كلنا سوريون العدد ٧١

Page 1

‫‪www.allsyrians.org‬‬

‫‪ ١٦‬صفحة‬

‫سياسية ثقافية نصف شهرية‬

‫السنة الرابعة‬

‫العدد ‪ ٧١‬السنة الرابعة ‪2017 / ٠٤ / ١٥‬‬

‫اإلفتتاحية‬

‫قصف مطار “الشعريات”‬ ‫رد عىل الكيميايئ‪ ،‬أم تحديد‬ ‫ألدوار الالعبني؟‪.‬‬ ‫ال شك أن الضربة الصاروخية التي وجهتها‬ ‫الــواليــات المتحدة األمريكية فــي مطار‬ ‫الشعيرات «وســط سوريا»‪ ،‬والتي بُررت‬ ‫بحجة أن الطائرات التي استعملت السالح‬ ‫الكيميائي في خان شيخون انطلقت منه‪ ،‬هي‬ ‫مؤشر له دالالت متعددة‪ ،‬لكن يمكن القول‬ ‫ببساطة أن من راحوا ضحية هذا القصف هم‬ ‫آخر ه ّم أمريكا وغيرها‪ ،‬وأن الداللة العسكرية‬ ‫لهذه الضربة هي أقل هذه الدالالت اعتبارا‪.‬‬ ‫ربما أراد األمريكيون القول لكل األطراف‬ ‫التي تتصارع في الملف السوري أن ثمة ما‬ ‫هو جديد في السياسة األمريكية حيال سوريا‪،‬‬ ‫وأن العهد الجديد للرئيس األمريكي لن يكون‬ ‫كما العهد السابق‪ ،‬لكن هــذا الجديد ليس‬ ‫لتغيير االستراتيجية األمريكية‪ ،‬إنه لإلسراع‬ ‫ُّ‬ ‫يحق لها‬ ‫بتنفيذها وتحديد األطـــراف التي‬ ‫تقاسم الكعكة السورية‪ ،‬ومدى حصتها فيها‪.‬‬ ‫في بداية الثورة السورية‪ ،‬وعندما كان الصراع‬ ‫محصوراً بين األطراف السورية فقط‪ ،‬كان‬ ‫منطقيا ً إلى حد ما تركيز هدف الصراع على‬ ‫بقاء بشار األسد أو رحيله‪ ،‬مع االعتبار أن‬ ‫رحيله يعني تفكيك بنية النظام‪ ،‬لكن هذا الهدف‬ ‫وبعد بدء أطراف كثيرة خارجية بالتدخل في‬ ‫الصراع تحول الى ذريعة من أجل الوصول‬ ‫إلى أهداف أخرى‪ ،‬ويمكن القول إن األطراف‬ ‫التي ساندت المعارضة أو ساندت النظام‬ ‫استغلت هذا األمر من أجل تقوية وجودها‬ ‫وحضورها عند إقرار صيغة الحل النهائي‪.‬‬ ‫لعله من السوريالي القول إن بقاء بشار‬ ‫األسد كان مصلحة كل األطراف المتصارعة‬ ‫على ســوريــا‪ ،‬وحــده الشعب الــســوري من‬ ‫كانت له مصلحة ملحة في إزاحته فــوراً‪.‬‬ ‫إذاً وقعت المعارضة السورية في الخطأ الفادح‪،‬‬ ‫حين استمرت بتركيز الصراع في سوريا على‬ ‫نقطة بقاء بشار األسد أو رحيله‪ ،‬وتجاهلت‪،‬‬ ‫ال بل ساهمت‪ ،‬ـ بدراية أو بجهل ـ في تقوية‬ ‫مصالح اآلخرين على حساب مصلحة الشعب‬ ‫السوري‪ ،‬واستغلت األطراف الخارجية تركيز‬ ‫المعارضة السورية على هذا األمر إلى حد‬ ‫كبير‪ ،‬وجعلت منه العقدة المستعصية التي‬ ‫تم باسمها تدمير سوريا‪ ،‬واحتاللها‪ ،‬والقبول‬ ‫بقوى تتقاسم النفوذ فيها‪ ،‬وترسم جغرافيا لهذا‬ ‫النفوذ‪ ،‬أي أن ما نراه اليوم من تواجد عسكري‬ ‫لقوى كثيرة على الجغرافيا السورية سيكون‬ ‫مستقبالً المشكلة الكبرى في وجه السوريين‪،‬‬ ‫وقد يكون القاعدة التي ستكرّ س تفتيت سوريا‪.‬‬ ‫بالتاكيد ليس هناك أي حل في سوريا في حال‬ ‫بقيت سلطة عائلة األسد‪ ،‬وال أعتقد أن أحداً‬ ‫من األطــراف المعنية بالشأن السوري غير‬ ‫مقتنع بذلك‪ ،‬بما في ذلك األطــراف الحليفة‬ ‫للنظام نفسه‪ ،‬لكن تركيز الضوء على هذه‬ ‫النقطة‪ ،‬والتعمية على ما عداها‪ ،‬جعل من‬ ‫تمرير المصالح األخرى أكثر سهولة‪ ،‬وجعل‬ ‫من السوريين غافلين عن تداعياتها وآثارها‪.‬‬ ‫يمكننا اآلن وبمجرد إلقاء نظرة سريعة على‬ ‫الوضع السوري أن نالحظ تع ّقد هذا الوضع‪،‬‬ ‫وأن نــرى الــكـ َّم الهائل للقوى المتواجدة‬ ‫وتشابك مصالحها وتوزعها الجغرافي‪.‬‬ ‫فــي الشمال تتواجد قــوى داعــش والنظام‬

‫‪٢‬‬

‫السياسة األمريكية ما بعد خان شيخون‬ ‫لؤي حاج بكري‬ ‫‪newspaper@allsyrian.org‬‬

‫‪٣‬‬

‫تشكل الهويات “القاتلة”‬ ‫أحمد عيشة‬

‫‪٥‬‬

‫املحامي أحمد الحريري سنعود إىل حلب‬ ‫عبد الكريم أنيس‬

‫‪٨‬‬

‫قصة املجلس املحيل ملدينة حلب الحرة‬ ‫عباس املوىس‬

‫وقــوات سوريا الديمقراطية ودرع الفرات‪،‬‬ ‫وفي الجنوب ودمشق يتواجد النظام‪ ،‬وحزب‬ ‫هللا‪ ،‬وفصائل تتبع إليــران‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫فصائل المعارضة المسلحة‪ ،‬وداعش‪ ،‬وأسماء‬ ‫كثيرة متعددة التسميات والمرجعيات‪ ،‬أما في‬ ‫المنطقة الوسطى فتوجد فصائل المعارضة‬ ‫المسلحة بتسمياتها المتعددة باإلضافة إلى‬ ‫النصرة وأحرار الشام وقوات النظام‪ ،‬أيضا ً‬ ‫في المنطقة الشرقية هناك القوات األمريكية‬ ‫وداعش والنظام‪ ،‬وفي ادلب وريف الالذقية‬ ‫أيضا تتشابك القوى وتتع ّقد المصالح‪...‬‬ ‫إذا كيف يمكن العمل ضمن هــذه اللوحة‬ ‫البالغة التعقيد؟ وفي ظل هذا التشابك بين‬ ‫القوى المتعددة الــوالءات واالرتباطات؟؟‪.‬‬ ‫يبدو أن مجمل المعارك األخيرة التي ُتخاض‬ ‫على الجغرافيا السورية تحاول إنهاء هذا‬ ‫التداخل‪ ،‬وإيجاد خطوط واضحة للفصل بين‬ ‫القوى ومناطق نفوذ األطراف الفاعلة‪ ،‬يمكن‬ ‫القول أن األمر يشبه إلى حد بعيد محاولة خلق‬ ‫خريطة جغرافية سياسية تشكل مرتكز الحل‬ ‫السياسي الذي تسعى إليه األطراف الدولية‪.‬‬ ‫بعبارة أخرى إن ما يجري اآلن على األرض‬ ‫هو تأسيس لمرحلة تقسيم قادمة‪ ،‬وما حاولت‬ ‫صواريخ التوماهوك قوله لجميع األطراف‬ ‫المتصارعة أن أمريكا ستصوغ معادلة‬ ‫قبل الــروس أم لم يقبلوا‪.‬‬ ‫الحل القادم سواء ِ‬ ‫يمكننا ببساطة أن نتابع فصالً جديداً من فصول‬ ‫التغيير الديموغرافي الذي يجري منذ سنوات‪،‬‬ ‫والذي بدأته إيران وحزب هللا بتفريغ مدينة‬ ‫حمص من سكانها الس ّنة‪ ،‬والذي يكتمل اليوم‬ ‫بتهجير سكان الوعر آخر مناطق الس ّنة في‬ ‫مدينة حمص‪ ،‬كما يمكننا أن نرى ضمن الحلقة‬ ‫نفسها نقل سكان كفريا والفوعة والزبداني‬ ‫ومضايا من بيوتهم وقراهم إلى أماكن جديدة‪.‬‬ ‫لكن السياسة األمريكية المعلنة والمدعومة‬ ‫إسرائيليا ترفض وجــود إيــران وميليشياتها‬ ‫فــي ســـوريـــا‪ ،‬اذاً مــا الــــذي يــبــقــي على‬ ‫عملية الــتــغــيــيــر‪ ،‬ولـــمـــاذا ال تــتــوقــف؟‪.‬‬ ‫يبدو أن األطراف متفقة على مايشبه التقسيم‪،‬‬ ‫ان لم يكن بصيغته الناجزة‪ ،‬فعلى األقل‬ ‫بصيغته غير القابلة لإللغاء بحكم األمر‬ ‫الواقع‪ ،‬والخالف بين األطراف هو فقط على‬ ‫تبعية هذا القسم إلى هذا الطرف أو ذاك‪.‬‬ ‫مــرة أخـــرى يــبــرز إلــى الــواجــهــة الــســؤال‬ ‫الفاجع‪ ،‬وهو إلى متى سيبقى السوريون في‬ ‫حالة انتظار تقرير اآلخرين لمصيرهم؟‪.‬‬ ‫وهل سيعتبر السوريون لحظة رحيل بشار‬ ‫األسد هي لحظة انتصارهم‪ ،‬لكنهم وبعد هذه‬ ‫اللحظة سيجدون أنهم أمام هزيمة أشد مرارة‬ ‫وقسوة‪ ،‬حين يرون سوريا مقطعة األوصال‪،‬‬ ‫وأن كل قطعة فيها تحتلها قوة خارجية ما؟‪.‬‬ ‫لم يعد سقوط عائلة األسد سوى مسألة وقت‪ ،‬لكن‬ ‫هل سينفذ اآلخرون لهذه العائلة رغبتها المعلنة‬ ‫في انهاء سوريا إن لم يكونوا حكاما ً عليها؟‪.‬‬

‫بسام يوسف‬

‫‪١٢‬‬

‫بشار إبراهيم‪ ..‬السينام العربية تفقد‬ ‫ناقدها املوثق‪ .‬زيك النداوي‬

‫‪www.allsyrian.org‬‬


‫‪2‬‬

‫قراءات‬

‫العدد ‪ ٧١‬السنة الرابعة ‪2017 / ٠٤ / ١٥‬‬

‫( يف السياسة )‬

‫السياسة األمريكية‬ ‫ما بعد خان شيخون‬

‫( عىل األرض )‬ ‫ترامب يقلب املوازين العسكرية يف سوريا‪..‬‬ ‫وفصل جديد من التغيري الدميوغرايف يبدأ قريباً‬ ‫شهدت الساحة السورية عسكريا ً منذ‬ ‫بداية الشهر الجاري تطورات الفتة على‬ ‫صعيد إما التغير في موقف إدارة الرئيس‬ ‫األمريكي‪ ،‬دونالد ترامب‪ ،‬اتجاه نظام بشار‬ ‫األسد بعد استهدافه مدينة «خان شيخون»‬ ‫بريف إدلب بغاز السارين السام‪ ،‬وما تبعها‬ ‫من تنفيذ لعملية تنفيذ اتفاق المدن األربعة‬ ‫(كفرية‪ ،‬الفوعة‪ ،‬مضايا‪ ،‬الزبداني)‪ ،‬أو من‬ ‫ناحية الحدود األردنية التي ضربتها سيارة‬ ‫مفخخة لتنظيم «الدولة اإلسالمية» عقب‬ ‫إصدارها الذي يهدد أراضي المملكة األردنية‪.‬‬ ‫استهداف مقاتالت النظام السوري ملدينة «خان‬ ‫شيخون» بريف إدلب بغاز السارين السام املحرم‬ ‫دولياً‬ ‫غازات األسد السامة تضرب الريف اإلدلبي‬ ‫من جديد‬

‫مع تجديد نظام األسد استخدامه للسالح‬ ‫الكيميائي‪ ،‬ضمن صواريخ مجهزة لنشر‬ ‫الموت على نطاق واســع‪ ،‬وللمرة الثانية‬ ‫بعد استخدامه لها في الغوطة الشرقية عام‬ ‫‪ ،2013‬فإن اإلبادة البشرية التي يمارسها‬ ‫هذا النظام مازالت مستمرة في مناطق‬ ‫معينة‪ ،‬إضافة لكل ما يقوم به من عمليات‬ ‫قصف وتدمير وحصار وتهجير في مناطق‬ ‫مختلفة‪ ،‬وإذا كانت هذه الحرب الموجهة‬ ‫ضد الشعب السوري‪ ،‬تتم بمشاركة رئيسية‬ ‫من الدولتين اإليرانية والروسية‪ ،‬ومن‬ ‫الميليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية‪،‬‬ ‫فإن مجلس األمن والقوى الدولية ما زالوا‬ ‫بعيدين عن التدخل الفعلي إليقاف هذه‬ ‫الكارثة اإلنسانية‪ ،‬ألسباب يراها البعض‬ ‫كقصور أخالقي في مواقف الدول الكبرى‪،‬‬ ‫وعدم توافق ذلك مع مصالحها الخاصة‪،‬‬ ‫ويراها آخــرون كانفالت وحشي للدولة‬ ‫الروسية‪ ،‬المعطلة لــدور مجلس االمن‪،‬‬ ‫والتي يتم التحاشي عن التصادم معها‪.‬‬ ‫مل يرتك أمام األمريكيني الفرصة لعدم الرد‬ ‫العسكري‪ ،‬بل ميكن القول بأنه لو حدثت الرضبة‬ ‫الثانية يف عهد أوباما‪ ،‬ملا فعل غري ما فعله ترامب‬ ‫لكنه وبالرغم من كل األكاذيب والتلفيقات‬ ‫التي ساقها النظام وحلفاؤه‪ ،‬في ضربته‬ ‫الكيميائية األولى‪ ،‬فلقد ثبت للجميع وبعد‬ ‫تلك الضربة مباشرة مسؤولية النظام عنها‪،‬‬ ‫وأعلنت الواليات المتحدة تجاوزه للخطوط‬ ‫الحمراء‪ ،‬فكان التدخل السياسي الروسي‬ ‫حينها‪ ،‬وتعهداته بنزع السالح الكيميائي‬ ‫من يد النظام‪ ،‬موقفا ً بذلك عملية الرد‬ ‫العسكري األمريكي‪ ،‬لكن ما جرى مؤخراً‬ ‫بتكرار مثل تلك الضربة‪ ،‬لم يترك أمام‬ ‫األمريكيين الفرصة لعدم الرد العسكري‪،‬‬ ‫بل يمكن القول بأنه لو حدثت الضربة‬ ‫الثانية في عهد أوباما‪ ،‬لما فعل غير ما فعله‬ ‫ترامب‪ ،‬فيما يمكن القول بأن موقف اإلدارة‬ ‫األمريكية الحالية من المسألة السورية لم‬ ‫يشهد أي تغير يذكر‪ ،‬فما حصل في خان‬ ‫شيخون‪ ،‬أكد للمجتمع الدولي استمرارية‬ ‫امتالك األســد للسالح الكيميائي‪ ،‬وعدم‬ ‫وفاء االدارة الروسية بتعهداتها‪ ،‬ويجري‬ ‫الحديث حتى عن علمها المسبق بالضربة‪،‬‬ ‫األمــر الــذي دفــع بــالــدول السبع الكبرى‬ ‫وليس الواليات المتحدة وفقط‪ ،‬إلى إعادة‬ ‫حساباتها مع روسيا ودعوتها للتخلي عن‬ ‫دعم األسد‪ ،‬واألمر الذي قد يدفع للمزيد‬ ‫من التأزم بين الدولة الروسية والــدول‬ ‫الغربية‪ ،‬وقد يفتح أشكاالً جديدة من التحرك‬ ‫الدولي‪ ،‬في ظل امتالك األسد لهذا النوع‬ ‫من السالح الخطير‪ ،‬وإمكانية استخدامه‬ ‫له‪ ،‬والتهديد الحقيقي لحياة اآلمنين في‬ ‫أكثر من منطقة‪ ،‬داخل سورية أو خارجها‪.‬‬

‫وصوالً إلى الطيارين الذين يلقون حممهم‬ ‫المحملة بكل صنوف الموت فوق رؤوس‬ ‫السوريين‪ ،‬انتها ًء بمن يحملون السالح‬ ‫من أجل السرقة والتعفيش وليس من أجل‬ ‫الوطن‪ ،‬موضحة حجم االنهيار الحقيقي لهذا‬ ‫النظام‪ ،‬وبقائه المؤقت على جزء من الوطن‬ ‫مهما جرى من توسيع له‪ ،‬معتمدا في ذلك‬ ‫على الميليشيات الوافدة وعلى الضربات‬ ‫الجوية الروسية‪ ،‬كما بينت تلك السنوات‬ ‫مصير القوة الحقيقية لهذه الثورة‪ ،‬الممثلة‬ ‫بالسوريين الطامحين للحرية والكرامة‪،‬‬ ‫حيث تعرض العديد للقتل واالعتقال‪،‬‬ ‫وأضحى القسم األعظم بين الجئ ونازح‪،‬‬ ‫فيما يعاني من تبقى على أرض الوطن‪،‬‬ ‫من سطوة السالح وأجــنــدات الداعمين‪،‬‬ ‫ومن انتشار اإليديولوجيات المتشددة‪ ،‬حتى‬ ‫أصبح كل الشعب السوري مجرد مهجرين‬ ‫ورهــائــن‪ ،‬ســـوا ًء مــن هــم خـــارج حــدود‬ ‫الوطن وفي البلدان المجاورة والبعيدة‪،‬‬ ‫أو من هم بداخله وفي مختلف المناطق‬ ‫الخاضعة وغير الخاضعة لسيطرة النظام‪.‬‬ ‫أمام هذه الوقائع التي يكابر البعض عىل االعرتاف‬ ‫بها‪ ،‬مل يعد أمام السوريني سوى قيام املجتمع‬ ‫الدويل بفرض حل سيايس‬ ‫أمام هذه الوقائع التي يكابر البعض على‬ ‫االعتراف بها‪ ،‬لم يعد أمام السوريين سوى‬ ‫قيام المجتمع الدولي بفرض حل سياسي‪،‬‬ ‫قادر على وقف شامل وفعلي إلطالق النار‬ ‫وحمالت التدمير والموت‪ ،‬وقادر على إنهاء‬ ‫كل أشكال التدخالت العسكرية الحاصلة من‬ ‫الدول ومن التنظيمات المختلفة‪ ،‬فالضربة‬ ‫العسكرية األمريكية للنظام وفي مطار‬ ‫الشعيرات‪ ،‬قــد جــاءت وفقط رداً على‬ ‫استخدام السالح الكيميائي في خان شيخون‪،‬‬ ‫دون أن تشكل أي ضربة حقيقية للنظام‪،‬‬ ‫والضربات الالحقة لن تحصل كما يبدو إال‬ ‫بتكرار النظام الستخدام هذا السالح تحديداً‪،‬‬ ‫والموقف األمريكي والغربي بعامة ال يتعدى‬ ‫هذا اإلطار‪ ،‬على الرغم من كل التصريحات‬ ‫المتجددة والمتعلقة بضرورة رحيل األسد‪،‬‬ ‫هذه التصريحات التي لم تصل إلى حدود‬ ‫اعتبار هذا الرحيل كأولوية وبشكل واضح‪،‬‬ ‫بما يعنيه ذلــك الرحيل من حل سياسي‬ ‫بإقامة حكم انتقالي‪ ،‬وبحيث يكون قادر‬ ‫على إقامة الدولة لكل السوريين ومحاربة‬ ‫اإلرهاب المتمثل بتنظيم الدولة أو سواه‪،‬‬ ‫هذا اإلرهــاب الذي ال يرى األمريكيون‬ ‫ســوى محاربته كأولوية مجردة‪ ،‬ودون‬ ‫ارتباط تلك المحاربة برحيل هذا النظام‪.‬‬

‫‪newspaper@allsyrian.org‬‬

‫لؤي حاج بكري‬

‫وقالت وزارة الدفاع األميركية في بيان‬ ‫صـــادر عنها إنــهــا هاجمت «الــطــائــرات‬ ‫ومستودعات الطائرات المُحصَّنة‪ ،‬والمخازن‬ ‫النفطية واللوجيستية‪ ،‬ومستودعات إمدادات‬ ‫الذخيرة‪ ،‬وأنظمة الدفاع الجوي‪ ،‬والرادارات»‬ ‫في مطار «الشعيرات»‪ ،‬فيما أكد عضوا‬ ‫الكونغرس األمريكي‪ ،‬أولين غراهام وجون‬ ‫بيان مشترك‪ ،‬أن ترامب والجيش‬ ‫ماكين في‬ ‫ٍ‬ ‫األمريكي قد «بعثا رسالة مهمة بأن الواليات‬ ‫المتحدة لن تقف مكتوفة األيــدي بعد اآلن‬ ‫بينما يــذبــح األســـد‪ ،‬بــدعــم وتحريض من‬ ‫روسيا بوتين‪ ،‬األبرياء السوريين باألسلحة‬ ‫الكيماوية والبراميل المتفجرة»‪ ،‬وسط توتر‬ ‫في العالقات الروسية – األمريكية وصفها‬ ‫وزير الخارجية الروسي‪ ،‬سيرغي الفروف‪،‬‬ ‫بأنها األســوأ منذ الحرب العالمية الثانية‪.‬‬ ‫مظاهرات منددة بعملية التهجري القرسي التي‬ ‫ينتهجها النظام السوري يف املناطق املحيطة‬ ‫بالعاصمة دمشق يف محاولة لتأمينها‬

‫باستهداف مطار «الشعريات» الذي انطلقت منه‬ ‫املقاتالت محملة بالغازات السامة بـ‪ 59‬صاروخ‬ ‫من طراز «توماهوك»‬

‫التغيير الديموغرافي بين ريفي إدلب ودمشق‬

‫إال أن الضربات التي توقع نظام األسد أنها‬ ‫لن تؤثر كثيراً على الرأي العام الدولي اتجاه‬ ‫العنف المفرط الذي يستخدمه ضد المدنيين‬ ‫في مناطق سيطرة المعارضة‪ ،‬وظنه أن‬ ‫إدارة الرئيس ترامب ستتجاهل استخدامه‬ ‫لألسلحة دوليا ً بعد التصريحات الصادرة‬ ‫عن مسؤولين أمريكيين مرتبطة ببقائه في‬ ‫الحكم تغيرت عندما أعلن ترامب أن موقفه‬ ‫إزاء األسد تغير‪ ،‬وأنه يجب عليه الرحيل‪.‬‬ ‫إال أن التطور األكثر إثارة للجدل كان قصف‬ ‫الجيش األمريكي ألول مرة منذ ستة سنوات‬ ‫مواقع لنظام األسد في مناطق سيطرته في‬ ‫داللة على تغير في الرؤية المستقبلية إلدارة‬ ‫ترامب حول مصير النظام السوري‪ ،‬عندما‬ ‫أعطى األمر لمدمرتي الصواريخ الموجّ هة‬ ‫«يو إس إس روس» و»بورتر» الموجودتين‬ ‫شــرق البحر المتوسط باستهداف مطار‬ ‫«الشعيرات» الذي انطلقت منه المقاتالت‬

‫ونبقى في ريف إدلب الذي تصدر المشهد‬ ‫السوري هذا الشهر‪ ،‬تستمر عملية التجهيز‬ ‫لبدء تنفيذ بنود اتــفــاق إخــاء بين بلدتي‬ ‫(كفريا‪ ،‬الفوعة) بريف إدلــب المواليتين‬ ‫للنظام السوري‪ ،‬ومدينة «الزبداني» وبلدة‬ ‫«مضايا» في ريــف دمشق الغربي التي‬ ‫تسيطر فصائل المعارضة السورية‪ ،‬وسط‬ ‫مظاهرات منددة بعملية التهجير القسري‬ ‫التي ينتهجها النظام السوري في المناطق‬ ‫المحيطة بالعاصمة دمشق في محاولة لتأمينها‪.‬‬ ‫ووفــق بنود االتــفــاق الــذي تناقلته كافة‬ ‫الصفحات المعارضة على مواقع التواصل‬ ‫االجــتــمــاعــي‪ ،‬ووكــــاالت األنــبــاء المحلية‬ ‫والعالمية‪ ،‬فأنه ينص على إخــاء كامل‬ ‫الفوعة كفريا بمدة زمنية قدرها‪ ٦٠‬يوما ً على‬ ‫مرحلتين‪ ،‬وإخالء الزبداني وعوائل الزبداني‬ ‫في مضايا والمناطق المحيطة إلى الشمال‪،‬‬

‫شن التنظيم هجوماً بسيارات مفخخة استهدفت‬ ‫معسكر «التنف» الذي تتخذه قوات املعارضة‬ ‫مركزاً لها قرب الحدود األردنية‬ ‫تنظيم الــدولــة يــضــرب الــحــدود األردنــيــة‬ ‫وفي جنوب سوريا بعد أقل من خمسة أيام‬ ‫على إصدار تنظيم الدولة مقطعا ً مرئيا ً يهدد‬ ‫من خالله المملكة األردنية‪ ،‬شن التنظيم هجوما ً‬ ‫بسيارات مفخخة استهدفت معسكر «التنف»‬ ‫الــذي تتخذه قــوات المعارضة مركزاً لها‬ ‫ُ‬ ‫حيث تخضع لتدريبات‬ ‫قرب الحدود األردنية‬ ‫عسكرية من قبل جنود أمريكيين وبريطانيين‪.‬‬ ‫وقـــال جيش «أســـود الشرقية» التابع‬ ‫للجيش السوري الحر أن «تنظيم الدولة شن‬ ‫هجوما ً مباغتا ً (‪ 10‬نيسان‪ /‬أبريل الجاري)‬ ‫بالمفخخات على معسكر التنف‪ ،‬وعند تحرك‬ ‫مجموعات جيش أسود الشرقية نحو المعسكر‪،‬‬ ‫قام انتحاري آخر من التنظيم بتفجير مركبته‬ ‫المفخخة بقوات المؤازرة‪ ،‬مما أدى إلى وقوع‬ ‫اثنين من عناصر جيش أسود الشرقية قتلى»‪.‬‬ ‫كما نقل عــن وزارة الــدفــاع األمريكية‬ ‫قولها ما بين ‪ 20‬إلى ‪ 30‬من مقاتلي التنظيم‬ ‫«شاركوا في الهجوم البري وكان بعضهم‬ ‫ً‬ ‫مضيفة أن‬ ‫يــرتــدي ســتــرات مــلــغــومــة»‪،‬‬ ‫«التحالف والقوات المشاركة معه تصدت‬ ‫لهجوم تنظيم الدولة بنيران مباشرة قبل تدمير‬ ‫مركبات مهاجمة للعدو ومن تبقى من المقاتلين‬ ‫بهجمات جوية عديدة من جانب التحالف»‪،‬‬ ‫ونقلت وكــالــة «رويـــتـــرز» عــن مصدر‬ ‫مخابرتي لم تكشف عن هويته أن «قوات‬ ‫خاصة أمريكية وبريطانية توسع قاعدة‬ ‫التنف الستخدامها كنقطة انطالق رئيسية‬ ‫لعملياتها في األشهر القادمة» ضد التنظيم‬ ‫في مدينة «البوكمال» بريف دير الــزور‪.‬‬

‫عبد الرحمن الخرض‬

‫روسيا تعرقل قراراً أممياً ضد نظام األسد للمرة الثامنة‬ ‫أجهض نائب المبعوث الروسي لدى األمم‬ ‫المتحدة‪ ،‬فالديمير سافرونكوف‪ ،‬للمرة الثامنة‬ ‫مشروع قرار أممي يدين نظام األسد خالل‬ ‫الجلسة التي دعا لها مجلس األمن في الـ‪12‬‬ ‫من الشهر الجاري تدين قصف قوات النظام‬ ‫مناطق سيطرة المعارضة بغاز السارين السام‪.‬‬ ‫واستخدمت روسيا حق النقض «الفيتو» ضد‬ ‫مشروع قرار أيدته الواليات المتحدة وفرنسا‬ ‫وبريطانيا يندد بالهجوم الذي وقع في مدينة‬ ‫«خان شيخون»‪ ،‬ويطالب النظام السوري‬ ‫السماح بدخول محققين‪ ،‬وتقديم معلومات‬ ‫عن خطط الطيران‪ ،‬في الوقت الذي دعت‬ ‫السفيرة األمريكية في األمم المتحدة نيكي‬ ‫هيلي موسكو للتوقف عن حماية األســد‪،‬‬ ‫مشددة على أن بالدها «تريد العمل مع روسيا‬ ‫صــوب حــل سياسي للصراع الــســوري»‪.‬‬

‫لقد بينت السنوات الست‪ ،‬الطبيعة اإلجرامية‬ ‫الغريبة ملن تبقى من أجهزة نظام الحكم السوري‪،‬‬ ‫بدءاً من رأس النظام كمجرم فاق بأفعاله أفعال‬ ‫كبار املجرمني عرب التاريخ‬ ‫لقد بينت السنوات الست المنصرمة من‬ ‫عمر الثورة السورية‪ ،‬الطبيعة اإلجرامية‬ ‫الغريبة لمن تبقى من أجهزة نظام الحكم‬ ‫السوري‪ ،‬بــدءاً من رأس النظام كمجرم‬ ‫فاق بأفعاله أفعال كبار المجرمين عبر‬ ‫التاريخ‪ ،‬من نيرون وهتلر وميلوسيفيتش‪،‬‬

‫أفــاق السوريون في الــرابــع من الشهر‬ ‫الجاري على وقع صدمة جديدة بعدما تناقلت‬ ‫وســائــل إعــام محلية وعالمية استهداف‬ ‫مقاتالت النظام الــســوري لمدينة «خــان‬ ‫شيخون» بريف إدلب بغاز السارين السام‬ ‫المحرم دولــيـاً‪ ،‬قضى على إثــره نحو ‪86‬‬ ‫مدنيا ً جلهم من األطفال والنساء‪ ،‬وأصيب‬ ‫المئات بحاالت اختناق بعد أن ألقت المقاتالت‬ ‫غازاتها السامة على المدنيين قبل استيقاظهم‪.‬‬ ‫وبعد ساعات من استهداف المدينة بالغازات‬ ‫السامة جددت مقاتالت النظام قصفها للمدينة‬ ‫ً‬ ‫مستهدفة مستشفى «الرحمة» التي نقل‬ ‫المصابين بحاالت اختناق جراء استنشاقهم‬ ‫للغازات السامة‪ ،‬ومن ثم قامت بشن غارات‬ ‫جوية في اليوم عينه على مدينة «سلقين»‪،‬‬ ‫ومنطقة «جسر الشغور» في ريف إدلب ما‬ ‫أدى إلصابة العشرات‪ ،‬وقضاء ما ال يقل عن‬ ‫‪ 35‬مدنيا ً نحبهم‪ ،‬وذلك بعد التقدم الذي أحرزته‬ ‫فصائل المعارضة في ريف حماة الشمالي‪.‬‬

‫محملة بالغازات السامة بـ‪ 59‬صاروخ من‬ ‫طراز «توماهوك» قالت إنها جاءت للحد من‬ ‫قدرة النظام الجوية نظراً أن النظام يشكل ‪%20‬‬ ‫من قوته الجوية‪ ،‬إال أنها لم تدمر مدرجات‬ ‫المطار الذي عاد لحركته الطبيعية بعد يومين‬ ‫على األقل من تلقيه للضربات الصاروخية‪.‬‬

‫كما تضمن وقفا ً إلطالق النار في المناطق‬ ‫المحيطة بالفوعة‪ ،‬ومناطق جنوب العاصمة‬ ‫( يلدا‪ ،‬ببيال‪ ،‬بيت سحم) لمدة تسعة أشهر‪،‬‬ ‫وإدخــال المساعدات اإلنسانية إلى المناطق‬ ‫ذاتها‪ ،‬واإلفراج عن ‪ 1500‬معتقل من سجون‬ ‫النظام‪ ،‬وتقديم لوائح مشتركة من الطرفين‬ ‫بأعداد وأسماء األسرى للعمل على التبادل‪،‬‬ ‫وأخيراً إخالء مخيم اليرموك من مقاتلي هيئة‬ ‫«تحرير الشام» أو جبهة «تحرير الشام» سابقاً‪.‬‬

‫وأضافت خالل كلمتها أن «روسيا اختارت‬ ‫مــرة أخــرى االنحياز إلــى األســد حتى في‬ ‫الوقت الــذي يتجمع فيه إلى حد بعيد باقي‬ ‫العالم بما في ذلك العالم العربي إلدانة هذا‬ ‫النظام القاتل»‪ ،‬وأنه إذا «كان النظام بريئا ً‬ ‫مثلما تدعي روسيا ألثبتت المعلومات التي‬

‫طلبها هذا القرار صحة هذه االدعــاءات»‪.‬‬ ‫من جهته عبر نائب المبعوث الروسي عن‬ ‫اندهاشه من «الوصول لهذه النتيجة» في‬ ‫إشارة للدالئل التي تؤكد استخدام نظام األسد‬ ‫لألسلحة المحرمة دولياً‪ ،‬متسائالً أن «موقع‬ ‫الجريمة لم يــزره أحــد حتى اآلن‪ ..‬كيف‬ ‫عرفتم ذلــك؟»‪ ،‬وشــدد سافرونكوف خالل‬ ‫كلمته على أن الضربات الصاروخية التي‬ ‫استهدفت مطار «الشعيرات» العسكري تعتبر‬ ‫«انتهاك للمعايير الدولية» على حد تعبيره‪.‬‬ ‫وفي حالة تأكد استخدام السالح الكيميائي‬

‫من قبل نظام األســد سيتكفل فريق تحقيق‬ ‫مشترك من األمــم المتحدة ومنظمة حظر‬ ‫األسلحة الكيميائية بفحص الواقعة لتحديد‬ ‫الجهة المسؤولة عــن الهجوم‪ ،‬علما ً أن‬ ‫الفريق نفسه توصل في وقت سابق لدالئل‬ ‫تــؤكــد مــســؤولــيــة نــظــام األســـد عــن ثــاث‬ ‫هجمات بغاز الكلور السام في عامي ‪2014‬‬ ‫و‪ ،2015‬وأن تنظيم «الدولة اإلسالمية»‬ ‫استخدم غاز الخردل مرة واحدة على األقل‪.‬‬

‫املحرر السيايس‪ /‬وكاالت‬ ‫‪www.allsyrian.org‬‬


‫رأي‬

‫العدد ‪ ٧١‬السنة الرابعة ‪2017 / ٠٤ / ١٥‬‬

‫‪3‬‬

‫تشكل الهويات “القاتلة”‬ ‫عندما يصبح الحديث عن الهوية أو الهويات‬ ‫وتشكلها‪ ،‬األمر الذي يشير لوجود أزمة عامة‬ ‫في البالد‪ ،‬وأن تغيرا ما حدث أو سيحدث‪.‬‬ ‫وبالطبع ال تستغرق مسألة تشكل هوية‬ ‫جديدة أو إعادة هوية قديمة فترة قصيرة من‬

‫أكرث الهويات خطورة هي الهويات الجزئية‪،‬‬ ‫أي التي تخص فئة ما من السكان‪ ،‬مهام كان‬ ‫جذرها عرقي أم ديني ومذهبي‬ ‫الزمن وقد تطول لتمتد ألجيال‪ ،‬فما يعرف‬ ‫بالهوية السورية التي ظهرت أولى نوياتها‬ ‫مع نهاية الحرب العالمية األولــى امتدت‬ ‫لما بعد االستقالل حتى توضحت بشكل‬ ‫مــا‪ ،‬ثم عــادت لتتشظى مع انــدالع الثورة‬ ‫السورية التي عصفت بتركيبة المجتمع ككل‪.‬‬ ‫أكثر الهويات خطورة هي الهويات الجزئية‪،‬‬ ‫أي التي تخص فئة ما من السكان‪ ،‬مهما‬ ‫كان جذرها عرقي أم ديني ومذهبي‪ ،‬حيث‬ ‫تــؤســس تلك الجماعة ســـورا لها يجعلها‬ ‫تنظر من نوافذه إلى البقية‪ ،‬وبشكل عدائي‪،‬‬ ‫وتصبح كل التقييمات والمواقف قياسا لما‬ ‫تقدمه لمصلحة هذه الجماعة‪ ،‬وغير ذلك فهو‬ ‫معادي‪ ،‬أو كفر‪ ،‬حيث تتطور تلك النظرة‬ ‫البدائية مع الزمن لتتحول إلى أيدلوجية كتيمة‬ ‫مهمتها تقديس الجماعة وتكفير ما غيرها‪،‬‬ ‫وخلق أســاس نظري لهوية هــذه الجماعة‪.‬‬ ‫وما يخص سورية‪ ،‬ونتيجة للعنف الوحشي‬ ‫الذي واجه فيه النظام (الذي يعتمد في أساس‬ ‫حكمه على نواة صلبة طائفية متشابكة مع فئات‬ ‫عديدة من المجتمع بروابط مصلحية ومحورها‬ ‫الوالء السياسي مقابل الفتات) وداعميه إيران‬ ‫وروسيا‪ ،‬والتدخالت الدولية واإلقليمية‪ ،‬التي‬ ‫تعاظم دورهــا بعد التحول باتجاه المواجهة‬ ‫العسكرية‪ ،‬ليخلق حالة من التطرف في‬ ‫المواجهة‪ ،‬والتي كان من الطبيعي أن تبحث‬ ‫عن أرضية ومــاذا لها في مواجهة ذلك‬ ‫التوحش المتعدد األشكال‪ ،‬وبالطبع لن يكون‬ ‫أفضل من الدين والمذاهب‪ ،‬فهي المدد والمالذ‬ ‫الروحي في مواجهة تلك القوة المادية البربرية‪.‬‬ ‫كانت إيران‪ ،‬بنظام حكمها الذي انطلق بعد‬ ‫تسلم الخميني السلطة عام ‪ ،1979‬وتأسيسه‬ ‫لتلك القوة العسكرية المعروفة بالحرس‬ ‫الثوري‪ ،‬والذي من مهماته دستوريا‪ :‬حماية‬ ‫الثورة في الداخل‪ ،‬ونشر أفكارها في الخارج‪.‬‬ ‫من المعروف أن الشيعة يتوزعون في مناطق‬ ‫مختلفة من العالم‪ ،‬وأكثرهم في الوطن العربي‪،‬‬ ‫فمن العراق حيث يشكلون نصف سكانه‪ ،‬إلى‬

‫لبنان وسورية والسعودية والبحرين والكويت‬ ‫واليمن (المذهب الزيدي)‪ ،‬تلك البلدان التي‬ ‫وضعتها إيران الماللي في صلب اهتماماتها‬ ‫الخارجية‪ ،‬وخاصة بعد التحول المذهبي‬ ‫الكبير من انتظار االمام الغائب وما يعرف‬ ‫بالغيبة لديهم‪ ،‬لتأسيس نظام الولي الفقيه‬ ‫كنائب لإلمام‪ ،‬ويقوم بمقام الغائب إلى أن‬ ‫يعود‪ ،‬بمعنى تأسيس مرجعية مذهبية لها صفة‬ ‫القداسة‪ ،‬وما على الجميع سوى الطاعة فقط‪.‬‬ ‫كانت مهمة نظام الماللي أن يجرد الشيعة‬ ‫الــعــرب وعــمــوم الشيعة خــارج إيـــران من‬ ‫هويتهم الوطنية والقومية‪ ،‬والعمل على‬ ‫إعــادة تشكيل هوية شيعية جديدة مرتبطة‬ ‫بالولي الفقيه أوال‪ ،‬وبإيران ومصالحها ثانيا‪.‬‬ ‫بالطبع عمدت إيران لكافة الوسائل لتحقيق تلك‬ ‫الخطوة التدميرية على مستوى المجتمعات‪،‬‬ ‫وليس السلطات‪ ،‬سواء عبر الوسائل السلمية‬ ‫أو العنيفة‪ ،‬فكلنا نذكر‪ ،‬وبعد تأسيس حزب‬ ‫هللا في لبنان عقب اجتياح إسرائيل لبيروت‬ ‫عام ‪ ،1982‬الــذي تحول بعد فترة قصيرة‬ ‫إلــى قــوة عسكرية ضخمة بفضل الدعم‬ ‫الالمحدود اإليراني‪ ،‬كيف لجأ هذا الحزب‬ ‫الميليشيا لتصفية مؤسسي حركة المقاومة‬ ‫الوطنية اللبنانية أوال‪ ،‬وتحويل قضية المقاومة‬ ‫لقضية تحت إشراف الحزب‪ ،‬لقضية تخص‬ ‫الحزب‪ ،‬بغرض اكتساب شرعية وطنية‪،‬‬ ‫كشفت الثورة السورية زيفها للعالم‪ ،‬وكيفية‬ ‫قيامه بتصفية األصوات المعارضة لتوجهه‬ ‫المذهبي اإليراني‪ ،‬وخاصة من الشيعة ( مهدي‬ ‫عامل ‪ ،‬حسين مروة ) ومن بعدها اشتراكه‬ ‫في تصفية الرموز السياسية المعارضة له‬ ‫ولتوجهه وللنظام السوري ( تويني‪ ،‬جورج‬ ‫حاوي و الحريري)‪ ،‬كل ذلك كان بغاية تصفية‬ ‫الصوت المختلف‪ ،‬وتكريس الحزب الميليشيا‬ ‫كقوة متحكمة في المجتمع والدولة اللبنانيين‪.‬‬ ‫كان ذلك مترافقا بنسج عالقات قوية مع النظام‬ ‫الــســوري‪ ،‬تأسست حــول األســاس الطائفي‬ ‫للعداء تجاه العراق‪ ،‬حيث دعم حافظ األسد‬ ‫علنا إيــران ضد العراق في حــرب الثمان‬ ‫سنوات‪ ،‬ومن ناحية أخرى حول شبكة من‬ ‫العالقات االقتصادية الكبيرة‪ ،‬تمكنت إيران من‬ ‫خاللها بتكريس الجغرافية السورية لمصلحة‬ ‫الحزب في لبنان‪ ،‬ومرتعا لنشر الحسينيات‬ ‫بما تمثله من مراكز لنشر التشيع من خالل‬ ‫أسليب عدة (مالية وبعثات تعليمية وغيره)‪.‬‬ ‫مع انطالقة الثورة السورية‪ ،‬كان الموقف‬ ‫اإليــرانــي منحازا بالكامل لجانب النظام‪،‬‬ ‫ومعتبرا الثورة كتهديد مباشر لسلطة الماللي‬ ‫في طهران‪ ،‬فعمد لكل أشكال الدعم المادي‬

‫والمعنوي للنظام‪ ،‬ولتصوير الثورة على‬ ‫أنها عمل طائفي موجه ضد نظام الممانعة‬ ‫المتمحور حــول طهران بذراعيه النظام‬ ‫وحزب هللا‪ ،‬فأرسل الخبراء العسكريين أوال‪،‬‬ ‫وأوعز لنصر هللا بالتدخل المباشر‪ ،‬ومن بعدها‬ ‫بتجييش كامل للشيعة في العالم وخاصة من‬ ‫أفغانستان وباكستان والعراق التي استولى‬

‫األثر األكرث سلبية وخطرا من املوقف اإليراين‬ ‫هو انتزاع الشيعة من موطنهم وربطهم‬ ‫بشكل مبارش بالويل الفقيه مبا يشكله مركزية‬ ‫مقدسة‬ ‫على السلطة بشكل شبه كامل فيها‪ ،‬وكلهم‬ ‫نحو المعركة المقدسة المزعومة في سورية‪.‬‬ ‫األثــر األكــثــر سلبية وخــطــرا مــن الموقف‬ ‫اإليــرانــي هو انــتــزاع الشيعة من موطنهم‬ ‫وربطهم بشكل مباشر بالولي الفقيه بما يشكله‬ ‫مركزية مقدسة‪ ،‬بمعنى الولي كمرجعية لهوية‬ ‫جديدة بديلة من جهة للهويات الوطنية القائمة‪،‬‬ ‫ومعادية لبقية أطياف المجتمع‪ ،‬أي كجماعة‬ ‫متميزة مركزها طهران‪ ،‬وتوزعها الجغرافي‬ ‫ليس إال لخدمة أطراف المركز‪ ،‬جيوش لصالح‬ ‫القوة اإليرانية وطموحها ومصالحها التي‬ ‫تسعى لتكون قوة إقليمية تتشارك مع إسرائيل‬ ‫في حكم المنطقة( ولربما يفسر هذا جزئيا سر‬ ‫المهادنة األمريكية لدور الميليشيات الشيعية‬ ‫رغم تصنيف بعضها كمنظمات إرهابية)‪.‬‬ ‫والمراقب لسلوك المنظمات الشيعية السورية‬ ‫خصوصا والشيعة عموما يدرك تماما مدى‬ ‫التخلي حتى عن االلتزام تجاه النظام‪ ،‬واالرتباط‬ ‫بقيادة الحرس الثوري عبر فيلق القدس (قاسم‬ ‫سليماني)‪ ،‬حيث يرفضون االلتحاق بالجيش‬ ‫ويفضلون القتال تحت راية الفصائل الطائفية‪،‬‬ ‫يتلقون األوامر من سليماني‪ ،‬إضافة للسطوة‬ ‫والميزات التي يتمتعون بها مقارنة مع عناصر‬ ‫جيش النظام‪ ،‬وتصنيفهم لذاتهم كفصائل تخوض‬ ‫حربا مقدسة دفاعا عن المراقد المزعومة‪،‬‬ ‫ولدرجة ال يخفيها البعض ثأرا من أحفاد يزيد‪.‬‬ ‫هــذا الــدور المتزايد إليــران وللميليشيات‬ ‫التابعة لها حفز الشيعة «السوريين»‪ ،‬بالرغم‬ ‫من عددهم البسيط (حــوالــي ‪،)250000‬‬ ‫وتوزعهم الجغرافي المتباعد (ما بين ريف‬ ‫حلب الشمالي‪ ،‬وريف ادلب وريف حمص)‬ ‫للعب دور ال يتناسب أبدا مع نسبتهم السكانية‪،‬‬ ‫مما حــول غالبيتهم إلــى ذراع عسكري‬ ‫مشارك في عملية القمع من جهة ولرهائن‬ ‫من جهة أخرى بيد الحرس الثوري‪ ،‬وبالتالي‬

