سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل

Page 1

‫سياسة‬ ‫الرعاية الصحية‬ ‫في سورية‬ ‫المستقبل‬

‫إعداد‪:‬‬

‫الدكتور صفوان قصاص‬ ‫مراجعة‪:‬‬

‫د‪ .‬عمار قحف‬ ‫تحرير‪:‬‬

‫أسامة المنجد‬

‫دراس���������������������ات‬ ‫ال������م������رح������ل������ة‬ ‫االن����ت����ق����ال����ي����ة‬


‫يتعاون مركز التواصل واألبحاث االستراتيجية ومؤسسة هيفوز في مجال‬ ‫دراس���ات سياس���ات المرحلة االنتقالية في س���ورية‪ .‬هيفوز هي مؤسسة‬ ‫هولندية غير حكومية تسترش���د بالقيم اإلنس���انية وتتع���اون مع المنظمات‬ ‫المحلية في الدول النامية وتس���عى إلى عالم يتمتع فيه جميع المواطنين‬ ‫برنامج حول‬ ‫بالمس���اواة ف���ي الف���رص والم���وارد التنموي���ة‪ .‬وللمؤسس���ة‬ ‫ٌ‬

‫المعرف���ة بالمجتمع المدني في غرب آس���يا‪ ،‬ويهدف إلى بناء الوعي حول‬ ‫ديناميكي���ة عالقة الدولة م���ع المواطنين والمجتمع المدن���ي‪ ،‬وبلورة فهم‬ ‫أعمق لالنتفاضات الشعبية والتحديات التي تمر بها المنطقة في المرحلة‬ ‫ً‬ ‫تحقيقا لهذه الغاية‪ ،‬فإن المؤسس���ة تش���ارك في نش���ر أبحاث‬ ‫االنتقالي���ة‪.‬‬ ‫في السياسة العامة‪ ،‬وأوراق عمل وبحوث وكتب ونشرات مع المؤسسات‬ ‫األكاديمية ومراكز األبحاث والخبراء في منطقة الش���رق األوسط والواليات‬ ‫المتحدة وأوروبا‪.‬‬

‫‪Hivos‬‬ ‫‪Raamweg 16‬‬ ‫‪2596 HL The Hague‬‬ ‫‪The Netherlands‬‬ ‫)‪Contact person: Kawa Hassan (khassan@hivos.nl‬‬ ‫‪Telephone:+31 70 376 55 00‬‬ ‫‪Website:www.hivos.net‬‬

‫اآلراء الواردة في هذا البحث ال تمثل بالضرورة آراء مؤسسة هيفوز‪.‬‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫المحتويات‬ ‫موجز تحليلي‪2............................................................................................‬‬ ‫‪ )1‬مقدمة ‪3...............................................................................................‬‬ ‫‪ )2‬فهم الرعاية الصحية وأنظمة الرعاية الصحية ‪5...................................................‬‬ ‫أ)    األعمدة البنيوية لنظام الرعاية الصحية ‪5...................................................‬‬ ‫ب)  تقييم أنظمة الرعاية الصحية ‪6...............................................................‬‬ ‫ج)   تقييم جودة الرعاية الصحية‪7.................................................................‬‬ ‫د)    منافع نظام المعلومات الصحية‪7...........................................................‬‬ ‫‪ )3‬نظام الرعاية الصحية في سورية اليوم‪9..........................................................‬‬ ‫أ)    نظرة تحليلية ‪9..................................................................................‬‬ ‫ب)  العيوب الهيكلية في نظام الرعاية الصحية السوري الحالي‪10............................‬‬ ‫‪ )4‬نوعية الرعاية الصحية في سورية اليوم‪12.........................................................‬‬ ‫‪ )5‬الحاجة إلى إصالح سياسة الرعاية الصحية‪13.......................................................‬‬ ‫‪ )6‬برنامج ضمان الجودة في نظام الرعاية الصحية السوري ‪14......................................‬‬ ‫أ)    نظرة عامة‪14.....................................................................................‬‬ ‫ب)  التحديات السورية ‪14...........................................................................‬‬ ‫ج)   تأثير برامج ضمان الجودة على نفقات الرعاية الصحية ‪16..................................‬‬ ‫د)    مقاييس األداء التي يمكن لبرامج ضمان الجودة تتبعها ‪16...............................‬‬ ‫‪ )7‬برنامج التأمين الصحي في سورية ‪18..............................................................‬‬ ‫نموذج بيفريدج ‪18....................................................................................‬‬ ‫نموذج بسمارك ‪19...................................................................................‬‬ ‫نموذج التأمين الصحي الوطني ‪19................................................................‬‬ ‫نظام اإلنفاق من الجيب‪19..........................................................................‬‬ ‫‪ )8‬عملية اعتماد مرافق الرعاية الصحية‪22..............................................................‬‬ ‫‪ )9‬معالجة عدم المساواة في الرعاية الصحية في سورية ‪23.......................................‬‬ ‫‪ )10‬تقييم النقص والزيادة في األطباء ‪26.............................................................‬‬ ‫تقدير الطلب‪26.......................................................................................‬‬ ‫تقدير العرض‪26......................................................................................‬‬ ‫تقرير وجود النقص أو الزيادة‪26....................................................................‬‬ ‫‪ )11‬الخطوات الضرورية إليجاد برامج لتجديد وتطوير البحوث الطبية‪28............................‬‬ ‫‪ )12‬تغييرات مقترحة إلصالح سياسة الرعاية الصحية الحالية‪30.....................................‬‬ ‫‪ )13‬الحاجة إلى دراسة للجدوى ‪33.......................................................................‬‬ ‫‪ )14‬الخالصة ‪34............................................................................................‬‬ ‫المراجع‪35...................................................................................................‬‬

‫دراسات المرحلة االنتقالية‬

‫‪1‬‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫موجز تحليلي‬

‫ّ‬ ‫الصحية‬ ‫والمخططين االستراتيجيين المشاركين في سياسات الرعاية‬ ‫هذه الورقة موجهة لصنّ اع السياسة‬ ‫ّ‬

‫خالل الفترة االنتقالية إضافة إلى المش���اركين في إدارة الرعاية الصحية في سورية‪ .‬ويتعين على الجهود‬ ‫التي تهدف إلى تقييم سياس���ات الرعاية الصحية في س���ورية اليوم أن تحلل ثالثة مكونات رئيسية وثيقة‬

‫الترابط‪:‬‬ ‫‪ -1‬‬

‫الصح���ة‪ ،‬الت���ي تعرفه���ا منظم���ة الصح���ة العالمية على أنه���ا حالة من الس�ل�امة البدني���ة والعقلية‬ ‫واالجتماعية الكاملة‪ ،‬وليس مجرد عدم المعاناة من أية أمراض‪.‬‬

‫‪ -2‬‬

‫يعرف عل���ى أنه بنية يتفاع���ل ضمنها الناس والسياس���ات الحكومية‬ ‫نظ���ام الرعاي���ة‬ ‫الصحية‪ ،‬الذي ّ‬ ‫ّ‬

‫‪ -3‬‬

‫نظام معلومات الرعاية الصحية‪ ،‬وهو العملية التي تجمع بموجبها المعلومات الخاصة بوضع نظام‬

‫والمنظمات‪ ،‬لضمان حق الحصول على صحة عالية الجودة لجميع المواطنين بتكلفة اقتصادية‪.‬‬

‫الرعاية الصحية ونوعيته في الوقت المناس���ب وبش���كل موثوق‪ ،‬مع تحليل المعلومات وتقديمها‬ ‫لصناع السياسة‪.‬‬ ‫س���تتم مناقش���ة العيوب األساسية في نظام الرعاية الصحية الس���وري الحالي بعمق مع تقديم توصيات‬ ‫سياس���ية وخريطة طريق للمس���اعدة في إزالتها‪ .‬وسوف تبرز الورقة السياس���ات الالزمة لتطوير وتحقيق‬ ‫رعاية صحية نوعية تلبي معايير منظمة الصحة العالمية ومقاييس األداء وتشكيل أنظمة معلومات صحية‬ ‫تسهل تحقيق المقاصد واألهداف‪.‬‬ ‫ورغم أن سياسة الرعاية الصحية الجديدة ستحتاج لتمويل سوف يؤخذ من نفقات الرعاية الصحية الحكومية‪،‬‬ ‫ف���إن التكلف���ة المتوقعة‪ ،‬والتوفير المتوقع في التكلفة‪ ،‬الذي يمكن تحقيقه بعد تطبيق البرامج المقترحة‪،‬‬ ‫قد تكون كبيرة للغاية‪.‬‬ ‫وبالنظ���ر إلى حقيق���ة أن إصالح الرعاية الصحية في س���ورية هو بالتأكيد مهمة كبرى‪ ،‬فس���وف يكون من‬ ‫الضروري القيام بدراسة شاملة للجدوى االقتصادية‪ .‬هذه الدراسة سيجري تفصيلها فيما يلي(((‪ ،‬وسوف‬ ‫تقيم المطالب الداعية للتغيير والموارد المتاحة والالزمة واحتماالت النجاح‪.‬‬ ‫ّ‬

‫((( ‬

‫‪2‬‬

‫منظمة األمم المتحدة للتنمية الصناعية ‪http://www.unidoitpo.org.cn/EnAboutus.asp?id=3‬‬

‫مركز التواصل واألبحاث االستراتيجية‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫‪ )1‬مقدمة‬

‫لسياس���ة الصحة العامة والرعاية الصحية في أي بلد من األهمية ما يتجاوز بكثير أي إحس���اس فردي بطيب‬ ‫العيش‪ .‬ويمكن تقييم هذا األمر بس���هولة عند بحث مس���اهمات قطاع الصحة في مجمل االقتصاد في‬ ‫الدول المتقدمة‪.‬‬ ‫فف���ي االتحاد األوروبي‪ ،‬على س���بيل المثال(((‪ ،‬يعتبر قطاع الصحة م���ن أكبر الصناعات الخدمية وأحد أهم‬ ‫القطاع���ات‪ ،‬حيث تصل مس���اهمته إل���ى ‪ %7‬من الناتج المحل���ي اإلجمالي وهو أكبر م���ن قطاع الخدمات‬ ‫المالي���ة الذي تبلغ مس���اهمته ‪ %5‬من الناتج المحلي‪ ،‬كم���ا أنه يوظف ما يقارب ‪ %9‬من إجمالي العاملين‬ ‫في دول االتحاد(((‪.‬‬ ‫وحجم القطاع الصحي ليس س���وى أحد أس���باب أهميته‪ .‬فقد لوحظ وجود عالقة قوية ومهمة بين الحالة‬ ‫الصحية في بلد ما وبين ما يش���ار إليه في االقتصاد بعبارة «الرأس���مال البش���ري»‪ .‬وأساس هذه العالقة‬ ‫هو أن الصحة الجيدة تزيد من احتماالت المساهمة في القوى العاملة في حين أن سوء الصحة قد ينبئ‬ ‫بتقاعد مبكر وخروج من القوى العاملة‪.‬‬ ‫وثمة عالقة مباش���رة ما بين الحالة الصحية في مجتمع ما والمس���توى التعليمي للعاملين‪ .‬كما أن الرتفاع‬ ‫المس���توى الصحي عالقة بارتفاع المس���توى التعليم���ي للعاملين الذين يكونون في الع���ادة أكثر إنتاجية‬ ‫وق���درة عل���ى الحصول على دخ���ل أعلى‪ .‬بعض ذلك الدخل يمكن أن يس���تثمر إما لتحس���ين مهارات الفرد‬ ‫وثقافته (الرأسمال الفكري) أو يستثمر مباشرة في مجمل االقتصاد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا بعد إضافي له���ذه األهمية‪ ،‬فقد وجد أن الصحة الجيدة في فترة الطفولة تحس���ن الوظائف‬ ‫هن���اك‬ ‫المعرفي���ة لدى الطفل وتقلل من فترات التغيب عن المدرس���ة‪ ،‬حي���ث أن الطالب األفضل صحة أكثر قدرة‬ ‫على الحصول على تعليم أعلى وأن يكونوا أكثر إنتاجية في المستقبل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا بوجود عالقة قوية ما بين أداء القطاع الصحي وتنافسية االقتصاد ككل من خالل تأثيره على‬ ‫ويعتقد‬ ‫تكلفة اليد العاملة‪ ،‬ومرونة سوق العمل‪ ،‬وتخصيص الموارد على مستوى االقتصاد الكلي‪.‬‬ ‫يواج���ه العديد من دول العالم الي���وم تحديات في مجال الرعاية الصحية يتعلق معظمها بالنفقات الباهظة‬ ‫الت���ي ال يمك���ن تحملها‪ .‬وقد حذر خبير أوروبي بارز في مج���ال الرعاية الصحية (هو ألبرت دي روزا) من تلك‬ ‫التحديات حين قال‪« :‬س���تجد أنظمة الصحة العالمية نفس���ها‪ ،‬خالل السنوات الخمس عشرة المقبلة‪ ،‬في‬ ‫وضع ال يمكن تحمله إن لم تقم بعدد من التغيرات المهمة في سياساتها الصحية»‪.‬‬

‫((( ‬

‫مساهمة الرعاية الصحية في االقتصاد‪ ،‬مارك سوهركي‪ ،‬مارتن ماكي‪ 23 ،‬آب‪/‬أغسطس‪.2005 ،‬‬

‫((( ‬

‫تكاليف ومنافع تكنولوجيا المعلومات الصحية المعد لحساب‪ :‬وكالة بحوث الرعاية الصحية والجودة – وزارة الصحة والخدمات‬ ‫اإلنسانية األميركية‪ 540 ،‬هيذر رود‪ ،‬روكفيل‪ ،‬ميريالند ‪.20850‬‬

‫دراسات المرحلة االنتقالية‬

‫‪3‬‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫وال تختلف سورية في هذا الصدد عن معظم تلك الدول‪ ،‬باستثناء أنه يوجد في سورية تحديات واختالالت‬ ‫مهمة أخرى في البنية التحتية لنظام الرعاية الصحية السوري تفاقم المشكلة وتؤثر في النوعية‪.‬‬ ‫س���تبحث هذه الورقة بالتفصيل العيوب القائمة وتقدم توصيات لوضع أسس اإلصالح في نظام الرعاية‬ ‫الصحية السوري مع مراعاة ضرورة إبقاء نفقات الرعاية الصحية تحت السيطرة‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫مركز التواصل واألبحاث االستراتيجية‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫‪ )2‬فهم الرعاية الصحية وأنظمة الرعاية الصحية‬

‫قبل مناقش���ة سياس���ة الرعاية الصحية الحالية في س���ورية وتقديم التوصيات بش���أن طريقة إعادة هيكلة‬ ‫نظام الرعاية الصحية يتعين على المرء أن يعرف األعمدة البنيوية لنظام الرعاية الصحية التقليدي‪ ،‬وطريقة‬ ‫ً‬ ‫وأخيرا تقييم منافع أنظمة المعلومات الصحية‪.‬‬ ‫تقييم أنظمة الرعاية الصحية ونوعية الرعاية الصحية‪،‬‬

‫أ) األعمدة البنيوية لنظام الرعاية الصحية‪:‬‬ ‫ً‬ ‫بي ًنا‪ :‬إما نموذج تأمين صحي مع‬ ‫ق���د تختلف أنظمة الرعاية الصحي���ة بين بلد وآخر‬ ‫اختالفا ّ‬

‫تغطية ش���املة‪ ،‬أو تغطية تأمينية إلزامية يدفع تكلفتها طرف ثالث‪ ،‬أو نظام يتحمل فيه‬

‫ً‬ ‫آنفا‪ .‬هذه بضعة‬ ‫المواط���ن نفق���ات الرعاية الصحية أو نموذج هو مزيج من جميع م���ا ذكر‬ ‫أمثلة شائعة من ضمن العديد من األنظمة المختلفة الموجودة في عالم اليوم‪ .‬وبغض‬ ‫النظ���ر عن تصميمها‪ ،‬فإن أنظمة الرعاية الصحية تتقاس���م أعمدة بنيوية مش���تركة تعتبر‬ ‫اليوم حاسمة لنجاحها‪.‬‬ ‫وفق مش���روع أولويات مكافحة األمراض‪ ،‬فإن هناك أعمدة مهمة للغاية ألنظمة الرعاية‬

‫بغض النظر عن‬ ‫تصميمها‪ ،‬فإن أنظمة‬ ‫الرعاية الصحية تتقاسم‬ ‫أعمدة بنيوية مشتركة‬ ‫تعتبر اليوم حاسمة‬ ‫لنجاحها‪.‬‬

