الدال و المدلول في ذكريات أيام السياسة للعجيلي /صالح الرزوق يستكمل العجيلي في ) ذكريات أيام السياسة -الجزء الثاني (2000 -رسم صورته الشخصية بأسلوب مباشر يقف في منتصف الطريق ،بين القصة الفنية و القصة التسجيلية .و لذلك بالنسبة لتحديد النوع يبدو الموضوع محسوما: -1فهذا العمل مكتوب بشكل مذكرات ،غير أنه ل يتفق مع السير الذاتية المعروفة ،ل بالتوجه و ل السلوب .إنه يختلف عن أيام طه حسين ) مثل( بصيغة الخطاب .فاليام تستعمل ضمير الغائب بالنيابة و تبتعد ما أمكن عن المتكلم .و تقف وراء ذلك اعتبارات أهمها الفاصل الزمني بين الواقعة و ذكرياتها .إن هذا الفاصل هو فراغ ،و يمكن أن يكون فضاء ،و فيه يتم استعادة الحداث ليس كما جرت في الواقع و لكن كما تبدو في الذهن. و هذا يحض على التصورات و يترك مجال لعادة تفسير اللشعور و إعادة ترتيب الرموز و تفسيرها .و قل نفس الشيء عن ) جمر و رماد ( هشام الشرابي. فالحداث لديه ليست قريبة .و توجد مسافة ذهنية و عقائدية تفصل الشخص عن ماضيه ،المر الذي يفتح الباب أمام الخطاء و المراوغات و ذكريات الحجاب التي ل تمتلك حيالها إل الصمت أو التفسيرات الوهمية. لقد كان هشام شرابي بعيدا ما أمكن عن حالته الفنية كذات منتجة لخصال من الماضي ،و لكنه تحرك بموازاة الظواهر .و هي منعطفات أساسية في سير الحداث .و هكذا لم يعد هو مصدرا لها .و لكنه أصبح مجرد حامل أو في أحسن الحوال منتج. و يصح ذلك أيضا على المذكرات التي اعتمدت طريقة الرواية الموضوعية للحداث كما هو الحال في البدايات ليعقوب زيادين ،و البدايات لفايز إسماعيل ،و على درب الشوك لفاروق نور الدين. إن هذه المذكرات تسجيل لحالة عامة بعيدة عن النرجسية الضرورية في السرد الفني .إن التفاوت بين ما سلف و مذكرات العجيلي جوهري و أصيل .فالمكان بنظر العجيلي هو الموضوع و ذات الموضوع كما يقول البنيويون ،بمعنى أنه مكان متكرر و لو اختلفت المواقع و السماء. و للتوضيح. ل أجد فارقا لديه بين بير زيت في فلسطين و بور سعيد في مصر و ميسلون في
سوريا .فكلها عبارة عن ميدان لمعركة و مسرح مصمم خصيصا لدارة مواجهة مفتوحة ضد الغزو الجنبي و الحتلل. بينما الزمان هو البطل عند الخرين ،فقد وضعوا ثقتهم بالماضي الجميل و المؤلم و بالفترة التي انقضت من العمر ،و لكن التي تستحق التوثيق و التسجيل. -2و لن المذكرات تشبه بأسلوب عملها المفكرة ) من التفكير ،تسجيل شوارد الذهن الراهن( تكون اللغة فيها محايدة ) فهي غالبا تعمل على استعادة ما جرى موضوعيا(. و تكون انطباعية ) تعمل على تفسير مجريات الحداث من وجهة نظر الكاتب( .و هذا الشرط متوفر في عمل العجيلي فقط .و لدى الشرابي بدرجات ضئيلة و متفاوتة .و لذلك توزعت الحمولة اللغوية على وحدات الكتلة ) بعبارة أخرى توزع عدد المفردات و نسبتها على الفصول المختلفة للمفكرات( بشكل غير متسلسل، فالمراحل لم تأتي بالتعاقب و هي متداخلة. و على ما أعتقد الذي تحكم في ترتيب الحداث و الفصول هو ما يطيب لي أن أسميه البحث عن مصير الروح في الوجود .إن الروح ذات قيمة رومنسية و طوباوية .