ﺷﻌﺮ
ﻧﺼﺮ ﺳﺎﻣﻲ
¿‰ëc@ñ…ìÇ 1
ﻼ. ﻀﺖ ﰲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﺎﻣ ﹰ ﻼ .ﻓﻤﺎﺭﺳﺖ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻛﻀﻮﺀ ﳓﻮ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ .ﺗﺄﻛﹼﺪﺕ ﺃﻧﲏ ﺿﻮﺀ ﻓﻌ ﹰ ﻓﺎﻋﻠﻴﱵ .ﺍﻻﻧﻐﺮﺍﺱ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ،ﻭﺍﻻﻧﺪﻓﺎﻉ ﳓﻮ ﺁﻓﺎﻕ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ...ﺃﲤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ ﺍﻵﻥ .ﺃﲤﺴﻚ ﺑﻪ ﻛﺨﻴﺎﺭ ﺣﻴﺎﺓ، ﻛﻌﺸﺒﺔ ﺧﻠﻮﺩ .ﺃﻗﻮﻝ ﺍﻵﻥ ﻭﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﰲ ﺍﻟﻐﺪ .ﺃﻛﺘﺐ ﺑﺎﻟﻄﹼﺮﻳﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﻟﹼﺪ ﺎ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺗﻔﹼﺎﺣﻬﺎ ﺃﻭ ﺯﻳﺘﻮﺎ .ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻘﻄﺮ ﺎ ﺍﻷﻋﺎﱄ ﺿﻮﺀﻫﺎ ﻭﻇﻼﻣﻬﺎ .ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻬﻤﺎ ﻣﺼﲑ ﺍﻟﺜﹼﻤﺮ ﻭﻻ ﻣﺼﲑ ﺍﻟﻀﻮﺀ ،ﻭﻫﻮ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺍﳍﺒﺎﺀ ،ﺍﳌﻬ ﻢ ﺃ ﹼﻥ ﻓﺎﻋﻠﻴﱵ ﺗﺘﻄﻮﺭ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ،ﻓﺘﻜﺴﺮ ﻭﺗﻐﻴﺮ ﻭﺗﺸﲑ ﻭﲣﺘﻠﻒ .ﻭﺗﺆﺳﺲ ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻲ ﺗﻨﻘﺎﻝ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ. )ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ(
2
ﻋﻮﺩﺓ ﺃﻭﺭﰲ
3
ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ :ﻋﻮﺩﺓ ﺃﻭﺭﰲ )ﺷﻌﺮ( ﺗﺄﻟﻴﻒ :ﻧﺼﺮ ﺳﺎﻣﻲ ﻟﻮﺣﺔ ﺍﻟﻐﻼﻑ :ﻧﺼﺮ ﺳﺎﻣﻲ ﺍﻟﻄﹼﺒﻌﺔ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ :ﺟﺎﻧﻔﻲ 2007
© 2007ﲨﻴﻊ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﳏﻔﻮﻇﺔ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ 4
ﻧﺼﺮ ﺳﺎﻣﻲ
ﻋﻮﺩﺓ ﺃﻭﺭﰲ
.......... 5
ﺍﻹﻫﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻚ ﻻ ﺃﻋﲏ ﺷﻴﺌﺎ. ﻭﺣﻴﺎﰐ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺿﻮﺀﺍ. ﻓﺄﻧﺎ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻼ ﻭﻃﻦ. ﻻ ﺃﻣﻠﻚ ،ﻻ ﺃﻣﻠﻚ ﺷﻴﺌﺎ. ﻥ .ﺱ
6
ﺍﻻﻧﺒﺜﺎﻕ ﺩﻭﻥ ﺃﺻﻞ )ﻣﻘﺪﻣﺔ( )ﻭﻋﺪﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﻋﺪﺍ ﻗﺎﻃﻌﺎ ﺑﺄﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺟﺪﻳﺮﺍ ﺑﻔ ﻦ ﺍﻟﺮﺳﻢ ،ﻃﺎﻫﺮﺍ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺩﺭﺍﻥ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﰐ ،ﳏﺘﺮﻣﺎ ﺍﻟﻔ ﻦ ﺣﺘﻰ ﳑﺎﰐ( ﻋﻤﺎﺭ ﻓﺮﺣﺎﺕ )ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻰ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﻭﺍ( ﺟﻮﻧﺎﺛﺎﻥ ﺳﻮﻳﻔﺖ
7
ﺃﻧﺎ ،ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻧﺼﺮ ﺳﺎﻣﻲ ،ﺃﲪﻞ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻘﺎﺋﺾ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﹼﻬﺎ. ﺃﻧﺎ ﺍﻟﹼﻠﻴﻞ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ .ﻭﻻ ﻳﻌﺠﺒﲏ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺎﻝ .ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻜﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻦ ﻳﻌﺠﺐ ﺍﻟﻜﺜﲑﻳﻦ .ﻟﺴﺖ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ .ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻟﻴﺲ ﻏﲑ ﻗﱪ، ﺃﻧﺎ ﳎﱪ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺤﻪ ﻋﺪﻳﺪ ﺍﳌﺮﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ .ﻭﻋﻠﻰ ﺗﺼﻮﺭ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﳉﺜﺔ ﺍﳌﺪﻭﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ .ﻟﺴﺖ ﺃﻛﺮﻩ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ،ﻭﻟﺴﺖ ﺐ ﺷﻴﺌﺎ ﻏﲑﻩ. ﺃﻳﻀﺎ ،ﻭﻳﺎ ﻟﻠﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ،ﺃﺣ
8
ﻱ ﺍﻵﻥ ﺷﺠﺮﺓ ﻗﻮﻝ ﻣﺴﻜﻮﻧﺔ ﺑﺎﻟﻨﺒﻮﺀﺍﺕ ﻭﺍﳊﻜﻢ ﲢﻤﻞ ﻟﺪ ﻋﻨﻲ ﻋﺐﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .ﺃﻭﺭﺍﻗﻬﺎ ﺍﳋﻀﺮ ﻳﻨﺎﺑﻴﻊ ﳏﺒﺔ ،ﻭﺃﻭﺭﺍﻗﻬﺎ ﺍﻟﺼﻔﺮ ﻱ ﳒﻮﻡ... ﲰﺎﺀ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺠﲑﺍﺕ ﺍﻷﺯﻟﻴﺔ ﲝﺜﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﻮﺀ .ﻭﻟﺪ ﻛ ﹼﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻣﻦ ﰲ ﺍﻷﲜﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻡ ﲢﺖ ﺃﺻﺎﺑﻌﻲ ﻛﻘﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﹼﲔ ﺍﳊ ﻲ. ﺃﺭﻛﺾ ﻭﺧﻠﻔﻲ ﻋﺮﺑﺔ ﺍﻷﺳﺎﻃﲑ ﻭﺍﻷﺣﻼﻡ ﻛﱪﺍﻕ ﺿﺎ ﹼﻝ. ﺺ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﻭﺍﻷﺣﺰﺍﻥ ﻭﺍﻟﻔﺠﺎﺋﻊ .ﻭﺃﻣﻸ ﻛﺆﻭﺱ ﺃﻏﻄﹼﺲ ﺍﺳﻔﻨﺠﱵ ﻷﻣﺘ ﺍﳍ ﻢ ﻛﺄﺳﺎ ﻛﺄﺳﺎ ،ﻭﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻴﺎﺋﺲ .ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﱵ ﻧﺴﻴﺎﺎ ،ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﱵ ﻛﺴﺮﻫﺎ .ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺆﻭﺱ ﺭﺍﺋﻌﺔ ،ﺃﺑﺪﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﻮ ﺍﳉﻤﻴﻞ ﲣﻴﻢ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺷﺒﺎﺑﻴﻚ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﺑﺸﺮﻓﺎﺗﻪ ﺍﳌﻐﻠﻘﺔ. ﺃﺗﻘﺪﻡ ﰲ ﺷﻜﻞ ﻫﺒﺔ ﺿﻮﺀ ﻓﺠﺌ ﻲ ،ﰲ ﺷﻜﻞ ﺻﺮﺧﺔ ﻣﺒﻄﹼﻨﺔ ﺑﺎﻟﺪ ﻡ ،ﰲ ﺷﻜﻞ ﻓﺮﺣﺔ ﺍﻏﺘﺼﺒﻬﺎ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻣﻸ ﻧﻮﺍﺣﻬﺎ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ .ﺃﺗﻘﺪﻡ ﻛﺮﻳﺢ .ﺗﻠﻚ ﺣﻘﻴﻘﱵ ،ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺣﻘﻴﻘﱵ .ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻋﻤﺔ :ﺍﻟﻔﺮﺍﺷﺎﺕ ﻭﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻢ ﺍﻟﻌﻠﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻌﻄﺮ ﺣﻘﻴﻘﱵ .ﺍﳌﻮﺕ ﺣﻘﻴﻘﱵ ،ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﻏﲑ ﻗﻨﺎﻉ ﺯﺍﺋﻒ .ﺍﻟﻌﻄﺶ ﺣﻘﻴﻘﱵ ،ﻭﺍﻻﺭﺗﻮﺍﺀ ﺐ ﻏﲑ ﻗﻨﺎﻉ ﺯﺍﺋﻒ .ﻣﻠﻠﺖ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻨﺎﻉ .ﺍﻟﻜﺮﻩ ﺣﻘﻴﻘﱵ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺍﳊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺬﺭﺓ .ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟ ﹼﻄﻬﺎﺭﺓ ،ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ،ﻛﻠﹼﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎﺕ
9
ﺃﻗﻨﻌﺔ .ﳜﺘﻔﻲ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ :ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﻭﺍﻹﻟﻐﺎﺀ ﻭﺍﻹﻣﺎﺗﺔ ﻭﺍﻟﻠﹼﻮﻥ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺑﺄﺟﻨﺤﺘﻪ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭﻳﺔ. ﺃﻋﺮﻑ ﺍﻟﻜﺜﲑ ،ﻭﺃﺗﺬﻛﹼﺮ ﺍﻟﻜﺜﲑ ،ﻭﺃﺭﻯ .ﺬﺍ ﺃﺧﺘﺮﻕ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﳌﻜﺎﻥ .ﺃﻃ ﹼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﰲ ﳊﻈﺔ ﺍﳋﻠﻖ .ﺃﻃ ﹼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ﹼﻄﲔ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻣﻰ ﺑﻨﺒﻞ ﺍﻟﺘﻔﺴﺦ ﻭﺍﻟﻜﻮﻥ .ﺃﻛﻮﻥ ﻭﺃﻋﻴﺪ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ،ﺃﺭﻯ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﰲ ﺻﻴﺤﺔ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﲤ ﺮ ﻣﻦ ﺍﻟ ﺰﻗﺎﻕ .ﺃﺭﻯ ﺍﳌﺎﺀ ﰲ ﺻﺨﺮﺓ ﻳﺎﺑﺴﺔ .ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﺧﺘﺮﺍﻕ ﺍﻟﻀﻴﺎﺀ ﻷﳌﺲ ﻓﻀﺔ ﺍﻟ ﹼﻈﻠﻤﺎﺕ ﻭﺫﻫﺒﻬﺎ ﺍﻟﺼﺎﻣﺖ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ .ﺃﺻﲑ ﲰﺎﺀ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺠﺮﰐ .ﺍﳊﺠﺮﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﺼﲑ ﻗﺎﺭﺓ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﺍﳊﺰﻳﻦ ﺍﳌﺒﻠﹼﻞ ﲟﻄﺮ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻭﺍﻟﻼﹼﻣﺒﺎﻻﺓ ﻭﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺭﻳﺸﺔ ﺃﺳﻘﻄﻬﺎ ﺍﻟﻄﹼﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﺟﻨﺎﺣﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﳜﺒﻄﻬﻤﺎ ﺑﻌﻨﻒ ﻟﻴﺼﻌﺪ ﺍﳉﺒﻞ. ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺻﻌﺒﺔ .ﺍﳍﺪﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﻌﺐ .ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﻌﺐ .ﺍﻟ ﹼﻈﻠﻤﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﺻﻌﺐ .ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺻﻌﺒﺎ .ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ .ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻈﻠﻤﺎ ﻭﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﲢﻄﻴﻢ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟ ﹼﻈﻼﻡ .ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻴﻠﻴﺎ ﻭﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﲢﻴﻴﺪ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻛﺎﺋﻨﺎ ﻫﺸﺎ ﻭﻧﺎﻋﻤﺎ ﻭﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺰﻭﺍﻝ .ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺻﻬﺎﺭﺓ ﺩﻛﻨﺎﺕ ﻭﺷﻔﺎﻓﺎ ﺇﱃ ﺣ ﺪ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺇﱃ ﺭﻭﺡ .ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﺎﻣﻀﺎ ﻭﻳﺮﺍﻙ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻐﺮﺑﻞ ﺿﻮﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺴﻜﺮﺍﻥ .ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻬﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺻﻌﺒﺎ .ﺍﻷﺻﻌﺐ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺪﻡ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ،ﺃﻥ ﺗﻌﺼﻒ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ،ﺃﻥ
10
ﲡﻌﻞ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻏﺎﻳﺔ ﻻ ﻭﺳﻴﻠﺔ ،ﻭﺍﻹﻣﻄﺎﺭ ﻏﺎﻳﺔ ﻻ ﻓﺼﻼ ،ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﺇﻧﻘﺎﺫﺍ ﺃﻭ ﺇﻏﺮﺍﻗﺎ ﺃﺑﺪﻳﺎ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻗﺎﺭﺏ ﻧﻮﺡ .ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﲰﺎ ،ﻻ ﺃﻓﻌﻰ .ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺃﻭ ﺇﻣﺎﺗﺔ ،ﻻ ﻣﺎﺀ ﺃﻭ ﺛﻠﺠﺎ ﺃﻭ ﻧﺪﻯ. ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ ﺗﺘﺜﺎﺀﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ .ﺗﺴﺮﺡ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ، ﻭﺗﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ﺮﳝﻮﺕ ﻛﻨﺘﺮﻭﻝ ﻟﺘﺴﻤﻊ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ .ﺷﻌﺮﻫﺎ ﳐﺘﻠﻒ ﱄ .ﻭﻳﺪﺍﻫﺎ ﳐﺘﻠﻔﺘﺎﻥ ﻭﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻓﻴﻮﺽ ﳏﺒﺔ ﺩﺍﻓﻘﺔ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﺎﺗﻦ ﻭﺭﺳﻮ ﹼ ﻭﻳﻨﺎﺑﻴﻊ ﺃﻟﻔﺎﺕ ﻏﻀﺔ .ﺗﺘﺜﺎﺀﺏ ﻭﻫﻲ ﺗﱰﻉ ﻃﺎﻗﻢ ﺃﺳﻨﺎﺎ .ﺗﻌﻴﺪ ﺗﺮﻛﻴﺒﻪ ﺛﺎﻧﻴﺔ .ﺗﺘﺬﻛﹼﺮ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﳍﺎ ﻣﻨﺬ ﻗﺮﻭﻥ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺃﺳﻨﺎﻥ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ .ﻄﻞ ﻏﻴﻤﺔ ﺍﳊﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ .ﺗﺘﺬﻛﹼﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻐﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﻔﻠﺔ .ﺗﺘﻜﺜﹼﻒ ﺍﻟﻐﻴﻤﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻭﺟﻬﻬﺎ .ﻭﺗﺒﺪﺃ ﰲ ﺍﻟﺘﺒﺨﺮ ﺣﺎﻣﻠﺔ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﺑﺸﺠﲑﺍﺗﻪ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﻭﻣﺮﺍﻛﺐ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﺍﳌﺒﻠﹼﻠﺔ ﲟﻴﺎﻩ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻭﺃﻗﻮﺍﺱ ﻗﺰﺡ ﻭﺃﺻﺎﺑﻊ ﺍﻟﺸﻮﻛﻮﻻ ﺍﻟﺬﹼﺍﺋﺒﺔ .ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﲜﻤﺎﳍﺎ ﻭﻣﻴﺎﻫﻬﺎ ﺍﳌﻴﺘﺔ ﺍﳌﻌﻠﹼﻘﺔ ﻋﺎﻟﻴﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﺑﺮﺍﺝ ،ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﻨﺬ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺗﻔﺮﻕ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻭﺗﻔﺮﻕ ﺍﳊﻈﻮﻅ ،ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﺴﺎﻛﻨﺔ ﻛﺄﻓﻌﻰ ﰲ ﻣﻨﺒﻊ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﲝﺒﻬﺎ ﻭﻻ ﺑﻜﺮﻫﻬﺎ ،ﺃﺑﺪﻭ ﻣﺬﻫﻮﻻ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺪﺭﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﺎﳉﺪﺓ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻭﺍﻟﻈﻼﻡ ﺑﻘﺎﻣﺔ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﺍﻟﻌﺎﱄ.
11
ﺃﲤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ ﺍﻵﻥ .ﺃﲤﺴﻚ ﺑﻪ ﻛﺨﻴﺎﺭ ﺣﻴﺎﺓ ،ﻛﻌﺸﺒﺔ ﺧﻠﻮﺩ. ﺃﻗﻮﻝ ﺍﻵﻥ ﻭﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﰲ ﺍﻟﻐﺪ .ﺃﻛﺘﺐ ﺑﺎﻟﻄﹼﺮﻳﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﻟﹼﺪ ﺎ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺗﻔﹼﺎﺣﻬﺎ ﺃﻭ ﺯﻳﺘﻮﺎ .ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻘﻄﺮ ﺎ ﺍﻷﻋﺎﱄ ﺿﻮﺀﻫﺎ ﻭﻇﻼﻣﻬﺎ .ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻬﻤﺎ ﻣﺼﲑ ﺍﻟﺜﹼﻤﺮ ﻭﻻ ﻣﺼﲑ ﺍﻟﻀﻮﺀ ،ﻭﻫﻮ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺍﳍﺒﺎﺀ ،ﺍﳌﻬ ﻢ ﺃ ﹼﻥ ﻓﺎﻋﻠﻴﱵ ﺗﺘﻄﻮﺭ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ، ﻓﺘﻜﺴﺮ ﻭﺗﻐﻴﺮ ﻭﺗﺸﲑ ﻭﲣﺘﻠﻒ .ﻭﺗﺆﺳﺲ ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻲ ﺗﻨﻘﺎﻝ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ: (1ﺍﻟﺴﺮﺩﻳﺔ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺍﳊﺒﻜﺔ ،ﻫﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﳋﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﺺ ﺍﻟﺬﹼﻱ ﺃﻛﺘﺒﻪ. ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻨ ﺺ ﺳﺠﲔ ﺣﺪﺙ ﺩﺭﺍﻣ ﻲ ﻣﺘﻄﻮﺭ ﺩﺍﺧﻞ (2ﻟﻴﺲ ﻗﺎﺭﺉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﺮﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ .ﺇﻧﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﻛﺎﺋﻦ ﻳﺮﻯ ﻭﻳﺮﺍﻗﺐ ﻣﺎ ﳛﺪﺙ. ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﺘﻮﻗﹼﻒ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻣﱴ ﺷﺎﺀ .ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻣﺎ ﻳﻨﺴﻴﻪ ﺭﻭﺣﻪ .ﻻ ﻳﻮﺗﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ،ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺢ .ﻻ ﻳﻀﺤﻚ ،ﻭﻻ ﻳﺒﻜﻲ .ﻻ ﻳﺪﻓﻌﻚ ﺇﱃ ﺷﻲﺀ ﳏﺪﺩ .ﻻﻳﺴﺘﻬﻠﻚ ﻗﺪﺭﺗﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺠﺪﻱ ﺃﺣﺎﺳﻴﺴﻚ .ﻳﺘﻘﺪﻡ ﻛﺈﻣﻜﺎﻥ ،ﻛﱪﻕ ﺿﺎ ﹼﻝ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻭﻋﻤﻖ. (3ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ،ﺗﻠﻚ ﻏﺎﻳﺘﻪ. (4ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺇﱃ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ،ﻏﺎﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ. (5ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻻ ﻋﺎﻃﻔﻴﺎ ،ﻏﺎﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ.
12
(6ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻣﻦ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ﺃﻋﻠﻰ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻋﻠﻮﺍ .ﻓﺎﻟﻮﺿﻮﺡ ﱂ ﻳﻨﻔﻊ ﺍﻟﻌﺎﱂ .ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﲡﻌﻞ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻣﻌﻠﹼﻤﺎ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ .ﻓﺎﻟﺸﺎﻋﺮ ﻛﺎﻟﻌﺎﱂ ﲏ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺘﺤﺴﲔ ﻣﺼﲑ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ. ﻣﻌ ﺺ ﻧﻘﺎﺷﺎ ﻭﺟﺪﻻ ﻭﺣﺠﺎﺟﺎ ﻓﻬﺬﻩ ﻏﺎﻳﺔ (7ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻨ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺎ ﺃﻳﻀﺎ. (8ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺇﱃ ﺃﻗﺼﻰ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻴﺘﻘﹼﻆ ﻭﺗﻔﺎﺩﻱ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺰ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ. ﻒ ﻋﻦ ﺇﻳﻬﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺑﺄﻧﻪ ﻃﺮﻑ ﰲ ﻣﺄﺳﺎﺓ ﻣﺎ ،ﻭﺟﻌﻠﻪ (9ﺍﻟﻜ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﳊﺎﻟﺔ ،ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﳊﺪﺙ ،ﻭﺩﺍﺭﺳﺎ ﺇﺫﺍ ﺷﺎﺀ. (10ﻟﻴﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﺛﺎﺑﺘﺎ ،ﻟﻴﺲ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﳏﺪﻭﺩﺍ، ﺺ ﻛﺎﺋﻦ ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺘﻔﺴﲑ ﻭﺍﳌﻨﺎﻗﺸﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ .ﻃﲔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ .ﻭﻟﻴﺲ ﻃﲑ ﺧﺮﺍﻓﺔ ،ﻭﻻ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﻄﻠﻘﺔ ،ﺃﻭ ﺺ ﻳﻜﺘﺸﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺪﺩ.ﺇﺫﺍ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎ ﻣﺘﻌﺎﻟﻴﺎ .ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨ ﺺ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻠﻖ ﲜﺪﻳﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ،ﻭﺃﻥ ﱂ ﻳﻌﻄﻪ ﺍﻟﻨ ﻳﻔﻜﹼﺮ ﺑﻌﻤﻖ. ﺺ ﻣﻌﻨﻴﺎ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﻳﺎﺕ .ﺍﳌﻬ ﻢ ﻫﻮ ﺍﳌﺴﺎﺭ. (11ﻻ ﻳﺒﺪﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨ ﺐ ﻫﻮ ﺍﳍﺪﻑ .ﺍﳍﺪﻑ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﹼﺮﻳﻖ. ﺍﳌﻬ ﻢ ﻫﻮ ﺍﳊﺪﺙ ﻧﻔﺴﻪ .ﻟﻴﺲ ﺍﳌﺼ
13
ﺺ ﻟﻘﻴﻄﺎ ،ﻣﻠﻴﺌﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﺭ ﺩﻭﻥ (12ﻳﻨﻬﺾ ﻛ ﹼﻞ ﻣﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨ ﺗﺮﺍﺑﻂ .ﺍﻟﺮﺍﺑﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﳍﺎ .ﻟﻴﺴﺖ ﺍﳌﻘﺎﻃﻊ ﺇﺧﻮﺓ ﻣﻦ ﺃﺏ ﺺ .ﺑﻞ ﻭﺍﺣﺪ .ﺗﺴﺘﺤ ﻖ ﺍﻟ ﺮﺟﻢ ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ .ﻻ ﺗﻮﺍﻟﺪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨ ﺍﻻﻧﺒﺜﺎﻕ ﺩﻭﻥ ﺃﺻﻞ ،ﺍﻹﺷﺮﺍﻕ ﺩﻭﻥ ﺯﻳﺖ ،ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﺩﻭﻥ ﺑﺮﺍﻕ. ﺺ ﺑﻨﺎﺀ ﻏﺮﻳﺐ .ﳕﻮﻩ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ (13ﻟﻠﺤﺪﺙ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨ ﺍﳋﻄﻮﻁ ﺍﳌﺘﺼﺎﻋﺪﺓ .ﻭﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺑﻂ .ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﻘﻄﻊ، ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺍﳌﻮﻧﺘﺎﺝ ،ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺍﻟﺒﲎ ﺍﳍﻨﺪﺳﻴﺔ .ﻫﻞ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳊﺪﺙ ﺣﺪﺛﺎ ﺺ ﻭﻻ ﻂ ﺗﺼﺎﻋﺪﻱ؟ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﳊﺘﻤﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨ ﺇﻻﹼ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺧ ﹼ ﻣﻨﻄﻖ ﻟﻪ .ﺍﻟﻘﻔﺰ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻛﺾ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﹼﻌﺐ ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺃﻫﺪﺍﻓﻪ. (14ﺍﻟﺴﲑﻭﺭﺓ ﰲ ﻛ ﹼﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺜﹼﺒﺎﺕ ،ﺟﻮﻫﺮ ﺭﺅﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺺ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ. ﺍﻟﻨ ﺺ .ﻓﺎﻷﺷﻴﺎﺀ ﻻ (15ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﳌﻔﻜﹼﺮ ﺷﻴﺌﺎ ﰲ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻨ ﺗﺘﺤﺪﺩ ﻋﱪ ﺍﻟﻔﻜﺮ .ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ،ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ...ﻛ ﹼﻞ ﻫﺬﺍ ﳛﺪﺩ ﺑﻌﺾ ﻃﺒﺎﺋﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ، ﻭﻳﻘﺮﺭ ﺑﻌﺾ ﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻪ. ﺺ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻲ ﺷﻴﺌﺎ .ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻘﻂ ﺃﻥ ﻳﺴﺨﺮ (16ﻟﻴﺲ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻨ ﻣﻦ ﻗﺎﺭﺓ ﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ ﻭﻣﻦ ﴰﻮﻉ ﺍﻟﻠﹼﻬﻔﺔ ﻭﺍﻟﺸﻮﻕ ﻭﻣﻦ ﻭﺭﻭﺩ ﺳﺎﻥ
14
ﻓﺎﻟﻨﺘﺎﻥ ﻭﻗﺼﺎﺋﺪ ﻧﺰﺍﺭ ﻗﺒﺎﱐ ﻭﺃﻥ ﳜﺎﻃﺐ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﺩﻭﻥ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻛﺒﲑ ﳍﺬﻳﻦ ﺍﻟﺘﺎﻓﻬﲔ ﺍﳊﻘﲑﻳﻦ. ﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺼﺪﻕ ﺣﺮﻓﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ (17ﻳﺮﻳﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨ ﻚ ﻭﺍﳊﲑﺓ ﻭﺍﻻﺭﺗﻴﺎﺏ ،ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﻨﺪﻣﺞ، ﳑﺎ ﻳﻘﺎﻝ ،ﺃﻥ ﳛﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸ ﻒ ﻋﻦ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺩﻭﺭ ﺍﳊﺒﻴﺒﺔ ﺍﳌﻐﻔﹼﻠﺔ ﻭﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﳌﺨﺪﻭﻋﺔ .ﻳﺮﻳﺪﻩ ﻭﺃﻥ ﻳﻜ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﺍﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ،ﻭﺃﻥ ﳛﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ .ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻕ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﻓﻠﻴﻜﻦ ﺑﻠﻄﻒ .ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﳑﺜﹼﻼ ﻓﻠﻴﻤﺜﹼﻠﻪ ،ﺃﻭ ﺭﺍﻗﺼﺎ ﻓﻠﲑﻗﺼﻪ ،ﺃﻭ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺎ ﻓﻠﻴﻐﻨﻪ ...ﺇﻥ ﱂ ﻳﺘﻤﻜﹼﻦ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺷﻲﺀ ﻛﻬﺬﺍ ﻓﻬﻮ "ﻋﻠﻴﻞ ﺍﳌﺰﺍﺝ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻋﻼﺝ" .ﻭﺇﺫﺍ ﺺ ﻛﺘﺐ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻓﻼ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻐﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨ ﺺ ﻛﺘﺐ ﺩﻭﻥ ﺍﻧﺪﻣﺎﺝ، ﺩﻭﻥ ﻏﺎﻳﺔ ،ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻄﻠﺐ ﻟﻪ ﻏﺎﻳﺔ؟ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨ ﺺ ﻛﺘﺐ ﰲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻄﻠﺐ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻄﻠﺐ ﻟﻪ ﺍﻧﺪﻣﺎﺝ؟ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨ ﺺ ﺩﻭﻥ ﺗﺄﺛﹼﺮ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻪ ﻫﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ. ﻟﻪ ﺍﻟﻨﻮﺭ؟ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨ ﺺ ﻧﺼﺎ ﻭﺍﻗﻌﻴﺎ ﻭﺇﻥ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺑﻠﺰﻭﺟﺔ (18ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨ ﺍﻟﺪ ﻡ ﻭﻫﻮ ﻳﻠﻤﺲ ﺍﳉﻤﻞ .ﻟﻴﺲ ﻭﺍﻗﻌﻴﺎ ﻭﺇﻥ ﺑﺪﺍ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻣﺄﻟﻮﻓﺎ .ﻟﻴﺲ ﻭﺍﻗﻌﻴﺎ ﻭﺇﻥ ﻭﺟﺪﰎ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﻟﻠﺠﻠﻮﺱ ﻭﻣﺪﺭﺟﺎ ﻟﻠﺼﻌﻮﺩ ﻭﺳﺮﻳﺮﺍ ﻟﻠﻨﻮﻡ. ﺺ ﻳﺘﱰﹼﻝ ﰲ ﺃﻓﻖ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﻋﺬﺏ ،ﻣﺘﺠﺎﻧﺲ، (19ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨ ﻭﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺘﻜﺜﻴﻒ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻌﻤﻖ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ ﻭﻻ ﻳﺴﻌﻰ
15
ﺇﱃ ﺟﻌﻠﻪ ﻗﺎﺭﺋﺎ ﻣﻄﻴﻌﺎ ﻟﻴﻨﺎ .ﺍﻟﻜﺴﺮ ﻭﺍﻟﻔﺰﻉ ﻭﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﺗﻌﻄﻴﻞ ﺍﻷﻟﻔﺔ ﻭﻣﻨﻊ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻔﹼﺰ ﻭﺍﻟﺘﻴﻘﹼﻆ ...ﻫﻲ ﺑﻌﺾ ﺺ. ﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨ " (20ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻫﻮ ﺃﻥ ﲢﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻜﻞﹼ ﺷﻲﺀ" .ﻳﺒﺪﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻫﺪﻓﺎ ﺗﺎﻓﻬﺎ ﺣﻘﹼﺎ .ﻛﻴﻒ ﻣﺮﺕ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻋﻘﻮﺩ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﳓﻦ ﻧﺼﺪﻕ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﺍﳊﻘﲑﺓ ﻟﻠﺸﻌﺮ؟ ﻛﻴﻒ ﻗﺒﻠﻨﺎ ﺑﺘﺴﻠﻴﻢ ﳐﺰ ﻫﺬﺍ ﻱ ﺍﻟﻨﺎﻋﻢ؟ ﻛﻴﻒ ﺍﻋﺘﺪﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺑﲔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺃﺟﺴﺎﺩﻧﺎ ﻭﻋﻘﻮﻟﻨﺎ؟ ﻧﺴﺨﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ .ﻭﻧﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﳊﻠﻢ ﻛﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺗﺜﻮﻳﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺗﻐﻴﲑﻩ .ﺃﻟﻴﺲ ﺍﳊﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻨﺘﺠﺎ ﻭﺍﻗﻌﻴﺎ؟ ﺺ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺇﱃ ﺍﳊﺎﻟﺔ .ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺃﻧﺘﻘﻞ ﺑﺎﻟﻨ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﹼﻴﻨﺔ ﺍﳌﺒﻠﹼﻠﺔ ﲝﻠﻴﺐ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﻭﺳﺤﺎﺏ ﺍﻷﻟﻔﺔ .ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺇﱃ ﺧﻠﻊ ﺍﻻﺳﻢ ﻭﺍﻟﻄﹼﻮﺍﻑ ﰲ ﺍﻟﺸﺒﻴﻪ ﻭﺍﳌﻤﺎﺛﻞ ﻭﺍﻟﺴﻤ ﻲ. ﻻ ﺃﻓﻜﹼﺮ ﰲ ﻓﻜﺮﺓ ﳏﺪﺩﺓ .ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﳌﺎ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺃﺷﲑ ﺇﻟﻴﻪ .ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺘﺒﺎﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﺇ ﹼﻻ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﻟﻔﺘﺢ ﻧﻘﺪ ﺺ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﺺ ﺍﻟﺜﹼﻘﺎﰲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ .ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻨ ﺺ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨ ﺍﻟﻨ ﻛﺎﺋﻨﺎ ﻣﻌﺰﻭﻻ ﰲ ﺃﺩﺑﻴﺘﻪ ،ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺮﻃﺎ ﻟﻮﺟﻮﺩﻩ .ﻟﻴﺲ ﺃﺑﺪﺍ ﺟﺰﻳﺮﺓ
16
ﻱ ﻫﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺺ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻣﻌﺰﻭﻟﺔ ﰲ ﻗﺎﺭﺓ ﺷﻌﺮﻳﺘﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ .ﺍﻟﻨ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩ ﺍﳌﻨﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻛﻠﹼﻬﺎ ﻭﺍﳋﺎﺭﺝ ﻣﻦ ﺭﻣﺎﺩﻩ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ. ﺗﺘﺘﺎﺑﻊ ﻧﺼﻮﺹ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺯﻣﻨﻴﺎ ﻟﺘﻨﺸﺊ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﻖ ﺍﳌﺨﻠﺺ ﻟﻠﻔ ﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺘﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ .ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺍﳋﻴﻂ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺍﻟﺬﹼﻱ ﻳﺮﺑﻂ ﺃﻋﻤﺎﱄ ﻛﻠﹼﻬﺎ .ﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻬﻢ ،ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ،ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﻜﻞ. ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻟﻠﻔ ﻦ ﻭﺍﻹﳝﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﺑﺄﻧﲏ ﹸﺃﺷ ﹼﻜﻞ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﰲ ﻛ ﹼﻞ ﻛﺘﺎﺏ. ﻭﹸﺃﺧﻠﻖ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﰲ ﻛ ﹼﻞ ﺻﻮﺭﺓ .ﻭﺃﲣﻠﹼﻰ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺪﺭﳚﻲ ﻋﻦ ﻋﺎﳌﻲ ﺍﻟﻘﺪﱘ. ﺐ ﺃﻥ ﺗﻼﺯﻡ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ .ﻟﻴﺲ ﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣ ﺃﺭﻳﺪﻩ ﺗﺼﺪﻳﻘﺎ ،ﻻ ..ﺃﺭﻳﺪ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ،ﺃﺭﻳﺪ ﺗﺸﻮﻓﺎ ﻭﺳﺆﺍﻻ ﻭﲝﺜﺎ ﻭﳏﺎﻭﻟﺔ ﺇﻛﻤﺎﻝ. ﺺ ﺗﺘﻄﻠﹼﺐ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﱃ ﻛﺘﺐ ﺍﳌﺆﻟﹼﻒ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻌﺔ ،ﻭﺇﱃ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺟﻴﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﺬﹼﻳﻦ ﲤﻴﺰﺕ ﺇﺻﺪﺍﺭﺍﻢ ﻭﺗﻮﺍﺗﺮﺕ. ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻣﻊ ) (...ﻭﺑـ ) (...ﻭﰲ ) (...ﲤﻜﹼﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺎﻁ ﻓﻀﺔ ﺍﻟﺼﺪﻯ ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻻﻟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﱪﻗﻴﺔ ﺍﳋﺎﻃﻔﺔ .ﻭﺗﻮﺿﺢ ﺍﻟﻌﻤﻖ ﺍﻟﺬﹼﻱ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻓﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ .ﻭﺗﱪﺯ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ .ﻭﺗﻠﺘﻘﻂ
17
ﺺ ﺍﳌﺼﻬﻮﺩ ﺑﻨﺎﺭ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﳊﺴﺎﺳﻴﺔ ﺍﳌﻔﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﺴﺎﺋﺪ ﰲ ﻟﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨ ﺍﳋﻠﻖ. "ﻋﻮﺩﺓ ﺃﻭﺭﰲ" ﻟﻴﺲ ﻏﲑ ﺑﺪﺍﻳﺔ .ﻟﻴﺲ ﻗﻤﺮﺍ ،ﺑﻞ ﺿﻮﺀ. ﺳﻮﺳﺔ /ﺃﻓﺮﻳﻞ /ﻣﺎﺭﺱ 2007
18
ﻣﺪﺧﻞ ﲤﺎﻡ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺃﻥ ﲢﻤﻞ ﺍﻹﻟﻒ ﻓﻴﻚ ﻭﺃﻥ ﺠﺮ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﻀﺎ .ﺗﻀﻴﻒ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺽ ﺿﻮﺀﺍ .ﻭﲢﺬﻑ ﺃﻋﻤﺪﺓ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ .ﺗﻘﻄﹼﺮ ﺿﻮﺀﻙ ﰲ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﱏ .ﺭﺍﻓﻀﺎ ﺗﻜﺸﻒ ﺍﻟﺴ ﺮ .ﺗﺒﺪﻭ ﺑﺮﻳﺌﺎ .ﻭﰲ ﺍﻟﻌﻤﻖ ﲢﺮﻕ ،ﺗﻐﺘﺎﻝ ،ﺗﻜﺴﺮ .ﺗﺒﺪﻭ ﺑﺮﻳﺌﺎ .ﻭﰲ ﺍﻟﻌﻤﻖ ﺗﻔﺘﺢ ﰲ ﻛﻮﺓ ﺍﻟﺴ ﺮ ﺻﻮﺗﺎ ﻏﺮﻳﺒﺎ .ﻭﺗﺪﱄ ﻏﺼﻮﻧﻚ ﻟﻠﺸﻤﺲ .ﻭﺗﺘﺮﻙ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﻑ .ﻟﻠﱪﻕ ﺗﻌﻄﻲ ﻳﺪﻳﻚ .ﻭﺗﺘﺮﻙ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﺍﻟﻄﹼﻮﺍﻑ.
19
ﺍﻷﻋﺘﺎﺏ ﳐﺪﻉ ﻣﻬﻤﻞ ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺷﺠﺮ ﺍﻟﹼﻠّﻴﻞ. ﺷﺘﺎﺀ ﺍﻷﺑﺪ. ﺍﻷﻭﺩﻳﺴﺔ. ﻃﻮﺍﻑ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﺕ. ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺎﺕ. -ﻋﻮﺩﺓ ﺃﻭﺭﰲ.
20
ﳐﺪﻉ ﻣﻬﻤﻞ ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺷﺠﺮ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﺇﱃ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﳋﺎﻝ ﻻ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﺬﹼﺍﻫﺒﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻫﻢ. ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻷﺭﺽ" :ﻫﻞ ﻀﺖ؟". ﳏﻤﻮﺩ ﺩﺭﻭﻳﺶ
21
ﺃﺑﺪﺃ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ،ﺃﺑﺪﺃ ﻣﻦ ﺃ ﻭ ﹺﻝ. ﺃﲤﻨﻰ ﻟﻘﺎﺀ ﺃﺧﲑﺍ ﻧﺮﺍﻗﺐ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﺴﺎﺀ ﻭﻧﺮﺣﻞ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ﺍﳌﺨﻤﻠ ﻲ. ﻟﻘﺎﺀ ﺃﺧﲑﺍ ﻓﻘﻂ، 1 ﹼﰒ ﻓﻠﺘﺮﺣﻠﻲ.
1
ﺣﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺗﺼﺤﻮ ﻋﻠﻰ ﻫﺰﺓ ﺍﻟﺮﻣﺶ .ﺑﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻳﻨﺪﺍﺡ ﰲ ﻛﺮﻛﺮﺍﺕ
ﺍﳌﻜﺎﺣﻞ .ﺩﻳﻨﺎ ﺻﺒﺎ ﺗﺴﺘﻔﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻔﺔ ﺍﻟﺼﻮﺕ .ﳒﻮﻡ ﻭﺃﺷﻴﺎﺀ ﺗﻨﺒﺖ ﺑﲔ ﺍﻟﻔﺮﺍﻏﺎﺕ .ﺭﻳﺢ ﴰﺎﻟﻴﺔ ﺗﺴﺘﻔﻴﻖ. 22
ﻻ ﺗﺴﺄﻟﻴﲏ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺃﻫﻮﺍﻙ ﺣﻘﹼﺎ. ﻭﺃﻋﺒﺪ ﺻﻮﺗﻚ ﺣﻘﹼﺎ. ﻭﺭﻭﺣﻚ ﺣﻘﹼﺎ. ﻭﻋﻦ ﻏﲑ ﻫﺬﺍ ﻧﻌﻢ ،ﻓﺎﺳﺄﱄ. ﺃﲤﹼﻲ ﻣﻌﻲ ﺍﳌﻠﻚ، ﺇﻧﻲ ﻣﻠﻴﻚ ﻭﻻ ﻣﻠﻚ ﱄ. ﺧﻠﻌﺖ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻣﻦ ﳑﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، 2 ﻭﻣﻦ ﺃﻣﻠﻲ.
