-61 :‬م(‬ ‫‪ -6‬التطورات اجلديدة املمهدة لظهور املراكنتيلية‪:‬‬ ‫قبل ظهور املرياكنتيلية مكذهب اقتصادي و كس ياسات اقتصادية فامي بعد ‪ ,‬حدثت تطورات س ياس ية و اقتصادية و جغرافية و‬ ‫فلسفية سامهت يف ظهور ها و تطورها ومن تكل التطورات اجلديدة ‪:‬‬ ‫‪-6‬اتساع العامل ‪ :‬ونقصد هبذا اتساع العامل ابلنس بة ل ألوربيني اذلين بد أأوا يف اكتشاف القارات ا ألخرى والطرق العاملية للتجارة‪ ،‬والاحتاكك‬ ‫ابلشعوب ا ألخرى مما أأثر عىل تغيري الفكر و اذلهنيات عند ا ألوربيني ‪ ،‬ومن مظاهر هذا الاتساع ‪:‬‬ ‫‪ ‬اتصال أأورواب ابلرشق الساليم املتقدم اقتصاداي عىل اثر احلروب الصليبية‪.‬‬ ‫‪ ‬اكتشاف طرق مواصالت حبرية دولية جديدة ) طريق ر أأس الرجاء الصاحل اىل الهند والرشق ا ألقىص(‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪-9‬‬ ‫‪-5‬‬

‫‪ ‬اكتشاف كولومبس للطريق البحري اىل القارة ا ألمريكية س نة‪ ،6941‬واكتشاف منامج اذلهب الغنية هناك‪.‬‬ ‫حترر العبيد والفالحني من سطوة النظام القطاعي يف أأورواب نتيجة لعوامل عديدة واجته معظم املتحررين خارج النشاط الزراعي‬ ‫ليعملوا ابلتجارة‪.‬‬ ‫الانفصام بني ادلين والفكر ‪ ،‬ويقصد به ظهور الالئكية وما يعرف ابلهنضة والتحرر الفكري اذلي ساد أأورواب‪.‬‬ ‫ويف هذه املرحةل مسح ابلتعامل ابلفائدة اليت اكنت ممنوعة من قبل و أأحدث هذا ثورة كبرية يف النشاط الاقتصادي يف أأورواب مع‬ ‫ظهور البنوك يف هولندا مث اجنلرتا ‪ ،‬حبيث أأصبحت هذه البنوك متول التجارة اخلارجية مما أأعطاها دفعا كبريا‪.‬‬ ‫ظهور ما يعرف ابلثورة التقنية اكخرتاع البوصةل وأةل النس يج اىل غري ذكل من الاخرتاعات البس يطة اليت أأحدثت تغيريا هاما يف‬ ‫النشاط الاقتصادي‪.‬‬ ‫ظهور ادلول احلديثة والابتعاد عن انشاء المرباطورايت والاهامتم ابنشاء ما يعرف ابدلوةل القومية ‪ Etat-Nation‬فظهرت ادلول‬ ‫ا ألوربية احلديثة وقد اندى العديد من املفكرين يف تكل الفرتة بتقوية ادلوةل ‪ ،‬مما أأعطى أأمهية كبرية لتدخل ادلوةل يف النشاط‬ ‫القتصادي‪.‬‬

‫‪ -2‬ا ألفاكر و الس ياسات املراكنتيلية‬ ‫ظهرت املراكنتيلية يف أأورواب منذ بداية القرن اخلامس عرش وخالل تفسخ النظام القطاعي تيار جديد من ا ألفاكر الاقتصادية أأطلق‬ ‫عليه مؤرخو الفكر الاقتصادي أأمس ( مدرسة التجاريني ) ‪ ،‬حيث أأمسر هذا التيار سائدا من الناحية الفكرية ومن انحية توجهيه للس ياسة‬ ‫الاقتصادية يف أأورواب حىت منتصف القرن الثامن عرش ‪ .‬وقد متزي هذا النظام بأأن التجارة يه النشاط الرئييس ‪ ،‬و أأن الصناعة وبقية ا ألنشطة‬ ‫‪1‬‬


‫حماضرات‬

‫تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي‬

‫الاقتصادية ا ألخرى اكنت اتبعه للتجارة ويف خدمهتا ‪ ،‬وذلكل مسيت ر أأساملية هذه الفرتة ابلر أأساملية التجارية ‪ .‬ومن ا ألفاكر اليت كونت فلسفهتم‬ ‫الاقتصادية و أأصبحت ظاهرة عامة يف بالد أأورواب أأن الرثوة احلقيقية يه امتالك اذلهب والفضة و أأن هذه الرثوة يه أأساس قوة ادلوةل ‪،‬‬ ‫وجعلوا احلصول عىل هذين املعدنني هو الغرض الرئييس اذلي جيب أأن تسعى الس ياسة الاقتصادية لتحقيقه ‪ ،‬وذلكل مسيت نظريهتم بنظرية‬ ‫( اقتصاد القوة )‪ .‬غري أأنه اذا اكن ذكل هو املبد أأ العام اذلي وجه س ياسة ادلول ا ألوروبية يف تكل الفرتة ‪ ،‬فان لك دوةل قد طبقت س ياسة‬ ‫خمتلفة عام طبقته ادلول ا ألخرى يف سبيل حتقيق هذا املبد أأ ‪ .‬وميكن المتيزي بصفة عامة ‪ ،‬بني ثالثة أأنواع من الس ياسات اليت طبقت يف هذا‬ ‫الصدد طبقت ا ألوىل مهنا يف اس بانيا ‪ ،‬والثانية يف فرنسا ‪ ،‬والثالثة يف اجنلرتا ‪ .‬وهذه الس ياسات اكلتايل‪:‬‬ ‫أأول ‪ :‬املراكنتيلية املعدنية يف اس بانيا ‪(La Politique Bullioniste‬يف ق ‪61‬م) ‪:‬‬ ‫تتلخص س ياسة الس بان يف منع تصدير املعادن النفيسة اىل اخلارج واشرتاط استيفاء مثن البضائع املصدرة ابملعادن المثينة وهبذه‬ ‫الس ياسة بلغت أأس بانيا يف القرن السادس عرش ( عرصها اذلهيب ) فتاكثرت مكيات اذلهب والفضة الواردة علهيا من مس تعمراهتا ا ألمريكية‬ ‫‪ ،‬وتأأسست صناعهتا الضخمة وانتعشت أأسواقها ‪.‬‬ ‫لكن الاقتصادي جان بودان ‪ Jean Bodin‬يف النظرية المكية يف النقد لحظ أأن جتميع اذلهب و الفضة س يؤدي اىل ارتفاع ا ألسعار و أأن‬ ‫هذا التجميع لن يدوم ألن ارتفاع ا ألسعار س يؤدي اىل ختفيض الصادرات و ارتفاع الواردات و اختالل املزيان التجاري ‪.‬‬ ‫اثنيا ‪ :‬املراكنتيلية الصناعية يف فرنسا ‪( La Politique Industrielle‬يف ق ‪61‬م) ‪:‬‬ ‫وتقوم هذه الس ياسة عىل أأن فرنسا يف سبيل احلصول عىل اذلهب والفضة من اخلارج جيب أأن تتجه لزايدة الصادرات عىل الواردات‬ ‫عىل أأن تكون الصادرات من املنتجات الصناعية وليست من احملصولت الزراعية ‪ ،‬وذكل ألن الصناعة ل ختضع لتقلب العوامل الطبيعية غري‬ ‫املنتظمة مثل الزراعة ‪ ،‬ولتحقيق ذكل قامت ادلوةل خبلق صناعات حكومية بقصد حتسني أأنواع بعض املنتجات ‪ ،‬وكذكل معلت ادلوةل عىل‬ ‫تشجيع الصناعات الوطنية بفرض الرسوم امجلركية الثقيةل عىل السلع اخلارجية ‪ ،‬كام قامت خبلق رشاكت كبرية لترصيف الصناعة يف اخلارج‬ ‫وجشعت ا ألفراد عىل الاكتتاب يف رؤوس أأموال تكل الرشاكت ‪.‬‬ ‫و يقرتح جان بودان من أأجل س ياسة وطنية صناعية ما ييل ‪:‬‬ ‫‪ ‬فرض رضائب عىل املس توردات اجلاهزة ‪.‬‬ ‫‪ ‬تقدمي ماكفأت عىل تصدير املواد املصنعة وطنيا ‪.‬‬ ‫‪ ‬منع تصدير املواد ا ألولية الوطنية و العمل عىل العكس من ذكل عىل اس ترياد أأكرب مكية مهنا من اخلارج ‪.‬‬ ‫أأضيف اىل تكل الس ياسات يف نفس الجتاه ما ييل ‪:‬‬ ‫‪ ‬تطوير ا ألسطول التجاري الوطين‬ ‫‪ ‬احتاكر التصال بني الوطن و املس تعمرات ‪.‬‬ ‫‪ ‬السعي اىل نظام أأحالف لربط املس تعمرات مع الوطن ‪.‬‬ ‫يف فرنسا اكن كولبري ‪( Colbert‬وزير املالية) أأشد املتحمسني لس ياسة تطوير الصناعة و تسهيل زايدة الصادرات حيث قام مبا ييل ‪:‬‬ ‫‪ ‬ختفيض أأسعار البضائع ‪.‬‬ ‫‪ ‬اعفاء الصناعات املعدة للتصدير كأمقشة من الرضائب‬ ‫‪ ‬اعفاء املواد ا ألولية املس توردة من الرسوم امجلروكية‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫حماضرات‬

‫تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي‬

‫‪ ‬منح مساعدات مالية للمنتجني‪.‬‬ ‫‪ ‬معد اىل تشجيع العلوم والفنون للتحسني من جودة النتاج‪.‬‬ ‫‪ ‬مراقبة نوعية البضاعة املباعة اىل اخلارج ‪.‬‬ ‫‪ ‬ختفيض ا ألجور ما أأمكن ‪.‬‬ ‫‪ ‬منع تصدير املواد الغذائية وسواها من املواد الرضورية للمعيشة‪.‬‬ ‫‪ ‬منع ارتفاع تاكليف احلياة ‪.‬‬ ‫ابلرمغ من أأن س ياسة كولبري اكنت يف خدمة الربجوازية الصناعية أأصال فاهنا ساعدت يف تطوير الصناعة و النقل البحري الفرنيس ‪ ,‬ال أأهنا‬ ‫اكنت س ياسة جتريبية و قصرية النظر ‪ ,‬فمل تستند اىل أأي حتليل نظري جدي أأو حتليل للليات الاقتصادية ‪.‬‬ ‫اثلثا ‪ :‬املراكنتيلية التجارية يف انلكرتا (يف القرن الثامن عرش) ‪:‬‬ ‫وتقوم هذه الس ياسة عىل احلصول عىل املعادن من اخلارج عن طريق التجارة بني البالد اخملتلفة ‪ ،‬وقد ساعد اجنلرتا عىل ذكل‬ ‫أأسطولها التجاري الضخم اذلي متزيت به عىل ادلول ا ألخرى ‪ ،‬وليك تشجع ادلوةل التجارة الجنلزيية ‪ ،‬فرضت من القوانني ما حمي تكل التجارة‬ ‫مثل ( قانون املالحة ) واذلي اس تلزم أأن تكون السفن القامئة ابلتجارة بني اجنلرتا ومس تعمراهتا مملوكة ألشخاص اجنلزي ‪ ،‬و أأن يكون ثالثة‬ ‫أأرابع البحارة من الجنلزي وال تنقل البضائع الواردة من اخلارج لجنلرتا ال سفن اجنلزيية ‪.‬‬

‫‪ -1‬تقيمي ا ألفاكر و الس ياسات املراكنتيلية‬ ‫لتقيمي املراكنتيلية عىل صعيد الفكر و الس ياسات الاقتصادية نورد أأمه سلبيات واجيابيات املدرسة ‪:‬‬ ‫‪ 6-1‬سلبيات‪:‬‬ ‫‪ .6‬جاءت أأفاكرمه مكجموعة متناثرة ل تريق اىل مس توى النظرايت الاقتصادية احلديثة وامنا جاءت كس ياسات اقتصادية‪.‬‬ ‫‪ .2‬عىل صعيد الس ياسة الاقتصادية ‪ :‬أأدت الس ياسة اليت مت اتباعها للحصول عىل مزيان جتاري راحب اىل نتاجئ خطرية أأدت‬ ‫للتنافس و التناحر بني ادلول و اقامة احلواجز امجلركية و فرض رضائب عىل املس توردات الأجنبية‪.‬‬ ‫‪ .1‬عىل صعيد املنافسة العاملية ‪ :‬الس ياسة اليت اتبعهتا فرنسا من أأجل ختفيض أأسعار املواد الغذائية و ختفيض أأجرة اليد‬ ‫العامةل من أأجل ختفيض تاكليف النتاج و ابلتايل زايدة الصادرات و الوصول اىل مزيان جتاري راحب ‪ ,‬أأدت اىل افقار‬ ‫الفالحني و اهامل الزراعة ‪.‬‬ ‫‪ .9‬ان تأأكيد املراكنتيليني عىل اعتبار النقد مس تودعا للقمية و سعهيم للحصول عىل أأكرب ما ميكن من املعادن المثينة أأدى اىل‬ ‫ارتفاع ا ألسعار يف ادلاخل ‪.‬‬ ‫‪ .5‬اهامتهمم بقوة ادلوةل واهامهلم لرفاهية الفرد‪.‬‬ ‫‪ .1‬نظرهتم اىل الرثوة يف العامل عىل أأهنا اثبتة احلجم ) ل ميكن لدلوةل أأن ترثى ال عىل حساب دوةل أأخرى ( ‪.‬‬ ‫اجيابيات‪:‬‬ ‫‪ .6‬رواد هذه املدرسة قد خلصوا الاقتصاد من س يطرة الكنيسة ‪ ،‬وان اكن هؤلء الرواد مل يرتقوا جبهودمه اىل ارساء قواعد‬ ‫‪3‬‬


‫حماضرات‬

‫تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي‬

‫عمل الاقتصاد ال أأنه ل ميكن اهامل دورمه‪.‬‬ ‫‪ .2‬ساعدت أأراهئم عىل قيام ادلول احلديثة وتقويهتا واس تقرارها من الناحية الس ياس ية‪.‬‬ ‫‪ .1‬ساعدت أأراء التجاريني وس ياس هتم عىل تمنية الصناعة والتجارة‪ ،‬كام أأسهمت ابهامتهما ابلنقود يف خلق البنوك ا ألوربية‪.‬‬ ‫تطورت املراكنتيلية من ادلعوة اىل س يطرة ادلوةل و دورها املهم اىل ادلعوة اىل القانون الطبيعي اذلي حمك الفعاليات نتيجة تدفق اذلهب ‪ ,‬كام‬ ‫اجته التفكري يف هناية املرحةل املراكنتيلية اىل الاهامتم اب ألفراد و رضورة اعطاء احلرية لهؤلء ا ألفراد اذلين يعرفون مصلحهتم أأكرث مما تعرفها ادلوةل‬ ‫‪.‬‬