‫الصحي���ة (مش���روع أولويات مكافحة األمراض هو جهد مس���تمر لتقييم أولويات مكافحة‬ ‫األم���راض والخ���روج بتحلي�ل�ات قائمة على األدل���ة‪ ،‬ومصادر إلطالع صناع السياس���ة الصحي���ة في الدول‬ ‫النامية)(((‪ .‬تلك األعمدة هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬‬

‫رص���د المعلومات والبحث‪ :‬الحصول على معلومات دقيقة‪ ،‬وموثقة‪ ،‬وحديثة في القطاع الصحي‬ ‫أم���ر ضروري في عملية صنع السياس���ة (بيانات عن نظام الرعاي���ة الصحية ونوعية الرعاية الصحية)‪.‬‬ ‫تركي���ز عملية جمع البيانات في س���ورية كان لمجرد الحصول عل���ى معلومات وليس لغرض تصميم‬ ‫السياسة‪ .‬وحسب «مصفوفة الشبكة الصحية» ليس في وسع المرء تولي مسؤوليات أو تحقيق‬ ‫نتائج من دون معلومات‪.‬‬

‫‪ -2‬‬

‫إدارة المعلومات الصحية‪ :‬ستوفر تحليالت موثقة وحديثة للبيانات التي يتم جمعها للقطاع الصحي‪،‬‬ ‫وصناع السياس���ة‪ ،‬ومديري الرعاية الصحية لمراجعة وتنفيذ التغيرات الجديدة في السياس���ة وفي‬ ‫ً‬ ‫أيضا بس���جالت صحية بوس���ائل تقليدية‬ ‫اللوائ���ح التنظيمي���ة‪ .‬ويتعين على فريق اإلدارة أن يحتفظ‬ ‫(تعتم���د على ملفات ورقية) أو إلكترونية في المش���افي وفي عي���ادات األطباء وغيرها من مرافق‬ ‫الرعاية الصحية‪.‬‬

‫((( ‬

‫دين تي‪ .‬جاميس���ون‪ ،‬جويل جي‪ .‬بريمان‪ ،‬أنتوني أر‪ .‬مياش���ام‪ ،‬جورج ألين‪ ،‬ماريام كاليسون‪ ،‬دافيد بي‪ .‬إيفانز‪ ،‬برابهات جها‪،‬‬ ‫آن ميلز‪ ،‬فيليب موس���جروف‪« ،‬أعمدة النظام الصح���ي» ‪« .2006‬طبعة األولويات في مجال الصحة» ‪ .178 -155‬نيويورك‪:‬‬ ‫مطبعة جامعة أكسفورد‪ /:DOI 0-6260-8213-0-978/10.1596 .‬الفصل‪.7-‬‬

‫دراسات المرحلة االنتقالية‬

‫‪5‬‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫‪ -3‬‬

‫التنظي���م واإلدارة‪ :‬المكونات اإلدارية والتنظيمية لنظام الرعاية الصحية هي بش���كل عام‪ ،‬ش���املة‬ ‫متكاملة تسمح بالمشاركة والتعاون بين جميع صناع السياسة في الحكومة‪ ،‬والعلماء واألكاديميين‬ ‫العاملي���ن في مجال الرعاي���ة الصحية‪ ،‬والمختصين في نظام معلوم���ات الرعاية الصحية‪ ،‬وممثلي‬ ‫قط���اع الرعاية الصحية‪ ،‬والمحللي���ن الماليين واإلحصائيين‪ .‬بالتعاون يمكن له���ذا الفريق اإلداري أن‬ ‫يوفر السياسات الالزمة لتقدم قطاع الرعاية الصحية في البلد‪.‬‬

‫‪ -4‬‬

‫الموارد البش���رية‪ :‬عالوة على تقديم قوة عاملة مؤهلة ومنافس���ة‪ ،‬فإن قس���م الموارد البش���رية‬ ‫س���يدير هذه القوة عن طريق تصمي���م األهداف الواجب تحقيقها وتوفي���ر حوافز للكفاءات‪ .‬إضافة‬ ‫إل���ى ذلك‪ ،‬يجب أن يكون في مقدور دائرة الموارد البش���رية تطبيق مناهج جديدة خالقة لتحس���ين‬ ‫المنافسة وزيادة التنقل داخل المنظومة وتقديم تدريب مناسب للعاملين في مجال تطوير المهنة‬ ‫وتبني تكنولوجيات جديدة‪.‬‬

‫‪ -5‬‬

‫التموي���ل‪ :‬ويعكس مجموع النفقات الصحية كنس���بة من الناتج المحل���ي اإلجمالي‪ .‬من المهم ً‬ ‫جدا‬ ‫موازنة النفقات مع اإليرادات إلدامة أي نظام للرعاية الصحية واس���تمراره‪ .‬اختيار نظام تغطية ناجح‬ ‫للرعاي���ة الصحية‪ ،‬وتطبيق برامج جديدة للجودة ونظ���ام المعلومات التي قد تتضمن بعض التكلفة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مهما في المستقبل وتخفف عن الحكومة عبء رعاية صحية عامة مجانية‪،‬‬ ‫وفرا‬ ‫المبدئية لكنها تحقق‬ ‫هذه كلها خطوات يمكن أن تساعد على استقرار الهيكل المالي للقطاع الصحي‪.‬‬

‫ب) تقييم أنظمة الرعاية الصحية‪:‬‬ ‫عل���ى الرغ���م من التعقيد والتباين بين مختل���ف أنظمة الرعاية الصحية فقد تبن���ت منظمة الصحة العالمية‬ ‫منهجا خاصا لتقييم تلك األنظمة‪ .‬ويعتمد هذا المنهاج على عدة مؤشرات(((‪.‬‬ ‫من ضمن تلك المؤش���رات «المس���توى العام لصحة السكان» والذي يجيب على سؤال عن الطريقة التي‬ ‫حص���ل بها الس���كان على صحة جيدة‪ .‬وق���د اختارت منظمة الصح���ة العالمية أن تس���تخدم مقياس «العمر‬ ‫ً‬ ‫مصححا باحتساب اإلعاقة»(‪ )DALE‬وهو مشابه للعمر المتوقع ويمكن مقارنته مباشرة بين جميع‬ ‫المتوقع‬ ‫السكان‪.‬‬ ‫عدم المساواة (أو التفاوت) في الصحة بين السكان هو مؤشر آخر يعالج التفاوت اإلقليمي في الوصول‬ ‫إلى الرعاية الصحية أو الرعاية الصحية الجيدة‪ ،‬كما هو الحال بين المناطق المدنية والريفية‪.‬‬ ‫تتطلب دراسة توفر الموارد ومدى تجاوب تلك الموارد مع احتياجات الناس وجود مؤشر إضافي آخر يدعى‬ ‫ً‬ ‫أيضا على احترام األشخاص (بما في ذلك‬ ‫«المستوى اإلجمالي لتجاوب النظام الصحي»‪ ،‬والذي يشتمل‬ ‫كرامة وخصوصية واستقالل األفراد واألسر في اتخاذ القرارات المتعلقة بصحتهم الشخصية)‪.‬‬ ‫وثمة مؤش���ر آخر لتقييم نظام الرعاية الصحية هو «توزيع التجاوب» بين الس���كان والذي يجيب على مسألة‬ ‫مدى جودة خدمة نظام الرعاية الصحية للناس من مختلف الطبقات االجتماعية‪.‬‬

‫((( ‬

‫‪6‬‬

‫تقيم أنظمة الصحة العالمية‪.‬‬ ‫منظمة الصحة العالمية‪ ،‬البرامج والمشاريع‪ .‬منظمة الصحة العالمية ّ‬

‫مركز التواصل واألبحاث االستراتيجية‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫حماية وتحسين معدل صحة السكان ال تكون كافية‪ ،‬إذا ترافق ذلك – في الوقت نفسه – مع مستوى عال‬ ‫من عدم المس���اواة وحققت الفئة التي تتمتع بالفعل بصحة أفضل مكاس���ب ال تتناس���ب مع وضعها بين‬ ‫الحين واآلخر‪.‬‬ ‫يتحمل النظام الصحي مس���ؤولية محاولة خفض عدم المس���اواة عن طريق ترتيب األولويات التي تحس���ن‬ ‫ً‬ ‫حاال في أي مكان تكون فيه أسباب عدم المساواة ناتجة عن أوضاع عرضة للتدخل‪.‬‬ ‫صحة الناس األسوأ‬ ‫الهدف من نظام الرعاية الصحية الجيدة هو في الواقع من شقين‪:‬‬ ‫‪ )1‬معدل أفضل مستوى صحي يمكن الحصول عليه – الجودة‪.‬‬ ‫‪ )2‬أصغر اختالف ممكن في المعاملة بين األفراد والجماعات – اإلنصاف‪.‬‬ ‫أي مكسب في أحد هذين الهدفين من دون كسب في اآلخر هو تحسن غير كاف‪.‬‬ ‫المؤش���ر األخي���ر على تقيي���م أنظمة الرعاية الصحية ه���و «توزيع عبء النظام المالي على الس���كان» (من‬ ‫يدفع التكلفة)‪ .‬يعتمد قياس منظمة الصحة العالمية للعبء المالي على ذلك الجزء من قدرة األسرة على‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫س���نويا على الصحة‬ ‫إنفاقا‬ ‫اإلنف���اق الت���ي تذهب للرعاية الصحية (الدخل ناقص اإلنفاق على الطعام)‪ .‬إن‬ ‫ً‬ ‫دوالرا للش���خص الواحد يعني عدم قدرة الس���كان على الحصول على خدمات صحية من نظام‬ ‫يقل عن ‪60‬‬ ‫صحي يعمل بشكل مناسب‪.‬‬

‫ج) تقييم جودة الرعاية الصحية‪:‬‬ ‫تقيم الوفيات‪ ،‬والمراضة‪ ،‬وعوامل‬ ‫صاغت منظمة الصحة العالمية قاعدة بيانات شاملة لمؤشرات الجودة ّ‬

‫الخط���ر‪ ،‬واإلحص���اءات الديمغرافية واالجتماعي���ة االقتصادية‪ ،‬وصحة المرأة‪ ،‬وصح���ة األطفال الرضع‪ ،‬من‬ ‫ضم���ن مؤش���رات أخ���رى‪ .‬ويمكن لكل دولة على حدة قي���اس جودة الرعاية الصحية الت���ي تديرها عن طريق‬ ‫ً‬ ‫وفقا لمعايير مقترحة‪.‬‬ ‫دراسة مؤشراتها الخاصة مقارنة بالدول األخرى أو‬

‫د) منافع نظام المعلومات الصحية‪:‬‬ ‫يمكن تقسيم منافع نظام المعلومات الصحية إلى ثالث فئات(((‪:‬‬ ‫‪ -1‬‬

‫مناف���ع التخطي���ط االس���تراتيجي على المس���توى الحكومي‪ :‬س���يزود نظام المعلوم���ات الحكومة‬ ‫والمخططين االس���تراتيجيين بمعلومات حديثة ذات مغزى عن الحالة الس���ائدة للرعاية الصحية في‬ ‫البلد‪ .‬وسوف تحول البيانات الخام التي جمعها إلى معلومات مفيدة يتم تحليلها ويمكن استخدامها‬ ‫في عملية صنع القرار والتخطيط واحتواء التكلفة‪.‬‬

‫((( ‬

‫تكاليف ومنافع تكنولوجيا المعلومات الصحية معدة لحساب‪ :‬وكالة بحوث الرعاية الصحية والجودة – وزارة الصحة والخدمات‬ ‫اإلنسانية األميركية‪ 540 ،‬إيذر رود‪ ،‬روكفيل‪ ،‬ميريالند ‪.20850‬‬

‫دراسات المرحلة االنتقالية‬

‫‪7‬‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫‪ -2‬‬

‫جودة الرعاية الصحية ومنافع الس�ل�امة‪ :‬يمكن عزو آليات عدة لمثل تلك المنافع مثل القدرة على‬ ‫مراقبة االمتثال إلرش���ادات الوقاية وإدارة المرض‪ ،‬والقدرة على قياس األداء والنتائج المستهدفة‬ ‫التي تلبي معايير األداء المتفق عليها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا الحصول على منافع الس�ل�امة عبر آليات مثل خف���ض األخطاء عن طريق تقديم مدخل‬ ‫يمك���ن‬ ‫على الوصفات الدوائية المحوس���بة لألطباء للمعالجات المصحوبة بنظام تنبيه وتذكير مدمج‪ ،‬وعن‬ ‫طريق تقديم أنظمة دعم اتخاذ القرار ما يحسن من جودة الرعاية الصحية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا في الوقاية من األمراض عن طريق تتبع سجالت‬ ‫ويمكن لنظام المعلومات الصحية أن يساعد‬ ‫ً‬ ‫بحث���ا عن عوامل الخطر وم���ن ثم التوصية بالخدم���ات الوقائية المناس���بة‪ ،‬مثل التطعيم‬ ‫المرض���ى‬ ‫وإجراءات رصد األمراض األخرى‪.‬‬ ‫والتحدي الذي تمثله إدارة األمراض المزمنة يمكن التخفيف منه بقدر هائل عن طريق تطبيق نظام‬ ‫المعلومات الصحية وبيان المرضى الذين يحتاجون إلى فحوصات أو خدمات أخرى‪ ،‬وضمان تسجيل‬ ‫ثابت للنتائج‪ ،‬ما يخفف من معدل االستشفاء ويحسن الصحة ويخفض التكاليف‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أخيرا‪ ،‬فإن األطباء الممارس���ين س���رعان ما س���يدركون منافع نظام المعلوم���ات الصحية وتطبيقاته‬ ‫العملية حين يتمكنون من تنسيق بيانات المرضى والمشاركة بها مع مزودين آخرين ومزاولة الطب‬ ‫ضمن معايير رعاية موحدة للمرضى‪.‬‬

‫‪ -3‬‬

‫منافع خفض التكلفة‪ :‬ألي برنامج صحي جديد هدفان هما تحسين النوعية واالستفادة من خفض‬ ‫ً‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫التكلفة‬ ‫ويمكن أن تكون منافع خفض تكلفة نظام المعلومات الصحية هائلة على الرغم من التكلفة األولية‬ ‫ويمكن استخالصها بطرق عدة‪.‬‬ ‫»الكف���اءة» (إنج���از العمل نفس���ه بموارد أق���ل) معروف أنها ترتب���ط بخفض التكلف���ة؛ تطبيق نظام‬ ‫المعلومات الصحية سوف يقود إلى تقليل الحاجة إلى الممرضات‪ ،‬وتقليل الوقت اإلداري‪ ،‬وكفاءة‬ ‫أكبر في استخدام الدواء‪.‬‬ ‫كما أن تحسين السالمة في الرعاية الصحية وخفض أخطاء المشافي‪ ،‬الذي يترافق عادة مع إطالة‬ ‫وق���ت االستش���فاء وزيادة التكلفة‪ ،‬هذه األمور يمكن أن تقود إل���ى وفر كبير في التكاليف‪ .‬إضافة‬ ‫ً‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬سيقود تحسين الوقاية من األمراض وتحري األمراض إلى وفر هائل‬

‫‪8‬‬

‫مركز التواصل واألبحاث االستراتيجية‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫‪ )3‬نظام الرعاية الصحية في سورية اليوم‬

‫أ) نظرة تحليلية‪:‬‬ ‫ق���د يك���ون في تقييم نظام الرعاية الصحية الس���وري الكثير من التحديات وذلك راجع ألس���باب عدة(((‪ .‬من‬ ‫ضمنها االفتقار التام ألي إجراءات رصد فعالة س���واء لنتائج الرعاية الصحية أو المسائل التنظيمية األخرى‪.‬‬ ‫وإذا م���ا افتق���دت مث���ل هذه اإلجراءات‪ ،‬فإن من الصع���ب الوثوق في االلتزام والص���دق ودقة اإلبالغ عن‬ ‫البيان���ات‪ .‬إضاف���ة إلى ذلك‪ ،‬تقوم س���ورية بجمع البيانات وهناك ك���م كبير منها يجمع���ه المكتب المركزي‬ ‫لإلحصاء‪ .‬إال أن المعلومات ال تجمع لغرض التحليل ورس���م السياس���ات بل يحتفظ بها لمجرد جمع البيانات‬ ‫من دون هدف واضح لالس���تفادة منها‪ .‬وهذا يجعل من النادر الخروج بأي سياس���ات تقوم على إحصاءات‬ ‫وبيانات معتمدة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كبيرا من السكان بسبب وجود ما يطلق عليه القطاع‬ ‫قطاعا‬ ‫التحدي اآلخر هو االفتقار ألي معلومات تخص‬ ‫غير الرس���مي‪ .‬ويضم هذا القطاع‪ ،‬وفق الحكومة الس���ورية‪ ،‬ما ال يقل عن ‪ %43‬من العمال (وهم الذين‬ ‫ً‬ ‫دورا في األنشطة االقتصادية خارج المؤسسات)‪.‬‬ ‫يؤدون‬ ‫حي���ن تكون هناك صعوبة في الحصول على معلومات معتمدة وانعدام ثقة في البيانات المجمعة يكون‬ ‫ً‬ ‫جليا حين أطلقت «مصفوفة‬ ‫من الصعب جدا إطالق برامج جديدة أو سن سياسات دقيقة‪ .‬وقد ظهر هذا‬ ‫الش���بكة الصحي���ة» (برنامج منظمة الصح���ة العالمية للش���راكة العالمية المكرس لتعزي���ز أنظمة معلومات‬ ‫ً‬ ‫برنامجا في العام‬ ‫الصحة الوطنية من خالل ش���بكة تضم ش���ركاء على مس���توى العالم واإلقليم والدولة)‬ ‫‪ 2005‬بالتعاون مع وزارة الصحة الس���ورية‪ ،‬يركز على إيجاد اس���تراتيجية وطنية لنظام معلومات صحية في‬ ‫البلد(((‪ .‬وبتقييم النتائج فيما بعد وخالل دورة البرنامج تم استخالص بعض االستنتاجات‪:‬‬ ‫‪ -1‬‬