و قد أدى ذلك لتشعب في رواية الحداث وفق المسارات التالية: -1عالم القيم و المثل العليا المعبرة عن العواطف و المشاعر النبيلة و عن الجوهر الساسي للمة .و لذلك عملت من فوق كل الفكار السياسية و اقتربت كثيرا من التفسير الطوباوي لما ندعوه بالروح .و أهم هذه المفردات :قومية، عروبة ،شخصية المة ،و سوى ذلك. -2عالم الخطط و البرامج السياسية العامة .و هي ذات علقة بالتطبيقات المباشرة و التفسير المرحلي لبعض العناوين و المبادئ .و عليه إنها تحتمل التضاد و التصوير العكوس .و على الغلب هي ضد سابقتها و لها اتجاه و ليست عامة .بمعنى أنها تعابير مادية و منظورة و ليست روحية و شاملة .و يدخل في هذا البند مفردات مثل :وحدة ،تجزيء ،انفصال ،إلخ.. -3أخيرا هناك مجموعة من المفردات التي لها علقة مباشرة بالحداث و الوقائع ،و قد مر بها كاتب المذكرات نفسه .إنها محتوى حياته الشخصية بما تنطوي عليه من مبادئ و أفكار و تجارب .و لذلك غلبت عليها صيغة ضمير المتكلم و أسماء العلم و الماكن و التواريخ و أيام السبوع و الشهور و الديان و ما
شابه... و لمزيد من التحديد لقد توزعت تلك المفردات السمية وفق المخطط التالي: الوحدة 23 :مرة. النفصال 22 :مرة. عروبة ،أمة ،قومية.10 : الشتراكية .1 : اليهود.1 : المثالية ،الدعاية ،مثالي.3 : قطيعة.1 : تجزئة.1 : و إنه بنظرة سريعة لما سبق نستطيع أن نلحظ كيف أن لخط الحداث اتجاها سببيا ،يربط بين العلة و المعلول برباط المنطق التاريخي و الحالة النفس - اجتماعية .لقد جاءت قراءة العجيلي لحداث عصره عمودية و ليست أفقية .و عبرت عن حالة الفتخار و العتزاز كواحدة من الخصال العربية الصيلة و ما لحقها من انكسار و جروح نازفة أصابت مفهوم المة القوية و العريقة بالصميم. و لذلك أعقبت المفردات اليجابية :وحدة ،عروبة ،مثل عليا ،مفردات سلبية مثل : انفصال ،قطيعة ،تجزئة ،إلخ.. جدول ) – ( 1توزيع الحمولة اللغوية على فصول الذكريات
الرقم المتسلسل
الكتلة اللغوية
النسبة المئوية %
4
العنوان الفهرس تعريف دوافع الدخول في الوزارة آراء قبل الوحدة في وزارة الثقافة في وزارة الخارجية في وزارة العلم العقابيل ملحق الخاتمة فهارس
16.67 5.56 11.11 44.44 22.22
النسبة المئوية للمجموع 12.95
100 100
7.75 15.87
100 23.08 41.03 29.21 8.97
35.79 28.06
1 2 3 4
و عليه إن فضاء الذكريات كما رسمه العجيلي متداخل و ليس متسلسل )جدول 1 (. إنه غير مرتب بأسلوب تتابع كرونولوجي إن شئت الدقة .و قد كان يحدوه لذلك على الرجح سببان: تداخل الحداث المتواترة و التي تشهد نوعا من المد و الجزر .من وحدةلنفصال ثم اتحاد و هكذا دواليك في حركة ترددية ل متناهية ترسم دوائر مفرغة و تجريبية و ميؤوسا من جدواها. و السبب الثاني عدم ترتيب الحالة النفسية لية مرحلة سياسية أو إدارية.و لذلك أرى أن فضاء هذه الذكريات مونولوجي ،و تخترقه خطوط الضاءة و القوة و الضغط ،و ذلك تبعا لما يسمى اللوبي المؤثر ،و تبعا لركود و نشاط الحياة السياسية و الجتماعية .و بالخص أنه تحدث عن أمة عربية ،و هي أمة ليست متجانسة ،و تعيش في عدة شرائح و على عدة مستويات .