‫ما هكذا يا أبا جواد‬

‫رسالة ثائر موجهة لرياض سيف‬ ‫يا أبا جواد‪ ،‬لقد كنت في نفوسنا عزيزاً محبوباً‪،‬‬ ‫ننظر إليك كرمز من رموز الحراك الثوري‬ ‫منذ إعــان دمشق‪ .‬إن كان حسّك الوطني‬ ‫هو الذي دفعك لتخرج بمبادرة الصلح هذه‬ ‫فكان ال بد لك من رفع سقف مطالبك لترتقي‬ ‫وحجم الكارثة التي حلّت بوطنك وأهله‪،‬‬ ‫وأنــت المحسوب على ثــورة هــذا الشعب‬ ‫المكلوم‪ ،‬وتصدرت العديد من مؤتمراتها‪.‬‬ ‫يا أبا جواد‪ ،‬منذ سمعت بخوضك محادثات هنا‬ ‫وهناك‪ ،‬وأنك تسعى للقيام بعمل ما‪ ،‬أصبحت‬ ‫أتلهّف ألرى ما بجعبتك‪ ،‬وبعد انتظار شهر‬ ‫خرجت علينا بمبادرة أقل ما توصف به حفظ ماء‬ ‫وجه المجرم‪ ،‬ال بل اعطاءه أدوارا في مراحل‬ ‫تطبيق مبادرتك‪ !!.‬لقد أخرجت نفسك من منطقة‬ ‫الثورة والمعارضة‪ ،‬ووقفت في المنطقة التي‬ ‫طالما نظرنا إليها بازدراء واشمئزاز‪ ،‬وهي‬ ‫منطقة الحياد‪ ،‬وصبغ الوجه باللون الرمادي‪،‬‬ ‫ليتك اعتزلت العمل في السياسة‪ ،‬وأخذت‬ ‫نقاهة لتكمل بقية عمرك الذي تجاوز السبعين‪.‬‬ ‫أحـــيـــاد مـــع الــمــجــرم يـــا أبــــا جــــواد؟‬ ‫ألم يخطر ببالك وأنــت تكتب صك الصلح‬ ‫هــذا! مئات اآلالف مــن األبــريــاء‪ ،‬أطفال‬ ‫ونساء وشيوخ قتلهم المجرم‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫مئات اآلالف من اليتامى واألرامل والثكالى‪.‬‬ ‫أنت لم تكتف بعدم طلبك من المجرم بالتنحي!‬ ‫وهــذا أقل ما يمكن طلبه!! ذهبت في صك‬

‫‪newspaper@allsyrian.org‬‬

‫الصلح الخاص بك إلــى إعطاءه دوراً في‬ ‫إصدار مراسيم جديدة‪ ،‬وبقائه على عرشه الذي‬ ‫يعوم على بحر من دماء أبناء وطنك!! وذهبت‬ ‫إلى أكثر من ذلك حين طالبت باإلبقاء على‬ ‫فروعه األمنية المجرمة‪ ،‬التي ظلت كابوسا‬ ‫مريراً على صدور السوريين لنصف قرن من‬ ‫الزمن‪ .‬وبكل برودة أعصاب تطلب من المجرم‬ ‫أن يعيّن نصفهم!! فكيف ذلك باهلل عليك!؟‬ ‫في ذات صك الصلح تدعو إلنشاء صندوق‬ ‫اجتماعي تذكر أنه سيقدم المساعدة للمقاتلين‬ ‫وعائالتهم وجرحاهم‪ ،‬دون أن تكلّف خاطرك‬ ‫بذكر مئات اآلالف من العائالت الذين باتت‬ ‫بال معيل بعد أن قتل المجرم من كان يعيلهم‪.‬‬ ‫ولو دخلنا في تقييم المبادرة ونقدها يا أبا جواد‬ ‫سنكتشف أنك لم تحسن التوقيت المناسب في‬ ‫طرح صك الصلح الخاص بك‪ ،‬ففي التوقيت‬ ‫الذي تتعالى فيه األصوات منذرة برحيل األسد‬ ‫وانتهاء حكمه وخاصة من قبل األمريكيين‪،‬‬ ‫تأتي أنت وتطرح ما تسميه مبادرة محافظا ً‬ ‫على المجرم!! وكأن لسان حاله اآلن يقول‪ :‬هذه‬ ‫معارضتي تبادر باتجاهي وتطالب ببقائي!!‬ ‫كما أنك تؤكد على الدور التنفيذي للمجلس‬ ‫االنتقالي الــذي أشــرت اليه في مبادرتك‪،‬‬ ‫وفــي تعداد المهام‪ ،‬تذكر مهام تشريعية‪،‬‬ ‫فكيف لمجلس بصالحيات تنفيذية أن يشكل‬ ‫حكومة؟ والحكومة بحاجة لسلطة تشريعية‬ ‫تنبثق عنها؟ كما أنك ذكرت في تفصيالت‬ ‫خطتك‪ ،‬تطبيق دستور مؤقت إلى حين وضع‬

‫دستور دائم‪ ،‬فمن الذي سيضع هذا الدستور؟‬ ‫المؤقت وكيف ومتى؟ كما أن نص المبادرة‬ ‫لم يتطرق للحالة اإلنسانية واالستجابة السريعة‬ ‫التي تلي وقــف إطــاق النار‪ ،‬فهي مرحلة‬ ‫إسعافية حرجة‪ ،‬بحاجة لكثير من العناية وإال‪..‬‬ ‫لو تركت في المبادرة‪ ،‬قضية تشكيل اللجنة‬ ‫الدولية لمجلس األمن‪ ،‬ليشكلها بمعرفته‪ ،‬لكان‬ ‫أفضل من ذكر أسماء الدول خاصة دول مثل‬ ‫إيران وروسيا‪ ،‬الذين يعتبرون قوالً وفعالً‪،‬‬ ‫شركاء في سفك دماء السوريين ‪ .‬ناهيك عن‬ ‫صعوبة أو استحالة التطبيق على األرض كحل‬ ‫الفصائل وضبط السالح على سبيل المثال‪.‬‬ ‫هذه رسالتي لك تقبلها من ثائر خذلتموه أيها الساسة‬ ‫في بدايات حراكه‪ ،‬ثم تصدرتم المشاهد باسمه‪،‬‬ ‫ثم تتناسون دمه ودماء رفاق دربه‪ ،‬وتحاولون‬ ‫مصافحة قاتله‪ ،‬في وقت أعلن األعــداء قبل‬ ‫األصدقاء عن قرب رحيله وانتهاء صالحيته‪.‬‬

‫عباس الموسى‬

‫بداية االنفصال والتمايز عن السوريين‪.‬‬ ‫لم تقتصر عملية خلخلة الهوية السورية‬ ‫ضعيفة التماسك أساسا على الشيعة وغيرها‬ ‫من األقليات‪ ،‬وإنما انتقلت لصفوف الجماعة‬ ‫األكثرية (السنة)‪ ،‬حيث تشكل غالبية السكان‬ ‫في ســوريــة‪ ،‬وكــان يمكنها أن تلعب دور‬ ‫الجماعة الوطنية الموحدة‪ ،‬لكن تزايد عمليات‬ ‫القتل والتشريد وباألشكال األكثر وحشية‪،‬‬ ‫والممارسات الطائفية من أجهزة مخابرات‬ ‫النظام والميليشيات الشيعية‪ ،‬شكال األرضية‬ ‫المناسبة والطبيعية لنمو تيارات التطرف‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬والتي ال ينقصها األساس العقائدي‬ ‫تجاه غير « أهل الجماعة»‪ ،‬حيث حملت هذه‬ ‫الجماعات أيدلوجيات تحلم بدولة الماضي‬ ‫«الخالفة» وتنظر إلى الوسط المحيط‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن السلطة‪ ،‬كوسط بعيد عن اإلسالم وشريعته‪،‬‬ ‫وبالتالي ال بد من إعادته لدائرة الصواب‪.‬‬ ‫لم تنجح هذه الجماعات في شد عموم السنة‪،‬‬ ‫ولكنها ساهمت بتقسيم هذه الجماعة التي لم‬ ‫تشعر يوما ما بأنها طائفة ومهددة بمخاطر‬ ‫ما حولها‪ ،‬فهي األكثرية المنفتحة والتي‬ ‫تضم في طياتها مختلف اآلراء والمشارب‪.‬‬ ‫كان للخطاب الطائفي الذي مارسته التيارات‬ ‫الجهادية تأثيرا مزدوجا على مسار الثورة‪،‬‬ ‫فمن جهة لم يطمئن الفئات غير السنية أوال‪،‬‬

‫ساعد الخطاب الطائفي لتلك التيارات يف‬ ‫تغيري صورة الثورة السورية كثورة شعب ضد‬ ‫نظام استبدادي‪ ،‬إىل حالة اقتتال طائفي‬ ‫ومن ناحية أخرى ساهم بشكل فعلي بتمزيق‬ ‫الجماعة األغلبية‪ ،‬بمعنى ما كان خطابا ال وطنيا‬ ‫رغم عداؤه لالستبداد ومقاومته‪ ،‬لكنه لم يؤسس‬ ‫لخطاب وممارسة وطنية عنوانها الحرية‪.‬‬

‫ساعد الخطاب الطائفي لتلك التيارات في‬ ‫تغيير صورة الثورة السورية كثورة شعب‬ ‫ضد نظام استبدادي‪ ،‬إلى حالة اقتتال طائفي‪،‬‬ ‫مما قلل كثيرا من التعاطف الشعبي الدولي‬ ‫معها‪ ،‬ومن جهة ثانية ساهم في تقسيم الجماعة‬ ‫ذاتها التي تستند إليها من خــال ما صار‬ ‫يطلق بحق أو بدونه شبيح أو موال وعادة‬ ‫على كل ما هو ليس منحازا لتلك الجماعات‪،‬‬ ‫وما حدث مؤخرا في مدينة حلب بعد إعادة‬ ‫سيطرة النظام والميليشيات الشيعية على‬ ‫قسمها الشرقي‪ ،‬حيث أجبر السكان على‬ ‫النزوح القسري نتيجة لشدة القصف الذي سبق‬ ‫االجتياح‪ ،‬فكانت مظاهر الفرح في قسم من‬ ‫المدينة تعبيرا عن الخالص من «إرهاب» تلك‬ ‫الجماعات‪ ،‬ومظاهر العداء للفارين من الموت‪.‬‬

‫ساهم خطاب النظام وإيران املاليل بتفكيك‬ ‫الهوية السورية‪ ،‬وخلق هويات جديدة ال‬ ‫تنتمي للوطن وإمنا لأليدلوجيات ومشاريع‬ ‫أكرب منه‬ ‫لقد ساهم خطاب النظام وإيران الماللي بتفكيك‬ ‫الهوية السورية‪ ،‬وخلق هويات جديدة ال تنتمي‬ ‫للوطن وإنما لأليدلوجيات ومشاريع أكبر منه‪،‬‬ ‫وتشارك معهم التيار الجهادي في تعميق تلك‬ ‫الشروخات الهائلة‪ ،‬مما يضيف عبئا ثقيال على‬ ‫المشروع الوطني الذي ينشد الحرية والمساواة‬ ‫بين الجميع‪ ،‬مــن دون التخلي عــن مبدأ‬ ‫المحاسبة عن الفعل‪/‬الجرم‪ ،‬وهو المشروع‬ ‫الذي ال بد منه‪ ،‬رغم تضاؤل فرصه‪ ،‬ولكن‬ ‫ال بد من العمل من أجله‪ ،‬ألن غيره الهالك‪.‬‬

‫عيل األعرج‬

‫أؤمن بوطن يتسع للجميع‬

‫كي ال أخون وطني وحتى ال أندم تقدمت‬ ‫بطلب زيــارة الى مدينتي لعلِّي اذ أعيش‬ ‫ساعات في زواريبها يشد هذا من شأني‬ ‫ويزيد في رباطة قلبي ويجدد ذكرياتي‪.‬‬ ‫‪ ‬على الحاجز سلمت هويتي وانتظرت‬ ‫حــوالــي ثــاث ســاعــات وأنــا أراقـــب حال‬ ‫الــنــاس عــلــى حــاجــز المهندسين حين‬ ‫سمعت المنادي على اسمي‪ ..‬اقتربت من‬ ‫الباب فناولني الهوية قــائـاً‪ :‬عالتسوية‪.‬‬ ‫‪ ‬عدت أدراجــي إلى الوعر‪ ،‬أنا عبدالباسط‬ ‫فهد مطالب بتسوية تتضمن كل الحيف‪،‬‬ ‫حيث مطالب أن أكتب تصريحا ً بأنني‬ ‫تـــغـــرّ ر بـــي‪ ،‬وأنــــي نـــــادم‪ ،‬وأقـــســـم لن‬ ‫أعيدها‪ ،‬نعم هذا ما علي التصريح به!!‪.‬‬ ‫‪ ‬أنا المواطن الذي كان في بيته ليصحو على‬ ‫الحي محاصر‪ ،‬وممنوع عليه مغادرته‪،‬‬ ‫فالمشكلة أنني تمسكت بوطني وببيتي وجيراني‪.‬‬ ‫‪ ‬أنا الذي يرفض العنف والقهر والظلم وال‬ ‫ينتمي ألي فصيل ال سياسي وال عسكري وال‬

‫ديني‪ ،‬بين ليلة وضحاها أصبحت في تقييمهم‬ ‫حاضنة لإلرهاب مطالب باإلقرار بما لم أفعله ‪.‬‬ ‫لن أعمل تسوية ولــن أعترف بما لم أقم‬ ‫به‪ ،‬وسأبقى أؤمــن بوطن يتسع للجميع ‪.‬‬ ‫‪ ‬أما عن العقلية التي تطالب أمثالي بالتسوية‬ ‫فهي تلك التي ما زالــت بتقرير من لص‬ ‫واش مستعدة العتقال مدينة بكاملها ‪.‬‬ ‫أو‬ ‫ٍ‬ ‫إذا كنت أنا مطالب بتسوية فعلى البلد السالم‪.‬‬ ‫‪ ‬أمــثــالــي ال يــرضــى عنهم الــشــاري وال‬ ‫البائع ونحن األكثرية وسيكون ما نريد‪،‬‬ ‫لن نبيع وطننا‪ ،‬ولن نعترف زوراً بما لم‬ ‫نفعله‪ ،‬وبعد مــرور السنوات الست التي‬ ‫دمرت كل البنى االجتماعية واالقتصادية‬ ‫في البلد‪ ،‬مــازالــت عقلية ضــرب الغزال‬ ‫لــيــعــتــرف أنـــه أرنــــب هـــي الــســائــدة ‪.‬‬

‫عبد الباسط فهد‬

‫‪www.allsyrian.org‬‬


‫‪4‬‬

‫حوار العدد‬

‫العدد ‪ ٧١‬السنة الرابعة ‪2017 / ٠٤ / ١٥‬‬

‫املحامي احمد الحريري‬ ‫سنعود إىل حلب‬ ‫ألننا أصحاب حق ودعاة حرية وكرامة‪...‬‬ ‫من حــراس المؤسسات الثورية في‬ ‫الداخل السوري‪ ،‬امتلك وعيا ً وصدقا ً‬ ‫بالتعامل مع مجريات كافة مراحل‬ ‫الس ّلم الزمني للثورة السورية‪ ،‬انتخبه‬ ‫زمالؤه مرتين لرئاسة المكتب التنفيذي‬ ‫لهيئة المحامين األحــرار‪ .‬خضنا معه‬ ‫هذا الحوار المطول ليحكي عن تجربته‬ ‫وتجربة الهيئة التي ينتسب اليها‬ ‫ضمن مسار الثورة السورية المدنية‪.‬‬ ‫هال عرفت القراء عن نفسك‪ ،‬متى وجدت‬ ‫انتسابك للثورة أضــحــى ال رجــعــة عنه؟‬ ‫مـــاذا قــدمــت فــي خــط ســيــرهــا المتالطم‬ ‫والمتأرجح؟ هــل تعتقد أن الــثــورة كانت‬ ‫أمـــراً فُـــرض على الــســوريــيــن خــارجــيـاً؟‬

‫يوماً ما ـ ولن يكون بعيداً ـ سنثور وسيثور‬ ‫هذا الشعب عىل هذه العصابة ألن الشعب‬ ‫ال ميوت‬ ‫أنــا المحامي أحمد الحريري تولد ‪1978‬‬ ‫محافظة حلب‪ ،‬أنحدر من قرية تابعة لناحية‬ ‫خناصر‪ ،‬نلت اإلجـــازة فــي الحقوق عام‬ ‫‪ 2002‬وانتسبت لنقابة المحامين فرع حلب‬ ‫مطلع ‪ 2003‬ومارست مهنتي في محاكم‬ ‫حلب وقصرها العدلي حتى ‪2012/7/18‬‬ ‫حيث دخل الجيش الحر حلب‪ ،‬وبعد التحرير‬ ‫تــم تأسيس هيئة محامي حلب األحـــرار‪،‬‬ ‫وكنت عضواً مؤسسا ً فيها‪ ،‬وتــم انتخابي‬ ‫عضواً للمكتب التنفيذي عام ‪ ،2013‬ومن‬ ‫ثم رئيسا ً للمكتب في دورتــيــن متتاليتين‪.‬‬ ‫بقيت في مدينة حلب أمارس عملي ونشاطي‬ ‫الثوري حتى لحظة خروجي القسري منها‬ ‫صبيحة يوم ‪ .2016/12/16‬واآلن أعيش‬ ‫برفقة عائلتي الصغيرة في ريف حلب الشمالي‪.‬‬ ‫أما بالنسبة اللتحاقي بالثورة فلم يكن صدفة‬ ‫وال وليد ثــورات الربيع العربي‪ ،‬بل كنت‬ ‫أحمل في ذاكرتي الكثير من المواقف التي‬ ‫كانت تدفعني دفــعـا ً لكره عصابة النظام‬ ‫وبــدأت تعتلج في صدري عوامل معارضة‬ ‫النظام والحقد عليه منذ أن كنت صبيا ً يافعا ً‬ ‫في المرحلة اإلعدادية‪ ،‬وازدادت حالة الكره‬ ‫باضطراد مستمر حتى عملي في المحاماة‪.‬‬ ‫كانت البلد مرتعا ً خصبا ً للفساد واإلفساد وكنت‬ ‫أعي مبكراً أنه ليس لدى الشعب السوري حكومة‬ ‫بل كان لديه عصابة إجــرام منظمة هيكلت‬ ‫نفسها بهيكل حكومة‪ ،‬وقد كنت أرى وبوقت‬ ‫مبكر أن الثورة قادمة ال محالة ألنه من المحال‬ ‫دوام الظلم والفساد واإلفساد الممنهج للمجتمع‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق أذكر أني قلت ألحد زمالئي‬ ‫الثقات ونحن نسير حــول قلعة حلب عام‬ ‫‪« :2006‬يوما ً ما ولن يكون بعيداً سنثور‬ ‫وسيثور هذا الشعب على هذه العصابة ألن‬ ‫الشعب ال يموت»‪ .‬وقتها ابتسم صديقي ابتسامة‬ ‫المستغرب المتهكم لكن ذاكرته احتفظت بهذه‬ ‫الجملة عندما ذكرني بها ربيع عام ‪.2012‬‬ ‫لذلك كنت في حالة انتظار وترقب لهذا الحدث‬ ‫العظيم‪ ،‬وعند بدء الربيع العربي أصبحت‬ ‫حالة االنتظار والترقب حالة من اليقين األبلج‬ ‫بــأن الــثــورة ستندلع في سوريا ال محالة‪.‬‬ ‫استناداً لما سبق انخرطت في صفوف الثورة‬ ‫منذ اللحظة االولى لتفجرها وذلك من خالل‬ ‫التظاهرات السلمية‪ ،‬والبيانات السياسية‪،‬‬ ‫كما كنت مشجعا ً ومحرضا ً للشباب الواعي‬ ‫للمشاركة في الحراك الثوري ضد عصابة‬ ‫اإلجــرام كي نعيش نحن وأوالدنــا من بعدنا‬ ‫حياة األحــرار والــكــرام وفــي دولــة يسودها‬ ‫القانون ويُحارب فيها الفساد والمفسدين‪.‬‬ ‫خضت غمار الثورة بكل ما أوتيت من قوة‬ ‫وإمكانات وشاركت في معظم مظاهرات‬ ‫واعــتــصــامــات القصر الــعــدلــي وشـــوارع‬ ‫وســاحــات حلب وســانــدت المعتقلين‪ .‬كنت‬ ‫وال زلت أؤكد أن الثورة السورية هي ثورة‬ ‫أتوان‬ ‫حرية وكرامة وبناء مؤسسات‪ ،‬لذلك لم‬ ‫َ‬ ‫عن العمل في أي نشاط يــؤدي الهدف فقد‬

‫‪newspaper@allsyrian.org‬‬

‫كان لي اسهامات في عمل المجلس المحلي‬ ‫لمدينة حلب سواء في لجان الطعون أوفي‬ ‫صياغة وإعــداد اللوائح والقوانين الناظمة‬ ‫له‪ ،‬كما عملت رئيسا ً للجنة الرقابة والتفتيش‬ ‫الخارجية على أعمال المجلس المحلي‪.‬‬ ‫ومما ال شك فيه أن الثورة السورية هي ثورة‬ ‫سورية بامتياز من حيث المنشأ والــوالدة‬ ‫ولــم يكن ألي ابــن أنثى مــن خارجها أي‬ ‫دور في تفجرها ووالدتــهــا‪ .‬إال أن الشرق‬ ‫والغرب واإلعــداد واألصدقاء و(األعدقاء)‬ ‫قد استغلوا أيما استغالل الثورة السورية‪،‬‬ ‫لقد أسقطت الثورة السورية ورقــة التوت‬ ‫عــن عـــورات المجتمع الــدولــي واألشــقــاء‬ ‫وطالما أن الثورة هي ثورة حرية وكرامة‪،‬‬ ‫ثــورة ضد الفساد واإلفــســاد الممنهج فهي‬ ‫حتما ً ستنتصر على عصابة األسد وداعميه‪.‬‬

‫إن مؤسسات الدولة كانت اآللة التي تنشر‬ ‫الفساد وهي عنصر من عناصر قوة العصابة‬ ‫الحاكمة لكن عواطفنا كانت في بداية األمر‬ ‫تقول بوجود أحرار فيها وإن بنسب ضئيلة‪،‬‬ ‫لكن بمرور الوقت تبين بأنها مؤسسات ليس‬ ‫فيها خير يرتجى‪ ،‬االنهيار األخالقي فيها كان‬ ‫سداً منيعا ً يحول دون مشاركتها في الثورة‪.‬‬

‫باعتبارك أحد المحامين الذين كان لهم نشاط‬ ‫في القصر العدلي بمدينة حلب‪ ،‬هل تستطيع‬ ‫أن تعطينا لمحة عما كان يجري هناك في‬ ‫الفترة األولــى من الثورة قبل أن تخوض‬ ‫طورها المسلح؟ على ماذا عوّ ل الحقوقيون‬ ‫والسلك القضائي ضن تظاهراتهم هناك في‬

‫هل تستطيع أن تذكر لنا النسبة والتناسب‬ ‫من الحقوقيين والعاملين في السلك القضائي‬ ‫الذين مالوا باتجاه الثورة وانحازوا إليها من‬ ‫بين أقرانهم‪ ،‬هل تستطيع أن تشرح لنا أسباب‬ ‫هذه النسبة‪ ،‬لماذا برأيك استمر االنحياز للنظام‬ ‫من األكثرية بين شباب يمتلك شهادات جامعية‬

‫مكان يسميه الحلبيون «قصر الظالم» كناية‬ ‫الستشراء الفساد والرشوة وضياع الحقوق‬ ‫وشـــراء الــذمــم (القصر العدلي) هــل كنتم‬ ‫تعتقدون بإمكانية حــدوث تغيير يخرج من‬ ‫صلب مؤسسات الدولة المنخورة نخراً بالفساد؟‬

‫أصبح ديدن املحامني التظاهر مبوعد‬ ‫أسبوعي كل يوم أربعاء الساعة ‪ 12‬ظهراً‬ ‫حيث بدأ األمن يضبط ساعاته عىل موعد‬ ‫مظاهراتنا‬ ‫كان المحامون األحــرار في القصر العدلي‬ ‫في حالة غضب عــارم من إجــرام عصابة‬ ‫األســد بحق المتظاهرين السلميين وت ّغول‬ ‫األمــن وسطوته وجــبــروتــه‪ ،‬هــذا الغضب‬ ‫دفع المحامين للتظاهر داخل القصر العدلي‬ ‫بحلب وتوقيع البيانات السياسية الثورية‬ ‫المناهضة للنظام والمطالبة بالحريات‪.‬‬ ‫لقد كان يوم ‪ 2011/5/29‬على ما أعتقد‬ ‫هو باكورة مظاهرات المحامين في القصر‬ ‫العدلي‪ ،‬وكان يوما ً أغراً مفصليا ً ومهّد لما بعده‬ ‫من حراك منظم للمحامين في القصر العدلي‪.‬‬ ‫أصــبــح ديـــدن المحامين التظاهر بموعد‬ ‫أسبوعي كل يوم أربعاء الساعة ‪ 12‬ظهراً‬ ‫حيث بدأ األمــن يضبط ساعاته على موعد‬ ‫مظاهراتنا‪ .‬باإلضافة للمظاهرات الدورية‬ ‫كــان هناك مظاهرات واعتصامات خالل‬ ‫األسبوع حسب األحداث الجارية والمستجدات‪.‬‬ ‫كما كان المحامون يترافعون عن معتقلي‬ ‫المظاهرات ويدفعون كفاالت إخالء سبيلهم‪.‬‬ ‫وبقي األمر كذلك حتى آخر يوم دوام في‬ ‫القصر العدلي يوم ‪ 2012/7/18‬حيث تاله‬ ‫دخــول الجيش الحر لمشرق مدينة حلب‪.‬‬ ‫كــان الــحــراك الــثــوري فــي القصر العدلي‬ ‫مقتصراً على المحامين فحسب وأحيانا ً بعض‬ ‫الناشطين من الطلبة بعد توجيه دعــوات‬ ‫سرية لهم من قبلنا‪ ،‬أمــا قضاة وموظفي‬ ‫القصر العدلي فلم يكن لهم أدنى حراك معنا‪.‬‬ ‫وكان للتظاهر في القصر العدلي رمزية كبيرة‬

‫وهي مواجهة النظام في عقر داره‪ ،‬وكان له‬ ‫دور له دور إعالمي وتعريفي وتحريضي‬ ‫نظراً للكم الهائل من المتقاضين والمراجعين‬ ‫الــذيــن كــانــوا يـــرون ويسمعون هتافاتنا‪.‬‬ ‫يذكر أن المحامين لم يكن لهم تنسيقية تقودهم‬ ‫وهــذه نقطة تحسب لصالحهم لما يملكونه‬ ‫مــن وعــي وانــضــبــاط فــي العمل الــثــوري‪.‬‬

‫كالحقوق‪ ،‬وهم يعلمون تمام المعرفة فساد‬ ‫هذه المنظومة‪ ،‬أتمنى أن يكون الجواب بعيداً‬ ‫عن تفسيرها بالخوف واالنتفاع من العصابة‬ ‫الحاكمة‪ ،‬ألنها أشبعت تحليالً من هذا الباب‪.‬‬ ‫إن الحقوقيين هم قضاة ومحامون وموظفون‪،‬‬ ‫أما المحامين فهم أصحاب قصب السبق في‬ ‫حلب من بين كل الحقوقيين بااللتحاق بركب‬ ‫الثورة وتقدّر نسب المحامين المشاركين‬ ‫فــي الــثــورة حــوالــي الــسُــ ُدس مــن مجموع‬ ‫عددهم في فرع نقابة المحامين في حلب‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للقضاة والعاملين في المرفق‬ ‫القضائي فكانت نسبتهم ضئيلة جداً وتكاد ال‬ ‫ُتذكر عدا عن انشقاق بضعة عشر قاضيا ً‬ ‫من مجموع قضاة محافظة حلب‪ ،‬وهؤالء‬ ‫القضاة وبال ريب هم صفوة القضاة الحقيقيين‪،‬‬ ‫وبالعودة لنسبة مشاركة المحامين نجد أنها‬ ‫نسبة معقولة جداً نظراً لمشاركتهم بصورة‬ ‫علنية وواضحة وبدون التستر بأسماء وهمية‪.‬‬ ‫أما عن انحياز األكثرية من الحقوقيين (ومن‬ ‫باقي فئات الشعب) للعصابة المجرمة فإني أرى‬ ‫وبكل شفافية ووضوح وموضوعية أن أسباب‬ ‫االنحياز بعيدة كل البعد عن االنتفاع وبعيدة‬ ‫نسبيا ً عن الخوف والرعب‪ ،‬إن مرد هذا االنحياز‬

‫هللا عليه وسلم ورسالته قامت على أساس‬ ‫عظيم هي مكارم األخالق‪ ،‬قال عليه الصالة‬ ‫والسالم «إنما بعثت ألتمم مكارم األخالق»‪.‬‬ ‫هل وجــدت ظلما ً لمدينة حلب ضمن سياق‬ ‫اتهامها بالتأخر للحاق بالثورة؟ أم أن هذا كان‬ ‫أمراً ينبغي مواجهته وتفسيره تفسيراً عقالنيا ً‬ ‫بعيداً عن إسفاف االتهامات النمطية أو الهروب‬ ‫من الحقيقة؟ ما هي السمات الخاصة للثورة في‬ ‫حلب؟ ماهي المؤشرات التي بموجبها وجدت‬ ‫أن المدينة ذاهبة باتجاه االنخراط بالثورة؟ متى‬ ‫حدث ذلك فعلياً؟ من هي الفئات التي نزلت‬ ‫للتظاهر للشارع في مدينة حلب‪ ،‬لماذا برأيك‬ ‫نزلوا؟ هل كان ذلك لدرء العار الذي صبغ غياب‬ ‫أهلها عن نصرة المدن األخرى بعد أن طالها‬ ‫السباب من قبل المتظاهرين أثناء التظاهرات‬ ‫المناوئة للعصابة األســديــة؟ هل تستطيع‬ ‫أن تذكر لنا مشاعرك وأنــت تسمع الشتائم‬ ‫للمدينة وأهلها؟ كيف تعاملت مع الموضوع؟‬ ‫لقد بذلت العصابة األسدية جهوداً إجرامية‬ ‫هائلة لمنع حلب من الحراك الثوري فقد‬ ‫قامت بتجنيد الرعاع والحثاالت وشذاذ اآلفاق‬ ‫ومجموعات األشـــرار وسلمتهم األسلحة‬ ‫واألمــوال وقامت بتنظيمهم تنظيما ً مافياويا ً‬ ‫لسحق أي تحرك سلمي من قبل أهالي حلب‬ ‫وقد قامت العصابة الحاكمة بأفعالها تلك‬ ‫قبل اندالع الثورة لما استشعرت بأن الثورة‬ ‫قائمة ال محالة‪ ،‬وبالفعل تم قمع المظاهرات‬ ‫التي خرجت فــي الــبــدايــة بسادية كبرى‪.‬‬ ‫هذا األمر أدى إلى انخفاض المظاهرات من‬ ‫حيث العدد المشارك ومن حيث عدد نقاط‬ ‫التظاهر ورغــم ذلــك فقد بقيت حلب ثائرة‬ ‫ومظاهراتها تزداد تدريجيا ً وأنها مدينة حية‪.‬‬ ‫لكن الحق يقال الــحــراك الــثــوري السلمي‬ ‫الشعبي في حلب وخصوصا ً في أشهر عام‬ ‫‪ 2011‬لم يكن يتناسب ومدينة حلب‪ ،‬األمر‬ ‫اختلف كثيراً في األشهر السابقة لتحرير حلب‪.‬‬ ‫لقد أكدت السنوات التالية أن حلب هي المدينة‬ ‫الصابرة الصامدة المقاتلة وقدمت الكثير‬ ‫للثورة ونالها من الدمار مالم تنله مدينة‬ ‫أخــرى‪ .‬لقد اتسمت حلب بسمة بــارزة أدت‬

‫لعصابة األسد إما في القصر العدلي أوفي‬ ‫الجامعة أوفي حواري حلب‪ .‬وأسو ًة بالقصر‬ ‫العدلي كان الحرم الجامعي ومحيطه يشتعالن‬ ‫بمظاهرات الطلبة‪ .‬كان التعبير عن الرأي في‬ ‫حلب خاصة وفي سورية عموما ً باهظ الثمن‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حقيقة كان هناك استياء كبير من النخبة الواعية‬ ‫والثائرة من ضعف الحراك الثوري ابتدا ًء في‬ ‫حلب‪ ،‬وكان هناك استياء أكبر من الكم الهائل‬ ‫من السب والشتم الذي تتعرض له المدينة إال‬ ‫أن هذا الذم والقدح بقدر ما كان مؤلما ً بقدر‬ ‫ما كان دافعا ً للتظاهر لمحض االتهامات التي‬ ‫كيلت لحلب بشكل كبير وبــدون وجه حق‪.‬‬ ‫أحيانا ً كنت ألتمس العذر ألولئك السابّين‬ ‫الشاتمين مدينتي ألنهم لم يكونوا يعلموا أن‬ ‫حلب في حالة حراك لكنه مغيّب‪ ،‬ولم يكونوا‬ ‫يعلموا أن النظام ج ّند من الرعاع مالم يجنده‬ ‫ألي مدينة أخرى (اللي ما بيعرفك بيجهلك)‪.‬‬ ‫من باكورة نتاجات المدنيين ضمن الثورة بعد‬ ‫انتقالها لطورها المسلح وتخلص مناطق نفوذها‬ ‫من سيطرة العصابة األسدية على شرق مدينة‬ ‫حلب كان انشاء هيئة محامي حلب األحرار‪،‬‬ ‫ككيان ّ‬ ‫منظم يحتوي على خيرة الشباب الثوري‪،‬‬ ‫ما الذي أضافته هذه الرابطة للثورة السورية؟‬ ‫نرجو أن تضعنا بصورة أهــم االسهامات‬ ‫التي قمتم به ضمن هذا التجمع‪ ،‬باعتبار أنه‬ ‫قد تم انتخابك رئيسا ً لمكتبه التنفيذي لمرتين‬ ‫متتاليتين‪ .‬نرجو أن تسهب لنا في الشرح‪.‬‬ ‫كان محامو حلب األحــرار هم الفئة المهنية‬ ‫المثقفة الوحيدة في كل سوريا التي نظمت‬ ‫حراكها بشكل جماعي وعلني‪ .‬وأعتقد أن‬ ‫محامي حلب األحرار هم أقدم تنظيم ثوري‬ ‫في سوريا إال أنه لم يكن له هيكلية إبتداءً‪.‬‬ ‫وما أن تحررت أحياء شرق حلب في شهر‬ ‫تموز ‪ 2012‬حتى ســارع المحامون إلى‬ ‫إعــان هيئة محامي حلب األحــرار أواخر‬ ‫شهر آب عــام ‪ 2012‬وإعالنها على أنها‬ ‫هيئة مهنية ثورية سياسية مستقلة ومن ثم تم‬ ‫عقد مؤتمرها األول يوم ‪ 2012/9/23‬ونتج‬ ‫عنه انتخاب مكتب تنفيذي وهو األول للهيئة‪.‬‬ ‫وقد استندت الهيئة في عملها على نظام داخلي‬

‫هو حالة االنهيار األخالقي الذي تعيشه معظم‬ ‫فئات المجتمع‪ ،‬وهذه الحالة تولد كل الرذائل‬ ‫وتزيد من عدم الشعور بالمسؤولية وتوهن جسد‬ ‫اي مجتمع وتصيبه بالعلل واألمراض واألسقام‪.‬‬ ‫كما أن حالة االنهيار األخالقي أدت إلى انقالب‬ ‫في المصطلحات والمفاهيم التي ورثها المجتمع‬ ‫عن سلفه‪ ،‬فقد أمسى المحتال ذكيا ً والمرتشي‬ ‫نبيها ً والــواشــي وطنيا ً وبذلك تم القضاء‬ ‫على معظم الفضائل وحل مكانها الرذائل‪.‬‬ ‫ومن فقد الفضائل كيف له أن يقف في صف‬ ‫المطالب المشروعة والمحقة ألي شعب!!!!‬ ‫وكيف لك أن تتذوق حالوة من حنظل!!!!!‬ ‫إني ومن خالل تجربتي المتواضعة أرى أن‬ ‫السمو األخالقي هو أساس أي نهضة مجتمعية‪،‬‬ ‫وأن مكارم األخالق هي عمود البيت وهي تكاد‬ ‫تكون أهم‪ ،‬بل تسبق في التنشئة المجتمعية‪،‬‬ ‫التدين الشكلي األجوف والخالي من أي فضيلة‬ ‫ألنه ومن وجهة نظري أن بعثة النبي صلى‬

‫إلى اتساع رقعة الحراك السلمي فيها وهذه‬ ‫السمة تمثلت أساسا ً بمحامي حلب األحرار‬ ‫وطـــاب جامعة حلب (جامعة الــثــورة)‪.‬‬ ‫حيث لم يكن يمر يوم إال وفيه مظاهرة مناوئة‬

‫تم إعداده بشكل حرفي وتم احترامه والتقيد به‪.‬‬ ‫كما اعتقد أن أهم إضافة أضافتها الهيئة هي تعزيز‬ ‫وترسيخ مبدأ الديمقراطية من خالل االنتخاب‬ ‫الحر والمباشر ألعضاء المكتب التنفيذي من‬

‫‪www.allsyrian.org‬‬


‫حوار العدد‬

‫العدد ‪ ٧١‬السنة الرابعة ‪2017 / ٠٤ / ١٥‬‬ ‫قبل أعضاء الهيئة المسجلين على قيود الهيئة‬ ‫والقبول بنتائج االنتخابات أيا ً كان الفائز بها‪.‬‬

‫كما أن الدعم هو حالة من الدفع نحو األمام‪،‬‬ ‫ولألسف الدعم الذي تم تقديمه لمؤسسات الثورة‬ ‫أدى إلى الدفع نحو الخلف وبشكل يدعو للذهول‪.‬‬

‫هذا األمر أدى ألن تحذو بعض المؤسسات‬ ‫الثورية حذو الهيئة بانتهاج األسلوب الديمقراطي‬ ‫في اختيار قياداتها‪ .‬كما أسهمت الهيئة برفد‬ ‫المرافق الثورية بالكوادر المختصة كالمجلس‬ ‫المحلي لمدينة حلب ومجلس محافظة حلب‪.‬‬ ‫كما أشرفت من الناحية القانونية على انتخابات‬ ‫هذه المجالس وغيرها من المؤسسات الثورية‬ ‫ووصّفت لها اللوائح الناظمة لعملها‪ ،‬كما تصدت‬ ‫للبت في النزاعات الناشئة عن الخطأ في تطبيق‬ ‫هذه اللوائح بناء على طلب أطراف النزاع‪.‬‬ ‫وبيّنت الهيئة رأيها السياسي في كل المسائل‬ ‫الــتــي تــم طرحها على الــســاحــة الــثــوريــة‪.‬‬ ‫كما وأسهمت الهيئة وبشكل جيد بتوثيق جرائم‬ ‫عصابة األسد حيث تم إحصاء وتوثيق أسماء‬ ‫المفقودين والمعتقلين والشهداء والجرحى‪.‬‬ ‫وقامت الهيئة بحفظ ملفات المحاكم المدنية بعد‬ ‫قيام النظام بحملة القصف ومن ثم تم أرشفة هذه‬ ‫الملفات إلكترونيا ً وحفظها (بهاردات) حفاظا ً على‬ ‫الحقوق العقارية والتجارية للناس من الضياع‪.‬‬

‫مثل هذا لم يحدث طبعاً‪ ،‬لم تنصاع الهيئة للقوة‬ ‫العسكرية ولم تتنازل عن مبادئها وأدبياتها‬ ‫ـرض أن تكون شاهد زور في محاكم‬ ‫ولم تـ َ‬ ‫الهيئة الشرعية‪ ،‬فلم نعطي شرعية لطريقة‬ ‫التقاضي المتبعة وال للتطبيقات الخاطئة‬ ‫المنسوبة زوراً للهيئة الشرعية‪ .‬وأصدرنا عدة‬ ‫بيانات في هذا الخصوص وقلنا أن الشريعة‬ ‫اإلسالمية الغراء هي ليست تلك التطبيقات‬ ‫الخاطئة المتبعة في محاكم الهيئة الشرعية‪.‬‬ ‫إن عالقتنا القصيرة مع الهيئة الشرعية لم‬ ‫تكن حالة من حاالت التشاركية مطلقا ً بقدر‬ ‫ما كانت عالقة عابرة فرضتها الظروف‬ ‫ودفعنا إليها مساعدة الناس المتقاضين ال أكثر‪.‬‬

‫استمرت الهيئة بعملها طيلة السنوات الماضية‬ ‫رغــم استهداف مكتبها بالقصف مــن قبل‬ ‫إن التقاضي في زمن سيطرة النظام قبل الثورة‬ ‫عصابات األســد ورغــم عدم وجــود أي دعم‬ ‫كان ملتزم ألبعد الحدود باإلجراءات الشكلية‬ ‫لها ورغم ندرة مواردها المالية‪ .‬كان الدافع‬ ‫إال أنه وفي الموضوع كان األمر مختلف مئة‬ ‫لنا في ذلــك هو إيماننا بقضيتنا وعدالتها‪.‬‬ ‫وثمانين درجة‪ ،‬فقد كان التقاضي فيه الكثير من‬ ‫الظلم وطول أمد التقاضي وفساد النسبة األكبر‬ ‫لــمــاذا حــدث صــراع بين الهيئة الشرعية‬ ‫من القضاة وتفشي الرشوة في كامل المرفق‬ ‫مع المحامين األحـــرار؟ ماهي أســس هذه‬ ‫القضائي عدا قلة قليلة جــداً‪ .‬وكــان القضاة‬ ‫الخالفات؟ هل انصاعت المؤسسة الثورية‬ ‫يلتزمون بأوامر األمن وتعليماته ويفتقدون‬

‫ممثلة بالمحامين األحـــرار لمفاهيم القوة‬ ‫لالستقاللية وذلك في القضايا التي تهم األمن‬ ‫والسيطرة العسكرية وتنازلت لمفاهيم بدائية‬ ‫أو يكون أحد أطرافها أمن أو دعم له من جهاز‬ ‫عــن تطبيق الشريعة االســامــيــة أنــه كان‬ ‫األمن‪ .‬كانت المحاكم وقتها فيها الظلم لم يغبِ‪.‬‬ ‫هناك موجبات لمثل هذا العالقة؟ هل كانت‬ ‫العالقة تشاركية بينهما أم أنها كانت تعايشا ً‬ ‫إن تجربة القضاء الموحد كانت من بواكير‬ ‫مؤقتا ً فرضته الظروف؟ من منظور القانون‬ ‫أعمال هيئة محامي حلب األحرار‪ ،‬حيث أن‬ ‫البشري الوضعي ماذا كانت نقائص المجتمع‬ ‫وجود مرفق قضائي يعتبر الحجر األساس‬ ‫القضائي الذي كان قائما ً في سوريا قبل الثورة؟‬ ‫لبناء أي دولة وأن أولى أعمال الحاكم عادة‬ ‫هل تستطيع أن تحدثنا عن تجربة مجلس‬ ‫هي تسمية القضاة ونظراً لعدم وجود قيادة‬ ‫القضاء الموحد وعالقتكم بها ككيان قضائي؟‬ ‫واحدة للثورة فقد آلى المحامون على أنفسهم‬ ‫التصدي لهذه الضرورة وهي وجود قضاء‬ ‫بعد انتشار المحاكم في المناطق المحررة‬ ‫يبت في النزاعات الحاصلة ويالحق ويحاكم‬ ‫وازديـــاد عــدد المتقاضين وصــدور أحكام‬ ‫المجرمين والعابثين بأمن المجتمع‪ .‬وتم األمر‬ ‫يتناقض بعضها البعض واستناد (القضاة)‬ ‫مع مجموعة من خريجي الشريعة وهو أمر‬ ‫إلى اجتهاداتهم (مع أنهم لم يصلوا لمرتبة‬ ‫فرضه الواقع وطبيعة القانون الواجب التطبيق‬ ‫المجتهد) هنا كان ال بد من الوقوف بجانب‬ ‫وهو القانون العربي الموحد‪ .‬وكان التقاضي فيه‬ ‫المتقاضين وعــدم تركهم يعانون عذابات‬ ‫يتم وفق قوانين اجراءات وموضوع واضحة‬ ‫التقاضي‪ ،‬فتم افتتاح دوائر للوكاالت في أغلب‬ ‫ومكتوبة ومقرة سابقا ً من جامعة الدول العربية‪.‬‬ ‫محاكم المناطق المحررة من محافظة حلب‬ ‫ومنها محكمة الهيئة الشرعية الرباعية بحلب‪.‬‬ ‫إال أن هذه التجربة لم تدم طويالً لعدة أسباب منها‪:‬‬ ‫ـ ظــهــور الــهــيــئــة الــشــرعــيــة إلـــى حيز‬ ‫إال أنه وبعد مدة قصيرة بدأ التضييق على‬ ‫الــوجــود وصــراعــهــا المعلن تـــار ًة وغير‬ ‫المحامين المترافقين من حيث الطلب منهم‬ ‫المعلن حينا ً آخــر مــع الــقــضــاء الموحد‪.‬‬ ‫إرخاء اللحية‪ ،‬والتدخل بآلية عمل المحامين‬ ‫ـ تد ُخل بعض العسكريين في عمل القضاء‪.‬‬ ‫وعالقاتهم مــع موكليهم إضــافــة المتناع‬ ‫ـ عــــدم وجـــــود دعــــم لـــهـــذه الــتــجــربــة‪.‬‬ ‫المحكمة الشرعية االســتــنــاد على قانون‬ ‫واضح وعدم اقتناعها بتقنين أحكام الشريعة‬ ‫كل هذه األمور وغيرها أدت إلى انهيار هذه‬ ‫اإلسالمية استنادا لحالة الضرورة إضافة‬ ‫التجربة‪ ،‬طبعا ً على المستوى الشخصي لم‬ ‫لما سبق بقيت األحكام متناقضة ومزاجية‬ ‫اعمل في المرفق القضائي مطلقا ً ألنني اتجهت‬ ‫أحــيــانـاً‪ .‬لــذا كــان على هيئة محامي حلب‬ ‫باتجاه تسخير قدراتي للعمل في هيئة المحامين‪.‬‬ ‫األحرار وضع حد لهذه التصرفات الرعناء‪.‬‬ ‫فاجتمع المكتب التنفيذي وكنت حينها نائبا ً‬ ‫لرئيس المكتب وتــم إصــدار قــرار بإجماع‬ ‫أعضاء المكتب يقضي بإغالق دائرة الوكاالت‬ ‫في الهيئة الشرعية العاملين فيها خالل ‪72‬‬ ‫ساعة تحت طائلة شطبهم من قيود هيئة‬ ‫محامي حلب األحــرار‪ .‬وكــان قــراراً جريئا ً‬ ‫اتخذته الهيئة ويتسم بالحكمة والحزم معاً‪.‬‬ ‫وكــان لدينا وقتها مخاوف من قيام الهيئة‬ ‫الشرعية بإجراء أخرق تجاهنا كمكتب إال أن‬

‫‪newspaper@allsyrian.org‬‬

‫البد من نقطة حاسمة ومفصلية‪ ،‬متى شعرت‬ ‫بالقلق على الثورة في ظل العالقات المتأرجحة‬ ‫بين مؤسسات الثورة؟ أين هي قطعة اللغز‬ ‫الضائعة فــي ثـــورة عظيمة دفــعــت أبهظ‬ ‫األثمان من دماء وضحايا وشهداء وتدمير‬ ‫وتهجير وجــرحــى‪ ،‬ومــع هــذا ظلت عصية‬ ‫على أبسط القوانين الثورية بساطة أال وهو‬ ‫العدو المشترك ممثالً بعصابة األسد المجرمة‬ ‫كالمسبب الرئيس لكل البالء الــذي أصاب‬ ‫سوريا‪ ،‬بعد أن طالب السوريون بالتغيير‪.‬‬