‫لوح���ظ وجود تحيز في المعلومات المبل���غ عنها وذلك راجع إلى احتمال أال يكون لدى أصحاب القرار‬ ‫أي فك���رة ع���ن كافة تفاصيل الوضع الحقيقي لنظام المعلومات الصحي‪ ،‬أو لوجود مخاوف بش���أن‬ ‫مدى موثوقية المعلومات‪.‬‬

‫‪ -2‬‬

‫كانت العالمات التي حصل عليها نظام المعلومات الصحية السوري بشأن إدارة البيانات سيئة (يكاد‬ ‫يكون «غير عامل»)‪.‬‬

‫‪ -3‬‬

‫((( ‬

‫وصفت النقاط التي حققتها مصادر المعلومات وتوزيعها واستخدامها بأنها «غير كافية»‪.‬‬

‫توصيات صندوق األمم المتحدة للس���كان المقدمة من المدير التنفيذي المس���اعد إلى حكومة الجمهورية العربية الس���ورية‬ ‫(‪ DP/FPA/SYR/6) 15‬آب‪/‬أغسطس ‪.2001‬‬

‫((( ‬

‫مصفوفة الشبكة الصحية‪ ،‬اجتماع مجلس اإلدارة الثامن‪ 24 -23 ،‬تموز‪/‬يوليو‪ ،‬سياتل‪ ،‬واشنطن‪ ،‬الواليات المتحدة األميركية‬ ‫‪.2007 /6 /8 ،‬‬

‫دراسات المرحلة االنتقالية‬

‫‪9‬‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫ما نعرفه اآلن هو أنه رغم البرامج والمبادرات السابقة التي قامت بها وزارة الصحة مثل الخطط الخمسية‬ ‫المتعددة‪ ،‬والشراكة مع منظمة الصحة العالمية لمدة تزيد على ‪ 50‬سنة‪ ،‬ومساعدة الخبراء الدوليين مثل‬ ‫اللجنة األوروبية واألنشطة بموجب برنامج الشراكة األوروبية المتوسطية‪ ،‬ورغم تشكيل وزارة الصحة لجنة‬ ‫صح���ة وطنية لتطوير اس���تراتيجية وطنية للمعلومات الصحية‪ ،‬عالوة عل���ى عدة برامج للتحديث واإلصالح‪،‬‬ ‫تقدم فإن نظام الرعاية الصحية في س���ورية اليوم ما زال يعاني من عيوب هيكلية وتنظيمية‬ ‫رغ���م كل م���ا ّ‬ ‫يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬

‫ب) العيوب الهيكلية في نظام الرعاية الصحية السوري الحالي‪:‬‬ ‫االفتقار إلى التمويل المالئم هو العيب الرئيسي في نظام الرعاية الصحية السوري‪ .‬فمن خالل متابعة‬ ‫مؤشر ليغاتوم لالزدهار للعام ‪ 2010‬الذي يصدره معهد ليغاتوم (هذا المؤشر هو التقييم العالمي الوحيد‬ ‫للثروة والرفاهية)(((‪ ،‬نجد أن اإلنفاق الس���نوي عل���ى الصحة للفرد الواحد ال يزيد عن ‪ 110‬دوالرات أميركية‬ ‫(حس���ب تعادل القوة الش���رائية للفرد الواحد)‪ .‬وكانت المرتبة اإلجمالية التي احتلتها س���ورية من بين ‪110‬‬ ‫دول في العالم هي ‪ 83‬وكانت في مجال الصحة ‪.((1( 86‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مصحوبا بتراجع في نفقات‬ ‫متزايدا في الموازنة خالل السنوات القليلة الماضية‬ ‫عجزا‬ ‫كانت سورية تصارع‬ ‫ً‬ ‫نظرا للتغيرات الديمغرافية‪.‬‬ ‫الرعاية الصحية في حين كان هناك تزايد واضح في الطلب‬ ‫ً‬ ‫إقليميا مع الدول المجاورة مث���ل األردن ولبنان‪ ،‬نجد أن‬ ‫وعن���د مقارن���ة نفقات الرعاية الصحية في س���ورية‬ ‫ً‬ ‫دوليا وحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية للعام ‪ 2006‬الذي شمل‬ ‫نفقات سورية الصحية أدنى بكثير‪.‬‬ ‫‪ 194‬دول���ة مس���جلة‪ ،‬جاءت س���ورية في المرتبة ‪ 128‬ف���ي مجال النفقات الصحية بما يس���اوي ‪ %3.9‬من‬ ‫النات���ج المحل���ي اإلجمالي وفي الع���ام ‪ 2009‬انخفض الرقم إل���ى ‪ .((1(%2.9‬وإذا نظرنا إلى الفترة ما بين‬ ‫العام ‪ 2000‬و‪ ،2005‬احتلت س���ورية المرتبة ‪ 153‬من بين ‪ 193‬دولة مس���جلة في منظمة الصحة العالمية‬ ‫بنفق���ات بلغ���ت ‪ %4.1‬م���ن الناتج المحل���ي اإلجمالي في العام ‪ 2005‬ما يش���ير إل���ى انخفاض عن ‪2003‬‬ ‫(‪ ،)%5.1‬متخلف���ة عن اليمن‪ ،‬وأفغانس���تان‪ ،‬وجماي���كا‪ .‬وفي العامين ‪ 2006‬و‪ 2009‬تراجعت النس���بة إلى‬ ‫‪ %3.9‬و‪ %2.9‬على التوالي‪.‬‬ ‫االنتش���ار الواس���ع لالحتيال والتجاوزات في قطاع الرعاية الصحية في س���ورية هما من الحقائق المؤسفة‬ ‫التي تضاف إلى ما تقدم‪ .‬وفي حين ليس هناك أي إحصاءات موثقة تتناول حجم انتش���ار هذه المش���كلة‬ ‫ف���ي قط���اع الرعاية الصحي���ة في البلد‪ ،‬فإن في وس���عنا تقدير حجم هذه المش���كلة بمتابعة مقارنة نظام‬ ‫الترتيب الذي يعتمده «مؤش���ر ليغاتوم لالزدهار» الذي احتلت فيه س���ورية المرتبة ‪ 127‬من بين ‪ 178‬دولة‬ ‫مدرج���ة في المؤش���ر المذكور حيث وجد أن ‪ %9.6‬فقط من الش���عب الس���وري يرى ب���أن اآلخرين جديرون‬ ‫بالثقة‪.‬‬ ‫((( ‬

‫معهد ليجاتوم‪ ،‬مؤشر ازدهار ليغاتوم للعام ‪.2011‬‬

‫(‪ ((1‬منظمة التعاون االقتصادي والتنمية – القسم الصحي (حزيران‪/‬يونيو ‪« )2011‬بيانات منظمة التعاون االقتصادي الصحية»‪.‬‬ ‫باري���س‪ ،‬ودائ���رة الصحة واإلحص���اءات والمعلوماتية في منظمة الصح���ة العالمية (‪ 13‬أيار‪/‬ماي���و‪ .)2011 ،‬إحصاءات الصحة‬ ‫العالمية ‪ .2011‬جنيف‪.‬‬ ‫(‪« ((1‬إجمال���ي النفقات الصحية كنس���بة مئوية م���ن الناتج المحلي اإلجمالي ل���كل دولة»‪ ،‬منظمة الصح���ة العالمية‪ .‬مأخوذ من‪:‬‬ ‫‪http://www.NationMaster.com/graph/hea_tot_exp_on_hea_as_of_gdp-health-total-expenditure-gdp‬‬

‫‪10‬‬

‫مركز التواصل واألبحاث االستراتيجية‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫لقد أدى عدم وجود برنامج تغطية تأمينية إلى فرض أعباء مالية هائلة على الس���كان والحكومة‪ .‬فأقل من‬ ‫‪ %5‬من السوريين مكتتبون في برامج تأمينية ما أدى إلى تفضيل قطاع كبير من السكان للخدمات الصحية‬ ‫المجانية في المشافي التي تديرها الحكومة األمر الذي زاد الطلب على تمويل يعاني من ضغط كبير‪.‬‬ ‫وم���ا زالت هناك حاجة ماس���ة لنظ���ام المعلومات الصحية ال���ذي تحدثنا عنه بالتفصيل أع�ل�اه‪ .‬وكانت وزارة‬ ‫الصحة الس���ورية قد انش���غلت في العام ‪ 2003‬بفكرة إنش���اء نظام للمعلومات الصحية؛ إال أن سورية ال‬ ‫ت���زال حتى اليوم تفتقر إلى نظ���ام موثوق وفعال‪ .‬والصعوبات التي تم���ت مواجهتها وفقا لوزارة الصحة‬ ‫كانت مالية‪ ،‬ولها عالقة بالتشريعات اإللكترونية‪ ،‬عالوة على عقبات بشرية ومكانية‪ .‬وإضافة إلى العيوب‬ ‫الهيكلية والتنظيمية الموجودة في القطاع الصحي السوري اليوم‪ ،‬هناك مستوى غير كاف من المهارات‬ ‫اإلدارية والتنظيمية المؤهلة الالزمة لمعالجة البيانات والقيام بعمليات التخطيط‪.‬‬ ‫وأدى االفتقار إلى نظام معلومات ومهارات إدارية وتنظيمية مؤهلة إلى رسم سياسات منقوصة كان من‬ ‫ً‬ ‫أصال إلى المؤهالت المناس���بة‬ ‫الطبيعي أال تحظى بالثقة‪ .‬وصناع السياس���ة‪ ،‬الذين ربما كانوا يفتقدون‬ ‫ف���ي ه���ذا المجال‪ ،‬ال يملكون عالوة على ذلك بيانات خضع���ت للتحليل والمعالجة يمكن الوثوق بها ليبنوا‬ ‫سياساتهم عليها‪.‬‬ ‫وكان عام���ل ع���دم مالءمة التخطيط في التغيرات الديمغرافية الوطنية مثل ارتفاع نس���بة بطالة الش���باب‪،‬‬ ‫وزيادة ش���يخوخة الس���كان‪ ،‬وما راف���ق ذلك من زيادة في الطلب على الرعاي���ة الصحية‪ ،‬أحد التحديات التي‬ ‫فاقمت تناقص تمويل الرعاية الصحية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا في عدم المس���اواة في الرعاي���ة الصحية (التوزي���ع الجغرافي غير‬ ‫وثم���ة خل���ل هيكلي كبير موج���ود‬ ‫المالئم للموارد البش���رية ومرافق الرعاية الصحية)‪ ،‬واالفتقار إلى برنامج فعال لضمان الجودة‪ ،‬واالفتقار‬ ‫إلى عملية حديثة لمنح وثائق االعتماد سواء لمرافق الرعاية الصحية أو األطباء‪ ،‬وعدم كفاية التنسيق بين‬ ‫الدوائر المختلفة ضمن وزارة الصحة وانخفاض مستوى الممرضات ومساعدي األطباء المؤهلين؛ جميعها‬ ‫ً‬ ‫وغالبا ما يتم تجاهل مس���ألة عدم وجود برنامج لبحث وتطوير العلوم‬ ‫عيوب بالغة األهمية تجب معالجتها‪.‬‬ ‫الطبية‪ .‬ةال شك في أن تأسيس مثل هذا البرنامج قد يكون أحد المكونات البالغة األهمية ليس بالنسبة‬ ‫لجودة الرعاية الطبية والتعليم الطبي فحسب بل لمجمل التنمية االقتصادية والقدرة التنافسية‪.‬‬

‫دراسات المرحلة االنتقالية‬

‫‪11‬‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫‪ )4‬نوعية الرعاية الصحية في سورية اليوم‬

‫ً‬ ‫سنويا مختلف مؤشرات الرعاية الصحية التي يمكن مراجعتها‬ ‫يتعين على وزارة الصحة الس���ورية أن تنش���ر‬ ‫على موقعها الرس���مي على اإلنترنت‪ .‬وتس���تخدم مؤش���رات الرعاية الصحية (مؤش���ر الوفيات والحاالت‬ ‫المرضي���ة) كما وضعتها منظمة الصحة العالمية عادة لتقييم وتصنيف نوعية رعاية المريض حس���ب نظام‬ ‫معين أو بلد بعينه(‪.((1‬‬ ‫إال أن تقيي���م مدى جودة الرعاية الصحية في س���ورية يبق���ى عملية صعبة ومرهقة‪ .‬فعملية التقييم تحتاج‬ ‫ببساطة إلى قدر مناسب من المصداقية في جمع بيانات المؤشرات‪ .‬إذ يجد الكثير من المراجعين صعوبة‬ ‫ً‬ ‫نظرا لعدم‬ ‫كبي���رة ف���ي تقبل البيانات المبلغ عنها من قبل وزارة الصحة واعتبارها بيانات صادقة وموثوقة‪،‬‬ ‫وجدود عمليات دقيقة ومعتمدة لجمع البيانات‪.‬‬ ‫وال توجد في سورية اليوم عمليات يمكن االعتماد عليها في جمع البيانات وهذا يشمل القطاعين العام‬ ‫والخ���اص‪ .‬ففي القطاع الخاص ليس هناك أي إل���زام أو تحفيز يحث األطباء أو مرافق الرعاية الصحية على‬ ‫اإلب�ل�اغ ع���ن بيانات أو نتائج لعمليات الرصد والتحليل‪ .‬وفي القطاع العام ثمة ش���ك كبير حول نزاهة نظام‬ ‫ً‬ ‫فعال‪ ،‬عدم وجود نظ���ام لتحليل البيانات‬ ‫التبلي���غ الحكومي‪ .‬وما يفاقم مش���كلة جمع البيان���ات المنقوصة‬ ‫يمكن الركون إليه‪.‬‬ ‫وثمة تحد آخر تتعرض له مس���ألة الرعاية الصحية في سورية وهو عدم وجود برنامج لضمان الجودة يراقب‬ ‫النتائج والتعقيدات وسوء الممارسة‪.‬‬

‫ال يختلف قطاع الرعاية‬ ‫الصحية السوري عن‬ ‫أي وكالة حكومية أخرى‬ ‫حيث يشكل االفتقار‬ ‫إلى نوع من المساءلة‬ ‫المناسبة عقبة مهمة‬ ‫في طريق تقييم‬ ‫الجودة‪.‬‬

‫ً‬ ‫أخيرا‪ ،‬ال يختلف قطاع الرعاية الصحية الس���وري عن أي وكالة حكومية أخرى حيث يش���كل‬ ‫االفتقار إلى نوع من المساءلة المناسبة عقبة مهمة في طريق تقييم الجودة‪.‬‬ ‫واليوم‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬تُ صنف الغالبية العظمى من السكان في العاصمة السورية‬ ‫دمش���ق (حيث يعتقد أن خدمات الرعاية الصحية فيه���ا أفضل من المدن األخرى) الخدمة‬ ‫ً‬ ‫ماليا‪،‬‬ ‫المقدم���ة لرعاي���ة المرضى بأنها غير مرضي���ة‪ .‬فالعديد من الس���وريين المقتدرين‬ ‫بما في ذلك مس���ؤولو الحكومة‪ ،‬يخت���ارون التوجه للخارج تلبية لحاجته���م الفردية للرعاية‬ ‫الصحية‪ ،‬كلما أمكنهم ذلك‪.‬‬

‫(‪ ((1‬منظم���ة الصح���ة العالمية‪ ،‬البرامج والتقارير‪« .‬مرصد الصح���ة العالمية»‪ ،‬إحصاءات الصحة العالمية‪ ،‬وس���ورية‪ ،‬بيانات البنك‬ ‫الدولي‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫مركز التواصل واألبحاث االستراتيجية‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫‪ )5‬الحاجة إلى إصالح سياسة الرعاية الصحية‪:‬‬