‫الفكر الاقتصادي للمدرسة الطبيعية‬

‫‪Les physiocrates‬‬ ‫لقد ر أأينا أأن الفكر التجاري اكن يسعى لبناء اقتصاد وطين ‪ ،‬وكرس هذا الفكر مفهوم ادلوةل ومراقبة ادلوةل للك النشاط الاقتصادي‬ ‫‪،‬ومع هناية القرن ‪ 61‬بد أأ الفالسفة واملفكرون يثورون حول هذا النظام املقيد وينادون بنظام أأكرث حرية وهذا النظام احلر هو املعرب عنه‬ ‫ابلنظام الليربايل ‪ .‬واملدرسة الطبيعية )الفزييوقراطية( أأول مدرسة ليربالية اعمتدت عىل مفهوم هام هو العودة اىل النظام الطبيعي ‪ ،‬وقبل التطرق‬ ‫اىل أأفاكر هذه املدرسة لبد من الرجوع اىل اجلو العام يف تكل الفرتة وحنرصه يف نقطتان ‪:‬‬ ‫أأول‪ :‬النظام الطبيعي‪ :‬دعى العديد من الفالسفة واملفكرين اىل العودة اىل النظام الطبيعي كثورة عىل القيود اليت اكنت مفروضة عىل اجملمتع‬ ‫ا ألورويب ‪ )،‬ل داعي لوضع قوانني وامنا جيب ترك حرية الترصف ويف حاةل وجود خطأأ فانه يصحح تلقائيا(‪.‬‬ ‫اثنيا‪ :‬انتصار اذلاتية ‪ :‬يمتثل انتصار اذلاتية يف أأن النسان مل يعد مقيد يف اجلانب الفكري وامنا بد أأ يفكر يف لك يشء ‪ ،‬فاحلقيقة تتجىل يف حرية‬ ‫اختيار النسان حيث يقول دياكرت‪ ) :‬أأنأأ أأفكر اذن أأان موجود(‪.‬‬ ‫وهذه الليربالية الفكرية والفلسفية يه اليت أأدت اىل الليربالية الس ياس ية والاقتصادية ‪ ،‬واكمتداد لهذه الليربالية الفكرية تغريت العديد من‬ ‫املفاهمي الاقتصادية‪.‬‬ ‫‪ -6‬مبادئ املدرسة الطبيعية ‪ ) physiocratie‬أأنصار حكومة الطبيعة(‬ ‫يرجع ظهور املدرسة الطبيعية اىل الطبيب الفرنيس فرنسوا كينيه ‪، (6119-6149) François Quesnay‬اذلي عرض أأرائه يف‬ ‫‪ 6111 Le Tableau Economique‬اذلي بني فيه فرنسوا كينيه كيفية تداول الرثوة‬ ‫عدة حبوث أأمهها اجلدول الاقتصادي‬ ‫يف الهيئة الاجامتعية مش هبا ذكل ابدلورة ادلموية يف اجلسم النساين‪ .‬ويعمتد الفكر الطبيعي عىل مفهومني أأساس يني‪:‬‬ ‫أأول‪ :‬النظام الطبيعي‪ :‬واكن يعتقد الطبيعيون أأن النظام الطبيعي نظام الهيي واذلي يس توجب عىل البرش الامتثال هل من أأجل بلوغ السعادة ‪،‬‬ ‫و أأن هذا النظام من الفطرة ‪ ،‬و أأن القوانني الطبيعية أأمسى من القوانني البرشية وتكون صاحلة للك زمان وماكن ومن هذه القوانني حق امللكية‬ ‫واحلرية‪.‬‬ ‫أأ‪ -‬حق امللكية‪ :‬ألنه من القوانني اليت اكنت سارية املفعول سابقا يف املرحةل التجارية قانون ميكن املكل أأخذ جزء هام من الرثوة اليت‬ ‫يرتكها الشخص املتوىف‪.‬‬ ‫‪4‬‬


‫حماضرات‬

‫تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي‬

‫ب‪ -‬احلرية‪ :‬ويقصد هبا تأأمني احلرية ل ألفراد واملشاريع وعدم التدخل للحد من هذه احلرية ‪ ،‬ومن هنا جاءت العبارة الشهرية )دعه يعمل‬ ‫اتركه مير( ‪،‬ويرى أأحصاب املذهب الطبيعي أأن دور ادلوةل جيب أأن يقترص عىل فرض احرتام امللكية واحلرية فهيي بذكل تكون‬ ‫حارسة للنظام الطبيعي ‪ ،‬ومن هنا يظهر مفهوم ادلوةل احلارسة عند الطبيعيني و اليت من هماهما نرش ا ألمن والتعلمي والعداةل وحراسة‬ ‫النظام الطبيعي أأي حامية امللكية واحلرية والوطن‪ .‬وبذكل اكنت هذه ا ألفاكر ابلنس بة للفرنس يني يف تكل املرحةل مبثابة اخلالص من‬ ‫ا ألفاكر التجارية املقيدة ‪.‬‬ ‫اثنيا ‪ :‬مفهوم الناجت الصايف ‪Le Produit Net :‬‬ ‫ان الرثوة احلقيقة عند الطبيعيني لبد أأن يتوفر لها صفتان أأساسيتان ‪ :‬ا ألوىل ارتباطها ابملتعة واش باع احلاجات والثانية أأن يكون‬ ‫ابلماكن الترصف فهيا أأي اس هتالكها دون املساس بقدرة البدل عىل خلق مثلها أأو أأكرث مهنا‪ .‬ومن هنا اكن قياس الطبيعيني للرثوة ابلناجت الصايف‬ ‫حيث أأنه ميثل القمية الفائضة اليت ميكن اس هتالكها مع بقاء قدرة ادلوةل النتاجية عىل ما يه عليه ‪ ،‬لكن حسب مفهوم الطبيعيني للناجت الصايف‬ ‫فانه خيتلف عن الناجت القويم املتعارف عليه حاليا ‪ ،‬ألهنم يعتربون أأن الناجت الصايف ليس من خصائص النشاط الاقتصادي بصفة عامة ولكنه‬ ‫قارص عىل الزراعة دون غريها ‪ .‬ألهنا يه فقط اليت متكن النسان من أأن ينتج ما يزيد عىل ما أأس تخدم يف النتاج الزراعي أأي متكنه من انتاج‬ ‫)انجت صايف ( يمتثل يف الفرق بني الناجت اللكي وما يس تخدم يف النتاج الزراعي من أأدوات انتاج ومواد أأولية ومواد زراعية لس هتالك العاملني‬ ‫يف الزراعة‪.‬‬ ‫ولعل احلجة اليت يرتكز علهيا الطبيعيني يف هذا الشأأن أأنه يف ميدان الزراعة تتعاون قوى الطبيعة مع قوى النسان عىل نطاق ل وجود هل يف‬ ‫النشاطات ا ألخرى‪.‬‬ ‫ويعترب المثن اجملزي ‪ le bon prix‬رشط رضوري لتحقيق الناجت الصايف ألنه‪ :‬اذا اخنفض سعر املواد الزراعية مفن املتوقع أأن يتالىش الناجت‬ ‫الصايف وابلتايل الزراعة غري منتجة‪ ،‬واذا ارتفع هذا السعر ارتفاعا كبريا فانه من املتوقع أأن يتغري الناجت الصايف يف الصناعة وابلتايل فان الصناعة‬ ‫ليست عقمية‪.‬‬ ‫وليك يصل الطبيعيون اىل المثن اجملزي فاهنم جشعوا من اس هتالك املواد الغذائية والرضورية وا ألولية واندوا برضورة حصول الطبقة العامةل عىل‬ ‫أأجور مرتفعة ‪.‬‬ ‫من هذا املنطلق قام كينيه ببناء جدوهل الاقتصادي يف صورة منوذج لعملية اقتصادية جتدد انتاج نفسها من فرتة ألخرى )من س نة اىل س نة( ‪.‬‬ ‫‪ -2‬اجلدول القتصادي‪Le Tableau économique:‬‬ ‫بناء عىل التحليل السابق يقسم فرنسوا كينيه اجملمتع اىل طبقات ثالث‪:‬‬ ‫الطبقة املنتجة‪ ،‬والطبقة العقمية وطبقة مالك ا ألرايض‪.‬‬ ‫أأ‪ -‬فالطبقة املنتجة‪ :‬يراد هبا الزراع اذلين يقومون فعال بزراعة ا ألرض حيث يعترب هؤلء مس ئولني عن انتاج الناجت الصايف ) يدخل‬ ‫فهيا فقط أأرابب العمل ألن العامل املزارعني يدخلون يف العقمية ابلنظر اىل أأن القمية اليت ينتجها العامل تساوي القمية اليت يس هتلكها( ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الطبقة العقمية‪ :‬تضم لك املش تغلني ابلصناعة والتجارة سواء اكنوا من الر أأسامليني أأو عامل ‪ ،‬وهؤلء يعترب نشاطهم الاقتصادي نشاط‬ ‫متوييل فقط ول يضيفون قمية مضافة من معلهم‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬طبقة املالك‪ :‬تعترب هذه الطبقة أأساس النظام الطبيعي ‪ ،‬حيث يقترص دورها عىل تلقي الناجت الصايف ‪ ،‬ومن مت فاهنا تعترب صاحبة‬ ‫الرثوة احلقيقة ‪ ،‬وابلتايل فهيي مسؤوةل حبمك انفاقها لهذا الناجت الصايف عن دخل سائر الطبقات‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي‬

‫حماضرات‬

‫انطالق من تقس مي كينيه لهذه الطبقات يرشع يف وضع جدوهل الاقتصادي اذلي يلخص فيه انتقال الناجت الصايف بني طبقات اجملمتع‪،‬‬ ‫ويفرتض كينيه يف حتليهل‪:‬‬ ‫‪ ‬يفرتض كينيه اقتصاد مغلق ل يؤثر ول يتأأثر ابخلارج ‪.‬‬ ‫‪ ‬ينصب حتليهل عىل املبادلت اليت تمت بني الوحدات الاجامتعية الثالث فقط فهو ل يأأخذ يف عني الاعتبار املبادلت اليت تمت‬ ‫بني أأفراد لك وحدة من الوحدات الكبرية ‪.‬‬ ‫‪ ‬يفرتض أأن مجيع املبادلت اليت تأأخذ ماكان بني الطبقات يف خالل الفرتة حمل الاعتبار تمت يف هناية الفرتة وليس خاللها عىل‬ ‫حنو جيعل من لك السلع اليت أأنتجت خالل الفرتة حتت الترصف التام للطبقات املتبادةل ‪ ،‬ويضع الناجت الاجامتعي يف حاةل‬ ‫اس تعداد لبدء معلية جديدة لالنتاج يف الفرتة التالية‪.‬‬ ‫‪ ‬يفرتض كينيه أأن النظام يعمل يف ظل املنافسة احلرة ‪ ،‬فهو جيرد من أاثر ا ألشاكل ا ألخرى للسوق‪.‬‬ ‫‪ ‬أأخريا يفرتض كينيه يف حتليهل أأن ا ُلمثان تبقى كام يه يف أأثناء الفرتة حمل ادلراسة كام أأهنا ل تتغري يف فرتة أأخرى‬ ‫يبد أأ كينه يف جدوهل الاقتصادي من افرتاض أأويل مؤداه أأن قمية انتاج ا ألرض هو ‪ 55‬مليار فرنك فرنيس حتفظ املنتجون ب ‪ 52‬مليار لتجديد‬ ‫قوة العمل )للوفاء ابحلاجيات الزراعية ومواهجة نفقات الصيانة والاس هتالك ( ‪ ،‬وتبقى ‪ 51‬مليارات ‪ 56 ،‬مليار مهنا يوجه لس هتالك بعض‬ ‫السلع الصناعية واخلدمات اخملتلفة من الطبقة العقمية‪ ،‬والبايق ‪ 52‬مليار ميثل الناجت الصايف اذلي يتلقاه مالك ا ألرايض ‪ ،‬طبقة املالك تس تعمل‬ ‫‪ 56‬مليار لرشاء املواد الزراعية ويذهب للطبقة املنتجة وتس تعمل ‪ 56‬مليار أخر لرشاء املواد غري الزراعية فتذهب للطبقة العقمية‪ ،‬هذه ا ألخرية‬ ‫اليت تكون قد تلقت ‪ 52‬مليار ) ‪ 56‬مليار من الطبقة املنتجة و‪ 56‬مليار من الطبقة املالكة ( تقوم هذه الطبقة ابنفاق املليارين عىل ما يلزهما‬ ‫من طبقة الزراع من املواد الغذائية بواقع مليار واملواد ا ألولية مليار أخر‪.‬‬

‫الطبقة المنتجة‬

‫‪02‬‬ ‫‪01‬‬

‫الطبقة العقيمة‬

‫‪03‬‬

‫‪02‬‬ ‫‪01‬‬

‫الطبقة المالكة‬ ‫‪01‬‬

‫وهبذا تكمتل دورة الناجت ‪ ،‬حيث حتصلت الطبقة املنتجة عىل مخسة مليارات من جديد ‪ ،‬ونرجع اىل الوضع اذلي ابتد أأان منه وهكذا تبد أأ دورة‬ ‫جديدة وابلتايل فان الطبقة املنتجة مبثابة القلب يف اجلسم يضخ ادلم ل ألعضاء ويرجع اليه‪.‬‬

‫من هذا التحليل نس تخلص النتاجئ التالية‪:‬‬ ‫‪ ‬دخل الطبقة العقمية ليس ال نتيجة ملا تنفقه الطبقة املنتجة والطبقة املالكة وابلتايل فان دخلها مس متد غري أأصيل‪ ،‬ولول الزراعة‬ ‫اليت تنتج الناجت الصايف ملا اكن هناك بتايل ما ينفق عىل الصناعة والتجارة‪.‬‬ ‫‪6‬‬