2
ﺕ ﻭﺃﻣﻮ ﺭ ﺕ ﺗﻄﻠﻖ ﰲ ﳊﻈﺎﺕ ﺍﻟﺼﻤﺖ .ﺻﺒﺎﺣﺎ ﻗﺪ ﺭ ﻳﻨﻬﺾ ﻣﻦ ﺃﻓﺌﺪﺓ ﺍﻟﻐﻴﻢ ،ﺷﺮﺍﻋﺎ
ﺗﻌﻘﺪ ﰲ ﻟﻴﻞ ﺍﳊﻜﻲ ﻣﺴﺎﺋﻠﺔ ﻃﻠﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ،ﻭﺣﺎﻣﻠﺔ ﺁﻱ ﺍﻵﺑﺎﺀ ،ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺒﺪﻭ .ﻭﻭﺍﻫﺒﺔ ﻟﻠﻨﺺ ﺑﺮﻭﺩ ﺍﻟﻘﺺ ﻭﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﳍﺠﺮﺍﺕ. 23
ﺐ. ﱂ ﺃﻋﺮﻑ ﺍﳊ ﺇ ﹼﻻ ﻛﻼﻣﺎ ﺃﺭﺍﻗﺒﻪ ﰲ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ. ﻭﺇﻥ ﺣﺎﺻﺮﺗﲏ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ، ﺃﻓﺮ ،ﻭﺃﺩﺧﻞ ﰲ ﳐﺪﻋﻲ ﺍﳌﻬﻤﻞ.
3
3
ﻛﻦ ﺃﻟﻔﺎ ﻳﺎ ﺮ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ .ﻭﻛﻦ ﺷﻔﺔ ﳊﻨﲔ ﺍﻟﻌﺸﺐ ﻭﺁﻻﻡ ﺍﻟﻨﻮﺡ .ﻭﻛﻮﱐ ﻳﺎ ﻫﺎﺀ
ﺍﳊﻜﻤﺔ ﺇﺩﺭﺍﻛﺎﺕ ﺣﺒﻠﻰ ﺑﺎﻷﻣﻄﺎﺭ ،ﻭﺻﺒﻲ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺒﻮﺡ .ﻭﻳﺎ ﻗﺎﻑ ﺍﻟﻔﻴﺾ ﺃﻓﻴﻘﻲ ﻣﻦ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺮﻣﺰ ،ﻭﻛﻮﱐ ﻟﻠﺸﺠﺮ ﺍﻟﻄﹼﺎﻟﻊ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺪﺍﻳﺔ .ﻛﻮﱐ ﺃﺭﺿﺎ ﻟﻠﻐﺎﺑﺎﺕ ،ﻭﻛﻮﱐ ﻏﺎﻳﺔ .ﻛﻮﱐ ﺑﺮﻗﺎ ﻟﻠﺸﻌﺮﺍﺀ ﻳﺆﺍﻟﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻴﻢ ﺍﳍﺎﻃﻞ ﻣﻦ ﺷﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺑﺮﻭﻕ ﻟﻐﺎﺕ .ﺃﺿﻴﺌﻲ ﻟﻴﻞ ﺍﳊﻜﻲ ﻟﻴﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺧﻠﻞ ﺍﻷﺣﺮﺍﺵ ﺭﻣﺎﺩ ﺍﳌﻮﺕ. ﻭﻛﻮﱐ ﺗﻄﻮﺍﻑ ﺍﻟﻼﹼﺀﺍﺕ .ﻭﻇﻠﹼﻲ ﻗﺎﻧﻌﺔ ﺑﺎﻟﺰﻫﺮ ﺍﻟﻄﹼﺎﻟﻊ ﻛﺎﻟﻴﺎﻗﻮﺕ .ﻇﻠﹼﻲ ﺃﻧﺜﻰ ﺃﲨﻞ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﳊﺐ ،ﻭﺃﺣﻠﻰ ﻣﻦ ﺭﻗﺼﺎﺕ ﺍﻟﺼﻠﺐ ،ﻭﺃﺿﻮﺃ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻼﹼﻫﻮﺕ .ﻇﻠﹼﻲ ﻧﺎﺭﺍ ﺗﻌﺼﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺒﺪﻭ. 24
ﺃﻗﻮﻝ ﻭﺩﺍﻋﺎ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻮﻑ ﺗﺄﰐ ﻭﺗﺴﻜﻦ ﰲ ﻛﻮﻛﱯ ﺍﳌﻘﺒﻞ. ﺃﻗﻮﻝ ﻭﺩﺍﻋﺎ. 4
ﻭﻻ ﺷﻲﺀ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻲ ﻏﲑ ﻇ ﹼﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺣﻠﺖ. ﺃﺣﺪﺛﻬﺎ ﻋﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪﻧﺎ ،ﻋﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﲑ ﰲ ﻏﺮﻓﺔ ﻣﻐﻠﻘﺔ، ﻋﻦ ﺿﺒﺎﺏ ﺍﳌﺼﺎﺑﻴﺢ ،ﻋﻦ ﻗﻬﻮﺓ ﺃﻫﺮﻗﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ .ﻭﻻ ﺷﻲﺀ .ﲤﻀﻲ، ﻭﺃﺑﻘﻰ ﺃﻭﺍﻋﺪﻫﺎ .ﺃﻏﺴﻞ ﺑﺎﻟﻌﻄﺮ ﻇ ﹼﻞ ﻣﺴﺎﺣﺒﻬﺎ. ﻭﺃﻫﻴﺊ ﻗﻠﱯ ﳍﺎ، ﻒ ﺑﺼﻤﱵ ﺃﺻﺎﺑﻌﻬﺎ. ﹼﰒ ﺃﺩ ﺧﻠﻬﺎ ،ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻧﺴﺪﺍﻝ ﺍﻟﺬﹼﺭﻯ ﺍﳌﺬﻫﻞ ،ﺃﻟ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﳍﺎ" .ﺍﺩﺧﻠﻲ ..ﺍﺩﺧﻠﻲ".
5
4ﻭﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﺻﻌﺪ ﻣﻦ ﺷﻬﻮﰐ ﻟﻠﻨﻬﺎﺭ .ﻭﺧﻠﻒ ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻴﻚ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﳑﺎﻟﻚ ﻧﻮﺭ ﻭﺃﺷﺠﺎﺭ ﺳﺤﺮ ﺧﻠﻌﺖ ﺍﻟﻄﹼﻔﻮﻟﺔ .ﺃﻟﺒﺴﺖ ﺃﺑﻴﻀﻬﺎ ﺃﺯﺭﻕ ﺍﻟﻐﺎﻣﻀﲔ ،ﻭﻫﻴﺄﺕ ﻣﻦ ﺻﺒﻮﺍﺕ ﺍﻷﻧﺎﺷﻴﺪ ﺟﺴﺮﺍ .ﻭﻗﻠﺖ ﺃﻛﻮﻥ ﳍﺎ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﺕ ،ﻟﺘﺄﰐ .ﻭﲤﻸ ﺻﺤﺮﺍﺀ ﻋﻤﺮﻱ ﺿﻴﺎﺀ ﻭﺳﺤﺮﺍ. ﻭﺃﺧﺮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺿﻠﻮﻋﻲ ﲨﻴﻌﺎ ﻭﺃﺳﺮﻱ ﺇﱃ ﻗﺪﺳﻬﺎ ﺍﻟﻄﹼﻴﻒ ﺑﻜﺮﺍ .ﻭﺃﻧﺴﻰ ﺍﻟﻠﹼﻮﺍﰐ ﻋﺮﻓﺖ. ﺃﺻﺎﺑﻌﻬﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺮﻳﺢ ﻋﻠﻰ ﻇﻠﹼﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻇﻠﹼﻬﺎ ﻫﻴﻨﻤﺎﺕ ﺍﳌﻄﺮ .ﻗﻮﺍﺋﻤﻬﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺤﻢ ﺍﻟﻌﻮﺍﱂ ﰲ ﻣﺎﺋﻬﻦ ،ﻭﻳﺴﺮﻱ ﺇﱃ ﻇﻠﹼﻬﻦ ﺍﻟﺸﺠﺮ .ﻭﺍﻟﻨﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻠﹼﻬﺎ ﻻ ﻳﻘﺎﻝ ﻭﺃﺑﻌﺎﺿﻬﺎ ﺗﺴﺘﻔﺰ ﺍﻟﻘﺪﺭ .ﻭﺍﻷﻧﺎﻣﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻥ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﳕﺎ ﻣﻠﻜﻮﺕ ،ﻭﺇﻥ ﱂ ﺗﺸﺮ ﺃﻣﻨﺖ ،ﻓﻨﻤﺖ، ﻭﰲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺯﺭﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﱂ ﺗﺰﺭ. 25
ﻭﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﺃﳊﻈﻬﺎ ﺗﺪﺧﻞ .ﺃﺗﺮﻙ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻨﻔﺘﺤﺎ .ﺃﲤﻠﹼﻰ ﺍﳌﺸﺎﻫﺪ .ﺍﻟﺴﺮﻭ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺭﺧﻮﺍ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ .ﻭﺍﻟﻌﺼﺎﻓﲑ ﳌﹼﺎ ﺗﺰﻝ ﺗﺘﻠﻘﹼﻰ ﺭﺳﺎﺋﻠﻬﺎ ﻭﺍﻟﺸﺠﲑﺍﺕ ﺗﻨﺒﺖ ﺃﻭﺭﺍﻗﻬﺎ .ﻭﺍﻟﺴﺤﺎﺋﺐ ﺗﻨﻬ ﹼﻞ ﻣﻦ ﺑﲔ 6
ﺃﻋﻄﺎﻓﻬﺎ ﺍﻷﺮ .ﻭﺃﺑﺼﺮﻫﺎ ﺗﺮﺣﻞ. ﺗﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﰲ ﳊﻈﺔ .ﺗﺘﻤﻠﹼﻰ ﺍﳌﺸﺎﻫﺪ .ﺍﻟﺴﺮﻭ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺻﻠﺒﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻷﺻﻞ .ﻭﺍﻟﻌﺼﺎﻓﲑ ﳌﹼﺎ ﺗﺰﻝ ﺗﺘﻠﻘﹼﻰ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ،ﻭﺗﻘﺮﺃ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﻣﻮﺍﺟﻌﻬﺎ .ﻭﺍﻟﺸﺠﲑﺍﺕ ﺗﺴﻘﻂ ﰲ ﺍﻟ ﹼﻈ ﹼﻞ ﺃﻭﺭﺍﻗﻬﺎ .ﻭﺍﻟﺴﺤﺎﺋﺐ 7 ﺗﻨﻬﻞﹼ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺃﻋﻄﺎﻓﻬﺎ ﺍﻷﺮ ﺍﳌﺘﺮﻋﺎﺕ ﺑﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺸﻴﺢ ﻭﺍﻟﺼﻨﺪﻝ.
5ﺧﺎﻟﻘﺔ ﺃﻧﺖ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﳐﻠﻮﻕ ﻣﻦ ﻃﲔ ﺃﻧﺖ ﺃﺿﺄﺕ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﻓﻴﻪ .ﻭﺃﻧﺖ ﺻﺒﺒﺖ ﺍﳌﺎﺀ .ﻻ ﺃﻭﻝ ﺇﻻﹼ ﻣﺎ ﺃﻭﻟﺖ ﻭﺃﻧﺰﻟﺖ ،ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻞ ﺍﻷﺭﺽ .ﻭﻻ ﺁﺧﺮ ﺇﻻﹼ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻟﺖ ﻣﻦ ﺍﻷﲰﺎﺀ .ﺧﺎﻟﻘﺔ ﺃﻧﺖ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﳏﺾ ﻋﻄﺎﺀ. ..6ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺴﺮ ﲨﻌﺖ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﻣﻦ ﻛﻞﹼ ﺻﺪﺭ ،ﻭﻣﻦ ﻛﻞﹼ ﺭﻣﺶ ،ﻭﻣﻦ ﻛﻞﹼ ﺛﻐﺮ، ﻭﻣﻦ ﻛﻞﹼ ﺃﳕﻠﺔ .ﻭﻛﻮﻧﺖ ﺃﻧﺜﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ .ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻨﺎﻡ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ ﻟﺪﻳﻬﺎ ،ﻭﺗﺼﻌﺪ ﻣﻦ ﻏﻴﻢ ﺃﺻﻮﺍﺎ ﺑﺎﺭﻗﺎﺕ ﺍﳋﻴﻮﻝ .ﻭﺗﺄﰐ ﺇﱃ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ،ﻭﺗﻴﻨﻊ ﰲ ﺭﺍﺣﺘﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ .ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻔﺰ ﺍﻟﺼﺒﺎﺣﺎﺕ ﺩﻭﻣﺎ ﻓﺘﺸﺮﻕ ﻗﺒﻞ ﺍﻓﺘﻀﺎﺡ ﺍﳊﻘﻮﻝ .ﻭﺗﻮﺭﻕ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺸﺠﲑﺍﺕ، ﺗﻮﺭﻕ ﻗﺒﻞ ﺍﺧﻀﺮﺍﺭ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﻭﺍﻟﺴﻬﻮﻝ .ﻭﺗﻄﻠﻊ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺮﺳﺎﻻﺕ ،ﻗﺒﻞ ﺍﳊﻀﺎﺭﺍﺕ ،ﻗﺒﻞ ﺍﻛﺘﻤﺎﻝ ﺍﻷﺻﻮﻝ .ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺛﻐﺮﻫﺎ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﻭﺍﳌﻨﺘﻬﻰ ،ﻭﺭﺍﺣﺘﻬﺎ ﳑﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ. 7
ﻟﻜﻞﹼ ﻋﺼﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺴﻤﻮ ﺑﻪ ،ﻭﺃﻧﺎ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ .ﻗﻠﱯ ﻣﻨﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﱏ،
ﻭﺃﺻﺎﺑﻌﻲ ﻗﻠﻖ ﺍﻟﺪﻫﻮﺭ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪ .ﺃﻧﻰ ﻭﺿﻌﺖ ﻗﺼﺎﺋﺪﻱ ﺍﻧﻘﺼﻔﺖ ﺩﱏ ،ﻭﺃﺿﻲﺀ ﺃﻓﻖ ﺭﺍﻋﺪ. ﺃﲰﻮ ﻭﺃﻧﺼﺮ ﻣﺎ ﺃﺭﻯ .ﻓﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺣﻮﱄ ﻫﻨﺎ ﻟﻀﻼﻝ ﺃﺳﺌﻠﱵ ﺃﻧﺎ ﻳﺴﺎﺟﺪ. 26
ﻭﺃﺻﺮﺥ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺖ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺭﺣﻠﺖ. ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ .ﻟﺴ 8 ﺖ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻳﺮﺣﻞ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻷﻧﺎ ﺍ ﹸﳌ ﹶﱰﻝ. ﻭﻟﺴ
8ﺃﳏﻮ ﻭﳝﺤﻮﱐ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ .ﻭﻻ ﺃﺭﻯ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺇﻻﹼ ﺻﺮﺧﱵ ﺗﻌﻠﻮ ،ﻭﺃﺳﺌﻠﱵ ﲤﻮﺕ. ﺷﻔ ﹲﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺎﻗﻮﺕ ﺃﻋﻼﻫﺎ ،ﻭﺃﺳﻔﻠﻬﺎ ﻣﺮﺍﻳﺎ ﺗﻌﻜﺲ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ .ﺃﻧﻰ ﳌﺴﺖ ﺗﺴﺎﻗﻄﺖ ﻧﺬ ﺭ ﺍﻟﻀﻼﻝ ،ﻭﺃﻭﺭﻗﺖ ﺳﺘﺮ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ .ﻭﻫﺰ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﱏ ﻣﻄﺮ ﺍﻟﺮﺅﻯ ،ﻭﺍﺷﺮﺩﺕ ﺳﻮﺭ، ﻭﺣﻄﹼﺖ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﺃﻧﺜﻰ ﺍﻟﻄﹼﲑ ،ﻭﺍﻧﺪﺍﺣﺖ ﻓﺤﻮﻝ ﺍﳋﻴﻞ ،ﻭﺍﻧﺒﺠﺴﺖ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﳌﺎﺀ، ﻭﺍﺳﺎﺟﺪﺕ ﺯﻣﺮ ﺍﳌﻼﺋﻚ ،ﻭﺍﺻﻄﺎﻑ ﰲ ﺃﻋﻄﺎﻓﻬﺎ ﺍﻟﻼﹼﻫﻮﺕ. 27
ﺻﺮﺧﺖ ﺎ" :ﻻ ﺗﻐﻴﱯ". ﻓﻐﺎﺑﺖ. ﲤﻨﻴﺖ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻔﻜﹼﺮ ﺃﻛﺜﺮ. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻜﹼﺮﺕ. ﺷﺮﺩﺕ ﴰﺴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺎﺭﻱ. ﻓﻼ ﺿﺎﺀ ﺑﻴﺖ ﺗﻨﺎﻫﺖ ﺇﻟﻴﻪ. ﻭﻻ ﺿﺎﺀ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﺖ.
9
.. 9ﻭﻳﺪﺍﻙ ﰲ ﻏﻮﺭﻳﻬﻤﺎ ﺃﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻨﺎﻥ ﻣﻨﺜﻮﺭ ﻭﺁﺑﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﲎ ﺗﺼﺎﻍ ﻭﺃﻭﻃﺎﻥ ﻭﺃﺩﻳﺮﺓ ﺗﻀﺎﺀ .ﺃﻧﻰ ﺃﺣﻂﹼ ﺃﺻﺎﺑﻌﻲ ﻳﻨﺄﻯ ﺍﻟﻈﹼﻼﻡ ﻭﻳﻘﺘﻔﻲ ﺧﻄﻮﻱ ﺍﻟﻀﻴﺎﺀ .ﻭﺃﺭﻯ ﺍﻟﺪﱏ ﲢﺒﻮ ﻋﻠﻰ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ .ﺃﺎﺭ ﻟﺬﹼﺍﺕ ﺇﺫﺍ ﺳﺎﺭﺕ ﻭﺇﻥ ﻭﻗﻔﺖ ﺎﺭ .ﻭﺃﺷﺠﺎ ﺭ ﺇﺫﺍ ﳌﺴﺖ ﺗﻔﻴﺾ ﺃﺯﺍﻫﺮﺍ ﻭﺗﻔﻴﺾ ﰲ ﻋﻴﺪﺍﺎ ﺍﻷﲦﺎﺭ .ﻭﺍﻷﺭﺽ ،ﺣﺘﻰ ﺍﻷﺭﺽ ،ﺇﻥ ﺭﺿﻴﺖ ﺗﻔﺮ ﺟﺒﺎﳍﺎ ﻭﺗﻠﻔﹼﻬﺎ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ .ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﻳﺮﻗﺪ ﰲ ﺟﻨﺎﻥ ﺣﻀﻮﺭﻫﺎ ﲦﻼ ،ﻭﺗﻌﻠﻮ ﺑﺎﲰﻬﺎ ﺍﻷﺎﺭ .ﻭﺍﻟﻐﻴﺐ ﻳﻨﻬﺾ ﻣﻦ ﺟﺤﻴﻢ ﺭﻗﺎﺩﻩ ﺧﻀﻼ ،ﻭﲢﻴﺎ ﺑﺎﲰﻬﺎ ﺍﻷﻃﻴﺎﺭ .ﻭﻛﻞﹼ ﺷﻲﺀ ﺇﻥ ﺗﺸﺎﺀ ،ﻻ ﺇﻥ ﺗﺸﺘﻬﻲ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ. 28
ﻭﻗﻠﺖ ﳍﺎ " :ﻧﻀﺠﺖ ﲦﺮﺍﰐ ،ﻭﻣﺎ ﻗﻄﻔﺖ ﻳﺪﻙ". "ﺃﺳﺪﱄ ﺳﺘﺮﻙ ،ﻭﺍﺳﺘﻌﻴﺪﻱ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ .ﻭﻛﻮﱐ ﻣﻌﻲ. ﺖ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ، ﺇﻧﲏ ﻗﺪ ﺧ ﻠﻌ ﻭﻣﻦ ﳑﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﻣﻦ ﺃﻣﻠﻲ".
10
10ﻭﻟﺪﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻮﻕ .ﻇﻤﺌﺖ ﻛﻤﺎ ﻇﻤﺄ ﺍﻟﻐﲑ .ﻗﻠﺖ ﺃﻭﺩﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻷﺧﲑ، ﻭﺃﺫﻫﺐ ،ﻟﻜﻦ ﺧﻄﻮﻱ ﺗﻘﺎﻓﺰ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﺍﻟﻄﹼﲑ ،ﻭﺍﻟﻐﻴﻢ ﺃﺳﺮﻯ ﺇﱃ ﺿﺤﻜﱵ ،ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺃﻟﻘﺖ ﺑﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﻋﺪﻱ.ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺼﺒﺎ ﺃﻥ ﻳﺆﻟﹼﻒ ﺑﻴﺘﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻳﻜﻔﻲ ﻹﻳﻼﻑ ﻣﺎ ﻓﺮﻕ ﺍﻟﺒﺪﻭ .ﺗﻌﻠﹼﻤﺖ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺍﻵﻥ ﻛﻴﻒ ﺃﺭﺗﺒﻬﺎ .ﺃﻥ ﻻ ﺃﻛﻮﻥ ﺍﻟﺘﺮﺍﺗﻴﻞ ﰲ ﻟﻴﻞ ﺃﻋﺮﺍﺳﻬﻢ ،ﻭﺍﳌﻨﺎﺣﺎﺕ ﰲ ﻟﻴﻞ ﺃﺣﺰﺍﻢ ،ﻭﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ .ﺗﻌﻠﹼﻤﺖ ﺃﻥ ﺃﺣﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﻐﻤﻮﺽ ﺍﳉﻠﻴﻞ ،ﻭﺃﻥ ﺃﺣﺘﻤﻲ ﺑﺎﻟﺮﻣﻮﺯ ،ﻭﺑﺎﻟﻌﺘﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻚ ﺍﻟﻐﻴﻢ ،ﻭﺃﻥ ﺃﺣﺘﻤﻲ ﺑﺎﳉﻠﻴﺪ .ﻭﻫﻴﺄﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﻟﻌﺸﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺗﺮﻓﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺠﻴﻤﺎﺕ ،ﻭﺃﻃﺮﺍﻓﻬﺎ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺗﺮﻗﺺ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ،ﻭﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻐﻴﻢ ﻭﺍﳍﻴﻠﻼﺕ ،ﻭﻗﻠﺖ ﳍﺎ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ. 29
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺭﺣﻠﺖ .ﺗﺮﻛﺘﲏ ﺃﺭﺗﺐ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﳌﻲ .ﺃﻣ ﺪ ﻟﺘﻔﹼﺎﺣﺔ ﺳﺎﻋﺪﻱ ،ﻭﻟﻨﻬﺮ ﺻﻐﲑ ﺷﻔﺎﻫﻲ ،ﻭﺃﻋﻄﻲ ﺍﻟﻐﺮﺍﺑﻴﺐ ﺃﺳﻮﺩ ﻗﻠﱯ ﻭﺃﺑﻴﻀﻪ .ﻭﺃﺭﺳﻞ ﻇﹼﻠﻲ ﺍﻟﻈﹼﻠﻴﻞ ﳍﺎ. ﺴﻞ ﺑﺎﻟﻌﻄﺮ ﻇ ﹼﻞ ﻣﺴﺎﺣﺒﻬﺎ. ﻭﺃﻏ ﻭﺃﻫﻴﺊ ﻗﻠﱯ ﳍﺎ. ﹼﰒ ﺃﻓﺠﺆﻫﺎ ،ﻭﺃﻗﻮﻝ ﳍﺎ" :ﺍﺩﺧﻠﻲ ﺟﻨﱵ ،ﻭﺍﺩﺧﻠﻲ ﰲ ﻋﺒﺎﺩﻱ .ﻭﻛﻮﱐ ﻣﻌﻲ .ﺇﻧﲏ ﺩﻭﻥ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻻ ﺃﺭﺽ ﱄ .ﻭﻻ ﻧﻮﺭ ﻳﻮﺭﻕ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﰲ ﻣﱰﱄ .ﻭﻻ ﺃﻣ ﹲﻞ ﻳﺘﻘﺎﻓﺰ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﲑ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻌﺘﻴﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﺠﺮﺍﺕ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﻭﺍﳌﺨﺪﻉ ﺍﳌﻬﻤﻞ .ﻛﻮﱐ ﻣﻌﻲ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ .ﺇﻧﲏ ﺩﻭﻥ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻻ ﺃﺭﺽ ﱄ .ﻭﻻ ﺿﻮﺀ ﻳﻨﺒﺾ ﰲ ﺩﺍﺧﻠﻲ".
11
11ﱂ ﺃﻋﺪ ﻭﺍﺣﺪﺍ .ﺃﻟﻒ ﲝﺮ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺃﻣﻮﺍﺟﻪ ،ﻭﺁﻻﻑ ﺃﻏﻨﻴﺔ ﻛﺎﻓﺮﺓ .ﺳﺎﻛﻦ ﰲ ﺑﺮﻳﻖ ﺍﻟﺰﻏﺎﺭﻳﺪ .ﻻ ﺃﺑﻴﺾ ﺍﻵﻥ ﺃﻣﻨﺤﻪ ﺧﻄﺮﺍﰐ ﻭﻻ ﺫﺍﻛﺮﺓ .ﻟﺴﺖ ﻭﺣﺪﻱ ،ﻭﻟﺴﺖ ﺇﱃ ﺃﺣﺪ ﻭﺍﺿﺢ ،ﻭﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥﹼ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﲑ ﺟﺎﺀﺕ ﻭﺃﻋﻄﺖ ﻟﻘﻠﱯ ﺃﻏﺎﺭﻳﺪﻫﺎ ﺍﳊﺎﺋﺮﺓ .ﻛﻞﹼ ﻧﻮﺭ ﻳﻀﺎﺀ ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺃﺿﺎﺀ ﻟﻪ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﻟﻈﻞﹼ ﻭﺍﻟﻘﺎﻣﺔ ﺍﻟﺜﹼﺎﺋﺮﺓ .ﻭﻛﻠﹼﻤﺎ ﺃﻭﻏﻠﺖ ﰊ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﰲ ﻏﻴﻮﺏ ﺍﻟﻐﻴﻮﺏ ﻭﺟﺪﺗﻚ ﰲ ﺳﻮﺭﰐ ﺍﻟﻐﺎﺋﺒﺔ .ﻭﺃﻋﻄﻴﺖ ﺃﲰﺎﺀ ﻛﻞﹼ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﻭﻛﻞﹼ ﺍﻟﻄﹼﻴﻮﺭ ﻭﻛﻞﹼ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ، ﻭﺁﻟﻔﺖ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺋﺾ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ.. 30
ﺷﺘﺎﺀ ﺍﻷﺑﺪ ﱂ ﺃﻋﺮﻑ ﺍﻻﻴﺎﺭ ﺑﻌﺪ ،ﺃﻣﻠﻚ ﺟﻨﺎﺣﲔ .ﻭﱂ ﺍﺳﺘﻨﻔﺪ ﺑﻌﺪ ﻛ ﹼﻞ ﺃﻓﺮﺍﺣﻲ. ﺃﻣﲔ ﻣﻌﻠﻮﻑ ﻟﻘﺪ ﻭﻟﹼﻰ ﺍﻟﺮﻋﺐ ،ﻭﺗﺪﺟﻦ ﺍﻟﻘﻠﻖ ،ﻭﱂ ﺗﺒﻖ ﺳﻮﻯ ﻧﺸﻮﺓ ﺍﳊ ﺮﻳﺔ. ﺃﻣﲔ ﻣﻌﻠﻮﻑ
31
ﱂ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ، ﻭﱂ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺘﺒﺎﺕ. ﲰﻰ ﺻﻤﺘﻬﺎ ﻭﻃﻨﺎ، ﻭﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﲰﺎﺀ، ﻭﺑﺴﻤﺘﻬﺎ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺍﳌﻄﻠﻘﺎﺕ. ﻭﻭﺍﻋﺪﻫﺎ.. )ﳍﺎ ﺇﻥ ﻗﺎﺩﺕ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺇﱃ ﺑﻴﱵ ﻭﺇﻥ ﻧﺜﺮﺕ ﳒﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻝ ﺍﻟﻈﹼﻠﻤﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻗﻠﱯ ﻭﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﻭﺍﳌﲎ .ﻭﳍﺎ ﻗﻨﺎﺩﻳﻞ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ(. ﻭﺃﺭﺩﻑ: )ﺇﻥ ﺃﺗﺖ، ﺳﺄﻛﻮﻥ ﺻﺎﺭﻳﻬﺎ ﻟﺘﻨﻜﺴﺮ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ(. ﻭﻏﻤﻐﻢ: )ﻟﻠﺨﻴﻮﻝ ﻋﺬﺍﺑﺎﺎ .ﻭﺍﳌﺮﺍﺭﺍﺕ ﻟﻠﺤﺠﺮﺍﺕ ﻭﻟﻠﻄﹼﲑ ﺇﻥ ﻃﺎﺭﺩﺗﻪ ﺍﳌﻮﺍﺟﻴﺪ .ﻭﱄ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺃﺟﻴﺪ ،ﻭﻣﺎ ﻻ ﺃﺟﻴﺪ(. *** ﺃﻏﻔﻞ ﺫﻛﺮ ﺍﳌﺎﺿﻲ.
32
ﻭﺃﻃﻠﻖ ﺧﻴﻞ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻭﺃﻓﺮﺍﺱ ﺍﳌﻮﺕ. ﲰﺎﻫﺎ ﻗﺪﺭﺍ، ﻭﺟﻨﺎﻧﺎ، ﻭﺃﺣﺎﻁ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﲟﺤﺎﺭ ﺍﻟﺼﻤﺖ. ﻭﻓﻜﹼﺮ ﰲ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﻈﹼﻠﻤﺔ. ﻓﺎﻧﺪﺍﺣﺖ ﺃﺿﻮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺃﺻﺎﺑﻌﻬﺎ، ﻭﺍﺋﺘﻠﻘﺖ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ. )ﻭﺃﺧﲑﺍ ﺟﺎﺀﺕ(. ﲤﺘﻢ ﻣﻔﺘﻮﻧﺎ: )ﻭﺃﺿﺎﺀﺕ ﻋﻤﺮﻱ. ﻭﻫﺒﺘﲏ ﰲ ﻫﺬﻱ ﺍﻟﻠﹼﺤﻈﺔ ﺃﻛﻮﺍﻧﺎ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﺑﺪﺍﺋﻞ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﺣﻀﺎﺭﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ. ﻭﺃﲤﹼﺖ ﺇﻳﺮﺍﻕ ﺍﻟﺸﺠﺮ. ﻭﺃﲤﹼﺖ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻄﹼﲑ، ﻭﺧﻠﻖ ﳑﺎﻟﻴﻚ ﺍﻟﻄﹼﲑ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻠﻀﻮﺀ" :ﲤﻬﻞ ﻳﺎ ﺿﻮﺀ ﺍﳊﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺒﻴﺾ ،ﲤﻬﻞ ،ﻓﻮﺭﺍﺀ ﺧﻄﺎﻙ ﻣﻮﺍﻋﻴﺪ ﺣﺒﻴﱯ"(.
33
*** ﻭﺗﱰﹼﻟﺖ ﺍﻟﺴﻮﺭ. ﺁﻓﺎﻕ ﻀﺖ ﻭﺑﺮﻭﻕ ﻭﻓﺘﻮﺡ ﻛﺴﺮﺕ ﻫﺪﺃﺎ ﻭﻏﻴﻮﻡ ﻣﻮﺍﺟﻌﻬﺎ. ﻭﺍﻧﺪﺍﺣﺖ ﰲ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﺧﻄﺎﻃﻴﻒ ﻭﺃﻳﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺳﻴﺎﺝ ﺣﺪﺍﺋﻘﻬﺎ. ﻭﺍﺭﺗﻌﺪﺕ ﰲ ﺍﳊﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﻣﻘﺎﻋﺪﻫﺎ ﺍﻟﺴﺘﺮ .ﻭﺗﱰﹼﻟﺖ ﺍﻟﺴﻮﺭ. ﻗﺎﻟﺖ: )ﱂ ﻳﻄﻠﻊ ﻣﻨﺬ ﺗﻐﻴﺒﺖ ﺍﻟﻘﻤﺮ. ﱂ ﺃﳊﻆ ﻗﻤﺮﺍ ﻳﻌﻮﻱ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ،ﻭﻻ ﺷﺠﺮﺍ ﻳﻨﻀﺞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺜﹼﻤﺮ. ﻣﻨﺬ ﺫﻫﺒﺖ ﺎﻭﺕ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺕ ﺻﺒﺎﺣﺎﺕ ﺍﻹﻳﻼﻑ، ﻭﻟﻴﻼﰐ ﻃﻮﳍﺎ ﺍﻟﺴﻔﺮ. ﻣﺬ ﻏﺒﺖ ﺗﺬﻛﹼﺮﱐ ﻟﻴﻞ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ، ﻭﺃﻭﺭﻕ ﰲ ﻛﻔﹼﻲ ﺍﳊﺠﺮ(. ﻭﺃﻟﻘﺖ ﻣﺎ ﰲ ﻳﺪﻫﺎ ﻟﻮﻋﻮﻝ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻭﺃﻳﺎﺋﻞ ﻟﻦ ﺗﺘﻌﻮﺩ ﻋﻄﻒ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﳊ ﻲ ..ﻭﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺍﳌﻘﻌﺪ ،ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺴﺎﻛﻦ ﰲ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻷﳝﻦ ﻣﻦ ﺷﺮﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﻤﺮﻳﺔ ،ﺗﺮﻛﺖ ﻳﺪﻫﺎ ﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﻘﻄﹼﺔ ،ﻭﺷﺮﺍﺷﻔﻬﺎ ﳋﺪﻭﺩ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ، ﻱ ﻓﺎﺟﺄﻩ ﺍﻹﻣﻄﺎﺭ، ﻭﺗﻔﹼﺎﺡ ﺃﺻﺎﺑﻌﻬﺎ ﻟﻠﱪﻕ ﺍﻟﺼﺎﻫﻞ ﻣﺜﻞ ﺟﻮﺍﺩ ﺻﺤﺮﺍﻭ ﻭﺃﻏﻮﺍﻩ ﺍﻟﻮﻗﺖ. ﻭﲤﻨﺖ
34
ﺃﻥ ﻳﻌﻮﻱ ﺍﻟﺸﺠﺮ. ﻭﲤﻨﺖ ﺃﻥ ﻳﻨﻀﺞ ﰲ ﺷﺠﺮ ﺍﻟﻠﹼﻴﻼﺕ ﺍﻟﺜﹼﻤﺮ. ﻭﲤﻨﺖ ﺃﻥ ﺗﺘﱰﹼﻝ، ﰲ ﻫﺬﻱ ﺍﻟﻠﹼﺤﻈﺎﺕ ﺍﳌﺨﻄﻮﻓﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﳌﻮﺕ، ﺑﺮﻭﻕ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ. ﻭﺃﻥ ﺗﺼﻬﻞ ﺧﻴﻞ ﻣﻔﺎﺗﻨﻪ. ﻭﲤﻨﺖ ﺃﻥ ﺗﺴﻤﻌﻪ ﻟﺘﻄﲑ. ﻭﲤﻨﺖ ﺃﻥ ﺗﻠﻤﺴﻪ ﻂ ﺍﻟﻄﹼﲑ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﻣﻘﺎﻋﺪﻫﺎ ﺭﻳﺸﺎ ﻭﺟﻨﺎﺣﺎﺕ ﻟﻴﺤ ﹼ ﻟﺘﻄﲑ. ﻭﲤﻨﺖ ﺃﻥ ﺗﺒﺼﺮﻩ ﻟﻴﺠﻲﺀ ﺍﻟﻐﻴﻢ ﻴﺂﺕ ﺍﻟﻄﲑ، ﻭﻳﻌﻄﻴﻬﺎ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟ ﹼﻄﲑ،
35
ﻭﺃﻭﻫﺎﻡ ﺻﻐﺎﺭ ﺍﻟﻄﹼﲑ. ﻭﲤﻨﺖ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﺘﺸ ﻢ ﺭﻭﺍﺋﺤﻪ، ﺺ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﺍﳌﻐﻤﻮﺳﺔ ﰲ ﺃﻃﻴﺎﻥ ﺍﳋﻠﻖ. ﻭﲤ ﻭﲤﻨﺖ ﺃﻥ ﻳﻠﻤﺴﻬﺎ ﻓﺘﻀﺎﺀ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ، ﻭﺗﻨﺪﺍﺡ ﲦﺎﺭ ﺍﻟﱪﻕ.
36
ﺍﻷﻭﺩﻳﺴﺔ
ﻗﺎﻟﺖ ﺃﺣﺒﻚ، ﻭﺍﻧﺘﻔﻀﺖ .ﺗﺮﻛﺖ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻭﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﻭﺃﻣﻨﻴﺔ: ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻌﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ. ﻭﻏﺎﺑﺖ. ﺳﻘﻮﻑ ﺃﺿﻴﺌﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺎ، ﻭﺑﻴﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﺃﻧﺰﻟﺖ ﺍﻵﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻐﺮﻑ. ﺑﺮﻭﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺿﺎﺀﺕ ﻭﺿﺎﺀ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺣﻘﹼﻘﺖ ﺍﻵﻥ ﻛ ﹼﻞ ﺍﻟﺼﺪﻑ. )ﺳﻨﻜﻮﻥ ﻣﻌﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ،ﻻ ﲣﻒ(.
37
ﻱ ﺷﻲﺀ .ﺗﺮﻛﺖ ﺍﳋﻴﻮﻝ ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻴﺔ ﺍﳋﻄﻮ ﺗﻌﺪﻭ ﺇﱃ ﱂ ﺃﻗﻞ ﺃ ﺁﺧﺮ ﺍﳌﻨﺤﺪﺭ .ﻭﻓﻜﹼﺮﺕ" :ﺃﻱ ﺍﳊﻀﺎﺭﺍﺕ ﳝﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﹼﻱ ﻣﻨﻪ ﻳﺒﺪﺃ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺼﻮﺭ ،ﻭﻳﺒﺪﺃ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻄﹼﻮﺍﻑ؟"" .ﺃﻱ ﺍﳊﻀﺎﺭﺍﺕ ﳝﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﺬﹼﻱ ﻣﻨﻪ ﺗﺒﺪﺃ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻻﳔﻄﺎﻑ؟" .ﻭﻓﺎﺟﺄﱐ ﺍﻟﺼﻮﺕ" :ﻃﺒﻌﺎ ...ﻋﻔﺎﻑ". ﻭﺳﺮﻧﺎ ﻣﻌﺎ ﰲ ﺍﻟﻄﹼﺮﻳﻖ ﺇﱃ ﺁﺧﺮ ﺍﻷﺭﺽ .ﺣﺪﺛﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﻋﺬﺍﰊ، ﻭﻋﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻛﺘﺒﺖ ﳍﺎ ﰲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﻧﻮﻓﻤﱪ .ﻭﺻﻔﺖ ﳍﺎ ﺍﻟﹼﻠﻴﻞ .ﺁﳌﺘﻬﺎ. ﻓﺄﻟﻘﺖ ﺑﺮﺍﺣﺘﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺷﻌﺮﻱ .ﻭﻗﺎﻟﺖ" :ﺃﺗﺪﺭﻱ ﳌﺎﺫﺍ ﺃﺣﺒﻚ؟" .ﻗﻠﺖ: "ﳌﺎﺫﺍ؟"" .ﻷﻧﻚ ﱂ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﳊﺐ ﻣﺜﻠﻲ .ﻷﻥﹼ ﺍﻟﻠﹼﻮﺍﰐ ﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﺣﺒﻬﻦ ﺍﳌﻮﺍﺭﻯ ﻭﻋﻦ ﺻﻤﺘﻬﻦ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺳﺮﺍﺏ" .ﻭﻗﻠﺖ" :ﳌﺎﺫﺍ؟". "ﻷﻧﻚ ﻣﺜﻠﻲ ﲢﺐ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﲑ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﺼﻤﺖ ﲢﺒﻠﻪ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﻏﺎﺕ ﲤﻠﺆﻫﺎ ﺑﺎﻟﻘﺼﺎﺋﺪ". ﻭﺳﺮﻧﺎ. ﺗﺮﻛﻨﺎ ﻭﺭﻭﺩﺍ ﻷﻳﺎﻣﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ، ﻭﻋﻄﺮﺍ ﻟﻨﺎ ﰲ ﻏﻴﻮﺏ ﺍﳌﺴﺎﺀ. ﺷﺒﻜﻨﺎ ﺍﻷﺻﺎﺑﻊ. ﺐ. ﱂ ﻧﺘﻜﻠﹼﻢ ﻋﻦ ﺍﳊ ﱂ ﻧﻘﺮﺃ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻟﻸﺻﺪﻗﺎﺀ.