‫يبين التاريخ أن للفشل في العمل على إصالح الرعاية الصحية تداعيات خطيرة وبعيدة المدى من الناحيتين‬ ‫االقتصادي���ة واالجتماعي���ة‪ .‬وكلما طالت فترة التراخي عن معالجة المش���اكل الكامنة زادت ش���دة اإلجراءات‬ ‫الواجب اتخاذها‪ .‬وباإلجمال فإن أهداف التغيير واضحة للغاية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تأس���يس نظام رعاية صحي���ة يلبي معايير مؤش���رات منظمة الصحة العالمي���ة للجودة الصحية‬ ‫ومقاييس األداء‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تقدي���م رعاي���ة صحية عالي���ة الجودة تلبي مؤش���رات منظمة الصح���ة العالمية للج���ودة الصحية‬ ‫ومقاييس األداء‪.‬‬ ‫يتعين تحقيق كال الهدفين بطريقة فعالة من حيث التكلفة سواء بالنسبة للحكومة أو السكان‪.‬‬

‫دراسات المرحلة االنتقالية‬

‫‪13‬‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫‪ )6‬برنامج ضمان الجودة في نظام الرعاية الصحية السوري‬

‫أ) نظرة عامة‬ ‫برنام���ج ضم���ان الجودة هو أحد المكونات المهمة في أي نظام حدي���ث للرعاية الصحية‪ .‬وتمتد أهميته لما‬ ‫هو أبعد من تحقيق جودة مقبولة من الرعاية الصحية‪ .‬وتشير منظمة الصحة العالمية‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬ ‫إلى أنه يتعين على برامج ضمان الجودة إجراء تحسينات في ستة جوانب من الجودة‪:‬‬ ‫‪ -1‬‬

‫الفعالية حيث تلتزم الرعاية الصحية بمبادئ قاعدة األدلة ما يقود إلى تحسين النتائج الصحية‪.‬‬

‫‪ -2‬‬

‫الكفاءة التي تزيد االستفادة من المصادر وتتجنب الهدر‪.‬‬

‫‪ -3‬‬

‫إمكانية الوصول حيث ال تقدم الرعاية الصحية في الوقت المناس���ب وحس���ب بل تنتش���ر بش���كل‬ ‫ً‬ ‫جغرافيا‪.‬‬ ‫معقول‬

‫‪ -4‬‬

‫رعاي���ة مقبول���ة وتركز عل���ى المرضى تأخذ بعي���ن االعتبار خي���ارات وتطلعات األف���راد والمجتمعات‬ ‫المحلية‪.‬‬

‫‪ -5‬‬

‫اإلنصاف مع عدم وجود أي تباين في تقديم الرعاية الصحية بين مكونات المجتمع‪.‬‬

‫‪ -6‬‬

‫السالمة التي تقلص إلى أقصى حد األخطار واألذى عن مستخدمي الخدمة‪.‬‬

‫من األهداف التي سعت إليها وزارة الصحة السورية‪ ،‬وضع برنامج قابل للبقاء لضمان الجودة في القطاع‬ ‫الصحي السوري‪ ،‬خاصة في القطاع العام‪.‬‬

‫ب) التحديات السورية‬ ‫بدأ برنامج تحديث الرعاية الصحية في سورية وكان يشمل مبادرات عدة لضمان الجودة بوشر في بعضها‬ ‫باالش���تراك م���ع منظمات الصحة العالمية‪ ،‬مثل منظمة الصحة العالمي���ة ومنظمة الرعاية الصحية الدولية‬ ‫التي تقدم المس���اعدة للمنظمات العامة والخاصة والمجتمعية لتحقيق األهداف اإلس���تراتيجية وتحس���ين‬ ‫ً‬ ‫بعضا‬ ‫األداء والنتائج‪ .‬وقد شددت تلك المنظمات على أهمية برامج ضمان جودة الرعاية الصحية وعالجت‬ ‫من االحتياجات الهيكلية والتنظيمية الضرورية لخلق برامج ضمان الجودة‪.‬‬ ‫إال أننا اليوم ورغم تلك الجهود‪ ،‬نجد أن المش���افي الس���ورية واألطباء السوريين ما زالوا غير خاضعين ألي‬ ‫مقاييس عملية أو إلزامية تتعلق بضمان الجودة وتفرض عليهم المشاركة والتبليغ‪.‬‬ ‫والس���بب ف���ي عدم تمكن وزارة الصحة الس���ورية من تحقي���ق هدفها بإقامة برنام���ج معتمد لضمان جودة‬ ‫الرعاي���ة الصحي���ة قد يكون متع���دد الجوانب‪ .‬فقد تكون األدوار والمس���ؤوليات ضم���ن مختلف أجزاء نظام‬ ‫ضمان الجودة في س���ورية غير محددة بوضوح [بالنس���بة للمختصين في تطوير السياسة واالستراتيجية‪،‬‬

‫‪14‬‬

‫مركز التواصل واألبحاث االستراتيجية‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫ومقدم���ي الخدمات الصحية (األطباء ومراف���ق الرعاية الصحية) والمجتمعات المحلية والمس���تفيدين من‬ ‫الخدمة]‪.‬‬ ‫إضاف���ة إل���ى ذلك‪ ،‬ثم���ة حاج���ة لعملية مراجع���ة ترصد أدوار ومس���ؤوليات جمي���ع األش���خاص والجمعيات‬ ‫والمؤسس���ات المس���ؤولة‪ .‬وعملية المراجعة هذه يجب أن تراقب عمليات تطوير السياسة‪/‬االس���تراتيجية‬ ‫للجودة‪ ،‬وتطوير معايير الجودة‪ ،‬ومراقبة الجودة‪ ،‬إلخ‪.‬‬ ‫ع�ل�اوة عل���ى ذلك‪ ،‬قد تك���ون الروابط بي���ن مختلف تلك األطراف غي���ر كافية‪ ،‬مثال ذلك‪ ،‬ليس في وس���ع‬ ‫صن���اع السياس���ة أن يأملوا ف���ي تطوير وتنفيذ اس���تراتيجيات جديدة للجودة بدون إش���راك مزودي الخدمة‬ ‫الصحي���ة والمجتمعات المحلية والمس���تفيدين من الخدمة بش���كل مناس���ب‪ .‬ووفق المعايي���ر ذاتها‪ ،‬يحتاج‬ ‫مزودو الخدمة الصحية إلى العمل في بيئة سياس���ية مناسبة للجودة‪ ،‬مع فهم مناسب لحاجات وتوقعات‬ ‫الذي���ن يخدمونهم ليحققوا أفضل النتائج‪ .‬ومن الضروري أن تؤثر المجتمعات المحلية والمس���تفيدون من‬ ‫الخدمة بدورهم في سياسة الجودة والطريقة التي تقدم فيها الخدمة‪ ،‬إذا أرادوا تحسين نتائجهم الصحية‪.‬‬ ‫وثمة عائق آخر في برنامج ضمان جودة الرعاية الصحية السورية وهو أن األطباء والمشافي اليوم ما زالوا‬ ‫غير ملزمين بتقديم تقارير ألي وكالة حكومية أو هيئة للتأمين الصحي‪.‬‬ ‫تعرف األهداف الواقعية‬ ‫كما أنه من غير المعروف ما إذا كان لدى س���ورية اس���تراتيجية وطنية إلدارة الجودة ّ‬

‫لبرنامج ضمان الجودة‪ ،‬يأخذ في الحس���بان القوى البش���رية (المديرون واألطباء واآلخرون الذين يقفون في‬ ‫ً‬ ‫موجودا فلم ينش���ر عنها ش���يء)‪.‬‬ ‫الصف���وف األول���ى)‪ ،‬والم���وارد المالية والوقت (إن كان مثل هذه الخطة‬

‫إضاف���ة إلى ذلك‪ ،‬فإن تدريب القوى البش���رية والموظفين المحليي���ن والخبراء في مجال ضمان الجودة‪ ،‬لم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قانونيا‬ ‫أيضا ما إذا كانت وزارة الصحة السورية قد صاغت إطار عمل‬ ‫يتم بشكل مناسب‪ .‬ومن غير المعروف‬ ‫ً‬ ‫وتنفيذيا وكراسة عمل يمكن أن تخدم كمرشد لمشاريع ضمان الجودة في مؤسسات صحية معينة‪ .‬كما أنه‬ ‫ليس هناك تصاميم ومقاييس للتطوير وبروتوكوالت وخطوط إرشادية ومعايير تحكم برنامج ضمان الجودة‪.‬‬ ‫وثمة عيب آخر بالغ األهمية هو عدم وجود تقييم ذاتي إلزامي واضح المعالم وعمليات استعراض األقران‪،‬‬ ‫التي تمكن المشافي واألطباء األفراد من تقييم مستوى أدائهم مقارنة بمقاييس ومعايير راسخة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا إلنش���اء‬ ‫وال يتوفر في س���ورية اليوم فريق وطني من الخبراء في ضمان الجودة وهو أمر ضروري‬ ‫برنامج لضمان الجودة؛ يمكن تش���كيل مثل هذا الفريق بعد تدريب مناس���ب ويمكن أن يخدم كهيئة خبيرة‬ ‫ف���ي الم���وارد‪ .‬لكن األهم من ذلك‪ ،‬هو ع���دم وجود نظام معلومات صحية يقوم بجم���ع البيانات وتحليلها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تطورا‬ ‫وأخيرا‪ ،‬ثمة حاجة لعمليات أكثر‬ ‫وتقديمها لصناع السياس���ة لوضع سياس���ات دقيقة لضمان الجودة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ونضج���ا تس���تخدم أدوات معيارية بس���يطة لالس���تفادة من المراجع���ات‪ ،‬والتدقيق‪ ،‬واس���تعراض األقران‪،‬‬ ‫واس���تعراض الوفيات والمراضة‪ ،‬واس���تعراض جودة الرعاية التمريضية ومدى رض���ا العاملين والمرضى‪،‬‬ ‫والتي يمكن أن تكون ضرورية في عملية تطوير برنامج ناجح لضمان الجودة‪.‬‬ ‫في الختام‪ ،‬وكما هو الحال بالنس���بة ألي نظام مؤسس���ي أو حكومي ال يمكن لنظام الرعاية الصحية في‬ ‫أي بلد‪ ،‬بما في ذلك س���ورية‪ ،‬أن يحقق أهدافه في تقديم رعاية صحية فعالة‪ ،‬وتتس���م بالكفاءة‪ ،‬ومتاحة‪،‬‬ ‫وآمن���ة‪ ،‬وتركز على المري���ض والرعاية الصحية المنصفة من دون برنامج حس���ن التصميم لضمان الجودة‪،‬‬ ‫ومثل هذا البرنامج يجب أن يبقى على رأس قائمة األولويات في أي إصالح للرعاية الصحية في سورية‪.‬‬

‫دراسات المرحلة االنتقالية‬

‫‪15‬‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫ج) تأثير برامج ضمان الجودة على نفقات الرعاية الصحية‪:‬‬ ‫التكلف���ة اإلضافي���ة للحاالت والتعقيدات المكتس���بة في المش���افي كبيرة للغاية‪ .‬ويمك���ن لبرنامج ضمان‬ ‫الجودة أن يعوض معظمها عن طريق آليتين رئيسيتين‪:‬‬ ‫‪ -1‬‬

‫بيان الحاالت والتعقيدات المكتس���بة في المشافي إذا كانت عالية التكلفة أو كبيرة الحجم مع إبالغ‬ ‫وزارة الصحة أو المنظمات التي توفر التأمين والتي بدورها يمكن أن تعدل الدفعات إلى مستوى‬ ‫أدنى أو تمتنع عن الدفع مقابل أي حاالت أو تعقيدات كان في اإلمكان تجنبها أو الوقاية منها(‪.((1‬‬

‫أمثلة على الحاالت المكتسبة في المشافي وكان في اإلمكان تجنبها‪:‬‬ ‫‪ .1‬بقاء جسم غريب في بدن المريض بعد الجراحة‪.‬‬ ‫‪ .2‬انصمام هوائي‪.‬‬ ‫‪ .3‬تنافر زمر الدم‪.‬‬ ‫‪ .4‬المستوى الثالث والرابع من قرحة الفراش‪.‬‬ ‫‪ .5‬الس���قوط والرض���وض (بما فيها الكس���ور‪ ،‬والخل���ع‪ ،‬واإلصابة داخل القح���ف‪ ،‬وإصابات الهرس‪،‬‬ ‫والحرق‪ ،‬وغيرها من اإلصابات)‬ ‫‪ .6‬التهابات وعائية مرتبطة بمسبر (قثطار) سحب السوائل من الجسم‪.‬‬ ‫‪ .7‬مظاهر على ضعف السيطرة على سكر الدم (بما في ذلك الحماض الكيتوني السكري‪ ،‬وغيبوبة‬ ‫فرط األس���مولية الالكيتونية‪ ،‬وغيبوبة نقص س���كر الدم‪ ،‬والسكري الثانوي مع حماض كيتوني‪،‬‬ ‫والسكري الثانوي مع فرط األسمولية)‪.‬‬ ‫‪ )2‬‬

‫س���تقوم برامج ضمان الجودة بتقييم مقاييس األداء ومؤش���رات الجودة وإبالغها لوزارة الصحة أو‬ ‫ً‬ ‫انخفاضا‬ ‫الجه���ات الت���ي توفر التأمين الت���ي تقوم بدورها بتعدي���ل تغطية الدفعات لمس���توى أكثر‬ ‫بالنسبة للمرافق أو المزودين الذين ال يلبون المعيار الذين تفرضه مقاييس أداء الجودة‪.‬‬

‫د) مقاييس األداء التي يمكن لبرامج ضمان الجودة تتبعها‪:‬‬ ‫في جميع الدول المتقدمة والعديد من الدول النامية هناك عدد متفق عليه من مقاييس األداء ومؤشرات‬ ‫الجودة التي يجري رصدها على الدوام من قبل مختلف برامج ضمان الجودة‪.‬‬ ‫ومن أجل التوضيح‪ ،‬فإن اس���تخدام ‪ ASA‬و ‪ ACEI‬و حاصرات بي )‪ (B Blockers‬في حاالت احتش���اء عضلة‬ ‫القل���ب‪ ،‬وتوقي���ت الحص���ول عل���ى ‪ PCI‬أو العالج التحللي واس���تخدام عقارات الس���تاتين عن���د التخريج من‬ ‫المش���فى‪ ،‬تُ عتبر كلها مؤش���رات على الجودة يمكن رصدها‪ .‬كما أن اس���تخدام عالج التخثر الدماغي وعالج‬

‫(‪ ((1‬إجراءات مركز خدمات الرعاية والمس���اعدة الصحية (‪ )CMS‬لبرنامج تقارير الجودة للمرضى داخل المش���افي [‪https://www.‬‬ ‫‪]qualitynet.org‬‬

‫‪16‬‬

‫مركز التواصل واألبحاث االستراتيجية‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫مضاد التجلط في حال حدوث سكتة دماغية‪ ،‬واستخدام عقارات الستاتين‪ ،‬وتثقيف المريض واإلحالة على‬ ‫ً‬ ‫أيضا جميعها مؤشرات يمكن رصدها لضمان الجودة‪.‬‬ ‫برامج إعادة التأهيل‪ ،‬هي‬ ‫ً‬ ‫حاليا‪ ،‬مثال ذلك «مركز خدمات الرعاية والمساعدة‬ ‫وثمة قائمة كاملة من مؤشرات األداء والجودة مستخدمة‬ ‫الصحية» في الواليات المتحدة الذي يمكن متابعته على موقع ‪ CMS‬على اإلنترنت(‪.((1‬‬

‫(‪ ((1‬مركز خدمات الرعاية والمساعدة الصحية (‪ ، )CMS‬إجراءات المشافي لمراجعة الجودة الداخلية لتحديد الدفع‪.‬‬

‫دراسات المرحلة االنتقالية‬

‫‪17‬‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫‪ )7‬برنامج التأمين الصحي في سورية‬