‫حماضرات‬

‫تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي‬

‫‪ ‬اذا زاد الناجت الصايف زاد دخل املالك وابلتايل يزيد دخل الطبقات ا ألخرى والعكس حصيح ‪.‬‬ ‫‪ ‬ان انفاق لك طبقة دلخلها رشط أأسايس لالبقاء عىل دخل الطبقات ا ألخرى‪.‬‬ ‫‪ -1‬الس ياسات الرضيبية‪:‬‬ ‫الرضائب بر أأهيم جيب أأن تؤخذ من الطبقة اليت يعود الهيا املنتج الصايف ‪ ,‬ويه طبقة املالك العقاريني ‪ ,‬ألن ادلخل اذلي تأأخذه الطبقتان‬ ‫ا ُلخراين املنتجة و العقمية يذهب لالس هتالك و لتجديد النتاج ‪ ,‬كام أأن طبقة املالك العقاريني حتصل عىل دخل دون أأن تقدم معال ابملقابل‬ ‫‪ .‬اضافة اىل أأن الرضيبة اليت تدفعها هذه الطبقة لن تشعر هبا ألهنا سوف تؤخذ من قمية ا ألرض و ليس من الرحب اذلي حصلت عليه هذه‬ ‫ا ألرض ‪ ,‬و تكل الرضيبة لن تؤثر يف ر أأي الفزيوقراطيني عىل النتاج الزراعي ألهنا ل تؤخذ من املزارعني ‪.‬‬ ‫و هكذا فقد اكنت الرضيبة اليت فرضوها رضيبة وحيدة مبارشة ‪ ,‬اضافة اىل أأهنا فُرضت عىل ادلخول الناجتة دون معل ومل تُفرض عىل الطبقة‬ ‫املنتجة أأو العقمية ‪.‬‬ ‫‪ -9‬تقيمي املدرسة الطبيعية‪:‬‬ ‫بدى لنا من خالل دراسة املذهب الطبيعي بعض املالحظات نذكرها اكليت‪:‬‬ ‫‪ ‬خلّص الطبيعيني ادلراسات الاقتصادية من صفة التبعية للفلسفة وادلين و أأدركوا بأأن الرثوة والنتاج وتوزيع الناجت اللكي وتداوهل‬ ‫بني الطبقات تدرس بطريقة علمية بقصد الوصول اىل قوانني عامة بشأأهنا‪.‬‬ ‫‪ ‬احالهلم لالنتاج دلى النظر يف مفهوم الرثوة ماكن النقود‪.‬‬ ‫‪ ‬مه أأول من روج ملفهوم احلرية الاقتصادية واملذهب احلر‪.‬‬ ‫‪ ‬اكن الطبيعيون أأول من أأسهم يف القاء الضوء عىل كيفية سري النظام الاقتصادي ودورة الناجت اللكي بداخهل وكيفية توزيعه بني‬ ‫الطبقات اخملتلفة ‪ ،‬و أأبرزوا فكرة جديدة يه العالقة بني النفاق وادلخل‪.‬فهم بذكل أأول من حاول حتليل التوازن الاقتصادي‬ ‫العام‪.‬‬ ‫‪ ‬اعتقدوا أأن النشاط النتايج الوحيد هو الزراعة ‪ ،‬لكن النتاج يف وقتنا احلارض هو لك خلق ملنفعة جديدة وزايدة ملنفعة‬ ‫اكنت موجودة من قبل ‪.‬‬ ‫‪ ‬اقتصارمه عىل فرض رضيبة وحيدة عىل الزراعة ابعتبارها النشاط النتايج الوحيد لكن الواقع يثبت أأن الصناعة والتجارة يه‬ ‫أأيضا نشاطات منتجة‪.‬هذا اضافة مل يف فرض رضيبة وحيدة من جمافاة لفكرة العداةل يف توزيع ا ألعباء الرضيبية عىل سائر‬ ‫املواطنني وخمتلف فروع النشاط الاقتصادي‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫حماضرات‬

‫تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي‬

‫املدرسة الالكس يكية‬

‫‪L'ÉCOLE CLASSIQUE‬‬ ‫ر أأينا فامي س بق كيف تطور الاقتصاد ا ألورويب من اقتصاد اقطاعي اىل الر أأساملية التجارية ‪ .‬ولكن الر أأساملية مل جتمد عند هذه احلاةل‬ ‫‪ ،‬بل تطورت حىت وصلت يف القرن الثامن عرش ‪ ،‬اىل الر أأساملية الصناعية ‪ .‬وامه حدث ارتبط به هذا التطور هو ( الثورة الصناعية ) ويه‬ ‫تكل احلركة الضخمة من الاخرتاعات اليت ظهرت يف منتصف القرن الثامن عرش واليت أأدت اىل تغيري الفن النتايج ابحالل اللت حمل‬ ‫ا ألدوات اليت اكنت مس تعمةل من قبل يف النتاج وقد ترتب عىل هذه الاخرتاعات أأن زادت القوة النتاجية للمصانع زايدة كبرية ‪ ،‬حبيث‬ ‫أأصبحت تنتج مكيات خضمة من السلع ‪ ،‬و أأصبحت هذه املصانع مركزا مغراي لالستامثرات ‪ ،‬جفذبت الكثري من رؤوس ا ألموال الهيا من هنا‬ ‫مسيت هذه املرحةل يف التارخي الاقتصادي ابمس مرحةل الر أأساملية الصناعية ‪ .‬وحيث اكنت التجارة يه مركز النشاط الاقتصادي يف مرحةل‬ ‫الر أأساملية التجارية واكنت الصناعة يف خدمة التجارة أنذاك ال أأنه يف الر أأساملية الصناعية حدث العكس فقد أأصبحت الصناعة حتتل املركز‬ ‫الرئييس و أأصبحت التجارة يف خدمة الصناعة كام أأنه يف النطاق الاجامتعي أأصبح رجل الصناعة هو الشخصية الرئيس ية يف النظام بعد أأن اكنت‬ ‫هذه ا ألمهية للتاجر ‪ .‬ويف وسط هذا التطور الاقتصادي والفكري ظهرت أأمه مدرسة يف الفكر الاقتصادي حىت ذكل احلني ‪ ،‬ويه املدرسة‬ ‫الالكس يكية ‪،‬وضع الكثري من أأسسها ( أدم مسيث )‪ (1723-1790) Adam Smith‬اذلي تأأثري كثريا بأراء الطبيعيني وهدم تعالمي التجاريني‬ ‫‪ )6121-6112) Ricardo David‬اذلي تنسب اليه أأغلب أراء‬ ‫وقد اكتسبت املدرسة قوة كبرية عىل يد ( دافيد رياكردو )‬ ‫املدرسة ‪ .‬كام أأسهم يف ارساء بعض مبادئ املدرسة ( مالتوس ) ‪(1766-1834)Thomas Robert Malthus‬اذلي أأخذت منه نظريهتا‬ ‫عن الساكن ‪ ،‬وكذكل من أأشهر مفكرهيا يف اجنلرتا املفكر الواسع الثقافة ( جون ستيوارت ميل ) ‪ (1806 - 1873) John Stuart Mill‬أأما‬ ‫يف فرنسا فقد عرض ووحض ا ألفاكر الالكس يكية ( جان ابتيست ساى )‪. (6112 -6111) Jean Baptiste Say.‬‬ ‫وقد اختلف الالكس يكيون فامي يتعلق بنظرهتم اىل املس تقبل فاكنت كتاابت البعض متفائةل أأمثال أأدم مسيث و ساي ‪ ،‬ويف اعتقادمه‬ ‫أأن القوانني الطبيعية اليت حتمك النشاط الاقتصادي ل ميكن أأن حتدث ألما للبرشية ‪ ،‬بيامن البعض ا ألخر كتاابهتم متشامئة أأمثال رياكردو‬ ‫ومالتوس ‪ ،‬ومه يرون أأن القوانني الطبيعية يف انطباقها احلمتي تسبب بعض اللم واملتاعب اليت جيرب الناس عىل حتملها ‪ .‬ولكن لك الالكس يكيني‬ ‫يلتقون يف بعض النقاط املشرتكة اليت تكون فلسفهتم‪ ،‬ميكن اجاملها فامي ييل ‪:‬‬ ‫أأ‪ .‬الفرد هو الوحدة الرئيس ية للنشاط الاقتصادي وهو خيضع دلافع املصلحة اخلاصة يف قيامة ابلنشاط الاقتصادي‪.‬‬ ‫ب‪ .‬يسعى الفرد عىل أأكرب نفع خشيص ممكن ‪ ،‬فاملُنتج عندما ينتج ل يفعل ذكل لرغبته اخلرية لش باع حاجات الناس ولكن لرغبته يف‬ ‫بيع منتجاته واحلصول عىل اكرب رحب ممكن ‪ ،‬ولكن ل يوجد أأي تعارض بني املصاحل اخلاصة واملصلحة العامة وذكل ألن املصلحة‬ ‫العامة ليست سوى مجموع املصاحل اخلاصة ‪.‬‬ ‫ت‪ .‬النتاج يف ر أأهيم هو خلق املنافع أأو زايدهتا ‪ ،‬وعنارص النتاج دلهيم يه الطبيعة والعمل ور أأس املال ‪ ،‬والعمل هو العنرص الرئييس‬ ‫بني تكل العنارص ‪.‬‬ ‫‪-I‬أدم مسيث و ظهور املدرسة الالكس يكية‬ ‫يعترب أدم مسيث مؤسس املدرسة الالكس يكية و مذهب احلرية الاقتصادية وهل الفضل يف ترس يخ الاقتصاد كعمل ذلا عرف بـ (‬ ‫أأب الاقتصاد الس يايس ) ‪.‬‬ ‫لقد تضمن كتاب أدم مسيث "البحث عن طبيعة وأأس باب ثروة ا ألمم"‬

‫‪8‬‬


‫حماضرات‬

‫تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي‬

‫‪ 6111 Recherche sur la nature et les causes de la richesse des nations‬مجمل أأفاكره حيث تضمن الكتاب ا ألول نظريته‬ ‫العامة يف الانتاج و القمية و التوزيع ‪ ,‬بيامن مشل الثاين رشوط و نتاجئ التقدم الاقتصادي ‪ ,‬واكن الثالث حول فكر و س ياسة املراكنتيليني و‬ ‫الفزيوقراطيني أأما ا ألخري فاحتوى بعض املبادئ يف العلوم املالية ‪.‬‬ ‫ميكن اجامل أأمه أأفاكره فامي ييل‪:‬‬ ‫‪ 1-I‬القانون الطبيعي و املصلحة الفردية‪:‬‬ ‫عىل الرمغ أأن مسيث مثل الفزيوقراطيني يعتقد ابلقانون الطبيعي ‪ ,‬و ابلرمغ من أأنه مثلهم متفاءل ابملس تقبل اذلي سيسود فيه النظام‬ ‫الطبيعي ال أأنه خيتلف عهنم يف طريق حتقيق النظام الطبيعي ‪.‬فهو يتحقق بر أأيه من تلقاء نفسه بفعل الزنعة النسانية رشيطة أأل تضع السلطة‬ ‫العامة العقبات يف طريقه ‪.‬‬ ‫يرتبط الناس بر أأيه فامي بيهنم بروابط التضامن العضوي أأو الالارادي و أأن أأاي مهنم عندما يبحث عن منفعته الشخصية فانه ينفع اجملمتع بشلك‬ ‫عام ‪ .‬و ان النسان عندما يسعى من أأجل نفسه خيدم اجملمتع بشلك أأفضل مما لو أأراد خدمة اجملمتع مبارشة ‪ .‬أأي أأن هناك تناغام بني املنفعة‬ ‫الشخصية و املنفعة العامة ‪.‬‬ ‫ان النظام العفوي قادر عىل حل املشلكة رشيطة أأن تؤمن املنافسة بني الناس ‪ ,‬فاذا حدث خلل بني النتاج و احلاجات فان قوى العرض و‬ ‫الطلب كفيةل ابعادة التوازن من جديد ‪ .‬ذلكل ل داعي لوجود قوانني و ترشيعات و تدخل من قبل ادلوةل يف احلياة الاقتصادية و تبقى هممهتا‬ ‫حمصورة يف تأأمني املنافسة الاكمةل بني املنتجني و املس هتلكني و ازاةل العقبات اليت تقف يف وجه النظام الطبيعي ‪.‬‬ ‫‪ 2-I‬العمل سبب الرثوة‪:‬‬ ‫ركز كتاب "ثروة ا ألمم" عىل العوامل و ا ألس باب اليت تؤدي و تساعد عىل زايدة الرثوة ‪ ,‬حيث نبني مسيث أأن العمل هو العنرص‬ ‫ا ألسايس و احلامس يف معلية النتاج و ابلتايل يف الرثوة ‪.‬‬ ‫و خيتلف مسيث مع املراكنتيليني بأأن ترامك اذلهب و الفضة ل يزيد الرثوة‪ ,‬لهذا فهو يدعو اىل تنش يط النقد الوريق و اعامتده يف التداول ‪.‬‬ ‫ل يعتقد مسيث خالفا للفزيوقراطيني بأأن مصدر الرثوة هو ا ألرض مؤكدا أأن العمل الوطين هو مصدر الرثوة برمغ عدم اناكره دلور الطبيعة‬ ‫كعامل مساعد يف انتاج الرثوة ‪.‬‬ ‫يؤكد مسيث أأن الزراعة يه أأكرث انتاجية من الصناعة و التجارة ‪ .‬أأي أأنه خيتلف مع الفزيوقراطيني ابعتبار أأن العمل الصناعي و التجاري منتجا‬ ‫أأيضا و ان اكن أأقل انتاجية من العمل الزراعي ‪.‬‬ ‫ويف متيزي مسيث للعمل املنتج و العمل الغري منتج يشري ألعامل منتجة اكلعمل الزراعي و الصناعي و أأعامل غري منتجة كأعامل املوظفني و‬ ‫العسكريني و ا ألطباء و احملامني و رجال ادلين و العاملني يف اخلدمات ‪.‬‬ ‫أأفضل ما ميزي حتليل مسيث ادخاهل ملفهوم انتاجية العمل ‪ ,‬حيث نبني أأن النتاجية تزداد بتقس مي العمل ‪ ,‬و يُرجع زايدة النتاجية عند تقس مي‬ ‫العمل للأس باب التالية ‪:‬‬ ‫‪ .6‬زايدة حذاقة و همارة العامل نتيجة ختصصهم يف مرحةل من مراحل النتاج ‪.‬‬ ‫‪ .2‬التوفري يف الوقت اذلي ميكن حتقيقه عند لك عامل نتيجة عدم انتقاهل من نوعية معل اىل نوعية ُأخرى ‪.‬‬ ‫‪ .1‬اس تخدام اللت بشلك مس متر نتيجة التخصص و الزايدة يف مكية النتاج‪.‬‬ ‫ان تقس مي العمل حتاج اىل مانيفكتورات تضم عددا كبريا من العامل وهذا بدوره حتاج اىل ر أأس مال كبري ‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫حماضرات‬

