Sawtul Hind issue No 499 2016

Page 1

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪(۲۰۱٦/۳) - ٤۹۹‬‬

‫)‪Issue No. 499 - (3/ 2016‬‬

‫اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺿﻮء‬ ‫زﻳﺎرة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﻴﺴﻲ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ‬


‫رسالة سفير جمهورية الهند‬ ‫القراء األعزاء‪،‬‬ ‫يُسعدني أن أقدم لكم هذا العدد الخاص من مجلة “صوت الهند‟ في وقت تشهد فيه العالقات الهندية‪-‬المصرية‬ ‫زخما جديدا بعد الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الهند‪ ،‬األمر الذي ساهم في‬ ‫إرساء ما يمكن أن نُطلق عليه شراكة جديدة في العصر الحديث بين البلدين‪.‬‬ ‫لقد رصدنا من خالل هذا العدد أبرز نتائج هذه الزيارة التاريخية التي التقى خاللها الرئيس السيسي مع كل‬ ‫من الرئيس موكيرجي‪ ،‬ونائب الرئيس أنصاري‪ ،‬ورئيس الوزراء مودي ووزيرة الشؤون الخارجية السيدة‪/‬‬ ‫سوشما سواراج‪ .‬وتخلل الزيارة تنظيم حفل استقبال للترحيب بالرئيس السيسي في القصر الرئاسي الهندي‪،‬‬ ‫وقام الرئيس السيسي بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري للمهاتما غاندي الذي يُعد رمزا لعمق‬ ‫التواصل الحضاري بين بلدينا‪ .‬وقد عكست االجتماعات المكثفة التي عقدها الرئيس السيسي مع مجتمع رجال‬ ‫األعمال في الهند رغبة الجانبين في تعزيز التعاون االقتصادي من خالل زيادة حجم التجارة واالستثمار‪ .‬وقام بعض كبار المحللين الصحفيين‬ ‫الهنود والمصريين بكتابة عدد كبير من المقاالت تناولوا فيه بشكل مفصل جدول أعمال ذلك اللقاء‪.‬‬ ‫إن هناك العديد من القواسم المشتركة التي تجمع بين أبناء الهند ومصر‪ ،‬من بينها الشبه الكبير في مالمح الوجه لدرجة أن الناس في الهند‬

‫ﺩﻟﻬﻲ‬

‫ومصر يخطئون بعضهم البعض ويظنون اآلخر من أبناء نفس البلد! ويشكل هذا القاسم المشترك رابطة عاطفية قوية توثقت على مر الزمن‬ ‫من خالل التبادالت الثقافية بين الجانبين‪ .‬وحرصنا في هذا العدد على أن نقدم لكم مقاالت لمجموعة من صناع الرأي والفنانين والمهتمين‬ ‫بالثقافة ليوضحوا كيف تأثر أبناء الهند ومصر ببعضهم البعض من خالل الوسائط الثقافية المختلفة مثل‪:‬األفالم والبرامج التلفزيونية‪ ،‬ووسائل‬ ‫التواصل االجتماعي‪ ،‬وأفالم السينما الهندية (بوليوود) والتصميمات واألزياء والفن‪.‬‬ ‫ويُسعدنا أن مركز موالنا أزاد الثقافي الهندي بالقاهرة‪ -‬الجناح الثقافي للسفارة الهندية‪ -‬قد دشن مبادرتين لدعم التواصل الثقافي بين البلدين‪،‬‬ ‫وهما نادي السينما وندوات المائدة المستديرة‪ ،‬واللذين أصبح لهما بالفعل قاعدة كبيرة من المتابعين والمعجبين‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وسعدت كثيرا في ذلك اليوم‬ ‫وقد احتفلت الهند خالل عيد االستقالل الذي حل يوم ‪ 15‬أغسطس الماضي بمرور سبعين عاما على استقاللها‪.‬‬ ‫وأنا أرحب ليس فقط بأعضاء الجالية الهندية في مصر‪ ،‬ولكن أيضا بالعديد من األصدقاء المصريين أثناء االحتفال بهذا الحدث من خالل‬ ‫مراسم رفع العلم الهندي في مقر إقامتي بالقاهرة‪ .‬وإننا نحرص دوما على أن نتبادل مع أصدقائنا في مصر كل ما لدينا من أشكال الثقافة‬ ‫والتراث والتكنولوجيا والمهارات وحتى ما نمتلك من قيم وفلسفة‪.‬‬ ‫وإننا نتطلع دوما لتلقي تعليقاتكم واقتراحاتكم وأرائكم حول كل ما نقدمه على صفحات المجلة‪ .‬ونتمنى أن تستمتعوا بقراءة ما نقدمه لكم من‬ ‫مقاالت‪ ،‬وأن تستشعروا من خاللها بدفء التواصل مع الهند‪.‬‬

‫السفير‪ /‬سانجاي باتاتشاريا‬

‫‪3‬‬


‫في هذا العدد ‪(2016/3) 499‬‬ ‫‪3‬‬

‫رسالة سفير الهند‪.............................................................................‬‬

‫‪4‬‬

‫قائمة المحتويات ‪.............................................................................‬‬

‫‪6‬‬

‫البيان الهندي‪-‬المصري المشترك أثناء زيارة الرئيس‬ ‫المصري للهند‪......................................................................................‬‬

‫‪12‬‬

‫كلمة رئيس الهند خالل مأدبة العشاء التي أقيمت‬ ‫على شرف الرئيس السيسي‪.........................................................‬‬

‫مجلة ثقافية رسالتها تنمية الروابط‬ ‫بين الهند والعالم العربي‬

‫‪13‬‬

‫كلمة الرئيس السيسي خالل المأدبة‪......................................‬‬

‫تصدر عن سفارة الهند بالقاهرة‬

‫‪14‬‬

‫تصريحات رئيس الوزراء الهندي لإلعالم‪..................................‬‬

‫‪16‬‬

‫العالقات الهندية‪-‬المصرية في ضوء زي��ارة الرئيس‬ ‫السيسي للهند‪....................................................................................‬‬

‫مدير التحرير‬ ‫منى عبد الكريم‬

‫بقلم السفير ‪ :‬كانوال سيبال‬

‫‪18‬‬

‫لم شمل األصدقاء‪............................................................................‬‬ ‫بقلم ‪ :‬سي‪ .‬راجا موهان (ذي إنديان إكسبريس)‬

‫‪20‬‬

‫ترجمة‬ ‫محمـــــــد حـامــــــــد‬ ‫مدحـت رمسيس‬ ‫خـــالـــــــد نـــاجــــــي‬

‫الهند نموذجا‪.......................................................................................‬‬ ‫بقلم ‪ :‬د‪.‬مصطفى الفقي‬

‫‪22‬‬

‫دروس من تاريخ العالقات الهندية‪-‬المصرية‪......................‬‬ ‫المدير الفني‬

‫بقلم ‪ :‬جمال نكروما‬

‫‪26‬‬

‫االحتفال بعيد استقالل الهند (تصوير ‪ :‬أنجس بلير)‪..........‬‬

‫‪28‬‬

‫مشاركة الهند في قمة مجموعة العشرين‪.....................‬‬

‫‪30‬‬

‫العالقات االقتصادية بين مصر والهند‪...................................‬‬

‫دالـيـــــــــا الـعـــــــزب‬

‫طباعة ‪ I.P.H‬المنطقة الحرة‬

‫بقلم ‪ :‬د‪ .‬آسر سالمة‬

‫‪32‬‬

‫رحلة إلى الهند‪.....................................................................................‬‬ ‫بقلم ‪ :‬آتي متولي‬

‫عنوان المجلة‬

‫‪34‬‬

‫محمد عبلة يستلهم روح الهند في أعماله‪........................‬‬

‫‪ 5‬شارع عزيز أباظة بالزمالك‬

‫‪36‬‬

‫مجوهرات عزة فهمي بلمسة هندية‪....................................‬‬

‫ت ‪27363051 – 27360052 :‬‬

‫‪38‬‬

‫صناعة الترفيه تمد جسور التواصل بين الشباب المصري‬ ‫والهند‪......................................................................................................‬‬

‫‪44‬‬

‫من مفكرة سائحة مصرية في الهند‪...................................‬‬

‫للحصول على المجلة أو لالشتراك بها‬ ‫يرجى االتصال بالمجلة على العنوان‬ ‫وأرقام التليفونات الموضحة أعاله‬

‫بقلم ‪ :‬إسراء الصيفي‬

‫‪47‬‬

‫أنا واليوجا ‪ :‬عالقة رابحة على كافة المستويات‪................‬‬ ‫بقلم ‪ :‬أميرة فهمي‬

‫‪48‬‬

‫من أنشطة السفارة الهندية‪......................................................‬‬

‫اآلن يمكن متابعة أخبار سفارة الهند من خالل موقعنا على الفيس بوك‬

‫)‪(India in Egypt‬‬

‫كما يمكن اإلطالع على مجلة صوت الهند من خالل صفحتنا على الفيس بوك‬ ‫مجلة صوت الهند (‪)Sawtul Hind Magazine‬‬ ‫سفارة الهند على تويتر‬ ‫‪@indembcairo‬‬

‫اآلراء التي تتضمنها المقاالت تعبر عن وجهة نظر كاتبها وال تعكس‬ ‫بالضرورة وجهة نظر حكومة الهند‬

‫‪4‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪499‬‬

‫شاهدوا قناتنا على اليوتيوب‬ ‫)‪(IndianEmbassyCairo‬‬

‫موقعنا على شبكة االنترنت‬

‫‪www.indembcairo.com‬‬

‫‪5‬‬


‫البيان الهندي‪-‬المصري المشترك‬ ‫أثناء زيارة الرئيـس المصري للهند‬

‫سبتمبر ‪2016‬‬

‫بناء على دعوة رئيس جمهورية الهند السيد براناب موكيرجي‪ ،‬قام سيادة رئيس جمهورية‬ ‫مصر العربية السيد عبد الفتاح السيسي بزيارة رسمية إلى الهند في الفترة من ‪ 1‬سبتمبر حتى‬ ‫‪ 3‬سبتمبر ‪ .2016‬وقد تم استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي استقباال رسميا في ساحة القصر‬ ‫الرئاسي‪ .‬ثم قام الرئيس السيسي بزيارة قبر المهاتما غاندي‪ ،‬أبو األمة الهندية‪ ،‬وقام بوضع‬ ‫باقة من الزهور على النصب التذكاري بالضريح‪ .‬وكان في صحبة الرئيس المصري وفد رفيع‬ ‫المستوى يضم وزير الخارجية المصري السيد سامح شكري‪ ،‬ووزير التجارة والصناعة السيد‬ ‫طارق قابيل‪ ،‬ووزير المالية السيد عمرو الجارحي وكبار المسؤولين ووفد من رجال األعمال‪.‬‬ ‫وفي أثناء الزيارة قام رئيس الهند السيد براناب‬ ‫موكيرجي بعقد اجتماع مع الرئيس المصري‬ ‫عبد الفتاح السيسي كما أقام مأدبة عشاء على‬ ‫شرفه‪ .‬وعقد السيد محمد حامد أنصاري‪ ،‬نائب‬ ‫رئيس الهند اجتماعا ً مع الرئيس عبد الفتاح‬ ‫السيسي وناقشا القضايا ذات االهتمام المشترك‪.‬‬ ‫وق��ام سعادة رئيس ال���وزراء الهندي السيد‬ ‫ناريندرا مودي بعقد اجتماع ثنائي ومباحثات‬ ‫مكثفة على مستوى الوفود مع الرئيس عبد‬

‫‪6‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪499‬‬

‫الفتاح السيسي كما أقام مأدبة غداء على شرف‬ ‫الرئيس المصري‪ .‬وقامت سعادة وزيرة الشؤون‬ ‫الخارجية الهندية السيدة سوشما سواراج بعقد‬ ‫لقاء مع الرئيس السيسي و َذ َّكرته بلقائهما في‬ ‫القاهرة خالل العام الماضي‪.‬‬ ‫وقام الرئيس السيسي بحضور منتدى لرجال‬ ‫األعمال وألقى كلمة به ودعا رجال األعمال‬ ‫الهنود إلى التعرف على فرص إقامة األعمال‬ ‫الجديدة والناشئة في مصر‪.‬‬

‫وفي أثناء الزيارة‪ ،‬قام رئيس الوزراء مودي‬ ‫والرئيس السيسي‪ ،‬بعقد مباحثات مكثفة‬ ‫تطرقت لكافة جوانب العالقات الثنائية‪ .‬وهنأ‬ ‫رئيس الوزراء مودي الرئيس السيسي على‬ ‫إجراء االنتخابات البرلمانية في مصر في‬ ‫يناير ‪ ،2016‬والتي استكملت بنجاح عملية‬ ‫التحول السياسي التي وردت في خارطة‬ ‫الطريق التي تبناها الشعب المصري في عام‬ ‫‪ .2013‬وعبر رئيس ال��وزراء م��ودي عن‬

‫دعمه للتحول الديمقراطي في مصر‪.‬‬ ‫وذ َّك��ر الزعيمان بلقاءيهما السابقين في‬ ‫نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية‬ ‫العامة لألمم المتحدة في سبتمبر ‪،2015‬‬ ‫وفي نيودلهي على هامش قمة منتدى الهند‬ ‫ أفريقيا في أكتوبر ‪ .2015‬وعبر رئيس‬‫ال��وزراء مودي عن شكره للرئيس السيسي‬ ‫على المشاركة في القمة الثالثة لمنتدى الهند‬ ‫ أفريقيا بناء على دعوته‪ .‬وقد عبر الزعيمان‬‫عن تقديرهما للتعاون المتميز بين الجانبين‬ ‫على المستوى الثنائي وفي المنتديات المتعددة‬ ‫األطراف‪.‬‬ ‫وقد قرر الزعيمان تكثيف العالقات الثنائية‬ ‫بناء على ث�لاث دعائم تتمثل في التعاون‬ ‫السياسي واألمني واالقتصادي الوثيق إلى‬ ‫جانب التعاون العلمي والتواصل الشعبي‬ ‫والثقافي على نطاق واسع‪.‬‬

‫التعاون السياسي واألمني‬ ‫عبر الزعيمان عن ارتياحهما للتعاون الثنائي‬ ‫خالل السنوات األخيرة واتفقا على االستمرار‬ ‫في التواصل بانتظام على مستوى القيادتين‬ ‫السياسيتين وعلى مستوى المسؤولين‪ .‬وأشار‬ ‫الزعيمان بارتياح إلى تبادل الزيارات رفيعة‬ ‫المستوى والتفاعل خالل العامين الماضيين‬ ‫والتي تضمنت زيارة سعادة وزيرة الشئون‬ ‫الخارجية الهندية السيدة‪ /‬سوشما سواراج إلى‬ ‫مصر في أغسطس ‪ ،2015‬وزي��ارة وزير‬ ‫البيئة والغابات والتغيرات المناخية السيد ‪/‬‬ ‫براكاش جافيدكار لمصر في مارس ‪،2015‬‬ ‫وزيارة وزير النقل البري والطرق السريعة‬ ‫والشحن السيد‪ /‬نيتين جادكاري لمصر في‬ ‫أغسطس ‪ ،2015‬وزيارة المبعوث الخاص‬ ‫لرئيس الوزراء الهندي السيد‪ /‬مختار عباس‬ ‫ناقفي لمصر في يوليو ‪ 2015‬وفي نوفمبر‬ ‫‪ ،2015‬وزيارة السيد‪ /‬محفوظ صابر وزير‬ ‫العدل المصري للهند في ديسمبر ‪،2014‬‬

‫وزيارة الدكتورة‪ /‬فايزة أبو النجا مستشارة‬ ‫األمن القومي المصري للهند في ديسمبر‬ ‫‪ ،2015‬وزي��ارة فضيلة مفتي جمهورية‬ ‫مصر العربية السيد‪ /‬شوقي عالم للهند في‬ ‫مارس ‪ ،2016‬ثم زيارة سيادة الرئيس عبد‬ ‫الفتاح السيسي للهند للمشاركة في القمة‬ ‫الثالثة لمنتدى الهند وأفريقيا في أكتوبر‬ ‫‪ ،2015‬وه��ي زي���ارات أدت إل��ى تعزيز‬ ‫العالقات الثنائية‪ .‬كما اتفق الزعيمان على‬ ‫تكثيف الحوارات والمشاورات السياسية في‬ ‫اللجنة المشتركة والمشاورات على مستوى‬ ‫وزراء الخارجية من أجل دفع العالقات إلى‬ ‫آفاق جديدة‪.‬‬ ‫واتفق الزعيمان على أن الهند ومصر يتمتعان‬ ‫بعالقات تاريخية قوية أسهمت في نشر‬ ‫السالم والتنمية في منطقتيهما وفي المناطق‬ ‫المجاورة‪ .‬وأكد رئيس الوزراء مودي على‬ ‫الدور الهام الذي تلعبه مصر في إرساء السالم‬ ‫واالستقرار في المنطقة‪.‬‬ ‫ورح��ب الزعيمان بالحوارات التي جرت‬ ‫م��ؤخ��را ح��ول التعاون األم��ن��ي ومكافحة‬ ‫اإلره���اب على مستوى مستشاري األمن‬ ‫القومي‪ ،‬ورحبا بالتوصل إلى مذكرة تفاهم‬ ‫للتعاون بين مجلسي األمن القومي في البلدين‪.‬‬ ‫كما أش��ارا بارتياح إلى اجتماع مجموعة‬ ‫العمل المشتركة بشأن مكافحة اإلرهاب في‬ ‫يناير ‪ 2016‬من أجل القيام بجهود مشتركة‬ ‫لمكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫كما عبر الزعيمان بارتياح عن وجود‬ ‫تعاون دفاعي يتم من خالل زيارات منتظمة‪.‬‬ ‫ورحبا باالجتماعات التي عقدت مؤخرا للجنة‬ ‫الدفاع المشتركة وبزيارة وفد معرض الدفاع‬ ‫‪ ،2016‬بوصفها خطوات تسعي إلى تعميق‬ ‫العالقات الدفاعية والتوسع فيها من خالل‬ ‫القيام بزيارات رفيعة المستوى والتدريب‬ ‫والمناورات وتسهيالت العبور والتعاون في‬ ‫مجال المعدات‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫وعبر رئيس ال���وزراء م��ودي عن امتنانه‬ ‫للرئيس السيسي ولحكومة جمهورية مصر‬ ‫العربية على ترحيل ستة بحارة هنود في عام‬ ‫‪ 2015‬وكان قد تم احتجازهم في مصر لمدة‬ ‫عامين‪.‬‬ ‫كما عبر رئيس ال��وزراء مودي عن شكره‬ ‫للرئـيس السيسـي على مشاركة مصــر في‬ ‫منتدى الصوفية العالمي الذي أقيم في نيودلهي‬ ‫في مارس ‪ .2016‬وقد أدت مشاركة فضيلة‬ ‫مفتي الديار المصرية إلى إثراء المنتدى‪.‬‬ ‫ومن جانبة عبر الرئيس السيسي عن امتنانه‬ ‫لِلَّ ْفتة الطيبة التي قام بها رئيس الوزراء مودي‬ ‫بإمداد مصر بـ ‪ 20‬ألف طن متري من األرز‬ ‫بسعر مخفض في الشهر الماضي‪ .‬واتفق‬ ‫الزعيمان على الحفاظ على روح الصداقة‬ ‫وتعزيز التعاون فيما يتعلق بالسلع الغذائية‬ ‫األخرى أيضا‪.‬‬ ‫وعبر الزعيمان عن امتنانهما للتعاون في‬

‫‪8‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪499‬‬

‫مجال إجالء مواطنيهما من مناطق النزاع‬ ‫المسلح‪ ،‬مثل المساعدة التي قدمتها الهند في‬ ‫إجالء مواطنين مصريين من اليمن في إبريل‬ ‫‪ ،2015‬ومساعدة مصر في إجالء مواطنين‬ ‫هنود من ليبيا في عام ‪ ،2011‬واعتبرا أن‬ ‫هذا التعاون يعكس وجود تنسيق بين األمتين‬ ‫الصديقتين‪.‬‬ ‫وتبادل الزعيمان وجهات النظر حول عدد‬ ‫من القضايا الثنائية والدولية ذات االهتمام‬ ‫المشترك وآخر التطورات في غرب آسيا‬ ‫وشمال أفريقيا‪ ،‬وانتشار التشدد والتعصب‬ ‫وآفة اإلرهاب‪ .‬كما ناقشا الحاجة إلى إصالح‬ ‫منظمة األمم المتحدة‪.‬‬ ‫وأكد الزعيمان على الحاجة إلى التوصل إلى‬ ‫حل شامل ودائم للصراع العربي اإلسرائيلي‬ ‫على أساس قرارات مجلس األمن‪ ،‬وقرارات‬ ‫األمم المتحدة ذات الصلة‪ ،‬واتفاقية مدريد‬ ‫للسالم (‪ )1991‬ومبادرة السالم العربية في‬

‫بيروت (‪ )2002‬وتطبيقا لمبدأ الدولتين من‬ ‫خالل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة‬ ‫عاصمتها القدس الشرقية تعيش في سالم جنبا‬ ‫إلى جنب مع دولة إسرائيلية داخل حدود آمنة‬ ‫ومعترف بها‪ .‬كما بحثا أيضا التوصل إلى حل‬ ‫شامل وعادل لقضية الالجئين الفلسطينيين‬ ‫وفقا لقرار رقم ‪ 194‬للجمعية العامة لألمم‬ ‫المتحدة والمبادرة العربية للسالم‪ ،‬بصورة‬ ‫تحفظ أم��ن واستقرار وس�لام كافة ال��دول‬ ‫في المنطقة‪ .‬وقد حث الزعيمان الجانبين‬ ‫على البدء في المفاوضات‪ .‬وقد عبر رئيس‬ ‫ال��وزراء مودي عن امتنانه لدعوة الرئيس‬ ‫المصري إلقامة السالم بين الفلسطينيين‬ ‫واإلسرائيليين وللجهود المصرية المستمرة‬ ‫في هذا الصدد‪.‬‬ ‫وأك��د الزعيمان على الحاجة إل��ى وقف‬ ‫األع��م��ال العدائية في سوريا وعبرا عن‬ ‫قلقهما إزاء األزمة اإلنسانية في هذا البلد‪.‬‬

‫كما دعوا إلى التوصل إلى حل شامل وسلمي‬ ‫للصراع السوري من خالل عملية سياسية‬ ‫سورية وجلوس كافة األطراف المتصارعة‬ ‫على مائدة المفاوضات مع أخذ الطموحات‬ ‫المشروعة للشعب السوري في الحسبان‪.‬‬ ‫ورح��ب الزعيمان بالمبادرات التي صبت‬ ‫في هذا االتجاه لتنفيذ قرارات الجمعية العامة‬ ‫لألمم المتحدة ذات الصلة‪.‬‬ ‫وعبر الزعيمان عن تأييدهما القوي لشعب‬ ‫وحكومة العراق في جهودهم الرامية إلى التغلب‬ ‫على األزمة الحالية للحفاظ على السيادة الوطنية‬ ‫للعراق وسالمة أراضيه‪ .‬وقد أكد الزعيمان من‬ ‫خالل استنكارهما لمحاوالت التدخل الخارجية‬ ‫ف��ي ال��ش��ؤون الداخلية للعراق على أهمية‬ ‫المصالحة الوطنية والوحدة في العراق بما في‬ ‫ذلك تعزيز المؤسسات الوطنية الديمقراطية‪.‬‬ ‫وأعرب الزعيمان عن قلقهما العميق بشأن‬ ‫األوضاع السياسية واألمنية الراهنة في اليمن‪.‬‬

‫وأك��دا على دعمهما الكامل لوحدة وسالمة‬ ‫األراضي اليمنية واحترامهما لسيادة اليمن‪.‬‬ ‫كما أك��دا على الحاجة إليجاد حل سياسي‬ ‫يتوافق مع ق��رارات مجلس األم��ن الدولي‬ ‫ذات الصلة وخاصة القرار رقم ‪ 2216‬لسنة‬ ‫‪.2015‬‬ ‫وقد رحب الزعيمان بإصدار قرار مجلس‬ ‫األمن الدولي رقم ‪ 2259‬بشأن ليبيا وحثا‬ ‫جميع األط��راف في ليبيا على دعم حكومة‬ ‫الوحدة الوطنية وفقا ً لالتفاقية السياسية الليبية‪.‬‬ ‫ودعا الزعيمان المؤسسات السياسية الليبية‬ ‫للعمل من أجل مصالح الشعب الليبي ومكافحة‬ ‫اإلرهاب كإحدى األولويات الرئيسية‪.‬‬ ‫كما أعرب الزعيمان عن شجبهما لإلرهاب‬ ‫بكافة ص��وره وأشكاله‪ .‬واعتبرا اإلره��اب‬ ‫أحد أكبر المخاطر التي تهدد السالم واألمن‬ ‫الدوليين‪ .‬وأكدا مجدداً على عزمهما تعزيز‬ ‫التعاون في مجال مكافحة اإلرهاب على كافة‬

‫المستويات‪ .‬كما أكدا على عزمهما العمل معا ً‬ ‫في إطار األمم المتحدة من أجل إبرام المعاهدة‬ ‫الشاملة بشأن اإلرهاب الدولي‪.‬‬ ‫وأكد الزعيمان على أهمية تكثيف التنسيق‬ ‫الثنائي على كافة المستويات بشأن القضايا‬ ‫المتعلقة بنظام العمل في مجلس األمن الدولي‪،‬‬ ‫وذلك في ظل عضوية مصر غير الدائمة‬ ‫حاليا ً في مجلس األمن للفترة ‪2017/2016‬‬ ‫وترشح الهند للعضوية غير الدائمة في‬ ‫المجلس للفترة ‪ ،2022/2021‬بهدف ضمان‬ ‫مصداقية مجلس األم��ن ودع��م اعتماد نهج‬ ‫متوازن في التعامل مع كافة القضايا التي‬ ‫يتناولها‪.‬‬ ‫وأكد الزعيمان على التزامهما بتحقيق إصالح‬ ‫شامل في األمم المتحدة‪ ،‬ويشمل ذلك استعادة‬ ‫دور الجمعية العامة لألمم المتحدة باعتبارها‬ ‫الهيئة العامة الوحيدة التي تمثل جميع‬ ‫الدول األعضاء‪ .‬وأكدا على الحاجة إلجراء‬

‫‪9‬‬


‫إصالح شامل لمجلس األمن الدولي‪ ،‬ومن‬ ‫ذلك توسيع العضوية وزي��ادة تمثيل الدول‬ ‫النامية‪ .‬واعترفا‪ ،‬في هذا اإلطار‪ ،‬بالحاجة‬ ‫إلى إنهاء المظالم التاريخية التي ال تزال‬ ‫القارة اإلفريقية تعاني منها‪ .‬وأكدت مصر‬ ‫على تطلعها للتعاون مع الهند خالل فترة‬ ‫عضويتها غير الدائمة المتوقعة في مجلس‬ ‫األمن الدولي خالل الفترة ‪.2022-2021‬‬ ‫وأكد الزعيمان على الدور الرائد الذي تلعبه‬ ‫كل من الهند ومصر في مجال الحفاظ على‬ ‫السالم واألم��ن الدوليين‪ ،‬حيث إنهما من‬ ‫الدول العشرة الكبرى المشاركة بقوات أمن‬ ‫وشرطة في بعثات األمم المتحدة‪ .‬وفي هذا‬ ‫اإلطار‪ ،‬أكدا مجدداً على أهمية العمل على‬ ‫ضمان مشاركة تلك الدول في عملية صنع‬ ‫القرار بشأن عمليات األمم المتحدة لحفظ‬ ‫السالم‪ .‬وأكد الزعيمان على التزامهما بتعزيز‬ ‫التعاون الثنائي في مجال حفظ السالم‪ ،‬ومن‬ ‫ذلك عمليات التدريب وتعزيز التعاون بين‬ ‫مركز القاهرة اإلقليمي لتسوية المنازعات‬ ‫وحفظ السالم في أفريقيا (مصر) ومركز‬ ‫عمليات األمم المتحدة لحفظ السالم (الهند)‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪499‬‬

‫وفيما يتعلق بالتعامل مع تحديات اآلث��ار‬ ‫السلبية لتغير المناخ‪ ،‬أكد الزعيمان على‬ ‫أهمية وجود نهج عالمي يقوم على مبادئ‬ ‫ونصوص االتفاقية اإلطارية لألمم المتحدة‬ ‫بشأن تغير المناخ واتفاقية باريس‪ ،‬وخاصة‬ ‫مباديء المساواة و“المسؤوليات المشتركة‬ ‫لكن المتفاوتة‟‪ .‬وأكد الزعيمان على أن تعزيز‬ ‫دعم ال��دول المتقدمة للدول النامية وتوفير‬ ‫وسائل مالئمة وممكنة ومستدامة لتفعيل تلك‬ ‫النصوص والمبادئ‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق‬ ‫بالتمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات‪ ،‬تعد‬ ‫حجر األساس في تحقيق االلتزامات المتفق‬ ‫عليها عالميا ً للتعامل مع تغير المناخ‪.‬‬

‫الشراكة االقتصادية‬ ‫والتعاون العلمي‬ ‫أكد الزعيمان أن العالقات االقتصادية بين‬ ‫الجانبين قد شهدت نمواً ملحوظا ً في السنوات‬ ‫األخيرة‪ .‬ورحبا بزيادة االستثمارات الهندية‬ ‫في مصر‪ ،‬والتي تبلغ حاليا ً حوالي ‪ 3‬مليار‬ ‫دوالر أمريكي‪ .‬واتفقا على ضرورة معالجة‬ ‫كافة المشكالت المرتبطة باالستثمارات من‬

‫أجل تعزيز التجارة الثنائية واالستثمارات‪.‬‬ ‫واتفق الزعيمان على تشجيع الشركات‬ ‫والمؤسسات ف��ي ك�لا البلدين م��ن أجل‬ ‫التعرف على الفرص االقتصادية وفرص‬ ‫االستثمار‪ .‬ورحب رئيس الوزراء مودي‬ ‫باالستثمارات المصرية في الهند في‬ ‫إطار مبادرة “اصنع في الهند‟‪ ،‬وذلك في‬ ‫قطاعات التصنيع والخدمات‪ .‬ودعا الرئيس‬ ‫السيسي الهند إلى المشاركة في مشروعات‬ ‫المنطقة االقتصادية بقناة السويس‪ ،‬وخاصة‬ ‫في قطاعات مثل البتروكيماويات والطاقة‬ ‫وال��زراع��ة والرعاية الصحية والتعليم‬ ‫وتنمية المهارات وتكنولوجيا المعلومات‪.‬‬ ‫وأشار الزعيمان إلى أهمية تعزيز التجارة‬ ‫وتنويع أشكالها ورحبا بنتائج االجتماع‬ ‫الثالث للجنة التجارة المشتركة الذي عقد‬ ‫في القاهرة في مارس ‪ .2016‬كما أعربا‬ ‫عن تقديرهما للتوصيات التي قدمها مجلس‬ ‫األعمال الهندي‪-‬المصري المشترك‪ ،‬وحثا‬ ‫القطاع الخاص في كال البلدين على زيادة‬ ‫التجارة الثنائية واالستثمارات وتعزيز‬ ‫الشراكة في مجال األعمال‪.‬‬