‫قبل تناول ضرورات وفوائد إنشاء نظام تأمين صحي في سورية يتعين علينا التعرف باختصار على أنماط‬ ‫وأهداف مختلف أنظمة وخطط التأمين الصحي بشكل عام‪.‬‬ ‫القصد الرئيسي من نظام التأمين الصحي هو توفير مدخل شامل على رعاية صحية عالية الجودة‪ .‬وللحفاظ‬ ‫على هذا الهدف‪ ،‬يحتاج مزودو التأمين إلى أن يوازنوا بعناية بين مراقبة التكلفة للجهة الملتزمة بالتأمين‬ ‫والرعاية الصحية العالية الجودة بالنس���بة للمؤمن له‪ .‬ويعتمد هذا التوازن على عدد من المفاهيم المهمة‬ ‫مثل‪ :‬تنسيق الرعاية‪ ،‬وأولوية الوقاية والعافية‪ ،‬والرعاية الفعالة للحصول على نتائج أفضل‪ ،‬واالستخدام‬ ‫ً‬ ‫وأخيرا إدراك أن إيجاد قيمة للنظام وتحقيق أهداف نظام‬ ‫الكف���ؤ للموارد‪ ،‬والتجاوب م���ع مخاوف المريض‪،‬‬ ‫الرعاية الصحية ال يرتبط بالضرورة مع كثرة اإلنفاق‪.‬‬ ‫وإضاف���ة إلى ذلك‪ ،‬فإن تنس���يق الرعاي���ة هو أحد المكونات المهمة في أي نظ���ام للتأمين الصحي‪ .‬وثمة‬ ‫دلي���ل واضح يش���ير إلى أنه من خالل تنس���يق الرعاية فقط يمكن لنظام التأمي���ن أن يقلل الهدر‪ ،‬ويخفض‬ ‫التكلفة وكامل النفقات الصحية‪ .‬مثال ذلك أن نس���بة ضئيلة ممن يعانون من أمراض مزمنة يس���تهلكون‬ ‫من المصادر حصة ال تتناسب وعددهم‪ ،‬وهي تكلفة يمكن خفضها إلى أدنى مستوى عن طريق تحسين‬ ‫تنسيق الرعاية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عملي���ا أكثر إذا ما اعتمد على بني���ة تحتية إلكترونية للس���جالت الطبية ويكون أكثر‬ ‫ويك���ون التنس���يق الجدي‬ ‫قيم على أنه جزء أساسي من إدارة الرعاية الصحية‪ .‬إعطاء األولوية إلجراءات الوقاية والعافية‬ ‫فائدة إذا ما ّ‬

‫يمكن أن يتمخض عن عائد عظيم وضبط للتكلفة‪ .‬وفي الدول المتقدمة مثل الواليات المتحدة ثمة إدراك‬

‫ً‬ ‫عائدا بمقدار ‪ %2.5‬على االس���تثمار‪ .‬وبش���كل عام ليس‬ ‫لحقيق���ة أن كل دوالر ينف���ق على الوقاية يعطي‬ ‫هناك من استثمار يقوم به المجتمع أعظم من توفير الوقاية والعافية لمواطنيه‪.‬‬ ‫وال ش���ك أن توفي���ر تغطية ش���املة هو قضية نبيلة وربما كانت أكثر األركان أهمي���ة؛ وترتبط الطريقة التي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وثيقا بطريقة تمويل نظامه���ا الصحي وبرنامج‬ ‫ارتباط���ا‬ ‫يمك���ن لدول���ة ما أن تحقق م���ن خاللها هذا الهدف‬ ‫تغطية التأمين‪.‬‬ ‫وهن���اك ما يقارب ‪ 200‬دولة مس���جلة لدى األم���م المتحدة اليوم‪ ،‬وقد صاغ كل بل���د مجموعته الخاصة من‬ ‫التدابي���ر لتوفير تغطية صحي���ة لمواطنيه‪ .‬إال أن لمعظم تلك األنظمة اختالفاته���ا الخاصة التي تدور حول‬ ‫أربعة أنماط محددة‪.‬‬

‫نموذج بيفريدج‬ ‫في النظام الصحي الوطني البريطاني (نموذج بيفريدج‪ ،‬على اسم مصممه) توفر الرعاية الصحية وتمول‬ ‫ع���ن طري���ق الحكومة من خ�ل�ال الضرائب‪ ،‬مثل أي وكال���ة حكومية‪ .‬وتمتلك الحكومة الكثير من المش���افي‬ ‫والعي���ادات‪ ،‬ولك���ن ليس جميعها؛ ومع أن نس���بة من األطباء يكونون موظفين ل���دى الحكومة إال أن هناك‬

‫‪18‬‬

‫مركز التواصل واألبحاث االستراتيجية‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫أيضا يتقاضون أتعابهم من الحكومة‪ .‬ف���ي بريطانيا ال تحصل ً‬ ‫ً‬ ‫أبدا على فاتورة‬ ‫أطب���اء ف���ي القطاع الخاص‬ ‫طبيب‪ .‬وتميل تلك األنظمة ألن تكون متدنية التكلفة بالنس���بة للفرد الواحد‪ ،‬نظرا ألن الحكومة‪ ،‬بوصفها‬ ‫المنفق الوحيد‪ ،‬تراقب ما يفعله األطباء وما يطلبون من أتعاب‪.‬‬

‫نموذج بسمارك‬ ‫يس���تخدم نموذج بس���مارك (بس���مارك الذي ابتدع دولة الرفاهي���ة كجزء من خطة توحي���د ألمانيا في القرن‬ ‫التاس���ع عش���ر) نظام تأمين يس���تفيد من صندوق يموله أصحاب العمل والعاملين عن طريق خصم نسبة‬ ‫مح���ددة م���ن الرواتب‪ .‬وله���ذا النظام بعض أوجه الش���به مع نم���وذج الواليات المتحدة باس���تثناء أن خطط‬ ‫ً‬ ‫ربح���ا‪ .‬ووفق هذا النظام تنتهي البلد ألن‬ ‫التأمي���ن الصحي في نموذج بس���مارك تغطي الجميع وال تحقق‬ ‫تك���ون نموذج���ا متعدد المش���اركين بالدف���ع ومتعدد الصناديق‪ .‬ورغ���م أن األطباء يميل���ون ألن يكونوا من‬ ‫القطاع الخاص‪ ،‬فإن القواعد التنظيمية الصارمة تعطي الحكومة الكثير من النفوذ على ضبط التكلفة التي‬ ‫يوفرها الدافع الواحد في نموذج بيفريدج‪ .‬ونموذج بس���مارك متبع في ألمانيا وفرنس���ا وبلجيكا وهولندا‬ ‫واليابان وسويسرا وإلى حد ما في أميركا الالتينية‪.‬‬

‫نموذج التأمين الصحي الوطني‬ ‫في هذا النظام عناصر من نظامي بيفريدج وبس���مارك‪ .‬فهو يس���تخدم المزودين من القطاع الخاص مثل‬ ‫نم���وذج بس���مارك بالضبط‪ ،‬لكن الدفعات تأتي من مس���دد واحد (الحكومة) من خ�ل�ال برنامج تأمين تديره‬ ‫ويس���اهم فيه جميع المواطنين (نموذج بيفريدج)‪ .‬وحيث أنه ليس هناك حاجة للتس���ويق‪ ،‬وال دوافع مالية‬ ‫إلنكار المطالبات وليست هناك أرباح‪ ،‬فإن تلك البرامج الشاملة تميل ألن تكون أرخص وأبسط من الناحية‬ ‫اإلدارية من النموذج األميركي الذي يتبع التأمين من أجل الربح‪.‬‬ ‫ويميل نظام المس���دد الواحد ألن تكون له قدرة س���وقية كبيرة على التفاوض للحصول على أس���عار أقل؛‬ ‫على سبيل المثال‪ ،‬تفاوض النظام الكندي للحصول على أسعار متدنية للغاية من شركات صناعة األدوية‪.‬‬ ‫وتراق���ب خط���ط التأمين الصحي الوطنية التكاليف ع���ن طريق تحديد الخدمات الطبي���ة التي تقوم بتغطية‬ ‫تكلفته���ا‪ ،‬أو بجع���ل المرضى ينتظرون للحصول على العالج‪ .‬نظام التأمين الصحي الوطني الكالس���يكي‬ ‫موجود في كندا‪.‬‬

‫نظام اإلنفاق من الجيب‬ ‫ل���دى ال���دول الصناعية المتقدمة فقط (وعددها حوالي ‪ 40‬دولة في العال���م من أصل ‪ )200‬أنظمة تأمين‬ ‫صح���ي توفر تغطية صحي���ة لمواطنيها‪ .‬بيد أن معظم الدول تعاني من س���وء التنظيم وهي أفقر من أن‬ ‫تس���تطيع توفير مثل هذا النوع من الرعاية‪ .‬فالقاعدة األساس���ية في مثل هذه الدول هي حصول األغنياء‬ ‫على الرعاية الصحية؛ أما الفقراء فيبقون على مرضهم أو يموتون‪.‬‬ ‫في المناطق الريفية في أفريقيا‪ ،‬والهند‪ ،‬والصين‪ ،‬وأميركا الجنوبية‪ ،‬يمضي مئات الماليين من الناس‬ ‫حياتهم من دون رؤية طبيب‪ .‬فإذا كانوا ال يملكون شيئا‪ ،‬فليسوا بحاجة للرعاية الطبية‪.‬‬

‫دراسات المرحلة االنتقالية‬

‫‪19‬‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫ويمك���ن إضاف���ة نموذج خامس م���ن التغطية التأمينية هو مزي���ج وخليط من جميع أنظم���ة الرعاية الصحية‬ ‫المذك���ورة أعاله تجمع في نظام للرعاية الصحية مماثل لما هو معمول به اليوم في الواليات المتحدة أو‬ ‫في الواقع مجموعة األنظمة المعمول بها في بلد واحد‪.‬‬ ‫حين يتعلق األمر بعالج المحاربين القدماء في الواليات المتحدة‪ ،‬يس���تخدم نموذج بيفريدج (الذي يوظف‬ ‫األطب���اء وتكون الحكومة هي الدافع الوحيد)‪ .‬بالنس���بة لألميركيين فوق س���ن ‪ 65‬الذين يعالجون بموجب‬ ‫ً‬ ‫ش���بيها بنظام تأمين الرعاية الصحي���ة الوطنية الكندي‪ .‬أما‬ ‫نظ���ام الرعاية الطبي���ة (ميديكير)‪ ،‬يصبح النظام‬ ‫بالنس���بة لألميركيين العاملين الذين يحصلون على التأمين م���ن أماكن عملهم فإن النظام مماثل لنموذج‬ ‫بس���مارك األلماني‪ .‬أما بالنس���بة لباقي الس���كان الذين ال يحظون بأي تأمين صحي ويشكلون ‪ %15‬من‬ ‫المجم���وع‪ ،‬فإن الواليات المتحدة مماثلة لكمبوديا أو ري���ف الهند حيث المدخل الوحيد للرعاية الصحية هو‬ ‫جيوبهم الخاصة‪.‬‬ ‫ما زال على س���ورية تقدير منافع التأمين الصحي حيث تكافح ش���ريحة مهمة من الس���كان لتغطية حاجاتها‬ ‫الصحية من جيبها الخاص‪ .‬ويفضل قطاع كبير من السكان الخدمات الصحية المجانية في المشافي التي‬ ‫تديرها الحكومة وأقل من ‪ 5‬بالمئة من مجموع المرضى بتس���ديد تكاليف العالج عن طريق التأمين‪ .‬ومن‬ ‫المالحظ أن المس���اهمات والنفقات العامة للحكومة الس���ورية على الصحة كنس���بة من مجموع النفقات‬ ‫الس���نوية على الصحة آخذة في التناقص‪ .‬ففي العام ‪ 2009‬قال مس���تودع بيانات مرصد الصحة العالمية‬ ‫التاب���ع لمنظمة الصحة العالمية‪ ،‬إن نس���بة إنفاق الحكومة الس���ورية كان���ت ‪ %31‬بينما كانت ‪ %50.5‬في‬ ‫الع���ام ‪ ،2005‬ه���ذا في الوقت الذي ارتفع في���ه اإلنفاق الخاص على الصحة كنس���بة من مجموع النفقات‬ ‫الصحي���ة إل���ى ‪ %69‬في العام ‪ 2009‬واإلنفاق من الجيب كنس���بة من اإلنفاق الخاص إلى ‪ %100‬للس���نة‬ ‫نفسها‪ ،‬ما يشير إلى أن الخطط الخاصة للدفع المسبق (برامج التأمين الخاص من طرف ثالث) كنسبة من‬ ‫اإلنف���اق الخ���اص على الصحة كان���ت ‪ .%0‬ندرك من هذه البيانات كيف أن الن���اس غير القادرين على الدفع‬ ‫سيتعرضون لخفض هائل في قدرتهم على الحصول على رعاية صحية‪.‬‬ ‫هناك حاجة لإلصالح لمواجهة هذا العبء الثقيل على المشافي العامة‪ .‬في العام ‪ ،2010‬أدخلت الحكومة‬ ‫ً‬ ‫ع���ددا م���ن المبادرات لتحس���ين الجودة والحص���ول على خدمات الصحة العامة‪ .‬وقس���مت تل���ك المبادرات‬ ‫التغطي���ة إل���ى ثالث فئ���ات‪ .‬األولى تقدم الع�ل�اج للفقراء‪ .‬والثاني���ة تعتمد على نظام اللجن���ة حيث يدفع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ماليا تكلفة العالج‬ ‫مبلغا أقل من التكلفة الفعلية‪ .‬وبالنسبة للفئة الثالثة يدفع الناس المقتدرون‬ ‫المرضى‬ ‫كامل���ة‪ .‬وفي مبادرة مختلفة أطلقت الحكوم���ة خطة تأمين وطنية تغطي جميع موظفي الحكومة والقطاع‬ ‫ً‬ ‫سنويا في التأمين في‬ ‫العام‪ ،‬حيث يساهم موظفو الحكومة بمبلغ ‪ 250‬ليرة سورية (‪ 5‬دوالرات أميركية)‬ ‫حين تدفع الحكومة باقي المبلغ‪.‬‬ ‫تفحص تلك المبادرات اإلصالحية نجد أنها ال تتبع نمطا معينا من نظام التأمين بل تقس���م المجتمع‬ ‫وعند ّ‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫مختلفا من التغطية‪ .‬وال ش���ك أن مهمة التأكد من دقة تصنيف القطاع‬ ‫نوعا‬ ‫إل���ى طبق���ات تمنح كل طبقة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫هائال للحكومة‪.‬‬ ‫تحدي���ا‬ ‫غي���ر الحكوم���ي الضخم بين مختلف الطبقات (أكثر من ‪ %40‬من العاملين) يش���كل‬

‫ومن المعروف أن التقسيمات المالية واالجتماعية في أي مجتمع دينامية للغاية وظاهرة تتغير باستمرار‪،‬‬ ‫بحيث أنه ليس في وس���ع أي حكومة تتبعها ورصدها‪ .‬إال أن من ميزات هذا النظام تخفيف العبء المالي‬ ‫ً‬ ‫فضال عن إعطاء المشافي العامة فرصة تحقيق ربح يمكن من الناحية‬ ‫الهائل الذي يرزح تحته القطاع العام‪،‬‬

‫‪20‬‬

‫مركز التواصل واألبحاث االستراتيجية‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫النظرية إعادة اس���تثماره ف���ي رعاية صحية أفضل‪ .‬إال أن فكرة تمكن المش���افي العامة من تحقيق أي ربح‬ ‫تبقى مجرد إمكانية نظرية‪.‬‬ ‫في دراس���ة معمقة لمبادرات اإلصالح نرى أنها تطبق مب���ادرات مختلفة على قطاعات مختلفة؛ فموظفو‬ ‫الحكوم���ة‪ ،‬على س���بيل المثال يغطيه���م نظام تأمين صحي وطني‪ ،‬وهو م���ا ال يحظى به المواطنون غير‬ ‫ً‬ ‫واضحا م���ا إذا كان نظام التأمين الصحي الذي يوف���ر حماية لموظفي الحكومة‬ ‫الحكوميي���ن‪ .‬كم���ا أنه ليس‬ ‫يس���مح لهؤالء الموظفين وأس���رهم بالس���عي للحصول على رعاية صحية في مرافق الرعاية الصحية غير‬ ‫الحكومية أم ال (تجاوب المريض مع النظام)‪ .‬على أية حال من غير الدقيق إصدار أحكام على تلك المبادرات‬ ‫ً‬ ‫نظرا ألنها لم تصدر إال في العام ‪ 2010‬ولم تطبق بعد كون سورية تعيش اليوم أزمة سياسية متنامية‪.‬‬

‫دراسات المرحلة االنتقالية‬

‫‪21‬‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫‪ )8‬عملية اعتماد مرافق الرعاية الصحية‬

‫يمكن وضع نوعين من معايير االعتماد‪:‬‬ ‫أ) ‬

‫معايي���ر اعتماد المش���افي التي تهتم برعاية المريض وتركز عل���ى الوظائف التي لها عالقة بتوفير‬ ‫الرعاية له؛ من المؤكد أن في وسع اللجنة المشتركة الدولية باالشتراك مع منظمة الصحة العالمية‬ ‫تقديم مساعدة عظيمة في عملية االعتماد‪.‬‬