‫تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي‬

‫ان ادلور الرئييس لر أأس املال عند مسيث يزيد من انتاجية العمل وذكل عن طريق مسامهته يف تقس مي العمل و تزويد العامل بأأدوات أأكرث‬ ‫تقدما ‪.‬‬ ‫خالصة القول ان مسيث عندما اعترب أأن العمل مصدر مجيع الرثوات مل هيمل دور لك من الطبيعة ممثةل يف ا ألرض و دور ر أأس املال يف‬ ‫العملية النتاجية ‪.‬‬ ‫‪ 3-I‬نظرية القمية و ا ألسعار‪:‬‬ ‫يعترب مسيث العمل مقياس القمية خالفا للمراكنتيليني اذلين يقيسون القمية يف املعادن المثينة ‪.‬‬ ‫ميزي مسيث بني قمية اس تعامليه وقمية تبادلية ‪ ,‬وهذا ليس جديدا يف الفكر الاقتصادي ‪ ,‬ولكن مسيث يضيف أأن ا ألش ياء اليت تكون قميهتا‬ ‫الاس تعاملية كبرية تكون قميهتا التبادلية قليةل ‪ ,‬و العكس ا ألش ياء اليت قميهتا التبادلية كبرية تكون قميهتا الاس تعاملية قليةل ‪ .‬و يعطي مثال عىل‬ ‫ذكل املاء و املاس ‪.‬‬ ‫يركز مسيث اهامتمه عىل القمية التبادلية ‪ ,‬و يرى أأهنا املنفعة الاجامتعية لسلعة ما ‪ ,‬و ذلا فاهنا يه اليت جيب أأن حتدد قمية السلعة ‪ ,‬ويف ر أأيه‬ ‫فان هذه القمية تعادل مكية العمل الرضوري من أأجل انتاج السلعة ‪.‬‬ ‫ميزي مسيث بني سعرين للبضاعة ‪:‬‬ ‫‪ .6‬سعر السوق أأي السعر اذلي تأأخذه البضاعة يف السوق ‪ .‬و يتحدد بر أأيه عن طريق العرض و الطلب ‪.‬‬ ‫‪ .2‬السعر احلقيقي و هو يعادل تلكفة انتاج البضاعة ‪.‬‬ ‫و يقول أأنه قد خيتلف سعر السوق عن السعر احلقيقي عىل املدى القصري‪ ,‬و لكن هذين السعرين سوف يتعادلن بعد ذكل ‪.‬‬ ‫ال أأن مسيث يف اعتباره العمل مقياس القمية يصطدم بصعوبتني اثنتني ‪:‬‬ ‫‪ ‬صعوبة قياس العمل املبذول يف انتاج سلعة ما لختالف نوعية العمل ‪.‬‬ ‫‪ ‬ان العمل لوحده ل خيلق ا ألش ياء و امنا هو حباجة اىل اس تعامل ل ألرض و لر أأس املال و هذا الاس تعامل يدخل تاكليف ُأخرى يف‬ ‫القمية و يه تاكليف اس تعامل ا ألرض و اس تعامل ر أأس املال ‪.‬‬ ‫‪ 4-I‬نظرية ادلخل (التوزيع)‬ ‫يقسم مسيث ادلخول اىل ثالثة أأنواع ‪:‬‬ ‫أجـــور‬ ‫العمال‬

‫أرباح‬ ‫الرأسماليين‬

‫ريع المالك‬ ‫العقاريين‬

‫أأول أأجور العامل ‪:‬‬ ‫تبىن مسيث وهجة نظر متشامئة ابلنس بة ملصري العامل ‪ ,‬كام هو احلال يف عرصه وذكل لوجود عدد من أأحصاب العمل اذلين سوف‬ ‫حاولون دفع أأقل ما ميكن من ا ألجر مقابل اخلدمة اليت سوف حصلون علهيا من العامل ‪ .‬و لكن هذا احلد ا ألدىن ل ميكن أأن هيبط عن‬

‫‪10‬‬


‫حماضرات‬

‫تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي‬

‫مس توى معني حمدد يف احلد ا ألدىن الالزم لبقاء العامل و اعادة انتاج من س يحل حمهل ‪ .‬أأي تأأمني بقاء العامل عىل قيد احلياة و تأأمني تاكثره)‬ ‫حد الكفاف(‪.‬‬ ‫ان أأجر العامل قد يرتفع نتيجة لزايدة الرثوة الوطنية لكن ذكل لن يكون ذا شأأن كبري ألن ارتفاع ا ألجور سزييد من عدد العامل بفعل زايدة‬ ‫العامل أأولده نتيجة زايدة أأجره ‪.‬‬ ‫و يش به مسيث العامل ابلبضاعة و أأن الطلب عليه مرتبط بسعره ‪.‬‬ ‫اثنيا ا ألرابح ‪:‬‬ ‫يه قمية خماطرة رؤوس ا ألموال يف العملية النتاجية أأو يه أأرابح املس تحدث اذلي خياطر بأأمواهل من أأجل سلعة معينة ‪.‬‬ ‫ذلكل فالقمية اليت يضيفها العامل ملادة ما تقسم اىل قسمني ‪:‬‬ ‫‪ ‬ا ألول يدفع كأجور‬ ‫‪ ‬الثاين يدفع كأرابح للمس تحدثني ‪.‬‬ ‫و يرى مسيث أأن نس بة الرحب اىل ر أأس املال يه نفسها عند مجيع الر أأسامليني ألهنم يسعون اىل توظيف أأمواهلم حيث الرحب الأكرب ‪ .‬و ان اكنت‬ ‫احلقيقة تبني أأن نس بة الرحب ختتلف من مرشوع اىل أخر بسبب طبيعة العمل و درجة اخملاطرة ‪.‬‬ ‫أأما ابلنس بة للفائدة فهيي جزء من أأرابح املس تحدثني تعطى اىل املقرض ‪ ,‬و ان نس بة الفائدة تكون أأقل من نس بة الرحب ‪ .‬و ابلتايل ميزي مسيث‬ ‫بني ماكل النقد (ماكل ر أأس املال) و املستمثر لهذا النقد ‪ ,‬و مل يالحظ احامتل ملكية املس تحدث نفسه للنقد‪.‬‬ ‫اثلثا الريع ‪:‬‬ ‫يقصد ابلريع أأجرة ا ألرض يف الزراعة ‪ .‬و يعتقد مسيث أأن الريع هو الفرق بني سعر احملصول من انحية و مجموع ا ألجور و ا ألرابح اليت تدفع‬ ‫من أأجل انتاج هذا احملصول من انحية ُأخرى ‪.‬‬ ‫و يعترب مسيث الريع كسعر احتاكر ‪ ,‬أأي أأن الريع عنده ل بسبب مردود ا ألرض و امنا بسبب حاةل الاحتاكر اليت يس يطر علهيا املالك‬ ‫العقاريون ‪.‬‬ ‫‪ 5-I‬أراء مسيث يف التجارة اخلارجية‬ ‫دعا مسيث اىل تقس مي العمل ادلويل ‪ ,‬مبينا أأن التجارة اخلارجية مثل التجارة ادلاخلية تعطي فائدة لالك الطرفني املتبادلني ‪ ,‬وتأأيت‬ ‫فائدة التجارة اخلارجية نتيجة الاختالف يف التاكليف املطلقة لالنتاج‪ .‬اذ أأنه يعتقد أأن أأية دوةل تس تطيع انتاج بعض البضائع بتلكفة أأقل من‬ ‫انتاهجا يف ادلول ا ُلخرى ‪.‬‬ ‫يعتقد بوجود قانون طبيعي حمك حركة املعادن المثنية و ابلتايل املزيان التجاري ‪ .‬و هذا يعين أأن يرفض تدخل ادلوةل ألن هناك قانون طبيعي‬ ‫ل ميكن الوقوف أأمامه ‪ ,‬كام أأنه ليس من املفيد دلوةل أأن تبحث بشلك دامئ عن مزيان جتاري راحب لصاحلها ‪.‬‬ ‫ان مسيث يرفض امحلاية امجلركية ألهنا توجه ر أأس املال بشلك يسء ‪ ,‬و امحلاية يف احلقيقة تعين أأن رؤوس ا ألموال استمثرت يف فعاليات اقتصادية‬ ‫ذات انتاجية ضعيفة مما يس تدعي حاميهتا ‪ ,‬كام حصل يف بعض الصناعات اليت حتمهيا دولها من منافسات الصناعات ا ُلخرى ‪.‬‬ ‫‪ - II‬تشاؤمية روبرت مالتوس ‪6119-6111‬‬ ‫روبرت توماس مالتوس (‪ )Robert Thomas Malthus‬ابحث ساكين واقتصادي س يايس اجنلزيي‪.‬‬ ‫‪11‬‬


‫حماضرات‬

‫تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي‬

‫ودل مالتوس من أأرسة اجنلزيية مثقفة ‪ ،‬درس ا ألفاكر الفلسفية والاقتصادية اجلديدة اليت اكنت منترشة يف أأورواب ‪ ،‬مث ختص يف عمل الالهوت‬ ‫يف جامعة اكمربدج و أأصبح مدرسا فهيا‪ ،‬واكن هميئا ليك يصبح قسا يف الكنيسة ولكنه اصطدم مع نفسه ببعض الراء اليت اعتقد أأهنا ل تتوافق‬ ‫مع هممته ادلينية فقرر أأن يتخىل عن العمل اذلي أأعد هل ‪ ،‬واكن صديقا محامي دلافيد رياكردو رمغ أأهنام مل يكوان متفقني يف الكثري من املسائل‬ ‫الفكرية‪.‬‬ ‫ان مالتوس اذلي شهد تفجر املصانع حتت زمخ الثورة الصناعية قد ر أأى كيف اضطر العامل اىل ترك القطاعات الاقتصادية التقليدية‬ ‫حبثا عن العمل يف معامل املدن ‪ ،‬وقد رافق ذكل ارتفاع يف معدلت املواليد يف اجنلرتا ‪ .‬ر أأى مالتوس حاةل البؤس والشقاء للعامل اذلين ل‬ ‫يتقاضون ال أأجورا ل تزيد عن حد الكفاف ‪،‬فربط بيهنا وبني زايدة عدد الساكن معتقدا بأأن الزايدة يف الساكن س يصاحهبا هبوط يف مس توى‬ ‫املعيشة‪.‬‬ ‫ومن أأمه أأفاكره نظريته يف الساكن ونظرية الطلب الفعيل‪.‬‬ ‫‪-6‬نظرية الساكن عند مالتوس‪:‬‬ ‫صاغ مالتوس هذه النظرية يف كتاب نرشه عام ‪ 6141‬بعنوان(حبث يف مبد أأ الساكن) ‪ESSAI SUR LE PRINCIPE DE‬‬ ‫‪ POPULATION‬حيث أأظهر فيه التشاؤم يف عمل الاقتصاد ووضع الفكرة القائةل بأأن العامل يعيش حتت رمحة ا ألرزاق ‪ ،‬حتت رمحة طبيعة‬ ‫ل رحمية ول خرية‪ ،‬بل يه قاس ية وخبيةل ‪ ،‬و أأعلن بأأن الزايدة يف المنو الساكين سوف تريس دعامئها عىل البؤس‪ ،‬و أأن تاكثر الساكن جيب أأن‬ ‫يكون حمدودا ابلرضورة بزتايد ا ألرزاق ‪ ،‬حيث يقول مالتوس‪( :‬ان قدرة النسان عىل التناسل بناء عىل وجود الغريزة اجلنس ية أأعظم بكثري‬ ‫من قدرة ا ألرض عىل انتاج مقومات العيش للساكن ‪ ،‬ذكل ألن الساكن يزيدون مبتوالية هندس ية بيامن ل تزيد مقومات العيش ال عىل أأساس‬ ‫املتوالية العددية ‪ ،‬ومبا أأن الساكن ل يس تطيعون أأن يعيشوا عيشة كرمية ال اذا ازدادوا فوق احلد ا ألدىن لمكية الطعام الالزمة هلم ‪ ،‬فاهنم ان‬ ‫مل يتوقفوا عن الزايدة س يحل هبم البؤس والفقر)‪.‬‬ ‫لقد بىن مالتوس هذه النظرية عىل أأساس قانون اقتصادي معروف ابمس (قانون تناقص الغةل)اذلي يعين أأنه ل ميكن زايدة الناجت يف‬ ‫الزراعة بنس بة أأكرب أأو معادةل للزايدة يف وحدات النتاج مع عدم الزايدة يف مساحة ا ألرض ‪ ،‬بل نالحظ أأنه بعد حد معني تقل نس بة الزايدة‬ ‫يف الناجت عن نس بة الزايدة يف عنارص النتاج ا ألخرى غري ا ألرض اكلعامل ور أأس املال أأي أأن زايدة يف ر أأس املال و يف العمل املبذول يف‬ ‫زراعة أأرض ما تؤدي حامت اىل زايدة مقابةل يف غةل ا ألرض لكن نس بة زايدة الغةل ل تعادل نس بة زايدة ر أأس املال بل تكون حامت أأقل مهنا ‪.‬‬ ‫وقياسا عىل هذا القانون فانه طاملا أأن املوارد الاقتصادية بطبيعهتا اندرة وحمدودة ‪ ،‬فانه سوف يأأيت يوم ل جتد فيه ا ألعداد املزتايدة كفايهتا‬ ‫احلدية من انتاج املوارد الاقتصادية طاملا تعدت نس بة المنو الساكين نس بة المنو يف الناجت احمليل الس نوي‪.‬‬ ‫انطالقا من نظريته يف الساكن فان مالتوس بىن مجموعة من ا ألفاكر اليت لقت ترحاب كبري من البعض و أأاثرت جضة كبرية من البعض الخر ‪.‬‬ ‫مهنا انهتاكه حلقوق الفقراء عندما يقول ‪( :‬ان الرجل اذلي ليس هل من يعيهل واذلي ل يس تطيع أأن جيد هل معال يف اجملمتع سوف جيد أأن ليس هل‬ ‫نصيبا من الغذاء عىل أأرضه فهو عضو زائد يف ولمية الطبيعة حيث ل حصن هل بني الصحون فان الطبيعة تأأمره مبغادرة الزمن)‪.‬‬ ‫كام أأنه انتقد الربانمج اذلي وضعته احلكومة الجنلزيية لعانة الفقراء بقوهل ‪( :‬ان قوانني اعانة الفقراء يف اجنلرتا تؤدي اىل تفامق حاةل الفقراء‬ ‫عامة من انحيتني ‪ :‬ا ألوىل يه أأهنا تعمل عىل زايدة الساكن دون زايدة غةل ا ألرض ألعالهتم‪ ،‬والثانية أأن مكيات احلاجيات اليت تس هتكل يف‬ ‫مالجئ الفقراء –ومه طبقة غري منتجة‪ -‬تقلل من ا ألنصبة اليت اكن جيب أأن تعطى اكمةل للطبقة العامةل‪).‬‬ ‫ويقول كذكل ‪( :‬ان عىل اجملمتع أأن يرفض تقدمي الحسان والعاانت اىل ا ألرس اليت تعجز عن تدبري وسائل معيش هتا‪).‬‬