‫وأك��د الزعيمان مجدداً على اهتمامهما‬ ‫بتعزيز التعاون الثنائي في مجال العلوم‬ ‫والتكنولوجيا من أجل تشجيع الشراكة في‬ ‫مجال البحث واالبتكار بين المؤسسات‬ ‫البحثية والجامعات في كال البلدين‪.‬‬ ‫واتفق الزعيمان على التعاون في مجال‬ ‫تكنولوجيا المعلومات واالت��ص��االت‬ ‫والزراعة والتكنولوجيا الحيوية والطاقة‬ ‫المتجددة وغير التقليدية وتنمية المهارات‪،‬‬ ‫وشجعا على مشاركة القطاع الخاص في‬ ‫تلك المجاالت‪.‬‬ ‫واتفق الزعيمان على زي��ادة التعاون في‬ ‫مجال الفضاء من خ�لال االستفادة من‬ ‫الخبرة الهندية في إطالق األقمار الصناعية‬ ‫وغير ذلك من اإلنجازات التي حققتها في‬ ‫مجال تكنولوجيا الفضاء‪ .‬كما اتفقا على‬ ‫بحث ف��رص إقامة مشروعات مشتركة‬ ‫في مجال تطبيقات الفضاء وذلك في إطار‬ ‫الترتيبات المؤسسية الحالية‪.‬‬ ‫وأعرب الزعيمان عن تقديرهما لمشروع‬ ‫الشبكة اإلليكترونية اإلفريقية بجامعة‬ ‫اإلسكندرية‪ ،‬وهو المشروع الذي يهدف‬ ‫إلى توفير خدمات العالج عن بعد والتعليم‬ ‫عن بعد‪ .‬كما رحبا أيضا ً باالنتهاء من اثنين‬ ‫من المشروعات الهندية للتنمية في مصر‪،‬‬ ‫وهما مشروع تأسيس مركز للتدريب‬ ‫المهني على صناعة المنسوجات في شبرا‬ ‫الخيمة‪ ،‬وهو المشروع ال��ذي سيستفيد‬ ‫منه المصريون‪ ،‬ومشروع إن��ارة قرية‬ ‫أجعوين بالطاقة الشمسية‪ .‬واتفق الزعيمان‬ ‫على استمرار التعاون الوثيق في هذين‬ ‫المجالين‪.‬‬

‫التبادل الثقافي‬ ‫والتواصل الشعبي‬ ‫أشار الزعيمان إلى أنه من المقرر قريبا ً‬ ‫توسيع البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي‬ ‫والتعليمي والعلمي للفترة ‪.2019-2016‬‬ ‫واتفقا على أهمية عقد المزيد من التبادالت‬ ‫الثقافية واألكاديمية من أجل تدعيم الروابط‬

‫الثقافية وتعزيز أواصر التفاهم‪ ،‬وخاصة‬ ‫بين الشباب‪.‬‬ ‫وكان رئيس الوزراء مودي سعيد باإلعالن‬ ‫عن إنشاء أول كرسي أستاذية للهند في‬ ‫العالم العربي بجامعة عين شمس‪ ،‬بالقاهرة‪،‬‬ ‫وهو الكرسي الذي سيشغله قريبا ً أستاذ‬ ‫هندي متخصص في التكنولوجيا الحيوية‪.‬‬ ‫واتفق الزعيمان على إقامة دورة خاصة‬ ‫موسعة من “مهرجان الهند على ضفاف‬ ‫النيل‟ عام ‪ ،2017‬وذلك لالحتفال بالذكرى‬ ‫السبعين الستقالل الهند‪ .‬كما رحبا باقتراح‬ ‫لبدء تنظيم “مهرجان مصر على ضفاف‬ ‫الجانجا‟ عام ‪.2017‬‬ ‫واتفق الزعيمان على أن توقيع اتفاقية النقل‬ ‫البحري بين الهند ومصر خالل الزيارة‬ ‫من شأنه تعزيز التعاون الثنائي في مجال‬ ‫تسهيل التجارة البحرية وم��رور السفن‬ ‫البحرية‪.‬‬ ‫وأعرب الرئيس السيسي عن شكره وتقديره‬ ‫لرئيس الوزراء مودي وقيادة وشعب الهند‪،‬‬ ‫وذلك لما وجده هو والوفد المرافق له من‬ ‫حفاوة االستقبال وكرم الضيافة خالل فترة‬ ‫الزيارة‪ .‬كما هنأ الرئيس السيسي رئيس‬ ‫الوزراء مودي على نجاح مبادرات حكومته‬ ‫وإنجازاتها خالل العامين الماضيين في‬ ‫ظل قيادته الحكيمة‪ .‬وهنأ رئيس الوزراء‬ ‫مودي الرئيس السيسي على ما تم إنجازه‬ ‫خالل العامين الماضيين من تعزيز األمن‬ ‫واالستقرار والنمو االقتصادي في مصر‪،‬‬ ‫وعلى انتهاء خارطة الطريق االنتقالية‬ ‫في مصر والتي انتهت بعقد االنتخابات‬ ‫البرلمانية في أواخر عام ‪ .2015‬كما هنأ‬ ‫الرئيس السيسي على افتتاح قناة السويس‬ ‫الجديدة وعلى كافة مشروعات التنمية التي‬ ‫يتم تنفيذها حالياً‪ .‬كما أعرب الزعيمان‬ ‫عن التزامهما بتنمية إفريقيا‪ .‬ودعا الرئيس‬ ‫السيسي ك��ل م��ن رئيس الهند ورئيس‬ ‫ال��وزراء م��ودي لزيارة مصر في وقت‬ ‫مالئم للطرفين‪ ،‬وهي الدعوة التي قبالها‬ ‫بسرور‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫موكيرجي‪:‬‬ ‫الزيارة تأتي في وقت نجد فيه أن لدى الجانبين‬ ‫رغبة في إعطاء دفعة جديدة للعالقات الثنائية‬ ‫صاحب السعادة الرئيس السيسي‬ ‫يسعدني أن أتقدم إليكم وللوفد الموقر المرافق‬ ‫لكم بأحر كلمات الترحيب‪ .‬لقد شر ُ‬ ‫ُفت باستقبالكم‬ ‫في القصر الرئاسي (راشتراباتي بهافان) منذ‬ ‫فترة ليست بالبعيدة‪ ،‬وتحديدا في شهر أكتوبر‬ ‫من العام الماضي عندما استضافت الهند القمة‬ ‫الثالثة لمنتدى الهند‪-‬أفريقيا‪.‬‬ ‫لقد كانت أول زيارة رسمية لكم للهند عالمة‬ ‫فارقة حقا لعدة أسباب‪ :‬إن تبادل الزيارات‬ ‫رفيعة المستوى بصورة منتظمة بين مصر‬ ‫و الهند أمر طبيعي في ضوء كون البلدين من‬ ‫األصدقاء المقربين لبعضهما البعض‪ .‬ويُمثل‬ ‫شعبا بلدينا اثنتين من أقدم الحضارات التي‬ ‫عرفتها البشرية‪ ،‬حيث يرجع تاريخ التواصل‬ ‫بين الحضارتين إلى قرون عديدة من الزمان‪،‬‬ ‫شهد خاللها التبادل التجاري والثقافي والعلمي‬ ‫بين البلدين ازدهارا كبيرا‪ .‬كما ساهم تبادل‬ ‫المعرفة واألفكار العلمية بين شعبينا عبر تلك‬ ‫الفترة الطويلة في صياغة تفاهم متبادل بين‬ ‫الجانبين‪.‬‬ ‫وفي العصر الحديث‪ ،‬ال تزال تلك الخبرات‬ ‫والتطلعات التي اقتسمناها سويا تجمع بيننا‪ .‬لقد‬ ‫كافحت بلدينا من أجل الحصول على الحرية‬ ‫من نير االستعمار‪ .‬وخالل انخراط كل منا في‬ ‫مسيرته لتحقيق التنمية السياسية واالجتماعية‬ ‫واالقتصادية‪ ،‬حرصنا على تقديم الدعم‬ ‫والعون للدول حديثة العهد باالستقالل في‬ ‫منطقتينا في تلك الفترة‪ .‬وحرصنا كذلك على‬ ‫العمل على إرساء روح التضامن بين الدول‬ ‫النامية‪ ،‬وقمنا برعاية و دعم تعاون الجنوب‪-‬‬ ‫الجنوب‪ ،‬وتزعمنا حركة عدم االنحياز‪.‬‬ ‫كان االحتـرام والتقديـــر المتبـــادل بين أبائنا‬ ‫المؤسسين وأبناء بلدينا ‪ -‬من أمثال طاغور‬

‫‪12‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪499‬‬

‫وشوقي‪ ،‬وغاندي وزغلول‪ ،‬ونهرو وناصر‪-‬‬ ‫بمثابة مصدر إلهام للشراكة بيننا‪ ،‬وساهم‬ ‫في صياغة السبيل الذي سلكنه للتعاون على‬ ‫المستوى الثنائي وكذلك في المحافل متعددة‬ ‫األطرف كأُمتين مستقلتين‪.‬‬ ‫لقد ساهمت معاهدة الصداقة‪ -‬التي تم التوقيع‬ ‫عليها بين البلدين في عام ‪ -1955‬في إرساء‬ ‫أس��اس الشراكة بين بلدينا‪ .‬وتنص المادة‬ ‫األولى من المعاهدة‪ “ :‬ترتبط الهند ومصر‬ ‫وشعبيهما بروابط دائمة من السالم والصداقة‬ ‫واألخوة‪ ‟.‬ومن هنا ليس من ال ُمستغرب أن‬ ‫نتمكن من صياغة شراكات تعود بالنفع على‬ ‫كلينا في مجاالت مختلفة مثل‪ :‬الدفاع والثقافة‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى اتفاقنا على بعض الترتيبات‬ ‫التفضيلية في مجالي التجارة والعمل بما يعود‬ ‫بالنفع المتبادل في مجالي الزراعة والعلوم‪.‬‬ ‫ومنذ الفترات األولى من تاريخ عالقتنا‪ ،‬شهد‬ ‫العالم وكذلك دولتينا العديد من التغيرات‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬ب��دأت مصر تنمو بصورة سريعة‬ ‫وبالمثل نجد الهند تٌحقق ُمنحنى إيجابي للغاية‬ ‫في التقدم والنمو‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬نشعر‬ ‫بثقة كاملة في شبابنا‪ ،‬الذين أصبحوا اآلن‪-‬‬

‫وأكثر من أي وقت مضى‪ -‬حاملي راية الروح‬ ‫الوطنية واألهداف الجمعية‪ .‬وفي نفس الوقت‪،‬‬ ‫نجد أن التحديات‪ -‬التي نعيها جيدا‪ -‬أصبحت‬ ‫أكثر تعقيدا‪ .‬إن منطقتينا تٌعاني من شبح‬ ‫الراديكالية التي يجب أن يتم التعامل معها يدا‬ ‫واحدة وبصورة قوية‪.‬‬ ‫إن زيارتكم تأتي في وقت نجد فيه أن لدى‬ ‫الجانبين رغبة ف��ي إع��ط��اء دفعة جديدة‬ ‫للعالقات الثنائية وتكثيف أوجه التعاون‪ .‬لقد‬ ‫شهد التعاون االقتصادي بين بلدينا نموا كبيرا‬ ‫من خالل االستثمارات والتبادل التجاري‬ ‫وكذلك الشراكة بيننا في العديد من المجاالت‬ ‫ذات االهتمام المشترك‪ .‬كما أود أن أشير إلى‬ ‫تالقي في وجهات النظر بين الهند ومصر‬ ‫بشأن قضايا إقليمية ودولية‪ .‬لقد علمت أن أبناء‬ ‫مصر يعشقون أفالم السينما الهندية (بوليوود)‪،‬‬ ‫ويحتفلون بعيد األلوان (الهولي)‪ ،‬ويمارسون‬ ‫رياضة اليوجا‪ .‬كما أصبح المهرجان الهندي‬ ‫الثقافي السنوي “الهند على ضفاف النيل‟‬ ‫أكبر مهرجان أجنبي يٌقام على أرض مصر‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى إقامة احتفال ثقافي على مدار‬ ‫أسبوع كامل لالحتفاء بحياة وأعمال الشاعر‬

‫الهندي الكبير الحاصل على جائزة نوبل في‬ ‫األدب رابندراناث طاغور‪ ،‬وهو االحتفـــال‬ ‫الذي حظى بشهرة واسعة نظرا لمشاركة عدد‬ ‫كبير من المفكرين والفنانين المصريين على‬ ‫حد سواء‪ .‬وتشعر الهند بسعادة خاصة بعد أن‬ ‫تم إنشاء أول كرسي هندي في جامعة عين‬ ‫شمس بالقاهرة‪ ،‬والذي يُعد األول من نوعه‬ ‫في العالم العربي‪ .‬كما أننا نتطلع لالستمتاع‬ ‫بمشاهدة فاعليات أول مهرجان ثقافي مصري‬ ‫يقام في الهند العام القادم بعنوان “ مصر على‬ ‫ضفاف نهر الجانجا‟‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن هناك أشكال وأنماط‬ ‫جديدة من التعاون ب��دأت تظهر‪ ،‬وهناك‬ ‫أطراف جديدة بدأت تدخل بصورة سريعة‬ ‫إلى مسرح األح��داث‪ .‬وعلى الرغم من أننا‬ ‫نشعر بالرضا إزاء المرحلة التي وصلت‬ ‫إليها العالقات بين بلدينا‪ ،‬إال أننا سنستمر في‬ ‫العمل بقوة من أجل الوصول بتلك العالقات‬ ‫إلى آفاق أرحب ومستويات أعلى‪ .‬ولذلك‪،‬‬ ‫فإنني أتطلع‪ -‬صاحب السعادة‪ -‬إلى أن نعمل‬ ‫سويا من أجل دعم التعاون الثنائي المتميز‬ ‫بين بلدينا بصورة أكبر‪ .‬وتأكيدا على الرغبة‬ ‫المتبادلة بيننا في التعاون‪ ،‬اقتبس في هذا‬ ‫الصدد المثل المصري الشهير‪“ :‬ال يوجد‬ ‫شئ على هذه األرض أفضل من الصداقة‬ ‫الحقيقية‟‪.‬‬ ‫بهذه الكلمات‪ ،‬أرحب بكم مرة أخرى سعادة‬ ‫الرئيس‪ ،‬متمنيا ً لكم طيب اإلقامة وزيارة‬ ‫مثمرة للهند‪.‬‬ ‫السيدات و السادة‪،‬‬ ‫أسمحوا لي أن أطلب منكم أن نرفع كؤوسنا‬ ‫جميعا ونشرب هذا النخب ُمتمنين‪:‬‬ ‫موفور الصحة والرفاهية على المستوى‬ ‫الشخصي لسعادة الرئيس عبد الفتاح السيسي‪،‬‬ ‫والتقدم والرفاهية للشعب المصري الصديق‪،‬‬ ‫وروابط صداقة وتعاون أكبر بين الهند ومصر‪.‬‬ ‫كلمة رئيس جمهورية الهند السيد‪ /‬براناب‬ ‫موكيرجي خالل مأدبة العشاء التي أقيمت على‬ ‫شرف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي‬

‫السيسي‪:‬‬ ‫تاريخ العالقــات المصرية الهنديــة يوفــر‬ ‫آفاقًا واسعة لالنطالق نحو شراكة جديدة‬ ‫فخامة السيد برناب موكيرجي رئيس‬ ‫الجمهورية‪،‬‬ ‫أصحاب المعالي والسعادة‪،‬‬ ‫السيدات والسادة الحضور‪،‬‬ ‫أود في البداية أن أع��رب عن خالص‬ ‫تقديري لما القيناه من حفاوة االستقبال‬ ‫والترحاب خ�لال ه��ذه ال��زي��ارة الهامة‬ ‫لبلدكم الصديق‪ ،‬وما يعبر عنه ذلك من‬ ‫قوة ومتانة عالقات الصداقة والتعاون‬ ‫التي ربطت دوما ً بين بلدينا وشعبينا‪.‬‬ ‫إن مصر والهند دولتان تجمعهما عالقات‬ ‫تاريخية وثيقة تفرضها السمات المشتركة‬ ‫للبلدين من حيث ثقلهما على الصعيدين‬ ‫اإلقليمي والدولي‪ ،‬وما لهما من تاريخ‬ ‫ط��وي��ل وإس��ه��ام��ات ب���ارزة ف��ي مسيرة‬ ‫الحضارة البشرية‪ ،‬إل��ى جانب تشابه‬ ‫طبيعة التحديات المشتركة التي نستمر في‬ ‫مواجهتها سوياً‪ ،‬وهو ما يجعلنا نؤمن أن‬ ‫الشراكة والتعاون بين مصر والهند أم ٌر‬ ‫في غاية األهمية‪.‬‬ ‫إن تاريخ العالقات المصرية الهندية‬ ‫والحرص المتبادل الذي نلمسه فيما بيننا‬ ‫على تحقيق المزيد من التقارب والتعاون‬ ‫ي��وف��ران أرض��ي��ة صلبة وآف��اق �ا ً واسعة‬ ‫لالنطالق نحو شراكة جديدة ترتكز على‬ ‫تعزيز التنسيق السياسي والتعاون األمني‪،‬‬ ‫وت��وس��ي��ع ن��ط��اق ال��ت��ع��اون االق��ت��ص��ادي‬ ‫والعلمي‪ ،‬باإلضافة إلى تعزيز التبادل‬ ‫الثقافي والتواصل بين الشعبين‪ ،‬فمصر‬ ‫والهند تشتركان في ذات الطموحات‬ ‫بتحقيق األمن والرخاء لشعبيهما وتحقيق‬ ‫السالم واالستقرار في العالم‪.‬‬

‫وال يفوتني في هذا السياق التعبير عن‬ ‫إعجابنا بالتجربة الديمقراطية المتميزة في‬ ‫بلدكم الصديق‪ ،‬والتي تُعد نموذجا ً اكتسب‬ ‫سماته وخصوصياته من طبيعة المجتمع‬ ‫الهندي الثرية ومسيرته التاريخية الممتدة‪،‬‬ ‫وهو أمر يدعونا لالهتمام البالغ بتعزيز‬ ‫التعاون البرلماني بين البلدين‪ ،‬خاصةً بعد‬ ‫أن اكتمل البناء الدستوري بتشكيل مجلس‬ ‫النواب‪ ،‬وذل��ك إث��را ًء للبُعد الشعبي في‬ ‫العالقات بين البلدين‪ ،‬واستكماالً للجهود‬ ‫المبذولة من أجل تحقيق مستوى التعاون‬ ‫المنشود في جميع المجاالت‪.‬‬ ‫أوجه كل التحية والتقدير لكم وللشعب‬ ‫الهندي الشقيق‪ ،‬والشكر على كل ما‬ ‫قدمتموه لنا خ�لال ال��زي��ارة من حفاوة‬ ‫االستقبال‪.‬‬ ‫وشكراً‟‬ ‫كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خالل‬ ‫مأدبة العشاء التي أقيمت على شرفه‬ ‫خالل زيارته إلى الهند‬

‫‪13‬‬


‫تصريحات رئيس الوزراء الهندي‬ ‫السيد‪ /‬ناريندرا مودي لإلعالم‬

‫وكحضارتين عريقتين شامختين تمتلكان تراثا ً‬ ‫ثقافيا ً ثرياً‪ ،‬فقد قررنا أيضا ً تعزيز العالقات‬ ‫الثنائية على المستوى الشعبي وعالقات‬ ‫التبادل الثقافي‪.‬‬ ‫تثمن الهند الجهود الحثيثة التي قامت بها مصر‬ ‫خالل فترة عضويتها الحالية في مجلس األمن‬ ‫الدولي‪ .‬وقرارنا بعقد مشاورات مكثفة بشأن‬ ‫القضايا اإلقليمية والدولية‪ ،‬سوا ًء في إطار‬ ‫األمم المتحدة أو خارجها‪ ،‬من شأنه أن يعود‬ ‫بالنفع على مصالحنا المشتركة‪ .‬وقد اتفقنا على‬ ‫أن مجلس األمن الدولي يحتاج إلى إصالح‬ ‫ليعكس واقعنا اليوم‪ .‬كما نرحب أيضا ً بمشاركة‬ ‫مصر في قمة مجموعة العشرين‪ .‬ونحن نؤمن‬ ‫بأن مصر سوف تمثل قيمة مضافة وتثري‬ ‫مناقشات قمة مجموعة العشرين‪.‬‬ ‫سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي‪،‬‬ ‫دعني أعبر مرة أخرى عن ترحيبي الحار بكم‬ ‫والوفد المرافق لسيادتكم‪ ،‬متمنيا ً لكم وللشعب‬ ‫المصري النجاح والتوفيق‪ .‬والهند مستعدة أن‬ ‫تكون شريكا ً فعاالً في تحقيق أهدافكم التنموية‬ ‫واالقتصادية واألمنية‪.‬‬

‫يسعدني أن أرحب بسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي خالل زيارته الرسمية األولى إلى الهند‪ .‬سيادة‬ ‫الرئيس‪ ،‬لقد قمتم بالكثير من اإلنجازات على الصعيدين الداخلي والخارجي‪ .‬ويسعد الشعب‬ ‫الهندي الذي يبلغ تعداده ‪ 1.25‬مليار نسمه أن يراكم هنا‪ .‬إن مصر نفسها تعد جسرًا طبيعيًا يربط‬ ‫بين آسيا وإفريقيا‪ .‬وشعبكم يمثل صوت اإلسالم المعتدل‪ ،‬وأمتكم تمثل عام ً‬ ‫ال في إرساء السالم‬ ‫واالستقرار اإلقليمي في إفريقيا والعالم العربي‪ .‬لطالما أيدت مصر قضية الدول النامية‪.‬‬ ‫لقد عقدت مباحثات مكثفة مع سيادة الرئيس‬ ‫حول شكل ومضمون الشراكة بيننا‪ .‬واتفقنا‬ ‫على أجندة عمل تهدف إلى تعزيز التعاون‬ ‫بيننا‪ .‬وهي أجندة تلبي األولويات االجتماعية‬ ‫االقتصادية لدينا‪ ،‬وتشجع عالقات التجارة‬ ‫واالستثمار‪ ،‬وتؤمن مجتمعاتنا‪ ،‬وتساعد على‬ ‫إرساء السالم والوئام في منطقتنا‪ ،‬وتعزز‬ ‫تعاوننا بشأن القضايا اإلقليمية والدولية‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪499‬‬

‫وخالل محادثاتنا‪ ،‬اتفقت مع الرئيس السيسي‬ ‫على إرساء ثالث دعائم للتعاون بيننا‪ .‬اتفقنا‬ ‫على استمرار وتدعيم زخم التبادالت السياسية‬ ‫رفيعة المستوى‪ .‬وأدركنا أن تأسيس عالقات‬ ‫قوية للتجارة واالستثمار يعد أمراً ضروريا ً‬ ‫لإلزدهار االقتصادي لمجتمعاتنا‪ .‬ومن ثم‪،‬‬ ‫فقد اتفقنا على أن زيادة تدفق السلع والخدمات‬ ‫ورؤوس األموال بين اقتصاد بلدينا يجب أن‬

‫يكون ضمن أولوياتنا‪ .‬ومن هذا المنطلق‪،‬‬ ‫فإن اتفاقية التعاون في مجال النقل البحري‬ ‫الموقعة اليوم تعد أحد العوامل المساعدة‬ ‫المهمة في هذا اإلطار‪ .‬كما أنني أشجع القطاع‬ ‫الخاص أيضا ً على المبادرة بتأسيس عالقات‬ ‫شراكة جديدة في مجال األعمال والتجارة‬ ‫بين البلدين‪ .‬ومن أجل تنويع أشكال العالقات‬ ‫االقتصادية‪ ،‬سوف نقوم أيضا ً بتعزيز عالقاتنا‬

‫في قطاعات ال��زراع��ة وتنمية المهارات‬ ‫والصناعات الصغيرة والمتوسطة والصحة‪.‬‬ ‫وقد اتفقت في الرأي مع سيادة الرئيس بأن‬ ‫نمو التيار األصولي وزيادة العنف وانتشار‬ ‫اإلرهاب أصبحت تمثل خطراً حقيقيا ً ليس فقط‬ ‫لبلدينا‪ ،‬ولكن أيضا ً لكافة األمم والمجتمعات‬ ‫في مختلف المناطق‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬اتفقنا‬ ‫على تعزيز عالقاتنا في مجال الدفاع واألمن‬ ‫بما يهدف إلى‪ :‬توسيع نطاق التجارة والتدريب‬ ‫وبناء القدرات في مجال الدفاع‪ ،‬وزيادة تبادل‬ ‫المعلومات والخبرات لمكافحة اإلره��اب‪،‬‬ ‫والتعاون في مجال التحديات البازغة لألمن‬ ‫اإلليكتروني‪ ،‬والعمل معا ً من أجل مكافحة‬ ‫تجارة المخدرات والجرائم العابرة للحدود‬ ‫وغسيل األموال‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫العالقات الهندية‪-‬المصرية في ضوء‬ ‫زيارة الرئيس السيسي الرسمية إلى الهند‬ ‫بقلم ‪ :‬د‪.‬كانوال سيبال*‬ ‫مثلت زيارة الرئيس السيسي إلى الهند في بداية شهر‬ ‫سبتمبر فرصة طيبة لتقييم العالقات الهندية‪-‬المصرية‪.‬‬ ‫لقد ارتبطت الهند ومصر بعالقات وثيقة للغاية بلغت‬ ‫ذروتها خالل فترة نشاط حركة عدم االنحياز ولكنها‬ ‫بدأت بعد ذلك في التراجع بعض الشئ‪ .‬ولنا أن نقول‬ ‫إن مخزون روابط الصداقة والتفاهم الذي كان موجودا‬ ‫آنذاك قد تراجع حجمه على مدى السنوات الماضية‪،‬‬ ‫لكنه لم ينفد على أي حال من األحوال‪ ،‬حيث ال تزال كال البلدين تحمل مشاعر إيجابية ونوايا حسنه تجاه‬ ‫بعضها البعض‪ .‬إن المهمة التي تنتظرنا هي البناء على هذا اإلرث من مشاعر الود والتعاطف وتعزيز‬ ‫التعاون بصورة أكبر في كافة المجاالت؛ السياسية واالقتصادية والثقافية واألمنية‪.‬‬ ‫وتؤمن البلدان بأنه من الضروري العمل على‬ ‫تقوية العالقات بينهما‪ .‬لقد استطاع الجانبان‬ ‫الحفاظ على استمرارية عقد الحوار رفيع‬ ‫المستوى بين مسئوليهما على مر الفترات‬ ‫الماضية‪ .‬ومن الجدير بالذكر أن العالقات‬ ‫بين الهند ومصر لم تعتمد مطلقا على طبيعة‬ ‫الحكومات المتواجدة‪ ،‬حيث إن الهند تنتهج‬ ‫سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبالد‪.‬‬ ‫وقد شهدت العالقات االقتصادية بين الهند‬ ‫ومصر زيادة واضحة مقارنة بالسنوات التي‬ ‫كانت فيها العالقات السياسية في أوجها‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬لم تصل تلك العالقات االقتصادية إلى‬ ‫المستوى المأمول بعد‪ ،‬على الرغم من استمرار‬ ‫الجهود التي تبذلها البلدان في هذا االتجاه‪.‬‬ ‫وتجدر اإلش��ارة إلى أنه ال يوجد أي نوع‬ ‫من أنواع التضارب في المصالح بين الهند‬ ‫ومصر‪ .‬عالوة على أن األولويات السياسية‬ ‫التي تضعها مصر ال تتعارض على اإلطالق‬ ‫مع مصالح الهند‪ .‬فالهند‪ -‬مثل مصر تماما‬ ‫ ترغب ف��ي أن يعم ال��س�لام ف��ي أرج��اء‬‫المنطقة العربية بأسرها‪ .‬فحالة الحرب وعدم‬ ‫االستقرار والصراع الديني في منطقة غرب‬

‫‪16‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪499‬‬

‫آسيا ال تخدم مصالح أي من الهند أو مصر‪.‬‬ ‫حتى وإن كانت مصر ال تقع في منطقتنا من‬ ‫الناحية الجغرافية‪ ،‬إال أننا ندرك أهمية مصر‬ ‫الكبرى من الناحية الجغرافية والسياسية‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن ‪ %80‬من احتياجات‬ ‫الهند من النفط تأتي من هذه المنطقة‪ ،‬التي‬ ‫يعمل ويعيش بها حوالي ‪ 7‬مليون مغترب‬ ‫هندي تبلغ تحويالتهم المالية إلى الهند ما‬ ‫يقرب من ‪ 33‬مليار دوالر أمريكي‪ .‬ومن‬ ‫ثم‪ ،‬فإننا ال نريد أن يحدث أي أمر يعرقل أي‬ ‫من هذه األمور سواء تلك المتعلقة بإمدادات‬ ‫الطاقة أو التحويالت المالية أو العالقات على‬ ‫مستوى الشعبي مع هذا الجزء الهام من العالم‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫لقد زاد التحدي المشترك بين الهند ومصر‬ ‫والمتمثل في حماية هذه المنطقة من القالقل‬ ‫بصورة كبيرة في أعقاب حرب العراق وما‬ ‫خلفته من عواقب وخيمة على المستويات‬ ‫السياسية واإلقليمية والدينية واألمن اإلنساني‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن مصر‬ ‫والهند من بين الكيانات ذات الثقل التي تعلب‬ ‫دورا مهما في استقرار المنطقة‪ .‬إن الوضع‬

‫الخطير في هذه المنطقة قد تفاقم‪ ،‬فبعد الدمار‬ ‫ال��ذي حل بالعراق تعرضت ليبيا للدمار‬ ‫وسوريا لحالة تكاد ترتقي إلى ما يمكن وصفه‬ ‫بالدمار‪ .‬وهناك أطراف خارجية تعمل على‬ ‫تقويض االستقرار في منطقة غرب آسيا منذ‬ ‫فترة االستعمار‪ ،‬وبدأ يدعمها في هذا المسعى‬ ‫اليوم بعض القوى اإلقليمية التي لديها أطماع‬ ‫خاصة عالوة على نعرة التناحر الطائفي‪.‬‬ ‫لقد أص��ب��ح ال��ت��ط��رف ال��دي��ن��ي واإلره���اب‬ ‫والصراع الطائفي من األخطار التي تهدد‬ ‫المنطقة اليوم بصورة غير مسبوقة‪ ،‬لدرجة‬ ‫أن المتورطين في الحرب على العراق‬ ‫اعترفوا بتصاعد تنظيم الدولة اإلسالمية أو‬ ‫ما يُعرف باسم داعش نتيجة لقرار الحرب‬ ‫الخطأ من البداية‪ .‬إن فكرة الخالفة التي‬ ‫تروج لها داعش والعمليات الإلنسانية التي‬ ‫تقوم بها ضد المسلمين وغير المسلمين على‬ ‫حد سواء‪ ،‬وأعمال اإلرهاب المروعة التي‬ ‫تنتهجها أصبحت تمثل مشكلة تتجاوز حدود‬ ‫المنطقة لتحمل اليوم بٌعدا دوليا ينتشر من‬ ‫خالل العديد من الوسائل بما في ذلك من‬ ‫وسائل التواصل االجتماعي‪ .‬وبعد انقضاء‬