38
ﻭﱂ ﻧﺘﺬﻛﹼﺮ ﺣﺮﺍﺋﻘﻨﺎ. ﺯﻫﻮ ﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﺍﳌﻨﺘﻘﺎﺓ ﺗﺒﺎﺳﻘﺖ ﺍﻵﻥ ﺃﺷﺠﺎﺭﻫﺎ ،ﺑﺮﻭ ﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻫﺰﺕ ﻓﺴﺎﺗﻴﻨﻬﺎ ،ﻭﻇ ﹼﻞ ﺍﻟﻌﺘﻴﺒﺎﺕ ﺃﻭﺭﻕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ .ﺗﻜﻠﹼﻤﺖ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺣﺪﻗﺖ ﰲ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ،ﻭﻣﺎ ﻧﻄﻘﺖ .ﻭﰲ ﺻﻤﺘﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻴﻮ ﹲﻝ ﺐ ﺇﱃ ﺁﺧﺮ ﺍﳌﻨﺤﺪﺭ .ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﻳﻬﻴﺊ ﻭﻋﺪ ﺍﳌﻄﺮ. ﲣ ﺗﺮﻛﺖ ﳍﺎ ﺷﻔﱵ) .ﻋﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺍﺭﻳﺦ ﺃﻟﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﱵ ﺛﻘﻠﻬﺎ( .ﱂ ﺃﻣﺖ .ﺇﻧﲏ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺃﻋﺎ ﺩ .ﺑﺮﻭ ﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺳﻮﺍﺭ ﻗﻠﱯ ،ﻭﺮ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ ﻳﻌﺎ ﺩ ﺇﱃ ﺑﻴﺘﻪ ،ﻭﻳﻮﺭﻕ ﰲ ﺿﻔﹼﺘﻴﻪ ﺍﻟﺮﻣﺎ ﺩ .ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺑﺎﺕ ﲣﻀ ﺮ .ﻳﻮﺭﻕ ﻓﻮﻕ ﻏﺼﻴﻨﺎﺎ ﺍﻟﺬﹼﺍﺑﻼﺕ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ. ﻭﳔﺮﺝ ﻣﻦ ﻇﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ .ﺃﺳﺄﳍﺎ ﺑﺎﻷﺻﺎﺑﻊ ﻋﻦ ﺣﺒﻨﺎ ،ﻋﻦ ﺑﺮﻭﻕ ﺳﺘﻔﺠﺆﻧﺎ ﰲ ﺍﻟﻈﹼﻼﻡ ،ﻭﻋﻦ ﻗﻤﺮ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ .ﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﱂ ﲡﺐ .ﱂ ﺗﻔﺴﺮ ﺗﺒﻠﹼﻠﻬﺎ ﺑﺎﳌﻄﺮ .ﱂ ﺗﻘﻞ ﱄ ﻭﺩﺍﻋﺎ ﻷﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻱ ﺷﻲﺀ ،ﻭﺷﺪﺕ ﺑﺄﻃﺮﺍﻓﻬﺎ ﺳﺎﻋﺪﻱ. ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﺴﻔﺮ .ﱂ ﺗﻘﻞ ﺃ ﻭﻣﺪﺕ ﻗﻤﻮﺭ ﺍﳌﺴﺎﺀ ﻟﻨﺎ ﻭﺟﻬﻬﺎ .ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺧﻴﻮﻝ ﺍﻷﺳﺎﻃﲑ ﺃﻥ ﲤﻸ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ .ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺼﺒﺎ ﺃﻥ ﻳﺆﻟﹼﻒ ﳊﻨﺎ ﲨﻴﻼ ﻵﻣﺎﻟﻨﺎ. ﻭﳘﺴﺖ ﳍﺎ: "ﺳﻴﻜﻮﻥ ﱄ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻙ ﺍﻟﻄﹼﻮﻓﺎﻥ، ﻳﺎ ﺃﲨﻞ ﺍﳌﻠﻜﺎﺕ،
39
ﻳﺎ ﻋﻤﺮﻱ، ﻭﻳﺎ ﻗﻤﺮﻱ ﺍﳉﻤﻴﻞ. ﺐ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﱄ ﻗﻤﺮ ﻏﺮﻳ ﻑ ﻧﺎﺯ ﰲ ﺷﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ. ﲑ ﻗﻤ ﺮ ﺻﻐ ﺣﺎﺋ ﺮ ﺍﻹﻳﺮﺍﻕ ،ﳏﺘﺮﻕ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ. ﺃﻧﻰ ﺗﻨﺎﺀﻯ ﺃﺿﺎﺀ ﺃﻛﻮﺍﻧﺎ ﳍﻢ، ﻭﺃﺿﺎﺀ ﺃﻭﻃﺎﻧﺎ، ﻭﺃﺭﺳﻞ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﰲ ﺟﺴﺪ ﺍﳊﻘﻮﻝ. ﻳﺎ ﺃﲨﻞ ﺍﳌﻠﻜﺎﺕ، ﻳﺎﻋﻤﺮﻱ، ﻭﻳﺎ ﻗﻤﺮﻱ ﺍﳉﻤﻴﻞ". ﻭﺍﻧﺪﺍﺣﺖ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺟﺎﺀ ﻧﺎﻓﻮﺭﺍﺕ ﻣﺎﺀ .ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﲤﻀﻲ ﺇﱃ ﻭﻃﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻐﻴﻢ .ﻭﺭﺃﻳﺖ ﻗﻠﱯ ﻭﺍﻟﺴﺤﺎﺋﺐ ﻭﺍﻟﻌﺼﺎﻓﲑ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﻭﺍﳌﲎ ﻇﻤﺄﻯ ﺗﺴﺎﻗﻂ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ ﻭﰲ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ .ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﺠﻢ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﻓﺎﻕ ،ﻭﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﻣﺒﻠﹼﻠﺔ ،ﻭﺁﻛﺎﻡ ﺍﳌﲎ ﻇﻤﺄﻯ. 40
ﱂ ﺗﺘﺮﺩﺩ ﻃﻮﻳﻼ ﻛﻌﺎﺩﺎ. ﱂ ﺗﻘﻞ ﻟﻠﺼﺪﻳﻘﺔ ﺃ ﹼﻥ ﻋﺼﺎﻓﲑﻫﺎ ﻫﺎﺟﺮﺕ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ. ﱄ. ﻭﱂ ﺗﻔﺘﺢ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺇ ﹼﻻ ﺇ ﹼ ﺃﺿﻴﺌﺖ ﻛﻤﺎ ﺍﻟﻨﺠﻤﺔ ﺍﻟﺘﺎﺋﻬﺔ، ﻭﺣﻄﹼﺖ ﺑﺮﻭﻕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻋﻠ ﻲ. ﻭﺣﻄﹼﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﱵ ﻛﻔﹼﻬﺎ. ﻭﺃﻟﻘﺖ ﺭﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ﲢﺖ ﺑﺎﰊ: "ﻏﺪﺍ ﻧﻠﺘﻘﻲ ﻳﺎ ﺃﻣﲑﻱ ﻭﻳﺎ ﺣﺎﺿﺮﻱ ﻭﺳﺮﺍﰊ". "ﻏﺪﺍ ﻧﻠﺘﻘﻲ ﻭﻧﻔﺘﺢ ﺑﺎﺑﺎ ﻟﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ".
41
ﻃﻮﺍﻑ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﺕ
ﺗﻨﻀﺞ ﺍﻟﺜﹼﻤﺮﺍﺕ ﺑﺸﻤﺲ ﰲ ﺃﺻﺎﺑﻌﻨﺎ ﻭﰲ ﺃﻃﺮﺍﻓﻨﺎ .ﻧﺄﰐ ﺇﱃ ﺳﻮﺭ ﺍﻟﻐﻮﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﱘ .ﻛﺄ ﹼﻥ ﰲ ﺃﻃﻮﺍﻗﻨﺎ ﻗﻤﺮﺍ ﻟﻨﻬﺪﻣﻪ .ﻭﻧﺪﺧﻞ .ﺟﻨ ﹲﺔ ﲢﺖ ﺍﻟﺴﻘﻮﻑ ﺍﳌﻄﻔﺌﺎﺕ ﺳﺘﺮﲤﻲ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ .ﺑﺪﺍﺋ ﻪ ﺣﲑﻯ ﺳﻴﻔﺠﺆﻫﺎ ﺍﻟﻄﹼﻮﺍﻑ .ﻭﻣﻘﺎﻃ ﻊ ﺍﻹﻧﺸﺎ ﺩ ﺿﻴﻘ ﹲﺔ.
42
"ﺃﺗﺪﺭﻱ؟" .ﻗﺎﻝ ﱄ ﻗﻠﱯ" :ﺣﺒﻴﺒ ﹲﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺳﺘﺮﺣﻞ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺭﺣﻞ ﺍﳉﻤﻴﻊ .ﻭﺗﻨﺘﻬﻲ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﳌﻠﻬﺎﺓ ﻭﺣﺪﻙ ﺻﺎﻣﺘﺎ .ﻻ ﻃﲑ ﰲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﻳﻠﺒﺲ ﻣﺎ ﻋﻘﺪﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ .ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻭﺣﺪﻙ .ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﻟﻦ ﻳﺄﰐ ﺇﱃ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ .ﻟﻦ ﻳﺸﺪ ﻭﺳﺎﺋﺪ ﺍﻵﻻﻡ .ﻟﻦ ﻳﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺮ ﺎﻭﻯ ﰲ ﻣﺴﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻀﻼﻝ .ﻭﻻ ﺣﺮﻭﻑ ﻟﺘﺰﺭﻉ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﰲ ﺟﻨﺎﺗﻚ ﺍﻷﻭﱃ". "ﺃﺗﺪﺭﻱ؟" .ﻗﺎﻝ ﱄ .ﻭﺃﺿﺎﻉ ﺑﺮﻕ ﺻﻮﺗﻪ .ﻭﺗﺸﺮﺩﺕ ﻓﻠﻚ. ﻭﺃﻭﺩﻯ ﺑﺎﻟﻌﺼﺎﻓﲑ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﻋﺎﺻﻒ .ﻭﺍ ﺪ ﺑﺎﺏ ﻋﻦ ﺻﺒﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ .ﺮ ﺃﺿﺎﺀ ﻗﺼﺎﺋﺪﻱ .ﻭﳒﻤﺎﺕ ﺳﻘﻄﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﻭﺽ ﻣﺘﻴﻤﺎﺕ ﺕ .ﻭﻣﻦ ﺑﺮﻭﺯ ﻮﺩﻫ ﻦ ﻋﺎﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﺪﺭ .ﻣﻦ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬ ﻦ ﺗﻄ ﹼﻞ ﺃﻧﻮﺍ ﺭ ﻭﻟﺬﹼﺍ ﺗﻄ ﹼﻞ ﺫﺍﻛﺮ ﹸﺓ ﺍﻟﺴﺮﺍﺏ. ﺗﺜﻘﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺟﺬﻭﻉ ﺗﺸﺪﻫﺎ ﻟﻠﻀﻮﺀ .ﻳﻐﻮﻳﻬﺎ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ .ﻓﻼ ﻧﺮﻯ ﰲ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺇ ﹼﻻ ﺍﳉﺬﻉ ﻣﻜﺴﻮﺭﺍ .ﳓﺪﺛﻪ .ﻧﺸ ﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺭﻳﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ .ﺬﻱ ﺑﺄﲰﺎﺀ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭﻗﺪﺍﺳﺎﺕ ﺃﻧﻮﺍﺭ .ﻭﻧﻠﻘﻰ ﺍﻟﺪﻭﺩ ﻣﻘﺬﻭﻓﺎ ﺑﺒﻄﻦ ﺍﻟﺜﹼﻤﺮﺓ ﺍﳊﻤﺮﺍﺀ ،ﻳﺄﻛﻠﻬﺎ. ﻧﺄﰐ ﺇﱃ ﻗﻤﺮ ﺑﺄﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻈﹼﻼﻡ .ﻧﻮﺍﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻱ ﺍﻟﻔﺠﺎﺋﻊ. ﻧﻨﺄﻯ ﻟﻴﻌﺮﻑ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻠﺘﻘﻲ ﺇ ﹼﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺗﺂﻛﻞ ﻧﺒﺘﻬﺎ ﻟﻨﻌﻴﺪﻩ .ﻧﻨﺄﻯ ﻟﻴﻨﻘﺬﻧﺎ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ" .ﺃﻛﻨﺖ ﲢﺒﻬﺎ؟" .ﺃﺟﺪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻣﻔﺎﺟﺌﺎ .ﻭﺃﺟﻴﺐ ﰲ
43
ﻋﺠﻞ" .ﻧﻌﻢ" .ﻭﺃﺿﻴﻒ ﻣﻔﺘﻮﻧﺎ" :ﻫﻨﺎ ﰲ ﺍﳋﻠﻒ ،ﲢﺖ ﺣﺠﺎﺎ ﺍﻟﻮﺍﻗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ،ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺪﺭﻱ ،ﻭﺃﻥﹼ ﻻ ﻣﺮﺋﻴﻬﺎ ﻗﺪﺭﻱ ﳚﻮﻝ ﻭﻳﺼﻨﻊ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ" .ﻭﻓﻜﹼﺮ .ﹼﰒ ﻓﺎﺟﺄﱐ" :ﺳﺮﻗﺖ ﺭﻭﻋﺘﻬﺎ ﻟﺘﺼﻨﻊ ﻗﺎﺭﺏ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ،ﻭﺧﺎﲤﻬﺎ ﻟﺘﻤﺘﻠﻚ ﺍﳌﻜﺎﻥ ،ﻭﻓﺘﻨﺘﻬﺎ ﻟﺘﺠﻌﻞ ﺍﻷﻛﻮﺍﻥ ﺷﺒﺎﻛﺎ ﺻﻐﲑﺍ ﻻ ﻳﺮﻯ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺆﻭﻱ ﻋﺼﺎﻓﲑ ﺍﻟﺪﱏ"" .ﻧﻌﻢ .ﻭﺗﺮﻛﺖ ﻗﻠﱯ ﻋﻨﺪﻫﺎ .ﻗﻠﱯ ﺍﻟﺬﹼﻱ ﺍﻣﺘﻠﻚ ﺍﻟﺪﱏ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻳﺮﻗﺪ ﰲ ﻣﺴﺎﺣﺐ ﺻﻮﺎ" .ﻭﺃﺿﺎﻑ ﰲ ﻗﻠﻖ" :ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺭﺣﻠﺖ" .ﻭﺃﺟﺒﺘﻪ" :ﺳﺘﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﺃﺳﻔﺎﺭﻫﺎ .ﻭﺗﻀﻤﲏ .ﻭﺗﻨﺎﻡ ﺑﲔ ﻗﺼﺎﺋﺪﻱ"" .ﺳﺘﻈﻞﹼ ﺗﺮﺣﻞ" .ﻗﺎﻝ ﱄ. ﻭﺃﺟﺒﺘﻪ" :ﺳﺄﻇﻞﹼ ﺃﺭﺣﻞ ﺧﻠﻔﻬﺎ". ﻓﻜﹼﺮﺕ ﺑﻜﻮﻥ ﻏﺎﺋﻢ ﻭﻓﺮﺍﺕ ﺷﻌﺮﻳﺎﺗﻪ ﻳﻨﺄﻯ ﺑﻪ .ﻓﻴﻀﻮﻉ ﻭﻫﺞ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ ﻭﰲ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ .ﻭﺃﺿﺄﺕ ﺩﻓﻖ ﺍﻟ ﺮﻏﺒﺔ ﺍﻷﻭﱃ .ﻗﻤﺮﻳﻦ ﺿﻌﻨﺎ ﰲ ﺲ ﰲ ﺍﻟﺘﻴﻪ .ﱂ ﻧﻌﻠﻢ ﳌﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﺎﺀ ﺏ ﺟﺎﻟ ﺩﺭﻭﺏ ﺍﻟﺒﲔ .ﻇﻠﹼﻠﻨﺎ ﺳﺮﺍ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺕ؟ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﺎﺕ ﺃﺿﺄﻥ ﺍﻵﻥ ﺷﺮﻓﺘﻬ ﻦ ﱄ .12ﻭﺟﻠﺴﻦ ﰲ ﻇ ﹼﻞ ﺍﻟﻘﻤﺮ .ﻫﺬﻱ ﻴﺊ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻟﻠﺤﺐ ،ﻭﺗﻨﺴﻰ ﺃ ﹼﻥ ﻭﳘﺎ ﺳﻮﻑ ﺃﳊﻈﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺘﻀﻠﻴﻠﻲ .ﻭﻫﺬﻱ ﺗﻔﺘﺶ ﻋﻦ ﺷﺠﺮ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻴﺨﻔﻴﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ .ﻭﺗﻠﻚ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻟﻜﻲ ﲣﻴﻂ ﺑﻨﻮﺭﻩ ﺳﺠﺎﺩﺓ )12ﳌﺎﺫﺍ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﺎﺕ ﻳﺎ ﻧﺼﺮ ﺳﺎﻣﻲ؟(. 44
ﺧﻀﺮﺍﺀ ﻧﺮﻗﺪ ﻓﻮﻗﻬﺎ .ﻭﺍﻷﺧﺮﻳﺎﺕ ﺃﺿﺄﻥ ﱄ ﺷﺮﻓﺎ ﻦ .ﻭﺗﺮﻛﻦ ﺑﻮﺍﺑﺎﺎ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺍﻷﻋﻄﺎﻑ...
45
ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺎﺕ
ﺃﻗﻤﺎ ﺭ ﺗﻨﻬﺾ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺃﺻﺎﺑﻌﻬﺎ .ﺃﺎ ﺭ ﺗﻄﺮﻕ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺮﻭﺡ، ﺕ ﺗﻔﺠﺆﻫﺎ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ .ﻭﺍﻟﻠﹼﺤﻈﺎﺕ ﻭﺗﺬﻫﺐ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺿﺤﻜﺘﻬﺎ .ﻭﺎﺭﺍ ﺗ ﹼﱰ ﻓﺮﺍﺷﺎﺕ .ﻭﻋﻔﺎﻑ
46
ﺗﺼﻠﹼﻲ .ﺗﻘﺮﺃ ﺃﻭﺭﺍﺩ ﺍﳌﻄﻠﻖ .ﺗﺮﺳﻢ ﺑﻴﺘﺎ ﻟﻠﻌﻨﻘﺎﺀ ﻭﺗﻄﺮﻕ ﻓﺠﺮ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﻟﺘﻨﻬﺾ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺃﻳﺎﺋﻞ ﻗﺎﻣﺘﻬﺎ .ﻓﺘﺄﰐ ﺍﻷﻃﻴﺎﺭ ﻭﺗﺮﻗﺪ ﰲ ﻇ ﹼﻞ ﺿﻼﻝ ﻣﻔﺎﺗﻨﻬﺎ .ﻭﺗﺄﰐ ﺍﻟﺸﺠﺮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻜﻮﻧﺔ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮﺍﻑ ﻭﺑﺎﻟﺴﻔﺮﺍﺕ .ﻭﺗﻮﻟﺪ ﰲ ﺁﺧﺮﺓ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﺯﻫﻮﺭ ﻓﻮﻕ ﺃﻇﺎﻓﺮﻫﺎ .ﻭﻋﻔﺎﻑ ﺗﻘﻮﻝ" :ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺸﻌﺮ"" .ﻭﺃﻓﻜﹼﺮ ﰲ ﺃﻭﺭﺍﺩ ﺗﻘﺮﺅﻫﺎ ﺁﺧ ﺮ ﻛﻞﹼ ﻣﺴﺎﺀ ﺷﻔ ﹲﺔ ﺗﺘﻔﺘﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﺰﺍﻥ ﺍﻷﺭﺽ .ﻭﺗﻮﺭﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺠﺮﺍﺕ ﺍﻟﺮﻓﺾ .ﻭﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﺗﺮﺍﻗﺺ ﲢﺖ ﺳﻴﺎﻁ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺃﺯﺍﻫﲑ ﺍﻟﺼﻤﺖ. ﻭﺍﳌﻮﺕ ﻳﻀﻴﻖ ﲟﻮﺗﺎﻩ ﻭﻳﻮﺭﻕ" .ﻭﻋﻔﺎﻑ ﺗﻘﻮﻝ" :ﺗﻌﺎﱄ ﻳﺎ ﺷﺠﺮﺍﺕ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﻛﻮﱐ ﲢﺖ ﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﺷﻮﺍﻃﺊ ﻧﻮﺭ .ﻛﻮﱐ ﺑﺮﻗﺎ ﻳﻮﻣﺾ .ﻛﻮﱐ ﰲ ﻧﻮﻓﻤﱪ ﺗﻴﻬﺎ ﺁﺧﺮ .ﻛﻮﱐ ﺭﳛﺎ ﺛﻜﻠﻰ ﻓﻮﻕ ﻗﺒﺎﺏ ﺍﻟﱪﻕ .ﻭﻛﻮﱐ ﺃﺛﻮﺍﺑﺎ ﻟﻠﻌﺘﻤﺔ ﺇﺫ ﲣﺮﺝ ﻣﻦ ﲢﺖ ﻧﻮﺍﻓﺬﻫﺎ ﺍﻷﻋﻄﺎﻑ" .ﻭﻋﻔﺎﻑ ﺗﻌﺮﻑ ﻛﻢ ﺗﻌﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﳍﻮﻯ ،ﻭﻛﻢ ﺍﻧﻜﺴﺮﺕ ﻣﻦ ﺍﳌﲎ ،ﻭﻛﻢ ﺍﻧﺘﺼﺮﺕ. ﺃﻋﻄﻴﺖ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﻴﺖ، ﱂ ﺁﺧﺬ، ﻭﱂ ﺃﻓﺘﺢ ﺷﺒﺎﺑﻴﻚ ﺃﺣﺪ.
47
ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺃﺿﺎﺀﺕ ﻋﺎﳌﻲ ﻭﺃﺿﺎﻋﺘﲏ ﰲ ﻣﻔﺎﺯﺍﺕ ﺍﳉﺴﺪ .ﻭﻋﻔﺎﻑ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻣﺎﺯﺍﻟﺘﻤﺮﺍﺳﻲ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﰲ ﻟﻴﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪ. ﻭﻋﻔﺎﻑ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻣﻠﻲ .ﻭﺗﺮﺳﻢ ﰲ ﺃﻭﺭﺍﺩ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﺑﻴﺘﺎ ﻟﻠﻌﻨﻘﺎﺀ. ﻭﺗﻨﻔﺦ ﰲ ﺃﺟﺴﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﰲ ﻛﻮﻡ ﻫﺒﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻄﹼﻮﺏ ،ﻣﺮﻣﻤﺔ ﺳﻘﻒ ﺍﻟﻠﹼﻐﺔ ﺍﻟﺒﻜﺮ ،ﻭﺻﺎﺭﺧﺔ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ،ﻭﺧﺎﺭﺟﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻷﻃﻴﺎﻑ. ﻭﻋﻔﺎﻑ ﲣﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ،ﻭﲤﻄﺮ .ﻭﲣﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻭﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻣﻔﺎﺻﻠﻬﺎ ﺍﳌﺎﺀ .ﻭﻋﻔﺎﻑ ﲣﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ،ﻭﺗﺮﺣﻞ .ﻭﲣﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺍﻑ ،ﻭﺠﺮ ﺑﻴﺖ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﻗﺪﺍﺳﺎﺕ ﺍﻷﻫﻞ ﲨﻴﻌﺎ ﻛ ﹼﻞ ﺷﺘﺎﺀ .ﻭﻋﻔﺎﻑ ﲣﺎﻑ ﺍﳊﺐ ،ﻭﺗﻜﺘﺐ ﻗﺮﺁﻧﺎ ﻟﻠﻌﺸﺎﻕ ﻭﻟﻠﺸﻌﺮﺍﺀ .ﻭﺗﻌﻴﺪ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻟﻴﻮﻟﺪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﳌﻴﺖ ﻭﺍﳌﻮﺅﻭﺩ ﺍﻹﺷﺮﺍﻗﺎﺕ ﺍﳌﺎﺀ. ﻭﻋﻔﺎﻑ ﲣﺎﻑ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ،ﻭﲢﻀﻦ ﰲ ﺍﻟﺴ ﺮ ﺣﺮﻭﻓﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳊﺎﺀ، ﻭﺃﻋﺮﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺀ.
48
ﻋﻮﺩﺓ ﺃﻭﺭﰲ
ﺃﺯﺭﻉ ﺍﻷﲰﺎﺀ .ﺃﻛﺘﺐ ﻋﻦ ﺻﺒﺎﺡ ﱂ ﺃﺷﺎﻫﺪ ﺿﻮﺀﻩ ﺍﳌﻨﺴﺎﺏ ﻣﻦ ﺧﻠﻞ ﺍﳌﺮﺍﻗﺪ.
49
ﺃﺻﻠﺐ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ .ﺃﺧﺮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﹼﻠﻤﺎﺀ .ﺃﻟﺒﺴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ. ﺃﻣﺪﻫﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ .ﺃﺷﺪﻫﺎ .ﻭﺃﺣﻴﻄﻬﺎ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻲ .ﻭﺃﺩﻋﻚ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﺑﺄﻧﺎﻣﻠﻲ .ﻭﺃﺿﻲﺀ ﻟﻴﻞ ﻗﺼﺎﺋﺪﻱ ﺑﱪﻳﻘﻬﺎ ﺍﳌﺮﺗﺎﺩ ﺃﺻﻘﺎﻉ ﺍﻟﻔﺮﺍﻗﺪ. )ﺃﺑﺪﻭ ﺻﺪﻳﻘﺎ ﻟﻠﻔﺮﺍﺵ ﻭﻟﻠﻘﻮﻳﺼﺔ ﺇﺫ ﺰﻫﺰﻫﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ، ﻭﻟﻠﻨﺪﻯ ﺍﻟﻐﺎﰲ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺼﺒﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﺪﺭﺏ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﻭﻋﻦ ﺣﻮﺍﻧﻴﺖ ﺍﻟﻘﺮﻯ ...ﺃﺑﺪﻭ ﺻﺪﻳﻘﺎ ﻟﻠﻌﺮﻭﻕ ،ﺃﻃﻴﻠﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﲤﻮﺕ .ﻭﰲ ﺃﻗﺮﺍﻃﻬﺎ ﺃﺭﻣﻲ ﻳﻮﺍﻗﻴﺖ ﺍﻟﻄﹼﺮﺍﺋﺪ(. ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻟﻮ ﺃﻗﺪ ﺭ ﻚ .ﻭﳝﻄﺮ ﻏﻴﻤﻚ .ﻭ ﺰ ﻧﺎﻓﻮﺭﺍﺕ ﺃﻓﺘﺢ ﺍﻵﺑﺎﺩ ﺑﻴﺘﺎ ﻛﻲ ﺗﻈﻠﹼﻠﻨﺎ ﻋﺮﺍﺋﺸ ﻣﺎﺀ ﺭﺩﻓﻬﺎ .ﻭﻴﻞ ﻓﻮﻕ ﻏﺼﻮﻧﻨﺎ ﲦﺮ ﺍﻟﺼﱮ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ. ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻟﻮ ﺃﻗﺪ ﺭ ﺃﺻﻴﺮ ﺍﻷﻛﻮﺍﻥ ﻻ ﻣﺮﺋﻴﺔ .ﻭﺃﺻﻨﻊ ﰲ ﺍﳍﻴﻮﱃ ﻣﺜﻞ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﺍﻟﻄﹼﻴﻮﺭ .ﻭﺃﻋ ﺪ ﻟﻠﻐﻴﻤﺎﺕ ﺫﺍﻛﺮﺓ .ﻭﺃﻗﻮﺩ ﺧﻴﻞ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ ...ﺃﻟﺒﺲ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﻧﺎﻓﻮﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﻀﻮﺋﻴﺔ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ .ﺃﻟﻐﺰ ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﻛﻴﺐ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ. ﺃﺐ ﺍﻹﺭﺙ ﺍﳌﻘﺪﺱ .ﺃﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻋﺎﺭﻳﺔ .ﻭﰲ ﺍﻟﻈﹼﻠﻤﺎﺀ ﺃﲝﺚ ﻋﻦ ﺩﱏ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻳﺎ ﺃﻰ ﻣﻠﻴﻜﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ.
50
ﺃﺯﺭﻉ ﺍﻷﲰﺎﺀ .ﺃﻣ ﺪ ﻋﺮﻗﻚ ﻟﻠﺮﻳﺢ .ﺃﻓﺘﺤﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺻﻘﺎﻉ. ﺃﻧﺜﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﻓﺎﻕ .ﻭﺃﺭﻓﻞ ﰲ ﳑﺎﻟﻜﻚ .ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺿﻮﺀﻙ ﺍﳌﻨﺴﺎﺏ ﻣﻦ ﺧﻠﻞ ﺍﳌﺸﺎﻫﺪ. ﺃﺭﻯ ﺟﺒﻼ ﺃﺣﺪﺛﻪ ﻋﻦ ﺛﻘﻠﻬﺎ ،ﻭﺃﺷﺠﺎﺭﺍ ﺃﺣﺪﺛﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﹼﻤﺮ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ ،ﻭﻳﻨﺎﺑﻴﻊ ﺃﺻﺮﺥ ﰲ ﺟﺪﺍﻭﳍﺎ ،ﻭﺃﺭﺳﻢ ﻇﻠﹼﻬﺎ ﺍﳌﺴﻔﻮﺡ ﺑﺎﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ،ﻭﺃﺳﺮﺍﺑﺎ ﺃﺣﺪﺛﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﳌﻌﺮﺍﺝ ﺑﻴﺖ ﻗﺒﺎﺎ ،ﻭﺑﺮﻭﻗﺎ ﺃﲰﻊ ﰲ ﺩﻭﺍﺧﻠﻬﺎ ﺻﺮﺍﺥ ﺍﻷﻭﺭﺩﺓ ﻭﺣﻨﲔ ﺑﺎﺭﻗﺔ ﻟﻨﺠﻢ ﺁﻓﻞ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺪ، ﺃﶈﻪ ﻭﺃﻗﺮﺅﻩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻣﻮﻋﺪﺍ :ﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺃﺭﺍﺽ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻳﺪﺍﻙ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﻻﻳﻜﻮﻥ ﻟﻨﺎ ﻣﻮﺍﻃﺊ ﰲ ﻣﻬﺎﻭﻳﻬﺎ. ﻭﺃﺾ ﻻ ﻣﺮﺋﻴﺎ ﻭﺃﺟﻨﺤﱵ ﺳﺪﺍﺳﻴﺔ .ﺃﺫﻫﺐ ﺃﺑﻌﺪ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺐ ،ﻭﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﺍﳌﻨﺴﻴﺔ .ﻭﻓﻮﻕ ﲝﺎﺭ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺃﻓﺘﺶ ﺍﳊ ﻋﻨﻚ ،ﻭﻓﻮﻕ ﺻﺤﺎﺭﻱ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺘﺎﺕ ،ﻭﻓﻮﻕ ﺳﺘﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻠﹼﻐﺔ ﺍﻟﻘﺪﺳﻴﺔ. ﺏ ﳒﻴﻤﺎﺕ ﺃﻟﻘﻰ ﺑﺪﺭﺍ ﻳﻨﻬﺾ ﻣﻦ ﻣﺮﻗﺪﻙ .ﻭﹸﺃﻓﺎ ﹺﺟﺊ ﺃﺳﺮﺍ ﺯﺭﻕ ﺗﻨﻬﺾ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻣﻼﺣﻔﻚ .ﻭﺃﺭﻯ ﺷﺒﺎﻛﺎ ﻳﻄﻠﻊ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﳌﺴﻜﻮﻥ ﺑﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻨﻴﻠﻮﻓﺮ ،ﻭﺑﺮﻭﻗﺎ ﺗﺸﺤﺬ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻭﺗﻮﻏﻞ ﰲ ﺍﻹﻳﺮﺍﻕ ،ﻭﺮﺍ ﻋﻠﻮﻳﺎ ﻳﻮﺭﻕ ﰲ ﺍﻟﻈﹼﻠﻤﺔ ﺑﲔ ﻮﺩ ﺍﻟﻐﻴﻢ ،ﻭﻳﺪﻓﻊ ﰲ ﺲ ﺑﻨﺎﻓﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺗﺒﻠﹼﻠﲏ ،ﻭﺑﺎﻷﻗﺪﺍﺱ ﺎﻃﻞ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ﻣﺰﺍﻫﺮﻩ .ﻭﺃﺣ
51
ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﻘﻤﺮﻳﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻲ .ﻭﺃﺷﺎﻫﺪ ﻗﺪﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻮ ﺗﺸ ﻢ ﻋﺮﻭﻗﻲ ﻭﺗﺴﻠﹼﻂ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻟﺘﻄﺮﺩ ﻣﻦ ﺷﻔﱵ ﺍﻵﻻﻡ .ﻭﻟﻜﻨﻲ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﻷﻗﺪﺍﺱ ﻭﻧﺎﻓﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺃﻃ ﹼﻞ ﺇﻻﻫﻴﺎ .ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻳﺰﻗﹼﻖ ﻛ ﹼﻞ ﻚ ﻭﻳﻘﻄﻊ ﻛ ﹼﻞ ﺃﺟﻨﺤﱵ ﺍﻟﻀﻮﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻳﺶ ﻭﻃﺎﻗﺎﰐ. ﻋﺼﺎﻓﲑ ﺍﻟﺸ ﻭﺍﳌﻮﺕ ﻳﺴﲑ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻱ ﻭﺃﻭﺭﺩﰐ ﺍﳌﺎﺋﻴﺔ. ﺃﺟﺮﺩ ﻣﻦ ﺩﺍﻟﻴﺎﺕ ﻏﻴﻮﻡ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻭﻣﻦ ﺇﺭﻫﺎﺻﺎﺕ ﳏﺎﺭﻗﻪ ﺃﺩﺧﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﹼﻘﺲ ﺍﳉﻨﺎﺯﻱ ﺍﻟﻨﺎﺑﺖ ﰲ ﺃﺻﻘﺎﻉ ﺍﳊﻜﻲ ﻭﺣﻴﺪﺍ .ﻻ ﺃﻗﺪﺍﺱ ﺗﺒﺎﺩﻟﲏ ﺍﻟﺼﺪﻑ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ،ﻭﻻ ﺃﺻﻘﺎﻉ ﺗﺒﺎﺩﻟﲏ ﺍﻟﺪﻑﺀ ﻭﺗﻄﺮﺡ ﰲ ﺣﻘﻠﻲ ﲦﺮ ﺍﻹﻏﻮﺀ ﺍﻟﻔﺎﺗﻦ .ﺣﺘﻰ ﺣﺮﻳ ﺮ ﳑﺎﻟﻜﻚ ﺍﳌﺪﻋﻮﻙ ﺑﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺼﻨﺪﻝ ﻭﺍﳊﻨﺎﺀ ﻭﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﱂ ﺃﳊﻈﻪ ﳝ ﺮ ﺑﺄﺑﻮﺍﰊ ﻭﻳﺸﺤﺬ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻭﻳﻮﻏﻞ ﰲ ﺍﻹﻳﺮﺍﻕ ﻭﻳﺪﻓﻊ ﰲ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ﻣﺒﺎﲰﻪ. ﻭﺃﻓﻜﹼﺮ ﻓﻴﻚ .ﺃﻋ ﺪ ﻛ ﹼﻞ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﻮﺭﺩ ﻭﺗﻴﺠﺎﻥ ﺍﻟﻀﻮﺀ .ﻭﺃﻓﺘﺢ ﺮﺍ ﻋﻠﻮﻳﺎ ﰲ ﺍﻟﻈﹼﻠﻤﺔ ﺑﲔ ﻋﺮﻭﻕ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺍﳌﻔﺘﻮﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻼﹼﻣﺮﺋ ﻲ ﺍﻟﻔﺎﺗﻦ. ﻭﺃﻋﻄﹼﺮ ﺑﺎﻷﻗﺪﺍﺱ ﺍﻷﺭﺽ .ﻭﺃﻫﺠﺲ: "ﻟﻴﺴﺎﻓﺮ ﻧﺒﺾ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺻﻮﺕ ﺍﻷﺑﺪﻳﺎﺕ. ﻟﺘﺘﺮﻛﲏ ﺟﻨﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﱂ. ﻟﺘﻬﺠﺮ ﺑﻴﱵ ﻧﺎﻓﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻀﻮﺀ". ﻭﺃﻓﻜﹼﺮ ﻓﻴﻚ .ﻭﺃﻫﺠﺲ:
52
"ﻋﻮﺩﻱ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻮﳚﺎﺕ ﺍﻟﺰﻫﺮ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ ﺍﳌﺘﻔﺠﺮ ﰲ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ .ﻋﻮﺩﻱ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻋﺮﻭﻕ ﺍﻟﻔﺠﺮ ،ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻠﻲ .ﻳﺎ ﻭﺍﻫﺒﺔ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺎﺕ ،ﻭﻳﺎ ﻭﺍﻫﺒﺔ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ،ﻭﻳﺎ ﻭﺍﻫﺒﺔ ﺍﻟﺼﺤﻮ .ﻋﻮﺩﻱ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻀﻮﺀ ،ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻠﻲ .ﻓﺄﻧﺎ ﱂ ﺃﺭﻓﻞ ﺃﺑﺪﺍ ﰲ ﻏﲑ ﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ".
53
ﺍﳌﻨﺎﺯﻝ ﺑﻴﺖ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ. ﺷﺮﻓﺔ ﻭﺍﻃﺌﺔ ﻟﻨﺤﺎﺗﺎﺕ ﺍﻟﱪﻕ. ﻋﺮﺑﺔ ﳋﻴﻞ ﺍﻷﺳﺎﻃﲑ. ﻓﺠﺮ ﻟﻘﺪﺍﺳﺎﺕ ﺩﺍﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﹼﻠﻴﻞ ﺑﺂﺛﺎﺭ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ. ﻣﺪﻳﺢ ﳋﺒﻂ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﺍﻟﻄﹼﺎﺋﺮ ﺍﳉﺒﻠ ﻲ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪ ﺍﳉﺒﻞ. ﻭﻗﻔﺔ ﺃﺧﲑﺓ ﻹﺿﺎﺀﺓ ﺍﻟﺪﻭﺍﺧﻞ. ﺩﻛﻨﺔ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﳌﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ. ﻗﺪﺍﺱ ﺃﺧﲑ ﻟﺴﺎﺩﻧﺔ ﺍﳌﻌﺒﺪ. -ﺳﻠﻤﻰ ﻛﻌﺎﺩﺎ ﺗﻐﻨﻲ.
54
ﲑ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺿﻮ ٌﺀ ﺃﺧ ﺇﱃ ﳏﻤﺪ ﻟﻄﻔﻲ ﺍﻟﻴﻮﺳﻔﻲ
..ﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ .ﻭﺃﺿﻌﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻣﺰﺍﻣﲑ ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ. ﻭﺃﻋﻄﻴﻨﺎ ﻟﻠﺼﺤﻮ ﻋﻜﺎﻛﻴﺰ ﻭﻟﻠﻈﹼﻠﻤﺔ ﺃﺿﻮﺍﺀ .ﻭﺗﺮﻛﻨﺎ ﻟ ﻌﺸﻴﺒﺎﺕ ﺍﳊﻘﻞ ﻧﺜﺎ ﺭ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ.
55
ﻣﻐﺴﻮﻟﲔ ﺑﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺼﻨﺪﻝ ﻭﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﻭﺻﻠﻨﺎ) .ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺍﻷﺻﻞ ﺎﺭﺍ .ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻷﻓﺮﺍﺱ ﺍﳌﺬﻋﻮﺭﺓ ،ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻔﺠﻮﺀﺓ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮﺍﻑ ﻭﺑﺎﻟﻐﺰﻭﺍﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺍﻷﺻﻞ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﻈﹼﻠﻤﺔ .ﻭﺫﺍﻙ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻘﻤﺮﻱ ﺍﳌﺴﻘﻮﻑ ﺑﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ،ﺫﺍﻙ ﺍﳌﺘﻬﺪﻡ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﺘﺒﺔ ﻛﺎﻥ ﺧﻼﺳﻴﺎ ﺃﺳﻮﺩ ﻣﻄﺮﻭﺩﺍ(. ﺗﺮﻛﻨﺎ ﺍﳉﻠﺪ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﻷﻏﺮﺍﺏ ﺟﺎﺅﻭﺍ ﰲ ﺁﺧﺮﺓ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ .ﺗﺮﻛﻮﺍ ﰲ ﺭﺍﻓﻌﺔ ﺍﻷﺩﺑﺎﺵ ﺑﺮﺍﻧﻴﺲ ﺍﳌﻮﺕ .ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺃﻗﻤﺎﺭﺍ ﱂ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﺑﺪﺍ ﻏﲑ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ،ﻭﻏﲑ ﻏﻴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺼﻮﺕ .ﺗﺮﻛﻮﺍ ﻟﻐﺔ ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳌﺎﺀ ،ﻭﺗﻮﺭﻕ ﰲ ﻳﺪﻫﺎ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ .ﻭﺣﻄﹼﻮﺍ ﰲ ﻇ ﹼﻞ ﺍﻟﻌﺘﺒﺔ ﻧﺎﻓﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻮﺭ .ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﱯ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻑ ﺍﳋﺸ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺭﺫﺍﺫﺍ ﺮﻳﺎ ﳐﻠﻮﻃﺎ ﺑﻌﻄﻮﺭ ﻭﺃﻓﺎﻭﻳﻪ .ﻭﻓﻮﻕ ﺍﻟﺮ ﰲ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻷﳝﻦ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﻟﻠﻈﹼﻠﻤﺔ ﺃﺭﻭﺍﺣﺎ ،ﻭﻟﻠﹼﻴﻞ ﺃﺻﺎﺑ ﻊ ﱂ ﺗﻌﺮﻑ ﻏﲑ ﺣﻨﺎﻥ ﺍﻷﻫﻞ ،ﻭﻟﻠﺼﻤﺖ ﺑﺮﻭﻗﺎ. ﱂ ﻧﺘﺤﺪﺙ .ﱂ ﻧﻔﺘﺢ ﻟﻠﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻷﻗﻔﺎﺹ .ﻭﱂ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﻌﺮﻭﻕ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﳌﻘﻄﻮﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﺁﺧﺮ ﻋﺮﻕ ﻓﻴﻬﺎ .ﻭﺣﺪﻱ ﺃﺑﺼﺮﺕ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﳌﻘﻌﺪ ﻭﻓﻮﻕ ﺍﳊﺠﺮﺍﺕ ﺍﳌﻠﻘﺎﺓ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﲡﺴﺎﻥ ﺍﻟﻈﹼﻠﻤﺔ. ﺃﺑﺼﺮﺕ ﲰﺎﺀ ﺗﱰﻝ ﰲ ﺣﻀﺮﺗﻨﺎ ،ﻭﳒﻮﻣﺎ ﺗﻄﺮﻕ ﻟﻮﺡ ﺍﳌﻘﻌﺪ ،ﻭﻃﻴﻮﺭﺍ ﺗﺮﺗﻖ ﻣﺎ ﻣﺰﻗﻪ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﻣﺎ ﻓﺮﻗﻪ ﺍﻟﺼﺒﺢ.