‫‪12‬‬


‫حماضرات‬

‫تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي‬

‫لقد قوبلت أأراء مالتوس برتحاب كبري من طرف الطبقة الر أأساملية الرثية يف زمانه فرددوا وراءه القول بأأن الفاقة الاجامتعية وغريها من‬ ‫املساوئ الاجامتعية يصح ارجاعها الن اىل أأس باب الزواج املبكر وكرثة النسل ‪ ،‬وليس لسوء توزيع الرثوة يف البالد شأأن يف ذكل ‪ ،‬وابلتايل‬ ‫ل يقع اللوم علهيم‪.‬‬ ‫لقد ر أأى مالتوس أأن هناك موانع اجيابية و أأخرى سلبية ووجود هذه املوانع من شأأنه أأن حدث التوازن بني الساكن واملوارد وتؤجل الهناية‬ ‫املؤملة للبرشية‪،‬ولكنه مل يعتقد جبدوى املوانع السلبية ويه العوامل اليت تؤدي اىل حتديد النسل كتأأجيل الزواج والامتناع عنه واليت يراها‬ ‫منافية ل ألخالق وادلين‪ ،‬أأما املوانع الجيابية ويه اليت تنتج عن احلروب واجملاعات وا ألوبئة فان هذه لها القدرة عىل احلد من تزايد الساكن ‪.‬‬ ‫ودمع املوانع الجيابية بفكرته اليت متنع الرب والحسان للفقراء ‪ ،‬فا ألوبئة يف نظره يه رمحة للبرش تنقص من عددمه ‪ ،‬أأما املساعدات اليت يقصد‬ ‫هبا التخفيف من بؤس الفقراء فاهنا تؤدي اىل زايدة عددمه‪.‬‬ ‫رمغ فضل مالتوس يف كونه وضع نظرية متاكمةل يف الساكن ‪ ،‬وقد فرضها عىل عمل الاقتصاد عندما أأشار اىل وجود عامل جيب دراس ته‬ ‫اىل جانب النتاج والتوزيع والتبادل ‪ ،‬ذكل ألن العالقة وطيدة بني تطور عدد الساكن وتطور مكية النتاج‪ ،‬ويكون مالتوس قد أأدخل من‬ ‫خالل ذكل عنرصي الزمن واحلركة يف دراسة الفعاليات الاقتصادية يف وقت اكنت فيه هذه الفعاليات ما تزال تدرس وحتلل يف أأسس سكونية‬ ‫راكدة‪.‬ورمغ اعتبار بعض الاقتصاديني أأن نظرية مالتوس قابةل للتطبيق ول تتصف ابلعمومية أأي أأهنا صاحلة يف ظروف معية وغري صاحلة يف‬ ‫ظروف أأخرى يف زمان وماكن معني ال أأهنا تعرضت اىل الكثري من املأخذ والنتقادت مهنا‪:‬‬ ‫‪ ‬اكنت نظريته مفرطة يف التشاؤم للجنس البرشي حىت أأن أأحد املعلقني وصف عمل الاقتصاد ابلعمل القامت بعد قراءته لكتاب مالتوس‪.‬‬ ‫‪ ‬ان العالقة اليت حددها مالتوس القامئة عىل حركة منو اجملمتع الرسيعة وتناقص غةل النتاج وهذه العالقة غري حقيقية‪ ،‬فانتاج الغةل قامئ‬ ‫عىل عدة عنارص متحركة وليست اثبتة ‪ ،‬اضافة اىل أأن للتطور العلمي يف وسائل النتاج دور يف حتسني الغةل النتاجية‪.‬‬ ‫‪ ‬افرتاضه أأن المنو الساكين داةل ملس توى املعيشة ‪ ،‬فاذا ارتفع مس توى ا ألجور عن مس توى الكفاف ازدادت املواليد والعكس حصيح‪.‬‬ ‫هذا الافرتاض مل يرض اطالقا العديد من اخملتصني يف العلوم الاجامتعية حيث يربطون الزايدة يف املواليد بعوامل أأخرى مهنا أأن‬ ‫الفقراء أأكرث قدرة وميل لالجناب من ا ألغنياء‪ ،‬اضافة اىل أأن اذلي حدث يف أأورواب و أأمرياك يف النصف ا ألول من القرن العرشين‬ ‫مل يؤيد هذه النظرة اطالقا ‪ ،‬مفع الارتفاع املس متر يف أأجور العامل لوحظ امتناع العائالت عن اجناب الكثري من ا ألطفال‪.‬‬ ‫‪ ‬اكن مذهب مالتوس خيدم مصاحل أأولئك اذلين ابلرمغ من ا ألرابح الطائةل اليت جنوها بفضل منو الر أأساملية تعرضوا لهجوم بسبب‬ ‫سوء احلال اذلي اكن عليه فريق كبري من العامل ا ألجراء بسبب سوء توزيع ادلخل‪.‬‬

‫‪ -2‬نظرية الطلب الفعيل‪:‬‬ ‫اذا اكن ل ميكن اهامل دور كيزن يف صياغة نظرية الطلب الفعيل ‪ Demande Effective‬عىل حنو مامتسك وشامل فانه ينبغي أأن ل‬ ‫ننىس أأن نشري هنا اىل أأن مالتوس اكن من أأس بق املفكرين اىل ااثرة الفكرة ا ألولية لهذه النظرية يف كتابه‪( :‬مبادئ الاقتصاد الس يايس) ‪LES‬‬ ‫‪ 6125 PRINCIPES DE L’ECONOMIE POLITIQUE‬وذكل أأن التقليديني بصفة عامة اكنوا يعتقدون بصحة قانون املنافذ‬ ‫اذلي قال به ساي ‪ ،‬ويقتيض هذا القانون بأأن العرض خيلق الطلب املقابل واملساوي هل ‪ ،‬فالعرض يأأيت من النتاج ‪ ،‬ويمت توزيع ادلخول عىل‬ ‫عنارص النتاج بنفس القمية وهذه ادلخول تتحول اىل طلب عىل السلع املنتجة ومن مث فانه ل يتصور أأن يكون العرض أأكرب من الطلب ‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫حماضرات‬

‫تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي‬

‫وقد اس مترت هذه الفكرة كأحد ا ألسس اليت تقوم علهيا ا ألفاكر التقليدية حىت اهزتت متاما مع أأفاكر كيزن‪ .‬لكننا جند أأن مالتوس شكك‬ ‫يف سالمة هذا القانون فقد لحظ أأنه ليس من الرضوري أأن يكون الطلب اللكي مساواي للعرض اللكي اذا اكن هناك نقص يف الاس هتالك‬ ‫وزايدة يف الادخار مل يعوضه طلب عىل السلع الاستامثرية (اكتناز)‪ ،‬وابلتايل يكون الادخار قد أأضعف ادلافع لالنتاج ابضعافه الطلب عىل‬ ‫السلع مما يؤدي اىل تكديسها ‪ ،‬ومن هنا يكون الطلب اللكي أأقل من العرض اللكي ‪ ،‬وهذا ما يساعد عىل قيام ظاهرة البطاةل‪ ،‬ومن هذا‬ ‫املنطلق يرى مالتوس أأن الطلب الفعيل هو اذلي حدد العرض من أأجل ذكل جند أأن مالتوس يدافع عن مالك ا ألرايض ألن المنط أألنفايق‬ ‫لهذه الطبقة يتجه لالس هتالك وابلتايل فاهنا تزيد يف الطلب الفعيل‪.‬‬ ‫وقد متكن مالتوس هبذه الفكرة أأن يكشف الالمساواة بني الادخار والاستامثر خالفا للالكس يك الخرين ‪ ،‬وينال بذكل تقدير واحرتام كيزن‪.‬‬ ‫‪ - III‬تفاؤلية جان ابتيست ساي )‪(6112 -6111‬‬ ‫جون ابتيست ساي ( ‪ ) Jean Baptiste Say‬رائد املدرسة الالكس يكية الفرنس ية و يعترب أأمه مروج ألفاكر أأدم مسيث يف فرنسا ‪ ،‬اكن‬ ‫ساي أأول من شغل كريس أأس تاذ الاقتصاد الس يايس يف فرنسا ويعود هل الفضل ابدخال هذا الفرع يف املهناج ادلرايس‪ ،‬اش هتر بكتابه(حبث‬ ‫يف الاقتصاد الس يايس) ‪ Traite D’economie Politique‬عام ‪ 6151‬اذلي لكفه عزهل من منصبه من قبل انبليون اذلي طلب منه أنذاك‬ ‫أأن يدمع س ياس ته الاقتصادية املناهضة للحرية ‪،‬لكنه رفض وترك الكتابة مدة طويةل من الزمن متجها للصناعة حيث أأقام مصنعا مياكنيكيا‬ ‫للغزل وبعد سقوط انبليون عاد من جديد اكقتصادي شهري‪.‬‬ ‫عرف ساي بقاونه املهم املعروف (بقانون املنافذ) ‪ LA LOI DES DEBOUCHES‬اذلي يؤكد فيه أأن(لك عرض خيلق طلب)‬ ‫أأي أأن لك انتاج خيلق لنفسه بنفسه منفذا رضوراي واكفيا (بسبب حاجات النسان الالمتناهية) و أأن النتاج يبادل ابلنتاج حبيث أأن البائع‬ ‫هو املشرتي يف نفس الوقت مفن أأجل انتاج أأي سلعة لبد من اس تعامل عنارص النتاج (معل‪ ،‬ر أأس مال‪ ،‬أأرض) ومقابل هذه العنارص اليت‬ ‫متثل تاكليف النتاج حصل أأحصاهبا عىل مداخيل ( أأجور‪ ،‬أأرابح‪،‬ريوع) مفقابل انتاج منتوج أأو أأي سلعة هناك دخل هذا ادلخل سيتحول اىل‬ ‫الطلب ويكون منفذا للمنتوج ‪ ،‬وابلتايل فان العرض هو اذلي خيلق الطلب ‪ ،‬وهبذه احلاةل فان قانون املنافذ ل ساي ‪( Say‬املتفائل جدا) ل‬ ‫يقودان اىل ا ألزمات الاقتصادية‪.‬‬ ‫انطالقا من هذا القانون نالحظ أأن ساي يعترب أأن السلع تتبادل ابلسلع مبعىن أأن النقود جمرد وس يط للتبادل وليست مس تودع للقمية أأي أأن‬ ‫دورها حيادي ‪ ،‬ويعترب كذكل أأن العجز يف املزيان التجاري لبدل ما يكون مؤقت مفا مييض وقت حىت تأأيت الصادرات نتيجة انتاج البدل املصاب‬ ‫ابلعجز فتعادل الواردات وقد تفيض عهنا‪.‬‬ ‫هكذا اكن ساي متفائال جدا مبقدار ما اكن مالتوس ورياكردو متشامئني ‪ ،‬فاضافة اىل الاعتبارات املتعلقة ابلرثوة (النتاج) وابلنقد اذلي هو‬ ‫جحاب يغطي حقيقة التبادل ‪ ،‬فان ساي يريد بقانونه الربهنة بأأن ا ألزمات العامة الناش ئة عن فيض النتاج ل ميكن أأن حتصل اذا أأتيح لالنتاج‬ ‫حرية املرور‪ ،‬من هجة أأخرى لقي هذا القانون انتقادا من هجات متعددة ‪ ،‬فقد حاربه مالتوس و أأاثر يف وهجه (مبد أأ الطلب الفعيل) اذلي‬ ‫س يأأخذه كيزن ‪KEYNES‬فامي بعد ويبين عليه (نظريته العامة) حيث أأن نقطة الانطالق يف احلياة الاقتصادية دلى ساي يه النتاج أأي‬ ‫(املنتجون)يف حني جند نقطة انطالق مالتوس يه الاس هتالك ‪ ،‬و أأمهل ساي كذكل ظاهرة امليل لالكتناز اليت أأعطى لها كيزن أأمهية اضافية‬ ‫واليت تعين أأن الفرد أأو املنتج حىت و أأن اكن يبحث عن التخلص وبأأرسع ما ميكن من البضاعة اليت بني يديه ‪ ،‬فانه من غري املؤكد سعيه‬ ‫التخلص وبنفس الرسعة من النقد اذلي أأصبح بني يديه بل أأنه يسعى يف بعض ا ألحيان اىل ختزين النقد اذلي بني يديه ابنتظار فرصة جديدة‬ ‫أأفضل لس تخدام ذكل النقد وخصوص يف تكل ا ألموال املدخرة اليت تنتظر قرار الاستامثر ‪ ،‬وقد بينت ا ألزمة الاقتصادية الكربى لعام ‪6424‬‬ ‫خطأأ قانون ساي يف املنافذ‪.‬‬ ‫‪14‬‬