‫ب) ‬

‫معايي���ر اعتم���اد المش���افي الت���ي تركز على دوائ���ر في المش���فى ال تختص برعاي���ة المريض مثل‬ ‫المحاسبة والموارد البشرية‪ ،‬فيمكن للمنظمة الدولية للتوحيد القياسي (أيزو) أن تكون ذات نفع‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫مركز التواصل واألبحاث االستراتيجية‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫‪ )9‬معالجة عدم المساواة في الرعاية الصحية في سورية‬

‫كي نحدد الحاجة إلى األطباء والمرافق الصحية بين مختلف المناطق الجغرافية الس���ورية‬ ‫ً‬ ‫أوال إلى‬ ‫وبين مختلف قطاعات الس���كان ضمن المجتمع السوري من دون تفاوت‪ ،‬نحتاج‬ ‫معلومات عن مفهوم التفاوت في الرعاية الصحية بشكل عام‪ ((1(.‬يعكس التفاوت في‬ ‫الرعاي���ة الصحية االختالفات القائمة في نظام الرعاية الصحية ضمن المجتمع ليس في‬ ‫الوص���ول إل���ى الرعاية الصحية وحس���ب (مس���ائل متعلقة فيما إذا كان في وس���ع المرء‬ ‫الحص���ول عل���ى الرعاية الصحية أو حتى التعرض لعوائ���ق تمنعه من الحصول عليها)‪ ،‬بل‬ ‫ً‬ ‫أيض���ا في مدى جودة الرعاية الصحية‪ .‬قد يكون للتفاوت أبعاد عدة؛ المجتمعات المحلية‬ ‫المدني���ة مقابل الريفية‪ ،‬والمجموعات الس���كانية المتدنية الدخل مقاب���ل تلك المرتفعة‬ ‫الدخل‪ ،‬واألقليات العرقية‪ ،‬والرجال مقابل النس���اء‪ ،‬والمس���نون من السكان‪ ،‬واألطفال‪،‬‬ ‫والمعاقون‪.‬‬

‫يعكس التفاوت‬ ‫في الرعاية الصحية‬ ‫االختالفات القائمة في‬ ‫نظام الرعاية الصحية‬ ‫ضمن المجتمع ليس‬ ‫في الوصول إلى‬ ‫الرعاية الصحية وحسب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا في مدى‬ ‫بل‬ ‫جودة الرعاية الصحية‪.‬‬

‫كخطوة أولية‪ ،‬يجب التعرف على منطقة س���ريرية مهمة يش���تبه في وجود تفاوت فيها‪.‬‬ ‫يت���م اختيار المناطق الس���ريرية ع���ادة بناء على تأثيرها الس���ريري عل���ى المراضة والوفي���ات وعلى تأثيرها‬ ‫االقتصادي وتكلفتها كجزء من مجمل نفقات الرعاية الصحية‪ .‬وتلك المناطق الس���ريرية هي واحدة أو أكثر‬ ‫من جميع ما يلي‪ :‬الس���رطان‪ ،‬أمراض الكلى‪ ،‬مرض الس���كري‪ ،‬أمراض القل���ب‪ ،‬رعاية األمومة والمواليد‪،‬‬ ‫رعاي���ة األطف���ال‪ ،‬الصحة العقلية‪ ،‬األمراض التنفس���ية والرعاية الصحية الطويلة األمد‪ .‬لكل مجال س���ريري‬ ‫مؤشرات يمكن االستفادة منها لتقييم إدارة الرعاية في المجال السريري ذي الصلة‪ .‬وما أن يتم تقييم أحد‬ ‫المؤشرات السريرية المثيرة لالهتمام‪ ،‬فإن حالة من التفاوت في تلك المنطقة السريرية تكون قد أثبتت‬ ‫أو اس���تبعدت ضمن الش���ريحة الخاضعة لالختبار من المجتمع‪ .‬وتبين القائمة أدناه أمثلة على المؤش���رات‬ ‫ً‬ ‫شيوعا‪.‬‬ ‫الخاصة بأكثر المجاالت السريرية‬

‫المجال السريري‬

‫المؤشرات الواجب تقييمها‬

‫‪ -‬السرطان‬

‫‪ -1‬الكشف عن سرطانات الثدي والرئة والقولون والمستقيم‬ ‫‪ -2‬عالجات السرطان‬ ‫‪ -3‬الرعاية التلطيفية‬

‫‪ -‬أمراض الكلى‬

‫‪ -1‬إدارة المرحلة األخيرة من المرض الكلوي وتوفر غسيل الكلى‬ ‫‪ -2‬مدخل على زرع الكلى‬

‫(‪ ((1‬وزارة الصحة والخدمات اإلنسانية األميركية‪www.hhs.gov ،‬‬

‫دراسات المرحلة االنتقالية‬

‫‪23‬‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫المجال السريري‬

‫المؤشرات الواجب تقييمها‬

‫‪ -‬داء السكري‬

‫‪ -1‬تلقي الخدمات الموصى بها لمرض السكري‪ :‬فحص سنوي لشبكية‬ ‫العين‪ ،‬فحص سنوي للهيمغلوبين ‪ ،A1C‬فحص سنوي للقدم‪ ،‬تطعيم‬ ‫سنوي ضد األنفلونزا‬ ‫‪ -2‬دخول المشفى لمرضى السكري ومضاعفاته‬

‫‪ -‬أمراض القلب‬

‫‪ -1‬الكشف عن زيادة ضغط الدم‬ ‫‪ -2‬الكشف عن الدسليبيديا (فرط الدهون في الدم)‬ ‫‪ -3‬االستشارة حول عوامل الخطر‬ ‫‪ -4‬إدارة احتشاء عضلة القلب‬ ‫‪ -5‬إدارة هبوط القلب‬ ‫‪ -6‬إدارة زيادة ضغط الدم‬

‫‪ -‬رعاية األمومة والمواليد‬

‫‪ -1‬مشورة ما قبل الوالدة‬ ‫‪ -2‬استخدام تكنولوجيات ما قبل الوالدة‬ ‫‪ -3‬طرق الوالدة‬ ‫‪ -4‬نتائج رعاية األمومة‬ ‫‪ -5‬وزن المواليد ووفيات األجنة والمواليد‬

‫‪ -‬رعاية األطفال‬

‫‪ -1‬تطعيم الطفولة‬ ‫‪ -2‬تطعيم المراهقين‬ ‫‪ -3‬إدارة التهابات المعدة واألمعاء‬ ‫‪ -4‬العناية بأسنان األطفال‬

‫‪ -‬الصحة العقلية‬

‫‪ -1‬إدارة االكتئاب‬ ‫‪ -2‬إدارة سوء استعمال المواد المخدرة‬ ‫‪ -3‬معدل االنتحار‬

‫‪ -‬رعاية الجهاز التنفسي‬

‫‪ -1‬التطعيم ضد األنفلونزا‬ ‫‪ -2‬التطعيم ضد االلتهاب الرئوي‬ ‫‪ -3‬إدارة الربو‬ ‫‪ -4‬إدارة االلتهاب الرئوي‬ ‫‪ -5‬إدارة عدوى الجهاز التنفسي العلوي (سوء استخدام المضادات الحيوية)‬ ‫‪ -6‬إدارة مرض السل‬

‫‪ -1‬الرعاية الصحية المنزلية‬ ‫ الرعاية الطويلة األمد‬‫‪ -2‬دور التمريض‬ ‫(أشخاص يعانون من‬ ‫قصور بدني أو معرفي) ‪ -3‬الرعاية التلطيفية في نهاية الحياة‬ ‫أو رعاية نهاية الحياة‬ ‫‪ -‬السالمة ونتيجة العالج‬

‫‪ -1‬مضاعفات العالج‬ ‫‪ -2‬عدوى المشافي‬ ‫‪ -3‬وفاة يمكن تجنبها‬ ‫‪ -4‬تأثيرات سلبية للعالج‬ ‫‪ -5‬إصابات أو أحداث سلبية بسبب خطأ فني‬ ‫‪ -6‬الصدمة الناتجة عن الوالدة‬

‫‪ -‬تصورات المريض‬

‫‪ -1‬مدخل غير مالئم على الرعاية‬ ‫‪ -2‬مدة االنتظار للحصول على الرعاية‬

‫‪24‬‬

‫مركز التواصل واألبحاث االستراتيجية‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫بكلم���ة أخ���رى‪ ،‬لمعالجة القلق من التف���اوت في الرعاية الصحي���ة يمكننا أوال التعرف عل���ى أبعاد التفاوت‬ ‫(الريفي مقابل المدني‪ ،‬إلخ‪ ،).‬ثم بعد ذلك المجال أو المجاالت الس���ريرية التي تهمنا (السرطان‪ ،‬أمراض‬ ‫تقيم مؤش���رات معينة‪ .‬ومن الواضح ً‬ ‫جدا أن إحدى الخطوات‬ ‫الكل���ى‪ ،‬إلخ‪ ،).‬والبدء في جمع البيانات التي ّ‬ ‫الحيوية في مجال إزالة التفاوت في الرعاية الصحية هي الجمع المنهجي لبيانات الرعاية الصحية وتحليلها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جزءا من دراس���ة وطنية عن التفاوت‬ ‫تحلي���ل البيان���ات التي جمعت يمكن أن يتحقق على أكمل وجه إذا كان‬ ‫في الرعاية الصحية يكون فيها التركيز على الجودة موضع االهتمام األول‪.‬‬ ‫يمكن لدراس���ة وطنية حول التفاوت في الرعاية الصحية أن تس���اعد صناع السياس���ة والباحثين على التنبه‬ ‫ً‬ ‫إلحاح���ا‪ ،‬مراقبة التوجهات م���ن وقت آلخر‪ ،‬والتعرف عل���ى البرامج الناجح���ة لمعالجة تلك‬ ‫للمج���االت األكث���ر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مش���تركا ما بين وزارة الصحة‪ ،‬ومكتب‬ ‫جهدا‬ ‫االحتياجات‪ .‬وأفضل طريقة إلجراء هذه الدراس���ة هي أن تكون‬ ‫التخطي���ط والتنمية‪ ،‬ومكتب اإلحصاءات والتطوير‪ ،‬وإداريين وممثلين عن الناس الذين تجري دراس���ة أبعاد‬ ‫التفاوت الخاصة بهم‪ .‬وتستخلص بيانات مثل هذه الدراسة عادة من استطالع نماذج من مختلف المصادر‪:‬‬ ‫– –السكان المدنيون ومن لم يتم إيواؤهم في مؤسسات‪.‬‬ ‫– –مرافق الرعاية الصحية (المشافي‪ ،‬ومرافق الرعاية الجوالة‪ ،‬ودور العجزة‪ ،‬ووحدات غسيل الكلى إلخ‪.).‬‬ ‫– –أنظمة البيانات اإلدارية (وزارة الصحة والمنظمات المتفرعة عنها)‪.‬‬ ‫– –مكتب الرقابة واألوبئة‪.‬‬ ‫وما أن يتم جمع البيانات وتحليلها حتى تتضح حاجات األطباء ومرافق الرعاية الصحية ويصبح في اإلمكان‬ ‫وضع الخطط لتصحيح تلك العيوب‪.‬‬

‫دراسات المرحلة االنتقالية‬

‫‪25‬‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫‪ )10‬تقييم النقص والزيادة في األطباء‬

‫العامون أو االختصاصيون) يعتمد عادة على تقدير العرض‬ ‫تقدير العدد المطلوب من األطباء (سواء منهم‬ ‫ّ‬

‫والطل���ب‪ .‬إال أن ما ينصح به بش���دة أال يتم ه���ذا التقدير إال بعد االنتهاء من دراس���ة وطنية مفصلة حول‬ ‫التفاوت في الرعاية الصحية ما س���يمكن الحكومة االنتقالية من معالجة التباين في الحصول على الرعاية‬

‫الصحية وجودتها ضمن المكونات المختلفة للمجتمع(‪( ((1‬التفاصيل أدناه)‪.‬‬

‫تقدير الطلب‪:‬‬ ‫يمكن حوس���بة ذلك وفق الطريقة التالية‪ :‬تقدير المعدل الس���نوي من جميع أنواع زيارات المرضى لجميع‬ ‫أن���واع األطب���اء من قبل فرد واحد ف���ي منطقة الخدمة الخاضعة للدراس���ة‪ ،‬ثم ضرب المع���دل أعاله بعدد‬ ‫ً‬ ‫تقديرا لعدد الزيارات لعيادات األطباء التي يقوم‬ ‫الناس في منطقة الخدمة قيد التقدير‪ ،‬وهذا س���يعطي‬ ‫ً‬ ‫أيضا تقدير‬ ‫بها السكان المحليون في كل سنة أو الطلب المحلي على خدمات جميع األطباء‪ .‬ومن المفيد‬ ‫العامون‬ ‫الطل���ب عل���ى األطباء االختصاصيين وبخاص���ة اختصاصيو الرعاية األولية (أطباء األس���رة‪ /‬األطباء‬ ‫ّ‬

‫والباطنية واألطفال وأطباء التوليد‪ /‬أمراض النساء) لتقدير طلب المناطق الريفية بشكل أفضل‪.‬‬

‫تقدير العرض‪:‬‬ ‫الخط���وة األولى لحس���اب العرض هي تقدير ع���دد الزيارات التي يمكن لعيادات األطب���اء في مجال الرعاية‬ ‫ً‬ ‫س���نويا‪ .‬مثال على تقدير ع���دد الزيارات الس���نوية التي يمكن لطبيب‬ ‫األولي���ة أو المتخصص���ة أن تتوالها‬ ‫ً‬ ‫س���نويا أي ما معدله ‪ 4800‬زي���ارة‪ ،‬في حين أن معدل‬ ‫األس���رة توليه���ا تراوحت ما بي���ن ‪ 4200‬و‪ 5400‬زيارة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صحيا متوس���ط المس���توى (مساعد طبيب أو ممرضة) قدر في حدود ‪3000‬‬ ‫مهنيا‬ ‫المرضى الذين يزورون‬ ‫زيارة للعيادة في السنة‪.‬‬ ‫واآلن‪ ،‬إذا ضربنا المعدل المذكور أعاله بالعدد المتوفر من الممارس���ين س���نحصل على تقدير للعرض‪ .‬إال‬ ‫ً‬ ‫نظرا ألن‬ ‫أنه يتعين علينا أن نتذكر بأن هذا المعدل يقدر العرض المحتمل وليس بالضرورة العرض الفعلي‬ ‫بع���ض األطب���اء قد يرغبون ف���ي رؤية عدد يزيد عن هذا المعدل وقد يفضل آخ���رون رؤية عدد أقل‪ .‬لذلك‪،‬‬ ‫لس���د فج���وة اإلم���داد الفعلي قد يكون من األدق رب���ط العدد الفعلي للزيارات م���ع أي مهني صحي متاح‬ ‫للرعاية الصحية‪.‬‬

‫(‪ ((1‬المجلد ‪ 122:1‬عن معدل األطباء لكل فرد (‪I P per C)، http://www.dartmouth.edu‬‬

‫‪26‬‬

‫مركز التواصل واألبحاث االستراتيجية‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫تقرير وجود النقص أو الزيادة‪:‬‬ ‫الخط���وة التالية هي مقارنة مجم���وع العرض مع الطلب لتحديد مقدار النقص أو الزيادة في األطباء‪ .‬ويتم‬ ‫تل���ب أكبر من ‪ 4800‬نكون بحاجة‬ ‫ذل���ك بط���رح رقم العرض من رقم الطل���ب‪ .‬فإذا كان عدد الزيارات التي لم‬ ‫َّ‬ ‫لع���دد أكب���ر من أطباء الرعاي���ة األولية‪ .‬وإذا كان الرقم أقل من ‪ 4800‬ولكن أكبر من ‪ ،3000‬نس���تطيع عندها‬

‫تغطية النقص باس���تخدام مس���اعد طبيب أو ممرضة ممارس���ة‪ .‬فإذا كان الرقم أعلى من الصفر وأقل من‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫س���لبيا يكون‬ ‫وطبعا‪ ،‬إذا كان‬ ‫‪ 3000‬يمكنن���ا عنده���ا التفكير في توفير الخدمة على أس���اس الدوام الجزئي‪،‬‬ ‫لدينا فائض من األطباء‪.‬‬

‫دراسات المرحلة االنتقالية‬

‫‪27‬‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫‪ )11‬الخطوات الضرورية إليجاد برامج لتجديد وتطوير البحوث الطبية‬