56
ﻭﰲ ﺁﺧﺮﺓ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﺍﻵﺧﺮ ،ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﺍﳌﻤﺘ ﺪ ﺑﻼ ﺁﺧﺮ ﺃﺑﺼﺮﺕ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻣﺮﺁﺓ ﺍﳊﺠﺮﺓ ﻳﺴﺄﻟﲏ" :ﻛﻦ ﺮﺍ ﻳﺎ ﺃﻟﻒ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ .ﻛﻦ ﺑﺮﻗﺎ ﻳﺎ ﻗﺎﻑ ﺍﻟﻔﻴﺾ .ﻭﻛﻮﱐ ﻳﺎ ﻫﺎﺀ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺃﻭﻝ ﺑﻴﺖ ﺗﻮﺭﻕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺗﻮﺭﻕ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ".
57
ﺷﺮﻓﺔ ﻭﺍﻃﺌﺔ ﻟﻨﺤﺎﺗﺎﺕ ﺍﻟﱪﻕ ﺇﱃ ﺳﻌﺪﻱ ﻳﻮﺳﻒ
...ﺃﺩﻧﻮ ﻣﻦ ﺳﻮﺭ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺳﻌﺪﻱ. ﺳﻌﺪﻱ ﻣﻦ؟ ﺳﻌﺪﻱ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ؟ ﻻ ،ﺑﻞ ﺳﻌﺪﻱ ﺍﻵﺧﺮ ،ﺳﻌﺪﻱ ﻳﻮﺳﻒ.ﺃﺩﻧﻮ ﻣﻦ ﺷﺮﻓﺘﻪ ﺗﻠﻚ، ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻐﺮﻭﺳﺔ ﰲ ﻃﲔ ﺍﳋﻠﻖ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺍﻃﺌﺔ ﺍﳌﻌﺮﻭﻗﺔ ،ﺗﻠﻚ. ﺃﺩﻧﻮ ﻣﻨﻬﺎ. 58
ﺏ ﳒﻮﻡ ﺃﺑﺪﻭ ﻗﻠﻘﺎ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﻘﺪﻡ ﺃﺳﺮﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﲡﻠﺲ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻜﺮﺳ ﻲ ﺍﳌﺘﺮﻭﻙ ﻫﻨﺎﻙ. ﺃﺩﻧﻮ ﺃﻛﺜﺮ.. ﺃﺑﺪﻭ ﻣﻔﺠﻮﺀﺍ ﻭﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ﺗﺄﻛﻞ ﻇ ﹼﻞ ﺑﺮﺍﻧﻴﺲ ﺍﻷﻫﻞ. ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﳚﻠﹼﻞ ﺃﺛﺪﺍﺀ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ. ﻭﻳﻔﺘﺢ ﻧﺎﻓﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻀﻮﺀ، ﻭﺃﻛﻮﺍﻥ ﺍﻟﻀﻮﺀ. ﺃﺩﻧﻮ ﻣﻦ ﺳﻮﺭ ﻣﻨﺎﺯﻟﻪ. ﻃﻠﻘﺎ ﻛﺘﻮﳚﺎﺕ ﺍﻟﺰﻫﺮ ﺃﺭﺍﻩ. ﻭﻣﻔﺘﻮﻧﺎ ﺑﺼﺒﺎﺣﺎﺕ ﺍﳌﻮﺕ. ﺃﺭﺍﻩ ﻭﺣﻴﺪﺍ. ﻭﰲ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ﺃﳌﺢ ﺃﺳﺮﺍﺏ ﻋﺼﺎﻓﲑ ﺗﻨﻬﺾ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ،ﻭﺗﺆﺛﹼﺚ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ. ﺃﺩﻧﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﺮﻓﺘﻪ ﺍﻟﻘﻤﺮﻳﺔ ﰲ ﺃﻧﺼﺎﻑ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ .ﻛﻮﺏ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻫﻨﺎﻙ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ،ﺍﻟﺴﻴﺠﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺃﺳﻮﺍﻕ ﺍﳌﻐﺮﺏ ،ﺭﺍﺋﺤﺔ ﱐ ﻭﻃﻌﻢ ﺍﳌﺎﻧﻘﺎ .ﻣﺬﺍﺏ ﺍﳌﻴﺜﻮﻟﻮﺟﻴﺎ. ﺍﻷﻗﺮﺍﻁ ﺍﳌﺪﻋﻮﻛﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮﻕ ﺍﻹﺳﺒﺎ ﹼ ﱄ .ﺑﻴﺖ ﻳﺎﻧﻴﺲ ﺭﻳﺘﺴﻮﺱ. ﻭﺻﻬﻴﻞ ﺍﻷﻓﺮﺍﺱ ﺍﳌﻔﺠﻮﻋﺔ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮﺍﻑ ﺍﻷﺯ ﹼ
59
ﺃﺻﺎﺑﻊ ﻣﺮﱘ ﻭﺍﳊﻨﺎﺀ ﺗﻀﻲﺀ ﻋﻮﺍﳌﻬﺎ ﺍﳌﺨﻔﻴﺔ .ﺃﺣﺠﺎﺭ ﺍﻟﺒﺎﺯﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﻬﺮ. ﺃﺩﻧﻮ ﻣﻦ ﺳﻮﺭ ﻣﻨﺎﺯﻟﻪ ،ﻣﻦ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺴﻮﺭ .ﺃﳌﺢ ﻃﻔﻼ ﻳﱰﻉ ﺃﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ،ﻭﳜﻠﻊ ﺃﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﻨﻮﺭ .ﻭﺃﺭﺍﻩ ﻭﺣﻴﺪﺍ .ﻻ ﺃﻭﻫﺎﻡ ﺗﺆﺍﻟﻒ ﻏﻴﻢ ﻳﺪﻳﻪ ﻷﺭﺽ ﺍﻟﺮﺍﺣﻠﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺎﺗﻨﺔ ،ﺍﻟﻐﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻮﺟﻪ ،ﺍﳌﻨﺴﻴﺔ ﰲ ﺃﻗﺒﻴﺔ ﺍﻷﻣﺲ. ﺃﶈﻬﺎ ﺗﱰﻉ ﺣﺼﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺪﺭ ،ﻭﺗﺘﺮﻙ ﺮ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻳﻔﻴﺾ، ﻭﻳﻮﺭﻕ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﳌﻄﺒﻖ .ﺃﶈﻬﺎ ﺗﺘﺮﻙ ﻗﻮﻗﻌﺔ ﺍﳋﻮﻑ ،ﻭﺗﺮﻛﺾ ﻱ ﺃﺭﻋﻦ ﰲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ .ﺃﶈﻬﺎ ﺗﺘﺴﻠﹼﻰ ﺑﱪﺍﻧﻴﺲ ﻛﺤﺼﺎﻥ ﺻﺤﺮﺍﻭ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ،ﻭﺑﺸﺎﻱ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ..ﻭﺃﺭﺍﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻷﻳﺴﺮ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﺗﺘﺴﻠﹼﻰ ﺑﻮﻋﻮﺩ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺑﻦ ﺑﺮﻛﺔ ،ﻭﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻮﻫﺮﺍﻧﻴﺎﺕ ﺍﳌﺨﺒﻮﺀﺍﺕ ﻛﺤﺒﺎﺕ ﺍﳊﻨﻄﺔ. ﻭﰲ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ﻭﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﲤ ﺪ ﺃﺻﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﻄﹼﻴﻨﻴﺔ ﳓﻮ ﻣﺴﺎ ﻡ ﺍﻷﺭﺽ ﱐ ﺍﳌﺨﻠﻮﻁ ﺑﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﳉﻨﺎﺕ ﶈﺖ ﻇﻼﻻ ﲣﺮﺝ .ﻭﲰﻌﺖ ﺍﻟﻠﹼﻐﻂ ﺍﻹﻧﺴﺎ ﹼ ﻭﺃﺎﺭ ﺍﳌﻌﲎ .ﻗﺪﻣﺎﻥ ﻛﺒﲑﺍﻥ ،ﶈﺖ ﻭﺭﺍﺀﳘﺎ ﺍﻷﻛﻮﺍﻥ ﺗﻀﺎﺀ ﻭﻛ ﹼﻞ ﻋﺼﺎﻓﲑ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺗﻄﻮﻑ ﻭﺗﺮﺳﻞ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻀﻮﺀ .ﻭﺃﺻﺎﺑﻊ ﻣﻌﺮﻭﻗﺔ، ﺗﺴﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺒﺾ ﺍﻷﺭﺽ .ﻭﻭﺟﻪ ﻳﺸﺒﻪ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﱪﺩﻱ ﺗﻠﻤﺢ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﻄﻠﻖ ،ﻭﺧﻴﻮﻝ ﺍﻵﺑﺎﺩ ،ﻭﳓﺎﺗﺎﺕ ﺍﻟﱪﻕ ،ﻭﺃﻃﻴﺎﻥ ﺍﻟﺒﺪﺀ.
60
ﺗﺄﻣﻠﺘﻪ. ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻳﻄ ﹼﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ ﺍﻟﻮﺍﻃﺌﺔ. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻃﻴﻮﺭ ﺍﻟﺰﻏﺎﺭﻳﺪ ﻤﻲ. ﻑ ﺍﻟﻜﺘﺐ. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻷﺳﺎﻃﲑ ﺗﺴﻜ ﻦ ﺭ ﺗﺄﻣﻠﺘﻪ. ﻛﺎﻥ ﺟﺰﺀﺍ ﺑﺴﻴﻄﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ ﺍﻟﻮﺍﻃﺌﺔ. ﻭﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﹼﲑ. ﻑ ﺍﻟﻜﺘﺐ. ﻭﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻳﻄﻠﻊ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺭ "ﻏﺮﻳﺒﺎ ﻋﻦ ﻛﻞﹼ ﻣﻘﺎﻫﻲ ﺍﳊﻲ ﺍﻟﻐﺎﺭﻕ ﰲ ﺍﳌﻄﺮ ﺍﻟﺸﺘﻮﻱ. ﻭﻏﺮﻳﺒﺎ ﻋﻦ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻋﻦ ﺭﻏﺒﺘﻬﻢ" .ﺣﺪﺛﲏ .ﻭﺃﺿﺎﻑ: "ﻭﺃﺷﻌﺮ ﺃﻧﻲ ﰲ ﺩﺍﺧﻠﻬﻢ ﺃﳕﻮ ﻛﺤﺒﻮﺏ ﺍﳊﻨﻄﺔ .ﻟﻜﻨﻲ ،ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﲤﺘﺺ ﻋﺮﻭﻕ ﺍﻟﺮﻭﺡ ،ﺃﺣﺎﻭﻝ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﻈﹼﻠﻤﺎﺕ ﻷﺑﺼﺮ ﺿﻮﺀ ﺍﻷﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ،ﻭﻧﺒﺾ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﻨﺎﻙ ،ﻭﻷﻛﱪ ﺃﻛﺜﺮ ﰲ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ،ﻭﺃﻧﺎﻡ". ﺃﻋﻄﻴﺘﻪ ﺭﺍﺣﱵ ﻭﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ .ﻓﺤﺪﺛﲏ ﻋﻦ ﻭﻫﺮﺍﻥ ،ﻭﻋﻦ ﻣﻮﺳﻜﻮ ،ﻭﻋﻦ ﺑﺎﻋﺔ ﺃﺭﺻﻔﺔ ﺍﻟﻘﲑﻭﺍﻥ .ﻗﺎﻃﻌﺘﻪ ﻗﺎﺋﻼ" :ﺃﻳﻬﺎ ﺗﺸﺘﻬﻲ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ؟" .ﻓﻘﺎﻝ" :ﻛﻞﹼ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺪﻥ ،ﻛﻞﹼ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺒﺎﱐ ،ﺗﻌﻠﹼﻤﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻫﺬﻱ ﺍﻷﻏﺎﱐ".
61
ﻭﻗﻔﺔ ﺃﺧﲑﺓ ﻹﺿﺎﺀﺓ ﺍﻟﺪﻭﺍﺧﻞ ﺇﱃ ﺃﻧﺴﻲ ﺍﳊﺎﺝ
ﺗﺮﻛﻨﺎ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﻨﺎﻩ، ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺘﺎﺑﻨﺎ. ﻭﺁﳌﻨﺎ ﺍﻟﻐﻴﺎﻫﺐ ﻛﻠﹼﻬﺎ.
62
ﻗﻠﻨﺎ ﳍﺎ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﻋﻄﺶ ﺍﻟﱪﻭﻕ ،ﻭﻣﻦ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ .ﳍﺎ ﺃﻥ ﺗﻔﺘﺢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﺘﺮﻗﺪ ﻓﻮﻕ ﺟﻨﺎﺯﺍﺎ ﺍﳌﺴﻘﻮﻓﺔ ﺍﻷﻋﺘﺎﺏ ﺑﺎﳌﻌﲎ .ﻭﺃﻋﻄﻴﻨﺎ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺍﳌﺎﺀ ﺗﺮﻓﻮ ﺛﻮﺑﻪ ،ﻭﻫﻴﺄﻧﺎ ﺍﻟﱪﻭﻕ ﻟﺘﺴﺘﻈ ﹼﻞ ﺑﻘﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻫﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ .ﻭﺷﻜﹼﻠﻨﺎ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ،ﺳﻘﻮﻓﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﺗﻠﻚ، ﻭﻇﻞﹼ ﻗﺒﺎﺎ ﺍﻟﻌﺎﱄ ،ﻭﲞﻮﺭ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﲪﻠﺖ ﺑﻮﺍﺭﻳﺪ ﺍﻟﺘﺨﻮﻡ ﺇﱃ ﺣﺪﺍﺋﻘﻬﺎ ،ﻭﲰﻴﻨﺎ ﺍﻟﻘﺮﻯ. ﻫﺬﻱ ﻹﻳﻼﻑ ﺍﻷﺳﺎﻃﲑ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺮﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﺿﻼﻉ ﻗﺪﺍﺳﺎﺎ، ﻭﺗﻮﺯﻋﺖ ﰲ ﺁﺧﺮﺍﺕ ﺍﻟﺮﻭﺡ .ﻭﺗﻠﻚ ﻟﻠﻘﺘﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﲡﻤﻊ ﻃﲑﻫﻢ .ﻭﺍﻷﺧﺮﻳﺎﺕ ﳌﺎ ﳜﺒﺆﻩ ﺍﻟﻈﹼﻼﻡ ﻷﻭﻝ ﳒﻤﺔ ﺑﺰﻏﺖ ﻛﺄﺳﺮﺍﺏ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﹼﺭﻯ. ﺗﺮﻛﻨﺎ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﻨﺎﻩ، ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺘﺎﺑﻨﺎ، ﻟﻴﻼ ﻟﻨﺎ، ﻭﻵﺧﺮ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ. ﻭﻫﻴﺄﻧﺎ ﺍﳌﻮﺍﻛﺐ. ...ﲝﺎﺭﺓ ﻏﺮﺑﺎﺀ ﺟﺎﺅﻭﺍ .ﲪﻠﻮﻧﺎ ﺧﺒﺰﻫﻢ ﻭﻧﺒﻴﺬﻫﻢ ﻭﺃﻭﺟﺎﻉ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺧﻞ ﻣﺎ ﺗﺴﺎﻗﻂ ﰲ ﺍﻟﻨﺸﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺫﺍﺫ ﻭﻣﻦ ﳓﺎﺕ ﺍﻷﺯﻣﻨﺔ. ﻭﺗﺴﺎﺀﻟﻮﺍ.
63
"ﺃﻧﻈﻞﹼ ﻧﺮﺣﻞ ﺩﺍﺋﻤﺎ؟"ﻗﻠﻨﺎ ﳍﻢ: "ﻭﻧﻈﻞﹼ ﻧﺮﺣﻞ ﺧﻠﻔﻜﻢ". "ﻃﻮﰉ ﻟﻜﻢ".ﻗﺎﻟﻮﺍ ،ﻭﻣﺎ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﺒﺎﺀ ﺷﺎﻃﺌﻨﺎ ﺳﻮﻯ ﺃﻭﻃﺎﻢ ﳝﻀﻲ ﺎ ﻗﻠﻖ ﺍﳌﺮﺍﻛﺐ. ...ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺧﻼﺳﻴﲔ .ﺃﻛﱪﻫﻢ ﲨﻴﻼ ﻛﺎﻥ .ﻭﺃﻭﳍﻢ ﻟﻪ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ .ﺟﻠﺴﻮﺍ ﻃﻮﻳﻼ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﳝﻀﻮﺍ .ﻭﺃﻋﻄﻮﺍ ﻗﺎﻣﺔ ﻟﻠﻨﺨﻞ ]ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺨﻞ ﺃﻗﺼﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻮﺍ[ .ﻭﺃﻭﺩﻭﺍ ﺑﺎﻟﻌﺼﺎﻓﲑ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ]ﻣﺜﻞ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﲝﻘﻞ ﻗﺎﺋﻆ[ .ﻭﺗﻠﺒﺴﻮﺍ ﺑﻈﻼﻡ ﺃﻭﻝ ﳒﻤﺔ ﻃﻠﻌﺖ ﻭﺃﻧﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﺍﻡ ﺑﻮﺍﺩ ﻏﲑ ﺫﻱ ﺯﺭﻉ ﻭﺃﻧﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻈﹼﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﹼﺮﻯ. ﻛﻨﺎ ﻛﺄﻭﻝ ﻋﻬﺪﻧﺎ ﲝﺎﺭﺓ ﰲ ﺍﻟ ﱪ .ﻻ ﺷﺎﻃﺊ ﰲ ﺍﳋﻄﻮ ﺃﻭ ﰲ ﺍﳊﺪﻭ ﻧﻠﻘﻲ ﻓﻴﻪ ﺻﻨﺎﺭﺍﺗﻨﺎ ﻭﻧﺮﻳﻖ ﻓﻴﻪ ﺑﺮﻭﻗﻨﺎ ﺍﻟﻀﻮﺋﻴﺔ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ .ﱂ ﻧﻌﺮﻑ ﺑﺮﻭﻗﺎ ﻏﲑ ﻣﺎ ﺃﻟﻘﺘﻪ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺎﺑﻌﻨﺎ ،ﻭﻏﲑ ﺧﺮﺍﺋﻂ ﺍﻟﻈﹼﻠﻤﺎﺀ .ﳕﻨﺎ ﻏﲑ ﻣﻜﺘﺮﺛﲔ ﺑﺎﻷﻣﻮﺍﺕ .ﱂ ﻧﻨﻄﻖ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﳋﲑ .ﱂ ﻧﺘﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺘﺒﺎﺕ ﺃﺣﺬﻳﺔ ﻛﻌﺎﺩﺗﻨﺎ .ﻭﻣﺎ ﲪﻠﺖ ﺃﻳﺎﺩﻳﻨﺎ ﺯﻫﻮﺭ ﺍﳌﻮﺕ .ﻛﺄﻭﻝ ﻋﻬﺪﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻏﺰﺍﺓ ﺩﻭﳕﺎ ﻭﻃﻦ .ﻭﻧﻌﺮﻑ ﺃ ﹼﻥ ﰲ ﺃﺑﻴﺎﺗﻨﺎ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ،ﻭﺃ ﹼﻥ ﰲ ﻱ. ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﻘﻤﺮ
64
ﺗﺮﻛﻨﺎ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﻨﺎﻩ، ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺘﺎﺑﻨﺎ، ﻭﺑﻴﻮﺗﻨﺎ ﺍﳌﻸﻯ ﺑﺄﺣﺠﺎﺭ ﺍﻟﺰﻣﺮﺩ. ﻭﺃﻭﺟﺪﻧﺎ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻷﻫﻠﻨﺎ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻟﻨﻨﲑ ﻟﻴﻞ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ ،ﻭﳒﻤﻊ ﺍﻟﺒﻌﺪﺍﺀ ﺇﻥ ﻫﺠﺮﻭﺍ ،ﻭﻧﺮﺛﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻷﲰﺎﺀ .ﻭﺁﻟﻔﻨﺎ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﻛﺄﻧﻨﺎ ﰲ ﳊﻈﺔ ﳓﻴﺎ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﲨﻴﻌﻬﺎ ،ﻭﻧﺴﺎﻛﻦ ﺍﻟﻈﹼﻠﻤﺎﺀ.
65
ﻓﺠﺮ ﻟﻘﺪﺍﺳﺎﺕ ﺩﺍﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﺑﺂﺛﺎﺭ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ ﺇﱃ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ
)ﱂ ﻧﺬﻫﺐ ﺃﺑﻌﺪ. ﱂ ﻧﺘﺠﺎﻭﺯ ﺣﺘﻰ ﰲ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﺟﺪﺍﺭ ﺍﳌﻌﺒﺪ(.
66
ﻭﺃﻋﻄﻰ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﲦﻦ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ،ﻭﺳﻮﺍﺭ ﺧﻄﻴﺒﺘﻪ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻭﻣﺮﺍﻭﺩﻫﺎ ﺍﳌﻸﻯ ﺑﻔﺘﺎﺕ ﺍﳌﺴﻚ .ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺼﻤﺖ .ﻭﺣﺎﻭﻝ ﻗﻄﻒ ﲦﺎﺭ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﻭﺃﲦﺎﺭ ﺍﳌﻮﺕ .ﻟﻜ ﻦ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻏﺎﺑﺖ .ﺃﻃﺒﻘﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻏﺎﺑﺖ .ﻭﻣﺎ ﺗﺮﻛﺖ ﻏﲑ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﳌﻜﺴﻮﺭ ﺷﻈﺎﻳﺎ ﰲ ﺍﻷﺭﺟﺎﺀ ﻭﻏﲑ ﲦﺎﺭ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﻭﺃﲦﺎﺭ ﺍﳌﻮﺕ. "ﻟﻐﺔ ﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ .ﻓﺠﺮ ﻟﻘﺪﺍﺳﺎﺕ ﺩﺍﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞﺑﺂﺛﺎﺭ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ .ﺃﺳﺮﺍﺏ ﻋﺼﺎﻓﲑ ﻟﻘﺒﻮﺭ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ .ﻭﻓﺮﺍﺩﻳﺲ ﻣﻐﻠﹼﻘﺔ .ﺗﻠﻚ ﺑﻘﺎﻳﺎﻙ". ﻗﺎﻝ ﳍﺎ .ﻭﺃﻃﺒﻖ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ. ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻪ: "ﺇﻧﻲ ﻻ ﺃﻓﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻭﻻ ﺃﻋﺮﻓﻪ". ...ﻭﲤﻨﺖ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﺑﲔ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ،ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍ ﺗﺮﺣﻞ ﰲ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﺇﱃ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻵﺧﺮ .ﻭﲤﻨﺖ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺜﻞ ﺻﻐﺎﺭ ﺍﻟﻄﹼﲑ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﹼﲑ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ .ﻭﻃﻮﻗﻬﺎ. "ﺃﻧﺖ ﺇﻻﻫﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻷﻣﺮ". "ﻭﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ" .ﻗﺎﻟﺖ" :ﺃﺃﻛﻮﻥ ﺃﻧﺎ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ،ﻭﻓﺎﺗﻨﺔﺍﳌﻨﺤﺪﺭﺍﺕ؟ ﺃﺃﻛﻮﻥ ﺻﺒﺎﺣﻚ ،ﺃﻡ ﺻﺒﺢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻵﺧﺮ؟ ﻗﻠﹼﻲ ﻳﺎ ﺃﲨﻞ ﺃﻃﻴﺎﺭ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻳﺎ ﻃﲑﻱ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ".
67
ﱐ ﺍﳌﻠﻤﺲ ...ﻭﺗﺴﺎﻗﻄﺖ ﺍﻷﺛﻮﺍﺏ .ﻭﺍﻧﻜﺸﻔﺖ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﳉﺴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺍ ﹼ ﰲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻄﹼﲑ .ﻭﻃﺎﺭﺕ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺕ ﻃﻴﻮﺭ .ﻭﳕﺖ ﲢﺖ ﻣﺰﺍﺭﻳﺐ ﺍﻟﺴﻘﻒ ﻧﺒﺎﺗﺎﺕ ﻭﺣﺸﺎﺋﺶ .ﻭﺍﻧﺪﺍﺣﺖ ﺃﻃﻮﺍﻕ ﻭﺑﻮﺍﺭﻳﺪ ﺭﺧﺎﻡ. ﻭﺍﳓﻠﹼﺖ ﻟﻴﻼﺕ ﺳﻮﺩ ﰲ ﻳﻮﻡ ﻣﺸﻤﺲ .ﻭﺗﻐﻠﻐﻞ ﰲ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﳌﻨﻘﻮﻉ ﲟﺎﺀ ﺍﳉﻨﺲ ﻭﺃﲞﺮﺓ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ. "ﺃﺗﺪﺭﻱ؟" .ﻗﺎﻟﺖ" :ﺳﻮﻑ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺑﺎﻩ ،ﻭﺳﻮﻑ ﺃﺳﺠﻠﻪﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻵﺧﺮ .ﻓﻘﻠﹼﻲ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﲰﻴﻪ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻄﹼﻠﻖ؟ ﻭﻗﻠﹼﻲ ﻛﻴﻒ ﺃﻧﺎﺩﻳﻪ؟". ﻭﱂ ﳛﺪﺙ ﺷﻲﺀ .ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﰲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﺗﻐﻴﺐ ﻛﻌﺎﺩﺎ. ﻭﺍﻟﻄﹼﲑ ﻳﻈ ﹼﻞ ﻳﻔﻜﹼﺮ ﰲ ﻗﻄﻒ ﲦﺎﺭ ﺍﳌﻮﺕ ﻭﺃﲤﺎﺭ ﺍﻟﻮﻫﻢ .ﻳﻈ ﹼﻞ ﻳﻠ ﻢ ﺷﻈﺎﻳﺎ ﺚ ﺧﻴﻮﻝ ﺍﻟﻐﻴﻢ. ﺍﻟﺒﻠﹼﻮﺭ ﺍﳌﻜﺴﻮﺭ ،ﻭﳛ ﹼ ﺁﺛﺎﺭ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﲢﻔﺮ ﺻﺨﺮ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﺮﺍﻛﺪ ﺃﺳﻔﻞ ﻫﺬﻱ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ .ﻭﺪﻫﺪ ﺃﺟﺴﺎﺩ ﺍﻟﻄﹼﲔ .ﺃﻧﻰ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﲑ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﺍﻟﻴﺎﺕ ﺗﻄﺮﺡ ﺃﻋﻨﺎﺑﺎ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻛﻮﺍﻥ ﲣﺮﺝ ﻣﻦ ﻫﻴﺂﺕ ﺍﻟﻄﹼﲔ .ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺗﺴﲑ ﻓﺘﺄﺗﻠﻖ ﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﻭﻳﺄﺗﻠﻖ ﺍﻟﻄﹼﲔ.
68
ﻣﺪﻳﺢ ﳋﺒﻂ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﺍﻟﻄﹼﺎﺋﺮ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﻱ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪ ﺍﳉﺒﻞ ﺇﱃ ﺃﳎﺪ ﻧﺎﺻﺮ
ﺺ ﺳﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﺠﻤﺔ. ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ .ﻭﺃﻟﻘﻰ ﻓﻮﻕ ﻣﺴﻼﹼﺕ ﺍﳉ ﻭﺃﺿﺎﺀ ﳍﺎ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ .ﻭﻗﺮﺎ.
69
)ﺃﻧﺖ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﻨﺠﻤﺔ .ﺃﻧﺖ ﺍﳋﺎﻟﻘﺔ ﺍﻵﻥ ،ﻭﺃﻧﺖ ﺍﻟﻐﻴﻤﺔ ،ﺃﻧﻰ ﻳﺘﻌﺒﺪ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻼﺕ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﺭﻋﺎﺓ ﺍﳌﺎﻋﺰ ،ﺃﻭ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺇﻳﺎﺏ ﺍﳋﻴﻞ. ﻭﺃﻧﺖ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻏﺎﻝ ﳚﺮﻭﻥ ﻧﻮﺍﻗﻴﺲ ﺍﻟﺬﹼﻛﺮ ﻭﺃﺩﻋﻴﺔ ﺍﻷﻃﻼﻝ .ﻭﺃﻧﺖ ﺑﻮﺍﺑﺎﺕ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﺑﻌﺾ ﳓﺎﺗﺎﺕ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺴﺎﻗﻂ ﺁﻥ ﺍﳋﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﹼﲔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻖ ﰲ ﺇﺻﺒﻌﻚ ﺍﻷﻳﺴﺮ .ﻭﺫﺍﻙ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﳌﺘﺪﻓﹼﻖ ﻣﻦ ﻗﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﺍﻟﻌﺎﱄ ،ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻟﻌﺎﱄ ،ﻛﺎﻥ ﺧﻴﺎﻻ ﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﻫﻴﺄﺕ ﻟﻪ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﻭﻏﻤﻐﻤﺔ ﺍﻷﻋﺮﺍﻕ .ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﻭﻓﹼﺮﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺪﺍﺱ ﺍﳍﺎﺋﻢ ﰲ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﺍﻟﺮﻳﺢ ،ﻭﻛﻮﻧﺖ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻹﺷﺮﺍﻕ(. ﻭﺃﺣﺎﻁ ﻣﻌﺎﺻﻤﻬﺎ ﺑﻴﺪﻳﻪ. ﻭﻏﻄﹼﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻨﺠﻤﺔ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ. ﻫﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﺃﺗﺴﺎﻣﻰ ﻭﺁﺧﺮ ﺻﻮﺕ ﻣﻔﺘﻮﻥ ﲝﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﹼﻠﻖ ﳚﻲﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﻈﹼﻠﻤﺎﺀ ،ﻳﻀﻲﺀ ﺃﺳﺎﻃﲑ ﺍﳉﺴﺪ ﺍﳌﺘﻮﺣﺪ ،ﻭﻳﻀﻲﺀ ﺑﻴﻮﺗﺎﺕ ﺍﳋﻠﻖ .ﺃﺟﻠﺲ ﻭﺣﺪﻱ .ﺃﲤﻠﹼﻰ ﻛﺎﻟﺮﺍﻫﺐ ﺃﻳﻘﻮﻧﺎﺕ ﺍﳋﻠﻖ .ﺃﺗﻐﻠﻐﻞ ﺑﲔ ﻣﺴﺎﻡ ﺍﳊﺠﺮ ﺍﳌﺮﺻﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﻮﺍﺭ. ﺃﺗﺄﻣﻞ ﺪﺍ ﻳﱪﺯ ﻣﻦ ﺧﻠﻞ ﺍﻟﺜﹼﻮﺏ ﻭﻳﻀﺎﺀ ﺑﺪﻓﻖ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ .ﺃﺭﺻﺪ ﺷﺒﺎﻙ ﺍﳉﺎﺭﺍﺕ .ﺃﺗﺴﻤﻊ ﺧﻄﻮ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻳﺄﰐ ﰲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﻣﺜﻠﻲ.
70
ﺃﺳﺄﻝ: "ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻵﺧﺮ.ﻳﺎ ﻣﺎﻟﻜﱵ. ﺇﻧﻲ ﺃﲤﺰﻕ ﰲ ﺍﻟﻈﹼﻠﻤﺎﺀ ﻭﺣﻴﺪﺍ. ﺇﻧﻲ ﺃﻋﻮﻱ". ﻭﳚﻲﺀ ﺍﻟﺼﻮﺕ: "ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﰲ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ؟".ﻭﺃﲰﻊ ﻃﺮﻗﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺧﻔﻴﻔﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﻃﺮﻕ ﺍﻣﺮﺃﰐ. ﺃﺗﺴﺎﺀﻝ: "ﻫﻞ ﺃﻓﺘﺢ؟".ﻭﺃﺩﻳﺮ ﺍﻟﺒﺎﺏ .ﻭﺗﺪﺧﻞ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻌﺎﱄ .ﺗﺴﺄﻟﲏ ﻋﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻗﻠﺖ ﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﻨﺠﻤﺔ ،ﻋﻦ ﺃﻭﻝ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺼﻴﻒ ،ﻋﻦ ﺷﺠﺮ ﻣﻜﺴﻮﺭ ﻗﺮﺏ ﺑﺮﻭﻕ ﺍﻷﻣﺲ ،ﻋﻦ ﺭﺣﻢ ﻛﺎﻥ ﻭﻟﻮﺩﺍ ،ﻭﺗﺴﺄﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻨﻲ .ﻭﲤﻀﻲ ﻛﺎﻟﻄﹼﻴﻒ ﺍﻟﻀﺎﺋﻊ ﰲ ﺻﺒﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ .ﺃﺗﺄﻣﻞ ﰲ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺧﻄﺎﻫﺎ. ﻭﺃﻗﻮﻝ: "ﻛﻼﻧﺎ ﻳﺮﻓﻞ ﰲ ﻣﺎﺀ ﺍﳌﻮﺕ ﻭﺣﻴﺪﺍ ،ﻳﺎ ﺳﻴﺪﰐ.ﻭﻛﻼﻧﺎ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻏﲑ ﺣﺮﻳﺮ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻷﺳﻔﺎﺭ".
71
ﻛﺎﻥ ﺳﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﺠﻤﺔ ﻣﺼﻨﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﻋﻮﺩ ﺍﻟﺴﺮﻭ ﺍﻟﻴﺎﺑﺲ ،ﻭﻣﺸﺪﻭﺩﺍ ﻱ ﺍﳌﺎﺋﻞ ﳓﻮ ﺍﻟﺼﻔﺮﺓ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻷﻭﺗﺎﺩ ﺇﱃ ﻋﻤﺪﺍﻥ ﺍﻟﺴﻘﻒ ﺍﳊﺠﺮ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﺍﻟﻘﺎﺋﻆ .ﻛﺎﻥ ﺻﻐﲑﺍ ﻓﻮﻕ ﻣﺴﻼﹼﺕ ﺍﳉﺺ ،ﻭﳏﺎﻃﺎ ﺑﺮﺫﺍﺫ ﺍﻟﻌﺎﺝ .ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﳌﺴﻘﻮﻑ ﺑﺄﺭﻭﺍﺡ ﺍﳌﻮﺗﻰ ﻳﺘﻬﺎﺩﻯ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ. ﻛﺎﻥ ﺻﻐﲑﺍ ،ﻟﻜﻨﻲ ﻣﻦ ﺷﺮﻓﺘﻪ ﻛﻨﺖ ﶈﺖ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﻳﻌﱪ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺍﳌﻮﺕ. ﻭﻳﻬﻮﻱ .ﻭﶈﺖ ﺷﺮﺍﻋﺎﺕ ﻳﻠﻔﺤﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺢ ،ﻭﻗﺪﻭﺩ ﻧﺴﺎﺀ ﺗﺮﻓﻞ ﰲ ﺍﻟﻈﹼﻠﻤﺎﺀ.
72
ﺩﻛﻨﺔ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﳌﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺇﱃ ﳏﻤﺪ ﺑﻨﻴﺲ
ﻛﻨﺎ ﲢﺖ ﻗﺒﺎﺏ ﺻﻔﺮ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺩﺭﺏ ﻣﺴﻘﻮﻑ ﺑﺎﻵﺟ ﺮ ﻭﺃﻋﺬﺍﻕ ﺍﻟﻨﺨﻞ .ﻛﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﰲ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﻏﲑ ﻓﻨﺎﺀ ﺍﳉﺎﻣﻊ ،ﻗﺮﺏ ﺣﻮﺍﻧﻴﺖ ﺍﻟﺘﻤﺮ، ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺪﻛﻨﺔ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺣﻴﺚ ﺍﳌﺮﺁﺏ ﺍﳌﻜﺴﻮﺭ ﻭﺣﻴﺚ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺍﳌﻨﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺣﺠﺎﺭ.