‫حماضرات‬

‫تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي‬

‫ويف ا ألخري يبقى ساي من أأمه الاقتصاديني اذلين أأثرروا الفكر الاقتصادي الر أأساميل رمغ أأن نظريته ظلت لفرتة طويةل هممةل من‬ ‫اجلانب التطبيقي ال أأنه يف عهد الرئيس ا ألمرييك ريغن ظهر ما يعرف بـ (اقتصاد العرض) ‪ Economie De L’offre‬واذلي يبىن عىل قانون‬ ‫املنافذ لساي‪.‬‬ ‫‪ -VI‬اسهامات دافيد رياكردو ‪6121-6112‬‬ ‫يعد دافيد رياكردو ‪ David Ricardo‬من أأقطاب الفكر الالكس ييك الجنلزيي ويعتربه الكثري من الاقتصاديني بأأنه الامس الثاين‬ ‫اذلي ميثل املدرسة الالكس يكية بعد مسيث ‪،‬ودل دافيد رياكردو يف أأرسة هيودية هولندية اس توطنت اجنلرتا وقرر يف مرحةل مبكرة من حياته‬ ‫أأن خيرج من ادلاينة الهيودية وينخرط يف احلياة العامة للمجمتع الجنلزيي‪ ،‬واش تغل مسسارا يف بورصة لندن ل ألوراق املالية مثلام فعل أأبوه من‬ ‫قبل ‪ ،‬ا ألمر اذلي جعهل يكسب من املال الكثري ليصبح بذكل من أأرابب املصانع يف اجنلرتا‪.‬‬ ‫عندما بد أأ رياكردو كتاابته اكنت الثورة الصناعية يف تقدم ملحوظ وشاهدت تطور املدن وزايدة الساكن فاكن يتعني اذا متوين‬ ‫هؤلء الساكن ابملواد الزراعية ولحظ رياكردو أأن النتاج الزراعي ل يتطور حسب الطلب الاس هتاليك ويف هذه الفرتة شهدت س يطرت‬ ‫مالك ا ألرايض عىل الربملان الربيطاين حبجة زايدة النتاج الزراعي ‪،‬من هجة أأخرى فان حرب انبليون اليت انهتت عام ‪ 6165‬أأدت اىل ارتفاع‬ ‫أأسعار احلبوب مما أأرض كثريا من العامل والر أأسامليني أأرابب العمل ‪ ،‬فوقعت مشادات وجدل بني هؤلء فكتب رياكردوا كتاب بعنوان ( أأسس‬ ‫القتصاد الس يايس والرضائب) ‪ LES PRINCIPES DE L’ECONOMIE POLITIQUE ET L’IMPOT 6161‬حيث هامج‬ ‫فيه مالك ا ألرايض دفاعا عن الر أأسامليني‪.‬‬ ‫ومن أأمه أأفاكر رياكردو‪:‬‬ ‫‪-6‬قانون ا ألجر الطبيعي‪:‬‬ ‫أأسس دافيد رياكردو نظريته ل ألجر الطبيعي(‪ )salaire naturel‬أأو ما يعرف بأأجر الكفاف اذلي يتحدد حسب ر أأيه بقانون العرض‬ ‫والطلب ‪ ،‬لكام اكن العرض أأكرب من الطلب لكام تدنت ا ألجور والعكس حصيح‪ ،‬ومبا أأن العرض دامئا يكرب من الطلب فان العامل مه املس ئولون‬ ‫عن اخنفاض ا ألجور‪.‬‬ ‫‪-2‬نظريته يف التوزيع‪:‬‬ ‫مل هيمت دافيد رياكردو بنظرية النتاج كام فعل أأدم س ميث وامنا اهمت بنظرية التوزيع واعتربها موضوع عمل الاقتصاد‪.‬‬ ‫من هذا املنطلق صاغ نظريته يف الريع كأحد عوائد عوامل النتاج حبيث يتوصل فهيا اىل أأن مالك ا ألرايض حصلون عىل أأموال‬ ‫بدون هجد بسبب خصوبة ا ألرض وابلتايل هذا الريع سوف يؤدي يف ا ألخري اىل سوء توزيع ادلخل وس يؤثر عىل تدين النشاط الاقتصادي‬ ‫واخنفاض معدلت المنو يف املس تقبل‪.‬‬ ‫يرى رياكردو بأأن سعر املنتوج سوف يزداد بفضل ارتفاع عدد الساكن مما جيعل مالك ا ألرايض يطلبون أأجور كربى مقابل أأراضهيم‬ ‫اخلصبة النادرة مما يضطر املنتجني اىل زايدة الطلب عىل ا ألرايض ا ألقل خصوبة اليت تكون فهيا نفقة النتاج مرتفعة ابملقارنة مع ا ألرايض اخلصبة‬ ‫وبتايل ينشأأ ما يسمى (ابلريع الفريق) نتيجة دخول ا ألرايض ا ألقل خصوبة يف النتاج‪.‬‬ ‫ومبا أأن أأسعار (عوائد) املنتجات تذهب يف شلك( أأجور و أأرابح وريوع) فان رياكردو يرى نتيجة لفكرة السابقة أأن الريع يف جوهره عدوان‬ ‫عىل الرحب‪،‬ومتيل ا ألرابح يف املدى القصري اىل الهبوط حىت تصل درجة الصفر ‪ ،‬بيامن يس تويل مالك ا ألرايض عىل الفائض الاقتصادي وابلتايل‬ ‫يقل ترامك ر أأس املال اذلي مصدره أأرابح الر أأسامليني ومن مث الوصول ابلقتصاد اىل حاةل الركود ‪ .‬هذا من هجة ومن هجة أأخرى فان ارتفاع‬ ‫ا ألسعار الناجت عن تزايد الساكن يؤدي اىل الرفع من أأجر الكفاف وهذا بدوره يؤثر عىل الرحب وابلتايل ترمك ر أأس املال‪.‬‬ ‫رفض رياكردو ادخال الريع مضن عنارص النتاج و عىل هذا ا ألساس يفرس الريع بـأأنه نتيجة لرتفاع أأسعار املنتجات الغذائية الناجت عن زايدة‬ ‫‪15‬‬


‫حماضرات‬

‫تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي‬

‫مقدار العمل الالزم لالنتاج ‪.‬‬ ‫انطالقا من هذا التحليل صب رياكردو لك غضبه عىل طبقة مالك ا ألرايض وقال بأأهنم ل يش تغلون يف معل انتايج حقيقي ‪ ،‬وما يتلقونه من‬ ‫اجيار ليس ال نتاج العمل املبذول يف زراعة ا ألرض ور أأس املال املستمثر فهيا ووصل به احلد اىل القول بأأن العقاريني ليس هلم ماكن يف العرص‬ ‫الصناعي ‪ ،‬ألن هذا العرص هو عرص ر أأس املال والعمل فقط أأما ا ألرس تقراطية العقارية فليست ال بقااي القطاع ‪.‬‬ ‫واكنت أأول أأرائه هو اقناع احلكومة الجنلزيية ابلغاء القوانني اليت سنهتا للغالل و أأفسحت اجملال لس ترياد الغالل من اخلارج فهبطت أأرابح‬ ‫املالك الزراعيني ‪.‬‬ ‫ومن انحية أأخرى متادى رياكردو وطالب بتأأممي ا ألرايض وفرض رضائب الباهظة علهيا ‪ ،‬ومن هنا سقط يف خطأأ غري مقصود ‪ ،‬اذ أأنه نبه‬ ‫الاشرتاكيني ا ألوائل اىل هذه الفكرة مما جعل نتيجة تكون عكس رغبة الر أأسامليني‪.‬‬ ‫‪-1‬نظريته يف التجارة اخلارجية‪:‬‬ ‫يف ميدان التجارة اخلارجية لرياكردو نظرية هامة يه نظرية التاكليف النسبية (املزية النسبية) حيث يرى رياكردو أأن عىل لك بدل‬ ‫أأن خيتص يف انتاج ما هو أأنسب حسب املعطيات اجلغرافية واملناخية‪...‬اخل ألن تاكليف النتاج يف هذه احلاةل متكنه من املنافسة يف التجارة‬ ‫اخلارجية عىل عكس انتاجه للسلع اليت يكون غري مؤهل لنتاهجا ‪.‬‬ ‫‪ - II‬تشاؤمية روبرت مالتوس ‪6119-6111‬‬ ‫روبرت توماس مالتوس ‪ Robert Thomas Malthus‬ابحث ساكين واقتصادي س يايس اجنلزيي‪.‬‬ ‫ودل مالتوس من أأرسة اجنلزيية مثقفة ‪ ،‬درس مالتوس ا ألفاكر الفلسفية والقتصادية اجلديدة اليت اكنت منترشة يف أأورواب ‪ ،‬مث ختص يف عمل‬ ‫الالهوت يف جامعة اكمربدج و أأصبح مدرسا فهيا‪ ،‬واكن هميئا ليك يصبح قسا يف الكنيسة ولكنه اصطدم مع نفسه ببعض ا أل أأراء اليت اعتقد أأهنا‬ ‫ل تتوافق مع هممته ادلينية فقرر أأن يتخىل عن العمل اذلي أأعد هل ‪ ،‬واكن صديقا محامي دلافيد رياكردو رمغ أأهنام مل يكوان متفقني يف الكثري من‬ ‫املسائل الفكرية‪.‬‬ ‫ان مالتوس اذلي شهد تفجر املصانع حتت زمخ الثورة الصناعية قد ر أأى كيف اضطر العامل اى ترك القطاعات القتصادية التقليدية حبثا عن‬ ‫العمل يف معامل املدن ‪ ،‬وقد رافق ذكل ارتفاع يف معدلت املواليد يف اجنلرتا ‪ .‬ر أأى مالتوس حاةل البؤس والشقاء للعامل اذلين ل يتقاضون ال‬ ‫أأجورا ل تزيد عن حد الكفالف ‪،‬فربط بيهنا وبني زايدة عدد الساكن معتقدا بأأن الزايدة يف الساكن س يصاحهبا هبوط يف مس توى املعيشة‪.‬‬ ‫ومن أأمه أأفاكره نظريته يف الساكن ونظرية الطلب الفععيل‪.‬‬ ‫‪ -6‬نظرية الساكن‪ :‬صاغ مالتوس هذه النظرية يف كتاب نرشه عام ‪ 6141‬بعنوان حبث يف مبد أأ الساكن حيث أأظهر فيه التشامئ يف عمل‬ ‫القتصاد ووضع الفكرة القائةل بأأن العامل يعيش حتت رمحة ا ألرزاق ‪ ،‬حتت رمحة طبيعة ل رحمية ول خرية‪ ،‬بل يه قاس ية وخبيةل ‪،‬‬ ‫و أأعلن بأأن الزايدة يف المنو الساكين سوف تريس دعامئها عىل البؤس‪ ،‬و أأن تاكثر الساكن جيب أأن يكون حمدودا ابلرضوروة بزتايد‬ ‫ا ألرزاق ‪ ،‬حيث يقول مالوس‪ :‬ان قدرة ا ألانسان عىل التناسل بناء عىل وجود الغريزة اجلنس ية أأعظم بكثري من قدرة ا أل أأرض عىل‬ ‫انتاج مقومات العيش للساكن ‪ ،‬ذكل ألن الساكن يزيدون مبتوالية هندس ية بيامن ل تزيد مقومات العيش ال عىل أأساس املتوالية‬ ‫العددية ‪ ،‬ومبا أأن الساكن ل يس تطيعون أأن يعيشو عيشة كرمية ال اذا ازدادو فوق احلد ا ألدىن لمكية الطعام الالزمة هلم ‪ ،‬فاهنم ان‬ ‫مل يتوقفو عن الزايدة س يحل هبم البؤس والفقر‪.‬‬ ‫‪16‬‬


‫حماضرات‬

‫تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي‬

‫لقد صاغ مالتوس هذه النظرية عىل أأساس قانون اقتصادي معروف ابمس قانون تناقص الغةل اذلي يعين أأنه لميكن زايدة الناجت يف الزراعة‬ ‫بنس بة أأكرب أأو معادةل للزايدة يف وحدات ا ألانتاج مع عدم الزايدة يف مساحة ا ألرض اىل ما لهناية ‪ ،‬بل نالحظ أأنه بعد حد معني تقل‬ ‫نس بة الزايدة يف الناجت عن نس بة الزايدة يف عنارص النتاج ا ألخرى غري ا ألرض اكلعامل واملاء والبذور ‪ .‬وقياسا عىل هذا القانون فانه طاملا‬ ‫أأن املوارد القتصادية بطيعهتا اندرة وحمدودة ‪ ،‬فانه سوف يأأيت يوم ل جتد فيه ا أل أأعداد املزتايدة كفايهتا احلدية من انتاج املوارد القتصادية‬ ‫طاملا تعدت نس بة المنو الساكين نس بة المنو يف الناجت احمليل الس نوي‪.‬‬ ‫انطالق من نظريت يف الساكن فان مالتوس بىن مجموعة من ا أل أأفاكر اليت لقت ترحاب كبري من البعض و أأاثرة جضة كبرية من البعض‬ ‫الخر ‪ .‬مهنا انهتاكه حلقوق الفقراء عندما يقول ‪ :‬ان الرجل اذلي ليس هل من يعيهل واذلي ل يس تطيع أأن جيد هل معال يف اجملمتع سوف‬ ‫جيد أأ‪ ،‬ليس هل نصيبا من الغذاء عىل أأرضه فهو عضو زائد يف ولمية الطبيعة حيث ل حصن هل بني الصحون فان الطبيعة تأأمره مبغادرة‬ ‫الزمن‪.‬‬ ‫كام أأنه انتقد الربانمج اذلي وضعته احلكومة الجنلزيية لعانة الفقراء بقوهل ‪ :‬ان قوانني اعانة الفقراء يف اجنلرتا تؤدي اىل تفامق حاةل الفقراء‬ ‫عامة من انحيتني ‪ :‬ا أل أأوىل يه أأهنا تعمل عىل زايدة الساكن دون زايدة غةل ا أل أأرض ألعالهتم‪ ،‬والثانية أأن مكيات احلاجيات اليت تس هتكل‬ ‫يف مالجئ الفقراء –ومه طبقة غري منتجة‪ -‬تقلل من ا أل أأنصبة اليت اكن جيب أأن تعطى اكمةل للطبقة العامةل‪.‬‬ ‫ويقول كذكل ‪ :‬ان عىل اجملمتع أأن يرفض تقدمي الحسان والعاانت اىل ا ألرس اليت تعجز عن تدبري وسائل معيش هتا‪.‬‬ ‫لقد قوبلت أأراء مالتوس برتحاب كبري من طرف الطبقة الر أأساملية الرثية يف زمانه فرددو وراءه القول بأأن الفاقة الجامتعية وغريها من‬ ‫املساوئ ا ألاجامتعية يصح ارجاعها الن ا ألى أأس باب اتلزواج املبكر وكرثة النسل ‪ ،‬وليس لسوء توزيع الرثوة يف البالد شأأن يف ذكل ‪،‬‬ ‫وابلتايل ل يقع اللوم علهيم‪.‬‬ ‫لقد ر أأى مالتوس أأ‪ ،‬هناك موانع اجيابية وسلبية ووجود هذه املوانع من شأأنه أأن حدث التوازن بني الساكن واملوارد وتؤجل الهناية املؤملة‬ ‫للبرشية‪،‬ولكنه مل يعتقد جبدوى املوانع السلبية ويه العوامل اليت ت}دي ا ألى حتديد النسل كتأأجيل الزواج والمتناع عنه واليت يراها‬ ‫منافية ل ألخالق وادلين‪ ،.‬أأما املوانع الجيابية ويه اليت تنتج عن احلروب واجملاعات وا ألوبئة فان هذه لها القدرة عىل احلد تزايد الساكن‬ ‫‪ .‬ودمع املوانع الجيابية بفكرته اليت متنع الرب وا ألاحسامن للفقراء ‪ ،‬فا ألوبئة يف نظره يه رمحة للبرش تنقص من عددمه ‪ ،‬أأما املساعدات اليت‬ ‫يقصد هبا التخفيف من بؤس الفقراء فاهنا تؤدي ا ألى زايدة عددمه‪.‬‬ ‫رمغ فضل مالتوس يف كونه وضع نظرية متاكمةل يف الساكن ‪ ،‬وقد فرضها عىل عمل ا ألاقتصاد عندما أأشار اىل وجود عامل جيب دراس ته‬ ‫ا ألى جانب ا ألانتاج والتوزيع والتبادل ‪ ،‬ذكل ألن العالقة وطيدة بني تطور عدد الساكن وتطور مكية ا ألانتاج ويكون مالتوس قد أأدخل‬ ‫من خالل ذكل عنرصي الزمن واحلركةيف دراسة الفعاليات القتصادية يف وقت اكنت فيه هذه الفعاليات ما تزال تدرس وحتلل يف أأسس‬ ‫سكونية راكدة‪.‬ورمغ اعتبار بعض القتصاديني أأن نظرية مالتوس قابةل للتطبيق ول تتصف ابلعمومية أأهنأأ صاحلة يف ظروف معية وغري‬ ‫صاحلة يف ظروف أأخرى يف زمان وماكن معني ال هنا تعرضت اى الكثري من املأخذ والنتقادت مهنا‪:‬‬ ‫اكنت نظريته مفرطة يف التشامئ للجنس البرشي حىت أأن أأحد املعلقني وصف عمل القتصاد ابلعمل القامت بعد قرائته لكتاب مالتوس‪.‬‬ ‫أأن العالقة اليت حددها مالتوس قامئة عىل حركة منو اجملمتع الرسيعة وتناقص غةل النتاج وهذه العالقة غري حقيقية‪ ،‬فانتاج الغةل قامئ عىل‬ ‫عدة عنارص متحركة وليست اثبتة ‪ ،‬اضافة اىل أأن للتطور العلمي يف وسائل النتاج دور يف حتسني الغةل النتاجية‪.‬‬ ‫‪17‬‬