بين أنظمة شمولية و عسكرية و أنظمة ملكية متشددة دينيا ،و يغلب عليها التحفظ و التفسير الرجعي مقابل جيوب و كونتونات مرتبطة بالخارج الليبرالي و العلماني. و للتدليل على ذلك بلغة الرقام لقد ورد في الصفحات ) ،(38 -13و هذه مجرد عينة عشوائية ،لفظ الوحدة 23مرة و مقابل ذلك تردد لفظ النفصال 22مرة ،المر الذي يؤكد حالة التوازن بين المفردات و عدم قدرة أي طرف على حسم الصراع .إن ذلك بكل بساطة مؤشر على الزدواجية في مضمون الذكريات و تجزئها بين روح ) ذات ( /مادة ) موضوع(. و قد دعمت هذه النظرة الشيزوفرانية لخيط الحداث الرحلت المكوكية التي يقوم بها العجيلي نفسه بين مسقط رأسه بلدة الرقة و العاصمة .ناهيك عن التجزئة في البنية النفسية لشخصيته و هو ما يسميه في المذكرات بعبارة ) الجمع بين ( ،فقد أدى مهام عدة وزارات غير متشابهة في وقت واحد كوزارة الثقافة و الخارجية مثل .ثم في مرحلة لحقة وزارة العلم و الخارجية. و حتى سلوكه ينم عن ازدواجية. فهو ) كما ورد في عدة مناسبات( يشرب فنجان قهوة الصباح في مقهى البرازيل، ثم يغادر ليداوم في مكتبه بالوزارة. أما أعراض الشيزوفرانيا ،التي تحمل أثر بنية شخصية مفككة و متصارعة مع
نفسها ،يمكن أن نراها في سلوكه السياسي .فهو يتمسك إيديولوجيا بمبدأ الوحدة العربية ،و بالخص وحدة سوريا و مصر ،و لكنه يشارك في أول وزارة بدولة النفصال .و أعتقد أن هذا التجزؤ هو في الحقيقة علمة على تثبيت طفالي و نكوص .و كان يمنع الذات من الندماج مع عناصرها .و ربما بسبب غياب دور السرة في المذكرات ) فهو لم يتحدث عن طفولته و ل عن الم و الب و الخوة( وضع أمامه ذكرى حجاب و بديل فرويديا هو بلدته الرقة و بيئته الصحراوية و ماضينا العروبي التليد .و هذا الثلثي هو عنده بمثابة الم الطيبة و الب القوي و الخوة الحباء .و على الرجح إن هذه طريقة للهروب من ذكريات خاصة مؤلمة أو مخجلة ،و ل يود أن يخوض في غمارها .شأنه في ذلك شأن كل من يتوارى وراء الرموز العامة .و على أية حال إن الفن و الدب هما حالة تصعيد و تورية .و الهدف النفسي يتلخص بإخفاء الرغبات الجنسية العارية. و كذلك كانت الذكريات فريدة من نوعها لنها ل تنص على اسم الزوجة و ل البناء .و هذه أعراض ثابتة لدى العجيلي .فهو في أدبياته الكثيرة و المتنوعة التي صور فيها عن رحلته في أرجاء العالم و مهنته تكفل بالحديث عن الصدقاء و المحبوبات و المرضى في العيادة دونما و لو إشارة واحدة لفراد عائلته. و في الذكريات اكتفى بالشارة لزوجته كشيء هلمي و غير محدد ،و ذلك لثلث مرات فقط ،و في مناسبات هامشية و ل يعتد بها ) مثل اتصال من مجهول ،دعوة لحفلة غنائية.(... معنى الميثاق في الذكريات: إن ) ذكريات أيام السياسة ( حسب ميثاقها ،العقد الذي أبرمته مع القارئ ،هي مذكرات شخصية .و الميثاق أو العقد الذي يحدد النوع يكون ) برأي شكري المبخوت (1992 ،على شكلين: -1مضمر :و به تتساوى الكتابة من حيث تسمية الضمير الغائب أو المنصوص عنه بـ ) هو ( أو ) أنت( .و هذا يعود على الراوي المتكلم. -2أو أنه ظاهر .و هذا ينص بصراحة و بسلطة مطلقة من الكاتب على الحالة للنوع .أي أنه فيه يتم العلن عن الميثاق المعقود بين الطرفين ،الحاضر ) فضاء الكتابة ( و الخر الحاضر ) فضاء القراءة(.