73
ﻗﻠﺖ ﻭﻛﻨﺎ ﻧﻮﻗﺪ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺒﺪﺀ" :ﺃﺣﺐ ﺍﻟﻄﹼﲔ ،ﺭﻭﺍﺋﺤﻪ ،ﳕﺶ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺇﺫ ﻄﻞ ﻧﻮﻕ ﺧﺮﺍﻓﺎﺕ ،ﻛﺜﺒﺎﻥ ﺭﻣﺎﻝ ﻭﺃﻓﺎﻭﻳﻪ" .ﻭﻗﻠﺖ: "ﺃﺣﺐ ﺑﺮﻳﺪ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ،ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻌﻄﺮ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﻷﺳﻄﺮ ،ﺣﻨﻮ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﺍﳌﺪﻋﻮﻙ ﲟﺴﻚ ﺍﻟﺼﺪﺭ ،ﺗﻼﻝ ﺍﻟﺮﻏﻮﺓ ﺇﺫ ﺗﺪﺧﻞ ﻗﺪﺍﺱ ﺍﳉﺴﺪ ﺍﳌﺮﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﻌﺎﻥ ﺍﻟﺼﻔﺮ ﻫﻨﺎﻙ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺩﺭﺏ ﻣﺴﻘﻮﻑ ﺑﺎﻵﺟﺮ ﻭﺃﻋﺬﺍﻕ ﺍﻟﻨﺨﻞ". ﻭﻭﺻﻠﻨﺎ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻹﺳﺒﺎﱐ .ﻭﶈﻨﺎ ﺃﺛﺮ ﺍﳌﺎﻋﺰ ﻳﻨﺤ ﹼﻞ ﻋﻦ ﺍﳊﺠﺮ ﺍﳌﺮﺻﻮﻑ ،ﻭﺁﺛﺎﺭ ﺳﻨﺎﺑﻚ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﺗﺘﺮﻯ ﰲ ﺍﻟﻈﹼﻠﻤﺔ ،ﻭﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷﺭﺽ .ﻗﻠﺖ" :ﺳﻨﺠﺘﺎﺯ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻹﺳﺒﺎﱐ .ﻭﺳﻴﻄﻌﻤﻨﺎ ﺍﻷﻫﻞ ﺟﺪﺍﺀ ﺧﺮﺟﺖ ﻟﻠﺘﻮ ﻣﻦ ﺍﳊﺠﺮ ﺍﳌﺮﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﻮﺍﺭ .ﻭﺳﻴﺄﺧﺬﻧﺎ ﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ ﺇﱃ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻷﺭﺽ" .ﻭﻗﻠﺖ" :ﺳﻨﺒﲏ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺑﻴﺖ ﺍﻟﻈﹼﻠﻤﺎﺀ .ﺳﻨﻜﻮﻥ ﺃﻟﻴﻔﲔ ﻛﺄﳎﺎﺩ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻭﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ .ﻭﻧﻜﻮﻥ ﻷﺟﺴﺎﺩ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﻟﺒﺎﺳﺎ". ﺖ ﺍﻷ ﻭ ﹶﻝ ]ﺍﻟﻌﺸﺐ ﺍﻟﻄﹼﺎﻟﻊ ﻣﻦ ﲢﺖ ﺍﻟﻘﻴﻌﺎﻥ ...ﺩﺧﻠﻨﺎ .ﻛﻨ ﺗﻜﺴﺮ ﲢﺖ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺍﻟﻴﻤﲎ[ ﻛﻨﺖ ﺍﻷﻭﻝ .ﺃﻋﻄﻴﺖ ﲰﺎﺀﻙ ﻟﻠﻈﹼﻠﻤﺔ، ﻭﻳﺪﻳﻚ ﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺍﻟﺒﻴﺖ .ﻭﺷﺮﺩﺕ ﻃﻴﻮﺭ ﺍﳌﻮﺕ .ﻭﻛﻨﺖ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﹼﻴﻠﺔ .ﺗﺮﻛﺖ ﻭﺭﻭﺩﺍ ﻓﻮﻕ ﺷﺒﺎﺑﻴﻚ ﺍﻟﺪﻭﺭ .ﻭﻛﻨﺖ ﻛﻤﺎ ﺍﻋﺘﺪﺕ ﻫﻮﺍﺋﻴﺎ ﻗﻠﻘﺎ .ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺇ ﹼﻻ ﺍﺍﻷﲰﺎﺀ .ﺗﻜﺘﺐ ﻋﻦ ﺳﺒﺘﻤﱪ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺸﻬﺮ 74
ﺍﻟﻨﻬﺮﻱ ،ﻭﻋﻦ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﺍﻟﻌﺎﺭﻳﺘﲔ ﺍﳋﺎﺭﺟﺘﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ .ﺗﻜﺘﺐ ﻋﻦ ﺳﺒﺘﻤﱪ ،ﻋﻦ ﻗﻄﺮﺍﺕ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﻧﺪﻓﺎﺕ ﺍﻟﺜﹼﻠﺞ .ﻭﺮﺏ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﱯ ﻭﺃﻗﺮﺍﻁ ﺍﻟﻈﹼﻠﻤﺔ .ﺮﺏ ﻣﻦ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﳊﺮﺙ، ﺍﳌﺸﺪﻭﺩﺓ ﻟﻠﺒﺎﺏ ﺍﳋﺸ ﻭﻣﻦ ﺃﻟﻮﺍﺡ ﺍﻟﺴﺎﺗﺮ ﺫﺍﻙ ﺍﳌﺸﺪﻭﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺮﺻﺎﺕ ﺍﳌﺴﺮﻭﻗﺔ ﻣﻦ ﺣﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺍﺭ .ﺮﺏ ﻣﻦ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ،ﺫﺍﻙ ﺍﳌﻨﻘﻮﻉ ﺑﺪﻑﺀ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻭﻗﺪﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ .ﺮﺏ ﻣﻦ ﺃﺳﺘﺎﺭ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻭﻣﻦ ﺑﺮﻛﺎﺕ ﺍﳊﻨﻄﺔ .ﺮﺏ ﻣﻦ ﺷﺠﺮ ﺍﻟﺘﻔﹼﺎﺡ ﻭﻣﻦ ﲦﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ .ﻭﺗﻈ ﹼﻞ ﲣﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻑ ﺍﻷﳝﻦ .ﻭﺗﻈ ﹼﻞ ﺗﺴﺎﺋﻠﲏ ﱐ ﺍﳌﺘﺮﻭﻙ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﺸﺎﺏ ﺍﻟﺮ ﺍﻹﺳﺒﺎ ﹼ ﻋﻨﻪ .ﻭﺗﺼﺮﺥ .ﻭﺃﻇ ﹼﻞ ﺃﻗﻮﻝ" :ﲤﻬﻞ .ﻓﺘﺤﺖ ﻗﺒﺎﺏ ﺍﻵﺟﺮ ﺳﻨﻠﻘﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺴﻮﺭ .ﺳﻨﺮﺍﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﻄﹼﲔ ،ﻭﰲ ﳕﺶ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺇﺫ ﺗﺘﺠﻠﹼﻰ .ﻭﻧﺮﺍﻫﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺍﻷﻭﺻﺎﻑ .ﲤﻬﻞ .ﻓﺨﻠﻒ ﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﺍﳌﺪﻻﺓ ﻣﻦ ﺍﻵﻓﺎﻕ ﺳﻨﻠﻘﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺣﺎﻣﻠﺔ ﺳﺮ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ ﻭﻗﺎﺩﻣﺔ ﲢﺖ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ .ﲤﻬﻞ .ﻓﻬﻨﺎﻙ ]ﻭﺳﺮﻧﺎ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﻋﺘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻣﻦ ﺧﺸﺒﺎﺕ ﺍﻟﺮﻑ ﺍﻷﳝﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺴﻴﻒ[ ﻫﻨﺎﻙ ]ﻭﻛﻨﺎ ﻗﺮﺏ ﺍﳌﻘﻌﺪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺒﺎﺏ[ ﻫﻨﺎﻙ ]ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻑ ﺍﳌﺮﺁﺓ ﺍﻷﻳﺴﺮﺣﻴﺚ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺻﻮﺭﺎ ﺍﳌﺨﺒﻮﺀﺓ ﰲ ﺃﻃﺮ ﺍﳉﺺ ﻭﺣﻴﺚ ﺍﻟﺸﻤﻌﺔ[ ﻫﻨﺎﻙ ]ﻭﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺗﻨﺸﺐ ﺃﻇﻔﺎﺭ ﺍﻹﻏﻮﺍﺀ[ ﺟﻠﺴﻨﺎ .ﺃﻧﺎ ﻓﻮﻕ ﻣﻼﺀﺍﺕ
75
ﻭﺷﺮﺍﺷﻒ ﻭﻏﻄﺎﺀﺍﺕ ﺻﻮﻓﻴﺔ ﻭﺃﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﻙ ﺍﳌﻘﻌﺪ ،ﺫﺍﻙ ﺍﳌﻜﺴﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﹼﺮﻑ ﺍﳌﺴﻨﻮﺩ ﺇﱃ ﺍﳊﺎﺋﻂ". ﻭﻫﻨﺎﻙ ﲰﻌﻨﺎ ﺍﻟﺼﻮﺕ) .ﻛﻨﺎ ﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﺗﺮﻛﺾ ﰲ ﺃﺳﺪﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ .ﻭﻛﻨﺎ ﻻ ﻧﻔﻬﻤﻪ .ﺃﻋﻄﻴﻨﺎﻩ ﺃﺻﺎﺑﻌﻨﺎ ﻭﺑﺮﻭﻕ ﻋﻨﺎﺻﺮﻧﺎ ﻭﻭﻫﺒﻨﺎﻩ ﺍﻷﺣﺮﻑ ﻭﺍﳊﺮﻛﺎﺕ .ﻭﻛﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻪ(. ﻱ ﺍﻟﺴﺎﻛﻦ ﻓﻴﻨﺎ ﻟﻮﻻ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺷﺒﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﻨﺴﻮ ﻟﺜﻐﺘﻪ ﰲ ﻧﻄﻖ ﺍﻟﺮﺍﺀ ﻭﺍﳍﻤﺲ ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ﰲ ﻧﻄﻖ ﺣﺮﻭﻑ ﺍﻟﻠﹼﻐﺔ ﺍﻬﻮﺭﺓ. ﻭﺭﺃﻳﻨﺎ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺃﺧﲑﺍ .ﺭﺃﻳﻨﺎﻫﺎ ﲢﻤﻞ ﺃﻛﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻭﲢﻤﻞ ﺻﻮﺭﺓ ﺑﻨﺖ ﻣﻴﺘﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺗﻨﺎﻡ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻹﺳﺒﺎﱐ ﻭﺗﻔﺘﺢ ﻟﻠﺴ ﺮ ﻧﻮﺍﻓﺬﻫﺎ ﺍﳌﺴﻘﻮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻌﻄﺮ ﻭﺃﺧﻼﻁ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﻭﺻﻨﺪﻝ ﻏﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﺮﺍﻛﺪ ﰲ ﺃﺳﻔﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ .ﺭﺃﻳﻨﺎﻫﺎ ﻭﻧﺴﺎﺀ ﻟﻴﻠﻴﺎﺕ ﺗﻌﱪ ﺃﻛﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﻭﺗﻌﻄﻲ ﻟﻠﻐﻴﻢ ﺃﺻﺎﺑﻌﻬﺎ ﻭﻟﻠﻈﹼﻠﻤﺎﺕ ﺃﻇﺎﻓﺮﻫﺎ) .ﻛﺎﻧﺖ ﺮﺍ ﺿﻮﺋﻴﺎ ﻳﻌﱪ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ() .ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺭﺿﺎ ﻟﺬﻫﻮﻝ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺇﻧﺎﺀ ﻳﻌﺼﺮ ﲬﺮ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﻓﻴﻪ ﻭﺃﻋﻨﺎﺏ ﺍﻷﲰﺎﺀ(. ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﻗﻤﺎﺭﺍ ﲣﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻣﻌﺎﻃﻔﻬﺎ ﺍﳌﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻨﺒﺎﺕ ﺍﶈﻔﻮﺭﺓ ﻭﳒﻮﻣﺎ ﺗﺮﻓﻞ ﰲ ﺃﻃﻴﺎﻑ ﺯﺭﻕ ﻭﺑﺪﺍﺋﻪ ﺧﺎﺭﻗﺔ .ﻭﶈﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﻈﹼﻠﻤﺔ ﺪﺍ ﻳﱪﺯ ﰲ ﺃﻋﻄﺎﻑ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻭﺟﺪﺍﺋﻞ ﺗﻨﺤ ﹼﻞ ﻭﺗﺴﻘﻂ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻠﹼﻮﺡ ﺍﳌﺼﻘﻮﻝ ﻭﺗﺄﺧﺬﻫﺎ ﺍﻟﺮﻳﺢ .ﻭﺷﻔﺎﻫﺎ ﺗﻮﺭﻕ ﻭﻋﻴﻮﻧﺎ ﻣﺎﺋﻴﺎﺕ ﺗﻨﺤ ﹼﻞ
76
ﺼﻮﺭﺓ .ﻭﺭﺃﻳﻨﺎ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻳﺪﺍﺭ ﻭﺍﻟﻨﻤﺶ ﺍﻷﲰﺮ ﻳﻨﺜﺮ ﻭﺗﻨﻬﺾ ﰲ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟ ﺺ .ﻭﻗﻠﻨﺎ" :ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺷﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺴﺪ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪ ﻣﻦ ﺃﻃﺮ ﺍﳉ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻻ ﻳﻄﻔﺊ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺮﻭﺡ] .ﻭﻛﻨﺎ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻥﹼ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻳﻄﻔﺊ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺮﻭﺡ[" .ﻭﺃﺿﻔﺖ ﻭﺣﻴﺪﺍ" :ﺳﻨﻌﱪ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺕ ﺇﱃ ﻣﻮﺕ ﺁﺧﺮ ﺃﲨﻞ .ﻭﺑﻌﺪ ﻣﻼﻳﲔ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﺳﻨﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﺴﻮﺭ. ﻭﻳﺄﺧﺬﻧﺎ ﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ ﺇﱃ ﺃﺭﺽ ﻋﺬﺭﺍﺀ ﲤﺎﻣﺎ". ﻛﺎﻥ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻗﻠﻘﺎ) .ﻭﳓﻦ ﻧﻐﺎﺩﺭ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ( .ﻛﺎﻥ ﻣﻠﻴﺌﺎ ﺑﻈﻼﻝ ﺍﳌﻮﺕ ﻭﺁﺛﺎﺭ ﺍﳌﺮﺃﺓ) .ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻟﺴﺎﻃﻊ ﰲ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﳊﻲ ﺭﻣﺎﻩ ﺍﻟﺼﺒﻴﺔ ﺑﺎﳊﺠﺮ() .ﻭﻣﺮﺭﻧﺎ( .ﻣﻮﺗﻮﺭﺍ ﻛﺎﻥ ﻭﻣﺴﻜﻮﻧﺎ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮﺍﻑ ﻭﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ. ﺃﺷﻌﻠﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﻴﺠﺎﺭ .ﻭﻣﺪﺩﺕ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﲢﺖ ﻳﺪﻳﻪ ﻟﲑﺳﻞ ﺃﻃﻴﺎﺭ ﺍﳊﺰﻥ ﻭﻳﻄﻠﻖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻨﻘﺎﺀ ﺍﳌﻮﺗﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﻗﻤﻘﻤﻬﺎ .ﻗﻠﺖ: "ﻫﻼﻟﻴﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻚ ﺍﳋﺪﻡ ﺍﳌﻨﺬﻭﺭ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﺳﺘﺎﺭ ﻳﺮﻓﻞ ﲢﺖ ﻳﺪﻳﻚ .ﻭﺍﻟﺼﻤﺖ ﺗﻘﺪﺱ ﻭﺍﻧﺪﺍﺣﺖ ﺧﻠﻒ ﻋﻮﺍﺭﺿﻪ ﺍﻷﲰﺎﺀ". ﱐ ﻭﺧﻴﻮﻝ ﺍﻷﺳﺎﻃﲑ ﺗﺒﺪﻭ ﳎﺮﺍﺎ ﻭﻣﺮﺭﻧﺎ ﳓﻮ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻹﺳﺒﺎ ﹼ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ .ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺟﻠﺴﻨﺎ ﻓﻮﻕ ﻗﺒﺎﺏ ﺻﻔﺮ ﰲ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺪﺭﺏ ﺍﳌﺴﻘﻮﻑ ﺑﺂﺟ ﺮ ﺍﳊﺰﻥ ﻭﺃﻋﺬﺍﻕ ﺍﻟﻨﺨﻞ .ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺭﺍﺀ ﻓﻨﺎﺀ ﺍﳉﺎﻣﻊ ،ﻗﺮﺏ
77
ﺣﻮﺍﻧﻴﺖ ﺍﻟﺘﻤﺮ ،ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺪﻛﻨﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻨﻮﺭ ،ﻭﺣﻴﺚ ﺍﳌﺮﺁﺏ ﺍﳌﻜﺴﻮﺭ، ﻭﺣﻴﺚ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺍﳌﻨﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺣﺠﺎﺭ. ﻭﺟﻠﺴﻨﺎ ،ﺃﻧﺎ ﰲ ﺃﺳﻔﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﳌﻜﺴﻮﺭﺓ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺎﺳﻠﺖ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ،ﻭﺃﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﻙ ﺍﳌﻘﻌﺪ ،ﺫﺍﻙ ﺍﳌﺴﻘﻮﻑ ﺑﺸﺮﻓﺔ ﺖ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺑﺎﺋﻌﺔ ﺍﻷﻟﺒﺎﻥ ،ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﳊﺒﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺑﲔ ﺍﻟﺒﻴﺘﲔ .ﺳﺄﻟ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ" :ﻣﻦ ﺳﻮﻑ ﲡﻲﺀ ﺍﻵﻥ ﻭﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﺃﺳﺮﺝ ﺧﻴﻞ ﺃﺳﺎﻃﲑ ﺍﳌﻮﺕ؟ .ﻣﻦ ﺳﻮﻑ ﲡﻲﺀ ﺍﻵﻥ ،ﻭﻗﺪ ﺫﺑﻠﺖ ﻋﺘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺿﺎﻋﺖ ،ﻭﺗﺪﻟﹼﻰ ﰲ ﻫﺬﻱ ﺍﻟﻈﹼﻠﻤﺔ ﺳﺮﺏ ﳒﻮﻡ ﻣﻦ ﺷﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻭﺩﻣﺮﺕ ﺍﻷﻋﺘﺎﺏ؟ ﻣﻦ ﺳﻮﻑ ﲡﻲﺀ ﺍﻵﻥ ﻭﻗﺪ ﻏﺎﺏ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﻏﺎﺏ ﺍﻷﺻﺤﺎﺏ؟". ﻭﺳﺮﺕ ﻭﺣﻴﺪﺍ .ﻃﺮﻗﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﻴﻤﻨﺎﻙ) .ﻭﻃﺮﻗﺖ ﺃﻧﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺣﺘﻰ ﻛﻠﹼﺖ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻳﺪﺍﻱ( .ﻭﺻﺮﺧﺖ ﻃﻮﻳﻼ) .ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺖ ﺖ ﺃﻧﺎﺩﻳﻪ ﺻﺪﻳﻘﻲ) .ﻓﺠﺌ ﺑﺄﻥﹼ ﺻﺮﺍﺧﻲ ﻣﺰﻕ ﺃﺳﺘﺎﺭ ﺍﻟﻐﻴﺐ( .ﻭﻗﻠ ﺑﺄﺳﺮﻉ ﻣﻦ ﻧﺒﻀﺎﺕ ﺍﻟﺼﻮﺕ( .ﻭﻗﻠﺖ" :ﺍﺧﺮﺝ") .ﻓﺨﺮﺟﺖ ،ﻭﺻﺎﺭ ﺍﻟﱪﻕ ﻃﻠﻴﻘﺎ( .ﻭﺻﺮﺧﺖ" :ﺗﻌﺎﻝ") .ﻓﺠﺌﺖ( .ﻭﻗﻠﺖ" :ﺗﻮﺣﺪ ﰊ، ﻭﺃﺩﺧﻠﲏ") .ﻓﺪﺧﻠﺖ(] .ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﺸﻔﺔ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﰲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ .ﻓﻤﻸﺕ ﺑﺄﻃﺮﺍﰲ ﺍﻟﻀﻮﺋﻴﺔ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﺸﻔﺔ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ .ﻭﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻣﺜﲑﺍ ﰲ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ .ﻓﺘﻤﺪﺩﺕ .ﻭﻛﻨﺖ ﺍﻟﺼﺪﺭ .ﻭﺻﺮﺕ ﺩﻣﺎﺀ
78
ﺍﻷﻋﻄﺎﻑ ﻭﺃﻧﺴﺠﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ .ﻭﺗﺴﺮﺑﺖ ﺇﱃ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ﻭﺃﻇﻔﺎﺭ ﺍﻷﻳﺪﻱ. ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻟﻠﱪﻕ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﰲ ﻫﺬﻱ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺟﺴﻮﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﻭﺃﺭﻭﺍﺣﺎ ﺗﺴﻜﻦ .ﻭﲰﻌﺖ ﺧﻴﻮﻝ ﺍﻷﺳﺎﻃﲑ ﺗﻨﺤﻞﹼ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻴﻚ ،ﺣﻴﺚ ﺇﻃﺎﺭﺍﺕ ﺍﳉﺺ ﺍﳌﻜﺴﻮﺭ ﺗﻀﺎﺀ ،ﻭﺣﻴﺚ ﺍﻟﺪﻛﻨﺔ ﺗﻐﺰﻝ ﺻﻮﻑ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ،ﻭﺣﻴﺚ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻹﺳﺒﺎﱐﹼ ﺍﳋﺎﻟﺪ ﻳﺘﺄﻟﹼﻖ ﲢﺖ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ[.
79
ﻗﺪﺍﺱ ﺃﺧﲑ ﻟﺴﺎﺩﻧﺔ ﺍﳌﻌﺒﺪ ﺇﱃ ﺃﺩﻭﻧﻴﺲ
ﱂ ﺃﳊﻆ ﺁﻛﺎﻡ ﺍﻟﺰﻫﺮ ﺍﻟﻄﹼﺎﻟﻊ ﻣﻦ ﺳﺎﻟﻔﻬﺎ ﺍﳌﺮﺳﻞ ﳓﻮ ﺃﻗﺎﺻﻲ ﺍﻷﺭﺽ .ﱂ ﺃﳊﻆ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﱪﻕ ﺍﳌﺘﺴﺎﻗﻂ ﺣﻮﻝ ﺃﺻﺎﺑﻌﻬﺎ ﻭﻧﺜﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺗﻐﺮﻗﲏ ﻭﳓﺎﺗﺎﺕ ﺍﻟﻨﻮﺭ.ﱂ ﺃﳊﻆ ﺃﺑﺪﺍ ﻏﲑ ﺍﳉﻨﺔ ﺗﺴﻜﺐ ﰲ ﺇﻏﻔﺎﺀﺓ ﻋﲔ ﺣﺒﻴﱯ ﻭﺗﺪﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺄﺗﻪ ﺍﳌﺴﻜﻮﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﻄﺮ ﻭﺃﺧﻼﻁ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ .ﱂ ﺃﳊﻆ ﻏﲑ ﺑﺮﻭﻕ ﺗﺼﻬﻞ ﰲ ﺻﺤﺮﺍﺀ ﻧﺰﻋﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﻭﻧﺎﻣﺖ ﰲ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺍﻟﻐﺎﺏ.
80
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺣﺒﺎ ﺁﺧﺮ،ﱂ ﻳﻌﻬﺪﻩ ،ﻭﱂ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﻳﺪﺍﻩ. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪﻭ ﻭﺍﻟﻈﹼﻠﻤﺔ ﺗﺮﻗﺪ ﰲ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺃﺳﺮﺍﺏ ﻃﻴﻮﺭ ﻧﺎﺯﺣﺔ ﻭﺳﻴﻮﻝ ﻣﻴﺎﻩ .ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻭﺭﻕ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﳐﻄﻮﻑ ،ﻭﲰﺎﻭﺍﺕ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﺗﺼﻬﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻛ ﹼﻞ ﺟﻴﺎﺩ ﺍﻟﱪﻕ ،ﻭﻛ ﹼﻞ ﺷﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﳌﻠﻔﻮﺣﺔ ﺑﺎﻟﺸﻤﺲ .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺑﻴﺘﺎ ﳊﻀﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺮﺍ ﳐﺒﻮﺀﺍ ﲢﺖ ﺑﺮﻭﻕ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ. ﻓﺘﺤﺖ ﳍﺎ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ) .ﻛﺘﻔﺎﻫﺎ ﺍﺻﻄﺪﻣﺎ ﲟﺴﺎﻣﲑ ﺩﻗﹼﺖ ﰲ ﺍﻷﻟﻮﺍﺡ ﻭﰲ ﺃﻗﺮﺍﻁ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ( .ﻭﺃﺷﺮﺕ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ،ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺸﺪﻭﺩﺓ ﲞﻴﻮﻁ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ .ﻭﺗﺒﺎﺩﻟﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ .ﻗﺎﻟﺖ: "ﺃﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﺒﺖ ،ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﺷﻌﻠﺖ ﳍﺎ ﺍﻟﻘﺪﺍﺱ ﻭﻫﻴﺄﺕ ﺍﳌﻌﺒﺪ؟" ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ" :ﺃﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﻌﺒﺪ؟". ﻭﺟﻠﺴﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﻗﺮﺏ ﺇﻧﺎﺀ ﺃﺻﻔﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻲ ﺗﻠﻘﻲ ﻓﻴﻪ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺍﳋﻀﺮﺍﻭﺍﺕ ﻭﺃﺟﺰﺍﺀ ﺍﳋﺒﺰ ﺍﻟﻴﺎﺑﺲ .ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ، ﻭﺣﻴﺚ ﺍﻟﻌﺸﺐ ،ﶈﻨﺎ ﻇ ﹼﻞ ﺟﺴﻴﻤﺎﺕ ﻭﺑﻘﺎﻳﺎ ﺗﺼﻮﻳﺖ ﻧﺎﺀ ﻳﺄﰐ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﺠﺮﺍﺕ .ﻭﲰﻌﻨﺎ ﻭﻗﻊ ﻏﻴﻮﻡ ﻓﻮﻕ ﻧﺜﺎﺭ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ،ﻭﺳﺤﺎﺑﺎ ﻳﻬﻄﻞ ﻓﻮﻕ ﻋﺮﻭﻕ ﺍﻟﻌﺸﺐ ،ﻭﻣﺎﺀ ﻳﻨﻬ ﹼﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﻛﺮﺓ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ،ﻭﺃﺳﺮﺍﺏ ﳒﻮﻡ ﻂ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ. ﺗﻨﻬﺾ ﻣﻦ ﻣﺮﻗﺪﻫﺎ ﻭﲢ ﹼ
81
ﱂ ﺃﺗﻜﻠﹼﻢ. ﱂ ﺃﻓﺘﺢ ﺃﻗﻔﺎﺹ ﺍﻟﺼﻤﺖ. ﻭﻣﺎ ﻓﻜﹼﺮﺕ ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻓﻜﹼﺮ ﻗﺒﻞ ﺍﻵﻥ. "ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺑﻴﱵ" .ﻛﺪﺕ ﺃﻗﻮﻝ ،ﻭﻟﻜﻨﻲ ﻓﺘﺤﺖ ﺷﺒﺎﺑﻴﻚ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ ﻋﻦ ﺁﻛﺎﻡ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ .ﻭﳘﻬﻤﺖ" :ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﻧﻮﺭ ﻳﺄﺧﺬﱐ ﻭﻳﻄﲑ" ...ﻭﶈﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻈﹼﻠﻤﺔ ﺃﻣﻮﺍﺟﺎ ﺗﻜﺴﺮ، ﻭﻋﻮﺍﺻﻒ ﺃﻧﻮﺍﺀ ﺗﺘﺮﻯ ،ﻭﺭﻣﺎﻻ ﻳﺬﺭﻭﻫﺎ ﺍﻟﺮﻳﺢ .ﻭﶈﺖ ﻫﻼﻻ ﻳﻌﱪ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ ﻣﻜﺘﺌﺒﺎ ،ﻭﳒﻮﻣﺎ ﺗﺒﻜﻲ ،ﻭﺇﻻﻫﺎ ﳛﻤﻞ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺍﻷﺣﺮﻑ ،ﻭﻏﻴﻮﻣﺎ ﺗﻠﺒﺲ ﺑﺮﻧﻮﺱ ﺍﻟﺼﻮﻑ ،ﻭﺗﺮﻗﺪ ﺭﺍﺿﻴﺔ ،ﻭﲰﻌﺖ ﺻﺮﻳﺮ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﺍﳌﻘﺮﻑ. ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﻌﻴﺪﺍ) .ﻟﻦ ﻧﺬﻫﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ() .ﻭﻟﻦ ﻧﺬﻫﺐ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﹼﺎﱐ() .ﺳﺘﺒﻘﲔ ﻣﻌﻲ() .ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻥ ﻧﺘﻌﺎﺭﻑ ،ﻭﺃﻥ ﻧﺼﺮﺥ ﻳﺎ ﺃﺎﺭ ﻛﻮﱐ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺳﺮﻳﺮ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻭﺍﳓﺪﺭﻱ، ﻛﻮﱐ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺍﻟﺸﺠﺮ ،ﻭﻛﻮﱐ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ(. )ﻭﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﹼﺎﱐ ﺳﻮﻑ ﻧﺰﻭﺭ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﺒﺎﻳﺎﺕ ،ﻭﻧﻘﺮﺃ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺒﺪﻭ ﺍﻟﺮﺣﻞ ،ﻭﻧﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻌﺘﺒﺎﺕ ﺍﳌﻜﺴﻮﺭﺓ ﺳﺮﺩ ﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﺔ(.
82
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﻛﻢ ﺷﺮﺩ ﺃﻃﻴﺎﺭ ﺍﳌﻮﺕ ﻟﻴﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﻌﺒﺪﻫﺎ، ﻭﳝﻴﺖ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﺍﳌﺰﺭﻭﻋﺔ ﰲ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﰲ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﳉﺴﺪ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ .ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﰲ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺣﺪﻳﺚ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﲣﻄﻴﻄﺎﺕ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ. ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺑﺪﺍ ،ﻭﻳﻨﺎﺑﻴﻊ ﺭﺅﻯ ،ﻭﻣﺰﺍﺭﻉ ﺇﺷﺮﺍﻗﺎﺕ ،ﻭﺑﺬﻭﺭ ﺿﻴﺎﺀ ﻳﻌﻠﻮ. ﻗﺎﻟﺖ" :ﺳﻮﻑ ﺃﻛﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺃﺭﺿﺎ ﰲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ،ﺑﺌﺮ ﻣﺼﺎﺑﻴﺢ ﳐﺒﻮﺀﺍ ﰲ ﻗﻠﺐ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ .ﻭﺳﺘﺘﺮﻛﲏ ﻋﻨﺪ ﺎﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻄﺮ ،ﻭﻗﺒﻞ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺳﻄﺮ ﺁﺧﺮ". "ﺳﻮﻑ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﺣﻴﺪﺍ". " ..ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻏﲑﻱ ﺳﺘﺄﺧﺬ ﻋﻤﺮﺍ ﱂ ﻳﻨﻀﺞ ﺑﻌﺪ ،ﻭﺻﺪﺭﺍ ﻓﻴﻪ ﺑﻘﺎﻳﺎﻱ ،ﻭﺃﻋﻄﺎﻓﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺍﺋﺤﱵ ،ﻭﻗﺼﺎﺋﺪ ﱂ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﺑﺪﺍ ﻛﻴﻒ ﲡﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﹼﻠﻤﺎﺀ ،ﻭﺗﺬﻫﺐ ﳓﻮ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ" .ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ" :ﻧﺎﺭ ﺧﻄﺎﻳﺎﻙ ﺕ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﺍﻛﺘﻤﻠﺖ .ﻭﺟﻠﹼﺖ ﺃﻗﻤﺎﺭﻙ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ .ﻓﺨﺬﱐ ﻭﻳﺎﻗﻮ ﻭﺃﻛﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﺬﹼﺍﺕ ﺇﻟﻴﻚ .ﻭﻋﺪﱐ ﻛﺼﻐﺎﺭ ﺍﻟﻄﹼﲑ ﺑﺒﻘﺎﻳﺎ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﺖ ﺃﻣﻚ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﻧﻴﺔ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ .ﻭﻋﺪﱐ ﺑﻠﻘﺎﺀ ﻳﺪﻳﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺴﺎﻓﺮ ﻭﺣﺪﻙ ﳐﻔﻮﺭﺍ ﺑﺎﻷﻳﻚ ﻭﺃﺟﻨﺤﺔ ﺍﻟﻐﻴﻢ".
83
ﺳﻠﻤﻰ ﻛﻌﺎﺩﺎ ﺗﻐﻨﻲ ﺐ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻋﻤﻰ ﴰﺲ ﺣﺒﻠﻰ ﻏﺎﺑﺖ .ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﺣﺪ .ﺍﳊ ﻭﻭﺣﻴﺪ .ﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻳﻌﺮﻑ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﻔﻰ ﺃﺣﺪﺍ .ﺍﻟﻜ ﹼﻞ ﻭﺣﻴﺪ .ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﻦ ﺣﺠﺮ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﻔﻰ -ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ. ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺎﰐ
84
)ﺳﻴﻨﺸﺄ ﺣﺐ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺐ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ .ﺳﺘﺠﺮﻱ ﻣﻨﻪ ﺃﻣﻄﺎﺭ ،ﻭﺃﺷﺠﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺎﻓﺎﺕ ﻗﺪ ﺗﺰﻫﺮ .ﻭﳒﻤﺎﺕ ﺻﻐﲑﺍﺕ ﺳﻴﻤﻸﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺄﻧﺪﺍﺀ ﺍﳌﺪﻯ ﺍﻷﺧﻀﺮ .ﻭﺿﻮﺀ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻟﻦ ﻳﺮﻣﻰ ﺑﺴﻬﻢ ﺍﳌﻮﺕ ،ﺃﻭ ﻳﺼﻔﺮ ،ﺃﻭ ﻳﻜﱪ(. ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ. ﻭﺭﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﺠﺮ ﺍﻟﻄﹼﺮﻳﻖ ﺳﺆﺍﳍﺎ. ﻓﺄﺟﺎﺎ. )ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻷﺑﺪﺃ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺮ ﻋﻤﻴﻖ ﺃﻋﻤﺪ ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻜﻌﺐ ﺃﻏﻨﻴﱵ ﻟﺘﻜﱪ ﰲ ﺳﻼﻡ ﻣﺜﻞ ﻧﻌﻨﺎﻉ ﺍﳊﺪﻳﻘﺔ .ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺿﻮﺀ ﺑﻼ ﻧﺒﻊ ﻭﻻ ﻣﺮﺳﻰ ،ﳚﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻟﻴﺤﻀﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺣﺮﻑ ﻭﻟﻴﺪ ﻓﻴﻪ ﺃﻭﻟﺪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .ﺃﻭﻟﺪ ﰒﹼ ﺃﻓﲎ ﻛﺎﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻟﻴﺲ ﻳﻌﻨﻴﲏ ﺑﺮﻭﺩ ﺍﻟﻠﹼﻮﺡ ﰲ ﻇﻞﹼ ﺍﻟﺴﻘﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﺑﺮﻭﺩ ﺍﻟﺮﺍﺣﻠﲔ. ﱄ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﺿﻮﺋﻲ ﺃﺣﻮﻟﻪ ﺟﺴﻮﺭﺍ ﻛﻲ ﺃﻣﺮ ﺇﱃ ﺩﻳﺎﺭ ﺍﻷﻫﻞ، ﺇﱃ ﻗﺮﺁﻢ ،ﺇﳒﻴﻠﻬﻢ ،ﺗﻮﺭﺍﻢ ،ﺛﻮﺭﺍﻢ ﻭﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻜﻲ ﺗﺼﲑ ﺃﻗﻞﹼ ﺑﻌﺪﺍ ،ﻭﺇﱃ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻗﻞﹼ ﺇﻳﻼﻣﺎ ،ﻭﺇﱃ ﻳﺪﻱ ﻟﻜﻲ ﺗﻄﲑ ﺍﳋﻴﻞ ﺃﺑﻌﺪ ﺣﲔ ﺃﳌﺲ ﲨﻠﱵ ﻣﻦ ﺻﺪﺭﻫﺎ(. ﻭﻓﺎﺭﻗﻬﺎ ﺑﺼﻤﺖ ﺩﻭﻥ ﻳﺴﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﻠﹼﺤﻈﺎﺕ. 85
ﱂ ﻳﺘﻘﺎﺑﻼ ﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ. ﱂ ﻳﺘﻜﻠﹼﻤﺎ. ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯﺍ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ. ﺍﻷﻓﻖ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﻘﹼﻔﺎ ﺑﺎﳋﻮﻑ، ﻭﺍﻟﻀﻮﺀ ﻣﺴﻜﻮﻧﺎ ﲟﺎﺀ ﺍﻟﺬﹼﻛﺮﻳﺎﺕ. ﺳﻠﻤﻰ ﻛﻌﺎﺩﺎ ﺗﻘﻮﻝ ،ﻭﻻ ﺗﻘﻮﻝ. ﺑﺮﺩﻯ ﻳﻄﻮﻑ ﰲ ﺩﻭﺍﺧﻠﻬﺎ ﺧﻔﻴﻔﺎ ،ﻻ ﺭﻳﺎﺡ ،ﻭﻻ ﻃﻠﻮﻝ. ﺴﻘﻴﻔﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺪﺭﻙ ﻛ ﹼﻞ ﺷﻲﺀ :ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﺍﻟﺬﹼﻱ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺃﺣﺰﺍﻧﻪ ،ﺍﻟ ﺶ ﺍﻟﺴﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﳌﻨﺪﻯ، ﺺ ﻓﻮﻕ ﺃﺳﺮﺓ ﺍﻷﺧﻮﺍﺕ ،ﻋ ﲟﻜﻌﺒﺎﺕ ﺍﳉ ﺿﺮﻳﺢ ﺳﻴﺪﻱ ﺗﻠﻴﻞ ،ﲪﺎﻡ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ،ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻷ ﻡ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻓﻞ ﰲ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﺼﻮﻑ، ﺳﻠﻤﻰ ﻛﻌﺎﺩﺎ ﺗﻄﻮﻑ ،ﻭﻻ ﺗﻄﻮﻑ. ﺑﺮﺩﻯ ﻳﻄﻮﻑ ﰲ ﺩﻭﺍﺧﻠﻬﺎ ،ﻭﻳﺸﻬﻖ ﺑﺎﳊﺮﻭﻑ. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﻤﻴﺎﺀ ،ﺃﻭ ﺻﻤﺎﺀ ،ﺃﻭ ﺑﻜﻤﺎﺀ ،ﻻ ﺗﺘﺬ ﹼﻛﺮ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ .ﺗﻐﻨﻲ ﻛﻲ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻷﻫﻞ" :ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ" .ﻭﺗﻨﺴﻰ ﺻﻮﺎ ﰲ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﲢﺖ ﺷﺠﲑﺓ ﺍﻹﺟﺎﺹ.
86
ﻗﺎﻟﺖ" :ﳌﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﺮﺍﱐ ﻃﻔﻠﺔ ﻛﺎﻵﺧﺮﻳﻦ؟". ﻗﻠﺖ" :ﻟﺴﺖ ﻣﺜﻞ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻟﺴﺖ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﺃﻭ ﻏﺎﻣﻀﺎ ﻛﺎﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻟﺴﺖ ﺮﺍ ﺟﺎﺭﻳﺎ ﺃﻭ ﺭﺍﻛﺪﺍ ﻛﺎﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻟﺴﺖ ﺿﻮﺀﺍ ﻣﻴﺘﺎ ﺃﻭ ﻛﺎﻣﻨﺎ ﻛﺎﻵﺧﺮﻳﻦ .ﺃﻧﺖ ﺷﻲﺀ ﻟﻴﺲ ﺃﻭﻟﻪ ﺍﳉﻨﻮﻥ ﻭﻟﻴﺲ ﺁﺧﺮﻩ ﺍﳉﻨﻮﻥ .ﺁﺑﺎﺩ ﻟﺬﹼﺍﺕ ﰲ ﻛﺆﻭﺱ ﻣﻦ ﺣﻨﲔ .ﺩﻧﻴﺎ ﺗﻔﺘﻖ ﻋﻮﺩﻫﺎ ﻋﻦ ﺑﺮﺍﺀﺍﺕ ﺗﻌﺘﻘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻨﲔ". "ﻟﻜﻨﲏ ﻛﺎﻵﺧﺮﻳﻦ" .ﻗﺎﻟﺖ" .ﻣﻴﺪﻋﱵ ﺯﺭﻗﺎﺀ ،ﺃﻭ ﻭﺭﺩﻳﺔ .ﻭﳏﻔﻈﱵ ﺑﻼ ﻟﻮﻥ .ﻭﻟﺴﺖ ﺃﻣﻠﻚ ﻫﺎﺗﻔﺎ .ﻭﻣﻌﺪﻻﰐ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺑﺴﻴﻄﺔ .ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻛﺎﻵﺧﺮﻳﻦ". "ﻋﺎﺩﻳﺔ ،ﻋﺎﺩﻳﺔ ،ﻛﺎﻟﻐﻴﻢ ﳝﻜﻦ ،ﻛﺎﻟﻨﺪﻯ ،ﻛﺎﻟﻴﺎﲰﲔ .ﻛﺄﺻﺎﺑﻊ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ،ﻛﺎﻷﺎﺭ ،ﻛﺎﻷﻓﺠﺎﺭ ،ﻛﺎﻟﺸﻚ ﺍﳌﺆﺩﻱ ﻟﻠﻴﻘﲔ". ﱂ ﺗﺪﺭ ﺳﻠﻤﻰ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ .ﻓﻠﻢ ﺃﻭﺍﺻﻞ .ﱂ ﺃﻫﻴﺊ ﻭﺭﺩﺓ ﻟﺘﻘﻮﻝ ﻋﻨﻲ ﻓﻘﺮﺓ ﺃﻭ ﻓﻘﺮﺗﲔ ،ﻭﻻ ﺳﺤﺎﺑﺎ ﻟﻠﺒﻜﺎﺀ ،ﻭﻻ ﲰﺎﺀ ﻛﻲ ﺃﻋ ﺪ ﻭﺳﺎﺩﺓ ﻟﻠﻨﻮﻡ. ﺳ ﺮ ﺳﻠﻤﻰ ﺻﻮﺎ. ﺐ ﺍﻟﺼﻮﺕ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺣ ﺐ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻻ ﺃﻛﺜﺮ. ﺃﺣ ﺐ ﺍﳌﺸﻲ ﰲ ﺇﺷﺮﺍﻗﺔ ﺍﻟﻜﻮﺛﺮ. ﺃﺣ 87
ﺐ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻭﻫﻲ ﺗﺰﺭﺭ ﺍﻷﻛﻮﺍﻥ ﺑﺎﻷﲪﺮ. ﺃﺣ ﺐ ﺍﻟﻴﺎﲰﻴﻨﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺬﺑﻞ ﲢﺖ ﻣﻌﻄﻔﻬﺎ ،ﻭﺗﻨﺜﺮ ﻋﻄﺮﻫﺎ ﺍﻷﺻﻔﺮ. ﺃﺣ ﺐ ﺳﻘﻴﻔﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺭ ،ﻭﻣﺮﺑﻌﺎﺕ ﺍﳉﺒﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺄﰐ ﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺃﺣ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻛﺎﻵﺧﺮﻳﻦ. "ﺻﻮﺗﻚ ﺑﺮﺩﻯ". "ﻭﻣﺎ ﺑﺮﺩﻯ؟". "ﺑﺮﺩﻯ ﺮ ﺗﻮﻗﹼﻒ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﳚﺮﻱ ﰲ ﺩﻣﻲ". "ﺃﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﺗﺪﺭﺳﲏ ،ﻟﻜﻨﲏ ﻻ ﺃﻓﻬﻢ ﺍﳌﻌﲎ ﻫﻨﺎ!". "ﺑﻞ ﺗﻔﻬﻤﲔ". "ﻟﺴﺖ ﺃﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ .ﺻﻮﰐ ﺩﻣﺎﺅﻙ ،ﺳﻴﺪﻱ؟ ﺃﻭﺿﺢ ﻗﻠﻴﻼ،ﺭﺑﻤﺎ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺑﺪﻫﺸﺔ ﻣﻨﺴﻴﺔ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ!". "ﻟﻐﱵ ﻣﻜﺒﻠﺔ ،ﺣﻄﺎﻡ ،ﺃﺣﺮﻑ ﻣﻨﺴﻴﺔ ،ﻣﻬﺠﻮﺭﺓ ،ﻣﺴﻘﻮﻓﺔﺑﺎﻟﻮﻫﻢ ،ﻧﻴﺌﺔ ،ﻣﻼﺫ ﻟﻠﺴﺮﺍﺏ ﻭﻟﻠﻌﻮﺍﺀ .ﻟﻐﱵ ﻣﺮﺍﻳﺎ ﻟﻠﺪﻡ ﺍﳌﺮﻣﻲ ﺑﺎﻟﺴﻴﺪﺍ ﻭﺑﺎﻷﻭﺳﺎﺥ .ﻟﻐﱵ ﺍﻣﺘﻼﺀ ﺑﺎﳋﻮﺍﺀ ،ﻭﺭﺟﺔ ﰲ ﺍﳍﻮ ،ﻭﺑﻴﺖ ﻟﻠﺒﻜﺎﺀ .ﻓﻜﻴﻒ ﺃﺷﺮﺡ ﺿﻮﺀﻙ ﺍﳌﻨﺴﺎﺏ ﻣﻦ ﺧﻠﻞ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﺑﺎﻟﻄﹼﲔ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻗﺘﺮﺡ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻟﻨﺠﻤﺔ ﺑﺮﻳﺔ ﻭﲨﻴﻊ ﺁﻻﰐ ﺍﳊﻨﲔ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻛﺘﺐ ﻫﻜﺬﺍ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺷﻌﺮﺍ ﻷﺷﺮﺡ ﻣﺎ ﺃﺭﻯ؟ ﺭﺅﻳﺎﻱ ﻭﺍﺿﺤﺔ، 88
ﻧﻌﻢ .ﻟﻜﻨﲏ ﺃﻋﻤﻰ ،ﺃﺻﻢ ،ﻭﺃﺑﻜﻢ ﻣﻦ ﲰﺎﺀ ﺩﻭﻥ ﻣﺎﺀ .ﻟﻴﺲ ﰲ ﻗﻠﻤﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ .ﻭﻟﻴﺲ ﰲ ﻟﻐﱵ ﲰﺎﺀ ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ". "ﺑﺪﺃﺕ ﺃﻓﻬﻢ". "ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻬﻤﺖ .ﺻﺮﺕ ﺃﻛﱪ .ﺻﺎﺭ ﻋﻨﺪﻱ ﺳﺒﻊ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺭ،ﳍﺎ ﻇﻞﹼ ﻭﺃﲦﺎﺭ ،ﻭﺑﺌﺮ ﰲ ﺍﻟﺴﻘﻴﻔﺔ ،ﻭﻋﺶ ﻓﻮﻕ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻟﻠﺪﺟﺎﺝ ﻭﻟﻠﺤﻤﺎﻡ ﺇﺫﺍ ﺃﺣﺐ ﻭﻟﻠﺴﻤﺎﱏ .ﺻﺮﺕ ﺃﻛﱪ .ﻭﺻﺎﺭ ﳝﻜﻨﲏ ﺇﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺼﱪ ،ﻭﺗﻮﻫﻢ ﺍﳊﻜﻤﺔ .ﻭﻫﺎ ﻋﻤﺮﻱ ﺗﻮﺯﻋﻪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ. ﻛﻞﹼ ﻟﻴﻞ ﺳﻮﻑ ﻳﺼﺒﺢ ﻭﺭﺩﺓ ،ﺇﻻﹼ ﺃﻧﺎ ،ﻓﺠﻤﻴﻊ ﻟﻴﻠﻲ ﻟﻴﺲ ﻳﺪﺭﻛﻪ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ .ﺯﺑﺪ ﲤﺨﻀﻪ ﺍﻟﺴﻮﺍﺣﻞ ﻛﻠﹼﻬﺎ ،ﻻ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﳛﻤﻠﻪ ،ﻭﻻ ﻟﻮﺡ ﺍﻟﻘﻠﻮﻉ ،ﻭﻻ ﺻﺎﺭﻱ ﺍﻟﻨﻮﺍﺡ". ﺳﻠﻤﻰ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡ ﺳﻮﻑ ﺗﺪﺭﺱ ﻋﻨﺪ ﻏﲑﻱ .ﺃﻟﻒ ﺳﻠﻤﻰ ﻏﲑﻫﺎ ﺳﻴﻜ ﻦ ﻋﻨﺪﻱ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻦ ﻣﺎ ﺑﺮﺩﻯ .ﺳﺘﻘﻮﻝ ﱄ" :ﺃﻫﻼ". ﻭﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﻭﻳﺄﺧﺬﱐ ﺍﳌﺪﻯ .ﺳﻮﻑ ﺃﲰﻊ ﺃﻟﻒ ﺻﻮﺕ ﻏﲑﻫﺎ ،ﻟﻴﻌﻴﺪ ﱄ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺼﺪﻯ ،ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺼﺪﻯ ،ﻟﻴﺲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺻﺪﻯ.