‫يع���رف البحث والتطوير على أنه اكتش���اف معارف جديدة عن المنتج���ات والخدمات‪ ،‬وتطبيق تلك المعرفة‬ ‫لصنع منتجات‪ ،‬وعمليات‪ ،‬وخدمات جديدة محسنة تلبي حاجات السوق‪ .‬البحث والتطوير ليس مجرد اهتمام‬ ‫أكاديمي أو ميزة جامعية‪ ،‬بل يمكن الحصول على منافع مهمة كثيرة منه‪.‬‬ ‫يس���اهم البحث والتطوير في النمو االقتصادي للبلد من خالل االكتش���اف التكنولوجي والملكية؛ كما أنه‬ ‫يزيد من فرص العمل ويحس���ن المنافس���ة ليس بين الجامعات الس���ورية وحس���ب بل في أوس���اط قطاع‬ ‫الرعاي���ة الصحية (في مجال الصناعات الصيدالنية والمعدات والمنتجات الطبية)‪ .‬ويمكن للبحث والتطوير‬ ‫في مجال الرعاية الصحية أن يعد الجامعات والش���ركات الس���ورية ويجعلها تنخرط في شراكات مع جامعات‬ ‫قيمة لدخول السوق العالمي والمنافسة فيه‪.‬‬ ‫العالم والشركات المتعددة الجنسيات ما يوفر فرصة ّ‬ ‫إن س���ورية ال تفتقر إلى الرأس���مال الفكري الالزم لتقليد برنامج بحث وتطوير للرعاية الصحية‪ .‬ونورد أدناه‬ ‫بع���ض التوصيات التي يمكن أخذها بعي���ن االعتبار عند البدء في برنامج بحث وتطوير للرعاية الصحية في‬ ‫كليات الطب وقطاع الرعاية الصحية السورية‪:‬‬ ‫‪ -1‬‬

‫يمكن للحكومة المبادرة بتقديم تمويل مخصص للعلوم األساس���ية والبحوث التطبيقية‪ .‬وقلة من‬ ‫الدول الش���رق أوس���طية (تركيا على س���بيل المثال) أدركت أهمية تخصيص األم���وال وتمكنت من‬ ‫تحقي���ق زي���ادة كبيرة في إنتاج الدراس���ات العلمية األصلية‪ .‬والتموي���ل الحكومي المخصص للبحث‬ ‫والتطوير يكون عادة نسبة مئوية من الناتج المحلي اإلجمالي ويتراوح عادة في العالم المعاصر ما‬ ‫بين ‪ 2‬إلى ‪.%4‬‬

‫‪ -2‬‬

‫توس���يع وظيفة كليات الطب بحيث ال تقتصر على التعليم ورعاية المرضى بل تعليم البحث ورعاية‬ ‫المرضى‪.‬‬

‫‪ -3‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫تاما ألس���اتذة الجامعات‪ ،‬والعلماء والباحثين توفر لهم الحماية من أي‬ ‫اس���تقالال‬ ‫توفير بيئة تضمن‬ ‫ضغط سياسي أو أن يفرض عليهم االنتماء إلى اتجاه سياسي معين‪.‬‬

‫‪ -4‬‬

‫ربط الترقية والتقدم بالمهنة باألداء واإلنجاز فقط‪.‬‬

‫‪ -5‬‬

‫اتخاذ تدابير تشجع وتسهل عودة القوى البشرية السورية الماهرة والمثقفة من الخارج‪.‬‬

‫‪ -6‬‬

‫يتعي���ن على صناع السياس���ة تمري���ر وفرض قوانين براءة االخت���راع لحماية الملكي���ة الفكرية؛ وهذا‬ ‫سيشجع الش���ركات السورية والمستثمرين على المساهمة في البحث والتطوير وهم على يقين‬ ‫ً‬ ‫محميا بموجب القانون‪.‬‬ ‫من أن أي ربح محتمل سيكون‬

‫‪28‬‬

‫مركز التواصل واألبحاث االستراتيجية‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫‪ -7‬‬

‫تش���كيل مجل���س علم���ي وطني مك���ون من علم���اء وباحثي���ن ومخططي���ن اس���تراتيجيين حكوميين‬ ‫ً‬ ‫اقتصاديا قبل‬ ‫تق���دم له اقتراح���ات البحث لتقييمه���ا‬ ‫ومس���تثمرين أو ش���ركات م���ن القطاع الخاص‬ ‫َّ‬ ‫الموافقة عليها وتقديم الدعم لها‪.‬‬

‫‪ -8‬‬

‫تشجيع التعاون ومشاريع البحث المشتركة مع المناطق المجاورة أو الجامعات والشركات العالمية‪.‬‬

‫‪ -9‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫فكريا أوس���ع بين الصناعات واألوس���اط‬ ‫تبادال‬ ‫يمك���ن للحكوم���ة المبادرة وتمرير سياس���ات تش���جع‬ ‫األكاديمية‪.‬‬

‫‪ -10‬‬

‫يمكن للحكومة االس���تفادة من العولمة؛ فالعديد من الشركات العالمية أقامت مرافق بحث خارجية‬ ‫ً‬ ‫نظرا ألنها ذات تكلفة أكثر فعالية ويمكن أخذ الجامعات الس���ورية بعين االعتبار حين تكون مس���تعدة‬ ‫لمثل هذا التعاون العلمي‪.‬‬

‫‪ -11‬‬

‫يمك���ن للحكومة س���ن القواني���ن المحفزة مثل الحوافز الضريبية للش���ركات التي تس���تثمر أو تمول‬ ‫مشاريع البحث والتطوير الموافق عليها‪.‬‬

‫دراسات المرحلة االنتقالية‬

‫‪29‬‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫‪ )12‬تغييرات مقترحة إلصالح سياسة الرعاية الصحية الحالية‬

‫يمكن إدراج األهداف التالية في إي برامج إصالح أو إعادة بناء لسياسة الرعاية الصحية السورية‪:‬‬ ‫‪ -1‬‬

‫التمويل‪ :‬هو أحد األعمدة التي يقوم عليها نظام التأمين الصحي حيث أن تراجع اإلنفاق على الرعاية‬ ‫الصحية أو عدم كفايته يعرقل جميع محاوالت تحس���ين نوعية مؤشرات الرعاية أو توفير نظام رعاية‬ ‫صحي���ة حديث قابل للحياة‪ .‬والس���يطرة على تصاعد تكاليف الرعاية الصحية س���تكون أحد المكونات‬ ‫المركزي���ة في اقتصاد الرعاية الصحية‪ .‬كما أن برامج مثل نظام المعلومات الصحية وضمان الجودة‬ ‫يمكن أن تقود إلى توفير قدر مهم من النفقات والتكاليف رغم التكلفة األولية التي قد تتضمنها‪.‬‬ ‫إن تأس���يس نظ���ام للتأمين الصحي (م���ن القطاع الخاص أو الحكومي) يمك���ن أن يحرر نظام الرعاية‬ ‫الصحي���ة من ع���بء مالي هائل تتحمل���ه اآلن المرافق الصحية الحكومية الت���ي تقدم خدمات صحية‬ ‫ً‬ ‫أيضا أن يساهم في السيطرة على تكاليف الرعاية الصحية المتصاعدة‪.‬‬ ‫مجانية‪ ،‬ويمكنه‬

‫‪ -2‬‬

‫نظ���ام معلومات صحية موث���وق تجمع فيه المعلوم���ات والبيانات من جميع المش���افي والمرافق‬ ‫الطبي���ة‪ ،‬وتحل���ل‪ ،‬ويزود بها صناع السياس���ة‪ .‬ولهذا النظ���ام تأثير إيجابي هائل عل���ى جودة الرعاية‬ ‫الصحية ونفقاتها‪.‬‬

‫‪ -3‬‬

‫تدريب مديرين ذوي مؤهالت عالية للمعلومات الصحية وإداريين لنظام الرعاية الصحية بحيث يمكن‬ ‫تحليل البيانات التي يتم جمعها بمهارة وحرفية للتعرف على مجاالت الضعف والقوة‪.‬‬

‫‪ -4‬‬

‫إقامة دائرة لسياس���ة الرعاية الصحية يديرها أكاديميون مختصون وأطباء واقتصاديون وإحصائيون‬ ‫وسياس���يون ذوو تأهي���ل عال‪ ،‬تطور فيها السياس���ات المتعلقة بتمويل الرعاي���ة الصحية وتوفيرها‬ ‫وجودتها ومشاريع الرعاية الصحية الخاصة وطرق الوصول إلى تلك الرعاية‪.‬‬

‫‪ -5‬‬

‫فرض المساءلة من أجل استهداف االحتيال والعبث بالرعاية الصحية بقوة‪.‬‬

‫‪ -6‬‬

‫وضع معايير اعتماد لجميع المش���افي والمرافق الطبية في البلد‪ .‬وأن تكون تلك المعايير إلزامية‬ ‫وته���دف إل���ى تحقيق جودة عالية من الخدمة الصحية للمرض���ى‪ .‬لمعايير االعتماد منافع عدة يمكن‬ ‫التحقق منها بمعرفة أن المشافي المعتمدة توفر جودة أعلى من الرعاية لمرضاها‪ .‬ويوفر االعتماد‪،‬‬ ‫بشكل عام‪ ،‬ميزة تنافسية في قطاع الرعاية الصحية ويعزز ثقة المجتمع في جودة وسالمة الرعاية‬ ‫الصحية والعالج والخدمات‪.‬‬

‫‪ -7‬‬

‫إنش���اء برامج ضمان الجودة التي يجب أن تفرض على المش���افي واألطباء تبليغ الحكومة ووكاالت‬ ‫التأمين الصحي الخاصة بمجريات أعمالها‪ .‬لمثل هذه البرامج منافع عدة‪:‬‬ ‫– تضمن أفضل النتائج التي يمكن تحقيقها للمريض‪.‬‬ ‫– تساعد على منع أي مضاعفات ناتجة عن خطأ عالجي (يتسبب به الطبيب)‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫مركز التواصل واألبحاث االستراتيجية‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫– تساعد على توفير اهتمام للمرضى من جهة خبيرة‪.‬‬ ‫– قد يتمخض عن فرض برامج ضمان الجودة في الرعاية الصحية خفض في النفقات كما س���نبين‬ ‫أدناه‪.‬‬ ‫يمك���ن لبرامج ضمان الجودة أن تس���اعد المش���افي واألطب���اء األفراد لتقييم أدائه���م بدقة مقارنة‬ ‫بالمعايير الموضوعة واتباع طرق للتحسين المستمر‪ .‬ويمكن أن تشمل التقييم الذاتي واستعراض‬ ‫األقران الخارجيين‪.‬‬ ‫وكخريطة طريق تهدف إلى تأسيس برامج لضمان الجودة في البلد‪ ،‬من المؤكد أن يتم اختيار مدينة‬ ‫مثل دمشق حيث يوجد العديد من مزودي الرعاية الصحية الحكوميين ومن القطاع الخاص‪ .‬ويمكن‬ ‫ً‬ ‫الحقا للسوق وباقي المدن‬ ‫اختيار مزود معين لتنفيذ برنامج ش���امل لضمان الجودة يقوم بتقديمه‬ ‫السورية كبرنامج نموذجي‪.‬‬ ‫‪ -8‬‬

‫إقام���ة نظ���ام للتأمين الصح���ي يتيح للمرضى فرص���ة الحصول على الرعاية ف���ي المرافق الصحية‬ ‫ً‬ ‫بعضا من الطلب الباهظ التكلفة على المشافي الحكومية المجانية‪ .‬ويمكن‬ ‫الخاصة ويقلل بالتالي‬ ‫ً‬ ‫خليطا من الخدمات الطبية الحكومية والتغطية الحكومية إضافة‬ ‫لنظام تأمين صحي وطني أن يكون‬ ‫إلى برامج التأمين الخاصة وأن تهدف إلى‪:‬‬ ‫(‪ )1‬منع الحرمان من الرعاية بسبب عدم قدرة المريض على الدفع‪.‬‬ ‫(‪ )2‬تجنب الهدر في اإلنفاق‪.‬‬ ‫(‪ )3‬توفير رعاية نوعية تلبي معيار مؤشرات الرعاية الصحية‪.‬‬ ‫من الضروري إعادة تقييم الخدمات الطبية التي تقدمها مش���افي الحكومة السورية العامة في أي‬ ‫برنامج إصالحي يهدف إلى خفض العبء المالي الهائل على الحكومة بسبب تلك الخدمات‪( .‬انظر‬ ‫برنامج تأمين الرعاية الصحية أدناه)‬

‫‪ -9‬‬

‫تفويض واضح ومتميز باعتماد دائرة في كل مشفى يكون الهدف منها ضمان أن األطباء مؤهلون‬ ‫وأكف���اء‪ .‬مجموعة المعايير المس���تخدمة لالعتماد تحددها إرش���ادات وتوصي���ات الجمعية المنظمة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫دورا في عملية التقييم قبل من���ح االمتيازات من ضمنها‬ ‫ع�ل�اوة عل���ى ذلك‪ ،‬تلعب متغيرات أخ���رى‬ ‫الترخي���ص الطبي‪ ،‬ومتطلبات مواصلة الدراس���ة الطبية‪ ،‬والتدريب‪ ،‬وس���وء الممارس���ة والحوادث‬ ‫الس���ريرية المناوئة‪ .‬وعملية اعتماد العاملين تطبق على األطباء والممرضين وجميع العاملين في‬ ‫مجال الرعاية الصحية‪.‬‬

‫‪ -10‬‬

‫وض���ع نظ���ام توصيات وإرش���ادات لمزاولة المهن���ة‪ .‬وباالعتماد عل���ى البحوث المحلي���ة وتوجيهات‬ ‫الجمعية الطبية‪ ،‬يمكن تطوير التوجيهات المحلية وتطبيقها‪.‬‬

‫‪ -11‬‬

‫إنشاء بحوث طبية عالوة على برامج للتطوير والتجديد‪.‬‬

‫‪ -12‬‬

‫إيجاد آلية معتمدة للتعامل مع حاالت الطوارئ الوطنية‪.‬‬

‫‪ -13‬‬

‫وض���ع معايي���ر عالية لكليات تعليم التمري���ض والتدريب‪ .‬فالتمريض من المكون���ات الحيوية للرعاية‬ ‫الصحية‪ ،‬ومن دون هذا المكون س���يكون من الصعب ً‬ ‫جدا‪ ،‬إن لم يكن من المس���تحيل‪ ،‬توفير رعاية‬

‫دراسات المرحلة االنتقالية‬

‫‪31‬‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫عالي���ة الجودة للمرضى‪ .‬وإضافة إلى توفير رعاية نوعية للمرضى فإن من المعروف بأن للتمريض‬ ‫العالي النوعية قيمة اقتصادية حيث أنه يخفض النفقة اإلجمالية للرعاية الصحية‪.‬‬ ‫‪ -14‬‬

‫إلغاء التفاوت في الرعاية الصحية‪ :‬كما س���بق وذكرنا‪ ،‬فإن هدف تحقيق صحة جيدة هو في الواقع‬ ‫من شقين‪:‬‬ ‫أ)‬

‫معدل أفضل مستوى صحي يمكن الحصول عليه‪ :‬الجودة‪.‬‬

‫ب) أصغر اختالف ممكن في المعاملة بين األفراد والجماعات‪ :‬اإلنصاف‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تحسنا رغم أنه غير كاف‪.‬‬ ‫وأي مكسب في أحد هذين الهدفين من دون تغيير في اآلخر يشكل‬

‫‪32‬‬

‫مركز التواصل واألبحاث االستراتيجية‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫‪ )13‬الحاجة إلى دراسة للجدوى‬

‫إن إعادة هيكلة الرعاية الصحية في سورية مهمة ضخمة‪ .‬وهي مجزأة تواجه العديد من‬ ‫التحدي���ات في القطاعي���ن الحكومي والخاص‪ .‬وأي جهد يبذل لإلص�ل�اح أو إعادة الهيكلة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وعمليا‪ .‬فالتحول من رعاية صحية حكومي���ة مجانية متدنية الجودة‬ ‫واقعي���ا‬ ‫يج���ب أن يكون‬ ‫إلى نظام عالي الجودة وحسن التنظيم يضم مزودين للتأمين من القطاع الخاص إضافة‬ ‫إلى برامج حكومية‪ ،‬هو مشروع يحتاج إلى دراسة جيدة ً‬ ‫جدا‪.‬‬ ‫وس���يكون من الضروري إجراء دراس���ة للجدوى لتقييم المطال���ب والمصادر الالزمة لمثل‬ ‫ً‬ ‫حاليا وإلقاء الضوء على احتماالت النجاح‪ .‬ويمكن‬ ‫هذا التغيير وتقييم المصادر الموجودة‬

‫إعادة هيكلة الرعاية‬ ‫الصحية في سورية‬ ‫مهمة ضخمة‪ .‬وهي‬ ‫مجزأة تواجه العديد من‬ ‫التحديات في القطاعين‬ ‫الحكومي والخاص‪.‬‬