‫لماذا كان هناك انشغال بتحول هذه المؤسسة‬ ‫من مشرّ ع للحياة الدستورية القادمة التي حلم‬ ‫بها السوريين بالتخلص من عصابة األسد‬ ‫وحكمهم االجرامي وبتنا نسمع عن اختزال هذه‬ ‫المؤسسة ببضع أسماء نقلت عملها ل»عاصمة‬ ‫الــثــورة الخارجية» في عنتاب وبــات ج ّل‬ ‫عمل المحاميين استشاريا ً أو توثيقيا ً وبمبالغ‬ ‫كبيرة خصيصا ً لمن حفظ طريق منظمات‬ ‫المجتمع المدني وأصحاب العالقات العامة‬ ‫بكل صراحة ووضوح أقول‪ :‬إن أكثر ما أقلقني‬ ‫مع العاملين بالشأن المعارض في الخارج؟‬ ‫على مصير الثورة بعد تحرر بعض المناطق‬ ‫هو الحزبية المقيتة‪ ،‬إن تحزب الثوار فيما‬ ‫جــواب هــذا السؤال يرتبط بجواب السؤال‬ ‫بينهم أمر خطير ومدمر وكارثي على الثورة‪.‬‬ ‫الــســابــق وهـــو الـــدعـــم!!! حــيــث أن أغلب‬ ‫الجمعيات والمنظمات الداعمة والحكومة‬ ‫هذه الحزبية كانت نتاج أحزاب ومجموعات‬ ‫المؤقتة (في وقت من األوقات) أصرّ ت على‬ ‫وتكتالت التحقت بالثورة‪ ،‬ففرقت بعض‬ ‫عدم التعامل مع الهيئة كشخصية اعتبارية‬ ‫الثوار عن بعضهم‪ ،‬وزرعت بينهم التنافس‬ ‫بل تتعامل مع أشخاص طبيعيين!!؟؟ والهيئة‬ ‫الال مشروع والضغينة أحياناً‪ ،‬وأدت الحزبية‬ ‫(وقــت كنت عــضــواً فــي المكتب) رفضت‬ ‫الى توجيه الدعم الى من ينتمون أو يلتحقون‬ ‫الــتــعــامــل بــأشــخــاص أعــضــائــهــا وأصـــرت‬ ‫بالحزب (س) ومنعه عن غيرهم وهــذا ما‬ ‫على التعامل بشخصية الهيئة االعتبارية‪.‬‬ ‫ولّــد جفوة وصـــدوع بين بعض مؤسسات‬ ‫الــثــورة وبين أعــضــاء المؤسسة الــواحــدة‪.‬‬ ‫هنا تم استقطاب بعض األشخاص ممن هم‬ ‫محسوبون على الهيئة أو مهنة المحاماة‬ ‫كنت أرى ومنذ البداية أن الدعم هو للتفريق‬ ‫مستغلين حاجة البعض المادية أو جشع البعض‬ ‫والشرذمة وليس للبناء والتقدم‪ .‬حيث ساهم‬ ‫االخر وعدم اكتراثه بثوابت الثورة وهؤالء‬ ‫الدعم والحزبية الى شرذمة الفصائل الثورية‬ ‫األشخاص فضلوا الربح المؤقت قصير المدى‬ ‫(الجيش الــحــر) وانشقاقها على بعضها‬ ‫على حساب الربح بعيد المدى‪ .‬هذه الشخصيات‬ ‫وتكاثرها رغم وحدة الهدف من حيث الظاهر‪.‬‬ ‫التي ذكرتها في سؤالك كان لها دور سلبي في‬ ‫مسيرة الهيئة إما بقصد أو بحسن نية‪ ،‬وهذا‬ ‫وإني أكاد أجزم أن األيدي والعقول التي تبنت االمر انعكس سلبا ً على فعالية الهيئة داخليا ً‬ ‫الحزبية وسوقت للدعم المالي كانت تعي منذ‬

‫وخارجياً‪ ،‬حيث أن وجود هؤالء في أي فعالية‬ ‫البدء أن هذين األمرين سيؤديان الى إضعاف‬ ‫قانونية أو دستورية أو (ثورية) أصبح يغني عن‬ ‫الــثــورة وربــمــا ال سمح هللا إلــى سقوطها‪.‬‬ ‫وجود الهيئة من منظور منسقي هذه الفعاليات‪.‬‬ ‫وبالحديث عن الدعم أؤكد أن هيئة محامي‬ ‫حلب األحــرار لم تتلق أي دعم من أي جهة‬ ‫والجدير بالذكر أن االهتمام تحول نحو‬ ‫وخصوصا ً في المكتب الــذي كنت رئيسه‬ ‫بعض التجمعات (الحقوقية) التي ال يزيد‬ ‫والمكتب الــذي رأســه زميلي جمال جاسم‪.‬‬ ‫عدد أعضائها عن بضعة أشخاص‪ ،‬ويعود‬ ‫سبب هذا االهتمام بهذه التجمعات قرب هذه‬ ‫إن عبث العابثين في مسيرة الثورة من خالل‬ ‫األخيرة من المنظمات والمؤسسات العالمية‬ ‫الحزبية والدعم وأمــورا أخرى لو تم بثورة‬ ‫ووجـــود أفــرادهــا فــي الــخــارج‪ .‬ومــداومــة‬ ‫أخرى في بلد آخر لسقطت واندثرت من بداياتها‪.‬‬ ‫هؤالء على زيارة هذه المؤسسات وتقديمهم‬ ‫للكثير مــن الــعــروض الــتــي ال تستطيع‬ ‫إن وجــود رجــال مؤمنين بعدالة ثورتنا‬ ‫هيئتنا تقديمها الصطدامها بثوابت الثورة‪.‬‬ ‫ولــم تتلطخ أيديهم بــأمــوال الداعمين ولم‬ ‫تتلوث عقولهم بحزبية المتحزبين البد‬ ‫إن حالة انكفاء الثورة خارجيا ً بفعل الغير أدى الى‬ ‫أنــه سيساعد ويـــؤدي الــى انتصار ثورتنا‬ ‫أن يكون دورها فعاالً في الداخل حتى أن البعض‬ ‫وصمودها وتجاوزها لكل المحن والنوازل‪.‬‬ ‫من الثوار من غير المحامين أطلق على هيئة‬ ‫محامي حلب االحرار تسمية (ضمير الثورة)‪.‬‬ ‫هل تستطيع أن تشرح لنا سبب عدم تقديم‬ ‫الــدعــم للمؤسسات الثورية هــل تعتقد أن‬ ‫هل فشلت الثورة السورية؟ أين هي النقطة‬ ‫ذلك كان أمــراً مقصوداً وأســس لالنحراف‬ ‫العمياء التي استوجبت هذا االنكسار فيها؟‬ ‫والـــخـــافـــات بــيــن المنتسبين لــلــثــورة؟‬ ‫كيف تجد المستقبل بعد ضياع حلب؟ ما‬ ‫الــذي تعتبره األقسى عليك طــوال السنين‬ ‫أسلفت في عــدد من األجــوبــة السابقة عن‬ ‫الست الماضية‪ ،‬عمر الثورة السورية‪ ،‬ضد‬ ‫قضية الدعم وأضيف‪ :‬ثمة مؤسسات ثورية لم‬ ‫العالم بأكمله ويمثله عصابة األسد الوضيعة؟‬ ‫يقدم لها دعم البل تم محاربتها في مواردها‬ ‫الخاصة (والتي هي شحيحة باألساس) ومن‬ ‫الثورة لم تفشل ولن تفشل ـ بإذن هللا ـ لكنها‬ ‫هذه المؤسسات هيئة محامي حلب االحرار‪.‬‬ ‫تمر بحالة حرجة جــداً والبــد لها مــن أن‬ ‫تنهض وأن تتعافى من عللها وأسقامها وأن‬ ‫وأعتقد أن عدم دعم الهيئة مرده ثباتها على‬ ‫تــداوي جراحها‪ .‬هناك نقاط عديدة عمياء‬ ‫مبادئها وعدم تفريطها بثوابتها ورفضها ألي‬ ‫دعم مشروط يمكن أن يمس بثوريتها وحسن‬ ‫الثورة مل تفشل ولن تفشل ـ بإذن الله ـ‬ ‫سيرها‪ .‬وأكــاد اجــزم أن الدعم بشكل عام‬ ‫لكنها متر بحالة حرجة جداً والبد لها من أن‬ ‫كان له الدور المدمر على سير الثورة وكان‬ ‫محراك الشر بين بعض المؤسسات وبين أفراد‬ ‫تنهض وأن تتعاىف من عللها وأسقامها وأن‬ ‫المؤسسة ذاتها وهذا االمر أدى الى سقوط بعض‬ ‫تداوي جراحها‬ ‫هذه المؤسسات إما سقوطا ً ماديا ً أو معنوياً‪.‬‬ ‫وليست نقطة واحـــدة وكلها متساوية في‬ ‫وبشكل عــام فــإن كلمة الــدعــم بمدلولها‬ ‫الخطورة ولها نفس األثر السلبي واجتماعها‬ ‫الواقعي تبتعد كل البعد عن مدلولها اللغوي‪.‬‬ ‫كلها كان كارثياً‪ ،‬وسأذكر لك بعضا ً منها‪.‬‬ ‫فالدعم بمعناه الحالي الذي نعيشه هو حالة‬ ‫‪1‬ـدخول جموع من (التائبين الشبيحة) إلى‬ ‫استثمار سياسية أو تجارية بعيدة المدى‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫إن ضياع حلب وسقوطها املدوي بيد‬ ‫عصابات األسد وامليليشيات الطائفية‬ ‫واألجنبية كان وقعه عىل النفس عظيامً‬ ‫ووطأته هائلة‬ ‫صفوف الثورة وتدميرها من الداخل بأوامر‬ ‫المخابرات وهذا الدخول لم يقتصر فقط على‬ ‫فصائل الجيش الحر والحركات اإلسالمية‬ ‫بل انتقل الى المرافق الثورية المدنية‪ ،‬كان‬ ‫هــؤالء السرطان الــذي أنهك جسد الثورة‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ اجتياح أصحاب الفكر الظالمي للثورة‬ ‫ومحاربتهم لها وللثوار مع أنهم لوال اندالع‬ ‫الثورة لما كان لهم وجود وهؤالء كانوا المرتع‬ ‫الخصب ألجهزة المخابرات من عدد كبير من‬ ‫دول العالم‪ .‬أصحاب الفكر الظالمي منهم الجاهل‬ ‫األحمق الذي يضر من حيث أراد أن ينفع ومنهم‬ ‫من تم تجنيده لصالح مختلف أجهزة المخابرات‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ إيجاد التنظيمات اإلرهابية االنفصالية‬ ‫على ساحة الــثــورة كـــ ب ك ك وفروعه‬ ‫وهؤالء كان ضررهم يوازي ضرر داعش‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ سماح الفصائل الكبرى صاحبة القوة‬ ‫والسيطرة للبعض بتشكيل فصائل وكيانات‬ ‫عسكرية ال ترتبط فيما بينها بأي عالقة تنظيمية‬ ‫أو عضوية ومن ثم اجتماع واجماع هذه الفصائل‬ ‫على محاربة فكرة ايجاد جيش وطني واحد‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ قبول الدعم والدعم المشروط وبالتالي سيطرة‬ ‫الداعم على قرار الفصائل عسكريا ً وسياسياً‪.‬‬ ‫إن ضــيــاع حلب وسقوطها الــمــدوي بيد‬ ‫عــصــابــات األســـد والميليشيات الطائفية‬ ‫واألجنبية كــان وقعه على النفس عظيما ً‬ ‫ووطــأتــه هائلة حيث سيطرت على وقتها‬ ‫حالة من الضياع والتشتت وكذلك االمر على‬ ‫كثيرين ممن تم تهجيرهم قسريا ً من حلب‪.‬‬ ‫إن سقوط حلب سيمهد لمصائب ونــوازل‬

‫أخرى على مستويات الثورة‪ ،‬كما كان من‬ ‫أكبر المصائب على ابنائها الذين اخرجوا من‬ ‫ديارهم وأموالهم‪ .‬عايشت كل أنواع القصف‪،‬‬ ‫وكان للموت حولي جوالت وجوالت‪ ،‬جيئة‬ ‫وذهـــاب‪ ،‬وقــد تعرض محيط منزلي خالل‬ ‫ســنــوات الــثــورة ألكثر مــن سبعين برميل‬ ‫متفجر وصــاروخ فراغي وصــاروخ مظلي‬ ‫وعــنــقــودي وفــســفــوري وارتــجــاجــي ورغــم‬ ‫أخل المنزل وبقيت صابراً صامداً‪.‬‬ ‫ذلك لم‬ ‫ِ‬ ‫إال أن الفترة الواقعة بين ‪2016/11/20‬‬ ‫و‪ 2016/12/20‬كانت األصعب واألقسى‬ ‫واألكثر ألما ً ووقعا ً على نفسي‪ ،‬ال تسعفني‬ ‫الحروف لوصف هولها وال تساعدني بالغة اللغة‬ ‫العربية لتصوير آالمها وثقلها وحزنها ومرارتها‪.‬‬ ‫لقد عانيت من القهر والكمد والقلق والضغط‬ ‫ما ال يعلمه إال هللا حتى أني صرت اتناول‬ ‫حبوب مميعة للدم (اسبرين) وبشكل يومي‬ ‫خوفا ً من تعرضي لجلطة‪ .‬وقد ازدادت حالة‬ ‫القهر والكمد بعد تقهقري إلى حي المشهد‪،‬‬ ‫وأصدقك القول إنه في األيام االخيرة قد بلغت‬ ‫القلوب الخناجر‪ .‬كانت ذروة سنام القهر يوم‬ ‫وداعي لملعب الطفولة والشباب لحظة وداعي‬ ‫لكل ذكرى جميلة وحزينة يوم إخراجي من‬ ‫حلب صبيحة ذاك اليوم البارد المأساوي‪.‬‬ ‫سنعود ألننا اصحاب حق ودعاة حرية وكرامة‪...‬‬ ‫وسوف أجيبك على سؤال لم تسأله‪ ،‬سؤال عن‬ ‫رأيّ في القانون الدولي واإلنساني وحقوق‬ ‫اإلنسان‪ .‬لقد درست الحقوق والقانون الدولي‬ ‫االنساني وميثاق األمــم المتحدة ودرســت‬ ‫كذبة حفظ األمن والسلم الدوليين‪ ،‬وتبين لي‬ ‫من الواقع الذي عشته وعاشه شعبنا المكلوم‬ ‫أن ما درسته كان وهما ً وصرحا ً من خيال‬ ‫وكــان كسرا ٍ‬ ‫ب بقيعة يحسبه الظمآن مــاءً‪.‬‬

‫حاوره عبد الكريم أنيس‬

‫‪www.allsyrian.org‬‬


‫‪6‬‬

‫انتهاكات‬

‫العدد ‪ ٧١‬السنة الرابعة ‪2017 / ٠٤ / ١٥‬‬

‫حكايا العتمة ‪11‬‬ ‫إما أن متوت‪ ،‬أو تصبح مخرباً!‬ ‫في أحد المرات أخرجوني للتحقيق ووضعوا‬ ‫الطماش على عيوني وأنا خارج من باب‬ ‫الزنزانة‪ ،‬سحبوني من يدي إلى الغرفة وقالوا‬ ‫لي‪:‬‬ ‫اتشطح لنساويلك‪.‬‬ ‫وأنا أستلقي نظرت من الفتحة عند أنفي‬ ‫فشاهدت الموجودين‪ ،‬جمع غفير من الكالب‬ ‫المسعورة من محققين وجالدين‪ .‬وبدأ الجلد‬ ‫بالكبل الرباعي وأعادوا األسئلة‪« ..‬في اليوم‬ ‫الفالني وين كنت وفي اليوم العلتاني وين‬ ‫رحت»‪ ..‬وكأنهم ألول مرة يحققون معي‪.‬‬ ‫وبدأت ُتعاد األسئلة من جديد‪ ،‬وفجأة سمعت‬ ‫صوت أبو جمعة وبدأ بالعودة وقال للمحققين‪:‬‬ ‫يخرب بيوتكن‪ ،‬هو عم يحقق معكن مو انتو‪.‬‬ ‫انتوا ما بتفهموا بالتحقيق شي‪ ،‬متل البهايم‪.‬‬ ‫وأنا بالفعل حين كانوا يسألونني‪ ،‬كنت أسألهم‬ ‫وأجاوب‪ ،‬فقال لهم‪:‬‬ ‫طلعوا من هون‪.‬‬ ‫وعلى ما يبدو أن طلب إخراجهم من أبو‬ ‫جمعة قد أثار حفيظتهم‪ ،‬فبدأ الجميع يضرب‬ ‫بي وبشكل عشوائي والعفس على كل جسدي‬ ‫حتى رأسي وما عدت لوعيَّ إال باليوم التالي‪،‬‬ ‫حث كان أحدهم يرفسني بقدمه فصدر مني‬ ‫صوت واهن‪ ،‬فقال لزميل معه‪:‬‬ ‫مو ميت‪.‬‬ ‫لكن في حينها لم أكن أعلم من أولئك وماذا‬ ‫يريدون مني وما هو الوقت‪ ،‬لكن حين رأيتهم‬ ‫تذكرت فوراً أن هناك واجب يجب أن يقوموا‬

‫به‪ .‬فتفاجأت بالسؤال حين قالوا لي‪:‬‬ ‫قوم‪ .‬ما بدك تغسل وتنظف حالك‪ .‬وشوف شو‬ ‫جايبنلك أكل‪ .‬ما بدك تاكل؟‪.‬‬ ‫في حينها شعرت باالطمئنان والراحة انه ال‬ ‫توجد حفلة تعذيب لذلك اليوم‪ ،‬وكان في كالم‬ ‫أحدهم شيء من الشفقة عليّ وشعرت أن ذلك‬ ‫اليوم سليم‪ .‬وعلى الفور بدأ هذا التصرف‬ ‫يعطيني شعور بالقوة‪ .‬فقال أحدهم لآلخر‪:‬‬ ‫عيف باب المنفردة مفتوح‪ ،‬بس قدر يقوم‬ ‫لحالو رح يقوم وينظف‪.‬‬ ‫وذهبوا وبعد فترة وجيزة جاء أبو أيمن وقال‬ ‫لي‪:‬‬ ‫خيو صرت جاي لعندك من البارحة لليوم‬ ‫أربع خمس مرات‪ .‬خيو عم تتدلل علينا‬ ‫يعني!‪.‬‬ ‫وهللا يا عمي أبو أيمن مالي حاسس بشيء‪ .‬ال‬ ‫تواخذني‪.‬‬ ‫وما كان منه غير أن أدار ظهره وذهب‬ ‫وشعرت بالغصة في حلقي‪ ،‬ومن ثم عاد‬ ‫ومعه أجيره أبو عبدو‪ ،‬وقال ألبي عبدو‪:‬‬ ‫ساعد أبو علي ليوقف‪ .‬خلي ينظف حالو‪.‬‬ ‫معلش‪ .‬هأل بقوم لحالي‪.‬‬ ‫فأكد عليّ بمساعدة أبو عبدو لي‪ ،‬فأوقفني‬ ‫وأخرجني شبه محمول للمغسلة‪ .‬وساعدني‬ ‫بتنظيف جسدي‪ ،‬وشعرت بتعب شديد وما‬ ‫عدت قادراً على االستمرار‪ ،‬فطلبت منه أن‬ ‫يدخلني للمنفردة وحين كنت أنظف نفسي‬ ‫ووجهي‪ ،‬كان أبو عبدو ينظف الدم السائل‬

‫من رأسي على رقبتي كان يردد العبارة‬ ‫المشهورة «حسبي هللا ونعم الوكيل‪ ،‬هللا‬ ‫يصطفل فيهن»‪ .‬شكرته على مساعدتي وحين‬ ‫االنتهاء وعودتي إلى المنفردة‪ ،‬ذهب أبو‬ ‫عبدو ليعودا هو وأبو أيمن مؤكداً ‪:‬‬ ‫ما بدك تاكل لك يا ابني؟‪ .‬جايبلك أكل طيب‪.‬‬ ‫كان أبو أيمن يعاملني بطريقة شخص يحتاج‬ ‫العناية‪ ،‬فيحاول جاهداً ترغيبي بالطعام‪.‬‬ ‫شكرته وقلتله ‪:‬‬ ‫بعدين باكل‪ .‬بس يا عمي ابو أيمن ما في‬ ‫عندكن بالجماعية كاسة شاي؟‪.‬‬ ‫هأل منعمل شاي تكرم عينك‪.‬‬ ‫ذهب هو وأبو عبدو فترة وجيزة ثم عادوا‬ ‫بالشاي‪ ،‬وبعد االنتهاء من الشرب سمعت‬ ‫صوت أبو جمعة فانتابني خوف شديد‬ ‫وبدأت أوصالي ترتجف ألنه يتصرف من‬ ‫غير توجيه من أحد‪ ،‬ألنه كان الموجه وهو‬ ‫السيد المطلق بالفرع وله الحق بأن يصفي‬ ‫جسدياً‪ ،‬وهو من كان يأتي بالعرفي المفتوح‬ ‫والمسكر وال يمكن ان أنسى حين كان يجلدني‬ ‫بالصالون وهو سكران‪ .‬ولكن حين نادى على‬ ‫أبو أيمن وقال له‪:‬‬ ‫وينك يا ابن ستي؟‪( .‬وتوجه بحديثه إلى‬ ‫الحراس والجالدين) ولك عرصات شو بدو‬ ‫ابو ايمن تعملوا ‪ ..‬فهمانين؟‪ .‬ولك كالب انتو‪.‬‬ ‫وتابع أبو جمعة الحديث مع ابو أيمن‪:‬‬ ‫ما بدك تروح ع البيت مشان تتغسل؟‪.‬‬ ‫بعد المغرب‪ .‬وأبقى خبرهن إني جاي مشان‬

‫املركز السوري للحريات الصحفية يف رابطة الصحفيني السوريني‬ ‫يــوثّــق وقـــوع ‪ 26‬انــتــهــاكـاً بحق اإلعـــام يف سوريا‬ ‫خالل شهر آذار‬

‫ّ‬ ‫وثــق المركز السوري للحريات الصحفية‬ ‫في رابطة الصحفيين السوريين وقوع ‪26‬‬ ‫انتهاكا ً بحق اإلعالم في سوريا خالل شهر‬ ‫آذار‪/‬مــــارس ‪ ،2017‬وذلــك فــي انخفاض‬ ‫بسيط مقارنة مــع عــدد االنتهاكات التي‬ ‫شــهــدهــا شــهــر شــبــاط‪ /‬فــبــرايــر الــمــاضــي‪.‬‬

‫وجــاء فــي التقرير الشهري الــصــادر عن‬ ‫المركز اليوم االثنين‪ ،‬أن أبرز االنتهاكات‬ ‫تمثلت في مقتل ‪ 6‬إعالميين‪ ،‬فيما حافظ‬ ‫النظام الــســوري على الــصــدارة في قائمة‬ ‫الــجــهــات الــمــســؤولــة عــن االنــتــهــاكــات‪.‬‬ ‫وذكر التقرير أن النظام السوري كان مسؤوالً‬ ‫عن ‪ 6‬انتهاكات‪ ،‬تلته في القائمة حليفته روسيا‬ ‫بـ ‪ 5‬انتهاكات‪ ،‬باإلضافة إلى ‪ 5‬انتهاكات‬ ‫على يــد جهات معارضة‪ ،‬وكــان «حــزب‬ ‫االتحاد الديمقراطي» (‪ )PYD‬مسؤوالً عن‬ ‫‪ 3‬حاالت‪ ،‬وتنظيم «الدولة» عن انتهاكين‪،‬‬ ‫وكذلك حالتين على يد جهات خارجية‪ ،‬في‬ ‫حين تم تسجيل ‪ 3‬انتهاكات من قبل مجهولين‪.‬‬ ‫وتنوعت االنتهاكات في شهر آذار وفقا ً‬ ‫للتقرير‪ ،‬وكان من أبرزها مقتل ‪ 6‬إعالميين‬ ‫من بينهم ‪ 4‬يعملون مع قوى مسلحة‪ ،‬ليرتفع‬ ‫عدد اإلعالميين الذين وثق المركز مقتلهم منذ‬ ‫انطالق الثورة السورية في منتصف آذار عام‬ ‫‪ ،2011‬إلى ‪ 398‬إعالمياً‪ ،‬حيث قتل اإلعالمي‬ ‫«محمد أبازيد» المعروف بـ «جورج سمارة»‪،‬‬ ‫جراء قصف من الطيران الحربي الروسي‬ ‫على مدينة درعــا‪ ،‬أثناء تغطيته لألحداث‬ ‫هناك‪ ،‬كما قتل اإلعالمي «محمد علي بكور»‬ ‫على أيدي مجهولين بعد اختطافه بريف إدلب‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬وثق التقرير إصابة إعالميين‬ ‫بجروح‪ ،‬إضافة إلى حاالت اعتقال واحتجاز‬ ‫وخطف واعتداء بالضرب على إعالميين‪،‬‬ ‫والحكم على إعالمي بالسجن لمدة سنة‪ ،‬حيث‬ ‫اعتقلت قوات «األسايش» التابعة لما تسمى‬ ‫بـ»اإلدارة الذاتية» كالً من اإلعالميين «جوان‬ ‫عبد العزيز شهاب» و»بــاور معروف مال‬ ‫أحمد» في محافظة الحسكة وأفرجت عنهما‬ ‫الحقا ً دون معرفة أسباب االعتقال‪ ،‬فيما‬ ‫أوقفت سلطات أمن مطار «صبيحة كوكجن»‬ ‫الدولي في اسطنبول بتركيا الصحفي السوري‬ ‫«مسعود حامد» بُعيد وصوله إليه قادما ً من‬ ‫فرنسا‪ ،‬وأعيد في اليوم التالي إلى فرنسا‪،‬‬ ‫في حين اختطف مجهولون الناشط اإلعالمي‬ ‫«محمد عبد الكريم طه» في ريف حمص‪.‬‬

‫‪newspaper@allsyrian.org‬‬

‫ومــــــن جـــانـــب‬ ‫آخـــــــــر‪ ،‬وثــــق‬ ‫التقرير إصــدار‬ ‫إحـــدى المحاكم‬ ‫التابعة لـــ»إلدارة‬ ‫الذاتية» في مدينة‬ ‫القامشلي بمحافظة‬ ‫الــحــســكــة شمال‬ ‫شــرقــي ســوريــا‪،‬‬ ‫حــكــم ـا ً بالسجن‬ ‫مـــدة ســنــة على‬ ‫الناشط اإلعالمي‬ ‫«آالن مــحــمــد‬ ‫سليم أحمد»‪ ،‬كما‬ ‫أقدمت قوة تنفيذية‬ ‫تــابــعــة لمجلس‬ ‫الــقــضــاء األعلى‬ ‫بالغوطة الشرقية‪،‬‬ ‫فــي مدينة دومــا‬ ‫عــلــى مــداهــمــة‬ ‫منزل اإلعالمي‬ ‫«ياسر الدوماني»‬ ‫بعد أن أصــدرت‬ ‫مــذكــرة توقيف‬ ‫بحقه على خلفية‬ ‫شـــكـــوى قــدمــت‬ ‫ضــــده مـــن قبل‬ ‫«جيش اإلسالم»‪.‬‬

‫كما شهد شهر آذار انتهاكات أخــرى بحق‬ ‫مؤسسات ومراكز إعالمية‪ ،‬حيث أصدرت‬ ‫النيابة العامة في مدينة دوما (مجلس القضاء‬ ‫األعلى في الغوطة الشرقية) التي يسيطر عليها‬ ‫«جيش اإلسالم»‪ ،‬قراراً بإغالق كافة المقرات‬ ‫العائدة لمجلة «طلعنا عالحرية» والمؤسسات‬ ‫المرتبطة بها‪ ،‬وذلك على خلفية نشر المجلة‬ ‫مقاالً بعنوان «يا بابا شيلني»‪ ،‬بينما أقدمت‬ ‫إدارة موقع «تويتر» على إغالق حساب شبكة‬ ‫«‪ »On The Ground New‬التي يعمل‬ ‫بها الصحفي األميركي «بالل عبد الكريم»‪،‬‬ ‫المعنية بإنتاج مقاطع فيديو وتقارير عن‬ ‫سوريا‪ ،‬وأعادت تفعيله بعد ‪ 4‬أيام‪ ،‬في حين‬ ‫تم استهداف فريقي قناة «الجسر الفضائية»‬ ‫بشكل مباشر من قبل طائرات النظام السوري‬ ‫في كل من مدينة «دمشق» «وريف حماه»‬ ‫أثــنــاء تغطيتهما للمعارك الــدائــرة هناك‪.‬‬ ‫ومن جهة ثانية‪ ،‬سجل الشهر الماضي اإلفراج‬

‫يحموا لي الحمام‪.‬‬ ‫تكرم‬ ‫وبعد هذا الحديث الذي دار بين أبو جمعة‬ ‫وأبو ايمن‪ ،‬زال الخوف وعدت لطبيعتي‪،‬‬ ‫ولكن ما هي مناسبة حديث أبو جمعة مع‬ ‫السجانين‪ .‬كانت بمثابة توصيل هذه الرسالة‬ ‫لهم‪.‬‬ ‫وعلى ما يبدو أن أحد السجانين اشتكى ألبي‬ ‫جمعة أن أبا أيمن يأتي لعندي ويتفقدني‬ ‫باستمرار ويطمئن عليّ ويؤمن رغباتي في‬ ‫الوقت الذي تعودوا على وضعي المأزوم‬ ‫وعلى التصرف الوحشي والال إنساني أنا‬ ‫الذي كنت محروم من كل شيء حتى من‬ ‫مياه الشرب من الحنفية التي كانت موجودة‬ ‫أمامي‪ .‬واآلن الشاي يتأمن لي‪.‬‬ ‫مالحظة حول مياه الشرب‪ .‬في أول اعتقالي‪،‬‬ ‫طلبت من السجان أن يعبئ لي القنينة قبل أن‬ ‫يغلق الباب‪ ،‬حينها جاء أبو جمعة وقال‪:‬‬ ‫عبي القنينة من مي الصوفاج‪.‬‬ ‫وكان ممنوع أن أشرب من مياه الحنفية‪،‬‬ ‫وكان تنفيذ االوامر بحذافيرها‪ ،‬وبقيت على‬

‫من ذاكرة الثورة‬

‫ذلك الوضع فترة ال بأس بها وكنت حين‬ ‫دخولي للتواليت كنت اغسل خرطوم التواليت‬ ‫واشرب ألن مياه الصوفاج كانت صدئة‬ ‫وحامضة‪.‬‬ ‫أنا قلت بسياق الحديث وأنا أكتب‪ ،‬إن مجيء‬ ‫أبو أيمن صنع خلل في الوضع العام بالنسبة‬ ‫لعناصر الفرع على كل المستويات وبالنسبة‬ ‫لي خاصة‪ ،‬أما أبو ايمن لحين مجيئه وقبل‬ ‫مجيئه‪ ،‬كان تفكيري محصور بالموت من‬ ‫أجل الخالص من ذلك الوضع واأللم ألني‬ ‫لم أكن قادراً على التحمل وأنا بين خيارين‬ ‫ال ثاني لهما‪ ،‬إما أن أتواطئ وإما الموت‪،‬‬ ‫وكما قلت سابقا ً ومن أول يوم‪ ،‬لقد اخترت‬ ‫التخلي عن الحياة‪ ،‬وحين مجيء هذا اإلنسان‬ ‫عاد لي األمل لي بالحياة‪ .‬وعادت قدراتي‬ ‫على التحمل وبدأت أشعر بالقوة وبالرغم من‬ ‫وضع العمود الفقري كان منحنيا ً لحين انتهاء‬ ‫التحقيق وذهابي للسجن‪.‬‬

‫أحمد معرستاوي‬

‫مجزرة تفتناز‬ ‫‪ 3‬نيسان ‪2012‬‬

‫دخلت بتاريخ ‪ 3‬أبريل‪/‬نيسان ‪ 2012‬دبابات‬ ‫الجيش السوري وباصات الشبيحة قرية تفتناز‪،‬‬ ‫التي تم قبالً قصفها من قبل الطيران الحربي‬ ‫أيضاً‪ ،‬وراح ضحية هذا الهجوم عدد كبير من‬ ‫أبناء القرية قُدّر عددهم بأكثر من ‪ 65‬ضحية‪.‬‬ ‫إذ بعد أن اقتحمت الدبابات والمجنزرات مدينة‬ ‫تفتناز اآلمنة الجميلة في ربوعها والطيبة‬ ‫بأهلها وساكنيها عاثت خرابا ً في المدينة‪،‬‬ ‫ون ّكلت بأهلها‪ ،‬وارتكبت مجزرة بشعة بحق‬

‫جميعهم‪ ،‬وتم دفنهم في مقبرة جماعية‪ ،‬بعد‬ ‫العثور على جثثهم تحت أنقاض القرية‪.‬‬ ‫ليقضي في ذلك اليوم بين شهيد أعدم بإطالق‬ ‫النار على الرأس من مسافات قريبة‪ ،‬وشهيد‬ ‫قضى حرقا ً وهو حي‪ ،‬وشهيد تم دهسه بالدبابات‬ ‫والمجنزرات‪ ،‬ليبلغ عدد الشهداء ‪ 67‬شهيداً‪.‬‬ ‫وقد تعمدت قوات النظام إحراق الجثث بشكل‬ ‫يصعب التعرف عليها من أجل منع أبناء‬

‫عن الناشط اإلعالمي «محمد عبد القادر‬ ‫صبيح» بتاريخ ‪ ، 2017/3/8‬بعد أسبوعين‬ ‫على اعتقاله من قبل «هيئة تحرير الشام»‪ ،‬من‬ ‫منزله في قرية كفرسجنة بريف إدلب الجنوبي‪.‬‬ ‫وجدد المركز السوري للحريات الصحفية في‬ ‫رابطة الصحفيين السوريين في ختام تقريره‬ ‫الدعوة إلى احترام حرية العمل اإلعالمي في‬ ‫سوريا‪ ،‬والعمل على ضمان سالمة العاملين‬ ‫فيه‪ ،‬مع محاسبة كل المتورطين في االنتهاكات‪،‬‬ ‫وطالب مختلف األطــراف والجهات الدولية‬ ‫المعنية بتفعيل القوانين الدولية الخاصة بحماية‬ ‫اإلعالميين‪ ،‬ومحاسبة كل من ارتكب جرائم‬ ‫بحقهم‪ ،‬والعمل على الدفاع عنهم وعن حرية‬ ‫الصحافة وحق نقل المعلومات في سوريا‪.‬‬

‫(عن موقع رابطة الصحفيين)‬

‫الساكنين‪ .‬حيث قاموا بإعدامات ميدانية‬ ‫وحرق للبيوت والمنازل وأصحابها فيها ولم‬ ‫يميزوا شيخا ً وال طفالً وال امرأة‪ ،‬بل حتى لم‬ ‫يرحموا الشجر والحجر والحيوانات المختلفة‪.‬‬ ‫وقد قامت قوات النظام بـ «إعدامات ميدانية»‪،‬‬ ‫حيث جمعت أكثر من ثالثين شابا ً من شباب‬ ‫القرية في الساحة العامة‪ ،‬وأعدمت واحداً‬ ‫منهم‪ ،‬وهو من آل الخطيب‪ ،‬ثم هددت الباقين‬ ‫بالقتل إن لم يدلوا على أماكن تواجد عناصر‬ ‫الجيش الحر‪ ،‬وبعد ذلك تم تصفية الشباب‬

‫القرية من توثيق األســمــاء‪ ،‬إال أن أقــارب‬ ‫القتلى أعــدوا الئحة بأسماء أقاربهم الذين‬ ‫قضوا بالمجزرة وكــان من بين الضحايا‬ ‫بعض شيوخ يزيد عمرهم على السبعين سنة‬ ‫وأطفال وعدد من الجنود‪ ،‬الذين انشقوا عن‬ ‫الجيش النظامي‪ ،‬كما أشــارت إلــى اختفاء‬ ‫العديد من أبناء القرية التي تم اعتقالهم أثناء‬ ‫الهجوم‪ .‬إذ أن القوات قامت بعد المجزرة‬ ‫بمداهمة جميع المنازل وتفتيشها وترويع أهلها‪.‬‬

‫رحم هللا شهداء تفتناز‪.‬‬ ‫‪www.allsyrian.org‬‬


‫منايف السوريني‬

‫العدد ‪ ٧١‬السنة الرابعة ‪2017 / ٠٤ / ١٥‬‬

‫االندماج يف سوق العمل األملا ّين‬ ‫الشهادات – الوظيفة ‪ -‬التدريب‬

‫وتــورد هذه الجهات الرسميّة أ ّنكن على‬ ‫علم بأنّ تكاليف المعيشة مرتفعة جـ ّداً في‬ ‫ألمانيا‪ ،‬وتحرص على توضيح أ ّنه في معظم‬ ‫الحاالت ال يمكن لفرد واحد في العائلة أن‬ ‫يكسب ما يكفي من المال لتأمين حياة كريمة‬ ‫للعائلة كاملة‪ .‬وتطالب الراغبين بالسفر ث ّم‬ ‫العمل في بمناقشة هذه المسألة مع عائالتهم‪.‬‬ ‫وتنصح هذه الجهات عبر كتيّبات خاصة قبل‬ ‫المغادرة إلى ألمانيا‪ ،‬بجمع أكبر قدر ممكن‬ ‫من المعلومات عن فرص العمل في ألمانيا‪،‬‬ ‫وبزيارة الصفحات اإللكترونيّة ألصحاب‬ ‫ّ‬ ‫موظفين‪ ،‬مثالً‪ ،‬وسؤالهم‬ ‫العمل الذين يطلبون‬ ‫عن طريق شبكة اإلنترنت عن برامج التدريب‪.‬‬ ‫ألنّ ذلك ما سيعزز الفرص في الحصول‬ ‫على وظيفة فعليّة عند الوصول إلى ألمانيا‪.‬‬

‫متى يمكنك العمل‪ ،‬وكيف؟‬

‫كيف يت ّم االعــتــراف بمؤهّالتك المهن ّية؟‬ ‫خذ ك ـ ّل شهادتك معك إلــى ألمانيا‪ ،‬على‬ ‫األرجـــح‪ ،‬أنــت تحمل شهادة مدرسيّة أو‬ ‫شهادة جامعيّة‪ .‬شهادتك قيّمة جــ ّداً! فهي‬ ‫ستساعدك على إيــجــاد عمل فــي ألمانيا‬ ‫‪.‬‬ ‫عند التقدّم بطلب للحصول على وظيفة‬ ‫في ألمانيا‪ ،‬يجب عليك إرفاقها بأوراقك‪.‬‬ ‫ولكن ال ب ّد أن تعترف السلطات األلمانيّة‬ ‫بشهاداتك‪ .‬وتجري عمليّة االعتراف بها‬ ‫في الوالية اال ّتحاديّة التي ترغب في العمل‬ ‫فيها‪ .‬ولكن‪ ،‬يمكنك إرسال استمارة الطلب‬ ‫من أيّ مكان‪ ،‬ح ّتى من خــارج ألمانيا‪.‬‬ ‫قم بترجمة شهاداتك والمصادقة عليها‪.‬‬ ‫تتطلّب عمليّة االعتراف بشهاداتك عادة‬ ‫نسخا ً مصدّقة ومترجمة منها (رسميّة)‪.‬‬ ‫يمكن أن تت ّم الترجمة في ألمانيا أو في‬ ‫الــخــارج‪ ،‬ولكن يجب أن يكون المترجم‬ ‫معترفا ً به رسم ّيا ً (يعرف عادة باسم مترجم‬ ‫معتمد أو محلّف)‪ .‬قاعدة البيانات الخاصّة‬ ‫بــهــؤالء المترجمين متو ّفرة على شبكة‬ ‫اإلنترنت على العنوان اإللكتروني التالي‪:‬‬ ‫‪www.justizdolmetscher.de‬‬ ‫يــمــكــنــك كـــذلـــك تـــصـــديـــق نـــســـخ مــن‬ ‫مستنداتك فــي مكاتب تسجيل المقيمين‬ ‫( ‪)E i n w o h n e r m e m l d e a m t‬‬ ‫ّ‬ ‫الخط الساخن لـ «العمل والعيش في ألمانيا»‬ ‫سيسرّ المكتب اال ّتحاديّ للهجرة والالجئين‬ ‫(‪Bundesamt fur Migration und‬‬ ‫‪ )Fluchtlinge‬تقديم المشورة لك‪ ،‬إذا كنت‬ ‫قد حصلت على مؤهّالتك المهنيّة خارج ألمانيا‬ ‫وترغب في استخدامها في سوق العمل األلمانيّ ‪.‬‬

‫الــجــواب مباشرة‪ ،‬يمكنك البدء بالعمل‬ ‫فــوراً بعد التسجيل في ألمانيا‪ .‬وذلــك بأن‬ ‫تضع خـ ّ‬ ‫ـطــة وتــكــون واقــع ـ ّيــة‪ .‬وبالطبع‬ ‫عليك أن تبحث عــن وظيفة تــتــاءم مع‬ ‫مهاراتك وخلفيّتك وتعليمك وخبرتك‪.‬‬

‫ّ‬ ‫بالخط الساخن «العمل والعيش‬ ‫يمكنك االتصال‬ ‫في ألمانيا» الستشارة أوّ ليّة‪ ،‬على الرقم التالي‪:‬‬ ‫(تــنــطــبــق‬ ‫‪1815111-30-49+‬‬ ‫عليه الــتــعــريــفــات الــمــعــيــار ّيــة لخطوط‬ ‫الـــهـــواتـــف األرضــــيّــــة األلـــمـــانـــيّـــة)‪.‬‬

‫ونـــظـــراً إلـــى خــصــائــص ســـوق العمل‬ ‫األلــمــانــيّ والــنــظــام األلــمــانــيّ لتقدير‬ ‫المؤهّالت‪ ،‬قد يتوجّ ب عليك البدء بعمل‬ ‫أق ّل شأنا ً وراتبا ً ممّا كان عليه في سورية‪.‬‬

‫خــــال االســـتـــشـــارة‪ ،‬يــمــكــنــك اخــتــيــار‬ ‫تلقي المعلومات األوّ لـــيّـــة فيما يتعلّق‬ ‫باالعتراف بالمؤهّالت المهنيّة األجنبيّة‬ ‫في ألمانيا‪ ،‬باللغة األلما ّنية أو اإلنكليزيّة‪.‬‬

‫فــي ألــمــانــيــا‪ ،‬ســتــواجــه وضــع ـا ً مختلفاً‪:‬‬ ‫لـــغـــة أخـــــــرى‪ ،‬وقـــــواعـــــد وأنــظــمــة‬ ‫أخــــرى‪ ،‬ووظــائــف ومـــؤهّـــات أخـــرى‪.‬‬

‫سيحاول المكتب كذلك أن يساعدك على‬ ‫إيجاد المكتب المسؤول عن عمليّة االعتراف‬ ‫في مجال عملك‪ ،‬وستكتشف كذلك كيفيّة‬ ‫سير العمليّة‪ ،‬والجهة التي يتعيّن عليك‬ ‫أن ت ّتصل بها لمقابلة استشاريّة مفصّلة‬ ‫وشخصيّة والــوثــائــق التي تحتاج إليها‪.‬‬

‫وظيفة تتطلّب مهارات قانونيّة أساسيّة‪ .‬مع‬ ‫ذلك‪ ،‬قد تجد وظيفة أو عمالً مختلفا ً تماماً‪.‬‬

‫ويمكنك أيضا إرســـال أسئلتك المتعلّقة‬ ‫باالعتراف بالمؤهّالت األجنبيّة إلى المكتب‬ ‫اال ّتحادي للهجرة والالجئين‪ ،‬وهنالك استمارة‬ ‫اتصال متاحة باأللمانيّة واإلنكليزيّة لهذه الغاية‪.‬‬ ‫يرجى المالحظة أنّ المكتب يحتاج إلى‬ ‫تفاصيل مختلفة لتوفير المعلومات المناسبة‪.‬‬

‫ابحث عن وظيفة ترتبط بوظيفتك القديمة‪:‬‬ ‫إن كنت تعمل كمحام‪ ،‬ابحث إذاً عن‬

‫قد يكون عليك في البداية القبول بوظيفة‬ ‫أق ـ ّل شأنا ً من الوظيفة التي كنت تشغلها‬ ‫في بلدك‪ .‬سيساهم هذا الح ّل المؤ ّقت في‬ ‫تكمين عائلتك من االستقرار‪ .‬سيقدّر أطفالك‬ ‫أ ّنك تسمح لهم بالحصول على تعليم جيّد‪.‬‬ ‫قــد تحتاج إلــى أن تــدرس أو أن تحصل‬ ‫على تــدريــب إضــافــي‪ .‬قــد تضطرّ إلى‬ ‫العمل إلعــالــة عائلتك مــع الــذهــاب في‬ ‫الــوقــت نفسه إلــى الــــدورات التدريبيّة‪.‬‬ ‫يعتبر إطالق مشروعك التجاريّ الخاصّ‬ ‫على األرجح مهمّة صعبة ج ّداً حال ّياً؛ أل ّنه‬ ‫هناك أنظمة كثيرة عليك االمتثال لها‪.‬‬

‫‪newspaper@allsyrian.org‬‬

‫املهني واللغة األملان ّية‬ ‫التدريب‬ ‫ّ‬ ‫(بريوف أوسبيلدونغ)‬

‫تبدو ألمانيا حريصة ج ّداً على أن يبدأ الالجئون‬ ‫إليها‪ ،‬بالعمل في أسرع وقت ممكن‪ ،‬لك ّنها تهت ّم‬ ‫كذلك بتم ّتعهم بأقصى ح ّد من المؤهّالت‪ .‬وإنّ‬ ‫الحصول على مستوى جيّد في اللغة األلمانيّة‬ ‫محادثة وكتابة ضروريّ لكي يجد الشخص‬ ‫عمالً‪ ،‬وبالتالي ينجح في حياته المهنيّة‪.‬‬

‫يمكنك البحث عن معلومات عن سوق العمل‬ ‫في ألمانيا خــال انتظار الحصول على‬ ‫ّ‬ ‫يحق لك‬ ‫التأشيرة كالجئ معترف به‪ ،‬كما‬ ‫أن تعمل في ألمانيا فوراً‪ .‬وأثناء الحصول‬ ‫على التأشيرة‪ ،‬ما إذا كنت ترغب بالعمل في‬ ‫ألمانيا‪ ،‬وإن كان األمر كذلك‪ ،‬ما نوع العمل‬ ‫الذي ترغب في تقديم طلب للحصول عليه؟‬ ‫قبل ا ّتخاذكم القرار‬ ‫هذا ما تؤ ّكده المعلومات الرسميّة التي تقدّم‬ ‫من خالل دورات االندماج‪ ،‬التي يخضع‬ ‫لها من وصل إلى ألمانيا‪ ،‬أو من ينتظر‬ ‫الحصول على التأشيرة فــي بــلــدان مثل‬ ‫تركيا‪ ،‬من خالل عمليّات «ل ّم الشمل» مثالً‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫وسيساعد ذلك المكتب في الر ّد على استفسارك‬ ‫بشكل أسرع لمزيد من المعلومات‪ .‬انظر‪:‬‬ ‫‪www.anerkennug-in‬‬‫‪deutschland‬‬ ‫بالتواصل المباشر مع الجهات الرسميّة‬ ‫أو المعترف بها رسم ّياً‪ ،‬وأنّ ال يعتمدوا‬ ‫إطــاق ـا ً على الشائعات أو أيّ وسطاء‪.‬‬