‫ما سُمى بالربيع العربي‪ ،‬شهدت مصر فترة‬ ‫صعبة من االضطراب السياسي واالجتماعي‬ ‫على المستوى الداخلي‪ ،‬تخلله محاولة إلحداث‬ ‫ت��وازن بين الديمقراطية وأسلمة المجتمع‬ ‫ولكنها باءت بالفشل لتجعل مصر في حالة‬ ‫غير مستقرة وه��ددت التماسك االجتماعي‬ ‫للبالد‪ .‬وفي تلك الظروف حٌرمت المنطقة‬ ‫من دور القيادة المصري في تلك المرحلة‬ ‫الحرجة‪ ،‬حيث كانت بعض ال���دول ذات‬ ‫العقول الضيقة والنظرة المحافظة تعمل على‬ ‫تشكيل جدول األعمال في المنطقة بطريقة ال‬ ‫تنبأ بنهاية الصراع والمواجهة‪ .‬ومن ثم‪ ،‬كان‬ ‫على مصر‪ -‬بوصفها الزعيم الطبيعي للعالم‬ ‫العربي‪ -‬أن تعيد اكتشاف مهمتها المنوطة‬ ‫بها‪ ،‬األمر الذي رحبت به الهند‪.‬‬ ‫وتلعب مصر‪-‬بما تمثله من اعتدال ديني‪-‬‬ ‫دوراً حيويا ً في احتواء انتشار الفكر المتطرف‬ ‫الذي يهدد بدخول المنطقة في صراع طائفي‪.‬‬ ‫لقد جاءت دعوة الرئيس السيسي في األزهر‬ ‫لعلماء اإلسالم بالعمل على مراجعة بعض‬ ‫النصوص الدينية وتكييفها مع الواقع الحديث‪،‬‬ ‫في وقت مناسب للغاية وتعكس ما يتسم به‬ ‫الرئيس من حكمة وحنكة‪ .‬إن للهند‪ -‬بما‬ ‫تضمه م��ن ‪ 170‬مليون مسلم‪ -‬مصلحة‬ ‫كبيرة في هذه الدعوة التي أطلقها الرئيس‬ ‫المصري وذلك حتى ال تتأثر روح العلمانية‬ ‫والتسامح واالنسجام الطائفي السائدة في الهند‬ ‫بفعل الرياح المحملة باألفكار المسممة التي‬ ‫تهب من الغرب‪ .‬إن الهند ومصر من الدول‬ ‫التي تعد هدفا للهجمات اإلرهابية‪ ،‬فنجد أن‬ ‫الجماعات اإلرهابية الموالية لداعش تعمل‬ ‫بصورة نشطة في سيناء‪ ،‬بينما ال تزال الهند‬ ‫ضحية ألعمال اإلرهاب عبر الحدود والسيما‬ ‫أن بعض المناطق الشرقية من أفغانستان‬ ‫أصبحت تحت سيطرة داعش‪ .‬لقد ساهمت‬ ‫زيارة الرئيس السيسي للهند في توفير فرصة‬ ‫مواتية للعمل عن قرب على تقييم الخطر‬ ‫المركب ال��ذي تواجهه بلدينا وال��ذي يجمع‬ ‫بين التطرف الديني واإلرهاب والعمل على‬ ‫تحديد الخطوات الالزمة من أجل تنسيق‬

‫جهودنا لمكافحة اإلرهاب وتبادل المعلومات‬ ‫االستخباراتية لمكافحة هذه الظاهرة‪.‬‬ ‫لقد لعبت مصر دورا أساسيا في الماضي‬ ‫في تحقيق االستقرار في المنطقة من خالل‬ ‫طرحها لمبادرة السالم مع إسرائيل‪ .‬وقد‬ ‫التزمت بالسالم المنصوص عليه في تلك‬ ‫المبادرة لليوم على الرغم من انتشار العنف‬ ‫في المنطقة وتدمير العديد من األنظمة عن‬ ‫طريق التدخل الخارجي عالوة على الجمود‬ ‫الذي يعتري القضية الفلسطينية‪ .‬وقد قامت‬ ‫الهند بتطوير عالقاتها مع إسرائيل‪ ،‬وبذلك‬ ‫تكون الهند قد وضعت نفسها في مكانة تمكنها‬ ‫من لعب دور أفضل في تعزيز السالم الدائم‬ ‫في المنطقة‪ .‬وبطبيعة الحال مصر منخرطة‬ ‫بصورة أكبر بكثير من الهند في العمل على‬ ‫حل القضية الفلسطينية‪ ،‬ولكن الهند أيضا‬ ‫حافظت بصورة مستمرة على سياستها‬ ‫الداعمة للفلسطينيين في سعيهم إلقامة دولة‬ ‫خاصة بهم‪.‬‬ ‫في إط��ار عملية إع��ادة ترتيب سياستها‬ ‫الخارجية‪ ،‬تعمل مصر على االتجاه بصورة‬ ‫أكبر نحو آسيا‪ .‬وأصبحت ظروف توسيع‬ ‫قاعدة العالقات بين مصر والهند مواتية‬ ‫بصورة كبيرة‪ ،‬والسيما في ظل امتالك‬ ‫الهند القتصاد متنامي وبزوغها كأحد القوى‬ ‫اإلقليمية المرشحة للعب دور أكبر على‬ ‫المستوى الدولي‪ .‬وقد بدأت قاعدة الشراكة‬ ‫القائمة على التعاون بين البلدين في االتساع‬ ‫على نحو ملحوظ‪ ،‬وهي تقوم على ثالثة‬ ‫ركائز أساسية‪ :‬أوال‪ :‬التعاون السياسية‬ ‫واألمني بصورة وثيقة‪ ،‬ثانيا‪ :‬تعزيز التعاون‬ ‫االقتصادي والعلمي؛ وثالثا‪ :‬توسيع قاعدة‬ ‫التعاون الثقافي والتواصل على مستوى‬ ‫شعبي البلدين‪ .‬ومن المتوقع أن تشهد عالقات‬ ‫التعاون العسكري بين الهند ومصر توسعا‬ ‫خالل الفترة القادمة عالوة على وجود العديد‬ ‫من الفرص المتاحة لدعم التعاون االقتصادي‬ ‫التي سيتم العمل على استغاللها‪ .‬لقد وصل‬ ‫حجم التبادل التجاري بين البلدين ‪ 5‬مليار‬ ‫دوالر أمريكي وهو الرقم الذي من الممكن أن‬

‫يتم العمل على زيادته في الفترة القادمة‪ .‬كما‬ ‫تعتبر الهند هي ثاني أكبر وجهة للصادرات‬ ‫المصرية على مستوى العالم‪ .‬ومن الممكن‬ ‫أن يتسع نطاق حركة التجارة البينية من‬ ‫خالل إقرار مجموعة من ترتيبات التجارة‬ ‫التفضيلية‪ .‬وتبدو آفاق التعاون بين البلدين‬ ‫واعدة في مجموعة من المجاالت من بينها‪:‬‬ ‫المنسوجات واآلالت والمالبس ومكونات‬ ‫السيارات والكيماويات والسلع االستهالكية‪،‬‬ ‫ومجال التكنولوجيا الجديدة مثل تكنولوجيا‬ ‫المعلومات‪ ،‬واألدوي��ة والصحة والفضاء‪،‬‬ ‫باإلضافة إل��ى قطاع المشاريع الصغيرة‬ ‫والمتوسطة‪ .‬ويبلغ حجم االستثمارات الهندية‬ ‫في مصر ‪ 3‬مليار دوالر أمريكي موزعة في‬ ‫أكثر من ‪ 50‬مشروعا هنديا تعمل في مختلف‬ ‫أنحاء مصر‪ .‬وقد استمرت هذه الشركات‬ ‫الهندية في مزاولة أنشطتها االستثمارية في‬ ‫مصر‪ ،‬على الرغم من االضطرابات السياسية‬ ‫التي شهدتها البالد في فترة من الفترات‪ .‬أما‬ ‫على الصعيد الثقافي‪ ،‬فبغض النظر عن‬ ‫الشعبية الكبيرة التي تحظى بها أفالم السينما‬ ‫الهندية (بوليوود) في مصر‪ ،‬فإن قيام الهند‬ ‫بإرساء أول كرسي في إح��دى الجامعات‬ ‫المصرية ‪ -‬وهي الخطوة األولى من نوعها‬ ‫من جانب الهند على مستوى الوطن العربي ‪-‬‬ ‫هي خطوة هامة نحو تحقيق مزيد من التفاهم‬ ‫بين أبناء البلدين على المستوى األكاديمي ‪.‬‬ ‫إن ال��ه��ن��د وم��ص��ر م��ن ال����دول صاحبة‬ ‫الحضارات القديمة التي امتلكت إرثا ضخما‬ ‫من الحكمة والتجارب اإلنسانية‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يضع على عاتق البلدين مسؤولية العمل على‬ ‫صياغة بيئة خارجية مشتركة يتم من خاللها‬ ‫بذل جهود مشتركة من أجل تحقيق السالم‬ ‫والوئام واالستقرار‪ .‬ومن هنا تتضح لنا‬ ‫أهمية زيارة الرئيس السيسي إلى الهند بغض‬ ‫النظر عن البُعد الثنائي الواضح لها‪.‬‬ ‫* مساعد وزير الخارجية الهندي األسبق‪،‬‬ ‫وسفير أسبق للهند لدى جمهورية مصر‬ ‫العربية‬

‫‪17‬‬


‫لم شمل األصدقاء‬ ‫تغير الشرق األوسط ‪ ..‬لكن مودي والسيسي‬ ‫يريدان استعادة إرث نهرو وناصر‬ ‫بقلم‪ :‬سي‪.‬راجا موهان*‬ ‫كانت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى‬ ‫الهند – بناء على دعوة الرئيس الهندي ‪ -‬جزءًا من‬ ‫جهود دلهي غير المسبوقة لدعم عالقاتها السياسية‬ ‫والدبلوماسية مع هذه المنطقة من العالم التي وإن‬ ‫كانت تشهد بعض االضطرابات في الفترة األخيرة‪ ،‬إال‬ ‫أنها ذات أهمية كبيرة بالنسبة للهند من الناحية األمنية‬ ‫واالقتصادية‪ .‬فإذا كان توجه دلهي ناحية المنطقة‬ ‫قد اتسم في فترة من الفترات بالفتور السياسي‪ ،‬فقد‬ ‫أصبحت البراجماتية حاليا تمثل إطار توجه حكومة مودي إزاء الشرق األوسط‪ .‬وعلى النقيض من‬ ‫سابقيه‪ ،‬يرغب مودي في استكشاف آفاق الدور الهندي االستراتيجي في المنطقة‪.‬‬ ‫ومن الجدير بالذكر أن الشرق األوس��ط لم‬ ‫يظهر على قائمة أولويات السياسة الخارجية‬ ‫التي حددها السيد براناب موكيرجي في‬ ‫خطابه األول أمام البرلمان في ظل حكومة‬ ‫مودي في منتصف عام ‪ .2014‬لكن يجب‬ ‫أن نوضح أن الدبلوماسية اإلقليمية الهندية قد‬ ‫قطعت شوطا كبيرا منذ ذلك الحين‪.‬‬ ‫ومن المؤكد أن حكومة ناريندرا مودي قد‬ ‫أخرجت شراكة الهند مع إسرائيل إلى العلن‪.‬‬ ‫وكانت زيارة الرئيس موكيرجي إلسرائيل‬ ‫في نهاية ع��ام ‪ 2015‬أول زي��ارة لرئيس‬ ‫هندي إلسرائيل‪ .‬ومن خالل القيام بذلك‪،‬‬ ‫استطاع مودي إنهاء تسلط فكرة نظر دلهي‬ ‫إلى المنطقة فقط من خالل منظور الصراع‬ ‫العربي اإلسرائيلي‪ .‬فال توجد دولة في العالم‬ ‫العربي تعتبر إسرائيل محك عالقاتها مع بقية‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫ومن جانبه‪ ،‬قام رئيس الوزراء‪ ،‬الذي لم يزر‬ ‫المنطقة خالل أول عام من حكمه‪ ،‬بالعديد من‬

‫‪18‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪499‬‬

‫الزيارات منذ ذلك الحين‪ .‬ففي العام الماضي‪،‬‬ ‫زار رئيس الوزراء دولة اإلمارات العربية‬ ‫المتحدة‪ ،‬والمملكة العربية السعودية‪ ،‬وإيران‬ ‫وقطر وتركيا‪.‬‬ ‫ويساهم كل من السيد حامد أنصاري‪ ،‬نائب‬ ‫الرئيس الهندي‪ ،‬والسيدة سوشما سواراج‬ ‫وزيرة الشؤون الخارجية الهندية‪ ،‬والسيد‪/‬‬ ‫إم‪.‬جيه‪.‬أكبر الذي تولى مؤخرا منصب وزير‬ ‫الدولة بالمساهمة في جهود الهند الدبلوماسية‬ ‫الجديدة في الشرق األوس��ط‪ .‬وتعكس تلك‬ ‫الجهود المكثفة موقفا مختلفا عن الموقف‬ ‫السلبي لحكومة التحالف التقدمي المتحد‬ ‫السابقة تجاه المنطقة‪ .‬فخالل فتره توليه رئاسة‬ ‫وزراء الهند والتي استمرت عشر سنوات‪،‬‬ ‫قام رئيس الوزراء الهندي السيد‪ /‬مانموهان‬ ‫سينج بالكاد بأربع زيارات للمنطقة‪ ..‬اثنتان‬ ‫منها لحضور قمتي عدم االنحياز في مصر‬ ‫عام ‪ 2009‬وفي إيران في عام ‪.2012‬‬ ‫وتعكس عالقات الهند مع مصر تحوالت‬

‫وانعطافات سياسة الهند الخارجية تجاه‬ ‫الشرق األوسط‪ .‬لقد قام أول رئيس وزراء‬ ‫هندي‪ ،‬وهو السيد جواهر الل نهرو‪ ،‬بتوجيه‬ ‫االهتمام بصورة كاملة إزاء الشرق األوسط‬ ‫م��ن خ�لال توقيع سلسلة م��ن معاهدات‬ ‫الصداقة في المنطقة من إيران إلى تركيا‪.‬‬ ‫لكن كانت هناك مكانة خاصة لمصر‪ .‬لقد‬ ‫كانت العالقة الخاصة بين نهرو وجمال عبد‬ ‫الناصر هي التي تتحكم في جوهر سياسة‬ ‫الهند في المنطقة من خالل إقامة شراكة‬ ‫ثنائية والتضامن العربي وإنشاء حركة عدم‬ ‫االنحياز‪.‬‬ ‫بعد نهرو وعبد الناصر‪ ،‬أخ��ذت العالقات‬ ‫الثنائية بين الهند ومصر تتدهور تدريجيا‬ ‫حيث بدأت الهند على نحو متزايد تتخذ موقفا ً‬ ‫دفاعيا ً في الشرق األوسط‪.‬‬ ‫وإذا ك��ان تأثير الحرب ال��ب��اردة والتحول‬ ‫الذي شهدته المنطقة في العالقات الدولية‬ ‫وص��ع��ود النزعة اإلس�لام��ي��ة ف��ي الشرق‬

‫األوس��ط قد فرض قيوداً جديداً على دلهي‬ ‫منذ سبعينيات القرن الماضي‪ ،‬فإن عوامل‬ ‫التوجه االقتصادي الداخلي للهند‪ ،‬وسياستها‬ ‫الخارجية األيديولوجية وتغليب االعتبارات‬ ‫السياسية الداخلية على المصلحة الوطنية‬ ‫قد أسهمت في تهميش دلهي للمنطقة‪ .‬وكان‬ ‫لتنامي واردات النفط الهندية من المنطقة‬ ‫وصادراتها من الموارد البشرية دورهما‬ ‫في خلق قدر أكبر من االعتماد االقتصادي‬ ‫المتبادل‪ ،‬ولكن الطبقة السياسية لم تكن ترغب‬ ‫في االستفادة من ذلك استراتيجياً‪.‬‬ ‫ولم يبدأ اهتمام دلهي بالشرق األوسط حتى‬ ‫تسعينيات القرن الماضي عندما بدأت الهند‬ ‫في إجراء اإلصالحات االقتصادية وإعادة‬ ‫توجيه سياساتها الخارجية‪ .‬ومن المشكالت‬ ‫البارزة التي ظهرت منذ نهاية الحرب الباردة‬ ‫أن اهتمام الهند بمنطقة الشرق األوسط قد‬ ‫اقتصر على المناطق المجاورة لنا‪ ،‬وخاصة‬ ‫منطقة الخليج‪ .‬وه��ذا‪ ،‬ب��دوره‪ ،‬قد أسهم في‬ ‫تقليل االهتمام بمصر‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يبدو مودي‬ ‫حريصا ً على تغيير هذا الوضع‪.‬‬ ‫وبفضل تواصل رئيس الوزراء بشكل خاص‬ ‫مع السيسي في الجمعية العامة لألمم المتحدة‬ ‫العام الماضي‪ ،‬قرر الرئيس المصري زيارة‬ ‫الهند مرتين في أقل من عام‪ .‬فقد زار السيسي‬ ‫دلهي لحضور القمة الثالثة لمنتدى الهند ‪-‬‬ ‫أفريقيا العام الماضي‪.‬‬ ‫وبعد نهرو‪ ،‬ن��درت ال��زي��ارات التي قام بها‬ ‫الزعماء المصريين إلى الهند‪ .‬وكان الرئيس‬ ‫محمد مرسي‪ ،‬الذي أصبح رئيسا ً لمصر بعد‬ ‫أحداث الربيع العربي عام ‪ ،2011‬أول رئيس‬ ‫مصري يزور الهند عام ‪ 2013‬بعد ثالثة عقود‪.‬‬ ‫ولم يكن مودي أو ضيفه المصري ليرغبا في‬ ‫ذكر مرسي الذي تم عزله عن السلطة عام‬ ‫‪ 2013‬بعد فترة وجيزة من زيارته إلى دلهي‪.‬‬ ‫وفي ظل حكم نهرو‪ ،‬لم تكن عالقات الهند مع‬ ‫مصر قائمة على الشعارات وحدها‪ .‬فقد دعم‬

‫نهرو قرار عبد الناصر بتأميم قناة السويس‪،‬‬ ‫وهي من األمور الحيوية بالنسبة لهوية مصر‬ ‫القومية واقتصادها‪ .‬وكان لهذه الخطوة دوراً‬ ‫رئيسيا ً في تدعيم الشراكة الثنائية‪ .‬كما دعمها‬ ‫أيضا ً إسهام الهند في بناء السد العالي بأسوان‬ ‫ومبادراتها لتأسيس مشروعات دفاع مشتركة‬ ‫مثل تصنيع المحركات النفاثة والطائرات‬ ‫المقاتلة‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬تواجه مصر الكثير من التحديات‬ ‫الملحة – مثل مواجهة المخاطر التي تهدد‬ ‫النظام السياسي الحالي‪ ،‬واإلسراع بمعدالت‬ ‫التحديث االقتصادي واستعادة مكانة مصر‬ ‫اإلقليمية – ومن ثم‪ ،‬يجب على مودي أن يقدم‬ ‫دعما ً غير محدود إلى السيسي‪ .‬ويجب أن‬ ‫يشتمل هذا الدعم على أربعة عناصر‪.‬‬ ‫أوالً‪ ،‬يجب أن يعلن رئيس ال��وزراء إيمان‬ ‫الهند بدور مصر الريادي في منطقة الشرق‬ ‫األوسط وقناعة دلهي بأنها مسألة وقت قبل أن‬ ‫تتغلب القاهرة على مشكالتها الحالية وتستعيد‬ ‫مركزيتها في المنطقة‪ .‬ثانياً‪ ،‬يجب أن تحدد‬ ‫دلهي مجموعة من اإلجراءات العاجلة التي‬ ‫من شأنها أن تساعد السيسي على تحقيق‬ ‫تقدم اقتصادي سريع وملموس للمواطنين‬

‫المصريين‪ .‬وبينما ال تستطيع دلهي أن توفر‬ ‫ما يمكن أن توفره بكين من موارد ضخمة‬ ‫لتنمية البنية التحتية‪ ،‬هناك مجاالت أخرى‬ ‫يمكن للقطاعين العام والخاص الهنديين‬ ‫المساهمة فيها‪ ،‬ومنها خلق فرص العمل‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ ،‬يجب على مودي أن يسعى إلى تعزيز‬ ‫إط��ار التعاون األمني لمواجهة اإلره��اب‬ ‫الدولي في شبه القارة والشرق األوس��ط‪.‬‬ ‫رابعاً‪ ،‬كل من دلهي والقاهرة لديهما مصلحة‬ ‫مشتركة في استقرار منطقة الخليج‪ .‬يمكن‬ ‫لمودي والسيسي توجيه المؤسسة العسكرية‬ ‫في كال البلدين لوضع نهج للتنسيق بشأن‬ ‫األمن اإلقليمي في منطقة الخليج‪.‬‬ ‫تختلف األوضاع في الشرق األوسط اليوم‬ ‫كثيراً عن تلك األوض��اع التي قربت بين‬ ‫نهرو وعبد الناصر منذ ستة عقود مضت‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن األوض��اع اإلقليمية الحالية‬ ‫واالهتمامات المشتركة للبلدين تشير إلى أن‬ ‫هناك الكثير الذي يمكن لمودي والسيسي أن‬ ‫ينجزانه معاً‪.‬‬ ‫* الكاتب مدير مؤسسة كارنيجي الهند‬ ‫ومحرر بقسم الشئون الخارجية بصحيفة‬ ‫“ذي إنديان إكسبريس‟‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫الهند ‪ ..‬نموذ ًجا‬

‫بقلم‪ :‬د‪ .‬مصطفى الفقي‬

‫ال ألنني عشت في “الهند‟ سنوات أربع دبلوماسيًا في “السفارة المصرية‟‬ ‫في “نيودلهي‟ كما مارست التدريس في جامعة “جواهر الل نهرو‟ ‪ ،‬ال‬ ‫بسبب هذا أو سبب ذلك فقط أكتب عن التجربة الهندية التي تأثرت بها‬ ‫كثيرًا كما تأثر بها بعض المثقفين الذين عايشوها من قبلي وأذكر منهم‬ ‫تحديدًا الكاتبين الراحلين “كامل زهيري‟ و“محمد عودة‟‪ ،‬فالهند ـــ مثلما‬ ‫هي “مصر‟ ـــ بلد ال يمكن أن تكون محايدًا تجاهه‪ ،‬فإما أن تعجب به وأن‬ ‫تستغرق في التعلق بهويته وأسلوب الحياة فيه وإما ال تصل إلى جوهره‬ ‫وال تكتشف معدنه الحقيقي فتبدو بعيدًا عنه حتى ولو عشت فيه‪.‬‬

‫وعندما هبطت مطار العاصمة الهندية عام‬ ‫‪ 1979‬قضيت أنا وأسرتي شهوراً بائسة‬ ‫فى البداية‪ ،‬ألن نمط الحياة مختلف ولم تكن‬ ‫التسهيالت متاحة خصوصا ً بالنسبة الستيراد‬ ‫مستلزمات المنزل الجديد وأدوات الحياة في‬ ‫مجتمع مختلف‪ ،‬باإلضافة إلى قسوة الطقس‬ ‫وانقطاع الكهرباء لساعات كل يوم‪ ،‬وما هي‬ ‫إال شهور قليلة بعد ذلك إال وسقطنا جميعا ً‬ ‫صرعى حبنا لذلك البلد الضخم وتعلقنا‬ ‫بتلك األمة العظيمة‪ ،‬وإذ نحن على أبواب‬ ‫مرحلة تحول جذري فى بالدنا فإننا نلتمس‬ ‫من التجربة الهندية بعض شواهدها القائمة‬ ‫ونستدعي منها المالحظات اآلتية‪:‬‬ ‫أوالً ‪ :‬إن التنمية الصناعية هي التى صنعت‬ ‫“ال��ه��ن��د‟ الحديثة ول��ق��د أثبتت التجارب‬ ‫المعاصرة أنه ال تقدم بغير صناعة فهي التي‬ ‫تأخذ بيد الشعوب إلى األمام وهي قاطرة التقدم‬ ‫ولقد أدرك “نهرو‟ ورفاقه ذلك في وقت‬ ‫مبكر فبدأوا غداة االستقالل يفكرون في الدولة‬

‫‪20‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪499‬‬

‫الهندية الحديثة التي تحتاج الى الديمقراطية‬ ‫سياسيا ً وإلى التنمية اقتصاديا ً فقرروا أن‬ ‫تكون الصناعة هي قاطرة التقدم الهندي حتى‬ ‫أصبحت تلك الدولة اآلسيوية الكبرى واحدة‬ ‫من الدول الصناعية المؤثرة في عالم اليوم‪.‬‬

‫لقد نجحوا في إنتاج لوازم الحياة الهندية من‬ ‫أجهزة مختلفة ونوعيات متباينة وحققوا في‬ ‫ذلك نجاحا ً ملحوظاً‪ ،‬فالهند تنتج السيارة‬ ‫وتشارك في تصنيع الطائرة كما أنها أصبحت‬ ‫دولة نووية ودولة فضاء بل وقبل ذلك كله‬ ‫أضحت أيضًا دولة اكتفاء ذاتي فى الحبوب‬ ‫الغذائية‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬تمثل “الهند‟ أكبر ديمقراطيات العالم‬ ‫المعاصر من حيث حجم الناخبين الذين‬ ‫يصوتون في صناديق االقتراع ويبلغ عددهم‬ ‫مئات الماليين متجاوزين نصف مليار ناخب‬ ‫بكثير وهم يتوافدون على مقار االنتخابات على‬ ‫امتداد ثالثة شهور كاملة وقد كانوا هم أول‬ ‫من اكتشف فكرة الحبر على األصبع الذي ال‬

‫يختفي لمدد معينة ونقلت عنهم تجارب أخرى‬ ‫نفس الفكرة بما في ذلك “مصر‟‪ ،‬وتعتمد‬ ‫“الهند‟ ــــ الدولة البرلمانية الكبرى ــــ على‬ ‫نظام المجلسين “اللوك صابها‟ و‟الراجا‬ ‫صابها‟ وتتمتع الديمقراطية فى تلك البالد‬ ‫الواسعة بدرجة عالية من الشفافية رغم الفقر‬ ‫واألمية وذلك رد حاسم على من يزعمون‬ ‫أحيانا أن “مصر‟ غير مهيأة للديمقراطية‬ ‫الحقيقية بدعوى شيوع الفقر واألمية! ويكفي‬ ‫أن نتذكر أن رئيسة الوزراء الراحلة “أنديرا‬ ‫غاندي‟ قد فقدت منصبها وهي فى الحكم‬ ‫عندما لم توفق في دائرتها االنتخابية وذلك‬ ‫دليل على حياد سلطات الدولة واحترام إرادة‬ ‫مواطنيها‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬نجحت “الهند‟ في تحويل التعددية ‪-‬‬ ‫العرقية واللغوية والدينية والطبقية ‪ -‬لخدمة‬ ‫أه��داف الدولة وتحقيق غاياتها بل وأثبتت‬ ‫التجربة الهندية أن الدول ذات التعددية هي‬ ‫األكثر استعداداً للتقدم وأن األح��ادي��ة في‬ ‫المكون السكاني ليست ميزة بل تعوق أسباب‬ ‫التقدم وتحول دونها‪ ،‬ولقد وظف “الهنود‟‬ ‫التعددية لديهم لكي تكون داف��ع�ا ً للتوحد‬ ‫والتماسك وليست سببا ً للفرقة واالنقسام وذلك‬ ‫“وفقا ً لنظرية الضرورة‟ التي يشعر فيها كل‬ ‫طرف بفائدة االرتباط باألطراف األخرى‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬لقد تمكنت التجربة الهندية من تحويل‬ ‫الزيادة السكانية في معظمها تحويالً نوعيا ً‬

‫وجعلت من الكم الكبير كيفا ً مفيداً وأثبتت تلك‬ ‫التجربة أن الزيادة السكانية ليست دائما ً نقمة‬ ‫بل إنه يمكن تحويلها إلى نعمة مثلما فعلت‬ ‫“الهند‟ وقبلها “الصين‟ ولعل “مصر‟‬ ‫تستفيد من ذلك النموذج اآلسيوي الذى نجح‬ ‫فى توظيف الكم لخدمة الكيف وجعل الزيادة‬ ‫السكانية نعمة وليست نقمة من خالل مناهج‬ ‫التعليم وطرائق التدريس وبرامج التدريب‬ ‫وخلق وعي عام بإمكانية رفع مستوى األداء‬ ‫فى كافة المجاالت‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬إن التشابه التاريخي بين التجربتين‬ ‫المصرية والهندية من الناحية السياسية يذكرنا‬ ‫بعالقات “غاندي‟ بزعماء الحركة الوطنية‬ ‫المصرية وف��ي مقدمتهم “سعد زغلول‟‬ ‫و‟مصطفى النحاس‟ فضالً عن الفترة‬ ‫المزدهرة للعالقات بين البلدين وأعني بها فترة‬ ‫العالقة الوثيقة بين “نهرو‟ و‟عبد الناصر‟‬ ‫ودورهما في تكوين “حركة عدم االنحياز‟‬ ‫وتركيزهما على العناصر المشتركة بين‬ ‫البلدين وأهمها مكافحة الفقر وتنمية الصناعة‬ ‫وتعزيز بعض البرامج اإلصالحية‪ ،‬ولكن‬ ‫الذي حدث هو أن هزيمة ‪ 1967‬كانت لحظة‬ ‫انقطاع وتوقف فى المسيرة المصرية بينما‬ ‫استكملت “الهند‟ طريقها المرسوم حتى اآلن‬ ‫وحققت في ذلك انجازات مشهودة على معظم‬ ‫المستويات‪.‬‬ ‫إن النقاط السابقة تدعونا إلى تأمل “النموذج‬ ‫الهندي‟ الذي حقق نجاحات باهرة بينما‬ ‫كان يمضي معنا على خط مواز عند نقطة‬ ‫البداية ولكن أي��ن هم اآلن وأي��ن نحن؟!‬ ‫فالجدية واالستمرار ركيزتان حرص عليهما‬ ‫“النموذج الهندي‟ وافتقدتهما التجربة‬ ‫المصرية!‬

