june 2011

Page 20

‫لقد �أثار ما ن�شر م�ؤخرا في بع�ض و�سائل الإعالم من‬ ‫تحذيرات عن مخاطر بع�ض المنتجات المطروحة في‬ ‫الأ�سواق وعدم مطابقتها للموا�صفات الفنية مخاوف‬ ‫العديد منا‪ ،‬خا�صة و�أن معظم هذه المنتجات المحذر‬ ‫منها تنح�صر في م�ستح�ضرات التجميل التي ت�ستخدمها‬ ‫الن�ساء ب�شكل يومي‪ ،‬وتحديدا التي تعنى بتفتيح الب�شرة‬ ‫فمثل هذه الكريمات متوافرة وبكثرة بجميع ال�صيدليات‬ ‫والمحال التجارية وت�صرف لمن يطلبها دون �شهادة‬ ‫طبية الأمر الذي ا�ستغلته ال�شركات الم�صنعة لتلك‬ ‫الم�ستح�ضرات و�أجبرت الن�ساء من خالل الإعالنات على‬ ‫�شراء منتجاتهم التي تحقق نتائج باهرة في �أ�سابيع‬ ‫محدودة‪ ،‬الغريب في الأمر �أن هذه ال�شركات ت ّدعي‬ ‫�أن م�ستح�ضراتها م�صنعة من مواد طبيعية وب�أحدث‬ ‫التقنيات و�أنها �آمنه جدا‪.‬‬ ‫وهو ما دعى البع�ض �إلى الت�سا�ؤل كيف لم�ستح�ضرات‬ ‫رخي�صة الثمن �أن تحقق نتائج باهرة في فترة زمنية‬ ‫ق�صيرة دون �أن يكون لها �أي عواقب �سلبية‪ ،‬لكن‬ ‫مع ظهور حاالت الإ�صابة بال�سرطانات والأمرا�ض‬ ‫الجلدية المزمنة بد�أت ال�صورة تت�ضح للجميع‪ .‬فقد‬ ‫�أ�شارت الأبحاث والتحاليل المخبرية التي �أجريت على‬ ‫كريمات التفتيح �أنها تحتوي على مادتي الكروميوم‬ ‫والنيوديميوم علما ب�أن هاتين المادتين ممنوعتان‬ ‫دوليا من اال�ستخدام الجلدي �أو بمعنى �آخر غير م�صرح‬ ‫با�ستعمالهما لأي مواد ت�ستخدم للجلد‪ ،‬فااللكروميوم‬ ‫يعد م�سببا رئي�سيا لل�سرطان ويمكن �أن ي�ؤدي للإ�صابة‬ ‫بالأكزيما‪� ،‬أما مادة النيوديميوم التي ت�ستخدم في‬ ‫�صناعة المغناطي�س فيمكن �أن ت�سبب تهيجا في العين‬ ‫والب�شرة ي�ؤدي �إلى العمى‪ .‬لي�س هذا وح�سب بل اكت�شف‬ ‫�أن تلك المواد تحتوي على مادة الزئبق بن�سبة عالية‬ ‫جدا فكما هو معروف لدى الدوائر الطبية �أن الهيئة‬ ‫العالمية لل�سالمة ال�صحية حددت الن�سبة الم�سموح بها‬ ‫لتلك المادة‪-‬الزئبق‪ -‬ب�أال تزيد عن ‪ 3‬مايكرو جرام ‪/‬‬ ‫بالجرام ولكن وجد �أن ن�سبة الزئبق في هذه الكريمات‬ ‫المجهولة الهوية ت�صل وتتراوح من ‪� 5000‬إلى ‪16000‬‬ ‫مايكرو جرام‪ /‬جم �أي يزيد على الن�سب الم�سموح بها‬ ‫ب�آالف المرات‪ .‬هذه الن�سب العالية من الزئبق عندما‬ ‫يتعر�ض لها الن�ساء والرجال �أو الأطفال وحتى الأجنة‬ ‫�أثناء الحمل ي�ؤدي �إلى �أ�ضرار خطيرة منها الف�شل‬ ‫الكلوي الحاد‪ ،‬ف�شل وظائف الكبد و �إ�صابة مركز الجهاز‬ ‫الع�صبي �إ�صابة عنيفة حادة‪ .‬كذلك ي�ؤدي �إلى فقر الدم‬ ‫( الأنيميا ) بالإ�ضافة �إلى �إن عن�صر الزئبق يعتبر من‬ ‫المعادن الثقيلة الم�ستعملة في الم�صانع وخا�صة في‬ ‫المكونات الكهربائية وكذلك في عيادات الأ�سنان قد‬ ‫ي�ستعمل بع�ض هذه الكريمات لإزالة الندبات والبقع‬ ‫في الوجه ولأن هذه الكريمات تحوي ن�سبة عالية من‬ ‫الزئبق فيتحول اللون لهذه الندبات والبقع ال�سوداء‬ ‫�إلى بي�ضاء م�شابهة لبقع البهاق المر�ضية‪ .‬ولكن بعد‬ ‫�أن يمت�ص الجلد الزئبق يتحول �إلى كلوريد الزئبق‬ ‫لي�ستقر في الكبد �أو الكلى لي�ؤدي �إلى الف�شل الكلوي‪،‬‬ ‫كما �أنه ي�صل �إلى الجنين �أثناء الحمل �أو ي�صل �إلى‬ ‫الطفل الر�ضيع عن طريق حليب الأم‪ .‬ولكن لماذا تقبل‬ ‫الفتيات والن�ساء على ا�ستخدام م�ستح�ضرات التجميل‬ ‫وبكثرة؟ �س�ؤال طرحناه على خبيرة التجميل هاله‬ ‫�سعودي ف�أجابت‪ :‬الب�شر بطبيعتهم يميلون �إلى التغيير‬