‫برلين‪ /‬ب ّ‬ ‫شار فستق‬

‫متابعة دورة «اللغة األلمانيّة لألغراض المهنيّة»‬ ‫يقدّم المكتب اال ّتــحــاديّ األلماني للهجرة‬ ‫والالجئين‪ ،‬كجزء مــن بــرامــجــه‪ESF-‬‬ ‫‪( BAMF‬كلية العلوم التربويّة والمهنيّة‬ ‫لتعليم اللغة المكتب اال ّتــحــادي للهجرة‬ ‫والالجئين) دورات لغة فــي «األلمانية‬ ‫لألغراض المهنيّة» مجّ انا ً للمهاجرين‪ .‬تجمع‬ ‫هذه الــدورات بين دروس اللغة األلمانيّة‬ ‫وبناء المهارات المهنيّة‪ ،‬وخيار معرفة‬ ‫المزيد عن العمل من خالل التعيين الوظيفيّ ‪.‬‬ ‫مع دروس اللغة‪ ،‬ووحــدة بناء المهارات‬ ‫والتعيين الــوظــيــفــيّ ‪ ،‬يمكن أن تشمل‬ ‫الــدورة ما يصل الى ‪ 730‬حصّة دراسيّة‬ ‫على مــدى ‪ 6‬أشــهــر‪ ،‬أو ‪ 12‬شــهــراً في‬ ‫حــال متابعة الــــدورات بـــدوام جــزئــيّ ‪.‬‬ ‫مـــن يــمــكــنــه مــتــابــعــة هـــذه الــــــدورات؟‬ ‫يشجّ ع المسؤولون عن هذه البرامج الالجئين‬ ‫والمهاجرين على االنخراط فيها بقولهم‪ :‬إذا‬ ‫شاركت في الرنامج‪ ،‬ستتعلّم لغة إضافيّة‪،‬‬ ‫وتكتسب مؤهّالت في مجال عملك‪ ،‬ممّا‬ ‫يزيد فرصك في سوق العمل‪ .‬ويوضحون‬ ‫الحاالت والشروط الالزمة لذلك بأربعة نقاط‪:‬‬ ‫عدم المعرفة الوافية باأللمانيّة إليجاد وظيفة‪.‬‬ ‫التسجيل كباحث عن عمل (كقاعدة عامّة)‬ ‫وتل ّقي إعانات وفقا ً للقانون االجتماعيّ ‪.‬‬ ‫إنـــهـــاء دورة انــــدمــــاج‪ ،‬أو امــتــاك‬ ‫مـــهـــارات كــافــيــة بــالــلــغــة األلــمــانــيّــة‪.‬‬ ‫يجب أن يكون الطالب قد أنهى التعليم اإللزاميّ‬ ‫‪.‬‬ ‫مــــاذا فـــي دروس الــلــغــة األلــمــانــيّــة؟‬ ‫تهدف دروس اللغة األلمانيّة‪ ،‬تعلّم المفردات‬ ‫والقواعد والتعابير التي سيحتاجها الراغب‬ ‫بالعمل ليفهمه زمالؤه وعمالؤه ورؤساؤه‬ ‫بوضوح‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬سيتعلّم فهم نصوص‬ ‫أكثر تعقيداً‪ ،‬وما يجب أن يأخذه في االعتبار‬ ‫عند كتابة الرسائل اإللكترونيّة والرسائل‬ ‫ّ‬ ‫الخطيّة‪ .‬وسيتعلّم في دروس اللغة األلمانيّة‬ ‫كذلك المهارات اللغويّة العامّة الضروريّة‬

‫للعمل بما في ذلك طريقة كتابة طلب وظيفة‪.‬‬ ‫الـــتـــدريـــب لــلــوظــيــفــة وفــــي الــوظــيــفــة‬ ‫من أجل زيادة فرصة المتقدّم في سوق العمل‬ ‫األلمانيّ ‪ ،‬سوف يتعلّم طريقة كتابة طلب‬ ‫عمل‪ ،‬وطريقة االستعداد إلجراء مقابالت‬ ‫عمل واإلجابة على أسئلة صعبة‪ .‬سيحصل‬ ‫على تعريف عن أنظمة العمل األلمانيّة‬ ‫الرئيسيّة‪ ،‬مثل‪ :‬إجــازة األمــومــة‪ ،‬العقود‬ ‫الدائمة والمحدّدة األجــل‪ ،‬ساعات العمل‪،‬‬ ‫تعليق التوظيف‪ ،‬انتهاء العقد‪ ،‬المساواة‪،‬‬ ‫المحاكم العالميّة‪ .‬ويمكنه التقدّم بطلب‬ ‫لتوسيع معرفته النظريّة خالل فترة التدريب‪.‬‬ ‫ويحتفظ الــمــدرّ ســون والــمــشــرفــون على‬ ‫الدورات‪ ،‬بسجّ ل منتظم للتقدّم الذي يحرزه‬ ‫الطالب‪ ،‬ويقيّم في نهاية الدورة‪ .‬وعادة ما‬ ‫تختتم الدورة بالحصول على شهادة حضور‪،‬‬ ‫يمكن أن تكون مفيدة ج ّداً في المستقبل المهنيّ ‪.‬‬ ‫كيفيّة التقدّم بطلب للمشاركة في دورة‬ ‫إذا كان الطالب المتقدّم مسجّ الً كباحث عن‬ ‫عمل‪ ،‬فسيكون من دواعــي ســرور وكالة‬ ‫ّ‬ ‫موظفي مركز العمل مساعدته‪،‬‬ ‫التوظيف أو‬ ‫فهم يعرفون الدورات المقدّمة في مدارس اللغة‪،‬‬ ‫ويمكنهم اقتراح إحدى هذه الدورات عليه‪.‬‬ ‫أمّا إذا كنت يعمل‪ ،‬فيمكنه طلب مساعدة ربّ‬ ‫العمل الذي يحصل على معلومات إضافيّة‬ ‫من المكتب اال ّتحاديّ للهجرة والالجئين‪.‬‬ ‫كيف يت ّم التسجيل في دورة التدريب المهنيّ‬ ‫تقدّم ألمانيا برامج ممتازة للبالغين من‬ ‫أجــل تطوير مــهــارات إضافيّة‪ .‬ما يزيد‬ ‫مــن فـــرص الــاجــئــيــن لــلــحــصــول على‬ ‫عمل واالنــدمــاج في المجتمع األلمانيّ ‪.‬‬ ‫من المه ّم التسجيل في دورة التدريب المهنيّ‬

‫( ‪)B E R U F S A U S B I L D U N G‬‬ ‫وإنهاؤها‪ ،‬فالعامل المتم ّتع بالمهارات يكسب‬ ‫أكثر من العمّال الذين ال يملكون أيّة خلفيّة‬ ‫تعليميّة‪ ،‬ويحصل على معاش تقاعديّ‬ ‫يمكنه العيش منه بعد التقاعد‪ .‬لهذا السبب‬ ‫يجب عليك إنهاء دورة التدريب المهنيّ ‪.‬‬ ‫يقدم نظام التدريب المهنيّ األلمانيّ فرصا ً‬ ‫ّ‬ ‫موظفين جدد لشغل‬ ‫كثيرة‪ ،‬وهنالك حاجة إلى‬ ‫الوظائف التالية‪ :‬اختصاصيّون في األعمال‬ ‫المصرفيّة‪ ،‬مندوبو مبيعات مؤهّلون‪ ،‬مساعدو‬ ‫مكتب‪ ،‬مزيّنو شعر‪ ،‬مساعدو أطبّاء أسنان‪،‬‬ ‫مساعدون إداريّـــون لألعمال الصناعيّة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫موظفو بيع بالتجزئة‪ ،‬مساعدون ط ّبيّون‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫موظفون للخدمة في المطاعم والفنادق‪.‬‬ ‫في جميع األعمال يُسأل المتقدّم عن مؤهّالته‬ ‫المدرسيّة‪ ،‬وغيرها من المؤهّالت؛ لذا‪ ،‬يجب‬ ‫أن يكون حريصا ً على الحصول على اعتراف‬ ‫رسميّ في ألمانيا بمؤهّالته المدرسيّة وغيرها‪.‬‬ ‫فـــــــرص الـــــتـــــدريـــــب الـــمـــهـــنـــيّ‬ ‫لهذه األسباب‪ُ ،‬حدّدت شروط خاصّة تسهل‬ ‫عمليّة دخــول دورات التدريب المهنيّ ‪.‬‬ ‫وإليجاد مهنة مناسبة في ألمانيا‪ ،‬تقدّم مراكز‬ ‫معلومات المهن (‪ )BIZ‬في وكاالت التوظيف‬ ‫معلومات كثيرة عن مختلف المهن المتاحة‪،‬‬ ‫والمها ّم المطلوبة‪ ،‬والمؤهّالت الالزمة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الموظفون في‬ ‫باإلضافة إلــى ذلــك‪ ،‬يقدّم‬ ‫وكــالــة التوظيف النصائح ويــســاعــدون‬ ‫على إيــجــاد وظيفة مناسبة‪ ،‬أو مكان‬ ‫مــنــاســب لتل ّقي الــتــدريــب أو التمهّن‪.‬‬

‫برلين‪ /‬كلنا سوريون‬

‫بلجيكا بني الحد من اللجوء والتضييق عىل الالجئني‬ ‫تمكنت عاصمة االتحاد األوربي من استيعاب‬ ‫عدد كبير من الالجئين خاصة السوريين منهم‪،‬‬ ‫المتالكها ـ كما يقول البعض ـ خبرة طويلة في‬ ‫استقبال المنكوبين‪ّ ،‬إل أن تلك الخبرة على ما‬ ‫يبدو لم تتبلور إلى اآلن لتخرج بقانون واضح‬ ‫يسرّ ع من إجراءات اللجوء ويحسّن من وضع‬ ‫الالجئين ضمن أراضيها بشكل عام‪ ،‬بحسب‬ ‫آراء بعض الالجئين السوريين في بلجيكا‪.‬‬ ‫المكتب الــعــام لــشــؤون الالجئين وعديمي‬ ‫الجنسية البلجيكي ‪ CGRS‬أكد ضمن موقعه‬ ‫االلكتروني انخفاض عدد طالبي اللجوء في‬ ‫شهر تشرين الثاني من عام ‪ 2016‬بنسبة ‪3‬‬ ‫مرات مقارنة مع ذات الشهر من عام ‪،2015‬‬ ‫وبحسب ذات الموقع فإن المتوسط الشهري‬ ‫لعدد طالبي اللجوء السوريين في عام ‪2016‬‬ ‫هو ‪ ،227‬والذي يعادل تقريبا ً ‪ %15.1‬من‬ ‫العدد اإلجمالي لطلبات اللجوء بشكل كامل‪.‬‬ ‫أحمد أبّ سوري َقدم إلى بلجيكا عبر تأشيرة‬ ‫دخول طبية‪ ،‬لعالج طفله من أحد األمراض التي‬ ‫وصفت بالنادرة‪ ،‬استغرق قبول طلب لجوئه‬ ‫‪ 5‬أشهر‪ ،‬واحتاج ‪ 7‬أخرى لالنتهاء من جميع‬ ‫اإلجراءات‪ ،‬أوضح لجريدة «كلنا سوريون»‬ ‫أن المساعدات المادية التي ُتقدم لالجئ مدروسة‬ ‫بشكل دقيق حيث تكاد تكون كافية للمصاريف‬ ‫اليوميّة الحياتيّة‪ ،‬موضحا ً أنّ المشكلة األساسية‬ ‫التي يعاني منها الالجئين في بروكسل خاصة‬ ‫هي السكن‪ ،‬في حين وصف الشاب السوري‬ ‫جــورج والــذي وصــل بلجيكا بطريقة غير‬ ‫شرعية‪ ،‬المساعدات المقدمة له بالجيدة جداً‪،‬‬ ‫دون أي مشاكل تذكر‪ ،‬أو مصاعب تواجهه‪.‬‬ ‫أحمد اعتبر أن الحظ هو الراعي األول لالجئ‪،‬‬ ‫فالوقت وإجراءات اللجوء تختلف من شخص‬ ‫آلخر‪ ،‬وأيضا ً قبول الملف أو رفضه‪ ،‬فليس‬

‫هناك قانون واضــح يمكن االعتماد عليه‬ ‫لمعرفة سبب ما يجري مع الالجئ بغض‬ ‫النظر عما إذا كانت النتيجة إيجابية أو سلبية‪،‬‬ ‫أما العودة إلى سوريا فهو أمر محسوم بالنسبة‬ ‫له‪ ،‬في حين يعتقد جورج أن بناء حياة جديدة‬ ‫في بلد جديد‪ ،‬يعني إنجاب أطفال‪ ،‬والطفل‬ ‫الذي يعتاد على العيش بطريقة محددة بعيدة‬ ‫عن طريقة العيش في سوريا‪ ،‬قد ال يستطيع‬ ‫أن يتأقلم للعيش فيها مجدداً‪ ،‬خاصة وسط‬ ‫االختالف الكبير بين البلدين من ناحية الثقافة‬ ‫والعادات والتقاليد والتفكير والمجتمع وما‬ ‫إلى ذلك‪ .‬بالرغم من اختالف رأي السورييْن‬ ‫بالعودة إلى بالدهم‪ّ ،‬إل أنهما اتفقا على عدم‬ ‫تعرضهم ألي موقف عنصري في بروكسل‪.‬‬ ‫حسن شاب سوري آخر‪ ،‬بات له في بلجيكا‬ ‫أكــثــر مــن عـــام‪ ،‬يشير إلــى أن إجـــراءات‬ ‫حصوله على اللجوء لم تطل كثيراً حيث‬ ‫استغرقت عــامـا ً كــام ـاً‪ ،‬معتقداً أن الحظ‬ ‫كــان حليفه في ذلــك وسانده بإتمام أوراق‬ ‫لجوئه كما فعل سابقا ً أثناء رحلته المائية‬ ‫لوصوله للقارة العجوز بطريقة غير شرعية‪.‬‬ ‫الحظ على ما يبدو لم يكن رفيق حسن لوقت‬ ‫طويل‪ ،‬حيث يروي لجريدة «كلنا سوريون»‬ ‫إحــدى المواقف العنصرية التي تعرض‬ ‫لها في بلجيكا «أجبرني موظف في إحدى‬ ‫مؤسسات الــدولــة إلــى الــرجــوع مرتين أنا‬ ‫وأمي إلى آخر طابور االنتظار بحجة عدم‬ ‫االلتزام بالهدوء‪ ،‬لم أفهم معنى الهدوء الذي‬ ‫كان يتلكم عنه الموظف مع امرأة ستينية في‬ ‫العمر!‪ ،‬عقب المرة الثانية من إجبارنا من‬ ‫قبل الموظف للرجوع بتلك الطريقة التي لم‬ ‫تخل من الفوقية‪ ،‬طلبت من الصليب األحمر‬ ‫التدخل بعد شرحي له ما جري معي‪ ،‬بالطبع‬ ‫الموظف أنكر واتهمني بالكذب»‪ .‬مشيراً إلى‬

‫وجود مواقف مشابهة لكن بشكل غير معممة‪.‬‬ ‫يؤكد حسن أيــض ـا ً كــام أحمد مــن ناحية‬ ‫المساعدات المادية المخصصة لالجئ‪ ،‬موضحا ً‬ ‫أن تلك اإلجراءات البطيئة وضعت الكثير من‬ ‫الالجئين في ورطات مادية‪ ،‬حيث من الممكن‬ ‫أن تأخذ إجراءات التسجيل ضمن مكتب العمل‬ ‫واستالم الراتب أكثر من شهر‪ ،‬باإلضافة لذلك‬ ‫فإن الحكومة البلجيكية عاجزة إلى اآلن في‬ ‫حل مشكلة ارتفاع إيجارات المنازل وندرتها‪.‬‬ ‫وفي نهاية حديثه اعتبر حسن أن وضع اللجوء في‬ ‫بلجيكا يعتبر أصعب من باقي الدول األوربية‪،‬‬ ‫نظراً لضياع الالجئين بين القومية «الفالمانيه»‬ ‫واألخرى «الوالونية» ولجود لغتين رسميتين‬ ‫وتــعــارض المطالب المفروضة عليهم‪.‬‬ ‫تباين اآلراء حول وضع اللجوء في العاصمة‬ ‫األوربية‪ ،‬واختالف التجارب‪ ،‬وعدم وجود‬ ‫قانون واضح يمكن االعتماد عليه بتفاصيل‬ ‫اللجوء‪ ،‬جميعها تشير بحسب رأي بعض‬ ‫الالجئين إلى أن هذه اإلجــراءات مقصودة‪،‬‬ ‫بهدف الح ّد من جعل أراضيها هدفا ً لالجئين‪.‬‬ ‫لكن تلك اإلجراءات لم يقف تأثيرها فقط على‬ ‫الحد من اللجوء بل شكلت عبئا ً وثقالً على‬ ‫أكتاف محاربي الحياة المسجلين كالجئين‪.‬‬

‫محمد الحاج‬ ‫‪www.allsyrian.org‬‬


‫‪8‬‬

‫تقارير املراسلني‬

‫العدد ‪ ٧١‬السنة الرابعة ‪2017 / ٠٤ / ١٥‬‬

‫قصة املجلس املحيل ملدينة حلب الحرة‬ ‫‪ /3‬املجلس الحايل‬

‫تحديات الواقع وظروفه وانتخاب المجلس‬ ‫المحلي لمدينة حلب خــارج المدينة بعد‬ ‫التهجير القسري أرخت بظاللها على آراء‬ ‫المتتبعين ألخبار المجلس فبين من رأى‬ ‫بأن المجلس ال ضرورة من استمراره وبين‬ ‫من رأى التحدي واالستمرار الزم لتستمر‬ ‫مسيرة مجلس ولد من رحم الثورة وال بد‬ ‫مــن أن يكمل دوره فــي معركة الــوجــود‪.‬‬

‫أهم تحدي للمجلس هو أنه بدأ يعمل من‬ ‫الصفر ال بل ما دون الصفر‪ ،‬إذ أن املجلس‬ ‫بعد التهجري ظ ّن الكل أنه انتهى‪ ،‬حتى‬ ‫املنظامت املانحة ظنت ذلك‬ ‫المجلس الحالي وتحديات الواقع‬ ‫بعد أن استقرأنا في العددين السابقين آراء‬ ‫بعض المطلعين على مسيرة المجلس كان لزاما ً‬ ‫علينا أن نسمع من ذوي الشأن القائمين على‬ ‫المجلس الحالي لنرى ما عندهم‪ ،‬فتواصلنا مع‬ ‫المحامي زياد المحمد رئيس المجلس المحلي‬ ‫لمدينة حلب والــذي صــرح بــأن أهــم تحدي‬ ‫للمجلس هو أنه بدأ يعمل من الصفر ال بل ما‬ ‫دون الصفر‪ ،‬إذ أن المجلس بعد التهجير ظنّ‬ ‫الكل أنه انتهى‪ ،‬حتى المنظمات المانحة ظنت‬ ‫ذلك‪ ،‬كذلك عدم وجود مقر وتسليم كل معدات‬ ‫المجلس وآلياته لمجلس المحافظة وللمديريات‬ ‫المختصة‪ ،‬ناهيك عن ضعف الكفاءة ونقص‬ ‫حاد بالكوادر‪ ،‬كما أن هناك المعضلة التي‬ ‫تعاني منها معظم مؤسسات الثورة وهو الفراغ‬ ‫القانوني وعدم وجود اللوائح التنظيمية للعمل‪.‬‬ ‫هذه التحديات من الطبيعي سوف تأخذ جهداً‬ ‫كبيراً لحلها‪ ،‬لذلك عكفنا طيلة الفترة الماضية‬ ‫منذ انتخابنا وأخيرا وبعد عدة تنقالت استقر بنا‬ ‫المقام بفتح مقر للمجلس ضمن الحدود االدارية‬ ‫لمدينة حلب من الجانب الغربي للمدينة‪.‬‬ ‫أمــا عبد الرحمن الخضر عضو المجلس‬ ‫المحلي لمدينة حلب المقيم في الريف الشمالي‬ ‫يــرى أن من أكبر التحديات للمجلس هو‬ ‫الحصول على مقر للمجلس إذ ليس هناك‬ ‫أية نية من قبل المجالس المحلية السماح لنا‬ ‫باتخاذ مقر ضمن مناطقها رغــم إيضاحنا‬ ‫بأننا سوف نعمل على المهجرين من حلب‪.‬‬

‫وضعنا آلية للعمل عىل احصاء املهجرين من‬ ‫مدينة حلب ونبحث عن دعم لتغطية هذه‬ ‫العملية مع وجود بعض املتطوعني الذين‬ ‫يعملون عليها‬ ‫ماذا في جعبة المجلس ليقدمه‬ ‫كيف سيعمل المجلس؟ وعلى ماذا سيعمل؟‬ ‫وأين سيتخذ مقره الرئيسي؟ أسئلة دارت بأذهان‬ ‫الكثير فال المجلس داخــل وحدته اإلداريــة!‬

‫وال األهالي الذين هم المستفيدين من خدمات‬ ‫المجلس متواجدين في بقعة جغرافية واحدة!!‬ ‫كما أن تركة المجلس تم تسليمها لمجلس‬ ‫المحافظة من قبل المكتب التنفيذي السابق!!!‪.‬‬ ‫كان جواب رئيس المجلس حاضراً على تلك‬ ‫األسئلة «بعد انتخابنا قمنا بثالث ورش عمل‬ ‫ألعضاء المجلس لوضع الهوية الخاصة‬ ‫بالمجلس من أهــداف ورؤيــا وهيكلية وآلية‬ ‫عمل لتتماشى مع الواقع الجديد والخاص‬ ‫بالمجلس‪ ،‬وبعد أن أنجزنا الملف التعريفي‬ ‫قمنا بمراسلة المنظمات التي كانت تدعم‬ ‫المجلس وأبلغناهم بأن المجلس مستمر بعمله‬ ‫ولديه مشاريع تخص أهالي حلب المهجرين‪،‬‬ ‫وتلقينا ردوداَ ايجابية ستظهر نتائجها خالل‬ ‫الفترة القادمة‪ ،‬حيث أنه لدينا مشروع زراعي‬ ‫تم وضع مخططه وسنعمل عليه قريبا ً وذلك‬ ‫لسد بعض االحتياجات الغذائية للمهجرين‪ ،‬كما‬ ‫أن هناك مشروع تعليم حيث أن التالميذ في‬ ‫مدينة حلب توقفوا عن الدراسة بسبب الحصار‬ ‫لذلك سنعمل على استدراك عام للتالميذ‪ ،‬ولدينا‬ ‫مشروع توزيع المياه بالمجان»‪ .‬وأتبع قائالً‬ ‫«بالنسبة للمقر لقد حرصنا على أن يكون لنا‬ ‫مقر معلن وبعد عدة تنقالت استقر بنا المقام‬ ‫في منطقة تابعة إداريا لمدينة حلب من طرفها‬ ‫الغربي‪ ،‬وحيث أن هناك بعض المناطق‬ ‫التي كانت تابعة إداريا لمدينة حلب وبسبب‬ ‫صعوبة الوصول إليها تم اتباعها للمحافظة‪،‬‬ ‫واآلن وجهنا كتاب لمجلس المحافظة إلعادتها‬ ‫لمجلس المدينة ليتولى مهمة تخديمها وهذا‬ ‫الطلب قيد الدراسة في مجلس المحافظة ونحن‬ ‫نسعى للموافقة عليه»‪ .‬وأضــاف «كما أننا‬ ‫وضعنا آلية للعمل على احصاء المهجرين‬ ‫من مدينة حلب ونبحث عن دعم لتغطية هذه‬ ‫العملية مع وجــود بعض المتطوعين الذين‬ ‫يعملون عليها‪ ،‬إذ ال بد من اإلحصاء لكي نقف‬ ‫على عدد المستهدفين واحتياجاتهم وسوف يتم‬ ‫هذا االحصاء بالتعاون مع المجالس المحلية‬ ‫بالريف‪ ،‬وقد قمنا بتوقيع مذكرات تفاهم مع‬ ‫بعض هذه المجالس هدفها السماح لمجلس‬ ‫المدينة بتخديم أهالي حلب المهجرين»‪.‬‬ ‫تركة المجلس‬ ‫بما أن الهيئة العامة كانت ترى باستمرارية‬ ‫المجلس وانتخبت لجنة تحضيرية ليصار‬ ‫إلى انتخاب مجلس جديد‪ ،‬فلماذا قام المكتب‬ ‫التنفيذي بتسليم المعدات واآلليات التي أخرجها‬ ‫من المدينة لمجلس المحافظة؟ سؤال وجهناه‬ ‫لرئيس المجلس المحامي زياد المحمد فأجابنا‬ ‫بــأن «حالة االحباط التي أصابت أعضاء‬ ‫المكتب التنفيذي السابق جعلتهم يسلمون‬ ‫بعض المعدات واآلليات لمجلس المحافظة‬ ‫والمديريات المتخصصة‪ ،‬وهي عبارة عن‬ ‫سيارتين فان كانت بالريف سابقاً‪ ،‬كما أن هناك‬ ‫صهريج للمياه وبعض المعدات سلمت لمديرية‬ ‫الكهرباء‪ ،‬وبعضها سلم لمديرية المياه‪ ،‬وهناك‬

‫سيارتين الى اليوم لم يعرف مصيرهما حيث‬ ‫تم قيادتهما من قبل أشخاص تابعين للمجلس‬ ‫وخرجوا بهما خارج مدينة حلب أثناء التهجير‬ ‫وإلى اليوم لم يتم معرفة مكان تلك السيارتين‬ ‫وإحدى هاتين السيارتين هي مع مدير مكتب‬ ‫رئيس المجلس اسمه األول محمود وقمنا‬ ‫بإقامة دعوى عليه في محكمة القاسمية‪ ،‬كما‬ ‫طالبنا بإعادة المعدات واآلليات التي تم تسليمها‬ ‫سابقا للمحافظة والمديريات‪ ،‬وتمت استعادة‬ ‫بعضها وبعضها اآلخر موعودين باستالمه»‪.‬‬

‫لو أن املكتب التنفيذي للمجلس اتبع‬ ‫سياسة عناية الرجل املعتاد ملا أبقى‬ ‫عىل السيارات يف مكانها وتركها غنيمة‬ ‫لعصابات األسد بسبب اإلهامل»‪.‬‬ ‫أما القسم االكبر من اآلليات والسيارات بقي‬ ‫داخل المدينة والسبب حسب كالم أ ‪ .‬زياد المحمد‬ ‫بأننا «كنا آلخر لحظة قبل الخروج بأن الناس‬ ‫سوف يغادرون حلب دون اصطحاب أي شيء‬ ‫معهم وبالباصات فقط كما أننا قمنا بالتواصل‬ ‫مع العسكرة إال أنهم لم يتعاونوا معنا»‪.‬‬ ‫وبسؤال المحامي عثمان الخضر عضو مجلس‬ ‫مدينة سابق عن السيارات واآلليات قال «معظم‬ ‫آليات المجلس بقيت في مستودع الساكت ولو‬ ‫أن المكتب التنفيذي للمجلس اتبع سياسة عناية‬ ‫الرجل المعتاد لما أبقى على السيارات في مكانها‬ ‫لذا كان عليه اإلبقاء عليها معه آلخر لحظة كما‬ ‫فعل معظم من كان معه سيارة ولكنهم تركوها‬ ‫غنيمة لعصابات األســد بسبب إهمالهم»‪.‬‬ ‫وأفادنا أحد المطلعين على سير المفاوضات‬ ‫قبيل التهجير من حلب بأن المجلس كان على‬

‫علم بكل تفاصيل التفاوض ألنه كان هناك‬ ‫شق خاص بالمنظمات وبالمجلس وتم التنسيق‬ ‫مع المجلس بهذا الخصوص وإال كيف ألحد‬ ‫أعضاء المجلس أن يستلم قائمة تخص ترتيبات‬ ‫الــخــروج ويعمل عليها في حي السكري‪.‬‬ ‫مالية المجلس‬ ‫تعددت الروايات حول حجم المبالغ المالية‬ ‫في صندوق المجلس عندما خرج من حلب‬ ‫فهناك من ذكر مبلغ يصل لتسعين ألف دوالر‬ ‫والبعض أشار لمبلغ وقدره ستون ألف دوالر تم‬ ‫تسليمها لمجلس المحافظة‪ ،‬وبالرجوع لرئيس‬ ‫المجلس قال عندما كنا بحلب وحوصرنا في‬ ‫حي المشهد فقط كان بحوزتنا مبلغ وقدره‬ ‫حوالي المئة الف دوالر تم توزيعها رواتب‬ ‫على الموظفين والعاملين عن شهر كانون‬ ‫الثاني‪ ،‬كما تم صرف راتب شهر كتعويض‬ ‫نهاية الخدمة على حد قوله‪ ،‬باإلضافة أن‬ ‫المجلس كان مكسور على رواتب للموظفين‬ ‫لعدة أشهر عن عام ‪ 2015‬قمنا بإيفائها‪ ،‬لكن‬ ‫هذا التوزيع لم يشمل كافة الموظفين والعاملين‬ ‫وإنما فقط الذين كانوا موجودين أما ما تم‬ ‫إخراجه من مال في صدوق المجلس فهو مبلغ‬ ‫ال يتجاوز الثالثة آالف دوالر فقط ال غير‪.‬‬ ‫أمــا جمال العلي عضو المكتب التنفيذي‬ ‫للمجلس المحلي سابقا فقال إن «المبلغ الذي‬ ‫كان بحوزة المجلس أثناء خروجنا من حلب‬ ‫فهو خمسة آالف دوالر كما كان لنا مبلغ وقدره‬ ‫ثالثة عشر ألف وخمسمئة دوالر أمريكي لدى‬ ‫مجلس المحافظة قمنا بسحبها منه ناهيك عن‬ ‫ملف الطحين الذي بيننا وبين المحافظة»‪.‬‬ ‫وعــدنــا بــالــســؤال لرئيس المجلس حول‬ ‫التقرير المالي للمجلس الــســابــق‪ ،‬حيث‬

‫أنــه لــم يتم تقديم تقرير نهائي إلــى اليوم‬ ‫بسبب ما مر على المجلس من ظــروف‪.‬‬ ‫إن ما نراه من تخبط في المجلس واختالف‬ ‫األرقــام المذكورة مؤشر خطير يثير الكثير‬ ‫من إشارات االستفهام حول أموال المجلس‪،‬‬ ‫خاصة وأن هذه األرقام أتت على لسان أعضاء‬ ‫مكتب تنفيذي في المجلس السابق وأحدهم‬ ‫رئيس للمجلس الحالي وطالما أنه لم يصدر‬ ‫تقرير نهائي ومالي عن المجلس حتى آخر‬ ‫لحظة للحصار فستبقى ملفاته مفتوحة وعرضة‬ ‫للقيل والقال وباب للتهم بالفساد‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يشكل ضربة موجعة لمؤسسة ثورية كانت‬ ‫تعتبر تجربة رائدة في قدرة الثوار على إدارة‬ ‫المناطق الخاضعة لفصائل الجيش الحر‪.‬‬ ‫المجلس المحلي لمدينة حلب الحرة الذي كان‬ ‫له دور بارز في الحفاظ على الهوية المدنية‬ ‫للثورة السورية على مــدار أربــع سنوات‪،‬‬ ‫وكــان قبلة لكل نشطاء الــثــورة السورية‬ ‫بمختلف اختصاصاتهم فــي مدينة حلب‪،‬‬ ‫كما كان البيت الذي اتسع لهم جميعا ً على‬ ‫مختلف مشاربهم‪ ،‬فيه تعلموا فن اإلدارة‪،‬‬ ‫ومــارســوا عملية االنتخابات الديمقراطية‬ ‫والتي كــان فيها الصندوق دائما ً الفيصل‪.‬‬ ‫فهل سيستمر المجلس ويتعافى ليعود للقيام‬ ‫بــدوره المأمول منه؟ أم أن ما يجري هو‬ ‫مجرد عملية إنعاش ال طائل يرجى منها‬ ‫بعد خــروج المجلس من مكانه الطبيعي؟‬ ‫سندع ذلك لأليام وللقائمين على المجلس!!‪.‬‬

‫املحامي عباس املوىس‬

‫آخر قالع املعارضة يف حمص تخلو من سكانها‬ ‫المعارضة تقبل بالتوقيع على اتفاق يقضي‬ ‫بخروج المسلحين والراغبين من أهالي الوعر‪..‬‬ ‫عقد وفــد الــوعــر ‪ ‬الــمــفــاوض يــوم األثنين‬ ‫‪ 2017/3/6‬أول اجتماع له مع الوفد الروسي‬ ‫لوقف إطــاق النار‪ ،‬ليتم إنهاء االجتماع‬ ‫بتهدئة هشة‪ ،‬لتعود قوات النظام وتستهدف‬ ‫الحي باألسطوانات المتفجرة والطيران‬ ‫والمدفعية األرضية‪ ،‬ضمن ضغوط النظام‬ ‫على أهالي الحي والوفد المفاوض عقد يوم‬ ‫السبت ‪ ،2017/3/11‬اجتماع آخر بين قوات‬ ‫المعارضة وقوات النظام حيث توصل الطرفان‬ ‫من خالله ‪ ‬على خروج أول دفعة من مقاتلي‬ ‫المعارضة وعائالتهم ومن يرغب بالخروج‬ ‫باتجاه الشمال السوري بعد أسبوع ‪ ‬من توقيع‬ ‫االتفاق والذي من المفترض أن يتم يوم األحد‬ ‫بين النظام والمعارضة بضمانات روسية‪.‬‬

‫النظام مل يب ِد ارتياحه للخروج إىل مدينة‬ ‫جرابلس‪ ،‬ويرص عىل التوجه إىل مدينة‬ ‫إدلب‪.‬‬ ‫وفــي تصريح «لكلنا ســوريــون» عن أحد‬ ‫المصادر في حي ‪ ‬الوعر قال‪« :‬إن التوقيع‬ ‫على االتفاق سيتم يوم األحد والــذي يقضي‬

‫‪newspaper@allsyrian.org‬‬

‫بخروج أول دفعة من أهالي وبعض مقاتلي‬ ‫الحي باتجاه ريف حمص الشمالي و إدلب‬ ‫ومدينة جرابلس بريف حلب‪ ،‬والــذي سيتم‬ ‫بعد أسبوع من التوقيع على االتفاق»‪ ،‬وأشار‬ ‫إلى أن «النظام لم يب ِد ارتياحه للخروج إلى‬ ‫مدينة جرابلس‪ ،‬ويصر على التوجه إلى مدينة‬ ‫إدلــب»‪ ،‬وفي محاولة من قبل قوات النظام‬ ‫للضغط على وفد المعارضة لقبول شروطه‬ ‫قام أثناء عقد االجتماع بين (وفد المعارضة‬ ‫والنظام ووفــد روســـي) باستهداف الحي‬ ‫باألسطوانات المتفجرة‪ .‬وأفاد أحد إعالميي‬ ‫الحي إنه سيتم إخــراج من يرغب بمغادرة‬ ‫الحي على دفعات وبضمانات روسية بحيث‬ ‫تكون كل أسبوع ‪ 1500‬شخص‪ ،‬وأشــار‬ ‫إلى أن من يرغب بعدم الخروج من الحي‬ ‫تحت مسمى «العودة لحضن الوطن» وبيّن‬ ‫أن الذي اختاروا البقاء قلقون وخائفون من‬ ‫ممارسات النظام بعد إنجاز العملية‪ ،‬رغم‬ ‫تعهد الوسيط الروسي بضمان أمنهم والتزام‬ ‫النظام باالتفاق‪ .‬وأوضــح إنه سيبقى ‪300‬‬ ‫مقاتل من قــوات المعارضة لضمان أمن‬ ‫الحي‪ ،‬ويتم التنسيق بينهم وبين قوات النظام‪،‬‬ ‫في وقت تتكفل األخيرة فتح الطرقات لعودة‬ ‫أهالي الوعر لخروج الطالب والموظفين‪،‬‬ ‫وإدخــال المواد الغذائية والمعيشية للحي‪.‬‬

‫‪ ‬‬ ‫قد خرجت بالفعل أولى القوافل متجهة إلى مدينة‬ ‫جرابلس‪ .‬وكانت تضم أكثر من ثالثمئة عائلة‬ ‫يشكل مجموعها ما بين ‪ 1300‬و‪ 1500‬شخص‪،‬‬ ‫وكان‪ ‬معظم المهجرين في هذ الدفعة من النساء‬ ‫واألطفال والمرضى والجرحى‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى ‪ 150‬مقاتالً من المعارضة المسلحة‪.‬‬

‫‪ 10000‬آالف شخص يرغبون باملغادرة‬ ‫لجرابلس و ‪ 6000‬إىل إدلب وأكرث من‬ ‫‪ 2000‬يرغبون يف التوجه إىل ريف حمص‬ ‫الشاميل‪.‬‬ ‫وكشفت مــصــادر مطلعة عــن أن عدد‬ ‫الذين سجلوا أسماءهم ألجــل الخروج بلغ‬ ‫بحدود‪ ‬عشرين ألفا تقريبا ً من أصل‪ ‬أربعين‬ ‫ألفا ً هم عدد سكان الحي‪ ،‬عشرة آالف منهم‬ ‫يرغبون فــي الــمــغــادرة لمدينة جرابلس‪،‬‬ ‫فيما يرغب ستة آالف آخرين في الخروج‬ ‫إلى مدينة إدلــب‪ ،‬كما يرغب أكثر من ألفي‬ ‫شخص في التوجه إلى ريف حمص الشمالي‪.‬‬ ‫هذا ويشهد الحي حملة عسكرية ضخمة من قبل‬ ‫قوات النظام منذ بداية شهر شباط الماضي‪ ،‬مما‬ ‫أسفر عن وقوع ‪45‬شهيداً‪ ،‬وحوالي ‪500‬جريح‬ ‫بحسب مصادر خاصة‪ ،‬ودمار كبير في البنية‬

‫التحتية‪ ،‬حيث بلغ عدد المنازل المدمرة حوالي‬ ‫‪ 900‬منزل غير قابل للسكن‪ ،‬وحالة إنسانية‬ ‫صعبة يعيشها األهالي‪ ،‬منهم من يريد الخروج‬ ‫للتخلص من هول القصف والدمار والشعور‬ ‫ببعض األمــان النسبي‪ ،‬والبعض ال يريد‬ ‫الخروج‪ ،‬كون الحي آخر معاقل المعارضة‬ ‫في مدينة حمص‪ .‬والتي كانت‪ ‬قوات النظام‬ ‫السوري‪ ‬والمليشيات الداعمة لها تحاصره‬ ‫منذ منتصف عام ‪ ،2013‬مما جعل السكان‬

‫يــعــيــشــون فــي ظـــروف إنــســانــيــة صعبة‪.‬‬ ‫ليس فقط أهــالــي حــي الــوعــر مــن يراقب‬ ‫األحـــداث بحذر وقلق‪ ،‬ففي ريــف حمص‬ ‫الشمالي أيضا تساؤالت عديدة عن مصير‬ ‫الريف هل ستتجه أنظار النظام وحلفائه‬ ‫الـــروس نحوهم أم لــم يحن الــوقــت بعد‪.‬‬

‫محمد طه‪ /‬ريف حمص‬ ‫‪www.allsyrian.org‬‬


‫تقارير ومراسلون‬

‫العدد ‪ ٧١‬السنة الرابعة ‪2017 / ٠٤ / ١٥‬‬

‫‪9‬‬

‫نكتة مريرة عىل هامش امرباطوربات صنعها املال الحرام‬ ‫عندما وجد “أحمد‪ .‬ب” نفسه ‪-‬فجأة‪ -‬وجهًا‬ ‫لوجه أمــام أحد عناصر الشرطة في ساحة‬ ‫المرجة‪ ،‬وســط العاصمة دمشق‪ ،‬استدار‬ ‫بوجهه‪ ،‬وحاول الفرار بما يحمل بين يديه في‬ ‫االتجاه المعاكس‪ ،‬لكن عنصرً ا آخر كان على‬ ‫بعد أمتار قليلة‪ ،‬أمسك به‪ ،‬واقتاده االثنان إلى‬ ‫سيارة حديثة‪ ،‬تحركت فورً ا نحو أحد مراكز‬ ‫األمــن‪ ،‬لتبدأ معه رحلة تحقيق لم تنته بعد‪.‬‬ ‫جريمة أحمد‪ ،‬أن قوات تابعة لجيش األسد‬ ‫قصفت بلدته الواقعة على مسافة تسعة كيلو‬ ‫مترات شمال مدينة درعا‪ ،‬جنوب سورية؛ ما‬ ‫ً‬ ‫متنقل من مكان إلى آخر‪ ،‬مع‬ ‫دفعه لمغادرتها؛‬ ‫أسرته المؤلفة من أب وأم وثالثة إخوة صغار‪،‬‬ ‫حتى استقر المقام بهم في منطقة قريبة من‬ ‫ضواحي العاصمة‪ .‬اضطر أن يعمل في بيع‬ ‫الدخان األجنبي المهرب‪ ،‬بهدف أن يؤمّن ً‬ ‫دخل‬ ‫يساعد أسرته المهجّ رة في سد مصروفاتها‪.‬‬ ‫لطالما رسم أحمد‪ ،‬ابن الـ ‪ 14‬سنة‪ ،‬لنفسه‬ ‫ً‬ ‫مستقبل ورديًـــا‪ ،‬بمشاركة زمــاء له على‬ ‫مقاعد المدرسة‪ ،‬وحلم بشهادة علمية تؤهله‬ ‫دخــول إحــدى الجامعات‪ ،‬لكن مصيرً ا آخر‬ ‫كــان في انتظاره عندما اصطادته شرطة‬ ‫مدينة دمشق‪ ،‬في حملة كانت تشنها ضد‬ ‫باعة األرصفة‪ .‬كانت “الحكومة” تنظر إلى‬ ‫ظاهرة الباعة على األرصفة بعدّها جزءًا‬ ‫من سوق سوداء محلية‪ ،‬تهدد أمن االقتصاد‬ ‫“الــوطــنــي”‪ ،‬المحكوم مــن حاشية األســد‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬تبدو قصة أحمد بخلفيتها المتواضعة‬ ‫هذه‪ ،‬أشبه بنكتة مريرة‪ ،‬إذا ما قورنت بوقائع‬ ‫أكثر خطرً ا‪ ،‬في زمــن تغولت فيه الطبقة‬ ‫المستفيدة من شراكتها مع النظام‪ ،‬ولم تبتلع‬ ‫قطاعات اإلنــتــاج واالســتــيــراد والتصدير‬ ‫فحسب‪ ،‬وإنما ابتلعت االقتصاد وعوائده‪،‬‬

‫واحتكرت السوق‪ .‬بعد أن فتح األسد نوافذ البلد‬ ‫لتحالفات مالية‪ ،‬سلطوية‪ ،‬استفادت كثيرً ا من‬ ‫غياب الدولة‪ ،‬فأغرقت األسواق بمواد غير‬ ‫نظامية‪ ،‬قطع تبديل وأدوية وألبسة ومشتقات‬ ‫نفطية‪ ،‬وتحدي ًدا مادة المازوت‪ ،‬تقدر عائداتها‬ ‫بمليارات الليرات‪ ،‬دخلت جيوبهم وخزائنهم‪.‬‬ ‫يرى الخبير االقتصادي أحمد سيريس‪ ،‬أن‬ ‫الوضع تعقد أكثر عندما حوّ ل النظام الطائفي‪،‬‬ ‫اقتصاد الــدولــة‪ ،‬إلــى اقتصاد أشــخــاص‪،‬‬ ‫وضــعــوا أيديهم على قطاعات بأكملها‪،‬‬ ‫يديرونها كما تدار ممتلكاتهم الخاصة‪ .‬وأكد‬ ‫لـ (جيرون) وجود قائمة اسمية‪ ،‬ألكثر من‬ ‫مئة شخصية مالية وتجارية محلية‪ ،‬تدعم‬ ‫األسد في حربه ضد شعبه‪ ،‬هي من تحرك‬ ‫االقــتــصــاد‪ ،‬بعد أن مكنها مــن السيطرة‬ ‫عليه‪ ،‬مكافأة على اصطفافها إلــى جانبه‪.‬‬ ‫وتقول وزارة االقتصاد في حكومة النظام‬ ‫إن االقتصاد السوري تعرض الختالالت‬ ‫جوهرية غير مسبوقة‪ ،‬إذ سجل ـ خالل‬ ‫الحرب ـ تراجعًا في كثير من المؤشرات‬ ‫االقتصادية‪ ،‬وازداد التراجع حدة مع تطورها‪.‬‬ ‫لكن تجاهل الـــدور الــمــؤثــر لفئة تسرح‬ ‫وتمرح ‪-‬اليوم‪ -‬بين أروقة الوزارات‪ ،‬وعلى‬ ‫مقربة من القصر الرئاسي‪ ،‬وداخل مديرية‬ ‫تمارس‬ ‫الجمارك‪ ،‬يكشف تفاصيل اللعبة التي‬ ‫َ‬ ‫بمعزل عن األضواء‪ .‬فقد اعترفت األخيرة‪:‬‬ ‫أن الرسوم التي حصلتها‪ ،‬خالل الشهرين‬ ‫األخيرين‪ ،‬تبلغ نحو ‪ 46.5‬مليون ليرة فقط‪،‬‬ ‫بينما وصل حجم الغرامات غير المحصلة‪،‬‬ ‫بقضايا محققة‪ ،‬في الفترة ذاتها‪ ،‬تتعلق بالفئة‬ ‫الــمــذكــورة‪ ،‬نحو ‪ 3.5‬مليار ليرة تقريبًا‪.‬‬ ‫تشير معلومات متطابقة‪ ،‬إلى أن حلفاء األسد‪،‬‬

‫قد استفادوا أيضًا‪ ،‬من تسهيالت مغرية قدمها‬ ‫لهم‪ ،‬لالقتراض من المصارف الحكومية الستة‪،‬‬ ‫قدرت مبالغها ‪-‬وقتئذ‪ 2012 /2011 -‬بنحو‬ ‫‪ 265‬مليار ليرة‪ ،‬يحجمون اليوم عن تسديدها‪.‬‬ ‫ويحل القطاع المصرفي في الترتيب بعد قطاع‬ ‫النفط‪ ،‬ضمن قطاعات االقتصاد الرئيسة التي‬ ‫تضررت‪ ،‬كما تقول حكومة األســد‪ ،‬بسبب‬ ‫العقوبات األوروبــيــة‪ ،‬وعــدم توافر قنوات‬ ‫خارجية لتوظيف السيولة الفائضة لديه‬ ‫بالعمالت األجنبية‪ ،‬وتوقف عمليات التحويل‪،‬‬ ‫ووقف المصارف العالميّة جميع العمليات‬ ‫العائدة لسورية‪ ،‬مهما كان نوعها ومصدرها‪،‬‬ ‫وامتناعها من التعامل مع المصارف المحلية‪.‬‬ ‫ويعتقد الخبير المصرفي‪ ،‬سيف الدين الخالد‪،‬‬ ‫أن المبالغ المقترضة هذه‪ ،‬تمثل في الواقع‬ ‫تتمة المشهد المسكوت عنه؛ ألن وزارة‬ ‫االقتصاد تتجاهلها وتحجم عن الخوض فيها‪،‬‬ ‫لحساسية ملفها‪ ،‬وحساسية العالقة التي تربط‬ ‫المتورطين فيه بالحلقة القريبة من رأس النظام‪.‬‬ ‫وبحسب معلومات مسربة‪ ،‬فقد ورث المصرف‬ ‫العقاري في أثناء إدارة محمد مخلوف‪ ،‬خال‬ ‫األسد االبن‪ ،‬عشرات القروض ألشخاص تبين‬ ‫بعدئذ أنهم استجروها بأسماء وهمية‪ ،‬ال وجود‬ ‫لها في الواقع‪ ،‬تبلغ قيمتها مليارات الليرات‪.‬‬ ‫ومن الالفت ‪-‬كما قال الخالد لـ (جيرون)‪ -‬أن‬ ‫معظم المقترضين لهم الكلمة الفصل في الوقت‬ ‫الراهن‪ ،‬بكل القضايا المتعلقة بشؤون االقتصاد‪.‬‬ ‫وقد استمر النظام في تقديم التسهيالت لهم‪،‬‬ ‫على الرغم من امتناعهم عل ًنا عن تسديدها‪،‬‬ ‫مع أنها حُولت كما اعتقد إلى دوالرات‪ ،‬حين‬ ‫كان سعر صرف الدوالر ال يتجاوز ‪ 50‬ليرة‪.‬‬

