by uniQue Staff umag@uniQue.com.kw
تحت مظلة التطور وتقنية المعلومات التي اوجد فيها المارد اآلسيوي لنفسه مكانة خاصة في صناعة هندسة البرامج ،إال أن نزعته القوية نحو صناعة أجهزة تشغيل هذه الهندسة شكلت خطرا كبيرا لبيئته وشعبه وذلك بسبب شح المادة الخام التي حاول االستعاضة عنها بإعادة تصنيع النفايات متجاهال ما تمثله هذه األعمال من مخاطر. المخلفات أو النفايات اإللكترونية هي أكبر مشكلة نفايات متعاظمة بالعالم .وال تكمن مشكلتها في كميتها فقط بل في مكوناتها السامة المتمثلة في عناصر البرليوم والزئبق والكادميوم فضال عن غ��از ال�ب��روم وينبعث عن اح�ت��راق مكونات األدوات اإللكترونية ال��ذي يعتبر تهديدا للصحة وللبيئة .ورغ��م هذه المخاطر نلحظ أن الخطوات الحكومية والصناعية التي اتخذت لمواجهة هذه المخاطر تعتبر متواضعة مقارنة بحجم التهديد .ويظهر هذا التقرير أسباب القصور التي تتخذ من الواليات المتحدة على وجه الخصوص بجانب الدول االقتصادية الكبرى األخرى في تعاملها مع هذه الكارثة رغم أنها تسهم بقدر كبير في تصدير هذه النفايات إلى الدول اآلسيوية النامية .ويعد االتجار في المخلفات اإللكترونية بمثابة ت�ص��دي��راألذى .فالحريق المفتوح لهذه النفايات وأنهار األحماض والمكونات السامة التي تمر عبر مركبات هذه النفايات تعد من أهم الملوثات لألرض والهواء والماء ومجلبة لكثير من األمراض التي يواجهها رجال ونساء وأطفال دول ج � �ن� ��وب وش � � ��رق آس � �ي� ��ا خ� ��اص� ��ة .ف ��ال� �ث� �م ��ن ال� �ص� �ح ��ي واالق� � �ت� � �ص � ��ادي ل � �ه� ��ذه ال� �م� �م ��ارس ��ات ب ��اه ��ظ ج� ��دا ع �ن��د م� �ق ��ارن ��ة أذى ه� ��ذه ال �ص �ن��اع��ة ب �ن �ف �ع �ه��ا وت� �ظ ��ل ع �م �ل �ي��ة ت �ص��دي��ر نفايات اإللكترونيات من أسرار الثورة التقنية. تجارة الموت هناك الكثير من قطاعات إعادة التصنيع اإللكتروني تحاول ان تبرر قيامها بهذا العمل مدعية أنها تسعى إلى تحسين الوضع المعيشي واالقتصادي لبعض الشرائح االجتماعية بالدول الفقيرة كما أن هناك الكثير من القطاعات التي تعرض حلوال مغلفة بمنع إع��ادة التصنيع المباشر وتشجيع الطرق غير المباشرة أو عبر الوسطاء .وصرحت شركة العادة تصنيع اإللكترونيات أن من %5080 من النفايات التي يتم تجميعها العادة تصنيعها في الواليات المتحدة ال تتم عملية إعادة تصنيعها داخليا وإنما يتم شحنها وإرسالها إلى دولة مثل الصين لتتم معالجتها واعادة تصنيعها هناك .ومن خالل الدراسة يتضح اآلتي :ماليين أطنان النفيات اإللكترونية التي تجمع في الواليات المتحدة كل عام بقصد إعادة تصنيعها يتم تصدير %5080منها لتتم معالجتها بالخارج .من أهم أسباب هذا التصدير هو رخص األيدي العاملة وغياب الرقابة البيئية في الدول اآلسيوية .وألن هذا النوع من التصدير ما يزال قانونيا بالواليات المتحدة. عمليات إع��ادة التصنيع في كل من الصين والهند وباكستان من أهم مسببات التلوث واألضرار الصحية التي تعاني منها شعوب هذه الدول .وعلى عكس مبادئ العدل البيئي نجد ان الواليات المتحدة بدال من ان تمنع وتحارب مثل هذا التصدير فهي تعمل على تشجيعه وتهيئة مسبباته .بعد أن منعت الصين ه��ذا النوع من االستيراد الت��زال ال��والي��ات المتحدة ترفض دع��م ه��ذه الخطوة بمنع تصدير هذه المواد إلى الصين .وبسبب غياب المسؤولية لدى الحكومة الفدرالية ومصانع اإللكترونيات ولدى المستهلك .نجد ان قطاعات إعادة التصنيع والحكومات المحلية قد وجدت نفسها أمام خيارات متاحة قليلة في مواجهة النفايات اإللكترونية؟ حقائق بشعة خلف أستار فوائد الثروة التي تزين واجهة صناعة تقنية المعلومات تقبع حقائق في غاية الظلمة والبشاعة .فمصادر االستهالك المتزايدة وتوالد النفايات المستمر يتكاثران بشكل ينذر بالخطر. حيث أصبحت صناعة االليكترونيات من اكثر الصناعات نموا في العالم .ونتيجة لهذا النمو الذي يتزامن مع مزيد من المنتجات المستهلكة التي أصبحت غير مرغوب بها أصبحت منابع لنفايات إلكترونية في دنيا الصناعة .وباتت هذه الكميات تشكل نسبا تنذر بكوارث في الوقت الذي بدأت فيه الدول الصناعية مجابهة هذه المشكلة .بعد ان غضت معظم الدول الطرف عنها في بادئ األمر. وتشمل النفايات اإللكترونية المعدل المتزايد لألدوات اإللكترونية بدءا باألدوات المنزلية الضخمة كالثالجات ومكيفات الهواء انتهاء بالهواتف النقالة والحاسب اآللي بجميع مكوناته .وتعد نفايات هذه األدوات من أكثر المخاطر المهددة للحياة لألسباب التالية: مكونات سامة خطورة النفايات اإللكترونية .تتمثل في أنها تحتوي على اكثر من 1000مادة مختلفة الكثير منها ذات مكونات سامة .النفايات اإللكترونية تتوالد بشكل متزايد وذلك بسبب ارتفاع معدل التقنية المستمر والنزعة العامة المتالك كل ما هو مطور وجديد .واصبح من النادر جدا إعادة صيانة