‫‪21‬‬


‫دروس من تاريخ العالقات الهندية‪-‬المصرية*‬ ‫جمال نكروما يتناول العالقات الهندية‪-‬المصرية من منظور تاريخي‬ ‫قد ال يعرف الكثيرون معلومات دقيقة عن طبيعة العالقات الهندية‪-‬المصرية‬ ‫االجتماعية‪ ،‬حيث نجد أن عدد الهنود المقيمين في مصر يتغير سنويا‪ ،‬ولكن‬ ‫ثمة اعتقاد عام بأن عدد أبناء الجالية الهندية في مصر بلغة األرقام ليس‬ ‫بالعدد الكبير‪ ،‬ولكن من المثير لالهتمام أن الهنود المقيمين في مصر هم من‬ ‫المتخصصين الحاصلين على قسط عال من التعليم ويعملون في شركات‬ ‫متعددة الجنسيات تعمل في مجاالت البترول والغاز والقطاع المصرفي‬ ‫وتكنولوجيا المعلومات‪ ،‬ويشغلون مناصب عليا داخل تلك الشركات‪.‬‬ ‫والدليل على هذا الكالم أن المدراء الهنود الذين‬ ‫يمتلكون خبرات فنية ومهنية عالية يُساهمون‬ ‫في تحسين كفاءات المصريين الذين يعملون‬ ‫معهم في تلك الشركات‪ .‬إن مصر دائما تفتح‬ ‫ذراعيها وترحب بأبناء الهند من أصحاب‬ ‫المستويات العليا في التعليم والمهارة‪ .‬ويمكن‬ ‫أن ندرك حجم فوائد التواصل على المستوى‬ ‫المهني مع أبناء الهند إذا نظرنا إلى التعاون‬ ‫معهم في مجال مثل تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬ ‫باختصار يمكن القول إن المتخصصين الهنود‬ ‫يساهمون بصورة واضحة في رفع الكفاءة‬ ‫اإلنتاجية في مصر بشكل عام في مختلف‬ ‫المجاالت التي يعملون بها‪.‬‬ ‫وعلى عكس ما هو عليه الحال في دول الخليج‬ ‫الغنية بالثروات البترولية والتي نجد أن نسبة‬ ‫كبيرة من أبناء الهند العاملين بها يعملون في‬ ‫وظائف ٌدنيا وأعمال شاقة تتطلب جهدا بدنيا‪،‬‬ ‫فإن الهنود الذين يعملون في مصر يشغلون‬ ‫مناصب جيدة م��ن المنظور االجتماعي‬ ‫واالقتصادي‪ .‬وفي الخليج على سبيل المثال‬

‫‪22‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪499‬‬

‫نجد أن غالبية الهنود الذين ينتمون إلى طبقات‬ ‫فقيرة نسبيا يشعرون هناك بعدم االرتياح‪،‬‬ ‫وهو شعور غير موجود على اإلطالق بين‬ ‫أبناء الجالية الهندية األثرياء الذين يعيشون‬ ‫في مصر‪ .‬وعلى العكس تماما من مصر‪ ،‬ال‬ ‫تسمح الهند بازدواج الجنسية‪ ،‬وبالتالي فإنه‬ ‫الزما على معظم الرعايا الهنود المقيمين في‬ ‫مصر استخراج تصاريح عمل وإن كانوا‬ ‫في حقيقة األمر ال يقيمون في البالد بصورة‬ ‫دائمة‪.‬‬ ‫وفي سياق الحديث عن الجالية الهندية في‬ ‫مصر‪ ،‬التقى الرئيس المصري عبد الفتاح‬ ‫السيسي مع الزعيم الروحي لطائفة البٌهرة‬ ‫الداودية سلطان سيف الدين في القاهرة في‬ ‫يوليو ‪ .2016‬ومن الجدير بالذكر أن أبناء‬ ‫طائفة البُهرة المقيمين في مصر يبذلون‬ ‫جهودا كبيرة في ترميم المساجد التي ترجع‬ ‫إلى العصر الفاطمي في مصر‪ .‬ويهتم البٌهرة‬ ‫بمجموعة من المساجد التاريخية في القاهرة‬ ‫من بينها مسجد الحاكم بأمر هللا‪ ،‬ومسجد‬

‫الجيوشي ومسجد األقمر ومسجد اللؤلؤة‪.‬‬ ‫ويرتدي البُهرة زيا مميزا لهم وبالتالي يسهل‬ ‫التعرف عليهم في القاهرة‪ .‬وطائفة البٌهرة‬ ‫هي في األساس فرع من فروع طائفة الشيعة‬ ‫اإلسماعيلية‪ ،‬ويعيشون في مصر منذ عدة‬ ‫عقود‪ ،‬وبالتحديد منذ السبعينات من القرن‬ ‫العشرين‪ ،‬وهم ينظرون إلى مصر باعتبارها‬ ‫وطنهم الروحي ويدينون بالوالء ألجدادهم‬ ‫وأسالفهم من الفاطميين الذين حكموا مصر‬ ‫في فترة من فترات التاريخ‪.‬‬ ‫ويميل البُهرة الموجودين في مصر‪ -‬تماما مثل‬ ‫مواطني الهند اآلخرين من الهندوس وغيرهم‬ ‫من العلمانيين‪ -‬لالهتمام بالتعليم واإللمام‬ ‫بالنواحي القانونية واالشتغال بالتجارة‪ .‬وفي‬ ‫هذا الصدد‪ ،‬قام سلطان البُهرة سلطان سيف‬ ‫الدين خالل لقائه بالرئيس السيسي بالتبرع‬ ‫بمبلغ ‪ 10‬مليون جنية مصر لصندوق تحيا‬ ‫مصر‪ .‬وليس من طابع أبناء طائفة البهرة‬ ‫استعجال الجهات المعنية في مصر إلنهاء‬ ‫مصالحهم‪ ،‬عالوة على أنهم من الفئات األكثر‬

‫نشاطا في القيام باألعمال الخيرية‪ .‬وينظر‬ ‫البُهرة إلى رجل الدين باعتباره أعلى مقاما‬ ‫من األكاديمي الناجح‪.‬‬ ‫ويرى المتابع العادي لألمور أن الهند بعيدة‬ ‫عن ناظري الجانب المصري على المستوى‬ ‫الرسمي‪ ،‬ولكن في بعض األح��ي��ان يقوم‬ ‫مسئولون ودبلوماسيون من الهند ومصر‬ ‫بكسر حاجز الصمت والتواصل بين الجانبين‪.‬‬ ‫ويعيش في مصر حوالي ‪ 550‬من أبناء طائفة‬ ‫البُهرة باإلضافة إلى ما يقرب من ‪ 50‬مواطن‬ ‫هندي متزوجين من مصريات‪ .‬وبرغم من قلة‬ ‫أعداد أبناء الجالية الهندية المقيمة في مصر‪،‬‬ ‫إال أن األف�لام والمسلسالت الهندية تحظى‬ ‫بشعبية كبيرة بين المصريين‪.‬‬ ‫وبالعودة بالحديث إل��ى حقبة الكفاح ضد‬ ‫االستعمار عبر صفحات التاريخ‪ ،‬يبرز‬ ‫أمامنا ما يمكن أن نطلق عليه “لقاء العقول‟‬ ‫بين زعماء الحركة الوطنية في البلدين‪ .‬فقد‬ ‫ك��ان سعد زغلول والمهاتما غاندي على‬ ‫اتصال وثيق ببعضهما البعض وتم توثيق‬ ‫ذلك التواصل‪ .‬وحتى بعد وفاة سعد زغلول‪،‬‬ ‫استمر غاندي في التواصل عبر المراسالت‬ ‫مع أرملته السيدة‪ /‬صفية زغلول‪.‬‬ ‫وتمر األي���ام‪ ،‬ويلتقي جمال عبد الناصر‬ ‫وجواهرالل نهرو في العديد من المناسبات‬ ‫من بينها لقاء عُقد في باندونج بإندونيسيا‬ ‫وسرعان ما جمعت أواص��ر الصداقة بين‬ ‫الزعيمين‪ ،‬اللذين كافحا ضد االستعمار‪ .‬وفي‬ ‫الوقت نفسه‪ ،‬واص��ل الزعماء في البلدين‬ ‫رحلة البحث عن تحقيق العدالة االجتماعية‬ ‫ب��اإلض��اف��ة إل��ى ع��دد آخ��ر م��ن األه���داف‬ ‫االجتماعية والسياسية واالقتصادية المشتركة‪.‬‬ ‫وشهدت فترة الخمسينات والستينات من‬

‫القرن العشرين محاولة تحقيق تطلعات شعبي‬ ‫البلدين‪ ،‬والسيما بعد أن كانا قد تخلصا من‬ ‫نير االستعمار‪.‬‬ ‫على الرغم من أن حزمة اإلج��راءات التي‬ ‫اتخذها نهرو وعبد الناصر كانت مميزة‪،‬‬ ‫إال أن معظم ما أقدموا عليه لم يكن باألمر‬ ‫الجديد أو الفريد من نوعه بالنسبة للزعماء‬ ‫التقدميين في الدول حديثة العهد باالستقالل‬ ‫في تلك الفترة‪ .‬وثمة تفسير لميل الزعيمين‬ ‫لأليديولوجية االشتراكية‪ ،‬أال وهو أنهما كان‬ ‫يؤمنا إيمانا شديدا بالعمل على تحقيق العدالة‬ ‫االجتماعية‪ .‬وقد وجد ناصر في نهرو حليفا‬ ‫يناصره ويشاركه نفس التوجه‪ ،‬وبالتالي ما‬ ‫كان من نهرو سوى أنه سعى بدوره لتعزيز‬ ‫العالقات بين البلدين‪.‬‬ ‫بالتوازي مع بداية رحلة البحث عن تحقيق‬ ‫العدالة االجتماعية في كل من الهند ومصر‪،‬‬ ‫بدأ تنفيذ برامج تنمية محددة بهدف توجيه‬ ‫االقتصاد في كل من مصر والهند نحو‬ ‫سياسات التصنيع والتنمية الزراعية‪ .‬وبلغت‬ ‫تلك السياسات ذروتها في الهند مع بزوغ ما‬ ‫ٌعرف بـ“الثورة الخضراء‟‪ ،‬بينما استطاعت‬ ‫سياسات اإلص�لاح الزراعي في مصر أن‬ ‫تلغي النظام اإلقطاعي القديم‪.‬‬ ‫وعلى مر سنين وعقود من الزمان‪ ،‬كانت‬ ‫القيادة في البلدين تحرص دوما على دعم‬ ‫العالقات االقتصادية واالجتماعية‪ .‬لقد‬ ‫ازدهرت الثورة الخضراء في الهند من خالل‬ ‫ما حققته من زي��ادة في إنتاجية المحاصيل‬ ‫وتحسين أنماط الزراعة والحصاد ونوعية‬ ‫البذور‪ .‬لقد استطاعت الهند تحت قيادة نهرو‬ ‫أن تقود حركة عدم االنحياز جنبا إلى جنب‬ ‫مع دول أخرى مثل‪ :‬مصر وإندونيسيا وغانا‬

‫ويوغوسالفيــا (سابقا)‪ .‬وكـــان الدبلوماســـي‬ ‫الهندي البارز في‪ .‬كيه‪ .‬كريشنا مينون هو أول‬ ‫من أطلق مصطلح “حركة عدم االنحياز‟ في‬ ‫األمم المتحدة في عام ‪ .1953‬وباإلضافة‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬جسد مؤتمر باندونج آسيا‪-‬أفريقيا‪-‬‬ ‫الذي عُقد في عام ‪ -1955‬عزم تلك الدول‬ ‫على الكفاح من أجل تحرير أنفسها من قيود‬ ‫االستعمار‪ .‬وفي ضوء هذه الخلفية السياسية‪،‬‬ ‫ازدهرت العالقات الهندية‪-‬المصرية وتوثقت‬ ‫ٌعراها‪.‬‬ ‫وك��ان جوهر فكر نهرو وعبد الناصر هو‬ ‫العمل على التخلص من أي آثار متبقية من‬ ‫حقبة االستعمار واإلمبريالية‪ .‬وكانت الهند‬ ‫ومصر في حالة اقتصادية أفضل بكثير من‬ ‫العديد من المستعمرات السابقة‪.‬‬ ‫وظهرت الطبقات اإلقطاعية في كل من مصر‬ ‫والهند كعائق أمام إرساء نظام اجتماعي جديد‬ ‫أكثر عدالة‪ .‬وكانت هذه الظواهر متشابهة‬ ‫لدرجة واضحة‪ ،‬وكان يجب العمل في ذلك‬ ‫الوقت على التغلب على تلك العوائق‪.‬‬ ‫مشاركا ناصر نفس األفكار والمشاعر‪ ،‬اتخذ‬ ‫نهرو موقفا صريحا في شجبه للعدوان الثالثي‬ ‫ضد مصر خالل أزمة السويس عندما قامت‬ ‫كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بالعدوان‬ ‫على مصر بعد تأميم جمال عبد الناصر لقناة‬ ‫السويس‪.‬‬ ‫كان الشغل الشاغل لكل من ناصر ونهرو‬ ‫دائما وأبدا في تلك الفترة هو كيفية التخلص‬ ‫من اآلفات التي خلفها االستعمار البريطاني‪.‬‬ ‫وكان الزعيمان يدركان تماما أشكال عدم‬ ‫المساواة الصارخة السائدة في بلديهما‪ .‬وعقد‬ ‫الزعيمان العزم على انتشال عشرات الماليين‬ ‫م��ن أب��ن��اء شعبيهما م��ن الفقر واالشتغال‬

‫‪23‬‬


‫بالزراعة لمجرد سد الرمق‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وبعد‬ ‫عقود من إقرار النظام االشتراكي‪ ،‬ال تزال‬ ‫الفوارق االجتماعية واالقتصادية متواجدة‬ ‫بصورة كبيرة في البلدين‪.‬‬ ‫وكان التحرر السياسي يعني تحقيق التحرر‬ ‫االجتماعي والتنمية االقتصادية‪ .‬ولكن‪ ،‬نجد‬ ‫أن العالقات الثانية بين البلدين في الوقت‬ ‫المعاصر‪ -‬التي تسعي إل��ى تحقيق تنمية‬ ‫اقتصادية ‪ -‬تقوم على أساس رأسمالي‪.‬‬ ‫ولعل أحد أهم العوامل الرئيسية التي تلعب‬ ‫دورا ه��ام��ا ف��ي صياغة شكل العالقات‬ ‫المعاصرة بين الهند وم��ص��ر ه��و إرث‬ ‫العالقات القديمة‪ ،‬حيث توجد العديد من األدلة‬ ‫الكافية التي تشير إلى أن التجارة بين مصر‬ ‫القديمة وحضارة وادي السند قد ازدهرت عن‬ ‫طريق تجار بالد ما بين الرافدين الذين عملوا‬ ‫كوسطاء للتجارة بين الجانبين‪ .‬ولكن ال يوجد‬ ‫أي دليل أثري قاطع على أن تجار هارابا‬ ‫قاموا بزيارة مصر في أي وقت من األوقات‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن حضارة السند القديمة‬ ‫ازدهرت خالل الفترة من ‪ 2800‬قبل الميالد‬ ‫إلى ‪ 1800‬قبل الميالد‪ ،‬حيث اشتغل الناس‬ ‫بالزراعة وتربية الحيوانات‪ ،‬وتم استخدام‬ ‫األوزان والمقاييس الموحدة‪ ،‬وتم صناعة‬ ‫األدوات واألسلحة‪ ،‬واالتجار في هذه البضائع‬ ‫مع المدن األخرى‪ .‬وكما هو الحال بالنسبة‬ ‫للعالقات الهندية‪-‬المصرية المعاصرة‪ ،‬لم تكن‬ ‫الثقافتان الهندية والمصرية مختلفتين في كثير‬ ‫من األمور‪.‬‬ ‫ووفقا لبحث أجراه كل من بي‪.‬كيه‪ .‬تشاتيرجي‬ ‫وجي‪.‬دي‪ .‬كومار في عام ‪ ،1965‬فإن هناك‬ ‫تشابه كبير للغاية في الخصائص الفيزيائية‬

‫‪24‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪499‬‬

‫لألدلة األثرية الخاصة بشعب أهل السند‬ ‫القديمة وأبناء منطقة نقادة وال��ب��داري في‬ ‫مصر‪.‬‬ ‫وم��ن ناحية أخ��رى‪ ،‬كانت أفغانستان أهم‬ ‫مصدر ل�لازورد‪ ،‬والياقوت األزرق اللذين‬ ‫كانا من األحجار المفضلة بصورة كبيرة لدى‬ ‫أبناء مصر القديمة‪ .‬لكن لم يتم العثور على‬ ‫المجوهرات المصرية في المنطقة التي كانت‬ ‫تتواجد فيها حضارة وادي السند‪ .‬ومن ثم‪،‬‬ ‫تشير األدلة إلى أن القطع األثرية المصرية‬ ‫الموجودة قد تم نقلها إلى منطقة هارابا عبر‬ ‫التجار بالد ما بين النهرين‪ .‬ومن المصادر‬ ‫التي يمكن الرجوع إليها في ه��ذا الصدد‬ ‫الرواية التي ألفها الكاتب الهندي أميتاف‬ ‫جوش في عام ‪ - 1993‬والتي تكاد تشبه‬ ‫السيرة الذاتية والصادرة تحت عنوان “في‬ ‫البالد العتيقة‟‪ -‬حيث يتناول المؤلف موضوع‬ ‫التجارة بين الهند ومصر خالل فترة العصور‬ ‫الوسطى‪.‬‬ ‫لقد حكم سالطين المماليك مصر في نفس وقت‬ ‫ازده��ار اإلمبراطورية المغولية اإلسالمية‬ ‫في الهند‪ ،‬التي اشتهرت بثرواتها الضخمة‬ ‫واهتمامها بالصناعة‪ .‬وأصبحت الهند في تلك‬ ‫الفترة تتمتع بقدر كبير من الرخاء والرفاهية‪.‬‬ ‫وفي تلك الفترة اعتمد االقتصاد المغولي على‬ ‫نظام يقوم على مجموعة من العناصر منها‪:‬‬ ‫صك العملة‪ ،‬وفرض إيرادات على األراضي‬ ‫وتنشيط التجارة‪ .‬وأصدرت بيوت المال في‬ ‫اإلمبراطورية المغولية عمالت نقدية من‬ ‫الذهب والفضة والنحاس تم تداولها باعتبارها‬ ‫عملة ح��رة‪ .‬ووفقا لما هو متوفر لدينا من‬ ‫معلومات فقد اكتظت موانئ البحر األحمر‬

‫في مصر بالبضائع القادمة من الهند خالل‬ ‫تلك الفترة‪.‬‬ ‫وقد استطاع الشاعر الهندي الكبير رابندرنات‬ ‫طاغور‪ -‬الذي يعد أول شخص من خارج‬ ‫أوروبا يفوز بجائزة نوبل في فرع األدب‪ -‬أن‬ ‫يزرع صورته في قلوب الناس في مختلف‬ ‫دول العالم ومن بينها مصر‪ .‬لقد كان طاغور‬ ‫شاهدا على العالقات المتبادلة بين مصر‬ ‫والهند‪ .‬وكان طاغور على دراية باالختالفات‬ ‫بين ثقافة مصر الدولة ذات األغلبية المسلمة‪،‬‬ ‫وثقافة الهند ذات األغلبية الهندوسية‪ ،‬ولكن‬ ‫جمعه عالقة صداقة قوية مع الشاعر المصري‬ ‫الكبير الذي عاصره وهو أمير الشعراء أحمد‬ ‫شوقي‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن كل من طاغور‬ ‫وشوقي أبرعا في فن إبداع المالحم الشعرية‪.‬‬ ‫وقد تم إنشاء مركز موالنا آزاد الثقافى الهندى‬ ‫فى القاهرة في عام ‪ .1992‬ويلعب المركز‬ ‫دورا هاما ً في دعم العالقات الثقافية بين‬ ‫مصر والهند‪ .‬ويعقد المركز دورات منتظمة‬ ‫لتعليم اللغتين الهندية واألردي��ة‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى دورات لتعليم اليوجا والتأمل‪ .‬كما يقوم‬ ‫المركز بين الحين واآلخر بعقد دروس لتعليم‬ ‫الرقص الكالسيكي الهندي ورقص بوليوود‬ ‫ب��اإلض��اف��ة إل��ى تنظيم ن���دوات ومعارض‬ ‫ومهرجانات الثقافية‪.‬‬ ‫وق��د شهدت فترة الثمانيات والتسعينات‬ ‫من القرن العشرين نهاية فترة اجتماعية‬ ‫واقتصادية لها سماتها الخاصة في كل من‬ ‫الهند ومصر‪ .‬وبدأت الهند في وضعية جيدة‬ ‫تسمح لها باالنطالق نحو مرحلة انتقالية‪.‬‬ ‫كانت المصانع الهندية أقل تقدما من الناحية‬ ‫التكنولوجية عن مثيالتها في أمريكا والصين‬

‫وأوروب��ا واليابان‪ .‬وكان تحول الهند من‬ ‫االشتراكية إلى الرأسمالية عملية تحمل‬ ‫في طياتها مخاطر إع��ادة بناء الهيئات و‬ ‫الوحدات الصناعية بشكل جديد األمر الذي‬ ‫كان صعبا للغاية‪.‬‬ ‫وقد ب��دأت الهند في تصنيع كل شيء من‬ ‫السيارات إلى الروبوتات‪ .‬وعلى العكس‬ ‫من ذلك تماما‪ ،‬بدأت مصر تسير في اتجاه‬ ‫معاكس شهد تراجعا ً لقطاع التصنيع ولم‬ ‫تستطع مصر االستفادة من النجاح الذي‬ ‫كانت قد حققته في فترة من الفترات‪ .‬ومن‬ ‫هنا‪ ،‬يجب القول إن الفساد آفة يكاد يكون‬ ‫من المستحيل القضاء عليها‪ .‬في الهند أيضا‬ ‫ارتفعت تكلفة الفساد‪ ،‬وال تزال هناك العديد‬ ‫من الفضائح المرتبطة بالرشوة و الفساد‪.‬‬ ‫وخالل فترة نهرو وعبد الناصر‪ ،‬كانت‬ ‫الهند ومصر تتبعان مسارات مماثلة لتحقيق‬ ‫التنمية االقتصادية مما كان له تأثير غير‬ ‫مباشر على العالقات االجتماعية بين البلدين‪.‬‬ ‫إن الرأسمالية المعاصرة من العوامل التي‬ ‫عززت الروابط بين البلدين الناميتين‪ .‬حيث‬ ‫تعتبر الهند رابع أكبر شريك تجاري لمصر‬ ‫بعد الواليات المتحدة وإيطاليا والمملكة‬ ‫العربية السعودية‪ .‬ويبلغ حجم االستثمارات‬ ‫الهندية في مصر في الوقت الحالي ‪ 3‬مليار‬ ‫دوالر أمريكي موزعة في حوالي ‪45‬‬ ‫مشروعا ً استثمارياً‪ .‬ولكن‪ ،‬ماذا يتبادر إلى‬ ‫ذهن المصريين عند سماع كلمة “الهند‟؟‬ ‫في مصر كلمة “الهند‟ تستدعى في الذهن‬ ‫صورا مختلفة من أفالم بوليوود وما بها من‬ ‫مشاهد ترتقي إلى حد المعجزات السينمائية‬ ‫التي تترك في نفسية المشاهد المصري أثرا‬

‫عميقا ودائما‪ ،‬ساهم في صياغة شكل جديد‬ ‫للعالقات الهندية‪-‬المصرية االجتماعية‪.‬‬ ‫لم يعد المصريون ينظرون لألفالم الهندية‬ ‫على أنها أف�لام تتناول مشاهد خيالية ال‬ ‫يمكن تصديقها في الواقع‪ .‬كان المرء عندما‬ ‫يقول في الماضي “دا فيلم هندي‟ على أي‬ ‫موضوع‪ ،‬يعني أنك تحكي أمرا ال يصدقه‬ ‫عاقل‪ .‬لكن الوضع تغير تماما اآلن‪ .‬والواقع‬ ‫أن هناك بعض األسئلة الثقافية التي بدأت‬ ‫أف�لام السينما الهندية “بوليوود‟ تحمل‬ ‫اإلجابة عليها وأصبح لها أكبر األثر في حياة‬ ‫الكثير من المصريين على اختالف األجيال‪.‬‬ ‫ومع ذلك ال يمكننا أن نتجاهل حقيقة أن‬ ‫العالقات االقتصادية بين البلدين أيضا لها‬ ‫تأثير كبير على العالقات الهندية‪-‬المصرية‬ ‫بصورة عامة‪ .‬ففي مارس ‪ ،2008‬وقعت‬ ‫مؤسسة جوجارات المحدودة للبترول اتفاقية‬ ‫امتياز للتنقيب عن البترول والغاز في‬ ‫موقعين في مصر‪.‬‬ ‫لقد كانت مصر والهند على علم تام بأن االنتقال‬ ‫من االشتراكية إلى الرأسمالية الكاملة سيكون‬ ‫أمرا صعبا‪ .‬والدليل على ذلك أن كلتا البلدين‬ ‫لم تتخليا تماما عن بعض الجوانب المتعلقة‬ ‫بماضيهم االشتراكي‪ .‬وتعمل الشركات الهندية‬ ‫على استكشاف السوق المصرية بصورة‬ ‫سريعة‪ .‬ففي عام ‪ ،2008‬تلقت شركة كيه‪.‬‬ ‫إي‪.‬سي‪ .‬الهندية الدولية المحدودة أكبر طلب‬ ‫بقيمة ‪ 95‬مليون دوالر من الشركة المصرية‬ ‫لنقل الكهرباء‪.‬‬ ‫إن السمات المشتركة في مجال الصناعات‬ ‫في الهند ومصر‪ -‬في ضوء كونهما من الدول‬ ‫النامية‪ -‬تدعو للتفاؤل بإمكانية العمل على‬

‫تعزيز مستقبل العالقات االقتصادية الثنائية‪،‬‬ ‫األمر الذي سينعكس بصورة إيجابية على‬ ‫العالقات االجتماعية‪ .‬يٌعد االقتصاد الهندي‬ ‫هو سابع أكبر اقتصاد في العالم‪ ،‬حيث يبلغ‬ ‫النمو االقتصادي في الهند ‪ %7.6‬مقابل ‪%7‬‬ ‫فقط بالنسبة لالقتصاد الصيني‪ .‬ومن المتوقع‬ ‫أن يحقق االقتصاد الهندي نسبة نمو قدرها‬ ‫‪ %8‬في السنة المالية الحالية‪ .‬وعالوة على‬ ‫ذلك‪ ،‬تحتل الهند المرتبة األولى في اإلنتاج‬ ‫الزراعي‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن الهند ال تزال دولة نامية‪،‬‬ ‫إال أنها انطلقت في مسيرتها نحو تحقيق ثراء‬ ‫مادي منطلقة من مرحلة متواضعة‪ .‬وتبلغ‬ ‫نسبة السيارات لألشخاص في الهند والصين‬ ‫‪ 25‬لأللف و ‪ 110‬لأللف على الترتيب‪.‬‬ ‫لقد التقى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا‬ ‫مودي مع الرئيس السيسي في عدة مناسبات‬ ‫في أماكن مختلفة‪ .‬وناقش زعيما البلدين‬ ‫مسألة مكافحة اإلره��اب‪ ،‬وهو الموضوع‬ ‫ال���ذي يهم ال��ب��ل��دان كثيرا‪ ،‬حيث وقعتا‬ ‫ضحية لهجمات إرهابية في الماضي‪.‬‬ ‫ومن الموضوعات البارزة التي تم تناولها‬ ‫موضوع االستثمارات الهندية في محور قناة‬ ‫السويس الجديدة‪.‬‬ ‫وختاما‪ ،‬يجب أن نشير إلى أنه ال يمكن أن‬ ‫نقلل من أهمية الصورة المركبة للعالقات‬ ‫الهندية‪-‬المصرية على المستوى االجتماعي‬ ‫والتي ب��دأت تأخذ في االعتبار التغيرات‬ ‫الجوهرية التي تعتري المشهد السياسي‬ ‫واالقتصادي العالمي‪.‬‬ ‫* مترجم عن االنجليزية‬

‫‪25‬‬


‫االحتفال بعيد استقالل الهند (تصوير ‪ :‬أنجس بلير)‬

‫‪26‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪499‬‬

‫‪27‬‬


‫مشاركة الهند في قمة مجموعة العشرين‬

‫أوضح رئيس وزراء الهند السيد‪ /‬نارندرا مودي في الخطاب الذي ألقاه أمام قادة العالم‬ ‫في مؤتمر القمة السنوي لمجموعة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية أن اجتماع‬ ‫مجموعة العشرين يأتي في وقت تشهد فيه الساحة العالمية تحديات سياسية‬ ‫واقتصادية معقدة‪ .‬وذكر رئيس الوزراء الهندي السيد‪ /‬مودي أن مجموعة العشرين في‬ ‫حاجة إلى جدول أعمال يقوم على اتخاذ إجراءات جماعية منسقة ومحددة الهدف‪.‬‬ ‫وقال رئيس الوزراء الهندي‪“ :‬إننا نواجه‬ ‫تحديات مشتركة وك��ذل��ك تجمع بيننا‬ ‫فرص مشتركة‪ .‬ونجد أن وسائل االتصال‬ ‫والثورة الرقمية والتكنولوجيا الجديدة‬ ‫وضعت حجر األساس لنمو الترابط على‬ ‫المستوى العالمي بين أبناء الجيل القادم‟‪.‬‬ ‫وأوض��ح رئيس ال��وزراء الهندي السيد‪/‬‬ ‫مودي أهمية وضع أجندة عمل “لتحقيق‬ ‫نمو قوي ومستدام ومتوازن كي يستفيد‬ ‫منه الجميع‪ ،‬وهو األمر الذي يتطلب من‬

‫‪28‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪499‬‬

‫مجموعة العشرين العمل بشكل حاسم‪،‬‬ ‫ويتطلب أيضا إرس��اء شبكة قوية من‬ ‫الشراكات‪‟.‬‬ ‫وقال رئيس الوزراء إن رؤيته الخاصة‬ ‫تتلخص في إرساء منظومة عالمية تتسم‬ ‫بالشفافية واإلنصاف وعدم التمييز‪ ،‬االنفتاح‬ ‫والشمولية وأن تعكس قواعد التجارة‬ ‫العالمية الجهود الجمعية‪ .‬وذكر رئيس‬ ‫ال��وزراء أن تسهيل التجارة من األمور‬ ‫المهمة‪ ،‬وحث الدول على التنفيذ الكامل‬