غير أن التمييز بين المذكرات و السيرة الذاتية يتطلب نوعا من التطابق بين الفعل و الفاعل .و لكن هذا غير ضروري في حالة العجيلي لن المذكرات الشخصية سيرة حاضرة دائما. إن العلقة بين ذات الفاعل و ذات الفعل في السير الذاتية قد ل يكون على هذا القدر من الهمية .و إن مباشرة الذات للموضوع هي بشكل مستمر و في جميع أنواع المرويات الحقيقية ) من سير و مذكرات( تقوم أساسا على المحاكاة و المماثلة .و تساوي بين الحادثة و أسبابها .إن سبب ما يحدث في الحقيقة هو الذات الواقعية الموجودة و التي لها اسم و تاريخ و اتصال .و كل ما يؤسسه العقل أو تعيد العين تركيبه هو في حقيقة المر تحريك من طرف الكاتب و مثالياته للموضوع .و هو ما نسميه بالحدوث أو ببساطة الفعل. إن العنصر الجوهري في المذكرات و السيرة و اللوحات القلمية جزء من الفعال التي تؤديها الذات .أو أنه مباشرة من الذات للعالم .كيف تحوله من شيء لمكانيات .فالذي يتحقق فعل هو تحريك ذاتي و استجابة لعدد من المؤثرات و الرغبات المتراكمة .و بعبارة أوضح :هو مجرد تصور من الذات لما يجب أن ينفصل عنها و يضمن لها الستمرار .فالذات موجودة في العالم قبل الخبرات الشخصية المؤجلة ،و الفعال هي التي تتذكر الذات ،و تحاول أن تجاريها فيما تفكر به. و لكن العجيلي أضاف لما سبق معنى الذات المتحولة و هي التي يكون لها وجود أداتي و أدائي. فهو لم يتوقف عند حدود رواية الوقائع ،و ل عند حدود عالم المنيات و المثل و القيم العليا ،و لكنه حاول قراءة العناوين العريضة لشجون تلك المرحلة من خلل علقته بها. و قد استعمل صيغة الماضي التام ،لذلك غلب عليه الطبع و ليس التطبع ،بناء الحكاية و ليس تصوير الوقائع. و كان ينظر لجميع المهام الموكلة له من زاوية بيئته البدوية القاحلة و البطيئة و غير المنتظمة و التي ل تكتنفها السرار ،و إنما تحترق بالضوء و حرارة شمس الصحراء و المكائد. و هكذا نفهم لماذا تعامل مع الوظائف العامة ،و كأنها تعبير عن أفكاره الشخصية ،و ليس عن متطلبات و ضرورات العمل .و لماذا كانت النقلبات و
المؤامرات هي الحدث الهم. و في هذا السياق نستطيع أن نقرأ قراره بتعيين نزار قباني سفيرا ،و الثقة التي أولها لحكمة العسكر ،و لسلوب التعيين عوضا عن النتخاب. معنى أسماء العلم في الذكريات: و لسم العلم قيمة سيميائية .فهو يدل على الشيء و معناه و له وزن رمزي أيضا .و الصلة بين السم و الصفة مثل العلقة بين العمل و النتيجة .لذلك يمكن أن يكون السم هو الداء أو الدال على طبيعة الداء من ناحية ،أو النعت ) و ربما خبر لمبتدأ محذوف تقديره في الذهن( من ناحية ثانية .