89
ﺍﳌﻠﺤﻖ
13
ﻗﺎﻡ ﺑﺈﻋﺪﺍﺩﻩ: ﻛﺎﺭﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ
13ﺣﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﰎﹼ ﺇﻋﺪﺍﺩﻩ ﰲ ﺻﻴﻒ 2005ﻭﰎﹼ ﺗﻌﻤﻴﻘﻪ ﰲ ﺷﺘﺎﺀ 2006ﻭﺻﺪﺭﺕ ﺑﻌﺾ ﺃﺟﺰﺍﺋﻪ ﰲ ﺻﺤﻒ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻭﻳﻨﺸﺮ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ. 90
ﺃﻳﻦ ﺗﻀﻊ ﲡﺮﺑﺘﻚ ﰲ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ؟ ﺷﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﺗﻮﻧﺲ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟ ﹼﺬﻱ ﺍﺧﺘﺮﺗﻪ ﻋﻨﺪ ﻧﺸﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﰲ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ ﻭﺍﻼﹼﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻫﻮ ﺺ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﺍﳌﻮﺳﻮﻡ ﺑﺎﶈﻠﻴﺔ ﺑﺄﻧﻮﺍﻋﻪ ﻗﺪﺭﻱ .ﺃﲢﺮﻙ ﺿﻤﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻨ )ﺷﻌﺮ ﺍﳊﻘﺒﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ،ﺷﻌﺮ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ،ﻏﲑ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩﻱ ﻭﺍﳊﺮ، ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺜﹼﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ،ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ (...ﺃﲢﺮﻙ ﰲ ﲝﺮ ﻣﻦ ﺸﺎﻋﺮﺓ ﲝ ﻖ ﻭﺍﳌﺪﻋﻴﺔ، ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﳌﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ،ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻭﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ،ﺍﻟ ﺍﳌﺘﺮﺩﺩﺓ ﻭﺍﻟﺮﺍﻏﺒﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ...ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻀ ﻢ ﺕ ...ﻭﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺃﻗﻠﻘﲏ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺄ ﹼﻥ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻻ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻭﻟﺪ ﺣﻴﺎﰐ ،ﻭﻻ ﻋﻦ ﺇﻗﺎﻣﱵ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ...ﱂ ﺃﻓﺮﺡ ﺑﻨﻬ ﹴﺮ ﻏﲑ ﻣﺎ ﺃﹼﻟﻔﹾﺖ ﻣﻦ ﺯﻫ ﹴﺮ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ،ﻭﱂ ﺃﻧﻌﻢ ﺑﺒﺤﲑﺍﺕ ﻏﲑ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﺃﻧﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﰲ ﺧﺎﻃﺮﻱ ﻭﺣﻴﺎﰐ .ﻣﺎ ﻭﺟﺪﺗﻪ ﻛﺎﻥ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﻭﻣﻘﻠﻘﹰﺎ ﻭﻣﺴﺘﻔﺰﺍ، ﺐ ﺃﺣﺪﺍ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻭﱂ ﺃﻛﻦ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺄ ﹼﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻨﻲ .ﱂ ﺃﺣ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ،ﻭ ﹾﱂ ﺃﲤﻜﹼﻦ ﻣ ﻦ ﺟﻌﻞ ﻧﻔﺴﻲ ﻗﺎﺭﺋﺎ ﳏﺎﻳﺪﺍ .ﻭﳍﺬﺍ ﺁﻣﻨﺖ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﻋﻦ ﲨﺎﻟﻴﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﻨﺼﻮﺹ ...ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺃﺑﺼﺮ ﺣﻘﹾﻞ ﻋﻤﺮﻱ ﳛﺘﺮﻕ ﲢﺖ ﺑﺮﻭﻕ ﺸﺘﺎﺀ ...ﺻﺮﺕ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻓﺠﺄﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻳﺮﺍﻕ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻭﺃﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺇﱃ ﲦﺮﺓ ﺃﻭ ﺇﱃ ﻃﺎﺋﺮ ...ﹼﰎ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﹼﻪ ﰲ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﳋﻄﻔﹶﺔ... 91
ﺖ ﺇﱃ ﺃﻓ ﹴﻖ ﺁﺧﺮ ...ﺑﺪﺃﺕ ﺃﻭﺭﻕ ﻣﺜﻞ ﺷﺠﲑﺓ ﺍﻟ ﺰﻳﺘﻮﻥ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻧﺪﻓﻌ ﱄ ﻭﺃﻛﱪ ،ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺣﺒﺎﺕ ﺍﻟ ﺰﻳﺘﻮﻥ ﺗﺴﺘﺪﻳﺮ ،ﻭﲤﺘﻠﺊ ...ﻭﺻﺎﺭ ﻳﺄﰐ ﺇ ﱠ ﺟﺎﻣﻌﻮ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﻛ ﹼﻞ ﻣﻮﺳ ﹴﻢ ﻭﻳﻔﺮﺷﻮﻥ ﺍﻷﻏﻄﻴﺔ ﻭﻳﻘﻀﻮﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ ﺕ ...ﻭﺻﺎﺭ ﺍﳌﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ .ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﳉﻤﻊ ﺗﻠﻚ ﻭﻟﺪ ﺸﻌﺮﻱ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﲏ ...ﻣﻌﺮﻓﱵ ﺍﳌﺒ ﹼﻜﺮﺓ ﺗﻠﻚ ﺗﻌﲏ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﺍﻟ ﻣﺘﻬﻴﺊ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺿﻮﺀ ﺁﺧﺮ. ﻼ .ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻀﺖ ﰲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﺎﻣ ﹰ ﻼ .ﻓﻤﺎﺭﺳﺖ ﻓﺎﻋﻠﻴﱵ: ﻛﻀﻮﺀ ﳓﻮ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ .ﺗﺄﻛﹼﺪﺕ ﺃﻧﲏ ﺿﻮ ٌﺀ ﻓﻌ ﹰ ﺍﻻﻧﻐﺮﺍﺱ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸ ﻮﻑ ﻭﺍﻻﻧﺪﻓﺎﻉ ﳓﻮ ﺁﻓﺎﻕ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ. ﻭﺍﻟ ﹼﺬﻱ ﺣﺼﻞ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺃﻥ ﻧﺼﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﳐﺘﻠﻔﺎ ﺗﻮﻓﹼﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﺷﺮﻭﻁ ﺸﻌﺮﻱ ﺸﻌﺮ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻠﺤﻮﻇﹰﺎ ﻭﻣﻘﺮﻭ ًﺀﺍ .ﺃﻧﺎ ﺃﺣﺪ ﺇﻧﺘﺎﺟﺎﺕ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﺍﻟ ﺍﻟ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ،ﻭﺃﺣﺪ ﺍﳌﺴﺎﳘﲔ ﻓﻴﻪ ﲜﺪﻳﺔ ﻭﻧﺸﺎﻁ ﻭﺩﺃﺏ .ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺃ ﹾﻥ ﺃﲤﻜﹼﻦ ﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻭﺍﻧﺪﻓﺎﻉ ﻭﺍﻧﻔﺘﺎﺡ ...ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻲ ﺸﻌﺮﻱ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻟﻌﺎﳌﻲ. ﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﺍﻟ ﻣﻨﺼ ﺗﺆﻛﹼﺪ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺪﺭﺕ ﺎ ﺩﻭﺍﻭﻳﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺷﻌﺮﻙ؟
92
ﺃﻛﺘﺐ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺗﻠﻚ ﺣﻜﺎﻳﱵ ...ﺃﻛﺘﺒﻬﺎ ﻭﺃﻋﻴﺪ ﻛﺘﺎﺑﺘﻬﺎ. ﺃﹸﺧﻄ ﹸﺊ ﻛﺜﲑﺍ ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﺗﺼﺒﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺧﻄﺎﺋﻲ ﺗﻠﻚ ﳏ ﺮﻛﺎﺕ ﻻ ﻣﺮﺋﻴﺔ ﳍﺎﺟﺲ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ...ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺼﺪﺩ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺣﻜﺎﻳﺘﻚ ﺗﻨﺴﻰ... ﻱ .ﺗﻨﺴﻰ ﺃﻧﻚ ﻇ ﹼﻞ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﳏﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺪ ﻟﺸﺠﺮﺓ ﺇﲰﻬﺎ ﻓﻼﻥ .ﺗﻨﺴﻰ ﺃﻧﻚ ﻋﺒﺪ ،ﺗﻨﺴﻰ ﺃﻧﻚ ﳏﺪﻭﺩ ﰲ ﺍﻟ ﺰﻣﺎﻥ ﻱ ﺗﺎﻓﻪ ،ﻣﺴﻜﻮﻥ ﺎﺟﺲ ﺍﳋﹸﻠﻮﺩ، ﻭﺍﳌﻜﺎﻥ ،ﺗﻨﺴﻰ ﺃﻧﻚ ﻛﺎﺋﻦ ﺑﺸﺮ ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻚ ﺇﻧﻚ ﻭﻟﻴﻤﺔ ﻟﻠﺪﻭﺩ .ﳊﻈﺔ ﺍﻻﻛﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﺼﻮﻯ ﺟﺴﺪﻳﺎ ﻭﻋﻘﹾﻠﻴﺎ ﻭﺭﻭﺣﻴﺎ ﻫﻲ ﳊﻈﺔ ﺍﻹﻣﺤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻐﻴﺎﺏ .ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺎﻟﻼﹼﺟﺪﻭﻯ ﻫﻮ ﳏﺮﻙ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﳏﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ...ﻓﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺼﲑﺓ .ﻭﻣﺎﻫﻮ ﻼﺟﺪﻭﻯ ﻫﺎ ﻡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻮ ﰲ ﺍﻟﻐﺪ ﻗﺪﱘ ﻭﻧﺎﻗﺺ ﻭﳏﺪﻭﺩ .ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺎﻟ ﹼ ﳚﻌﻠﻚ ﻻ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺃﺟ ﺮﺍ ،ﻻ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻞ ،ﻻ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺗﻜﺮﳝﺎ ،ﻻ ﲢﺘﺞ، ﺑﻞ ﺗﻨﻬﺾ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺧﻔﻴﻔﹰﺎ ،ﻭﻭﺣﻴﺪﺍ ،ﻭﳎﻬﻮ ﹰﻻ ﺁﻟﺘﻚ ﻣﻌﻚ، ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻚ ﺗﻔﹼﺎﺣﺔ ﻧﺎﺿﺠﺔ ! ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺟﻌﻠﲏ ﺃﻓﻜﹼﺮ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ .ﻭﺃﻛﺘﺐ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻧﺼﻮﺻﺎ ﲰﻴﺘﻬﺎ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ،ﻫﻲ ﻭﻟﻴﺪﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﰲ ﺁﻥ ﻭﺍﺣﺪ. ﻭﺃﺳﺒﺎﺎ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
93
ﻏﻴﺎﺏ ﺍﳌﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﰲ ﺗﻮﻧﺲ ،ﻓﺎﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ﻻﺗﺼﻨﻊ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ .ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻓﻮﺍﺗﺢ ،ﻋﻼﻣﺎﺕ ،ﺭﺅﻯ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻱ ﳜﺘﺮﻕ ،ﻭﻳﺘﻮﻗﹼﻊ ،ﻭﻳﻬﺠﺲ ،ﻭﻳﻨﺪﻓﻊ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺣﻮﻝ ﻭﻋﻲ ﻧﻈﺮ ﺸﻌﺮ ﻇ ﹼﻞ ﻟﻸﺳﻒ ﻏﺎﺋﺒﺎ ﲤﺎﻣﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ. ﺍﻟ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ،ﺗﺼﺪﺭ ﻛﹸﺘﺐ ﻛﺜﲑﺓ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﳍﺎ.ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﳍﹸﻢ .ﺗﻘﺮﺅﻫﺎ ﻓﺘﺠﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺘﺐ ﻳﺘﻴﻤﺔ، ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ ﻋﻦ ﺍﳉﺬﻭﺭ ،ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻐﺪ .ﻻ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﻘﺪﱘ ،ﻭﻻ ﺗﺘﻄﻠﹼﻊ ﺇﱃ ﺍﻷُﻓﻖ .ﻭﻫﻲ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺫﺍﺑﻠﺔ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﲝﺎﺿﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ...ﻛﺘﺎﺑﻬﺎ ﻻ ﲢﻜﻤﻬﻢ ﺭﺅﻳﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﳍﻢ ﳕﺎﺫﺝ ...ﺇﻥ ﻫﻲ ﺇ ﹼﻻ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻛﹸﺘﺒﺖ ﻭﻛﻮﻧﺖ ﻼﻣﺮﺋ ﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﺘﺮﻕ ﺍﻟ ﹼﺬﺍﻛﺮﺍﺕ ﻛﺘﺎﺑﺎ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺍﻟ ﹼ ﻭﺍﻟﹼﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺭﻳﺦ ...ﻓﻼ ﺃﳘﻴﺔ ﻟﻪ... ﺗﺴﻠﻴﻂ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﺗﻨﻬﺾ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕﺍﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﺘﻬﺎ ﰲ ﻛﺘﱯ ) 4ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﺍﻷﺣﺠﺎﻡ( ﺑﻮﻇﺎﺋﻒ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ: ﺺ ﻭﺍﻟﻌﺮﰊ ﰲ ﳕﺎﺫﺟﻪ ﺺ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻭﺍﻟﻨ ﺭﺑﻂ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻨ ﺍﳉﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻜﹸﱪﻯ ﻭﺍﻹﻗﻼﻉ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺇﻏﺮﺍﻕ ﺍﳉﺴﻮﺭ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮ.
94
ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑﻭﺍﻟﺪﻓﻊ ﺇﱃ ﺗﺒﻴﻦ ﳑﻴﺰﺍﺎ ﻭﺍﻟ ﺪﻋﻮﺓ ﺇﱃ ﻧﻘﺪﻫﺎ ﻭﺇﺛﺮﺍﺋﻬﺎ. ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻧﺸﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻋﺎﺕ ﻟﻴﺲ ﻏﲑ ﻋﺘﺒﺎﺕﻱ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﻭﺍﶈﺒﺔ ،ﻭﺃ ﹼﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺿﻮﺍﺀ ﻭﻋﻼﻣﺎﺕ ﳌﺸﺮﻭﻉ ﻓﻜﺮ ﻟﻄﺮﻳ ﹴﻖ ﳐﺼﻮﺹ ﻳﻨﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﻣﻨﺨﺮﻃﺔ ﰲ ﻣﺴﺎﺀﻟﺔ ﻣﺴﻠﹼﻤﺎﺗﻪ ﻭﺑﺪﻳﻬﻴﺎﺗﻪ. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﺗﻌﲏ ﺃﻧﲏ ﻋﻠﻰ ﻭﻋﻲ ﲞﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻛﺤﺪﺙ ﺇﻧﻮﺟﺎﺩ ﻭﺧﻠﻖ ،ﻛﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺗﺜﻮﻳﺮ ﻭﺑﻨﺎﺀ ،ﻛﺮﻳﺢ ﻛﺎﺳﺮﺓ ﳉﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﻭﺣﺎﻣﻠﺔ ﻟﺒﺬﻭﺭ ﳎﻬﻮﻟﺔ ﻭﻟﻘﺎﺣﺎﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻻ ﺃﲪﻠﻪ ﻛﻮﻫﻢ ﻣﻌ ﹼﻄ ﹴﻞ ﳌﻮﻫﺒﱵ ،ﺑﻞ ﻛﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺔ ﲢﻔﻴﺰ .ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﺻﺪﺭﻫﺎ ﰲ ﻛﺘﱯ ﺑﺈﺻﺮﺍﺭ ،ﺭﻏﻢ ﺍﻻﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ،ﺗﻌﲏ ﺃﻳﻀﺎ ﺃ ﹼﻥ ﺷﻌﺮﻱ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﺴﻜﻮﻧﺎ ﺎﺟﺲ ﺍﻹﺿﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﻭﺍﳌﻐﺎﻣﺮﺓ ﻭﺍﻟ ﺮﻏﺒﺔ .ﺃﻣﺎ ﺺ ﻫﻞ ﺣ ﹼﻘﻘﺖ ﲡﺎﻭﺯﺍ؟ ﻓﻼ ﺃﺩﺭﻱ ...ﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻣﺘﺄ ﹼﻛﺪ ﻣﻨﻪ ﺃ ﹼﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨ ﻚ ﻳﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟ ﹼﺬﻱ ﺃﻛﺘﺒﻪ ﺑﺪﺃ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ .ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻨﻔ ﻭﻳﺘﻔﺮﻉ. ﳌﺎﺫﺍ ﺗﺘﻌﺎﱃ ﰲ ﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ؟
95
ﺸﻌﺮ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻟﻴﺲ ﻭﻟﻴﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ .ﻭﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﺻﺎﺣﺐ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟ ﺸﻌﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗ ﹼﻞ! ﺃﻋﺮﻑ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﹸﻛﻠﹼﻬﺎ ﻭﺍﻷﻏﺼﺎﻥ ﻗﺼﲑﺓ ﰲ ﺍﻟ ﻑ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺍﳋﻀﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ ﻭﺃﻋﺮﻑ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ ﻋﺮﻗﹰﺎ ﻋﺮﻗﹰﺎ. ﻭﺃﻋﺮ ﻱ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ .ﻭﻫﺬﻩ ﺺ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺟﺰﺀ ﻛﺒ ﲑ ﻣ ﻦ ﻋﻤﻠﻲ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺘﲏ ﺃﺻﺮﺡ ﺑﺮﺃﻳﻲ ﻓﻴﻪ ...ﻣﺎ ﻗﹸﻠﺘﻪ ﻟﻴﺲ ﺗﻌﺎﻟﻴﺎ ﺑﻞ ﻫﻮ ﳎ ﺮﺩ ﻭﺻﻒ ﻭﻫﻨﺎ ﺧﻄﹸﻮﺭﺗﻪ ...ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﹸﻮﻝ ﺇ ﹼﻥ ﺍﳌﻴﺪﺍﱐ ﺑﻦ ﺻﺎﱀ ﻫﻮ ﺷﺎﻋﺮ ﻣﺪﺭﺳﻲ .ﻭﺃ ﹼﻥ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﻟﻴﺴﺖ ﻏﲑ ﺭﺍﻓﺪ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻓﺪ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻷﺩﺏ ...ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺣﻜﻤﺎ .ﻫﺬﺍ ﻭﺻﻒ ﻭﺍﻗﻌ ﻲ ﻟﻨﺼﻮﺹ ﻗﺮﺋﺖ ﻭﻧﺸﺮﺕ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﺇ ﹼﻥ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﻄﹼﺎﻫﺮ ﺍﳍﻤﺎﻣﻲ ،ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﺍﻟﻄﹼﻤﻮﺡ ﻱ ﻭﻣﺴﺘﻬﻠﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺤﻘﹼﻖ .ﻣﺪﺭﻛﻬﺎ ﻛﺒﲑ ﻭﻣﻨﺠﺰﻫﺎ ﻋﺎﺩ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻧﻬﺎ ﱂ ﺗﻔﺘﺢ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻷﺣﺪ ...ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺣﻜﻤﺎ ،ﺑﻞ ﳎﺮﺩ ﻭﺻﻒ ﳜﻠﹸﻮ ﻣﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ .ﻭﻗﺲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﻏﺐ ﰲ ﺸﻴﺦ ﺟﻌﻔﺮ ،ﻷﺩﻭﻧﻴﺲ، ﺍﻟﻠﹼﻌﺐ ،ﻭﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﲡﺪ ﺷﺒﻴﻬﺎ ﳊﺴﺐ ﺍﻟ ﻟﻠﺒﻴﺎﰐ ،ﻟﺴﻌﺪﻱ ،ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺮﺳﻮﻟﺔ ﺑﺸﻌﺮﻫﺎ ﺍﻟﻄﹼﻮﻳﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ... ﻟﺼﺎﺣﺐ ﻭﺭﺩ ﺃﻗ ﹼﻞ ...ﶈﻤﺪ ﺑﻨﻴﺲ ﺣﺘﻰ ...ﻻ ﺗﺘﻌﺎﱃ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﺄﻝ ﻒ .ﺗﻀﻊ ﺍﳊﺒﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳌﻨﻘﺎﺭ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻘﹸﻮﻝ ﺍﳌﺜ ﹸﻞ. ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ...ﺑﻞ ﺗﺼ ﱂ ﳕ ﺮ ﰲ ﺗﻮﻧﺲ ﲟﺪﺍﺭﺱ ﺃﺩﺑﻴﺔ ﺭﻏﻢ ﻣﺮﻭﺭ ﻛ ﹼﻞ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ .ﹾﱂ ﻧﺘﻤﻜﹼﻦ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﺷﺎﻋﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻟﻪ 96
ﻣﻼﳏﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﱵ ﲤﺘ ﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﺜﻼ ﻭﺗﺘﻄﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ. ﻓﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻄﹼﻠﻴﻌﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﻔﻠﺔ ﻣﺎﺗﺖ ﰲ ﺳ ﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﱂ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺃﺻﺎﺑﻌﻨﺎ ﺸﺮﺳﺔ ﺍﺣﺘﻀﺎﺎ ﻟﺘﻜﺒﺮ ﰲ ﺳﻼﻡ .ﲡﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﺍﻟﻠﹼﻐﻮﻱ ﻟﻴﺴﺖ ﻏﲑ ﺍﻟ ﺸﺒﺎﺏ ﻟﻴﻌﻠﻨﻮﺍ ﺍﻟﺘﻐﺎﻳﺮ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ "ﻧﻔﹾﺤﺔ" ﺍﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻋﺘﻤﺪﻫﺎ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟ ﻛﺎﻧﺖ ﳏﻜﻮﻣﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﺑﻈﺮﻭﻑ ﺇﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﻭﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺧﻄﺎﺎ ﺍﻻﻧﻌﺰﺍﱄ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻓﻠﻢ ﺗﺘﻄﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ ﺃﺻﺤﺎﺎ ﺇﱃ ﲡﺎﺭﺏ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺇﱃ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻨﺜﺮ ﻣﺜﹼﻞ ﻭﺣﺪ ﻩ ﳕﻄﺎ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻭﻟﻜ ﻦ ﺷﻌﺮﺍﺀﻩ ﺍﳉﻴﺪﻳﻦ ﻗﻠﹼﺔ ﻭﺇﻧﺘﺎﺟﺎﻢ ﱂ ﲤﺜﹼﻞ ﺃﺑﺪﺍ ﺗﻴﺎﺭﺍ ،ﺑ ﹾﻞ ﳏﺎﻭﻻﺕ ﻓﺮﺩﻳﺔ ...ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﳛﺪﺙ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻬﻮ ﻏﺮﻳﺐ ...ﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﺸﻌﺮ ﻣﻌﲏ ﺑﻪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﹼﻪ ﻫﻮ ﻛﻴﻒ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﳊﻔﹾﺮ ﰲ ﻭﺟﺪﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟ ﻭﺗﺎﺭﳜﻪ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺗﺜﻮﻳﺮ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﱵ ،ﻭﻛﻴﻒ ﺃﲝﺚ ﰲ ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻋﻦ ﺑﺬﻭﺭ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﻼﹼﻗﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ .ﻛﻴﻒ ﺃﺧﺘﺮﻉ ﺃﺩﻭﺍﰐ ﻭﲨﺎﻟﻴﺎﰐ ﻭﻟﻐﱵ؟ ﺑﻞ ﻛﻴﻒ ﺃﻓﻴﺪ ﻣﻦ ﻛ ﹼﻞ ﺃﺭﺽ ﻭﻣﻦ ﻛ ﹼﻞ ﲰﺎﺀ؟ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺩﻓﻌﺘﲏ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺄ ﹼﻥ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﻻ ﲢﺘﺎﺝ ﺷﺎﻋﺮﺍ ﺷﺒﻴﻬﺎ ﺑﻞ ﻧﻘﻴﻀﺎ؟ ﻻ ﲢﺘﺎﺝ ﻣﻘﻠﹼﺪﺍ ،ﺑﻞ ﺧﻄﹼﺎﺀ .ﻻ ﲢﺘﺎﺝ ﻣﻌﹼﻠﻤﺎ ،ﺑﻞ ﺿﻮﺀﺍ ﻣﻨﺒﺜﻘﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﺻﻞ .ﻻ ﲢﺘﺎﺝ ﻼ ﻣﺜﻠﻲ ،ﻭﲨﻴﻞ ﺍﻟﺼﻮﺕ ،ﻭﻗﺎﺩﻣﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ. ﺣﻜﻴﻤﺎ ،ﺑﻞ ﺷﺨﺼﺎ ﻃﻮﻳ ﹰ
97
ﺸﻌﺮ ﻭﻏﲏ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻧﻚ ﻻ ﲡﺪ ﰲ ﺷﻌﺮﻱ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﳌﺄﻟﻮﻓﺔ ﰲ ﺍﻟ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ. ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻮﺟﺪ ؟ ﲢﺖ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﳊ ﻲ ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ ﻟﻠﻄﹼﻠﺒﺔ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﻭﻟﺪ ﺍﳊﹸﻠﻢ ،ﻭﻟﺪ ﻛﺒﲑﺍ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻵﻟﺔ ﺻﻐﲑﺓ .ﻭﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻛﱪ ﺍﳊﻠﻢ ﺃﻛﺜﺮ ،ﻭﺍﻵﻟﺔ ﺻﺎﺭﺕ ﺮﺍ ﺟﻮﻓﻴﺎ ﺩﺍﻓﻘﹰﺎ ﻭﻳﻨﺎﺑﻴﻊ ﺭﺅﻯ ﻭﺃﺳﺎﻃﲑ ...ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺑﺪﺃﻧﺎ ﻧﻜﺘﺐ ،ﻭﱂ ﺘ ﺰ ﺃﺑﺪﺍ ﺛﻘﺘﻨﺎ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ... ﻭﲢﻮﻝ ﺍﳊﹸﻠﻢ ﺇﱃ ﻭﺍﻗﻊ ...ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻣﻨﺎ ﻣﺎﺗﻮﺍ ،ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻭﺍﺻﻠﻮﺍ ﰲ ﺺ ﻣﺆﺗﻠﻖ ﻛﺎﻟﱪﻕ ،ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻋﺰﻻﻢ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻧ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺷﻌﺮﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﻘﻠﹼﺔ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﺼﺪﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺑﺘﻮﺍﺗﺮ... ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺗﺬﻛﹼﺮﻫﻢ ﺍﻵﻥ ﺃﻓﺘﻘﺪﻫﻢ ﻭﺃﻓﺘﻘﺪ ﺣﺮﺍﺭﻢ ﻭﺇﳝﺎﹸﻢ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ .ﺃﺗﺬﻛﹼﺮ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﳎﺎﻳﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﹼﻠﺒﺔ ﻭﺍﻟﻄﹼﺎﻟﺒﺎﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺮﺃ ﳍﻢ .ﻭﺃﺣ ﻦ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﺍﻟﺬﹼﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻜﻦ ﰲ ﺩﻓﺌﻪ ﻃﺎﺋﺮ ﺍﳌﻴﻨﲑﻓﺎ ﺍﻷﺯﺭﻕ! ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ ﻭﺍﳊﺎﺿﺮﺓ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ ﺷﻌﺮﻱ .ﱂ ﺃﻟﺘﺰﻡ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻔﻜﺮﺓ ،ﱂ ﺃﺧ ﹼﻄﻂ ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﰲ
98
ﺐ ﺃﻭ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ،ﱂ ﺃﻓﻜﹼﺮ ﺃﺑﺪﺍ ﰲ ﺗﻮﻧﺴﺔ ﻗﺼﻴﺪﰐ .ﱂ ﺃﻗﻠﹼﺪ ﺃﺣﺪﺍ، ﺍﳊ ﻭ ﹾﱂ ﺃﻭﻗﻒ ﺷﻌﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﺃﻭ ﺣﺪﺙ ﺃﻭ ﺷﺨﺺ ...ﻓﻜﹼﺮﺕ ﰲ ﺸﻜﻞ ،ﻧﻌﻢ .ﻓﻜﹼﺮﺕ ﰲ ﺍﳉﻤﻠﺔ ،ﻧﻌﻢ .ﻓﻜﹼﺮﺕ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﺭ ،ﻧﻌﻢ. ﺍﻟ ﻓﻜﹼﺮﺕ ﰲ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ،ﻧﻌﻢ ...ﺃﻣﺎ ﺫﺋﺐ ﺍﳌﻌﲎ ﻓﻠﻢ ﺃﲤﻜﹼﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺆﺍﻟﻔﺘﻪ ...ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺧﺪﻉ ﺃﺣﺪﺍ ...ﻭﻟﻜﻨﲏ ﺃﺭﻯ ﺃ ﹼﻥ ﻧﺼﻮﺻﻲ ﻫﻲ ﻼ .ﻭﻫﺎ ﳓﻦ ﺑﻌ ﺪ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﻭﳒﺎﺣﺎﺕ .ﺃﺧﻄﺄﻧﺎ ﻛﺜﲑﺍ ﻭﺃﺻﺒﻨﺎ ﻗﻠﻴ ﹰ ﻧﻤﻌﻦ ﰲ ﺑﺬﺭ ﺟﻮﺍﻫﺮﻧﺎ ﻭﺣﺼﺎﻧﺎ ﰲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ. ﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻳﺴﺘﻤﺪ ﺣﻀﻮﺭﻩ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻣﻦ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﻟﺸﺎﰊ ﺍﻟﱵ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻋﻦ ﺭﺅﻳﺘﻚ ﳍﺎ ؟ ﻗﻠﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﰊ ﰲ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﻧﺸﺮﺎ ﰲ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺗﻮﻧﺴﻴﺔ ﺇﻧﻪ ﺷﺎﻋﺮ ﻛﺒﲑ ﺫﻫﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﻳﺢ .ﻭﻭﻗﻊ ﻟﻮﻣﻲ ﻛﺜﲑﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺍﻟ ﹼﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻣﻌﺮﻓﱵ ﻟﻪ ،ﻷﻧﻪ ﰲ ﺭﺃﻳﻲ ﺷﺎﻋﺮ ﻣﻬﻢ، ﺸﺎﰊ ﺸﺎﻋﺮ ﺍﳌﺜﺎﻝ ﻭﻻ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﻛﺬﻟﻚ .ﻟﻠ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟ ﺸﻌﺮ ﺃﺧﻄﺎﺅﻩ ﻭﻣﺸﺎﻛﻠﻪ ﻭﻣﺂﺯﻗﻪ ﺍﻟﻜﱪﻯ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﳊﻈﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻭﺍﳌﻐﺮﰊ ﻭﺍﻟﻌﺮﰊ .ﻭﻣﻨﺠﺰﺍﺗﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻠﻴﻠﺔ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﺆﺛﹼﺮﺓ. ﻭﺗﻌﻈﻴﻢ ﻣﺎ ﺃﳒﺰﻩ ﺍﻟﺸﺎﰊ ﰲ ﺭﺃﻳﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﺭﺳﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﺪ .ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﻀﻌﻮﺍ ﺟﺴﺮﺍ ﺑﲔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ
99
ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﻭﻣﺜﻴﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻷﻥ ﺍﳌﺘﻨﻔﹼﺲ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻟﺮﺋﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﻔﹼﺲ ﺎ ﺍﻟﺸﺎﰊ ﻭﻏﲑﻩ ﻫﻲ ﺗﻮﺍﺻﻠﻪ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﹼﻐﺔ ،ﻭﻣﻊ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﳍﺎ ،ﻭﻣﻊ ﺗﺎﺭﳜﻬﺎ ﻭﺑﻼﻏﺘﻬﺎ ﺑﺂﻟﺘﻪ ﻭﺃﳌﻪ ﺍﳋﺎﺻﲔ ﺑﻪ. ﻫﺬﺍ ﻛﹼﻠﻪ ﺑﺎﻟﻄﹼﺒﻊ ﻣﺘﻮﻓﹼﺮ ،ﻭﻟﻜﻨﲏ ﺃﻗﹸﻮﻝ ﺇﻥ ﺿﻌﺎﻑ ﺍﳌﻮﻫﺒﺔ ﻫﻢ ﺸﺎﰊ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻭﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﻮﺣﻴﺪ .ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟ ﹼﺬﻳﻦ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟ ﺍﻟﹼﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ،ﺍﳊﻴﺔ ،ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻮﺣﻴﺪ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻨﺒﲏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ. ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺸﺎﰊ ﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﻣﻬﻤﺎ ﺇ ﹼﻻ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃ ﹾﻥ ﻳﻐﺮﺳﻬﺎ ﰲ ﺯﻣﻨﻪ .ﻭﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﺇ ﹼﻻ ﺷﺎﻋﺮﺍ ﺷﺎﺑﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﰲ ﻇﺮﻭﻑ ﺗﻮﻧﺴﻴﺔ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﺃ ﹾﻥ ﻳﺼﻨﻊ ﺃﺳﻄﻮﺭﺗﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﳌﻜﺎﻥ .ﻫﺬﺍ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﲤﺎﺭﻳﻦ ﻣﺪﺭﺳﻴﺔ ﻣﺮﺍﻫﻘﺔ ،ﻭﺧﻴﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﳉﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﳛﻜﻤﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ. ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﻤ ﺪ ﺇ ﹼﻻ ﻏﻴﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﺸﺎﰊ ﻱ ﺑﻔﻀﻞ ﺁﻟﺔ ﺇﻋﻼﻣﻴﺔ ﺟﺎﻫﻠﺔ ﺣﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﳌﻮﺗﻰ ﻭﺗﻘﺰﱘ ﺍﻟﻘﻮ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ،ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﻟﻘﺎﻓﺰ ﰲ ﺍﻟ ﹼﺬﺍﻛﺮﺓ ﻛﻐﺰﺍﻝ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺷﺠﺮ ﹰﺓ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ.