‫للقرارات الوزارية لقمتي بالي ونيروبي‪.‬‬ ‫وأضاف قائال‪“ :‬يجب أن يستجيب النظام‬ ‫التجاري العالمي الحتياجات وأولويات‬ ‫الدول النامية‪ ‟.‬وأشار إلى أن االقتصاد‬ ‫القائم على المعرفة واالبتكار يتطلب‬ ‫حرية الحركة‪ ،‬وأن األولوية التي تضعها‬ ‫الهند هي العمل نحو إبرام اتفاقية لتسهيل‬ ‫التجارة في مجال الخدمات‪.‬‬ ‫كما ذكر م��ودي أن مجموعة العشرين‬ ‫تحتاج إلى المزيد من العمل من أجل تحفيز‬

‫تدفق االستثمارات‪ .‬وأضاف قائال‪“ :‬لقد‬ ‫ساهمت منظومة االستثمار الجديدة الحرة‬ ‫في وضع الهند بين أكبر الدول الجاذبة‬ ‫لالستثمارات األجنبية المباشرة‪ ‟.‬وتابع‬ ‫م��ودي حديثه قائال إن محاربة الفساد‪،‬‬ ‫وغسيل األموال والتهرب الضريبي هي‬ ‫أساس أي نظام مالي فعال‪ .‬كما ذكر أن‬ ‫توافر الطاقة أمر حيوي وهام للغاية لدعم‬ ‫جهود التنمية‪ ،‬ومشيراً إل��ى أن توفير‬ ‫مزيج متوازن من الطاقة النووية والطاقة‬ ‫المتجددة والوقود األحفوري هو جوهر‬ ‫سياسة الطاقة الهندية‪.‬‬ ‫وخ�ل�ال الجلسة ال��ت��ي ع��ق��دت ف��ي قمة‬ ‫العشرين تحت ع��ن��وان “تنمية شاملة‬

‫ومترابطة‟‪ ،‬ق��ال م��ودي‪“ :‬الهدف هو‬ ‫العمل على وض��ع الجميع على مسار‬ ‫التنمية وهو ليس مجرد طموح ولكننا نعمل‬ ‫على ترجمته على أرض الواقع‪ .‬ومن ثم‪،‬‬ ‫يجب أن تحظى السياسة واإلج���راءات‬ ‫على المستوى الداخلي بدعم من األنظمة‬ ‫واألطر الدولية‟‪.‬‬ ‫وأب��رز رئيس ال��وزراء الهندي السيد‪/‬‬ ‫م��ودي كيف يمكن ألجندة ‪ 2030‬أن‬ ‫تكون محفزا للمجتمعات على التحول‬ ‫وتخطي الفوارق الكبيرة‪ ،‬كما أكد على‬ ‫أهمية العمل بصورة تعاونية خالل‬ ‫فترة الخمسة عشر عاما المقبلة مع‬ ‫وضع إجراءات محددة يمكن للعالم أن‬

‫يقوم باتخاذها لتحقيق التنمية الشاملة‬ ‫والمترابطة‪.‬‬ ‫وعلى هامش القمة‪ ،‬التقى مودي مع قادة‬ ‫مجموعة البريكس التي تضم دوال صاحبة‬ ‫اقتصادات ناشئة‪ ،‬فضال عن عدد من القادة‬ ‫اآلخرين بينهم رئيس ال��وزراء األسترالي‬ ‫السيد‪ /‬مالكولم تيرنبول‪ ،‬ورئيسة وزراء‬ ‫المملكة المتحدة السيدة‪ /‬تيريزا ماي‪،‬‬ ‫والرئيس الفرنسي السيد‪ /‬فرانسوا أوالند‪،‬‬ ‫والرئيس التركي السيد‪/‬رجب طيب أردوغان‬ ‫ورئيس األرجنتين السيد‪ /‬موريسيو ماكري‪.‬‬ ‫كما التقى رئيس ال��وزراء مودي مع نائب‬ ‫ولي عهد المملكة العربية السعودية صاحب‬ ‫السمو الملكي محمد بن سلمان آل سعود‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫العالقات االقتصادية بين مصر والهند‬ ‫* بقلم‪ :‬د‪.‬آسر سالمة‬

‫شهــدت العالقـــات المصريــة‬ ‫الهندية نمــــوًا مطـــردًا خالل‬ ‫السنوات األخيرة وذلك على‬ ‫كافة األصعدة‪ ،‬ال سيما الصعيد‬ ‫االقتصادى حيث تعتبر الهند‬ ‫شريك اقتصـــادى إستراتيجــى‬ ‫لمصر فى منطقة شرق اَسيا‪،‬‬ ‫وقد عكست الزيارات الوزارية‬ ‫رفيعـة المستـوى بيـن الجانبين‬ ‫االهتمـــام المتبــــادل لتعزيـــز‬ ‫العالقات الثنائية فى إطار‬ ‫سياسة خارجية مصرية لدعم‬ ‫التعاون مع القوى الرئيسية فى‬ ‫القـــارة ا َالسيوية وعلى رأسها‬ ‫الهند‪ ،‬وذلك في عدة مجاالت‬ ‫منها النقل البحرى والطيران‬ ‫المدنى ومجاالت الزراعة والتبادل‬ ‫التجـــارى والسياحــة إلى جانب‬ ‫التعاون الجمركى وغيرها‪.‬‬ ‫وتعمل البلدان حاليا ً على مضاعفة حجم‬ ‫التبادل التجارى بينهما إلى ‪ 8‬مليارات‬ ‫دوالر خالل عامين مع زيادة االستثمارات‬ ‫المشتركة إلى ‪ 5‬مليارات دوالر‪.‬‬ ‫ويربط مصر والهند نحو ‪ 16‬اتفاقية‬ ‫وم��ذك��رة تفاهم ف��ى م��ج��االت االقتصاد‬ ‫واالستثمار والتبادل التجارى منذ عام‬ ‫‪ ،1996‬وقد زاد حجم التبادل التجارى بين‬ ‫البلدين من ‪ 664‬مليون دوالر عام ‪2005‬‬ ‫إلى نحو ‪ 5‬مليارات دوالر عام ‪ 2014‬كما‬ ‫تقدر قيمة االستثمارات الهندية فى مصر‬ ‫حاليا ً بنحو ‪ 3‬مليارات دوالر‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪499‬‬

‫وتشير العالقات المصرية الهندية إلى‬ ‫تواجد العديد من الفرص الواعدة للتعاون‬ ‫بين مصر والهند فى إفريقيا ‪ ،‬وتسعى‬ ‫الهند إلى زيادة حجم االستثمارات بمصر‬ ‫فى ضوء الفرص التى تتيحها المشروعات‬ ‫الجارى تنفيذها والتعديالت التى تم إدخالها‬ ‫على البنية التشريعية الخاصة باالستثمار‬ ‫بما يوفر مناخا ً جاذبا َ لالستثمار‪ ،‬ويؤكد‬ ‫على إمكانية استفادة الهند بما تتمتع به‬ ‫مصر من موقع متميز وإمكانيات كبيرة‬ ‫لتكون مصر بمثابة نقطة انطالق إلى‬ ‫إفريقيا بما يحقق المصلحة المشتركة‬ ‫للجانبين‪ ،‬السيما فى ضوء تميز الهند فى‬ ‫مختلف مجاالت التكنولوجيا المطلوبة فى‬ ‫الدول األفريقية‪.‬‬ ‫وهناك العديد من األطر المؤسسية للعالقات‬ ‫االقتصادية المشتركة بين البلدين ومن بينها‪:‬‬ ‫“مجلس األعمال المصري الهندي‟ وهو‬ ‫تجمع اقتصادي يهدف إلى تفعيل العالقات‬ ‫االقتصادية بين البلدين في مختلف المجاالت‬ ‫وخاصة التجارية واالستثمارية‪ ،‬ويدمج‬ ‫الشعار الجديد للمجلس بين مفتاح الحياة عند‬

‫قدماء المصريين وإشارة التحية الهندية التى‬ ‫ترمز للوالء واالحترام والتقدير‪.‬‬ ‫ويساعد المجلس في دع��م مصر لتصبح‬ ‫بوابة الهند نحو أفريقيا وذلك من خالل إطار‬ ‫منهجي يحقق األهداف الموضوعة والمحددة‬ ‫للعالقة االقتصادية بين البلدين‪ .‬ومن أهم هذه‬ ‫األهداف‪ :‬توطيد العالقات بين مجتمع األعمال‬ ‫في البلدين والتعرف على الفرص االقتصادية‬ ‫المتوفرة لديهما من خالل بحث دائم للفرص‬ ‫التسويقية المتاحة‪ .‬كذلك تشجيع الصادرات‬ ‫وتبادل السلع والخدمات‪ ،‬وتبادل المعلومات‬ ‫وإقامة المعارض في البلدين‪ .‬إضافة إلى‬ ‫تشجيع إق��ام��ة المشروعات االستثمارية‬ ‫في البلدين‪ ،‬وذل��ك بالتعرف على أفضل‬ ‫سبل التمويل المتاحة‪ .‬والعمل على تسوية‬ ‫المنازعات التجارية التي قد تنشأ بين رجال‬ ‫األعمال في البلدين بالطرق الودية‪ .‬واالهتمام‬ ‫ببرامج التدريب ونقل التكنولوجيا وحق‬ ‫المعرفة‪ ،‬وتوفير المناخ المالئم للحصول على‬ ‫اإلنتاجية المطلوبة بشكل كفئ‪.‬‬ ‫وهناك أيضا “مجلس األعمال المشترك‟‬ ‫بين إتحاد الغرف التجارية المصرية ونظيره‬

‫الهندى‪ ،‬وتشمل أنشطة المجلس تبادل‬ ‫المعلومات التجارية‪ ،‬وتوفير خدمات تسوية‬ ‫المنازعات التجارية التى تنشأ بين الطرفين‬ ‫عن طريق التحكيم‪ ،‬وتبادل المشاركة فى‬ ‫المعارض التجارية فى البلدين ‪.‬‬ ‫أما “برنامج التعاون الفني واالقتصادي‟‬ ‫المعروف اختصارا باسم “أيتك‟ فقد انطلق‬ ‫عام ‪ 1964‬عندما وجهت الهند اهتمامها نحو‬ ‫التعاون مع دول الجنوب والدول النامية‪ .‬وتقدم‬ ‫الهند في إطار هذا البرنامج ‪ 280‬دورة تدريبية‬ ‫من خ�لال ‪ 47‬مؤسسة تعمل في مجاالت‬ ‫مختلفة منها‪ :‬تكنولوجيا المعلومات واإلدارة‬ ‫والمراجعة والمحاسبة وإدارة االنتخابات‬ ‫والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ‪.‬‬ ‫إضافة إلى ذلك هناك العديد من االتفاقات‬ ‫الموقعة بين البلدين أهمها “اتفاق التجارة‟‬ ‫الذي تم توقيعه في ‪ 13‬أكتوبر ‪ 1977‬ويتم‬ ‫في إطاره إتمام كافة المعامالت بين البلدين‬ ‫بالعمالت الحرة‪ ،‬وأهم ما تضمنه النص على‬ ‫معاملة الدولة األول��ى بالرعاية‪ ،‬وتشجيع‬ ‫المشاركة في المعارض واألس��واق الدولية‬ ‫المقامة في البلدين‪ .‬و“اتفاق إنشاء اللجنة‬ ‫المشتركة‟ الذي تم توقيعه في ‪ 3‬سبتمبر‬ ‫‪ ،1983‬وق��د تضمن النص على تشجيع‬ ‫تبادل المنتجات الوطنية وإقامة مشروعات‬ ‫التنمية الزراعية والصناعية والمشروعات‬ ‫المشتركة بصفة عامة‪ ،‬وينبثق عن هذه اللجنة‬ ‫لجنة فرعية تختص ببحث الموضوعات‬ ‫التجارية والتعاون االقتصادى‪ .‬واتفاقية‬ ‫“تشجيع وحماية االستثمارات المتبادلة‟‬ ‫التي تم توقيعها في ‪ 9‬أبريل ‪ 1997‬ودخلت‬ ‫حيز التنفيذ اعتبارا من نوفمبر ‪،2000‬‬

‫وقد تضمنت تشجيع وخلق ظروف أفضل‬ ‫لمستثمرى أى من البلدين لالستثمار في البلد‬ ‫األخرى‪ ،‬وتطبيق مبدأ المعاملة الوطنية على‬ ‫استثمارات كل طرف لدى الطرف األخر‪.‬‬ ‫واتفاقية “تجنب االزدواج الضريبي‟ التي‬ ‫وقعت في ‪ 7‬فبراير ‪ 1969‬وقد تضمنت‬ ‫أهم بنودها تجنب االزدواج الضريبى على‬ ‫الدخل الناتج عن التمويل العقارى واألرباح‬ ‫التجارية والصناعية‪ ،‬والنقل الجـوى‬ ‫والبحـرى‪ ،‬والمشروعات المشتركة وغير‬ ‫ذلك‪ .‬وقد أجريت عدة مفاوضات بين الجانبين‬ ‫لتجديد هذه االتفاقية وينتظر التوقيع عليها بعد‬ ‫تجديدها في أقرب وقت ممكن‪.‬‬ ‫وتسعى مصر لالستفادة من الخبرة الهندية‬ ‫فى مجال تطوير المشروعات الصغيرة‬ ‫والمتوسطة وتنشيط ت��ع��اون الصندوق‬ ‫االجتماعى للتنمية بمصر مع نظيره الهندى‬ ‫وتفعيل اتفاق الصندوق والهيئة العربية‬ ‫للتصنيع من جانب مصر ومؤسسات هندية‬ ‫فى مجال البرمجيات وصناعة الحاسب اآللى‪.‬‬ ‫وتبلغ االستثمـارات الهندية في مصر حوالي‬ ‫‪ 3‬مليارات دوالر‪ ،‬وتتركز أس��اس��ا فى‬ ‫قطاعات الغزل والنسيج وتخزين البضائع‬ ‫المتنوعة‪ ،‬البترول والبتروكيماويات‪ .‬وقد‬ ‫جرت اتصاالت عديدة مع الشركات الهندية‬ ‫الكبرى وعلى رأسها شركة تاتا‪ ،‬وبيرال‪،‬‬ ‫وكيرلوسكار‪ ،‬إيسار‪ ،‬ريالينس‪ ،‬إفكو لوضع‬ ‫خطط استثمارية طموحة خالل الفترة المقبلة‬ ‫خاصة في قطاعات الطاقة والبتروكيماويات‬ ‫واألسمدة والحديد والصلب ‪ ،‬حيث أبدت‬ ‫شركة ريالينس رغبتها في إنشاء مجمع‬ ‫للبتروكيماويات‪ ،‬وأب��دت شركات إيسار‬

‫رغبتها في إقامة مجمع للحديد والصلب ومجمع‬ ‫لتكرير البترول ‪ ،‬فيما أبدت مجموعة شركات‬ ‫تاتا رغبتها في إنشاء مجمع للحديد والصلب‬ ‫مجمع إلنشاء أسمدة اليوريا واألمونيا‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بالبضائع المتبادلة ‪ ،‬تصدر مصر‬ ‫إلى الهند كل من القطن الخام‪ ،‬واألسمدة‬ ‫الخام‪ ،‬واألسمدة المصنعة‪ ،‬والبترول الخام‬ ‫ومشتقاته‪ ،‬والكيماويات العضوية وغير‬ ‫العضوية‪ ،‬والجلود والمصنوعات‪ ،‬ويجرى‬ ‫العمل على توسيع نطاق الصادرات المصرية‬ ‫وخاصة من الفوسفات الصخري واألمونيا‪.‬‬ ‫كما تستورد مصر من الهند‪ :‬غزل القطن‪،‬‬ ‫والسمسم‪ ،‬وال��ش��اي‪ ،‬وال��ب��ن‪ ،‬وال��ت��واب��ل‪،‬‬ ‫والمنتجات الصيدالنية‪ ،‬والمعدات المتنوعة‪،‬‬ ‫وقطع الغيار‪ ،‬ووسائل النقـــل‪ ،‬والمطاط‬ ‫الصناعي ومنتجاته‪.‬‬ ‫وخالصة القول إن العالقات المصرية‪-‬‬ ‫الهندية تتسم بقدر كبير من التميز وتقوم‬ ‫على تاريخ طويل من التعاون المشترك بين‬ ‫البلدين مما يؤكد أن المستقبل يحمل الكثير‬ ‫من الفرص لالرتقاء بالعالقات الثنائية إلى‬ ‫مستويات تتناسب مع تاريخهما المشترك‪،‬‬ ‫وذلك على كافة األصعدة السياسية والثقافية‬ ‫واالقتصادية واإلستراتيجية‪ .‬وتجدر اإلشارة‬ ‫هنا أن قناة السويس الجديدة لن تكون معبراً‬ ‫للتجارة الدولية فقط وإنما هي ج��زء من‬ ‫مشروع متكامل للتنمية بمنطقة قناة السويس‬ ‫يضم العديد من الصناعات التحويلية ويقدم‬ ‫الخدمات اللوجستية وال��ذى ب��دوره سيعمل‬ ‫على زي��ادة االستثمارات الهندية وتكثيف‬ ‫التعاون بين الدولتين خالل الفترة القادمة‪.‬‬ ‫* عضو مجلس األعمال المصري الهندي‬

‫‪31‬‬


‫بقلم‪ :‬آتي متولي*‬ ‫الهـنــــــد بلـــد األلــــــــوان‬ ‫والمتناقضـــات والثقافـــات‬ ‫القديمة إلى جانب الكثير‬ ‫من‬

‫التقاليد‬

‫والديانات‬

‫المتميزة‪ .‬إنها األرض التي‬ ‫تضم أعلى قمم جبال‬ ‫في العالم‪ ،‬والتي تحتضن‬ ‫السواحل التي تهب عليها‬ ‫الرياح‬

‫االستوائية‬

‫التي‬

‫يخفف من لهيبها ذلك‬ ‫النسيم القادم من مياه‬ ‫المحيط‪ .‬الهند هي تلك‬ ‫الفنون المعمارية المبهرة‬ ‫التي تروي حكاية تاريخ‬ ‫من عاشوه‪ ،‬إنها الرقصات‬ ‫والموسيقى البديعة التي‬ ‫تضفرت في هوية الهند‬ ‫القومية‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪499‬‬

‫رحلة إلى الهند*‬ ‫إن الهند هي منبع العديد من األسرار وأرض‬ ‫الغموض والقصص التي نفتش عنها فتأسرنا‪.‬‬ ‫ومهما حاولنا اكتشاف سحر الهند المتراكم‬ ‫في ثناياها المتعددة‪ ،‬من خالل كشف النقاب‬ ‫عن كنوزها رويدا رويدا‪ ،‬سوف تفاجئنا الهند‬ ‫بمزيد الكنوز الكامنة بها‪ .‬إن ألوانها وموسيقاها‬ ‫ورقصاتها وحرفها وفنونها المعمارية تبعث‬ ‫فينا حالة من االنتشاء واالفتتان وهذا ما ندركه‬ ‫من خالل االستماع للحقائق التي يسوقها‬ ‫األدب والفلسفة الهندية إلى أننا ما تكاد أيدينا‬ ‫أن تصل إلى إحدى جواهر الهند الصغيرة‪،‬‬ ‫حتى نجد أنفسنا مدفوعين إلى االستمرار في‬ ‫البحث في هذا الصندوق المليء بالكنوز سعيا‬ ‫وراء المزيد‪.‬‬ ‫إن شعار “هند العجائب‟‪ ،‬وهو شعار الحملة‬ ‫التي دشنتها وزارة السياحة الهندية في بداية‬ ‫عام ‪ 2000‬هو واح��د من أكثر الشعارات‬ ‫نجاحا عبر العصور‪ ،‬ألنه شعارا صادقا‬ ‫تماما لجوهر الحملة‪ ،‬ولذا ترددت أصداؤه‬ ‫في كافة أنحاء العالم‪ ،‬دون أن تترك بلد أو‬ ‫مدينة صغيرة أو كبيرة إال ووصلت لها الثقافة‬ ‫الهندية‪.‬‬ ‫وقد نالت مصر‪ ،‬بصفة خاصة‪ ،‬حظا وفيرا‬ ‫من الكنوز الثقافية القادمة من الهند وتوطدت‬ ‫عرى العالقات السياسية واالقتصادية بين‬ ‫البلدين (والتي ك��ان أبطالها سعد‬ ‫زغ��ل��ول وج��م��ال عبد الناصـــر‬

‫والمهاتما غاندي وجواهر الل نهرو) خالل‬ ‫عقود طويلة من خالل إطار الفن‪ .‬وقد شهدت‬ ‫الفترة من الخمسينات إلى السبعينات شغفا ً‬ ‫كبيراً بكافة نواحي الثقافة الهندية‪ ،‬وكانت‬ ‫السينما الهندية أدل مثال على هذا الشغف‪ .‬وال‬ ‫غرو أن تكون تربة مصر الخصبة قد أثبتت‬ ‫تقبلها لهذه الثقافة بعد عدة سنوات‪ ،‬عندما‬ ‫بدأت حملة “هند العجائب‟ في جذب انتباه‬ ‫الناس إلى الهند بينما تعمل في ذات الوقت‬ ‫على تصدير كنوزها الثقافية إلى العالم‪.‬‬ ‫ومن الناحية الثقافية ‪ ،‬نجد أن هناك العديد من‬ ‫الدروب والمسالك التي تقودك للهند ‪ .‬أحدها‬ ‫يتمثل في المرور عبر مومباي وصناعة‬ ‫بوليوود الضخمة الموجودة بها‪ .‬ويعتبر هذا‬ ‫الدرب أكثر الدروب البراقة والتي تخطف‬ ‫األبصار من خالل خلق عالم ساحر يحاكي‬ ‫العالم الواقعي الذي يعج بالرقص والغناء‬ ‫والذي قدم على مدى قرن كامل قصصا ممتعة‬ ‫ومفعمة بالمشاعر والخيال واإلث��ارة والتي‬ ‫تضخم الواقع من خالل أبطالها المثاليين‪ ،‬في‬ ‫ظل تزايد أعداد مشاهديها عبر العالم‪ .‬ولقد‬ ‫أبهرت بوليوود ماليين المصريين لنفس‬ ‫األسباب‪.‬‬ ‫وتعتبر األفالم الهندية من ضمن أهم الجسور‬ ‫الثقافية الواضحة التي ربطت بين البلدين ألنها‬ ‫تتعلق بصورة مباشرة بالعديد من التطلعات‬ ‫الدفينة في قلوب وأرواح الشعبين‪ .‬لقد رأى‬ ‫العديد من المصريين أمالهم وأحالمهم تتحقق‬ ‫من خالل أفالم بوليوود‪ .‬وحتى لو كان ما‬ ‫يظهر على الشاشة هو مجرد خيال‪ ،‬فإن‬ ‫األفالم التي كانت مدتها ثالثة ساعات‬ ‫كانت جاذبة بصورة كافية إلراحة‬ ‫العقل وتحريك المشاعــر‪.‬‬ ‫لقد ساعدت تلك األف�لام المشاهد‬

‫المصري على االنغماس في أحالم اليقظة‪.‬‬ ‫وإذا كانت األفالم الهندية أكثر حضورا في‬ ‫دور العرض المصرية في فترة الخمسينات‬ ‫والستينات أكثر منها اليوم‪ ،‬فقد ظل أبطال تلك‬ ‫األفالم وأغنياتها ونجومها وقصصها حية بين‬ ‫قطاع عريض من المجتمع حتى يومنا هذا‪ .‬وقد‬ ‫استمرت جاذبية األفالم الهندية في االنتشار‬ ‫من خالل الفعاليات الخاصة مثل نادي السينما‬ ‫الذي ينظمه مركز موالنا أزاد الثقافي الهندي‬ ‫ع�لاوة على تزايد أع��داد مشاهدي القنوات‬ ‫الفضائية التي تعرض أفالما هندية‪.‬‬ ‫ورغم أن المجال ال يتسع في هذا المقال لذكر‬ ‫األدلة الكثيرة على الشعبية الكبيرة للسينما‬ ‫الهندية في المجتمع المصري‪ ،‬إال أنني أود‬ ‫أن أذكر القارئ بحالة الشغف التي كان عليها‬ ‫اآلالف من المصريين خالل الزيارة التي قام‬ ‫بها أميتاب باتشان إلى القاهرة عام ‪.2015‬‬ ‫وف��ي مناسبات أخ��رى‪ ،‬التقيت بأشخاص‬ ‫يحفظون أغاني األفالم الهندية عن ظهر قلب‪،‬‬ ‫حتى دون أن يفهموا معناها‪ ،‬وتحدثت مع عدد‬ ‫من الطالبات الالتي يؤدين رقصات بوليوود‬ ‫في مركز موالنا آزاد الثقافي الهندي أو في‬ ‫بيوتهم‪ ،‬ورأيت حماس المشاركين في ورش‬ ‫عمل رقصات بوليوود‪ ...‬وهذا يكفي إللقاء‬ ‫الضوء على األثر الساحر للسينما الهندية‬ ‫“بوليوود‟ على الكثير من المصريين‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للمعنيين بشئون الثقافة‪ ،‬تمثل‬ ‫بوليوود بوابة تستثمر الهند من خاللها في‬ ‫األزي��اء ذات األل��وان المتعددة والموسيقى‬ ‫النابضة بالحياة والقصص السينمائية المدهشة‪.‬‬ ‫وهنا تلعب السفارة الهندية ومركز موالنا‬ ‫آزاد الثقافي الهندي دوريا ً محوريا ً في تقديم‬ ‫عدد كبير من فعاليات الثقافة الهندية للجمهور‬ ‫المصري‪ .‬هناك الكثير من األنشطة التي تقام‬ ‫على مدار العام‪ ،‬وفي الكثير من المدن‪ ،‬وهو‬ ‫ما يذكرنا بأن الهند هي أيضا ً أرض الفلسفات‬ ‫العظيمة واللغات والتقاليد الثقافية الملهمة‬ ‫وفنون الموسيقى والرقص والفنون البصرية‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫إن الجهات المعنية بتمثيل الهند في مصر ال‬ ‫تقدم مجموعة متنوعة من الدورات للمهتمين‬ ‫بدراسة اللغات وأشكال الرقص واليوجا‬

‫وال��ت��أم��ل فحسب‪،‬‬ ‫ولكنها تعمل أيضا ً‬ ‫على تعزيز التعاون‬ ‫ال��ث��ق��اف��ي ب��ه��دف تحقيق‬ ‫التواصل بين العقول الخالقة‬ ‫في كال البلدين‪.‬‬ ‫ومع وج��ود الكثير من مالمح‬ ‫“ه��ن��د ال��ع��ج��ائ��ب‟ ال��ت��ي تحيط‬ ‫بنا‪ ،‬يعتبر “مهرجان الهند على‬ ‫ضفاف النيل‟ أوضح مثال للفعاليات‬ ‫الثقافية التي تقام في مصر‪ ،‬وهو مهرجان‬ ‫ثقافي سنوي يضم العديد من الفعاليات‬ ‫ويمثل فرصة عظيمة للجمهور المصري‬ ‫الستكشاف الجوانب المختلفة للهند‪ .‬ورغم‬ ‫حداثته (أقيمت الدورة الرابعة من المهرجان‬ ‫هذا العام)‪ ،‬نجح مهرجان “الهند على ضفاف‬ ‫النيل‟ بالفعل في تقديم مجموعة كبيرة من‬ ‫الفعاليات والعروض الفنية الرائعة من الهند‪.‬‬ ‫وف��ض�لاً ع��ن ع���روض األف��ل�ام الهندية‬ ‫واللقاءات التي تجرى مع رم��وز صناعة‬ ‫السينما الهندية (م��ن مومباي وغيرها)‪،‬‬ ‫وعروض بوليوود الراقصة‪ ،‬يعد مهرجان‬ ‫“الهند على ضفاف النيل‟ فرصة لاللتقاء‬ ‫بفناني الرقص الكالسيكي من أنحاء الهند‬ ‫المختلفة‪ ،‬والعازفين الذين يقدمون عروضا ً‬ ‫شيقة تتسم بمزج األلوان الموسيقية المختلفة‪.‬‬ ‫وه��ي فرصة يمكننا من خاللها التواصل‬ ‫مع رموز الهند البارزين في مجال األدب‬ ‫والفكر‪ ،‬ومتابعة معارض الحرف والصور‬ ‫الفوتوغرافية وال��م�لاب��س والمنسوجات‬ ‫والحرف اليدوية‪ ،‬كما أنها فرصة لتذوق‬ ‫مأكوالت المطبخ الهندي والتعرف على‬ ‫اليوجا من خالل الفعاليات الكبرى‪.‬‬ ‫وينبغي أن نعتبر أنفسنا سعداء الحظ ألن لدينا‬ ‫فرصة لالستمتاع بالفعاليات الثقافية الهندية‬ ‫المتعددة‪ .‬وإن كان هناك ما أندم عليه في‬ ‫رحلتي للتعرف على المالمح الثقافية للهند‪،‬‬ ‫فهو أنني بدأت هذه الرحلة منذ أربعة أعوام‬ ‫فقط‪ ،‬وذل��ك مع إط�لاق ال��دورة األول��ى من‬ ‫“مهرجان الهند على ضفاف النيل‟‪.‬‬ ‫الهنـد رحلـــة‪ ،‬س��وا ًء بالمعنـــى الحرفــي‬ ‫للكلمــة أو بالمعنـى المجازي أي أنها رحلة عقلية‬

‫شعورية من خالل‬ ‫الخبرات الثقافية‪ .‬وعلى‬ ‫مدى تلك السنوات األربعة‪ ،‬لم أكتشف‬ ‫الكنوز اإلبداعية العديدة والعوامل الثقافية‬ ‫الكثيرة المتعلقة بالهند فحسب‪ ،‬ولكنني أدركت‬ ‫أيضا ً أنه بينما نستمتع بأسرار الهند الكثيرة‬ ‫– سوا ًء تبدت تلك من خالل المهرجان الذي‬ ‫يستمر على مدى ثالثة أو أربعة أسابيع أو في‬ ‫غير ذلك من الفعاليات الكثيرة التي تقام على‬ ‫مدار العام – فإننا نتساءل عما لم نكتشفه بعد‬ ‫من الثروات األخرى الكثيرة التي ال تعد وال‬ ‫تحصى‪.‬‬ ‫إن الهند معين ال ينضب م��ن المعارف‬ ‫والخبرات والروافد الثقافية‪ .‬وهي بمثابة‬ ‫مكتبة مذهلة مليئة بالقصص‪ ،‬ومهما قرأنا‬ ‫من كتبها‪ ،‬فإننا ال يمكن أبداً أن نقرأ جميع‬ ‫الكتب التي تضمها‪ .‬ال يمكننا أبداً أن نعرف‬ ‫كل شئ عن الهند‪ ،‬وكلما أبحرنا فيها‪ ،‬كلما‬ ‫كشف لنا بحرها العميق عن المزيد والمزيد‬ ‫من األس��رار‪ .‬وكما هو الحال في المكتبة‪،‬‬ ‫كذلك هو في الهند حيث يجد كل إنسان ضالته‬ ‫ويصبح كل كتاب خطوة صغيرة تقود إلى‬ ‫دروب أبعد من االستشكاف‪ .‬ال شك أنها رحلة‬ ‫جديرة باالهتمام‪.‬‬ ‫*مترجم عن اإلنجليزية‬ ‫رئيسة القسم الثقافي بموقع‬ ‫األهرام أون الين‬