‫حماضرات‬

‫تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي‬

‫افرتاضه أأ‪ ،‬المنو الساكين داةل ملس توى املعيشة ‪ ،‬فاذا ارتفع مس توى ا ألجور عن مس توى الكفاف ازدادت املواليد والعكس حصيح‪ .‬هذا‬ ‫الفرتاض مل يرض اطالقا العديد من اخملتصني يف العلوم الجامتعية حيث يربطون ازايدة يف املواليد بعوامل أأخرى مهنا أأن الفقراء أأكرث‬ ‫قدرة وميل لالجناب من ا ألغنياء‪....‬اخل اضافة اىل أأن اذلي حدث يف أأورواب و أأمرياك يف النصف ا ألول من القرن العرشين مل يؤيد هذه‬ ‫النظرة اطالقا ‪ ،‬مفع الرتفاع املس متر يف أأجور العامل لوحظ امتناع العائالت عن اجناب الكثري من ا ألطفال‪.‬‬ ‫اكن مذهب مالتوس خيدم مصاحل أأولئك اذلين ابلرمغ من ا ألرابح الطائةل اليت جنوها بفضل منو الر أأساملية تعرضو لهجوم بسبب سوء‬ ‫احلال اذلي اكن عليه فريق كبري من العامل ا ألجراء بسبب سوء توزيع ادلخل‪.‬‬ ‫‪ -2‬نظرية الطلب الفعيل‪ :‬اذا اكن ل ميكن اهامل دور كيزن يف صياغة نظرية الطلب الفعيل عىل حنو مامتسك وشامل فانه ينبغي أأن ل‬ ‫ننىس أأن نشري هنا اىل أأ‪ ،‬مالتوس اكن من أأس بق املفقكرين ا ألى ااثرة الفكرة ا أل أأولية لهذه النظرية يف كتابه‪ :‬مبادئ ا ألاقتصاد‬ ‫الس يايس ‪ 6125 :‬وذكل أأن التقليديني بصفة عامة اكنو يعتقدون بصحة قانون املنافذ اذلي قال به ساي ‪ ،‬ويقتيض هذا القانون‬ ‫بأأن العرض خيلق الطلب املقابل واملساوي هل ‪ ،‬فالعرض يأأيت من النتاج ‪ ،‬ويمت توزيع ادلخول عىل عنارص النتاج بنفس القمية‬ ‫وهذه ادلخول تتحول اىل طلب عىل السلع املنتجة ومن مث فانه ل يتصور أأن يكون العرض أأكرب من الطلب ‪.‬‬ ‫وقد اس مترت هذه الفكرة أأحد ا ألسس اليت تقوم علهيا ا ألفاكر التقليدية حىت اهزتت متاما مع أأفاكر كيزن‪ .‬لكننا جند أأن مالتوس‬ ‫شكك يف سالمة هذا القانون فقد لحظ أأنه ليس من الرضوري أأن يكون الطلب اللكي مساواي للعرض اللكي اذا اكن هناك نقص‬ ‫يف الس هتالك وزايدة يف الدخار مل يعوضه طلب عىل السلع ا ألاستامثرية اكتناز ‪ ،‬وابلتايل يكون ا ألادخار قد أأضعف ادلافع لالنتاج‬ ‫ابضعافه الطلب عىل السلع مما يؤدي اىل تكديسها ‪ ،‬ومن هنا يكون الطلب اللكي أأقل من العرض اللكي ‪ ،‬وهذا ما يساعد عىل‬ ‫قيام ظاهرة البطاةل‪ ،‬ومن هذا املنطلق يرى مالتوس أأن الطلب الفعيل هو اذلي حدد العرض من أأجل ذكل جند أأن مالتوس يدافع‬ ‫عن مالك ا ألرايض ألن المنط ا ألانفايق لهذه الطبقة يتجه لالس هتالك وابلتايل فاهنا تزيد يف الطلب الفعيل‪.‬‬ ‫وقد متكن مالتوس هبذه الفكرة أأن يكشف الالمساواة بني ا ألادخار والستامثر خالفا للالكس يك الخرين ‪ ،‬وينال بذكل تقدير‬ ‫واحرتام كيزن‪.‬‬

‫الثورة الصناعية‬ ‫تعريف الثورة الصناعية‬ ‫يقصد ابلثورة الصناعية التطورات الكبرية اليت عرفهتا الصناعة يف ارواب عامة و اجنلرتا خاصة ابتداءا من منتصف القرن الثامن عرش و‬ ‫اليت أأدت اىل حدوث حتول كيفي يف فنون النتاج الصناعي ‪ .‬حيث مت الانتقال من الصناعة اليدوية اليت تعمتد عىل معل النسان – أأدوات‬ ‫معل بس يطة – اىل الصناعة اللية اليت تعمتد عىل الةل اليت تدفعها قوة حمركة‪ .‬حيث عرفت ارواب يف هده املرحةل موجة عارمة من الاخرتاعات‬ ‫و الاكتشافات سامه ادخالها يف خمتلف فروع الصناعة اىل تطويرها – صناعة احلديد و تعدين الفحم ‪ .‬و صناعة املنسوجات ‪ .‬و توليد الطاقة‬ ‫احملركة – الشئ اذلي سامه يف حدوث زايدة هائةل يف لك من النتاج و التكوين الر أأساميل و أأصبحت الصناعة عىل اثرها النشاط الرئييس يف‬ ‫الاقتصاد الوطين‬ ‫‪ 1‬أأس باب قيام الثورة الصناعية يف ارواب‪:‬‬‫‪18‬‬


‫حماضرات‬

‫تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي‬

‫ميكن أأن جنمل ا ألس باب ا ألساس ية لقيام الثورة الصناعية يف ارواب فامي ييل‪:‬‬ ‫ا ‪ -‬العامل الساكين‪ :‬عرف ساكن ارواب مند أأواخر القرن الثامن عرش زايدة كبرية و مس مترة و دكل لخنفاض معدلت الوفيات ( توفر الرعاية‬ ‫الصحية خاصة يف املدن) ‪ .‬فزايدة عدد الساكن تؤدي اىل توفر ا أليدي العامةل ‪ .‬و خاصة يف ظل متتع العامل حبرية اختيار ا ألعامل و الانتقال‬ ‫من معل اىل أخر ‪.‬فال شك أأن دكل يساعد عىل هنضة و تقدم الصناعة ‪.‬‬ ‫و معوما ميكن القول أأن زايدة عدد الساكن يؤدي اىل زايدة عرض العمل و بدكل جتد املرشوعات اجلديدة و القدمية حاجهتا من ا أليدي العامةل‬ ‫بأأجور معقوةل ‪ .‬كذكل فان زايدة عدد الساكن متثل زايدة يف الطلب عىل السلع و اخلدمات و هو ما يعمل عىل اتساع نطاق السوق و بدكل‬ ‫تمنو الصناعة و ل يعوقها التخلص من فائض النتاج‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬اتساع جتارة ارواي ادلاخلية و اخلارجية ( اتساع ا ألسواق ادلاخلية و اخلارجية(‬ ‫عند التطرق اىل ادلور اذلي لعبته جتارة ارواب ادلاخلية و اخلارجية يف التطور الصناعي يف ارواب ‪,‬جيب الوقوف عىل امهية ادلور اذلي‬ ‫تلعبه وسائل النقل و املواصالت و دكل عىل اعتبار أأن تطورها يسامه يف ازدهار التجارة ادلاخلية و اخلارجية ‪,‬و جتدر الشارة هنا اىل‬ ‫الطفرة النوعية و التقدم احلاصل عىل مس توى وسائل النقل و املواصالت سواء اكنت مائية أأو برية ‪,‬حيث متكنت ادلول الاروبية من ربط‬ ‫أأجزاهئا اخملتلفة بوسائل نقل اقتصادية – قطارات و سفن و اكن النقل الهنري يلعب دور كبري يف ربط خمتلف أأجزاء أأورواب ‪ - ,‬و كدا الوصول‬ ‫اىل ا ألسواق اخلارجية بعد ظهور الناقالت احلديثة و خاصة السفن التجارية الضخمة و هو ما سامه يف اتساع ا ألسواق ادلاخلية و اخلارجية‪.‬‬ ‫فقد تطورت جتارة ارواب ادلاخلية و اخلارجية حىت مشلت العامل القدمي و اجلديد – و دكل بعد اكتشاف العامل اجلديد و الطريق املؤدي‬ ‫اىل الرشق عرب ر أأس الرجاء الصاحل – و هو ما سامه يف منو الصناعة يف القرنني ‪ 61‬و ‪, 64‬اد متكنت ارواب من الوصول مبنتجاهتا اىل أأسواق‬ ‫ادلول اخملتلفة ‪,‬فلكام اكنت السوق قادرة عىل امتصاص قدر كبري من املنتجات لكام مال جحم املرشوعات اىل الكرب ‪,‬حيث سامه اتساع نطاق‬ ‫السوق نتيجة للطلب الكبري عىل السلع يف جعل النتاج منطي و أأمكن ابلتايل ادخال اللت تدرجييا يف العمليات النتاجية ملواهجة الطلب‬ ‫املزتايد‪ -‬خاصة ادا علمنا أأن اخنفاض أأمثان السلع الصناعية نتيجة لالنتاج الكبري و اخنفاض تاكليف الشحن أأدى اىل توسع كبري يف الطلب عىل‬ ‫السلع الصناعية و رمبا بنس بة تفوق بس بة الاخنفاض يف ا ألمثان حيث أأن الطلب عىل تكل السلع اكن كبري املرونة ‪ .‬كام أأن الزايدة يف ادلخول‬ ‫اليت جنمت عن التوسع يف النتاج يف اكفة دول العامل الصناعية أأو الزراعية أأدت اىل التوسع يف الطلب عىل املنتجات الصناعية حيث أأن‬ ‫الطلب عىل هده ا ألخرية اكن يمتتع مبرونة دخلبة كبرية ‪ .-‬و بدكل يكون اتساع السوق قد ساعد عىل التصنيع و التوسع النتاج‪.‬‬ ‫ج‪ -‬وفرة رؤوس ا ألموال و اماكنيات الرتامك الر أأساميل‪ :‬اكن من أأمه النتاجئ اليت ترتبت عىل اتساع جتارة ارواب ادلاخلية و اخلارجية أأن ازدادت‬ ‫أأرابح و ثروات أأحصاب املصانع و رشاكت النقل و التجار و الوسطاء ‪,‬و بدكل جتمع دلى ارواب مبالغ طائةل و أأموال كبرية ملقابةل ما حتتاج اليه‬ ‫الصناعة من أأموال ‪,‬حيث توفرت رؤوس ا ألموال الالزمة لالستامثر يف انتاج سلع اس هتالكية ‪,‬وكدا انتاج العدد و اللت ( السلع النتاجية أأو‬ ‫الر أأساملية ‪ ),‬ابلضافة اىل رؤوس ا ألموال الالزمة لمتويل معليات البحث و التطوير ‪,‬هدا و قداكنت ندرة ر أأس املال دلى معظم ادلول الاروبية‬ ‫العائق ا ألسايس أأمام قيام الصناعة ‪,‬و جتدر الشارة اىل أأن الصناعة يف ارواب منت منوا كبريا عندما متكنت الصناعة القامئة من حتقيق أأرابح وفرية‬ ‫أأعيد استامثرها يف اقامة صناعات جديدة ‪,‬حيث اكنت أأرابح املنشات متثل املصدر الرئييس ملواهجة حاجات الصناعة الناش ئة‪.‬‬ ‫من ا ألمور ا ألخرى اليت سامهت يف متويل الصناعة قيام و ظهور رشاكت املسامهة اليت اس تطاعت أأن جتمع املدخرات من صغار و كبار‬ ‫املدخرين عىل حد سواء ‪,‬كام أأن نشأأت البنوك و قياهما بوظيفهتا التقليدية املمتثةل يف احلصول عىل الودائع من ا ألفراد و الهيات و اعادة اقراضها‬ ‫لمتويل الاقتصاد سامه مسامهة فعاةل يف ازدهار الصناعة يف ارواب‪.‬‬ ‫د ‪ -‬احلرية الاقتصادية و عدم التدخل احلكويم ‪.‬‬ ‫ه ‪ -‬تطور علمي و كشافات علمية‪ -‬اكتشاف ألت انتاج متطورة ‪ -‬وضعت موضع التطبيق يف الصناعة فادت اىل ازدهارها ‪.‬‬ ‫‪19‬‬