‫ما بدي قاتل حدا ‪ ..‬ما بدي موت‬ ‫كل صباح يستيقظ ما تبقى من شباب سوريا‬ ‫فيها‪ ،‬على رعب جديد‪ ،‬إنه رعب سوقهم‬ ‫إلى الخدمة اإللزامية‪ ،‬لم تعد أيامهم أكثر‬ ‫من ترقب‪ ،‬وخوف من اللحظة التي سيتم يتم‬ ‫القبض فيها عليهم ليساقوا إلى جبهات المعارك‪.‬‬ ‫«سوق» من «ساق»‪ ،‬واقع‬ ‫ربما تصف كلمة َ‬ ‫الحال فعالً‪ ،‬فشباب سوريا يساقون مرغمين‬ ‫الى جبهات القتال كي يدافعوا عن سلطة عائلة‬ ‫تعوم على بحر من الدماء‪ .‬ال أحد يرفع الصوت‬ ‫من أجل إيقاف هذا الموت المعلن‪ ،‬لقد استسلم‬ ‫الجميع ليد السفاح وهي تزج بهم واحداً بعد اآلخر‬ ‫في مقتلة تتواصل منذ ست سنوات ولم تنته‪.‬‬ ‫يتحايل السوريون‪ ،‬يسجلون في الجامعات‬ ‫كي يتأجل موتهم‪ ،‬ويسخرون من الطلبة‬ ‫الذين ينجحون‪ ،‬ألن نجاحهم يعني انتهاء‬ ‫التأجيل والــذهــاب إلــى الجيش‪َ ،‬يــرْ شــون‪،‬‬ ‫ويبيعون ما يملكون ثم يحملون ما تيسر لهم‬ ‫كي يضعه أحــد ما في جيبه ويؤجل سوق‬ ‫ابنهم إلــى الــحــرب بضعة أشهر أخــرى‪.‬‬ ‫والرئيس الذي ال يرى في البالد إال كرسي‬ ‫السلطة يحاصرهم كل يوم بمرسوم جديد‪،‬‬ ‫يضيّق أمامهم فرص النجاة‪ ،‬ال يهمه كيف‬ ‫يموتون‪ ،‬وال من أجــل مــاذا يموتون‪ ،‬إنه‬ ‫ببساطة شديدة يحتاج إلى وقود لمعركة بقائه‪.‬‬ ‫أم سليمان‪ ،‬أم لشاب ذهب إلى الخدمة اإللزامية‪،‬‬ ‫وعاد شهيداً بعد أقل من أسبوع‪ ،‬قررت أنها لن‬ ‫تصمت‪ ،‬وأنها ستصرخ حتى يصل صوتها‬ ‫للجميع‪« :‬سأقول كل ما في داخلي ولن أصمت‬ ‫بعد اآلن‪ ،‬يا ناس أنا ابني راح ع الجيش‪ ،‬بعد‬ ‫ستة أيام اجاني شهيد‪ ،‬ما استشهد بالتدريب‪،‬‬ ‫وال بالدورة‪ ،‬ابني استشهد ع الجبهة‪ ،‬في عاقل‬ ‫بالعالم بيبعت واحد من بيتو ع الجبهة فوراً؟؟‪.‬‬ ‫وتتابع أم سليمان‪« :‬رفيقو اللي راح هوي وياه‬ ‫انصاب‪ ،‬ولما رحت لشوفو قلي ياخالتي‪ :‬تاني‬ ‫يوم جمعونا وسألونا مين منكن ما متدرب ع‬ ‫البارودة «الروسية» سابقاً؟؟ ماحدا رفع ايدو‪..‬‬ ‫نحنا تدربنا عليها بالفتوة‪ ،‬وفي منا تدرب عليها‬ ‫بمعسكرات الشبيبة أو بمعسكرات التدريب‬ ‫الجامعي‪ ،‬وهللا يا خالتي طلعونا بسيارات‬ ‫الزيل‪ ،‬أخدونا يوم واحد بس على حقل الرمي‬ ‫وصرنا نقوس ع البارودة وتاني يوم ركبونا‬

‫‪newspaper@allsyrian.org‬‬

‫بالسيارات وبوشنا ع المعركة فوراً‪ »...‬وتختم‬ ‫حديثها بحرقة وغضب‪« :‬معقول واحد بحياتو‬ ‫يمكن مقوس أربع خمس طلقات بمعسكر وال‬ ‫بحقل رمي بتبعتو ع الجبهة‪ ،‬هللا ال يوفقهن‪،‬‬ ‫هللا يحرمهن ضناهن متل ما حرموني ابني»‪.‬‬ ‫أم هيثم‪ ،‬هي األخرى تتحدث بحرقة واضحة‪،‬‬ ‫وكأنما نار قد اشتعلت في جوفها‪ ،‬تقول وهي‬ ‫تغالب دمعها‪« :‬ال أعــرف كيف سنحمي‬ ‫أبناءنا‪ ،‬لقد أصبحوا مثل المحاصرين‪ ،‬ال‬ ‫فيهن يطلعوا برات البيت‪ ،‬وال فيهن يطلعوا‬ ‫برات سوريا‪ ،‬وال بدهن يروحوا ع الحرب‪،‬‬ ‫وما في حل يعني متل ما بيقول المثل (ال‬ ‫األرض بتبلعو وال السما بترفعو)‪.»...‬‬ ‫استعمل النظام قانون التجنيد كورقة ابتزاز‬ ‫دائــمــة‪ ،‬سلطها فــوق رقــاب السوريين بال‬ ‫رحمة‪ ،‬مما اضطر السوريين الى الخضوع‬ ‫لهذا االبــتــزاز ألن المقابل كــان حياتهم‪.‬‬ ‫في السنوات األخيرة فقد النظام السوري‬ ‫عدداً كبيرا من أفراد جيشه‪ ،‬ولم يكن أمامه‬ ‫سوى أن يزج بجنود آخرين عوضا ً عنهم‪،‬‬ ‫وهــكــذا راح يــصــدر الــمــراســيــم‪ ،‬وفــي كل‬ ‫مــرســوم جديد كانت مساحة مــن يشملهم‬ ‫الــســوق اإلجــبــاري الــى الــمــعــارك تتزايد‪.‬‬ ‫مدد رئيس الجمهورية سن الخدمة اإللزامية‪،‬‬ ‫فأصبحت تبدأ في سن ال‪ 17‬وتمتد حتى سن‬ ‫ال‪ ،50‬ومنذ فترة قصيرة ضيق شروط التأجيل‬

‫دراسياً‪ ،‬وهكذا وجد عشرات آالف الشباب‬ ‫أنفسهم أمام سوق حتمي إلى جبهات القتال‪.‬‬ ‫يمزح أحد المسنين قائالً‪« :‬لماذا يعذب نفسه كل‬ ‫فترة بقانون جديد؟‪ .‬ليسنَّ لنا قانونا ً واحداً أحداً‬ ‫ينص على مادة واحدة تقول‪ :‬الجندية اإلجبارية‬ ‫تمتد من المهد الى اللحد‪ ،‬ليريحنا ويريح نفسه»‪.‬‬ ‫لكي تتمتع بالبقاء بعيداً عن جبهات المعارك‬ ‫عليك أن تدفع‪ ،‬ادفعْ ‪ ...‬لكي يتم تأجيل سوقك‬ ‫إلى الخدمة اإللزامية‪ ،‬ثم تنتهي الفترة فتعود‬ ‫للدفع مرة أخرى‪ ،‬ادفعْ ‪ ...‬لكي تكون خدمتك‬ ‫في بيتك‪ ،‬ادفــع ‪ ..‬لكي نضعك في مكان‬ ‫آمن والمعارك فيه متوقفة‪ ،‬ادفع ‪ ..‬ادفع‪...‬‬ ‫أم هادي تقول‪« :‬وهللا العظيم بعت بيتي منشان‬ ‫تأجيل عسكرية ابني‪ ....‬دفعت حقو ع التأجيل‬ ‫وهال بدهن ياخدوه ع الجيش‪ ،‬شو بدي اعمل؟؟‪.‬‬ ‫هادي الذي يجلس صامتاً‪ ،‬يستمع لشكوى أمه‪،‬‬ ‫يخرج فجأة عن صمته ليقول‪« :‬خيو أنا بعرف‬ ‫الشباب بكل دول العالم بيكونوا عم يفكروا‬ ‫بدراستهن وعم يخططوا كيف يبنوا حياتهم‬ ‫ومستقبلهم‪ ،‬إال نحنا بسوريا ما في قدامنا إال‬ ‫الموت‪ .‬يا خيي أنا ما بدي قاتل حدا‪ ...‬ما بدي‬ ‫موت‪ ...‬وانشاهللا يروح الرئيس ع الجهنم»‪.‬‬ ‫الــخــدمــة اإللــزامــيــة ســيــف مــســلــط على‬ ‫رقــاب السوريين‪ ،‬يساقون بقوة القانون‬ ‫إلـــى مـــوت ينتظرهم فــي أول معركة‪.‬‬

‫أبو رياض الالذقاني ‪.‬‬

‫وبعملية حسابية بسيطة‪ ،‬يدرك المرء حجم‬ ‫الربح الذي تحقق لهم‪ ،‬من فارق سعر صرفه‪،‬‬ ‫الذي وصل في بعض األحيان إلى ‪ 700‬ليرة‪.‬‬ ‫وكانت المصارف الحكومية‪ ،‬قد أوقفت في عام‬ ‫‪ 2012‬منح القروض‪ ،‬عندما وصلت مخاطر‬ ‫اإلقراض درجة عالية‪ ،‬بعد أن تمكنت الحلقة‬ ‫المقربة من الرئاسة‪ ،‬سحب معظم سيولتها المالية‪،‬‬ ‫في شكل قروض كادت أن تتسبب بإفالسها‪.‬‬ ‫ويرى الخبير االقتصادي‪ ،‬محمد الزعبي‪،‬‬ ‫أن الهدف مما جــرى بــات مكشو ًفا‪ .‬وأن‬ ‫كــل األمـــــوال الــتــي قــدمــهــا نــظــام األســد‬ ‫لحلفائه المحليين‪ ،‬إنما كانت مكافأة لهم‬ ‫على مواقفهم المؤيدة لسياسته القمعية‪.‬‬ ‫وأضاف لـ (جيرون)‪ :‬هؤالء هم من يحتكر‬ ‫اليوم السوق‪ ،‬ويتحكم بتوفر أو عدم توفر‬ ‫المواد الضرورية التي يحتاجها المواطن‪،‬‬ ‫وبالسعر الذي يحددونه‪ ،‬من دون أي إشراف‬ ‫حكومي‪ ،‬حيث زادت ‪-‬على سبيل المثال‪-‬‬

‫أسعار الوقود بنسبة‪ 56 ‬في المئة‪ ،‬والخبز‬ ‫‪ 40‬في المئة‪ ،‬والغاز المنزلي‪ 45 ‬في المئة‪،‬‬ ‫وقال‪ :‬إذا أخذنا في الحسبان تدهور اإلنتاج‬ ‫المحلي‪ ،‬وتراجعه‪ ،‬وأضفنا الخسائر التي مُني‬ ‫االقتصاد بها نتيجة هذا المال المهدور‪ ،‬ويقدر‬ ‫بالمليارات‪ ،‬لم تعد حكومة األسد قادرة على‬ ‫توفير ما يحتاجه المواطن من مواد استهالكية‬ ‫وغذائية؛ فاعتمدت على أثرياء الحرب‪ ،‬إلى‬ ‫جانب الواردات اإليرانية والروسية المموّ لة‬ ‫بالقروض والتسهيالت المالية الخارجية‪.‬‬ ‫اليوم يدفع ضحايا الحرب التي يشنها األسد‬ ‫ثمن لجوئهم لالقتصاد غير الرسمي‪ ،‬من‬ ‫أجــل أن تستمر حياتهم‪ .‬بينما تدفع البالد‬ ‫ثمن سيطرة شركاء األســد على االقتصاد‬ ‫الــرســمــي‪ ،‬وإدارتــــه بالشكل الـــذي ينمي‬ ‫مصالح إمبراطوريات صنعها المال الحرام‪.‬‬

‫عن «موقع جيرون»‬

‫السحر والشعوذة‬ ‫حينام يبحث الضعيف عن خدعة النجاة‬ ‫يعود الحديث عن السحر ربما على بداية‬ ‫الحياة على هذه األرض‪ ،‬فالسحر قديم قدم‬ ‫البشرية‪ ،‬ربما لحاجة اإلنسان للهروب من‬ ‫الــواقــع المرير الــذي يعيش فيه من جهة‪،‬‬ ‫والبحث عن حلول لمشاكله من جهة أخرى‪.‬‬ ‫إن اإلنسان كما نعرف‪ ،‬دائم البحث عن األشياء‬ ‫الخفية‪ ،‬مثل الحياة بعد الموت‪ ،‬تقمص األرواح‪،‬‬ ‫البحث عن عالم الجن والعفاريت‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فالكثير من الناس أحبّ االستفادة من السحر‪،‬‬ ‫ويصنفه على أنه علم موجود منذ القدم في كتب‬ ‫ومخطوطات قديمة‪ ،‬وحتى يكسبها صفة القداسة‬ ‫ينسبها إلى الملك سليمان أو إلى اإلمام علي‪.‬‬ ‫العديد من المحطات الفضائية تبث يوميا ً حلقات‬ ‫لدجالين مدّعين على أن ما يقولونه هو علم في‬ ‫كتاب «الجفر» وهو كتاب منقول عن اإلمام‬ ‫علي‪ ،‬ورغم أن الهدف ال شك هو الربح المادي‬ ‫ألن البرنامج يعتمد على سياسة االتصال‬ ‫المأجور‪ ،‬إال أنه وال بد أن هناك هدفا ً آخر‬ ‫غير الربح المادي فقط‪ ،‬بل ربما يكون الهدف‬ ‫االستراتيجي هو تضليل الجماهير وخداعهم‪.‬‬ ‫من أشهر أولئك الدكتور «أبو علي الشيباني»‬ ‫الذي يدّعي أنه عالم بالغيب‪ ،‬وشا ٍ‬ ‫ف لألمراض‪،‬‬ ‫ليحصل في برنامجه على عدد مهول من‬ ‫االتصاالت‪ ،‬التي ينهال بها المتصل بالدعاء له‬ ‫وتمجيده وتبجيله ألنه شفاه من المرض أو وجد‬ ‫له مفقود‪ ،‬دون التأكد من صحة ما يقوله المتصل‪.‬‬ ‫أما أبو علي هذا فهو دائم التحذير بوجود كارثة‬ ‫على وجه األرض علينا الحذر منها‪ ،‬ومع‬ ‫تأكيده بأنه إنسان عربي عراقي ولكن األخطاء‬ ‫اللغوية التي يقع فيها تجعلنا نشك بأنه عربي‪.‬‬ ‫ليس أبو علي هو الوحيد الــذي يؤمن بعلم‬ ‫الجفر‪ ،‬بل هناك أيضا ً «جوي عياد» الذي‬ ‫ذاع صيتها مؤخراً‪ ،‬فهي تدعي بمعرفتها‬ ‫بذلك العلم‪ ،‬وتدعي أنها الوحيدة المدركة‬ ‫لــذلــك الــعــالــم‪ ،‬لتعرض الــقــنــاة الــتــي تبث‬ ‫برنامجها العديد من القضايا التي تنبأت بها‪،‬‬ ‫نالحظ أن القناة تقوم بلعبة إعالمية لتمجيد‬ ‫جوي عياد ليصفق لها الكثير من الجماهير‪.‬‬ ‫أما على القناة السورية‪ ،‬فقد اعتدنا وجود‬ ‫نجالء قباني صباح كــل يــوم بابتسامتها‬ ‫العريضة متجاهلة ما يحدث في سورية من‬ ‫قتل وتدمير‪ ،‬لتخبرنا أن سوريا ما زالت‬ ‫تنعم بحياة جميلة ملؤها األمان واالستقرار‪.‬‬ ‫وفي حديثنا عن السحر والشعوذة ومن قلب‬ ‫سورية التي أنهكتها الحرب‪ ،‬نجد الكثير من‬ ‫الناس الذين يلجؤون إلى السحر ليكون حالً‬

‫لمصيبتهم‪ ،‬أو في إيجاد مفقود لهم أو إخراج‬ ‫معتقل‪ .‬أم خالد‪ ،‬امرأة من حمص فُقد ابنها من‬ ‫حوالي خمس سنوات‪ ،‬وهي تبحث عنه من‬ ‫مكان إلى مكان‪ ،‬بين الجثث تارة‪ ،‬وبين أفرع‬ ‫األمن تارة أخرى‪ ،‬وعندما عجزت عن إيجاده‪،‬‬ ‫أصبحت تــرداد بيوت السحرة والدجالين‬ ‫علها تجد عندهم الخبر الذي يثلج صدرها‪.‬‬ ‫أمــا األســتــاذ خــالــد‪ ،‬وهــو قــاض معروف‪،‬‬ ‫اعتقل والـــده‪ ،‬ولــم يترك بــابـا ً إال وطرقه‬ ‫إلنقاذه من أقبية السجون‪ ،‬وعندما أغلقت‬ ‫جميع األبـــواب في وجهه‪ ،‬أصبحنا نجده‬ ‫في الــحــارات القديمة لمدينة الكسوة التي‬ ‫يقطن فيها السحرة والدجالين‪ .‬الذين استغلوا‬ ‫تصديق الناس لتلك الظاهرة وقــام بالعمل‬ ‫في هذا المجال لكسب النقود وتكوين ثروة‪..‬‬ ‫أم حسين‪ ،‬امرأة ال تتجاوز الخمسين عاماً‪،‬‬ ‫فقدت زوجها وأوالدها فقامت بالعمل في قراءة‬ ‫الفنجان والتبصير‪ ،‬هي ال تطلب من الناس الذين‬ ‫يزورونها نقوداً بل هم من يعطونها بكل محبة‪،‬‬ ‫ويتردد على أم حسين كل أهالي المنطقة تحادثهم‬ ‫وتقرأ لهم الطالع‪ ،‬والكل يعلم أنها ال تعرف‬ ‫بالمستقبل ولكن الكل يتردد إليها باستمرار‪.‬‬ ‫أما االستاذة ربا فقد استغلت قراءة الفنجان‬ ‫في تحليل الشخصيات‪ ،‬فهي تعمل بمركز‬ ‫للدعم النفسي‪ ،‬فبعد احتساء الزائرة فنجان‬ ‫قهوتها تــقــوم بالتخمين فتسرد الــزائــرة‬ ‫قصتها وتشكو ألمها فتقوم بمساعدتها‪.‬‬ ‫قـــراءة الفنجان والــكــف والتشوق لمعرفة‬ ‫المستقبل أمــور كلنا نحب أن نعرفها رغم‬ ‫الحديث المطول عن عدم تصديق تلك األقاويل‬ ‫وتحريمها في اإلسالم‪ ،‬إال أننا نبحث دائما ً على‬ ‫شخص يقرأ لنا الكف ويبشرنا بمستقبل أفضل‪.‬‬

‫سما شربجي‪ /‬ريف دمشق‬ ‫‪www.allsyrian.org‬‬


‫‪10‬‬

‫امرأة ومجتمع‬

‫العدد ‪ ٧١‬السنة الرابعة ‪2017 / ٠٤ / ١٥‬‬

‫املعرفة والفطرة‬ ‫إن إحدى المشكالت الجوهرية التي يخضع‬ ‫لها الوعي الثقافي الحديث‪ ،‬هي صناعة حد‬ ‫فاصل مع التاريخ‪ .‬إنها بمثابة اقتطاع الوعي‬ ‫مــن جـــذوره المعرفية (تحليالً وتــأوي ـاً)‪.‬‬

‫يستوعبوا طريقة تكوير البطون وال اإلنجاب‪،‬‬ ‫ومثل كل األشياء في الطبيعة التي ال يمكن‬ ‫تفسيرها‪ ،‬تصبح مقدّسة‪ ،‬كانت النظرة للمرأة‬ ‫لها أهميتها التقديسية‪ ،‬فالمُقدّس هو ماال يُفسّر‪.‬‬

‫فأصبحت معالجات المفاهيم الحداثوية‬ ‫تخضع لمعيار منجز الــوعــي بعد القرن‬ ‫الواحد والعشرين دون الرجوع لتاريخية‬ ‫تلك المفاهيم وتحليلها فــي سياق جدلي‪،‬‬ ‫مما يصنع وعيا ً ناقصا ً عند عامة الناس‪.‬‬ ‫في نقاش مع أحد األصدقاء حول مسألة‬ ‫المرأة ووضعها في المجتمع الحديث‪ ،‬تم توجيه‬ ‫اتهام ّ‬ ‫مبطن لي‪ ،‬بأنني ضد حرية المرأة‪ ،‬وبعد‬ ‫جدل طويل استطعت تقديم وجهة نظري حول‬ ‫الموضوع‪ ،‬وحقيقة لم يثر ذلك االتهام فيّ أي‬ ‫نوع من سلطة الدفاع‪ ،‬لكن النقاش جعلني‬ ‫أتأمل في مسألة تشكيل الوعي الثقافي الحديث‪.‬‬

‫على نقص الوعي وعدم القدرة على التفسير‬ ‫لدى الذكور تمت صناعة األم اإللــه‪ ،‬الربة‬ ‫المُخصّبة للحياة‪ ،‬في جميع الميثولوجيا القديمة‪.‬‬ ‫عــلــى ذلـــك الــنــحــو تـــم صــنــاعــة آلــهــة‬ ‫الــخــصــب فـــي الـــوعـــي غــيــر الــمــفــســر‪.‬‬

‫إن جميع العقول الليربالية املنفتحة‪ ،‬وجميع‬ ‫العقول اليسارية وحتى املحافظة نسبياً‬ ‫تتحدث يف مسألة حرية املرأة وأحقيتها‬ ‫بالوجود‬ ‫إن جميع العقول الليبرالية المنفتحة‪ ،‬وجميع‬ ‫العقول اليسارية وحتى المحافظة نسبيا ً تتحدث‬ ‫في مسألة حرية المرأة وأحقيتها بالوجود‪،‬‬ ‫وبعيداً عن الشيزوفرينيا التي تحملها تلك العقول‬ ‫ما بين التنظير والممارسة‪ ،‬خطر لي سؤال‬ ‫جعلني أبني رؤية حول سقوط قداسة المرأة‬ ‫تاريخيا ً وألوهيتها وسيطرة الذكر على مجمل‬ ‫تفاصيل الوعي والثقافة والحياة‪ ،‬وهو‪ ..‬متى‬ ‫اكتشف الذكر أهمية فعله في تكون الوجود؟‪.‬‬ ‫في المجتمعات القديمة البدائية لم يكن‬ ‫هناك قوانين ُت ّ‬ ‫نظم الحياة المجتمعة بمعيارها‬ ‫األســري‪ ،‬بقدر ما كانت تنظيمات فطرية‬ ‫لتقسيم العمل بين الذكور واإلناث‪ .‬تجلّت مهمة‬ ‫الذكور بالسعي للرزق والصيد‪ ،‬وهي العملية‬ ‫التي كانت تأخذ أشهراً من السفر والمالحقة‬ ‫للحيوانات لتأمين مؤن الشتاء‪ ،‬وبعد العودة‬ ‫للتجمعات القطيعية كانوا يشاهدون النساء‬ ‫الماكثات لتربية الصغار‪ ،‬أن جز ًء منهم قد‬ ‫أنجبوا أطفاالً‪ ،‬وجزء آخر حبالى‪ .‬تلك الحالة‬ ‫كانت بمثابة خلق صدمة معرفية للذكور الذين لم‬

‫إذاً تاريخيا ً فالمرأة صُنع تقديسها األلوهي‬ ‫من فطرتها الطبيعية‪ ،‬دون بذل أي جهد معرفي‬ ‫لسلطتها األمومية‪ ،‬إنها سلطة فرضتها الطبيعة‪.‬‬ ‫وعلى ذلك النحو كانت هي السيدة والمسيطرة‬ ‫التي يخضع لها جميع الــذكــور تاريخياً‪.‬‬ ‫لكن متى قُلبت فعليا ً الموازين من السيطرة‬ ‫األمومية إلى السيطرة الذكورية؟‪ .‬ال يمكن لنا‬ ‫تحديد تاريخ دقيق فعلياً‪ ،‬لكنه على األغلب‬ ‫عندما بدأ المجتمع القديم في االنقسام الطبقي‪،‬‬ ‫بإيجاد فئة أسياد يملكون جز ًء من العبيد الذين‬ ‫تكمن مهمتهم بالصيد والخدمة‪ ،‬مما سهّل للذكر‬ ‫السيد االقتصادي من المكوث والراحة‪ ،‬ومن‬ ‫إدراك تدريجي لمهمته االنجابية‪ ،‬من أنه إذا‬ ‫لم يضاجع امرأة معينة فإنها لن تكون حبلى‪.‬‬ ‫في تلك اللحظة بدأت طبقة معينة من الذكور‬ ‫األسياد بــإدراك أهميتهم الوجودية‪ .‬إنها من‬ ‫أهم لحظات االكتشاف المعرفي في الوعي‬ ‫الذكوري‪ ،‬وهو ما بدأ بهبوط هالة القدسية‬ ‫األنثوية من التاريخ وسيطرة الذكر وعياً‪.‬‬

‫إن املرأة تاريخياً حددت صورتها مبهمة‬ ‫واحدة انرثبولوجية وهي النشوء األول ورغم‬ ‫ما حملته يف العرص الحديث من مراحل‬ ‫تحرر وحركات نسوية‬ ‫بالطبع كان ذلك مترافقا ً مع سيطرة ذكورية‬ ‫على االقتصاد لن ننكرها‪ ،‬لكني هنا لشرح مسألة‬ ‫معرفية أكثر منها مسألة تحليل اقتصادي للتاريخ‪.‬‬ ‫ضمن هــذه البنية مــن التحليل نستطيع‬ ‫تحديد مسألة أنثربولوجية لطبيعة كيانين‪.‬‬

‫المرأة تاريخيا ً خاضعة لمعطيات الطبيعة‬ ‫والفطرة‪ ،‬ونفسيا ً لمعطيات الخصب كدور‬ ‫جوهري لوجودها‪ ،‬إن سلطة الــمــرأة هي‬ ‫سلطة فطرة وطبيعة‪ ،‬ال تهتم بأهمية المعرفة‬ ‫واالكتشاف‪ ،‬إنها تتقبل وجودها ضمن ما أُبيح‬ ‫لها طبيعياً‪ ،‬وتتعامل مع كيانها وحيواتها ضمن‬ ‫هذا الشكل من الفطرة دون السعي للمعرفة‬ ‫المكتشفة وتطويرها إال بحالتها اإلخصابية‬ ‫المُقدّسة‪ .‬أما الذكر فالمسألة لديه تكمن في‬ ‫االكتشاف المعرفي لدوره في صناعة الوجود‬ ‫واستغالل تلك المعرفة لــزيــادة سيطرته‬ ‫ونفوذه‪ .‬لقد تعامل الذكر بجدلية مع معرفته‬ ‫بينما بقيت المرأة تدور حول هالتها األلوهية‪،‬‬ ‫مما جعلها تدور في حلقة حلم فارغ‪ .‬لقدسيتها‬ ‫التي تسعى الستعادتها دون إمكانية لذلك‪.‬‬

‫ميكننا القول إن طبيعة الكيانني‬ ‫االنرثبولوجيني للذكر واألنثى يف النشوء‬ ‫االول‪ ،‬هام الثيمة التي استمرت عليهام‬ ‫طبيعة الكيانني حتى حدود العرص الحايل‬ ‫يمكننا القول أن طبيعة الكيانين األنثربولوجيين‬ ‫للذكر واألنثى في النشوء االول‪ ،‬هما الثيمة‬ ‫التي استمرت عليهما طبيعة الكيانين حتى‬ ‫حدود العصر الحالي‪ .‬فالطبيعة تتوارث لحظة‬ ‫االكتشاف األول وتحديدهما معرفياً‪ ،‬فالمسألة‬ ‫تتناقل جينيا ً أكثر منها اكتساباً‪ ،‬فالمعرفة تتناقل‬ ‫بالجينات مثلما الدور األنثوي يتناقل جينياً‪.‬‬ ‫وبرغم وجــود محاوالت استثنائية لكسر‬ ‫القاعدة المعرفية تلك‪ ،‬لكن تبقى المسألة أقرب إلى‬ ‫المنظور الفوكوي بموضوع المعرفة األولى‪.‬‬ ‫وبالطبع لسنا هنا للحديث فقط عن التاريخ لحظة‬ ‫ادراكه بقدر ما يتوضح حاليا ً في العصر الحديث‪.‬‬ ‫إن المرأة تاريخيا ً حددت صورتها بمهمة‬ ‫واحدة أنثربولوجية وهي النشوء األول ورغم‬ ‫ما حملته في العصر الحديث من مراحل‬ ‫تحرر وحركات نسوية ومشاركات‪ ،‬لكن‬ ‫بقيت تلك الصورة عبارة عن وهم‪ ،‬لسببين‬ ‫أساسيين نالحظهما فــي الــواقــع المُعاش‪.‬‬ ‫أوالً هو االنجاز األنثوي‪ .‬رغم ما تتمتع به‬ ‫المرأة المعاصرة من حريات مطلقة‪ ،‬وتمرّ د‬

‫على عــادات اجتماعية وأفكار بالية‪ ،‬لكنها‬ ‫تبقى تمارس على ذاتها صورة النشوء األول‪.‬‬ ‫فمحاولة اللحاق في العصر الحديث بالمعرفة‬ ‫واالكتشاف مرتبط أوالً بفكرة العاطفة‪ ،‬وال‬ ‫نقصد بالعاطفة معناها البسيط‪ ،‬بقدر ما هي‬ ‫محاولة االلتفاف على فكرة أهمية المرأة‬ ‫أنها عنصر تخصيبي للوجود‪ ،‬ونالحظ ذلك‬ ‫في أغلب المنجزات النسوية غربيا ً وشرقياً‪،‬‬ ‫وبــاألخــص في المجاالت االدبــيــة‪ ،‬وبعض‬ ‫الفلسفات‪ ،‬وعلى رأسهم أناييس نن وسيمون‬ ‫دي بوفوار‪ ،‬وفي الشرق تتعدد األسماء التي ال‬ ‫تنتهي‪ .‬وذلك يوصلنا إلى معادلة نوعا ً ما تحدد‬ ‫طبيعة المرأة‪ ،‬فمقابل مئات الفالسفة والمفكرين‬ ‫الغربيين مثالً‪ ،‬نجد عشر مفكرات وفيلسوفات‪.‬‬ ‫وبجانب آخر نجد المعيار الذي يُطالب به‬ ‫لدى األنثى والذكر الذي يحمل راية الدفاع عن‬ ‫التحرر األنثوي‪ ،‬في الطرح لتقديم األنثى لنفسها‬ ‫باستعادة الصورة البدائية للنشوء األول‪ .‬فأغلب‬ ‫الخطابات التحررية تنطلق في أساسها ليس من‬ ‫جانب التركيز على المشاركة الحياتية والفعل‬ ‫الثقافي والفكري في الحياة‪ ،‬بقدر ما تركز على‬ ‫استعادة األسطورة النفسية التاريخية أللوهية‬ ‫األنثى األولى وقوتها الفطرية‪ .‬فالعقل الحديث‬ ‫ينظر لألنثى كمقدس وباألخص شرقياً‪ .‬تلك‬ ‫النظرة ال تبني عالما ً فاعالً بقدر ما تخلق تردي‬ ‫مجتمعي‪ ،‬ال يدركه أغلب الداعين لتحرير‬ ‫المرأة‪ ،‬بما فيها نظرة المرأة لنفسها بأنها آلهة‬ ‫الخصب التاريخي وأسطورة الحياة الجميلة‪.‬‬ ‫إن طبيعة التفكير األنثوي يخضع لمعيار‬

‫سيطرة الــمــوروث البدائي الفطري على‬ ‫البدائي المعرفي الذي هو فعليا ً مُنجز ذكوري‪.‬‬ ‫قد يبدو هذا التحليل بالنسبة للبعض أنه‬ ‫فعليا ً ضد حرية الــمــرأة‪ ،‬لكنه في حقيقته‬ ‫محاولة فهم التمييز التاريخي لطبيعة الكيان‬ ‫البيولوجي في لحظة النشوء‪ ،‬من أجل تقديم‬ ‫صــورة تجريدية كيف تنظر المرأة لنفسها‬ ‫وكيف ينظر العقل الذكوري الحديث تحت‬ ‫مسمى التحرر للمرأة وخلق شيزوفرينتيه‬ ‫الخاضعة ما بين القول والفعل واقتطاع‬ ‫البنية مــن جــذرهــا الــتــاريــخــي التحليلي‪.‬‬ ‫فجميع الــعــقــول الــتــي تــدعــي التحرر‪،‬‬ ‫تبني تصوراتها على انــتــزاع المعاصر‬ ‫مــن الــتــاريــخ‪ ،‬وال يمكن تطوير أي عقل‬ ‫دون الرجوع لتحليل التاريخ ضمن بنيته‬ ‫األولــى‪ ،‬بما فيها مسألة المرأة المعاصرة‪.‬‬ ‫إن عصرنا الثقافي الحالي فعليا ً يبني عوالمه‬ ‫على فراغ واهم ومُقتطع‪ ،‬إنه أشبه بمحاولة‬ ‫لتغيير تعريفات الوجود باستبداله بتعريفات‬ ‫افتراضية يتم تربية الجميع عليها‪ ،‬ويمكن‬ ‫القياس على أي شيء آخر من تعريفات وفهم‬ ‫جديد كالتحرر واإليمان والثقافة والمعرفة‪.‬‬ ‫إن فــي الــقــرن الــواحــد والعشرين هناك‬ ‫مــحــاولــة سلخ المعاصر مــن تاريخيته‪،‬‬ ‫وتقديمه وهما ً على أنــه حقيقة مُسلّم بها‪.‬‬

‫علي األعرج‬

‫تزوجوا وتزوجوا وتزوجوا حتى حدود الكارثة‬

‫ترافقت‪ ‬هذه الدعوة‪ ‬بردود فعل‬ ‫صاخبة‪ ‬وغاضبة جداً‪ ،‬وصلت حد إعالن‬ ‫مجموعة من النساء غري املتزوجات جمعية‬ ‫(عوانس ومبسوطني بحالنا)‪.‬‬ ‫ترافقت دعــوة القاضي الشرعي األول‬ ‫محمود المعراوي للزواج مثنى وثالث مع‬ ‫تأكيد من قبله بأن المحاكم الشرعية تتساهل‬ ‫بشأن تعدد الزوجات‪ ،‬وخاصة الثاني والثالث‬ ‫بنسبة أقــل‪ ،‬وذلــك وحسب قوله لحل مسألة‬ ‫العنوسة في البالد‪ ،‬ترافقت‪ ‬هذه الدعوة‪ ‬‬ ‫بردود فعل صاخبة‪ ‬وغاضبة جداً‪ ،‬وصلت حد‬ ‫إعالن مجموعة من النساء غير المتزوجات‬ ‫جمعية (عــوانــس ومبسوطين بحالنا)‪.‬‬

‫إن تعبري العنوسة بحد ذاته هو تعبري‬ ‫متييزي‪ ،‬ألنه صفة أحادية تطلق فقط عىل‬ ‫النساء‪ .‬ال يوجد رجل عانس ال يف اللغة وال‬ ‫يف‪ ‬التعريف‬ ‫اجتماعياً‪ ،‬وخاصة من السيدات المبتليات‬ ‫بزواج ثان وثالث‪ ،‬وصلت ردود الفعل حد‬ ‫تسفيه تلك الدعوة وقائلها‪ ،‬وتجريمه فيما‬ ‫يخص النتائج الكارثية التي تنجم عن دعوته‬ ‫بحق األسرة ككيان وبحق النساء واألطفال‬ ‫خصوصاً‪ .‬أما الحد األقصى نظرياً‪ ‬ودستوريا ً‬

‫‪newspaper@allsyrian.org‬‬

‫فكان توجيه اتهام مباشر للداعي ودعوته‬ ‫بأنهما يخالفان االدعاء بعلمانية الدولة‪ ‬ألنها‬ ‫صــدرت أوالً من موظف رسمي بوظيفة‬ ‫دينية وثانيا ً ألنها تؤكد تسلط المحاكم الشرعية‬ ‫وتبني التشريع الديني مصدراً للقوانين‪ ،‬وهذا‬ ‫كله يخالف مبدأ العلمانية من حيث الجوهر‬ ‫ومــن حيث الظاهر المعلن والمصرح به‪.‬‬ ‫إن تعبير العنوسة بحد ذاته هو تعبير تمييزي‪،‬‬ ‫ألنه صفة أحادية تطلق فقط على النساء‪ .‬ال‬ ‫يوجد رجل عانس ال في اللغة وال في‪ ‬التعريف‪،‬‬ ‫لذلك دأبت المدافعات عن حقوق المرأة وخاصة‬ ‫المتصديات لضرورة إعادة‪ ‬الصياغة الجندرية‬ ‫للغة وللحوامل االجتماعية لها على رفض هذا‬ ‫التعبير واستعملن تعبير العازبات‪ ،‬ألنه مقياس‬ ‫موحد للحالة االجتماعية للجنسين ذكوراً وإناثاً‪،‬‬ ‫فثمة رجل عازب وامرأة عازبة‪ .‬كما ارتبطت‬ ‫اجتماعيا ً عبارة ضرة بالزوجة الثانية فكيف‬ ‫بالثالثة‪ ،‬والضرة من جذر الضرر وهي بحد‬ ‫ذاتها ككلمة تفتح أبوابا واسعة لحجم كبير من‬ ‫أشكال وأنواع الضرر الالحقة بالمرأة جراء‬ ‫الزواج الثاني‪ .‬ال وجود لكلمة ضر ال في اللغة‬ ‫وال في الحوامل االجتماعية وال حتى في الدين‪،‬‬ ‫ألن المرأة محرومة أصالً وبصورة قطعية من‬ ‫تعداد األزواج‪ .‬وهذا هو األمر الطبيعي أي‬ ‫أحادية الــزواج كما في كل القوانين المدنية‬ ‫والدينية التي تمنح الذكر حقوقا ً تمييزية عديدة‪.‬‬

‫تقول هناء‪ ،‬إنه من األسهل عليها أن يرتبط‬ ‫زوجها بعالقة عاطفية (مصاحبة)‪ ،‬حسب‬ ‫تعبيرها‪ ،‬وإن علمت بها على أن يتزوج مرة‬ ‫ثانية‪ .‬وبعد استغرابي من تفضيلها المؤلم‬ ‫وقبولها المحيّر لفكرة (المصاحبة)‪ ،‬شرحت‬ ‫لــي بــأن قبولها فرضته الــخــســارات التي‬ ‫ستلحق باألبناء جراء الــزواج‪ .‬فالمصاحبة‬ ‫حسب زعمها تضر بها وحدها‪ ،‬وبدموع‬ ‫نافرة في العينين وشفتين راجفتين قالت‪:‬‬ ‫(يروح يخبص وين مابدو‪ ،‬هللا اليردو‪ ،‬ماني‬ ‫سائلة عنو‪ ،‬بس يرجع عبيتو كل يوم‪ ،‬يرجع‬ ‫عــوالدو ويحسسهم أنــو أبوهن وحدهن)‪.‬‬ ‫تحكي هناء قصة قريبتها التي تزوج زوجها‬ ‫بامرأة ثانية‪ ،‬وجراء تعرضه لحادث مروّ ع‪ ‬‬ ‫لم يعد قــادراً على العمل تاركا ً لها أعباء‬ ‫المنزل والحياة وأوالداً تعيلهم تلك القريبة‪،‬‬ ‫تعيل أوالدهـــا وأوالد الــضــرة أو الزوجة‬ ‫الثانية‪ ،‬التي فرض عليها الــزوج المعلول‬ ‫البقاء في البيت لخدمته والقيام بأعباء المنزل‬ ‫بحجة أنها صغيرة وجميلة‪ ،‬وبات على تلك‬ ‫القريبة أن تكون مصدر الدخل الوحيد للعائلة‪.‬‬

‫كثرية هي القصص املؤملة عن تعدد‬ ‫الزوجات‪ .‬كثرية هي األسباب املزعومة التي‬ ‫قد تصل بامرأة ما لتعلن بالفم املآلن بأنها‬ ‫من اختارت لزوجها زوجته الثانية طاعة‬ ‫منها لتعاليم الدين‬ ‫تشكو سيدات كثيرات من استئثار الزوجات‬ ‫األخريات بدفتر العائلة وبمقتنيات الزوج‬ ‫الميت أو الغائب‪ .‬كما تشكو بعضهن من‬ ‫استئثار الزوجة األولى بالمنزل‪ .‬تقول صبا‬ ‫إنها طردت الزوجة الثانية وولديها من بيت‬ ‫الزوجية فور علمها بوفاة زوجها‪ .‬أما مريم‬ ‫فتحكي العكس تماماً‪ ،‬فبعد سفر زوجها‬ ‫إلى ألمانيا اتصل بأهله وطلب منهم إعادة‬

‫الزوجة األولى إلى بيت العائلة لتشارك مريم‬ ‫وابنتها كل شيء حتى سريرها الذي اشترته‬ ‫من مالها الخاص‪ ،‬ال بل قام الزوج بإجراء‬ ‫معاملة لم الشمل للزوجة األولى المهجورة‬ ‫منذ خمس سنوات‪ ‬فقط ألنها أم الصبيان‪.‬‬ ‫كثيرة هــي القصص المؤلمة عــن تعدد‬ ‫الزوجات‪ .‬كثيرة هي األسباب المزعومة التي‬ ‫قد تصل بامرأة ما لتعلن بالفم المآلن بأنها من‬ ‫اختارت لزوجها زوجته الثانية طاعة منها‬ ‫لتعاليم الدين‪ ،‬أو إكراما ً له ليحظى بذرية من‬ ‫الصبيان والبنات‪ .‬مما يدفعنا للتساؤل حول‬ ‫السبب الكامن وراء قبول أية امرأة‪ ‬العيش مع‬ ‫نصف رجل‪ ،‬نصف بالكاد لها ونصف لسواها‪.‬‬ ‫وما األسباب التي تثمن التعايش القسري‬ ‫الممعن في قسوته ما بين ضرتين وتكثر‬ ‫األحاديث المؤيدة لهذه الحالة من أشباه العيش؟‬ ‫في المقابل تغفل األحاديث الشعبية حكايا‬ ‫نسوة لم تنجبن ولم يتزوج رجلها بأخرى‪،‬‬ ‫ونسوة طلبن الطالق والفرقة فاسحات المجال‬ ‫لزوجة ثانية بعد إبداء الزوج رغبته بالزواج‪،‬‬ ‫وتزوجن‪ ‬مرة ثانية وباختيارهن وكن زوجات‬ ‫وحيدات‪ ،‬وربما أنجبن في بعض األحيان‪.‬‬ ‫فلماذا يتغافل السيد القاضي وســواه عن‬ ‫أسباب قلة الرجال وأسباب غيابهم أو تغييبيهم؟‬ ‫في بلد تعصف الحرب في يومياته وتفاصيله‪،‬‬ ‫تنهض النساء ليمألن كل الشواغر‪ ،‬حتى التي‬ ‫أقصين عنها تاريخيا ً وألسباب عديدة ومقيتة‬ ‫وال معنى لها أبدا ينهضن ال ليعوضن ثقل‬ ‫الغياب فحسب‪ ،‬بل ليكملن أطراف المعادلة‬ ‫الناقصة بسبب‪ ‬التشريع والعادات واألعراف‬ ‫والقوانين التمييزية‪ .‬من عاشت وطأة الحرب‬ ‫ونجت واستنهضت قواها الحية وخرجت لتسأل‬ ‫عن األبناء‪ ،‬عن الرجال‪ .‬من غطت مصاريف‬ ‫وتكاليف العيش وذاقت الهوان واستشعرت‬ ‫قيم االستقاللية لن تعود عبدة كما كانت‪ ،‬أو‬

‫جارية في محراب زوج نهم للزواج مرات‬ ‫ومرات بحجة الرجولة‪ ‬واإلنفاق والنسب وسد‬ ‫النقص الحاصل في تعداد الرجال جراء حرب‬ ‫ضروس لم تبق أحداً إال ونالت من وجوده‬ ‫وقوته وكينونته‪ ،‬امرأة كانت أم رجل‪ ،‬وفي‬ ‫محراب قوانين غير عادلة وتشريعات يصوغها‬ ‫رجل بصالحيات ماضوية‪ ،‬وتغيبيية وتمييزية‪.‬‬ ‫إن اإلسهاب في‪ ‬عرض كل الواجبات‪ ‬المترتبة‬ ‫على كل األطراف والخيارات المتاحة لبناء‬ ‫العائلة وتكوين أسرة سليمة معافاة‪ ،‬ال تأكل‬ ‫الحرب أبناءها وال تتغول على تفاصيل عيشها‪.‬‬ ‫ال يردع المشرعين عن رمي تشريعاتهم‬ ‫الهدامة في وجه المجتمع وفي وجوه النساء‬ ‫اللواتي كن وما زلن الحلقة األضعف فيه‪.‬‬ ‫مالم ُترفع يد المشرعين باسم الدين عن التحكم‬ ‫بمصائرهن وحيواتهن‪ ،‬فإن الصدام الحقيقي‬ ‫سيكون بين أبناء العائلة نفسها ذات استحقاق‬ ‫لميراث أو لمسكن أو حتى لرغيف خبز وضمة‬ ‫وقبلة‪ ،‬واسم ألب تعدى المنطق اإلنساني واختار‬ ‫العيش مع سرب من الزوجات العاجزات‬ ‫والملزمات بإرضائه خشية الزواج من جديد‪.‬‬ ‫إن قانون أســرة مدني وعصري‪ ،‬وإلغاء‬ ‫المواد المستندة‪ ‬للتشريع والنصوص الدينية‬ ‫والمذهبية الــتــي تــؤســس لــظــروف قاهرة‬ ‫وقهرية تراكم الويالت وتعمّق الشروخ ما‬ ‫بين ركني الحياة األساسيين وهما‪ ،‬امرأة‬ ‫ورجـــل‪ ،‬وتعديل القوانين هــو الحل وهو‬ ‫الجواب الوحيد على دعوة تمييزية وقهرية‬ ‫كالتي دعا إليها القاضي المذكور‪ ،‬إن اختيار‬ ‫تغيير القوانين هو أكثر الحلول سلمية وهو‬ ‫بــذرة التفاهم األساسي على قوانين عادلة‬ ‫للجميع من‪ ‬كافة مكونات المجتمع بكل أطيافه‪.‬‬ ‫خاص “شبكة المرأة السورية”‬