و عليه تكون أسماء العلم معرفة حتى لو أنها بل أداة تعريف أو أنها غير مضافة لمعرفة. و إن تواترها في جزئيات النص و وحداته الكبرى المضمرة ،التي لها وجود في عالم المعاني ،و الظاهرة الموجودة في الشريط اللغوي يدل على: أ -العناصر و النماذج الولية لذات المتكلم. ب -الجوهر الساسي لذات المتكلم نفسه. و بالنظر لذكريات العجيلي نلحظ أنها غير متوازنة من ناحية التوزيع و التخصيص. فهي و على الرغم من أنها تتألف من أربعة أقسام :ثقافة ،خارجية ،إعلم ،و سوى ذلك ،يمكن تقسيمها عمليا إلى ثلثة اتجاهات متساوية: -1الذات القريبة ) في الثقافة و الخارجية(. -2الذات العامة التي لها دور في التخطيط و التربية ) في العلم(. -3النا المجردة و الشخصية ) سوى ذلك(. و مثل هذا التوزيع لقسام المذكرات ل يعيد التوازن لبنائها و رؤيتها و حسب ،بل يساعد على رؤية دور اللشعور في صياغة الهوية النهائية للعجيلي .فالعرب غير السوريين في الحقيقة فاعلين غير أساسيين في 1و .2و إن اتصالته الحقيقية ) كما نراها في ذاكرته( ليست عروبية .و قد ركز في الثقافة و الخارجية على السوريين و الجانب .و كأن المرحلة 1هي صورة بالمرآة للمرحلة .2بمعنى أنه لم يكن يعزو أي فرق لمهمته في مجال الثقافة و الخارجية. و هذا يصدق أيضا على اسم العجيلي الصريح .فقد فهو ورد ذكره مرة واحدة في 1و مرتين في .2أي أن تواتره النسبي يتساوى في الفقرتين .و تتعادل
الفقرة 3أيضا مع مجموع 1و .2 بوجيز العبارة إن ) الجدول ( 2يبين كيف أن كتلة السماء لم تتوزع بالعدل .و هناك تأثير مهني عليها. جدول ) – ( 2توزيع أسماء العلم في فصول الذكريات
1في وزارة الثقافة 58 - 37 271 / 22ص الحجم 0.081 الفئة مفكرون سياسيون و إداريون عسكر العجيلي المجموع
عرب 1 5 7+4 2 1 19
3في وزارة العلم 2في وزارة الخارجية 200 - 103 102 - 59 271 / 97ص 271 / 42ص الحجم 0.362 الحجم 0.162 أسماء العلم أجانب عرب 3 أجانب عرب أجانب 3 2 2 1 1 20ب 3 2 1 24جـ 7 + 4 20+4 21 = 2
1 2 30أ
34 = 4
6 3 59د
61 = 2
4سوى ذلك - 201 271 271 / 70ص الحجم 0.395 عرب 4
أجان ب4 1 -
7 6 75ز
=1 76
10هـ 47+5و
أ -منهم 2غير سوريين ،ب -منهم 2عرب ،جـ -منهم 6عرب ،د -منهم 11غير سوريين، هـ -منهم 6غير سوريين، و -منهم 14غير سوريين ،ز -منهم 22غير سوريين
و قد كانت وزارة العلم هي الدعى للملحظة .فقد حازت على نسبة كبيرة من أسماء العرب غير السوريين لتأخذ غطاء سياسيا عروبيا يساير البنية الذهنية للعجيلي و أحلمه في دولة عربية قوية تعيد أمجاد الحضارة السلمية و فجرها الذهبي لمسرح الحداث .لقد كان العجيلي إن شئت الحقيقة عروبيا حقا ،و يؤكد ذلك التركيز على العرب غير السوريين في المرحلة الرابعة ) سوى ذلك التي هي سيرة العجيلي غير المهنية(. جدول ) – ( 3النسبة المئوية لتوزيع أسماء العلم على فصول الذكريات الصفة أجانب عرب العجيلي
1 0.095 0.90 0.048
2 0.118 0.90 0.059
3 0.033 0.97 0.049
4 0.013 0.99 0.080