‫حماضرات‬

‫تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي‬

‫ ‪ 2‬أأمه مظاهر الثورة الصناعية‪ :‬اكن من أأمه مظاهر الثورة الصناعية ماييل‪:‬‬‫ا ‪-‬ظهور نظام املصانع اللية و كرب جحم املرشوعات‪ :‬بقيام اخملرتعات العلمية العظمية يف القرن ‪ 61‬و اس تخدام الةل – اليت حتركها طاقة ‪ -‬اليت‬ ‫اكنت عىل درجة عالية من القوة النتاجية ‪,‬ظهر و ازدهر نظام املصانع اللية‪ .‬فقد متكن أأحصاب املصانع و كبار احلرفيني من اقامة الصناعة‬ ‫اجلديدة و أأصبحوا ميثلون طبقة الر أأسامليني ‪ ,‬أأما صغار أأحصاب احلرف فاضطروا اىل العمل يف املصانع كعامل مأأجورين ‪,‬و حتولت وحدات‬ ‫النتاج يف ارواب اىل املصنع الكبري ‪,‬حيث اكن كرب جحم الوحدات النتاجية ‪ -‬املصانع – من أأمه مظاهر الثورة الصناعية‪ .‬فبعد أأن اكن املرشوع‬ ‫يس تخدم عددا حمدودا من العامل‪ .‬أأصبح يوظف املئات ‪,‬و مبرور الوقت أأصبح أألف العامل يعملون يف املصنع الواحد ‪,‬حيث تشري تقديرات‬ ‫عام ‪ 6115‬أأن عدد العامل يف مصانع القطن اكن يقدر حبوايل ‪ 615‬عامال‪,‬و ‪ 41‬عامال يف مصانع احلرير و ‪ 95‬عامال يف مصانع الصوف ‪ ,‬أأما‬ ‫مصانع احلديد فاكن يرتاوح عدد العامل هبا يف حدود ‪ 2555 -6555‬عامال‪.‬‬ ‫و عىل املس توى القطري فان السمة الغالبة عىل الصناعة ا ألملانية مثال يه كرب جحم املرشوعات فقد قام التوسع الصناعي فهيا نتيجة لمتصاص‬ ‫املصانع الكبرية فهيا للمصانع الصغرية – الاندماج و التاكمل و من ا ألمثةل عىل دكل رشكة ‪krupp‬يف حوض الروهر‪ - ,‬أأما الصناعة يف فرنسا‬ ‫فاكنت وحداهتا متيل نسبيا اىل الصغر‪ .‬دلكل اكن عدد العامل فهيا حمدودا ‪,‬و لعل أأمه ا ألس باب الواقفة وراء دكل هو الندرة النسبية للفحم‬ ‫احلجري و تفضيل الفرنس يني التخصص يف انتاج السلع الكاملية اليت حتتاج اىل همارات و فنون انتاج عالية‪.‬‬ ‫أأن حتول الصناعة اىل الصورة اجلديدة أأدى اىل وجود طبقة اجامتعية جديدة يه طبقة املديرين و دكل بعد أأن تعقدت مشلكة ادارة املصانع‬ ‫الكبرية مما دفع ابملالكني و املسامهني ابن يعهدوا اىل أأحصاب اخلربة ابدارة مرشوعاهتم‬ ‫ب ‪ -‬ظهور الزنعات الاحتاكرية يف الصناعة‪ :‬لقد أأدى تطور وسائل النقل و املواصالت اىل جعل العامل سوقا واحدة يتنافس فهيا الكثري من‬ ‫املنتجني من خمتلف دول العامل ‪,‬وقد أأدى التنافس بيهنم اىل تسابقهم حنو ختفيض ا ألسعار و هو ما أأدى بدوره اىل ختفيض ا ألرابح بل و‬ ‫حتقيق خسائر يف الكثري من احلالت ‪,‬و هو ما دفعهم اىل التكتل و الاحتاد و عقد التفاقيات اخملتلفة و ادلخول يف أأشاكل الرتست و الاكرتل‬ ‫بقصد القضاء عىل املنافسة و التحمك يف ا ألسعار و دكل لضامن حتقيق املس توى املنشود من ا ألرابح ‪,‬و الواقع أأن التكتالت الاحتاكرية انترشت‬ ‫بشلك كبريخاصة يف الربع ا ألخري من القرن التاسع عرش يف خمتلف نوايح احلياة الاقتصادية و بصورة كبرية خاصة يف لك من أأملانيا و الولايت‬ ‫املتحدة ا ألمريكية ‪.‬‬ ‫ففي أأملانيا قامت و ازدهرت نقاابت انتاجية تعرف ابمس الاكرتل ‪,‬اكن غرضها منع املنافسة بني املنتجني عن طريق عقد اتفاقات خاصة بتوزيع‬ ‫ا ألسواق و ا ألسعار و تنظمي النتاج – حتافظ الرشاكت ادلاخةل يف الاكرتل عىل خشصيهتا القانونية و اس تقاللها املايل و الداري – حيث تقيد‬ ‫حرية و سلطات الرشاكت بعد انضواهئا حتث راية هدا التنظمي الاحتاكري وتوقيعها اتفاقيات ‪,‬و قد انترش ت هده الاحتاكرات بشلك كبري‬ ‫يف صناعة التعدين و احلديد والصناعات الكهرابئية و البنوك و أأدت هده الس ياسة اىل كرب بعض املرشوعات دلرجة تقرتب من الاحتاكر‬ ‫الاكمل‪.‬‬ ‫أأما يف الولايت املتحدة ا ألمريكية فقد ظهرت الاحتاكرات يف شلك تراست و هو تنظمي عكيس لنظام الاكرتل ‪,‬حيث تفقد املرشوعات‬ ‫ادلاخةل فيه خشصيهتا الاعتبارية و اس تقاللها املايل و الداري حبيث تندمج الرشاكت املتعاقدة و تصبح مرشوعا واحدا و حتت ادارة موحدة‬ ‫تقوم برمس س ياسات النتاج و التسعري‪....... ,‬و قد سارعت الولايت املتحدة انطالقا من مبد أأ رفض الاحتاكر اىل اصدار قوانني حملاربة‬ ‫الرتاست ‪-‬قانون شومان ‪ 6145‬و قانون الكيتون ‪. 6469‬‬ ‫‪ -6‬نتاجئ الثورة الصناعية‪ :‬اكن للثورة الصناعية العديد من الاثر و الانعاكسات املبارشة و الغري املبارشة عىل النوايح الاقتصادية و الاجامتعية‬ ‫و الس ياس ية تقوم حبرصها فامي ييل ‪:‬‬ ‫‪20‬‬


‫حماضرات‬

‫تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي‬

‫ا ‪ -‬زايدة الرثوة القومية دلول ارواب و زايدة قوهتا احلربية‪ :‬زادت ثروات بدلان ارواب نتيجة للثورة الصناعية و أأصبحت ادلوةل غنية مبصانعها و‬ ‫منامجها ممتتعة مبقدرة انتاجية عالية ‪,‬حيث مل يقترص الثراء عىل أأحصاب رؤوس ا ألموال فقط ‪ .‬بل حققت ادلوةل زايدة كبرية يف ايراداهتا من‬ ‫الرضائب املبارشة و غري املبارشة‬ ‫و نظرا ملا حققته هده ادلول من أأرابح وفرية و خاصة اجنلرتا و فرنسا فاهنا وظفت قدرا كبريا من هده ا ألموال يف زايدة قوهتا العسكرية و‬ ‫احلصول عىل مس تعمرات واسعة عادت عىل اقتصادايهتا مباكسب عديدة‬ ‫ب‪ -‬ارتفاع مس توايت املعيشة‪ :‬ابلرمغ من أأن الثورة الصناعية زادت من أأمهية اللت و نفود أأرابب العمل و اكن العامل يف الغالب حتت‬ ‫رمحة أأحصاب املصانع ‪,‬ال أأهنا همدت لتجمع العامل و توحدمه ‪,‬حيث أأصبحوا قادرين عىل احلصول عىل أأجور و رشوط معل أأحسن ما اكنوا‬ ‫ليحصلوا علهيا لو اكنوا متفرقني ‪,‬و عىل العموم ميكن القول أأن الثورة الصناعية حققت زايدة ملموسة يف مس توايت املعيشة احلقيقية و دكل‬ ‫عن طريق زايدة النتاج الزراعي و الصناعي اذلي اغرق ا ألسواق و جنم عنه اخنفاض يف ا ألسعار و ابلتايل زايدة املقدرة الرشائية احلقيقية‬ ‫للنقود‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬شدة اخلالف بني العامل و أأحصاب ا ألعامل‪ :‬يف الغالب ينشا اخلالف بني العامل و أأحصاب العامل من كون العامل ادلين جتمعوا حول‬ ‫املصنع و بداو يناقشون أأوضاعهم يطالبون بزايدة ا ألجور و حتسني رشوط العمل و من الناحية ا ألخرى حاول أأحصاب ا ألعامل الضغط عىل‬ ‫العامل حىت تزيد أأرابهحم و تمنو استامثراهتم ‪,‬دلكل ر أأى العامل رضورة التكتل يف النقاابت و الاحتادات العاملية اليت تدافع عن مصاحلهم‪.‬‬ ‫حيث تتعدى مطالبة النقابة أأرابب العمل برفع ا ألجور و حتسني أأوضاعهم اىل مطالبة ادلوةل و اقناعها بسن الترشيعات اليت تنظم عالقاهتم‬ ‫بأأرابب العمل كام تسعى يف الغالب النقاابت العاملية دلى السلطات من اجل حامية الصناعة أأو اعانهتا أأو رعايهتا بأأي صورة ‪,‬ليك تنشط‬ ‫الصناعة و تصبح قادرة عىل مقابةل مطالب العامل و هده الفكرة احلديثة أأمنت هبا بعض النقاابت و مؤداها أأن حتسن مس توامه املعييش ل يتأأى‬ ‫ال ادا تقدمت الصناعة‬ ‫د‪ -‬تركز الساكن يف املدن ‪ :‬زاد عدد ساكن دول ارواب الصناعية بصورة واحضة خالل القرن ‪, 64‬كام أأن نس بة كبرية من الساكن تركزت يف‬ ‫املدن فلقد زاد ساكن اجنلرتا و أأملانيا و بلجياك (‪) 1801- 1901‬عىل التوايل من ‪ 65.5‬اىل ‪ 21‬مليون و من ‪ 25‬اىل ‪ 51‬مليون و من ‪1.5‬‬ ‫اىل ‪ 1.5‬مليون ‪,‬كذكل فان ساكن املدن يف هناية القرن التاسع عرش اكنوا يشلكون ثليث ساكن أأملانيا و ثالثة أأرابع ساكن اجنلرتا و نصف‬ ‫ساكن فرنسا ‪.‬‬ ‫ه‪ -‬منو التجارة اخلارجية‪ :‬و تعترب سبب و مظهرو نتيجة للثورة الصناعية ‪,‬فقد ازدهرت جتارة ارواب اخلارجية نتيجة لزدهار صناعهتا ‪,‬و حدث‬ ‫أأن أأصبحت السمة الغالبة علهيا أأهنا تصدر مواد و منتجات صناعية و تس تورد مواد أأولية لزمة لصناعهتا ‪.‬‬ ‫و‪ -‬زايدة نفود طبقة رجال العامل و عظم ادلور اذلي يلعبه ر أأس املال‪.‬‬ ‫ ‪ 4‬تطور الزراعة الاروبية‪ :‬أأن قيام ثورة صناعية يف ارواب أأدى اىل حدوث تطور كبري عىل مس توى وسائل و نظم الزراعة الاروبية‬‫اس تحق أأن يطلق عليه ابلثورة الزراعية ‪,‬حيث حدث تطور كبري يف الزراعة الاروبية يف القرن التاسع عرش ‪,‬و دكل نتيجة لتباع الوسائل‬ ‫العلمية و تطبيق النظم اجلديدة اليت جتمعت عن الثورة الصناعية ‪,‬حيث أأدى اكتشاف ا ألمسدة الكاميئية و تطوير نظم رصف حديثة و ادخال‬ ‫الةل اىل العمل الزراعي اىل تقدم و ازدهار الزراعة ‪.‬‬ ‫ففي اجنلرتا و اعتبارا من القرن ‪ 61‬حتقق الانتقال اىل نظام الزراعة الفردية أأو الر أأساملية و مت القضاء هنائيا عىل نظام الزراعة القطاعية و‬ ‫انترشت املزارع اليت تدار بطريقة ر أأساملية ‪.‬و قد مالت امللكيات الزراعية يف بريطانيا اىل الكرب و انترشت املزارع الكبرية ( و دكل راجع لعدة‬ ‫أأس باب أأمهها يتعلق بنظام الرث السائد يف بريطانيا و التوسع يف حركة التسييج ابلضافة اىل اعتبارات أأخرى ) عىل عكس الزراعة يف ابيق‬ ‫البدلان الاروبية اليت مالت فهيا امللكيات الزراعية اىل الصغر – فرنسا مثال فقد مت الانتقال فهيا اىل نظام الزراعة الر أأساملية بعد الثورة‬ ‫الفرنس ية‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫حماضرات‬

‫تاريخ الوقائع و الفكر االقتصادي‬

‫‪ -5‬الاس تعامر و أأاثره الاقتصادية‪ :‬لقد عرفت الفرتة التارخيية الالحقة للثورة الصناعية قيام موجة اس تعامرية كبرية ‪,‬و ميكن القول أأن الثورة‬ ‫الصناعية دفعت اىل انتشار الاس تعامر يف القرن‪ 19‬يطلق عىل املوجة الاس تعامرية يف هده املرحةل ابلمربايلية اجلديدة ‪,‬و دكل ابلرمغ من أأن‬ ‫فكرة التوسع الاس تعامري اكنت قامئة من قبل ‪,‬فقد سادت حىت يف العهد املركنتييل و مسيت هده املوجة الاس تعامرية ابلمربايلية القدمية)‬ ‫حيث متكنت ادلول الاروبية الصناعية و خاصة فرنسا و بريطانيا من الس يطرة عىل مناطق عديدة من العامل و التحمك فهيا مبرونة كبرية و دكل‬ ‫لن‪:‬‬ ‫ دول ارواب الصناعية اكنت يف حاجة ماسة اىل أأسواق واسعة لترصيف منتجاهتا الصناعية و دكل لتسلط فكرة حدوث افراط يف النتاج و‬‫عدم قدرة الاس هتالك احمليل عىل استيعاب مكيات النتاج الكبرية ( و قد خلص ج ‪ .‬فيريي الوضع يف س نة ‪ 6115‬بقوهل ابن املس تعمرة مركز‬ ‫ترصيف) ‪ -‬املس تعمرات اكنت مبثابة مصدر همم للحصول عىل املواد الغذائية و املواد ا ألولية الالزمة للصناعة‪.‬‬ ‫ اكنت املس تعمرات مبثابة فضاء واسع لستامثر رؤوس ا ألموال الاروبية ‪,‬ابلضافة اىل كوهنا جمال همام لترصيف جزء من الفائض الساكين‬‫الارويب ‪ .‬و اكن من نتاجئ فتح أأبواب املس تعمرات عىل مرصاعهيا أأن هتدمت أأوضاع الصناعة احلرفية القدمية بداخلها و دكل حتت وطأأة منافسة‬ ‫املنتجات الصناعية الاروبية ‪ -‬و الهند املثال الواحض عىل دكل – و مل تقم يف هده ادلول صناعات حديثة بدل الصناعات القدمية يف مقابل‬ ‫ازدهار و تطور النشاط ا ألويل سواء يف الزراعة أأو اس تخراج اخلامات و املواد ا ألولية ‪,‬فقد تدفقت رؤوس ا ألموال من البدلان الاروبية‬ ‫الاس تعامرية – خاصة فرنسا و بريطانيا – ليك تستمثر يف انتاج و تصدير مواد أأولية يف املس تعمرات ‪,‬و اكنت هده التدفقات تمت بدافع الرحبية‬ ‫‪,‬و حققت ابلفعل ماكسب وفرية لاكفة املرشوعات الاستامثرية اليت معلت ابجملالت املذكورة مما جعل ادلول الاس تعامرية حتاول تكريس تقس مي‬ ‫دويل للعمل تتخصص عىل اثره ادلول املس تعمرة يف انتاج و تصدير مواد أأولية‪,‬يف حني تتخصص ادلول الاس تعامرية يف انتاج و تصدير مواد‬ ‫صناعية‪.‬‬ ‫و قد كشفت ادلراسات الاقتصادية عن احلقائق التالية بشان التخصص يف انتاج السلع ا ألولية اذلي قام يف املس تعمرات اعتبارا من النصف‬ ‫ا ألخري من القرن التاسع عرش و ظل قامئا حىت حصلت هده ادلول عىل اس تقاللها بل و اىل الن يف غالبية ادلول ‪:‬‬ ‫ معظم املاكسب اليت حتققت نتيجة لالستامثر يف القطاع ا ألويل داخل املس تعمراتاكنت ترتكز يف أأيدي أأحصاب املرشوعات الغربية بيامن دهب‬‫اجلزء ا ألصغر مهنا اىل ساكن املس تعمرات ‪.‬‬ ‫‪ -‬أأن أأحصاب املرشوعات الغربية قاموا سواء ابعادة استامثر ارابهحم يف نفس النشاطات ا ألولية أأو قاموا بتحويل ارابهحم اىل أأوطاهنم ا ألصلية‪.‬‬

‫‪22‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.