100
ﺐ ﺃﺟﻮﺍﺀﻩ ﺍﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ﻭﻧﺎﻳﻪ ﺍﳊﺰﻳﻦ ﻭﻻ ﺃﺧﻔﻴﻚ ﺃﻧﲏ ﱂ ﺃﻋﺪ ﺃﺣ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻤﻄﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﻘﻦ ﺇﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﻋﻦ ﺗﻮﻧﺲ. ﻧﻼﺣﻆ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﺗﺮﻛﻴﺰﺍ ﻛﺒﲑﺍ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﲟﻨﺄﻯ ﻋﻤﺎ ﻳﻌﻴﺸﻪ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻣﻦ ﻫﺒﻮﻁ ﻭﺗﺮﺩ ﻭﺍﳓﺪﺍﺭ ﻭﺍﻴﺎﺭ ﻭﺿﻌﻒ؟ )ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻌﻘﺪ ﻣﻘﺎﺭﻧﺎﺕ ﺑﲔ ﺃﲰﺎﺀ ﺗﻮﻧﺴﻴﺔ ﻭﺃﲰﺎﺀ ﻋﺮﺑﻴﺔ ،ﰒﹼ ﻳﻌﺪﻝ ﻋﻦ ﺭﺃﻳﻪ ،ﻭﳚﻴﺐ ﺪﻭﺀ ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺎﻃﻌﱵ ﻟﻪ( ﳌﺎﺫﺍ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ،ﺇﻧﻬﺎ ﻻ ﲡﻮﺯ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ؟ ﺸﻌﺮ ﺗﺮ ﺩﻯ ﻭﺍﳓﺪﺭ ﺍﻟ ﹼﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﺮ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻟ ﻭﺿﻌﻒ ،ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻣﺎﺗﺖ ،ﻭﺍﻟﻔ ﻦ ﺃﺻﺒﺢ ﺗﺎﻓﻬﺎ ...ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺸﻌﺮ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻛﻐﲑﻩ ﺍﻫﺘﺰﺕ ﻓﻴﻢ ﺑﻘﻲ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﰲ ﺃﻣﺎﻛﻨﻬﻢ ...ﻭﺍﻟ ﻳﺘﻨﺎﻣﻰ ﺑﺎﻃﹼﺮﺍﺩ ﻭﻳﺘﺤﻮﻝ ﻭﻳﺘﻐﻴﺮ .ﰲ ﲢﻮﻟﻪ ﺫﺍﻙ ﻳﺸﻮﺑﻪ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﺍﳍﺸﺎﺷﺔ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺴﺘﻤ ﺮ ﻭﻳﺼﻨﻊ ﻛ ﹼﻞ ﻳﻮﻡ ﳕﺎﺫﺟﻪ ﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﺍﻷﺧﲑﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻌﺎﱐ ﻣﻦ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ .ﻭﺍﻟ ﺍﻟﻜﺒﺖ ﻭﺍﳋﻮﻑ ﻭﺍﳊﺮﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻜﺲ ﺍﻟ ﺮﻭﺡ ﺍﻟﻮﹼﺛﺎﺑﺔ ﻟﺪﻭﻝ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ .ﻭ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺳﺒﺎﻗﺎ ﰲ ﺍﻷﺧﺬ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮ .ﻭﻛﺎﻥ
101
ﺳﺒﺎﻗﺎ ﰲ ﻃﺮﺡ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﳊﺪﺍﺛﺔ ﻛﻠﹼﻬﺎ .ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻮﺣﻴ ﺪ ﺍﻟ ﹼﺬﻱ ﻣﺎﺭﺱ ﺗﻐﺎﻳﺮﺍ ﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻘﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﺡ ﻛﹸﻠﻴﺎ ﻣﻊ ﺇﺭﺛﻪ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻋﺠﺰ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ .ﻭﻟﻜ ﻦ ﺫﻟﻚ ﺸﻌﺮ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻷﻧﻪ ﻇ ﹼﻞ ﻣﺘﺨﻠﹼﻔﺎ ﻋ ﻦ ﺸﻌﺮ ﻻ ﳝﻨﻌﲏ ﻣﻦ ﻧﻘﹾﺪ ﺍﻟ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺎﻟ ﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﺑﻞ ﻟﻘﺪ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﺷﻌﺮﺍﺅﻩ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﰲ ﻗﻄﹾﻊ ﺻﻠﺘﻪ ﺑﻴﻨﺎﺑﻴﻌﻪ ﺍﻟ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭ ﻩ ﻭ ﳕﺎﺫﺟﻪ ﺍﳉﻤﺎﻟﻴﺔ. ﻣﺎ ﳛﺪﺙ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻫﻮ ﺃ ﹼﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺿﻮﺀًﺍ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ،ﺑ ﹾﻞ ﺭﻳﺢ ﺃﺿﻮﺍﺀ ،ﻻ ﺗﺘﻮﻗﹼﻒ ،ﺗﺘﻨﺎﻣﻰ ﻭﺗﻄﺮﺡ ﻋﻄﻮﺭﻫﺎ ﺸﺠﺮ ﺍﻟﻴﺎﺑﺲ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﹼﻞ ﰲ ﻭﻟﻘﺎﺣﺎﺎ ﻭﲤﺎﺭﺱ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻭﻫﻮ ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺍﻟ ﺍﳌﺎﺀ! ﻭﻭﻓﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﺃﻧﺖ ﲟﻦ ﺗﻘﺎﺭﻥ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ ؟ ﺃﻗﺎﺭﻥ ﻧﻔﺴﻲ ﲟﻦ؟ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ .ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺸﹺﺒﻬﲏ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ .ﻛﻨﺖ ﺃﺷﺒﻪ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﻟﻜﻨﲏ ﻧﺴﻴﺘﻬﻢ .ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺎ ﺃﺗﺬﻛﹼﺮﻩ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻠﻜﻲ .ﻣﺎ ﺭﺳﺐ ﰲ ﻓﻜﺮﻱ ﻭﰲ ﻗﻠﻤﻲ ﻣﻨﻬﻢ ﻫﻮ ﺃﻧﺎ ،ﻟﺴﺖ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﺇ ﹼﻻ ﺣﲔ ﺍﻧﻘﻄ ﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ .ﺃﻣﺎ ﺣﲔ ﺃﻗﺮﺃ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﺣﲔ ﺃﻛﺘﺐ ﻓﺈ ﹼﻥ ﺗﺎﺭﳜﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻳﺴﻜﻨﲏ .ﻣﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺛﺎﻧﻮﻳﺎ ،ﺍﻟﺘﻘﻄﻪ ﻭﺃﺟﻌﻠﻪ 102
ﻣﺮﻛﺰﻳﺎ .ﻣﺎ ﻻ ﻳﺒﺪﻭ ﻫﺎﻣﺎ ،ﺃ ﻣ ﺪ ﻳﺪﻱ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﺟﻌﻠﻪ ﺩﻣﺎ ﻭﻫﻮﺍﺀ .ﺃﻣﺎ ﻱ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﻓﻬﻮ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻣﺴﺘﻬﻠﻚ ﻭﺑﻐﻴﺾ ﻭﻋﻨﻴﻒ ﻭ ﻣﺘﺒﺠﺢ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻉ. ﻭ ﻣ ﺪ ﹴ ﺖ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﻛﺜﲑﻳﻦ .ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻭﺍﺻﻞ ﻣﻌﻲ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ، ﺃﺣﺒﺒ ﺕ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﺗﺮﻛﲏ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻄﹼﻔﻮﻟﺔ .ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﹾﱂ ﺁﺧ ﹾﺬ ﻋﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎ .ﻭﻫﺎ ﺇﻧﲏ ﺍﻵﻥ ﺃﲢﻮﻝ ﺇﱃ ﺁﻟ ﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺀﺓ .ﺫﺍﺋﻘﱵ ﺕ ﻣﺪ ﺭﺑﺔ .ﳍﺬﺍ ﻓﺎﻷﻋﻠﻖ ﺑﺬﻫﲏ ﻫ ﻢ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﺬﹼﻳﻦ ﺟﺪﺩﻭﺍ ﺻﺎﺭ ﻼﺋﻘﺔ ﺑﻪ ﻛﻤﻌﹼﻠ ﹴﻢ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. ﺸﻌﺮ ﺇﱃ ﻣﺮﺗﺒﺘﻪ ﺍﻟ ﹼ ﻭﻏﻴﺮﻭﺍ ﻭﺩﻓﻌﻮﺍ ﺍﻟ ﺗﻌﻠﹼﻤﺖ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺣ ﹼﻞ ﺃﺯﻣﱵ ﺑﺎﻻﻧﻘﺬﺍﻑ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ. ﺗﻌﻠﹼﻤﺖ ﺃ ﹾﻥ ﺃﻓﺮﻕ ﺃ ﹼﻥ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺸﻜﻞ .ﻭﺍﺳﺘﺒ ﺪ ﰊ ﻫﺎﺟﺲ ﺍﻟﻨﻮﻉ .ﻭﱂ ﲢ ﹼﻞ ﺃﺯﻣﱵ ﺑﺄﺧﺬ ﺍﳌﺘﺤ ﻮﻝ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺜﹼﺎﺑﺖ .ﺇﺫ ﻻ ﺛﺎﺑﺖ ﻣﻄﻠﻘﹰﺎ ﰲ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﻻ ﻣﺘﺤﻮﻝ ﺃﺑﺪﻳﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ...ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻹﳝﺎﻥ ﺿﺪﻳﻦ ﻣﻔﺘﺮﻗﲔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻻﺳﻢ ،ﲰﻴﲔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ! ﺗﻌﻠﹼﻤﺖ ﺃ ﹾﻥ ﺃﻟﹾﻌﺐ ﻭﺃ ﹾﻥ ﺃﺟ ﺮﺏ ،ﻣﻊ ﺇﳝﺎﱐ ﺑﺄ ﹼﻥ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺐ ﺇﺫﺍ ﺳﺎﺩ ﺃﺻﺒﺢ ﺗﻘﻠﻴﺪﺍ. ﻭﺗﻌﻠﹼﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ،ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﺖ ﰲ ﺣﻘﻮﻝ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺗﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﻴﺎﻫﻬﻢ ﻭﺗﺘﻨﻔﹼﺲ ﻣﻦ ﻫﻮﺍﺋﻬﻢ ﻭﺗﻌﻠﻮ ﰲ ﲰﺎﺋﻬﻢ ،ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺸﺨﺼﻴﺔ. ﺗﺼﻨﻊ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟ
103
ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺘﺒﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻷﳕﺎﻁ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺍﳌﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﺘﻀﻤﻦ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺧﻠﻖ ﻭﺍﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ ﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻜﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻷﳕﺎﻁ ﺍﳌﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻠﹼﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﲤﺜﹼﻞ ﺟﻮﻫﺮ ﻗﺼﻴﺪﺗﻚ ؟ ﳌﺎﺫﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ؟ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﳐﻄﺌﺎ ﺣﲔ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ "ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺍﻟﺘﻄﺮﻕ ﺇﱃ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﺭﻏﻢ ﻟﻐﺘﻚ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ" .ﱂ ﻳﺴﺎﻭﺭﱐ ﺍﻟﺸﻚ ﳊﻈﺔ ﰲ ﺟﻤﻠﱵ .ﻭﺍﳊ ﻖ ﺃ ﹼﻥ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﺣ ﺪ ﻧﺼﺤﲏ ﺑﺘﺮﻛﻬﺎ ﺃﻭ ﺇﺑﺪﺍﳍﺎ ﺃﻭ ﲢﺴﻴﻨﻬﺎ ...ﻭﺃﻧﺎ ﻧﻔﺴﻲ ﱂ ﺃﻃﺮﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻫﺎﻥ... ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻧﲏ ﺷﻐﻮﻑ ﺑﺎﻟﻠﹼﻐﺔ ،ﳓﻮﻫﺎ ﻭﺻﺮﻓﻬﺎ ﻭﺑﻼﻏﺘﻬﺎ، ﺐ ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﳕﺎﺫﺟﻬﺎ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﲔ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﻴﲔ ،ﻭﺗﻠﻚ ﺭﻳﺎﺿﺔ ﻭ ﻣﺤ ﺫﻫﻨﻴﺔ ﺗﺪﺭﺑﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ .ﻭﳍﺬﺍ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻟﻐﱵ ﻫﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﻼ ﻣﺎ ﲣﻠﻮ ﻧﺼﻮﺻﻲ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﻀﻞ ﻭﺟﻮﻫﺮ ﻗﺼﻴﺪﰐ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ .ﻭﻗﻠﻴ ﹰ ﺱ ﻣﻘﻄﻊ ﻳﺘﻠ ﻌﺐ ﺑﺎﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﺍﻷﲰﺎﺀ ...ﻭﺃﻧﺘﻘﻞ ﺍﳍﺎﺟﺲ ﺇﱃ ﻫﻮ ﹴ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﺔ ﻭﺇﻃﺎﻟﺔ ﺍﳉﻤﻠﺔ .ﻭﺍﻫﺘﻤﻤﺖ ﺑﺎﳌﹸﺘﻤﻤﺎﺕ ﺑﺄﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ﻭﻛﹼﺜﻔﺖ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﳍﺎ. ﻭﻛﻨﺖ ﰲ ﻛ ﹼﻞ ﺫﻟﻚ ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻣﻌﺠﻤﻲ ...ﻛﻤﺎ ﺖ ﻣﺒ ﹼﻜﺮﺍ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﺃﻭﺳﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﻭﺽ ،ﻭﺃ ﹼﻥ ﻋﻤﻮﺩ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺃﻧﲏ ﻓﻬﻤ
104
ﺖ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻟﻴﺲ ﺇ ﹼﻻ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﻼﹼﳏﺪﻭﺩﺓ .ﻓﻜﺘﺒ ﳊ ﺮ ﻭﺍﻟﻨﺜﺮ ﻣﻌﺎ ﻣﺘﺠﺎﻭﺭﻳﻦ ،ﹼﰒ ﺑﺪﺃﺕ ﲨﻠﱵ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻭﲤﻴﻞ ﺇﱃ ﺸﻌﺮ ﺍ ﹸ ﺍﻟ ﺸﻌﺮ ﺍﳊ ﺮ .ﻟﻜﻨﲏ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﺪﺧﻞ ﻷﻛﺴﺮ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻴﺔ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺃﻭ ﻷﻭﺗﺮ ﺍﻟ ﻗﺎﺭﺋﺎ ﻫﺎﺩﺋﹰﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺃﺧﺮﻯ .ﻭﺃﻫ ﻢ ﻣﺎ ﺣﺎﻭﻟﺘﻪ ﻫﻮ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﺳﺮﺩﻳﺔ ﻳﻘﹸﻮﳍﺎ ﺭﺍﻭ ﺃﻭ ﺭﻭﺍﺓ ،ﻭﻳﺘﻜﻠﹼﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻄ ﹸﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻼ ﺍﻷﻗﻮﺍﺱ ﲏ .ﻭﻣﻴﺰﺕ ﰲ ﺍﻟ ﹼﻄﺒﺎﻋﺔ ﺑﲔ ﺍﳋﻄﺎﺑﲔ ﻣﺴﺘﻌﻤ ﹰ ﺍﻟﺒﺎﻃ ﺺ ﻭﺟﺪ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﻪ ﻭﻣﻦ ﳌﺢ ﻓﻴﻪ ﺿﻮﺀًﺍ ﻭﺍﳌﻌﻘﹼﻔﺎﺕ .ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨ ﺖ ﻭﻣﻦ ﺳﺎﻫﻢ ﰲ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻜﱪ ﻭﻳﻮﺭﻕ ﻭﻳﻄﺮﺡ ﺃﲦﺎﺭ ﻩ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻗﻄﻌ ﲤﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﺍﻷﻏﺮﺍﺽ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ .ﻭﺑﺪﺍ ﻧﺼﻲ ﻛﺎﺋﻨﺎ ﻟﻐﻮﻳﺎ ﺸﻜﻞ .ﺍﳌﻬ ﻢ ﺫﺍﺗﻴﺎ ﻣﻨﻐﻠﻘﹰﺎ ﻻ ﻳﻬﺘ ﻢ ﺇ ﹼﻻ ﺑﺈﺗﻘﺎﻥ ﻭﺳﺎﺋﻠﻪ ﻭﺃﳘﹼﻬﺎ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﻟﻴﺲ ﺍﳌﻨﺠﺰ ﺑﻞ ﺍﻟﻮﻋﻲ. ﻧﺼﻚ ﺗﺘﻌﺎﻳﺶ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﻫﻞ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻫﻮ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺃﻡ ﻏﺎﻳﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ؟ ﺐ ﺃﻥ ﺃﺗﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻛﻠﹼﻬﺎ .ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﺃﺣ ﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﻧﻔﺘﺤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺮﺳﻢ ﻭﺍﻟﻨﺤﺖ .ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺑﻐﺮﻳﺐ ،ﻓﻌﺪﻳﺪ ﺍﻟ ﺍﳌﺴﺮﺡ ﻭﺟﻌﻠﻮﻩ ﻣﻜ ﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ،ﻭﻏﲑﻫﻢ ﺍﻧﻔﺘﺤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻭﺟﻌﻠﹸﻮﻫﺎ ﻣﻜﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ .ﻭﻏﲑﻫﻢ ،ﻣﻨﺬ
105
ﺍﳋﻠﻴﻞ ،ﺍﻧﻔﺘﺤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﺟﻌﻠﹸﻮﻫﺎ ﻣﻜﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺸﻌﺮ ﺇ ﹼﻻ ﺍﻧﻔﺘﺎﺣﺎ ﻋﻠﻰ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻷﻧﻪ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ .ﻟﻴﺲ ﺍﻟ ﺸﻌﺮ، ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪ ،ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﻗﹸﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﲑ .ﺍﻟ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﳌﺴﺮﺡ ،ﻫﻮ ﺍﻟ ﹼﺬﻱ ﻗﺎﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﹼﻠﻤﺎﺕ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻮﺭ، ﺍﻟﺸﻌﺮ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ،ﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺎﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﱃ ﺍﳉﻤﺎﻝ ﻭﺍﳊ ﻖ ﻀﻮﺀ ،ﻫﻮ ﺍﻟ ﹼﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺸﺮﻗﺔ ﺸﻌﺮ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ...ﺍﻟ ﺐ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪ ﺍﻟ ﹼﺬﻱ ﻳﺆﻣﻦ ﺍﳉﻮﺍﻫﺮ ،ﻭﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ﺍﻟ ﹼﺬﻱ ﻫﻜﺬﺍ .ﳍﺬﺍ ﺃﺣ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ،ﻭﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﺍﻟﺬﹼﻱ ﻳﻠ ﻐﺰ ﺍﳊﺎﺿﺮ ،ﻭﻳﺴﻤﻴﻪ ...ﻭﰲ ﺕ ﻟﻼﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺷ ﻌﺮﺍ... ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺘﻪ ﻭﱂ ﻳﻨﺸ ﺮ ﺑﻌﺪ ،ﳏﺎﻭﻻ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻚ ﲡﺮﺑﺔ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺩﺭﺍﺳﺘﻚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ؟ ﹸﻛﻨﺎ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻭ ﲦﺎﻧﻴﺔ .ﻻ ﺃﺫﻛﺮ ...ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﻨﺎ ﻛﻠﺐ ﻭﻻ ﻱ ﺗﺄﻃﲑ ﻭﻻ ﺇﺷﺮﺍﻑ .ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻗﺎﺩﺗﻨﺎ ﺇﱃ ﻛﻬﻒ! ﱂ ﳔﻀﻊ ﻷ ﻱ ﻏﻨﺎﺋ ﻲ ﻳﺘﺮﻛﹼﺰ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﳌﻌﲔ ﺑﺴﻴﺴﻮ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻋﻤﻞ ﻣﺴﺮﺣ ﻲ ﺷﻌﺮ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺕ ﶈﻤﻮﺩ ﺍﳌﺴﻌﺪﻱ ،ﻭﻇﹼﻔﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻋﺪﻳﺪ ﺍﻷﻏﺎﱐ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ. ﻭﻋﺮﺽ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﻋﺪﻳﺪ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﻭﺗﻮﺝ ﲜﺎﺋﺰﺓ ﰲ ﺎﺋﻲ ﺍﳌﺴﺮﺡ ﺍﳌﺪﺭﺳﻲ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻨﻮﺍﻧﻪ ﻧﺸﻴﺪ ﺍﳊﺐ ﻭ ﺍﻟﺜﹼﻮﺭﺓ. 106
ﺃﺗﺬﻛﹼﺮ ﺟﻴﺪﺍ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﺍﻷﺧﲑ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﺎﻛﻦ ﰲ ﱯ ﻣﺮﻣ ﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻝ ﺍﻟ ﺮﻛﺢ ﻣﻀﺮﺟﺎ ﺑﺪﻣﺎﺋﻪ ،ﻭﺣﻮﻟﻪ ﺃﻣﻪ ﺍﻟﺬﹼﺍﻛﺮﺓ .ﺍﻟﺼ ﻭﺃﺻﺪﻗﺎﺅﻩ ﻳﻨﺜﺮﻭﻥ ﺯﻫﻮﺭ ﺍﻟﹼﻠﻮﺯ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ،ﹼﰒ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ،ﻓﻴﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﺃﻏﻨﻴﺔ ﺣﺰﻳﻨﺔ ،ﻧﺴﻴﺖ ﻛﻼﻣﻬﺎ، ﻳﺆﺩﻳﻬﺎ ﻓﻮﺯﻱ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﻭﻋﺒﺎﺱ ﳏﻤﻮﺩ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ. ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ،ﻛﻨﺎ ﻗﺪ ﺍﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﻧﺖ ،ﻳﺎ ﻛﺎﺭﻡ ،ﰲ ﻗﻠﻴﺒﻴﺔ ...ﺃﻻ ﺗﺘﺬﻛﹼﺮ!... ﻃﺒﻌﺎ ﺃﺗﺬﻛﹼﺮ ...ﻟﻜﻦ ﺩﻋﻨﺎ ﻧﺘﻘﺪﻡ .ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺷﺘﻐﺎﻝ ﻫﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ؟ ﺸﻌﺮﻳﺔ ،ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﲢ ﺪﺙ ﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟ ﻓﻌﻼ ﹼﲦﺔ ﻋﻤﻞ ﺧﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ﺸﻌﺮﻳﺔ ﳍﺎ ﺭﻭﺍﻓﺪ ﻣﺘﻌ ﺪﺩﺓ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺟﻢ ﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ .ﺍﻟ ﳐﺘﻠﻔﺔ .ﹼﰒ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺨﻴﻴﻞ .ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻧﻪ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﺑﻼ ﻗﺼﺪ ﺃﻭ ﻣﺴﺘﻐﻠﻖ ﺃﻭ ﻏﲑ ﻣﻔﻬﻮﻡ ،ﻟﻜﻦ ﻫﻮ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻧﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﲡﺮﺑﺔ ﻟﻐﻮﻳﺔ ﻭﻳﻌﱪ ﰲ ﺭﺃﻳﻲ ﻋﻦ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻠﻐﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﻭﲜﻤﻠﺔ ﻳﻨﻌﺪﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻜﺜﻴﻒ.
107
ﻳﺘﺰﺍﻭﺝ ﺍﻟﻨﺜﺮ ﻣﻊ ﺍﳌﻮﺯﻭﻥ ﰲ ﺷﻌﺮﻙ .ﻫﻞ ﻧﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺃﻧﻚ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻗﻠﻖ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﳕﻂ ﺷﻌﺮﻱ ﻣﻌﲔ ﻳﻘﻨﻌﻚ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺜﺮ ﺃﻡ ﺍﻟﺘﻔﻌﻴﻠﺔ؟ ﺃﻧﺎ ﱂ ﺃﻓ ﹼﻜﺮ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﰲ ﺍﻟﻮﺯﻥ .ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻋﻤﻖ ﻫﻲ ﺃﻧﲏ ﻻ ﺃﻓ ﹼﻜﺮ ﰲ ﺷﻲﺀ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻛﺘﺐ .ﻣﺎ ﺃﻓ ﹼﻜﺮ ﺑﻪ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺃﻻﻣﺲ ﺍﳊﺪﺙ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺍﻟ ﹼﺬﻱ ﻫﻮ ﰲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻲ ﻭﰲ ﺩﻭﺍﺧﻠﻲ ،ﺃ ﻣﺎ ﻛﻴﻒ ﺃﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﺙ ،ﻓﺄﺟﺪ ﺃﻧﲏ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﱃ ﻟﻐﺔ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﲡﺮﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻰ! ﺃﻱ ﳍﺎ ﺇﻳﻘﺎﻉ؟ ﻧﻌﻢ ﺇﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ .ﰲ ﳊﻈﺎﺕ ﻳﺘﻜﹼﺜﻒ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺒﺤﻮﺭ ﺍﳋﻠﻴﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺘﻔﻌﻴﻼﺕ ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺮﺗﺎﺑﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﰲ ﺗﻔﻌﻴﻠﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺃﻧﺘﻘﻞ ﺇﱃ ﺗﻔﻌﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻫﺪﺃ .ﻭﻫﺬﺍ ﻛﹼﻠﻪ ﳑﻜﻨﺎﺕ ﺇﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﻭﺿﻴﻮﻥ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﳊﺎﻝ ،ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺗﻔﻌﻴﻠﺔ ﻓﻴﻈ ﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺃﻧﲏ ﺭﺑﻤﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺜﺮ ،ﻭﰲ ﻣ ﺮﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﺷﻌﺮ ﺃﻧﲏ ﲝﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﻛﻠﻤﺔ ﳐﺼﻮﺻﺔ ﺗﻜﺴﺮ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﻭﺍﻟﺘﻔﻌﻴﻠﺔ ﻭﻟﻜﻨﲏ ﺃﺷﻌﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﻳﺪ ﻓﺄﻛﺘﺒﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺣﺮﺝ ﺃﻭ ﺧﻮﻑ .ﻛﻤﺎ ﺃﻧﲏ ﰲ ﻗﺼﺎﺋﺪﻱ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﺴﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟ ﹼﺬﺍﺕ ﺍﻟ ﹼﻄﺎﻏﻴﺔ ﻓﺄﻧﺴﺐ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺇﱃ ﺿﻤﲑ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﻫﻮ ﻷﺣ ﺪ ﻣﻦ ﻃﻐﻴﺎﻥ ﺍﻟﺬﹼﺍﺕ .ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﺒﺮ ﻋﻦ 108
ﻓﻜﺮﺓ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﹼﰒ ﺃﺭﻏﺐ ﰲ ﺍﳊ ﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﺎ ﺍﻟ ﺮﻭﻣﺎﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟ ﹼﻄﺎﻏﻴﺔ ﻓﺄﻗﻮﻡ ﺑﻜﺴﺮ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ،ﻭﺍﻟﻜﺴﺮ ﻳﺘ ﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﲔ ،ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺃﺣﺎﻓﻆ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﻭﺽ ﻭﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﺍﳋﻠﻴﻠﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺍﳌﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺍﻟ ﹼﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﹼﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﻛﺴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﻫﻜﺬﺍ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻭﺑﻌﻨﻒ ﻭﺑﻘﺴﻮﺓ ﻭﺃﺗﺮﻙ ﺼﻔﺤﺔ .ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻛﺘﺐ ...ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﻧﺜﺮ ﺍﳉﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﰲ ﻓﺮﺍﻏﺎ ﰲ ﺍﻟ ﺍﻟ ﺪﻭﺍﺧﻞ! ﻭﺃﺟﺪ ﺃﻧﲏ ﻣﺘﺠﻪ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﺍﳌﺘﻤﺜﹼﻞ ﰲ ﺍﻷﻭﺯﺍﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺮﻭﺿﻲ ﻭﺧﻠﻴﻠﻲ )ﺻﺪﺭ ﻭﻋﺠﺰ( .ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺍﳊﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﰲ ﺍﻷﻓﻖ ﺍﻟﻌﺮﻭﺿﻲ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ .ﻭﺍﻵﻥ ﺃﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻓﻘﺮﺍﺕ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ ﺍﻟ ﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ،ﻭﲨﻠﱵ ﱂ ﺗﻌﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ،ﺑﻞ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﲤﺎﻣﺎ ،ﻭﺇﻳﻘﺎﻋﻲ ﺗﻐﻴﺮ ،ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﺸﺒ ﻪ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟ ﺪﺍﺧﻠ ﻲ ﺍﻟﺬﹼﺍﰐﹼ ،ﺃﺳﺘﻌﻤﻞ ﻛ ﹼﻞ ﺍﳌﻤﻜﻨﺎﺕ ﺍﻹﻳﻘﺎﻋﻴﺔ .ﻓﺎﻹﻳﻘﺎﻉ ﻛﻤﺎ ﺃﻓﻬﻤﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺃﺑﺪﺍ ﻣﻌﻄﹼﻼ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﺺ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺧﺎﺩﻣﺎ ﺃﻣﻴﻨﺎ ﻟﻠﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻨﻬﺎ .ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﺇﻧﲏ ﺃﻣﻴﻞ ﺸﻌﺮ ﺍﳌﻮﺯﻭﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻨﺜﺮ. ﻟﻠ ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﻣﻨﻚ ﺑﺄﻧﻚ ﻻ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻨﺜﺮ؟
109
)ﻳﻘﻮﻝ ﺿﺎﺣﻜﺎ( ﺇﻥ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻨﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﻘﻨﻊ ﻗﻠﻴﻠﺔ .ﻭﻟﻌ ﹼﻞ ﺃﲨﻞ ﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﹼﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﻨﺜﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺠﺒﲏ ﻫﻲ ﺍﻟ ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻚ ﺃﻧﻚ ﺗﺼﺮﺡ ﺑﺄﻥﹼ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﱂ ﻳﺒﺪﻋﻮﺍ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻨﺜﺮ؟ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ .ﻟﺴﺖ ﻣﺆﻫﻼ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ،ﻳﻌﺠﺒﲏ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻨﺜﺮ ﺍﻟ ﹼﺬﻱ ﺖ ﺑﻌﺾ ﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺍﺎﻳﻠﲔ ﱄ .ﻭﺃﻧﺎ ﻛﺘﺒ ﻳﻜﺘﺒﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟ ﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﺎﻃﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺟﺮﺑﺘﻬﺎ .ﻭﻻ ﺃﻇ ﻦ ﺃ ﹼﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻓﻀﻠﻴﺔ ﳉﻨﺲ ﺷﻌﺮ ﺟﻨﺲ ﺁﺧﺮ. ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻙ ﻣﻴﻞ ﻟﻠﻤﻮﺯﻭﻥ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﻨﺜﺮ؟ ﳝﻜﻦ ﻗﻮﻝ ﺫﻟﻚ... ﺍﻟﻠﹼﺤﻈﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﻫﻲ ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ ﺍﻷﱂ ﻭﺍﳍﻢ ﻭﺍﻟﻮﺟﻊ، ﻛﻴﻒ ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺷﻌﺮﻳﺎ ﺿﻤﻦ ﺭﺅﻳﺘﻚ ﺍﳌﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻜﻠﹼﻲ ﺍﻟﺮﺍﻓﺾ ﳌﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻻﻟﺘﺰﺍﻡ؟
110
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﺳﺎﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﲔ ﻣﺜﻞ ﺑﻴﻜﺎﺳﻮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﳊﻈﺎﺕ ﺯﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟ ﺮﺳﻢ ﱂ ﻳﺼﺮﺥ ﻭﱂ ﻳﻠﺘﺠﺊ ﺇﱃ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﳊﻤﺎﺳﻴﺔ، ﺑﻞ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺃﺳﻠﻮﺑﻪ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﻣﻌﺘﻤﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻄﻮﻁ ﻭﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻭﺭﺳﻢ ﻟﻨﺎ ﺭﻭﺍﺋﻊ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﺬ ﻭﺗﺼﻞ ﺇﱃ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﺻﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﳋﺎﻟﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﳝﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺗﻮ ﻭﻳﻌﺒﺮ ﻭﻳﺘﺤﺮﺭ .ﲢﻀﺮﱐ ﰲ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﲡﺎﺭﺏ ﻫﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺮ ﺳﺎﻣﲔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﺜﻞ ﻛﺎﻧﺪﻧﺴﻜﻲ ،ﻭﲢﻀﺮﱐ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺸﻌﺮ ﺍﳌﺘﻨﺎﺛﺮﺓ ﻭﺍﻟﻘﻄﻊ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺮﰊ، ﻛﱪﻯ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﺮ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺑﺮﻳﺎﺡ ﺍﻹﻏﻮﺍﺀ ﺍﻟﻔﺎﺗﻨﺔ ﻟﺘﻘﻮﻝ ﺎ ﳊﻈﺘﻬﺎ ﺍﳋﺎﻟﺪﺓ ﺩﻭﻥ ﻣﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﺮﺍﺥ ﻭﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﳊﻤﺎﺳﻴﺔ .ﻭﻣﺎ ﺃﻓﻜﹼﺮ ﺑﻪ ﺸﻌﺮ ﻣﺮﺳﻞ ﻟﻠﺠﻮﺍﻫﺮ ،ﻻ ﻟﻸﻋﺮﺍﺽ ،ﻭﺍﳉﻮﺍﻫﺮ ﻻ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟ ﺼﺮﺍﺥ ﻟﺘﻘﻮﻝ ﺇﻧﲏ ﲨﻴﻠﺔ ﻭﻣﻮﺟﻮﺩﺓ .ﻭﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟ ﺼﻤﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻜﻦ ﻛﻞ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﰲ ﺭﺃﻳﻲ ﺑﺎﻟﻨﻔﺎﺫ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﹼﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟ ﺸﻌﺮ ﺍﳌﻠﺘﺰﻡ ﺃﻭ ﻏﲑﻩ ،ﻓﻼ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﻮﺣﺪ ﺑﻴﻨﻬﻢ .ﺃ ﻣﺎ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ،ﺍﻟ ﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﲡﺪ ﺃﻇ ﻦ ﺃﻧﻪ ﺍﻟ ﹼﻄﺮﻳﻖ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﹼﻠﺤﻈﺔ .ﻭﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺘﺎﻓﻪ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﱄ ﺍﻟﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﺰﺍﺋﻞ ...ﻭﺃﻏﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺸﺎﻋﺮ ﺃﻥ ﻳﺼﻨﻌﻬﺎ ﺗﻐﻴﺐ ﻋﻨﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﹼﻠﺤﻈﺔ ﺍﳋﺎﻟﺪﺓ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ﻭﺃﻥ ﻳﻠﻤﺴﻬﺎ ﺑﺎﻟﹼﻠﻐﺔ.
111
ﺃﺧﺮ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﻟﻚ ﺻﺪﺭ ﺳﻨﺔ ،2001ﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﺧﲑ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﰲ ﺍﻟﻨﺸﺮ؟ ﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﻓﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻧﺸﺮﻱ ﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻫﺘﻤﻤﺖ ﲝﻴﺎﰐ ﺍﻟ ﻱ ﺃﲤ ﹼﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻛﹸﺘﺐ ...ﻭﻟﻜﻨﲏ ﺃﻛﺘﺐ ﻛﺜﲑﺍ ﻭﺑﻐﺰﺍﺭﺓ ﻭﻟﺪ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﻟﹼﻔﺎﺕ ﺑﲔ ﻧﺜﺮ ﻭﺷﻌﺮ .ﻭﺇﱃ ﺍﻵﻥ ﻻ ﺃﺟﺪ ﻧﺎﺷﺮﺍ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳊﻠﻢ ﺍﻟ ﹼﺬﻱ ﺃﲪﻠﻪ .ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻏﺮﻳﺐ ﻭﻏﲑ ﻋﺎﺩﻝ ﻭﻏﲑ ﲨﻴﻞ ﺃﻳﻀﺎ .ﺍﳊﻜﻤﺔ ﺍﻵﻥ ﰲ ﺭﺃﻳﻲ ﻫﻲ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ،ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻣﺎ ﻱ ﻭﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻌﺎﰐ ﺍﻟﻘﻮ ﺳﻴﺤﺪﺙ ...ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟ ﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻳﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﻨﻤ ﻮ. ﺍﻟ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳊﻆﹼ ﻟﻌﺐ ﺩﻭﺭﻩ ﲟﺎ ﺃﻥ ﺃﲰﺎﺀ ﻫﺎﻣﺔ ﰲ ﺗﻮﻧﺲ ﺗﺒﻨﺘﻚ ﺇﺑﺪﺍﻋﻴﺎ ﻭﺳﺎﻧﺪﺗﻚ ﻭﺩﻋﻤﺘﻚ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﳏﻤﺪ ﻟﻄﻔﻲ ﺍﻟﻴﻮﺳﻔﻲ ﺍﻟﺬﹼﻱ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻗﺪﻡ ﻧﺼﻮﺻﻚ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﳏﻤﺪ ﺍﻟﻌﻮﱐ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ،ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺎﻣﻠﺖ ﻣﻌﻪ؟ ﻭﻣﺎﻫﻲ ﻧﻈﺮﺗﻚ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻵﻥ؟ ﻛﻨﺎ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﻣﺸﻐﻮﻟﲔ ﺑﺎﳊﻴﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﻖ ﻣﻐﺎﻳﺮ، ﻛﻨﺎ ﳓﻠﻢ ﺑﺄﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﲑﺓ ،ﻭﻛﻨﺖ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﻣﺴﻨﻮﺩﺍ ﺑﻮﻫﻢ ﻛﺒﲑ ﻭﻫﻮ ﺃﻧﲏ ﻛﺘﺒﺖ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻣﻬﻤﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ 112
ﺯﻳﻒ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺘﻘﺪ ،ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺑﺪﺍﺋﻞ ﺃﺧﺮﻯ ﳑﻜﻨﺔ، ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺁﺧﺮﻳﻦ ،ﻗﺮﺍﺀﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺃﺷﺨﺎﺻﺎ ﺁﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﺍﻗﺘﻨﻌﺖ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﺃﻋﻮﺩ ﺇﱃ ﺭﻣﺎﺩﻱ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻭﺃﻥ ﺃﺧﻠﻖ ﻣﻨﻪ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺃﺣﹼﻠﻖ ﺎ، ﺸﺎﻋﺮ ﺑﺪﺭ ﺑﻦ ﻭﺳﺎﻋﺪﱐ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺜﲑﻭﻥ ﺃﺫﻛﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺍﻟ ﲪﻴﺪﺓ ،ﻭﳎﻤﻮﻋﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﺫﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺬﹼﺍﺕ ﳏ ﻤﺪ ﻟﻄﻔﻲ ﺍﻟﻴﻮﺳﻔﻲ ﺍﻟ ﹼﺬﻱ ﺻﻨﻊ ﺣﻜﺎﻳﱵ ﺃﻭ ﺃﺳﻄﻮﺭﰐ ،ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﲟﻨﻮﺑﺔ ﻭﺟﻌﻞ ﻣﻨﻲ ﻋﻦ ﺣ ﻖ ﺃﻭ ﻋﻦ ﻏﲑ ﺣ ﻖ ﺍﲰﺎ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ .ﱂ ﺃﻋﺮﻑ ﺐ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﺐ ،ﻭﳜﻠﺺ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ﻛ ﹼﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﺣﺪﺍ ﻗﺒﻠﻪ ﳛ ﺍﻹﺧﻼﺹ .ﺗﻌﻠﹼﻤﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻜﺜﲑ .ﻭﺃﲪﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻜﺒﲑ .ﻭﺃﻇﻦ ﺃﻧﲏ ﻟﻮ ﱂ ﺃﺻﺎﺩﻓﻪ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﲡﺮﺑﱵ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﻐﲑﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ،ﻧﺎﻗﺸﲏ ﻛﺜﲑﺍ .ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﻞ ﺃﺷﻴﺎﺀ ،ﱂ ﺃﻭﺍﻓﻖ .ﺃﺭﺩﺕ ﻣﻨﻪ ﺃﺷﻴﺎﺀ ،ﻟﻌﹼﻠﻪ ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﱂ ﻳﻮﺍﻓﻖ .ﻛﻨﺖ ﻣﺴﻜﻮﻧﺎ ﺑﺄﺣﻼﻡ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﱂ ﺃﻛﻦ ﻣﺴﺘﻌﺪﺍ ﻟﻠﺘﻀﺤﻴﺔ ﺎ .ﻛﻨﺖ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﻠﻪ ،ﻭﱂ ﺃﻧﺪﻡ ﳊﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ .ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻚ ﻛﻨﺖ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻨﻲ ﺟﺪﺍ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ، ﻭﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻲ .ﺃﻣﺎ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﻊ ﻗﺼﻴﺪﰐ ﰲ ﺍﻟﻮﺭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﰲ ﳎﻠﹼﺔ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ. ﺐ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ،ﻭﺃﺷﻌﺮ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮﻩ ﳌﺎ ﺃﻛﺘﺐ .ﻭﻛﺬﻟﻚ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻌﻮﱐ ﻭﻋﺒﺪ ﺃﺣ ﺍﷲ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﲰﻲ ﻭﻏﲑﻫﻢ...