‫سلوى زكزك‬ ‫‪www.allsyrian.org‬‬


‫بورتريه‬

‫العدد ‪ ٧١‬السنة الرابعة ‪2017 / ٠٤ / ١٥‬‬

‫‪11‬‬

‫حنا بطاطو‬

‫وُ لد حنا بطاطو في فلسطين \ القدس عام‬ ‫‪ ،1926‬وكانت نشأته األولى حافلة باالضطراب‬ ‫السياسي‪ ،‬حيث كانت فلسطين تحت االستعمار‬ ‫البريطاني‪ ،‬فتعلّم في مدارسها‪ ،‬قبل أن يُع َلن عن‬ ‫قيام دولة إسرائيل‪ ،‬فهاجر في عام ‪ 1948‬إلى‬ ‫الواليات المتحدة‪ ،‬ولم يعد مرة أخرى إلى بلده‪.‬‬ ‫يُعتبر حنا بطاطو من أهم مؤرخي منطقة‬ ‫الشرق األوســط‪ ،‬وأحــد أهم مفكريها الذين‬ ‫اختصّوا بدراسة تاريخ المشرق الحديث‪.‬‬ ‫بعد استقراره في الواليات المتحدة وهو في‬ ‫عمر الثانية والعشرين‪ ،‬حاول بطاطو إكمال‬ ‫دراساته في حقل الدراسات الروسية‪ ،‬قبل‬ ‫أن يكمل الدراسة في مدرسة إدموند ويلش‬ ‫للشؤون الخارجية بجامعة جورجتاون بين‬ ‫عامي ‪ 1951‬و ‪ ،1953‬كما حصل فيما‬ ‫بعد على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية‬ ‫من جامعة هارفرد عام ‪ ،1960‬حيث قدّم‬ ‫أطروحته المعنونة «الشيخ والــفــاح في‬ ‫العراق»‪ .‬بعد حصوله على الدكتوراه بعامين‬ ‫عمل بالتدريس في الجامعة األمريكية في‬ ‫بيروت لمدة عشرين عاماً‪ ،‬قبل أن ينتقل مرة‬ ‫أخرى من عام ‪ 1982‬حتى تقاعده عام ‪1994‬‬ ‫إلى جامعة جورجتاون في الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫لقد كانت دراســة بطاطو للعلوم السياسية‬ ‫مفتاح لتحديد المسارات الفكرية التي كانت‬ ‫البالد المشرقية تخوضها من بدايات النضال‬ ‫ضد االستعمار حتى ثــورات البالد العربية‬ ‫ضد القوى السياسية التي كانت بشكل من‬ ‫األشكال تقليدية اجتماعيا ً وفكرياً‪ ،‬وهو ما‬ ‫جعل بطاطو يحاول دراسة التاريخ والنشوء‬ ‫لتلك القوى الجديدة وكيف حملت المنطقة‬ ‫المشرقية إلى مستوى من المزيج الغريب‬ ‫بين االنفتاح وصناعة الديكتاتورية‪ ،‬وخاصة‬ ‫أن قوى العلم هي من كانت ُتسيطر بحركات‬ ‫ثورية على البالد العربية خصوصا ً من مصر‬ ‫وثورة يوليو إلى العراق وسوريا‪ ،‬وتغيّر لبنية‬ ‫االقتصادية في الخليج العربي وصعود قوى‬ ‫شعارها األساسي النضال ضد األمبريالية‬ ‫مدعومة بالحلف االشــتــراكــي السوفيتي‪.‬‬ ‫كل تلك الحاالت الواقعية والتجارب اليومية‬ ‫والنضال فيها‪ ،‬أثــرت على رؤيــة بطاطو‬ ‫لمستقبل المنطقة في البداية‪ ،‬لكن مع التفرّ د‬

‫السلطوي بدأت تتوضح لديه النظرة بشكل‬ ‫جلي لصناعة الديكتاتوريات‪ ،‬فعكف لدراسة‬ ‫تلك الظواهر بشكل معمق‪ ،‬وربما كان بطاطو‬ ‫قد اختص بجانب معين ولم يتفرد بشكل كلي‬ ‫لدراسة جميع الظواهر المحيطة في المنطقة‪،‬‬ ‫فأنجز كتابه المؤلف من ثالثة أجــزاء حول‬ ‫تاريخ العراق‪ .‬وربما كان مرّ د ذلك هو الفترة‬ ‫التي جعلت من العراق نموذجا ً ثوريا ً محضا ً‬ ‫في الخمسينيات‪ ،‬وحالة االضطرابات السياسية‬ ‫وارتفاع الفكر الثقافي فيها‪ ،‬وإعادة تتويج الملك‬ ‫فيصل الثاني عام ‪ .1953‬كل ذلك كان بداية‬ ‫تعلّق بطاطو بذلك البلد‪ ،‬وبقي فعليا ً متعلقا ً حتى‬ ‫وفاته‪ ،‬ومحاوالً كشف خفايا تاريخ تلك المنطقة‪.‬‬ ‫وتذكر بعض المصادر أن بطاطو كان على‬ ‫عالقة مع عبد الكريم قاسم‪ ،‬مما سهّل وصوله‬ ‫للكثير من األرشيفات السرية لألمن العراقي‪،‬‬

‫وساعدته تلك الملفات لفهم تاريخ العراق‬ ‫في فترات متنوعة وم ّكنته من وضع دراسة‬ ‫عن المتغيرات السياسية بعنوان «الطبقات‬ ‫االجتماعية القديمة والحركات الثورية الحديثة‬ ‫فــي الــعــراق» والـــذي نشره عــام ‪،1978‬‬ ‫واُعتبر ذلــك العمل بمثابة مرجع أساسي‬ ‫لتاريخ العراق الحديث‪ ،‬والتي تعتمد منهجية‬ ‫بطاطو على التحليل االجتماعي السياسي‪.‬‬ ‫في أواخــر حياة حنا بطاطو‪ ،‬قام بدراسة‬

‫مماثلة حـــول ســوريــا بــعــنــوان «فــاحــو‬ ‫سوريا‪ ،‬سليلو الوجهاء القرويين األقل شأنا‬ ‫وسياستهم»‪ .‬وذلــك قبل وفاته في وينستد‬ ‫كونيكتيكوت في الواليات المتحدة عام ‪.2000‬‬ ‫اكتشف حنا بمنهجه التطبيقي لدراسة واقع‬ ‫العراق وعالقاته االجتماعية المعقدة‪ ،‬أن أي‬ ‫سلطة تتكون في الشرق األوسط‪ ،‬تقوم أساسا ً‬ ‫على درجة القرابة لضمان استمرارها‪ ،‬وقد‬ ‫وجد ذلك بأعلى مستوياته في العراق بالذات‪،‬‬ ‫كون التاريخ االجتماعي هناك هو مجموعة‬ ‫بُنى تحرك التاريخ السياسي له منذ ثورة تموز‬ ‫‪ ،1958‬القائمة بشكل واضح على القرابة‬ ‫والتبعية والعشائرية والطائفية والنظرة الحزبية‬ ‫الضيقة‪ .‬وكان العراق هو بمثابة مفتاح أساسي‬ ‫لتوسيع نظرة بطاطو حول البنى السياسية في‬ ‫دول المشرق‪ ،‬مُعتمداً ببناء منهجيته كأدوات‬ ‫ومادة تجريبية مستقاة من المجتمع الغربي‬ ‫في تحليل الواقع العربي على ماركس وفيبر‬ ‫وماديسون كنظريات‪ ،‬ومعالجا ً تلك المادة‬ ‫النظرية بلمس الواقع العراقي بالذات‪ ،‬فخلق‬ ‫بطاطو تلك المنهجية المتماسكة لكتابه‪ .‬يمكننا‬ ‫تلخيص التاريخ الــذي حــاول بطاطو فهمه‬ ‫وتقديمه إلى العالم في المنطقة من خالل عمليه‬ ‫األساسيين‪ ،‬وهما العراق وفالحو سوريا‪.‬‬ ‫كان عمله األول العراق في ثالثة أجزاء‪،‬‬ ‫يــقــوم على رصــد الطبقات االجتماعية‬ ‫والحركات الثورية من العهد العثماني حتى‬ ‫قيام الجمهورية‪ .‬يلقي الكتاب األول الضوء‬ ‫على مالك األراضي‪ ،‬والتجار‪ ،‬ورجال المال‪،‬‬ ‫وسلطتهم‪ ،‬وطرق تفكيرهم‪ ،‬وسلوكهم السياسي‪،‬‬ ‫وموقعهم االجتماعي‪ ،‬وجــذور منزلتهم أو‬ ‫ثرواتهم‪ ،‬ويهدف اكتشاف ما إذا كانت المعالجة‬ ‫الطبقية تفتح منفذاً لرؤية عالقات تاريخية أو‬ ‫مالمح اجتماعية‪ ،‬كانت ستبقى لوال ذلك بعيدة‬ ‫عن النظر‪ ،‬أو بشكل أكثر عمومية‪ ،‬ما إذا كانت‬ ‫هذه المعالجة قادرة على إعطاء رؤى جديدة‬ ‫أو نتائج ذات قيمة عند تطبيقها على مجتمع‬ ‫عربي ما في فترة بعد الحرب العالمية األولى‪.‬‬ ‫أما الكتاب الثاني فقد تناول تاريخ الشيوعيين‬ ‫في العراق على نطاق واسع‪ ،‬ألنهم كانوا أسبق‬ ‫من القوى األخــرى‪ ،‬وتأثيرهم العميق على‬ ‫المستوى الجماهيري للمجتمع‪ .‬ويتتبع الكتاب‬ ‫أصول الحركة الشيوعية‪ ،‬وأفكارها والعواطف‬ ‫التي كانت تسيرها‪ ،‬وصيغها التنظيمية‪ ،‬وبناها‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وكيفية إعادة بناء حياتها الداخلية‬ ‫في اللحظات ذات المغذى‪ ،‬وتقييم تأثيراتها‬ ‫على العراق وتاريخه‪ ،‬مستنداً إلى مصادر‬ ‫لم يسبق ألحد ان اطلع عليها‪ ،‬كالسجالت‬ ‫السرية للمديرية العامة لألمن العام‪ ،‬وملفات‬ ‫الشرطة السياسية‪ ،‬وأدبيات شيوعية‪ ،‬وتقارير‬ ‫االستخبارات البريطانية‪ ،‬وهــذا ما أعطى‬

‫الكتاب غنى ووفرة في المعلومات لم تتوفر‬ ‫في أي كتاب آخر جاء حول هذا الموضوع‪.‬‬ ‫ويتناول الكتاب الثالث الشيوعيين والبعثيين‬ ‫والضباط األحرار‪ ،‬وهي الحركات التي شكلت‬ ‫بشرائحها األساسية التعبير األول من الطبقات‬ ‫الوسطى في الــعــراق‪ .‬ور ّكــز الكتاب على‬ ‫أصول هذه الحركات الستنباط جذور األفكار‬ ‫والعواطف التي كانت تسيرها‪ ،‬ووصف‬ ‫صيغها التنظيمية وبناها االجتماعية‪ ،‬وإعادة‬ ‫بناء حياتها الداخلية في اللحظات ذات المغذى‪،‬‬ ‫وتتبعها في حاالت االنحسار والم ّد في مقدراتها‪،‬‬ ‫وتقييم الــذي كــان على الــبــاد وتاريخها‪.‬‬ ‫لقد كــان مــؤلّ ـ َف ـ ُه الــعــراق ومــــازال أحد‬ ‫أهــم الكتب الــتــي حللّت الــواقــع العربي‬ ‫االجتماعي والسياسي بشكل ال نظير له‪.‬‬ ‫في كتابه الثاني «فالحو سوريا» اعتمد‬ ‫بطاطو في بحثه على المقارنات والوثائق‬ ‫والمقابالت التي أجراها مع أكرم الحوراني‬ ‫وميشيل عفلق وصالح الدين بيطار وانطوان‬ ‫مقدسي وعدنان سعد الدين المراقب العام‬

‫لسياسات دول أخرى وشخصيات ديكتاتورية‪.‬‬ ‫يتحدث بطاطو عن تلك العالقات وكيف‬ ‫حاول األسد اكتساب فئات متنوعة في فترة‬ ‫حكمه‪ ،‬من بناء عالقات مع تجار الحميدية‬ ‫في دمشق وتعديل القوانين االقتصادية‪ ،‬وعلى‬ ‫المستوى السياسي كيف بنى عالقاته مع‬ ‫األخوان المسلمين في السبعينيات وإدخالهم في‬ ‫مجلس الشعب مستفيداً من تفككهم الجغرافي‬ ‫بين حماه ودمشق وحلب‪ ،‬ورفضهم ان يكونوا‬ ‫معارضين مع الفئات العلمانية‪ ،‬وثم وصوالً إلى‬ ‫عام ‪1982‬وحادثة المدفعية التي قدّمت لألسد‬ ‫مبرراً إلخضاع البالد بأكملها تحت سيطرته‪.‬‬ ‫وتحدث بطاطو في فصول الحقة عن عالقة‬ ‫األسد بحركة فتح‪ ،‬وكف أن األسد رغم دعمه‬ ‫الظاهري لفتح إال أنه كان على خالف عميق‬ ‫معهم‪ ،‬بمحاولة اغتيال ياسر عرفات بوصاية‬ ‫من األسد‪ ،‬وموقف صالح جديد من تصفية‬ ‫الثورة الفلسطينية التي كان األسد يسعى إليها‪،‬‬ ‫ثم انفجار األزمة في لبنان بعد تخلي األسد عنها‬ ‫في ‪ .1982‬حيث يصف بطاطو األسد بسياسي‬

‫لألخوان وصالح خلف من منظمة التحرير‬ ‫الفلسطينية‪ .‬وكان كتابه توجه في بحث الجذور‬ ‫االجتماعية التي سبقت بعقود تأسيس حزب‬ ‫البعث‪ ،‬ثم فهم طبيعة النظام الذي بناه حافظ األسد‬ ‫وعالقته بالقومية العربية واألخوان المسلمين‬ ‫وحركة فتح والــدور في الحرب العراقية‪.‬‬ ‫في الجزء األول من الكتاب ميّز بطاطو‬ ‫الفالحين وبــنــى أرضــيــة حــول ظروفهم‬ ‫االجتماعية واالقتصادية منذ بداية القرن‬ ‫العشرين‪ ،‬وق ـدّم وسما ً لكل فئة وطبائعها‪،‬‬ ‫كما رصد التقلبات التي مرّ بها المزارعون‬ ‫نتيجة للسياسات المتبعة‪ .‬وفي الفصول الالحقة‬ ‫تناول بطاطو شخصية حافظ األسد وسياساته‪،‬‬ ‫وكيف بنى األســد مجموعة من العالقات‬ ‫المعقدة والمتينة بذكاء سياسي نادر ليصنع‬ ‫من سوريا نموذجا ً لحكم تفردي تحت غطاء‬ ‫سياسي ديمقراطي‪ ،‬وهذا ما ق ّل مثيله بالنسبة‬

‫الهدم والبناء‪ ،‬حيث يبني تحالفات ويهدم‬ ‫أخرى بشكل متتال وسريع‪ ،‬مع مجموعات‬ ‫قومية وأخرى انعزالية ومجموعات علمانية‬ ‫وأخــرى إسالمية وأحــزاب يسارية وأخرى‬ ‫يمينية‪ ،‬وتحويل القومية من غاية إلى وسيلة‪.‬‬ ‫يمكن القول أن بطاطو بكتابيه العراق وفالحو‬ ‫سوريا‪ ،‬قدّم فعليا ً إنجازاً تحليليا ً فريداً من نوعه‬ ‫لطبيعة النظم الحاكمة الحديثة في المشرق‬ ‫العربي‪ ،‬وبمنهجية تحليل ومقارنات اجتماعية‬ ‫سياسية‪ ،‬وهذا ما لم يفعله مؤرخون آخرون‪.‬‬ ‫ربما لم يعمل بطاطو على الكثير من النماذج‬ ‫السلطوية‪ ،‬إال أن تفرّ ده في الكتابة عن بلدين‬ ‫وعالقتهم مع الحركات التحررية وشرح الحالة‬ ‫االقتصادية وتحليل البنية االجتماعية تعطي‬ ‫مثاالً حيا ً إلسقاط ذلك المنهج على باقي المنطقة‪،‬‬ ‫وهو الشيء الذي ابتكره حنا بطاطو بذكاء نادر‪.‬‬

‫قالوا يف حنا بطاطو‬ ‫مــســتــويــات الــســلــطــة فــي دولــــة األســد‬ ‫يشير بطاطو إلى البالغة الديمقراطية الفارغة‬ ‫لألسد‪ ،‬عندما يتحدث عن سلطة الشعب “قوتان‬ ‫ال تقهران‪ :‬قوة هللا وقوة الشعب”‪ ،‬و “االختيار‬ ‫الحر والرغبة الحرة لجماهير الشعب”‪ ،‬وهو‬ ‫الذي لم ُي ِق ْم للشعب أي وزن “لكن عنصر‬ ‫االحتقار للبشر عمومًا مخفي أكثر لدى األسد”‬ ‫يشرح بطاطو المستويات األربعة لسلطة األسد‪:‬‬ ‫الــمــســتــوى األول‪ :‬وكـــان يحصر بيده‬ ‫االتــجــاه الــعــام للسياسة‪ ،‬وشـــؤون األمــن‬ ‫والــمــخــابــرات‪ ،‬والــجــيــش‪ ،‬والــخــارجــيــة‪،‬‬ ‫وسلطته ‪-‬هنا‪ -‬فردية‪ ،‬أي حافظ األسد ذاته‬ ‫المستوى الثاني‪ :‬رؤســاء أفــرع األمــن‪،‬‬ ‫ثم رؤســاء الــوحــدات العسكرية النخبوية‪.‬‬ ‫المستوى الثالث‪ :‬قيادات حــزب البعث‪.‬‬ ‫المستوى الرابع‪ :‬الوزراء والمحافظون‪،‬‬ ‫وكبار موظفي الدولة‪.‬‬ ‫إضافة إلى هذه المستويات األربعة؛ فقد‬ ‫سعى األسد لكسب طبقة قطاع األعمال‪ ،‬وقد‬ ‫منح األسد‪ ‬رجال األعمال دورً ا أوسع في‬ ‫االستيراد‪ ،‬ثم وسّع تمثيلهم في مجلس الشعب‪،‬‬ ‫وقــد توسع دورهــم أكثر مع أزمــة النصف‬ ‫الثاني من الثمانينيات؛ فقد زادت مستوردات‬ ‫القطاع الخاص من ‪ 33‬بالمئة من إجمالي‬ ‫مستوردات سورية عام ‪ ،1972‬إلى ‪65.3‬‬ ‫بالمئة عام ‪ .1995‬ولكن بقيت صــادرات‬ ‫القطاع الخاص محدودة‪ ،‬أقل من ‪ 13‬بالمئة‬ ‫عام ‪ ،1995‬وزادت قيمة منتجات القطاع‬ ‫الخاص الصناعي‪ ،‬من ‪ 0.85‬من المليارً عام‬ ‫‪ 1970‬إلى أكثر من ‪ 88‬مليارً ا عام ‪،1995‬‬ ‫ولكن نسبته من إجمالي االنتاج الصناعي في‬ ‫سورية بقيت دون تغيير كبير‪ ،‬أي‪ :‬نحو الثلث‪.‬‬ ‫مركز حرمون للدراسات‬ ‫«فالحو سوريا» هو غلّة ثمينة لقارئه‪،‬‬ ‫ليس فقط بسبب الغنى في المادة‪ ،‬بل وبفضل‬

‫‪newspaper@allsyrian.org‬‬

‫منهجيته التي جمعت بين أساليب بحث مختلفة؛‬ ‫من الوثائق فالمالحظة ومقارنات الباحث‬ ‫نفسه‪ ،‬وصوالً إلى المقابالت التاريخية التي‬ ‫أجراها مع أكــرم حوراني وميشيل عفلق‬ ‫وصــاح الــديــن البيطار وأنــطــون مقدسي‬ ‫وعدنان سعد الدين المراقب العام لإلخوان‬ ‫المسلمين حتى ‪ 1980‬وصالح خلف «أبو‬ ‫إياد» من منظمة التحرير‪ .‬إضافة إلى كل هذا‪،‬‬ ‫فإن «فالحو سوريا» بحث كتبه أستاذ العلوم‬ ‫السياسية بلغة تنأى عن التجهم األكاديمي‬ ‫وتسترسل رغم زخم األرقــام والمعلومات‬ ‫نـــــوال الــعــلــي (الـــعـــربـــي الــجــديــد)‬

‫ترك لنا حنا بطاطو إرثا كبيرا كرس له جل‬ ‫حياته الواعية أكاديميا مدققا‪ ،‬يسعى إلى معاينة‬ ‫مركبة للمادة قيد البحث‪ ،‬هيابا من أي تعميم‬ ‫ال يقوم على الوقائع التجريبية‪ ،‬ومتوجسا من‬ ‫معنى التاريخ المتفجر الذي يعاينه ويعيشه‬ ‫وينقب فيه‪ ،‬في آن‪ .‬يلوح حنا بطاطو‪ ،‬للوهلة‬

‫االولــى‪ ،‬في نظرة كثير من قرائه ومحبيه‪،‬‬ ‫جامع معلومات ‪ ‬ال يبارى‪ ،‬شغوفا بالتفاصيل‬ ‫وتفاصيل التفاصيل‪ .‬وهذه بال ريب خصلة من‬ ‫خصاله الكثيرة‪ .‬غير أن هذه النظرة تنطوي‬ ‫على تبسيط مفرط‪ .‬فمنهج جمع مادة البحث‪،‬‬ ‫وتحليلها‪ ،‬وتركيبها‪ ،‬ثم عرضها على النحو‬ ‫الذي فعله حنا بطاطو‪ ،‬عملية معقدة‪ ،‬عميقة‬ ‫الغور‪ .‬فمادة البحث‪ ،‬أي بحث‪ ،‬أشبه بسديم‬ ‫له بداية وليست له نهاية‪ .‬وهي أقــرب إلى‬ ‫العماء ‪ Chaos‬االرســطــي‪ ،‬الــذي يتحدى‬ ‫العقل البشري ‪ ،Logus‬كقوة ناظمة أو طاقة‬ ‫للتنظيم‪ ،‬للفرز‪ ،‬والتمييز‪ ،‬والفصل والربط‪.‬‬ ‫فالح عبد الجبار كتاب (حنا بطاطو في‬ ‫سيرته ومنهجه وتفسيره لتاريخ العراق‬ ‫المعاصر)‬ ‫رسم ح ّنا بطاطو لوحة شبه شاملة‪ ،‬لطبيعة‬ ‫النظام السوري (األسدي) وتركيبته وسياساته‪.‬‬ ‫وأتت الدراسة منهجا ً لفهم عميق لسلطة األسد‪،‬‬ ‫وقدرتها على البقاء في الحكم خالل هذه المدة‬ ‫الطويلة جداً من تاريخ سوريا ونجاحها من دون‬ ‫أي مقاومة تذكر في توريث الدولة السورية‬ ‫إلى وريــث عائلتها ممثالً في بشار األسد‪،‬‬ ‫كما فسرت وعلى نحو غير مباشر األصول‬ ‫االجتماعية للثورة السورية‪ ،‬والتي هي نفسها‬ ‫الطبقات االجتماعية التي ادعى حزب البعث‬ ‫الدفاع عنها وتصدى للتحدث باسمها‪ .‬ويعرض‬ ‫بطاطو للشروط االجتماعية واالقتصادية‬ ‫للفالحين‪ ،‬بما في ذلك التمايزات في ما بينهم‬ ‫من حيث العقيدة الدينية والملكية والخلفية‬ ‫التاريخية واالرتــبــاط بــاألرض واالستعداد‬ ‫للقتال‪ ،‬وغير ذلك من التمايزات التي كان لها‬ ‫شأن في تشكيل وعي الفالحين وسياستهم‪ .‬واذ‬ ‫كان ثمة مسلّمة ال تقبل الجدل في شأن المجتمع‬ ‫الريفي في سوريا‪ ،‬فهي أن الفالحين لم يشكلوا‬ ‫جماعة اجتماعية متجانسة أو متماسكة‪ ،‬طوال‬

‫قرون الحكم العثماني وصوالً الى الفترة التي‬ ‫تلت االستقالل مباشرة‪ ،‬وهذا ما تجلى بأوضح‬ ‫ما يكون في الثورة السورية الكبرى (‪1925‬‬ ‫‪ )1927‬ضد االنتداب الفرنسي‪ ،‬ويالحظ أن‬‫جباية الضرائب في العهد العثماني قامت على‬ ‫كاهل الفالحين اكثر من غيرهم وهم الذين‬ ‫أُرهقوا بها وعانوا تبعاتها‪ ،‬ولم يغيّر االنتداب‬ ‫الفرنسي هذا الواقع‪ ،‬لذلك كانت لهم ثوراتهم‬ ‫وتمردهم بين وقت وآخــر‪ ،‬وإن اشتهر بها‬ ‫الفالحون العلويون والدروز أكثر من غيرهم‪.‬‬ ‫محمد حجيري (نوافذ)‬

‫وتاريخها؛ غير أن دراسة الحركات الثورية‪،‬‬ ‫التي « ّ شكلت بشرائحها االساسية التعبير‬ ‫االول عن الطبقات الوسطى» في عراق ما‬ ‫بعد قيام الجمهورية‪ ،‬فرضت عليه – كما‬ ‫يؤكد – العودة إلى تاريخ الطبقات القديمة‬ ‫التي ســادت خــال العهد الملكي‪،‬وال سيما‬ ‫مــاك االراضـــي والتجار ورجـــال المال‪.‬‬ ‫ماهر الشريف كتاب (حنا بطاطو في سيرته‬ ‫ومنهجه وتفسيره لتاريخ العراق المعاصر)‬

‫يعتبر مؤلف المؤرخ الفلسطيني الراحل‬ ‫حنا بطاطو عن العراق‪ ،‬الذي صدر باللغة‬ ‫االنكليزية عام ‪ 1978‬عن جامعة برنستون‬ ‫وأهــدي (الى شعب العراق) واحــدا من اهم‬ ‫الكتابات التاريخية التي ظهرت عن العالم‬ ‫العربي في النصف الثاني من القرن العشرين‬ ‫كان هدف بطاطو الرئيسي‪ ،‬على ما يبدو‪،‬‬ ‫إعــداد دراســة شاملة عن الحركات الثورية‬ ‫التي برزت على مسرح األحداث السياسي‬ ‫في العراق الحديث ولعبت دورا بــارزا في‬ ‫ثــورة ‪ 14‬تموز ‪ ،1958‬تتتبع أصــول هذه‬ ‫الحركات وجــذور األفكار والعواطف التي‬ ‫حركتها وطبيعة صيغها التنظيمية وبناها‬ ‫االجتماعية والتأثير الذي تركته على البالد‬

‫‪www.allsyrian.org‬‬


‫‪12‬‬

‫ثقافة‬

‫العدد ‪ ٧١‬السنة الرابعة ‪2017 / ٠٤ / ١٥‬‬

‫بشار إبراهيم‪ ..‬السينام العربية تفقد ناقدها املوثق‬ ‫والفلسطينية نشر إبراهيم على التوالي‪« :‬رؤى‬ ‫ومــواقــف في السينما السورية» ‪،1997‬‬ ‫و»السينما الفلسطينية في القرن العشرين»‬ ‫‪ ،2001‬و»ألــوان السينما السورية‪ :‬قراءة‬ ‫سوسيولوجية» ‪ ،2003‬و»ثــاث عالمات‬ ‫في السينما الفلسطينية الجديدة (ميشيل خليفي‪،‬‬ ‫رشيد مشهراوي‪ ،‬إيليا سليمان)» ‪،2004‬‬ ‫و»فلسطين في السينما العربية» ‪،2005‬‬ ‫و»سينما ّ‬ ‫القطاع الخاص في سورية» ‪،2006‬‬ ‫كما ساهم بالكتابة السينمائية‪ ،‬واإلشراف على‬ ‫إنتاج األفالم الوثائقية والبرامج التلفزيونية‬

‫غيّب الــمــوت نهاية الشهر الفائت الناقد‬ ‫السينمائي الفلسطيني بشار إبراهيم (‪– 1962‬‬ ‫‪ )2017‬في دولة اإلمارات العربية المتحدة بعد‬ ‫صراع طويل مع المرض‪ ،‬بعد الحديث عن‬ ‫تحسن حالته الصحية خالل الفترة األخيرة‪،‬‬ ‫ليترك فراغا ً كبيراً في عالم النقد السينمائي‬ ‫ً‬ ‫خاصة‪،‬‬ ‫العربي عموماً‪ ،‬والسينما الفلسطينية‬ ‫لما عرف عنه من مساهمات نقدية مهمة أثرت‬ ‫ً‬ ‫إضافة لمشاركته‬ ‫المكتبة والصحافية العربية‪،‬‬ ‫في تأسيس عدد من المطبوعات المهتمة بما‬ ‫تنتجه الساحة العربية في مجال الفن السابع‪.‬‬

‫وفــي بــيــانــات مــنــفــردة نعى منتدى الفن‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬جمعية نقاد السينما المصريين‪،‬‬ ‫مركز السينما العربية‪ ،‬مهرجان وهران الدولي‬ ‫للفيلم العربي بالجزائر‪ ،‬وعدد من المثقفين‬ ‫العرب عبر صفحاتهم على موقع التواصل‬ ‫االجتماعي «فيسبوك» رحيل بشار إبراهيم‪.‬‬ ‫وقال الناقد السينمائي األردنــي ناجح حسن‬ ‫لموقع مجلة «ذوات» إن إبراهيم «يعد ناقداً‬ ‫عربيا ً بارزاً‪ ،‬وصاحب رؤية عميقة ومتنوعة‬ ‫سينمائية»‪ ،‬مشيرً ا لمساهمته في دعم السينما‬ ‫الشبابية األردنية‪ ،‬الفتا ً أنه برحيله «فقدت‬ ‫الساحة السينمائية أحد عشاقها المخلصين»‪.‬‬ ‫بدايات إبراهيم التي أجمعت عليها جميع‬ ‫المصادر كانت في الثالث من آب‪ /‬أغسطس‬ ‫‪ 1962‬في مخيم «دنون» للالجئين الفلسطينيين‬ ‫في ريف دمشق‪ ،‬ودرس الهندسة المدنية في‬ ‫جامعة دمشق‪ ،‬إال أنه هجرها من دون أن يكملها‬ ‫متوجهًا للعمل الصحافي أواخر ثمانينيات القرن‬ ‫الماضي‪ ،‬وبدأ نشر مقاالته ودراساته في العديد‬ ‫من الصحف والمجالت الفلسطينية والسورية‬ ‫واللبنانية‪ ،‬وأصــدر أول مجموعة قصصية‬ ‫«سيف الدخان» ‪ ،1995‬وتبعها بمجموعة‬ ‫شعرية «موَّ ال الجمر» ‪ ،2000‬ليتحول بعدها‬ ‫للكتابة في النقد السينمائي‪ ،‬سيما نقد وتوثيق‬ ‫السينما الفلسطينية لتصبح مرجعا ً معتمداً فيها‪.‬‬ ‫من خالل كتابته في مجال النقد السينمائي‬ ‫الــتــي ركــز فيها على السينما السورية‬

‫والــدرامــا‪ ،‬مــا جعله كثير األســفــار بسبب‬ ‫مشاركته الدائمة كضيف أو عضو لجنة تحكيم‬ ‫في مهرجانات السينما في العواصم العربية‪.‬‬ ‫تولى إبراهيم منذ عام ‪ 2007‬حتى ‪2012‬‬ ‫تحرير النشرة اليومية لمهرجان دبي السينمائي‬ ‫الدولي‪ ،‬واإلشراف على إنتاج األفالم والبرامج‬ ‫والدراما في قناة «الشروق»‪ ،‬وشــارك في‬ ‫تأسيس مجلة «سينماتوغراف» المتخصصة‬ ‫في الثقافة السينمائية‪ ،‬وعمل محرراً تنفيذيا ً‬ ‫فــي صحيفة «الــحــيــاة» اللندنية‪ ،‬بعد أن‬ ‫كان مراسالً لها في سوريا‪ ،‬وكــان عضواً‬ ‫ضمن لجان تحكيم سينمائية في مهرجانات‬ ‫دولية في سوريا ومصر والجزائر وسلطنة‬ ‫عمان واإلمـــارات‪ ،‬واختير كواحد من بين‬ ‫‪ 26‬ناقداً شكلوا لجنة تحكيم مبادرة دعم‬

‫السينما العربية والترويج لها على المستوى‬ ‫العالمي المعروفة بـ»جوائز النقاد السنوية»‪.‬‬ ‫في معظم كتاباته الصحافية لم يخفِ نقده‬ ‫للسينما العربية معتبراً أنها أضحت «سلعة‬ ‫تلفزيونية» للترفيه‪ ،‬إال أنه من جانب آخر اهتم‬ ‫كثيراً بدعم التيار الجديد في السينما الفلسطينية‪،‬‬ ‫أما بالنسبة للثورة السورية‪ ،‬كتب في صحيفة‬ ‫«الحياة» في تموز‪ /‬يوليو الفائت مقاالً بعنوان‬ ‫«ال وجوه لدراما المعارضة»‪ ،‬قائالً‪« :‬لم‬ ‫تنتج المعارضة دراماها التلفزيونية‪ ،‬وقبل‬ ‫ذلك لم تنتج رموزها في الشعر وال القصة أو‬ ‫الرواية‪ ،‬وال في السينما أو المسرح‪ ،‬أو غيرها‬ ‫من الفنون‪ .‬بل إن البؤس الذي تميزت به سائر‬ ‫القنوات والمحطات التلفزيونية المعارضة التي‬ ‫لفقت على عجل‪ ،‬سرعان ما لفها الخواء‪،‬‬ ‫وانطفأ بريقها واحدة إثر أخرى‪ ،‬حتى لم يعد‬ ‫باإلمكان الحديث عن إعالم معارض‪ ،‬أو إعالم‬ ‫ثــوري‪ ،‬إال في ثرثرات الموظفين في هذه‬ ‫القناة‪ ،‬أو تلك المجلة‪ ،‬أو هاتيك الفصلية‪ ،‬مما‬ ‫ال يشاهدها وال يقرأها إال المنتفع بها ومنها»‪.‬‬ ‫وفي حوار نشر في أيار‪ /‬مايو العام الفائت مع‬ ‫موقع «ألترا صوت» اعتبر إبراهيم أن السينما‬ ‫الروائية العربية الراهنة تعاني من اإلشكالية‬ ‫ألنها «متعددة‪ ،‬ومركبة‪ ،‬تبدأ من عجزها‬ ‫الذاتي (البناء والتنفيذ)‪ ،‬وخوفها ومحاذرتها‬ ‫من مقاربة الراهن‪ ،‬وعدم الجرأة على مالمسته‬ ‫(قبل أن تحاول محاكاته)‪ ،‬وتمر بالمعضلة‬ ‫اإلنتاجية‪ ،‬قبل أن تحط أخيراً عند إشكالية‬ ‫متطلبات المشاهد العربي‪ ،‬والبون الشاسع بين‬ ‫ما يريده اإلنسان العادي في شارعه‪ ،‬وما يتأفف‬ ‫منه المثقف العربي القابع في برجه العاجي‪.‬‬ ‫هل ثمة مبالغة إذا قلت إن بعض التجارب‬ ‫السينمائية العربية الرائدة‪ ،‬المطلوب احتضانها‪،‬‬ ‫فتك بها مثقفون متعالون ومتطلبون؟»‪.‬‬ ‫وفي الحوار عينه قال فيما يرتبط بالسينما‬ ‫العربية التي رافق ظهورها مرحلة «الربيع‬ ‫العربي»‪ ،‬إن «السينما العربية منذ قرابة خمسة‬ ‫سنوات‪ ،‬وعلى مدى موسم «الربيع العربي»‪،‬‬ ‫لم تقدر على مقاربة الراهن العربي‪ ،‬في شكل‬ ‫مناسب‪ ،‬ولن تقدر‪ ،‬ألن جوهر األشياء ذات‬ ‫العالقة بصناع السينما (وكذا نقادها)‪ ،‬لم يتغير‪.‬‬ ‫وإذا كان ألحد الحديث عن «ثــورة»‪ ،‬فمن‬

‫المؤكد أن هذه «الثورة» لم تصل العقليات‪،‬‬ ‫وال الذهنيات‪ ،‬وال آليات العمل‪ .‬يبدو أحيانا ً‬ ‫أن ما تغير هو نقل البندقية من كتف إلى آخر‪،‬‬ ‫بمعنى إعادة االصطفاف وفق مصالح‪ ،‬كثير‬ ‫منها نفعي وانتهازي‪ ،‬وليس إبداعيا ً أصيالً»‪،‬‬ ‫مشيراً أن «العام ‪ 2011‬شهد عدداً وافراً من‬ ‫األفالم التي تتحدث عن الثورة في هذا البلد‬ ‫العربي‪ ،‬أو ذاك‪ ،‬ولكن سرعان ما تفسخت‬ ‫األحــوال وتجلت عن انقسامات وتشظيات‬ ‫في عــودة أشد بؤسا ً إلى أســوأ مما فات»‪.‬‬ ‫الحوار الذي يمكن اعتباره مرجعا ً مهما ً عن‬ ‫التاريخ الحالي للسينما العربية نظراً لما يحمله‬ ‫أفكار نقدية تميز بها إبراهيم عن معظم‬ ‫من‬ ‫ٍ‬ ‫النقاد الحاليين يلفت االنتباه ألهمية «السينما‬ ‫المستقلة»‪ ،‬معتبراً إياها «على رغم ما تثيره‬ ‫حولها من جدل‪ ،‬الخيار المُتاح‪ ،‬وبارقة األمل‪،‬‬ ‫في إزاء الفوات الــذي يعم الحال العربية‬ ‫على المستوى السياسي والفكري‪ ،‬والنكوص‬ ‫التاريخي على مستويات عدة‪ ،‬بما فيها اإلبداعي‪،‬‬ ‫وبمواجهة الصعوبات اإلنتاجية‪ ،‬ماليا ً وتقنياً»‪،‬‬ ‫ومشدداً على أنها «الخيار السينمائي المُتاح‬ ‫في المدى المنظور‪ .‬وأخطر ما فيه أنها رهان‬ ‫قابل للفشل‪ ،‬إذا استمرأ سينمائيونا االستسهال‪،‬‬ ‫أو بقي ســؤال الحرية وظيفة ال مهمة»‪.‬‬

‫زكي النداوي‬

‫مخيلة الخندريس‬ ‫في عام ‪ ،2013‬تمت ترجمة رواية الكاتب‬ ‫السوداني عبد العزيز بركة ساكن (مخيلة‬ ‫الخندريس) إلى األلمانية‪ ،‬وتم وضعها في معهد‬ ‫سالفدن النمساوي‪ ،‬لتدريسها لطلبة المعهد‪ ،‬لما‬ ‫تحمله تفاصل الرواة من نوعية أدبية خاصة‪.‬‬ ‫وبعيداً عن انتقال الــروايــة لمنحى عالمي‬ ‫وحصولها على ذلك الجانب المهم‪ ،‬وتصنيفها‬ ‫كإحدى الروايات التي ُتدرّ س‪ ،‬تنبثق من عمق‬ ‫األحداث بعض المفاهيم واألساليب والشخوص‬ ‫التي تغيب عنا كقرّ اء عرب‪ ،‬تعوّ دوا على‬ ‫نمط نقد إيديولوجي معين ومباشر (سياسي‬ ‫أو اجتماعي)‪ ،‬وبالطبع فإن مخيلة الخندريس‬ ‫ال تخرج من سلوكية وهدف ذلك النقد‪ ،‬لكن‬ ‫ما يميزها فعليا ً هو تفردها السردي‪ ،‬وال‬ ‫مباشريتها‪ ،‬وأسلوب الكاتب الذي بنى عالما ً‬ ‫فكاهيا ً نسبياً‪ .‬لكن إلى أي مدى يمكن أن نستشعر‬ ‫الفكاهة في مسألة قاسية ومؤلمة لحياة البشر!‪.‬‬ ‫يرسم ساكن روايته بإطار ســردي خاص‪،‬‬ ‫فهو ينطلق بوجود راويين اثنين‪ ،‬بركة ساكن‬ ‫وسلوى السردية‪ .‬تحتل سلوى الجزء األكبر‬ ‫من الحديث‪ ،‬فهي تتكلم حول السودان‪ ،‬وتاريخ‬ ‫تقطير العرق‪ ،‬والمشردين‪ ،‬والمؤسسات التي‬ ‫تسعى لحماية األطفال‪ ،‬والبؤس‪ ،‬والنماذج‬ ‫الحياتية القبيحة‪ .‬إضافة لمواضيع اجتماعية‬ ‫ترتبط بالحب والجنس‪ .‬لقد خلق روايته بطريقة‬ ‫مزج فريد ومميز بين الشخوص والحوارات‬ ‫وثقافاتهم اليومية وأرائهم خالقا ً عنصراً تفاعليا ً‬ ‫ما بين ذاكرته ووطنه بطريقة عبثية نوعا ً ما‪،‬‬ ‫لقد قدّم لنا السودان بجانبها الفكاهي (إذا أردنا‬ ‫أن نقدّم تعريفا ً للفكاهة) بأنها الطريقة التي‬ ‫تصنع في الدماغ رؤية مخففة لأللم المُعاش‪.‬‬ ‫منذ الدخول يشعر القارئ بجانب سحري‬ ‫ومثير يربطه ساكن مع قارئه‪ ،‬دخول غريب‬ ‫وجذاب‪ ،‬لكن مع النصف الثاني‪ ،‬يصبح األمر‬

‫‪newspaper@allsyrian.org‬‬

‫أقرب للفتور والثرثرة‪ .‬يقول بركة ساكن في‬ ‫نهاية الرواية‪ ،‬بأنه كروائي يمتلك الحق بأن‬ ‫يثرثر‪ ،‬وهذا فعليا ً ما يُشعر في النصف الثاني‪،‬‬ ‫مجموعة من الثرثرات التي ُتش ّكل عنصر السرد‬ ‫المميز‪ .‬إذاً فتلك الثرثرة ليست عبثية بالمطلق‪،‬‬ ‫إنها جزء من تكوين خطوط سردية جديدة‬ ‫ليس على مستوى الرواية السودانية فحسب‪،‬‬ ‫بل العربية‪ ،‬برغم رفض ساكن اعتبار نفسه‬ ‫كاتبا ً عربياً‪ ،‬بل سودانيا ً خالصاً‪ ،‬فهو ال يريد‬

‫أن يتحمل وزر الضعف واالنتهاك والمآسي‬ ‫التي مُني بها العرب سياسيا ً واجتماعياً‪.‬‬ ‫إذاً مــع مخيلة الــخــنــدريــس نــقــف أمــام‬ ‫الــســودان والــســودان فقط‪ ،‬برغم ما يمكن‬ ‫للقارئ تأويله وإسقاطه على العالم من‬ ‫عناصر بــؤس وتــشــرد وفقر وتــجــار بشر‬ ‫يــتــجــولــون فــي تــفــاصــيــل تــلــك الـــروايـــة‪.‬‬

‫سلوى السردية ُتحدثنا عن عملها وعمل‬ ‫أمها في البحث عن المشردين وإيوائهم‪،‬‬ ‫وعالقاتهم مع عشاقهم األدباء والمثقفين‪ ،‬ذلك‬ ‫جانب يحاول ساكن إظهاره بشدة مترافقا ً مع‬ ‫إنسانية الفعل لدى سلوى وأمها‪ ،‬يشعر القارئ‬ ‫من خالل تلك العالقة بنوع من االضطراب‬ ‫والسعي لتحقيق أبسط حقوق الوجود اإلنساني‬ ‫في السودان‪ ،‬فسلوى فعليا ً ال تختلف كثيراً عن‬ ‫أي مشرد تسعى لتحسين حياته‪ ،‬فهي أيضا ً‬ ‫تشعر بالتشرد العاطفي وانهيار وجودها‪،‬‬ ‫الذي هو حقها الطبيعي‪ ،‬إنها ضحية مجتمع‬ ‫وأخالق وتردي مجتمعي مثل حبيبها الذي ال‬ ‫يريد االرتباط بأي شيء يمنع حريته‪ ،‬بالرغم‬ ‫أنه أيضا ً ليس سوى ضحية مجتمعية من نوع‬ ‫آخر‪ .‬في الرواية الجميع ضحايا يظنون انفسهم‬ ‫عباقرة وإنسانيين‪ ،‬لكنهم مهزومون حقاً‪.‬‬ ‫بذلك المنحى االجتماعي يتناول ساكن جانبا ً‬ ‫سرديا ً طويالً نوعا ً ما‪ ،‬إنها العاطفة والحب‬ ‫والرغبة بتحقق الهدف من فكرة الوجود نفسه‪،‬‬ ‫ممزوجة بسردية أخرى ال معقولية حول تاريخ‬ ‫صناعة الخمور الرخيصة‪ ،‬إنها ثقافة السودان‬ ‫التاريخي‪ .‬البحث عن األثينول ومصادر‬ ‫إنتاجه‪ ،‬ومحاولة الحد من انتشاره بين أيدي‬ ‫المشردين الذين يموتون به‪ ،‬ذلك األثينول‬ ‫الذي يُضاف للخمر كي يعطي إنتاجا ً أكبر‬ ‫ويناسب الفقراء‪ .‬ذلك الربط بين عمل سلوى‬ ‫في البحث عن المشردين وسردية األثينول‬ ‫وعاطفتها‪ ،‬تلك الثالثية المهمة والتي ترتبط‬ ‫بخيوط ضبابية يستشعرها القارئ دون بُرهان‬ ‫عقلي على ضــرورة ربطها‪ ،‬هي ما جعلت‬ ‫من مخيلة الخندريس فعليا ً عمالً يفضح واقع‬ ‫السودان القاسي‪ ،‬ورسم نوعا ً سرديا ً جديداً‬ ‫في الرواية العربية عامة والسودانية خاصة‪.‬‬ ‫لقد تعامل بركة ساكن بذكاء عالي في ذلك الربط‬ ‫الثالثي‪ ،‬وهو ما يجعل القارئ يشعر بالسعادة‬

‫واالمتعاض ممزوجين أثناء القراءة‪ .‬إنها رسم‬ ‫مالمح الذكاء الفكاهي للشخوص واألحداث‪.‬‬ ‫إن الرواية محور للثرثرة التي ال تنتهي‪،‬‬ ‫لكن ثرثرة ساكن هي التصدي الساخر للواقع‬ ‫القاسي‪ ،‬تشرد الناس‪ ،‬استغالل اإلنسان‪،‬‬ ‫الضحايا المجتمعية‪ ،‬انتهاك الطفولة‪ ،‬االنحطاط‪.‬‬ ‫لقد قدّم شخوصه على طبق من مأساة مضحكة‪،‬‬ ‫وأهمها كانت عائلة الف ّكي‪ ،‬تلك العائلة المؤلفة‬ ‫من غرابة وسفالة غير متناهية‪ .‬امرأة قاصر‬ ‫قذرة‪ ،‬رجل متشرد منحط‪ ،‬وأطفال ال يناسبون‬

‫أي نــوع من الحياة‪ ،‬لكن رغــم ذلــك تسعى‬ ‫سلوى وأمها إليوائهم ويشعرون بضرورة‬ ‫دفع ضريبة إنسانتهم مع أشخاص قذرين‪.‬‬ ‫في عالم ساكن يتشكل سؤال دائم‪ ..‬كيف الخالص‬ ‫من ذلك األلم اليومي الذي تعيشه الشخوص ؟‪،‬‬ ‫وكيف الخالص من إنسانية مغرقة برغبة‬ ‫اإلحساس بالحياة؟‪ .‬إن المشكلة األساسية‬ ‫هي عندما نمارس فعالً إنسانيا ً ال لهدف‬ ‫اإلنسانية بقدر ما نمارسها لرغبة ضمنية‬ ‫بإيجاد هــدف لوجودنا وأهميتنا حتى وإن‬ ‫كان قــذراً ومُغلّفا ً باسم العاطفة‪ .‬شخوص‬ ‫ســاكــن هــي كــذلــك‪ .‬إنــســانــيــة للبحث عن‬ ‫الــخــاص‪ ،‬ال ألنها حقا ً تمتلك مشاعرها‬ ‫الصادقة‪ ،‬بل ألنها تريد أن ال تكون أحاسيس‬ ‫مشردة في واقع طحن الجميع بآلته القاسية‪.‬‬ ‫اإلنــســان لــم يــعــد يملك أي قــيــمــة‪ ،‬ألنــه‬ ‫ببساطة ال معيار لقيمته الذاتية ووجــوده‪.‬‬

‫عالء الدين أحمد‬ ‫‪www.allsyrian.org‬‬


‫ثقافة‬

‫العدد ‪ ٧١‬السنة الرابعة ‪2017 / ٠٤ / ١٥‬‬

‫املكتبة السورية‬ ‫‪ /1‬سماء شهال العجيلي قريبة من بيتنا‬

‫صـــدرت الـــروايـــة الــثــالــثــة لــلــروائــيــة‬ ‫واألكاديمية السورية شهال العجيلي «سماء‬ ‫قريبة من بيتنا» وفيها ُتجري الكاتبة نوعا ً‬ ‫من التوازي بين سيرة حياة بطلتها «جمان‬