‫وب�شكل خا�ص الن�ساء فالمر�أة بحاجة دائمة �إلى التغيير‬ ‫من مظهرها �شريطة �أن يكون هذا التغيير �إلى الأف�ضل‪،‬‬ ‫�إال �أن اللب�س الذي يحدث عند كثير من الفتيات هو عدم‬ ‫�إدراكهن الوقت المنا�سب الذي تكون فيه ب�شرتهن م�ؤهلة‬ ‫لو�ضع الماكياج‪.‬‬ ‫فالماكياج ب�شكل عام م�ستح�ضر كيميائي و�إذا لم‬ ‫ي�ستخدم بحذر وبطريقة �صحيحة �سيتلف خاليا الب�شرة‪،‬‬ ‫لهذا يجب �أن تعلم كل الفتيات �أن ال�سن المنا�سب لو�ضع‬ ‫الماكياج هو ما بعد ‪� 18‬سنة‪ ،‬ولكن قبل هذا ال�سن ال ب�أ�س‬ ‫من و�ضع �أحمر ال�شفاه فقط لأن ب�شرة الفتاة قبل هذا‬ ‫ال�سن تكون غير م�ؤهلة ال�ستقبال �أية مواد كيميائية‬ ‫مهما كان نوعها �أو تركيبتها‪.‬‬ ‫هناك نقطة �أخيرة �أحب �أن �أ�شير �إليها وهي كريمات‬ ‫التفتيح التي �أ�صبحت الآن منت�شرة وب�شكل كبير فمثل‬ ‫هذه الكريمات �إن لم تكن معروفة الم�صدر وموثوق‬ ‫تماما في �سالمة مكوناتها ال يجب على المر�أة �أن‬ ‫ت�ستخدمها‪ ،‬فحتى الجرعات التي ت�أخذها الن�ساء يجب‬ ‫�أن تكون تحت �إ�شراف �أخ�صائيين فهي في النهاية‬ ‫مركبات كيميائية الإكثار منها ي�سبب �ضررا و�إتالفا‬ ‫للب�شرة‪� .‬إن الخطر الذي تخفيه تلك المنتجات ال يمكننا‬ ‫منعه خا�صة في ظل ال�سوق المفتوحة واتفاقية التجارة‬ ‫الحرة التي وقعت عليها ال�سلطنة م�ؤخرا‪ .‬هذا ما �أكده �أحد‬ ‫المخت�صين في دائرة الرقابة ال�صحية بوزارة البلديات‬ ‫الإقليمية وموارد المياه حين قال‪� :‬سوق ال�سلطنة يعد‬ ‫�سوق مفتوحة حاله كحال العديد من الدول العربية التي‬ ‫وقعت على اتفاقية التجارة المفتوحة والتي وللأ�سف‬ ‫جعلتنا معر�ضين ل�سلع ال نعرف عنها الكثير الأمر الذي‬ ‫يلقي على عاتقنا م�س�ؤولية مراقبة وتحليل تلك المواد‬ ‫للت�أكد من �سالمتها ومطابقتها للموا�صفات‪ ،‬وذلك من‬ ‫خالل لجان التفتي�ش التي تقوم وب�شكل دوري بتفتي�ش‬ ‫المحال والمتاجر للت�أكد من �سالمة المنتجات وخلوها‬ ‫من �أي مواد �ضارة و�إر�سال عينات من ال�سلع الم�شكوك‬ ‫في موا�صفاتها �إلى مختبرات الوزارة المنت�شرة في‬ ‫واليات ال�سلطنة‪.‬‬ ‫�أي�ضا هناك تن�سيق قائم بيننا وبين غرفة التجارة‬ ‫وال�صناعة وبين وزارة ال�صحة فكال الهيئتين ير�سلون‬ ‫لنا العديد من التقارير عن المنتجات غير مطابقة‬ ‫للموا�صفات وبالتالي نقوم بم�صادرتها و�سحبها من‬ ‫ال�سوق ون�شر تعميم يحذر النا�س من ا�ستخدامها فمثال‬ ‫قامت المديرية العامة لل�صيدلة والرقابة الدوائية‬ ‫بوزارة ال�صحة م�ؤخرا ب�إر�سال خطابا ر�سميا لنا حول‬ ‫منتج ‪ liviro3‬من �إنتاج �شركة ‪ ebek‬والذي ي�ستخدم‬ ‫كمغذي ومقوي عام ويباع في مختلف ال�صيدليات‬ ‫والمحال التجارية حيث �أكدت التحاليل �أن هذا المنتج‬ ‫يحتوي على مادة ‪ Tadalafil‬والتي لها ت�أثيرات‬ ‫وم�ضاعفات خطيرة على م�ستخدميها لهذا تم وقف‬ ‫العمل على ا�ستيراد هذا المنتج من م�صدره ويتم حاليا‬ ‫�سحبه من جميع ال�صيدليات والمحال التجارية‪.‬‬ ‫وفي النهاية �أتمنى من المواطنات الالتي يحدث لهن �أي‬ ‫�ضرر من �أي منتج موجود في ال�سوق يت�صلوا بنا على‬ ‫الرقم ال�ساخن بالوزارة والموجود في دليل التليفونات‬ ‫ليخبرونا عن هذا المنتج‪ ،‬فات�صال الجمهور يعد من‬ ‫الم�صادر الهامة التي نعتمد عليها في ر�صد المنتجات‬ ‫ال�ضارة‪.‬‬

‫مايو ‪ 2011‬الـرؤيـا ‪19‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.