‫‪33‬‬


‫بانتظار طريق الحرير قريبًا‬

‫محمد عبلة يستلهم روح‬ ‫الهند في أعماله‬ ‫عبلة ‪ :‬أعمالي دليل إعجاب بالهند‬

‫يستعد الفنان محمد عبلة لتقديم مجموعة من أحدث أعماله الفنيةفي معرض يقام بمصر‬ ‫خالل شهر نوفمبر القادم والتي يتناول من خاللها طريق الحرير ويظهر في جانب منها تأثره‬ ‫بالهند وتاريخها‪ ،‬وللفنان محمد عبلة ارتباط قوي بالهند حيث قدم معرضين قبل ذلك بالمركز‬ ‫الثقافي الهندي أولهما تحت عنوان "رحلة إلى الهند" والتي أعقبت زيارته األولى إلى الهند التي‬ ‫تركت في نفسه أثرا كبيرا بالرغم من قصر مدتها‪ ،‬ثم أعاد التجربة مرة آخرى في ‪ 2015‬حيث‬ ‫قدم مجموعة جديدة من األعمال التي صورت الهند عقب زيارته الثانية لها ‪.‬‬ ‫وفي كلمته خالل المعرض يقول الفنان عبلة‬ ‫"الهند عالم كبير مملوء بالبشر واأللوان‬ ‫والحكايات واألساطير وللهند أكثر من وجه‬ ‫وتحتاج إلى سنوات للتعرف عليها"‬ ‫التقينا بالفنان محمد عبلة وكان لنا معه‬ ‫هذا الحوار عن تأثره بالثقافة الهندية‪:‬‬ ‫للفنان محمد عبلة تجربة جديدة مع الثقافة‬ ‫الهندية حاليا ‪ ..‬فهل من الممكن أن تحدثنا‬ ‫عنها؟‬ ‫في الوقت الحالي أقوم باإلعداد لمعرض عن‬ ‫طريق الحرير ومعظم اللوحات مستلهمة‬ ‫من فكرة طريق الحرير والتجارة وتبادل‬ ‫الحوارات بين الثقافات المختلفة‪ ،‬وأنا أرسم‬ ‫مستلهما من عدة ثقافات وحضارات‪ ،‬ولذا‬ ‫في الوقت الحالي أقرأ كثيرا جدا عن الهند‬

‫‪34‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪499‬‬

‫والصين‪ ،‬كما أقرأ عن األساطير الهندية‬ ‫وحكايات التجار في منطقة شرق آسيا‪..‬‬ ‫وانتقال األديان وتبادل الحضارات‪.‬‬ ‫أما فيما يتعلق بالهند في التجربة الحالية‬ ‫فدعيني أق��ول إن الفنان يقرأ ويخزن كل‬ ‫األشياء بداخله وتنعكس في تأثيرات متداخلة‪،‬‬ ‫فهي ليست تصوير مباشر كما ح��دث في‬ ‫التجربتين السابقتين عن الهند وإنما استلهام‬ ‫فنونها وتاريخها ضمن عدة مؤثرات آخرى‪،‬‬ ‫فالهند بها روح تصوفية‪ ،‬كذلك الثقافة الهندية‬ ‫تعلمنا الكثير من األشياء فعلى سبيل المثال‬ ‫كيف يتحرك الجسم البشري‪ ،‬فانظري‬ ‫مثال ألوض��اع اليوجا‪ ،‬وحركات الرقص‪..‬‬ ‫وغيرها‪ ..‬إنهم يحولون لغة الجسد إلى رموز‪..‬‬ ‫كل ذلك إيحاءات مفيدة لكل فنان‪.‬‬

‫تعودنا من الفنان محمد عبلة التجديد في‬ ‫القوالب من معرض آلخر‪ ..‬فما هو الجديد‬ ‫في معرضك القادم؟‬ ‫في الواقع حاولت أن أستخدم أسلوب يعكس‬ ‫روح الحضارات القديمة‪ ،‬حيث أرسم على‬ ‫الماء‪ ،‬ثم أستخدم ال��ورق المرسوم وأعيد‬ ‫صياغته باستخدام الكوالج‪ ،‬بشكل يعكس هذه‬ ‫المرحلة التاريخية إضافة إلى روح المنمنات‬ ‫التي ترجع لفترة المغول في الهند ألنها من‬ ‫التراث الجميل جدا ‪..‬‬ ‫سافرت للهند مرتين وقدمت عنها كذلك أكثر‬ ‫من معرض فلماذا وقع اختيارك على الهند؟‬ ‫الصدفة هي التي قادتني في البداية‪ ،‬حيث‬ ‫سافرت إل��ى الهند ألول م��رة أثناء تنظيم‬ ‫معرض للفن المصري المعاصر في نيودلهي‪،‬‬

‫لم أكن أتصور أن أحب الهند بهذه الطريقة‪،‬‬ ‫لكنني وجدت الهند مغرية جدا بصريا‪ .‬ولعل‬ ‫أكثر شيء يستقبلك في الهند هو مدى التشابه‬ ‫بين الهند ومصر‪ ..‬الشارع في المدينة الهندية‬ ‫قريب جدا من الشارع المصري‪ ..‬لكن عند‬ ‫الدخول في التفاصيل يكشف الشارع الهندي‬ ‫عن ثقافات وديانات مختلفة ‪ ..‬قادني هذا لزيارة‬ ‫معابد الديانات المختلفة ‪ ..‬هذا بخالف األلوان‬ ‫فالهنود يرتدون أل��وان زاهية جدا ولديهم‬ ‫جرأة ال نعرفها في استخدام األلوان ‪ ..‬كذلك‬ ‫تجد الناس في الهند محبين للتراث والتاريخ‬ ‫ويعبرون عنه في كل تفاصيل حياتهم ‪ ..‬ولعل‬ ‫أكثر ما شدني في الهند وأثار خيالي هو قدرة‬ ‫اإلنسان الهندي البسيط على االستمتاع بالحياة‬ ‫وأن يجعلها أكثر بهجة ومرحا ‪ ...‬حين تكون‬ ‫في الهند فإنك في قلب التاريخ ‪ ،‬ولكنك أيضا‬ ‫في قلب المستقبل ‪.‬‬ ‫كيف اختلفت إذا رحلتك الثانية ؟‬ ‫الرحلة الثانية كانت إلقامة معرض ألعمالي‬ ‫في المركز الثقافي الدولي بنيودلهي‪ ..‬ومن‬ ‫خ�لال ه��ذا المعرض كونت ص��داق��ات من‬ ‫الهند وتعرفت على مجموعة "دلهي ستريت‬ ‫أرت"‪ ،‬ودعوني لرسم جدارية كبيرة في‬ ‫الشارع هناك ‪ ..‬وبالفعل رسمت جدارية كبيرة‬ ‫مستلهمة من الحكايات الشعبية المصرية‪..‬‬ ‫وكانت فاعلية جميلة ومبهجة كتبت عنها‬ ‫أهم الصحف الهندية ‪ ..‬وقد القت إعجاب‬ ‫ناس كثيرة جدا ممن جاءوا خصيصا اللتقاط‬ ‫ص��ور معها‪ .‬كذلك حالفني الحظ فذهبت‬ ‫لكلية الفنون بنيودلهي وشعرت بمدى اهتمام‬ ‫الشباب بالتعرف على الفن المصري‪ ،‬قدمت‬ ‫محاضرتين واحدة عن أعمالي وورشة عمل‬ ‫عن تكنيكات الجرافيك التي أعرفها ‪ ..‬ولمست‬ ‫مدى تجاوبهم وتفاعلهم معي‪.‬‬ ‫وكيف انعكس هذا في المعرض الثاني؟‬

‫المعرض الثاني كان أكثر تحررا في اللون‬ ‫‪ ..‬كما كان انطباعي أكثر ‪ ..‬قدمت من خالله‬ ‫مشاهد متعددة منها زيادة إلى المعبد وشوارع‬ ‫دلهي وغيرها‪.‬‬ ‫كنت أحد المحكمين في مسابقة "هل شعرت‬ ‫بروح غاندي في ميدان التحرير ؟" التي‬ ‫نظمتها سفارة الهند بالقاهرة منذ فترة ‪..‬‬ ‫فكيف ترى أثر مثل هذه التجارب على ربط‬ ‫الجسور الثقافية بين الشعبين؟‬ ‫بال شك كانت تجربة مهمة ونتائجها مثمرة‬ ‫تم عرضها في معرض ناجح للغاية‪ ..‬وربما‬ ‫كانت واح��دة من جوائز هذه المسابقة هي‬ ‫استضافة أحد الفنانين الهنود الفائزين في‬ ‫منحة فنية بالفيوم‪ ،‬ومع األسف حتى هذه‬ ‫اللحظة لم يأت الفنان الهندي نتيجة لظروف‬ ‫‪ ..‬لكنني أتمنى أن تتم هذه الزيارة وأن نتبادل‬ ‫اإلقامات الفنية ‪ ..‬فمن خالل زياراتي للهند‬ ‫شعرت أنه من الممكن أن نمد جسور اتصال‬ ‫بينا وبين الفنانين الهنود‪ .‬كذلك البد وأن يكون‬ ‫هناك زي��ارات مشتركة وأن نحرص على‬ ‫دعوة الهند في كل الفاعليات الفنية الدولية‬ ‫التي نقيمها في مصر‪.‬‬ ‫لو سألت حضرتك عن رأيك كفنان في الفنون‬ ‫الهندية المعاصرة ؟‬ ‫الفن الهندي المعاصر حقق قفزات كبيرة‪،‬‬ ‫وه��و اآلن ضمن أه��م الفنون المعاصرة‪،‬‬ ‫وهناك حاليا الكثير من جاليرهات الفن‬ ‫المعاصر في الهند التي تحرص على دعم‬ ‫الفنانين وعرض أعمالهم وفتح أفاق العالمية‬

‫أمامهم ‪ ..‬والحقيقة أن الفنانين الهنود مستواهم‬ ‫الفني عالي جدا ‪.‬‬ ‫باعتبارك كنت عضوا بلجنة الخمسين التي‬ ‫تم تشكيلها إلعادة صياغة الدستور المصرى‬ ‫كيف ترى التجربة الديمقراطية في الهند؟‬ ‫كانت عيني على التجربة الديمقراطية الهندية‬ ‫منذ فترة طويلة‪ ،‬وعندما كنت هناك كنت‬ ‫أسأل عن آلية التصويت وعرفت تفاصيل‬ ‫كثيرة عن كيفية إتمام عملية التصويت‪،‬‬ ‫ووجدت أن تجربتهم مذهلة فهناك تذهب لجان‬ ‫االنتخابات إلى القرى النائية للحرص على‬ ‫مشاركة أبسط الفئات والفالحين في التصويت‬ ‫باستخدام أجهزة التصويت اإلليكترونية ‪ ..‬إن‬ ‫التجربة الهندية في الديمقراطية تجربة تحترم‬ ‫جدا والبد أن نستفيد منها‪.‬‬ ‫هل هناك نية لزيارات آخرى للهند؟‬ ‫كما ذكرت إن للهند أكثر من وجه وتحتاج‬ ‫إل��ى سنوات للتعرف عليها‪ ،‬في الزيارة‬ ‫األخيرة ذهبت إلى جايبور‪ ..‬وجايبور كمدينة‬ ‫متحف مفتوح ‪ ..‬في الزيارة القادمة أريد‬ ‫أن أذهب إلى الجبال والمناطق الشمالية ‪..‬‬ ‫أريد أن أكتشف مناطق جديدة في الزيارات‬ ‫القادمة‪.‬‬ ‫فنان مصري مرموق‪ ،‬أسس مركز الفيوم‬ ‫للفن ع��ام ‪ 2006‬كملتقى للفنانين للعمل‬ ‫سويا وتبادل األفكار‪ .‬أنشأ عبلة أول متحف‬ ‫للكاريكاتير فى الشرق األوسط عام ‪2009‬‬ ‫بقرية تونس بالفيوم‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫تربت على يد عزة فهمي‬

‫أمينة غالي‪:‬‬ ‫روحي تقتنص اإللهام ما أن تطأ قدمي أرض الهند‬

‫مما ال شك فيه أن اسم “عزة فهمي‟ هو واحد من‬ ‫أهم العالمات المتميزة في عالم تصميم المجوهرات‬ ‫والحلي‪ ،‬فقد نجحت في تحويل حرفة صناعة الحلي‬ ‫إلى صناعة وفن وقدمتها للمجتمع المصرى واإلقليمى‬ ‫والعالمى ‪ ..‬ولم تكتف فهمي بذلك فقد أنشأت‬ ‫مؤسسة عزة فهمي للتنمية والتعليم‪ ،‬التى تهدف‬ ‫الى تشجيع النمو اإلقتصادي بوصفه حجر األساس‬ ‫لكل مشاريع التنمية ورفع الذوق العام والثقافة لتمثل‬ ‫نموذجا فريدا لحلم قومي مصري مستقبلي فى‬ ‫مجال تطوير الحرف وتسويقها عالميًا‪.‬‬

‫وعبر سنوات طويلة لم تتوقف عزة فهمي‬ ‫عن إبهار محبيها دائما بتصميماتها الفردية‪،‬‬ ‫وليست هي وحدها فالفنانة أمينة غالي رئيسة‬ ‫قسم التصميم وابنة الفنانة عزة فهمي التي‬ ‫ترعرعت على حب هذه المهنة وأصقلتها‬

‫‪36‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪499‬‬

‫بالدارسة تمكنت أيضا من ضخ دماء جديد‬ ‫في مجموعاتها المتنوعة والتي استلهمت‬ ‫مزيجا فريدا من الحضارات والثقافات‬ ‫والفنون ‪ ،‬ففي واح��دة من مجموعاتها‬ ‫قدمت غالي مزيجا عصريا ً فريداً مستوحى‬

‫من فنون العمارة الشرقية والغربية التي‬ ‫تعود إلى عصور تاريخية مختلفة؛ كذلك‬ ‫حولت حبها للسفر لطريقة آخرى تستلهم‬ ‫بها تصميماتها من الثقافات المختلفة حيث‬ ‫تبحث دائما عن ط��رق متجددة إلع��ادة‬ ‫صياغة الحضارات برؤية عصرية ‪ .‬ولعل‬ ‫الهند واحدة من تلك الثقافات التي فتنت أمينة‬ ‫غالي فاستلهمت منها عدداً من القطع التي‬ ‫قدمتها وكان منها سوار مستوحي من سوار‬ ‫هندي يرجع عمره إلى ‪ 250‬عام‪ ،‬إضافة‬ ‫إل��ى ك��ون الهند مصدرا أساسيا تحصل‬ ‫منها “عزة فهمي‟ على األحجار الكريمة‬ ‫المستخدمة في قطع الحلي‪.‬‬ ‫التقينا بالفنانة أمينة غالي وكان لنا معها‬ ‫هذا الحوار‪:‬‬ ‫إلى أي مدى تأثرت بالروح الهندية في‬ ‫تصميماتك ؟‬ ‫الهند تحتل مكانة خاصة جدا في قلبي‪ .‬ومنذ‬ ‫طفولتي تعددت زياراتي للهند‪ ،‬ولطالما‬ ‫فتنتني الثقافة الهندية بكل مفرادتها من‬ ‫األطعمة إلى الموسيقى‪ ،‬ومن القصص‬

‫األسطورية إلى الموضة واألزياء ‪ ،‬إضافة‬ ‫بالطبع إلى المجوهرات واألحجار الكريمة‪.‬‬ ‫هل لك أن تحدثينا عن تلك القطع التي‬ ‫عكست تأثرك بالهند؟‬ ‫على مدار عدة سنوات استقيت االلهام من‬ ‫عدة قطع في المجوهرات الهندية ‪ ،‬سواء‬ ‫كانت من الفضة القديمة‪ ،‬أو من مجوهرات‬ ‫الكوندان الشهيرة ‪ ،‬أو حتى من األحزمة‬ ‫القديمة‪.‬‬ ‫كما نما إلى علمنا‪ ،‬فانكم تحصلون على‬ ‫األحجار الكريمة من الهند‪ .‬فكيف ترين‬ ‫السوق الهندي‪ ،‬وما الذي جذبكم إلى الهند‬ ‫في المقام األول؟‬ ‫الهند هي مصدر مهم للغاية للحصول على‬ ‫األحجار الكريمة‪ ،‬وأجد أن السوق الهندي‬ ‫مثير جدا ومتنوع للغاية‪ ،‬فيمكن ألي إنسان‬ ‫أن يجد ضالته هناك!‬ ‫اشتهرت الهند بشعار “هند العجائب‟ إلى‬ ‫أي مدى تجدين هذا الشعار مالئما حين ننتقل‬ ‫بالحديث إلى عالم الحلي والمجوهرات؟‬ ‫عندما يتعلق األمر باألحجار الكريمة بالطبع‬ ‫فال يوجد شيء يمكن قوله سوى أنها بالفعل‬ ‫“هند العجائب‟ ! أما بالنسبة للمجوهرات‪،‬‬

‫فعلى الرغم من أن المجوهرات القديمة‬ ‫مبهرة ‪ ،‬أجد أن عدداً قليالً جدا من مصممي‬ ‫المجوهرات في الهند قد وظف هذا التراث‬ ‫العميق في تصميمات عصرية تالئم المرأة‬ ‫اليوم كما فعلوا في صناعة الموضة‪.‬‬ ‫كم مرة تسافرين إلى الهند؟‬ ‫أسافر إلى الهند من مرتين إلى ثالث مرات‬ ‫سنويا‬

‫في الختام نود أن نتعرف على انطباعك عن‬ ‫الهند كفنانة ومصممة وكسائحة أيضا؟‬ ‫كفنانة‪ ،‬أشعر أن روحي تقتنص اإللهام ما‬ ‫أن تطأ قدمي أرض الهند‪ ،‬فكلما تجولت‬ ‫ببصري وجدت شيئا ً مثيرا لإللهام والخيال‪.‬‬ ‫وأنا لم أعد أعتبر نفسي سائحة في الهند‪،‬‬ ‫فعندما أسافر اآلن أشعر كما لو كنت في‬ ‫وطني‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫صناعة الترفيه تمد جسور التواصل‬ ‫بين الشباب المصري والهند‬

‫األفالم بوابة الشباب المصري‬ ‫إلى الهند‬

‫نادية جريديني*‬

‫مما ال شك فيه أن صناعــة‬ ‫الترفيـــــه في الهنـــد تعتبـر‬ ‫أحـــد القطاعــــات الهامــــة‬ ‫والمرشحة بقوة للنمـــو في‬ ‫إطـــار منظومـــة االقتصـــاد‬ ‫الهندي‪ ،‬وهو ما يؤكده زيادة‬ ‫الطلب عليها‪ .‬وتقدر صناعة‬ ‫الترفيــه في الهنـــد بحوالي‬ ‫‪ 18‬مليار دوالر ومن المتوقع‬ ‫أن تصل إلى حوالي ‪ 30‬مليار‬ ‫دوالر بحلول ‪.2019‬‬

‫وتشمل صناعة الترفيه الهندية العديد من‬ ‫ال��ق��ط��اع��ات‪ ،‬ك��األف�لام وصناعة ال��رس��وم‬ ‫المتحركة والراديو والتلفزيون والموسيقى‬ ‫واأللعاب وبرامج اإلعالم الرقمي وغيرها‪،‬‬ ‫ولعل أحد السمات الهامة التي سيطرت على‬ ‫صناعة الترفيه واإلعالم في الهند على مدار‬ ‫العقد الماضي هو االستخدام المتزايد لالنترنت‬ ‫كوسيط أساسي لمنتجات الترفيه‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫الرقمنة المتزايدة لصناعة اإلعالم والترفيه‪.‬‬ ‫ولكن أهمية صناعة الترفيه الهندية ال تتوقف‬ ‫فقط عند الجانب االقتصادي وما تحققه من‬ ‫عائدات ضخمة‪ ،‬بل تمتد أيضا إلى العديد‬ ‫من الجوانب األخ��رى المهمة والتي تتمثل‬ ‫في دعم التواصل بين الهند وشعوب العالم‪،‬‬ ‫فقد تمكنت الهند‪ -‬من خالل السينما واألفالم‬ ‫وكذلك المسلسالت واالستعراضات المبهرة‪-‬‬ ‫من غزو العالم شرقا وغربا وجذب الشباب‬ ‫للتعرف على الهند فيما يعد مثاال حيا على ما‬

‫‪38‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪499‬‬

‫يعرف اليوم بالدبلوماسية الناعمة ‪.‬‬ ‫أما في مصر فقد شهدت السنوات األخيرة‬ ‫اهتماما متزايدا بصناعة الترفيه الهندية‬ ‫واتضح ذلك من خالل العديد من األمور‬ ‫من بينها عودة األفالم الهندية إلى شاشات‬ ‫العرض المصرية‪ ،‬كما القت المسلسالت‬ ‫الهندية رواج���ا كبيرا ف��ي مصر‪ ،‬ع�لاوة‬ ‫على تزايد عدد المشاركين في المجموعات‬ ‫والصفحات المعنية بالهند على الفيس بوك‬ ‫وشبكات اإلنترنت‪ ،‬إضافة إلى ظهور الكثير‬ ‫من صفحات المعجبين‪ ،‬ومشاركة العديد‬ ‫من الشباب في األنشطة الفنية التي يتم‬ ‫تنظيمها من خالل المركز الثقافي الهندي أو‬ ‫مجموعات محبي الهند‪ ،‬كما ظهر أيضا ولع‬ ‫الشباب برقص بوليوود‪ ،‬حيث تكونت مؤخرا‬ ‫العديد من الفرق الشبابية التي أجادت تقديم‬ ‫االستعراضات الهندية الراقصة‪ ،‬بل وبدأت‬ ‫العديد من المراكز الثقافية والنوادي اإلعالن‬

‫عن دورات للتدريب على رقصات بوليوود‬ ‫الشهيرة‪.‬‬ ‫ومن جهة أخ��رى ساهمت تلك الطفرة في‬ ‫لفت األنظار للهند باعتبارها وجهة سياحية‬ ‫نموذجية من خ�لال المشاهد التي قدمتها‬ ‫األف�ل�ام‪ ،‬حيث ح��رص العديد من الشباب‬ ‫السيما المصورين والفنانين على السفر إلى‬ ‫الهند للتعرف عليها عن قرب‪ ،‬بل أن صناع‬ ‫األفالم في مصر أيضا ً بدأوا مؤخرا في التوجه‬ ‫للهند لتصوير المشاهد الخارجية هناك وهو ما‬ ‫حدث مؤخرا مع أحدث أفالم النجم المصري‬ ‫محمد إمام وهو فيلم “جحيم في الهند‟‪.‬‬ ‫وم��ن الجدير بالذكر أن هناك العديد من‬ ‫التجارب الفعلية التي أثبتت دور صناعة‬ ‫الترفيه في دعم العالقات المصرية‪-‬الهندية‬ ‫على مستوى شعبي البلدين‪ ،‬و سنحاول من‬ ‫خ�لال السطور التالية إلقاء الضوء على‬ ‫مجموعة من هذه التجارب‪.‬‬

‫عرف الجمهور المصرى الفيلم الهندى فى‬ ‫منتصف الخمسينيات من القرن الماضى حين‬ ‫عرض الفيلم الهندي الشهير “ماذر إنديا‟‬ ‫والذى عرف فى مصر باسم “من أجل أبنائى‟‬ ‫للمنتج والمخرج الكبير محبوب خان‪ .‬وقد حاز‬ ‫الفيلم على استحسان الجمهور بسبب األداء‬ ‫التمثيلى الرائع ألبطاله وأيضا القصة التى‬ ‫كانت تواكب عصر االشتراكية فى البلدين‪.‬‬ ‫واستمر عرض أفالم هندية أخرى منها “ماسح‬ ‫األحذية‟ و‟الفيل صديقى‟ و‟ذات مساء فى‬ ‫باريس‟ و‟التوأمان‟ حتى جاء فيلم “سنجام‟‬ ‫الذى استمر عرضه لمدة ‪ 52‬أسبوعا ً وتاله‬ ‫فيلم “سوراج‟ الذى حقق أيضا نجاحا كبيرا‬ ‫مستندا إلى قصة خيالية‪ ،‬وقد كانت لبطلة‬ ‫الفيلمين فيجيانتيماال وأيضا زميلها راجندرا‬ ‫كومار الكثير من المعجبين‪ .‬وخالل النصف‬ ‫الثانى من الستينيات والسبعينيات ابتعد الفيلم‬ ‫الهندى عن دور العرض المصرية‪ ،‬ثم عاد‬ ‫مرة أخرى فى الثمانينات ولكن هذه المرة‬ ‫فى دور العرض بالمناطق الشعبية‪ ،‬وكان‬ ‫بطل معظم هذه األفالم هو النجم األسطوري‬ ‫أميتاب باتشان‪ ،‬الذي أصبح من خاللها المثل‬ ‫األعلى لرجل الشارع البسيط حيث كان هذا‬ ‫البطل منهم ويحارب الفساد والظلم وينتصر‬ ‫الحق فى النهاية‪.‬‬ ‫وفى عام ‪ 1991‬تمت دعوة رئيس مهرجان‬ ‫القاهرة السينمائى الدولى الراحل سعد الدين‬ ‫وهبة لمهرجان موسكو السينمائى الدولى‬ ‫وهناك شاهد الجماهير وهى تتدفق باآلالف‬ ‫لرؤية أميتاب باتشان فشجعه ذلك على دعوته‬ ‫رسميا ليكون نجم مهرجان القاهرة فى ديسمبر‬

‫من نفس العام‪ .‬وإذا كانت الجماهير قد تدفقت‬ ‫لرؤيته فى موسكو فأنها استماتت لرؤيته‬ ‫بالقاهرة ليكتشف صناع السينما أن حب‬ ‫السينما الهندية متغلغل فى نفوس المصريين‪.‬‬ ‫ومع بداية تسعينيات القرن العشرين ظهر‬ ‫فى الهند نجوم جدد سواء ممثلين أو منتجين‬ ‫أو مخرجين أو مصممى رقصات أو مؤلفى‬ ‫موسيقى‪ ..‬جميعهم نجوم حيث حدث تطور‬ ‫كبير فى الفيلم الهندى من كل جوانبه بما فى‬ ‫ذلك الفنيات من كاميرا وإض��اءة وغيرها‪.‬‬ ‫ومع انتشار األقمار الصناعية وهذا الجهاز‬ ‫السحرى المدعو “ريسيفر‟ بدأ كثير من‬ ‫المصريين مشاهدة األفالم الهندية التى تذاع‬ ‫فى محطات التليفزيون فى الهند تالها أيضا‬ ‫إذاعتها في محطات من الخليج العربى‪ .‬ثم‬ ‫انتشر اإلنترنت فكان االقبال أكبر وأصبح‬ ‫ممكنا ً تحميل الفيلم على أجهزة الكمبيوتر‬ ‫ومشاهدته مرات ومرات‪.‬‬ ‫وم��ع بداية األلفية الجديدة ع��ادت األف�لام‬ ‫الهندية ل��دور العرض المصرية وإن كان‬ ‫على استحياء‪ ..‬أفالم قليلة متباعدة بال دعاية‬ ‫كافية ولكن الشباب تلقفها بكل الشوق والحب‪.‬‬ ‫وأصبح لكل مجموعة بطلها المفضل‪ ..‬شاه‬ ‫روخ خان الذى بدأ قاتال وتحول الى ملك‬ ‫الرومانسية وسلمان خ��ان الوسيم مفتول‬ ‫العضالت وعامر خان الذى ينتقى أدوارا غير‬ ‫عادية وهريتيك روشان الرشيق والراقص‬ ‫المبدع والنجمات أمثال كاجول وران��ى‬ ‫وبريتى وكارينا وكاترينا وديبيكا وبريانكا‬ ‫جيث أصبحت األخيرتان من نجمات هوليوود‬ ‫أيضا الى جانب بوليوود‪.‬‬

‫ومن خالل هذه األفالم تعرف الشباب على‬ ‫مهرجانات “هولى‟ و“ديوالى‟ وأصبحت‬ ‫حفالت األلوان واألنوار عادة مستحبة لديهم‪،‬‬ ‫وتعرفوا على مدن كثيرة فى الهند وبدأ عدد‬ ‫ال بأس منهم فى زيارتها‪ .‬بل لقد تعرفوا‬ ‫أيضا على عادات جديدة عليهم مثل “صيام‬ ‫كارواشوت‟ و“السيندور‟ وأصبح الرقص‬ ‫الهندى على أحدث األلحان الهندية يمارس فى‬ ‫كثير من الحفالت بل وارتداء المالبس الهندية‬ ‫أيضا كالسارى والكورتا وغيرها‪.‬‬ ‫وألن رمضان فى مصر يأتى ومعه الكثير من‬ ‫المسلسالت التليفزيونية شاهدنا مسلسل تقول‬ ‫فيه البطلة لزوجها كيف تتحدث معى بهذه‬ ‫الطريقة؟ هل تعتقد أنك شاه روخ خان؟ وفى‬ ‫مسلسل آخر تقول البطلة عن أحد األشخاص‬ ‫أنه يسير مثل شاه روخ خ��ان‪ ..‬وقام فريق‬ ‫عمل فيم محمد إم��ام الجديد بتصوير كل‬ ‫المشاهد الخارجية فى الهند ورقصوا على‬ ‫األلحان الهندية وبمالبس هندية‪ ،‬وهناك فيلم‬ ‫ثان سيتم تصويره فى الهند أيضا‪ .‬ناهيك‬ ‫ع��ن المسلسالت التى تعرضها معظم‬ ‫القنوات ومن شدة االعجاب بها يجلس‬ ‫أمام التليفزيون عشرات اآلالف حين يبدأ‬ ‫العرض‪ .‬لقد بدأ الشباب المصرى يتقن‬ ‫اللغة الهندية ويتحدث مع بعضه البعض بها‬ ‫حتى وإن كان هناك أخطاء لغوية فهذا دليل‬ ‫على حب الهند والتقرب منها‪ ...‬وهذا هو‬ ‫سحر الفن‪...‬‬ ‫*نائب رئيس جمعية الصداقة‬ ‫المصرية الهندية‬