‫تصمي���م دراس���ة الجدوى وفق المنهاج المذكور في منش���ورات منظم���ة األمم المتحدة‬ ‫للتنمية الصناعية «كتيب اإلعداد لدراسات الجدوى الصناعية»‪ ،‬حيث تقسم هذه الدراسات بشكل عام إلى‬ ‫ثالث مراحل (ما قبل دراس���ات الجدوى‪ ،‬ودراس���ة الجدوى‪ ،‬والمالحق)‪ ((1(.‬وهي ال تختلف عن أي دراس���ة‬ ‫للجدوى الصناعية‪ ،‬وتتطلب الدراسة المقترحة ما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬‬

‫بحوث مكثفة وتقييم لنظام الرعاية الصحية القائم في س���ورية كما هو اآلن لكش���ف نواحي قوته‬ ‫وضعفه‪.‬‬

‫‪ -2‬‬

‫تخطيط مكثف وتفصيل ألية برامج مقترحة إلعادة الهيكلة‪.‬‬

‫‪ -3‬‬

‫تقيي���م الجدوى االقتصادي���ة‪ :‬المصادر الالزمة للنه���وض بالتغيير المقترح (تكلف���ة التطوير وتكلفة‬ ‫التشغيل الستكمال التغيير المقترح)‪.‬‬

‫‪ -4‬‬

‫جدوى السياس���ة‪ :‬لدراسة الحاجة إلى سياسات جديدة أو تعديل السياسات القائمة لتحقيق التغيير‬ ‫المقترح‪.‬‬

‫‪ -5‬‬

‫جدوى الموارد البشرية‪ :‬دراسة متطلبات الموارد البشرية الالزمة للنجاح في تحقيق التغيير المقترح‪.‬‬

‫‪ -6‬‬

‫ج���دوى الوق���ت‪ :‬وتعني كم من الوقت سيس���تغرق اإلصالح أو إعادة الهيكل���ة المقترحة كي تتطور‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫طويال كي‬ ‫وقتا‬ ‫وتدخل مرحلة العمل‪ ،‬في العادة تتعرض للفش���ل معظم المشاريع التي تستغرق‬ ‫تكتمل وتصبح نافعة وعاملة‪.‬‬

‫‪ -7‬‬

‫احتماالت النجاح‪ :‬تجيب على تساؤالت عما إذا كان النظام الجديد سيحل المشاكل التي تم التعرف‬ ‫عليها ويحسن جودة الرعاية الصحية في أي بلد كما تبين مؤشرات الرعاية الصحية لمنظمة الصحة‬ ‫العالمية‪.‬‬

‫(‪ ((1‬منظمة األمم المتحدة للتنمية الصناعية ‪http://www.unidoitpo.org.cn/EnAboutus.asp?id=3‬‬

‫دراسات المرحلة االنتقالية‬

‫‪33‬‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫‪ )14‬الخالصة‬

‫إلصالح الرعاية الصحية وسن سياسة صحية جديدة للرعاية الصحية في سورية أهمية بالغة ليس لتحسين‬ ‫ً‬ ‫أيضا بسبب مساهمة‬ ‫الصحة البدنية والعقلية للشعب السوري وتحسين اإلحساس بالرفاهية وحسب‪ ،‬بل‬ ‫قطاع الرعاية الصحية الكبيرة في صحة االقتصاد وتنافسيته‪.‬‬ ‫وهن���اك العدي���د من العيوب والعقب���ات التي يجب التعرف عليه���ا ومعالجتها وحلها لتحقي���ق نظام الرعاية‬ ‫الصحية ونوعية الصحة التي تنال قبول الشعب والحكومة‪ .‬وبإدراك جميع التحديات يمكن للمرء أن يستنتج‬ ‫بأن صحة ومس���تقبل الدولة الس���ورية والشعب السوري ليست فقط في أيدي الحكومة السورية بل في‬ ‫ً‬ ‫جميعا يتحملون المسؤولية‪.‬‬ ‫يد الجامعات والعلماء والقطاع الخاص والشعب السوري نفسه‪ ،‬فهؤالء‬

‫‪34‬‬

‫مركز التواصل واألبحاث االستراتيجية‬


‫سياسة الرعاية الصحية في سورية المستقبل‬

‫المراجع‬

‫‪ -1‬دين تي‪ .‬جاميس���ون‪ ،‬جويل جي‪ .‬بريمان‪ ،‬أنتوني أر‪.‬‬ ‫مياش���ام‪ ،‬جورج ألين‪ ،‬ماريام كاليس���ون‪ ،‬دافيد بي‪.‬‬ ‫إيفان���ز‪ ،‬برابه���ات جها‪ ،‬آن ميلز‪ ،‬فيليب موس���جروف‪،‬‬ ‫«أعم���دة النظام الصحي»‪« .2006 ،‬طبعة األولويات‬ ‫في مج���ال الصح���ة» ‪ .178 -155‬نيوي���ورك‪ :‬مطبعة‬ ‫جامع���ة أكس���فورد‪0-6260-8213-0-978/10.1596 .‬‬ ‫‪ /:DOI‬الفصل‪.7-‬‬ ‫‪ -2‬توصي���ات صندوق األمم المتحدة للس���كان المقدمة‬ ‫من المدير التنفيذي المساعد إلى حكومة الجمهورية‬ ‫العربية السورية (‪ DP/FPA/SYR/6) 15‬آب‪/‬أغسطس‬ ‫‪.2001‬‬ ‫‪ -3‬‬

‫معهد ليغاتوم‪ ،‬مؤشر ازدهار ليغاتوم للعام ‪.2011‬‬

‫‪ -9‬دائرة الصحة واإلحصاءات والمعلوماتية في منظمة‬ ‫الصح���ة العالمي���ة (‪ 13‬أيار‪/‬ماي���و ‪ .)2011‬إحص���اءات‬ ‫الصحة العالمية ‪ .2011‬جنيف‪.‬‬ ‫‪ -10‬سورية‪ ،‬بيانات البنك الدولي‪.‬‬ ‫‪ -11‬منظمة األم���م المتح���دة للتنمية الصناعي���ة ‪http://‬‬ ‫‪w w w. u n i d o i t p o . o r g . c n / E n A b o u t u s .‬‬ ‫‪asp?id=3‬‬ ‫‪ -12‬مس���اهمة الرعاي���ة الصحي���ة ف���ي االقتص���اد‪ ،‬مارك‬ ‫سوهركي‪ ،‬مارتن ماكي‪ 23 ،‬آب‪/‬أغسطس ‪.2005‬‬ ‫‪ -13‬وزارة الصحة والخدمات اإلنس���انية األميركية‪www. ،‬‬ ‫‪hhs.gov‬‬

‫‪ -4‬منظمة الصحة العالمية‪ ،‬البرامج والمشاريع‪ .‬منظمة‬ ‫تقيم أنظمة الصحة العالمية‪.‬‬ ‫الصحة العالمية ّ‬

‫‪ -14‬المجل���د ‪ 122:1‬ع���ن مع���دل األطب���اء ل���كل ف���رد‬ ‫)‪http://www.dartmouth.edu ،(I P per C‬‬

‫‪ -5‬منظم���ة الصحة العالمية‪ ،‬البرام���ج والتقارير‪« .‬مرصد‬ ‫الصحة العالمية»‪ ،‬إحصاءات الصحة العالمية‪.‬‬

‫‪ -15‬تكاليف ومنافع تكنولوجيا المعلومات الصحية معدة‬ ‫لحساب‪ :‬وكالة بحوث الرعاية الصحية والجودة – وزارة‬ ‫الصح���ة والخدمات اإلنس���انية األميركي���ة‪ 540 ،‬غيذر‬ ‫رود‪ ،‬روكفيل‪ ،‬ميريالند ‪.20850‬‬

‫‪ -6‬مصفوف���ة الش���بكة الصحية‪ ،‬اجتماع مجل���س اإلدارة‬ ‫الثام���ن‪ 24 -23 ،‬تموز‪/‬يولي���و‪ ،‬س���ياتل‪ ،‬واش���نطن‪،‬‬ ‫الواليات المتحدة األميركية‪.2007 /6 /8 ،‬‬ ‫‪« -7‬إجمال���ي النفقات الصحية كنس���بة مئوية من الناتج‬ ‫المحل���ي اإلجمال���ي ل���كل دول���ة»‪ ،‬منظم���ة الصح���ة‬ ‫العالمية‪ .‬مأخوذ من‪http://www.NationMaster. :‬‬ ‫_‪com/graph/hea_tot_exp_on_hea_as_of‬‬ ‫‪gdp-health-total-expenditure-gdp‬‬ ‫‪ -8‬منظم���ة التع���اون االقتص���ادي والتنمي���ة – القس���م‬ ‫الصح���ي (حزيران‪/‬يوني���و ‪« )2011‬بيان���ات منظم���ة‬ ‫التعاون االقتصادي الصحية»‪ .‬باريس‪.‬‬

‫دراسات المرحلة االنتقالية‬

‫‪ -16‬مرك���ز خدمات الرعاي���ة والمس���اعدة الصحية (‪، )CMS‬‬ ‫إجراءات المش���افي لمراجعة الحاالت المكتسبة في‬ ‫المشافي لبرنامج اإلبالغ عن الجودة داخل المشفى‬ ‫[‪.]https://www.qualitynet.org‬‬ ‫‪ -17‬مركز خدم���ات الرعاية والمس���اعدة الصحي���ة (‪،)CMS‬‬ ‫إجراءات مراجعة الجودة داخل المشافي لغايات تقرير‬ ‫دفع األجور‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫الدكتور صفوان قصاص‬ ‫أكم���ل الدكت���ور صفوان قص���اص ش���هادة الطب من كلي���ة الطب في‬ ‫جامع���ة دمش���ق وتدرب ف���ي الطب الداخل���ي‪ .‬م���ارس التخصص في‬ ‫ً‬ ‫عموما ف���ي الواليات المتح���دة األمريكية‪ .‬يمارس‬ ‫القلب والش���رايين‬ ‫ً‬ ‫حالي���ا مهنة المعالجة القلبية في معهد القل���ب واألوعية الدموية في‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مؤسس���ا‬ ‫ويعد‬ ‫والية ميتش���غان حيث يعمل‬ ‫مديرا لمختبر القس���طرة‪ُ .‬‬

‫ً‬ ‫ومدي���را لبرنامج العالج بالخاليا الجذعي���ة القلبية واألوعية الدموية في‬ ‫ميتش���غان باإلضافة إلى ممارس���ة في مجال البحوث الس���ريرية في‬ ‫القل���ب واألوعي���ة الدموية‪ .‬وهو خبي���ر في القطاع الصح���ي لدى مركز‬ ‫التواصل واألبحاث االستراتيجية‪.‬‬

‫مركز التواصل واألبحاث االستراتيجية‬ ‫‪www.strescom.org‬‬ ‫جميع الحقوق محفوظة‬ ‫لمركز التواصل واألبحاث االستراتيجية ‪© 2012‬‬



‫مركز التواصل واألبحاث االستراتيجية‬ ‫ً‬ ‫وأبحاثا تتمتع بمهنية عالية باإلضافة‬ ‫تم تأسيس مركز التواصل واألبحاث االستراتيجية في عام ‪ 2010‬ويقدم دراسات‬ ‫لكل من وس���ائل اإلع�ل�ام الغربية والعربية‪ ،‬الدوائر الحكومية‪ ،‬المؤسس���ات األكاديمية ومراكز‬ ‫إل���ى الخدمات اإلعالمية ٍ‬

‫األبح���اث‪ ،‬وذل���ك من خالل خدمة األخبار اآلنية ومنش���وراتنا من الدراس���ات واألبحاث‪ ،‬باإلضافة إل���ى التحليل والتعليق‬ ‫على أهم األخبار والمواضيع الراهنة‪ .‬وقد أصدر المركز مجموعة دراس���ات علمية للكش���ف عن أهم التحديات السياسية‬ ‫واالجتماعية واالقتصادية في سورية – الفقر‪ ،‬البطالة‪ ،‬االضطهاد السياسي واالجتماعي‪.‬‬ ‫إن معظ���م الدراس���ات الجيدة التي قدمت حول س���ورية تمت في الغ���رب‪ ،‬وبالرغم من قيمته���ا العالية وأهميتها في‬ ‫فهم المنطقة‪ ،‬وبالرغم من النقص الذي تعانيه منطقة الش���رق األوس���ط في أبحاث السياسة والمجتمع‪ ،‬إال أنه يجب‬ ‫عل���ى الباحثين المحليين المس���اهمة ف���ي ردم ثغرة المعلومات تلك‪ .‬إن الفهم العمي���ق لقضايا المنطقة يمكن بلوغه‬ ‫عندم���ا تت���م المزاوج���ة بين فكر ومناهج البحث الغربية مع المعرفة المس���تقاة من أرض الواق���ع والمعلومات التي يتم‬

‫ً‬ ‫ميدانيا‪ ،‬لذا فإن مركز التواصل واألبحاث االس���تراتيجية ينخرط مع باحثين وأكاديميين سوريين وغربيين للوصول‬ ‫جمعها‬ ‫إلى هذه النتيجة‪ .‬إن البيانات السياس���ية واالقتصادية واالجتماعية باإلضافة إلى الدراس���ات االس���تراتيجية‪ ،‬س���تكون‬ ‫متوفرة لصناع القرار والمراسلين والصحفيين واألكاديميين المهتمين بالقضايا السورية‪ ،‬كما أن باحثي مركز التواصل‬

‫ً‬ ‫أيضا بتحليل ودراس���ة ه���ذه البيانات وإصدار تقارير وأبحاث ف���ي القضايا المحلية‪،‬‬ ‫واألبحاث االس���تراتيجية س���يقومون‬ ‫والمتأثرين بها‪ .‬إن دراسات مركز‬ ‫وسيتم عرض هذه الدراسات على العامة باإلضافة إلى صناع القرار وكل من المؤثرين ُ‬

‫التواصل واألبحاث االستراتيجية ستعمل على الوصول إلى فهم أعمق وأفضل للنسيج االجتماعي واالقتصادي في‬ ‫س���ورية في محاولة لرفع الوعي حول كل ما يؤثر على حياة الجميع في س���ورية‪ ،‬إن هدفنا هو الس���عي للوصول إلى‬

‫ً‬ ‫اطالعا‪ ،‬والتأثير على صناع القرار عن طريق وضع هذه المعلومات في متناول وسائل اإلعالم المختلفة‪.‬‬ ‫مجتمع أكثر‬

‫برنامج أبحاث سياسات المرحلة االنتقالية‬ ‫ف���ي ض���وء التغي���رات والتحديات الراهنة في س���ورية‪ ،‬فقد أطل���ق المركز برنامج دراس���ات وبحوث المرحل���ة االنتقالية‬ ‫تتضمن مقترحات حول السياسة العامة من خالل إعادة النظر في القضايا المترابطة في ضوء نظريات وبحوث التحول‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫أساس���يا للحكومة االنتقالية ونش���طاء المجتمع المدني‪ .‬وس���وف يعقد‬ ‫مرجعا‬ ‫الديمقراطي‪ .‬ويهدف البرنامج أن يكون‬ ‫المرك���ز لق���اءات مع أهم الخبراء ذوي الصلة المباش���رة مع المجتمع الس���وري من أجل صياغة مقترحات في السياس���ات‬ ‫العامة ورس���م اس���تراتيجيات للتنفيذ تكون بمثابة منبر للحوار حول المناهج المختلفة‪ ،‬ومن َثم نش���ر البحوث التي تضع‬

‫الخطط في مرحلة انتقال الس���لطة الوش���يك إلى ما بعد بش���ار األس���د‪ .‬وس���تركز البحوث على المحاور التالية‪ :‬س���يادة‬ ‫القانون‪ ،‬والمصالحة الوطنية والعدالة االنتقالية‪ ،‬والقوات المسلحة واألجهزة األمنية‪ ،‬والتنمية االقتصادية‪ ،‬والتنمية‬ ‫السياس���ية والتوعي���ة المدنية‪ ،‬والسياس���ة الخارجية‪ ،‬وإصالح قطاع الطاق���ة‪ ،‬وإصالح النظام الصح���ي‪ ،‬وإصالح نظام‬ ‫التعليم‪ ،‬والسياسة المائية والزراعية‪ ،‬والسياسات البيئية‪ ،‬وقطاع السياحة‪.‬‬

‫‪Strategic Research & Communication Centre‬‬ ‫‪90 Hatton Garden, Holborn, London EC1N 8PN, United Kingdom‬‬ ‫الموقع اإللكتروني‪www.strescom.org :‬‬ ‫البريد اإللكتروني‪info@strescom.org :‬‬ ‫الهاتف‪+442030868989 :‬‬ ‫جميع الحقوق محفوظة لمركز التواصل واألبحاث االستراتيجية ‪© 2012‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.