‫بدران» وإصابة جسدها بالسرطان‪ ،‬وتاريخ‬ ‫مدينة الرقة التي ولــدت فيها وإصابتها‬ ‫بــالــخــراب بعد نشوب الــحــرب السورية‬ ‫ونشوء الجماعات اإلسالمية المتطرفة‪.‬‬ ‫بطلة الرواية «جمان» ابنة مدينة الرقة‬ ‫السورية‪ ،‬وتقيم في مدينة عمان األردنية‪،‬‬ ‫تلتقي مصادفة على متن طائرة بـ»ناصر‬ ‫الــعــامــري»‪ ،‬شــاب فلسطيني‪ ،‬يقعان في‬ ‫الحب‪ ،‬عالقة الحب هذه ستتطور بعد إصابة‬ ‫البطلة بسرطان الغدد اللمفاوية‪ ،‬إذ لن تجد‬ ‫من يقف إلى جانبها وهي بعيدة عن أهلها‬ ‫إال «ناصر»‪ .‬ومع شهور العالج الطويلة‬ ‫ستبحر البطلة بذاكرتها بعيداً‪ ،‬فتقصّ‬ ‫حكايات العائلة في الماضي‪ ،‬ومصائرها في‬ ‫الحاضر بعد أن حدث ما حدث في وطنهم‪.‬‬ ‫تــضــيء الــروايــة على مــراحــل هامة‬ ‫من التاريخ الــســوري إذ يحضر كخلفية‬ ‫للحكايات التي ترويها البطلة عن عائلتها‪،‬‬

‫أمام واجهة بائع السّكاكر كان قد انمحى‬ ‫ّ‬ ‫الحلق‪ ،‬ومراياه‪ ،‬وعصفوره‬ ‫من ذهنه‬ ‫األصفر‪ ،‬اآلن فقط الشوكوالتة كانت‬ ‫حاضر ًة‪ ،‬الشوكوالتة الشهية الملفوفة‬ ‫باألحمر والبنفسجي واألصفر واألزرق‪،‬‬ ‫ألوان األحمر والبنفسجي واألصفر‬ ‫واألزرق تتألأل تحت ضوء الشمس‪،‬‬ ‫كانت األخت الكبرى واألخ وابنة بائع‬ ‫اللبن غارقين بالنظر إلى الشوكوالتة‬ ‫المرصوصة باأللوان المتألألة‪ .‬وكأن ألوان‬ ‫األحمر والبنفسجي واألصفر واألزرق هي‬ ‫التي كانت تتطاير بداخلهم‪.‬‬ ‫الصّبي وأخته الكبرى يعرفان طعم‬ ‫الشوكوالتة‪ ،‬كانت عمّتهما قد جلبتها لهما‬ ‫مرّ ًة من «ساري يار»‪ ،‬كان لعمّتهما‬ ‫ٌ‬ ‫وشامة لحميّة كبيرة على‬ ‫معطف أسود‪،‬‬ ‫وجهها‪ ،‬عيناها مكحّ لتان دوماً‪ ،‬أحيانا ً‬ ‫كانت تعطيهما نقوداً أيضاً‪ ،‬وتجلب لهما‬ ‫حلوى ال ّنوغة‪ ،‬أو حلوى الك ّتان المستديرة‪،‬‬ ‫من «أميرغان»‪ ،‬أبوهما أيضا ً جلب لهما‬ ‫مرّ ًة حلوى النوغة وهو عائد من سفره‬ ‫في إحدى الليالي الممطرة بذقنه الطويلة‬ ‫ورائحة البنزين التي تفوح منه‪ ،‬ودائما ً‬ ‫كانت الشتيمة حاضر ًة فوق تلك الذقن‬ ‫المغبّرة‪ « :‬أيها الحمير‪ ،‬عديمو الشرف‪،‬‬ ‫قوّ ادون‪»..‬‬ ‫لكن الشوكوالتة كانت أحلى طعما ً من‬ ‫حلوى الك ّتان وح ّتى من حلوى ال ّنوغة‪ ،‬هل‬ ‫تعرف ابنة بائع اللبن هذا يا ترى؟ تعرف‬ ‫أو ال تعرف‪ .‬كان في جيب الصّبي الحليق‬ ‫عشرون قرشاً‪ ،‬وفي جيب األخت الكبرى‬ ‫ثالثون‪ ،‬ما إن جمعوها معاً‪..‬‬ ‫ـ أختي!‬ ‫ّ‬ ‫قالت وعلى شعرها المتسخ شريطة‬ ‫حمراء‪ :‬ـ ماذا هناك؟‬ ‫ابنة بائع اللبن كانت تنظر إليهما‬ ‫ـ ال شيء‬ ‫هذه الفتاة‪ ،‬ابنة بائع اللبن القذرة‪ ،‬لماذا‬ ‫تقف إلى جانبهما؟ هو كان يملك عشرين‬ ‫قرشا ً وأخته ثالثين‪ ،‬ما إن خلطا نقودهما‬

‫‪newspaper@allsyrian.org‬‬

‫ويمتد من أوائل القرن الماضي إلى الوقت‬ ‫الحاضر‪ .‬وتركز بشكل خاص على محافظة‬ ‫الرقة‪ ،‬التي احتضنت حضارات قديمة‪.‬‬ ‫الــــــــــروايــــــــــة صــــــــــــدرت عـــن‬ ‫مــــنــــشــــورات ضـــــفـــــاف‪ /‬بــــيــــروت‪.‬‬ ‫‪ /2‬مصطفى تاج الدين موس وقصص‬

‫«آخِــــر األصـــدقـــاء المــــرأة جميلة»‬ ‫ْ‬ ‫صـــدرت عــن دار فــضــاءات األردنــيــة‬ ‫المجموعة القصصيّة الجديدة للقاص السوري‬ ‫مصطفى تاج الدين موس تحت عنوان «آخِر‬ ‫األصدقاء المرأة جميلة»‪ ،‬وهي المجموعة‬ ‫القصصيّة الخامسة للكاتب‪ ،‬تضم المجموعة‬ ‫ـرت كلها سابقا ً‬ ‫‪ 15‬قصة قصيرة‪ ،‬نــشـ ْ‬ ‫في صحف ومجالت ومواقع إلكترونية‪،‬‬ ‫وبعضها ترجم إلى أكثر من لغة عالمية‪.‬‬

‫شوكوالتة‬

‫من أدب الشعوب‬ ‫كانوا أمام واجهة محل بائع السّكاكر‪،‬‬ ‫في الواجهة صفوف وعلبٌ من السّكاكر‪،‬‬ ‫والحلويات‪ ،‬والشوكوالتة‪ ،‬ينظرون إلى‬ ‫ال ّ‬ ‫شوكوالتة‪ ،‬في اليمين الولد السّمين وأخته‬ ‫الكبرى‪ ،‬وعلى يسارهما ابنة بائع اللبن‪،‬‬ ‫كانت ابنة بائع اللبن بعمر األخت الكبرى‪،‬‬ ‫التي كانت قبل قليل تجرجر أخاها إلى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحلق مرايا كبيرة‪،‬‬ ‫الحلق‪ ،‬هناك عند‬ ‫وقفص بقضبان ذات خرزات زرقاء‪ ،‬في‬ ‫ّ‬ ‫الحلق صديق‬ ‫داخله طائر أصفر‪ .‬كان‬ ‫والدها‪ ،‬يعتلي شفتيه شاربٌ رفيع أسود‪،‬‬ ‫يبتسم دائما ً عبر المرايا للفتاة ذات األثداء‬ ‫الضّخمة في البيت المقابل‪ ،‬والفتاة كذلك‬ ‫تبادله االبتسامات أيضاً‪ ،‬وأحيانا ً يلوّ حان‬ ‫لبعضهما‪ ،‬أيضا ً الولد السّمين رآهما‪،‬‬ ‫والطائر األصفر المغرّ د بحجم اإلصبع‬ ‫أيضا ً رآه‪ ،‬كانت آلة الحالقة تش ّد شعره‬ ‫بين الحين واآلخر‪ ،‬ذلك ما كان يؤلمه‬ ‫كثيراً‪ ،‬لذا هو يريد أن يهرب‪ ،‬ويرمي‬ ‫ّ‬ ‫الحلق بالحجارة‪ ،‬لهذا السبب لم يكن‬ ‫دكان‬ ‫ّ‬ ‫يحبُّ أن يحلق شعره‪ ،‬كان توتره وركله‬ ‫ألخته بسبب هذا‪ ،‬ولو لم تقل أخته‪ »:‬لنجمع‬ ‫نقودنا معا ً‬ ‫ونشتر شوكوالتة ذات العشرة‬ ‫ِ‬ ‫قروش» لكان عرف ما يفعله‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫حتى صار لديهما خمسين قرشاً‪ ،‬يمكنهما‬ ‫شراء شوكوالتة بخمسين قرش‪ ،‬لكن ماذا‬ ‫عن ابنة بائع اللبن؟‬ ‫ً‬ ‫األخت الكبرى أيضا كانت تعرف أن‬ ‫الشوكوالتة أحلى طعما ً من حلوى الك ّتان‪،‬‬ ‫كانا سيشتريانها ويتقاسمانها ويأكالنها وهما‬ ‫يسيران‪ ،‬لكن هذه الفتاة‪ ،‬ابنة بائع اللبن‬ ‫القذرة‪ .‬لم تكن تملك نقوداً ولم تكن تبتعد‬ ‫عنهما‪ ،‬لو قالوا لها اذهبي ستسأل لماذا ولو‬ ‫قالوا لها سنشتري شوكوالتة لقالت وأنا‬ ‫مالي؟ ولو اشتروها لنظرت إليهما بغباء‪.‬‬ ‫لو تقاسموها معها لما تب ّقى لهما شيء‪،‬‬ ‫لو لم يطعماها‪ ...‬كان أبوهما يقول في‬ ‫صباحات الذقن المحلوقة بعد مساءات الذقن‬ ‫الطويلة المغبّرة‪ ،‬ان إثارة الحسد حرام‪،‬‬ ‫كان هناك جه ّنم‪ ،‬وخزانات مليئة بالقطران‪،‬‬ ‫وزبانية‪..‬‬ ‫ـ ماذا هناك؟‬ ‫ـ أختي!‬ ‫ـ هل هذه الشوكوالتة هي ذاتها نفس التي‬ ‫أحضرتها عمّتي؟‬ ‫ـ ال‬ ‫ـ ألم تكن التي أحضرتها عمّتي ذات طعم‬ ‫أحلى؟‬ ‫ـ بلى‬ ‫قالت ابنة بائع اللبن‪ :‬ـ كل الشوكوالتات‬ ‫تشبه بعضها!‬ ‫قال االثنان سوي ًّة‪ :‬ـ وما أدراكِ أنتِ؟‬ ‫ـ وما أدراكم أنتم؟‬ ‫ـ عمتنا أحضرتها لنا من «ساري يار»‪.‬‬ ‫ـ وأنا أيضاً‪.‬‬ ‫ـ هل كان لديكِ عمّة؟‬ ‫ـ وهل كان لديكم؟‬ ‫ـ لدينا‪.‬‬ ‫ـ وأنا لديّ ‪.‬‬ ‫ـ كانت تحضر لنا الشوكوالتة في كل‬ ‫مرّ ة تاتي فيها‪.‬‬ ‫ـ وأنا أيضاً‪.‬‬ ‫ـ وكانت تجلب لنا حلوى الك ّتان وحلوى‬ ‫ال ّنوغة أيضاً‪.‬‬ ‫ـ وأنا أيضاً‪.‬‬ ‫ـ من أين كانت تحضرها لك؟‬ ‫ـ وأنتم‪ ..‬من أين كانت تحضرها لكم؟‬ ‫ت من أين كانت تحضرها؟‬ ‫ـ قولي أن ِ‬ ‫ـ ولماذا أنا التي ستقول!‬ ‫ـ ولماذا نحن اللذين سيقوالن؟ نحن أبونا‬ ‫سائق شاحنة يلفّ الدّنيا‪.‬‬ ‫ـ وأنا أبي بائع لبن‪ّ ،‬‬ ‫يوزع اللبن حتى‬ ‫على س ّكان العمارات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫استدار الصبيّ محمرا إلى أخته‪ :‬ـ‬ ‫أختي!!‬ ‫ـ ماذا هناك؟‬ ‫ـ مادامت عمّتها تجلب لها الشوكوال‬ ‫فلتذهب وتأكلها!‬ ‫قالت ابنة بائع اللبن‪ :‬ـ لن أذهب‪.‬‬ ‫قالت األخت الكبرى وشريطتها الحمراء‬ ‫ّ‬ ‫تهتز على شعرها‪:‬‬ ‫ـ ولماذا؟‬ ‫ـ أنتم لم ال تذهبون؟‬ ‫ـ ولماذا تنظرين إلينا؟‬ ‫ـ أنتم لماذا تنظرون إليّ ؟‬ ‫ـ نحن سننتظر هنا للمساء‪.‬‬ ‫ـ وأنا سأنتظر!‬ ‫ـ وهل المكان لكِ ؟‬

‫ترجمة عن اإلنكليزية‪ :‬عامر عكاش‬

‫ـ وهل هو لكم؟‬ ‫األخت‪ :‬ـ اسكت نحن لسنا مثلها‬ ‫ـ أنا لست مثلكم!‬ ‫ـ ماذا؟‬ ‫ـ أنتم‪ ..‬ماذا؟‬ ‫ت رجالً لقلتِ!‬ ‫ـ الصّبي‪ :‬ـ لو كن ِ‬ ‫ـ أقول‪..‬‬ ‫ـ هيّا قولي‬ ‫ـ وهل سأخاف منكم؟‬ ‫ـ وهل سنخاف نحن منكِ ؟‬ ‫مرّ ت سيارة «دي سوتو» من الشارع‬ ‫غير المرصوف‪،‬‬ ‫ـ أختي!‬ ‫ـ ماذا هناك؟‬ ‫ـ أبي يستطيع أن يقود هذه السيارة أيضا ً‬ ‫أليس كذلك؟‬ ‫ـ بلى يستطيع‪.‬‬ ‫ابنة بائع اللبن سمعت الحديث ولكنها‬ ‫لم تفهمه‪ ،‬لم يكن لها عمّة‪ ،‬لكنها كانت‬ ‫تتمنى لوكان‪ ،‬لو كان لها عمّة ولو جلبت‬ ‫لها الشوكوالتة وحلوى ال ّنوغة من «سري‬ ‫يار»‪ ،‬وحلوى الك ّتان من «أميرغان»‪ ،‬لو‬ ‫كان أبوها سائقاً‪ ....‬هل الشوكوالتة حلوةٌ‬ ‫حقا ً يا ترى؟‬ ‫ـ أختي!‬ ‫ـ ماذا هناك؟‬ ‫ـ لو أردنا الشترينا شوكوالتة صحيح؟‬ ‫ـ اسكت!‬ ‫ـ نستطيع أليس كذلك؟‬ ‫ـ ألم أقل لك اسكت!‬ ‫ّ‬ ‫نشتر‪ ..‬أنا أعلم‪ ..‬في جهنم هناك‬ ‫ـ لن‬ ‫ِ‬ ‫قطران‪..‬‬ ‫ـ ألم أقل اسكت يا هذا!‬ ‫ضحكت ابنة بائع اللبن‪ ،‬اصفرّ ت شريطة‬ ‫األخت فقالت‪:‬‬ ‫ـ لم تضحكين؟‬ ‫ـ وما لكِ أنتِ؟‬ ‫ـ لو أ ّنكِ رجل تكلّمي!‬ ‫ـ وهل سأخاف منكِ ؟ من أين رأيتم‬ ‫جه ّنم؟‬ ‫ـ وهل رأيتها أنتِ؟‬ ‫ـ أنا لم أرها‪.‬‬ ‫ـ وال نحن‪.‬‬ ‫ـ ومن أين تعرف أن هناك قطران في‬ ‫جهنم؟‬ ‫تبادل األخ واألخت النظرات‪ ،‬قالت‬ ‫األخت‪:‬‬ ‫ـ أبي قال ذلك‪ ..‬أال يعل ُم أبي!!‬ ‫ـ فليعلم‪ ،‬لكنكم ال تعلمون‪..‬‬ ‫ـ أختي‬ ‫ـ ماذا هناك؟‬ ‫ـ فلنريها أننا نستطيع شراء الشوكوالتة‬ ‫لو أردنا‪.‬‬ ‫تحدّتهم ابنة بائع اللبن بقرطيها‬ ‫المصنوعين من التنك األصفر‪:‬‬ ‫ـ أروني إذن‪.‬‬ ‫ـ فلنريها يا أختي‪.‬‬ ‫ـ فلنريها يا أختي!!! وكأن لديهما نقود!!‬ ‫ـ أليس لدينا؟‬ ‫ـ ألديكم؟‬ ‫ـ انظري‪..‬‬ ‫زمّت شفتيها؟‬ ‫ـ أبي يعطيني نقوداً أكثر‪.‬‬ ‫األخت أيضا ً أرتها نقودها فزمّت شفتيها‬ ‫أكثر‪.‬‬

‫أهــدى الكاتب هــذا الكتاب‪« :‬إلــى التي‬ ‫تسلت في غربتها الطويلة بــأن زرعـ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ـت‬ ‫كل أشجار بيتنا القديم‪ ،‬إلى ذكرى جدتي‪:‬‬ ‫مهدية الزعيم (حماه ‪.»)1983/1919‬‬ ‫وجــاء في كلمة الغالف للفنان السوري‬ ‫سميح شقير‪« :‬إن لــم يكن بإمكانك أن‬ ‫كأس واحد ٍة مع‬ ‫تشرب المرح والحزن في‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫شعرت أن‬ ‫ـروح هائمة‪ ..‬وإن‬ ‫ثلج لـ ٍ‬ ‫قطعة ٍ‬ ‫لديك ما يكفي من الحب لتحترق‪ ،‬أو‬ ‫ليس‬ ‫َ‬ ‫غائر‬ ‫ِجرح‬ ‫من الذكريات ما يكفي لتؤرخ ل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫فارقتك‬ ‫الدهشة‬ ‫في البالد‪ ..‬وحين تظنُ أن‬ ‫َ‬ ‫بال وداع‪ ..‬حينئ ٍذ اقرأ مصطفى تاج الدين‬ ‫الموسى‪ ،‬حيث ستأخذك مجاديف قاربه‬ ‫بك من ضف ٍة إلى أخرى‪..‬‬ ‫القصصي ل َتعْ ب َُر َ‬ ‫ستج ُد روحك أجمل حين تنظ ُر في المرأة»‪.‬‬ ‫‪ /3‬مـــحـــمـــود حـــســـن الـــجـــاســـم‬

‫يـــــــروي قـــصـــة «نــــــــزوح مـــريـــم»‬ ‫ال تتحدث رواية الكاتب السوري محمود‬ ‫حسن الجاسم فقط عن المصائب والكوارث‬ ‫التي حلّت بعائلة سارة طوني جبّور‪ ،‬بل‬ ‫عن معظم العائالت السورية بــدايـ ً‬ ‫ـة من‬ ‫االختالفات السياسية التي نشبت بين أفراد‬ ‫العائلة في بداية األحداث‪ ،‬ثم المعارك بين‬ ‫المعارضة والنظام‪ ،‬والتصفيات التي تحدث‬ ‫وفق الطائفة واالنتماء السياسي؛ «إن كان‬ ‫معارضا ً أو موالياً»‪ .‬والقهر والظلم الذي‬ ‫يتعرض ل ُه المدنيون‪ .‬هروبهم من ظلم إلى‬ ‫ظلم آخر ومن موت إلى موت‪ ،‬ومحاوالتهم‬ ‫الشاقة للهجرة‪ ،‬وأشياء كثيرة عما تعرض‬ ‫له الشعب السوري ُكتِبت في هذه الرواية‪،‬‬ ‫التي ليست فقط مــذكــرات ســارة طوني‬ ‫جبّور‪ ،‬وإنما هي مذكرات كل السوريين‪.‬‬ ‫هـــذه الـــروايـــة الــتــي اخــتــيــرت ضمن‬ ‫القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية‬ ‫العربية (البوكر) في دورتــهــا األخيرة‪.‬‬ ‫ومحمود حسن الجاسم (‪ )1966‬أستاذ في‬ ‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية في جامعة حلب‬ ‫سابقاً‪ ،‬صدرت له ثالث روايات «غفرانك‬ ‫يــا أمــي» ‪ ،2014‬و»نــظــرات ال تعرف‬ ‫الحياء» ‪ ،2015‬و»نزوح مريم» ‪.2015‬‬

‫كلنا سوريون ‪.‬‬

‫أورهان كمال‬

‫ـ إنه يعطيني أكثر منكما‪ ،‬وال أعرف أين‬ ‫سأصرفها كلّها‪..‬‬ ‫كادت األخت الكبرى تبكي‬ ‫ً‬ ‫قرش إذن‪..‬‬ ‫شوكوالتة بخمسين‬ ‫ـ اشتر‬ ‫ٍ‬ ‫ـ لو أردت الشتريت‪.‬‬ ‫ـ نحن نستطيع أن نشتري‪ ..‬قال الصّبي‬ ‫ـ نستطيع أن نشتري!!! اشتروا إذن‬ ‫ـ أال يمكننا!‬ ‫ـ هيا أروني!!‬ ‫ـ بلهاء‪ .‬قال الصبي‬ ‫ـ بل أنتم البلهاء‪.‬‬ ‫تطايرت الشريطة الحمراء على وجه‬ ‫األخت‪:‬‬ ‫ـ ول َم تحشرينني أنا!!‬ ‫ـ ول َم حشرني أخوكِ ؟‬ ‫ـ هيّا‪ ..‬هيّا‪ ..‬تربيتنا ال تسمح لنا بالكالم‬ ‫مثلكِ ‪.‬‬ ‫ـ أنا من ال تسمح له تربيته بالكالم مثلكم‪.‬‬ ‫ـ اخرسي‪.‬‬ ‫ـ نحن لدينا نقود أليس كذلك يا أختي؟‬ ‫لماذا نسكت؟‬ ‫اقتربوا من الدّكان‪ ،‬بقيت ابنة بائع اللبن‬ ‫ذات الشعر الم ّتسخ مكانها‪ ،‬لم يكن لديها‬ ‫أحد سوى أبوها المدمن العب القمار‪،‬‬ ‫وأخواتها األربعة‪ ،‬اللواتي كنّ يعملن في‬ ‫مصنع ال ّتبغ‪ ،‬يعودون وأيديهم فارغة‪،‬‬ ‫عندما كانت أمها على قيد الحياة‪ ،‬كانت‬ ‫تأتي محم ً‬ ‫ّلة بالعنب‪ ،‬وال ّتين‪ ،‬والجبن‬ ‫األبيض والزيتون‪ ،‬وكانت تطبخ لهم‬ ‫الطعام‪ ،‬وتغسل المالبس حتى منتصف‬ ‫الليل‪ ،‬تجلس بناتها أمامها وتم ّ‬ ‫شط لهن‬ ‫شعورهن‪ ،‬وتضع لهنّ الشرائط‪ ،‬لم تكن‬ ‫أخواتها تعملن في معمل ال ّتبغ وقتها‪ ،‬كانوا‬ ‫يلعبون بالكرة والزحاليق والقفز على‬ ‫الحبل‪ ،‬حتى أبوها لم يكن يشرب كثيراً‬ ‫وقتها‪،‬‬ ‫خرجوا من ال ّد ّكان بشوكوالتة ذات‬ ‫الخمسين قرشاّ‪ّ ،‬‬ ‫مزقوا الغالف األحمر‬ ‫ورموه أوّ الً‪ ،‬ثم الغالف الفضّي‪ ،‬ثم‬ ‫تقاسماها‪ ،‬وبدءا بأكلها‪،‬‬ ‫هل كانت حلو ًة جداً يا ترى؟ مجدداً‬ ‫قالت‪:‬‬

‫ـ لو أعطوني إيّاها مجانا ً لما أكلتها‪.‬‬ ‫هل سمعوها؟ لو سمعوها ماذا قالوا؟‬ ‫أغمضت عينيها كي ال يروا نظراتها‬ ‫إليهم ويظ ّنوا بأنها تحسدهم‪ ،‬وفي عينيها‬ ‫المغمضتين الشوكوالتة التي ّ‬ ‫مزق غالفها‬ ‫وأُكلت باشتهاء‪.‬‬ ‫فتحت عينيها فرأت واجهة الدكان‪ ،‬وفي‬ ‫الواجهة الشوكوالتة بأغلفتها الحمراء‬ ‫والخضراء والبنفسسجية‪ ،‬والصفراء‬ ‫والزهرية‪ ،‬أغمضت عينيها من جديد‪،‬‬ ‫األخوين اللذان ذهبا إلى الحالق‪،‬‬ ‫الشوكوالتة التي أخذاها بالمشاركة‪،‬‬ ‫واقتسماها‪ ،‬األب الذي يستطيع أن يقود‬ ‫حتى السيارة الزرقاء‪ ،‬العمّة التي تجلب‬ ‫الشوكوالتة من «ساري يار»‪ ،‬وحلوى‬ ‫الك ّتان وحلوى ال ّنوغة من «أميرغان»‪..‬‬ ‫فتحت عينيها‪ ،‬كانا ذاهبين جنبا ً إلى جنب‪،‬‬ ‫أغمضت‪ ،‬فتحت‪ ،‬أغمضت‪ ،‬فتحت‪،‬‬ ‫أغمضت‪ ،‬وفي آخر مرة فتحت عينيها‬ ‫كانوا قد وصلوا إلى منعطف الطريق في‬ ‫الشارع المقابل‪ ،‬أغمضت وفتحت‪ ،‬لم يكونا‬ ‫موجودين‪ ،‬كان الطريق قد بلعهما كالهما‪،‬‬ ‫كانت على وشك ّ‬ ‫الذهاب‪ ،‬نظرت إلى حافة‬ ‫الرصيف‪ ،‬غالف الشوكوالتة األحمر‬ ‫‪ ،‬وطابة صغيرة من الغالف الفضي‪،‬‬ ‫نظرت حولها بارتياب‪ ،‬كانت خائفة من‬ ‫أن يروها ويظ ّناها غجريّة‪ ،‬مرّ بائع كعك‬ ‫السميد‪ ،‬نظرت إلى البيوت‪ ،‬إلى نوافذ‬ ‫البيوت‪ ،‬إلى الستائر الشفافة على النوافذ‪،‬‬ ‫انحنت‪ ،‬والتقطت الكرة الفضّية المجعّدة‪،‬‬ ‫بائع كعك سميد آخر‪ .‬رمتها والتقطتها‪،‬‬ ‫رمتها والتقطتها‪ ،‬وكأنها كرة‪ ،‬فاجتازت‬ ‫شارعاً‪ ،‬وشارعا ً آخر‪ ،‬وبعدها شارعا ً آخر‪،‬‬ ‫كانت أرضية هذا الشارع متسخة‪ ،‬وتفوح‬ ‫منه رائحة البول‪ ،‬فتحت ّ‬ ‫الطابة الفضّية‪،‬‬ ‫ولحست بقايا الشوكوالتة‪.‬‬

‫*أورهان كمال‬ ‫الترجمة عن التركية‪:‬‬ ‫نور عبدهللا‬ ‫‪www.allsyrian.org‬‬


‫‪14‬‬

‫رياضية‬

‫الكبار‬ ‫يتصارعون‬

‫اقترب نادي يوفنتوس اإليطالي إلى وضع قدمه‬ ‫في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا‪ ،‬بعد فوزه‬ ‫الغالي والمثير على ضيفه برشلونة اإلسباني بثالثة‬ ‫أهداف بال مقابل في ذهاب ربع النهائي‪ .‬حيث‬ ‫أبدع المهاجم األرجنتيني باولو ديباال وسجّ ل ثنائية‬ ‫مبكرة في الشوط األول‪ ،‬قبل أن يضيف الثالث‬ ‫المدافع جورجيو كيليني في بداية الشوط الثاني‪.‬‬ ‫وتواصلت عقدة برشلونة الــذي يخوض ربع‬ ‫النهائي للمرة العاشرة على التوالي (رقم‬ ‫قياسي)‪ ،‬هذا الموسم خارج‪ ‬ملعبه‪ ،‬إذ خسر‬ ‫في دور المجموعات على أرض مانشستر‬ ‫سيتي اإلنكليزي ‪ ،3-1‬ثم أمام سان جيرمان‬ ‫صــفــر‪ 4-‬والــيــوم ضــد يوفنتوس صــفــر‪.3-‬‬ ‫على‬ ‫ألف‬ ‫بكل‬ ‫فــي‬

‫ملعب «يوفنتوس ستاديوم» وأمــام ‪41‬‬ ‫متفرج يقترب نادي يوفنتوس اإليطالي‬ ‫ثقة نحو مــبــاراة اإليـــاب الــتــي ستقام‬ ‫برشلونة يــوم ‪ 19‬مــن الشهر الحالي‪.‬‬

‫بالمقابل خطا فريق لاير مدريد اإلسباني خطوة‬ ‫كبيرة نحو بلوغ المربع الذهبي من مسابقة دوري‬ ‫أبطال أوروبا عقب فوزه على مضيفه بايرن‬ ‫ميونيخ األلماني (‪ )2-1‬ضمن ذهاب الدور ربع‬ ‫النهائي للمسابقة‪ .‬فعلى ملعب «أليانتس أرينا»‪،‬‬ ‫استهل بايرن ميونيخ المواجهة بشكل جيّد إثر‬ ‫تقدّمه بهدف نجمه التشيلي أرتورو فيدال (‪،)25‬‬ ‫غير أنّ الالعب ذاته عاد ليهدر ركلة جزاء حاسمة‬ ‫تحصّل عليها الفرنسي فرانك ريبيري (‪.)45‬‬ ‫في الشوط الثاني‪ ،‬سجّ ل «الملكي» عودة حاسمة‬ ‫د ّ‬ ‫شنها نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو (‪)47‬‬ ‫ومن ث ّم عاد «الدون» ليضع بصمته على هدف‬ ‫الفوز (‪ ،)77‬بهذا الفوز الثمين‪ ،‬يضع لاير مدريد‬ ‫قدما ً واحدة في الدور نصف النهائي «منطقياً»‬ ‫في انتظار موعد العودة في ملعبه وبين جماهيره‪.‬‬ ‫وفي المباراة الثالثة فاز أتلتيكو مدريد اإلسباني‬ ‫على ليستر سيتي اإلنكليزي بهدف بال مقابل‬ ‫على ملعب فيسنتي كالديرون في ذهاب الدور‬ ‫ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا‪ .‬وسجل‬ ‫الفرنسي أنطوان غريزمان هدف المباراة في‬ ‫الدقيقة ‪ 28‬من ركلة جزاء‪ .‬وهذا الهدف الوحيد‬ ‫ال يجعل أتلتيكو مدريد اإلسباني مرتاحا ً وهو‬ ‫الذي يسعى إلى بلوغ نهائي المسابقة القارية‬ ‫للمرة الثالثة في السنوات األربعة األخيرة‪ ،‬كون‬ ‫المباراة ستقام في ملعب خصمه في إنكلترا‪.‬‬ ‫وبعد تأجيل ليوم واحد بعد تعرّ ض حافلة الفريق‬ ‫لتفجير في طريقها نحو الملعب‪ ،‬خسر فريق‬ ‫بروسيا دورتموند أمام مضيفه موناكو بثالثة‬ ‫أهداف مقابل هدفين‪ ،‬في المباراة التي جمعتهما‬ ‫على ملعب «سيجنال إدونا بارك» في ذهاب‬ ‫الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا‪ ،‬سجل‬ ‫أهداف موناكو في اللقاء النجم الشاب كيليان‬ ‫مبابى (هدفين) وسفين بيندر العب دورتموند‬ ‫بالخطأ في مرماه‪ ،‬وذلك في الدقائق ‪ 19‬و‪35‬‬ ‫و‪ ،79‬بينما سجل ثنائية أصحاب األرض عثمان‬ ‫ديمبيلى وشينجى كاجاوا في الدقيقتين ‪57‬‬ ‫و‪ 84‬من عمر المباراة‪ .‬وسيكون دورتموند‬ ‫مطالبا بالفوز بهدفين دون رد في مباراة‬ ‫اإلياب التي تجمع بينهما على ملعب «لويس‬ ‫الثانى»‪ ،‬بينما يحتاج موناكو للفوز أو التعادل‬ ‫بأي نتيجة‪ ،‬أو حتى الهزيمة بهدف دون رد‪.‬‬ ‫ننتظر األســبــوع الــقــادم يــومــي ‪ 18‬و‪19‬‬ ‫مــن الشهر الحالي لنكتشف باليقين الفرق‬ ‫األربعة التي ستنتقل إلى دور الربع النهائي‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وكاالت عالمية‬

‫‪newspaper@allsyrian.org‬‬

‫العدد ‪ ٧١‬السنة الرابعة ‪2017 / ٠٤ / ١٥‬‬

‫الرياضة السورية آفاق وتطلعات‬ ‫ورشة عمل خاصة بالرياضة السورية‬ ‫عقدت الهيئة العامة للرياضة والشباب في‬ ‫سوريا ورشة تدريبية تحت عنوان‪« :‬الرياضة‬ ‫السورية آفاق وتطلعات» هي ورشة خاصة‬ ‫لمناقشة الرياضة السورية‪ ،‬واستضافت مؤسسة‬ ‫عبد القادر السنكري لألعمال اإلنسانية في مدينة‬ ‫غازي عينتاب التركية أعمال هذه الورشة‪.‬‬ ‫دامــت الورشة ست ساعات‪ ،‬انقسمت إلى‬ ‫فترتين تخللتهما استراحة‪ ،‬حضر أعمالها‬ ‫الدكتور حسن القاسم مسؤول المنظمات‬ ‫في الحكومة السورية المؤقتة‪ ،‬واألستاذ‬ ‫عبد الرحمن ددم المدير التنفيذي لمؤسسة‬ ‫السنكري‪ ،‬واألســتــاذ ظــال المعلم رئيس‬ ‫الهيئة العامة للرياضة والشباب‪ ،‬وممثلين عن‬ ‫منظمات المجتمع المدني السوري‪ ،‬وأعضاء‬ ‫المكتب التنفيذي في الهيئة العامة للرياضة‬ ‫والشباب‪ ،‬وبعض ممثلي وسائل اإلعــام‬ ‫المحلية‪ ،‬ومجموعة من الرياضيين السوريين‪.‬‬ ‫رحــب األستاذ ظــال المعلم رئيس الهيئة‬ ‫العامة للرياضة والشباب بالحضور في بداية‬ ‫الورشة متمنيا ً على الجميع الحوار الجدي بما‬ ‫يهدف إلى تطوير الرياضة السورية الحرة‪،‬‬ ‫والمصاعب والمعوقات التي تعترض طريقها‪.‬‬ ‫ثم ق ـدّم الزميل رافــع بجبوج نائب رئيس‬ ‫الهيئة شــرحـا ً تفصيليا ً عــن عمل الهيئة‬ ‫الــريــاضــة وعــن المساعي المبذولة من‬ ‫أجــل الــحــصــول على االعــتــراف الــدولــي‬ ‫وشرعية القرار الرياضي السوري الحر‪.‬‬ ‫وبــدوره أجاب الدكتور حسن القاسم ممثل‬ ‫الحكومة السورية على عــدد من األسئلة‬ ‫واالســتــفــســارات التي قدمت مــن الزمالء‬ ‫المشاركين‪ ،‬وتحدث عن اعتماد لجنة قانونية‬ ‫مختصة إلنجاز‪ ‬صياغة النظام الداخلي والنظام‬ ‫المالي للهيئة الرياضية في أســرع وقت‪.‬‬ ‫كــمــا تــحــدث األســتــاذ عــبــد الــرحــمــن ددم‬ ‫واألستاذ أسامة الحسين عن دور منظمات‬ ‫المجتمع المدني بدعم الرياضة السورية‪،‬‬ ‫وأن على الجميع أن يتكامل فــي عمله‬ ‫بما فيه مصلحة وخــدمــة بلدنا ســوريــا‪.‬‬ ‫ولتعميم الفائدة بين الحضور وبين الزمالء‬ ‫اآلخرين الموجودين في الداخل السوري‪،‬‬ ‫تم إجراء مجموعة من االتصاالت للحديث‬ ‫عن متابعة المشاريع التي يتم تنفيذها حاليا‬ ‫على األرض السورية واحتياجات الرياضي‬ ‫الــســوري داخــل وخــارج ســوريــا‪ ،‬من دعم‬ ‫مادي وأنشطة ليتمكن من االرتقاء بالرياضة‬ ‫السورية الحرة وتأكيد حضورها‪ ،‬وتحدث‬ ‫على التوالي كل من األستاذ عالء الدين تمر‬ ‫رئيس االتحاد السوري للووشو كونغ فو‪،‬‬ ‫واألستاذ مأمون الشون رئيس االتحاد السوري‬

‫كريستيانو رونالدو‬

‫والهدف املائة‬

‫يف البطوالت األوربية‬ ‫للرياضات الخاصة‪ ،‬واألستاذ نادر األطرش‬ ‫نائب رئيس االتحاد السوري لكرة القدم‪،‬‬ ‫واألستاذ أحمد الغانم‪ ،‬والحكم الدولي مصعب‬ ‫البردان من اللجنة التنفيذية لمحافظة درعا‪،‬‬ ‫واألستاذ عبد العزيز داالتــي رئيس اللجنة‬ ‫التنفيذية لمحافظة حمص‪ ،‬األستاذ أحمد أربيع‬ ‫رئيس اللجنة التنفيذية لمحافظة إدلب‪ ،‬واألستاذ‬ ‫عبد الوهاب العبيان رئيس اللجنة التنفيذية‬ ‫لمحافظة حلب‪ ،‬والزميل اإلعالمي عدي‬ ‫الحسين عضو المكتب اإلعالمي المركزي‪.‬‬ ‫وفـــي خــتــام هـــذه الـــورشـــة والــتــي أدار‬ ‫الــحــوارات والــنــقــاشــات فيها‪ ،‬اإلعــامــي‬ ‫شــــادي الــجــنــدي‪ ،‬تــوصــل الــحــاضــرون‬ ‫إلــى جملة مــن المقترحات والتوصيات‪:‬‬ ‫‪ /1‬الدعوة لورشة عمل جديدة خالل الشهر‬ ‫القادم مع دعوة شخصيات إضافية للورشة‪.‬‬ ‫‪ /2‬تشكيل هيئة مــن داخـــل المؤسسة‬ ‫الــريــاضــيــة الــحــرة وخــارجــهــا كممثلين‬ ‫وســـفـــراء لــلــهــيــئــة فـــي دول الــمــهــجــر‪.‬‬ ‫‪ /3‬تــشــكــيــل مــكــاتــب لــلــهــيــئــة الــعــامــة‬ ‫للرياضة والشباب في الــواليــات التركية‪.‬‬ ‫‪ /4‬تعهد مؤسسة السنكري بإعادة تفعيل‬ ‫مشروع الدعم للجان التنفيذية في المحافظات‬ ‫وللمنشآت الرياضية فــي إدلــب وخمسة‬ ‫اتحادات يعمل أعضائها في الداخل السوري‪.‬‬ ‫‪ /5‬تفعيل‪ ‬صفحات التواصل االجتماعي بشكل‬ ‫أكبر من خالل موقع الهيئة الرسمي‪ ‬اإللكتروني‪.‬‬ ‫‪ /6‬التوجه للمنظمات ورجال األعمال للحصول‬ ‫على الدعم الــمــادي‪ ،‬وأن يكونوا شركاء‬ ‫في صناعة المشروع الرياضي الوطني‪.‬‬ ‫‪ /7‬االستفادة من جميع الخبرات الرياضية‬ ‫الموجودة في سوريا ودول المهجر للعمل من‬ ‫خالل الهيئة العامة للرياضة والشباب ليكونوا‬ ‫شركاء في صناعة القرار الرياضي السوري ‪.‬‬

‫عروة قنواتي‬

‫يسجّ ل الالعب البرتغالي كريستيانو رونالدو‬ ‫اسمه من جديد بين أصحاب اإلنجازات في‬ ‫الكرة العالمية‪ ،‬إذ أنه بعد الهدفين الجميلين‬ ‫والتي فاز بها فريقه على فريق بايرن‬ ‫ميونيخ في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال‬ ‫أوروبــا‪ ،‬نحت اسمه في السجل الكروي‬ ‫األوروبي بما أنه بات أول العب يبلغ حاجز‬ ‫الـ ‪ 100‬هدف في المسابقات األوروبية‪.‬‬ ‫رحلة رونالدو مع األهداف في المسابقات‬ ‫األوروبية‪ ،‬انطلقت قبل ‪ 11‬عاما ً وثمانية‬ ‫أشهر‪ ،‬حيث سجل أول أهدافه في التاسع‬ ‫من أب‪/‬أغسطس عام ‪ 2005‬مع مانشستر‬ ‫يونايتد بتسجيله هدفا ً في الدقيقة ‪ 63‬ضد‬ ‫نادي دبرتسني المجري في دوري أبطال‬ ‫أوروبـــا‪ .‬وخــال ‪ 143‬مــبــاراة خاضها‬ ‫بقميصي مانشستر يونايتد االنكليزي ومن‬ ‫ثم لاير مدريد االسباني‪ ،‬سجل ‪ 98‬هدفا ً‬ ‫بمسابقة دوري أبطال أوروبــا‪ ،‬وهدفين‬ ‫في كأس السوبر األوروبية عام ‪2014‬‬ ‫أمام اشبيلية وهدف بــاألدوار التمهيدية‪.‬‬ ‫لعب رونــالــدو (‪ 32‬عــامـاً) ‪ 55‬مباراة‬ ‫بقميص مانشستر يونايتد فــي دوري‬ ‫أبــطــال أوروبـــا وحقق فيها ‪ 16‬هدفاً‪،‬‬ ‫بينما كانت حصيلته مع الملكي أكبر‬ ‫حيث ســجــل‪ 84 ‬هــدف ـا ً فــي ‪ 85‬مباراة‬

‫التصفيات األوربية لكأس العامل ‪2018‬‬

‫في المجموعة ‪ A‬والتي تضم فرق‬ ‫فرنسا والسويد وبلغاريا وهولندا‬ ‫وبيالروسيا ولوكسمبورج‪ ،‬يتصدر‬ ‫المجموعة المنتخب الفرنسي‪ ،‬الذي‬ ‫تحصّل على ‪ 13‬نقطة في خمس‬ ‫مباريات لعبها‪ ،‬فاز في أربع منها‬ ‫وتعادل في واحدة‪ ،‬يالحقه منتخب‬ ‫السويد بـ ‪ 10‬نقاط بعد فوزه بثالث‬ ‫مــبــاريــات وخــســارتــه فــي واحــدة‬ ‫وتعادله في أخرى‪ ،‬وفي المركز‬ ‫الثالث يأتي منتخب بلغاريا بـ ‪9‬‬ ‫نقاط بعد فــوزه بثالث مباريات‬ ‫وخسارته في اثنتين‪ ،‬ويحل رابعا ً‬ ‫المنتخب الهولندي بـ ‪ 7‬نقاط بعد‬ ‫فوزه بمباراتين وهزيمته بمثلهما‬ ‫وتعادله بواحدة‪ ،‬وفي المركزين‬ ‫األخــيــريــن فــي المجموعة يحل‬ ‫المنتخب البيالروسي في المركز‬ ‫الــخــامــس بــرصــيــد نقطتين من‬ ‫تعادلين وثالث خسارات‪ ،‬فيما يحل‬ ‫منتخب اللوكمسورج في المرتبة‬ ‫السادسة واألخيرة بنقطة واحدة‬ ‫من تعادل وحيد وأربع خسارات‪.‬‬ ‫أما في المجموعة ‪ B‬والتي تضم‬ ‫فرق سويسرا والبرتغال والمجر‬ ‫وجــزر فــاروي والتفيا وأنــدورا‪،‬‬ ‫يتصدر المنتخب السويسري فرق‬ ‫المجموعة بـ ‪ 15‬نقطة حصل عليها‬ ‫من خمس مباريات لعبها وفاز‬ ‫بها جميعاً‪ ،‬ويأتي ثانيا ً المنتخب‬ ‫البرتغالي بـ ‪ 12‬نقطة بعد فوزه‬ ‫في أربع مباريات وخسارته لمباراة‬ ‫واحــدة‪ ،‬وجــاء المنتخب المجري‬ ‫ثالثا ً بـ ‪ 7‬نقاط فوزين وخسارتين‬ ‫وتعادل واحد‪ ،‬وجاء منتخب جزر‬ ‫فـــاروي فــي المرتبة الرابعة بـ‬ ‫‪ 5‬نقاط من فوز واحــد وتعادلين‬ ‫وخسارتين‪ ،‬وفي المركز ما قبل‬ ‫األخير جــاء منتخب التفيا بـ ‪3‬‬

‫نقاط بعد فوز وحيد وأربع هزائم‪،‬‬ ‫وفــي المركز الــســادس واألخير‬ ‫يقبع منتخب أنــدورا بعد تحصله‬ ‫على نقطة واحدة من تعادل وحيد‬ ‫وخسارته المباريات األربع المتبقية‪.‬‬ ‫وفــي المجموعة ‪ C‬والتي تضم‬ ‫منتخبات ألمانيا وإيرلندة الشمالية‬ ‫والتشيك وأذربيجان والنروج وسان‬ ‫مارين‪ ،‬فيحتل المنتخب األلماني‬ ‫الصدارة بـ ‪ 15‬نقطة بعد فوزه‬ ‫بمبارياته الخمس‪ ،‬ويأتي منتخب‬ ‫إيرلندة الشمالية في المركز الثاني بـ‬ ‫‪ 10‬نقاط بعد فوزه بثالث مباريات‬ ‫وتــعــادلــه فــي واحـــدة وخسارته‬ ‫بمثلها‪ ،‬وجــاء المنتخب التشيكي‬ ‫في المرتبة الثالثة بـ ‪ 8‬نقاط بعد‬ ‫فوزين وتعادلين وخسارة وحيدة‪،‬‬ ‫وفي المركز الرابع كان منتخب‬ ‫أذربيجان وحصل على ‪ 7‬نقاط من‬ ‫فوزين وتعادل وحيد وهزيمتين‪،‬‬ ‫وخــامــس ـا ً حــل منتخب الــنــروج‬ ‫بثالثة نقاط من فوز وحيد وأربع‬ ‫خسارات‪ ،‬وسادسا ً وأخيراً جاء‬ ‫منتخب سان مارينو بدون أي نقطة‬ ‫بعد تلقيه لخمس خسارات متتالية‪.‬‬ ‫وفــي المجموعة ‪ D‬والتي تضم‬ ‫منتخبات صــربــيــا وجمهورية‬ ‫إيرلندة وويلز والنمسا وجورجيا‬ ‫ومولدوفا‪ ،‬فيحتل المنتخب الصربي‬ ‫الصدارة بـ ‪ 11‬نقطة بعد فوزه‬ ‫بثالث مباريات وتعادله بمباراتين‪،‬‬ ‫ويأتي منتخب جمهورية إيرلندة في‬ ‫المركز الثاني بـ ‪ 11‬نقاط بعد فوزه‬ ‫بعد فوزه بثالث مباريات وتعادله‬ ‫بمباراتين ‪ ،‬وجــاء منتخب ويلز‬ ‫في المرتبة الثالثة بـ ‪ 7‬نقاط بعد‬ ‫فوز واحد وأربــع تعادالت‪ ،‬وفي‬ ‫المركز الرابع جاء منتخب النمسا‬ ‫وحصل على ‪ 7‬نقاط من فوزين‬