‫‪39‬‬


‫نادي محبي شاه روخ خان‬ ‫جيهان فهمي*‬ ‫ب���دأت ع�لاق��ة محبي األف�ل�ام الهندية من‬ ‫المصريين بصفة عامة بنجوم بوليوود وبشاه‬ ‫روخ خان بصفة خاصة من خالل متابعه‬ ‫أفالمهم على شرائط الفيديو قبل ‪ ،2009‬ومع‬ ‫انتشار شبكات التواصل ونشاط المنتديات‬ ‫العربية المعنية بالفن سعى الكثير من محبي‬ ‫بوليوود للتعريف بآخر أعمال نجومهم‬ ‫المفضلين‪ ،‬ومع انضمام شاه روخ خان إلى‬ ‫عالم التواصل االجتماعي بدأ محبو الفنان‬ ‫الهندي إنشاء صفحات خاصة به‪.‬‬ ‫أم��ا أول م��ا يعرف ب��ن��ادي معجبين فهو‬ ‫“‪ ‟SRK EGYPT FAN CLUB‬وهو‬ ‫نادي مستقل‪ ،‬وغير ربحي‪ ،‬وهو األكبر على‬ ‫مستوى الوطن العربي والشرق األوسط على‬ ‫تويتر‪ ،‬ويقوم النادي بترجمة كل ما يختص‬ ‫بشاه روخ خان من اإلنجليزية إلى العربية‬ ‫وبالعكس‪ ،‬ويلتزم النادي بما تعلنه شركات‬ ‫اإلنتاج من تحديثات‪ ،‬وكذلك الجهات الرسمية‬ ‫التابعة لشاه روخ خان متمثلة في ريد نشيليز‪،‬‬ ‫والنادي على اتصال بشركات التوزيع لمعرفة‬

‫مواعيد وإيرادات أفالم شاه روخ خان بمصر‬ ‫حال نزولها‪.‬‬ ‫وللنادي أنشطة عديدة منها تنظيم تجمعات‬ ‫ألفالم شاه روخ خان المقرر عرضها بمصر‬ ‫وعمل المطبوعات الالزمة قبلها بفترة مناسبة‬ ‫على نفقتنا الخاصة ‪ -‬حيث نقوم بتوزيع‬ ‫كافة المواد الدعائية مجانا وهي ليست للبيع‬ ‫ وذلك بهدف الترويج للفيلم حيث ال يحظى‬‫الفيلم عادة بالدعاية الكافية‪ .‬ويقوم باإلشراف‬ ‫على النادي عدد من محبي النجم الهندي من‬ ‫مختلف التخصصات كالترجمة والصحافة‬ ‫وغيرها ومنهم رغ��دة يحيى‪ ،‬وآي��ه خالد‪،‬‬ ‫ورؤى أشرف‪ ،‬وشروق‪ ،‬ودينا أحمد‪ ،‬ووفاء‬ ‫جاد‪ ،‬ودينا أيمن‪ ،‬وعبير وهي شاعرة شاه‬ ‫روخ خ��ان كتبت فيه ‪ 365‬قصيدة باللغة‬ ‫االنجليزية‪.‬‬

‫المسلسالت الهندية تجتاح العالم العربي‬ ‫استطاعت المسلسالت الهندية اجتياح العالم‬ ‫العربي بقوة في اآلونة األخيرة وأصبح لها‬ ‫جمهورها الذي يتابعها وينتظرها بشوق‬ ‫ويتابع أخبار نجومها لحظة بلحظة‪.‬‬ ‫وأصبحت المسلسالت الهندية منتشرة حتى‬ ‫أنها طغت على نظيرتها التركية التي كانت‬ ‫مسيطـــرة بشدة على الوطن العربي ولم‬ ‫يكن هناك حديث إال عن مهند ونور وسمر‬ ‫وميرنا وخليل وغيرها ‪.‬‬ ‫ولم يقتصر متابعي المسلسالت الهندية على‬ ‫جمهور بوليوود فقط ولكن انتقل لكل الفئات‬ ‫من الصغار حتى الكبار العاملين وربات‬ ‫البيوت ومن لم يتابع أو يسمع عن الهند‬

‫شيماء أحمد*‬

‫أما أول صفحة على الفيس بوك مختصة‬ ‫بأخبار شاه روخ خان فقد تم إنشائها في عام‬ ‫‪ 2010‬تحت اسم “ش��اروخ��ان أون الين‟‬ ‫وهي صفحة غير ربحية أيضاً‪ ،‬وتم إنشائها‬ ‫بالتزامن مع إنشاء شاه روخ خان لصفحته‬ ‫الخاصة على شبكات التواصل االجتماعي‪،‬‬ ‫ومن ضمن أنشطة الصفحة العديدة تم عمل‬ ‫برنامج راديو يسمى “راديو شاه روخ خان‟‬ ‫‪http://radio-srkonline.tk‬‬ ‫وهناك عدد كبير من الصفحات األخرى‪،‬‬ ‫إال أن كثير منها ال يلتزم بالمهنية‪ ،‬كما أن‬ ‫بعضها ربحي‪.‬‬ ‫*خبيرة وسائل تواصل اجتماعي ومحرر‬ ‫السوشيال ميديا السابق لقناة أبوظبي األولى‬

‫مسبقا ً فقد بدأ يتابعها بسبب هذه المسلسالت‪.‬‬ ‫وقد أًصبح لهذه المسلسالت تأثير كبير على‬ ‫الجمهور حيث راقت لهم األزياء الهندية‬ ‫والمكياج وطريقة المعيشة حتى أنهم‬ ‫أصبحوا يقلدونها وينشرون صورهم على‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬كما أن التقاليد‬ ‫الهندية أصبح لها جمهورها هنا حتى لو‬ ‫اختلفت مع عاداتنا وتقاليدنا‪ ،‬وأصبح ممثلو‬ ‫المسلسالت فتيان أحالم الكثير من فتيات‬ ‫الوطن العربي مثل بارون سوبتي وأشيش‬ ‫شارما وفواد خان وغيرهم‪.‬‬ ‫والغريب أن متابعة المسلسالت الهندية‬ ‫في الوطن العربي وص��ل صداها للهند‬ ‫فنسبة المشاهدة هنا أعلى من هناك‪ ،‬وبدأ‬ ‫النجوم يتجهون للترويج ألعمالهم الجديدة‬ ‫ف��ي ال��وط��ن العربي حيث زار ب��ارون‬ ‫سوبتي دبي وزارت سنايا إيراني مصر‪،‬‬ ‫بل أن أجور هؤالء النجوم بدأ يعلو بسبب‬ ‫نجوميتهم في الوطن العربي‪.‬‬ ‫وعندما جاءت سنايا إلى مصر كان في‬ ‫استقبالها جمهور كبير لم تكن هي نفسها‬ ‫متوقعة هذا العدد وشعرت بالسعادة من رد‬ ‫الفعل‪ ،‬وقد أكدت أنها سوف تكرر الزيارة‪.‬‬ ‫ول��ع��ل مجموعة م��ن أه��م المسلسالت‬ ‫ال��ه��ن��دي��ة ال��ت��ي ت��ع��رض ع��ل��ى ش��اش��ات‬ ‫التليفزيون ويتابعها الجمهور المصري‬ ‫“سحر األسمر‟‪ ،‬و“من النظرة الثانية‟‪،‬‬ ‫و“ق��ب��ول‟‪ ،‬و“ج���ودا أك��ب��ر‟‪ ،‬و“حبيبي‬ ‫دائما‟‪ ،‬ويرجع سبب نجاح هذه المسلسالت‬ ‫إلى العادات والتقاليد‪ ،‬واألزياء وقصص‬ ‫الحب والرومانسية التي ال يجدونها في‬ ‫المسلسالت العربية‪.‬‬

‫* صحفية‪ ،‬رئيس قسم نجوم بوليوود‬ ‫بموقع الفجر الفني‪ ،‬بدأ اهتمامها‬ ‫بالسينما الهندية منذ تسع سنوات‪،‬‬ ‫وف��ور عملها كصحفية منذ أرب��ع‬ ‫سنوات بدأت بالكتابة عن بوليوود‬ ‫التي القت انتشاراً واسعا ً ‪.‬‬

‫اكتشف الهند في مصر‬ ‫أكثر من ‪ 5000‬عضو‬ ‫مي خفاجي*‬

‫تأسس جروب “اكتشف الهند في مصر‟ أو “‪ ”Discover India in Egypt‬فى ‪2009‬على‬ ‫يد صديقي الهندي سانجاى جوبتا لما لمس من تفاعل كبير من جانب المصريين مع الثقافة‬ ‫الهندية‪ ،‬وشغف الشباب بكل ما له عالقة بالهند‪ ،‬وبالفعل أصبح الجروب منصة لنشر الثقافة‬ ‫الهندية فى مصر‪.‬‬ ‫وقد استطاعت مجموعة “اكتشف الهند في مصر‟ منذ تأسيسها على الفيس بوك أن تجذب العديد‬ ‫من المصريين للتعرف على الهند‪ ،‬فقد بدأنا بحوالي ‪ 178‬عضوا وبدأت األعداد تتزايد حتى‬ ‫وصلنا إلى حوالي ‪ 5000‬عضو والحقيقة وضعنا شروط صارمة لالنضمام حفاظا على أعضاء‬ ‫المجموعة‪ ،‬حيث نقوم بانتقاء األعضاء الذين ينضمون إلينا ‪.‬‬ ‫وقد قمنا بتنظيم العديد من الفاعليات واألنشطة أشهرها مهرجان األلوان الذي يقام سنويا في‬ ‫مصر بالتزامن مع احتفاالت الهولي الهندية ‪ ..‬بخالف جلسات التأمل والمانداال والتجمعات‪،‬‬ ‫قبل أن نبدأ في تنظيم رحالت للهند بداية من ‪ ،2012‬وكثيرا ما يكون هناك تخوف لدى الناس‬ ‫قبل السفر للهند‪ ،‬لكن ذلك االنطباع يتغير تماما بعد السفر لما يلمسوه من ترحاب الشعب الهندي‪،‬‬ ‫وهناك احترام لكل الديانات بالرغم من تعدد الطوائف فالجميع في الهند متصالحون مع أنفسهم‪،‬‬ ‫ذلك بخالف قيام السياح بزيارة المناطق األثرية والسياحية في أكثر من والية‪ ..‬إضافة إلى‬ ‫العروض المسرحية والفنون األدائية واالستعراضية التي نشاهدها هناك ‪ ،‬كما يستمتع الزوار‬ ‫جدا بالتسوق فاألسعار مناسبة جدا والجودة ممتازة‪.‬‬ ‫وأنا أحلم بتنظيم المزيد من هذه الرحالت للهند ألنها بلد ضخم للغاية وهي ساحرة أيضا‪ ،‬وأنا‬ ‫أتمنى أن أريها للناس كما أراها ‪ ..‬حيث ال أعتبر الهند دولة بل قارة فهي أكبر مما يتخيل أي‬ ‫إنسان‪ ..‬كذلك أحلم بتنظيم معارض للصور الفوتوغرافية لمن قاموا بزيارة الهند والسيما طبعا‬ ‫المصورين ‪ ..‬فالصور تعرض دولة الهند بشكل ممتع وشيق فكثير ممن سافروا إلى الهند أو‬ ‫يفكرون بذلك تكون الصور هي عامل الجذب األول لهم‪ .‬فعندما عدت من كشمير التي زرتها‬ ‫مؤخرا ‪ -‬رغم انتشار العديد من الصور على اإلنترنت لتلك الوالية نظرا لسحرها الخالب‬ ‫ كان للصور التي وضعتها على صفحتي أثر كبير على كل من شاهدها‪ ،‬فقد تلقيت طلبات‬‫كثيرة لتنظيم رحلة لكشمير‪ ..‬كما أتمنى أيضا أن نقوم بتنظيم ورش جادة لتعليم رقص بوليوود‬ ‫للمهتمين‪ ..‬إضافة إلى تنظيم ورش فنية كالرسم والتلوين وخصوصا في المدارس‪ .‬كما أتمنى‬ ‫زيادة عدد الحفالت والمهرجانات الهندية‪ ،‬وكذلك أن نتمكن من استضافة نجوم من الهند بانتظام‬ ‫ألن ذلك له أثر كبير على محبي الهند‪ .‬ولعل ذلك النجاح الذي حققه مهرجان “الهند على ضفاف‬ ‫النيل ‟ السنوى منذ بدايته أكبر دليل على مدى حب الناس للهند وشغفهم بفنونها‪.‬‬ ‫* أدمن مجموعة “اكتشف الهند في مصر‟‬

‫‪40‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪499‬‬

‫‪41‬‬


‫شويه هندى‪ ..‬برنامج إذاعي على اإلنترنت‬ ‫كنت دائما أحلم بتقديم برنامج يتعلق بالهند‬ ‫وفنونها حتى واتتني الفرصة من خالل‬ ‫برنامج “شويه هندى‟ ال��ذي يعرض بث‬ ‫مباشر كل أربعاء قى تمام الخامسة على‬ ‫راديو البوابة التابع لمؤسسه البوابة نيوز‪.‬‬ ‫ولكن حكاية تعلقي بالهند بدأت قبل ذلك بفترة‬ ‫طويلة ‪ ..‬فقد بدأ حبى للهند منذ الطفولة‪ ،‬حيث‬ ‫اتجه والدي ‪ -‬مثل كثير من المصريين في‬ ‫أوائل التسعينات‪ -‬للعمل في المملكة العربية‬ ‫السعودية‪ .‬وكانت وسيله التسليه بالنسبة‬ ‫لهم فى في هذا التوقيت هي شرائط الفيديو‬ ‫من األفالم الهندية‪ .‬وكان والدي يعود في‬ ‫األجازات محمال بكثير من شرائط الفيديو‪،‬‬ ‫فتربيت على مشاهده أميتاب باتشان في أفالم‬ ‫مثل فيلم “الشعلة‟ و أكشاى كومار الذى‬ ‫أدمنت فيلمه ‪. Main Khiladi Tu Anari‬‬ ‫ولم تكن األعياد تحلو في مصر إال بفيلم هندى‬ ‫فى التلفزيون‪ ،‬فكنا نجتمع حوله لنشاهد “قمر‬ ‫‪ ..‬أكبر ‪ ..‬أنتوني‟‪ ,‬وبعد سنوات تم عرض‬ ‫فيلم “كويال‟ للرائع شاروخان ومادهورى‬ ‫ديكسيت‪ ،‬وهنا زاد جنوني بحب بوليوود‪.‬‬ ‫ولم أكن أعرف أسماء األبطال وقتها‪ ،‬إال‬ ‫أننى بعد فترة قصيرة تعلمت أن أبحث وراء‬ ‫األبطال ألعرف عنهم الكثير‪.‬‬ ‫وخالل دراستى فى الجامعة بقسم اللغات‬ ‫الشرقية في كليه اآلداب‪ ،‬كانت تنتابنى حاالت‬ ‫مباغتة من السعادة لمجرد ذكر اسم (الهند)‬ ‫فى المادة التى ندرسها ‪.‬ومع بداية عملى‬ ‫بالمجال اإلعالمى في ‪ 2008‬فتحت لى‬ ‫األبواب ألعرف الكثير عن بوليوود‪ ،‬فكنت‬ ‫أقوم بإعداد حلقات خاصة فى عيد ميالد شاه‬ ‫روخ خان‪ ،‬وفى ‪ 2009‬أتيحت لى الفرصة‬ ‫لعمل لقاء مع الفنان عرفان خان فى إطار‬ ‫فاعليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى‪.‬‬ ‫كذلك قمت بعمل برنامج من خالل موقع‬ ‫إليكتروني لصديقه يهتم بكل ما يخص شاه‬ ‫روخ خان‪ ،‬حيث كنت أروى قصة من تأليفى‬ ‫لها عالقة أو تشبه فيلم لشاه روخ خان ونقوم‬ ‫بتقديم األغاني الخاصة بالفيلم واستعرض‬ ‫أراء المستمعين عبر الفيس بوك‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪499‬‬

‫كل هذا مهد الطريق لبرنامجى الحالى (شويه‬ ‫هندى) الذي بدأ فى أغسطس ‪ ،2015‬بعد‬ ‫أن الحظ مديرى فى العمل اهتمامى الشديد‬ ‫ببوليوود‪ ،‬وقد قدمنا العديد من الحلقات‬ ‫واستضفت الكثير من الضيوف ممن لهم‬ ‫عالقة وطيدة بالهند ومنهم ميوش خفاجى‬ ‫وهي محبة للهند ومديرة مجموعة “اكتشف‬ ‫الهند في مصر‟ علي الفيس بوك‪ ،‬وخلود عبد‬ ‫الحميد مدير صفحة آخر أخبار شاروخان‪،‬‬ ‫وعلياء المحمدي وهي طالبة درست اللغة‬ ‫الهندية بالمركز الثقافي الهندي وحصلت‬ ‫على منحة للدراسة بالهند مدتها تسعة شهور‪.‬‬ ‫ولعلني ال أنسى أنه خالل حلقه االحتفال بعيد‬ ‫ميالد بومان ايرانى‪ ،‬علم النجم الهندي عن‬ ‫إذاعة حلقة خاصة بمناسبة عيد ميالدة وذلك‬ ‫عن طريق صديقتي ببوشكا خان فقام بإرسال‬ ‫رسالة صوتيه باسم البرنامج شكرنا ووجه‬ ‫رسالة حب لجمهوره‪.‬‬ ‫كذلك فقد سافرت إلى الهند مرتين‪ ،‬في المرة‬ ‫األولى قمت بزيارة دلهى ومعالمها الجميلة‪،‬‬ ‫كما زرت أجرا حيث شاهدت ألول مرة تاج‬ ‫محل الذي لم أتمالك نفسي من الدموع حين‬ ‫وقفت أمامه لسبب ال أعرفه ‪ ..‬لعلها دموع‬ ‫السعادة‪.‬‬ ‫في المرة الثانية كانت رحلة أكثر من رائعة‬ ‫مع الصديقة علياء المحمدى‪ ،‬حيث قمت‬ ‫بزيارة دلهى مرة أخرى ومومباى الساحرة‪،‬‬ ‫كما زرت بوابة الهند وجزر اليفنتا وأيضا‬

‫ريهام عبد المنعم حسن*‬

‫سافرنا إلى أوديبور‪ ،‬ومانالى‪ ،‬كما حضرنا‬ ‫احتفاالت الشتاء ‪ ،‬حيث تقام حفالت للرقص‬ ‫الخاص بتلك المدينة للتعرف عليها‪ .‬وأنا‬ ‫أتمنى من صميم قلبي السفر مره أخرى‬ ‫لزيارة مومباى مجددا وكذلك لزيارة كل من‬ ‫كيرال‪ ،‬وتشناى‪ ،‬وجووا‪ ..‬في الحقيقة أتمنى‬ ‫زيارة كل بقعه فى الهند والحديث عنها فى‬ ‫برنامجى‪.‬‬ ‫وأحبب أن أختتم كالمي بأن الهند بالنسبة لى‬ ‫ليست بوليوود أو المناطق السياحية‪ ،‬إنما هى‬ ‫عشق كبير ال أعلم سببه حتى اآلن فلتحيا‬ ‫الهند أو ( ‪) Jay Hind‬‬ ‫* معدة ومقدمة برنامج شوية هندي‬

‫شير تيم ‪ ..‬فريق استعراضات مصري بنكهة هندية‬ ‫رامي البحيري‬

‫ف���ي ب����ادئ األم����ر ك����ان ل����دي شغف‬ ‫باالستعراضات الهندية التي كنت أتابعها‬ ‫من خالل مشاهدتي لألفالم الهندية منذ‬ ‫الصغر‪ ،‬وكان من بين نجومي المفضلين‬ ‫أيقونتي بوليوود العمالق أميتاب باتشان‬ ‫والكينج شاه روخ خان‪ ،‬حتي كان بعض‬ ‫من أفراد عائلتي وأصدقائي يطلقون علي‬ ‫شاه روخ خان العرب ألني كنت أشبهه‬ ‫قليال‪ ،‬وفي يوم من األيام كنت مدعو لحفلة‬ ‫هندية‪ ،‬وهنا بدأت التفكير في تكوين فريق‬ ‫لالستعراضات الهندية من أجل إظهار‬ ‫موهبتي‪ ،‬وتواصلت مع بعض أصدقائي‬ ‫واقترحت عليهم أن أصمم عرض هندي‬ ‫برقصات بوليوود الشهيرة للمشاركة به‬ ‫في الحفل‪ ،‬واستعنت باليوتيوب إلتقان‬ ‫الرقصات وقمت بتصميم حركات جديدة‬ ‫تناسب العرض‪ ،‬وقمت أيضا بعمل تراك‬ ‫يدمج بعضا من أغاني بوليوود‪.‬‬ ‫وكان من بين من شاهدوا العرض منسق‬ ‫البرامج الثقافية بمركز موالنا آزاد وأعجب‬ ‫به وتم التواصل بيننا واالتفاق على زيادة‬ ‫عدد أعضاء الفريق وتصميم استعراضات‬ ‫هندية أخري‪ ،‬وقد تم دعم الفريق من خالل‬ ‫توفير مكان للتدريب بفتح قاعه العروض‬ ‫الخاصة بالمركز للتدريب به‪.‬‬

‫ومنذ تأسيسـه أصبــح فريــق شيــر تيـــم‬ ‫(‪ )Share Team‬يعمل على نشر الثقافة‬ ‫الهندية في جميع محافظات مصر بمختلف‬ ‫الجامعات وحظى الفريق أيضا بدعم القائم‬ ‫بأعمال مدير المركز الثقافي الهندي السيد‬ ‫ك��اورا ‪ ..‬وقد قمت بتدريب عدد من محبي‬ ‫الرقصات الهندية ثم قمت باختيار األفضل‬ ‫بينهم وذل��ك بمساعد كابتن الفريق مروة‬ ‫البحيري‪ ،‬وقمنا بزيادة عدد أعضاء الفريق‬ ‫إلى عشرة أفراد‪ ،‬ثالثة شباب وسبع فتيات‪،‬‬ ‫ويضم الفريق كل من رامي البحيري الشهير‬ ‫برامو خان‪ ،‬ومساعد كابتن الفريق كابتن مروة‬ ‫البحيري‪ ،‬ونسمة الشهيرة بكاريشما كابور‪،‬‬ ‫وثناء الشهيرة بسونال خان‪ ،‬ومرام الشهيرة‬ ‫بمرام خان‪ ،‬ومنار الشهيرة بديبيكا بادوكون‪،‬‬ ‫وهدير الشهيرة بكاترينا كايف‪ ،‬وحبيبة الشهيرة‬ ‫بعلياء بهات‪ ،‬وعمرو الشهير بعمرو روخان‪،‬‬ ‫ومحمود الشهير بمحمود كابور‪.‬‬ ‫وخالل الفترة الماضية قدم الفريق عددا‬ ‫كبيرا من العروض الناجحة من خالل‬ ‫مركز موالنا آزاد الثقافي الهندي‪ ،‬من بينها‬ ‫المشاركة في اليوم الثقافي الهندي بالمركز‬ ‫الثقافي الفرنسي بألماظة‪ ،‬ومهرجان‬ ‫الشعوب الذي تم تنظيمه في كل من جامعة‬ ‫‪ 6‬أكتوبر‪ ،‬وكلية التربية الفنية بالزمالك‪،‬‬

‫وبالجامعة البريطانية‪ ،‬وكذلك مهرجان يوم‬ ‫التراث الهندي بجامعه السادات بالمنوفية ‪.‬‬ ‫كما شاركنا في حفل ختام مهرجان أسبوع‬ ‫الشعوب بدار الضيافة بجامعة عين شمس‪،‬‬ ‫وقد مثل الفريق الهند في هذه االحتفالية‪،‬‬ ‫وقد أحرزت دولة الهند المركز األول في‬ ‫مسابقة الفنون االستعراضية‪ .‬كما شاركنا‬ ‫في فاعليات مهرجان المأكوالت الهندية‬ ‫الذي أقيم خالل فاعليات مهرجان“الهند‬ ‫على ضفاف النيل ‟ من ‪ 25‬إلي ‪ 30‬إبريل‬ ‫‪ 2016‬بفندق فور سيزونز‪.‬‬ ‫وقد تمت استضافة الفريق في عدد من‬ ‫اللقاءات اإلعالمية المهمة منها لقاء مع‬ ‫اإلعالمي الهندي الشهير فاريدون شهريار‬ ‫‪‎‬‏على قناة ‪ ، Bollywood Hungama‬كما‬ ‫تمت استضافة الفريق أيضا في لقاء إعالمي‬ ‫على القناة الهندية ‪ NDTV‬وقام الفريق‬ ‫بالمشاركة ببعض العروض على التلفزيون‬ ‫المصري ومنها قناة النيل الثقافية‪ ،‬وبرنامج‬ ‫هذه ليلتي ‪.‬كما تم استضافة الفريق في لقاء‬ ‫إعالمي مع السيد‪ /‬راكيش كاورا ومدرب‬ ‫اليوجا بمركز موالنا آزاد الثقافي الهندي‬ ‫السيد ‪/‬بهارات سينج‪ ،‬وعدد من الحاصلين‬ ‫على منحه السفر إلي الهند بالتلفزيون‬ ‫المصري بالقناة الثانية‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫رحلة ال تنسى‬ ‫من مفكرة سائحة مصرية إلى الهند‬

‫بقلم وعدسة إسراء الصيفي‬

‫منذ اللحظة األولى لرؤيتى أرض‬ ‫الهند من شباك الطائرة‪ ،‬أدركت‬

‫بقلم ‪ :‬إسراء الصيفي‬

‫أننى سوف أقوم بمغامرة لن‬ ‫أنساها ابدًا‪ .‬كانت أول زيارة‬ ‫لى للهند‪ .‬لقد قرأت ودرست‬ ‫عن لغتها وثقافتها وتاريخها‬ ‫وآدابها لسنين طويلة‪ ،‬وكنت‬

‫“المعبد الذهبى‟ أو معبد “شرى هرمندر‬ ‫صاحب‟‪ ،‬والحقيقة أن زيارة هذا المعبد‬ ‫كانت الهدف الرئيسي من وراء رحلتى إلى‬ ‫الشمال‪ .‬كنت سعيدة جدا وأنا أرى الحلم‬ ‫يتجسد أمام عيني‪ ..‬وقد رحبوا بنا هناك‬ ‫ترحيبا حارا واصطحبونا لتناول الشاى‬ ‫بالحليب الساخن وبعدها دعونا إلى صالة‬ ‫الطعام وكان لذيذا للغاية‪ ،‬الوقت هناك يمر‬ ‫سريعاً‪ ،‬ولم أرغب للحظة بالرحيل‪ ،‬فالسالم‬ ‫الذى شعرت به جعلني أرغب فى البقاء‬ ‫هناك لألبد‪.‬‬

‫دائما ما أتخيل اليوم الذى سوف‬ ‫أحقق فيه حلمى وأرى على أرض‬ ‫الواقع كل ما قرأته ودرسته‪.‬‬ ‫ومنذ بداية الرحلة حتى نهايتها‬ ‫شعرت وكأننى فى بلدى لم‬ ‫أشعر بالغربة أبدًا‪ ،‬أهلها ودودين‬ ‫ويشبهون المصريين كثيرا فى‬ ‫عاداتهم وطباعهم‪.‬‬

‫الرحلة ب��دأت ب��زي��ارة لبعض األس��واق‬ ‫والمطاعم المحلية بالعاصمة نيودلهى‪ .‬وكان‬ ‫أول شيء تذوقته “الجولجابا‟ ثم “بالك‬ ‫دال‟ مع العيش ال��ب��ورى‪ .‬وربما ألننى‬ ‫أحب الطعام الحار الملئ بالتوابل استمتعت‬ ‫بالطعام كثيرا‪.‬‬ ‫فى اليوم التالى سافرت إلى مدينة أجرا‪،‬‬ ‫عاصمة الدولة المغولية‪ ،‬وهناك بدأت بزيارة‬ ‫تاج محل‪ ،‬أشهر أثر بالهند ‪ ..‬كان ساحرا‬ ‫كما نراه بالصور‪ ،‬بدأنا م��روراً بالبوابه‬ ‫الشهيرة ثم سيرا إلى المقبرة ثم خرجنا من‬ ‫ممر يشبه بوابات متتالية يعطى بُعداً ساحرا‬ ‫للطريق‪ .‬بعد ذلك قمنا بزيارة مقبرة الملك‬ ‫أكبر الشهيرة‪ ،‬وهو الملك الذى وحد كل‬ ‫أرجاء الهند تحت حكمه‪ ،‬وهو أيضا صاحب‬

‫‪44‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪499‬‬

‫القصة الشهير مع األميرة الراجبوتية هير‬ ‫كونوارى والمعروفة باسم جودها‪ .‬ومع‬ ‫أولى خطواتك داخل المكان تدرك كم هو‬ ‫خالب‪ ،‬فالمبنى مزين بالزخارف اإلسالمية‬ ‫واآلي��ات القرأنية ويحوطه من كل ناحية‬ ‫حديقة شاسعة مليئة بالغزالن والسناجب‬ ‫التي تعيش فيها طليقة دون حواجز‪.‬‬ ‫بضعة أيام وبدأنا المغامرة الحقيقية مع‬ ‫رحلتنا إلى الشمال‪ ،‬كانت والية هيماشال‬ ‫هي محطتنا األولى‪ ..‬أمضينا اليوم األول‬ ‫نتسلق الجبل‪ ،‬وق��د استغرق األم��ر ست‬ ‫ساعات للوصول للقمة ‪ ،‬وهناك استأجرنا‬ ‫خيم وشاهدنا غروب الشمس‪ ،‬وقضينا الليل‬ ‫حول النار للتدفئة‪ ..‬نتبادل األحاديث ونغني‬ ‫ونتعرف على أصدقاء جدد‪ ،‬وفى صباح‬

‫اليوم التالى بدأنا النزول من على الجبل‬ ‫األمر الذى استغرق ستة ساعات آخرى‪.‬‬ ‫كانت محطتنا التالية هي معبد بيجناث‪،‬‬ ‫وأعتقد ان��ه ال يوجد أى تعبير مناسب‬ ‫لوصف الهدوء والسكينة اللذان شعرت بهما‬ ‫بمجرد دخولى إلى ساحة المعبد‪ ،‬تحدثنا‬ ‫إلى خادم المعبد لبعض الوقت وكان ودوداً‬ ‫للغاية‪ .‬ثم تابعنا طريقنا لمحطتنا الثالثة حيث‬ ‫الرياضة األكثر شهرة بالمنطقة وهي القفز‬ ‫بالمظالت‪ ..‬كانت فكرة مخيفة في البداية‬ ‫ولكن بعد القفز من ف��وق الجبل شعرت‬ ‫بمتعة ال حدود لها ولذا أنصح كل شخص‬ ‫بتجربتها‪.‬‬ ‫أما محطتنا األخيرة في الشمال‪ ،‬فكانت‬ ‫مدينة أمريتسار بوالية البنجاب حيث‬