uniQue ArTiCLes
األدوات المعطلة وذلك بسبب سهولة الحصول على البديل األفضل والجديد. تعد الواليات المتحدة اكبر قوة شرائية للحاسبات اآللية ،حيث يعتبر شعبها اكبر الشعوب امتالكا للحواسيب في العالم وأكثره تخلصا منها .أكدت دراسة لعملية تجميع مخلفات إعادة التصنيع ليوم واحد أن %50من أجهزة الحاسب اآللي التي تم جمعها في ذلك اليوم تعمل بشكل جيد إال أنها ال توازي آخر تطورات التقنية مما يعني أن التخلص من هذه النفايات ليس مرهونا بصالحيتها وحسب .مع حلول العام 2005م سيمثل كل حاسب آلي مادة خام لحاسب آلي جديد مما يؤكد أن اللجوء إلى اعادة التصنيع أقل كلفة من استخدام مادة خام جديدة .ستبلغ تكلفة النفقات على المخلفات اإللكترونية في والية كاليفورينا وحدها 1، 2مليار دوالر خالل الخمس سنوات القادمة. النفايات اإللكترونية بلغت التقديرات في ع��ام 1998م أن 20مليون جهاز كومبيوتر قد اصبح مخلفا في الواليات المتحدة .أما تقديرات الحجم الكلي للنفايات اإللكترونية كان من 5إلى 7ماليين طن .وتتوقع الدراسة مضاعفة القيمة في الوقت الحالي مع تزايدها في النمو .وأش��ارت إح��دى الدراسات األوروبية إلى أن معدل نسبة ارتفاع المخلفات اإللكترونية تتراوح بين %35سنويا مما يعد ثالثة أضعاف ارتفاع نسبة النفايات البلدية .وتتوقع وك��االت النفايات واع��ادة التصنيع أن ي��زداد عدد ش��اش��ات التلفزيونات والحاسبات اآلل�ي��ة خ�لال السنوات الخمس القادمة بصورة كبيرة جدا وذلك بعد أن يتم استبدال شاشات الكاثود التقليدية الحالية بشاشات عرض الكرستال السائل ( )LCDالمسطحة المتطورة .إض��اف��ة إل��ى ال ��دور ال��ذي ستلعبه تلفزيونات ال��وض��وح العالي ( )HDTVالتي ستكون أكثر فعالية مع حلول العام 2004م .ه��ذا التطور التقني يتوقع له أن يزيد من كمية التلفزيونات المخلفة بشكل كبير .كما توقعت إحدى الدراسات التي أجريت عام 1999م بواسطة «استانفورد ريسورسيس» أن اكثر من 41مليون كومبيوتر شخصي ستصبح في ع��داد النفايات في العام 2001م لتشير التحاليل الحالية من خ�لال ه��ذه ال��دراس��ة أن في والية كاليفورنيا وحدها يصبح كل يوم 6000جهاز حاسب آلي في عداد النفايات .وفي والية أوريغون يكون عدد الحاسبات اآللية الملقاة على صناديق النفايات يوميا .1600ليؤكد أحد الخبراء أن هذا العدد سيبلغ 500مليون مع بلوغ العام 2007م. مصادر السموم أهم القطاعات المسببة للنفايات اإللكترونية في الواليات المتحدة هي: < األفراد وقطاعات العمل الصغيرة. < قطاعات العمل الكبرى والمؤسسات والحكومات. < مصنعو االبتكارات الجديدة. < األدوات اإللكترونية الحاسبات اآللية خاصة .تلك التي يمتلكها األف��راد وقطاعات العمل الصغيرة كثيرا ما يكون مصيرها صناديق النفايات .وليس ألنها تعرضت للتلف بل ألن هناك تقنية جديدة اضطرتهم للقيام بذلك .فالتقنيات الحديثة تجد طريقها إلى الظهور ك��ل 18ش�ه��راً تقريبا ه��ذا م��ا جعل العمر االف�ت��راض��ي للحاسب اآلل��ي يتقلص م��ن 5أع��وام إل��ى ع��ام ونصف أو عامين .كما أن التقدم ال��ذي يطرأ على هندسة البرامج وال��ذي يتطلب أجهزة ذات مواصفات خاصة يكون محفزا للشركات المصنعة على ابتكار أجهزة توازي في تطورها هندسات البرامج الحديثة ويضطر المستهلك إلى شراء الحديث من المنتجات .كما أن غياب المقاييس القانونية للتفريق بين النفايات السامة وال �ن �ف��اي��ات األخ� ��رى يسمح ل�لأف��راد وقطاعات ال �ع �م��ل ال �ص �غ �ي��رة ب��إل��ق��اء مخلفاتهم اإلل� �ك� �ت ��رون� �ي ��ة ع��ل��ى مكبات ال� �ن� �ف ��اي ��ات .فالثغرات ال�ق��ان��ون�ي��ة ت�ج�ع��ل من رم � ��ي المخلفات العشوائي أمرا اعتياديا. ُيتبع ..