و هذا دليل ل يقبل الشك على أن الذكريات هي تصور لعالم طوباوي تسيطر عليه و توجهه مفردات أساسية لها علقة بالعلم حيث المجال الكبر يكون
للشعارات و ليس للواقع المادي .و من ذلك :الوطن ،المصلحة العليا ،المصلحة القومية ،الستقرار ،التعقل .و غير ذلك من عبارات رومنسية ساهمت إلى حد كبير في تضخيم العاطفة على حساب العقل ،و في توسيع القراءة الشخصية للحداث على حساب الواجبات و المنطق الموضوعي. و أعتقد أن الشعور العارم بالخسارة و الندم ثم الوقوف على الطلل و البكاء على المجاد الغابرة ،هو قسط يسير من نتائج ذلك التفكير الوجداني و الشخصاني. و هذا هو شأن العجيلي دائما .إنه يضع مبادئه و أحلمه في مواجهة نفسها ،و يحول العالم إلى مرآة تعبير كبيرة نرى فيها أنفسنا فقط ،و من خارج السياق العام للحداث .فهو مثل يذكر في 3الدخال الجنبي لمرة واحدة في بند مفكرين و سياسيين و كأنه يحاول أن يلغي أثر الفقرتين السابقتين 1و 2اللتين غلبت عليهما الدخالت العجمية .و هذا مفهوم في ضوء الفرق في الختصاص. فالخارجية و ل شك لها علقة بالجانب .و قل نفس الشيء عن الثقافة .أما العلم فهو غالبا آلة بروباغاندا موجهة للستهلك في السوق المحلية. لقد كان خط العجيلي في هذه الذكريات متحول و بنفس السلوب الذي طرأ على حياته و ثقافته .فانتقاله من مجتمع عشيرة بدوية إلى عالم الفكار المخملية و التي أرى أنها أقرب للتفكير المديني قد شجع الطبقات العميقة من عالمه النفسي كي تنتقل لطور فاعل أو أنا. و يمكن أن نبرهن على ذلك من الجدول 2حيث نلحظ أن أسماء العلم العربية في الفقرة ، 4و هي الخاصة بأنا العجيلي ،تعادل بعددها مجموع الفقرات السابقة مجتمعة .بالمقابل يرد ذكر اسم علم أجنبي واحد فقط في فقرة 4 مقابل 8في الفقرات السابقة. باختصار لقد كان العجيلي في الحياة العامة و ملبسات حياته الشخصية أقرب لبن البادية المتمسك بالصول .الذي يؤمن بالنظرة البطريركية للحياة و كأن المجتمع عشيرة و هي بحاجة لب أو قائد يدلها على الطريق المن. و لكنه في حياته الرسمية لديه ميول قوية تربطه بالحضارة و العالم المتطور .لقد تعامل مع حياته الشخصية بعقلية أبوية متغطرسة ،لكنه في مجال المهام المنوطة به تحلى بعقلية سياحية تؤمن بأهمية المثاقفة و التواضع و التعلم من الخرين ،و خلف ستار رقيق تستطيع أن ترى " دقات قلبه " و هي توجه دفة
القارب ،باعتبار أنه الربان. و هذا يدل على نفس الشيزوفرانيا التي تراها واضحة في المبدأ الساسي المحرك لكل شخصيته ..أن ينادي بالوحدة و يشترك في قيادة ست وزارات أساسية في دولة النفصال. المراجع و المصادر: عبدالسلم العجيلي ،ذكريات أيام السياسة ) .(2000رياض الريس للكتب والنشر .بيروت278 .ص. شكري المبخوت ،سيرة الغائب /سيرة التي :السيرة الذاتية في كتاب الياملطه حسين ) .(1992دار الجنوب للنشر .تونس167.ص.