113
ﺍﻟﻘﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﻠﹼﻐﻮﻱ ﻟﺸﻌﺮﻙ ﻣﻨﺒﻌﻪ ﺍﻟﻘﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﺴﻲ، ﻟﻜﻦ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﲡﻌﻠﻪ ﻣﺘﻔﺮﺩﺍ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺮﻭﻣﻨﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻋﻴﺔ .ﻭﻗﺪ ﻧﺴﻤﻴﻪ ﲟﺎ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﺖ ﺑﺎﳊﺴﺎﺳﻴﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺛﺮﻯ ﺍﺗﺠﺎﻫﻚ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ .ﻛﻴﻒ ﺣﻘﹼﻘﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﺠﺰ ﺍﻟﻠﹼﻐﻮﻱ؟ ﺸﻌﺮ ﺍﻟ ﹼﺬﻱ ﺃﻛﺘﺒﻪ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻼﺣﻈﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ،ﻭﻟﻌﹼﻠﲏ ﺻﺮﺕ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﺘﻤﺴﻜﺎ ﺎ .ﺗﻘﻮﻝ ﱄ .ﳌﺎﺫﺍ ؟ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭﺣﺘﻰ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟ ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟ ﹼﻄﺒﻴﻌﺔ ﻇﹼﻠﺖ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻭﻋﻨﺪ ﻛ ﹼﻞ ﺍﻟ ﻣﻮﺋﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺪﺍﻳﺎﺗﻪ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﻮﺗﻪ .ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻛﺘﺒﻪ ﺍﻵﻥ ﱂ ﳛﻀﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻌﺠﻢ ﻓﻘﻂ ...ﳛﻀﺮ ﻣﻌﻪ ﻣﻌﺠﻢ ﻧﻔﺴﻲ ﺫﺍﰐ ﺣﺰﻳﻦ ﻓﻴﻪ ﺃﺳﻒ ﻭﻣﺮﺍﺭﺓ .ﰲ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻧﺎ ﻗﻮﻳﺔ ﺻﺎﺭﺧﺔ ﻣﺴﺘﻌﺪﺓ ﻟﻠﺘﻤﺮﺩ ﻭﺍﻟﹼﺜﻮﺭﺓ .ﺍﻵﻥ ﺻﺮﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﺭﺻﺎﻧﺔ ﻭﺍﺷﺘﻐﺎﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ، ﻭﺻﺮﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻌﺪﺍ ،ﻭﻋﻤﻘﺎ. ﻣﺎ ﺗﺴ ﻤﻴﻪ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻫﻮ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺘﻪ ﰲ ﻣﻘ ﺪﻣﺔ ﻛﺘﺎﰊ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﻭﻋﻨﻴﺖ ﺑﻪ ﺃﻧﻨﺎ ﻛﺠﻴﻞ ﻣﻄﺎﻟﺒﲔ ﺑﺼﻨﻊ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﺮﺍﻕ ﻓﻀﺎﺀﺍﺕ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺃﺑﺪﺍ ﻟﻨﺎ .ﻭﺑﻌﺚ ﻣﻨﺎﺑﺮ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻠﻴﻖ ﺑﺄﺣﻼﻣﻨﺎ ،ﻷ ﹼﻥ ﺍﳌﻨﺎﺑﺮ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﻏﲑ ﻣﺴﺘﻌﺪﺓ ﻟﻠﺘﻀﺤﻴﺔ ﲟﺮﺍﻛﺰﻫﺎ، ﻭﺧﻠﻖ ﻧ ﹼﻘﺎﺩ ﺟﺪﺩ ﺻﻐﺎﺭ ﻣﺘﻤ ﺮﺩﻳﻦ ﻣﺜﻠﻨﺎ ...ﻭﺃﺣﻼﻡ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺜﲑﺓ
114
ﻋﺒﺮﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ﻭﺃﻇ ﻦ ﺃﻥ ﺟﺰﺀﺍ ﻛﺒﲑﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺪ ﲢ ﹼﻘﻖ. ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻚ ﺑﻨﻘﺪ ﺣﺎﺩ ﻟﻠﻨﻘﺪ ﺍﻟﺬﹼﻱ ﻧﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻏﲑ ﻣﻮﺍﻛﺐ ﻟﻠﺸﻌﺮ؟ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﰲ ﺗﻮﻧﺲ ﻣﺘﺎﺑﻌﺎﺕ ﻭﺗﻌﺎﻟﻴﻖ ﻭﺍﻧﻄﺒﺎﻋﻴﺎﺕ ﻭﺇﺧﻮﺍﻧﻴﺎﺕ ﻭﻟﹸﻮﺑﻴﺎﺕ ،ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻛ ﹼﻞ ﻫﺬﺍ ،ﻭﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﲢﺼﻲ ﻣﻌﻲ ﺃﲰﺎﺀ ﻛﺜﲑﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺴ ﻤﻲ ﱄ ﻧﺎﻗﺪﺍ ﺃﻭ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺸﻌﺮ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ؟ ﺃﻇ ﻦ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺇﻥ ﱂ ﺍﻟﻨ ﹼﻘﺎﺩ ﻛﺘﺒﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟ ﺸﻌﺮﺍﺀ ﻳﻜﻦ ﻣﻔﻘﻮﺩﺍ ﻓﻬﻮ ﱂ ﻳﺘﺮﺳﺦ ﺑﻌﺪ .ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻣﺸﻐﻮﻟﻮﻥ ﺑﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟ ﺍﻟ ﹼﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻣﻘ ﺮﺭﻭﻥ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ،ﻭ ﻫﺬﺍ ﻷﺎ ﲡﺎﺭﺏ ﻗﺪ ﺍﻛﺘﻤﻠﺖ! ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟ ﹼﺬﻱ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﺱ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﺑﻌﺪ، ﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻧ ﹼﻘﺎﺩﺍ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺒﺸﺮ ،ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻨﺎ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟ ﻛﺒﺎﺭﺍ ﺑﺸﺮﻭﺍ ﲟﺤﻤﻮﺩ ﺩﺭﻭﻳﺶ ﻭﺃﺩﻭﻧﻴﺲ ﻭﻳﻮﺳﻒ ﺍﳋﺎﻝ ﻭﻏﲑﻫﻢ ،ﻭﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﳌﺎﺫﺍ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻋﺎﺟﺰﺍ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻵﻥ .ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻨﺤﻦ ﺍﻵﻥ ﺸﻌﺮﺍﺀ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﺳﻢ ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟ ﻼﺕ .ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻭﻛﻲ ﻻ ﺃﻛﻮﻥ ﺗﺪﺭﺱ ﻭﺃﻥ ﲢﺘﻀﻦ ﺿﻤﻦ ﳎ ﹼ ﻣﺘﺸﺎﺋﻤﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﺇﻧﲏ ﺣﻈﻴﺖ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺘﻨﺎﻭﻻﺕ .ﻣﺎ ﺃﺣﺒﻪ ﻭﻣﺎ
115
ﺃﺭﻳﺪﻩ ﻭﻣﺎ ﺃﻇ ﻦ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﳛﺪﺙ ﺗﻐﻴﲑﺍ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻴﻞ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻛﺘﺎﺑﺘﻪ ﺑﺎﻟﻨﻘﺪ ،ﺃﻭ ﺑﺮﻭﺍﻓﺪ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻛﺘﺒﻬﺎ ﻭﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﻣﺜﻠﻬﺎ. ﻭﻣﺎ ﺟﺪﻭﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ؟ ﺍﳉﺪﻭﻯ ﻻ ﺗﻌﻨﻴﲏ ...ﻭﺳﺆﺍﻝ ﺍﳉﺪﻭﻯ ﻫﻮ ﺁﺧﺮ ﺳﺆﺍﻝ ﻳﺸﻐﻠﲏ .ﻟﻜﻨﲏ ﺃﻛﺘﺐ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﻷﻧﲏ ﺃﻓﻜﹼﺮ ﰲ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﶈﺮﻭﻗﺔ ،ﻭﺃﺣﺒﻪ ﻭﻻ ﺃﺟﺪ ﱄ ﻣﻌﲎ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﻣﺎ ﺟﺎﻭﺭﻩ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺗﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﺍﺧﺘﻼﻑ ،ﻋﻦ ﻭﻋﻲ ،ﻭﻫﻮ ﻋﻨﺪﻱ ﻋﻼﻣﺔ ﻓﺎﺭﻗﺔ ﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻋﱪ ﻭﻣﻤﻴﺰﺓ .ﻭﺃﻧﺎ ﰲ ﺑﻴﺎﻧﺎﰐ ﺃﺳﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻭﺟﺪ ﰲ ﺍﻟ ﺍﳌﺴﺎﺀﻟﺔ ﻭﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ .ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗ ﹼﻞ ﺃﻧﲏ ﻗﺮﺃﺕ ﻭﺃﻧﲏ ﺍﺳﺘﻮﻋﺒﺖ ﻭﺃﻧﲏ ﻫﻀﻤﺖ ﻭﺃﻧﲏ ﺍﻵﻥ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺃﺿﻴﻒ ﺷﻴﺌﺎ ﺣﺘﻰ ﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻨﺎﻗﺪ ﺇﻥ ﺟﺎﺯ ﻟﻨﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﺴﻴﻄﺎ ،ﻫﺬﻩ ﰲ ﺭﺃﻳﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟ ﺍﻟﻘﻮﻝ. ﺗﻜﺘﺐ ﻧﺼﺎ ﺷﻌﺮﻳﺎ ﻣﺘﻤﻴﺰﺍ ﻋﻦ ﻛﻞﹼ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﺣﻘﹼﻘﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﺧﺘﺮﺍﻗﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﻭﺇﺿﺎﻓﺎﺕ ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻖ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﳘﹼﻴﺘﻪ ﱂ ﻳﺼﻞ ﺧﺎﺭﺝ ﺗﻮﻧﺲ؟
116
ﺸﻜﻞ ﺍﳉﻴﺪ ﻟﻌ ﹼﻞ ﻋﺰﺍﺋﻲ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﲏ ﱂ ﺃﺻﺪﺭ ﻛﺘﱯ ﺑﻌﺪ ﺑﺎﻟ ﺼﺮ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﻣﺸﺎﻛﻞ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﹼﻠﻬﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ،ﻭﻟﻌﹼﻠﲏ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻘ ﺼﻲ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﺤﻘﹼﻖ ﰲ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ .ﺃﻇ ﻦ ﺃﻥ ﻧ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻩ ﻭﺳﻴﺴﺎﻓﺮ ﰲ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺰﻣﺎﻥ .ﻭﻻﺑ ﺪ ﺃﻥ ﺃﺫﻛﺮ ﺃ ﹼﻥ ﻛ ﹼﻞ ﺼﺤﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻧﺸﺮﺕ ﻭ ﹼﰎ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﺀ ﺎ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺳﻠﺘﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺃﻇ ﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﰊ ﻣﺜﻞ ﺩﻭﺍﻭﻳﲏ. ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻧﻚ ﰲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻏﺎﺋﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺜﹼﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ .ﺃﻱ ﺃﻧﻚ ﺁﺛﺮﺕ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ،ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﺮﻓﺖ ﻛﻞﹼ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺃﻡ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺃﺧﺮﻯ؟ ﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﹼﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺷﺎﻫﺪﺕ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﲑﺓ ﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟ ﻛﻨﺖ ﻭﺛﻴﻖ ﺍﻟ ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻥ ﺳﺄﻟﺘﲏ ﲟﺎﺫﺍ ﺃﻓﺎﺩﺗﻚ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﱂ ﺗﻔﺪﱐ ﺑﺸﻲﺀ ﰲ ﻛ ﹼﻞ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ .ﻫﻨﺎﻙ ﻛﺘﺎﺏ ﻗﺮﺃﺕ ﳍﻢ ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﺑﻠﺘﻬﻢ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﳋﺰﻱ. ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻧﺼﺮﻓﺖ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻻ ﺷﻌﻮﺭﻳﺔ ﺇﱃ ﺍﻟ ﹼﺬﺍﺕ ﻭﺇﱃ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺇﱃ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺇﱃ ﻋﻮﺍﳌﻲ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﻭﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀﺍﺕ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ ﺃﻋﻤﻞ ﻭﺃﻥ ﺃﻋﻴﺪ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﰲ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ .ﻫﻞ ﻫﻮ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺃﻡ ﺇﺟﺒﺎﺭ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ،ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻣﺘﻴ ﹼﻘﻦ ﻣﻨﻪ ﻫﻮ ﺃﻧﲏ ﺍﻵﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﰲ ﻛ ﹼﻞ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ.
117
ﺗﻘﻮﻝ ﰲ ﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻚ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻌﺪ ﳝﻜﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻛﺼﻨﺎﻋﺔ ﰲ ﺣﲔ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﺍﺳﺘﻤﺪﺕ ﻋﻈﻤﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻨﻌﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻦ ﺭﺷﻴﻖ؟ ﺸﻌﺮ ﺃﳊﺤﺖ ﰲ ﺑﻴﺎﻧﺎﰐ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻬ ﻢ ﺟﺪﺍ ﻫﻮ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟ ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺗﺒﺔ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ...ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﳊﺎﺿﻦ ﻟﻜ ﹼﻞ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﲨﻴﻼ ﻭﻧﺎﻓﺬﺍ ﰲ ﺻﻤﻴﻢ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ. ﺸﻌﺮ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﻃﺒﻌﺎ ..ﻟﻴﺲ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ، ﻟﺬﺍ ﻓﺈ ﹼﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟ ﻱ ﻫﻮ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﺇﱃ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﺼﺪﻕ ،ﻭﻣﺴﺢ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺁﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭ ﰲ ﺫﻭﺍﺗﻨﺎ ﳌﺸﺎﻫﺪﺓ ﻛ ﹼﻞ ﻣﺎ ﳛﻴﻂ ﺑﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺇﻛﺴﺎﺋﻪ ﺑﺜﻮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﹼﻠﻐﺔ ﻳﻨﻘﻠﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻜﺴﻬﺎ ﻭﻳﻄﺮﺡ ﺃﺳﺌﻠﺔ ،ﻫﺬﺍ ﺸﻌﺮ .ﺃﻥ ﺗﺼﻨﻊ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﺮﲡﻞ ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳌﺸﻜﻞ، ﻫﻮ ﰲ ﺭﺃﻳﻲ ﺍﻟ ﺍﳌﺸﻜﻞ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﺬ ﺇﱃ ﳊﻈﺔ ﻣﺎ ﻭﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺼﺪﻕ ﺩﻭﻥ ﺇﺳﻔﺎﻑ ﻭﺩﻭﻥ ﺧﻮﻑ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺪﻑ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﻛﺘﺎﺑﺘﻚ ﺧﺎﻟﺪﺓ ﻟﻴﻮﻡ ﻣﺎ، ﺸﻌﺮﻳﺔ .ﻭﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻠﻢ ﻳﻌﲏ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻫﺬﺍ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟ )ﺍﻟﻘﻴﻢ( ﻭﻣﻮﺕ ﺍﻟﻨﻤﺮﺓ )ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ(. ﻳﻌﲏ ﺃﻧﻚ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺑﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻠﹼﻐﺔ ﲟﻘﺪﻭﺭﻫﺎ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ؟
118
ﺇﺗﻘﺎﻥ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺷﺮﻁ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﻁ ﳑﺎﺭﺳﺘﻪ ﺻﻨﻌﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ، ﱀ ﻋﻠﻴﻪ ﻫ ﻮ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻛﺎﺋﻨﺎ ﻣﺎ ﺸﺮﻁ ﺇﺫﺍ ﹼﰎ ﺃﺻﺒﺢ ﻃﺒﻌﺎ .ﻣﺎ ﹸﺃ ﹼ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺒﻌﺎ ﺃﻭ ﺻﻨﺎﻋﺔ ،ﻫﻲ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟ ﹼﺬﻱ ﺃﻛﺴﺒﲏ ﻣ ﻌﻨﻰ ﻭﺍﲰﺎ. ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﻧﻘﹼﺎﺩ ﺍﻷﺩﺏ ﻗﺪﳝﻪ ﻭﺣﺪﻳﺜﻪ ﺑﺎﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻨﻌﺔ؟ ﺸﺎﻋﺮ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﳌﻜﺘﺴﺐ ﻭﻻ ﻳﺼﻨﻊ. ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﺻﺎﺭ ﰲ ﻃﺒﻌﻪ .ﻳﺴﺘﻐ ﹼﻞ ﻣﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﰲ ﺃﻋﻤﺎﻗ ﻪ .ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺃﻗﺮﺃ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻭﺃﺳﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻪ ﻻ ﺃﺳﺘﻌﻤﻠﻪ ﻷﻧﲏ ﺻﺎﻧﻊ ،ﺑﻞ ﻷﻧﻪ ﺻﺎﺭ ﰲ ﻃﺒﻌﻲ ﻭﰲ ﺩﻣﻲ ،ﻭﺃﻇ ﻦ ﺃ ﹼﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻟﻴﺲ ﻱ ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ﺇﱃ ﺍﻷﺻﺪﻕ ﻭﺍﻷﻋﻤﻖ ﻫﻮ ﺍﳉﻮﻫﺮ .ﻟﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭ ﻭﺍﻷﲨﻞ ،ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟ ﹼﺬﻱ ﱂ ﻧﻌﺘﺪﻩ .ﺇﱃ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻛﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺣﻴﺎﺓ. ﻗﺼﻴﺪﺗﻚ ﳍﺎ ﻋﺪﺓ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻭﺃﺑﻌﺎﺩ ،ﻓﺎﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﳌﹼﺎ ﻧﻘﺮﺃﻫﺎ ﳒﺪﻫﺎ ﻋﺪﺓ ﻗﺼﺎﺋﺪ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻧﻚ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻋﺪﺓ ﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻌﺪﺩ ﺣﺠﻢ ﺍﳋﻄﻮﻁ ﻭﺍﻷﻗﻮﺍﺱ ﻭﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﳍﻨﺪﺳﻴﺔ ،ﺇﻧﻪ ﻧﺺ ﻣﻨﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﱂ ﻧﻌﺘﺪﻩ ﻛﺜﲑﺍ ﰲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ؟ 119
ﺸﻌﺮ ﺸﻌﺮ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﺑﺎﳌﺮﺓ ،ﻭﰲ ﺍﻟ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺗﻪ ﻏﲑ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺍﻟ ﺸﻜﻞ ،ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﹼﲦﺔ ﲡﺎﺭﺏ ﻗﻮﻳﺔ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟ ﺸﻜﻞ ﺍﳌﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳊﺮﺓ، ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺗﻘﻄﻊ ﻛﹼﻠﻴﺎ ﻣﻊ ﺍﻟ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺔ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﺎﻷﻗﺼﻮﺻﺔ ،ﻻ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﺎﺕ ﻭﻻ ﻋﻦ ﺃﺳﻄﺮ ،ﺑﻞ ﻫﻲ ﻓﻘﺮﺍﺕ ﻣﺘﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻷﺣﺠﺎﻡ .ﻓﻘﺮﺍﺕ ﻣﺘﻮﺍﻟﻴﺔ، ﳏﻜﻮﻣﺔ ﲝﺒﻜﺔ ﻭﺑﻨﺴ ﹴﻖ ﺩﺭﺍﻣ ﻲ ﻣﺘﻄﻮﺭ ،ﻭﺗﺘﻌﺪﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻭﺗﺘﻨﻮﻉ ﺍﳋﻄﻮﻁ ﻭﺗﻜﺜﺮ ﺍﻷﻗﻮﺍﺱ ﻭﺍﳌﻌﻘﹼﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻀﻤﻴﻨﺎﺕ ...ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳌﺜﲑ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﻛﻴﻒ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﻛﺸﺎﻋﺮ ﺃﻥ ﺃﺟﻌﻞ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺎ ﰲ ﺧﻄﺎﺏ ﻭﺍﺣﺪ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺮﺅﻩ ﺗﺸﻌﺮ ﺃﻧﻪ ﺧﻄﺎﺏ ﻏﲑ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﺑﻞ ﺧﻄﺎﺏ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻃﺮﻗﺎ ﻛﺜﲑﺓ .ﻭﰲ ﲡﺎﺭﰊ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺮ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﺟﺪ ﻱ .ﻭﰲ ﺭﺃﻳﻲ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺃﻓﻖ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﲡﺴﻴﻢ ﻗﻮ ﺸﺎﻋﺮ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻛ ﹼﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻛ ﹼﻞ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻭﻛ ﹼﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ .ﻟﻠ ﺻﺎﳊﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻇ ﹼﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻄﺒﺎﻋﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ .ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﻤﻴﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﺷﻌﺮ ﻧﺜﺮ ﺃﻭ ﺷﻌﺮ ﺣ ﺮ ﺃﻭ ﻏﲑﻩ ﻭﲡﺎﻭﺯ ﻛ ﹼﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺼ ﻪ ﻭﺃﻥ ﳛﻘﹼﻖ ﺇﺿﺎﻓﺘﻪ. ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺞ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻧ ﺃﻭ ﻳﺒﺘﻜﺮ ﳕﻄﹰﺎ ﺷﻌﺮﻳﺎ ﺁﺧﺮ؟ ﻟﻌﻠﹼﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﳕﻄﺎ ﺷﻌﺮﻳﺎ ﺁﺧﺮ ﺭﺑﻤﺎ ...ﺭﺑﻤﺎ.
120
ﳌﺎﺫﺍ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﰲ ﻛﻞ ﻗﺼﺎﺋﺪﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﲟﻘﻮﻻﺕ ﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻭﻫﻲ ﲰﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻚ؟ )ﻳﻀﺤﻚ ﰒ ﻳﻘﻮﻝ( ﰲ ﻣﺎ ﺃﺻﺪﺭﺗﻪ ،ﻭﻣﺎ ﺳﻴﺼﺪﺭ ،ﺣﺎﻓﻈﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﺪﻣﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺮﺍﺕ ،ﺣﺎﻓﻈﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﱘ ﻛ ﹼﻞ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺃﻭ ﻛ ﹼﻞ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﲟﺪﺍﺧﻞ ،ﻣﺪﺍﺧﻞ ﺣﺮﺻﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺘﻨ ﻮﻋﺔ ﻭﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﳍﺎ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻛﺘﺒﻬﺎ .ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺣﺮﺻﺖ ﻋﻠﻰ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﻛﺘﺒﻬﺎ .ﺗﻘﻮﻝ ﱄ .ﳌﺎﺫﺍ ؟ ﻓﺄﺟﻴﺐ .ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺴﻴﻂ .ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﺇﻧﲏ ﺃﻗﺮﺃ ،ﻭﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻻ ﺗﺄﰐ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ،ﻭﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﳊﻈﺎﺕ ﻗﻮﻳﺔ ﻭﻣﺸ ﻌﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻫﺬﻩ ﺣﻘﻴﻘﺔ ،ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻀﻤﻴﻨﺎﺕ ﻣﺜﻼ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺃﺷﻌﺮ ﺺ ﺍﻟﻘﺼﲑ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﻛﺒﲑﺓ ﺟﺪﺍ ،ﻛﺄﻧﲏ ﺃﻧﺎ ﺍﻟ ﹼﺬﻱ ﺃﹼﻟﻔﺖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨ ﺍﻟ ﹼﺬﻱ ﺍﺧﺘﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺭﻳﺘﺴﻮﺱ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﻖ ﻣﺎ ﻗﺮﺃﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ .ﺃﺣﺴﺴﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻛﺘﺸﻔﺘﻪ ﻛﺄﻧﲏ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﻛﱰﺍ ،ﺃﻭ ﻱ ﻟﻠﻘﺼﺎﺋﺪ ،ﻫﻮ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ، ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺅﻳﺎ .ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﺟﺰﺀ ﺿﺮﻭﺭ ﻭﻟﻜﻦ ،ﺍﻵﻥ ﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﳎﺮﺩ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ .ﺇﻧﻪ ﻗﺪﺭ. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺟﺪﺗﻪ ﺷﻌﺮﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻗﺪ ﺍﻛﺘﻤﻠﺖ ﲤﺎﻣﺎ، ﺻﺪﺭﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺩﻭ ﹶﻥ ﺃ ﹾﻥ ﺃﻋﺮﻑ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻭﻗﺘﻬﺎ ،ﻭﺇﻧﲏ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ
121
ﺃﺟﻬﻞ ﺍﻟﺴﺒﺐ ..ﻟﻜﻨﲏ ﺃﻋﻠﻢ ﺃ ﹼﻥ ﻗﺼﻴﺪﰐ ﻧﺎﻗﺼﺔ ﺩﻭﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺪﺧﻞ... ﺺ ﺃﻭ ﺗﻈﹼﻠ ﻪ. ﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﺯﻳﻨﺔ ،ﺑﻞ ﻋﺮﻭﻕ ﺃﻭ ﻭﺭﻳﻘﺎﺕ ﺗﻐﺬﹼﻱ ﺍﻟﻨ ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﺎﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﳌﺪﺍﺧﻞ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻓﻬﻮ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﱵ ﻛﻜﺎﺗﺐ. ﺍﳌﺮﺃﺓ ﲢﻀﺮ ﰲ ﻗﺼﺎﺋﺪﻙ ﻛﻜﺎﺋﻦ ﻧﻮﺭﺍﱐ ﺭﻭﺣﺎﱐ ﺑﺈﺣﺴﺎﺱ ﻭﺟﺪﺍﱐﹼ ﻋﻤﻴﻖ ﺟﺪﺍ؟ ﻫﺬﻩ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﺟﺪﺍ ،ﺇﻥ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﲢﻀﺮ ﰲ ﺷﻌﺮﻱ ﺣﻀﻮﺭﺍ ﺴﺆﺍﻝ ﺍﳍﺎﻡ؟ ﻫﻲ ﲢﻀﺮ ﺟﻠﻴﺎ ﻭﻃﺎﻏﻴﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﲢﻀﺮ؟ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟ ﻭﻓﻖ ﺇﺣﺴﺎﺳﻲ ﺑﺎﻟﻌﺎﱂ .ﻓﺄﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﱄ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺼﺒﺢ ﺃﻧﺜﻰ ﻭ ﺃﺧﺎﻃﺒﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﺍﻣﺮﺃﺓ... )ﺃﻗﺎﻃﻌﻪ( ﺑﻞ ﺣﱴ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﱃ ﺃﻧﺜﻰ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻜﺘﺐ ﻋﻦ ﺍﳌﺮﺃﺓ... ﺸﻌﺮ ﺃﻧﺎﺟﻴﻪ ﻛﺄﻧﺜﻰ ،ﻭﻳﺒﺪﻭ ﱄ ﺃ ﹼﻥ ﻛ ﹼﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻌﻼ ﺣﺘﻰ ﺍﻟ ﻣﻬ ﻢ ﰲ ﺣﻴﺎﰐ ﻫﻮ ﺃﻧﺜﻰ ،ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﻄﻠﻖ ﻓﺈﻧﲏ ﻻ ﺃﻓ ﺮﻕ ﺑﲔ ﻟﻮﺣﺔ ﻭﺷﺠﺮﺓ ﻭﺻﺨﺮﺓ ﻭﻏﻴﻤﺔ ﻭﺿﻮﺀ ﻭﻟﻐﺔ ﻭﺍﻣﺮﺃﺓ ،ﻓﻜ ﹼﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴ ﻤﻴﺎﺕ ﺗﺆﺩﻱ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﱃ ﺭﺳﻢ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻫﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﻃﻤﻮﺣﻨﺎ ،ﻟﻌﹼﻠﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ 122
ﻣﺎ ﻧﺴﻤﻴﻪ ﺍﳊﺮﻳﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻮﻃﻦ .ﺍﳌﺮﺃﺓ ﲣﺘﺰﻝ ﻛ ﹼﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ .ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﺐ ﻳﻘﺪﻡ ﱄ ﲰﺎﻭﺍﺕ ﻳﻠﻐﻲ ﺃﻥ ﰲ ﺣﻴﺎﰐ ﺣﺒﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﻛﺒﲑﺍ ﻭﺃ ﹼﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳊ ﻭﺃﺭﺍﺽ ﺃﺳﺘﻤﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺃﻛﺘﺒﻪ. ﳌﺎ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﳊﺐ ﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻣﻘﺎﻃﻊ ﻗﺼﲑﺓ ﺟﺪﺍ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻜﺜﹼﻔﺔ ﺑﻼ ﺣﺪ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﳊﺐ ﻻ ﳛﺐ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻜﺜﲑ؟ ﺐ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻑ ،ﺃﺷﻌﺮ ﺃﻧﲏ ﺸﻌﺮ ﻻ ﺃﺣ ﺃﺷﻌﺮ ﺃﻧﲏ ﰲ ﺍﻟ ﺐ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺃﻳﻀﺎ ﻷﻧﲏ ﺃﻛﺮﻩ .ﺃﻛﺘﺐ ﻷﻧﲏ ﺃﻓ ﹼﻜﺮ. ﺃﻛﺘﺐ ﻟﻴﺲ ﻷﻧﲏ ﺃﺣ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻵﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﲰﻬﺎ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻫﻲ ﺁﻟﺔ ﻣﻘﻠﻘﺔ ﻭﻗﺎﺗﻠﺔ .ﺃﺛﻮﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﰲ ﻧﺼﻮﺻﻲ ﻭﺃﻛﺘﺐ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺗﻌﺠﺐ ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ ﻣﺜﻠﻚ) ...ﻭ ﻳﻐﺮﻕ ﰲ ﺿﺤﻚ ﻋﻤﻴﻖ(. ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺗﻜﺘﺐ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ،ﻣﻊ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﲤﻴﺰﻙ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺴﺮﺩﻱ ،ﳌﺎﺫﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ؟ ﻫﻞ ﺃﻥﹼ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺬﹼﻱ ﺗﻨﻔﺬ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﻮﺍﺑﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻋﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻌﻚ ﻭﺑﻚ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻮﺍﱂ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺳﺴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﻭﺍﻳﺔ؟ ﻱ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺃﺣﻼﻡ ﻛﺜﲑﺓ ،ﻛﻨﺖ ﺃﻓ ﹼﻜﺮ ﺑﺎﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪ ﻭﺟ ﺮﺑﺘﻪ ﻟﻜﻨﲏ ﱂ ﺃﻭﺍﺻﻞ ﻷﻧﲏ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻧﲏ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ
123
ﳐﺮﺟﺎ ﺃﻭ ﳑﹼﺜﻼ ﻛﺒﲑﺍ ،ﺃﻳﻀﺎ ﻛﻨﺖ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺇﱃ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺃﻣﺎﺭﺱ ﺍﻟ ﺮﺳﻢ ﻭﺃﺭﺳﻢ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﲨﻴﻠﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻟﻜﻨﲏ ﺑﻴﲏ ﻭﺑﲔ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﺘﺄﻛﹼﺪ ﻭﻣﺘﻴﻘﹼﻦ ﺑﺄﻧﲏ ﻻ ﳝﻜﻦ ﰲ ﻳﻮﻡ ﻣﺎ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﻋﻼﻣﺔ ﰲ ﺍﻟ ﺮﺳﻢ ،ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺭ ﺳﺎﻣﺎ ،ﻫﺬﺍ ﺳﻬﻞ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺭ ﺳﺎﻣﺎ ﻫﺎ ﻣﺎ ،ﻓﻬﺬﺍ ﺻﻌﺐ. ﺸﻌﺮ ،ﻭﻣﻊ ﻭﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻭﺍﻟ ﺮﺳﻢ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟ ﺸﻌﺮ ،ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ ﺃﻧﲏ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﳌﺬﻛﹼﺮﺍﺕ ﻭﺍﳌﻘﺎﻻﺕ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟ ﺸﻲﺀ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﳌﻤﻴﺰ ﻟﻠﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺣﻴﺎﰐ ﻭﺍﻟ ﹼﺬﻱ ﻓ ﹼﻜﺮﺕ ﻭﺟﺪﺕ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟ ﺟﻌﻞ ﻣﻨﻲ ﺷﻴﺌﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﰲ ﺩﺭﺍﺳﱵ ﺃﻭ ﰲ ﻋﻼﻗﺎﰐ ﺃﻭ ﰲ ﻭﺟﻮﺩﻱ ﺃﺻﻼ ﻚ ﻭﻻ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃ ﹼﻥ ﻗﺪﺭﺍ ﻣﺎ ﺃﻭ ﻟﻌﻨﺔ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﺖ ﺸﻌﺮ .ﺇﺫﻥ ،ﻻ ﺷ ﻫﻮ ﺍﻟ ﻣﻨﻲ ﺷﺎﻋﺮﺍ .ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠ ﻲ ﺃﻥ ﺃﻭﺍﺻﻞ ﻭﺃﻥ ﺃﺻﻘﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﹼﻌﻨﺔ ﻭﺃﺟﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺎﲰﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﺯﻫﺮﺍﺕ ﻟﻮﺯ ﺑﻴﻀﺎﺀ .ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎﻛﺎﻥ. ﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟ ﹼﺬﻱ ﰲ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺎ ﺍﻟ ﺮﻭﺍﻳﺔ ﻓﻠﻘﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﻷ ﹼﻥ ﺍﻟ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻔﺠﲑ ﻭﺇﱃ ﻓﺘﺢ ﳊﻈﺎﺕ ﻭﺇﱃ ﺷﺮﺡ ﻭﺗﻔﺼﻴﻞ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺸﺮﺡ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﹼﺜﺮﺍﺀ ﺍﳌﺒﺎﻟﻎ ﺸﻌﺮﻳﺔ ﺗﺮﻓﺾ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟ ﻋﺒﺎﺭﰐ ﺍﻟ ﺸﻌﺮﻳﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﺍﺳﺘﺮﺳﺎﱄ ﰲ ﻓﻴﻪ .ﻭﻛﻨﺖ ﺑﻘﺪﺭ ﺻﺮﺍﻣﱵ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﱵ ﺍﻟ ﺻﺔ ﰲ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺧﺎ ﺴﺮﺩ ،ﻭﱂ ﺃﻛﻦ ﺇﱃ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻗﻮﻝ ﻷ ﺍﻟ
124
ﺍﻟﹼﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺃﻧﲏ ﺃﻛﺘﺐ ﺳﺮﺩﺍ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻧﻮﻋﻪ .ﺍﳌﺮﺓ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮﺕ ﺴﻮﺭﻳﺔ ﻣﻊ ﺳﻌﺪﻱ ﻳﻮﺳﻒ. ﺼﺎ ﺳﺮﺩﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﳎﻠﹼﺔ ﺍﳌﺪﻯ ﺍﻟ ﻓﻴﻬﺎ ﻧ ﺍﻵﻥ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﺇﻧﲏ ﻻ ﺃﻛﺘﺐ ﺷﻴﺌﺎ ﳐﺘﻠﻔﺎ ﰲ ﺍﻟ ﺮﻭﺍﻳﺔ ﺑﺎﳌﺮﺓ. ﺸﻌﺮ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﹼﺜﺮﺍﺀ ﻓﻔﻲ ﺭﻭﺍﻳﺎﰐ ﺃﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜ ﻢ ﺍﳍﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻟ ﺍﻟﹼﻠﻐﻮﻱ ﺍﻟ ﹼﺬﻱ ﳝﻴﺰﱐ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻘﺼﲑﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﳒﺰﺎ ﺸﻌﺮ ﺑﻜﻞ ﺍﳌﻘﺎﻳﻴﺲ. ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﻇ ﻦ ﺃ ﹼﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻬ ﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻃﹼﻼﻋﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﳒﺪ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻨﺘﺠﻮﻥ ﺇﺑﺪﺍﻋﺎﻢ ﰲ ﻓﺘﺮﺓ ﺷﺒﺎﻢ ﰒ ﻳﻌﺘﺰﻟﻮﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺃﻭ ﻳﻨﺘﺤﺮﻭﻥ، ﻛﻴﻒ ﺗﻌﻴﺶ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﹼﺤﻈﺔ ﺃﻻ ﲣﺎﻑ ﻣﻨﻬﺎ؟ ﻗﺪ ﺃﺯﻋﺠﻚ ﺑﺈﺟﺎﺑﱵ ﻫﺬﻩ )ﻭﻳﻐﺮﻕ ﰲ ﺍﻟﻀﺤﻚ( ﺃﻧﺎ ﱂ ﺃﻓ ﹼﻜﺮ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﹼﻠﺤﻈﺔ ،ﻓ ﹼﻜﺮﺕ ﺭﺑﻤﺎ ﰲ... )ﺃﻗﺎﻃﻌﻪ( ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺯﻋﺠﻚ ﻷﻧﲏ ﺃﺫﻛﹼﺮﻙ ﺎ ﺍﻵﻥ؟ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﺐ ﺑﻌﻤﻖ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﻭﺃﻥ ﺃﻧﺸﺮ ﺃﻋﻤﺎﱄ ،ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻱ ﺷﺨﺺ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺃﻓﻜﹼﺮ ﻓﻴﻪ .ﻭﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﺣﻠﻤﺎ ،ﻫﻮ ﺷﻲﺀ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺃ ﺑﻪ .ﻭ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺃﺣﻼﻣﻲ ﺍﻵﻥ ﻫﻮ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺑﺸﻜﻞ ﻻﺋﻖ.
125
ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﻓﻜﹼﺮ ﺑﻪ ﺍﻵﻥ ،ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﻼ ﻯ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﻭﺃﺣﻼﻡ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻥ ﺃﻧﻘﻄﻊ ﺎﺋﻴﺎ ﻳﻌﻨﻴﲏ ...ﻟﺪ ﺸﻌﺮ ﻓﻼ ﺃﻇ ﻦ ﺃ ﹼﻥ ﻫﺬﺍ ﺳﻴﺤﺪﺙ )ﻳﻘﻮﳍﺎ ﺑﺎﺭﺗﺒﺎﻙ( ﻣﺎ ﻋﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟ ﺸﻌﺮ، ﺟﺌﺖ ﺇﱃ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻋﻄﺎﺋﻪ ﳍﺎ ﱂ ﺃﻋﻄﻪ ﺑﻌﺪ ﺣﺘﻰ ﺃﻋﺘﺰﻝ ﺍﻟ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻋﻄﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ) ...ﻳﺼﻤﺖ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﻳﻮﺍﺻﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ(... ﺸﻌﺮ ﺃﻋﻄﻰ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺷﻴﺌﺎ .ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺏ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺍﻣﺒﻮ ﻣﺜﻼ ﳌﺎ ﺍﻋﺘﺰﻝ ﺍﻟ ﻣﺎﺕ ﺃﻋﻄﻰ ﺷﻴﺌﺎ .ﻭﺍﻟﺸﺎﰊ ﺃﻳﻀﺎ .ﻭﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ﺍﻟ ﹼﺬﻳﻦ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﺃﻋﻄﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎ، ﻭﺍﻟ ﹼﺬﻳﻦ ﻇﹼﻠﻮﺍ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﹼﺜﻤﺎﻧﲔ ﻣﺎﺯﺍﻟﻮﺍ ﱂ ﻳﻌﻄﻮﺍ ،ﺃﻋﻄﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﹼﺜﻤﺎﻧﲔ ﻀﺒﻂ ،ﻭﳊﻈﺔ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﺃﻋﻄﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎ .ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃ ﹼﻥ ﺑﺪﺍﻳﱵ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺑﺎﻟ ﺠﻌﺔ ﻭﻗﻮﻳﺔ ﻭﻏﲑ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻬﻤﺖ ﻣﻦ ﻛ ﹼﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻔﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺎ ﻣﺸ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺣﺒﻮﱐ ﻭﺃﺣﺒﻮﺍ ﺷﻌﺮﻱ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﹼﰎ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻱ ﺬﺍ ﻓﻘﻂ ﺷﺎﻋﺮﺍ ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻬﺬﺍ ﻏﻠ ﻮ .ﺃﻇ ﻦ ﺃ ﹼﻥ ﻣﺎ ﺃﺧﻔﻴﻪ ﻭﻣﺎ ﹶﺃ ﻋ ﺪ ﺑﻪ ﻫﻮ ﺍﻷﻫﻢ ،ﻭﺃﻋﺬﺭﱐ ﺑﺈﺯﻋﺎﺟﻚ ﺑﻌﺪﻡ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻋﺘﺰﺍﱄ. ﻭﺍﳌﻮﺕ ﻛﻴﻒ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ؟ ﺍﳌﻮﺕ ﻟﻴﺲ ﺳﻬﻼ ،ﻗﺪ ﳝﻀﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻤﺮﻩ ﻛﺎﻣﻼ ﻳﻄﻠﺐ ﺸﻲﺀ ﺍﻟ ﹼﺬﻱ ﺍﳌﻮﺕ ﻓﻼ ﻳﺄﺗﻴﻪ ،ﻳﺄﺗﻴﻪ ﰲ ﳊﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﳛ ﹼﻘﻖ ﺍﻟ ﺸﻲﺀ ﺳﺄﻣﻀﻲ .ﺃ ﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺭﺳﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺣ ﹼﻘﻖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟ
126
ﺸﻲﺀ ﺍﳍﺎﻡ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﱪﺩ ﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻗﻮﻡ ﺑﺈﳒﺎﺯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟ ﺍﻟ ﹼﺬﻱ ﺃﻧﺎ ﻣﺮﺳﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ،ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﳌﻮﺕ ﺃﻣﺮﺍ ﺛﺎﻧﻮﻳﺎ ﻭﺑﺴﻴﻄﺎ ﳊﻈﺔ ﳎﻴﺌﻪ...
127
ﻓﻬﺮﺱ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ۩ ﺍﻻﻧﺒﺜﺎﻕ ﺩﻭﻥ ﺃﺻﻞ ۩۩ ﺍﻷﻋﺘﺎﺏ ﻭﺍﳌﻨﺎﺯﻝ: ﺃ -ﺍﻷﻋﺘﺎﺏ: ﳐﺪﻉ ﻣﻬﻤﻞ ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺷﺠﺮ ﺍﻟﹼﻠّﻴﻞ. ﺷﺘﺎﺀ ﺍﻷﺑﺪ. ﺍﻷﻭﺩﻳﺴﺔ. ﻃﻮﺍﻑ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﺕ. ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺎﺕ. ﻋﻮﺩﺓ ﺃﻭﺭﰲ.ﺏ -ﺍﳌﻨﺎﺯﻝ: ﺑﻴﺖ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ. ﺷﺮﻓﺔ ﻭﺍﻃﺌﺔ ﻟﻨﺤﺎﺗﺎﺕ ﺍﻟﱪﻕ. ﻋﺮﺑﺔ ﳋﻴﻞ ﺍﻷﺳﺎﻃﲑ. ﻓﺠﺮ ﻟﻘﺪﺍﺳﺎﺕ ﺩﺍﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﹼﻴﻞ ﺑﺂﺛﺎﺭ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ. ﻣﺪﻳﺢ ﳋﺒﻂ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﺍﻟﻄﹼﺎﺋﺮ ﺍﳉﺒﻠ ﻲ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪ ﺍﳉﺒﻞ.128
ﻭﻗﻔﺔ ﺃﺧﲑﺓ ﻹﺿﺎﺀﺓ ﺍﻟﺪﻭﺍﺧﻞ. ﺩﻛﻨﺔ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﳌﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ. ﻗﺪﺍﺱ ﺃﺧﲑ ﻟﺴﺎﺩﻧﺔ ﺍﳌﻌﺒﺪ. ﺳﻠﻤﻰ ﻛﻌﺎﺩﺎ ﺗﻐﻨﻲ.۩۩۩ ﺍﳌﻠﺤﻖ: -ﺣﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻛﺎﺭﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ.
129