‫عدنا الى العاصمة فى اليوم التالى للتأهب‬ ‫الى الرحلة التالية‪ ،‬الى مدينة الكناو حيت‬ ‫دعيت إلى زفاف صديقة تقيم هناك‪ .‬ذهبنا‬ ‫للتسوق وزيارة األماكن السياحية‪ ،‬حيث‬ ‫تشتهر لكهنو بالشغل اليدوى للمالبس ذات‬ ‫الجودة العالية والتي تعرف باسم تشيكان‪.‬‬ ‫ومن أشهر المزارات بالمدينة قصر “بارا‬ ‫امامبارا‟ والشهير باسم “بهول بهوليا‟‪.‬‬ ‫وترجع شهرة القصر إلى األساطير التى‬ ‫تزعم وجود أشباح وأرواح عالقة بالقصر‪.‬‬ ‫بعد ذلك بدأت رحلتى للعاصمة نيودلهى‪،‬‬ ‫وقد أدهشنى كثيرا نظام قطار األنفاق أو‬ ‫ما يعرف بالمترو‪ ،‬حيث تغطى خطوط‬ ‫األنفاق أرجاء العاصمة الشاسعة مما سهل‬

‫تحركاتى للغاية وساعدني على الوصول‬ ‫ألي مكان أري��ده دون عناء‪ ..‬والعاصمة‬ ‫مليئة بالمزارات السياحية‪ ،‬وقد حاولت‬ ‫قدر اإلمكان زيارة ما يمكن خالل الوقت‬ ‫المتبقى من الرحلة‪ ،‬بدأنا فى اليوم األول‬ ‫بزيارة إلى القلعة الحمراء ‪ .‬المكان ملئ‬ ‫بعبق التاريخ‪ ،‬ومنذ الوهلة األولى شعرت‬ ‫بأنني أسافر عبر الزمن‪.. ،‬‬ ‫ذهبنا الى السوق المقابل للقلعة والمعروف‬ ‫باسم تشاندنى تشوق والمشهور ببيع‬ ‫جميع المنتجات الهندية المشهورة‪ .‬وفي‬ ‫اليوم التالي قمنا بزيارة للقصر الرئاسى‬ ‫والمعروف باسم “راشتراباتي بهافان‟ ‪،‬‬ ‫ولم يسمح لنا بالدخول ولكننا التقطنا بعض‬

‫‪45‬‬


‫الصور بالقرب من سور القصر‪ .‬كذلك‬ ‫قمنا بزيارة “جانترا مانترا‟ أو “الساعة‬ ‫الشمسية‟ التى بنيت فى القرن الثامن عشر‬ ‫وكانت األكثر تقدما فى هذا العصر‪ .‬وزرنا‬ ‫أيضا ً مقبرة عائلة غاندى التذكارية والتى‬ ‫بنيت على ضفة نهر اليامونا‪ ،‬ومعبد اللوتس‬ ‫الشهير و قطب مينار أو منارة قطب التى‬ ‫تعد من أط��ول منارات العالم وأعظمها‬ ‫بالعصر الحديث‪ ،‬وال تزال المنارة وجميع‬ ‫المعالم السياحية التى تحوطها من كل جانب‬ ‫مثل المقبرة والبوابات والعمود المعدنى‬ ‫والمتحف والمسجد وغيرها محتفظة‬ ‫برونقها ‪ ،‬لتبدوا وكأنه قد تم بنائها منذ‬ ‫بضعة أيام وليس منذ مئات السنين‪.‬‬ ‫كانت وجهتنا التالية معبد كريشنا الشهير‬ ‫‪ ،ISKCON‬وكان المعبد ملئ بالزوار‬

‫الهنود واألجانب وكانت األغانى‬ ‫والموسيقى تمأل جنبات المكان‬ ‫وتشعرك بالروحانيات طوال‬ ‫فترة زيارتك للمعبد‪.‬‬ ‫كانت محطتي األخيرة بالعاصمة‬ ‫زي��ارت��ي إل��ى المعبد الشهير‬ ‫“سوامينارايان أكشردهام‟ الذى‬ ‫يعد من أكبر المعابد وأعظمها‬ ‫بالعاصمة وربما بالهند كلها‪.‬‬ ‫وترجع عظمة المعبد الهائل‬ ‫الضخامة إلى االبداع المعمارى الذى تراه‬ ‫بكل ركن من أركان المكان‪ .‬كنت مذهولة‬ ‫بمدى روع��ة النحت الدقيق والمتكامل‪،‬‬ ‫وك��ان من المستحيل أن تجد ج��زء ولو‬ ‫صغير داخل المعبد أو في تلك المنطقة‬ ‫المحيطة به تخلو من النحت أو من تحفة‬

‫أنا واليوجا‪:‬‬ ‫عالقة رابحة على كافة المستويات*‬ ‫بقلم‪ :‬أميرة فهمي‬ ‫بدأت عالقتي باليوجا في التسعينيات من‬ ‫القرن الماضي عندما كنت أحضر فصول‬ ‫فنية ما‪ .‬باإلضافة إلى كل ما سبق يقيم‬ ‫المعبد كل مساء عرض للصوت والضوء‬ ‫باإلضافة إلى عروض الماء‪.‬‬ ‫وبهذا تكون رحلتى األولى للهند قد انتهت‬ ‫وبداخلى يقين أنها لن تكون رحلتى األخيرة‪،‬‬ ‫فال يزال هناك الكثير ألراه وأتعلمه ببلد‬ ‫العجائب وموطنى الثانى الهند‪.‬‬

‫ندوة حول السياحة الهندية‬ ‫نظمت سفارة الهند بالقاهرة “ندوة حول السياحة الهندية‟ لممثلي‬ ‫صناعة السياحة في مصر‪ ،‬وذلك للترويج للهند كمقصد سياحي هام‬ ‫وزيادة التفاعل مع وكالء السياحة والسفر‪.‬‬ ‫وخالل الندوة استعرض السفير‪ /‬سانجاي باتاتشاريا سفير الهند لدى‬ ‫جمهورية مصر العربية فرص السياحة المختلفة في الهند والتي يمكن أن‬ ‫تنال إعجاب المصريين‪ .‬وتحدث عن جمال الشواطئ والجبال والغابات‬ ‫وسياحة المغامرات والحياة البرية باإلضافة إلى المعالم التاريخية‬ ‫والسينما الهندية “بوليوود‟ وغيرها من أماكن الجذب السياحي‪ .‬وأشار‬ ‫السفير إلى ضرورة العمل على زيادة تدفق السياح بين الجانبين والدور الذي يمكن أن تلعبه األفالم الهندية واألحداث الثقافية في هذا المجال‪.‬‬ ‫وقام أي‪.‬أر‪.‬في‪ .‬راو‪ ،‬مدير هيئة السياحة الهندية‪ ،‬بتقديم عرض مفصل حول المنتجات السياحية المختلفة التي تقدمها الهند ومنها السياحة‬ ‫التراثية والثقافية‪ ،‬والسياحة الدينية‪ ،‬وسياحة اليوجا‪ ،‬وسياحة األيروفيدا‪ ،‬والسياحة العالجية‪ ،‬وسياحة المؤتمرات‪ ،‬وسياحة الشواطئ‪،‬‬ ‫والسياحة البحرية‪ ،‬وسياحة المغامرات‪ ،‬وسياحة الحياة البرية‪ ،‬وسياحة الجولف‪ ،‬وسياحة المأكوالت‪ ،‬وسياحة التسوق‪ ،‬وسياحة السينما‪،‬‬ ‫وسياحة حفالت الزفاف وسياحة الجوالت التراثية‪ .‬كما استعرض أيضا ً خدمات القطارات الفخمة وقطارات الجبال والفنادق الفخمة‬ ‫والتسوق والمأكوالت الهندية والتأشيرة السياحية اإلليكترونية‪.‬‬ ‫وقام ميلوين دسيلفا‪ ،‬ممثل شركة آير إنديا‪ ،‬باستعراض خدمات الطيران التي تقدمها الشركة في أنحاء الهند‪ ،‬وتحدث عن عروض الشركة‬ ‫للسياحة الفاخرة واالقتصادية‪ ،‬وتحالفها مع شركتي ستار آالينس ومصر للطيران‪ .‬كما قام محمود عبد الوهاب‪ ،‬المسئول بهيئة تنشيط‬ ‫السياحة المصرية‪ ،‬بتقديم الشكر لسفارة الهند على جهودها في مجال تعزيز التعاون السياحي وطلب من شركة مصر للطيران بدء رحالت‬ ‫القاهرة‪-‬دلهي والقاهرة‪-‬مومباي لتعزيز التدفق السياحي بين الجانبين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كما شاركت السائحة المصرية إسراء الصيفي‪ ،‬التي زارت الهند مؤخرا‪ ،‬بخبراتها في الهند من خالل عرض تقديمي شيق حول األماكن‬ ‫التي زارتها في دلهي وأجرا والبنجاب‪ ،‬واستعرضت خبراتها المدهشة في الهند وقدمت مجموعة من النصائح للمصريين الستكشاف المزيد‬ ‫من أماكن الجذب السياحي الخفية التي لم يسبق لبعض المصريين السماع عنها‪.‬‬ ‫وقد رحب منظمو الرحالت ووكالء السفر المصريون بهذه المبادرة وطلبوا إطالق المزيد من حمالت التوعية وتنظيم الرحالت التعريفية‬ ‫إلى الهند وتسويق العروض االقتصادية لدى وكالء السفر المحليين وشركات الطيران‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪499‬‬

‫اليوجا بمركز موالنا آزاد الثقافي الهندي‬ ‫في مصر‪ .‬وكان المركز آنذاك قد بدأ لتوه‬ ‫في تنظيم هذا النشاط عام ‪.1992‬‬

‫كانت لتلك الخبرة أثرها في تغيير حياتي‪..‬‬ ‫لقد حضرت اليوم العالمي الثاني لليوجا في‬ ‫نيودلهي يوم ‪ 21‬يونيو من العام الجاري‬ ‫وشاركت في “المؤتمر الدولي األول لليوجا‬ ‫وأثرها على جسم وحياة اإلنسان‟ وهو‬ ‫المؤتمر الذي أقيم يومي ‪ 22‬و‪ 23‬يونيو‬ ‫الماضي‪.‬‬ ‫وقبل أن أتطرق إلى ما حدث في دلهي‪،‬‬ ‫سأعود بالذاكرة إلى عام ‪ 1995‬عندما‬ ‫ب��دأت حضور دورات اليوجا‪ .‬كنت قد‬ ‫تعرضت في ذلك الوقت لكسر بالكتف مما‬ ‫أثر على ذراعي األيسر‪ ،‬كما كنت أعاني‬ ‫من حساسية مزمنة في الصدر وضغوط في‬ ‫العمل حيث أنني كنت أعمل صحفيةً بوكالة‬ ‫أنباء رويترز‪.‬‬ ‫غيرت اليوجا كل ذل��ك‪ ..‬فلم أعد أعاني‬ ‫من أية مشكالت في ذراعي األيسر‪ ،‬أما‬ ‫حساسية الصدر التي كنت أعاني منها فقد‬ ‫خفت حدتها‪ ،‬وأهم شئ هو أنني تعلمت‬ ‫أن أتعامل مع ضغوط الحياة بشكل عام‪،‬‬ ‫سوا ًء على مستوى العمل أو على المستوى‬ ‫الشخصي‪.‬‬ ‫كان أستاذي األول الذي تعلمت اليوجا على‬ ‫يديه هو د‪.‬برابهاكار مادهيكار‪ ،‬وهو أستاذ‬ ‫متميز أدين له بفضل كبير‪ .‬كان يؤكد مراراً‬

‫وتكراراً أن اليوجا ليست ديناً‪ ،‬بل علما ً‬ ‫وأسلوب حياة‪.‬‬ ‫وقد كنت سعيدة الحظ ألن أول معلم لليوجا‬ ‫تدربت على يديه أعطاني أساسا ً قويا ً‬ ‫لممارسة اليوجا‪ ،‬واآلن قضيت ما يقرب من‬ ‫ربع قرن أمارس اليوجا‪ .‬واكتشفت خالل‬ ‫تلك الفترة الطويلة قوة الوحدة بين الجسد‬ ‫والعقل وال��روح ألن كلمة “يوجا‟ تعني‬ ‫باللغة السنسكريتية “الوحدة واالتزان‟‪ .‬كما‬ ‫اكتشفت قوة الرقم ‪.3‬‬ ‫ينطبق هذا الرقم أيضا ً على األبعاد الثالثة‬ ‫لليوجا‪ :‬العملي والنظري والعالجي‪.‬‬ ‫وينطبق أيضا ً على العناصر الثالثة لتمارين‬ ‫اليوجا‪ :‬األوضاع وتمارين التنفس والتأمل‪،‬‬ ‫وهي العناصر التي يجب أن تتم في إطار‬ ‫كيان واحد متكامل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كما أشعر باالمتنان أيضا لمدربي اليوجا‬ ‫الهنود الثمانية الذين تعلمت على أيديهم‬ ‫ممارسة اليوجا‪ ،‬والذين كانوا دائما ً ما‬ ‫يؤكدون على تلك الوحدة وذل��ك التناغم‬ ‫بين الجسد والعقل والروح‪ ،‬بين األوضاع‬ ‫والتنفس والتأمل‪ ،‬ف��األوض��اع للجسد‪،‬‬ ‫والتنفس للتحكم في العقل‪ ،‬والتأمل لما هو‬ ‫وراء ذلك‪ ،‬أي العقل والروح‪.‬‬ ‫إنني حقا ً أقدر لمدربي اليوجا الهنود أن‬

‫علموني ممارسة اليوجا ألنني الحظت اتجاها ً‬ ‫أمريكيا ً للتركيز فقط على األوضاع كما لو‬ ‫كانت اليوجا رياضة جسدية وهو ما يفرغها‬ ‫من مضمونها ويجعلها بال قيمة‪ ،‬ويبتعد عن‬ ‫جوهرها األساسي أي روح اليوجا‪.‬‬ ‫معروف أن الرقم ‪ 8‬يرمز إل��ى الحياة‬ ‫والبدايات الجديدة‪ .‬كان د‪ .‬بهارات سينج هو‬ ‫مدرب اليوجا الهندي الثامن الذي تعلمت‬ ‫منه وقد أعطاني بداية جديدة‪ .‬لقد ساعدني‬ ‫كي أصبح مدربة لليوجا فقد كان دائما ً ما‬ ‫يشجعنا على التفوق واالجتهاد‪.‬‬ ‫ومن حسن الحظ أن ذلك قد أدى بي في‬ ‫نهاية األمر إلى أن قمت برحلتي التي طال‬ ‫انتظارها إلى “هند العجائب‟‪ ،‬حيث أتيحت‬ ‫لي الفرصة لحضور اليوم العالمي لليوجا‪،‬‬ ‫وكانت فعالية رائعة مفعمة بالحماس‬ ‫والطاقة اإليجابية‪ .‬كما حضرت المؤتمر‬ ‫الدولي الذي كان منظما ً وساهم بشكل جيد‬ ‫في زيادة الوعي باليوجا‪ .‬وهناك التقيت بعدد‬ ‫من معلمي وخبراء اليوجا‪ ،‬وحققت حلمي‬ ‫في ممارسة اليوجا على جبال الهيمااليا‬ ‫التي تعد رمزاً للشموخ والقوة وكذلك أمام‬ ‫تاج محل رمز الحب والسالم‪.‬‬ ‫* مترجم عن االنجليزية‬

‫‪47‬‬


‫من أنشطة السفارة الهندية‬

‫سفير الهند يلتقي بعدد من كبار الشخصيات المصرية‬ ‫التقى سعادة سفير الهند السيد‪ /‬سانجاي باتاتشاريا بكل من‪:‬‬

‫سعادة وزيرة التضامن االجتماعي السيدة‪ /‬غادة والي‪ ،‬حيث بحث الجانبان سبل التعاون بين البلدين‬ ‫في المجاالت االجتماعية‪ .‬وقد تم االتفاق على التعاون في مجال تسويق وتصميم الحرف اليدوية‬ ‫واألشغال التراثية وكافة المنتجات األخرى التي تنتجها األسر المنتجة‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫التركيز في الفترة القادمة سيكون على تطوير اإلمكانيات وبناء القدرات والموارد البشرية‪ ،‬وال سيما‬ ‫بين النساء والشباب في المشروعات الريفية الصغيرة‪ ،‬وكذلك تطوير استخدامات الطاقة النظيفة‪.‬‬ ‫سعادة وزيرة التعاون الدولي د‪ .‬سحر‬ ‫نصر وأبلغها باستكمال مشروعات‬ ‫التنمية‪ ،‬وال سيما فيما يتعلق بمشروع‬ ‫الطاقة الشمسية بإحدى قرى مطروح‪،‬‬ ‫ك��ذل��ك ب��م��رك��ز ال��ت��دري��ب المهني‬ ‫للمنسوجات في القاهرة‪ ،‬عالوة على مناقشة مشروعات جديدة من خالل خط ائتمان‪.‬‬ ‫كما أطلعها على المشروع القادم المتعلق بإنشاء مركز تميز في مجال تكنولوجيا‬ ‫المعلومات بجامعة األزهر‪.‬‬

‫سعادة وزير اآلثار د‪ .‬خالد العناني لمناقشة اتفاقية التعاون‬ ‫في المشروعات المشتركة في مجال اآلثار بين البلدين‬ ‫اللذين يعدان من الدول صاحبة الحضارات القديمة ‪.‬‬

‫رئيس الهيئة القومية لالستشعار عن بعد وعلوم الفضاء الدكتور محمد مدحت مختار‪ ،‬لمناقشة المشروعات‬ ‫المشتركة في مجال التعاون في مجال الفضاء‪ ،‬وأطلعه السيد السفير على آخر التطورات في هذا المجال‬ ‫في الهند‪ ،‬حيث توجد فرص جديدة في مجال األقمار الصناعية وسبل إطالقها وتحليل البيانات‪.‬‬

‫افتتاح قسم الغزل والنسيج بمصلحة الكفاية اإلنتاجية بعد تطويره من الجانب الهندى‬

‫افتتح كل من سفير الهند السيد‪ /‬سانجاي‬ ‫باتاتشاريا‪ ،‬ود‪ .‬سحر نصر وزيرة التعاون‬ ‫الدولى‪ ،‬والمهندس طارق قابيل وزير التجارة‬ ‫والصناعة مؤخرا قسم الغزل والنسيج‪،‬‬ ‫بمصلحة الكفاية اإلنتاجية والتدريب المهنى‪،‬‬ ‫بعد تطويره وذلك من خالل منحة مقدمة من‬ ‫الهند‪.‬‬ ‫وعقب االفتتاح قام الحضور بجولة تفقدية‬ ‫ألنشطة القسم بمصلحة الكفاية اإلنتاجية‪ ،‬حيث‬ ‫التقوا خاللها مع عدد من العاملين والعامالت‬ ‫بالمصلحة‪ ،‬واستمع الحضور لعرض تقديمى‬

‫‪48‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪499‬‬

‫االحتفال بيوم اللغة الهندية‬ ‫احتفلت سفارة الهند يوم ‪ 14‬سبتمبر الماضي بيوم اللغة الهندية ‪ ،‬بمشاركة‬ ‫عدد كبير من المسئولين بالسفارة الهندية ‪ ،‬وذلك بهدف تشجيع استخدام‬ ‫اللغة الهندية في العمل الرسمي ‪ ..‬أقيم االحتفال بقاعة طاغور بالسفارة‪،‬‬ ‫وخالل الفاعلية تم تنظيم مسابقة بين المشاركين كما قام بعض منهم‬ ‫بإلقاء الشعر‪ ..‬وفي نهاية االحتفالية قام سعادة سفير الهند السيد‪ /‬سانجاي‬ ‫باتاتشاريا بتوزيع الجوائز وشهادات التقدير على الفائزين‪.‬‬

‫فاعليات المائدة المستديرة تتناول مختلف القضايا والموضوعات بالمركز الثقافي الهندي‬ ‫استهل المركز الثقافي الهندي سلسلة ندوات‬ ‫شهيرة تحت عنوان “مائدة المركزالثقافي الهندي‬ ‫المستديرة‟ والتي تعقد شهريا لمناقشة عدد من‬ ‫الموضوعات والقضايا ذات االهتمام المشترك‬ ‫بين مصر والهند والتي تتنوع بين الموضوعات‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية بحضور عدد‬ ‫من الخبراء والمفكرين من مصر والهند‪ ،‬ويقوم‬ ‫متحدثون بارزون بالحديث حول موضوع الندوة كل شهر‪ ،‬ويتبع ذلك جلسة تفاعلية مع الجمهور‪.‬‬ ‫وقد عقدت أول ندوة ضمن سلسلة الفعاليات الشهرية تحت عنوان “المشروعات الصغيرة والمتوسطة ‪ -‬قاطرة النمو االقتصادي‟‪ ،‬بمشاركة كل من‬ ‫السيد‪ /‬أحمد عبد الوهاب‪ ،‬الباحث ضمن برنامج الحرية االقتصادية التابع للمركز المصري لدراسات السياسات العامة‪ ،‬والسيد‪ /‬إيهاب شعراوي‪،‬‬ ‫المحرر بجريدة إيجبشيان جازيت‪ ،‬و د‪ .‬آسر سالمة‪ ،‬عضو مجلس األعمال المصري الهندي المشترك‪ ،‬والسيد‪ /‬أشيش كانا‪ ،‬رئيس فريق الطاقة‬ ‫الهندي بإدارة التنمية المستدامة لمنطقة جنوب آسيا بالبنك الدولي‪.‬‬ ‫أما ندوة شهر أغسطس فقد أقيمت تحت عنوان “العالقات الهندية المصرية‪ :‬تحويل العالقات التاريخية إلى شراكة جديدة‟‪ ،‬حيث تقوم العالقات‬ ‫الهندية المصرية على أساس تعاون واسع النطاق واحترام متبادل وتقدير للدور اإلقليمي والدولي باإلضافة إلى جهود مشتركة لتعزيز الشراكة‬ ‫بين البلدين في كافة المجاالت ذات االهتمام المشترك‪ .‬وقد شارك في الندوة كل من سعادة السفيرة جيالن عالم‪ ،‬سفيرة مصر السابقة في الهند‪،‬‬ ‫ود‪ .‬مصطفى كامل السيد‪ ،‬األستاذ بكلية االقتصاد والعلوم السياسية والسيد‪/‬طارق السنوطي‪ ،‬رئيس القسم الدبلوماسي بجريدة األهرام المسائي‪،‬‬ ‫والمحاضر بجامعة عين شمس وجامعة القاهرة‪ ،‬وجامعة نانكاي بالصين‪.‬‬ ‫في حين أقيمت ندوة شهر سبتمبر تحت عنوان الرئيسية “الروابط الثقافية في عالقات الهند ومصر‟ وتناولت تاريخ العالقات الثقافية القوية بين‬ ‫البلدين والتطلع إلى الوصول إلى آفاق جديدة لزيادة التعاون‪ .‬وقد شارك بالندوة كل من السيد‪ /‬هشام جبر‪ ،‬مدير مركز فنون مكتبة اإلسكندرية‪،‬‬ ‫والسيدة‪ /‬نادية جريديني‪ ،‬نائبة رئيس جمعية الصداقة المصرية الهندية‪ ،‬والسيدة‪ /‬جيانتي مايديو‪ ،‬عضو اللجنة التنفيذية بجمعية الجالية الهندية‬ ‫بمصر‪ ،‬والسيدة‪ /‬آتي متولي رئيس القسم الثقافي بموقع األهرام أون الين‪.‬‬

‫تدشين نادي السينما بالمركز الثقافي الهندي‬ ‫من قبل السيد‪ /‬حسن الزير‪ ،‬رئيس المصلحة‪،‬‬ ‫عن دور المصلحة فى المشروعات القومية‬ ‫وتحسين مستوى الصناعة‪ ،‬وتوفير فرص‬ ‫العمل والتدريب للشباب‪.‬‬ ‫وأعرب السفير الهندى عن سعادته بالتعاون‬ ‫مع مصر فى تطوير قسم النسيج بمصلحة‬ ‫الكفاية اإلنتاجية‪ ،‬والذى يعد امتدادا للتعاون‬ ‫بين البلدين فى هذا المجال ويوفر المزيد من‬ ‫فرص العمل للشباب فى إطار المشروعات‬

‫الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مشيرا إلى أنه خالل‬ ‫هذا المشروع تم تدريب العديد من العمال‬ ‫المصريين‪.‬‬ ‫وقد أكد السفير على رغبة بالده فى تعميق‬ ‫التعاون الثنائى بين مصر والهند وتنفيذ‬ ‫مزيد من المشروعات في إط��ار الشراكة‬ ‫االستراتيجية بين البلدين‪ ،‬خاصة على مستوى‬ ‫العالقات االقتصادية التى تشهد تعاون مثمر‬ ‫خالل الفترة الحالي‪.‬‬

‫بالتعاون مع جمعية الصداقة المصرية‬ ‫الهندية‪ ،‬استعاد المركز الثقافي الهندي‬ ‫بالقاهرة نشاط نادي السينما داخل مقر المركز‬ ‫بالزمالك ‪ ..‬وقد دشن سعادة سفير الهند لدى‬ ‫جمهورية مصر العربية أولى فاعليات نشاط‬ ‫نادي السينما يوم الخميس الموافق ‪ 21‬يوليو‬ ‫بعرض فيلم “فان‟ أو المعجب للنجم الهندي‬ ‫المحبوب شاه روخ خان الذي يحظى بشعبية‬ ‫بالغة في مصر‪.‬‬ ‫وخالل شهر أغسطس عرض النادي فيلم‬

‫“بانج بانج‟ للنجم هريتك روشان والنجمة‬ ‫كاترينا كايف‪ ،‬أما لقاء شهر سبتمبر فقد تم‬ ‫تخصيصه لعرض الفيلم المصري “جحيم‬ ‫ف��ي الهند‟ للنجم المصري محمد إم��ام‬ ‫والنجمة ياسمين صبري والذي تم تصويره‬ ‫مؤخرا في الهند‪.‬‬ ‫ويتم عرض األفالم يوم الخميس الثالث من‬ ‫كل شهر‪ ،‬ويعقب الفيلم ندوة لمناقشة الفيلم‬ ‫تشرف عليها السيدة نادية جريديني‪ ،‬نائبة‬ ‫رئيس جمعية الصداقة المصرية الهندية‬

‫والتي لها خبرة واسعة في مجال األفالم‬ ‫الهندية‪ ،‬وقد استضاف النادي أيضا ً خالل‬ ‫األمسية األولى الناقدة السينمائية حنـــان‬ ‫شومان‪.‬‬

‫‪49‬‬


‫فنون هندية بمحافظات مصر المختلفة‬ ‫في إطار دعم العالقات الثقافية بين الهند ومصر‪ ،‬قامت عدد من الفرق الهندية التي تشتهر‬ ‫بتقديم ألوان مختلفة من الفنون الهندية بزيارة جمهورية مصر العربية للمشاركة في عدد‬ ‫من االحتفاليات وقدمت فنونها المتنوعة في مختلف محافظات مصر العربية‪ .‬وفي هذا‬ ‫الصدد قامت فرقة رقص هندية مكونة من تسعة أفراد‪ ،‬بقيادة راجوموهان بادينهاري‪،‬‬ ‫بتقديم عروض رقص الكاثكالي الكالسيكس الهندي‪ ،‬في إطار مهرجان الصيف الدولي‬ ‫الرابع عشر الذي نظمته مكتبة اإلسكندرية في األول من أغسطس الماضي‪ ،‬وقد قامت‬ ‫الفرقة بجولة فنية في محافظات بورسعيد واإلسماعيلية والقاهرة‪.‬‬ ‫ويمكن وصف رقص الكاثاكالي بكلمات موجزة بأنه عبارة عن دراما كالسيكية هندية‬ ‫تقليدية راقصة ترجع أصولها إلى والية كيراال في جنوب الهند‪ ،‬ويمزج هذا اللون من‬ ‫الرقص بين عديد من األشكال الفنية كالدراما واألدب والموسيقى والغناء وبعض صور‬ ‫الفن التشكيلي مثل الرسم والنحت‪ .‬ويجعل هذا المزيج الرائع والمتوازن من تلك الفنون‬ ‫الجميلة من عروض “كاثاكالي‟ فريدة ويجعل منها في الوقت نفسه شكال فنيا مركبا‪.‬‬ ‫ويصاحب هذا األداء العزف على آلتين من اآلالت اإليقاعية وهما‪ :‬تشيندا وماداالم‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬وبناء على دعوة من وزارة الثقافة المصرية ومكتبة اإلسكندرية وبرعاية‬ ‫من وزارة الثقافة الهندية‪ ،‬قامت فرقة موسيقية مكونة من خمسة عازفين بقيادة د‪ .‬بيبول‬ ‫كومار راي العازف على آلة السنطور بزيارة إلى جمهورية مصر العربية للمشاركة في‬ ‫المهرجان الصيفي بمكتبة األسكندرية‪ .‬وآلة السنطور هي آلة هندية مكونة من مائة وتر‪،‬‬ ‫وكان يطلق على تلك اآللة في الماضي اسم “شات تانتري فينا‟‪ .‬وهي آلة يبلغ عمرها‬ ‫‪ 2500‬عاما‪.‬‬ ‫ويعتبر د‪.‬بيبول كومار راي أحد أفضل العازفين على آلة السنطور في الهند‪ .‬وقد حصل على‬ ‫درجة الماجستير في الغناء الهندي الكالسيكي ودرجة الدكتوراه في آلة السنطور من جامعة‬ ‫دلهي‪ .‬وقد صاحبه في العزف على الطبلة السيد أندرانيل موكرجي‪ ،‬وعلى آلة المريدانجام‬ ‫السيد مانوهار باالتشانديراني وعلى آلة السوارماندال‪ ،‬السيد أفيناش كومار‪ .‬وقد قدمت‬ ‫الفرقة عروضها في اإلسكندرية‪ ،‬والقاهرة والمنيا‪ ،‬وبني سويف‪.‬‬

‫كما شاركت فرقة هندية بقيادة الفنان بورنا‬ ‫داس بول سارات في مهرجان سماع الدولي‬ ‫لإلنشاد الديني والموسيقى الروحية‪ ،‬وقد قدمت‬ ‫الفرقة المكونة من ستة أعضاء عروضها‬ ‫خ�لال المهرجان في القلعة وقبة الغوري‬ ‫وشارع المعز وغيرها من األماكن التي تقام‬ ‫بها فعاليات المهرجان داخل وخارج القاهرة‪،‬‬ ‫وذلك تحت إشراف المخرج المصري المبدع‬ ‫د‪ .‬انتصار عبد الفتاح مؤسس المهرجان‪.‬‬

‫‪50‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪499‬‬

‫ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻌﻴﺪ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‬


‫اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﻴﺴﻲ ﺧﻼل زﻳﺎرﺗﻪ‬ ‫اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.