‫وتعادل وخسارتين‪ ،‬وخامسا ً حل‬ ‫منتخب جورجيا بنقطتين فقط من‬ ‫تعادلين وثالث خسارات‪ ،‬وسادسا ً‬ ‫وأخيراً جاء منتخب مولدوفا بنقطة‬ ‫وحيدة من تعادل وأربع خسارات‪.‬‬ ‫وفــي المجموعة ‪ E‬والتي تضم‬ ‫منتخبات بولندا والجبل األســود‬ ‫والــدانــمــرك ورومــانــيــا وأرمينيا‬ ‫وكــازاخــســتــان‪ ،‬فيحتل المنتخب‬ ‫البولندي الــصــدارة بـ ‪ 13‬نقطة‬ ‫بعد فوزه بأربع مباريات وتعادله‬ ‫بمباراة واحدة‪ ،‬ويأتي منتخب الجبل‬ ‫األسود في المركز الثاني بـ ‪ 7‬نقاط‬ ‫بعد فوزه بمباراتين وتعادله بمباراة‬ ‫وخسارته مباراتين‪ ،‬وجاء منتخب‬ ‫الدانمرك في المرتبة الثالثة بـ ‪7‬‬ ‫نقاط بعد فوزه بمباراتين وتعادله‬ ‫بمباراة وخسارته مباراتين‪ ،‬وفي‬ ‫المركز الرابع جاء منتخب رومانيا‬ ‫وحصل على ‪ 6‬نقاط مــن فوز‬ ‫وحيد وثــاث تــعــادالت وخسارة‬ ‫وحــيــدة‪ ،‬وخــامــس ـا ً حــل منتخب‬ ‫أرمينيا بـــ ‪ 6‬نقاط بعد فوزين‬ ‫وثالث خسارات‪ ،‬وسادسا ً وأخيراً‬ ‫جاء منتخب كازاخستان بنقطتين‬ ‫مــن تعادلين وثــاث خــســارات‪.‬‬ ‫وفــي المجموعة ‪ F‬والتي تضم‬ ‫منتخبات انــكــلــتــرا وسلوفاكيا‬ ‫وسلوفينيا واسكتلندا ولتوانيا‬ ‫ومالطا‪ ،‬فيحتل منتخب انكلترا‬ ‫الصدارة بـ ‪ 13‬نقطة بعد فوزه‬ ‫بأربع مباريات وتعادله بمباراة‬ ‫واحدة‪ ،‬ويأتي منتخب سلوفاكيا في‬ ‫المركز الثاني بـ ‪ 9‬نقاط بعد فوزه‬ ‫بثالث مباريات وتعادله بمباراتين‪،‬‬ ‫وجاء منتخب سلوفينيا في المرتبة‬ ‫الثالثة بـ ‪ 8‬نقاط بعد فوزه بمباراتين‬ ‫وتعادله بمباراتين وخسارته مباراة‬ ‫واحــدة‪ ،‬وفي المركز الرابع جاء‬

‫خاضها بمختلف المسابقات األوروبية‪.‬‬ ‫وتوزعت أهداف رونالدو طيلة مشاركاته‬ ‫السابقة والحالية بــدوري أبطال أوروبــا‬ ‫على جميع األدوار‪ ،‬إذ سجل هدفا ً وحيدا‬ ‫بــالــدور التمهيدي‪ ،‬و‪ 51‬هــدف ـا ً بــدور‬ ‫المجموعات‪ ،‬وفي منافسات الــدور ثمن‬ ‫النهائي سجل ‪ 17‬هدفاً‪ ،‬وفي مرحلة ربع‬ ‫النهائي سجل ‪ 18‬هدفاً‪ ،‬وفــي االدوار‬ ‫نصف النهائية حقق ‪ 9‬أهــداف‪ .‬أما في‬ ‫الــدور النهائي فلم يسجل رونــالــدو في‬ ‫شباك منافسيه ســوى في ‪ 4‬مباريات‪.‬‬ ‫استخدم رونــالــدو قدمه اليمنى لتحقيق‬ ‫(‪ 70‬هدفا ً منها ‪ 10‬أهــداف من ركالت‬ ‫حــرة مباشرة) وبالقدم اليسرى تمكن‬ ‫مــن تسجيل ‪ 14‬هــدفــاً‪ ،‬أمــا بواسطة‬ ‫الـــرأس فقد بلغت حصيلته ‪ 16‬هدفاً‪.‬‬ ‫والجدير ذكــره أن رونالدو يتفوق على‬ ‫غريمه‪ ‬األرجنتيني ليونيل ميسي نجم‬ ‫برشلونة االسباني (‪ 97‬هدفا ً في ‪ 118‬مباراة)‬ ‫و على اإلسباني راوول غونزاليس نجم لاير‬ ‫مدريد السابق (‪ 76‬هدفا ً في ‪ 158‬مباراة)‪.‬‬

‫منتخب اسكتلندا وحصل على ‪7‬‬ ‫نقاط من فوزين وتعادل وخسارة‬ ‫وحــيــدة‪ ،‬وخــامــس ـا ً حــل منتخب‬ ‫أرمينيا بـ ‪ 5‬نقاط بعد فوز وحيد‬ ‫وتعادلين وخسارة وحيدة‪ ،‬وسادسا ً‬ ‫وأخيراً جاء منتخب مالطا بدون‬

‫أي نقطة بعد خمس خــســارات‪.‬‬ ‫وفــي المجموعة ‪ G‬والتي تضم‬ ‫منتخبات إسبانيا وإيطاليا وإسرائيل‬ ‫وألبانيا ومقدونيا وليختنشتاين‪،‬‬ ‫فيحتل المنتخب اإلسباني الصدارة‬ ‫بـــ ‪ 13‬نقطة بعد فـــوزه بأربع‬ ‫مباريات وتعادله بمباراة واحدة‪،‬‬ ‫ويأتي منتخب إيطاليا في المركز‬ ‫الثاني بـــ ‪ 13‬نقطة بعد فــوزه‬ ‫بأربع مباريات وتعادله بمباراة‬ ‫واحـــدة‪ ،‬وجــاء منتخب إسرائيل‬ ‫في المرتبة الثالثة بـ ‪ 6‬نقاط بعد‬ ‫فــوزه بمباراتين وخسارته ثالث‬ ‫مــبــاريــات‪ ،‬وفــي المركز الرابع‬ ‫جاء منتخب ألبانيا وحصل على ‪6‬‬ ‫نقاط من فوزين وثالث خسارات‪،‬‬ ‫وخامسا ً حل منتخب مقدونيا بـ ‪3‬‬ ‫نقاط وحصل على ‪ 3‬نقاط من فوز‬ ‫وحيد وأربــع خسارات‪ ،‬وسادسا ً‬ ‫وأخيراً جاء منتخب ليختنشتاين‬ ‫بدون أي نقطة بعد خمس خسارات‪.‬‬ ‫وفــي المجموعة ‪ H‬والتي تضم‬ ‫منتخبات بلجيكا واليونان والبوسنة‬ ‫والهرسك وقبرص واستونيا وجبل‬ ‫طارق‪ ،‬فيحتل المنتخب البلجيكي‬ ‫الصدارة بـ ‪ 13‬نقطة بعد فوزه‬ ‫بأربع مباريات وتعادله بمباراة‬ ‫واحدة‪ ،‬ويأتي منتخب اليونان في‬ ‫المركز الثاني بـ ‪ 11‬نقطة بعد فوزه‬

‫عالمي‪ /‬وكاالت‬

‫بثالث مباريات وتعادله بمباراتين‪،‬‬ ‫وجاء منتخب البوسنة والهرسك في‬ ‫المرتبة الثالثة بـ ‪ 10‬نقاط بعد فوزه‬ ‫بثالث مباريات وتعادله مباراة‬ ‫واحـــدة وخــســارتــه واحـــدة‪ ،‬وفي‬ ‫المركز الرابع جاء منتخب قبرص‬ ‫وحصل على ‪ 4‬نقاط من فوز واحد‬ ‫وتعادل واحــد وثــاث خسارات‪،‬‬ ‫وخامسا ً حل منتخب استونيا وحصل‬ ‫على ‪ 4‬نقاط من فوز واحد وتعادل‬ ‫واحــد وثــاث خسارات‪ ،‬وسادسا ً‬ ‫وأخيراً جاء منتخب جبل طارق‬ ‫بدون أي نقطة بعد خمس خسارات‪.‬‬ ‫وفــي المجموعة ‪ I‬والــتــي تضم‬ ‫منتخبات كرواتيا وأيسلندا وأوكرانيا‬ ‫وتركيا وفنلندا وكوسوفو‪ ،‬فيحتل‬ ‫المنتخب الكرواتي الــصــدارة بـ‬ ‫‪ 13‬نقطة بعد فوزه بأربع مباريات‬ ‫وتعادله بمباراة واحـــدة‪ ،‬ويأتي‬ ‫منتخب أيسلندا في المركز الثاني بـ‬ ‫‪ 10‬نقطة بعد فوزه بثالث مباريات‬ ‫وتعادله بمباراة وخسارته أخرى‪،‬‬ ‫وجاء منتخب أوكرانيا في المرتبة‬ ‫الثالثة بـ ‪ 8‬نقاط بعد فوزه بمباراتين‬ ‫وتــعــادلــه مــبــاراتــيــن وخــســارتــه‬ ‫واحــدة‪ ،‬وفي المركز الرابع جاء‬ ‫المنتخب التركي وحصل على ‪8‬‬ ‫نقاط بعد فوزه بمباراتين وتعادله‬ ‫مــبــاراتــيــن وخــســارتــه واحـــدة‪،‬‬ ‫وخامسا ً حل منتخب فنلندا وحصل‬ ‫عــلــى نقطة واحــــدة مــن تــعــادل‬ ‫وحيد وأربــع خسارات‪ ،‬وسادسا ً‬ ‫وأخــيــراً جــاء منتخب كوسوفو‬ ‫وحــصــل على نقطة واحـــدة من‬ ‫تــعــادل وحيد وأربـــع خــســارات‪.‬‬

‫وكاالت عالمية‬

‫‪www.allsyrian.org‬‬


‫‪15‬‬

‫صحة عامة وتسايل‬

‫العدد ‪ ٧١‬السنة الرابعة ‪2017 / ٠٤ / ١٥‬‬

‫كذب املنجمون‬ ‫برج الحمل‬

‫برج الجوزاء‬

‫حجر كبير يعترض طريقك تجتازه فتدعس‬ ‫على قشر موز يختل توازنك‪ ،‬فتستند على‬ ‫شيء صلب يصادفك‪ ،‬لزوجة تحسّها بين‬ ‫أصابعك‪ ،‬تركض إلى حنفيّة دورة مياه لتجد‬ ‫الماء مقطوعة‪ ،‬تستنجد بإبريق ال ّ‬ ‫شطف‬ ‫المليء‪ ،‬وتغسل يديك أخيراً بسائل أصفر ذو‬ ‫رائحة واخزة‪.‬‬

‫تستضيف أصدقاء يحسّنون مزاجك المهني‪،‬‬ ‫حذار‬ ‫لتحسَّ بالحماس وجدوى العمل‪ ،‬ولكن‬ ‫ِ‬ ‫ال ّتعوّ د‪ ،‬وفرط المشاعر عند الوداع‪ ،‬أمامك‬ ‫صفقة جديدة ربّما تبادلها بقليل من النوم‪،‬‬ ‫حنين بال طعمة للماضي‪ ،‬ال تنعت األخرق‬ ‫بالحيوان حتى ال تعلّي َق ْد َره‪.‬‬

‫يحوّ لك حبٌ إلى حمل‪ ،‬يدخل عقرب بينكما‪،‬‬ ‫ال تحاول الدعس على العقرب‪ ،‬ابتعد عن‬ ‫الجدي خطاف النساء وابتعدي عن الثور‬ ‫خطافة الرجال بإمكانكم مصادقة الحوت‬ ‫والحوتاية فال خوف منهم ألنه مو فرقانة‬ ‫معهم‪.‬‬

‫يومك حافل جداً‪ ،‬تستلم ورد ًة الكترونية‬ ‫عبر الفضاء األزرق‪ ،‬تضعها على رأسك‬ ‫وتصورها عبر السناب شات‪ ،‬تشاركها في‬ ‫االنستغرام‪ ،‬تجني قلوبا ً كثيرة‪ ،‬تشاركها‬ ‫على الفضاء األزرق‪ ،‬يعلّق عليها الفحل»‬ ‫هلّق وقت الورود! « تمسح الصورة‪ ،‬وتتابع‬ ‫َث َيرانك‪.‬‬

‫برج الميزان‬

‫برج األسد‬ ‫تف ّكر بجدوى الحياة وجدوى العمل وجدوى‬ ‫األصدقاء بيد أنه ال جدوى من الجدوى التي‬

‫في هذه األيام أنت اسم على غير مسمّى ‪،‬‬

‫الم ّتة مشروب ساخن يندرج تحت قائمة‬ ‫المنبهات الحتوائه على نسبة عالية من‬ ‫الكافيين‪ ،‬تنتشر الم ّتة في عدد من مناطق‬ ‫الوطن العربي وفي سوريا ولبنان على وجه‬ ‫الخصوص‪ ،‬يعود منشأها إلى دول أمريكا‬ ‫الجنوبية‪ ،‬و تحتوي على الكافيين واألمالح‬ ‫المعدنية كالحديد والمغنزيوم والبوتاسيوم‬ ‫وفيتامينات ب المر ّكبة‪ ،‬لذلك فهي تعتبر‬ ‫ً‬ ‫مشرويا ّ صحّ يا ً‬ ‫مقارنة مــع المشروبات‬ ‫المنبّهة األخرى‪ ،‬يُع َتقد أن أصل تسمية الم ّتة‬ ‫جاء من مــادّة المتيين المطابقة لخصائص‬ ‫الكافيين‪ ،‬أو مــن كلمة اسبانية األصــل‬ ‫مايت وتعني الكاس الذي تشرب فيه الم ّتة‪.‬‬

‫برج القوس‬ ‫يحالفك النحس ح ّتى آخر هذا الشهر على‬ ‫قولة المتل‪َ :‬ف ِاينْ السعد بيعضّو الكلب وهو‬ ‫على ضهر الجّ مل‪ ،‬تح ًّل بالصبر سوف تفرج‬ ‫الشهر القادم وتلتقي بشريك منحوس‪ ،‬وتتطاير‬ ‫قلوب الحب بينكما بعد أن تكون قد خسرت‬

‫امل ّتة‬

‫*من المفيد شرب الم ّتة قبل فترة الحيض‬ ‫ألن المواد المدرّ ة للبول تساعد على تخفيف‬ ‫شعور النفخة وتجمّع الــمــاء فــي الجسم‪.‬‬

‫*الكافيين الموجود ف يالم ّتة يساعد في‬ ‫تخفيف التوتر واستقرار الــمــزاج‪ ،‬ير ّكز‬ ‫الطاقة ويساعد على تحسين التركيز الذهني‪،‬‬ ‫ويخفف مــن التعب الــجــســدي والــذهــنــي‪.‬‬ ‫*الم ّتة تح ّفز انتاج العصارة الصفراوية‬ ‫والعصارة المعدنية وبالتالي تحسّن عملية الهضم‪.‬‬ ‫*تزيل البكتيريا المسؤولة عن رائحة الفم الكريهة ‪.‬‬ ‫*تــــســــاعــــد فـــــي عــــــاج اإلمـــــســـــاك‪.‬‬ ‫*ولها فوائد جمالية كالتقليل من السيلوليت عند‬ ‫النساء وخاصة في فترة الحمل‪ ،‬والحصول على‬ ‫بشرة ناعمة وصحّ ية النها تستخرج الدهون من‬ ‫الجلد‪ ،‬وتضيف بريقا ً على الشعر المصبوغ‬ ‫وتــقــوّ ي الشعر وتحد من فــرط تساقطه‪،.‬‬

‫*يوجد في عشبة الم ّتة مــادة الثيوبرومين‬

‫‪-‬ال ينصح بشرب كميّة تزيد على ثالث‬

‫الكلمات المتقاطعة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪2‬‬

‫‪4‬‬

‫‪3‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪8‬‬

‫‪7‬‬

‫‪10‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪3‬‬

‫‪9‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪7‬‬

‫‪4‬‬

‫‪8‬‬ ‫حل العدد املاض ي‬

‫يـــمـــكـــن أن تـــســـبـــب اضــــطــــراب‬‫ف يـــالـــمـــعـــدة وتـــقـــيـــؤ وغـــثـــيـــان‬ ‫‪-‬يجب على مرضة السكري الحذر عند شربها‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫م‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫‪10‬‬

‫س‬

‫و‬

‫ر‬

‫ي‬

‫ا‬

‫م‬

‫س‬

‫ي‬

‫ر‬

‫ة‬

‫ل‬

‫ر‬

‫و‬

‫م‬

‫ا‬

‫ن‬

‫م‬

‫ص‬

‫ر‬

‫ف‬

‫ب‬

‫ع‬

‫ا‬

‫ل‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ل‬

‫س‬

‫ي‬

‫ل‬

‫ح‬

‫ح‬

‫ح‬

‫ح‬

‫م‬

‫ا‬

‫ر‬

‫ن‬

‫ي‬

‫س‬

‫ت‬

‫س‬

‫ه‬ ‫ا‬

‫ن‬

‫و‬

‫ن‬

‫ه‬

‫ا‬

‫ع‬

‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫ش‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫ا‬

‫ر‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ش‬ ‫ط ا ر‬ ‫م د‬ ‫ا م‬ ‫ل و ن‬ ‫ط ن‬ ‫ع ه‬ ‫ظ ا ه‬ ‫ش‬

‫م‬ ‫ة‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫ب‬

‫ش‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫ا‬

‫ه‬ ‫ش‬ ‫م‬ ‫ط‬ ‫ش‬

‫خ‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫خ ل‬ ‫يا‬ ‫ب‬ ‫م ح‬ ‫اا ر‬ ‫ا ز‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ا‬

‫ب‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ي‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ا ن‬ ‫عل ل‬ ‫ر ل‬ ‫دن ن‬ ‫س و‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ر‬

‫ف‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ب‬

‫ا‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫س‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫س ح‬ ‫ا تخ‬ ‫ا د‬ ‫ب اه‬ ‫ي د‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫ع‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ا‬

‫و‬ ‫ظ‬ ‫ل‬ ‫ط‬ ‫ج‬

‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫ل ال‬ ‫ا ول‬ ‫ب ع‬ ‫ش لل‬ ‫ا ي‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ل‬

‫ي‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ش‬ ‫ا‬

‫س‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫صع‬ ‫دق‬ ‫ي‬ ‫ه ا‬ ‫ل ا‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫س‬

‫ح‬ ‫خ‬ ‫د‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫و‬ ‫ظ‬ ‫ل‬ ‫ط‬ ‫ج‬

‫ل‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ش‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ل‬

‫ا‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ش‬ ‫ا‬

‫ص‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫س‬

‫سعد هللا الجابري‪ -‬سلطان باشا األطرش‪ -‬شكري القوتلي‪ -‬صالح العلي‪ -‬حسن الخ‬ ‫العظم‪-‬نازك العابد‪ -‬يوسف العظمة‪ -‬هاشم‪ -‬هاشم سويد‬

‫الكلمات المتقاطعة الحل للعدد ‪٦٩‬‬

‫عمودي‬ ‫افقي‬ ‫افقي‬ ‫مجلة سورية‪ /‬ال يباح به معكوسة عمودي ‪ /1‬مجلة سورية‬ ‫‪/1‬‬ ‫‪4 3 2 1‬‬ ‫سورية‬ ‫مجلة‬ ‫‪/‬‬ ‫‪1‬‬ ‫معكوسة‬ ‫به‬ ‫يباح‬ ‫ال‬ ‫سورية‪/‬‬ ‫مجلة‬ ‫‪/‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ن س ا ء‬ ‫‪1‬‬ ‫ممثلة سورية‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2‬‬ ‫سورية‬ ‫ممثلة‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ /2‬ممثلة سورية‬ ‫‪/2‬ممثلة سورية‬ ‫غ ل ا م‬ ‫‪2‬‬ ‫متشابهان‪ /‬تدريبات‬ ‫السوريين ‪/3‬‬ ‫املخرجين‬ ‫شيخشيخ‬ ‫معكوسة‪/‬‬ ‫متشابهان‪ /‬تدريبات‬ ‫السوريين ‪/3‬‬ ‫املخرجين‬ ‫فيصلمعكوسة‪/‬‬ ‫‪//33‬فيصل‬ ‫ا‬ ‫م ا‬ ‫‪3‬‬ ‫ا م م‬ ‫‪4‬‬ ‫‪/4‬أحرف متشابهة‪ /‬ضمير منفصل معكوسة‪/4 /‬تحية أجنبية معكوسة‪/‬‬ ‫حبمعكوسة‪ /‬حب‬ ‫أجنبية‬ ‫‪/4‬أحرف متشابهة‪ /‬ضمير منفصل معكوسة‪/4 /‬تحية‬ ‫ل ح ح و‬ ‫‪5‬‬ ‫‪(/5‬بتاتا تصوير) مبعثرة‬ ‫قدم املشورة‬ ‫غ ل م‬ ‫‪6‬‬ ‫معكوسةمبعثرة‬ ‫تصوير)‬ ‫(بتاتا‬ ‫‪/‬‬ ‫‪5‬‬ ‫املشورة‬ ‫‪/6‬نرسلها‪ /‬من الطعوم‬ ‫قدممن أنواع املصارعة‪ /‬رمى املاء‬ ‫‪/5‬‬ ‫ا و د ي‬ ‫‪7‬‬ ‫‪/7‬مدينة قديمة مذكورة في القرآن الكريم‪/‬‬ ‫‪/6‬شاعرة أندلسية‪ /‬من التوابل‬ ‫‪/5‬من أنواع املصارعة‪ /‬رمى املاء‬ ‫د م ع‬ ‫‪/6‬نرسلها‪ /‬من الطعوم معكوسة‪8‬‬ ‫‪/7‬أحرف متشابهة‪ /‬الظهور‬ ‫يسأل النصح‬ ‫ر م‬ ‫‪9‬‬ ‫القرآن رالكريم‪/‬‬ ‫مدينة قديمة مذكورة في‬ ‫‪/8‬يشتاق‪/7/‬‬ ‫التوابل‬ ‫أندلسية‪/‬‬ ‫مقاتل‬ ‫الكالم‬ ‫منينظم‬ ‫بالحلبي‪ /‬من‬ ‫شاعرةاألب‬ ‫‪//86‬منادى‬ ‫‪ 10‬ي ع ب ر‬ ‫ي‬ ‫‪/9‬قصر أثر في دمشق‬ ‫اليوم معكوسة‬ ‫‪/9‬منع معكوسة‪ /‬منتصف‬ ‫الظهور‬ ‫النصح‬ ‫يسأل‬ ‫‪/7‬أحرف متشابهة‪/‬‬ ‫‪/10‬موسيقي ومطرب سوري‬ ‫‪/10‬مدينة سودانية معكوسة‬ ‫‪/8‬يشتاق‪ /‬مقاتل‬ ‫‪/8‬منادى األب بالحلبي‪ /‬من ينظم الكالم‬ ‫‪/9‬قصر أثري في دمشق‬ ‫‪/9‬منع معكوسة‪ /‬منتصف اليوم معكوسة‬ ‫‪/10‬موسيقي ومطرب سوري‬ ‫‪/10‬مدينة سودانية معكوسة‬ ‫‪newspaper@allsyrian.org‬‬

‫ط‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ظ‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫ب‬

‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬

‫والــــــحــــــوامــــــل والـــــمـــــرضـــــعـــــات‪.‬‬ ‫قــــد يــســبــب اإلفــــــراط فـــي شــربــهــا في‬‫حـــدوث الــصــداع وارتـــفـــاع ضــغــط الـــدم‪.‬‬

‫‪71‬سودوكوكلمة السر‬

‫‪2‬‬

‫الكلمات املتقاطعة العدد‪71‬‬ ‫‪10‬‬

‫أكــــواب يــومــي ـا ً ألنــهــا قــد تصبح مــضــرّ ة‬ ‫بالصحّ ة الحتوائها على مــادّة التانين وهي‬ ‫مــادة قابضة‪ ،‬قد تسبب كسالً لألمعاد في‬ ‫حال زيادة استخدامها عند حدوث اإلمساك‬ ‫قــــــد يـــعـــانـــي بـــعـــض الـــــنـــــاس مــن‬‫األرق جـــــراء اإلكـــثـــار مـــن شــربــهــا‪.‬‬ ‫‪-‬لـــيـــســـت آمـــنـــة بــالــنــســبــة لــأطــفــال‬

‫سودوكو‬

‫الكلمات املتقاطعة العدد‪71‬‬ ‫‪9‬‬

‫ال تحاول الخوض في أمور تجهلها وأعمال‬ ‫ال تبرع فيها فالكار المو كارك بيخرب‬ ‫ديارك‪ ،‬وال تخف من أن تبق وحيداً فلكل‬ ‫قمحة مسوسة كيّال أعور‪ ،‬اعمل على تقوية‬ ‫عضالت البطن فبعد ثالث إشارات سوف‬ ‫تأتيك لكمة لئيمة من حيث ال تحتسب‪.‬‬

‫*تــســاعــد عــلــى الــحــ ّد مــن فـــرص تطور‬ ‫مـــــرض الــــســــرطــــان فــــي حـــــال كـــان‬ ‫مــــوجــــوداً لــــدى أفــــــراد مـــن الــعــائــلــة‪.‬‬

‫ّ‬ ‫*تــعــزز الــجــهــاز المناعي فيها فيتامين‬ ‫ســي وهـــو مــضــاد لــأكــســدة يــســاعــد على‬ ‫الــقــضــاء عــلــى الــجــذور الــحــرّ ة مــا يمنع‬ ‫مــن نــزالت الــبــرد والشيخوخة المب ّكرة‪.‬‬

‫فـــــــــــــوائـــــــــــــد الـــــــــمـــــــــ ّتـــــــــة‪:‬‬ ‫*الــمــ ّتــة تــســاعــد عــلــى الــهــضــم وتعمل‬ ‫كمدر للبول وتخفف الشهيّة للطعام‪ ،‬لذا‬ ‫ينصح بشربها ضمن بــرامــج التنحيف‪.‬‬

‫برج الدلو‬

‫الـــتـــي تــســاعــد عــلــى الـــحـــصـــول على‬ ‫قــلــب صـــحّ ـــي‪ ،‬وتــخــ ّفــض ضــغــط الــــدّم‪.‬‬

‫*تساعد في عالج األشخاص المصابين باالنفلونزا‬ ‫الحتوائها على كمية كبيرة من فيتامين سي‪.‬‬ ‫*غنيّة بالفيتامينات والمعادن كفيتامين ب‬ ‫ومعدن المغنيزيوم والزنك‪ ،‬والبوتاسيوم‪.‬‬

‫تحضّر الم ّتة من منقوع األوراق الجا ّفة‪ ،‬في‬ ‫الماء الساخن‪ ،‬تشرب باستخدام ق ّ‬ ‫شة للشرب‪،‬‬ ‫صــاصــة» فــي الـــدّول العربية‪.‬‬ ‫تسمّى «مـ ّ‬

‫تجتاحك نوبة حب هائلة إلى كل من حولك‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫توزع االبتسامات والخدمات المجّ انية‪ ،‬تمسك‬ ‫بيد كل من شارف على الوقوع‪ ،‬تساعد كل‬ ‫من يحتاج‪ ،‬نصيحة الفلك راجع الطبيب‬ ‫عاجالً فلربّما كان توأمك ال يزال بداخلك‪،‬‬ ‫ويتصرّ ف عنك‪ ،‬هذا ليس أنت‪ ..‬ليس أنت‪..‬‬

‫أنت غيور جداً متل الفريك ما بحب شريك‪،‬‬ ‫لذلك ستعيش مشادّات ومشاحنات مع‬ ‫ّ‬ ‫الشريك‪ ،‬لست وسيما ً بقدر ما تعتقد خف من‬ ‫التش ّنج والغيرة ح ّتى ال تصبح أوهامك حقيقة‬ ‫ويطير العصفور من القفص وتطير معه‬ ‫العصافير العشرة من على الشجرة أيضاً‪.‬‬

‫مرشوباتنا الساخنة‬ ‫*الــمـ ّتــة من ّ‬ ‫شطة للقلب واألعــصــاب حيث‬ ‫يحتوي كــوب من الم ّتة على ‪ 50‬مليغرام‬ ‫من المادّة المنبّهة‪ ،‬فهي تنشط األعصاب‬ ‫والــعــضــات وتــســاعــد على تخفيف آالم‬ ‫الرأس والصداع وتساعد على تحمّل التعب‬ ‫واإلرهــاق والمشي دون أن تسبب اإلدمان‪.‬‬

‫برج الجدي‬

‫برج العقرب‬

‫خيبة تلو الخيبة على مدار الشهر‪ ،‬أنثى‬ ‫ً‬ ‫العذراء تجنبي دخول مراكز التسوّ ق فغالبا ما‬ ‫ُتخدعين باإلعالنات التجارية الخاصة بمواد‬ ‫التجميل‪ ،‬ذكر العذراء تعيش تغييراً جذريا ً‬ ‫في حياتك مصدره أنثى األسد‪ ،‬التي ستكون‬ ‫كلصقة األسد‪.‬‬

‫حب جديد يطرق بابك قائالً يا س ّتار‪ ،‬ذكر‬ ‫السرطان ال تتغنج كالبنات‪ ،‬أنثى السرطان ال‬ ‫«تعرِّ ضي» بالمشية كالشباب‪ ،‬دعوا كالً منكم‬ ‫على طبيعته‪ ،‬قبل أن يهرب الطارق ويصطدم‬ ‫بطارق آخر وتقع الكتب على األرض وتلتقي‬ ‫عيناهما بينما هما يرفعانها ويكتمل المشهد‪.‬‬

‫برج الثور‬

‫واقض عطلة‬ ‫ترهق ذهنك بها‪ ،‬اعقد العزم‬ ‫ِ‬ ‫أسبوع وحيداً في مكان تختاره‪ ،‬تنتظرك‬ ‫هناك مفاجآت مفصلية‪ ،‬وعندما تعود سوف‬ ‫تدعيلي‪.‬‬

‫برج العذراء‬

‫برج السرطان‬

‫حماسك للحياة والعمل‪.‬‬

‫سعد هللا الجابري‪ -‬سلطان باشا األطرش‪ -‬شكري القوتلي‪ -‬صالح العلي‪ -‬حسن الخراط‪ -‬عبد الرحمن شهبندر‪ -‬خالد‬ ‫العظم‪-‬نازك العابد‪ -‬يوسف العظمة‪ -‬هاشم‪ -‬هاشم سويد‬

‫حارب املستعمرالفرنس ي وقاد‬ ‫كلمة السرمن ‪ 12‬حرف أحد قادة الثورة السورية‪،‬‬ ‫ن‬ ‫كلمة السرمن ‪ 12‬حرف أحد قادة الثورة السورية‪ ،‬حارب املستعمرالفرنس ي وقاد معركة ميسلو‬

‫حل العدد السابق‪ :‬الفنان زكي كورديللو‬

‫حل العدد السابق‪ :‬الفنان زكي كورديللو‬

‫الصفحة من إعداد نور ح عبدهللا‬ ‫‪www.allsyrian.org‬‬


‫‪16‬‬

‫منوعات‬

‫العدد ‪ ٧١‬السنة الرابعة ‪2017 / ٠٤ / ١٥‬‬

‫يف الذكرى السادسة للثورة السورية‬ ‫مركز حرمون للدراسات املعارصة يفتتح‬ ‫«صالون الجوالن» يف األرض املحتلة‬

‫املزيد من‬ ‫الكالسيوم‬

‫يطلق مركز حرمون للدراسات املعارصة «صالون الجوالن» ألهمية‬ ‫قضية الجوالن بذاتها‪ ،‬ومركزيتها بالنسبة إىل سورية ومستقبلها‪،‬‬ ‫وبسبب تغييبها املقصود عن وعي السوريني واهتامماتهم‪ ،‬وللتأكيد‬ ‫عىل سورية الجوالن يف وجــه االحتالل اإلرسائــيــي‪ ،‬وعــى أن عودته‬ ‫إىل السيادة السورية هي إحــدى القضايا األساسية يف جــدول أعامل‬ ‫السوريني‪ ،‬والسرتداد قضية الجوالن من أيدي املتاجرين بها من األنظمة‬ ‫االستبدادية الحاكمة والتنظيامت املتطرفة املرتبطة بأجندات غري وطنية‪.‬‬ ‫متخصص بالحوار حول قضية الجوالن‬ ‫صالون الجوالن هو صالون حواري‬ ‫ِّ‬ ‫السوري املحتل وقضية فلسطني والرصاع العريب اإلرسائييل‪ ،‬ويشارك يف‬ ‫نشاطه مثقفون وسياسيون عرب وأجانب من املهتمني مبوضوعاته‪ .‬يهدف‬ ‫إىل‪ :‬إطالق حوار جدي وعميق حول الجوالن السوري املحتل وتاريخ احتالله بهدف إبقاء قضيته حية عىل املستوى العاملي‪ .‬وتعريف األجيال السورية‬ ‫الجديدة بالجوالن وأهله‪ ،‬وتقديم دراسات وأبحاث معمقة وتفصيلية حول الجوالن وأوضاعه من الجوانب املختلفة‪ ،‬السياسية واالقتصادية واالجتامعية‬ ‫والدميوغرافية‪ .‬وكذلك دعم النشاط الثقايف والفني واإلعالمي ألهايل الجوالن‪ ،‬الواقعني تحت االحتالل واملهجرين منه من الجوالن يف عام ‪ .1967‬وتعزيز‬ ‫العالقة بينهام مبا يخدم مصريهام املشرتك‪ .‬كام يسعى الصالون إىل تنظيم حمالت إعالمية وقانونية داعمة لحقوق أهل الجوالن املهجرين والقابعني تحت‬ ‫االحتالل‪ .‬وحقهم يف الحفاظ عىل هويتهم السورية وانتامءهم لوطنهم‪ .‬ورفض محاوالت “إرسائيل” الرامية لفرض األمر الواقع يف الجوالن من خالل دعوتها‬ ‫لدول العامل االعرتاف بالسيادة اإلرسائيلية عليه‪ .‬ودعم مواقف أهل الجوالن تحت االحتالل يف مواجهتهم ملرشوع “األرسلة” من خالل برامج ثقافية متنوعة‬ ‫تالمس قضاياهم ومصريهم‪ .‬وكذلك دعم سكان الجوالن تحت االحتالل يف مواجهة محاوالت إرسائيل ترغيب األجيال الصاعدة بقبول الجنسية اإلرسائيلية‬ ‫والتي رفضها السكان يف انتفاضة وإرضاب عام ‪ ،1982‬وذلك من خالل برامج توعية تحايك مشاكلهم‪ .‬والعمل عىل تعزيز العالقة بني أهل الجوالن بشقيه‬ ‫املحتل وغري املحتل من خالل برامج مشرتكة هدفها التمسك باألرض والهوية السورية واملصري املشرتك‪ .‬واإلسهام يف صوغ تصور نظري للعالقة بني سكان‬ ‫الجوالن املحتل وسورية املستقبل‪ ،‬ما يؤسس لربنامج عمل وطني يقوم عىل ربط مصالح أهل الجوالن بوطنهم األم سورية إىل حني عودة الجوالن إىل السيادة‬ ‫السورية‪ ،‬يف املجاالت االقتصادية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬والرياضية…إلخ‪ .‬وبطبيعة الحال تسليط الضوء عىل االرتباط العضوي بني قضية الجوالن وقضية فلسطني‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫الفنان موفق قات يحصد جائزة الصحافة العربية‬

‫كاريكاتري‬

‫كنت أعمل يف ورشة لرتكيب املك ّيفات‬ ‫كنت مراهقاً‪ ،‬وكانت بريوت ال ترحم املراهقني‪ ،‬كان ذلك حني ُ‬ ‫ُ‬ ‫يف البيوت هنا وهناك‪ ،‬وكان الصيف مثل وخز اإلبر عىل القلب‪ ،‬وكان البحر يف كل مكان‪ ،‬يأيت‬ ‫يوم األحد ويأيت معه التسكع يف الطرقات‪ ،‬وكانت النساء الجميالت يف كل مكان‪ ،‬ومل يكن لدي‬ ‫كنت عبارة عن رجل آيل يف داخله قلب مفعم بالحب واملشاعر‪ ،‬حتى إين‬ ‫صديقة وال حتى جارة‪ُ ،‬‬ ‫يل امرأة جميلة من نافذة سيارتها معتذر ًة عن انعاطفها املفاجيء‬ ‫شعرتُ بالغبطة حني طلت ع ّ‬ ‫نحوي‪ ،‬وكدتُ أقول لها (أنا فدي ٌة لهذا الوجه البهي وهذه اللكنة املسافرة يب مثل سيارة مايكل‬ ‫وأحببت انعطاف السيارات املفاجئ لحظتها‪ ،‬أم ّر من قرب البحر دون أ ْن أقرتب منه‪ ،‬فال‬ ‫العجيبة)‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫شأ َّن يل به وأنا أحمل يف داخيل رمالً ساخناً يفوق رطوبة رمل الشواطئ املتناثر بأقدام النساء واملبلل‬ ‫بأجساد النساء‪ ،‬شعرتُ برضورة وجود عبارة كبرية (ممنوع االقرتاب أو خطر املوت) فالشواطئ ال‬ ‫تقل خطورة عن األماكن العسكرية وعن أماكن توتر الكهرباء العايل‪ ،‬وخاصة عىل مراهق وحيد مثيل‪.‬‬ ‫كنت أنهي عميل وأعود إىل البيت تجرين خطوايت عند املساء‪ ،‬أمر من شارع مخصص لوقوف سيارات‬ ‫ُ‬ ‫العشاق‪ ،‬يبلغ الشارع مائتي مرتا ً‪ ،‬ويطل عىل البحر‪ ،‬واجهة السيارات خلف بعضها بوجه البحر‬ ‫كنت‬ ‫وبوجهي‪ ،‬أصعد الشارع عىل الرصيف الضيق وأنا أرى ما يدور داخل كل سيارة من قبالت‪ُ ،‬‬ ‫كنت صغريا ً عىل الحياة‪ ،‬وكبريا ً وخبريا ً مبفاهيم القدر ومعاين الوجود ورصد‬ ‫مراهقاً مفعامً باألغاين‪ُ ،‬‬ ‫كنت‬ ‫األمنيات‪ ،‬ومل يكن لدي سيارة وال صديقة وال حبيبة وال حتى جارة‪ ،‬النساء الوحيدات اللوايت ُ‬ ‫أتحدثُ معه َّن ه َّن زوجة املعلم وبناته الثالث‪ ،‬ذات مرة وقع جهاز مروحة املكيف الخارجي الثقيل‬ ‫كنت أصعد به من املستودع إىل املكتب يف األعىل‪ ،‬جاءت ابنة املعلم وطلبت‬ ‫عىل قدمي حني ُ‬ ‫قلت يف نفيس‬ ‫مني الصعود للبيت‪ ،‬متددت عىل الكنبة‬ ‫ووضعت يل قطع املاء املج َّمد عىل ساقي‪ُ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫سيحدث يشء‪ ،‬إنها تغازلني‪ ،‬ولكن رسعان ما تبدد هذا الخيال املنسوج بخيوط العنكبوت الذي‬ ‫طلبت مني الشجاعة يك أقوم ملتابعة العمل بنا ًء عىل طلب من‬ ‫بساقي وبرأيس‪ ،‬ورمبا يف قلبي‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫أبيها وكذلك أمها‪ ،‬ومع ذلك كان املوقف يجمع ما بني يرودة قطع املاء املج ّمد وبني سخونة‬ ‫يديها الناعمة التي المست ركبتي وكأنها انعطفت مثل تلك السيارة التي انعطفت بها تلك املرأة‪.‬‬ ‫كانت طبيعة العمل تقوم عىل خروجي أنا ومعلمي اللبناين الشاب إىل البيوت لرتكيب مكيّف‬ ‫بعد أ ْن يعطينا املعلم الكبري عنوان البيت‪،‬أحمل املكيف وجهاز التربيد الخارجي الثقيل إىل الدور‬ ‫الرابع أو الخامس أو أعىل من هذا عىل كتفي حني ال يكون املصعد موجودا ً أو معطالً‪ ،‬وتبدأ‬ ‫حفلة الرتكيب‪ ،‬كانت البيوت جميلة وأنيقة‪ ،‬وكذلك نساء البيوت‪ ،‬والسريالنكيات لطيفات بلغته ّن‬ ‫ُكسة‪ ،‬أجمل يشء بهذا الطقس هو حني أكون عىل (السيبة) وهو سلم صغري يوضع‬ ‫العربية امل َّ‬ ‫كنت أقف ألفعل ثالثة أشياء معاً‪ ،‬املكيف‪ ،‬وصدر‬ ‫عىل الجدار الذي سيتم تثبيت املكيف عليه‪ُ ،‬‬ ‫املرأة‪ ،‬وعيون معلمي يك ال يراين باللحظة التي أكون فيها بحالة اختالس نظرة من األعىل لصدر‬ ‫املرأة أو الصبية التي تكون واقفة تراقب العمل وهي سعيدة باملكيف وبيدها فنجان النسكافيه‬ ‫والسيجارة‪ ،‬رمبا كانت هذه النظرات من أصعب النظرات التي اختلستها يف حيايت‪ ،‬فهي كانت‬ ‫تتطلب فصل حواس بالغة الدقة‪ ،‬املك ّيف من جهة‪ ،‬وعيون معلمي الذي يف األسفل وهو يرتب‬ ‫ملحقات متابعة الرتكيب وعيون التي أخلتس النظر لصدرها من األعىل‪ ،‬وكم كانت تبدو نهود النساء‬ ‫أكرث جامألً وزين ًة من األعىل‪ ،‬كانت مثل نظرية نيوتن املعاكسة‪ ،‬مثل تفاحات ستصعد لألعىل ‪.‬‬ ‫تعرفت عىل‬ ‫وعرفت النساء فيام بعد‪ ،‬وظل ذاك الشارع املنحدر نحو البحر يف بايل‪،‬‬ ‫مرت السنون وكربتُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫طلبت منها امليض بسيارتها نحو ذاك املنحدر‪،‬‬ ‫امرأة‪،‬‬ ‫وطلبت مني أ ْن أختار مكاناً يك نذهب إليه‪ ،‬ودون تردد ُ‬ ‫ْ‬ ‫توفقت السيارة وراء السيارات‪ ،‬كان الوقت مسا ًء‪ِ ،‬‬ ‫كنت أقبل‬ ‫بدأت القبالت بيننا‪ ،‬ومل أك ْن أق ِّبلها بقدر ما ُ‬ ‫قبلت السيارات والبحر والرصيف وبنطال‬ ‫تلك املشاهد املرتاكبة التي رأيتها وأنا مراهق يف تلك الفرتة‪ُ ،‬‬ ‫كنت أعود به إىل البيت‪ ،‬قبّلت قلبي املفعم والربيء بذاك الحب وتلك املوسيقا التي‬ ‫الجينز املتسخ الذي ُ‬ ‫كانت تترسب من نوافذ السيارات‪ ،‬ق ّبلت تلك املرأة التي انعطفت بسيارتها فجأة وكادتْ أ ْن تكرس عظامي‪،‬‬ ‫طلت بوجهها اآلرس معتذر ًة مني‪ ،‬ومنحت عظامي املزيد من الكالسيوم‪.‬‬ ‫لكنها رممت عظامي حني ْ‬

‫راهيم حساوي‬

‫أخبار من العامل‬ ‫رئييس» يف ارتفاع الوف ّيات‬ ‫الهواتف الذك ّية «سبب‬ ‫ّ‬

‫تفش الحصبة يف أوروبا‬ ‫الص ّحة العامل ّية تح ّذر من ّ‬

‫أعلنت جمعيّة سالمة الطرق السريعة في الواليات الم ّتحدة‬ ‫في تقرير حديث صدر عنها‪ :‬أنّ هناك ‪ 6‬آالف حالة وفاة بين‬ ‫المشاة في عام ‪ ،2016‬بمعدّل زيادة أربعة أضعاف الوفيّات‬ ‫اإلجماليّة على الطرق‪ ،‬وهو أعلى رقم منذ أكثر من ‪ 20‬عاماً‪.‬‬ ‫وأرجـــعـــت الــجــمــع ـ ّيــة أســـبـــاب ذلـــك إلـــى أولـــئـــك الــذيــن‬ ‫يستخدمون هواتفهم الذكيّة أثناء القيادة أو عبور الطريق‪.‬‬

‫حــــذرت مــنـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـظــمــة الــصــحّ ــة الــعــالــم ـ ّيــة مــن تــف ـ ّ‬ ‫شــي مــرض‬ ‫الحصبة في أوروبـــا‪ ،‬وتحديداً في المناطق التي تراجعت‬ ‫فيها إجــــراءات الــوقــايــة والتحصين ضــ ّد هــذا الــمــرض‪.‬‬ ‫وتــع ـ ّد رومــانــيــا أكــثــر الـــدول المعرّ ضة للخطر وانتشار‬ ‫الحصبة‪ ،‬فقد بلغت اإلصــابــات فيها أكــثــر مــن ‪3400‬‬ ‫حــالــة و‪ 17‬وفـــاة مــنــذ كــانــون الــثــانــي فــي عـــام ‪.2016‬‬

‫تقنية جديدة يف فحص الرئة‬

‫بوب ديالن يعلن قبوله جائزة نوبل لألداب‬

‫أ ّكـــد بــاحــثــون بــريــطــانـ ّيــون أنّ إجـــراء فحص مــنــظــاري للرئة‬ ‫لتشخيص االلتهابات البكتيريّة قد يساعد على وقف منح المرضى‬ ‫المضادّات الحيويّة غير الضروريّة في وحدات الرعاية المركزة‪.‬‬ ‫ويــســاعــد مــنــظــار مــج ـ ّهــز بــاأللــيــاف الــبــصــر ّيــة مــن مــشــروع‬ ‫تكنولوجيا «بــروتــيــوس» فــي اســتــكــشــاف الــرئــة خـــال ‪60‬‬ ‫ثــانــيــة وتــحــديــد حــالــة الــمــريــض ومـــدى حــاجــتــه إلـــى األدويّــــة‪.‬‬

‫قبل «بوب» ديالن جائزة نوبل لألدب بعد أكثر من ثالثة أشهر‬ ‫من حفل توزيع الجوائز‪ ،‬وذلك بحسب وسائل اإلعالم السويديّة‪.‬‬ ‫وكان مسؤولو األكاديميّة قالوا فى وقت سابق إنّ «ديالن»‬ ‫لن يلقي محاضرة نوبل الخاصّة به‪ ،‬وهى شرط تقليديّ لتل ّقي‬ ‫الجائزة وقدرها ‪ 8‬ماليين كرونه أي نحو ‪ 900‬ألف دوالر‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬

‫مدير التحرير‬

‫بسام يوسف بشّ ار فستق‬

‫املحرر التنفيذي‬

‫حسني برو‬

‫االخراج الفني‬

‫مازن عودة‬

‫‪newspaper@allsyrian.org‬‬

‫مستشارة التحرير‬

‫د‪.‬خولة حديد‬

‫هيئة التحرير‬

‫غزوان قرنفل ‪ -‬ثائر موىس‬ ‫‪ -‬ع ّزة البحرة‬

‫العالقات العامة‬

‫نور العبدالله‬

‫مكتب درعا‬

‫سارة الحوراين‬

‫املوقع اإللكرتوين‬

‫محمد الشبيل‬

‫عضو الشبكة السورية لإلعالم املطبوع‬

‫تعب عن رأي‬ ‫اآلراء الواردة يف كلّنا سوريّون ّ‬ ‫تعب بالرضورة عن رأي الصحيفة‬ ‫الكاتب و ال ّ‬

‫‪www.allsyrian.org‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.